عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - henri bedros kifa

صفحات: [1] 2
1
لن نسمح لأحد أن يزيف تاريخ الرها !
هنري بدروس كيفا

بعض التعليقات حول " إديسا المدينة المباركة " القسم الأول .
هنري بدروس كيفا
لقد نشر سيغال J.B.Segal كتابه Edessa TheBlessed City
سنة ١٩٧٠ و ذلك بعد عدة رحلات آثرية الى المدينة الذي صارت تعرف
اليوم بإسم " أورفا ". لقد إطلعت على هذا الكتاب سنة ١٩٨٢ و لعدم
خبرتي في تاريخنا السرياني لم ألاحظ أن سيغال قد ذكر في كتابه
عددا كبيرا من المفاهيم الخاطئة التي كانت منتشرة في أيامه و البعض
منها لا تزال منتشرة حتى اليوم !
أولا - من هم سكان إديسا أو الرها ؟
كتاب سيغال حول الرها هو مرجع علمي و لكنه مجحف بحق السريان
الآراميين سكان الرها و ميسوبوتاميا أي بيت نهرين التاريخية .
في الصفحة ١٦ من النسخة التي أعادت طبعها Gorgias Press
يذكر سيغال حرفيا " أكثر حكام الرها كانوا يتحدرون من الأنباط بينما
سكانها بشكل عام كانوا مزيجا من عدة جذور "
الباحث سيغال يؤكد أن العنصر المقدوني و اليوناني كان مكثفا في
الرها على أثر تزاوج الجنود مع نساء من المنطقة . و حتى يؤكد هذه
الفكرة يستشهد بنص من تاريخ "ملالا " من القرن السادس الميلادي
الذي كتب عن سلوقس نيكاتور بأنه وصف إديسا بأن نصف سكانها
هم من السكان الأصيلين أي غير اليونانيين . النص اليوناني يستخدم
تعبير " برابرة " الشائع عن اليونانيين .
عالم الآثار سيغال يستشهد في الصفحة ١٦ بأن الأسماء اليونانية كانت
شائعة في مدينة اديسا.ويذكر أنه وجد كتابات قديمة في مدينة الرها
حيث نرى إسم " سلوقس " و " أنطيوخوس " و في الصفحة ١٧ يذكر
يذكر عدة أسماء لاتينية و يؤكد أن الأسماء السريانية كانت تشكل أكثرية
ساحقة من الأسماء !
* المزعج في الأمر هو أن هذا العالم قد صور لنا أن العنصر اليوناني
كان يشكل تقريبا نصف سكان المدينة و كي يؤكد فكرته يذكر الأسماء
اليونانية و اللاتينية وهي قليلة جدا نسبة الى الأسماء السريانية .
* في الصفحة ٢٨ وفي الحاشية رقم ٤ يترجم سيغال الكتابات السريانية
التي وجدها على لوحات الفسيفساء و هي في أغلبها أسماء الرهاويين
المدفونين في المقابر . و هنا نرى أن أغلبية ساحقة من الأسماء هي
سريانية !
* لقد ورد بين تلك الأسماء " سلوقس ابن مقيمو " و اسم آخر هو
" مقيمو ابن سلوقس ". هذان الإسمان لا يؤكدان أن سلوقس ينتمي الى
المقدونيين أو اليونانيين كما توهم سيغال لأن إسم والد سلوقس هو
" مقيمو" أي إسم سرياني آرامي . و هنا نرى أن سلوقس نفسه السرياني
قد حافظ على عادة السريان و سمى إبنه " سلوقس " على اسم أبيه !
* لقد تعود الآراميون أن يعطوا أولادهم أسماء الملوك الغرباء الذين
يحكمون بلادهم .و قد شرحت سابقا كيف أن الملك الحاكم حدد يسعي
قد أعطى هذا الإسم الأشوري لإبنه " توكلتي شارو " أي ما معناه في
اللغةالأكادية " الملك هو وكيلي " فمن يسمع هذا الإسم سيتوهم أن
حامله هو أشوري و لكن الإسم الكامل هو " توكلتي شارو إبن حدد يسعي" و حدد يسعي كان آراميا .
* من المؤسف أن سيغال في الصفحة ١٦ قد ذكر القسم الأول من
إسم " سلوقس " ليظهر لنا شيوعه و هو ربما بدون قصده قد أوهم
القراء بأن سلوقس هو رجل مقدوني أو يوناني بينما لو ذكر الإسم
الكامل " سلوقس ابن مقيمو " فإن القارئ المثقف يعرف أن سلوقس
هو سرياني آرامي .
سكان الرها حسب عالم الآثار سيغال هم " اليونانيون و العرب " !
و من المؤسف لم يذكر السريان الآراميين بشكل واضح صريح و هذا
مما دفعني أن أصحح المفاهيم الخاطئة التي رددها .

2
" هل كانت التسمية الأرمنية موجودة في القرن العاشر قبل الميلاد ؟ "
هنري بدروس كيفا
من له إطلاع بتاريخ الشعب الأرمني الشقيق يعرف أنهم يهتمون
كثيرا بتاريخهم الحديث لأنهم أول شعب في التاريخ يتعرض لحرب إبادة
من قبل الحكومة العثمانية المجرمة سنة ١٩١٥ .
يسألني بعض الأحيان القراء حول علاقة التسميتين الآرامية
و الأرمنية ؟ و لما إسم " آرام " منتشر بين إخوتنا الأرمن أكثر من شعبنا
السرياني الآرامي ؟
ربما جواب السؤال الأخير هو موجود في المصادر الأرمنية و ليس
في مصادرنا السريانية التي نحن مطلعون عليها . القارئ المثقف يعرف
أن الجواب العلمي يجب أن يكون مبرهنا بمصادر موثوقة و ترجمة
أمينة لتلك المصادر .
أولا - مشكلة " خلط " التسمية الأرمنية بالتسمية الآرامية في المصادر
السريانية .
أعتقد أن المؤرخ الفرنسي Jean-Baptiste Chabot هو أول
من لاحظ أن بعض النصوص السريانية في تاريخ ميخائيل الكبير
قد ذكرت أن الملك أبجر الرهاوي كان " أرمنيا " و لكن المؤرخ Chabot
إعتبر أن ناقل النص السرياني قد خلط بين التسميتين ܐܪܡܝܐ آرامي
و ܐܪܡܢܝܐ أرمني ! لذلك نراه يترجم النص السرياني من " أبجر
الأرمني " الى الفرنسية " أبجر الآرامي "!
لقد لاحظت نفس " الخلط " في تاريخ إيليا السرياني النسطوري مطران
نصيبين في تاريخه المشهور فهو تارة يذكر بيت آراماي التسمية الجغرافية
التي كانت تطلق على العراق و بين بيت أرمناي أي بلاد أرمينيا !
و قد جمعت تلك النصوص السريانية و سأنشرها مع بعض النصوص
العربية لإظهار هذا الخلط بين التسميتين !
ثانيا - من هي التسمية الأقدم الأرمنية أم الآرامية ؟
إنني غير مطلع على المصادر باللغة الأرمنية و لكنني أعلم أن
الشعب الأرمني يستخدم باللغة الأرمنية التسمية " هاي " للدلالة على
إسمه و هويته و إنه يعلم أنه يتحدر من شعب الأرارتو ! و بالفعل
لقد تمت حروب عديدة بين الأشوريين و شعب الأرارتو ! و قد ترك
لنا الأشوريون كتابات أكادية عديدة تتكلم عن حروبهم ضد شعب الأرارتو. ملاحظة مهمة ان اسم جبل آرارات في أرمينيا لا يزال شاهدا
على إسم أرارتو القديم!
لقد وردت التسمية الآرامية في نصوص أكادية و مصرية و آرامية
تعود الى القرون الثالث عشر قبل الميلاد و القرن التاسع و هذا يعني
أن التسمية " الآرامية " هي أقدم من التسمية " الأرمنية " بأكثر من
٧٠٠ سنة على أقل تقدير ...
الجدير بذكره إن أقدم ذكر للتسمية " الأرمنية " يعود الى القرن الخامس
قبل الميلاد , و قد وردت في ترجمة فارسية قديمة لكتابة أكادية حيث
نرى الكتابة الأكادية تذكر " أرارتو " بينما الترجمة الفارسية تستخدم
تعبير " أرمني "! إنه حسب علمي أقدم ذكر للتسمية الأرمنية !
ثالثا - هل ترجمة المصادر هي دائما " أمينة" أو بدون أخطاء ؟
لقد لاحظت من خلال خبرتي و متابعتي أن كثيرا من المترجمين
قد إرتكبوا بعض الأخطاء التاريخية و الجغرافية و في أكثر الأحيان
بدون قصد . سأكتفي بنشر نص له علاقة في هذا الموضوع و هو
ما يعرف ب " Black Obelisk " و هو نص أكادي لأحد ملوك
أشور و له أهمية تاريخية كبيرة . من الممكن الإطلاع عليه على
هذا الرابط
http://www.bible-history.com/…/black_obelisk_of_shalmaneser…
في السطر ٤٣ و ٤٤ نجد أن المترجم قد ترجم من الأكادية الى
اللغة الإنكليزية ما يلي :
the royal city of Arame of the country of the "
"...Armenians, the country of Gozan
هذه الحملات كانت ضد الآراميين في بيت نهرين أو نهريما حيث
أسس الآراميون عدة ممالك آرامية مستقلة . و بكل تأكيد النص الأكادي
لا يذكر " الأرمن كما جاء في الترجمة " و لكن الآراميين و كانت غوزانا
من أشهر عواصمهم !
الخاتمة
بعض المتطفلين على علم التريخ يؤمنون بإيديولوجيات مزيفة لا يوجد
أي برهان علمي لها , لذلك يلجئون الى إعتماد ترجمات أو مفاهيم
خاطئة لتمرير طروحاتهم المزيفة !
أخيرا -و الحمدلله - لقد إطلعت على عدة دراسات لمؤرخين من الشعب الأرمني و من الطبيعي أنها كانت أكادمية لا تقبل أبدا بترجمات
خاطئة !

3
لماذا كان ملوك أشور يسعون الى تزويج الجنود الآراميين في جيوشهم ؟
هنري بدروس كيفا
أولا -مقارنة سريعة بين الإمبراطوريتين الأشورية و الرومانية .
منذ سنتين أمضيت عدة أيام في مدينة " نيم  Nîmes " الفرنسية و فيها
عدد كبير من الآثارات الرومانية . لقد إكتشفت أن قسما كبيرا من شعب
الغول Goulois كانوا يحاربون مع الفرق الرومانية  و أن عددا كبيرا
من سكان   Nîmes و المناطق المحيطة بها قد خدموا في الجيش
الروماني و شاركوا معهم في إحتلال مصر و أن هؤلاء الجنود الغول
قد جلبوا معهم عددا من تماسيح نهر النيل الى مدينتهم و مع الزمن
أصبح التمساح شعارا لمدينة  Nîmes !
 إنني كنت أعلم أن عددا كبيرا من الشعوب قد ضم الى الإمبراطورية
الرومانية و أن الجيش الروماني كان يتضمن عدة جنسيات . من يطلع
على تاريخ فرنسا الحديث سيكتشف أن القائد Vercingétorix قد قام
بجمع قبائل الغول و حلفائهم من أجل طرد الرومان المحتلين . المدهش
أن Vercingétorix كان مجهولا تماما عند الفرنسيين قبل الثورة الفرنسية
و فجأة أصبح - في القرنين التاسع عشر و العشرين - رمزا للمقاومة
الغولية ضد الإحتلال الروماني !
منذ سنتين بدأت أن أعرف أن قسما من قبائل الغول كانت حليفة و تحارب مع الرومان بينما القسم الأكبر منهم كان يحارب ضد الوجود
الروماني !
سوف نرى لاحقا نفس الملاحظة للقبائل الآرامية في الإمبراطورية
الأشورية !
ثانيا - الأشوريون و إمبراطوريتهم !
أطلقت التسمية الأشورية على شعب خليط يتحدر من بقايا الأكاديين
و العموريين و الميتنيين و كانت بلادهم تقع في شرقي نهر دجلة بين
نهري الزاب اللذين يصبان في نهر دجلة .
من يدرس تاريخ التوسع الأشوري سيلاحظ بأن توسعاتهم كانت بالدرجة
الأولى على حساب القبائل الآرامية التي كانت تحيط بلاد أشور من عدة
جهات .
أ - كثير من المعلومات الخاطئة قد إنتشرت بين العلماء في القرن
التاسع عشر بعد فك رموز الكتابة المسمارية و لعلى أشهرها تعبير
" اللغة الأشورية " ثم الخلط بين التعبيرين " مملكة أشور " والإمبراطورية الأشورية !
ب - كان العلماء حتى نهاية القرن العشرين يرددون أن التواجد الآرامي
كان في سوريا ( بلاد آرام التاريخية ) متأثرين بما ورد في أسفار التوراة
و لا شك متأثرين بهذه الجملة التي تركها الملك الأشوري تغلت فلأسر
الأول ١١١٦-١٠٧٦ ق٠م  " من اسفل جبال لبنان، من مدينة تدمر في بلاد عمورو، الى مدينة عنات في بلاد سوحي، بعدًا الى مدينة رافيقو في بلاد كردونياش (بلاد اكاد)."
ج - هنالك عشرات الكتابات الأكادية حول إنتشار القبائل الآرامية في
العراق القديم : هذه الكتابات هي التي تسمح لنا أن نتعرف على توسع
الأشوريين تاريخيا و جغرافيا . كان ملوك أشور قد تركوا الملوك الآراميين
يحكمون في مناطقهم شرط أن يعترفوا بسلطة الملك الأشوري و أن يدفعوا
له كميات من الحيوانات و السلع و الهدايا . و لكن هذه السياسة سوف
تتغير مع مجيئ تغلت فلأسر الثالث  ٧٤٤- ٧٢٧ ق٠م
د - أغلب المؤرخين اليوم يعتبر أن مؤسس الإمبراطورية الأشورية هو
الملك تغلت فلأسر الثالث  ٧٤٤- ٧٢٧ ق٠م الذي عمد الى إحتلال
المناطق الآرامية في سوريا و خلع ملوكها الآراميين . و هذا ما أدى
الى سياسة " سبي القبائل الثائرة " الى بلاد أشور لمراقبتها فأصبح العنصر الآرامي متغلبا على الأشوريين في بلاد الأشوريين نفسها !
ملاحظة مهمة جدا :
* - الأشوريون  كما هو ظاهر في تماثيلهم المنتشرة في متاحف عديدة
  كانوا يضعون الأقراط ( الحلق ) في أذنهم و هذه العادة لم تكن متبعة
عند الأكاديين و خاصة الآراميين !
* - أغلب السريان النساطرة يتوهمون أن جذورهم هي " أشورية " مع أن
جميع علمائهم قد إفتخروا بهويتهم السريانية الآرامية .
*- بما أن الشعب الأشوري قد إنصهر ضمن الآراميين بعد سقوط حكمهم
سنة ٦١٢ ق٠م فإن السريان النساطرة - بما أن التسمية السريانية المرادفة
للتسمية الآرامية منتشرة في كل شرقنا - يحاولون الإدعاء بإنتشار
الشعب الأشوري في بلاد أكد ( وسط و جنوب العراق ) و بلاد آرام
( سوريا القديمة ) و بيت نهرين ( الجزيرة السورية ).
ثالثا - لماذا كان ملوك أشور يسعون الى تزويج الجنود الآراميين في جيوشهم ؟
لقد نشر و ترجم الى الإنكليزية الباحث    M. Luukko, الرسائل المتابدلة
بين تغلت فلأسر الثالث و سرحون الثاني و العنوان هو :
 The Correspondence of Tiglath-pileser III and Sargon II from Calah/Nimrud
في State Archives of Assyria  العدد ١٩ سنة ٢٠١٢و الرسالة التي تهمنا هي الرسالة رقم ١٨ لأن الملك تغلت فلأسر يطلب من عامله
أن يساعد الجنود الآراميين كي يتزوجوا .
لقد نشرت هذه الرسالة و ترجمت في القرن العشرين و قد علق بعض
الباحثين أن " النساء " هن أشوريات بالإنتماء بينما لا يوجد أي ذكر
لنساء أشوريات في النص . و قد تسرع بعض العلماء بالإدعاء أن
الآراميين قد ذابوا ضمن الأشوريين . بعض الباحثين - بدون فهمه
لهذا النص - قد أكد أن ملوك أشور قد " سعوا " لإيجاد زوجات أشوريات
لجنودهم الآراميين !
 أ - هذا النص يؤكد لنا أن ملوك أشور ( و هنا تغلت فلأسر الثالث)
كانوا يسعون فعليا الى تزويج جنودهم الآراميين .
ب - هذا النص يؤكد لنا أهتمام الملوك الأشوريين أنفسهم بمشاكل
الجنود الآراميين .
ج - هذا النص يؤكد لنا مع غيره من الكتابات الأكادية أن الآراميين
لم ينصهروا ضمن الأشوريين كما إدعى باربولا .
د - أن مساعدة ملوك أشور في  تزويج الجنود الآراميين هو لرغبتهم
القوية في إحكام السيطرة على هؤلاء الجنود فتتحول الزوجة و الأولاد الى
رهائن بيد الأشوريين .
ه - لقد تأثر ملوك أشور ببعض عادات الآراميين خاصة " القسم "
و هذا واضح في أيام الملكة ناقيا زاكوتو الآرامية و كان الجنود الآراميون
يحلفون بالولاء للملك الأشوري و في المقابل كانت زوجاتهم و أولادهم
يعيشون بأمان...
 http://oracc.museum.upenn.edu/saao/saa19/corpus

4
السيد oshana47
لا أعرف كيف تسمح لنفسك أن تعلق في أمور تاريخية لم تتحقق فيها!
أنظر الى هذه الجملة التي كتبتها :
" لكن اللغة الاشورية وليس الاكادية  قبلت نحويا حذف الالف الاولية من الكلمة اللغة الغربية لضرورة لغوية ونحوها وصعوبة لفظها تحولت الي  syrian ..."
أ - إسم اللغة  العلمي هو الأكادية و ليس " الأشورية " !
ب - فقط الاخوة الكلدان الذين لا يرون أبعد من أنفهم يقبلون منك
أن تزيف إسم لغتك الأم الى " لغة أشورية " لأنهم سريان ضالون مثلك
يدعون بوجود لغة " كلدانية ".
ج - لماذا لا تخصصون منحة دراسية للطلاب المتفوقين كي يدرسوا
علم التأريخ و منهجيته ؟ عفوا إذا كنت لا تؤمن بانك سرياني آرامي
مثل أجدادك فلماذا تنشر تعليقاتك المبنية على مفاهيم تاريخية خاطئة
ترددها كالببغاء !
د - إذا كنت تريد الدفاع عن إدعائك بالإنتماء الأشوري المزيف فعلى
الأقل تجنب ترديد وجود " لغة أشورية " قديمة لأن هذا الإدعاء يؤكد
جهلك بتاريخ الأشوريين .

5
إلى السيد المجهول الذي يكره هوية أجداده السريان الآراميين و يكتب
تحت إسم مستعار "  نبطي كلداني"
إسمح لي إنني لست مناضلا سياسيا أفرض آرائي السياسية بالإحتيال
أو الدعايات الكاذبة : إنني باحث في التأريخ لا أجامل أي أخ سرياني
ضال أو مضلل ...
إن العلماء السريان أبناء الكنيسة الكلدانية قد إفتخروا بهويتهم السريانية
الآرامية في نهاية القرن التاسع عشر و ها أن بطاركة كنيستك الأكادميين
قد أكدوا إنتماء جميع مسحيي العراق الى أجدادك الآراميين .
ملاحظة لك : الأنباط كانوا آراميين مثل القبائل الكلدانية و النهضة
لا تقوم على أفراد يكتبون تحت أسماء مستعارة و هم متطفلون على
العلوم بكل عام و هوية أجدادهم الآراميين بشكل خاص .

6
الأخ المحترم Tony De baz
كل أخ سرياني ضال - لا يرى أبعد من أنفه - يتوهم أن تعليقه السطحي
في أمور تاريخية لم يحقق فيها سيكون له وزن علمي !
تعليقك فارغ و إذا كنت تريد أن تنتقد فعليك أن تعلق حول الموضوع
مباشرة كي تظهر للقراء العيوب أو الأخطاء التاريخية التي تتوهم بإنك
وجدتها !

7
ما الفرق بين بيت آراميا و بيت عربايا ؟
هنري بدروس كيفا
لقد وجدت هذه الخريطة في البحث المهم للدكتور أمير حراق و عنوانه
" اللغة الآرامية ولهجتها السريانية " .
أ - هنالك كتابات أكادية عديدة تثبت لنا أن تسمية مات آريمي قد
أطلقت على حوض نهر دجلة بسبب إستوطان عدد كبير من القبائل
الآرامية فيه منذ نهاية الألف الثاني ق٠م
ب - المصادر السريانية الشرقية النسطورية قد إستخدمت هذه التسمية
" بيت آرامايا " مع أن الفرس كانوا قد أطلقوا تسمية " بلاد بابل "!
ج - المصادر السريانية و بالرغم من إنتشار الديانة المسيحية بين الفرس
تؤكد لنا أن أغلبية ساحقة من سكان بيت آراميا كانوا من السريان أحفاد
القبائل الآرامية و الكلدانية ( و هي آرامية أيضا ) التي صهرت بقايا
الشعوب القديمة في العراق القديم .
د - بالرغم من أن قدامى اليونان قد أخذوا التسمية البابلية من الفرس
و أطلقوها على سكان العراق القديم فإن السريان النساطرة قد حافظوا
على التسمية القومية الآرامية لبلادهم بعكس أحفدهم اليوم المدعين
بهوية أشورية منقرضة .
ه - أن تسمية " بيت عربايا " هي تسمية جغرافية و تاريخية صيحة
و كانت عاصمتها مدينة نصيبين . هذه التسمية تعني بلغتنا السريانية
" منطقة الباديا " و لكن للأسف لنا بعض العروبيين يدعون أن سكان
هذه المنطقة الآرامية كانوا من " قدامى العرب " لأن " بيت عربايا "
حسب مفاهيمهم الخاطئة هي بلاد العرب ؟
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10208812936174915&set=a.2701674215258.283192.1058767894&type=3&theater

8
السيد المحترم اوشانا يوخنا
 من الرائع أن نرى اخوة مثلك يهتمون لتاريخنا و لكن من الأفضل أن
يتواضعوا قليلا و يتمسكوا  بتاريخنا العلمي الأكاديمي .
أ - التواضع العلمي لأنك يا سيد اوشانا لا تستطيع أن تناقش في أمور
تاريخية لم تتحقق بها و لأنك تردد مفاهيم سياسية خاطئة ...
ب - عفوا إن النقاش مع أخ لا يتحقق هو مضيعة للوقت : أنت
سرياني مدعي بهوية أشورية منقرضة و تدعي بوجود " لغة أشورية "
أي أنت ملكي أكثر من الملك نفسه : الأشوريون القدامى كانوا يتكلمون
اللغة الأكادية و ليس " أشورية " !
ج - أمر مضحك جدا إذ كتبت في تعليقك "  وردت التسمية السريان الاشورية بلغة الاغريق مرادفة مع الارامية بلغة الاشوريين التي تعنى آرعا رامتا "
* تسمية السريان قد أخذها قدامى اليونان من تسمية أسورستان الإدارية
الفارسية و ليس من الشعب الأشوري .
*الآرامية ليست لغة الأشوريين و لكن لغة أجدادك الآراميين الذين صهروا
بقايا الأشوريين بعد أن قضوا عليهم سنة ٦١٢ ق٠م
* التسمية الآرامية  لا تعني " آرعا رامتا " كما تدعي .
إنني أكيد بأنك سوف تردد نفس الأخطاء متوهما بأنك تدافع " قوميا "
عن هوية أجدادك و إنك تناقش الآخرين بنزاهة و علم و غيرة ؟

9
السيد مايكل
إستيقظ من نومك فنحن لسنا في السوق و كل واحد يستطيع أن يقول ما
يشاء ! أنت لست "عبدا" لقداسة البطريرك لويس ساكو و لكنك " عبدا "
لمفاهيمك التاريخية الخاطئة !
إستيقظ من نومك فسبب تعندك في الدفاع عن معلومات تاريخية خاطئة
حول هوية أجدادك فأنت تسمح لكل سياسي منافق أن يدعي ما يريد
بينما قداسة البطريرك ساكو قد أكد مرارا " فقط الهوية العلمية هي مقبولة
و موحدة لجميع السورايي "!
للأسف لك " هوية أجدادك السريان الآراميين " هي التي تزعجك !

10

" من هم أبناء الكنيسة الكلدانية ؟ هل هم كلدان أم أشوريون أم سريان؟ "
هنري بدروس كيفا
للأسف الشديد لقد إنتشرت بين مسيحيي الشرق عدة طروحات تاريخية خاطئة حول هوية إخوتنا " الكلدان " . أتمنى من القارئ المهتم و المثقف
أن يتأكد قبل أن يعلق و أن يردد نفس المعلومات الخاطئة التي تبعد
إخوتنا الكلدان عن بقية السريان الآراميين .
بعض الملاحظات حول الموضوع :
أولا - إن قدامى الكلدان ينتمون الى الآراميين و كان لغتهم الأم الآرامية
و جميع أسماء قبائلهم كانت آرامية و لها معنى واضح باللغة الآرامية.
الفرق بين القبائل الكلدانية و الآرامية التي إنتشرت في بلاد أكاد هي :
* القبائل الكلدانية إنتشرت على ضفاف نهر الفرات و خاصة في المدن
و قد تمدنت و أخذت الحضارة الأكادية و إستخدمت اللغة الأكادية و قد
تسمى عدد كبير من شيوخ تلك القبائل بأسماء أكادية ...
* أما القبائل الآرامية في بلاد أكاد فقد إنتشرت على ضفاف نهر دجلة
و في المناطق شرقي دجلة و قد حافظوا على نمط حياتهم القبلية .
* لقد تعجب الباحث " برنكمان " في كتابه المشهورBrinkmann J.a
Political history of Post-Kassite Babylonia (1158-722 b. C.) لماذا الكتابات الأكادية التي تركها ملوك شور كانت تميز بين
القبائل الكلدانية و القبائل الآرامية ؟ و الجواب قد يكون إنتشار تسميتين
جديدتين في بلاد أكاد و هما " مات كلدو " و مات اريمي " أي بلاد
الكلدان و بلاد الآراميين . و هذه الكتابات الأكادية إعتبرت القبائل
كلدانية إذا كان موطنها الجغرافي بلاد الكلدان و آرامية إذا كان موطنها
بلاد الآراميين .
* قام العالم = كول=
ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996) بنشر و ترجمة ارشيف حاكم مدينة نيبور سنة 1996. هذه الرسائل حوالي 129 غنية بالمعلومات و تعود الى ما بين 755 و 732 ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم 9 تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم بيت ارام الجغرافي و ذاك في الرسالة رقم 104 . و قد وردت عدة تسميات قبلية قد تكون كلدانية او ارامية. هذه الرسائل تؤكد لنا إنصهار بقايا الشعوب
القديمة بالآراميين .
* ملاحظة مهمة جدا : لقد إختفت تسمية "مات كلدو " بينما صمدت
تسمية " مات اريمي " رغم أن القبائل الكلدانية هي التي إستلمت الملك
في بلاد أكاد و قضت على الإمبراطورية الأشورية سنة ٦١٢ ق٠م!
كل من له إطلاع في المصادر السريانية الشرقية النسطورية يعلم أن
علمائهم كانوا يستخدمون تسمية " بيت آراماي " أي بلاد الآراميين
حتى القرن الحادي عشر الميلادي .
ثانيا - أبناء الكنيسة الكلدانية يتحدرون من السريان النساطرة .
هنالك إختلاف كبير داخل الكنيسة الكلدانية حول هويتها التاريخية :
* كثيرون لا يهتمون بالهوية التاريخية و يتوهمون بأنهم عرب أقحاح
لأنهم يتكلمون اللغة العربية أو للتهرب من النظام البعثي العربي السابق.
*أغلبية علماء هذه الكنيسة ( الأب البير ابونا و البطاركة دلي و ساكو...) يؤكدون الإنتماء الآرامي لأبناء هذه الكنيسة و لكل مسيحيي
العراق !
* بعض المفكرين و رجال الدين يدعون بهوية كلدانية ليس لها أية علاقة بالقبائل الكلدانية الآرمية ؟ و قد تحولت " الهوية الكلدانية " الى
إيديولوجية سياسية غير صادقة إذ تدعي أن الكلدان كانوا متواجدين
في العراق منذ ٧٣٠٠ سنة أي قبل السومريين و قبل التاريخ ؟
* هنالك قسم من أبناء هذه الكنيسة الكلدانية يدعون بأنهم أحفاد
الأشوريين مع أن الشعب الأشوري قد زال من التاريخ و المضحك المبكي
إن بعض دعاة الفكر الأشوري من السريان النساطرة يرددون " إن أبناء
الكنيسة الكلدانية قد إنفصلوا عن شعبنا الأشوري !!!"
* أخيرا كثيرون من أبناء هذه الكنيسة يرددون من أجل مصالحهم بأننا
جميعا ننتمي الى الشعب " الأشوري الكلداني السرياني " أي الى هذه
التسمية المطاطية المزيفة !
ثالثا - أبناء الكنيسة الكلدانية هم سريان لأنهم أحفاد السريان المشارقة!
نحن نتعجب كيف يتعلق أبناء هذه الكنيسة بطروحات تارخيية خاطئة
و لا يفتخرون بهوية أجدادهم السريان الآراميين ...
* التسمية السريانية تشير الى هويتنا الآرامية و صارت في التاريخ
الحديث تعني مسيحي و لم تكن تعني المسيحي كما ورد في مقدمة المطران أوجين يعقوب منا .
* عندما يعرف السرياني النسطوري عن نفسه بلغته الأم السريانية لهجة السورث بأنه " سورايا " فهذا يعني بأنه سرياني آرامي و ليس مسيحي أم
أشوري كما يرددون اليوم .
* الإدعاء بهوية كلدانية تاريخية بدون أي علاقة مع تاريخ القبائل الكلدانية العلمي قد حول " الكلدانية " اليوم الى إيديولوجية متطرفة تقسم
شعبنا : بعض المتطرفين صاروا يدعون اليوم بوجود لغة " كلدانية "
بحجة النضال ضد دعاة الفكر الأشوري المزيف أو أن أبناء الكنيسة
الكلدانية يتكلمون لهجة خاصة بهم !
* أخيرا الإنتماء السرياني الآرامي ليس حكرا لأبناء الكنيسة السريانية
الأرثودكسية أو الكاثوليكية أو الإنجيلية و الحمدلله هنالك كثيرون من
أبناء الكنيسة الكلدانية يؤمنون بأننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و هو
الشعب السرياني الآرامي و لا شك بفضل إنتشار الدراسات العديدة التي
قام بها الأب المؤرخ البير ابونا .
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204608889436374&set=pb.1058767894.-2207520000.1427920138.&type=3&theater

11
السيد المحترم مايكـل سيـﭘـي
عفوا إنك لا شك من الإخوة الكدان المخدوعين بإيديلوجية كلدانية حديثة
و من المدعين بوجود لغة كلدانية : لذلك لا تقدر أكادمية و دفاع هذا
البطريرك عن هوية أجدادك السريان المشارقة النساطرة الذين نقلوا
العلوم و الحضارة للعرب في العهد العباسي !
كل مسيحيي الشرق يتمنون أن يكون لهم بطريرك باحث أكاديمي نزيه
مثل قداسة البطريرك لويس ساكو و إسمح لي أن أمانته لهوية أجداده
قد أظهر للجميع ضلالكم حول هويتكم التاريخية !
نصيحة مجانية لك : لا تعلق في الأمور التاريخية حول مواضيعي فأنا
لست كاتبا مغامرا حول هويتنا و إسم لغتنا و لا أجامل أي متطفل
حول هذه المواضيع !
قداسة البطريرك لويس ساكو قد فرض إحترامه فعليك أن تحترمه
كي نحترمك !

12
السيد المحترم أنطوان الصنا
ما هذا الإكشاف العظيم ؟ الأخ وسام موميكا يذكر حرفيا بأنه في ألمانيا
و أنت تضحك على نفسك متوهما بإنك إكتشفت معلومات مخفية ؟
عفوا منذ متى المتطفلون على التأريخ مثلك يؤكدون أن التسمية السريانية هي دينية وليست قومية ؟
أ - هل أنت باحث نزيه و قد تحققت في البراهين التي ذكرها الكتاب
الذين تستشهد بهم ؟ أم إنك نقلت بدون أي تحقيق ؟
ب - التسمية السريانية الآرامية تشير الى هويتنا التاريخية و هي تفضح
كل السريان المخدوعين مثلك بالإيديولوجية الأشورية المزيفة التي تريد
إعادة الحياة لشعب أشوري منقرض منذ حوالي ٢٥٠٠ سنة !
ج - تحية للأخ وسام موميكا الذي يدافع كالأسد عن هوية أجداده
السريان الآراميين و عن مصالحهم بينما أنت لا زلت تدافع عن الأكاذيب
الأشورية المضحكة !

13
لماذا البطريرك د٠ لويس روفائيل الاول ساكو هو باحث نزيه ؟
هنري بدروس كيفا
لقد تعرفت على غبطة البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو عندما كان كاهنا في باريس يتخصص
في تاريخ إخوتنا السريان النساطرة و كنا نلتقي في جامعة السوربون أسبوعيا .
لقد إلتقيت به منذ حوالي ثماني سنوات حيث شارك في مؤتمر في بحر صاف بكفيا حول " الينابيع
السريانية " و ألقى محاضرة حول "السريان: الإطار التاريخي والجغرافّي " و قد أكد غبطته
أن جميع السريان من مشارقة و مغاربة أي جميع مسيحيي شرقنا يتحدرون من الآراميين !
هذا البطريرك المخلص لتاريخ أجدادنا الأكاديمي قد أكد بأننا ننتمي فعليا لشعب سرياني آرامي
واحد ! لقد ذكر في محاضرته بأن السريان قد تخلوا عن إسمهم الآرامي و قد علقت إن هذه
الفكرة هي غير صحيحة لأننا نملك عشرات النصوص السريانية التي تؤكد أن أجدادنا أو علمائنا من
السريان المشارقة و المغاربة قد حافظوا على إسمهم الآرامي المرادف لإسمهم السرياني !
البطريرك د٠ لويس روفائيل الاول ساكو هو باحث نزيه لأنه يقبل بتاريخنا العلمي و ليس
بالطروحات التاريخية المزيفة و هو شجاع جدا لا يتأثر ببعض المفكرين من إخوتنا الكلدان
الذين ينشرون معلومات خاطئة عن الكلدان و يدعون بوجود " لغة كلدانية "!
من المؤسف جدا أن جميع مسيحيي العراق لا يلتفون حول هذا البطريرك العالم و النزيه !
المضحك أن بعض الكتاب المغامرين - المناضلون في بعض الدكاكين الحزبية - يطالبون منذ
أكثر من عشرة سنوات لإقامة مؤتمر حول " تسمية " توحدنا و كان قداسة البطريرك ساكو قد
آكد إن التسمية الآرامية المرادفة للسريانية أو سوريايا هي التسمية التاريخية الموحدة !
أخيرا لقد وجدت ما نشر غبطته مؤخرا حول تجديد و تطوير الليتورجيا الكلدانية و كان قد
ذكر حرفيا " اللغة التي نستعملها اليوم مع الاشوريين والسريان والموارنة، هي السريانية، لهجة الرها وليست كلدانية بابل ولا أشور! هذا خطا علمي جسيم. "
ما أحوجنا اليوم الى بطرك عالم نزيه و شجاع لا يجامل كل سرياني سوريايا يردد كالببغاء طروحات
تاريخية خاطئة و مقسمة لشعبنا السرياني الآرامي !
الطقس الكلدانيّ والتأوين واللغة والمستقبل
البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو
http://saint-adday.com/?p=9314

14
"مراسلات ملوك أشور تفضح السريان الذين يدعون بوجود لغة أشورية "
هنري بدروس كيفا
لن أطيل الكلام و لا أريد أن أقنع أي سرياني ناكر لهوية أجداده و مدعي بجذور أشورية مزيفة ( منقرضة ) و بلغة أشورية وهمية ...
هذا الموضوع موجه الى السريان الذين يريدون فعلا أن يدافعوا عن هوية أجدادهم الآراميين و لغتهم الأم السريانية الآرامية .
هذا جواب الملك الأشوري الذي وصلته رسالة باللغة الآرامية من أحد
موظفيه في بلاد أكاد و لكن الملك يطالبه أن يستخدم اللغة الأكادية
كما هي العادة : و هنا نرى الملك الأشوري يسمي اللغة " أكادية "
و ليس أشورية كما تدعي الأحزاب التي تسمي نفسها أشورية و ليس
كما يدعي رجال الدين في الكنيسة السريانية الشرقية التي أخذت الإسم
الأشوري المزيف منذ سنة ١٩٧٦ و صاروا يتوهمون أنهم يتكلمون
باللغة " الأشورية " !
السريان المتطرفون يحاولون بكل الطرق الإدعاء بوجود لغة أشورية
و كما يقال " صاروا ملكيين أكثر من الملك نفسه "!
على كل سرياني غيور ألا يصدق أكاذيبهم و إدعائهم بأنهم يناضلون
من أجل وحدة شعبنا : فمن يريد وحدة حقيقية و مستقبل أفضل لشعبنا
المنكوب لا يردد طروحات و أكاذيب أشورية تدعي بوجود لغة أشورية
خيالية !
(13)[As to what you wrote]: "There are informers [... to the king] and coming to his presence; if it is acceptable to the king, let me write and send my messages to the king on Aram[aic] parchment sheets" — why would you not write and send me messages in Akkadian? Really, the message which you write in it must be drawn up in this very manner — this is a fixed regulation!
saao/saa17 Pager
      You May not Write your Messages in Aramaic
http://oracc.museum.upenn.edu/saao/saa17/corpus

15
المتطرفون " الأشوريون" خراف ضائعة ام ذئاب جائعة ؟

قرأت مقالا مهما للأخ بطرس آدم الموقر عنوانه " المؤتمر الكلداني العام , والمتصيّدون.."

موجود على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... msg5112649

و هو رد صريح على إعتراضات بعض المستفيدين من إنقسامات السوراي و العاملين على إسكات الأكثرية الكلدانية . المدهش أن الأخ بطرس آدم قد كتب " أو من الذين يلبسون ثياب الحملان التي تخفي ما بداخلهم من ذئاب خاطفة ". إتصل بي صديق من السويد منذ يومين و تناقشنا حول الطرق التي يجب إتباعها لتوعية إخوتنا السريان المشارقة من خطر التطرف. و كان صديقي قد تحدث مع أحد رجال الدين الذي ردد أمامه " إنهم خراف ضائعة" سنستعيدهم يوما ...

أولا - من هم " الأشوريون" ؟

يجب أن نميز بين الشعب الأشوري ( القديم) و دعاة الفكر الأشوري الحديث : لا احد يستطيع أن يتنكر لتاريخ الشعب الأشوري القديم و لكن دعاة الفكر الأشوري هم سريان مشارقة ( نساطرة ) و ليس لهم اي إرتباط بتاريخ الشعب الأشوري القديم الذي زال من التاريخ مثل شعوب عديدة . يتميز السريان المشارقة النساطرة عن بقية السريان :

أ - إنعزالهم في مناطق جبلية وعرة أبعد عنهم الأخطار : خاصة ظلم الولاة العثمانيين .

ب - تواجدهم في جبال حكاري بين شعوب هندو أوروبية سيسمح لهم بالحفاظ على تقاليدهم و خاصة لغتهم السريانية الأم .

ج - إنتشار الإنتماء العشائري و خضوعهم لسلطة بطريرك ( كانت تتناقل بالوراثة) سوف تدفع بهم الى الروس أولا ثم الإنكليز المستعمرين.

د - إستخدمهم الإنكليز في مشروعهم الإستعماري للعراق خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى : مأساة سيميل سنة ١٩٣٣ ستدفعهم الى الهجرة .

ثانيا - هل كل " الأشوريين" متطرفين ؟

قبل التعريف بهم و هم أقلية من بين إخوتنا الذين لا يزالون حتى اليوم يسمون أنفسهم و بلغتهم الأم " سورايا " أي سريان . و ليس سرا إذا قلنا أن كل المؤرخين المتخصصين في تاريخ السريان يسمونهم بالسريان المشارقة . كل من يريد ان يتأكد يمكنه التحقيق بواسطة الإنترنت . أغلبية إخوتنا من السريان المشارقة هم طيبون و لا يحق لأحد أن يصفهم بالمتطرفين لأنهم تعلموا منذ صغرهم بأنهم أشوريون أو أن لغتهم الأم هي الأشورية . المتطرفون هم الأكادميون الذين يدافعون بإصرار عن كل طروحات الفكر الأشوري: من يدعي أنه يعشق لغته الأم عليه أن يحترم إسمها و تاريخها و من العار عليه ان يسميها " أشورية" !
و من يدعي انه يعمل من أجل وحدة السورايي عليه أن يؤمن بالتاريخ الأكاديمي و ليس المسيس !
لقد تعرفت على الباحث Alain Desreumaux في كوليج دو فرانس منذ سنوات طويلة . منذ حوالي تسع سنوات قال لي متذمرا" طلب مني السريان ( المشارقة) في ضواحي باريس أن ألقي لهم محاضرة و لكنني لا أستطيع لأنهم يدعون بهويات غير علمية " ملاحظة : الكلدان الذين هربوا من بيت نهرين الحقيقية (الجزيرة) الى فرنسا منذ أكثر من ٢٠ سنة صاروا يؤمنون بأنهم " كلدو أشوريين" و يتوهمون انها تسمية تاريخية علمية !

بمناسبة تقاعد الباحث Alain Desreumaux قدم له زملائه مجموعة من الأبحاث التاريخية عنوانها " Sur les pas des Araméens chrétiens" و الترجمة هي" على خطى الآراميين المسيحيين" و طبعا المقصود هو شعبنا الذي لا يزال يبحث عن إسمه و هويته التاريخية .

أنظر الى الرابط

http://www.laprocure.com/livres/sur-les ... 38374.html

و هذه لائحة بأسماء الباحثين و عناوين دراساتهم على هذا الرابط

http://www.orient-mediterranee.com/IMG/ ... ns-TOC.pdf

ثالثا - من هو المتطرف " الأشوري" ؟

أ - أصحاب الأسماء المستعارة الذين نشطوا في الأونة الأخيرة خاصة في موقع عنكاوا و حولوا منبر تاريخ شعبنا الى سوق للإهانات تفضح مدى صدق شعار الوحدة الذي كان يرفعه دعاة الفكر الأشوري . بعض حملة الأسماء المستعارة هم من " الأكادميين" الذين يتوهمون أن ترديد أفكارهم الخاطئة سوف يزيد من إنتشارها ! أغلب أصحاب الأسماء المستعارة تناضل من أجل طروحات تاريخية غير علمية و هم يضحكون على أنفسهم لأن لا وزن و لا رأي علمي لهم في القضايا التاريخية .

ب - بعض الأكادميين الحاصلين على شهادات في الطب و الهندسة و العلوم السياسية الذين يتدخلون في القضايا التاريخية و يتوهمون أن رأيهم هو أهم من رأي البرفسور سبستيان بروك او اي باحث أخر و أن تحليلاتهم الخاطئة تسمح لهم ان يسموا لغتنا " أشورية" او ان يرددوا ان مار افرام السرياني هو أشوري !

ج - بعض معلمي اللغة السريانية التي يحرفونها الى" أشورية" و يقدمون لنا براهين واهية تسمح لهم بالعيش في الأوهام . سأرد مطولا على الأديب ميخائيل ممو لاحقا . سوف أنشر بعض الفقرات من مقال الأستاذ اوديشو ملكو كي يتعرف القارئ على نموذج من التطرف الأشوري :
" كما قلنا في معظم الاعداد السابقة من الوسطية بان عدم الخوض في تفاصيل التسميات المذهبية والمناطقية وحتى التاريخية احياناً. بات احد أهم الأسباب الكفيلة، بل السبب الوحيد لانجاح مشروع الحكم الذاتي للآشوريين، وعلى كافة اراضيهم الاصلية والقومية... " " إذ لم يقتصر الأمر على محاولة تكريس اللفظة السريانية واستعملها الشمولي وفي غير محلها كما كان الحال ايام الإضطهاد العنصري والقومي والفكري للاشوريين، وعلى مختلف مذاهبهم ومكوناتهم في الوطن. بل صار المرء يسمع ويقرأ في الوسائل الإعلامية، تسميات والفاظ غريبة، يستهجنها المنطق وتعوزها العلمية في التنسيب، مثل:
"الأغنية والمغنية السريانية، المطرب السرياني، البلد والوطن والفن والمسرح السرياني...الخ". من الكلام غير الدقيق، من النواحي التاريخية والأكاديمية المعاصرة..." " وكيف اجازوا لأنفسهم أن يستحوذوا على ما ليس لهم فيه شيء؟
فالعالم كله يعلم أن الكنيسة المشرقية الأشورية لم ولن تكن يوماً سريانية في هويتها أو وطنها أو حضارتها أو ثقافة شعبها! فكيف صار هؤلاء المولعون بالاستحواذ يكتبون مثلاً: ( الكنيسة المشرقية السريانية، سريان المشرق، كنيسة السريان في بلاد الرافدين، المبشرون السريان في الصين وأقاصي الأرض) وما إلى ذلك من الاجحاف بحق التاريخ والحضارة الإنسانية!..."

المقال موجود على هذا الرابط

http://www.betnahrain.net/arabic/Articl ... /malko.htm

لن أعلق على هذه الطروحات غير العلمية ...

الخاتمة

أ - نحن نعلم و منذ زمن بعيد ان الفكر الأشوري المتطرف الذي يرفض النقد الذاتي قد أصبح فكرا متحجرا .

ب - إن الميزات الجميلة التي يتمتع بها إخوتنا السريان المشارقة من المحافظة على اللغة و العادات و الإبتعاد عن الإنتماء الطائفي كانت تستطيع ان تلعب دورا كبيرا في نشر الوعي بين كل سريان الشرق .

ج - ليس من عادتي المجاملة و لا يحق لي مجاملة أحد على حساب الأمة السريانية الآرامية التي توحدنا . الوحدة الحقيقية يجب ان تكون مبنية على أسس متينة : فشل طروحات الفكر الأشوري يجب أن تكون درسا لنا : السيد اوديشو ملكو يتوهم أن السريان المغاربة لا يتكلمون السريانية أو لا يؤلفون القصائد بها .

د - لا يكفي ان يردد بعض رجال الدين السريان " إنهم خراف ضائعة" و علينا أن نبحث عنهم لأن الكنائس السريانية لا تتدخل في شؤون الكنائس السريانية الأخرى و بالتالي لم يتحرك احدا من أجل الدفاع عن إسم اللغة السريانية.

ه - بعض الشخصيات السريانية الدينية و العلمانية تجامل الفكر الأشوري - ربما لأنها تؤمن به سرا - و تحاول أن تظهر الفكر الأشوري كحركة قومية وحدوية و لكن الإنترنت و نشاط المتطرفين" الأشوريين" قد فضح هذا الفكر ( و حرق آمال تلك الشخصيات السريانية المتلونة ).

و - لا ذنب لإخوتنا من السورايي الذين ترعرعوا على أنهم أحفاد الأشوريين القدامى و هم بحق ضحية للفكر الأشوري و من الممكن ان نسميهم " خراف ضائعة" و لكن " بعض المتطرفين منهم" قد تحولوا الى ذئاب جائعة تنهش تاريخنا و تنكر هويتنا و هي العامل الأول لإنقساماتنا .

هنري بدروس كيفا

16
السريان واللغة السريانية
لدكتور أسعد صوما أسعد
باحث متخصص في تاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم

اقتبسنا هذه الكتابة من مقدمة كتاب "تفسير مار أفرام لسفر التكوين" من تأليف الدكتور أسعد صوما أسعد/السويد

ينحدر السريان من الآراميين الذين كانوا يشكلون في القرون الاولى قبل وبعد الميلاد الغالبية العظمى لسكان منطقة بلاد الشام، حيث وحدوها بوجودهم البشري وبلغتهم الارامية وبعوامل حضارتهم. ولما ظهرت تسمية سريان على الآراميين عمت هذه التسمية الجديدة سائر المنطقة الآرامية تدريجياً.

ونفهم من خلال الترجمة اليونانية السبعينية للعهد القديم والتي أنجزت في القرن الثالث قبل الميلاد، كيف ان الاسم السرياني اصبح بديلاً ومرادفاً للاسم الآرامي، حيث ان التراجمة قاموا بترجمة تسمية "آرامي" من النص العبري للعهد القديم الى لفظة "سرياني" في النص اليوناني.

وقد استعمل الكتّاب السريان في مختلف العصور التسميتين السريانية والآرامية بشكل متلاحم ومترادف، وكتبوا بانهم "سريان آراميون" وان لغتهم هي "السريانية الآرامية".

وهذا واضح لكل من يطالع الكتب والنصوص السريانية القديمة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر نستشهد باحد أكبر العلماء والمؤرخين السريان يعقوب الرهاوي (المتوفي عام 708 ميلادي) أثناء شرحه لإسم الله بقوله:

ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܐܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "وهكذا نحن الآراميين أي السريان" (انظر شرحه للاسم الالهي المنشور في Patrologia Orientalis مجلد 29، صفحة 196)، وكذلك في تعليقه على موضوع اتجاهات الرياح الاربعة اذ يقول الرهاوي ܠܪܘܚܐ ܕܝܢ ... ܗܟܢܐ ܕܡܝܐ ܕܐܫܬܡܗܬ ܬܝܡܢܐ. ܘܐܦ ܠܘܬܗܘܢ ܕܥܒܪ̈ܝܐ ܘܐܦ ܠܘܬܢ ܐܪ̈ܐܡܝܐ ... ܗܝ ܕܝܢ ܕܓܪܒܝܐ ܠܐ ܝܕܝܥܐ ܠܢ ܕܡܛܠ ܡܢܐ ܗܟܢܐ ܐܬܩܪܝܬ ܡܢ ܥܬܝܩ̈ܐ ܒܢ̈ܝ ܐܪܐܡ "وهكذا يبدو ان هذه الرياح سُميت "تيمنا" (الجنوبية) عند العبرانيين وعندنا نحن الآراميين ...

اما الرياح التي سميت "غربيا" (الشمالية) فلا ندري لماذا سماها قدماء الآراميين كذلك". (انظر كتاب يعقوب الرهاوي الايام الستة "هكساميرون" طبعة جان باتيست شابو، صفحة 83. انظر ايضاً ترجمته العربية للمطران صليبا شمعون، طبعة حلب 1990، صفحة 59).

لقد انقسم السريان مع مرور الزمن الى كتلتين بشريتين في منطقتين جغرافيتين فتسموا بالسريان المشارقة والسريان المغاربة.

وتشبه الحدود السورية العراقية اليوم، الى حد ما، الحدود التي كانت تفصل بين السريان المشارقة (في العراق وايران) والسرين المغاربة (في سوريا وتركيا ولبنان اليوم). لقد صادف انقسام السريان في بداية القرن الخامس الميلادي وكانت القسمة على محاور عدة:

سياسية ولاهوتية وكنسية ولغوية ومناطقية، فسياسياً كان السريان المشارقة يتبعون دولة الفرس والسريان المغاربة بيزنطة، ولاهوتياَ تبع السريان المشارقة الفكر النسطوري في تحليل لاهوت المسيح وناسوته ورفضهم لقب مريم "والدة الله"، ولغوياً استعمل السريان المشارقة في الكتابة والادب والطقوس الكنسية الفرع الشرقي من اللغة السريانية الفصحى التي تسمى لديهم ܠܫܢܐ ܥܬܝܩܐ "لشانا عتيقا" (أي اللغة القديمة) و ܠܫܢܐ ܣܦܪܢܝܐ "لشانا سفرانايا" (أي اللغة الادبية)، وتكلموا ولا زالوا يتكلمون لغاية اليوم اللغة "الآرامية الشرقية الشمالية الحديثة" North-Eastern Neo-Aramaic.

واستعمل السريان الغربربيون اللغة السريانية الفصحى بلهجتها الغربية حيث يسمونها ܣܘܪܝܝܐ ܟܬܒܝܐ (أي السريانية الكتابية، بمعنى السريانية الفصحى)، وتكلموا لهجات آرامية غربية تسمى اللغة "الآرامية الغربية الحديثة" Western Neo-Aramaic و "الآرامية المتوسطة الحديثة" Central Neo- Aramaic . وكنسياَ تأسس من السريان المشارقة الكنيسة السريانية الشرقية[1] تحت سلطة اسقف المدائن والذي سمي بعدها جاثليق/ بطريرك، بيما كان السريان المغاربة تحت سلطة اسقف/بطريرك انطاكيا قبل انقسامها، ومناطقياً تمركز السريان المشارقة حول "المدائن" عاصمة الفرس على نهر دجلة ضمن حدود الدولة الفارسية، وأما السريان المغاربة فتمركزوا حول عاصمتهم الروحية "انطاكيا" ضمن حدود الامبراطورية البيزنطية.

وبالرغم من ان السريان المغاربة انقسموا بعد عام 451 لاهوتياً وكنسياً الى فرقتين وفي القرن السابع الى ثلاث فرق فقد كانت غالبيتهم من رعايا الدولة البيزنطية. وبعد سيطرة العرب المسلمين على منطقة الشرق الاوسط تحول معظم السريان الى رعايا في الدولة العربية المسلمة الفتية، وزالت الحدود السياسية القديمة من بينهم. الا ان القسمة الكنسية واللاهوتية واللغوية استمرت بين السريان وما زالت ليومنا هذا. ورغم ان غالبية السريان الآراميين قد فقدوا لغتهم الآرامية الأم من التخاطب اليومي الا انه ما زال العديد يتكلمها وخاصة في العراق وسوريا.

أما اللغة السريانية فهي ذلك الفرع من اللغة الآرامية التي كانت محكية في الرها ونضيبين والمناطق المجاورة لها في بيث نهرين.

اذا ان الارامية تطورت هناك لغة وكتابة بشكل مستقل عن الفروع الآرامية الاخرى لتصبح ما يعرف اليوم باللغة السريانية الفصحى، والتي تميزت بخصائصها المعروفة كاستعمالها حرف النون في بداية الفعل المستقبل بدلا من حرف " الياء" الموجود في معظم الفروع الآرامية الاخرى. وقد نالت السريانية مكانة رفيعة وتطورت وانتشرت بسرعة لظروف سياسية وتجارية ودينية خاصة بدولة الرها السريانية ودورها في سياسة المنطقة منذ القرن الثاني قبل الميلاد لغاية القرن الثالث الميلادي، وكذلك لتحوّل السريانية الى لغة رسمية للكنيسة المسيحية المحلية ولا زالت، ولكون التجار السريان حملوها معهم في رحلاتهم فاوصلوها الى الهند والصين واسيا الوسطى، ولا زالت مستعملة في جنوبي الهند لغاية اليوم.

ويبدو ان اللغة السريانية الفصحى ظلت مستعملة كلغة محكية حتى نهاية القرن الثالث عشر، اما بعض الفروع الآرامية الاخرى فلا زالت محكية في عدة مناطق مختلفة من الشرق الاوسط. ولا زالت السريانية تستعمل حتى الان في الكنائس السريانية وفي الكتابات الادبية وغيرها من المجالات كالتعليم.

وبامكاننا تقسيم اللغة السريانية الفصحى الى ثلاث مراحل على الاقل:

أولأ: مرحلة اللغة السريانية الكلاسيكية: ونتتهى في القرن السادس الميلادي، وتقع كتابات مار افرام في هذه المرحلة.

ثانياً: مرحلة اللغة السريانية المتوسطة:

وفيها تكرس انقسام السريانية على مستوى المورفولوجيا الى شرقية وغربية، وانقسم الخط السرياني ايضاً الى شرقي و غربي وكذلك حركات التشكيل، واصبحت نصيبين موطناً للفرع السرياني الشرقي والرها موطناً للفرع السرياني الغربي.

الا ان القسمة ازدادت بشكل تدريجي الى حد كبير فابتعدت السريانية الغربية عن الشرقية في طريقة اللفظ، اذ تخلت الغربية عن لفظ الشدة (التشديد على لفظ الحرف) واختلطت فيها الحركات الطويلة والقصيرة، وتساهلت تدريجياً في قراءة الحروف اللينة (المركخة).

وكانت النتيجة ان ابتعدت السريانية الغربية كثيراً عن السريانية الشرقية والسريانية الكلاسيكية.

ثالثاً: واخيراً: مرحلة اللغة السريانية الحديثة:[2]وتبدأ منذ القرن التاسع عشر أو ربما قبله بقرنين. اذ بالاضافة الى التطور الذي حصل في المرحلة الثانية، طرأت في هذه المرحلة الثالثة تغييرات على تركيب الجملة السريانية وموقع الفعل والفاعل فيها، وتطور استعمال الالفاظ بهدف تحديثها فابتعدت احياناً عن المعاني الدقيقة والصحصيحة التي تتضمنها في جسم مفرداتها ومصطلحاتها Terminology في مرحلتها الكلاسيكية، وهذا واضع في اي كتاب سرياني يظهر اليوم.

وقد تأثرت السريانية في هذه المرحلة بالآرامية المحكية وغيرها وخاصة في استعمال حروف الجر والظروف.

[1]

منذ القرن السادس عشر ولاحقاً التحق معظم ابناء هذه الكنيسة وبشكل متوتر بالكنيسة الكاثوليكية فتأسست منهم الكنيسة الكلدانية. أما بقية السريان من ابناء الكنيسة السريانية الشرقية فتسموا منذ نهاية القرن التاسع عشر باسم "الآشوريين". لا زال السريان المشارقة من الفريقين الكلداني والاشوري يسمون انفسهم "سورايه" اي "سريان" عندما يتحدثون بلغتهم الآرامية، لكنهم عندما يتحدثون لغات اخرى فيسمون انفسهم "كلداناًَ" و "آشوريين".

[2]

لا نقصد هنا بعبارة "اللغة السريانية الحديثة" اللغات التي يتكلمها السريان اليوم في سوريا و لبنان و تركيا و العرق و غيرها من البلدان، لان هذه اللغات المحكية اليوم تسُمى في العالم الاكاديمي " آرامية حديثة" وليست سريانية حديثة حتى وان كان اصحابها يسمونها سورث/ سوريايا/ سوريويو.

17
السيد المحترم سامي هاويل
إن إسم لغة أجدادك العلمي هو اللغة السريانية الآرامية و بكل صراحة
إنني أعلم جيدا بأنني لا أستطيع إقناع كل سرياني ضال مثلك مدعي
بوجود " لغة أشورية " ! و لكنني أحذر كل سرياني أن يشارك في
المؤتمرات / المؤمرات حول اللغة السريانية التي تتوهمون أنه بإستطاعتكم
تحريف إسمها إلى " لغة أشورية " !
إسم لغتنا العلمي قد تحول الى فخ رهيب يفضح مفاهيمكم السياسية
المزيفة حول إسم لغتكم الأم و حول هوية أجدادكم السريان الآراميين !
كل سرياني يشارك في مؤتمراتكم المضحكة هو منافق لا يحترم إسم
لغته الأم و لذلك كان تعليقي !

18

لغة اكادية ام اشورية ؟
هنري بدروس كيفا
لقد ذكرت في احدى المناقشات ان ابتعاد المفكرين المنادين بالتسمية الاشورية عن التاريخ العلمي يسيئ اليهم اولا و يبعدهم عن المثقفين السوراي .
عندما كتبناالى احد الاخوة المحاوريين ان الشعب الاشوري القديم لم يكن له لغة خاصة اشورية فيتسرع و يتشاطر كاتبا و هل كان الشعب الاشوري العظيم اخرسا ؟ هذا النوع من الاجوبة قد تليق بين المؤيدين للفكر الاشوري و لكن حتما ليس بين المؤمنين بالتاريخ العلمي بين المثقفين السوراي . سوف نحاول ان نجيب على السؤال المطروح و نتمنى مشاركة المهتمين بتاريخ شعبنا السوراي .
اولا انتشار اللغة الاكادية .
تعتبر اللغة الاكادية اقدم لغة سامية او شرقية ، انني افضل تعبير شرقية لانني لا اؤمن بتقسيم الشعوب القديمة حسب تقسيمات التوراة . لا يخفى على المثقفين ان اللغة السومرية و كتابتها المسمارية هي اقدم بكثير ، يعتبر العلماء ان اقدم كتابة سومرية تعود الى حوالي 3300 سنة ق.م.
اي ان العصور التاريخية بدات في بلاد سومر بالذات . لقد انتشرت اللغة السومرية بفضل كتابتها المسمارية في كل الشرق القديم . لقد دخل الاكاديون الى بلاد سومر حاملين معهم لغتهم الشرقية، اخذوا الكتابة المسمارية وطوروها و استعملوها للغتهم الاكادية و مع سرجون الاكادي انتشرت لغتهم في كل الشرق القديم في بلاد اشور القديمة ، في بيث نهرين ، في بلاد عموروسوريا.
و قد استعمل الحثيون اللغة الاكادية و اصبحت لغة التداول في الشرق القديم .
و كانت اللغة المحكية في كل الشرق القديم . العموريون لهم لغة خاصة شرقية لم تصل لنا لانهم هم ايضا استعملوا اللغة الاكادية .
الملوك الاشوريون تركوا لنا كتابات كثيرة اغلبيتها الساحقة بالاكادية .
ثانيا من اين وقعت المشكلة ؟
الشعب الاشوري كان يتكلم اللغة الاكادية و كان يسميها باللغة الاكادية . بعض المتعصبين للتسمية الاشورية يدعون ان الاشوريين كان عندهم لغتهم الوطنية الخاصة و هي الاشورية متحججين ببراهين واهية مثل و هل يعقل امبراطورية كبيرة لا يوجد لها لغة خاصة ؟
و لقد استطاع بعض مفكريهم استغلال بعض النصوص و اقنعوا القوميين الاشوريين بوجود لغة اشورية خاصة للاشوريين و هدفهم تاكيد ان اللغة السريانية هي الاشورية الحديثة !
ـ 1 ـ النصوص اليونانية لقد شرحنا في القسم الثالث عن التسمية السريانية كيف تطور = مفهوم اليونان للتسمية السريانية . هنالك نصوص عديدة باليونانية و اللاتينية تتكلم عن لغة اشورية و المقصود اللغة الارامية مثلا عندما كتب المؤرخ توسيديدس عن "رسالة باحرف اشورية” (1) مرسلة من الفرس الى اليونانيين، فهنا المقصود طبعا الاحرف الارامية، البراهين لغة المراسلة في الامبراطورية الفارسية كانت الارامية، الكتابة المسمارية الاكادية لا تكتب علىالرق و لكن على الواح القرميد، اخيرا الشعب الاشوري في عهدالامباطورية كان يسمي اللغة اكادية فكيف تصبح اشورية في القرن الرابع ق.م .
لقد قدم احد المحاورين هذا النص للتاكيد بوجود لغة اشورية و قد يقنع بعض المثقفين لانهم لا يستطيعون ان يتحققوا.
العلماء المختصون يعرفون ما هو المقصود ب رسالة باحرف اشورية راجعوا بحث BOWMAN المهم عن اللغة الارامية (2).
- 2 – الاكتشافات الاثرية في العراق في اواسط القرن19 ب.م. لقد كان التنافس شديدا بين الاوربين حول التنقيبات الاثرية من بوتا الفرنسي الى لاياردالانكليزي و غيرهم و كان اكتشاف مكتبة اشوربانيبال الكبيرة من اهم الاسباب التي دعت العلماء الى اطلاق مصطلح علم الاشوريات و استعمال تعبير اللغةالاشورية على الكتابة المسمارية التي استطاعوا ان يفكوا رموزها.
و ادرك العلماء انه يوجد كتابة مسمارية اقدم، وان هذه الكتابة قد تطورت عبر مئات السنين فصاروا يميزون بين السومرية و الاكدية، و عرفوا جيدا ان الاشوريين يتكلمون الاكادية و لكن بكتابة مختلفة قليلا عن الكتابة في بلاد اكاد. تعميم المصطلح علم الاشوريات ساعد في ترسيخ استعمال اللغة الاشورية مع انها اكادية كما سنرى.
نلاحظ ان القوميين الاشوريين استفادوا من اخطاء العلماء في القرن ال 19، وامنوا بوجود لغة اشورية و نشروا هذه الفكرة في كل مجتمعات السوراي. هل احد يستطيع انكار وجود اللغة الاشورية الوطنية ؟ لا يوجد اي اكادي كي يطالب بالاسم العلمي للغة اجداده.
- 3 - الفكر القومي الاشوري الحديث لقد انتشر هذا الفكر بعد الحرب العالمية الاولى ومن اهم ركائزه انتماء المسيحيين من كل الطوائف الىالامة الاشورية وانهم ورثة الامبراطورية الاشورية.
و كان الانكليز قد خدعوا اخوتنا السوراي النساطرة المتواجدون حول اورميا و في حكاري، و هم عاشوا محاطين بالشعوب الهندواوربية من ايرانيين و اكراد و بعض سكان اذريبيجان و اخيرا الاتراك وهم من العنصر المغولي .
مما ساعدهم على الحفاظ على اللغة السريانية بعيدا عن العربية .
هذا الفكر القومي الاشوري سيدعي انه يتكلم لغة اجداده الاشورية ، و سيستفيد من عدم الوعي القومي بين السريان و الكلدان وهنا اذكر ان اصحاب القواميس من السريان المشارقة ، ابن علي و حسن بن بهلول ، و من الكلدان ، المطران توما اودو و اجين منا ، يسمون لغتنا السريانية الارامية .
تقع مسؤلية كبيرة امام معلمي اللغة السريانية خاصة الاستاذ ابروهم نورو الذي لم يدافع عن اسم لغتنا المقدسة. و اليوم عندنا عدة اجيال من القوميين الاشوريين يؤمنون بانهم يتكلمون الاشورية لغتهم القومية!
المبكي المضحك ان بعض المنادين بالتسمية الاشورية صاروا يعترفون بانهم يتكلمون السريانية و لا نزال نرى بعض السريان يؤكدون بوجود لغة اشورية!
ترى ما هو راي المثقف السوراي اليوم ؟ هل يوجد لغة اشورية قديمة ؟
ليت المثقفين يطلعون على اراء العلماءالمختصين في اللغة الاكادية.
ثالثا لغة اكادية ام اشورية ؟ بصراحة لا يوجد اي مشكلة حول اسم اللغةالتي كان يتكلمها الشعب الاشوري ، العلماء مجمعون على كونهااللغةالاكادية.
يوجد ابحاث حول اللغات القديمة في THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE
2004 WORLD\'S ANCIENT LANGUGES , ED. R.D. WOODARDاذا تصفحنا هذه الموسوعة المشهورة والمختصة في اللغات القديمة لا يوجد اي اثر للغة اشورية. يستطيع كل قارئ ان يتحقق. و يجب ان نطالع بحث العالمانJ.HUEHNERGARD AND CH. WOODS وهي بعنوان AKKADIAN AND EBLAITE PP 218 - 288 ونرى الاكادية هي لغة البابليين والاشوريين القدامى = صفحة 218.
هذان العالمان يشرحان عن تطور الكتابةالمسمارية و كيف يقسم علماءاللغةالاكادية مراحل ذالك التطور.
هنالك عالم اخر مختص باللغة الاكادية
Daniel BODI, Petite Grammaire de L\'AKKADIEN. PARIS 2001
في الصفحة 10 يكتب انه من غير العلمي ان نكتب لغةاشورية لنقصد لغة اقدم منها . في الصفحة21 يشرح لنا مراحل تطور اللغة الاكادية.
-الاكادية القديمة-2500ق.م الى 1950 ق.م.
-البابلي القديم 1950ق.م.الى 1530 ق.م.
-البابلي المتوسط 1530 ق.م.الى 1000 ق.م.
-البابلي لحديث 1000 ق.م. الى 625 ق. م.
-البابلي المتاخر 625 ق.م الى 75 ق.م.
ثم
- الاشوري القديم 1950 ق.م الى 1750 ق.م.
-الاشوري المتوسط 1500 ق.م. الى 1000ق.م.
-الاشوري الحديث 1000 ق.م الى 600 ق.م.
وهنا نشير ان العلماء المختصون اصطلحوا تقسيم اللغة الاكادية الى مراحل لفهم تطورها ، عندما يتكلمون عن كتابة من الاشوري المتوسط فهذا لا يعني لغة اشورية و لكن لغةاكادية من العهد الاشوري المتوسط.
نحن نعلم ان الملوك الاشوريين كانوا يسموا لغتهم اكادية، وهذا واضح من احدى رسائل الملك سرجون الموجهة الى احد الموظفين الاراميين في اور الذي كتب الى سرجون بالارامية فرد عليه الملك = لماذا لا تكتب لي بالاكادية في الرسالة و ترسلها لي ... هذه هي القاعدة =(3). هذا اكبر دليل علىان لغة الاشوريين كانت الاكادية.
المراجع.
THUCYDE . LIVRE IV .50.2 =1
= 2= R.A. BOWMAN. ARAMEANS. ARAMAIC. AND THE BIBLE
PAGE 77
= 3 = PAUL GARELLI. IMPORTANCE ET ROLE DES ARAMEENS
DANS L\'ADMINISTRATION DE L\'EMPIRE ASSYRIEN. PAGE 441

19
مقدمة قاموس شيكاغو.

لقد صدر قاموس شيكاغو على مراحل، كتب ألعالم I.J GELB مقدمة ألقسم ألذي صدر سنة 1964. أرجو من إخوتنا ألذين لا يزالون يعتقدون بوجود لغة أشورية ألإطلاع على ألمقدمة بأكملها أولا للتحقيق و ثانيا للتوقف بالكذب على أبنائهم و ألإدعاء بوجود لغة أشورية خاصة.

ذكر ألعالم I.J GELB في ألصفحة vii أنه في بداية علم ألأشوريات أطلق ألعلماء تسمية أللغة ألأشورية على ألكتابات ألتي وجدوها في بلاد أشور ألقديمة. و لكن بعد إكتشاف كتابات عديدة في بلاد بابل تستخدم نفس أللغة في بلاد أشور و خاصة أي أن ألأشوريين و ألبابليين لم يسموا لغتهم " أشورية " أو "بابلية " و لكن " أكادية " نسبة إلى ألأكاديين... ثم يكتب هذا ألعالم
" As some of these facts became known, the term
"Akkadian" ( Accadian") began to crowd out the term
"Assyrian" in good Assyriological usage ".
ألغريب أن ألعالم I.J GELB يشرح للقراء تاريخ ألقواميس ألأكادية في ألصفحة viii، ألعنوان بألإنكليزية
" HISTORY OF AKKADIAN LEXICOGRAPHY"
و هو يؤكد أن إسم أللغة ألعلمي هو " أللغة ألأكادية " و لكن جامعة شيكاغو سمت قاموسها بألأشوري للأسباب ألتالية

أ - أن مشروع جامعة شيكاغو للقيام بإصدار ألقاموس سنة 1921 كان يستخدم تعبير " ألأشورية ".

 ب - أن ألعالم I.J GELB قد نشر بحثين في مجلة Orientalia مستخدما تعبير " أللغة ألأكادية ".

ج - لكن جامعة شيكاغو حافظت على تعبير " ASSYRIAN" و يقدم ألعالم I.J GELB حجة واهية و هي ألتخوف من يخلط ألأميركيون بين أللغة ألأكادية "Akkadian" أو "Accadian" و بين أللغة ألفرنسية ألتي يتكلمها ألكنديون و يسمونها "Acadian".

هذا ألسبب غير مقنع، كل ألقواميس و كتب ألقواعد ألحديثة ألتي طبعت بعد قاموس شيكاغو تستخدم ألتسمية ألعلمية ألوحيدة و هي أللغة ألأكادية.

سنة 2004 نشرت جامعة كامبردج موسوعة علمية حول اللغات القديمة

THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE WORLD'S ANCIENT LANGUAGES
ED. R. D. WOODARD
هذه ألموسوعة ألعلمية تنتشر دراسات عن كل أللغات ألقديمة من سومرية و أكادية و أرامية و عربية و أرمنية و لكن لا يوجد أي بحث عن لغة أشورية !

20
الأستاذ الموقر  موفـق نيـسكو
 لقد إطلعت على مقالك و أنت تصحح عددا كبيرا من الأخطاء العديدة
المتداولة بين إخوتنا السريان المدعين بإيديلوجيات تاريخية مزيفة .
 شكرا لك و تابع طريقك في تصحيح تلك المفاهيم و لا تتأثر بتعليقات
البعض من الذين لا يتحققون و يرددون نفس الأخطاء .
أ - السيد لوسيان يدعي أن بحثك هو ممل ؟ ربما لأنه غير مهتم أبدا
في وحدة الشعب السرياني الآرامي .
ب - عبدالاحد سليمان بولص لا يزال يتوهم أن التسمية السريانية تعني
المسيحي و هذا أمر مخجل و يبدو أنه سيردد هذا المفهوم الى آخر
ساعة في حياته !
 شكرا لك أستاذ موفق خاصة في شرحك المسهب عن تسمية إيصورية أو إيسورية و علاقتها بتسمية أشور ! ليتك تنشر هذا الرد بشكل مقال
مستقل لتعميم الفائدة على كل الإخوة الذين يتأكدون من البراهين !

21
هل الذكرى المئوية الأولى لحرب الإبادة ستوحد شعبنا السرياني الآرامي ؟
هنري بدروس كيفا
لقد كانت رغبتي أن أكتب حول حرب الإبادة بشكل رئيسي و لكن إعتراف البرلمان الأرمني بحرب الإبادة ضد الأشوريين و اليونانيين مؤخرا
و ما جرى من تعليقات حول هذا الإعتراف دفعتني أن أختار هذا الموضوع :
أ - بعض السريان شعروا بالغبن لأن شهدائنا كانوا سريانا و ليس لهم
أية علاقة مع التسمية الأشورية الحديثة .
ب - بعض السريان قد أكدوا بأن النص الأرمني و باللغة الأرمنية قد ذكر باللغة الأرمنية " أسوري " و هذا يعني السرياني الآرامي كما كان
يؤمن علماء السريان المشارقة و المغاربة معا .
ج - يجب ألا نلوم البرلمان الأرمني إذا إعترف بحرب الإبادة ضد
الأشوريين لأن بعض رجال الدين السريان و بعض السياسين السريان لا يزالون يدعون بتحدرنا من الأشوريين و يتوهمون أن بناء نصب تذكارية
في يرفان و مدن أوروبا - تطلق على شهدائنا الإسم الأشوري المزيف -
هو عمل قومي بناء ؟
أولا - هل يوجد علاقة بين هويتنا التاريخية و حرب الإبادة ؟
أ- لقد طلب مني إتحاد الآراميين ( السريان ) في بلجيكا في المشاركة في
٢٥ آذار الماضي في اليوم المخصص " من أجل إعتراف عالمي بحرب
الإبادة ضد الآراميين ". تم ذلك في Maison des Parlementaires
و قد تواجد عدة نواب و ممثلي الأحزاب البلجيكية و قد شاركت شخصيا
في موضوعين " من هم السريان الآراميون ؟ " و " حرب الإبادة المنسية
ضد الآراميين ".
هنالك أمل كبير بأن تكون بلجيكا هي أول دولة تعترف بحرب الإبادة
ضد أجدادنا الآراميين .
ب - هل يحق لباحث متخصص في التاريخ السرياني أن يسمي السريان
آراميين في بلجيكا و بإسم آخر في بلد آخر ؟ أليس من المعيب علينا
أن نسمي شهدائنا بعدة تسميات قومية مختلفة ؟
* أشوريون ( تسمية غير علمية لم يؤمن بها أجدادنا )
*آراميون ( التسمية المرادفة للتسمية السريانية في كل مصادرنا السريانية)
* أشوريون كلدان سريان ( التسمية القطارية المزيفة التي طرحتها بعض
الأحزاب السريانية المدعية بالهوية الأشورية المزيفة و للأسف بعض رجال الدين السريان يرددونها و يدعون بأنها تسمية قومية موحدة ؟ )
ج - لقد ألقى غبطة البطريرك لويس ساكو الموقر كلمة مهمة جدا في
مجلس الأمن يدعو فيها الى العمل من أجل مساعدة المسيحيين من أجل
البقاء في آراضيهم و أوطانهم و قد علق أحد السريان المدعين بالتسمية
الأثورية أن غبطة البطريرك ساكو لم يذكر اسم شعبنا القومي ؟ و هذا
السياسي قد شكر قداسة البطريرك لما يقدمه " لشعبه الكلداني الأشوري
السرياني "...
د - إنني أتفهم أن يختلف بعض السريان حول مكان بناء نصب للذكرى
المئوية الأولى : البعض يفضل في بيروت و تشارك فيه جميع الكنائس
السريانية و البعض يفضل بناء نصب خاص للكنيسة السريانية الكاثوليكية
أو الأرثودكسية في جبل لبنان ! و كل فريق عنده وجهة نظر...
و لكن من غير المقبول من السريان أن يختلفوا على " هوية أجدادهم "!
فإذا كان من الطبيعي أن يكون لكل منا رأيه الخاص حول بناء نصب
تذكاري أو حول تحديد يوم معين لذكرى حرب الإبادة : الأمر مختلف
كليا حول تاريخ شعبنا السرياني و هويته الآرامية الحقيقية .
ه - بناء نصب تذكارية عديدة تغامر في الإدعاء بأن شهدائنا كانوا
أشوريين لا و لن يبدل هويتنا السريانية الآرامية : إنها هدر للطاقات
السريانية . إذا كانت بعض الثورات أو المصالح السياسية قد أوجدت
كيانات و دول جديدة في التاريخ الحديث فهذا لا يعني أن " هوية السريان
الآراميين " ستتبدل الى " أشوريين " لأن بعض السريان الضالين لا يزالون
يتوهمون بجذور أشورية غير علمية !
ثانيا - مئة سنة من النضال أم من الضياع ؟
الشعوب التي تعتمد " النقد الذاتي " هي التي تتطور و تتقدم فأرجو من القارئ أن يتحقق في هذه النقاط :
أ - " شعبنا " لم يتفق و لم يجتمع حتى اليوم ليحدد تاريخا ليقيم ذكرى
لشهدائنا الأبرار ضحايا حرب الإبادة المجرمة : ٢٤ نيسان هو ذكرى
شهداء إحوتنا الأرمن حيث ألقي القبض على أكثر من ٢٠٠ من الوجهاء
الأرمن ( و لم يكن بينهم أي سرياني).
ب - أغلب الكنائس السريانية لم تطالب الحكومات التركية في الماضي
بالإعتراف بحرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا و لم تطالب بأي تعويضات و بإعادة الكنائس و الأراضي ... بعكس الكنائس الأرمنية
التي ناضلت من أجل إعتراف تركيا بحرب الإبادة .
ج - تضخيم مبالغ في عدد ضحايا شعبنا السرياني الآرامي : بعض
الأحزاب التي تدعي الهوية الأشورية تردد هذا العدد الخاطئ " ٧٥٠ ألف
شهيد أشوري ؟" و من المخجل من بعض السريان بأنهم يرددون هذه
الأرقام بدون أي تحقيق : عدد ضحايا شعبنا هو حوالي ٢٠٠ ألف شهيد.
الأرقام الخيالية الكاذبة ليست مهارة سياسية و لكنها قد تصبح سلاحا
بيد المفكرين الأتراك لنقد مطالب شعبنا الحقة .
د - من يمثل شعبنا للدفاع عن حقوقه للمفاوضة مع الأتراك ؟
صحيح أن الأتراك لا يريدون الإعتراف بحرب الإبادة ضد الشعب الأرمني
و ضد شعبنا السرياني الآرامي و لكن من الصحيح أيضا هو أننا لا نملك
أي مؤسسة أو حزب يمثل شعبنا بشكل سليم . أغلب المؤسسات هي
ذات إنتماء طائفي و أكثر الأحزاب تؤمن بهوية أشورية مزيفة لا تمثل
شعبنا السرياني الآرامي .
ثالثا - حرب الإبادة هي قضيتنا المقدسة !
لقد تأخر كثيرا إنتشار الوعي الحقيقي بين أفراد شعبنا السرياني و للأسف
كثيرون من أفراد شعبنا لم يدركوا بعد أهمية وحدتنا للنضال الناجح من
أجل تعريف العالم بحرب الإبادة / سيفو !
كيف نستطيع أن نقنع إخوتنا الأرمن بأن شعبنا سيناضل من أجل
أن تعترف تركيا بحرب الإبادة و كل مجموعة سريانية تدعي بهوية
قومية مغايرة ؟
كيف نستطيع أن نطالب من الرأي العام العالمي أن يسمع صوتنا و أن
قضيتنا هي مقدسة و كل مجموعة سريانية تناضل وحدها من أجل
مصالحها السياسية الخاصة ؟
كيف نستطيع أن نحقق إنتصارات سياسية على تركيا و نحن لا زلنا
منقسمين على أنفسنا ؟
لقد خسر أجدادنا إستقلالهم منذ زمن طويل و رويدا رويدا بدأت الديموغرافيا تحول أجدادنا من أكثرية الى أقلية بدون حقوق في أراضي
أجدادهم التاريخية ! و لكن تعرض أجدادنا سنة ١٩١٥ الى ثاني
حرب إبادة عرفتها البشرية يجب أن ينقظ النخوة عند الغيورين السريان!
حرب الإبادة يجب أن تكون دافعا الى وحدة شعبنا و ليس سببا الى
تقسيمه و إضعافه ! نحن لا ندعو الى وحدة ظاهرية مصطنعة و لكن
الى وحدة تاريخية تعيد الأمل في صفوف شبابنا و يتعرف على تاريخ
أجداده الحقيقيين !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=904284239635205&set=a.405592739504360.99337.100001609125226&type=1&theater

22
" هل نحن سريان أم آراميون ؟ "
شكرا للأخ نينوس على هذه الصورة المعبرة :
أ - أجدادنا في التاريخ القديم كانوا جميعا يؤمنون بأنهم ينتمون الى شعب
واحد و كانوا يسمونه الآرامي أو السرياني و قد نشرت عدة نصوص من
المصادر السريانية تؤكد ترادف الإسمين .
ب - أمر غريب جدا و هو أن جميع المسيحيين في شرقنا يتحدرون
من السريان الآراميين و كثيرون من دعاة الغيرة السريانية يؤكدون بأننا
نتحدر من شعب واحد و حضارة واحدة و لغة أم واحدة هي " الأشورية"!
الغيرة الحقيقية تعتمد على مصادر أجدادنا كي تكون أمينة لهويتهم الآرامية و من يدعي بهوية أشورية هو جاهل و خائن لهوية أجداده ...
ج - من الرائع أن هذه الصورة المعبرة لا تذكر السريان المدعين بالهوية
الأشورية المزيفة و هذا يعني أن "النقاش الساخن " هو بين تسميتين
تاريخيتين " السريان " و " الآراميون " ! و الشيئ المدهش أن الواقف
على اليمين يصرخ بأعلى صوته نحن سريان و هو من جهته يرى ثلاث
عواميد بينما الواقف في قبيله يرد عليه نحن آراميون و هو يرى من جهته
أربعة عواميد ؟
د- ملاحظة مهمة كثير من السريان خاصة الذين ينتمون الى الكنيسة
السريانية الأرثودكسية الحبيبة قد تأثروا كثيرا بكتب و طروحات بعض
مطارنة هذه الكنيسة الذين يدعون أن الإسم السرياني عمره ٢٠٠٠ سنة
و يدعون - بطريقة غير مباشرة - أن الإسم السرياني يعني المسيحي
و هو يشمل كل الشعوب القديمة التي دخلت الديانة المسيحية !
ه - أحد هؤلاء المطارنة - رحمه الله - كان قد كتب أن الإسم السرياني
لا يشير الى أمة أو هوية شعب محدد لأنه كان يعني المسيحي من أي
جنس كان ! الحمدلله لقد إنتشر الوعي بين المثقفين السريان و ذلك بفضل
مؤسسات سريانية عديدة لعبت و تلعب دورا كبيرا في نهضة شعبنا السرياني العظيم مثل رابطة الأكادميين الآراميين و مجلة آرام و فضائية
سوريويو سات و غيرها...
و - بعض السريان الضالين قد إبتعدوا عن هوية أجدادهم الآراميين من
أجل هوية أشورية مزيفة : يرددون كالببغاء طروحات تاريخية لم يتحققوا
فيها و كل واحد منهم - لا يرى أبعد من أنفه - يدافع عن أوهامه
الأشورية . منذ يومين كتب لي أحدهم حرفيا ( لن أذكر اسمه لأنه قد
يكون مستعارا و كالعادة لا يوجد اي صورة شخصية له :
" ما اسخف تفسيرك يابيدروس الذي تدعي بأنك أحد المفكرين الكبار وأنت لا تستطيع أن تمييز بين كلمة السريان التي هي تماما assyrian وكلمة الارامية التي لا صلة لها بكلمة السريانز"
و هذا ما رديت عليه :
" الأخ المحترم
هل أنت قمت بدراسات تاريخية حول التسمية السريانية أم انك تردد ما
تعرفه ؟ بصراحة انا لا أضيع وقتي و وقتك في مناقشات مملة و لكن
اذا كنت فعلا مهتما ليتك تشرح لي النقاط التي أنت ترفضها و طبعا
مع براهين تاريخية تؤكد وجهة نظرك ."
الخاتمة
لقد سئل الأخ نينوس " ما المقصود من الصورة وهذا الجدال؟ "
إنني أعتقد أن هذا الجدال هو مهم جدا لأنه يدفعنا الى التأكد من صحة
الطروحات التاريخية المنتشرة .
تحية من القلب الى قداسة البطريرك ساكو الذي ردد مرارا أن الأمور
التي تتعلق بهويتنا و إسمنا التاريخي يجب أن يترك الى العلماء - و إن
كانوا من الأجانب - المتخصصين في تاريخنا السرياني !
من الطبيعي أن يكون الجدال بين الباحثين المتخصصين حتى لا يصبح
جدلا عقيما ! أخيرا إنني إنسان متفائل و أعتقد أن إخوتنا السريان المنتمين الى كنيسة السريان الأرثودكس هم أكثر المهتمين في تاريخ
أجدادهم و من الأفضل الى الغيورين منهم أن يحولوا هذه الجدالات الى
نقد بناء لتشجيع بقية إخوتنا الى العودة الى جذورهم السريانية الآرامية
الحقيقة !
الى الأخ نينوس الموقر إنني لا أعرف كيف نرى في نفس الصورة
اربعة عواميد من جهة و ثلاث عواميد من الجهة المقابلة و لكنني أعرف
أن هويتنا التاريخية - إستنادا الى المصادر السريانية - هي الهوية
الآرامية و هي كنز لا يقدر لأنها تثبت عمق وجودنا في الشرق !
لا شك أن بعض السريان الذين يتغلب عندهم الإنتماء الطائفي أو
الإنتماء الأشوري المزيف أو الإنتماء العروبي المسيس لن يعجبهم هذا
الجدال فقط لأنهم لا يعرفون أن السريان هم الآراميون أنفسهم !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1086497104700469&set=a.316792455004275.94711.100000205707601&type=1&theater

23
" أهمية نصب حدد يسعي الآرامي "
هنري بدروس كيفا
لقد شاهدت نصب حدد يسعي أول مرة في معرض الآثارات السورية في
معهد العالم العربي في باريس سنة ١٩٩٤ و كان هذا التمثال قد أصبح
رمزا لذلك المعرض و كنت ترى في الباصات و لوحات الإعلانات صورة
هذا التمثال الآرامي المهم . طبعا زرت ذلك المعرض و لكنني خرجت منه بصدمة كبيرة لأنني كنت أحترم بعض السريان المهتمين خاصة باللغة
السريانية الذين رددوا أمامي " أن المسؤولين السوريين يعتبرون السريان
من الأشوريين !!! " . كما يقال حبل الكذب و النفاق قصير ! لأن
وزير الثقافة السورية قد ذكر أن سوريا هي آرامية بتاريخها و حضارتها
القديمة !
الصدمة الثانية هي عندما زرت متحف دمشق منذ حوالي ١٣ سنة
و شاهدت نصب حدد يسعي في غرفة مهملة و بدون أية شروحات
حوله و ظننت - لوهلة - أن متحف دمشق لا يقدر أهمية هذا النصب
الآرامي !
لقد وجدت منذ عدة أيام صورة جديدة لنصب حدد يسعي في صالة كبيرة
في متحف دمشق فنشرتها في صفحتي و إنهالت الإعجابات العديدة ...
و هذا مما شجعني لنشر هذا الموضوع المهم .
أولا - أين أكتشف هذا النصب ؟
تم إكتشاف هذا النصب سنة ١٩٧٩ في تل الفاخرية بالقرب من راس العين و هي بلدة مشهورة بإنتمائها السرياني الآرامي منذ تاريخها
القديم . راس العين هي تسمية سريانية و باللغة السريانية لهذه المنطقة
التي إستوطنها الآراميون منذ حوالي ٣٢٠٠ سنة !
الأمانة للتاريخ هو واجب : لقد سكن شعب الميتني الهندو أوروبي هذه
المنطقة التي تعرف بالجزيرة السورية اليوم . نهريما قد تكون أقدم تسمية
أكادية نعرفها اليوم و لكن بعد إستيطان الآراميين و صهرهم لبقايا شعب
الميتني و الحثيين صار إسمها " بيث نهرين " باللغة السريانية .
كما إن أسفار التوراة كانت تسميها " آرام نهرين " و لا شك لأنها كانت
آرامية بهويتها و سكانها ! و هذا قديسنا افرام ابن نصيبين يطلق تسمية
الآراميين على جميع سكان هذه المنطقة !
أخيرا أن اللغة اليونانية قد أطلقت تسمية مسوبوتاميا على الجزيرة و قد
أصبحت هذه التسمية في بداية القرن العشرين " مصطلحا " يقصد به
العراق القديم .
ثانيا - من هو حدد يسعي ؟
أ-هو ملك آرامي حسب الكتابة الآرامية بينما النص الأكادي يذكر بأنه
حاكم لمنطقة سيكاني ! المعلومات التاريخية حوله هي قليلة جدا و لكنها
تسمح لنا أن نعرف أنه ابن" شمش نوري" ابن " أبي سلامو "ابن " كابارا " ابن "خاديانو" الملك الذي أسس مملكة بيت بخياني وعاصمتها جوزان في تل حلف في بداية القرن العاشر قبل الميلاد.
إن أغلب المعلومات حول مملكة بيت بخياني أو بحياني مأخوذة من
الكتابات الأكادية التي تركها ملوك أشور الذين كانوا يهاجمون الممالك
الآرامية في بيت نهرين أي الجزيرة السورية اليوم و كانوا يفرضون الخوة
على الآراميين : من خلال تلك الكتابات تعرفنا على أسماء الملوك
الآراميين الذين حكموا جوزان قبل خضوعها للأشوريين .
ب - ملاحظة مهمة : خضوع الممالك الآرامية للحكم الأشوري لا يعني أبدا أن الأشوريين قد سكنوا في بيت نهرين ! و قد ثار الآراميون عدة
مرات على الحكام الأشوريين و قتلوهم . و هذا مما دفع بملوك أشور
بتعيين حكام آراميين في هذه المناطق الآرامية .
هنالك سؤال يطرح : هل تعيين حدد يسعي الآرامي قد سهل خضوع
الآراميين في جوزان للأشوريين ؟ اليوم كم من الشخصيات السياسية
و الدينية تتملق للحكام العرب ( نحن عرب أقحاح ... الدماء العربية
تجري في عروقنا ... ) و لم تطالب بأية حقوق للسريان ؟
ج - لقد وجد مؤخرا علماء الآثار الفرنسيين قطعة صغيرة من الخزف
مكتوب عليها باللغة الآرامية " توكلتي شارو إبن حدد يسعي ". لقد عرض
متحف اللوفر هذه القطعة و قد علق المؤرخون المهتمون بتاريخنا الآرامي
أن " توكلتي شارو" هو بدون شك إبن " حدد يسعي " الذي إكتشفنا
تمثاله في جوزان !
إن إسم " توكلتي شارو" هو باللغة الأكادية و هو يعني " الملك هو مساعدي " و لكنه إبن عائلة آرامية حكمت جوزان حوالي ٢٠٠ سنة !
إسمه الأكادي لا يعني بأنه أشوري أو إنه إنصهر بالحضارة الأشورية كما إدعى سيمو باربولا !
ثالثا - أهمية نصب حدد يسعي .
أ - على الصعيد التاريخي :
إنه من أهم و أقدم و أطول النصوص الآرامية المكتشفة في بيت نهرين التاريخية . هذا النص قد سمح للعلماء أن يتعرفوا على أسماء
ألهة الآراميين و على الكثير من عادات الآراميين فهنالك عشرات التماثيل
الآرامية و لكنها بدون أية كتابات تشرح عنها !
ب - على الصعيد اللغوي :
هذه الكتابة الطويلة سمحت لعلماء اللغة الآرامية أن يتعرفوا أكثر على
تطور اللغة و الأبجدية الآرامية : هذه الكتابة هي مهمة جدا لوجود
ترجمة أكادية تسمح للعلماء من إجراء مقارنة بين اللغتين.
ج - هذا النصب يؤكد لنا ما نعرفه عن سياسة الأشوريين في تعيين
حكام آراميين أو تثبيت ملوك آراميين في الحكم كما جرى مع ملك سمأل
برركيب . إكتشاف إسم " توكلتي شارو" إبن حدد يسعي يعني لنا أن هذا
الحاكم سليل الملوك الآراميين قد أعطى لإبنه إسما أكاديا لمسايرة ملوك
أشور ! كم من السياسين اليوم لا يخجلون من الإدعاء بأنهم عرب فقط
لتأمين مصالحهم !

أتمنى من سريان الجزيرة أن يتعرفوا أكثر على أهمية الآثارات الآرامية
المكتشفة فيها و أن ( يتعرفوا ) و أن يعرفوا إن هذه هي آثارات أجدادهم
الحقيقيين . نحن لا نعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت بحدد يسعي
الآرامي أن يتعامل مع الأشوريين المحتلين فهل تعامله كان من أجل مصلحته أم من أجل مصلحة الآراميين جميعا ؟
نحن اليوم و بفضل مصادرنا السريانية الغنية نعلم أن جميع سكان بيت
نهرين الجزيرة السورية اليوم ظلوا محافظين على هويتهم الآرامية و هذا
واضح من أشهر قديس سرياني ولد و عاش في بيت نهرين أي مار افرام
السرياني الذي كان يسمي جميع سكان هذه المنطقة بالآراميين !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204747746267708&set=a.10204747746107704.1073741887.1058767894&type=1&theater
Photo de Henri Bedros Kifa
.

24
" من هم أبناء الكنيسة الكلدانية ؟ هل هم كلدان أم أشوريون أم سريان؟ "
هنري بدروس كيفا
للأسف الشديد لقد إنتشرت بين مسيحيي الشرق عدة طروحات تاريخية خاطئة حول هوية إخوتنا " الكلدان " . أتمنى من القارئ المهتم و المثقف
أن يتأكد قبل أن يعلق و أن يردد نفس المعلومات الخاطئة التي تبعد
إخوتنا الكلدان عن بقية السريان الآراميين .
بعض الملاحظات حول الموضوع :
أولا - إن قدامى الكلدان ينتمون الى الآراميين و كان لغتهم الأم الآرامية
و جميع أسماء قبائلهم كانت آرامية و لها معنى واضح باللغة الآرامية.
الفرق بين القبائل الكلدانية و الآرامية التي إنتشرت في بلاد أكاد هي :
* القبائل الكلدانية إنتشرت على ضفاف نهر الفرات و خاصة في المدن
و قد تمدنت و أخذت الحضارة الأكادية و إستخدمت اللغة الأكادية و قد
تسمى عدد كبير من شيوخ تلك القبائل بأسماء أكادية ...
* أما القبائل الآرامية في بلاد أكاد فقد إنتشرت على ضفاف نهر دجلة
و في المناطق شرقي دجلة و قد حافظوا على نمط حياتهم القبلية .
* لقد تعجب الباحث " برنكمان " في كتابه المشهورBrinkmann J.a
Political history of Post-Kassite Babylonia (1158-722 b. C.) لماذا الكتابات الأكادية التي تركها ملوك شور كانت تميز بين
القبائل الكلدانية و القبائل الآرامية ؟ و الجواب قد يكون إنتشار تسميتين
جديدتين في بلاد أكاد و هما " مات كلدو " و مات اريمي " أي بلاد
الكلدان و بلاد الآراميين . و هذه الكتابات الأكادية إعتبرت القبائل
كلدانية إذا كان موطنها الجغرافي بلاد الكلدان و آرامية إذا كان موطنها
بلاد الآراميين .
* قام العالم = كول=
ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996) بنشر و ترجمة ارشيف حاكم مدينة نيبور سنة 1996. هذه الرسائل حوالي 129 غنية بالمعلومات و تعود الى ما بين 755 و 732 ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم 9 تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم بيت ارام الجغرافي و ذاك في الرسالة رقم 104 . و قد وردت عدة تسميات قبلية قد تكون كلدانية او ارامية. هذه الرسائل تؤكد لنا إنصهار بقايا الشعوب
القديمة بالآراميين .
* ملاحظة مهمة جدا : لقد إختفت تسمية "مات كلدو " بينما صمدت
تسمية " مات اريمي " رغم أن القبائل الكلدانية هي التي إستلمت الملك
في بلاد أكاد و قضت على الإمبراطورية الأشورية سنة ٦١٢ ق٠م!
كل من له إطلاع في المصادر السريانية الشرقية النسطورية يعلم أن
علمائهم كانوا يستخدمون تسمية " بيت آراماي " أي بلاد الآراميين
حتى القرن الحادي عشر الميلادي .
ثانيا - أبناء الكنيسة الكلدانية يتحدرون من السريان النساطرة .
هنالك إختلاف كبير داخل الكنيسة الكلدانية حول هويتها التاريخية :
* كثيرون لا يهتمون بالهوية التاريخية و يتوهمون بأنهم عرب أقحاح
لأنهم يتكلمون اللغة العربية أو للتهرب من النظام البعثي العربي السابق.
*أغلبية علماء هذه الكنيسة ( الأب البير ابونا و البطاركة دلي و ساكو...) يؤكدون الإنتماء الآرامي لأبناء هذه الكنيسة و لكل مسيحيي
العراق !
* بعض المفكرين و رجال الدين يدعون بهوية كلدانية ليس لها أية علاقة بالقبائل الكلدانية الآرمية ؟ و قد تحولت " الهوية الكلدانية " الى
إيديولوجية سياسية غير صادقة إذ تدعي أن الكلدان كانوا متواجدين
في العراق منذ ٧٣٠٠ سنة أي قبل السومريين و قبل التاريخ ؟
* هنالك قسم من أبناء هذه الكنيسة الكلدانية يدعون بأنهم أحفاد
الأشوريين مع أن الشعب الأشوري قد زال من التاريخ و المضحك المبكي
إن بعض دعاة الفكر الأشوري من السريان النساطرة يرددون " إن أبناء
الكنيسة الكلدانية قد إنفصلوا عن شعبنا الأشوري !!!"
* أخيرا كثيرون من أبناء هذه الكنيسة يرددون من أجل مصالحهم بأننا
جميعا ننتمي الى الشعب " الأشوري الكلداني السرياني " أي الى هذه
التسمية المطاطية المزيفة !
ثالثا - أبناء الكنيسة الكلدانية هم سريان لأنهم أحفاد السريان المشارقة!
نحن نتعجب كيف يتعلق أبناء هذه الكنيسة بطروحات تارخيية خاطئة
و لا يفتخرون بهوية أجدادهم السريان الآراميين ...
* التسمية السريانية تشير الى هويتنا الآرامية و صارت في التاريخ
الحديث تعني مسيحي و لم تكن تعني المسيحي كما ورد في مقدمة المطران أوجين يعقوب منا .
* عندما يعرف السرياني النسطوري عن نفسه بلغته الأم السريانية لهجة السورث بأنه " سورايا " فهذا يعني بأنه سرياني آرامي و ليس مسيحي أم
أشوري كما يرددون اليوم .
* الإدعاء بهوية كلدانية تاريخية بدون أي علاقة مع تاريخ القبائل الكلدانية العلمي قد حول " الكلدانية " اليوم الى إيديولوجية متطرفة تقسم
شعبنا : بعض المتطرفين صاروا يدعون اليوم بوجود لغة " كلدانية "
بحجة النضال ضد دعاة الفكر الأشوري المزيف أو أن أبناء الكنيسة
الكلدانية يتكلمون لهجة خاصة بهم !
* أخيرا الإنتماء السرياني الآرامي ليس حكرا لأبناء الكنيسة السريانية
الأرثودكسية أو الكاثوليكية أو الإنجيلية و الحمدلله هنالك كثيرون من
أبناء الكنيسة الكلدانية يؤمنون بأننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و هو
الشعب السرياني الآرامي و لا شك بفضل إنتشار الدراسات العديدة التي
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204608889436374&set=pb.1058767894.-2207520000.1427920138.&type=3&theater
قام بها الأب المؤرخ البير ابونا .

25
لماذا أطلقت التسمية " اليعقوبية "على السريان الأرثودكس ؟
هنري بدروس كيفا
أهدي هذا المقال المتواضع الى الأخ Omar Ammary
لأنه يتضايق من إستخدام التسمية اليعقوبية و أتمنى أن يستفيد من ما
كتبته حول هذا الموضوع منذ حوالي ٣٠ سنة . و إنني أشكره لمتابعته
و إهتمامه و غيرته على إنتمائه السرياني الآرامي . يتشرف كل سرياني
بمعرفة الأخ عمر الذي ينتمي الى كنيسة الروم و لكنه يجاهر بإنتمائه
التاريخي الحقيقي أي الآرامي ... نحن لا ندعي أن الوعي قد إنتشر بين
جميع المسيحيين المشارقة و لكن بفضل مواقع التواصل الإجتماعي فإننا
صرنا نتعرف على اخوة يؤمنون مثلنا بالإنتماء الى شعب تاريخي و ليس
فقط إنتماء طائفي أو إنتماء الى دولة معينة ( مواطنة ) ...
كثيرون من السريان اليوم لا يعرفون السبب الحقيقي لتسميتهم باليعاقبة
و من يبحث في المصادر السريانية يجد أن كثيرين من العلماء السريان
قد ذكروا بأن إسمهم " اليعاقبة " قد جاء من القديس يعقوب البرادعي !
و كان خصوم هذه الكنيسة يتهكمون على أفرادها متهمينهم بالهرطقة
و إتباع المطران يعقوب بدل إتباع تعاليم سيدنا يسوع المسيح و كانوا
يصنفون " اليعاقبة " ضمن الهراطقة مثل الأريوسية و النسطورية ...
و كان العلماء السريان يردون بأنهم أتباع المسيح و أن المطران يعقوب
البرادعي هو الذي أنقذ الكنيسة المناهضة لمجمع خلقيدونيا من الإندثار!
لقد ذكرت في أطروحتي حرفيا " اسباب إستقلال الكنيسة السريانية ـ الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا 451 م" :
" كتب المؤرخ "شتاين" : "إن العقيدة الإيمانية عند المونوفيزتيين هي نفسها عقيدة سوريوس الإنطاكي, أما التنظيم الذي بفضله صمد إلى يومنا هذا في مصر وسوريا فهو يعود إلى يعقوب البرادعي, وإنه لمن الأصح ألاّ يسمى هذا التنظيم بالكنيسة السوريوسية بل بالكنيسة اليعقوبية" (1)
يعتقد "شتاين" أن الكنيسة المناهضة لخلقيدونيا قد سميّت "يعقوبية" بفضل دور ونشاط يعقوب البرادعي .المؤرخ "فان روي" (2) يؤيد هذه الفكرة .
من الملاحظ أن خصوم(3) هذه الكنيسة كانوا يسمونها "يعقوبية" ويدرجونها ضمن البدع المانوية , الأريوسية والنسطورية وغيرها .
ذكر البطريرك ميخائيل الكبير في تاريخه : " كثيرون كانوا يؤيدون فكرة يعقوب الطاعن في السنّ , لأنهم كانوا متعلقين به , ولهذا السبب أُطلِقت عليهم تسمية اليعاقبة" (4).
ما ذكره البطريريك ميخائيل الكبير هو نصف الحقيقة , أما الحقيقة الكاملة موجودة في تاريخ يوحنا الأفسسي(5), فهو عاصر هذه الأحداث وكتب عنها , ويُخبرنا عن إختلاف يعقوب البرادعي مع البطريرك بولس حول امور داخلية متعلقة ببطريركية الأسكندرية , فإختلاف أبناء هذه الكنيسة بين مؤيّد ليعقوب البرادعي ومؤيّد للبطريرك بولس.
تسمية "اليعاقبة" جاءت من هذا الخلاف وليس بسبب نشاط وتنظيم الكنيسة بواسطة يعقوب البرادعي !
أهمية المصادر السريانية :
عاش البطريريك ميخائيل الكبير في القرن الثاني عشر و هو يكتب عن
هذا الحدث بعد حوالي ٧٠٠ سنة بينما المطران يوحنا الأفسسي كان
رفيقا للمطران يعقوب البرادعي و قد كان من أهم المطارنة و العلماء
الذين كتبوا حول تاريخ الكنيسة المناهضة لمجمع خلقيدونيا و التي ستعرف لاحقا بالكنيسة السريانية الأرثودكسية !
نحن نعتبر البطريرك ميخائيل مرجعا مهما لما حدث في القرن السادس
الميلادي و ليس مصدرا بينما كان المطران يوحنا الأفسسي أو الأسيوي
عضوا فاعلا و بكل تأكيد شاهدا لتلك الأحداث .
لقد أطلقت تسمية اليعاقبة على السريان ليس لأنهم كانوا يحبون أو يتبعون القديس يعقوب البرادعي كما يفهم من نص ميخائيل الكبير
و ليس كما ذكر بعض الباحثين في القرن العشرين لأنه "نظم "الكنيسة
و رسم لها مطارنة جدد و لكن سميوا يعاقبة نسبة الى الخلاف الذي
وقع بين المطران يعقوب البرادعي و بين بولس بطريرك الإسكندرية !
السريان لم يسموا يعاقبة لأنهم تبعوا تعاليم محرفة للمطران يعقوب البرادعي و لكنهم سميوا يعاقبة لأنهم أيدوا وجهة نظره في خلاف
داخلي مع بولس بطريرك الإسكندرية !
1 - Stein (E) , Histoire du Bas Empire . T-2 , p-626
2-VAN ROEY (A) , les débuts de l’église jacobite dans , Das Konzil Von Chalkedon
3- Nicephore Callistas . H.E dans P.G. T-147 col 438 citée par BUNDY(D.D)
Jacob Baradeux , dans le MUSEON
4- MICHEL LE SYRIEN , chronique , livre X , chap XIII P-324
5- JEAN D’EPHESE , vie de Sévère , P-25
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10205101284465942&set=a.2701674215258.283192.1058767894&type=1&theater
Photo d’un utilisateur.

26
" الكنيسة السريانية هي آرامية بهويتها و لغتها و موطنها و ليست عربية"
هنري بدروس كيفا
نشر أحد الإخوة الغيورين هذا التعليق في صفحتنا :
" الكنيسة السريانية ليست فقط ارامية وانما عربية فقبائل الغساسنة الذين حكموا الجزيرة السورية وكانت سرجيو بوليس ( الرصافة السورية ) وبصرى وتدمر اهم مدنهم كانوا من اتباع الكنيسة اليعقوبية , نسبة ليعقوب البرادعي ومن انصار الطبيعة الواحدة ".
هذا التعليق يذكرني بما كتب المؤرخ أسد رستم حول بطريركية إنطاكيا
فهو إدعى بأنها كانت عربية و يونانية و سريانية بسكانها!
هذا إدعاء غير صحيح للأسباب التالية :
أولا - إن بطريركية إنطاكيا الجغرافية هي محددة بولاية الشرق الرومانية
و كانت عاصمتها إنطاكيا : الجزيرة العربية لم تكن ضمن بطريركية إنطاكيا و حتى المنطقة المعروفة بالعربية و تقع شرقي الأردن لم تكن
تابعة لإنطاكيا . مناطق فلسطين الإدارية الثلاثة كانت تابعة لبطرك
القدس و ليس لإنطاكيا ...
ثانيا - إنتشار الدين المسيحي بين العرب .
لا أحد ينكر تاريخ القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه
الجزيرة العربية و ليس في سوريا و هذه القبائل قد إنتقلت الى بعض مناطق سوريا خاصة الجزيرة بعد إحتلال العرب المسلمين لبلاد سوريا
و ليس قبله . سرعان ما أسلمت تلك القبائل العربية المسيحية كي تشارك
جيش المسلمين في الفتوحات و المغانم ! الإدعاء بوجود مسيحي عربي
في سوريا لا يتطابق مع تاريخ إنتشار الديانة المسيحية في سوريا و أغلب
الإخوة الذين يرددون هذا الإدعاء يتوهمون - لأنهم يتكلمون اللغة العربية- إنهم أحفاد تلك القبائل العربية المسيحية !
ثالثا - إنتشار الغساسنة و أهمية تاريخهم .
بكل تأكيد لم ينتشر الغساسنة في الجزيرة السورية كما ذكر المعلق
كما إنهم لم يتواجدوا في أي مدينة سورية : حلب و دمشق و حمص...
لقد أوكل لهم البيزنطيون مهمة مراقبة القبائل العربية في البادية السورية
و كانت قبائل الغساسنة منتشرة بشكل رئيسي في شرقي الأردن و كانت
بعض وحداتها تتنقل في البادية من أجل حمايتها و لكن هذا لا يعني ابدا
- كما هو منتشر بين الكثيرين - بأن الغساسنة كانوا يشكلون أكثرية
سكانية في سوريا أو بطريركية إنطاكيا !
رابعا - أغلبية ساحقة من سكان سوريا هم سريان آراميين .
أ - العنصر اليوناني كان متواجدا في مطرانيات كيليكيا و خاصة في
العاصمة إنطاكيا و لكن السريان الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة
في بلادهم آرام التي ستعرف ببلاد سوريا .
ب - العنصر العربي كان قليلا جدا . من يطلع على الصادر السريانية
مثلا قصة مار سمعان العمودي التي تذكر أن بعض الرحل كانوا يطلبون
شفاعة هذا القديس . من المؤسف إن كثيرين من المسيحيين المستعربين
يتحدرون من السريان الآراميين و لكنهم عن جهل أو من أجل المصلحة
يدعون بأنهم أحفاد القبائل العربية مع إنها أسلمت جميعا !
ج - نحن لا ندعي أن جميع السريان يتحدرون من العنصر الآرامي
الصافي لأننا نعلم أن الآراميين قد صهروا - و ليس صاهروا - بقايا
بعض الشعوب التي كانت منتشرة في الشرق . و لكننا لا نستطيع
أن ندعي أن سوريا كانت ممرا إجتازته شعوب عديدة و أن شعبها القديم
هو خليط وهمي من تلك الشعوب !
ه - للأسف لنا اليوم أن أكثر رجال الدين المسيحيين لا يهتمون في
الدفاع عن هوية أجدادهم الآراميين و بعضهم لا يزال يدعي بهوية
عربية متوهما أن تزييف هوية الأجداد تسمح لنا في الصمود في أرض
أجدادنا ...
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10201916951179600&set=pb.1058767894.-2207520000.1428660699.&type=3&theater

27
الأستاذ الموقر Noel Bashir
 شكرا لك على دفاعك عن اسم لغتنا العلمي و الأكاديمي و أرجو منك
أن تصحح إن أمكن جنسية المشرف الأول على هذه الأطروحة فالشاعر
ربيعة ابي فاضل هو دكتور و ليس دكتورة و إختصاصه اللغة العربية
و ليس تاريخ اللغات الشرقية القديمة .
 يجب أن نلوم أنفسنا لأننا تركنا فئة من شعبنا تبتعد عن جذورها و تدعي
بطروحات تاريخية خاطئة و صار أحزابها تعمل للدفاع عن تلك الطروحات التاريخية المزيفة .
 إن اموال السيد سركيس اغاجان لا تستطيع أن تزيف اسم لغته الأم
من سريانية آرامية الى لغة أشورية مزيفة و أن التاريخ سيحكم على
هؤلاء السياسيين الذين يتوهمون أن المال يستطيع أن يقلب الحقائق دائما.
 أرجو من الإخوة الإطلاع على الأطروحة و ما ورد فيها و ليس حول
ما يقال عنها فالدكتور ربيعة ابي فاضل تحول الى دكتورة و سيدة ...
الأستاذ روبين حصل على شهادة الدكتورا و لكنه لم يحصل على حق
تزييف إسم و هوية لغته الأم !
 شكرا لتعليقات الدكتور بشير الطورلي التي توضح الأمور بطريقة
مهذبة جدا بعيدا عن التعصب الأعمى .
 شكرا للأستاذ Noel Bashir .

28
" إعتمادنا على تاريخنا الأكاديمي سيفضح جهل رجال الدين السريان !"
هنري بدروس كيفا
كتب الأخ نور دوشي ما يلي :
" في كتاب تاريخ الدولة و المجتمع البيزنطي للمؤرخ وارن تريدلغولد و البالغ أكثر من 1000 صفحة يفصّل فيها تاريخ الامبراطورية البيزنطية و انتشار المسيحية فيها قبل و بعد تأسيسها و تاريخ الكنيسة في الشرق قبل أن تتغلغل في الغرب بالمثل.
لا يذكر الكاتب (و هذا الصحيح و الدقيق تاريخياً) في أي مكان عن شعب اسمه الشعب الآشوري في الشرق. بل كل ما يتحدث عنه هو الشعب الآرامي (السرياني) بفصائله المتعددة: يعاقبة (غربيين) و نساطرة (شرقيين) و ملكيين (روم).
و نعود و نقرأ لبعض الأخوة النساطرة (السريان الشرقيين) أنه تمّ التآمر على الاسم الآشوري. يا جماعة. يا جماعة. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. ارحمونا من هذه الادعاءات غير الصحيحة. أعطونا شاهداً تاريخياً واحداً يذكر الآشوريين في الشرق بعد مجيء المسيحية و سنتفق معكم بأن هنالك مؤامرة على الآشوريين. و لكن حتى ذلك الوقت تذكّروا أن اسم السريان هو ما يتم حذفه و التآمر عليه و ليس اسم الآشوريين. اذهبوا إلى موسوعة ويكيبيديا و حاولوا البحث عن الشعب السرياني و سترون كيف أن المقال سيعيد توجيهكم إلى مقال عن الشعب الآشوري. مسيحيو سوريا كلهم صاروا آشوريين علماً أن من يسمّون أنفسهم آشوريين بالخطأ في سوريا لا يتجاوزون الخمسين ألف نسمة من أصل أكثر من مليوني مسيحي, معظمهم سريان غربيين أو ملكيين."
جوابي السريع على تعجب الأخ نور !
مشكلة إخوتنا السريان النساطرة المدعين بالهوية الأشورية المزيفة هي
أنهم يستخدمون التاريخ المسيس و الشعبي و ليس على تاريخ أجدادهم
العلمي الموثق : أجدادهم قد أكدوا في مصادرهم العديدة بأنهم سريان
آراميين و أن لغتهم الأم هي السريانية أو الآرامية .
أمر مؤسف جدا هو أن عددا كبيرا من رجال الدين السريان الغربيين
من بطاركة و مطارنة و كهنة لا يزالون " يؤمنون " بأن السريان يتحدرون
من الأشوريين و هذه مشكلة كبيرة :
أ - إنهم يتمسكون بتسمية أشورية مزيفة بدل التسمية الآرامية التي تثبت
وجودنا التاريخي .
ب - إن ترديدهم لهذه الطروحات الأشورية المزيفة و دفاعهم عنها ...
كثيرون منهم لا يخجلون من الظهور تحت اعلام أشورية مزيفة و إذا
حشرتهم يقولون لك نحن لا نتدخل في السياسة ...
ج - سيحصل عاجلا أم أجلا " صداما " بين فكر هؤلاء رجال الدين و بين تاريخ أجدادنا المدون في مصادرهم و سينفضح جهلهم و إبتعادهم
عن هوية الأجداد !
د - إن دفاعنا عن تاريخنا الأكاديمي و هوية أجدادنا الآرميين هو الذي
- في النهاية - سينتصر و يفضح تطرف بعض رجال الدين السريان !
ه - أخيرا لو كان رجال الدين السريان الغربيين أمينون على هوية أجدادهم الآرامية التي نجدها عند جميع العلماء السريان من مار افرام
الى ابن العبري لكانوا أوقفوا الأكاذيب الأشورية من تقسيم أمتنا السريانية
الآرامية !
أخير كتب الأخ نور متألما " يا جماعة. يا جماعة. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. ارحمونا من هذه الادعاءات غير الصحيحة. أعطونا شاهداً تاريخياً واحداً يذكر الآشوريين في الشرق بعد مجيء المسيحية ..."
الى الأخ نور و الى كل أخ سرياني يتألم من إنقساماتنا المريرة و ضعفنا
المستمر و عمليات تزييف تاريخنا و هويتنا : السريان المشارقة و المغاربة هم الآراميون و هذه الحقيقة كان يؤمن بها جميع علمائنا
و سأكتفي بمار يعقوب الرهاوي الذي ذكر عدة مرات " وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“ و باللغة السريانية " ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "!
تخاذل كبار رجال الدين السريان هو الذي يشجع الأكاذيب الأشورية !

29
" لماذا الحكومات التركية المتعاقبة هي مجرمة بحق السريان و الأرمن ؟"
هنري بدروس كيفا
لم يتعرض الشعب اليوناني لحرب إبادة سنة ١٩١٥ كما حدث للشعب
الأرمني : أغلب ضحايا اليونانيين كان بعد سنة ١٩١٥ و نهاية الحرب
العالمية الأولى ٠
إن السلطنة العثمانية و حكومتها المتأثرة بأفكار حزب الإتحاد و الترقي
الشوفيني قد دخلت الحرب الكونية الدائرة في أوروبا من أجل تحقيق
عدة أهداف و أهمها " إبادة " الشعب الأرمني بأجمعه !
أولا - الحكومات التركية ( المتعاقبة ) لم تعر هذه القضية بأية أهمية
و فضلت الإدعاء بأن الشعب الأرمني كان يتسلم الأسلحة من روسيا ٠
و هذه الحكومات قد علمت عدة أجيال من الأتراك أن " ما حدث "
للشعب الأرمني هو أمر طبيعي و أن الأرمن قد خانوا السلطنة و تمردوا
عليها٠٠٠
ثانيا - لقد شنت الحكومة العثمانية " حرب إبادة منظمة " ضد الشعب
الأرمني مدعين بانه يتعامل مع العدوة روسيا و لكنهم في الحقيقة كانوا
يريدون إبادة الشعب الأرمني لعدة أسباب أهمها :
أ - الإستيلاء على أرمينيا التاريخية التي تفصل - جغرفيا - السلطنة
عن الشعوب التركية في آسيا
ب - إسكات الشعب الأرمني الرافض لسياسة التتريك و الذي كان يرغب
بالحفاظ على أرضه و لغته و هويته التاريخية ٠
ج - عدم السماح للدول الأوروبية في التدخل في شؤون السلطنة بحجة
الدفاع عن المسيحيين و كان عددهم حوالي ثلث المسلمين !
ثالثا - لقد أتلفت الحكومات التركية جميع الوثائق التي تتعلق بحرب
الإبادة ضد الأرمن و فيما بعد ضد السريان الآراميين ٠ يتوهم المسؤولون
الأتراك إن إتلافهم للوثائق يعني أن الرأي العالمي سيصدق أكاذيبهم
و مواقفهم حول حرب الإبادة !
ملاحظات مهمة :
*إن الحكومة العثمانية هي التي خططت ل " حرب الإبادة"و هنالك وثائق
من رسائل و برقيات تثبت إنهم عينوا " مسؤولين " لتنفيذ هذه الحرب
المجرمة !
* أين هي الوثائق التي تتعلق بجمع الشباب الأرمن للخدمة في الجيش ؟
و لماذا جمعوا في " فرق خاصة غير مسلحة " ؟ و لماذا لم يرجع هؤلاء
الشباب الى عائلاتهم و زوجاتهم ؟
* لماذا إختفى الشعب الأرمني خلال بضعة أشهر من مناطق عديدة
كان متواجدا فيها منذ أكثر من ٣٠٠٠ سنة ؟
رابعا - لقد أخذ الضباط الألمان - حلفاء السلطنة -عدد كبيرا من الصور التي تؤكد تعرض بقايا الشعب الأرمني لحرب إبادة منظمة ٠
هذه الصور هي وثائق دامغة تؤكد ما شهد به الناجون من الأرمن
و السريان و خاصة بعض الدبلوماسيين الأجانب !
خامسا - أمر عجيب جدا و هو أن الشريف حسين قد قام بثورة حقيقية
في الحجاز ضد السلطنة العثمانية ٠ و قد هرب عدد كبير من العراقيين
و السوريين و الفلسطينين و اللبنانين من الجيش العثماني و قد إنضموا
الى الثورة العربية : كان جواسيس السلطنة يعرفون أن العرب قد إنضموا
الى بريطانيا و فرنسا فلماذا السلطنة لم تشن حرب إبادة ضد هؤلاء ؟
أليس لأنها كانت تسعى الى " تطهير عرقي " في المناطق الأرمنية و
السريانية ؟
سادسا -لقد تعرضت شعوب عديدة لمجازر وحشية خلال الحروب
قبل و بعد حرب الإبادة سنة ١٩١٥ : في كثير من الأحيان البلدان
المسؤولة عن تلك المجازر قد إعترفت بإرتكابها و تمنت على الدول
الضحية أن تطوي الصفحة و البدء في علاقات جديدة : المسؤولون
الأتراك لا يزالون يتهربون من الإعتراف بحرب الإبادة و إذا كان صحيحا
أن الشعبين الأرمني و السرياني لا يمثلان قوة إقتصادية مهمة , فإن
الرأي العام العالمي سيلاحق المسؤولين الأتراك و سيتأثر بالصور
و الجرائم التي قام بها أجداد الأتراك الملطخة أيديهم بدماء أجدادنا
البريئة !
أخيرا هذه الصورة المعبرة تفضح أكاذيب الأتراك: أين هو زوجها ؟ هل يقاتل بجانب روسيا ضد السلطنة ؟ إلى اين ذاهبة مع أولادها ؟
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204814092526323&set=a.2701674215258.283192.1058767894&type=1&theater

30
" كم تقدر نسبة الإغريق الذين استوطنو في المشرق ؟ "
ردا على سؤال الأخ Omar Ammary
"سيد هنري شكراً على المعلومات القيمة و جهودك في دراسة التاريخ بطريقة موضوعية و هنا اسمح لي ان أسألك كم تقدر نسبة الإغريق الذين استوطنو في المشرق و كونوا الحضارة الهيلينية خاصة أن شمال الأردن و جنوب سوريا كانت مستوطنة من الإغريق حيث مدن الديكابوليس و منها اربد جرش فيلادلفيا أي عمان "
لقد كانت عادة اليونانيين أن يطلقوا تسميات يونانية على المدن الشرقية
مثلا مدينة أجدادي الرها أصبحت Edessa على اسم عاصمة مقدونيا.
و مدينة منبج ( مبوغ بالسريانية ) اصبحت Heliopolis و أستيطع أن
أؤكد لك أن جميع سكان هذه المدن كانوا آراميين !
لقد سيطر اليونانيون على الشرق لمدة ثلاثة قرون من ٣٣٣ الى ٦٢ ق٠م و قد كان لهم عدة أسر حاكمة في سوريا و مصر !
نحن لا نستطيع أن نعرف عدد اليونايين نسبة الى الآراميين و الإسرائليين و الأقباط : صحيح أن عددا كبير من المدن تحمل أسماء
يونانية و لكن اليونانيين كانوا أقلية ضئيلة فيها . لقد حكمت عائلة محد
علي باشا الألباني حوالي ١٥٠ سنة و لكن نسبة الألبان كانت أقل من
واحد بالألف من سكان مصر العرب و الأقباط ...
للأسف لا يوجد عدد كبير من المؤرخين المتخصصين حول تاريخ
اليونانيين في شرقنا و أغلب المعلومات منقولة من مؤرخين كتبوا في
القرن التاسع عشر ...
ملاحظة مهمة : لقد إنتشرت فكرة خاطئة تردد أن السريان و الأرمن
و الأقباط قد كرهوا اليونانيين و أرادوا الإنفصال عنهم . و أصحاب
هذه الأفكار هم من أشهر مؤرخي الإمبراطورية البيزنطية و كانوا
غير مطلعين على مصادرنا السريانية . و كانوا يعتقدون بوجود جيوب
أو مناطق ذات أكثرية يونانية في سوريا أو فلسطين ! و قد إدعوا
أن مؤيدي مجمع خلقيدونيا هم من اليونانيين و معارضي هذا المجمع
هم الشعب السرياني و القبطي و الأرمني !
إنني من خلال دراساتي و بإعتمادي على المصادر السريانية وجدت:
أ - أن أغلبة سكان الشرق كانوا من السريان الآراميين .
ب - ان عددا كبيرا من الكتاب في اللغة اليونانية كانوا ينتمون الى
السريان و الأقباط و إن حملوا اسماء يونانية . لقد أعطى اليونانيون
الحرية لسكان الشرق و كانوا بحاجة الى هذه الشعوب فأعطوهم المناصب
الإدارية و الجيش و كان من الطبيعي أن يحملوا أسماء يونانية .
ج - إن مؤيدي مجمع خلقيدونيا لم يكونوا من الشعب اليوناني في
سوريا و فلسطين و لكن من الشعب السرياني الآرامي : المصادر
السريانية كانت تسمي الخلقدونيين " السريان الملكيون " أي السريان
الذين تبعوا تعاليم ملك بيزنطيا .
د - لقد إنفصلت كنيسة السريان الموارنة عن السريان الملكيين في
نهاية القرن السابع الميلادي في ايام المطران يوحنا مارون : جميع
الرسائل التي تركها هذا المطران كانت باللغة السريانية و عندما
تخلى السريان الملكيون عن اللغة السريانية في ليتورجيتهم و صاوا
يستخدمون اللغة اليونانية أطلق عليهم العرب تسمية " الروم " و هي
مشتقة من الرومان ! إخوتنا أبناء كنيسة الروم ليس لهم جذور رومانية
و لا يونانية و لا عربية .
ه - لا أحد ينكر تاريخ القبائل العربية المسيحية التي كانت متواجدة
بكثرة قبل مجيئ الإسلام ولكن إختفى ذكر تلك القبائل العربية في عهد
الفتوحات الإسلامية العربية لإن الإسلام حارب الإنتماء القبلي و منع
أهل الكتاب في دخول جيش المسلمين ! للأسف كثيرون من إخوتنا
يرددون بأنهم عرب أقحاح يتحدرون من تلك القبائل العربية و بدون
أي تحقيق و يتجاهلون أن ذكر تلك القبائل قد إختفى لأنها أسلمت !
( ملاحظة لماذا لم تتكون كنيسة عربية مستقلة مثل بقية الشعوب ؟
و لماذا لا يوجد ليتورجية عربية و لكن ليتورجية معربة أصلها سرياني
أو يوناني أو قبطي ؟ )
و - المصادر العربية القديمة تؤكد أن فلول جيوش الروم قد إنسحبت
مع عيلهم و لا يوجد أي ذكر لوجود " شعب يوناني " في سوريا و
فلسطين : لقد إعتمد معاية على المسيحيين في دمشق و كانوا من
عائلات سريانية تجيد اللغة اليونانية . مدينة دمشق كانت آرامية
بسكانها منذ أن بناها الآرامون في القرن العاشر ق٠م و قد حافظ
سكان هذه المدينة على ذكرى ملوكهم الآراميين حتى القرن الثاني
ق٠م و لا يزال سكان معلولا و بخعة و جبعدين تتكلم اللغة الآرامية
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10202491576464873&set=pb.1058767894.-2207520000.1425120513.&type=3&theater
حتى اليوم !
Photo de Henri Bedros Kifa.

31
السيد ميخائيل مـمـو
أنت سرياني شرقي مدعي بهوية أشورية مزيفة و أنت لا تملك الشجاعة
الأدبية كي تصحح من مفاهيمك التاريخية المزيفة !
لا تختبئ وراء الإدعاء أن التسمية السريانية " هي من اشتقاق اسيريان" كما كتبت لأن جميع العلماء السريان النساطرة قد أكدوا بأنهم سريان
آراميين !
 إيديولوجيتكم الأشورية هي مزيفة و أنت أول من يفضح هذا الزيف
بإدعائك بوجود " لغة أشورية "! إيديولوجية مزيفة و نضال مزيف اي
مضيعة للوقت و هدر للطاقات !
 

32
ما الفرق بين حرب إبادة و مجزرة ؟
كتب الأخ فيليب حردو ما يلي :
"ما هو وجه التشابه بين قتل الأميركان للهنود الحمر، والانجلوساكسن لسكان أسترالية الأبروجينيس وبين قتل العثمانين للسريان؟"
سؤال مهم جدا و سأجيب بشكل سريع و مبسط :
إن الأوربيين بشكل عام لم يخططوا للقضاء على الشعوب الأصيلة
في العالم الجديد ( أميركا ) و إستراليا ! صحيح إنهم قد إرتكبوا بعض
المجازر بحق تلك الشعوب و لكن خلال فترة زمنية تتراو...ح بين ٣٠٠
و ٤٠٠ سنة ! و قد نقلوا لتلك الشعوب أمراضا لم تتحملها أجسامهم
لعدم وجود المناعة المقاومة , كما إنهم جلبوا معهم المشروبات كالويسكي ... إن الأمراض قد قتلت أعدادا كبيرة من السكان الأصيلين
هي أكثر عشرات الأضعاف من ضحايا المجازر !
أما حرب الإبادة التي تعرضت لها الشعوب الأرمنية و السريانية
الآرامية و اليونانية فإنها كان مخطط لها و قد تمت خلال سنة واحدة
تقريبا أقصد سنة ١٩١٥ !
هنالك فرق كبير جدا الأوربيون إرتكبوا مجازر محلية من أجل
تحقيق بعض مصالحهم : شق طرقات و مد سكك حديدية و توسيع
بعض الأراضي الزراعية و جميع تلك المجازر لم تكن السلطة
تعرف بها أو تخطط لها !
يجب على شعبنا السرياني الآرامي أن يعرف أن العثمانيين قد
شنوا حرب إبادة جماعية GENOCIDE ضد أجدادنا الأبرياء !
و حرب الإبادة هذه هي " طريقة حديثة " لم يعرفها الإنسان من قبل!
فالوحوش العثمانيون قتلوا النساء و الأطفال و الرجال لأنهم أرادوا
أن يفنوا هذه الشعوب عن بكرة أبيهم !
للأسف نحن لا نشعر أن " حرب الإبادة " هي قضيتنا الكبرى
و لذلك لا نناضل مثل إخوتنا الأرمن ! إن أجدادنا لم يخونوا السلطنة
العثمانية و لم يتسلحوا من الدول المعادية لها من روسيا أو غيرها !
الحقيقة أن العثمانيين أرادوا " تصفية " هذه الشعوب المسيحية كي
يستولوا على آراضيهم و كي يمنعوا الدول الأوروبية في التدخل
في شؤون السلطنة !
إنني أضم صوتي الى كل الغيورين السريان و الأرمن كي تعترف
تركيا بحرب الإبادة و تركيا ستعترف لإن الإثباتات التاريخية وجودة
و أكثر الأحيان هي من قبل ضباط ألمان حلفاء السلطنة !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204537028079885&set=a.10204537027959882.1073741882.1058767894&type=1&theater
Photo de Henri Bedros Kifa.

