عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - هنري سـركيس

صفحات: [1]
1
لقاء حول سؤال واحد..مع الناشط الاشوري السيد رعد ايشايا اسحق.
تقدم اي امة الى الامام يفرض على ابناؤها مواجهة حقائق المرحلة والتاريخ القديم والمعاصر دون اي مساحيق تجميل.. الصديقات والاصدقاء الاعزء نبدا معكم اللقاء الثالث من سلسلة لقاءات بعنوان( لقاء حول سؤال واحد)، مع الناشط القومي الاشوري السيد رعد ايشايا اسحق استاذ العزيز:ـ سؤالنا هو (لماذا غابت الديمقراطية داخل هياكل التنظيمية للاحزاب الاشورية)؟!. فرد علينا مشكورا..
الديمقراطية ببساطة هي حكم الشعب اي ان يشارك الشعب في الحكم بمستوى واحد اي بلا تمييز مباشرة او من خلال اشخاص منتخبين من الشعب, لاقتراح وتطوير واستحتاث القوانين, لخدمة الشعب وفي موضوعنا لتحقيق اهداف الحزب او المنظمة التي ينتمي اليها الاعضاء المنتخبين او المجتمعين في المؤتمر الحزبي الذي ينتخب فيه المندوبين القيادة التي واجبها تطبيق ما يرد في النظام الداخلي والمنهاج السياسي للحزب لتحقيق اهدافه ومبادئه المعلنة الواردة في استراتجيته السياسية.
كما هو معلوم ان ابسط هذه المفاهيم كانت مطبقة في امتنا قبل الحرب العالمية الاولى في ادارة شؤون الامة , حيث كان يجتمع البطريرك الذي كان يمثل اعلى سلطه دينيه ودنيويه مع رؤساء العشائر الاشورية للتداول في الامور التي كانت تحتاج الى الحلول الفورية او المستقبليه للتشاور والادلاء بالاراء للتوصل الى النتائج التي كان الجميع يلتزم بها ,استمر الحال لغاية مؤتمر رأس العمادية قبل احداث التطهير العرقي والديني عام 1933 في سميل .
ان تواجد شعبنا الاشوري في بيئة نابذة لجميع المفاهيم التي هي اسس للديمقراطية لعراق,ايران,سوريا أنعكست علينا وبهذا فقدنا المفهوم البسيط الذي كان سائدا في ادارة شؤون امتنا .اواسط القرن العشرين, كانت البدايه لتاسيس احزاب ومنظمات سياسيه اشورية بالمفهوم الحديث ,اسوه بالشعوب التي نعيش معها في المنطقه  الشرق الاوسط وفي المهجر بالخصوص الولايات المتحده ,مثلا  المنظمة الديمقراطية الاثورية في سوريا, حزب بيت نهرين في امريكا  ثم في الربع الاخير من القرن  الحزب الوطني الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية  في العراق ،حاولت جميعها تطبيق الديمقراطية بابسط مفاهيمها خلال مؤتمراتها الدورية مع تطبيق مقررات هذه المؤتمرات.،للاسف فشلت جمبعها في هذا الامر مع بصيص امل في  مطكستا..
من هنا أتطرق لبعض الاسباب ومن المؤكد انها وجهة نظري وهناك اسباب عديده غيرها يمكن اضافتها من لدن النشطاء من العاملين في الحقل القومي الشاسع. طرحي سيكون عن ما جرى ويجري في الاحزاب الناشطة في العراق فقط.
مر العراق من العام 1958 الى اليوم في أزمات وحروب وحصار أقتصادي ظالم للشعب العراقي بجميع قومياته واديانه, دمرت البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية مع تشويه لحضاراته العريقة ,عدى طيف واحد الاكراد رغم المأسي التي مرت به استطاع تطوير مجتمعه في مناطق تواجده بدعم دولي لا محدود. هذه الاحداث سحقت ودمرت تواجدنا في جميع أنحاء العراق مما أدى الى تشتتنا في أرجاء المعمورة, هذا كان له المردود السلبي على جميع التنظيمات والمنظمات الاشورية , التي أدت الى استفحال الديكتاتورية فيها وطمس جميع المفاهيم الديمقراطية. كما هو معلوم ان جميع التنظيمات تشكلة من تجمعات شبابية في الجامعات والكنائس والاندية الاجتماعية والثقافية في مختلف المدن العراقية , يجمعهم ويربطهم مع بعض حبهم وعشقهم لامتهم   العظمى لم تكن لديهم الخبرة السياسية بعلومها وطرق ممارستها كما لم تكون تربطهم ايدولوجية بذاتها, مع فكر سياسي واقتصادي واجتماعي مشتت..
لذا انتقلت الى داخل التنظيمات الامراض الموروثه الصراع الكنسي, العشائرية,المناطقية,وحتى القروية. بعد العام 1992 والاستقلالية التي تمتع به الشعب شمال الخط 36 , باجراء انتخابات لاشغال مقاعد في البرلمان المحلي للحكم الذاتي وتشكيل حكومة محلية لادارة شؤونها مستقله عن المركزبغداد، ولدت صراعات داخل قيادات هذه الاحزاب وكذلك داخل الاحزاب الوليدة الجديده التي انشأتها الظروف السياسية, لتبوء مقاعد البرلمان ونيل الحقائب الوزارية وزارة يتيمة (ربما طمعا بالجاه والوجاهة) بين الاعضاء البارزين في قياداتها والاعضاء الجدد المنتمين بعد حرب الخليج 1991 اللذين لم يكن لمعظمهم اي خبرة في العمل الحزبي القومي الاشوري بالذات(ربما لهم مع تنظيمات غير اشورية).
 نبدء دفن الديمقراطية بجميع مفاهيمها واهدافها حيث ادت هذه الصراعات لابعاد البعض بشتى الوسائل الا ديمقراطية لاخلاء الساحة للبعض فقط مع ابتعاد البعض الاخر تهربا من الاضرار بترك العمل الحزبي المنظم والانخراط في نشاطات اجتماعية واقتصادية, مع تفضيل العديد اللجوء الى الهجرة توخيا للمخاطر. ترسخت هذه الممارسات بعد العام 2003 , بانضمام جيل جديد للتنظيمات القومية التي ازدادت اعدادها حسب متطلبات المرحلة في المركز (بغداد) والاقليم (اربيل) هؤلاء لم تتاح لهم الفرصة في حياتهم الماضية ممارسة الديمقراطية سوى ديمقراطية القائد الاوحد والحزب الواحد والتي كانت (الغاء والقضاء على الاخر)، طبعا ليس بالمطلق(جيل سعى لنيل المناصب بشتى الوسائل في بغداد لدسامتها ماديا ووجاهيا) وكذلك في الاقليم للذين يسكنون فيه، حيث طفت على السطح الابعادات الجماعية في القيادات والقواعد بدون اي ممارسة بسيطة الى الديمقراطية باجراء تحقيق بسيط في صحة الاتهامات الموجه الى المعارضين لتصرفات القيادات المتنفذة ( ماديا بسبب السلطة التي حصلوا عليها من مناصبهم في  الدولة) لتصل هذه الاحزاب حاليا مبعد وجود اي من القيادات المؤسسة للحزب في قياداتها الحاليه.
 .كما غابت الديمقراطية ايضا بعدم وجود اعضاء في القيادات من العنصر النسوي الذي يتغنون بانه نصف المجتمع مع وجود منظمات نسوية اشورية مرتبطة بتلك الاحزاب الفوز بالتزكية بدون منافسة بين المرشحين الى القيادات , احسن الحوال منافسة خجولة بترشيح البعض المضمون عدم فوزهم , هذا احد المعاول لهدم الديمقراطية في احزابنا ....
عزوف الاكادميين ذوي الدرجات العلمية في الجامعات العراقية والمهجر من الانضمام الى الاحزاب الاشورية في الربع القرن الماضي يعود الى ادراكهم بعدم جديدة الاحزاب رغم وجود كلمة الديمقراطية على يافطاتهم التعريفه ب (ممارستها ) في حال انضمامهم لهذه التنظيمات .كما ان ابتعاد العديد من الجيل الواعي المثقف الواعد من الترشيح لقيادات الاحزاب مرده تجاربهم في التنظيم وادراكهم لفقدان الديمقراطية في الممارسة العملية ,مع سيطرة ذوي النفوذ (المالي والسلطوي في الحزب)..
 املي ان اكون قد وفقت في القاء بصيص من الضوء على سؤال الصديق هنري سركيس, الذي يعمل على ايصال ما يمكنه من معلومات تفيد ثقافيا أبناء امتنا خاصة والشعب العراقي عامة .

2
لقاء حول سؤال واحد.. مع الناشط القومي الاشوري فاروق كوركيس.

تقدم اي امة الى الامام يفرض على ابناؤها مواجهة حقائق المرحلة والتاريخ القديم والمعاصر دون اي مساحيق تجميل.. الصديقات والاصدقاء الاعزء نبدا معكم اللقاء الثاني من سلسلة لقاءات بعنوان( لقاء حول سؤال واحد)، مع الكاتب والناشط القومي الاشوري فاروق كوركيس استاذ العزيز:ـ.(كما نعلم وتعلمون الاحزاب ضرورية لضخ الحيوية الخلاقة في الامة. لكن احزابنا القومية عملت عكس ذلك.. الا تعتقد كانت هي سبب الفوضى والانقسام للعمل القومي في الوطن اولا، وتشتت شعبنا داخل وخارج الوطن ثانيا)؟ فرد علينا مشكورا..
 * انا لا أميل الى الطرح الذي يحمل جهة معينة أسباب الفوضى والأنقسام في أمتنا .. وأنما أنا مؤمن بأننا جميعا وبمختلف مستوياتنا وفعالياتنا نتحمل مسؤولية ذلك ، وأن كانت تتفاوت في حجمها . وعليه فأننا عندما نتطرق الى موضوع الأحزاب السياسية من منظور عام ، فأنه يمكننا القول أنها نتاج وأنعكاس لحاجة فكرية وسياسية في مرحلة زمنية معينة وفي بيئة جغرافية معينة .. تبنتها مجموعة من الافراد من ابناء شعبنا . لكن قبل الأجابة على سؤالكم ، لا بد من العودة قليلا الى الوراء لكي لا ننطلق من فراغ في تشخصينا وتحليلنا لهذا الموضوع ..
 فأذا ما اتخذنا من مذبحة سميل 1933 كحد فاصل ما بين تطلعاتنا وكفاحنا لنيل حقوقنا المشروعة ، وما بين تشتتنا وهجرتنا ومحاولت آبائنا تضميد الجراح والآلام التي افرزتها المذبحة خلال السنوات العشرين والثلاثين التي تلتها ، ومحاولات الاندماج مع المجتمع العراقي بعربه واكراده والمكونات الاخرى لينأى بنفسه من الاتهامات بالخيانة والعمالة للانكليز .. ثم جاءت ظروف الاقتتال بين الاكراد والحكومة وبكل ما تعرضت له قرى شعبنا للقصف والحرق ، وبالتالي نزوح وهجرة سكانها الى مدن بغداد والبصرة والموصل وكركوك وغيرها بموازاة الهجرة الى الغرب ، وبعدها الحرب العراقية الايرانية وحرب الكويت فالحصار ووو وصولا الى المنطقة الامنة في الشمل 1991 وتغيير النظام 2003 .. لكن لا يمكننا أن نغض النظر عن العديد من السنوات التي تميزت بالاستقرار والأمن ودخول أولادنا وبناتنا الى المدارس والجامعات والعمل في الدوائر الحكومية والتعليم وفي مختلف مجالات الحياة .. والتي رافقتها نشاطات فكرية واجتماعية وقومية بجهود الطلبة الجامعيين والمثقفين بصورة عامة ..ويمكن ان تكون اواخر الستينات ، والسبعينات والثمانينات هي الفترة الزمنية التي يمكننا ان نتخذها محورا لما نرغب بتوصيله لكم ( اذا اننا لم نرغب بالاشارة الى ما يسمى بفترة الرواد الاوائل للنهضة القومية ، بغية عدم التوسع في الموضوع ) .. ففي هذه السنوات التي تميزت ببعض الاستقرار النسبي ، نرى أن شعبنا الاشوري و بمختلف مستوياته الفكرية ، كان يراوده حلما ، ويمني نفسه ، بالمستقبل الآتي ، او المستقبل المشرق الذي تتحقق فيه احلامنا وامنياتنا وننال حقوقنا ضمن كيان سياسي آشوري على ارضنا التاريخية .. ورغم هذه الاحلام والامنيات التي تغنى بها بعض مطربينا من امثال داود ايشا واشور بيت سركيس ومطربين من ايران .. لكن المشكلة الاساسية ، ان مثقفينا ونخبنا الفكرية والقومية لم تستطع أن تترجم كل تلك الاحلام والامنيات وتقوم بتضمينها في كتاب ليكون مصدرا فكريا وقوميا ( يكون بمثابة دستور ) ليقدم او يعرف الامة الاشورية والشعب الآشوري الى المحيط العربي والكردي الذي نعيش فيه .. وعلى الاقل ليصبح هذا المصدر الفكري والقومي / الدستور ( وبكل ما كان سيتضمنه من مقومات لأمتنا الآشوري ، ومباديء وبرامج سياسية ) ، أساسا لأي عمل قومي اشوري مستقبلاً .. وهكذا وبغياب هذا المصدر الفكري القومي / الدستور الى يومنا هذا .. نرى أن كل الأحزاب السياسية عند تأسيسها ، قد اجتهدت في صياغة مبادئها ومنطلقاتها الفكرية وبرامجها السياسية عند تعاملها مع قضيتنا القومية ومسألة حقوقنا القومية المشروعة .. وعلى هذا الأساس ، يمكننا القول ، أنها لم تكن قادرة على التعامل بواقعية وعقلانية ، لا على المستوى القومي مع استحقاقات شعبنا الآشوري ، ولا على المستوى الوطني العراقي أو السوري ، ولا على مستوى التغيرات والظروف الاقليمية والعالمية .. لذلك تميز اداء هذه الاحزاب وتعاملها مع الواقع بسياسات رد الفعل تجاه الكثير من الاحداث والمحطات التي مر بها شعبنا .. وغالبا ما كان يتم اتخاذ قرارات ارتجالية غير مدروسة ، ناهيك عن الرغبة في التفرد والانفرادية . كل هذه الامور ادت الى ظهور ازمة ثقة بين الجماهير والاحزاب السياسية ، وبدلا من مراجعة اسباب الاخفاقات وتقييم الاداء والقبول بالنقد والانفتاح على الكتاب والمثقفين ، أصرت الأحزاب السياسية على السير في الطريق الذي تحدده قياداتها ومؤتمراتها .. ونتيجة لذلك ، ومن اجل الحفاظ على مسانديها وكسب مساندين جدد ، نرى أن الاحزاب السياسية ، لجأت الى رفع الشعارات العاطفية ، والخطب الرنانة ، وتقديم الوعود تلو الوعود .. يضاف ذلك ، وفي ظل غياب العمل القومي الجماعي بين الاحزاب السياسية ، والالتفات الى المهام القومية الكبيرة ، نجد ان الاحزاب السياسية ، دخلت في صراعات حزبية وسياسية بينها وتعرضت الى الانقسامات ايضا .. وكل هذا كانت له تأثيرات سلبية على مجمل الحركة القومية الاشورية وبالتالي تلاشي الآمال بنيل حقوقنا القومية المشروعة .. وكل هذا ، مضافا اليه الاوضاع السياسية والاقتصادية في العراق وسوريا وغيرها .. دفع باعداد هائلة من شعبنا الاشوري الى الهجرة .. لكن والحق يقال .. ورغم فشل الاحزاب السياسية بصورة عامة في الحفاظ على وجودنا القومي ، وفشلها في التعامل مع مسألة حقوقنا القومية ، فأنه لا يمكن أن ننكر بعض الايجابيات ، او أن للاحزاب السياسية الفضل في تشريع بعض المواد الدستورية والقوانين التي تضمن بعض الحقوق لشعبنا ، وكذلك تعزيز وترسيخ ثقة الكثيرين من ابناء القرى والبلدات الاشورية بالبقاء ، وقيام هذه الاحزاب في مناسبات كثيرة بالدفاع عن ملف التجاوزات والقضايا الاخرى ، ويمكننا أن نضيف التعليم السرياني / الاشوري كأنجاز مهم رغم كل الظروف .. وباختصار شديد نقول .. انه رغم كل الظروف والصعوبات ، فأننا نرى أنه كان يمكن تحقيق انجازات أكبر ، وكان يمكن الحد من موجة الهجرة ، لو أحسنت احزابنا التعامل مع قرار فرض المنطقة الامنة 1991 ، وكذلك مع عملية تغيير النظام 2003 .. شاكرين لكم اختيارنا لهذا الموضوع المهم الذي يحتاج الى صفحات كثيرة.. مع التقدير

3
تقدم اي امة الى الامام يفرض على ابناؤها مواجهة حقائق المرحلة والتاريخ القديم والمعاصر دون اي مساحيق تجميل.. الصديقات والاصدقاء الاعزء نبدا معكم اللقاء الاول من سلسلة لقاءات بعنوان( لقاء حول سؤال واحد)، مع المهندس والكاتب القومي والوطني خوشابا سولاقا. استاذ العزيز:ـ (هل حقق الفكر القومي والعمل السياسي الاشوري في الوطن النهضة المطلوبة للقضية القومية)؟. فردعلينا مشكورا..
*كل ما تم تداوله في كل نشاطاتنا بشأن القضية القومية الآشورية منذ الحرب العالمية الأولى التي إندلعت سنة 1914 هي مجرد إنفعالات وردود أفعال شخصية كلامية غير محسوبة العواقب والنتائج ، فكانت النتيحة موت 50 % من أبناء شعبنا عبر الهجرة الطويلة المؤلمة والكارثية من هيكاري الى بعقوبة وليس أكثر من ذلك وكما تجلت آخر نتائجها المأساوية في مجزرة سميل سنة 1933 بسبب سيادة الأفكار الذكورية والعشائرية المقيتة بين قياداتنا العشائرية شبه الأمية والمفتقرين للخبرة السياسية ، ولم يكُن هناك فكر قومي مُأطر واضح في صيغة محددة ، وكانت أنضج صيغه هي مجرد رؤى متعددة ومختلفة ومتشرذمة من شخص لآخر ومن عشيرة لأخرى وغير مكتوبة ليقرأها الآخرين حتى يغنوها بما هو أفضل ويشذبوها من ما هو غير عملي وواقعي يتناسب مع ظروفهم الذاتية والموضوعية والزمكانية ... فبقت ما تسمى بالقضية القومية الآشورية أسيرة رؤى عاطفية حاقدة وراقضة لبعضعا البعض وإنفعالية وردود أفعال لأفعال تحصل هنا وهناك ، وقد تجسدت هذه الأنفعالات عملياً فقط في موجة الغناء القومي ( زمرياثا أومتنايي ) ليس اكثر وخير دليل على هذا الوصف لواثعنا القومي القائم حالياً هو الهجرة العشوائية اللعينة الى الخارج وترك أرض الأباء والأجداد التي تشكل حجر الزاوية والأساس المادي لأي مشروع قومي وحقوق قومية لأنه لا وجود لقومية من دون وجود أرض لها عليها بصمة تاريخية حضارية .... بتقديري الشخصي ليس هناك فكر قومي مُأطر مكتوب لتتناقله الأجيال حتى يتمحورون حوله بدلاً من التشتت والتجمع أمام أبواب القنصليات والسفارات الأجنية في دول محطات الهجرة في دول الجوار بحثاً عن من يأويهم كمهاجرين وأستنزاف أموالهم لسنوات طويلة في تلك المحطات ..... هذا هو حال الواقع القومي الآشوري ، وجود بشري مشتت من دون وجود فكر مُأطر منظم ولا أرض تجمع أغلبهم ليشكلون عليها وجود كيان قومي ذي خصوصية متميزة ، وكل ما هو موجود هي العواطف الفارغة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع . اما الأحزاب والمنظمات السياسية بمختلف تسمياتها القومية المتعددة فهي قد ساهمت بعد 2003 في تعميق الخلافات وأسباب الفُرقة والأنقسامات المذهبية الكنسية وتعددت التسميات القومية المستحدثة وأتخذت من القضية القومية صك الغفران كوسيلة للمتاجرة بالقضية القومية في سوق النخاسة العراقية للحصول على المغانم والمنافع والمناصب الرخيصة ولم تعمل شئ للقضية القومية غير ترويج الشعارات الكاذبة كما تقتضي مقتضيات الأسعار في سوق النخاسة .... وأما المؤسسات الكنسية فكان دورها لا يختلف بشئ عن دور الأحزاب والمنظمات السياسية في بث روح الفرقة وتعميق الخلافات وتقسيم المقسم وتجزأة المجزأ إن لم يكُن أسوأ وهكذا بقى كل شئ اليوم أسوأ مما كان قبل سنة 2003 مع الأسف ..... تحياتي




4
تقدم اي امة الى الامام يفرض على ابناؤها مواجهة حقائق المرحلة والتاريخ القديم والمعاصر دون اي مساحيق تجميل.. الصديقات والاصدقاء الاعزء نبدا معكم اللقاء الاول من سلسلة لقاءات بعنوان( لقاء حول سؤال واحد)، مع المهندس والكاتب القومي والوطني خوشابا سولاقا. استاذ العزيز:ـ (هل حقق الفكر القومي والعمل السياسي الاشوري في الوطن النهضة المطلوبة للقضية القومية)؟. فردعلينا مشكورا..
*كل ما تم تداوله في كل نشاطاتنا بشأن القضية القومية الآشورية منذ الحرب العالمية الأولى التي إندلعت سنة 1914 هي مجرد إنفعالات وردود أفعال شخصية كلامية غير محسوبة العواقب والنتائج ، فكانت النتيحة موت 50 % من أبناء شعبنا عبر الهجرة الطويلة المؤلمة والكارثية من هيكاري الى بعقوبة وليس أكثر من ذلك وكما تجلت آخر نتائجها المأساوية في مجزرة سميل سنة 1933 بسبب سيادة الأفكار الذكورية والعشائرية المقيتة بين قياداتنا العشائرية شبه الأمية والمفتقرين للخبرة السياسية ، ولم يكُن هناك فكر قومي مُأطر واضح في صيغة محددة ، وكانت أنضج صيغه هي مجرد رؤى متعددة ومختلفة ومتشرذمة من شخص لآخر ومن عشيرة لأخرى وغير مكتوبة ليقرأها الآخرين حتى يغنوها بما هو أفضل ويشذبوها من ما هو غير عملي وواقعي يتناسب مع ظروفهم الذاتية والموضوعية والزمكانية ... فبقت ما تسمى بالقضية القومية الآشورية أسيرة رؤى عاطفية حاقدة وراقضة لبعضعا البعض وإنفعالية وردود أفعال لأفعال تحصل هنا وهناك ، وقد تجسدت هذه الأنفعالات عملياً فقط في موجة الغناء القومي ( زمرياثا أومتنايي ) ليس اكثر وخير دليل على هذا الوصف لواثعنا القومي القائم حالياً هو الهجرة العشوائية اللعينة الى الخارج وترك أرض الأباء والأجداد التي تشكل حجر الزاوية والأساس المادي لأي مشروع قومي وحقوق قومية لأنه لا وجود لقومية من دون وجود أرض لها عليها بصمة تاريخية حضارية .... بتقديري الشخصي ليس هناك فكر قومي مُأطر مكتوب لتتناقله الأجيال حتى يتمحورون حوله بدلاً من التشتت والتجمع أمام أبواب القنصليات والسفارات الأجنية في دول محطات الهجرة في دول الجوار بحثاً عن من يأويهم كمهاجرين وأستنزاف أموالهم لسنوات طويلة في تلك المحطات ..... هذا هو حال الواقع القومي الآشوري ، وجود بشري مشتت من دون وجود فكر مُأطر منظم ولا أرض تجمع أغلبهم ليشكلون عليها وجود كيان قومي ذي خصوصية متميزة ، وكل ما هو موجود هي العواطف الفارغة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع . اما الأحزاب والمنظمات السياسية بمختلف تسمياتها القومية المتعددة فهي قد ساهمت بعد 2003 في تعميق الخلافات وأسباب الفُرقة والأنقسامات المذهبية الكنسية وتعددت التسميات القومية المستحدثة وأتخذت من القضية القومية صك الغفران كوسيلة للمتاجرة بالقضية القومية في سوق النخاسة العراقية للحصول على المغانم والمنافع والمناصب الرخيصة ولم تعمل شئ للقضية القومية غير ترويج الشعارات الكاذبة كما تقتضي مقتضيات الأسعار في سوق النخاسة .... وأما المؤسسات الكنسية فكان دورها لا يختلف بشئ عن دور الأحزاب والمنظمات السياسية في بث روح الفرقة وتعميق الخلافات وتقسيم المقسم وتجزأة المجزأ إن لم يكُن أسوأ وهكذا بقى كل شئ اليوم أسوأ مما كان قبل سنة 2003 مع الأسف ..... تحياتي




5
المنبر الحر / لكل حدث حديث..
« في: 19:27 19/01/2022  »
لكل حدث حديث..
 يقول باولو كويلو(الجهل يقاس بمقدار الشتائم التي يستخدمها الشخص عندما لا تكون لديه أي حجج للدفاع عن نفسه). المتعلم الجاهل ياخذ ما يريد والمتعلم المثقف يشبع سبابا وشتائم،حدة غير مسبوقة في الكتابات والطروحات والنقاشات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي بما يخص ابناء شعبنا الاشوري، تعصب اعمى اشوري ـ اشوري للفكرة وحرية الراي والتعبير، اتهامات ومقذوفات ثقيلة جاهزة بكل انواعها، ولا مكان للحجة والمنطق في اي حوار بعد اصبحت الشتائم هي  العنوان الرئيسي. بالتالي علينا ان نعي جيدا موضة السباب والشتائم والقذف والتجريح والتهديد والوعيد، لا تبني  لنا ثقافة قومية رصينة متجانسة، ولا تصنع ابطالا فيها يرهبون الاعداء ولا تسعد اصدقاء، لكنها قد تشفي غليل اقزام العقول وضعيفي النفوس فقط. لذلك ساحتنا القومية وبعض مدارسها الحزبية ومؤسستها الاعلامية الفاشلة بالماضي والحاضر اخرجت ثلة من ابواق لا تحمل ابسط القيم الاخلاقية وادب الحوار، اصبحت تعتاش على الشتائم والسباب وهدم الاخر والتهجم عليه بكل الوسائل القذرة والغير شريفة حتى اصبحت بعيدة كل البعد من فكرة اللباقة والادب والتي لا تزال مبهمة في حواراتها ونقاشاتها لحد اليوم. وختاما نقول الامم المتحضرة لا تؤمن بالسباب والشتائم طريقا لحلحلة مشاكلها الفكرية والسياسية والثقافية الداخلية على هذا النحو!!!!!.

6
المنبر الحر / من هنا نبدا..
« في: 20:23 12/01/2022  »
المجتمع العراقي ما بعد السقوط النظام السياسي البعثي، تقلبت وتغيرت فيه الكثير من الصور والمشاهد. اخلاقيا انعدمت العديد من القيم، سلوكيا تقهقرت الكثير من المبادىء، وثقافيا تبدلت واضطربت نسبة كبيرة من المفاهيم، حتى تكرست حالة اصبحت سمة ظاهرة في الوطن، وتفاقمت يوما بعد اخر، واخذت العديد من الصور والاشكال لتكون كالنار التي تاكل الهشيم هذا اولا.. وثانيا:  قد يظن المتابع ان الازمات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية وكل هذه القضايا جزئية، وان قضية الاصلاح تبقى هي الاهم والاشمل، لكننا نرى وهذا راينا وتحليلنا ان هذا منطق خاطىء قد يتفق معي البعض ام لا، لان الذي يعوق حركة الاصلاح السياسي هو سلبية دور الشعب وضعف المعارضة السياسية الوطنية على الساحة، هذا اذا كانت هناك فعلا معارضة سياسية!!!!. ثالثا: في العراق لا نحتاج لفلسفة ولا اية ثقافة، وانما يكفي ان نطلق العنان لغرائز الساسة الحيوانية، وابرزها الانانية والانتهازية والنفاق والغدر والفساد والاغتناء غير المشروع وغير الاخلاقي،وهذا ما لا يقبله اي مواطن عراقي وطني شريف يتشبث بالاخلاق ويطمح الى القانون والعدل!!.

7
أخبار شعبنا / لكل حادث حديث..
« في: 18:22 11/01/2022  »

لكل حادث حديث..
 عندما نكتب ونطرح مواضيع ووجهات نظر واراء في شتى القضايا،ليست ضد هذا او ذاك ولا مع هذا وذاك ونتجاهل الحقائق وصورها،بل بالعكس هو ان نكتب جميعا ما نعتقد انه صحيح،بغض النظر عن المداخلات والتعلقيات ان كانت ضدنا او معنا،لكن من جانبنا لابد من تشجيع الذهنية والبيئة الفكرية المنفتحة،ورفع مستوى الحوار والنقاش والشفافية وهامش الاختلاف. بالتالي الفوضى الفكرية والثقافية مرفوضة لا نريدها،بل نريد مناقشة الفكر بالفكر،وان نبحث عن الحقيقة قبل ان نبني المواقف، حتى لا تختلط علينا الامور وينفرط العقد،فاننا بحاجة ماسة الى اعادة الامور الى مجراها الصحيح،ودفع الفوضى الفكرية والثقافية القائمة قدر المستطاع، وتجنيب الحوارات المزيد من التشنجات والانفعلات التي لا مبرر لها اصلا!!!!!!!!!!!.

8
رسالة قصيرة لسماحة السيد مقتدى الصدر!.
 في وطن الفوضى عندما يجتمع الفقر والفساد فان هذا لا يمثل فقط انحرافا اخلاقيا يمارسه، بل انه يغدو عاهةً مرضية سياسية واخلاقية وقانونية لا تقتصر عواقبها على المال المنهوب بل انه يساهم في توسيع دائرة الفقر المتسعة اصلا وفي تخريب الاقتصاد المخرب مسبقا وفي تدمير القيم المدمرة قبلا. بالتالي عندما تغيب الرقابة ويضعف مستوى التعاطي مع القانون وتتراجع الفضيلة يكون من السهل على الفاسدين والمفسدين ممارسة هوايتهم، لذلك ثقة الشعب بقدرتك على الاضطلاع بدور وطني يعول على نهوضكم به باخلاص ومسؤولية في هذه المرحلة، الذي يتطلب منكم العمل الدؤوب لما فيه صالح الوطن والشعب. بالتالي الشعب يطالب اليوم من سماحتكم بارساء المبادىء العليا التي ترفع هيبة الوطن، كالعدالة والمساواة وسيادة القانون، اضافة الى مكافحة الفساد والشفافية والمساءلة، والتي هي ركائز جوهرية للحكومة القادمة التي تشكلونها، لانها هي القاعدة الاساسية والمنطلق الثابت لمسيرتكم الاصلاحية التي لن تصل الى مداها المنشود الا عبر بناء شراكة وطنية حقيقية ومتوازنة وفاعلة بين مؤسسات منظومة النزاهة لتاطير التعاون البناء المرتكز على رؤية واضحة واسس موضوعية. سماحة السيد بعد فوزكم باغلبية مقاعد مجلس النواب حان الوقت عليكم ترجمة مخرجات عملية التغيير والاصلاح الشامل بابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكل واقعية ومسؤولية.ختاما الشعب العراقي بكل مكوناته واطياف يتطلع الى سرعة في الاستجابة والتنفيذ متمنين لكم التوفيق في مهمتكم القادمة لما فيها خير لوطننا الغالي المنكوب وشعبنا الوفي الاصيل المقموع.


9
المنبر الحر / لكل حدث حديث
« في: 00:31 07/01/2022  »
لكل حدث حديث.. سماحة السيد مقتدى الصدر.. الشيء الوحيد الذي يجب ان يظهر للشعب من العام الجديد هو القانون، والذي يجب ان يختفي هو الفساد. بالتالي الهدم دون بناء حتى ان كان هدما لمفاهيم مغلوطة، لا ينتج عنه الا الفوضى وضياع الوطن، لذلك حتى نكون مثاليين لا طوباويين طالما تستمر العمالة والتبعية، ويستمر اللصوص والفاسدون من الصعب الحديث عن الامل والتغيير في العراق، حتى لو غيرنا كل الانظمة السياسية وشكلنا مئات الحكومات!!.



10
المنبر الحر / لكل حدث حديث
« في: 21:21 05/01/2022  »

لكل حدث حديث.. يقول فكتور (هوغو تبدا الحرية حيث ينتهي الجهل).. ويقول باروخ سبينوزا(ان القوانين التي تلجم الافواه وتحطم الاقلام تهدم نفسها بنفسها).. بالتالي نقول للحكومات الحزبية والمحاصصاتية المستبدة الفاسدة في البلد، عقولنا حرة لانها نتاج ومعطى ذاتي، وليست لامتداد خارجي ولن تكون،والى متى تستمرون في تكميم افواهنا هذا اولا.. وثانيا الى متى يستمر مسلسل سيطرة رجال الدين والسياسة على عقولنا ومنعنا من استخدامها الحر؟.

11
المنبر الحر / انا اتعجب!!
« في: 18:31 31/12/2021  »
يعني انا اتعجب حين اجد بعض الاشوريين الفاسدين الانتهازيين النصابين اصبحوا وعظاء..  يدافعون عن القضية الاشورية وههم بائعوها في سوق النخاس من اجل مصالحهم الشخصية والعائلية.. واتعجب اكثر حينما يدافعون عن حقوق الاشوريين في الوطن، وهم اول من سرقوا حقوقهم.. وما زاد تعجبي اكثر حينما ينشرون رسائل انشائية بثياب النصيحة لا صفاء بها ولا صدق ونقاء فيها، ورفاقهم بالماضي يدركون حقيقة الخبث الذي يحملونه في انفسهم.. بالتالي رسائلهم الموجة للامة والشعب، هي فقط عبارة عن تطهير الاجواء السوداء التي تحوم حول محيطهم لا اكثر ولا اقل!!!. والله في خلقه شؤون.

12
قراءة قصيرة في بيان الحزب الوطني الاشوري في ذكرى تاسيسه السابعة والاربعون..
 اصدر الحزب الوطني الاشوري في الرابع عشر من تموز الحالي بيانا بالذكرى (47) لتاسيسه تموز 2020، ونشر في صفحته الرسمية، وبهذه المناسبة اهنئ الاخوة في الحزب وخاصة الذين هم اليوم خارجه تنظيميا لهذا السبب او ذاك، وهنا لا بد ان اعترف باني شخصيا كنت وما زلت وسابقى ممتنا للذين سبقوني فيه تنظيميا ومسؤولية حزبية، لانهم كانو نبراسا اقتديت به في الشان القومي. ومن منطلق النقد والنقد الذاتي الذي تعلمناه من الحزب، ومن خلال قراءة لبيان الحزب الاخير وخاصة المقصود من ما بين سطوره، لدينا عدد من الملاحظات، نوثقها في هذه الرؤية البسيطة انطلاقا من حسنا وشعورنا القومي وتصحيحا لبعض المواقف التي ذكرت فيه خدمة لمسيرة الحزب الطويلة اولا ومن ثم خدمة للحقيقة التاريخية، كون البيانات والمواقف التي تصدر باسم الحزب تعبر عن الرؤية والايمان بما يسطر فيها والعمل بموجبها مستقبلا. وهنا ليس القصد الانتقاص من الحزب وانما اؤمن بان عدد من الاشخاص سلبوا وسيطروا على هذا الحزب بطرق ملتوية قد تكون بعضها تصب في مصطلحات، الخيانة، المساومة، الانفرادية ، التبعية، وغيرها، فالحزب باقي ونظريته التي تاسس بموجبها باقية رغم محاولات هؤلاء الاشخاص تحريفها، فهي (النظرية) مترسخة في عقول ووجدان وتصرفات النخب القومية التي صنعها الرعيل الاول ومن ثم من تبعهم،وهم باقون ومخلصون لحزبهم رغم ابتعادهم جسديا وتنظيميا عنه،ومع الاسف الشديد بعد سيطرة البعض بتلك الطرق المذكورة اعلاه دخل الحزب مرحلة الانحدار الفكري والممارساتي والعلاقاتي والجماهيري الذي وصل اليه اليوم،كونه ابتعد عن الافكار والطروحات والمبادئ التي تاسس بموجبها. وادناه البعض من الافكار التي بينها البيان ورؤيتنا تجاهها.
اولاـ اقتبس ( حيث بزغ فجر جديد في المسيرة النضالية لامتنا الاشورية (الكلدانية السريانية) )، وهنا لنا وقفة قصيرة، الحزب الوطني الاشوري كان اول من طرح مصطلح (الكلداني السرياني الآشوري) في الوطن، واقر ذلك في مؤتمر الحزب اعتقد عام 2000، كمصطلح سياسي مؤقت لتحقيق استحقاقاتنا القومية في القوانين والتشريعات، وكونه ايضا مصطلحا جامعا لكل اطياف شعبنا المتحاربة على التسمية!!!، واستمر هذا الحال من حينها، ولم يصدر او يقر اي مؤتمر للحزب خلاف ذلك، فلماذا هذا التبديل المفاجئ الذي سيكون له تبعات سياسية وسلبية على جماهيرية الحزب، حيث الحزب عرف بشفافيته في هذا الجانب، وللمزيد ارجو العودة الى ىبيانات ومواقف الحزب بهذا الشان. السؤال هنا هو لماذا هذا التغيير وما المصلحة القومية له؟؟؟؟؟.
 ثانياـ اقتبس ( ومنها قررت نخبة طيبة من الطلبة الجامعيين) ويقصد هنا مؤسسي الحزب. عجيب امور غريب قضية، فقبل سنوات اكثر من سنة والى اليوم الحزب الوطني يبشر وينشر بان المناضل والمفكر القومي الذي نكن له كامل الاحترام والتقدير والذي كان مفكر الحزب والمعلم الاول فيه الاخ المرحوم بنيامين ابرم، هو المؤسس، والعودة الى اصدارات الحزب بعد رحيله تؤكد ذلك، علما ان الاخ بنيامين وفي كل لقاءاتي الشخصية والتنظيمية عندما كنت اوجه له السؤال حول الموضوع كان يؤكد بانه كان احد المؤسسين لهذا التنظيم..فكيف يتم التجاوز هكذا على هذه القامة الفكرية والقومية. بالتالي الزائر للضريح سيقرا على شاهد قبره عبارة (مؤسس الحزب) فكيف يكون هذا التناقض بين البيان والممارس يوميا؟؟؟؟؟؟.

ثالثاـ اقتبس ( والدخول في تحالفات مع احزابنا القومية في الانتخابات)، صحيح ناضل الحزب للتنسيق والعمل المشترك مع باقي احزابنا القومية،ولكن من منطلق المبادئ التي كان يحملها وليس من منطلق المصالح الشخصية الضيقة (ولا اقول الحزبية،كون نتائجها دلت على ذلك) كما فعلها البعض في الانتخابات الاخيرة، وهذا التحالف الشخصي !!! وما صار اليه كان وبالا شديداعلى مسيرة الحزب وتاثيراته سواء على المستوى القومي او الوطني،فالحملة التسقيطية اشتدت وكشفت العديد من الامور،والحرب المناصبية ( واقصد هنا على المناصب) صارت على شاشات التلفزة،فما هي اسباب هذا التحالف اولا ومن ثم هل صار تقييما داخليا لهذا الامر؟؟؟؟؟؟؟.
 رابعا ـ تصدر البيانات الحزبية لتثبيت مواقف الحزب الداخلية والعلاقاتية والوطنية، وخاصة بيان التاسيس يكون دراسة فعلية للمرحلة الماضية ورؤية للمستقبل، ولكن في هذا البيان لم نلاحظ اي شيء بهذا الخصوص، فهل نستدل من ذلك بان الحزب بقي منفردا في الساحة السياسية؟؟؟؟ والوضع الداخلي جيد جدا!!!! علما اننا على اطلاع كامل بذلك ونعرف الخفايا. هذه عدد من النقاط التي تلمسناها واستنتجناها من بيان الذكرى (47) لتاسيس الحزب الوطني،نامل ان تكون بموضع القراءة المتانية من صاحب القرار الوحيد فيه، بعيدا عن الشخصنة.
هنري سركيس
15/7/2020

13
المنبر الحر / خواطر سياسي(79)
« في: 07:38 04/02/2019  »

خواطر سياسي(79)
فمن يخرج اليوم الى الشارع لا يعدو ان يكون واحدا من اثنين : فاما جائع يطالب بكفاف عيشه، واما واع يطالب بجميع حقوقه السياسية والاجتماعية وكلا الصنفين مطالبة مشروعة ومن واجب الحكومة ان تلتفت اليها وان لا تستخف بالشارع وان لا تعمل على تسخينه، بل على العكس يجب رشه بالماء البارد. هنري

14
المنبر الحر / خواطر سياسية(78)
« في: 07:58 02/02/2019  »
خواطر سياسية(78)
لقد ان الاوان ان نتجاوز هذا النمط من التفكير العقيم، هذه طائفتي وهذا مذهبي وذلك انتمائي الحزبي والسياسي الى اخر من الاعتبارات والحسابات التي لا تنتج سوى المراوغات والمراوحات التي تدفع الوطن والشعب ثمنا باهظا لها، ويجعل التجربة الديمقراطية التي كنا نعول عليها امالا كبيرة اصبحت فقط شعارات وكتابات على ورق.لذلك اصبح الشعب مشبعا بالتجهيل السياسي والاجتماعي، والساسة يتهاتفون تحت اقدام الدولار.هنري

15
المنبر الحر / خواطر سياسية(77)
« في: 08:13 03/01/2019  »
خواطر سياسية(77)
على الساسة في الوطن ان يعملوا على تحصين الحياة السياسية والاجتماعية من التعصب الطائفي والمذهبي والحزبي والجهوي، فضلا عن الانتهازية والوصولية والنفاق والتملق والتربح، واحذروا من عودة الاستبداد على يد نخب واحزاب غير مبرأة من الدكتاتورية والاقصاء حتى في ادارة شؤونها. هنري

16
المنبر الحر / خواطر سياسية(76)
« في: 08:33 27/11/2018  »

خواطر سياسية(76)
على الشعب العراقي ان يدرك جيدا انه اذا ما ستمر الحال الحكومة في السنوات الاربعة المقبلة على ما كان عليه في السنوات الماضية، وجاءت مخرجات السياسية والخدمية المقبلة على نحو لا يختلف عن مخرجات الحكومة الماضية، حتى وان اختلفت بعض الوجوه، فان هذا يعني ان اوان التعلم من الاخطاء ، وان الديمقراطية التي يحسبها انها تعني ضمن ما تعنيه التعلم من الاخطاء فلا ترتكب مرة تلو المرة دون حساب ومساءلة ومراجعة وتصحيح، والا فان الادانة في هذه الحالة ستكون شاملة، ادانة لا تستثني احدا، وهنا تكمن الكارثة العراقية. هنري

17
المنبر الحر / خواطر سياسية(75)
« في: 08:34 19/11/2018  »
خواطر سياسية(75)
الديمقراطية والعدالة الاجتماعية هما اساس لبناء الوطن من الداخل حينما يكون هذا الداخل متحررا من سيطرة الميلشيات الطائفية والمذهبية الفلتانة الداخلية والاقليمية وتدخلها في شؤونه، لكن عندما يخضع النظام السياسي لاملائات خارجية، فان مفاهيم ووسائل تطبيق الديمقراطية او العدالة الاجتماعية ستكون حصرا بما يتناسب مع مصالح الاطماع الخارجية المسيطرة على القرار. هنري

18
المنبر الحر / خواطر سياسية (74)
« في: 08:32 14/11/2018  »
مشكلتنا في الوطن ليست في مبدا ضرورة التغيير ولا في مبدا حق الشعب في تغيير نظامه السياسي، بل في الوسائل التي تعتمد وفي الغايات التي تطرح وفي النتائج التي تتحقق ، لان كلها عناصر ترتبط بمقومات نجاح اية حكومة، حيث لا فصل ولا انفصال بين ضرورة وضوح الاهداف والاساليب، فلا يمكن حصر المراهنة على اسلوب التغيير، الذي يحدث متزامنا مع بقاء السياسات والغايات والبرامج الفعلية مجهولة التفاصيل، كما لا يمكن ايضا تجاهل مدى علاقة التغيير الديمقراطي المنشود بمسائل الصراعات الطائفية والمذهبية والحزبية الدائرة على الساحة السياسية في الوطن.هنري

19

ابن العم العزيز الشاعر القومي نينوس نيراري. لقد تعبنا وتاثرنا  بوفاة ابنكم البكر(نيراري) وفجعنا كما فجعكم، اتقدم اليكم ومن خلالكم الى العائلة الكريمة  باحر التعازي القلبية واصدق المواساة داعين الرب بان يتغمده بواسع رحمته الابدية وان يسكنه فسيح جنانه وان يلهمكم الصبر على هذا المصاب الجلل. هنري سركيس والعائلة كركوك

20
المنبر الحر / خواطر سياسية(73)
« في: 23:29 08/11/2018  »
خواطر سياسية(73)
العراق المتشتت هو بناء معقد للفساد الرسمي والعلني والقوة المفرطة، وقد خصص الفاسدين دوائر داخلية في الحكومات من اجل السيطرة على الثروات لحماية مكاسبهم غير المشروعة وضمان بقائهم، خصص اولئك الذين يحكمون الوطن موارد غير متناسبة لقطاع الاجهزة الامنية وميلشياتهم، ويهملون الخدمات الاجتماعية الاساسية للشعب. لان قوة هذه الميلشيات والعصابات تخلق تشوهات هيكلية كارثية في الاقتصاد الوطن.هنري

21
المنبر الحر / خواطر سياسية(71)
« في: 00:01 31/10/2018  »
خواطر سياسية(71)
ما نطلبه اليوم في الوطن من الحكومة الجديدة، العمل على ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية، وفرض حكم القانون ومحاربة الفساد،  واحترام حقوق الاقليات المهمشة، واحترام الراي والراي الاخرن وتامين نشوء سلطة عقلانية من اجل تثبيت الاستقرار السياسي، والعمل على خضوع الجميع من دون استثناء لحكم الدستور والقانون وعدم استثار فئة معينة بالحقوق والامتيازات وترك الواجبات على ثقل غيرها. هنري

22
المنبر الحر / خواطر سياسية(70)
« في: 08:18 28/10/2018  »
خواطر سياسية(70)
ان ازمة الدولة العراقية بابعادها المختلفة هي في جوهرها تعبير عن ازمة النظام السياسي محاصصاتي، حيث ما زالت الفعاليات السياسية في حالة انعدام التوازن وهو الامر الذي مكن المصطلح المحاصصة من الصعود الى الحكم وبشكل غير طبيعي، وربما نجد انفسنا مستقبلا امام انظمة سياسية اخرى يتم اصطناعها على عجل من اجل الوصول الى السلطة في صورة ما اذا عجزت القوى السياسية ان كانت طائفي او حزبية ذات الرؤى والتاريخ من تدارك وضعها وتقديم ما يقنع الشعب العراقي. هنري

23
المنبر الحر / خواطر سياسية(69)
« في: 08:03 24/10/2018  »
عند التحليل السياسي للاوضاع في الوطن من الضروري في البناء النظري معرفة مدى استقرار النظام السياسي في فيه وكفاءة وقدرة مؤسساته على ادارة شؤونه، ومدى التجانس ومقدار التنسيق بين مختلف مؤسساته وهيئاته، لان كلما ازدادت الانقسامات السياسية والادارية، ادى ذلك الى استنزاف الوطن، وضعف قدرته السياسية. كما ان الوطن الذي يغيب فيه الاستقرار السياسي لسبب او لاخر، لا يستطيع ان يوجه قدرته السياسية لداخل والخارج للخارج، لان غياب الاستقرار السياسي يرهقه ولا يجعله ذات قدرة سياسية متينة. هنري

24
المنبر الحر / خواطر سياسية(68)
« في: 07:45 21/10/2018  »
خواطر سياسية(68)
رغم تعدد نظريات النظام السياسي الهزيل في الوطن، الا ان الغالب يجمع على ان عاملي الشرعية السياسية وقدرة الدولة العراقية على القيام بوظائفها الطبيعية خاصة تمكنها من صون الامن الداخلي والحمايته، وهو العامل الذي يخرج الوطن من شبح الفشل. ولم يعد ضعف الدولة العراقية معني فقط بالعوامل السياسية والاقتصادية، ولكنه اصبح معنيا ايضا بضعف التمساك الوطني، وعجز او شلل النظام السياسي عن قيام بواجباته او وفاء بمسؤولياته تجاه الشعب. هنري

25
المنبر الحر / خواطر سياسية(67)
« في: 08:13 18/10/2018  »
النظام السعودي الفاسد سوف يعترف ويقر بقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية بطريقة الخطأ اثناء التحقيق معه، وطبعا هذا لا يبرر الجريمة البشعة. وهذه الكذبة لا يصدقها احد لا السلطات التركية ولا السلطات الامريكية، لان المواجهة اصبحت بين الراي العالمي وبين النظام السعودي.وايضا اخر الاخبار المسربة من مكتب المدعي العام التركي ان فحص الاولي داخل القنصلية اظهر ادلة بارزة على مقتل جمال خاشقجي على الرغم من محاولة اخفاء الادلة... لذلك نقول يا بلاد الاسلام يا بلاد الحرمين قتلتم وكذبتم وخالفتم ما يقره دستوركم، الا وهو القران وخالفتم الرسول، ان المؤمن لا يكذب ابدا وان الكذاب ليس منا ومثلتم بجثة انسان مسلم بريء ابن وطنكم كل هذا لا يقبله دين من اديان السماوية والوضعية، وكما يقال هدم الكعبة ابرك من دم مسلم. وبالتالي تبدو الامور متجهة لان تدفع العائلة الحاكمة هذه المرة ثمنا غاليا ليس له نظير، والامور في تعاظم وتعقيد، فكيف سيخرج النظام السعودي من هذه الورطة. وختاما يبدو ان الجرة لا تسلم كل مرة، وازمة خاشقجي التي يعيشها العالم حاليا، ربما تكون هي هذه المرة التي كسرت فيها الجرة السعودية وفاض ما بها.. ولننتظر الايام القادمة وما تحمله من تطورات.. هنري

26
المنبر الحر / خواطر سياسية(66)
« في: 07:40 15/10/2018  »
خواطر سياسية(66)
رغم تعدد نظريات النظام السياسي المحاصصاتي الهزيل في الدولة العراقية، الا ان الغالب يجمع على ان عاملي الشرعية السياسية وقدرة الدولة على القيام بوظائفها الطبيعية خاصة تمكنها من صون الامن الداخلي والحماية من التهديدات الخارج، هما اهم عاملين يخرجان الدولة من شبح الفشل. ولم يعد ضعف الدولة معني فقط بالعوامل الاقتصادية، ولكن اصبح معنيا ايضا بضعف التماسك الوطني، وعجز او شلل النظام السياسي عن قيام بواجباته او الوفاء بمسؤولياته تجاه الشعب. هنري

27
المنبر الحر / خواطر سياسية(65)
« في: 00:43 13/10/2018  »
النخب السياسية العراقية الفاسدة صمتت على الام ومعانة الشعب، وصمت اذانها عن ماسيه، بل كثيرا ما قمعت امال الشعب باقلام والسنة وسلوك النخب المتعالية لتتحول قضايا الشعب ومعاناته ارصدة مالية بنكية تتراكم وتتزايد باطراد، النخب الناجية تتلون وتقلب جلدها ولسانها مع المراحل لتقفز من المركب الغارق لمنصة الحكم، وتعطي صكوك البراءة السياسية للشعب الهاتف بشعارات الحرية. النخب الفاسدة تتغير وتزيد وتنتقص من شعاراتها وهتافاتها بتغير الزمان والمكان والمصلحة، فلا شك ان خطبهم وشعاراتهم قابلة للتغير والتبدل، اذا ما تبدل الواصلون لمنصة السلطة. هنري

28
المنبر الحر / خواطر سياسية(64)
« في: 07:54 09/10/2018  »

خواطر سياسية(64)
لكل ظلم نهاية ولابد من ان يسقط قناع الزيف باي طريقة وباي ثمن، كذبة الرخاء والتنمية التي عاشها الشعب العراقي لاكثر من سنوات لابد وان تطوي صفحة الحقيقة التي يعيشها اليوم. الشعب الذي وجد نفسه امام حقيقة ان كل ما بني في الماضي بني على باطل او شبه باطل، فمعظم مظاهر التنمية تتلاشى اليوم من تحت اقدام المواطنين وكنها كانت تنجز فقط لخدمة الفاسدين الذي يربطون تاريخ صلاحية الانجازات الكرتونية بتاريخ وجودهم ومقابل تربعهم على عرش السلطة وتحكمهم بثرواتها.هنري

29
المنبر الحر / خواطر سياسية(63)
« في: 11:21 07/10/2018  »
خواطر سياسية(63)
ظلت ولا تزال مصخرة الصراعات بين الكتل والقوى السياسية العراقية، اعظم مصخرة واكبر دجل سياسي باسم الوطن على مر تاريخ العراق الحديث. لان في الوقت الذي تتطلع ارادت الشعب العراقي للبحث عن مخرج ممكن تكمن وراءه حلول شاملة للمشكلة العراقية وليس انصاف الحلول.في هذه الاوقات الحرجة تجىء ارادات اخرى خلت من اية روح وطنية كما افتقرت لاي وازع ديني واخلاقي، وجنحت للتاسيس لحوار اجوف باسم الوطن افضى في خاتمة المطاف الى مخرجات هزيلة. هنري

30
المنبر الحر / خواطر سياسية (62)
« في: 09:11 29/09/2018  »
خروج الوطن من ازمته السياسية هو انهاء الجدل نهائيا حول تشكيل الحكومة القادمة،من خلال تغيير الوجوه  السابقة وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بعيدا عن كل الاعتبارات والحسابات السياسية والحزبية والطائفية والمحاصصاتية هذا اولا.. وثانيا التوافق بين رئيس الحكومة الجديدة وبقية الاطراف على اجراء تحوير وزاري واسع يضمن حسن ادارة وتسيير الشان العام للوطن في المرحلة القادمة مع تحميل الطاقم الوزاري الجديد مسؤولية انقاذ ما يمكن انقاذه اقتصاديا واجتماعيا وامنيا.هنري

31
المنبر الحر / خواطر سياسية(61)
« في: 23:51 26/09/2018  »
خواطر سياسية(61)
ان المهمة الاساسية للحكومة القادمة، تكمن في وضع خطة لتنفيذ التزاماتها وبرامجها وهو المدخل الوحيد لبدء استعادة ثقة الشعب. ومن اجل معالجة مشكلة الفساد اذ يتوجب على الحكومة وضع خطة فعالة لمكافحة الفساد في كل ادارات الدولة ومؤسستها ووزاراتها مع رفع الغطاء عن الفاسدين اينما وجدوا وتعزيز سلطات الرقابة والاهم ضمان استقلالية القضاء، وهذا الامر من المفروض انه لن يشكل مشكلة بحكم ان الشعب العراقي بكل مكوناته اليوم يرفض الفساد بكل اشكاله. هنري

32
المنبر الحر / خواطر سياسية (60)
« في: 00:08 24/09/2018  »
خواطر سياسية (60)
واجب على كل سياسي عراقي وطني شريف اليوم، هو اثارة روح الانتماء الوطني، ذلك الانتماء الذي يحثهم على تبني منظومة القيم الانسانية العراقية السامية، مثل العدالة والمساواة والحرية والسلام ويدفعهم الى التعاون معا من اجل الحفاظ على الوطن، عبر تطويره واستمرار تقدمه ونموه وازدهاره، برفع شان العمل بجد واجتهاد واخلاص، وتحقق مطالب اطلاق الحريات والحقوق الاقليات، هذا الانتماء الذي يجب ان ينبع من قلوب الجميع،ومن يقبل بهذه الكلمات من اجل التغيير والاصلاح ومن لا يقبل بها، فيحركها نحو البذل والتضحية وليس الى الخضوع لدعاة تخريب الوطن المتسترين برداء الوطنية تحت وطاة نيران الاستبداد والطائفية والطغيان والفساد السياسي ،المقترن بنهب ثروات الوطن وخيراته على حساب الشعب المغلوب على امره. هنري

33
المنبر الحر / خواطر سياسية(59)
« في: 19:20 07/09/2018  »

خواطر سياسية(59)

في الوطن هناك ازمة رؤية وازمة قيادة ، الساحة السياسية مشتعلة وما ترتب عليها من فشل ذريع في تحقيق اي هدف لصالح التغيير والاصلاح، مقرونة بازمة النتائج الماساوية والمعضلات المعقدة على الصعيد الانساني والامني والسياسي والبيئي والاقتصادي والاجتماعي والديموغرافي التي افرزتها الحروب، كل ذلك يؤكد الحاجة لمشروع وطني عراقي يحرر ما تبقى من الوطن من استبداد السلاح وهذه معضلة كبيرة اذا اخذنا في الاعتبار ان النظام السياسي نفسه اكبر فاسد واكبر منتج للطائفية والمليشيات التابعة له. هنري

34
المنبر الحر / خواطر سياسية(58)
« في: 23:37 04/09/2018  »
خواطر سياسية(58)
واجب المواطن العراقي الشريف اليوم، هو اثارة روح الانتماء الوطني، ذلك الانتماء الذي يحثهم على تبني منظومة القيم الانسانية العراقية السامية، مثل العدالة والمساواة والحرية والسلام ويدفعهم الى التعاون معا من اجل الحفاظ على الوطن، عبر تطويره واستمرار تقدمه ونموه وازدهاره، برفع شان العمل بجد واجتهاد واخلاص، وتحقق مطالب اطلاق الحريات والحقوق الاقليات، هذا الانتماء الذي يجب ان ينبع من قلوب الجميع، ومن يقبل بهذه الكلمات من اجل التغيير والاصلاح ومن لا يقبل بها، فيحركها نحو البذل والتضحية وليس الى الخضوع لدعاة تخريب الوطن المتسترين برداء الوطنية تحت وطاة نيران الاستبداد والطائفية والطغيان والفساد السياسي ،المقترن بنهب ثروات الوطن وخيراته على حساب الشعب المغلوب على امره. هنري

35
المنبر الحر / خواطر سياسية(58)
« في: 08:17 01/09/2018  »
خواطر سياسية(58)
في الوطن الشعب يتخبط في ازمات مفتعلة، مثل ازمة المياه والكهرباء وغيرها من العناوين والتي بامكان الحكومة ان تتلافاها بسهولة، بخلاف الازمات التي تكون خارجة عن ارادتها. لذا في الوطن نجد مثل هذه الازمات مع تعقيدها وابعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فان الطريق الى حلها يكون ممكنا، سواء من خلال التفاوض والمشاركة والتعاون، بينما الموجود في الوطن  الجري في دوامة مفرغة لا طائل منها، ولا ينتج هذا الجري المرهق، سوى تكريس حالات سلبية في المجتمع مثل عدم الثقة والياس والاحباط والتسقيط، وبالنتيجة فالمشكلة مع بساطتها وحجمها المحدود تبقى على حالها تستفحل وتاخذ حجما اكبر مما ينبغي وتترك اثرها على حياة الشعب بشكل غريب وعجيب.هنري

36
المنبر الحر / خواطر سياسية (57)
« في: 09:31 29/08/2018  »
خواطر سياسية (57)
الفساد السياسي في الوطن، لا يتعلق بالخلافات على الامور السياسية، ولكنه يتعلق بانتهاج سياسات تصب في مصلحة النظام السياسي الفاسد نفسه حتى وان كانت تتعارض والمصالح الوطنية للوطن ومستقبله واستقلال ارادته. وبالتالي معظم الكوارث التي المت بالوطن خلال هذه الاعوام، هي نتيجة حتمية للتسلط والانفراد بالسلطة، والفساد الذي عم وطم الى الحد الذي افقد الجميع البوصلة وجعل من مستقبل الوطن مرهوب بيد دول اقليمية ودولية تتحكم فيه. هنري

37
المنبر الحر / خواطر سياسية(56)
« في: 20:38 06/08/2018  »
خواطر سياسية(56)
لابد وان نفتخر كامة وشعب، ونحن نعيش ذكرى السابع من اب، يوم الشهيد الاشوري، يوم ذكرى شهداء امتنا اينما كانوا وعلى اي ارض كانوا، يوم للذين سجلوا بدمائهم الطاهرة ملحمة حب الامة، وكتبوا بتضحياتهم اسمى معاني الولاء، فذكراهم العطرة دائما حاضرة في عقولنا والى الابد، وروحهم تركت اجمل كلمات تحمل رسالة وفاء لامتنا وشعبنا كتبت بدمائهم الطاهرة كلمات اتفقوا عليها وهي( ابناء شعبنا واحبابنا لتكن شهادتنا عيدا لكم يتجدد معه دماء الحب في عروقكم، لذا تماسكوا وتحابوا وكونوا بنيانا مرصوصا يحفظ الامة من كل مكروه، وتكاتفوا من اجل القضية فهي نعمة عظيمة تستحق منا ان نبذل من اجلها الغالي والرخيص، ونضحي في سبيلها بكل ما نملك لنحيا على ارضها وفي ربوعها حياة قومية كريمة).هذه هي رسالتهم وكلماتهم وهل نحترمها؟..هنري

38
المنبر الحر / خواطر سياسية(55)
« في: 21:03 05/08/2018  »




خواطر سياسية(55)
مر اكثر من خمسة عشر عاما والشعب العراقي يحلم ويوعد بالحرية والحقوق والنهضة والاصلاح. بالتالي تنوعت الاطروحات والزعامات وتكررت المحاولات، وفي كل عملية سياسية تخيب الامال وتتحطم الاحلام. حسابات خاطئة وخطط فاشلة وغير مسؤولة، واداء حكومي هزيل لنخب سياسية فاسدة نرجسية وانتهازية تستبيح كل شيء في صراعات وجودية لاحتكار السلطة بلا ضوابط ولا محرمات سرعان ما يتمخض عن هيمنة طائفية حزبية محاصصتية، واقصاءات يقابلها خضوع تحته تربص وتعويق ومراهنة على الفشل، وتطبع المغلوب بطباع الغالب، وارتهان الفرقاء والوطن للخارج، مما يفتح الثغرات ويستدعي الاطماع والمؤمرات، ويدار الوطن بالترقيع والمسكنات ويتدحرج نحو الاستبداد والفساد.هنري

39
المنبر الحر / خواطر سياسية(54)
« في: 21:03 01/08/2018  »
خواطر سياسية(54)
لن يستيقظ الشعب العراقي الا اذا اخرج راسه المدفون طواعية او كرها في الرمال حتى يرى الحقيقة التي يهرب منها ال الرمال والاستسلام لترهات مفروضة عليه في هيئة توقعات واحتمالات ونظريات حول ديمقراطية مزعومة، بينما الفاسدين يختفون داخل ارضية الحكام واولياء الامور حتى اصبح الذئب ابا للحمل الذي سياكله. يبحث عن المستفيد قاعدة يعرفها الجميع ويتجاهلها الجميع، قطيع من المستغلين والحرامية المجرمين واصحاب المصالح يجمعون المليارات من قوت الشعب الذي يدور دورات عشوائية داخل الوطن لا نهاية لدوراته، لا يستغلون فقط معيشته، وانما يتاجرون بالامه ودمائه، وحتى بجثثه بعد الموت تتحول الى مبررات واسباب لدعم بقاء الظلم والبطش الغاشم، فاذا سقط المئات او الالاف في هذه الرحلة بفعل السعي غير الرحيم او بفعل القتل العمد فالمستفيد هو من يقف خارج دورة الالام وليس داخله.هنري

40
المنبر الحر / خواطر سياسية (53)
« في: 00:08 31/07/2018  »

خواطر سياسية (53)
المعضلة الكبرى في الوطن هي كيف نجمع بين التسامح الديني والتوافق السياسي والابداع الثقافي، وبين الالتزام بالقيم والرخاء المادي وبين السلام الاجتماعي والتطور الاقتصادي، وبين التعايش الفكري بين الشعب والتنافس النزيه بين القوى السياسية، وبين تحقيق المصالح الشخصية والتعاطف مع بعضنا البعض. ان الشعب اليوم وغدا يستطيع ان يستمر دون مال ومنافع، ولكنه لا يقدر على البقاء دون نظام سياسي عادل وحكومة جيدة. ان الفروق الفردية ضرورية لتطوير المهارات وتنمية الحريات وتحقيق الاضافة والانخراط في تجارب الخلق والابداع، ولكن يجب الا تتحول الى سبب للفرقة والتباغض والى مصدر للخلاف والتصادم. ان هيمنة الظلم يؤدي الى خراب المجتمع والوطن، ويهدد تماسك الشعب وان العدل هو فضيلة ضرورية لقيام الوحدة الوطنية والسياسية واستمرارها. هنري

41
خواطر سياسية قصيرة(52)
يعتبر نجاح الانتقال السياسي الديمقراطي في الوطن، مرتبطا بوضوح الرؤية والتصورات واليات واجراءات التنفيذ، بمعنى احداث قطيعة مع القيم والممارسات التي ظلت طاغية على اللعبة السياسية، خصوصا منها المقاربات ذات الطابع التكتيكي والخاضعة للاكراهات الظرفية والتي تبرز على شكل منحنيات تارة صاعدة، وتارة اخرى نازلة، في حين بفترض ان ياخذ خط الاصلاح والتنمية والتطور في الوطن مسارا تصاعديا لا يعود للنقطة التي سبق وان عالجها، الامر الذي يسمح بتكوين تراكمات ومكتسبات لا يمكن ان تعرف الانتكاسات والتراجعات. فمن المؤكد ان بناء دولة الحداثة، هي عملية تاريخية واجتماعية متعددة ومتداخلة الابعاد والمداخل، اذ يصعب ترجيح اولوية المدخل الاقتصادي على المدخل الاجتماعي، والمدخلين معا على المدخل السياسي، بالنظر لتكاملها البنيوي، لانجاز تصور شمولي يقطع مع التصورات الاصلاحية الجزئية او القطاعية. وبالتالي الانتقال الديمقراطي الصحيح في الوطن يعتبر مشروعا بالمواطن والمؤسسات من وضع معين الى ضوع ارقى منه، مشروع اجتماعي نهضوي متكامل.مع التحية هنري

42
انطلقي يا ثورة الجياع، يا ثورة جيفارا في العراق.
ان ما يشهد العراق من ثورة في محافظات الجنوب هذه الايام بتطوراتها المتسارعة هو الدافع للكتابة هذه الكلمات، لان ما يقوم به الشعب العراقي اليوم، حدث وطني كبير وتاريخي، نعم يسجل التاريخ للشعب هبته وثورته الجديدة ضد كل ما لحقه من انواع الظلم والجور والاستبداد واستلاب حريته وامتهان كرامته فضلا عن تجويعه ومحاربته في لقمة عيشه، وتنقيص معيشته، وانكار اي حق له، وقهره داخل وطنه، والسجن والعذاب لكل من ينطلق لسانه بالحق او النقد.. هيا يا شعب العراق العظيم ثور ضد الطغيان والفاسدين والراسماليين وناهبي ثرواتك،الذين جمعوا ثروتهم على حسابك.. ولكن لا ينبغي لك ان تنهب ممتلكات الغير وتدمر مؤسساتك بحجة الثورة، فلتكن على مستوى الثوار في ثورتك، فلتشتعل ثورتك ضد من دمرك، ضد من سرقك، ضد من سلبك، ضد من شردك، ضد من فرقك، ضد من اذاقك مرارة الجوع، ضد من سلب نومك وعافيتك، ضد من جعلوك اضحوكة ومسخرة للامم الاخرى، ضد من لا يستحقون قيادتك كما يشاؤون. لان ثورتك اليوم لابد وان تكون حقيقية، لا تقتصر فقط على التحرر من اوضاعك، بل ثورتك لابد وان تقلب تربة الوطن راسا على عقب.هيا انطلقي يا ثورة الجياع ، فلن تخمد لك نار، ولن يغفر فيك ثار، واعتقد العزم ان لا حياد ولا استسلام. هذا اليوم يومك وصبرك بلغ السيل الزبى، لا صوت يعلو فوق صوتك، الذي قدمت القرابين من الدماء والارواح على مذبحة حريتك، وبذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس، واطلق العنان لعنفوانك كالسيل الجراف صوب استعادة كرامتك وحقوقك وثرواتك واصنع المجد لحياتك الحرة الكريمة. هيا يا شعب العراقي العظيم كون محط واحترام وتقدير كل الامم والشعوب، واضرب اروع الامثلة في التضحة والفداء، وقبل ذلك الثبات على المبادىء والانتصار لقيم الحرية والعدالة والمساواة العراقية الاصيلة. عاش الشعب، عاش العراق حر من دون حرامية وقومجية وطائفية ومحاصصاتية واجهزة امنية قمعية حزبية.هنري

43
خواطر سياسية قصيرة(51)
لقد حان الوقت بعد كل هذا الفساد والقهر والاستبداد، لماذا كل هذا الصبر والتحمل والذل على كل هذا الظلم.. لماذا كل هذا الجمود والخضوع والخنوع؟. لماذا نشاهد كل هذه الامور المهينة على حياة العراقيين في الوطن؟، لماذا كل هذه اللامبالاة وعدم الاهتمام؟،لماذا لا ينتفض الشعب العراقي ويخرج الى الشوارع وها هي الظروف الداخلية والخارجية مواتية ومشجعة ليقول كلمته للساسة القوميين والطائفيين والحزبين الفاسدين لا والف لا. ومع كل هذا وهذاك الحكومة العراقية تحجب جميع مواقع التواصل الاجتماعي اليوم. هنري

44

خواطر سياسية قصيرة(50)
بناء العراق الجديد، لابد ان يتغير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وايضا تغيير المنظومة الفكرية والممارسة الغير مسؤولية في الحكم، لابد لنا من اصلاحات جديدة على النظام السياسي الفاشل وسياساته التقليدية ان كان طائفي او عشائري، علينا كعراقيين ان ننتج قيم ومعايير سياسية واجتماعية وثقافية وفكرية جديدة،لا تصادر فيها الحقوق والحريات العامة والخاصة،ولا تحتكر الفكر ولا تقيد حرية التعبير عن الراي،اصلاحات ديمقراطية جديدة وصحيحة تحرر فكرنا وعقولنا من جمود التفكير واثاره السلبية على الانتاج والعطاء والابداع وادارة عجلة التغيير الى الامام، اصلاحات تجعلنا قادرون على التنبؤ بمستقبلنا لنخطط له ونتهيا لاستقبال كل توقعاته ايجابا وسلبا، اصلاحات تجعلنا جريئون بان نقول بصوت مسموع نعم ما حدث ويحدث في الوطن انها مهازل من سياسات قذرة لا تلبي طموحاتنا.. هنري

45
خواطر سياسية قصيرة(49)
ان السؤال بحد ذاته يعني ما زلنا في الوطن نعاني ونمتلك القابلية للطائفية والمذهبية، وان العقل السياسي العراقي ما زال خاضع لشروط المرجعية الدينية. وبالتالي نحن في الوطن  نحتاج الى علاج الانسب، وهو الاصلاح السياسي الذي ليس زرا يضغط عليه فتتصلح اوضاعنا، ونهضتنا في الوطن ليست بالامر الهين، لانه لابد من اعادة بناء المواطن العراقي اولا واعادة كرامته، وحينها فقط يمكن التخلص من الدونية التي تسيطر على العقل السياسي العراقي والتي تجعله يمتلك عامل القابلية الطائفية والمذهبية، وليس المواطنة والوطنية..هنري

46
في العراق الفوضوي الطائفي تتعدد الاشكال والمعاناة واحدة، فالمعاناة الحياتية والمعيشية تواصل اختراق لحم المواطن العراقي ونخر عظمه، في كارثة حقيقية، لا ينكرها الا المتسببون فيها من الحكام وسدنتهم، صغار العقول وعميان البصيرة، الذين لا يرون في الشعب العراقي الا مجموعة من الشحاذين والمتعطلين، ويجهرون بذلك في جهل وجهالة مقيتة، ومنهم رجال الدين الذين ما فتئوا يزينون الباطل، ويطمرون الحق، ويفتون حسب اهواء الحاكم، ابتغاء مرضاة السلطان.وتتفاقم الازمات والمعاناة من نوع اخر، عنوانها سفه القول وساقطه في المساجلات والمشاحنات السياسية بين المتشاكسين الذين جاءوا من رحم الازقة والشوارع بذاتها.ولكن مع الاسف الشديد تسير الاوضاع بعجلة تسارعية، من محطة سيئة الى اخرى اسوا واشد وعورة. هنري

47

خواطر سياسية قصيرة(47)
لا يمكن لنا كعراقيين ان نحل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بتدمير الوطن وسلب ثرواته، هذا ليس حلا، بل امعانا في تدمير الوطن وشرذمته. بدل ان نشرذم وطننا ونقسمه اربا اربا، علينا ان نحتكم الى العقلانية السياسية الحقيقية القادرة على جمع كل المتناقضات والطوائف والمذاهب وصهرها في بوتقة المواطنة الصحيحة، فعندما يشعر الجميع بانهم مواطنون، بغض النظر عن اديانهم وطوائفهم واعراقهم، لن يفكر احد منهم ابدا بتدمير الوطن وسرقته، بل سيدافعون جميعا عن الوطن يدا واحدا، علينا ان نجعل الوطن دولة حديثة قوية لكل ابنائه، فالنجتمع جميعا على تقاسم ثرواته وسلطاته بدل من تدميره.. هنري

48
خواطر سياسية قصيرة(46)
عين الكلمة. علينا الالتزام بالخطاب القعلاني والواقعي في العمل السياسي، لما يتيحه ذلك من عوامل المؤثرة في سيرورة تطوره، اذ امكانية الاحاطة بالواقع الشامل والتعرف ان الواقعية والعقلانية تقتضيان تقديرا دقيقا للامكانيات الفعلية للذات التي تتوخى الفعل والتغيير في وضع سياسي ما، ذلك ان تضخيم تلك الامكانيات يترتب في ذلك هدر للطاقات في صراعات مجانية او غير متكافئة قد تنتهي الى كارثة محققة. هنري

49
خواطر سياسية قصيرة(45)
ما يهمنا هو ان مستوى تفكير ساستنا، بات ملخصا بمهمات صغيرة تعويضا عن العجز عن مواجهة المهمات الكبرى بجراة واقدام، فسواء بقى النظام السياسي الطائفي ام لا فليس هنا مربط الفرس، لاننا عايشنا نفس الانظمة منذ احتلال الامريكي، والتي كانت جلها ترفع شعارات بناء الوطن وحقوق الانسان والمواطنة، ولكن في نهاية المطاف لم يجد شعبنا نفسه في وطن البناء والديمقراطية والعيش الكريم، لا بل وجد نفسه امام معضلة وطن مدمر وخراب وانهيار واقتصاد هش،والشعب يتهجر، بسبب سياسات هذه الانظمة الفاسدة الغير مسؤولة. ما ينبغي قوله بكل وضوح اننا لسنا امام ازمة مالية، ولا حتى اقتصادية، بل امام ازمة انظمة سياسية فاشلة فاقدة للاركان ،وايضا امام مازق سياسي بكل امتياز، وما هذا الانفلات الامني والانهيار المالي والاقتصادي الذي يعانيه الوطن والشعب ، الا مجرد مظهر ونتيجة تعكس الاخفاق السياسي السلطوي في اوضح صوره. هنري

50
خواطر سياسية قصيرة(44)
هل اصبح في الوطن حرية التعبير عن الراي السياسي خطوط حمراء لابد الوقوف عندها؟ وهل فعلا يتم ايداع من يعبر عن رايه السياسي السجن؟ سؤلان جوابهما اما بالايجاب او النفي. فتهمة بالترويج لموضوع ما ان هذا الامر ممنوع في الوطن وانه يؤدي بمن يغامر بذلك الى السجن او القتل اغتيالا، لكن الاخرين يرون ان هذا الجواب مبالغ فيه وان الترويج لهذا القول انما يراد منه الاساءة للنظام السياسي الطائفي القائم حاليا او مستقبلا.هنري

51
خواطر سياسي قصيرة (43)
اليوم ادركنا حجم جريمة وخطورة تزوير الانتخابات التشريعية في الوطن،وكيف تم تزويرها بطرق غبيا وليس ذكية، لان الساسة لم ينتبهوا الى اساليب المشعوذين، ولا يزال المشعوذ يتعلم ذلك من النظام السياسي الفاسد، الذي لم يطهر المفوضية المحاصصتية للانتخابات من المتلاعبين الحزبيين، وايضا المبكي والمضحك في الامر ايضا لم يطهر الهيئة الناخبة، فلا يزال فيها الموتى والمفقودين والمكررين  في التسجيل في جميع المحافظات الوطن، وهؤلاء يتم التصويت في مكانهم، ويتم ضخ وعائهم للكتل والتحالفات والاحزاب والمرشحين.فعلا انها مهزلة ومصخرة للعقل العراقي واهانة للعملية السياسية الديمقراطية. هنري

52
المنبر الحر / عين الكلمة.. (41)
« في: 20:16 17/05/2018  »
عين الكلمة.. (41)
اي عمل مبتور عن سياق المقاربة الشمولية في ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية سيظل محدود النجاعة. اذ لا اصلاح بدون اعادة النظر في التوزيع العادل والمتوازن للسلطة السياسية مما يضمن اداء فعالا للمؤسسات الوطنية كالية جوهرية للفعل الديمقراطي الحقيقي، ولا اقلاع اقتصادي بدون القضاء الحقيقي على الفساد واعادة توزيع الثروات ما بين الفئات الاجتماعية، بما يضمن القضاء الفعلي على الفقر وعلى مختلف اليات التفقير، ذلك ان الفقر المذقع هو احد نتائجح الغني الفاحش في الوطن. هنري

53
خواطر سيايسة  قصيرة(40)
كيف يمكن للاحزاب العراقية التي تدعي اليوم في الانتخابات، انها قادرة على اخراج الشعب العراقي من حافة الهاوية وخزينة الدولة العراقية فارغة؟ والمصيبة هي اذا عادت نفس الاحزاب التي كانت في البرلمان وخزينة الدولة عامرة حتى التخمة ولم تفعل شيئا للشعب، فكيف ستفعل شيئا للشعب والخزينة فارغة؟. اذن ستكتمل صورة المضحك المبكي في تشريعيات العراق وستتاكد نظرية ان لا مؤسسات في الوطن بما فيها البرلمان وان الشعب يعيش لينتخب ساسة يستعبدونه باساليبهم سواء كانت الدولة غنية ام فقيرة فالمهم هو الاستعباد ثم الاستعباد ثم الاستعباد. هنري

54
خواطر سياسية قصيرة(39)
ايها المواطنون الاعزاء. انتخبوا من لم يسبق له الوقوف ضد مصالحكم، وراجعوا مواقف من مثلكم سابقا من القضايا التي تهمكم.. انتخبوا من لم يكن سببا في احداث تازيم وضياع وتدمير وقتل وتهجير والفساد، بصغائر الامور والقضايا الهامشية متجاهلين الاولويات، تاركين القضايا الرئيسية وهموم المواطنين خارج اجندتهم.. انتخبوا من لم يفنن بطرح المشكلات دون ان يقدم رؤيته للحلول والاليات والتصورات المبدئية على الاقل لحل تلك المشكلات.. انتخبوا من لم يسبق لكم تجربته والتعرف على امكانياته وقدراته المتواضعة.. انتخبوا من لم يدفع المال او يقدم الهدايا لشراء اصواتكم او من يصرف الالاف الدولارات لحملته الانتخابية، فهم بالتاكيد سيسترجعونها اضعافا مضاعفة من خلال التكسب من عضويتهم بالمجلس النواب، وبالتالي زيادة انتشار الفساد في الوطن.. انتخبوا من لا ترون فيه ضحالة التفكير والمنطق والطرح.. انتخبوا من لا يتخذ من الطائفية والمذهبية والحزبية نبراسا له ووسيلة للوصول لكرسي البرلمان.. هنري

55

خواطر سياسية قصيرة(38)
نحن كامة وشعب لا نرغب في ان نتدخل في شؤون الاخرين، فعلى الاخرين بان لا يتدخلوا في شؤوننا الداخلية، وخاصة كوتا شعبنا، لان هذه الكوتا ملك خاصة لشعبنا، فيها وجوده وحقوقه واسراره وقضاياه القومية، انها حصنه الداخلي،ونرفض هذا التدخل الغير مقبول، بل يعد ضربا من ضروب التعدي، والتعدي على حقوق شعبنا ليس مقتصرا على الاعتداء البدني والممتلكات والتجاوزات وحسب، وانما التدخل في كوتا شعبنا هو الاخر مظهر من مظاهر الاعتداء المباشر ومقصود،ونزعة لممارسة النفوذ وفرض الوصاية، هذا ايضا ابتلاء بنزعة الايذاء، فهؤلاء يدسون انوفهم في شؤوننا القومية بغرض ايذائنا والنيل من حقوقنا ووجودنا على ارض الوطن.ختاما نقول هل فقد البعض هيبتهم؟.والله في خلقه شؤون.هنري

56
خواطر سياسية قصيرة(37)
انا لا الوم  اعضاء مجلس النواب الفاسدين  اللصوص، ولكن الوم نفسي والومك انت وانت وهو وهي وهم، الوم كل الذين ساهموا في وصول هؤلاء الفاسدين الحرامية الى مجلس النواب، ليساهموا بضعفهم في تردي اوضاعنا ، فنحن من صوتنا على فلان وعلان، ونحن اليوم نجني ثمار ما زرعناه منذ سنوات مضت. الفترة التشريعية تشارف على النهاية وامامنا فرصة جديدة نحسن فيها اختيار البذور التي نزرعها في مجلس النواب القادم. هنري

57

خواطر سياسية قصيرة(36)

كامة وشعب واحزاب هل اصبحنا في بحر هائج من الامواج التي ترطم اجسادنا بالماء وربما تقذفنا الى الصخور، ولا نعلم نهاية البحر العميق، وتلك الامواج الطائشة التي تحيط بنا، فالجميع يجري وراء المكاسب والكراسي والمناصب، ولم يعد هناك شخص سياسي مقتنع بما في يده. وحال شعبنا لا يختلف كثيرا الحاكم الذي اصبح يحلم بالكرسي الذي يجلس عليه حتى يموت، وربما يحلم بتوريثه لاحفاده قبل اولاده، فهذا الكرسي اصبح فتنة لمن يجلس عليه، فالحاكم يخاف ان يتركه لغيره، فهو لا يهمه مصلحة وطنه وشعبه اكثر من مصلحته الشخصية، فهو يرى في الكرسي الذي يجلس عليه مصدرا لا ينضب من الثروة ، فنحن نعيش في دوامة الصراعات الداخلية ونسير نحو خطى الغير وبدانا نترك رويدا رويدا قيمنا ومبادئنا القومية ونتجه نحو الهاوية والمصير المجهول. وحتى بعض الساسة الذين يدعون انهم يريدون تحقيق حقوقنا القومية، ما هي الا فقاعات هدفهم مصلحي وليس سياسي قومي. هنري

58

خواطر سياسية قصيرة(35)
نظامنا الديمقراطي السياسي الهزيل في الوطن وكانه مولود قبل اوانه بشهور، اضطررنا الى وضعه في الحاضنة التابعة لقسم العناية المركزة، على نحو يصعب معه التكهن ان كان سيكتب له الحياة، ام انه سيختنق ويلفظ انفاسه، ومن مر بتجربة العراق ولد قبل اوانه يعرف معاناة الشعب. سنوات مرت كلما لاحت في افق الوليد بشائر، الا وفاجاهم بانتكاسة جراء جرثومة صغيرة تسربت من ممرضة متهاونة، او حتى تلوث في هواء الغرفة، او فيروسا معديا انتقل من وليد مجاور، فهذه المرحلة الانتقالية التي هي من منظور التاريخ قصيرة مهما طالت، طويلة جدا على الشعب والمعنيين بنجاحها، خصوصا في ظل وجود اقارب لا يتمنون للمولود العافية، لانهم يودون لو بقيت الام عاقرا حتى لا تحرج العاقرات من العائلة، او حتى يشمت الحساد في المراة العراقية. هنري

59

خواطر سياسية قصيرة(34)
لابد مراجعة نظاما الطائفي والمذهبي، وتحديث نظامنا السياسي الانساني، وانجاز مشروعنا الحضاري الوطني، ولكن سيرة الفاشلين في التجارب الماضي كانت مخيبة للامال، كان فيها كثير من الاطلاقية على حساب النسبية، وكان فيها الكثير من الغرور على حساب التواضع المطلوب، وكانت فيها الكثير من قلة الثقة والمؤامرة والمكيدة والمصالح الفئوية والانانية على حساب المرجعية الاخلاقية والسيرة العقلانية والمصالح العليا للوطن والشعب، فلماذا يصر الساسة الفاسدين على تكرار اخطاء التجارب السالفة ليدركوا النتائج ذاتها، ولماذا لم يتعلموا من الحداثة الا الغرور والاستعلاء، ولم يتعلموا من الثقافة الا السرقة والنفاق والدجل، وبالتالي ليجربوا التفكير من موقع الوطن والشعب لا من موقع الاحزاب والطائفية والمذهبية والعشائرية، اليس الوطن اولا والشعب ثانيا؟. هنري

60


خواطر سياسية قصيرة(33)
عين الكلمة.. يعيش الوطن اليوم انسدادا سياسيا شاملا وكاملا، وهو معرض لازمة سياسية واقتصادية بالغة الحساسية وبوادر تصدع اجتماعي خطير يتراكم على دربه، وبالتالي جسامة هذه المشاكل والتحديات والرهانات توحي بان الاستحقاقات الانتخابية القادمة ستكون زهيدة وهزيلة وتافهة بكل المقاييس. لذلك اصبح علينا ان نقول بان الحقوق والحريات مهددة وهي تعاني من تقهقر متواصل بفعل نظام سياسي فاسد مذهبي، مهيمن على الثقافة وفلسفة الادارة والحكم، لان الغش السياسي والتزوير الانتخابات الذي لا وجود له بتاتا في جدول اعماله، ولا اثر له في خريطة الطريق التي رسمها لنفسه، ان بناء دولة الحق والعدالة ووالقانون لا تتقدم بل تتراجع بوتيرة مذهلة.واذا كنا نتساءل عن جدوى مبرر المشاركة او عدم المشاركة الشعب في الاستحقاقات الانتخابات القادمة، فهذا في حد ذاته مؤشر من مؤشرات الاختلالات اللاديمقراطية.لذلك نقول ان الحريات والحقوق للاقليات في الوطن لم تعد مصانة، كما ان التعددية السياسية لا تزال مهددة بالميل اللامحدود للنظام السياسي القائم الذي فرض هيمنته وفضل زبانيته السياسية التقليدية، وان المفوضية العليا للانتخابات التي شكلت ولبست ثوبها الجديد تعتبر رمزا للفساد والتزوير الانتخابي القادم، لانها بالفعل حزبية محاصصتية وليس مستقلة. هنري

61
خواطر سياسية قصيرة(32)
فعلا اصبحنا نعيش الان في الوطن زمنا صعبا حيث يواجهنا تحديات كثيرة من فساد حكام ومسؤولين، وزنا ودعارة وقتل وسرقة وغيرها من الامور التي دمرت الوطن والمجتمع، وجعلت الساسة يبحثون ويجرون نحو مصالحهم الحزبية والشخصية،بعد ان تحولوا الى طغاة وجبابرة،والبعض الاخر يعتقد انهم ملائكة على الارض. اننا نعيش في ظل فساد طغى عليهم بعد ان دخل الفساد والارتزاق في قلوبهم قبل عقولهم، واصبحت معظم اعمالهم وافعالهم تحكمها المصلحة الذاتية قبل المصلحة الوطنية، فلو فكروا قليلا فيما مضى وفيما يحدث وما سوف يحدث، نجد انهم بوصفهم عراقيين لم يكن لهم اي دور، سوى دور واحد يميزهما بل وتفوقوا فيه وهو الانقسام والتفتت وقتل بعضنا البعض..  عزيزي القارىء فالتفكر معي قليلا ما هو النظام السياسي في الوطن وماذا قدم للشعب؟ فلو بحثت فلن تجد ذلك النظام، فهل تعودنا ان نكون راكعين وليس واقفين، وتعلمنا حسب ما اراد البعض ان يعلمنا وزرع في نفوسنا فكرة ان نعتمد على الفاسدين وليس على انفسنا ونسير حسب الطريق المرسوم لنا. الوطن تفكك وانهار بيد ابنائه، وحدث الكثير من القتل والدمار  بعضها من اجل الكرسي والبعض الاخر من اجل افكار شوفينية عنصرية قذرة.. هنري

62
خواطر سياسية قصيرة(31)
الانتخابات القادمة لابد وان يتحكم عليها لغة العقل الوطني على لغة الطائفية والمذهبية والحزبية والتعصب والجهل. على الشعب ان ينتخب الافضل وطنيا، وان يبتعد عن من ثبت انهم خارجين عن الوطنية ومختلسي مال الشعب. لذلك نقول التعصب الاعمى للطائفة او المذهب او حزب لا يبني وطن ديمقراطي يحترم فيه الدستور والقانون وحقوق الشعب، بل انه يهدم ما تبقى من وطن، الا يكفي ما حل بالوطن، الا يكفي التهميش بحقوق الاقليات، الا يكفي من الفساد، الا يكفي من التدمير، الا يكفي من القتل والتهجير. وبالتالي  انتخاب ساسة انتهازيين فاسدين سراق ثروة الوطن والشعب، تعتبر مساهمة بالحرمان والتهميش، فصوت العراقي امانة وتكليف كل مواطن وطني شريف ان يختار من يمثله ومن يكون على قدر طموحاته، فمن كان طموحه السرقة فالينتخب من يحقق له رغباته ونزواته، ومن كان طموحه التغيير والاصلاح والانماء والتكاتف والوحدة  والانتعاش الاقتصادي فالينتخب من يحقق له طموحه واماله، نعم هذه فرصة المواطنين، فلا تحرموا انفسكم منها وليكن صوتكم رسالة حق بوجه الظلم والفساد والتهميش. وختاما نقول للوطن نعم  ولا  للفاسدين. هنري

63
خواطر سياسية قصيرة(30)
بروز بعض القيادات والزعامات السياسية من اشباه الاميين والصعاليك والفاسدين والمفسدين، وما نتج عن ذلك من انحطاط في الخطابات ورداءة في الممارسة السياسية، وطغيان الانانية والوصولية والدفاع عن المصالح الضيقة، وهدم القيم الاخلاقية والوطنية، فوصول الفاسدين الى مواقع جميع مؤسسات الدولة، يرسم صورة متكاملة عن هذا التخبط والياس السياسي، ويكشف عن المستوى الحقيقي لفاسدي الوطن ممن مكنتهم ازمنة الرداءة من الوصول الى هذه المناصب السياسية، وبات من السهولة بمكان في زمن الياس والغباء السياسي ان تصبح رئيسا ووزيرا وعضوا في مجلس النواب واي موقع ترغب به. هنري

64

خواطر سياسية قصية(29)
لا يختلف اثنان ان الحملة الانتخابية هي اداة من ادوات السلوك الانتخابي الذي يتاسس في مجمله على مجموعة من العناصر، كالناخب والمنتخب والحزب والمراقبين ومؤسسات الاستطلاع، والاعلام العنصر الاهم في هذه اللعبة بكل اطيافه، وبدونهما لا يمكن ان يتحقق المسعى الاساسي وهو الفوز والحصول على المقاعد المطلوبة.وبالتالي اطلالة صغير على برامج القوى والتحالفات والكتلة السياسية، تصاب بالذهول والحيرة من تضخم لغة الوعد والوعيد، وكذا فائض منسوب لغة الارقام لذى بعض القوى السياسية خلال حملتهم الانتخابية ايهام المواطنين على انهم يتوفرون على برنامج عملي اكثر منه نظري في غياب تام للترابط والتوازن بين الشق النظري ولا شق الواقعي. وايضا هناك قوى سياسية اخرى اعتمدت الاغراق في الانشاء نظرا لغياب تصور مجتمعي حقيقي لديها، والبعض الاخر تحاول نسج برنامج قريب من المواطنين بحكم النضال الطويل والتجربة التي راكمتها بقربه. لذلك نقول اي برامج سياسية واجتماعية يحتاجها الشعب في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها؟ وما مدى واقعيتها وامكانية تحقيقها على ارض الواقع للفترة القادمة؟. هنري

65
خواطر سياسية قصيرة(28)
يعيش الوطن اليوم انسدادا سياسيا شاملا وكاملا، وهو معرض لازمة سياسية واقتصادية بالغة الحساسية وبوادر تصدع اجتماعي خطير يتراكم على دربه، وبالتالي جسامة هذه المشاكل والتحديات والرهانات توحي بان الاستحقاقات الانتخابية القادمة ستكون زهيدة وهزيلة وتافهة بكل المقاييس. لذلك اصبح علينا ان نقول بان الحقوق والحريات مهددة وهي تعاني من تقهقر متواصل بفعل نظام سياسي فاسد مذهبي، مهيمن على الثقافة وفلسفة الادارة والحكم، لان الغش السياسي والتزوير الانتخابات الذي لا وجود له بتاتا في جدول اعماله، ولا اثر له في خريطة الطريق التي رسمها لنفسه، ان بناء دولة الحق والعدالة ووالقانون لا تتقدم بل تتراجع بوتيرة مذهلة.واذا كنا نتساءل عن جدوى مبرر المشاركة او عدم المشاركة الشعب في الاستحقاقات الانتخابات القادمة، فهذا في حد ذاته مؤشر من مؤشرات الاختلالات اللاديمقراطية.لذلك نقول ان الحريات والحقوق للاقليات في الوطن لم تعد مصانة، كما ان التعددية السياسية لا تزال مهددة بالميل اللامحدود للنظام السياسي القائم الذي فرض هيمنته وفضل زبانيته السياسية التقليدية، وان المفوضية العليا للانتخابات التي شكلت ولبست ثوبها الجديد يعتبرها الكثير من المتابعين للشان العام، انها رمزا للفساد والتزوير الانتخابي القادم، لانها بالفعل حزبية محاصصتية وليس مستقلة. مع التحية

66
خواطر سياسية قصيرة(27)

يعني نحن كامة وشعب واحزاب قومية، فعلا نعيش نضال المهازل.اعداء الامس اصبحوا اصدقاء اليوم، واصدقاء الامس اصبحوا اعداء اليوم، في زمن انقلبت كل الموازين وتبدلت كل القيم واندحرت المبادىء التي كان البعض يتغنى بها ليلا ونهارا، واصبحت مجرد كلمات مكتوبة على اوراق اجتمعات حزبية تنظيمية.وبالتالي اتساءل من الساسة المعنيين وفي هذا النخبط الذين نعيشه، باي معيار امنح صوتي في الانتخابات؟ لان التصورات لدي واضحا حاسمة، بخلاف العديد من تصوراتي العلمية والفكرية التي انزع فيها الى النسبية ادراكا لثقل الحقيقة وتعقد جوانبها، لكن حينما يتعلق الموضوع باختيار المرشح لمجلس النواب القادمة، فان الامور لدي تتحول على الفور الى معياران حاسمان واضحان وبسيطان، انطلق منهما في اختياري هما الامانة والروح الاصلاحية. الامانة تعني نظافة اليد، وهي ليست فقط فضيلة اخلاقية بحد ذاتها،ولكنها ايضا ضرورة عدل في قضية شعبنا. اما المعيار الثاني فهو الروح الاصلاحية لتغيير واقعنا القومي الى الافضل، والتي تستوعب مجموعة قيم وسلوكيات، ولتحقيق هذا الصالح لشعبنا يحتاج الى حلول عميقة ويتطلب ثقافة قومية وسياسية جديدة لنتخلص من العار الذي يلحق بنا. هنري

67
خواطر سياسية قصيرة(26)
احتدمت المنافسة بين القوى السياسية في الوطن،وفتحت معها كل الطرق والوسائل للفوز بالناخبين عبر الاغراءات المالية والوعود الانتخابية، بعد ان سيطر المال المسروق على المشهد السياسي الجديد. فبعد استغلال البعض بالبعد العسكري والاخر بالبعد الطائفي والديني، يبدو ان قوى المال والاعمال دخلت بقوة هذه الانتخابات لتاخذ مكانها في الساحة السياسية العراقية. كما تتنافس بعض القوة الاقليمية لتوفير الدعم المالي لبعض الاطراف الحزبية خدمة لاجندتها ومصالحها ومشاريعها في الوطن. وبالتالي نرى ان هذه المسرحية الانتخابية الغير شفافة والمشكوك في نزاهتها ستفضي الى نتائج مشوهة لا تعكس طموحات المواطنين، بل ستكرس وضعا قائما تتقاسم فيه القوى القديمة والجديدة السلطة والثروة. وبالتالي المواطن العراقي المغلوب على امره سيبقى رهينة رجال الدولة الفاسدين... هنري

68
خواطر سياسية قصيرة(25)
تصرفات قذرة تعصف بالفعل السياسي في الوطن. واموال مجهولة المصدر، ولكن غالبا ما تكون من طرف رجال مال مقابل تواجدهم في القوائم او مقابل خدمات سيستفيدون منها بعد فوز المرشح الذي دعموه، منطق المال الفاسد في العمل السياسي في الوطن بات لا يعلو عليه منطق، واصبح العمل الحزبي اخر هموم الاحزاب ومرشحيها، هي النظرة الغالبة بين التحالفات والاحزاب الحيتانية التي يكون التواجد في قوائمها مرادفا للنجاح في ظل استمرار ممارسات التزوير.وفي الانتخابات العراقية يبدو المال الفاسد ظاهرة حيث يتهاتف رجال السياسة والمال لتصدر قوائم الاحزاب مقابل مبالغ كبيرة، فهدف الوصول الى قبة البرلمان وضمان الحصول على حصانة برلمانية اصبحت هي الغاية وليس وسيلة لخدمة الشعب.. هنري

69
خواطر سياسية قصيرة(24)
 الانتخابات الهزيلة القادمة تفتقد لادنى درجة من المصداقية والمسؤولية الوطنية، فبعد سنوات مضت من مهزلة لاخرى ومن الشد والجذب بين الاحزاب والكتل وما ترتب عليها من صراعات واسقاطات سياسية، وايضا اهدار الاموال في المرتبات والمزايا وتكاليف الاستراحات والفنادق والرحلات للساسة، يتفاجا العراقيون بان النظام السياسي الديمقراطي الموعود،لازال يصارع الموت وحتى قبل ان يولد بين ايادي قذرة مرتعشة ونخبة فاسدة مدمرة للوطن في مجلس النواب. هذه مسرحية هذه الانتخابات اصبحت كمن يريد حقن مريض ينزف بشدة بمسكنات اضافية، ولا يريد ادخاله لحجرة العمليات لكي يتم وضع نهاية سعيدة لالامه ووقف تدهور حالته المزرية. وبالتالي المهازل السابقة والتي دامت لاعوام جعلت من الوطن غنيمة للفاسدين والمجرمين من داخل الوطن وخارجه، وجعلت من المواطن العراقي الكريم مشروع استعباد لكل فئات مافيا الفساد السياسي والاقتصادي والعسكري وحتى الديني.لذلك ندعو الشعب العراقي الى الضغط في اتجاه توحيد الصف الوطني وانهاء مراحل الياس والتعاسى التي دمرته ودمرة الوطن. هنري

70


خواطر سياسية قصيرة(23)

لناخذ الموضوع بتسلسله المنطقي السهل، انه لا احد يهدد ويتوعد هذه الايام مما يعني ان هناك من يعلم علم اليقين بان الشعب العراقي والناخبين يكرهون ويمجون الازمات، والتساؤل المستحق هو مادام الاستقرار السياسي والاقتصادي هما مطلب المواطنين فلماذا العودة السريعة بعد الانتخابات للمناهج الذي تسبب في تخلفنا وجعلنا القدوة السيئة في الممارسة السياسية؟. وليس عيب ان نخدع ذات مرة فنذهب مسرعين لصناديق الانتخاب لنصبح اقزاما لمن يصعد على اكتافنا ويملا جيوبه من اموالنا ويجلس على الكرسي البرلماني لا لخدمة وطن وشعبه وناخبيه، بل ليطيل قامته ويبني مجده الشخصي تحت شعارات مزيفة والمخادعة المعتادة، لكن العيب كل العيب هو ان نخدع في كل مرة ثم نبدي ضيقنا مما يجري حولنا وهو في الحقيقة الامر من صنع ايدينا وما ترميه من اسماء في صناديق الاقتراع. لذا علينا ان نرفع شعارات كبيرة في انتخابات القادمة، لا للانتهازيين الفاسدين الرافعين شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان والخ وهم اعدى اعدائها، ولا للمتدثرين برداء الدستور وهم من داسوا باقدامهم نصوص وروح الدستور، ولا لساسة الحاملين لشهادات الجامعية الحقيقية والمزورة المدعين محاربة الفساد وهم اول المستفيدين منه والمتسربلين به من قمة راسهم حتى اصابع قديمهم، كفاكم خداعا وكفانا تصديقا لخداعكم.هنري

71



خواطر سياسية قصيرة(22)
في عراق المخربط. الديمقراطية كاسلوب حكم اثبتت انها لا تاتي دائما بالساسة المرشحين الجيدين، وانما بساسة لصوص، وصناديق الاقتراع يتحكم فيها اصحاب التاثير وليس اصحاب الكفاءة، الميزة في الديمقراطية الصحيحة وليس الشكلية، هي امكانية تصحيح الاخطاء في حال ادرك الشعب ان المرشحين الذين اختارهم لم يكونوا موفقين بالتالي يتم تغييرهم. لكن صناديق الاقتراع تظل رهن القادرين على التاثير ممن يملكون المال الشعب المسروق او السطلة والنفوذ. لذلك لا فساد بدون سلطة، لكن يمكن ان تكون هناك سلطة دون فساد، كثيرون تبهرهم السلطة، تجذبهم مثل الفراش الهائم حول الضوء، لا يفكرون كثيرا في اخلاق السلطة ولكن في نفوذها وما تستطيع ان تحققه لهم من مكاسب، هؤلاء موجودون دائما ويرفعون شعارات انا معك انقذك ولست معك اتركك. هنري

72
خواطر سياسية قصيرة(21)
ان ازمة قيم العميقة التي تعيشها الساحة السياسية العراقية اليوم، والتي تتجلى انعكاساتها بشكل واضح على كل المستويات الهيكلية ، هي في مجملها نتاج واضح لعدة اخفاقات خاصة على المستوى الفكري والسياسي وحتى الاخلاقي .فما نلاحظه اليوم من مشاكل وامراض وافات واضطربات حزبية وطائفية ومذهبية تكاد تعصف بالوطن ووجوده الى هاوية، جراء انهيار قيم العمل الحزبي والسياسي، والذي اصبح نتيجة منطقية لتدني مستوى عقول الحزبية والسياسية المغلقة.وبالتالي ان السبيل الوحيد لاعادة وبناء الساحة السياسية الوطنية الموحدة، تكون في التاكييد على صوابية المنطلقات الوطنية، وتفعيل العمل السياسي الشامل، اي عمل الذي يرسي منهج جديد عميق في فهم التحولات والتطورات التي تحيط به...

73

خواطر سياسية قصيرة(20)
 الشعب العراقي خدع ولا يزال يخدع من اطراف وشخصيات سياسية، ساسة ينسبون الى انفسهم الكفاءة والقدرة على القيادة وليس لهم باع في العلم ولا الحنكة السياسية، حنكتهم الوحيدة تتمثل في شراء الاصوات والدعاية المغرضة التي يجب على المواطن ان يتفطن لها لانها تمارس لمصالح خاصة شخصية وليست وطنية. ان ممارسة الدعاية الانتخابية لاغراض حزبية وشخصية وكوسيلة لاقناع المواطنين والمراوغة والتحايل، يوجب على الشعب ان يكون فطنا، والفطنة تقتضي مستوى جيدا من المعرفة والفهم والدراية بالامور السياسية. ان المواطن العراقي العامي لا يعرف الكثير عن تفاصيل واساليب الحملة السياسية، كما انه ليست له دراية بالشخص المرشح للقيادة ان صح القول، حتى وان كانت له فهي سطحية، والسطحية التي لا تبنى على اساسها الحسابات السياسية التي يجب على المواطنين وضعها في الحسبان قبل تصويت على الشخصية. لذلك نقول على المواطن العراقي يجب ان يكون كيس فطن، وان لا يلدغ من الجحر مرتين، وان يلعب المواطن العراقي دورا ايجايبا في العلمية السياسية ابتداء من ابسط مستوى. ان الكثير من ممثلي الشعب داخل قبة البرلمان ومجالس المحافظات، وقعوا بين فكي الفشل السياسي. وفي رايي ان كل ذلك هو نتيجة السياسات الخاطئة التي اتبعوها خلال حملاتهم الانتخابية المبنية على اساس الوعود الغيبية والكاذبة.وللكلام بقية هنري

74

خواطر سياسية قصيرة(19)
على الساسة ان يفهموا بان النظام السياسي الديمقراطي الصحيح هو كمواطن ومؤسسات وعلاقات سلطوية بين الحاكمين والمحكومين، وليس فقط الوطن، بل اداة تنفيذية لاستقلال الوطن ان كان محتلا، ولبنائه ان كان مستقلا، ولحمايته ان كان مهددا، فهدف نظامنا السياسي الذي نتمناه هو تامين الشعب من المخاطر الخارجية وتحقيق الوفاق والانسجام الداخلي بين مكوناته ، بغض النظر عن مصادر شرعيته القائم حاليا والقادم لاحقا،وبالتالي يجب ان يكون على علاقة واضحة بين السطلة ذات سيادة والوطن والمجتمع، والانسجام بين هذه المكونات الثلاثة لينتج ما يسمى الوطن كحاضنة مادية ومعنوية للمواطن وكانتماء وشعور يحمله معه المواطن اينما حل وارتحل. لذلك نقول لقد استحوذت السلطة على الوطن، اي لقد حلت السلطة محل الوطن، نعم لقد اصبح نضال القوى السياسية العراقية، ليس من اجل الوطن، بل من اجل السلطة والمحافظة عليها باي ثمن، ان السلطة وحدها ليست وطنا والحال كذلك الدولة وحدها ليست وطنا، فالمواطن يخضع لهما قانونيا، وحتى المجتمع قد لا يشكل وطنا لابنائه في بعض الحالات. فكثير من المواطنين يشعرون بانهم سكانه وليسوا مواطنيه، حيث ينتابهم احساس بالاغتراب الاجتماعي والسياسي في الوطن، والتطلع للهجرة في الديمقراطية الحقة في اوطان ثانية جديدة. وللكلام بقية هنري

75

خواطر سياسية قصيرة (18)
بالرغم من التغييرات الطفيفة التي شهدها الوطن، وكذلك التحديات التي يواجهه الشعب العراقي، تبقى الاستيراتيجية المطروحة للساسة الفاسدين،مرتبطة ارتباطا وثيقا بالرموز التقليدية والطائفية والعشائرية والحزبية المسيطرة على كافة مفاصل الدولة، والتي تعرقل كل الانشطة السياسية التي لا تخدم الجهة ام الطائفة او العشيرة او الحزب، اما الخارجين عن النص ممن تخول لهم انفسهم وجود الديمقراطية والطموح للحصول على المناصب والمقاعد السياسية المهمة، فسيظل الطموح هو سيد الموقف، ان اختلاف الذي اصبح سائدا في كل المحافظات الوطن يعتبر عقبة امام تحقيق اي خدمة للمواطن، وذلك للاسباب تتمحور اساسا في عدم الوعي لدى المواطنين والفقر وعرقلة كل المصالح التي تخدم المواطن، من اجل الحصول على حاجة انية وبصفة فردية وهيمنة الاتكالية في نخب سياسية، وانحراف البعض في مواقف مجهولة المسار بحثا عن مصلحة خاصة بيد ان الخطابات الراديكالية والمملة والتي تحمل نفس الشعار، وهو بناء الوطن وهو شعار وشعار فقط.. وللكلام بقية هنري

76

خواطر سياسية قصيرة(17)
ان مشكلتنا في الوطن تكمن في وجود طبقات سياسية حاكمة متواجدة لمنفعتها الخاصة، لا يهمها سوى مصالحها وليذهب الشعب والوطن الى الجحيم، وليات من بعدي الطوفان، فمعظم الذين حكموا من خلال الشعارات الوطنية تحولوا فيما بعد الى طغاة فاسدين، وصادروا ثروات الشعب والوطن، وحولوها الى حساباتهم الخاصة. فالحاكم المستاثر بالوطن لابد وان يحفز المواطن الى الكفر بالوطن والوطنية، انها معادلة بسيطة للغاية، نظام سياسي طائفي نفعي تسلطي يؤدي الى خلق مجتمع نفعي طفيلي لا يهمه من الوطن سوى سلبه ونهبه، بحيث يقول المواطن بما ان الطبقة الحاكمة تستاثر بكل شيء تقريبا، فما الذي يدعوني الى التضحية او الحفاظ على هذا الوطن، فليذهب الى الجحيم،الاحزاب السياسية تسرق الوطن، والحكومات تتبعها، والمسؤول الادنى رتبة ينهب، والموظف الصغير يتحين الفرصة كي يمارس اللصوصية، والمواطن العادي ينهب، فيتحول الوطن الى بقرة حلوب، الكل يحلبه حتى يجف.مع التحية هنري

77


خواطر سياسية قصيرة (16)
في الوطن لابد وان يكون النظام السياسي مبني على اسس ديمقراطي، صحيح انه لحد اليوم لم يكن مثالي، بل انه يبقى افضل الف مرة من الديمقراطية المتولدة عن انتخابات مشكوك في صدقيتها وصحتها وشرعيتها، وكان الشعب حرا في ابداء رايه واختيار قياداته بلا تهديد ولا ارهاب ولا سجون ولا بيوت اشباح وسهرات تعذيب، وكان القضاء حرا عادلا يضرب به المثل. ولو اتخذت الانتخابات القادمة منهج تغيير والاصلاح، وتحمل شعار تعزيز الوحدة الوطنية والمشاركة والحوار وقبول الاخر والاعتراف بمبدا تداول السلطة والاقرار بالنتائج، والرضوخ لارادة الشعب وخياراته بتسليم المقاليد لفريق يحكم ويمارس الادارة والتشريع وفريق يعارض ويراقب ويحاسب يكون احسن، ولكن الخطا الذي وقع فيه الساسة في الوطن ، انهم ساروا على نهج نظام سابق تبنى الديمقراطية العرجاء، التي تستند الى مبدا انا او لا احد، والمتجاهل الذي ينظر بعين واحدة الى الحقائق والواقع ، ويغمض العين الثانية رافضا الاعتراف بالطرف الاخر، والحماقة الذين يظنون ان الشعب غبي يستطيعون خداعه بصناديق واوراق معدة سلفا، ثم يتربعون على عرش الحكم مستندين الى شرعية لم يقبضها احد. العبرة في الوطن اليوم، هي ان لا ننحاز لطغيان يريد ان يحكمنا باسم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، ولا ننحاز لطغيان ضد طغيان اخر. هنري

78
خواطر سياسية قصيرة(15)

تقتضي الممارسة الديمقراطية السليمة،ان يتحلى الفرقاء السياسيون بكثير من الغيرة الوطنية وعميق الانتماء للوطن، فيترفعوا عن الاستثمار في الازمات والاشكاليات، والاتجار في استدامتها واللعب بالنار، قضاء لمارب ضيقة ومصالح حزبية ومذهبية وطائفية ضيقة ولتصفية حسابات فيما بينهم ان كانت صغيرة او كبيرة،المناصب تمضي وتعود والحكومات ايضا كذلك، لكن عليهم ان يفهموا جيدا الوطن ان فرط به ينهال صرحه على من فيه دون تمييز، فهل يملك سياسيونا شيئا من روح هذا الانتماء وهم يتاجرون في قضايا قد توصلنا جميعا الى حافة الانهيار، وهل من حصافة الموقف واصالة الاصطفاف ان يتخندق اليوم بعضهم في صف ايقاف الاصلاحات والتغييرات وعرقلتها،ولا نعلم لمصلحة من تقوم تلك الاطراف بكل هذه العرقلة؟، ولكن نقول كل سياسي عراقي وطني شريف امام مسؤولية تاريخية، لان الانتخابات تعتبر لحظة عابرة كيفما كانت نتائجها، والحكومة والبرلمان وغيرها من مؤسسات الوطن، لا قيمة لها ان لم يحضنها وطن قوي ومستقرة. هنري

79

خواطر سياسية قصيرة(14)
ما نتحدث عنه ليس من منطلق المزايدات الحزبية والسياسية، لا بل تصويرا للعقلايات النخبوية السياسية الاستلابية التي صنعت كل هذا الدمار والفوضى في الوطن، حتى تمكنت من خلال اجندتها الخارجية، ان تجعل تفكير الذات المستلبة يذهب الى الغاء الانا القهرية، والهائها بالاخر القهري، حتى يتم ابقاء الانا القهرية تفكر في هموم الاخر، وتنسى القهر والتسلط الذي تعاني منه هي نفسها. وبالتالي قضية الوطن يكون فيها الشعب العراقي مضطهدا من طرف السلطة نفسها، هي قضية كل الضمائر  الشريفة الوطنية، والوقوف ضد الاضطهاد والاستبداد يجب ان يكون على اساس انساني وطني عراقي، لا من منطلق ديني او عرقي او طائفي، وتكون فيها الانا واعية بماهية ذاتها وافعالها وممارساتها بعيدا عن اي انسلاخ فكري ثقافي وهوياتي، لان مشكلتنا كعراقيين هي مشكلة الساسة لانهم هم من يبيعون الموت للعراقيين، وفي الاخير يخرجون للترحم على ارواحهم. هنري سركيس

80

خواطر سياسية قصيرة(13)
عندما يكون بعض القادة جهلاء بالامور السياسية، بالتاكيد تنزلق افكارهم عن الحقيقة، وبالتالي لا يرون ولا يسمعون صياح شعوبهم، فلابد يقودوا مجتمعاتهم الى التهلكة. وبالتالي طالما هناك غياب للقادة الحكماء عن المسرح السياسي العراقي بشكل عام، وتفسير الحقوق والواجبات وفق الدستور غائب لانها لا تستند الى تفكير منطقي موضوع في مفهوم الحقوق والواجبات، فالحكومة واجبها توفير كافة الخدمات الضرورية للشعب وكذلك حماية الوطن والمواطن من كل شيء. وايضا على الحكومة توطيد العلاقة مع الدول المجاروة والصديقة حتى تضمن الامن والاستقرار، وهذا مرهون ايضا بمفهوم ربط الاقتصاد الوطني بالاقتصاد العالمي، لان اقتصادنا الوطني ليس بمعزل عن السياسات الاقتصادية العالمية في كل مناحي الحياة. لذلك الاجواء في الوطن توفر لذوي النظرة الضيقة امكانية زائفة فيحسب انه زعيم بدون منازع، وبالتالي على المجتمع الانصياع لاوامرهم حتى وان كانت اوامرهم خاطئة، فعدم طاعة اوامرهم يعني الخروج عن سلطتهم وقوانينهم، ولكنهم لا ينظرون الى مصلحة شعوبهم الذي ينبغي ان يتمتع بكافة الحقوق والواجبات التي اقرها الدستور ضمن سياق الدولة ونتيجة لجهلهم تكون اهداف مجتمعهم بعيد المنال عن التحقيق.هنري

81

خواطر سياسية قصيرة(12)

بكل الاحوال اصبح الوطن بيئة فقيرة، لم تنبت فيه لحد اليوم بذرات المصالحة الوطتية والحقوق الدستورية والحريات الا القليل، دون ان تزهر تلك البذرات ربيعا على ما شاهدناه ونشاهده، تتبدى جدلية الطائفية والديمقراطية جاهزة لتكون حاضرة دوما على المشهد العراقي، مستندة الى القرون التي خلت والتي شهدت خنق الراي المتعدد لصالح الراي الواحد، دينيا او سياسيا، على صعوبة الفصل بين الاثنين في مجتمعنا العراقي. في ظل موت الفسلفة وعلم الكلام والمنطق، لا افق لنمو نظام سياسي حقيقي الا بعد ان نخوض معارك فكرية وسياسية واحترابات في سبيلها، وفي ظل غياب الديمقراطية السياسية، لا مكان لاي صوت اوعقل اوعقلانية، فكرية او دينية او ثقافية وسياسية الى بعد المخاض نفسه. هما متلازمان ولا مجال لتغييب الديمقراطية السياسية بحجة عدم نضوج مجتمعنا تنويريا، ولا العكس. لذلك ضريبة الحياة الهانئة للشعب تدفع يوميا في وطن مغتصب من قبل الفاسدين. مع التحية هنري

82
خواطر سياسية قصيرة(11)
الساحة السياسية في الوطن والتخبطات في الرؤى للقوى السياسية زادت المشهد العراقي الكثير من الغموض والتشتت، بالتالي فرضت توجهات شديدة الخصوصية في مقاييس الحل الوطني على كافة مناحيه الاقتصادية والاجتماعي والسياسية، ولعل التعثر الحاصل للحل التوافقي واصرار الحل من طرف على اخر، والاتفاقات المبدئية لايجاد مخارج الحل لايمكن زجها زجا اعتباطيا في معايير محددة، وهذا ربما سبب منطقي لكافة التقلبات في الرؤى وكافة التدرجات والبدائل منذ اللحظة الاولى من اجل الحل، وحتى يومنا هذا، اذن ما هو الحل؟ وان لم يكن بالجهود الداخلية الوطنية حلا سحريا انيا فما هي اجراءات التحول الديمقراطي في العراق؟ خاصة ان الكل في الداخل والخارج، بات مقتنعا بضرورة الحل ، والاكثر قناعة من كل ذلك ان اي حلا لا يتضمن ولو بشكل نظري الى وقائع التحول الديمقراطي السياسي السلمي في الوطن ليس حلا انما المضي قدما في طريق اللاحل.هنري

83



خواطر سياسية قصيرة(10)

حق التصويت في الانتخابات الديمقراطية هي حجر الاساس فيها، لانها الوسيلة التي تمنح الشرعية السياسية للساسة لتشغيل المناصب وادارة الوطن من اجل خدمة الشعب. لان استعمال حق التصويت يعتبر ذورة المساهمة الديمقراطية واكثرها تاثيرا على مستقبل الوطن، المهم ان يتجه الى صناديق الاقتراع اكبر نسبة من المواطنين لاختيار من يمثلهم لتسيير دفة الحكم. ولكن كثيرة المواطنين غير كافية للمساهمة الديمقراطية، هناك كذلك نوعية التصويت، بما انه يمكن ان ينتج عن الانتخابات تغييرات جذرية قد تقدم او تؤخر الوطن، لذا من الحكمة والواجب الوطني الاطلاع اللازم على البرامج السياسية المعروضة من القوى السياسية ومرشحيهم لاختيار الافضل منهم عن معرفة وليس بالصدفة  بالحظ واليانصيب والعاطفة والمحسوبية والعشائرية والطائفية والمذهبية، لان الاستخفاف بحق التصويت او كما يقال صوتي لا يقدم ولا يؤخر، يفرغ الديمقراطية من ماهيتها الاساسية وهو حكم الشعب بالشعب وللشعب، السذاجة والجهل لن يوصلا الى الحكم الا المشعوذين الذين يتلاعبون باكاذيبهم وحيلهم واموالهم لشراء اصوات الناخبين. هنري سركيس

84

خواطر سياسية قصيرة(9)
اذا كانت الحكومة صادقة وترغب بمكافحة الفساد، لابد ان يكون هناك تغييرا حقيقيا في توزيع السلطة المؤسساتية وتنظيمها لمنع السياسيين الانتهازيين الحرامية الذين يستفيدون من التدابير الاقتصادية والسياسية الحالية من استخدام سلطتهم ونفوذهم لكسب امتيازات على حساب المصلحة العامة. حتى اللحظة لا مؤشرات على ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مستعد للذهاب الى هذا الحد،وكما يقال ان العملية الجراحية التي تجري بمشرط ملوث تودي بحياة المريض، بدلا من ان تشفيه وتنقذه، وبالتالي يصبح ضررها اكبر من ضرر المرض نفسه.  اذن توغل الفساد في جميع مؤسسات الدولة،وتحكم في مقدراته واصبح يوجهها في الاتجاه الذي يريد، ولم يعد الفساد يقتصرعلى مؤسساتها فقط، لكنه امتد لينخر في مفاصل المؤسسات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني ، وايضا في الاحزاب الوطنية والقومية بكل اتجاهاتها،لاننا نحن في دولة نقتل مناضلينا وسياسيينا الشرفاء، ونترك الانذال، نكافا الشرفاء بالقتل والتعذيب والاغتيال، ونكافا الفاسدين والمجرمين والحرامية بالمال والمناصب.
هنري سركيس

85
خواطر سياسية قصيرة
عين الكلمة.. في الدولة العراقية تزدات القوانين وتكتسب قيمتها مع صلاح المبادىء، ذلك انه ما ان تفسد مبادىء الحكومة حتى تصبح افضل القوانين اسواها. وحينما تصلح تلك المبادىء يصبح الاسوا القوانين فاعلية القوانين الافضل. ان قوة المبدا هي التي تؤدي الى كل شيء.من نافل القول ان يقبل المترشح السياسي اي حزب او تحالف او كتلة نتائج انتخابات، وخاصة وانه ينتمني الى مجتمع ثائر مازال في خطواته الاولى نحو النماء السياسي والتشبع بالتعددية والتنوع والاختلاف، ويلزمه الكثير من الوقت والمحطات حتى يتعود بالممارسة الديمقراطية والتدوال السلمي على المناصب.. من البديهي ايضا ان يهنىء الفائزين ويشكر المتعثرين وينوه بمجهودات المنظمين، خصوصا وانه يناضل من اجل احترام ارادة الشعب وفي سبيل تمتعه بحريته وسيادته وكرامته، ويحرص على المشاركة الفعلية في المنعطف التاريخي الذي يمر به وطنه، ويسعى الى القطع مع تقاليد الماضي الشمولي والى غرس شجرة الديمقراطية وحقوق الانسان وقيم المواطنة في الوطن. لكن كيف لنا ان نقرا العملية الانتخابية القادمة؟ وما هي الدروس الفلسفية المستفادة؟ واي مستقبل للديمقراطية في العراق؟.وللبقية كلام هنري

86

خواطر سياسية قصيرة (7)
عين الكلمة.. اذا كانت الحكومة ترغب بمكافحة الفساد، لابد ان يكون هناك تغييرا حقيقيا في توزيع السلطة المؤسساتية وتنظيمها لمنع السياسيين الانتهازيين الحرامية الذين يستفيدون من التدابير الاقتصادية والسياسية الحالية من استخدام سلطتهم ونفوذهم لكسب امتيازات على حساب المصلحة العامة. حتى اللحظة لا مؤشرات على ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مستعد للذهاب الى هذا الحد،وكما يقال ان العملية الجراحية التي تجري بمشرط ملوث تودي بحياة المريض، بدلا من ان تشفيه وتنقذه، وبالتالي يصبح ضررها اكبر من ضرر المرض نفسه.  اذن توغل الفساد في جميع مؤسسات الدولة،وتحكم في مقدراته واصبح يوجهها في الاتجاه الذي يريد، ولم يعد الفساد يقتصرعلى مؤسساتها فقط، لكنه امتد لينخر في مفاصل المؤسسات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني ، وايضا في الاحزاب الوطنية والقومية بكل اتجاهاتها،لاننا نحن في دولة نقتل مناضلينا وسياسيينا الشرفاء، ونترك الانذال، نكافا الشرفاء بالقتل والتعذيب والاغتيال، ونكافىء الفاسدين والمجرمين والحرامية بالمال والمناصب.
 هنري سركيس

87

خواطر سياسية قصيرة(6)
عين الكلمة.. في ظل الاوضاع السياسية المتخبطة والمتقلب في الوطن، تحاول النخب السياسية قدر المستطاع اقناع الشعب المغلوب على امره، انها سوف تؤسس لمرحلة القادمة لوطن جديد، رغم ان كل ممارساتها تسير عكس تيار الوطنية، وبهذا السلوك تقلل فرص وحدة الشعب والوطن، وتبذر الشقاق فيه وان العودة للنعرات المذهبية والطائفية، نتاج سياسة خاطئة شمولية، ان كان داخل السلطة او في القوى السياسية دون استثناء، فالمنتج من جراء هذه السياسة الفاشلة، يمكن النظام الطائفي ويساعد على استمراريته، وويخلق عقليات تبحث عن مصالحها الذاتية، لانها اجواء تساعد على نشر الشكوك وعدم الثقة، والنخب السياسية لا تريد ان تعترف انها عجزت عن انتاج منهج بديل للسائد اليوم لكي يساعدها على حلول ازمتها. وبالتالي ان الذين يطالبون بالتحول السياسي الجديد، عليهم اولا ان يسهموا في خلق تصورات جديدة، تدعم عملية التحول السياسي والديمقراطي، وتؤسس لثقافة وطنية جديدة غير الثقافة المنتشرة اليوم في مؤسسات الوطن وقواه السياسية، فالصراع من اجل ديمقراطية انسانية حداثوية، تبدا من الذات، وليس تجاوزا للذات، والبحث عن تغيير في اتجاه الاخر، فالعقول التي لا تؤمن بالديمقراطية، لا تستطيع ان تخلق البيئة المساعدة لها. وللبقية كلام
هنري سركيس

88
خواطر سياسية قصيرة(5)

عين الكلمة.. في غضم هذه الصراعات السياسية في الوطن، فان تطيبق الديمقراطية يشترط، توفير شروط بديهية، وفي مقدمتها توفر دستور وطني يجمع عليه ابناء الوطن وليس من خارج الوطن.وفي حالة غياب مثل هذا الدستور تتحول الديمقراطية الى استبدادية ومن ثم الى نظام طائفي. وما نعانيه في الوطن هو ان الديمقراطية ليست انتخاب برلمان او مجالس المحافظات وانتهى الموضوع، انما منظومة سياسية اجتماعية متكاملة، والا تحولت الى مسرحية هزيلة كما نراه اليوم الوطن. هذا يعني ضرورة توفر شروط موضوعية وذاتية كي تفعل الديمقراطية فعلها بنجاح. لذا فان تطبيق الديمقراطية نصا وروحا ليس ممكنا، او لنقل ليس مفيدا، وهي لا تؤتي ثمارها في مجتمع اصبح في درجة متدنية من التطور الاجتماعي والفكري، فالتطبيق الاعمى او استنساخ تجارب شعوب وامم اخرى وفرضها على شعب متباين الفكر والقدم والتكوين وما الى ذلك سيؤدي حتما الى نتائج معاكسة. هذه بديهيات معروفة في علم الاجتماع وفي العلوم السياسية في دول العالم المتقدمة،وبالتالي ليس من الممكن اقامة نظام ديمقراطي من دون ديمقراطيين، وليس من الممكن اقامة نظام سياسي اجتماعي متعدد من دون ثقافة منفتحة ومؤمنة بالتعددية.وللبقية كلام

 هنري سركيس

89
عين الكلمة.. كما هو معلوم الدستور العراقي لابد ان يكون من اسمى القوانين الذي يسيطر على السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهو الذي يرتب امور الدولة والشعب، وعلى الجميع ان يدرك بان هذا الدستور هو شرف الشعب، ولكن مع الاسف الشديد هذا الدستور قد انتهك وينتهك مرات ومرات من قبل الاحزاب والساسة والرؤساء ، وبالتالي كل جهة تفصله حسب مقاسها وطلبها وغاياتها ومصلحتها، وبالتالي اصبح دستور الوطن ومع جل احترامي له، كالعاهرة يغتصبها الجميع متى شاؤوا، فاين الشرف؟، واين الكرامة؟، واين الوطنية؟. هذه هي الحقيقة المرة ويجب ان نقولها ونعترف بها.هنري

90
الاستاذ المهندس والكاتب القومي والوطني خوشابا سولاقا المحترم
ببالغ الاسى والاحزن تلقينا خبر وفاة والدتكم، وامام هذا المصاب الجلل اتقدم اليكم ومن خلالكم الى العائلة الكريمة باحر التعازي وصادق المواساة داعيا الرب بان يتغمدها بواسع رحمته، وان يسكنها فسيح جنانه، ويلهم كل افراد عائلتها واهلها وذويها ومعارفها ومحبيها خالص العزاء وجميل الصبر والسلون.
اخوكم وصديقكم
هنري سركيس

91

خواطرة سياسية قصيرة(3)
يستعد الوطن خلال الاشهر القادمة لخوض غمار انتخابات نوعية من حيث الحجم والرهان، ومن حيث تداعياتها الممكنة على شكل الديمقراطية في العراق ومستقبله. ستفرض على كل القوى السياسية الدخول الى فرن الديمقراطية، حيث سيقع عليها اختبار حقيقة معدنها الديمقراطي بعد ان تصهر حرارة حقائق الواقع المعيشي اليومي شعاراتها العالية. ستحترق زوائد كثيرة ستتخذها الديمقراطية حطبا لتواصل اشتغالها، وستنضج اجسام اخرى ان ناسبتها حرارة الفرن فتستوي على هيئة اكثر اعراء للناخبين واكثر قابلية للعيش، وستتخلق من احدى الزوايا البعيدة اجسام اخرى هي حصيلة تفاعلات غير مرئية ربما تفاجىء المتابعين. وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه هل ستكون هذه الانتخابات محطة سياسية مصيرية يختبر فيها الوطن واقعية، وايضا يختبر جاهزية الدولة العراقية القادمة باحزابها ومنظماتها ومؤسساتها للتفاعل مع استحقاق انتخابي ضخم سيغير شكل الدولة وهوية الاحزاب وقواعد اللعبة السياسية؟..
هنري سركيس

92

خواطر سياسية قصيرة (2)
عين الكلمة.. ان تغيير الاوضاع في الوطن، اهم من فهم النظام السياسي، وان التغيير المطلوب للاوضاع هو مسالة واضحة ومحددة لا تتطلب سوى التركيز عليها. فهي لم تعد تتطلب فهم، بل تتطلب البدء فيها فورا، دون تضييع وقت في تلكؤ الفهم، وان فهم للشعارات الفضفاضة هي مهمة عفا عليها الزمن،بحيث اصبح المطلوب حاليا وبالحاح هو تغيير الاوضاع الماساوية التي يعيشها الوطن والشعب، وليس فهمها، وانه بامكان الشعب تغيير اوضاعه بدل الاكتفاء بوعود الساسة الفاشلين وتخبطاتهم.وللبقية كلام هنري

93

خواطر سياسية قصيرة.1
عين الكلمة.. ثقافة السبات التي تهيمن على مواقفنا الهشة يجب ان تتغير، فلا حيلة لنا ازاء هذه الاوضاع المزرية التي تواجهها ساحتنا القومية والسياسية، الا عبر اعادة صياغة شاملة لمنظومة الافكار والسياسات التي لا تتحرك ساكنا، اليوم وغدا نحن بحاجة الى الهمم والعزائم ونضجا كاملا في التعاطي مع جميع اشكالياتنا،لكن مع الاسف الشديد نحن نتهافت على الصراعات فيما بينها،وارجئنا المبادىء، وبدانا نتعامل ببرغماتية موحشة اذا صح التعبير في العمل السياسي، من قبيل ارضاء عطشنا للمصالح، او ارضاء التبعية التي في البعض. لذلك علينا ان نؤمن جيدا باننا لا يجب ان نلدغ من الجحر مرتين، فاننا اصبحنا نستحضر دائما الام وماسي الصراع، كعلامة فاصلة في العمل السياسي كدلالة على انجازاتنا الدعائية على المبدئية والاخلاق. وللبقية كلام هنري

94
المنبر الحر / وجودنا ليس بخير!!.
« في: 21:43 14/09/2017  »
وجودنا ليس بخير!!.

ولو امعنا النظر في قضيتنا القومية، لاحظنا بكل الم انها اصبحت تندحر رويدا رويدا نحو الضياع التدريجي، وما يدعونا للاسف هي المسافة الهائلة بين مستوى ادارتنا لصراعتنا الداخلية الحزبية، وبين اعمالنا وافعالنا التي ليست بمستوى طموحاتنا، وبالتالي علينا ان ندرك كيف لنا ان ندير صراعتنا مع بعضنا البعض، وكيف ندير صراعنا القومي مع الاخرين، لاننا اصبحنا اليوم في معركة مجهولة.اذن علينا الاعتراف ان حسن النوايا التي سرنا نحملها منذ سنوات لا تليق بالعمل الحزبي والسياسي بعد ان عبدنا طريقنا نحو مهزلة العمل السياسي، وعلينا ايضا الاعتراف اننا وسط كومة من ازمات التي يتوجها غياب البحث عن حلول وسط هذه الفوضى الحزبية التي تعصف بحالة قضيتنا، ووجودنا ليس بخير. هذه الحقيقة التي يجب ان نقر بها بعد هذه السنوات الطويلة من العمل السياسي، وبالتالي اصبحنا في وطن اسرى لاضيق الخيارات، وايضا اصبحنا اسرى لصراعتنا ، واسرى لانقسامنا، كاننا وقعنا في مصيدة ثم بدنا ننهش انفسنا عندما اكتشفنا زحام المكان والوجود. لذلك نخشى اليوم لاننا بدانا رحلة التيه والتصارع على الغنائم فيما بيننا، لينتهي بنا الحال الى كل هذه الخلافات التي يتسع مداها اكثر مع استمرار الفراغ وتصحر سياستنا، واغلاق تقاربنا نهائيا لملف التوحد في العمل والخطاب ، والا كيف نفهم ما حدث ويحدث لنا؟ كيف نفهم كل هذه الصراعات الضاربة في بيتنا الداخلي والتي افقدت ثقة بعضنا بالبعض، فلا حزب يثق بالاخر، ولا سياسي حتى يثق بالاخر، وتتزايد الشقوق والثقوب في ثوب امتنا الذي كان يجب ان يغطي الجميع. اذن كيف نفهم هذا الصراع والانقسام؟ نحتاج ربما ان نترك كل ذلك ومعه عقولنا جانبا، او ان تكون قرائتنا عن صراعاتنا الحزبية بداية جديدة نتمكن من تفكيك عقد سياسيينا وغرائزهم. وبالتالي لا يعلم احد اين نحن ذاهبون. لذلك اصبحنا محصورين في زاوية ضيقة، وكان ذاكرتنا اهترات لتدخل في مرحلة فوضى التفكير،وحتى الشعارات التي كنا نرفعها اصبحت فاقدة لمضمونها ولا تليق بوصفنا، حتى اننا من افشلناها وافسدناها قبل ان ترتقي..فعلا اصبحنا نعيش في فوضى فكرية وسياسية سيحسم امرها حين يفتح التاريخ خزائنه كاشفا من الاصابع الخفية التي كانت تحرك البعض، والماساة ان نكتشف لاحقا ان البعض لم يكن اكثر دمى تتحرك بالخيوط وتتراقص على حساب قضيتنا القومية التي تحولت الى جسد وشبه روح. مرة اخرى نقول وجودنا ليس بخير، ومن يقول غير ذلك فهو يكذب ويواسي نفسه، لاننا اصبحنا في  ذورة الوهم عندما نعتقد ان كل شيء بخير، ونحن لا نفعل شيئا للخروج من ازمتنا الراهنة، وبالتالي نقول لو استمر وضعنا على هذا الحال الذي يزداد تفاقما بمرور السنوات، فلا مناص من انحدارنا نحو الهاوية، وايضا انقراضنا كشعب، كما انقرضت من قبلنا شعوب اخرى، وليس من الضروري ان يكون هذا الانقراض الذي نتعرض له ماديا او جسديا من ان ذلك يشكل جزءا مهما منه، بل قد يكون جزؤه الاكبر ذوباننا في مجتمعات جديدة مسيطرة ومتفوقة علينا، او خضوعنا التام لها، بحيث نصبح فقط ادوات عاملة رخيصة كما يحدث اليوم لنا في الوطن ودول الشتات. من هنا نصبح امام مقتضيات وقف كل اشكال المناكفات والتخبطات في قضيتنا، والعمل على صناعة الامل في وسط شعبنا، والذي اجده واجبا وعملا  مطلوبا من الجميع ممن يجدون في انفسم القدرة على التاثير،في ظل الاحباط القومي والسياسي الذي نغرق في مستنقعه. فالتمسك بالمصداقية هو الحامل الرئيس ليولد الامل بالقضية والشعب، المصداقية بان تكون اقولنا على مستوى افعالنا، لا ان نخنقها في الوقت الذي نزعم فيه حمايتها. وختاما من الضرورة انبلاج صحوة قومية تسرع من وتيرة تفكيك البنيات السياسية المتكلسة وتعيد تشكيل مشهد قومي وسياسيا جديد ومتجدد لقوانا وافكارنا وقيمنا. ومن منطلق كتابة هذا الموضوع الشائك حرصت على السعي الى ايجاد وسيلة للخروج من هذه الازمة، فما توخيت الا التنبيه والانذار قبل فوات الاوان، فضلا عن شحذ الهمم وتكريس الجهود والحث على التواصل الى حلول عملية يمكن ان ننقذ الموقف وانفسنا، والا فنحن الخاسرون. وكما يقال من الحب ما قتل، ومن الغباء ايضا.. والرب يكون في عوننا جميعا والسلام
هنري سركيس

95
عاشت امتنا بعقلائها واغبيائها!!

علينا ان نفهم ـ واذا فهمنا، ان قضيتنا الاشورية غاية كبرى، ومقصد رئيسي من مقاصد وجودنا على ارض الوطن، وان لا نتخذ من الخلافات الحزبية والسياسية والمذهبية مسوغا لذلك، فان الخلاف الحزبي والسياسي خاضع لاختلاف وجهات النظر النابعة من القناعات الشخصية والاجتهادات الفردية، وكلها من جملة الظنيات التي لا ينبغي ان تكون سببا في ترك المقاصد الاساسية لقضيتنا القومية، والتي منها التوحيد والاخاء.لذلك اقول لكي ننهض بقضيتنا القومية من هذه المازق، علينا ان نبتعد عن هذه الامور التي تفرقنا ولا توحدنا، وتعود بنا كشعب وقضية بالضرر، وحينما نترك هذه الاختلافات والخلافات سيسود التفاهم والوئام فيما بيننا ونتعاون ونتكاتف جميعا من اجل تظافر كل الجهود الخيرة للنهوض بقضيتنا القومية . وبالتالي حتى يصبح جدالنا الحزبي والسياسي في مكانه الصحيح والسليم بين ابناء الامة الواحدة. علينا ان نعلم جيدا ان اعلامنا القومي والسياسي اليوم اصبح مبالغ فيه كثيرا ، من خلال المواقف التي تصدر من هنا وهناك، ويبدو لي ان البعض يستدرجون الى اللعبة الاعلامية واغوائها، وتحميل مواقف قضيتنا اكثر مما تحتمل، ومحاولة منحها الكثير من الوهج، والنفخ المستمر فيها تشبثا بالاضواء الاعلامية وهوسا بالظهور، وهكذا فان جدلنا الحزبي والسياسي يتحول الى لعبة تسلية اعلامية، اكثر مما هو فعل حقيقي. وبالتالي علينا ان نبني تصورات بما يخدمة قضيتنا القومية ووجودنا، وليس الاستدراج والمقالب الحزبية والسياسية، وتكرار الممارسات الخاطئة امام كل قضية، لاننا اصبحنا لا نستغرب اي سلوك او خنوع من اي جهة كانت، بل سنسكت عليها لاننا تعودنا، وهذا السكوت الذي تحول ضمنيا ليبدو كانه قبول فعليا، فان ثقافتنا القومية والسياسية لابد ان تكون هي الاطار النظري والفعلي لاستخدامها بشكل الصحيح فيما بيننا،لذا اعتقد اننا لم نفهم الفرق بين تحديد المواقف الحزبية والسياسية واختلافها، وبين اختلافنا في رؤيتنا وفكرنا وثقافتنا القومية والسياسية بحد ذاتها، وبالتالي المشكلة تكمن فينا لاننا لم نفهم  ثقافتنا بانها هي الارضية والمرجعية التي تحدد طبيعة رؤيتنا  بما يخض واقعنا القومي والسياسي وتحديد مواقفنا منها، وايضا تحديد الممكن والمستحيل في التعامل معها. وعلى كل حال اقول تكسلت رؤيتنا للاحداث وانماطها، واصبحنا مناضلين وساسة ومثقفين بالفطرة ومجانين جنونا جميلا بالتباهي، لا نجد انفسنا منتمين او مرتاحين سعيدين في ظل ما نعانيه من ثقافة التطاحن والتناحر والحرب الاعلامية الهزيلة، فنركب المستحيل بمتعة تفوق متعة الاذكياء في مخدع واقعيتهم، لان كل مثقف وسياسي غبي، هو عبء على امتنا وقضيتها، وايضا هو عبء على العمل القومي والسياسي نفسه. عاشت امتنا بعقلائها واغبيائها.

هنري سركيس

96



غياب الاتزان وانحدار في المبادىء والقيم ،زادت الماسي وتاجل الخروج!!
 
لا نستطيع ان نخرج من ازمتنا الوطنية حتى نصل الى مستقبل افضل بدون الحاضر، لكن لا شيء ملموس في الحقيقة نعتبره الحاضر، لاننا بمجرد نقول كلمة الحاضر، تصبح فترة من الماضي، وهذا ما يميز حاضرنا عن ماضينا ومستقبلنا، لذا بما يخص اوضاعنا بالماضي والحاضر، لابد ان تتوفر لدينا ادوات منطقية لقياسها، لاننا حينما نقول ماضينا البعيد، او حينما نقول مستقبلنا القريب او البعيد ينطبق على مر به الوطن والشعب من قضايا اجتماعية وسياسية وامنية واقتصادية متدهورة ومتردية. وعلى كل حال ان مشهدنا السياسي في الوطن اصبح اكثر اثارة وغموض ، ولعل سروريته التاريخية وتنوع مكوناته وتوجهاته ورهاناته واحباطاته كلها عناوين تزيد من عمق الحاجة الى اثارة الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام، ولكن السؤال الاهم  هو، الى اين يتجه الوطن والشعب في هذه المرحلة ما بعد دحر الدولة الاسلامية(داعش)؟ وهل واقع اليوم يمتلك القدرة على اجتراح سبل الانطلاق والخروج من مازق وماسي الحاضر ام لا؟. وبالتالي هذه الاوضاع الماساوية التي عانيناها ولا زلنا نعانيها ومعها الاخفاقات بكل انواعها، ليست وليدة الانظمة الحاكمة الفاسدة والبعيدة عن خيارات وهموم الشعب فحسب، بل ايضا وليدة لمجتمع ايضا اصبح يعاني من ازمات شتى تجسدت في تفتيته وتشرذمه وتخلفه.لذلك فان عملية الخروج من هذا المازق السرطاني التاريخي، ليس من خلال اصلاح وتغيير الساسة ومؤسسات الدولة فقط، وانما نحن بحاجة الى عملية انهاض شاملة، تستوعب جميع مناحي الحياة، فالوطن والشعب كلاهما يعيشان التسيب والضياع وانعدام الوزن اذا صح التعبير، وبالتالي ان الوعي السائد اليوم في اركان الدولة العراقية، يعاني من ازمة حادة ايضا، مما ادخل الوطن والشعب في صراعات طائفية مذهبية صريحة، وهذا الامر ارهق الشعب وجعله على هامش حركة التطور وركب التقدم التاريخي. ولذلك نقول ازمتنا في الوطن، ازمة فكر ذاته، بعد ان تلاشى روح الولاء للوطن، لاننا ضيعنا انفسنا وهويتنا الوطنية، وفقدنا مقدراته على استقطاب الولاء وتحقيق الاندماج والاجماع، لذلك اصبحنا نفتقر الى مبدا المعنوي الذي يشكل مقومه الاول اي روحه. وما اثر في مشهدنا الوطني وازمته هو غياب الاتزان، وانحدار قيم التعايش والحوار والتسامح والتكامل في مجتمعنا منذ سقوط النظام، الوطن يعيش الاغتراب بكل صوره  ويعاني التردي والضياع، وتستفحل في داخل جسده كل التوترات والتناقضات، بعد ان اصبحت الانظمة التي تحكمه تستند الى ثقافة الاقصاء والتهميش والاكراه والمحسوبية والطائفية والعشائرية والفساد ونهب خيراته، والشعب نازح ومهجر هنا وهناك والمدن مدمرة ومنكوبة.هذه الحكومات بطبيعتها جاءت لتولد عدم الاستقرار في الوطن من جراء سياساتها الهوجاء من اجل غرق الجميع في دوامة من العنف والعنف المضاد، وبالتالي هذه الحكومات الفاشلة لا هم لها سوا تمسكها بزمان الامور واستمرار سياساتها اللامسؤولة حتى لو كان هذا الاستمرار على حساب الشعب والوطن، لانها متمسكة بعناوين ضيقة الافق وتزيد من ضعف الشعب واهترائه، وهكذا تطغى الشمولية في سياساتها وافكارها وكل مؤسساتها. يقول المهاتما غاندي الاخطاء والاضطرابات السياسية والاجتماعية في اي حكومة سببها سبع:ـ (اولا سياسة من دون مبادىء، ثانيا، ثروة من دون عمل، ثالثا، متعة من دون ضمير، رابعا حكمة من دون شخصية، خامسا تجارة من دون اخلاق، سادسا علم من دون انسانية، سابعا عبادة من دون تضحية.) وحينما نفكر ونحلل بعمق، نرى ان هذه الاخطاء المقصودة متوفرة في جسد هذا الوطن، لذلك ما زال هذا الجسد ينزف دما وجهدا ومالا دون ان يحقق تطلعاته واماله.لذا مستقبل الوطن بحاجة الى تحريره من هذه العقليات الجاهلية، مستقب الوطن بحاجة الى وحدة قوية، وعدالة قوية، بالرغم من كل المظاهر المعيقة وحجم الصعوبات الجسيمة، التي تحول دون تحقيق هذه الامور، فالشعب قادر على عبور الى مستقبل افضل، ان هو امن به وبنى جسهور العبور الكونكريتية اليه اي بالارادة والمعرفة والتوحيد لتحقيق امنانيه والخروج من هذا المازق الجاثم على صدر منذ سنوات ولا يزال. وبالتالي الخروج من الازمة لا يتحقق الا بالاعمال الجادة والمثمرة، وليس بالوعود الكاذبة والاقوال دون الاعمال. وبالتالي علينا ان نعلم بان اوضاعنا في الوطن لا تستقيم على وتيرة واحدة، فهي لا تخلو من المصاعب والتحديات، وعلينا ان نعي ان نجاحنا مرهون بالتعب وبذل الجهد، فالطريق شاقة وطويل وليس معبد، كما يظن الواهمون، بل كثيف العوائق، لكن يجب الا نصاب بالياس والاحباط، ونترك انفسنا كالريشة في مهب الريح تحركنا الاهواء والفتنة المغرضة، بل علينا ان نسعى جاهدين لطموحنا ونستنر في طريقنا مهما جابهتنا الحياة بمصائب شتى، فمن يدري فربما يحدونا الامل وتشرق شمس الفرج بعد الضيق، ونخرج من ازمتنا وننعم كشعب متوحد بحياة افضل في الوطن مستقبلا. ونختم المقال بقصيدة للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري عنوانها( الاربعين) والتي القاها الشاعر بمناسبة حفلة التابين التي اقيمت في بغداد بمناسبة مرور اربعين يوما على انتحار السعدون.( یا أیُّهـا الـسادةُ الأحـــرارُ كــلُّكــم للشَعب ان أعوزَته خدمةٌ خَـدَم، هذي الضحیَّةُ في تبجیلها عِـظَـةٌ إن الذي خَدَمَ الأوطانَ مُحـتَشم، ان الـبلادَ بـمرصـاد ومـن سَـفــهٍ إن تحسَبوا الناسَ طُرّاً لُعبةً لكُم، إن تنصُرُوها فان الشَعبَ منتصرٌ أوتخذِلوها فان الشعبَ مُنتقم).والسلام
هنري سركيس
.









 















97

نتناحر مع بعضنا البعض، ومن المتضرر؟..

مفهوم الاقصاء والتهميش اصبح دخيل وشائع على ساحتنا القومية بامتياز، مما اوصل قوانا السياسية الى هذا الضياع الرهيب، والذي لم يؤهلهم حتى للتمهيد دراسة الاسباب التي ادت الى ذلك، بل ان ثقافتنا القومية ما برحت تدفع بنفس الاتجاه. صحيح ان الامم مرت بصراعات مريرة، ولكنها تعلمت الدرس وادركت الهدف السامي على لوحة التاريخ، واعادت حساباتها ووصلت الى ما ترنو اليه. اذن لماذا نحن كشعب واحزاب ومؤسسات قومية نعيش حالة التناحرات والتمزق والتشتت، الم يحن الوقت ان نستفيق من سباتنا ونغير نمط تفكيرنا وتفاهمنا؟.. لماذا نتطاحن من اجل الادوار والمناصب والشهرة؟، لماذا نتامر على بعضنا البعض؟، لماذا الكراهية والحقد فيما بيننا؟، لماذا العناد الجاري في داخلنا؟، لماذا الاوهام تسيطر علينا؟، لماذا هذا الضياع الا مبرر له؟، لماذا هذا التخلف الذي نحن نعيش تحت وطاته لحد اليوم؟، لماذا نعيش نرجسية مذهبية وعشائرية وايمان ناقص وزائف؟. الكل يدعي بانه يمتلك الحقيقة، ويدور حول ذاته ومصالحه الضيقة، وكل منا يحاول كسب تاييد الشعب، باستخدام كل الوسائل الخراب والتجهيل والتشتيت لذهنية ابناء شعبنا واخلاقياته، بعد ان اوصلنا شعبنا الى اقصى درجات الضعف، والله اصبحنا مضحكة ومسخرة ومذلة لشعوب اخرى تتعايش معنا والبعيدة عنا، والمصيبة الكبرى ان كل منا يدعي اخلاصه للقضية ويكيد فيها. كل هذه السلوكيات افرزت تناقضات في بيتنا القومي،فعلا اصبحنا كشعب وقضية في الحضيض، حتى مبادؤنا وافكارنا القومية النيرة لم نعد نميزها، بل اننا نتامر عليها بدراية وبغير دراية. فعلا انها كارثة حلت علينا، وياتي بعد ذلك من يبررها، ويقول خلاف صحي، والخلاف ينتج الابداع ويؤسس للعقل النقدي، دون تمييز بحجم الخسائر التي نتجرعها جميعا، والتي تدفعنا نتائجها  بهروب وهمي خارج اطار التاريخ الحديث والمعاصر. هل ادركنا يوما شيء اسمه التكامل القومي؟. وان لم ندرك ذلك هل هناك من امل يدفعنا بهذا الاتجاه الرحب لكي نستعيد شيء على الاقل من قوميتنا المفقودة؟.اصبح بيتنا القومي يملك مراة لكل قومي لا يرى فيها الا صورته، وتلك المراة تمنعه من رؤية الاخرين الذين يعيشون معه، نحن اليوم في غيبوبة فكرية اخلاقية قاتلة يحليها ما يسمى بالسياسيين والمثقفين ببديع الكلام الذي يزيد من حجم المعاناة والتشرذم   والضياع.وبكل صراحة نحن من اوصل امتنا وتاريخها العريق الى يوم نخجل ونرثي له.اما ان الاوان ان نستفيق من سباتنا؟. وختاما فعلا نحن المتضررين
هنري سركيس
كركوك

98


حارت عقولنا وتذبذبت افكارنا واقلامنا.!!!!