33
الديانة عند الآراميين في مملكة سمأل
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Archeology/5/Ar.htm

34
" مملكة سمأل الآرامية "
كلمة مهمة حول سمأل : النصوص الآرامية المكتشفة في سمأل كانت تسمي هذه المملكة و باللغة الآرامية " يعدي " و هذا يدفعنا الى طرح هذا السؤال : من إستخدم تسمية سمأل ؟
 لا شك أن بقية الآراميين في بلاد آرام كانوا يطلقون تسمية " سمأل على هذه المملكة و هذا واضح من نصب ذاكور ملك حماة الموجود في متحف اللوفر إذ يستخدم تعبير سمأل و ليس يعدي !
كما أن هنالك نصوص أكادية أقدم تركها بعض ملوك أشور و هي أيضا تستخدم تعبير سمأل.
ردا على سؤال مهم للأخ محمد خطيب : هل هي " سما أيل"
الأخ الموقر محمد
بصراحة إطلعت على عدة دراسات حول مملكة سمأل و لم أجد أي من
الباحثين المتخصصين في تاريخ سمأل أو الآراميين قد ذكر إن الإسم
هو " ش م ' ل " أي " سما إيل " أو " اسم إيل " ؟
لقد وجدت مؤخرا أن بعضهم يسميها مملكة " سَمعال الآرامية" و هنا
أيضا التسمية غير صحيحة و لا تعني " اسم عالي " أو " سم عالية" ؟
إن إسم " ش م ' ل " باللغة الآرامية يعني " الشمال " le Nord
و بالفعل إن مملكة سمأل تقع في شمال بقية الممالك الآرامية في
سوريا القديمة !
ربما أنت تجد قرابة في اللفظ بين " حزائيل " اسم أحد ملوك دمشق
و معناه " الإله إيل يرى " و هنالك عدد كبير من الأسماء الآرمية
التي تنتهي ب " إيل " و هو إله عموري كنعاني تعبد له الآراميون
مثل " عمنوئيل و جبرائيل صموئيل و معانيها : (الإله ) إيل معنا
( الإنجيل يفسرها " الله معنا ") و (الإله ) إيل جبار و اسم (الإله )
إيل ...
أخيرا قد تكون أنت على صواب و إن " ش م ' ل " تعني " إسم الإله
إيل " خاصة و إننا وجدنا معبدا و تمثالا ضخما للإله " حدد " إله
الرعد و كان الآراميون يستخدمون التسميتين " إيل " و "حدد " لنفس
الإله !
كما ذكرت في البداية إنني لم أطلع على بحث قد ذكر أن " ش م ' ل "
هي " اسم إيل " ؟
شكرا لإهتمامك .
"https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204781870040781&set=a.2701674215258.283192.1058767894&type=1&theater

35
السيد ميخائيل مـمـو
طالما أنت تستخدم تعبير " اللغة الأشورية " فهذا يعني إنك تؤمن بطرح
تاريخي مزيف و إنك لست أمينا لإسم لغتك الأم !
لقد راهنت أنت على حصان قد خسر السباق و لا زلت تتوهم أنك أنت
و إخوتنا السريان المشارقة ( إسمكم العلمي و التاريخي ) تستطيعون
أن تزيفوا إسم لغتكم من سريانية الى " أشورية مزيفة " أو " كلدانية مزيفة"
 أنت تتهرب من مسؤوليتك كمعلم للغة السريانية و عاجلا أم أجلا
سيرى المثقفون كم أنت تزيف اسم لغتك الأم !

36
السيد المحترم Abo Nenos
 إنني أتكلم اللغة الفرنسية في البيت و لكن الموضوع ليس حول اللغة
التي أنا أتكلمها ؟
 أنت تتكلم اللغة السريانية ( لهجة السورث ) و هذا رائع ! هنالك عشرات
الألوف من السريان المغاربة يتكلمون اللغة السريانية ( لهجة طورعبدين )
أو غيرها !
 اللغة لا تزال عاملا موحدا لشعبنا السرياني الآرامي فلماذا نزيف إسمها
الى " أشورية " أو " كلدانية " أو " لبنانية " ؟
أخيرا لا تتوهم لأنني لا أتكلم اللغة السريانية في بيتي يسمح لبعض
السريان النساطرة - دعاة الإيديولوجية الأشورية المزيفة - أن يتنكروا
لإسم لغتهم الأم !
لقد ذكرت في تعليقك "  ما دخل الباحث الفرنسي في اللغة سواء اكانت اشورية ام سريانية؟ " يبدو إنك لم تفهم بعد أن لغتك الأم هي السريانية
و من واجبك ألا تسخدم أبدا تعبير " لغة أشورية " لأنه يشير الى
تطرف إيديولوجي و ليس الى تسمية لغوية علمية !

37
السيد المحترم Eddie Beth Benyamin
لا تتوهم بأنني احاول أن أقنعك أنت و بعض الإخوة الذين يرددون إنهم
يتكلمون " اللغة الأشورية " بأن اسم لغتكم الأم هو السريانية . و لكن إنني
أصحح مفاهيمكم الخاطئة و طروحاتكم المزيفة امام القراء و خاصة بعض السريان الذين إنخدعوا في طروحاتكم  التاريخية المزيفة !
 سيمو باربولا لا يستخدم إلا تعبير " اللغة الأكادية " و هو لا يعلم
كم أنتم متطرفون بإدعائكم بوجود " لغة أشورية "!
 يبدو أن تعليقي لم يعجبك لأنك لا تبحث عن الحقيقة المجردة و هذا
يفضح إيديولوجيتكم الأشورية المزيفة و خيانتكم لإسم لغتكم الأم !
 أنت تكتفي فقط في عنوان القاموس و ليتك تطلع على مقدمته لترى
أن أحد أهم مؤلفيه يسمي اللغة اكادية !
 و هذا الفقرة مأخوذة من مقدمة القاموس الذي يفضح تطرفكم :
" ذكر ألعالم I.J GELB في ألصفحة vii أنه في بداية علم ألأشوريات أطلق ألعلماء تسمية أللغة ألأشورية على ألكتابات ألتي وجدوها في بلاد أشور ألقديمة. و لكن بعد إكتشاف كتابات عديدة في بلاد بابل تستخدم نفس أللغة في بلاد أشور و خاصة أي أن ألأشوريين و ألبابليين لم يسموا لغتهم " أشورية " أو "بابلية " و لكن " أكادية " نسبة إلى ألأكاديين... ثم يكتب هذا ألعالم
" As some of these facts became known, the term
"Akkadian" ( Accadian") began to crowd out the term
"Assyrian" in good Assyriological usage ".
ألغريب أن ألعالم I.J GELB يشرح للقراء تاريخ ألقواميس ألأكادية في ألصفحة viii، ألعنوان بألإنكليزية
" HISTORY OF AKKADIAN LEXICOGRAPHY"
و هو يؤكد أن إسم أللغة ألعلمي هو " أللغة ألأكادية " و لكن جامعة شيكاغو سمت قاموسها بألأشوري للأسباب ألتالية
أ - أن مشروع جامعة شيكاغو للقيام بإصدار ألقاموس سنة 1921 كان يستخدم تعبير " ألأشورية ".
 ب - أن ألعالم I.J GELB قد نشر بحثين في مجلة Orientalia مستخدما تعبير " أللغة ألأكادية ".
ج - لكن جامعة شيكاغو حافظت على تعبير " ASSYRIAN" و يقدم ألعالم I.J GELB حجة واهية و هي ألتخوف من يخلط ألأميركيون بين أللغة ألأكادية "Akkadian" أو "Accadian" و بين أللغة ألفرنسية ألتي يتكلمها ألكنديون و يسمونها "Acadian"."

38


قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية

أولا - أول مرة سمعت بقاموس شيكاغو" ألأشوري " ألشهير " THE ASSYRIAN DICTIONARY " كان سنة 1984 وفي مدينة شيكاغو بالذات، إذ إلتقيت بأحد ألإخوة ألذين يؤمنون أن لغتنا يجب أن تسمى " أشورية " و قد إستند يومها بقاموس شيكاغو و قد قال لي " كيف تدرس ألتاريخ و تسمي لغتنا سريانية و أنت غير مطلع على قاموس شيكاغو ألأشوري ؟ "

ألتاريخ بحر عميق من ألمستحيل معرفة كل شيئ، لقد تعجبت كيف تسمي جامعة شيكاغو ألشهيرة لغتنا ألسريانية باللغة ألأشورية؟

و لما في جامعة ألسوربون يسمون لغتنا ألسريانية و جامعة شيكاغو يسمونها أشورية ؟

هل يوجد إختلاف في تسمية لغتنا بين ألجامعات ألفرنسية و ألأميركية ؟

هل من ألطبيعي أن تسمى أللغة ألسريانية بأسماء مختلفة ؟

و لما أجدادنا كانوا يسمون لغتهم ألسريانية أو ألأرامية و لم يسموها " أبدا " أشورية ؟

مرت ألأيام و سمحت لي بالتعمق أكثر في تاريخ ألشرق ألقديم و بما أن تاريخ أجدادنا ألأراميين متعلق بتاريخ ألدولة ألأشورية، إذ أن حوالي 70 % من معلوماتنا عن تاريخ ألأراميين و إنتشارهم في ألشرق ألقديم مأخوذة من كتابات ألملوك ألأشوريين ألعديدة.

لقد عرفت من خلال مطالعاتي أن قاموس شيكاغو ألأشوري ليس له أي علاقة باللغة ألسريانية و هو قاموس للكتابة ألمسمارية و أللغة ألأكادية ألتي كانت منتشرة في ألشرق ألقديم.

ثانيا - أشورية أم أكادية ؟

إن ألشعب ألأشوري كان يتكلم أللغة ألأكادية و لم يكن له لغة أشورية خاصة كما يردد بعض ألإخوة. لقد وجدت موقعا مهما يتكلم عن أللغات ألقديمة أرجو ألدخول إليه و ملاحظة عناوين ألأبحاث هل تتكلم عن أللغة ألأشورية أم ألأكادية ؟

 أغلبية هذه ألدراسات تستخدم ألتسمية ألعلمية أي ألتسمية ألأكادية و هذا ألموقع تابع لجامعة واشنطن، أقصد لست أنا ألذي جمع هذه ألكتب، هنالك حوالي 40 كتاب، وردت ألتسمية ألأكادية في 21 كتاب و ألتسمية ألسومرية في 5 كتب و ألأشورية - ألبابلية في إثنين أو ثلاث و ألتسمية ألأشورية في قاموس شيكاغو فقط.

ثالثا - مقدمة قاموس شيكاغو.

لقد صدر قاموس شيكاغو على مراحل، كتب ألعالم I.J GELB مقدمة ألقسم ألذي صدر سنة 1964. أرجو من إخوتنا ألذين لا يزالون يعتقدون بوجود لغة أشورية ألإطلاع على ألمقدمة بأكملها أولا للتحقيق و ثانيا للتوقف بالكذب على أبنائهم و ألإدعاء بوجود لغة أشورية خاصة.

ذكر ألعالم I.J GELB في ألصفحة vii أنه في بداية علم ألأشوريات أطلق ألعلماء تسمية أللغة ألأشورية على ألكتابات ألتي وجدوها في بلاد أشور ألقديمة. و لكن بعد إكتشاف كتابات عديدة في بلاد بابل تستخدم نفس أللغة في بلاد أشور و خاصة أي أن ألأشوريين و ألبابليين لم يسموا لغتهم " أشورية " أو "بابلية " و لكن " أكادية " نسبة إلى ألأكاديين... ثم يكتب هذا ألعالم
" As some of these facts became known, the term
"Akkadian" ( Accadian") began to crowd out the term
"Assyrian" in good Assyriological usage ".
ألغريب أن ألعالم I.J GELB يشرح للقراء تاريخ ألقواميس ألأكادية في ألصفحة viii، ألعنوان بألإنكليزية
" HISTORY OF AKKADIAN LEXICOGRAPHY"
و هو يؤكد أن إسم أللغة ألعلمي هو " أللغة ألأكادية " و لكن جامعة شيكاغو سمت قاموسها بألأشوري للأسباب ألتالية

أ - أن مشروع جامعة شيكاغو للقيام بإصدار ألقاموس سنة 1921 كان يستخدم تعبير " ألأشورية ".

 ب - أن ألعالم I.J GELB قد نشر بحثين في مجلة Orientalia مستخدما تعبير " أللغة ألأكادية ".

ج - لكن جامعة شيكاغو حافظت على تعبير " ASSYRIAN" و يقدم ألعالم I.J GELB حجة واهية و هي ألتخوف من يخلط ألأميركيون بين أللغة ألأكادية "Akkadian" أو "Accadian" و بين أللغة ألفرنسية ألتي يتكلمها ألكنديون و يسمونها "Acadian".

هذا ألسبب غير مقنع، كل ألقواميس و كتب ألقواعد ألحديثة ألتي طبعت بعد قاموس شيكاغو تستخدم ألتسمية ألعلمية ألوحيدة و هي أللغة ألأكادية.

سنة 2004 نشرت جامعة كامبردج موسوعة علمية حول اللغات القديمة

THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE WORLD'S ANCIENT LANGUAGES
ED. R. D. WOODARD
هذه ألموسوعة ألعلمية تنتشر دراسات عن كل أللغات ألقديمة من سومرية و أكادية و أرامية و عربية و أرمنية و لكن لا يوجد أي بحث عن لغة أشورية !

39
تعبير " اللغة الأشورية " يفضح " عالميا " السريان دعاة الفكر الأشوري !
هنري بدروس كيفا
العالم الفرنسي Descartes الشهير قد ذكر " Je pense donc je suis " و هو يقصد أن الإنسان الحقيقي هو الذي " يفكر " و ليس الذي
يعيش غريزيا بدون أن يفكر بماضيه و المشاكل التي قد تلاقيه !
هنالك مجموعة من السريان المشارقة الذين يزيفون إسم لغتهم الأم من
لغة سريانية الى لغة " أشورية " مزيفة و يتوهمون إنهم يستطيعون
بكل بساطة أن يترجموا بعض الكتب الأجنبية الى لغتهم الأم و بما
إنهم يدعون أن لغتهم هي " أشورية " فإن العالم سيقبل بالترجمات
التي يقومون بها على انها " أشورية "!
السيد ميخائيل مـمـو أمضى عمره و هو يردد هذه التعابير المزيفة
" اللغة الأشورية " و هو بدون أن يدري يفضح زيف الفكر الأشوري !
لأن أجداده السريان النساطرة كانوا أمينون على اسم لغتهم الأم و كانوا
يسمونها سريانية آرامية . الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية
و كان يسميها أكادية و ليس سويدية !
شكرا لموقع عنكاوا الذي يسمح لنا أن نتعرف على " غيرة " السيد
ميخائيل مـمـو المزعومة و على تعبيره المزيف " اللغة الأشوية "!
شعار السريان النساطرة - دعاة الفكر الأشوري - " نحن نزيف
تاريخ أجدادنا و نحن نزيف إسم لغتنا الأم , إذن نحن موجودون "!
ليست " اللغة الأشورية بين لغات عالمية " كما تتوهمون و لكن " خيانتكم"
لإسم لغتكم الأم سوف ينتشر عالميا !

40
من هما الزوجين الآراميين الموجودين في هذه الصورة ؟
هنري بدروس كيفا
هذه صورة قديمة جدا و كان von Oppenheim قد وضع
هذه التماثيل الآرامية كما وجدها في صالة العبادة / المقبرة . للأسف لنا هذه الصالة
في تل حلف قد إختفت و لم يبق لها أي أثر أللهم إلا تلك التي أخذها
معه von Oppenheim الى برلين .
وقد ذكر الببرفسور Herbert Niehr في محاضرته حول ديانة
الآراميين " أن تمثال الزوجين هو لملك و ملكة آرامية و لكننا لعدم
وجود كتابة آرامية كما في سمأل فإننا نجهل أسمائهما ..."
يسمي العالم هربرت التمثال الثاني ب " الرجل الواقف " و قد ذكر أن
العلماء كانوا يعتقدون أنه تمثال إله آرامي لأنه يشبه كثيرا تمثال هدد
إله الرعد الموجود في مدخل متحف حلب : نفس الثياب نفس الوضعية
و لكن " الرجل الواقف " لا يوجد قرنين على رأسه إذن هو تمثال ملك
آرامي مجهول الإسم " . يعتقد العالم هربرت أنه قد يكون للملك بخياني
مؤسس هذه المملكة الآرامية في غوزانا .
كان الآراميون يقدمون الخبز و الماء في ذكرى ملوكهم و يضعونهما على
الصخرة في الأمام بشكل طاولة و الوعاء المستطيل ! للأسف نحن لا
نملك نصوص آرامية تلقي الأضواء على مراسيم الدفن عندهم ! و كان
von Oppenheim قد وجد صالة للعبادة أو مقبرة إكتشف فيها
تمثالين كبيرين و أمام كل منهما جرة مطمورة على عمق متر أو أكثر
و فيها بقايا جثة محروقة مع حلي من الذهب و الفضة و العاج !
و السؤال الذي يطرح أين هي مقابر الآراميين ؟ و هل كان الآراميون
يحرقون جثث أمواتهم ؟ و لهذا السبب لم يجد علماء الآثار مقابرهم ؟
أسئلة من الصعب الإجابة عليها لقلة المعلومات الحالية !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=3127413218467&set=pb.1058767894.-2207520000.1424613326.&type=3&theater

41
تعبير " اللغة الأشورية " يفضح " عالميا " السريان دعاة الفكر الأشوري !
هنري بدروس كيفا
 العالم الفرنسي Descartes الشهير قد ذكر "  Je pense donc je suis " و هو يقصد أن الإنسان الحقيقي هو الذي " يفكر " و ليس الذي
يعيش غريزيا بدون أن يفكر بماضيه و المشاكل التي قد تلاقيه !
 هنالك مجموعة من السريان المشارقة الذين يزيفون إسم لغتهم الأم من
 لغة سريانية الى  لغة " أشورية " مزيفة و يتوهمون إنهم يستطيعون
بكل بساطة أن يترجموا بعض الكتب الأجنبية الى لغتهم الأم و بما
إنهم يدعون أن لغتهم هي " أشورية " فإن العالم سيقبل بالترجمات
التي يقومون بها على انها " أشورية "!
 السيد ميخائيل مـمـو أمضى عمره و هو يردد هذه التعابير المزيفة
" اللغة الأشورية " و هو بدون أن يدري يفضح زيف الفكر الأشوري !
لأن أجداده السريان النساطرة كانوا أمينون على اسم لغتهم الأم و كانوا
يسمونها سريانية آرامية . الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية
و كان يسميها أكادية و ليس سويدية !
شكرا لموقع عنكاوا الذي يسمح لنا أن نتعرف على " غيرة " السيد
ميخائيل مـمـو المزعومة و على تعبيره المزيف " اللغة الأشوية "!
شعار السريان النساطرة -  دعاة الفكر الأشوري  - " نحن نزيف
تاريخ أجدادنا و نحن نزيف إسم لغتنا الأم , إذن نحن موجودون "!
ليست " اللغة الأشورية بين لغات عالمية " كما تتوهمون و لكن " خيانتكم"
لإسم لغتكم الأم سوف ينتشر عالميا !

42
" لا تتسرعوا في الحكم على أجدادنا الذين أسلموا في الماضي "
هنري بدروس كيفا
كتب الأخ الياس ما يلي و هذا تعليقي !
Elias Hadad
"كان التلفزيون السوري يبث برنامجا لست اذكر مااسمه بالضبط ولكنه كان مختصا بتبيان اسم كل بلدة وضيعة ومدينة من سوريا عن طريق اسئلة لمواطنين من هذه المناطق وكان على الاغلب دائما اسما سريانيا آراميا وللمفارقة فان اسم المكان يكون ذو دلالة مسيحية ومواطني هذا المكان مسلمون ان كان هذا يدل على شئ فانما يدل على اننا كآراميين اطلقنا اسمائنا على اراضينا وجاء من يحتلها ويسرح ويمرح بها ولم يعر ذلك الاسم المشتق من ارضنا التي قسم لنا الاله ولن يطول الامر فان الزمن يعيد نفسه وتجربة اسبانيا مع الاحتلال العربي خير دليل على ان الحق سيظهر على رؤوس الاسنة والسيوف "
محبتي للأخ الياس و المعلقين حول الموضوع :
موضوع حساس جدا و بصراحة لا يوجد دراسات أكادمية حول نسية السريان الذين دخلوا الإسلام في القرن السابع بعد إحتلال العرب
المسلمين لأراضي و مواطن أجدادنا .
لا شك إن القبائل العربية المسيحية هي أول من دخل الإسلام و ذلك
للإستفادة من المغانم التي كانت تحققها الفتوحات الإسلامية .
إن إختيار معاوية لمدينة دمشق كعاصمة للخلافة في العهد الأموي لا
يعني أبدا إنها كانت مدينة ذات أكثرية عربية او إسلامية : لقد إختارها
لأنها مدينة مسيحية و عدد المسلمين كان قليلا فيها و قد اراد الإبتعاد
عن المدن الإسلامية في شبه الجزيرة العربية !
كان السريان الآراميون في سوريا و العراق يشكلون اكثرية ساحقة و إن
نسبتهم بدأت تتدنى مع الزمن : إذا كانوا اليوم يشكلون حوالي ١٢ أو ١٥
بالمئة من السكان فهذا لا يعني أنهم في التاريخ الوسيط كانوا يشكلون
هذه النسبة القليلة ! بعد حروب الفرنج بدأت نسبتهم تقل عن ٥٠ بالمئة
و منذ ٣٠٠ سنة كانوا لا يزالون يشكلون نسبة ٣٥ بالمئة تقريبا !
أخيرا إن السريان و الأقباط الذين أسلموا في الماضي لأسباب عديدة
ليس لها علاقة بتفضيلهم الدين الإسلامي :
أ - تهرب من ضريبة الخراج : هذا الضريبة كانت ظالمة جدا لأنها
كانت تقاس على مساحة الأرض التي يملكها المزارع السرياني أو القبطي.
أي أن المزارع كان يجب أن يدفعها إن كان الموسم جيدا ام لا ! و غالبا
ما يترك المزارعون أراضيهم تهربا لعدم إمكانيتهم لدفع ضريبة الخراج
و مع ذلك كان العرب يطالبون أهالي القرية بدفع تلك الضريبة .
ب - بعض مؤرخي الأقباط قد ذكروا أن عددا كبيرا من الأقباط قد
دخلوا الإسلام للتهرب من ظلم المسلمين و ظلوا يمارسون ديانتهم
المسيحية في السر !
ج - بعد إنتقال الحكم الى مسلمين غير عرب خاصة المماليك و السلاجقة والعثمانيين و بعض الأمراد الأكراد , إشتد الظلم على المسيحيين و قد أجبروا عدد كبير من المطارنة السريان على قبول
الإسلام أو الموت : و هذه اللائحة موجودة في الصفحات الأخيرة
من تاريخ إيليا السرياني النسطوري مطران مدينة نصيبين الذي عاش
في القرن الحادي عشر و لكن " اللائحة " قد ذكرها مترجم هذا التاريخ
و لا شك في القرون اللاحقة .
د - على كل سرياني آرامي أن يفتخر بأجداده الذين حافظوا على إيمانهم
و هويتهم السريانية في ظروف صعبة و علينا أن نبحث بنزاهة في تاريخ
شرقنا و تاريخ أجدادنا كي نتعرف على تاريخهم الصحيح و ننقله بدورنا
الى أبنائنا و احفادنا .
صحيح لقد خسرنا مواطننا و عدد كبير من مدننا و ضيعنا و كنائسنا
و لكننا لم نخسر هوية أجدادنا و لن نتوقف عن حب و عشق أوطانننا
التاريخية !
إنني لم أزور مدينة الرها التي ولد فيها والدي و والدتي و لا أحد يستطيع أن يمنعني من حب هذه المدينة التي كانت عاصمة بيت نهرين
و العاصمة الثقافة للسريان الآراميين !
لقد سمينا ابنتنا الصغيرة " اديسا اورهاي " لأننا متعلقون بجذورنا
و بأوطاننا و لكننا نعلم أن هذا الحب وحده ليس كافيا ...
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2757899380852&set=a.1562477456051.231211.1058767894&type=3&theater

43
السيد المحترم bet nahrenaya
أرجو أن تخرج من أوهامك الأشورية المزيفة فأنت سرياني مثلي و لكنك
تردد بإنك أشوري بدون أي تحقيق .
حتى إسمك المستعار bet nahrenaya لا تعرف بأنه اسم تاريخي يشير
الى الجزيرة السورية التي كانت نهريما و في ايام الآراميين سميت بيت
نهرين !
إنني لا افهم كيف إنسان متطفل على التاريخ مثلك يسمح لنفسه أن
يقدم لي " تصحيحات " حسب إيديولوجيته الأشورية المزيفة .
أخيرا إنني لم أكتب "  بان الاشوريين يعرفون جيدا بانهم على وهم "
و لكن "  دعاة الفكر الأشوري المزيف -لا يريدون الإعتراف بأن التسمية الأشورية هي مزيفة لأنهم سيشعرون بخيبة أمل كبيرة !"
هنالك فرق كبير في التعبير ! أنت سرياني لا تملك أية شجاعة أدبية
و لن تقوم بأي تضحية من أجل أشوريتك المزيفة !

44
" هل صحيح أن المسيحي المشرقي هو متمسك بجذوره العربية ؟ "
هنري بدروس كيفا
إنني أتفهم كل مسيحي لم يكمل علومه و يردد عن جهل بأنه عربي ولكنني لا أستطيع أن أتفهم بعض الكهنة المثقفين أن يدعو بوجود مسيحيين عرب !
الأب كميل حشيمة اليسوعي نشر كتابا من ثلاثة أجزاء عنوانه :
" المؤلفون العرب المسيحيون من قبل الإسلام الى آخر القرن العشرين "
هذا الكتاب هو طعنة في تاريخ الشعب السرياني الآرامي و تاريخ الوجود
المسيحي في الشرق .
لقد تصفحت الأجزاء الثلاثة و هو كناية عن ذكر جميع الأدباء المسيحيين الذين كتبوا باللغة العربية . و كما يظهر في العنوان " العرب
المسيحيون " فهذا الأب اليسوعي يعتبر جميع المسيحيين يتحدرون من
العرب : حتى الشعب الأرمني الشقيق لم ينجو من الإنتماء العربي المزيف لأن هذا الأب شمل المؤلفين الأرمن ضمن المسيحيين العرب!
سوف أنشر الصفحة الأولى من مقدمة الكاتب و هي الصفحة الخامسة
من الجزء الأول :
١ - يشرح الأب كميل بأنه قدم أطروحة دكتورا في الأدب العربي سنة
١٩٦٥ و هي حول كتاب "النصرانية و آدابها بين عرب الجاهلية "
للأب لويس شيخو اليسوعي .
٢ - مشكلتنا هي أن الأب كميل هو غير مطلع على تاريخ السريان
الآراميين و يبدو إنه لا يعرف بأنه يتحدر من الشعب السرياني الآرامي.
إختصاصه في الأدب العربي لا يسمح له أن " يعرب " الشعب السرياني
بهذه السهولة .
٣ - نعم لقد لعب المسيحيون العرب دورا كبيرا قبل مجيئ الإسلام
و كانت قبائلهم منتشرة في شبه الجزيرة العربية و لكن بعد مجيئ الإسلام
إختفت تلك القبائل العربية المسيحية : لماذ إختفت ؟ بكل بساطة لأنها
دخلت الإسلام من أجل الإستفادة من المغانم .
٤ - الى الأب كميل و كل الآباء المغامرين العروبيين : العربي المسلم
النبيل يعترف بهويتنا و يعرف تاريخنا السرياني الآرامي أكثر منكم !
حتى و لو كنتم تجهلون جذوركم السريانية الآرامية فمن واجبكم - أنتم
الكهنة الرعاة لخراف المسيح - أن تعرفوا تاريخنا المسيحي الحقيقي !
إن عدم تحقيقكم -ربما لعدم معرفتكم باللغة السريانية - و ترديدكم
بدون براهين بأننا عرب مسيحيون , سيحولنا نحن السريان الأصيلون
المحافظون على هوية أجدادنا الى خونة غرباء في نظر العرب !
٥ -كتب الأب حشيمه اليسوعي
" نعني بالعربي كل من ولد في بلادنا العربية و نطق بلغتها , حتى و إن
عاش في المهجر و أصبح مواطنا لإحدى الدول هناك , ما دام يتمسك
بجذوره العربية..."
* لا يوجد مسيحي ذو جذور عربية و لكن مسيحيون جذورهم سريانية
آرامية صاروا ناطقين باللغة العربية .
* العرب المسلمون قد طردوا جميع القبائل العربية المسيحية من شبه
الجزيرة العربية قبل فتوحاتهم الباهرة و لكن سرعان ما دخلت نلك القبائل
العربية المسيحية الإسلام كي تتمكن في المشاركة في " جيوش المسلمين"
و الإستفادة من المغانم و المناصب.
* سؤال محرج : لماذا لم نسمع بكنيسة عربية و ليتورجيا عربية في عهد
الأمويين و العباسيين ؟ و لماذا لم نسمع بكنيسة عربية في التاريخ الحديث ؟
* لقد أجبر عدد كبير من شعبنا السرياني الآرامي أن يدخل الإسلام تهربا من دفع الجزية و خاصة الخراج : أغلبية سكان الشرق يتحدرون من
السريان و لكن إدعائكم بوجود عرب مسيحيين اليوم قد بدل الحقائق
التاريخية !
* مصيبتنا معكم إنكم حولتونا الى " ضيوف " في أراضي أجدادنا
ربما من أجل مصالحكم أو لأنكم غير مهتمين بالإنتماء التاريخي الحقيقي
لوجودنا المسيحي المشرقي .
أخيرا لا يوجد أي مسيحي متمسك بجذوره العربية الوهمية و لكن يوجد
بعض المسيحيين المتجاهلين لهوية أجدادهم و متمسكين بمصالحهم
الذاتية ...
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204147800069428&set=a.10204147799829422.1073741873.1058767894&type=1&theater

45
" هل التسمية الآرامية هي خيار فردي أم ضرورة قومية للشعب السرياني؟"
هنري بدروس كيفا
لقد نشرت عدة أبحاث في مجلة آرام لها علاقة وثيقة بهويتنا السريانية .
البحث الأول هو حول الأخطاء التاريخية الموجودة في مقدمة المطران
أوجين منا في قاموسه الشهير .
المخجل هو أن بعض الإخوة السريان -الذين إنخدعوا بالفكر الأشوري
المزيف و إنتموا الى أحزاب تدعي الهوية الأشورية - لا يزالون يرددون
بعض ما ورد في هذه المقدمة التي كتبت في نهاية القرن التاسع عشر.
أتمنى من الإخوة السريان المهتمين الإطلاع على بحثي المتواضع
و مع إنه كتب منذ ٢٣ سنة فهو لا يزال مفيدا لأنه ينتقد و يصحح
عددا كبيرا من الطروحات الخاطئة التي وردت في هذه المقدمة .
السريان هم الآراميون أنفسهم و جميع مسيحيي الشرق يتحدرون من
السريان الآراميين . الإخوة السريان الضالون - دعاة الفكر الأشوري
المزيف -لا يريدون الإعتراف بأن التسمية الأشورية هي مزيفة لأنهم
سيشعرون بخيبة أمل كبيرة ! تاريخنا الأكاديمي سوف يعمق الإختلاف
بين السريان الأمينين لهوية الأجداد و بين السريان الذين ضيعوا شبابهم
و أمالهم من أجل سراب أشوري .
من الطبيعي أن يختلف السريان حول أمور عديدة تخصهم : مثلا
هل يجب - لأننا مسيحيين - أن نسامح تركيا عن حرب الإبادة التي
تعرض لها أجدادنا ؟ أو ما هو الأهم الإنتماء القومي السرياني أم الإنتماء
الوطني الى دولة ما ؟ ... و لكن إختلاف السريان حول هوية أجدادهم
هو أمر غير مقبول و لهذا السبب نحن نؤكد أن هويتنا التاريخية هي
آرامية و من يدعي أن السريان يتحدرون من شعوب أخرى فهو سرياني
ضال و مضلل لإخوته .
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Yaqub-Augin-Manna/Ar.htm

46
          من هم " المشارقة " في المصادر السريانية ؟
بعض السريان الضالين المدعين بالهوية الأشورية المزيفة يظهرون عجبهم
المصطنع عندما نؤكد لهم أن الشعب السرياني كان منقسما الى سريان
مشارقة و هم النساطرة و الى سريان مغاربة و هم اليعاقبة و الملكيين !
هؤلاء المتطفلون على علم التاريخ يعلقون " ما هي هذه التسمية ܡܕܢܚܝܐ
المشارقة الجديدة ؟
لقد كنت دائما أؤكد أن العلماء يسمون النساطرة بإسمهم التاريخي أي
السريان الشارقة  East Syrians و هذا بحث حول اللغة السريانية
حيث يستشهد الباحث بنص سرياني لإبن العبري و يترجمه الى اللغة
الإنكليزية .
 السريان دعاة الفكر الأشوري المزيف سيدعون أن إبن العبري يجهل من
هم النساطرة و أن هنالك " مؤامرة " صهيونية عالمية ضد الشعب الأشوري ! أو إننا نحقد على " الأشوريين " ؟
هل تصحيح الطروحات التاريخية  التي قسمت شعبنا السرياني الآرامي
هي حقد على الأشوريين المنقرضين ؟
 أرجو الإطلاع على هذا البحث :
  THE USE OF SYĀMĒ AS A
PHONOLOGICAL MARKER IN
SYRIAC
AARON MICHAEL BUTTS
THE CATHOLIC UNIVERSITY OF AMERICA
على هذا الرابط
http://www.bethmardutho.org/index.php/hugoye/volume-index/623.html
و هذه هي الترجمة الإنكليزية لتسمية " المشارقة "
Book of Splendors by Bar ʿEbroyo (ed. Moberg 1922)
‘The East Syrians, not keeping this rule, mix these two
types with one another and read pwlā, tʾpylā, etc., with their
zqāpā which resembles ptāḥā …’ (66.23-24)

47
السيد Eddie Beth Benyamin
لا أفهم معنى سؤالك ؟
لقد تكلمت في الحلقة عن عدة تماثيل و كتابات آرامية و قد سألتني الإعلامية مايا مراد حرفيا " هل أنت ترجمت الكتابة الآرامية ؟ "
فأجبتها " كلا إنني لا أستطيع قراءة كتابة آرامية قديمة لأنه من الصعب
قراءة الأبجدية القديمة بسهولة و إنني إستعنت بترجمة فرنسية ! و هنالك
علماء متخصصون في قراءة و ترجمة الكتابات الآرامية القديمة "!
 هذا الجواب سمعه كل المشاهدون و المتابعون ! أين هي المشكلة ؟
المتطرفون السريان المدعون بإيديولوجية أشورية مزيفة يرددون تارة
بأنني نصف أرمني و طورا بأنني لا أتكلم اللغة السريانية ؟
ليتك تتوقف عن تعليقاتك خارج المواضيع التي أنشرها لأنني أعرف
جيدا بأنها لا تهمك ...

48
السيد آشور بيت شليمون
يبدو إنك تردد دائما الشاعر كوركيس وردا و هذا يعني بالنسبة لك أن
وردة واحدة تعني الربيع !
كم مرة وضعت اسمي في عنوانينك الفارغة ؟ كم مرة ذكرت لنا شاعرك
الذي تتوهم بإنه يتكلم عن شعب أشوري معاصر ؟
هذا رد على أوهامك الأشورية المزيفة
Hdabaya:
الى السيد اشور كيوركيس، انت شاب حالم ومتحمس. لكن تنقصك المعرفة الدقيقة، والنزاهة في التعاطي مع النصوص، والنظرة النقدية التي تميز بين الغث والسمين، والامانة العلمية في النقل، والموضوعية في الكتابة. عندما تحتضن هذه الخصائل الخمس التي يتحلى بها اهل العلم والمعرفة وتجعلها قانوناً لك في حياتك الفكرية، ستكتشف حينها العالم من جديد وسترى بانك تغلبت على ما يعكر صفاء الذهن والرؤية السديدة، وتحررت من القيود؛ وستستطيع حينها تغليب قوة المنطق على العاطفة والعقل على النقل والواقعية على الاحلام غير الواقعية، وسترى ايضاً ان كتاباتك اصبحت متزنة وطعمها لذيذ وفائدتها جمة للقراء، وانك اصبحت كاتباً جيداً يقدره الناس ويعتبره اهل العلم والدراية.

ان عنوان كتابتك "أنشودة قومية آشورية من القرن الثالث عشر"،  مرفوض جملة وتفصيلا لانه لا يمت للحقيقة بشيء، وتبرز فيه غلطتان قبيحتان: الاولى ان هذه القصيدة ليست "قومية" كما تدعي، لانها قصيدة أو مقالة منظومة كجدول يعدد اسماء بطاركة  كنيستنا المشرقية وصفات كل واحد منهم، فما هو القومي فيها؟ والغلطة الثانية ان القصيدة ليست "اشورية" كما يحلو لك ان تسميها، بل هي سريانية. ولا اعلم كيف وصمتها "بالاشورية" وحشرتها بها. اذ لا يجوز ابداً تسمية كنيستنا المشرقية في عهودها القديمة وتراثها القديم لا اشورية ولا كلدانية، بل سريانية كما كان اجدادنا يسموها ويسموا انفسهم. ان التلاعب على الكلمات لخداع بعض القراء لا ينفع لان حبل الكذب قصير، ان البعض من افراد شعبنا من العارفين بحقيقة تراثنا وكنيستنا بامكانهم كشف الحقيقة وفضح الموضوع اذا ارادوا.

لننتقل الى موضوعك:
لقد اوردتَ شاهداً من قصيدة شاعرنا السرياني المعلم كيوركيس وردا الاربيلي (توفي  حوالي سنة 1300) حول جثالقة (بطاركة) المشرق، التي نشرها احد عمالقتنا الذي افنى عمره في خدمة وتعليم لغتنا السريانية ونشر تراث الاجداد، الا وهو الاب يوسف بيث قليتا (توفي في الموصل عام 1955)، وكان قد نشرها اولا في اورمي عام 1908، ثم عاد ونشرها ثانية في الموصل في 15 آذار من سنة 1924. وقد نشرها في نهاية كتاب ܡܪܓܢܝܬܐ (المرجانة) لعلامتنا اللغوي البارع عبديشوع بربريخا مطرافوليط نصيبين وارمينيا (توفي عام 1318). وكان هذا اول كتاب قام الناشر يوسف بيث قليتا بطباعته على اثر تاسيس مطبعته في الموصل بعد هجرته اليها.
 
وقد كتب الناشر القس "يوسف بيث قليتا" مقدمة بليغة مؤثرة جدا للطبعة الاولى من الكتاب المذكور (طبع منه فقط 210 نسخة)، وتحدث فيها عن الاضطهادات التي واجهها شعبنا في اورمي، ويذكر في الحاشية كيف ان بعضهم هرب من اورمي الى الموصل بعد ان تركوا خلفهم املاكهم والكثير من كتبهم القيمة منها حوالي 400 كتاب في منتهى القدم، وبضعة كتب منها ( 14 كتاب) كانت مدونة عل جلد الغزلان، وقد ابيدت كلها على يد المخربين كما يخبرنا.

ويتحدث الناشر في المقدمة ايضاً عن خلو الساحة الفكرية من الكتّاب الذين يجيدون السريانية وعن الفقر الثقافي والادبي الذي اصابنا. وقد جاء في مقدمته البليغة ܕܗܐ ܡܢ ܙܒܢܐ ܕܡܐܬܝܢ ܫ̈ܢܝܢ ܝܬܝܪ ܚܣܝܪ: ܐܬܬܒܪ ܩܢܝܐ ܘܐܙܕܠܚܬ ܕܝܘܬܐ ܕܟܠܗܘܢ ܣܦܪ̈ܐ ܒ̈ܢܝ ܐܘܡܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ: ܣܛܪ ܡܢ ܣܪܝܕܐ ܕܡܫܬܟܚ ܗܪ ܬܡܢ اي "منذ حوالي مائتين سنة تقريبا، كُسر قلم جميع الادباء ابناء الامة السريانية، وسفك حبرهم، عدا بعض [الكتّاب] الذين نراهم هنا وهناك..."
ففي قصيدته السباعية التي نحن بصددها، يذكر شاعرنا "كيوركيس وردا" اسماء بطاركة كنيستنا المشرقية، وينسب كل واحد منهم الى مدينته او منطقته التي ينتمي اليها أو عرف بها او كان اسقفا عليها. كما ان البعض الاخر لم ينسبهم الى مدن معينة بل ذكر لهم صفات اخرى حميدة. اما الجثالقة الذين نسبهم الى مدنهم ومناطقهم نذكر منهم:  "ابراهم الكشكري" (159-171)، و "شحلوفا الكشكري" (220-240)، و "ايشوعياب الارزوني" (595-582)، و "سبريشوع الجرمقاني" (596-604)، و "وغريغور الكشكري" (605-609)، و "مار ايشوعياهب من حدياب" (649-659)، و "سركيس النصيبيني" (860-872)، و "انوش من بيث كرماي" (877-884)،  "إسرائيل الكرخي" (-961)، و"مار عبديشوع الجرمقي" (963-986)، و"مار إيليا الأول الطيرهاني" (1028-1049)، و"يوحنا إبن مدينة السلام" (1049-1057)، و"برصوما من صوبا (نصيبين)" (1134-1136)، و "ايشوعياهب من بيث زبداي" (1149-1175)، الخ.
كما انه يذكر بعض البطاركة المنحدرين من الموصل التي كانت مدينة مهمة. وكما هو معروف بان الموصل تسمى بالسريانية "اثور" ܐܬܘܪ، لذلك يقول عن الذي يتحدر منها "فلان الاثوري" اي "فلان الموصلي"، فاذا قلنا بالسريانية "مار ماري الاثوري" يعني اننا نقصد "مار ماري الموصلي"، وإن قلنا "عبديشوع الذي من اثور" فهذا يعني "عبديشوع الذي من الموصل". وبهذه الطريقة يذكر لنا كل من البطاركة: "مار ماري الموصلي" (987-999)، و"عبديشوع الموصلي" (1085-1090)، و "مكيخا الذي كان مسؤلا في الموصل" (1092-1110)، و"إيليّا الذي تربى بين العلماء في الموصل" (1111-1132)، و"عبديشوع من الموصل" (1139-1448).
ولما كانت الموصل تسمى اثور، لذلك لا يجوز ان نترجم عبارة  ܡܪܝ ܡܐܪܝ ܐܬܘܪܝܐ الى صيغة "مار ماري الاثوري" بل "مار ماري الموصلي" لان اثور بالسريانية هي الموصل بالعربية، لكن حتى وان قلنا "مار ماري الاثوري" فهذا لا يعني انه اشوري القومية بل هو فقط موصلي المدينة.
ومثلما تسمى الموصل بالسريانية ܐܬܘܪ "اثور"، كذلك تسمى مدينة بغداد بالسريانية ܒܒܝܠ "بابل". وهذا واضح في كتب جميع ابائنا واجدادنا السريان المشارقة.

عندما نشر يوسف بيث قليتا قصيدة كوركيس وردا في تعداد البطاركة لم يقل ان لفظة ܐܬܘܪܝܐ "اثورايا" تعني اشوري، بل موصلي. وهذه حقيقة واضحة لكل العلماء وقرّاء ثراثنا السرياني. فهل تعتقد ياسيد اشور بانك اذكى من شاعرنا كوركيس وردا (توفي عام 1300) الذي استعمل لفظة "اثورايا" بمعنى موصلي؟ أو انك افهم من اديبنا يوسف بيث قليتا الذي نشر القصيدة المذكورة وحافط على المعنى بان "اثورايا" تعني موصلي؟ أو انك اشطر من بقية كتّابنا القدماء الذين استعملوا "اثورايا" بمعنى موصلي"؟ هل انت اكثر منهم فهماً للغتنا ونصوصها ومعنى الفاظها؟ تفضل وقدم لنا شاهدا سريانياً واحدا فقط لاحد ادبائنا القدماء قال فيها عن نفسه "اثورايا" بمعنى اشوري!

ان مجرد ترجمة كلمة موصلي السريانية ܐܬܘܪܝܐ الى اشوري يعتبر إما جهلا عفوياً، وهذه خطيئة تغتفر، او تزويراً متعمداً وهذا خطأ لا مغفرة له بل يجب فضحه.
لذلك نقولها للشاب المتحمس اشور كيوركيس: لا تعطي للكلمات والجمل معانٍ من عندك وحسب رغباتك، بل كن امينا لتراث اجدادك واعمل على نشره بهويته وباسمه الذي كانوا يستعملونه كي تنال ثقة الناس واحترامهم لك.

واذا خطر ببالك ان تسأل لماذا استعمل الاب يوسف بيث قليتا في مقدمته للكتاب المذكور الذي طبعه تعبير ܐܘܡܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ "الامة السريانية"؟ الجواب ببساطة لاننا جميعاً سريان، وأمتنا هي الامة السريانية، وان اسم "سريان" هو الاسم الذي استعمله جميع اجدادنا وجميع اباء كنسيتنا المشرقية وجميع مؤلفينا خلال التاريخ، وبينهم علامتنا عبديشوع الصوباي في جدوله عن ادبائنا حيث سماهم "سريان" بقوله:  ܡܟܝܠ ܕܝܢ ܕܣܕܪܢ ܣܝ̈ܡܐ ܕܐܒܗ̈ܬܐ ܝܘ̈ܢܝܐ: ܢܫܪܐ ܠܡܣܕܪ ܠܣܝ̈ܡܐ ܕܐܒܗ̈ܬܐ ܣܘܪ̈ܝܝܐ  "بعد ان سردنا مؤلفات الاباء اليونان، نبدأ في سرد مؤلفات الاباء السريان". (كتاب المرجانة، صفحة 69).
 فسر ايها الشاب المتحمس على درب الاباء والاجداد السريان ولا تحيد عنه.
ولتكن نعمة الرب معك وبين افراد عائلتك.
حذابيا

49
  السيد المحترم Abo Nenos
أغلبية إخوتنا من السريان النساطرة ينتمون الى الآراميين لأن الآراميين
كانوا منتشرين في جميع مناطق العراق القديم. لقد أطلق الفرس تسمية
" بلاد بابل " على بلاد  أكاد القديمة و لكن السريان المشارقة النساطرة
ظلوا محافظين على الاسم القومي التاريخ و هو " بيث آرامايا " أي
بلاد الآراميين .
   نحن نؤكد أن السريان النساطرة كانوا آراميين لأنهم ذكروا ذلك في
مصادرهم . ليتك تذكر لنا أين وجدت أن " ايشو بر علي و حنين بن اسحق وهم سريان نساطرة ومن قبائل عربية معروفة فاحدهما طائي والاخر من بني عبادة " ؟
  هنالك بعض  آباء الكنيسة السريانية الشرقية كانوا من جذور فارسية
و لكنني لم أجد أي مصدر قد ذكر أن حنين بن اسحق هو عربي !
ليتك تذكر المصدر أو المرجع و شكرا لك .

50
كتاب " الفلاحة النبطية "
هنري بدروس كيفا
إنني كنت أبحث عن هذا الكتاب منذ حوالي ٢٥ سنة و كنت قد سمعت
به من أحد الباحثين من القرن التاسع عشر و قد ذكر " إنه مهم جدا و لكنه مفقود "!
لقد بحثت عنه في المكتبات في باريس و أخيرا وجدته في مكتبة تابعة
للكوليج دو فرانس و لكنني لم يسمح لي الوقت أن أطلع عليه ...
كنت أتحسر لأنني لم أستطع أن أطلع عليه و لكنني اليوم و بفضل العم
غوغل إستطعت أن أطلع عليه و قرأت منه عشرات الصفحات و طبعا
سأطلع عليه بأكمله و ذلك بفضل موقع " الوراق " الذي نشر عددا كبيرا
من الكتب العربية النادرة و يسمح لأعضائه الإطلاع عليها .
الكاتب هو " إبن وحشية " و هو من جذور سريانية و قد عاش في
القرن العاشر الميلادي . أهميته هي أنه قد ترجم عددا كبيرا من الكتب
السريانية ( المفقودة الآن ) الى اللغة العربية . كتاب " الفلاحة النبطية "
هو حول طريقة الزراعة عند أجدادنا و كيف معالجة الأشجار و العناية
بها و في الصفحات الأولى يتكلم عن شجرة الزيتون و فوائدها .
المدهش أن مؤلف الكتاب يستشهد ببعض العلماء القدامى و هذا سيسمح
لنا في تحديد الزمن الذي كان يعيش فيه و الجدير بالذكر إنه يستشهد
بمؤلف كنعاني ...
أخيرا نحن نعلم اليوم أن الأنباط كانوا ينتمون الى الآراميين و قد تركوا
لنا مئات الكتابات باللغة الآرامية و لكن للأسف لنا أغلب المؤرخين الذين
يكتبون عنهم اليوم يرددون بأنهم عرب . علما إن المصادر العربية نفسها
لم تكن تعتبرهم عربا و لكن من السريان سكان الشرق الأصلين .
سؤال : ما هي اللغة النبطية في نظر " إبن وحشية " ؟
الجواب : يعطيه لنا إبن وحشية في الصفحة ١٦( في الأسفل )
" قال أبو بكر بن وحشية فأنه ليس يخرج لي معنى هذه الأسماء
بالسريانية فأنقلها الى العربية على صحة..."
اللغة النبطية = اللغة السريانية .
الأنباط = السريان .
المطلوب من السريان اليوم و غدا التعرف على هويتهم قبل فوات الأوان
و الدفاع عن منجزات أجدادهم العظام .
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204315336897744&set=a.10204315336657738.1073741875.1058767894&type=1&theater

51
كيف حصل الفرنسيون على آثاراتنا الآرامية المكتشفة في حلب ؟
هنري بدروس كيفا
أهدي هذا المقال الى الإعلامية الغيورة مايا مراد .
عندما شاركت في برنامج مع الإعلامية مايا مراد عبر فضائية سوريويو سات حول الآثارات الآرامية في متحف اللوفر . كنت قد ذكرت ما أعرفه
حول كيفية إنتقال الآثارات و التماثيل من الشرق بشكل عام الى الدول
الأوروبية . و قد ذكرت إن العديد من الآثارات هي مسروقة أو مهربة
وذلك للصراع الدائر حول الدول الأوروبية للحصول على تحف و كتابات
نادرة من أجل متاحفها . و عندما وصل حديثي حول تمثالين لكاهنين
آراميين قد وجدا قرب مدينة حلب و في منطقة نيرب بالتحديد سألتني
الإعلامية مايا " كيف حصلت فرنسا على هذين التمثالين و هل سرقتهما
و كيف تم ذلك ؟ ". للأسف لم يكن لي معلومات حول كيفية وصول هذين التمثالين من حلب الى باريس و لكنني إطلعت مؤخرا على معلومات مأخوذة من الرسائل المتبادلة بين المهتمين الفرنسيين في باريس
و بين التاجر الذي أراد بيع تلك التماثيل !
أولا - كيف و متى عرف الفرنسيون بوجود هذه التماثيل ؟
مجموعة هذه الرسائل موجودة في مكتب Corpus Inscriptionum Semiticarum التابع لL'Académie des Inscriptions et Belles-Lettres.وهي حوالي ٤٠ رسالة تشرح لنا بكل وضوح كيف
تمت عملية البيع و الشراء !
من يطلع على هذه الرسائل السرية يكتشف كيف كانت الدول الأوروبية
تتسابق من أجل الحصول على الآثارات . سأترجم بعض المقاطع المهمة
من الرسائل المهمة .
كان العالم Charles-Clermont-Ganneau من أهم علماء الآثار
في نهاية القرن التاسع عشر في ٢٥ تشرين الثاني سنة ١٨٩١وصلته رسالة من موظف في قنصلية حلب اسمه Barthélemy بعثها في
١١ تشرين الثاني يذكر فيها :
" لقد سمحت لنفسي ان اكتب لك وعندما تعلم سبب رسالتي لك سوف
تسامحني ...لقد إكتشف بعض العمال مؤخرا في ضيعة النيرب قرب حلب
تمثالا حيث نرى تقدمة و فوقها كتابة فينيقية , إنني لم ار التمثال ولكن
أحد رجال الدين الفرنسيين قد نسخ الكتابة..."
و في اليوم نفسه يكتب Ganneau لذلك الموظف مطالبا العمل للحصول على نسخة من التمثال أو الحصول على التمثال من أجل
فحصه و قد كتب Ganneau في نفس اليوم أيضا رسالة الى Renan
يشرح فيها خبر هذا الإكتشاف . فرد Renan قائلا;
" إن رسالة Barthélemy قد أسعدتني و يبدو أن هذه الكتابة لها علاقة
مع نص زنجرلي ( سمأل ) و لا شك هي آرامية و من المهم جدا الحصول عليها ... أكتب و أرسل برقية الى Barthélemy لأن هذا
الإكتشاف هو مهم جدا "
في ٢٩ تشرين الثاني وصلت برقية الى قنصلية فرنسا في حلب تطلب
من Barthélemy جمع كل المعلومات و سعر هذه التماثيل.
ثانيا - ماذا تخبرنا هذه الرسائل المتبادلة ؟
أ- ان تاجرا أوروبيا في بيع التحف إسمه Nicolas Marcopoli كان
قد أسرع في شراء التمثالين من صاحب الأرض و ها هو يطلب مبلغ
عشرة ألاف فرنك !
ب- لقد عرض التاجر تمثالا جديدا و هو يرفض نقل التماثيل الى بيروت
من أجل معاينتها. وقد أرسل نسخا الى ألمانيا و بريطانيا.
ج - أحد الألمان المهتمين في علم الآثار قد ذكر للتاجر Marcopoli
بأن التماثيل هي مزيفة و ليس لها أية قيمة تاريخية .
د -وبعد سنتين تم الإتفاق على بيع التمثالين بألفي فرنك و ليس عشرة
ألاف و قد إشترت رهبنية الفرنسيسكان التمثالين و تم نقلهم الى قنصلية
حلب في ١١ حزيران ١٨٩٤ !
ه - قام Barthélemy بنقل التمثالين بسرية تامة برا الى بيروت ومنها
الى فرنسا عن طريق البحر و إستغرقت عملية النقل حوالي سنتين, وقد
وصلت الى باريس بين شهري شباط و أذار سنة ١٨٩٦!
ثالثا - أهمية هذه الرسائل:
أ - تكشف لنا كيف إن المخابرات الفرنسية كانت تتدخل و خاصة العلماء
الفرنسيين الذين كانوا يعيشون في المانيا و إيطاليا و بريطانيا ينقلون ما
يسمعوه حول تماثيل حلب الآرامية !
ب - كان العالم Ganneau يشعر بمسؤولية كبيرة تقع على عاتقه
فهو المكلف بعملية الشراء و التحقيق من صحة هذه التماثيل: و كانت
تصله أخبار التاجر Marcopoli الذي كان يعرض التماثيل لمتاحف
في المانيا وبريطانيا و إيطالية !
ج - لقد ورد في تلك الرسائل إن الكتابة كانت باللغة الفينيقية و بعضها
ذكر إنها باللغة الأشورية و لكن بعد دراسة الكتابة على التمثالين أجمع
العلماء على أنها باللغة الآرامية .
د - إن عملية شراء التماثيل كانت مخاطرة كبيرة لأن لا أحد من علماء
الآثار أو علماء اللغات الشرقية كان قد عاين هذه التماثيل عن قرب .
ه - نشاط الإرساليات الأجنبية في خدمة مصالح بلدها : فإن الراهب
Paul de Saint Aignan هو الذي أوصل خبر إكتشاف التمثال
الى القنصلية الفرنسية و إن رهبنته هي التي إشترتها لحساب
Corpus Inscriptionum Semiticarum و قد قدمت التماثيل
لاحقا الى متحف اللوفر حيث لا تزال حتى اليوم !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204701180663597&set=a.10204701180503593.1073741886.1058767894&type=1&theater
‎تمثال "سن غبار " كاهن آرامي المكتشف سنة ١٨٩١ في نيرب‎

52
السيد المحترم اخيقر يوخنا
 إنني لم أذكر اسم المطران و أنت تتسرع في الكتابة و التعليق ويبدو
إنك تتلاعب في الكلام إذ تكتب :
" ونشكرك على هذة المعلومات والاقوال التاريخية التي قالها البطريرك افرام برصوم
اولا ان للتسمية الاشورية  حسنات 
ثانيا السريان هم احفاد الاشوريين
ثالثا التسمية الاشورية معترفا بها في الامم المتحدة  ومعترفا بها دوليا فلماذا لا تستخدمها
رابعا قال المطران ان التسمية  الاشورية هي موحدة لنا وهذا شيء مهم جدا لنا 
خامسا قال المطران ان التسمية الاشورية تحمل لنا حقوقا تاريخية
وختاما
اعتيقد ان قداسته قد اعطاك الجواب الصحيح "
 يبدو إنك لا تزال تعيش في أوهامك الأشورية المزيفة , قداسة البطريرك
افرام برصوم هو الذي أكد أن السريان هم الآراميون و لكن كي تفرح
قليلا هنالك عدة مطارنة يؤيدون الفكر الأشوري المزيف و نحن نعتبرهم
خونة لهوية أجدادهم السريان ...
 لماذا تذكر صاعد الأندلسي ولا تذكر لنا ما تركه أجدادك السريان النساطرة حول هوية أجدادهم ؟ 

53
هل للتسمية " الأشورية " حسنات ؟
منذ حوالي أكثر من ٢٤ سنة جرى لي نقاش مع أحد كبار رجال الدين
حول هويتنا السريانية التاريخية و عندما ذكرت له أن جميع العلماء السريان قد أكدوا في مصادرهم بأن السريان هم آراميون و أن التسمية
السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية . ذكر لي رجل الدين السرياني :
" أن للتسمية الأشورية حسنات !"
و قد أكد لي ذلك المطران : " هل تعتقد ان السرياني إذا شاهد تماثيل
أو آثارات آرامية فإنه سيعرف إنها لأجداده ؟ " و طبعا أجبت ذلك
المطران إنه من واجبنا نحن أن نعرف السريان على هويتهم التاريخية
الحقيقية و ليس على أي نظريات خاطئة تدعي أن للتسمية "الأشورية "
حسنات !
كان صديقي الدكتور أسعد صوما يشجعني دائما كي أكمل أطروحة
الدكتورا و كان يؤكد لي أن الشعب السرياني بحاجة لباحثين نزيهين
ينفضون الغبار عن تاريخنا و يصححون الطروحات الخاطئة التي
زرعها بعض السريان الضالين المدعين بالهوية الأشورية المزيفة !
أولا - ما هي حسنات التسمية " الأشورية " حسب رأي هذا المطران ؟
أ - إنها التسمية التي ذكرها المطران افرام برصوم في باريس سنة ١٩٢٠
بصراحة في بداية التسعينات من القرن الماضي لم أكن مطلعا على كل
ما كتب قداسة البطريرك افرام برصوم كما إنني لم أحب أن أقاطع " كلام
المطران " خاصة و إنني لم أتحقق و لكن من له إطلاع بتاريخ البطريرك
افرام برصوم يرى بأنه في كتابه المشهور " اللؤلؤ المنثور " المطبوع سنة ١٩٤٤ يؤكد أن السريان هم الآراميون أنفسم . كما أن هذا البطريرك
قد ذكر في كتابه " في اسم الامة السريانية " أن جميع السريان يتحدرون
من الآراميين و أعطى عشرات البراهين الدامغة و أن التسمية الأشورية
هي مزيفة ليس لها علاقة مع شعبنا السرياني الآرامي !
لقد صحح المطران افرام برصوم من غلطته بقوله أن السريان هم أحفاد
الأشوريين : هذ يصحح رجال الدين السريان من مفاهينهم الخاطئة قبل
فوات الأوان ؟
ب - قال لي المطران " إن عصبة الأمم قد إستخدمت التسمية الأشورية
في حديثها عن السريان النساطرة بعد أحداث سميل سنة ١٩٣٣ فلماذا
لا نستخدم التسمية الأشورية و قد أصبح معترفا بها عالميا ؟"
هذا المطران يخلط بين " تسمية " و " هوية تاريخية علمية " و للأسف
إنه يعتقد أن " التسمية الأشورية المزيفة " هي أهم و أفضل من " هويتنا
السريانية الآرامية ". إنه يستخدم حجج واهية مثل " عصبة الأمم قد
إستخدمت التسمية الأشورية " لأنه يعلم جيدا أن العلماء السريان كانوا
دائما يستخدمون التسمية السريانية كمرادف للتسمية الآرامية . كان من
الأفضل أن يتمسك بتسمية أجداده العلمية الموجودة في كتبهم و قصائدهم
و رسائلهم و إن إستخدام عصبة الأمم سابقا أو حتى الأمم المتحدة اليوم
لا تستطيع أن تنكر أن هوية السريان الحقيقية هي الآرامية و ليس تسمية
" أشورية " إستخدمها بعض موظفي عصبة الأمم بدون تحقيق ؟
ج - قال لي المطران " إن التسمية الأشورية هي موحدة لنا و هذا شيئ
مهم جدا لنا ".
يبدو أن بعض رجال الدين السريان قد تشربوا الفكر الأشوري المزيف
و هم لا يزالون يدافعون عن طروحاته متوهمين إنها حقائق معترف بها
أكادميا أو ان مجرد " إيمانهم بها و ترديدهم لها " تصبح حقائق علمية
في نظرهم و تجاهلهم لهوية أجدادهم الآراميين قد أوصلهم الى طريق
مسدود:
* الشعب الأشوري قد إنقرض و زال من التاريخ مثل شعوب عديدة مثل
السومريين و الأكاديين و العموريين و الكنعانيين و الميتنيين و الحثيين!
* أغلب رجال الدين المؤيدين للتسمية الأشورية المزيفة هم من الجزيرة
السورية التي كانت موطنا للآراميين أجدادنا . لقد إستوطن الشعب الميتني
بين ١٦٠٠ و ١٢٠٠ سنة هذه المنطقة التي كانت تسمى نهريما و لكن
بعد إنتشار الآراميين فيها سميت بيت نهرين و في أسفار التوراة آرام نهرين ! لماذا رجال الدين السريان لا يعترفون بجذور ميتنية في الجزيرة؟
فهي منطقية أكثر من جذور أشورية لأن الشعب الأشوري لم يستوطن
في بلاد نهريما و لكنه إحتلها بعد مقاومة آرامية عنيفة !
* أجدادنا السريان قد تركوا لنا مئات النصوص السريانية الواضحة حيث
يؤكدون أنهم آراميون و ليس أشوريين أو ميتنيين : هل من الحكمة أن
نتخلى عن إسمنا السرياني المرادف لهويتنا الآرامية لأن بعض الجهال
السريان يتوهمون بأن للتسمية الفينقية أو الميتنية أو الأشورية حسنات ؟
* إن اللغة السريانية نفسها لا تعترف بالتسمية الأشورية :
إن التسمية الأشورية في المصادر السريانية كانت تشير الى الشعب
الأشوري حين كان شراح اسفار التوراة يفسرون آياته . ولكن التسمية
الأشورية في المصادر السريانية لم تكن تشير الى شعب معاصر للشعب
السرياني الآرامي ! أخيرا لقد أصبحت التسمية الأشورية تشير الى منطقة
جغرافية محددة هي الموصل و هنالك عشرات البراهين كما إنها أصبحت
تحمل في اللغة السريانية معاني غير مستحبة تشير الى الظلم و العداء
و الوحشية !
د - لقد قال المطران أيضا " التسمية الأشورية تحمل لنا حقوق تاريخية "
لم أعد أتذكر اذا تكلم المطران عن وطن قومي كما يردد السريان المنخدعون بالفكر الأثوري الأشوري المزيف ! و لكن كل تسمية سياسية مزيفة لا تحمل أية حقوق تاريخية : الشعب الأشوري قد زال من التاريخ
و كل دعاة الفكر الأشوري يرددون طروحات تاريخية غير علمية من
نوع : إن إسمنا السرياني هو مشتق من الشعب الأشوري و بالتالي التسمية السريانية هي مرادفة للأشوريين ؟ و من الأسف أن كثيرين من
رجال الدين السريان يرددون هذه الطروحات الخاطئة و هم يتوهمون
أن السرياني لن يرى الفرق بين " طروحات تاريخية علمية " و بين
الأكاذيب الأشورية التي يروجونها ...
ثانيا - التسمية الأشورية هي مزيفة و ليس لها آية حسنات !
أ - كنا نعرف نحن أعضاء رابطة الأكادميين الآراميين إن كثيرين من
رجال الدين السريان قد إبتعدوا عن هوية أجدادهم الآرميين و أنه لا سبيل
لنا للدفاع و التعريف عن هويتنا التاريخية إلا التاريخ العلمي الأكاديمي.
وكان رهاننا أن السرياني المثقف و الغيور هو الحكم و أنه من واجبنا
الدفاع عن هويتنا التاريخية بدون مجاملة هذا المطران أو ذلك الحزب !
ب - لقد إنتشر الفكر الأشوري بين السريان الذين يتكلمون اللهجة
السريانية الطورية و كانوا يتوهمون أن السرياني الحقيقي هو فقط من
يتكلم اللغة السريانية : هذه الفئة الضالة من السريان المدعين بالهوية
الأشورية المزيفة لا يخجلون من الإدعاء بأن إخوتنا من السريان الملكيين
أي الروم و الموارنة هم جزء من الشعب الأشوري ؟
كيف تريدون إقناع السريان الملكيين بأنهم أحفاد الأشوريين بطروحاتكم
و تفسيرتكم المزيفة ؟ التسمية الأشورية ليس لها حسنات لأنها تبعد
السريان عن جذورهم الحقيقية !
ملاحظة إن السرياني الخائن لهوية أجداده يستطيع أن يقنع بعض سريان
الجزيرة أن الأشوريين قد إحتلوا بيت نهرين و تركوا بعض الآثارات فيها
و لكن كيف يستطيعون إقناع سكان سوريا و لبنان بجذور أشورية وهمية؟
ج - جميع العلماء الأجانب ( الحياديون ) المتخصصون في تاريخ
السريان يؤكدون - من خلال المصادر السريانية - بأن التسمية السريانية
هي مرادفة للتسمية الآرامية ! و هذه هي " ضربة كف " الى كل سرياني
يدعي بالغيرة و المعرفة و يردد بأن للتسمية الأشورية حسنات !
د - يردد إخوتنا أبناء الكنيسة الكلدانية بإنهم " شعب كلداني و يتكلم
اللغة الكلدانية " و هم يعترفون بالأشوريين شرط أن يعترفوا بهم كشعب
كلداني ! علما إن قدامى الكلدان كانوا من الآراميين و كانت لغتهم الأم
آرامية ! الإيديولوجية الأشورية تقسم امتنا السريانية الآرامية و لا توحدها
كما يدعون في منشوراتهم الكاذبة .
الخاتمة
التسمية الأشورية ليس لها حسنات لأنها تسمية تشير الى شعب أشوري
منقرض منذ ٢٥٠٠ سنة ! إنها تقسم شعبنا و تعلقه في تسمية أشورية
مزيفة لا تشير الى شعبنا السرياني الآرامي !
التسمية الأشورية تفضح كل سرياني إذا كان مخلصا لهوية أجداده
أم إذا كان مخلصا لإيديولوجية سياسية مزيفة !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=219909904831461&set=t.1058767894&type=3&theater

54
شكرا لكل من يدافع عن هويتنا التاريخية الصحيحة !
هنالك عالم " خبير " ما يعرفش حاجة في تاريخ الأقليات كتب رسالة الى
الرئيس الأسد يطالبه فيها بحقوق هويتنا و لكنه يسميها " أشورية "!
أنا لا أعتقد أنه من الحكمة على خبير في تاريخ الأقليات ألا يعرف هوية
أجداده السريان المتحدرين من الآراميين و ليس من أي شعب آخر !

55
              " ما كل ما يشتهيه المرء يدركه ..."
السيد المحترم oshana47
 عندما تطلب مني أن أطلع على تعليقاتك فإنك كمن يطلب مني أن أرى
الهر نمرا مفترسا ! بكل محبة لقد توقفت بالإطلاع على تعليقاتك التاريخية
لأنها مضيعة للوقت : ألست أنت الذي يدعي أن الرها هي أشورية و ألست أنت الذي يستخدم تعبير اللغة الأشورية المزيف بدل اللغة الأكادية؟
 عفوا إنني إناقش من يريد أن يتعلم و يصحح من مفاهيمه و صدقني
لا أريد أن أضيع وقتي في إقناع أي أخ سرياني يردد طروحات مزيفة !
 أخيرا إذا كنت تريد أن نناقش بمسؤولية عليك :
أ - أن تحترم مصادر أجدادك لأنها هي التي تحدد هويتهم و ليس
مفاهيمكم الخاطئة .
ب - عليك أن تتوقف إستخدام تعبير "اللغة الأشورية " لأن كل من يردده
هو سرياني متطرف ناكر لإسم لغته الأم .

56
من إستخدم اللغة السريانية كلغة رسمية ؟
هنري بدروس كيفا
السيد المحترم Noel Riskallah
شكرا لك لأنك تحترم الإسم العلمي للغتك السريانية الأم و هذه خطوة إيجابية و لكن ورد في تعليقك معلومات عديدة خاطئة عن تاريخ اللغة
السريانية ! أنت كتبت "
" في زمن ما في الماضي كانت لغتنا السريانية اللغة الرسمية لكل ممالك الشرق الاوسط والادنى وكثير من بلدان الشمال الافريقي, لكن بعد سقوط الامبراطورية الاشورية بدأت تتراجع شيئا فشيئا الى ان احتلت العربية مكانها ايام غزوات الاستعمار الاسلامي الى ان انحسرت وبقت لغة الاديرة والكنائس تقريبا..."
أ -اللغة السريانية لم تكن اللغة الرسمية لكل ممالك الشرق الأوسط !
هذا كلام غير صحيح تاريخيا لأن الإمبراطورية الفارسية هي الوحيدة
التي إستخدمت اللغة الآرامية كلغة رسمية في جميع انحاء امبراطوريتهم.
ب - الإمبراطورية الأشورية و الإمبراطورية الكلدانية لم تستخدمان اللغة
الآرامية كلغة رسمية مع أن العنصر الآرامي هو المتغلب في جميع أنحاء
هاتين الإمبراطوريتين . صحيح أن اللغة الآرامية كات اللغة الأم للقبائل
الكلدانية و لكنهم حافظوا على اللغة الأكادية كلغة رسمية .
ج -اللغة الآرامية التي ستعرف باللغة السريانية في القرن الخامس الميلادي لم تكن أبدا لغة رسمية في " وكثير من بلدان الشمال الافريقي"
كما أنت ذكرت ! إكتشاف عدد كبير من الرسائل باللغة الآرامية في
جزيرة الفيلة على نهر النيل هو لأن الفرس قد إختاروها كلغة رسمية !
د - تراجع اللغة السريانية ليس له أية علاقة مع سقوط الامبراطورية
الأشورية كما أنت تدعي ! من المؤسف أن معلوماتك حول تاريخ
تراجع اللغة السريانية هي خاطئة جدا . لأن اللغة السريانية باحتكاكها
مع اللغة اليونانية سوف تنهض و تتطور و تصبح لغة العلم و العلماء
لمدة طويلة جدا . تراجع اللغة السريانية قد بدأ في القرن العاشر الميلادي
أي بعد 1600 سنة على سقوط الإمبرطورية الأشورية !
ه - لقد ورد في تعليقك تعبير " الإستعمار الإسلامي " عفوا هذا التعبير
هو خاطئ لأنه مرتبط بالحركة الإستعمارية في التاريخ الحديث . كان
من الأفضل إستخدام " الإحتلال العربي الإسلامي " من أجل الدقة .
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10201991268837495&set=a.10201991268677491.1073741844.1058767894&type=3&theater

57
  "  أنا فقط اظهر الحقيقة والعجب والبقية اتركها للواقع التاريخي "
السيد المحترم oshana47
لا شك إنك سمعت أن فاقد الشيئ لا يعطيه ! عفوا أنت لا تظهر الحقيقة
و العجب و لكنك تظهر لنا مفاهيمك الخاطئة و الويل لإنسان مثلك يجهل
تاريخ الآراميين و يعلق فيه مدعيا المعرفة !

59
السيد المحترم Eddie Beth Benyamin
 من المؤسف إنك غير مطلع على الفن الآرامي و يبدو إنك لم تشاهد
أية تماثيل آرامية فتتسرع و تدعي ( يا للمصيبة ... تقليد اعمى..)
أ - إن أوروك تقع في بلاد سومر القديمة و التي ستعرف لاحقا ببلاد
سومر و أكاد و لكنها لا تقع في بلاد ما بين النهرين التاريخية .
ب - النصب الآرامي قد وجد في تل حلف أي في نهريما ( بيت نهرين
في اللغة الآرامية ) التي هي في الجزيرة السورية .
ج - هذا النصب الآرامي لا يرمز الى كلكامش و تفسيراتك هي خاطئة
فالنحات لم يعتقد أن السوط هو ذيل ؟ كما كتبت و George Roux
كان يعتقد أن الإله الذي يتوسط إلهي الجبال الآرامين هو كلكامش !
بينما أنت تتسرع و تدعي أن  أحد الإلهين هو كلكامش و تغامر بالإدعاء أن النحات هو مقلد لا يميز بين سوط و ذنب !
د - هذه الألهة هي آرامية و كانت منتشرة في جميع المناطق الآرامية:
إذا نظرت الى الإلهين نصف إنسان و نصف حيوان فإنك سترى أن
لكل منهما قرنين ! و هذه العادة - وجود قرنين - في التمثال هي
البرهان بأنه إله آرامي !

60
هل خان الشعب الأرمني و الشعب السرياني لآرامي السلطنة العثمانية ؟ "

ترقبوا حوار حول وقائع تاريخية جديدة تثبت الابادة بحق الارمن مع الباحث هنري بيدروس كيفا الاربعا 11_2_2015 س 3:00 ب ظ ضمن برنامج "كل يوم بيومه" عبر صوت فان 94.7 & 95 اف ام & www.voiceofvan.net. et Henri Bedros Kifa.

61
" أجمل هدية من إبنتي اديسا اورهاي! "
هنري بدروس كيفا
لا أعرف كيف يتصرف بقية الآباء مع أطفالهم حول تاريخنا و هويتنا
و نضالنا ... أقصد في عمر يجب أن نخبرهم حول أهمية هويتنا و تاريخنا السرياني الآرامي !
إنني أتذكر بأنني قد تكلمت مع أولادي الكبار حول هذه المواضيع المهمة
و لكنني لم أفتح هذا الموضوع مع إبنتي اديسا لأنها لا تتجاوز الثاني عشر من عمرها ...
في بداية العام الدراسي سألت المعلمة طلاب الصف إبنتي اديسا أن
يعرفوا بإسمهم و من أي بلد هم ... و منذ شهر أخبرتنا اديسا جوابها
البسيط للمعلمة " Je m'appelle Edessa, je suis Syrienne Araméenne " أي " إسمي اديسا و إنني سريانية آرامية " و عندما
سألتها المعلمة " هل تقصدين إنك من سوريا ؟ " اجابت إبنتي " كلا ,
والدي ولد في بيروت و لكننا ننتمي الى الشعب السرياني الآرامي..."
لم أعلق على جواب إبنتي لأن جميع أولادي يعرفون عن هويتهم بأنهم
سريان آراميون و لكن منذ ثلاث أيام أخبرتني إبنتي أن المعلمة بدأت
تشرح لهم قصة " كلكامش " الأسطورية و قد سألت إبنتي معلمتها
" ألسيت هذه الصورة هي علم الشعب السرياني الآرامي ؟ " فأجابت
المعلمة بعد تردد " نعم " !
بعض الملاحظات المهمة
أ - إن هذا التمثال الآرامي قد وجد في تل حلف و ليس له علاقة
بالشعب السومري و الأكادي .
ب - صحيح أن قرص الشمس يرمز الى الإله " شماش " الذي كان
يعبد عند شعوب شرقية عديدة مثل الإله " هدد " و لكن الرجل الذي
الذي يحمل في النصف قرص الشمس ليس هو كلكامش !
ج - هنالك عالم آثار فرنسي اسمه George Roux هو الوحيد
الذي ذكر أن هذا التمثال هو لكلكامش !
د - لا يوجد أية كتابة آرامية على هذا التمثال تذكر أنه يرمز الى
أسطورة كلكامش : إن تخمين العالم George Roux هو خاطئ !
ه - كل الكتابات الآرامية التي وجدت في بيت نهرين ( الجزيرة السورية)
كتابة حدد يسعي و التي وجدت في بلاد آرام ( سوريا القديمة ) مثل
نص سفيرة الشهير و نصب ذكور و غيرها لا تذكر أي شيئ له
علاقة بإسطورة كلكامش !
و - أخيرا لقد أخطأ العالم George Roux بأن هذا النصب يشير
الى كلكامش و هذا واضح من " طول " الرجل الذي يتوسط الإلهين
فهو أقصر منهما بكثير و كانت العادة في نقش التماثيل القديمة أن يكون الملك و الإله أكبر حجما من الباقين !
أخيرا هذا الموضوع حول آرامية هذا النصب كنت سأقدمه في
سوريويو سات و لكن ضيق الوقت لم يسمح لي : بعض السريان الضالين
لا يزالون يتوهمون أن هذا النصب الذي وجد في تل حلف هو " أشوري "
و إن علم السريان يرمز الى الأشوريين ! و قد رأيت " صحافيا متطفلا
على التأريخ " يشرح و يؤكد أن هذا المثال يشير الى كلكامش إستنادا
الى مقال ل George Roux ...
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204651112171916&set=a.10204651111451898.1073741885.1058767894&type=1&theater

62
السيد آشور بيت شليمون
أنت تضيع وقتي لأنك تبحث عن مهاترات و يبدو إنك عاجزا لا تستطيع
إلا أن تردد ما تعرفه و هذه مصيبة : تتوهم إنك تعرف تاريخ الشرق و
تدعي بطروحات خاطئة و عندما أرد على تعليقاتك تقوم و تحذف
مواضيعك الفارغة كي لا يطلع " أصحابك " كيف أفضح جهلك !
لا تتوقف عن الدفاع عن أوهامك الأشورية المزيفة .. و إستنجد بالشعراء
و الأطباء و الفكهاء و إنني سأستنجد بمصادر أجدادك السريان كي
أظهر مفاهيمك الأشورية المزيفة !

63
السيد المحترم ايشو شليمون
أولا - إنني مسؤول عن كل كلمة أكتبها و عن كل مواقفي التي أفضح
فيها كل سرياني يدعي بهوية أشورية مزيفة أو بوجود لغة أشورية معاصرة.
ثانيا - الرابط الذي أنت وضعته لم يفتح .
ثالثا - إنني لم أكتب أو أتهم أحد البطاركة بأنه " إسخريوطي " و يبدو
إنك تخلط بين ما أكتبه أنا و بين موقف التنظيم الآرامي .
رابعا - ليتك تتحقق قبل الكتابة لأنني أرى إنك ذكرت " قداسة بطريرك الكنيسه السريانيه الكاثوليكيه الانطاكيه " بينما تعليق التنظيم الآرامي
كان موجها ضد أحد المطارنة السريان الأرثودكس التي تصور تحت
علم أشوري و يدعي بهوية أشورية مزيفة .
خامسا - إنني مستعد أن أشرح لك بأنني لست " تائها " كما تتوهم
و إنني أضع براهين علمية عندما أؤكد أن أجدادك السريان النساطرة
كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين و ليس أشوريين كما تدعون .

64
"المؤتمر السرياني الأنطاكي و التركي المسيحي !"
أغلب رجال الدين الكاثوليك لا يؤمنون بوجود " هوية تاريخية " لنا !
هنري بدروس كيفا
مع إحترامي الشديد لهم و لعلومهم و مع تقديري لدفاعهم عن " التراث
السرياني " فإنهم مقصرون جدا :
أ - يتحججون أن المسيح جاء من أجل خلاص الإنسان و أن الكنيسة
هي لجميع الأمم و بالتالي لا يوجد فرق بين كاثوليكي أرجنتيني و كاثوليكي أردني أو لبناني !
ب - يرددون بأن المسيحي الأردني هو أردني أو عربي بدون النظر الى
هويته التاريخية علما إن الأردنية هي إنتماء الى وطن حديث و أن المسيحي لا يتحدر من جذور عربية . أغلبية الشعب الأرجنتيني هم من
جذور أوروبية : إيطالية ام إسبانية ام غيرها ...جميع سكان الأردن
المسيحيين هم أحفاد الأنباط الآراميين فلما لا تحترمون هويتهم !
ج - الأغلبية الساحقة من مؤيدي مجمع خلقيدونيا في شرقنا الذين
كانوا تابعين لكرسي إنطاكيا كانوا ينتمون الى الشعب السرياني الآرامي.
في بداية القرن العشرين إدعى بعض مؤرخي إمبراطورية بيزنطيا أن
مؤيدي مجمع خلقيدونيا كانوا من اليونان ( و هذا غير صحيح أبدا )
و أن مناهضي المجمع كانوا " الأقباط " و " السريان " و " الأرمن "!
إن المصادر السريانية قد أثبتت أن الإنقسامات بسبب تعاليم مجمع
خلقيدونا لم تقسم السريان عن اليونان و لكنها قسمت الشعب السرياني
إلى قسمين ! و قد أطلقت تسمية " السريان الملكيين " على مؤيدي
مجمع خلقيدونيا لأنهم كانوا ينتمون الى الشعب السرياني الآرامي !
د - من المؤسف أن رجال الدين الكاثوليك المتحدرين من الشعب السرياني - و لكنهم إستعربوا مع الزمن - لا يحاولون الإهتمام في
معرفة هويتهم التاريخية : كثيرون منهم يرددون طروحات تاريخية شعبية
خاطئة من نوع نحن أحفاد الغساسنة ؟ علما إم الغساسنة كان عددهم
قليلا نسبة الى السريان الآراميين و أن الغساسنة كانوا مرابطين في
الباديا شرقي الأردن و ليس في ضواحي مدن القدس و دمشق و بيروت
و حمص و حلب.... و قد دخلوا الإسلام مثل عدد كبير من المسيحيين
السريان .
ه - رجال الدين الكاثوليك لا يستطيعون الإختباء خلف نظام الإنتماء
الطائفي : الكنيسة المارونية كانت سريانية آرامية بهويتها و لغتها الأم
و تراثها ...
*الكنيسة المارونية لم تنتشر بين شعوب كنعانية و لبنانية و سريانية
و عربية !
* إذا إنضمت بعض العائلات العربية في القرن التاسع عشر و بعض
" الأميركيين " الى الكنيسة المارونية فهذا لا يبدل تاريخ و هوية هذه الكنيسة السريانية !
* هوية الماروني هي السريانية و هو مواطن لبناني و مواطن سوري أو
مواطن قبرصي !
ه - نحن لا نعلم لماذا رجال الدين الكاثوليك لا يدافعون عن هويتنا
السريانية ؟ أغلبهم يرى في " السريانية " تراثا قديما مهما و ليس "هوية"
تاريخية موحدة لجميع مسيحيي الشرق !
و - الإدعاء أن الهوية السريانية هو فقط للسريان الأرثودكس أو السريان
الكاثوليك هو " تهرب " فاشل من هؤلاء الأكادميين . فعندما تكون الكنيسة
سريانية بهويتها خلال مئات السنين فهي سريانية الى الأبد ! و من يدعي
أن شعوبا أخرى قد إنضمت الى الكنيسة المارونية مثلا فليتفضلوا
و ينشروا أبحاثهم لخير الجميع ...
ز - أخيرا الإعتراف بالهوية السريانية لجميع مسيحيي لبنان ( ما عدا
إخوتنا الأرمن و الأقباط ) لا يعني أن " لبنان الوطن " هو جزء من
سوريا ! و لكنه يعني أن جميع مسيحيي الشرق كانوا ينتمون الى الشعب
السرياني الآرامي الذي كان يشكل أكثرية سكانية منذ حوالي ١٢٠٠ ق٠م
الى حوالي ١٣٠٠ سنة ب٠م !
ح - رجال الدين الكاثوليك و " التعددية "
ما نفع دفاعكم عن التعددية الحضارية و أنتم تدعون بوجود مسيحي
عربي ؟ ألا تدافعوا عن هوية أجدادك السريانية لأنكم تجهلونها فهذا
أمر نستطيع أن نتفهمه و لكن الإدعاء بوجود مسيحي عربي هو
" طرح سياسي " غير مقبول ! فهل التعددية هي بين عربي مسلم
و عربي مسيحي ؟ أو بين عربي مسلم و بين " مسيحي بدون جذور
تاريخية " و لكنه كان يملك تراثا سريانيا ؟
أغلب رجال الدين الكاثوليك هم مقصرون بحق هوية أجدادهم السريان!
مؤتمراتهم ليست للدفاع عن هوية أجدادهم لأنها غير موجودة حتى في
ذاكرتهم ... مؤتمراتهم هي للدفاع عن مصالحهم الآنية و لو بقيت
السلطنة العثمانية محتلة لشرقنا الحبيب لكان عنوان مؤتمرهم !
"المؤتمر السرياني الأنطاكي و التركي المسيحي !" للتذكير فقط
أن جميع المسيحيين الذين يعيشون في تركيا يتعلمون اللغة التركية
و بعد سنوات سينسون اللغة العربية !
http://www.nna-leb.gov.lb/ar/show-news/140544/

65
" هل إستوطن الآراميون المناطق الساحلية والجبلية في سوريا ولبنان ؟"
هنري بدروس كيفا
"سؤال للأستاذ هنري ماسبب ضغف تأثير الاراميين في المناطق الساحلية والجبلية في سوريا ولبنان من ناحية اللغة والآثار مع العلم انها مناطق نائية وبعيدة عن المدن الكبرى ولم يختلطوا بالعرب إلا بوقت متأخر وهل يوجد احتمال ان يكونوا من بقايا اليونان أو الرومان مع العلم انهم استوطنوا هذه المناطق منذ زمن قديم" George Zakhour
سؤال مهم للأخ جورج زخور سأحاول أن أجيب عليه مع أنه غير واضح
قليلا إذ لم أفهم من يقصد ب " هل يوجد احتمال ان يكونوا من بقايا اليونان أو الرومان مع العلم انهم استوطنوا هذه المناطق منذ زمن قديم؟"
طبعا الآراميون ليسوا من بقايا اليونان أو الرومان و لكن الأخ جورج
يسأل إذا كان سكان المناطق الساحلية و الجبلية في سوريا و لبنان هم
من بقايا اليونان أو الرومان ؟
أولا - سلسلة جبال لبنان و سوريا
سلسلة جبال لبنان كانت تمتد من جنوب لبنان الى منطقة الإسكندرون
حسب المصادر القديمة خاصة اليونانية . و قد إشتهرت بشجر الأرز
الذي كان ضروريا جدا لبناء المعابد و القصور في التاريخ القديم .
أ - هذه المناطق الجبلية لم تكن مآهولة قبل القرن الأول الميلادي .
و لهذا السبب لا نجد فيها آثارات قديمة إلا في بعض المواقع الفينيقية .
لهذا السبب كان الرهبان من الشعب السرياني يقصدون هذه الجبال من
أجل التنسك و الإنعزال عن العالم .
ب - يبدو أن الشعب الإيتوري و هو شعب آرامي قد سكن في المناطق
الجبلية غير المرتفعة جدا خاصة في المنحدرات المطلة على سهل البقاع
في الفترة الزمنية ١٠٠ ق٠م الى حوالي ٢٠٠ سنة بعده .
ج - لقد أسس الآراميون ممالك عديدة بين ١٢٠٠ ق٠م الى ٧٠٠ ق٠م
و طبعا لم يستوطنوا أو يسكنوا في المناطق الجبلية في هذه الفترة الزمنية.
لقد تركوا آثارات لهم في كل مناطق سوريا و لكن ليس في المناطق الجبلية ربما لأنها كانت لا تزال مليئة بالغابات .
د- و لكن سوف تنتشر في المناطق الجبلية في سوريا و لبنان المناسك
و الأديرة و فيما بعد بيوت قليلة ستتحول مع الزمن الى ضيع و بلدات
صغيرة : الملاحظ أن أغلبية ساحقة من تلك القرى تحمل أسماء سريانية.
ه - صحيح أن الآراميين لم يسكنوا في المناطق الجبلية و لكن أحفادهم
قد عمروا تلك الجبال خاصة السريان الموارنة الذين إختاروها كملجأ لهم.
ثانيا - المناطق الساحلية في سوريا و لبنان .
قبل إنتشار الآراميين كانت سوريا القديمة منقسمة الى قسمين :
* الشمال الذي كان تحت النفوذ الحثي و كانت بعض المناطق مسكونة
بالعنصر الحثي و هذا واضح في حماة . كانت مدينة جبيل واقعة تحت
النفوذ الحثي ...
* المنطقة الجنوبية و هي من جنوب حماة و جبيل و تشمل منطقة
الغوطة ( على ما يبدو إن اسم دمشق لم يكن موجودا في هذه الفترة )
و تشمل ما عرف فيما بعد بإسرائيل و فلسطين ....
الذي يهما هو المنطقة الساحلية و تواجد الآراميين فيها :
ا - من خلال الآثارات و النصوص الآرامية المكتشفة في سمأل فإننا
نعرف أن الآراميين قد إختلطوا بالسكان المحليين و كانوا يتكلمون اللغة
الكنعانية و اللوفية أي بقايا شعب كنعاني و حثي .
ب - نصب كيلاموا ملك سمأل : ذكر الملك كيلاموا
" أنا كيلاموا إبن حيانو ... ثم أن والدي حيانو لم يصنع شيئا و ثم أخي شائيل لم يترك شيئا و لكن أنا كيلاموا إبن تمال ..."
أغلب العلماء يؤكد أن إسم تمال أم كيلاموا لهو لوفي كإسمه : ولكنهم يتناسون إسم والده و أخيه الآراميان ! صحيح أن إسم كيلاموا هو لوفي و لكنه ملك آرامي جنسا و هوية!
و لا ننسى أنه ذكر في نصبه :
*- muškabīm و هي الفئة التي كانت تعيش كالكلاب ( أي بقايا اللوفيين ) الكلاب في النص الآرامي كان يعني العبيد .
* - ba‘rīrīm : أي الآراميين أنفسهم . و قد تكون اللفظة " أبناء الآراميين" ؟
وجود أسماء لوفية في الأسرة الحاكمة في سمأل لا يعني بالضرورة أن بعض ملوكها كانوا غير آراميين و لكن إن الآراميين صاهروا بقايا الشعب اللوفي كما رأينا مع الملك كيلاموا نفسه !
ج - إنتشار مملكة حماة
رغم ندرة النصوص الآرامية فإننا نعرف أن الملك ذكور ملك حماة كان
قد توسع نحو الشمال و إصطدم بالآراميين قرب حلب و هذا مما أدى
الى تحالف عدد كبير من الملوك الآراميين ضده . جميع المناطق الساحلية من سمأل و عمق في الشمال الى حدود جبيل كانت تابعة
الى مملكة حماة و من ضمنها شمال لبنان . لقد وجد بعض علماء
الآثار بعض الآثارات الآرامية في مناطق عكار و لكن لا يوجد دراسات
حولها ...
د - إنصهار بقايا الحثيين و الكنعانيين بالآراميين .
من يزور متحف حماة يجد عددا كبيرا من الكتابات اللوفية التي تركها
بعض ملوك حماة الحثيين و لكننا نعلم أن جميع بلاد آرام سوريا القديمة
كانت آرامية و بعد وصول الملك ذكور الآرامي فإن خلفائه كانوا آراميين
و هذا يعني أن بقايا الحثيين و الكنعانيين قد ذابوا ضمن الآراميين .
ه - سؤال مهم : متى إنصهر بقايا الكنعانيين في الساحل اللبناني ؟
للأسف نحن نعلم أن بقايا الكنعانيين قد إنصهرت ضمن السريان الآراميين
من خلال المصادر اليونانية و السريانية اللاحقة . هنالك من يؤكد
أن بقايا الكنعانيين قد ذابوا خلال النصف الثاني من الألف الأول
و لكنهم لا يقدمون براهين علمية .
هنالك حدث تاريخي مهم و هو أن نسبة كبيرة من الجيش الأشوري
كانت تتألف من القبائل الآرامية و هنالك عدة كتابات تتحدث عن
قبائل آرامية كان الأشوريون للسيطرة على الساحل اللبناني القديم !
فهل بقيت تلك القبائل و إختلطت مع الإيتوريين الآراميين الذين إستوطنوا
في لبنان الداخلي ؟
ثالثا - التأثير الآرامي اللغوي .
كتب الأخ جورج " ماسبب ضغف تأثير الاراميين في المناطق الساحلية والجبلية في سوريا ولبنان من ناحية اللغة والآثار ..."
نحن نعلم أن أكثرية الآثارات الموجودة في سوريا و لبنان التي تعود الى
فترة ما بعد ١٢٠٠ ق٠م هي آرامية و هنالك شواهد عديدة لا تزال
باقية خاصة في حماة و سمأل...
اما ما ذكره عن " ضعف تأثير الآراميين اللغوي؟ " فهذه فكرة خاطئة
للأسباب التالية :
أ - لقد محت اللغة الآرامية جميع اللغات الشرقية التي كانت متداولة
قبلها و هي الأكادية و الكنعانية و العبرية .
* الأكادية ظلت تعيش في النصف الأول من الألف الأول لأنها كانت
اللغة الرسمية و لكن بعد القضاء على الإمبراطوريتين الأشورية و الكلدانية
إنحجبت هذه اللغة في بعض المعابد ثم زالت في القرن الأول ق٠م
* الكنعانية :لقد أخذت الإمبراطورية الفارسية اللغة الآرامية كلغة
رسمية و لكتابة العقود التجارية و هذا مما سيسرع في إختفاء اللغة
الكنعانية في الساحل اللبناني السوري . عندما تكلم سيدنا يسوع المسيح
مع المرأة الكنعانية فهو كلمها باللغة الآرامية ! و هذا يعني أن الكنعانية
قد إندثرت منذ أجيال عديدة !
*العبرية : من السهل معرفة إنتشار اللغة الآرامية بين اليهود فالترجوم
لأسفار التوراة ( القرن الثالث ق٠م ؟ ) من العبرية الى الآرامية يؤكد
لنا أن اليهود قد بدأوا يتكلمون اللغة الآرامية منذ أجيال أقدم ....
ب - أسماء المدن و القرى و الأنهار هي أغلبها باللغة الآرامية !
مدينة طرابلس اسمها يوناني و كذلك اسماء المدن الكنعانية القديمة
هي كنعانية و لكن بقية الأسماء هي آرامية إن كان في لبنان أو سوريا
" معرة النعمان " هو اسم آرامي و قد لا يخطر على بال العديد من
سكانها ! هنالك دراسات عديدة حول الأسماء الآرامية للقرى في
لبنان و سوريا و العراق ...
ج - إن اللهجات الحموية و الحمصية و اللبنانية ( شمال لنان خاصة )
يتغلب فيها الكثير من التعابير و المفردات السريانية الآرامية . من المؤسف أن أغلب سكان هذه المناطق يستخدمون تعابير آرامية
قد تكون عربت مع الزمن و لكنها آرامية !
هل تقول مرتي أم زوجتي ؟ ستي أم جدتي ؟ هل تقول رايح " عل بيت "
أو إلى البيت ؟
الخاتمة
لقد إستوطن الآراميون جميع مناطق سوريا و لبنان و لم يكن تواجدهم
فيها عابرا مثل الشعب الميتني و الحثي و فيما بعد الإفرنج الذين تركوا
عددا كبيرا من القلاع و الحصون : الآراميون قد صبغوا سوريا و لبنان
و العراق بحضارتهم و كانوا يشكلون أكثرية سكانية ساحقة حتى بعد
إحتلال العرب لمواطن الآراميين !
أكثرية سكان سوريا و لبنان كانوا من السريان الآراميين حتى نهاية
وجود الفرنج في شرقنا : لقد جرد المماليك حملات عديدة ضد المسيحيين
إنتقاما أو خوفا من عودة الفرنج !
بعد القرن الرابع عشر بدأ عدد العرب المسلمين يتغلب على عدد السريان
الآراميين سكان هذا الشرق الأصيلين !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204475329137450&set=a.10204475328817442.1073741878.1058767894&type=3&theater

66
السريان و شعار " ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺎﺕ "؟
هنري بدروس كيفا
عندما ينتشر الوعي الحقيقي بين مسيحيين الشرق و يكتشفون بأنفسهم
بأن أجدادهم كانوا سريان آراميين عندها سيطالبون بوحدة شعبنا و رفض
الشعارات الخاطئة من نوع " ﻋﺪﻡ ﻧﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﺎﺧﺮ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺎﺕ "
١ - أن تصحح مفاهيم الآخرين و تقدم لهم البراهين العلمية و تؤكد لهم
إننا فعلا و تاريخيا ننتمي الى شعب واحد هو السرياني الآرمي فهذا لا
يعني "نكران الاخر " !
٢ - للأسف لقد تحول شعار " ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺎﺕ " الى محاولة
الى تزييف هويتنا السريانية الآرامية و تقسيم شعبنا الى عدة مجموعات
تنادي بقوميات منقرضة منذ ألوف السنين !
٣ - غباء النعامة : النعامة التي تريد الإختباء من انظار الصياد لا
تستطيع أن تضع رأسها تحت التراب و تقول " إنني لا ارى الصياد
و هذا يعني بأنه لا يراني...."
٤ - الإيديولوجيات المزيفة التي إنتشرت بين السريان من أشورية/أثورية
و كنعانية و عروبية تعتمد على طروحات تاريخية خاطئة , و الشعوب
التي تعيش في الشرق ليست غبية و تستطيع أن تتأكد :
* في كل سنة بطريرك الكنيسة الأشورية و بمناسبة عيد القيامة يعيد
جميع المسيحيين و يطالبهم بالإعتراف بهويتهم "الأشورية" و تعلم لغتهم
الأم " الأشورية "! عفوا هذه طروحات خاطئة لأن السريان النساطرة
يتكلمون اللغة السريانية و يتحدرون من السريان الآراميين !
* بعض الأحزاب المسيحية اللبنانية تدعي بأن سكان لبنان يتحدرون
من الكنعانيين ؟ أمر عجيب حقا لأن الشعب الكنعاني مثل شعوب كثيرة
قد زال من التاريخ : لقد سمع مسيحيو لبنان بإسم الفينقيين في الستينات
من القرن التاسع عشر عندما قام العالم الفرنسي ارنست رينان بالقيام
ببعض الحفريات الأثرية...
* لقد إستعربت أكثرية ساحقة من شعبنا السرياني الآرامي و صارت
تدعي بجذور عربية وهمية و تنسب نفسها تارة الى القبائل العربية التي
كانت منتشرة قبل الإسلام و طورا الى الغساسنة و هم يتجاهلون أن
جميع هذه القبائل قد أسلمت للإستفادة من الفتوحات العربية !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204246332652681&set=a.10204246332412675.1073741874.1058767894&type=1&theater

67
هل تاريخنا الأكاديمي يؤكد هويتنا الآرامية ؟
لقد سكن الشرق القديم عدد كبير من الشعوب الشرقية ( السامية ) و الهندو أوروبية . إنني أستطيع أن أؤكد إن مناطق عديدة قد إستوطنتها القبائل الآرامية و بعد سنين صهرت بقايا الشعوب القديمة
التي كانت متواجدة قبل الآرميين : سأقدم مثلين...
أولا - بيت نهرين mesopotamia أي الجزيرة السورية ( و ليس العراق). لقد إستوطن الميتنيون و هم شعب هندو أوروبي في الجزيرة
و قد وردت في المصادر المصرية القديمة " نهريما " و قد حكم هذا
الشعب حوالي ٤٠٠ سنة و أخضعوا بلاد أشور عشرات السنين و إستولوا
على حلب و المناطق المحيطة ... ولكن بعد مجيئ الآراميين حوالي سنة
١٢٠٠ قبل المسيح و تأسيسهم لعدة ممالك آرامية في الجزيرة سنلاحظ
أ - أن ملوك أشور في القرنين العاشر و التاسع ق٠م كانوا يحاربون
الآراميين و ليس الميتنيين !
ب - إن جميع آباء و علماء الكنيسة السريانية كانوا يؤكدون على
إنتمائهم الآرامي : مار افرام كان يسمي سكان الرها آراميين و ليس
ميتنيين !
ثانيا - بلاد أكاد أي جنوب و وسط العراق القديم .
لقد تعاقبت عدة شعوب غير شرقية و شرقية خلال الألفين الثالث و الثاني قبل الميلاد . جميع مؤرخي العالم يعتبرون أن بداية التاريخ هو
من سومر ! و لكن الشعب السومري قد زال من الوجود خلال الألف
الثاني بعد مجيئ الأكاديين و العموريين ( شعوب شرقية ) ثم الشعب
الكاشي Cassite و هو هندو أوروبي ... و لكن في نهاية الألف
الثاني سيطرت القبائل الآرامية على بلاد أكاد .و نحن نعلم تواريخ
تواجدها و أواطنها بفضل الكتابات الأكادية التي خلفها ملوك أشور
التي تذكر مقاومة تلك القبائل ...
مشكلتنا هي أن العلماء قد سلطوا الأضواء على منجزات الشعوب التي
كانت متواجدة قبل الآراميين :
أ - سرجون الأكادي إشتهر لكونه أقام مملكة واسعة و ترك إنجازات
عديدة و طبعا الكتابة الأكادية التي كانت وسيلة التدوين عند شعوب عديدة و لأكثر من ١٥٠٠ سنة ...
ب - شرائع حمورابي العموري الشهيرة و تاريخ هذا الشعب الذي لعب
دورا كبيرا في الشرق ...
ج - الأشوريون و توسعات ملوكهم الذين أخضعوا الشعوب المحيطة بهم.
ه - إرتكاب العلماء في القرن التاسع عشر لعدد كبير من الأخطاء
التاريخية التي إنتشرت في العالم : سأعطي مثلين
* اللغة الأشورية : لقد ظن العلماء أن ألواح الاجر التي أكتشفت في
بلاد أشور هي منطقيا باللغة الأشورية و لكن تبين لهم لاحقا أن ألواح
الاجر تسمي هذه اللغة أكادية و ليس أشورية و أن هنالك لغة أقدم هي
السومرية ! للأسف كثيرون من السريان المشارقة لا يزالون يدعون أنهم
يتكلمون اللغة الأشورية و هم يتكلمون في الحقيقة السورث و هي لهجة
آرامية !
* البابليون ؟ في الحقيقة لا يوجد شعب بابلي حقيقي مثل الأكاديين
و العموريين و لكن تسمية إدارية فارسية أطلقت على بلاد أكاد . و قد
نقل قدامى اليونان هذه التسمية البابلية عن الفرس و ذكروا اللغة
البابلية و الشعب البابلي مما أوحى في الماضي بوجود هوية بابلية.
و قد إستخدم العلماء في القرن التاسع عشر و لا يزالون هذه التسمية
مما رسخ هذا المفهوم الخاطئ في عقول الكثيرين ...
إذا عدنا الى المصادر الأكادية التي أكتشفت و ترجمت مؤخرا سنرى
أن القبائل الآرامية في القرن الثامن كانت مسيطرة على وسط العراق .
لقد حافظ السريان المشارقة على إستخدام التسمية الوطنية بيت آراماي
التي حلت بدل التسمية بلاد أكاد القديمة ! هذه التسمية بيت آرماي
تعني أن سكان العراق القديم كانوا يتحدرون من الآراميين و ليس من
الشعوب القديمة المنقرضة ( سومريين أكاديين عموريين أشوريين كاشيين وغيرها...) و الأب يوسف حبي - رحمه الله - كان يدعي بوجود
" ناطقين باللغة الآرامية " و هو بدون أن يعلم قد أكد إنصهار بقايا
الشعوب القديمة ضمن الآراميين .
أخيرا أن جميع المصادر السريانية الشرقية و الغربية تؤكد أن العلماء
السريان كانوا يؤمنون بجذورهم الآرامية !
هنري بدروس كيفا

68
" الى كل سرياني غيور : من هم السريان النساطرة ؟ "
هنري بدروس كيفا
عدد كبير من السريان لا يكترث بهوية أجداده و إنن أوجه هذا الموضوع
الى السريان المهتمين في معرفة حقيقية لهوية أجدادهم الصحيحة .
اليوم جميع إخوتنا من السريان النساطرة صاروا يدعون بأنهم أحفاد شعب
أشوري و لذلك بدلوا إسم كنيستهم الى كنيسة " أشورية " و بلغ بهم التطرف الى حد الإدعاء بأنهم يتكلمون اللغة " الأشورية "!
بعض السريان لا يكترثون و لكن هل يحق لنا السكوت عندما تزيف
هويتنا السريانية بهذا الشكل ؟
جميع العلماء المتخصصين في تاريخ شعبنا السرياني لا يقبلون بهذه
التسمية الأشورية المزيفة للأسباب التالية
أ - إن علماء السريان من نساطرة و يعاقبة قد أكدوا بأنهم سريان آراميين.
ب - إن الباحث الأجنبي ( المحايد ) لا يستطيع أن يتبنى طروحات غير
علمية كي لا يخسر مكانه في الجامعة التي يعلم فيها .
ج - الباحث الأجنبي ( المحايد ) يتبع منهجية أكاديمية تتطلب منه
الإعتماد على المصادر للتوصل الى معرفة الأحداث و الباحثون لا
يعتمدون على أقاويل و آراء غير مسنودة !
أخيرا إن السريان النساطرة هم اخوة لنا لأنهم سريان مثلنا و لكن المشكلة
إنهم يدعون بطروحات تاريخية خاطئة تردد تارة " بإنهم " و طورا "بإننا"
نتحدر من شعب أشوري منقرض ؟
مجاملتهم و تصديق طروحاتهم الخاطئة سوف يشجعهم في إدعاءاتهم
المزيفة و يكرس الإنقسامات في امتنا السريانية الآرامية الحبيبة !
أخيرا هذه الباحثة الفرنسية قد نشرت هذا البحث الأكاديمي حيث نرى
بكل وضوح بأنها تسمينهم East-Syrian أي سريان مشارقة .
Histoire de Mar Abba, catholicos de l'Orient
Martyres de Mar Grigor, général en chef du roi Khusro Ier et de Mar Yazd-Panah, juge et gouverneur. V.
Authors: Jullien F.
http://www.peeters-leuven.be/boekoverz.asp?nr=9983

69
السيد المناضل الخيال  oshana47
 لا تتوهم أن تعليقاتك هي مؤثرة و لها وزن علمي و إنني لا أضيع وقتي
في الإطلاع عليها : و لكن لا تتوقف عن نضالك و أوهامك الأشورية
المزيفة فهي أكبر برهان على طروحاتكم التي تدعي بجذور أشورية مزيفة.

70
مع إحترامي الى الدكتور  Dr. George Lamsa
إذا كان سريانيا نسطوريا مثلك فهو سرياني آرامي و ليس أشوريا كما
تدعي : لقد إنقرض الشعب الأشوري منذ ٢٥٠٠ سنة و مناضل فاشل
مثلك لا يملك إلا قصيدة واحدة لخميس القرداحي ؟ و يفسر فيها
التسمية الأشورية بأنها قومية مع انها كانت جغرافية تشير الى سكان
الموصل !

71
" الآراميون و لغتهم الآرامية "
هنري بدروس كيفا
أقدم كتابة آرامية تعود الى القرن التاسع ق٠م بينما أقدم كتابة كنعانية تعود الى القرن الحادي عشر ق٠م و لذلك أغلب العلماء يذكرون أن
الأبجدية الآرامية قد تطورت من الأبجدية الكنعانية .
أما " اللغة الآرامية " نفسها فهي لغة شرقية ( سامية ) قريبة جدا من
اللغة العمورية حسب بعض المؤرخين المتخصصين في تاريخ اللغات
الشرقية مثل كوفمان .
هنالك عدة كتابات تؤكد تواجد الشعب الآرامي في الشرق القديم منذ
أواسط الألف الثالث ق٠م تحت تسميات مختلفة ( قبائل السوتو / الأحلامو / الآراميين ) و لكن منذ القرن الحادي عشر ق٠م بدأت
التسمية الآرامية تنتشر في الكتابات بينما إختفت رويدا رويدا التسميتين
السوتية و الأحلامو...
أغلب المؤرخين و العلماء اللغويين يعتبرون اللغة الآرامية لغة مستقلة
عن الأكادية و العمورية و الكنعانية بالرغم من انها جميعا تتحدر من "لغة
أم " مشتركة و هي الأقدم و طبعا لا أحد يعرف إسمها...
بعد هجوم " شعوب البحر " على الشرق إستطاعت القبائل الآرامية
أن تنتشر في كل الشرق القديم و أن تؤسس عددا كبيرا من الممالك
في الجزيرة السورية / بيت نهرين و في بلاد آرام / سوريا القديمة.
أهم مشكلات تاريخ الآراميين :
أ - إن أبجديتهم المتطورة كانت سهلة و من ٢٢ حرف و كانت تكتب
على جلود الحيوانات بعكس الكتابة الأكدية الصعبة ( ٦٠٠ نقش) و كانت تكتب على لوحات الاجر الفخار . هذه اللوحات الفخارية صمدت
بينما تلفت جميع الكتابات الآرامية ما عدا التي نقشت على الصخر !
ب - إن أهم مصادر تاريخ الآراميين هو الكتابات الأكادية و تقريبا
٧٠ بالمئة من معلوماتنا حول إنتشار الآراميين هو بفضل هذه الكتابات
الأكادية .
ج - لا شك أن سوريا و الجزيرة و و وسط العراق و شرقي الأردن
و مناطق عديدة في شمال فلسطين و سهل البقاع و شمال لبنان كانت
آرامية أي إستوطنها الآراميون و هنالك براهين تاريخية .
د - صهر بقايا الشعوب القديمة :
* الجزيرة السورية : لقد أسس الشعب الميتني إمبراطورية واسعة وصلت
غربا الى حلب و جنوبا الى بلاد أشور بين ١٦٠٠ و ١٢٠٠ ق٠م
و لكن بعد إنتشار الآراميين ١٢٠٠ ق٠م إختفى ذكر الشعب الميتني
الهندو أوروبي ! لقد ذابت بقاياه ضمن الآراميين .
* سوريا : لقد إنتشر الشعب الحثي في حماة و قرب مدينة سمأل ( لواء
الإسكندرون المغتصب ) و هنالك عدة كتابات حثية تؤكد تواجدهم خاصة
في حماة و لكن بعد إنتشار الآراميين إختفت الكتابات الحثية و الأسماء
الحثية و هذا برهان أن الآراميين قد صهروا بقايا الحثيين !
* بلاد أشور : لقد إنتشرت القبائل الآرامية في جميع المناطق المحيطة
في بلاد أشور . و بعد إنتصارات الأشوريين على القبائل الآرامية
الثائرة عمد ملوك أشور الى سياسة سبي و نقل تلك القبائل الى بلاد
أشور و هذا مما أدى الى تفوق عدد الآراميين على الأشوريين في
بلاد أشور نفسها ...
السؤال هل كل من تكلم اللغة الآرامية هو آرامي ؟
أ - إن اللغة الآرامية مع أبجديتها كانت ثورة حقيقية في التاريخ القديم
لأنها سمحت للفرد أن يدون بشكل مبسط و أن ينقل للأجيال اللاحقة
ما كتبه و ترك له . اللغة الأكادية كانت محكية و منتشرة في كل الشرق
القديم و لكنها كانت صعبة التدويين و عدد قليل جدا كانوا يجيدون
تدوينها و فهم كتاباتها .
ب - الأشوريون و رغم إنتشار اللغة الآرامية ظلوا محافظين على اللغة
الأكادية كلغة رسمية ! نفس الملاحظة الى الكلدان فإنهم و بالرغم من
أن لغتهم الأم هي الآرامية فإنهم هم ايضا قد حافظوا على إستخدام
اللغة الأكادية كلغة رسمية !
ج - لقد سبى الكلدان قسما كبيرا من الشعب اليهودي سنة ٥٨٧ ق٠م
و بدأ اليهود يستخدمون اللغة الآرامية التي تعلموها في بلاد أكاد
و بعد قرنين نرى إنهم يترجمون أسفار التوراة من العبرية الى اللغة الآرامية . ليس فقط سيدنا يسوع المسيح قد تكلم باللغة الآرامية
و لكن الشعب اليهودي بأكمله و لمدة زمنية طويلة جدا : بعض العلماء
اليهود قد كتبوا باللغة الآرامية في الأندلس في القرن الحادي عشر الميلادي ! و جميع اليهود العراقيين كانوا يتكلمون اللغة الآرامية
في القرن العشرين !
د - بعد إحتلال الفرس للشرق القديم سنة ٥٣٨ ق٠م سوف يختارون
اللغة الآرامية كلغة رسمية في جميع أنحاء إمبراطوريتهم الواسعة .
* نلاحظ أن ملوك الشعب الأرمني قد دونوا أخبارهم باللغة الآرامية
و هذا لا يعني أن اللغة الآرامية كانت محكية عند الشعب الأرمني !
* لقد وجدنا عددا كبيرا من الكتابات الآرامية في إقغانستان : هذا
لا يعني أن الآراميين كانوا منتشرين في إفغانستان أو أن الشعب
الأفغاني كان يتكلم اللغة الآرامية : هذا يؤكد لنا أن الفرس قد إستخدموا
اللغة الآرامية كلغة رسمية و لتدوين العقود التجارية .
تحية الى العلماء السريان الذين عاشوا في العصور الوسيطة و تركوا
لنا مئات النصوص السريانية يؤكدون فيها هويتهم الآرامية و أن لغتهم
الأم هي السريانية المرادفة للآرامية . للأسف لنا أن علماء اللغة السريانية
في القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين قد خصصوا تعبير
" اللغة الآرامية " للغتنا القديمة و تعبير " اللغة السريانية " للغة
الآرامية التي كانت منتشرة في الرها . و هذا مما نشر بعض "المفاهيم
الخاطئة " فصار البعض يتوهم أن اللغة السريانية هي غير الآرامية .
الخاتمة
طبعا ليس كل من تكلم اللغة الآرامية فهو آرامي بالهوية : الشعب
الأرمني قد إستخدم اللغة الآرامية مثل الشعب الفارسي و لكنهم ليسوا
آراميين . جميع مسيحيي الشرق يتحدرون بشكل رئيسي من الآراميين
و من بعض الشعوب القديمة التي إنصهرت كليا بالآراميين : لا أحد
من علماء السريان قد إدعى في مصادرهم بجذور ميتنية أو حثية أو
أشورية أو كنعانية أو عربية !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10200971005371546&set=pb.1058767894.-2207520000.1422961900.&type=3&theater

72
الى العبد المقيد بالإيديلوجية الأشورية المزيفة  Eissara
أنت لست حرا ! أكتب إسمك الحقيقي كي أرد على تعليقك !
متطفل على علم التأريخ يكتب تحت اسم مستعار و يضيع وقته في
الإطلاع على أبحاثي و لكنه يكتب تحت إسم مستعار !
أنتم أبطال فقط عندما تختبئون تحت أسماء مستعارة أو إنكم متطفلين
على البحث التاريخي و إن أسمائكم الحقيقية تفضح حقيقة أمركم !

73
السيد المحترم Eddie Beth Benyamin
 السيد Marl Andraos كتب تعليقا يؤكد فيه أن الجمل كان متواجدا عند
الكنعانيين أي في القرن الحادي عشر ق٠م و برهانه الواهي هو أن حرف
الجين يشير الى الجمل ! كم كنت أتمنى أن تعطيني رأيك في الموضوع
بدل أن تسألني عن الكنيسة التي أذهب إليها !
إنني أنتمي الى شعبك السرياني الآرامي و لغتي الأم هي السريانية و إن
كنت لا أتكلمها و لكنني أمين لإسمها العلمي و لتاريخها :
 إنجيل متى كان قد كتب باللغة الآرامية أي السريانية و قد ترجم الى
اللغة اليونانية لاحقا ... هذه الأية ١٩ / ٢٤ هي البرهان أن الترجمة
اليونانية قد ذكرت " الجمل " الحيوان الضخم الذي لا يستطيع أن يدخل
في ثقب إبرة !
"ܬܘܒ ܕܝܢ ܐܡܪܢܐ ܠܟܘܢ ܕܕܠܝܠ ܗܘ ܠܓܡܠܐ ܠܡܥܠ ܒܚܪܘܪܐ ܕܡܚܛܐ ܐܘ ܥܬܝܪܐ ܕܢܥܘܠ ܠܡܠܟܘܬܐ ܕܐܠܗܐ "
 أخيرا طمئن بالك : إنني لست أرمنيا أو لبنانيا أو فرنسيا متخصصا
في التاريخ السرياني و لأنني أعشق الشعب السرياني فإنني أدعي بهوية
سريانية آرامية تفضح أكاذيب الفكر الأشوري : والدي كان سريانيا
و هذه نعمة كافية كي أناضل من أجل نفض الغبار عن تاريخ أجدادي!

74
لماذا يردد السريان الضالون بأن التسمية الآرامية تعني الأراضي المرتفعة؟
هنري بدروس كيفا
بعض السريان المتطرفين يرددون هذه النظرية و يدعون أن التسمية الآرامية قد أطلقت على " الأشوريين سكان المناطق المرتفعة "!
التسمية الآرامية ليست صفة كما يتوهمون و لا تعني الأراضي المرتفعة كما يرددون !
هدفهم الوحيد هو الدفاع عن التسمية الأشورية مهما كانت مزيفة و مقسمة لشعبنا السرياني الآرامي الحقيقي!
التسمية الآرامية موجودة في عدة نصوص أكادية و مصرية تعود الى الألف الثاني و قد وردت هذه التسمية الآرمية في عدة كتابات أكادية للملك الأشوري تغلت فلأسر الأول 1116- 1076 ق.م الذي حارب قبائلهم لسنوات طويلة :
يذكر ”الأحلامو الآراميين“. و يذكر فيه " حاربهم من اسفل جبال لبنان، من مدينة تدمر في بلاد عمورو، الى مدينة عنات في بلاد سوحي، بعدًا الى مدينة رافيقو في بلاد كردونياش (بلاد اكاد) ."
إذا درسنا النصوص الآرامية القديمة بين 1000 و 500 سنة ق.م لوجدنا أن أجدادنا الآراميين لم يستخدموا أبدا تعبير " ܐܪܥ " بمعنى الأرض و لكننا وجدنا في عدة نصوص تعبير " ܐܪܩ " بمعنى أرض!
و لمن لا يعرف أن لغتنا الآرامية قد تطورت كثيرا بعدما أصبحت اللغة الرسمية في الإمبرطورية الفارسية و قد قلب (بالضم) حرف القاف الى عين مثل لفظة " ܐܪܩ " تحولت الى " ܐܪܥ"!
و هذا يعني بكل بساطة أن التسمية الآرامية لا تعني ( لغويا-أرا- رمتا) الأراضي المرتفعة كما يردد بعض الناكرين للهوية الآرامية !
هذه النظرية قد ذكرها أحد العلماء في بداية القرن العشرين و قد نقلها الأب المؤرخ البير ابونا في كتابه أدب اللغة الآرامية : و لكن الأب ابونا هو باحث أكاديمي يصحح من مفاهيمه إذا وجد دراسات تاريخية أعمق بينما دعاة الفكر الأشوري المتحجر لا يصححون أبدا من طروحاتهم !
السريان الضالون ينشرون " تفسيراتهم " للأحداث التاريخية و هم يتوهمون بأنهم يدافعون عن هويتهم الأشورية المزيفة , و لكنهم يفضحون
جهلهم لمنهجية البحث الأكاديمي النزيه : التسمية الآرامية لا تعني الأرض المرتفعة و لا يوجد أي باحث متخصص في تاريخ الشرق
القديم يذكر هذا التفسير لأنه غير علمي !
الإيديولوجية الأشورية ولدت " مزيفة " لهوية السريان المشارقة و المغاربة و ستبقى " مزيفة " بنظر كل سرياني يؤمن بالتاريخ الأكاديمي
المنتشر في المجتمعات المتطورة !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2757899100845&set=a.1562477456051.231211.1058767894&type=3&theater

75
" تعليقات حول إسطورة الراهب بحيرا السريانية "
هنري بدروس كيفا
بعض المصادر السريانية تتكلم عن راهب سرياني قد نقل الى النبي محمد
عبادة الله و كثيرا من التعاليم المسيحية التي كانت منتشرة في القرن السادس الميلادي .
لقد إنتشر في شرقنا خبرية هذا الراهب و خاصة تلك الفكرة الخاطئة
التي تدعي أن اسمه هو بحيرا أو انه كان يعيش قرب بحيرة !
سوف أنشر النص السرياني و العربي مع ترجمة إنكليزية و مع أنها
قديمة فإنها مفيدة لأنها تسمح لنا أن نتعرف على النص السرياني
الذي يعود الى حوالي القرن الحادي عشر الميلادي .
ملاحظة مهمة و هي أن مؤلف هذه الحكاية متأثر جدا بما ورد في
أسفار التوراة خاصة في التنبؤ عن إنتصارات العرب و توسعهم في
العالم و هذا يذكرنا بما ورد في سفر دانيال الذي تنبأ " إن دولة كبيرة
ستنقسم الى أربعة أقسام " و المقصود هو مملكة الإسكندر الكبير !
كثيرون من اليهود و المسيحيين كانوا يعتبرون دانيال نبيا لأنه قد
ذكر " ما " سيحدث لمملكة الإسكندر و لكنه في الحقيقة هذه ليست
" نبوئة " لأن سفر دانيال كان قد كتب عشرات السنين بعد موت الإسكندر!
ما ورد في النص السرياني حول التوسعات العربية ليس في الحقيقة
هي تنبؤات و لكن طريقة في الكتابة كانت منتشرة بين السريان .
أولا - أهمية النص السرياني حول اسم الراهب ؟
نلاحظ أن النص السرياني يعطينا اسم الراهب و هو سركيس أو سرجيوس
في الصفحة ٢٠٢ النص السرياني ܣܪܔܝܣ . بينما نرى النص العربي
صفحة ٢٥٣ لا يذكر الاسم و لكنه يكتب حرفيا " راهبا شيخا يسمى بحيرة" .
* ملاحظة مهمة أن النص السرياني يذكر أن الراهب سرجيوس كان
ܒܚܝܪܐ أي بحار في العلوم .
* قد يكون إنتشار النص العربي قد نشر بين الناس أن اسم الراهب هو
بحيرة و قد إستنتجوا - إستنتاج خاطئ - بانه يعيش قرب بحيرة في
الصحراء !
ثانيا - هل كان الراهب سرجيوس عربيا أم سريانيا ؟
السريان يعيشون اليوم في فترة صعبة جدا , أكثرية ساحقة من المسيحيين
المشارقة قد نسوا جذورهم السريانية الآرامية التي تثبت بأنهم سكان هذا
الشرق قبل العرب أنفسهم . للأسف هؤلاء المسيحيين قد تكلموا اللغة
العربية في تواريخ متفاوتة و صاروا يتوهمون بأنهم عرب أقحاح
و يحالون اليوم الإدعاء بوجود تراث عربي مسيحي بينما هو في
الواقع تراث سرياني معرب !
قد يدعي أحد هؤلاء بأن الراهب سرجيوس هو عربي لأن النص العربي
لا يذكر هويته و من هنا أهمية النص السرياني ( أنظر صفحة ٢٠٦
السطر الثالث ) حيث نرى أنه كان ܣܘܪܝܝܐ أي سرياني الإنتماء .
و سرياني هنا و في كل المصادر السريانية تعني أنه ينتمي الى الشعب
السرياني الآرامي و ليس سرياني بمعنى مسيحي كما يتوهم عدد كبير
من رجال الدين السريان غير المطلعين على مصادر أجدادهم ...
ثالثا _ ما معنى بلاد أشور في هذا النص ؟
لقد ذكرت مرارا أن المصادر السريانية تستخدم تسمية ܐܬܘܪܝܐ أي
الشعب الأشوري عندما تتكلم عن الأشوريين القدامى . و قد أشار
الباحث J. M. Fiey أن تسمية أشور لا تعني شعبنا أشوريا معاصرا
و لكن تسمية جغرافية هي مدينة الموصل و ضواحيها ! و كان الدكتور
أسعد صوما قد جمع عدة براهين دامغة تؤكد أن تسمية اشور في اللغة
السريانية تعني الموصللي !
لقد ورد في هذا النص السرياني تعبير بلاد أشورܐܬܘܪ أنظر الصفحة
٢٠٦ السطر الثاني و لكن ترجمته في اللغة العربية ( أنظر الصفحة
٢٥٥ السطر الخامس ) سنرى بلاد الموصل !
المصادر السريانية هي مهمة جدا لمعرفة تاريخ شرقنا و لأهمية
دور الوجود السرياني الآرامي فيه .
A christian Bahira legend
https://archive.org/stream/AChristianBahiraLegend
A christian Bahira legend
A christian Bahira legend
The BookReader requires JavaScript to be enabled. Please check that your browser supports JavaScript and that it is enabled in the browser settings. You can also try one of the other formats of the book.
archive.org

76
"التعليقات السطحية تفضح مفاهيم الفكر الأشوري المزيف"

هنري بدروس كيفا

لا أعرف لماذا يغامر بعض الإخوة في التعليق في أمور تاريخية لا  يعرفون حقيقتها ... عندما نشرت هذه الصورة الوثيقة حول الآراميين مع هذا الشرح الصغير:

" لقد وجدت هذه الرسومات في مصر القديمة و هي حول الشعوب التي كانت في أيام المصريين!

الرجل الثالث ( في النصف ) هو آرامي و هذا الرسم يساعدنا كثيرا كي نتعرف على سحنة و خاصة ثياب الآراميين!"

علق أحد الإخوة حرفيا " تاثر الاراميين بالزي الاشوري حقيقة لا تقبل الجدل وتاثر الاشوري بلغة ارام".
 السيد المحترم قصي المصلوب إنني متأكد انك لم تتحقق في ما كتبت و هذا مؤسف لأن الآراميين قد تأثروا بحضارات الشعوب التي كانت تعيش بالقرب منهم و لكن يبدو إنك لا تعرف إلا اسم الشعب الأشوري القديم!

 أرجو أن تلاحظ أن الأشوريين كانوا يضعون حلقات في أذنهم و هذه العادة لم يقتبسها الآراميون!

أما بالنسبة الى القسم الثاني من تعليقك " و تأثر الأشوري بلغة آرام " فهي تؤكد لنا إنك بنفسك متأثر بالطرح السياسي أو وجهة نظر بعض السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة:

أ - الأشوريون كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و ليس لغة أو لهجة أشورية كما يردد كثير من المدعين بالتسمية الأشورية .

ب - أن عدد الآراميين قد فاق عدد الأشوريين في بلاد أشور نفسها.

و الأشوري لم يتكلم لغة أكادية متأثرة باللغة الآرامية كما تدعي بدون أي تحقيق ... بعض المتطرفين يدعون أن السورث هي لغة جديدة و هي خليط من الأكادية و الآرامية و هذا قمة في التزوير!

ج -إن الكلدان الآراميين و الفرس قد قضوا على الإمبراطورية الأشورية سنة ٦١٢ ق٠م و إن بقايا الأشوريين قد إنصهروا ضمن الآراميين .

د - لقد وجد العلماء نصوص آرامية عديدة في المعابد في بلاد أشور القديمة و تعود الى حوالي ٣٠٠ سنة ق ٠م أي بعد ٣٠٠ سنة على سقوط الإمبراطورية:

هذه النصوص هي آرامية و ليس مزيجا من لغتين  آرامية أكادية و هذا يعني أن بقايا الأشوريين قد ذابوا كليا ضمن أجدادك الآراميين.

ه - الغيرة الحقيقية هي إعتماد التاريخ العلمي و عدم التنكر لهويتنا السريانية الآرامية الصحيحة!

الشعب الأشوري ساد ثم باد و السريان المشارقة هم أحفاد القبائل الآرامية و ليس الشعب الأشوري القديم!

و - إن ترديد إدعاءات تاريخية خاطئة و الإدعاء إنها حقيقة لا تقبل الجدل هي سياسة فاشلة تفضح من يرددها:
 فالسريان اليوم ليسوا قطيعا - يستطيع بعض المدعين بالإيديولوجية الأشورية المزيفة - أن يقودوهم كما يشاؤون!

77
السيد Ashur Rafidean
 أريدك أن تطمئن بالك بأنني لا أخاف الموت و إنني سرياني آرامي متخصص في التاريخ السرياني : كوني أعيش في فرنسا لا يمنعي في
تصحيح الكثير من الطروحات المزيفة التي تلطخ تاريخ أجدادنا !
 أخيرا إنني لست مناضلا سياسيا و احكم علي من خلال أبحاثي و ليس
لأنني أعيش في فرنسا و لكن على ما يبدو أن تصحيح الأخطاء و فضح
الإيديولوجية الأشورية المزيفة بطريقة علمية يزعجك !