هذا الموضوع كان مؤجل منذ اسابيع، ولكن في حال وضعنا كشعب وقضيتنا القومية ، وتكرار الاخطاء والاشكاليات، وتواصل المهازل يوم بعد يوم، لذلك وجدت لا تثريب من رفد ونشر الموضوع اليوم. قضيتنا القومية بكل ابعادها وتجلياتها تعاني منذ ربع قرن من تحديات واشكالات وتصدعات داخليا، وبالتالي نحن كشعب نمر بظروف اجتماعية وسياسية فيها الكثير من الاعطاب، فلا الجميع راضي، ولا الجميع رافض.وحتى في المناسبات اصبحنا نعاني من ثنائيات متفرقة، ثنائية ازمة الثقة وازمة العمل والحوار والاتفاق على ابسط الامور. لذلك نجد في بيتنا الداخلي الكثير من الاختلال في ثنائية ميزان العمل القومي والسياسي،وبالتالي علينا ان نعترف اننا امام ازمة ثقافة سياسية في واقعنا الراهن، يلازمه مرض قومي مزدوج يقوم على احادية التفكير والرؤية، وهو مرض ليس وليد الحاضر او الماضي القريب فقط، بل هو محصلة تراكم كمي في اوضاعنا كشعب متشتت ومتفرق، نحصد نتائجه حينما تشتد تحجياتنا، اذ تظهر عندها بصورة جلية اكثر مساوئ واعطاب الداخل.واقعنا الحالي اليوم اصبح لا يحمل رؤية قومية واضحة مشتركة فاعلة لمستقبل وجودنا، ولا يقوم على مرجعيات فكرية وسياسية سليمة.لذلك علينا معالجة هذا الواقع وتوفير الفكر السليم الذي يقود ويحرك طاقات القائمين به.فامتنا تحتاج الان الى رؤية فكرية مشتركة، تحسم الخلل والتناقض المفتعل في ساحتنا القومية، بحيث يتعزز معا الايمان بالقضية والولاء لها. ولكن مع الاسف الشديد نقول بصراحة حارت عقولنا وتذبذبت افكارنا واقلامنا،وتلاشت الكثير من المفاهيم وضاعت التصورات، واصبحنا في مشهد هزيل وقاتم،لذا اصبحنا من دون تفكير الذي سبب لنا الازمات، وايضا حسرات على الكثير من التفاهات.. ويمكن القول بان المسالة اليوم اصبحت واضحة تماما، وبات بمقدورنا تمييز واختيار الجانب الصحيح بموضوعية وتدبر، ودون وصاية من احد، فاما عمل قومي سياسي حقيقي نصنعه ونرعاه نحن للخلاص، وهذا خيار يتطلب قدرا عاليا من الحكمة والارادة، واستعدادا كبيرا للتضحية ونكران الذات لبلوغ الهدف المنشود، او البقاء في برك الاسنة، وتحت اسر المغامرين والمقاطعين بالداخل والخارج، ولابد من اختيار احد المسارين ولا مجال لاي رمادية. لان هناك المتقافزين بين ادعاء النضال والانبطاح، ويعملون كادوات لنفس الجهات الداعمة لهم، لاجل مصالحهم الذاتية واطماعهم الشخصية، ومنهم ذوي التصريحات النارية والبيانات الورقية دون اثر او نتيجة ملموسة، واللافت في امرنا اننا جميعا اصبحنا لا نملك حل تطبيقي علمي رصين لانقاذ وجودنا وقضيتنا القومية، وشاهدي في ذلك هو بقاء التفرقة والتشتت، واستمرار التباعد فيما بيننا ، لان ممارساتنا اللامسؤولة ومنازعاتنا الداخلية البعيدة كل البعد عن قيمنا الاخوية ومبادئنا القومية، قادتنا الى شبه ضياع. وختاما نقول الى متى نبق على هذا الحال والمنوال؟ ومن نصدق ومن لا نصدق، والله حارت عقولنا وتذبذبت افكارنا واقلامنا. والله يكون في عون الجميع.
هنري سركس
كركوك

99
اصبحنا لا نقيم الخلاف ولا نفهم الاختلاف في قضيتنا القومية!!.

عجيب امور وغريب قضية، لحد اليوم لا نعلم لماذا نختلف وعلى اي شيء نختلف، ولم نفهم ما هو الخلاف والاختلاف فقط نحن نختلف وانتهت القضية، واصبحنا ندور في دوامة القال والقيل. هذه الخلافات والاختلافات في جسد قضيتنا القومية، هي من احد الاسباب التي ادت الى تراجعنا الى الوراء وتشتت شعبنا. وعلى كل حال اذا كانت جميع اختلافاتنا في الاراء تختلف عن الخلافات، فان اختلافاتنا في الاراء والرؤى تختلف كذلك عن اختلافاتنا على المصالح، لان الاولى تغني فكرنا القومي والسياسي ليرتقي بوعينا وقضيتنا، والاخر ينزلق بفكرنا ويتحول الى طموحات ذاتية، وبالتالي قد يتطور الى نوع من التعصب وانحياز غير موضوعي. وبالتالي ما يسود في واقعنا القومي اليوم من خلافات،انا اعتقد لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالاختلافات ان كانت في الاراء او الرؤى، وما هي الا صراعات على المصالح وبوسائل متدنية.لذلك علينا ان ننشغل بالبحث عن طرق التقارب وقبول الاخر في ظل الخلاف، وليس في القضاء على الاختلاف، والواعي هو الذي يتعامل مع الخلاف والاختلاف بطرق يحولها الى نجاح واضافة للتكامل والتعاون ، اما غير الواعي فهو الذي يعتبر الخلاف والاختلاف مهما كان، سبب للمزيد من التشرذم والتشتت والفراق، لذلك لابد ان ندرك بان الشعوب المتحضرة تبذل جهدا كبيرا في البحث عن سبل التقدم والتعايش مع الخلاف والاختلاف، ولكن مع الاسف الشديد نحن نرى عكس ذلك ونعتبره مسمار جديد في نعش امتنا وقضيتنا القومية. وبالتالي اذا كنا نرغب بتقدم قضيتنا القومية، لابد علينا ان نتمسك بانفسنا وذاتيتنا عن اي خلاف اواختلاف مهما تعاظم اذا شعرنا انه يتجاوز الحدود الممنوعة، لاننا لا نريد ان نكون معصوبي العينين،فنحن احرص ما نكون على مراقبة انفسنا عند الاختلاف ونتوقف فورا  بمجرد شعورنا بان هذه الاختلافات سوف تذهب الى مديات بعيدة تكاد تسبب  في تشتت وتمزق عملنا القومي ويضرب مصالح شعبنا ووجوده، وليس من المعقول ان تصل خلافاتنا الى درجة معقدة ومستعصية، ولا نستطيع من ايجاد حلول لها، او ليس بامكاننا ان نحلها باي شكل من الاشكال، لابد ان نحاول ونحاول من اجل ان نصيغ لقضيتنا القومية وشعبنا برنامجا سياسيا واضحا على نقاط اختلافنا، ونتفق على ما نختلف،وان نبدا العمل ضمن فلسفة الخلاف الواضحة، وايضا عمل قومي وسياسي اكثر مرونة، لاننا لحد اليوم مارسنا ونمارس العمل القومي والسياسي بمعناه النضالي، ولكن لم نمارسه بمعناه العقلاني. فحري بنا ان نخرج من عالم التناحرات، علينا ان نتعلم كيف نختلف، لاننا بذلك فقط سننقذ قضيتنا القومية من ويلات وماسي والتعصب الاعمى والهروب الى المجهول،علينا ان نكون اقوياء ونصمد امام الرياح العاتية والتي تهب علينا من كل مكان وتحاول اقلاعنا من ارضنا. قضية وجودنا كشعب اصيل في الوطن اصبحنا مازومين بصراعتنا مع ذاتنا، اكثر من الصراع مع الاخرين، وهذه الصراعات فيما بيننا ضعف قدرتنا على العطاء والتفاعل ومواصل الدفاع عن وجودنا والتمسك بارضنا، وفتح باب الهروب والعيش في اوطان الغربة المنسوخة. لان صراعاتنا واختلافاتنا اصبحت معصية،تتزايد في ابجدياتها الخلافية القائمة على الاقصاء والتناحر والتهميش، لا على التنوع والاثراء القائم في امتنا، لان تفشي اوبئة الفرقة والاختلاف في امتنا دفعنا ثمن غاليا من قوة شعبنا وقضيته وجهده، لذا لا ينبغي علينا ان نقبل لمثل هذه الصراعات والخلافات في مواضيع تعد سرا من اسرار بقاؤنا. لذلك حتى نبصر الطريق الى نهضة واقعنا القومي، لابد من معرفة واقعنا معرفة يمكننا من وضع يدنا على مدلوله، فنهضة امتنا هي في الارتقاء الفكري، بمعنى علينا ايجاد فكر كلي يعالج جميع اشكالياتنا وخلافاتنا. وبالتالي علينا ان ننظر الى خلافاتنا بواقعية وتكوين اللياقة النفسية لتقبلها والتركيز على اسلوب التعاطي مع هذه الخلافات التي ينبغي ان يتحلى بها من يتجاذبون اطراف القضايا ويختلفون حولها، فان هذا سيردم كثيرا من الخنادق الفاصلة، ويصل بين الجزر المتباعدة ويقرب الحقيقة ويجلي الرؤية بعيدا عن التعصب والهوى وما يتفرغ عنها من تشنجات فيما بيننا.وختاما نقول ان صراعاتنا واشكالياتنا لابد ان تتخذ طريقا اخر جديد، طريق ان نمتلك فلسفة العقل بدلا من الدخول في سجالات ومناقشات  الجمود الفكري والديني والمذهبي والسياسي، قضيتنا القومية يجب ان تبقى فوق اي خلافات ومناكفات سياسية،لان ما يجمعنا في التواجد على الارض يفوق بكثير ما يفرقنا، وان وجهتنا يجب ان تكون التصدي لمثل هذه الاشكاليات، وان نركز على القضايا المهمة التي ترسخ فيما بيننا ثقافة التعاون والتحاور، ونبذ كل السلوكيات التي تفرقنا وتعيق نضالنا، لان قضيتنا تطلب منا جميعا ان نلتحم لاجلها ولاجل اجيالنا الصاعدة التي تنتظر منا منهجا مسؤولا ومتعقلا وليس العكس.لذا علينا ان نعيد النظر في اسباب تراجعنا عن ركب القضية، ونضع ايدينا على الاسباب الحقيقية لفشلنا في حل خلافاتنا واختلافاتنا، نحن مطالبون اليوم جميعا التروي وتغليب مصلحة الامة والشعب على المصالح الشخصية والفئوية والحزبية، علينا ان نحسن من حوارتنا لنتمكن من نصقل الملكات ونوضح المشكلات ونتقدم بخطوات حتى لو كانت بطيئة لتحقيق ما هو الافضل، وان نعيد لقضيتنا القومية مكانتها المستحقة، ولشعبنا الامل والصمود على ارضه.
هنري سركيس
كركوك
[/b][/b]

100
الاعلام الاشوري مخيبة للامال وخارج التغطية!!.

اعلامنا القومية الاشوري لا يزال بعيد كل البعد عن مضامينه، يعاني الفشل، لا هدف ولا رؤية واضحة ولا حتى مقومات،لذا لم يتمكن ان يؤثر في المشهد السياسي القومي والوطني ، الا ما نذر،لهذا اعلامنا الذي نحلم به ونتمناه لم نعد نشعر بوجوده كما نطمح ان يكون، وما تزال قضيتنا القومية تعاني كثيرا من ضياع وتشتت، بسبب هبوط رسالة هذا الاعلام المبتذل الذي لم يستقل بعد بذاته التحررية وما زال الا مجرد اعلام حزبي تابع لا اكثر ولا اقل، ولم يعد له اي تاثير في الدفاع عن القضية ومصيرها ،و ينقل الصورة الحقيقية لقضيتنا القومية الى الراي العام الخارجي، ويسوقها باحترافية عالية، تؤثر في التوجهات العامة لاصحاب القرار في المنظمات الدولية الحكومية منها وغير الحكومية من اجل توجيهها وفق ما يخدم المصلحة القومية وقضية شعبنا على وجه التحديد. وبالتالي نحن مطالبون بالوقفة الصادقة بعيدا عن الاسفاف الاعلامي والذي ادخل قضيتنا القومية في داهية. واليوم نحن لابد ان نتطلع الى اعلام قومي جديد شفاف وصريح ومفيد وموحد،يخدم عملنا القومي والسياسي وحتى الثقافي ويصب لمصلحة الامة ووجودها، ولكن ما نتابعه في اعلامنا الحاضر هو انعكاس فقط لصراعاتنا الكنسية والسياسية والحزبية. لاننا حتى اليوم لم نستطيع ان نخلق معجزة في اعلام موحد في مختلف اشكاله، لذا ظلينا ننسق ونوحد الكلمة عبر الورق والمواقع.لابد ان نعلم جيدا بان دور الاعلام في عالم اليوم، واحدا من اشد اسلحة النضال حضورا وتاثيرا في يد الشعوب المضطهدة والمغتصبة حقوقها. واذا كان دور الاعلام وحده لا يكفي كي نحقق ما نرنو اليه ، فاننا لن نستطيع ان ننتصر دون ان نكسب العقول والقلوب في المجتمع الدولي لصالح قضيتنا القومية، ان لم نقدم خطابا اعلاميا انسانيا وعصريا متسما بالحداثة.اذن علينا ان نركز على دور اكثر ايجابي وفعال في اعلامنا القادم لتوضيح الصور والظروف التي يمر بها شعبنا، والكشف عن جميع الحقائق والتهميشات بصورها الحقيقية والادوات التي يحاول ان يستعملها البعض للنيل من تواجدنا على ارضنا، وهذا ما يحدث توازنا كبيرا لدى الراي العام العالمي والذي نحن بحاجة ان يكون هذا الراي الى جانبنا على الدوام. لان الاعلام يمكن ان يكون في بعض الاحيان اهم من العمل المسلح، واحيانا اخرى رافد لهذا العمل يمده بالشرعية ويعطيه الغطاء اللازم للاستمرار، بالاضافة لتوجيه الكثير من الرسائل سواء على المستوى النفسي والعملي. اذن امامنا تحديات اعلامية وثقافية كبيرة، انطلاقا من المسؤوليات الملقاة على عاتق الاعلام القومي الاشوري لتقديم صورة قضيتنا على حقيقتها، تاريخيا وحضاريا وشعبيا، ومهما طغت المعوقات والتطورات المحيطة بنا كامة وشعب، يجب الا تغيب الماسي والاضطهاد او تهمل احداثها، او نتعاطى معها كخبر اني.علينا التاكيد بان ازمة اعلامنا يتطلب مخرجا شاملا،لانه سفر علمي مهم يجد فيه الاعلاميون كافة من الافكار والمقترحات الهادفة البناءة ما يعينهم على الارتقاء وتقديم الافضل والاحسن لمستقبل قضيتنا ووجودنا،لان من تابع ويتابع مؤسساتنا الاعلامية في الماضي والحاضر مع جل احترامنا لها، لابد وان يصاب بالغثيان من الكذب والنفاق وقلب الامور والحقائق، لانه يغوص في صغائر المواضيع، وينشغل هنا وهناك في امور قد لا تكون جوهرية،ومنغمس في توثيق الزيارات والاجتمعات والندوات ومهرجانات الشعر،حتى اصبح يتاثر بالاعلام الاخر ولا يستطيع التاثير فيه قيد انملة، كل هذا ليس من نسج الخيال انها الحقيقة التي لا غبار عليها، وهنا ينبغي ان نعترف بان هناك فرق بين الحلم والخيال مع اننا لم نعد لدينا القدرة على التفريق بين الحلم والخيال، اي الطموح والواقع المرير الذي نعاني منه كقضية وشعب ومصير. وبالتالي اذا اردنا ان نصحح مسار اعلامنا القومي، يجب ان نعترف بالاخطاء التي تستوجب التصحيح وتكون الصراحة والمصداقية في نية التصحيح.اذن الصدق في اداء العمل سيؤدي الى النجاح في الاعلام وغير الاعلام.اذن المرحلة التي نمر بها، نحن بحاجة الى منظومة اعلامية قومية، تهتم بقضايا امتنا وشعبنا، ينتمي الى الامة ويغوص في همومها ومتطلباتها، يجعل ازدهارها ونهضتها شعاره الاول والاخير.فنحن شعب كباقي الشعوب لدينا ايجابيات وسلبيات موروثة، ولدينا ازمات ومشاكل، ولكن لا يوجد من يحسن اعلامنا لخدمة القضية بالصورة المطلوبة، ليكون محورا فكريا يعكس اهمية المواضيع والاحداث في ظل ما تشهده الساحة السياسية القومية والوطنية وحتى الدولية من مستجدات وتطورات.ختاما نقول وبكل صراحة اعلامنا القومي الاشوري فقد كل مصداقيته، وعليه ان يتحمل عبء النقد الكبير مهما كان من اجل العودة السريعة الى مصداقيته.
هنري سركيس




101


وجودنا في الوطن يكتوي بنار الخلافات والاختلافات، وهوان بعض رجال الدين والساسة!!.


من العام الجديد نتمنى معالجة الامراض التي اصابت جسد الكنيسة والعمل السياسي ، وهذا العلاج يجب ان يكون بالتوحد ونكران الذات وتعميق الاواصر فيما بيننا.. وايضا من العام الجديد يجب تقوية اعلامنا الكنسي والقومي، عبر طرح موضوعي للكثير من القضايا العالقة، لان غياب الوعي الديني والسياسي والفكري والتحليلي فيها، ذبحت اواصر الالتقاء والتقارب تحت اقدام اعلامنا المتشتت بدم بارد.. لذا لن استثني نفسي وغيري من الكتاب واصحاب الراي من اللوم، فماذا فعلنا وقدمنا سوى كتابة المقالات التي ما قتلت ذبابة..على كل حال  ومن العام الجديد ضرورة الاعتراف بواقعنا الحالي بصالحه وطالحه وباوصاف حقيقية ليكون بوابة التغيير واصلاح المعطوب.. فقد شهد واقعنا الوجودي كشعب ازمات كثيرة ومنها، الاستسلام الذي اصاب الكثيرين بالوهن والتراجع، وايضا صراعاتنا الداخلية التي فرقتنا. وبالتالي افضل طريقة لعلاج واقعنا الحالي هي مواجهته لا الهروب منه، كما ينبغي ان تكون ازمتنا الداخلية كشعب فرصة للاعتراف بالاخطاء وحسن اتخاذ القرار في مجابهة الاحداث، وتحديد افضل الطرق واسرعها للمحافظة على وجودنا. وكما هو معلوم اي قضية لا تتقدم عبر التاريخ الا من خلال الازمات. علينا ان نصحوا من غفلتنا، وان ننظر للامور باتجاه اخر مختلف، وندرك جيدا ان مصيرنا مرهون بجهود الجميع والتعاون احدا مع الاخر،لا بالجهود الفردية والشخصية المتشتتة، وان نتعلم ان العلاج يحتاج الى تدرج، لا طفرة مفاجئة. لان الازمة التي نعيشها اليوم تبدو للوهلة الاولى في مظهرها، الخلاف المستاصل في الخطاب الديني والسياسي المتدني، والعائد الى خلاف المساحة والمنافسة اكثر من كونه خلافا، وايضا غياب بوصلتنا الفكري الناتجة لغياب الطبيعي للمبادرات في ما بيننا، لان اي مبادرة في التقارب لن تكتب لها النجاح ما لم تسندها خطط وبرامج فكرية مبنية على فلسفة واضحة.  فشعبنا كان ولا يزال ضحية هذا الصراع،فاصبح الكلام كثير والعمل قليل مع بطء في الاعمال وكسل في التنفيذ،وفهم خاطىء في تحليل الاحداث والقراءة السياسية للاوضاع،وايضا عدم تمكن بعض رجال الدين والساسة من وضع الامور في نصابها وتقريب الفوارق، الا انهم تفاعلوا مع ما يمر به شعبنا من ماسي بطرق اكثر ضعفا وتعقيدا، مما دفع البعض الى عدم احترام المبادىء التي تقوم عليها الكنيسة،وايضا عدم احترام مبادىء الذي يقوم عليه العمل القومي والسياسي،واصرارهم على الاخطاء مما افقدهم منطق العلم والعقل. اليوم حان الوقت في غضم هذه التحولات السياسية في الوطن،دراسة جميع اشكالياتنا وازماتنا وظواهرها دراسة موضوعية شفافة وحيادية، تبتعد كل البعد عن التحيز والتعصب والافكار المغلقة، لان واقعنا الكنسي والسياسي الراهن لا نجد فيه التوازن السليم، ولا التلازم المطلوب في بعض القضايا، فمعيار الاصلاح الايجابي المطلوب في عمقهما، هو مدى تحقيق هذه الاساليب والاهداف المشتركة معا. نحن لا نريد ان يتحول تقاربنا الكنسي وعملنا السياسي الى افيون يكون ضرره اكثر من نفعه وينحرف عن مساره. علينا ان ندرك ان كل خلافاتنا واختلافاتنا التي تحدث بيننا مهما كانت ان لم ترث عدواة ولا بغضاء ولا فرقة، علمنا انها من مسائل عقيدتنا المسيحية، وكل معظلة حدثت وتحدث فينا وطرات علينا، وفيها اوجبت العدواة والبغضاء والفرقة، علمنا انها ليست من عقيدتنا، بل من اعدائنا، الذين لا يريدون الخير لنا كامة وشعب متوحدين في الدين ومنقسمين في قضية. وبالتالي نهوضنا يقتضي التخلص من تلك العقليات والافكار والسلوكيات، وتحفيز رجال الدين والساسة لتغيير ما بانفسهم واوضاعهم، لان طامتهم الكبرى تكمن في عدم قدرتهم على الاستفادة من التطور في فهم واتساع المدارك،وايضا عدم قدرتهم على استيعاب الافهام المختلفة، يسبقها عدم سعيهم للتطوير سواء في الفهم  والادراك او في التعامل والعمل، مما انتج علاقة غير تفاعلية بين اصلاح الذات واصلاح الاوضاع..وجودنا كشعب على ارض الوطن اليوم وغدا والمستقبل هي قيمة، ولكننا مع الاسف الشديد نحيا في الاغلب دون ادراكها، او دون التفكير الدائم فيها، ولكن تبقى تحاصرنا لاننا نهلوس اكثر مما نفكر ونجتهد ونعمل. اذن تبقى اهدافنا وتطلعاتنا من العام الجديد، ان نرى اعمالنا وافعالنا قد انتقلت من وهدة التعصب والتراجع الى بحبوحة الاتفاق والتراضي وفتح صفحة جديدة لجمع الشمل، من اجل ان تصبح وحدتنا بتفرعاتها وثوابتها اكثر رسوخا وتجذرا، بالرغم ما يصدر من تصريحات وبيانات ومواقف متشنجة من هذا الطرف او ذاك. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، ما الذي يجعلنا نختلف ونتعصب ونلعن احدا الاخر حول مواضيع متعددة لم تستوي بعد، وكاننا نريد اقتسام لحم الثور قبل ذبحه، وهل هذه عقلية يمكن من ورائها ان نصل الى الحلول،الا ينبغي تاجيل هذه الصراعات والتركيز على كيفية ازاحة هذه الاشكاليات والاختلافات والخلافات التي تفرقنا والجاثمة لحد اليوم على صدورنا؟. لاننا الى اليوم لم نحترق كشعب ولكن قضية وجودنا هي التي تحترق. لهذا نحن بحاجة الى اجيال جديدة كاملة ناضجة من رجال الدين والسياسة الواعين والاوفياء، وليس رجال الصدفة والانتهازيين، لاننا امة بتسمياتها المتعددة مليئة بالشرفاء، لكن ايضا مليئة بالاغبياء والفاسدين.
هنري سركيس
كركوك

102
مؤامرة التحالف السابق للمجلس العسكري في مصر مع الاخون المسلمين لقتل اقباط مصر في هذه الوثيقةالسرية المسربة من البريد الاكتروني لـ هيلاري كلينتون.

الموضوع: H: INTEL. معلومات استخبارية    عرض سري عن البرادعي / وعن تحالف الإخوان المسلمين والجيش
من: جيك سوليفان
إلى: هيلاري كلينتون
التاريخ: 2011-11-23    14:35
الموضوع: H: INTEL. معلومات استخبارية    عرض سري عن البرادعي / وعن تحالف الإخوان المسلمين والجيش
غير سري - وزارة الخارجية الأمريكة -  رقم الحالة F-2014-20439  رقم الوثيقة C05784508 التاريخ: 2016/01/07
نشر جزئي
B5، B6
من: Sullivan, Jacob J <SullivanJJ@state.gov>
أرسلت: الأربعاء 23 نوفمبر 2011   09:35   مساء
إلى:
موضوع: رد: H: INTEL. معلومات استخبارية    عرض سري عن البرادعي / وعن تحالف الإخوان المسلمين والجيش
سوف نفعل ذلك.
من: H [mailto:HDR22@clintonemail.com]
أرسلت: الأربعاء 23 نوفمبر، 2011 09:22 مساء
إلى: Sullivan, Jacob.1
الموضوع: Fw: H: INTEL. معلومات استخبارية    عرض سري للبرادعي / تحالف الإخوان المسلمين والجيش
من: : sbwhoeog         [mailto:sbwhoeog    B6
أرسلت: الأربعاء 23 نوفمبر، 2011  06:56 مساء
إلى: H
الموضوع: H: INTEL. معلومات استخبارية    عرض سري للبرادعي / تحالف الإخوان المسلمين والجيش
 
سري
23 نوفمبر 2011
إلى: HRC
من: Sid
بخصوص: عرض سري عن البرادعي / وعن تحالف الإخوان المسلمين والجيش
المصدر: مصادر مقربة من المستويات العليا في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكذلك المخابرات والأجهزة الأمنية الغربية
1) خلال سلسلة من الاجتماعات على مدى 21 نوفمبر و 22 نوفمبر 2011، اجتمع عدد من كبار المسئولين بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم مصر (SCAF) سرًّا مع محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IEA) التابعة للأمم المتحدة والمرشح لرئاسة مصر. وتركزت هذه المناقشات على إمكانية شغل البرادعي لمنصب رئيس وزراء مؤقت في محاولة لمعالجة الإحباط الذي يشعر به المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية والذين يشتبكون حاليا مع قوات الجيش والأمن المصرية في ميدان التحرير في القاهرة. ويعتقد مسؤولو المجلس العسكري أن سجل البرادعي، من حيث استقلاله السياسي عن المجلس العسكري، سيسمح له بمعالجة المخاوف لدى المتظاهرين بخصوص امتداد الحكم العسكري. وطالب البرادعي في هذه المناقشات تأكيدات أنه لن يكون دمية في يد المجلس العسكري، وأنه ستكون لديه حرية اختيار حكومته. وأشار مسؤولو المجلس العسكري إلى أنهم سينظرون في هذا الأمر، لكن المجلس العسكري، تحت أي ظرف من الظروف، سيظل السلطة العليا في مصر ريثما تنتهي في عام 2012 سلسلة من الانتخابات الوطنية التي تبدأ في 28 نوفمبر 2011.
2) (تعليق المصدر: يعتقد قادة المجلس العسكري أن البرادعي ليس قادرًا على تهدئة الوضع في ميدان التحرير فحسب، لكنه، نظرا لخبرته الطويلة في الامم المتحدة، سيطمئن الشركات الاجنبية بشأن الاستقرار السياسي والأمني في مصر أيضًا. ويعتقد هؤلاء القادة أيضا أنهم يستطيعون السيطرة على البرادعي إذا قَبِل هذا المنصب. وأشار أحد المصادر الحساسة إلى أن من المحتّم أن البرادعي يدرك أن منصبه سيخضع لإدارة المجلس العسكري، لكنه يأمل أن طموحه قد يدفعه إلى قبول العرض. ورغم استقالة رئيس الوزراء عصام شرف وحكومته، إلا أن البرادعي لم يرد بعد على الاقتراح. وتكهن مسؤول عسكري أن الدبلوماسي الحذر ينتظر ليرى ما سيحدث في ميدان التحرير خلال الاسبوع المقبل.)
3) خلال الأسبوع الممتد من 21 نوفمبر، ذكرت مصادر حساسة للغاية مقربة من قيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تحت السرية التامة، أنه لدى المرشد الأعلى للإخوان المسلمين محمد بديع ومستشاريه علاقات في الخفاء وفي سرية متزايدة مع كبار مستشاري المشير محمد حسين طنطاوي والمجلس العسكري، في محاولة لإقامة علاقة من شأنها أن تسمح لهم بالتعاون وحكم مصر بنجاح بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها في خريف عام 2011. ورغم تزايد التوتر والعنف السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في 28 نوفمبر2011، إلا أن هناك اتفاقًا في الرأي بين أعلى المستويات داخل جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري على أنهم يمثلون المنظمتين السياسيتين الوحيدتين المتأصّلتين في البلاد، وأن عليهما العمل معا للاستفادة بشكل كامل من البنية السياسية التي بدأت تنمو حديثا في مصر. ويواصل المجلس العسكري توفير قدر من التمويل والمعلومات لجماعة الإخوان المسلمين، ما يعطيها ميزة مقارنةً بالحركات السياسية المنافسة الأخرى، سواء أكانت قاعدتها علمانية أم دينية. وتوفر جماعة الإخوان المسلمين من جانبها معلومات مخابراتية للمجلس العسكري بشأن التطورات في الأحزاب السياسية الأصغر حجمًا والأكثر راديكالية. وفي الوقت نفسه، فإن جماعة الإخوان المسلمين، بالتنسيق مع مديرية المخابرات العامة المصرية وقوات الشرطة العسكرية، ستعمل على تقليل مستوى العنف في المظاهرات المحتجة على تمديد الحكم العسكري.
4) يقول هذا الشخص المطلع بثقة، وهو مصدر مقرب من المستويات العليا بدائرة المخابرات العامة المصرية، إن هناك شعورًا متزايدًا  بالإحباط بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري. فمن جانب جماعة الإخوان المسلمين، تزايد الإحباط بسبب العثرات الخرقاء للمجلس العسكري - بحسب ما يراها الإخوان -  والتي لا تؤدي إلا إلى زيادة الدعم الشعبي للجماعات السياسية والدينية الأكثر راديكالية. وتشعر قيادة المجلس العسكري من جانبها أن جماعة الإخوان المسلمين لم تتمكن من كبح مستوى العنف في ما يتعلق بالمظاهرات الأخيرة في ميدان التحرير. ووفقًا لهؤلاء الأفراد، فإنه قبل 18 نوفمبر 2011 كانت العناصر الإخوانية قادرة على خفض مستوى العنف في المظاهرات المؤيدة للديمقراطية، حتى في تلك المرات التي انضم فيها الإخوان للمظاهرات الجارية التي كانت بدأت في التحول نحو العنف. وفي رأي هذه المصادر، فإن الجماعات التي تتظاهر حاليا في ميدان التحرير متنوعة ومحبطة بشكل كبير بحيث لم تتمكن جماعة الإخوان المسلمين من ممارسة أية سيطرة عليها. وعلى أية حال، فإن الإخوان المسلمين يدعمون علنا النقل المبكر للسلطة إلى حكومة مدنية. وفي رأي هذه المصادر فإن الشاغل الأساسي والفوري للإخوان هو الحد من مستوى العنف، حيث يتخوّفون من أنه إذا خرجت الأمور عن السيطرة، فقد يشعر طنطاوي بأنه مضطر إلى إلغاء الانتخابات البرلمانية أو تأجيلها.
5) (تعليق المصدر: قال أحد الأفراد المقربين لقيادة المجلس العسكري بشكل سري إن طنطاوي ومستشاريه يدركون أن أي تأخير في موعد انتخابات 28 نوفمبر سيؤدي إلى زيادة مستويات العنف في جميع أنحاء البلاد. وفي نفس الوقت، وردت تقارير من مصادر في الشرطة والمخابرات العسكرية تشير إلى أن المظاهرات سوف تستمر، حتى عند استخدام القوة المميتة لمواجهتها. وأبلغ طنطاوي من جانبه قيادة الإخوان المسلمين أن الجيش وقوات الأمن ستستخدم تدابير عدوانية على نحو متزايد لمواجهة المتظاهرين. وطالبهم بتكثيف جهودهم للحد من مستوى العنف بين المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية.)
6) ووفقًا للأفراد المطلعين، فإن "بديعًا" وغيره من قادة جماعة الإخوان المسلمين يشعرون بقلق شديد إزاء العنف المتزايد في القاهرة. وأشاروا إلى أنه خلال الهجمات الأخيرة ضد الطائفة المسيحية القبطية في مصر، عملت جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري سرًّا لضمان عدم تدخل القوات العسكرية والأمنية بقوة لحماية الأقباط المحاصرين من قبل الجماعات الإسلامية. وفي ذلك الوقت، حذرت جماعة الإخوان المسلمين أن أي تدخل خطير من شأنه أن يفجر في الغالب مظاهرات عنيفة بين العديد من الجماعات السياسية الصغيرة والراديكالية، والتي تشكلت خلال الانتفاضة ضد الرئيس السابق حسني مبارك. وفي هذه المناقشة أشار صبحي صالح، وهو محام وعضو سابق في البرلمان وقد شغل منصب مندوب الإخوان المسلمين في اللجنة الدستورية في مارس 2011، إلى أن المناقشات بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري بشأن الأقباط كانت بسيطة نسبيا، لأن كلا الجانبين لم يهتما أو يشعرا بالقلق إزاء مصير المسيحيين الأقباط. وفي حالة مظاهرات ميدان التحرير، فإنه لا يمكن لجماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري تجاهل نطاق الحركة. ووفقًا لمصدر مطلع، نصح صبحي "بديعًا" بأن يتذكر أن طنطاوي هو أولا وقبل كل شيء رجل عسكري، وستميل استجابته للموقف نحو التصعيد المستمر للقوة إذا لم يبدأ المتظاهرون في التفرق. ويعتقد هذا المصدر أن "بديعًا" يتفق مع هذا التحليل، لكنه أضاف أن قدرة الإخوان المسلمين على التأثير في الشباب المتظاهرين محدودة على نحو متزايد.
7) (تعليق المصدر: أضاف مصدر حساس أن صبحي، متحدثًا باسم بديع، قد حذر ضباط المجلس العسكري من أن جماعة الإخوان المسلمين تعتقد أن عددًا متزايدًا من المجندين في الجيش المصري متعاطف مع المتظاهرين في ميدان التحرير. وفي الوقت نفسه، قال صبحي سرًّا إن المتعاطفين مع الإخوان المسلمين ممن لهم صلة بالمجلس العسكري أشاروا إلى  أن مديرية المخابرات ما زالت مستمرة في إجراء مناقشات في إطار الاتصال المتبادل السري والراسخ مع الموساد الإسرائيلي، لتوفر لطنطاوي وسيلة لمعالجة مجالات الخلاف المحتملة مع إسرائيل. ويخشى الأخوان أنه من خلال هذه العلاقة يمكن أن تقوم إسرائيل بالتأثير والتلاعب في المجلس العسكري، ولا سيما في ما يتعلق بدعم حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى، فضلا عن أمن الحدود.)
8) وفي رأي هذه المصادر المطلعة، فإن جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري سيواصلان العمل معا سرًّا في محاولة لتشكيل حكومة مستقرة في مصر. وعند هذه النقطة، فمن المتوقع أن تبدأ المنافسة الشرسة بينهما من أجل السيطرة النهائية على البلاد. فكلا الطرفين مهتم بشكل خاص بخلق بيئة آمنة في جميع أنحاء البلاد والسعي إلى طمأنة المستثمرين والسياح الأجانب. ومع ذلك، يعتقد هؤلاء الأفراد أن مصر ستشهد نوبات متكررة من العنف الذي قد يشتد في كثير من الأحيان مع شعور أعضاء الحركة المؤيدة للديمقراطية بالإحباط المتزايد بسبب قيام القادة العسكريين وقادة جماعة الإخوان المسلمين بالهيمنة على العملية السياسية. انتهت الوثيقة

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في سياق هذه الوثيقة:ـ هل هناك مؤامرة في ظل هذا التخبطات السياسية في بعض الدول العربية، التي تشهد الحروب والكوارث والتدمير والتهجير يكون استهداف شعبنا بطرق غير مباشرة مدروسة ومتفق عليها،لان ما جرى ويجري منذ عام 2014 ولحد اليوم لنا كشعب واقلية كما يطلق علينا ،قد تكون جزء من وثائق اخرى مخفية. الله اعلم. باقي الكلام والتحليلات والاراء والاستنتاجات ادعوا الاخوة الاعزاء المهتمين في هذا الشان بالتعليق والمشاركة لتبيان وجهات نظرهم. مع الشكر
هنري سركيس

103
من اجل وحدة العمل والخطاب السياسي ، والمشروع القومي الغائب!!

في هذه المرحلة المصيرية التي يتصاعد فيها صدى التحولات السياسية في الوطن، ورغم ان المشهد يبدو قاتما للوهلة الاولى فان المدرك لهذه التطورات، يعلم ان فجر كل نهضة يسبقه ليل طويل، وكما انطلقت امم الارض جميعها، ولابد على امتنا الاشورية ان تنطلق من جديد لتعيد امجادها ووجودها على ارض الوطن، وهي وبلا شك قادرة على تحصيل اسباب القوة والمنعة ولو بعد حين.. تلك هي الامال والاحلام. لذا فاننا نتقدم بهذه لنجيب على التساؤلات، ونحدد الاحتياجات، ونبعث الامل بامتنا الاشورية من جديد،لان امتنا وفق هذه الاوضاع والماسي اعتقد اصبحت من وجهة نظرنا جاهلة متخلفة مع سبق الاصرار والترصد، مغلوبة على امرها، لا حول ولا قوة لها. لذلك وجب علينا ان نعمل بحهد واخلاص من اجل ان نحميها من غوائل الغائب وبطش المجهول. اليوم امتنا الاشورية، لابد لها ان تعبر عن نفسها قوميا وسياسيا في اطار واحد، اسوة ببقية الامم.وبالتالي علينا الانتقال الى عملية  وعي مكافىء يقتضي عملا جادا يمكن ان نطلق عليه الانتقال من طور الصحوة الى طور اليقظة. والصحوة التي نقصدها هي حالة من الصحو ولم يضيء نورنا، فتخبطنا هنا وهناك، فهي مرحلة حماس متدفق، واحساسنا بالهوية، لكننا افتقدنا الرؤية والوعي، وكثيرا ما تتضارب فينا التحركات ويكثر الخلاف، هي الاحساس بذاتنا وهويتنا. وايضا ما نقصده بيقظتنا، هي مرحلة اضاءة نورنا، ومعرفة الوسط المحيط بنا، فهي مرحلة وعينا ورشدنا يلازمان حماستنا، وهي مرحلة تنظيم جهودنا العملية لتصب في اتجاه وهدف واحد في فهم واقعنا. . كثيرة هي الاسئلة والاشكاليات المثارة بعد هذه السنوات من العمل القومية والسياسي،ومن تلك الاسئلة، سؤال تاريخي كبيرة مقلق وعميق يفرض نفسه وعلى مختلف المستويات فكريا وسياسيا وثقافيا وهو.(عملنا القومي والسياسي ذهب وذاهب الى اين؟ ولكن لحد اليوم لم نجد الا، الاجابة الساخرة ترد كان علينا ان نسال قبل ان يذهب). اذن علينا ان نحدد عوامل الاخفاق، والذي يتطلب الجراة والموضوعية والامانة في التشخيص، وعدم مجافاة الحقائق او الدفاع الغريزي عن الذات، لان هذا هو الطريق العلمي الذي يمكن الارتكاز اليه لمعالجة اسباب التراجع والواقع القائم للوصول الى رؤي ومواقف صائبة للانطلاق في عملية مجابهة تاريخية شاملة، تسير وفق اتجاه بياني صاعد لا تحكمه ردود الفعل والعواطف، يحقق النجاح ويعالج بشمولية وعمق اسباب فشلنا وتراجعنا وما وصلنا اليه اليوم من نضال وتشتت وتشريد والهروب. ان نضالنا القومي الاساسي هو نضال مع الذات ومع التخلف في كافة مظاهره، فاننا لن نستطيع خوض صراع تاريخي شامل وجاد في قضيتنا القومية بهذا الشكل وهذا التردي. لاننا وبكل صراحة لم نستطيع لحد اليوم بان نخلق مشروع قومي سياسي يلبي طموحات شعبنا، ولم نتمكن من صياغة رؤى عملية تاريخية موحدة نتيجة الارتباك والضعف الفكري والثقافي والسياسي وتباين المصالح، وضعف الوعي بحقيقة مشروعنا القومي الغائب وابعاده وسبل التصدي له، وطغيان التعارضات والانقسامات على حساب التناقض الرئيسي، مما ادى الى استنزاف طاقاتنا وجهدنا وتعميق الشروخ، وعدم ادراك مخاطر الناتجة عنه، لم تتمكن احزابنا القومية من الوصول الى صياغة نظرية وعملية سليمة للعلاقة فيما بينها لمواجهة ازمتنا القومية، حيث اتسمت العلاقة بالتناقضات والصراعات واختلافات التصورات وكثرة الاجتهادات، وعدم وجود ناظم عام من الاساسيات يجمع هذه الاشكاليات . وبالتالي ان الاخفاقات التي تجلت على هذا الصعيد، تعود في بعض جوانبه لخلل معرفي لدى جميع احزابنا القومية، والتي لم تستطيع ان ترى الواقع القومي بكل مكوناته وتراثه وتاريخه وتجاذباته السياسية والاجتماعية والفكرية لسببين اولهما غياب المراجعة النقدية، وثانيهما التصرف بعقلية الغالب والمغلوب، والاكبر والاصغر، والكثير والقليل، مما اوقع احزابنا ومؤسساتنا القومية في منطق تصفية الحسابات، وبالتالي لحد اليوم لم ننتهي من هذه المفاهيم وهذه العقليات الالغائية ومنطقها غير التنموي، وسلوكيات العبثية في بعض الاحيان، وايضا ادعاءاتها غير الموضوعية. لذلك يمكن القول ان واقعنا الحزبي لم يزال يتسم باستقالة الفكر السياسي العقلاني وهيمنة الاجترار الشعاراتي، ورفض المراجعة ومحاصرة النقد، والرغبة في التخندق والتجريح بالاخر. وبلا شك ان ضبابية عدم وضوح الرؤيا وما ترتب على ذلك من فشل في مواجهة الاخطاء ومن يقف ورائها ناجم بالاساس عن غياب وعدم تبلور عملنا السياسي النهضوي القومي بكامل ابعاده السياسية والاجتماعية والثقافية، وبالتالي هناك من  قدم اتجاهات مختلفة اتجاهات سليمة واجتهادات خاطئة، ولا يستطيع حزب او اتجاه ان يدعي انه قدم مشروعا متكاملا ومتبلورا على الصعيد النظري وعلى صعيد الممارسة. وعلى الجميع اليوم ان يعيد قراءة تجربته قراءة نقدية جرئية لاستخلاص الدروس والاستفادة منها.لاننا لم تستطيع الامساك بالخصوصية القومية وتحدياتها، ولم نعط هذا المرتكز الهام والجوهري الاهمية الذي يستحق. ولكن ركزنا على شعارات رومانسية عاطفية ، لم نجري التدقيق والدراسة في العناصر والعوامل الاساسية التي يمكن ان تجعل من هذه الشعارات حركة جماهيرية واسعة وقوة مادية لتغيير الواقع، فقد تمحور فكرنا وعملنا القومي والسياسي حول شعارات بعيدة المدى دون ان نرى الوسائل المقضية الى تحقيقها فقدسنا بعض الاهداف والتطلعات ونسينا الواقع وتعقيداته، لاننا وقفنا موقفا سلبيا غير متفتح من الافكار الاخرى التي تقع خارج نطاق رؤيتنا الفكرية،هذه الافكار قادت الى علاقة مازومة بين جميع قوانا مؤسساتنا القومية  الامر الذي ادى الى صراعات شبه دائمة فيما بينها. ان نظرة جديدة ورؤية جديدة لابد ان تتبلور، تنطلق من عناصر اللقاء والتوافق، والانطلاق من رؤية علمية منفتحة وغير متعصبة، لا تضع اسوارا وقيودا بين الحافظ على كل ما هو ايجابي في الموروث الحضاري لامتنا، وبين متطلبات الاوضاع الراهنة التي نعيشها  والمستقبل، مع ضرورة اقرارها وايمانها واهمية بوجود التعددية الفكرية والسياسية وتنوع الاراء والافكار وتفاعلها الايجابي، والاحتكام لمعطيات الواقع وما تفرزه الاوضاع.وبالتالي عملنا القومي والسياسي المتشتت ومن دون فكر ورؤية يصبح اعمى ولابد ان يصطدم بالحائط، والفكر بدون عمل وتخطيط يصبح عقيم وعاجز ومغلق عن ذاته وخارج حدود التغطية.وبالتالي مهمة النهوض القومي في امتنا من جديد، تستوجب اليات وصيغ معقدة ومركبة في المسالة الادارية والتنظيمية،واذا كانت مهمة التطوير الفكري لبرنامج التراكم المعرفي وللمسائل المتصلة بالتنظيم والادارة في امتنا تندرج في اطار بناء مستلزمات القوة والقدرة القومية، فان مشروعنا القومي الذي نحن بصدد احياؤه مدعو ايضا الى الانكباب على قضية اخرى تشكل اليوم جوهر العمل القومي والسياسي النهضوي والمقاوم في مسيرتنا النضالية، وهي مسالة توازن القوى وعلاقتها بتوازن امكانياتنا التي تعبر عن نفسها كل فترة واخرى بصيغ ومبادرات متعددة.فهناك اليوم من يسعى وبكل الطرق تدمير ارادتنا، وبين سعينا الى تحويل ارادتنا الى قوة تحمي وجودنا وحقوقنا وهويتنا وحضارتنا وتاريخنا، صراع ينبغي لمشروع عملنا القومي ان يكتشف قوانين حركته بفكره ويرسم سبل خوض هذا الصراع بشكل ناجح، وهو ما يحول فكرنا القومي الى علم متكامل يتناول كل جوانب حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، فيغوص في عوامل القوة الكامنة فيها ليطورها، ويرصد عناصر الضعف فيها فيسعى الى تجاوزها. علينا اليوم بناء عمل قومي رصين وعريض ينطلق من رؤية موحدة، ونؤجل الصراعات والتهميشات الى مرحلة لاحقة وليست راهنة. وبالتالي علينا ان ندرك هنا حقيقتان في ساحتنا القومية، اولهما حقيقة ان وضعنا القومي الراهن اليوم هو وضع متردي للغاية، وثانيهما ان هناك امكانية لتغيير هذا الوضع الى ما هو افضل قبل ان يتحول الى ما هو اسوا خلال السنين المقبلة. لان النظرة الموضوعية نحو الخلف سوف توضح ان كما هائلا من الصراعات والانشقاقات الداخلية والتي سوف تدفعنا بعيدا عن الهم الحزبي والقومي مما يفضي الى تقوقع الجميع، مصحوب بوعي ضيق الافق والنظرة وانشداد نحو الهم الخاص. ومن هنا فان الانشداد او تغليب التناقضات الثانوية على الرئيسية يكون له انعكاس موضوعي في الوعي القومي وله ديناميات داخلية تفضي الى مستوى الانحدار الفكري والسياسي ويعمل على انتاج وعي مشوه يسبب لنا ازمة وعي،وعي بانفسنا وبمن يحيط ويتعايش معنا، الوعي بوجودنا وما يجري من حولنا ومن يقف خلفه والى اين يتجه، الوعي بكيفية ادارتنا عملنا القومي والسياسي، وكيفية ترتيب منظومة افكارنا ورؤنا، الوعي  في معرفة من معنا ومن ضدنا ومعرفة المعيار في ذلك، الوعي بما يمكن تحقيقه ومتى وكيف، الوعي بما نقوله وما نفعله، وما ينبغي ان نقوله وما ينبغي ان نفعله ومتى نقوله ومتى نفعله.اذن وعينا يحتاج الى معرفة وثقافة، ويحتاج الى اخلاق والى عملية تفكير مستمرة وتدبر، نستخدم ادوات التحليل والاستنباط والاستشراف، وهذه الارضية الواسعة من الاخلاق والمعرفة والتفكير تصنع لنا الوعي الضروري للنهوض بامتنا في مواجهة التحديات. وعليه نقول ان غياب العمل القومي والسياسي ورؤيته الموحدة في معالمه واهدافه، وايضا عدم قدرتنا على صياغة استراتيجيته ، اعتقد سوف نتجه الى المجهول والتشتت اكثر، لان المنطق والعقلانية تقول ان الكثير من الاحداث الماساوية التي مرت علينا وتمر على الصعيد القومي والسياسي تكمن في تخلفنا وتراجعنا، والذي نتحمله جميعا من دون استثناء عما جرى ويجري، لاننا ندرك جيدا اين يكمن الخلل والازمة ولا نعالجها. لان اشتداد المخاطر المحدقة تهدد امتنا في وجودها وهويتها ومستقبلها، وان ادراكنا وتحسسنا بهذه المخاطر لابد ان تقودنا مع الوقت الى وحدة النضال لمواجهتها والى وحدة الكلمة والخطاب للتغلب عليها.علينا من مواكبة العصر ومسار التطور، والتزام منهج عقلاني تاريخي في التفكير. لذلك واجب علينا ان ننظر بدقة اكبر الى من نحن في ضوء الواقع الذي نعيش فيه، وبالنظر لما نعاني وما نحن فيه. واتمنى من جميع المهتمين بشاننا القومي مشاركتهم بارائهم ووجهات نظرهم والمساهمة الفكرية والوعية لاغناء الموضوع من جميع اتجاهاته، من اجل ان نصل الى صيغة تلبي ولو الحد الادنى من طموحات امتنا لانقاذ ما يمكن انقاذه.لاننا بصراحة لا نرغب بان نبقى نراهن على حل قضيتنا القومية والسياسية في دائرة رد الفعل ننتظر ما يملىء ويقدم علينا من الاخرين.وبالتالي مطلوب منا جميعا توفير الاسس والشروط الموضوعية، لاحياء العمل الموحد والمشروع القومي السياسي المستقبلي الذي نحن احوج اليه في هذه المرحلة والظروف التي نمر بها كشعب وامة، رغم  كل ما يطفو على سطح من تعقيدات وصعوبات وعقبات، تهدد وجودنا. وختاما نحن بحاجة الى جهد مضاعف لتصحيح الانحراف وتعديل الاخطاء، لان تجاربنا السابقة والحالية افرزت نتائج عكسية جعلتنا ندور في حلقة مفرغة ولا زلنا. فيكفينا ان يصبح عملنا وخطابنا الموحد لوحة جميلة نرسمها ونستطيع لاحتفاظ بها في قلوب ومسيرة اجيالنا القادمة.
هنري سركيس
كركوك

104
ثقافتنا المسيحية علمتنا ان نرمي السلام والمحبة، بدل ان نرمي الاحذية على بعضنا البعض.!!
الاخوة الاعزاء.
السياسيين ـ الكتاب ـ والمثقفين ـ والمتحاورين الذين يساهمون باقلامهم وارائهم ووجهات نظرهم في موقع عنكاوة كوم. نقول قد يفرح البعض ويحتفلوا بهذا العمل وهذه الثقافة (اي ثقافة رمي الاحذية) . ولكن هناك اخرون قد لا يليق لهم استعمال هذه الثقافة، اي ثقافة رمي الاحذية على من يكون بهذه الطريقة، وايضا لا يجوز الاساءة الى من يكون، وبالتالي اصبحت هذه الثقافة دخيلة جديدة على ثقافتنا وعقيدتنا المسيحية. لان لمثل هذا العمل وهذا السلوك غير مرغوب في الكثير من ثقافات العالم، والتي تعتبر مسيئة للجميع. هناك الكثير من الطرق للتعبير وافصاح عن الراي ووجهة النظر وحتى عن الغضب باساليب متحضرة متقدمة، يستطيع الانسان من خلالها احراج المقابل والانتقام منه بفطرته واسلوبه الذكائي، وايضا ما يحمله من سلاح فكري وثقافي وادبي واخلاقي رصين. وبالتالي اخواني الاعزاء علينا جميعا ان لا نكون مغرورين بهذه الاعمال ونندم عليها في يوم، ولا علينا ان نكون واثقين كثيرا ونصتدم فيما بيننا من اجل اللاشيء. وتقبلوا مروري والرب يرعى الجميع ويفتح بصائر الجميع
اخوكم
هنري سركيس

105


مشكلتنا الاشورية في العقل والفكر.. ولا نتعلم!!.

كلنا نعلم ان قضيتنا القومية منذ زمان كانت ولا تزال تعاني من فوضى حزبية مفتوحة، واليوم من جهد عسكري متشتت وهشاشة خطاب متردي، ان لم يكن انعداما في القيم والمبادىء والاخلاق على كافة المستويات، مع التحفظ الشديد على انعدام خلق العفاف وسياسات البعض تجاه القضية والشعب، وبالتالي اصبح لدينا ازمة اخلاقية حقيقية، وانحرفات خطيرة، لا سيما في سياسات البعض على المستوى الداخلي والخارجي، والتي بنت على قاعدة المصالح الحزبية والشخصية. لان يوم بعد اخر تتجدد ازمتنا الاشورية، وتنعدم في نفوس شعبنا الثقة، مما فتح باب الهجرة على مصرعيه، وفقد العمل القومي الصحيح مساره، وايضا غاب امل التجديد في الافكار والعقول، مما جعل من امتنا امة تابعة لا متبعة،وباعتقادي هل حان الوقت ان نحررها من الافكار المعلبة ونواجه على الاقل لحظاتنا الحضارة الجديدة وتحدياتها الراهنة.. وعلى كل حال  تكمن ازمتنا الاشورية في العقل والفكر وقصورهما عن قراءة واقعنا المزري بشكل مباشر، وهذا الامر هو من اهم اسباب تخلفنا عن الابداع ومواصلة المسيرة لتحقيق ما نرنو اليه. عقلنا الاشوري يعيش منذ سنوات ازمة فكر ضائع، وانه بشكل عام يقع في المستوى الادنى من التفكير، فيما الذين يرتقون الى المستوى الابداعي يغادرون الارض الى المجهول، والتفكير في عقلنا الاشوري هو من النوع المتقلب الذي يؤدي بالضرورة الى مقاومة التغيير والتجدد والانتاج. فيما عقول الاخرين تمارس مستوى متقدما من التفكير المنطقي.. وعلى كل حال نحن امة تفتقر الى الدقة والاستدلال، تفتقر الى تقويم الحجج، نحن امة تفتقر الى التفريق بين الراي والحقيقة، وايضا الى رؤية موحدة والوجه الاخر للاحداث، نحن امة تفتقر الى بوصلة الاتجاه نحو التجديد بالافكار، والتحليل الدقيق والموضوعي بما يخص قضيتنا القومية ووجودنا، نحن امة تفتقر الى استخدام قواعد الاستلال المنطقي في التعامل مع جميع المتغييرات والاحداث التي تمر عليها. اذن علينا كامة وشعب ان ننظر حول التناقض بين فكرنا وسلوكنا الديني والقومي والسياسي،الذي يدخل في عمق ازمتنا الراهنة ويلقي الضوء على التحديات الجسيمة والمشكلات المزمنة التي لا نزال نعاني منها. كما يعرف الجميع اليوم، تمر قضيتنا القومية في واحدة من اعقد الفترات. وما تبع هذه الاوضاع من دخولها في فترة من السبات المعرفي والظلام الفكري والحضاري.  وبالتالي نحن فقدنا السيطرة على تفكيرنا وطريق عملنا ونضالنا، واذا بالبوصلة تتغير الى تدمير ذاتنا وانتحارنا الجماعي. ولابد علينا ان نتعلم من دروس التاريخ ، ولكن مع الاسف الشديد لا نعطي لمثل هذه الامور اولوية في تفكيرنا وطرق تعاملنا.وبالتالي قضيتنا اشبه بحكاية سور الصين، لان عندما فكروا الصينيون القداما بحماية ارضهم وتاريخهم وتراثهم،اعلنوا على تشييد سور كبير وطويل للامبروطوريتهم العظيمة، كان اعتقادهم بان لا احد بعد ذلك يستطيع ان يتسلق ويدخل في وطنهم، ولكن خلال المائة سنة الاولى بعد بناء هذا السور الصين، تعرضت الصين الى ثلاثة غزوات، وفي كل مرة العدو لم يكن بحاجة الى تسلق السور او يقتحمه، فجنود العدو ببساطة كانوا يرشون الحراس ويدخلون من الباب الرئيسي الكبير، لان الصينين انشغلوا ببناء السور ونسوا من بناء حراس مخلصين. وبالتالي  قضيتنا القومية ومع الاسف الشديد لسنا بعيدين كثيرا عن القضية الصينية، لاننا نمتلك الحضارة والتاريخ والارض وكل مقومات الوجود، ولكن لم نستطيع ان نبني للقضية مرتكزاتها وتوازنها، ولم نستطيع حتى ان نخلق ساسة مخلصين اوفياء لقضيتهم وشعبهم ويتفهمون معاناة الامة الا القليل، لذلك نقول  نحن امة فيها الكثير من الساسة المجانيين، وهذه هي مشكلتها وعيوبها، الكل يرغب بان يظهر نفسه الزعيم وبناء مجدها ومسترجع حقوقها، يصارع هؤلاء البعض ويدخلون حالة من الجنون والقضية تتراجع، وينعدم الشعور القومي تحت تلك الاقنعة المزيفة، فيتحول هؤلاء الساسة الى نسخ متشابها ومملة،ونتمنى ان يكون لهم الجراة للاعتراف بهذا الجنون، حتى على الاقل لكي تتعدل هذه القضية. والمفارقة تكمن هنا.. كل هذه الاشكاليات والتعقيدات والامراض، تحتاج الى ضبط وتحديد الصالح للاعتماد عليه، علينا جميعا ان نجد الحلول الضرورية بما يطور ولا يشتت، علينا جميعا ان ندعم قضيتنا القومية للتقدم، لا الى تبديد حضارتها وتراثها وتاريخها ووجودها على ارض الوطن. اذا قضيتنا القومية  لابد ان ندفعها  بكل قوة وعزم الى  المستقبل ،فنحن جميعا مطالبين الى تحويل هذه الظاهرة بالقوة الى الفعل. وكلما كان عقلنا وفكرنا الاشوري جامدا متحجرا بائرا، كانت افكارنا المنتجة متصفة بالعقم في احداث اي تقدم وتطور في العمل القومي المطلوب، والذي تقتضيه مقتضيات الظروف والمرحلة.ومسك الختام اقول عندما يفشل بعض ساستنا من الدفاع عن قضيتهم وشعبهم، فالطبيعي ان يتغيروا، لا ان تتغير القضية برمتها، لان معاولهم في الهدم اكثر مما هي في البناء. والسلام
هنري سركيس
كركوك
[/b]

106
نقطة نظام لجهاديين مجهولين!!
 يتسلل البعض من خلال كتاباته في موقع عنكاوة كوم المؤقر، وراء خمار الاسماء المستعارة والهوية الشخصية المجهولة، وبالتالي هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم كما يقال عنها، لا بل هي قديمة تاريخيا، لكنها مستمرة حتى يومنا هذا وان اختلفت الاسباب. وما يؤسفنا حقا ان البعض وضعوا هذا الاقنعة السوداء، حتى تحول الامر الى موضة وظاهرة يحتذى بها البعض تبرر غياب الكاتب عن قرائه واصدقاؤه. يعني انا لا اعلم  هل هو الخوف او عدم الثقة ام ان هناك انفصام في شخصية الكاتب، ام يخجل من شخصيته الاصلية، او هروبه من ماض تفور ما في ذاكرته الداخلية، ولكنه ينبح بمواضيع ومداخلات وسجالات لا يرغب بان يعلم احد من الذي باح بها؟.عجيب امور وغريب قضية فعلا انها مسالة محيرة. وعلى كل حال، رغم كل الاراء التي تطرح هنا او هناك، يبقى احترام الراي والراي الاخر  ووجهات النظر هو المبدا الذي نعتمده، ولهذا نحن ندعو الى ان تكون البيانات حقيقية والاسماء حقيقية ليكون هنالك تبادل حقيقي لوجهات النظر، لاني لا اتصور ان يكون هنالك حوار او نقاش في موضوع ما واحد الجهتين او اكثر يجهل الاخر، لان الحوار مع المجهول ربما يكون ضرب من الجنون. وبالتالي انا اعتقد ان الاسماء المستعارة والهويات الشخصية المجهولة التي تستخدم، تعتبر من وجهة نظري فارغة من محتواها الفكري والثقافي والسياسي، او حتى ليست ظاهرة حضارية في زمن الكلمة الحرة. وهؤلاء الجهاديين المجهولين اقول لهم، سخروا اقلامكم في ما ينفعكم، وان رايتم اقلامكم تضركم من الاحسن ان تتركوها،وان كنتم تفتخرون وتتسللون من خلال اسماؤكم المستعارة،ايرضيكم ان يكون ضميركم ايضا مستعار !!!!!!. اترك الرد للقراء الاعزاء. وشكرا مع فائق احترامي لجميع الشخصيات المجهولة
هنري سركيس
كركوك

107
احزابنا القومية تضيق بالنقد.. وتعشق المدح!!

ليس المقال المطروح الذي نتاوله موجها ضد اي حزب محدد بعينه ، بقدر ما هو يتناول العقلية والذهنية المسيطرة على الممارسة الحزبية داخل الساحة القومية، ودعوة لاعادة النظر في الرؤى والمناهج والمفاهيم الحزبية وليدة هذه السنوات من العمل، فهناك دوامة عامة في مشهدنا الحزبي والسياسي العام، اختلطت فيها المواقف الباحثة عن مبررات لوجودها الحزبي او مسوغات لبقائها السياسي. وهذا يعني ان احزابنا القومية امام ازمة حقيقية ، وستظل تجتر ازمتها ، وذلك نتيجة ابتعادها عن  العقلانية الحديثة  وروح العصر وتحدياته التي تشكل وحدها الاطار الفكري والثقافي لتحقيق شكل منسجم وحداثي لمفاهيم الحزب والعمل السياسي. وبالتالي في احزابنا القومية، لا مكان الا للنقد السطحي الذي لا يقترب من جذور الازمات والاشكاليات، ولا يغوص الى الاعماق، ولذلك احزابنا القومية لا تقيم تجاربها الا في سياق تبريري غايته التهرب من تحمل المسؤولية التاريخية والقومية عن اخطاء فادحة، ليس هذا فقط بل تحويل الاخطاء نفسها الى انجازات عبقرية اذا صح التعبير. ومن هذا المنطلق نقول متى تستفيق احزابنا من غفوتهم؟ ومتى يتجردون للحقيقة؟ ومتى يكونوا صرحاء وصادقين مع انفسهم وشعبنا؟ ومتى يواجهون معاناة ومشكلات شعبنا بشجاعة؟، وفي غضم هذه الاخفاقات ما تزال احزابنا تضيق بالنقد وتعشق المدح وتطرب للثناء وتخفي جراحها وتدفن اخطائها وترفض الاعتراف باخفاقها، والتي لحد اليوم لم تستفد من تجاربها التاريخية، ولم تتعرف على بعضها البعض بصورة جيدة،مما يجعل مقولة التاريخ يعيد نفسه واقعا ملموسا في العمل السياسي في قضيتنا القومية.اذ يصعب تنزيل نظريات سياسية علمية على قوانا السياسية، لانها لا تخضع لمعايير محددة في التحالفات او معادلة محددة هنا او هناك رغم الاختلاف والتباين في التوجهات الفكرية، فنجد تارة انسجام تام وتفاعل تم اتفاق، وتارة اخرى وفي وقت ليس باليسير تطفو على السطح خلافات ونفور، واما مقصودة او بقلب الطاولة قصد الحصول على المعطى السياسي، والعيب يكمن في احزابنا القومية، لانها لا تخضع لتحالفات عقلانية وحتى في خطاباتها تنعدم العقلانية ترفع سقف المطالب وتضخم البرامج فتصطدم بالواقعية مع البعض الاخر.وبالتالي ان البعد الانثروبولوجي لاحزابنا القومية يمر بمرحلتين، مرحلة العداء وغالبا ما تكون قبل اي عملية سياسية وانتاءها، ثم تليها مرحلة اجتماعات وتنسيقات وهي انية حسب الظرفية والزمان ، وبكلام ادق عدم الاتزام بالمبادىء القومية المتعارفة عليها،لان في العمل السياسة يجب ان يعرفوا الوقت المناسب للتراجع وايضا للتمسك ببعض المواقف، وايضا ان يخلقوا تحالف في وجود حد ادنى وعمل مشترك من التوافقات في قضايا مشتركة مصيرية تخص وجودنا،لهذا يجب ان يعتمدوا على رؤى موحدة وتصور يجمع بين كل هذه المكونات عوض التجاوزات والتقاطبات، فاحزابنا القومية المتبقية اليوم لابد ان تكون هي الضمان لتطلعات شعبنا وقضيته القومية، وان تبتعد عن التعصب او تحيز، وبالتالي اعطاء الوسيلة مفهومها الصادق لا المفهوم الخاطىء من كون الوسيلة تبررها الغاية ومصالح الحزبية فوق مصالح الامة والشعب. ومن هنا كان واقع احزابنا القومية في بعض الفترات ما يتناقض مع طموحات امتنا، ولكن تبقى النظرية في صياغة العمل الحزبي والسياسي الوسيلة الصحيحة لضمان تطبيق البرامج السياسية بصدق وعدم انحراف مسيرة المبادىء والاهداف الصحيحة عن امال امتنا وطموحاتها. وهذا معطى يجب اخذه بعين الاعتبار فالكرة هي في مرمى احزابنا السياسية لبلورة عجلة تصحيح المسارات، وقطع اي ممارسة هدامة التي لا تخدم سوى اعداء قضيتنا القومية ومستقبلها.اجمالا يمكننا القول ان التحالفات التي عاشتها وتعيشها احزابنا القومية منذ سنوات كانت فاشلة ولم تخدم قضيتنا القومية وشعبنا، اكثر ما خدمت اهداف المصلحة الحزبية، فرغم الغبار السياسي الذي تثيره احزابنا القومية، صخبا وصراخا وضوضاءا يصل الى درجة الازعاج والملل فان هذا الغبار لا يغير من ازمتها الراهنة ، او يخفي دورها السلبي في شيطنة نضال امتنا. قضيتناالقومية، تعتبر بالنسبة لنا قضية حياة ووجود وايمان واخلاق مهما حدث ومهما سيحدث، فلن نتراجع او نتنازل عن مبدئنا ونضالنا وحقوقنا، ولا يمكن ان تنتهي معاناة شعبنا، دون كسر قيود الصمت والجمود والتحرك بوعي قومي للمطالبة رفع الظلم والتجاوزات على شبر واحد من اراضينا اينما وجدت، قضيتنا القومية لن ولن تنتسى مهما بقي الدم يجري في عروقنا، فلا شيء مستحيل بوجود الارادة والعزيمة والتحدي، فصمت شعبنا لا يعني دائما القبول والرضا بالتعدي على اراضيه، ولكن ممكن لشعبنا الواعي تحويل صمته الى مشاعر غضب ووقود احتقان سيجعل من الانفجار ضد كل من حاول ويحاول المساس بوجوده.وختاما نقول لا تغيير ناضج في عملنا القومي والسياسي، الا بتوطين العقلية النقدية في ممارسة العمل الحزبي والسياسي الناجع،الذي يتخذ من القوة وسيلة لتجسيد القيم الاخلاقية، واخلاقية الممارسة السياسية، وعلى ضوء هذا على احزابنا القومية ان ترسم استراتيجية النضال والمسيرة القومية التي تفرضها طبيعة المرحلة، والتركيز على  اختيار الشكل الملائم والرئيسي فيها، ومن ثم الانتقال من شكل لاخر حسب الظروف والمعطيات التي تمر بها قضيتنا، والتي بحاجة الى الكثير من التفهم من قبل الساسة والكثير من نكران الذات، وايضا الكثير من القومية الخالصة قبل فوات الاوان. والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل.
هنري سركيس
كركوك

108
لا جدية في محاربة الفساد، والمفسدين يسرحون ويمرحون!!

اذا كانوا ساستنا لا يجدون الحل لمحاربة الفساد، فكيف يا ترى يستطيعون انقاذ الشعب من احواله المعقدة اليوم؟.. عجيب امور وغريب قضية. اصبح الكل يتحدث عن مشكلة الفساد،  ولكن لم نسمع ابدا من السادة الفاسدين يتحدثون عن دورهم في هذه المشكلة او تلك واعترفوا بفسادهم، اصبحوا يسرحون ويمرحون بمقدرات شعبنا ويدافعون عن فسادهم وبالقانون، ويا ليت مع فسادهم يقومون بواجياتهم، لذلك اصبحوا ملائكة وغيرهم شياطين، هم شرفاء وغيرهم حرامية، هم امناء على الوطن وثروته، والاخرين خونة، هم ناجحون وغيرهم فاشلون،عندما يجتمعون تراهم يكيلون التهم يمينا ويسارا من دون خجل، فيوزعون التهم والادوارعلى الاخرين، اما هم فلا يتحملون شيئا من المسؤولية ابدا. لذلك عمدت كل الاديان والتشريعات منذ فجر التاريخ، الى اعتماد قوانين وتدابير قاسية في حق الفاسدين، بهدف ردعهم لان الفساد يغني انسان فاسد ويهدم امة. لذلك نجد الحديث عن الفساد عند كثير من الفلاسفة والمفكرين، كلهم تحدثوا عن الفساد كرمز لانهيار الدولة والامم، فحمورابي مثلا في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، حرم على الموظف ان يتلقى الحبوب والمال، واعتبر ذلك رشوة تستوجب العقوبة، ونفس الشيء فعله فرعون مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وايضا منع الملك اشور بانيبال قبض الرشوة او تقديمها الا في حالة الحصول على معلومات من العدو. وكذلك فعلت جميع الاديان السماوية وحتى الوضعية منها.ولكن الذي حصل انه عندما تتعطل الاحكام، سواء اكانت دينية او قانونية، فان الفساد ينمو وينتشر مثل الفطريات. في كل مرة يتم  الحديث فيه عن الفساد، الا ويترافق ذلك مع وعود السياسيين والمسؤولين ووعيدهم بتطبيق اجراءات ردعية من اجل القضاء على هذه الظاهرة السلبية والخطيرة، رغم ان كثرة الكلام، والمتكلمين عن محاربة الفساد والمفسدين، لم يخلق لنا في واقع الامر، سوى مزيد من القضايا وحالات فساد جديدة، ولذلك ولو نصبنا لذلك المئات من الكاميرات المراقبة، لن نتمكن من الايقاع بالفاسدين والحرامية الكبار، رغم افتخار الحكومة بسقوط الصغار، كما ان الوطن لن يجد مخرجا، و شعبنا فرجا، ما دام هؤلاء الفاسدين مستمرين في فسادهم، متسمرون في مناصبهم. اذن فمسالة ان ضعف الوازع الديني والاخلاقي سبب في الفساد الاداري مقبول نظريا فقط وليس علميا، فضعف الوازع الديني يصلح ان يكون سببا لاي فساد، واذا كنا سنطلق الاسباب نظريا فالاقرب لنا ان نقول بكل صراحة وثقة ان ضعف المحاسبة القانونية هو اصل الفساد في الوطن والذي نعاني منه. وبالتالي اصبح شعبنا يشكك اليوم في جدية الحكومة في مكافحة الفساد والفاسدين، لان العدالة لا تطبق ولا احد يراها تطبق، فالاعتراف وابداء حسن النية لا يكفيان، والمكافحة التي تكتفي باصطياد الحيتان الصغيرة المغلوبة على امرها، وتترك الحيتان الكبيرة تسرح وتمرح بحريتها ، لا يمكن تصنيفها الا في دائرة تصفية الحسابات الداخلية، والبحث عن كبش فداء او محاولة يائسة لذر الرماد في العيون. ولعلى شعبنا اصبح يدرك  بان تنامي ظاهرة الفساد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واداريا يؤدي الى تقويض الديمقراطية، وتغييب ارادة المواطنين في العمليات الانتخابية، وتعطيل عجلة التنمية، وبالتالي ان انعدام الرقابة والمساءلة والمحاسبة الوطنية يؤدي الى انفراط عقد النظام العام بما يهدد امن الوطن والمواطن. واليوم تعتبر قضية مكافحة الفساد والمفسدين تعد مهمة يجب ان يعمل عليها شعبنا بنجاح، اذ ان القضاء على هذا المرض الخطير هو مطلب جماهيري وطني يرى الفساد عائقا رئيسيا يقف حائلا دون نهوض الوطن، ويعرقل مسيرته نحو التطور والتقدم لما له من انعكاسات اقتصادية واضحة، وعلاوة على ذلك تنسحب تاثيرات الفساد على اخلاق المواطنين، وهنا مكمن خلل قد يصعب اصلاحه، وقد يتطلب ذلك وقتا طويلا من الزمن. ولكن اذا كنا مخطئين وما اكثر ما نتمنى الخطا، ونحن نتناول الشان الوطني، فان الطريق الى اثبات حسن النية هو ان يبدا المسؤولون بانفسهم فيعيدوا الى بيت مال الشعب كل ما كسبوه من المناصب ومن ورائهم، ويبراوا الى الله ويستغفروه ويعلنوا ذلك على الملا، فلا يمكن ان يتحدث الساسة والمسؤولون عن مقارعة الفساد وهم اول المستفيدين منه. ولذلك لابد من وجود وعي سياسي وطني ياخذ من اخطا فترة هذه السنوات بداية لتصحيح مسار العملية السياسية والاعتراف بها والتنبؤ بمستقبل افضل للوطن ونسيجه الاجتماعي الذي دفع ثمن الاخفاقات والممارسة السياسية الخاطىء. ان الاحساس باهمية المبادرة والاسراع والاهتمام بهذه المواضيع، واتخاذ المواقف الجريئة الصحيحة التي تعمل على تغيير واقعنا الوطني المتردي والفاسد والذي نعيش فيه. على شعبنا ان يعلم انه اذا تمكن الخونة والفاسدون والمجرمون من الظهور من جديد في المشهد السياسي القادم  كما نلاحظه اليوم، فان الفضل في ذلك يرجع للفاسدين الجدد الذين نموا الفساد وحصنوه وخربوا الاقتصاد واغرقوا البلد في المديونية وشلوا الالة التشريعية وعطلوا كل الاصلاحات، وهم الذين اغتالوا حلم شعبنا من خلال تكريس الجهل والتخلف والفقر وتبييض الفساد والفاسدين، والتغطية على الجرائم المرتكبة في حق شعبنا منذ سقوط النظام السابق، علما ان ذلك يشكل القاسم المشترك بين ما يسمى الساسة الحاليين والمعارضين وشعبنا الذي يتفرج على الدمار والخراب الشامل بسلبيته المقيتة. لابد ان يكون لنا في الوطن نظام نزاهة وطني صارم ومتكامل يراقب جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية تشرف عليه هيئة وطنية مستقلة تامة بتمويل حكومي ثابت دستوريا لا تتاثر بتغير الحكومات، وان تكون لها صلاحيات واسعة لمراقبة الهيئات الحكومية والخاصة من خلال مستشارين ومراقبين، حيث يعتمدون نظام الافصاح المالي لكل مؤسسات الوطن وعلى راسها الحكومة برئيسها واعضائها،، وتطبيق اليات استرداد الاموال المنهوبة ومحاسبة كل من يسيء استخدام السلطة. وبالتالي على شعبنا تقع على عاتقه  مسؤولية كبيرة، اذ انه منذ البداية تماشى مع الفساد واعتاد عليه وتاقلم معه، حتى بات ثقافة وطنية يجب عليهم ان يقفوا في وجه كل سياسي ومسؤول فاسد طبعا ضمن القانون، ولكن الذي جرى اليوم هو العكس، اصبح لفاسدين والحرامية قانونهم الخاص، وزرعوا في نفوس شعبنا القنوط والياس وعدم الثقة من كل ما هو قانوني.  وبالتالي فعملية التفكير العقلي تحتاج الى ربط هذه القضايا بحقيقة الواقع ثم تكوين فكرة تصبح مفهوما وتؤثر على السلوك والتصرف تجاه ما يمر به الوطن والشعب، من اجل ايجاد مخرج لهذه الازمة الخانقة. وشكرا ونرفق مع هذا المقال التقرير التالي من البيت الابيض بتاريخ 8/ 2/2016


 

اوسع قائمة امريكية بأسماء كبار الفاسدين في العراق
عن عزم الحكومة الامريكية ومكتب المفتش العام الامريكي وبمتابعة من قبل السفارة الامريكية في بغداد باحالة “حيتان”الفساد في العراق الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل ،وافاد التقرير أن “المدة القريبة القادمة ستشهد عمليات القاء القبض بحق قادة المليشيات بتهم ترتقي الى مستوى جرائم حرب وتسليم المطلوبين إلى القضاء العراقي”.وأشار التقرير إلى أن “مكافحة الفساد مطلب أميركي وعراقي، وسيكون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وحكومته ملزمين بأداء أفضل في هذا الإطار”. واكد التقرير ان “حيتان”الفساد هم من اوصلوا العراق الى هذا المستوى من الافلاس والتدني في الخدمات العامة واحتلال المدن والقصبات العراقية من قبل تنظيم داعش وما ترتب على ذلك من نتائج في مقدمتها نزوح اكثر من (3)ملايين عراقي في ظل ظروف غاية في القسوة ومعاناة انسانية لاتحتمل ،وشددت الحكومة الامريكية على وجوب احالة رؤوس الفساد الى المحاكم بعد تشكيل لجنة من قضاة يشهد لهم بالنزاهة والاستقلالية بشرط ان لايكون مدحت المحمود او من المقربين منه ضمن هذه اللجنة ، اما الاسماء المتهمة بالفساد وسرقة المال العام التي وردت في التقرير فمن بينها ( ،فاضل محمد جواد،مهند السعدي، محسن الشمري،احمد نوري المالكي،سليم الجبوري وشقيقه اياد الجبوري ،هيثم شغاتي رجل اعمال تابع الى رئيس البرلمان ، حافظ الجبوري ، عبد الباسط تركي ، حقي اسماعيل ، جمال الكربولي ،عمار الحكيم ،محسن الحكيم ،احمد الجبوري وزير الدولة المرشق، خضير الخزاعي ،محمد الدراجي،احمد الصراف، حيدر الملا ، مطشر السامرائي ،بشار الكيكي، نوفل عاكوب، حسين الشهرستاني، علي الاديب ،بيان جبر الزبيدي، عمار يوسف ،هادي العامري ، بهاء الاعرجي، جاسم محمد جعفر،عبد الله الجبوري رجل اعمال تولى المدينة الرياضية في البصرة، روز نوري شاويس وشقيقه المفتش العام السابق لوزارة الدفاع، قتيبة الجبوري، محمد ناصر الكربولي ،محمود عبد الرضا محافظ واسك السابق ، محمود ملا طلال محافظ واسط السابق ،عمر المشهداني تاجر مع النفط والبيئة،محمد الحلبوسي ،احمد الكربولي،فلاح السوداني،حازم الشعلان، ايهم السامرائي، عبد الكريم عفتان واثنان من اقاربه، كريم وحيد ، خلف عبد الصمد،ماجد النصراوي،صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد السابق ،خالد العطية،صابر العيساوي، كريم لعيبي وزوج ابنته ،نعيم عبعوب، علي العلاق محافظ البنك المركزي وكالة،سعدون جوير الدليمي،احمد ابو ريشة، الفريق الركن علي غيدان، الفريق الركن مهدي الغراوي ،الفريق فاروق الاعرجي ،صباح كرحوت ، صهيب الراوي ،الفريق الركن عبد الكريم العزي، بابكر خير الله، عدنان الاسدي، محمد الغبان وشقيقه حسن، نصير العيساوي ،علي الاعرجي ،محمد اقبال ، ابراهيم الميالي محافظ المثنى ،صادق مدلول محافظ بابل،موفق الربيعي،طارق الخيكاني،حاكم الزاملي،حسين هادي (ابو رحاب )، رافع العيساوي ، جواد البولاني ،ياسر صخيل،عبد الحليم الزهيري، مشعان الجبوري، النائب علي العلاق، يحي الناصري محافظ ذي قار،عدنان الزرفي ، عبد القادر العبيدي ، علي الدباغ ،صباح ، السوداني، قصي محبوبة، خضير الجبوري، وتضمنت القائمة اسماء سبعة وستين مديرا عاما وعشرات من اسماء التجار واقارب المسؤولين.


 هنري سركيس
كركوك











 




109
الاستاذ والكاتب  القومي والوطني رابي خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
حزنني جدا خبر تعرضك الى حادث مؤلم، واتمنى من الله شفائك العاجل وتكون اواخر الالم الاسر، قلبي معك وبانتظار عودتك سالم غانم لتنثر بمقالتك القومية والوطنية والفكرية  والثقافية القيمة في موقع عنكاوة كوم من جديد. مرة اخرى اتمنى لك السلامةوالشفاء العاجل
اخوكم وصديقكم
هنري سركيس
كركوك

110
احزاب بلا هويةـ وسياسيين فقط للارتزاق ـ لا حس ولا مبادىء ولا قومية.!!

لا حكمة لمن لم يستفد من تجارب الماضي، ولا فطنة لمن لم يستوعب معطيات واقعنا القومي  وتفاصيله وخصائصه وتداعياته.وبالتالي يعتبر عملنا القومي الوحدوي فعل السياسي وهو من اهم مقومات وجودنا، اذ من المعول عليه بناء قنوات صحيح دائمة للتفكير في ماهية الاليات والوسائل الكفيلة لتحقيق التوازن في قضيتنا القومية من اجل تحقيق ما يرنو اليه شعبنا.لقد بلغت ازمتنا القومية الحلقوم، وما عادت قضيتنا  تحتمل ذرف المزيد من الدمع ، ولسنا بحاجة لنكون اسرى للتوصيف والتحليل، فقد فعلناها من كل الاتجاهات، واشبعنا ازمتنا القومية توصيفا وتحليلا،ولسنا بحاجة لتدبيج حوارات جديد وراء الاخر، فلقد قتلنا قضيتنا القومية بحثا وعصفا ووعودا من دون اعمال وافعال،لنقتفى اثر كل هذه الاعمال وتلك التحليلات، لا سيما ان جميعها يتحسس موضع الالم ويساهم في وصفة العلاج، ولنتحرك صوب فعل عملي، ولا سبيل لذلك الا بالعمل القومي الموحد الصالح المستمد من خلاصات تجاربنا الماضية والموروثات التي انتجت لقضيتنا الفشل والتراجع، واختفاء القيم والمبادىء اختفافا ضمنيا، فاصبحت مصالح بعض احزابنا اكبر في الحضور من مصالح امتنا وقضاياها، وبالتالي تضيع الامور القومية في خضم الامور السياسية، وينتج عن ذلك دكاكين للارتزاق العشائرية والمحسوبية وسياسيين مستبدون بالباس قومي. ان المتامل في مشهدنا القومي والسياسي الهشة،ودور بعض هذه الاحزاب ذات برامج واهداف مزيفة، الامر الذي لطالما اثر سلبا على نسب التفاعل السياسي على الساحة القومية والوطنية.وتجذر ظاهرة عدم الاكتراث السياسي داخل قضيتنا القومية، مما كرس لتعاظم معضلة العزوف السياسي والتي جعلت مشهدنا القومي والسياسي مليئا ببعض الوجوه المستهلكة والتي لا يهمها الا التناحر من اجل مصالحها الخاصة،ضاربين بذلك عرض الحائط تحقيق الاهداف القومية النبيلة التي كانوا يتغنون بها، حتى تجلى شكل جديد من الاستلاب والاغتراب ليس تجاه قضيتنا القومية فحسب، وانما تجاه امتنا ذاتها، وخيم الخوف والقلق من المستقبل على تواجدنا في الوطن، واضحت احتمالات ومؤشرات تفتت وانهيار عملنا القومي والسياسي واضح ملموس واقرب لان يتحقق،بفضل هذه الاحزاب التي دخلت الطاحونة ودارت عليها الرحى حتى اصبحت مفلسة ماديا ومنهارة جماهيريا،وغير صالحة للاستهلاك القومي، والتي تحول البعض منها، اذا صح التعبير الى شركات خاصة لاصحابها الذين اسسوها ولا شيء غير ذلك، واكثر من هذا تحولت الى مدارس لتعلم الدكتاتورية الحزبية وليس الحرية الحزبية. وايضا غياب كل مظاهر العمل الحزبي والقومي داخلها، من حالة التسيير البيروقراطية الى حالة انغماسها في الفساد بمختلف انواعه، حتى باتت بعض احزابنا اشد فسادا من مؤسسات الدولة.وهذا الواقع المؤلم جعلت بعض احزابنا تدخل في صراعات تلو اخرى، وبالتالي تحولت هذه الاحزاب الى ساحة للفوضى الحزبية والسياسية،وليس فيها اي طعم او رائحة الاحزاب القومية والسياسية المعروفة، فهي عبارة عن مجالس لربع سياسيين انتهازيين، بعضها قذفهم  شعبنا كفضلات سياسية، وبعضها الاخر يعيش على امل ان يصبح نفاية سياسية مستقبلا. هذا الوضع المزري في جسد قضيتنا القومية دفع الكثيرين من المناضلين مغادرة الساحة القومية والسياسية، ليس لاشيء وانما لاحتراما لذواتهم وافكارهم التواقة الى بناء عمل قومي وحدوي نزيه يسود فيه الممارسة السياسية الحقة.وبالتالي نقول كيف نبني ونطور عملنا القومي الوحدوي، وفيه ساسة متطفلون  انتهازيون جهلة في مبادىء الممارسة للعمل السياسي؟. وهنا علينا بان نعترف بان مفهوم الثقافة القومية والسياسية، لا زالت غائبة تماما لدى البعض من سياسيينا، مما كرس دائما لتعاظم ظاهرة الغياب السياسي المقرون بفقدان الثقة في بعض احزابنا القومية. ولابد وفي هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها كشعب وقضية، علينا ايجاد الحلول اللازمة والكفيلة بخروج قضيتنا القومية من هذا الوضع المهلك والمخزي، هذا هو واقعنا اليوم ولابد من اعادة بناء كل شيء والانطلاق نحوالهدف  المنشود، من اجل انقاذ ما تبقى من قضيتنا القومية وتواجدنا على ارض الوطن قبل فوات الاوان؟.والله يكون في عون شعبنا
هنري سركيس

111
الوطن لا يعاني ازمة مالية واقتصادية.. بل يعاني من ازمة حكومة فاشلة. !!

لم نشهد منذ سنوات من سقوط النظام البعثي، اي حكومة تعمل من اجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحتى ايضا تحسن في المستوى المعيشي للمواطن لحد اليوم. وبالتالي نقول لا يمكن لوطن بحجم العراق ان يصبح باب لسرقة والنهب وفاقد للسيادة، وساحة لتصفية حسابات حزبية ودينية وطائفية، وايضا لصراعات اقليمية، وبالتالي ان كانت هناك ثمة عبرة من الاقتتال والصراعات ، فهي ان فرصة المواتية لاحداث تغييرات واصلاحات حقيقية لا تاتي مرتين، كان مشهد السياسي العراقي الذي يتكرر لكل حكومة التي تتجاهل مطالب موضوعية بالتغيير والاصلاح، ثم الانكار ان هناك اصلا ما يحتاج الى ذلك، ثم محاولة التغيير وينتهي الامر باعتراف متاخر واستجابة خجولة ولكن بعد فوات الاوان واندفاع مسيرة التغيير والاصلاح بلا رجعة الى الامام. وما يهمنا هو ان مستوى تفكير ساستنا، بات ملخصا بمهمات صغيرة تعويضا عن العجز عن مواجهة المهمات الكبرى بجراة واقدام، فسواء بقيت الحكومة ام لا فليس هنا مربط الفرس، لاننا عايشنا حكومات منذ احتلال الامريكي، والتي كانت جلها ترفع شعارات بناء الوطن وحقوق الانسان والمواطنة، ولكن في نهاية المطاف لم يجد شعبنا نفسه في وطن البناء والديمقراطية والعيش الكريم، لا بل وجد نفسه امام معضلة وطن مدمر وخراب وينهار واقتصاد هش،والشعب يتهجر، بسبب سياسات الحكومة الغير مسؤولة. ما ينبغي قوله بكل وضوح اننا لسنا امام ازمة مالية، ولا حتى اقتصادية، بل امام ازمة حكومة فاشلة فاقدة للاركان ،وايضا امام مازق سياسي بكل امتياز، وما هذا الانفلات الامني والانهيار المالي والاقتصادي الذي تعانيه الحكومة ، الا مجرد مظهر ونتيجة تعكس الاخفاق السياسي السلطوي في اوضح صوره. وبالتالي اعتقد ان الازمة الخانقة التي يمر بها الوطن لن تعالج امراضها المزمنة بسهولة،لان العلاج لا يوجد لا في البنك المركزي العراقي الخالي ولا في جيوب المواطنين الخاوية، ومن الواضح ان النظام السياسي في الوطن ،قد فقد البوصلة نهائيا وصار يتخبط ، وجب على الشعب مقاطعته اقتصاديا بان يمتنع الشعب من سداد الضرائب ورسوم اي خدمات ان وجدت يعني يكف الشعب عن دفع اي شئ لخزينة الدولة حتى  ينهار هذا النظام السياسي الفاسد نهائيا . هذه الطريقة انجع من الخروج في مظاهرات واعتصامات، يجب عدم مساعدة هذا النظام ومده بالمال لمزيد من السرقة والفساد. وبالتالي نسال اين ذهبت وتذهب هذه الاموال التي هي ملك للشعب، فرضت عليه جورا وحصلت منه قصرا بدون معايير عدلية، مع اساءة في المعاملة عند التحصيل. وهذا يعني في الشريعة التي تدعي الحكم بها عبارة عن تعدي على اموال ومصالح الشعب في الحق الى الباطل ،وايضا سرقة اموال الوطن والشعب بالباطل. اعتقد ليس هناك اي مخرج لما يمر به الوطن من ضائقة مالية واقتصادية في الوقت الراهن، لان الذي يدفع الثمن هو الشعب الذي افتقر منذ سنوات من التجريب الزائف، اما صمت الساسة فلانهم يعلمون جيدا ان كل ادوات التزييف والكذب التي استخدموها قد انتهت وكشفت. لان شعبنا لن يصبر اكثر على هذا الحكومات الفاسدةهذه المرة، لان الحديث دخل اللحم الحي فاما ان يعيش الشعب بكرامة، واما ان يموت بشجاعة ولن يقبل الشعب ان تفرض عليه زيادات ليعيش بها ناهبي السلطة والمال، لان كل معالم الحياة في الوطن شبه متوقفة، ولا يوجد تخطيط ولا سياسي عاقل في الحكومة يوضح الرؤيا المستقبلية لايجاد حلول واضحة لما يعانيه الوطن، و لا يوجد في الوطن حتى اليوم الحد الادنى من القوانين والعدالة الاجتماعية، واستمرار حالة الفوضى والفساد في جميع مؤسسات الدولة ينذر بعواقب وخيمة في ظل استمرار الحياة بنفس الاسلوب والنمط القديم وشعور الشعب بعدم وجود اي تغيير او اصلاح. وبالتالي نقول لا تعود الحكومة حكومة،  بالمعنى المتعارف عليه، لانها سوف تغيب سياسيا وبنيونا معايير النظام السياسي الجديد، كالحرية والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص الدميقراطية وفصل السلطات، وايضا اقتصاديا يتضاءل الانتاج وتزداد البطالة، ويصاب الميزان الاقتصادي بالخلل ثم يصبح خاسرا، وتتضخم العملة المحلية وتنخفض معدلات الاستثمار، وتتراجع الخدمات التي تقدمها الحكومة لشعبها، وترتفع الاسعار وتنخفض الاجور، وعندها تصبح الحكومة فاشلة نموذجيا. وايضا الحكومة الفاشلة هي التي لا تستطيع السيطرة على سيادة الوطن، وايضا الحكومة الفاشلة هي التي تعجز عن السيطرة علي موظفيها او محاسبتهم، والحكومة الفاشلة هي التي تري الفساد وتعجز عن مواجهته وبتره، والحكومة الفاشلة هي التي تعجز عن توفير الحد الادني من العدالة الاجتماعية بين مواطنيها، سواء كانت متوافقة مع القانون ام لا، وكل هذه الاسباب تعود الى الوعود الكاذبة ،وايضا خدعة الانتخابات والطمع في المناصب والنفوذ، ولا حسيب ولا رقيب، اذن الشعب اليوم امام حكومة فاشلة بكل المقاييس سواء منها المقياس العلمي او الشعبي. ولا نعلم الى متى تستمر الحكومة على فشلها،هل لبضع سنوات اخرى حتى ياتي جيل جديد من السياسيين الواعين الوطنيين المخلصين الذين يتمكنوا من تغيير الاوضاع من الاسواء الى الاحسن، ام سوف يبق الاوضاع في الوطن الى ما عليه الان؟ انا اعتقد ان الراي الثاني هو الامثل لانه لا امل في التغيير والاصلاح بوجود هؤلاء الساسة الانتهازيين الغير مبالين لا بالوطن ولا بالشعب، ولا يهمهم سوى التمسك بالفساد ومغريات الحياة. لان الحيتان الكبيرة فلا زالت تلتهم ما تريد، والثعالب ترقص طول الليل من دون ان ينتبه احد لهم،هذه الحكومة جائت لترسيخ الفساد والظلم. انتبهوا يا سياسيين شعبنا قبل ان يحترق الوطن، نحن نحب الوطن ونريد له كل الخير، الشعب يريج تطبيق دولة الحق والقانون، دولة العدالة الاجتماعية لك حقوق وعليك واجبات،لا احد فوق القانون، يا سياسييو شعبنا طبقوا القانون، طبقوا الدستور، حاربوا الفساد والمفسدين الذين لا يهمهم سوءا مصالحهم. والمطلوب اليوم من الحكومة والسياسيين الكف عن هذا لعبث،والانطلاق نحو التعامل الجدي مع قضايا الوطن والشعب، لا التلهي بالمحاصصات الطائفية والحزبية والعشائرية وتشكيلها، او مماحكات الاقتسام ودهاليزها،لا بل عليها ان تخرج ما هذا الفشل، وان تتبع سياسات ديمقراطية واصلاحات تشعر الشعب بانها حريصة على امنه ومصالحه وحياته وتحترم ارادته.
هنري سركيس
كركوك

112


خطابنا القومي الاشوري في الانا والمختلف.

من المؤكد وفي هذه الظروف التي نمر بها كامة وقضية ، حان الوقت الى ردم الهوة الواسعة بين علمنا وخطابنا القومي، والانطلاق نحو اعادة بناء نموذج للعمل والخطاب الذي بدوره ان يعالج جميع اشكاليتنا. لاننا على مستوى العمل القومي لم نستطيع ان نفهم ونتمسك بالكثير من المفردات النضالية من اجل فهمها وتطبيقها. وعلى كل حال عندما كتبنا سابقا ونكتب بالحاضر او نطرح اية رؤية جديدة للتحديث، انما تبنى على قراءة واقعنا القومي، وايضا قراءة جهود ساستنا ومثقفينا وما قدموه ويقدموه من افكار خلاقة، تخدم امتنا وشعبنا، وكما يقال لا شيء ياتي من الفراغ، وما شهدته وتشهد ساحتنا القومية من انقسامات ومنافكات وتوترات محكومة بالظروف والمكان والزمان، بين مكونات الذات النضالية الاشورية، الانا والمختلف في الذات، اقتضتها تركبية شعبنا الاشوري،وبالتالي ان الواقع الجديد الذي اخذ يلح بفرض الواقعية والهبوط بالمقدس التاريخي والسياسي، الى مستوى هذه الواقعية، لينسجم مع الرؤية الجديدة لحل صراعاتنا الداخلية، لقد شكل ذلك بداية صراع حقيقي بين الانا والمختلف في ذاتنا، خصوصا ان قواعد الاختلاف قد انتفت لتحل محلها قواعد وانماط الخلاف على اساس الاقصاء والتهميش الذي يقوم على قواعد الادارة العنفية للاختلاف، وليس على قاعدة الادارة السلمية لهذا الاختلاف. ومع ذلك ليس ثمة ادعاء بان المعضلة الاشورية بكل مكوناتها السياسية والثقافية، هي معضلة خطابنا السياسي الموجه للذاتنا الشخصية، فمن العسف اختزالها في ذلك، وانما من دون شك هو احد اسباب هذه المعضلة، لان خطابنا القومي والسياسي كما هو انعكاس للحالة والواقع ومنتجاته، فهو ايضا منتجا للرؤى ووسيلة واسلوبا للتعبير عن هذه الرؤى وهذه الحالة برمتها. فخطابنا الماضي ساعد في انتاج ما يمكن وصفه بمعرقلات نضالية من تحقيق انجازات قومية لشعبنا. فما جرى ويجرب على ساحتنا القومية من الانانية وتغليب الاحادية في الفكرة والرؤية والممارسة، كل ذلك ادى الى الانهيار الانا والمختلف معا بعد سنوات من العمل القومي والسياسي، حيث انقسمت الذات الاشورية على نفسها وصارت ذاتين تطورتا في صراعهما الى مرتبة الاعداء، بعد تغيير متعمد لاطراف معادلة الصراع.اذن المختلف هنا متبادل بين اطراف الاختلاف، الانا تصير مختلفا و المختلف يصير انا حسب منطلق وزواية الرؤية من داخل الذات. فعلى مدى طويل كثيرا ما يكن يصعب ايجاد فروق بين نحن وهم في الذات الاشورية في تصارعهما على الشرعية والتمثيل، فالصراع من اجل الاقصاء والالغاء والانكار يكون ذاته بصرف النظر عن من هم اطرافه، فلا فرق ان كان داخل الذات او كان بين الذات نفسها وعدوها، لان ادوات الاقصاء والتهميش واحدة والنتيجة واحدة، بل احيانا سواء في لحظة الانقسام او خلال سنواته الطويلة المريرة. ان الصراعات والانقسامات شعبنا، هو مولود مشوه لمخاض وعي قومي وسياسي، حقن عبر سنوات طويلة ماضية بمفاهيم ادت الى اختراع الاخر بدل المختلف في الذات، وبنيت قواعد ذلك على اساس افكار عنصرية غير موضوعية ، ثم تطورت الى مفاهيم ثقافية فصارت معايير مقلوبة لدى كل جانب من الذات الاشورية الانا والمختلف في الحكم على التصرفات وعلى السلوك الناظم للعلاقة المتبادلة بينهما.  وهذا بدروه ادى في النهاية، الى اقصاء وتهميش عام للمختلف في الذات سواء كان ناظرا او منظورا اليه. وهذه الاشكالية التي انتجتها افكار متباينة ورؤى متناقضة واساليب نضال متضادة واحزاب سياسية متصارعة فيما بينها، استنفرت ادوات كثيرة لتحقيق شرط الاقصاء والتهميش، منها الانكار والتجاهل والشك والتشكيك والحكم المسبق، وقد تم الاستسلام لهذه الادوات وتبنيها، فتحولت الى طقس وتقليد يدير الصراع داخل الذات بين الانا والمختلف، ثم جري تداولها وتوارثها وكانها ارث لكل منهما. حيث تم توريثها من العقل والسياسي الاقصائي المنتج لها الى العقل القومي المستهلك لها، ويمثل عامة شعبنا متلقي الخطاب القومي والسياسي.وبالتالي اذ يحاول كل جانب في صراعهما التنافسي ان يصور نفسه على انه يعبر عن الرغبات الدفينة المكبوتة او الصريحة لشعبه، وانه الاقدر على تحقيقها وانجازها، ويعظم مكانته ودوره ليثبت انه الاجدر والمؤهل للدفاع عن المصلحة القومية العليا. وبالتالي نرى ان المعضلتنا اليوم بين الانا والمختلف في الذات الاشورية، تنتجها الصور والاحكام السلبية المسبقة المتكونة لدى كل جانب عن الجانب الاخر. ان كثيرا من مواقف الانا من المختلف تبنى على توقعات او مغالطات نتيجة لسوء فهم المواضيع والنقاشات المتبادلة او المعبرة عن موقف ما حول قضية ما، او لسوء تواصل بفعل عدم توافر الارادة السياسية والنفسية لاجراء هذا التواصل، فتتكون صور مشوهة ومشوشة فتكون النتيجة استنتاجات خاطئة ومن ثم حكم خاطىء يبنى عليه قرار خاطىء. لقد اسهم خطابنا القومي والسياسي الاشوري المتبادل بين مكونات الذات بكيفية ما وعلى نحو قاطع في انتزاع الدور التكميلي للمختلف في الذات واستبداله بدور تعصبي، مما ادى في النهاية الى تصفيته او على الاقل تصفية دوره، مع ان هذا المختلف هو ضرورة باعتبار ما له من وظيفة في بلورة الهوية وفي تنظيم الخصوصية. وبالتالي لابد ان ندرك جميعا ان حل معضلتنا الاشورية وتفكيكها، لا يكون فقط بمجرد انتاج خطاب قومي وسياسي اشوري تواصلي مع كل مكونات الذات، وانما حتما من خلال اعادة انتاج مشروع قومي وسياسي فاعل وحدوي واضح البنى ومعلوم ومحدد الاهداف بثوابتها ومتغيراتها ومحدد المنهاج بكل مكوناته السلمية وغير السلمية، قائم على متمكنات التاريخ في الزمان والمكان، وتصورات المستقبل، بعد ان تلاشت كثير من بنى نضالنا القومي المعاد انتاجه، اذ ان التموضوع حول خطابنا الراهن وبنفس ادوته وبنفس محتواه وبذات منتجاته، فانه سيكون من دون ريب عائقا ومعوقا خطيرا امام نضالنا، لان مشهدنا القومي والسياسي، اصبح ظاهرة كلامية فقط، بين الفرقاء السياسيين، وبالتالي يبقى خطابنا القومي يتراوح ويتزاوج  بين العاطفية والعقلانية من جهة، وبين الاستفزازية والديماغوجية من جهة اخرى مما يجعل فهمه  عصيا على الكل، ليس لعمقه بل لتعويمه وضبابيته التي تحيل على شيء من التخبط والانفعالية من لدن سياسيينا.ويمكن القول حين تضيق الرؤية بقضيتنا تحل الكارثة بامتنا، وبالتالي لقد دب الخلاف في كل شيء، لقد نحر في جسد امتنا من راسها الى اخمص قدميها. لذا يجب علينا ان نحاول جاهدين من اجل ان نفهم ذاتنا، ونعمل على حقيق ايجابيتها. لان من اكثر العوائق التي عرقلت تقدم قضيتنا القومية،هو التفكير بمنطق الحتميات المقفلة والمطابقات المستحيلة والثنائيات الخانقة، التي تطبق على عقولنا وتضع فكرنا بين فكي كماشة لكي نعيد انتاج من جديد معاضل واشكاليات والمازق نحن في غنى عنها. اذن واجب علينا ان ننطلق لتاسيس خطاب اشوري حداثوي خاص، يستطيع تحقيق هويتنا وذاتنا القومية وطوحاتها وامالها، وفي الوقت نفسه يحمل ذاك الخطاب الى جانب خصوصيته تلك الرؤية الاشورية في وجودنا، وممارسته على ارض الواقع، حتى لا تكون افكارنا مجرد اطروحات نظرية ومثالية، لان عملنا القومي في نهاية المطاف ممارسة للافكارنا، وهذا يعني ان خطابنا القومي والثقافي الفكري الجديد هو مشروع طموح امتنا. وما دعوتنا الا ان ندشن خطاب اشوري جديد، يعني بالنسبة لنا طفرة نوعية لتحرير عقولنا ومنهجنا ورؤيتنا، نحو خدمة قضيتنا القومية ومصالحها ونهضتها. وختاما نقول ان خطابنا القومي الاشوري متنه المشروع القومي النهضوي بكل ابعاده، وايضا لابد وان يركز على وحدة شعبنا وامتنا، وايضا ان يكون توحيدي بامتياز وغير مبتور يقفز فوق الهويات الفرعية والتناقضات التي قد تنجم عنها،وليس مطلوب من خطابنا ان يكون فاعلا في وسط احزابنا ومؤسساتنا فقط، وانما في اوساط شعبنا كله، لان اي خطاب لا يمكن ان يتحقق ويرى النور، الا اذا تولدت فيه ارادة تحقيق ذلك، لان هذا الخطاب سوف يكون له تاثير باهدافه وافكاره فينا جميعا، ورغم صعوبة هذه المهمة فان استدامته ووضوحه ومنطقيته، تكون من الوسائل الفعالة في تحقيق الهدف المرجو منه،وان يظل خطابنا هو هدفنا الاستراتيجي، وايضا يضبط عملنا وسلوكنا السياسي في سبيل بناء امتنا الواحدة، بما يحقق مصلحتها العليا، لان فيه وحدتنا وقوتنا. وان ارادتنا هي التي تقرر كل شيء، فنحن نقف على ارجلنا وندافع عن حقنا في التواجد والعيش. ومن اليوم وصاعدا نحن في سبيل غاية واحدة، وهذه الغاية اننا نقرر ان لا نكون قطيعا يساق هنا وهناك، بل تكون ارادتنا هي التي تقرر في كل امر له علاقة بمصيرنا. لذلك علينا ان ندرك ونعي جيدا المخاطر التي تحدق بامتنا وشعبنا قبل ان يتم ابتلاعنا ونحن في تنظيرنا غارقون. والسلام
هنري سركيس
كركوك


[/b][/b]

113


من اجل حوار وعمل قومي موحد، وليس ان نتصارع كاغبياء من اجل لا شيء!.
[/b][/b]

ينبغي علينا جميعا ان نولي اهتمامنا بطبيعة العلاقة بين شعبنا وقضيتنا القومية الواحدة. وعلينا ان نبذل الجهود الجبارة ونعمل باستمرار على فحص هذه العلاقة، والسعي المتواصل لتنقيتها من كل رواسب والشوائب الماضي والحاضر التي تؤزم العلاقة وتدخلها في نفق غياب الوئام والتفاهم المتبادل. لذلك فان الاولوية الكبرى في هذه المرحلة التي نمر بها كشعب وقضية، هي تصليب ذاتنا ووحدتنا القومية، وذلك حتى نتمكن من مواجهة التحديات وتجاوز المخاطر التي تواجهنا في هذه الاوقات العصبية. وهذا لا يتاتي الا بنظام علاقات داخلية بين شعبنا على اسس اخلاقية قومية، نتمكن من خلالها من ازالة كل عناصر المسيئة للعلاقة الايجابية بين جميع مكونات شعبنا الواحد. وهذا يلزمنا جميعا باطلاق مشروع حوار دائم ومتواصل بين مختلف مكونات شعبنا، حتى نتمكن جميعا من تطوير مستوى التفاهم  فيما بيننا، انا عتقد ان الخلاف في القناعات والاراء والمواقف ينبغي ان لا تدفعنا الى ان نغلق ابواب الحوار والنقاش، بل على العكس من ذلك، حيث ان وجود الخلافات بمختلف مستوياته، ينبغي ان يدفعنا الى الحوار المستديم والتواصل الحزبي والقومي الذي يساهم في تعريف بعضنا البعض بافكارنا وقناعاتنا. فالخلاف وتباين وجهات النظر بين ابناء شعبنا، لا يشرع للجفاء والقطيعة، وانما يحفزنا للمبادرة للانخراط في مشروع الحوار والتواصل، حتى نحافظ على وجودنا القومي والسياسي، فقوتنا مرهونة بوحدتنا، ووحدتنا بحاجة الى تنظيف بيتنا القومي من كل الشوائب والاوساخ المعنوية، التي تفرق بين شعبنا الواحد، وتبني حواجز نفسية وعملية تحول دون التفاهم والتلاقي. اننا وفي هذه المرحلة الحساسة لا نتمكن من ازالة رواسب الواقع السيئة، الا بازالة شوائب النفوس واحقادها واغلالها، لانها هي التي تنتج باستمرار حقائق البغضاء والكره والتنافر. فقضيتنا القومية ووجودنا واستقرار وحدتنا، بحاجة الى الفتنا ومحبتنا لبعضنا البعض وتجاوز حقيقي لكل احن الماضي وسيئات الواقع.وهذا بطبيعة الحال، لا يتاتي الا بحوار داخلي عميق ومتواصل بين مكونات شعبنا واحزابنا، حوار لا يتجه الى المساجلة والمماحكة، وانما الى الفهم والتفاهم، حوار لا يشرع للقطيعة والتباعد، وانما يؤسس للتلاقي ، حوار لا يجامل ولا يداهن، ولكنه يؤسس للعمل  المشترك للاحترام والاعتراف بالاخر دون التعدي على افكار وقناعات الاخرين. ان وحدتنا في الافكار والمبادئ والمنطلقات التي نؤمن بها جميعا، هي الطريق الامثل لتصحيح مسارنا،ونعزز صفوفنا، علينا ان نعي جيدا، نحن نرغب بوحدة الافكار والمبادئ في العمل السياسي. وليس وحدة العمل السياسي في الافكار والمبادئ، فلا قيمة لعملنا النضالي والسياسي بلا مبادئ وافكار قومية. ان وحدة افكارنا ومبادئنا تتحدد في الصواب والخطا. فليس كل عمل قومي وسياسي على صواب، وليس كل انقسام حزبي وسياسيا على الاهداف خطا،فالانقسام على الخطا يؤدي الى تصحيح العمل السياسي ووضعه على سكة صحيحة من الافكار والمبادئ والمواقف الحزبية والسياسية والقومية، ليس اللعنة في الانقسام من اجل تصحيح مسار العمل الحزبي والقومي ، وانما اللعنة تركه يغذ السير في عمق مسارات شخصية ومحسوبية لا قومية. ان وحدة العمل القومي والسياسي في نسبيته وليس في مطلقه،لان كل مطلق في العمل السياسي خطا، وكل نسبي فيه صواب، وليس هناك شيء مقدس في السياسة على الاطلاق، فوحدة عملنا يعتبر ارادة ومبادىء ومواقف قومية، واذا اختلت هذه الافكار والمبادىء والمواقف وتشوهت بالعشائرية والانتهازية الضيقة، فمن الضرورة اصلاحها وعدم تركها تتفاقم على هذا النحو حتى الانتفاخ.  فافكارنا ومبادئنا ومواقفنا تعتبر ارادة قومية تحدد من خلالها عملنا النضالي، وتوجه انشطته المادية والفكرية والمعنوية والثقافية في جدلية الانعكاس والتعاكس في الارادة المادية والفكرية في  نشاطنا القومي، والذي يحدد هويتنا الفكرية،واذا تعثر هذا النشاط لزم علينا جميعا السكوت، وامام هذا التعثر المقيد فان عملية جراحية يجب اتخاذها على الفور ومن دون تردد. اذن فالخيار الصعب يصبح في يد المناضلين الشرفاء الحرصين على وحدة النقاوة في العمل القومي والسياسي، وليس التصارع على المناصب الشخصية والمكاسب الحزبية. لاننا ندرك جيدا ان بعض ساستنا من يسمون انفسهم بقيادات وزعامات، يفكرون في مواقعهم القيادية الحالية والمستقبلية داخل احزابهم ومؤسساتهم، لسبب ان هؤلاء البعض يفكر ويعتقد،في حال تم توحيد العمل القومي والسياسي سوف تسقط قيادات البعض في عملية هيكلة تنظيم العمل القومي الجديد وفق تصنيف الكفاءة الحزبية والسياسية، وليس المحسوبية والعشائرية. لقد جعل بعض الساسة من نضالهم شركات تجارية شخصية، اضاعوا فيها جوهر الاعمال القومية، لصالح انانيتهم وحب ذاتهم المريضة، واصبحوا يضخون القضايا الثانوية والتفاصيل الرخيصة، ويتجاهلون المقاصد الكبرى التي من الممكن ان تغير المعادلة السياسية في الساحة القومية وعلى ارض الواقع.، لان البعض من قيادات احزابنا ومؤسساتنا ، المحسوبة على شعبنا هي جزء لا يتجزءا منه،وقد ادرك شعبنا اليوم انها قيادات سياسية فقط بالشكل والصورة، وهي في الحقيقة بعيدة كل البعد عن منهجية القيم والمبادىء، وحتى الفكر القومي والسياسي، وفق المعيار السياسي والعلمي. وبالتالي ان هذه القيادات العتيقة الى الان تعيش في واقع مختلف عن الواقع الحقيقي، ولا يعلمون انهم في رحلة الضياع، وان عجلة التغيير في الحياة والعمل قد تغيرت والعمل السياسي ايضا قد تغيرت فيه الكثير من المفاهيم، اذن عليهم ان يدركوا انفسهم جيدا قبل ان يضيعوا ويضيع العمل القومي والسياسي معهم. لاننا بصراحة نقول من اجل قضيتنا الاشوري ، الا نغمض اعيننا عن رؤية الحقيقة، فالخطا هو الخطا بغض النظر عمن يفعله هذا ويقوله ذاك. علينا ان نؤمن بان طريق خلاصنا يكمن في توحيد العمل القومي، وان نرسيه على اسس متينة لازدهار قضيتنا، وعلينا ان ندرك ادراكا اعمق الاهمية العظمى التي لابد وان يتحل به عملنا ونضالنا، ونفهم فهما اعمق الاهمية والضرورية للعمل القومي المشترك. ان العمل القومي الموحد اصبح مطلب حتمى، لتعزيز القوة الحاشدة لقضيتنا وامتنا، ان العمل الموحد، هوتجسيد هام فى القوة الجاذبة لقضيتنا القومية،ولابد له الان والمستقبل ان يحدث تاثيرا كبيرا على مستوى المسيرة والنضال، وايضا يعد لنا عاملا هاما بلا شك، وذلك له صلة وثيقة بطاقات ابناء شعبنا الناتجة عن وحدة العمل القومي. ما نطلبه من سياسيو شعبنا ان يراجعوا حساباتهم بشكل منظم، ويفكروا بصورة منطقية،من اجل التخلص من عوامل الضعف ومجموعة الاخطاء التي ارتكبوها بالماضي، ويرتكبونها بالحاضر، سواء في طريقة تفكيرهم او ادائهم. ومسك الختام نحن ما كنا وسوف نظل ما نحن عليه، اذا لم تفهم هذه العقول. والسلام
هنري سركيس

114
من اجل تغييرات عميقة وليست سطحية في بيتنا القومي الاشوري.!!

انا اعتقد ان الغاية والاصالة من عملية التغيير والتجديد في ساحتنا القومية، تتطلب الوعي بمقتضيات الواقع ومعطيته الذي نحن فيه، وعلى سياسيي شعبنا ان يفهوا جيدا، كل شيء في الحياة يتغير، ولا يبقى شيء ثابت الا التغير نفسه، فعملية التغيير لا بد منها، وبدون التغيير والتجديد لا تتقدم قضيتنا نحو الافضل ولا تتطور، التغيير الذي ننشده يعتبر مستقبلنا وليس حاضرنا فقط، بل هو ايضا ماضينا، اذن التغيير عملية التي من خلالها يقتحم مستقبلنا بحياتنا ووجودنا. علينا ان نعلم ان التفكير هو الضلع الاساسي في مربع التغيير، ولابد لقادتنا وساستنا ان يفكروا قبل ان يبدوا في اي عمل، لان كل شيء يبدا في الحياة بالتفكير، ثم تاتي الارادة الصلبة والحرة لتحقيق هذه الفكرة، وبعد ذلك يكون السعي لتحقيق الهدف من الفكرة، واخيرا تاتي النتيجة المرجوة والتي بتحقيقها يكونوا قد استكملوا عملية التغيير والتجديد، هذا اذا رغبوا بذلك!.  فلا مستقبل لنا كامة وشعب من دون تغيير، فمن اجل استمرارنا كشعب وديمومتنا  كقضية في الحاضر لا بد من التغيير، والا فاننا سنصبح ضحايا التخلف وليس الجهل.كما ان التغيير يحتاج من سياسيي شعبنا الى محاولات مستمرة، ولا يتوقفون عند اول مواجهة او تجربة فاشلة، بل لابد عليهم من الاستمرار وتحويل الفشل الى نجاح، لان النجاح هو نتيجة تجارب فاشلة مرروا بها ولا بد ان يتعلموا منها، واتخذوا منها قرارات صحيحة التي تساهم في النجاح. وبالتالي التغيير الجدي في قضيتنا القومية، يعتبر حجر الزاوية في تقدمها وتطويرها،وايضا يعتبر بالنسبة لنا كمولدة للطاقة ، وبذلك نحتاج الى ميكانيكي  سياسي يعتني بهذا المولد الكهربائي ليضيء من خلاله طريق نضالنا. وايضا عملية التغيير في نفسيات القادة والسياسيين ومزاجياتهم وسلوكياتهم تعتبر نقطة اعادة التوازن القومي والسياسي الى نصابه بعد تعديل اعطابه، والارتقاء بعملنا وبمسيرتنا نحو الامام من دون ثغرات  وحواجز. واعتقد هذا الامر في الوقت الراهن مفروغ منه، ولكن لابد ان نعطي الاولوية والاهم والالية الصحيحة،والمنهج القويم الذي يتم به اكمال عملية التغيير وخطوات التجديد  في بيتنا القومي، بمعنى ما هي الخطوات العملية لتحقيق التغييرات العميقة، وليس السطحية في جسد قضيتنا، فثمة فوارق كبيرة بين التغييرات السطحية والتغييرات العميقة، لان النوع الاول ديدنه الانشغال بعض ساستنا بالتوافه  والاشياء النفعية الصغيرة، ويهملون الافاق والرؤى والاهداف القومية الاستراتيجية، ويعملون بالقضايا والاهداف السطحية الانية، وهي تتمحور في الفوائد والمكاسب الحزبية والشخصية العاجلة والمهمة، لذلك سوف ياتي هذا النوع من التغييرات السطحية على حساب التغييرات العميقة. اذن عليهم القيام بتفعيل وممارسة التغيير على جانب اساسي ، وهو جانب بالعمل الاهم والاكبر والابعد مدى، واكثر عمقا وفائدة لشعبنا وامتنا في الوقت نفسه. وبالتالي نقول لساستنا من يقف امام التغيير والتعديل، ان لا يكلف نفسه ويعمل بالامور الجانبية التافهة، والتغييرات السطحية البسيطة، لان الانشغال بالتوافه يمنع من الوصول الى الاهداف المخطط لها. ولا بد ان نعلم جيدا ان المواضيع الصغيرة والتوافه لا تلتقي مع الاهداف الكبيرة، بل هي قد تقف عائقا امام تحقيقها، فالامور الصغيرة بمثابة حجر عثرة، يمنع العاملين فيها عن تحقيق البعد الاستراتيجي لها، نعم هناك بعض الخسائر الانية، لمن يبتعد عن تحصيل المكاسب العاجلة، ولكن في المقابل هناك فوائد كبرى على المستوى الاستراتيجي، فعندما يسهم التغيير في بناء قضية قومية اشورية قوية متطورة ومستقرة، سوف تشمل اللفائدة جميع ابناء شعبنا، وسوف يكون المكسب هنا لنا جميعا، حتى لو تطلب ذلك وقتا وصبرا وتضحية بالمنافع السريعة ذات الطابع الضيق والعاجل، لذلك على ساستنا ان يكونوا استراتيجيين ناحجين، لا تشغلهم الامور العاطفية، بل ما يشغلهم بصورة دائمة هو التغيير الحقيقي وليس السطحي. ولكن للاسف هناك البعض الساسة الذين ينشغلون بالمواضيع الصغيرة والجانبية، ويتركون الاهم، وان الجمع بين النوعين من التغييرات، بمعنى لا يستطيعوا ان يعملوا بمواضيع صغيرة وكبيرة في الوقت نفسه. ومع ان الامثال تضرب ولا تقاس، وكما قيل لايمكن مسك تفاحتين بيد واحدة، فلابد هنا التضحية بواحدة منهما، لذلك حري بساستنا ان يمسكوا بالافضل دائما، وما شاء الله في ساحتنا الحزبية والقومية كثرت المناصب والمواقع والادوار بيد البعض القلة المتمسكين بالطالعة والنازلة، ولا يفتحون المجال امام الاخرين بمشاركتهم النشاطات والفعاليات والخ. ولا شك ان التغيير والتجديد الكبير هو الذي يخدم قضيتنا وشعبنا اكثر من الامور الشخصية والسطحية، هذا الاستنتاج يقودنا بالنتيجة، الى حتمية انشغال ساستنا في اي مجال كان ، وخاصة بالتغيير البعيد المدى والاستراتيجية، اما في حالة حدوث العكس، فان النتائج والاضرار والعواقب سوف تكون وخيمة وكبيرة على مسيرة قضيتنا وشعبنا ومستقبل وجودنا. وبالتالي ان اخفاق احزابنا ومؤسساتنا القومية، يعود الى انهماكها بالقضايا الجانبية الحزبية الشخصية، وليست الجوهرية واهمالها لمفهوم التغيير والتجديد الذي يتعلق بالمصالح الكبرى لامتنا، بما يجعلها امة اشورية قوية، وليس التغيير الذي ينشغلون بفوائد انية شخصية، ان هذا الاسلوب من العمل هو الذي مزق وافشل وعرقل قضيتنا القومية نحو تحقيق حقوقها. اذن المتبجحون هم اولئك الذين يعملون بالامور الصغيرة اكثر من غيرهم، وهم غالبا ما يظنون بانهم متميزون وفاعلون، وناجحون في شعاراتهم البراقة عن انفسهم وتسويقها على ابناء شعبهم، ولكنهم لا يعلمون ان الشعب اصبح يعلم كل صغيرة وكبيرة، وربما هؤلاء الساسة لا يعلمون انهم اصبحوا يغردون خارج الاطار القومي. وعندما يكثر من امثال هؤلاء الساسة في ساحتنا القومية، فلابد للعمل والمسيرة ان تتاخر وتتراجع ، فلا يمكن لقضيتنا القومية ان تتقدم نحو الامام وساستنا منشغلون بامور لا تفيدنا ولا تساعدنا على التقدم.  لذلك نجدهم دائما مصابون بالجهل بما يخص العمل السياسي، على العكس من  البعض المتعلم والواثق من نفسه، فالعارف لا يحتاج للتبجح، لكن المتبجحين غالبا ما يقومون باعمال منحرفة ومخجلة تسيء لقضيتهم وشعبهم. اذن لابد وان تكون اعمال وممارسات ساستنا مبنية على التوافق والوضوح، لانها تعتبر من السمات الجيدة، لان وضعنا الراهن لا يقبل غير ذلك، ولا بد ان تجد احزابنا ومسؤساتنا القومية نفسها امام خيارين لا ثالث، اما ان تقود عملية التغيير والتجديد في بيتنا الداخلي لتخفيف الاحتقان الجاري في ساحتنا القومية، وتعزيز وحدة الصف او ستجد نفسها في مواجهة شعبنا الذي اعتقد سوف لن يقف مكتوف الايدي في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تعصف عليه منذ سنوات ولا زالت والهجرة القاتلة تنخر امتنا ونزيفها مستمر. فاذا كانت رغبة سياسيينا وقادتنا يتطلعون في الحفاظ على مواقعهم ومناصبهم، فيتعين عليهم البدء بعمليات التغيير والتجديد الحزبي والسياسي حقيقي مستدام وليس صوري شكلي ترقيعي، التغيير الحقيقي الذي يعيد  لقضيتنا القومية كرامتها وامجادها ،وحقوقها الضائعة كاملة غير منقوصة. وبالتالي ان عملية التغيير في مسيرة قضيتنا القومية، يجب ان تعمق نهج التوافق السياسي بين احزابنا ومؤسستنا القومية، وهي بذلك ليس تاكيدا للذات ولا انكارا للاخر، وايضا ليس مسابقة في حل المعادلات الرياضية، تتطلب اعتراف صاحب الحل والفكرة الخاطئة باحقيقة صاحب الحل الصحيح في نيل الجائزة. لان عملية التغيير والتجديد قد تكون معقدة متشبعة، تتداخل فيها المصالح، وتتراكب حولها التصورات، وتتعالى فيها الاصوات، وتشد باطرافها احزابنا السياسية، ومن هنا يتطلب التغيير والتجديد نفسا طويلا، وخطة عمل مديدة، وقبل هذا وذاك القدرة على تقديم حلول للاشكاليات والعوائق التي تواجه قضيتنا القومية ومدعومة بدراسات منهجية. لاننا صراحة نحتاج الى التاكيد على ان مشكلة عملنا القومي والسياسي، نابعة من مشكلة الثقافة الحزبية والسياسية اساسا، وهي ثقافة تتصف بغياب الحس القومي والسياسي في التعامل مع الاتجاهات السياسية المغايرة، اي غياب القدرة على حل المشكلات عبر التحاور والنقاش والتوافق الحزبي، وغلبة الحدية في التعامل مع الاخوة في القومية واعداء في الحزبية. اذن عملية التغيير والتجديد في قضيتنا القومية، اعتقد هي الطريق الامثل والوحيد، لتفادي تردي اوضاعنا اكثر، وشعبنا اليوم يتوق الى ذلك، لكنه للاسف لا يجد قيادة قومية وسياسية  موحدة سليمة، التي يلتف وراءها بكل  حماس ويثق بقدرتها على تحقيق اهدافه، بعد ان اتخم بشعارات يملا صداها الاذان ولا يكاد يجد لها اثرا. وختاما نقول ان التغيير ليس هدفا في حد ذاته، وانما هو وسيلة للوصول الى الاهداف والمنطلقات التي نناضل من اجلها.مع التحية
هنري سركيس

115
فعلا اصبحنا في زمن غابت القيم والمبادىء.!!

لقد اصبحت قضيتنا القومية والسياسية، خلال هذه السنوات عبارة عن حديقة من دون سياج، كل من هب ودب دخل فيها وخرج، يدعي بانه سياسي مناضل قومي، يفتخر ويتباها بنفسه ولا بالاخرين،ولا يعلم ان المناضل القومي هو الذي يوقف حياته على قضية ابناء شعبه بمعناها المجرد، في العقل والضمير، والايمان والممارسة. اذا ضاع ضمير المناضل القومي الحي وتجرد قلبه من فعل الخير تجاه ابناء شعبه، اصبح من بين الاموات. وهناك البعض الذين باعوا ضمائرهم وقيمهم ومبادئهم اذا صح القول، بابخس الاثمان من اجل موقع او منصب او امور تافهة من اجل ارضاء السلطان، ولم يعلموا او يتفهموا ان المناضل القومي الشريف لا ينفصل عن ابناء شعبه، ولا ينزوي بين معتقداته وافكاره بحيث يجعل منها سياجا يطوقه، ولا يستعلي على ابناء شعبه ببمارساته، ولا يعتقد ان العناية الالهية قد اختارته او رشحته لقيادة حزبه وزمرته، المناضل القومي هو الذي يؤمن، بانه جزء لا يتجزا من شعبه، بل هو ضمير شعبه وقضيته القومية، وهو الممثل لقيمها العليا في ابهى صورها وليس غير ذلك. المناضل القومي يعتبر قدوة في الممارسة والسلوك، ولابد للمناضل القومي بان يفهم هو الذي يؤمن ان شعبه يستحق الافضل والاحسن. وبالتالي المناضل القومي الشريف صاحب مبادىء وقيم ليس كما نشهده اليوم في ساحتنا القومية، من مناضلين سياسي قوميين المختبئين وراء بدلاتهم وربطات اعناقهم من النوع الممتاز، اصحاب النفوس التواقة الى الحلول السهلة المائعة، التي لا لون لها، اللاهثين وراء المظاهر الخداعة والاثراء المذموم، وهؤلاء الساسة المناضلين،ومنذ ان دخلوا في معتكر العمل السياسي، لا تحركهم ذات الاهداف والمبادىء والدوافع، اذ لكل منهم ظروفه الخاصة التي حولته الى العمل في هذه الحلبة، التي غالبا ما يكون محورها الوصول الى المناصب والسلطة والمحافظة عليها قدر الامكان، وايضا السعي للتاثير فيها واستثماره لصالحه واغراضه الشخصية. وايضا هناك البعض من الساسة، اقترن العمل السياسي عندهم بالمنفعة، فنشاطهم القومي والسياسي يعلو مرة ويتراجع مرات بقدر حجم المنافع المترتبة عن ذلك، فهؤلاء الساسة المناضلين لا يهتمون بعالم الافكار والقيم، او على الاقل لا يعطونها الاولوية عندما يقررون الانخراط في هذا الحزب او ذلك، والمهم بالنسبة اليهم هي نوعية المكاسب التي سيحصلون عليها، ودرجة النفوذ الذي سيتمتعون به من وراء ذلك. قد لا يكون الانتفاع المالي هو الذي يحتل الدرجة الاولى في حساباتهم، بقدر ما يتصفون برغبة جامحة في ان يحكموا ويتحكموا في توجيه الاخرين وفي تحديد مصائر ابناء شعبهم، وخطورة هؤلاء في ان ايمانهم بالمصلحة الحزبية والقومية لديهم ضعيفة جدا ومخجلة للغاية، وهو ما يجعلهم يضعفون العمل القومي دون ان يشعروا بذلك، ياخذون منه اكثر مما يعطونه، وبالتالي يحولون احزابهم الى نوادي خاصة لا يسمحون بالدخول اليها الا لمن يكون في خدمتهم. لان هؤلاء الساسة المناضلين دخلوا العمل القومي والسياسي من باب المال من اجل الحصول عليه، ومن المفارقات انه بقدر ما يحتاج العمل القومي والسياسي الى المال، فانه يتحول الى مفسدة مطلقة بيديهم، وتقصر عزائهم عند ملاحقة تطلعات شعبهم، فيظهر ويتوضح تقزمهم في المواقف الصعبة، وتبدو ضحالتهم حين تشتعل الازمات الكبيرة. في امتنا القليل من هؤلاء الفاشلين ، لانهم سياسيون اوقات فحسب، يعملون بالحقل القومي والسياسي كما يعمل عشاق الكرة بفرقهم، لا تكاد تجد لهم موقفا تؤطرهم فيه، او تصنيفا تصنفهم من خلاله، تعددت القيادات وتارجعت الاعمال ، وتعددت المواقف  وزادت النكسات. وبالتالي تبقى ساحتنا السياسية القومية، تحتاج الى مناضلين ابطال يلهمون شعبهم، ويعيدون احساس ابناء شعبهم  بتاريخهم وبانتماؤهم الى الارض والوطن، نحتاج الى ملهمين بقيمة مانيدلا وغاندي وغيرهم. هذا لا يعني انه ليس لنا مناضلين، لا بل ما ينقصنا في الوقت الراهن مناضلين وساسة قوميين شجعان، يقتنصون قبس الشرارة من ابناء شعبهم ويضعوها في مشعل ويرفعوها فوق الهامات، منارا يضيء درب الساعين والطامحين الى تحقيق حقوقنا القومية وخلاصة شعبنا، نعم نحتاج الى مناضلين حقيقيين الذين اضحوا نزلاء دائمون في احزابهم، متقوعين داخل افكارهم لا يجدون مساحة للتعبير عن ذواتهم ولا عن الاخرين، هم ضحايا ظلم السياسة وفساد ساستهم وانحطاط قيمهم، ضحايا زمن المسخ والرداءة والخبث. فان العمل القومي، الذي يتحمل اعباءه وتضحياته المناضل السياسي في حياته، يتطلب منه ان تكون رؤيته السياسية حصيفة وادارته محنكة، من اجل ان يحافظ على ما يحققه ويبني عليه. لاننا بصراحة اصبحنا نعيش في زمن اصبحت القيم والمبادىء معكوسة، واصبح بعض الساسة يضايقون القمم، ولا يرغبون ان ينحنوا ولا ان ينبطحوا. وخلاصة القول، نحن نطالب الساسة بالتوجه نحو عمل سياسي قومي منتج وايجابي، هدفه تحقيق ما يرنو اليه شعبنا، ولذلك فان الحاجة المحلة لنا اليوم هو ان ينطلق ساستنا من معالجة الامراض التي تعاني منها ساحتنا القومية ومشهدنا السياسي، وبالتالي خلق الظروف الملائمة لعقلنة الممارسة الحزبية والعمل السياسي القومي، وضمان الفرص المتكافئة امام التنافس المشروع، مما يساعد على افراز نخب مناضلة جديدة تعطي الامل لشعبنا من اجل الخروج من هذا المازق الذي فيه، ويفسح المجال للجهود الجبارة التي تتميز بالمصداقية، وبفتح الافاق امام الاجيال الصاعدة للمشاركة في النضال والعمل القومي، لبناء الغد والمستقبل الافضل لقضيتنا القومية وشعبنا. وبالتالي على البعض ان يدركوا جيدا،ان المواقف لم تعد مواقفكم، والزمن لم يعد بعد زمنكم، والقضية اعتقد لم ولن تبقى محصورة في في ايديكم ولكم، ولا نعلم هل سوف يشفق التاريخ والشعب عليكم؟ الله اعلم. والله في خلقه شؤون. والسلام
هنري سركيس



116
نريد جيفارا في الوطنية والقومية، من اجل القضاء على الفساد والبرجوازية.

نضال من اجل الفقراء، نضال من اجل الانسانية، نضال من اجل خلاص من العبودية، نضال من اجل الفساد والمفدسين على الارض، انهى المناضل الثوري تشي جيفارا مسيرته وهو ينتظر اللحظات الاخيرة من حياته، سئل عما اذا كان يفكر في حياته والخلود، اجاب( لا انا افكر في خلود الثورة). رحل المناضل الثوري الابرز في تاريخنا المعاصر. وخلف وراءه ذكريات وبطولات لمناضل ثوري انساني يخدم مصالح الفقراء والبؤساء والمحتاجين، ومن اقواله الشهيرة حينما تحدث معى بعض القرويين قائلا(انا لست محررا، المحررين لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هى من تحرر نفسها، لا يهمنى أين ومتى سأموت بقدر ما يهمنى أن يبقى الوطن، ويبقى الثوار منتصبين، يملأون الارض ضجيجاً، كى لا ينام العالم بكل ثقله فوق اجساد البائسين والفقراء والمظلومين، إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق، لن يكون لدينا ما نحيا من أجله).. وسيظل صدى هذه الكلمات يتردد، ويلهم المئات فى مكان وزمان، ما دام الظلم  والفقر والعنف والقتل والفساد والانتهازية يسود هذا العالم.. نحن نفهم دور البرجوازية في حقيقة الامر، هو بناء اقتصاد وطني،لكن البرجوازية التي في الوطن تختلف عن برجوازيات الدول المتقدمة، بل الامر في الوطن يتعلق بالحرامية وميلشيات طائفية وعصابات تستولي على خيرات الوطن والشعب، بكل الوسائل المتاحة. وبالتالي اصبح نظامنا السياسي الطائفي المحاصصي عائقا اساسيا امام التطور في جميع مجالات الحياة في الوطن، اذن سبب مشاكلنا وتدهور احوالنا يمكن في السياسات الخاطئة، وساستنا الانتهازيين يعلمون ذلك جيدا، ولكن يحاولون ان يقبروها بعتمادهم على التضليل والتبرير. ونعود ونقول الفساد مرض خطير ينخر جسد الوطن ومؤسساته، التي لا يستطيع فيها القانون معاقبة مرتكبيه. الا ان الفشل في التصدي للظاهرة لازال قائما ،لا لغياب الاليات ومساطر المتابعة بل لانعدام الجراة في كشف المتورطين وانزال العقوبات عليهم .لهذا فالمسؤولية هي على عاتق الحكومة ووزارة العدل بالتحديد ،التي يجب عليها تطبيق القانون وعدم الانتقائية واستثناء احد مهما كان موقعه ،لان القانون جعل للتطبيق وليس للشعار او الاطلاع لحشو الذاكرة .فما فائدة سن التشريعات في غياب تنفيذها وردع المخالفين ،وما موقع الحكومة  تتباهى بالحق والقانون، وواقعها اشد سوءا اليس هذا تطبيع مع الفساد وتشجيع علني للانخراط في كل ممارساته واشكاله المتنوعة .ان الزجر هو السلاح الامثل لاستئصال الظاهرة او على الاقل التخفيف منها ،ومن الضروري تعقب المفسدين وتجريمهم ليكونوا عبرة ودرسا لكل منعدم ضمير .ونرجو محاربة الفساد بتقديم المتورطين للقضاء العادل دون ادنى تفكير ومهما كان مركزهم ،حتى يعتبر المواطن ويتلمس تطبيق القانون وديموقراطيته الشفافة والنزيهة التي لاتقبل الخروقات. والواقع الذي نعيشه في الوطن، يدل على استحالة محاربة الفساد المستشري في جميع مؤسسات الدولة من دون استثناء، اذا بقي السياسيين الفاسدين والمفسدين والحرامية موجودين .فهؤلاء يحمون الخط الاول ويرعونه ويستفيدون منهم. المطلوب هو محاربة هؤلاء الساسة الانتهازيين الذين يهدرون اموال الشعب.وفي نهاية المطاف طبيعة الجهود الاصلاحية التي يتحدثون عنها، لابد ان تحدد اذا كانت هذه الجهود ستكبح الفساد ام تبقيه، وما يقوم به رئيس الوزراء حيدرالعبادي اليوم من اصلاحات وتغييرات على مستوى الحكومة مثيرة للجدل. وبالتالي لا يمكن توقع انحسار كبير في الفساد، على العكس قد يزيد الفساد ويحد من فاعلية الاصلاحات.اذا كانت الحكومة ترغب بمكافحة الفساد، لابد ان يكون هناك تغييرا حقيقيا في توزيع السلطة المؤسساتية وتنظيمها لمنع السياسيين الانتهازيين الحرامية الذين يستفيدون من التدابير الاقتصادية والسياسية الحالية من استخدام سلطتهم ونفوذهم لكسب امتيازات على حساب المصلحة العامة. حتى اللحظة لا مؤشرات على ان رئيس الوزراء العراقي مستعد للذهاب الى هذا الحد،وكما يقال ان العملية الجراحية التي تجري بمشرط ملوث تودي بحياة المريض، بدلا من ان تشفيه وتنقذه، وبالتالي يصبح ضررها اكبر من ضرر المرض نفسه.  اذن توغل الفساد في جميع مؤسسات الوطن،وتحكم في مقدراته وصبح يوجهها في الاتجاه الذي يريد، ولم يعد الفساد يقتصرعلى مؤسسات الوطن فقط، لكنه امتد لينخر في مفاصل المؤسسات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني ، وايضا في الاحزاب الوطنية والقومية بكل اتجاهاتها،لاننا نحن في الوطن نقتل مناضلينا وسياسيينا الشرفاء، ونترك السياسيين الانذال، نكافا الشرفاء بالقتل والعتذيب والاغتيال، ونكافا الفاسدين والمجرمين والحرامية بالمال والمناصب. وبكل بساطة وبدون كثرة الكلام والتحليلات، اعتقد لن نتمكن على المدى القصير، القضاء على الفساد بكل انواعه، لان الساسة الذين يحكمون الوطن والشعب، ليس لهم اي شعور والولاء والانتماء لهذا الوطن، وبالتالي بالنسبة لهم مجرد بقرة لا مالك لها، يحلبونها ويتركون اخرين يحلبون معهم مقابل حمايتهم، هذا على مستوى الوطن.. اما على مستوى القومي ايضا نحن بحاجة الى حلول لتنظيف بيتنا من نفايات الفاسدين ، لان بعض من احزابنا القومية ان لم يكن كلها هيمنت شؤونها واستحوذت على كل مقدراتها قلة مصلحية غلبت عليها طابع الانتهازية وثقافة التسول، والطامة الكبرى ان كل ذلك يتم ويمارس تحت شعارات المحافظة على المصلحة العامة للحزب. وبكل صراحة اصبحت بعض الاحزاب وفروعها صارت بمثابة طابو ابدية لنافذين داخل هذا الحزب او ذاك هم اقرب للصوص منهم للقيادات الحزبية، بحيث سيطر على كل شان من شؤون الحزب وصي مخلد هو صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في الشؤون الحزبية والمالية والخ.وايضا عادة ما ينفذ ذلك السياسي الانتهازي المنفعي مخططاته الاستحواذية بواسطة شلة تعبانة مقربة منه هي على شاكلته ومن نفس جنسه، لا يتجاوز عدد افرادها اصابع اليد الواحدة، وربما اليدين في احسن الظروف، اما غالبية الاعضاء الحزبيين فهم مجرد ديكورات استعراضي في المناسبات وعند الانتخابات، وبالتالي يفرض عليهم باسم الولاء التنظيمي رفع شعار ثلاثي الابعاد لا ارى لا اسمع لا اتكلم. ولم نسمع ابدا بان حزب قومي قرر ان يخضع قيادته لمبدا من اين لك هذا، سواء الذين يرشحهم للعمل في اطار التنظيم الحزبي. وايضا نرى البعض منهم كان في السابق يعيش في شقق وايجارات ولم يكن يملك حتى سيارة، وقد صار في زمن قياسي يمتلك قطع اراضي وسيارات ومال، من غير ان سياله احد، من اين لك ذلك، مع ان مصادر دخله المعلومة لا تمكنه من امتلاك شيء. فقط اصبحت بعض احزابنا القومية تقدم نفسها بمثابة المخلص المؤتمن لشعبنا وربما لغيرنا، ثم تجدها وقد صارت مجرد وكر للحرامية والانتهازية وترفع شاعر انا الحزب والحزب انا، ولا ترى ابعد من تحت قدميها، ومعيار النجاح لديها انما يتمثل بقدرتها على الاستحواذ والبقاء لها مع اقصاء كل من يبحث عن معايير قومية نزيهة للعمل داخل الحزب. واليوم نقول لساستنا اين نضالكم يا سادة البدلات الانيقة والقصور الفخمة والمشاريع الاستثمارية والمال الوفير،اين انتم ايها الساسة المتشدقون بامبادىء القومية وامتنا منكم براءة؟، اين انتم من ابناء شعبنا الفقراء الجائعين والمساكين والنازحين والمهجرين الى المجهول؟. والله علينا جميعا ان نقف من كل عام دقيقة صمت وحزن تحية لجيفارا  لهذا البطل والمناضل الثوري، في زمن قل فيه مناضليين حقيقيين، وايضا في زمن غاب فيه الضمير في زوايا الفساد والدجل، في زمن ضل ساستنا القوميين عن هموم شعبهم ومطابهم وحقوقهم،اين ساستنا من زمن ما زالت لقمة العيش والحياة الامنة لشعبنا ، في زمن يعيش سياسيو شعبنا على لحوم ابناء شعبهم. ايها الساسة اين انتم من هذا المناضل الثوري الحقيقي، الذي افنى جل عمره مدافعا عن قضايا المظلومين والمحرومين. دعونا نختتم بسؤال نطرحه على بعض قيادات احزابنا المتعثرة، هل تتوقعون ان تصل قضيتنا القومية الى مرحلة نجد فيها احزابا تعمل بمثل هكذا منطق ستكون قادرة على مواصل المسيرة واحقاق حقوق ابناؤها؟. اذن يحتم على هذه الاحزاب المتعثرة وقياداتها، ان تبدا بالتفكير الجدي من اجل تحويل احزابها الى الفعل القومي بدلا من وضعها الدكاكيني الحالي.لان بصراحة اصبحت بعض احزابنا القومية تؤدي دور الجمعيات التعاونية تتسول لدفع ايجار مقارها، بينما افقرها عبارة عن بعض اعضاء لا يعلمون عن الادوار الحزبية ولا السياسية. نرفع القبعة لك ايها المناضل الثوري الانساني. تشي جيفارا سوف يبقى خالد في ضميرنا وضميركل مناضل وسياسي شريف صاحب مبادىء، رغم انوف بعض العملاء والخونة والانتهازيين الفاسدين، والمتاجرين بقضيتنا القومية. والسلام


هنري سركيس

117
وعقدة الخروج من الاشكالية.!!

م

118

السابع من اب ليس فقط يوم واحد، بل كل يوم من العام..
قليل الكلام كثير المعرفة.
من كل عام نحتفي بذكرى يوم السابع من اب يوم الشهيد لاشوري، الذين عرفناهم لما قدموه من نفس ونفيس، ويمثل هذا اليوم وقفة لمراجعة مرحلة المجازر بحق شعبنا الذي عاش من بؤس ومعاناة. نشير الى ان التاريخ هو سجل الامم، وان احتفائنا بهذا اليوم، من اجل لا ننسى مغزى ذكرى السابع من اب واستشهاد الالاف من شعبنا بيد اعداء قضيتنا القومية. ان امتنا الاشورية تناضل وتواصل النضال من اجل احقاق حقوقها المشروعة، ومن خلال مسيرتها قدمت قوافل من الشهداء، وفي هذا الاطار كانت التضحيات جساما في كل مرحلة من مراحل نضالها. حلت علينا اليوم هذه الذكرى ولا يكفينا يوم واحد، بل كل ايام العام، لانها تاخذنا الى ما قام وما ضحوا به شهداء امتنا العظام طيلة قرون مضت من اعمال مجيدة وبطولات مشهودة.  وفي هذا السياق فان التاريخ يشهد، لما شكله شهداء امتنا من كابوس حقيقي لاعداء قضيتنا القومية. وبالتالي دافع هؤلاء الشهداء الابرار بشرف النضال وباستماتة عن مبادئهم وقيمهم وكرامتهم وحصن هويتهم القومية بصمود ضد ما مروا به. الف رحمة على شهداء امتنا وقضيتنا القومية.
هنري سركيس

120
المنبر الحر / نعلم ام لا نعلم.!!
« في: 22:14 02/08/2015  »
نعلم ام  لا نعلم.!!
           
اولا: ـ لماذا لحد اليوم لم نكلل فكرا قوميا وسياسيا ناضج حداثوي؟.حتى اصبحنا لا نقبل انفسنا وغيرنا، ومن يرغب بمساعدتنا، هل لان فينا من  يزال يفتخر بمنجزاته الخيالية، ام لاننا خارجين عن منظومة الارسال والتغطية؟. وبالتالي علينا ان لا نحصر هذه الاسباب وهذه الاخفاقات الغير مبررة، وكما لا يمكننا الاجابة على تلك الاسئلة لقلما تستحق، ولكن محاولة الوصول الى خطوط عريضة لبعض من هذه الاسباب والاخفاقات، قد تكون في كل مرحلة من مراحل عملنا، لان فكرنا ونظرياتنا، هي التي تطور عملنا وقضيتنا وتقدم شعبنا المغلوب على امره، ونبني امجاد امتنا وحضارتنا العريقة التي صنعت للامم الاخرى الكثير، وايضا  لنا قضية قومية لا تزال تنادينا لنبني ونحقق لها حقوقها المفقودة وبيتها المتفكك والمتشظي جسديا وفكريا وسياسيا. ولم ننجح نحن  وطوال عملنا النضالي، بافكارنا وسياستنا، ولا غيرها من الافكار والطرق، ونحن لحد اليوم لم نقبل حتى نتاجات غيرها، من الافكار والنظريات والاستراتيجيات، الا ما لا يمكننا الاستغناء عنه او ما يفرض نفسه دون القدرة على ردعه، لان الاخطاء واضحة، وبسبب كثرة المشاكل والتي لا تنتهي والاجتهادات وتداخلها في مسيرتنا القومية. وان طريقة ممارستنا للسياسة خير دليل على ركاكة فكرنا وعملنا القومي والسياسي، الذي حسب ما ينظر اليه ضمن مفهوم العلوم السياسية، هو كل ما يصدر عن العقل الانساني من اراء تتصل بالمجتمع السياسي، فهل لدينا اراء حول قضيتنا القومية والسياسية؟. بكل تاكيد هنالك فوضى عارمة في بيتنا الداخلي المنقسم على ذاته ، فواقعنا الفكري متازم اكثر من اي وقت مضى، رغم انه غالبا ما كان يعاني من مثل هذا التازم، لكنه الان يبني باستمراره الى اجل غير مسمى اذا صح القول. اذن بسبب هذه الازمة والضبابية دائما ما تاتينا الحلول الجاهزة لمشاكلنا من خارجنا ولكن لا نهتم لها، مما لا يقبل الشك ان هذا الخارج يفكر بالحلول على اساس حصوله على الفائدة الاكبر منها بعد دخوله حيز النتفيذ وليس على اساس ان الحل هو لاجل الحل. وبالتالي نقول هل يولد لنا فكر قومي وسياسي في ظل هذه التغبطات والصراعات والانقسامات الداخلية المستمرة؟، التي باتت السمة الابرز في قضيتنا القومية المريضة، والتي بين فينة واخرى تتكرر على خشبتها القومية مشاهد مسرحية لبعض الايادي السياسية الخبيثة، ليستعير بعض سياسيي  شعبنا من ابطالها مبررات ما يفعلون وقت ما يكون الحين حينا حسب مفهومهم للوقت والزمان والمكان. اذن على احزابنا ومؤسساتنا القومية ان تنظر الى المرحلة الراهنة وما تمر بها قضيتنا القومية، الى مسالة الحوار والاداء والاعداد لوضع اساس متين للعمل القومي المستقبلي الجديد المتبقي لنا، ما يخدم قضيتنا القومية وشعبنا، بما يضع حدا للطموحات الحزبية والفردية الغير مشروعة..

وثانيا:ـ اننا لا نتحدث الا عن هموم قضيتنا القومية الاصيلة، ولكن فقط نرغب بان ينظر ابناء شعبنا الى رجاحة عقول بعض المناضلين والساسة ،وفهم امتنا وتاريخها العريق ، ويقارنوا بممارسات بعض الساسة المقنعين، الذين فقدوا الارادة والقيادة والمبادىء، ولا يجيدون الا  الاساءة لمسيرتهم النضالية وقضيتهم القومية، ويجلبون الخزي والعار على شعبهم، ويسلبون الارادة من ابناء امتهم العظيمة. انا افهم ان مبادىء المناضلين الشرفاء ومواقفهم وقيمهم السامية لا تفني بفنائهم، حتى وان ضحوا بحياتهم، تبقى مبادئهم وقيمهم وسمعتهم الطيبة راسخة في عقول ابناء شعبهم، وايضا في عقول اعدائهم قبل اصدقاؤئهم ، ولكن عندما يصبح هؤلاء البعض اسرى مصالحعم الشخصية، ويجعلون منها شغلهم الشاغل وهمهم الوحيد، فمن المؤكد ان ينقلبوا ويتخلوا عن مبادئهم بسببها، ، مما قد يترتب عنهم فقدان شخصيتهم وانسانيتهم ومكانتهم داخل مجتمعهم، ولكن المناضلين المخلصين اصحاب المبدا،لاتؤثر عليهم مصالحهم الشخصية، لانهم اصاحب قناعة وفكر يناضلون عن مبادئهم ويضحون من اجلها، ولا ينحازون الا لها ويضعون دائما المصلحة القومية فوق اي اعتبار. لان البعض عندما تضيق بهم الدنيا بمارحبت في ظروف الانتكاسات والهزائم والازمات، لايجدون بدا سوى اللجوء الى الغيبيات اللامعقولة واللامقبولة على الاطلا، وبالتالي الانتهازية لدى بعض المناضلين والساسة عبارة عن اباحة لكل المحرمات والمقدسات القومية والانسانية، لانهم بلا مبادئ بلا مثل وبلا قيم، مصالحهم واطماعهم هي دينهم وديدانهم المحدودة لما لديهم من القناعات والمواقف المتعددة الالوان لا فرق لديهم ، لانهم يظهرون مايعجب الناس ويخفون ما لايعجبهم يقولون ما لايفعلون، ويفعلون عكس مايقولون لانهم اصحاب ظاهر وباطن. وفي الحقيقة من الطبيعي جدا ان يكون هناك صراع داخلي بين المبادىء والمصالح، حيث يجد بعض المناضلين عائقا بينهم وبين الوصول الى اهدفهم وتحقيق مصالحهم وماربهم، فنجدهم ينساقون بسرعة البرق وراء مصالحهم الخاصة متخلين عن مبادئهم القومية، ولكن لابد ان يعلموا هؤلاء المقنعون،ان المصالح الخاصة مثلها مثل سحابة الصيف تتلاشى بسرعة، وفي الختام اريد ان لا يفهمني القاريء الكريم، بانني ضد ان يبحث المناضلين والسياسيين عن مصالحهم، لا بالعكس ولكن شريطة ان لا تتناقض ولا تتعارض مع مبادىء قضيتهم القومية او على حساب شعبهم.. والسلام، والله من وراء القصد

هنري سركيس
كركوك

121
المنبر الحر / الاستقالة
« في: 15:18 20/07/2015  »
الأخوة القراء المحترمين في موقع عنكاوة كوم تلبيا من بعض الإخوة والأصدقاء قررت سحب استقالتي من النشر فقط ولكن يبقى مضمونها ساري مع تقدير للجميع
المستقيل
هنري سركيس الياس
عضو قيادة الحزب الوطني الاشوري
20/7/2015
[/color][/size]

122

اشكالية الثقافة،وغموض الهوية القومية الموحدة.!!