78

هل فعلا حرف "ج/غ" في الأبجدية يشير الى جمل ؟
وصلني رد أحد الإخوة الغيورين حول تاريخ وجود الجمال في شرقنا الحبيب , سوف أنشره حرفيا لكم مع تعليقي عليه .
"Marl Andraos سيدي العزيز أن تنطلق من واقع أن الجمال موطنها الأصلي حصراً الجزيرة العربية
وتسقط واقع اليوم على ما كان
الجمال كانت منتشرة في الشرق الاواسط بشكل عام وبين جميع السكان
وليست حكر على العرب
عدم وجود نص تاريخي بين أيدينا اليوم أو وجود نصوص محددة لا يلغي وجودها
الحرف الثالث من الأبجدية الفينيقية الذي يسبق القرن العاشر قبل الميلاد يرمز إلى جمل
ومن المؤكد أنه كان شائع الوجود والإستعمال
عدم وجود نص لا يلغي سياق تاريخي
وتوفر النص دليل يؤكد
حتى النصوص اذا تعارضت مع سياق عام يمكن اهمالها
الكذب الدعاية التزلف والتشويه وغيره من الاساليب طبيعة بشرية اليوم في الماضي والماضي البعيد جداً
النصوص التاريخية ليست منزلة
وأين المشكلة اذا كان هنالك علاقات مع قبائل عربية تستعمل الجمال أو حتى مع شعوب أخرى أو استعمالها من قبل السكان أنفسهم
لا يمكن أختصار تاريخ السكان بالفترة الأرامية حصراً وتحديداً
على المستوى الديمغرافي والهجرة البشرية منطقة الشرق الأوسط و لبنان في وسطها ثاني أهم مرحلة في الهجرة البشرية بعد أثيوبيا
والمرحلة الأهم على مستوى نشوء الحضارة
اقله 60 ألف سنة من وجود الإنسان وتطوره لا يمكن اختزالها في حقبة صغيرة جداً"
الأخ الموقر
البحث العلمي الأكاديمي لا ينطلق من مفاهيمنا المعاصرة و لكن من
المصادر التي تتعلق بالمواضيع التي نعالجها : سوف أعطيك مثلا
يتعلق مباشرة باللغة الفينيقية .
هنالك تفسيران لمعنى مدينة Malaga الإسبانية و هي مدينة قديمة
أسسها الفينيقيون ثم سيطرت عليها قرطاجة بين القرن الثامن ونهاية
الثالث .
أ - النظرية الأولى : مدينة مالقة أصلها مالاكا و تعني " مالحة " لأن سكانها كانوا صيادين سمك و لأن حرف الكاف باللغة الفينيقية يتحول
الى حرف الحاء " ح " !
ب - النظرية الثانية و هي أن "مالكا" تعني الملك و من هنا إسمها !
ألا تعتقد أن الجواب العلمي هو عند باحث متخصص في اللغة
الفينيقة القديمة ؟
بالنسبة الى تاريخ الآراميين فأنت تتهمني بأنني أنطلق من " مفاهيم "
حديثة و هذا غير صحيح و أدعوك أن تتعرف على تاريخهم الحقيقي .
إما بالنسبة إلى أن الحرف الثالث في الأبجدية الفينيقية يشير الى
الجمل و أنت تستنتج أن الجمال كانت معروفة عند الكنعانيين منذ
إنتشار أبجديتهم أي منذ القرن الحادي عشر ق٠م :
* إستنتاجك متسرع جدا فهو يخالف ما نعرفه عن إنتشار الجمال في
الشرق القديم .
* إن علماء اللغات الشرقية ( السامية) في القرن التاسع عشر الميلادي
هم الذين ذكروا أن حرف " ب " تشير الى بيت و حرف " ج /غ " يشير
الى الجمل !
* سؤال منطقي : إذا كان الجمل معروفا عند الشعوب الشرقية مثل
الأكاديين و العموريين و الكنعانيين و الآراميين فلما لا يوجد أي كتابة
أكادية بين ٢٥٠٠ و ٨٥٣ ق٠م وردت فيها لفظة جمل ؟
الأخ المحترم أنت تردد " ومن المؤكد أنه كان شائع الوجود والإستعمال "
و هذا إستنتاج خطير جدا للأسباب التالية:
* إستنتاج شخصي مبني على تفسيرات غير صحيحة .
* مع إحترامي الى ثقافتكم التاريخية فأنت تؤكد أمور تاريخية لم تتحقق
فيها و لا تعطين برهانا أكادميا يسمح لك أن تؤكد فكرتك .
* لقد إستخدم العرب القدامى الجمال في شبه الجزيرة العربية و ليس
في البادية السورية . الشعوب الشرقية من أكادية و عمورية و كنعانية
و آرامية لم تستخدم الجمال قبل القرن التاسع ق٠م و لكنها ستستخدمه
في القرن الثامن و السابع في تنقلاتها التجارية و العسكرية .
* موطن العرب هو شبه الجزيرة العربية و ليس بادية سوريا و من
المؤسف أن نظريتك - و بدون أن تدري - تقلب الحقائق التاريخية
و الجغرافية .
أخيرا نحن لا " نختزل " التاريخ لأنه ليس من مصلحتنا كشعب سرياني
آرامي عريق : المشكلة هي أن كثيرين -و لأسباب مختلفة - يختزلون
لتاريخ و يكتفون بمعلوماتهم البسيطة أو يتحججون بما تعلموه في
صغرهم في مدارسهم !
هنري بدروس كيفا
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10200471755930622&set=a.10200471755690616.1073741827.1058767894&type=3&theater

79
              " الإمبراطورية الأشورية سادت ثم بادت "
السيد  آشور بيت شليمون
لا أحد ينكر عظمة الأشوريين و لكن هذا الشعب قد زال نهائيا من التاريخ. أنت سرياني متحدر من تلك القبائل الآرامية و لكنك تدعي
 زيفا بهوية أشورية و تتوهم أن التسمية الأشورية تعطيك" حقوق تاريخية "
في أرض أشور القديمة !
 الطروحات الأشورية المزيفة التي تدافع عنها لا تعطيك أنت في شيكاغو
أو بقية السريان المنادين بالتسمية الأشورية المزيفة أية حقوق تاريخية أو
سياسية !
 عاجلا أم عاجلا سيكتشف مسيحيو العراق بأنهم أحفاد الآراميين !
تعليقاتك السطحية لن توقف عجلة الوعي بين المثقفين !
 هذه الكتابة الأكادية تفضح جهلكم لتاريخ العراق القديم و تظهر مدى
إنتشار القبائل الآرامية ( الكلدانية و الآرامية ) في بلاد أكاد...

80

" الآراميون لا يخافون الموت "!
هنري بدروس كيفا
لقد رأيت هذه الجملة في نص أكادي قديم منذ أكثر من ٢٥ سنة و لكنني
نسيت أن أسجل اسم الكتاب ! و مرت الأيام و وجدت كتابات أخرى
تشيد ببأس المقاتلين الآراميين !
أرجو من القارئ ألا يظن بأنني أبالغ لأنني أتحدر من هذا الشعب الآرامي
العظيم : و هذه الجملة لم يتركها لنا أحد الملوك الآراميين كي يتباهى
بقوته ! هذه الجملة هي من فم الملك الأشوري سنحريب الذي كان
يحارب القبائل الكلدانية و الآرامية في بلاد أكاد !
Moreover, he, [the evil Chaldean, evildoer, (and) offspring of murder], gathered together [Uruk, Lars]a, Ur, Eridu, Kulaba, Kissik, (and) Nēmed-La[gu]da, the lands of the Bīt-Ya[kīn, Bīt-Amukāni, Bīt-Ašillāni (Bīt-Šillāni), Bīt-Saʾa]lli, (and) Bīt-Dakkūri, all of the Chaldeans, as many as there were; on the bank(s) of the [Tigris] River, the [Tuʾumuna, Riḫiḫu], Yadaqqu, Gibrê, (and) Ma­li­ḫu (Ma­la­ḫu); on the bank(s) of the [Surappu] River, [the Gurumu, Ubulu, Damu]nu, Gambulu, Hindaru, Ruʾuʾa, (and) Puqudu; on the bank(s) of the [Euphrates] River, [the Ḫam­rā­nu, Ḫa­ga­rā­nu], Nabatu, (and) Liʾtaʾu — insubmissive Arameans who did not know (fear of) death; (15) Nippur, Dilbat, [Marad, Kish, Ḫursagkalama, Baby]lon, Borsippa, (and) Cutha, all of Karduniaš (Babylonia) an[d pr]epared (them) for battle.
لن أترجم النص و لكنني سأضع الرابط
أ - هذه الكتابة تثبت لنا أن الأشوريين كانوا يسمون وسط و جنوب العراق
تارة "كردونياش" و طورا " بلاد سومر و أكاد " مع أن جميع سكان هذه
المنطقة كانوا من الآراميين : القبائل الكلدانية و الآرامية .
ب - هذه الكتابة تشرح لنا أماكن تواجد القبائل الكلدانية على الفرات
و القبائل الآرامية على نهر دجلة و رافده .
ج - ملاحظة مهمة جدا : هذه الكتابة تؤكد أن قبيلة Nabatu هي
آرامية ! و هذه القبيلة ستنتشر في شرقي الأردن و تشتهر بحضارتها
الآرامية ! أغلب الباحثين يرددون بأن الأنباط كانوا عربا و هذا غير
صحيح تاريخيا !
السريان أحفاد الآراميين قد برهنوا في تاريخنا الحديث ( حرب لبنان ...)
أنهم لا يخافون الموت مثل أجدادهم العظام !
ليت السريان يتوحدون و يدافعون عن هوية أجدادهم الآراميين فينتصرون
على الموت !
http://oracc.museum.upenn.edu/rinap/rinap3/corpus/

81

" يا أخي السرياني الضال لماذا تخون هويتك السريانية ؟ "
هنري بدروس كيفا
بعض السريان الضالين يكتبون ( يناضلون ؟ ) من خلال صفحة إسمها
بلاد السريان باللغة العربية و Bilad Assyrian باللغة الإنكليزية ؟
هذه المجموعة الضالة و المضللة تدعي بهوية أشورية مزيفة و هي تتوهم
أن التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الأشورية .
أمر مضحك جدا هذه المجموعة لا تزال تتوهم بأنها تستطيع أن تؤثر
على السريان المثقفين و تقودهم الى الإدعاء بأننا " سريان أشوريين ".
أ - السريان ليسوا " قطيع خراف " يستطيع كل حزب أن يقوده كما يريد!
ب - السرياني المثقف يتابع و يتحقق و يعلم بأن بعض السريان قد
خانوا هوية أجدادهم الآراميين و يدعون بهوية أشورية مزيفة و قد
أصبحوا " حصان طروادة " في جسم الامة السريانية الآرامية .
ج - المضحك في هذه المجموعة السريانية الجاهلة هو أنها تدعي الدفاع
عن " الهوية السريانية " و هم أول الخونة لها ! لا أحد من أجدادنا قد
إدعى بهوية أشورية مزيفة !
د - هنالك شيئ إيجابي و هو أن هذه المجموعة الضالة صارت تعرف
أن التسمية السريانية تشير الى هويتنا التاريخية و إنها مهما " حرفت "
فإن التسمية السريانية كانت و ستبقى مرادفة لهويتنا الآرامية ! ألم يردد
علماء السريان في كتبهم و مصادرهم " نحن الآراميون اي السريان "
و باللغة السريانية " ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ".
أخيرا هذه المجموعة السريانية التي تناضل من أجل تسمية أشورية
مزيفة ( الشعب الأشوري قد زال من التاريخ منذ ٢٥٠٠ سنة ) لا تزال
تتوهم إن السياسي هو الذي يحدد هويتنا التاريخية و ليست مصادر
أجدادنا !
‎يا شريكي: لماذا تريد تعريب هويتي السريانية؟
=========================
السريان لهم هوية وظلموا وتعرضوا الى ابادات وقهر وظلم وهم ليسوا بعرب...علينا احترام هوايات بعضنا البعض... الا تؤمنوا بالتعددية ... انا احترم هويتك العربية فلماذا لا تحترم هويتي السريانية ولماذا تريد تعريبها ؟‎
بلاد السريان - Bilad Assyrian
يا شريكي: لماذا تريد تعريب هويتي السريانية؟
=========================
السريان لهم هوية وظلموا وتعرضوا الى ابادات وقهر وظلم وهم ليسوا بعرب...علينا احترام هوايات بعضنا البعض... الا تؤمنوا بالتعددية ... انا احترم هويتك العربية فلماذا لا تحترم هويتي السريانية ولماذا تريد تعريبها ؟

82
هل كان الآراميون " قطاع طرق " ؟
هنري بدروس كيفا
علق أحد الإخوة على صفحتي حول كتاب" الآراميون في التاريخ " للأب
البير أبونا ما يلي :
" ذْكر المؤلف في الفصل الأول - جزئه الثاني، في معرضِ اقتباسه من حوليّة للملك الآشوري سرجون الثاني:
" فالآراميّون والسوتيون الذين يعيشون تحت الخيم، والهاربون والمجرمون وسلالة قُطّاع الطرق كانوا يخيمون في السهب ويمنعون العابرين من ارتياده."
و يذكر النصّ أيضاً: "وبسلاحي صرعتُ الآراميين، أبناء قُطّاع الطرق".
بعد ما تقدّم .. هل من شخص يفتخر بشعب كهذا، لا بل و ينادي بـ "قومية" آرامية "
أ - نحن آراميون لأن أجدادنا قد ذكروا في مصادرهم بأنهم آراميين !
نحن أمينون لهوية أجدادنا و نفتخر بكل منجزاتهم ! و لكن لا معيبا إن
حافظ بعض الآراميين على حياة بدوية ! فقط الجاهلون يستحون بتاريخ
أجدادهم ...
ب - أن الأشوريين أعداء الآراميين يذكرون عن أجدادك بأنهم مجرمين
و قطاعين طرق و ذلك لأنهم إصطدموا بمقاومة آرامية عنيفة .
لا زلنا حتى اليوم نرى المعتدي يتهم أصحاب الأرض بأسوء التهم
كي يهجم عليهم ...
ج - هذه الكتابة جاءت بعد حملة الملك سرجون على بلاد أكاد التي
كانت تعج بالقبائل الآرامية ! و النصر كان في النهاية للآراميين
الذين إستقلوا سنة ٦٢٦ ق٠م ثم أسقطوا الإمبراطورية الأشورية الظالمة
سنة ٦١٢ ق٠م ! و كان ملوك أشور قد سلخوا جلد بعض الملوك
الآراميين لأنهم قاوموا الظلم الأشوري !
د - بلاد أكاد ستسمى بلاد بابل و لكن أجدادك السريان المشارقة
سيرددون مئات السنين الإسم الوطني القومي و هو " بيت آراماي "
و هو ترجمة آرامية لتسمية أكادية " مات اريمي " وردت في أرشيف
نيبور من أواخر القرن الثامن ق٠م
ه - الآراميون ليسوا " قطاع طرق " و إن كانت بعض قبائلهم قد
هاجمت بعض القوافل خاصة في بلاد أكاد . الآراميون هم شعب
متحضر لأنهم طوروا الكتابة الأبجدية و صبغوا الشرق بحضارتهم .
و - لقد عرف الآراميون أن يحافظوا على هويتهم خلال أكثر من
٣٢٠٠ سنة و نحن السريان المشارقة ( أتباع الكنيستين الكلدانية
و الأشورية ) و السريان المغاربة ( موارنة و روم و سريان...) أحفادهم!
ز - إذا كان بعض السريان يستحون بهوية أجدادهم الآراميين - لأنهم
يؤمنون اليوم بإيديولوجية أشورية مزيفة - فعليهم أن يغيروا مفاهيمهم
لأنه من المستحيل أن يغيروا هوية أجدادهم !
ح- حتى و لو كان جميع الآراميين هم فعليا كانوا " قطاع طرق " فنحن
لا نتنكر لهوية أجدادنا - فمن نكر أصله لا أصلا له - و لكن السريان
المشارقة أحفاد الآراميين قد أصبحوا أساتذة للعرب في العهد العباسي
و نقلوا لهم العلوم و الفنون و كانوا أطباء الخلفاء العباسيين بدون
إنقطاع لمدة ٢٠٠ سنة !
ي - نحن لا نستحي بتاريخ أجدادنا و لكننا نستحي من السريان الذين
يدعون بهوية أشورية مزيفة و لا يزالون يتنكرون لهوية أجدادهم و هم
متوهمين أن السريان لا يعرفون تاريخ أجدادهم !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10200971005371546&set=a.3104692130454.290996.1058767894&type=3&theater
Avec ج.ع عنتر.

83
" سلوقس لم يكن عربيا و لا آراميا ؟ "

لقد نشرت الأخت أديبة عبدو عطية الموقرة بعض ما ورد في كتاب مؤرخ لمدينة حلب يذكر فيه :" سلوقوس « سلقين » القائد العربي الآرامي السوري عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار.

- سلوقوس :

قائد عربي آرامي سوري ، بنى أو جدَّدَ 59 مدينة « 16 مدينة اسمها أنطاكية ، و 9 مدن اسمها سلوقية ، منها سلقين ، و5 مدن لات كيا = اللادقية » واللادقية :

من اللات والعزة ، وكي :

 تعني الأرض ، رمز للربة السورية عشتار .

- اللاذقية اللادقية = من اللات والعزة :

كلمة عربية آرامية سورية . والإبدال بين الذال والدال ، وبين الدال والتاء كان شائعاً . فمصدر كلمة ـ اللاتينية ـ عربي آرامي سوري . ففي حلب يقولون :

 اللادقية بالدال بدلاً من اللاذقية ، وبعضهم يكاد يلفظها بالتاء اللاتكيا .

- إن لفظ « سلوقوس » معناه « متسلق الجبال » تُحدد صفة لا وظيفة والـ « و س = OS » للتعظيم في المعتقدات العربية الآرامية السورية وهو لقب لقائد عربي آرامي سوري حارب الفرس ، واستخدم الفيلة في معاركه ، وأمر بسكّ صورة الفيل سنة 300 ق.م على النقود . ولما كانت عاصمته بابل تتعرض كثيراً لغزوات الجبليين البرابرة ، قرر نقل مركز العاصمة من بابل إلى سلوقيا على الدجلة ، وأن يتصدى لهؤلاء البرابرة على الجبال ، فالتصق به لقب « سلوقوس : المتسلق » . أما الـ « ين » في لفظ سلقين ، فهي أداة جمع وهي مثيلة العدنانية في حالتي النصب والجر إلا أن الأخيرة أي العربية العدنانية « الفصحى » تجمع جمعاً مذكراً سالماً في حالتين : الأولى أسماء الأعلام أو صفاتهم ، والثانية اسم الفاعل . والباقي جمع اختزال « تكسير » ومن أمثلة الجمع في العربية الآرامية : « شمس = شمسين » .

- وقد استطاع سلوقوس القائد العربي الآرامي السوري أن يوحّد أراضي الإمبراطورية العربية السورية ، وصار لقبه ملك سورية .

- يقول المفكر الفرنسي بيير روسي :

« يجب التماس التفاسير بعيداً عن الشروح المدرسية ... فالحقيقة تجبرنا على القول إن الرياضيين الإغريق الذين وصلتنا أسماؤهم كانوا جميعاً ودون استثناء من أصل عربي .. كان السلوقيون بخاصة مدينيين كباراً : فلقد أنشؤوا في سورية أرضهم المفضاة بين الفرات الأعلى والبحر ، حيث كانت تصطرع منذ قرون الجيوش ، مدينة أنطاكية الرائعة ، وميناءها سلوقية ... إننا حين نتكلم عن إمبراطورية إغريقية ، لايمكن أن نعني بها سوى نقل مكتوب للثقافة الآرامية » .

للتوسع :

انظر كتابي :

 شمس سورية تسطع على أوربا . عامر رشيد مبيض ."إنني أتفهم و أقدر كل إنسان يعشق آثارات بلاده أو مدينته و لكنني لا أستطيع أن أفهم من باحث أن يحول سلوقس المقدوني الذي ولد فيEuropos سنة ٣٥٨ ق٠م في مقدونيا القديمة الى قائد " عربي آرامي سوري "!

أولا - المثقف السوري و النظريات العروبية المزيفة ! من المؤسف أن هذا الباحث عامر رشيد مبيض يدعي بأن سلوقس هو عربي آرامي و يحاول أن يقدم براهين غير علمية ليقنع القارئ بفكرة مزيفة لا يؤمن بها إلا هو نفسه ! فالمثقف السوري يعلم أن كل المصادر اليوناية القديمة تؤكد أن سلوقس كان مقدونيا ! كما أن المراجع العلمية بكل لغات العالم لا تذكر أن سلوقس كان عربيا!سأكتفي بوضع رابط الويكبديا باللغة العربية هنا

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%82%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84

 و باللغة الفرنسية أيضا

http://fr.wikipedia.org/wiki/S%C3%A9leucos_Ier

 
ثانيا - خلط المصادر السريانية بين سوروس و سلوقس ! إن المؤرخ عامر رشيد مبيض يردد أن سلوقس كان آراميا و هو الذي بنى مدينة إنطاكيا . نحن نعلم من خلال إطلاعنا على المصادر السريانية إنها تناقلت أن سوروس كان آراميا و هو الذي بنى مدينة إنطاكيا و هذه فكرة خاطئة لأن إسم الملك سوروس مأخوذ من حكاية خرافية و طبعا الآراميون لم يبنوا مدينة إنطاكيا و إن كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في سوريا عند إحتلال اليونان للشرق !هنالك مصادر سريانية عديدة كتاريخ يعقوب الرهاوي يذكر كيف إنتصر الإسكندر المقدوني و كيف بنى سلوقس مدن إنطاكيا و إديسا و سلوقيا و Laodice . إن المصادر السريانية كانت تعرف أن هذه الأسماء هي يونانية من عائلة سلوقس في أغلب الأحيان فإنطاكيا على إسم إبنه و Laodice التي هي اللاذقية على إسم إبنته و سلوقيا على إسمه و إديسا على إسم عاصمة المقدونيين القديمة !

ثالثا - هل إسم سلوقس يعني متسلق الجبال ؟ المؤرخ عامر رشيد مبيض يغامر بطرح نظريات خاطئة لتأكيد إدعائه بأن سلوقس هو قائد عربي آرامي سوري ! و قد أدخل اللغة في تفسير إسم سلوقس !

أ - خضار " السلق " نحن في الشرق نستخدم مفردات آرامية عديدة بدون أن يخطر على بالنا أنها كلمات سريانية آرامية مثل " السماق " الذي يعني في اللغة السريانية اللون الأحمر ! الكرم و تعني العنب و قد إشتق منه إسم كرمين Carmen الشهير ! و طبعا " السلق " و هو النبات الذي ينمو و " سلق " يرتفع !

ب - " الكلب السلوقي " لا زلنا في الشرق نسمي كلاب الصيد المعروفة بشكلها المطول بالكلب السلوقي ! و الأغلبية الساحقة تعتقد أن هذا الكلب قد جلبه السلوقيون معهم الى الشرق ! و لكن هذه الفكرة هي خاطئة لأن الكلب السلوقي يعني باللغة الآرامية السريانية الشكل المطول من فعل" سلق" أي صعد أو تسلق !

ج - إسم سلوقس لا يعني تسلق لأنه بكل بساطة هو إسم يوناني لا يحق لنا أن نخمن له معنى بلغتنا و لا يحق لنا التلاعب بالحقائق التاريخية و الإدعاء كما ذكر المؤرخ عامر رشيد مبيض : " وأن يتصدى لهؤلاء البرابرة على الجبال ، فالتصق به لقب « سلوقوس : المتسلق »" ! فلقب سلوقس المعروف هو " نيكاتور " طبعا باللغة اليونانية و هو يعني المنتصر !

الخاتمة

أ - لن أعاتب المثقف السوري إذا صدق تفسيرات المؤرخ عامر رشيد مبيض من نوع " واللادقية : من اللات والعزة ، وكي : تعني الأرض ، رمز للربة السورية عشتار .

- اللاذقية اللادقية = من اللات والعزة : كلمة عربية آرامية سورية . والإبدال بين الذال والدال ، وبين الدال والتاء كان شائعاً . فمصدر كلمة ـ اللاتينية ـ عربي آرامي سوري . ففي حلب يقولون : اللادقية بالدال بدلاً من اللاذقية ، وبعضهم يكاد يلفظها بالتاء اللاتكيا " لأن المثقف السوري غاليا يحترم الباحث عندما يذكر أنه " مؤرخ حلب عالم آثار" !

ب - إنني أعاتب الباحثين السوريين لأنهم لم ينتقدوا إبتعاد هذا المؤرخ عن التاريخ الأكاديمي : الآراميون ليسوا عربا ! سلوقس كان مقدونيا مثل الإسكندر ! العرب كانوا في سنة ٣٠٠ ق٠م يعيشون في شبه الجزيرة العربية و ليس في سوريا القديمة و إن تنقلت بعض قبائلهم في الباديا القريبة من سوريا ! اللاذقية هو إسم يوناني لمدينة يونانية آرامية و إسمها لا يعني اللات والعزة!

ج - من المؤسف أن بعض الكتاب يغامرون في طرح نظريات غير علمية فمنهم من يكون ماهرا في التلاعب بالتعابير و يردد نظريات خاطئة و إذا حشروا يذكرون إسم الباحث الذي نشر النظرية! و لكن الأستاذ عامر رشيد مبيض هو بنفسه يتبنى هذه النظريات الخاطئة مما سيسيئ الى سمعته كباحث نزيه !

84
الأخ الموقر  زاهـر دودا
 شكرا على تعليقك القيم و أحب أن ألفت نظرك الى :
أ - لقد ورد في تعليقك " سميت بالإمبراطورية البابلية نسبة الى مدينة بابل, مثلما تسمى الامبراطورية الرومانية نسبة لمدينة روما ..."
* هنالك شعب روماني و إمبراطورية رومانية كانت معروفة بهذا الإسم
منذ تأسيسها ...
*و لكن التاريخ لم يعرف شعبا بابليا و إمبراطورية كانت تسمي بابلية !
* إن الفرس هم الذين عمموا التسمية البابلية على بلاد أكاد و في الفترة
التي كان أغلب سكانها من الآراميين .
ب - مدينة حلب كانت إحدى العاصم لإحدى ممالك العموريين و كانت
مشهورة في تاريخها القديم .
ج - هويتنا التاريخية ليست فقط " الأرض " و طبعا هويتنا لا تتبدل
مع كل محتل لأرض أجدادنا : لقد إحتل الفرس بلاد أكاد لأكثر من ١١٠٠ سنة و بنوا فيها إحدى عواصمهم و من له إطلاع بتاريخ
المسيحيين في العراق يعرف أن عددا من أهم قديسي الكنيسة السريانية
الشرقية ( النسطورية ) كانوا ينتمون الى الجنس الفارسي مثل أفرهاط
و مشيحا زخا ...
د - الآراميون ظلوا يشكلون أكثرية سكانية في بلاد أكاد التي ستعرف
ببلاد الآراميين في المصادر السريانية الشرقية .

85
الى المناضل الهارب السيد حنا شمعون
 إنني أعلم جيدا إن متطفلا على التاريخ مثلك لا يصمد ابدا عندما يكون
النقاش حول تاريخ أجدادنا : انا لا أحب ان اضيع وقتي مع سرياني مثلك
يتنكر لهوية أجداده و يتوهم بأنه  "مناضل قومي "...
 لقد فضحت خيانتكم و جهلكم امام الجميع و أظهرت للجميع إن شعاراتكم هي سياسية كاذبة ...
 هذه هديتي لك و هي "  هويتنا الآرامية عند الآباء و الاجداد السريان من ٣٠٠ الى١٣٠٠ ب.م "
* قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) (1)
”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان“
ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܣܪܘܓ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 521)
(1)ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ
* ورد في احدى كتابات مار فيلوكسينوس المنبجي (توفي 523م) (2)
”ان تعبير، اختلاط، يوجد في معظم كتب ابائنا ان كان عند الأراميين او عند اليونان“
* يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن) (3)
”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“
ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܐܘܪܗܝ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 708)
(2)ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ
* وفي تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (القرن التاسع) (4)
”ومنذ ذلك الوقت، بدأ ابناء هاجر (العرب المسلمون) يستعبدون الأراميين استعبادًا مصريًا“
ܡܪܝ ܕܝܢܢܘܣܝܘܣ ܬܠܡܚܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 845)
(3)ܘܡܢ ܗܪܟܐ ܫܪܝܘ̱ ܒܢܝ̈ ܗܓܪ ܠܡܫܥܒܕܘ̱ ܠܒܢܝ̈ ܐܪܡ ܒܫܘܥܒܕܐ ܡܨܪܝܐ
* في تاريخ ايليا مطران نصيبين السرياني الشرقي (القرن العاشر) (5)
”أمر الحجاج ألا يقوم بطريرك للمسيحيين. وبقيت الكنيسة الأرامية (او كنيسة بلاد الأراميين) بدون بطريرك الى وفاة الحجاج“
ܡܪܝ ܐܠܝܐ ܒܪ ܫܢܢܝܐ ܕܢܨܝܒܝܢ ܣܘܪܝܝܐ ܡܕܢܚܝܐ ܐܘܟܝܬ ܢܣܛܘܪܝܢܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1049)
(4)ܘܦܩܕ ܚܔܔ ܕܠܐ ܢܩܘܡ ܪܝܫܐ ܠܟܪ̈ܝܣܛܝܢܐ. ܘܦܫܬ ܥܕܬܐ ܕܒܝܬ ܐܪ̈ܡܝܐ ܕܠܐ ܪܝܫܐ ܥܕܡܐ ܠܡܘܬܗ ܕܚܔܔ.
* كتب البطريرك ميخائيل السرياني (6)
”بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان (سوريَيا)“
*كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر) (7)
”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“
ܡܪܝ ܓܪܓܘܪܝܘܣ ܝܘܚܢܢ ܒܪ ܥܒܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1286)
(5)ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ"
 أهرب يا سيد حنا شمعون بقدر ما تستطيع و لكنك لا  تستطيع أن
تقنع أحدا بإيديولوجيك الأشورية المزيفة التي لم يؤمن بها أحد من
أجدادك .

86
الى الكاتب المغامر حنا شمعون
 بما إنني أنشر خزعبلات - حسب معلوماتك - كنت أتمنى أن تعلق
و أن تفضح تلك الخزعبلات و لكنك  -على ما يبدو - تردد ما تعلمته
في صغرك من أكاذيب لا يصدقها أي مثقف سرياني .
 أنت فعلا مهرج لأنك تكتب في تعليقك:
(  كما انا متاءكد ان الكثيرين قد جلبوا انتباهك الى مؤسسي المنظمة الاثورية الديمقراطية والى مفكري الآشورية الحديثة من اشور خربوط ونعوم فائق  وغيرهما، وكثيرين أيضاً نبهوك الى أصل كلمة " السريان ")
 إنني لا أفهم كيف يستطيع المتطفلون على التاريخ أن ينبهونني الى
أصل كلمة سريان ؟ فعلا أنت مضحك و تعيش في أوهامك الأشورية
المزيفة و لكنني أكيد إنك تعلم في قرارة نفسك بأنني قد كشفت كل
النقاط حول هويتنا السريانية الآرامية و هذا مما يدفع متطفل مثك
أن يردد مثل الببغاء الطروحات المزيفة التي تعلمها في حزبه !
 المرة القادمة علق حول ما كان أجدادك يذكرون عن أنفسهم و ليس حول
مفاهيمك الخاطئة !

87
السيد المحترم Eddie Beth Benyamin
 تقول ثلاث شباب حملوا العلم الأشوري في الهند ؟ و هل هذا يغير هويتنا
من سريانية آرامية الى " أشورية " ؟

88
الأستاذ المحترم عبدالاحد سليمان بولص
شكرا لسؤالك و لكنني لست باحثا لغويا و من المؤسف هنالك العديد من
النقاط الغامضة التي تتعلق بتاريخنا و لغتنا . و يحاول بعض المغامرين
أن يطرحوا حلولا بدون براهين علمية , و هدفهم هو الدفاع عن مفاهيم
حديثة تؤكد توجهاتهم الحزبية .
  إنني لا أعلم السبب الحقيقي لإختلاف اللفظ بين السريان المشارقة
و السريان المغاربة : و كان المطران يعقوب أوجين منا قد شرح أن
السريان المغاربة كانوا يلفظون بالفتح ... اسماء القرى و المناطق
السريانية في سوريا و لبنان تنتهي بالفتح : بعبدا , عينطورا . بكفيا....
و كذلك الأسماء السريانية : افرام , نعمان , برديصان ...
 أعتقد هذا السؤال يجب أن يوجه الى باحثين مطلعين على اللغات
الأكادية و الآرامية القديمة .

89
الأستاذ المحترم Eddie Beth Benyamin
 إنني لم أسافر الى الهند و طبعا أغلب مسيحيي الهند ينتمون الى كنائس
سريانية عديدة و هم يهتمون باللغة السريانية كثيرا . إنني لا أعتقد بأنهم
ينتمون الى الشعب السرياني الآرامي فهم سريان بالإنتماء الكنسي فقط !
الشعب السرياني لا يتحدر من الأشوريين و لكن من الآراميين و بالتالي
العلم الأشوري لا يعني لنا أي إنتماء الى الأشوريين ! الشعب السرياني
يتحدر من الآراميين لأن أجدادهم و علمائهم من مار افرام الى ابن العبري
قد ذكروا ذلك في مؤلفاتهم العديدة .
 لماذا لا نعمل من أجل وحدة حقيقية صادقة مبنية على معلومات تاريخية
صحيحة ؟

90
" هويتنا السريانية التاريخية ليست سفينة في وسط البحر !"
هنري بدروس كيفا
جميع مسيحيي الشرق ينتمون الى الشعب السرياني الآرامي و لكن منذ
الإختلافات العقائدية التي قسمت الشعب السرياني الى عدة كنائس متناحرة و هي :
أ - السريان الخلقيدونيون الذين عرفوا بالسريان الملكيين في المصادر
السريانية و هم يعرفون بكنيسة الروم اليوم و قد إنشق عنهم الموارنة .
ب - السريان المناهضون لخلقيدونيا و قد عرفوا أيضا بأصحاب الطبيعة
الواحدة و هي تسمية خاطئة و هم السريان اليعاقبة و قد إنشق عنهم
السريان الكاثوليك في التاريخ الحديث !
ج - السريان النساطرة و كانوا متواجدين في الإمبراطورية الفارسية
و قد إنشق عنهم أبناء الكنيسة الكلدانية في التاريخ الحديث .
النظام " الملي " العثماني قد شجع الإنتماء الطائفي : السرياني الكاثوليكي لا يستطيع أن يتزوج أو أن يدفن إلا عند السريان الكاثوليك !
إنتشار الفكر القومي بعد الثورة الفرنسية سيصل في نهاية القرن التاسع
عشر الى المسيحيين المشارقة و للأسف لهم بدل أن يعودوا الى جذورهم
التاريخية الحقيقية صاروا يدعون بإيديولويات غير علمية :
* السريان الموارنة تارة يدعون بأنهم لبنانيين علما بأنه لا يوجد شعب
لبناني قديم و يضحكون على أنفسهم و يؤكدون وجود ذكر " جبل لبنان"
في المصادر القديمة و طوار بأنهم فينيقيين مع أن الشعب الفينيقي قد
زال من التاريخ عندما لجأ يوحنا مارون الى جبال لبنان في نهاية القرن
السابع الميلادي . من المؤسف أن السريان الموارنة - بحجة الحفاظ
على مركزهم في لبنان - يرددون بأنهم عرب بدل الدفاع عن هوية
مار مارون السرياني الآرامي قبل أن يكون ماروني !
* السريان المشارقة الكلدان : أكثر و أهم علمائهم يؤكدون بأنهم سريان
آراميين و لكن أكثرية ساحقة منهم يدعون بأنهم أحفاد الكلدان القدامى
و يتجاهلون أن الكلدان القدامى كانوا آراميين و قد أطلق على العراق
تسمية " بلاد الآراميين " لتواجد القبائل الكلدانية و الآرامية .
* السريان المشارقة النساطرة : طوال تاريخهم كانوا يفتخرون بهويتهم
السريانية الآرامية و كانوا أطباء و معلمي العرب في العهد العباسي
و قد تركوا لنا تراثهم الآرامي في مصادرهم السريانية و لكن أبناء هذه
الكنيسة صاروا يدعون بهوية أشورية مزيفة منذ بداية القرن العشرين .
و قد بلغ التطرف عندهم أن بطريركهم يدعي بأن لغتنا القومية هي
" اللغة الأشورية " !
* السريان الملكيين أي أبناء كنيسة الروم الأرثودكس و الكاثوليك :
إنتشرت بينهم طروحات تاريخية تدعي بأنهم أحفاد الغساسنة أو أحفاد
القبائل العربية المسيحية التي انت متواجدة قبل مجيئ الإسلام . هذه
الطروحات هي مفاهيم خاطئة حديثة فالقبائل العربية المسيحية قد
دخلت الإسلام حبا بالمغانم كما دخله عدد كبير من السريان أنفسهم .
بعض الملاحظات
أولا - نحن نعيش في الشرق منذ ألوف السنين و ننتمي الى شعب آرامي
كان متواجدا في كل الشرق و قد صارت التسمية السريانية مرادفة للتسمية
الآرامية منذ القرن الثالث قبل الميلاد !
ثانيا - إذا كان العرب يؤمنون إن الإسلام هو دين و دولة فإنه غير
صحيح أن المسيحي المشرقي يؤمن بأن الإنتماء المسيحي هو هوية
لنا ! هذا زعم خاطئ يردده كل مسيحي يتجاهل هوية أجداده التاريخية.
ثالثا - إن الإيمان المسيحي قد دفع بالكثيرين منا أن يناضلوا من أجل
ملكوت السموات و للأسف لقد نسينا أن ندافع عن ممالكنا و أوطاننا
في هذا الشرق الحبيب ! مسيحيو لبنان قد دافعوا حتى الموت عن أرضهم
و المطلوب منهم أن يدافعوا عن هويتهم السريانية الآرامية قبل فوات الأوان !
رابعا - المقاومة الحقيقية ليست ترديد لمفاهم خاطئة و متطرفة !
بطريرك الكنيسة السريانية الشرقية ( الأشورية منذ ١٩٧٦) يردد في
كل سنة أن لغتنا هي أشورية و يطلب منا أن نعطي أسماء شورية مزيفة
لأولادنا ! هذه ليست مقاومة و لا دعوة الى وحدة شعبنا و لكنها دعوة
لتقسيم شعبنا السرياني الآرمي !
بكل محبة أدعو الى مقاومة حقيقية مبنية على معرفة تاريخنا الصحيح !
تحية صادقة الى كل مسيحي مشرقي يؤمن بأننا ننتمي فعلا الى شعب
واحد و يحاول أن يعرف لماذا نحن شعب واحد ...
جهل أو تجاهل تاريخنا قد حول -في عقول البعض- هويتنا السريانية
الآرامية الى سفينة في وسط البحر تتلاعب فيها المصالح و الأهواء !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204536151897981&set=a.10204536151817979.1073741881.1058767894&type=1&theater
Photo de Henri Bedros Kifa.
Photo de Henri Bedros Kifa.

91
الأستاذ المحترم  عبدالاحد سليمان بولص
أشكرك لإهتمامك و سوف أرد على أسئلتك و كي لا يحصل سوء فهم مني, أتمنى منك أن تشرح لي ما ذكرت في تعليقك :
" هنا أجد الكثير من التناقض فمن جهة القبائل الكلدانية اكتسبت الحضارة والأسماء والعادات واللغة من الأكاديين وهذا أمر طبيعي لأنهم أحفادهم ..." سؤالي لك هل أنت تقصد أن الكلدان القدامى هم أحفاد الأكاديين ؟

92
القبائل الكلدانية كانت آرامية و لهذا السبب جميع مسيحيي العراق يتحدرون من الآراميين و ليس من شعوب قديمة منقرضة !
   السيد المحترم akoza
تتمنى" ان يكون الجواب مبسط كاالسؤال " ؟
و أنا بدوري أتمنى أن تفهم كلامي المبسط ...
أ - إنني باحث في التاريخ السرياني و أعتمد على منهجية تاريخية
أكادمية لا تقبل إلا بالبراهين المبنية على براهين مأخوذة من النصوص :
مثلا  لقب ملوك الكلدان كان " ملك أكاد " و ليس ملك كلدو أو ملك بابل. ( هنالك كتابات أكادية تثبت ذلك )
ب - الباحث الأكاديمي لا يجامل أصحاب الطروحات التاريخية الخاطئة
و إنني لا أجامل أحدا و لا أطبق مبدأ  (عدو عدوي صديقي) ؟ فإنني
عندما أذكر بأننا جميعا ننتمي الى شعب واحد هو الشعب الآرامي أي
السرياني فإنني أملك عشرات البراهين و لكن المشكلة هي أن الكثيرين
من المغامرين لا يزالون يدافعون عن أفكارهم التاريخية المزيفة .
ج - لقد إنفصلت الكنيسة الكلدانية عن الكنيسة السريانية النسطورية
و كان بطاركة هاتين الكنيستين في نهاية القرن التاسع عشر تؤمنان
بأنهما كنيستان سريانيتان ! و قد وجدت في المكتبة الشرقية في بيروت
رسالة من البطريرك الكلداني تؤكد ذلك كما نجده في مقدمات القواميس
التي طبعت في نهاية القرن التاسع عشر !
د - إن البطريرك الكلداني السابق  دلي قد ذكر حرفيا "لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي." و طبعا
تأكيده ليس مغامرة و لكنه حقيقة تاريخية لمن يؤمن بالتاريخ الأكاديمي !
ه - سؤال للسيد akoza هل رأيت تعليقي القديم:
" أكاذيب عامر فتوحي صفعة بوجه العلم عند الكلدان "
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=681649.0
و هل ترى بأنني أطبق مبدأ  (عدو عدوي صديقي) كما تتخيل ؟

93
" أهمية " موقف قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي من تأكيده على هويتنا الآرامية .
نحن لا نشك أبدا في صدق قداسته عندما يؤكد أن الكنيسة الكلدانية لا تتدخل في الأمور السياسية و لكن تأكيده على " أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي."
لهو موقف شجاع سيكون نتائج " سياسية " على مختلف الأصعدة .
و هو رد غير مباشر على الطروحات التي تدعي أنها الوحيدة التي تعمل من أجل وحدة السورايي و هي في الحقيقة تقسمهم لأنها غير مبنية تاريخنا العلمي .
أ - على الصعيد الكلداني .
دعوة صريحة و مباشرة إلى أبناء الكنيسة الكلدانية على التمسك بتاريخنا العلمي . تاريخ القبائل الكلدانية معروف و هم قبائل آرامية لهم الفضل الكبير في تعميم إسم " بلاد الآراميين " على العراق .
كما أنه رد غير مباشر على بعض المتطرفين الذين يدعون أن تاريخ الكلدان يعود الى 5300 سنة ق.م ؟؟؟
كذلك رد على بعض رجال الدين الكلدان الذين يغامرون بالإدعاء أن التسمية السريانية لهي غريبة و تعني السريان المغاربة فقط .
ب - على الصعيد المسيحي العراقي .
قال قداسته " وبالنسبة الى مطالب شعبنا فنحن في الكنيسة لا نطالب بشيء إلا ما يريده ويقرره شعبنا من الحقوق، لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي."
الكلدان يشكلون الأكثرية بين مسيحيي العراق ، و قداسته يؤكد أننا جميعا ننتمي الى الشعب الآرامي و أن الكنيسة ستدعم ما يقرره شعبنا .
كلنا نعلم أن هنالك صراع فكري و سياسي بين التسميتين " الأشورية" و " الكلدان الآشوريين السريان" ( مع أو بدون واو العطف).
موقف قداسته هو رد مباشر و صريح يذكر الجميع أن الكنيسة الكلدانية تؤمن بتاريخنا العلمي و نحن شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي !
كأن قداسته يريد أن يفهم الجميع أن الكلدان يؤمنون بوحدة شعبنا التاريخية و أن الأموال الطائلة من أجل تثبيت التسمية المركبة المصطنعة هي هدر للأموال و الطاقات بدون فائدة .
ج - على الصعيد المسيحي في شرقنا الحبيب .
إن كلماته القليلة " شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي " لها معاني قوية و هي إشارة صريحة الى تاريخ الآراميين في الشرق .
إنها كلمات مفعمة بالأمل و هو وحدة المسيحيين في الشرق قبل فوات الأوان .
نعم أنها بارقة أمل ليتها تصل الى مسامع بقية رجال الدين المسيحيين في شرقنا الحبيب فيكف البعض عن الإعتقاد بطروحات سياسية مزورة لهويتنا السريانية - الآرامية و يتوقف البعض الآخر عن الإدعاء بأنهم عرب قبل العرب أنفسهم .
قد تكون كلمات قداسته مدخلا للحوار و النقاش بين رجال الدين المسيحيين حول " هوية " المسيحيين في الشرق .
صحيح أن بعض المتطرفين يهجرون إخوتنا الآراميين في الموصل و لكن الصحيح أيضا أننا نعيش أغلبيتنا في الشرق بين المسلمين العرب و هم بأغلبيتهم الساحقة يؤمنون بالتعايش أو العيش مع المسيحيين .
كلمة أخيرة :
كان بعض المفكرين المسيحيين يدعون بجذور فينيقية وهمية للتهرب من القومية العربية و كان البعض الآخر ينادون بالهوية الآرامية و لكنهم فشلوا في الحفاظ عليها .
نحن لا نشك أبدا في صدق قداسته عندما يؤكد أننا آراميون و لكن السؤال الذي يطرح هل تستطيع كلماته الصادقة أن تصمد أمام الحملات الإعلامية التي تزور هويتنا الآرامية في كل يوم ؟
شكرا لكم قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي على شجاعتكم و أمانتكم لهويتكم التاريخية الآرامية و لتكن كلماتكم القليلة " ܨܒܪܐ " لكل الآراميين الذين يناضلون من أجل وحدتنا الحقيقية !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204560489386403&set=a.10204560489226399.1073741883.1058767894&type=1&theater
Cardinal Emmanuel III Delly

94
من هم الكلدان ؟

بعض الاخوة الكلدان ينشرون معلومات خاطئة عن تاريخ الكلدان ، فهم يؤكدون ان تاريخهم عمره 6000 سنة إ وكما راينا مؤخرا في موقع عنكاوا، البعض يدعي ان تاريخ الكلدان يعود الى 2000 سنة ق.م. وان لغتهم الام كات الاكادية! نامل في بحثنا البسيط ان نعرف بطريقة علمية على بدء التاريخ الكلداني و دورهم الكبير في بلاد سومر و اكاد . الاغلبية الساحقة من المفكرين المنادين التسمية الاشورية ، يروجون افكارا خاطئة عن الكلدانيين منها
ـ الكلدان هم فئة من الشعب الاشوري اشتهرت بالتنجيم و علم الفلك.
ـ الكلدان هم الاشوريون الذين قبلوا الكثلكة منذ القرنال16 عشر . مع ان الكنيسة النسطورية كانت تسمى بالكنيسة السريانية الشرقية
ـ اخيرا تلك التسمية المركبة = الكلدو ـ اشوري = كتسمية تاريخية قومية موحدة !
اولا ـ مشكلة المصادر لم يترك لنا الشعب الكلداني القديم كثيرا من المعلومات ، السبب ان لغتهم الام كانت الارامية مع الكتابة بالاحرف الابجدية وكانت ثورة بالنسبة الى الكتابة بالمسمارية .من المعلوم ان الكتابة المسمارية كانت تكتب على لوحات الفخار مما سمح بحفظها اما الكتابة الارامية فكانت على جلود الحيوانات التي كانت تتاثر بعوادي الزمن، معدل حياة الكتابة على الرق كان حوالي 500 سنة . اخيرا لمعرفة تاريخ الكلدان القديم يجب الاعتماد على
ـ اللوحات التي تركها الملوك الاشوريون وهم يخبرن عن حملاتهم ضد القبائل الكلدانية و الارامية.
ـ اللوحات التي تركها ملوك بابل و المدن العديدة في بلاد سومر و اكاد.
ـ اللوحات التي تركها الملوك الكلدان بالكتابة الاكادية.ـ بعض اللوحات التي تركها الكلدانيون باللغة الارامية على لوحات الاحر .
ـ الكتاب المقدس رغم بعض الاخطاء التاريخي و الجغراقية.
ـ ما ذكر اليونان عن الكلدان .

ثانيا ـ القبائل الكلدانية
اقدم ذكر لبلاد الكلدان = مات كلدو = وردت في حملة الملك اشوربانيبال الاشوري سنة 878 ق.م. ، بعض اللوحات وردت فيها تسمية قريبة من التسميةالكلدانية تعود الى القرن ال11 عشر طبعا ق.م و لكن المؤرخ ليبنسكي لا يعتقد بوجود علاقة مع القبائل الكلدانية من مات كلدو.
اهم هذه القبائل و اماكن تواجدها في بلاد اكاد
بيث داكوري ـــ جنوب شرقي بورسيبا
بيث عموقاني ـــ شمال اوروك
بيث يقين ـــ حوالي مدينة اور
بيث شئاللي ـــ بالقرب من بحر كلدو الخليج الفارسي
بيث شيلاني ـــ متواجدون
في الشرق من بيث داكوري . جميع اسماء هذه القبائل لها معنى في اللغة الارامية .
ـ داكور = اي الذكر.
ـ عموقاني = اي الرجل القادم من الاراضي المنخفضة او من الوادي.
ـ يقين = من يقين ايل اي ان الاله سوف يجعلني يقينا.
ـ شئاللي = من شئالتي ايل اي سئلت الاله.
ـ شيلاني = يفسرها ليبنسكي:نبيل الاصل

من هم الكلدان ؟ القسم الثاني هل كانت القبائل الكلدانية ارامية ؟

للاجابة على هذا السؤال يجب ان نتعرف على اماكن تواجد القبائل الارامية . هنالك جهل كبير من السوراي اليوم بتاريخ و دور هذه القبائل الارامية . نامل ان يكون بحثنا دافعا للقراء للتعمق اكثر بتاريخنا العلمي . للاسف الشديد لا يزال قسم من السوراي يظن ان بلاد بابل كانت ضمن ممتلكات الامبراطورية الاشورية و بالتالي سكان بابل اشوريون. طبعا هذا غير صحيح، لقد خضعت بلاد بابل لملوك اشور خلال بعض الحقبات و لكن لم يستوطن الشعب الاشوري في المناطق امحتلة .
.ثالثا =القبائل الارامية.

عندنا مصادر عديدة لدراسة تاريخ الممالك الارامية في بلاد ارام / سوريا / او في ارام نهرين /الجزيرة / ولكنها فقيرة في بلاد بابل . معلوماتنا عن هذه القبائل ماخوذة من الحوليات و اللوحات التي تركها الملوك الاشوريون عن حروبهم و توسعهم في المنطقة . في بداية القرن الماضي، بعض المؤرخين الالمان يذكرون وجود قبائل ارامية في بلاد بابل ، ولكن المؤرخ الفرنسي ديبون سومر في كتابه عن الاراميين قد افرد فصلا خاصا عن تلك القبائل الارامية . اخيرا يعتبر المؤرخ برنكمان من اهم الباحثين عن تاريخ بلاد بابل في الالف الاول ق.م. و كتابه زاخر بالمعلومات عن القبائل الكلدانية و القبائل الارامية في بلاد بابل إ في الصفحة 268 ذكر برنكمان ان العلاقات كانت غامضة بين القبائل الارامية في بابل و القبائل الموجودة في ارام نهرين و بلاد ارام / سوريا /. سنرى لاحقا اكتشاف ارشيف حاكم مدينة نيبور و فيه رسائل عديدة، احداها تتكلم عن تحالف عسكري بين بعض قبائل الجزيرة مع قبائل بابل حوالي سنة 730 ق.م. يوجد كتابة للملك تغلت فلاسر الثالث 744 ـ 727 ق.م. ورد ذكر اسماء 36 قبيلة ارامية. هذه القبائل منتشرة حسب الكتابات الاشورية بالقرب من نهر دجلة جنوب نهر الزاب الاسفل حتى بحر كلدو ، كذلك على ضفتي نهر الفرات بالقرب من سيبار . بعض هذه القبائل مشهورة مثل الفوقودو و قبيلة الايتوين و الربوعو و الهامرانو. ذكر الملك تغلت فلاسر الثالث انه انتصر على كل هذه القبائل الارامية و لكن وصلتنا نصوص تذكر اسماء سبع قبائل فقط بين 745 و 729 ق.م. بعض كتابات سنحاريب تؤكد ان الارامين قد سكنوا في معظم مدن بلاد بابل، نيبور، بابل، اوروك ...

رابعا = العلاقات بين القبائل الكلدانية و الارامية . لقد سكنت هذه القبائل الكلدانية و الارامية في بلاد اكاد منذ 1100ق.م. و كانت العلاقات التجارية متبادلة و التحالفات العسكرية دائمة خاصة ضدالملوك الاشوريين . من المعلوم ان القبائل الارامية قد جاءت من بادية سوريا لذالك يطلق عليهم العلماء اسم ساميين غربيين، و قد اختلف العلماء في بداية القرن الماضي عن موطن القبائل الكلدانية، اليوم اغلب المؤرخين يعتبروهم من الساميين الغربيين وسرعان ما طرح السؤال التالي هل يوجد علاقات قربى بين الكلدانيين و الاراميين ؟ المؤرخ برينكمان و رايه مهم جدا في الموضوع كتب صفحة266 = انه من الممكن وجود بعض علاقات القربى مع الاراميين =جواب متحفظ من مؤرخ مؤمن بالبراهين المبنية على النصوص فهو يقول
- و هذا صحيح ـ ان الملوك الاشوريين قد ميزوا بين القبائل الكلدانية والقبائل الارامية إ و قد اشار في كتابه ايضا ان القبائل الكلدانية قد تاثرت بالحضارة الاكادية فاخذوا اسماء اكادية و عادات اكادية و حتىاللغة الاكادية و عاشوا في داخل مدن قرى بلاد اكاد بينما القبائل الارامية عاشت بعيدة عن المدن في البداية و حافظوا علىلغتهم و حياتهم القبلية و عاشوا بعيدين عن السلطة. المدهش في راي المؤرخ برينكمان انه يعرف جيدا=
- التنظيم القبلي هو متشابه بين المجموعتين، القبيلة تسمى ب بيت ... مثل القبائل الارامية ثم وجود شيخ او ناسيكو على راس القبيلة.
- يوجد قبيلة كلدانية اسمها بيت عديني و هو نفس اسم القبيلة بيت عديني على الفرات الاوسط حيث دافع الملك = احوني = ضد الجيش الاشوري الكثير العدد و يعتبره المؤرخ بول غارللي رمز المقاومة الارامية إذاكورو شيخ قبيلة بيت شئالو الكلدانية الذي خضع سنة 745ق.م لتغلت فلاسر الثالث و لكنه قاوم مجددا، فالقي القبض عليه و اقتيد مكبلا الى بلاد اشور. ذاكورو اسم هذا الشيخ هو اسم ملك حما الارامي ذاكورإ
- هذه القبائل عاشت مئات السنين جنباالى جنب بدون اي عداء و بالعكس كانت متحالفة دائما ضد الملوك الاشوريين .
- معظم المؤرخين المختصين بالتاريخ الارامي في الربع الاخير من القرن العشرين اعتبرواالقبائل الكلدانية من القبائل الارامية لقد تم مؤخرا اكتشاف عدد كبير من الرسائل في مدينة نيبور و لحسن حظنا هذه الرسائل كانت متبادلة بين حاكم نيبور الكلداني مع بقية القبائل الكلدانية و الارامية.

خامسا = البراهين على اخوة القبائل الكلدانية والارامية.

- قام العالم = كول= بنشر و ترجمة ارشيف حاكم مدينة نيبور سنة 1996. هذه الرسائل حوالي 129 غنية بالمعلومات و تعود الى ما بين 755 و 732 ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم 9 تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم بيت ارام الجغرافي و ذاك في الرسالة رقم 104 . و قد وردت عدة تسميات قبلية قد تكون كلدانية او ارامية. الجديد ايضا في الرسالة رقم 13 وهي من شيخ بيت بخياني من نهر الخابور و يقسم بالولاء لسيده حاكم نيبور وهنا نرى رغم احتلال الاشوريين للمنطقة فهي تعج بالقبائل الارامية . اما الرسالة رقم 15 فقد ورد فيها تعبير = كل الاراميين = وهذا يعني ان القبائل الارامية كانت متحدة و متحالفة مع القبائل الكلدانية. ومن المدهش ان روح الاخوة المسيطرة ففي كل رسالة نرى تعابير = يا اخي=.

- اللغة الارامية .لقد اكد العالم ليبنسكي صفحة 421 من خلال بعض الكتابات الكلدانية باللغة الاكاية ان الكلدان استعملوا تعابير و قواعد ارامية عند كتابتهم بالاكادية .سنة 1994 قدم الباحث = اميل بويك = محاضرة بعنوان = صلاة نابونيد من المغارة رقم4 في قمران = و هذه الصلاة مكتوبة بالارامية . و اخيرا نحن نعلم ان اليهود قد تعلموااللغة الارامية في بلاد بابل بالذات و هذا ما يعرف بسبي بابل . ـ بيت ارماي اي بلاد الاراميين . كتب ديبون سومر ان تسمية بيت اراماي قد اطلقت على بلاد بابل 500 سنة ق.م. كتب اجدادنا مليئة بالنصوص حيث وردت بيت ارماي كتسمية جغرافية. لقد اقام الكلدانيون امراطورية كبيرة قضت على الامباطورية الاشورية وانتصرت علىالفراعنة بعبارة اخرى لقد لعبوا دورا سياسيا اهم من القبائل الارامية، اذا لم يكونوا اراميين فلماذا سميت بلادهم باسم بلاد الاراميين إ
Bbliographie
BOWMAN, R.A., \" Arameans , Aramic and the Bible \" , J.N.E.S.
tome 7 ( 1948 )
BRINKMAN, J.A., Political History of Post_kassite
Babylonia ( Rome , 1968 )
DUPONT_SOMMER, A , Les Araméens ( Paris , 1949)
KUPPER , J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari ( Brussels, 1957).
MAZAR, B., \" The Aramean Empire and its Relations with Israel\" _B.A. XXV ( 1962).
O\'CALLAGHAN, R.T., Aram Naharaim ( Rome , 1948).
D.J.WISEMAN edition ., Peoples of Old Testament Times ( Oxford 73 )
ZADOUK , R, On West Semites in Babylonia During the Chaldean and Achaemenian Periods .
( Jerusalem, 1977)
SADER.H., Les états Araméens de Syrie depuis leur fondation jusqu\'à leur transformation en
Provinces Assyrienness ( 1983)
ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996)
D.J.WISEMAN Chronicles of Chaldean Kings( 626_556 )
in the British museum. London 1956.
ST.W. COLE ., NIPPUR in late Assyrian Time
C.755_612 B.C in State Archine of Assyria Studies
Volume IV_1996 .
A,K GRAYSUN , Assyrians Rulers of the Early First Millennium B.C
(1114_859 bc ) .
A,K GRAYSUN , Assyrians Rulers of the Early First Millennium B.C
(858_745 B.C ).
Edward LIPINSKI. The Arameans Their Ancient History . Culture , Religion .
dans Orientalia Lovaniensia Analecta Tome 100( 2000).

95

" فقط السريان المنافقون و الناكرون للعلم يدعون أن بابل هي أشورية "
هنري بدروس كيفا
يتوهم بعض السريان الذين يؤمنون بالإيديولوجية الأشورية المزيفة أنه
من السهل إقناع السرياني المثقف بأن مدينة بابل هي أشورية : سوف
أعلق على هذه الفقرة التاريخية المضحكة ....
" بابل مدينة آشورية
لوحة تخيلية رائعة لمدينة بابل الآشورية العظيمة. هناك من أراد قصدا وعمدا اسقاط الاسم الاشوري من اسم هذه المدينة لانه يعطي أيضاً معنى سرياني وسوري... ولهجة بابل كانت احدى لهجات اللغة الآشورية وهي التي انتشرت في عموم بلاد سوريا وبلاد العرب وفارس ومصر وبعد أن تبنت الابجدية الارامية أصبحت تعرف باللغة الارامية وبعد الميلاد عرفت باللغة السريانية."
أ - ليطمئن القارئ لا يوجد اي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق قد
ذكر أن مدينة بابل هي أشورية أو كانت أشورية .
ب - إن العلماء يعرفون جيدا تاريخ الأشوريين و توسعاتهم في الشرق :
إحتلال مدينة بابل لفترة زمنية من قبل الأشوريين لا يعني أن سكان هذه
المدينة هم أشوريون أو أن المدينة هي " أشورية " !
ج - مشكلتنا هي أن بعض السريان المزيفين يدعون أن مدينة بابل هي
أشورية لأن الفكر الأشوري المبني على طروحات تاريخية مزيفة يدعي
أن بابل هي أشورية و أن الشرق بأكمله كان أشوريا .
د - هنالك فرق كبير بين تعبير " إنتشار الأشوريين " في الشرق و
" إحتلال الأشوريين للشرق " ! التعبير الأول يعني أن الشعب الأشوري
قد سكن و إستوطن في المناطق مثل بلاد أكاد و عاصمتها بابل و التعبير الثاني يعني - بكل بساطة - أنهم إحتلوا هذه المناطق لفترات
زمنية محددة: فبلاد آرام ( سوريا القديمة ) كانت محتلة من قبل الأشوريين حوالي ١٢٠ سنة و بلاد مصر لفترة قليلة حوالي ٢٠ سنة !
ه - المضحك المبكي في ذلك السرياني المزيف الذي يكتب تحت إسم
بلاد السريان أنه يؤكد أن مدينة بابل هي أشورية مع أن جميع سكان
بلاد أكاد قد إنصهروا ضمن الآراميين الذين كانوا يشكلون أكثرية سكانية
في كل الشرق القديم و من ضمنها مدينة بابل !
و - إن القبائل الكلدانية الآرامية بقيادة نبوبولاسر قد قاومت الأشوريين
و طردت جيوشهم من بلاد أكاد سنة ٦٢٦ ق٠م و بعد إستقلالهم زحفت
تلك القبائل الآرامية و قضت على الإمبراطورية الأشورية - بمساعدة الميديين - سنة ٦١٢ ق٠م
ز - لقد كتب هذا السرياني مدعيا " ولهجة بابل كانت احدى لهجات اللغة الآشورية ": هذا طرح تاريخي مزيف للأسباب التالية
* لا يوجد في التاريخ " لغة أشورية " و لكن لغة أكادية !
*إن العلماء في القرن التاسع عشر قد صنفوا الكتابات الأكادية الموجودة
في بلاد أشور بأنها " أشورية قديمة أو متوسطة أو حديثة " و تلك المتواجدة في بلاد أكاد بأنها " بابلية قديمة أو متوسطة أو حديثة ".
الإدعاء بوجود " لهجة بابلية " و " لهجة أشورية " هو نتاج هؤلاء العلماء
في أواخر القرن التاسع عشر ! لا يوجد أي عالم معاصر اليوم يستخدم
هذه التعابير الخاطئة مثل " لهجة بابلية " أو " لهجة أشورية " أو " لغة
أشورية "!
* إن إسم اللغة الأكادية هو الضحية الظاهرة لدعاة الفكر الأشوري المزيف لأنهم لا يستخدمونه و يتجاهلونه و يفضحون فكرهم المتحجر ,
و لكن الضحية " المبطنة " هي لغتنا السريانية كما سنرى !
ح - أنظروا الى ما كتب هذا السرياني المزيف :
" ولهجة بابل كانت احدى لهجات اللغة الآشورية وهي التي انتشرت في عموم بلاد سوريا وبلاد العرب وفارس ومصر وبعد أن تبنت الابجدية الارامية أصبحت تعرف باللغة الارامية وبعد الميلاد عرفت باللغة السريانية."
* صحيح أن اللغة الأكادية قد إنتشرت في كل الشرق القديم خلال
الألف الثاني قبل الميلاد ! و لكن إنتشار الآراميين في كل الشرق
و إنتشار لغتهم الآرامية سوف يمحي كل اللغات التي كانت متواجدة
من قبل مثل اللغة الأكادية و الكنعانية و العبرية...
* اللغة الأكادية لم تكن منتشرة في بلاد العرب و لا في بلاد مصر :
هذا إدعاء تاريخي خاطئ ! إستخدام المصريين للغة و الكتابة المسمارية
الأكادية لمراسلة سكان سوريا القديمة لا يعني أن اللغة الأكادية كانت
منتشرة في مصر !
* السريان الجهال ينكرون هوية أجدادهم و يرددون بدون أي تحقيق
علمي أو لغوي بأن الأشوريين قد تبنوا الأبجدية الآرامية ! و هم يتوهمون
أن القارئ المثقف سيصدق أكاذيبهم !
* هذه الطروحات المزيفة من جهة تدعي بوجود لغة أشورية و من جهة
ثانية تنكر وجود لغة آرامية مستقلة ! فالآرامية هي بنظرهم ( القصير )
هي أبجدية و في أماكن أخرى يدعون بعدم وجود أبجية آرامية لأنها
حسب إيديولوجيتهم الأشورية المزيفة : الأبجدية الآرامية هي كنعانية !
* هذا الطرح التاريخي اللغوي المبطن " بعد أن تبنت الابجدية الارامية أصبحت تعرف باللغة الارامية " من قبل بعض السريان المزيفيين لم
يعد مقبولا في القرن الواحد و العشرين حيث يستطيع كل سرياني مخلص
لهوية أجداده و تراثهم أن يتأكد من صحة هذه الطروحات/ الأكاذيب !
* اللغة الآرامية ليست إبنة للغة الأكادية و لكنها لغة شرقية مستقلة
تربطها علاقات مشتركة مع كل اللغات الشرقية ( السامية ) المتحدرة
من " لغة أم " قديمة ! العلماء المتخصصون في تاريخ اللغات الشرقية أنفسهم لا يعرفون بالتحديد متى كانت منتشرة " اللغة الأم القديمة "
و كيف تحدرت اللغات الشرقية منها !
عدم معرفتنا لبعض النقاط الغامضة يجب ألا يوهم هؤلاء السريان
المزيفيين أنه بإستطاعتهم " التلاعب " بالحقائق التاريخية و الإدعاء
بوجود لغة أشورية قديمة قد إنتشرت في الشرق و صارت تعرف باللغة
السريانية اليوم ! هذا الطرح يفضح أكاذيب الفكر الأشوري المزيف
الذي أضعف و قسم شعبنا السرياني الآرامي !
https://www.facebook.com/Biladassyrian/photos/a.354127611381729.1073741829.353765431417947/521947607933061/?type=1&theater
بابل مدينة آشورية
*************
لوحة تخيلية رائعة لمدينة بابل الآشورية العظيمة. هناك من أراد قصدا وعمدا اسقاط الاسم الاشوري من اسم هذه المدينة لانه يعطي أيضاً معنى سرياني وسوري... ولهجة بابل كانت احدى لهجات اللغة الآشورية وهي التي انتشرت في عموم بلاد سوريا وبلاد العرب وفارس ومصر وبعد أن تبنت الابجدية الارامية أصبحت تعرف باللغة الارامية وبعد الميلاد عرفت باللغة السريانية.
‎بابل مدينة آشورية ************* لوحة تخيلية رائعة لمدينة بابل الآشورية العظيمة. هناك من أراد قصدا وعمدا اسقاط الاسم الاشوري من اسم هذه المدينة لانه يعطي أيضاً معنى سرياني وسوري... ولهجة بابل كانت احدى لهجات اللغة الآشورية وهي التي انتشرت في عموم بلاد سوريا وبلاد العرب وفارس ومصر وبعد أن تبنت الابجدية الارامية أصبحت تعرف باللغة الارامية وبعد الميلاد عرفت باللغة السريانية.‎

96

لقد وجدت تعليقا رائعا للأخ Elias Samir Zakko يطرح فيه عدة تساؤلات حول " مدلولات التسمية البابلية " و قد كتب ما يلي :
((.. كثيرين من الناس لا يزالون يظنون بوجود "حقيقي" لشعب بابلي بينما نحن نعلم اليوم بعدم وجود شعب بابلي هنالك مدينة بابل المشهورة عاصمة بلاد أكاد و سكانها هم أكاديون و ليس بابليين !..)) انتهى الإقتباس .. فرُبّ قائلٍ: وما الضير ان يقال لأهل بابل: بابليين كما يقال لأهل حلب: حلبيين .. وهكذا دواليك ؟!!!
أرجو أن يلقي جوابي على هذا التعليق السؤال أضواء جديدة حول نقاط عديدة لهذا الموضوع المهم .
أولا - بلاد أكاد التاريخية بشكل عام هي وسط و جنوب العراق و حتى عندما كانت إمبراطورية سرجون الأكادي قد توسعت في الشمال و إستولت على مناطق من سوريا القديمة فإن تسمية بلاد أكاد لم تكن تشمل بلاد أشور أو بلاد عمورو(سوريا القديمة التي ستعرف لاحقا ببلاد آرام.) القارئ المطلع يعرف أن إسم بلاد سومر كان يطلق سابقا على جنوب و وسط العراق ثم تسمية جددة هي " بلاد سومر و أكاد " و حين إستولى الكاشيين (شعب غير شرقي) إنتشرت تسمية جديدة هي " كردونياش " على هذه المنطقة !
و قد ظل ملوك أشور يستخدمون تسمية " كردونياش " عشرات السنين بعد غياب الحكم الكاشي !
من الملاحظ في الكتابات الأكادية - في الألف الأول قبل المسيح و حتى بعد إستقلال و إنتشار الإمبراطورية الكلدانية الآرامية – أنها كانت تستخدم تعبير " بلاد أكاد ".
أ - لا شك أن الأكاديين و العموريين قد صهروا بقايا السومريين خلال الألف الثاني قبل الميلاد فغابت التسمية و الحضارة السومرية في القرون اللاحقة .
ب - لا شك أن الحضارة الأكادية قد وصلت في أوج عزها في بداية و نهاية الألف الثاني و لكن في الفترة التي حكم فيها الشعب الكاشي Cassite بين ١٦٠٠ و ١٢٠٠ ق٠م تطور علم الفلك في بلاد أكاد / كردونياش بفضل الكاشيين أنفسهم .
ج - و لكن و منذ بداية الألف الأول ق٠م ستنتشر القبائل الكلدانية و الآرامية في بلاد أكاد و ستصهر سكانها ضمن الأكثرية الآرامية: اليهود سيتعلمون اللغة الآرامية خلال سبي بابل الثاني و ليس اللغة الأكادية أو اللهجة البابلية !
د - من يتطلع على المصادر السريانية النسطورية القديمة سيلاحظ أن السريان النساطرة (أبناء الكنيستين الكلدانية و الأشورية اليوم( ظلوا يستخدمون التسمية الوطنية " بيت آراماي " بدل التسمية الفارسية الإدارية " بلاد بابل "!
ه - عندما يتكلم اليونانيون القدامى عن الشعب البابلي فهم يتكلمون عن سكان بلاد بابل الآراميين و ليس فقط عن سكان مدينة بابل !
ثانيا - هل" التسمية البابلية" هي نسبة الى المدينة أم الى البلاد ؟

قبل أن أجيب أحب أن أذكر القارئ مرة أخرى الفرق بين :
* بابليين نسبة الى مدينة بابل !
مدينة بابل موجودة منذ بداية الألف الثاني و قد وجدت بعض الكتابات الأكادية التي تذكر " البابليين " و هي تقصد سكان مدينة بابل !
و كما ذكرت فإن البلاد كان إسمها بلاد أكاد و حتى في زمن الحكم الكلدان: الفرس أطلقوا تسمية بابل على منطقة أكاد القديمة !
و قدامى اليونان قد أخذوا " التسمية البابلية " من الفرس و ليس نسبة الى مدينة بابل ... ليس كل سكان البلاد هم بابليين (نسبة الى مدينة بابل) و لكن التسمية الإدارية الفارسية قد حولتهم الى" بابليين " نسبة الى البلاد خاصة في المصادر اليونانية القديمة !
من الطبيعي أن نطلق نسبة " الحلبي " الى سكان مدينة حلب و لكن هل من المنطق إطلاق نسبة " الحلبي " الى سكان حمص و حماة؟
لقد إشتهرت عدة مدن في بلاد أكاد القديمة مثل أور و نيبور و بابل فهل من المنطق أن نطلق تسمية بابليين على سكان أور و نيبور؟
لا أحد يحق له أن يلوم قدامى اليونانيين لأنهم أخذوا التسمية البابلية من التسمية الإدارية الفارسية و توهموا أن سكان هذه المنطقة هم حقا بابليون و لهم لغة بابلية !
المدهش أن بعض علماء السريان من القرن الثامن الميلادي قد ذكروا " أن البابليين هم سريان " لأنهم كانوا يعرفون أن أكثرية السكان هم آراميون !
بينما العلماء الأجانب في القرن التاسع عشر فإنهم أخذوا التسمية " البابلية " من قدامى اليونان متوهمين بوجود شعب بابلي حقيقي!
البحث التاريخي يهدف الى إلقاء الضوء حول بعض النقاط الغامضة شرط ألا يشوه الحقائق حول تلك المواضيع المطروحة !
البعض يغامر بتفسيرات غير علمية و يقدم مقارنة مأخوذة من التاريخ الحديث :
صحيح أن إسم مدينة " الجزائر " قد أطلق على منطقة شاسعة من شمال أفريقيا و صار يوجد دولة معروفة باسم "الجزائر"!
و لكن غير صحيح أن التسمية البابلية ( نسبة الى مدينة بابل ) قد إنتشرت في التاريخ القديم في جميع مناطق بلاد أكاد (جنوب و وسط العراق) و صار سكان هذه المنطقة يسمون إسمهم بابليين و لغتهم بابلية !
الخاتمة

أ - لا أحد ينكر أن التسمية الحلبية تدل على سكان مدينة حلب و لكنه ليس مقبولا الإدعاء أن التسمية الحلبية قد أطلقت على سكان حمص و حماة !
ب - التسمية البابلية هي صحيحة عندما نتكلم عن سكان مدينة بابل أو ألهتها أو معابدها المشهورة , و لكن هذه التسمية لا تشير الى " شعب أو قبائل بابلية ( إنتماء )".
ج - لقد أطلق الفرس تسمية " بابل " على بلاد أكاد القديمة التي تعاقب على سكنها عدة شعوب هندو أوروبية و شرقية (سامية).
هذه المنطقة لم يسكنها شعب بابلي و لكن أطلقت على سكانها التسمية" البابلية " !
د - لقد أخذ قدامى اليونان التسمية البابلية من التسمية الإدارية الفارسية و ليس من شعب أو أتنية بابلية حقيقية!
ه - علماء الآثار في القرن التاسع عشر قد إستخدموا التسمية البابلية متأثرين بقدامى اليونان و ليس لأنهم تعرفوا - عبر الكتابات والآثارات - على شعب كان يسمي نفسه بابليا !
و - علماء التاريخ و الآثار - في الماضي و الحاضر - لا يكترثون كثيرا لإستخدامهم الخاطئ للتسمية البابلية و ربما لا يعرفون أن هذه المنطقة قد أصبحت آرامية بسكانها و لغتها و حضارتها منذ بداية الألف الأول !
ز- على كل سرياني آرامي غيور يؤمن بتاريخ أجدادنا العلمي أن يناضل معنا من أجل تصحيح هذه الأخطاء المتكررة و المفاهيم غير العلمية كي يعرف كل مسيحي شرقي و كل آرامي أهمية تاريخ أجدادنا الآراميي

97
" أهمية نصب سرجون الجديد المكتشف في حماة "
هنري بدروس كيفا
لقد ظهرت بعض صور هذا النصب في أواخر السبعينات من القرن الماضي. و قد إهتم العالم J.D.HAWKINS في جمع معلومات حول
هذا النصب و خاصة قد قام بترجمة النص الأكادي و التعليق عليه و ذلك في دراسة عنوانها : THE NEW SARGONSTELE FROM HAMA. و هذا العالم يخبرنا أن السيد فؤاد علوف من لبنان كان قد
أرسل بعض الصور لهذا النصب للمتحف البريطاني و يبدو أن متحف
BOROWSKI قد إشترى هذا النصب و هذا مما سمح للعالم HAWKINS أن يتفحصه و يتأكد من كتابته عن قرب .
أولا - ما هو إسم سوريا القديم ؟
لا شك إن القارئ المثقف يعرف أن بلاد سوريا القديمة لم تكن محددة
تاريخيا و جغرافيا : اليوم الجزيرة السورية هي جزء من بلاد سوريا و لكنها
في التاريخ القديم و الوسيط كان منطقة منفصلة عن سوريا و كان إسمها
القديم نهريما و بيت نهرين باللغة السريانية و الجزيرة باللغة العربية .
هنالك أسماء عديدة قديمة قد أطلقت على سوريا القديمة أشهرها بلاد
عمورو و هذا واضح من الكتابات الأكادية العديدة . و قد لاحظنا أن
الكتاب الأشوريين كانوا يستخدمون في أكثر الأحيان تسمية " بلاد عمورو"
أو " بلاد حاثي " للإشارة الى سوريا القديمة .
لقد إستغربت الباحثة هيلين صادر المتخصصة في تاريخ الشرق القديم
 لما الأشوريون يحاربون الممالك الآرامية و لكن  الكتابات الأكادية تذكر أنهم
في بلاد عمورو أو بلاد حاثي و ليس في بلاد آرام كما هو مذكور في
أسفار التوراة ؟
في دراستها القيمة Les états Arameens de Syrie depuis leur fondation jusqu'à leur transformation en province .
سنة ١٩٨٣ عرضت الفكرة التالية و هي أن الأشوريين لم يرغبوا
إستخدام تعبير " بلاد آرام " لأحد هاذين السببين :
أ - هنالك منطقة في بلاد أكاد اسمها " مات أريمي " أي بلاد الآراميين
و لهذا لم يطلقوا على سوريا القديمة تسمية بلاد آرام لعدم الخلط بين
منطقتين جغرافيتين بنفس الإسم .
ب - أن ملوك أشور كانوا يعرفون أن مملكة آرام دمشق هي الأقوى
و هي المتزعمة للممالك الآرامية و لهذا السبب لم تستخدم تسمية بلاد
آرام !
ثانيا - التسمية الآرامية لبلاد سوريا القديمة .
لقد وجدنا تعبير " كل آرام " في نصوص سفيرة المشهورة و قد شرحنا
في أبحاث عديدة بأنه الإسم الآرامي المرادف لتعبير " سوريا كولن "
اليوناني . و هنالك عدة كتابات آرامية تسمي سوريا القديمة ببلاد آرام
فهنالك نص ذكور ملك حماة الشهير حيث يذكر حرفيا :
" ووجد علَّي برهدد بن خزئيل ملك آرام "
و حزائيل هنا هو ملك آرام الشهير٨٤٣- ٨٠٣ ق٠م
إن الأراميين كانوا في القرون التاسع و الثامن قبل المسيح يشكلون أكثرية
ساحقة في سوريا القديمة و صبغوعا بلغتهم و حضارتهم حتى اليوم !
هؤلاء الأراميين لم يستخدموا تعابير " بلاد عمورو " و " بلاد حاثي "
أي بلاد العموريين و بلاد الحثيين و هذا واضح من الكتابات الآرامية
التي تركوها لنا . و هم كانوا يستخدمون كما وجدنا في كتابات سفيرة:
آرام العليا و آرام السفلى و كل آرام ...
ثالثا - هل صحيح أن الأشوريين لم يستخدموا تعبير بلاد آرام ؟
لقد وجدت عدة كتابات أكادية وردت فيها تسمية بلاد آرام و لكن الكتابة
الأكادية الموجودة على نصب الملك سرجون تذكر التسمية الآرامية
و تعني بشكل واضح مملكة آرام دمشق :
نصب سرجون هو من أربعة أجزاء : إثنان مفقودان و لذلك العالم
HAWKINS يسمي الجزئين ب A و B و ما يهمنا هو ما ورد في
الجزء B فهو يخبرنا أن الملك سرجون أدخل في جيشه عددا كبيرا من
آرامي حماة و قد وضع حاكما جديدا عليهم أي على " بلاد حاثي و بلاد
آرام و سكان بيت أغوشي و بلاد عنقي بأكملها "
لقد وردت تسمية بلاد آرام في السطر السابع ...و هي بدون شك آرام
دمشق .
الخاتمة
صحيح أن الأشوريين لم يستخدموا " تسمية بلاد آرام " في القرنين العاشر
و التاسع ق.م كما لاحظت الباحثة هيلين صادر و لكنهم إستخدموا هذه
التسمية لاحقا لأن الآراميين كانوا متواجدين في جميع مناطق سوريا
و ليس العموريين و لا الحثيين فهذان الشعبان قد زال وجودهم في سوريا
و إنصهرت بقاياهم ضمن الآراميين . البرهان الساطع هو أن جميع آباء
الكنيسة في شرقنا قد أكدوا بأنهم سريان آراميين و لم يذكر أحد منهم
بأنه عموري أو حثي !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10203856304342217&set=a.10203856302222164.1073741872.1058767894&type=1&theater

98

"اليهود يحترمون إسم لغتنا أكثر من السريان المشارقة النساطرة !"
لقد وجدت مئات الدراسات اللغوية و التاريخية التي قام بها العلماء اليهود
حول اللغة الآرامية ! لا شك إن القارئ يعرف أن السريان النساطرة صاروا
في بداية القرن العشرين يدعون بهوية أشورية غير علمية ( الشعب الأشوري قد زال من التاريخ مثل شعوب قديمة عديدة) و لكنهم و بالرغم
أن علمائهم كانوا يسمون لغتهم سريانية آرامية يعندون اليوم و يدعون
إنها لغة "أشورية " !
إدعاء متطرف لأن الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية
و ليس لغة أو لهجة أشورية ... هذه اللغة الأكادية قد زالت من التاريخ
خلال خمسة القرون الأخيرة قبل الميلاد .
السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية / لهجة السورث و لكنهم يريدون
تسميتها باللغة الأشورية فقط لأنهم خانوا هوية أجدادهم السريان !
أنظروا الى هذا الموقع اليهودي كيف يحترم اسم لغتنا العلمي !
Learn to Write in Aramaic Script
http://www.nativlang.com/aramaic…/aramaic-writing-square.php

99
السيد David Oraha
أنت أستاذ كبير في تاريخ اللغات الشرقية و لا أحد يستطيع أن يدحض
صورتك و مفاهيمك : اشفق علينا و إشرح لنا إكتشافك العظيم حول
اللغة و اللهجات و علاقة أشور مع الله ؟

100
السيد المحترم David Oraha
 الرجل الحقيقي هو من يصحح أخطائه ! لو كنت أنت مهندسا متخصصا
في بناء الجسور و لكن جسورك تتهدم بعد فترة من الزمن فمن الضروري
أن تعرف بنفسك أين ترتكب الأخطاء في بناء الجسور !
  يبدو إنك تكرر نفس الأخطاء و لا تريد أن تتقدم : أنظر الى ما ورد
في تعليقك السطحي "  وأيضا وهي مفردات من اللغة الاشورية التي نستعملها لليوم - عليل - علويا - اوللول..."
  أنت تتكلم اللغة السريانية و ليس الأشورية كما تدعي و إن دخول
 حوالي ٣٠٠ مفردة أكادية الى لغتك الأم الآرامية لا يعني أنه يحق
لك - على كيفك - أن تسميها " أشورية" !
 أخيرا أنت سرياني لأن أجدادك هم السريان النساطرة و لأن أجدادك
كانوا يفتخرون بجذورهم السريانية الآرامية و هذه هي الحقيقة ولكنك
ترفضها .
 

101
                   أشور كان إلاها وثنيا و لم يكن الله !
السيد David Oraha المحترم
 إنني لست باحثا متخصصا في اللغات الشرقية القديمة و لكن من الملاحظ إنك ترتكب أخطاء عديدة في تسمية تلك اللغات :
أ - الخط المسماري الأشوري ؟ هذا التعبير قد يوحي بوجود لغة أشورية
كما يردد إخوتنا من السريان النساطرة .
 * هنالك كتابات مسمارية سومرية قديمة و كتابات مسمارية أكادية ...
* لقد إدعى علماء الآثار بأن اللغة و الكتابة المسمارية هي " أشورية "
لأنهم وجدوا تلك الكتابات في بلاد أشور القديمة .الحمدلله العلماء اليوم
يستخدمون التسمية العلمية و هي الأكادية .
* لقد قسم علماء اللغة في نهاية القرن التاسع عشر تاريخ و إنتشار الكتابات الأكادية و قد قسموها الى منطقتين " بابلية " و " أشورية "
مع مراحل زمنية من قديمة و متوسطة و حديثة . هذا لا يعني وجود
فعلي للغة بابلية أو أشورية في التاريخ القديم .
ب - لا أعرف ما هو قصدك في هذا التعبير " ابجدية ما تسمى السريانية
الارامية " ؟ هل أنت تدعي أن جميع اللغات الشرقية تتحدر من لغة أم
مشتركة و هذا ما نراه عند العلماء المتخصصين في تاريخ اللغات
الشرقية أم إنك تدعي بأن لغة الإمبراطورية الأشورية كانت واحدة ؟
ج -لقد كتبت " كل اللغويين والاكاديميين المعنيين بلهجات لغة شعب امبراطورية اشـــور العظمى بدحض مضمون الخطوط الموجودة في الصوره
* يبدو إنك تدعي إن اللغة الآرامية و العبرية و العربية هي لهجات ؟     
* "  دحض مضمون الخطوط الموجودة في الصوره " عفوا من رسم
و علق في هذه الصورة السيد  David Oraha أم عالم متخصص في
تاريخ اللغات الشرقية ؟
* غريب هل أنت درست اللغة المسمارية الأكادية أم إنك مجرد رسمت
بعض النقوش ؟
د - كيف تطلب من الأكادميين أن يدحضوا صورتك و أنت " تحرف "
إسم أشور باللغة السريانية الآرامية من " ܐܬܪ " الى"  ܐܫܪ " ؟
لمعلوماتك إن السريان النساطرة و اليعاقبة كانوا يسمون الشعب الأشوري
القديم ܐܬܘܪܝܐ بحرف التاء و ليس الشين!
 أخيرا و للأسف لقد إنتشرت بين السريان النساطرة طروحات تاريخية
خاطئة مفادها إن اليهود قد تعرفوا على لله عندما كانوا مسبيين في
بلاد أشور ! بعض هؤلاء المتطرفين يدعون أن الصنم أشور هو الله !
أتمنى أن تشرح لنا لما ربطت في صورتك إسم الله بإسم الإله الوثني
أشور ؟

102
" أين تقع بلاد عبر النهر ؟ "
هنري بدروس كيفا
بعض السريان المتطرفين - لا يرون أبعد من إنوفهم - لا يزالون
يرددون إن التسمية الأشورية قد إطلقت على سوريا القديمة . لقد حاولنا
من خلال رابطة الأكادميين الآراميين نشر معلومات تاريخية و جغرافية
علمية حول تاريخ السريان الآراميين بشكل خاص و تاريخ و جغرافية
الشرق بشكل عام , و الهدف هو تصحيح المعلومات الخاطئة و حث
المثقفين السريان للدفاع عن تاريخ و هوية أجدادهم !
لقد نشرت في بحثي الجغرافي " بيث تهرين:تسميتها موقعها حدودها"
منذ أكثر من ٢٠ سنة ما يلي :
" وقد استنتج العالم finkelstein الخلاصة التالية:" وفي النهاية ان تسمية mat biritim و birit narim أي mesopotamia في الأصل ..... كانت تشمل المنطقة المحاطة بنهر الفرات من ثلاث جهات: وبالتالي فان هذه التسمية لا تشير الى نهر او رافد آخر" اذن نهر دجلة لم يكن يؤلف حدودا جغرافية مع بيث نهرين .
ولتأكيد هذه الحقائق الجغرافية والتاريخية نلفت نظر القارئ الى انه مقابل هاتين التسميتين اللتين اطلقتا على على بيث نهرين ، كانت تقابلهما تسميتان آكاديتان اطلقتا على سوريا القديمة وهما: mat ebirtim و eber narim وقد تم كشف تسمية ebirtim في الكتابات الملكية لمدينة ماري ،اما تسمية eber narim فهي مذكورة في التوراة والكتابات الفارسية القديمة. "
لقد وجدت نصا عربيا قديما حول العلاقات التجارية قد ذكر حرفيا
التسمية بلاد " عبر النهر ". و طبعا هي المنطقة المواجهة ل birit narim أي سوريا الحالية . سأنشر النص العربي قريبا ...
خلال السنين الماضية لقد تم إكتشاف عدة قطع من النقود الفارسية
و مكتوب عليها باللغة الآرامية " مزدي الذي هو على عبر النهر ".
و قد نشر العالم الفرنسي Bordeuil سنة ١٩٩٦ حول هذه النقود
التي تعود الى حوالي سنة ٣٣٣ ق٠م أي قبل و بعد إحتلال الإسكندر
لشرقنا الحبيب .
هذه النقود تثبت أهمية اللغة الآرامية في عهد الإمبراطورية الفارسية
و تثبت أيضا أن تسمية birit narim الأكادية قد أطلقت على الجزيرة
السورية و ليس على العراق القديم .
نحن نعلم أن أجدادنا قد أطلقوا تسمية " آرام "على سوريا القديمة و يبدو
أن الفرس قد إعتمدوا تسمية " عبر النهر " الأكادية كتسمية محددة
لسوريا القديمة .

103
السيد Eddie Beth Benyamin
 إنت سرياني لا تحترم هوية أجدادك و هذه مشكلتك و لكنك لا تستطيع
أن تبدل هوية أجدادك من سريانية آرامية الى أشورية مزيفة !
 ترديدكم لهذه الطروحات المزيفة هو الذي يزرع الحقد !
تتجالون تاريخ أجدادكم و تتمسكون ببراهين واهية و المضحك إن أي
كاتب مغامر يصبح " باحثا " و تؤيدون كل أكاذيبه عشائريا .
نحن لا نزرع الحقد و لكن تجاهلكم المتعمد هو الذي يقسم شعبنا .
أخيرا إذا كنت قديرا حاول أن تعلق على الموضوع الرئيسي و لا تتهرب
من النقاش حول النقاط المطروحة و ذلك لإفادة الجميع !
هل لفظة " ܐ̱ܣܘܪܝܐ " قد وردت في قصيدة لمار افرام كما يدعي
صديقك المناضل المزيف ؟ و إن كنت غيورا لما لا تسأله أن يذكر
أين وجد  " ܐ̱ܣܘܪܝܐ " ؟

104
" السيد خوشابا سولاقا إسمك الآرامي ليس شتيمة ! "
سوف أدخل رأسا في الموضوع و هو عرضك لمفاهيم خاطئة للغتك الأم
" السورث " و هذا لا يجوز لكاتب مثلك يحترم " آراء " الآخرين كما تدعي.
لقد لفت نظري ما كتبته في تعليقك :" ونحن لا ننكر كون اسمنا مشتق من اللغة التي نتكلم بها سميها ما شئت ولكنها ليست آرامية بل أن أبجديتها آرامية ومفرداتها أكثر من 80 % هي مفردات آشورية وبابلية وأكدية وهذا شيء معروف لدى المؤرخين حيث أن الآشوريين أخذوا الأبجدية الآرامية وكتبوا باللغة الآشورية بالأبجدية الآرامية وبالخط الآرامي".
إسمح لي أن أصحح مفاهيمك الخاطئة
أ - لغتك الأم لها اسم تاريخي و علمي و هو اللغة السريانية / الآرامية
وأنت لا تستطيع أن تطلب من أحد "أن يسميها كما يشاء ! "
ب - عفوا أنت تتسرع و تدعي بأنها " ليست آرامية " مع جميع أجدادك
من السريان النساطرة كانوا يسمونها " سريانية / آرامية "
ج - لن نعلق لك وساما لأنك كتبت أن ابجديتها آرامية لأنك تدعي حرفيا
" ومفرداتها أكثر من 80 % هي مفردات آشورية وبابلية وأكدية" ؟
د - أذكرك بأنه لا يوجد لغة أشورية و بابلية قديمة و لكن فقط لغة
أكادية كانت منتشرة في كل الشرق القديم و لكن هذه اللغة الأكادية
إضمحلت و إختفت بين القرنين الخامس و الأول ق٠م حين إنتشرت
لغة أجدادك الآراميين و محت كل اللغات الشرقية القديمة .
ه - هل تستطيع أن تذكر لنا أي عالم لغوي قد ذكر أن نسبة 80 %
من لغتك الأم هي أكادية ؟ و ليتك تشرح لي لما لا يوجد بين إخوتنا
الذين يتكلمون " السورث " متخصصين في دراسة و ترجمة الكتابات
الأكادية ؟
و - لقد كتبت " هذا شيء معروف لدى المؤرخين حيث أن الآشوريين أخذوا الأبجدية الآرامية وكتبوا باللغة الآشورية " ؟ عفوا هل تستطيع أن
تذكر من هم هؤلاء المؤرخين ؟ و هل هم مؤرخين ام كتاب مغامرين ؟
السيد سولاقا الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية و كان
يسميها اللغة الأكادية و ليس لغة " أشورية " . أجدادك السريان النساطرة
كانوا أمينين لإسم لغتهم الأم و تستطيع أن تتأكد بنفسك .
للأسف إخوتنا السريان النساطرة صاروا في بداية القرن العشرين يدعون
بطروحات تاريخية تدعي بتحدرهم من شعب أشوري و صاروا يدعون
بوجود " لغة أشورية " أيضا !
أنظر الى هذا النص الأكادي و هو جواب الملك الأشوري الذي وصلته رسالة باللغة الآرامية من أحد موظفيه في بلاد أكاد و لكن الملك يطالبه
أن يستخدم اللغة الأكادية كما هي العادة : و هنا نرى الملك الأشوري يسمي اللغة " أكادية " و ليس أشورية !
(13)[As to what you wrote]: "There are informers [... to the king] and coming to his presence; if it is acceptable to the king, let me write and send my messages to the king on Aram[aic] parchment sheets" — why would you not write and send me messages in Akkadian? Really, the message which you write in it must be drawn up in this very manner — this is a fixed regulation!
أخيرا " الشتيمة " هي عندما نرى كاتبا مثلك يحمل إسما آراميا
و يزيف هوية أجداده و لغته الأم الى " أشورية "!
http://oracc.museum.upenn.edu/saao/saa17/corpus

105
ما هو البحث التاريخي عند دعاة الفكر الأشوري ؟

 أ - التاريخ المسيس ينتشر بشكل رهيب بين دعاة الفكر الأشوري و يتصاعرون فيما بينهم من يجد " فكرة جديدة " تؤيد الطروحات الأشورية المزيفة.

عدوهم اللدود هو التاريخ الأكاديمي المنتشر في الجامعات الراقية.

 يحاولون أن يقنعوا البسطاء من شعبنا أن العلماء الأوربيين هم جواسيس يعملون لتقسيم شعبنا ... بعض السريان لا يعرفون أن تاريخنا يتألق بفضل هؤلاء العلماء الذين يدرسون تاريخنا إستنادا على المصادر السريانية و ينشرون الحقائق بكل نزاهة .

ب - كل أديب مدعي بالفكر الأشوري هو " باحث قومي صادق "و هو - ما شاء الله - يلم بكل فترات تاريخ شعبنا و أغلب مقالاتهم التاريخية تتكلم عن الأشوريين القدامى ثم الحرب العالمية الأولى و ما تم بعدها من مآسي للشعب " الأشوري " !

هؤلاء الأدباء المتطفلون على علم التاريخ يتوهمون أن المثقف السرياني لا أو لن يميز بين طرح أكاديمي و طرح تاريخي مسيس !

ج - السريان النساطرة ينظرون الى التاريخ كسلاح و وسيلة لتأكيد هويتهم الأشورية المزعومة و لا يعرفون أن نشر طروحاتهم التاريخية سيظهر مدى جهلهم لعلم التاريخ و أهدافه النبيلة .

الباحث في التاريخ يجب أن يبحث عن الحقائق بنزاهة فهو ليس محاميا عليه ربح القضية حتى و إن كان موكله مذنبا !

د - للأسف الشديد دعاة الفكر القومي الأشوري يدعون بالغيرة القومية و يريدون من السريان أن يتنكروا لجذورهم الآرامية الحقيقية و لإسم لغتهم العلمي من أجل تسمية أشورية مزيفة .

عاجلا أم أجلا سيتطور علم التاريخ بين العرب و الأتراك و الأكراد و سيكتشفون أكاذيب الفكر الأشوري لأن العالم المتمدن سيصدق التاريخ الأكاديمي و ليس التاريخ المسيس !

سيصدقون أبحاث سبستيان بروك و ليس مقالات بعض المتطفلين على التاريخ !

ه - لا يزال المدافعين المغامرين عن الفكر الأشوري يتوهمون أن البحث التاريخي هو مهارة فكرية فهم يستشهدون بمقالة سيمو باربولا الذي يؤكد عدم إندثار الشعب الأشوري بعد سقوط دولتهم سنة ٦١٢ ق٠م  و لكنهم لا يسمعونه عندما يردد أن الأشوريين كانوا يتكلمون اللغة الأكادية !

البحث التاريخي ليس هو بشطارة و لكن بحث دائم عن حقائق تاريخية ثابتة !

106

" أهمية المصادر السريانية - ٢ "
هنري بدروس كيفا
لقد أمضيت عدة سنوات في المكتبات التاريخية العديدة في باريس حيث
وجدت كتبا عديدة حول أجدادنا السريان الآراميين . إنني كنت في بداية
البحث و جمعت كمية كبيرة من المعلومات و لكن الوقت لم يسمح لي
في التحقيق فيها .
كانت دهشتي عظيمة جدا عندما علمت سنة ١٩٨٤ أن تسمية " بيث آرمايا " قد أطلقت على العراق القديم ! و مع الأيام إطلعت أكثر حول
هذه التسمية و مدلولاتها :
أ - أول مرة إطلعت على هذه التسمية " بيث آرمايا " كان في كتاب
للعالم الفرنسي André Dupont-Sommer و عنوانه : الآراميون
" Les Araméens" الصادر سنة ١٩٤٩. هذا الكتاب مهم جدا
و هو يؤكد أن القبائل الكلدانية هي آرامية و يؤكد وجود قبائل آرامية
في جنوب و وسط العراق في منطقة بيت آرامايا ! و لكنه لا يشرح
في أي كتابة وجد هذه التسمية ...
ب - بعد سنوات إكتشفت أن ملوك أشور كانوا يطلقون تسمية " مات
كلدو " على منطقة في بلاد أكاد قرب نهر الفرات و تسمية " مات
آريمي " قرب ضفاف نهر دجلة . و عندما نشر العالم " كول " أرشيف
مدينة نيبور و هي رسائل باللغة الأكادية بين حاكم نيبور و القبائل الكلدانية الآرامية :
ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996)
هذه الرسائل حوالي ١٢٩ غنية بالمعلومات و تعود الى ما بين ٧٥٥ و ٧٣٢ ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم ٩ تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم مات آريمي الجغرافي و ذاك في الرسالة رقم ١٠٤ .
ج - الجدير بذكره أن الفرس بعد إحتلالهم لبلاد أكاد سنة ٥٣٨ ق٠م
سيطلقون عليها تسمية جديدة و هي " بلاد بابل " ! و قد نقل قدامى
اليونان هذه التسمية "البابلية" عن الفرس فنرى في مصادرهم القديمة:
الشعب البابلي و اللغة البابلية و الحضارة البابلية و للأسف علماء الآثار
في القرن التاسع عشر - و حتى بعد فك رموز الكتابة المسمارية -
ظلوا يستخدمون هم أيضا هذه التعابير لشعب البابلي و اللغة البابلية و الحضارة البابلية و هذا مما سيوحي لأكثرية القراء المهتمين بوجود
شعب بابلي حقيقي ! للأسف هنالك خلط بين سكان مدينة بابل و بين
سكان بلاد بابل التسمية الإدارية الفارسية !
د - الباحثون المطلعون على المصادر السريانية النسطورية يجدون
أن السريان النساطرة ظلوا محافظين على إستخدام التسمية الجغرافية
و القومية " بيث آراميا " خلال مئات السنين : و قد وردت هذه التسمية
في العشرات من مصادرهم و رسائلهم .
ه - هذا النص مأخوذ من تاريخ الأسقف يوحنا الأفسسي و النص
السرياني " بيث آراميا " ترجمه الشماس بطرس قاشا الى " أرض الآراميين" . أهمية هذا النص هي أن السريان المغاربة هم أيضا
كانوا يستخدمون تسمية " بيث آرامايا " للمنطقة التي ستعرف لاحقا
بالعراق ! كما أنها المرة الأولى التي نجد فيها أن أحد الجسور على
نهر الفرات إسمه " جسر آرامايا "!
و - إن أهمية هذا النص هو أنه يشرح لنا السبب الذي دفع بالإمبراطور
البيزنطي الى إلقاء القبض على المنذر بن الحارث و نفيه : شكوك
القائد موريقيوس بأن المنذر قد أعلم الفرس بقدوم الجيش البيزنطي
عبر الصحراء و عبر جسر آراميا . قطع الجسر من قبل الفرس قد
أدخل الشكوك في تفكير القائد موريقيوس ! فإتهم المنذر بالخيانة !
ز - " طريق الصحراء " ؟
خلال الحروب التي دارت بين العرب المسلمين و بين الفرس بين ٦٣٥
و ٦٤٤ م قام خالد بن الوليد بإجتياز البادية السورية مع فرقة من الجيش
العربي و كان يقال " أنها المرة الأولى التي نعرفها أن جيشا إجتاز بادية
سوريا من العراق غربا الى منطقة دمشق أو العكس ".
ملاحظة : أن جيوش الأكاديين و الأشوريين و الكلدانيين و الفرس
كانت دائما تتبع مجرى نهر الفرات نحو الشمال ثم تجتازه في الجزيرة
و ثم تتوجه نحو مدينة حلب ثم نحو نهر العاصي ثم تنحدر جنوبا
نحو دمشق ..."
هذا النص السرياني مهم جدا لأنه يشير لنا أن الهجوم البيزنطي لم
يكن عن طريق نهر الفرات و لم ينطلق من مسوبوتاميا/ بيت نهرين
أي الجزيرة السورية اليوم :
* النص " ثم عبرا سويا الأراضي الفارسية عن طريق الصحراء سنة
٥٨٠ م , و قد توغلا حتى بلغا آرض الآراميين..."
* لو سلك الجيش البيزنطي الطريق القديمة على محازاة نهر الفرات
لكان إجتاز مناطق عديدة مثل بيث عربايا قبل وصوله الى بيث آرامايا!
* إن النص يفهمنا إن الخطة كانت حرب مفاجأة و عن طريق جديدة
يوصلهم بسرعة الى قطيسفون ( المدائن ) عاصمة الفرس و هي في
بيث آرامايا ...
* ذكر النص حرفيا " و هكذا تكبد الجيشان مشقة كبيرة , و لا سيما
الرومان " هذا دليل بأنهم إجتازوا مرة ثانية البادية و لم يكن الجنود
البيزنطيين متعودين على التنقل في الباديا ...
* هنالك نص في الصفحة ١٦٥ مكتوب" بعدما وجد الفرس أن موريقيوس و المنذر , قد عادا الى أرضهما و ليس لهما أثر , إخترق
مرزبان الفرس العظيم أرض الرومان بجيش جرار و بلغ به مدينة تلا
و رأس العين "
* هذا النص يثبت لنا أن الفرس قد طاردوا الجيش البيزنطي عبر
الطريق القديم ( نهر الفرات ) و لكنهم لم يجدوا أي أثر له ( للتذكير
عندما يمر جيش قرب مدينة أو قرية عدوة أو صديقة فإنه ينهب كل
ما يجده من ماشية و طعام ...)
ح - " بيت العرب " ؟
في الملاحظة رقم ٤٠ يعلق الأب سهيل قاشا حول تسمية " بيث عرابيي"
السريانية و شرحها إنها " بيت العرب " . و هو يقصد أن المنطقة هي
عربية و مسكونة بعنصر عربي ! و قد إلتقيت بهذا الأب الغيور خلال
محاضرة في المركز الثقافي السرياني التابع للرابطة السريانية في لبنان
و قد تناقشنا حول هذا الموضوع .
بيث عربايا هي منطقة آرمية و جميع سكانها كانوا آراميين و إسم
بيث عربايا لا يعني العرب أو الشعب العربي و لكنه كان يعني في
لغتنا أمرين : الباديا أو الغرب ! عاصمة هذه المنطقة كانت مدينة
نصيبين أي المدينة التي ولد و عاش فيها أعظم قديس سرياني و هو
مار افرام الذي كان يسمي جميع سكان هذه المنطقة ب " الآراميين "!
ط - إن المصادر السريانية هي فعلا غنية و نتمنى من الباحثين الغيورين
أن يستخدموها لنشر معلومات حقيقية حول تاريخ أجدادنا . نحن لا
نستطيع أن نلوم كاتب عربي يؤكد أن التسمية السريانية تعني النسيحي و لا تشير الى هوية محددة طالما أن أغلب رجال الدين السريان لا يزالون
يرددون هذا الإدعاء الخاطئ !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204382068926003&set=a.10204382068405990.1073741877.1058767894&type=1&theater

107
السيد المحترم Ashur Giwargis
 أنت متطفل على علم التآريخ و لا تعلم أصوله و منهجيته و لا تحترم
مصادر أجدادك السريان المشارقة النساطرة لأنها تفضح زيف الطروحات
الأشورية !
 إنني لا أدعي بأنني باحث و لا أنتظر منك شهادة بأنني باحث و لا
أنتظر منك أن تتضامن معي : عفوا أنت هو السياسي المتقلب و تبقى
مصادرنا السريانية المنارة التي تدلنا على هوية أجدادنا الصحيحة !
 قداسة البطريرك افرام برصوم قد أخطأ في الإدعاء بأن الامة السريانية
تتحدر من الشعب الأشوري و لكنه صحح مفهومه حين إطلع على
المصادر السريانية و صار من أهم العلماء المطلعين على المخطوطات
السريانية .
 نحن نعلم بإنكم ترفعون شعار الوحدة لخداع الطيبين من السريان و الكلدان و لكنكم لا تفعلون شيئا من أجل الوحد لأن همكم الوحيد هو
الدفاع عن تسمية أشورية غير علمية و لا يوجد بينكم أي مفكر شجاع
يحاول أن يتعرف على هوية أجداده كما هي و بدون تحريف !
 سبحان الله تكتب لي " إذا كنت فعلا آراميا ..." و هل يوجد شك
في ذلك ؟ نحن جميعا ننتمي الى شعب واحد هو السرياني أي الآرامي!

108
السيد المحترم Ashur Giwargis
 كنت أظن إنك أشطر و لست بحاجة الى التعليق خارج الموضوع !
ألست أنت الذي إدعى بإستمرار الشعب الأشوري لأنك وجدت نصا سريانيا للمؤرخ يوحنا مطران أفسس ؟
 ليتك علقت و ذكرت نصه و ليس ما ذكرالمطران افرام برصوم في باريس
 عن أوضاع شعبنا سنة ١٩٢٠! ما علاقة تعليقك في أهمية المصادر
السريانية حول الغساسنة ؟
 هل يزعجك أن نصحح بعضا من المفاهيم الخاطئة أم إنك تشعر بإنك
تتبنى طروحات تاريخية مزيفة لا وزن لها؟

109
الفكر الأشوري و المنطق الأعوج !
هنري بدروس كيفا
سرجون الأول المعروف بالأكادي يصبح أشوريا عند السريان النساطرة
الذين لا يرون أبعد من أنوفهم و إذا سألتهم لماذا سركون الأكادي يصبح
أشوريا حسب فكركم الأعوج ؟ جوابهم ( المنطقي ) سركون الثاني كان
أشوريا و هذا برهان على أشورية سرجون الأول !
حتى نعمان الآرامي أصبح أشوريا لأنه في الترجمة السبعينية من اللغة
العبرية الى اليونانية صار يعرف بنعمان السرياني - و بما أن شعوب شرقية عديدة زالت و إنقرضت و منها الشعب الأشوري - نرى السريان
الذين إبتعدوا هويتهم الآرامية الحقيقية من أجل تسمية أشوية مزيفة ,
يحاولون بكل الطرق الإدعاء بأن التسمية السريانية تشير الى الشعب
الأشوري القديم : فنعمان الآرامي هو أشوري...
لقد ولد الفكر الأشوري ميتا و لكن السريان الذين إنخدعوا به لا يزالون
يحاولون إحيائه كي يقنعوا أنفسهم بأنهم ناضلوا في شبابهم أكثر من بعض السريان غير المبالين بهوية و تراث أجدادهم !
كم من المرات حاول هؤلاء السريان الضالين و المضللين الإدعاء بأنني "إعترفت بوجود هوية أشورية حتى أحصل على شهادة في التأريخ من
الجامعة اللبنانية و إنني لما حصلت على الشهادة تنكرت للقومية
الأشورية ..."
الى كل سرياني لا يزال يصدق دعايات الفكر الأشوري : تحقق بنفسك
و لتكن مصادر أجدادك منارة لك تدلك على هويتهم الحقيقية ! لا تنخدع
بشعاراتهم الكاذبة فمن يعمل و يجاهد من أجل " هوية الأجداد " عليه
أولا أن يحترمها و لا يحول سرجون الأكادي الى أشوري و نعمان الآرامي
الى أشوري مستندا الى تفسيرات خاطئة ! فقط مجرد ترديدها يشير لنا
الى مدى" جهلهم " لتاريخ أجدادهم !
فهل أيها السرياني تقبل من سرياني جاهل أن يحدد لك هويتك التاريخية ؟
أليس من الحكمة أن تتأكد و تطلع على مصادر أجدادك قبل أن تبتعد
عن هويتهم ؟
تحية صادقة الى كل سرياني يتأكد و يهتم بمعرفة تاريخ أجداده و يعمل
فعليا من أجل وحدة جميع المسيحيين المشارقة المتحدرين من أجدادنا
السريان الآراميين !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204488221939762&set=a.10204488221659755.1073741879.1058767894&type=1&theater
Sargon of Akkad

110
السيد المحترم Eddie Beth Benyamin
 لي الفخر بأن تكون والدتي أرمنية و لكن والدي كان سريانيا و بالتالي إنني أنتمي الى الشعب السرياني الآرامي العريق .
الفرق بيننا هو إنك سرياني مدعي بهوية أشورية مزيفة و إنني أمين لهوية
أجدادي .
 عفوا أنت تؤيد عشائريا و بطريقة متخلفة كل كاتب يزيف يزيف هوية
أجدادك و لكنك تريد التهرب من الموضوع الرئيسي و هو أن السريان
النساطرة يزيفون المصادر السريانية - خط أحمر - للإدعاء بهوية
أشورية مزيفة !
 

111
" أهمية المصادر السريانية - ١ "
هنري بدروس كيفا
إن جميع المصادر ( تقريبا ) التي تتكلم عن الغساسنة هي سريانية و قد
أشار الى ذلك الباحث شفيق ابوزيد . قبل الحديث عن المصادر , أذكر
القارئ الفرق بين المصادر و المراجع :
أ - المراجع هي الكتب التي تتكلم عن مثلا تاريخ الغساسنة و قد تكون
دراسات تاريخية علمية ( إذا إعتمدت على مصادر موثوقة ) و قد تكون
دراسات غير علمية و مسيسة كما أن تلك المراجع قد تكون حول تاريخ
الغساسنة بشكل رئيسي أو تتكلم عنهم بشكل عرضي !
ب - المصادر هي كل ما كتب مثلا حول تاريخ الغساسنة خلال تاريخهم
القديم في المخطوطات و الرسائل و حتى القصائد . و هنا نلاحظ إن
عدة مؤرخين سريان قد ذكروا الغساسنة في مصادرهم ...
* الأسقف يوحنا الأفسسي الذي عاش في القرن السادس الميلاد و قد
ذكر عنهم أخبارا عديدة يعتبر من المصادر المهمة .
* البطريرك ميخائيل الكبير الذي عاش في القرن الثاني عشر لا يعتبر
مصدرا مهما للتأريخ حول الغساسنة لأنه يكتب عنهم بعد ٦٠٠ سنة
و هو يعتبر مرجعا تاريخيا لهم .
ج - النقد الداخلي للنص : هو واجب كل باحث موضوعي و هو ما
يميز الباحث الأكاديمي من الكاتب الهاوي في كتابة التاريخ .
سأنشر نصا من تاريخ الأسقف يوحنا الأفسسي و أعلق عليه كي يفهم
القارئ ما هو النقد الداخلي للنص . من المؤسف هنالك مجموعة من
الكتاب السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة لا يعرفون و لا يحترمون منهجية البحث التاريخي فيذكرون نصا يونانيا أو لاتينيا قد
أطلق إسم Assyria على بلاد آرام القديمة و يحملون هذا النص مفاهيم
تاريخية من إيديولوجيتهم الأشورية الحديثة المزيفة و يستنتجون " أن
سكان سوريا كانوا أشوريين " .
د - النص المنشور هو للأسقف يوحنا الأفسسي و هو من كتابه تاريخ
الكنيسة المشهور و هو من ثلاثة أجزاء و يعتبر من أهم المصادر لتأريخ
الكنيسة السريانية الأرثودكسية في القرن السادس لأنه عايش تلك الأحداث و كان يعرف أبطالها شخصيا مثل مار يعقوب البرادعي و الملكة تيودورا و بعض أمراء غسان ...
ملاحظة لقبه الأفسسي لا يعني أنه كان من مدينة أفسس لأننا نعرف
أنه كان من سريان بيت نهرين الجزيرة و قد ولد قرب مدينة أمد .
لقد قام الشماس بطرس قاشا بترجمة النص السرياني الى اللغة العربية
سنة ١٩٧٢ و قد نشر و علق الأب الدكتور سهيل قاشا هذه الترجمة
مشكورا سنة ٢٠٠٧ .
ه - أهمية المصادر السريانية :
هذه الصفحة تخبرنا أشياء عديدة عن الغساسنة و علاقتهم مع البزنطيين:
* المصادر السريانية هي التي تخبرنا عن تولي الإمارة عند الأسرة
الحاكمة بين الغساسنة . هذه الصفحة تذكر الأمير المنذر بن الحارث
الذي كان منفيا من قبل البيزنطيين و إبنه النعمان بن المنذر !
* تعبير " الخلقدونية " مهم جدا لأنه يؤكد لنا إن الإنقسامات التي تمت
في الكنيسة كانت بسبب خلافات عقائدية و ليس قومية : بعض مؤرخي
الإمبراطورية البيزنطية قد رددوا في القرن العشرين " أن السريان و الأرمن
و الأقباط كانوا يكرهون اليونانيين فإنفصلوا عنهم " . هذا النص السرياني
يؤكد لنا أن الخلافات كانت عقائدية و أن الشعب السرياني قد إنقسم على
نفسه بين مؤيد لمجمع خلقيدونيا و مناهض ضده !
* لقد ذكر لنا المطران يوحنا ما قاله الأمير نعمان " أن كل القبائل
العربية تدين بالمذهب الأرثودكسي , فإذا تقربت الى الخلقدونيين قتلوني".
طبعا على الباحث النزيه ألا يفهم بالمطلق " أن كل القبائل العربية
تدين بالمذهب الأرثودكسي " لأن النص يتحدث عن القبائل العربية
التي عرفت بالغساسنة و التي كانت تعيش في البادية شرقي الأردن .
هذا النص لا يعني أن جميع القبائل العربية كانت مسيحية في القرن
السادس الميلادي ! و طبعا هذا النص لا يؤكد أن سكان سوريا كانوا
من العرب ! لأن المصادر السريانية تؤكد لنا أن الغساسنة لم يسكنوا
في سوريا التاريخية و لا في مدنها المعروفة .
و - ما الفرق بين المصادر السريانية و معرفتنا الحالية عن الغساسنة ؟
الأديب جرجي زيدان قد ألف سلسلة روايات تاريخ الإسلام و منها روايته
" فتاة غسان " . لقد إطلعت على جميع روايات جرجي زيدان و براحة
لم أعد أتذكر ما يذكره في قصة " فتاة غسان " و لكنني أعرف جيدا
المفاهيم الحالية المنتشرة بين القراء حول الغساسنة مثلا:
* إنهم ملوك سوريا ؟ في الحقيقة إنهم أمراء كانوا يعيشون في شرقي
الأردن و كانت مهمتهم مراقبة البادية . لم يكونوا ملوكا و لم تكن لهم أية
سلطة في سوريا .
* إنهم كانوا يشكلون أكثرية سكانية في سوريا و بالتالي بعض سكان
سوريا المسيحيين يتحدرون منهم ؟ لم يستوطن الغساسنة في أية مدينة
سورية و عددهم كان ضئيلا جدا بالنسبة الى السريان سكان سوريا في
القرن السادس الميلادي : أهميتهم لم تكن في عددهم و لكن في المهمة
التي أوكلت لهم و هي مراقبة و الدفاع عن حدود ولاية الشرق من جهة
البادية ! هذه القبائل العربية قد دخلت الإسلام بعد الفتوحات العربية الباهرة ... المصادر السريانية لم تعد تذكرهم بعد الإسلام و طبعا لا
يوجد اليوم مسيحيين متحدريين من القبائل العربية و لكن سريان مسيحيين
يعيشون منذ مئات السنين في مواطنهم و لكنهم - عن جهل - يدعون
بجذور عربية غير صحيحة !
* أخيرا إن بعض السريان يدعون أن الغساسنة كانوا سريانا ربما لأن
رجال الدين السريان كانوا يتوهمون أن كل " مناهض لمجمع خلقيدونيا "
هو منتمي الى الكنيسة السريانية و بالتالي هو " سرياني "! و هكذا
البطريرك العظيم سويريوس يصبح سريانيا في نظر البعض و الملكة
تيودورا اليونانية هي أيضا تصبح من جذور سريانية ...
النص السرياني واضح جدا الغساسنة هم قبائل عربية و ليس سريانية !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204364447845487&set=a.10204364447365475.1073741876.1058767894&type=3&theater
Photo

112
السيد المحترم  Eddie Beth Benyamin
 أ - ليتك تسأل السيد Gawrieh حول موقع الحركة ( - ) تحت اسم " ܐܣܘܪܝܐ " لأنها من إختراعه .
ب - كنت أتمنى أن تنتقد السيد Gawrieh على تحريفه لمصادر أجداده
و ألا تطلب مني أن " أصحح " كتابة لفظة " ܐܣܘܪܝܐ " المزيفة !
كي لا تدعون بأنني قبلت بها أو إستخدمتها ...
ج - لقد كتبت أن السيد  Gawrieh هو عجوز كي يعرف بأننا نعرف
من هو و كي يكتب بإسمه الحقيقي و ألا يستخدم إسما مستعارا لينشر
" أكاذيب أشورية " لا تصدق .
د - لا تسألني عن ترنيمة مار افرام إذا كنت أعرفها و مار افرام كان
آراميا مثل جميع السريان في شرقنا و هو لم يستخدم التسمية السريانية
في أشعاره أو كتاباته .
  أخيرا إذا كنتم حقا تناضلون من أجل وحدة شعبنا إعتمدوا على تاريخ
أجدادكم الحقيقي و إبتعدوا عن الطروحات التاريخية المزيفة .

113
                   " من هم السريان النساطرة ؟ "
السيد المحترم خوشابا سولاقا
نحن أمام مشكلة تتعلق بالهوية التاريخية لأجدادك السريان النساطرة !
إنني لست من وجهة نظر " شخصية " كما تدعي أكن حقدا على  "الأشوريين" ؟؟؟
 أ - أجدادك العلماء كانوا يفتخرون بهويتهم السريانية الآرامية .
ب - جميع الباحثين يسمونكم سريان مشارقة و لغتكم الأم هي السريانية !
ج - أنتم بأنفسكم تسمون أنفسكم " سورايي " أي سريان آراميين و  ليس
" أشوريين " كما تدعون .
د - إنني لا أكن حقدا على " الأشوريين " لأن بقايا الشعب الأشوري  قد
إنصهرت بالشعب الآرامي .
ه - إنني بكل بساطة أصحح مفاهيمكم الخاطئة و لكنكم ترفضون إعتماد تاريخنا الأكاديمي و تتوهمون إن كتابكم المغامرين هم الذين
يحددون هويتنا التاريخية و ليس مصادرنا السريانية الغنية !
و - أنتم سريان آراميون و لكنكم منذ أقل من ١٠٠ سنة صرتم تدعون
بهوية أشورية مزيفة و تعندون في الدفاع عن هوية أشورية وهمية ...
 السيد خوشابا المحترم
لقد كتبت  " نقول لكم أن الآشورية كتاريخ وحضارة وامبراطورية عظيمة وشجاعة وتراث ثقافي لا يضاحيه تراث أية أمة أخرى في أرض بيث نهرين أكبر من أن ينال منها سموم الأقلام الصفراء لأن ما تكتبه هذه الأقلام سوف لا يعدو عن كونه كتابة محفورة على قالب من الثلج في نهار شمس تموز في العراق..."
 هذا كلام عاطفي غير نافع و لا يوحد شعبنا : أدعوك أن تعتمد تاريخ
أجدادك العلمي كي نتوحد و لكنك لا تملك الشجاعة مثلك مثل كل الكتاب
الذين يدافعون عن أوهامهم الأشورية المزيفة و يتوهمون بأنني لست سريانيا فقط لأن إسمي آرمني !
  ملاحظة صغيرة لك إن بلاد أشور لم تكن ضمن بيث نهرين التاريخية
و هذا برهان إن إيديولوجيتكم الأشورية هي متحجرة لأن بيث نهرين
هي الجزيرة السورية التي إستوطنها الآراميون و أسسوا فيها عدة ممالك
آرامية !

114
          " كاتب مغامر مثلك لا يشكل خطرا إلا على نفسه "
السيد المحترم جورج اوراها
يبدو إنك كلما تتنفس تلفظ كلمة " السفهاء " !
تستطيع أن تنتقد غبطة البطريرك ساكو و لكن بطريقة أكادمية و بمحبة
و لكن طريقة موضوعك هي لتلطيخ سمعة هذا البطرك العالم و لأهداف
ليس لها علاقة بالمحبة كما تدعي ! هذا البطريرك ليس بحاجة الى دفاعنا عنه و كلامك الفارغ يفضح أهدافك لأنك لا تحترمه كما كتبت
"  يا رجل نكن الاحترام لغبطته ونفتخر بشهاداته واختصاصاته "!
الإحترام يكون بالفعل و العمل و لي بتلطيخ سمعته كما أنت تفعل !
كلمة أخيرة إنني لا أستغل هذا الموضوع و لكنني أريدك أن تفهم إن
موضوعك سيوسخ سمعتك بين المسيحيين الشرفاء !

115
لفظة " ܐ̱ܣܘܪܝܐ " تفضح الإيديولوجية الأشورية المزيفة !
هنري بدروس كيفا
الى المدافع عن الهوية الأشورية المزيفة Gawrieh Hanna
هذا السرياني يتوهم بأنه يدافع عن الإيديولوجية الأشورية و يساهم في
نشرها بين السريان و لكنه يفضح أكاذيب الفكر الأشوري و يؤكد لكل
السريان الغيورين أن الفكر الأشوري يعتمد على التاريخ المسيس المزيف
و ليس على تاريخنا الأكاديمي المبرهن بمصادرنا الأمينة .
نحن نعلم بأنك عجوز و لن تتعلم و سوف تدافع عن أكاذيبك و لكن
هل أنت عاجز عن تقديم المصادر السريانية التي تدعي فيها أن مار
افرام قد ذكر في قصيدته بأننا أشوريين ؟
هذا هو كلامك المزيف " تعال نقرا ما كتبه مار افرام عن أجداده في سنة 338عندما كان الملك الفارسي شابور قد حاصر مدينة نصيبين لمدة شهرين, فيقول في إحدى أشعاره وهو يحث قومه للصمود والدفاع عن مدينتهم.
ܚܢܢ ܐܝܬܝܢ ܒܢܝܐ ܐ̱ܣܘܪܝܐ ܕܢܝܢܘܐ
ܣܓܝ ܪܚܡܝܢ ܠܡܬܐ ܕܝܠܢ،
ܘܚܝܢ ܣܐܡܝܢ ܥܠ ܐܦܝ ܫܘܒܚܗ ܘܐܝܩܪܗ.
ويترجم :
نحن أبناء نينوى، الآشوريون
نحب وطننا كثيراً
وسنبذل حياتنا من أجل عزه وكرامته..."
لقد منعناك من نشر مواضيع جديدة ليس لأننا نتخوف من نشرك للأكاذيب الأشورية و لكن كي تفهم بأنك تفضح الفكر الأشوري و تعريه
و إنك المسؤول الأول عن الكشف عن الأكاذيب الأشورية !
نحن نعلم بأنك تكتب تحت اسم مستعار لأنك تنشر أكاذيب تدعي
أن مار افرام كان يؤمن بأننا أشوريين و لكن لا أحد من السريان المثقفين
سيصدقك لأنهم يعرفون أن لفظة ܐ̱ܣܘܪܝܐ غير موجودة في مصادر
أجدادهم و إنها من صنع الإيديولوجية الأشورية المزيفة !
أخيرا حتى تعرف مدى جهلك و خيانتك لهوية أجدادك لأنك تتلاعب
بالمصادر السريانية و تحرفها كيف تتطابق مع فكرك الأشوري المسخ:
بكل تأكيد مار افرام لم يستخدم لفظة ܐ̱ܣܘܪܝܐ لأنها من مخيلتك
و أوهامك الأشورية المريضة و هو لم يستخدم حتى لفظة " ܣܘܪ̈ܝܝܐ "
لم ترد في أي نص لمار افرام .
لقد وردت ألتسمية ألأرامية عدة مرات في نثر مار افرام ، فهو يسمي لغتنا أرامية
ܐܰܝܟ ܕܰ ܟܬܺܝܒ ܒܳܐܪܳܡܳܝܳܐ .
C.W. Mitchell, S. Ephraim's Prose Refutations of Mani, Marcion and Bardaisan . v 1 p 122
كذلك يوجد نص مهم عن ألأراميين.
".. ܟܰܕ ܡܶܬܪܓܶܫ ܒܪܶܥܝܳܢܳܐ ܓܽܘܚܟܳܐ ܕܶܝܢ ܥܒܰܕ ܢܰܦܫܶܗ ܒܶܝܬ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܘ ܝܰܘܢܳܝܶܐ ܦܝܠܘܣܦܐ ܕܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ "
و قد ترجمها MITCELL بألشكل التالي الصفحة ٧
“But the philosopher of the Syrians (i.e Bardaisan) made himself a laughing-stock among Syrians and Greeks”
"... لقد أثار ( برديصان ) على نفسه السخرية بين الآراميين و اليونانيين"
هذا برهان قاطع بأن مار افرام لم يستخدم التسمية السريانية و إنه حين
ذكر الأشوريين فهو كان يستخدم التسمية السريانية " ܐܬܘܪ̈ܳܝܐ " و ليس
" ܐ̱ܣܘܪܝܐ " التي هي تحريف المتطرفيين السريان النساطرة الذين
تنكروا لهوية أجدادهم الآراميين ! و عندما يذكر مار أفرام الأشوريين
فهو يتكلم عن الشعب الأشوري المنقرض و ليس عن شعب أشوري
معاصر له !
لا شك أن السريان الذين يؤيدون الفكر الأشوري سيرون أن " تحريف "
المصادر السريانية هي شطارة سياسية و لكن كل سرياني أصيل
سيعرف و يكتشف خيانة هؤلاء السريان الضالين المدعين بالتسمية
الأشورية المزيفة !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204499757628147&set=a.10204499757508144.1073741880.1058767894&type=1&theater

116
" مصادركم السريانية النسطورية تفضح إيديولوجيتكم الأشورية المزيفة "
الى السيد المتطفل على علم التأريخ آشور بيت شليمون
إنني لا ألومك لأنك مدعي بهوية أشورية مزيفة و لكن لأنك تردد دائما
مفاهيمك التاريخية  و الجغرافية الخاطئة و غرورك يدفعك الى المغامرة
في التعليق في مواضيع لم تتحقق فيها .
 لن أضيع وقتي معك و لكن بيت نهرين التاريخية هي الجزيرة السورية
و ليس العراق : أنصحك أن تتعلم لأن الآخرين يتعلمون و يتطورون
و لكنك كسرياني نسطوري لا زلت تدعي بهوية أشورية مزيفة !
بيث تهرين -  تسميتها - موقعها - حدودها
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/History_of_the_Orient/1993.htm

117
المنظمة الأثورية لا تمثل إلا  السريان الضالين !
السيد المحترم  انطوان الصنا
لن أعلق على تفسيراتك التاريخية حول الهوية الأشورية المزيفة في سوريا
لأنك ترددها بدون أي تحقيق و سوف تدافع عنها أنت و هذه المجموعة التي تعيش في الأوهام الأشورية التي قسمت شعبنا : المضحك المبكي هو تعبير " الامة الأشورية " ؟ و أن الطروحات الأشورية توحد شعبنا ؟
سؤال للسيد أنطوان هل السريان الملكيين في سوريا و السريان الموارنة في
لبنان هم أشوريون و لماذ ؟
فقط السريان الضالون يدعون بهوية أشورية أثورية مزيفة !
نعم المنظمة الأثورية لا تمثل السريان و لكن أرجو أن يفهم إخوتنا إنها
و إن كانت مع المولاة للنظام السوري أو ضده  فهي لا تمثل السريان لأنها تزيف تاريخهم و هويتهم و تضيع شبابنا في أحلام مستحيلة .
المنظمة الأثورية تتخلى عن هويتنا السريانية الآرامية من أجل هوية
أشورية مزيفة : العثمانيون إحتلوا سوريا حوالي ٤٠٠ سنة السؤال ما هي
نسبة الأتراك في سوريا ؟ الأشوريون إحتلوا بيت نهرين حوالي ٢٠٠ سنة
( بيت نهرين هي الجزيرة التي يسميها التوراة آرام نهرين ) و إحتلوا سوريا اي بلاد آرام حوالي ١٢٠ سنة : السؤال كم نسبة الأشوريين في
سوريا الحالية ؟ الجواب صفر لأن أجدادنا تركوا لنا مئات النصوص التي يفتخرون بها بجذورهم السريانية الآرامية .
المنظمة الأثورية لا تمثل تيارا قوميا بين السريان و لكن حركة سياسية
تزيف تاريخ السريان و تتعامل مع أعداء سوريا كي تستولي على حق
" تمثيل السريان" ثم فرض الهوية الأشورية المزيفة عليهم .
المضحك أنهم ينتقدون النظام السوري لأنه لا يعترف بهويتنا القومية
أي الأشورية أو الأثورية أو الكلدو أشورية أو غيرها من التسميات المركبة غير العلمية ...
على كل سرياني شريف أن يناضل من أجل هويته الحقيقية لذلك
نحن لا نؤيد كل منظمة تدعي بالأثورية المزيفة !
المعلقون هنا  هم سريان نساطرة أو كلدان  من دعاة الفكر الأشوري
يصفقون لهذه المنظمة لأنها تدعي بهوية أشورية مزيفة !