امتنا الاشورية تعيش لحظات تاريخية، تصل فيها الاحداث والاشكاليات والازمات مرحلة من الاشباع، يتعذر معها الاستمرار في ادائها الكلي وفق السياقات العامة للنظم والانساق الفكرية السائدة،عندها تحدث وعكة سياسية وتستفيق امتنا على فاجعة تهز من صدقية قيمها الثقافية وهويتها القومية ، وبالتالي تستوجب منا اجابات حاسمة تمكننا من تجاوز هذه الوعكة ، اجاباتنا  تتكافا وطبيعة التحديات التي تواجهنا. وفي هذه المرحلة الحرجة،وبصراحة  اصبحنا نحتاج لتغيير كبير في الفكر و الرؤى و الادوات، و هي الاليات التي تفتقدها ساحتنا القومية، وان كل قضايانا المطروحة ليست هناك رؤية واحدة، انما هي رؤى متعددة، الكل ينطلق من المصالح التي يريد تحقيقها. وهذا الاخفاق اصبح امر حتمي لم ياتي من فراغ فكري، وانما جاء نتيجة ردود افعال سياسية . وان اخفاقنا في ايجاد الطريق الصحيح لوحدتنا القومي ذات كيان واحد، اصبح الحلم في تحقيق حقوقنا القومية امرا صعب ومعقد في ظل هذه التجزئة المريرة. اذا كنا نعترف بحق الاختلاف، وهو امر ضروري في داخل جسد امتنا الواحدة، يعتبر من وجهة نظري حق  ديموقراطي، ولكن مع الاسف اننا نجد في الاختلاف الدائر بيننا اشكاليات سياسية وثقافية ، حول غموض هويتنا القومية ، اختلافا داخل الوحدة، بل هو اختلاف يقودها الى خارج الوحدة. واذا لم تكن ارادتنا وثقافتنا عاملا اساسيا في توحيد شعبنا ، فلن تكون لنا ثقافة وهوية قومية، وبالتالي اعتقد كل ثقافة تعمل على تمزيق شعبنا وامتنا، فهي ليست ثقافة قومية، بل هي ثقافة تكتسب هوية مشروعها السياسي الطامح الى بناء وحدات اخرى على حساب الوحدة القومية.واذا كنا نميز بين الاستفادة من كل فكر مهما كانت منابعه وبين اهدافه السياسية، نرى ان هناك علاقة بين هويتنا الثقافية ومشروعنا القومي والسياسي. وبالتالي علينا ان نطرح على انفسنا بعض هذا التساؤلات. هل اصبحنا نعمل  على بناء الذي يجر اجزاء امتنا الى وحدات اخرى تقع خارج سيطرتنا ؟ واذا كنا حتى الان لم ننجز بناء الاسوار السياسية لقوميتنا، فهل يمكننا مضيء قدما ما بعدها؟!! من الاجابة على هذه التساؤلات نستطيع ان نفهم ازمتنا والاتفاق على تعريف هويتنا الثقافية والقومية، تلك الهوية التي اصبحت وكما يقال  كالعربة التي يجرها عدة احصنة، كل حصان منها يجرها الى اتجاه يعاكس تيار الاحصنة الاخرى، وفي مثل تلك الحالة سوف تنشطر العربة وتتشظى، وكل جزء منها يذهب في اتجاه. لا تعاني امة على وجه المعمورة، من ازمة هوية ثقافية شبيهة بما نحن نعاني منها كشعب . فمفهومنا للازمة حول هويتنا القومية، هو ان الاختلاف حول تحديدها يؤدي الى اختلاف على شتى جوانب حياتنا، سواء اكانت سياسية او ثقافية، بل الى خلاف يعيقنا عن مواجهة مخططات البعض. وما نشهده اليوم من اختلافات في الرؤى حول هويتنا القومية، يرتبط بما نشهده من ضعف في المواجهة في شتى القضايا المصيرية لنا كشعب، بل هو نتيجة لغياب الاتفاق حول مفهوم موحد حولها. لم تكن هويتنا القومية ومفهومها ازمة حديثة، بل لها جذور تاريخية التي تمتد الى عمق تكوينها الفكري والسياسي. ولهذا وكمثل كل القوميات التي لم تعرف الاستقرار، الا بعد صراع طويل. وبالتالي ان وقوعنا  في هذا المازق والازمة والاشكالية، ليس الا نتيجة لازمة الاتفاق حول مفهوم هوية امتنا القومية، ومن السبب المؤسس يمكننا الانطلاق، والبحث والبناء وتوصيف المعالجات والحلول. ونحن اذ نرى ان الاشكالية المطروحة ليست بالسهلة القريبة على المنال بقدرة سحرية، ولكنها لن ترقى الى درجة المستحيل، بل يجب ان تبقى الحلم الاساسي الماثل في نضال دؤوب تتصدى للمسؤولية فيها سياسيين ومثقفين ومفكرين، يعملون على توحيد الجهود اولا كتمهيد لابد منه للحوار والمناقشة الجدية مع الاخرين ذات الشان. لا شك ان من اهدافنا وتطلعاتنا المشروعة في الفترة القادمة والمستقبلية، ان نرى قضيتنا القومية قد انتقلت من وهدة السبات والتراجع ، الى تقدم ونشاط  مفعم بحيوية، من اجل ثوابتها الحضارية اكثر رسوخا وتجذرا، خصوصا ان ما يصدر في الوقت الراهن من تصريحات وكتابات وبيانات ومواقف هنا وهناك عن بعض النخب الثقافية والسياسية، يعكس بجلاء حجم الاختلاف حول ما يجب ان تكون ثوابتنا القومية، كما ينذر بمخاطر جمة على نسيج وحدتنا، ولعل هذا ما يدعو الى ان نجعل من اولوياتنا ضرورة حسم هذه الثوابت والتصدي بحزم لكل من يسعى الى المساس بها تشويها او تشكيكا. وان الاستمرار في الاختلاف حول هذه الثوابت، لا ينذر فقط ببقاء تلك الاختلافات ولا بتعاظمها، وانما بالعجز عن بناء الذات القومية في ضوئها، وما ينجر عنه ذلك من مخاطر جسيمة على مستقبل قضيتنا  ووجودنا. اذن الحوار الحزبي والقومي ضرورة وحاجة ملحة ،وهو الوسيلة الاكثر شرعية واقل كلفة عن سواها من الوسائل، بهدف الوصول لحلول توافقية عملية وخلاقة للازمات التي اعاقت تطور نضالنا السياسي ،وضاعفت من المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها قضيتنا القومية اليوم. وبالتالي الاحتكام الى الحوار الديمقراطي والتوافقي، هو الحل وقاعدة اساسية لابد ان نحتكم اليها لحلحلة ولملمة خلافاتنا . ان انهاء انقسامنا وتفرقنا والخلاص من ترسبات ومخلفات الماضي، يتطلب تغليب مصلحة امتنا على المصالح الفئوية والحزبية والمذهبية، وانهاء الصراعات والمنافسات الثانوية لحساب صراعنا الرئيسي مع انفسنا، وهذا الامر  يتطلب من الجميع تعميق وتعزيز فرص الحوار والمناقشة من اجل التخلص من سياسات الهيمنة والتفرد والتهميش والاقصاء. اذا اردنا بالفعل ان نعمل كقوميين متوحدين ، فان هذه ارضنا وتواجدنا عليها لم تستعد عافيتها القومية  لحد اليوم ،الا عندما نوحد جهودنا وطاقاتنا. وان فكرنا القومي،هو الفكر الذي يسعى الى تحقيق وحدة امتنا ، و يصون هويتهـا و صوغ مشروعها النهضوي الحضاري المؤهل لاطلاق طاقاتنا القومية، و حمل رسالة امتنا الانسانية التي تمكنها من الحياة والوجود كباقي الامم.ان مراجعة عميقة لتجربة عملنا القومي والسياسي،يبرز بوضوح ان فكرنا، ، قد ركز على الابعاد السياسية والنضالية على حساب الاهتمام بقضايا التوعية القومية والثقافية ، فبدا في احيان كثيرة وكانه بعيد عن هموم وماسي  وتطلعات شعبنا. فيما بدا ايضا وكان فكرنا القومي لا يعطي الثقافة القومية بكل جوانبها البحثية والابداعية ما تستحقه من مكانة في نضالنا القومي والسياسي، كما بدا كذلك وكان هناك جفاء بين فكرنا وتطور العلمي على نحو عزز من الانطباع الشائع بماضوية فكرنا هذا او غرقه في غياهب التخلف والضبابيـة، بعد ان ظلت انتليجينسيا احزابنا القومية تعيد انتاج الفشل بشكل مستمر، وتدفع برهانات خاسرة لحلول ازمتها المزمنة فضلا عن فشلها في تحقيق التقدم والاستقرار لقضيتنا القومية، بعد ان عجز بعض سياسيو شعبنا من اداء واجبهم القومية بالشكل الصحيح،مما ادى هذا العجز الى بتر طموحات شعبنا شيئا فشيئا . وهذه الحقائق ما فتئت تحكي وتعيد شكواها من الازمات والاخفاقات. وان عملية التحديث والتجديد لابد وان تهدف الى تغيير مفاهيم قضيتنا القومية وقوانا السياسية في مواجهة الحقائق، وان تكون تلك الحقائق  مبنية على سرد تاريخ حقيقي ونقد ذاتي يهدف الى بناء قضيتنا القومية منزوعة من الرهانات الخاسرة التي ظلت تلاحقها منذ سنوات خلت. وبالتالي علينا بناء قضية قومية يتكاتف معها الجميع، وهذا التكاتف لا ياتي من برودة الافعال والاعمال التكتيكية، وانما باتخاذ قرارات مبنية على مفاهيم وثوابت جديدة، تقوم على قاعدة من التوحد الذي لا يعزل احدا، والاخذ في الاعتبار ان التحولات التاريخية والسياسية المستدامة نحن الذي نستحدثها لا غيرنا.  وبالتالي اقول احزابنا ومؤسساتنا القومية السياسية هي افكار، وامتنا لا تنهض الا بافكار حية وجدلية. نحن تحدثنا عن الاخر وحوار قومي مع الاخر ونحن نحاور الاخر ولكننا لا نملك القدرة والصراحة على الحوار مع بعضنا البعض.  نحن نريد ان نتجاوز ونفهم بعضنا البعض بمفهوم ارقى نتبنى به سلوكنا وتطلعاتنا وامالنا واحلام امتنا وتاريخها العريق، ولكن ليس كل قومي يصبح قومي عندما يعي ذاته، ويعي وجود هذه الامة وعظمتها. وختاما اعتقد ان خلاصة مشكلاتنا وتناحراتنا وانشقاقاتنا الاساسية، يجب ان تنبني على تعريف هويتنا القومية والثقافية كوعي متحرك وحيوي بصيرورة بناء متواصل ومتجدد لذاتنا، وهي تبحث عن اندماج معلقن وذي مردودية بقدر اهمية الاخر ويقبل به شريكا متضامنا في ثقافتنا القومية الواحدة. وبالتالي ثقافتنا القومية هي التي تستطيع ان تعبر عن محتوى تلك الروح الاخوية الصادقة،وعن تفاعلات ديناميكية لتلك الاراء والافكار البناءة التي تجعل منا شعبا له مزاية انسانية وتاريخية كباقي الشعوب.والسلام
هنري سركيس




123
المنبر الحر / هناك اشكالية
« في: 21:08 27/06/2015  »
يجب عليها ان تصمد امام اقصى انواع  الضغط دون ان تنكسر)[/color]. ان تحقيق الوحدة يتطلب ان يكون هناك اساس لهذه الوحدة. واساس هذه الوحدة تكمن في التخلص من التكبر والتعصب والغاء الاخر، لان الوحدة الكنسية والقومية غاية من اسمى الغايات، وهي جسر قوة كنيستنا ومجد امتنا. وبالتالي كيف يمكننا ان نحققها وننجز مفرداتها المتعددة في واقعنا المتردي والهش اليوم؟. ولعل من البديهي القول، ان التشتت الفكري والثقافي في شعبنا، الذي لا يحتاج الى المزيد من البيان والتوضيح، ولا يمكن اكتشافه الا من خلال منظور الاختلاف، وذلك لان الاختلاف جزء اصيل من منظومة الوعي الذاتي، كما انه الاختلاف هو الذي يثري مضمون الوحدة،  ويمده باسباب الحيوية والفعالية. اذن فالاختلاف وفق هذا المنظور ضرورة لما له من وظيفة في بلورة معنى وحدتنا الكنسية والقومية وهويتنا الحضارية والانسانية.  والجميع يعلم بين وحدتنا واختلافاتنا مسافات ، لا يمكن اجتيازها الا بالتواصل والتراضي والمصالحة،والاعتراف بقانون التعدد ومبدا التنوع . لذلك فان اختلافنا المفضي الى الوحدة الصلبة ، هو ذلك الاختلاف الذي تسنده قيم التعدد في الراي والفكر. اما اختلافنا الذي يجافي هذه القيم ، فانه يفضي الى المزيد من التشرذم والتشتت والتجزئة. ولعل من الاخطاء الكبرى الذي وقع فيها البعض ،كانت رؤيتهم منمطة لمفهوم وحدتنا اذا صح التعبير.  وبالتالي انا اعتقد فالرؤية السائدة عن هذا المفهوم ، انه يعني الغاء حالات الاختلاف والتعدد الطبيعية والتاريخية والثقافية، وبفعل هذا المنظور النمطي لمفهوم الوحدة ، ما رس البعض والذي كان يرفع شعار الوحدة كل الوان التعصب والغاء الاخر، وايضا بالاتهامات بحق كل التعبيرات السياسية والثقافية والاجتماعية، التي تختلف رؤيتها عن هذه الرؤية او حتى التباين في اصولها.لذلك فانه ان الاوان لنا جميعا ، ان نعيد قراءة مفهوم الوحدة بعيدا عن كل اشكال التوحيد القسري واساليب تدمير حالات الاختلاف المتوفرة فينا.فاختلافاتنا الفكرية والثقافية ، لا تدار بعقلية الاقصاء والنفي ، لانها لا تنهي اختلافاتنا ، وانما تشحنها بدلالات ورموز خطيرة على مستوى العلاقات ووجودنا الانساني والثقافي والسياسي. وكما هو معلوم ان حالات الاجماع والوحدة في المجتمعات الانسانية ، لا تنجز الا على قاعدة تنمية قيم التسامح والتعاون والتعدد والادارة الواعية والحضارية للاختلافات العقدية والفكرية والسياسية على مستوى الواقع والتاريخ وليس فقط على مستوى النظر.وبالتالي ينبغي ان تكون هويتنا الكنسية والقومية متصالحة، مثقفة ومتوافقة مع هويات الاخرين، لا ان نرفضها ونهددها بالالغاء، فالممارسات الغير مدروسة والانفعالية، لا تلغي الاختلافات والتمايزات، وانما تدخلها في علاقة صراعية عنيفة، بدل ان تكون العلاقة تواصلية وتفاعلية ولا يمكن فهم الاخر، الا بتقدير وتحديد مساحة الاختلاف معه،  فالاختلاف في حدوده الطبيعية والانسانية ليس امرا سيئا، بالعكس الامر السيىء والخطير في هذا المسالة هو عدم الاعتراف بشرعية الاختلاف وحق صاحبه في ان يكون مختلفا. فانا اعتقد التوحيد الغير مقنع بما يخص  الكنيسة والامة يزيد البعض اختلافا وتشتتا وضياعا، وذلك لان محاولة انهاء الاختلاف بالغاء الاخر يزيد الموضوع اشتعالا، لان التنوع والاختلاف والتعدد يعتبر مكون لوحدتنا التي نرنو اليها، ولا وحدة صلبة وقوية في اي مستوى من المستويات من دون افساح المجال لكل التعبيرات والاراء للمشاركة في اثراء هذا المفهوم، واعطاؤه مضامين اكثر فعالية وقدرة على هضم كل كل مذاهبنا. وان اي تغييب للاختلافات والخلافات الطبيعية في الجسد الكنسي والقومي، فانه يفضي الى غياب وحدتنا واستقرارنا السياسي والثقافي والاجتماعي، وذلك لان مفاعيل وحدتنا الحقيقية متوفرة في فضاء الاختلاف الثقافي والسياسي المنضبط بضوابط الاخلاق وتطلعات الاجماع والوحدة. وهذا النداء والحوار والنقاش الكنسي والقومي الشامل بدروه، ينتج حقائق مجتمعية تكرس مفهوم وحدتنا الجديدة المستقبلية، وتبلور منظور الاختلاف والحوار المفضيان الى وحدتنا واستقرارنا. فالوحدة لا تساوي التطابق التام، كما ان الاختلاف لا يعني التشرذم والتشتت والتجزئة، فصراعاتنا الوحدوية الغير مبنية على االتفاهم والاجماع ، لا تنتج الا المزيد من التشرذم والضياع، كما ان نزعة ترذيل الاختلاف بالمطلق، لم تؤد الا الى المزيد من التوترات والتناحرات والانشقاقات.اذن فالاختلاف ليس انقطاعا عن الوحدة ، كما ان الوحدة ليست توقفا عن الاختلاف والتمايز والتنوع. فالوحدة السليمة هي التي تبدا من الاعتراف بالاخر وجودا وفكرا ، لا للانحباس المتبادل ، وانما لانطلاق فعل تواصلي  حواري ، ينمي المشتركات ، ويحدد نقاط المغايرة ، ويسعى نحو مراكمة مستوى الفهم والاعتراف. كما ان الاختلاف المشروع ، هو الذي لا ينقطع او ينفصل عن مفهوم الوحدة ، وانما يجعل من الاختلاف في المواقع والقناعات ، وسيلة لانجاز المفهوم الحضاري للوحدتنا ، القائمة على احترام تنوعنا، فحضور الوحدة مستمد من غياب التشرذم والتشتت ، واي محاولة لمساواة الاختلاف مع التشرذم والتشتت ، لا تفضي الا الى المزيد  من الفشل والتراجع. وان وحدتنا الحقيقية تتجسد حينما نخرج جميعا من سجن انانيتنا وتعصبنا الاعمى، ويعترف احدنا بالاخر. لان التعصب والكراهية الدفينة لا تنتج لنا الوحدة، وانما تشتتا اكثر، كما ان تعددنا وتنوعنا المنضبط بقيمنا المسيحية العليا، هي التي تؤسس لحالة وحدوية فعالة ومستديمة، وذلك لانها مفتوحة ومتواصلة مع الجميع وللجميع. وان ابطال تاثيرات التجزئة التي يعاني منها واقعنا الكنسي والقومي اليوم، بحاجة الى جهود مكثفة وانشطة حوارية  ونقاشية متواصلة ، تؤسس لقيم الوحدة ، وتعمق في الواقع حقائق التضامن والاتحاد ، وتزيل كل الرواسب التي تحول دون تراكم الفعل الوحدوي في جسد كنيستنا وامتنا. وان واقعنا الكنسي والقومي الراهن ، قد ورث خلال الحقب التاريخية المديدة ، العديد من المشاكل والعقد والرواسب التمزيقية ، وان الانصات الى هذه الرواسب يكلفنا الكثير على مستوى حاضرنا وراهننا. انا اعتقد ان الخطوة الاولى الضرورية من اجل انجاح الوحدة التي نبتغيها، هو ان نتخلى عن لغة الشعارات الفضفاضة التي لا مضمون لها، كما علينا ان نتجاوز كل الخطابات الركيكة، التي ترى وحدتنا بمنظور التعصب الشوفيني، الذي ينزع الى الغاء التنوعات واقصاء كل حالات التعدد والاختلاف، ويعتبرهما جميعا من عوائق الوحدة ومضادات التوافق. فلا بد ان نتحرر من منطق المطابقة الذي لا يرى الوحدة الا بتوحيد المزاجي لكل المكونات والتعبيرات، وان مفهوم الوحدة بحاجة ان ينفتح ويتواصل مع كل التجارب. فالمطلوب ان ننفتح على مساحات الاختلاف ونتواصل مع المختلفين ، من اجل استنبات مفاهيم وقيم جديدة ، تزيد من فرص تقدمنا ، وتحررنا من اليات العجز ، وتجعلنا نقتحم افاق جديدة ، تحملنا على نسج علاقة جديدة مع مفهوم الوحدة والتوافق. مرة اخرى اقول تعتبر وحدتنا  الكنسية والقومية ، سامية ومبدا اصيلا وحاجة شعبية ملحة، وعاملا اساسيا لتحقيق الاهداف وبلوغ المقاصد، ومطلبا اصبح شرعيا يوجب الاعتصام ويحث على الاجماع ونبذ الفرقة ووعيا بخطورة المرحلة التي تواجه شعبنا، والتي تحتم التكاتف والتمساك والتعاون، دعما للثقة وتصميما لاعادة الفاعلية لثواتب التي نؤمن بها جميعا، واسهاما في تحقيقها، وايضا ايمانا بانه ان الاوان وتهيات الظروف الذاتية والموضوعية لنصحح اخطاءنا ونؤسس لبناء كنيسة وامة قوية شامخة تتجاوز اخفاقاتها وتتسامى عن اجترار معوقات الوحدة، وتنطلق في بناء بيتنا الكنسي والقومي الجديد بلا اقصاء او تهميش. لان من اوصل شعبنا على حافة الانهيار والهاوية يستطيع انقاذه اذا اراد. والرب يسهل على الجميع والسلام
هنري سركيس
كركوك
[/b][/b][/b]

124
من دون معارضة وطنية، يتجه الوطن والشعب ونظامه السياسي الى المجهول!!

2ـ2

 نبدا من حيث انتهينا في الجزء الاولى ،ولابد ان نعلم جميعا لطالما هناك سياسة وعمل سياسي، لابد اقرار بوجود معارضة باعتبارها التعبير الحقيقي عن هذه السياسة، بمعنى ان المعارضة، لا يمكن ان تكون وفق مزاج واهواء الحكومة او تنشا وفق قياساتها للدفاع عن ممارساتها او تبرير قراراتها وسياساتها القائمة، انما دورها هو الدعوة والمطالبة بتغيير تلك الاوضاع وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية نحو الافضل. وكما هو معروف ان الديمقراطية اسسا واليات وقواعد، واحدى اهم هذه القواعد وجود المعارضة السياسية ، فليس هناك حكومة تعلن نفسها انها ديمقراطية، من دون معارضة، سوى تلك التي تعيش على هامش التاريخ، وكما يقال ان الاختلاف من طبيعة الاشياء، ولكن المهم ان نفهم ان الاختلاف يجب ان يتم ويعالج وفق القواعد والاسس الديمقراطية. وهذه قضية ترتبط في الواقع، بالوعي وبالثقافة السياسية السائدين، اذا ما كانت ثقافة تشجع على قبول، او التعايش مع الاخر المعارض، او هي ثقافة اقصائية استئصالية، في ظل تلك الثقافة الحكومة تطلق على المعارضين الكثير من النعوت السلبية والشائنة احيانا وتطاردها في الداخل والخارج، هذا اذا اعترفت بوجود قوى سياسية او معارضة اصلا، وكذلك القوى السياسية هي الاخرى لا تخلو من عيوب في بعض الممارسات والمطالب السياسية غير المتوازنة، والنتيجة هي غياب الثقة بين الحكومة والقوى السياسية، وانسداد اي افق للتعايش والحوار. وكما نلاحظ  في الدول الديمقراطية العريقة التي تسمح بتداول السلطة يجرى الحديث دائما عن المعارضة السياسية وعن برنامجها السياسي الذي يتعارض او يخالف برنامج الحكومة، والقانون وطبيعة النظام في هذه الدول يسمحان للمعارضة بالوصول الى الحكم لتنفيذ برنامجها، من خلال المشاركة في الحكم او الاستحواذ عليه عن طريق الانتخابات الديمقراطية والشرعية الدستورية، اما عندنا فقط معارضة خجولة بالاسم من دون فعل. اذن ليس هناك من يفكر او يدعي بانه سيكون بديلا عن النظام السياسي القائم او ينازع في شرعيته، وكل عمل و تحرك سياسي  يتم في اطار هذه الشرعية وتحت سقفها، وهذه قضية اساسية تدركها المعارضة جيدا، لانها من الوسائل المحسومة وجرى الاتفاق او التوافق بشانها، واي تحرك او دعوات تحمل في طياتها ما يخالف هذا الامر يعد في الواقع خروجا او تعديا لا يمكن تبريره او الدفاع عنه. نحن هنا نتحدث عن واقع سياسي جديد، يحمل معه الكثير من المتغيرات الايجابية قد نختلف في تقييم حجمها، ولكن مطلوب من القوى السياسية التفاعل والتعاطي معها برؤية سياسية واقعية وموضوعية، ومن دون شك ان هذه الرؤية تحتاج الى وجود سياسيين واقعيين ايضا، يمتلكون القدرة والوعي على تحقيق المطالب وتطويرها مع الزمن من دون التخلي عن جوهر تلك المطالب والثوابت التي تحكمها. اما النظرة المثالية التي تتسم بالحدية ومحاولة اقحام المسائل الدينية والمذهبية في هذا الواقع السياسي، فمعنى هذا اننا نقوم باستحضار كل وقائع واحداث التاريخ، ونقوم ايضا باستدعاء كل الخصومات والفتن على مر تاريخ الوطن ، لنسقطها على واقع سياسي لا يحتمل كل هذه الحمولة التاريخية الثقيلة، ومعنى هذا انه لا مجال امامنا للخروج من المازق السياسي الذي ندفع ثمنه جميعا، وانه لا مجال للاهتداء الى منفذ يضع حدا للانسداد في افق عملنا السياسي والاجتماعي القائم. اذا لا سبيل امامنا سوى التفاعل مع الواقع الذي يفرض علينا اعادة صياغة رؤيتنا واحداث مراجعة عقلانية لبعض المسبقات السياسية، وتهيئة الارضية والاجواء لتطوير هذا الواقع وتقريبه الى ما نطمح ونريد في اطار اللعبة الديمقراطية التي على الحكومة ايضا ان تركن الى اسسها ومعاييرها وتلتزم بقواعدها المتعارف عليها في كل الديمقراطيات. هذا هو الاطار العام الذي يجب ان يحكم العمل السياسي في الوطن  ويحدد خطوات واهداف المعارضة، ويجب ان يحدد اهداف الحكومة ايضا، ما يعني انه ليس هناك ما يبرر اي محاولة من جانب الحكومة لتجاوز او تهميش هذه القوى تحت اي ظرف كان او فتح قنوات للحوار معها، سواء داخل المؤسسات الدستورية او خارجها. وعليه عندما نحن نتحدث في سياق هذا المقال عن دور المعارضة، يجب الا يفكر البعض او يفهم اننا نتحدث عن معارضة مستقبلية سحرية غير معصومة من الاخطاء والهفوات ،فكما للحكومة  والسلطة اخطاؤها وامراضها، كذلك لبعض القوى السياسية والمعارضة اخطاؤها وامراضها ايضا، كما انه لا يمكن لاحد ان ينفي او ينكر وجود معارضة سلبية تعارض من اجل المعارضة فقط وهي مولعة بالنقد الدائم من دون فهم او ادراك لقيمة او وظيفة النقد، كذلك لا تخلو اي ساحة سياسية من وجود بعض السياسيين الوصوليين، من الذين يعارضون لمصالحهم الخاصة، كان يريد هذا المعارض او ذاك البروز والنفخ في الذات، بغرض لفت نظر السلطة السياسية الى وجوده ودفعها لاحتوائه عبر اسناد منصب له في الحكم. هذه النماذج تمثل في الحقيقة افرازات طبيعية للمجتمع السياسي والاجتماعي، والاقرار بوجودها لا يلغي وجود المعارضة الحقيقية الصادقة والمؤمنة بدورها وبحقوقها في الدفاع عن مطالب الجماهير العادلة ومساهمتها في تطوير العمل السياسي والديمقراطي في الوطن. وللمعارضة السياسية علاقة وثيقة بالديمقراطية حتى قيل، لا معارضة بدون ديمقراطية، ولا ديمقراطية بدون معارضة موجهة فعالة، ولا سياسة اصلا دون تعددية ومن التعددية تنبثق المعارضة والتنافس، فحيوية المجتمعات تعود من بعض الجوانب الى التعددية السياسي والى المعارضة النشطة، حيث تكون ندا للحكومة ومعارضا لها، وبديلا عنها. ولما كان تدوال السلطة ما لم يكن هناك تعددية سياسية حرة تؤمن بوجود المعارضة في اطار المجتمع والنظام السياسي الديمقراطي والعكس صحيح. ومن غير الممكن للديمقراطية كبنية واليات وقواعد ان تنضج وترسخ على مستوى الممارسة السياسية، الا في ظل بنية ثقافية تقوم على المساواة وحرية العمل السياسي للقوى والتنظيمات السياسية المختلفة. لذلك انا اعتقد ان اولى الخطوات التى يجب ان تحرص عليها الحكومة المستقبلية ، تنظيم عمل القوى على الساحة السياسية، وتوفير بيئة صالحة لانعاش الحياة الحزبية، وفتح المجال على مصراعيه امام الحريات بلا تجاوزات، لان المعارضة الوطنية ضمانة اساسية للحفاظ على قوة الدولة، ووسيلة لكبح جماح اى حزب حاكم، يريد او يسعى للاستفراد بمقدرات الوطن. هنا لا بد من الاشارة الى ان ابرز التحديات التي نواجهها في ضوء عمليات التطوير تتمثل في المحافظة على التوازن الدقيق بين مختلف السلطات، بحيث تعمل فيما بينها بفاعلية وتبقى مستقلة في ذات الوقت. ومع ان دستورنا وتشريعاتنا تسهل المحافظة على هذا التوازن، الا ان التجارب الديمقراطية في مختلف دول العالم، وعلى امتداد التاريخ، اظهرت انه من المستحيل لاي دستور او مجموعة تشريعات التنبؤ والتحوط لمختلف الظروف مستقبلا. وبالتالي امامنا الكثير من العمل لبناء حكومة ديمقراطية مكتملة العناصر، وتحقيق هدفنا النهائي المتمثل في تشكيل حكومة برلمانية ناضجة. وليتذكر الساسة ان النجاح في الوصول الى الهدف النهائي للتغيير والاصلاح مرهون بقيام جميع القوى الوطنية  بمسؤولياتهم وادوارهم والارتقاء بها، وبترسيخ القيم والممارسات الديمقراطية والاستمرار في تطويرها ، من خلال بلورة وعي وطني حقيقي يؤمن بالمشاركة ويرفض العنف والاقصاء، ويعمل على ترسيخ ثقافة الحوار والتعايش وقبول الاخر المعارض.. واخيرا كلنا للوطن والوطن لنا، ونتمنى بان نرى معارضة وطنية  قوية مستقبلا. والسلام
هنري سركيس
كركوك/ عرفة

125
من دون معارضة وطنية، يتجه الوطن والشعب ونظامه السياسي الى المجهول!!
1ـ2

منذ سنوات والقوى السياسية العراقية في صراع وجدال مستمر، منشغلون بالمحاصصات والامتيازات وتبديل الادوار في السلطة فيما بينهم من دون معارضة وطنية سياسية،متناسين ما يمر به الوطن والشعب، لانهم بالفعل لم يعلموا او حتى يفهموا اسس ومفاهيم العملية السياسية الديمقراطية.. وبالتالي كان الاجدر بهم ان يدركوا، ان المفاهيم السياسية هي التي تشكل البنية الاساس في تحديد شكل وطبيعة حكومة شراكة وطنية.وايضا لا ننسى ان مفهوم المعارضة واحد من المفاهيم التي لا يكاد يخلو منها اي نظام سياسي مهما بلغت درجة مثاليته، فهذا المفهوم شكل واحدا من المفاهيم المتلازمة والمترابطة مع الحكومة، اي ان الحكومة دائما يواكبها ويلازمها مفهوم المعارضة، لكونها الاداة التي من خلالها يتم كبح جماح اي حكومة ما. ولا احد يختلف على اننا محتاجون فعلا الى وقفة صريحة مع الذات، للخروج من من هذا المازق والمستنقع الذي لا زالنا متعلقين فيه منذ سنوات. وبكل صراحة على القوى السياسية العراقية بكل تنوعاتها وتوجهاتها السياسية وانتمائتها العقائدية لابد ان تقف اليوم الى جانب المشروع التغييري والاصلاحي الجديد لاخراج الوطن من ماساته. ومن المؤكد ان اتفاق القوى السياسية فيما بينهم يفتح افاق مشرقة للعملية السياسية الديمقراطية الصحيحة، لان الديمقراطية ليست وصفة سحرية تقتنى من الاسواق وبالتالي يتم تطبيقها على مجتمع في طريق التمدن ، وانما هي غنى اخلاقي وسلوك وممارسات طوعية تنبعث من الداخل ، وكما هي رغبة جامحة وقوة خفية تدفع المغرم بالديمقراطية الى فك ارتباطاته مع الظلم والاستبداد والاستفراد، لانه يحب الاخر ويرغب في خدمته لا استغلاله.  ومن المعلوم ان احدى اهم القنوات لتطوير وتقديم عملية المصالحة الوطنية والتغيير السياسي وحمايته من اي ضعف او تراخي اوتراجع، لابد من وجود قوى سياسية معارضة تمارس عملها السياسي بحرية تامة، تستطيع ان تراقب اداء وعمل الحكومة الوطنية الجديدة المرتقبة التي لا يزال يحلم بها الشعب والمفقودة حتى اليوم، وايضا، اي المعارضة السياسية عليها القيام بممارسة عملية نقد موضوعي لاي قرار او اجراء تقدم عليه السلطة التنفيذية يؤشر على وجود خلل ما في اسلوبها او طريقة معالجتها او في اهدافها النهائية من هذا القرار او الاجراء السياسي او الاقتصادي او حتى الاجتماعي.. وبالتالي انا اعتقد لا معنى للحديث عن الديمقراطية، وعن العمل السياسي المنظم من دون ان تتاح الفرصة للقوى السياسية، بان تلعب دورها في العملية السياسية، وفي صلب هذا الدور ياتي وجودها الدائم في الساحة السياسية العراقية ومسؤوليتها عن المتابعة ومراقبة التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحديد الموقف منها. وتزاد هذه المسؤولية عند مرور الوطن ببعض المنعطفات السياسية والامنية ، والتي تؤشر على وجود بعض المخاطر او تداعيات سلبية، مثلما يحدث الان من تدهور الوضع الامني ولا يزال او في حالات وجود قصور او تراجع على مستوى الحريات العامة للمواطنين وبشكل يتناقض مع مبادىء التغيير والاصلاح السياسي، ويمكن ان يقود هذا القصور الى بعض الاضطرابات والاحتجاجات السياسية، هنا يبرز دور المعارضة واهمية حضورها في عقلنة وهذه الاحتجاجات وتحويلها الى مطالب سياسية في اطار القانون والقابلة للنقاش والتفاهم حولها. اذن المعارضة في هذه الحال يمكن ان تكون صمام امان ضد تحويل اي خلاف او نزاع الى صراع او مواجهة، وهذه الحقيقة هي التي تستدعي من الحكومة ان تتفهم اهمية دور المعارضة، وان اي محاولة للاجهاز عليها او تقزيم دورها تعد في الواقع تشجيعا على اللجوء الى حوار الشارع كما يسميها البعض واختيار طريق المواجهة. وان القوى السياسية والمعارضة الواعية تدرك جيدا، انه بقدر ما تكون مسؤولتها كشف النواقص والسلبيات، عليها ايضا المشاركة في تقديم الحلول والمقترحات التي يمكن ان تسهم في علاج اي ازمة طارئة او التقليل من انعكاساتها السلبية على الوطن والشعب، بغير ذلك تكون هذه المعارضة قوى سلبية وتتحول الى عبء على العمل  السياسي الوطني، ولا يمكن الوثوق في نياتها او في صدقية شعاراتها، وهذا يمثل احد المفاتيح المهمة لدخول بوابة بناء الثقة بين القوى المعارضة والحكومة المنتخبة، والوصول الى نقطة التوازن المطلوبة لنجاح العملية السياسية الديمقراطية في الوطن، عندما يتحقق مستوى من الضمان الذي يصون عملية التغيير والاصلاح السياسي الديمقراطي، ويحفضها من اي تراجع او انحراف او اخفاق، وفي الوقت نفسه يصون العمل السياسي الذي تمارسه القوى لاسياسية من اي غلو او شطط، ويمكن بلوغ نقطة التوازن هذه فقط عندما تنظر الحكومة الى القوى السياسية والمعارضة باعتبارهما شريكا وليس منافسا في العملية السياسية، فالمعارضة هي في نهاية المطاف وسيلة وادة للتغيير، اذا وجدت في نظام سياسي ديمقراطي يعترف بشرعيتها ويحترم حقوقها. ولابد ان نعلم جميعا لطالما هناك سياسة وعمل سياسي، لابد اقرار بوجود معارضة باعتبارها التعبير الحقيقي عن هذه السياسة، بمعنى ان المعارضة، لا يمكن ان تكون وفق مزاج واهواء الحكومة او تنشا وفق قياساتها للدفاع عن ممارساتها او تبرير قراراتها وسياساتها القائمة، انما دورها هو الدعوة والمطالبة بتغيير تلك الاوضاع وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية نحو الافضل. يتبع ج2
هنري سركيس
كركوك
[/pre]

126
خطابنا القومي العاطفي.. وعملنا الحزبي والسياسي المتعثر..!!

ليس بمقدور سياسيي شعبنا ان يفهموا الحقيقة بذاتها، لماذا فشل خطابنا وتدهور عملنا القومي والسياسي الى اليوم. ولكن اعود واقول، ان سبب فشلنا وتكالب اعداء امتنا علينا، يعود في الدرجة الاولى، الى فرقتنا وتغليب المصالح الفردية والشخصية على المصالح العليا، فوحدتنا القومية تعتبر اهم اسرار مناعة عملنا وقوتنا. وكما قال الشاعر( تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً   وإذا افترقن تكسرت أحادا). وايضا لم يحاولوا زعمائنا المناضلين ان يدركوا ديناميكية العلاقات السياسية والصراعية التي تدور على مستوى القضية وتبعاتها. لقد اصبحت قضيتنا القومية منذ زمن اسيرة الحلول وما زالت، ولعل من اصعب الامور التي تواجه قضيتنا القومية والسياسية، هي ان  خطابنا وعملنا القومي والسياسي  اصبح ذات مصالح شخصية، ولعل الاصعب من هذا هو ، عدم رسوخ فكر بعض ساستنا على تاصيل فلسفي، اي عدم وجود جذور فلسفية قوية يستندون اليها، مما جعلهم في الكثير من الاحيان يعملون من دون اهداف  وتركيز، لان طرق تفكيرهم وضعي وهش، ولا يمثل ضرورة لعقلهم السياسي  والفلسفة السياسية. وانني حينما كنت ابحث ولازلت ابحث عن مسالة العمل في ساحتنا القومية ، توقعت مسبقا بان اصطدم بمفهوم العمل القومي والسياسي الخاص الذي يوجه فكرنا السياسي الى المصالح. وبالتالي وصلت الى قناعة من ان ينطلق خطابنا وعملنا القومي والسياسي  من نظرة فلسفية سياسية تلم بكافة الاحداث وتفرعاتها وتاثيراتها. اذن  نحن امام معادلة لا يمكن تجاوزها حتى يصبح خطابنا وعملنا ايجابيا،حيث تستند هذه المعادلة الى جذور قوية قادرة على انتاج واستنبات سياسة قوية. صحيح ان الاحداث التي تجري في الوطن معقد ومفعم بالاحداث التي تستوجب اتخاذ قرارات، بما يخدم مصلحتنا القومية ووجودنا،وعليه ان نفكر ونبدع ونناضل من اجل خطاب وعمل قومي سياسي جديد يخدم قضيتنا وطموحات شعبنا، في هذا الزمن الصعب والمتكالب. لان واقعنا وفي غضم هذه الظروف التي نعيشها، لا ينسجم والرؤية الجديدة لحل صراعاتنا الداخلية، ، خصوصا ان قواعد اختلافاتنا قد انتفت لتحل محلها قواعد وانماط الخلاف على اساس الاقصاء الذي يقوم على قواعد الادارة العنفية للاختلاف وليس على قاعدة الادارة السلمية لهذا الاختلاف. ليس المقصود هنا، اصدار احكام تقيمية على الخطاب  والعمل وما ينتجه عنهما ، فليس المسعى دراسة مضمون خطابنا وعملنا كاراء وافكار ونظريات، انما فقط تجريد بنى هذا الخطاب والعمل، ومن ثم تحليل اشكالاتهما، وتحديدا الخطاب المنتج من جانب الذات القومية والموجه الى المختلف معه ويشكل الجانب الاخر من نفس الذات. اذا فان ذلك هو محاولة تتوسل الموضوعية، لتوصيف ربما يكون اضافيا لجانب من حالة عجزنا السياسي ، الذي افرز حالة واضحة من القنوط المدمر الذي تعيشه احزابنا القومية، ربما بلغ مبلغا ليس له مثيل على سنوات من العمل النضالي..ومع ذلك ليس ثمة ادعاء بان معضلتنا القومية بكل مكوناتها السياسية والاجتماعية والثقافية، هي معضلة خطابنا السياسي الموجه لذاتنا الفردية المغلقة، فمن العسف اختزالها في ذلك، وانما من دون شك هو احد اسباب هذه المعضلة، لان خطابنا كما هو انعكاس للحالة والواقع ومنتجاته، فهو ايضا منتجا للرؤى ووسيلة واسلوبا للتعبير عن هذه الرؤى وهذه الحالة برمتها.فهذا الخطاب اسهم في انتاج ما يمكن وصفه اقرب الى كارثة قومية  من تحقيق انجازات قومية لشعبنا. فما يجري على الساحة السياسية الحزبية والقومية، من اشكاليات صورية، وتخبطات فكرية وعملية انتج خطابا وعملا سياسيا قوميا هشا وضعيفا، على مستوى المضمون وعلى مستوى الفعل والممارسة، خطابا متعددا متناقصا متغايرا متباينا مناقضا لذاته صراعيا بين مكونات الذات التي يفترض ان يعبر عنها في اطار جماعي وحدوي، فالمشكلة او الاشكالية بتعبير ادق، تكمن في كيف نوحد خطابنا وعملنا القومي والسياسي، فكل حزب له رؤيته ووجهة نظره. وبالتالي  ان السبيل الوحيد الى نهضة قضيتنا القومية، تبدا بنهضتنا الفكرية،ونهضتنا الفكرية تبدا باعلاء من شان عقولنا وفكرنا،فعقولنا لابد وان تكون مطلقة لانه يكون المفتاح الذي من خلاله نفتح ابواب النضال من جديد، وافكارنا تعتبر ثمرة عقولنا التي بها نستديم عملنا. وبالتالي لابد ان يكون علمنا مليء بالبراهين وافعال خارجة عن العاطفة، وايضا ومن خلال ما تقدمنا، ان الرغبة في تجاوز هذه الاشكاليات، وان نخرج من الافعال العشوائية التي تصيب مرة، لتخطىء بعدها الالاف المرات. ان كل لحظة من نضالنا القومي  والسياسي  الذي نخوضه وبهذا المستوى المتدني، اعتقد لا يجلب نفعا لامتنا، هو يعتبر هدر يضيع في خان الخسارة والتراجع، ومن الصعب استعاده من جديد، ولكن معتاد لدى سياسيي شعبنا ومن هم حاملين عبء العمل في ايامنا هذه، هو القول الذي لا  يترتب عليه عمل. فالواجب ان يرد على اصحابه مصحوبا بالملامة كما يقال، ولكن لا يحدث فغالب افعال سياسيي شعبنا تبدو عاطفية اكثر منها جدية، من اجل استثار العواطف لا استجاشة العقول،وايضا غالبا اصبح خطاب البعض الساسة استمالة للمشاعر بالاماني البعيدة المنال لا تحفيز الهمم لبلوغ المقاصد التي قد تنال. وافة خطابنا القومي هو التفكير العاطفي الذي لا يتحرى مناسبة الفكرة لزمانها ولمكانها ولشعبنا، بل يطلق القول على عواهنه لان المقصود هو تنقية العواطف لا تشحيذ الاذهان واثراء الوجدان. وحفز الهمة والارادة ليتحرك المناضل السياسي الى هدف معلوم يدرك تمام الادراك انه بالمتناول ان لم يكن عبر شوط واحد فعبر اشواط. اننا ندرك ان حل المعضلة القومية وتفكيكها، لا يكون فقط بمجرد انتاج خطاب سياسي قومي اشوري تواصلي مع كل مكونات الذات، وانما حتما من خلال اعادة انتاج مشروع قومي سياسي فاعل وحدوي واضح البنى والمعالم  ومحدد الاهداف بثوابته ومتغيراته، ومحدد المنهاج بكل مكوناته السلمية وغير السلمية قائم على متمكنات التاريخ في الزمان والمكان وتصورات المستقبل. فان انتاج خطاب قومي وعمل سياسي فاعل هو احدى تلك البنى لمشروعنا القومي والسياسي المعاد تحقيقه ، اذ ان التموضع حول خطابنا وعملنا في الوقت الراهن وبنفس ادواته وبنفس محتواه وبذات منتجاته، فانه سيكون من دون ريب عائقا ومعوقا خطيرا امام نضالنا القومي النهضوي الجديد.والسلام
هنري سركيس
كركوك/ عرفة

127
متى يفهموا زعمائنا السياسيين الفلسفة؟.

يقول ديكارت( أن يعيش الإنسان بدون تفلسف فهو حقاً كمن يظلّ مغمضاً عينيه لا يحاول أن يفتحهما. والتلذذ برؤية كل ما سيكشفه البصر، لا يمكن أن يقارن بالرضا الذي يُناَل من معرفة الأشياء التي تنكشف لنا بالفلسفة). الى لحد اليوم لا نعلم ما هي مشلكتنا القومية التي نعاني منها كامة وشعب،هل تكمن في تخلف زعمائنا السياسيين عن الفكر الفلسفي ومفهومه؟.ام في ضعف  وجهل في رؤيتهم في التعامل مع  الاحداث وما تمر به قضيتنا القومية،  وذلك على عكس  زعماء وسياسيي شعوب الاخر المتقدمة، حيث تسود الفلسفة التي تغذي العقلية الديناميكية المرنة التي تقبل بالمراجعة والتصحيح والاصلاح المستمر، كما تقبل بالحوار والنقاش الحداثوي  الديمقراطي، ولكن مع الاسف الشديد، وبالرغم من النكبات والماسي التي تحدق بشعبنا، لا يزال البعض من سياسيي شعبنا، مشنغلون بصراعاتهم وبمصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة. نقول لهم ان يعلموا جيدا ويفهموا ان لا ديمقراطية ولا شفافية دون ثقافة فلسفية. وكما يقول اندريه كونت (ان الفلسفة تحديدا هي أن نفكر بأنفسنا، وبشكل ذاتي مستقل عن كل المسلمات المسبقة سواء أكانت ذات طبيعة لاهوتية غيبية أم تحزبية سياسية ضيقة. فالفلسفة ليست فقط مغامرة في المجهول، وإنما هي أيضا جهد وعمل، وقراءات كثيرة وصبر). وللفلسفة خصائص وطبيعة ظاهرة، لا يمكن تجاهلها او انقاصها. ومنها وعلى سبيل المثال، لا الحصر انها تعتمد على التركيب والتوليف العقلاني البعيد عن العشوائية الاعتباطية. انها في اساسها فكر عقلاني مادي شمولي يقوم على الدياليكتيكية، بعيد كل البعد عن السطح في بحث اي ظاهرة. فهدفها العمق والتعمق في الظواهر بجميع اشكالها في محاولة لسبر اغوارها ومعرفة مكنونات الاشياء ومدلولاتها. والفلسفة السياسية التي نرغب بها لابد ان تهدف خلافا للفكر السياسي، الى استبدال الظن باليقين،وعلى التعمق بالاراء السياسية وتفسيراتها. لذا فكل فلسفة سياسية هي فكر سياسي، لكن ليس كل فكر سياسي فلسفة سياسية،والنظرية السياسية خالية من القيم الفلسفية والايديولوجية الظاهرة، وخالية من عوامل التبرير والعمل، وتقتصر على الاتجاه الاثباتي المدعوم بالبيان المحض.  اذن الفلسفة هي النور، وهي العقل، وهي الاشعاع، فما على زعماء احزابنا القومية، الا ان يخرجوا من انفاقهم المظلمة ويتخلصون من اوهامهم وقصورهم الادراكي ويتشجعون ليبصروا حقيقة  اعمالهم وما يقومون به لشعبهم بعين العقل، تلك هي الحقيقة والاستعمال العلني للعقل الفلسفي  للسياسي والمناضل القومي ، لا كما  البعض الذين لا يزالوا يعيشون في عصور القرون الوسطى، والمتشبثين بدغمائيتهم المتحجرة والمتوهمة في حلم اليقظة. اذن العمل القومي والسياسي الذي يتاخذونه زعماء شعبنا ، قد يكون كثيرا ما يكون غير صادق  وغير مسؤول، وبالتالي تثني من عزيمتهم عن مواصلة النضال الى ما لا نهايته، كما حدث للبعض الزعماء والسياسيين الجبناء، الذين تركوا الساحة القومية والسياسية، بعد ان حققوا مصالحهم الشخصية.وبالتالي نقول للبعض المتبقي،  ان يتحملوا ويفهموا الفلسفة من اوسع ابوابها،من اجل ان يصلوا الى ما يناضلون من اجله. وذلك لان الفلسفة هي جوهر المعرفة، والواقع ان الفلسفة ليست علما، وليست حتى معرفة بالمعنى الحصري للكلمة، وانما هي تامل عميق بجميع العلوم والمعارف المتراكمة والمتوافرة في زمن الماضي والحاضر . وبالتالي زعماء امتنا ، يعتبرون اليوم اذا صح التوصيف، قدوة النضال والمدافعين عن امال وطموحات وهموم شعبنا وقضيته، هذا ما يجعلهم يفكرون ويعملون باخلاص وايمان وقوة، ، واني على يقين ان مفهوم وتعاليم الفلسفة سوف تحررهم من اهوائهم ومزاجياتهم وعصبياتهم ودكتاتورياتهم، لان الفلسفة هي عبارة عن معركة نضالية، وسلاحها هو العقل. فمصير قضيتنا القومية وامتنا وشعبنا، مرهون ومتوقف على مدى الجدية لزعمائنا السياسيين في العمل والتصرف، وليس فقط ان يجتمعوا ويصدروا البيانات في المناسبات، بعدها يتفرقوا في الاعمال والافعال،هذا اذا كانوا فعلا يعملون من اجل هذه الامة والشعب.!! وختاما نقول على زعمائنا السياسيين الذين لا يزالوا يحملون عبء قضيتنا القومية كما يدعون، و في هذه المرحلة الحرجة  والحساسة التي تمر بها قضيتنا ووجودنا، عليهم ان يبذلوا جهودهم الجبارة ويناضلوا ضد ذاتهم اولا، وميولهم ومصالحهم وانانيتهم ثانيا، ولا يمكن لهم بان يكونوا صالحين، الا اذا انتصروا على انفسهم، وتجاوزوا على نواقصهم، لان فلسفة العمل القومي والسياسي ينبغي ان يكون لصالح امتنا وشعبنا ومجاني، اي ان لا يفكروا دائما  بالربح من ورائه ولا منفعة منه. فمتى يا زعماء شعبنا تدركوا وتعوا، انه لا يمكن الغاء واقصاء الاخر، ولا يمكن فرض راي دون راي اخر، ومتى تفهموا اننا جميعا في مركب واحد، ولا بد من التوحد قبل ان نغرق جميعا.!! والسلام
هنري سركيس
كركوك/ عرفة










128
احزابنا القومية والاستراتيجية المفقودة..!!

قبل الكتابة هذا المقال، لابد لي ان اقدم اعتذاري للزعامات احزابنا القومية ومؤسساتنا القومية، لانه قد يكون طرح لمثل هذا الموضوع ليس في اوانه في نظرهم ، لكن للضرورة احكام كما يقال، ولاجل وضع اسس صحيحة للاستراتيجية  الجديدة واهميتها  ووجودها في عملنا الحزبي والسياسي..ان الغاية من قراءة اي موضوع ابداعي، هو الاحتفاء بمضمونه، لاهميته واستنطاق محتواه ضمن مستويات الفهم والتحليل، ثم الوصول الى رؤية حقيقية وهي خلاصة الفهم الشامل والكامل للقراءة الدقيقة في نواحي الدلالة والقصد والغاية من كتابته في هذا الوقت بالذات.ان تراجع عملنا الحزبي والسياسي، يكمن في فقدان  الاستراتيجية المطلوبة في التعامل مع جميع قضايانا القومية المصيرية،مما ادى بذلك الى انحرافنا عن الطريق المستقيم، والذي جلب  بدروه لامتنا وشعبنا كل هذه المصائب والويلات. وبالتالي اصبحت مسيرتنا القومية تعيش فترة ضياع والتشتت. وعلى كل حال تفرض الاوضاع السياسية المتخبطة والتحديات المتجددة والمتغيرات المتسارعة ، التي نمر بها كشعب وقضية، حان الوقت لنقول بان الحاجة اصبحت ضرورية لاحزابنا القومية العاملة على الساحة السياسية، الى خطط استراتيجية مرنة ومستمرة، وتفكير عقلاني ناضج من اجل انجاحها، ولكن هذا الشيء مع الاسف الشديد، مفقود لدى احزابنا ومؤسساتنا القومية في الوقت الراهن، لانهم منشغلون  ببناء تشكيلات عسكرية. وما يهمنا هنا ان نحاول بقدر الامكان ان نعرج قليلا بما يخص قضيتنا القومية والتخطيط الاستراتيجي المطلوب في عملنا السياسي والذي يمثل الخط العام، لاحزابنا ومؤسساتنا القومية، والتي تحتاج فعلا  لمراجعة منهاجها وبرامجها السياسية اذا  كانت موجودة لحد اللحظة، ومن ثم اقرار ما اذا كانت بحاجة الى العديل او التغيير ام لا؟ وبعدها بمقدورهم ان يقرروا رؤيتهم باتجاه المستقبل، لان مراجعة لمثل هذه الامور والسعي لتعديلها من اولويات التفكير والعمل الاستراتيجي. وفي حقيقة الامر، ان تجربتنا القومية والسياسية في اقليم كوردستان بشكل خاص، والعراق بشكل عام منذ سنوات، وحتى سقوط النظام البعثي الشمولي، اثبتت بشكل واضح وجلي، انها فاقدة للرؤية السياسية الناضجة، بسبب قلة الخبرة والضعف، وعدم وضوح في مناهجها السياسية والفكرية، وعدم قدرتها على اعادة توازنها وحشدها باتجاه الفعل الايجابي المطلوب، لانجاز ما لم يتحقق انجازه، وايضا عدم نجاح احزابنا القومية في اداء مهامها القومي والسياسي، يعود ذلك الى عدم وجود الاستراتيجية الواضحة في العمل الحزبي، لان نظرة الزعامات القيادية الحزبية للعملية السياسية، نظرة انية وقصيرة، من قلة الخبرة الحزبية والتجربة السياسية، ثم الاعتماد على الارادة السياسية لبعض الاطراف التي تبحث مصالحها الخاصة فقط، دون مصلحة شعبنا الاشوري، ودون اهتمام للمستقبل السياسي القومي لامتنا. ولهذه الاسباب لم تحقق نخبنا الحزبية والسياسية، نجاحا باهرا في عملهم النضالي والسياسي. وبالتالي على زعامات احزابنا، بحاجة الى صنع الامل لقضيتنا وشعبنا، والاعتماد على القدرات الذاتية في التفكير والتخطيط، وعليه ان تطلق اقصى طاقاتها وتفعيل الياتها، والامل يحتاج الى العناصر والاركان الاساسية اللازمة لصناعته، ويتطلب ايضا الحفاظ على سلامة الوعاء القومي، والتمسك بثوابته بالاخلاص وصدق والتفاني والتعاضد والتعقل بمعطيات الحاضر الذي نحن فيه. اذن نؤكد هنا ليس عيبا ان تراجع زعاماتنا الحزبية انفسهم اولا لايجاد الحلول واعادة ترتيب اوراقهم ثانيا، والعمل على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفق هذه القاعدة المعمولة بها دوليا، نحن بحاجة ماسة الى ايجاد استراتيجية قومية شاملة وصولا الى هذا المفهوم. وكما نعلم ان اساسيات القيادة والعمل السياسي الناجح، لابد ان يستند الى الاركان المهمة، ومنها الكوادر النضالية الشابة والكفوءة، والعقل السياسي الناضج، ووحدة الخطاب السياسي، عند ذلك تكون رؤيتنا واضحة وناجحة لمستقبل شعبنا في مواجهة كل المعرقلات والمخاطر والتحديات التي تهدد وجودنا على ارض الوطن.  وعلى كل حال لابد ان يكون لنا تفكير استراتيجي، الذي يتمكن على توحيد مختلف رؤنا وطروحاتنا الغامضة والمعقدة،مع الاخذ في نظر الاعتبار الماضي والحاضر والمستقبل، وتقييم كل اعمالنا ومعالجة كل اخطائنا. وان تفكيرنا الاستراتيجي الذي نقصده لابد ان يعتمد ايضا على الابتكار وتقديم افكار جديدة تخدم قضيتنا القومية.  وبالتالي نقول، ان التخطيط  والتفكير الاستراتيجي العلمي احد السمات الرئيسية، لاي عمل قومي وسياسي في عصر التقدم والحداثة، ويعتبر اساس الناجح لتحقيق الاهداف القومية والحقوق المنشودة. لذلك فانه يتطلب قدرات خاصة على التوقع والتنبؤ فيما يتعلق بالمستقبل قضيتنا ووجودنا.‏ وبالتالي ان التخطط العلمي المدروس، يعتبر عملية ذهنية تتطلب تفكيرا منطقيا، ورؤية مستقبيلة ثاقبة، وتحديدا دقيقا للاهداف، ودراسة عملية متكاملة لتحديد البدائل وتقييمها، والتنبؤ بالنتائج المتوقعة واختيار افضل البدائل لتحقيق ما نرنو اليه، في اطار الامكانيات المتوفرة لدينا في الوقت الراهن والمنتظر، من خلال برامج  دقيقة ومحدد للمرحلة الانية والاساليب الواجب اتباعها لمواجهة كافة الاحتمالات التي تقف في طريق عملنا ومسيرتنا القومية، بمعنى التفكير قبل الاداء، والاداء في ضوء الحقائق. اذن التخطيط كما يقال ( دراسة الواقع بكل أبعاده ومظاهره، من قوة وضعف ، وتحديات وفرص ، ورسم رؤى وأهداف مستقبلية بناءً على ذلك، ومن ثم وضع برامج عملية تساعد على الانتقال إلى المستقبل المنشود). وبالتالي لابد ان ينطلق تفكيرنا الاستراتيجي من التامل العميق لاستشراف المستقبل وتحديد الاتجاه الصحيح، الذي يقود احزابنا القومية للاستفادة من الفرص ومواجهة التحديات والمتغيرات المستقبلية، وعلى احزابنا القومية بان ترسم في سياساتها خطوات مناسبة، والتي تحول رؤيتها وعملها الى واقع افضل، يؤدي الى رفع كفائتها العملية ونشاطاتها المستقبلية. وعلى ضوء ذلك، فان التخطيط يعتبر اسلوب الانجح للربط بين اهدافها وما تناضل من اجله، وايضا بين اجراءات يجب ان تتخذها للوصول الى تلك الاهداف، وذلك بالاعتماد على دراسة العملية وتحليل اسباب اخفاقاتها وظواهرها، وتشخيص طبيعة المشكلات والمعرقلات التي تواجهها قضيتنا القومية، والاحتمالات المختلفة التي تاطر عليها، والخيارات البديلة.واني اعتقد بان غايتنا القومية اليوم ، ترتبط بتحقيق الشيء الاهم في تصوري وهو قيمة البقاء، او اذا صح القول المحافظة قدر الامكان على ما تبقى من وجودنا وذاتنا، وايضا سعينا بالتمسك والتشبث بارضنا. من هنا يتضح ان الغاية تمثل الامال والطموحات القومية لشعبنا وامتنا. ،ان الاستراتيجية في جوهرها عبارة، عن اداة للوصول الى تحقيق الاهداف الموضوعة، وهي اداة تقوم على حسابات الواقع والافتراضات النظرية والفكرية المرتبطة بهذه الاهداف، ومن ثم فهي تركز على الاساليب والادوات. وبعبارة اخرى، فان الاستراتيجية عبارة عن علاقة بين الحاضر والمستقبل وهي تحديد للمناهج والادوات على ضوء رؤية مستقبلية للاهداف ونظرة معرفية فلسفية للتطور، وتتضمن بالضرورة ترجيح تصور على اخر وبديل على بديل بناء على هذه الرؤية وهذه النظرة.‏ بحيث ننتقل من فكرة بناء الاجماع الذي يقوم على افتراض توافق المصالح الى فكرة ادارة الخلاف حول المصالح بمستوياتها المختلفة، لان الافتراض الذي سيقوم عليه العمل القومي المشترك خلال المرحلة القادمة، هو افتراض وجود تعارض في المصالح بين احزابنا القومية، وان احد مهام العمل القومي المشترك، اكتشاف مساحات التوافق وتدعيمها وتحديد مساحات التعارض والحد منها وصولا الى نقطة التوازن الملاءمة.‏ وفي سياق متصل ان ما يحدث اليوم في الساحة القومية، من تناحرات ومنافكات والتناطح الاعلامي بين مختلف الشخصيات السياسية الحزبية والقومية، التي تنشر في بعض المواقع بين فترة واخرى، ليس خافيا على المتابعين في هذا الشان، وبالتالي جعلنا في حيرة من امرهمن وكيف لنا ان نصفهم وهم بالامس كانوا يمثلون نفس القيادات الحزبية، ان مثل هذه الحالات افقدت ثقة ابناء شعبنا بتلك القيادات. اذن كم نحن بحاجة الى العقلية القيادية الجماعية بمواصفات زعماء خلدوا بمواقفهم القومية وتركوا بصماتهم يذكرها القاصي والداني. واليوم نحن جميعا نتالم على ما الت اليه اوضاعنا الماساوية، بكافة اوجهها المزرية، وما مر بنا من ازمات وويلات ونكبات وما رافقها من هموم واحزان والام نبكي على اهلنا في جغرافيتنا الذين هربوا وتركوا مدنهم وقراهم ودمرت منازلهم عن بكرة ابيها وهم يعيشون في العراء بصفتهم نازحين مزقتهم وشردتهم وحشية الدول الاسلامية في العراق والشام.وختاما ما نود قوله ان التفكير والتخطيط الاستراتيجي القومي  الذي نقصده، هو ترتيب البيت الداخلي واختيار قيادات سياسية قومية ناضجة، بمشاركة مفكري ومثقفي شعبنا، للتخطيط والدراسة، وما نمر به وما نحتاج اليه،وايضا استخدام علم المستقبل والنظريات والاساليب العلمية الحديثة التي تساعد على ذلك. وبالتالي علينا ان نحدد الاهداف المرجوة في ضوء الامكانات المتيسرة لدينا، لتحقيق هذه الاهداف.لان الاستراتيجية هي منظومة تتكامل بها العلاقات وتوضع لها قيم سلوكية ذات صلة لتحقيق رؤية ومن خلال رسالات تحدد الكيفية لتحقيق تلك الرؤية، وان غيابها سوف يوقعنا في فوضى سياسية لامخرج لها، وسوف تسهم في اضعاف ما تبقى من عملنا ونضالنا. والسلام
هنري سركيس




129
تتحطم الامة وتندحر، عندما لا يتحد سياسيوها ومفكروها ومثقفوها!!.

كتب الاستاذ المهندس قيصر شهباز مقال فكري قيم له، قبل فترة على موقع عنكاوة كوم المؤقر، تحت عنوان(إن رقي الامة متوقٌف على وجودية مفكريها). ارتايت بان احاول من خلال هذا المقال، تبيان  وجهة نظري ورايي،املا وتمكينا له ما استطعت الى ذلك سبيلا. ومن خلال قراءتي ومتابعاتي اليومية لواقعنا القومي اليوم وما يمر به ، ارى ان قضيتنا القومية تتجه نحو الهاوية، من خلال هذه التخبطات والمطبات ، التي لا طعم ولا معنى لها،والكل يغني على ليلاه. في كل حال والاحوال ، وليس بخافي للمتابعين، عبر كل مرحلة من مراحل التاريخي البشري، لن تشرق وتغرب في الارض امم او حضارات، الا وكانت اولى اشعاعاتها من نور واضاءات عقول فلاسفتها ومفكريها ومثقفيها. ولم تنشا قوة عظمى، الا وكان ورائها مفكرين وقادة عقلانيين، لهم رؤيتهم النهضوية التي لا تلبث ان تتجسد على ارض الواقع، ان وجدت من يستنير بضياءها. وايضا ومن خلال التاريخ يعطينا الكثير من النتائج للانتصارات السياسية، التي لم تكن تتحقق الا من خلال العقل والدهاء السياسي، وبالتالي تجنيد العقول المفكرة، وتشجيعها على العمل الجماعي والتفكير والتخطيط المتواصل الدؤوب، الذي لا ينقطع. من هذا المفهوم  وقف الكثير من الملوك والقادة العظماء امام مفكريهم ومثقفيهم وادبائهم بالكثير من الاحترام والتقدير. ويحكى ان الإسكندر المقدوني الذي كان كبير العالم في عصره، اجلس ذات يوم الفيلسوف ارسطو على يمينه، و رئيس الوزراء على يساره، فدخل احد قادة دولته عليه، و راى المشهد فتعجب ، فتوجه الى الاسكندر، وهمس في اذنه بشيء من الاستنكار والدهشة، وقال لملكه كيف تسمح بان يجلس ارسطو على يمينك ورئيس الوزراء على يسارك؟ فما كان من اسكندر الا ان يرد عليه بصوت عالي وقال له( رئيس الوزراء الذي تراه على يساري أنا مَن صنعته، و أستطيع في أقل من دقيقة أن أصنع منك أيضاً رئيساً للوزراء. ولكن مَن يستطيع أن يصنع أرسطو؟ تستطيعون أن تزيحوني عن مكاني هذا و تأخذوه، و تجعلوا مني شخصاً عادياً من عامة الناس، ولكن مَن يستطيع أن يجرِّد أرسطو من خصائصه و موهبته، و يجعله شخصاً عادياً مثلك و مثل رئيس الوزراء؟ رئيس الوزراء هو من إنتاجي، أنا مَن صنعه، ولكن أرسطو هو من إنتاج الخالق و إبداعه). وايضا ما حدث في روسيا حين قتل الشاعر الروسي العظيم بوشكين، هام الروائي العالمي دوستوفسكي على و جهه في الشوراع، يلطم وجهه كالمجنون، و هو يصرخ ( لقد قتلوا روسيا). هذه الامثلة التي انقلها، يبقى مفهومها ومعناها واحد، وهو انهم فعلا كانوا كبارا وعظماء، وكانوا يدركون ان الانسان ان لم ينتصر لقيمه، لا يمكن ان ينتصر في نضاله من اجل قضيته وامته وشعبه، وبالتالي لابد لكل زعيم او قائد سياسي،  ان يدرك ايضا ان نتاج المفكرين والمثقفين واقلامهم، هي التي تهز الدنيا منذ الاف السنينن ولا زالت تهزها، وهي التي حررت الشعوب وبنت الامم ولا تزال ايضا والشواهد على ذلك كثيرة في تاريخ الفكر الانساني.  ولكن ماذا  نقول ونتحدث عن مفكري ومثقفي امتنا، الذين اصبحوا حبيسي مقالاتهم وارائهم فقط على الكتب والمواقع والصحف وعلى رفوف المكاتب من دون الاخذ بها بنظر الاعتبار، فقط اصبحت للاستهلاك الزمني لا اكثر. ان قضية امتنا اعتبرها قضية افكار، وتقتضي منا جميعا الاعتماد على الذات وضرورة العمل على تقريب المسافة بين سياسيينا ومفكرينا ومثقفينا من اجل العمل واتخاذ االقرار الصائب. فنحن نملك وسائل التغيير في كافة مجالات الحياة، ولكن تنقصنا الارادة القوية والتضحية الشجاعة. وبصراحة اننا لانستطيع ان نقنع شعبنا بنهضة امتنا وقضيتنا القومية ومستوياتها التنظيرية، الى واقع افضل ونقتنع بجدواه وضرورته، ونحن نعيش حالة الانقسام  والصراعات الداخلية. فان الخطا الكبير الذي وقعت فيه احزابنا القومية ، انها لم تعطي لانشطتها العملية بطانة فكرية مرسومة بعناية في ضوء الثوابت الشرعية ومطالب اللحظة التاريخية وتحدياتها، كما ان احزابنا القومية لم تعمل على التعاون والتنسيق والتكامل فيما بينها، على امتداد هذه السنوات من العمل القومي، فتفتت قوانا واهدرنا الكثير من الطاقات في صورة لم تشهدها امتنا وقضيتنا من قبل.. ونعود ونقول اذا كنا فعلا نرغب لامتنا وقضيتنا القومية ان تتطور وتتقدم الى الامام، لابد من ايجاد حلول ايجابية تتوافق مع واقعنا الذي نعيشه، وبعيدا عن الطرق الملتوية والمغلقة، وعلينا ان ننطلق وفق منظومة محددة، وعلى خطى ثابتة ومستمرة، ولكن ان تقودها في هذه المرحلة نخبة من العقول النيرة والمفكرة، فتقوم بالتخطيط لها ودراسة استراتيجيتها وفق اسس سليمة، فيختصروا بتواصلهم المستمر سنين النضال الطويلة ويلملمون ايام الشتات. الكل يعلم لكل امة عريقة لها تاريخ وحضارة، وان تاريخ امتنا وقضيتنا السياسية، كان ولا يزال مملوئة بالتقدم والتراجع على مر العصور وايضا كانت لها انتصارات وانكسارات، والاقبال والادبار، وليس كما يظن البعض اننا نتحدر في سلسلة متواصلة من التراجع والتخلف. ولكن اذا كنا مقتنعين ونستطيع ان نعيد لامتنا امجادها وعظمتها.وبما اننا كامة حية وقضية شعب نعيش اليوم تحت وطاة ومرحلة جديدة وانتقالية للعالم الجديد، وتحت ضغوط صورته كي يتعايش معها، فان هذا كله يفرض علينا ان نتحرك بسرعة وفاعلية، وان نواجه هذه التحديات ونتعامل مع معطياته، وان نتسلح بلغة العقل والفكر في ظل هذه الاحداث الدراماتيكية المتسارعة.لذا يتوجب علينا ان نعمل بجد وجهد، وان نبتعد قدر الامكان التناحرات والتنافرات والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة، والصراع من اجل الكراسي والمناصب هنا وهناك، وان ننهي هذا التخاصم الاخوي ، الذي اصبح داء من دون دواء في جسد امتنا وقضيتنا القومية اليوم. ومن اجل تحقيق ما نرنو اليه، فانه يجب علينا جميعا، ان نستغل جميع طاقاتنا وامكانياتنا الفكرية والثقافيةالمتاحة، لا سيما جمع مفكري ومثقفي شعبنا اينما كانوا، تحت سقف واحد موحد، من اجل التواصل والعمل فيتابعون كل الاحداث التي تمر بها امتنا وقضيتنا القومية، ويتدارسون كل كبيرة وصغيرة بتمعن ودقة، حتى يصلوا الى افضل ما هو ممكن من نتائج وحلول، بما يخدم نضالنا وقضيتنا القومية. بلا شك فانه سيكون ذلك بالغ الاثر في اثراء افكارهم وتلاحقها، بدلا من التفكير الانفرادي السلبي، والذي اعتقد كان احد اهم اسباب فشلنا السياسي والتشتت شعبنا وتراجع قضيتنا القومية وما نمر به في الوقت الراهن. وبالتالي من حسنات ذلك انه سيتسنى لنا كسياسيين ومفكرين ومثقفين، راب اي صدع في جدار قضيتنا القومية وعملنا النضالي. انا اقترح بان تواصل سياسيي ومفكري ومثقفي امتنا وتكاتفهم المستمر سيشكل لنا جبهة راسخة وقلعة محصنة على الدوام، فتكون سدا منيعا امام اعداء امتنا وقضيتنا القومية. ونفشل كل مخطط يعادي تواجدنا ويقلل من شان قضيتنا وما نناضل من اجله، بصراحة هناك مخططات تنسج هنا وهناك من اجل القضاء على ما تبقى لنا من قضية وتاريخ، ولكن مع الاسف نحن غافلون، لان اعدائنا يرغبون بعدم تحركنا، الا حينما تحل النازلة علينا في مضاربنا. ومسك الختام لا نرغب ولا نتمنى، بان تكون لنا امة قيد الوجود والحياة، لكن لا يكون لها وزن، ولا نرغب بامة لا تاثير ولا دور لها كباقي الامم. والسلام
هنري سركيس



130
الفوضى الخلاقة، وسياسة العم سام في  التدمير والخراب الى الاصلاح والاعمار.

كا هو معلوم لا صداقة دائمة في السياسية، ولا حلفاء للابد، وانما مصالح في العلاقات بين الدول.والذي يتابع الاحداث الجارية منذ سنوات على الساحة الدولية، لابد للوهلة الاولى ان يقف ويتامل ويحلل ويستنتج بتفكيره الى قناعة، بان هناك فعلا فوضى خلاقة تعصف بتداعياتها منطقة الاشرق الاوسط بشكل عام والدول العربية بشكل خاص، ومخطط لها منذ سنوات واليوم تطبق بحذافيرها على الواقع، بعد ان حولت بعض الدول العربية في الوقت الراهن الى ساحات الاقتتال بلا افق، سوى المزيد من القتل والتدمير واستنزاف المال والاقتصاد لهذه الدول، و ايصالها الى الخراب والتخلف والهلاك، وبالتالي استيقاظ كل النعرات القومية والطائفية والمذهبية وحتى الدينية، والتي كانت نائمة لقرون، ولو لا دكتاتورية وشمولية بعض الانظمة الفاشية وفقرها الفكري لما وصلت دولهم  وشعوبهم الى هذا الانحطاط  والماسي..لنعود الى الماضي قليلا ونتذكر اعوام الثمانينات ، حينما وافق الكونكرس الامريكي، بالاجماع  على مشروع صاغه المستشرق البريطاني الاصل( برنارد لويس, اليهودي الديانه, اسرائيلي  الانتماء, الامريكي الجنسية. هذا المشروع, والذي اطلق عليه اسم، حدود الدم.  يهدف الى تقسيم و تفتيت الدول العربية الى دويلات  على اساس ديني و مذهبي و طائفي). ان علاقة الادارة الامريكية في وقتها واليوم، باحزاب الاسلام السياسي ليست وليدة الساعة واليوم، فبعد الحرب العالمية الثانية قامت السياسة العم سام في الشرق الاوسط على ثلاثة ثوابت، احتواء النفوذ السوفيتي ، ضمان امن دولة اسرائيل وتفوقها العسكري وحماية المصالح العم سام  في المنطقة ، لا بل انها بدات مع بدايات الحرب الباردة ، حين احتدم الصراع بين المعسكر الغربي الذي كانت تقوده الولايات المتحدة الامريكية، وبين المعسكر الشرقي الذي تقوده الاتحاد السوفيتي السابق.. ففي ذلك الصراع انشات امريكا او بالاحرى ساعدت على انشاء تنظيمات اسلامية كسد واق ضد المد الشيوعي الذي اتسع في انحاء العالم العربي.  ربما يعتقد الكثيرون ان مصطلح الفوضى الخلاقة مصطلح جديد ظهر بعد التفرد العم سام بزعامة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.ولكن الواقع ليس كذلك، لا بل ان المصطلح ظهر لاول مرة عام 1902م على يد مؤرخ امريكي يدعى( تاير ماهان، وقد توسع الامريكي مايكل ليدين فاسماها الفوضى البناءة او التدمير البناء)، بمعنى اشاعة الفوضى، وتدمير كل ما هو قائم، ومن ثم اعادة البناء حسب المخطط الذي يخدم مصالح القوى المتنفذة،وبالتالي ايصال هذه الدول، الى اقصى درجات الفوضى المتمثلة في العنف الهائل واراقة الدماء، واشاعة اكبر قدر ممكن من الخوف لدى شعوبها ، فانه يصبح من الممكن بناؤها من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الجميع. في شهر أبريل من عام 2005 قامت (كوندوليزا رايس بالتصريح لصحيفة الواشنطن بوست الامريكية بأن مبدأ الفوضى الخلاقة يتم تطبيقه بحذافيره في حرب أمريكا على الإرهاب، والمبدأ يعني إثارة النعرات والأقليات والأثنيات المختلفة في مناطق الصراع وإمدادها بالسلاح على اعتبار أن ذلك سيصل في النهاية للديموقراطية وطبعا لا ينطلي على عاقل أن هذا تخريب مُتعمد وليس فوضى خلاقة غرضه تأجيج الصراعات لإيجاد حُجة للتدخل والسيطرة على زمام الحكم واللعب بمقدرات الشعوب وتحقيق أهداف أقليمية ومحلية واستراتيجية). وان هذه الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية، هي من نوع الفوضى الخلاقة، التي ربما تنتج في النهاية وضعا افضل مما تعيشه منطقة الشرق الاوسط حاليا اذا صح استعمالها وتطبيقها بالصورة المطلوبة والمرجوة لخدمة الشعوب. الفوضى الخلاقة هو مصطلح في الماسونية و عقائد الالحاد والشرك انتشر هذا المصطلح ابان غزو العراق, ويقصد به احداث حالة اجتماعية و اقتصادية مريحة بعد احداث فوضى مقصودة. وبالتالي ما نود توضيحه في سياق هذا المقال، ان السياسة الادارة الامريكية المعلنة لم تتوقف عند حدود عدم الاعتراض على وصول احزاب الاسلام السياسي الى سدة الحكم، بل تعداه الى مرحلة الدعم والتاييد. وان الموقف الادارة الامريكية السابق والحالي المعلن والغير معلن هو موقف تكتيكي، وان وقوف جبروت الولايات المتحدة الامريكية العلني ضد وصول الاحزاب الاسلامية المتطرفة الى السلطة سيفسر من قبل الاسلاميون بانه موقف معادي للاسلام، وسيشكل خطورة على الامن القومي للولايات المتحدة. وان هناك احتمالات قيام هذه الاحزاب الاسلامية المتطرفة بشن عمليات انتقامية ضد مصالح الولايات المتحدة الامركية اينما وجدت،  وان هذه الاحزاب الاسلامية المتطرفة تمتلك امكانيات التنفيذ كما اثبتت تجربة 11 سبتمبر وغيرها والى اليوم. وبالتالي ومن وجهة نظر الادارة الامريكية، تعتبر هذه الاحزاب المتطرفة الاسلامية في حقيقتها، لا تؤمن بالديمقراطية وتعتبر الديمقراطية وسيلة متاحة للوصول الى السلطة، لذا فانها وبالضرورة ستلجا الى التنكر لمبادىء الديمقراطية بعد وصولها للسلطة، مما يؤدي الى انقلاب الراي الشعبي عليها، ويجعل ليس فقط بسقوطها بل وبموتها، وهذا ما حدث في بعض الدول العربية اليوم. وان لا ننسى الاحزاب الاسلامية مغرية للمواطنين وهي عندما تكون خارج السلطة، ولكنها تصير ممقوتة ما ان تصل الى السلطة، ولهذا فان مساعدتها للوصول الى الحكم هو الحكم عليها بالموت.. فان حاجة الاستراتيجية الامريكية لاحزاب وتنظيمات اسلامية متطرفة لم تنتهي، لان المصالح الحيوية للعم سام المرتبطة عضويا بالوجود الدولة الاسرائيلية تقضي الى اضعاف الدول العربية، وعرقلة لحاقها بركب التقدم والتطور، وان خير من يساعد على تنفيذ هذا الهدف، هو الاحزاب الاسلامية المتطرفة وغيرها، فوصول هذه الاحزاب والتنظيمات الاسلامية الى السلطة في اي بلد سيقود بالضرورة الى اضعاف او انهيار ذلك البلد،وبالتالي خلق حالة من الخنق لجميع الحريات العامة والخاصة، وهذا ما جرى في مصر فترة سنة او اكثر من حكم الاخوان المسلمين، وايضا ما يحدث الان في بعض المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية داعش في العراق وسوريا. هذه هي سياسة الاحزاب الدينية المتطرفة، والتي تحارب من خلال توجهاتها، كل ما هو ديمقراطي وعلماني وما يصب في خانة الحرية الانسانية وتقدمها،وفرض سلوكيات وقوانين محددة على المواطنين فيتحول البلد الى مقبرة للاحياء يغرد فيها الدعاة وحدهم مما، يدفع بالعقول العلمية والكفاءات الى الهجرة بعيدا عن جحيم هذا الحكم الاسلامي المتطرف الجاهلي. فتفرغ الاوطان من عقولها وكوادرها العلمية ، وتبقى هذه الدول تحت حكم الاسلام السياسي المتطرف، الى دول فاشلة تستحق الشفقة لانها ستدار باساليب القرن الجاهلي او اساليب دولة الخلافة، وبالتالي تكون مهددة بالتقسيم. ومن كل هذا وذاك اقول، ان دعم الادارة الامريكية لاحزاب الاسلام السياسي حسب وجهة نظرنا ، هي سياسة استراتيجية تهدف الى تخلف وتمزيق هذه الدول وتفتيتها.(وكما يقال اذا اردت ان توقف الحياة ويتوقف التقدم وينعدم الاستقرار ويسود التخلف في اي بلد ، فما عليك الا ان تسلم السلطة للاحزاب الدينية عندها ستذهلك سرعة تدمير ذلك البلد وتقهقهر الى قرون السحيقة). بالتالي المشكلة الحقيقية التي تواجه تلك السياسة الامريكية الطموحة، تتمثل في كيفية تعاطيها مع المنتوجات الجانبية وغير المحسوبة لعملية التغير بعرض العالم وطوله، من خلال شن حروب هنا وهناك من اجل محاربة الارهاب، هذه المنتوجات التي لا يمكن توقعها او حسابها او اكتشاف النمط الذي تجري على وفقه. واخيرا نقول، فبالفوضى الخلاقة تدمر العراق عن بكرة ابيه وقوضت سبل نهوضه من بين ظهرانيه، وبالتالي وزع الى طوائف ومذاهب واحزاب تتناحر فيما بينها جزئيا او توشك على التناحر الشامل. علينا ان نتامل وننتظر من خلال هذه الفوضى كيف يتطور الفعل والعمل السياسي؟ ـ وكيف تكون مجتمعاتنا في الوقت الراهن والمستقبل؟ـ واين تصل الدول والشعوب المغلوبة على امرهامن هذه الفوضى؟.. والله يكون في عونها. والسلام
هنري سركيس

131
 
حوارنا هو املنا.. ووحدتنا القومية ضمان لمستقبل وجودنا!!.
 
ما تمر به قضيتنا القومية من تصدعات وما يواجهه شعبنا من تحديات. اعتقد لقد ان الاوان بان نفتح الابواب المغلقة، وان نحاول من العام الجديد ان نؤسس لقضيتنا اذا صح التعبير غرفة عمليات للحوار القومي، تمثل احدى علامات التحول الداخلي، ولكنها وفي نفس الوقت قد تثير جدلا حقيقيا حول منطلقاتها ووسائلها واغراضها. اذ ان المناخ الذي تنبثق من هذه الغرفة فكرة الحوار القومي ، كنعكاس لاخفاقاتنا القومية والسياسية في انتاج حلول حاسمة لمشكلاتنا، وكتمظهر للمواجهة المفتوحة بين احزابنا ومؤسساتنا القومية. ليس هناك من ينظر الى فكرة الحوار القومي بحيادية، بل ثمة اجماع على ان هذه الغرفة تمثل احدى منتجاتنا للعام الجديد كمحاولة استثنائية لمعالجة ازمتنا. بمعنى ان منطلقات تاسيس هذا الغرفة، تلفت الى ان اغراضا خاصة يراد من هذا الفكرة تحقيقها، فهي تاتي على خلفية ازمتنا  ذاتها، كما ان الحوار القومي يبقى عنوان الغرفة وغرضها مصوب في الاصل الى معالجة مشكلاتنا وتخبطنا، التي تشهد صراعات خطيرة في بنيانها.فهذا الحوار كما الوحدة القومية  يهدف الى اعادة الاعتبار لقضيتنا وعلى تماسكها، بعد ان بدا واضحا هشاشتنا وعجزنا في احتواء مصادر التهديد لوجودنا. فالحوار القومي الذي نتمناه يراد منه التوصل الى اتفاق جماعي قابل للتطوير امام تحديات داخلية وخارجية غير منظورة تواجهنا. لا حاجة للتحذير هنا بان تاسيس غرفة العلميات هذه للحوار القومي تفقد شعبيتها، كما يفقد عفويتها واستمراريتها وعمقها الاجتماعي والثقافي، وبخاصة حين يتنبه شعبنا الى البعد السياسي للحوار او الاغراض غير المعلنة له. فالحوار والوحدة القومية ، مثالا بارزا، تتكافىء سياسيا في ادراك مفاهيم القيادة ورجالها ، وهذا ما يجعل الحديث عن الحوار والوحدة شديد السطحية والابتذال، ويؤول غالبا الى اطفاء الرغبة في الكتابة والتنظير حولها فضلا عن تبنيها كايديولوجية، فاحوار والوحدة القومية كما يعكسها بعض ، تنزع بطريقة مبتذلة نحو تحقيق تطابق مفتعل بين مفهومي العمل والممارسة . وان هذه الغرفة والتي نحن بصددها، تناى عن اي محاولات لتقويض اسس الحوار القومي الداخلي بين جميع احزابنا ومؤسساتنا القومية والثقافية والفكرية، بل تمثل الفاتات تصحيحية لقضية جوهرية يجب ان تتحول الى مرتكز في شبكة العلاقات الداخلية واطارات يعتصم بها سياسيي ومثقفي شعبنا من اجل معالجة مشكلاتنا الراهنة والمستقبلية .  فالحوار، منزوعا من اغراضه السياسية الخاصة، يمثل مخرجا عاما لقضيتنا القومية، بشرط عدم ابتزازه وابتذاله واخضاعه لرغبة وشروط هذا الحزب او ذاك، او حتى تقييد مساره  واغراضه، لان ذلك من شانه اجهاض مفهوم الحوار القومي في كافة المستويات. فالحوار حين يكون مشروطا بتسوية مشكلاتنا القومية والحزبية ، يصبح اللجوء الى الحوار مستقبلا محفوفا بشبهات السياسة وتدخلاتها وتعقيداتها. ولا اعتقد ان احدا يختلف على حقيقة ان انفراط عقدتنا  وعدم انتظامنا في اطار الوحدة لم ينعكس سلبا فقط على اوضاعنا ، بل تعداه الى الساحة القومية، وبالتالي ان ترتيب بيتنا الداخلي حاجة موضوعية وضرورة قومية ، ولا يصح ان تفسر هذه الدوافع بسوء فهم او شبهة طارئة. لقد فشلنا في تسويق همومنا ورؤانا في الداخل والخارج، وفي كل مرة نطرح فيها وجهة نظر او فكرة جديدة او مطالب تخص شعبنا كنا نتفاجىء بجواب الذي ظل يتكرر على مسامعنا على مدى اعوام ، هل انتم  متوحدون ومتفقون على هذا؟، ولهذا السبب لم تر العديد من افكارنا وطروحاتنا ومطالبنا النور بل اجهضت في مهدها، او بقيت معلقة حتى اللحظة. ومن اجل تعزيز الحوار القومي الموحد ، وتجاوز العديد من المشاكل والازمات ، فاننا احوج ما نكون اليوم الى صياغة رؤية وبناء تصور متكامل من اجل تعامل ايجابي وسياسي واستيعابي مع ظاهرة علمنا القومي. وانطلاقا من هذا الحدث السياسي الهام والنوعي ، نحن بحاجة إلى المزيد من القراءات المتعمقة حوله،وذلك من اجل معرفة ميكانيزمات الفعل والعمل الجماعي،وما هي الدروس والعبر التي نستفيدها نحن في الفضاء السياسي من اجل قضيتنا القومية،وايضا من هذا التحول السياسي الذي نحن بصدده.ثمة داء مازال يستفحل ويتضخم في مسيرتنا القومية،وياخذ ابعادا متعددة ومتنوعةوهو داء الانانية..اذن نقول فالانانية اصبحت كنمط تفكير وسلوك وممارسة في ابعاد مسيرة عملنا المختلفة ، تعد الداء العميق والمزمن الذي يعاني منه واقعنا القومي ، اذ ان تجذر هذا الداء في عقلية بعض الساسة الانتهازيين ، هو الذي فشل ويفشل الكثير من تقدم قضيتنا القومية، ويحول العديد من الطموحات والتطلعات الى امنيات ،لا امال حقيقية على الواقع . وان احتكار المجال القومي والساحة السياسية، وممارسة اقسى انواع واشكال التهميش والاقصاء، يعد من الاسباب الجوهريةالتي ساهمت وتساهم في خلق التوترات.  لذلك فاننا نعتقد ان الخطوة الاولى في اطار مشروع اعادة صوغ نظرية الحوار القومي،هو فتح المجال السياسي، واعتباره من الحقوق العامة التي يستطيع كل مناضل وسياسي قومي ان ينشط فيه ويمارس مسئوولياته في اطاره .وبالتالي ننهي ثقافة الانا السياسية المتعالية على غيرها، والتي لا ترى في الوجود الا مصالحها وتطلعاتها الخاصة، فداء الاختزال يؤدي الى طغيان الانا وجعل تصوراتها  وافكارها هي الصحيحة، وما عداها يعتبر في نظرها خارج منظومة علقيتها ونطاقها. فالاختلاف في حدود الطبيعة ليس مرضا يجب التخلص منه والقضاء عليه، بل هو محرك الشعوب نحو الافضل، ومصدر ديناميتها وهو يقود بالقيادة والادارة الحسنة الى المزيد من النضج والوعي والتكامل. لذلك لابد بان نقول ان الوحدة ليست توحيدا قسريا بين الشعوب والامم، بل هي الاجابة البشرية الواعية عن مفهومها ومتطلباتها. وهناك امم نجحت في ادارة وقيادة اختلافاتها،واتفقت مع بعضها البعض دون ان تتطابق وجهات نظرها في كل شيء. ومسك الختام، يجب ان ينطلق حوارنا القومي من قلب والوجدان والضمير. وان لا يكون هناك غالب ومغلوب، وانما مصالح عليا قومية منفعية  تخدم شعبنا ومستقبله، ولا يعكس الحوار بالضرورة مواقع المتحاورين على الارض والواقع، وانما الرغبة الملحة للمتحاورين في التوافق وتحقيقا لغايات عليا لقضيتنا القومية.اذن فالجميع شركاء اساسيون في هذا الحوار القومي والذي يراد منه صياغة ثقافة جديدة حوارية واشاعة روح الوحدة القومية وانقاذ ما يمكن انقاذه من اجل البقاء والتشبث بالارض، لانه لم يبق لنا وشعبنا خيار اخر. والسلام
هنري سركيس


[/pre]
[/font]

132
جدليتنا والبعض.. بين المواطنة والوطنية.!!!

يقول فولتير.. كم الوطن عزيز على القلوب الشرفاء.. ولكن مازال مفهوما الوطن والمواطنة يقعان في دائرة الغموض، لان مفهوم القبيلة والطائفة والمذهب والعشيرة مازالت متسرطنة وتتغلب للاسف على مفهوم المواطنة والوطنية، في وعي بعض الساسة والقادة ، ان لم يكن جميعهم. ان شعورنا القومي او المسيحي، وبانتمائنا وولائنا للارض التي عشنا وترعرعنا بها، ضمن الوطن، له منتوجه التراثي والحضاري والفكري، وتقاليده وعاداته، وبلورة العلاقة الجدلية بين الوطن ووجودنا، وما يترتب عليها من التزامات وحقوق وواجبات تعزز وتقوي اواصر هذه التعايش والعلاقة الانسانية الاجتماعية ، التي تحفظ لنا حقوقنا وواجباتنا وتوفر لنا الطمانينة والمحافظة على كياننا القومي  والديني والفكري والتاريخي، بمعزل عن الخوف والقلق والاضطهاد  والقتل على العقيدة والهوية.. لابد بان نقول بان تبلور مفهوم الوطن بعدة تعاريف تتباين حسب طبيعة تفكيرنا القومي وثقافتنا ومعاناتنا، في الحياة المرتبطة بالتمتع او عدم التمتع بحقوقنا المشروعة وتحقيق امال شعبنا. البعض منا يتحدث، بان الارض والوطن، هو مكان ولد فيه ، وهي ارض ابائه واجداده، وكذلك المكان الذي ترعرعت فيه ذكرياته، وبالتالي نقصد هنا الوطن الذي تحفظ فيه كرامتنا وسبل عيشانا، اي ان الوطن يعني في هذه الحالة المكان الذي يتوفر فيه  والامان والعيش الرغيد لجميع ابناؤه، ونقصد بالامان هنا سيادة القانون الذي يصون حقوق وكرامة قومياته واطياف ومذاهبه بالتساوي، ويحدد الواجبات الملقاة على عاتق الجميع في اطار مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية المعاصرة، التي تؤمن بحرية الفكر والراي والعقيدة من دون تمييز. وهذا الامر مرتبط  بالنظام السياسي للدولة، ومدى اهليتها واستعدادها لسن التشريعات القانونية وتنفيذها، وكذلك مدى التزام السياسيين والسلطة والمواطن بهذه التشريعات واحترامهم لها. اما مفهوم المواطن ومدى ارتباطه بالوطن، فيذهب بنا في طبيعة الحال، الى القول بانه ليس هناك وطن بلا مواطن، حيث يقودنا هذا التفسير الى الاستنتاج بان المواطن هو الذي يعيش في ذلك المكان والوطن ويكون جزءا منه.وبناء على هذه العلاقة الازلية اللصيقة والمتوازنة بين المرء والمكان الذي يعيش فيه، فانه يترتب على المواطن ايضا، ايا كان جنسه او منصبه او اتجاهه السياسي والديني والعرقي، مسؤوليات قانونية واخلاقية تاريخية في المحافظة على كيان وطنه واستقلاليته والالتزام بقوانينه والدفاع عنه، مستمدا قوته من الموروث الحضاري والتاريخ المشترك وروح الوطنية والمواطنة التي يؤمن بها ويعمل من اجلها، والتي تؤكد ولائه وحبه لهذه الارض وانتمائه لها ، بحيث لاتكون هناك مصلحة عليا تتعارض ومصلحة الوطن والمواطن. وهنا لابد بان نقول ان المواطنة يجب ان تكون من حق كل مواطن عراقي  دستوريا وسياسيا وعمليا تمثل حقوقه واجباته كاملة، بصرف النظر عن الدين والجنس والعرق، واصبح مفهوم المواطنة وتاصيله وعيا مرجعيا في عقل المواطن لتعزيز الانتماء الى الوطن ثقافيا سياسيا وانسانيا، ضرورة حضارية تفرض نفسها في مختلف مجتمعات الوجود الانساني المعاصر، لان مفهوم المواطنة يشكل واحدا من المفاهيم الاسياسية للتقدم الانسانيِ، القائمة على التفاعل الحر بين المواطن والوطن، وبين المواطن وقيم الحرية والاخاء والتضامن ويجري التعويل اليوم على اهمية بناء هذا المفهوم وتاصيله لتحرير الوعي من اثقل الانتماءات الضيقة، ما قبل الوطنية من الطائفية ومذهبية وعشائرية، وفي هذا السياق ينبغي التشديد على ان المواطنة هي تمثيل المواطن لنفسه سياسيا واجتماعيا.. لان المواطن لا يستطيع ابدا ان يشارك في الحياة العامة من دون تمثل مفهوم المواطنة، ولا يمكن ان تكون فاعلة ما لم يمتلك الوعي الوطني المطلوب بالانتماء وبالروابط التي تشده الى المجتمع باتجاه المصلحة العامة.وفي ضوء هذا التوصيف يستطيع المواطن يشعر بالامان والاطمئنان على كيانه ووجوده الشخصي والفكري مما لاشك فيه، فان هذا الموضوع يقودنا ايضا الى حتمية التعرف على مفهومي الوطنية والمواطنة باصولها ومدلولاتها الحقيقة المستنبطة من مفهومي الوطن والمواطن، حيث اضحت الوطنية في كثير من البلدان مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمواطنة، فهي نسبة مؤنثة للوطن، ولا تتحدد اطلاقا في حال كونها تعبيرا عن الانتماء والنشاة والولاء للوطن والتغني بحبه عاطفيا حين يعيش المرء في بلاد الغربة مثلا، وانما تتحدد عمليا في التصرف والسلوك حين يقدم المواطن الخدمة لوطنه وفدائه بالمال والنفس اذا ما توفرت له الفرصة المناسبة، بحيث يعادل حب الوطن حب النفس.. وفي الفكر المعاصر يرتبط مفهوم المواطنة بالوطنية، التي لاتعني فقط النزعة الشعورية لدى المواطن، وانما النزعة الفكرية التي لها مبادئها العامة وطقوسها السلوكية، وتعني في مفهومها العام، ان الولاء للوطن مقدم على اي ولاء سواه، والولاء للوطن يعني الولاء لبقعته الجغرافية ولجماعته من الناس. وعليه يمكن القول بان الوطنية بهذه الصفة ليست حديثة، وانما وجدت في المجتمعات القديمة كاليونانية والرومانية، وتطورت في المجتمعات الاوربية الحديثة حين شحنت بشعور الاتباع الوطني وبروح التضحية. ويعزو بعض الباحثين ارساء مبادئ الوطنية في الدولة القومية الديمقراطية المعاصرة في اوروبا الى حدوث ثلاث تحولات كبرى متكاملة وهي، بروز الدولة القومية، والمشاركة في العمل السياسي والاشراف على حركته، وسن القوانين والتشريعات التي تنظم العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وبما يلبي حاجات وطموحات تلك المجتمعات بعد ان اوكلت مهمة اصدار هذه القوانين الى الشعب الذي اصبح مصدرا للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، حيث تتجسدت في ذلك قمة المواطنة. ولابد هنا ان نشير الى امرين او مرتكزين اساسيين كبيرين تقوم عليهما المواطنة في العصر الحديث او الحالي وهما المشاركة في الحكم، والسماواة بين جميع المواطنين. اذن حرية العيش هي ليست منح شيء ما بالنسبة للانسان،بقدر هي تعبير الطبيعة الانسانية عن سجيتها في اطار تكوينها الجدلي، فهي اطلاق سراح الطبيعة الانسانية الجدلية من القهر الفكري من جهة، وتسويرها ضد الفوضوية من جهة اخرى، فهي حرية التعايش السلمي للتكوينات العقلية باساليب تفكيرها المختلفة وغاياتها المتنوعة وهذه هي حرية العيش والبقاء الموضوعي، لانه من الخطا اعتبار الحرية تجريد عام في اطار تكوين العقل الجدلي، فهي لم تكن هكذا ابدا ولن تكن ،بل هناك حرية ذاتية وحرية موضوعية وكلتيهما معا حرية جدلية، والحرية الذاتية تتضمن من جهة تجريدها من اسر الواقع المصاغ، ومن جهة اخرى تتضمن نوع من الكبح العام كتكوين الي لحرية الانا في تقييد حرية الغير. الهوية هي وعي الذات،والوعي هو الوجود مدركا على نحو ما، فوعينا باننا كقومية وشعب اصيل وحضارة عريقة، لا ينبغي ان يحجب عنا حقيقة وجودنا  التاريخي على تراب هذا الوطن، قبل ان نكون داخلين او غرباء عليهم كما يظن البعض، فاننا اذ نعيش مع المكوناته الاخرى في هذا الوطن،فلابد ان نكون متساوين ضمن المفهوم الانساني في المواطنة والوطنية، بصرف النظر عن العقيدة والقومية واللغة. هوية المواطن تتحدد بما هو عليه وبما ينتجه في جميع الميادين، وبما يريد ان يكون عليه، وتتحدد في المحصلة بجملة علاقاته الاجتماعية  وهويته الانسانية وما تنتجه على الصعيدين المادي والروحي. ان ادراكنا كوننا نعيش في هذا الوطن والمجتمع، لا يجب اهمالنا من خصوصياتنا، بل على العكس من ذلك يجعل من هذه الخصوصيات تجليات للروح  المواطنة والتعايش السلمي ومتساوون في الحقوق والواجبات. وكما هو مفهوم الوطنية والانسانية صفتان لا تقبلان التفاوت والتفاضل. وايضا لابد بان يتفق الجميع على المواطنة الصحيحة، فتاريخ الحرية هو تاريخ الصراع بين التكوينات العقلية الجدلية، تاريخ فرض ارادة ضد ارادة، تاريخ القهر بالقوة. للحرية معيار في اطارها الجدلي هو استحقاقها التاريخي في مجالها الجذبي، ذلك المجال الذي يكون في حالة موازنة قلقة اذا سلبت مكوناته التاريخية، ولم يستقر ابدا ما لم تتحقق تلك المكونات. وما علينا في نهاية الامر الا ان نسلم ونسجل اعترافا بان العلاقة الجدلية بين مفاهيم الوطن والمواطنة متجذرة ومتاصلة تاريخيا وحضاريا، ولايمكن في اي حال من الاحوال الفصل بينها فبقدر ما هناك حقوق للمواطن على الوطن،هناك حقوق للوطن على المواطن،والتي تتبلور منها العلاقات الانسانية والتعايش السلمي في المجتمع الواحد، وتنمو وتترعرع الوطنية والمواطنة في الضمير والوجدان. ان الاخلاقيات السليمة والسلوك الحضاري والتعايش مع الغير ترتقي بالذات الانسانية وتعزز العلاقات بكافة انواعها وتباين مستوياتها، ولكن اكثر ما يربك العلاقات الانسانية هو الفهم لهذه العلاقات والجهل بماهيتها وعدم القدرة على التمييز والفهم الصحيح. ونجد ان لدى البعض الاخر اشكالية في فهم وجودنا وخصوصيتنا  وتحديد العلاقة معنا، وذلك ما يوقعنا في الكثير من الاشكاليات والخلافات. وعلينا ان ندرك لابد من معرفة معطيات الواقع المحيط بنا سواء في المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي ومستوى العلاقة القائمة بينهم. ومن كل ما تطرقنا اليه، هل اصبحنا كشعب اليوم وبعد هذا التخبط والهروب الجماعي، ان يبحث عن وطن ومواطنة بديلة؟ بعد ان تهاوت اسس احلامه التي كان يتغنى بها، والحالم بوطن يصون كرامته وحقوقه، ويحقق له ادنى المطامح، او يحتضنه فلا يتخلى عنه للمصير القادم والمستقبل المجهول الذي ينتظره؟. فعلا فلا حل اصبح لدى شعبنا غير الهروب والاغتراب الطوعي ، والذي لم يكن يوما خيارا ثانيا، لكنه اصبح واقعا مريرا لا بديل له، بعدما اصبح تراب الوطن يشرد ابناؤه. لاننا كشعب ندرك ذاتنا الجريحة ادراكا مباشرا، وحتى تخيلاتنا واحاسيسنا وشعورنا بها، اذا لا يوجد في ساحتنا النفسية الا الحياة الشعورية بما نمر به من الماسي التي اصبحنا نعانيها بما يخص الوطن والمواطنة. واخيرا مسك الختام نردد مقولة الشاعر  الكبير ابو القاسم الشابي في اروع ما قيل من اشعار.. اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر،ولابد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر. فعلا ما اروع هذا الشعور، حب الوطن والوطنية، لكم تفيض النفس انشراحا حينما يسمع الجميع نشيد وطنهم.!! فالننتظر ماذا يحمله لنا العام الجديد، والله يكون في عون شعبنا.
هنري سركيس



133
تخبطاتنا الحزبية ،وواقعنا  القومي المعقد، وحلول مغيبة مفقودة!!. وجهة نظر

عملت احزابنا القومية منذ سنوات بكل ما كانت تمتلكه من رؤية وتخطيط، ولكن مع الاسف لم تستطع ان تواكب التطور في قدراتها وامكانيتها، والسبب يعود الى عدم تخلص من عقلانية عملها الانطوائي. وهنا نقصد العقلانية الحزبية الضيقة في التعامل والتفكير والانغلاق على نفسها، وايضا جرمت نفسها من الافادة والاستفادة من تجارب مما لدى الغير، من افكار ورؤى واستراتيجية، مما ادى باحزابنا القومية الى تسطيح وقلة النضج وما خلفته من نتائج سلبية على الساحة القومية، وشيوع ثقافة الاقصاء والتبرير للاخطاء والاجتهاد المغلوط والمرجوح لجميع قضايانا القومية كانت ام السياسية والتي نمر بها ولا زلنا. اصبحنا فقط نعتمد الى الاعداد ولم نعتمد على ما نحمله من رصيد فكري وثقافي وسياسي، وايضا تفشي ظهور سياسيين انتهازيين، ومن ثم انقسامات وانحرافات بالغاية الحزبية المصلحية ، وعدم نشر الوعي القومي والثقافي والسياسي بالصورة المطلوبة والمرغوبة، ومعالجة شؤون شعبنا وحقوقه، وكل هذه الامور ادت الى نتائج عكسية خطيرة على مصير قضيتنا وعملنا وما نتطلع اليه. انا اعتقد ، لو ترسخت الديمقراطية الصحيحة داخل احزابنا القومية، وكانت احزابنا تعمل بمنطق التنظيم الذي يدافع عن مشروعنا القومي والسياسي، بدل الاشتغال بمنطق التنظيم الذي يعمل بحسابات الفردية اذا صح التعبير لتمكنت احزابنا من فرض نفسها بكل قوة على الساحة القومية. انه من المؤكد الان ان احزابنا تجد صعوبات، لان كل ما سبق من تغييب للعمل الديمقراطي وتغليب المصالح الشخصية، جعل ابناء شعبنا يصابون بنوع من الالحاد الحزبي، اي انهم اصبحوا لا يؤمنون من اليوم وصاعدا باحزابنا القومية، وحتى الجزء الذين يتعاملون مع احزابنا، فهم يتعاملون معها من اجل الحصول على مكاسب، ذلك انها اذا لم تتمكن من تحقيق مطامحهم، فهم مستعدون لتغيير الوجهة والالتحاق بجهات اخرى، اذا ما كانت قادرة على تحقيق طموحات هؤلاء. لان البعض قد انغمسوا في الانانية والنرجسية  واحلام وردية، بعد ان اصبحت علاقتهم  بقضيتهم محكومة بمبدا النفعية، تبدا وتنتهي عند مصالحهم الذاتية والحزبية، فاذا ما وجدوا ان هذه المصالح قد تاثرت كفروا بقضيتهم  ونعتوا منافسيهم بابشع الاوصاف واغرقوا في محاولات الحاق الاذى بهم والتحريض عليهم، واما القضية ليست قضيتهم ولا صلة لهم بها.فمفهوم الحب والانتماء لهذه الامة بالنسبة للبعض يختزل في منطق مجرد من اية دلالة قيمية او قومية، فالقومية قد تضعف بمقدار ما يجنونه من ارباح وامتيازات ومصالح شخصية، حيث انه متى ما تهايت لهم مصالحهم الانانية اعتدلوا في اقوالهم وافعالهم، واذا ما فقدوا تلك المصالح انقلبوا على اعقابهم وتحلوا الى ابواق شامتة والسنة حداد تنهش في جسد هذة الامة، لا يرعون فيه الا ولا ذمة، حيث يقيسون ولاءهم وانتمائهم للقومية بمقياس الربح والخسارة والرؤية النفعية..  ومن كل هذا وذاك هل لنا ان نقول، بان العمل  الحزبي والسياسية اصبح فقط للمصالح والارتزاق، ام هو فقط لتنافسات اللاشريفة بين ساستنا تحت خطابات وشعارات وصراعات، فرزت من خلالها واقع مزري والذي نحن تحت وطاته اليوم؟ وهل اصبحت احزابنا القومية غاية ام وسيلة؟، وهل اصبحت احزابنا ضرورية من اجل مواصلة العمل القومي والسياسي، ام هي عبء على قضيتنا وشعبنا؟. كما هو دارج في المفهوم العمل السياسي الديمقراطي، تصبح ظاهرة اختلاف المصالح وتباين وجهات النظر والاراء، تعتبر حالة صحية، وبالتالي تدل على تعدد الافكار وتنوع الاغراض والتطلعات، ولكن الحال عند سياسيي شعبنا تختلف، لاننا نعاني من جم من المشاكل والمعوقات الحزبية والسياسية، والتي اصبحت ملتصقة بعملنا القومي الى اليوم. والطامة الكبرى الاساسية هنا، عندما تتحول تلك الاختلافات في الاراء والافكار وجهات النظر والتباينات في المصالح من حالتها السياسية الحزبية السليمة الهادئة، التي تتمظهر بنوع من العداء الرمزي والنفسي غير سلوكي، الى حالة المواجهة والعداء المادي العنفي الكلامي المترافق مع مختلف مظاهر التدخل والفرض والاكراه، واستخدام وسائل وسبل وادوات غير سليمة في الوصول الى الغايات والاغراض والمصالح المستهدفة. حيث انه من حق كل حزب سياسي استعمال ما هو متوفر بين يديه من اساليب وطرق سليمة للوصول الى ما يحلم به ويجد اين تمكن مصلحته واهدافه، بناءا على معايير وضوابط وقوة الحق المستندة على ما يمكله الحزب، اي كان من قدرات وطاقات وامكانيات داخلية قليلة او كبيرة منظورة وغير منظورة، على مستوى متانة العلاقات والتحالفات والمصالح، التي يمكن ان يشبكها وينسجها مع الاخرين هنا او هناك. وبالتالي عندما تصل الحالة الى الاختلاف والى التنابذ والعداء الا مبرر له، لا بل اكثر من ذلك ربما يحدث تحول في موقف اخر جديد قد يتطابق مع موقف الاخر، والذي يعتبر عدوه وحتى لو كانت العلاقات السياسية والحزبية والشخصية واصلة الى درجة من الانجماد والاشتباك السياسي وحتى الاعلامي، فانها لا تصل حد قطع العلاقات او حتى الجفاء السياسي، وبالتالي شعبنا يدفع ضربية وتبعات تلك الخلافات. اما فيما يخص وضعنا القومي الذي نمر به، بحسب ما نستهدفه في مقالنا هذا، فالقاعدة هنا هي الاستنثاء عند الاخرين، والقاعدة عندنا للاسف هي ان التباين بين نخبنا السياسيين حول موضوع من المواضيع الخلافية المطروحة، وما اكثرها عندنا يشكل مدخلا للقطيعة المبرمجة والجفاء والتباعد والتدافع والتوتر، واذكاء مواقع الانقسام والتداخل، قد يدفع شعبنا ايضا ثمنا غاليا،على قاعدة العدائية السياسية الحضارية السليمة القائمة على الحوار والسجال السلمي لتكون المسالة هي مجرد تباين او خلاف في الراي لا يفسد للود والعلاقات المتنوعة قضية كما يقال. طبعا نحن لا نريد هنا في هذه العجالة الاستغراق في وصف ورصد النتائج الكارثية التي ادت وتؤدي اليها ديمومة تلك الصراعات والنزاعات والسباقات القائمة بين احزابنا القومية، على مستوى تفكك وتشظي واقعنا القومي والسياسي، وبالتالي تحوله الى واقع ضعيف هش، بما يفضي اليه من ابقاء حالنا ووضعنا في حالة تراجع والاخفاق، ولكننا نرغب هنا ابقاء الاسئلة والاشكاليات مثارة في الراي العام ليتحمل الكل مسؤولياتهم القومية امام شعبهم واجاليهم القادمة، التي لا تزال اعباء سلبيات العمل القومي المعقد والخلاقات الحزبية التي لا تزال هي ايضا عميقة ولا تنتهي.. كما اننا نهدف الى ابراز اهمية احداث تغيير بنيوي نوعي في طبيعة ونوعية اليات العمل والتفكير والممارسة القائمة والتركيز الدائم على اجراء تغييرات وتجديدات في صلب واقعنا القائم، من خلال احزابنا ومؤسساتنا والتي ترغب حقا من التغيير والعمل القومي الجاد. وفي اعتقادي ان طريق والمدخل المطلوب لايقاف حالة النزف الدائم في العلاقات الحزبية يمر بصورة قسرية على مسار تغيير ما في دواخلنا ، عبر قيام بتغييرات سياسية تقوم على اعادة واقعنا وعملنا السياسي الى حضن الضمير الصاحي ، واشراك الجميع في صنع القرار ومسؤوليتهم عنه بصورة جماعية، مع اهمية قيام سياسيي ومثقفي شعبنا بالتركيز على اهمية النقد والذي لا يزال يرهن وجودنا للماضي العتيق بمختلف تياراته وتصنيفاته وامتداداته وانتماءات.ان قيامنا  جميعا سياسيين ومثقفين بممارسة مسؤوليتنا التاريخية النوعية هو الطريق الامن لتفجر الطاقات القومية المهدورة والعمل على توظيفها في خدمة حاضر هذه الاجيال الغائبة المغيبة ومستقبلها، ايضا على مستقبل قضيتنا  ووجودنا الذي اصبح يتلاشى رويدا يرويدا بعد هذه الاحداث الاخيرة ونحن نودع هذا العام المليء بالكثير من الماسي والويلات. فهل تملك حقا احزابنا ومؤسساتنا القوة المطلوبة، من اجل ان ترسم ملامح عمل قومي سياسي ناضج للعام الجديد؟.  اتمنى بمن يرغب بالرد ان يكون رده واجوبته عملية، ولا ان تكون لفظية تتبع سياقات ثقافية تبريرية.. والسلام وكل عام وامتنا الاشورية وشعبنا بالف خير اذا اراد الله الخير لنا.
هنري سركيس




134
وحدتنا القومية والحلم المفقود..!! وجهة نظر
منذ سنوات خلت وحلم وحدتنا القومية يتعرض للاخفاق وللاجهاض والانكفاء، بل والمزيد من التفتيت والتناحرات والاصطدامات الداخلية، وجهود التوحيد لا تزال تتراوح في مكانها من دون ادنى تقدم. وبالتالي اصبح شغلنا الشاغل فقط تحطيم ارقام قياسية في موسوعة كينس للفشل والتراجع، حتى اصبح فشلنا وعجزنا هو القاسم المشترك لجميع الطروحات والافكار الوحدوية، وصار هذا المصير معروفا مسبقا لدى شعبنا عند الحديث عنه. لكن وبالعودة للمحاولات والتجارب الوحدوية التي تعرضت للفشل، فان الوضع يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الاسباب والمسببات التي ادت وتؤدي لفشل وحدتنا القومية، انا اعتقد بان غياب الارادة السياسية الكافية وتعارض المصالح الحزبية والشخصية، والاهداف والرؤى والتوجهات التي تاخذ اتجاهات ومتعارضة ومتبانية، وخاصة فيما يتعلق بالتعاون والتنسيق في مجال العمل القومي ، هي من اهم اسباب عدم توحدنا الى اليوم. وايضا بان لا ننسى هيمنة العاطفة على قراراتنا وتوجهاتنا، فبالعاطفة نقرر الوحدة، وبالعاطفة نكون اخوة، وبالعاطفة يلعن بعضنا البعض. فقراراتنا واعمالنا تتم في اغلب الاحيان بعيدا عن التفكير العقلاني المنطقي. ولكننا اكثر حدة وعنفا وعداء في وحدة الخلاف.!!!! فعواطفنا متطرفة في جميع الحالات. وهل نقول اليوم ان نوايا قادتنا السياسيين المحترمين كانت طيبة وحسنة، عندما كانوا ولا يزالوا يقررون السير على درب وحدة شعبنا وقضيته ؟. اشك في ذلك. وعلى كل حال والاحوال، من الواضح ان هذه الاخفاقات بقدر ما خلفته من شعور بالمرارة والحسرة، فانها بدون شك تدفع بنا الى البحث عن الاسباب العميقة للفشل ومن ثم العمل على تجنبها خاصة، وان شعوب الارض اليوم يتكاتفون ويتحدون على ابسط الامور فيما بيهم، ولكن نحن متشتتين وتائهين .وبالتالي اقول لابد لفكرنا وخطابنا القومي من ان يتحول الى فعل سياسي مؤثر، حتى يكون في وسع مشروعنا  القومي الوحدوي والنهضوي  الذي نتمناه ان يجد ترجمة مادية على الواقع. بيد ان المفارقة كانت في ان تسييس افكارنا، على نحو مبكر وقبل ان يستوي عودها النظري، عاد علينا بنتائج عكسية، اذ انتج عوائق جديدة امام تنمية وعينا نظريا بمسالتنا القومية وتوحدها. اصبحنا نفكر فقط بالعمل، بدل ان نفكر في مسالتنا القومية ووحدتها المرجوة. في ظروفنا الحالية والتي نمر بها، ينبغي ان نضع اسس للوحدة القومية ، ونعمل جاهدين على بنائها من جديدة اذا وفقا لذلك سبيلا. لان لا وحدة صلبة وقوية متكاتفة، من دون افساح المجال لكل التعبيرات للمشاركة في اثراء هذا المفهوم ، واعطاؤه مضامين اكثر فعالية وقدرة على هضم كل الخلافات.وان اي تغييب للاختلافات الطبيعية في قضيتنا القومية ، فانه يفضي الى غياب وحدتنا وعدم استقرار قضيتنا. وذلك لان مفاعيل الوحدة الحقيقية متوفرة في فضاء الاختلاف الثقافي والسياسي المنضبط بضوابط الاخلاق وتطلعات اجماعنا .فلا وحدة مع القهر والفرض ، كما انه لا اجماع سياسي او قومي بدون مشاركة الجميع ومن دون استثناء من اجل انجازها. وعلينا ان نخلق حوار علمي يستوعب كل القوى والتعبيرات والوجودات، قوامه حري الراي والتعبير واحترام الاخر رايا ووجودا، وتفعيل وتنمية مستويات المشاركة السياسية والثقافية فيه. وهذا الحوار القومي الشامل بدور، ينتج حقائق تكرس مفهوم الوحدة التي نرغب بها ونتمناها، وتبلورة منظور الاختلاف والحوار المفضيان الى الوحدة القومية والقوية المستقرة. فوحدتنا القومية لا تساوي التطابق التام، كما ان الاختلاف لا يعني التشرذم والتشتت والتجزئة، وبالتالي وحدتنا القسرية والقهرية، لا تنتج الا المزيد من الضياع،كما ان نزعة ترذيل الاختلاف بالمطلق، لم تؤد الا الى المزيد من التوترات والصراعات. فالاختلاف ليس انقطاعا عن الوحدة ، كما ان الوحدة ليست توقفا عن الاختلاف والتمايز والتنوع . فالاختلافات الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية ، ينبغي ان لا تكون سببا للقطيعة مع قيم الوحدة ، بل وسيلة من وسائل الالتزام بهذه القيم ، وذلك من اجل تحديد مجالات الاختلاف وتنمية القواسم المشتركة. فالوحدة السليمة هي التي تبدا من الاعتراف بالاخر وجودا وفكرا ، لا لتقاعس والاتهام المتبادل ، وانما لانطلاق فعل تواصلي حواري ، ينمي المشتركات ، ويحدد نقاط الاختلاف والخلاف المغايرة ، ويسعى نحو مراكمة مستوى الفهم والاعتراف .كما ان الاختلاف بما يخص وحدتنا، هو الذي لا ينقطع او ينفصل عن مفهوم الوحدة ، وانما يجعل من الاختلاف في المواقع والقناعات ، وسيلة لانجاز المفهوم الحضاري للوحدة ، القائم على احترام التنوع ومراكمة قيم التسامح .وان التعصب الاعمى لا ينتج وحدة ، وانما تشتتا واحتقانا وتوترا ، كما ان التعدد والتنوع المعرفي والسياسي المنضبط بضوابط القيم العليا ، هو الذي يؤسس لحالة وحدوية فعالة ومستديمة ، وذلك لانها مفتوحة ومتواصلة مع جميع القوى والتعبيرات السياسية. وان ابطال تاثيرات التجزئة التي يعاني منها واقعنا ، بحاجة الى جهود مكثفة وانشطة متواصلة ، تؤسس لقيم الوحدة ، وتعمق في الواقع حقائق التضامن ، وتزيل كل الرواسب التي تحول دون تراكم الفعل الوحدوي لامتنا  ..من هنا فاننا نرى ، ان قضية وحدتنا القومية، لا يعني نفي الاختلافات المذهبية ، وانما يعني احترامها وتوفير الاسباب الموضوعية لمشاركتها ، والتي تستوعب الجميع.. فالاختلافات التي بيننا ،لا ينبغي ان تدفعنا الى القطيعة واصطناع الحواجز التي تحول دون التواصل والتعاون والحوار.  وذلك لان الوحدة الداخلية ، بحاجة دائما الى منهجية حضارية في التعامل مع الاختلافات والتنوعات ، حتى يؤتي هذا التنوع ثماره على مستوى التعاون والتعاضد والوحدة. غير ان واقعنا اليوم يشير، الى ان الاخفاق والخلل يقع على عاتق سياسيي شعبنا بالدرجة الاولى،وهم من يتحملون المسؤولية المباشرة، غافلين بالطبع تاثير هذه الاشكاليات على قضيتنا القومية، ولعل المثير للدهشة، هو ان دعاة الوحدة لا ينفكون يستخدمون طرقا واساليب ماكرة في تبرير الفشل المتكرر، والقاء اللوم على الاخرين. صفوة القول على سياسيي شعبنا ان يبتعدوا عن الشعارات الرنانة والطنانة، وعليهم بمراجعة نقدية لسياساتهم بالارتهان للواقعية السياسية واطلاق فكر وعمل حر تنويري لعلاج الخلل لا لتكريسه، والايمان بقدراتهم وتحمل المسؤولية في الاعتراف باخطائهم، وتسمية الاشياء باسمائها، هذا اذا ارادوا فعلا الخروج من  هذه الازمة وحبهم للوحدة.  لان في زمن التفرقة والتخلف والانحطاط ، تنمو الانقسامات وتزرع  الاحقاد.  واخيرا اقول،ان الوحدة الحقيقية تتجسد ، حينما نخرج من سجن انانيتنا. والله في خلقه شؤون والسلام
هنري سركيس



135
من اجل ثقافة قومية سياسية جديدة... !!
لقد ان الاوان بان نجدد ثقافتنا القومية والسياسية، بعد ان اصبحت طي النسيان والاهمال، من قبل بعض الساسة المعنيين والمهتمين والعاملين منذ سنوات في الساحة القومية والسياسية،بعد ان فقدوا مفهومها وممارستها، والتي بقت اليوم بعيد كل البعد عن الواقع الذي نعيش ونمر به. وعديدة هي الدوافع والمعطيات التي تدفعنا الى القول ان هناك ضرورات ذاتية وموضوعية قصوى لتنمية ثقافتنا القومية من جديدة، من اجل تجاوز  كل عناصر التخلف والانحطاط والاستبداد العالقة في ثقافتنا القومية السائدة.. لانه لا يمكن ان نخرج من مازقنا الراهن، والتفاعل الايجابي مع مكاسب حضارية وتاريخية  ومستقبلية لنا، بدون قطيعة معرفية  وسياسية مع ثقافتنا التقليدية.  من هنا علينا لابد ان نفكك ثقافتنا التقليدية التخبطية، وبناء فكر وثقافة سياسية جديدة. ولعلنا لا نبالغ حين نقول، ان المسؤولية الكبرى عن اخفاقاتنا المتتالية وهشاشة تقدمنا، هو التصدعات القائمة على ساحتنا القومية بين قوانا السياسية، ومفتعلوها بكل تاكيد هم بعض الساسة المتشبثين باراهم ومواقفهم ومناصبهم والاستفراد في كل شيء،وكل واحد حسب اهوائه وعقليته من دون تنسيق ومن هنا استميح بعض السياسيين عذرا وهذه هي الحقيقة بعينها، مما ادى بنا الحال والاحوال الى الفشل في التلاحم والاخفاق في التواصل. لاننا نعلم اينما وجدت عوامل التسلط  والتشبث، تتوافر كل موجبات الاخفاق والتراجع في اي عمل سياسي. واليوم علينا من اجل مواصلة المسيرة القومية والعمل النضالي، ينبغي على الجميع نبذ هذه التسلطات والزعامات الفاشلة، وتفكيك لمثل هذه الثقافات وموجباتها ودحر مبرراتها الغير مجدية، لان بدون ازالة لمثل هذه الامور تبقى تطلعاتنا المستقبلية في خبر كان، وبالتالي لا خيار امامنا اذا اردنا تنمية قضيتنا القومية ، وبناء انظمتنا القومية والسياسية والثقافية على اسس جديدة وما تتطلبه والمرحلة التي نمر بها. وذلك لان هذه الممارسات لا تؤدي الى الغاية المنشودة، بل على العكس من ذلك تماما. حيث ان الكبت الافكار والاراء والحوارات لا تصنع صخرة قوية لعملنا القومي ، بل تشتت  كل جهودنا،وبالتالي تبعدنا عن خلق وحدة قومية شاملة وعمل سياسي جامع. اذن تخبط سياسي شعبنا ليس حل هندسي عبقري وحضاري لتلبية طموحات شعبنا، لا بل يعتبر حل العاجزين والجاهلين لا اكثر. لذلك نكرر ونقول نحن نحتاج الى ثقافة قومية وسياسية جديدة تتجاوز رواسب الانحطاط وموروثات ما خلفه البعض من الساسة.لان غايتنا من هذا الامر هي اشاعة النمط الديمقراطي في العمل القومي، بحيث تكون ممارسة الديمقراطية في عملنا القومي، كثقافة واليات وان تكون سائد في نضالنا وتصرفاتنا الرزينة. فثقافتنا القومية والسياسية الجديدة التي ننشدها ونتطلع اليها، هي تلك الثقافة التي تعزز روح العمل القومي الديمقراطي البعيد عن الانتهازية والفكر المنغلق ، وان نحاول جاهدين الى اجتثاث سياقات ثقافية وسياسية محتكرة من قبل البعض، وان نعمل على تهيئة المناخات لرفض كل محاولات تكميم الافواء والعودة الى العقلانية في التعامل. وبكلمة اخرى،اننا بحاجة الى ثقافة سياسية تنسجم ومتطلبات الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية . ان الثقافة الديمقراطية و السياسة الثقافية التي نريدها ونتطلع اليها، هي الهم الوحدوي لقضيتنا القومية،من اجل تحقيق عدالة العمل القومي والسياسي، كضمانة اكيدة لتامين وصون مسيرتنا النضالية وديمومة استمراريتها. اننا نريدها ثقافة قومية سياسية ماثلة في سلوك وادب التقارب والتعامل ونظرتنا القومية الصادرة من وعينا. فمن الضروري علينا التحول من الثقافة الاستهلاكية الرخيصة التي تشجع  التشرذمات والاصطدامات، الى ثقافة اخرى مغايرة هي ثقافة الوعي الثقافة التنويرية العقلانية والديمقراطية الاصيلة والعميقة والحقيقية، التي تفجر منابع الابداع وتنمي  التفكير الحر والمستقل وترسخ القيم الايجابية والمفاهيم السياسية والفكرية والثقافية والجمالية.. لاننا بصراحة، نحتاج ان نحرك الثقافة في وجداننا الشعوري وفي وجداننا الحركي، فنجعل هناك سياسة ثقافة ، ولا تبقى عندنا مجرد ثقافة سياسة.. وهناك فرق بين ان تكون هناك ثقافة سياسة، وبين ان يكون هناك سياسة ثقافة.  اننا بهذه المفاهيم و العناصر الاساسية، نتمكن من تجديد ممارستنا السياسية وتجاوز تحديات المرحلة والانطلاق من امكانات الواقع وممكناته لبناء واقعنا القومية على هدى هذه القيم ومقتضياتها الثقافية .لابد علينا ان ندرك ، ان معرفتنا بحاجة الى واقع افضل لكي نخرج من عالم المثاليات ، ونقترب من عالم الواقعية، لنبرهن على حقائقنا ومعارفنا، وان نكتسب البصيرة ونتعرف على الطريق الصحيح. وهذا يعني ان معرفتنا تكون ناقصة دون واقعنا، وواقعنا ناقص دون معرفتنا. وان احساسنا بالنقص هو الذي يولد في داخلنا الجاذبية، او يؤسس لعلاقة دائمة ومستمرة. فالمعرفة هي التي تحسس واقعنا بالنقص، وتدفع به نحو التكامل، والواقع هو الذي يحسس المعرفة بالنقص.. لان في حقل الفلسفة طرحت مسالة الوجود الذهني لتاكيد حقيقة ان المعرفة لها وجود، وقد جاءت هذه المسالة على خلفية ان حقيقة العلم هو عبارة عن تمثل حقيقة الاشياء في الذهن، وموضوع هذه المسالة في الدراسات الفلسفية يربط العلم بالعلوم، ومدى واقعية العلم والادراك. وبالتالي ان العمل القومي والسياسي، يعتبر عمل قيادي ومن بديهيات العمل القيادي معرفة الاهداف وتحديددها، ومعرفة الوسائل لتحقيق الاهداف ومعرفة الظروف الموضوعية التي تؤثر بقضيتنا القومية وما يحيط بها. اذن الثقافة القومية والسياسية غير المرتبطة بعمل قومي وسياسي، تعتبر ترف فكري لا فائدة منه، والعمل السياسي بدون ثقافة سياسية تخبط وارتجال ضرره اكثر من نفعه، والسياسي الواعي والمتحضر، خططه وعمله واهدافه القريبة والبعيدة واضحة ومحددة. والثقافة القومية والسياسية تنمو وتتسع وتتعمق بتجارب السياسيين والمناضلين العاملين من خلال معاناتهم، اي العيش السياسي بمعاناة الواقع، ولا يمكن ان ننتظر ثقافة وفكر وعمل صائب صادر من بعض السياسيين، وهم لا يعلمون ولا يعملون غير لمصالحهم وتخبطهم هنا وهناك. ليست دعوة لخروج السياسي من الثقافي، اوالعكس، لابد من التاكيد والاقرار باهمية حضور البعد السياسي في خطابنا الثقافي بقدر، ما نطالب بحضور البعد الثقافي في خطابنا السياسي. واخيرا اقول، اننا كامة مستلبة حقوقها  وجوهر وحدتها، تعيش ممزقة، ، ومستهدفة من اعدائها في كل زمان، ونحن اليوم في امس الحاجة الى ثقافة سياسية ملتزمة، بمعنى ان تكون الثقافة والسياسة وجهان لحالة واحدة وامران متلازمان في اي نشاط او عمل نقوم به، وان نعمل دوما على تضييق الفجوة فيما بيننا، وان لا نجعل من صراعاتنا الحزبية ومصالحنا الشخصية الضيقة ، طريق مفتوح لصالح اعداء قضيتنا القومية، للنفاذ منها الى جسدنا. اذن لابد ان نستوعب جهود تاريخ نضال امتنا الاشورية واهدافها وحقوقها ومصالحها، وان نبدع في عملنا ومسيرتنا القومية والسياسية من اجل هذه الاهداف والمصالح الحقيقية لشعبنا.
هنري سركيس
23/11/2014




 

136
اكتفى بعض ساستنا بالعمل، وتنازلوا عن الاخلاق في السياسة.!!!

يقول جورج برنادشو (السلطة لا تفسد الرجال انما الاغبياء ان وضعوا في السلطة فانهم يفسدونها).ولكن ليعذرنا القارئ  الكريم، لان موضوع السياسة والاخلاق بالصورة التي تعرض بين بعض مثقفي وسياسي شعبنا، تبدو تفتقر الى العمق المطلوب في كثير من الاحيان، الامر الذي يجعلنا نحاول تقديم مادة تتناول الامر في عمقه بعيدا عن التبسيط الذي يضر في هذا المجال اكثر مما ينفع. وبالتالي لابد علينا بان نعلم ان مسالة علاقة الاخلاق بالسياسة، والتي تطرح الكثير من المفاهيم،لطالما البعض تدخل في غمارها بشكل او باخر، ولطالما ايضا انها تفرض نفسها على الذين يعملون في الحقل السياسي منذ صحوتهم ومماتهم كما يقال، فالسياسة شانها شان الاخلاق تستهدف تكوين نمط معين من العلاقات الانسانية المعرفة بحدود المعاني، واقامته والحفاظ عليه والذود عنه وايضاحه. لكن طبيعة العلاقات التي تعالجها السياسة تختلف اختلافا كبيرا عن طبيعة العلاقات التي تتناولها الاخلاق، فعلى صعيد الاخلاق تقوم العلاقة بين من نريد ومن يريد، لكن العلاقات في اطار السياسة تتسم بانها من جراء طبيعتها الخاصة وبعضها يتحقق لاغراض سياسية. يرى كانط ان غاية السياسة هي الحفاظ على الانسان فالانسان كائن اخلاقي ومن هذا يجب ان تقوم السياسة على اسس اخلاقية حتى تتمكن من امام مهامها على الوجه الصحيح واذا كانت الحرية ضرورة اخلاقية فان السياسة ايظا ضرورة اخلاقية وهدفها الحفاظ على حرية الافراد هذا بالاضافة الى راي برناردراسل بان الحوادث التاريخية في نظره ناتجة عن تغيرات سياية معينة وحتى يكون المستقبل اكثر امانا واستقرار على السياسة ان تقوم على مبادئ الاخلاقية التي تقضي بالتعامل فمصير الانسانية واحد وعلى السياسيين ان يدركوا مصير الانسانية متعلق برابط السياسة بالاخلاق. ان وضع شعبنا وما يمر به اليوم، وايضا ما تمر به احزابنا القومية من الخمول وفترة سبات،وعمل قومي هزيل ومشلول،وشعبنا امام خيارين لا ثالث له اما البقاء او الهروب وليس الهجرة الى المجهول والتشتت. هذه الاوضاع التي عصفت في الاونة الاخيرة على المشهد السياسي والمعيشي في مناطق تواجد ابناء شعبنا وغيرها، والتي لا تزال نتائجها غير واضحة الملامح ولا مخرج واضح لنهايتها في الوقت الراهن.ومن خلال هذا المقال لابد علينا بان نفهم معنى السياسة والاخلاق في اي عمل نقوم به. وهذا الشيء غير وارد في اجندة سياسيي شعبنا المتغبطين دائما هنا وهناك وسوف يستمرون في ذلك طالما هناك مصالح لا تزال تعمل في جسد قضيتنا وعملنا القومي.لذلك فان بسط الكتابة والخوص حول هذه الثنائية والاشكالية، يعد غوصا في بحر صاخب الامواج النظرية ومحفوف الاعماق بشتى الوان الجدل والدجل. وكما لابد لنا بان تكون لدينا رؤية وفهم ماهو متعلق بوجودنا وان نمارس العقلانية لتدبير شؤون شعبنا وامتنا، ، عبر الاحتكام الى العقل والعقلانية، وان نحدد قواعد اللعبة السياسية ومجالاتها، كما يتيح فرص الاشتغال والتباري السليم بين مختلف السياسيين العاملين في الشان القومي . لذلك فان بؤسنا الفكري والنظري ، وتردي الممارسات، وخسوف الضوابط والاعراف والاخلاقيات في فضائنا السياسي عموما وفي المشهد الحزبي بشكل اخص، بات يعكس مازقا فكريا حقيقيا في الفهم والتمثل لماهية  الشان السياسي في علاقته بالالتزام الاخلاقي، الشيء الذي يستدعي منا، ليس فقط كممارسين العمل القومي والسياسي ، بل كمهتمين  ومتابعين ايضا، واماطة الستار عن هذه المواضيع  الملتبسة المضامين. اذن ان مواضيع السياسة وارتباطها بالاخلاق لابد بان يثار الانتباه له، لما يمكن ان تقود اليه ممارسات البعض من سياسيي شعبنا المبخسة للقيم والمبادئ، ومبشرة بعهد تهمش فيه المناضلين الاكفاء ، وتغيب فيه العقول المنفتحة والراقية. واليوم ليس كباقي الايام لابد وان ، نضع افكارنا ورؤيتنا لحظات تامل، حول اشكالياتنا التي نعتقد انها محسومة بفعل تصرفات واعمال اللامسؤولة من قبل بعض ساستنا، المهيمين على مجمل اليات وحقول انتاج الخطاب والمفاهيم والعمل..لقد ظن بعض الساسة ما تم تروجه عن قصد كان او الجهل، بان التعاطي مع الشان القومي والسياسي عموما والاشتغال به من اي مستوى كان، يستوجب بالضرورة التخلي عن التقيد بالقيم الاخلاقية والسياسية بما يخص قضيتنا القومية، وبالتالي فان الحصول على صفة الزعيم السياسي، يخوله اللجوء إلى اساليب يختص بها دون غيره من المناضلين ، تجعله بحكم ضرورات العمل  بالسياسة في حل من كل الضوابط والقواعد والقيم المتوافق عليها داخل النسق القيمي والاجتماعي الذي ينتمي اليه. وانطلاقا من هذا المفهوم الشائع في اوساط البعض القلة من ابناء شعبنا ، يصعب التمييز بين الزعيم السياسي والمناضل السياسي،مما يستعصي اعطاء تعريف محدد ومضبوط حول المواصفات الواجب توفرها في المناضل بعينه كي يوصف بالسياسي ، وامام تعقيد وضبابية التمثلات والتعريف والادوار المنوطة بممتهن او متعاطي السياسة بمعناها العام او بالمعنى الحزبي الفئوي داخل عملنا القومي ، يصبح الزعيم السياسة، تبعا لذلك، في نظر شعبنا مناضل وسياسي متميز وخارق وغريب عن ابناءشعبه. ولا ننكر ان السياسة والاخلاق امر مطلوب ومؤكدة في ممارستنا وعملنا، ولكن لا يعني البتة ادغام السياسة قولا في بوتقة السجايا، ولا ادماجها سلوكا في خانة العمل. اذن الاخلاق والسياسة ماهيتان مختلفان بطبيعتيهما، ومن المحال احتواء احداهما للاخرى، لكن يمكن دمجهما في تفاعل متبادل ترعاه اجواء الحرية والاعتدال، لان الفضيلة السياسية او الاخلاق في السياسية لا يمكن ان تنمو عيانيا في مناخات التصادمات . اعتقد ان بعض من ساستنا يعانون من مفاهيم السياسة الميكيافلية التي فرضت نفسها عليهم وفي اجندتهم السياسية وعملهم، والتي يطبقونها اليوم، كونها وكما معلوم هي فن الممكن من الواقع، بمعنى يستطيعوا ان يلعبوا كيفما يشاؤون  ومن دون رقيب، وايضا بالمعنى النفعي يصنعه هؤلاءالساسة باسم العمل القومي، هي فلسفة القوة وحتى المصالح التي يحققونها او يتغنون بها هي مصالح مادية او مصالح نفعية براغماتية،على حساب مصلحة شعبنا وقضيتنا القومية.. اذن لابد ان يعلم الجميع ويدركوا جيدا، ان منطلق العمل القومي السياسي هو الشعب التي تمارس من اجله  السياسة. ولكن مع الاسف الشديد وصل بعض الساسة في الوقت الراهن الى مرحلة يعتبرون فيها عمليا المعيار الاخلاقي، عيب من عيوب العمل السياسي، ومن يلتزم به يعتبر سياسي فاشل ومارق، وبالتالي اصبح منطق الربح والمنفعة الشخصية وخسارة المناصب، فقط هو الذي يحكم عمل معظم محترفي العمل القومي والسياسي اليوم، دون اي دور حقيقي للمبادىء والاخلاق والشعور الانساني والقومي، فلتضاد والتضارب في مواقفهم والتغيير في سياساتهم، والتشبث في ولاءاتهم اصبح نهجا ومدرسة اذا صح التعبير، فهذه النخبة السياسية على استعداد دائم للتهالك واراقة ماء وجوههم والتذلل والاستجداء، فهم على استعداد ايضا لان يجسدوا الظلم والقسوة والقمع بابشع صوره، لانهم بعيدين كل البعد عن مفهوم الاخلاق السياسية الرصينة في هذا الزمان الصعب. ان كان المقصود من السياسة هو تحقيق اهداف استراتيجية تفترض من السياسي المحنك الالتجاء الى تكتيكات فكرية ونظرية وتغييرات وتعديلات في المواقف والرؤى في بعض الاحيان،لكن بالنسبة للاخلاق فانها لا يمكن تحقيق اهداف سياسية دون الالتزام بها. واذا لم تكن القيم هي الدافع اعتقد فلا اهمية لعملنا القومي والسياسي ، لان عملنا ونضالنا في جوهره وسيلة لتحقيق اهدافنا وحقوقنا القومية، ولكن اذا لم يكن موجود الحد الادنى من الاخلاق والقيم والمبادىء فان ذلك يعتبر من وجهة نظري انتهازية ومضيعة للوقت لا اكثر.
هنري سركيس

aurniena2000@yahoo.ie



137
هل فقدنا الثقة والوعي والتحليل في عملنا القومي؟.

138
غياب الحكمة والعقلانية ودور الانتليجنسيا في قضيتنا القومية.!!
 يقول افلاطون(   نحن مجانين اذا لم نستطع ان نفكر، ومتعصبون اذا لم نرد ان نفكر، وعبيد اذا لم نجرؤ ان نفكر).
كما يقال (علي قدر اهل العزم تحط العزائم، وتاتي علي قدر الكرام المكارم). مقولة تحسن توصيف حالة التطلع الامل لابناء شعبنا وساستنا ومثقفينا ، الى ثورة فكرية وعقلية اصلاحية في العمل القومي والسياسي ، من اجل تحقيق الهدف الاسمى وهوالوصول وتحقيق حقوقنا القومية المتعثرة على راض الوطن. وعلى قياداتنا لابد بان تدرك هذه  الحقيقة اليقينية وما تحمله في طياتها من مسؤولية تاريخية، اي انها مسؤولية تكليفية وليست امتياز وتشريفية، تاتي في لحظة حرجة فارقة في حياة امتنا وشعبنا . اننا ومع تفهمنا للظروف العصبية واشكاليات المعيشة وتدعياتها على شعبنا، والتي لحد الان لا تبشر بالخير.اذن علينا ان نقف لحظة تامل، قبل الخوص والمباشرة فى استكمال ادوار هذه المرحلة الهادمة من عمر نضالنا القومي والسياسي، لمراجعة اولوياتها وتحديد معاييرها الصحيحة واستيعاب متطلباتها الاستراتيجية تمهيدا لاستقراء نتائجها المستقبلية بصورة دقيقة تعيننا على ادراك المستجدات ومواكبة المتغيرات المحتملة فى اوانها . ان وضعنا القومي الراهن ، لا يزال غير مستوفي شروط النهوض بما تمر به قضيتنا القومية. والاسباب تعود الى استمرار الفرقة والتشتت، في ظل التدهور الجاري على الساحة القومية والسياسية، فانها تمثل ارضا خصبة وحافزا هاما للانتلجنسيا القومية على هذا الواقع المتردي واذكاء الوعي النخبوي، بضرورة التوحد والتفكير في نضال فكري واقعي جادة تولي العامل الوحدوي دورا رئيسا في عملية التحول الثقافي والسياسي، ونحاول كسر طوق التاخر الذي يحبس انفاسنا خارج اسوار هذا الزمان  الصعب .. ان الدوغمائية والطوباوية في العمل السياسي والتفكير العاطل  والانسياق وراء الاحلام  بعض ساستنا وسقوطهم في الوهم، مثل لنا الخلل الاهم في بناء منظومتنا الفكرية والقومية والوحدوية في جانبيها النظري والتطبيقي، وكان ذلك نتيجة حتمية لحالة الاستلاب والتهميش.وبالتالي نحن  في حاجة ماسة الى الانتقال الى مواقع الوعي المطابق لحاجيات تقدم قضيتنا القومية، ذلك الوعي الذي يشترط قدرا من المصالحة مع الذات وقدرا اكبر من التطوير في العمل القومي من اجل تصحيح المسار، والتفكير بكل عقلانية والنظر لواقعنا القومي والسياسي بموضوعية بتفكيكه وتحليله واعادة بنائه على الصعيد النظري بكل استقلالية.. وان نضالنا اليوم لابد عليه بان يتجاوز تلك الاشكاليات الشخصية والحزبية والفئوية، التي اذكت الصراعات بين سياسيي شعبنا في وقت ما هذه من جهة، ومن جهة اخرى ثتائية الخيار في العمل القومي والسياسي الراهن في التعامل مع التطورات الجديدة على الساحة السياسية. وايضا الى غير ذلك من الاختلافات التي تحولت الى خلافات وادت الى شكل جديد من التشرذم والتشتت والانقسام الفكري والنظري قي قضيتنا القومية المصيرية والتي تهم شعبنا ومستقبل وجوده.. اذا كانت هذه الانسياقات الايديولوجية في تفكير سياسيي شعبنا ، قد اذكت في السابق هذه الاتجاهات والثنائيات فان غياب الحكمة والعقلانية لعملنا القومي والوحدوي كان من ابرز العوامل الدافعة الى التباس الفكر والعمل القومي واستلابه وعدم وضوحه وتعاليه عن القضايا الجوهرية لواقعنا، وايضا بتنوع ظواهره وتعقد نظمه وتطوره المستمر وتجعله جاهزا للوصف والتحليل وتجعل من امكانية صياغته في مشروع قومي فكري نظري غير متعال عن الواقع الملموس يعاد اختباره وتجريبه عبر الممارسة فيتم تصويبه على ضوء تفاعله مع الواقع فتظيف النظرية للواقع بقدر ما يظيف الواقع للنظرية في جدليتنا المستمرة .. ان سمة الوعي المطابق المنشود الذي على الانتلجنسيا القومية  التحلي به واعتماده كاساس للتفكير والبناء الفكري الوحدوي وبالتالي (هي الحكمة والعقلانية في التعامل مع الوقائع والتخلي عن الانطباعية والحدس والوثوقية باعتبارها السمات المميزة للانماط التقليدية في التفكير والعمل والتي لا ترى في نظام علاقات الواقع والفكر بنية علائقية  يمكن فهمها ومقاربتها) ، بل نرى فيها ركاما من الاحداث تاول انطلاقا من حقائق مطلقة ثابتة. وبناءا على الظروف  والتطورات والمستجدات التي نمر بها .. وعليه نقول على الانتلجنسيا القومية ان وجدت مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى بالامساك بزمام الامور في صياغة خطاب فكري قومي وحدوي متماسك اساسه المطابقة مع الواقع والانطلاق منه متوسلا بالمناهج العقلانية والعلمية للخروج من معضلتنا.علينا اليوم ان نخلق واقع افضل في ما يخص عملنا القومي والسياسي، كخطوة جديدة نحو التغيير والاصلاح وتمهيد الطريق للرقي بالوعي القومي لدى ابناء شعبنا والتحسيس باهمية المشاركة الفاعلة في نحت ملامح مستقبلنا ووجودنا.. ان وحدة العمل والفعل  يمكنه التحقق متى ما استوعبنا الفارق الكبير بين وحدة قضيتنا القومية ووحدة شعبنا ،ولابد ان ندرك ان وحدة رص الصفوف، لا تعدو كونها خطوة واحدة في طريق الالف ميل المعبد لتحقيق الوحدة المصيرية، اي انها خطوة تمهيدية وسيلة تحضيرية لابد منها لتحقيق شرط اسياسي من شروط وحدة العمل والشعب الا هو وحدة المنظر الاخلاقي... وهذا بالتحديد ما يجعلنا ندعو سياسيي شعبنا من منطلق حرصنا الشديد الى تمحيص النظر في جميع المواقف، وان تظل دعوتنا هذه تبحر فى مسارب العقول حتى ترسى قيادات شعبنا الغير موحدة مفهومها للوعى التاريخى اللازم لتحقيق ما نناضل من اجله. وذلك لان دروس الماضى تؤكد لنا حقيقة تاريخية مفادها ان قوانا السياسية وبالرغم من نضالها ومواقفها الشبه موحدة في بعض المناسبات لم تكن تمتلك ذلك الوعي والحس القومي تجاه مصير شعبنا. وهذا الشيء ما اثبتته تجارب الماضية والتي لم تنجح في تحقيق ذلك الهدف وترجمته على راض الواقع. لاشك اننا الان ندرك اكثر من اي وقت مضى مدى حوجتنا لتوحيد خياراتنا السياسيه ومعالجة حالة الانقسام التي اصابت بيتنا الداخلي  وجعلته يسير في اتجاهين متضادين، اتجاه مؤيد واخر يرفض.ومع ان لكل فريق اسبابه ومبرراته التي تجعله متشبثا برايه وموقفه السياسي الا ان توحيد هذه الخيارات السياسيه المتناقضه امر ممكن اذا اردنا حقا الوصول الى شاطئي المستقبل الامن. وبذلك فقط نؤكد بان نكون تجاوزنا معنطفات المرحلة الماضية الاليمة والمظلمة، وحقيقة اقبلنا على خطوة جديدة وان نحرز على الاقل تقدما ملحوظا بعد ان عجزنا على تحقيقه في السابق. ان ارى المرحلة الاستثنائية الراهنة تقتضي الابتعاد عن المناكفات السياسية ومقاربة الامور بعقلانية وحكمة بعيدا من المصالح السياسية والحزبية الضيقة، التي كانت السبب الاول في فقدان الجزء الكبير من علمنا القومي والسياسي، بعد افراغه من مضمونه ومبادئه الثابتة والحقيقية  من قبل سياسي شعبنا ، لانهم لم يستطيعوا حتى اليوم من ان يضعوا معايير محددة، وحتى لم يلتزموا انفسهم على التقيد به، بعد ان فقدوا روح التضحية ونكران الذات والارادة الحرة المستقلة.اذن نحن بحاجة ماس الى قراءة تاريخ الشعوب بامعان من اجل الوصول الى معرفة ما هو حكيم وصائب وجهل وخاطىء، وان نتيقن من الحقيقة اننا فعلا نبحر على ظهر سفينة قومية واحدة، وعلينا ان ندرك جميعا المخرج المتعقل لقضيتنا والخروج من عنق الزجاجة. وهل نحن فعلا سائرون وقادرون على ذلك قبل فوات الاوان؟. والسلام
هنري سركيس

139
في زمن غاب الحوار والنقاش والحل الجدي لقضيتنا..!!
من خلال هذا المقال احاول ان ادلي، ببعض الاسئلة والتي اصبحت تراودني منذ فترة، ليست بالقصيرة، بما يخص اشكالية عملنا القومي والسياسي وما نعانيه وليس كما  يعتقد بعض الساسة انها محسومة من  وجهة نظرهم ، او نتيجة لهيمنة الفاعل السياسي على مجمل اليات وحقول انتاج الخطاب والمفاهيم، في مقابل ضمور صناع الراي والقيم من اهل الفكر والعلم والثقافة . وكخلاصة القول ، ساتطرق للبعض منها كفرضيات قابلة للزرع والانبات، كاسهام نظري متواضع، وكدعوة صريحة للمتابعين والمهتمين بشان قضيتنا القومية من اجل المناقشة، وايجاد الحلول المرضية، وبالتالي الخروج قدر الامكان باستنتاجات تلبي طموحات شعبنا وما يتعرض له عموما ومشهدنا السياسي خصوصا.  ونقول كيف نعالج البنى وانماط العلاقات الاجتماعية السائدة لشعبنا، والتحولات المفصلية التي يمر بها على مدار هذه السنوات وخاصة في الوقت الراهن؟. وايضا  كيف نستطيع معالجة مسيرة عملنا القومي، وكيف اثرت هذه المستجدات والتحولات السياسية في مسيرة نضالنا، على انماط العمل القومي والسياسي، الذي انتهجته احزابنا ومؤسساتنا القومية منذ سنوات؟. وماذا نريد من انفسنا ومن قضيتنا، وكيف نتخيل وجودنا ووجود اجيالنا القادمة على ارض بيت النهرين غدا والمستقبل؟.وما هي الخطوات التي يمكن ان تتخذها احزابنا ومؤسساتنا القومية على هذا الصعيد، من اجل تحقيق الغد الذي نريده لانفسنا ونحبط الغد الذي يريده اعداء شعبنا لنا؟. واللغز المحير والنظري والتحليلي هنا هو، لماذا هذا الاخفاق والتراجع؟.. وايضا من خلال هذا المقال نفتح باب الحوار الجدي الغير موتور او محكوم باي ممنوع من الطروحات، من اجل اعادة النظر في عملنا القومي وخطابنا السياسي وؤريتنا لهذه الاحداث .. المهم ما نرغب بقوله هو ان يكون لنا رؤية واضحة لمستقبل عملنا القومي والسياسي .. لقد ان الاون للتخلص من فكرة الزعامات والاحتكارات السياسية والثقافية او حتى القيادية مهما كانت. وبالتالي ناخذ على عاتقنا مهمات التعريف للمرحلة القادمة، واساليب تنفيذها. على هذا الاساس ينبغي علينا التخلص من مفاهيم فوقية وغير ديمقراطية وتركيبيتها المبنية على فرضيات ومزاجات خاطئة، بعد ان تبين بان الوعي القومي والسياسي اصبح يتضائل رويدا رويدا، متوفر لدى القلة ومعدوم لدى الاكثرية، وانه اما موجود او معدوم. وبالتالي يفترض علينا جميعا  بحكم وعينا المتبقي ان  نفسر ونحلل كل الاخفاقات من اجل تحقيق التغييرات. وفي حين ان  العمل القومي والسياسي يتغير من مرحلة الى اخرى ، وبالتالي علينا ابراز طاقات شبابية من ابناء امتنا الصاعدة واشراكهم في جميع المجالات بما يخدم قضيتنا وعملنا القومي، وعدم تركها تنغلق على ذاتها.. مثلما انغلقت النخبة السياسية السابقة على واقعها . وعلى قوانا السياسية ومؤسساتنا القومية، بان تتميز في هذه المرحلة الحرجة والحساسة التي نمر بها بتعددية فكرية واخلاقية، وان تكون بعيدة عن الادعاء بانها تمتلك القدرة التمثيلية لشعبنا على اساس الاكثرية والاقلية وعدد المناصب والكراسي، فانه من غير الممكن تخيل عمل قومي رصين وناجح من غير اشراك الكل بجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية  والفكرية، بالرغم من الخلافات في الراي حول منهجيات العمل القومي ونشاطه على الساحة السياسية. والشيء الاكثر اهمية هو ، لابد ومن دون مجاملات ان نقرا واقعنا الاني ونقده بكل جدية وبعيدا عن المزايدات العاطفية، من اجل تطويره وتغييره. لكن ليس كل نقد قادر على تحقيق هذه المهمة. ان النقد المبتور الذي يتركز على حدث ما ويضيع في تفاصيله فيخرجه عن سياقه التاريخي يعتبر نقد خاطىء. والطرح النقدي الذي لا ينتهي باقتراح حلول للتغيير واقعنا هو نقد ناقص، والنقد الساخر الذي يهدف الى اثبات ان قضيتنا القومية ليست سوى متراجعة ومتخلفة لركب التقدم وغير قابلة للتغيير، هكذا كانت ، وهكذا ستبقى، هو نقد مستسلم ولا تاريخي. العمل النقدي والتحرري هو ذلك الذي يتجنب الشخصنة والتجريح والاستهزاء بالطرف بالاخر، بغض النظر عن الاختلاف مع ذلك الاخر،والذي يعمل باصرار على تشريح الواقع ويخرج بحلول مقترحة لازمتنا القومية، حتى ولو ثبت فيما بعد ان هذه الحلول المقترحة غير ناجعة.. لاشك فان كل طرح تحليلي ودراسة لاي موضوع مهما كان يعتمد على فرضيات ومبادىء  وحوارات ومناقشات تؤدي بالضرورة الى استخلاص نتائج محددة دون غيرها. وهذه الفرضيات والمبادى هي التي توجه رؤيتنا وتحليلنا لواقعنا القومي والسياسي والثقافي اذا صح التعبير. لاننا وبلا شك  نعاني من ازمة تفتت شعبنا هنا وهناك، وايضا ازمة وعلة وحدتنا المطلوبة، وازمة عملنا القومي السياسي الهش والركيك، والشيء المهم ما في قضيتنا القومية، باعتقادي اننا مفتقرون  الى العنصر المهم وهو غياب مفهوم فن الادارة والقيادة، في ادارة شؤوننا وتنظيم بيتنا الداخلي. واخيرا اقول يجب ان نتكاتف من اجل قضيتنا ولا نفترق، بالرغم من ان اصواتنا ما زالت ضعيفة.  والسلام
هنري سركيس