118
السيد المحترم جورج اوراها
 عنوانك الطويل و شروحاتك العديدة لمعنى سافل لن تنجح في تشويه
إسم و صفة و عمل غبطة البطرك لويس ساكو ...
 عفوا أنت مدعي بالمحبة المسيحية و لكنك لا تطبقها و البرهان هو
شرحك الكريه لكلمة سافل و أنت تتكلم عن غبطة البطرك كما لو أنه
يوجهها لكل أبناء رعيته و في كل مناسبة!
أنت تريد تشويه سمعة هذا البطرك لأسباب ليس لها علاقة بمفردة سافل
و محبة مسيحية !
 من يدعي المحبة لا يتهجم على بطرك نزيه مثل البطرك لويس ساكو!
من يصدق كلامك سيتوهم إن قلبك مليئ بالمحبة رغم تهجمل السافل
على من هم أعلم منك في إدارة شؤون الكنيسة الكلدانية .

119
غبطة البطرك لويس ساكو هو باحث متخصص لا يهتم بكتاب مغامرين!
الى الأخ الموقر  كوركيس أوراها منصور
 إن منصب البطرك لويس ساكو الموقر في الكنيسة الكلدانية يجب ألا يخفي  عن أنظارنا أنه باحث متخصص في التاريخ السرياني و الكنسي
و هو من أهم الباحثين في تاريخ و عقيدة الكنيسة السريانية النسطورية .
و قد كان لي شرف التعرف عليه في جامعة السوربون و هو متواضع
و منفتح  و يتقبل النقد البناء .
  المشكلة الحقيقية هي الطروحات التاريخية المتطرفة التي بدأ في
ترديدها بعض الإخوة الكلدان مثل : قومية كلدانية عمرها ٧٥٠٠ سنة
و لغة كلدانية ؟ بعض هؤلاء الكتاب المغامرين يريدون فرض مفاهيمهم
 التاريخية الخاطئة على بطرك و باحث عالم أمين للتاريخ أكثر منهم !
  لن أعلق على تعبير " ولا أخشى هؤلاء السفهاْء، لان في النهاية ستنجلي الحقيقة كالشمس " و محاولة الكاتب المغامر جورج إتهام
البطرك ساكو بالإساءة الى بعض أبناء رعيته. إن تعليقك قد أوضح
الأمور و أن من يعند في ترديد طروحات تاريخية مزيفة هو فعلا
سفيه و مجنون لأنه لن يتعلم حتى و لو " ستنجلي الحقيقة كالشمس "!
  وجودنا في الشرق يتعرض للأخطار و بعض الكتاب المغامرين يريدون
الإساءة لمواقف لغبطة البطرك لويس ساكو الموقر ! شكرا لتعليقك

120

الياس خوري آرامي جاهل لهويته أم آرامي مستعرب؟
 
يتوهم بعض الكتاب المسيحيين المستعربين أن بإستطاعتهم أن يكتبوا حول هوية مسيحيي الشرق إستنادا على معرفتهم التاريخية السطحية .
لقد إطلعت مؤخرا على مقال للسيد الياس خوري عنوانه " اللعبة الآرامية " ينتقد فيه مواقف الأب جبرائيل الندّاف !
 
من الممكن الإطلاع على مقاله من خلال موقع أبونا على هذا الرابط
http://www.abouna.org/content/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9?fb_action_ids=10152629452663992&fb_action_types=og.comments
 

أولا - لما يردد العروبي "خوري " هذه الطروحات التاريخية المزيفة ؟

يبدو أن السيد خوري يجهل كليا أن أجداده هو كانوا من الآراميين وليس فقط الأب جبرائيل الندّاف ! و إن الهوية الآرامية التاريخية لا تزال موجودة و ليست من" إستنباط " الإسرائليين !
من يطلع على مقال السيد " خوري " يجد عددا كبيرا من التعابير التاريخية الخاطئة التي يرددها دعاة الهوية العروبية المزيفة !
 
أ - لقد لعب العرب دورا كبيرا في التاريخ الوسيط , و لكنهم كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية و ليس في فلسطين و سوريا و العراق.
هنالك فرق جغرافي و زمني كبير بين التعبيرين " المشرق العربي" و " الشرق " .

*" الشرق " هو التسمية التي أطلقها الرومان على المناطق التي كانت خاضعة لهم و لم تكن شبه الجزيرة العربية و لا مصر ضمن هذه التسمية التاريخية و الجغرافية . كان السريان الآراميون يشكلون أكثرية سكانية في الشرق منذ ١٢٠٠ ق٠م الى حوالي ١٣٠٠ سنة بعد الميلاد .
الأب جبرائيل الندّاف لم يخطئ عندما أكد أن جذوره هي آرامية ...
* " المشرق العربي" هو تعبير حديث جدا و يطلق على المناطق التي إستولى عليها العرب المسلمون . التسمية " المغرب العربي" لا تعني أن سكان شمالي إفريقيا كانوا من العرب الأقحاح و لا يزال حتى اليوم البربر يشكلون أكثرية سكان المغرب العربي .
* لقد إنطلق العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية و إحتلوا الشرق بعد إنتصاراتهم الباهرة على الفرس و تدميرهم لإمبراطوريتهم و طردهم للبيزنطيين من الشرق !

ب - من هو " العروبي " المزيف ؟

لا شك هنالك عدد كبير من العرب الشرفاء الذين يعرفون تاريخ أجدادهم و يعرفون أن الصومالي و الموريتاني و السوداني هو أخ لهم بالإسلام و ليس بالعروبة . على كل عربي أن يحترم إنتماء الشعوب التي لا تزال تعيش في المناطق التي إحتلوها أجدادهم . القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام قد دخلت الإسلام بعد أن توسعت الفتوحات العربية من حدود الهند الى شمال إفريقيا و الى جنوب أوروبا خلال أقل من ٧٥ سنة !
السيد الياس خوري هو عروبي مزيف أي ليس لأجداده أية علاقة بالجذور العربية ! هو سرياني آرامي و لكنه مدعي بجذور عربية تماما مثل بعض سكان جزيرة المارتينيك و الغوادلوب الذين يدعون أن أصولهم هي من الفرنج ( الفرنسيين ) لأنهم تعلموا ذلك في مدارسهم !
القبائل العربية المسيحية قد دخلت الإسلام و تاريخ المسيحيين في الشرق يثبت لنا من خلال كتاباتهم و رسائلهم أنهم كانوا بأكثريتهم الساحقة من السريان الآراميين مع أقلية من اليونانيين خاصة في المدن !
عائلة " خوري " الكريمة لم تكن عربية و لكنها إستعربت مع الزمن !
لم يكن بإستطاعة أي مسلم عربي أن يتخلى عن إسلامه و يدخل في الديانة المسيحية : إن مجرد اسم " خوري " هو برهان ساطع على تنكر السيد الياس خوري لهوية أجداده السريان الآراميين !

ج - بعض المفاهيم الخاطئة التي يرددها العروبي المزيف خوري :

* الدروز ينتمون بأكثريتهم الساحقة الى قبائل عربية معروفة و هويتهم هي العربية !
إذا كان الدروز في إسرائيل يشعرون إنهم مواطنين فيها فهذا لا يعني أن إسرائيل قد أوجدت لهم " هوية جديدة "!
* كتب السيد خوري " لا أدري لماذ قرر مستشرق يعمل في المخابرات الإسرائيلية إحياء قومية آرامية لا أساس لها سوى في المتخيّل الإسرائيلي" السيد خوري يناقض نفسه بنفسه لأنه في فقرة ثانية يكتب :
" من يعرف ألف باء التاريخ السرياني يعرف أن دخول المسيحية إلى بلاد الشام، ونشوء الكنيسة الإنطاكية، قادت الناطقين المسيحيين بالآرامية إلى تمييز أنفسهم عبر تبني تسمية السريان. فالسرياني هو الآرامي المسيحي."
* الى السيد خوري المدافع عن أوهامه العروبية المزيفة :
لا يوجد أية علاقة بين الفلسطيني المعاصر و شعب الفلسطو القديم !
سكان فلسطين المسلمين يتحدرون من العرب و سكانها المسيحيون يتحدرون من السريان الآراميين .
* يستخدم السيد خوري تعابير تاريخية خاطئة مثل " الفتح العربي " و بما أنه ليس عربيا و أن العرب قد إحتلوا أرض أجداده فكان من الأفضل و الأدق إستخدام تعبير " الإحتلال العربي " . كما إنه يستخدم تعبيرا جغرافيا خاطئا و هو" بلاد الشام " كما لو أن هذه المنطقة كانت مسكونة بالعرب قبل مجيئ الإسلام !

ثانيا - هل صحيح أن الهوية الآرامية هي لعبة من إستنباط إسرائيل ؟

للأسف بعض المسيحيين العروبيين لا يزالون يرددون طروحات تاريخية خاطئة تدافع عن إنتمائهم العروبي الوهمي . نحن نعلم أن كاتبا عروبيا مثل السيد خوري يدافع عن مفاهيمه و ليس عن هوية أجداده الحقيقية . و هذا واضح من بعض التعابير التي وردت في مقاله :

أ -" المسيحيون، ككل الشعب في البلاد الشامية، كان قبل الفتح العربي يستخدم لغتين: اليونانية البيزنطية والسريانية. ومع التعريب تلاشت اليونانية واندثرت..." المسيحيون ؟ الأصح السريان ! السريانية هي هوية شعب آرامي أصيل كان يشكل أكثرية سكانية في كل الشرق !

ب - " يمكن أن ننسب مسيحيي فلسطين كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني إلى مزيج يمتد من الكنعانيين إلى العرب "

* شعب الفلسطو مثل الشعب الكنعاني قد زال من مسرح التاريخ !
* مسيحيو فلسطين يتحدرون بأكثريتهم الساحقة من الأنباط الآراميين !
* كان للآراميين عدة ممالك في شمال فلسطين مثل مملكة جشور الآرامية : المؤسف للسيد خوري إن علماء إسرائيل قد كشفوا عنها و إن " عروبيتك المزيفة " تمنعك من رؤيتها !
* لا يوجد في فلسطين أو مصر أو سوريا " مسيحي من جذور عربية " و لكن " مسيحي مثلك مدعي بجذور عربية وهمية "!

ج - تاريخ الآراميين في الشرق .

هنالك مئات الكتب التاريخية العلمية التي تتحدث عن تاريخ الآراميين و إنتشارهم في الشرق هذه لائحة صغيرة :

Dupont - SOMMER, A, Les Araméens PARIS 1949.
GARELLI, P, Importance et Rôle des Araméens dans L’Administration de L’Empire.Assyrien.
KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957).
LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
UNGER, M.F., Israel and the Arameans of Damascus. London 1957.
Sader, H. Les Etats Araméens de Syrie Depuis leur Fondation jusqu’à leurs transformation en provinces Assyriennes
SCHWARTZ, G.M, The Origins of the Arameans in Syria and North Mesopostamia in O.M.C. Haex. (1989) PP-275-291.
TADMOR, H. The ARAMIZATION OF ASSYRIA, ASPECTS OF WESTERN IMPACT
 
الى السيد خوري : تاريخ الآراميين و هويتهم ليست لعبة من إستنباط إسرائيل كما تدعي فمتاحف دمشق و حلب و حماة مليئة بالآثارات الآرامية و لكنك تجهلها كما تتجاهل هوية أجدادك من أجل حفنة من الريالات ؟

د - هل كان السريان يؤمنون بهويتهم التاريخية الآرامية ؟

الى السيد خوري و أمثاله من العروبيين المزيفيين : هنالك مئات النصوص التي تركها لنا علمائنا السريان و هي تثبت إنتمائنا الآرامي
سأنشر بعضها :
قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) )
”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان "
ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن)
”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“
ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

كتب البطريرك ميخائيل السرياني
”بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان “

كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر)
”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“
ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ.

ثالثا - هل تتبدد أوهام " خوري " العروبية المزيفة ؟

أ - " يا طبيب طبب نفسك "

السيد خوري يتكلم عن الأب الفاضل جبرائيل الندّاف بطريقة غير مهذبة فهو يعلم بأنه كاهن و لكنه يسميه " السيد الندّاف " و يتهمه بجهل تاريخ العائلات المسيحية التي تنتسب الى المسيحيين العرب؟ و هو يتهم هذا الكاهن الموقر بأنه ألعوبة بيد إسرائيل لأنه يؤمن بجذور آرامية !

ب - لو كان السيد خوري مطلعا و أمينا لهوية أجداده لما إدعى أن إسرائيل قد " إستنبطت " هوية آرامية جديدة . من المضحك أنه يستخدم تعبير " إستنبط " مرتين و هذه اللفظة صارت في اللغة العربية تعني " إخترع " و ذلك لتفوق الأنباط الآراميين الحضاري !

ج - من المضحك أن السيد "خوري" يسمح للسريان الموارنة أن يكونوا سريان آراميين و لكن ليس للأب جبرائيل النداف المنتمي الى كنيسة الروم ؟ " خوري " العروبي يجهل أن كنيسة الموارنة قد إنفصلت عن كنيسة السريان الملكيين أي إخوتنا من كنيسة الروم !

د - جميع مسيحيي الشرق ينتمون الى شعب سرياني متحدر من الآراميين الذين صهروا بقايا شعوب عديدة : الهوية الآرامية ليست لعبة بيد إسرائيل و لكنها ضحية بعض أحفاد الآراميين الذي يدعون بإنتماء عربي غير علمي !
أخيرا تحية من القلب الى الأب الفاضل جبرائيل الندّاف و الى جميع الإخوة من عرب و أقباط و بربر و أرمن و سريان الذين يؤمنون بالتاريخ الأكاديمي و ليس التاريخ المسيس المزيف !
من المستحيل من عائلة إسمها " خوري " أن تكون عربية مسلمة !
المسيحيون العرب قد دخلوا الإسلام مثل البربر و الأقباط و السريان الفرس : و من يدخل الإسلام لا يستطيع أن يرتد !
شكرا للأب جبرائيل صاحب هذا الإسم الآرامي الأصيل الذي يعني " رجل الإله إيل " و صار يعني الجبار !
 و هو يشبه كثيرا الأسماء الآرامية مثل " حزائيل " ٨٤٣- ٨٠٣ ق٠م ملك دمشق الآرامية أي مئات السنين قبل أن تتحول عائلة " خوري " الى عروبية مزيفة !

إن المسيحي الشرقي المدعي بالهوية العروبية المزيفة يخون هوية أجداده مرتين :

أولا عندما يتنكر لهوية أجداده !

ثانيا عندما يدعي بوجود مسيحي عربي لأنه يوهم العربي الأصيل أن السرياني الذي يحافظ على هوية أجداده هو ناكر للهوية العربية !

121
" الوعي السرياني الآرامي في مواجهة الدعايات الأشورية المزيفة "
هنري بدروس كيفا
أولا - لماذا هذه اللوحة ؟
هذه اللوحة المشهورة عنوانها هو Le Sacre de Napoléon و هي معروضة في متحف اللوفر , إنها قمة في الدعاية و البروبغندا و تشويه الحقيقية التاريخية ! و قد طلبها نابليون من الرسام المشهور David سنة
١٨٠٥ و قد أكمل إنجازها سنة ١٨٠٧ . إن عنوان هذه اللوحة لا يتطابق
مع المشهد لأن نابليون كان قد وضع تاجا من الغار على رأسه و ليس
البابا كما كانت العادة في الإمبراطورية في زمن شارلماني و نرى أن
نابليون نفسه يضع التاج - روز السلطة - على رأس زوجته الإمبراطورة جوزفين !
تعتبر هذه اللوحة حملة دعائية لنابليون بونابرت لأنها تصور للمشاهد
أن جميع أفراد عائلة بونابرت كانوا راضين عن زواجه مع جوزفين :
أ - نرى في الوسط والدة نابليون و هي واقفة ؟ و في الحقيقة إنها لم
تحضر حفلة تتويجه سنة ١٨٠٤ و لم تكن في الكنيسة !
ب - نرى أخوات نابليون : إليزا و بولين و كارولين و هن يلقطن معطف
الإمبراطورة جوزفين و لكنهن في الحقيقية كانوا يكرهونها و قد حضرن
حفلة التتويج و لكنهن لم يحملن معطف الإمبراطورة !
حتى البابا نفسه بيوس السابع لقد كان متفرجا و لم يشارك في التتويج
ولكن ريشة دافيد صورته و كأنه يبارك هذا التتويج محاطا بالكرادلة !
ثانيا - " البروبغندا الأشورية المزيفة "
لقد إدعى السريان النساطرة بأن جميع مسحيي الشرق يتحدرون من
الشعب الأشوري القديم و ذلك في أواسط القرن العشرين . هذه المجموعة
من السريان قد تعاملت مع المستعمرين الإنكليز في العراق :
أ - كانوا طوال تاريخهم يؤمنون بأنهم سريان آراميين .
ب - بعد إنتشار المذهب الكاثوليكي بينهم خاصة في العراق ألفوا
كنيسة سريانية جديدة عرفت بكنيسة الكلدان .
ج - إنزوت الكنيسة السريانية النسطورية في جبال حكاري مئات السنين
و لكن خلال الحرب الكونية نزحت الى العراق و إيران .
د - كان هم الإنكليز إحكام السيطرة على العراق فإستخدموا هؤلاء
السريان البسطاء و أدخلوهم في فرق خاصة لهم . و كانت أخت البطريرك تقبض عمولة على كل جندي يخدم في جيش الليفي .
ه - بعد إستقلال العراق في بداية الثلاثينات عمد الى نزع السلاح من
أيدي السريان النساطرة و طردوا بطريركهم من العراق و هذا مما أدى
الى هجرة أغلبية ساحقة منهم الى خارج الشرق .
و - الهجرة قد ساعدت بتأسيس أحزاب و نوادي و جمعيات في المهجر تدعي و تعمل من أجل هوية أشورية مزيفة : سلاحها هو" البروبغندا
الأشورية " أي إعتماد التاريخ المسيس و نشر كل أطروحة كاذبة تدعي
بأن السريان يتحدرون من الأشوريين !
ثالثا - " خط اللاعودة "
لا شك إن السرياني الغيور يعرف أن هؤلاء السريان قد تنكروا لهوية
أجدادهم الآراميين و أن لا أمل فيهم كي يعودوا الى جذورهم الحقيقية .
أ - يدعون بالوحدة و بقبولهم بأية تسمية موحدة و في نفس الوقت
يتمسكون بطروحات تاريخية مزيفة من نوع إن إسمنا التاريخي " سوريويو
و سوريايا " أصلها " أسوريويوو أسوريايا " ؟ بعبارة ثانية إن الوحدة
هي شعار غير صادق يرددونه لخداع بعض السريان .
ب - يدعون بأنهم سيعودون الى العراق لإنشاء دولتهم الأشورية المزعومة
مع أن أغلبية ساحقة منهم لا تريد العودة الى الشرق . نضال كاريكاتور
وهمي و غير صادق .
ج - بعض المؤسسات السريانية لا تزال تتوهم أن السريان النساطرة المدعين بالهوية الأشورية المزيفة هي صادقة في نضالها و أنها تلعب
دورا من أجل وحدة شعبنا .
د - إن أغلبية ساحقة من السريان النساطرة قد إختاروا " هوية أشورية
مزيفة " بدل هوية أجدادهم السريان الآراميين . رغبتهم هي أن نعترف
بهم كأشوريين كتسمية سياسية أو كنسية لهم .
ه - لا يحق لأي سرياني - مهما كانت وظيفته و مرتبته عالية - أن
يعترف بأن السريان النساطرة يتحدرون من الأشوريين :
* الشعب الأشوري مثل عدد كبير من الشعوب القديمة قد زال من التاريخ و لم يعد له أي وجود فعلي.
*علماء السريان النساطرة - عبر مئات السنين - قد أكدوا تحدرهم من
السريان الآراميين .
*جميع العلماء المتخصصين في تاريخ السريان النساطرة لا يعترفون
بإنحدارهم من الأشوريين و لكن من الآراميين .
* السريان النساطرة لا يستطيعون أن يختاروا " هوية مستعارة " لأجدادهم
لسبب بسيط جدا : الأحفاد لا يختارون " هوية " لأجدادهم و إذا كانوا
أصلاء يحترمون تلك الهوية و يدافعون عنها !
يجب على كل سرياني غيور أن يتعرف على تاريخ أجداده الأكاديمي
المبرهن في مصادرهم الغنية ! هنالك عشرات الألوف من السريان قد
إستعربوا - و إذا لم ننتبه - فإنهم سيدعون بأننا عرب أقحاح ولكننا
ندعي بهوية سريانية آرامية مزعومة !
نجاح "البروبغندا الأشورية المزيفة " سيعطي أملا لمجموعات سريانية
عديدة كي تبتعد و تتخلى عن جذورها السريانية الآرامية الحفيقية !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10201983745249410&set=a.10201983744369388.1073741843.1058767894&type=3&theater
Photo

122
السيد المحترم Adnan Adam 1966
 إن سرياني مثلك مدعي بهوية أشورية مزيفة يدعي أن نعوم فائق هو
متخصص في التاريخ مع انه كان معلما للغة السريانية : نحن نحترم
فكر نعوم فائق القومي و لكننا لا نقبل الأخطاء التاريخية التي إرتكبها...
الموضوع هو حول محاضرة الدكتور نائل حنون حول السومريين ...
من الأفضل لك و للسيد ايشو شليمون التعليق حول الموضوع الرئيسي
و أن تتوقفوا عن نشر أوهامكم الأشورية المزيفة ...

123
السيد المحترم Adnan Adam 1966
 عندما يؤكد لك أحد الناس بأن أجدادك السريان النساطرة كانوا قد أكدوا
في مصادرهم بأنهم سريان آراميين فمن الأفضل لك أن تطلب منه البراهين
و لا تردد كالببغاء " فالإنسان حر لما استنتجه واعتقده الئ أية قومية ينتمي " ! لأن لا أحد حر في إختيار هوية تاريخية لأجداده !...

124
السيد المحترم ايشو شليمون
 أنت تختبئ خلف إصبعك و تتوهم بأننا لا نرى مدى تعلقك بطروحات
تاريخية مزيفة :
أ - أنت سرياني مدعي بهوية أشورية حديثة و مزيفة لهوية أجدادك .
ب - لقد كتبت "  انني اعلم عن وجود الآراميين البدو غرب الفرات وكما مثبت في حوليات اجدادي الاشوريين"
 * صحيح إن بعض الآراميين أجدادك ظلوا يعيشون حيت قبلية و لكنهم
تمدنوا و أثروا حضاريا على الآخرين ...
*  معرفتك محدودة جدا :الآراميون لم يتواجدوا في غرب الفرات و لكنهم
كانوا منتشرين في المناطق المحيطة ببلاد أشور القديمة بين نهر الزاب
و ضفاف نهر دجلة .
* أجدادك السريان النساطرة لم يدعوا بأنهم أشوريين !
ج - أخيرا مدينة الرها لم تكن أشورية و لا يوجد أي باحث قد إدعى
أن ملوكها أو سكانها كانوا أشوريين ! فقط بعض السريان المتطرفين
يرددون حكاية هرب القواد العشرة غير العلمية .
 

125
السيد المحترم ايشو شليمون
لا تختبئ وراء  كلام الشعراء ! يبدو إنك لا تعرف شيئا عن تاريخ الوجود
الآرامي في العراق و لا شك إنك تجهل أن أجدادك السريان النساطرة
- أطباء الخلفاء العباسيين و أهم علماء عصرهم - قد أكدوا إنتمائهم
السرياني الآرامي بعكس أحفادهم المدعين بإيديولوجية أشورية مزيفة !
إذا كنت تريد شواهد من المصادر السريانية النسطورية فإننا نستطيع
أن نطلعك عليها...

126
"إيضاحات" شكلية تتحول الى نفي وجود الشعب السومري !"
هنري بدروس كيفا
لقد تواجد الشعب السومري في جنوب و وسط العراق القديم في المنطقة
التي عرفت تاريخيا ببلاد سومر و هذا التواجد كان في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد .
أقدم ذكر للعرب يعود الى سنة ٨٥٣ ق٠م في كتابات أكادية تركها
ملوك أشور عن معارك قرقر على العاصي !
الدكتور نائل حنون يشكك في وجود شعب سومري قديم و يتلاعب بالحقائق التاريخية :
أ - يؤكد إنه لم يرد أي نص سومري أو أكادي قد ذكر فيه " الشعب
السومري "؟ و يبدو إن يتجاهل أن عدة نصوص أكادية قد أطلقت
تسمية " بلاد سومر " على جنوب و وسط العراق و هذه التسمية تعني
بلاد السومريين و ليس البلاد الناطقة باللغة السومرية !
ب - من المؤسف أن هذا الباحث يتكلم عن " الموضوعية التاريخية "
في البداية و لكنه لا يطبقها فهو يؤكد بوجود لغة سومرية و لكنه يشككل
في وجود شعب سومري ؟
ج - إنني لست متخصصا في التاريخ السومري و لكنه من العار على
باحث مثل الدكتور نائل حنون أن يعطي براهين عن دخول مفردات
أكادية في اللغة السومرية في عهد سرجون الأكادي ؟ إنه أمر طبيعي
جدا و ذلك لدخول الأكاديين الى بلاد سومر و السؤال هو لما لا يوجد
مفردات أكادية في اللغة السومرية في بداية الألف الثالث ؟
د - هذا الباحث يدعي بوجود كلمات "عربية " في الأسماء السومرية
الأولى ( الدقيقة ١٠,١٤) و هو بطريقة غير مباشرة يدعي بوجود عربي
في العراق القديم منذ بداية التاريخ !
ه - إنه - بدون أية موضوعية تاريخية - يربط تاريخ السومرين بإسطورة
أي أنه ينفي تاريخ أول شعب عرف الكتابة ربما ليدعي " أن سكان العراق
القديم لم يكونوا سومريين بل ناطقين باللغة السومرية ؟"
و - إنه الباحث الوحيد الذي يشكك في وجود حقيقي للشعب السومري :
جميع العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم لا يدعون بعدم وجود
شعب سومري و لكنهم يؤكدون بوجود بعض الغموض خاضة إذا كانوا
من سكان العراق الأصيلين أو من القادمين إليه ؟
أخيرا أتمنى من القارئ ألا يستغرب كثيرا من تعليقي لأن النظام العراقي
السابق قد أطلق على شعبنا السرياني الآرامي تعبيرا خاطئا وهو "الناطقين باللغة السريانية " . كم إن الآراميين ( السريان ) قد إستوطنوا بلاد أكاد
القديمة و صهروا بقايا الشعوب القديمة ضمن الآراميين و صارت تلك
المنطقة تعرف ب " بيث آرامايا " أي بلاد الآراميين !
نفي تاريخ الشعوب القديمة المنقرضة هو أول خطوة لنفي تاريخ و دور
الآراميين في الشرق القديم !
https://www.youtube.com/watch?v=HtK5ZyhiNAM

127
" هل التسمية الآرامية هي خيار فردي أم ضرورة قومية للشعب السرياني؟"
هنري بدروس كيفا
لقد نشرت عدة أبحاث في مجلة آرام لها علاقة وثيقة بهويتنا السريانية .
البحث الأول هو حول الأخطاء التاريخية الموجودة في مقدمة المطران
أوجين منا في قاموسه الشهير .
المخجل هو أن بعض الإخوة السريان -الذين إنخدعوا بالفكر الأشوري
المزيف و إنتموا الى أحزاب تدعي الهوية الأشورية - لا يزالون يرددون
بعض ما ورد في هذه المقدمة التي كتبت في نهاية القرن التاسع عشر.
أتمنى من الإخوة السريان المهتمين الإطلاع على بحثي المتواضع
و مع إنه كتب منذ ٢٣ سنة فهو لا يزال مفيدا لأنه ينتقد و يصحح
عددا كبيرا من الطروحات الخاطئة التي وردت في هذه المقدمة .
السريان هم الآراميون أنفسهم و جميع مسيحيي الشرق يتحدرون من
السريان الآراميين . الإخوة السريان الضالون - دعاة الفكر الأشوري
المزيف -لا يريدون الإعتراف بأن التسمية الأشورية هي مزيفة لأنهم
سيشعرون بخيبة أمل كبيرة ! تاريخنا الأكاديمي سوف يعمق الإختلاف
بين السريان الأمينين لهوية الأجداد و بين السريان الذين ضيعوا شبابهم
و أمالهم من أجل سراب أشوري .
من الطبيعي أن يختلف السريان حول أمور عديدة تخصهم : مثلا
هل يجب - لأننا مسيحيين - أن نسامح تركيا عن حرب الإبادة التي
تعرض لها أجدادنا ؟ أو ما هو الأهم الإنتماء القومي السرياني أم الإنتماء
الوطني الى دولة ما ؟ ... و لكن إختلاف السريان حول هوية أجدادهم
هو أمر غير مقبول و لهذا السبب نحن نؤكد أن هويتنا التاريخية هي
آرامية و من يدعي أن السريان يتحدرون من شعوب أخرى فهو سرياني
ضال و مضلل لإخوته .
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Yaqub-Augin-Manna/Ar.htm

128
سلام و محبة الى الأخ الفاضل جلال برنو
 مقالك رائع في الشكل و المحتوى : كلامك واضح جدا فأنت ضد تعريب
الليتورجيا الكلدانية و لكن المتابع لموضوعك يجد إنك تستخدم التسمية
العلمية للغة التي يتكلمها إخوتنا المنتمين الى الكنيسة الكلدانية ...
  للأسف الشديد إن إستخدامك لإسم لغتنا العلمي و التاريخي : السورث
و اللغة السريانية الآرامية قد أثار حفيظة بعض المعلقين الذين يؤمنون
بطروحات مزيفة لا يقبلها العقل ...
 السيد فاروق كيوركيس يستنتج " لذلك ابناء الكنيسة الكلدانية يصلون  باللغة الاشورية  " و السيد أشور كيوركيس المغامر في البحث التاريخي
يأمل و ينصح باحثا عالما متخصصا في التاريخ السرياني مثل قداسة
البطريرك ساكو بقوله "إن البطريرك مار ساكو وبعض المثقفين من الكنيسة الكلدانية يعون هذه المشكلة جيدا ونأمل أن يتم حلها بأسرع وقت وذلك بفرض اللغة الآشورية في كافة قداديس الكنيسة الكلدانية، وهذا ينطبق على كافة كنائسنا."
لا فائدة من حوار الطرشان الذين لا يزالون يدعون بوجود " لغة أشورية "
 و ليت الإخوة المهتمين بعدم تعريب الليتورجيا الكلدانية أن يسمعوا صوت  الأخ جلال برنو حول هذا الموضوع المهم.

129
السيد المتطفل على التاريخ oshana47
 أنت لم و لن تتعلم لأنك تؤمن بفكر أشوري متحجر : همك الدفاع عن
مفاهيمك الأشورية المزيفة . انظر الى خزعبلاتك المضحكة :
 ١ -" الحقيقة نطلق عليها باللغة الاشورية لاصحيتها التاريخية المعاصرة أو الحديثة " .
٢ - "  لان الاكاديون هم قبائل اشورية ..."
 إنني لا أفهم كيف إنسان مثلك - غير مطلع - يسمح لنفسه أن يناقش
و أن يدعي بطروحات تاريخية خاطئة !
أمر مضحك أنت كتبت " ناقشت الموضوع معك في وقتها بروح اكاديمية" . أنت تعيش في الأوهام ... ردودك فارغة غير أكادمية
فقط بعض السريان المدعين بالهوية الأشورية يصدقونك !
أنت تضيع وقتك كما ضيعت حياتك من أجل إيديولوجية أشورية مزيفة
لهوية أجدادك ...

130
"مراسلات ملوك أشور تفضح السريان الذين يدعون بوجود لغة أشورية "
هنري بدروس كيفا
لن أطيل الكلام و لا أريد أن أقنع أي سرياني ناكر لهوية أجداده و مدعي بجذور أشورية مزيفة ( منقرضة ) و بلغة أشورية وهمية ...
هذا الموضوع موجه الى السريان الذين يريدون فعلا أن يدافعوا عن هوية أجدادهم الآراميين و لغتهم الأم السريانية الآرامية .
هذا جواب الملك الأشوري الذي وصلته رسالة باللغة الآرامية من أحد
موظفيه في بلاد أكاد و لكن الملك يطالبه أن يستخدم اللغة الأكادية
كما هي العادة : و هنا نرى الملك الأشوري يسمي اللغة " أكادية "
و ليس أشورية كما تدعي الأحزاب التي تسمي نفسها أشورية و ليس
كما يدعي رجال الدين في الكنيسة السريانية الشرقية التي أخذت الإسم
الأشوري المزيف منذ سنة ١٩٧٦ و صاروا يتوهمون أنهم يتكلمون
باللغة " الأشورية " !
السريان المتطرفون يحاولون بكل الطرق الإدعاء بوجود لغة أشورية
و كما يقال " صاروا ملكيين أكثر من الملك نفسه "!
على كل سرياني غيور ألا يصدق أكاذيبهم و إدعائهم بأنهم يناضلون
من أجل وحدة شعبنا : فمن يريد وحدة حقيقية و مستقبل أفضل لشعبنا
المنكوب لا يردد طروحات و أكاذيب أشورية تدعي بوجود لغة أشورية
خيالية !
(13)[As to what you wrote]: "There are informers [... to the king] and coming to his presence; if it is acceptable to the king, let me write and send my messages to the king on Aram[aic] parchment sheets" — why would you not write and send me messages in Akkadian? Really, the message which you write in it must be drawn up in this very manner — this is a fixed regulation!
http://oracc.museum.upenn.edu/saao/saa17/corpus
saao/saa17 Pager

131
مقدمة قاموس شيكاغو.
لقد صدر قاموس شيكاغو على مراحل، كتب ألعالم I.J GELB مقدمة ألقسم ألذي صدر سنة 1964. أرجو من إخوتنا ألذين لا يزالون يعتقدون بوجود لغة أشورية ألإطلاع على ألمقدمة بأكملها أولا للتحقيق و ثانيا للتوقف بالكذب على أبنائهم و ألإدعاء بوجود لغة أشورية خاصة.
ذكر ألعالم I.J GELB في ألصفحة vii أنه في بداية علم ألأشوريات أطلق ألعلماء تسمية أللغة ألأشورية على ألكتابات ألتي
وجدوها في بلاد أشور ألقديمة. و لكن بعد إكتشاف كتابات عديدة في بلاد بابل تستخدم نفس أللغة في بلاد أشور و خاصة أي أن ألأشوريين و ألبابليين لم يسموا لغتهم " أشورية " أو "بابلية " و لكن " أكادية " نسبة إلى ألأكاديين...
ثم يكتب هذا ألعالم
" As some of these facts became known, the term
"Akkadian" ( Accadian") began to crowd out the term
"Assyrian" in good Assyriological usage ".
ألغريب أن ألعالم I.J GELB يشرح للقراء تاريخ ألقواميس ألأكادية في ألصفحة viii، ألعنوان بألإنكليزية
" HISTORY OF AKKADIAN LEXICOGRAPHY"
و هو يؤكد أن إسم أللغة ألعلمي هو " أللغة ألأكادية " و لكن جامعة شيكاغو سمت قاموسها بألأشوري للأسباب ألتالية
أ - أن مشروع جامعة شيكاغو للقيام بإصدار ألقاموس سنة 1921
كان يستخدم تعبير " ألأشورية ".
ب - أن ألعالم I.J GELB قد نشر بحثين في مجلة Orientalia مستخدما تعبير " أللغة ألأكادية ".
ج - لكن جامعة شيكاغو حافظت على تعبير " ASSYRIAN" و يقدم ألعالم I.J GELB حجة واهية و هي ألتخوف من يخلط ألأميركيون بين أللغة ألأكادية "Akkadian" أو "Accadian" و بين أللغة ألفرنسية ألتي يتكلمها ألكنديون و يسمونها "Acadian".

هذا ألسبب غير مقنع، كل ألقواميس و كتب ألقواعد ألحديثة ألتي طبعت بعد قاموس شيكاغو تستخدم ألتسمية ألعلمية ألوحيدة و هي أللغة ألأكادية.
سنة 2004 نشرت جامعة كامبردج موسوعة علمية حول اللغات القديمة

THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE WORLD'S ANCIENT LANGUAGES
ED. R. D. WOODARD
هذه ألموسوعة ألعلمية تنتشر دراسات عن كل أللغات ألقديمة من سومرية و أكادية و أرامية و عربية و أرمنية و لكن لا يوجد أي بحث عن لغة أشورية !

132
السيد المحترم  آشور بيت شليمون
عن أية دراسات تتكلم ؟ متى كنت أنت باحثا أكاديميا ؟
ترديد طروحات تاريخية خاطئة لا يسمى دراسات !
الإعتماد على نص وحيد ليس منهجية علمية مقبولة !
إعادة الحياة لشعوب قديمة منقرضة - فقط لإحياء شعب أشوري منقرض
منذ حوالي ٢٥٠٠ سنة - هي سياسة فاشلة !
 الحمدلله إنك تنشر مقالاتك و أفكارك التاريخية الخاطئة بحيث يستطيع
القارئ المثقف أن يتحقق :أنت المناضل الوحيد الذي يدعي بوجود لغة أشورية ! و نضالك هنا سياسي ليس له علاقة بالعلم !
 أنت لا تستطيع أن تكون حكما في لعبة لا تعرف أصولها ...
 هل تريد أن أنشر لك بعض النصوص من المصادر السريانية النسطورية
التي تثبت أن أجدادك كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين ؟
 تستطيع أن تنكر جذورك الآرامية الى آخر رمق من حياتك و لكن هذا
لن يغير هوية أجدادك فهم سريان آراميون !
 الأحفاد لا يختارون هوية لأجدادهم و ها أنت أمضيت طيلة حياتك
في النضال من أجل تسمية أشورية مزيفة !

133
السيد المحترم آشور بيت شليمون
  سبحان الله إنسان مثلك لا يعرف ما معنى منهجية تاريخية يستطيع أن
يصحح في علم هو جاهل لأصوله ؟ رغم نشاطك و دعاياتك لنضالك
فأنت محامي لقضية فاشلة : أنت سرياني آرامي منذ ولادتك و لغتك الأم
هي السريانية الآرامية مهما تنكرت لها ... حججك الواهية تفضح تطرفك
و خيبة أملك في الإيديولوجية الأشورية التي ناضلت من أجلها !
 نحن هويتنا موجودة في مصادر أجدادك العظام و لسنا بحاجة لتاريخ
مسيس لإظهار هويتنا الآرامية !
 إن ردودك هي أكبر دعاية لنا فلا تتوقف عن ذكر الشاعر العلامة كيوركيس وردا  في كل مناسبة كما لو أن كل المصادر السريانية تتلخص
 بقصيدته ! و قد شرح لك الأخ حدبايا ما معنى الأشوري في تلك القصيدة ! و على ما يبدو إنك غير متعمق في تاريخ السريان النساطرة !
همك الدفاع عن التسمية الأشورية و ليس معرفة هوية السريان الحقيقية !

134
لما يتشبث الفكر الأشوري بتسمية " اللغة الأشورية " ؟

هنالك أسباب عديدة:

أ - البعض منهم قد تعلم منذ ولادته بأنه يتكلم " اللغة الأشورية" و كثيرون منهم يؤمنون أنها فعلا " أشورية" .

ب - في مقال سابق عنوانه "قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية" موجود على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/20.htm

ذكرت فيه العالم I.J GELB بنفسه يسمي اللغة في المقدمة باللغة الأكادية. و ان كل القواميس الجديدة و كل العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يستخدمون الإسم العلمي و هن اللغة الأكادية .

ج - السريان المشارقة الذين يؤمنون بالفكر الأشوري يريدون ان يجدوا حلا يسمح لهم بتسمية لغتنا السريانية باللغة " الأشورية"!

د - لا يريدون الإسم الحقيقي للغتهم الأم و هو اللغة السريانية الآرامية لأن هذه التسمية العلمية تفضح بقية طروحاتهم الكاذبة .

ه - لا يريدون الإعتراف بإسم لغتنا العلمي مخافة ان يبتعد عنهم بعض الضالين من السريان و الكلدان.

و - لقد رفعوا شعارات عديدة منها " لغة واحدة شعب واحد" متوهمين أن إسم لغتنا هو " الأشورية" فرددوا مرارا هذه الشعارات و اليوم حيث يستطيع كل مثقف ان يتابع و يتأكد من صحة الطروحات بواسطة النت : إسم لغتنا العلمي هو السريانية الآرامية !

الخاتمة

إن تطرف الفكر الأشوري في الإدعاء بوجود لغة " أشورية" و محاولات مشبوهة تسمح له ان يطلق التسمية " الأشورية" على اللغة السريانية سوف تلقي الشك في بقية طروحات الفكر الأشوري ! المقالات غير العلمية التي تحاول الدفاع عن " اللغة الأشورية" تدفع القارئ الى الرجوع الى الدراسات الأكاديمية . و بما ان الجامعات العالمية تسمي لغتنا سريانية أرامية فإن القارئ المثقف يفهم ان التطرف الأشوري يركض وراء قضية خاسرة . كلما تطرف المدافعون عن " اللغة الأشورية" تتحول اللغة السريانية الآرامية من عقبة الى مقبرة للفكر الأشوري ! تخاذل بعض معلمي اللغة السريانية في الماضي القريب قد زاد فيكم روح التعصب و التطرف فصرتم تنكرون وجود لغة سريانية و تؤكدون موت اللغة الآرامية. نحن نراهن اليوم إن المؤسسات السريانية الآرامية ستدافع عن إسم لغتنا.

135
الى السيد oshana47 الخيال
هل أنت تفهم الأسلوب الأكاديمي ؟ عفوا ألست أنت من المدعين بوجود
لغة أشورية ؟ ألست أنت الذي علق بدون تفكير حول كتاب كوفمان
 The Akkadian Influences on Aramaic و غيرت عنوان
الكتاب الى " تأثير اللغة الأشورية على الآرامية " ؟
 طالما تدعي بوجود لغة أشورية فأنت لا و لن تفهم أي أسلوب أكاديمي
و تعليقاتك الطويلة هي مضيعة للوقت ...

136

  التسمية السريانية تؤكد هويتنا الآرامية و ليس" قومية سورية "

رد غير مباشر على الفنان المتطفل على التاريخ عامر فتوحي
 وصلني منذ فترة في موقع  عنكاوا  تعليق من الأخ الحترم  ايشو شليمون يذكر فيه " حرفيا " ما كتب هذا السرياني الذي يتنكر لهوية أجداده و هو يتهمني بأنني كنت متأشورا في الماضي و حاليا (قومي ) سوري !

سوف أنشر تعليق الأخ  ايشو شليمون حرفيا و أجيبه على أسئلته ,و سوف أصحح أكاذيب  السيد عامر فتوحي الذي يتفنن في كتابة التاريخ و يبدو انه لا يزال يكتب بشكل عاطفي و ليس أكادمي !

الاخ الاستاذ هنري بدروس كيفا المحترم

شكراً لمحاولاتك الجادة وجهودك المظنية في البحث والاستقصاء الحثيث لمعرفة الحقيقة،

ليس لديَ ما اعلق عليه في مقالتك هذه ولكن لدي سؤالين فقط موجهة لسيادتك من خلال  مقالة للدكتور عامر حنا فتوحي السرياني الكاثوليكي نشرها في القوش .نت بتاريخ 25 /2013/4 تحت عنوان(هل نحن سريان العراق - سوريون ام عراقيون كلدان).حيث يقول الدكتور عامر في احدى فقراتها.

" قبل سنوات اتصل بي اللأخ الدكتور أمير حراق وفاتحني بعد كلام مجاملات وعبارات مدح واطراء عن مدى إطلاعي وعمق معرفتي وبانني كسرياني كاثوليكي سأكون عموداً من اعمدة اللأمة السريانية ، وهنا استفسرت منه عن مفهوم اللأمة السريانية ، فاكتشفت بانه واللأستاذ كيفا ( السوري الانتماء قلباً وقالباً) بعد انقلابه على ( الفكر المتأشور) الذي كان يتبناه لسنين يزمعان تأسيس حزب او تنظيم سرياني ذي طابع قومي ، وهنا شرحت له بكل وضوح وجلاء وبمنتهى الروح الاخوية الفرق بين مفهوم وعناصر القومية وبين المفهوم السرياني ( الديني المحض(... "

ولي هنا سؤالين فقط :

 2-متى تيقنت من ان قوميتك هي سريانية وليست آشورية ؟

 وكيف ؟

من جانبي ارجو المعذرة ان كان في كتابتي نوع من اللأحراج او الأساءة لشخصكم ، ونحن على ابواب عيد الميلاد المجيد، اتمنى لك عيداً سعيداً ، وكل الموفقية في السنة الميلادية الجديدة.

اخوك في المسيح / ايشو شليمون

  الأخ ايشو الموقر أتمنى لك و لكل الغيورين من شعبنا سنة جديدة مباركة و شكرا لك تعليقك و سأجيبك على أسئلتك و لكنني سأصحح ما ذكر السيد فتوحي المغامر في إطلاق طروحات تاريخية مضحكة :

 أ - أن يكون الدكتور أمير حراق قد إتصل بالسيد فتوحي هو أمر عادي و لكن إدعاء السيد فتوحي بأنني و الدكتور حراق بصدد تأسيس حزب أو منظمة فهو أمر غير صحيح .

ب - نحن نناضل من أجل هويتنا السريانية الآرامية من خلال تعمقنا في الأبحاث التاريخية الأكادمية و ليس من خلال أحزاب سياسية !

إن أبحاثي هي تاريخية و ليس سياسية و لذلك لا أجامل أحدا بينما السياسي يجامل الجميع!

ج - لقد تعرفت على الدكتور أمير حراق من خلال الدراسات التاريخية التي نشرها و لم أكن أعرف بأنه سرياني كاثوليكي مثلي . و قد إلتقيت به شخصيا مرتين في باريس خلال مؤتمرات حول الدراسات السريانية.

و بكل تأكيد الحديث لم يكن حول تأسيس حزب سرياني كما يدعي الخيال فتوحي...

د - نحن آراميون قلبا و قالبا و ليس كما يدعي السرياني المزيف عامر فتوحي !

مع إحترامنا لجميع الذين يؤمنون بالفكر القومي السوري فإننا من خلال رابطة الآكادميين الآراميين التي نشأت في السويد منذ أكثر من 23 سنة فقد رفعنا شعار " إعتماد التاريخ الأكاديمي للعودة الى جذورنا الحقيقية "

ه - السيد فتوحي المغامر يدعي بأنني كنت متأشورا ؟

 هذا كلام غير صحيح لأنني عشت في بيئة سريانية و كل من عرفني يعرف بأنني جاهدت و درست التاريخ كي أدافع عن هويتنا السريانية الآرامية !

و - السيد فتوحي يبحث عن الشهرة و لا يتحقق من معلوماته و هو فارغ كالطبل : بعض السريان المتطرفين- دعاة الفكر الأشوري المزيف- نشروا بضعة صفحات من أطروحتي " نكبة السريان الرهاويين " و ذكروا - بدون براهين - بأنني كنت مؤيدا للفكر الأشوري . يبدو أن موهبة الفن عند السيد فتوحي قد أثرت على منهجيته التاريخية فهو يردد الأقاويل بدون أي تحقيق !

و للتذكير فقط إنني قد ذكرت في اطروحتي في المقدمة الصفحة الأولى " أردنا أن نكتب عن الشعب الارامي السرياني الذي فرقته المذاهب المسيحية المتخاصمة". و في الخاتمة صفحة 89 "  تخلي الشعب عن اراميته و الإنتماء الى العقيدة المسيحية . إذ أن آباء الكنيسة القدماء ، اتلفوا كل اثر ارامي بحجة انه وثني. و كان الاسم الارامي يعني الوثني و الاسم " السرياني " يعني " المسيحي ".

137
الى المناضل البطل oshana47
 عفوا نصائحك إحتفظ بها لنفسك : إنني لست مناضلا بطلا مثلك و عليك
أن تفهم بأنني مثل كل غيور سرياني لا أساوم على هوية أجدادي .
 أنت سرياني نسطوري إبتعدت عن هوية أجدادك و تدعي بهوية أشورية
و تتمنى أن نعترف بوجودها ؟ أتخلى عن هوية أجدادي لأجاملك ؟
و لأشجعك في المضي بكتابة تاريخ مزيف لأجدادك ؟
 البطولة الحقيقية اليوم هي إعتماد تاريخ أكاديمي يوحد شعبنا بدون
مجاملات و نضال دون كيشوتي وهمي وراء تسمية أشورية مزيفة !

138
الأخ المحترم جورج ايشو 
عندما تعيش في بيئة و مجتمع سرياني يردد منذ أقل من ١٠٠ سنة بأنه
يتحدر من الشعب الأشوري و بدون أي تحقيق علمي فإنه من الطبيعي
أن نرى إخوة مثلك يؤيدون عشائريا و ليس علميا هذا الطرح الأشوري
المزيف .
 تعليقك " منطق سليم " هو تأييد أعمى لطروحات تاريخية مزيفة !   

139
       "لا تلطخ إسمنا السرياني بطروحاتكم الأشورية المزيفة "
 الأخ الموقر اخيقر يوخنا
 السريان إنخدعوا بفكر أشوري في بداية القرن العشرين من بعض اساتذة
اللغة السريانية إستنادا الى ما ورد في مقدمات القواميس التي طبعت في
نهاية القرن التاسع عشر . أجدادنا لم يدعوا بأنهم سومريين أكاديين أم
أشوريين .
 لست أنا الذي يغرد على كيفه بل أنت و كل الذين يدعون بالتسمية
الأشورية المزيفة : تنقلون من هنا و هناك ما يعجبكم متوهمين إن عرضكم لتلك النصوص المنقولة هي الحقيقة ؟
 أمر مخجل جدا أن تدعي أن الإمبراطور ليو هو من أسرة سريانية
أشورية : نحن لا نقبل بهذا الطرح و لسنا بحاجة الى تاريخ مسيس مزيف
لنبرهن عن تواجدنا ...
أنظر ما كتبت :
" ان التاريخ يقول ان الاسرة الايسورية التي حكم قسم من اببناءها كاباطرة مثل ليو الثالث هم من اصل سوري او اشوري
وليس هناك شعب اسمه ايصوري بل اسرة اباطرة باسم الايسورية وهي ترجمة خاطءة "
 حتى - لو فرضنا - أن هناك مؤرخ قد ذكر أن الأسرة الإيسورية أو
الإيصورية هي سريانية أم أشورية فمن واجبنا أن نتحقق ! و الشعب
الإيصوري لم يكن شرقيا و لم يكن يتكلم اللغة السريانية !
 أخيرا تطلب أن أطلع على " ارجو ان تقرا كتاب دليلك الى قراءة تاريخ الكنيسة المجلد الاول حيث جاء في صفحة ١٢٧ ما يلي
وغنى عن القول ان اسم السريان لا يمكن ان يرتقى الى اكثر من القرن الخامس قبل الميلاد "
 عفوا لقد أمضيت سنوات طويلة في البحث حول هويتنا في مصادر
أجدادنا و أنت تعتقد بأنني لا اعرف خفايا و مدلولات التسمية السريانية ؟

140
السيد المحترم آشور بيث شليمون
 الصبيانية هي ما تكتبه أنت حول أوهامك الأشورية المزيفة : أنت سرياني مدعي بهوية أشورية منقرضة و إنني لا أتعدى على " الامة
 الأشورية " .
للأسف لا تملك أية شجاعة أدبية كي تتحقق في مصادر أجدادك و لكنك
تردد كالببغاء أن الشاعر الفلاني قد ذكر بأنه أشوري و ترفض أن ترى
بقية المصادر السريانية الشرقية .
 أنت متطفل على علم التأريخ و لذلك لا تستطيع أن تنشر أبحاث علمية
لها وزن و تأثير : ليس مهما عدد القراء الذين إطلعوا على مقالة لك فالمهم هو إن كتبتها بنزاهة و موضوعية و أمر شبه مستحيل لأنك سرياني يتنكر لهوية أجداده و يردد طروحات مزيفة .
 نحن لسنا بحاجة لنصائح صبيانية من متطفل على التاريخ .

 

141
 

" هل ذكر العلماء السريان الشعب الأشوري ضمن الشعوب المعاصرة؟"

هنري بدروس كيفا

بعض السريان إنخدعوا في شبابهم بالفكر الأشوري و ناضلوا من أجله متوهمين إنه فكر قومي يحافظ على هوية أجدادهم .

من المؤسف أن هؤلاء السريان المنادين بالهوية الأشورية - بكامل وعيهم – يناضلون ضد هوية أجدادهم :

* الشعب الأشوري قد انقرض منذ أكثر من ٢٥٠٠ سنة .

* جميع السريان يتحدرون من الآراميين : جميع علمائهم من سريان نساطرة مشارقة مثل مار سليمان مطران الفراة و ميشان في القرن الثالث عشر الذي ذكر في كتاب النحلة :

" ܡܛܠ ܕܠܝܬ ܗܘܐ ܠܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘ ܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "

أي " لم يكن للآراميين أي السريان " و نرى أن العالم السرياني الغربي يعقوب الرهاوي في بداية القرن الثامن قد أكد " ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ " أي " و هكذا

 عندنا نحن الآراميون أي السريان "...


هنالك عشرات البراهين التي تثبت ترادف التسميتين السريانية و الآرامية. الشيئ الذي صدمني هو عناد هؤلاء السريان الذين يدعون بالغيرة القومية و يمضون طوال حياتهم في العمل ضد

 هوية أجدادهم و ضد إخوتهم خاصة في هذه الأيام الصعبة !


أتمنى من كل سرياني مخاص لهوية أجداده خاصة للذين يجيدون اللغة السريانية :

هنالك عدد كبير من المصادر السريانية التي تتكلم عن الشعوب المعاصرة لشعبنا السرياني و مناطقهم الجغرافية و جميع هذه المصادر لا تذكر الشعب الأشوري لأن - بكل بساطة - لم

 يكن يوجد أي شعب أشوري في التاريخ الوسيط فليس المصادر السريانية وحدها لم تذكر الأشوريين و لكن المصار العربية هي أيضا لم تذكرهم ...


ما ذنب السريان اليوم إذا أخطأ بعض السريان في بداية القرن العشرين و ادعوا عن جهل بأننا أشوريين ؟

 أليس من المطلوب من شعبنا المتطور أن يصحح من تلك المفاهيم التاريخية الخاطئة ؟


بعض السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة يحاولون السطو على التسمية السريانية للأسباب التالية :


* لم يعد يوجد أي ذكر للأشوريين كشعب معاصر !


* يدعي هؤلاء السريان المتطرفون أن التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الأشورية بحجة أن التسمية السريانية مشتقة من أسورستان التسمية التي أطلقها الفرس على شرقنا ...


* يدعون - بدون خجل - أن إسمنا السرياني ܣܘܪ̈ܝܝܐ أصله أسوري أي بزيادة الألف ܐܣܘܪ̈ܝܝܐ !

 و هم يدعون تارة أنه من قواعد اللغة السريانية أن تكتب الألف و لا تلفظ ؟ و طورا أن المصادر السريانية قد حفظت لنا تسمية ܐܣܘܪ̈ܝܝܐ بمعنى الشعب الأشوري !


لقد ذكرت مرارا أن إنتشار تاريخنا العلمي سيفضح تطرف هؤلاء السريان الذين قسموا شعبنا من أجل مصالحهم السياسية و أنه سيوحد شعبنا عاجلا أم أجلا . هذا نص سرياني مشهور

 من تاريخ سرياني منشور يعدد الشعوب المعاصرة للسريان و مناطقهم الجغرافية :


نرى في السطر الأول و في بداية السطر إسمنا السرياني ܣܘܪ̈ܝܝܐ و طبعا لا يوجد أي ذكر للشعب الأشوري و الأكادي و الحثي و الكنعاني لأنها شعوب قد زالت من التاريخ منذ مئات

السنين !


ملاحظة مهمة في السطر الثالث نرى في آخر السطر تسمية ܐܣܘܪ̈ܝܐ  طبعا هذه التسمية لا تشير الى الشعب الأشوري و لكن الى الشعب الإيصوري الذي كان ساكنا في غرب كيليكيا !

و كان الإمبراطور زينون البيزنطي ٤٧٤- ٤٧٥ و ٤٧٦- ٤٩١ م ... أحد السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة إدعى أن ملكا أشوريا قد حكم إمبراطورية بيزنطيا لأنه توهم أن

 اسم ܐܣܘܪ̈ܝܐ يدل على أجداده الأشوريين !

أتمنى من كل سرياني مخلص ألا يجامل هؤلاء السرياني المدعين بالغيرة و الهوية الأشورية المنقرضة ! المجاملات تشجع تطرفهم و إنقسامات شعبنا السرياني الآرامي العريق !
http://archive.org/stream/ChronicaMinoraIi/BrooksChronicaMinoraIi#page/n19/mode/1up

142
الأخ المحترم آشور كيواركيس
أنت سرياني آرامي مثل أجدادك و مدعي بهوية أشورية مزيفة !
ليس لي أحلام عصفورية و لكن حقائق تاريخية تفضح طروحاتكم المزيفة!
عندما تكون مستعدا أن تنظر الى تاريخ أجدادك السريان بموضوعية
تفضل و ناقش حتى تتعرف لما السرياني النسطوري هو مدعي بهوية
أشورية مزيفة .
  القط لن يصبح نمرا و السرياني النسطوري لن يصبح أشوريا لمجرد
أنه يتوهم و يتخيل و يحلم ...

143

" مهارة الأكراد في معاملة الأحزاب السريانية المدعية بالهوية الأشورية "
هنري بدروس كيفا
كثيرون ينتقدون الأكراد لتبنيهم لطروحات تاريخية سياسية تدعي بأنهم
من سكان الشرق القديمين تارة أحفاد الميديين و طورا أحفاد الكاشيين !
التسمية الأشورية باللغة الأكادية للشعب الكاشي les Cassites هي
" كردونياش " ! فبعض المفكرين الأكراد يدعون بجذور كاشية فقط
لتشابه اللفظ !
إنني لا أتعجب لما الأكراد لا يردون على السريان النساطرة بأن لا
علاقة لهم و لا حقوق تاريخية لها علاقة بالشعب الأشوري القديم .
لقد ذكر مكيافيلي في كتابه " الأمير " : في السياسة لا يوجد صديق
دائم أو عدو دائم و لكن مصلحة دائمة ...
لا شك أن كل مثقف يعرف أن جميع مسيحيي العراق ينتمون الى السريان
الآراميين , لأن جميع العلماء السريان النساطرة قد إفتخروا بجذورهم السريانية الآرامية . للأسف أحفاد هؤلاء السريان النساطرة " صاروا "
يتوهمون بأنهم أحفاد الأشوريين و - المخجل المضحك - بأنهم لا
يزالون يتكلمون " اللغة الأشورية " لغة الأجداد ! إنهم يشبهون قطا
أو هرا يتمنى أن يكون نمرا كبيرا !
بالفعل هنالك مهارة سياسية كردية في معاملتها مع الأحزاب التي تدعي
الهوية الأشورية فهي تتركهم يتوهمون بأنهم أحفاد الأشوريين بسبب
حاجتها الى أحزاب مسيحية مؤيدة لها و لكنها في النهاية و بعد تحقييق
أهدافهم سيوقفون تلك الأحزاب الشوفينية و يرفضون طروحاتهم الأشورية
الكاذبة قائلين لهم : أجدادك سريان و ليس أشوريين !
لقد سمعت محادثة في البالتوك بين باحث مدعي بالأشورية و بين
أحد الأكراد :
الباحث المتأشور : نحن قوة عظيمة نمثل أكثر من ٨٠٠ ألف صوت
أشوري و لنا حقوق يجب أن تحترموها !
الكردي : نحن لسنا بحاجة لأصواتكم فكل ما تحت الأرض هو لكم
و لكن ما هو على سطح الأرض هو لنا .
للأسف السريان النساطرة لم يتعلموا الدرس و لا يزالون يدعون بأنهم
أشوريين مثل القط الذي يتخيل بأنه نمر مفترس !
مهارة الأكراد السياسية هي فائقة جدا فهي تعامل اليوم السريان النساطرة
على حسب إدعائتهم بأنهم أشوريين و لكنها تعرف جيدا بأن بإستطاعتهم
- عند الحاجة - معاملتهم بأنهم سريان و لا علاقة لهم بالشعب الأشوري
المنقرض منذ أكثر من ٢٥٠٠ سنة !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=674909899291011&set=a.388027221312615.1073741883.100003160225589&type=1&theater

144
هل التسمية السريانية هي دينية أم قومية تاريخية؟

هنري بدروس كيفا

رد مباشر على مقابلة غير منشورة مع المطران المختطف يوحنا ابراهيم .

 . من الممكن الإطلاع عليها من خلال هذا الرابط

https://www.youtube.com/watch?v=wu5-FhyYLoQ#t=31

 


لقد تمنى علي بعض الإخوة التعليق و إيضاح ما ورد في هذه المقابلة مع سيادة المطران الموقر يوحنا ابراهيم و قد رفضت لأنه لا يزال مخطوفا و قد ذكر لي بعض الإخوة أن هنالك فروقات عديدة بين ما أنشره و بين ما ورد في هذه المقابلة .

هذه المقابلة هي مهمة جدا خاصة في نهايتها حيث أكد سيادته بأننا لسنا بحاجة الى " حماية الغرب المسيحي ". وهو ينتقد بطريقة غير مباشرة محبة الغرب المزعومة لأنها من أحد أهم أسباب إضطهاد بعض الحركات الإسلامية المتطرفة للمسيحيين المشارقة. قبل نشر تعليقي , إنني أشارك كل السريان الطيبين الذين يعملون في الخفية أو العلن لفك أسر المطرانين المخطوفين .


أولا - ضياع الهوية السريانية

أ- سيادة المطران يردد بأسى في نهاية المقابلة عن ضياع السريان حول ما يصيبهم اليوم من مأسي و لكنه من المؤسف إنه لا يزال يردد بعض المفاهيم الخاطئة حول إنتشار التسمية السريانية بين الآراميين. فهو يؤكد أن الآراميين عندما دخلوا الكنيسة السريانية أصبحوا سريانا و يذكر أيضا أن التسمية السريانية هي دينية و ليس قومية .

ب - يؤكد سيادته أن سكان سوريا كانوا آراميين بنسبة 80 بالمئة و طبعا هذه هي حقيقية تاريخية لأن الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في كل مناطق سوريا لفترة زمنية طويلة ( أكثر من 2500 سنة ).و لكن المشكلة هي أن سيادته لم يذكر أن الآراميين في كل شرقنا الحبيب كانوا يشكلون أكثرية سكانية ساحقة .

ج - سيادة المطران لا يزال يؤمن بنظرية كاترومير QUATRMERE و هو باحث فرنسي كتب عن الأنباط سنة 1835 و ذكر أن الآراميين قد تخلوا عن إسمهم الآرامي عندما دخلوا الديانة المسيحية و صاروا يعرفون بالسريان . هذه النظرية هي غير علمية:

.السريان لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي *

*غير صحيح أن الآراميين قد عرفوا بالسريان بعد دخولهم الديانة المسيحية : فالتسمية السريانية قد أصبحت مرادفة للتسمية الآرامية منذ القرن الثالث قبل الميلاد و هذا واضح جدا في الترجمة السبعينية حيث تترجم تسمية الآراميين بإسم السريان .

د - مشكلتنا هي أن بعض علماء اللغة في نهاية القرن التاسع عشر قد نقلوا نظرية كاترومير بدون أي تحقيق و ذكروها في مقدمات قواميسهم مثل المطارنة إقليمس داوود و أوجين منا و توما أودو. نحن لا نلوم السرياني إذا صدق هذه النظرية لأنه وجدها في مقدمات هذه القواميس , و لكننا نلوم كل سرياني "يستغل" هذه النظرية ليدعي أن بعض الشعوب القديمة المنقرضة قد تخلت عن تسميتها القديمة عندما دخلت الديانة المسيحية...

ه - من المؤسف أن سيادة المطران إبراهيم يردد هذه النظرية غير العلمية كما فعل عدد كبير من المطارنة قبله . و قد إنتقدت المطران إسحق ساكا - رحمه الله - لأنه كان قد كتب أن التسمية السريانية لا تشير الى قومية محددة وذلك في دراستي حول مقدمة المطران أوجين منا .

ثانيا - نقد لبعض الأخطاء التاريخية المهمة

أ - بيت عربايا لقد ذكر المطران ابراهيم في هذه المقابلة أن سكان منطقة بيت عربايا هم العرب منذ القرن الثالث و قد أصبحوا " سريانا " بعد دخولهم الديانة المسيحية . أمر مؤسف جدا أن يردد أحد رجال الدين السريان أن بيت عربايا هي منطقة عربية:


*بيت عربايا في اللغة السريانية لا تعني العرب و لكن البادية و قد إستخدم أجدادنا عدة تسميات ليدلوا بها على العرب مثل" أبناء طي "و" أبناء هاجر" و لم يستخدموا تسمية " عربيايا / عربيو " إلا في القرن الثامن و بعده .


*إن مدينة نصيبين الآرامية كانت عاصمة بيت عربايا و هي مدينة مار افرام أهم قديس في الكنائس السريانية : فهل القديس افرام هو من جذور عربية ؟ و هل نصدق نظريات خاطئة يرددها بعض رجال الدين أم نصدق تاريخنا الأكاديمي؟


*كل سرياني مثقف يعرف أن مار افرام كان يسمي جميع السريان بالآراميين و هذا واضح من نصه :


".. ܟܰܕ ܡܶܬܪܓܶܫ ܒܪܶܥܝܳܢܳܐ ܓܽܘܚܟܳܐ ܕܶܝܢ ܥܒܰܕ ܢܰܦܫܶܗ ܒܶܝܬ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܘ ܝܰܘܢܳܝܶܐ ܦܝܠܘܣܦܐ ܕܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ " أي أن أفكار ( برديصان ) قد أثارت السخرية ( الضحك ) بين الآراميين و اليونان ...

ب - الحج الى طورعبدين ؟

يتكلم سيادة المطران عن طورعبدين كأنها وطن السريان المقدس و إن كان صحيحا أن أغلب السريان الذين يعيشون في سوريا و لبنان قد قدموا من طورعبدين فهذا يجب ألا يدفعنا الى تجاهل بقية السريان في الشرق إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق ... فالسريان هم أحفاد الآراميين و ليسوا أحفاد شعوب منقرضة غير معروفة و هويتهم السريانية القومية تؤكد أن كل الشرق هو وطنهم المقدس و ليس فقط طورعبدين !

ج - من خطط لحرب الإبادة ؟

السنة القادمة ستكون الذكرى المئوية الأولى لحرب الإبادة التي تعرض لها أجدادنا الأبرياء !

شيئ جميل من سيادته أن يذكر المشاهدين أن شعبنا السرياني الآرامي قد تعرض لهذه الحرب المجرمة و لكنه يذكر" يردد البعض أن الألمان هم الذين خططوا لحرب الإبادة و أن بعض الشعوب في المنطقة قد قاموا بتنفيذها و لن أذكر أسمائهم هنا ..."


* كل العالم يعرف أن الحكومة العثمانية هي التي خططت لحرب الإبادة ضد الأرمن و فيما بعد ضد السريان ...


* هل هي مهارة سياسية بإتهام الألمان بتخطيط حرب الإبادة أم هو تهرب من ذكر الحقائق كما هي ؟


* هل كل مسؤول سرياني يحق له أن يفسر " الأحداث التاريخية "حسب مصالحه الشخصية أو مصالح الشعب السرياني كما يتحججون؟


ه - الآراميون المسلمون قرب معلولا؟


لقد ذكر سيادة المطران في بداية المقابلة أن الآراميين الذين دخلوا الديانة المسيحية صار إسمهم سريانا و لذلك نرى أن بعض القرى قرب معلولا قد بقيت آرامية لأنها ظلت مسلمة!
هذه النظرية غير صحيحة كما شرحتها مرارا.


* قرى جبعدين و بخعة كانت مسيحية مثل معلولا و قد دخلت الإسلام في التاريخ الحديث و لا تزال الكنائس موجودة (فارغة) فيها.


* سكان معلولا و بخعة و جبعدين هم سريان أصيلون يتحدرون من الآراميين و هويتهم هي سريانية آرامية!


ليس فقط المسيحيون هم سريان !

الخاتمة

أرجو من القارئ أن يسمع هذه المقابلة ثم يتأكد من النقاط التي أنتقدها. لا شيئ يستطيع ان يمنع الباحث الأكاديمي من النقد البناء و من واجب كل باحث سرياني أن يصحح كل معلومات تاريخية خاطئة مهما كان الإنسان الذي يرددها :


أ - أكن كل الإحترام الى رجال الدين السريان و لكن إحترامي لهم يجب ألا يمنعني أن أصحح إذا كان يوجد أخطاء تاريخية .


ب - إعتماد التارخ الأكاديمي هو هدفنا و هو الذي يسمح لنا إنتقاد بعض رجال الدين المتهورين الذين يدعون بوجود مسيحيين عرب !

يجب تصحيح ما ذكره المطران ابراهيم : سكان بيت عربايا كانوا آراميين و ليسوا عربا !

نحن لا نستطيع أن نتجاهل ما ذكره هذا المطران لأننا نحبه و ننتقد بقية رجال الدين الناكرين لجذورهم السريانية لأنهم هم أيضا يدعون بوجود عرب في نصيبين و بيت عربايا !

ب - ليت القارئ يستفيد و يتعلم : ترديد الأخطاء في بعض الأحيان في مواضيع تاريخية يعرضنا الى نقد الآخرين ... ليس كل ما يردده المطارنة اليوم هو حقيقة تاريخية. الآراميون لم يصبحوا سريانا بمجرد قبولهم الديانة المسيحية كما ردد سيادة المطران ابراهيم !

أغلب العلماء السريان قد حافظوا على إسمهم الآرامي الذي يدل على هوية آرامية واضحة و سأكتفي بذكر نص سرياني لإبن العبري يقول فيه "ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ"
”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“.

ج - للأسف إن مفهوم سيادة المطران ابراهيم يفقد التسمية السريانية من مدلولاتها القومية و التاريخية الحقيقية . نتمنى أن يعود الى كنيسته و أبناء رعيته كي يساعدنا في نشر تاريخ أكاديمي يسمح لنا الحفاظ على هوية أجدادنا التاريخية

145
       من هم السريان في الماضي و الحاضر و المستقبل ؟
الأخ الموقر عبدالاحد قلو
 إنني أنتمي الى عائلة سريانية كاثوليكية و كان جميع إخوتي يهتمون
بهويتهم ( مواطنية ) اللبنانية و ليس السريانية . لقد تخصصت في
التاريخ السرياني و إكتشفت أن جميع المسيحيين في الشرق ينتمون
الى الشعب السرياني الآرامي. للأسف كثيرون يخلطون بين الإنتماء
الطائفي الكنسي و بين هويتهم التاريخية : أنظر الى تعليق الأخ إيشو
شليمون ...
  الأخ عبد الأحد بكل بساطة إنني أنطلق من المصادر التاريخية ولا
شك إنك تعلم أن أكثر العلماء الكلدان يؤكدون إنتمائهم السرياني الآرامي.
نحن نتعرض اليوم لعمليات إقتلاع من آراضينا التاريخية و محاولات
مستمرة لطمس هويتنا التاريخية . وأنت تعرف أكثر مني كيف تحولت
مواقعنا الى ساحة نضال حول التسمية و الهوية و في أغلب الأحيان
من إخوة لنا لم يتحققوا حول تلك المواضيع .
   نعم السرياني الأصيل لا يستطيع أن يختار " هوية تاريخية " لأجداده!
و هذا الموضوع موجه بالدرجة الأولى الى شباب سريان من الأردن
يريدون معرفة هويتهم التاريخية-كتبت هذا الموضوع لهم - البطولة
هي أن تتعرف و تدافع عن هوية أجدادك السريانية الحقيقة !
  أتمنى من جميع الغيورين أن يعتمدوا على التاريخ الأكاديمي الذي
هو العامل الرئيسي لوحدتنا ...
  أخيرا  جوابا لسؤالك : معرفتنا تتطور و تتبدل و لكن هويتنا التاريخية
لا تتبدل ... لقد كنت أتوهم بأنني لبناني مثل الآخرين و لكنني عرفت
من خلال أبحاثي بأنني مواطن لبناني و لكن هويتي التاريخية كانت
و ستبقى سريانية آرامية ...
 

146
أولا - ماذا فعلت أيها السرياني عندما كان عمرك عشرين سنة ؟

برنامج شهير كان يعرض في فرنسا لمعرفة ماذا كان يفكر بعض الأدباء و المفكرين في مطلع شبابهم ؟

 كانت أعمار المشاركين في البرنامج تتراوح بين 55 و 80 سن و قد إشتهروا في ميادين عديدة ثقافية و سياسية و فنية : و الشيئ المنطقي هو أنهم كانوا ناس عاديين في مطلع شبابهم و طبعا لم يكونوا مشهورين ...الشيئ الممتع في هذا البرنامج هو أن الضيف يفتح قلبه و يخبر عن طموحاته و أعماله التي أوصلته الى الشهرة .

أتمنى من كل سرياني غيور أن يفكر للحظات قليلة في ما كان يفكر و يعمل عندما كان في سن العشرين ؟

 هل كانت قضيتنا السريانية هي هاجسه الأول أم كان مثل بقية الشباب يتمتع بالحياة ؟

أتمنى من الشاب السرياني أن يفكر قليلا : هل سيندم بعد 40 سنة على أشياء لم يقم بها عندما كان شابا ؟

هل يعلم أنه عاجلا أم أجلا سيحمل شعلة الدفاع عن هوية أجداده مثل بقية شباب العالم !

ثانيا - من هو نابليون بونابرت ؟

أ- لا شك هو أشهر قائد عسكري عرفه التاريخ !

ولد في أجاكسيو سنة1769 أي بعد سنتين من دمج جزيرة كورسيكا في مملكة فرنسا!

و هذا يعني أنه من أصل إيطالي و ليس فرنسي !

الفرنسيون لا يعلقون أهمية كبيرة لهذه النقطة :

 لأنهم ضموا مناطق إيطالية عديدة الى مملكتهم بعكس الألمان . دخل نابليون الى المدرسة الحربية و كان يتكلم اللغة الفرنسية بلكنة إيطالية و ستكون مرتبته 42 من أصل 58 متخرج!

أي أنه لم يكن من بين الأوائل في صباه !

و لكنه سيطالع مذكرات و كتب أشهر القادة :

الإسكندر المقدوني و هنيبعل و يوليوس قيصر !

عرف نابليون كيف يستفيد من الظروف السياسية في فرنسا و إستطاع من خلال إنتصاراته العسكرية أن يصبح إمبراطورا يحكم نضف أوروبا!

ب - التلميذ فاق أساتذته  لقد إنتصر نابليون على حوالي 200 معركة أي أكثر من الإسكندر و هنيبعل و قيصر مجموعين معا !

و في حملته على إيطاليا سنة1796 إنتصر في معركة Lodi قرب مدينة ميلان و عرف نابليون أنه يستطيع أن يلعب دورا كبيرا في فرنسا !

ج - بعد إنتصاراته في إيطاليا و مصر سيصبح قنصلا ثم يعلن نفسه سنة 1804 إمبراطورا على فرنسا . و قد ضمت إمبراطوريته سنة 1810حوالي 130 مقاطعة و سكانها 44 مليون نسمة !

 و قد ذكر نابليون أن أمنيته هي أن يجمع و يوحد الشعوب في أمة واحدة بعد أن مزقتها و قسمتها الحروب في أوروبا !

د - إنتشار الفكر القومي في أرووبا في الماضي كانت عدة شعوب مختلفة تشكل مملكة واحدة بسبب الحروب أو المصاهرات بين ملوك أوروبا . و لكن بعد نشوء الثورة الفرنسية و توسعات نابليون إنتشر الشعور و الإنتماء القومي في أوروبا .

لم يعد الشعب ينتمي الى أسرة مالكة و لكن الى هوية تاريخية تجمع هذا الشعب !

 *المفهوم الألماني للقومية : الألماني هو كل طفل يولد ألمانيا ( أي عندما يكون الوالد ألمانيا فالولد هو ألماني (

 *المفهوم الفرنسي : ليس مهما أن يكون الوالد فرنسيا و لكن المهم هو الأرض التي ولد عليها الطفل : فكل طفل يولد في أرض فرنسية هو فرنسي !

 و هكذا نابليون الكورسيكي الإيطالي يصبح فرنسيا !

ثالثا - ما هو المطلوب من الشاب و الشابة السريانية اليوم؟

أ- إن مفهومنا للهوية السريانية لهو بسيط جدا و هو منطقي و يشبه كثيرا المفهوم الألماني :

السرياني هو من كان والده سريانيا و يتحدر من الشعب السرياني الآرامي العظيم . و كما يقول الدكتور أسعد صوما " نحن جميعا سريان بالولادة " و من يولد سريانيا لا يستطيع أن يدعي بجذور غير سريانية آرامية .

ب - الى المتطفلين على علم التاريخ : السريان هم آراميون لأن علمائهم قد ذكروا و افتخروا بإسمهم و هويتهم الآرامية . لقد صعد الإنسان الى القمر و التسمية السريانية لم تعد لغزا :

 راجع " " الهوية السريانية ليست قفلا مفتاحه مفقود !"

ج - من النادر أن نرى شخصية فذة مثل نابليون بونابرت و لا يحق لأحد أن يطلب من الشاب السرياني أن " ينجح " مثل نابليون !

 و لكن أمنيتي الى كل غيور سرياني لم يفعل شيئا بعد من أجل أمته التاريخية!

أنظروا الى نابليون عندما تخرج من المدرسة الحربية فهو لم يكن من المتفوقين !

د - لا شك أن بعض الشباب و بعض الشابات السريان سيتفوقون في أعمالهم و ربما سيحصلون على شهرة عالمية :

المطلوب منهم ألا ينسوا أنهم ولدوا سريانا و انهم ينتمون الى شعب عريق عمره أكثر من3200 سنة !

ه - نابليون العظيم نسى جذوره الكورسيكية الإيطالية من أجل تحقيق طموحاته الشخصية ! أتمنى من كل سرياني ألا يتجاهل هوية أجداده من أجل مناصب أو منافع شخصية ! فالهوية السريانية لا تتبدل ولا تلون و لا تفسر حسب الظروف و الأهواء !

الخاتمة

ليس المطلوب من الشاب السرياني أن يقوم بمعجزات خارقة و لكن كل ما هو مطلوب منه اليوم و غدا هو أن يكون أمينا و مدافعا عن هوية أجداده !

 

147
سوريا و عودة أكاذيب العروبي الدكتور أحمد داوود

هنري بدروس كيفا

لقد لعبت سوريا في تاريخها القديم دورا كبيرا في تطوير الحضارة و لكن على أبنائها ألا يشوهوا تاريخ سوريا و مدنها العريقة .

الدكتور في الإعلام المشوه لسوريا أحمد داوود يدعي أن مدينة اللاذقية هي أحد ألقاب الإلهة عشتار و يكتب حرفيا :

"والكلمة جاءت من (إيلا: مؤنث إيل وتعني الربة ) و (دقيا مؤنث دوق)وقد جاءت في القاموس السرياني من الفعل دق – دوقا, دوقوتا: نظر, راقب, رصد, رعى النجوم, تأمل, هجم, باغت, فاجأ.

دوق = إمام , مقدام, رئيس, نبي, أسقف, شرف, عين, برج, مرصد...ومن الكلمة العربية القديمة جاء اللقب "دوق" في أوروبا وفي انكلترا خاصةً .

وقد دعيت باسم "الربة الحارسة" (إيلادقيا) أيضاً مدينة الأوديسا على ساحل البحر الأسود وكل "أوديسا" أخرى, إذ ان"

نحن حبات القمح...نحن الذاكرة...ولن ننسى "

أ - أسماء مدن و مناطق و قرى عديدة في سوريا هي آرامية لأن الآراميين و أحفادهم السريان هم سكان سوريا سوريا الأصيلين .

ب - إسم اللاذقية ليس سريانيا و ليس له أي معنى في اللغة السريانية.

ج - إسم اللاذقية هو يوناني : كل باحث أمين في التاريخ يعرف أن الملك سلوقس قد أطلق اسم أمه و إبنته Laodicea (Greek: Λαοδίκεια ἡ Πάραλος) على خمس مدن و من ضمنها مدينة اللاذقية !

د - كلمة دوق ليست سريانية و لا تعني " إمام , مقدام, رئيس, نبي, أسقف, شرف, عين, برج," كما تردد و بكل تأكيد لقب  Duc في أوروبا ليس من أصل عربي كما تدعي لأنه كان متواجدا قبل اللغة العربية !

ه -مدينة أوديسا Odessa على البحر الأسود ليس لها أية علاقة مع إسم Laodicea اليوناني و تفسيراتك الخاطئة تفضح مدى تلاعبكم في تفسيرات تاريخية خاطئة .

ز - هنالك علماء كثيرون يرددون أن مدينة Marseille كانت فينيقية لأن بعض المصادر اليونانية قد ذكرت تواجدهم و تأسيسهم لهذه المدينة ,أما أن يقال أن مدينة Venise هي فينيقية لأن حرف " القاف والكاف قبل الياء كانت تتحول في اللاتينية إلى c أو tc مثل "فينيقيا" صارت فينيسيا, وهي إحدى المدن الرئيسية التي بناها الفينيقيون في إيطاليا..." حسب تفسيرات الأستاذ أحمد داوود فهذه نظرية خاطئة جدا لأن إسم مدينة Venise هو لاتيني و قد بنيت هذه المدينة في القرن السادس الميلادي و ليس لها أية علاقة مع الفينيقيين !

ح - لا أعرف من وضع هذا العنوان " نحن حبات القمح...نحن الذاكرة...ولن ننسى " الرنان : فمن يعتبر نفسه حبة قمح و ذاكرة تاريخية لا تنسى عليه أن يكون صادقا مع القارئ و لا ينشر مفاهيمه العروبية المزيفة لتاريخ سوريا القديم !

الخاتمة

أرجو ألا ينخدع القارئ بفكر الأستاذ أحمد داوود فهو يدعي أن اللاذقية هي سريانية فينيقية لأنه يتوهم أن الآراميين و الفينيقيين ينتمون الى العرب !

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=460061364031982&set=a.247106585327462.57899.163606280344160&type=1&theater

أصل التسمية�

 لقد سميت هذه المدينة السورية باسم (إيلادقيا) وهو أحد ألقاب الربة السورية عشتار ويعني في السريانية " الربة الحارسة أو الحامية " .

والكلمة جاءت من (إيلا: مؤنث إيل وتعني الربة ) و (دقيا مؤنث دوق)وقد جاءت في القاموس السرياني من الفعل دق – دوقا, دوقوتا: نظر, راقب, رصد, رعى النجوم, تأمل, هجم, باغت, فاجأ.

دوق = إمام , مقدام, رئيس, نبي, أسقف, شرف, عين, برج, مرصد...ومن الكلمة العربية القديمة جاء اللقب "دوق" في أوروبا وفي انكلترا خاصةً .

وقد دعيت باسم "الربة الحارسة" (إيلادقيا) أيضاً مدينة الأوديسا على ساحل البحر الأسود وكل "أوديسا" أخرى, إذ ان القاف والكاف قبل الياء كانت تتحول في اللاتينية إلى c أو tc مثل "فينيقيا" صارت فينيسيا, وهي إحدى المدن الرئيسية التي بناها الفينيقيون في إيطاليا...

نحن حبات القمح...نحن الذاكرة...ولن ننسى

هنري بدروس كيفا

 

148
شلومو و حوبو دكتور أسعد صوما الموقر
 لقد لعب أجدادنا السريان دورا كبير في تطوير العلوم و الفلسفة اليونانية
و لم يكونوا مجرد " نقلة و مترجمين " للعرب في العهد العباسي .
 سؤالي هو هل عنوان الكتاب " ܣܘܕ ܣܘܦܝܐ " حيث وردت لفظة
ܣܘܦܝܐ اليونانية مع أن لنا لفظة سريانية بنفس المعنى : هل العنوان
يشير الى أن السريان هم مجرد نقلة و مترجمين ؟
  السؤال الثاني هل طبع هذا الكتاب سابقا و ترجم ؟
شكرا لك على مشروعك في نشر عدة كتب و دراسات حول الفلسفة عند
أجدادنا السريان .
 هنري بدروس كيفا

149
الأخ المحترم bahra64
 إنني لا أريد أن أتسرع و سأنتظر تعليق الأخ مهدي كاكة يي المحترم ;
لا يوجد اي إحتمال أن يكون الشعب الكوردي متحدرا من السومريين .
إن مجرد أن نقول هنالك إحتمال بنسبة واحد بالمائة سيوهم القارئ
أنه يوجد علاقة بين السومريين و الكورد ! و طبعا أنت لا تقصد ذلك
لذلك أحببت التعليق للتوضيح ...

150
الأخت الموقرة Sound of Soul
  شكرا لتعليقك و أرجو أن تتقبلي بعض ملاحظاتي :
أ - أن المؤرخ موسيس  الخوريني قد عاش في القرن الخامس الميلادي
و تاريخه مليئ بالحكايات الأسطورية . و لا شك إنك تعلمين أن حكاية
هايك هي أسطورية لا نستطيع أن نقبلها كمصدر تاريخي...
ب - أن تكون تسمية " هاي " قد أتت من " هايك " الأسطوري هو أمر
ممكن لأنك تعلمين أن الشعب الأرمني قد بدأ في إستخدام الكتابة
بخط أرمني في بداية القرن الرابع الميلادي مع القديس مسروب .
ج - لقد ذكرت في تعليقك " أن هذه الاسطورة الجميلة تحكي عن عراقية الشعب الارمني ". إنني لا أوافقك لأن الشعب الأرمني لم يكن ضمن
سكان العراق القديم : و لا يحق لنا أن نستند على الأساطير لنؤكد
بتواجد الشعب الأرمني الشقيق في العراق أو أي بلد آخر !
د - تسمية بلاد ما بين النهرين mesopotamia هي قديمة جدا
و قد وردت في عدة لغات قديمة و كانت تطلق على منطقة الجزيرة
السورية التي وردت في أسفار التوراة " آرام نهرين " و هي كانت تطلق
على منطقة الفرات و رافده الخابور ! لقد تحولت تسمية  mesopotamia الى مصطلح حديث في بداية القرن العشرين ليقصد
به المنطقة الواقعة بين نهري دجلة و الفرات !
ه - الشعب الأرمني القديم لم يكن لا تاريخيا و لا جغرافيا من ضمن
العراق القديم .
و - إن أقدم ذكر للتسمية الأرمنية هو في القرن الخامس قبل الميلاد.
أما ما كتبت في نهاية تعليقك " عُرفت أرمينيا في مدونات الملك سركون الأكدي وحفيده نرام سين (الألف الثالث ق.م) باسم أرماني-أرمانم."
فهذه المدونات تتكلم عن الآراميين و ليس الأرمن ! و حسب معرفتي
لا يوجد أي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم قد كتب أن سرجون
الأكادي يذكر أرمينيا !

151
        هل كان الكورد متواجدين في تاريخ الشرق القديم ؟
الأستاذ مهدي كاكه يي المحترم
  شكرا لك على هذه المقالات التاريخية و لكن نقد الأخ طلعت هو صحيح
أ - لقد إنقرض الشعب السومري و ذاب ضمن الأكاديين و العموريين في
بداية الألف الثاني قبل الميلاد .
ب - لا يوجد أية علاقة بين السومريين و الحوريين و خاصة الميتنيين !
الشعب الكوردي قد جاء الى الشرق بعد أكثر من 2000 سنة على
إنقراض الشعب الحوري و الميتني و حوالي 3000 سنة على إنقراض
السومريين و لغتهم و حضارتهم ( ثلاث ألاف سنة !)
ج - لقد حاول الكورد في الماضي بالإدعاء بأنهم من شعوب العراق
القديمة لأسباب سياسية ليست خافية على أحد : و لكن أن تدعي أن الكورد هم أحفاد السومريين فهذه نظرية خاطئة مزيفة لم يذكرها أي
باحث متخصص في تاريخ الشرق القديم .
د - عذر أقبح من ذنب : أنت تستشهد بفقرة ويل ديورانت من قصة
الحضارة حيث يذكر:
"وكان الأهلون خليطا من الساميين الذين وفدوا إليها من بلاد الجنوب المتحضرة (أمثال بابل وأكد)؛ ومن قبائل غير سامية جاءت من الغرب (ولعلهم من الحيثيين أو من قبائل تمت بصلة إلى قبائل ميتاني)؛ ومن الكرد سكان الجبال ".
* عفوا  ويل ديورانت ليس باحثا متخصصا في تاريخ الشرق القديم .
* لقد ورد في قصة الحضارة المتعلق بتاريخ شرقنا القديم  عددا كبيرا من الأخطاء التاريخة و الجغرافية و معلوماته هي من الكتب التي صدرت
في القرن التاسع عشر .
*" قصة الحضارة " لا يعتبر مرجعا علميا في كل جامعات العالم لأنه
عمل صحفي أكثر من يكون بحث علمي !
ه- مع إحترامي للمقالات التي نشرتها حول هذا الموضوع : الشعب  الكوردي لم يكن متواجدا في الشرق في تاريخ الإمبراطورية الأشورية
و كما تعلم لقد ترك الأشوريون عددا كبيرا من الكتابات صرنا نعرف
من خلالها تاريخ الشعوب التي كانت متواجدة في الشرق ! الكورد غير
مذكورين في هذه الكتابات !
و - من المؤسف أن هذه " الرغبة " في الإدعاء بوجود الكورد في تاريخ
العراق القديم : تارة سومريين و طورا ميديين ! البارحة أحد المغامرين
إدعى أن الكورد هم الشعب الكاشي cassite لأن هذا الشعب كان قد
سمى بلاد أكاد القديمة ببلاد كردونياش و ها أنت اليوم تدعي أن الكورد
أصلهم حوري ميتني !
ز - هذا العدد الكبير من مقالاتك حول هذا الموضوع حيث تدعي بوجود
الكورد في التاريخ القديم قد يرضي بعض السياسيين الكورد و لكن ليس
المثقفين الكورد لأن لا أحد يستطيع أن يبني مستقبلا على طروحات
تاريخية خاطئة !
  أخيرا سؤالي لك : هل يوجد مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم
قد ذكر أن الكورد هم أحفاد السومريين أو الكاشيين أو الحوريين أو الميتنيين ؟ و من هو هذا المؤرخ ؟
هنري بدروس كيفا

152

" هل كانت التسمية الأرمنية موجودة في القرن العاشر قبل الميلاد ؟ "
 
من له إطلاع بتاريخ الشعب الأرمني الشقيق يعرف أنهم يهتمون كثيرا بتاريخهم الحديث لأنهم أول شعب في التاريخ يتعرض لحرب إبادة من قبل الحكومة العثمانية المجرمة سنة 1915 .
يسألني بعض الأحيان القراء حول علاقة التسميتين الآرامية و الأرمنية ؟
و لما إسم " آرام " منتشر بين إخوتنا الأرمن أكثر من شعبنا السرياني الآرامي ؟
ربما جواب السؤال الأخير هو موجود في المصادر الأرمنية و ليس في مصادرنا السريانية التي نحن مطلعون عليها . القارئ المثقف يعرف أن الجواب العلمي يجب أن يكون مبرهنا بمصادر موثوقة و ترجمة أمينة لتلك المصادر .

أولا - مشكلة " خلط " التسمية الأرمنية بالتسمية الآرامية في المصادر السريانية .

أعتقد أن المؤرخ الفرنسي Jean-Baptiste Chabot هو أول من لاحظ أن بعض النصوص السريانية في تاريخ ميخائيل الكبير قد ذكرت أن الملك أبجر الرهاوي كان " أرمنيا " و لكن المؤرخ Chabot إعتبر أن ناقل النص السرياني قد خلط بين التسميتين ܐܪܡܝܐ آرامي و ܐܪܡܢܝܐ أرمني ! لذلك نراه يترجم النص السرياني من " أبجر الأرمني " الى الفرنسية " أبجر الآرامي "!
لقد لاحظت نفس " الخلط " في تاريخ إيليا السرياني النسطوري مطران نصيبين في تاريخه المشهور فهو تارة يذكر بيت آراماي التسمية الجغرافية التي كانت تطلق على العراق و بين بيت أرمناي أي بلاد أرمينيا !
و قد جمعت تلك النصوص السريانية و سأنشرها مع بعض النصوص العربية لإظهار هذا الخلط بين التسميتين !

ثانيا - من هي التسمية الأقدم الأرمنية أم الآرامية ؟

إنني غير مطلع على المصادر باللغة الأرمنية و لكنني أعلم أن الشعب الأرمني يستخدم باللغة الأرمنية التسمية " هاي " للدلالة على إسمه و هويته و إنه يعلم أنه يتحدر من شعب الأرارتو !
و بالفعل لقد تمت حروب عديدة بين الأشوريين و شعب الأرارتو !
و قد ترك لنا الأشوريون كتابات أكادية عديدة تتكلم عن حروبهم ضد شعب الأرارتو. ملاحظة مهمة ان اسم جبل آرارات في أرمينيا لا يزال شاهدا على إسم أرارتو القديم!
لقد وردت التسمية الآرامية في نصوص أكادية و مصرية و آرامية تعود الى القرون الثالث عشر قبل الميلاد و القرن التاسع و هذا يعني أن التسمية " الآرامية " هي أقدم من التسمية " الأرمنية " بأكثر من700 سنة على أقل تقدير ...
الجدير بذكره إن أقدم ذكر للتسمية " الأرمنية " يعود الى القرن الخامس قبل الميلاد , و قد وردت في ترجمة فارسية قديمة لكتابة أكادية حيث نرى الكتابة الأكادية تذكر " أرارتو " بينما الترجمة الفارسية تستخدم تعبير " أرمني "! إنه حسب علمي أقدم ذكر للتسمية الأرمنية !

ثالثا - هل ترجمة المصادر هي دائما " أمينة" أو بدون أخطاء ؟

لقد لاحظت من خلال خبرتي و متابعتي أن كثيرا من المترجمين قد إرتكبوا بعض الأخطاء التاريخية و الجغرافية و في أكثر الأحيان بدون قصد . سأكتفي بنشر نص له علاقة في هذا الموضوع و هو ما يعرف ب " Black Obelisk " و هو نص أكادي لأحد ملوك أشور و له أهمية تاريخية كبيرة . من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط
http://www.bible-history.com/texts/black_obelisk_of_shalmaneser_2_inscription.html
في السطر 43 و 44 نجد أن المترجم قد ترجم من الأكادية الى اللغة الإنكليزية ما يلي :
the royal city of Arame of the country of the Armenians, the country of Gozan...
 
هذه الحملات كانت ضد الآراميين في بيت نهرين أو نهريما حيث أسس الآراميون عدة ممالك آرامية مستقلة . و بكل تأكيد النص الأكادي لا يذكر " الأرمن كما جاء في الترجمة " و لكن الآراميين و كانت غوزانا من أشهر عواصمهم !
 
الخاتمة
بعض المتطفلين على علم التريخ يؤمنون بإيديولوجيات مزيفة لا يوجد أي برهان علمي لها , لذلك يلجئون الى إعتماد ترجمات أو مفاهيم خاطئة لتمرير طروحاتهم المزيفة !
أخيرا -و الحمدلله - لقد إطلعت على عدة دراسات لمؤرخين من الشعب الأرمني و من الطبيعي أنها كانت أكادمية لا تقبل أبدا بترجمات خاطئة !
 
هنري بدروس كيفا

153
عقدة نفسية أم عقائد سياسية عروبية في تزييف تاريخ الآراميين ؟

لقد نشرت السيدة دوريس علم الخوري مقالا للدكتور أحمد داوود حول تاريخ الآراميين و قد طلبت توضيحا حول ما ورد فيه و هذا ما كتبته :

"يقول الباحث الدكتور أحمد داوود في بحثه عن " تاريخ سوريا القديم " عن حقيقة شعب آرام واي المصدر الحقيقي ومن نعتمد ونعول على بحثه فلا ندري ارجو التوضيح وشكرا لكم وهذا ما ورد في بحثه تجمع كافة مصادر التاريخ العربي القديم على أن آرام هو الابن المباشر لسام الذي هو الابن المباشر لنوح.

و نوح الذي أكد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم بأنه سرياني عندما قال :

(أربعة من الرسل سريانيون : آدم و لمك و نوح و خنوخ) .

 أي أن نوح سرياني و لغته السريانية فكيف لا يكون آرام حفيده المباشر سريانياً مثل جده ؟

و كيف يزعم البعض بأن آرام (اخترع) لنفسه لغة خاصة به ؟ هذا غير ممكن منطقياً و عقلياً .

نستنتج أن آرام سرياني و لغته سريانية لغة آبائه و أجداده .

ثانياً : إن الآراميين هم عرب أيضاً بالإضافة لكونهم سريان .

و ليس أدل على ذلك من نسب الرسول الأكرم الذي قال :

 (أحبوا العرب لثلاث لأني عربي و لأن القرآن عربي و لأن لغة أهل الجنة العربية).

و الرسول الأكرم كما هو معروف يعود نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم .

و سيدنا إبراهيم كان آرامياً أي أن نسبه يعود إلى آرام بن سام بن نوح .

فكيف يكون الرسول الأكرم عربياً و جده إبراهيم الآرامي ليس عربياً ؟

- إن الآرامية فرع سكاني عربي , و ليست لغة أو لهجة .

- إن لهجة الآراميين هي السريانية نفسها .

و لا يجوز أن نقع في الخطأ القاتل الذي وقع به جميع المؤرخين و هو الخلط بين التفرعات في النسب و التفرعات في اللهجة .

فالسريان المتأخرون من حيث النسب هم آراميون وهم امتداد لسوريان حفيد آرام و لكن السريانية ليست امتداداً للغة الآرامية .

 إن الانتشار الواسع للآراميين في شبه الجزيرة  العربية , و موقعهم الذي يقطع طريق القوافل و التجارة الدولي القادم من جنوبي اليمن , و الصاعد إلى شمال شبه الجزيرة و بلاد الشام من جهة , و إلى الخليج العربي و أور في منطقة بابل من جهة أخرى , ساعد على أن تلتقي اللهجات العربية الثلاث في تلك المنطقة .

 إن هذه الظاهرة نفسها أسهمت أيضاً في بروز اللغة العربية بجميع لهجاتها على مسرح الدولة العربية السورية كلها كلغة واحدة لشعب واحد , مما جعل كثيراً من الباحثين و المؤرخين يعتبرون الآرامية هي العربية القديمة .

 إن هذه الظاهرة بالذات هي التي أدهشت , و كأنما بصورة مفاجئة , أولئك الباحثين أمثال (هوميل) الذي كتب يقول :

(إن الآراميين الذين يرجعون إلى أقدم الأزمان , و الذين ورد ذكرهم في الكتابات القديمة , كانوا ينتمون إلى العرق البدوي الخالص , و هم يحملون الأسماء نفسها التي نجدها في التسميات العربية . لذلك فإننا لا نكون قد جازفنا في الكلام عندما نؤكد أن الآراميين كانوا هم و الشعب العربي العظيم شعباً واحداً , من عنصر واحد متماسك الأجزاء) . "

أولا - من هو الباحث الدكتور أحمد داوود ؟

إنني أشكر السيدة دوريس علم الخوري على نشر هذه المقالة المسيسة التي تفضح مفاهيم من كتبها فالتاريخ لم يعد أدبا يستطيع كل إنسان أن يغامر فيه و يبدو أن الدكتور أحمد داوود غير ملم بالتاريخ الآرامي.

لقد وجدت على هذا الرابط بعض المعلومات حول الدكتور أحمد داوود:

http://ar.wikipedia.org/wiki/

 

أحمد_داوود

ثانيا - تصحيح لبعض مفاهيم الدكتور احمد داوود :

إنني لم أطلع على كتابه " تاريخ سوريا القديم " و يظهر أن سوريا كانت عربية قبل الإسلام و هذه الفكرة الخاطئة هي وحي الإيديولوجية العروبية المزيفة للتاريخ !

1 - مصادر أم مراجع ؟

كتب الدكتور داوود "تجمع كافة مصادر التاريخ العربي القديم على أن آرام هو الابن المباشر لسام الذي هو الابن المباشر لنوح .

و نوح الذي أكد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم بأنه سرياني "

أ - أسفار التوراة هي التي ذكرت حكايات نوح و ليس المصادر العربية!

ب - أسفار التوراة لا تعتبر مصدرا موثوقا عندما تتحدث عن أساطير نقلوها من الشعوب المجاورة ( اسطورة الطوفان و الخلق)...

ج - نحن نحترم نظرة المسلم الى القرآن الكريم و لكننا لا نستطيع أن نؤمن بوجود شخصية نوح الأسطورية فقط لأن القرآن الكريم قد نقلها !

د - تسلسل الشعوب من سام أو نوح هي نظرية خاطئة من القرن الثامن عشر لا يؤمن بها أحد من علماء الشرق القديم .

ه - لقد دونت أسفار التوراة بين القرنين السادس و الأول ق0م و عندما تخبرنا عن أحداث تمت مئات السنين قبل القرن السادس فهي تصبح مرجعا و ليس مصدرا . و نفس الملاحظة حول ما تركه العرب القدامي حول تاريخ الشرق القديم فأغلب أخبارهم هي روايات لا تعتبر مصادر موثوقة ...

أخيرا ان السريان هم الآراميون أنفسهم و هذا من خلال مصادرهم !

2 - كتب الدكتور داوود " إن الآراميين هم عرب أيضاً بالإضافة لكونهم سريان .

و ليس أدل على ذلك من نسب الرسول الأكرم الذي قال : ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي و لأن القرآن عربي و لأن لغة أهل الجنة العربية).

أ - كثيرون من رجال الدين اليهود و المسيحيين و المسلمين يرددون فكرة خاطئة مفادها أن اللغة الآرامية هي أقدم لغة في العالم و إنها كانت تستخدم في الجنة ( جنة عدن )!

لا يوجد أي عالم لغوي يقبل بهذه النظرية لأنه كما هو معروف أن اللغة السومرية هي أقدم لغة قد فكت رموزها !

و بكل تأكيد اللغة الأكادية هي أقدم من الآرامية بأكثر من 1500 سنة !

ب - الآراميون لا ينتسبون الى آرام بن سام و لا الى العرب القدامى !

بعض العروبيين يرددون أن الآراميين قد خرجوا من صحراء شبه الجزيرة العربية , و هذا " الإدعاء " يخالف كل الدراسات الأكادمية حول تاريخ الشرق القديم التي تثبت أنهم خرجوا من بادية سوريا .

ج - البرهان السطحي الذي يقدمه الدكتور داوود حول عروبة الآراميين هو خاطئ !

 فاللغة الآرامية لم تكن محكية في الجنة و لا أحد يعرف ما هي اللغة التي ستكون محكية في الجنة !

د - هل الروسي و الصيني سيتكلمان اللغة العربية " لأن لغة أهل الجنة العربية" ؟

3 - من هو سوريان ؟

كتب الدكتور داوود " فالسريان المتأخرون من حيث النسب هم آراميون وهم امتداد لسوريان حفيد آرام و لكن السريانية ليست امتداداً للغة الآرامية"

أ - إنني لم أسمع باسم سوريان حفيد آرام ؟ يبدو ان التاريخ عند العروبيين هو صناعة أدبية أكثر من يكون بحث و تحقيق في المصادر العلمية .

ب - اللغة السريانية هي نفسها اللغة الآرامية حسب ما كان يؤمن به العلماء السريان .

4 - أين إنتشر الآراميون ؟

كتب الدكتور داوود " إن الانتشار الواسع للآراميين في شبه الجزيرة  العربية..."

أ - لقد إنتشر الآراميون في مناطق عديدة في العراق الذي سمي ببلاد الآراميين و سوريا التي كان اسمها التاريخي بلاد آرام و ليس بلاد العرب!

ب - يدرس العلماء في تاريخ الشرق القديم إنتشار الآراميين من خلال الأثارات التي تركوها و ما ورد في الكتابات القديمة حولهم !

 الدكتور داوود يتجاهل كليا تاريخ الآراميين الحقيقي و يدعي زيفا إنهم كانوا منتشرين في شبه الجزيرة العربية !

ج - لقد ترك الأنباط الآراميون ألوف الكتابات باللغة الآرامية و قد وجدت مئات منها مناطق في شمال السعودية اليوم !

هذه المناطق هي جزء من البادية السورية و ليست جزء من الصحراء العربية !

د - إن ممالك الآراميين و حضارتهم كانت في بلاد آرام أي سوريا اليوم و ليس في شبه الجزيرة العربية كما يدعي الدكتور داوود بدون براهين !

5 - هل اللغة الآرامية هي عربية ؟

كتب الدكتور داوود " مما جعل كثيراً من الباحثين و المؤرخين يعتبرون الآرامية هي العربية القديمة "

أ -لا يوجد أية جامعة محترمة في العالم تقبل بهذا الإدعاء المزيف بأن اللغة الآرامية هي اللغة العربية القديمة !

ب - لا يوجد أي باحث لغوي " محترم " ذكر أو يذكر هذا الإدعاء الخاطئ !

ج - نحن في الشرق ندعي أن اليهود يزيفون التاريخ و شيئ عجيب لقد إستخدم اليهود اللغة الآرامية منذ القرن الخامس ق0م و اليوم لهم عشرات المجلات حول اللغة الآرامية و مئات الدراسات حول النصوص الآرامية !

واعجباه !

 اليهود يحترمون اسم اللغة الآرامية و الدكتور داوود الذي - لا يعرف شيئا أكادميا عن الآراميين و اللغة الآرامية – يدعي أن الآراميين هم عرب و لغتهم هي العربية القديمة !

ه - الأبجدية الآرامية تعود القرن العاشر ق0م و هي أقدم من الأبجدية العربية بأكثر من 1000 سنة و اللغة الآرامية هي أقدم من العربية !

لماذا الشعب الفرنسي المتحضر لا يدعي أن اللغة الفرنسية هي أقدم من اللاتينية ؟

و - من يدعي أن اللغة الآرامية هي العربية القديمة لا يكون باحثا نزيها و لكنه سيكون كاتبا مغامرا يفضح جهله لتاريخ اللغة الآرامية !

6 - من الباحثين يدعي أن الآراميين هم عرب قدامى ؟

كتب الدكتور داوود " أولئك الباحثين أمثال (هوميل) الذي كتب يقول :

(إن الآراميين الذين يرجعون إلى أقدم الأزمان , و الذين ورد ذكرهم في الكتابات القديمة , كانوا ينتمون إلى العرق البدوي الخالص , و هم يحملون الأسماء نفسها التي نجدها في التسميات العربية . لذلك فإننا لا نكون قد جازفنا في الكلام عندما نؤكد أن الآراميين كانوا هم و الشعب العربي العظيم شعباً واحداً , من عنصر واحد متماسك الأجزاء).

أ - إنني لا أعرف من هو الباحث (هوميل) ؟

و حاولت أن أعرف عنه شيئا عبر google فلم أجد شيئا !

ب - إنني مطلع على عشرت الكتب و الدراسات حول الآراميين و هي من تأليف أهم الإختصاصيين في تاريخ الشرق القديم و في تاريخ الآراميين :

 سؤال لماذا لم أجد أي واحد منهم قد ذكر أن الآراميين ينتمون الى العرب ؟

ج - كل الشعوب القديمة قد مرت في مرحلة البداوة ثم التمدن و الحضارة و لكن ليست كل الشعوب القديمة كانت عربية لأنها كانت بدوية !

الإدعاء بأن الآراميين هم عرب هي مجازفة غير علمية يرددها بعض الكتاب العروبيين لأسباب سياسية ليس لها علاقة بعلم التأريخ !

ثالثا - عقدة نفسية أم عقائد سياسية عروبية في تزييف تاريخ الآراميين؟

أ - من المدهش أن أكثرية ساحقة من الكتاب العروبيين يعيشون خارج شبه الجزيرة العربية : سوريون و مصريون و تونسيون !

بعض الكتاب العروبيين لا يخجلون من الإدعاء أن العرب هم الذين بنوا إهرامات مصر !

و منذ ثلاث سنوات سمعت باحثا تونسيا في إذاعة راديو الشرق يدعي بأن اللغة الأكادية هي عربية !

ب - العروبيون يزيفون تاريخ الآراميين مدعين بأنهم عرب من أجل النضال ضد اليهود حسب زعمهم !

 و لكنهم في الحقيقة يتحججون بالنضال ضد اسرائيل و هدفهم هو " تعريب " كل الشعوب القديمة!

ج - الدكتور أحمد داوود هو ليس بباحث نزيه متخصص في تاريخ الشرق القديم و هو لا يحترم القارئ و يتوهم أن تفسيراته هي مقنعة !

القارئ المثقف لن يقتنع بهذه البراهين المسيسة و طبعا لا أحد من الباحثين الأكادميين يقبل بهذه الطروحات المزيفة !

د - نسبة كبيرة من سكان مصر المسلمين يتحدرون من الأقباط و كذلك نسبة كبيرة من المسلمين في العراق و سوريا يتحدرون من السريان الآراميين :

 بعض آراميي جبال القلمون يتكلمون اللغة الآرامية حتى اليوم و لكنهم يدعون بأنهم عرب تعلموا اللغة الآرامية !

ه - العروبيون يستخدمون التاريخ كسلاح للنضال ضد إسرائيل و لذلك يدعون أن الآراميين هم عرب قدامى !

 العروبيون لا يحبون التاريخ و الحضارة الآرامية و أغلبيتهم الساحقة يرددون طروحاتهم بدون أي تحقيق !

و - نحن نعيش في القرن الواحد و العشرين و التاريخ هو علم له منهجية محددة و هي البحث و التدقيق من أجل كشف الحقيقة المجردة!

الدكتور داوود لم يبحث في تاريخ الآراميين الأكاديمي و لكنه نشر مفهومه العروبي المزيف لتاريخ الآراميين !

 

هنري بدروس كيفا

154
لما الإيديولوجية " الأشورية " تعتمد على طروحات مزيفة؟

هناك مثل يقول " الذئب لا يخاف الخراف مهما كان عددها كبيرا " و تاريخنا الأكاديمي هو الذي سينتصر - في النهاية - على كل تاريخ مسيس !
لقد إنخدع عدد كبير من السريان بالفكر الإيديولوجي الأشوري المزيف و لكنهم اليوم و - بعد تطور الدرسات حول تاريخنا - نرى الكثيرين منهم قد تخلوا عن هذا الفكر لأنهم عرفوا أنه يخون هوية أجدادهم .
لقد رأيت تعليقا لسرياني شرقي يناضل من أجل هوية أشورية وهمية يذكر فيه نصا لأحد أهم المؤرخين المتخصصين في تاريخ السريان المشارقة .
و تحت عنوان " وشهد شاهد من أهله " كتب السيد أشور كيواركيس :
لأب المؤرّخ جان موريس فييه (رئيس لجنة الدراسات الآكاديمية في الفاتيكان) :
"إن المسيحيين الذين عاشوا لقرون في أرض آشور، كالح، نمرود ونينوى، لهم الحق أكثر من أيّ كان لأن يسـَــمّوا "آشوريين" حتى ولو أنهم معروفين كنسياً بالسريان والكلدان. (صحيفة "الشرق السوري" – العدد /10/).

أ - أنه لمن المؤسف أن تلطخ سمعة هذا الأب المؤرخ Jean Maurice Fiey الذي أمضى عمره في دراسة تاريخ السريان المشارقة و كتب عشرات الكتب و الأبحاث حول تاريخهم . هذا المؤرخ كان أمينا في أبحاثه و لم يؤمن أبدا أن السريان المشارقة يتحدرون من الأشوريين القدامى .

ب - من يقرأ هذه الجملة سيعتقد أن المؤرخ فييه كان يؤمن أن مسيحيي الموصل هم من الأشوريين القدامى !
أن هذه الجملة هي مأخوذة من فقرة و هي مبتورة لأن الفكرة الرئيسية في هذه الفقرة هي أن التسمية الأشورية في المصادر السريانية تشير الى مدينة الموصل و ليس الى الشعب الأشوري القديم !

ج - لقد حرف دعاة الفكر الأشوري المزيف هذه الجملة و زادوا عليها كلمة " كنسيا ", و هذه الكلمة ليست موجودة في النص الفرنسي و لا في فكر الأب فييه !
هذا هو النص الفرنسي " bien qu'on les appelle Chaldéens ou Syriens"

د - إن هذه الجملة هي من بحث فييه المشهور :
راجع الرابط
ASSYRIENS " OU ARAMEENS "
http://www.aramaic-dem.org/Frensh/Fiey.pdf
لقد وضع العالم فييه اسم الاشوريين بين هلالين لانه لم يكن يؤمن بانه الاسم العلمي و التاريخي للشعب السرياني الشرقي.
أخيرا أن بحث فييه من اهم الدراسات العلمية حول التسمية الاشورية و هو يقدم البراهين العديدة التي تثبت ان التسمية الاشورية هي حديثة و هي من صنع الانكليز و هو يشرح لنا صفحة 152 ،عن ويغرام الذي كتب سنة 1910 كتابه The Assyrian Church و يشرح ويغرام الذي لا يسمي ابناء هذه الكنيسة باشوريين لانه = there is no historical authority for this name= ثم يغير موقفه من التسمية الاشورية و ذلك لخداع اخوتنا من السريان الشرقيين و اقناعهم بالتعامل مع الانكليز المستعمريين..
نحن نعلم إن المتطرفين من جميع الأمم و الشعوب لا يتأكدون من صحة الأفكار التي يؤمنون بها !
كثيرون مثل السيد أشور لن يتأكدوا من المعنى الحقيقي لهذه الجملة " ان المسيحيين الذين عاشوا لقرون في أرض آشور، كالح، ونينوى، لهم الحق أكثر من أيّ كان لأن يسـَــمّوا "آشوريين" بالرغم من تسميتهم بالسريان والكلدان." هذه الجملة تعني بكل بساطة أن سريان و كلدان الموصل لهم الحق أن يتسموا أشوريين جغرافيا أكثر من السريان النساطرة الذين كانوا يعيشون في جبال حكاري!
و الأب فييه يؤكد في السطر الذي يأتي بعد هذه الجملة " إن ناسخ سرياني غربي قد مضى إسمه سنة 1826 القس بهنام الأشوري فهذا يعني أنه من الموصل و لا إنه ينتمي الى الشعب الأشوري ".
الخروف لا يستطيع الإنتصار على الذئب !
المتطفلون على علم التأريخ لا يوجد أي وزن علمي لطروحاتهم و أوهامهم !
السريان المشارقة يتحدرون من الآراميين و هذا ما ذكره الأب الباحث فييه في كتابهChrétiens Syriaques sous les Abbassides 749- 1258 فعندما يتكلم عن مسيحي نصيبين صفحة 162 يكتب:" الحقيقة انهم كانوا بالاحرى اراميين سريان "!
http://www.aramaic-dem.org/Frensh/Fiey.pdf

155
الطوفان و الهوية الأشورية الخرافية!

كم من السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة سيغامرون في الدفاع عن طروحات الفكر الأشوري التاريخية؟
 العجيب يردون علي مدافعين عن مفاهيمهم الخاطئة متوهمين أنهم يعرفون هويتنا التاريخية أو تاريخ الشرق القديم أكثر من باحث متخصص في التاريخ السرياني!
إنني أعلم جيدا أن هؤلاء المغامرين لن يتأكدوا من نقدي لأكاذيبهم و لن يتوقفوا عن الإدعاء بهوية أشورية مزيفة, لذلك ردي سيكون موجها الى كل سرياني يؤمن بالتاريخ العلمي و يناضل من أجل وحدة شعبنا السرياني أي الآرامي !

هذا هو رد السرياني المغامر حرفيا :

 هنري - يا هنري ولو لم احب ان اناقشك - لانك ذو منطق عدائي للاشوريين -  والحضارة الاشورية والارض الاشورية -  والحقيقة الاشورية واسالك بهدوء- أكد مدينة- قديمة بالفعل- ولكن هل هناك شعب اكدي- وهل معقول- لا احد بقي وينادي- بأكديته- تسائل فقط ؟؟
وهل هناك تماييز في الحضارة الاكدية -والحضارة الاشورية وملايين الوثائق الاشورية موجودة وتدرس في كل جامعات العالم والذي تحت الارض سيثير العالم وهو قادم لا محالة أناقشك تاريخيا- وهل اللغة الاكدية القديمة والاشورية لغتين مختلفتيين- اما باللهجة واللفظ وهل تنفي وتمحي حقيقة وجود لغة اشورية قبل اللهجة الارامية وعلميا وفي بحوث مؤكدة اخيرا أن البشر بعد الطوفان والحضارة عادت من شمال العراق الاشوري- وليس الكردي ولا الارامي ولا الكلداني- واعطيك دلالة ومن اللغة ان الاراميين- صفة- وتسمية- لسكنة المناطق المرتفعة من سوريا ولبنان- لغويا-أرا- رمتا- وكما تعلم الارض المرتفعة- ولا احد ينفي بنائهم لمدن ارامية بعد هذه التسمية كحلب وحمص وغيرها- ولكن ماذا تريد من ارض- شمال العراق - الاشورية- فعلا ما قصتك وتعال واهلا بك وانا اناقشك بهدوء لا اريد اقناعك بشيئ ومستعد ان اسمع لك وتقنعني وبشرط ان تناقش بموضوعية ودلائل ووثائق - ولكن اكرر لا داعي لعدوانية غير مبررة- واضيف- هل الحضارة الارامية مثلا- تختلف في جوهرها عن الحضارة الاشورية- وهل الارامية ليست فرع من الاكدية ولكن نعم حول الفينيقيين- المسمارية الى ابجدية- وسميت باسم الاراميين نتيجة التسمية والصفة ونقلها الاراميين نعم للجميع- وصارت اللغة الرسمية ولكن ازيدك من الشعر بيتا- اذهب ودقق كل اسماء قرى ومدن لبنان- تجدها -ليست غربية- اللهجة اي الارامية القديمة والحديثة بل باللهجة الشرقية للاكدية القريبة- من الاشورية- واعطيك بعض الامثلة- شتورا- عين-طورا- ووادي قاديشا- واذهب ودقق لست في مورد ان- أرد - اغلبك ولكن ما المشكلة والعدواة بين الاشوريين- الاراميين- لماذا تخلطون التاريخ والحقيقة بخلافات كنسية وسياسية ولو لم يكن لاحترامي للعزيز جدا قصي المصلوب وصفحته ما علقت -تحياتي واحترامي للجميع

و في رد ثاني ذكر أيضا

"خ قصي شكرا بمناقشة الامور التاريخية -لا مجال لعدواة وكل شيئ باالمنطق والوثيقة والاثبات والشواهد والمراجع والمصادر ..."
الى السيد Kamel Mikha أنت مغامر و ليس لك أية علاقة بالبحث التاريخي و تردد " المنطق والوثيقة والاثبات والشواهد والمراجع والمصادر" و لكنك لا تحترم من يطبق هذه المبادئ لأنك سرياني مدعي بهوية أشورية منقرضة و تتوهم بأنني سأجاملك و سأجامل كل المتطفلين على التاريخ !
أولا - كتبت " - يا هنري ولو لم احب ان اناقشك-لانك ذو منطق عدائي للاشوريين- والحضارة الاشورية والارض الاشورية- والحقيقة الاشورية "
أ - من أنت كي تناقش في أمور تاريخية علمية ؟ هل درست التاريخ بالمراسلة أم إن ثقافتك التاريخية تدفعك الإدعاء بهوية أشورية مزيفة ؟
ب - لما الإدعاء أن لي منطق عدائي ضد الأشوريين ؟
 أنت سرياني و لست أشوريا و إنني أصحح الطروحات المزيفة التي يرددها بعض المغامرين السريان مثلك ..
ج - الحقيقية الأشورية ؟
عن أي حقيقة تتكلم ؟
أجدادك افتخروا بجذورهم السريانية الآرامية و كانوا من أهم العلماء في العهد العباسي!
و لكن السريان النساطرة صاروا يدعون في بداية القرن العشرين بالهوية الأشورية و أنت بدل أن تتحقق حولت الأوهام الى " حقيقة أشورية "!
ثانيا - أنت سألت " واسالك بهدوء- أكد مدينة- قديمة بالفعل- ولكن هل هناك شعب اكدي- وهل معقول- لا احد بقي وينادي- بأكديته- تسائل فقط ؟؟
وهل هناك تماييز في الحضارة الاكدية - والحضارة الاشورية
أ - يبدو إن معلوماتك التاريخية حول تاريخ العراق القديم هي محدودة جدا و المشكلة هي أنك لا تعرف مدى جهلك لتاريخ العراق القديم !
ب - مشكلتنا الحقيقية هي أن بعض السريان الشرقيين ( النساطرة ) يتوهمون أنهم يعرفون تاريخ الشرق أكثر من هنري أو غيره من الباحثين.
ج - أمرك عجيب !
أنت تدعي النقاش المنطقي: السومريون كانوا متواجدين منذ الألف الرابع و لكنهم في بداية الألف الثاني زالوا من التاريخ و إنصهرت بقايايهم ضمن الشعوب التي سيطرت على العراق!
الشعب الأكادي كان متواجدا فعليا في العراق و إنصهرت بقاياه ضمن الآراميين في الألف الأول !
 و هنالك شعوب عديدة قد زالت من تاريخ العراق كالكاشيين و الميتنيين و الحوريين و خاصة العموريين !
 د - اللغة هي أكادية و كان الأشوريون يتكلمون اللغة الأكادية و كانوا يسمونها أكادية و ليس " لغة أشورية " و لا "
لهجة أشورية " كما يردد بعض السريان المتطرفين ...
ه - التقدم الحضاري كان في بلاد أكاد و كانت مدينة بابل هي العاصمة الحضارية : الشعب الأشوري هو خليط من بقايا العموريين و الحوريين و الأكاديين و الميتنيين و حضارتهم الأشورية هي أكادية !
ثالثا - كتبت " وملايين الوثائق الاشورية موجودة وتدرس في كل جامعات العالم والذي تحت الارض سيثير العالم وهو قادم لا محالة..."
أ - ملايين الوثائق الموجودة هي أكادية يا كامل !
 الوثائق بالكتابة المسمارية التي وجدت في مصر تسمى " وثائق أكادية " و ليس مصرية و نفس الملاحظة بالنسبة الى الكتابات المسمارية التي وجدت في بلاد فارس !
فقط المتطرفون السريان لا يزالون يدعون بوجود لغة " أشورية"!
ب - جامعات العالم تسمي هذه اللغة أكادية و ليس أشورية و ليتك تتأكد من معلوماتك و ألا تردد أمامي أن قاموس شيكاغو يسمي اللغة" أشورية " لأنه القاموس الوحيد الذي ما زال يستخدم هذه التسمية الخاطئة !
و إذا كنت تريد أن تكون " كاملا " أرجو أن تطلع على مقدمة هذا القاموس الذي يشرح أن اللغة هي أكادية !
ج - " سيثير العالم " هذا كلام عاطفي : أغلب الكتابات الأكادية قد ترجمت الى لغات عديدة و نحن السريان أكثر المستفيدين لأن هذه الكتابات تعرفنا على إنتشار القبائل الآرامية في العراق و صهرهم لبقايا الشعوب القديمة .
رابعا - كتب أيضا " أناقشك تاريخيا- وهل اللغة الاكدية القديمة والاشورية لغتين مختلفتيين- اما باللهجة واللفظ وهل تنفي وتمحي حقيقة وجود لغة اشورية قبل اللهجة الارامية ..."
أ -لا يوجد لغة أشورية يا أستاذ كامل !
 و سؤالك غير منطقي لأن الأشوريين كانوا يتكلمون اللغة الأكادية !
ترى هل ستتعلم أم ستدافع عن طروحات الفكر الأشوري المزيف ؟
ب - بعض العلماء في القرن التاسع عشر إدعوا بوجود " لهجة أشورية" في الشمال و " لهجة بابلية " في الجنوب و ذلك لوجود بعض الإختلافات في الكتابة و اللغة الأكادية .
ج - السيد كامل أنت تدعي "مناقشة الامور التاريخية...باالمنطق والوثيقة والاثبات والشواهد والمراجع والمصادر .." سؤالي لك هل كان الأشوريون يسمون لغتهم " أشورية " أم " أكادية"؟
و ما هو رأيك إذا قدمنا لك كتابات أكادية تثبت أن الأشوريين كانوا يسمون لغتهم أكادية !
د - هل تنفي وتمحي حقيقة وجود لغة اشورية قبل اللهجة الارامية ..."
سؤال مضحك جدا
* لا أحد يستطيع أن ينفي أو يمحي وجود أو عدم وجود لغة بدون برهان علمي !

* لا يوجد لغة أشورية و تعبير " حقيقة وجود لغة اشورية " يثير الشفقة على جهلكم رغم اننا نعيش في القرن الواحد و العشرين !

* السيد كامل إن تعصبك الأعمى للفكر الأشوري المزيف يدفعك أن تكتب " حقيقة وجود لغة اشورية " و نكرانك لهوية أجدادك و لإسم لغتهم كتبت " اللهجة الآرامية " !

* هل رأيت مدى تعصبك و إبتعادك عن التاريخ الأكاديمي : تستخدم لغة أشورية مع أن الأشوريين كانوا يستخدمون لغة أكادية و لغة أجدادك تدعي إنها لهجة ؟
خامسا - هل الطوفان هو نظرية أم حقيقة تاريخية ؟
لقد كتبت " وفي بحوث مؤكدة اخيرا أن البشر بعد الطوفان والحضارة عادت من شمال العراق الاشوري ..."
أ - عن اي طوفان تتكلم ؟ و متى حدث ؟
ب - هل علماء الشرق يؤمنون بإسطورة الطوفان ؟
ج - لقد تعاقبت عدة شعوب في سكن شمال العراق مثل الشعب الحوري
و الميتني و العموري و الأشوري و الآرامي و أخيرا الأكراد : الشعب الأشوري قد إنقرض و ذابت بقاياه ضمن أجدادك الآراميين فلماذا تسمي شمال العراق بتسمية أشورية لم تعد مستخدمة؟
سادسا - التسمية الآرامية هي صفة ؟
لقد كتبت حرفيا " واعطيك دلالة ومن اللغة ان الاراميين- صفة- وتسمية- لسكنة المناطق المرتفعة من سوريا ولبنان- لغويا-أرا- رمتا- وكما تعلم الارض المرتفعة- ولا احد ينفي بنائهم لمدن ارامية بعد هذه التسمية كحلب وحمص وغيرها-..."
أ - السيد كامل أنت سرياني مغامر و مخدوع بفكر أشوري مسيس, و أنت تردد الطروحات الخاطئة بدون أي تحقيق!
أدعوك أن تكون حذرا جدا عندما تنافش الآخرين في أمور تاريخية لم تتحقق فيها !
ب - بعض السريان المتطرفين يرددون هذه النظرية و يدعون أن التسمية الآرامية قد أطلقت على " الأشوريين سكان المناطق المرتفعة "!
ج - التسمية الآرامية ليست صفة كما تتوهم و لا تعني الأراضي المرتفعة كما تدعي أو كما ستبقى تدعي!
عفوا أنت لا تبحث عن الحقيقة المجردة و لا تبحث عن هوية أجدادك الحقيقية : همك الوحيد هو الدفاع عن التسمية الأشورية مهما كانت مزيفة و مقسمة لشعبك السرياني الآرامي الحقيقي!
د - التسمية الآرامية موجودة في عدة نصوص أكادية و مصرية تعود الى الألف الثاني و قد وردت هذه التسمية الآرمية في عدة كتابات أكادية للملك الأشوري تغلت فلأسر الأول 1116- 1076 ق.م الذي حارب قبائلهم لسنوات طويلة :
يذكر ”الأحلامو الآراميين“. و يذكر فيه " حاربهم من اسفل جبال لبنان، من مدينة تدمر في بلاد عمورو، الى مدينة عنات في بلاد سوحي، بعدًا الى مدينة رافيقو في بلاد كردونياش (بلاد اكاد) ."
ه - إذا درسنا النصوص الآرامية القديمة بين 1000 و 500 سنة ق0م لوجدنا أن أجدادنا الآراميين لم يستخدموا أبدا تعبير " ܐܪܥ " بمعنى الأرض و لكننا وجدنا في عدة نصوص تعبير " ܐܪܩ " بمعنى أرض!
و لمن لا يعرف أن لغتنا الآرامية قد تطورت كثيرا بعدما أصبحت اللغة الرسمية في الإمبرطورية الفارسية و قد قلب (بالضم) حرف القاف الى عين مثل لفظة " ܐܪܩ " تحولت الى " ܐܪܥ"!
و هذا يعني بكل بساطة أن التسمية الآرامية لا تعني ( لغويا-أرا- رمتا) الأراضي المرتفعة كما يردد بعض الناكرين للهوية الآرامية !
 و - هذه النظرية قد ذكرها أحد العلماء في بداية القرن العشرين و قد نقلها الأب المؤرخ البير ابونا في كتابه أدب اللغة الآرامية : و لكن الأب ابونا هو باحث أكاديمي يصحح من مفاهيمه إذا وجد دراسات تاريخية أعمق بينما دعاة الفكر الأشوري المتحجر لا يصححون أبدا من طروحاتهم !
سابعا - الشق السياسي ؟
يسألني السيد كامل " ولكن ماذا تريد من ارض-شمال العراق -الاشورية- فعلا ما قصتك وتعال واهلا بك ..."
أ - بعض السريان النساطرة قد تركوا أرض أجدادهم منذ نهاية الحرب العالية الأولى و بعد أن تعاملوا مع المستعمرين الإنكليز صاروا يتوهمون أنهم أحفاد الأشوريين و أن لهم حقوق تاريخية في شمال العراق !
ب - يدعي بعض المناضلين المزيفين بأنني أكن العداء و الحقد للشعب الأشوري و لكنهم في الواقع يتنكرون لهوية أجدادهم السريان الآراميين و لهذا السبب لا يعترفون بتاريخ أجدادهم الأكاديمي:
 مشكلتهم هي مع علم التأريخ و ليس معي شخصيا لأنني لم أدرس التاريخ السرياني طوال سنوات عديدة كي اترك بعض السريان الناكرين يشوهون و يزيفون تاريخنا السرياني !
ج - هنالك عروضات سياسية ليست مغرية أبدا و هي انهم يعترفون بان سوريا هي آرامية شرط أن نعترف ان شمال العراق هو أشوري !
هذا العرض قد يقبله بعض السريان الوصوليين الباحثين عن استفادة شخصية لهم ! و لكن لا يوجد أي سرياني متعلق بهوية أجداده يقبل بهذه العروضات المسيسة المزيفة !
د - شمال العراق لم يعد أشوريا منذ أكثر من 2500 سنة و الشعب الأشوري قد زال من التاريخ و من يدعي باستمرار الشعب الأشوري يدعي بوجود لغة أشورية و هذا أكبر برهان على زيف الإدعاءات الأشورية !
ثامنا - " وهل الارامية ليست فرع من الاكدية ؟"
هذا ما كتبه السيد كامل ! اللغة الآرامية هي - حسب الأكاذيب الأشورية - فرع من الأكادية !
أ - لن أعلق على براهين السيد كامل : فهو يدعي أن " شتورا " تلفظ حسب اللفظ الشرقي ( و هو يكتب اللغة الأكادية ظاهريا و لكنه يقصد السورث باطنيا لأنه يتوهم أن السورث - لهجة السريان النساطرة- تتحدر من الأكادية )
ب - هنالك علماء لغويون قد أمضوا عمرهم في دراسة اللغات الشرقية القديمة و هم يؤكدون أن اللغة الآرامية هي لغة مستقلة عن اللغة الأكادية و إن كانت تتحدران من " لغة أم مشتركة "
ج - وجود حوالي 300 كلمة أكادية قد دخلت في لغتنا الآرامية هو أمر طبيعي و أغلب هذه الكلمات قد إنتقلت الى اللغة العربية مثل كلمة " النفط " مثلا !
و هنالك أكثر من 1000 كلمة دخلت الى لغتنا السريانية الآرامية فهل تصبح اللغة السريانية فرعا من اليونانية ؟
 الخاتمة
إنني لا أردد فقط في الكلام بأن الفكر الأشوري هو مزيف و مقسم لشعبنا و لكنني قدمت براهين عديدة تؤكد أن أجدادكم كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين !
كتب السيد كامل " وانا اناقشك بهدوء لا اريد اقناعك بشيئ ومستعد ان اسمع لك وتقنعني وبشرط ان تناقش بموضوعية ودلائل ووثائق -ولكن اكرر لا داعي لعدوانية غير مبررة- واضيف- هل الحضارة الارامية مثلا- تختلف في جوهرها عن الحضارة الاشورية- "
أ - ما نفع كلمة " الموضوعية " عندما تفقد معناها معك ؟
ب - عفوا هل أنت تناقش بموضوعية في المواضيع التاريخية ؟
 و هل ستمضي ساعات طويلة في التأكد في البراهين التي يقدمها الآخرون ؟
ج - الحضارة الأشورية قد زالت مع إنقراض الشعب الأشوري تماما كما زالت الحضارة السومرية و الميتنية و غيرها !
د - حضارتك هي سريانية آرامية و لكنك تتنكر لها كما تتنكر لهوية أجدادك : عندما تقول عن نفسك بالسورث بانك "سورايا " فهذا يعني إنك سرياني آرامي و ليس " أشوري " !
هنري بدروس كيفا

156

تصحيح لمعلومات النائب العراقي يونادم كنا حول لغتنا السريانية !
هنري بدروس كيفا
إن تعليم اللغة السريانية في العراق هو خطوة جبارة و لكن إعادة تعليم
هذه اللغة المهمة يجب أن يتلازم مع معرفة تاريخها الحقيقي و التأكيد
على انها آرامية لغة و هوية !
هذه الجملة التي ذكرها النائب كنا " السريانية لغة المسيح لغة الاجداد لغة بابل واشور عادت لتصبح لغة رسمية في العراق" هي غير دقيقة :
أ - السريانية لغة المسيح : بالأحرى اللغة الآرامية لأن اليهود قد بدأوا
يتكلمونها منذ السبي البابلي الثاني ! و هي طبعا لغة أجددنا الآراميين
مئات السنين قبل اليهود !
ب - لغة الأجداد : نعم إنها لغة الأجداد الآراميين و ليست لغة الشعوب
المنقرضة ...
ج - لغة بابل و أشور ؟ اللغة الأكادية هي التي كانت لغة بابل و أشور
و بعد إنشار الآراميين في العراق و صهرهم لبقايا الشعوب القديمة ,
أصبحت اللغة الآرامية هي المحكية في العراق القديم و كل الشرق .
د - و عادت لتصبح لغة رسمية في العراق : للتكير فقط أن اللغة الآرامية
و إن كانت اللغة المحكية في العراق القديم لتفوق عدد الآراميين فإنها
لم تكن اللغة الرسمية لا في بلاد أشور و لا بلاد بابل / أكاد !
من يريد أن يعلم اللغة السريانية عليه أن يحترم أولا إسمها العلمي
فهي متحدرة من اللغة الآرمية و ثانيا أن يحترم هوية من نطق بهذه
اللغة و طورها و أقصد أجدادنا الآراميين و ليس سكان أشور و بابل
كما يدعي النائب كنا !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=249626561872240&set=a.116029625231935.22878.100004746934896&type=1&theater

157
السيد المحترم Qasho Ibrahim
 هل تستطيع أن تذكر لنا كم سنة بقيت بلاد آرام خاضعة للحكم الأشوري؟
و كما سنة بقيت مصر خاضعة للأشوريين ؟ هل سكن أو إستوطن
الأشوريون في بلاد آرام أو بلاد أكاد ؟

158

  التسمية السريانية تؤكد هويتنا الآرامية و ليس" قومية سورية "

رد غير مباشر على الفنان المتطفل على التاريخ عامر فتوحي
 وصلني منذ فترة في موقع  عنكاوا  تعليق من الأخ الحترم  ايشو شليمون يذكر فيه " حرفيا " ما كتب هذا السرياني الذي يتنكر لهوية أجداده و هو يتهمني بأنني كنت متأشورا في الماضي و حاليا (قومي ) سوري !