140
هل تجاهل بعض الساسة مفهومي الفلسفة و الاخلاق  كممارسة فعلية وعلمية في العمل القومي.؟
 
في البداية نقول نحن فعلا لا نحتاج الى المزيد من المعارفة الفارغة من اي مضمون، ولا مزيد من الكلام من دون افعال، ولكن كل ما نحتاج في هذه المرحلة فقط قليل من المصداقية والحكمة... ان السعي بعض الساسة  في قراءة وتعلم  طريقة التفلسف في غياب محتوى الفلسفة  ، سيؤدي الى تكوين اذهان فارغة لهم، لان فكرهم في الاساس ناقص ومتعثر مليء بالاوهام  وتناقضات .لذا عليهم تعلم محتوى الفلسفة وفروعها وتجذراتها العميقة وتطبيقها على الواقع.. يقول ديكارت) ان يعيش الانسان بدون تفلسف فهو حقا كمن يظل  مغمضا عينيه لا يحاول ان يفتحهما. والتلذذ برؤية كل ما سيكشفه البصر، لا يمكن ان يقارن بالرضا الذي ينال من معرفة الاشياء التي تنكشف لنا بالفلسفة).  اذن علينا بان نطرح بعض الاسئلة ونقول هل ازمتنا القومية في غياب الحوار والنقاش ام هي ازمة  غياب الفكر الفلسفي  والاخلاقي؟ وهل يعود عجزنا وتخبطنا في العمل  القومي لضعف تفكيرنا ورؤيتنا للمستقبل؟.. وهل للفلسفة ان تحل بعض المعوقات والاشكالات بما يخص عملنا القومي في هذه المرحلة التي نعيش تحت وطاتها.؟ ومرة اخرى باختصار شديد، هل نستطيع ان نضع قضيتنا القومية في الطريق الصحيح بعيدا عن المزايدات هنا وهناك؟. ام ان ننظر الى الفلسفة مجرد نشاط فكري انساني عادي، لا يجب ان نحملها حل عبء فشلنا في ايجاد حلول لمشاكلنا القومية  المستعصية والجامدة. واذا كانت الفلسفة لا تستطيع حل مشاكل عملنا ونضالنا ، فهل يمكن ان تسهم في حل جزء منها ومن خلال تجارب الامم الاخرى التي سبقتنا في هذا الصراع ؟... انا عتقد وبكل صراحة تستطيع الفلسفة،  ان تساهم بشكل او باخر في  حل اجزاء منها من اجل مجابهة معوقاتنا ومشاكلنا القومية ، لانها  بصراحة ليست العامل الوحيد في هذا الحل فثمة فاعل سياسي واجتماعي داخليا ،وثمة فواعل خارجية وبخاصة السياسية.  وايضا نضيف هنا في سياقنا القومي تستطيع الفلسفة ان تكون ادة للتحليل والنقد والتنوير واقتراح الصيغ العقلانية لمجمل مشاكلنا المستعصية التي نشكو منها في ساحتنا السياسية. واني اذ اشير الى ان المقصود بالفلسفة ليس قطاعاتها المجردة، وانما  بشكل اخص القطاعات العملية، واعني بذلك الفلسفة السياسية والاجتماعية والاخلاقية، ويجب علينا الا نحصر هذه المفاهيم في النظر المجرد والميتافيزيقي ، وانما ينبغي ان نذهب الى فضاءات الفلسفة العملية والمشخصة وذلك حين يتعلق الامر بدعوى وقراءة جدارة الفلسفة، في ان تسهم في حل على الاقل الجزء الصغير لمشاكلنا القومية في الوقت الراهن، بواسطة جهازها النقدي وتحليلها لمختلف القضايا التي تشغل بالتفكيرنا وعقولنا واذهان سياسيي شعبنا واجيالنا القادمة. اذن علينا الاعتراف ان قضيتنا تعاني من ازمة التخلف في فلسفة الفكر واخلاق العمل السياسي، فان ملامح تخلفنا ناتجة عن غياب السؤال والنقاش  والحوار الفلسفي، واضيف هنا  وبكل تاكيد انه لا توجد فلسفة معينة يمكننا الاخذ بها يمكن الاستفادة من كل الافكارن ولا يجب ان نقصر انفسنا على عمل او مفهوم فلسفي واحد.  وكما يعلم الجميع ان تقدم الامم مرهون بعلمي الاجتماع والفلسفة هذا من جانب.. ومن الجانب اخر هناك مفهوم الاخلاق في العمل السياسي يعتبر نتاج اجتماعي ايضا ، ينبثق عن المجتمع نفسه، ومنه تتمظهر على صور وقواعد وضوابط كرادع ادبي وثقافي ، وبالتالي يتقيد على سياسي بان يلتزم بها استجابة منه لمتطلبات هذا المجتمع الذي يعيش فيه..  وكما هو معلوم ، ان الاخلاق في اي عمل سياسي يعتبر مخصلة، وليست هبة من احد، وغير مغروسة في المناضل السياسي منذ ولادته، وغالبا ما لا تملك الطابع المادي الرادع، فضلا من انها ليست ثابتا، فهي كما قلنا صناعة اجتماعية، فبتغير المجتمع لابد ان تتغير الاخلاق او تختلف نظرة المجتمع في مقاربة الاخلاق. وعلى كل الاحوال وما نحن بصدده، ان الاعتماد على الجانب الاخلاقي في العمل القومي وحده في اختيارنا لشخصيات سياسية ، اعتقد بانه غير مجد. لان المناضل السياسي  المكون او المتبلور ليس الا مجموعة من العلاقات الاجتماعية، وبتغير تلك العلاقات لابد للسياسي نفسه ان يتغير. يقول ماركس(ان تبدل الشخص نفسه، يترافق في النشاط الثوري مع تحول الظروف) اي ان تغير الظروف ينجم عنه تبدل الشخص نفسه… ولا اعتقد ان الاخلاق ضابط وضامن لسلوك المناضل . ويمكن بالتالي الاكتفاء بها والركون عليها، في اختيارنا او خياراتنا، وهذا لا ينفي ابدا الوازع الادبي والثقافي الذي تملكه الاخلاق في العمل السياسي . اذن هناك من ضوابط تتحكم باخلاقيات العمل ، ولابد ان يمتثل لها  الجميع بلا استثناء، وهذه الضوابط تملك من القوة المادية والمعنوية  ما تتيح لها فرض قوانينها على الجميع.. وكما يقال بان المناضل السياسي كثيرا ما تحركه غرائزه باتجاه فرض هيمنته على الاخر، سواء اكان هذا هذا الاخر حزبا سياسيا او منظمات انسانية اجتماعية، فاذا لم تكن هناك من قوة رادعة له، فهو لن يرتدع اخلاقيا، ولن يتورع عن الايغال في الخطيئة هذا اذا لم يلجمه ضابط مادي رادع له. ولا ينبغي بان نغفل انفسنا ان واقعنا السياسي قد اغرا السياسيين بعض الشيء، وبالتالي دفعهم باتجاه الانانية والذاتية المفرطة، وهناك الكثير من الصور الماثلة امامنا والتي اصبحت واقع حال ضمن قضيتنا القومية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، هناك بعض النفوس السياسية الضعيفة  لا تزال تتحكم ببعض الامور ان لم نقل اكثرها.!! فاذن اين فعالية المبادىء والقيم والاخلاق والانظمة الداخلية التي وضعناها وتحلين بها؟. كل هذه الامور يفصلها بعض الساسة على اهوائهم ومقاسهم كما يرغبون، والكثير منها يبقى حبرا على ورق، لا يترجم على صعيد العمل والواقع، الا اذا ما مالت كف من يتشبث بتلك المبادىء والقيم، وبالتالي يخلق عبر هذا الصراع ما يشبه التوازن في المصالح ومن ثم التهادن، والتوافق على صيغ اخرى  يرتضي بها الساسة المتخاصمون وفق المعادلة الجديدة التي تفرزها موازين القوى. ولكن هناك من يثير تساؤلات مشروعة من ان بعض الساسة يلتزمون بالقواعد الاخلاقية دون ضغط او اكراه. اقول نعم لكن القلة منهم ولكل قاعدة استثناءات، فضلا من انه راي لا يمكن ان يسود ولا ان يعتد به.. واخيرا ما نرغب بقوله ان تحررنا من رواسب الماضي يعتبر عمل تاريخي وليس ذهني، ولا يمكن تحقيق نتائج طيبة في ما يخص قضيتنا القومية ما لم نتحررمن واقع  تفكيرنا السياسي الوهمي ، ونفتح افاق فلسفة الفكر وممارسة الاخلاق في العمل القومي  والسياسي الذي يبقى هدف اسمى  للجميع، ولابد ان يحمله ويناضل من اجله كل سياسي مؤمن بقضيته القومية، لاننا امام تحديات هائلة وكثيرة، تواجه امتنا وشعبنا  ومستقبل وجودنا على اراض الوطن ..
هنري سركيس



141
المنبر الحر / اوراق متساقطة(1)
« في: 10:15 11/09/2014  »
اوراق متساقطة(1)
قليل الكلام كثير المعرفة
علينا بان نعترف بان الوطن يمر بأزمات واشكالات مختلفة، والاسباب معروفة وغير معروفة للجميع، وما يتعلق بالتغييرات الكثيرة التي حدثت وتحدث على جميع الاصعدة، والتي اثرت في حياة المواطن داخل كيان المجتمع بذاته. فقد اصبح من المعروف بان التحدي الكبير الذي يواجهه المواطن يتحدد بسلسلة من الازمات التي تختلف في طبيعتها وحجمها وعوامل تحريكها، مؤدية الى خلق الصعوبات والمشكلات واحداث انهيارات في القيم والمعتقدات والخ. لذا فان موجة هذه الازمات والاشكاليات والوعي بها، يعد امرا ضروريا لتفادي المزيد من الكوارث. لا يختلف اثنان في ان هذه الازمات جزء رئيس في واقعنا الحالي، وهذا يدفع بنا الى تفكير بصورة جدية في كيفية مواجهتها والتعامل معها بشكل فعال يؤدي الى حد من النتائج السلبية لها، والاستفادة ان امكن من نتائجها الايجابية. يعد التعامل مع الازمات احد محاور الاهتمام في الادارة، حيث انه يقتضي وجود نوع خاص من السياسيين الذين يتسمون بالعديد من المهارات منها الشجاعة والثبات والاتزان الانفعالي، والقدرة على التفكير الابداعي والقدرة على الاتصال والحوار وصياغة ورسم التكتيكات اللازمة للتعامل مع الازمة. وان الاستعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث ،لا يخفى على المتابع لسير الاحداث بخاصة السياسية منها ما للازمات بكل انواعها من دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم او البناء, وقراءة متأنية لدور الازمة بشكل عام يفضي بنا الى تلمس خيط يقودنا الى حقيقة مفادها ان المجتمعات التي اعتمدت الهرم القيادي فيها على فرق خاصة وكفوءة في التعامل مع الازمات كانت اصلب عودا واكثر على المطاوعة والاستمرار من قريناتها، التي انتهجت اسلوبا مغايرا تمثل بالتصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة سلفا مع بؤر الصراع والتوتر ،ما ادى بالتالي الى ضعفها وتفككها، فالأزمات ظاهرة ترافق سائر الامم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والانحدار. ولو امعنا النظر في ثنايا الاحداث التاريخية الكبرى لوجدنا ان الازمة على مر العصور تتوسط المراحل المهمة في حياة الشعوب، فبين كل خطوة وخطوة جديدة ثمة ازمة تحرك الاذهان السياسيين وتشعل نور الصراع وتحفز الابداع.. والسلام
هنري سركيس

142
الى متى يبق حال امتنا وشعبنا هكذا؟
لعل واقعنا القومي والسياسي اليوم، يضعنا امام الكثير من التساؤلات الفكرية الملحة، ولطالما طلب مني البعض، الكتابة او حتى التعليق على مثل هذه المواضيع والاحداث السياسية المهمة والمعينة.  ولكن كانت لي قناعة راسخة ان معالجة اي ازمة او حدث، لابد وان نتناول فيه الاسس البنيوية والفعل قبل كل شيء، وغالبا ما يتطلب الامر، هو ان يكون السياسي منا طرفا اما مستنكرا  او مدافعا، وكلا الموقفين لا يخدمان عملنا وفكرنا من النهوض به، ولا يناقش اليات البناء الفاعلة في مجريات الاحداث، كما ان للصمت ميزة كبيرة في كثير من الاحيان، فالمواقف لا تقيم بالاقوال وحدها فبلاغة المواقف تكون بالاعمال، في وقت غرقنا فيه بثقافة الصراعات الداخلية والمناصب والامتيازات على حساب  القضية القومية .. ان المشهد السياسي وبما تمر به قضيتنا القومية وشعبنا،  يضعنا في دائرة ردود الافعال على الاحداث لا في جو صناعة الحدث نفسه ، فيكفي ان تحصل ازمة معينة في مكان معين ، حتى نرى في اليوم التالي وقد غرقت بعض المواقع الاكترونية على الانترنيت  بالاراء والمقالات لتقديم الايجابات والتحليلات التي تتفاوت ايجازا واطنابا ، واراء مختلفة  بما يخص قضيتنا ووضعنا الراهن ، ومنعكساته على سلوكنا  السياسي الاني، ويضع شعبنا امام صورة مشوشة  متداخلة ، ومواقف تتراوح بين المدافعة والشاجبة ، ثم تطوى صفحة هذا الحدث ليطفو حدث اخر وهكذا دواليك في دوامة مفرغة لا ترقى بالسياسي رد ولا تقدم للمتابع  فكرا بناءا، وهو ان عكس امرا، فإنه يعكس صورة السياسي  المنفعل كما يكرس للذات المتصدعة،  التي تخشى من كل ما يدور حولها ، ويضع شعبنا  في دائرة ردود الافعال ويدخله في دوامة التخبط  الفكري ..مرة اخرى نقول على مستوى خطابنا القومي تجاه الاحداث الجارية  فانه يتراوح بين خطابات انشائية غير مؤثرة فقط للاستهلاك الاعلامي، في حين انهم مطالبون  واكثر من اي وقت مضى بالخروج النهائي من دائرة الانية السياسية الى دائرة الاستراتيجية الفاعلة البعيدة المدى .. انه من العبث من وجهة نظري، ان نرجو لانفسنا نهوضا قوميا وسياسيا،  قبل ان ننهض فكريا ، ولن ننهض فكريا مالم نفك عن عقولنا وحتى قلوبنا القيود، لان عملية ايقاظ وعينا من سباته، لا يتم الا بعد الخروج من دائرة ردود الافعال بالدرجة الاولى، ثم ازالة الانقاض المتراكمة في ذواتنا. اذن الامر اليوم ملقى على عاتق قادة احزابنا لتجديد خطابنا القومي وطريقة تفكيرنا قوميا وسياسيا من اجل ابداعه، ومن ثم تجاوز الاحداث الانية، ونؤسس هيكلية جديدة للعمل القومي المبدع  وسلوكه والنهوض به.  وعليه فان النهوض بفكرنا وعلمنا يتطلب الخروج من دائرة الانتهازية والسلطوية والمحسوبية ، الى دائرة القراءة العقلية الرزينة من دون رتوش،  اي التحرر من الشعارات والتشويش على الحقائق.. فالخطابات تتساوى من حيث هي خطابات، وليس من حق اي سياسي ان يزعم لنفسه امتلاك الحل والحقيقة ، لأنه عندما يقوم بذلك فانه يكون قد حكم على نفسه بالزيف والبطلان ، فسيادة راي واحد وتكريس خطاب واحد بعينه يعكس عوامل القهر السياسي  وتزييف الوعي، لان كل ايديولوجية تتأسس على الاعتقاد بتمام مقترباتها  تدعي احتكار الحقيقة كل الحقيقة  .. ان  وحدة الخطاب والعمل القومي  بكل اشكاله يمثل مجموعة من الافكار، والقوة العقلية للذات ودورها عبر الافكار في التحولات السياسية من خلال وجود ساسة لهم القدرة على تشكيل الدلالات الرمزية وتأويلها ، و فهم الذات القومية  كقوة اخلاقية ، لان العقل هو جوهر الذات الاخلاقية المرتبطة بالنتائج. ان الايمان بقدر السياسي يعكس تجليات المقابلة بين مستويات الواقع وادراك مضامينه ،ان التمايز بين السياسيين الموجودين  يسير ادراكهم بالآخرين ، فكل سياسي قومي هو بمثابة عين مجسدة لهذه الامة العريقة ، ولكل منهم تفصيلاته ، الامر الذي يجعله متفرد بوجوده  وعمله وتاريخ نضاله . وبالتالي ان بنيتنا الفكرية وطريقة عملها في الوقت الراهن، يجب ان تقوم على اسس متينة الادراك والمعرفة، حتى تكون النتائج مرضية الى حد ما. اما الارتجالية لا تفي بالغرض المطلوب ومن ثم يصبح الكلام لغوا والعمل نشازا، لأننا في الحقيقة لسنا صناع القرار بقدر نحن مستهلكين للقرار. يرجع ذلك الى المنطق الذي يتحكم في مجريات الاحداث، فواقعنا القومي والسياسي هو جزء من الواقع العام الذي تسير فيه جميع الامور، ولا ينفك من عقدة ومنطق الاخر وكما هو معلوم تكون فيه قوى تتصارع فيما بينها. ان ردة الفعل لبعض النخب السياسية، الذين يعملون بصفة مباشرة، تتراوح بين مؤيد لما هو واقع، مع البحث عن طرق اكثر ملائمة للوضع الجاري في الوطن، وتحقيق الشيء القليل ولو على حساب بعض ما يسمى بالثوابت، وفئة اخرى ترفض للوضع وتحاول تغييره بما يناسب قناعاتها وبالطرق التي تبدو لها مناسبة. فبالتالي لن تتم اية نهضة فكرية قومية ما لم يتم تجديد العمل القومي  والمنظومة الفكرية من سلبيات الماضي. وان وعينا القومي والسياسي لا يمكن ان يستقيم في وجود قيود تحد من ارادته في القول والعمل، وفكرنا لا يمكن ان يعمل وهو مهووس بالضروريات وكيفية تحقيقها والمحافظة عليها.. يجب ان تعلو المصلحة القومية فوق كل الطموحات الشخصية والفئوية والحزبية، ويجب ان ينطلق هذا الموقف باتجاه الفعل الصحيح وفق حسابات دقيقة بعيدا عن مستنقع المنافع والاحقاد، لانها مواقف مرفوضة بكل المعايير 0..ان محاولة اغفال المصلحة القومية العليا يفقد السياسي المناضل صفة القومية ويغمسها في المصالح الانانية الضيقة، وعلى السياسيين  ترتيب الاولويات بما يضمن المصلحة القومية لشعبنا ومستقبل اجيال امتنا القادمة..  انني اشعر بتأنيب الضمير حين اسمع من ان البعض قد اخترق جدار المصلحة القومية العليا ، واخذ يمارس الوصاية والتسلط، وينتهك حرمة  اللحمة  ووحدة شعبنا ، ويفضل مصلحته او مصلحة حزبه او يشيع الاخبار الكاذبة ويسرد القصص الوهمية  والحكايات ويتحدث بلا وعي ولا ادراك ولا مخيلة، وبتجرد من المسؤولية والحنكة والعقل0.لقد مللنا من التصريحات النارية والخطب الرنانة والتشدق الضيق الاعمى والشك اللامحدود التي لم تؤدي كلها الا الى الاحتقان والتوتر والتفرقة وهروب شعبنا  المتبقي الى المجهول ..، وبعد هذه الاحداث الاخيرة والتي لا تزال مستمرة، على الجميع ان يترجموا عمليا ايمانهم العميق بالعمل لصالح القضية والشعب ، وليس لصالح حزبه ومجموعاته. ان محاولة البعض من سرقة العمل القومي  وتغيير مفاهيمه  بطرق ملتوية ومختلفة تشوبها العتمة ويلونها الرماد يوفر الإحساس بالمرارة، وينذر بأخطار رهيبة لم تكن في الحسبان ولا ضمن الاجندة. وستكون عواقبها وخيمة على  مستقبل قضيتنا وشعبنا في الوطن ، لان شعبنا لا يتحمل المزيد من الكوارث والماسي، فقد انهك لفترات طويلة، لقد ان الاوان كي يعيش ويستقر وينعم بكل ما تنعم به باقي الشعوب..  خلاصة القول ان نهوض بواقعنا القومي والسياسي المتردي الراهن، يقع على عاتق سياسيي شعبنا، وان يضعوا مصلحة الامة فوق كل الاعتبارات. ومن لا يستطيع فحري به ان يعتزل العمل السياسي ويرجع الى الكراسي الخلفية، على الاقل كي يفتح المجال للدماء الجديدة بان تتولى زمام القضية والعمل  ومواصلة المسيرة. واليوم كلمة الخنادق والتشبث بالارض والدفاع والمشاركة المسلحة لحماية مناطقنا هي الفيصل والهدف.، واخيرا وليس اخرا، نقول مرة اخرى الى متى يبق حال امتنا وشعبنا هكذا؟ فمتى نعود الى رشدنا ووعينا ونتخلص من ضعفنا وانانيتنا وانحطاطنا ونتجه نحو وحدتنا ونهضتنا واعادة مجد امتنا العريق؟..والسلام
هنري سركيس




143
وضع امني فلتان، وشعب محتار، ووطن منهار.!!
ان الواقع العراقي الراهن الذي افرزته السياسات الخاطئ والمطاحنات والقتل والتفجيرات الارهابية ، والمحاصصة الحزبية والطائفية المقيتة التي انتهجها بعض الساسة، ادت بالوطن والشعب الى ما هو عليه اليوم، والحالة مستمرة الى اجل غير مسمى. وبالتالي يجد المتابع نفسه امام اشكالات مركبة تستنبط الصراع وتستقوي به كافة القوى السياسية في الوطن، التي ما زالت مسبباتها قائمة سواء ان كان ذلك على الصعيد القضايا الخلافية المعلقة او بؤر التوتر او اشكالات، حيث العجز والفشل وعدم الفعالية الذي ضرب كافة مرافق الدولة واقعدها عن الفعل والانجاز وانعدام الرؤيا تجاه المستقبل الذي يخبىء في جعبته الكثير من عوامل الفرقة والشتات والتازم والانهزام امام التحديات الجارية في الوقت الراهن.مما ادى ذلك الى حالة من الضعف وعدم استقرار الوضع  السياسي والامني، وبالتالي فتح باب الاحتقان السياسي والطائفي على مصرعيه. وعلى هذا المنوال فقد جددت الصراعات الداخلية المتفاقمة ، والتي لا تزال شاخصة، بل وابرزت قسماتها حالة من الصراع المسلح وقتل وتهجير لجميع مكونات الوطن.واذا كنا نريد ان نستجلي هذا الواقع السياسي المرير اليوم، وبصورة واضحة،فاننا اذن امام مسؤوليات تاريخية، يجب ان تلتف اليها كافة القوى السياسية، وبكل مسؤولية وتجرد لان الصراع على المناصب والامتيازات والثروة ما عاد صراع سياسي او برامج فحسب، وانما اصبح الوضع يهدد وحدة الوطن وكيان الدولة العراقية مستهدف اكثر من اي قوت مضى، وبصرف النظر عمن يحكم، ولكن تقع عليه المسؤولية الكبرى وبلا جدال فلا التحالفات الحزبية والسياسية،ولا الحل العسكري على الارض تمكن من حل تلك المشاكل والمعوقات التي تنخر في بنيان المجتمع والدولة العراقية. وايضا بان لا ننسى التدخلات الاقليمية والتي تدور حولنا زادت الطين بلة. اذن عظمت المشاكل وتشعبت الماسي وتفتت اواصرالتلاحم، وتشرذم وتصعك شعبنا هنا وهناك. ان ما يحدث منذ اعوام خلت هو الذي ما زال يحرك كل هذه الاحداث بسبب ازمة السلطة والكراسي، والقفز على الديمقراطية واشكالية مفهومها  وتطبيقها لدى البعض من الساسة..ومن هنا لابد من الاعتراف باشكالات الهوية العراقية ،ونسيجها الاجتماعي والذي  لحد اليوم غير منسجمة من التطبيق مع دولة المواطنة والحقوق المتساوية على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.حيث ان الاحزاب السياسية العاملة على الساحة العراقية، تعتبر وكما هو معلوم  ادوات العمل او الفعل السياسي، عليه يجب على الجميع الاعتراف بها وبتكويناتها ووجودها بعيدا عن التدجين والاحتواء وشراء الذمم، الذي تقوم به بعض الاحزاب الكبيرة المسيطرة على زمام السلطة واخطائها القاتلة، هي التي افرزت وفتحت باب من الانقسامات والتشظي في النسيج  المجتمع العراقي...اذن نحن امام ازمةانسانية وكارثة وطنية شاملة، مهددات مركبة داخلية وخارجية تستبطن ازمة الحكم والسلطة وبمحركات دفع خارجية تستهدف وحدة وكيان الدولة العراقية، فما هو المطلوب فعله قبل فوات الاوان؟.. وعلى اية حال لا اعتقد بان احدا من العراقيين يمكن ان يكابر على ان احد عوامل الازمة والكارثة التي نمر بها في الوطن، تكمن في ضعف وهشاشة تكوين النسيج الوطني العراقي ،والذي ظلت كافة القوى السياسية الرئيسية تراهن وتلعب على وتر الطائفية، وكان البعض الاخر يراهن على قوى الحداثة والمتدن ومكونات المجتمع المدني وتاثيرات التقادم على طبقات الفقراء والنخب السياسية والقيادات الفاعلة والواعدة والواعية في اوساط القوى السياسية على ان تقدم البدائل لما هو اجدى للخروج من هذه الازمات والدكتاتوريات العسكرية والديمقراطية الناقصة الغير مؤثرة في الحياة السياسية والسلطوية. ولكن يبدو ان الدروس لم تستوعب بعد وان الفكرة كلها لدى كافة الاطراف والقوى السياسية العاملة على الساحة العراقية، تكمن فقط في الوصول الى السلطة والمناصب، ومنهم من كانوا يراهنون على اشكالات التنمية المتوازنة ومردودها المادي لايجاد حلول  للقضايا المستعصية.. ولكن كان الرهان وللاسف الشديد خاسرا على ضوء التطبيق الفعلي. على جميع الاطراف المتنازعة المتناحرة اليوم مطلوب منهم دور وطني كبير وان يلعباه بعيدا عن المزايدات وتكرار الاخطاء، وعلى الحكومة الجديدة ان تلعب دور الانقاذ الشعب والوطن من هذه الكوارث، بغض النظر عم مدى قدرتها وامكانياتها في تفعيل ذلك، اذن المطلوب هو البرنامج والحل لايجاد المخرج حتى لو كان ذلك رهين بمغادرة الحكومة او تداولها، دون التغول وفرض الوصاية وكبح الجماح لتطوير مفاهيم العلاقة السياسية النظرية بين المكونات المختلفة الى علاقات مفاهيم وقيم، وليست مفاهيم نظرة استعلائية او دونية ووطنية ناقصة. غير ان السلطات والحكومات التي جاءت على سدة الحكم بعد 2003 قد فشلت في تحقيق امال الشعب العراقي،والتي فقط اصبحت تعمل على فئات وقطاعات معينة من الشعب وهو الحال الذي ما زال قائما وشاخصا حتى اليوم، فغابت القوى السياسية، ووظفت قدرات وامكانيات الدولة الهائلة في اتجاه سالب واغتنت مواطنين وجماعات على حساب الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب، وظلت التجربة تكرر نفسها على منوال سابقاتها، ولكن وبوتيرة اسرع واقسى حينا وبنعومة فائقة حينا اخر وديدنها وقاعدتها في ذلك هي الامكانيات المادية المتعاظمة التي وفرتها لها ثروة النفط وعائداته، فما الجديد الذي طرا على اوضاع الوطن  والشعب ، وما المخرج من لعنة النفط واجنداته السياسية وما جاورها.. على ارغم من ما وفرته هذه العائدات من امكانيات مادية، الا انها لم تنعكس ايجابا على واقع الصراع السياسي والمنصبي والاجتماعي وعلى الاوضاع المعيشية للعراقيين، بل اصبحت وبالا على الوطن، حيث اصبحت نقمة عليها فاججت التناحرات والتنافرات، وساهمت في تباين الشق بين ابناؤه، وساد الغبن الاجتماعي واستشرى الفسادالاداري والسياسي والمحسوبية من دون رقيب او حسيب، وغابت الحريات العامة واصبح المواطن مطاردا في نفسه وفي ماكله ومشربه وسكنه وفي مستقبل ابنائه، دون واعز ويتم تمرير ذلك بنعومة فائقة حينا وكبت واعتقال وقطعا للارزاق حينا اخر. المطلوب من هذا التوصيف ليس النقد فقط وانما العبرة لما ال اليه الوطن والشعب والبنيان . اننا عندما نتحدث عن هذا الواقع المتردي والمعقد،وعن ازمة الديمقراطية في السياسة وممارسة السلطة، فاننا لا نفصلها من طبيعة الواقع وتعقيداته الكبيرة والمركبة، ولا عن تطلعات قياداته السياسية الفجة والخرقاء ولا عن امال واحلام المواطنين من الواعدين من النخب  وقيادات والمثقفين والسياسيين الواعين لضرورات هذه المرحلة ولا عن تلك البدائل التي لم تستوعب الدروس والعبر من تجارب مما سبقوهم في الحكم والسلطة..لقد افضت كل هذه المماحكات السياسية والاستئثار بالسلطة الى فراغ مخيف وضعف واضح في البرامج والسياسات المطروحة من كافة القوى السياسية وتلك التي في سدة الحكم اليوم، وفي عدم وضوح رؤيا لمعالجة اشكالات الواقع السياسي الراهن، وضرورة الابتعاد عن التأزيم والرهانات الخاسرة والتعبئة السياسية والعسكرية، والتي تضر بصانعيها قبل الاخرين لما عليها من ضعف الذاكرة وهشاشة المنطق وعدم رصانة الخطاب السياسي والانفعالية الزائدة.. اذن المطلوب من جميع القوى السياسية ان تعيد حساباتها في معاني ومفاهيم ومقاييس سلطة الدولة الديمقراطية، والاخذ بنظر الاعتبار دروس الماضي وعبره وضرورة ان تجد معالجات للتساؤلات الراهنة ابتداءا من حل القضايا المعقدة والخلافية وترسيم الخارطة الجديدة لاخراج الوطن والشعب من ازمته القاتلة.. ان مسالة التكاتف والتمسك بوحدة المجتمع والوطن ديمغرافيا ووطنيا ضرورة لابد منها،لانها توفر الثقة المتبادلة بين كافة مكونات المجتمع  العراقي وقواه السياسية، هي اسمى ما يطمح اليه العراقيون في الحصول والولوج الى دائرة التداول في امور مقومات الدولة الديمقراطية الحديثة، والاخذ باسباب نجاح الاستقرار السياسي والاجتماعي بعيدا عن الانفعلات والوصاية ومحاولات التغييب والترتيب المسبق، والاعتراف بفشل سيطرة الحزب او الطائفة على زمام السلطة ، وفسح مجال للقوى السياسية المدنية لتعبر عن رؤاها وافكارها من خلال برامجها واشكالها التنظيمية المختلفة وبصورة سلسة ، وتوفير صيغة تراضي لبعض المكونات المهمشة، وخاص في بعض محافظات الاحتقان والصراع المسلح ، وايجاد معالجات جذرية لها ضمن مفهوم  الامانة والنزاهة والتمثيل الديمقراطي الحر للقوى السياسية  دون الاقصاء والتهميش.. نخلص من ذلك كله وما نرغب بقوله، اننا امام هجمة مبرمجة وشرسة، تستهدف الوطن والشعب ووحدته وتستبطن عوامل وادوات الصراع الداخلي في الوصول الى السلطة ولو باجندة خارجية، وقد يكون ذلك مدخلا للتغيير رضينا ام ابينا، ولكن لتفويت تلك الفرصة وحتى لا ينهدم البيت على الرؤوس كما يقال ، فاننا امام خيارات صعبة  ولكن ليست مستحيلة،ودواعيها تستدعي الاعتراف بضرورات التغيير الديمقراطي والتحول السلمي للسلطة، بعيدا عن تكرار التجارب الفاشلة والتحالفات الممزوجة تحت مظلات ومسميات مختلفة.. من اجل وطن متحضرومزدهر ومستقر وامن وشعب سعيد،لابد من قيام دولة المواطنة الصحيحة والصالحة، والتي يتساوى فيها جميع المواطنين بالحقوق والواجبات بغض النظر عن انتماهم القومي والديني والمذهبي. واليوم على القوى السياسية، الاستعداد الكامل لخوض معترك البناء وتجاوز التحديات بكل اشكالها، من اجل تحقيق تطلعات وامال جماهير شعبنا التواق الى الخلاص من تراكم الازمات والمعاناة التي اعاقت مسيرة التطور والتقدم، وولدت الاحباطات. واخيرا اقول الوطن الجريح بامس الحاجة الى سياسيين اكفاء واعين يقرون ويفعلون ولا يرضخون. والسلام
 
هنري سركيس












144
الاشكالية المعقدة في خطابنا  القومي والسياسي.. الغير مؤثر!!!
كما يقال ان الخطاب السياسي قد يحرك ساكنا، ويسكن متحركان بمعنى اخر يقيم الدنيا او يقعدها، ومنه تنبثق الشعارات القومية، التي تؤثر بشكل او اخرى في اوساط شعبنا واجيالنا القادمة لبساطتها وعمق معناها وتأثيرها المباشر. من هنا فان الخطاب السياسي عموما يحتاج الى اسس ومقومات وخصائص ووظائف واهداف، وتجديده وثيق الصلة بإنتاجه وتصريفه وتفعيله، ولغة الخطاب فن وعلم وباعتبارنا نتحدث عن الخطاب السياسي، فان لغة السياسة ليست رومانسية كما في لغة الادب، ولا دقيقة كما في لغة الاقتصاد، الا انها يجب ان تدخل الى عواطف وفكر الشعب  ليتأكد انها لمصلحته. من البديهي بان نحاول بقدر الامكان في سياق هذا الموضوع ، بان نعرض بعض اشكاليات  والهفوات في خطابنا القومي والسياسي ، طبقا للتمييز بين الدلالات المتعددة لمصطلح الخطاب السياسي. والحديث هنا عن خطابنا القومي المتعثر ككل ممثلا في الاسهامات النظرية والتطبيقية لجملة من سياسيي شعبنا واحزابنا القومية ككل، لا عن مناضل سياسي او حزب سياسي معين. فعلى مستوى فلسفة الخطاب ، فان خطابنا القومي والسياسي يعني المبادئ السياسية المفاهيم الكلية المجردة، التي يضعها او يلتزم بها بعض سياسيي شعبنا.. واهم اشكاليات خطابنا القومي والسياسي هو اتخاذ موقفي الرفض المطلق او القبول المطلق من مفاهيم الفلسفة والسياسة ومواضيع ذات الشأن، بمعنى نفكر بنمط الاسطوري اذا جاز التعبير، بدلا من اتخاذ موقف نقدي قائم على اعتبارها اجتهادا تضمن قدرا من الصواب والخطا، وبالتالي اخذ الخطا ورفض الصواب . اما على مستوى الايديولوجيا فان خطابنا القومي والسياسي،  يعني مجموع  من نظريات السياسية التي تتضمن الغايات البعيدة للعمل النضالي ، واهم اشكاليات خطابنا الغير المؤثر على هذا المستوى يعني ، ان العمل القومي والسياسي على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي يتعارض وينحرف عن النظرية بدلا من ان يكون في خدمتها. لابد علينا بان ندرس الظواهر السياسية التي يطرحها واقعنا القومي اليوم في زمان ومكان معينين. ولما كان الخطاب مفهوما ومصطلحا اجرائيا ينطوي تحت الممارسة، فان خطابنا يعتبر عملية الممارسة ،التي تتمثل في قوانا السياسية، تحت مخطط نسقي ومعرفي هدفه ايصال ما نرنو اليه. اذن علينا بان نقول كيف  ينحو خطابنا السياسي من التعريف الى الممارسة؟، والى اي حد يصرح انه نتاج عملية لغوية معقدة تسعى الى تحقيقه على ارض الواقع؟، والى اي حد نستطيع ان نقول، ان استراتيجية اللغة  والتفكير في عملنا السياسي تقنن وتنمط  خطابنا الذي يخضع الى الكثير من الاشكاليات في الزمان والمكان؟.  ان  الخطاب الذي تنتهجه احزابنا القومية في الوقت الراهن، غير مؤثر وفعال  يدغدغ مشاعر شعبنا بشكل المطلوب، فلا ينتهج الاسلوب العلمي في التفكير والعمل، بالتالي هو اقرب للاسلوب الخرافي كنقيض للاسلوب العلمي، ويعني الاسلوب العلمي التخطيط والذي يعني عدم توقع تحقق الغايات بدون تدخل ايجابي وبالتالي تخرج السلبية والتواكل التي تميز بين العمل وتطبيقه. وهناك بعض الامثلة في التاريخ القديم والحديث تعج بمثل هذه الخطابات والشعارات.فعندما قال ماركس (يا عمال العالم اتحدوا)! وأضاف لينين إلى هذا الشعار (يا عمال العالم وأيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا). كان لها فعل مؤثر، وكذلك مارتن لوثر كينغ عندما قال في احدى خطبه (أنا لدي حلم)، كان لكلماته فعلاً ساحراً في صفوف الزنوج في أمريكا. فعندما اعتقد ماركس بأن الثورة الاشتراكية ستنجح أولاً في بريطانيا وألمانيا باعتبارهما دولتين صناعيتين وتضمان ملايين العمال، نجد أن لينين استطاع بحنكته ودراسته لواقع روسيا بالاعتماد على رفاقه وحزبه، أن يقود أول ثورة اشتراكية في روسيا البلد الذي كان غالبية سكانه من الفلاحين.  والكلمات والشعارات ليست هدفاً بذاتها، وإنما تحتاج إلى الحنكة والموضوعية واختيار الظرف المناسب. وفي كل الاحوال والاهوال ، لم يستطع خطابنا القومي والسياسي، فصل نفسه عن اشكاليات الخطاب النهضوي فبقى اسيرا له رافعا نفس المضامين والشعارات والتي حملت البعض منها اشكالية مزدوجة ذات بعدين. ولابد علينا وقبل فوات الاوان بان نسبق الاحداث قبل وقوعها طبقا لمخططات شاملة ومرحلية تحكم نضالنا في مواجهة جميع الظروف التي تحدق بشعبنا، وعلى هذا تخرج التجريبية والمغامرة التي تميز سياستنا القومية من عداد الاساليب العلمية، فالاسلوب العلمي في العمل السياسي يتضمن النظرية والاستراتيجية والتكتيك، ويتحقق عندما تتوافر العلاقة المتبادلة بين جميع قوانا السياسية، اي ان يكون كل حزب مكملا وفي خدمة الحزب الاخر، وهو الامر غير متوافر في نهجنا ومسيرتنا القومية، حيث تتعارض هذه العناصر مع بعضها البعض. في حين انه كان من الواجب على احزابنا القومية ،بان تتناول في خطابها السياسي، قضايا شعبنا وهمومه، بأسلوب مباشر ويغلب عليه الصراحة والمصداقية والرصانة في الطرح العلمي، وابعاد ونتائج  ما تمر به قضيتنا القومية، بدون مبالغة في الطرح او تشدد في عرض الافكار، وهو ما نفتقر اليه  جميع احزابنا السياسية، في هذه المرحلة الحساسة بالذات. كذلك نجد ان العمل السياسي الذي تنتهجه احزابنا القومية على ارض الوطن، تتجه او تتميز بالقفز مما هو كائن الى ما ينبغي ان يكون دون التدرج من مما هو كائن، الى ما هو ممكن، الى ما ينبغي ان يكون. ان تغيير واقعنا القومي المتردي وخطابنا السياسي المستقبلي، لا يتم بالقفز على هذا الواقع، بل بالتدرج بالانتقال به مما هو عليه الى ما ينبغي ان يكون، على هذا فان تغيير منظومة فكرنا وخطابنا، اعتقد لابد بان يمر عبر مرحلة محاربة التفكير المغلق والمتقوقع على نفسه ،ونشر التفكير الاجتهادي العلمي والعقلاني كشرط ذاتي لتحقيق التقدم في العمل السياسي وتقديم ما هو افضل لقضيتنا القومية. كما انها مرحلة الانتقال مما هو موجود الى ما هو ممكن، فان كان ما هو موجود سياسيا هو تعاقب ممارسات عشوائية غير منطقية وغير مسؤولة، فان الانتقال بهذا الواقع مما هو موجود الى ما ينبغي ان يكون يتم بالممكن، والممكن في العمل السياسي له اشكال عديدة منها مساهمة جميع احزابنا القومية في حل مشكلة الصراعات الحزبية الداخلية، وتشجيع على ممارسة وتطبيق مفهوم الديمقراطية في العمل القومي على اوسع نطاق. بقى ان نوضح الى ان هناك عدة ظواهر وممارسات سلبية تكتنف ممارستنا في الحقل علم السياسة، وان عمق خطابنا السياسي من استحقاقات السنوات الماضية من عمر مسيرتنا القومية ، وكلها الظواهر  وممارسات سلبية تعتبر بحد ذاتها، نتاج طبيعي  للتناحرات  والتنافرات في بيتنا القومي المنقسم على نفسه ، مما ادى بدوره الى مهزلة خطابنا الواقعي الباهت ،والذي لم يمكننا حتى هذه اللحظة الا فيما ندر، من كسب ثقة شعبنا ليكون هو خشبة القفز الحقيقية للتغييرات التي نتطلع اليها،  حتى نستطيع الوصول إلى الاستنتاجات ودراسة نسق كافة الظواهر والاشكالات، بعيدا عن الاغراق في الذاتية وميكانيكية الاختلاف، وسيادة روح المبالغة وتناقض الوعي والخضوع لمفهوم الواقعية البسيطة، ولا بد لنا نجزم ، ان هنالك مفارقات صارخة في التعاطي مع واقعنا القومي المركب. ويمكن الاعتراف بان عقليتنا وطريقة تفكيرنا وعملنا  قد فشلت في بناء خطاب سياسي موحد منسق لجميع قضايانا القومية. وبالتالي ان عملية تجديد الخطاب السياسي في ظرفنا الحالي وما تمر به قضيتنا القومية معقدة وملتبسة، ولكنها ليس بالمستحيلة. اذا توفرت لدينا النية الصافية ومفهوم التطبيقي للممارسة الديمقراطية والحوار البناء ، الذي يعتبر من اهم مقومات النجاح لمواصلة المسيرة النضالية وتطويرها.
هنري سركيس

















145
 المصالح الشخصية والحزبية الضيقة.. وجمود وعينا القومي والسياسي..!!
فليعذرني جميع القراء الاعزاء فقد بتنا نعيش في زمن انكفأت فيه الكثير من المواضيع القومية، فانقلبت المقاييس وتشوهت ألمفاهيم وبات من الضروري ان نعود جميعا الى الاسس والبديهيات درءا لخطر انهيار مسيرتنا ونضالنا القومي.. من المعلوم وكما يقال ان السياسة فن الممكن، وايضا في الحقل السياسي لا توجد صداقة، بقدر تصادم المصالح،وهذا التصادم من اجل  حقوق الشعوب. لكن ما نراه اليوم في ساحتنا القومية، هو تغليب المصلحة والمنفعة الشخصية والحزبية الضيقة من اجل الضفر بمنصب هنا او هناك يخدم السياسي شخصيا بالدرجة الاولى ،فاصبح البعض من سياسيي شعبنا يلعبون على مساحات كثيرة ومن دون اوف سايت،وبالتالي يستخدمون جميع الاساليب المستقيمة والملتوية، من اجل الوصول الى مبتغاهم وتحقيق ما يمكن تحقيقه من منافع وامتيازات على حساب قضيتهم القومية، وضاربين مصالح امتهم وشعبهم بعرض الحائط.ولا يكنون اي اعتبار لابناء شعبهم  الذين اصبحوا يتفرجون على هذه المسرحية الهزلية لما يدور فوق خشبتها من صراعات واسقاطات سياسية بين الفرقاء المناضلين. بعد ان اصبحوا مخترعين للارقام القياسية في التخبط وإنتاج الكثير من المعضلات والأزمات بين مرحلة وأخرى. والمتتبع والقارئ الحاذق للمشهد السياسي القومي اصبح يدرك ويستنبط الكثير من الحقائق والمفاهيم، وهو جالس يشاهد عن كثب ومستغرب لما يجري من تناقضات في الممارسة وتجاذبات في التعامل، وبالتالي اصبح تبادل التصريحات والتهم المتناقضة بين السياسيين اخذت الحيز الكبير في ساحتنا القومية، واشغلت مسيرتنا النضالية بامور تافهة ولا معنى لها،وشعبنا يدفع ضربية الخسارة وهو لا يحرك ساكنا في ضل وجود البعض المحتكرين على زمام كل شيء، والبعض الاخر متامرين من اجل احتكار السلطة بشيء. ان قياس الامور المطروحة من منظار المصلحة الشخصية من دون مراعاة المصلحة القومية واخذها في عين الاعتبار نضاليا وسياسيا، هو الذي يساهم في مفاصل عديدة في عرقلة مسيرتنا وعملنا القومي ، وبالتالي ابقاء وضعنا المزري كما هو عليه في دائرة المراوحة والانتظار الى اجل غير مسمى، وكما يقال(رجعت حليمة على عادتها القديمة). واعتقد ان اسوا ما اصاب فكرنا وعملنا القومي  مرض المصالح الشخصية حيث طغت بكل ثقلها وافرازاتها على تعطيل الكثير من المسارات الصحيحة للبناء والتطوير وتقدم قضيتنا نحو الافضل. ان تفتيت قيمنا وتشتيت افكارنا من اجل المصالح والمنافع الخاصة اصبحت حجر عثرة امام كل عمل رصين لتحقيق طموحاتنا الانية والمستقبلية. ولكن ومع الاسف الشديد لا يزال مشهدنا القومي من دون حل، ولا انفراج عن ازمتنا الداخلية تلوح بالافق،لان قضيتنا اليوم  اصبحت على المحك مكشوفة ومفهومة من ابسط انسان ،وبالتالي هذه المواضيع اصبحت دمية للعبة بها في اي مكان وزمان، يستخدمها ويتقن فنون تحريكها بعض ساستنا المخضرمين، من اجل الارضاء والبقاء في اماكنهم ومناصبهم الى فترة لا تحصى، لانها سقطت صفقة مغرية بايادي البعض الذين يسلكون سلوكا متناقضا، والدليل واضح ضوح الشمس، لانهم غير مكترثين وحريصين على مستقبل قضية شعبهم، ولا يرغبون بان يكون لمستقبل امتهم مكانة تواكب التطور وعصر واحقاق حقوقها القومية كباقي الامم، بقدر ما انهم محبي الديكور والمناصب.وعلى قوانا السياسية ان تعي جيدا وتفهم المسالة والوضع الذي نحن فيه لا يقبل القسمة على اثنين، وان تنطلق من جديد من ثوابت قومية التي تربت عليها وانطلقت من اجلها والتي تجمعنا وتوحدنا في الحفاظ على وحدتنا ومصير قضيتنا ، واستقرار وجودنا على ارض النهرين. لا بد والمرحلة التي نمر بها، علينا ان ندرك وان نمتلك على الاقل الوعي القومي، والذي نقصد به،  هو وعي فكري وثقافي وسياسي، لكنه غير مستنير وفاعل في احزابنا القومية ،الذي اصبح بمرور الوقت يتلاشى رويدا رويدا حتى في اوساط شعبنا، ذلك ان وضعنا القومي المتردي، وايضا الحالة المزرية لقوانا السياسية، وامتنا تتجه الى مآزق. فوعي الذات وإدراك الحاضر هو حاجة بناء لتكملت مسيرة قضيتنا القومية ومستقبل امتنا. ومما لا شك فيه ، اصبح وعينا القومي والسياسي في الوقت الراهن، يعاني الكثير من الرومانسية والشعارات البراقة والمجاملات العاطفية  هنا او هناك . ان البحث في جذور الوعي القومي والسياسي هو سياق تاريخي يمكن ان يبنى عليه، ويؤسس لذاكرة ثقافية سياسية  قومية.. اذن علينا بان نقول اذا لم نكن نعلم جيدا الى اي مكان نتجه بوعينا القومي والسياسي، فسوف ينتهي بشعبنا المطاف بمكان غير الذي نريد.  اننا اشبه بالذي يمشي إلى جهة مجهولة لا يعرف اين تكون النهاية؟ وكأن اذهاننا معطلة، وافكارنا في سفرة ترفيهية مدفوعة الفاتورة الى اجل غير مسمى. نعم ان هذا ما جعلنا نصل الى مشارف الهاوية، بعد قطع مسافة من السنين ونحن بلا وعي، وكأننا تحت مخدر عقلي، بالرغم اننا اجتزنا الكثير من الخطوط الحمراء، والعديد من اشارات التوقف، لكننا في غفلة معرضون. هذا هو حالنا ووضعنا الذي يمكن ان نصفه بشلل نصفي. اننا  فعلا في مأزق، اننا على وشك السقوط في فجوة الظلام، لقد اصبح وضعنا القومي والسياسي هزيلة ومزري وفي بعض الاحيان مقزز ومقلق للغاية ، حتى اصبحنا لا نعلم هل نحن على خطأ ام على صواب من كثرة ما يجول حولنا من صراعات وتناقضات ومصالح منفعية لا اكثر؟ وما نمر به اليوم من جمود في الوعي القومي والسياسي امر يدعو الى التساؤل والتعجب؟! فإذ كانت هذه الامور تحدث بمحض ارادتنا كسلوك سياسي ، فهل نشعر بالرضا عن انفسنا كاسياسيين ومناضلين ومثقفين، علينا ان نكون صادقين مع انفسنا، وان نعترف انه لن يتغير شيء، على حسب المعطيات الموجودة على ارض الواقع، لاننا وبكل بساطة غير قادرين على تغير انفسنا، والسبب واضح وجلي، وهو اننا برمجنا على ذلك، واصبحت عقولنا تحمل افكار مبرمجة على عدم التغيير. وان نبدأ بالخطوة الأولى لقطع الالف ميل، والنهوض من سباتنا للوصول الى الوعي المطلوب والخروج من ازمة العقل الجامد، الذي جمد معه ما تبقى من ابداعنا وتقدم ميسرتنا القومية، وبالتالي اصبحنا كشعب نعيش داخل قطعة جليد في عالم قد سبقنا بآلاف السنين الضوئية. والخطر عندنا ليس في الغلو والافراط، بل في التفريط والنقصان، وليست مصيبتنا حب السيطرة وفرض السلطان، بل خور العزم وضعف الايمان. اذا نحن بين انفسنا لا نخدم بعضنا البعض، كيف نتمكن من ان نترجم افكارنا على الواقع، وكيف ننتج ونحن لا نشد بعضنا البعض.  واذا كنا نعلم ولا نعمل يعني اننا لا نؤمن بما نعلم ولا نؤمن بما نفكر به أصلا.. وفي الختام اردد مع ابي نواس قوله(قل للذي يدعي في العلم معرفة، حفظت شيئا وغابت عنك اشياء). والسلام

هنري سركيس



146
تخبطنا الحزبي والقومي.. ادى لضياع فكرنا السياسي!!.
لا هم  ولا غم  الجميع منشغلون في صراعات وتنافسات، اتهامات وتلفيقات، زيارات مكوكية هنا وهناك صور تذكارية مع فلان وعلان جهة تتوعد واخر تتنكر وتتراجع، تارة نحلم بمحافظة وتارة اخرى بالحكم الذاتي او ادارة محلية لشعبنا، قوائم انتخابات جاهزة والارقام تتصاعد والشعب مغلوب على امره لمن يصوت واي قائمة يختار ومن الصالح ومن الطالح؟. والمعركة لا تزال مستمرة،مع بدا موعد الزيارات والجولات التفقدية لمناطق تواجد شعبنا،ندوات ودعايات  انتخابية سوف تملىء القاعات والازقة والارصفة والشوارع والساحات والبرامج السياسية  جاهزة و حاضرة للطبع والتوزيع. ولكن من هو المنقذ لا احد يعلم. وبالتالي الهجرة تبقى مستمرة من دون توقف وفي تصاعد ولا من حل. كل هذه الامور فقط هي في حسبان واجندات وتفكير الساسة.حتى الوعي القومي يتضائل شيئا فشيئا لم يبق شيء كما كان في عزه وعنفوانه،ومسريتنا النضالية تتراجع،  والعمل الحزبي ومفهوم الذي تعلمنها يتلاشى رويدا رويدا، وحتى نسينا الكسب الحزبي واجتمعات تنظيمية ودورات تثقيفية وندوات ومحاضرات سياسية وثقافية وادبية والشعرية نتذكرها فقط في مناسبات قليلة. وحتى الاعلام  الحزبي منشغل في جزئيات، والقومي اصبح فئوي غير مدروس ومتدني في مفهومه. واخيرا لمن يبق شيء من الماضي الذي كنا نتجسد فيه ونحتكم عليه. كل هذه الامور ذهبت ادراج الرياح مع تقدم الزمن. ومرة اخرى لا هم ولا غم ، فقط هناك سباق مستمر ومن له الحظ يفوز والخاسر يخرج من المنافسة بارادة محطمة ومحبطة البال والاحوال وفي الاخير يلعن حظه العاثر. وبالتالي  اصبحنا نغفل الامور والمواضيع الاساسية التي تهمنا والتي هي الاهم والتي لم نكلف انفسنا حتى التطرق والبحث فيها لنعلم مكامن الخلل والنقص وتصحيحه،وهناك جزء المهم والمفقود في وعينا  وذاكرتنا وعملنا القومي للمستقبل الذي ينتظرنا كأمة حية، وشعبنا اصبح يفقد الامل وانتهت المقدمة..والان نبدأ بما نود التطرق اليه في سياق هذا المقال.. يعاني فكرنا السياسي  اليوم من ازمة خانقة اذا صح التعبير، وانتكاسة خطيرة على جميع الاصعدة،وخاصة على مستوى النظرية الفكرية التي يتبناه البعض، وايضا على مستوى التطبيق، والذي سماسره  بعض ساستنا اليوم. وبالتالي اسهمت هذه  الامور في جعل البعض من السياسيين يعيشون حالة من التخلف الفكر والانحطاط السياسي. ومن المؤكد لقد حان الوقت من اجل ان نستفيق من السبات، وان نحاول هذه المرة ونعي جيدا وندرس بموضوعية خصائص ورموز فكرنا السياسي المتذبل في اتون التخبط العمل القومي والسياسي...وانه ليصعب علينا ان نوجد دون ان نعي تصورنا لما يحيط بقضيتنا  القومية، وان يكون لدينا العمق الشعوري الكافي لرؤيته وتحليل الاحداث والحكم عليها من خلال تصورنا لها، وقياسه على الواقع ورؤية توجيهه للسلوك. اعتقد ان فكرنا السياسي ليس مجموعة من المبادئ يمكن عدها، ولكنه سلوك يومي يتحدد في انماط فكرية ونماذج ثقافية، وخبرات معيشية يمر بها بعض المناضلين وليس الجميع ، ووصلت الي درجة من العمومية والوضوح حتى اصبحت نمطا لحياتنا السياسية واسلوبا في التعامل. وهذا لاننا اصبحنا نتوجه للنادر وليس الغالب، ونشير الى الخاص وليس العام ، ونتطرق ونناقش الشاذ وليس الاحسن، ونتوجه الى الاستثناء وليس الشائع.. فهذه الازمة والاشكالات، لا تعني انها الخط الفكري لكل سياسي، فقد يخرج عن هذا الخط او ذاك، فالسياسي والمثقف يكونون حركة وتفاعل للتاريخ ، ولكن السمات والاطر القومية تتحدد بالسمات الغالبة وليس بالسمات الفريدة، وهي ما زالت مستمرة تفعل فينا وتشكل فكرنا السياسي ووعينا القومي  ، وتحدد سلوكنا اليومي، وتكون نظريتنا السياسية. وغلبة المنهج الاستنباطي النازل لا تعني بالضرورة غياب كل فكر تحليلي علمي صاعد. وغياب منظومتنا الفكرية المؤثرة في حياتنا القومية، وغياب البعد التاريخي في فكرنا السياسي  وعملنا القومي، ولا يمنعان من وعي البعض منا بالتاريخ ومحاولته استكشاف في اية مرحلة من التاريخ نحن، وسفينتنا اين تتجه وفي اي ميناء ترسو؟.على كل حال قد يبدو للوهلة الاولى من الصعب تحديد هشاشة فكرنا السياسي دون التعرف على هذا الفكر ذاته وتحديد رموزه. والحقيقة ان هذا احد اهم المعاضل الاولية ،وهو غياب معالم لفكرنا السياسي  يصعب تحديده من خلالها. وقد ينفيه البعض كليا لان  الفكر لا يكون قوميا بل سياسيا، فالفكر كما يقال لا جنس له ولا دين. وقد يثبته البعض الاخر على نحو لاشعوري، فتكون مهمتنا اذن تحليل النفس واخراج ما تحت الشعور الى الشعور. وقد يثبته الاخرين من السياسيين والمثقفين على نحو شعوري ويحكمون بوجوده، بل ويحدد سمات دائمة له تقترب احيانا من الصفات الدائمة حتى نقترب في النهاية من الفكر الذي نرغب به ويحدد لنا صفات ثابتة عبر التاريخ لا تتغير بتغير الظروف، او بتوالي الفترات التاريخية.ولكن بغض النظر عن احاجيج البعض ، فان فكرنا السياسي هو ما يعبر عنه القليل  باسم الثقافة القومية ، عندما تتحدد بصورة بارزة. ففكرنا السياسي اعتقد هو الذي يحدد معالم ثقافتنا القومية، والتي تحقق لفكرنا السياسي في مجالات كثيرة بما يخص الوعي وتثقيف شعبنا. ومن هذا المفهوم فان فكرنا السياسي هو ما يعبر احيانا اخرى باسم الكاريزمة القومية التي كثر عنها الحديث في هذه الاعوام. ولكن الكاريزمة القومية المثقفة هي الطريق الوحيد والامثل لتحقيق فكرنا باحاسيس قائمة، والرغبة في الحصول على وجود ملموس في مواجهة الانصهار والضياع في سلة التاريخ.. وان الكاريزمة التي نرغب بتحقيقها يجب بان تكون مبدئية وسريعة لتطوير فكرنا السياسي المفقود، وان يكون احساس مرحلي بالوجود في مواجهة  التحديات والعدم، ولكن سرعان ما ينحل هذا التجمد الذي فينا ويتحول فكرنا السياسي الى الوجود من خلال توعية شعبنا، وايضا ان ننتج طرق للتغيير في واقعنا، فيحل العمل القومي محل المصالحة الشخصية والمنفعية الوقتية، وبالتالي تذوب جميع المصالح الشخصية في العمل النضالي والقومي.. فالتطرق عن الكاريزمة السياسية في جسد عملنا القومي حديث متسرع يود الانتماء السريع، ويعوض الاحساس بالفقد حتى لو ضحى بالممارسة ويغيب عن الاذهان والادراك، من اجل المحافظة على الذات، كل ما قد تحتويه الكاريزمة من انانية وتوسع في المجال العمل والنشاط السياسي وغياب للتوفيق بين الكاريزميات الاخرى في العمل القومي.. وفي كل الاحوال، ان فكرنا السياسي شيء موجود من الصعب ان يغيب في زمن الايديولوجيات الاخرى والمذاهب الفكرية حتى لو كنا وما زلنا نعاني من غياب بعض من ايديولوجيتنا والغير متسقة المضمون. ولكن يصعب التمييز بينه وبين التراث، فتراثنا مخزون نفسي لدينا، وهو الذي شكل فكرنا السياسي وطبعه بطابعه لدرجة انه يمكن القول باننا لا نفكر في تراثنا، بل تراثنا هو الذي يفكر فينا. فتراثنا القومي هو الذي مد فكرنا السياسي بقوالبه الاساسية، وحدد علاقاته بوجودنا وتفاعله مع واقعنا الجديد الذي نرنو اليه. ففكرنا السياسي الذي نحن بصدده ما هو الا تعبير خارجي عن اشياء دفينة هو الموروث، وهو السطح لعمق اخر اي تاريخ امتنا. ومنه يمكن بطبيعة الحال تحليل رموز ومفهوم  فكرنا السياسي للتعرف على مكامن الضعف فيه بتحليل جميع الاعمال الفكرية التي نقوم بها. ولكن في حقيقة الامر لا يمكن الانتقال من الواقع الذي نحن فيه الى ماهيات او من الاشياء الى المعاني. وهذه الاستحالة هي احد حدود النزعة التاريخية، ولكن يمكن تحديد مفهوم فكرنا السياسي بتحليل تجاربنا الفكرية الماضية ومحاولة التعرف على ما هيات مستقلة لها يدركها كل من يشارك فيها ومن ثم تتحول الى حقائق موضوعية. فالموضوعية التي نتكلم عنها في سياق هذا المقال لا تعني خروج الماهيات من الوقائع المادية بل عموم الماهيات وتطابقها في التجارب اخرى مشتركة. ولكن علينا تحليل التجارب الشعورية التي يعيشها فكرنا المتردي في هذا العصر وادراك ماهيتنا المستقلة. ومنه نقول ان التعرف على فكرنا السياسي والذي نحن بصدده، وعلى مكامن الاشكالية التي فيه، هو احد جوانب التعرف على ذاتنا قبل اي شروع في عمل او اعطاء انفسنا مهمة تاريخية. والقدرة على الحكم على ذاتنا هي في الوقت نفسه تعميق لها اذ انها تصبح ذاتا وموضوعا في ان واحد. والاشارة الى هذه المشكلات والتنبيه عليها ليست ادانة لانفسنا بقدر ما هي كشف عن بيئتنا الثقافية وتحليل نفسي لوجودنا التاريخي والحضاري وتشريح لأذهاننا، وان عملية ممارسة للنقد الذاتي الذي لا تقوم نهضة امتنا بدونه. وفي ضوء ما قدمناه، فان اعادة صياغة فكرنا السياسي القومي، يجب ان يمر عبر نوع من التحليل المتعمق لواقعنا الراهن وازمة عقولنا الفارغة من الاجتهاد وتضاربنا الذي انتج هذا التناقض الغير المنطقي في فكرنا السياسي والتعامل معه.. مفهوم مشاكلنا الحزبي والقومية في الوقت الراهن تصب في الكثير من المعوقات والمشكلات والاشكاليات، التي اصبحنا كسياسيين ومثقفين نعاني منها على جميع الاصعدة. ولم نتمكن لحد اليوم من ايجاد الارضية الملائمة لمعالجتها. مما ادى بالتالي الى عرقلت مسيرتنا القومية نحو تحقيق الاهداف وتصحيح المسارات، لاننا بكل صراحة،غير قادرين على الاقل من وضع هدف معين يفترض به ان يكون هو الامل المنشود والتقليص من حد المعانات والمراوحة التي لا فائدة منها. ان العمل القومي في ورقته هذه ليست بصدد مقاربة اختزالية لازمتنا ، بقدر ما هي محاولة لتفكيك احدى اهم مظاهر العطب الحاصل في جسد قضيتنا، والاعتماد على الممارسات السياسية في تصريف مصالحنا على اسس نظرية وفكرية. ومن ذلك، فلا يمكن على الإطلاق فصل الفكر عن السياسة، او العكس، انهما في علاقة متينة واحدة، جدلية في التاثر والتاثير.ومن هذا نقول العمل النضالي في هذه المرحلة  هو تحديث لقضيتنا وشعورنا بانتماء لهذه الامة، وهو ما دفعنا الى التعبير عن هذا الشعور فكرنا السياسي ونضالنا القومي والنزوع نحو الوحدة الحقيقية. ان السياسة هي كما عرفها (هيغل علم الارادة. فالعلم كمعرفة، ترتكز على وعي مطابق ومتقدم، وعلى احاطة وتجربة وعلى منظور ومنظومة فكرية، والسياسة تحمل في ثناياها منظورا ايديولوجيا ومعتقدا اخلاقيا، وما من ارادة الا وتنزع إلى تحقيق غاية وهدف، وما من ممارسة للسياسة الا وتعتمد الفعل والتفاعل مع الاخرين).. فان فكرنا السياسي يعني دراسة الظواهر السياسية التي يطرحها واقعنا في زمان ومكان معينين، واهم اشكاليات فكرنا على هذا المستوى، يعني ان سياستنا في الغالب سياسة غير علمية فلا تنتهج الاسلوب العلمي في التفكير والنضال، وبالتالي هي اقرب للاسلوب الخرافي كنقيض للاسلوب العلمي التخطيط والذي يعني عدم توقع تحقق الغايات بدون تدخل ايجابي، وبالتالي تخرج السلبية والتواكل التي تميز سياستنا،وايضا ضرورة سبق الاحداث قبل وقوعها طبقا لمخططات شاملة ومرحلية تحكم عملنا القومي في مواجهة الظروف،فالاسلوب العلمي في السياسة يتضمن النظرية والاستراتيجية والتكتيك ويتحقق عندما تتوافر العلاقة المتبادلة بينهما، اي ان يكون كل حزب مكملا وفي خدمة الحزب الاخر وهو الامر الغير متوفر في ساحتنا القومية ومع الاسف الشديد،  حيث تتعارض  سياسة احزابنا مع بعضها البعض . ان زمننا وتاريخنا الان، يعيش متغيرات لابد ان تجري  في مسيرة عملنا، وعلينا مواصلة النضال الذي لا يمكن ان يتوقف طالما انه تعبير حي لتطلعات وامال واهداف قضيتنا وامتنا ، واحدى التعبيرات الفكرية والسياسية المتوائمة  لواقعنا ومن الضروري تجديد وتطوير التجربة القومية انطلاقا من الاسس التي انبنت فكريا وسياسيا، استكمالا لتطويرها في الزمان والمكان من خلال العلاقات والمعطيات . اذن ان ازمة فكرنا السياسي هو اننا لم نملك فكر قادر على ادارة الامور بصورة عقلانية، وايضا لم نمعن النظر في الدروس والتجارب  والاستفادة منها....مرة اخرى اقول، لا هم ولا غم فقط مصالحنا الشخصية هي الاهم وقضيتنا القومية  تنهار وتعيش الهم . والسلام
هنري سركيس

147
من اجل فكر نضالي ناضج.. وخطاب قومي سياسي فعال..
لا تزال قضيتنا القومية في الوقت الراهن تعاني من التعاسة،  وهشاشة في فكرنا القومي  وإستراتيجية عملنا، وبالتالي اصبحنا غير قادرين نظريا وعمليا على تجاوز هذه الازمة والتخبط السياسي الجاري في حلبة المصارعة الحرة( ساحتنا القومية). وهذه الازمة السياسية التي نمر بها تكمن في مرجعها الاول، في عدم تجديد وتحديث  بذرات الاطار الفكري والعمل السياسي نحو الافضل ، وبالتالي اصبحنا نتراوح ضمن برامجنا والياتنا الكلاسيكية. انا اعتقد بان واقعنا القومي ألمتشنج لا يعاني فقط من التردي الانهيار في مفهوم التطبيق للفكر القومي وخطابه، بل يعاني ايضا من انهيار وتدهور وانطفاء العمل الحزبي والسياسي وانحساره في دور بعض الساسة،الذين فشلوا فشلا ذريعا في تجسيد خطاب قومي واحد وموحد نزيه. ولذلك علينا ايجاد خطاب قومي شامل على جميع ألمستويات يتفاعل بكل جدية ويلامس ويدغدغ صميم  مشاعرنا،ويعزز الثقة الكاملة ويبعث الامل في ذاتنا وشعبنا المجروح،و يستأنف في فعله الفكر القومي النهضوي التنويري يقدم من خلاله طرحا جديدا لمسالتنا القومية. وفي حقيقة الأمر، أن واقعنا القومي والنضالي كما اسلافنا اصبح يعاني من انهيار كامل في منظومتنا الفكرية ، وبالتالي خلق لنا الكثير من هذه الاشكالات والانقسامات،وفشله في توحيد الجهود وتقارب وجهات النظر بين قوانا السياسية بما يخص العمل والخطاب القومي، وهذا اذا كان لنا على وجه ألتحديد شيء اسمه (خطاب  قومي).وهوالمشكلة الكبرى والعويصة لتفتت وحدتنا وضياع عملنا وهجرة شعبنا والتمزق الحاصل في جسد بيتنا الداخلي، وايضا بان لا ننسى غياب مفهوم الوعي القومي والسياسي  والثقافي الذي لا يزال يتراوح في مكانه ولم يتقدم قيد أنملة والاستدلال على ذلك سهل للغاية جدا اذ يكفينا ما نراه ونتلمسه في الوقت الراهن، فمن المؤكد ان اوروبا توحدت بلا قومية، ولكن نحن نتفتت وننقسم بالرغم من وجود قوميتنا.  وان توحيد كل الجهود والعمل الجاد ألمنفتح هو الهدف الاسمى ومطلب قومي وان نحتذي على الاقل على ما حدث ويحدث في الدول الاوروبية من وحدات وانسجامات وتقاربات واتفاقات على جميع الاصعدة من اجل المصلحة العامة. وعلينا بان نحاول بكل الطرق والوسائل المتوفرة لدينا من اجل توحيد انفسنا وإعادة صياغة خطابنا القومي، الذي يعتبر بحد ذاته الدعامة القوية والروح المنعشة والمنقذة لتحريك عقول ومشاعر الساسة ألمناضلين ولكن ارى ان توحيد العمل والخطاب وتجديد الفكر في هذه المرحلة الحساسة وفلسفتها وأدواتها وصورها، لا يجوز ان تستند على الاطلاق لتجارب وإخفاقات الماضي الفاشلة،  وان نهضة امتنا التي نتمانها ونسعى جاهدين لتحقيقها، لابد ان يبادر بها الجميع كل من موقعه للاستكمال جميع مقومات انتعاشها، قبل ان نحفل بوحدة عملنا وخطابنا الشكلي الذي يقفز بين فترة وأخرى فوق الفجوات والثغرات المفتوحة، فيسبب لنا الكثير من المشاكل والمعوقات والإمراض والتي سوف تبقى مزمنة في رحم وجسد قضيتنا القومية. وان انعدام الثقة بين سياسيي شعبنا وعدم الاعتراف بالأخطاء والعثرات التي لازمت مسيرة نضالنا، والتقصير في رؤية وتحليل الأحداث والإهمال المتعمد بما يخص فتح باب المصالحة والمصارحة على مصرعيه، والأخذ والعطاء والحوار ألبناء وكل هذه العوامل المنسية ادت بدورها الى تفاقم معضلاتنا ومعوقاتنا. ان التغيير والإصلاح الجذري الذي نتمناه في العمل والخطاب ان يكون صريح وواضح المعالم في مضمونه وتوقيت إخراجه وان يجسد بالدرجة الاولى امال وتطلعات شعبنا وحقوقه، وليس فقط بالتمنيات والوعود الكاذبة والكلام المعسول من قبل البعض الذين اخفقوا بامتياز لحد الان بتحمل مسؤولياتهم القومية والتاريخية. كذلك لابد لخطابنا القومي ان يصيب ويلامس الوجدان ويعزز الثقة ويبعث الطمأنينة والأمل من جديد في ذاتنا الجريحة المحبطة واليائسة والمهزوزة، وان يبحث في داخله عن التفاعل والانسجام في صياغة اسلوب العمل النضالي في اطار فكر وخطاب جديد للمرحلة القادمة بما يخص مستقبل قضيتنا القومية. وهذه الاشكاليات المريبة التي تواجهننا لابد بان نطرح السؤال التالي الذي اصبح يدور في مخلية الكثيرين اليوم.. هل انتكاسة عملنا وخطابنا القومي، هي نتائج عوامل خارجة عن ارادتنا وسيطرتنا، ام ثمة عوامل كبيرة ذاتية كامنة في طريق عملنا تقف عائقا وراء كل ذلك التراخي والتراجع والسقوط؟.  وفي الختام نقول لابد ان ندعو إلى النمط العلمي في تفكيرنا وإنتاج الخطاب القومي الوحدوي، او بالأحرى في تفكيرنا النضالي، الذي لا يمكن إن يكون نضاليا دون إن يكون وحدويا. ويجب علينا بان نعترف ونعلن عن هذا السقوط والعجز الحاصل في مسيرتنا القومية، كي نتمكن من استبداله والانتقال منه الى النمط علمي، فمشكلتنا الاساسية هي عدم امتلاكنا الجرأ ونعلن الخلل في مواضع اخفاقنا، كي نتمكن من تحديد المشكلة والتخلص منها، طبعا ليس شيئا يحدث فجأة او كتجاوب عقلاني مع تفسيره او تحليله، وإنما يمر بمراحل ويتطلب وقت وجهد، ولكن قبل ان نبدا بتصحيح المسار يجب تحديد  المشكلة.  قد تكون المهمة صعبة، ولكن ليست مستحيلة من اجل مواصلة التغيير والإصلاح والقيام بمراجعة واعية وجادة من اجل المحافظة على ديمومة وجودنا والتمسك بحقوقنا وأرضنا، وعلى الاقل ان نحفظ ما تبقى من ماء وجه  بما يخص العمل  القومي والسياسي. والله من وراء القصد والسلام.
هنري سركيس

148
من اجل شروق شمس امتنا واستعادة عظمتها وأمجادها المفقودة...