سوف أنشر تعليق الأخ  ايشو شليمون حرفيا و أجيبه على أسئلته ,و سوف أصحح أكاذيب  السيد عامر فتوحي الذي يتفنن في كتابة التاريخ و يبدو انه لا يزال يكتب بشكل عاطفي و ليس أكادمي !

الاخ الاستاذ هنري بدروس كيفا المحترم

شكراً لمحاولاتك الجادة وجهودك المظنية في البحث والاستقصاء الحثيث لمعرفة الحقيقة،

ليس لديَ ما اعلق عليه في مقالتك هذه ولكن لدي سؤالين فقط موجهة لسيادتك من خلال  مقالة للدكتور عامر حنا فتوحي السرياني الكاثوليكي نشرها في القوش .نت بتاريخ 25 /2013/4 تحت عنوان(هل نحن سريان العراق - سوريون ام عراقيون كلدان).حيث يقول الدكتور عامر في احدى فقراتها.

" قبل سنوات اتصل بي اللأخ الدكتور أمير حراق وفاتحني بعد كلام مجاملات وعبارات مدح واطراء عن مدى إطلاعي وعمق معرفتي وبانني كسرياني كاثوليكي سأكون عموداً من اعمدة اللأمة السريانية ، وهنا استفسرت منه عن مفهوم اللأمة السريانية ، فاكتشفت بانه واللأستاذ كيفا ( السوري الانتماء قلباً وقالباً) بعد انقلابه على ( الفكر المتأشور) الذي كان يتبناه لسنين يزمعان تأسيس حزب او تنظيم سرياني ذي طابع قومي ، وهنا شرحت له بكل وضوح وجلاء وبمنتهى الروح الاخوية الفرق بين مفهوم وعناصر القومية وبين المفهوم السرياني ( الديني المحض(... "

ولي هنا سؤالين فقط :

 2-متى تيقنت من ان قوميتك هي سريانية وليست آشورية ؟

 وكيف ؟

من جانبي ارجو المعذرة ان كان في كتابتي نوع من اللأحراج او الأساءة لشخصكم ، ونحن على ابواب عيد الميلاد المجيد، اتمنى لك عيداً سعيداً ، وكل الموفقية في السنة الميلادية الجديدة.

اخوك في المسيح / ايشو شليمون

  الأخ ايشو الموقر أتمنى لك و لكل الغيورين من شعبنا سنة جديدة مباركة و شكرا لك تعليقك و سأجيبك على أسئلتك و لكنني سأصحح ما ذكر السيد فتوحي المغامر في إطلاق طروحات تاريخية مضحكة :

 أ - أن يكون الدكتور أمير حراق قد إتصل بالسيد فتوحي هو أمر عادي و لكن إدعاء السيد فتوحي بأنني و الدكتور حراق بصدد تأسيس حزب أو منظمة فهو أمر غير صحيح .

ب - نحن نناضل من أجل هويتنا السريانية الآرامية من خلال تعمقنا في الأبحاث التاريخية الأكادمية و ليس من خلال أحزاب سياسية !

إن أبحاثي هي تاريخية و ليس سياسية و لذلك لا أجامل أحدا بينما السياسي يجامل الجميع!

ج - لقد تعرفت على الدكتور أمير حراق من خلال الدراسات التاريخية التي نشرها و لم أكن أعرف بأنه سرياني كاثوليكي مثلي . و قد إلتقيت به شخصيا مرتين في باريس خلال مؤتمرات حول الدراسات السريانية.

و بكل تأكيد الحديث لم يكن حول تأسيس حزب سرياني كما يدعي الخيال فتوحي...

د - نحن آراميون قلبا و قالبا و ليس كما يدعي السرياني المزيف عامر فتوحي !

مع إحترامنا لجميع الذين يؤمنون بالفكر القومي السوري فإننا من خلال رابطة الآكادميين الآراميين التي نشأت في السويد منذ أكثر من 23 سنة فقد رفعنا شعار " إعتماد التاريخ الأكاديمي للعودة الى جذورنا الحقيقية "

ه - السيد فتوحي المغامر يدعي بأنني كنت متأشورا ؟

 هذا كلام غير صحيح لأنني عشت في بيئة سريانية و كل من عرفني يعرف بأنني جاهدت و درست التاريخ كي أدافع عن هويتنا السريانية الآرامية !

و - السيد فتوحي يبحث عن الشهرة و لا يتحقق من معلوماته و هو فارغ كالطبل : بعض السريان المتطرفين- دعاة الفكر الأشوري المزيف- نشروا بضعة صفحات من أطروحتي " نكبة السريان الرهاويين " و ذكروا - بدون براهين - بأنني كنت مؤيدا للفكر الأشوري . يبدو أن موهبة الفن عند السيد فتوحي قد أثرت على منهجيته التاريخية فهو يردد الأقاويل بدون أي تحقيق !

و للتذكير فقط إنني قد ذكرت في اطروحتي في المقدمة الصفحة الأولى " أردنا أن نكتب عن الشعب الارامي السرياني الذي فرقته المذاهب المسيحية المتخاصمة". و في الخاتمة صفحة 89 "  تخلي الشعب عن اراميته و الإنتماء الى العقيدة المسيحية . إذ أن آباء الكنيسة القدماء ، اتلفوا كل اثر ارامي بحجة انه وثني. و كان الاسم الارامي يعني الوثني و الاسم " السرياني " يعني " المسيحي ".

ز - ما الفرق بين باحث أكاديمي و كاتب متطفل على التاريخ ؟

الأخ ايشو المحترم

لقد كتبت اطروحتي خلال خمسة أشهر خلال الحرب اللبنانية سنة1982 !

و كان علي أن أنهي الأطروحة رغم إغلاق المكتبات  و كنت من المتفوقين في الجامعة اللبنانية و قد قدمت لي منحة دراسية للسفر الى باريس و التخصص في التاريخ السرياني !

و هذا سمح لي أن أتعمق في المصادر السريانية و تصحيح عدد كبير من المفاهيم الخاطئة بين السريان . سنة 1982 نقلت بدون تحقيق أن التسمية السريانية كانت تعني المسيحي و أن الآراميين قد تخلوا عن إسمهم !

و لكنني بعد دراسات و سنوات طويلة في المكتبات لم أجد أي نص سرياني يؤكد أن التسمية السريانية كانت تعني المسيحي في الأجيال الأولى كما ذكر المطران أوجن منا و كما لا يزال يردد المغامر فتوحي !

كما إكتشفت أن أجدادنا لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي و قد نشرت عشرات البراهين حول هذا الموضوع !

ح - لقد صححت الأخطاء التي وردت في أطروحتي لأن البحث الأكاديمي هو تحقيق مستمر لمعرفة الحقيقة !

و للأسف السيد فتوحي يردد بإستمرار أن الكلدان كانوا متواجدين منذ 5300 سنة قبل الميلاد و قد خدع عدد كبير من الأكادميين الكلدان الذين صدقوا أطروحاته الكاذبة !

 أخيرا أخ ايشو بالنسبة الى أسئلتك فهي ليست محرجة و لكنها تلقي الأضواء حول ما قيل وحقيقة ما حدث :

"السؤال الأول : ما هو سبب تراجعك عن (الفكر المتأشور) كما يسمية الاخ الدكتور عامر؟ "

لقد أجبت على هذا السؤال فأنا لم أنتسب و لم أؤيد أي حزب يدعي بالهوية الأشورية !

و قد تعرفت في باريس على عائلة سريانية شرقية غيورة كانت تفتح بيتها لجميع المسيحيين المشارقة لأنها كانت تؤمن بأننا ننتمي فعليا الى شعب واحد !

و لكننا كنا نختلف حول اسم و هوية هذا الشعب !

السؤال الثاني :

متى تيقنت من ان قوميتك هي سريانية وليست آشورية ؟

وكيف ؟

 الأخ ايشو أنا لم أشعر يوما بأن هويتي هي أشورية و لكنني كنت أفكر بأنني لبناني لأنني ولدت في لبنان!

و لكن عند إندلاع الحرب في لبنان و علمت أن عددا كبير من الشباب السريان قد حاربوا و استشهدوا شعرت في قرارة نفسي بأنه من واجبي أن أدرس التاريخ كي أنفض الغبار عن تاريخنا السرياني !

 لقد أمضيت سنوات طويلة أدرس فيها المصادر السريانية و المراجع العلمية حول مشروع أطروحة الدكتورا في جامعة السوربون, و قد إكتشفت فيها عددا كبير من النصوص السريانية التي تؤكد أن أجدادنا كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين :

سأكتفي بذكر بعضها

 قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م)

”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان“

ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

 يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن(

”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“

ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

وفي تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (القرن التاسع(

”ومنذ ذلك الوقت، بدأ ابناء هاجر (العرب المسلمون) يستعبدون الأراميين استعبادًا مصريًا“

ܘܡܢ ܗܪܟܐ ܫܪܝܘ̱ ܒܢܝ̈ ܗܓܪ ܠܡܫܥܒܕܘ̱ ܠܒܢܝ̈ ܐܪܡ ܒܫܘܥܒܕܐ ܡܨܪܝܐ

  كلمة أخيرة لقد إنتقدت عدة مرات الطروحات التاريخية التي ألفها السيد فتوحي من وحي خياله و تفسيراته الخاطئة !

و من المؤسف أن إخوتنا الكلدان صدقوا طروحات فتوحي المزيفة و ابتعدوا عن دراسات الأب المؤرخ ألبير أبونا الأكادمية !

 هنري بدروس كيفا

 نموذج من مقالات عامر فتوحي المزيفة هل نحن سريان العراق... سوريون أم عراقيون كلدان؟

http://kaldaya.net/2013/Articles/04/Apr25_AmerFatouhi.html

159
الى المدعو نفسه aziz hana43
انني لا أعترف بأن الاسم السرياني هو مقدس لأنه لم يطلق على المسيحيين كما أنت تروج و هدفك غير النبيل هو إفراغ التسمية السريانية لأنها تشير الى هوية آرامية واضحة !
 يبدو أن الشعوب المنقرضة هي عزيزة عندك أكثر من هويتك السريانية
الآرامية ... هل عندك نص سرياني وردت فيه التسمية السريانية بمعنى
مسيحي ؟

160
السريان المشارقة و المغاربة هم آراميون هوية و لغة و حضارة !
 السيد المحترم نيسن يوحنا
 إنني متخصص في التاريخ السرياني و قد درست علم التأريخ في الجامعة اللبنانية خلال ست سنوات و حصلت على شهادتي الليسانس
 و الماجيستر في قسم التاريخ بين 1976 و 1982 . و قد كنت من
المتفوقين في الجامعة و أعطتني الجامعة منحة تخصص لمدة خمس
سنوات فسافرت الى باريس و إنتسبت الى جامعة السوربون حيث
حصلت على DEA سنة 1983 أي شهادة عليا في الدرسات و تعني
أن الجامعة قد قبلت موضوع أطروحتي لنيل شهادة الدكتورا ... و لكن
لأسباب إقتصادية لم أستطع أن أكمل أطروحتي و المهم هو إنني
إخترت التخصص في التاريخ السرياني!
  المشكلة يا أخ نيسن هي أنني تعمقت في دراسة المصادر السريانية
و صلحت عددا كبيرا من الطروحات الخاطئة المنتشرة بين السريان ...
المشكلة هي أن السريان النساطرة صاروا يدعون بهوية أشورية غير
علمية و يحاولون بكل الطرق إثبات هذه " الهوية الأشورية المزيفة "!
  إن أسئلتك لم تحرجني أبدا و هنالك كثيرون من حملة الأسماء
المستعارة قد كتبوا عني تعليقات مخجلة و لذلك لا أعطيهم أية أهمية .
إنني لا أعرف لما تتهمني بأنني " متحيز " و أنت لم تتحقق في أي
موضوع تاريخي قد عالجته في أبحاثي ؟ عفوا إن بعض أسئلتك توضح
لنا بعدم إطلاعك على تاريخنا السرياني فأنت تجهل أن أغلبية ساحقة
من الكتاب و الفلاسفة و الأطباء و معلمي اللغة السريانية و الشعراء
و الموسيقيين من القرن الثالث حتى حوال القرن الخامس عشر الميلادي
كانوا من رجال الدين !
  أخيرا أنت تسأل " انا اعرف انك باحث ولكن هل هذا يعني انك اكتشفت من خلال بحوثك ان كل المسيحيين اصلهم سريان؟"
و عندما أكدت لك نعم أن كل المسيحيين المشارقة يتحدرون من السريان
الآراميين ... أنت كتبت منتقدا "  فلماذا معظم مصادرك هي اما كنسية او اشخاص عملوا في الحقل المسيحي، بينما الباحثون عن التأريخ فأنهم يركزون اكثر على المصادر الأثرية؟؟"
  السيد نيسن : جميع مسحيي الشرق ينتمون الى الشعب السرياني الآرامي و لغتهم و حضارتهم هي السريانية الآرامية و البراهين موجودة
في مصادر أجدادك و الآثارات الأشورية تغني معرفتنا و لكنها ليست
براهين تثبت أننا أشوريين .
 نحن نناضل و سنناضل من أجل تصحيح كل المفاهيم الخاطئة إعتمادا
على التاريخ الأكاديمي المعترف به . أخيرا لقد تعلمت في جامعات
و معاهد باريس العلم و التواضع و للأسف - لبعض المنخدعين
بالإيديولوجيات المزيفة - أن لا أحدا يستطيع أن يبدل هوية أجداده !
سورايا/  السرياني المعاصر لا يستطيع أن يختار هوية قديمة لأجداده !

161
السيد المحترم نيسن يوحنا
 أولا أعيدك و أتمنى لك سنة جديدة مباركة راجيا من الله أن يزرع في
قلوبنا حب العمل من أجل وحدة شعبنا السرياني الآرامي .
الأخ نيسن إنني مثلك لا أحب الجدالات العقيمة و لكن اتمنى منك أن
تتعمق في تاريخ الشرق الحقيقي و أن تتوقف بترديد مفاهيم خاطئة حديثة :
أ - من هم الساكنون " مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ " ؟ حسب إطلاعك ؟
ب - لقد كتبت : " فأنا مخزى سؤالي كان لكي اتأكد منك بأن السريان هم فقط الذين قبلوا المسيح ام لا؟"
 * التسمية السريانية قد أصبحت مرادفة للآراميين منذ القرن الثالث ق0م
* الآراميون حافظوا على اسمهم الآرامي مئات السنين بعد قبولهم الديانة
  المسيحية !
* هنالك نظرية حديثة " تدعي " أن الآراميين قد تخلوا عن إسمهم و فضلوا أن يسموا سريان ...
* النظرية هي خاطئة لأن أجدادنا لم يتخلوا عن اسمهم الآرامي و لكن
بعض السريان يستغلون هذه النظرية ليدعوا أنهم من جذور إحدى الشعوب المنقرضة و يحاولون مثل السيد حبيب التاريخ المزيف أن
يروجوا أن التسمية السريانية قد أطلقت على عدة شعوب...
ج - لقد كتبت أمرا مضحكا " وانا ارى في بحوثك هي احادية الجانب وليست شاملة وكل مالا يعنيك تهمله، فالباحث الحقيقي وحتى ان اراد ان يلازم طرف معين فأنه في ابحاثه يذكر الامور المخالفة لآرائه للامانة العلمية. "
 * الباحث الحقيقي يبحث عن الحقيقية المجردة
* الباحث الحقيقي لا يلازم أي طرف و لا يجامل أحدا من المتطفلين!
*الأمانة العلمية هي صفة لا تملكها أنت لأنك لم تتحقق في أي نقطة
  في موضوعي .
* الذي يزعج هو أمانتي العلمية لأنني أسمي أجدادك بإسمهم العلمي
 و التاريخي أي السريان المشارقة المتحدرين من الآراميين !
* كم كنت أتمنى أن أرى تعليقا لك حول بعض المتطرفين الذين لا
 يزالون يدعون أن اسم سورايا أصله أسوريا و يعني الشعب الأشوري
 المنقرض !
د - أخيرا لقد ختمت تعليقك بهذه الجملة التي تنتقدني فيها ( حسب
مفاهيمك للتاريخ ) و تقول " سؤال اخير سيدي هنري بدروس (رغم اني غير مهتم بالامور التسموية) انت تريد ان تثبت سريانية الاشورين والكلدان  فلماذا معظم مصادرك هي اما كنسية او اشخاص عملوا في الحقل المسيحي، بينما الباحثون عن التأريخ فأنهم يركزون اكثر على المصادر الأثرية؟؟"
 * لست أنا الذي يريد أن يثبت سريانية الأشوريين و الكلدان و لكن
مصادرهم السريانية هي التي تثبت  ! هنالك فرق كبير في التعابير
و أتمنى منك أن تطلب البراهين و ألا تتهرب من مسؤوليتك !
* المصادر السريانية الشرقية أو الغربية هي مكتوبة من قبل رجال
الدين السريان : سؤالي لك هل نتخلى عن هذه المصادر لأنها تثبت
زيف الفكر الأشوري ؟ لقد تعمقت بها خلال أبحاثي و تعرفت من خلالها
على تاريخنا الأكاديمي الذي على ما يبدو يزعجك !
* أنت تدعي " بينما الباحثون عن التأريخ فأنهم يركزون اكثر على المصادر الأثرية؟؟" ما هذه البدعة الجديدة ؟
 السيد نيسن المحترم
 هنالك عدة علوم تساعد الباحثين في البحث التأريخي و منها علم
الآثار و لكن هنالك مواضيع تاريخية عديدة لا يلعب فيها علم الآثار
أي دور مهم : مثلا موضوع " الشرق و جغرافيته القديمة " ...
  هويتنا السريانية موجودة في مصادرنا لأن أجدادنا قد ذكروا لنا إسمهم
و ما يعني لهم : لقد ترك الرومان عشرات الآثارات في كل الشرق ولكن
لا أحد اليوم يدعي بهوية رومانية !
 لقد ترك الأشوريون عشرات الآثارات خاصة في بلاد أشور القديمة
هذه الآثارات و الكتابات الأكادية تساعدنا على معرفة تاريخ الشرق القديم
و لكنها ليست براهين - كما تتوهم - تثبت أن السريان يتحدرون من
الأشوريين !
 هنري بدروس كيفا 
 

162
السيد المحترم   انطوان الصنا
 يبدو إنك تبني أفكارك النيرة على " رأيك الشخصي " و إنني أكيد أن
الأستاذ حبيب تومي سيرد عليك و يبين لك أن " رأيك الشخصي "
هو خاطئ ...
 لقد كتبت حرفيا "  السيد حبيب تومي يعيش في دولة النرويج وحامل الجنسية النرويجية ونائم في العسل والامان وترشيح نفسه لمنافسة ابناء شعبنا الرابضين في الوطن والذين يعانون الكثير ويعيشون ظروف واوضاع امنية واقتصادية وسياسية واجتماعية في غاية الصعوبة ..."
أ - هل السيد تومي يعيش أم عاش لفترة في النرويج ؟
ب - لما تدعي أنه نائم في العسل ؟ عفوا حتى خصوم الأستاذ تومي
  يعترفون بأنه من أكثر المدافعين عن الكلدان و حقوقهم !
ج - هل حسب " رأيك الشخصي " عودة الأستاذ تومي الى العراق
  هو من أجل منفعة شخصية أو شجاعة منه للنضال من أجل إفادة
  كل العراقيين و خاصة الكلدان منهم بسبب تخاذل بعض الكلدان
 و أنت تعرفهم أكثر مني !
  يبدو أن " قلمك " قد خانك فالأستاذ حبيب تومي رجل بكل معنى
الكلمة و إنسان مناضل صريح و عودته رغم المصاعب الحالية
في العراق هي من أجل الإستفادة من خبرته و ليس من أجل أن
يستفيد هو شخصيا !
 تحية الى الأستاذ حبيب تومي سنتابع برنامجكم في الإنتخابات القادمة
و نتمنى لكم التوفيق .

163
الى السيد حبيب خوري أو حبيب الشعوب المنقرضة !
  أنت لست الحجر الذي رفضه البناؤون و تعليقاتك في الأمور التاريخية
بدون أي تحقيق هي البرهان الساطع !
 أنت تردد أنك سرياني و مدعي بالعروبة و تحب إحياء الشعوب المنقرضة فقط لأنك تؤمن بإيديولوجية مزيفة تردد أن التسمية السريانية
 تعني المسيحية و قد شملت شعوب عديدة !
  أنت تعيش في دنيا الأحلام و تتوهم أن من حقك الطبيعي أن تحمل
العلم الآرامي بيد و بيد أخرى تتنكر لتاريخهم و هويتهم !

164
من هي ال "  أمة عظيمة أعطت الأبجدية والحضارة للإنسانية كلها" ؟
 الى السيد المحترم  Yakdan Nissan
 أمر مضحك أنت تعيد إخوتك و تتمنى لهم "  من السنة الجديدة ان تفتح قلوبكم وتنير عقولكم وأفكاركم لما هو خدمة شعبنا وأمتنا ووطننا ."
و يبدو إنك تتجاهل جذورك السريانية الآرامية و تصدق الطروحات التي
تدعي بتحدر السريان المشارقة من الأشوريين ...
 إنني أتمنى من الله أن ينير عقلك و تجيبني على سؤال بسيط :
هل الأشوريون هم الذين أعطوا الأبجدية للعالم أم الكنعانيون ؟

165
السيد المحترم nisen
 هذا رد غير مباشر على بعض الكهنة المغامرين الذين يدعون بجذور
عربية وهمية و يوهمون مسيحيي شرقنا الحبيب أن خلاصهم هو في
الذوبان العروبي .
 لذلك أحببت أن أنشر بعض المعلومات التاريخية حول " الشرق ".
و إنني أنطلق من المصادر السريانية الغنية التي تشرح لنا حول
الإنقسامات داخل الشعب السرياني الآرامي . إنني لا أدعي  أن يسوع
المسيح قد جاء من أجل السريان فقط , و لا أدعي أن التسمية السريانية
تعني المسيحيين لأنها نظرية غير علمية ...
  أخيرا لقد إنتشرت بين السريان المشارقة و المغاربة عدة إيديولوجيات
مزيفة تبعد السريان عن جذورهم الآرامية الحقيقية و للأسف لا يزال
كثير من المغامرين يتوهمون أن طروحاتهم الخاطئة هي " حقائق تاريخية" و علينا أن نحترمها لأنهم يصدقونها ...
  أدعوك الى إعادة قراءة هذا المقال بدون أفكار مسبقة و أن تتحقق
بنفسك إذا كان السريان يؤمنون بأنهم شعب واحد . لقد وجدت من خلال
أبحاثي أن جميع السريان النساطرة المشارقة ( اليوم كلدان و أشوريين)   و السريان المغاربة : السريان الملكيين ( روم و موارنة ) والسريان اليعاقبة ( ارثودكس و كاثوليك و إنجليين...) كانوا يؤمنون بأنهم ينتمون
الى شعب سرياني آرامي واحد !
   إنني أدعوك كي تتحقق بنفسك و أرجو ألا تتهمني بأنني أستخدم
كلمة خلاص بمعنى مسيحي ديني : أغلبية ساحقة من المسيحيين المشارقة تتعرب بسبب تجاهل بعض رجال الدين لتاريخنا الأكاديمي .

166
         " فقط العلماء يحق لهم مناقشة الأمور العلمية "
 السيد المحترم حبيب الخوري
 من حقك الطبيعي أن تبدي رأيك في المواضيع المطروحة و لكن اسمح
لي إن رأيك في موضوع الهوية السريانية التاريخية هو غير مهم لإنك
تردد مفاهيم خاطئة ...
  التسمية السريانية لم تطلق على المسيحيين كما تتوهم و التسمية
السريانية لم تطلق إلا على الآراميين و ليس على الشعوب المنقرضة !
إنني لا أكتب من وجهة نظر سياسية و لكن مطالبتي بإعتماد التاريخ
الأكديمي صار له وزن سياسي لأنه يمنع المغامرين مثلك من تفريغ
التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية و القومية !
  لا تتوهم بأنني سأسئلك عن " براهين " حول إدعائك بأن التسمية
السريانية تعني المسيحي و قد أطلقت على الشعوب القديمة المنقرضة.
و لا تتوهم أن تعليقاتك لها وزن علمي فأنت تحمل اسم لبناني و ترفع
العلم الآرامي و تدعي إنك سرياني و لكنك عن عمد تشوه الهوية
السريانية الآرامية لأسباب غير معروفة !
 للتذكير فقط : من يرفع العلم الآرامي عليه أولا أن يؤمن بالتاريخ العلمي
لا أن يزيف هويتنا السريانية كما أنت تفعل !

167
هل خلاص المسيحيين المشارقة هو في ذوبانهم و إنكار هويتهم؟

 هنري بدروس كيفا

 موضوع مهم بنظرنا و لا شك  بنظر أكثرية ساحقة من المسيحيين الذين تعود جذورهم الى شرقنا الحبيب .

سأحاول أن أشرح بدقة بعض الكلمات المهمة قبل معالجة هذا الموضوع الحساس .

أولا  - جغرافية شرقنا الحبيب التاريخية :

 هنالك عدة مفاهيم خاطئة حول تعبير " الشرق " الجغرافي التاريخي !

و أغلبيتها إنتشرت في القرن التاسع عشر بعد إهتمام الدول الأروبية في تاريخ شرقنا الحبيب و أطماعهم الخبيثة في خيراته .

أ- هنالك فكرة رائجة و هي أن الشرق هو الولاية الإدارية أسورستان الفارسية و قد تبنى الحزب القومي السوري هذه الفكرة ونشر تعبير" سوريا الكبرى "!

و طبعا هذه تسمية سياسية خاطئة و ليست تسمية تاريخية لشرقنا الحبيب!

للأسف لا يزال كثير من المسيحيين المشارقة  يخلطون بين تسمية سياسية و تسمية تاريخية و عدد كبير لا يزال يتوهم أن " سوريا الكبرى " هي تسمية تاريخية حقيقية !

ب -  لقد تبنى العروبيون تسمية حديثة و هي " الهلال الخصيب " !

و بكل تأكيد هذه ليست تسمية تاريخية و لكنها تسمية خاطئة من القرن التاسع عشر تدعي بوجود وحدة جغرافية و سياسية تجمع العرب سكان شبه الجزيرة العربية مع شرقنا القديم .

يروج العروبيون هذا التعبير لأنه يخدم إيديولوجيتهم التي تدعي أن شبه الجزيرة العربية و شرقنا القديم كانتا موحدتين و أن العرب كانوا من سكان الشرق الأصيلين !

ج - ما هو أقدم ذكر لتسمية الشرق و ما هي جغرافيته ؟

 *الأشوريون و الكلدان من بعدهم لم يستخدموا تسمية واحدة للإشارة الى الشرق القديم و طبعا لم يستخدموا لفظة " الشرق " في كتاباتهم .

و نفس الملاحظة الى الفرس فإنهم لم يستخدموا تسمية جغرافية موحدة لكل الشرق و هذا واضح من تسمياتهم الإدارية فهنالك مرزبانة أسورستان و مرزبانة بابل و مرزبانة العربية  (شبه الجزيرة العربية)!

 *لقد وجدنا في المصادر اليونانية القديمة إنها إستخدمت بكثرة تعبير " الشرق " كتسمية جغرافية و لكن من أجل الدقة يجب الإشارة الى أن تعبير " الشرق "  و إن كان جغرافيا فهو ظل مبهما لا يشير الى منطقة جغرافية محددة !

 *الرومان هم أول من إستخدم  تعبير " الشرق " كتسمية جغرافية محددة و قد أخذوه من قدامى اليونانيين و ليس من تسميات شرقية قديمة كسوريا الكبرى أو سوريا الطبيعية الحديثتين !

د - تسمية " الشرق " في الإمبراطورية الرومانية و عند إنتشار المسيحية.

 لقد أطلق الرومان تسمية " الشرق " على جميع المناطق التي كانت خاضعة لهم في شرقنا و هي العراق القديم و سوريا القديمة و بيت نهرين ( الجزيرة السورية ) و كيليكيا و إيصوريا !

و طبعا بلاد مصر كانت خاضعة للرومان و لكن تسمية " الشرق " لم تكن تشملها !

فقد كانت تؤلف ولاية رومانية مستقلة ... و يبدو أن الرومان قد تركوا ولاية فلسطين مستقلة عن ولايتي مصر و الشرق و إن كانت خاضعة عسكريا لحاكم إنطاكيا عاصمة الشرق !

  لقد تقلص الحكم الروماني بعد الحكم الساساني الذي أبعدهم من مناطق عديدة من العراق القديم !

و كان المسيحيون المشارقة المتحدرين من السريان الآراميين خاضعين الى الإمبراطورية الرومانية في المناطق غربي الفرات و في بيت نهرين / الجزيرة ( شرق الفرات ) بينما كان المسيحيون في العراق القديم خاضعين للحكم الساساني .

بعد مجمع خلقيدونيا سنة 451م تقرر ضم فلسطين الى ولاية الشرق !

 و نحن نعلم من خلال الوثائق الجغرافية المتعلقة ببطريكية  إنطاكيا ما هي المناطق التي كانت ضمن " الشرق " ( أنظر الى الخريطة التاريخية المرفقة (.

 بعض الملاحظات المهمة

 *إن الرومان قد أزالوا التسمية الإسرائلية التاريخية القديمة و أطلقوا تسمية فلسطين الإدارية الجغرافية على المنطقة .

علما أن التسمية التاريخية فلسطو كانت تطلق على منطقة غزة الساحلية فقط !

 *لقد أطلق الرومان تسمية " العربية السعيدة " على المناطق الواقعة شرقي نهر الأردن و كانت هذه المنطقة آرامية بسكانها و لغتها لأنها كانت مسكونة لمئات السنين بالأنباط الآراميين !

 *للأسف الشديد بعض الباحثين مثل المؤرخ أسد رستم كانوا يؤكدون أن بطريركية إنطاكيا كانت يونانية و عربية و سريانية بسكانها! 

وللأسف هذا الرأي هم مخالف للحقيقة التاريخية و قد توهم كثيرون من المسيحيين المستعربين أن شبه الجزيرة العربية كانت ضمن بطريركية إنطاكيا و ضمن شرقنا الحبيب !

 *للتذكير فقط أن سكان العربية السعيدة كانوا من الأنباط الآراميين الذين إستعربوا مع الزمن !

فبطريركية إنطاكيا لم تكن عربية بسكانها و العنصر اليوناني كان في بعض المدن و في مناطق كيليكيا الأولى و الثانية و إيصوريا !

 *دمشق كانت العاصمة لمنطقة  فينيقيا الثانية : هذا لا يعني أن سكان دمشق كانوا من الفينيقيين لأننا نعلم أن هذه المدينة كانت آرامية قبل الرومان و بعدهم بمئات السنين !

التسميات الإدارية لا تغير هوية الشعوب !

 ثانيا - من هم المسيحيون المشارقة و ما هي هويتهم التاريخية ؟

 سؤال مزعج جدا خاصة للمسيحيين الذين يتوهمون أن هوية المسيحي الذي يعيش في لبنان هي مخالفة لهوية المسيحي الذي يعيش في العراق أو سوريا !

و بكل تأكيد هذا السؤال هو مزعج جدا لكل مسيحي شرقي لا يزال يتوهم أن له جذورا عربية و أن من حقه الطبيعي أن يدعي بعروبيته !

و للأسف بعض رجال الدين لا يزالون يدعون بأن المسيحيين هم عرب بدون برهين علمية !

 أ - إمتداد تسمية مسيحيين مشارقة لتشمل إخوتنا الأرمن و الأقباط .

 لقد توسع معنى الشرق في المفاهيم الحديثة و صار يشمل – حسب المفاهيم الأوروبية - مصر و إيران و شبه الجزيرة العربية و القوقاز...

أغلبية ساحقة من المسيحيين المشارقة تعتبر الشعب الأرمني و القبطي من المسيحيين المشارقة و هذا أمر طبيعي لأن مفهومنا لتسمية الشرق قد تطور في التاريخ الحديث !

و لكن من أجل الدقة فإن " الشرق " هو المنطقة التي كانت خاضعة لسلطة بطريركية إنطاكيا .

ب - هذا الموضوع ليس موجه الى السريان الذين يؤمنون بإيديولوجيات  سياسية حديثة  مزيفة لهوية أجدادهم مثل السريان الذين يرددون بدون تحقيق أن جذورهم هي أشورية !

هذه الإدعاءات الكاذبة تسمح لبعض السريان المستعربين في المضي بترديد طروحات عروبية غير علمية !

ج - المسيحيون المشارقة ينتمون الى الكنائس الإنطاكية التاريخية التي إستقلت و إنفصلت عن كنيسة إنطاكيا و بطركيتها و هم ينتمون بأكثريتهم الساحقة الى السريان الآ راميين .

د - لقد إنقسم السريان الى سريان شرقيين نسبة الى نهر الفرات و الى سريان غربيين !

و بعد اعلان الإمبراطور ديوكلسيان البيزنطي أن الديانة المسيحية هي الدين الرسمي في امبراطورته , عمد الفرس الى مضايقة السريان المشارقة مما أجبرهم على الإستقلام عن بطريركية إنطاكيا .

من المؤسف أن أتباع الكنيسة السريانية الشرقية قد إنفصلوا و أسسوا عدة كنائس مع تسميات كلدانية و أشورية حديثة و صار أتباع تلك الكنائس يدعون بهويات أشورية و كلدانية و بعض المتطرفين منهم صاروا يدعون بوجود لغات أشورية و كلدانية قديمة و حديثة!

( للتذكير لا يوجد لغة أشورية و كلدانية لا قديمة و لا حديثة ... السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية المعروفة بالسورث و لكن تطرفهم يدفعهم الى تسميتها أشورية و كلدانية... (

 هؤلاء الإخوة هم أسرى مفاهيمهم الخاطئة و لعلى البرهان الذي يوضح لنا مفاهيمهم الخاطئة هو القديس مار افرام السرياني الذي ولد في مدينة نصيبين عاصمة بيت عرباي الآرامية ( بعض رجال الدين السريان لا يزالون يدعون بجذور عربية لأنهم يتوهمون أن تسمية بيت عرباي تشير الى العرب القدامى !)

في بداية القرن الرابع و لكنه أجبر الى هجر مدينة أجداده و إنتقل الى الرها بعد سقوط نصيبين بيد الفرس سنة 363 م!

  الشيئ المؤلم أن القديس افرام الذي لقب بالسرياني هو أنه كان يعتبر جميع المسيحيين المشارقة ينتمون الى الآراميين و لا زلنا نرى بعض المتطفلين و المغامرين يعتبرون مار افرام أشوريا أو كلدانيا حسب مفاهيمه الخاطئة !

 المصادر السريانية الشرقية تؤكد بشكل قاطع أن جميع مسيحيي العراق كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين و لكن رجال الدين المعاصرين المنتمين الى هذه الكنائس السريانية لا يملكون شجاعة الأب المؤرخ البير أبونا الذي يؤكد إنتمائهم الآرامي في كتبه و أبحاثه العديدة !

ه - المسيحيون في بلاد سوريا / بلاد آرام القديمة و الجزيرة / بيت نهرين يتحدرون من الآراميين فهذه المناطق كانت آرامية بسكانها بأكثر من 1500 سنة قبل إنتشار الديانة المسيحية بينهم !

و - نحن من خلال رابطة الأكادميين الآراميين ( ننتمي الى عدة كنائس سريانية أرثودكسية و كاثوليكية ) دعونا في الماضي الى إعتماد التاريخ الأكاديمي للعودة الى جذورنا الحقيقية !

و هذه الدعوة موجهة الى كل مسيحي مشرقي يريد معرفة جذوره التاريخية الحقيقية !

ز - المسيحيون المشارقة ينتمون بأكثريتهم الساحقة الى السريان الآراميين !

 إخوتنا من أبناء كنيسة الموارنة و الروم هم أحفاد السريان الملكيين الذي تبعوا تعاليم مجمع خلقيدونيا بعكس السريان الأرثودكس الذين ناهضوا تعاليمه !

ح - لقد كانت منتشرة فكرة خاطئة في بداية القرن العشرين مفادها أن الشعب السرياني و القبطي و الأرمني كانوا يكرهون الشعب اليوناني و أرادوا الإستقلال من إمبراطوريتهم البيزنطية الظالمة!

و لكنني عندما سافرت الى فرنسا لإعداد أطروحة في جامعة السوربون " حول الأسباب الحقيقية لإستقلال الكنيسة السريانية الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا"إكتشفت أن السريان لم يناضلوا ضد اليونانيين من أجل أسباب قومية و لكن من أجل أسباب عقائدية و أن الشعب السرياني قد إنقسم الى قسمين في بطريركية إنطاكيا أي في شرقنا الحبيب :

* "السريان الملكيون " الذين حافظوا على تعاليم مجمع خلقيدونيا !

وهم أبناء كنائس الروم و الموارنة و فيما بعد الروم الكاثوليك و الإنجليين...

" *السريان المناهضون" و هم السريان الأرثودكس و فيما بعد السريان الكاثوليك و السريان الإنجليين !

ملاحظة صغيرة إن تأكيدنا أن هويتنا التاريخية هي سريانية آرامية لا تعني إننا ندعو بإنتمائنا الى عرق آرامي صافي !

لأننا نعلم جيدا إن بقايا شعوب عديدة قد إنصهرت و ذابت ضمن الآراميين أجدادنا !

 ثالثا - هل الإدعاء بجذور عربية مزيفة هو خشبة خلاص المسيحيين المشارقة ؟

  للأسف الشديد بعض المسيحيين المشارقة , يعيشون في مناطق مسيحية أو تركوا شرقنا الحبيب ,  لا يشعرون أبدا بما يعاني المسيحي الذي يعيش في العراق أو سوريا أو مصر و بعض الأحيان يوجهون " نصائح مضحكة " من نوع " إذا كنت تريد أن تكون سريانيا أصيلا أترك كل شيئ تملكه في أرض أجدادك في العراق و سوريا و إذهب و قاوم مثل المسيحيين في لبنان !"

 المضحك في هذه النصيحة هو أنها تدعو الى إقتلاع الوجود المسيحي في الشرق من أجل تقويته في جزء منه و هو لبنان !

للأسف أن على " مسيحيي لبنان " المثقفين أن يتعلموا من تجاربهم و ضياعهم لهويتهم التاريخية كي يساعدوا مسيحيي الشرق في الحفاظ على مناطقهم التاريخية !

المضحك أيضا أن مسيحيي لبنان ليسوا " مستعدين " لقبول مسيحيي الشرق المضطرين الى هجره !

  لقد وجدنا في الآونة الأخيرة أن عددا كبيرا من رجال الدين المسيحيين يجاهرون علنا - و بدون حياء - أن جذورهم هي عربية أو أن المسيحيين يتحدرون من العرب!

يرددون طروحات تاريخية غير علمية حيث يخلطون فيها تاريخ القبائل العربية المسيحية قبيل إنتشار الإسلام و تاريخ الغساسنة المسيحيين!

و في جميع الحالات لا يذكرون شيئا عن تلك القبائل المسيحية العربية بعد الإسلام !

سؤال مطروح هل المسيحيون المشارقة و رجال الدين منهم على الأخص يتوهمون أن " الإدعاء " بوجود مسيحيين عرب اليوم يخدم الوجود " المسيحي " في الشرق؟

الغاية لا تبرر الوسيلة و كل رجل دين من أية كنيسة كان يدعي بوجود مسيحي عربي هو ناكر لجذور أجداده!

قد يكون من حقه أن يكون " مسيحيا مستعربا " أو ناطقا باللغة العربية و لكنه لا يحق له أن يزيف هويتنا السريانية الآرامية التي إذا لم يسمع بها فهو لأنه متطفل على تاريخ الشرق !

المسلم العربي لا يستطيع أن يكون " أصيلا " عندما يكون محاطا- لا سمح الله - ببعض السريان و الأرمن و الأقباط الذين يؤكدون له خوفا منه  بأنهم عرب أقحاح !

الإدعاء بوجود هوية عربية مسيحية ليس خشبة خلاص المسيحيين المشارقة بل هو الموت لهم بالتقسيط و على مراحل !

العودة الى جذورهم التاريخية هو خشبة خلاصهم لأنه رفض صريح للعروبة المزيفة و رغبة حقيقية في الحفاظ على هويتهم في كل مكان في العالم !

الى الكهنة الذين يتجاهلون هويتهم التاريخية عن غباء و يتوهمون أن قول المسيح " كونوا ودعاء كالحمام و حكماء كالحيات " لا يشفع بهم عندما يتنكرون لهوية أجدادهم من أجل مراضاة أية سلطة!

  الشجاعة الحقيقية هي الدعوة الى دراسة أكادمية لهوية مسيحيي شرقنا الحبيب  و ليس في تسريع ذوبانهم في العروبة و إلصاق الهوية العربية غير العلمية في تاريخ أجدادهم !

168

هل إسم إديسا Edessa هو يوناني أم أشوري ؟
 

أقدم هذا البحث الى السريان الرهاويين الذين يهمهم معرفة تاريخ أجدادهم و مدينتهم المباركة . في موضوع سابق " هل كل المصادر القديمة هي صادقة ؟ " الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=11046
لقد أشرت فيه إلى الأمور التالية :

إنني أتذكر أن بعض مؤرخي السريان من القرن التاسع الميلادي و تواريخهم منشورة في الأعداد الأولى من مجلدات C.S.C.O في بداية القرن العشرين حيث تناقلوا أن " سلوقس قد بنى عدة مدن في الشرق و سماها Edessa على إسم إبنته و Laodice على إسم إبنته ...."أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ الرها يذكرون أن إسمها اليوناني Edessa هو تيمنا بعاصمة المقدونيين القديمة Edessa التي لا تزال موجودة حتى اليوم !" لقد كانت غايتي الأولى من طرح الموضوع أن أدفع السرياني المثقف لكي يتعرف على أهمية المصادر (وهنا السريانية) لمعرفة تاريخ أجدادنا و تراثهم و ضرورة النقد الداخلي للمصادر قبل إعتمادها !

أولا - التاريخ الأكاديمي و التاريخ المسيس !

أ - التاريخ الأكاديمي هو ضرورة لقد شعرنا في رابطة الأكادميين الآراميين , بأهمية إنتشار التاريخ العلمي بين أبناء الشعب السرياني الآرامي 0 و وجدنا أن إنتشار التاريخ الأكاديمي يساهم في وحدة شعبنا التاريخية و قدمنا عدة برامج من خلال فضائية سوريويو سات حول تطور علم التأريخ : كان التأريخ يعتبر في الماضي أدبا و لم تكن له منهجية معروفة أو متبعة ! و لكنه أصبح في التاريخ الحديث علما له منهجية واضحة هدفها البحث عن الحقائق التاريخية و ذكرها كما هي !

ب - لما التاريخ الأكاديمي هو ضرورة ؟ يقول المؤرخ البريطاني هوبل "إذا أردت أن تلغي شعبا تبدأ أولا بشلّ ذاكرته، ثم يلغي كتبه و ثقافاته و تاريخه، ثم يكتب له طرف آخر و يعطيه ثقافة أخرى و يخترع له تاريخا آخر... عندها ينسى هذا الشعب من كان و ماذا كان والعالم ينساه أيضا..." للأسف أن أورهاي الرها قد تعرضت لحملة قوية لتشويه تاريخها و هوية سكانها من بعض أبنائها الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية المزيفة .

ج - التاريخ المسيس للأسف بعض الدول و الشعوب و الأنظمة و الإيديولوجيات تستخدم التاريخ المسيس لتحقيق أهدافها و مصالحها :

* عندما ألقت الولايات المتحدة القنابل النووية على مدينتي هيروشيما و نكزاكي في صيف 1945 إدعت أنها مجبرة لإلقائها كي تنقذ حياة حوالي مليون جندي أميركي ! هذا الإدعاء هو كي يؤيد الرأي العام الأميركي سياسة حكومتهم . المهتمون في تاريخ الحرب العالمية الثانية يعرفون اليوم أن الجيش الياباني كان في حالة إنهيار تام و أن إستخدام القنابل النووية لم يكن ضروريا ! الواقع أن أميركا كانت تريد أن تبرز قوتها العسكرية لحلفائها خاصة لستالين و أن تلعب دورا كبيرا في قيادة العالم . و المضحك المبكي أن تلك القنابل النووية قد لوثت أماكن وقوعها و قد سببت وفيات عشرات من اليابانيين يوميا و خلال سنوات طويلة و لكن تواجد القوات و السلطة الأميركية في اليابان قد منع تسرب أي أخبار تتحدث عن هذا الموضوع! أحد كبار المسؤولين الأميركيين كان يؤكد أمام الصحافيين " أن القنبلة النووية هي نظيفة ! "

* لا أحد يحق له أن ينكر تواجد الشعب الكردي في شرقنا الحبيب و لكن قيام بعض الأكراد بالإدعاء تارة أنهم من جذور ميدية و طورا من جذور كاشية Cassite كي يثبتوا أنهم من سكان الشرق الأصيلين يدفعنا إلى الشك في صحة تلك الإدعاءات و نقدها .
راجع "جذور تاريخية للأكراد في سوريا أم طموحات سياسية ؟"
http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=8896
 
* بعض الأحزاب السريانية تدعي أن السريان يتحدرون من الأشوريين لأن الإسم السرياني مشتق من الأشوريين ! و كان الأستاذ أبروهوم نورو يؤمن أن السريان يتحدرون من الآراميين و الأشوريين و هذه آراء غير علمية لأن إسمنا السرياني :

* قد أطلقه اليونانيون على سكان الشرق بشكل عام .

* و قد أخذوه من الفرس الذين كانوا قد أطلقوا تسمية " اسورستان " الإدارية على كل الشرق القديم .

* الشعب الأشوري لم يطلق إسم " أشور " على شرقنا الحبيب و لم يستوطنوا في بلاد آرام ( سوريا القديمة ) أو في نهريما / بيت نهرين ( الجزيرة السورية ) التي أطلقت عليها أسفار التوراة " آرام نهرين "! و كانت أورهاي الرها عاصمتها منذ عهد الأباجرة !

* التسمية السريانية صارت مرادفة لأجدادنا الآراميين : فمار أفرام يسمي سكان الرها " آراميين " و ليس " أشوريين أم إسبان " !
 أما العالم يعقوب الرهاوي فهو يردد " " ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܳܦ ܚܢܰܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܺܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ " أي و هكذا عندنا نحن الآراميون أي السريان !

ثانيا - هل إسم إديسا Edessa هو أشوري ؟

أ - إسم إديسا Edessa في المصادر السريانية لقد شرحت سابقا - إستنادا إلى المصادر السريانية - أن علماء السريان كانوا يؤمنون أن إسم Edessa هو يوناني لأن الملك سلوقس قد أطلقه على مدينة أجدادنا العظام . المشكلة التي وجدتها في المصادر السريانية إنها تردد أن إسم Edessa هو مأخوذ من إسم بنت للملك سلوقس بينما المصادر اليونانية لا تذكر أن هذا الملك له إبنة إسمها Edessa !

ب - هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ لا شك أن السريان الرهاويين المهتمين يعرفون جيدا أن أحد أبناء الرها المغامرين يدعي أن إسم Edessa هو أشوري أكادي و يدعي أنه يعني " الحديثة " و يؤلف رواية مفادها أن الأشوريين بعد هربهم من بلاد أشور بعد سقوطها سنة 612 ق0م قد إستقروا في هذه المدينة و سموها " الحديثة "! المضحك في تفسيرات هذا الرهاوي المغامر أنه يدعي - إستنادا - الى نظريته التاريخية السياسية أن الأشوريين قد وصلوا الى ألمانيا و أنه من الممكن أن يكونوا قد بنوا أيضا Odessa على البحر الأسود ! و لا يخجل من التلميح أن Edessa عاصمة المقدونيين قد تكون أشورية !

ج - ماذا ينفع تشويه تاريخنا الحقيقي من أجل تسمية أشورية مزيفة ؟ لن أضيع وقتي مع إخوة لنا يعيشون في عالم الأحلام متوهمين أن تفسيراتهم لها وزن علمي . منذ يومين إطلعت على تاريخ يعقوب الرهاوي و كانت دهشتي كبيرة لأنني وجدت في الصفحة 281 في C S C O العدد 5/6 ما يلي /

" ܐܠܟܣܢܕܪܣ ܪܒܐ ܡܢ ܐܕܐܣܐ ܕܡܩܕܘܢܝܐ ܢܚܬܗ "

أي ما معناه أن أصل الإسكندر الكبير هو من مدينة إديسا في مقدونيا.

ثم يتكلم يعقوب الرهاوي عن الملك سلوقس :

" ܘܒܢܐܘܗ ܠܐܘܪܗܝ ܘ ܩܪܐܘܗ ܐܕܐܣܐ ܥܠ ܫܡ ܡܕܝܢܬܗܘ "

أي و بنى مدينة الرها و أطلق عليها إسم إديسا Edessa على إسم مدينته ( عاصمته ).

الخاتمة

أ - حبل الكذب و النفاق السياسي هو قصير ! الطروحات التاريخية المزيفة لا تعمر طويلا و عاجلا أم أجلا سينتصر التاريخ العلمي على أصحاب الطروحات المزيفة . من المؤسف أن فردا وحيدا - ليس له أية علاقة مع البحث التاريخي - يشوه تاريخ الرها و يدعي أن إسم Edessa هو أشوري !

ب - من هم سكان الرها ؟ نحن نعلم أن بعض إخوتنا من السريان يؤمنون بالهوية الأشورية المزيفة و لا يخجلون من ترديد تفسيرات خاطئة فقط للإدعاء أن سريان الرها أصلهم أشوري ! هذه مشكلة كبيرة أن يفسر كل سرياني هوية مدينة أجداده بدون العودة الى المصادر السريانية و المراجع العلمية. عدة مصادر سريانية كانت تذكر أن الملك أبجر كان أرمنيا و لكنني لم أجد أي نص سرياني يدعي أن أسرة الأباجرة أو سكان الرها كانوا من الأشوريين !

ج - السرياني الرهاوي و البحث التاريخي  إنني لا أعتب على السريان الرهاويين لأنهم لا يتابعون الأبحاث التاريخية حول مدينة أجدادهم المباركة و لكنني أتمنى ألا يخلطوا بين تاريخ أكاديمي موثق و طروحات فكر أشوري يلفظ أنفاسه الأخيرة ! هل يوجد بين السريان الرهاويين من يؤمن أن إسم Edessa عاصمة مقدونيا القديمة - و التي لا تزال موجودة حتى اليوم-هي إسم أشوري يعني الحديثة ؟ و يعني بطريقة ملتوية أن الإسكندر له جذور أشورية ؟

169
هل المثقف السرياني هو مسؤول عن إنقسام شعبنا أم الطروحات التاريخية المزيفة؟

 

لقد نشر الباحث و الشاعر إسحق قومي الموقر مقالا مهما عنوانه" أحذرُ من انقسام شعبنا وعلى المثقفين تقع المسئولية التاريخية" لا شك أن غيرة هذا الشاعر تدفعه الى تحذير المثقفين السريان حول مسؤوليتهم .

 للأسف الشديد لم أجد أي تعليقات مهمة حول هذا التحذير لذلك أحب أن ألقي بعض الملاحظات خاصة في ما يتعلق بالتاريخ و هويتنا .

اولا - الإنقسامات داخل " شعبنا " .

إن المثقف السرياني غير مسؤول عن الإنقسامات في أمتنا السريانية/ الآرامية ، لأن هذه الإنقسامات قد تمت لأسباب دينية عقائدية في القرن الخامس و بعده .

 السرياني الذي قبل مجمع خلقيدونيا ظل محافظا على إنتمائه السرياني كذلك السرياني النسطوري .

 إن يقظة القوميات في القرن التاسع عشر هي التي حولت الإنقسامات الدينية الى إنقسامات " قومية ":

هنالك تيار ماروني يدعي بالإنتماء الفينيقي أو الإنتماء الى " قومية لبنانية تاريخية " .

أما إخوتنا السريان النساطرة فقد إنتشر الفكر القومي الأشوري في بداية القرن العشرين و صاروا يدعون أن كل السريان ينتمون الى الشعب الاشوري !

ثانيا -" شعب واحد ولغة واحدة وتاريخ واحد ومصير واحد."

لقد كتب الأخ إسحق قومي هذه الجملة و لكنه لم يذكر " إسم هذا الشعب و هويته التاريخية " .

بعض الأحزاب ترفع هذا الشعار ثم و بدون أية براهين تدعي أننا أشوريين و لما لا نكون " إسبان أو إيرانيين ".

نحن لا نشك في مصداقية الشاعر إسحق قومي فهو ينشد الوحدة و يتألم لمصيرنا و لكن وحدتنا التاريخية موجودة و إسم لغتنا معروف و محسوم .

 المشكلة هي وجود طروحات غير علمية تزور هوية السريان و تنفي وجودهم و تسرق لغتهم مدعين أن إسمها اللغة الاشورية !

إذا كان بعض إخوتنا يؤمنون أن جذورنا هي اشورية و البعض يؤمنون أنها آرامية فلا يحق لنا أن ندعي أننا " شعب واحد " بدون العودة الى التاريخ الحقيقي للشعب السرياني .

ثالثا - حجر الأساس لوحدة الأبحاث التاريخية والعلمية  يطالب الأخ اسحق قومي بالتاريخ الأكاديمي و هذا موقف إيجابي و لكنه يتناقض مع بعض الأفكار التي وردت في مقاله فهو قد ذكر" أنت آشوري فليس من حقي أن أرفضك وأستنكر عليك أشوريتكَ" هنالك شعوب عديدة قبل الأشوريين و بعدهم قد " إنقرضت " و لم يعد لهم أي وجود كشعب حي .

 إن علماء الكنيسة السريانية النسطورية ( منذ 1976 صارت تسمى اشورية ) يؤكدون على إنتمائهم الآرامي منذ أكثر من 1000 سنة فهل نصدقهم أم علينا أن نقبل بالطرح الأشوري ؟

  أخ إسحق قومي ، إن المصادر السريانية ( شرقية و غربية) تثبت لنا أن أجدادنا السريان كانوا يؤمنون بجذورهم و هويتهم الآرامية .

أما إخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية فهم يستندون على تفسيرات خاطئة متعمدة . إن التسمية الاشورية في المصادر السريانية لم تكن مستحبة و صارت في قاموس حسن بن بهلول تعني " الأعداء " .

عندما ذكر د. أسعد صوما المتخصص في تاريخ السريان خلال لقاء في سوريويو سات هذه الحقائق حول التسمية الاشورية ، قام بعض الإخوة الأكادميين بنقده مدعين " أنه مخرب و مقسم للشعب السرياني ".

مما دفعني الى الرد على أحد هؤلاء الإخوة في موقع القامشلي و يظهر أنه مهندس أكاديمي و لكنه لا يريد أن يتعلم تاريخنا كما هو لأنه عاد مؤخرا وكتب في موقع القامشلي

http://www.kamishli.com/phpbb/viewtopic.php?f=5&t=5410

تحت عنوان رنان "هزيمة المثقفين والاكادميين السريان. واعضاء خندق الصمود"  فهو يتعجب "اين كان صوت المثقفين واقلام الاكادميين عندما قال الدكتور اسعد صوما في التلفزيون السرياني في هذا الوقت العصيب الذي يمر به شعبنا بأن:

الأثوريين هم اعداء السريان الآرميين استناداً إلى مقولة قالها حسن بن بهلول قبل اكثر من 1000 عام تقريباً."

هل يحق لمهندس أو لطبيب أو لشاعر لم يقم بأية دراسات تاريخية أن يتهجم على باحث نزيه مثل د. أسعد صوما ؟

عفوا هل المطلوب منا أن " نزور " مصادرنا السريانية كيف تتوافق مع الطرح الاشوري ؟

 لا شك إنك إطلعت على ما كتب أحد الكتاب الآراميين الذي يبحث عن الشهرة حول هذا الموضوع ( لن أذكر إسمه مخافة أن يصحح كل المغالطات التاريخية التي قد تكون موجودة في أبحاثي و يجبرني أن أعتذر أمام المثقفين السريان/ الآراميين(.

كتب الأديب الآرامي اللذي يتطاول على علم التاريخ وفقد أدب الحوار" وحول هذا الأمر، في إحدى لقاءاتي مع السيد د. أسعد صوما أسعد، سألته عن كيفية تطاوله على الآشوريين/الآثوريين واعتبار كلمة آثوري/ آشوري تعني عدو؟

 أجابني أنه قرأ في المعجم الفلاني أن الكلمة تعني عدو، أسأل السيد د. أسعد هل ما قاله فلان الفلاني في قاموسه من منظور علمي، وهل كلامه منزل من السماء؟

ومَن هو هذا العبقري الذي يعتبر الآثوري/ الآشوري هو عدو؟!!!

انا أعتبر أن كل من يعتبر الآثوري عدو هو عدو وعدو لدود للآراميين أولاً ثم للآشوريين والآثوريين ثانياً."

فإلى الأديب الآرامي الذي يبحث عن الشهرة ، أترك علم التاريخ لأربابه ، الرئيس أوباما لن يرد على رسالتك ، كف عن التهويل بقميص عثمان لإثارة الفوضى ، إذا كان " الشاعر" لا يستطيع أن يرد فلما لا ترد أنت و تعرف القراء حول مفهومك للهوية السريانية ؟

إنني أسمع الهتافات تحي بطولتك !

رابعا - " نحن مسؤولون و لكننا غير مذنبين !"

الوزيرة الفرنسية السابقة جورجينا دوفوا Georgina Dufoix إستلمت عدة وزارات في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتيران .

 لقد أجبرت على ترك العمل السياسي لأنها تورطت في عدم إتخاذ  الإجراءات اللازمة لعدم نقل مرض الإيدز بواسطة متبرعي الدم .

لقد إشتهرت بجملتها المشهورة « responsable mais pas coupable " أي إنني مسؤولة و لكنني غير مذنبة!

 و هذه حال بعض " السياسيين" اللذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن الشعب السرياني و يزورون هويته التاريخية و يدعون أننا شعب اشوري أو أشوري آرامي و هم غير مذنبين .

 أخ إسحق قومي الموقر، نحن لا نضع مسؤولية الإنقسامات على المثقفين السريان و لكن على الدكاكين الحزبية التي تدافع عن الطرح الاشوري و الهوية الاشورية المزيفة .

عندما نؤكد أن هنالك نصوص سريانية تؤكد أن أجدادنا من السريان كانوا يستخدمون التسمية الاشورية بمعنى غير مستحب فنحن ننتظر من المثقف الأكاديمي أن يسأل :

 أين هي النصوص ؟

من كتبها ؟

و لما تحمل هذه المعاني ؟

و ليس أن يتهجم أحدهم ( يبحث عن بطولات وهمية ) على باحث مثل د. أسعد صوما " سألته عن كيفية تطاوله على الآشوريين/الآثوريين واعتبار كلمة آثوري/ آشوري تعني عدو؟". 

من السهل جدا على الباحث المتخصص في تاريخ السريان أن يحدد هوية السريان الحقيقية ، ربما لأنها مذكورة في تراثنا الغني . سوف أذكر بعض الأسماء :

 المطران أوجين منا الكلداني ، البطريرك أفرام برصوم ، الأب المؤرخ ألبير أبونا ، المطران لويس ساكو الكلداني ..... بعض الأحزاب تتطرف في طروحاتها لذلك هي المسؤولة بالدرجة الأولى .

ملاحظة صغيرة إنني لا أخاف من بوق آرامي أخرس و لا من أديب متطفل على علم التاريخ

هنري بدروس كيفا

170
السيد أشور كيواركيس المحترم
تعريب الليتورجيا في الكنائس الكاثوليكية هو خطأ يتحمله رجال الدين
الكاثوليك - و ليس الإرساليات الكاثوليكية في القرنين السادس و السابع
عشر - و طبعا ليس نتيجة لسياسة الفاتيكان كما تتوهم !
 للأسف رجال الدين الكاثوليك المعاصرين إبتعدوا عن هوية أجدادهم
و هم مسؤولون أمام الرأي العام و ليس الفاتيكان ! أرجو ألا تخلط
الأمور و تذكر أن كل باحث في التاريخ مثل فيليب دي طرازي ليس
" دمية " تستطيع أن تحوله الى " أشوري مزيف " لأنك تؤمن بطروحات
تاريخية مزيفة !

171
           " هل كان المؤرخ فيليب دي طرزي أشوريا ؟ "
السيد أشور كيواركيس المحترم
  التاريخ ليس نقل لبعض المقاطع من هنا و هناك مع عنوان من مخيلتك
يفضح قصر نظرك للأمور التاريخية :
  أ - أنت تتحدث عن عمل بعض الإرساليات الكاثوليكية في القرنين
السادس و السابع عشر الميلادي و تتهم الفاتيكان كأنه كان يحارب
هويتنا السريانية الآرامية التاريخية ...
ب - إن الإرساليات كانت تحارب العقيدة الأرثودكسية و ليس الهوية
السريانية كما أنت تدعي.
ج - نحن نسامح جميع من عمل - عن قصد أو بدون قصد - لمحاربة
هويتنا السريانية في الماضي البعيد و القريب و لكن مفكر مغامر مثلك
لا يزال يردد طروحات تاريخية مزيفة مثل الإدعاء أن الفيكونت فيليب
دي طرزي هو مؤرخ أشوري فالأمر مضحك جدا و يدل على مفهومك
الشعبي لتزييف التاريخ !
  إنني متأكد إنك لا تستطيع أن تكتب بحثا تاريخيا نزيها لأنك تناضل
من أجل مفاهيم أشورية مزيفة : لا يحق لك أن تذكر أن دي طرزي كان
أشوريا للأسباب التالية :
 أ - لا يوجد شعب أشوري معاصر و لكن سريان يدعون بهوية أشورية
  غير علمية !
ب - أن دي طرزي كان يؤمن بأن جميع مسيحيي شرقنا الحبيب
كانوا ينتمون الى " الأمة الآرامية ".
  لقد أردت أن توسخ سمعة الفاتيكان و في النهاية لقد فضحت - مثل
العادة - مفاهيمكم التاريخية المزيفة لهويتنا السريانية !
 إسمح لي أن أشكرك لأن تطرفك الأعمى سيوقظ النخوة بين السريان
المنخدعين بالشعارات و الإيديولوجيات الأشورية/ الأثورية المزيفة !
 هنري بدروس كيفا

172
" الموارنة و اليعاقبة هم من جذور سريانية آرامية واحدة ! "
صحيح أن العالم يتطور و يتقدم و أن هنالك دول جديدة قد ظهرت منذ
20 أو 200 سنة و لكن يجب ألا يغيب عن بالنا أن الهويات التاريخية
لا تتبدل : سكان العالم الجديد قد ألفوا عدة دول بأسماء جديدة : الولايات
المتحدة الأميركية , البرازيل , كندا ...
للأسف لقد إبتعد إخوتنا الموارنة عن هويتهم السريانية تارة لأن الإسم
السرياني يشير الى الكنيسة الأرثودكسية و طورا لأنه يشير الى سوريا
الحالية . الأحزاب المسيحية في لبنان لا تهتم في معرفة هوية المسيحيين
التاريخية:
هل هم موارنة ؟
هل هم فينيقيون ؟
هل هم عرب ؟
هل هم سريان ؟
هل هم لبنانيون ؟
هل هم خليط من جميع تلك الهويات القديمة ؟
السياسيون يتهربون من طرح هذا السؤال مع أن جميع مسلمي لبنان
يؤكدون أن جذورهم هي عربية . الحقيقة المرة هي أن أحزابنا المسيحية
لا ترى أن جميع مسيحيي لبنان يتحدرون من السريان الآراميين , فجبال
لبنان لم تكن مأهولة بشعب " لبناني " في أيام سليمان الحكيم !
و إن الكنعانيين ( الفينيقيين التسمية اليونانية ) لم يسكنوا جبال لبنان
و لكن السريان اليعاقبة و الموارنة هم الذين عمروه ...

173
نتمنى لكم النجاح في الإنتخابات المقبلة و أن تجمع السريان الغيورين
على هوية أجدادهم الحقيقية من أجل أن تبقى بغديدا عاصمة للسريان
الآراميين !
  لقد كان الأب الدكتور بهنام سوني الموقر أستاذي في اللغة السريانية
و أعتقد أنه من بغديدا .

174
الأخ الموقر عبد قلو
 إن الإخوة الذين يكتبون بأسماء مستعارة , منذ سنوات في موقع عنكاوا ,
يتوهمون أن تعليقاتهم تمثل " الرأي العام " و لها وزن ! و غالبا ما يكون
نفس الشخص يكتب بعدة أسماء مستعارة !
 من المؤسف أغلبيتهم الساحقة - مثلما ذكر الأخ وسام - يعيشون
خارج شرقنا الحبيب و يزايدون في مواقفهم و أغلبيتها لدعم إيديولوجيات
مزيفة : المضحك أن السيد ايسارا يتكلم عن الحرية و لا يرى نفسه
على حقيقته : عبد مكبل بأفكار مسبقة خطئة !
  المشكلة هي أن تعليقاتهم غير المسؤولة قد تخدع بعض القراء و لذلك
يجب عدم التهاون معهم و تذكير القارئ إنهم لا يمثلون إلا أنفسهم !

175
            " كلام عاطفي رقيق و تزييف لهويتنا ركيك "
الأخ المحترم KARIM ADNAN
 إنني لم أكتب " مسرحية " تاريخية أتلاعب فيها بتسمية الشعوب !
أتمنى منك أن تنتبه أكثر الى تاريخنا الأكاديمي و إنني من باب الأمانة
الى البحث الأكديمي و هويتنا السريانية الآرامية قد كتبت هذا الموضوع
و إنني أتعجب كثيرا في ما ورد في تعليقك :
 أ - لقد ذكرت عدة مرات " شعوبنا " فمن تقصد بهذه التسمية ؟ فهل
نحن شعب واحد بثلاث تسميات ؟
ب - عفوا لما تدعي إننا نتناحر و نتقاتل بدل أن تقول إنني أصحح مفاهيم خاطئة ؟
ج - كيف تسمح لنفسك - و أنت لم تتحقق - بأنني أنشر معلومات تزيف
حضارتنا ؟ عفوا هل تستطيع أن تذكر أين ترى التزييف ؟ و ما هي
حضارتك ؟
د - نحن أمينون لهويتنا التاريخية و ما يحدث في الشرق اليوم لا يؤثر
في رغبتنا في تصحيح كل الطروحات المزيفة التي تروج لتفريغ إسمنا
السرياني من مدلولاته التاريخية و القومية .
  أخيرا إذا كان العلماء يسمون النساطرة " سريان مشارقة " فهو لسبب
بسيط جدا هو أن إخوتنا النساطرة أنفسهم و خلال مئات السنين كانوا
يسمون أنفسهم سريان : هل تريد براهين من المصادر السريانية
الشرقية ؟
  هنري بدروس كيفا

176

" من هم النساطرة ؟ أشويون أم سريان مشارقة ؟ "
قال لي صديق سرياني غيور منذ أسبوع " إنني لا أفهم لما السريان النساطرة متمسكين بالتسمية الأشورية و يدعون بالعمل من أجل وحدة
شعبنا ؟ " . لقد أجبت مرارا على هذا السؤال و لكنني سأشرح كيف
ينظر العلماء الى هوية السريان النساطرة .
من المؤسف أن السرياني الشرقي ( المدعي بالهوية الأشورية ) هو
غاطس في التاريخ السياسي المزيف و هو يردد طروحات خاطئة و يتوهم أنها حقائق تاريخية ! أما إذا ذكرنا أمام أحدهم أن العلماء يسمونهم
سريان مشارقة و ليس أشوريين فسيرد أنه يفهم و يعرف هويته أفضل
من الباحث الأجنبي !
البارحة كنت في المكتبة و وجدت كتابا جديدا في سلسلة C.S.C.O
عنوانه :
Timotheos I., Ostsyrischer Patriarch: Disputation Mit Dem Kalifen Al-Mahdi
و من يريد أن يتعرف أكثر على هذا الكتاب و مؤلفه أنظر الى الرابط
http://www.amazon.fr/Timotheos-I-Ostsyrischer-Patriarch-Disputation/dp/9042923369
الكتاب هو باللغة الألمانية و لكن العنوان واضح " السريان المشارقة "
و هو حول المجادلات التي وقعت بين هذا البطريرك السرياني النسطوري مع الخليفة المهدي حول الديانات المسيحية و الإسلامية
و اليهودية . و الكتاب هو باللغة السريانية ( و ليس الأشورية أم الإسبانية ) و عنوانه " ܕܪܫܐ ܕܡܗܕܝ "
و هنالك تعليق أكاديمي حول هذا الكتاب من قبل Vittorio Berti
من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط
http://www.academia.edu/1288492/Hugoye_15_Winter_2012_pp._173-176._Book_Review_Timotheos_I._Ostsyrischer_Patriarch_Disputation_mit_dem_Kalifen_al-Mahdi_Textedition_CSCO_631_Scriptores_Syri_244_Louvain_Peeters_2011_XX-165_pp._Martin_Heimgartner_Timotheos_I._Ostsyrischer_Patriarch_Disputation_mit_dem_Kalifen_al-Mahdi_Einleitung_Ubersetzung_und_Anmerkungen_CSCO_632_Scriptores_Syri_245_Louvain_Peeters_2011._LXVI-123_pp
و أريد أن يطمئن السرياني الغيور فإن أغلبية ساحقة من العلماء
تعتبر إخوتنا النساطرة من السريان الشرقيين و ليس من الأشوريين .
فالباحث Vittorio Berti يذكر حرفيا :
" the famous dispute between theEast-Syrian patriarch Timothy I (780-823) and the caliph Al-Mahd
لن أترجم النص و لكنني أطلب من كل سرياني غيور أن يحترم تاريخنا
الأكاديمي و أن - إذا كان يناضل من أجل الوحدة - يسميهم سريان
مشارقة و ليس أي تسمية سياسية مزيفة !

177
الأخ الموقر  سيزار ميخا هرمز
 بصراحة إنني لا أتابع المواضيع السياسية و لكن لفت نظري ما كتبت
" 2- المنادة بمحافظة مسيحية او محافظة للمكونات التي تعيش في رقعة جغرافية ؟؟ لاقت رفضأ ولم يتحقق شيء على ارض الواقع "
 هل تستطيع أن توضح لنا :
 أ - من نادى بهذه الفكرة ؟
ب - و من رفض هذه الفكرة ؟
ج - إذا كانت أكثرية المسيحيين العراقيين رفضت و ترفض  فكرة
  إنشاء " محافظة مسيحية " هل يحق للنواب - و إن كانوا منتخبين
ديموقراطيا - أن يخونوا رغبة المسيحيين ؟
د - سؤال شخصي لك لأنك من المهتمين و المتألمين لما يحدث في
العراق : من الواضح إنك تتمنى التغيير و لكن هل تتمنى من المرشحين
الجدد أن يشيروا في برامجهم الإنتخابية إذا كانوا من المؤيدين لإنشاء
" محافظة مسيحية " أم لا ؟
  محبتي لك
 هنري بدروس كيفا

178
السيد المحترم Noel Riskallah
 شكرا لك لأنك تحترم الإسم العلمي للغتك السريانية الأم و هذه خطوة إيجابية و لكن ورد في تعليقك معلومات عديدة خاطئة عن تاريخ اللغة
السريانية ! أنت كتبت "
 "  في زمن ما في الماضي كانت لغتنا السريانية اللغة الرسمية لكل ممالك الشرق الاوسط والادنى وكثير من بلدان الشمال الافريقي, لكن بعد سقوط الامبراطورية الاشورية بدأت تتراجع شيئا فشيئا الى ان احتلت العربية مكانها ايام غزوات الاستعمار الاسلامي الى ان انحسرت وبقت لغة الاديرة والكنائس تقريبا..."
 أ -اللغة السريانية لم تكن اللغة الرسمية لكل ممالك الشرق الأوسط !
 هذا كلام غير صحيح تاريخيا لأن الإمبراطورية الفارسية هي الوحيدة
التي إستخدمت اللغة الآرامية كلغة رسمية في جميع انحاء امبراطوريتهم.
ب - الإمبراطورية الأشورية و الإمبراطورية الكلدانية لم تستخدمان اللغة
الآرامية كلغة رسمية مع أن العنصر الآرامي هو المتغلب في جميع أنحاء
هاتين الإمبراطوريتين . صحيح أن اللغة الآرامية كات اللغة الأم للقبائل
الكلدانية و لكنهم حافظوا  على اللغة الأكادية كلغة رسمية .
ج -اللغة الآرامية التي ستعرف باللغة السريانية في القرن الخامس الميلادي لم تكن أبدا لغة رسمية في " وكثير من بلدان الشمال الافريقي"
كما أنت ذكرت ! إكتشاف عدد كبير من الرسائل باللغة الآرامية في
جزيرة الفيلة على نهر النيل هو لأن الفرس قد إختاروها كلغة رسمية !
د - تراجع اللغة السريانية ليس له أية علاقة مع سقوط الامبراطورية
الأشورية كما أنت تدعي ! من المؤسف أن معلوماتك حول تاريخ
تراجع اللغة السريانية هي خاطئة جدا . لأن اللغة السريانية باحتكاكها
مع اللغة اليونانية سوف تنهض و تتطور و تصبح لغة العلم و العلماء
لمدة طويلة جدا . تراجع اللغة السريانية قد بدأ في القرن العاشر الميلادي
أي بعد 1600 سنة على سقوط الإمبرطورية الأشورية !
ه - لقد ورد في تعليقك تعبير " الإستعمار الإسلامي " عفوا هذا التعبير
هو خاطئ لأنه مرتبط بالحركة الإستعمارية في التاريخ الحديث . كان
من الأفضل إستخدام " الإحتلال العربي الإسلامي " من أجل الدقة .
 هنري بدروس كيفا

179
الأستاذ الموقر وسام موميكا
  شكرا لك لنشرك لهذه المشاكل التي يتعرض لها إخوتنا من السريان في
بغديدا ...هل هي مأساة أو كارثة فالمعنى واضح و لكن نتمنى أن نعرف
 -إذا أمكن - هل هنالك حلول ممكنة ؟ و ليتك تعرفنا عن عدد السريان
في هذه المدينة أو البلدة المشهورة ؟

180
الأخ الموقر عبد قلو
 للأسف أغلب التعليقات هنا هي للدفاع عن مفاهيم شخصية ليس لها
أية علاقة بالتاريخ ! نحن نتفهم ردود فعل إخوتنا الكلدان و لكن نتمنى
ان نتمسك بتاريخنا العلمي لأنه أملنا في هذه الأيام الصعبة .
 إنني بدوي أعيدك و أعيد جميع إخوتنا في العراق و كل شرقنا الحبيب!
 ملاحظة صغيرة لقد ذكرت في جملتك " ولكن بعد 2003م قلبتم الامور  بعد ان تريّش البعض منكم بمال الحكومتين ليخدموا اجندتهم..."
 للأسف هذا كلام واقعي ولكن سؤالي هو إستخدامك لفعل " تريش "!
هل هو من اللغة الفرنسية ( أصبح غنيا ) أم من السريانية ( أصبح
رئيسا ) ؟

181
السيد المحترم lucian
 خير الكلام ما قل و دل !
إنني لا أطالب من الألمان و الإسبان أن يكون لهم شعورا واحدا و لكن
من جميع إخوتنا السريان المشارقة ! إنني أستغرب عندما يدعي أحد
المدعين بالهوية الأشورية المزيفة بأننا جميعا ننتمي الى " شعب واحد "
فتصفقون له و تتبخترون و تدعون بأنه مناضل من أجل الوحدة !
 أما إذا طالب أحدهم العودة الى جذورنا الحقيقية و إعتماد التاريخ
الأكاديمي لتصحيح الطروحات الخاطئة فإننا نرى شخصا مثلك يكتب
تحت إسم مستعار و يدعي أن الدعوات من أجل الوحدة هو " مقرف" !
 هنري بدروس كيفا

182
الأخ الموقر عصام المالح
 نحن سألنا إذا كان يوجد دراسات تاريخية يذكر فيها الشعب الأشوري منذ
7000 سنة كما أنت رددت ! و للأسف جوابك غير مقنع لأنك تردد لنا
طروحات تاريخية مزيفة لا يقبل بها المنطق ! عفوا أنت مخدوع بفكر
يدعي بوجود شعب أشوري قبل إكتشاف الكتابة ؟ هل تعلم أن أقدم
كتابة سومرية تعود الى حوالي 5500 سنة ! فكيف تدعي بوجود
تاريخ أشوري قبل الكتابة ؟ عفوا هذا التاريخ 6764 هو خيالي و مزيف
و ليس علميا و للأسف لا يوجد مفكر أو سياسي عندكم عنده الجرأة
كي يصحح هذه الطروحات التاريخية المزيفة !
 الأخ عصام كلامي ليس تحديا و لكنه دعوة صادقة لإعتماد التاريخ
الأكاديمي الذي يوحدنا !

183
الأستاذ الذي يكتب منذ سنوات تحت اسم " برديصان "
 شكرا لنصائحك و لكنني لا أشعر بإنماء جغرافي أو طائفي أو قومي ضيق فنحن كلنا إخوة و لكنني لا أقبل أن تتحكم فئة جاهلة بمصير
 شعبنا !
هل تقبل أن يفسر لك أحد المغامرين أن إسمك برديصان أصله إسباني ؟
إنني لا أفهم كيف تؤيد سياسيا من يتلاعب و يزيف تاريخ و هوية
أجدادك ؟
 نصيحتي لك : إذا كنت لا تؤمن بهوية سريانية آرامية فعليك أن تبدل
إسمك برديصان ! صحيح أنا لست من سريان العراق و لكن الصحيح
أيضا إنك لست صادقا مع إسمك برديصان...

184
الإخوة الكرام د. حبيب تومي و الأستاذ وسام موميكا
  يقال أن رياضي فرنسا المشاركين في الألعاب الأولمبية في بداية
القرن العشرين لم يحرزوا على مداليات كثيرة و حجتهم أن المسؤولين
عنهم كانوا يرفعون شعارا " المهم أن تشارك فرنسا في الألعاب ..."
 نتمنى من الكلدان و السريان الشرفاء ألا " يشاركوا " فقط في الإنتخابات
و لكن أن يوصلوا نوابا يمثلونهم و يدافعون عن حقوقهم!
  بالنسبة الى الكلدان و السريان التي دفعتهم الظروف أن يبيعوا أصواتهم
في الماضي يجب أن يعرفوا أن الذين يشترون أصواتهم بالمال يعرفون
جيدا بأنكم لا تحبونهم و هم يستطيعون بيعكم من أجل المال و المصالح.

185
  " إسم لغتنا هو السريانية ولكن  مشكلتنا هي مع المتطرفين ! "           
نشر الأخ اوجين دانيال موضوعا شيقا في موقع عنكاوا عنوانه  مغري جدا و هو " اللغة والهوية القومية " . لم أرغب بالإطلاع عليه ظنا مني
 إن المقال - كما هي العادة - مسيس و كما يقول اللبنانيون " القرد
 ( البشع ) هو في عين أمه غزال ( أي جميل ) ". و أصبحت لغتنا
السريانية عند السريان المشارقة تسمى أشورية أو كلدانية !
  السيد دانيال يؤكد بإنه ليس باحثا متخصصا و لكنه - و هذا عمل إيجابي - يطالب بأن نترك تحديد إسمنا التاريخي و إسم لغتنا العلمي
و هويتنا الى باحثين متخصصين . المضحك أن كل إنسان يستطيع
أن يعبر عن رأيه و قد توهم البعض أن "  ارآئهم " في الأمور التاريخية
لها وزن أكاديمي و المساكين لا يعرفون من موضوع اللغة إلا قشورها!
 بعض مسؤولي المواقع قد سمحوا لأصحاب الأسماء المستعارة
في تهميش أبحاث كل كاتب نزيه و صاروا يضيعون القراء : هل إسم
لغتنا هو سريانية أم أشورية أم كلدانية ؟
  شكرا للسيد دانيل و لكل أخ يؤمن أنه يجب أن نعتمد تاريخنا الأكاديمي
فالتاريخ المسيس ينشر دائما طروحات خاطئة للدفاع عن الإيديولوجية
التي يؤمن بها .
 ملاحظة صغيرة لقد ذكرت حرفيا "  الفرس كانت لغتهم الارامية "!
و من أجل الدقة في التعبير من الأفضل أن نكتب أن لغتهم الرسمية كانت
الآرامية و ليس المحكية ...
  أخيرا أن إسم لغتنا الأم هو الآرامية السريانية و بدل أن يكون إسم
اللغة عاملا يوحد شعبنا فقد تحول الى فخ رهيب فهو يفضح تطرف بعض الإخوة الذين يعندون و يضيعون وقتهم من أجل تزييف إسم
لغة آبائهم الى " لغة أشورية " أو " لغة كلدانية " !
 هنري بدروس كيفا

186
الأخ الموقر عصام المالح
 لن أعلق على ردك و لكنني أتمنى منك و من جميع الإخوة الذين يرددون
مثلك هذه الجملة " نحن شعب عمره اكثر من سبعة الالاف سنة " هل
تستطيع أن تذكر لنا أي مؤرخ قد ذكر بوجود شعب أشوري قبل 5000
قبل الميلاد ؟

187
                                               " الصدق , ثم الصدق , ثم الصدق !"
الإخوة الأعزاء د. حبيب تومي و الأستاذ وسام موميكا !
 أولا بفرح شديد تلقينا خبر إتفاقكم على خوض معركة إنتخابية لتمثيل شعبنا و إنقاذه من أصحاب الطروحات الوهمية المزيفة .
 ثانيا الدكتور حبيب أنت أدرى منا في المعترك السياسي و إنني أجد إنه من الطبيعي على المستفيدين من المجلس الشعبي أن يستخدموا هذه الأساليب : فهم لا يريدون أن يتعرف السيد سركيس اغاجان على أناس تحركهم غيرة حقيقية من أجل بقايا شعبنا الذي فقد نصف عدده
خلال سنوات قليلة !
ثالثا إنني أختلف في وجهة النظر مع الأستاذ حبيب : السيد سركيس اغاجان هو مسؤول أمام التاريخ لأنه بالرغم من الأموال و السلطة
و الإعلام فهو فشل في دفع شعبنا نحو وحدة حقيقية للدفاع عن كل حقوقه و مصالحه !
رابعا لن يبقى لكم أمام الأموال لشراء الضمائر و الإعلام المتحيز إلا رفع شعار العمل الصادق من أجل أن ييقى مسيحيي العراق في كل
مناطقهم التاريخة - كما تتمنى الكنيسة الكلدانية - شاهدين أحياء لآبائهم و للعلاقات الطيبة مع جميع سكان العراق !

  هنري بدروس كيفا

188
      " لماذا انتم تكتبون بان سورس شخصية وهمية ؟"
 الأستاذ موفق نيسكو الموقر
 شكرا لإهتمامك و لا أظن أننا مختلفين طالما هدفنا هو التاريخ الأكاديمي.
لا أعرف لماذا تسألني " لماذا انتم تكتبون بان سورس شخصية وهمية"
فإنني لم أخترع هذه الفكرة و لكنني وجدتها في نص سرياني هو ترجمة
لحكاية أسطورية يونانية . و لا شك إنك تعلم بأننا مجبرين بتطبيق
نقد داخلي للمصادر ... سؤالي لك هل أنت تصدق أن التسمية السريانية
مشتقة من إسم سوروس ؟
سأعيد نشر ترجمة النص السرياني و أتمنى أن نتعرف على رأيك في
هذا الموضوع : نحن نحاول تصحيح المفاهيم الخاطئة و إن كانت
المصادر السريانية قد ذكرتها فالمؤرخ ميخائيل الكبير قد ردد نقلا
عن أوسابيوس الفيصري و برحوشا الكلداني أن تاريخ الكلدان هو
أقدم من تاريخ الأشوريين !
 هذه هي رواية سوروس :في نص سرياني قديم / موجود في المتحف الريطاني / وقع نظرناعلى ترجمة سريانية لاسطورة يونانية عنوانها " ديوقليوس الحكيم " سوف اترجم لكم المقطع الاول .
" وحدث بعد انقسام الالسنة في ايام فالغ، ان احد الرجال من ابناء يافث اسمه اكنور، قد صعد من الشرق واتى وسكن على شاطئ البحر، وبنى مدينة وسماها باسمه كنور والتي تسمى بالسريانية صور ، صار له ثلاثة ابناء ، سوروس ابنه البكر و كيليكوس ابنه الثاني ثم فنيقوس الثالث ... وحين اشرف على الموت قسم الارض على ابنائه فاعطى فينيقيا لفونيقوس و كيليكيا لكيليكوس و سوريا لسوروس"
Corpus Scriptorum Christianorum Orientalium , T - 6 , syr 6 , page 360
لا شك ان النصوص السريانية القديمة قد اخذت اسم سوروس من هذه الحكاية الخرافية .لا يعقل بنا ان نصدق هذه القصة خاصة و نحن نعرف من اين اشتقت التسمية السريانية .
 هنري بدروس كيفا

189
ماذا كانت اسم لغة سام ابو ارام ونوح وبقية الاباء الى ادم؟


قبل الإجابة على هذا السؤال الذي طرحه أحد الإخوة السريان الغيورين أريد أن أذكر القارئ أن التاريخ الأكاديمي له منهجية علمية هدفها هو البحث عن الحقائق التاريخية . لقد تطورت العلوم في القرن العشرين و قد إنتشرت المعرفة بين الناس و هنالك عشرات المجلات في العالم حول مواضيع مختلفة:

فن الطهي و تصليح السيارات و طبعا حول التاريخ بشكل عام . من يطالع تلك المجلات يستطيع أن يتعلم طبخ مأكولات جديدة أو يستطيع أن يصلح سيارته بطريقة سهلة و لكنه لا يستطيع أن يصبح باحثا في التاريخ لأنه إطلع على عدد من الكتب و المجلات حول موضوع تاريخي معين !
نحن نبحث عن الحقيقة المجردة ...
المنهاج الفرنسي التعليمي يعلم في الكتب الدراسية أن سائقي التاكسي في مدينة باريس قد لعبوا دورا كبيرا في الإنتصار في معركة فردان خلال الحرب الكونية الأولى و ذلك لأن سائقي التاكسي قد نقلوا بسياراتهم فرقة كاملة الى الجبهة حيث أحرز الفرنسيون النصر على الألمان!
و ظلت شركة RENAULT الفرنسية تردد في أن سياراتها قد لعبت دورا كبيرا في الإنتصار في هذه المعركة و هذا مما رسخ هذه الفكرة في عقول الفرنسيين ! و المشكلة هي أن بعض الباحثين المتخصصين في تاريخ المعارك خلال الحرب الكونية قد أثبت أن الفرقة التي نقلتها سيارات التاكسي قد وصلت بعد نهاية المعركة و لم تلعب أي دور في معركة فردان !
أخيرا لقد طرح الأستاذ موفق نيسكو علي و على الدكتورأسعد صوما أن نعطي رأينا في الموضوع التالي :
" سوال مهم جدا جدا الى الاستاذ اسعد صوما وهنري بدروس ارجو الاجابة عليه باعتبارهم مختصيين باللغة الارامية والتسمية الارامية، وقد يحل المشكلة :
ماذا كانت اسم لغة سام ابو ارام ونوح وبقية الاباء الى ادم؟ ، هل كانوا خُرس مثلاً وان ارام اخترع اللغة؟ ام ان اللغة التي كانت موجودة سابقاً وتسمت به."
قبل الإجابة أحب أن أذكر القراء أن الأستاذ موفق نيسكو قد نشر عدة كتب و أبحاث تاريخية و قد نشر عدة مقالات تاريخية يلقي فيها الضوء
على بعض المواضيع التاريخية الشائكة و هو أمر يشكر عليه . و هو يؤكد أن إخوتنا من السريان المشارقة ( أبناء الكنائس الكلدانية و الأشورية ) يتكلمون اللغة السريانية و ليس الكلدانة أم الأشورية !
الجواب على ماذا كانت اسم لغة سام ابو ارام ونوح وبقية الاباء الى ادم؟
أ - إن أسماء سام و نوح و ادم هي اسطورية لشخصيات وهمية .
هنالك فرق كبير بين " حقيقة إيمانية " و " حقيقية تاريخية ". كل الكنائس المسيحية كانت تؤمن أن ادم هو أول إنسان خلقه الله و لكن أغلبية المسيحيين اليوم صارت تعرف أن قصة آدم و حواء هي قصة أو حكاية رمزية لأن عمر الإنسان هو أكثر من مليون سنة على الأرض.
و لو إفترضنا أن عمره هو 100 ألف سنة فكيف تناقل أحفاد ادم قصته بدون كتابة ؟
إذا كانت بعض الكنائس لا تزال تؤمن أن ادم هو شخصية حقيقية فإن مجمع الفاتيكان الثاني 1962 قد أكد إنها قصة رمزية !
فإلى الأستاذ موفق إذا كانت بعض المصادر السريانية قد ذكرت أن ادم قد تكلم باللغة السريانة فهذا لا يؤكد أن قصة ادم هي حقيقية .
ب - نوح و الطوفان ؟
إن قصة الخلق و الطوفان قد أخذها اليهود من الأساطير الأكادية القديمة . و حتى قصة موسى هي مأخوذة من اسطورة الملك سرجون الأكادي... نحن لا نستطيع أن نسمي اللغة التي كان يتكلمها نوح لأننا:
* نؤمن أن نوح هو شخصية وهمية
* لا أحد يعرف متى عاش أو متى حدث الطوفان ...
ج - متى دونت أسفار التوراة ؟
أغلبية ساحقة من الكنائس الإنجيلية ( البروتستانت ) تؤمن أن عمر الإنسان على الأرض هو حوالي 5 ألاف سنة ! و هذا الرقم لا يتطابق مع تاريخ الإنسان الحقيقي بين 200 ألف سنة الى مليون سنة حسب المناطق . و في شرقنا الحبيب وجدوا لقي آثرية تثبت أن الإنسان قد عاش بشكل مؤكد بين 30 و 100 ألف سنة . فهل جميع روايات التوراة هي تاريخية علمية ؟

و هذا ما يدفعنا الى تذكير القارئ أن العلماء الذين درسوا تاريخ أسفار التوراة يؤكدون بأن تدوينه قد بدأ في القرن السادس قبل الميلاد !

و هم يؤكدون أنه من المستحيل أن يتناقل اليهود أخبارهم شفهيا منذ مئات السنين !

إن تدوين أسفار التوراة قد بدأ في بابل بعد السبي المشهورو هذا يؤكد تأثرهم بالأساطير الأكادية ...
د - تاريخ اللغات الشرقية ( السامية ) نحن لا نحب أن نستخدم تعبير " اللغات السامية " لأنها تسمية غير علمية . أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ اللغات القديمة يؤكدون أن اللغات الأكادية و العمورية و الكنعانية و الآرامية و العبرية و العربية تتحدر من " لغة شرقية أم " . و هذه اللغة " الأم " هي بدون إسم لأنهم لم يجدوا نصوصا حولها, و لكنهم يؤكدون أن " الكلمات المشتركة " بين اللغات الشرقية يؤكد تحدرها من لغة أدم !

و طبعا أقدم لغة شرقية هي اللغة الأكادية التي تعود الى أواسط الألف الثالث ق0م .
ه - تاريخ اللغة الآرامية الأستاذ موفق نحن لا ننطلق من روايات التوراة لمعرفة العلاقة اللغوية بين سام و ابنه آرام ؟

و لكننا ننطلق من الدراسات الأكادمية حول النصوص الآرامية المكتشفة . و لا شك إنك تعرف أن أقدم نصوص آرامية تعود الى القرن التاسع ق0م أو نهاية القرن العاشر ق0م .أغلب العلماء يعتبرون اللغة الكنعانية أقدم من الآرامية للأسباب التالية:
* أن النصوص الكنعانية ( الفينيقية ) هي أقدم من الآرامية .
* إن الأبجدية الآرامية القديمة متأثرة جدا بالأبجدية الكنعانية .
* أن النصوص المكتشفة في مملكلة سمأل الآرامية تثبت لنا أن الآراميين قد إستخدموا أولا اللغة الكنعانية ثم لغة آرمية كنعانية - أصطلح العلماء على تسميتها سمألية- و أخيرا اللغة الآرامية المتطورة .
الخاتمة
أتمنى من القارئ ألا يعلق " ما علاقة اللغة التي تكلمها سام و آرام و نوح بمعركة فردان ! " فهذا التعليق يعني أنه لم يفهم الموضوع أو إنه لا يزال متأثرا بروايات التوراة الرمزية !
بحثنا الدائم يجب أن يكون حول حقائق تاريخية معترف بها و ليس تأويلات غير علمية لما ورد في أسفار التوراة !
نتمنى أن يقدم الأستاذ موفق نيسكو جوابا حول الموضوع الذي طرحه لأنه يؤكد أنه سؤال مهم جدا جدا . لعله يملك معلومات مهمة حول هذا الموضوع و نناقش فيه من أجل المعرفة !
هنري بدروس كيفا

190
الأخت الموقرة مارينا 55
 إن بحث الدكتور صوما قد شرح بشكل أكاديمي مبسط إن التسمية الآرامية
التي وردت في أسفار التوراة باللغة العبرية قد ترجمت الى سريانية في
الترجمة السبعينية باللغة اليونانية .
 من المؤسف لنا إن البعض قد غامر و إدعى طروحات تاريخية من أجل
الدفاع عن إيديولوجيات سياسية غير علمية . لذا رددوا أن التسمية
الآرامية تعني الوثني و السريانية تعني المسيحي ... و هذا غير صحيح
و لا يوجد أي مؤرخ أجني متخصص في تاريخنا السرياني يدعي
أن التسمية الآرامية تعني الوثني !
   هذه نظرية من القرن التاسع عشر الميلادي و لا يوجد أي برهان أو
 نص سرياني يؤكد هذه النظرية ! ليتك تطلعين على قاموس حسن بن
بهلول السرياني الشرقي ( النسطوري ) من القرن العاشر الميلادي
فهو لا يذكر أن التسمية السريانية تعني المسيحي و لكنه يشير الى أن
بعض الآراميين الحرانيين قد حافظوا على ديانتهم الوثنية .
   التسمية الآرامية لم تكن تعني الوثنيين و السريان من مشارقة و مغاربة قد حافظوا على إسمهم الآرامي بعكس ما كتب في مقدمات
القواميس التي طبعت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي .
سأذكر نصا لسرياني غربي و هو العالم إبن العبري

”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“
ܡܪܝ ܓܪܓܘܪܝܘܣ ܝܘܚܢܢ ܒܪ ܥܒܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1286)
ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ
 و نص لسرياني شرقي نسطوري و هو من تأليف مار سليمان مطران الفراة و ميشان أي البصرة في القرن الثالث عشر الميلادي .
النص السرياني نشره و ترجمه إلى الإنكليزية

The Book of the Bee
Solomon of Akhlat
ED : E. A .W BUDGE
London 1886
"ܥܠ ܟܬܒܐ ܕܝܢ ܕܟܬܝܒ ܗܘܐ ܘܣܝܡ ܠܥܠ ܡܢ ܪܝܫܗ . ܝܘܢܐܝܬ ܘܥܒܪܐܝܬ ܘܪܗܘܡܝܬ . ܘܠܐ ܐܬܟܬܒܬ ܒܗ ܒܠܘܚܐ ܐܪܡܐܝܬ . ܡܛܠ ܕܠܝܬ ܗܘܐ ܠܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܝܬ ܣܘܪܝܝܐ ܫܘܬܦܬܐ ܒܕܡܗ ܕܡܫܝܚܐ ... ܒܕܓܘܢ ܟܕ ܫܡܥ ܐܒܓܪ ܡܠܟܐ ܐܪܡܝܐ ܕܒܝܛ ܢܗܪܝܢ ܐܬܠܚܡ ܥܠ ܥܒܪܝܐ ܘ ܒܥܐ ܕܢܘܒܕ ܐܢܘܢ ."
الترجمة (أعتذر سلفا عن النص السرياني لأنني لا أستطيع أن أضع بعض الحركات مثل النقطتين علامة الجمع).
"على الكتابة التي كانت مكتوبة و موضوعة فوق رأسه ( على الصليب ) و هي باليونانية و العبرية و الرومية ( اللاتينية ) و لم يكتب على اللوحة باللغة الآرامية لأنه لم يكن للآراميين أي السريان ذنبا في دم المسيح ... و لما سمع أبجر الملك الآرامي لبيت نهرين( الجزيرة و ليس العراق ) غضب على العبرانيين و أراد محاربتهم " هذا النص يؤكد لنا أن السريان النساطرة كانوا يؤمنون بهويتهم الآرامية .

191
اللغة الآرامية هي اللغة الأم للكلدان القدامى "

 أحب أن أؤكد لك أن جميع العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يؤكدون أن لغة الكلدان القدامى كانت اللغة الآرامية ! و حجتهم هي أن اليهود قد تعلموا اللغة الآرامية بعد سبي بابل الثاني 587 ق.م و أن بعض أسفار التوراة تتكلم عن النبي دانيال و تفسير حلم الملك نبوخدنصر الشهير و قد ورد
إنهم تكلموا باللغة الآرامية !
نحن نتمنى لإخوتنا الكلدان نهضة حقيقية تعتمد التاريخ الأكاديمي و ليس نظريات إيديولوجية تاريخية مزيفة كالإدعاء أن تاريخ الكلدان يعود الى 7300 سنة و إنهم كانوا متواجدين قبل السومريين و الأكاديين !
إذا كنا نحب إخوتنا و إذا كنا نناضل من أجل وحدة حقيقية فلا يحق لنا مجاملة إخوتنا و تركهم ينقادون وراء إيديولوجية مزيفة لهوية الكلدان !
هذه بعض المراجع العلمية حول تاريخ الكلدان القديم :
BOWMAN, R.A., \" Arameans , Aramic and the Bible \" , J.N.E.S.
tome 7 ( 1948 )
BRINKMAN, J.A., Political History of Post_kassite
Babylonia ( Rome , 1968 )
DUPONT_SOMMER, A , Les Araméens ( Paris , 1949)
KUPPER , J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari ( Brussels, 1957).
MAZAR, B., \" The Aramean Empire and its Relations with Israel\" _B.A. XXV ( 1962).
O\'CALLAGHAN, R.T., Aram Naharaim ( Rome , 1948).
D.J.WISEMAN edition ., Peoples of Old Testament Times ( Oxford 73 )
ZADOUK , R, On West Semites in Babylonia During the Chaldean and Achaemenian Periods .
( Jerusalem, 1977)
SADER.H., Les états Araméens de Syrie depuis leur fondation jusqu\'à leur transformation en
Provinces Assyrienness ( 1983)
ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996)
D.J.WISEMAN Chronicles of Chaldean Kings( 626_556 )
in the British museum. London 1956.
ST.W. COLE ., NIPPUR in late Assyrian Time
C.755_612 B.C in State Archine of Assyria Studies
Volume IV_1996 .
A,K GRAYSUN , Assyrians Rulers of the Early First Millennium B.C
(1114_859 bc ) .
A,K GRAYSUN , Assyrians Rulers of the Early First Millennium B.C
(858_745 B.C ).
Edward LIPINSKI. The Arameans Their Ancient History . Culture , Religion .
dans Orientalia Lovaniensia Analecta Tome 100( 2000).

أ - العلاقات بين القبائل الكلدانية و الارامية : لقد سكنت هذه القبائل الكلدانية و الارامية في بلاد اكاد منذ 1100ق.م. و كانت العلاقات التجارية متبادلة و التحالفات العسكرية دائمة خاصة ضدالملوك الاشوريين . من المعلوم ان القبائل الارامية قد جاءت من بادية سوريا لذالك يطلق عليهم العلماء اسم ساميين غربيين، و قد اختلف العلماء في بداية القرن الماضي عن موطن القبائل الكلدانية، اليوم اغلب المؤرخين يعتبروهم من الساميين الغربيين وسرعان ما طرح السؤال التالي هل يوجد علاقات قربى بين الكلدانيين و الاراميين ؟ المؤرخ برينكمان و رايه مهم جدا في الموضوع كتب صفحة266 = انه من الممكن وجود بعض علاقات القربى مع الاراميين =جواب متحفظ من مؤرخ مؤمن بالبراهين المبنية على النصوص فهو يقول:
- و هذا صحيح ـ ان الملوك الاشوريين قد ميزوا بين القبائل الكلدانية والقبائل الارامية إ و قد اشار في كتابه ايضا ان القبائل الكلدانية قد تاثرت بالحضارة الاكادية فاخذوا اسماء اكادية و عادات اكادية و حتىاللغة الاكادية و عاشوا في داخل مدن قرى بلاد اكاد بينما القبائل الارامية عاشت بعيدة عن المدن في البداية و حافظوا علىلغتهم و حياتهم القبلية و عاشوا بعيدين عن السلطة. المدهش في راي المؤرخ برينكمان انه يعرف جيدا=
- التنظيم القبلي هو متشابه بين المجموعتين، القبيلة تسمى ب بيت ... مثل القبائل الارامية ثم وجود شيخ او ناسيكو على راس القبيلة.
- يوجد قبيلة كلدانية اسمها بيت عديني و هو نفس اسم القبيلة بيت عديني على الفرات الاوسط حيث دافع الملك = احوني = ضد الجيش الاشوري الكثير العدد و يعتبره المؤرخ بول غارللي رمز المقاومة الارامية إذاكورو شيخ قبيلة بيت شئالو الكلدانية الذي خضع سنة 745ق.م لتغلت فلاسر الثالث و لكنه قاوم مجددا، فالقي القبض عليه و اقتيد مكبلا الى بلاد اشور. ذاكورو اسم هذا الشيخ هو اسم ملك حما الارامي ذاكورإ
- هذه القبائل عاشت مئات السنين جنباالى جنب بدون اي عداء و بالعكس كانت متحالفة دائما ضد الملوك الاشوريين .
- معظم المؤرخين المختصين بالتاريخ الارامي في الربع الاخير من القرن العشرين اعتبرواالقبائل الكلدانية من القبائل الارامية لقد تم مؤخرا اكتشاف عدد كبير من الرسائل في مدينة نيبور و لحسن حظنا هذه الرسائل كانت متبادلة بين حاكم نيبور الكلداني مع بقية القبائل الكلدانية و الارامية.
ب - البراهين على اخوة القبائل الكلدانية والارامية.
- قام العالم = كول= بنشر و ترجمة ارشيف حاكم مدينة نيبور سنة 1996. هذه الرسائل حوالي 129 غنية بالمعلومات و تعود الى ما بين 755 و 732 ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم 9 تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم بيت ارام الجغرافي و ذاك في الرسالة رقم 104 . و قد وردت عدة تسميات قبلية قد تكون كلدانية او ارامية. الجديد ايضا في الرسالة رقم 13 وهي من شيخ بيت بخياني من نهر الخابور و يقسم بالولاء لسيده حاكم نيبور وهنا نرى رغم احتلال الاشوريين للمنطقة فهي تعج بالقبائل الارامية . اما الرسالة رقم 15 فقد ورد فيها تعبير = كل الاراميين = وهذا يعني ان القبائل الارامية كانت متحدة و متحالفة مع القبائل الكلدانية. ومن المدهش ان روح الاخوة المسيطرة ففي كل رسالة نرى تعابير = يا اخي=.

- اللغة الارامية .لقد اكد العالم ليبنسكي صفحة 421 من خلال بعض الكتابات الكلدانية باللغة الاكاية ان الكلدان استعملوا تعابير و قواعد ارامية عند كتابتهم بالاكادية .سنة 1994 قدم الباحث = اميل بويك = محاضرة بعنوان = صلاة نابونيد من المغارة رقم4 في قمران = و هذه الصلاة مكتوبة بالارامية . و اخيرا نحن نعلم ان اليهود قد تعلموااللغة الارامية في بلاد بابل بالذات و هذا ما يعرف بسبي بابل . ـ بيت ارماي اي بلاد الاراميين . كتب ديبون سومر ان تسمية بيت اراماي قد اطلقت على بلاد بابل 500 سنة ق.م. كتب اجدادنا مليئة بالنصوص حيث وردت بيت ارماي كتسمية جغرافية. لقد اقام الكلدانيون امراطورية كبيرة قضت على الامباطورية الاشورية وانتصرت علىالفراعنة بعبارة اخرى لقد لعبوا دورا سياسيا اهم من القبائل الارامية، اذا لم يكونوا اراميين فلماذا سميت بلادهم باسم بلاد الاراميين إ
ج - إن قدامى الكلدان و إن كانت لغتهم الأم هي اللغة الآرامية فقد ظلوا يستخدمون اللغة الأكادية و الكتابة المسمارية كلغة رسمية فأغلبية ساحقة من الكتابات الكلدانية كانت باللغة الأكادية و قد إكتشف علماء الآثار عشرات الأختام و هي باللغة الآرامية !
النهضة الحقيقية يجب أن تكون مبنية على " معرفة " حقيقية و ليس ترديد آراء غير علمية قد ذكرها بعض الباحثين منذ 100 سنة !
بعض دعاة الفكر الأشوري المزيف يدعون علنا أن إسم لغتنا هو اللغة السريانية و لكنهم سرا يرددون إنهم يتكلمون " اللغة الأشورية " و هم يتوهمون أنهم ماهرين و يستطيعون أن يضحكوا على السريان !

192
شلومو الدكتور اسعد صوما المحترم
 بحث مهم جدا تشكر عليه و لا شك سيستفيد منه الكثيرون خاصة الذين
يمطرون المواقع بمقالات تاريخية غير علمية ... دكتور أسعد أرجو منك
أن توضح لنا هذه النقاط :
 أ - الترجوم
 لقد كتبت حرفيا " كان اليهود في زمن السيد المسيح والقرون الاولى التي تلته قد فقدوا لغتهم العبرية في الكلام اليومي المحكي..."
 و في مكان آخر ذكرت أن بعض اسفار التوراة قد دونت باللغة الآرامية
( القرن الثالث قبل الميلاد ) فسؤالي هو هل كان اليهود في زمن السيد
المسيح يتكلمون اللغة الآرامية أم منذ القرن الرابع أو الثالث ق0م ؟
ب - ترادف التسميتين الآرامية و السريانية
 لقد تفضلت و كتبت حرفيا " لكن منذ القرن الثالث قبل الميلاد اطلقوا لفظة "سريان" فقط على الآراميين" حصراً. " و في مكان آخر
كتبت " وحتى بعد انقسام السريان الى مشارقة (نساطرة) ومغاربة (يعاقبة) استمر الفريقان السريانيان باستعمال هذه الترجمة السريانية "البسيطة" في كل الامور الدينية والكنسية وكانت كتابهم المقدس الوحيد"
أرجو أن تشرح لنا :
 * هل التسمية السريانية هي مرادفة للآراميين في سوريا حصريا أم للآراميين  أينما كانوا ؟
* هل كان السريان المشارقة هم أيضا ينتمون الى الآراميين ؟ و هذا
ما يؤمن به كل عالم متخصص في تاريخنا السرياني كالأب المؤرخ
ألبير ابونا ...
 ج - ما هو الحل عندما بعض المعلومات التاريخية أو الجغرافية  الخاطئة هي شائعة و دارجة أكثر من الطرح التاريخي الأكاديمي ؟
 مثلا هل مسوبوتاميا قد أطلقت على بلاد ما بين النهرين أو العراق القديم في أيام الأشوريين  أم في أيام الكلدان ؟
   هنري بدروس كيفا

193
السيد المحترم  عبدالاحد سليمان بولس
 عندما تردد أفكار تاريخية خاطئة و بدون أي تحقيق فيها هذا يعني إنك
تغامر في تبني أفكار تاريخية خاطئة ! المشكلة إنك تطرح تلك الأفكار
و ترفض الأبحاث التي يقوم بها الآخرون ...
 ألست أنت من علق و كتب:
" التسمية السريانية انتشرت بعد ظهور المسيحية وتسمى المسيحيون في الشرق بسببها (سورايي ) تيمنا بالديانة القادمة اليهم عن طريق السوريين لأنهم كانوا ينظرون الى أجدادهم من الأقوام القديمة (كلدان وآشوريين) نظرة احتقار لكونهم كانوا عباد اصنام.".
 أمر مضحك أنت - مع إحترامي لثقافتك التاريخية - تعتقد أن رأيك
في التسمية السريانية له وزن علمي و أنت لم و لن تبحث في المصادر
السريانية .
 كثيرون مثلك يتوهمون أن تعليقاتهم من نوع " كنت قد دخلت معك قبل سنوات عديدة في بعض المناقشات وتوقفت لم ثبت لدي انك متزمت الى درجة كبيرة تجعل كتاباتك غير ذات تأثير على القارئ مهما كانت معلوماتك الدراسية عالية..."
 لست متزمتا و لكنني لا أجامل من يردد نفس الأخطاء التاريخية و من
لا يتحقق في صحتها .
  أرجو أن تتابع أبحاث الدكتور صوما في اللغة و الهوية السريانية حتى
تصحح مفاهيمك الخاطئة عن التسمية السريانية !
 أخيرا إنني لم أكتب يوما تحت إسم مستعار في موقع عنكاوا و إسم
برحدد هو إسم إبني و هو عنواني الإلكتوني و ليس إسما مستعارا !

194
  التماسيح لا تأكل أولادها ! رد على السيد المحترم عبدالاحد سليمان بولص .

 كنت أظن إنك كلداني مثقف لا يقبل بالطروحات التاريخية المزيفة . و إنني لا زلت أذكر منذ عدة سنوات عندما أكدت إن من واجب المثقف أن
يلعب دوره في المجتمع ليتقدم ! و قد شرحت أنه في بداية القرن العشرين كان الأروبيون قد صوروا بعض المقاطع السينمائية حول
حياة التماسيح في ضفاف الأنهار.... وقد صوروا كيف كان التمساح
يفتح فمه و يدخل صغاره الواحد تلو الآخر ! و كان التعليق أن التمساح
يأكل صغاره و إنه فعلا حيوان شرس !
  إنه من غير الطبيعي أننستشهد بهذه الأفلام لندعي أن التاسيح تأكل
صغارها... لأن العالم أجمع صار يعرف أن التماسيح " تنقل " صغارها
عندما تشعر بخطر محدق !
  للأسف لك إنك تردد طروحات تاريخية خاطئة و تتوهم إنك تعرف
الحقائق التاريخية حول هويتنا بمجرد إنك سألت الدكتور صوما :
"  فهل علينا ان نتقبل تسمية قومية حديثة نسبيا بحيث ننسب الأجداد الى الأحفاد وننسى ماضي اجدادنا واسمائهم؟".
 ليتك تشرح لنا من هم أجدادك ؟
و تصحيح لمعلوماتك إن الدكتور صوما عندما أكد - لأنه أمين و نزيه -
أن التسمية السريانية هي حديثة نسبيا  فهو لم يقصد أن هويتنا السريانية
هي حديثة ! و مثقف مثلك عليه متابعة البحث لأن الدكتور صوما يؤكد
أن الهوية السريانية قد أصبحت منذ القرن الثالث مرادفة لهويتنا
الآرامية !
  أتمنى لك و لكل المثقفين ألا يتسرعوا في تعليقاته التاريخية و ألا
يتوهموا أن معرفتهم الشحيحة تسمح لهم أن يحرجوا باحثا متخصصا
في التاريخ السرياني مثل الدكتور صوما .
   هنري بدروس كيفا
 

195

قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية

أولا - أول مرة سمعت بقاموس شيكاغو" ألأشوري " ألشهير " THE ASSYRIAN DICTIONARY " كان سنة 1984 وفي مدينة شيكاغو بالذات، إذ إلتقيت بأحد ألإخوة ألذين يؤمنون أن لغتنا يجب أن تسمى " أشورية " و قد إستند يومها بقاموس شيكاغو و قد قال لي " كيف تدرس ألتاريخ و تسمي لغتنا سريانية و أنت غير مطلع على قاموس شيكاغو ألأشوري ؟ "

ألتاريخ بحر عميق من ألمستحيل معرفة كل شيئ، لقد تعجبت كيف تسمي جامعة شيكاغو ألشهيرة لغتنا ألسريانية باللغة ألأشورية؟

و لما في جامعة ألسوربون يسمون لغتنا ألسريانية و جامعة شيكاغو يسمونها أشورية ؟

هل يوجد إختلاف في تسمية لغتنا بين ألجامعات ألفرنسية و ألأميركية ؟

هل من ألطبيعي أن تسمى أللغة ألسريانية بأسماء مختلفة ؟

و لما أجدادنا كانوا يسمون لغتهم ألسريانية أو ألأرامية و لم يسموها " أبدا " أشورية ؟

مرت ألأيام و سمحت لي بالتعمق أكثر في تاريخ ألشرق ألقديم و بما أن تاريخ أجدادنا ألأراميين متعلق بتاريخ ألدولة ألأشورية، إذ أن حوالي 70 % من معلوماتنا عن تاريخ ألأراميين و إنتشارهم في ألشرق ألقديم مأخوذة من كتابات ألملوك ألأشوريين ألعديدة.

لقد عرفت من خلال مطالعاتي أن قاموس شيكاغو ألأشوري ليس له أي علاقة باللغة ألسريانية و هو قاموس للكتابة ألمسمارية و أللغة ألأكادية ألتي كانت منتشرة في ألشرق ألقديم.

ثانيا - أشورية أم أكادية ؟

إن ألشعب ألأشوري كان يتكلم أللغة ألأكادية و لم يكن له لغة أشورية خاصة كما يردد بعض ألإخوة. لقد وجدت موقعا مهما يتكلم عن أللغات ألقديمة أرجو ألدخول إليه و ملاحظة عناوين ألأبحاث هل تتكلم عن أللغة ألأشورية أم ألأكادية ؟

 أغلبية هذه ألدراسات تستخدم ألتسمية ألعلمية أي ألتسمية ألأكادية و هذا ألموقع تابع لجامعة واشنطن، أقصد لست أنا ألذي جمع هذه ألكتب، هنالك حوالي 40 كتاب، وردت ألتسمية ألأكادية في 21 كتاب و ألتسمية ألسومرية في 5 كتب و ألأشورية - ألبابلية في إثنين أو ثلاث و ألتسمية ألأشورية في قاموس شيكاغو فقط.

ثالثا - مقدمة قاموس شيكاغو.

لقد صدر قاموس شيكاغو على مراحل، كتب ألعالم I.J GELB مقدمة ألقسم ألذي صدر سنة 1964. أرجو من إخوتنا ألذين لا يزالون يعتقدون بوجود لغة أشورية ألإطلاع على ألمقدمة بأكملها أولا للتحقيق و ثانيا للتوقف بالكذب على أبنائهم و ألإدعاء بوجود لغة أشورية خاصة.

ذكر ألعالم I.J GELB في ألصفحة vii أنه في بداية علم ألأشوريات أطلق ألعلماء تسمية أللغة ألأشورية على ألكتابات ألتي وجدوها في بلاد أشور ألقديمة. و لكن بعد إكتشاف كتابات عديدة في بلاد بابل تستخدم نفس أللغة في بلاد أشور و خاصة أي أن ألأشوريين و ألبابليين لم يسموا لغتهم " أشورية " أو "بابلية " و لكن " أكادية " نسبة إلى ألأكاديين... ثم يكتب هذا ألعالم
" As some of these facts became known, the term
"Akkadian" ( Accadian") began to crowd out the term
"Assyrian" in good Assyriological usage ".
ألغريب أن ألعالم I.J GELB يشرح للقراء تاريخ ألقواميس ألأكادية في ألصفحة viii، ألعنوان بألإنكليزية
" HISTORY OF AKKADIAN LEXICOGRAPHY"
و هو يؤكد أن إسم أللغة ألعلمي هو " أللغة ألأكادية " و لكن جامعة شيكاغو سمت قاموسها بألأشوري للأسباب ألتالية

أ - أن مشروع جامعة شيكاغو للقيام بإصدار ألقاموس سنة 1921 كان يستخدم تعبير " ألأشورية ".

 ب - أن ألعالم I.J GELB قد نشر بحثين في مجلة Orientalia مستخدما تعبير " أللغة ألأكادية ".

ج - لكن جامعة شيكاغو حافظت على تعبير " ASSYRIAN" و يقدم ألعالم I.J GELB حجة واهية و هي ألتخوف من يخلط ألأميركيون بين أللغة ألأكادية "Akkadian" أو "Accadian" و بين أللغة ألفرنسية ألتي يتكلمها ألكنديون و يسمونها "Acadian".

هذا ألسبب غير مقنع، كل ألقواميس و كتب ألقواعد ألحديثة ألتي طبعت بعد قاموس شيكاغو تستخدم ألتسمية ألعلمية ألوحيدة و هي أللغة ألأكادية.

سنة 2004 نشرت جامعة كامبردج موسوعة علمية حول اللغات القديمة

THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE WORLD'S ANCIENT LANGUAGES
ED. R. D. WOODARD
هذه ألموسوعة ألعلمية تنتشر دراسات عن كل أللغات ألقديمة من سومرية و أكادية و أرامية و عربية و أرمنية و لكن لا يوجد أي بحث عن لغة أشورية !

رابعا - ملاحظات أخيرة.

أ - لم تسمح لي ألظروف سنة 1984 أن أطلع على قاموس شيكاغو، و كنت أعتقد أنه قاموس سرياني حسب رأي ألشاب ألمؤمن بأشوريته.

ب - على ألباحثين ألأكادميين أن يتحققوا من ألمعلومات ألتي ينقلونها و يرددونها بدون أن يفهموها.

ج - على ألإخوة ألذين لا يزالون يرددون بوجود لغة أشورية في ألتاريخ ألقديم أن يطلعوا على مقدمة قاموس شيكاغو وألا يكنفوا بالعنوان " فقط ".

د - على ألسريان ألغيورين ألدفاع عن تسمية لغتهم ألسريانية، و يجب عدم ألتساهل مع ألمتطرفين ألذين يشوهون إسم أللغة ألسريانية.

ه - يجب ألا نصدق ألأحزاب و ألمؤتمرات ألتي تدعي أنها تعمل من أجل ألوحدة و في نفس ألوقت تزور إسم لغتنا ألعلمي.

196
الأستاذ موفق نيسكو الموقر
 إسمح لي أن أشكرك على شجاعتك في تسمية لغة إخوتنا من السريان
المشارقة بإسمها العلمي و التاريخي و القومي! و لكن أرجو أن يتسع
صدرك لبعض المعلومات التاريخية التي لا تتطابق مع تاريخ إنتشار
لغتنا الآرامية في العراق القديم .
 أ - لقد ذكرت" لأن اللغة الأشورية - البابلية هي لغة أكادية بدأت
بالانقراض قبل سقوط الدولتين الأشورية و الكلدانية ..."
 * تعبير لغة أشورية هو خاطئ و هو من إختراع العلماء في القرن
التاسع عشر لأنهم وجدوا تلك الكتابات في بلاد أشور فسموها " أشورية".
* تعبير لغة بابلية هو خاطئ أيضا لأنه لا يوجد شعب بابلي في
التاريخ القديم مثل السومريين و العموريين و الكاشيين .لا شك إنك
تعلم أن الفرس هم الذين أطلقوا تسمية بابل الإدارية على بلاد أكاد ,
و قد ردد قدامى اليونان التسمية البابلية مما أوحى بوجود شعب بابلي
حقيقي !
* هذا شيئ مهم إذا كنا نريد أن نعرف العالم على هويتنا الآرامية السريانية الحقيقية لأن التسمية البابلية في المصادر اليونانية كانت
تقصد الآراميين أجدادنا . و هنالك عشرات النصوص السريانية التي
تبرهن لنا أن السريان ظلوا محافظين على التسمية التاريخية القديمة
" بيت آراماي " و هي ترجمة عن التسمية الأكادية التي وردت في بعض
الكتابات الأشورية باللغة الأكادية و خاصة في أرشيف نيبور الذي
ذكر " مات اريمي " أي بلاد الآراميين !
  ملاحظة : غير صحيح تاريخيا أن اللغة الأكادية قد بدأت بالانقراض
قبل سقوط الدولتين الأشورية و الكلدانية . و لكن سياسة ملوك أشور
في سبي القبائل الآرامية الثائرة قد أدت في القرن السابع ق0م الى تفوق
عدد الآراميين ( و بالتالي اللغة الآرامية ) على الأشوريين في بلاد أشور
نفسها !
  الدولة الأشورية لم تستخدم اللغة الآرامية كلغة رسمية و قد تفضلت
 و ذكرت رد الملك الأشوري سرجون الثاني في توبيخه لأحد موظفيه
الآراميين . و اللغة الأكادية كانت لا تزال محكية و مفهومة و لم تكن
منسية أبدا في القرن السابع ق0م .
 الدولة الكلدانية و رغم إنها آرامية في الجنس و اللغة هي أيضا إستخدمت اللغة الأكادية كلغة رسمية و البرهان مئات الكتابات بالمسمارية
الأكادية !
ب - لقد كتبت في السطر التالي " فمنذ القرن العاشر قبل الميلاد بدأت
اللغة الآرامية تحل محل الأكادية "
 لقد شرحت سابقا أن الأشوريين قد حافظوا على اللغة الأكادية و غير
صحيح أنه في القرن العاشر قد إنتشرت اللغة الآرامية بدل الأكادية .
 لقد محت اللغة الآرامية كل اللغات الشرقية التي سبقتها من أكادية
و كنعانية و عبرية في القرن الخامس ق0م لأن الدولة الفارسية قد
إختارت اللغة الآرامية كلغة رسمية و لغة العقود التجارية و المراسلات
في جيع أنحاء إمبراطوريتهم الواسعة .
 الأستاذ نيسكو الموقر
 شكرا لك مرة ثانية لأنني تعلمت أشياء كثيرة و خاصة رسالة هنري لايارد
لوالدته حيث يطرح السؤال هل الكتابة المسمارية هي كلدانية ؟ إن مجرد
تعبير " لغة كلدانية " يؤكد لنا كم كان علماء الآثار في القرن التاسع عشر متأثرين بقدامي اليونان ...
 

197
مناضلون أم منافقون من يزيف هوية أجدادهم  السريانية / سورايا ؟
سلام و محبة الى جميع مزيفي التسمية السريانية !
 الإخوة السريان من أتباع الكنيسة الشرقية السريانية التي صارت تدعي
مؤخرا بهوية أشورية غير علمية يدعون أن إسم أجدادهم سورايا أصله
أسوريا ! و يستندون على كتاب و شعراء و مغامرين ليضحكوا على
أنفسهم و يتنكرون لهويتهم السريانية التاريخية !
  الإخوة السريان الذين إنفصلوا عن الكنيسة السريانية الشرقية و صارت
كنيستهم تعرف بالكنيسة الكلدانية يفضلون أن يدعوا بأن التسمية السريانية تعني المسيحي و هم يتوهمون أن هذا التفسير الخاطئ يسمح
لهم المضي في إنكار هويتهم السريانية العلمية !
  بعض الإخوة الكلدان يظنون أن تفوقهم العددي يسمح لهم في تزييف
هوية أجدادهم كما يريدون ... و للأسف إن مفاهيمهم الخاطئة قد
أسكتت أصوات بعض الأكادميين الكلدان : فالكلداني الأمين لهوية
و تراث الأجداد يعد خائنا !
  أما الإخوة السريان الذين يدعون بالهوية الأشورية فالقاعدة المتبعةهي:
*" من يزيف هوية الأجداد هو بطل قومي و من ينشر براهين واهية فهو
مناضل شريف ! "
* " زيف ما تشاء من الطروحات يا أخي المناضل فنحن نصدقك و لن
نخجلك من أجل المصلحة العليا ...."
*" لا نريد علماء نزيهين لأنهم يفضحونا و لكننا نشجع كل الكتاب المغامرين ..."
  هنري بدروس كيفا

198
الى السيد الذي يدافع عن الفكر الأشوري المزيف !
 أرجو ألا تتوقف عن نقل مقالاتي و مواضيعي لأنها تبرهن أن السريان
المدافعين عن الإيديولوجية الأشورية المزيفة لا يستطيعون الإعتماد على
مصادر موثوقة أو مراجع علمية !
 هذا هو العنوان و الموضوع الأصلي
الفكر الأشوري و سياسة " كذب العلماء و لو صدقوا " و قد نشرته
قبل سنتين يا شاطر !
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/The_False_Assyrian_Ideology/20111101.htm

199
السيد المحترم  akad zadiq
 إن تواضع الدكتور صوما يجب ألا يدفعك أن تعلق على بحثه كما لو
إنه كاتب بسيط مثلك : هو باحث متخصص في تاريخ الشعب السرياني
الآرامي و هو أمين لهوية أجداده التاريخية !
 أنت سرياني شرقي صرت مؤخرا تدعي بهوية أشورية لم يؤمن بها
أجدادك يوما . إسمح لي الدكتور صوما ليس خياطا- كما تتوهم-يخيط
حسب الحاجة . مشكلتنا هي إنكم تدعون الغيرة و العمل من أجل وحدة
شعبنا و في نفس الوقت تتنكرون و تزيفون هويتكم السريانية الأصيلة !
أنت لا تتكلم اللغة الأشورية و لكن السورث ولكنك ترفض أن تتعلم
و تتقدم مثل كل الشعوب التي تحيط بنا .
  الدكتور صوما لا يفرض عليك ثيابا عنوة و لكن الأمانة - إذا كنت
تعرفها - لهوية أجدادنا و للتاريخ الأكاديمي هي التي تفرض عليك أن
تدافع عن هوية أجدادك و إسم لغتهم العلمي ! 