نقول مرة اخرى، ان العمل الحزبي  والسياسي في معناه ومضمونه يعني تفعيل الحس والوعي الفكري القومي  والشعور بالانتماء لهذه الامة ( الاشورية) ألعظيمة كما أنه تعبير عن امتلاك مواقف مبدئية وسياسية واضحة ،بما هو مؤشر عن قدرت السياسي على مستوى امكانياته الذاتية  ومن ثم على مستوى امكانيات جماعية واستقلاليتهما. ان العمل الحزبي والقومي يعتبر رسالة،  يتعلم فيها السياسي مبادئ الحوار والمناقشة واحترام الاراء ووجهات النظر الاخرى مهما كانت ، والتشبع بالمبادئ والقيم من اجل المصلحة القومية لامته . وانه يصقل مهاراته وموهبته ويتفاعل مع التطورات ومستجدات المحيط  به بروحية عالية وذوق رفيع نقدي وخلفية تغييرية يستند الى مرجعية فكرية وسياسية وأخلاقية، وعمل وجهد ذاتي تلقائي لا يحتاج الى فرصة تقدم له او تاتيه من السماء، فهو سلوك عمل يومي دائم متواصل في حياته، لا يتأثر بتغيير المواقع التي يتبوؤها السياسي الناشط ، ولا ينتقص مع الترقي في أدراجها بل على العكس يصبح أكثر طلبا كلما احتل السياسي موقعا يمكنه من المساهمة في التاثير على  مجريات الاحداث وتقلباتها. إن  العمل القومي في الوقت الراهن اصبح في زمننا هذا صار نوعا ما عشائريا اذا صح التعبير، واحيانا عند البعض الاخر مؤشر على الفوضى والمطاحنات  ومضيعة للوقت ومدعاة للحرج، والارتزاق والتسول والتموقع خدمة لبعض الساسة المحتكرين والمتشبثين بمقاليد الحكم الملكية، وغطاء للتستر على الفضائح والمصالح والمفاسد لدى فئة من المفسدين والانتهازيين ،إذ لا ينبع النضال عند هؤلاء البعض من قناعة فكرية معينة ومبادئ حقيقية لضرورة اصلاح الوضع وتغييره وإسقاط رموزه، لا  بل هناك من يطالب فقط ليحل محلهم وليستفيد بدوره من غنائمهم ومراكزهم والتمتع بنفس امتيازاتهم وهو ما عطل تقدم مسألتنا القومية. وبالتالي افقدوا هيبتها، ولعل هذا  ما يميز شعبنا الذي اكتوا بنار هؤلاء الساسة المخضرمين ،وما هذا الوضع الا انعكاس لهشاشة البنية الفكرية والنفسية للبعض والذي نجم عنه ضعف النمو والتطور والابداع ، مما ادى الى المزيد من التشرذم والتمزق ليظل فقط بعض السياسيين الاصلاء الحقيقيين الاوفياء محسوبة على رؤوس اصابع اليد. ومن هذا اقول وبكل صراحة ان العمل القومي ومسيرتنا النضالية سوف تستمر وتزداد اكثر ولا تنقص او تتراجع، ولكن قد تتخذ ابعادا او اشكالا متعددة بحسب الظروف والاسباب التي نمر بها او التي تمر بنا، الشعور والانتماء القومي لا يغيب ولا يتوقف، ان العمل القومي والسياسي هو التفاني والتضحية وتوجهنا بعدالة قضيتنا الشرعية ومطالبتنا بحقوقنا، ولا ينبغي لنا بان نتاثر بالعوائق والتهديدات، وكما هو معلوم للجميع ان مسائلتنا القومية مكتوبة لها بان تستمر وتتقدم وتتطور اكثر فاكثر، ولابد ان تقف على قواعد صلبة وبصواعد سياسيين الشرفاء الحقيقيين الذين لا يهابون شيئا ولا يخافون في قول الحقيقة لومة لائم. اذن العمل القومي يبقى مسؤولية احزابنا وتنظيماتنا التي اخذت على عاتقها تمثيل شعبنا وانضمامها اليه والتي ولدت من رحم شعبنا وتربت في احضانه والحاملة لهمومه وان تظل ساهرة على ايجاد الحلول لمشاكله من اجل تثبيت حقوقه وصون كرامته، وما تمر قضيتنا وساحتنا السياسية من تطاول والتطفل بما يخص العمل الحزبي والسياسي، اننا محتاجون اكثر من اي وقت مضى الى رفع شعار جديد لاعادة التاكيد على الحضور القوي للنضال النبيل وضمان استمراريته وهو في عمق قلوبنا وهدفنا ألاستراتيجي ومع ذلك  يبق وضعنا الحالي المؤسف عليه بحاجة الى عملية جراحية للاستئصال العلة،ودخول فترة نقاهة  قصيرة من اجل التفكير في وضع اليات اصلاحية جديدة عميقة تعيد لنا الطريق الى تجسيد طموحاتنا. وعلى السياسيين الابتعاد قدر الامكان عن مفهوم ومنطق سياسيو المنافع والمناصب ، ووضع حد للانتهازيين والمتامرين على مستقبل قضيتنا القومية. واخيرا اقول واعتقد ان اي عمل قومي وسياسي لا قيمة له بدون سياسيين نزيهيين  وبمواصفات معينة منها الصدق والوفاء والتضحية ونكران الذات، والاستعداد دائما لتقديم االاحسن  لامته وشعبه، والتبصر في خوض المنافسة السياسية الشريفة وعدم اللجوء الى اساليب رخيصة، وايضا عدم الخضوع للاغراءات الدنيا، والعمل على فضح اللاهثين فقط للتربع على المناصب والمكاسب والامتيازات دون عمل او عطاء بل لاغراض ذاتية مكشوفة .والحرص كل الحرص على الفعل المشترك واليقظة والفطنة والبداهة في التعبير النضالي والاستمرار فيه. ومن اجل بلوغ ما نبتغيه هو تحقيق مبادىء توحيد العمل والخطاب السياسي القومي وعادة ترتيب وتاثيث وتزيين بيتنا الداخلي، وجمع الشمل ألمتشتت. ان واجبنا اليوم هو التمسك بفكرنا القومي، لان فكرنا القومي يخلق رابطا قويا وعضويا بين ابناء امتنا في أي مكان ان كان، بصفته فردا في امة عظيمة ورقما مهما في جماعة كبيرة. وعلينا اطمئنان ابناء شعبنا كل الطمأنينة، فان فكرنا القومي هو الضمانة الأساسية وسوف يبقى في خوالج ونفوس وعقول ساستنا اصحاب الشأن  المهتمين بالعمل القومي الجاد والرصين، من اجل شروق شمس امتنا من جديد حتى نستعيد عظمتها  وأمجادها المفقودة..  ان مراجعة مسيرتنا القومية السابقة على ضوء افتقادنا لمفهوم العمل القومي والسياسي على هذا الصعيد لهو مهم بصورة استثنائية كونها تبين للجميع اين اخطانا وأين أصبنا وأين فشلنا وأين نجحنا، اذن ان الاستفادة من تجاربنا الحزبية والنضالية ، يجنبنا عثرات وانزلاقات الماضي وتكرار اخطائه ويصطفي الدورس العملية الهادية التي تنضج ممارستنا المستقبلية ويجعل وعينا القومي والسياسي والنضالي ينظم كل مساراتنا العملية. وعلى الجميع بان يقفوا وقفة التامل والتبصر وان يقوموا بتحليل دقيق للمرحلة القادمة وما سوف تؤل اليه قضيتنا، لاننا لابد بان نخلق الفرصة المناسبة المتبقية لنا وعدم الافراط بها هذه المرة ،والذي سوف يحاسبنا التاريخ على كل تقصير تجاه امتنا بسبب صراعاتنا الهامشية والذاتية .. والسلام
هنري سركيس


 



149
 العراق هو القضية والعراقي هو الحل ..

كثيرة هي الشعوب والأمم التي استعمرت واحتلت عبر مسيرتها التاريخية، وبالتالي تحملت عبء ونتائج الاحتلال وتداعياته المريرة، لكنها لم تيأس أو تستسلم لقوة القهر والطغيان، بالعكس تمسكت اكثر بوطنيتها وتاريخها وإعادة حقوقها المغتصبة.. ويذكر لنا التاريخ على سبيل المثال لا الحصر (الهند) إبان الإحتلال البريطاني لها، والتي كانت (بريطانيا) وقتها القوة العظمى في العالم، حتى أطلق عليها (الإمبراطورية التي لا تغيب عن أراضيها الشمس).. هذا البلد الفقير (كالهند) الذي إستطاع التخلص والتحرر وهو لا يمتلك ابسط مقومات الدفاع عن مواطنيه أو أراضيه، مقارنة بما يمتلكه جيش بريطانيا الكبير من  آلة حربية..كان يعلم بان مقاومته لهذا الاحتلال بالسلاح لا ينفع وخاصة إذا أعتمد على إمكاناته المتواضعة واقتصاده المتردي والفقر المحدق الذي كان يركع تحت وطأته، فكان الإصرار على الإعتصامات والصبر ومقاطعة البضائع البريطانية وتحملوا كل أشكال الاضطهاد والتعذيب، إلا انهم لم يتنازلوا شبرا واحدا عن قضيتهم الوطنية، وعن المطالبة بالإستقلال، فكان الشعب بقيادة المهاتما غاندي موحدا ومتضامنا وعلى وئام تام نابع. من أيمانهم بقضيتهم وبوحدة مصيرهم، حيث قاد بطل استقلال الهند الراحل (غاندي) هذا الشعب بفطرته وذكائه وحنكته السياسية نحو درب الاستقلال بكل جدارة واستحقاق من خلال السياسة والقدوة الحسنة والتواضع والنهج السلمي الذي اتبعه، فكانت السبل الوحيدة هي الصلاة والاعتصامات والإقتصاد، فكان في النهاية النصر الذي بشر به المهاتما غاندي شعبه. هذه التجربة السياسية الفريدة والمحنكة التي أدهشت العالم بأسره. لابد أن تكون درسا كبيرا في السياسة العالمية يجب أن تحتذي بها الشعوب القابعة تحت الظلم والانصهار والتشرد.وبعد سنوات من سقوط النظام البائد،  وما ترتب على هذا  من تغبط سياسي، وانفلات أمني، وتدهور وضع الاقتصاد، والقتل والتشريد، لم يتعلم البعض اي عبر أو دروس من الامم التي سبقتنا في هذا المضمار، ولم يعملوا على جمع التشتت والجلوس على طاولة مستديرة للمناقشة والحوار الصريح، وايجاد السبل الكفيلة لحل هذه المعضلة السياسية والخروج من ازمتها الخانقة، والتي أصبحت الى حد ما مستعصية، وبالتالي فقدان الأمـــــــــل لمواصلــــــة إعـــادة أعمار بـــلـدنا وفـــق معطيات التقدم ومواكبة عصر التطور والانبعاث الديمقراطي، بل صار الدوران في حلقة مفرغة  والرجوع الى نقطة البداية ، ويتجسد ذلك من خلال الأفعال السلبية، والأفكار غير المتجانسة تجاه مصلحة الوطن أرضا وشعبا.. وأكتفى بعض الساسة فقط بزرع الفتن الطائفية والعشائرية والمصالحة القومية والحزبية الضيقة، والكل يبكي على ليلاه، وتركنا مصير الوطن في أيدي مجهولة تتحكم به وفق أهوائها وحسب مصلحتها. وفي الختام نقول كفانا من القتال والتدمير، علينا تشخيص المرض ووصف العلاج الذي وطننا بحاجة أليه، كفانا من زيادة هموم شعبنا، لنوحد صفوفنا، ونوحد كلمتنا، وان نتعاون بكل إخلاص وتفاني، لان الحل بأيدينا وليس بأيدي الغرباء، ليكن إنقاذ الوطن همنا الأول، وبناؤه قضيتنا الأساسية. ونحن اعلم من غيرنا ( فأهل مكة أدرى بشعابها) لنفتح قلوبنا بصفاء نحو مستقبل العراق الجديد، نحو وطن يجمعنا تاريخ وحضارة، نحو إنسان عراقي يرنو إلى أفاق الحرية، ووطن يسوده الأمن والخير والسعادة والرفاهية مع بداية العام الجديد. والسلام
هنري سركيس
 


150
الارهاب.. رد فعل سياسي ام افلاس فكري؟.
تغيرت معالم الحياة الانسانية وفق معطيات وتداعيات الوضع الاقليمي والدولي الراهن، بعد بزوغ ظاهرة الارهاب واختطاف الرهائن، والذي  اصبح فايروس العصر ووباء منتشرا، في كل ازمة سياسية كانت ام اجتماعية ام ثقافية في الوقت الراهن. واصبح الولوج في ها البحر الهائج والمتلاطم بمسائله الخطيرة قد تؤدي في المستقبل القريب الى تدمير المجتمعات الانسانية والغاء الاخر، واحتكاك الحضارات والثقافات مع بعضها البعض، وفق ما تطلبه المصالح الدولية، وبالتالي خلق حالة عدم الاستقرار ، وفوضى عارمة تصيب الأمم الصغيرة المغلوبة على أمرها بشلل نصفي يصعب التكهن بنتائجها وتداعياتها وافرازاتها السلبية على المنظور القريب. اعوام مرت على سقوط النظام الشمولي البعثي البائد، والاوضاع في الوطن لم تستقر بعد، والوضع الامني يتراوح بين المد والجزر، والاعمال الارهابية والترهيبية والتفجيرات والقتل وتدمير البنية التحتية لا تزال مستمرة لحد اليوم، ناهيك عن تدهور في الاوضاع الاقتصادية، وشظف العيش الذي اصبح ثقيلا على كاهل المواطن العراقي الفقير، والعمليات العسكرية التي تقوم بها وحدات من الجيش والقوات الشرطة والتي ما تزال مستمرة للقضاء على هؤلاء المجموعات المتطرفة الارهابية الذين عاثوا بالعراق فسادا. فهؤلاء المتطرفون لا يهمهم اي تقدم او تحسن في الوضع الامني  والاقتصادي لشعبنا العراقي، وهم في الوقت  نفسه يتطلعون اساسا الى زعزعة الاستقرار ونسف كل عملية التقدم سياسية، ومن ثم يحاولون افشال اي جهد لاستتاب الأمن، وبالتالي إبقاء الوضع على ما هو عليه الان. وما تقوم به هذه الجماعات المسلحة المتطرفة التي تعمل تحت مسميات عديدة، من قتل  وتفجيرات واختطاف الأبرياء والتعامل معهم بكل قساوة ووحشية، ومن ثم إعدامهم أو ذبحهم بطرق بشعة ، مخالفة في ذلك كل الشرائع السماوية، والاتفاقات الدولية التي لا تمت الى الانسانية باية صلة، والتي تدينها كل الاعراف والاديان. انها فعلا كارثة بشرية قادمة من اناس مجهولين ومشكوكيين في هويتهم الوطنية ، والذين يتصيدون في الماء العكر، وهم لا يريدون للوطن الخير والتقدم والازدهار.ان المهمة قد تكون صعبة في خضم هذه التطورات التي تطرا يوميا على الساحة السياسية، والتي قد تزداد سوءا يوما بعد اخر ما لم تجد الحكومة الداء لحل هذه المعضلة التي اصبحت تنخر الجسد العراقي والوطن في الصميم.  واخيرا نقول بان هذه الاعمال الاجرامية والارهابية التي يقوم بها هذا النفر الضال، لا تمت ولو قيد شعرة الى العمل السياسي ولا الى اعمال كما يصفها البعض بالمقاومة. لاننا كما نعلم بان اية مقاومة وطنية شريفة ومخلصة لها اهدافها وبرامجها السياسية، وايضا لها طروحاتها وافكارها تخدم مصلحة الوطن والشعب في المقام الاول، ولكن مع الاسف الشديد لم نلحظ حتى هذا اليوم من هؤلاء المجموعات المسلحة طرح فكري او مشروع سياسي بديل يخدم مصلحة الشعب العراقي، لا بل زادت الطين بلة وادخلت الوطن والشعب في دوامة الرعب والخوف والى نفق مظلم لا نهاية له، وبالتالي فقدت مكانتها السياسية واعطت صورة مشوهة لثقافة وحضارة العراق الكبير. والسلام

151
الثقافة من منظور التغيير..!!

كما نعلم أن الثقافة هي تلك المجموعة التي تضم في طياتها القانون والفنون والمعتقدات والمعارف والاخلاق والعادات وجميع الاشياء التي يكتسب الانسان باعتباره عضوا في المجتمع. وكما يعرفها كلهون بانها رسائل الحياة المختلفة التي توصل اليها الانسان عبر التاريخ الظاهر فيها، والمتضمن العقلي واللاعقلي التي توجد في وقت معين التي ترشد وتوجه سلوك الانسان في المجتمع. أما الثقافة فتغني سلوك المتعلم ذلك لان السلوك لا يتنقل بالطريقة الوراثية الغريزية ، وانما بطريقة اجتماعية وهي تعني ايضا السلوك المشترك لانها بواسطة كل الناس في المجتمع. إذن الثقافة، هي ذلك النشاط البشري الذي يسعى لايجاد معادلات رمزية للافكار والقيم والاهداف داخل أي مجتمع أنساني.. فالوزن الحقيقي لأي مجتمع انساني لا يقدر بعدد سكانه ومساحة اراضيه فحسب، ولكنه يقدر بنوعية التراكم الثقافي والتراث الحضاري الي خلقته الاجيال السابقة. فلو امعنا النظر في المخلفات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات الانسانية السابقة، وحللنا التراث الثقافي والحضاري، فاننا سنجد أن تطور في الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والتغيير في هذه الاوضاع  يسيران من فترة زمنية الى اخرى، هذا يرجع الى الاساليب المتبعة الجديدة والمتكررة التي تؤخذ في كل حقبة من الزمن، حيث أن اي مجتمع بشري عندما يصل الى مرحلة التشبع في جانب معين من جوانب الثقافة او يشمل الجوانب فينمو من هذا التشبع تغيير في المعتقدات والقيم والعادات والمفاهيم والتقاليد تتساوى مع مرحلة التحضر والتجديد، بعدها ينتهج المجتمع طرق جديدة لاتخاذ اساليب جديدة من التعديل والابتكار على الصناعات والمخترعات، حتى يتقارب مفهوم التقدم الحضاري ويصبح استعمال الالة ضمن قدرة كل انسان من خلالها القدرة على استيعاب كامل مراحل التغيير، فالطبيعة هي التي اوصت للمجتمعات الانسانية خلق مفاهيم وابتكار الثقافة المتمشية مع العادات والتقاليد، فالاندماج النفسي والاجتماعي له اهمية بين الافراد يؤدي الى خلق تجمع واحد يسير ضمن عقيدة ومفاهيم ومثل واحدة متفق عليها، تختلف عن عادات ومعتقدات التجمعات الاخرى، فكل تجمع أنساني له المكان الطبيعي والحدود السياسية المعروفة التي يذود عنها ومن خلالها تتبلور ثقافته.. ان القمع الغريزي الذي يجعل الدول القوية تمعن التفكير في السيطرة على الدول الصغيرة، واخضاع التجمعات الانسانية الضعيفة الاخرى تحت سيطرتها وفرض اسلوب القهر والارهاب، فان ظاهرة حب الذات ادت الى جر المجتمعات في حروب طاحنة متوالية، كما ادت الى زيادة الويلات الانسانية، كما ان هذه الحروب عملت على الاسراع في عمليات التغيير ودخلت حضارة جديدة متكاملة المفاهيم والقيم على نحو افضل من السابق في الوجود والاستمرار، فالويلات والكوارث عملت على وضع الحواجز التي تتضارب مع تقدم الانسان ورفاهيته. ومن ابرز ظواهر المعاناة التي ادت الى رفع الانسان الى اعلى مرحل التفكير، فالانسان وليد التجربة والاحتكاك المتبادل والصراع لاجل الاخذ والعطاء، كل هذه المفاهيم خلقت في الانسان القدرة على مجابهة المخاطر وترويضها، فاستطاع ان يخلق منها مفاهيم جديدة قادرة على خدمة المجتمع في عمليات التنمية والرفع من طاقاته وقدراته ليتخطى المصائب والكوارث التي شارك الانسان نفسه مع الطبيعة في صنعها.. فالحروب الداخلية عملت في زج بعض البلدان الى كوارث وهدم الجسم الحضاري والثقافي، ولكن رغم ذلك تعتبر الثورات التي جرت وتجري في بعض الدول العربية وبضمنها العراق بالتحديد، عاملا أساسيا من عوامل التغيير التي تستطيع من خلالها هذه الدول تغيير واقعها الفاسد إلى واقع افضل، فالبيئة الانسانية والطبيعة تعكس نفسها عن الثقافة التي تعني السلوك المتعلم للانسان لان السلوك لا ينتقل بطريقة وراثية اوغريزية، وانما بطريقة اجتماعية وهي تعني ليضا السلوك المشترك لانها تمارس بواسطة كل الناس في المجتمع. والحقيقة ان سلوك الذي يعبر عنها الناس مع مجتمع معين عن طريق عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم والقوانين التي اقروها في طريق حياتهم، تشمل في نفس الوقت القيم والمثل العليا والتطورات المجردة. أننا لن نستطيع أن نصوغ معنى لوجودنا الإنساني بحيث يقر نفوسنا ونشعر بالانتماء نحوه اجتماعيا، وبخاصة وصولا اليه في اطار المنافسة العصرية، الا اذا امتلكنا ثقافة هي نتاج نشاطنا الاجتماعي اي ثمرة فعاليتنا الايجابية وتفاعلنا النشط على مستوى الحضاري، وهذا هو سبيلنا الى صحوة حقيقية وليس الانزواء اجتماعيا والرجوع الى الماضي.. وهكذا تكون أهدافنا نسقا من ابتكارنا نسقا نحدده في ضوء الخطوات التي ينبغي ان نرسمها نحو اهدافنا التي تصون وجودنا تأسيسا على علم ونشارك العالم في ابداعه وانتاجه، وثقافة نسهم في انتاجها، اذ من دون ذلك سنظل مستهلكين تابعين. وأخيرا أن نظرية الثقافة تعبر عن انماط من الحياة وتدعم انماطا من القيم والمعتقدات والسلوك، انها تفسر الصراعات الدائرة داخل المجتمعات وطريقة حل هذه الصراعات هي النسق الذي يربط المجتمع الواحد كما يربط المجتمعات المختلفة، انها ايضا تبحث في العلاقات المنمطة والمركزة في الاختلاف والتشابه، لان هناك قيم حاثة على التماثل وقيم حاثة ايضا على الاختلاف، ومن هنا فان المجتمع الواحد الذي يقول ان له ثقافة واحدة هو مجتمع لا يرى الحقيقة، فدراسة الثقافة ليست دراسة التماثل بقدر ما هي دراسة الاختلاف من اجل تقبله وفهمه والتعامل معه..
هنري سركيس

152
الانتهازية الحزبية ومستقبل قضيتنا القومية..!!
يشهد التاريخ أن جميع الأمم قدمت تضحيات جسام في مسيرة نضالها الطويل، من اجل إحقاق حقوقها المشروعة بكافة الطرق والسبل المتوفرة والمتاحة، من خلال مناضليها الذين وضعوا نصب أعينهم  الهدف القومي المنشود والذي من خلاله تتحقق مطالب وأمنية  شعوبهم، متناسين منافعهم الشخصية، متكاتفين مع البعض في الهدف والنهج والطريق مهما اختلف الأسلوب المتعامل به والخطط لتحقيق الغابة المرجوة منه، والذي ينسجم مع متطلبات والمرحلة النضالية، وفق سياقات مدروسة وعلمية بعيدة عن أي احتكار أو تعصب وحب الذات وإنكار الآخرين المشاركين في هذا الشأن. وكثيرة هي  المجتمعات التي لم يتوفق مناضلوها من تحقيق طموحات ومطالب شعوبهم بسبب انهماكهم وانشغالهم في صراعاتهم الداخلية ومنافعهم الشخصية واضعين حقوق ومصالح شعبهم ومعاناته المريرة وراء ظهورهم. مما أدى بذلك إلى خلق انقسامات وتناحرات بين صفوفهم  شلت مسيرة تقدمهم ،بالتالي المسيرة النضالية لشعوبهم. ومن هذا كله لقد أصبحت ساحتنا القومية والسياسية في الوقت الراهن مصدر لأمور غريبة وعجيبة في أن واحد، ولم يبق شيء ألا وخرج على المكشوف والعلن، وتبعثرت الكثير من الأوراق التي كانت مجمدة من تاريخ العمل السياسي والنضالي والقومي لدى أحزابنا، مرة أصبحت مبتورة متقلبة  ومرة أخرى متصارعة ومتنافرة في تكوينها الأيديولوجي، معروفة النتائج وإغراضها أكثر مما هي قومية. ومن يشاهد ويتابع بنظرة ثاقبة للوضع الذي نمر به كأمة حية ينتابه شعور غريب يدغدغ صميم مشاعره وأحاسيسه، بعد أن اجتاح جسد أحزابنا القومية والعمل الحزبي مرض جديد دخيل بعد أن طفح أعراضه وتشعب جذوره وانتشاره طال بعض من الساسة تحت مسمى الانتهازية الحزبية ، والذي أصبح ينتقل بشكل بطيء داخل النفوس الضعيفة للبعض، وبالتالي أدى أو سوف يؤدي عاجلا ام آجلا هذا المرض الخبيث والمدمر الكثير من الويلات والمصائب والفساد، على الصعيد العمل السياسي والقومي في الوقت الذي تمر به قضيتنا القومية من ضعف وهشاشة في واقعها التكويني المتردي والمزري. بعد أن أصبح هذا الداء، مهنة لدى بعض الساسة الذين امتهنوا هذا المصطلح من اجل غايات مصالح ذاتية منفعية والابتعاد عن الغاية الأساسية والتي يناضلون من اجلها . أن الانتهازية الحزبية الراهنة أصبحت اخطر أوبئة العصر، من خلال متابعتنا للكثير من الأمور، وأيضا ما نتلمسه ونشاهده بقوة في السلوك  الانتهازي  لبعض السياسيين المرتزقين من العمل الحزبي والسياسي . أن بعض الساسة المتعددو الألوان والأهواء والمواقف الذين لا لون لهم ولا طعم ولا عرف، رغم ما ينتج عنهم من بشاعة في الأسلوب والتعامل ومأساوية النتائج الفظيعة والمثيرة للاشمئزاز والتقزز والغثيان. بعد ان أصبح شعار البعض( نحن ومن بعدنا الطوفان)، لأنهم غارقون في الأثرة والأنانية، مفرطون في حبهم الذاتي، ولا يحملون هما قوميا ولا ثقافيا واجتماعيا، حتى أن تسنموا مواقع ومراكز عليا في عملهم القومي والسياسي. فهؤلاء إذا صح التعبير عبد للذات والمال، والغاية عندهم تبرير الوسيلة، يدوسون على مفاهيم الأخلاق بأحذيتهم، ولا يقيمون وزنا لأي قيم إنسانية، بل يتندرون بها وبمن يحث عليهم ويعدهم في أحسن الأمور.  وهكذا يتضح لنا أن هذا المرض الذي أصبح سلوك اجتماعي وانتشر في صفوف البعض الطامحين والطامعيين بالكراسي والمناصب والثروة ووسائل غير شرعية لا ترتقي شرفا إلى مستوى نبل الغايات الديمقراطية الرفيعة. وأخيرا أقول والله يكون في عون قضيتنا القومية ومصير امتنا التي تتجه نحو الانحدار من حيث لا تدري. والسلام
هنري سركيس

153
العراقي بين سندان الارهاب ومطرقة الامراض النفسية.
تعقدت الحياة في الوطن واضطربت، ووجد المواطن العراقي  نفسه ضائعا وسط هذا التغبط السياسي الغريب، الذي يعيش فيه، وفجأة وجد  نفسه يقف حائرا امام الاوضاع الامنية المتدهورة والمعيشة الصعبة، والأخطار التي تهدد مستقبله، يتساءل في خوف وقلق، اترى كيف يكون مستقبلنا ومستقبل اجيالنا؟|. كيف ستكون الحياة الديمقراطية التي لازلنا نحلم بها وسوف يحلمها جيلنا القادم؟ وشبح الارهاب والتفجيرات والقتل يخيم على الوطن منذ سنوات خلت... لقد ولت تلك الأيام التي عشناها.. فلم تعد الحياة بسيطة هادئة آمنة ومستقرة. لقد تغير كل شيء وبسرعة هائلة لم تتح للمواطن العراقي  لحظة تأمل قصيرة يرى فيها ما صنعته السنون التي حملت في مسيرتها الكثير من الحروب والكوارث التي أهلكت نيرانها الآلاف من أبناء هذا الوطن .المواطن العراقي، أذن يعيش حياة ملئها التوتر والخوف من مصير مجهول. ترى ما الذي  يمكن أن يفعله  للخروج من هذه الأزمة الخانقة، وألا وضاع الأمنية المتدهورة والمعيشية الصعبة؟. أذن أصبح المواطن اليوم يعيش تحت وضع سيء ومرض نفسي مقلق للغاية.  ولكن في نهاية المطاف لابد بان نجمع على شيء واحد وهو أن هذه المشاعر التي دخلت صدور أبناء الوطن ، وتشغل جل تفكيرهم وتهدد كيانهم، في واقع الحال نتيجة حتمية لاستجابة نفوس الشعب للعوامل التي تسببت لهم هذه المشاعر والخوف. ولكن علينا كشعب فإذا تعلمنا كيف نحد من التجاوب، ونجحنا في التغلب على خوفنا ومرضنا، استطعنا أن نطرد من داخل نفوسنا أسباب هذا التوتر  وهذه الآلام التي أصابت حياتنا.القلق والفكر شيئان متلازمان فالمواطن أصبح  يفكر، ولكن هناك فرق بين تفكير وتفكير، هناك من يترك المجال لأفكاره تسبح وسط الظلام الذي يحيط بكل شيء حوله.. وهناك من يفكر بأسلوب لآخر، فلا يدع للافكار المظلمة والصور الكئيبة مجالا لغزو راسه وعقله، وليس معنى هذا انها لا تدور في مخليته فهي قد تحوم حولها وقد تحاول ان تنفذ الى قلبه ولكنه يطردها ويسد الطريق أمامها.وبالتالي اصبح كل مواطن عراقي ، يجد نفسه مشغولا بالتفكير في امور كثيرة طوال اليوم ، ولكن كثيرا ما يجد المرء نفسه قد ركز تفكيره كله في امر معين أو مشكلة بذاتها ولا تلبث هذه المشكلة ان تسيطر على تفكيره كله، حتى تنسيه كل ما عداها من امور اخرى حتى اذا كان بعضها يمكن أن تثير في نفسه بعض الانفعالات. فرأسه المزدحم لم يعد قادرا على افساح مكان لها.  . ونعود الى حيث بدأنا، اننا نعيش اليوم في وطن مليء بأسباب القلق والخوف والامراض النفسية، كلها لازمت الحياة المضطربة التي أصبحت طابع خلال هذه السنوات..ولكن الذي نستطيع ان نفعله هو ان نتعلم كيف نميز بين الاسباب الحقيقية التي تدعوا الى القلق والاضطراب وبين الاوهام والتخيلات التي قد تثير مخاوفنا بلا مبرر.. بهذا وحده نستطيع ان نطرد مخاوفنا وان ندرك متى يجب ان نشرك معنا فيها الاخرين ومتى يجب ان نحتفظ بها داخل نفوسنا، فنواجهها وحدنا بكل ما لدينا من شجاعة وقدرة على التحكم في مشاعرنا. فلنعش ايام التي نحن فيها لان لا احد  يعلم ما سياتي به الغد. والله في خلق شؤون والسلام
هنري سركيس
 

154
مشكلتنا القومية في إصلاح العقل ام في تغييره ..؟

اصبح شعبنا يتأمل بان يتحقق مفهوم الاصلاح  والتغييرفي مسيرة عملنا القومي ، وأيضا التجديد الفكري والسياسي والثقافي لبعض سياسيي شعبنا نحو الافضل .. لكن مع الأسف الشديد،اعتقد بان هذه الآمال  أو هذه المفاهيم ، لا تجد طريقها للتفعيل والتنشيط، طالما هناك آذان تمزقت غشاء طبلتها كما يقال في المصطلح الطبي لدى البعض الصامت، وبالتالي التهرب من المسؤولية في مواجهة الحقيقة واعطائها بعد اخر لا يتناسب وحجم صورتها. واصبح الركض المارثوني، غاية في نفس يعقوب، والابتعاد عن ما هو مدفون من ترسبات الماضي،في عدم كشفه او التفوه به كونه قد ول الى غير رجعة. لان الرجوع الى الاوراق المبعثرة  للماضي، قد يخلق تساؤلات محرجة، ويعكر من صفوة الأجواء الآنية،ويغلق باب الاعتراف بأخطاء، والتملص من الحقيقة، ومن إخفاقات الماضي وسلبياته.. فبدلا من أن تستفيد هذه الفئة السياسية من عثرات وانزلاقات الماضي، وان تستلهم منه دروس وعبر،كان الاجدر للبعض  تحليل عوامل إخفاقهم، وأسباب تعثرهم وتدني  شعبيتهم ، من خلال تقصيرهم  في الرؤية الفكرية والأخلاقية في العمل السياسي ، وفهم عملية الإصلاح والتغيير على انه نوع من الانشقاق او التخريب.. وأصبح التفكير الاقصائي الشائع في وسطية البعض من انجح الحلول. أن الإمساك بزمام الأمور بقبضة من حديد، وعدم افساح المجال الكافي للمناقشة الافكار والطروحات واحترام الاراء ، وبالتالي عدم تقبل مشروع التغيير والتجديد وبالتالي القضاء عليه واعدامه.
ان اخطاء الماضي وتراكمته، وانحراف بعض الساسة عن مسار أهدافهم ومبادئهم القومية ، تولدت لديهم غايات دفينة، فاسسوا لهم  دفاعات قد تكون رصينة بعض الشيء ، وحتى كاريزمة نفوسهم واليات التعامل والتعبير عن سلوكهم، وطريقة تفكيرهم الشمولي والاقصائي، ادى بهم الى الانزلاق في دوامات الصراعات والتطاحنات الثنائية التي لا معنى لها.. أن انجرار هؤلاء الساسة وراء منافعهم الشخصية ،وتمسكهم  بمناصبهم ، افقدهم الصواب، وأصبحوا يدورون في فلك الأوهام  من اجل ترضية الذات.. وبالتالي أن عملية أصلاح العقلية الانطوائية والمغلقة، لا تحدث من فراع، ولا تنطلق لمجرد الرغبة في التعبير، ولابد هنا بان نفهم  أن الإصلاح  الذي نتحدث عنه ليس بمعناه العمودي، أو الثوري ولا حتى الراديكالي؛ بل إن الإصلاح معناه أن نضيف شيئا  جديدا وجميلا ومقبول به في مسيرتنا القومية، لأنه سوف يكون وسيلة بناء لا معول هدم،  إذ لابد من تتوفر على الأقل الإرادة الحرة والقوية المؤمنة تجاه هذا الإصلاح، وذلك لتجنب أي ردود فعل سلبية قد تؤدي الى الاضطربات والمشاحنات، وبالتالي الرجوع إلى المربع الأول، ويبق وضعنا على ما هو عليه من شلل في التحرك .  وعلى هذا الاساس، علينا بان نتمسك بامل اصلاح العقلية السياسية والمحسوبية والانتهازية، وما افسدته من خلال عملها المشؤوم داخل جسد امتنا، والتمسك بعملية التغيير الجذرية في مسيرة عملنا القومي وتفعيل الأدوار السياسية نحو الأفضل. واخيرا اقول لماذا نفترض دوما وجود المشكلة في الغير ولا نراها فينا، لماذا نتوقع دوما العيب من الغير ولا نراه فينا؟.. واخيرا نردد ما قاله الشاعر: ـ
يا قوم لا تتكلموا ان الكلام محرم
وناموا ولا تستيقظوا ما فاز الا النوم
من شاء منكم أن يعيش اليوم وهو مكرم
فليمس لا سمع ولا بصر لديه ولا فم
ودعوا التفهم جانبا فالخير أن لا تفهموا
وتثبتوا في جهلكم فالشر أن تتعلموا
ودعوا السعادة انما هي في الحياة وهم
فالعيش وهو منعم كالعيش وهو مذمم
لا يستحق كرامة الا الأصم الأبكم.. والسلام
هنري سركيس
 

155
حينما تغيب الصراحة والمصالحة والشفافية يتجه الوطن الـــــــ؟.       
                                   
الكل يرغب في تغير نفسه ومصالحه الشخصية، ولا احد يحاول  التفكير في انتشال الوطن والشعب من أزماته.
حينما تغيب الصراحة والمصالحة، على واقع المشهد السياسي في الوطن، تتلاشى آمال التطوير والتقدم في معالجة جميع المواضيع والأزمات التي تتراكم يوم بعد آخر، ومعها تغيب حرية التعبير أو حتى معرفة ما في داخل القلوب والنيات المدفونة لهؤلاء الساسة المتصارعين.. يغدو الأمر صعبا يكتنفه الكثير من الغموض في الرؤيا وما يطرح من وراء الكواليس، وأصبح بعض الآخر يراوحون  ساكنين في دوامة الصراعات الجانبية ومن دون حلول، وبالتالي يصبح المشهد السياسي قاتم سوداوي النظر والبعد، لا يمكن تحليله ، واستنتاج مضمونه ..أو حتى تدعياته المستقبلية .. ومن ثم تطفئ شمعة النور في  طريق يصعب التنبؤ بمخرجه.. وهؤلاء الساسة لا يبدوا أنهم منزعجين، وأيضا غير مكترثين بما يحمله الوطن والشعب من الآلام وماسي.  فعلا إنها مهزلة الديمقراطية في وطن ينخره الفساد والمفسدين. بعد أن تراجع  مفهوم الولاء للوطن إلى الولاء الطائفي والحزبي..  وهذا الآمر أصبح مفروضا على الواقع السياسي منذ سنوات خلت. ويبق مفعول هذا المشهد مفتوح على مصرعيه ، أن لم تجد القوى السياسية المتصارعة أرضية صالحة وصريحة للخروج منه.. وتأت أصوات الصراخ والتنديد والمظاهرات الجماهيري، معبرين عن سخطهم وخيبت أملهم لما آلات أليه أوضاعهم والوطن.. أن انشطار الفكر المتعصب المقيت، والذي إصابة عقول هؤلاء السياسيين المفسدين والطالحين ومن لف لفهم ، والذين كانوا في يوم من الأيام محسوبين كل واحد على فئة أعطتهم ما في الكافية من الثقة  ليكونوا ممثليهم والمدافعين عن حقوقهم. ولكن  ومع الآسف الشديد لم تفلح هذه الفئة النخبوية من التزاماتها المنهجية المتفق عليه ضمن برامجها السياسية والانتخابية في  إطار العمل المسنود لها ،.. ولم تستفيق هذه النخبة السياسية من سباتها العميق وأحلامها الوردية ، ومن أخطائها في الماضي والحاضر، وما خلفته هذه السياسة المتعجرفة  من دمار وخراب للوطن ... وأصبح جل حديثهم مليء بشعارات براقة  خيالية وهمية، تمجد بالماضي الأليم  ، وتسجد للحاضر المنكوب.. ومن كل هذا وذلك رسمت لواقعها ، صور كارتونية ملونة بالألوان قوس قزح، عن ما يسمى بانجازات وطنية شكلية قد يكون مشكوك في آمرها، ألا أن الواقع دائما كان هو الفيصل لحسم النتائج المخزية التي دفع الكثير منهم فاتورة الخسارة والهزيمة.. إنهم بهذا العمل الشنيع امتلأت قلوبهم  بأحقاد دفينة،و مثقلة بالأحاجي والهبل وأوهام ثقافتهم الانطوائية البائسة وهم يمطرون من على منابر السياسة أحلى مفردات الزيف والتبجيل بما يعملون وهم ولا يعملون، أصبحوا نقمة العصر في سياسة السنوات الضائعة من تاريخ ومسيرة عملهم .. وهنا كثرت أحاديثهم  بين الفينة وأخرى عن مفهوم الصراحة والمصالحة وتعزيزها . ولكن دائما لم تكن الحقيقة  صادقة أولا مع ذاتهم المهزوزة وثانيا مع أبناء شعبهم  الذين ابتلوا بها.. لقد أن الأوان عليهم اليوم بان يحاولوا بقدر الإمكان من تصحيح مسار هذا الطريق المتعرج، وان يكفوا عن لعبة عض الأصابع بين الفرقاء، وان يضعوا حد لهذه المهالك والمهازل، والتي سوف لا يجنون منها غير الماسي..بدأت ساعات الصفر وخرجة الجماهير عن بكر آبيها،  لتندد بالعلمية السياسية الفاشلة والمحاصصة الحزبية الضيق الأفق،  وتطالب بالعدل والمساواة، وإصلاح الوضع الأمني والمعيشي المتردي، ووضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل المصالح. لان سياسات هؤلاء الساسة لم تأت بنتيجة ايجابية، بل بالعكس دمرت البلاد والعباد، وأصبح النظام السياسي والديمقراطي على وشك الانفجار ومن ثم الرجوع إلى مربع الأول.. لقد آن الأوان بان يضعوا فلسفتهم تهم الفردية والتشبثية والاقصائية خارج اللعبة السياسية، لان مفعولها الاستهلاكي انتهى، وولى إلى غير رجعة.. وفي الختام نردد مقولة الشاعر عمرو بن ربيعة الزبيدي: ـ
لقد أسمعت لو ناديت حيا   ولكن لا حياة لمن تنادي
لو نارا نفخت بها أضاءت   ولكن أنت تنفخ في رماد...
هنري سركيس

156
مؤتمراتنا الحزبية بين الاحتكار والديمقراطية..!!
لقد إصابة مرض جنون العظمة بعض الساسة أن لم نقل الكثيرين، بعد أن اتبعوا اساليب فارغة من اي مضمون ديمقراطي من اجل الوصول الى مبتغاهم واهدافهم، وهذه الاساليب  فيها من المرونة لكي تستوعب جميع الظروف والمتغيرات، ولكن كثيرا ما يحصل الابتعاد عن هذه الأساليب واستبدالها باساليب اخرى ذات صفة فردية او شخصية تلغي المبادى الديمقارطية في التعامل مع جميع القضايا التي تخص العمل القومي باسلوب دكتاتوري مقيت، ويكون عاملا فعال من عوامل تدمير الحزب وهدم تنظيمه، وتراجع دوره السياسي، بسبب الانصياع للأوامر الشخصانية الفردية، وأحيانا أخرى حينما تتحول هذه القيادة إلى تبعية  عشائرية أو محسوبية تبعا لقوة الشخص المتسلط، مما يفقد الحزب صفة التنظيم المتكامل أو المتجانس، وبالتالي يتحول أعضاؤه للضمور وإلى أداة تنفيذ فقط، بدلا من المشاركة الفعالة في عملية تطوير الحزب وتنظيمه. أن تقييم بعض المواضيع، التي تخص منطلقات وافكار احزابنا القومية والاطلاع عليها ودراستها بموضوعية من الناحية البنيانية الداخلية، تظهر للعيان ان مفهوم الديمقراطية لا وجود لها في برامج واليات التنفيذ في الممارسة داخل أحزابنا القومية، بالرغم من تمسكها بشعار الديمقراطية في اعلامها وادبياتها. ولكن اذا راجعنا هذه الادبيات في التعامل اليومي ، نر بان مصطلح الديمقراطية معدوم نسبيا. وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه. وهذا الامر اصبح ينطبق على جميع قوانا السياسية ، والتي اصبحت تلغي او تتناسى، تطبيق اي شكل من اشكال لمبادىء الديمقراطية في برامجها السياسية الداخلية.ان هذه المعضلة  الكبرى وتراكم الإشكاليات والتي لا تزال باقية على مجمل قضايانا، وبالتالي لا تتمكن احزابنا القومية من تجاوز اسبابها اكانت ذاتية متعلقة بالحزب نفسه او موضوعية متعلقة بالعمل الحزبي .. ومن هذا كله علينا بان نتحقق من مستوى التداول على العمل الحزبي والسياسي، باعتماد على المفاهيم والمنطلقات المشروعية في تطبيق النهج الديمقراطي، وتجديد الوجوه التي لا زالت نائمة لحد الان ولم تتح لها الفرصة لإبراز نفسها وتقدم ما لديها من إمكانات، واخذ دورها في العمل الحزبي والسياسي. ولابد بان تعتمد قوانا السياسية على نهج الديمقراطية الصحيحة داخل تنظيماتها، وان تعمل بجدية على ترسيخ مبادىء الديمقراطية لدى اعضائها وعلى جميع المستويات. ولكن يبق لنا بان نطرح السؤال التالي:ـ  كيف لنا بان نجسد مفهوم مبادئ الديمقراطية داخل تنظيمات أحزابنا القومية ومؤسساتنا كافة؟. أنا اعتقد وهذه وجهة نظري الشخصية والتي اطرحها ضمن هذه السياق. على الأرجح هناك طرق تنظيمية معيارية، فان النهج الديمقراطي والممارسة التي لابد على  الساسة بان يستندوا ويتفقوا عليها من خلال ما تفرزه  صناديق الانتخاب، حيث يعتبر المؤتمر الحزب أعلى سلطة، في أي تنظيم سياسي أو حزبي كان، والمرجع الأول في اختيار الأعضاء والقيادة، وبالتالي تستند هذه الاختيارات إلى الشرعية كونها جاءت وفق أسس ديمقراطية منتخب من قبل المؤتمر وتعتبر حقيقة قائمة بحد ذاتها. وهنا لا يمكن اختزال الطريقة التي استندت أليها هذه القيادة في كونها منتخبة من قبل مؤتمرها، ومن اجل إضفاء معنى واضح على هذه الشرعية، لابد بان تعي جيدا في كيفية التحضير وتشكيل  المؤتمر العام لها. في حقيقة الأمر أن انتخاب أعضاء القيادة من قبل المؤتمر، قد تبدو بأنها عملية صورية بدون مضمون ووعي ديمقراطي، أذا ما كانت هناك مصادرة لحق المندوبين المشاركين في اختيار من يستحق بان يخدم شعبه بشكل حر ونزيه وشفاف، من خلال فتح باب المنافسة الشريفة، على تحمل الاعضاء المنتخبين لمسؤولياتهم التنظيمية والقيادية، ولكن هذا الأمر قد لا يعطي مدلوه أذا تغيبت الممارسة الديمقراطية، او  أذا وجد تقصير من قبل الاعضاء المرشحين ، فالأمر قد يصبح هنا اقرب إلى التزكية منه إلى الانتخاب، وهذا يدل على أن لا توجد عملية ديمقراطية في هذا الصدد أذا ما تمت الاستعانة بخدمات اعضاء اذا صح القول، أعضاء صوريين مشاركين يقدمون ترشيحاتهم، لا لشيء بل لإضفاء الشرعية التجميلية للمؤتمر. ومرة آخر نقول بان مبادئ  الديمقراطية تعبر عن نفسها من خلال مقتضيات القوانين الأساسية والأنظمة الداخلية لاحزابنا القومية،  هذه القوانين والأنظمة تعكس، بشكل واضح البعد الديمقراطي من خلال تحديد الهياكل وصلاحياتها بشكل دقيق وعبر تحديد الحقوق والواجبات والالتزامات، سواء على الصعيد القيادة او على صعيد التنظيم  الجماهيرية ، كما توضح هذه القوانين والأنظمة قواعد التداول على المسؤوليات،التي تستند إلى المبادئ والنهج الديمقراطي، والتي لا تتواجد في كل ماكن وزمان ومفروشة طريقها  بالورود، تمنح  المسئولين الحرية المطلقة في اجتهاداتهم التفسيرية، وممارسة عملية الهيمنة الكاملة على الحزب،بحجة ممارسة سلطتهم الممنوحة لهم، وقد يساء فهم هذا الأمر في الاستخدام ليصبح إطار صوري متماثل مع الاستبداد الفكري والحزبي والإقصاء السياسي في مسيرتهم النضالية في الوقت الراهن أو المستقبل .
هنري سركيس

157
هل أصبح فكرنا السياسي رهينة التناقضات.؟

(1)

العديد من التساؤلات لابد علينا أن نطرحها في سياق هذا الموضوع . هل وجودنا  القومي ومسالة حقوقنا القومية لشعبنا موجودة ضمن أجندات العمل السياسي الناشط الذي نؤمن به ونناضل من اجله.؟ آم فقط  أصبحنا ندور في إطار حلقات مفرغة أبعدتنا عن  المضمون الحقيقي ، وبالتالي نحاول بان نقنع أنفسنا وشعبنا ونشتريه من ماركيتات الآخرين؟. وما هي المعوقات والإشكاليات، والضعف الذي  تعرض له مفهوم فكرنا السياسي .؟ وهل وصلت أحزابنا السياسية العاملة على ارض الواقع، إلى خارطة إجماع أو أتفاق شبه عام حول تبني رؤية واحدة لمفهوم  النضال القومي الموحد المستقبلي.؟ والسؤال الذي لا يزال يطرح نفسه ألا وهو.؟ أي  مدى سوف تلتزم أحزابنا القومية بما يخص مفهوم العمل السياسي الجديد والياته وبرامجه.؟ وكيف نبني فكر سياسي حداثوي يصب ويخدم تطلعات قضيتنا القومية.؟ وما هو طبيعة هذا المفهوم، وما هي الآليات التي لابد الإجماع عليها، وما هي الوسائل التي ينبغي علينا تطبيقها.؟ كل هذه الأسئلة  اطرحها للقارئ الكريم. من اجل المساهمة في وضع الحلول المناسبة والخروج من هذه الوحول.

(2)

 وفي كل الأحوال ، لا ننسى باننا كنا نعتقد بان هناك بصيص من الأمل لا يزال موجود، من خلال التقارب في وجهات النظر والرؤية والفكر، بما يخص خطابنا السياسي أذا صح التعبير، ولكن من خلال المشهد الراهن وما تمر بها قضيتنا القومية، حيث تبين للكثير، بان ضعف المبادرات من قبل أحزابنا السياسية العاملة على الساحة لم تحسم المسالة بعد، كونها غير مهيأة بالشكل المطلوب، وصالحة في هذه المرحلة بتمثيل قضيتنا على أحسن وجه،وأخذها بنظر الاعتبار، وقد تكون الأسباب في ذلك كثيرا، ولكن نكتفي بسبب واحد وهو، بان كل حزب يحاول بعد فترة من السبات ترتيب أوراقه وحساباته ومواقفه، وبالتأكيد فكل جهة سياسية لها برامجها وأسلوب تفكيرها وعملها الخاص بها، بعدما كان كل واحد يغني على ليلاه وفق مزاجه، من خلال الممارسة والعمل من منطلق رؤيته. بالرغم من وحدة تاريخنا وحضارتنا وتراثنا وثقافتنا، وأيضا في منهجية فكرنا القومي، مع ذلك نجد الكثير من التنوع والاختلاف والخلاف في الرؤى الفكرية داخل جسد قضيتنا القومية غير مكتملة وناضجة، هذا يجعلنا نتلمس بقايا المعضلة الرئيسية في طبيعة تجديد فكرنا السياسي، بما يخص مسالة إثبات وجودنا وإحقاق كامل حقوقنا في ارض الوطن. وهذا الشيء اعتقد يجعل فكرنا السياسي والقومي رهينة التناقضات والتصرفات، مما يجعله يدخل مرحلة التأزم مع ذاته. ولكن نستطيع بان نحاول قدر الإمكان من معرفة ما هي الطرق التي نرغب بان يستند فكرنا ويأخذ مجراه ومفهومه الواسع في إطار البناء الجدي لواقعنا. الأمر الأساسي والذي لا نختلف فيه أننا طوال تاريخنا  لم  نكن نعيش  فراغا فكريا، حتى في مراحل الماضي ، لكننا كنا  ولا زالنا،  نعيش في فوضى فكرية، وضبابية فكرية، فالتجارب التاريخية التي مرت بنا كانت معظم نتائجها سلبية، ولم تتم الاستفادة كما ينبغي من تلك التجارب، وضاعت فرص تاريخية ثمينة، فلم نصل إلى صياغة أيديولوجية فكرية تكون أساس تطور فكرنا القومي.  ولا بد علينا بان نحاول وان نستغل الفرصة المتاحة لنا حاليا من اجل دراسة واقعنا المليء بالمطبات والعمى في فرز الالوان ، وفي هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها كشعب وكأمة، لابد من الجميع تفعيل وتطوير منظومة فكرنا السياسي، والمساهمة من جديد في توسيع نهضة امتنا وقضيتنا القومية على مبادىء رصينة واسس اكثر حداثة، وما يتلائم والمرحلة القادمة واستحقاقاتها. صار لزاماً علينا أينما وحيثما وكيفما بحثنا في فكرنا القومي وضعنا السياسي ، أن نكون واعين لحاجات شؤون امتنا، وان نكون قادرين على استيعاب جميع العواقب المعرقلة، وايضا علينا بان ندرك لما يتوجب علينا فعله في استشراف حقيقي لمستقبل امتنا مع الاصرار على حق الاحتفاظ بقرارنا السياسي وبخصوصيتنا الذاتية، بما يخص ماذا نريد ونقرر، وما لا نريد به ونقرر، وليس ما يفرض علينا ونعمل.. والسلام
هنري سركيس

158
لقد آن الأوان لتجميل واقعنا والاحتفاظ  بهويتنا القومية.

عبر كل مرحلة من المراحل التي شهدتها قضيتنا القومية، برزت وطفحت على  سطحها ، العديد من الأحداث والمنعطفات التي ولدت الكثير من الألوان والأنماط  المختلفة والمتباينة في سلبياتها وايجابياتها. وهذه الحالة ليست مستوردة أو مختلفة يراد لها أن تكون قضية تشاغل زمن امتنا وتستنزف طاقاتها، وإنما هي نتيجة لواقعنا الفلسفي المتقلب، واحتراب أضداد هياكله الطارئة على أصالته. وان وضعنا القومي المتشابك، لا اعتقد  يشكل مدارات محيطه المتداخلة بابا موصدا بوجه أي حالة اختراق للنهوض التحرري والبناء النضالي الطموح. صحيح انه عمل صعب يواجه أزمات في هذه السنوات، ألا انه أمر يمكن أن يحقق أهدافه إذا ما اعتمد شروط الموازنة البارعة في الموقف الذي يحسم المعادلة الصحيحة، حتى لو بحدها الأدنى.. أن السقف الزمني الراهن يشهد اختلاط  الأفكار والرؤى بشكل لم يسبق له مثيل، الأمر الذي يجعل شعبنا  في حالة من الرؤية الضبابية لفرز القومي عن لا قومي، وذلك بتداخل واحتدام الصراعات بين قوانا السياسية،  تحت سقف شبه متهدم وتفصيلاته اللامعقولة، بالإضافة إلى تداخل الخنادق وألوان تمنطقها. كما تشكل بعض الأحزاب والقوى التي حسبت على السياق الوطني والقومي بفعل ظروف استثنائية حالة غاية في التعقيد،والتأزم أمام مدارات العمل القومي بين جدران هذا السقف البنيوي لهيكل الواقع الراهن. تفرض المسؤولية القومية للدور المتميز، الذي لابد على قوانا السياسية العاملة على الساحة بان تنتج حلول له، وتنحت ملامحه على كل صفحة متاحة في مختلف الأنشطة والميادين. وأطراف هذا الواقع لا يفرض حالة صراع وتنافر وتشتت بقدر ما يفرض حالة الإجماع لهذه الأطراف وتكتل ما يمكن تكتله لصالح معادلة الصراع الرئيسي بينهما وبين أعداء قضيتنا وامتنا.  لابد بان يرتكز عملنا القومي إلى شرعية صادقة، ناهجا دوره القومي الذي عليه مسؤولية التحرر والنهوض الحضاري. وهذه الساحة وتشابكاتها المتداخلة تشكل حالة اختبار بالغة الأهمية والدقة للعمل المخلص والنزيه. والذي يستوجب اقتدارا فائقا في إدارته وخصوصية متميزة لقيادة نضالية مجربة تقود العمل بمنأى عن مخاطر الانحراف المنفعي والمجاملة السياسية، على حساب القضايا المبدئية والمصيرية، فهي بالوقت الذي تمسك بمقود مبدئيتها العالية وتعبر عن روح امتنا وتطلعاتها الشريفة عليها أن لا تفرط بأي جهد يمكن أدراجه ورصفه ضمن السياق المطلوب في التصور والطموح. وهذا الأمر خيار العمل  القومي بقدر ما هو استجابة وتعبير عن براعة العمل النزيه وتصنيف مجاريه ضمن جداول أرضنا في كل مكان وزمان.
أن إيماننا بقضيتنا والضرورة التاريخية لوحدة  خطابنا السياسي والقومي ، تحتم بان العمل النضالي المشترك الخالي من العثرات، يجب أن لا يقتصر على الميادين السياسية في مواجهة الأزمات، وإنما يجب أن يشمل كل الميادين التي يمكن أن توفر الأرضية الصالحة والدائمة لنضالنا وطموحاتنا،  أن ذلك يقوى امتنا ويزيد من وزنها الداخلي والخارجي ويرسخ دعائم إسمنتية قوية تثبت وجودنا القومي. أن قطع أي مسافة تبدأ بخطوة واحدة من دون شك، بشرط أن تكون هذه الخطوة مستوفية لشروط ديمومتها ومناخ نموها جماهيريا، لذلك تكون المسؤولية القومية هي حالة  المتغيرات الديناميكية التي تصيب واقعنا القومي، ولا يمكن التنمط بنمط أحدى مساحاته ونعتبرها  حالة جاهزة وضرورة صالحة للعمل ، وإنما المسؤولية القومية هي التواصل الجاد مع دفقات الفعل النضالي باتجاه التغير والتقدم الذي يطرح نفسه بديلا عقلانيا ومتوازنا مع مبادئ امتنا وقضيتها.  انه لمن المؤسف والمحزن أن نعيش هذا الواقع البائس المؤلم الذي نغمس فيه، واقع الشتات والانقسام والضعف وعدم القدرة على مواجهة التهديدات والتحديات الراهنة والخطيرة التي تحدق بشعبنا من كل الاتجاهات، وما من سبيل لكي نتجاوز هذا الواقع والولوج إلى رحاب مستقبل أفضل إلا بالتوحيد خطابنا واليات عملنا بشكل المطلوب وليس المفروض،على مختلف الأصعدة السياسية  والثقافية والاجتماعية ، فذلك هو ما سيحقق لنا وجودنا ويعزز اقتدارنا على مجابهة التحديات وحماية شعبنا وحقوقه. ومن اجل هذا، يستدعي من ساستنا الكثير من المراجعة والبحث عن طرق سياسية أخرى بديلة وكفيلة للخروج من هذا  المستنقع الراكد، وأخيرا وليس أخرا، علينا أن نكون مبادرين في تغيير وإصلاح أنفسنا بالكيفية التي نحقق مصالح شعبنا، وان نحافظ قدر الإمكان على ما تبقى من هويتنا القومية والثقافية والتي أصبحت بين المد والجزر. والسلام
هنري سركيس
23/10/2013


159
أزمتنا السياسية والمخرج المطروح.!!
هنري سركيس

من خلال المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية خلال هذه العصر المتشابك بمفاهيمه ، أصبحت الكثير من الدبلوماسيات الدول تتحرك على مختلف القنوات، تسعى جاهدة إلى تحقيق حوار الحضارات والأديان والتقارب في وجهات نظرها المختلفة، رغم ما فيها من تفاوت واختلافات لغوية وفكرية وثقافية وايضا حتى المناخية. ونحن كأمة حية لها تاريخ وتراث وحضارة عريقة، ونعيش في هذا القرن، ولكننا لم نعيشه فكرا وحضارتا وحوارا، ومن هنا بات  يخيم الدجى علينا وحتى على بعض اجزاء من قضيتنا، التي كنا وما زلنا نحلم بها، فمتى نستفيق ونتعلم ممن سبقونا  في هذا المضمار، الم يكن الاجدر بنا على الاقل تعلم فن الحوار ولغة النقاش والمصارحة؟. وما تشهده ساحتنا القومية والسياسية في هذه السنوات، موجات متكهربة من التصدعات والتناقضات والانقسامات الغير مبررة بالاصل، وحالة يرثى لها من خلال ما نتلمسه من تطاحن سياسي، وتكالب البعض على البعض الاخر،  تركت وراءها على ما يبدو الكثير من المعوقات والازمات التي نسجها وطرزها بعض ساستنا، الذين بات واضح عليهم بانهم اصبحوا يبكون ويتباكون على الكثير من المصالحة الشخصية وليس القومية، وبالتالي سببت في انعكاسها المدوي علامات استفهام كثيرة بما يخص مصداقية العمل الحزبي والسياسي والنضالي مستقبلا. علينا بأن لا ننكر دور بعض  العوامل الواقعية التي اصابت الحالة التي نحن فيها الان.  لعل البحث والتمحيص في ازمة العمل السياسي القومي، من أكثر المواضيع صعوبة، من حيث كونها أزمة تراجيدية ذات ابعاد ومستويات عديدة. فالعوامل الموضوعية السيئة والاخذة في الانتشار على جميع المستويات،مما زادت حالة الاحباط والضمور والتشرذم في أوساط شعبنا. ولا أحد ينكر دور هذه العوامل الماساوية الواقعية الجديدة التي اصابت وضعنا في صميمه، سواء كنا سياسيين او مثقفين قريبين من دائرة العمل السياسي والقومي ، ومسألتنا القومية ليست محصورة فقط في جزء من مسيرتنا ونضالنا، بل أكثر من ذلك، فهي أزمة شاملة تطاول جميع خصائص وجودنا على ارض النهرين، ومن ناحية اخرى هي أزمة تتصف بالعمق، اذ تشعبت جذورها لتصل ايضا الى مؤسساتنا وتنظيماتنا القومية في المهجر، وبالتالي هذا التجذر العميق لا يمكن معالجته من دون فتح باب الحوار البناء والجدي والشامل والواسع، لمقاربة وتبادل وجهات النظر المختلفة، ومن هذا المفهوم تنبع ضرورة قيام أحزابنا السياسية بمراجعة نفسها وادبياتها وبرامجها واساليب عملها، وليس هناك من بديل غير الوعي السياسي والنقدي. وان ما يجري على ساحتنا القومية وواقعنا ليس منتهيا بعد، ولكن من الممكن وبمقدورنا ان نخلق واقعا جديدا وأوضاع أكثر أستقرارا، بحيث نستطيع العبور للمرحلة القادمة باستراتيجيات ومنظومة فكرية أكثر تطورا،ويجب على احزابنا القومية عليها أن  تحاول بكل الجهود من شق طريقها  الجديد من حيث انتهت، لا أن تعيد التجربة نفسها، وعلينا اعادة بناء قضيتنا القومية من باب معرفة اسباب أخفاقنا من تجاربنا الماضية. أن نضالنا القومي الفاعل والناضج، سوف يبقى آملنا الوحيد من أجل رفعة مكانة امتنا وشأنها. لأننا وبكل صراحة ننطقها، لم يفهم ويدرك بعض الساسة مضمون وتحليل العمل القومي بشكل الصحيح، كما لم يتقنوا اساليب الممارسة الراقية لمفهوم اللعبة السياسية وابعادها، ومن هذا كله نقول، لابد علينا دراسة اسباب تردي واقعنا السياسي والقومي الراهن من نظرة علمية دقيقة متأنية، بما يخص العمل السياسي التي تمارسه أحزابنا على الساحة هذا من جانب، ومن جانب اخر ما يتعلق بضرورة توسيع اطار الوعي القومي اكثر وايجاد نقاط الضعف فيه وحلحلته وانهاء صراعنا الفكري والايديولوجي والسياسي. فالمنهج والاهداف مطلوبة في مسيرة عملنا النضالي، ولكن من دون أن نترك مرة أخرى باب التصدعات والأحباطات مفتوح على مصرعيه. أن عملية التغيير والتجديد مهمة الجميع، لكن لابد أن نكون هادئيين وواعين، فالتغيير والاصلاح ينمو ويتصارع من الماضي للحاضر والمستقبل، وعلينا تجنب الانزلاق العشوائي في مستنقعات الانتهازية في الفكر والممارسة، أو في اطار المراهقة والمراهنة السياسية، بما فيها من تذبذب وتراجع في المبادىء والمفاهيم القومية،والتي دفعت بالبعض المستهلك الى تبني آراء وأفكار غير متوازنة ومستنيرة، اثبتت للقاصي والداني عدم اهليتها وجديتها، وبالتالي فهي بحاجة للتغيير والتعديل ومن ثم التجميل، ويجب علينا بأن لا ننسى أن  المرحلة التي نمر بها حساسة للغاية ولا مجال لمضيعة الوقت وللتراجع بل للتقدم والتطوير والازدهار. أن الاختلافات في وجهات النظر والرؤى ليست نهاية المطاف، وهذا لا يعني لنا بأنها مستعصية في التأقلم، ولذلك علينا تدشين حالة راقية ومتحضرة من الانسجام في العمل النضالي والسياسي، بالرغم من أن بعض من ساستنا يقفون على قمم الجبال العالية غافلين ومتجاهلين شعبهم القابع اسفلهم يتفرجون عليهم من خلال عدسات تلسكوبية، ومع  ذلك لابد بأن نتفاعل وان نخطط أكثر، لكي نفهم اللعبة السياسية بصورة أوضح، بوصفها تعكس تعدد الأفكار والآراء في ما يخص صنع خطاب سياسي قومي موحد شفاف خالي من الغبار، وايضا عمل قومي رزين خارج من تحت عباءة واحضان الغير، واذا تحقق هذا المفهومين، اعتقد بأنه سوف يكون فاتحة خيرلازمتنا والخروج منها..
هنري سركيس
abuorneena

160
عملنا القومي بين المفهوم والممارسة.
تمر على قضيتنا القومية خلال هذه المرحلة، حالة من الخمول والجمود الفكري  والسياسي،  بعد إن جعلتها الظروف الاستثنائية المحيطة بها ، معزولة بعض الشيء عن واقعها وممارساتها المختلفة. هذه الحالة وهذا الوضع المتردي والجامد تجسد قدرا من الحضور السياسي والجماهيري. وأتحدث عن هذه الحالة، التي انعكست سلبا على خارطة العمل الحزبي والوجود القومي.. أن أزمتنا في العمل السياسي داخل بيتنا القومي، واضحة بصورة لا تحتاج إلى برهان، فإذا كابرت بعض القيادات السياسية، في عدم الاعتراف بهشاشته، فإنها تتعامى عن واقع يتحرك بها نحو مآلات خارجية عن إمكانيات التحكم والسيطرة عليها ألان أو في المستقبل. ومن هذا تتجلى أزمتنا في العمل السياسي وفي الخطاب القومي،  بفقدان المرتكزات الواقعية والأطر، لذلك ينحصر مضمونه في بعد واحد ووحيد هو الصراعات والتناحرات والسباق على المناصب، بعيدا عن الانفتاح على الرأي  وتقبل الآخر، وبالتالي محتاج الى مضمون واقعي ونسق فكري ينمي الوعي السياسي والقومي، ويبلور اتجاهاته ومواقفه ويحدد حركته بالتنظيم والتخطيط. وبالرغم من قرائتنا للمشهد السياسي الحاضر، اعتقد بان ليس بمقدور أحزابنا القومية،التكاتف ورص الصفوف و توحيد الخطاب بشكل المطلوب  ، الذي يعبر عن واقعنا المزري ويجسد تطلعات شعبنا بحيث يكون في صدوره اليهم منبثقا منهم، ومحركا لوعيهم بالإحداث التي تمر على امتنا ومواقفهم منها بايجابية تحشدهم في النشاط السياسي  المنظم وبرامجه العملية على الصعيد القومي،  لبيان وجه من تجليات أزمات العمل السياسي، ولأضيف أليها التساؤل عن حجم نشاطنا الحزبي، في مجال تنمية قدرات الأعضاء وتطوير مهاراتهم النظرية والعملية في مجال الاهتمام بحقوق في النقد والنقد الذاتي والحريات وتنمية الديمقراطية فيهم. إذا لم تنظم قوانا السياسية  بنيتها، ولم تبن قدراتها العملية وتعزز هذه القدرات بالتدريب والخبرة، فكيف بمقدورها ان تعمل على تنفيذ برامجها وتحقيق أهدافها المستقبلية؟، بل كيف لها أن تخطط برامج العمل وتدير آليات التنفيذ بكفاءة واقتدار. وتبقى أزمات التجدد والفاعلية والنماء والتأثير مفتوحة على التأمل والتساؤل، من منطلق الإيمان بأهمية العمل السياسي المنظم والمبرمج لمواجهة أزمات الواقع والتفاعل الايجابي مع معطياتها، والاستجابة القادرة على الفعل والتأثير للتحديات المختلفة ومتطلبات التنمية والتطوير. ثم نعتمد على هذا القول تفسيرا معقولا ومقبولا لأزمات العمل السياسي لنرتب على ضوء ذلك سؤالا بهذه الصيغة اذا كان ذلك هو الواقع الحاضن لوجودنا القومي، فما هي المداخل المتاحة لتغييره وتوفير بيئة ملائمة لازدهار خارطة تقدمنا وامتلاك مقومات القدرة على الفعل والتأثير؟؟.. تكمن أهمية هذا السؤال في أهمية جوابه بيان المعادلة الرابطة بين فاعلية العمل السياسي وانجاز مهام الإصلاح والتغيير التي لن تتحقق , وتحقق أهدافها بغير إرادة  قوية وقادرة على إنتاج تأثير سياسي وفكر قومي ناضج ومؤثرة في الواقع، والفعل القادر على التحكم بواقعنا والسيطرة على ذاتنا. إذا يتحدد علينا جميعا الدخول إلى حل أزمات واقعنا الذي نحن نتراوح فيه، ومشكلاته الكبيرة والصغيرة بتجاوز معضلة العمل السياسي المتدني، أي بإصلاح أداة العمل المعطلة في برامجنا ونحدد الخلل من اجل تنفيذ الإصلاح الجزئي او التغيير السياسي الشامل والمتكامل، فأيا كان صدق المضمون لبرامج العمل، وأيا كان صوابها الواقعي نظريا وعلميا، فأنه نفاذها في الواقع ونجاحها في تغييره مرهون كليا لأداة العمل المجسد للقدرة والكفاءة في تنفيذ الآليات والانجازات، وهذه الأداة هي  بيد الساسة ومنها يبدأ التغيير والحل.. تحتاج أحزابنا القومية إلى مراجعة النفس، والاعتراف بالأخطاء التي وقعت فيها بالماضي ولا زالت، وعليه لابد بان تحاول بكل جدية وتفكير بمعالجة تلك المعوقات والأخطاء وتجاوزها بكل حيوية وفاعلية وجودا ودورا. بعد أن أصبح وعي أبناء شعبنا لا يستجيب لمثل هذه الخطابات السياسية المفرغة من إي مضمون فكري ودلالات واقعية، وبالتالي لن يتحرك خلف أدوات لا وجود لها على الواقع الآني.. وعلينا ان نعترف بان عملية التغيير والتجديد لا تتحقق بالأماني والرغبات والأحلام الوردية. ذلك ندعو الجميع وخاصة قوانا السياسية إلى التفكير بما هي عليه من جمود وشلل ومن عجز، لتدرك أنها الأولى بالإصلاح وبالإنقاذ  ما يمكن انقاذه وعلى ضوء ما  تحدثنا فان عملنا السياسي بحاجة إلى عملية قيصرية  جديدة, لبلورة إطار تفكيرنا وقدراتنا الذاتية على تجاوز جميع الإشكاليات والتعقيدات. ومن هذا المنطلق نقول على الساسة لابد أن تتعاملوا بشفافية بعيدا عن المصالح الشخصية والمحسوبية والعشائرية، وأيضا التعامل بروح الديمقراطية مع الاخرين من ابناء شعبكم،وان كانوا خصوما، واحترام الجميع حتى من كانوا ينتهجون منهجا معاكسا لكم ، وعدم احتقارالاقلية المتواضعة وان كانت تمارس معكم فن الاختلاف والاتفاق والاندماج، وايضا احترام الراي والراي الاخر، واخضاع جميع المواضيع التي تخص قضيتنا القومية للنقاش وعدم اضطهاد اصحاب المواقف، وممارسة أسلوب الديمقراطي في النقد والنقد الذاتي المنصف.. لقد بدأ وضحا وجليا للجميع بان التحالف والتقارب الجاري بين أحزبنا القومية منذ فترة ليس بقليلة، لم يكن في الأصل عن اقتناع  في الأفكار ووجهات النظر والاهداف، بل هو نابع فقط من مصلحة سياسية آنية وضيقة الأفق اقتضت التجاذب والتقارب الصوري والخبري فقط  لإرضاء جماهير شعبنا لا أكثر.. والسلام

هنري سركيس

161
الشبيبة ومرحلة التغيير..
يقول جان جاك روسو(الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيراً،أما الذين يعرفون الكثير لا يتحدثون إلا قليلاً.)
كيف تغير هذه النخبة الشبابية واقعها.؟ هل يكون من الصغير الى الكبير، أم من الكبير الى الصغير..؟ بمعنى هل يجب أن تبدأ بالتغييرمن الأنسان المتواضع وتمضي به الى الأنسان المستعلي والمنافق.؟ أم يجب أن تبدأ بالتغيير من واقع الأنسان المستعلي المنافق، وتمضي به الى الأنسان المتواضع.؟ اذن على هذه الفئة الشبابية، أن تعمل على كلا الحالتين، وهي قد تكون مطلوبة في تغيير الواقع.. وذلك اذا أرادت فعلا تحقيق طفرة نوعية للتغيير والشروع بعملية الاصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي، بكل ما تحمله هذه المفردات من معنى ومغزى.
كثيرة هي القناعات التي ترغب وتؤمن بعملية التغيير من الانسان المتواضع في الفترة الراهنة. فيجب أن يبدأ ذلك الأنسان بتغيير سلوكه ومعرفة حقوقه. والا فاذا قمنا بالتغيير من المستعلي والمنافق، ثم جئنا بأناس اخرون وكانوا في مثل سلوكيات السابقين، فلن يحدث أي شيء في ظل أستمرار ذلك الانسان في حال عدم الوعي الذي يمر به. وبالتالي سوف تظل العملية الاصلاحية على نفس وتيرتها بدون حدوث أي تغيير، حتى ولو كانوا هؤلاء المستعلين الجدد على أخلاق وثقافة شبه كاملة..
يجب على المتواضعين الصامتين من هذه النخبة الشبابية أن يخرجوا من صمتهم، وأن يدافعوا عن حقوقهم في التعبير والمناقشة، واستحقاقاتهم، ولا يجب ان ينتظروا من احد بان يملىء عليهم ما يريد..
ان التغيير في أي عمل أو نهج، يتطلب من هذه النخبة الشبابية، الحقيقة مع النفس اولا، ونكران الذات ثانيا، والشفافية والصراحة والعمل الدوؤب والمثابرة، لتفعيل نشاطها التغييري نحو الاهداف المرجوة، والتي انطلقت من اجلها.. وهذه الفئة لابد ان تخرج وتقدم ما في جعبتها المدفون من افكار وعطاء والبوح بها، ومن ثم كسر قيود الانتهازية. ووضع المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات، وان تبذل جهود وامكانيات حثيثة من اجل مواصلة عملها التغييري والاصلاحي..
وعلى هذه الشبيبة نبذ العمل المتسلط المغلق والشمولي عند بعض النفوس المريضة، ولا يمكن الاتكال عليه في مسيرة اي نشاط مهما كان مضمونه ومستواه. ان تفاعل كل هذه الامكانيات النخبوية الشبابية، والاتفاق على مبدأ المشاركة الايجابية المفعمة بانشطة وافكار المجموعة، والتي تشارك الرأي وتتفق على الحد الادنى في حل جميع القضايا المصيرية. وبالتالي الابتعاد عما يعكر صفوة الاجواء والنقاش، وفك القيود المكبلة بسلاسل التسلط الفردية، والتي أصبحت اليوم من مخلفات الجهل وافرازات الماضي الاليم. فهم اليوم اي الشبيبة ،امام اختبار صعب بعض الشيء، في ظل التطورات والاحداث التي يشهدها الشرق الاوسط، بشكل عام ووطننا بشكل خاص. وعليهم  ان يدركوا ويتفهموا ما هو قادم وما ينتظرهم للمرحلة القادمة..
ان طاقات هذه النخبة الشبابية، سوف تلعب دورها على جميع الاصعدة، والتي بامكانها ان تتبؤء مناصب قيادية غابت عنها لسنوات، جراء الظلم والاقصاء والتهميش والتبعية وسيطرة العشائرية ومن ثم بمقدورها ان تصل الى تلك المواقع التي اصابها الخلل والتعفن في زمن كانت الدكتاتورية ولا زالت تسيطر بكل قوة على مجمل مرافق الحياة السياسية..
وعليه لابد ان ندرك، أن التغيير والاصلاح يجب، ان يبدأ من داخل مواقع العمل،وليس استيراده من بازارات خارجية بعملات صعبة، وان تلك اي الطاقات المستوردة على حساب العشائرية والتبعية، لا يمكن الاتكال عليها، ولا يمكن أن تؤثر في بيئتنا لمدة طويلة، بالعكس سوف يتلاشى دورها حينما تتحرك تلك الطاقات الوليدة وتشق طريقها للاتعبر عن ذاتها  ونهجها وحركتها في تنشيط  العمل في شتى الميادين.
وان نشجع وندعم تلك المواهب والطاقات، لمواصلة مسيرتها من دون كلل وملل، على ابراز نفسها وفرضها على الساحة بكل قوة، وعرض امكانياتها بكل ما تحمله من معاني وتفسيرات، كي تخدم مسيرة العمل، في المرحلة الجديدة والقادمة. وواجب على الجميع دحر واجتثاث مصطلح الفردية والغطرسة العمياء، والوقوف بوجه كل المؤمرات التي تحاك هنا وهناك من وراء الكواليس..
وهذه الطاقات الشبابية التي نحن بصددها ، عليها بان تكون واعية ومدركة لحلحلة ومناقشة جميع المواضيع والقضايا التي تمس مصير قضيتنا القومية.وبالتالي تستطيع بان ترسم ملامح التجديد لمستقبل امتنا..
لذا فان العناء والشقاء سوف يستمر في صفوف هذه الفئة الشبابية التحررية على هذا الاساس. وحين نقول التحررية نقصد به، بان تتحر هذه النخبة، من جميع القيود المفروضة والتي قد تفرض. وان تحاول قدر الامكان الابتعاد عن اي احباط نفسي او شكلي، قد تصطدم في طريقها بحواجز متروكة صنعها الغير من اجل ابقاء الوضع كما كان عليه.
فان هذه المرحلة الحساسة، على النخبة بان تقف بكل اصرار وحزم، وان ترفع صوتها عاليا كالثورات التي عصفت بظلالها منطقتنا، الان ولا تزال، نيرانها ملتهبة على جميع الاتجاهات، ونحن ضمن احد هذه الاتجاهات.
واخيرا لا بد بان نضع الامل بهذه الطاقات الشبابية من اجل تعزيز الانتصار، وان يكون هدفها الاول هو بان لا تسمح للياس ان يعشعش داخل قلوبها، وان يقفوا سدا منيعا امامه، محاوليين هزمه بكل قوة. وان يكون التفاؤل قائما في مسيرتهم ومبتسما لمستقبلهم. والسلام
هنري سركيس

162
المنبر السياسي / عندما
« في: 15:45 01/07/2011  »



 يف والتبجيل بما يعملون وهم ولا يعملون، اصبحوا نقمة العصر في سياسة السنوات الضائعة من تاريخ ومسيرة عملهم ..

163
شبح ا اصبح يعكر صفوة بعض الكتاب!!
ع

164
وعقدة اسمها الاترنايي!!
لقد اطلعت على ما سطره 

165
مع الاسف الشديد مرة اخرى وكعادته يخرج

صفحات: [1]