200
الفكر الأشوري و سياسة " كذب العلماء و لو صدقوا "
أشوريون قدامى أم سريان آراميون ؟
*لا احد ينكر او يستطيع ان ينكر تاريخ الشعب الأشوري القديم و لكن إخوتنا من السريان المشارقة الذين يؤمنون بالتسمية و الهوية الأشورية يرددون ان كل السريان (المشارقة و المغاربة) ينتمون الى الشعب الأشوري العظيم .

*بالرغم من أن علماء السريان النساطرة القدامى كانوا يؤكدون في مصادرهم التاريخية على انهم سريان آراميون و بالرغم ان بعض اشهر علماء الكنيسة الكلدانية المعاصرة يعترفون بهوية آرامية تاريخية موحدة فإننا نرى الفكر الأشوري متمسكا بطروحاته التاريخية الخاطئة.

*تجاهل متعمد لتاريخنا و هويتنا السريانية الآرامية : عندما السرياني الشرقي ( المؤمن/ المدعي) بالهوية الأشورية يعرف عن هويته باللغة السريانية يقول " سورايا" اي سرياني و لكن الفكر الأشوري المسيس لا يحترم قواعد اللغة السريانية و بكل جسارة يضعون حرف الألف امام الإسم السرياني و يحولونه الى" أسورايا" و يدعون انه إسمنا التاريخي باللغة السريانية :
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/The_False_Assyrian_Ideology/20111101.htm

201
أول مرة سمعت بقاموس شيكاغو" ألأشوري " ألشهير " THE ASSYRIAN DICTIONARY " كان سنة 1984 وفي مدينة شيكاغو بالذات، إذ إلتقيت بأحد ألإخوة ألذين يؤمنون أن لغتنا يجب أن تسمى " أشورية " و قد إستند يومها بقاموس شيكاغو و قد قال لي " كيف تدرس ألتاريخ و تسمي لغتنا سريانية و أنت غير مطلع على قاموس شيكاغو ألأشوري ؟ " ألتاريخ بحر عميق من ألمستحيل معرفة كل شيئ، لقد تعجبت كيف تسمي جامعة شيكاغو ألشهيرة لغتنا ألسريانية باللغة ألأشورية؟
إن ألشعب ألأشوري كان يتكلم أللغة ألأكادية و لم يكن له لغة أشورية خاصة كما يردد بعض ألإخوة. لقد وجدت موقعا مهما
يتكلم عن أللغات ألقديمة أرجو ألدخول إليه و ملاحظة عناوين ألأبحاث هل تتكلم عن أللغة ألأشورية أم ألأكادية ؟ أغلبية هذه ألدراسات تستخدم ألتسمية ألعلمية أي ألتسمية ألأكادية و هذا ألموقع تابع لجامعة واشنطن، أقصد لست أنا ألذي جمع هذه ألكتب، هنالك حوالي 40 كتاب، وردت ألتسمية ألأكادية في 21 كتاب و ألتسمية ألسومرية في 5 كتب و ألأشورية - ألبابلية في إثنين أو ثلاث و ألتسمية ألأشورية في قاموس شيكاغو فقط.
ثالثا - مقدمة قاموس شيكاغو.
لقد صدر قاموس شيكاغو على مراحل، كتب ألعالم I.J GELB مقدمة ألقسم ألذي صدر سنة 1964. أرجو من إخوتنا ألذين لا يزالون يعتقدون بوجود لغة أشورية ألإطلاع على ألمقدمة بأكملها أولا للتحقيق و ثانيا للتوقف بالكذب على أبنائهم و ألإدعاء بوجود لغة أشورية خاصة.
ذكر ألعالم I.J GELB في ألصفحة vii أنه في بداية علم ألأشوريات أطلق ألعلماء تسمية أللغة ألأشورية على ألكتابات ألتي
وجدوها في بلاد أشور ألقديمة. و لكن بعد إكتشاف كتابات عديدة في بلاد بابل تستخدم نفس أللغة في بلاد أشور و خاصة أي أن ألأشوريين و ألبابليين لم يسموا لغتهم " أشورية " أو "بابلية " و لكن " أكادية " نسبة إلى ألأكاديين...
ثم يكتب هذا ألعالم
" As some of these facts became known, the term
"Akkadian" ( Accadian") began to crowd out the term
"Assyrian" in good Assyriological usage ".
ألغريب أن ألعالم I.J GELB يشرح للقراء تاريخ ألقواميس ألأكادية في ألصفحة viii، ألعنوان بألإنكليزية
" HISTORY OF AKKADIAN LEXICOGRAPHY"
و هو يؤكد أن إسم أللغة ألعلمي هو " أللغة ألأكادية " و لكن جامعة شيكاغو سمت قاموسها بألأشوري للأسباب ألتالية
أ - أن مشروع جامعة شيكاغو للقيام بإصدار ألقاموس سنة 1921
كان يستخدم تعبير " ألأشورية ".
ب - أن ألعالم I.J GELB قد نشر بحثين في مجلة Orientalia مستخدما تعبير " أللغة ألأكادية ".
ج - لكن جامعة شيكاغو حافظت على تعبير " ASSYRIAN" و يقدم ألعالم I.J GELB حجة واهية و هي ألتخوف من يخلط ألأميركيون بين أللغة ألأكادية "Akkadian" أو "Accadian" و بين أللغة ألفرنسية ألتي يتكلمها ألكنديون و يسمونها "Acadian".

هذا ألسبب غير مقنع، كل ألقواميس و كتب ألقواعد ألحديثة ألتي طبعت بعد قاموس شيكاغو تستخدم ألتسمية ألعلمية ألوحيدة و هي أللغة ألأكادية.
سنة 2004 نشرت جامعة كامبردج موسوعة علمية حول اللغات القديمة

THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE WORLD'S ANCIENT LANGUAGES
ED. R. D. WOODARD
هذه ألموسوعة ألعلمية تنتشر دراسات عن كل أللغات ألقديمة من سومرية و أكادية و أرامية و عربية و أرمنية و لكن لا يوجد أي بحث عن لغة أشورية !

202
  " خذوا الحكمة من أفواه المجانين و تعلموا التأريخ من المغامرين ..."
  السيد أشور كيواركيس
  أنت الذي يكتب التاريخ بطريقة عاطفية لأنك تتوهم إنك من جذور أشورية و تدعي بوجود لغة أشورية ؟
 و تتوهم نفسك مناضلا لأنك تدعي أن قداسة البطريرك افرام برصوم هو
أشوري : هذا كلام عاطفي جدا لسببين
 أ - أنت سرياني شرقي مهما حاولت فهويتك السريانية الآرامية تلاحقك
    مثل ظلك !
ب - أن قداسة البطريرك افرام نفسه قد أكد أن التسمية الأشورية هي
مزيفة و أن السريان ينتمون الى الآراميين و قد قدم عشرات البراهين
من المصادر السريانية . أنظر ما كتبه في اسم الأمة السريانية : الرابط
 http://samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?t=6754
 إنني أعلم بأنك لا تملك الجرأة كي تتأكد في المصادر و لكنك قوي
جدا في براهينك الخيالية و عنواوينك للإستهلاك " الأشوري المزيف "
المحلي !

203
الأخ المحترم مايكل سبي
   منذ أكثر من 800 سنة كتب البطريرك ميخائيل الكبير ( ناقلا عن
برحوشا الكلداني عن طريق تاريخ أوسابيوس القيصري ) أن تاريخ
الكلدان هو أقدم من تاريخ الأشوريين و أنه كان لهم عدة ملوك كلدان
قبل الملوك الأشوريين ...
 منذ أكثر من 150 سنة كتب العالم الفرنسي أرنست رينان في كتابه
المشهور... أن الكلدان يتحدرون من الأكراد ! و كان أستاذه الباحث
كاترومير قد نشر نظرية في كتابه عن الأنباط سنة 1833 يذكر فيها
أن الآراميين عنما قبلوا الديانة المسيحية تخلوا عن إسمهم الآرامي القديم
و صاروا يتسمون سريان!!!
 الأخ مايكل إنني أقدر غيرتك و لكنني أتمنى منك أن تعتمد على التاريخ الأكاديمي لأنه يثبت أننا فعلا شعبا واحدا ...
 نحن لا نطرح تأويلات جديدة و لكننا نصحح الكثير من الأخطاء
التاريخية التي توهم البعض منا بأنهم يتحدرون من هذا الشعب أو ذاك !
   علقت " أرجـو أنْ تعـلم أنـنا ( عـلى الأقـل في العـراق ) نستـخـدم تعـبـير ( سـورايا ) بمعـنى مسيحي ..." أرجو أن تكون منطقيا في تفكيرك
لأن التسمية السريانية صارت في تاريخنا الحديث تعني المسيحي
و لكن مدلولها الأول هو إنتماء الى شعب سرياني آرامي !
   إنني لا أفهم لما إخوتنا الأكادميين الكلدان لا يتمسكون بتاريخهم
الأكاديمي ؟ و يرفعون شعار الوحدة التاريخية الحقيقية ؟ ألا تنتمي
القبائل الكلدانية الى الآراميين أم علينا أن نقبل بتفسيرات ملفقة حول
تاريخ الكلدان القديم ؟
 

204
لا يوجد لغة قديمة أو حديثة إسمها " الأشورية " !
 الى السيد المحترم Abu Sinharib
لا يوجد عندي شك إنك تفهم جيدا المنطق و لكن تطبيق المنطق بشكل
أعمى سيعطيك نتائج غير منطقية أبدا ... من المؤسف أن كاتبا نشيطا
مثلك يستخدم هذا المنطق فقط ليدعي بوجود " لغة أشورية " ؟
  الأشوريون كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و أنتم كسريان مشارقة تتكلمون
السورث و هي لهجة سريانية آرامية ليس لها علاقة مع اللغة الأكادية
التي زالت من الوجود منذ أكثر من 2200 سنة !
  من المؤسف إن تواجدك الدائم في موقع عنكاوا لم يفيدك و لم تتعلم
أن لغتك هي سريانية و ليس أكادية ! من يدعي الغيرة و النضال من
أجل شعبنا عليه أولا أن يحترم إسم لغته الأم !

205
المنبر الحر / رد: أصل كلمة عرب
« في: 12:22 15/11/2013  »
الأستاذ موفق نسكو الموقر
  شكرا لإجابتك و لإهتمامك في تصحيح أي خطأ و هذا يدفعنا الى
تقديرك كباحث يبحث فعلا عن الحقيقة التاريخية المجردة !
  لن أعلق على أسئلتك الأخيرة : هل كان سيدنا يسوع المسيح سريانيا
أم آراميا ؟ لأن جميع الباحثين في العالم يؤكدون بأنه كان يهوديا...
و لكنني أريد أن أشير الى خطورة الإدعاء بأن العرب القدامى كانوا
آراميين لأن التسمية العربية في اللغة السريانية تعني البدوي ... الإستنتاج غير العلمي هو أن البدوي هو بدون هوية و بالتالي نستطيع
اليوم أن ندعي أنه آرامي ! و هذا يعني أنه لو بقي العثمانيون الأتراك
يحكمون شرقنا لرأينا بعض الكتاب يؤكدون أن جندب كان تركيا !
  الأستاذ موفق نحن نبحث عن الحقيقة التاريخية كما هي : أنظر
كيف فقدت التسمية السريانية التاريخية من مدلولاتها لأن نظرية غير
علمية من القرن التاسع عشر تدعي أن التسمية السريانية تعني المسيحي
و لا تشير الى قومية محددة ؟ للأسف كبار رجال الدين السريان لا
يزالون يرددون هذه النظرية الخاطئة و من واجبنا أن نصحح لهم
لأن هدفنا هو الدفاع عن تاريخنا الأكاديمي .

206

مدلولات تسمية " سورايي/السريان" التاريخية و الجغرافية.



لا يزال بعض الإخوة يؤكدون أن تسمية" سورايي " تعني المسيحي و بالتالي التسميات الكلدانية و الاشورية هي تسميات قومية ، و كان سيادة المطران سرهد جمو الموقر قد لمح أن سريان العراق أصلهم من سوريا و ذلك في إحدى محاضراته.

كثيرون يحاولون تفريغ التسمية السريانية سورايي من مدلولاتها القومية التاريخية و الجغرافية .

لقد عالجت جوانب عديدة من هذا الموضوع المهم في مقالات عديدة ، لقد وجدت مؤخرا مقالا للأخ مسعود هرمز النوفلي الموقر عنوانه "اقتراح للأسم والهوية " سورايي مَذنْحايي " = " مسيحيوا المشرق.

" تجدونه على هذا الرابط

 http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=30057

قبل التعليق عليه أحب أن أؤكد إن غيرة الأخ مسعود المسيحية هي الدافع الرئيسي و هدفه وحدة المسيحيين في العراق .

أولا - تسمية " سورايي / السريان " التاريخية .

تسمية سورايي "ܣܘܪܝܐ " تأتي من "ܣܘܪܝܝܐ" أي السريان و هو الإسم القومي الذي أصبح مرادفا لإسمنا الآرامي القديم .

 إن "ܣܘܪܝܐ " موجود في بعض المصادر السريانية ، لقد وجدته في كتاب شرائع البلدان لفيلسوفنا الآرامي برديصان و في كتاب لإبن العبري .

أما تسمية "ܣܘܪܝܝܐ" فهي موجودة بالمئات في المصادر السريانية.

 لن أتعمق في أكثر في أصل التسمية السريانية لأنني شرحته مطولا تحت عنوان "التسمية السريانية" تجدونه على هذا الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/080211.htm

أحب أن أذكر القراء أن التسمية السريانية قد أصبحت في القرن الثالث قبل الميلاد مرادفة للآراميين. لقد أطلق سلوقس أحد خلفاء الإسكندر المقدوني إسم " SYRIA " على مملكته الواسعة و لقب نفسه " ملك سوريا".

و قد نشبت عدة حروب بين السلوقيين و جيرانهم قبل زوال حكمهم على يد الرومان ، عرفت هذه الحروب بإسم " الحرب السورية الأولى" و بالتوالي حتى"الحرب السورية الخامسة".

من يريد مزيدا من المعلومات عليه العودة الى هذا الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Syrian_Wars

لقد كانت هذه الحروب بين السلوقيين و البطالسة حول " سوريا كولن" .

وقد شرحت سابقا إن " سوريا كولن" هي ترجمة حرفية لإسم " " ܟܠ ܐܪܡ " أي " كل آرام" التي وردت في كتابات سفيرة الآرامية .

 لا شك إن التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الآرامية و لكن السؤال الذي يطرح هو هل تخلى أجدادنا الآراميون إسمهم بمجرد قبولهم الديانة المسيحية؟

ثانيا - نظرية المطران أوجين يعقوب منا و QUATREMERE

ذكر الأخ مسعود "هناك معلومات مُهة جداً من قاموس المثلث الرحمة المطران يعقوب اوجين منا ، أدرجُ قسماً منها فيما يخص الأقتراح من كلمات ومعانيها وهي : سورايا : سرياني ، آرامي ، نصراني... 12-من القاموس المذكور نقرأ مايلي بخصوص الأسم ايضاً :

" انّ اسم السريان لم يدخل على الآراميين الشرقيين أي الكلدان والآثوريين إلا بعد المسيح على يد الرُسل الذين تلمذوا هذه الديار لأنهم كانوا جميعاً من سورية فلسطين وذلك إذ كان اجدادنا الأولون المُتنصرون شديدي التمسك بالدين المسيحي الحق ، احبوا ان يسمّوا باسم مُبشريهم فتركوا اسمهم القديم واتخذوا اسم السريان ليمتازوا عن بني جنسهم الآراميين الوثنيين ولذا أضحت لفظة الآرامي ( آراميا ) مرادفة للفظة الصابئ والوثني ولفظة السرياني مرادفة للفظة المسيحي والنصراني الى اليوم . "

 قد يكون الاخ مسعود لا يعلم إن مقدمة المطران أوجين منا مبنية على معلومات و تفسيرات خاطئة من القرن التاسع عشر .

 المطران أوجين منا له فضل كبير على لغتنا السريانية/الاآرامية و كان باحثا مهما في حقل اللغة و ليس في التاريخ.

إن " مقدمته" مليئة بالاخطاء التاريخية التي قد لا يلاحظها المثقف السرياني .

لقد نشرت اربع مقالات حول مقدمة المطران منا في مجلة آرام .

ممكن الإطلاع عليها على الروابط التالية:

A COMMENTARY TO THE PREFACE OF BISHOP JACOB EUGENE MANNA'S DICTIONARY

http://www.urhoy.info/kipha1.html
http://www.urhoy.info/kipha2.html

http://www.urhoy.info/kipha3.html

http://www.urhoy.info/kipha4.html
بإختصار لقد نقل المطران منا نظرية العالم الفرنسي QUATREMERE بدون أن يتحقق من صحتها .

 إن المصادر السريانية تثبت بشكل قاطع إن التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي لا في القرون الأولى كما " ذكر" المطران في قاموسه و لا حتى في القرون الوسطى لأن أجدادنا من سريان شرقيين او غربيين ظلوا متمسكين بإسمهم الآرامي.

ملاحظة مهمة :

بعض المتطرفين يستغلون مقدمة المطران أوجين منا ، فيفرغون التسمية السريانية من مدلولاتها و يحورون نظرته التي أطلقها على أجدادنا الآراميين و طبقوها على بعض الشعوب القديمة المندثرة مثل الشعب الاشوري القديم. إخوتنا السريان المشارقة ( النساطرة) يدعون إن تسمية سورايي تعني المسيحي اما التسمية القومية فهي "الاشورية" .

لقد علقت في رد قديم " يعتقد بعض الإخوة إن لمجرد أن المطران منا قد ذكر في قاموسه" ܣܘܪܝܝܐ; : سرياني. آرامي. نصراني ( اختصار ܣܘܪܝܝܐ أيܐܣܘܪܝܝܐ ) . يسمح لهم الإدعاء أن السريان هم أشوريون و أن من حقهم أن يكتبوا - و أن يعلموا الآخرين - أن ܐܣܘܪܝܝܐ هي التسمية الأصيلة التي أطلقت على شعبنا السرياني .

علما أن المطران منا بالذات قد ذكر في قاموسه ص 487 " إعلم إن السريان لم يكونوا من قديم الزمان يسمون بهذا الإسم لكنهم كانوا يسمون قديما آراميين سوآء كانوا شرقيين أم غربيين... " لقد أخطأ المطران منا في زيادة حرف الألف على إسمنا السرياني ܣܘܪܝܝܐ أنا لم أجد إسمنا السرياني مكتوبا بزيادة حرف الألف إلا في نص واحد للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة اليونانية أما بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا ܣܘܪܝܝܐ . إن ܐܬܘܪܝܐ فهي التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا على الشعب الأشوري القديم ."

ثالثا - متى صارت التسمية " سورايي / السريان " تعني مسيحي ؟

لقد بنى بعض رجال الدين السريان طروحاتهم حول تفسير التسمية السريانية على نظرية أوجين مناQUATREMERE الخاطئة و غير المبرهنة . إذا سألنا رجلا ارمنيا عن هويته فهو يجيب " هايي" أي ارمني باللغة الارمنية . إن تسمية " هايي" تشير

أولا الى الهوية الارمنية و قد حملت في القرون الحديثة معنا آخر و هو "مسيحي" .

لا يزال قسم كبير من الشعب الارمني يستخدم تعبير "طاجيك" ( يلفظونه داجيغ) للدلالة الى المسلم .

المسلم اللبناني على لسان الأرمن يصبح " داجيغ/طاجيك ". و طبعا المسلم اللبناني هو عربي و ليس من بلاد طاجيكستان !

إن التسمية " سورايي / السريان " تشير أولا الى هويتنا السريانية الآرامية ، و إنه في القرون الحديثة أصبحت التسمية " سورايي " تشير الى مسيحي !

لقد أخطأ المطران منا بالإدعاء أن التسمية السريانية كانت مرادفة للتسمية المسيحية " منذ الاجيا ل الأولى" . لا يحق لأحد أن يبني طروحات تتعلق بإسم السريان و هويته التاريخية على معلومات خاطئة و تفسيرات لا يقبلها علم التاريخ !

 لا يحق لأحد أن يدعي اليوم أن التسمية الارمنية " هايي" تعني مسيحي و لكن صارت " تعني" المسيحي و بدون التنكر للهوية الارمنية .

رابعا - هل يحق لنا طرح مشروع " الوحدة" إستنادا على معلومات تاريخية خاطئة ؟

المهندس لا يبني على رمال متحركة ، الدول المتقدمة لا تعطي رخص البناء في المناطق المعرضة لأخطار الفياضنات و غيرها .

الإنسان البسيط يعرف اين يبني بيته كي يصمد امام عوامل الطبيعة .

 إنني لا اعاتب الأخ مسعود على إقتراحه اسم " سورايي" كتسمية موحدة لكل المسيحيين في العراق لأن التسمية "سورايي/ السريان" هي فعلا التسمية التاريخية القومية التي أطلقت على مسيحي العراق .

ولكن إقتراح الأخ مسعود " سورايي مَذنْحايي " = " مسيحيوا المشرق " مبني على تفسيرات و معلومات خاطئة حول التسمية السريانية .

المطران أوجين منا إرتكب أخطاء تاريخية عديدة ، لقد إنتشرت مئات الدراسات العلمية حول تاريخ السورايي:

كتب الأب المؤرخ البير ابونا هي مراجع علمية ، دراسات و كتب المطران لويس ساكو المهمة ، أبحاث البرفسور سبستيان بروك الغنية التي تستخدم تعبير "السريان المشارقة" و تؤكد جذورهم الآرامية .

كتب الاخ مسعود " كما أحبّ آبائنا الأوائل وكتابنا المقدس تسميتنا بعيداً عن الشعوب الوثنية وعبدة الأصنام ، فنحن على اتم الأستعداد لتبديل اسمنا بالأسم الجديد الذي يجمعنا ، ووفاءً الى أؤلئك الآباء العظام الذين ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة ، علينا الآن أن نحذو حذوهم ونمشي على طريقهم ، كما يضع الأب اسماً لوليدهُ الجديد عند يوم الولادة ، هكذا تم وضع اسمنا من الأول من يوم ولادتنا في المسيحية قبل حوالي الفي عام ، نحن يجب ان نتشرف بهذا الأسم ونقبلهُ لأنه تاريخنا ونواة شعبنا المسيحي ".

ثم كتب ايضا " بعد كل ماذكرته أعلاه يصبح من اللائق جداً أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " بالعربية فقط لا غير.

تعليقات لا بد منها :

أ - إن الترجمة السبعينية للكتاب المقدس و هي ترجمة من العبرية الى اليونانية قد بدأت في حوالي سنة 280 ق.م نلاحظ إن هذه الترجمة قد عمدت الى ترجمة التسميات الآرامية الى سريانية : ملك آرام = ملك سوريا ، اللغة الآرامية = اللغة السريانية ، الشعب الآرامي = الشعب السرياني ، نعمان الآرامي = نعمان السرياني. التسمية السريانية هي رادفة للتسمية الآرامية مئات السنين قبل إنشار الديانة المسيحية بين الآراميين .

ب - إن التسمية السريانية لم تطلق على الرسل اللذين كانوا من اليهود، غير صحيح أن أجدادنا الآراميون قد تركوا إسمهم الآرامي بمجرد قبولهم الديانة المسيحية .

ج - كتب الأخ مسعود " ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة " نظرية المطران أوجين منا مأخوذة من كتاب العالم الفرنسي المشهور QUATREMERE و عنوانه " اطروحة حول الأنباط" 1835 .النظرية تتكلم عن الآراميين و ليس الشعوب القديمة .

إن تعبير "وتركوا اسمائهم القديمة " غير دقيق لأن أجدادنا كانوا آراميين و كان لهم اسما واحدا فقط .

د - الإسم " سورايي/ سرياني " لم يطلق الآراميين المسيحيين كما يؤمن بعض رجال الدين السريان .

لا يوجد اي نص سرياني في مصادرنا السريانية قد وردت فيه التسمية السريانية بمعنى مسيحي !

هل نصدق النصوص ام النظريات الخاطئة و غير المبرهنة ؟ قديسنا مار افرام السرياني لم يستخدم ابدا تعبير " الشعب السرياني " أو اللغة السريانية لأنه كان يسمي لغتنا آرامية و سكان الرها " آراميين".

ه - المعادلة الجديدة التي يقترحها الاخ مسعود " أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " .

 هي تكريس لنظرية المطران منا الخاطئة. التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي في القرون الوسطى و لكنها "صارت " في تاريخنا الحديث عند اخوتنا السريان المشارقة تعني المسيحي !

 التسمية السريانية كانت و لا تزال مرادفة للتسمية الآرامية .

خامسا - خطورة هذا " الإقتراح" .

ينطلق الأخ مسعود من مفهوم مسيحي فهو يريد وحدة المسيحيين في العراق و هو - إستنادا - الى مقدمة المطران أوجين منا يقترح تسمية "سورايي" كتسمية موحدة للمسيحيين و غايته تقوية الوجود المسيحي.

إن تسمية سورايي /سريان ليست " إقتراحا" أو نظرية جديدة و لكنها تسمية تاريخية و هوية قومية مرادفة لهويتنا الآرامية الحقيقية .

يقترح الاخ مسعود على إخوتنا الارمن الإنضمام الى الوحدة المسيحية تحت اسم " سورايي".

طبعا الشعب الارمني لن يقبل لأنه شعب مشهور بتمسكه بهويته الارمنية .

إقتراح الاخ مسعود على الارمن يؤكد لنا أن نيته هي " وحدة مسيحية " و لكنه يفقد التسمية " سورايي/سريان" من جميع مدلولاتها التاريخية و القومية. يقال إن عددا من الكورد قد دخلوا الديانة المسيحية في السنوات الأخيرة و لا شك أن " غيرتنا المسيحية " سوف تطلق عليهم تسمية " سورايي" .

و ربما في السنوات القادمة - و عدد السورايي الحقيقيين يتناقص بشكل رهيب - سوف نرى نوعا جديدا من " الكورد السورايي" يؤكدون - إستنادا الى نظرية المطران منا الخاطئة - أن أجدادهم الكورد لما قبلوا الديانة المسيحية تركوا اسمهم الوثني و قبلوا اسمهم السرياني الجديد و بالتالي السريان أصلهم كوردي و أن الشعب الكوردي شعب عريق و لما لا نعمان السرياني هو كوردي أيضا ؟

الكنيسة الكلدانية تجاهد و تناضل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في العراق .

عندما ذكر قداسة البطريرك دلي الموقر أن جميع المسيحيين من اشوريين و كلدان و سريان ينتمون الى شعب واحد هو الشعب الآرامي .

لم يتضايق قداسته من ذكر جذورنا الآرامية لأنه يعرف أن السورايي هم آراميون و أن إنتمائنا الآرامي الصحيح يعطينا كمسيحيين عمق تاريخي 1200 ق.م و إنتشار جغرافي في كل الشرق القديم .

نتمنى على كل سرياني/آرامي أن لا تكون عنده حساسية مفرطة ضد أجدادنا اللذين كانوا يعبدون الأصنام في تاريخهم القديم .

تسمية " سورايا :

سرياني ، آرامي ، نصراني" كما نقلها الاخ مسعود من قاموس المطران منا هي تسمية تاريخية موحدة شرط ألا نستخدمها بمعنى " مسيحي " لأن معناها الأول هو " آرامي" و ربما لهذا السبب لا يرضى إخوتنا السريان (النساطرة) بهذا الإقتراح .

207
السيد المحترم bet nahrenaya
  شكرا لك لمشاركتك و لفهمك السريع لموضوعي : نحن نتكلم عن إيديولوجية أشورية غير علمية لأنها تتمسك بحكايات خرافية و ها أنت
تضع رابطا يؤكد أن إخوتنا من السريان المشارقة يهملون تاريخنا
العلمي و يرددون طروحات تاريخية مضحكة مثل التي تفضلت أنت
و نشرتها . شكرا لك ...

208
المنبر الحر / رد: أصل كلمة عرب
« في: 13:05 14/11/2013  »
الأستاذ موفق نسكو الموقر
 إن جندب كان عربيا أصيلا و لم يكن يتكلم اللغة الآرامية كما أنت ذكرت.
هو عربي أصيل لأنه جاء من شبه الجزيرة العربية و ليس من البادية
السورية و قد إستخدم الجال في تنقلاته . لقد ترك ملوك أشور عدة
كتابات أكادية تذكر بعض مشايخ العرب ...
 إذا كانت التسمية العربية في المصادر السريانية تعني الغرب و البادية
فهذا لا يعني إنه القرن التاسع قبل الميلاد إن التسمية العربية لم تكن
تشير الى شعب محدد ! جندب لم يكن آراميا و هنالك خطورة كبيرة
من هذا التفسير الخاطئ أن يفهم أن الآراميين القدامى كانوا ينتمون
الى العرب ؟

209
السيد مايكل سبي الموقر
 الدكتور أسعد صوما هو باحث متخصص في التاريخ السرياني , له
أبحاث علمية حول التسمية السريانية و أشدد على علمية لأنه " لا يعطي
وجهة نظره أو مفهومه الخاص " حول التسمية السريانية .
 شكرا لسؤالك و أتمنى أن يجيبك الدكتور صوما لأن مواقع شعبنا قد
ثملت من المتطفلين على علم التأريخ و يدعون أن سركون هو " سر
الكون " ؟

210
السيد المحترم أشور كيواركيس
  نعم يوجد بعض رجال الدين الذين يؤمنون بالهوية الأشورية المزيفة
لإنهم إنخدعوا بإيديولوجيتها و ظنوا إنها فكر قومي موحد ! و لكنهم
و بفضل تطرفكم و بفضل إنتشار الوعي الحقيقي بين المثقفين السريان
صاروا لا يستطيعون البوح علنا بتأييدهم لهذه الإيديولوجية الأشورية
التي تخون هوية أجدادهم !
 شكرا لكم لأنكم أيقظتم السريان كي يدافعوا عن هويتهم التاريخية الحقيقية.

211
السيد المحترم اشور كيواركيس
 أنت الذي يتهرب لأنك - بكل بساطة - لا تتحقق في الأمور التاريخية
و لا تملك المنهجية التاريخية لتكتب بنزاهة !
 هل تعتقد بإنك شاطر عندما تتهرب من موضوع أطروحتي ؟ هل عندك
شك بأنني سنة 1982 كنت أؤمن بأن السريان يتحدرون من الآراميين ؟
 سؤالي لك " إذا شرحت لك ما معنى التسمية الأشورية في تاريخ المطران
يوحنا الأمدي أو الأفسسي فهل ستتحقق أم ستتهرب ؟"
 أنا أطلب منك أن تتحقق فهل هذا طلب غير مهم بنظرك ؟

212
المنبر الحر / رد: أصل كلمة عرب
« في: 12:18 13/11/2013  »
                   "  هل كان جندب آراميا أم عربيا ؟ "
الأستاذ موفق نسكو الموقر
 شكرا على هذا البحث حول التسمية العربية و لكن لقد وجدت تعبيرا
أتمنى أن تشرحه لنا لقد كتبت أن أقدم ذكر للتسمية العربية قد وردت
في كتابة أكادية تعود للملك الأشوري شلمنصر الثالث الذي هاجم
الآراميين و حلفائهم في معارك قرقر سنة 853 ق0م و بعدها...
 السؤال هو إنك كتبت حرفيا " قاد حملة على الملك الآرامي جندب ..."
 أ - النص الأكادي يذكر جندب العربي ؟
ب - الحملة كانت موجهة ضد الآراميين في بلاد آرام و قد جمع الملك
حدد عدري ملك دمشق الآراميين و حلفائهم من اليهود و بعض العرب !
ج - كان عدد الجيوش الآرامية حسب الكتابات الأكادية أكثر من 35
ألف مقاتل بينما مشاركة جندب العربي كانت ألف هجان ( و هذه هي
المرة الأولى يرد ذكر الجمل في كتابة أكادية حسب المؤرخين).
 سؤالي لك هل كانت الحملة فعلا موجهة ضد جندب كما أنت ذكرت
و هل كان جندب آراميا أم عربيا ؟ 
 أخيرا لما كل مؤرخي الشرق القديم يؤكدون أن جندب هو عربي و أنت
تدعي بأنه آرامي ؟

213
السيد المحترم  1iraqi
  إن الوثيقة هي حقيقية و ليست مزيفة و لكن السيد أشور لا يبحث عن
الحقيقية المجردة و لا يبحث عن وحدة حقيقية لشعبنا لأنه يؤمن بإيديولوجية مزيفة تدعي أن السريان يتحدرون من الأشوريين !
  إن قداسة البطريرك افرام برصوم هو من أهم العلماء السريان في
القرن العشرين و قد تعمق في دراسة المصادر و المخطوطات السريانية
و تصدى للتيار الأشوري المزيف لتاريخ أجدادنا و هذا واضح في
كتابه " في إسم الأمة السريانية".
 قداسة البطريرك أفرام برصوم ليس أشوريا كما يدعي بعض السريان
الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية المزيفة لأن هذا البطريرك قد تحقق
و صحح و أكد أن التسمية الأشورية هي مزيفة و أن جذور السريان
هي آرامية !
 و هذه مشاركتي في المؤتمر الذي أقيم في الذكرى الخمسين لوفاته
في ستوكهلم و كانت تحت عنوان  " في إسم الأمة السريانية" بحث علميّ أَم وصية تاريخية؟" على الرابط
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Aramean_Identity/071201.htm

214
السيد المحترم اشور كيواركيس
 أرجو أن تتخلى عن غطرستك و أوهامك المزيفة التي تدفعك الى الدفاع
عن مفاهيم خاطئة هي السبب الرئيسي لضعف أمتنا السريانية الآرامية
اليوم ! إنني أعلم جيدا أن لا أملا يرجى من كل إنسان يعند في ترديد
طروحات خاطئة بدل أن يتحقق منها!
  إنني أعلم جيدا إنك لا تستطيع أن تناقش في نقدي لمحاولاتكم الفاشلة لتشويه أبحاث العالم فييه ...أنت تتهرب لأن البحث العلمي ليس من
إختصاصك و تجهل كليا ما معنى " منهجية علمية "!
  السيد أشور لقد نشرت بضعة صفحات من أطروحتي و لكن يبدو أنك
لم تلاحظ أنها مأخوذة من من الفصل الأول و عنوانه " الاراميون السريان" ! و في المقدمة كتبت حرفيا " أردنا أن نكتب عن الشعب الارامي السرياني الذي فرقته المذاهب المسيحية المتخاصمة".
تتألف أطروحتي من مقدمة وخاتمة وخمسة فصول وهي:
الفصل الأول = الاراميون السريان . صفحة (7)
الفصل الثاني = الاراميون السريان في الرها . صفحة (21 )
الفصل الثالث = السريان و السلطنة العثمانية .صفحة (41)
الفصل الرابع = العادات و التقاليد عند السريان الرهاويين . صفحة(57)
الفصل الخامس= نكبة السريان الرهاويين . صفحة (72)
  لقد رددت بعض المفاهيم التي كانت منتشرة و لكنني بعد تخصصي
قمت بتصحيحها و ربما هذا ما يزعج بعض المتطفلين على على التأريخ.
 أدعوك الى نقد علمي بناء مفيد للجميع ...

215

هل التسمية السريانية مشتقة من اسم كوروش الفارسي ؟


شلومو و حوبو الى جميع الاخوة
 اتمنى من جميع الاخوة ان يشاركوا في النقاشات حول المواضيع المطروحة ، و هنا اشكر المسؤلين عن هذا الموقع لانهم يسمحون في مناقشة المواضيع ، بعض الدراسات المنشورة هنا موجوة في مواقع اخرى و لكن لا يمكننا التعليق او النقد ، النقد البناء طبعا.
قبل التعليق على بحث قداسة البطريرك يعقوب الثالث ، نحب ان نشكر كل رجال الدين الذين كتبوا عن تاريخنا و نشروا الكتب التاريخية و الدراسات اللغوية حول لغتنا الام .
 لقد تطورت الدراسات التاريخية حول السريان ، في اواخر القرن ال19 عشر كان يوجد بضعة علماء يجيدون السريانية و متخصصون بتاريخ السريان ، اليوم يوجد المئات من العلماء الاجانب الذين يتفرغون لدراسة لغة و تاريخ الشعب السرياني ـ الارامي .
 للاسف الشديد بعض الاخوة السريان لا يميزون بين.
A ـ الدراسات التاريخية = الفارغة = من البراهين العلمية ، يكتبها بعض العاملين في الحقل السياسي ينادون بالوحدة في شعاراتهم ولكن بعدهم عن التاريخ الاكاديمي هو من اهم اسباب انقسام الشعب السرياني .
B ـ الدراسات التاريخية التي ينشرها = المتفرغون = اي المتخصصون في تاريخ و حضارة شعبنا السرياني ـ الارامي .
مثلا العلماء مثل سبستيان بروك ، يلقون محاضرة واحدة في الاسبوع و يتفرغون للقيام بالبحث في تاريخ السريان .
 اغلبية رجال الدين السريان متفرغون لخدمة الكنيسة و الرعية ، لا شك يوجد البعض منهم الذين اشتهروا بابحاثهم التاريخية مثل قداسة البطريرك افرام برصوم او الاب المؤرخ البير ابونا.

الجدير بالذكر ، وجود خلافات عديدة حول بعض النقاط التي تتعلق بتاريخنا السرياني بين رجال الدين السريان و بين المؤرخين المتخصصين في تاريخ السريان ، سوف اقدم مثلا و احدا هو حكاية رسالة الملك ابجر الى السييد المسيح ، الاغلبية الساحقة من رجال الدين تصدق هذه الرواية بينما الاغلبية من العلماء SYRIACISANTS تعتبر تلك الرواية اسطورة إ سوف اعلق على القسم التاريخي المتعلق بالتسمية السريانية في بحث قداسة البطريرك يعقوب الثالث ، املا ان يكون نقدي مفيدا للمثقفين السريان، و لا يوجد عندي اي شك انهم يفهمون باننا لا ندرج ابحاث رجال الدين الافاضل ضمن الدراسات غير العلمية ، بل نعتبر تلك الابحاث محاولات لكشف الحقيقة حول تاريخ التسمية السريانية.

بعض الاخطاء التاريخية حول التسمية السريانية .
A ـ كتب قداسة البطريرك ان اليهود تكلموا اللغة الارامية حوالي  100 سنة ق.م .
الحقيقة ان اليهود تعلموا الارامية خلال سبي بابل الثاني اي في القرن السادس ق.م و في القرن الرابع نقلوا التوراة من العبرية الى الارامية و هذا ما يعرف بالترجوم.
B ـ كتبت قداسة البطريرك = إن هذا الاسم مشتق من سيروس (Syrus) أو كورش ملك فارس (559 -529 ق.م) الذي أخضع بابل في سنة (538 ق.م) و حرر اليهود، آذناً لهم في العود إلى اليهودية.
و قد ذكر اسمه أشعيا النبي مقروناً إلى اسم المسيح.= اعتقد ، ان قداسة البطريرك يعقوب الثالث هو اول من نشر هذه النظرية، و هي نظرية غير صحيحة و سنقدم البراهين من دراسة قداسة البطريرك !
C ـ يكتب قداسة البطريرك ايضا = و قد أجمع المؤرخون السريانيون على أن اسم ((سورية)) بالذات منسوب إلى الملك سوروس.=
هذا هو البرهان الساطع الذي يؤكد لنا عدم صحة نظرية قداسة البطريرك حول اشتقاق التسمية السريانية من اسم كورش الفارسي ، لانه من الصحيح ان المؤرخين السريان القدامى قد نسبوا سوريا الى سوروس ، و لكن لا يوجد اي علاقة بين سوروس في النصوص السريانية و بين الملك كوروش!
 لقد نقدنا هذه النظرية في بحثنا حول مقدمة المطران اوجين منا في مجلة ارام العدد االثاني .
كل المؤرخين السريان القدامى يتكلمون عن ملك ارامي اسمه سوروس و بنى انطاكيا إ و قد شرحنا في مجلة ارام ، ان المؤرخين السريان قد اخذوا اسم سوروس من حكاية خرافية يونانية قديمة .
D ـ لقد كتب قداسته =. لذلك كانوا يرددون اسم المسيح مقروناً إلى اسمه اعتزازاً و إجلالاً كما فعل أجدادهم بعد عودتهم إلى اليهودية.
 فلما طرق ذلك مسامع العناصر الأممية في أنطاكية، دعتهم ((سريان)) أو ((كريستيان)) = لقد و ردت تسمية SYRIA في تاريخ هيرودوت من القرن الخامس ق.م .
كذلك في نصوص يونانية عديدة ، ومن المعلوم ان سلوقس قائد الاسكندر قد اطلق على نفسه لقب ملك سوريا SYRIA حوالي 302 ق.م .
كما ان البطالسة قد طلبوا من اليهود في الاسكندرية ان يترجموا التوراة من العبرية الى اليونانية في حوالي 280 ق.م و قد عرفت تلك الترجمة بالسبعيية ، و قد عمد المترجون اليهود الى ترجمة التسميات الارامية الى سريانية .
ملوك ارام ترجمت الى ملوك SYRIA ، اللغة الارامية الى اللغة السريانية ، فنعمان الارامي احد قواد ملوك دمشق ، ترجم الى نعمان االسرياني في الترجمة السبعينية ، كما ورد ذكره في الانجيل ايضا باسم نعمان السرياني !
 لقد ذكر المؤرخ و الجغرافي سترابون من القرن الاول ق.م.
 = " يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان " Syrian " فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين "= و قد كتب المؤرخ اليهودي فلافيوس جوزيف= ..
ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريان " .
لقد ذكرت بعض البراهين كي نثبت ان التسمية السريانية قد اطلقها اليونانيون على اجدادنا الاراميين بضعة مئات من السنين قبل قدوم المسيح
غير صحيح ما ذكره قداسته بان سكان ا نطاكيا قد اطلقوا التسمية السريانية على المسيحيين الاوائل . كما انه لا يوجد اي علاقة بين ((كريستيان) و بين كوروش ، كذلك لا يوجد اي علاقة بين او بالاحرى لم تكن التسمية السريانية مرادفة للمسيحية !
E ـ لقد نقل قداسته حرفيا هذه الجملة من مقدمة المطران منا = حتى أضحت هذه التسمية في سورية، لتميز المسيحيين من بني جنسهم الآراميين، و لفظة (السرياني)) مرادفة للفظة ((المسيحي))= لفظة السرياني لم تكن مرادفة للفظة المسيحي !
في بحثنا = هل التسمية السريانية مرادفة للمسيحية ام للارامية ؟ =
و هو منشور في عدة مواقع سريانية و كلدانية تجدون عشرات البراهين على عدم صحة هذه النظرية .
F ـ ويكمل قداسته = ... و على هذا المنوال أيضاً سميت اللغة الآرامية بالسريانية.
و مازال المسيحيون المتكلمون باللغة السريانية يُدعَون بهذا المعنى (سوريي) أو (كوريايي). أما اسم ((كريستيان)) فذاع بين المسيحيين الغربيين.= لقد شرحنا سابقا ان الترجمة السبعينية هي التي نشرت التسمية السريانية بين الاراميين و ليس قبولهم الديانة المسيحية .
 لم يستخدم اجدادنا التسمية السريانية بمعنى مسيحي ، النصوص السريانية استخدمت تعبير كريستيان اليوناني او مشيحويو السريانية للاشارة الى المسيحي .
 من يطلب البراهين عليه العودة الى بحثي المذكور ، كي يدقق في النصوص .
 امنيتنا ان تنتشر الابحاث العلمية بين المثقفين السريان ، ربما صمد السريان في القديم لانهم كانوا يشكلون الاكثرية .
خطر الهجرة و الذوبان في المجتمع الاوروبي ، يتطلب منهم تطورا جديدا و عليهم ان يتحولوا الى = نوعية = لان الكمية و العدد غير كاف للحفاظ على لغتنا و حضارتنا و هويتنا السريانية ـ الارامية !
 فعلى السريان الغيورين ان يشجعوا المواقع السريانية المدافعة عن حضارتنا الحقيقية!

216
السيد المحترم  Assyria4ever
 إنني لا أجيد اللغة الأكادية التي كانت منتشرة في الشرق القديم و قد
تكلمها عدة شعوب و منها الشعب الأشوري . لقد أثرت اللغة الأكادية
على لغتنا الآرامية و لكنني لا أعرف إذا كانت لفظة كيفا أكادية أو آرامية
أرجو أن تسأل أحدا قد درس اللغة الأكادية القديمة كي تتوصل الى
الحقيقة ! و قد تكون كيفا متحدرة من اللغة ( الشرقية / السامية ) الأم
و موجودة في عدة لغات شرقية قديمة ...

217
السيد المحترم  Assyria4ever
 أنت تؤمن بإيديولوجية تدعي الهوية الأشورية و توهمك إنك أشوري و تتكلم " اللغة الأشورية "! بينما أنت تنتمي الى السريان/ سورايي و تتكلم
 اللغة السريانية و ليس الأشورية !
 المشكلة هي أن من يدعي أنه " يناضل " من أجل أمتنا و مصيرنا
و يرفع شعارات رنانة لا يملك الشجاعة كي يصحح الطروحات الخاطئة
المزيفة لهويتنا السريانية الآرامية !
  كلمة كيفا لها نفس المعنى في لغة السورث التي تتكلمها و في اللغة
السريانية أي الآرامية .

218
لما الإيديولوجية " الأشورية " تعتمد على طروحات مزيفة؟

هناك مثل يقول " الذئب لا يخاف الخراف مهما كان عددها كبيرا " و تاريخنا الأكاديمي هو الذي سينتصر - في النهاية - على كل تاريخ مسيس !
لقد إنخدع عدد كبير من السريان بالفكر الإيديولوجي الأشوري المزيف و لكنهم اليوم و - بعد تطور الدرسات حول تاريخنا - نرى الكثيرين منهم قد تخلوا عن هذا الفكر لأنهم عرفوا أنه يخون هوية أجدادهم .
لقد رأيت تعليقا لسرياني شرقي يناضل من أجل هوية أشورية وهمية يذكر فيه نصا لأحد أهم المؤرخين المتخصصين في تاريخ السريان المشارقة .
و تحت عنوان " وشهد شاهد من أهله " كتب السيد أشور كيواركيس :
لأب المؤرّخ جان موريس فييه (رئيس لجنة الدراسات الآكاديمية في الفاتيكان) :
"إن المسيحيين الذين عاشوا لقرون في أرض آشور، كالح، نمرود ونينوى، لهم الحق أكثر من أيّ كان لأن يسـَــمّوا "آشوريين" حتى ولو أنهم معروفين كنسياً بالسريان والكلدان. (صحيفة "الشرق السوري" – العدد /10/).

أ - أنه لمن المؤسف أن تلطخ سمعة هذا الأب المؤرخ Jean Maurice Fiey الذي أمضى عمره في دراسة تاريخ السريان المشارقة و كتب عشرات الكتب و الأبحاث حول تاريخهم . هذا المؤرخ كان أمينا في أبحاثه و لم يؤمن أبدا أن السريان المشارقة يتحدرون من الأشوريين القدامى .

ب - من يقرأ هذه الجملة سيعتقد أن المؤرخ فييه كان يؤمن أن مسيحيي الموصل هم من الأشوريين القدامى !
أن هذه الجملة هي مأخوذة من فقرة و هي مبتورة لأن الفكرة الرئيسية في هذه الفقرة هي أن التسمية الأشورية في المصادر السريانية تشير الى مدينة الموصل و ليس الى الشعب الأشوري القديم !

ج - لقد حرف دعاة الفكر الأشوري المزيف هذه الجملة و زادوا عليها كلمة " كنسيا ", و هذه الكلمة ليست موجودة في النص الفرنسي و لا في فكر الأب فييه !
هذا هو النص الفرنسي " bien qu'on les appelle Chaldéens ou Syriens"

د - إن هذه الجملة هي من بحث فييه المشهور :
راجع الرابط
ASSYRIENS " OU ARAMEENS "
http://www.aramaic-dem.org/Frensh/Fiey.pdf
لقد وضع العالم فييه اسم الاشوريين بين هلالين لانه لم يكن يؤمن بانه الاسم العلمي و التاريخي للشعب السرياني الشرقي.
أخيرا أن بحث فييه من اهم الدراسات العلمية حول التسمية الاشورية و هو يقدم البراهين العديدة التي تثبت ان التسمية الاشورية هي حديثة و هي من صنع الانكليز و هو يشرح لنا صفحة 152 ،عن ويغرام الذي كتب سنة 1910 كتابه The Assyrian Church و يشرح ويغرام الذي لا يسمي ابناء هذه الكنيسة باشوريين لانه = there is no historical authority for this name= ثم يغير موقفه من التسمية الاشورية و ذلك لخداع اخوتنا من السريان الشرقيين و اقناعهم بالتعامل مع الانكليز المستعمريين..
نحن نعلم إن المتطرفين من جميع الأمم و الشعوب لا يتأكدون من صحة الأفكار التي يؤمنون بها !
كثيرون مثل السيد أشور لن يتأكدوا من المعنى الحقيقي لهذه الجملة " ان المسيحيين الذين عاشوا لقرون في أرض آشور، كالح، ونينوى، لهم الحق أكثر من أيّ كان لأن يسـَــمّوا "آشوريين" بالرغم من تسميتهم بالسريان والكلدان." هذه الجملة تعني بكل بساطة أن سريان و كلدان الموصل لهم الحق أن يتسموا أشوريين جغرافيا أكثر من السريان النساطرة الذين كانوا يعيشون في جبال حكاري!
و الأب فييه يؤكد في السطر الذي يأتي بعد هذه الجملة " إن ناسخ سرياني غربي قد مضى إسمه سنة 1826 القس بهنام الأشوري فهذا يعني أنه من الموصل و لا إنه ينتمي الى الشعب الأشوري ".
الخروف لا يستطيع الإنتصار على الذئب !
المتطفلون على علم التأريخ لا يوجد أي وزن علمي لطروحاتهم و أوهامهم !
السريان المشارقة يتحدرون من الآراميين و هذا ما ذكره الأب الباحث فييه في كتابهChrétiens Syriaques sous les Abbassides 749- 1258 فعندما يتكلم عن مسيحي نصيبين صفحة 162 يكتب:" الحقيقة انهم كانوا بالاحرى اراميين سريان "!

219
تعليق على مقال كيف ومتى تأسست الدولة الآشورية؟

 

لقد أرسل لي أحد الإخوة هذا المقال للأستاذ حبيب حنونا و هو مأخوذ  من كتابه  "الكلدان و المسألة القومية" – الفصل الثاني ص16.

هنالك بعض التعابير الخاطئة سوف أذكرها و لكنني وجدت أيضا بعض الطروحات الخاطئة أيضا .

 أولا - تسمية " بيت آراماي " الجغرافية  في بداية المقال يذكر الأستاذ حبيب حنونا" في حدود العام الألفين قبل الميلاد بدأت قبائل عامورية ( Amorites ) بالنزوح من منطقة بيث أراماي، أو ما يسمى بالمرتفعات الآرامية – أرعا رمتا – شمال شرقي سوريا الحالية ..."

أ - لقد ترك ملوك أشور عدة كتابات أكادية تتحدث عن منطقتين في جنوب العراق "مات كلدو" على حوض الفرات و "مات أريمي" على حوض دجلة و ظلوا يطلقون على وسط العراق التسمية الكاشية القديمة "بلاد كردونياش".

أما ملوك الكلدان فإنهم ظلوا يستخدمون التسمية القديمة "بلاد أكاد" و لكن بعد مجيئ الفرس سنة 538 ق0م أطلقوا تسمية "بلاد بابل" على وسط و جنوب العراق.

من يدقق في ألمصادر السريانية النسطورية يلاحظ أنها كانت تسخدم تعبير بيت آراماي كمرادف للتسمية الإدارية بلاد بابل!

أن الأستاذ حبيب حنونا قد أخطأ في إستخدام تعبير بيت آراماي :

  *زمنيا لأنه لم يكن موجودا 2000 سنة قبل الميلاد كما ذكر!

  *جغرافيا لأن بيت آراماي كان يشمل جنوب و وسط العراق و ليس" شمال شرقي سوريا الحالية "!

ب - تعبير "ما يسمى بالمرتفعات الآرامية – أرعا رمتا "

*مع أن أستاذنا الأب ألبير أبونا يؤمن بهذا التفسير و مع أن الأستاذ حبيب حنونا لا ينف وجود الشعب الآرامي كما نرى عند بعض المتطرفين الذين يستخلصون -إستنادا الى هذه النظرية الخاطئة - لا يوجد شعب آرامي لأن الآراميون هم "الأشوريون سكان الجبال"!

*ههذه النظرية غير صحيحة لسبب بسيط جدا:

 إن حرف القاف قد قلب الى عين بعد إنتشار اللغة الآرامية في عهد الفرس .

النصوص الآرامية القديمة - نص سفيرة مثلا - كانت تستخدم لفظة ܐܪܩ اي أرق ليقصد بها الأرض!

 لو كانت التسمية الآرامية كانت تعني الأراضي المرتفعة لكان وجب أن تلفظ " أرق راما "؟

ثانيا - بعض الأخطاء التاريخية حول العموريين Amorites

أ - إن أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يرددون أن تسمية عمورو هي سومرية أو أكادية تعني الغرب!

و لكن الأستاذ حبيب حنونا يقترح تفسيرا غير علمي مفاده "فربما تسموا بهذا الأسم - عمرايي – لأنهم تميزوا بالعمران والأستقرار بالمدن قياسا بأخوتهم الأراميين".

هنالك قرابة بين العموريين و الآراميين و لكن العموريين هم أيضا كانوا قبائل رحل و إذ تميزوا بالعمران فهذا بعد تحضرهم و ليس حين قدومهم كقبائل رحل !

ب- هنالك خطأ تاريخي قد يكون غير مقصود إذ يذكر الأستاذ حبيب حنونا "  وفي بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد بدأت جحافلها تتجه شمالا بزعامة أحد أمرائها المدعو (شومو أبوم) (Shumu Abom)مستهدفة السيطرة على بلاد (أكد) (Akkad) التي كانت أنذاك تحت حكم السلالة الكيشية (Kassite) "الشعب الكيشي قد سيطر على بلاد أكاد في حوالي القرن السادس عشر ق.م و ليس "وفي بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد"!

ج -  يطرح الأستاذ  حبيب حنونا نظرية جديدة فهو يذكر حرفيا"  واستنادا الى قائمة الملوك الأشوريين المكتشفة في مدينة أشور، فأن ثمانية وثلاثين ملكا حكموا هذا الأقليم قبل عهد (شمشي – أدد) وكانوا ملوكا للقبائل الرحل، وان هؤلاء الملوك لم يكونوا سوى شيوخ قبائل عامورية في الفترة البدوية قبل انقسامهم الى مجموعات متفرقة واستيطانهم ميسوبوتاميا " .

 * هذه نظرية جديدة لا أعرف من أين أخذها الأستاذ حبيب حنونا لأنني لم أجدها في أي مرجع حول تاريخ الأشوريين!

 * لا أحد من المؤرخين يؤمن بوجود فعلي لملوك أشوريين قبل الألف الثاني!

 * لائحة الملوك الأشوريين الرحل 38 ملك لا تذكر أبدا أنهم عموريين فعلى أية براهين يعتمد الأستاذ حبيب حنونا؟

 * يعتبر العلماء أن العموريين قد قدموا الى أكاد في نهاية الألف الثالث و بداية الألف الثاني فلو كانت نظرية الأستاذ حبيب حنونا صحيحة فهذا يعني أن العموريين قد دخلوا العراق القديم مع الأكاديين و ليس بعدهم!

ثالثا - كيف ومتى تأسست الدولة الآشورية؟

من المؤسف أن الأستاذ حبيب حنونا قد خلط معلومات تاريخية صحيحة مع بعض النظريات غير العلمية ! صحيح أن الملك  شمشي أدد العموري يعتبر المؤسس للدولة الأشورية و لكن غير صحيح أن ملوك أشور الرحالة كانوا هم أيضا عموريين !

من يقرأ هذا المقال سيعتقد أن الأشوريين كانوا عمورييين في الألف الثاث ق0م .

أنه لمن الصعوبة  دراسة فترة تأسيس الدولة الأشورية في بداية الألف الثاني لعدم وجود كتابات عديدة حول هذه المرحلة .

و قد أصاب الأستاذ  حبيب حنونا عندما إستخدم تعبير "الدولة الأشورية" و ليس المملكة الأشورية لأنها كانت خاضعة للشعب الميتني خلال عشرات السنين !

الشعب الأشوري القديم لم يكن سليل الشعب العموري بل خليطا من بقايا الشعوب القديمة مع الشعب العموري و الميتني و الحوري !

  هنري بدروس كيفا

220
" جذور واحدة لنا و لكم هي الآرامية "

كنا و لا نزال نشجع جميع مسيحيي شرقنا الحبيب إعتماد التاريخ الأكاديمي كي يتعرفوا على هويتهم التاريخية الحقيقية.

مشكلتنا هي أن أغلبية ساحقة من مسيحيي الشرق يدافعون عن " مفاهيمهم " لأنهم وجدوها في أحد الكتب لبعض الأدباء غير المختصين في تاريخ شرقنا .

لقد علق الأخ عيسى اسكندر مشكورا في صفحتي و كتب ما يلي:

"الاستاد هنري شلومو نعاني ومند زمن طويل شر التسميات بل باتت مرض عضال اصابت جميعنا وهنا اؤكد معك على ضرورة ترك المجال للمثقفين لدراسة التاريخ ووضع الابحاث بين ايادي العامة مهما كانت دون انحياز ليتعرفوا اليها ويبنون افكارهم التاريخية عندها نكون قد قمنا بواجبنا القومي لكن المؤسف اليوم هو تدخل من لا يفقه التاريخ في مصير هدا الشعب العريق تعرف جيدا وانت باحث اكاديمي ان التاريخ في تطور دائم ولتاريخه هناك الكثير من المستور وهنا لابد للباحث ان لا يقوى برؤيته والمثير للجدل بيننا نحن ابناء بلاد النهرين ان معظم اللدين يتحدثون ويكتبون عن التاريخ يتجاهلون الجغرافيا ولا يتطرقون للحديث عن التقارب العرقي بين اجدادنا القدماء من بابليين واكاديين واشوريين واراميين وهنا لابد ان نتطرق لشروط تكون الامة وهي اللغة والتاريخ العادات والتقاليد والمكان والشكل العام لابنائها وبمقارنة بسيطة بين هده الاقوام نرى ان هناك تشابه كبير يجمعهم من خلاله نستطيع القول ان جدور هؤلاء واحدة لابل هم امة واحدة ولو اختلفت التسميات عبر الزمن لدا علينا ان نكون جميعا صادقين في كتباتنا واحاديثنا ونحترم بعضنا البعض ولجهلاء التاريخ اقول المزيد من التقيف واحترام اداب العلم ولشخصكم الكريم التوفيق".

أريد أن أعلق على بعض النقاط لتوضيحها

أولا - مرض " التسميات " إنه مرض عضال كما تفضلت و المؤسف أن حزب السيد أغاجان في العراق قد هدر الأموال المخصصة للمسيحيين من أجل تسمية سياسية و ليس قومية أو توحيدية أو تاريخية و هي التسمية الثلاثية المركبة " كلداني أشوري سرياني ". كان من الأفضل معاينة الموضوع بمنهجية علمية لوضع كل حزب أمام مسؤلياته التاريخية " هل يعملون من أجل وحدة شعبنا أم من أجل تمرير التسمية الأشورية المزيفة ؟"

ثانيا - ذكر الأخ عيسى :

" ضرورة ترك المجال للمثقفين لدراسة التاريخ ووضع الابحاث بين ايادي العامة مهما كانت دون انحياز" لا شك أن المثقف يلعب دورا مهما لأنه للأسف التاريخ المسيس هو المنتشر بين الناس و يقع على عاتق المثقف أن يظهر للآخرين الفرق بين تاريخ مسيس مزيف بدون براهين علمية و بين تاريخ أكاديمي يعتمد على مصادر موثقة و مراجع علمية و البحث الأكاديمي لا ينحاز أبدا .

ثالثا - كتب الأخ عيسى :

" المثير للجدل بيننا نحن ابناء بلاد النهرين ان معظم اللدين يتحدثون ويكتبون عن التاريخ يتجاهلون الجغرافيا..."

هنالك فرق شاسع بين الباحث الأكاديمي و بين المثقف فالأول ملزم بالتحقق من صحة الطروحات قبل تبنيها بينما المثقف يتقبل في أغلب الأحيان المعلومات و يتبناها بدون تحقيق .

لقد وجدت في المصادر السريانية إنها تستخدم تعبير بيت نهرين و مسوبوتاميا كمرادف لمنطقة الجزيرة السورية و لم تكن تطلق على العراق القديم .

 راجع " بيث تهرين: تسميتها - موقعها - حدودها" على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Aramean_Identity/1993.htm

نحن لسنا أبناء بلاد النهرين و أغلبية ساحقة تعيش خارج هذه المنطقة و حضارتنا هي آرامية و ليس مزيجا من الحضارات التي تعاقبت على بلاد العراق القديم.

حضارتنا الآرامية متأثرة برؤية مار أفرام للحياة أكثر من شرائع حمورابي العموري و دولاب السومريين !

رابعا - كتب الأخ عيسى أيضا :

" لا يتطرقون للحديث عن التقارب العرقي بين اجدادنا القدماء من بابليين واكاديين واشوريين واراميين ..."

قريبا سأشارك في برنامج الإعلامية مايا مراد في سوريويو سات و سيكون موضوعي حول العلاقات بين الأشوريين و الآراميين القدامى .

فقط للتذكير لم يكن يوجد في شرقنا شعبا بابليا له هوية بابلية و لكن تسمية إدارية فارسية أطلقت على سكان بلاد أكاد.

و من له إطلاع على تاريخ جنوب و وسط العراق القديم يعلم بأن القبائل الكلدانية و الآرامية قد إستوطنته و مع الوقت صهرت بقايا شعوبه القديمة !

و لذلك كان السريان المشارقة محافظين على إسمه القديم و يذكروه في مصادرهم أي " بيت آرامايي " بلاد الآراميين .

عندما يتكلم قدامى اليونانيين عن البابليين فالمقصود هو شعبنا السرياني الآرامي !

القبائل الكلدانية كانت آرامية بهويتها و لغتها الأم ...

الشعب الأشوري هو مزيج من عدة شعوب : العموريون, الحوريون , الميتنيون ...و لكن هذا الشعب الأشوري قد مارس سياسة السبي لمنع الثورات ضدهم و هذا مما سيؤدي الى تفوق الآراميين عدديا على الأشوريين في بلاد أشور نفسها .

لقد إنقرض الشعب الأشوري و إنصهرت بقاياه ضمن الآراميين :

السؤال هو هل نراضي بعض السريان الذين يدعون بهوية أشورية غير علمية ؟

 و في هذه الحالة لما لا نراضي من يدعي بهوية كنعانية أم عربية بدون براهين ؟

الأخ عيسى " التقارب " الذي أنت وجدته هو في الحقيقية إنتماء جميع مسيحيي شرقنا مع قسم كبير من المسلمين الى السريان الآراميين الذين صهروا بقايا بعض الشعوب القديمة و إلا لما نرى كل العلماء السريان مشارقة و مغاربة و من مار افرام الى إبن العبري يؤكدون بأننا آراميين؟

خامسا - كتب الأخ عيسى

" هناك تشابه كبير يجمعهم من خلاله نستطيع القول ان جدور هؤلاء واحدة لابل هم امة واحدة ولو اختلفت التسميات عبر الزمن ..."

التشابه هو في الحقيقة إنحدار هؤلاء من الآراميين أجدادنا العظام الذين شكلوا أكثرية سكانية خلال أكثر من 2000 سنة !

نعم نحن أمة تاريخية واحدة ولكنني لا أوافق أن التسميات إختلفت عبر الزمن!

 لأن جميع مسيحيي الشرق كانوا يؤمنون بأنهم ينتمون الى شعب سرياني آرامي واحد و مشكلتنا هي مع بعض الإيديولوجيات السياسية الحديثة مثل " الأشورية " و " العروبية " و " الفينيقية " التي تدعي بجذور أشورية أو عربية أو فينيقية مزيفة !

هنري بدروس كيفا

221
الأخ الموقر إدي
  إنني أشكرك لملاحظتك و بالفعل هنالك بعض رجال الدين في الكنيسة
السريانية الأرثودكسية يؤمنون بالفكر الأشوري المزيف : بعضهم لم
يطلعوا على مصادر أجدادهم لذلك يجهرون أمام الجميع بالهوية الأشورية
و بعضهم يعلمون أن أجدادنا كانوا يفتخرون بهويتهم الآرامية الأصيلة ,
لذلك يحاولون إخفاء ميولهم للفكر الأشوري الذي يقسم أمتهم السريانية
الآرامية .
  إن شاء الله يستجيب لدعاء الغيورين لعودة سيادة المطران إبراهيم الى
رعيته و كنيسته و أرجو أن يجيبك هو بنفسه إذا قال
"  We Assyrians, the Syriani people " كما أنت ذكرت أم
إذا قال "  We as syrians, the Syriani people  " كما فهم
الموجودون ...
 الأخ إدي
 كل رجل دين من أي كنيسة شرقية يدعي بهوية أشورية فهو مخطئ !
لا أحد يستطيع أن يتلاعب بالحقائق التاريخية حول هويتنا السريانية
الآرامية لأن أجدادنا من مار أفرام الى ابن العبري كانوا يؤكدون على
إنتمائنا الآرامي ! رجال الدين الذين غامروا و إدعوا بالهوية الأشورية
المزيفة يفضحون جهلهم و يخونون هوية آبائهم ...
 هذه بعض مصادر أجدادنا
 هويتنا الآرامية عند الآباء و الاجداد السريان من 300 الى1300 ب.م
* قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) (1)
”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان“
ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܣܪܘܓ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 521)
(1)ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ
* ورد في احدى كتابات مار فيلوكسينوس المنبجي (توفي 523م) (2)
”ان تعبير، اختلاط، يوجد في معظم كتب ابائنا ان كان عند الأراميين او عند اليونان“
* يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن) (3)
”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“
ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܐܘܪܗܝ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 708)
(2)ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ
* وفي تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (القرن التاسع) (4)
”ومنذ ذلك الوقت، بدأ ابناء هاجر (العرب المسلمون) يستعبدون الأراميين استعبادًا مصريًا“
ܡܪܝ ܕܝܢܢܘܣܝܘܣ ܬܠܡܚܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 845)
(3)ܘܡܢ ܗܪܟܐ ܫܪܝܘ̱ ܒܢܝ̈ ܗܓܪ ܠܡܫܥܒܕܘ̱ ܠܒܢܝ̈ ܐܪܡ ܒܫܘܥܒܕܐ ܡܨܪܝܐ
* في تاريخ ايليا مطران نصيبين السرياني الشرقي (القرن العاشر) (5)
”أمر الحجاج ألا يقوم بطريرك للمسيحيين. وبقيت الكنيسة الأرامية (او كنيسة بلاد الأراميين) بدون بطريرك الى وفاة الحجاج“
ܡܪܝ ܐܠܝܐ ܒܪ ܫܢܢܝܐ ܕܢܨܝܒܝܢ ܣܘܪܝܝܐ ܡܕܢܚܝܐ ܐܘܟܝܬ ܢܣܛܘܪܝܢܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1049)
(4)ܘܦܩܕ ܚܔܔ ܕܠܐ ܢܩܘܡ ܪܝܫܐ ܠܟܪ̈ܝܣܛܝܢܐ. ܘܦܫܬ ܥܕܬܐ ܕܒܝܬ ܐܪ̈ܡܝܐ ܕܠܐ ܪܝܫܐ ܥܕܡܐ ܠܡܘܬܗ ܕܚܔܔ.
* كتب البطريرك ميخائيل السرياني (6)
”بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان (سوريَيا)“
*كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر) (7)
”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“
ܡܪܝ ܓܪܓܘܪܝܘܣ ܝܘܚܢܢ ܒܪ ܥܒܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1286)
(5)ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ
 هنري بدروس كيفا

222

لما تاريخنا الأكاديمي بحاجة الى تشجيع المثقفين السريان؟

شاركت في المؤتمر الذي أقيم بمناسبة مرور خمسين سنة على وفات البطريرك أفرام برصوم في صالون كنيسة مار بطرس وبولس في نورشبوري (ستوكهولم) يومي السبت والاحد 1-2 كانون الاول 2007.
و بعد إلقاء محاضرتي جائني أحد الإخوة السريان و قال لي مسرعا" يجب أن تلقي محاضرة عند السريان الآخرين! "
و هو يقصد عند السريان الذين يدعون بالهوية الأشورية المزيفة!
و هذا مما يدفعني الى كتابة هذا الموضوع !.
هنالك أسباب عديدة سأتطرق لها و أترك لكم الحكم في ترتيبها حسب أهميتها و لكنني أريد - قبلا - أن أسلط الأضواء على نقطة مهمة و هي الصراع الفكري بين الباحث العالم و المناضل المسيس .عندما هجم نابليون بونابرت على مصر سنة 1798 م أخذ معه مجموعة كبيرة من العلماء حوالي 160 و مطبعة و خاصة تلك الفكرة و هي نقل " العلوم " الى مصر و و إيصال الفكر المتنور الى الشعب المصري.
إن إنتصارات محمد علي باشا والي مصر و إبنه إبراهيم باشا على الجيوش العثمانية في معارك عديدة بعد مغادرة الفرنسيين بأكثر من 30 سنة قد دفعت بكثير من الفرنسيين بالإدعاء إنه من نتائج حملة بونابرت المباشرة!
نحن اليوم نعلم -للأسف- أن عصر النور و العلوم و التقدم الفكري لم يصل الى الشعب المصري و لكن الى نخبة قليلة من الشعب المصري !
لقد أعطى بونابرت أهمية كبيرة و رتب عسكرية و معاشات كبيرة للعلماء الذين رافقوه في حملته إلى مصر!
و هذا مما خلق بعض المشاكل و الحسد بين العلماء و بعض الضباط في الجيش الفرنسي!
و كانت مهمة بعض أفراد الجيش الفرنسي تأمين الحماية العسكرية للعلماء الذين كانوا يتجولون في مصر من أجل دراسة آثارها أو طبيعتها.
و مع أن العلماء و ضباط الجيش ينتمون الى الشعب الفرنسي فإن هؤلاء الضباط كانوا يضايقون العلماء في تنقلاتهم و كان الجنود –بحجة الخطر القريب- يطلبون من العلماء التوقف فورا عن أبحاثهم من أجل سلامتهم!
و هذا مما دفع Denon أحد العلماء الى كتابة ما يلي:
"عندما نريد أن ندون ملاحظاتنا أو أن نرسم (معالم آثرية) فإنه من الأفضل عدم السفر مع الجنود لأنهم منفعلون و متخوفون و يريدون دائما ترك المكان بسرعة و حتى إن لم يكن يوجد دواعي (خطر محدق .")
بعض الملاحظات
إن العلماء و الجنود ينتمون الى شعب واحد و لكن الأهداف مختلفة بينهم!
العالم يريد أن يكتشف أمورا جديدة حول مصر بينما الجندي يريد أن يلبي أوامر المسؤولين عنه في الجيش و يأمن شرهم و لا يهتم بآثارات مصر و حضارتها القديمة ! إنني قد أتفهم تصرفات هؤلاء الجنود فإن راحتهم هي بيد ضباطهم و ليس مع العلماء!
إنني لا أفهم مواقف بعض المثقفين السريان عندما عندما يجري نقاش تاريخي بين باحثين متخصصين بالتاريخ السرياني و بين بعض السريان الذين يدافعون عن طروحات أشورية أو عروبية مزيفة؟
لما تاريخنا الأكاديمي بحاجة الى تشجيع المثقفين السريان؟

أولا - من حيث المبدأ على المثقف أن يدافع عن التاريخ الأكاديمي!

الثقفافة هي معرفة أشياء حقيقية و مهمة في حياة الإنسان و من واجب كل سرياني أن يعرف تاريخ أجداده العلمي و ليس المسيس!
أن نسمع محاضرة للبرفسور سبستيان بروك عن أهمية اللغة السريانية أو فكر مار أفرام السرياني من خلال إحدى قصائده هو عمل ثقافي يعرفنا بمنجزات أجدادنا أما ترديد أحد السريان المزيفين بأن سريان سوريا هم أشوريين فهذا مضيعة للوقت و السماح للأخرين بالسخرية من شعبنا السرياني المعاصر !

ثانيا - إشتراك المثقف الفعلي أثناء المحاضرة ...

بعض السريان يترقبون كل محاضرة لها علاقة بتاريخ أجدادهم و لكنهم لا يستطيعون التعليق مباشرة حول الموضوع الرئيسي المطروح!
فهم من جهة يشجعون المحاضر من خلال وجودهم و من جهة ثانية يسيئون الى المحاضر لأنهم يشعرونه بأنهم لم يفهموا أهمية موضوعه!
أهمية المثقف هي أولا بوجوده و تشجيع أصحابه لحضور المحاضرة ثم طرح أسئلة مهمة حول الموضوع تلقي أضواء جديدة أو تظهر أهمية الموضوع و هذا مما يشجع المحاضر أن يعمق في بحثه...
منذ سنوات ألقيت محاضرة حول " بيت نهرين التاريخية " في ضواحي ستوكهلم فإذا بأحد السريان الضائعين يسألني (متوهما أن سؤاله مهم ) لما في مجلة آرام تضع حرف د. أمام إسمك فهل أنت دكتور؟
فقلت له : لا لم أنه أطروحتي و حرف الدال يعني دكتوراند و هو يعني الطالب الجامعي الذي يحضر أطروحة دكتورا !
سؤال يدل على سخافة ذلك السرياني لأنه ليس له علاقة بالموضوع !

ثالثا - الهوية السريانية التاريخية ليست أحجية و لا معجزة ؟

بعض السريان يتحججون أن الرعيل الأول من القوميين السريان قد آمنوا بأن الآراميين و الأشوريين ينتمون الى شعب واحد!
بينما التاريخ الأكاديمي المبرهن بمصادر أجدادنا من سريان مشارقة أو سريان مغاربة يؤكد أن جميع السريان ينتمون الى الآراميين!
فمن واجب المثقف السرياني أن يحترم هوية أجدادنا الموجودة في مصادرهم و التي يرددها كل العلماء النزهاء!
عدد كبير من البطاركة و المطارنة قد ذكروا - بدون تحقيق - أن أجدادنا قد تخلوا و إبتعدوا عن إسمهم الآرامي !
اليوم و بفضل تطور الأبحاث التاريخية حول تاريخنا صرنا نعرف أن أجدادنا من مار أفرام الى إبن العبري لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي و أنه لا يوجد أي برهان يؤكد هذه النظرية (تخليهم عن إسمهم الآرامي (فهل من واجب المثقف السرياني أن يتمسك بتلك النظرية الخاطئة أم بمصادر أجداده الواضحة ؟

رابعا - الهوية السريانية ليست حكرا على أبناء كنيسة السريان الأرثودكس أو الكاثوليك !

جميع مسيحي الشرق (...) يتحدرون من السريان الآراميين و حتى نسبة كبيرة من إخوتنا المسلمين خاصة في قرى القلمون!
من واجب كل سرياني مثقف أن يشجع أولا إخوتنا من السريان المستعربين كي يتعرفوا على تاريخنا الأكاديمي!
و لكنه كي يكون صادقا و عادلا يجب نقد كل سرياني (و إن كان قريبه) يردد إيديولوجيات أشورية مزيفة لا يقبلها علم التاريخ.
هذه ليست دعوة للخلاف و التشاجر بين أفراد العائلة السريانية -كما يحاول دعاة الفكر الأشوري المزيف أن يروجوا- و لكنها دعوة صادقة لإحترام تاريخنا الأكاديمي و هي أصلا موجهة الى المثقفين !
 
هنري بدروس كيفا

223
" الهوية السريانية ليست قفلا مفتاحه مفقود !"
كم كنت أتمنى أن يكون عنوان الموضوع " إعشقوا هوية أجدادك أيها السريان ! "
 
و لكن وآسفاه هنالك مجموعة من السريان الذين خانوا هوية أجدادهم و صاروا يؤمنون بإيديولوجية أشورية مزيفة و يريدون منا أن نصدق طروحاتهم التاريخية الكاذبة ... المشكلة هي أنه من المستحيل على سرياني واعي أو سريانية واعية أن تتمسك بتسمية مزيفة لهوية أجدادها !
 
أولا - جسر الفنون في باريس Pont des Arts .أعيد بناء هذا الجسر المشهور بين سنتي 1981 و 1984 و هو جسر للمشاة فقط . و كان القنصل بونابرت قد بنى الجسر الأول سنة1801 و كان أول جسر مبني بالحديد في باريس . و كان هدف بونابرت أن يضع بعض الأشجار و الورود كي يجمل مدينة باريس !
و بالفعل أصبح هذا الجسر مقصدا للزوار و محبي الفن لأنه – في بعض المناسبات - كان يتحول الى معرض للفنون في الهواء الطلق !
الشيئ المثير هو أن هذا الجسر - منذ سنة 2008 - قد أصبح مشهورا لأن العشاق من كل بلدان العالم يقصدونه و يتركون " قفلا "معلقا على السياج الحديدي مع الإسمين ( الصغيرين ) للعاشقي!
و قد درجت العادة أن يرمي الحبيبان المفاح الى قاع النهر و ذلك لتأكيد حبهم المتبادل الى الأبد !
و يبدو أن هذه العادة قد وصلت الى باريس من أوروبا الشرقية ... سأضع رابطا باللغة الإنكليزية حول هذا الجسر Pont des Arts
http://en.wikipedia.org/wiki/Pont_des_Arts
و هذا الرابط و هو ريبورتاج باللغة الفرنسيةحول مشاكل " الأقفال "على الجسر . أرجو أن تفتحوه لمشاهدة الأقفال و جمال هذا الجسر!
Les "cadenas de l'amour", trop lourds pour le pont des Arts
http://videos.tf1.fr/jt-13h/2013/les-cadenas-de-l-amour-trop-lourds-pour-le-pont-des-arts-8250362.html
 
ثانيا - هل هويتنا السريانية هي مشكلة و " قفل مغلق " ؟

أ- لقد رأينا كيف تحولت كثرة الأقفال في هذا السر الى مشكلة قد تدفع المسؤولين في باريس في منع وضع هذه الأقفال لأن كثرتها تشكل خطرا حقيقيا على الجسر بسبب ثقلها !
الهوية السريانية الحقيقية التاريخية أي الآرامية قد تحولت في القرن الماضي الى " مشكلة " في نظر بعض السريان الذين يدعون بالغيرة القومية و العمل من أجل الوحدة : بعضهم لا يزال يتوهم أن الهوية السريانية هي فقط للناطقين باللغة السريانية لأنهم لا يرون أبعد من أنوفهم و البعض الآخر يدعي أن جميع مسيحي الشرق يتحدرون من السريان الأشوريين ! كل باحث أكاديمي و كل سرياني مثقف لا يرى هويتنا السريانية و لا إسمنا السرياني كمشكلة أو كقفل مغلق لأنهم - بكل بساطة - يعتمدون على المصادر السريانية لمعرفة ما كان يؤمن به السريان حول هويتهم و إسمهم و تراثهم!
 
ب - الإدعاء أن إسمنا السرياني هو أحجية أم حزورة هو مشكلة مصطنعة !بعض السريان الذين تنكروا لهوية أجدادهم الآراميين يحاولون بكل الطرق تشويه تاريخنا الحقيقي من أجل الإدعاء بهوية أشورية مزيفة و هم يروجون نظريات مزيفة مبنية على مفاهيم تاريخية خاطئة:

*التسمية السريانية ليست مشتقة من إسم الشعب الأشوري و لكن من تسمية إدارية فارسية هي أسورستان كانت تطلق على الشرق و هي بكل تأكيد لا تعني إنحدار السريان من الأشوريين…
*التسمية السريانية لم تطلق على " الشعوب القديمة " من سومريين و أكاديين و أشوريين و آراميين و حثيين بعد قبولهم للديانة المسيحية !المضحك إن النظرية تذكر أن الآراميين بعد تنصرهم صاروا يعرفون بالسريان و هذه النظرية هي غير علمية لأن أجدادنا قد حافظوا على إسمهم الآرامي و إفتخروا به ! عكس بعض السريان الذين يرددون النظريات الخاطئة لإحياء هويات منقرضة كالشعب الأشوري المنقرض!
*هل سمعتم أحد السريان يدعي بجذور سومرية أو أكادية أو كاشية أو حثية أو ميتانية أو بابلية ؟
 السريان المزيفون يروجون المفاهيم الخاطئة بين السريان متوهمين أن السرياني المثقف سيخون - مثلهم - هوية أجداده و سيتوهم أن التسمية السريانية تشير الى عدة إتنيات و هويات لشعوب مختلفة ! و بالتالي يحق لكل سرياني أن " يؤمن "بالهوية التاريخية التي يراها مناسبة!
*دعاة الفكر الأشوري المزيف يتوهمون أن بإستطاعتهم أن يتلاعبوا بإسمنا السرياني و يفسرونه حسب إيديولوجيتهم الأشورية التي قسمت و أضعفت شعبنا السرياني الآرامي .
هم يرددون ܣܘܪܝܐ = ܐ̱ܣܘܪܝܐ = ܐܬܘܪܝܐ = ܐܫܘܪܝܐ.... و يتوهمون أن السرياني المثقف سيتخلى عن تاريخه و هويته السريانية الآرامية الحقيقية من أجل هوية أشورية مزيفة !
نحن نعلم بوجود بعض السريان الغربيين الذين نكروا جذورهم التاريخية و يحاولون نشر بين السريان هذا الإدعاء الكاذب " ܣܘܪܝܝܐ " هي أصلها " ܐ̱ܣܘܪܝܝܐ" .
الشيئ المهم جدا أن المصادر السريانية لم تسم الأشوريين القدامى " ܣܘܪܝܝܐ " سريان / " ܐ̱ܣܘܪܝܝܐ" أسريان و لكن " ܐܬܘܪܝܐ " أشوريين !
فحين كان السريان المشارقة أو المغاربة يفسرون أسفار التوراة فهم كانوا يستخدمون التسمية " ܐܬܘܪܝܐ " للدلاة على الشعب الأشوري و ليس " ܣܘܪܝܝܐ " أم " ܐ̱ܣܘܪܝܐ " كما يحاول ترويجه هؤلاء المتطرفون.

ثالثا - التسمية السريانية التاريخية توحد جميع مسيحيي الشرق !
 
من المؤسف إن السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة قد حولوا إسمنا السرياني المعلوم الى نكرة و علامة إستفهام مستمرة!
 و صار هؤلاء السريان يناضلون من أجل طروحات تاريخية كاذبة مدعين إنهم ناشطون قوميون بينما هم في الحقيقة مجرد " سريان يعملون ضد هوية شعبهم و مستقبله"!
هؤلاء السريان المزيفون مستعدون أن يعترفوا بوجود هوية كنعانية أم فينيقية اليوم و غدا هويات سومرية و أكادية لتقسيم السريان و لإفراغ التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية و الجغرافية و الإتنية ( هوية. )
التسمية السريانية ليست" قفلا" بالنسبة للسرياني المثقف لأنه يعلم إنها صارت مرادفة لإسمنا الآرامي !
السريان الذين يؤمنون بالإيديولوجية الأشورية المزيفة لا يستطيعون الإعتماد على المصادر السريانية لتثبيت طروحاتهم للأسباب التالية :
*أغلبيتهم شربوا الفكر الأشوري في شبابهم متوهمين إنه فكر قومي صادق و للأسف يحاولون الدفاع عن طروحاته الكاذبة…
*لقد تحول الفكر الأشوري الى إيديولوجية سياسية مزيفة لهويتنا السريانية الآرامية و أصحاب هذا الفكر يعندون في الدفاع عنه بدل التحقيق في صحة طروحاته الخاطئة!
*المصادر السريانية الغنية هي ما تركه لنا أجدادنا من تراث عريق و هي الحكم الفاصل في إظهار الهوية التي كانوا يؤمنون بها : الشعب الأشوري قد زال نهائيا من التاريخ و مصادرنا السريانية لا تذكر شعبا أشوريا معاصرا لهم !
و إذا تحقق السريان المنخدعون بالفكر الأشوري المزيف لوجدوا أن التسمية الأشورية قد ورت في تفسيرات الآباء لأسفار التوراة !
أخيرا هويتنا السريانية ليست قفلا مفتاحه مفقود و لكن إعتماد التاريخ الأكاديمي و مصادرنا السريانية هو " المفتاح " الذي يؤكد أن أجدادنا كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين !
هنري بدروس كيفا
 

224
" أقدم ذكر لمدينة تدمر الآرامية في المصادر القديمة ؟ "
نشر الأخ و الصديق نينوس أسعد صوما طالبا مشاركة الجميع حول
ما معنى إسم تدمر ؟ و كتب حرفيا :
" تدمر مملكة ارامية فما معنى كلمة تدمر ؟
ارجو المشاركة من الجميع لإغناء الموضوع...
التحية والمحبة للجميع
كنت اتمنى مشاركات اكثر على السؤال المطروح ، لكن مرور اكثر من خمسين اسم على السؤال كان شيئا جيدا وهو دليل على رغبتهم في المعرفة .
اما لماذا كان سؤالي هذا للجميع ...
فلأنه كان لدي رغبة كبيرة مني لتطبيق فكرة البحث العلمي الجماعي حول اشكالية معينة ، وليتعلم الجميع كيفية تقصي الحقائق العلمية .
إن اغلب الاجوبة جاءت من المخزون الثقافي للاشخاص المشاركين لكن دون دليل او شاهد او مصدر يؤكد على صحة اجوبتهم ...
(( معنى تدمر )) :
اولا - ان نظرية معنى تدمر هي اعجوبة كان قد اطلقها الاستاذ اللغوي ابروهوم نورو استنادا لتشابه تدمر لكلمة تدمورتو السريانية ولاجل جمال المدينة واعمدتها .
ثانيا- النظرية الثانية هي توراتية وتقول ان الملك سليمان هو من اطلق اسم المدينة تامار تيمنا باسم زوجته تامار ... ليتطور الاسم بعد ذلك وخلال مرور الزمن ليصبح تدمر .
ومعنى تامار هو التمر او النخيل ، لهذا ترجم اسم النخيل الى اللاتينية او اليونانية ليصبح اسم المدينة في الغرب باﻻميرا اي النخيل .
والنتيجة ان اسم مدينة تدمر جاء من التمر او النخيل .
الحقيقة انا مؤييدي النظرية الثانية لكونها مقنعة اكثر واقرب الى الحقيقة
شكرا لكم نينوس أسعد ".
الأخ نينوس الموقر
من الصعب جدا على القارئ أن يجيبك إذا لم يكن مطلعا حول الموضوع و إنني أشكرك ليس فقط لطرح هذا الموضوع و لكن للغاية
النبيلة التي تسعى لها . إن طرحك لهذا الموضوع و تعليقك عليه سوف
يساعد القارئ أن يفهم أهمية طرح الموضوع !
أ - إنني غير مطلع على كافة " رسائل تل العمارنة " و هي مجموعة
كبيرة من الوثائق باللغة الأكادية مكتوبة من ملوك و حكام بلاد عمورو
و بلاد كنعان ( سوريا القديمة و إسرائيل القديمة ) و هي موجهة الى
ملوك مصر الذين كانوا مسيطرين على المنطقة و تعود الى القرن الرابع
عشر قبل المسيح !
لقد وردت في تلك الوثائق أسماء عشرات المدن و الأنهر و المناطق مثلا لقد ورد إسم الجزيرة السورية " نهريما " حين كان يحكمها الميتنيون!
إنني لا أعرف إذا ورد إسم تدمر في تلك الوثائق ...
ب - حسب معلوماتي اليوم هو إن اقدم ذكر لمدينة " تدمر" قد ورد في
حوليات الملك الأشوري تغلت فلأسر الأول ( 1115- 1077) إذ
ورد فيها حرفيا انه حاربهم ”من اسفل جبال لبنان، من مدينة تدمر في بلاد عمورو، الى مدينة عنات في بلاد سوحي، بعدًا الى مدينة رافيقو في بلاد كردونياش (بلاد اكاد) ".
ج - لقد إنتشر الآراميون في كل بلاد عمورو ( سوريا القديمة ) و في
بلاد كنعان و شرقي الأردن . و هذا الإنتشار قد تم في بداية القرن
الثاني عشر قبل الميلاد . فليس وحدها مدينة تدمر كانت آرامية ولكن
مناطق عديدة من الشرق .
د - لقد حكم الملك سليمان من 970 الى 931 ق0م أي بعد أكثر من
100 سنة من ذكر مدينة تدمر في المصادر الأكادية و هذا يعني إنه
لم يبن مدينة تدمر كما يردد الكثيرون إستنادا الى أسفار التوراة . و مدينة
تدمر الآرامية ليست هي الضحية الوحيدة لما ورد في أسفار التوراة !
مفسرو أسفار التوراة كانوا يؤكدون أن مدينة القدس " أور شليم " هي
بناء الملك سليمان و قد وجد علماء الآثار اليهود عدة نصوص تؤكد
أن مدينة أور شليم كانت كنعانية و موجودة قبل حكم سليمان بأكثر من
300 سنة !
ه - من المستحيل أن يكون إسم تدمر قد إشتق من إسم تامار لأن
إسم المدينة كان موجودا عشرات السنين قبل ولادة الملك سليمان !
ملاحظة مهمة : إن أسفار التوراة تدعي أن سليمان قد وصل الى تدمر
و هذا لا يعتبر حقيقة تاريخية لأن المؤرخين لا يعتبرون اسفار التوراة
كمصادر أمينة للتاريخ!
أخيرا أن يكون تفسير إسم مدينة تدمر هو باللغة الآرامية يعني الأعجوبة
يجب ألا يثير " عجبا " لأن المدينة كانت و ظلت آرامية بسكانها و لغتها
لأكثر من 2000 سنة !
إذا كنا نريد أن نكون دقيقين أكثر في الإجابة فهنالك إحتمال مقبول
و هو أن تكون مدينة تدمر عمورية و اللغة العمورية القديمة كانت
قريبة من الآرامية !
هنري بدروس كيفا
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10200982578580869&set=a.10200982578500867.1073741832.1058767894&type=1&theater

225
" هل للسريان جذور تعود الى القبائل العربية المسيحية ؟"

إنني أشجع السريان أن يرتادوا المكتبات و أن يهتموا بمعرفة تاريخهم
و إنني لا " أقوم بالدعاية " لأشخاص فنحن مائتون و هويتنا السريانية
الآرامية بهمة جميع الغيورين ستبقى حية !
بالنسبة الى كتاب الأب قاشا فأنا لم أطلع عليه و لا يحق لي نقده
و لكن للأسف كثيرون من المفكرين و بعض الكهنة لا يرون أبعد
من إنوفهم و يدعون أننا أحفاد السريان و القبائل المسيحية العربية !
و طبعا لا أحد ينكر وجود قبائل عربية مسيحية قبل الإسلام و لكن
السؤال هو ما جرى لهم بعد الإسلام ؟
أ - هل إنضموا الى الجيوش العربية التي إستولت على نصف العالم
القديم ؟
ب - هل حافظت على ديانتها المسيحية ؟ و بالتالي لما لا تذكرها
المصادر السريانية ؟ و كيف إختفت من مسرح التاريخ ؟
ج - السؤال المنطقي هو أن القبائل العربية المسيحية كانت تشكل
نسبة كبيرة ( ربما نصف العرب ) قبل الإسلام : إذا حافظوا على
ديانتهم المسيحية لكنا وجدنا أسماء عربية لمطارنة و رهبان ينتمون
الى إحدى الكنائس السريانية !
د - المضحك المبكي أن بعض رجال الدين يؤكدون بوجود عرب مسيحيين في الكنيسة السريانية لأنهم وجدوا في المصادر السريانية
إسم أحد المطارنة الذي عرف " جوارجيوس إسقف العرب "! المضحك
إنهم يؤكدون أنه كان عربيا مع إنه كان سريانيا و كان الإسقف الوحيد
المخصص للعرب المسيحيين لقلة عددهم . كان عدد الأساقفة في
الكنيسة السريانية الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا في القرن الثامن
أكثر من 150 إسقف ! و أن يكون " أحدهم " مخصصا للمسيحيين
العرب لا يعني اليوم أن نسبة كبيرة من شعبنا تتحدر من القبائل
العربية !
أخيرا أن أغلبية ساحقة من القبائل العربية التي كانت مسيحية قبل
الإسلام , قد دخلت الإسلام طوعا للإستفادة من المغانم الهائلة أو تخلصا
من ضريبة الجزية و الخراج .
يجب على المفكرين العروبيين أن يعرفوا أن نسبة كبيرة من المسلمين
الذين يعيشون في الشرق يعودون الى جذور سريانية آرامية و ليس العكس !
هنري بدروس كيفا

226

" يوم تذكار الموتى عند الآراميين "



إنها ليست " وليمة غداء " كما ورد في التعليق و لا تشبه أبدا الولائم عند الرومان أو غيرهم من الشعوب !

من المؤسف أن الآراميين قد تركوا لنا عددا كبيرا من النصب و التماثيل و أغلبيتها الساحقة هي بدون نصوص حول تلك التماثيل !

و لكن إكتشاف تمثال " حدد يسعي " قرب راس العين و خاصة تمثال " Katumuwa " في شمأل قد ألقيا الكثير من الضوء حول علاقة الآراميين بأمواتهم .

إذن هذه قطعة من الذهب هي صغيرة الحجم و يبدو إنها كانت تعلق و هي إشارة واضحة الى تذكار موت أنسان قريب !

و نرى دائما في هذه النصب طاولة و عليها بعض أنواع الأطعمة .

و يبدو أن الطعام ليس مخصصا للفقيد كما عند الفراعنة القدامى و لكن للآراميين الذين يتذكرون موتاهم .

نحن لا نعرف هل كان يوجد يوم محدد لجميع الآراميين لإقامة ذكرى الموتى أم أن كل عائلة كانت تقيم ذكرى فقيدها منفردة ؟

اليوم كل طائفة مسيحية قد خصصت يوما محددا لتذكار الموتى و لكن السؤال الذي يحيرني هو هل " غداء الرحمة " الذي لا نزال نقيمه في ذكرى موتانا له علاقة بيوم الموتى عند الآراميين ؟

أخيرا لقد ورد في التعليق Syrian و طبعا المقصود هو الآراميين أنفسهم لأن مملكة شمأل كانت آرامية !

 

227
" العراقيون " لا يصدقون طروحات الفكر الأشوري الكاذبة !
 للأسف لقد أسرف بعض السريان المشارقة في نشر " أكاذيب أشورية"
صار كل عراقي - إذا صدقها يثير الشك و الحذر في بقية مكونات الشعب العراقي !
 بعض السريان المشارقة يؤمنون بهوية أشورية غير علمية و هي بالحقيقة " فكرة إيديولوجية " تدعي بجذور أشورية مزيفة ! و للأسف
بعض " المناضلين " من دعاة الفكر الأشوري يتوهمون أن العراقيين
سيصقدون كل الأكاذيب التي يرددونها مثل :
 أ - "  مشروعية المطالب الاشورية وبساطتها..."
  السريان المشارقة لا ينتمون الى الشعب الأشوري القديم  و لكن
إيدولوجيتهم السياسية الحديثة هي التي تدعي هذه الجذور الوهمية !
البناء على الأكاذيب لا يعطي شرعية لأحد ...
ب - "...اول ابادة جماعية بحق الاشوريين في الدولة العراقية بحجة ان تلك المطالب دعوات انفصالية تهدد وحدة العراق "
   لم يتعرض السريان المشارقة النساطرة الى " حرب إبادة جماعية "
و لكن الى بعض المجازر التي كانت ردة فعل و ليس خطة مدبرة للقضاء
على كل السريان المشارقة ! و إن عددهم القليل لم يكن يسمح لهم بالمطالبة بأي أرض في العراق فهم أصلا من خارج العراق .
ج - " المكون الاشوري الاصيل الذي يستحق اقليما "
  الفكر الأشوري يستغل المآسي التي تعرض لها مسيحيو العراق
و يحاول عبر" إعلامه " إيهام العراقيين أن السريان " دعاة الفكر
الأشوري " هم مكون أصيل و بالتالي يستحقون إقليما . و للأسف
هذه " الأحزاب الأشورية " تتوهم بأنها تمثل جميع مسحيي العراق !
و هذا غير صحيح لأن أغلبية الكلدان و السريان لا يشعرون بأنهم
" أشوريين " و لا يطالبون بإقليم خاص بهم !
  على جميع العراقيين أن يعرفوا أن " دعاة الفكر الأشوري الشوفني "
يمثلون أنفسهم فقط و ليس جميع مسيحيي العراق !

228
                       من بنى مدينة بابل ؟
 يؤكد بعض العلماء أن سركون الأكادي هو الذي بنى مدينة بابل و هذا
يعني بطريقة غير مباشرة أن إسم بابل هو باللغة الأكادية . هنالك شك
كبير بأن يكون العموريون هم الذين بنوا هذه المدينة التي ستشتهر في
تاريخ الشرق القديم .
  دراسة الأستاذ يوسف شبلا حول أصل و معنى إسم بابل هي علمية
بعكس تفسير الباحث الفرنسي باروو الذي فسرها " باب إيل " .
  إنني أرى أن تفسير الأستاذ شبلا هو أقرب الى المعنى و ربما الى
الحقيقة التاريخية . المشكلة أن الكتابات الأكادية التي تعود الى أواسط
الألف الثالث قبل الميلاد هي قليلة و أن العموريين ذلك الشعب الشرقي
الذي كان يتكلم لغة قريبة جدا من اللغة الآرامية لم يتركوا لنا كتابات
عمورية كي نتعرف على لغتهم .
   شريعة حمورابي العموري هي باللغة و الكتابة المسمارية الأكادية .
 دراسة الأستاذ  يوسف شبلا تبرز لنا كم نحن بحاجة الى علماء يجيدون
اللغة الأكادية كي يوضحوا لنا إذا كانت هذه اللغة كانت تستخدم - قبل
الآراميين - تعبير " بيت " المشهور !
  إنني أتفق مع النتائج التي توصل لها الأستاذ شبلا و أتمنى أن نجد
كتابات أكادية قديمة تستخدم تعبير " بيت " فهي ستكون البرهان القاطع
على صحة تفسيره " مكان عبادة الإله بل ".
  أخيرا ليس في العراق القديم أسماء المدن و القرى التي تبدأ ببيت
هي أرامية مثل  " باعذرا، باقوفا، باطوفا، بطنايا، بعويزة، بعويرة، بانقيا (النجف)، باكرمي (داقوق)، بعشيقة، بحزاني، برطلة، بسمايا..."
 لقد إنتشر الآراميون في كل الشرق و لا تزال أسماء مدنتهم و قراهم
تشهد في تواجدهم : و هذه لائحة سريعة لبعض الأسماء في لبنان:
 بعبدا = بيت العباد
بصاليم = بيت الصنم
برمانا = بيت الرمان ( مكان )
بكفيا= بيت أي مكان الصخر
بكيركي = بيت الكتب المكتبة أو الضيعة المحصنة !
شكرا للأستاذ  يوسف شبلا على بحثه العلمي .

229
              "  بيت نهرين و بيت آرامايي "
شكرا لك أخ وسام على هذا الموضوع حول الآراميين أجدادنا . هو ملخص
مفيد جدا لمعرفة تاريخ الآراميين و لكن الباحث يستخدم بعض التعابير
الجغرافية و التاريخية الخاطئة :
 أ - بلاد ما بين النهرين هي الجزيرة السورية أي بيت نهرين أحد أهم
مواطن الآراميين و كانت هذه التسمية الجغرافية و التاريخية تمتد من
نهر الفرات الى رافده البليخ ثم الخابور . بلاد أكاد و بلاد أشور لم تكن
ضمن بيت نهرين ! الأغاني القومية التي ألفها إخوتنا من السريان
المشارقة لا و لن تغير الحقائق التاريخية و الجغرافية !
  إن مصطلح " بلاد ما بين النهرين " أو MESOPOTAMIA صار
في بداية القرن العشرين يقصد به العراق !
ب - البابليون : لم يعرف تاريخ الشرق القديم شعبا إسمه أو إتنيته
هي بابلية . التسمية  البابلية في اللغة الأكادية القديمة تشير الى سكان
مدينة بابل الشهيرة و ليس الى هوية بابلية خاصة .
    بعد سقوط الإمبراطورية الكلدانية الآرامية سنة 538 ق0م كان وسط
العراق القديم  لا يزال يسمى " بلاد أكاد ". و قد ترك لنا ملوك الكلدان
كتابات أكادية عديدة تذكر " بلاد أكاد " ! و لكن الفرس سيطلقون تسمية
" بلاد بابل أو مرزبانة بابل " على بلاد أكاد ... و للأسف لنا سوف
ينقل قدامى اليونان تعبير أو تسمية " بلاد بابل " و " البابليون "
و " اللغة البابلية "....علماء القرن التاسع عشر سوف يرددون نفس
هذه التعابير مما سيوحي بوجود شعب بابلي حقيقي و لغة بابلية
حقيقية !
 أخيرا عندما يتكلم علماء اليونان في التاريخ القديم عن " البابليين "
فهم يقصدون الآراميين الذين صهرت قبائلهم الكلدانية و الآرامية
بقايا الشعوب القديمة و صارت تطلق على هذه المنطقة تسمية
" بيت آرامايي " أي بلاد الآراميين .
  أجدادنا من السريان المشارقة قد تركوا لنا عشرات المصادر السريانية
حيث نراهم قد حافظوا على إستخدام التسمية الوطنية " بيت آرامايي ".
 هنري بدروس كيفا 

230
كتاب د . علي أبو عساف هو من أهم الدراسات العلمية التي كتبت عن أجدادنا الأراميين باللغة العربية . صحيح أنه لا يضع لائحة بأسماء المصادر و المراجع التي إعتمد عليها ، و لكنه يستشهد بأجدد الدراسات حول تاريخ الأراميين و هذا يثبت متابعته لكل جديد حول تاريخ الأراميين . أعتقد أن د . علي أبو عساف يجيد اللغة الالمانية إذ يستشهد بعدة دراسات المانية . الباب الرابع عن الفنون الأرامية يغني و يعرف القراء بتطور الفنون عند الأراميين و من المعلوم أن الباحثين الالمان هم أكثر الذين درسوا الفن الأرامي . لقد أرفق د . علي أبو عساف باب الفنون الأرامية ب 58 صورة عن هذا الفن مع الشروحات الوافية . بإختصار إن كتاب د . علي أبو عساف عن الأراميين هو مرجع علمي بكل معنى الكلمة و هو مرجع مهم جدا رغم مرور 20 سنة على كتابته ، لأن الباحث متخصص في تاريخ الأراميين و يعتمد على مراجع علمية أسوة بكل باحث .

231
السيد إدي المحترم
 لقد قمت ببحث تاريخي حول مقدمة قاموس المطرن منا منذ أكثر من
20 سنة و قد شرحت ( لمن يريد أن يفهم ) كيف و لما ذكر المطران
منا أن التسمية السريانية كانت تعني المسيحي !
 راجع إذا كنت تريد أن تتأكد
A COMMENTARY ON THE INTRODUCTION OF BISHOP EUGIN MANNA
http://www.kaldaya.net/DailyNews_Dec2006/Dec2006_III_HenryBedrosKipha_1.html

232
السيد الموقر Eddie Beth Benyamin
  أشكرك لأنك عدلت في تعليقك : إنني أنتمي الى عائلة سريانية رهاوية
و جميع السريان الرهاويين قبل نكبة التهجير سنة 1924 م كانوا يتكلمون اللهجة الأورفلية و هي لغة أرمنية مخلوطة مع كلمات سريانية
 و تركية و غيرها... أي أن أجدادي في الرها كانوا لا يتكلمون اللغة
السريانية مع أن مدينتهم كانت من أهم المدن السريانية الآرامية
و عاصمة بيت نهرين التاريخية .
   صحيح أن إسم بدروس هو أرمني و لكنني سرياني لأن والدي كان
سريانيا أصيلا فنحن مثل أكثرية ساحقة من السريان لا و لن نتنكر
لهويتنا السريانية الآرامية .
  لقد علقت مرارا على مواضيعي التاريخية و هذا من حقك أن تعبر عن
رأيك و لكن لا أن تتبنى تفسيرات خاطئة .
   حفظك الله
 

233
هل كانت اور كلدانية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ؟
إن تعبير " اور الكلدانيين" يعني ان هذه المدينة كانت كلدانية في القرن السادس قبل الميلاد و ليس في القرن الثامن عشر قبل الميلاد !
تاريخ الكلدان حسب المراجع العلمية :

طبعا لا يوجد اي ذكر للتسمية الكلدانية قبل تاريخ السومريين و حسب معلوماتي المتواضعة لا يوجد اي ذكر للكلدان في اللغة السومرية القديمة. هنالك دراسات تاريخية عديدة حول تاريخ القبائل الكلدانية سوف أذكر اهمها :
KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957).

http://books.google.fr/books?id=O1MnjkH ... ne&f=false
BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285
http://books.google.com/books?id=iykVSx ... ns&f=false
LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
http://books.google.ca/books?id=rrMKKti ... am&f=false
هنالك كتاب مهم جدا حول تواجد القبائل الكلدانية و الآرامية و هو

COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996.

كتاب العالم COLE هو كناية عن ترجمة لحوالي 130 رسالة مكتوبة بالأكادية الصادرة و الواردة الى حاكم مدينة نيبور الكلداني. هذه الرسائل هي وثائق غنية بالمعلومات عن العلاقات بين القبائل الكلدانية و الآرامية في القرن الثامن قبل الميلاد .كل هذه الدراسات الأكادمية تثبت لنا ان القبائل الكلدانية كانت متواجدة في القرن العاشر قبل الميلاد في بلاد أكاد .
هل يبحث الكلدان عن هوية تاريخية حقيقية ؟

أ - من المؤسف أن بعض طروحات إخوتنا الكلدان تتطرف بحجة الدفاع عن حقوق الأكثرية الكلدانية : بعض المواقع و الشخصيات الكلدانية صارت تستخدم تعبير " اللغة الكلدانية" !

ب- طروحات تاريخية لا يقبلها العقل و المنطق تؤدي في النهاية الى تقسيم الكلدان أنفسهم و عزلتهم عن بقية السورايي !

ج - ما هي الفائدة في إيهام الكلدان انهم كانوا متواجدين في العراق في القرن الثامن عشر قبل الميلاد بينما المصادر تؤكد وجودهم في القرن العاشر قبل الميلاد ؟ أليس من الأفضل دراسة تاريخ الكلدان من خلال مراجع علمية !

د - نقد الطروحات التاريخية الكاذبة هو بداية النهضة الكلدانية اما تصديق الطروحات التاريخية الشوفينية فهو تراجع فكري .

ه - المراجع العلمية تثبت لنا إنتماء القبائل الكلدانية الى الآراميين و أن علماء الكنيسة الكلدانية يؤكدون إنتمائها الآرامي الذي يوحد كل مسيحي الشرق .
    http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?style=1&f=182&t=6273

234
الأخ الموقر مايكل
 إن السيد فتوحي هو أشهر من نار على علم فهو الوحيد الذي يدعي
بوجود شعب كلداني قبل العصور التاريخية 5300 سنة قبل الميلاد !
هذه نظرية فذة جدا و قد إنتقدته مرارا على بدعته التاريخية !
 لقد رد السيد فتوحي بأنني " قومي سوري " و تهرب من الإجابة
بمنهجية علمية على النقاط التي إنتقدته عليها...
 البحث التاريخي ليست مناظرة بين مناضلين إثنين أمام الجميع و لكنه
بحث علمي مستمر حول القضايا التاريخية : ألا تشعر أنت كمثقف
بخطورة إدعائات السيد فتوحي ؟ لما لا تطلب منه أن ينشر براهين
علمية حول إدعائه بأن الكلدان كانوا متواجدين في العراق قبل السومريين ؟ و هل يوجد باحث متخصص في تاريخ الشرق القديم
قد ذكر هذه النظرية الفذة ؟
   إنني أعيش في باريس و قد أزور مدينة ديترويت في الأشهر القادمة
و إنني مستعد أن ألقي محاضرة حول تاريخ الكلدان و هويتهم .
 و قد سمح لي الإخوة الكلدان أن ألقي محاضرة حول هذا الموضوع
منذ أكثر من عشر سنوات فنحن لا نتهرب في تقديم البراهين لأننا
متمسكين بالتاريخ الأكاديمي و ليس التاريخ المسيس !
  محبتي الى كل سورايا / سرياني يؤمن بالتاريخ العلمي الموحد لنا !

235
" أكاذيب عامر فتوحي صفعة بوجه العلم عند الكلدان "
بعض الأحيان تجري مناقشات مباشرة في التليفزيون و قد يرتكب أحد
المشاركين خطأ يستفيد منه منافسوه و يربحون عددا كبيرا من المؤيدين
قد يسببون خسارة الإنتخابات أو الشعبية لذلك الحزب !
السيد عامر فتوحي هو فنان من السريان يدعي بوجود شعب كلداني
في عصور ما قبل التاريخ أو لنكون دقيقين في تعابيرنا فهو يسميهم
پروتوكلدي فهو يردد :
" ينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء. حيث خصص المؤلف الجزء الأول لتناول مفهوم الكلدان الأوائل (پروتوكلدي) أي سكان العراق الأصليين (أسلاف الكلدان المعاصرين)، والعاصمة الشهيرة (بابل)، ثم مآثر البابليين الثقافية وأبرز مشاهير الملوك الكلدان، علاوة على التسلسل الزمني للكلدان (منذ عاصمتهم الأم أريدو 5300 ق.م)."
أ - الكلدان ينتمون الى القبائل الآرامية و تاريخ دخولهم الى بلاد
أكاد هو في أواخر الألف الثاني .
ب -الكلدان اليوم هم أحفاد القبائل الكلدانية الآرامية و هم ليسوا
أقدم شعب في تاريخ العراق القديم !
ج -إن مسيحيي العراق جميعا ينتمون الى الآراميين كما ذكر غبطة البطريرك السابق عمنوئيل دلي و كما كتب الأب المؤرخ ألبير ابونا ,
و هذا يعني انهم فعليا و تاريخيا أقدم شعب سكن العراق !
د - إن مخيلة الفنان فتوحي تسمح له بترديد طروحات تاريخية خيالية
لم يسمع بها أي باحث متخصص في تاريخ الشرق القديم . من المؤسف
أن المثقفين الكلدان لم يتحققوا في الطروحات المزيفة التي يرددها
السيد فتوحي !
ه - إذا كانت أغلبية ساحقة من السريان المشارقة ( النساطرة ) تردد
طروحات تاريخية مزيفة فهذا ليس حجة مقبولة لترديد أفكار السيد
فتوحي المتطرفة !
ذ - إن ترديد السيد فتوحي لهذه الطروحات المزيفة : وجود الكلدان
قبل السومريين و الأكاديين يشوه تاريخ الكلدان الحقيقي و يلطخ سمعة
المثقفين الكلدان الذين يصدقون هذا النوع من الأكاذيب !
ح - السيد فتوحي قد حول " الكلدانية " الى إيديولوجية متطرفة
تسمح لبقية الإيديولوجيات الأشورية و المطاطية بالإستمرار !
أرجو من المثقفين الكلدان أن يتحققوا قبل أن يردوا على تعليقي !
http://www.kaldaya.net/2013/News/07/Jul20_A1_ChaldeanNews.html

236

 " ما معنى إسم نينوس ؟"
 
بعض الإخوة السريان يطرحون علي أسئلة تاريخية لأنهم يريدون أن يتحققوا من بعض الطروحات التاريخية و هذا مما يفرحني. و كما يقال ليس كل ما يلمع هو ذهب ! و ليس كل المفاهيم التي تنشر ( و بعض الأحيان يروج لها ) هي علمية و صادقة!
كتب لي أخ سرياني سائلا :
"مرحبا أستاذ هنري أنا أسمي نينوس... سرياني من القامشلي حبيت مقالاتك وبتمنى توافق على طلب الصداقة وفي الي طلب عندك أنا ما بعرف معنى أسمي وبتمنى أذا بتعرف تخبرني في كثير ناس سألتهم عن المعنى بيقولولي أسم أشور بس مابيعرفو المعنى .أرجو الرد.شكرا" قبل الرد على الأخ نينوس أحب أن أشير الى إنتشار عادة إطلاق أسماء أشورية خاصة بين سريان الجزيرة في نهاية القرن العشرين ! و هذه الظاهرة هي فعلا غريبة لأن السريان ينتمون الى الآراميين و ليس الى الأشوريين كما يتوهم البعض من الضالين !
بعض الملاحظات على سؤال الأخ نينوس:
أ - نعم أن إسم نينوس هو أشوري و لكنه ليس إسم ملك أشوري حكم فعليا في مملكة أشور ! بعض السريان لا يفرقون بين إسم إسطوي خيالي و بين إسم تاريخي حقيقي !
ب - هنالك عدة لوائح لأسماء ملوك أشور و طبعا إسم نينوس لم يرد و لا مرة في تلك اللوائح ! المضحك أن بعض السريان يرددون أن إسم نينوس هو لإسم ملك أشوري شهير !
ج - إن من له إلمام بتاريخ الشرق القديم يعلم أن إسم نينوس قد ورد في " إسطورة سميراميس " الخرافية . و المؤسف أن بعض السريان الذين تنكروا لهوية أجدادهم الآرامية و صاروا يدعون بهوية أشورية مزيفة يستخدمون براهين غير علمية مأخوذة من إسطورة سميراميس :
 أحدهم ذو ذكاء خارق يستخدم علم المنطق و يقول " إذا كان الأشوريون في عهد الملكة سميراميس قد إحتلوا مصر فهذا يعني إنهم إحتلوا قبل ذلك
سوريا !!! "
ه - إن أغلب الظن أن إسم " نينوس" هو تحريف يوناني لإسم مدينة نينوى الأشورية الشهيرة !
 و ليس لإسم ملك أشوري ... بعض الذين لا يرون أبعد من أنوفهم يحاولون إيجاد إسم ملك أشوري قريب لفظا من اسم نينوس ( فقط لتبرير المعلومات الخاطئة التي تعلموها...)
الأخ نينوس المحترم : إن كثيرا من السريان قد أعطوا لأولادهم أسماء أشورية لأسباب عديدة و أهمها :
1 - إنهم كانوا و لا يزالون يتوهمون بأن الشعب السرياني ينتمي الى الشعب الأشوري و أن الهوية الأشورية توحد جميع مسيحيي الشرق.
2- إنهم ظنوا في الماضي أن الأسماء الأشورية هي لشعبنا السرياني, و إن إطلاقها على أبنائهم لهو إشارة لشعورهم القومي !
3 - أكثر الأحيان كان الأهل لا يعرفون ما هي الأسماء التاريخية و القومية لشعبنا السرياني الآرامي و صدقوا أحد المؤيدين للفكر الأثوري المزيف و أطلقوا أسماء أشورية على أبنائهم !

الخاتمة
إن إطلاق السريان في القامشلي أو غيرها " أسماء أشورية " على أولادهم لا و لن يبدل تاريخ و هوية الشعب السرياني الآرامي !
هنالك عدد كبير من السريان يحملون اليوم أسماء أشورية شهيرة و لكنهم ( و هذا أمر طييعي ) يؤمنون بالتاريخ العلمي و يعرفون أن أجدادنا
قد إفتخروا دائما بهويتهم الآرامية !
إنني شخصيا تعرفت على الكثيرين منهم يحملون أسماء أشورية و لكنهم من أشد المدافعين عن هوية أجدادهم الآراميين !
 و قد لاحظت أن حملهم لأسماء أشورية ( بدون إرادتهم طبعا ) قد دفعهم الى المزيد من التحقيق في صحة الهوية الأشورية بين السريان التي ترمز أسمائهم إليها.
ملاحظة مهمة: هنالك فرق شاسع بين تاريخ سميراميس الحقيقي التي كانت زوجة الملك شمشي أداد الخامس و قد حكمت بالوصاية بين 811 و 808 ق0م نيابة عن إبنها الملك أداد نيراري الثالث .
الملكلة شمورامات / سميراميس لم تصل لا هي و لا إبنها الى بلاد مصر كما ورد في الإسطورة ! و طبعا لم تستولي لا هي و لا إبنها على بلاد آرام / سوريا التاريخية !

هنري بدروس كيفا

237
السيد وسام موميكا المحترم
  الخط السياسي يتبدل لأن التحالافات السياسية هي أيضا تتبدل ! و لكن هويتنا السريانية الآرامية التاريخية لم و لن تتبدل ...
  من المؤسف أن السيد انور هداية الموقر لهو بحاجة الى " انوار سريانية لتهديه الى هويتنا السريانية الآرامية التي لم يعمل لوضعها
ضمن الهويات المعترف بها في العراق ! 
  ما نفع مقعد سياسي ضمن المحافظة أو الدولة إذا كان صاحب هذا
المقعد لا يحافظ على هوية أجداده إلا شكليا ؟

238
الأخ الموقر مسيحي عراقي
  التراتيل باللغة السريانية ليست كافية و نحن نتمنى " أغاني قومية "
تشرح أوضاعنا إن كان في الماضي أو الحاضر ! و إنني قد قصدت
من هذا الموضوع تنبيه السرياني المثقف بأنه يجب ألا ينخدع بكل
أغنية تدعي الغيرة القومية أو تنادي بالوحدة !
  فكل أغنية لا تحترم هويتنا السريانية الحقيقية سوف ينساها التاريخ
و كل أغنية تتكلم عن هويتنا السريانية الحقيقية سيحفظها التاريخ !

239

 " دور الأغنية السريانية في نشر الوعي القومي الآرامي "

في 21 حزيران من كل سنة يعيد الفرنسيون " عيد الموسيقى " و كانت الفكرة الأولى تشجيع الفرنسيين "هواة الموسيقى" أن ينزلوا الى الشورارع و القهاوي و يعزفوا للآخريين .
و لكن سرعان ما تغيرت الفكرة و صارت تشجيع الفرق الموسيقية ( المحترفة خاصة) أن تعزف جميع أنواع الموسيقى كي يتعرف عليها الشعب الفرنسي !
و قد إنتقلت هذه الفكرة الى عدد كبير من دول العالم .
كنت أحب أن أنشر هذا الموضوع منذ زمن و لكن بما أنه اليوم هوعيد الموسيقى , أردت أن أكتب هذا الموضوع أولا لروح المطرب السرياني الآرامي فؤاد اسبير لما قدمه من أغاني قومية وثانيا لكل المطربين الشباب العاملين في هذا الفن !
نحن لا نعلم متى حصلت الأغنية على أهميتها في نشر أفكار هادفة ! و لا شك أن السريان المثقفين يعرفون كيف استخدم مار افرام ألحان برديصان و لكن مع كلمات و افكار من تأليف مار افرام نفسه و هي نقد لفكر برديصان و فلسفته .
أولا - أهمية الأغنية في نشر الوعي القومي !
أ - كانت إنتصارات بروسيا سنة 1871 على إمبراطورية فرنسا الثانية سببا لنشوء عدد كبير من التجمعات السياسية Cercle حيث كانت تلتقي شخصيات فرنسية غيورة ترفض حالة الذل التي وصلتها فرنسا بعد سنة 1871 م . أغلب هذه المجموعات كانت تطالب الفرنسيين بالعمل من أجل إستعادة مقاطعتي الألزاس و اللورين !
ب - لا شك أن الكثيرين من الذين تعلموا اللغة الفرنسية و خاصة الذين كانوا ينتمون الى الحركة الكشفية قد سمعوا و رددوا مرارا هذه الأغنية الفرنسية المشهورة "En passant par la Lorraine"
و ها هي على هذا الرابط لسماعها
http://www.hugolescargot.com/chansons/chanson-enfant-en-passant-par-la-lorraine.html
ج - هذه الأغنية هي قديمة جدا من القرن السادس عشر و لكن بعد خسارة الفرنسيين لمقاطعتي الألزاس و اللورين عمد 'Adolphe Orain (1834-1918 إلى إعادة هذه الأغنية و قد غير الكثير من الجمل و التعابير لأن هدف تلك المجموعات الفرنسية المناضلة كان نشر هذه الأغنية في كل المدارس الفرنسية و لكي يتعلمها كل الطلاب الفرنسيين .
د - الجدير بذكره أن الأغنية الفرنسية القديمة كانت تتكلم عن مدينة Rennes في منطقة Bretagne أي في الغرب و لكن بما أن مدينة اللورين هي محتلة من قبل الألمان فإن الأغنية صارت تتكلم عن اللورين و الأغنية تردد أن إبن الملك يحب الصبية من مقاطعة اللورين !
ه - كان هؤلاء المناضلون الفرنسيون يروجون الأغاني الجميلة للأطفال حتى يشجوعنهم على الغناء باللغة الفرنسية و ليس باللغات المحلية كاللغة الألمانية في الألزاس و اللورين و الإيطالية في جزيرة كورسيكا...
ثانيا - مدرسة الرحابنة في شرقنا الحبيب !
إ - لست مطلعا على جميع أعمال الرحابنة و لكنني أعلم أن الجمهور اللبناني كان يترقب كل عمل مسرحي فني يقومون به . و لا شك أن صوت فيروز الملائكي قد ساعد كثيرا في إنتشار أعمالهم الفنية !
ب - هنالك نقطة مهمة جدا و هي أن الرحابنة كانوا يؤلفون مسرحيات تعتمد على شخصيات تاريخية مهمة : فاللبناني تعرف على تاريخ الأمير فخر الدين المعني الكبير من خلال المناهج المدرسية في لبنان و خاصة من خلال مسرحية الرحابنة حول هذا الأمير !
إنني لا زلت أتذكر أن منهاج التاريخ منذ أكثر من 40 سنة كان يعلمنا أن الأمير فخر الدين كان يطمح الى "استقلال لبنان " بينما في الحقيقة و حسب المصادر كان أمير إقطاعيا همه توسيع سلطته و ليس إستقلال لبنان !
ج - بعد سقوط القدس بيد الإسرائليين سنة 1967 . غنت فيروز أغنيتها الشهيرة " القدس ..." و عمدت الإذاعات العربية الى برمجة هذه الأغنية بإستمرار !
 و لا شك أن كلمات هذه الأغنية القوية و صوت فيروز الغاضب ثم الهادئ قد زرع في عقول السامعين أهمية مدينة القدس و ضرورة تحريرها ...
د - من المؤسف أن فيروز السريانية لم تقم أو لم يعرض لها أن تقدم عملا فنيا من أجل أجدادها الذين تعرضوا لأشنع حرب إبادة عرفها التاريخ !
نتمنى على الشعراء و الملحنين و المطربين أن يتعاونوا جميعا من أجل تقديم أغاني سريانية تحث السرياني أن يتعلق بهويته السريانية الحقيقية !
 لقد أخبرني أحد السريان الذين زاروا السويد منذ حوالي 22سنة أنه حضر مسرحية ( مسيسة ) تظهر كلداني يختلف مع سرياني ولكن يتدخل " أشوري " و يحل الخلاف بينهما و يقول لهما " نحن شعب واحد "...
تأليف مسرحيات أو أغاني لا تحترم هويتنا السريانية الآرامية هو هدر للطاقات !

240

" سريان سوريا يتحدرون من الآراميين "



بعض المغامرين السريان يدعون أن مسيحيي سوريا هم من الشعب الأشوري و هذا مم دفعنا الى نشر أبحاث تاريخية عديدة حول تاريخ الآراميين في سوريا و الجزيرة .

 السريان المشارقة ( النساطرة ) يعيشون في أغلبيتهم الساحقة خارج الشرق و يدعون أنهم أحفاد الأشوريي بدون براهين !

بعض السريان الغربيين لا يزالون يرددون " الإدعاءات الكاذبة "بأن هويتنا السريانية هي أشورية مع أن بلاد سوريا القديمة كانت تسمى بلاد آرام و أن الجزيرة السورية كانت تسمى ببيت نهرين و قد وردت في أسفار التوراة " آرام نهرين "!

لقد كان الآراميون يشكلون أكثرية سكانية ساحقة منذ 1200 سنة قبل الميلاد الى حوالي 1200 سنة بعد الميلاد ! و الشعب الأشوري قد إستولى على الممالك الآرامية في بيت نهرين لمدة أقل من 280 سنة و على الممالك في آرام لحوالي 120 سنة !

و لكن الشعب الأشوري لم يستوطن في الجزيرة و لا في سوريا !

السؤال كيف يدعي بعض السريان المزيفين أن سريان سوريا هم من الشعب الأشوري ؟ سوف أنشر لكم حوارا بين مدعي بالأشورية و بعض الإخوة من السريان الغيورين :

 أرجو أن تطلعوا عليه  Ninos Assad Sauma ...تحياتي استاذ سليمان هل الغاية فقط من هذا الفيديو هو التطبيل والتزمير للاسم الاشوري ام ماذا ؟

 يجب على السرياني ان يكون امينا لتراث اجداده والا يعمل ليل نهار لتزوبر الحقائق التاريخية .

ان افكاركم لن تنجح ابدا ﻷنها بإختصار هدامة وهي محاولات مميتة لتقسيم الشعب السرياني فكل المقالات التي تنشرها لا تناقش قضية ما سوى الدعاية لﻷسم الاشوري.

يجب على الجميع معرفة ان الشعب السرياني قد رفض كليا هذه التسمية ( الاشورية ) وجميع الكنائس السريانية ( ما عدا الاشورية مع بعض المتطرفين من اصحاب الفكر الاشوري ) ترفضها رفضا قاطعا ولا تأخذ بها .

يجب مراجعة هذا الامر من قبل التنظيمات التي لا زالت متمسكة بأحلامها الصبيانية ' افلا يكفي خمسون عاما من الفشل بتغيير الاسم السرياني الى الاشوري ليتم مراجعة ذلك والرضوخ لإرادة الشعب الرافض لهذه التسمية .

كل الاحزاب لها مراجعاتها يا سيدي وتصحح اخطائها ولكن للاسف إنكم لازلتم تحلمون بأحلام غير حقيقة وغير واقعية ولا تريدون الحقيقة التاريخية الصحيحة ولازلتم مستمرون بعنادكم لتغيير الاسم ومراجعاتكم هي توزيع الادوار والمناصب .

لماذا لا تأخذون بتاريخ اجدادكم بصدق وآمانة علمية لتصحيح مسيرتكم القومية التي شقت الصف السرياني وعملت شروخ كبيرة بجسد السريانية حيث يلزمها عقود طويلة من العمل المضني والشاق لتصحيحها وردمها.

استاذي الكريم

إن هذا الفيديو لا ارى فيه سوى استغلال مآسي شعبنا السرياني والدعاية للفكر الاشوري المتطرف وهذا امر غير اخلاقي ومعيب للغاية .

تحياتي لكم .

 Rimon Daho

 انا شخصياً لا ارى من هذا كله سوى الدعاية لمن يسمون اانفسهم بالسريان الاشوريين.. والا لما كررها السيد سليمان عدة مرات.. على كل حال هذا كله يصب في مصلحة تركيا لتقول للاوربيين نحن الذين نحافظ على المسيحيين .. ومنه بوابة لدخول تركيا للوحدة الاوربية..هذا اولاً..

ثانياً فتح المدن السرياينة امام الاكراد اكثر فاكثر وهذا بالاتفاق مع ما يسمى المنظمة الاثورية...

ثالثاً .. السيد سليمان ومن يشد معه من منظمة رفضها غالبية السريان مشترك تماماً بهذه المؤامرة التي لن تمر على امتنا.. فنحن لو لاحظنا كتاباته فان كلها دعائية لمنظمة فاشلة وتصب كلها لمحو الاسم السرياني..واتحداه ان يقول مخيم للاْشوريين السريان لانه وان قالها سيكون اعترافاً منه بان الاشورية مجرد طائفة سريانية لاغير...فهو وغيره يصرون على قول السريان الاشوريين .. وهذا ما يرفضه شعبنا

Afram Mirza

الاشورية هي مثال للدعاية القومية الفاشلة التي روجها الغرب لتفرقة شعب موجود من الآف السنين اسمه الشعب الآرامي (السرياني ( .. !!!

 Souleman Yusph

 أخوتي السريان... سلامي السرياني الحار لكم... نعم أنا سرياني و بكل فخر.. وأنا أشوري وبكل فخر.. وأنا كلداني وبكل فخر.. وأنا سوري وبكل فخر... قتلها مراراً وأقولها اليوم وساقولها دوماً: السريانية والآشورية والكلدانية.. هي ثلاثة أقانيم لجوهر واحد هو الأمة الآشورية التي تتحدث عن الأرض والسماء والجغرافية والتاريخ...

 Rimon Daho لاول مرة في تاريخ البشرية نسمع بان شعب له ثلاث اسماء...اذا انت تعتقد بان الاشورية هي اقنوم فهذا رايك..اما ان تجمع وتطرح وتقسم وتضرب على مزاجك وهواك فهذا دليل على جهل حقيقي للتاريخ الارامي عن قصد او غيره..فنحن نرفض ان نكون اقنوم كما ذكرت لاننا نحن الاصل والهوية الارامية هي الاساس .. وافتخارك بالاشورية هذا شانك والف مبروك..هذا اذا قبلوا بك الاشوريين الحقيقيين ان وجدوا لان لا وجودلهم على ارض الواقع فقط هناك سريان نساطرة

 Afram Mirza

اخ سليمان ان الاشوريين (هذه الامة التي تتحدث عنها ) قد انقرضت منذ زمن بعيد و رجاءا راجع التاريخ الاكاديمي للشرق القديم و لا تعتمد على مرجع خاص بوجهة نظر معينة بل ادرس التاريخ و وجهات النظر العديدة لكي تستطيع ان تعرف اصلك القومي , و لا تتمسك بشعارات زائفة (الاقانيم ) بل اعرف الاصل و شكرا

 Souleman Yusph

حقيقة أنه لأمر غريب ويبعث على الأسى والحزن... أن يتوقف جمبع المعلقين على مقطع الفديو هذا بتعليقاتهم على موضوع التسمية ويتركون القضية الأساسية والمهمة والخطيرة جداً على مصير ووجود شعبنا في سوريا والمنطقة.. شخصياً منذ سنوات قررت أن لا أدخل في اي سجال أو جدال حول التسمية التاريخية لشعبنا... طبعاً أنا أحترم الجميع حتى الذين يختلفون معي في هذه القضية وأحترم أكثر كل من يضع لبنة جديدة في بنائنا القومي وكل من يشعل شمعة في ظلامنا الفكري ولا يهمني ماذا يسمي هؤلاء أنفسهم (سرياناً.. اراميين... كلداناً ... آشوريين... ) .. تمنياتي من الجميع التفكير معاً والعمل معاً لأجل إنقاذ ما تبقى من شعبنا ولأجل تعزيز هذا الوجود وتحصينه بكل الطرق والوسائل تحت اية تسمية لا يهم... لنخرج من هذا الجدل البزنطي العقيم... (جيوش المسلمين العثمانيين دخلت القسطنطينية ووجهاء وأمراء وكهنة بيزنطة كانوا يجادلون فيما إذا كانت الملائكة ذكور أم إناث!)!! ألم نتعظ من دروس التاريخ بعد...؟؟

Ninos Assad Sauma

 الاستاذ سليمان بإحترام شديد لشخصك الكريم كفرد سرياني يتناول مشاكل شعبنا في كتاباته ، اما استغلال معاناة الشعب لتمرير افكار اخرى فهذا أمر مرفوض وكذلك مرفوض تماما التسمية القطارية ( سرياني كلداني اشوري ) التي يختبئ تحتها كالنعامة تنظيمات الدورونوية والاشورية وبعض المتطرفين إن حصرتهم في زاوية التسمية .

اذا اخبرتك مثلا بأنني ماروني واعتز جدا بسريانيتي وبتاريخي ، او انا من طائفة الروم الملكيين واعتز بأراميتي فهل ستضيف الى قطار التسمية عربات اخرى لتعتدل التسمية لديك ؟؟؟ سيدي الكريم حسابات الامس قد فشلت وما حمله الجيل الذي سبقنا عن جهل الينا قد سقط علميا فهل سنبقى نردد كالببغاوات وندافع عن نظريات اثبت العلم عدم صحتها ولا تصلح الا لرواد المقاهي ليتسلوا بها .

ارجو ان نكون علميين اكثر في طروحاتنا وكفانا احلام لا تتحقق قط ، رغم وجود وجود بعض العلماء بينهم لكنكم ترفضون طروحاتهم .

محبتي لكم وللجميع

Rimon Daho

 الهروب الى الامام من شيم المهزوميين فكرياً..فحين تناقش احدأً من اصحاب الفكر الاثوري وتحشره في خانة اليك... يدعي بان التسمية لا تعنيني شيء فقط الذي يهمني هو مصلحة الشعب ...سئمنا منكم ومن نظرياتكم..وتيحيي اوروموييييييييييييييييييييييي

Henri Bedros Kifa

الأخ الموقر نينوس إنني أشكرك على ردودك على السيد سليمان فهي مهذبة جدا و لكنني أتخوف أن يتحول نقاشكم الى " حوار الطرشان " !

السيد سليمان مغامر معروف في الإدعاء بهوية أشورية مزيفة بين السريان و هو كما ذكرت :

" كفرد سرياني يتناول مشاكل شعبنا في كتاباته "

أ - السيد سليمان هو سرياني و لكن لا يؤمن بهويتنا السريانية العلمية !

ب - يدعي أنه يوجد ألوف البراهين على تحدر السريان من الأشوريين و هذا نفاق سياسي !

ج - السيد سليمان هو مغامر يدعي أن باحث في التاريخ و مهتم بمصير شعبنا و لكنه سياسي يتلاعب بالحقائق التاريخية .

د - عفوا هو لا يتناول مشاكل شعبنا من وجهة نظر سريانية و لكن من وجهة نظر أشورية مزيفة !

ه - السيد سليمان - طالما يؤمن بالتسمية الأشورية المزيفة - هو يخلق المشاكل لشعبنا السرياني الآرامي و لا يستطيع أن يحل أي مشكلة !

و - السيد سليمان ينتمي الى " الطقم العتيق من دعاة الفكر الأثوري "

و للأسف يعندون في الدفاع عن الطروحات / الأكاذيب الأشورية و مسؤوليتهم كبيرة جدا في تقسيم و إضعاف شعبنا السرياني الآرامي !

ز - السيد سليمان سياسي فاشل لأنه يعند في الإدعاء بأن سريان سوريا و الجزيرة هم أشوريون !

يجب على كل سياسي سرياني يخلط بين هويتنا السريانية الآرامية و بين التسمية الأشورية المزيفة أن يستيقظ من نومه لأن الوعي قد إنتشر بين السريان و أوهام السيد سليمان لم تعد مقبولة !

Jamil Youssef

أيها المدّعون بالآشورية المنقرضة لا تقتربوا من السريان الآراميين، تقولون بأن السريان الآراميين والشعب الاشوري المنقرض هم شعب واحد وهذا هو الكذب والنفاق بعينه، لا نريد العمل ابدا مع الآثوريين المزوّرين ولا مع المدّعين بالاشورية للأسباب التالية:

 ليس بيننا أي شيء مشترك لا سياسيا ولا اجتماعيا ولا فكريا تاريخكم غير تاريخنا أرضكم غير أرضنا لغتكم الاكادية غير لغتنا الآرامية علمكم غير علمنا فماذا تريدون؟ تريدون فرض الأسم الاشوري المزيّف علينا؟ من فضلكم أعملوا لوحدكم ولا تغشّوا السريان الطيبين القلب. عاشت الأمّة الآرامية.

Ninos Assad Sauma

هل الاستاذ سليمان يوسف اقنعنا برده ام اقنع نفسه فقط !

حقيقة الامر ليست كما وصفتها انت بأننا تركنا جوهر القضية والتي هي مصير شعبنا واخذنا فقط بالقشور وهي التسمية ، انما نحن لم نعد نسمح بتمرير افكار هدامة او شريرة مهما كانت الظروف التي تمس تاريخنا او حاضرنا ، ولم نعد نسمح لأي كان ان يختمنا بهوية ما على مزاجه او بما يناسب سياسة حزبه او تنظيمه او خدمة لأفكار يعتنقها .

إن الذي ذكرته كان ولا زال اسلوب كم الافواه لعدم مناقشة التسمية مهما كانت الظروف ولو كانت في احسن الاحوال الملائمة لهذه المناقشة .

1- في نهاية السبعينيات كانت الحجة الدامغة لعدم مناقشة التسمية ان الفكر القومي هو في طور التكوين وقائم على السرية ولا يسمح بهذه المناقشة .

2- في بداية الثمانينات كان السبب في عدم مناقشة التسمية أن المخابرات السورية تلاحق كوادر التنظيم

3- منتصف الثمانينات ملاحقات وإلقاء القبض على بعض الاشخاص وطبعا لا يليق مناقشة التسمية

4- في التسعينيات مشاكل شعبنا في العراق وضربه على مراحل طويلة وكان السبب يومها ان الشعب يقاسي الويلات وكل صنوف الاضطهاد وانتم تناقشون اسم الامة !!!

5- في اوروبا كانت الاعذار اقبح ، ولم يفتح باب او كوة صغيرة لمناقشة الامر بهدوء وتحت الظروف الجيدة في الغرب ( دون ملاحقات او اصطهادات او اعتقالات او غيرها من الاسباب ) ودائما كان الجواب وهل هذا وقت مناسب لهذه المناقشة ، بل بالعكس تماما فلقد وقف التنظيم الاشوري واتحاد الاندية الاشورية في السويد ضد اي عمل مشترك طرح منذ بدايات التسعينيات وحتى اليوم ولكم بعض الامثلة :

- في بداية عام 1990 طرح اتحاد صغير العمل المشترك لمعلمي اللغة السريانية في السويد ومنذ الاجتماع الاول فشل بناء هذا الاتحاد بسبب إصرار اصوليي الفكر الاشوري بلزوم تسميته بالاشوري

- ليزرمان رجل قاتل كان قد برز بالوقت عينه وقتل العديد من المهاجرين وعندما طرح تأسيس لعمل ما بسبب المصير المشنرك وكانت العثرة الاصرار على التسمية الاشورية .

- تجمع مسيحيي المشرق الكل اشترك منذ التسعينيات في العمل بهذه المؤسسة فقط التركيبة الاشورية كانت غائبة طبعا بسبب التسمية .

- قبل منتصف التسعينيات فشل اجتماع بسبب التسمية لتوحيد الكشاف السرياني .

- في عام 1996 وعلى جانب من مؤتمر الدراسات السريانية الذي عقد في جامعة اوبسالا في السويد طرح تأسيس جمعية او لجنة او شبكة لتطوير اللغة السريانية بالوسائل العلمية المتاحة وكان الفشل بسبب هروب اصحاب الفكر الاشوري من الحقائق العلمية الذي طرحها المؤتمر الخاصة بالتسمية العلمية للغة .

- هناك الكثير والمذكور غيض من فيض ، ويعود الفضل كل الفضل بفشل هذه المحاولات لحاملي الفكر القومي الاشوري.

ملاحظة : ما ذكرته تستطيع ات تتأكد منه .

6- في العراق كانت مأساة بحق شعبنا بسبب تعامل اميريكا اثناء دخولها الى العراق مع التنظيمات الاشورية ووضع مقدرات كل المسيحيين بين يدي هذه التنظيمات ، وجاءت التسمية القطارية اشوري كلداني سرياني بسبب الصراعات والغبن الذي لحق مكونات شعبنا .

وكان قد تم سرقة قرار مكونات شعبنا من قبل بعض تجار السياسة المنتمين للاحزاب الاشورية وكانت ملايين الدولارات تشتري الاصوات والذمم والمؤسسات وبعض الشخصيات ولا زالت تعمل على ذلك.

وهل نسيت ما سجل من تسميات بالدستور العراقي في البداية والوسط والخاتمة .....

ووسط هذه المعممة كانت اصوات المتطرفين من الفكر الاشوري في كافة انحاء العالم تكمم افواه من يقول بعدم الاشورية .

7- ولم تنتهي مشاكل العراق برزت وبقوة مشاكلنا مع تركيا من السيفو ولغاية مصادرة اراضي الدير وتم إدخال وإقحام التسمية الاشورية لهذه الساحة وتأكد للجميع النوايا الغير شريفة لهذه العملية

8- وانفجرت مشكلة سوريا وطبعا تم استغلالها بشكل سافر من قبل التنظيمات الاشورية وارادوا ويريدوا ان يطبقوا نسخة (كوبيا) ما حصل في العراق فيما يخص الشعب السرياني في سوريا .

والاهم من ذلك انه غير مسموح مناقشة التسمية والسبب موجود وهو ظروف شعبنا القاسية .

اكتفي بهذه النقاط ، فهل اقتنعت الان لماذا لا نقتنع بهذا الدجل الذي تمارسونه بل يبعث كما قلت في نفوسنا الاسى والحزن لذلك يهمنا كثيرا التسمية .

اما الاسباب الغير مقنعة والحجج كانت ولا زالت هي هي منذ السبعينيات ولغاية اليوم فهل تريد ان نقتنع بجملة واحدة تدغدغ مشاعرنا لنعمل بها !!!

واخيرا ارجو ان يكون ردك مقنعا .

اسف لقد اطلت كثيرا

كل المحبة للجميع

Souleman Yusph

الآشورية داري.... السريانية حديقة هذه الدار.... الكلدانية سياجها وأسوارها....(تحياتي للجميع)

 الخاتمة                                                   

إن الأخ نينوس يتكلم من وجهة نظر تاريخية و سياسية و نرى السيد سليمان لا يزال يردد شعارات فارغة من نوع " وأحترم أكثر كل من يضع لبنة جديدة في بنائنا القومي وكل من يشعل شمعة في ظلامنا الفكري ولا يهمني ماذا يسمي هؤلاء أنفسهم (سرياناً.. اراميين... كلداناً ... آشوريين... ) " لأن الفكر الأشوري الذي تؤمن به لا يميز بين نور شمعة و نور الشمس!

شعار ثاني فارغ " . لنخرج من هذا الجدل البزنطي العقيم..."

هوية السريان التاريخية هي واضحة ( وضوح الشمس في وسط النهار) و لكن بعض السريان المنافقين يدعون أنه جدل بيزنطي أي بدون حل !

و طبعا هذا يوافق السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة مثلك كي يمضوا في نكران هوية أجدادهم !

أخيرا ما ذكرته في تعليقك ( و أنا أكيد سوف تردده دائما ) " الآشورية داري.... السريانية حديقة هذه الدار...الكلدانية سياجها وأسوارها...." هذا نفاق سياسي و شعار مزيف لأن هدفه ليس " الوحدة " و لكن تقسيم و إضعاف الهوية السريانية الآرامية بين مسيحيي سوريا المتحدرين من أجدادك الآراميين

241
سلام و محبة للجميع
 لا يسعني إلا أن أشكر سيادة المطران مار جرجيس القس موسى النائب البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك  و للأخ يوحنا بيداويد على أسئلته
التي سمحت أن نتعرف على ضيفه الكريم .
  هنالك عدة نقاط أختلف فيها مع سيادة المطران و هي إنني قرأت
أعداد كثيرة من مجلة الفكر المسيحي عندما كنت شابا و الغريب إن
هذه المجلة لم تزرع في قلوبنا حب التعلق بهويتنا السريانية العريقة.
 من المؤسف أن سيادة المطران يطالب من جهة " كونوا أمناء وملتفين حول كنيسة آبائكم، هنا تجدون هويتكم الثقافية والتاريخية، من دون أن تنغلقوا فيها وتتحجروا " و هو لا يسمي لنا إسم كنيسة آبائنا و ما هي
هويتهم الثقافية و التاريخية ! و من جهة ثانية يردد " ثالثا:  أما شعبنا المسيحي: فقضيته لا تحل في الهجرة...
 كلام رائع و لكن إذا كان الرعاة لا يدافعون عن هويتنا و تراثنا و يرددون
شعبنا المسيحي بدل شعبنا السرياني الآرامي فهل يحق لنا نقد الذئاب
التي تزيف تاريخ شعبنا السرياني الآرامي العظيم ! و تفرغ التسمية
السريانية من مدلولاتها التاريخية و الجغرافية و القومية !
 إنه مؤسف حقا إنه لم ترد التسمية السريانية إلا في التعريف بسيادة
المطران بأنه " معاون لبطريرك السريان الكاثوليك " !
  عفوا نحن نترحم على الأب إسحق أرملة الذي كان يفتخر بالسريان
الآراميين أجداده !

242
         " اللغة الآرامية هي اللغة الأم للكلدان القدامى "
الأخ الموقر Masehi Iraqi
 شكرا لتعليقك الإيجابي حول لغة إخوتنا الكلدان و أحب أن أؤكد لك أن
جميع العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يؤكدون أن لغة الكلدان القدامى كانت اللغة الآرامية ! و حجتهم هي أن اليهود قد تعلموا
اللغة الآرامية بعد سبي بابل الثاني 587 ق.م و أن بعض أسفار التوراة
تتكلم عن النبي دانيال و تفسير حلم الملك نبوخدنصر الشهير و قد ورد
إنهم تكلموا باللغة الآرامية !
  نحن نتمنى لإخوتنا الكلدان نهضة حقيقية تعتمد التاريخ الأكاديمي و ليس نظريات إيديولوجية تاريخية مزيفة كالإدعاء أن تاريخ الكلدان يعود
الى 7300 سنة و إنهم كانوا متواجدين قبل السومريين و الأكاديين !
 إذا كنا نحب إخوتنا و إذا كنا نناضل من أجل وحدة حقيقية فلا يحق لنا
مجاملة إخوتنا و تركهم ينقادون وراء إيديولوجية مزيفة لهوية الكلدان !
  هذه بعض المراجع العلمية حول تاريخ الكلدان القديم :
BOWMAN, R.A., \" Arameans , Aramic and the Bible \" , J.N.E.S.
tome 7 ( 1948 )
BRINKMAN, J.A., Political History of Post_kassite
Babylonia ( Rome , 1968 )
DUPONT_SOMMER, A , Les Araméens ( Paris , 1949)
KUPPER , J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari ( Brussels, 1957).
MAZAR, B., \" The Aramean Empire and its Relations with Israel\" _B.A. XXV ( 1962).
O\'CALLAGHAN, R.T., Aram Naharaim ( Rome , 1948).
D.J.WISEMAN edition ., Peoples of Old Testament Times ( Oxford 73 )
ZADOUK , R, On West Semites in Babylonia During the Chaldean and Achaemenian Periods .
( Jerusalem, 1977)
SADER.H., Les états Araméens de Syrie depuis leur fondation jusqu\'à leur transformation en
Provinces Assyrienness ( 1983)
ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996)
D.J.WISEMAN Chronicles of Chaldean Kings( 626_556 )
in the British museum. London 1956.
ST.W. COLE ., NIPPUR in late Assyrian Time
C.755_612 B.C in State Archine of Assyria Studies
Volume IV_1996 .
A,K GRAYSUN , Assyrians Rulers of the Early First Millennium B.C
(1114_859 bc ) .
A,K GRAYSUN , Assyrians Rulers of the Early First Millennium B.C
(858_745 B.C ).
Edward LIPINSKI. The Arameans Their Ancient History . Culture , Religion .
dans Orientalia Lovaniensia Analecta Tome 100( 2000).

   أ - العلاقات بين القبائل الكلدانية و الارامية : لقد سكنت هذه القبائل الكلدانية و الارامية في بلاد اكاد منذ 1100ق.م. و كانت العلاقات التجارية متبادلة و التحالفات العسكرية دائمة خاصة ضدالملوك الاشوريين . من المعلوم ان القبائل الارامية قد جاءت من بادية سوريا لذالك يطلق عليهم العلماء اسم ساميين غربيين، و قد اختلف العلماء في بداية القرن الماضي عن موطن القبائل الكلدانية، اليوم اغلب المؤرخين يعتبروهم من الساميين الغربيين وسرعان ما طرح السؤال التالي هل يوجد علاقات قربى بين الكلدانيين و الاراميين ؟ المؤرخ برينكمان و رايه مهم جدا في الموضوع كتب صفحة266 = انه من الممكن وجود بعض علاقات القربى مع الاراميين =جواب متحفظ من مؤرخ مؤمن بالبراهين المبنية على النصوص فهو يقول:
- و هذا صحيح ـ ان الملوك الاشوريين قد ميزوا بين القبائل الكلدانية والقبائل الارامية إ و قد اشار في كتابه ايضا ان القبائل الكلدانية قد تاثرت بالحضارة الاكادية فاخذوا اسماء اكادية و عادات اكادية و حتىاللغة الاكادية و عاشوا في داخل مدن قرى بلاد اكاد بينما القبائل الارامية عاشت بعيدة عن المدن في البداية و حافظوا علىلغتهم و حياتهم القبلية و عاشوا بعيدين عن السلطة. المدهش في راي المؤرخ برينكمان انه يعرف جيدا=
- التنظيم القبلي هو متشابه بين المجموعتين، القبيلة تسمى ب بيت ... مثل القبائل الارامية ثم وجود شيخ او ناسيكو على راس القبيلة.
- يوجد قبيلة كلدانية اسمها بيت عديني و هو نفس اسم القبيلة بيت عديني على الفرات الاوسط حيث دافع الملك = احوني = ضد الجيش الاشوري الكثير العدد و يعتبره المؤرخ بول غارللي رمز المقاومة الارامية إذاكورو شيخ قبيلة بيت شئالو الكلدانية الذي خضع سنة 745ق.م لتغلت فلاسر الثالث و لكنه قاوم مجددا، فالقي القبض عليه و اقتيد مكبلا الى بلاد اشور. ذاكورو اسم هذا الشيخ هو اسم ملك حما الارامي ذاكورإ
- هذه القبائل عاشت مئات السنين جنباالى جنب بدون اي عداء و بالعكس كانت متحالفة دائما ضد الملوك الاشوريين .
- معظم المؤرخين المختصين بالتاريخ الارامي في الربع الاخير من القرن العشرين اعتبرواالقبائل الكلدانية من القبائل الارامية لقد تم مؤخرا اكتشاف عدد كبير من الرسائل في مدينة نيبور و لحسن حظنا هذه الرسائل كانت متبادلة بين حاكم نيبور الكلداني مع بقية القبائل الكلدانية و الارامية.
ب - البراهين على اخوة القبائل الكلدانية والارامية.
- قام العالم = كول= بنشر و ترجمة ارشيف حاكم مدينة نيبور سنة 1996. هذه الرسائل حوالي 129 غنية بالمعلومات و تعود الى ما بين 755 و 732 ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر الثالث. الرسالة رقم 9 تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم بيت ارام الجغرافي و ذاك في الرسالة رقم 104 . و قد وردت عدة تسميات قبلية قد تكون كلدانية او ارامية. الجديد ايضا في الرسالة رقم 13 وهي من شيخ بيت بخياني من نهر الخابور و يقسم بالولاء لسيده حاكم نيبور وهنا نرى رغم احتلال الاشوريين للمنطقة فهي تعج بالقبائل الارامية . اما الرسالة رقم 15 فقد ورد فيها تعبير = كل الاراميين = وهذا يعني ان القبائل الارامية كانت متحدة و متحالفة مع القبائل الكلدانية. ومن المدهش ان روح الاخوة المسيطرة ففي كل رسالة نرى تعابير = يا اخي=.

- اللغة الارامية .لقد اكد العالم ليبنسكي صفحة 421 من خلال بعض الكتابات الكلدانية باللغة الاكاية ان الكلدان استعملوا تعابير و قواعد ارامية عند كتابتهم بالاكادية .سنة 1994 قدم الباحث = اميل بويك = محاضرة بعنوان = صلاة نابونيد من المغارة رقم4 في قمران = و هذه الصلاة مكتوبة بالارامية . و اخيرا نحن نعلم ان اليهود قد تعلموااللغة الارامية في بلاد بابل بالذات و هذا ما يعرف بسبي بابل . ـ بيت ارماي اي بلاد الاراميين . كتب ديبون سومر ان تسمية بيت اراماي قد اطلقت على بلاد بابل 500 سنة ق.م. كتب اجدادنا مليئة بالنصوص حيث وردت بيت ارماي كتسمية جغرافية. لقد اقام الكلدانيون امراطورية كبيرة قضت على الامباطورية الاشورية وانتصرت علىالفراعنة بعبارة اخرى لقد لعبوا دورا سياسيا اهم من القبائل الارامية، اذا لم يكونوا اراميين فلماذا سميت بلادهم باسم بلاد الاراميين إ
ج - إن قدامى الكلدان و إن كانت لغتهم الأم هي اللغة الآرامية فقد ظلوا
يستخدمون اللغة الأكادية  و الكتابة المسمارية كلغة رسمية فأغلبية ساحقة
من الكتابات الكلدانية كانت باللغة الأكادية و قد إكتشف علماء الآثار
عشرات الأختام و هي باللغة الآرامية !
  النهضة الحقيقية يجب أن تكون مبنية على " معرفة " حقيقية و ليس
ترديد آراء غير علمية قد ذكرها بعض الباحثين منذ 100 سنة !
   بعض دعاة الفكر الأشوري المزيف يدعون علنا أن إسم لغتنا هو اللغة
السريانية و لكنهم سرا يرددون إنهم يتكلمون " اللغة الأشورية " و هم
يتوهمون أنهم ماهرين و يستطيعون أن يضحكوا على السريان !

 

243
الأخ المحترم Bronit Ashur
  إنني من المشجعين للنهضة الحقيقية بين إخوتنا الكلدان ! و إنني إن
إنتقدت بعض الطروحات المزيفة التي يرددونها فهو لحثهم على الإعتماد
على تاريخنا الأكاديمي و ليكونوا هم الممثلين لمسيحيي العراق المتحدرين من السريان الآراميين !
  التاريخ الأكاديمي هو الحل للإبتعاد عن كل طرح تاريخي مزيف !
من المؤسف أن الغيورين الكلدان لم يتعلموا من تجربة إخوتنا من
السريان المشارقة الذين يدعون بوجود " لغة أشورية " و صاروا
ملكيين أكثر من الملك لأن الشعب الأشوري الحقيقي كان يتكلم اللغة
الأكادية و كان يسميها " أكادية " و ليس أشورية !
 

244
       " لا نهضة كلدانية طالما تدعون بوجود لغة كلدانية !"
 سؤال بسيط كيف تدعون إنه مؤتمر النهضة الكلدانية و السيد مايكل
يستخدم تسمية غير علمية و هي " اللغة الكلدانية "!
 من المؤسف أن أحدا لم يعلق على هذه النقطة المهمة و سؤال صعب
هل ستحاربون كل كلداني يستخدم التسمية العلمية و هي " اللغة السريانية أي الآرامية " ؟
 تستطيعون كتابة عشرات المقالات حول وجه نظركم في الموضوع و لكنكم لا تستطيعون " تبديل الحقائق التاريخية " إن كان حول هويتنا
أو إسم لغتنا العلمي !
  من يعمل من أجل نهضة الكلدان و هذه أمنيتنا لكم لأنكم تشكلون الأكثرية في العراق عليكم أن تحترموا إسم لغتنا السريانية الآرامية
كما فعل أجدادكم و كما هو واضح من دراسات غبطة البطريرك لويس
ساكو الموقر و الأب المؤرخ البير أبونا و غيرهم من العلماء الأمينين !
 هنري بدروس كيفا

245
       " لا نهضة كلدانية طالما تدعون بوجود لغة كلدانية !"
 سؤال بسيط كيف تدعون إنه مؤتمر النهضة الكلدانية و السيد مايكل
يستخدم تسمية غير علمية و هي " اللغة الكلدانية "!
 من المؤسف أن أحدا لم يعلق على هذه النقطة المهمة و سؤال صعب
هل ستحاربون كل كلداني يستخدم التسمية العلمية و هي " اللغة السريانية أي الآرامية " ؟
 تستطيعون كتابة عشرات المقالات حول وجه نظركم في الموضوع و لكنكم لا تستطيعون " تبديل الحقائق التاريخية " إن كان حول هويتنا
أو إسم لغتنا العلمي !
  من يعمل من أجل نهضة الكلدان و هذه أمنيتنا لكم لأنكم تشكلون الأكثرية في العراق عليكم أن تحترموا إسم لغتنا السريانية الآرامية
كما فعل أجدادكم و كما هو واضح من دراسات غبطة البطريرك لويس
ساكو الموقر و الأب المؤرخ البير أبونا و غيرهم من العلماء الأمينين !
 هنري بدروس كيفا

246
الأخ مرقس دندو الموقر
  لقد ورد في تعليقك بعض الطروحات التاريخية غير العلمية سأعرضها
لك :
 أ - يبدو إنك نقلت فكرة غريبة جدا جاء فيها حرفيا :
" فانهم ظلوا ينعتون بها وخاصة من الكلدانيون الاكديين والسومريين .."
* هنالك خلط عجيب بين الشعب الكلداني و الشعب الأكادي !
* وجود الأكاديين في العراق هو أقدم بأكثر من 1500 سنة من القبائل
 الكلدانية !
* هذه الفكرة المزيفة هي منقولة من الباحث عامر فتوحي الذي يتفنن
  في كتابة التاريخ و يتوهم أن لا أحدا يستطيع أن يكشف تطرفه .
* هل تستطيع أن تذكر أي مرجع علمي يذكر هذا التعبير " الكلدانيون الاكديين " و هل تستطيع أن تذكر إسم مؤرخ قد إدعى بوجود كلداني
قبل السومريين و الأكاديين كما يدعي الباحث فتوحي؟
ب - و قد نقلت فكرة جديدة نفهم منها أن أحيقار كان كلدانيا و أنه
كان عبدا متمردا على الأشوريين ! إنني لا أعلم من أين نقلت هذه
الفكرة ؟ فأنت كتبت " حرقت العديد من الاسرى وبترت اوصالهم  واتخذت الكثير منهم عبيدا ومن ضمنهم الحكيم الكلداني المتمرد احيقار "
 هنالك نص أكادي مشهور ورد فيه أن أحيقار كان ينتمي الى الأحلامو
و تسمية " أحلامو " هي مرادفة للآراميين لأن الملك الأشوري تغلت فلأسر الأول ملك اشور 1116- 1076 ق.م. في حولياته سنة 1112 ق.م. يذكر ”الأحلامو الآراميين“.
  و المعروف عن أحيقار أنه كان وزيرا آراميا في بلاط الأشوريين ...

247
السيد المحترم Jacob Oraha
  إنني لا أتهرب من الإجابة على " أسئلتك " و لكنني أتمنى منك أن
تتأكد من المعلومات التي أذكرها لك و هذا مما يحول حوارنا الى نقاش
مفيد . إنه فعلا مؤسف إنك تتمسك بما تعرفه عن " بيت نهرين "
و تتوهم إنك تتشاطر أمام القراء و تؤكد ان إسم " بيت نهرين " قد أطلق
على العراق القديم ؟ هذه ليست شطارة و لكن تكرار نفس الغلطة !
 عفوا - إذا كنت لا تتحقق - فأنت لا تستطيع أن تقدم براهين علمية
مقنعة و تفسيراتك حول إطلاق تسمية بيت نهرين على العراق هي
خاطئة !
 "  التسمية الأكادية القديمة 
  سوف نحاول معرفة التسميات القديمة ل بيث نهرين ومدلولها الجغرافي. في مقالته المهمةmesopotamia اعتمد العالم j.j.finkelstein علىالكتابات الآكادية القديمة وذلك لمعرفة التسمية الآكدية التي أطلقت على بيث نهرين .
وقد عثر على لوحات فخارية تذكر بأسماء بعض العبيد الذين قدموا إلى بابل من مدن(8) تقع في بلاد mat biritim ki وفي كتابة أخرى birit narim . وقد اثبت العالم finkelstein في بحثه أن هذه التسمية mat biritim والتسمية الثانية birit narim هما التسميتان الآكاديتان اللتان اطلقتا على بيث نهرين (9) قديماً. ومن المعلوم أن كلا التسميتان mat biritim و birit narim في اللغة الآكادية تعني "شبه جزيرة نهرية" أي الأرض التي يحيط بها النهر من ثلاث جهات.
وقد استنتج العالم finkelstein الخلاصة التالية:" وفي النهاية ان تسمية mat biritim و birit narim أي mesopotamia في الأصل ..... كانت تشمل المنطقة المحاطة بنهر الفرات من ثلاث جهات: وبالتالي فان هذه التسمية لا تشير الى نهر او رافد آخر" اذن نهر دجلة لم يكن يؤلف حدودا جغرافية مع بيث نهرين "
finkelstein(j.j), mesopotamia,in:journal of near eastern studies, vol.12,1962
  إن إسم بيت نهرين لم يطلق في التاريخ القديم على العراق و لكن
على الجزيرة و هذا ما ردده أجدادنا في جميع مصادرهم .
  السيد نحن لا نستطيع أن نرد على كل أخ يناقش في أمور تاريخية
بدون أن يتحقق و يتأكد : لقد ذكرت في تعليقك الأول
" لم نقرأ مطلقا بأن الآراميين فرضوا سيطرتهم على العراق لنكون بقايا ذلك الشعب ولكننا نعلم بأن الكلدان والآشوريين تبنوا لغتهم ..."
 أ - القبائل الكلدانية كانت آرامية هوية و لغة !
ب -الكلدان لم يتبنوا اللغة الآرامية فهي لغتهم الأم و أسماء قبائلهم
   حسب العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم كانت باللغة
   الآرامية !
ج - الأشوريون لم يتبنوا اللغة الآرامية ( كلغة رسمية كما يتوهم البعض)
   و لم يطوروها كما نسمع من بعض المتطرفين .
د - سياسة سبي الآراميين الثائرين سوف تؤدي الى تفوق عدد الآراميين
 على الأشوريين في بلاد أشور نفسها . و هذا مما سيؤدي الى إنصهار
بقايا الأشوريين ضمن الآراميين ! و إذا تحققننا في النصوص التي
وجدت في المعابد في بلاد أشور في القرن الثالث ق0م نراها إنها
كانت باللغة الآرامية !
  أرجو أن تطلع على المراجع المذكورة في هذا المقال " إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم "
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/History_of_the_Orient/20100510.htm
 

248
السيد  oshana47
 لا تتوهم إنني كنت أنتظر ردا علميا  منك أو من أحد دعاة الفكر الأشوري حول وجود " أشوريين بحدود 4750 ق.م "؟
 لا يوجد أي مؤرخ قد ذكر هذه المقولة الكاذبة و أنتم ترددونها متوهمين
أن العالم سيصدقكم ! الفكر الأشوري مبني على أكاذيب لا يقبل بها
أي إنسان عاقل ! تاريخ  4750 ق.م  هو خيالي لا يصدق و عفوا
هو " كذبة " كبيرة جدا و كلما تحاولون الدفاع عنه تفضحون أكثر
طروحات الفكر الأشوري المزيف لهويتنا التاريخية !

249
السيد oshana47
 أنت تردد طروحات كاذبة بدون أن تتأكد من صحتها و إن ترديدك لها
يفضح زيف الفكر الأشوري . و بما إنك كتبت حرفيا:
 " والحقيقة التاريخية بوجود الاشوريين وعاصمتهم اشور في بلادهم الاصلية منذ استدلال العلماء على اثارهم فيها بحدود 4750 ق.م "
  هل تستطيع أن تذكر إسم عالم قد ذكر أن الأشوريين كانوا متواجدين
في أشور في حدود  4750 ق.م  ؟ عفوا هل هذا التاريخ الخيالي هو
حقيقة تاريخية أم من طروحات الفكر الأشوري المزيف ؟

250
الى الأخ الموقر جورج خوشابا كوركيس
  " طوبى للعاملين من أجل وحدة حقيقية دائمة "
 إن إختصاصي في التاريخ السرياني و متابعتي لما يكتب حول تاريخ
الشرق القديم قد سمح لي أن أصحح الكثير من المعلومات الخاطئة .
إنني من المؤمنين بأن جميع مسيحيي شرقنا ينتمون فعليا الى شعب واحد
و الى حضارة واحدة . أتمنى أن ينتشر التاريخ الأكاديمي بين الغيورين
لأنه يوحدهم بينما التاريخ المسيس فهو يعتمد على طروحات خاطئة
و هذا مما ينشر الفرقة و الإنقسام بين أفراد شعبنا السرياني الآرامي !

251
بيث تهرين : تسميتها - موقعها - حدودها
هنري بدروس كيفا
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Aramean_Identity/1993.htm

252
السيد المحترم sam al barwary
  لا شك إنك تميز بين قط و نمر , بين حصان و حمار , بين بحث علمي
تأريخي و مقال تاريخي مسيس ! إنني لا أريد التسرع و أريد أن أتعلم
منك : هل تستطيع أن تسمي بعض " كتاب و أدباء شعبنا " الذين بحثوا
في تاريخنا بمنهجية تاريخية علمية و يسمحون أن تطلق على شعبنا
تسميات مزيفة من نوع " شعبنا الكلداني الأشوري السرياني " ؟
  أخيرا هل تعرف ما معنى " منهجية تاريخية " أم أنت تردد كل
الطروحات مهما كانت خاطئة ؟

253
السيد الموقر وسام موميكا
 نحن لا نستطيع أن نفرض وجهة نظرنا- و إن كانت هي الصحيحة -
على أحد ! و لكن من يبحث عن هوية تاريخية ( أكادمية ) فهو حتما
سيقبل بإسمنا السرياني المرادف لهويتنا الآرامية !
 الأخ وسام لقد بات واضحا للجميع :
 أ- هنالك من يبحث فعليا عن هويتنا التاريخية الحقيقية
 ب- وهناك من يتلاعب بالحقائق التاريخية من أجل تثبيت تسميات
من التاريخ القديم لم تطلق على السريان المشارقة .
ج - التاريخ الأكاديمي لا محالة هو الذي سينتصر و للأسف للعشرات
 من السريان الذين إنخدعوا بالطروحات الخاطئة و الإيديولوجيات
 المزيفة ! إن نضالهم سيذهب مع الريح ...

254
السيد المحترم Ashur Al Jibaly
 الدفاع عن تاريخنا الأكاديمي ليس هو " تقاتل و بث السموم " كما تتوهم
أ - "بث السموم " هو عندما يحاول البعض تزييف تاريخنا و هويتنا
الحقيقية من أجل تسميات و إيديولوجيات مزيفة !
ب - " التقاتل " هو عندما نشجع كل طروحات تاريخية مزيفة و محاربة
كل باحث نزيه يذكر الحقائق التاريخية بأمانة !
ج - ليتك كنت " شجاعا " و تقدم دليلا أن ما ذكرته في موضوعي هو
  مخالف للتاريخ الأكاديمي !
د - أن يكون موضوعي مخالفا لما أنت تعتقد أو تتوهم يجب أن يدفعك
 الى " التحقيق " و ليس إتهام الآخرين ببث السموم ...

255
       " من هم سكان العراق القديم و من هم ورثتهم ؟ "
الأخ زيد ميشو الموقر
  نحن نتابع عن كثب ما يقوم به إخوتنا الكلدان و نفرح كثيرا عندما
يرفعون شعار النهضة و الغيرة و المحافظة على هويتهم التاريخية !
و لكن للأسف البعض منهم صاروا يزايدون في رفع الشعارات و صار
الكلداني ضائعا هل هو ينتمي الى " شعب كلداني خاص " أم الى الشعب
السرياني الآرامي كما يذكر أهم علماء الكنيسة الكلدانية مثل الأب المؤرخ البير ابونا أم غبطة البطريرك لويس ساكو الموقر .
  لقد أحببت أن أعلق على موضوعك لأنك ذكرت أن هذا المؤتمر سيكون " زمن الفصل " ! نحن نتمنى النجاح لكل مؤتمر يجتمع من أجل
هويتنا التاريخية الحقيقية !
 لقد ورد في موضوعك هذه الجملة :
"  كون وجودنا المُتجذر في تاريخ العراق لا ينافسنا به أي عراقي أصيل آخر، كوننا أصل الأصل في بلاد النهرين وأكثر حضارة أعطت لهذه الأرض والعالم أجمع."
 أ - كلامك صحيح و إنني أوافق معك
ب - المشكلة هي تعبيرك " بلاد النهرين " فأنت تستخدمها كتسمية   جغرافية مرادفة للعراق القديم ..
ج - هل يحق لنا من باب النقد البناء أن نذكر أن تسمية " بلاد النهرين
أو بلاد ما بين النهرين أو بيث نهرين أو مسوبوتاميا لم تطلق تاريخيا
و جغرافيا على العراق القديم ؟
د - إن بلاد النهرين هي تسمية تاريخية و جغرافية أطلقت على المنطقة
الواقعة بين نهر الفرات و رافده الخابور و هي تسمية مرادفة للتسمية
الأكادية  mat biritim ki وفي كتابة أخرى birit narim و كانت تقع
في منطقة " الجزيرة السورية " التي وردت في أسفار التوراة " آرام
نهرين " !
ه - لقد أطلق على العراق القديم عدة تسميات جغرافية و أشهرها :
 -" بلاد سومر "
- " بلاد سومر و أكاد "
- " بلاد أكاد " و كان الأشوريون يسمونها " بلاد كردونياش "
- " بلاد بابل " و هي تسمية فارسية إدارية إذ أطلقوا إسم المدينة على
 قسما كبيرا من العراق القديم !
- " بيت آرامايا " و هي التسمية القديمة التي حافظ عليها أجدادنا
و ظلوا يستخدمونها مئات السنين و هي تعني " بلاد الآراميين " و ليس
" بلاد الناطقين باللغة الآرامية " كما يدعي البعض ! البراهين موجودة
بالمئات في المصادر السريانية الشرقية و السريانية الغربية !
  ملاحظة صغيرة : أن قدامى اليونان قد أخذوا التسمية " البابلية " من
التسمية الإدارية الفارسية و كانوا يؤمنون بوجود شعب و لغة و حضارة
بابلية ! و للأسف لنا أن علماء الآثار في القرن التاسع عشر قد إستخدموا
بدورهم هذه التسمية البابلية مما أوحى للكثيرين بوجود شعب بابلي حقيقي بينما كانت تطلق التسمية البابلية على سكان العراق و هم بأكثريتهم الساحقة من الآراميين !
  هنري بدروس كيفا

256
       " من هم سكان العراق القديم و من هم ورثتهم ؟ "
الأخ زيد ميشو الموقر
  نحن نتابع عن كثب ما يقوم به إخوتنا الكلدان و نفرح كثيرا عندما
يرفعون شعار النهضة و الغيرة و المحافظة على هويتهم التاريخية !
و لكن للأسف البعض منهم صاروا يزايدون في رفع الشعارات و صار
الكلداني ضائعا هل هو ينتمي الى " شعب كلداني خاص " أم الى الشعب
السرياني الآرامي كما يذكر أهم علماء الكنيسة الكلدانية مثل الأب المؤرخ البير ابونا أم غبطة البطريرك لويس ساكو الموقر .
  لقد أحببت أن أعلق على موضوعك لأنك ذكرت أن هذا المؤتمر سيكون " زمن الفصل " ! نحن نتمنى النجاح لكل مؤتمر يجتمع من أجل
هويتنا التاريخية الحقيقية !
 لقد ورد في موضوعك هذه الجملة :
"  كون وجودنا المُتجذر في تاريخ العراق لا ينافسنا به أي عراقي أصيل آخر، كوننا أصل الأصل في بلاد النهرين وأكثر حضارة أعطت لهذه الأرض والعالم أجمع."
 أ - كلامك صحيح و إنني أوافق معك
ب - المشكلة هي تعبيرك " بلاد النهرين " فأنت تستخدمها كتسمية   جغرافية مرادفة للعراق القديم ..
ج - هل يحق لنا من باب النقد البناء أن نذكر أن تسمية " بلاد النهرين
أو بلاد ما بين النهرين أو بيث نهرين أو مسوبوتاميا لم تطلق تاريخيا
و جغرافيا على العراق القديم ؟
د - إن بلاد النهرين هي تسمية تاريخية و جغرافية أطلقت على المنطقة
الواقعة بين نهر الفرات و رافده الخابور و هي تسمية مرادفة للتسمية
الأكادية  mat biritim ki وفي كتابة أخرى birit narim و كانت تقع
في منطقة " الجزيرة السورية " التي وردت في أسفار التوراة " آرام
نهرين " !
ه - لقد أطلق على العراق القديم عدة تسميات جغرافية و أشهرها :
 -" بلاد سومر "
- " بلاد سومر و أكاد "
- " بلاد أكاد " و كان الأشوريون يسمونها " بلاد كردونياش "
- " بلاد بابل " و هي تسمية فارسية إدارية إذ أطلقوا إسم المدينة على
 قسما كبيرا من العراق القديم !
- " بيت آرامايا " و هي التسمية القديمة التي حافظ عليها أجدادنا
و ظلوا يستخدمونها مئات السنين و هي تعني " بلاد الآراميين " و ليس
" بلاد الناطقين باللغة الآرامية " كما يدعي البعض ! البراهين موجودة
بالمئات في المصادر السريانية الشرقية و السريانية الغربية !
  ملاحظة صغيرة : أن قدامى اليونان قد أخذوا التسمية " البابلية " من
التسمية الإدارية الفارسية و كانوا يؤمنون بوجود شعب و لغة و حضارة
بابلية ! و للأسف لنا أن علماء الآثار في القرن التاسع عشر قد إستخدموا
بدورهم هذه التسمية البابلية مما أوحى للكثيرين بوجود شعب بابلي حقيقي بينما كانت تطلق التسمية البابلية على سكان العراق و هم بأكثريتهم الساحقة من الآراميين !
  هنري بدروس كيفا

257
          الأستاذ ليون برخو و مصباح ديوجينوس الحكيم !
  لا شك أن كثيرا من القراء يعرفون قصة ديوجينوس الحكيم الذي عاش
في اليونان في عهد الإسكندر المقدوني على ما أعتقد ! و له قصص عديدة تناقلها الكتاب اليونان و قد وصلت بعضها إلينا و أشهرها قص
 المصباح !
و قد إلتقى بعض اليونانيين الساخرين بديوجينوس و معه مصباح مضيئ
في وسط النهار و كان يمر بين الناس كمن يبحث عن شيئ مفقود ...
فأسرع أحد الساخرين و سأل ديوجينوس مستهزئا " على ما تبحث
و مصباحك مضيئ في وسط النهار ؟ " أجاب ديوجينوس :
 " إنني أبحث عن رجال حقيقيين و لكنني لا أراهم هنا !!!"
  تحية صادقة الى الأستاذ الباحث ليون برخو و شكرا لشجاعتك في
الدفاع عن أهمية و إسم لغتنا الأم ! للأسف بعض الإخوة يرددون
طروحات تاريخية مزيفة و يتوهمون أن بإستطاعتهم تبديل إسم لغتنا
من سريانية إلى " أشورية " و " كلدانية " ...
   للأسف لنا بعض هذه الأحزاب التي تدعي الغيرة تستخدم " الإعلام "
لترويج طروحات هدفها المعلن هو تحريف إسمنا و هويتنا و حضارتنا
من سريانية آرامية الى أشورية و كلدانية مزيفة !
  لقد وجدت رسالة لأحد بطاركة الكنيسة الكلدانية موجهة لبطريرك
الكنيسة السريانية الشرقية تعود الى أواخر القرن التاسع عشر و يذكر
فيها أن الكنيستين تنتميان الى السريان !
  أشكرك كثيرا لهذه الجملة الجميلة في مقالك الأخير " هذه لغتنا وهذا ترثنا وهذه ثقافتنا وهذه هويتنا وهذا وطننا. هذا التراث السامي والفكر النير واللحن البديع ليس ملك أي إسم من أسمائنا واي مذهب من مذاهبنا." ثم تذكر بشكل طبيعي:
 " كم كنت أتمنى ان نركز على ما تحتويه لغتنا السريانية الساحرة لنا من كنوز لا أظن يملك مثلها اي شعب أخر في الدنيا بدل مهاتراتنا حول التسمية والمذهبية..."!
  أخيرا مهما تعرضت الى تعليقات جارحة لأنك أمين لإسم لغة أجدادك
فأنت تعلم جيدا أن مئات التعليقات غير العلمية ليس لها أي وزن في
التاريخ الأكاديمي ! هذه " التعليقات التي تدعي أن لغتنا هي أشورية
أو كلدانية " صارت تشبه " المخدرات " التي تسمح لأصحابها أن
يعيشوا في عالم الأحلام !

258
السيد المحترم Michael Cipi
  إنه فعلا لمن المؤسف إن شخصية كلدانية مثلك نحترمها يعلق هنا
" ولكـنـنا لم نـقـرأ عـن شعب تأريخي إسمه السريانيّـون " ؟
عفوا هل تقصد إنك لا تعترف بجذورك السريانية الآرامية ؟
 نحن لا نريد " إجبار " أحد على القبول بأننا جميعا نتحدر من الشعب
السرياني أي الآرامي و لكن هذه التعليقات غير مقبولة لأن جميع
العلماء الكلدان كانوا يؤكدون إنتمائهم السرياني الآرامي !
 ألم تقرأ أي كتاب للأب المؤرخ البير ابونا ؟ أم أي دراسة حول
أجدادك السريان لغبطة البطريرك لويس ساكو الموقر ؟
 هل تتوهم إن تجاهلك لجذورك السريانية يستطيع أن يغير الحقائق
التاريخية ؟
  أنصحك أن تفكر كثيرا قبل أن تعلق و تتجاهل هويتك السريانية
فالموضوع تاريخي لا تستطيع إلا تتبع تاريخنا الأكاديمي فيه !

259
هويتنا الآرامية عند الآباء و الاجداد السريان من 300 الى1300 ب.م

* قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) (1)

”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان“

ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܣܪܘܓ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 521)

(1)ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

* ورد في احدى كتابات مار فيلوكسينوس المنبجي (توفي 523م) (2)

”ان تعبير، اختلاط، يوجد في معظم كتب ابائنا ان كان عند الأراميين او عند اليونان“

* يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن) (3)

”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“

ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܐܘܪܗܝ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 708)

(2)ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

* وفي تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (القرن التاسع) (4)

”ومنذ ذلك الوقت، بدأ ابناء هاجر (العرب المسلمون) يستعبدون الأراميين استعبادًا مصريًا“

ܡܪܝ ܕܝܢܢܘܣܝܘܣ ܬܠܡܚܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 845)

(3)ܘܡܢ ܗܪܟܐ ܫܪܝܘ̱ ܒܢܝ̈ ܗܓܪ ܠܡܫܥܒܕܘ̱ ܠܒܢܝ̈ ܐܪܡ ܒܫܘܥܒܕܐ ܡܨܪܝܐ

* في تاريخ ايليا مطران نصيبين السرياني الشرقي (القرن العاشر) (5)

”أمر الحجاج ألا يقوم بطريرك للمسيحيين. وبقيت الكنيسة الأرامية (او كنيسة بلاد الأراميين) بدون بطريرك الى وفاة الحجاج“

ܡܪܝ ܐܠܝܐ ܒܪ ܫܢܢܝܐ ܕܢܨܝܒܝܢ ܣܘܪܝܝܐ ܡܕܢܚܝܐ ܐܘܟܝܬ ܢܣܛܘܪܝܢܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1049)

(4)ܘܦܩܕ ܚܔܔ ܕܠܐ ܢܩܘܡ ܪܝܫܐ ܠܟܪ̈ܝܣܛܝܢܐ. ܘܦܫܬ ܥܕܬܐ ܕܒܝܬ ܐܪ̈ܡܝܐ ܕܠܐ ܪܝܫܐ ܥܕܡܐ ܠܡܘܬܗ ܕܚܔܔ.

* كتب البطريرك ميخائيل السرياني (6)

”بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان (سوريَيا)“

*كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر) (7)

”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“

ܡܪܝ ܓܪܓܘܪܝܘܣ ܝܘܚܢܢ ܒܪ ܥܒܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1286)

(5)ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ

260
           من هم السريان " Syrian " في هذا النص ؟
عاش العالم الكلداني برحوشا BEROSSUS في القرن الرابع قبل
الميلاد ، و قد كتب تاريخ الشعب الكلداني القديم . الكتاب مفقود و لكننا نستطيع أن نطلع على بعض الأجزاء أو الفقرات التي نقلها المؤرخون اليونان عنه . تجدون هذه المقاطع عن تاريخ الكلدان على الرابط التالي

http://www.sacred-texts.com/cla/af/af02.htm
 http://www.sacred-texts.com/cla/af/af03.htm
http://www.sacred-texts.com/cla/af/af04.htm
http://www.sacred-texts.com/cla/af/af05.htm
http://www.sacred-texts.com/cla/af/af06.htm
http://www.sacred-texts.com/cla/af/af07.htm
  اما بالنسبة الى تعليق السيد مرقس دندو المحترم حول التسمية السريانية فإن كثيرا من العلماء اليونانيين قد إستخدموها قبل الإسكندر
و برحوشا سوف أذكرها لاحقا !
  ملاحظة صغيرة إن إسم برحوشا هو باللغة السريانية الآرامية و قد
يعني " إبن الآلام " تماما مثل " برديصان "  و " برصوم " و" برهدد"
 أ - ما ذكره المؤرخ هيرودوت : القرن الخامس ق0م
 إن جميع الشعوب البربرية تُسمي هذا الشعب بالآشوريين "Assyrians " إلا أننا نحن الإغريق نسميهم سرياناً " Syrians "
ب -  النص الذي كتبه كسنوفون : القرن الرابع ق0م
 المؤرخ اليوناني الشهير " ولكن ملك آشور بعد أن أخضع السريان وهم أمة محترمة " .
لقد أمضيت أشهر طويلة وأنا أبحث عن الجواب لأهميته البالغة في دراستي التي أعدها عن الشعب السرياني – الآرامي . وقد عثرت على عدة أدلة تثبت بأن المقصود بالسريان هو الشعب الآرامي . ويقول سترابون  الجغرافي اليوناني ( القرن الميلادي الأول قبل المسيح) :
" يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان " Syrian " فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين " .
لا بل إننا نرى في الترجمة اليونانية للعهد القديم , بأن تسمية بلاد آرام تترجم إلى بلاد سوريا ودائما كان يترجم الشعب الآرامي إلى الشعب السرياني . لا يستطيع أحد أن يدعي بأن " حداد عدري " ملك آرام كان آشورياً وبالتالي لا أحد يستطيع أن ينكر بأن تسمية السريان قد أصبحت مرادفة للآراميين .

المؤرخ فلافيوس جوزيف , في كتابه الشهير عن اليهود كان يستعمل التسمية الآشورية ليعني بها الأمة الآشورية القديمة , وكان يستعمل التسمية السريانية ليقصد بها الآرامية كقوله : كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء : آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين (أسيريان) لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً ... ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريان " .
إن علم التاريخ , في الحقيقة , كعلم قائم بذاته أسوة بالعلوم الأخرى التي تبحث عن الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة , ولا يعتمد تسلسل الشعوب , حسب ما ورد في التوراة عن سام بن نوح , لأن التوراة في تفسيرها , قد تقصد بها إضفاء نوع من الترابط والتقارب بين الشعوب المتعددة , إذ ليس من المنطق في شيء أن يكون آشور أخاً لآرام , بينما هناك حقبة طويلة من الزمن بين التاريخ الآشوري والتاريخ الآرامي .

261
السيد المحترم lucian
  إن موضوعي هو دعوة صريحة لكل سرياني يتجاهل الهوية السريانية
الآرامية و يعطي للتسمية السريانية مدلولات مزيفة أو تفسيرات غير
علمية ! و دعوتي هي إعتماد التاريخ الأكاديمي لأنه يجمعنا و يوحدنا !
  الموضوع ليس حول إختطاف المطرانيين و إتتي أشارك كل الإخوة
الشرفاء الذين يعملون من أجل إنقاذهما من الأسر !
  كنت أتمنى أن يكون تعليقك حول الموضوع المطروح !

262
" أنظروا من يتاجر بدماء أجدادكم أيها السريان !"

من وقت لأخر أرى تعليقات بعض السريان الذين يدعون بالغيرة و العمل
من أجل المصلحة العليا لشعبنا ( و هم يقصدون شعبا أشوريا وهميا ...)
و يطلبون مني كباحث متخصص في التأريخ السرياني أن أهتم بمشاكل
شعبنا الحالية ! و في نفس الوقت نرى هؤلاء السريان يمجدون ما
تقوم به بعض الأحزاب الأشورية المزيفة في إقامة نصب من أجل
شهداء شعبنا !
لا يحق لأحد أن يلوم تلك الأحزاب التي تدعي أننا أشوريين لأن
تلك الأحزاب قد إعتقدت أننا أشوريين و من الطبيعي أن تناضل من
أجل الإسم الأشوري المزيف !
إنني مثل كل باحث متخصص في التاريخ السرياني و إعتمادا على
المصادر السريانية الشرقية ( النسطورية ) و الغربية أؤكد أن هويتنا
التاريخية هي السريانية الآرامية !
الأحزاب الأشورية تناضل من أجل هوية أشورية مزيفة ! و هي
بدل أن تصحح طروحاتها التاريخية - و هذا أمر سهل جدا و هو إعتماد
التاريخ الأكاديمي بكل بساطة - نراها تتسرع في بناء نصب تذكارية
من أجل شهدائنا , و هي تتوهم أو السلطات المحلية التي سمحت لها
ببناء تلك النصب ستسمي شعبنا " أشوري " أم " أشوري كلداني "
أم " أشوري كلداني سرياني ".
هذا النصب الجديد يذكر باللغة الفرنسية ما يلي :
" من أجل ذكرى أكثر من 250 ألف أشوري كلداني ضحايا حرب
الإبادة التي شنتها الإمبراطورية العثمانية سنة 1915 "!
هذه النصب قد تعتبرها الأحزاب الأشورية إنجازات و بطولات قومية
و لكنها في الحقيقة هي " متاجرة وقحة " في دماء شهدائنا السريان !
و كل سرياني يدعي الغيرة و يقبل من أحزاب تعيش في القرن الواحد
و العشرين و لا تتأكد من هويتنا التاريخية فهو ليس سريانيا غيورا
و لكنه سرياني مدعي بالهوية الأشورية المزيفة و خائن لدماء أجداده
الذين قتلوا و هم سريان و ليس " أشوريين كلدان "!
هنري بدروس كيفا

263

تاريخ اللغة الآرامية يفضح التطرف "الأشوري"




 لقد رددت مرارا بأنه لا يوجد خطر لتبديل إسم لغتنا الأم من آرامية الى أشورية أم إسبانية لأن تاريخها ليس سرا معقدا و لا يوجد إختلاف بين المؤرخين حول إسمها و هويتها و إنتشارها .

كان الدكتور أمير حراق قد نشر بحثا مهما حول تاريخ لغتنا الأم عنوانه"اللغة الآرامية ولهجتها السريانية" صيف سنة 2005 و ظنينا أن غلاة المتطرفين سيتعلمون و يحترمون تاريخ و هوية لغتهم الأم .

البحث موجود على الرابط التالي في موقع عنكاوا

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,6554.0.html
  لقد أعاد الدكتور أسعد صوما نشر بحث تاريخي حول لغتنا الأم عنوانه " للغــة الآرامـيــة: لهجاتها وفروعـهــا" موجود أيضا في موقع عنكاوا على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=545231.0
  السبب الذي يدفعني الى تنبيه الإخوة السريان من تطرف بعض الإخوة في عنادهم في تحريف و تزييف إسم لغتنا الأم هو رد إنفعالي لأحد الأسماء و الهويات المستعارة على بحث د. أسعد صوما العلمي .

الرد موجود على الرابط التالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,545261.0.html

 أولا - من يعالج الأمراض الطبيب أم المريض ؟

أ-  لا شك أن المريض يقدم للطبيب معلومات عديدة تساعده في تحديد المرض و طبعا الطبيب هو الذي يختار الأدوية أو إجراء عملية جراحية ضرورية !

  نحن لا نفهم لما كل المجتمعات المتطورة تحترم آراء أصحاب الإختصاص في كل العلوم أما في مجتمعاتنا السريانية فلا زلنا نرى بعض المغامرين المدافعين عن الهوية الأشورية المزيفة يرفضون إسم لغتهم الآرامية الأم من أجل تسمية أشورية غير علمية ؟

  ربما بعض الأحيان و لظروف قاهرة كالحرب تدفع الأم أو الأب الى معالجة أبنائهم المرضى حسب معرفتهم و خبرتهم و لكن هيهات أن نرى أما في ظروف طبيعية تغامر في إختيار أدوية لإبنها المريض  و هي تعيش في مدينة مليئة بالمستشفيات و الأطباء !

الأم التي تحب إبنها المريض لا تسلمه لإنسان ملثم يدعي أن يعرف كيف يعالج هذا المرض و يطلب منها ألا تسأل عن إسمه الحقيقي لأنه غير مهم و المهم - حسب رأيه - شفاء الإبن !

هل يوجد سرياني آرامي أو سريانية آرامية في هذا العالم يقبل أن يسلم إبنه المريض لمغامر ملثم غير معروف ؟

  ب - لقد نشرت عناوين و روابط بحثين مهمين حول لغتنا الآرامية و قد إعترضت على بعض التعابير التي وردت في دراسة د. حراق كما إنني لا أوافق الفكرة التي رددها د.صوما من أن اللغة الآرامية كانت رسمية منذ 700 سنة ق0م و لكن إختلافنا في الرأي حول بعض النقاط هو أمر طبيعي و نحن نتمنى من خلال نقاشات مسؤولة اي مع براهين ( بكل معنى الكلمة أي علمية ) كي تتوضح النقاط التي نختلف عليها . لقد وجد بعض العلماء بعد دراسات و إحصائيات أن عددا من الأدوية يسبب إشكالات و أمراض أشد خطر من المرض الذي من المفترض معالجته !

ج - من الطبيعي و المفترض في المجتمعات المتقدمة أن يتوقف بيع هذا الدواء و معالجة كل الذين تعالجوا به خلال السنوات السابقة .

بعض النظريات غير العلمية التي يروجها بعض إخوتنا الذين يدعون بالهوية الأشورية هي نظريات بالية لا يؤمن بها أحدا من العلماء و لكن بعض هؤلاء المتطرفين يرددون تلك النظريات متوهمين أنها براهين على أشوريتهم المزعومة !

 ثانيا - التطرف يعمي البصر و البصيرة

أ- المغامر الملثم الذي كتب تعليقه على بحث الدكتور صوما يعتبر أن عدم ذكر إسمه الحقيقي ليس مهما عندما يعلق على باحث متخصص نزيه مثل الدكتور صوما و هو يريد أن يقنع القارئ أن تعليقاته هي علمية و ربما يأمل من الدكتورا صوما ردا على تعليقاته . إنني على يقين أن هذا الملثم لم و لن يتعلم من أي نقاش لأن في  حياته كلها أمضاها في ترديد أن لغتنا الأم هي الأشورية و نحن أكيدون من الصعب عليه أن يقبل الحقيقة التاريخية كما هي !

ب - إنني لا أدافع عن بحث الدكتور صوما لأنه ليس بحاجة الى مدافعين مثلي و بحثه لهو علمي مكمل لبحث الدكتور حراق . كم كنت أتمنى من موقع عنكاوا أن ينشر هذا البحث العلمي في الصفحة الرئيسية طالما يؤمنون أن أسم لغتنا هو السريانية. السبب الرئيسي هو هذا العنوان" ما يسمى اللغــة الآرامـيــة: لهجاتها وفروعـهــا". هذا العنوان يظهر للقارئ مدى تطرف صاحب هذا الرد المغامر الملثم الذي يتوهم أنه يقاوم بينما في الحقيقة يفضح الفكر الأشوري :التطرف يفقدكم البصر و البصيرة لأنكم تتوهمون أن دفاعكم عن تعبير " اللغة الأشورية" هو خشبة الخلاص لكم !

ج - لا أحد يعلم ما يخبئه لنا المستقبل و لكنني أعلم أن لغتنا الآرامية الأم - التي تكرهون إسمها و تنكرونه من أجل تسمية أشورية مزيفة- تحولت الى فخ رهيب فهي ستنتصر لوجود درسات و علماء أجانب و من أبناء شعبنا السرياني الآرامي ينشرون عنها و لكن هذه اللغة الأم ستكون عاملا مهما في تحديد هويتنا الآرامية السريانية و هيهات أن تلعب دورا تعليقات رجل عجوز يكتب تحت إسم مستعار من أجل قضية خاسرة منذ البداية !

ثالثا - هل يوجد تعليقات مهمة في بحث المغامر الملثم ؟

بعض العميان يبصرون و يجدون طريقهم و بعض المبصرين ينظرون و لا يجدون طريقهم . هل طرح المغامر الملثم (يرفض أن يذكر أسمه لأنه متطفل على علم التاريخ و برأيه و أمثاله من المتطرفين الشهادات الحزبية هي أهم من الشهادات الأكاديمية) بعض النقاط المهمة التي تغني النقاش ؟

أ - " حتى اليوم لم يتم إثبات من اين جاءت القبائل الآرامية البدوية بالحروف التي سميت آرامية."

هنالك عشرات النصوص الآرامية تثبت لنا كيف تطورت الأبجدية الآرامية و القبائل الآرامية تمدنت أي عاشت في المدن و أسست عدة ممالك .إن تطرف المغامر الملثم يعميه فهو لا يرىد أن يرى الإثباتات لأنه ليس من عادته أن يبحث عنها.
ب -" يحق لليهودي والحبشي والعربي شبه الجزيري إلخ... ان تقول لهم بأن لغتهم مازالت محكية مع ان اليهود أنفسهم يقولون بأن حروفهم آشورية ويسمونها "كتاف آشوري" Kitav Ashuri أي كتابة آشورية وحضرتك تقول بأن اللغة الآشورية اندثرت ؟ عجباً منكم ."

  * صحيح لقد ورد في التوراة تعبير"كتاف آشوري" و لكنه تعبير خاطى تماما مثلما ورد أن نبوخدنصر هو ملك أشور؟

 

 * كل علماء اليهود اليوم المتخصصون في تاريخ الشرق القديم يسمون لغتنا آرامية و ليس أشورية كما توهم القراء .


* لقد إستخدم اليهود لغتنا الآرامية ( نصوص قمران قرب البحر الميت) وبعض أسفار التوراة كتبت باللغة الآرامية و لا يزال اليهود يتلون بعض صلواتهم الخاصة باللغة الآرامية و هم أمينون على إسم هذه اللغة أكثر من فكركم المزيف .


 * الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية التي كانت سائدة و كان يسميها اللغة الأكادية و لهذا السبب كل علماء الشرق القديم يسمونها أكادية و ليس أشورية !

ج - "لو لم يأخذ الملوك الآشوريين تلك الحروف التي حملها معهم أولئك البدو الرحل من حيث كانوا يدورون لما كنتم تتبجحون اليوم بأن لغتكم الآشورية إسمها آرامية وبأنها انتشرت في الشرق القديم ولكان من يدّعون بأنهم آراميون اليوم يتكلمون اليونانية الإغريقية كما ما زلتم تستعملون الحركات اليونانية فوق حروف السورتو بدل الحركات الأصلية المستخدمة حتى اليوم في اللهجة الآشورية الشرقية."

 * المغامر الجاهل يتوهم أن الأشوريين قد أخذوا الأبجدية للغتهم بينما كلنا نعلم أن اللغة الأكادية ظلت تكتب على اللوحات المسمارية و اللغة الآرامية بالأبجدية الآرامية .


 * لقد حافظ ملوك أشور على اللغة الأكادية كلغة رسمية بينما إنتشرت الآرامية لسهولتها و لتفوق عدد الآراميين المسبيين على الأشوريين .


 * لن أعلق على " لما كنتم تتبجحون اليوم بأن لغتكم الآشورية إسمها آرامية " فهي خير دليل أن التطرف قد أفقدكم العقل !


د - "اللهجة الآشورية الشرقية لم تدون حديثاً بل جاءت كتطور لحروف الإسطرنجيلي التي ما زال الآشوريون الشرقيون والغربيون يستخدمونها في الكتب الكنسية خاصة لجمال حروفها وانسيابها ."

  * الدكتور صوما أسوة بكل العلماء يستخدم تعبير اللغة الآرامية الشرقية أو السورث و لكن المغامر الملثم يسميها " اللهجة الأشورية" لأنه يتوهم أنه يستطيع أن يفرض هذه التسمية المزيفة على إسم لغتنا الآرامية الأم.


* الدكتور صوما يستخدم التسمية التاريخية " السريان المشارقة " كما نجدها في دراسات الأب المؤرخ ألبير أبونا أو سيادة المطران لويس ساكو و لكن كاتبنا الملثم يستخدم تعبير "ما زال الآشوريون الشرقيون والغربيون". هنيئا لكم يا أحفاد الآراميين في سوريا و لبنان فأنتم أشوريون غربيون حسب نظرية عجوز عاجز ملثم !


ه - " الملوك الآشوريون إستعملوا الحروف التي جاء بها البدو الآراميين ليكتبوا بها لغتهم الآشورية وذلك لا يعني بأنهم تخلوا عن لغتهم أو بأنهم لم يك عندهم لغة خاصة بهم لكي يستعملوا لغة غيرهم ويتخلوا عن لغتهم، هل كان الآشوريون يتكلمون بلغة الإشارة قبل ذلك ؟ عجبي ... "

 

*من المؤسف أن بعض المغامرين يطرحون نظريات تاريخية لم و لن يتحققوا من صحتها لأن هدفها الوحيد الدفاع عن لغة أشورية لم تكن موجودة عند الأشوريين القدامى . هنالك نصوص عديدة بالكرشوني أي أن الكتابة هي بالأبجدية السريانية و لكن اللغة هي عربية !


كذلك يوجد نصوص بالأبجدية الآرامية و لكن اللغة فارسية قديمة و لكن لا يوجد نصوص بالأبجدية الآرامية و اللغة هي أكادية !


* الكاتب المغامر يتلثم حتى لا ينفضح أمره فنظرياته التاريخية  تعري الفكر الأشوري فكل واحد يطرح نظريات على كيفه!
*" هل كان الآشوريون يتكلمون بلغة الإشارة قبل ذلك ؟" و قرأت مرة" هل كان الشعب الأشوري أخرسا " . الشعب الأشوري كان يستخدم اللغة الأكادية و ليس الإسبانية و السريان الشرفاء سيدافعون عن تاريخهم و تراثهم و إسم لغتهم الأم و لن يتركوا العميان يكتبون لنا تاريخا مزيفا .

و - "فعلاً هناك خطأ فيجب على الآشوريين المشارقة ان يطلقوا على ما يسمى الآرامية الفصحى بالآشورية الكلاسيكية وما يسمى بالسريانية فهي الآشورية الحديثة لأن الإسم السرياني مشتق أصلاً من الآشوري. "


 * على كل سرياني أن يتعرف على أساليب و خداع الفكر الأشوري فاللغة أو ما يسمى الآرامية الفصحى هي الأشورية الكلاسيكية !

وما يسمى بالسريانية فهي الآشورية الحديثة!

* ما يسمى باللغة الآرامية السريانية حسب نظرية الباحث الملثم قد تحولت الى صوت صارخ يفضح تطرفكم الأعمى و توقظ السريان المنخدعين بنظرياتكم الباطلة !" باحث" ملثم = "طبيب" ملثم " ...  !

*لأن الإسم السرياني مشتق أصلاً من الآشوري." الإسم السرياني مشتق من تسمية إدارية فارسية" أسورستان" كانت تطلق على الشرق و ليس من الشعب الأشوري ! و التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية حسب المصادر السريانية !

ز -" لم يقم أي مبشر ممن نعرفهم اليوم بطائفتي السريان والكلدان بالتبشير في أي مكان بل تبعوا الأثر الذي تركه مبشرو كنيسة المشرق المعروفة أيضاً باسم كنيسة المشرق الآشورية والتي عرفت زوراً وبهتاناً بالنسطورية ..."


 * الكلدان و السريان ليسوا طوائف دينية بل أحفاد القبائل الكلدانية الآرامية الذين صهروا بقايا الشعوب القديمة .

 

* الكنيسة الشرقية القديمة كانت تعرف بكنيسة السريان المشارقة و في القرن العشرين أطلقت عليها التسمية الأشورية غير العلمية .

الخاتمة

  كتب الباحث الملثم في خاتمته بعض الجمل العاطفية مثل "تريدون ان تستولوا على منجزات الحضارة الآشورية ..."  أو " من الأفضل ان تبحثوا عن آخرين تستولوا على إرثهم ودعوكم مع البدو الرحل الذين حملوا حروفاً سماها اليهود آرامية وأطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك يهودياً ..."

أ - الكاتب العجوز يعلق على بحث الدكتور صوما حول اللغة الآرامية و هو كمحام لامع يتهم الدكتور صوما بأنه يسرق منجزات الحضارة " الأشورية" لأنه فقد عقله فهو يعتبر لغتنا أشورية !

ب - "  من الأفضل ان تبحثوا عن آخرين تستولوا على إرثهم..." هذا كلام غير رصين من رجل يدعي المعرفة و يريد أن يناقش في أبحاث قام بها الدكتور صوما : بحث الدكتور صوما ليس إستيلاء على منجزات أشورية بل هو بحث مهم حول لغتنا الآرامية الأم .

ج - " دعوكم مع البدو ..." نحن نفتخر بتاريخنا و لا نسرق منجزات الشعوب الأخرى و لا نستحي بتاريخ أجدادنا و لكننا نخجل من أحفادهم الناكرين لجذورهم ...

د - الذين حملوا حروفاً سماها اليهود آرامية وأطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك يهودياً ..."
  *إلى العجوز الملثم الرافض للعلم و التطور و الإنفتاح: لغتنا الأم ليست أشورية و اليهود لم يسموها آرامية لأنها كانت موجودة حوالي500 سنة قبل تدوين التوراة .


* هنالك كتابات أكادية تركها لنا الأشوريون من القرن الثامن ق.م حيث يسمونها " آرامية" أرجو ألا تتوقف عن هذيانك!
" *وأطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك يهودياً ..."نظرية خاطئة ترددونها متوهمين أن سريان اليوم سيصدقونها مثلماصدقها أبائهم في نهاية القرن العشرين و خدعتوهم !

 * لقد وردت التسمية الآرامية في حوليات ملوك أشور في القرن الحادي عشر ق.م فهل الأشوريون هم أيضا "  أطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك أشوريا ...".

 هنري بدروس كيفا

264
" المفاهيم تتبدل و تتطور و لكن هويتنا السريانية الآرامية تبقى ثابتة !"
 إلى كل  مسيحي مشرقي يريد أن يتعرف على هوية أجداده
 
 يجب أن نشجع جميع الإخوة أن يلتزموا التاريخ الأكاديمي لأنه في النهاية كل واحد منا سيطرح على نفسه الأسئلة التالية :

 أ - هل أنا فعلا أعتقد إننا ننتمي الى شعب واحد و لغة واحدة و حضارة واحدة ؟
ب - هل هذا " الإعتقاد " هو نظرية إيديولوجية أم حقيقية تاريخية ؟
ج - هل أنا مطلع على المصادر السريانية التي تعرفني على هوية
   أجدادي ؟
د - هل كان أجدادي يؤمنون أنهم شعب سرياني آرامي أم  أن الهوية
السريانية كانت تشمل شعوب عديدة ؟
ه - ما هو الأهم بالنسبة لنا : نظرية إيديولوجية من القرن العشرين تدعي
أن جذورنا هي " خليط " من الشعوب المندثرة أم ما  ذكره أجدادنا في
كتبهم و رسائلهم عبر مئات السنين ؟
و - ماذا نفعل إذا كانت " المفاهيم " التي تعلمناها في شبابنا تتعارض
مع مصادرنا السريانية ( هوية أجدادنا الحقيقية ) ؟ هل نحرق كتب
أجدادنا كما فعل بعض السريان الملكيين في القرون الحديثة ؟
ز - هل يحق لكل غيور سرياني أن يناضل من أجل " مفاهيم  " تعلمها
و يرددها بدون أن يتحقق في صحتها التاريخية ؟
ح - هل معقول من سرياني أن " يحدد " هوية أجدادنا التاريخية و هو
لم يدخل مكتبة تاريخية متخصصة في تاريخ السريان و هل يعتبر
نفسه " مناضلا " عندما يعلق على باحثين أمضوا عمرهم في البحث
العلمي الأكاديمي ؟
ط -  ما هو الأصدق " الشعارات التي ترددها بعض الإيديولوجيات
المزيفة " أم هويتنا التاريخية المبرهنة في كتب أجدادنا ؟
ي - هل غيرتي السريانية الحقيقية تتقبل من بعض الأحزاب الأشورية
المتطرفة التي تضحك على السريان و تردد علنا إننا " شعب ... واحد "
و في الخفية " شعب أشوري واحد " !
   محبتي للجميع   هنري بدروس كيفا

265
          هل حقا تكلم يسوع المسيح مع الخنازير ؟     
السيد المحترم oshana47
  لقد تعرفت على مناضلين مثلك يضيعون وقتهم متوهمين أن ردودهم
السطحية في الأمور التاريخية هي " مقاومة قومية " للإيديولوجيا التي
يؤمنون بها ! لن أضيع وقتي في التعليق على كل ما ورد من نقاط في
تعليقك و ذلك لسبب بسيط و هو إنك لا تتعلم من غيرك ...
 ملاحظة صغيرة لقد ذكرت " لو فرضنا جدلا أن السيد المسيح تكلم اللغة الارامية أو السريانية ، هو بحد ذاته الرب لجميع اللغات فهو تكلم الكنعانية مع شعبها والعبرية مع اليهود ، حتى مع الخنازير تكلم معهم بلغتهم فكيف يجوز حصر لغة الرب بقوم واحد ..."
  ما هذه الخزعبلات ؟ اللغة الكنعانية قد إختفت كليا منذ أجيال عديدة
قبل مجيئ المسيح و الشعب اليهودي قد نسى لغته العبرية منذ 500 سنة ق0م و هنالك عشرات البراهين على ذلك ! لقد أصبحت اللغة
العبرية القديمة تدرس فقط عند رجال الدين اليهود بينما كل الشعب
اليهودي كان يتكلم اللغة الآرامية !
  يسوع المسيح لم يتكلم جميع اللغات كما تدعي و إن كنا نؤمن أنه إبن الله و أريدك أن تطمئن بالك فلو فرضنا جدلا - كما كتبت - أن يسوع
قد تكلم كل اللغات القديمة و الحديثة و حتى مع الخنازير , فإنه لم
يتكلم " اللغة الأشورية " لأنه كما تعلم الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة
الأكادية !
  اللغة الآرامية التي تتكلمونها و تتنكرون لها يوميا سوف تفضح تطرفكم
الأعمى لطروحات تاريخية مزيفة !
 تتلاعبون في تاريخنا و في مقدساتنا و تضحكون على البسطاء من
أبناء شعبنا ولكن  هل حقا تكلم يسوع المسيح مع الخنازير ؟  و إن
كان الجواب إيجابيا ؟ فهذا لا ينفي أنه تكلم اللغة الآرامية فكونه إبن
الله لا يعني أنه تكلم مع الشعب اليهودي بكل لغات العالم !

266
الى السيد المتستر تحت إسم Ram sin Odisho
 إنني أعلم جيدا أن تاريخنا الأكاديمي يشكل عقبة كبيرة للإخوة الذين
يدعون بالهوية الأشورية المزيفة . أنتم تعيشون في الأوهام و لكن إسمح
لي لقد تطور شعبنا و لم يعد يصدق ما تنشروه و حتى ما تدعونه " إنكم
تناضلون من أجل وحدتنا و مصلحة شعبنا "
  لقد كتبت في تعليقك عني " هنري بدروس كيفا مثالا, الذي كان يأمن بالاشورية في السابق والان انقلب عليها واصبح يطلق على نفسه سرياني ارامي " طبعا أنت لا تخجل من نقل الأكاذيب التي ترددونها حولي: فيا
بطل مزيف , أنا لم أدعي يوما بأنني أشوري و إنني لم " أنقلب " و لن
أنقلب على هوية أجدادي التاريخية !
  هذا بعض ما نشرته ردا على أكاذيبكم حول أطروحتي في " دفاعا
عن عن لغة و هوية أجدادي الآراميين "
" التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية"
مشكلة بعض إخوتنا السورايي الذين يتطرفون في الدفاع عن طروحاتهم الخاطئة هي كسلهم الفكري و تقاسعهم عن البحث و التدقيق .
لقد حاولوا مرارا أن يشوهوا ما ورد في أطروحتي و نقلوا عنها بعض السطور من خلال نص واضح متوهمين " أنهم يخدمون قضيتهم الأشورية " المزورة لتاريخ و هوية أجدادي الآراميين .
في المقدمة و في الصفحة الأولى من أطروحتي " نكبة السريان الرهاويين 1924 " ذكرت حرفيا " أردنا أن نكتب عن الشعب الارامي السرياني الذي فرقته المذاهب المسيحية المتخاصمة".
تتألف أطروحتي من مقدمة وخاتمة وخمسة فصول وهي:
الفصل الأول = الاراميون السريان . صفحة (7)
الفصل الثاني = الاراميون السريان في الرها . صفحة (21 )
الفصل الثالث = السريان و السلطنة العثمانية .صفحة (41)
الفصل الرابع = العادات و التقاليد عند السريان الرهاويين . صفحة(57)
الفصل الخامس= نكبة السريان الرهاويين . صفحة (72)
لقد إقتطع نصا من الفصل الأول من أطروحتي و عنوانه "الاراميون السريان " و هذه هي فصوله
أولا - أصل الاراميين و موطنهم .
ثانيا - الممالك الارامية :
أ - أشهر الممالك الارامية .
ب - حروب الاراميين و انفضاء ملكهم .
ثالثا - اللغة الارامية .
أ - سهولة اللغة الارامية و انتشارها .
ب - اللغة الارامية- السريانية اليوم .
رابعا - تسمية الاراميين بالسريان :
أ - دخول الاراميين في الديانة المسيحية .
ب- إختلاف آراء المؤرخين و الباحثين حول التسمية السريانية.
ج - كنيسة انطاكيا .
أخيرا لقد ذكرت في الخاتمة صفحة 89:
" تخلي الشعب عن اراميته و الإنتماء الى العقيدة المسيحية .
 إذ أن آباء الكنيسة القدماء ، اتلفوا كل اثر ارامي بحجة انه وثني."
و كان الاسم الارامي يعني الوثني و الاسم " السرياني " يعني " المسيحي ".
 

267
هويتنا الآرامية عند الآباء و الاجداد السريان من 300 الى1300 ب.م

* قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) (1)

”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم…. هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان“

ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܣܪܘܓ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 521)

(1)ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܟܠܝܠܐ ܠܟܠܗ̇ ܐܪܡܝܘܬܐ.... ܗܢܐ ܕܗܘܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܒܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

* ورد في احدى كتابات مار فيلوكسينوس المنبجي (توفي 523م) (2)

”ان تعبير، اختلاط، يوجد في معظم كتب ابائنا ان كان عند الأراميين او عند اليونان“

* يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن) (3)

”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“

ܡܪܝ ܝܥܩܘܒ ܕܐܘܪܗܝ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 708)

(2)ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

* وفي تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (القرن التاسع) (4)

”ومنذ ذلك الوقت، بدأ ابناء هاجر (العرب المسلمون) يستعبدون الأراميين استعبادًا مصريًا“

ܡܪܝ ܕܝܢܢܘܣܝܘܣ ܬܠܡܚܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 845)

(3)ܘܡܢ ܗܪܟܐ ܫܪܝܘ̱ ܒܢܝ̈ ܗܓܪ ܠܡܫܥܒܕܘ̱ ܠܒܢܝ̈ ܐܪܡ ܒܫܘܥܒܕܐ ܡܨܪܝܐ

* في تاريخ ايليا مطران نصيبين السرياني الشرقي (القرن العاشر) (5)

”أمر الحجاج ألا يقوم بطريرك للمسيحيين. وبقيت الكنيسة الأرامية (او كنيسة بلاد الأراميين) بدون بطريرك الى وفاة الحجاج“

ܡܪܝ ܐܠܝܐ ܒܪ ܫܢܢܝܐ ܕܢܨܝܒܝܢ ܣܘܪܝܝܐ ܡܕܢܚܝܐ ܐܘܟܝܬ ܢܣܛܘܪܝܢܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1049)

(4)ܘܦܩܕ ܚܔܔ ܕܠܐ ܢܩܘܡ ܪܝܫܐ ܠܟܪ̈ܝܣܛܝܢܐ. ܘܦܫܬ ܥܕܬܐ ܕܒܝܬ ܐܪ̈ܡܝܐ ܕܠܐ ܪܝܫܐ ܥܕܡܐ ܠܡܘܬܗ ܕܚܔܔ.

* كتب البطريرك ميخائيل السرياني (6)

”بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان (سوريَيا)“

*كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر) (7)

”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“

ܡܪܝ ܓܪܓܘܪܝܘܣ ܝܘܚܢܢ ܒܪ ܥܒܪܝܐ (ܫܘܢܝܗ ܫܢܬ 1286)

(5)ܠܐ ܨܒܝܢ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܕܢܬܚܠܛܘܢ ܥܡ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ

268
السيد المحترم lucian
 من حقك الطبيعي أن تعبر عن رأيك و بالفعل إن الأيام الصعبة سمحت
لكثير من أبناء شعبنا السرياني الآرامي أن يعيشوا في البلدان المتطورة :
و ربما أولادهم سيشعرون مع الوقت إنهم أميركيون أو أستراليون مثل
رفاقهم ...
 لقد علقت و كتبت " انتم كلكم تستطيعون ان تكتبوا الملايين من المقالات ولكن في النهاية فانا ساقرر بنفسي واعبر بنفسي عن انتماءاتي."
 إنني أتكلم عن هوية السريان التاريخية و لا شك إنك تعلم أن هوية
شعبنا لا تتبدل مثل الموضة ! عفوا أنت تستطيع أن تصبح أميركيا
أو يابانيا إن سافرت و عشت في تلك البلاد و لكنك لا تستطيع أن
تختار هوية مزعومة لأجدادك ! و لا تستطيع أن تدعي إنك من جذور
كاشية أو عمورية أو أكادية لأن هذه الشعوب مثل كثير غيرها قد
إنقرضت !
  أخيرا نحن لسنا بحاجة الى ملايين من تفسيرات بعض المغامرين
حول هويتنا السريانية التاريخية و لكن الى أبحاث علمية من قبل
متخصصين في تاريخنا السرياني العظيم !

269
" السريان و المشرق هما تاريخ و جغرافية لشعب أصيل "

شكرا لأجراس الشرق لإجراء هذا الحوار حول وضع السريان في العراق
بشكل خاص و في شرقنا الحبيب بشكل عام ! نتمنى ألا يكون الحوار
حول طائفة سريانية و لكن حول " شعبنا السرياني التاريخي " !
للأسف لقد تعودنا أن نسمع أن السريان هم " أقلية " في الشرق و يظن
الكثيرون أن السريان هم أقلية و دخلاء في هذا الشرق العريق ! لذلك
نتمنى من المسؤولين في أجراس الشرق أن يوضحوا للمشاهدين أن
الشعب السرياني يتحدر من الآراميين و أنهم كانوا يشكلون أكثرية سكانية
في الشرق منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد و إلى مجيئ الفرنج في
نهاية القرن الحادي عشر !
نتمنى من جميع رجال الدين المسيحيين أن ينشروا كل في رعيته
معرفة تاريخنا الحقيقي و حب البقاء في أرض الأجداد ! إنني لا أعرف
شخصيا المعاون البطريركي للسريان الكاثوليك وأسقف الموصل سابقا مار باسيليوس جرجس القس موسى و بالتالي لا أعرف إذا كان إنتمائنا
المسيحي - بالنسبة له - هو أهم من إنتمائنا و هويتنا و تراث أجدادنا .
للأسف لقد تسرعت بعض الكنائس السريانية في تعريب صلاوتنا
بحجة إفهام الشعب بدل تعليم اللغة السريانية في مدارسهم ! و ها نحن
اليوم نرى كثيرين من المسيحيين المشارقة يتوهمون أن جذورهم لهي
عربية مع أنهم أبناء الشعب السرياني الآرامي العريق ! ملاحظة صغيرة
لا أحد ينكر وجود قبائل عربية مسيحية لعبت دورا في شبه الجزيرة
العربية في العصر الجاهلي و لكن على كل سرياني أن يعلم أن تلك
القبائل قد أسلمت حبا بالمغانم بعد الإنتصارات الإسلامية الهائلة !
أخيرا نحن السريان نفتخر بأن لغتنا السريانية الآرامية هي من أقدم
اللغات التي لا تزال محكية في العالم و كل سرياني غيور يعتبر لغتنا
السريانية مقدسة لأنها لغتنا الأم و لأن سيدنا يسوع المسيح قد نطق بها
و بشر بها لأنها كانت اللغة التي يستخدمها اليهود منذ القرن الخامس
قبل الميلاد !
لقد ورد في إعلانكم " السريان , ورثة لغة المسيح " و هذا كلام
غير دقيق لأن لغتنا الآرامية قد محت كل اللغات الشرقية ( السامية )
التي سبقتها من أكادية و عبرية و كنعانية ! السريانية هي لغتنا الأم
التاريخية و هي لغة الآراميين أجدادنا و ليس لغة اليهود و إن تكلموها
في الماضي لمئات السنين ! و إن كانوا اليوم ينشرون عشرات الدراسات
اللغوية حولها !
السريانية اليوم تدل على هوية شعب سرياني آرامي و ليس طائفة
سريانية معينة ! السريانية اليوم هي عودة الى جذورنا الآرامية الحقيقية
التي توحد جميع مسيحيي شرقنا القديم !
عندما يتعرف السريان على أهمية دور أجدادهم في تاريخ المشرق ,
سيتعلقون أكثر بأراضي أجدادهم و ستتحول هويتنا السريانية الى أمل
مرغوب ! و هو الصمود في الشرق ليس تحديا لبقية الشعوب المتواجدة
فيه حاليا - و تشكل فيه أكثرية - و لكن لأن السريان الآراميين هم
فعليا أقدم شعب إستوطن هذا الشرق الحبيب !
/www.facebook.com/photo.php?fbid=358032870963821&set=a.257824534317989.42778.257820450985064&type=1&theater

270
لا كلدان في الجبال ولااشوريين في السهول ولكن سريان اراميين في
المصادر السريانية النسطورية !
 لا نريد مسايرة احد على حساب هويتنا السريانية الحقيقية ولا
نقبل بطروحات تاريخية متطرفة ليس لها اي وزن علمي !
 جميع مسيحيي العراق يتحدرون من السريان الآراميين و يتكلمون
لغتهم السريانية الأم !
التسمية السريانية في قاموس حسن بن بهلول
سرياني شرقي نسطوري عاش في القرن العاشر الميلادي و هو صاحب
أول قلموس للغة السريانية ! قاموس إبن علي الذي سبقه كان شرحا
للمفردات اليونانية أكثر من يكون معجما للغة السريانية .
كان السريان المشارقة في عهد الخلافة العباسية في أوج النهضة
السريانية في العلوم و الأداب و هذا يتبين لنا من خلال ترجمة كتب
اليونان و التعليق عليه ! كذلك لمهارتهم في الطب إذ أن الخلفاء
العباسيين و لفترة زمنية طويلة ( حوالي 200 سنة ) إتخذوهم
أطباء لهم و طبعا كانوا أيضا أطباء الأمراء و الوزراء في العاصمة
بغداد !
إنني أذكر جيدا منذ حوالي 30 سنة عندما وقع نظري على ما
ذكر حسن بن بهلول في تعريفه عن سوريا و السريان فهو في
العمود رقم 1324 يقول ما معناه " كان السريان يعرفون قديما
بالآراميين " و من يريد أن يتحقق فهذا ممكن على الرابط التالي .
و أخوتنا من السريان المشارقة لا يزالون كنيسة و أحزابا ينكرون
جذورهم السريانية الآرامية في كل يوم !
http://dukhrana.com/lexicon/BarBahlul/index.php?p=660

271
" من هم النساطرة ؟ أشويون أم سريان مشارقة ؟ "
قال لي صديق سرياني غيور منذ أسبوع " إنني لا أفهم لما السريان النساطرة متمسكين بالتسمية الأشورية و يدعون بالعمل من أجل وحدة
شعبنا ؟ " . لقد أجبت مرارا على هذا السؤال و لكنني سأشرح كيف
ينظر العلماء الى هوية السريان النساطرة .
من المؤسف أن السرياني الشرقي ( المدعي بالهوية الأشورية ) هو
غاطس في التاريخ السياسي المزيف و هو يردد طروحات خاطئة و يتوهم أنها حقائق تاريخية ! أما إذا ذكرنا أمام أحدهم أن العلماء يسمونهم
سريان مشارقة و ليس أشوريين فسيرد أنه يفهم و يعرف هويته أفضل
من الباحث الأجنبي !
البارحة كنت في المكتبة و وجدت كتابا جديدا في سلسلة C.S.C.O
عنوانه :
Timotheos I., Ostsyrischer Patriarch: Disputation Mit Dem Kalifen Al-Mahdi
و من يريد أن يتعرف أكثر على هذا الكتاب و مؤلفه أنظر الى الرابط
http://www.amazon.fr/Timotheos-I-Ostsyrischer-Patriarch-Disputation/dp/9042923369
الكتاب هو باللغة الألمانية و لكن العنوان واضح " السريان المشارقة "
و هو حول المجادلات التي وقعت بين هذا البطريرك السرياني النسطوري مع الخليفة المهدي حول الديانات المسيحية و الإسلامية
و اليهودية . و الكتاب هو باللغة السريانية ( و ليس الأشورية أم الإسبانية ) و عنوانه " ܕܪܫܐ ܕܡܗܕܝ "
و هنالك تعليق أكاديمي حول هذا الكتاب من قبل Vittorio Berti
من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط
http://www.academia.edu/1288492/Hugoye_15_Winter_2012_pp._173-176._Book_Review_Timotheos_I._Ostsyrischer_Patriarch_Disputation_mit_dem_Kalifen_al-Mahdi_Textedition_CSCO_631_Scriptores_Syri_244_Louvain_Peeters_2011_XX-165_pp._Martin_Heimgartner_Timotheos_I._Ostsyrischer_Patriarch_Disputation_mit_dem_Kalifen_al-Mahdi_Einleitung_Ubersetzung_und_Anmerkungen_CSCO_632_Scriptores_Syri_245_Louvain_Peeters_2011._LXVI-123_pp
و أريد أن يطمئن السرياني الغيور فإن أغلبية ساحقة من العلماء
تعتبر إخوتنا النساطرة من السريان الشرقيين و ليس من الأشوريين .
فالباحث Vittorio Berti يذكر حرفيا :
" the famous dispute between theEast-Syrian patriarch Timothy I (780-823) and the caliph Al-Mahd
لن أترجم النص و لكنني أطلب من كل سرياني غيور أن يحترم تاريخنا
الأكاديمي و أن - إذا كان يناضل من أجل الوحدة - يسميهم سريان
مشارقة و ليس أي تسمية سياسية مزيفة !

272
الاخ الموقر وسام موميكا
   شكرالك على شهادتك لما حدث و يحدث في بغديدا السريانيةالعريقة
إنه شيئ محزن للغاية و بالفعل عار على كل سريان العالم بان تسمى
مدارسنا باسماء ملوك اشوريين !
   لا شك انك تعلم ان الغاية من تسمية المدارس باسماء اشورية
هي " زرع الفكر و الهوية الاشورية المزيفة " في عقول اطفال بغديدا
المحبوبة ! إنها مؤامرة بشعة جدا و يجب على كل سرياني غيور في
بغديدا ان يطالب رجال الدين السريان بان يتحملوا مسؤوليتهم
التاريخية ! لقد احببت بغديدا لان استاذي في اللغة السريانية
كان الاب الباحث بهنام سوني ! يا للعجب كيف يقبل اهالي بغديدا
ان يرسلوا اولادهم الى مدرسة تزيف هويتهم و تتنكر لسريانيتهم ؟

273
الأخ جورج اوراها الموقر
  مع إحترامي الشديد لثقافتك التاريخية , نحن السريان لا نعنتبر إخوتنا
إبناء الكنيسة الكلدانية سريانا مثلنا لأسباب سياسية أو إيديولوجية و لكن
لأن آباء هذه الكنيسة الشرقية قبل إنتشار المذهب الكاثوليكي كانوا
يؤكدون بأنهم سريان آراميين : هل تريد براهين قاطعة من المصادر
السريانية الشرقية ؟
   كتاب المطران إدي شير ليس مصدرا للتاريخ و هو مرجع مهم
و لكنه يحتوي عددا كبيرا من المفاهيم التاريخية الخاطئة .
  نتمنى من إخوتنا أبناء الكنيسة الكلدانية أن يتعرفوا على تاريخهم
الحقيقي فالبطريرك السابق مار عمانؤيل الثالث دلي الموقر لم يصرح
بأننا ننتمي الى الآراميين جزافا
" شجاعة و أمانة قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي الموقر "
 http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Aramean_Identity/081106.htm
  إنني أعتقد أن التاريخ الأكاديمي يوحدنا بعكس التاريخ المسيس الذي
يقسم شعبنا من أجل إيديولوجيات مزيفة .

274
" هل يكون غبطة البطريرك لويس روفائيل رجل الوحدة المرتقبة؟ "
 
إنني من المتابعين لما كان يكتب غبطة البطريرك لويس روفائيل في السنين الماضية خاصة في موقع عنكاوا , و كنت أراقب المواضيع التي يكتب حولها . و كانت غالبا تدور حول الوحدة الكنسية لكنيسة المشرق و إصلاح داخلي للكنيسة الكلدانية و مطالبة المسيحيين العراقيين في البقاء في وطنهم العراق مهما كانت الصعاب .
صحيح أن البطريرك الجديد هو رجل ديني يعمل أولا لكنيسة المسيح و لكنه - لمن لا يعرف - باحث في التاريخ الكنسي و متخصص في تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية !
غبطة البطريرك لويس روفائيل يؤمن إن جميع مسيحيي العراق ينتمون الى السريان الآراميين و هذا واضح من خلال بحثه " السريان الإطار التاريخي والجغرافي"
موجود على هذا الرابط
http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=144&t=8975
و لكن الوحدة التي يسعى لها هي الوحدة الكنسية ربما لأنه يؤمن أنه على رجال الكنيسة ألا يأخذوا مواقف قد تفسر بأنها عمل سياسي !
رغم رغبة هذا البطريرك الصريحة عن إبتعاده عن العمل السياسي فإن منصبه الديني و إختصاصه في التاريخ السرياني سيدفعانه عاجلا أم أجلا الى إتخاذ مواقف سياسية من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في العراق و مواقف علمية تاريخية حول هوية السريان المشارقة و لغتهم المقدسة!

أولا - النقد العلمي في التأريخ
 
أ - لقد تعرفت شخصيا على غبطة البطريرك لويس روفائيل في باريس عندما كان كاهنا يتخصص في التأريخ الكنسي في نهاية الثمانيات من القرن الماضي . و قد أهداني أطروحته و هي بعنوان:

LETTRE CHRISTOLOGIQUE DU PATRIARCHE
SYRO-ORIENTAL ISO'YAHB DE GDALA
(628-646) ROME 1983
و نرى في المقدمة أن غبطة البطريرك لويس روفائيل يستخدم المصطلحات العلمية و الإسم التاريخي لكنيسة المشرق ففي الصفحة 11 يذكر " كان إيشو يهاب بطريركا للكنيسة السريانية الشرقية لمدة 18 سنة ..." ثم يشرح في الحاشية " لقد فضلنا في هذا البحث أن نستخدم تعبير الكنيسة السريانية الشرقية على بقية الأسماء : الكنيسة الكلدانية , الأشورية الكلدانية أو النسطورية لأن هذه التسمية ( السريانية) هي أكثر تاريخية .
ب - لقد إلتقيت بغبطته في صيف 2005 في بكفيا في لبنان و كان قد قدم عن طريق البر للمشاركة في المؤتمر الذي أقيم في بحرصاف بمناسبة صدور سلسلة " ينابيع سريانية " حول تاريخنا و تراثنا السرياني. و كان غبطته قد ألقى محاضرة صغيرة حول بحثه " السريان الإطار التاريخي والجغرافي " و مع إنه يؤكد إنتماء السريان الى الآراميين ( و هذا ما يعرفه كل الباحثين في تاريخنا ) فإنه ردد حرفيا " إن السريان قد تخلوا عن إسمهم الآرامي " . و قد عارضت
هذه الفكرة و قدمت عدة نصوص من المصادر السريانية تبرهن أن السريان حافظوا الى القرن الثالث عشر - على الأقل - على إسمهم الآرامي ! و قد إلتقيت بعد المحاضرات بغبطته و كم كانت فرحتي بأنه تذكرني بعد أكثر من 25 سنة !
ج - إن أطروحة غبطة البطريرك مليئة بالشواهد التاريخية التي تبرز لنا على إطلاعه الواسع على العقائد الإيمانية للكنيسة السريانية الشرقية و هو يكتب حرفيا في الصفحة 13 " إن عددا كبيرا من العلماء خاصة الغربيين قد درسوا العقائد المسيحانية للكنيسة السريانية الشرقية و لكنهم للأسف أخطأوا في فهمها و لهذا حكموا عليها بأنها نسطورية و هرطوكية" قد يكون غبطة البطريرك من أول العلماء الشرقيين الذين كتبوا بكل وضوح حول أرثودكسية إيمان الكنيسة السريانية الشرقية فها هو يذكر في الصفحة 12 " نحن نؤمن أن إيشو يهاب هو أرثودكسي بشكل تام و هو ليس أقل أرثودكسية من كيرلس بطريرك الإسكندرية ..."

ثانيا - مواقف غبطة البطريرك لويس روفائيل هي صادقة في لقاء مهم لغبطته مع موقع عنكاوا تحت عنوان " البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو لـ "عنكاوا كوم": مستعد للتنازل عن البطريركية في سبيل وحدة الكنائس.. سأكون طيباً إلى أخر حد لكن أيضاً سأكون حازماً" على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,652165.msg5949424.html#msg5949424
أ - من يطلع على ما ورد في أطروحة البطريرك لويس روفائيل و مواقفه الجريئة على ما يجري في العراق , لا يتعجب أبدا من الشعار الذي إتخذه بعد إنتخابه في بداية هذه السنة و هو " أصالة، وحدة، تجدد." و ها هو يشرح و يوضح مفهومه لمعاني هذا الشعار . فهو يقول حرفيا :
" فأنا كنيسة قبل أن أكون قومي، بمعنى آخر أنا رجل دين ولي رسالة احملها لكل الناس إن كان كلداني أو سرياني أو آشوري أو مسلماً أو صابئياً او إيزيدياً، فلا يجوز أن أقول أنا كلداني فقط رغم أنني اعتز بهويتي الكلدانية لكن الأولوية بالنسبة لي في رسالتي كبطريرك أو رجل دين هي الإنجيل من هنا أريد أن أكون صادقاً وأنا اعتز بهويتي كنيستنا الكلدانية ".
ب - أغلبية ساحقة من رجال الدين الكاثوليك لا تهتم كثيرا لإنتمائنا القومي لأنها تعتبر أن رسالتها الأولى هي تعاليم سيدنا يسوع المسيح و كنيسته على الأرض ! من المؤسف أن مفهومهم النبيل للإنسانية يبعدهم عن هويتنا التاريخية و من المؤسف أكثر أن تاريخ شعبنا حسب مفهومهم الديني هو بداية الإنتشار الدين المسيحي بين أفراد شعبنا ... كما لو أن تاريخ أجدادنا الوثني ليس مهما على صعيد تاريخ الشرق القديم !
ج - لا شك ان غبطته لهو صادق عندما يردد " مستعد للتنازل عن البطريركية في سبيل وحدة الكنائس..." و لكن من يقول وحدة مع كنيسة أو كنيستين آخرتين فهذا يتطلب رغبة صادقة من بطاركة تلك الكنائس للعمل من أجل تلك الوحدة المنشودة !

ثالثا - بعض الصعوبات التي قد تعترض طريق البطريرك الجديد !

أ - إن مفهوم الكنيسة الكلدانية لتواجدها في العراق يختلف كليا مع مفاهيم الأحزاب المسيحية في العراق لأن الكنيسة الكلدانية تسعى للحفاظ
على جذورها الوطنية في" كل العراق " بينما الأحزاب تناضل من أجل حكم ذاتي في" جزء من العراق "!
ب - إن مفاهيم رجال الدين في الكنيسة الأشورية و الشرقية لهويتنا التاريخية لهي بعيدة جدا عن التاريخ الأكاديمي فهم يرددون بأنهم أحفاد الشعب الأشوري القديم مع أن أجدادهم كانوا دائما يؤمنون بأنهم سريان آراميين !
ج - إن بعض ابناء الكنيسة الكلدانية قد تبنوا طروحات و مفاهيم تاريخية غير علمية و قد يضطر غبطة البطريرك أن يتدخل بشكل مباشر لأن بعض تلك الأصوات ترفض التسمية السريانية العلمية . لقد نشر الشماس د. كوركيس مردو بحثا عنوانه "السريان والسريانية " ذكر فيه :
" أما الأب لويس ساكو(المطران) مع احترامي لثقافته وعِلمه، فقد وضع عنوان أحد كُتُبه (آباؤُنا السريان) وكأنه مطران سرياني وليس كلدانياً، ويجعل مِن الآباء العلماء العباقرة الكلدان سرياناً، وفي الحقيقة لم تسنح لي شخـصياً الفـرصة للإطلاع عليه، ولكنني أحكم عليه مِن عـنوانه(ومِن سيمائهم تعرفونهم). وقد سبقَ لي أن إنتقدتُ مـقالاً نشِرَ في موقـع إلكـتروني(نيركال كَيت) وكذلك نُشرَ في موقع بَحزاني بعنوان " السريان ... الإطار التاريخي والجغرافي" باسم المطران لويس ساكو، وكان عنوان مقالي" ضمور الشعور القومي لدى الكلدان" نـشِر في موقع عنكاوا .كوم في 24 / 5 / 2007 م فَنَدتُ فيه المغالطات التي وردت في المقال . والى الجزء الثاني قريباً ".

الخاتمة
 
أ - " يد واحد - كما يقول المثل - لا تستطيع التصفيق " و مهما كان غبطة البطريرك لويس روفائيل صادقا في سعيه من أجل وحدة كنسية تشجع المسيحيين في العراق في الصمود في أرض الأجداد فإن نجاح الوحدة مرتبط ببقية الرؤساء الروحيين !
ب - رغم أهمية إنتمائنا المسيحي فإن إنتمائنا التاريخي ( الهوية التاريخية ) لهو مهم جدا ! فالمسيحيون في العراق ينتمون بأغلبيتهم الساحقة الى السريان أحفاد القبائل الكلدانية الآرامية التي لعبت دورا كبيرا في صهر بقايا الأكاديين في بلاد أكاد التي ستعرف لاحقا ببلاد الآراميين !
ج - إن إختصاص البطريرك لويس روفائيل في التاريخ السرياني سيحد من تطرف بعض الطروحات الكلدانية و قد يلاقي بعض المواقف المتشنجة من قبل أصحاب تلك الطروحات !
أخيرا و إن كنت أنا شخصيا من الداعين الى وحدة تاريخية قومية فإنني أتمنى النجاح الكبير لسعي غبطة البطريرك لويس روفائيل من أجل وحدة كنسية قد تكون العامل الأول لبقائنا في شرقنا الحبيب !

275
  صحيح كنيسة روما لم تكن " إستعمارية " و لكنها قسمت شعبنا !
   الأستاذ يوحنا بيداويد يريد أن يدافع عن وصف كنيسة روما بأنها
إستعمارية كما يردد بعض المفكرين الذين يتهجمون على الكاثوليك
و هم يقصدون إبناء الكنيسة الكلدانية بشكل خاص ...
   يردد  الأستاذ  بيداويد " الكنيسة حولت الاقوام الاوربية من البربرية الى اقوام متحضرة ...كانت روما تدفع مصاريف المبشرين والمستشرقين لجلب المطابع الى العراق وارومية ...."
   صحيح أن الديانة المسيحية قد حضرت الشعوب و لكن غير صحيح
أن روما قد جلبت المطابع من أجل إحياء اللغة السريانية ! كنيسة روما لم تكن" إستعمارية " و لكنها إعتبرت السريان المشارقة ( نساطرة )
و السريان المغاربة ( اليعاقبة ) من الهراطقة و لذلك تنافست مع
الكنائس البروتستنية من أجل إعادة الكثلكة الى الشرق ! فإرتفع عدد
الكنائس السريانية من أربعة الى سبعة كنائس !
  الصراع الكاثوليكي البروتستنتي و الإدعاء في الماضي بأن كنائسنا
السريانية هي متخلفة و هرطوكية أدى الى إنقسامات جديدة في شعبنا
السرياني ! جلب المطابع لم يكن يهدف الى تحضير شعبنا ( المتخلف
بنظرهم ) و لكن لطبع كتب دينية كاثوليكية لأن المرسلين كانوا يحرقون
كتب أجدادنا بحجة إنها تحوي عقائد هرطوكية !
  الأب جان فييه هو من أعظم العلماء المستشرقين الذين درسوا مصادرنا
السريانية خاصة الشرقية و هو الذي ألقى الأضواء على أهمية الكنيسة
السريانية الشرقية ( النسطورية ) و بدون أن يصفها بالهرطوكية كما
فعل المرسلون في القرون السابقة !

276
" سلوقس لم يكن عربيا و لا آراميا ؟ "

لقد نشرت الأخت أديبة عبدو عطية الموقرة بعض ما ورد في كتاب مؤرخ لمدينة حلب يذكر فيه :" سلوقوس « سلقين » القائد العربي الآرامي السوري عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار.

- سلوقوس :

قائد عربي آرامي سوري ، بنى أو جدَّدَ 59 مدينة « 16 مدينة اسمها أنطاكية ، و 9 مدن اسمها سلوقية ، منها سلقين ، و5 مدن لات كيا = اللادقية » واللادقية :

من اللات والعزة ، وكي :

 تعني الأرض ، رمز للربة السورية عشتار .

- اللاذقية اللادقية = من اللات والعزة :

كلمة عربية آرامية سورية . والإبدال بين الذال والدال ، وبين الدال والتاء كان شائعاً . فمصدر كلمة ـ اللاتينية ـ عربي آرامي سوري . ففي حلب يقولون :

 اللادقية بالدال بدلاً من اللاذقية ، وبعضهم يكاد يلفظها بالتاء اللاتكيا .

- إن لفظ « سلوقوس » معناه « متسلق الجبال » تُحدد صفة لا وظيفة والـ « و س = OS » للتعظيم في المعتقدات العربية الآرامية السورية وهو لقب لقائد عربي آرامي سوري حارب الفرس ، واستخدم الفيلة في معاركه ، وأمر بسكّ صورة الفيل سنة 300 ق.م على النقود . ولما كانت عاصمته بابل تتعرض كثيراً لغزوات الجبليين البرابرة ، قرر نقل مركز العاصمة من بابل إلى سلوقيا على الدجلة ، وأن يتصدى لهؤلاء البرابرة على الجبال ، فالتصق به لقب « سلوقوس : المتسلق » . أما الـ « ين » في لفظ سلقين ، فهي أداة جمع وهي مثيلة العدنانية في حالتي النصب والجر إلا أن الأخيرة أي العربية العدنانية « الفصحى » تجمع جمعاً مذكراً سالماً في حالتين : الأولى أسماء الأعلام أو صفاتهم ، والثانية اسم الفاعل . والباقي جمع اختزال « تكسير » ومن أمثلة الجمع في العربية الآرامية : « شمس = شمسين » .

- وقد استطاع سلوقوس القائد العربي الآرامي السوري أن يوحّد أراضي الإمبراطورية العربية السورية ، وصار لقبه ملك سورية .

- يقول المفكر الفرنسي بيير روسي :

« يجب التماس التفاسير بعيداً عن الشروح المدرسية ... فالحقيقة تجبرنا على القول إن الرياضيين الإغريق الذين وصلتنا أسماؤهم كانوا جميعاً ودون استثناء من أصل عربي .. كان السلوقيون بخاصة مدينيين كباراً : فلقد أنشؤوا في سورية أرضهم المفضاة بين الفرات الأعلى والبحر ، حيث كانت تصطرع منذ قرون الجيوش ، مدينة أنطاكية الرائعة ، وميناءها سلوقية ... إننا حين نتكلم عن إمبراطورية إغريقية ، لايمكن أن نعني بها سوى نقل مكتوب للثقافة الآرامية » .

للتوسع :

انظر كتابي :

 شمس سورية تسطع على أوربا . عامر رشيد مبيض ."إنني أتفهم و أقدر كل إنسان يعشق آثارات بلاده أو مدينته و لكنني لا أستطيع أن أفهم من باحث أن يحول سلوقس المقدوني الذي ولد فيEuropos سنة 358 ق0م في مقدونيا القديمة الى قائد " عربي آرامي سوري "!

أولا - المثقف السوري و النظريات العروبية المزيفة ! من المؤسف أن هذا الباحث عامر رشيد مبيض يدعي بأن سلوقس هو عربي آرامي و يحاول أن يقدم براهين غير علمية ليقنع القارئ بفكرة مزيفة لا يؤمن بها إلا هو نفسه ! فالمثقف السوري يعلم أن كل المصادر اليوناية القديمة تؤكد أن سلوقس كان مقدونيا ! كما أن المراجع العلمية بكل لغات العالم لا تذكر أن سلوقس كان عربيا!سأكتفي بوضع رابط الويكبديا باللغة العربية هنا

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%82%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84

 و باللغة الفرنسية أيضا

http://fr.wikipedia.org/wiki/S%C3%A9leucos_Ier

 
ثانيا - خلط المصادر السريانية بين سوروس و سلوقس ! إن المؤرخ عامر رشيد مبيض يردد أن سلوقس كان آراميا و هو الذي بنى مدينة إنطاكيا . نحن نعلم من خلال إطلاعنا على المصادر السريانية إنها تناقلت أن سوروس كان آراميا و هو الذي بنى مدينة إنطاكيا و هذه فكرة خاطئة لأن إسم الملك سوروس مأخوذ من حكاية خرافية و طبعا الآراميون لم يبنوا مدينة إنطاكيا و إن كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في سوريا عند إحتلال اليونان للشرق !هنالك مصادر سريانية عديدة كتاريخ يعقوب الرهاوي يذكر كيف إنتصر الإسكندر المقدوني و كيف بنى سلوقس مدن إنطاكيا و إديسا و سلوقيا و Laodice . إن المصادر السريانية كانت تعرف أن هذه الأسماء هي يونانية من عائلة سلوقس في أغلب الأحيان فإنطاكيا على إسم إبنه و Laodice التي هي اللاذقية على إسم إبنته و سلوقيا على إسمه و إديسا على إسم عاصمة المقدونيين القديمة !

ثالثا - هل إسم سلوقس يعني متسلق الجبال ؟ المؤرخ عامر رشيد مبيض يغامر بطرح نظريات خاطئة لتأكيد إدعائه بأن سلوقس هو قائد عربي آرامي سوري ! و قد أدخل اللغة في تفسير إسم سلوقس !

أ - خضار " السلق " نحن في الشرق نستخدم مفردات آرامية عديدة بدون أن يخطر على بالنا أنها كلمات سريانية آرامية مثل " السماق " الذي يعني في اللغة السريانية اللون الأحمر ! الكرم و تعني العنب و قد إشتق منه إسم كرمين Carmen الشهير ! و طبعا " السلق " و هو النبات الذي ينمو و " سلق " يرتفع !

ب - " الكلب السلوقي " لا زلنا في الشرق نسمي كلاب الصيد المعروفة بشكلها المطول بالكلب السلوقي ! و الأغلبية الساحقة تعتقد أن هذا الكلب قد جلبه السلوقيون معهم الى الشرق ! و لكن هذه الفكرة هي خاطئة لأن الكلب السلوقي يعني باللغة الآرامية السريانية الشكل المطول من فعل" سلق" أي صعد أو تسلق !

ج - إسم سلوقس لا يعني تسلق لأنه بكل بساطة هو إسم يوناني لا يحق لنا أن نخمن له معنى بلغتنا و لا يحق لنا التلاعب بالحقائق التاريخية و الإدعاء كما ذكر المؤرخ عامر رشيد مبيض : " وأن يتصدى لهؤلاء البرابرة على الجبال ، فالتصق به لقب « سلوقوس : المتسلق »" ! فلقب سلوقس المعروف هو " نيكاتور " طبعا باللغة اليونانية و هو يعني المنتصر !

الخاتمة

أ - لن أعاتب المثقف السوري إذا صدق تفسيرات المؤرخ عامر رشيد مبيض من نوع " واللادقية : من اللات والعزة ، وكي : تعني الأرض ، رمز للربة السورية عشتار .

- اللاذقية اللادقية = من اللات والعزة : كلمة عربية آرامية سورية . والإبدال بين الذال والدال ، وبين الدال والتاء كان شائعاً . فمصدر كلمة ـ اللاتينية ـ عربي آرامي سوري . ففي حلب يقولون : اللادقية بالدال بدلاً من اللاذقية ، وبعضهم يكاد يلفظها بالتاء اللاتكيا " لأن المثقف السوري غاليا يحترم الباحث عندما يذكر أنه " مؤرخ حلب عالم آثار" !

ب - إنني أعاتب الباحثين السوريين لأنهم لم ينتقدوا إبتعاد هذا المؤرخ عن التاريخ الأكاديمي : الآراميون ليسوا عربا ! سلوقس كان مقدونيا مثل الإسكندر ! العرب كانوا في سنة 300 ق0م يعيشون في شبه الجزيرة العربية و ليس في سوريا القديمة و إن تنقلت بعض قبائلهم في الباديا القريبة من سوريا ! اللاذقية هو إسم يوناني لمدينة يونانية آرامية و إسمها لا يعني اللات والعزة!

ج - من المؤسف أن بعض الكتاب يغامرون في طرح نظريات غير علمية فمنهم من يكون ماهرا في التلاعب بالتعابير و يردد نظريات خاطئة و إذا حشروا يذكرون إسم الباحث الذي نشر النظرية! و لكن الأستاذ عامر رشيد مبيض هو بنفسه يتبنى هذه النظريات الخاطئة مما سيسيئ الى سمعته كباحث نزيه !

277
هل إسم إديسا Edessa هو يوناني أم أشوري ؟


أقدم هذا البحث الى السريان الرهاويين الذين يهمهم معرفة تاريخ أجدادهم و مدينتهم المباركة . في موضوع سابق " هل كل المصادر القديمة هي صادقة ؟ " الرابط

viewtopic.php?f=182&t=11046
لقد أشرت فيه إلى الأمور التالية :

إنني أتذكر أن بعض مؤرخي السريان من القرن التاسع الميلادي و تواريخهم منشورة في الأعداد الأولى من مجلدات C.S.C.O في بداية القرن العشرين حيث تناقلوا أن " سلوقس قد بنى عدة مدن في الشرق و سماها Edessa على إسم إبنته و Laodice على إسم إبنته ...."أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ الرها يذكرون أن إسمها اليوناني Edessa هو تيمنا بعاصمة المقدونيين القديمة Edessa التي لا تزال موجودة حتى اليوم !" لقد كانت غايتي الأولى من طرح الموضوع أن أدفع السرياني المثقف لكي يتعرف على أهمية المصادر (وهنا السريانية) لمعرفة تاريخ أجدادنا و تراثهم و ضرورة النقد الداخلي للمصادر قبل إعتمادها !

أولا - التاريخ الأكاديمي و التاريخ المسيس !

أ - التاريخ الأكاديمي هو ضرورة لقد شعرنا في رابطة الأكادميين الآراميين , بأهمية إنتشار التاريخ العلمي بين أبناء الشعب السرياني الآرامي 0 و وجدنا أن إنتشار التاريخ الأكاديمي يساهم في وحدة شعبنا التاريخية و قدمنا عدة برامج من خلال فضائية سوريويو سات حول تطور علم التأريخ : كان التأريخ يعتبر في الماضي أدبا و لم تكن له منهجية معروفة أو متبعة ! و لكنه أصبح في التاريخ الحديث علما له منهجية واضحة هدفها البحث عن الحقائق التاريخية و ذكرها كما هي !

ب - لما التاريخ الأكاديمي هو ضرورة ؟ يقول المؤرخ البريطاني هوبل "إذا أردت أن تلغي شعبا تبدأ أولا بشلّ ذاكرته، ثم يلغي كتبه و ثقافاته و تاريخه، ثم يكتب له طرف آخر و يعطيه ثقافة أخرى و يخترع له تاريخا آخر... عندها ينسى هذا الشعب من كان و ماذا كان والعالم ينساه أيضا..." للأسف أن أورهاي الرها قد تعرضت لحملة قوية لتشويه تاريخها و هوية سكانها من بعض أبنائها الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية المزيفة .

ج - التاريخ المسيس للأسف بعض الدول و الشعوب و الأنظمة و الإيديولوجيات تستخدم التاريخ المسيس لتحقيق أهدافها و مصالحها :

* عندما ألقت الولايات المتحدة القنابل النووية على مدينتي هيروشيما و نكزاكي في صيف 1945 إدعت أنها مجبرة لإلقائها كي تنقذ حياة حوالي مليون جندي أميركي ! هذا الإدعاء هو كي يؤيد الرأي العام الأميركي سياسة حكومتهم . المهتمون في تاريخ الحرب العالمية الثانية يعرفون اليوم أن الجيش الياباني كان في حالة إنهيار تام و أن إستخدام القنابل النووية لم يكن ضروريا ! الواقع أن أميركا كانت تريد أن تبرز قوتها العسكرية لحلفائها خاصة لستالين و أن تلعب دورا كبيرا في قيادة العالم . و المضحك المبكي أن تلك القنابل النووية قد لوثت أماكن وقوعها و قد سببت وفيات عشرات من اليابانيين يوميا و خلال سنوات طويلة و لكن تواجد القوات و السلطة الأميركية في اليابان قد منع تسرب أي أخبار تتحدث عن هذا الموضوع! أحد كبار المسؤولين الأميركيين كان يؤكد أمام الصحافيين " أن القنبلة النووية هي نظيفة ! "

* لا أحد يحق له أن ينكر تواجد الشعب الكردي في شرقنا الحبيب و لكن قيام بعض الأكراد بالإدعاء تارة أنهم من جذور ميدية و طورا من جذور كاشية Cassite كي يثبتوا أنهم من سكان الشرق الأصيلين يدفعنا إلى الشك في صحة تلك الإدعاءات و نقدها .
راجع "جذور تاريخية للأكراد في سوريا أم طموحات سياسية ؟"
viewtopic.php?f=182&t=8896

* بعض الأحزاب السريانية تدعي أن السريان يتحدرون من الأشوريين لأن الإسم السرياني مشتق من الأشوريين ! و كان الأستاذ أبروهوم نورو يؤمن أن السريان يتحدرون من الآراميين و الأشوريين و هذه آراء غير علمية لأن إسمنا السرياني :

* قد أطلقه اليونانيون على سكان الشرق بشكل عام .

* و قد أخذوه من الفرس الذين كانوا قد أطلقوا تسمية " اسورستان " الإدارية على كل الشرق القديم .

* الشعب الأشوري لم يطلق إسم " أشور " على شرقنا الحبيب و لم يستوطنوا في بلاد آرام ( سوريا القديمة ) أو في نهريما / بيت نهرين ( الجزيرة السورية ) التي أطلقت عليها أسفار التوراة " آرام نهرين "! و كانت أورهاي الرها عاصمتها منذ عهد الأباجرة !

* التسمية السريانية صارت مرادفة لأجدادنا الآراميين : فمار أفرام يسمي سكان الرها " آراميين " و ليس " أشوريين أم إسبان " !
أما العالم يعقوب الرهاوي فهو يردد " " ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܳܦ ܚܢܰܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܺܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ " أي و هكذا عندنا نحن الآراميون أي السريان !

ثانيا - هل إسم إديسا Edessa هو أشوري ؟

أ - إسم إديسا Edessa في المصادر السريانية لقد شرحت سابقا - إستنادا إلى المصادر السريانية - أن علماء السريان كانوا يؤمنون أن إسم Edessa هو يوناني لأن الملك سلوقس قد أطلقه على مدينة أجدادنا العظام . المشكلة التي وجدتها في المصادر السريانية إنها تردد أن إسم Edessa هو مأخوذ من إسم بنت للملك سلوقس بينما المصادر اليونانية لا تذكر أن هذا الملك له إبنة إسمها Edessa !

ب - هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ لا شك أن السريان الرهاويين المهتمين يعرفون جيدا أن أحد أبناء الرها المغامرين يدعي أن إسم Edessa هو أشوري أكادي و يدعي أنه يعني " الحديثة " و يؤلف رواية مفادها أن الأشوريين بعد هربهم من بلاد أشور بعد سقوطها سنة 612 ق0م قد إستقروا في هذه المدينة و سموها " الحديثة "! المضحك في تفسيرات هذا الرهاوي المغامر أنه يدعي - إستنادا - الى نظريته التاريخية السياسية أن الأشوريين قد وصلوا الى ألمانيا و أنه من الممكن أن يكونوا قد بنوا أيضا Odessa على البحر الأسود ! و لا يخجل من التلميح أن Edessa عاصمة المقدونيين قد تكون أشورية !

ج - ماذا ينفع تشويه تاريخنا الحقيقي من أجل تسمية أشورية مزيفة ؟ لن أضيع وقتي مع إخوة لنا يعيشون في عالم الأحلام متوهمين أن تفسيراتهم لها وزن علمي . منذ يومين إطلعت على تاريخ يعقوب الرهاوي و كانت دهشتي كبيرة لأنني وجدت في الصفحة 281 في C S C O العدد 5/6 ما يلي /

" ܐܠܟܣܢܕܪܣ ܪܒܐ ܡܢ ܐܕܐܣܐ ܕܡܩܕܘܢܝܐ ܢܚܬܗ "

أي ما معناه أن أصل الإسكندر الكبير هو من مدينة إديسا في مقدونيا.

ثم يتكلم يعقوب الرهاوي عن الملك سلوقس :

" ܘܒܢܐܘܗ ܠܐܘܪܗܝ ܘ ܩܪܐܘܗ ܐܕܐܣܐ ܥܠ ܫܡ ܡܕܝܢܬܗܘ "

أي و بنى مدينة الرها و أطلق عليها إسم إديسا Edessa على إسم مدينته ( عاصمته ).

الخاتمة

أ - حبل الكذب و النفاق السياسي هو قصير ! الطروحات التاريخية المزيفة لا تعمر طويلا و عاجلا أم أجلا سينتصر التاريخ العلمي على أصحاب الطروحات المزيفة . من المؤسف أن فردا وحيدا - ليس له أية علاقة مع البحث التاريخي - يشوه تاريخ الرها و يدعي أن إسم Edessa هو أشوري !

ب - من هم سكان الرها ؟ نحن نعلم أن بعض إخوتنا من السريان يؤمنون بالهوية الأشورية المزيفة و لا يخجلون من ترديد تفسيرات خاطئة فقط للإدعاء أن سريان الرها أصلهم أشوري ! هذه مشكلة كبيرة أن يفسر كل سرياني هوية مدينة أجداده بدون العودة الى المصادر السريانية و المراجع العلمية. عدة مصادر سريانية كانت تذكر أن الملك أبجر كان أرمنيا و لكنني لم أجد أي نص سرياني يدعي أن أسرة الأباجرة أو سكان الرها كانوا من الأشوريين !

ج - السرياني الرهاوي و البحث التاريخي إنني لا أعتب على السريان الرهاويين لأنهم لا يتابعون الأبحاث التاريخية حول مدينة أجدادهم المباركة و لكنني أتمنى ألا يخلطوا بين تاريخ أكاديمي موثق و طروحات فكر أشوري يلفظ أنفاسه الأخيرة ! هل يوجد بين السريان الرهاويين من يؤمن أن إسم Edessa عاصمة مقدونيا القديمة - و التي لا تزال موجودة حتى اليوم-هي إسم أشوري يعني الحديثة ؟ و يعني بطريقة ملتوية أن الإسكندر له جذور أشورية ؟

_________________

278
نهنئ بإسمنا الخاص و بإسم رابطة الآكادميين الآراميين جميع مسيحي
شرقنا الحبيب و خاصة إبناء الكنيسة الكلدانية لإنتخاب سيادة البطريرك
مار لويس ساكو فهو رجل المرحلة القادمة لأنه فعلا الراعي الصالح
و فعلا العالم النزيه ! مبارك إختياره و مباركة ستكون أعماله !
  هنري بدروس كيفا

279
تعليقات تاريخية على مقال " سوريا ليست عربية "


لقد نشر أحد الإخوة الغيورين على صفحتي هذا البحث للكاتب الأب حبيب دانيال و قد طالعت هذا المقال و أحببت أن أوضح بعض النقاط المهمة في تاريخ سوريا القديم .
لقد نشر الدكتور روجيه شكيب الخوري تعليقا قيما أشار فيه الى أن العرب المسلمون لا يشكلون 80 بالمئة من المسلمين في العالم كما ذكر الأب حبيب دانيال .
و قد شرح الدكتور روجيه إختلاف العلماء العرب أنفسهم في التعريف بالعرب و الهوية العربية !
كتب الدكتور روجيه " تحديد العروبة او العرب كانت غامضة وما زالت ولا أحد يقنع الآخر بما تعنيه كلمة عربي...
وكلّ يغنّي على ليلاه وحتّ العرب مختلفون على أي معنى لها!؟؟!
" إنني أفضل التمييز بين " عربي " و " عروبي " و " مستعرب بمعنى يتكلم اللغة العربية "!
فالعربي هو كل إنسان ينتمي تاريخيا الى الشعب العربي الأصيل و نحن نرى أنه لمن الطبيعي أن يفتخر العربي بمنجزات أجداده !
أما " العروبي " فهو كل إنسان يدعي بإنتمائه الى العرب !
و ما أكثرهم خاصة بين المسيحيين المشارقة !
أخيرا شكرا للدكتور روجيه شكيب الخوري على ملاحظته بأن الأب حبيب دانيال لم يذكر الآراميين في سوريا مع أنهم سكان سوريا الأصيلين الذين شكلوا فيها أكثرية ساحقة منذ حوالي 1200 سنة قبل الميلاد إلى مجيئ الفرنج أي لفترة طويلة جدا حوالي 2500 سنة !

أولا - غموض غير مقصود في العنوان !

أ- عندما يطلع القارئ على العنوان " سوريا ليست عربية " سيظن أن الأب دانيال يتكلم عن سوريا التاريخية و لكنه في الواقع يقصد سوريا المعاصرة .

ب - يقوم بعض العروبيين في ترويج نظريات خاطئة ( غير علمية ) حول الشعوب الشرقية القديمة مثل الأكاديين و العموريين و الكنعانيين و الآراميين مدعين بأنهم من العرب القدامى .
بالنسبة لهم سوريا هي عربية قبل الإسلام بألوف السنين !

ج - الأب دانيال يؤكد أن سوريا المعاصرة ليست عربية لأنها في تاريخها القديم لم تكن عربية و لكنه قد ذكر في حديثه عن تاريخ العرب:

" وأعتقد أن الجماعات العربية المتواجدة قديماً في بعض نواحي بلاد الشام والعراق وفي إيران وتركيا وبعص المناطق الإفريقية هم عرب هاجروا من الجزيرة لأسباب عديدة أهمها الجفاف "

* القبائل العربية القديمة لم تصل الى أسيا الصغرى ( تركيا اليوم ) في تاريخهم القديم !
أما إذا كان يقصد منطقة بيت عربايا و عاصمتها نصيبين فإنني سأشرح لاحقا...

* القبائل العربية لم تصل الى إيران و حتى إفريقيا في التاريخ القديم !
أقصد إنهم يتنقلوا كبدو رحل في تلك المناطق البعيدة !

* هنالك حقائق تاريخية لا أحد يستطيع أن ينكرها و هي أن بعض القبائل العربية القديمة كانت تتنقل في البادية السورية و قد ورد أقدم ذكر للتسمية العربية في كتابات ملوك أشور التي تتحدث عن معارك قرقر سنة 853 ق0م و بعدها ...

* هذه القبائل العربية القديمة لم تستوطن أي لم تستقر في سوريا القديمة أي بلاد آرام و لكنها كما ذكر الأب دانيال كانت جماعات تتنقل بين الصحراء العربية و البادية السورية !

ثانيا - من هم سكان سوريا القدامى ؟

كتب الأب دانيال تحت عنوان سوريا والهجرات العربية ما يلي:

" تعود أقدم الآثار البشرية في سوريا لمليون عام، وتتالت على أرضها عدد من الحضارات القديمة، بقيت ماثلة من خلال الآثار والأوابد التاريخية الماثلة إلى اليوم، ومن هذه الحضارات السومريين والآشوريين والفينيقيين فضلاً عن السلوقيين والرومان فالبيزنطيين والأمويين والعباسيين والصليبيين فالعثمانيين."

أ - هذا النص غير واضح إذ خلط بين إنتشار حضارات الشعوب و تواجدها الفعلي ( الإستيطان ) في سوريا !
مثلا لقد إنتشرت اللغة الأكادية و الكتابة المسمارية في الألف الثاني في سوريا القديمة و لكن الشعب الأكادي لم يكن مستوطنا في سوريا القديمة !
العموريون هم الذين سكنوا في سوريا في الألف الثاني و لهذا السبب بعض كتابات ملوك أشور كانت تسمي هذه المنطقة " بلاد عمورو " و البحر المتوسط " بحر عمورو "!

ب - السومريون لم يستوطنوا سوريا القديمة و حضارتهم لم تؤثر كثيرا على سكان سوريا القدامى !
الحضارة الأكادية أثرت بقوة على سكان سوريا في ذلك الوقت لأن الشعوب الأكادية و العمورية و الكنعانية و الآرامية كانت شرقية ( أي سامية ) أي من سكان الشرق الأصيلين !

ج - كتب الأب دانيال " وتتالت على أرضها عدد من الحضارات القديمة، بقيت ماثلة من خلال الآثار والأوابد التاريخية الماثلة إلى اليوم" و المشكلة أنه يذكر الأشوريين مع أن الأشوريين لم يستوطنوا في سوريا و بالتالي لم يتركوا فيها آثارا و أوابد تاريخية !
إلا بعض النصب التذكارية على مصب نهر الكلب و هي لا تمثل شيئا بالنسبة الى الأثارات الكنعانية و خاصة الآرامية في كل آراضي سوريا !

د- المشكلة الكبيرة هي أن الأب دانيال لم يذكر العموريين سكان سوريا في الألف الثاني ق0م ثم الآراميين الذين أسسوا عدة ممالك في سوريا خاصة مملكة آرام و عاصمتها دمشق من حوالي 1200ق0م الى 732 ق0م

ه - إن إنقسام السريان أحفاد الآراميين إلى سريان ملكيين أي تابعين لتعاليم مجمع خلقيدونيا ( أي أبناء كنيسة الموارنة و الروم اليوم ) و سريان مناهضين لمجمع خلقيدونيا (أبناء كنيسة السريان الأرثودكس ) سوف يسهل سقوط سوريا بيد العرب المسلمين !

و - لم يكن يوجد إحصاءات في التاريخ القديم و لكنه من يدرس تاريخ الشرق الوسيط يجد أن السريان في سوريا و العراق و بالرغم من إنتقال الملك و عاصمة العرب الى مدينتي دمشق و بغداد كانوا يشكلون أكثرية سكانية !

ثالثا - هوية سورية معاصرة أم هوية عربية ؟

أ- لا شك أن المؤرخين العرب كانوا يستخدمون تسمية بلاد الشام في مصادرهم القديمة و لكن يجب أن نعلم أن سكان سوريا ظلوا محافظين على إسم سوريا !
إذا كان المسيحيون في سوريا هم حوالي 10 بالمئة من سكان سوريا اليوم فإنهم كانوا يشكلون في بداية القرن التاسع عشر أكثر من 20 بالمئة و هذه النسبة تزداد كلمنا تعمقنا في الزمن !
المسيحيون ظلوا يستخدمون التسمية سوريا حتى التاريخ الحديث , و أكبر برهان هو أسماء الجمعيات الثقافية و الأدبية في بلدان الإغتراب في نهاية القرن التاسع عشر كانت تستخدم تعبير سوريا و الصفة السورية و ليس العربية !

ب - " المملكة العربية " هدف الشريف حسين و لكن خطة إنكليزية !
لا أحد يستطيع أن يتلاعب بالحقائق التاريخية فالشريف حسين لم يكن يحلم بإنشاء مملكة عربية حديثة تضم الحجاز و الشرق القديم !
و لم يكن يرغب في الثورة ضد العثمانيين رغم سياسة التتريك الظالمة !
كان الإنكليز يتخوفون أن يعلن السلطان العثماتي جهادا مقدسا ضدهم و ضد فرنسا فوعدوا الشريف حسين بإنشاء مملكة عربية تعيد أمجاد العرب !
لم يكن سكان سوريا في بداية القرن العشرين يحلمون بإنشاء مملكة عربية مستقلة و رغم سياسة التتريك التي مارستها جمعية الإتحاد و الترقي بعد إنقلابها على السلطان عبدالحميد سنة 1908 م !
بعد إعلان ثورة الشريف حسين إشتد ظلم الأتراك لكل من يتكلم اللغة العربية و رفعت المشانق في دمشق و بيروت لكل من طالب بإصلاحات فظلم الأتراك دفع بالعشرات من السوريين إلى الهرب من العسكر العثماني و الإنضمام الى ثورة الشريف حسين التي ستعرف بالثورة العربية !
خداع الإنكليز و الفرنسيين( إتفاقية سايكس بيكو) و فيما بعد إنشاء دولة إسرائيل سوف تدفع سكان سوريا للعمل من أجل إنشاء دولة قوية .
الجدير بذكره أن الأمير فيصل سيعلن نفسه ملكا على سوريا و لكن فرنسا الدولة المنتدبة ( المستعمرة ) سوف تنتصر عليه في معركة ميسلون في 24 تموز سنة 1920 !

ج - لم ينتشر الوعي القومي بين الأوساط السورية في نهاية القرن التاسع عشر و لكن خلال و بعد الحرب العالمية الأولى سيزداد نمو الشعور بالإنتماء السوري العربي ! الإنتداب الفرنسي ( إستعمار مبطن ) سيخلق قضية جديدة للسوريين و هي التخلص من الإنتداب الذي حاول تقسيم سوريا الى عدة مناطق للتحكم عليها .

د - " سوريا الكبرى " ؟

الحزب القومي السوري يؤمن و يروج لهذه التسمية " سوريا الكبرى ".

و صار الناس يفكرون أن هذا التعبير هو إسم جغرافي قد أطلق فعليا على سوريا في تاريخها القديم .
طبعا لا يوجد أي ذكر جغرافي أو تاريخي لتعبير " سوريا الكبرى " !
هذا التعبير هو حديث جدا و قد يكون من مخيلة المفكر أنطون سعادة و هو يشبه كثيرا مشروع " المملكة العربية "!

الخاتمة

أ - نعم سوريا في تاريخها القديم لم تكن عربية و إن تنقلت بعض القبائل العربية في البادية ( السورية ) و البادية تمتد من سوريا الى شمال المملكة العربية السعودية !

ب - سوريا القديمة كانت أرامية بسكانها و حضارتها و لغتها و أكثرية الآثار من الألف الأول ق0م هي آرامية !
و لا تزال اللهجات المنتشرة في مناطق سوريا متأثرة جدا باللغة الآرامية أو السريانية !

ج - الأب حبيب دانيال يتكلم عن الأشوريين و لغتهم كأنهم " إتنية " تتحدر من الأشوريين القدامى و يبدو أنه لا يعرف أنهم سريان مشارقة يتكلمون اللغة السريانية و ليس الأشورية !

د - الأب دانيال يرفض أن تسمى سوريا ب " الجمهورية العربية السورية" و لكنه لا يشرح الدوافع و في خاتمته يردد :

" فسوريا هي نسيج متنوع من الاتنيات والعرقيات لا يمكن طمسها أو تذويبها في أكترية عربية بحكم اللغة والدين. وتسمية " العربية " هو انتهاك خطير وخطأ تاريخي ..."

من المؤسف أنه يردد " الاتنيات والعرقيات " و لا يذكر الهوية السريانية الآرامية التي يتحدر منها جميع مسيحي شرقنا الحبيب

_________________

280
الأستاذ لويس إقليمس الموقر
  لقد تعرفت على سيادة المطران الراحل ميخائيل جميل في بيروت
منذ أكثر من 30 سنة . و هو كان كما تفضلت شعلة ذكاء و كان
السريان في بيروت يحبونه و يقدرونه .
  شكرا لك على كتابة هذا المقال الذي يعرفنا على هذا الفقيد الجليل.
و لكن لي ملاحظة صغيرة و هي حول تلك الفقرة :
"  كنتُ قد تنبأتُ له مستقبلاً مغمورًا بالمسؤوليات في كنيستنا السريانية الكاثوليكية، وهذا ما حصل حين اختياره أسقفًا وسيامته في 1986. وتوالت مسؤولياتُه، حتى كاد أن يكون قاب قوسين أو أدنى من تولّي رئاسة الطائفة حين شغور الكرسي البطريركي في 2009. وفي هذا الصدد، لا أنسى ما كرّره لي في مرات عديدة خلال زيارتين لي إلى روما في نهاية 2010 وبداية 2011، أنه كان الأجدر بتسلّم المنصب البطريركي لطائفته. وقد ردّدها لي مرارًا وآخرُها في مطعم إيطاليّ حين دعوتُه لعشاء برفقة أحد القساوسة الدارسين في روما  بقوله: "ديدي ياوا" أي كانت لي."
    طبعا أنا لا أشك في الكلام الذي ذكرته و لكن هذا الكلام قد
يسيئ الى بطريركنا الجديد ! و أعتقد أن رسالة الكهنة و المطارنة
هي يكونوا رعاة حقيقيين و في كل الأحوال بعد إنتخاب غبطة البطريرك
يونان , كان من الأفضل للمطران الفقيد أن لا يردد  "ديدي ياوا" أي كانت لي...
  حفظك الله   

281
بعض  الملاحظات  حول مقال  السيد  قاشات  ايوب .

اولا ـ نحن  لا نعلم  اذا  كان اسم  كاتب  المقال حقيقي  او  متنكر ، ولكننا  اكيدون  انه  ليس  اكاديمي
كما  ذكر  عن  نفسه   و اسلوبه   يفضح   = جهله = الصارخ   بتاريخنا .

ثانيا ـ لقد  كتب  السيد  ايوب  ؟  = حيث يتطرق الى كرسي أبرشية نصيبين والذي يعتبره الثاني من حيث تسلسل كراسي أبرشية كنيسة المشرق ويقول ( نصيبين وهي مدينة مهمة لأنها كانت مركز إشعاع ثقافي وديني عريق ) !! لكن وللأسف الشديد أن ما يؤخذ على المطران هنا هو عدم إعطاء هذه المدينة حقها ومكانتها الملائمة في إطروحته بالرغم من إعتبارها في التسلسل الثاني من بين أبرشيات كنيسة المشرق * وبإختصار شديد أورد للقارئ اللبيب نبذة مختصرة عن هذه المملكة ( نصيبين ) والتي عرفت بمملكة ( عصرونيا ) , وكانت هذه المملكة وعلى عهد ملكها - أبجر أوكاما - الأولى التي أمن شعبها بالديانة المسيحية وأقر دينا رسميا للمملكة ومن دون أدنى فرض بسبب سهولة تقبل وإستيعاب الشعب للفكر وللتعاليم المسيحية أولا وملائمتها للكثير من الأفكار والمعتقدات التي كان يؤمن بها الشعب الاشوري في نصبين ويعتنقها , حينها كان الملك الآشوري - أبجر أوكاما - قد أرسل وفدا لمقابلة السيد المسيح له المجد يدعوه فيها للعيش في مملكة نصيبي=
 A ـ  لقد  نقلت  النص  حرفيا  كي  يتحقق  القارئ ما  كتبه  غبطة  البطريرك ،  و  ما  هي النقاط   التي
ينتقدها  الكاتب  ايوب إ
B ـ لا  اعلم  ما  هو  اختصاص  السيد  ايوب ؟ طبعا هو  ليس  بمؤرخ  ،  لانه  يرتكب  اخطاء  تاريخية مخجلةإ
C ـ  نصيبين  لم  تعرف  بمملكة  عصرونيا و هو  يقصد  اسروهين .، و لكن  مدينة  اورهاي   اي  الرها  إ
D ـ طبعا  ابجر  اوكاما  كان  ملك  الرها و سكانها  السريان  الاراميين .
E ـ شعب  نصيبين  لم  يكن  اشوريا بل  سريانيا  اراميا . لقد  نزح  اهالي  نصيبين  الاراميين و من ضمنهم
مار  افرام  السرياني  حوالي  سنة  363م.و قد  شبه  مار  يعقوب  السروجي  مار  افرام  باكليل  الامة الارامية
كما  شبه   الرهاويات  بالاراميات .
F ـ الملك  ابجر  اوكاما  لم  يكن  اشوريا ،  و  لا  يوجد  اي  نص  سرياني  ذكر   ان  ملوك  الرها  كانوا   من
الشعب  الاشوري إ

   الفكر   الاشوري  السياسي   الذي  يزور  تواريخنا   يدعي  ان  الرها  و  نصيبين  اشورية  بينما  النصوص
السريانية  تثبت  ارامية   الرها   عاصمة  بيت نهرين . هل  على  الباحث  الاكاديمي  ان يعتمد  على  المصادر
العلمية   او  قرارات  بعض  السياسين ؟ هل   يحق  للكاتب  ان  ينتقد  هذه  النقاط في  اطروحة  غبطة
البطريرك ؟

ثالثا ـ  سوف  انقل  مقطعا  جديدا  للكاتب  ايوب = أما الكرسي الرابع الذي يذكره المطران دلي في إطروحته فكان لأبرشية ( أربيل ) والتي وكما يقول أنها تعني ( أبرشية آشور ) في نفس الوقت , وكان هذا في عام 410 . كما ويصادق عبر الإطروحة على أن أبرشية الكنيسة - آشور - تكونت من توحيد مطرانيتي أربيل والموصل التابعة لمقاطعة " حدياب " ( آشور المسيحية ) ....

أخي المطلع - الملفت للنظر هو أن سيادة المطران دلي لم يتطرق في بحثه هذا وهو بصدد الكراسي المطرانية لكنيسة المشرق الى أو عن وجود أي أثر لكرسي أو لمطران يرمز الى بلاد إسمها بابل ولا كلدو !!!! * انها ولمن المؤكد حقائق تاريخية ثابتة لا يجرأ أحدا المس والتلاعب بها والمزايدة عليها عبر إجتهاد شخصي أو ذاتي , خاصة وأن المطران في حينها كان في طريقه لنيل شهادة الدكتوراه =

A ـ هنالك  دراسات  عديدة  حول  تاريخ  الكنيسة  السريانية  الشرقية  مثل  كتب  الاب  المؤرخ  البير  ابونا
او  الاب  الراحل FIEY  . وجود  ابرشية  اشور  معلوم  من  الجميع  .
B ـ كل  بحث  اكاديمي   هدفه  نشر  الحقائق  التاريخية . غبطة  البطريرك  لم  و لن  يذكر  مطران  على
بلاد  بابل  او  كلدو إ  بكل  بساطة  لانه  لا يوجد  مصادر  تتكلم  عن  مطران بلاد بابل إو طبعا اطروحة غبطة
البطريرك تبحث  عن  الحقائق  .
C ـ  الى  السيد  ايوب  ؟  الجاهل  لتواريخنا ، ان  التسمية  بيت اراماي  اي  بلاد  الاراميين  قد  حلت  بدل
التسميات  القديمة  من  اكادية  و بابلية إ
D ـ لقد  كتبت  سيد  ايوب  ؟ في  السطر  الاخير  هنا  ، ان  لا احد  يستطيع  التلاعب  بتلك الحقائق،و ان
المطران  كان  في  طريقه  لنيل  شهادة  الدكتورا  إإإ  سيد  ايوب ؟  ان  اطروحات  الاباء  الافاضل لا  تزور
التاريخ ، لقد  قدمت  بنفسك  البراهين  على  نزاهة  اطروحة  البطريرك  و  صدقها  فهو  لم  يستخدم
تعبير  مطران  بلاد  اكاد   و  لا  ذكر  ان  الرها  اشوريةإ

   ملاحظة  اخيرة ،  نحن  لا  نفهم كيف  يسمح  لنفسه  السيد  ايوب ؟ نقد اطروحة  غبطة  البطريرك  وهو
السيد  ايوب ؟  غير  مختص  في  علم  التاريخ  ؟  هل  الشهادات   = الحزبية = هي  اقوى  و  اهم  من
الشهادات  الاكاديمية  ؟

   هنري  بدروس  كيفا
               

282
أولا - هل أسماء برصوميان و حداديان و يعقوبيان هي أرمنية أم سريانية ؟

 أ-  عدد كبير من العائلات الأرمنية اليوم تحمل هذه الأسماء السريانية و هي تجهل أن هذه الأسماء تشير الى هوية سريانية آرامية واضحة .

أفراد هذه العائلات يتكلمون اللغة الأرمنية منذ زمن ليس بالبعيد و هم يؤمنون بأنهم ينتمون الى الشعب الأرمني !

غايتي الأولى هي أن تتفهم هذه العائلات لما تحمل هذه الأسماء السريانية ؟

ب - أن يفسر أن إسم" يعقوب" هو من التوراة فليكن و لكن هنالك إسم أرمني مرادف و هو " هاغوب" و هو منتشر بين الأرمن بعكس إسم يعقوب أو يعقوبيان !

أو أن يفسر أن الشعب الأرمني كان يتعبد للقديس السرياني" برصوم " ؟

فالسؤال هو هل كان الشعب الأرمني يتعبد للإله " هدد " أو " حدد " الإله الأكثر شهرة و عبادة بين الآراميين السريان قبل إعتناقهم الديانة المسيحية ؟

ج - في القرنين السابع و الثامن عشر أرسلت فرنسا أعدادا كبيرة من سكان إفريقيا السوداء لإستغلالهم في الزراعة في جزرها و مستعمراتها في قارة أميركا !

بالرغم من وجود هذه الجزر ( مارتينيك و الغوادلوب ...) على بعد عدة ألاف من الكيلومترات فإنها أصبحت في القرن الماضي مناطق فرنسية و سكانها (أغلبية ساحقة من الأفارقة) يحملون الجنسية الفرنسية !

 لقد تعلم سكان تلك الجزر البرنامج الدراسي الفرنسي و النشيد الوطني الفرنسي و الأغاني القومية الفرنسية التي تفتخر بجذورهم الغالية أي إنتمائهم الى شعب !

 Gaulois و لكن مهما ردد سكان تلك الجزر بأنهم ينتمون الى شعب ال Gaulois فمن يصدقهم ؟

ثانيا - هل إسم " صليبا " يشير إلى هوية صليبية أم سريانية ؟

 كنت في لبنان منذ حوالي أربع سنوات و تعرفت على شاب لبناني من عائلة " صليبا " و كان هذا الشاب واثقا من نفسه و من معلوماته التاريخية فأكد لي أن إسم عائلته " صليبا " يشبه إسم عائلة " فرنجية " و هو يدل أنه من بقايا الصليبيين !

و عندما شرحت له أن إسمه لهو سرياني قاطعني قائلا " إشرح لي لما يوجد عدد كبير من عائلات صليبا في مدينة جبيل ؟

 أليس لأنهم من بقايا الصليبيين ؟ "

 و بالفعل يوجد عدد كبير من عائلات صليبا في جبيل و هذا ما لاحظته من خلال زيارتي الأخيرة الى لبنان و لكن إسم "صليبا "هو إسم سرياني و لا يدل على هوية صليبية للأسباب التالية :

أ - إن إسم " صليبا " هو إسم سرياني يعني الصليب و هو منتشر بين السريان المشارقة و المغاربة :

 سؤال هل العائلات من بيت صليبا المتواجدة في العراق تنتمي الى الصليبيين أم الى السريان ؟

ب - إن المصادر العربية و السريانية و اللاتينية التي تعود الى فترة "الحروب الصليبية " لم تستخدم إطلاقا تعبير " الصليبيين " و لكن " الفرنج " !

و كل إنسان يستطيع أن يتحقق في تلك المصادر !

ج - لا شك أن تعبير " الصليبيين " أي " les Croisés " هو من مخيلة الكاتب الفرنسي  Jules Michelet الذي نشر في بداية القرن التاسع عشر عدة كتب حول تاريخ فرنسا !

و كان علم التأريخ في بداية تطوره و تقدمه فهذا المفكر أطلق تعبير " les Croisades "على الحروب التي قام بها المقاتلون الفرنج لأنهم كانوا يضعون إشارة الصليب على ثيابهم !

و من يريد أن يطلع على كتاب هذا المفكر:

Les croisades: 1095-1270

 Par Jules Michelet

http://books.google.fr

د - إن تعبير " الصليبيين " هو من بداية القرن التاسع عشر و لم يكن موجودا في اللغة العربية !

بكل صراحة لا أعلم متى دخل تعبير" les Croisés " أي " الصليبيين " إلى اللغة العربية !

 إن إسم صليبا لا يشير الى الصليبيين أبدا لأنه كان و لا يزال إسما سريانيا يدل على إنتماء سرياني أي آرامي !

ثاثا - " سبريشوع" هو بدون شك إسم سرياني و لكن هل يشير هنا إلى هوية سريانية آرامية ؟

أ - السريان المشارقة ( أبناء الكنيستين الكلدانية و الأشورية اليوم )ينتمون الى الآراميين الذين إنتشروا في جنوب و وسط العراق في بداية الألف الأول ق0م . وبسبب سياسة السبي التي مارسها ملوك أشور ضد القبائل و الممالك الآرامية الثائرة , تفوق عدد الآراميين على الأشوريين في بلاد أشور نفسها !

و قد أطلقت على العراق القديم تسمية" بيت آراماي " أي بلاد الآراميين !

ب - مع إحترامي الشديد الى الكتاب السورايي الذين يغامرون في كتابة أبحاث تاريخية  - و أغلب الأحيان بدون معرفة منهجية البحث التاريخي - نراهم لا يفرقون بين مصدر و مرجع !

يتجاهلون هويتهم السريانية الآرامية التي تلاحقهم مثل ظلهم !

ج - لقد كان الآباء و الرهبان السريان المغاربة يأخذون - في أغلب الأحيان - أسماء قديسين لمعوا في تاريخ الكنيسة قبل الإنقسامات!

أي أسماء يونانية و هذه العادة لا تزال جارية حتى اليوم !

المطران السرياني الشهير أخسنيا( ؟ - 521م )  سوف يأخذ إسما يونانيا هو Philoxène ... الرهبان السريان المشارقة سيأخذون أسماء سريانية مثل " مشيحا زخا "أي المسيح إنتصر أو " سبريشوع"  أي أملي يسوع كما رأينا سابقا !

د - من هو الراهب " سبريشوع" ؟

 و ما هي هويته ؟

ذكر الأب المؤرخ البير أبونا في كتابه المهم " أدب اللغة الآرامية " الطبعة الثانية صفحة 170 " و هناك تاريخ سبريشوع و قد كتبه راهب إسمه بطرس 000 يروي قصة حياة هذا الجاثليق... و خلاصة ما جاء فيه أن سبريشوع ولد في نحو 520 , و كان راعيا للغنم في موطنه فيروزاباد في منطقة شهرزور التابعة لبيت كرماي ..." أي أن سبريشوع كان فارسيا و لا شك إتخذ هذا الإسم السرياني حينما أصبح راهبا!

الخاتمة

لا يوجد أي شك أن هوية كل من يحمل أسماء صليبا و صليبي هي سريانية آرامية  إن كان يعيش في مدينة جبيل أو أي مكان في هذا الكون !

المدهش أن باحثا في التاريخ هو كمال الصليبي كان يدعي بالهوية العربية مع أن مجرد إسمه العائلي هو أكبر دليل على جذوره السريانية الآرامية !

نتمنى على إخوتنا السريان الذين يدعون بالغيرة أن يتمسكوا بتاريخنا الأكاديمي لأنه يوحدنا و أن يبتعدوا عن التفسيرات غير العلمية!

فالحقائق التاريخية لا تبنى على " آراء " بعض الكتاب المغامرين و لكن على البراهين العلمية القاطعة !

على كل سرياني غيور أن يدافع عن هويته التاريخية الثابتة و ليس عن المفاهيم الخاطئة !

هنالك مئات الألوف من إخوتنا تجهل أو تتجاهل جذورها السريانية الآرامية متحججة " إتفقوا أنتم أولا على هويتكم ثم تعالوا و بشرونا ..."

283
شكرا للمشرف على الرأي الحر لأنه نشر مقالي في الصفحة الرئيسية
فهذا الموضوع هو فعلا مهم و إنني أعتبره قضيتنا الأولى !
أتمنى من المشرف أن يصحح كتابة إسمي و لا شك قد كتبه سهوا
هنوي عوضا عن هنري ...

284
           هل الإسم السرياني يدل دائما على هوية سريانية ؟
 إن أسماء برصوميان و برصومفيتش و برصوموف و Barsaumman
هي في الأصل أسماء سريانية , و هذا الإسم كان و لا يزال منتشرا بين
السريان الآراميين , و هو يعني " إبن الصوم " . هذا الإسم هو سرياني
 قلبا و قالبا أي في الشكل و المعنى !
     قبل نشر موضوعي أتمنى مشاركة القراء الكرام :
 أ - سؤال سهل : إلى أية هوية يدل إسم " صليبا " المنتشر بكثرة
   في مدينة جبيل التي إشتهرت في التاريخ الفينيقي و التاريخ الصليبي!
ب - سؤال صعب : إلى أية هوية يدل إسم " سبريشوع" و هو يعني
  باللغة السريانية " أملي يسوع " و هو إسم راهب إشتهر في الكنيسة
  السريانية الشرقية ( النسطورية ) !

285

" الذكرى المئوية الأولى لحرب الإبادة 1915م"
من هم " عسكر الخمسين " و ما هي مهمتهم ؟
قريبا سنقيم الذكرى المئوية الأولى لتعرض الشعوب الأرمنية و السريانية الآرامية و اليونانية لأول حرب إبادة عرفها التاريخ !
و من أجل الدقة التاريخية على القارئ أن يعلم أن أول شعب تعرض لحرب إبادة هو الشعب الأرمني الشقيق !
سوف أنشر عدة أبحاث حول هذا الموضوع المهم " سيفو أو حرب الإبادة GENOCIDE التي تعرض لها أجدادنا السريان خلال الحرب الكونية ( الأولى) !
هل تعلمون أن المؤرخين ظلوا في العشرينات و الثلاثينات من القرن الماضي يطلقون تسمية " الحرب الكونية" على المعارك التي دارت بين سنتي 1914 و 1918 م و لكنهم بعد إندلاع الحرب في نهاية سنة1939 صاروا يصفون الحرب العالمية بالأولى لأنهم خاضوا حربا عالمية كبرى ستعرف بالثانية !
الشعب الأرمني الأصيل و الشعب السرياني الآرامي الأصيل سيقيمان " الذكرى المئوية الأولى" و قد يتبعها في المستقبل البعيد " الذكرى المئوية الثانية ثم الثالثة..." سنناضل من أجل أن تعترف تركيا بحرب الإبادة و من أجل التعويضات ( الأملاك, الأراضي ,الكنائس...) فمن له أذنان سامعتان فليسمع !
أتمنى من كل سرياني و أرمني غيور أن ينشر و يوضح للآخرين ما هي حرب الإبادة التي تعرض لها أجدادنا لأن الكثيرين لا يعرفون و بالتالي لا يشعرون معنا بفداحة ما تعرض له أجدادنا الأبرياء !
أولا - أوضاع السلطنة العثمانية في بداية القرن العشرين .
أ - ضعف السلطنة و تلقيبها بالرجل المريض
في بداية القرن السادس عشر كانت السلطنة العثمانية من أقوى دول العالم فالسلطان سليم الأول ينتصر على المماليك في معركة مرج دابق سنة 1516م و يستولي على الشرق و بلاد مصر .
أما ابنه و خليفته سليمان الملقب بالقانوني فسوف يحتل مناطق عديدة من أوروبا :
صربيا ثم هنغاريا و أخيرا بلاد البوسنة و كرواتيا ... و في سنة 1529 م سوف يحاصر مدينة فيينا و لكنها ستصمد رغم تفوق الجيش العثماني ...في القرنين الثامن و التاسع عشر ستصبح السلطنة دولة ضعيفة لا تستطيع أن تدافع عن ممتلكاتها و لقبت بحق " الرجل المريض " في أوروبا فإستقلت اليونان و نرى جيوش علي باشا بقيادة إبنه ابراهيم باشا تنتصر في عدة معارك على جيوش السلطنة و لولا التدخل الأوروبي لوصلت جيوش مصر الى العاصمة الإستانة نفسها ...بدأت الدول الأوروبية (بريطانيا و فرنسا) تستولي على ممتلكات السلطنة :
عدن , الكويت , السودان , قبرص , الجزائر , تونس ...و كانت هذه الدول تؤمن الحماية للسلطنة العثمانية ضد الأطماع الروسية بإستعادة القسطنطينية و الوصول الى المياه الدافئة !
ب - التحالف الألماني العثماني
لقد إنتصرت بروسيا سنة 1871 م على فرنسا و حققت وحدتها الألمانية و إسترجعت بالقوة مقاطعات الألزاس و اللورين من فرنسا !
و قد أعلنت بروسيا في 18 كانون الثاني وفي قصر فرساي قرب باريس تحولها الى " إمبراطورية ألمانية " !
و قد أصبحت خلال بضعة سنوات من أقوى دول أوروبا عسكريا و إقتصاديا !
سنة 1908 نجحت جمعية أو حزب الإتحاد و الترقي في خلع السلطان عبد الحميد الثاني و عدلت الدستور العثماني و قد ألزمت المسيحيين في الخدمة في الجيش العثماني .
و لكن رغم المساعدات الألمانية فأن السلطنة ستفقد ليبيا سنة 1911 و ستخسر حروبها في البلقان سنة 1912 مما سيدفع حزب الإتحاد و الترقي الى إتباع سياسة جديدة و هي المعروفة ب Pantouranisme أي سياسة " تتريك "العثمانيين !
متوهمين أنهم يستطيعون النجاح في سياستهم كما فعلت بروسيا سنة 1871 !
ج - أسباب دخول السلطنة العثمانية في الحرب الكونية ( الأولى) لقد تأخر العثمانيون في إعلان إنضمامهم الى جانب الإمبراطوريتين الألمانية و النمساوية و كانوا يتوهمون أن تأخيرهم في دخول الحرب سوف يفاجئ الروس !
كان حزب الإتحاد و الترقي يخطط إلى :
أ - إسترجاع قناة السويس لأهميتها الإقتصادية و الستراتيجية .
ب - القضاء المبرم على الشعب الأرمني الذي إنتشر بين نخبه مناضلون يؤمنون بهويتهم الأرمنية و يرفضون ظلم السلاطين و سياسة التتريك...
ج - الرهان على إنتصار ألمانيا و الإستفادة من إندحار روسيا المرتقب و إسترجاع بعض المناطق في القوقاز التي كانت خاضعة لها سابقا !
ثانيا - ما هي خطة الحكومة العثمانية للقضاء على الشعب الأرمني ؟
أ - على القارئ أن يعرف ما هو الفرق بين التعبيرين " مجزرة " و " حرب إبادة " أي genocide . لقد عرف التاريخ القديم و الوسيط و الحديث مجازر عديدة و كانت بأغلبيتها الساحقة ضد فرق من الجيوش العدوة أو ضد جماعات مناوئة و قد تكون هذه المجازر مخطط لها كما حدث في مجزرة أبي فطرس سنة 749 م حيث قضى العباسيون على الأمراء الأمويين !
و قد تكون بعض تلك المجازر " ردة فعل " غير مخطط لها كما حدث لبعض الوحدات الأميركية التي كانت تحارب في الفيتنام...(تعرض الجنود لكمين في ضيعة فيتنامية و مقتل بعض المقاتلين كان يؤدي بعض الأحيان الى ردة فعل رفاقهم و الإنتقام من أهالي القرية (و لكن حرب الإبادة هي عمليات مخطط لها و على فترات زمنية عديدة من أجل قتل شعب بأكمله من نساء و أطفال و حتى الرجال الطاعنين في السن !
ب - الأرمن و حركة الإصلاح في السلطنة العثمانية كان الشعب الأرمني مشهورا بفن صناعة الذهب و الجلد و غيرها و كانت جالية كبيرة منهم قد إنتقلت الى إستنبول و سميرنة من أجل العمل في الصناعات و الإدارات و كان يقدر عددهم بحوالي 250 ألف نسمة !
رقي الشعب الأرمني دفعه الى المطالبة بالإصلاحات في عهد السلطان عبد الحميد الثاني فأمر بإرتكاب المجازر بهم بين سنتي 1894 و1896و قد ذهب ضحيتها عشرات الألوف من الأرمن و السريان الأبرياء !
و لكن بعد وصول حزب الإتحاد و الترقي و سياسة التتريك الظالمة للشعوب غير التركية , صار المفكرون الأرمن معرضين لسياسة القمع من السلطة و فريسة سهلة للعامة !
ج - إتهام الشعب الأرمني بالتعامل مع العدو الروسي ...لا شك هنالك تقارب مذهبي أرثودكسي بين الشعبين الروسي و الأرمني !
و كانت النخبة الأرمنية تعرف جيدا أن تقربها من روسيا سيكون حجة لإرتكاب مجازر جديدة بحق الشعب الأرمني كما حدث سنة 1909 في أضنة !
و قد عبروا عن إنتمائهم للسلطنة العثمانية و دعوا لها بالتقدم و الإزدهار ولكن في كانون الثاني سنة 1915 مني الجيش العثماني الهاجم في جبال القوقاز بخسائر فادحة سمحت للجيش الروسي في التوغل في أراضي السلطنة العثمانية عشرات الكيلومترات !
أسرعت الحكومة العثمانية بإتهام الشعب الأرمني بالتعامل و التسلح من قبل روسيا !
إن مجرد هذا الإتهام بالتعامل مع روسيا هو دعوة للشعب للإنقضاض على الأرمن !
د - إلقاء القبض على المفكرين الأرمن بين 23 و 24 نيسان سنة 1915 تم إلقاء القبض على بضعة مئات من المفكرين الأرمن (عددهم يتراوح بين 200 و 600) من سكان العاصمة إستبول و تم قتلهم لاحقا !
بعد القضاء على الرأس عمدت الحكومة العثمانية الى القضاء على الرجال الأرمن الذين يخدمون في الجيش العثماني في فرق خاصة !
و كان هؤلاء قد إنضموا الى الجيش العثماني منذ بداية الحرب و في أغلب الأحيان في فرق غير مسلحة تعمل في النقل أو تصليح الطرق !
بعض الشهود من السريان أو حتى من الألمان الذين كانوا يدربون الجيش العثماني يؤكدون أن الفرق الأرمنية في الجيش العثماني قد تم قتل جميع أفرادها غدرا !
بعد قتل النخبة من الشعب الأرمني و الغدر بشبابهم الذي يخدم في الجيش العثماني جاء دور النساء و الأطفال و المسنين !
ه - الإدعاء بنقل الأرمن من مناطقهم لقربها من الجبهة الروسية !
يعيش الشعب الأرمني منذ أكثر من 3000 سنة في أراضيهم التاريخية و قد إنتقلت بعض العائلات الى المناطق المجاورة كدياربكر و أورفا و كيليكيا .
نستطيع أن نلخص تواجد الشعب الأرمني في القسم الشرقي في السلطنة العثمانية في سبعة ولايات, أربعة منها قريبة من الحدود الروسية و هي :
طرابزون و فان و أرزوم و بتليس و ثلاثة هي بعيدة و أهمها دياربكر و خربوط ... لقد وجهت الحكومة العثمانية أوامر الى رؤساء الولايات و السناجق القريبة من الحدود الروسية أن يجمعوا سكان القرى في قوافل و نقلهم الى سوريا لقربهم من الجبهة !
ثالثا - كيف تم القضاء على بقايا الشعب الأرمني ؟
أ- هنالك عدة وثائق تاريخية كتبها شهود لتلك الحرب المشؤمة و أشهرها كتاب " القصارى في نكبات النصارى " بقلم شاهد عيان و هو في الحقيقة من تأليف الأب إسحق أرملة سنة 1919 !
في زيارتي الأخيرة للمكتبة التابعة للرابطة السريانية في بيروت وجدت كتابا جديديا عنوانه باللغة الفرنسية :
Documents concernant Mardine (1915). و هو من تأليف إذا صح التعبير السيد أو السيدة P.V.M. و هو كناية عن نشر عدة شهادات لأناس عايشوا تلك الأحداث ... هذه الشهادات تلقي الكثير من الأضواء حول كيف تم نقل النساء و الأطفال الأرمن ( أو بالأصدق كيف تمت عملية إبادتهم ...) نستطيع أن نترجم عنوان الكتاب الى اللغة العربية " وثائق تتعلق بماردين 1915م"
ب - هنالك ثلاث وثائق باللغة العربية ( اللهجة الماردينية ) مع ترجمة فرنسية لها و وثيقة مهمة باللغة الإنكليزية هي مذكرات للمايجور E.Noel ...سوف أعتمد على الوثيقة الأولى و عنوانها " ماردين كما أعرفها " من تأليف السيد ابراهيم كسبو1899-1987م ثم الوثيقة الثانية و عنوانها " مذكرات حول ماردين 1915 " و هي من تأليف السيد A.H.B. 1893-1989 ) الشاهد هنا لا يذكر إسمه الحقيقي .(
قبل الإجابة على الأسئلة حول " عسكر الخمسين " أحب أن أشير أن وثيقة السيد A.H.B هي أدق من وثيقة السيد كسبو لأنها في كثير من الأحيان تذكر إسم المسلح الذي أخبر عن كيفية القضاء على بعض القوافل !
ج - من هم عسكر الخمسين ؟
يذكر السيد A.H.B أن الحكومة العثمانية بعد القضاء على أرمن دياربكر أوكلت مهمة القضاء على الأرمن في ماردين الى ممدوح بك الذي سافر في أيار 1915 الى ماردين و إجتمع بزعمائه و شيوخها و طلب منهم ( صفحة 76 ) " كل واحد منكم عنده رجال لا يعرفون الرحمة يكونون قساة القلوب , يكونون ظالمين بدون رحمة , حتى نشكل عسكرا بسم عسكر الخمسين لاجل الفتك بالأرمن رجالا و نساء و هجرالعائلات ".
و في الصفحة 77 يذكر السيد A.H.B " زعماء عسكر الخمسين هم الشيخ نوري الأنصاري و طاهر الاأنصاري و فؤاد كرجيه... و مقدار الجنود خمس ماية جندي .
و الحكومة أسندت لهم حمل السلاح داخل البلدة و كانوا يراقبون رجال المسيحيين ..."أما السيد ابراهيم كسبو فهو يسميهم صفحة 24 " و إنتشر بالمدينة الشرطة و جنود المليس ( الميليشيا ) الذين البسوهم لتنفيذ هذه المجزرة الرهيبة "
د- كان أغلب الشباب و الرجال العثمانيين يخدمون في الجيش و بما أن أعداد الشرطة القليلة العدد لا تسمح لهم بمراقبة و جمع و نقل الأرمن في قوافل تتنقل خلال أيام طويلة فأوجودوا هذه الميليشيا التي عرفت بعسكر الخمسين , لا شك لأن أعمارهم كانت تقارب الخمسين !
ه - مهمتهم كانت واضحة جدا و هي في المرحلة الأولى جمع الرجال الأرمن ( حوالي 500 ) ثم نقلهم الى دياربكر و لكنهم سيقتلونهم جميعا بعد سلبهم و إهانتهم !
و كثير من الأحيان كان وجهاء ماردين المسلمين مديونين لبعض الأغنياء الأرمن فكانوا يحرصون على قتلهم للتخلص من ديونهم أيضا !
بعض الملاحظات حول تصرفات عسكر الخمسين :
أ - إنهم من سكان ماردين نفسها و هم جيران و بعض الأحيان شركاء للوجهاء الأرمن !
ب - رغم عشرتهم للأرمن و للسريان لسنوات طويلة و رغم أعمارهم فإن قلوبهم المتحجرة لم تشفق على النساء و الأطفال فقد فتكوا بهم بدون رحمة !
ج - إن عسكر الخمسين هو الذي قاد قوافل النساء و الأطفال نحو مناطق سكن العشائر الكردية للقضاء على من بقي حيا...
د - كل قافلة كانت بحوالي 500 من الشعب الأرمني بحراسة 150من الشرطة و عسكر الخمسين و تحت مسؤولية أحد الشيوخ و المهمة هي قتل الجميع بعد مسيرة ثلاث أو خمسة أيام !
و لكن الطمع بالمغانم ) الذهب و الساعات ...) و حتى الثياب كان يدفعهم الى الإنقضاض على النساء و الأطفال و الطاعنين في السن بعد خروجهم من ماردين بثلاث ساعات و يحرقون الجثث لإخفاء جريمتهم الشنيعة !

_________________

286
"ما هو المعنى الحقيقي للإسمين جبرائيل و عزرائيل؟"

الى صديقي الجبار غابي غلو !

بعض السريان يدعون العلم و الأدب و الشعر و الدفاع عن الهوية الآرامية و لكنهم يقبلون كل تسمية مزيفة لهوية السريان الآراميين.

أنت لا تدعي العلم و الأدب و لكن مكتبتك مليئة بالمراجع حول الآراميين مما سمح لك في نشر تاريخهم و الدفاع عن هويتهم !

أرجو أن تقبل مني هذا المقال البسيط عربونا لتقديري الكبير لغيرتك الحقيقية في الدفاع عن تاريخنا و هويتنا الآرامية !

مؤخرا نشر الباحث د0 عامر الجميلي تعليقا يؤكد فيه أن أسماء جبرائيل و عزرائيل هي آرامية!

فهذا الباحث المسلم يعرف أنها آرامية بينما الأكثرية الساحقة من المسيحيين في الشرق (أحفاد السريان الآراميين) لا يزالون يجهلون هذه الحقيقة !

أولا - من هما جبرائيل و عزرائيل ؟

أ - لقد ورد ذكرهما في أسفار التوراة :

جبرائيل هو ملاك حارس باب الجنة و عزرائيل هن ملاك الموت.

هنالك كثير من الغموض في التوراة حول هؤلاء الملائكة !

ب - لقد توضحت أكثر وظيفة هؤلاء الملائكة من خلال ما ذكرت الأناجيل الأربعة فجبرائيل أو جبرايل هو مرسل من عند الله و هو الملاك الذي بشر بحبل مريم العدرا !

و عزرائيل أو عزرايل هو ملاك الموت الذي يأخذ أرواح البشر !

ج - القرآن الكريم يتكلم عن عزرايل و وظيفته و لكن بدون ذكر إسمه و لكنه ذكر في عدة سور الملاك جبرايل !

هذه اللمحة الصغيرة هي كي يفهم القارئ أن أقدم ذكر لهذه الأسماء قد كانت في أسفار التوراة.

و طبعا مع إحترامي لكل الديانات فإن هدفي هو إثبات أن هذه الأسماء هي آرامية !

ثانيا - تطور الدراسات حول التوراة

أ - على القارئ أن يعرف أن أسفار التوراة قد دونها اليهود بين القرنين السادس و الأول قبل الميلاد.

و هنالك شبه إجماع أن اليهود قد بدأوا في تدوين أسفار التوراة في بابل بالذات (بعد سبي بابل الثاني حوالي 587ق0م).

للأسف بعض الناس يتوهمون أن أسفار التوراة هي وثائق تاريخية قديمة جدا و بالتالي هي أقدم من الكتابات الآرامية التي تعود الى القرن التاسع ق0م .

ب - لقد نشطت الدراسات حول أسفار التوراة منذ عهد النهضة في أوروبا ( إنتشار الطباعة, الإنقسامات الكنسية التي أدت الى نشوء كنائس وطنية تصلي بلغاتها الأم و ليس باللغة اللاتينية و هذا مما أدى الى ترجمة التوراة الى لغات أوروبية عديدة و الى مزيد من الدراسات حول التوراة !

ج - إن فك رموز الكتابة المسمارية سيساعد كثيرا العلماء في دراسة ما ورد في أسفار التوراة و التحقيق في رواياته.

و منذ أواخر القرن التاسع عشر بدأ العلماء يرددون أن حكاية الطوفان في التوراة هي نقل لما ورد في أسطورتي الخلق و كلكامش في العراق القديم !

و لكن ليس كل خبريات التوراة هي أسطورية وهنالك أمثال عديدة تسمح لنا أن نتحقق في ما ورد فيه!

حكاية الملك داود الذي ينغرم بإمراة قائد " حثي " يخدم في جيشه لهي مشهورة جدا!

و كان العلماء حتى أواسط القرن التاسع عشر لا يعرفون ما معنى " حثي " أو أين كان يسكن هذا الشعب !

و لكن بعد فك رموز الكتابة الهيروغلوفية و المسمارية صاروا يعرفون أكثر عن الحثيين و بطريقة غير مباشرة يدققون في روايات التوراة !

د - قسم كبير من المسيحيين لا يزالون يؤمنون أن الله خلق أدم و أن حواء هي من ضلع أدم أي أنهم لإيمانهم الشديد يصدقون كل خبريات التوراة مع العلم أن الكاثوليك منذ مجمع الفاتيكان الثاني سنة1962 صاروا يفسرون أن حكاية أدم و حواء هي قصة رمزية !

ه - الموضوع ليس إذا كانت كتب التوراة و الأناجيل و القرآن هي موحاة أو منزلة من عند الله و لكن دراسة منهجية حول ما ورد فيها:

*في دراسة قيمة للباحث إدوارد ليبنسكي يؤكد فيها أن حروف العلة لم تكن موجودة في اللغة الآرامية القديمة فكلمة " ܕܒ " كانت تعني الدب و الذئب و قد أخطأ بعض المترجمين في تفسيرها !

*أما الباحث أندري لومير فقد أشار الى أن حرف الدال و الراء في اللغة الآرامية كان يكتب " ܖ " أي بدون نقطة!

و هذا مما خلق مشكلة للتفريق بين الآراميين و الآدوميين إذ ورد الإسم " ܐܖܡ ".بعض الترجمات تتكلم عن الآدوميين بينما النص الأصلي يقصد الآراميين !

ثالثا - ما هي البراهين التي تثبت أن أسماء جبرائيل و عزرائيل هي آرامية ؟

هنالك عشرات المجلات العلمية المتخصصة في دراسة التوراة و بشكل عام تردد أن الأسماء التي وردت في أسفار التوراة هي " عبرية أو من التوراة " أو باللغة الفرنسية " c'est un nom biblique ".التعبير غير دقيق لأنه من الصحيح أن يقال أنها وردت في أسفار التوراة و لكنها في كثير من الأحيان هي أسماء آرامية كانت موجودة عند الآراميين حوالي 300 سنة قبل أن تدون في أسفار التوراة !

أ - النبي حزئيل اليهودي و الملك حزئيل الآرامي !

عاش النبي حزئيل او حزاقيل في بداية القرن السادس ق0م و يعتقد أنه عاش في مدينة بابل خلال السبي البابلي الثاني .

و أغلبية الدراسات القديمة و المعاصرة تذكر أن حزئيل هو إسم عبراني أو إسم ورد في أسفار التوراة !

في بداية القرن العشرين إكتشفت في سوريا نصبا قديما محطما عرف فيما بعد بنصب ذاكور ملك حماة !

و قد ورد في النص الآرامي الجملة التالية " برهدد بر حز' ل ( حزائيل )" و معناه " برهدد إبن حزائيل ( ملك آرام = سوريا الشهير )" و هنالك نص آرامي أقدم وجد على قطعة من سراج حصان مكتوب عليها " " هذا ما قدمه هدد لسيدنا حزائيل في عمق في السنة التي إجتاز فيها النهر ".

هذه الإكتشافات الآثرية تثبت لنا أن إسم حزائيل هو آرامي و معناه "الإله إيل يرى ".

و الملك الآرامي حزائيل عاش في القرن التاسع ق0م أي حوالي 270 سنة قبل النبي حزقيال !

ب - جبرائيل إسم عبري أم آرامي ؟

إنني لا أعرف إذا ورد إسم جبرائيل في النصوص الآرامية القديمة و لكنني أستطيع أن أؤكد أنه إسم آرامي لأنه يعني " جبار الإله إيل " و قد يكون يعني " رجل الإله إيل "ملاحظة مهمة جدا لقد درجت العادة أن يترجم هذا الإسم إلى " رجل الله ".

و هذه ترجمة غير أمينة و غير علمية لأن " إيل " كان إلها وثنيا يعبد عند الآراميين !

ربما لأن الإنجيل يفسر إسم " عمنوئيل " ب " الله معنا ". بينما الترجمة الصحيحة هي " ܥܡܢ 'ܠ" أي الإله إيل معنا".

ج - ما معنى " عزرائيل " ؟

يجب ألا نخلط بين " عزرائيل " و " إليعازر " الذي ورد ذكره في الإنجيل !

و لكن الإسمين قريبين جدا و لهما نفس المعنى !

هذا إسم آرامي صريح و هو يعني " ܥܕܪ' ܠ " أي " يساعد إيل " و الإسم الثاني " 'ܠ ܥܕܪ " أي الإله إيل يساعد "! لا شك إن القارئ قد سمع بالملك الآرامي الشهير " ܗܕܕ ܥܕܪ " أي " الإله هدد يساعد " و قد ورد ذكره في نص أكادي يذكر أسماء الملوك الذين حاربوا الأشوريين في معارك فرقر 853 ق0م.

الخاتمة

نحن نعلم من خلال الإنجيل أن الأسماء الآرامية كانت منتشرة بين اليهود مثل " توما " و " مرتا " و غيرها . نحن لا نعرف إذا كانت هذه الأسماء منتشرة سابقا بين الآراميين , و لكننا نعرف أن أسماء حزائيل و جبرائيل و عزرائيل كانت منتشرة بين الآراميين و أن اليهود قد أخذوا هذه الأسماء من الآراميين و هذا مما يدعونا الى النظر الى علاقة القربى بين اليهود القدامى و الآراميين !

لقد ورد في المصادر السريانية و اليونانية عدة أخبار عن مطارنة إسمهم " بر حدد " !

أي رغم مرتبته المسيحية الدينية فإنه يحمل إسما آراميا وثنيا معناه " إبن الإله هدد "!

السؤال الذي يطرح هو هل إنتشار إسم " جبرائيل / جبرايل / جبرا و جبران " هو بفضل وجودها في الإنجيل أم هي أسماء آرامية ؟

و هل إسم " حزقيا " المنتشر بين إخوتنا السريان الموارنة هو بفضل النبي اليهودي حزائيل أم الملك الآرامي (أي السرياني) حزائيل ؟

_________________

287
برهان جديد على صمود اللغة السريانية بين السريان الموارنة



بدأت بعض المؤسسات الثقافية المارونية تجاهر بإنتمائها الآرامي و بمطالبتها بتعلم لغتها الأم و هي اللغة السريانية الآرامية. من المؤسف أن السريان الموارنة لم يعطوا اللغة السريانية حقها الطبيعي و لم يعلموها إلا في بعض الجامعات و الأديرة و من المؤسف أكثر أنهم لم ينتبهوا الى أهميتها .

أولا - أهمية اللغة السريانية

أ - اللغة هي وعاء الأمة : كثيرون من السريان الموارنة لا يشعرون بإنتماء عربي و يرفضون سياسة التعريب بترديدهم " نحن لسنا عربا !" الشعب اليوناني ليس عربيا و إذا سألت يونانيا عن جذوره فمن الطبيعي أن يقول "أنا يوناني ". على السريان الموارنة تقع مسؤولية و واجب إعادة تدريس اللغة السريانية لأنها لغتهم الأم .

ب - أغلبية الموارنة لا يعيرون أهمية لجذورهم السريانية الواضحة و كثيرون يتجاهلون إسمهم السرياني فيقولون أنهم " موارنة بدل سريان موارنة ". البعض يعتقد أنه ينتمي الى الشعب الكنعاني الفينيقي و آخرون يؤكدون أنهم ينتمون الى " شعب لبناني أصيل " و بالتالي هم لبنانيون.

ج - لا يوجد شعب لبناني أصيل و لكن شعوب عديدة لعبت دورا مهما في تاريخ لبنان و هم الشعب الكنعاني الذي أطلق عليه اليونانيون تسمية" الشعب الفينيقي" ، ثم الشعب الآرامي الذي كان متواجدا في شرقنا الحبيب و كان شمال لبنان خاضعا لدولة حماة الآرامية و لبنان الداخلي ضمن مملكة بيت رحوب الآرامية . لقد صهر الآراميون بقايا الكنعانيين و هذا واضح من أسماء المناطق و القرى في لبنان فأغلبيتها لا تزال حتى اليوم أسماء آرامية : بعبدا - فالوغا - عينطورا - زحلة - رشعين- شتورا (أسفل الجبل) و بيت شباب التي تعني بيت الجيران .

د - السريان الموارنة يستخدمون الكثير من الكلمات و التعابير السريانية يوميا و لكنهم يجهلون أصول هذه الكلمات. شرح لي مدير أحد البنوك أهمية علاقته مع " زبائن" البنك و وردت كلمة " زبون" ثلاث مرات في حديثه . و عندما أراد أن يعرف عن أهمية البحث التاريخي بوجودنا المسيحي في الشرق قلت له : لقد إستخدمت أمامي ثلاث مرات كلمة " زبون" و أنت - بدون شك - تجهل أنها كلمة غير موجودة في اللغة العربية و هي كلمة سريانية آرامية كما أننا نستخدم مئات التعابير السريانية بدون معرفتنا .

ثانيا - قاموس سرياني - سرياني في جبل لبنان لقد أعادت " طيباين" نشر مقال ثقافي من جريدة النهار الصادرة اليوم ،

محفوظاته باللغات السريانية والكرشونية والعربية والفرنسية واللاتينية والانكليزية... والالمانية متحف دير مار يوحنا مارون في كفرحي سقفه من خشب الأرز " من الممكن الإطلاع عليه على الرابط

http://www.annahar.com/content.php?p...tahkik&day=Mon


ورد في المقال الخبر التالي "وفي المخطوطات: قاموس سرياني - سرياني وضعه جرجس بن يوسف الكرمسدّاني (نسبة الى مسقط رأسه بلدة كرم سدّة. قضاء زغرتا) وذلك السنة 1619 بعدما استغرق تأليفه نحواً من ثلاثين عاماً، كما يقول المؤلف في نهاية القاموس الذي يبلغ وزنه نحواً من 12 كلغ."

أ - من الممكن مشاهدة القاموس في الصور على الرابط من جريدة النهار .

ب - إن اقدم قواميس سريانية تعود الى القرن العاشر الميلادي و قد قام بتأليفها العالم السرياني الشرقي إبن علي و القاموس الثاني هو من تأليف حسن بن بهلول و هو أيضا من السريان المشارقة) النساطرة.( لقد طبع العلماء هاذين القاموسين في القرن التاسع عشر مما سمح للباحثين في السريانيات أن يستفيدوا من هذه القواميس.

ج - أهمية هذا القاموس القديم / الجديد . بصراحة هذه أول مرة أسمع بوجود هذا القاموس و لا شك أنه لا يزال مخطوطا فهو كنز لا يثمن خاصة و أن مؤلفه سرياني ماروني من شمال لبنان . دراسة هذا القاموس سوف تسمح للباحثين أن يتعرفوا أكثر على جذور اللهجة اللبنانية . أمنيتنا أن تتألف لجنة كي تدرس طباعة هذه المخطوطة لأهميتها اليوم .

د - صمود اللغة السريانية في جبال لبنان إنتشرت معلومات غير صحيحة حول إندثار اللغة السريانية بعد دخول العرب الى شرقنا الحبيب . البعض يدعي أن اللغة السريانية إندثرت في القرن السابع و هذا غير صحيح لأن السريان قد حافظوا على لغتهم حتى القرن الثاني أو الثالث عشر الميلادي . و قد إستطاع السريان الموارنة في الحفاظ على لغة آبائهم حتى القرن السابع عشر و في بعض المناطق الى القرن الثامن عشر. كذلك إستطاع السريان في الحفاظ على لغتهم الأم في جبال حكاري مستفيدين من وعورة الجبال . لقد أمضى جرجس بن يوسف من ضيعة كرم سدة حوالي 30 سنة لتأليف قاموس سرياني - سرياني لهو برهان جديد أن السريان الموارنة كانوا محافظين على لغتهم الأم في بداية القرن السابع عشر الميلادي !


هنري بدروس كيفا

288
                  " الويل لأمة لا تحترم علمائها ..."
 كلمات بسيطة و بكل محبة الى إخوتنا الكلدان
 لا يوجد لغة كلدانية في التاريخ القديم و لا يوجد أي عالم متخصص في
تاريخ اللغات الشرقية قد ذكر لغة كلدانية !
 قاموس المطران أوجين منا هو قاموس سرياني و ليس كلداني !
 هل ستخونون كل عالم أو باحث كلداني في السريانيات لأنه يستخدم
الإسم الصحيح ! ألم تتعلموا من تجربة إخوتنا الذين يدعون بوجود لغة
أشورية ؟
 الأخ مايكل الموقر لن أدافع عن هويتنا السريانية الآرامية التي تتجاهلها
و لكنك كتبت "  ولكـن التأريخ ليس حـراً  "! إنني أوافقك تماما و لذلك
أرجو أن تحترموا جميعا غبطة الكردينال  مار عمانوئيل الثالث دلي
فهو درس التاريخ و يعرف جيدا أن لغته الأم هي السريانية !
و طبعا هو ليس الوحيد لأن كل الباحثين يؤكدون أن اللغة هي سريانية 
 الباحث " الوحيد " الذي يدعي بوجود " لغة كلدانية " و بوجود " شعب
كلداني " في عصور ما قبل التاريخ هو الفنان عامر فتوحي !
   من المؤسف حقا أن اللغة السريانية سببا للخلافات بدل أن تجمعنا
جميعا أمام التحديات !
   

289
                               " لا حياة لمن تنادي "
لأخ برديصان الموقر
  لو كان الأستاذ حبيب أفرام أو الرابطة السريانية يستطيعون التأثير على
إخوتنا الموارنة لكانوا شرعوا بتدريس هذه اللغة السريانية منذ أكثر من 30 سنة ! للأسف لهم فلا رجال الدين يهتمون بإعادة تدريسها
 و لا الأحزاب المسيحية اللبنانية ترى فائدة تعليمها !
     المضحك المبكي أن الناجين من الشعب الأرمني من حرب الإبادة
كانوا بأغلبيتهم يتكلمون اللغة التركية قبل الحرب العالمية الأولى ! و لكنهم بنوا المدارس و علموا أولادهم اللغة الأرمنية التي ساعدت الشباب
الأرمني أن يحافظ على هويتهم الأرمنية الأصيلة !
   الموارنة في لبنان يملكون جامعات و معاهد و مدارس راقية و هم
ليسوا بحاجة الى قرار من الحكومة و لكنهم بحاجة الى قرار من العقل !
فالموارنة هم سريان آراميون مثلنا و لغتهم الأم هي اللغة السريانية و كتب
الصلاوات عندهم كانت حتى أواخر القرن السادس عشر باللغة السريانية.
   

290
ما هي لغة الموارنة القديمة؟
أهدي هذا المقال الى جميع الأخوة الموارنة الذين يناضلون مثلنا لإحياء اللغة السريانية بين جميع مسيحيي لبنان بشكل خاص و بين مسيحيي شرقنا الحبيب بشكل عام .

قبل ذكر الجواب البديهي العلمي أحب أن أؤكد أن ما أذكره قد وقع فعلا لي و نظرا لإلحاح بعض الإخوة سوف أنشر هذا الموضوع و إنني أكيد أن رفاقي ( 1978) في الجامعة اللبنانية الفنار يتذكرون هذا الموضوع ...

أخيرا الغاية الأولى هي النقد البناء ...

كما أن لي هدف غير مباشر و هو الرد على أحد الإخوة الذي ذكر لي " لما تقول أن الدكتور صوما هو باحث أكاديمي نزيه !

فكل باحث في التاريخ يجب أن أكاديميا ..." سأسرد حادثة وقعت معي تثبت أن بعض الباحثين يزيفون التاريخ من أجل مبادئهم السياسية .

أولا : ما هو الموضوع الذي و بعد 34 لا يزال عالقا في ذاكرتي ؟

* سنة 1978 كنت في السنة الثانية في قسم التاريخ و كان عندنا سبع مواد إو مواضيع تاريخية في برنامجنا الدراسي.

كان رئيس قسم التاريخ بنفسه يلقي علينا درس تاريخ لبنان الوسيط .

و كنا نهتم كثيرا في هذا الموضوع لأن استاذنا الدكتور (...) كان رئيس قسم التاريخ و كان من المؤيدين لأحد أكبر الأحزاب اللبنانية المسيحية في ذلك الوقت !

* لقد ركز كثيرا الدكتور (...) على موضوع الإختلافات بين العرب القادمين الذين إحتلوا أراضي لبنان حسب قوله (الإسم التاريخي في ذلك الوقت لتلك المنطقة كان فينيقيا الأولى أو فينيقيا الساحلية ) و سكان لبنان و كان يسميهم تارة الموارنة و طورا السكان الأصيلين .

* الإختلافات الرئيسية هي كما كتب على اللوح : الديانة الإسلامية للعرب و الديانة المسيحية لسكان لبنان , ثم الجغرافيا العرب قادمون من الصحراء بينما سكان لبنان يعيشون في مناطق جبلية دفعتهم للدفاع عن حريتهم !

* هل يرى القارئ إختلافا جوهريا بين العرب و" الموارنة " سنة 636م؟

أنا السرياني الشاب ( 22 سنة ) الطالب الجديد في علم التاريخ رفعت يدي و قلت و بكل ثقة " يا أستاذ هنالك إختلاف جوهري و هو اللغة فالعرب يتكلمون اللغة العربية بينما الموارنة يتكلمون اللغة السريانية !".

لم يعلق الأستاذ على ما أنا ذكرت و لا أعرف إذا رفاقي قد نقلوا تعليقي أم لا ...

ثانيا : المشكلة إمتحانات آخر السنة ( صيف 1978 )!

* مثل الوزنات ... كل إنسان عنده مواهب عديدة كما ورد في الإنجيل :

منهم عشر وزنات و منهم خمس وزنات و أخيرا وزنة واحدة فقط .

لقد كنت أشعر في تلك السنة أنه يجب أن أنمي معرفتي في التاريخ و أحصل على علامات عالية تسمح لي أن أكون من المتفوقين كي أكمل تحصيلي العلمي في فرنسا.

* كانت مادة " تاريخ لبنان الوسيط " تأخذ مني كثيرا من الوقت ربما لأن أستاذي الدكتور (...) له نظرة سياسية لتاريخ لبنان أكثر من أن تكون أكادمية فطبعا لم يذكر يوما أن الموارنة هم سريان و عندما تكلم عن المردة لم يذكر أيضا أن علمهم كان رسم صليب مكتوب عليه باللغة السريانية " بك نطعن أعدائنا "!

* عندما كنت أراجع دروسي وقع نظري على موضوع " الإختلافات بين العرب و الموارنة " و فجأة تذكرت أن أستاذي لم يعلق أي لم يؤيد و لم ينف مما دفعني أن أسأل نفسي " و إذا طرح نفس الموضوع في الإمتحان ماذا تجيب يا هنري الشاطر ؟ ".

أعتقد أن من يعرفني عن كثب يعرف ما هو الجواب !

* حظي السعيد !

نعم ثم نعم السؤال مطروح في أسئلة الإمتحان و قد أجبت كل ما علمنا إياه الأستاذ (...) و قد ذكرت أيضا (أنظروا كم كنت شاطرا) أن الموارنة كانوا يتكلمون السريانية لغتهم الأم بعكس العرب!

هدفي كان بسيطا جدا (ليس فقط النجاح كما كان يفكر غالب الطلاب) و لكن الحصول على أعلى علامة ممكنة!

* هل كان حظي تعيسا أم أن أستاذي (...) لم يكن نزيها!

لقد نجحت في ست مواد و حصلت على أعلى علامة في ثلاث مواد و ثاني علامة في ثلاث مواد و لكنني رسبت في مادة " تاريخ لبنان الوسيط "!

و هذه كانت المرة الوحيدة التي أسقط فيها خلال دراستي في الجامعة اللبنانية (4 سنين ليسانس و سنتين ماجيستر).

* لقد أجبرت في نهاية صيف 1978 على إعادة تقديم إمتحاني في مادة تاريخ لبنان الوسيط و بالرغم من تمضية الصيف في التحضير فإنني كنت خائفا أن يسأل مرة ثانية حول هذه المواضيع الحساسة التي يحاول الموارنة تجاهلها !

الشكر لله لقد نجحت في الإمتحان الثاني و أشفق علي أستاذي (...) و أعطاني علامة 50 على مائة أي أقل علامة حصلت عليها في الجامعة !

الخاتمة
سألني صديقي : " هل تكلمت مع أستاذك و شرحت الأمر له ؟ "

لقد كنت حزينا جدا لحصولي على هذه العلامة 50 على مئة و لكنني لم أشعر بالرغبة في فتح الموضوع مع ذلك الأستاذ ربما لأنني كنت في تلك الفترة مؤمنا مسيحيا متشددا.
لقد حققت الكثير من أهدافي و كنت من المتفوقين في قسم التاريخ و حصلت على منحة دراسية (دكتورا دولة لخمس أعوام) و سافرت الى باريس في نهاية سنة 1982 و كنت أذهب الى الكنيسة المارونية في قلب باريس .

و قد إلتقيت في صالون الكنيسة بعدة أساتذة لي و طبعا سلمت عليهم بحرارة لأنهم كانوا يطلبون لقائي!

في أحد الأيام كنت في صالون الكنيسة و إذا بي ألتقي وجها لوجه بأستاذي الدكتور (...) و طبعا مررت بالقرب منه بدون أن أسلم عليه لأنني تعرفت في جامعة السوربون على أساتذة أمينين لعلم التاريخ !

أخيرا ما هو الجواب على السؤال " ما هي لغة الموارنة القديمة ؟ "

الجواب العلمي هو اللغة السريانية و أكثرية ساحقة من الموارنة تتجاهل هذه الحقيقة ربما لإخفاء تخاذلها في تعليم اللغة السريانية ( على الأقل ) في مدارسها الخاصة!

أشكر الله بأنني تعرفت على عشرات الشباب من الموارنة الذين تعلموا اللغة السريانية و يعلموها بدورهم و هم يؤمنون بأننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و لنا لغة أم واحدة هي اللغة السريانية الآرامية!

291
هل كل المصادر القديمة هي صادقة ؟



لقد طرحت مؤخرا هذا السؤال :

"ما هي العلاقة التي تربط أسماء هاتين المدينتين :

الأولى " إديسا" في بيت نهرين أي الجزيرة و اسمها السرياني" أورهوي ܐܘܪܗܝ" و العربي "الرها" و حاليا و بالتركية" سانلي أورفا " و الثانية مدينة " اللاذقية " على الساحل السوري ؟"

 طبعا الجواب الصحيح هو الرابط الذي يجمع هاتين المدينتين إديسا و اللاذيقية هو الملك سلوقس نيكاتور الذي أعطى للمدن الشرقية أسماء يونانية ربما لتشجيع الشعب المقدوني للعيش في تلك المدن !

  بعض التعليقات التي تسلط الأضواء على هذه الحقبة المهمة من تاريخ شرقنا الحبيب :

 أولا - من هو سلوقس الأول نيكاتور 358-281 ق0م ؟

أشهر قواد الإسكندر المقدوني و قد لقب بنيكاتور و هي كلمة يونانية تعني المنتصر بسبب كثرة إنتصاراته العسكرية .

 بعد موت الإسكندر أراد قادة الإسكندر الحفاظ على وحدة إمبراطوريته الواسعة و لكنهم تقاسموا أملاكه فعليا و قسموها الى أربعة أجزاء متناحرة !

سلوقس الطموح لم يحصل على شيئ و لكنه عين قائدا لفرقة من الخيالة فشارك بقوة في المعارك الدائرة بين قادة الإسكندر و إستطاع أن يصبح مرزبان ولاية بابل حوالي سنة 319 ق0م و لكنه حكم بابل بين 317 و 311 ق0م تقريبا .

و كان همه الحفاظ على ممتلكات الإسكندر الشرقية و لكنه أضطر على ترك الهند و الحفاظ على إفغانستان كي يحارب بقية قادة الإسكندر في سوريا و كيليكيا .

لقد تزوج ربما بطلب من الإسكندر من أميرة فارسية إسمها " أفاما " ستلد له إبنا أنطيوخوس و إبنتين هما هما"  " .

 Laodice and Apama  و يبدو أنه تزوج مرة ثانية في حوالي سنة 300 ق0م من Stratonice من أجل تقوية التحالف ضد البطالسة في مصر و قد جلبت له إبنة إسمها "  Phila " يبدو إنها الإبنة الوحيدة التي عرف إنها تزوجت بعكس  " أفاما و لاوديسي "هذا الرابط هو حول شجرة عائلة سلوقس و هو مفيد

      genealogy of Seleucus I Nicator:

http://www.seleucid-genealogy.com/Seleucus_I.html

 ثانيا -  مهما كانت المصادر قديمة يجب أن نطبق عليها نقدا داخليا .

 أ - نحن لا نلوم أحدا إذا كان ينقل نصوصا من هنا و هناك و يخلط النصوص الأمينة بمراجع غير علمية و يتوهم أن آراء فلان هي أصدق من مصادر تاريخ شعب ما !

ب - بعض القراء لا يميزون بين مصدر و مرجع أو كيف يكون أحد المؤرخين مصدرا و مرجعا في نفس الوقت :

تاريخ ميخائيل الكبير هو"مصدر" مهم لتاريخ السريان و علاقتهم مع الفرنج في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي و يعتبر تاريخه " مرجعا " لما حدث للشعب السرياني الآرامي في القرنين الخامس و السادس الميلادي !

تاريخ يوحنا الأفسسي الذي عاش في القرن السادس هو مصدر أهم بكثير من تاريخ ميخائيل الكبير لأنه يكتب عن أمور حدثت حوالي 700 سنة قبله !

ج - إنني أتذكر أن بعض مؤرخي السريان من القرن التاسع الميلادي و تواريخهم منشورة في الأعداد الأولى من مجلدات C.S.C.O في بداية القرن العشرين حيث تناقلوا أن " سلوقس قد بنى عدة مدن في الشرق و سماها Edessa على إسم إبنته  و Laodice  على إسم إبنته ...."

د - أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ الرها يذكرون أن إسمها اليوناني Edessa هو تيمنا بعاصمة المقدونيين القديمة Edessa التي لا تزال موجودة حتى اليوم !

 السؤال هو هل نصدق المصادر السريانية التي تذكر أن المدينة قد سميت Edessa على إسم إبنته !

أو بعبارة ثانية من أين نقل المؤرخون السريان هذه الفكرة " أن للملك سلوقس إبنة إسمها Edessa ؟ "

علما أن كل المؤرخين اليونان القدامى لم يذكروا أبدا وجود إبنة إسمها Edessa !

ه - بعض المتطفلين على التأريخ يعتقدون أن الباحث الأكاديمي يستخدم المصادر التي تؤيد فكرته و يستبعد المصادر التي تعاكس فكرته. إنني لست باحثا متخصصا في المصادر اليونانية و لكنني لم أجد أي مؤرخ يوناني قد ذكر أن Edessa هو إسم إبنة لسلوقس

و - المصادر السريانية من القرنين الثامن و التاسع الميلادي هي غير صادقة حول علاقة إسم Edessa مع الملك سلوقس لأنها بعيدة جدا عن الحدث ( حوالي 1000 سنة ) و لكنها مصادر مهمة لتاريخ شرقنا في القرنين الثامن و التاسع الميلادي :

 مثلا  أن أقدم النصوص التاريخية العربية تعود الى بداية القرن الثامن الميلادي و قد ذكرت أن المسلمين قد إستولوا على جزيرة رودوس ( الجزيرة الواقعة بالقرب من الشاطئ التركي ) بينما نرى في تاريخ تيوفيل الرهاوي أن جيوش المسلمين قد إستولت على جزيرة إرواد الواقعة قرب الشاطئ السوري .

 لقد خلط المؤرخون العرب بين جزيرتي رودس و إرواد !

ز - أخيرا إذا كانت بعض المصادر القديمة غير صادقة في سرد بعض الوقائع القديمة فهذا لا يعني أنه يجب أن نبتعد عن المصادر القديمة و ألا نعتقد أن المؤرخين القدامى السريان أو غيرهم قد تعمدوا إرتكاب تلك " الأخطاء " لتحقيق أهداف خاصة لهم !

  ثالثا - المصادر القديمة و الأسماء الجغرافية !

سوف أستشهد بما ذكره المؤرخ أبيانوس في تاريخ روما حول أعمال سلوقس نيكاتور Appian's History of Rome :

  http://www.livius.org/ap-ark/appian/appian_syriaca_12.html#%5B%A757%5D

 فهو يكتب :

 " Of these the two most renowned at the present time are the two Seleucias, one on the sea and the other on the river Tigris, Laodicea in Phoenicia, Antioch under Mount Lebanon, and Apamea in Syria."

 أي " و من بينها مدينتان الأكثر شهرة في الزمن الحاضر و هما سلوقيا على البحر و سلوقيا على نهر الدجلة , ثم لاوديسا ( اللاذقية ( في فينيقيا , و إنطاكيا تحت جبل لبنان , و أفاميا في سوريا ..."   قد يستغرب القارئ عندما يجد أن مدينة اللاذقية  Laodicea تقع في فينيقيا و ليس في سوريا و أن مدينة إنطاكيا العاصمة لسوريا تقع تحت أي أسفل جبل لبنان!

 السؤال المنطقي هو هل أخطأ المؤرخ  أبيانوس في جغرافية هذه المدن أم أن الساحل السوري كان المؤرخون اليونانيون يسموه فينيقيا و أن سلسلة جبال لبنان كانت تطلق فعليا على كل الجبال الساحلية حتى لواء الإسكندرون المحتل ؟

سوف أعطي مثلا من التاريخ الحديث و هو " ولاية لويزيانا الأميركية" فإن كثيرين من الناس يعتقدون أن نابليون بونابرت قد باع للولايات المتحدة سنة 1803 ولاية لويزيانا بحدودها الحالية !

و لكن إذا دققنا قليلا في منطقة لويزيانا في نهاية القرن الثامن عشر فهي أكبر من الولاية الحالية بحوالي 10 مرات أو أكثر لأن حدودها الشمالية كانت كندا بالذات !

 أنظر الى هذه الخريطة

http://fr.wikipedia.org/wiki/Fichier:Louisiane_1800.png

 الخاتمة

 أ - المصادر القديمة هي مهمة جدا لدراسة التاريخ القديم و رغم الأخطاء التي نجدها فهي تبقى الوسيلة الأمينة التي تعرفنا كيف كان الإنسان يفكر في تاريخه القديم .

ب - بعض المتطرفين لا يحترمون المصادر القديمة لأسباب سياسية معروفة :

 الأتراك يدعون أنهم متواجدون في تركيا قبل الشعب الأرمني و من له إلمام بسيط في تاريخ الشرق يعرف أن الشعب الأرمني متواجد في الشرق قبل الشعب التركي بأكثر من 2000 سنة!

ج - يجب نقد المصادر قبل إستخدامها و هذا ما يعرف بالنقد الداخلي للنص , و من هنا أهمية الإختصاص في التأريخ .

بعض المتطفلين على علم التأريخ يتوهمون إن مقالاتهم التاريخية التي يكتبونها خلال ساعة أو ساعتين هي بحث علمي لأنهم نقلوا من بعض المراجع بعض الطروحات التي تؤيد إيديولوجيتهم .

بعض العروبيين يرددون أن الشعوب السامية ( الشرقية ) قد خرجت من شبه الجزيرة العربية و بالتالي تلك الشعوب القديمة من أكادية و عمورية و كنعانية و آرامية كانت  تنتمي الى العرب القدامى !

هذه النظرية من بداية القرن العشرين لا يؤمن بها أي متخصص في تاريخ الشرق القديم !

292
ماذا يمنع أن ندعوا أنفسنا " آراميين " ؟



عادة تصلني تعليقات صبيانية مضحكة من نوع " إسمنا التاريخي غير مهم و لكن وضعنا الحالي ..."

أو " نحن شعب واحد بثلاث أسماء..."

أو " شعب واحد , حضارة واحدة , لغة واحد , نحن " أشوريون " ؟..."

و لكن مؤخرا وصلني تعليق من صديق يسألني حرفيا :

"ماذا يمنع أن ندعوا أنفسنا بالأرامية فقط فالأجيال الجديدة لا تضيع بين التسميتين . هل يوجد خلاف بيننا على هذا؟"

 لا أعرف كيف أرد على سؤال صديقي؟

 و بصراحة لا أعرف إذا كان سؤالا بريئا أم هي محاولة جريئة لوضع النقاط على الحرووف ؟

أخيرا من يقصد "  هل يوجد خلاف بيننا على هذا؟

" فكلمة " بيننا "هنا هي المشكلة !

  سأحاول الرد على إقتراح صديقي بشكل مبسط :

أولا - "  ماذا يمنع أن ندعوا أنفسنا..."

طبعا أنت لا تقصد بتعبيرك " ندعوا أنفسنا" أن " نختار بأنفسنا إسما أو هوية لشعبنا " لأنك تعرف جيدا أن لشعبنا تسميتين مترادفتين !

بعض السريان يتوهمون أن للتسمية الأشورية حسنات و يضحكون على البسطاء من السريان قائلين لهم:

 أنظرا إلى عصبة الأمم فهي تستخدم التسمية الأشورية و الأفضل لنا أن نختار التسمية الأشورية !"

الأغلبية الساحقة من السريان الذين يعيشون في لبنان يتمسكون بالهوية اللبنانية مدعين إنها هوية إتنية قديمة تعود الى أكثر من 4000 سنة !

من المؤسف انهم يخلطون بين المواطنة اللبنانية و الهوية التاريخية الحقيقية فهم يتخلون عن هويتهم السريانية الآرامية من أجل هوية لبنانية حديثة !

 لا أحد يختار هوية أجداده التاريخية و لا يحق لأحد أن يدعو أو أن يسمي أجداده بغير إسمهم التاريخي العلمي !

ثانيا - "ماذا يمنع أن ندعوا أنفسنا بالأرامية فقط "

 أ - ترادف التسميتين السريانية و الآرامية لقد كتبت حول هذا الموضوع في مقال سابق ما يلي ;

" من هم السريان " Syrian " في هذا النص ؟

كيف نستطيع أن نفسر هذا النص الذي كتبه كسنوفون (14) المؤرخ اليوناني الشهير " ولكن ملك آشور بعد أن أخضع السريان وهم أمة محترمة " .

لقد أمضيت أشهر طويلة وأنا أبحث عن الجواب لأهميته البالغة في دراستي التي أعدها عن الشعب السرياني – الآرامي . وقد عثرت على عدة أدلة تثبت بأن المقصود بالسريان هو الشعب الآرامي .

ويقول سترابون (15) الجغرافي اليوناني ( القرن الميلادي الأول قبل المسيح(.

" يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان " Syrian " فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين " .

لا بل إننا نرى في الترجمة اليونانية للعهد القديم, بأن تسمية بلاد آرام تترجم إلى بلاد سوريا ودائما كان يترجم الشعب الآرامي إلى الشعب السرياني.

لا يستطيع أحد أن يدعي بأن " حداد عدري " ملك آرام كان آشورياً وبالتالي لا أحد يستطيع أن ينكر بأن تسمية السريان قد أصبحت مرادفة للآراميين .

المؤرخ فلافيوس جوزيف (16) , في كتابه الشهير عن اليهود كان يستعمل التسمية الآشورية ليعني بها الأمة الآشورية القديمة , وكان يستعمل التسمية السريانية ليقصد بها الآرامية كقوله :

 كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء :

 آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين (أسيريان) لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً ...

 ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريان " .

إن علم التاريخ , في الحقيقة , كعلم قائم بذاته أسوة بالعلوم الأخرى التي تبحث عن الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة , ولا يعتمد تسلسل الشعوب , حسب ما ورد في التوراة عن سام بن نوح , لأن التوراة في تفسيرها , قد تقصد بها إضفاء نوع من الترابط والتقارب بين الشعوب المتعددة , إذ ليس من المنطق في شيء أن يكون آشور أخاً لآرام , بينما هناك حقبة طويلة من الزمن بين التاريخ الآشوري والتاريخ الآرامي .

14-XENOPHON , Cyropédie I(5) 2 .

15-STRABON , Geographie , I (2) , 34 .

16-FLAVIUS JOSEF, Histoire ancienne des Juifs , I (6)

ب - العودة الى جذورنا الآرامية !

هي حركة فكرية قام بها عدد كبير من الأكادميين السريان الذين يعيشون في السويد و ألمانيا و سوريا و لبنان و هي بكل بساطة إعتماد التاريخ الأكاديمي الذي يعتمد على البراهين العلمية لتأكيد الطروحات التاريخية التي تتعلق مباشرة بشعبنا و هويته و لغته !

 و خير ممثل لهذه الحركة هو" رابطة الأكادميين الآراميين " التي أصدرت مجلة " آرام " لأكثر من عشر سنوات !

 نحن نؤكد جذورنا الآرامية لأنه و بكل بساطة لأن أجدادنا كانوا يؤمنون أنهم آراميين و سأكتفي هنا بذكر ما كتبه المطران  ذكر يعقوب ألرهاوي ( 633- 708 م)

" ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܳܦ ܚܢܰܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܺܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "

أي " هكذا عندنا نحن ألأراميين أو ألسريان "

هنالك عشرات النصوص السريانية التي تثبت أن أجدادنا كانوا فعلا يفتخرون بإسمهم الآرامي .

ج - و لكن هنالك مشكلة صغيرة و هي إنتشار فكرة أو نظرية خاطئة مفادها أن أجدادنا الآراميين قد تخلوا عن إسمهم الآرامي حين إعتنقوا الديانة المسيحية و فضلوا أن يسموا سريانا !

 هذه النظرية العجيبة يؤمن بها عدد كبير من رجال الدين و ينشرونها في كتبهم و يرددونها في مقابلاتهم .

لقد نشرنا عدة دراسات و قدمنا عدة براهين تثبت أن السريان لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي و لكننا و يا للأسف لا زلنا نرى في بعض المؤتمرات ترديدات لهذه النظرية !

راجع  افكار تتلاقى وأقلام تتلاقح في اليوم الثاني من ايام الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية.

على الرابط

http://syriacculture.org/ar/akhbarDetails.php?recordID=172

 حيث نرى ملخصا للباحث عبد الرافع جاسم محمد/جامعة الموصل حول" اسهامات السريان في الحضارة العربية الأسلامية في العصر العباسي الأول" ورد فيه ما يلي " السُرْيان:

كلمة أطلقت على العناصر الآراميّة التي اعتنقت المسيحيّة، وهي تسمية أطلقها عليهم اليونان بعد اتِّصالهم بهم في سورية، وقد ارتبط اسم السريان بالعقيدة المسيحية منذ القرون الأولى من العصر الميلادي، وترجع أصولهم إلى القبائل الآرامية التي استقرت في بلاد الشام، والآراميون أقوام خرجوا من الجزيرة العربية وكان لهم حضور سياسي في بلاد الشام ووادي الرافدين، ولعل أقدم إشارة ترد عنهم تعود إلى عهد الملك الأكدي نرام سين (2291 – 2255 ق. م )، ويكثر ذكرهم في الإسفار اليهودية ويعود استيطانهم في بلاد الشام إلى الإلف الثالثة ق. م".

*التسمية السريانية لم تطلق أبدا على العناصر الآرامية " التي اعتنقت المسيحيّة "!

فأجدادنا ظلوا يتسمون آراميين و هنالك نصوص سريانية من القرن الثالث عشر تثبت حفاظهم على إسمهم الآرامي !

*الآراميون لم يخرجوا من الجزيرة العربية و لكن من البادية السورية لأن أجدادنا لم يستخدموا الجمال في تنقلاتهم !

*هل يحق لنا أن نلوم هذا الباحث و نحن لا زلنا نرى السريان أنفسهم يدعون أن أجدادهم قد تخلوا عن إسمهم الآرامي !

ثالثا - " فالأجيال الجديدة لا تضيع بين التسميتين ..."

هويتنا التاريخية تشبه كثيرا قطعة نقود معدنية فنحن شعب واحدو هوية واحدة و لكن لنا إسمان تاريخيان مترادفان:

الآراميون و السريان و صدقني هنالك عشرات الألوف من السريان التي تؤمن و تعترف أن لنا تسميتين تاريخيتين الآرامية و السريانية !

أ - للأسف هنالك صراع فكري بين السريان الذين يؤمنون بهويتنا الآرامية فالبعض منهم يريدون التمسك بالتسمية الآرامية فقط لأنها التسمية الأقدم و الأشمل :

و حجتهم إنك حين تعرف عن نفسك بأنك آرامي فلا غموض حول التسمية و الهوية !

ب - بعض السريان يرون أن التسمية السريانية هي الأفضل لأنها الأحدث و لأن رجال الدين يؤمنون بها و يرددون أنها تستطيع أن توحد جميع مسيحي الشرق و لأن السريان النساطرة الذين يدعون بالهوية الأشورية المزيفة لا يزالون يسمون أنفسهم " سورايا أي سريان !"

و لكن المشكلة هي أن التسمية السريانية باللغات الأجنبية تطلق على سكان دولة سوريا و على أبناء شعبنا الآرامي !

ج - نحن نفضل إستخدام التسميتين مترافدتين " شعبنا السرياني الآرامي أو هويتنا السريانية الآرامية..."

منعا للإلتباس مع سكان سوريا المواطنين و منعا لتفسيرات خاطئة للتسمية السريانية تهدف الى تزييف هويتنا الآرامية من نوع " سورايا أصلها أسورايا ..."

و غيرها من النظريات الخاطئة ...

د - بشكل عام أبناء الكنائس السريانية الأرثودكسية و الكاثوليكية و الإنجيلية يتقبلون التسميتين السريانية و الآرامية و لكن المشكلة هي عند أبناء بقية الكنائس الشرقية كما سنرى لاحقا !

رابعا - " هل يوجد خلاف بيننا على هذا ؟"

نعم يوجد خلافات و هي عديدة حول التسمية و الهوية الآرامية !

أ - هنالك رأي شائع و خاطئ مفاده أن السريان هم الذين ينتمون الى الكنائس:

 السريانية الأرثودكسية و السريانية الكاثوليكية و السريانية الإنجيلية!

بعض السريان يتطرفون في تفسيراتهم فيدعون أن كنيستهم هي سريانية أما هويتهم فهي " أشورية " و يقدمون برهانا صبيانيا و يقولون أن في الهند كنائس سريانية في ليتورجيتها و لكنها هندية في قوميتها !

ب - لقد شرحت سابقا حول الإختلافات حول أفضلية التسميات "الآرامية " أو " السريانية " أو " السريانية الآرامية "؟

ج - هنالك كنائس شرقية كانت تسمى سريانية في الماضي و لكنها أخذت أسماء جديدة و صارت تدعي بهويات جديدة مستعارة من الشعوب القديمة المندثرة :

 *السريان الملكيون الذين إتبعوا تعاليم مجمع خلقيدونيا و قد إنفصلت منهم كنيسة سريانية مارونية كانت تفتخر بهويتها السريانية الآرامية في الماضي و لكنها صارت تفضل أن تسمى اليوم بالكنيسة المارونية و بالرغم من وجود نخبة لا تزال تؤمن بهويتها السريانية فأغلبية إخوتنا الموارنة تتجاهل هويتها السريانية الآرامية !

 أما القسم الأخر من السريان الملكيين فقد أطلقت عليهم تسمية الروم لأنهم تخلوا عن الليتورجيا السريانية في طقوسهم و إستبدلوها بالطقس البيزنطي باللغة اليونانية ! أحفادهم اليوم يؤمنون بأنهم عرب و البعض الآخر أنهم يونانيين !

*السريان المشارقة النساطرة و قد إنفصلت عنهم كنيسة كاثوليكية صارت تدعى كلدانية في التاريخ الحديث و لكن علماء هذه الكنيسة كانوا يؤمنون في أواخر القرن التاسع عشر بأنهم سريان آراميين و بالرغم من وجود علماء نخبة متخصصين في التاريخ السرياني مثل الأب المؤرخ ألبير أبونا أم سيادة المطران الدكتور لويس ساكو فإن أغلبية إخوتنا الكلدان تتهرب من هويتهم السريانية الآرامية !

و المضحك المبكي أن القبائل الكلدانية كانت تنتمي الى الآراميين !

أما السريان النساطرة و بحجة إنزوائهم الطويل في جبال حكاري و حفاظهم على اللغة السريانية و إنتماء عشائري خاضع لسلطة بطريركهم الذي كانت سلطته تنتقل بالوراثة!

 فقد إدعوا بهوية أشورية في بداية القرن العشرين و بعد هربهم من العراق و تشردهم في العالم ألفوا أحزابا تناضل من أجل " قضيتهم الأشورية " المزعومة!

و صارت كنيستهم تدعى أشورية منذ سنة 1976 و هم يعتبرون أنفسهم وحدهم العاملين و المحافظين على هوية أجدادهم " الأشوريين "!

بعض المتطرفين منهم يدعون أن جميع مسيحيي الشرق يتحدرون من الأشوريين القدامى !

 الخاتمة

 نعم إن هويتنا التاريخية الحقيقية هي الآرامية و الآرامية اليوم ليست فكرا إيديولجيا و لكنها حقيقة تاريخية مبرهنة بالمصادر السريانية الشرقية و الغربية معا!

و لكن و بالرغم من تأييد عدد كبير من العلماء لترادف الإسمين الآرامي و السرياني مثل سبستيان بروك و دافيد تايلر ... فإن أغلبية ساحقة لا تزال تتجاهل أهمية جذورنا و هوية أجدادنا الآراميين !

  نحن ندعو المؤسسات و الأحزاب و المواقع السريانية الآرامية أن تتسلح بالعلم لأنه الوسيلة الوحيدة لمحاربة الطروحات المزيفة و طبعا لأن التاريخ الأكاديمي هو الذي يوحد شعبنا المقسم و يسمح لمؤرخ مثل الأب ألبير أبونا أن يؤمن بأننا جميعا نتحدر من الآراميين و أب ماروني مثل الباحث جورج رحمة أن يصرخ"  أقدّم هذا الكتاب إلى روح آباني وأجدادي السريان الآراميّيين الذين كان لهم الفضل الكبير على التراث العالمي وإلى أحفادهم اليوم علّهم يعوا قيمة حضارتهم ويعودوا إليها وينشروها في العالم

293
التسمية السريانية صارت تعني المسيحي !"

تعليق على رد الأخ يوحنا بيداويد الموقر

"حوار ساخن حول مصير اللغة السريانية والناطقيين بها" في موقع

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,620220.0.html

تعليقي لا يتعلق في اللغة مباشرة و لكنه حول جملة وردت في تعليقك

و هي "  هذا اللغة التي نتحدث بها ، انا اعرفها منذ طفولتي تدعى  بالسورث ، وعلمونا ابائنا ان نقول عن انفسنا ( سورايا ومخكوخ سورث)، اي مسيحيون  ونتحدث لغة السورث او السريانية."

إنني لا أشك لحظة واحدة أن" ابائنا " كانوا يؤمنون أنهم سورايا اي مسيحيون كما تفضلت ! و لكن السؤال هو متى صارت التسمية السريانية تعني مسيحي ؟

للأسف لنا أن هذه النظرية هي من أواخر القرن التاسع عشر و قد نقلها - بدون أن يتحقق - المطران أوجين منا في مقدمة قاموسه الشهير عن المطران إقليمس داود .

 و قد إنتقدت مرارا نظرية سرياني يعني مسيحي و محاولات البعض لإستغلال هذه النظرية الخاطئة - و التي أصلا تتكلم عن الآراميين - لتبرير إنقراض شعوب قديمة مثل الشعب الأشوري !

   الذي يدفعني الى هذا التعليق هو ما نقله الأخ بطرس أدم عن كتاب"القوش عبر التاريخ " الصادر عام 1979 لآلمثلث الرحمات المطران يوسف بابانا الصفحة  41عند دخول الديانة المسيحية ما بين الكلدان – الأوثان – عَبَدَة النار والنجوم والشمس والقمر , أستنكف المُبشرون أن يُسَمُّوا المتنصّرين حديثا بأسم الكلدان أو الآشوريين , لأن هذين الشعبَيْن كانا يمارسان السحر والتنجيم , الشيء الذي تمنعه الديانة المسيحية , فتطلَّبَت محبة المبشرين على قوميتهم , وكان المبشرون يأتون من السامرة في الشام , لذا تَسَمَّى هؤلاء المبَشَّرون ( بفتح الشين ) أو المسيحيون الجدد بأسم رُسلهم السوريين الأصل , فقيل سرياني لجمع السريان , وهكذا مَسَخوا  ومَحَوا كل أسم أو قرابة لها مساس مع قوميتهم الأصلية – الكلدانية – وعُرِفوا بالسريان .

وهكذا السريان كانوا يسكنون في المملكتين الشرقيّة – الفارسية , والغربية – الرومانية , فعُرِفوا بالسريان الشرقيين والسريان الغربيين , فالسريان الشرقيون هم المعروفون – الكلدان سكان المملكة الفارسية , والغربيون وهم سريان سوريا وأطرافها. "

 مع كل إحترامي لكل رجال الدين الذين يرددون هذه النظرية فإنهم يجهلون أن باحثا فرنسيا قد أطلق هذه النظرية في الثلاثينات من القرن التاسع عشر و في كتاب حول الأنباط !

  قد يستغرب القارئ عندما يعلم ان العالم الفرنسي QUATREMERE هو اول من ربط بين التسمية السريانية و دخول اجدادنا الاراميين الديانة المسيحية و ذلك في كتابه عن الانباط NABATEENS وقد نشر سنة 1831م. كتب QUATREMERE في الصفحة 95 هذا الشعب الارامي تعود فيما بعد ان يسمي نفسه بهذا الاسم سريان بينما كان الواجب يحتم عليه ان يرفض هذا الاسم لانه غريب عليه، هذا الشعب LES SYRIENS رضي ان يتخلى عن اسمه الحقيقي LES ARAMEENS و يرميه في عالم النسيان، الاسم الذي حمله اجداده منذ زمن بعيد ثم يكمل QUATREMERE و يكتب كيف نستطيع اذن، ان نفسر دخول التسمية، سوريا و سريان على الشعوب التي سكنت المناطق الواقعة ما وراء نهر الفرات ؟

اذا لم اكن مخطئا، هو بسبب الديانة المسيحية، اذ ان لغة الانجيل كانت يونانية، فاقتنع الاراميون بانه يجب من كل النواحي ان يصيروا شعبا جديدا، و ان يتخلوا عن اسمهم القديم.

هذه العلاقة اي التخلي عن الاسم الارامي القديم مبرهنة اذا لم اكن مخطئا بحدث اعتقد انه مهم، في اللغة السريانية لفظة ارامي ARMOYE و التي لا تختلف عن الاسم القديم اورومي OROMOYE الا بحركة واحدة، تعني و ثني و عابد اوثان. هكذا دخلت التسمية السريانية على الاراميين ان QUATREMERE هو اول من طرح حسب علمنا نظرية قبول اجدادنا الاراميين التسمية السريانية بسبب دخولهم الديانة المسيحية من الملاحظ انه يستخدم في نصه مرتين هذا التعبير اذا لم اخطئ ثم يكتب اعتقد و هذا يوضح لنا ان QUATREMERE هو اول من اطلق هذه النظرية اي تسمية اجدادنا الاراميين بالسريان بمجرد قبولهم الديانة المسيحية.

 للاسف الشديد البرهان الذي يقدمه لنا اي الفرق باللفظ بين اراماي و اورمي هو برهان واهن لانه ماخوذ من قواميس ابن بهلول و ابن علي اي من القرن العاشر الميلادي.

  للأسف لنا لقد تناقل رجال الدين هذه النظرية متوهمين أن التسمية السريانية قد أطلقت على الشعوب القديمة ؟

 التي قبلت الديانة المسيحية و كل من يطلع على المصادر السريانية يجد أن أبائنا لم يستخدموا التسمية السريانية بمعنى مسيحي و لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي القديم !

لا شك أن التسمية السريانية " صارت " في تاريخنا الحديث تعني المسيحي تماما مثل التسمية الأرمنية و القبطية !

لقد نشرت مؤخرا نقدا لما ذكر المطران دواد من نظريات خاطئة في مقدمة اللمعة الشهية و قد ذكرت فيه :

 المطران داود و نص رينان الشهير !

منذ حوالي 17 سنة كتبت عدة دراسات نقدية حول مقدمة قاموس المطران اوجين يعقوب منا .

و قد ذكرت ان المطران منا كان قد نقل نصا من تاريخ اللغات السامية للعالم الفرنسي ارنست رينان ولكن بدون ان يطلع على كتاب رينان .

لقد ذكرت في ابحاثي السابقة ان المطران اوجين منا قد نقل نص رينان من قاموس باين سميث و لكن بعد التدقيق في مقدمة اللمعة الشهية وجدت ان المطران منا قد نقل نص رينان "حرفيا" من مقدمة اللمعة الشهية .

أ - نص رينان الشهير ولد Ernest Renan سنة 1823 و قد نال شهرة كبيرة في فرنسا لأنه كان كاتبا و فيلسوفا و مؤرخا .

حصل على شهرة واسعة بعد كتابه " حياة يسوع" Vie de Jésus و لكن شهرته بين الأوساط السريانية هي لأن المطران داود قد نقل " نصا" من كتابه تاريخ اللغات السامية .

سوف نرى لاحقا ان بعض المفكرين سوف يستغلون هذا النص و يفسرونه بما يلائم الطروحات السياسية التي تزيف هويتنا الآرامية التاريخية.

من يريد ان يتعرف أكثر على العالم رينان عليه ان يراجع الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Ernest_Renan

و يجدر بنا ان نذكر ان نصه المشهور مأخوذ من حاشية من كتابه تاريخ اللغات السامية الذي كتبه سنة 1855 اي قبل فك رموز الكتابة المسمارية .

كتب المطران داود صفحة 13 :ثم أورد ( اي باين سميث صاحب القاموس السرياني اللاتيني) ما قاله العالم الفرنساوي رينان ما نصه :

أخيرا ام اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في الشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور او اثوريا حسب اللفظ اليوناني ) و هو اسم عام كان يطلق عند اليونانيين على آسيا الداخلية كلها .

 لكن مع ذلك لم يفقد اسم آرام من بلاد الشرق بالكلية بل اختص بالاراميين الذين لم يعتنقوا الديانة المسيحية كالنبط و اهل مدينة حران . و لهذا السبب جعلت لفظة الارامي عند علماء اللغة السريانية مرادفة للفظة الصابئ او الوثني ..."

 *ان اسم آرام بدل ... باسم سوريا نحن في القرن الواحد و العشرين نعلم جيدا ان اسم آرام كان يطلق على مملكة دمشق الآرامية و ان الترجمة السبعينية في بداية القرن الثالث قبل الميلاد قد عمدت الى ترجمة بلاد آرام في اللغة العبرية الى بلاد سوريا في اللغة اليونانية .

 *سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور ..) المعادلة الأولى :

 الآراميون = السريان هي صحيحة و لكن هذا لا يعني ان الآراميين هم آثوريون لأن التسمية السريانية مشتقة من أسوريا !

 *إن المصادر السريانية تثبت لنا ان اجدادنا ظلوا محافظين على إسمهم و هويتهم الآرامية .

ب - ما هي الخلاصة التي توصل لها المطران داود من نص رينان ؟

كتب المطران داود :

"فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية كما ورد اسمها دائما في الكتاب المقدس و ان اسم السريانية لم يكن الا اختصار اثورية اختصره اليونانيون الذين كثروا في بلاد الارامية بعد الاسكندر ذي القرنين و قلبوا ثاءه الى السين لسهولة اللفظ .

 ثم لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما للملة بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور و اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني ... للملة بل للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني ".

" ان الامة السريانية جمعاء ... تدعى عند اهلها ارامية او آثورية " هذا استنتاج خاطئ لأن معلوماتنا الحديثة عن الآراميين تؤكد على انهم شعب شرقي مغاير للشعب الأشوري القديم.

لا يوجد اي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم يقبل بهذا الاستنتاج السطحي .

 *لم يهمل اجدادنا اسمهم الآرامي كما يدعي المطران داود بدون اية براهين .

البرهان الساطع هو القديس مار افرام الذي لم يستخدم التسمية السريانية في كتاباته بل التسمية الآرامية فقط :

 عندما يسمي برديصان الآرامي فهو لا يعني ان برديصان كان وثنيا ( برديصان كان مسيحيا (.

 *المعنى الاول للتسمية السريانية هو الإنتماء الى الشعب السرياني الآرامي .

قد تكون التسمية السريانية مثل التسمية الارمنية و القبطية صارت تحمل معنا آخر و هو الإنتماء المسيحي و لكن هذا لا يعني ان التسمية السريانية التاريخية لا تدل على هوية شعب كما فهمها بعض رجال الدين المعاصرين !

 *أخيرا ان المطران داود قد نقل نظرية العالم الفرنسي QUATREMERE استاذ العالم رينان بدون ان يطلع على كتابه و بدون ان يتحقق في براهينه.

294
          " التسمية السريانية صارت تعني المسيحي !"

تعليق على رد الأخ يوحنا بيداويد الموقر
"حوار ساخن حول مصير اللغة السريانية والناطقيين بها" في موقع
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,620220.0.html
   تعليقي لا يتعلق في اللغة مباشرة و لكنه حول جملة وردت في تعليقك
و هي "  هذا اللغة التي نتحدث بها ، انا اعرفها منذ طفولتي تدعى  بالسورث ، وعلمونا ابائنا ان نقول عن انفسنا ( سورايا ومخكوخ سورث)، اي مسيحيون  ونتحدث لغة السورث او السريانية)."
  إنني لا أشك لحظة واحدة أن" ابائنا " كانوا يؤمنون أنهم سورايا اي
مسيحيون كما تفضلت ! و لكن السؤال هو متى صارت التسمية
السريانية تعني مسيحي ؟ للأسف لنا أن هذه النظرية هي من أواخر
القرن التاسع عشر و قد نقلها - بدون أن يتحقق - المطران أوجين منا
في مقدمة قاموسه الشهير عن المطران إقليمس داود . و قد إنتقدت مرارا
نظرية سرياني يعني مسيحي و محاولات البعض لإستغلال هذه النظرية
الخاطئة - و التي أصلا تتكلم عن الآراميين - لتبرير إنقراض شعوب
قديمة مثل الشعب الأشوري !
   الذي يدفعني الى هذا التعليق هو ما نقله الأخ بطرس أدم عن كتاب
"القوش عبر التاريخ " الصادر عام 1979 لآلمثلث الرحمات المطران
 يوسف بابانا الصفحة ( 41 )
 " عند دخول الديانة المسيحية ما بين الكلدان – الأوثان – عَبَدَة النار والنجوم والشمس والقمر , أستنكف المُبشرون أن يُسَمُّوا المتنصّرين حديثا بأسم الكلدان أو الآشوريين , لأن هذين الشعبَيْن كانا يمارسان السحر والتنجيم , الشيء الذي تمنعه الديانة المسيحية , فتطلَّبَت محبة المبشرين على قوميتهم , وكان المبشرون يأتون من السامرة في الشام , لذا تَسَمَّى هؤلاء المبَشَّرون ( بفتح الشين ) أو المسيحيون الجدد بأسم رُسلهم السوريين الأصل , فقيل سرياني لجمع السريان , وهكذا مَسَخوا  ومَحَوا كل أسم أو قرابة لها مساس مع قوميتهم الأصلية – الكلدانية – وعُرِفوا بالسريان . وهكذا السريان كانوا يسكنون في المملكتين الشرقيّة – الفارسية , والغربية – الرومانية , فعُرِفوا بالسريان الشرقيين والسريان الغربيين , فالسريان الشرقيون هم المعروفون – الكلدان سكان المملكة الفارسية , والغربيون وهم سريان سوريا وأطرافها . "
 مع كل إحترامي لكل رجال الدين الذين يرددون هذه النظرية فإنهم
يجهلون أن باحثا فرنسيا قد أطلق هذه النظرية في الثلاثينات من القرن
التاسع عشر و في كتاب حول الأنباط !
  قد يستغرب القارئ عندما يعلم ان العالم الفرنسي QUATREMERE هو اول من ربط بين التسمية السريانية و دخول اجدادنا الاراميين الديانة المسيحية و ذلك في كتابه عن الانباط NABATEENS وقد نشر سنة 1831م.

كتب QUATREMERE في الصفحة 95 هذا الشعب الارامي تعود فيما بعد ان يسمي نفسه بهذا الاسم سريان بينما كان الواجب يحتم عليه ان يرفض هذا الاسم لانه غريب عليه، هذا الشعب LES SYRIENS رضي ان يتخلى عن اسمه الحقيقي LES ARAMEENS و يرميه في عالم النسيان، الاسم الذي حمله اجداده منذ زمن بعيد ثم يكمل QUATREMERE و يكتب كيف نستطيع اذن، ان نفسر دخول التسمية، سوريا و سريان على الشعوب التي سكنت المناطق الواقعة ما وراء نهر الفرات ؟

اذا لم اكن مخطئا، هو بسبب الديانة المسيحية، اذ ان لغة الانجيل كانت يونانية، فاقتنع الاراميون بانه يجب من كل النواحي ان يصيروا شعبا جديدا، و ان يتخلوا عن اسمهم القديم.

هذه العلاقة اي التخلي عن الاسم الارامي القديم مبرهنة اذا لم اكن مخطئا بحدث اعتقد انه مهم، في اللغة السريانية لفظة ارامي ARMOYE و التي لا تختلف عن الاسم القديم اورومي OROMOYE الا بحركة واحدة، تعني و ثني و عابد اوثان. هكذا دخلت التسمية السريانية على الاراميين ان QUATREMERE هو اول من طرح حسب علمنا نظرية قبول اجدادنا الاراميين التسمية السريانية بسبب دخولهم الديانة المسيحية من الملاحظ انه يستخدم في نصه مرتين هذا التعبير اذا لم اخطئ ثم يكتب اعتقد و هذا يوضح لنا ان QUATREMERE هو اول من اطلق هذه النظرية اي تسمية اجدادنا الاراميين بالسريان بمجرد قبولهم الديانة المسيحية.

 للاسف الشديد البرهان الذي يقدمه لنا اي الفرق باللفظ بين اراماي و اورمي هو برهان واهن لانه ماخوذ من قواميس ابن بهلول و ابن علي اي من القرن العاشر الميلادي.
  للأسف لنا لقد تناقل رجال الدين هذه النظرية متوهمين أن التسمية
السريانية قد أطلقت على الشعوب القديمة ؟ التي قبلت الديانة المسيحية
و كل من يطلع على المصادر السريانية يجد أن أبائنا لم يستخدموا
التسمية السريانية بمعنى مسيحي و لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي القديم !
لا شك أن التسمية السريانية " صارت " في تاريخنا الحديث تعني
المسيحي تماما مثل التسمية الأرمنية و القبطية !
  لقد نشرت مؤخرا نقدا لما ذكر المطران دواد من نظريات خاطئة في
مقدمة اللمعة الشهية و قد ذكرت فيه :
 المطران داود و نص رينان الشهير !

منذ حوالي 17 سنة كتبت عدة دراسات نقدية حول مقدمة قاموس المطران اوجين يعقوب منا . و قد ذكرت ان المطران منا كان قد نقل نصا من تاريخ اللغات السامية للعالم الفرنسي ارنست رينان ولكن بدون ان يطلع على كتاب رينان . لقد ذكرت في ابحاثي السابقة ان المطران اوجين منا قد نقل نص رينان من قاموس باين سميث و لكن بعد التدقيق في مقدمة اللمعة الشهية وجدت ان المطران منا قد نقل نص رينان " حرفيا " من مقدمة اللمعة الشهية .

أ - نص رينان الشهير ولد Ernest Renan سنة 1823 و قد نال شهرة كبيرة في فرنسا لأنه كان كاتبا و فيلسوفا و مؤرخا . حصل على شهرة واسعة بعد كتابه " حياة يسوع" Vie de Jésus و لكن شهرته بين الأوساط السريانية هي لأن المطران داود قد نقل " نصا" من كتابه تاريخ اللغات السامية . سوف نرى لاحقا ان بعض المفكرين سوف يستغلون هذا النص و يفسرونه بما يلائم الطروحات السياسية التي تزيف هويتنا الآرامية التاريخية.

من يريد ان يتعرف أكثر على العالم رينان عليه ان يراجع الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Ernest_Renan
و يجدر بنا ان نذكر ان نصه المشهور مأخوذ من حاشية من كتابه تاريخ اللغات السامية الذي كتبه سنة 1855 اي قبل فك رموز الكتابة المسمارية .

كتب المطران داود صفحة 13 :

ثم أورد ( اي باين سميث صاحب القاموس السرياني اللاتيني) ما قاله العالم الفرنساوي رينان ما نصه : أخيرا ام اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في الشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور او اثوريا حسب اللفظ اليوناني ) و هو اسم عام كان يطلق عند اليونانيين على آسيا الداخلية كلها . لكن مع ذلك لم يفقد اسم آرام من بلاد الشرق بالكلية بل اختص بالاراميين الذين لم يعتنقوا الديانة المسيحية كالنبط و اهل مدينة حران . و لهذا السبب جعلت لفظة الارامي عند علماء اللغة السريانية مرادفة للفظة الصابئ او الوثني ..."

*- ان اسم آرام بدل ... باسم سوريا نحن في القرن الواحد و العشرين نعلم جيدا ان اسم آرام كان يطلق على مملكة دمشق الآرامية و ان الترجمة السبعينية في بداية القرن الثالث قبل الميلاد قد عمدت الى ترجمة بلاد آرام في اللغة العبرية الى بلاد سوريا في اللغة اليونانية .

*- "سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور ..("المعادلة الأولى : الآراميون = السريان هي صحيحة و لكن هذا لا يعني ان الآراميين هم آثوريون لأن التسمية السريانية مشتقة من أسوريا !

*- إن المصادر السريانية تثبت لنا ان اجدادنا ظلوا محافظين على إسمهم و هويتهم الآرامية .

ب - ما هي الخلاصة التي توصل لها المطران داود من نص رينان ؟
كتب المطران داود :
"فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية كما ورد اسمها دائما في الكتاب المقدس و ان اسم السريانية لم يكن الا اختصار اثورية اختصره اليونانيون الذين كثروا في بلاد الارامية بعد الاسكندر ذي القرنين و قلبوا ثاءه الى السين لسهولة اللفظ . ثم لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما للملة بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور و اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني ... للملة بل للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني ".

*- " ان الامة السريانية جمعاء ... تدعى عند اهلها ارامية او آثورية " هذا استنتاج خاطئ لأن معلوماتنا الحديثة عن الآراميين تؤكد على انهم شعب شرقي مغاير للشعب الأشوري القديم. لا يوجد اي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم يقبل بهذا الاستنتاج السطحي .

*- لم يهمل اجدادنا اسمهم الآرامي كما يدعي المطران داود بدون اية براهين . البرهان الساطع هو القديس مار افرام الذي لم يستخدم التسمية السريانية في كتاباته بل التسمية الآرامية فقط : عندما يسمي برديصان الآرامي فهو لا يعني ان برديصان كان وثنيا ( برديصان كان مسيحيا (.

*- المعنى الاول للتسمية السريانية هو الإنتماء الى الشعب السرياني الآرامي . قد تكون التسمية السريانية مثل التسمية الارمنية و القبطية صارت تحمل معنا آخر و هو الإنتماء المسيحي و لكن هذا لا يعني ان التسمية السريانية التاريخية لا تدل على هوية شعب كما فهمها بعض رجال الدين المعاصرين !

*- أخيرا ان المطران داود قد نقل نظرية العالم الفرنسي QUATREMERE استاذ العالم رينان بدون ان يطلع على كتابه و بدون ان يتحقق في براهينه. لا يوجد اي نص سرياني يؤكد نظرية QUATREMERE اي ان الآراميين بعد اعتناقهم الديانة المسيحية تخلوا عن اسمهم الآرامي !

295
شئت أم أبيت أنت سورايا و لست أشوريا يا سيد
 أنت تعيش في أوهامك و تظن أن تعليقاتك غير المهذبة تستطيع أن
تغير الحقائق التاريخية ! طالما أنت مختبئ تحت إسم مستعار مثل
الهوية التي تنادي بها فإن تعليقاتك لا وزن لها و لهذا أنت تتهجم
و تفقد أعصابك...
 عزيزي أنت سرياني و لست أشوري أبدا و أريدك أن تطمئن بالك
إن مواضيعي غير موجهة الى أناس متطرفين مثلك ! و هي موجهة
الى كل من يؤمن أننا ننتمي فعلا الى شعب واحد و أن هويتنا التاريخية
يجب أن تكون مبنية على حقائق تاريخية و ليس طروحات مزيفة !
التسمية الأشورية في قاموس حسن بن بهلول
من يطلع على المصادر السريانية يعرف أن التسمية الأشورية قد
وردت كثيرا . و هي تدل على :
أ ء الشعب الأشوري القديم خاصة في تفسيرات أبائنا لأسفار التوراة .
لقد إطلعت على عدة تفسيرات و لكنني لم أجد أحدا من المفسرين
السريان قد إدعى أن الأشوريين هم أجدادنا .
ب ء تسمية جغرافية : لقد ظل الفرس يستخدمون التسمية الأشورية
لشمال العراق و طبعا اليونانيون قد ذكروا هم أيضا التسمية الجغرافية
الأشورية و كانت تارة تقصد بلاد أشور القديمة و طورا التسمية الفارسية
أسورستان التي كانت تضم كل الشرق القديم .
ج ء لقد أصبحت التسمية الأشورية في اللغة السريانية تحمل معاني
غير مستحبة و هي غالبا ما تشير الى الظلم و البطش . في التاريخ
المنسوب الى التلمحري و في الصفحة الأولى يتحدث عن إحتلال
العرب و يشبه ظلمهم بالأشوريين ! هنالك نصوص سريانية عديدة
و لكن أصبحت هذه التسمية تحمل صفة الأعداء و هذا واضح
في قاموس حسن بن بهلول السرياني الشرقي في العمود 322
أنظر الرابط
بعض الحزبيين يحاولون محاربة الباحثين السريان المتخصصين
في تاريخنا السرياني متوهمين أن الباحث يستطيع أن يتلاعب بتراثنا
السرياني الآرامي !
 http://dukhrana.com/lexicon/BarBahlul/index.php?p=159
التسمية السريانية في قاموس حسن بن بهلول
سرياني شرقي نسطوري عاش في القرن العاشر الميلادي و هو صاحب
أول قلموس للغة السريانية ! قاموس إبن علي الذي سبقه كان شرحا
للمفردات اليونانية أكثر من يكون معجما للغة السريانية .
كان السريان المشارقة في عهد الخلافة العباسية في أوج النهضة
السريانية في العلوم و الأداب و هذا يتبين لنا من خلال ترجمة كتب
اليونان و التعليق عليه ! كذلك لمهارتهم في الطب إذ أن الخلفاء
العباسيين و لفترة زمنية طويلة ( حوالي 200 سنة ) إتخذوهم
أطباء لهم و طبعا كانوا أيضا أطباء الأمراء و الوزراء في العاصمة
بغداد !
إنني أذكر جيدا منذ حوالي 30 سنة عندما وقع نظري على ما
ذكر حسن بن بهلول في تعريفه عن سوريا و السريان فهو في
العمود رقم 1324 يقول ما معناه " كان السريان يعرفون قديما
بالآراميين " و من يريد أن يتحقق فهذا ممكن على الرابط التالي .
و أخوتنا من السريان المشارقة لا يزالون كنيسة و أحزابا ينكرون
جذورهم السريانية الآرامية في كل يوم !
http://dukhrana.com/lexicon/BarBahlul/index.php?p=660

296
نبوخدنصر لم يكن خائنا !!!

تعليق جديد للسيد Tory Archer حول نبوخدنصر فهو يعتبره بابليا مما دفعني أن أشرح له ما معنى التسمية البابلية و مدلولاتها " البابلية هي تسمية يونانية أطلقها اليونايون على سكان المرزبانة الجديدة التي أطلق عليها الفرس إسم بابل.
 نحن نعلم من خلال تاريخ العراق القديم أن إسم جنوبه و وسطه كان بلاد سومر ثم سومر و أكاد و أخيرا بلاد أكاد كما ورد في الكتابة الأكادية هنا .
من المؤسف أن علماء الآثار في القرن التاسع عشر قد إستخدموا هذه التسمية البابلية مما أوحى بوجود شعب بابلي أو حتى لغة بابلية !
نبوخدنصر كان كلدانيا آراميا و ليس خائنا بابلونيا و قد أنشئ إمبراطورية واسعة الأرجاء ...
من المؤسف إنك تحكم على الأحداث التاريخية من مفهومك الأشوري المزيف !"
و كما كنت أتوقع فإن السيد توري لم يتعلم شيئا فها هو في تعليقه الجديد يردد أن أسلاف نبوخذنصر هم خونة للأشوريين!
هذا هو تعليقه الكامل" Tory Archer دام حكم الكلدانيين سبعين عاماً، طبعاً بعد تحالف أسلاف نبوخذنصر الخونة مع الفرس.
لا شأن لي كونه كلدانياً أم غير ذلك، أنا أروي قصةً بطلها هو الملك الفارسي و ليس الشعب الآرامي.
ماذا استفاد الآراميون من إسقاط الدولة الآشورية سوى إدخال الفرس و رعاعهم إلى بلادنا.
ماذا أنجز لنا الآراميون.
 بعدين منين جبتها مفهومك الآشوري المزيف؟؟؟؟
 شو الواحد ازا ما حكى اللي بدك ياه بكون فكرو آشوري مزيف؟؟؟؟؟"
تصحيح لمعلومات السيد توري " النافصة "
أ - في الجملة الأولى كتبت " دام حكم الكلدانيين سبعين عاماً" يبدوا إنك شاطر في الحساب 612 ق0م ناقص 538 ق0م يساوي 70 سنة !
و لكن يا سيد توري لقد إستقل الكلدان في بلاد أكاد سنة 625 ق0م و قد توالى عدة ملوك كلدان على بلاد أكاد و لعشرات السنين قبل الإحتلال الأشوري !
فالعدد الذي أنت ذكرته 70 سنة هو خاطئ لأن ملوك الكلدان قد حكموا منذ القرن التاسع قبل الميلاد !
ب - لقد ذكرت في تعليقك - الذي يفضح ميولك لإيديولوجية أشورية شوفينية خائنة لجذورنا - الجملة التالية " أسلاف نبوخذنصر الخونة "
 *الكلدان ينتمون الى الآراميين و قد سيطروا منذ القرن العاشر على بلاد أكاد و قد صهروا بقايا الشعوب القديمة ضمن الآراميين أجدادك !
 *لقد إستوطن الآراميون بلاد أكاد و قد فضلت القبائل الكلدانية العيش في المدن أو في جوارها و تحضرت و إستخدمت اللغة الأكادية و بعض ملوكهم يحملون أسماء أكادية بينما فضلت القبائل الآرامية العيش قرب نهر دجلة و روافده . الأشوريون لم يستوطنوا بلاد أكاد و هم محتلون بينما الآراميون هم المدافعون عن هذه البلاد التي ستعرف ببيت آراماي
أي بلاد الآراميين !
 و من يدافع عن بلاده لا يسمى خائنا !
 *أنصحك كي تكون منصفا في تعليقاتك القادمة أن تطلع على كتاب العالم COLE و قد نشر و ترجم أرشيف مدينة نيبور و هو كناية عن رسائل باللغة الأكادية بين حاكم نيبور و القبائل الكلدانية الآرامية .
COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996
سوف تجد من خلال هذه الرسائل أن القبائل الكلدانية الآرامية منتشرة في بلاد أكاد و تتعاون في محاربة الأشوريين.
إنني أعلم جيدا بأنك لن تتحقق و لن تسمع نصيحتي لأنك لا تعرف أصول البحث التاريخي.
ج - تتهم الآخرين بأنهم غير منصفين و أنت تتلاعب في الحقائق التاريخية و لا ترى مدى إبتعادك عن الحقيقة التاريخية المجردة:
أنت تدعي " أنا أروي قصةً بطلها هو الملك الفارسي و ليس الشعب الآرامي."!
سيد توري أن الكلدان الآراميين هم الذين أسقطوا الإمبراطوريةالأشورية و ليس الفرس كما تدعي!
 إسمح لي لقد حصل الكلدانيون على بلاد أشور و بيت نهرين ( الجزيرة ( و بلاد آرام ( سوريا ( بينما إسترجع الفرس بعض المناطق الفارسية التي كان الأشوريون قد إستولوا عليها سابقا!
د - سؤالك يفضح ميولك للإيديولوجية الأشورية المزيفة فأنت تسألنا" ماذا استفاد الآراميون من إسقاط الدولة الآشورية سوى إدخال الفرس و رعاعهم إلى بلادنا. "
 *أنت تعيش في أوهامك الأشورية : لقد تحرر الآراميون من نيرو ظلم الأشوريين الذين كانوا يحبسون أبناء الشيوخ الآراميين كي لا يثوروا !
 *الآراميون لم يكونوا " عملاء " للفرس و لكنهم كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في هذا الشرق و تدمير الإمبراطورية الأشورية كان شرطا أساسيا لإستقلالهم !
 *لقد حول نبوخدنصر مدينة بابل الى عاصمة كبيرة و بنى فيها القصور و المعابد التي فاقت شهرتها العالم القديم!
 و لكن خلفه ملوكضعاف لم يحافظوا على إستقلالهم !
 *بلادنا !
ماذا تقصد بهذه الكلمة ؟
هل سقوط الدولة الأشورية يعنيك ؟
و إستقلال أجدادك الآراميين لا يفرحك ؟
ه - سؤالك " ماذا أنجز لنا الآراميون؟ "
هو مبهم و فيه نوع من الإستخفاف و لكن لنقل أن الآراميين قد طوروا الكتابة و اللغة الآرامية التي محت كل اللغات الشرقية القديمة و لنقل أن الآراميين قد حافظوا على هويتهم و وجودهم بينما شعوب عديدة قد إنقرضت أو إنصهرت ضمن الآراميين !
و - الإختباء وراء الإصبع ليست مهارة !
 فأنت تردد " بعدين منين جبتها مفهومك الآشوري المزيف؟؟؟؟ "
فيا سيد توري أنت لست منصفا في تعليقك و " فقط" السريان المتطرفون الذين يشوهون تاريخنا هم الذين يرددون أن الكلدان هم خونة !
و نحن نرد عليك الكلدان الآراميونهم سكان الشرق الأصيلين و هم أجداد آبائنا السريان !
إما الأشوريين القدامى الذين تتباكى على سقوط إمبراطوريتهم الظالمة فقد زالوا نهائيا من التاريخ تماما مثل الشعب الكاشي و الحثي و الميتني و العموري و الأكادي و السومري و غيرهم .
الفكر الإيديولوجي الأشوري المنتشر بين بعض السريان فهو سيزول مع الوقت لأن الشعب السرياني يتطور و سيكتشف أكاذيب الطروحات الأشورية !
 الفضل يعود الى مغامرين مثلك يتهمون باحثا متخصصا في التاريخ السرياني مثل الدكتور أسعد صوما بأنه " غير منصف "و هم " يخونون " أجدادهم الآراميين فقط لأنهم يتوهمون بأنهم أحفاد الأشوريين !
الخائن الحقيقي هو من يتنكر لهوية آبائه الآراميين السريان !

297
من هم أعداء الهوية الآرامية ؟



كل شعب له أعداء !

و هذا أمر معروف عبر التاريخ فالعداوة بين الفرنسيين و الألمان مشهورة :

ثلاث حروب مدمرة خلال فترة زمنية قصيرة 70 سنة !

و لكن الألمان و الفرنسيون بعد الحرب العالمية الثانية عمدوا الى المصالحة و الإتفاق من أجل مستقبل أفضل لهما...

من هم أعداء الهوية الآرامية ؟

الجواب هو الآراميون أنفسهم !

و قد رددنا مرارا أن عدونا الأول هو الجهل !

بعض السريان قد إنخدعوا بطروحات الفكر الأشوري و صاروا يتوهمون أن " تعليقاتهم "في المواضيع التاريخية لها وزن علمي أو إنها تستطيع أن تؤثر على المثقفين السريان ...لقد أعدت نشر بحث مهم للدكتور أسعد صوما و عنوانه "دور اللـغـة والثقافة الآرامية في سـقـوط الدولة الآشــورية "

على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... 756.0.html

و قد علق أحد الأخوة على الموضوع منتقدا و متوهما أن تعليقه هو حيادي نزيه ؟

سأنشر تعليقه كاملا ثم ردي :

" Tory Archer إن مقالة د. أسعد هذه تزيد في الإهانات التي يقدمها أعداء الهوية الآرامية، و ذلك بتثبيت الصورة البربرية للأقوام الآرامية التي تغزو دولاً ذات نظام حكم مرتب.

لم يقدم السيد أسعد (مع فائق احترامي له) أي مبرر لدور اللغة و الثقافة في إسقاط الدولة الآشورية من دون إقامة نظام سياسي سيادي سوى التخريب.

لم يوضح الرسالة السامية لتلك الأقوام الآرامية سوى رسالة إعاثة التخريب في الشعب و مفاصل الدولة المستقرة.

نرجو أن يقدم د. أسعد لنا مقالات أكثر إنصافاً."

الدكتور صوما هو باحث متخصص في التاريخ السرياني و قد نشر بحثه بشكل مبسط كي يوصل الحقائق التاريخية لجميع السريان الغيورين من أفضالك .

و هذا الموضوع بالذات قد نشر من أجل حث الغيورين السريان أن يطلعوا على هذه المرحلة المهمة في تاريخ شرقنا .

الإطلاع و النقاش المسؤول يؤدي إلى إزدياد معرفتنا حول الموضوع المطروح للمناقشة ... إنني لا أدافع عن ما كتب الدكتور صوما لأنك للأسف لم تتعمق أو لا ترى " الحقائق التاريخية " التي ذكرها في موضوعه و هي تخالف ما ينشره بعض السريان المنخدعين بالتسمية الأشورية المزيفة .

أ - لقد حاصرت القبائل الآرامية بلاد أشور في عهد تغلت فلأسر الأول و قد نشر الدكتور صوما ترجمة لنص أكادي تركه الأشوريون و هو يذكر " لقد ازداد الآراميون مثل مياه الفيضانات المدمرة، فنهبوا محاصيل آشور، واحتلوا عدة مدن محصنة في آشور.

وأكل الناس في آشور لحم بعضهم البعض لينقذوا حياتهم من الهلاك، وهربوا نحو جبل هبروري للنجاة.

لقد سلب الآراميون ذهب الاشوريين وفضتهم وامتعتهم، ودمروا جميع محاصيل آشور.

لقد ازدادت القبائل الارامية حول ضفاف دجلة بكثرة، منتشرة..."

ب - الدكتور صوما باحث في التاريخ و يكتب بمنهجية علمية – قد تكون أنت لا تراها لأنك لست متعمقا في تاريخ هذه المرحلة – فهو يذكر عن سياسة السبي التي قام بها الأشوريون لمراقبة القبائل الآرامية المتمردة و قد أدت هذه السياسة الى تفوق عدد الآراميين في بلاد أشور على الأشوريين أنفسهم !

هل يا سيد توري سمعت قبلا بهذه الحقائق أم أنت تستغرب ربما لأن لك أفكارا مسبقة حول الموضوع ؟

ج - الدكتور صوما يتكلم عن عملية إنصهار بقايا الأشوريين ضمن الآراميين .

عفوا أنت لعدم معرفتك ( كي لا أقول لجهلك ) تردد" ذلك بتثبيت الصورة البربرية للأقوام الآرامية "!

السريان الذين يتجاهلون جذورهم يدعون أن الآراميين كانوا قبائل بدوية و عقولهم الصغيرة لم تستوعب أن البداوة كانت مرحلة زمنية قصيرة تبعتها مراحل عديدة من التمدن و التقدم فالآراميون هم الذين طوروا الأبجدية الكنعانية و لذلك محت اللغة الآرامية كل اللغات الشرقية التي كانت معاصرة لها .

د - عفوا هل كان أحيقار بربريا ؟ و لما كان وزيرا في البلاط الأشوري ؟

و هل كان شمش نوري بريريا هو أيضا ؟

و لما كان القائد الأعلى للجيش الأشوري خلال حكم عدة ملوك ؟

ه - الدكتور صوما هو باحث نزيه و يؤمن بالحقائق العلمية فأحيقار كان آراميا و شمش نوري كان آراميا من بيت نهرين أي الجزيرة !

و هذه الحقائق لا يتقبلها السرياني لأن بعض المتطرفين ينشرون معلومات خاطئة عن تاريخ الآراميين و أهميتهم في التاريخ القديم !

و - لقد ورد في أول تعليقك " الإهانات التي يقدمها أعداء الهوية الآرامية" و من يقرأ هذه الجملة يتصور إنك ضد أعداء الهوية الآرامية "و لكنك تتوهم إننا لا نقرأ من خلال السطور أو لم نفهم قصدك :

*غير صحيح " إن مقالة د. أسعد هذه تزيد في الإهانات التي يقدمها أعداء الهوية الآرامية"

*أعداء الهوية الآرامية هم السريان الذين ينكرون جذورهم و يتوهمون أن هويتنا السريانية هي أشورية !

*أعداء الهوية الآرامية هم المتطفلون على علم التاريخ الذين ليس لهم إطلاع على الموضوع و لكنهم ينتقدون باحثا مثل الدكتور صوما و ليس " السيد أسعد (مع فائق احترامي له ( "

*أعداء الهوية الآرامية هم الذين وفي فقرة صغيرة يرددون تعابير مثل " الصورة البربرية للأقوام الآرامية " علما أن الأشوريين هم أشد الشعوب في الوحشية و الدمار و سلخ جلد ملوكنا و هم أحياء ...

*أعداء الهوية الآرامية هم من يرددون أن الآراميين كانوا مخربين ( ورد في تعليقك لم يقدم الآراميون " سوى التخريب " و مرة ثانية و شكرا على دقة تعابيرك " سوى رسالة إعاثة التخريب " ... لقد وصلت رسالتك يا سيد توري و لكن السؤال هل نجحت ؟

أي هل السرياني المثقف سيصدق إنك - غير المطلع على تاريخنا - كنت منصفا أكثر من الدكتور صوما المتخصص في التاريخ السرياني ؟

إن أجدادك السريان يا سيد توري كانوا جميعا يرددون أنهم آراميون !

و بحث الدكتور صوما يشرح للسريان كيف إستطاع الآراميون أن يصهروا بقايا الأشوريين مئات السنين قبل إنتشار الديانة المسيحية !

نحن لا تعجب عندما نرى أن حسن بن بهلول قد ذكر في قاموسه في القرن العاشر الميلادي " كان السريان يعرفون قديما بالآراميين "!

لن أطلب منك تعليقات " أكثر إنصافا " لأنك تعلق من خلال مفاهيمك الخاطئة : الأشوريون دولة سيادية و الآراميون برابرة مخربون...

_________________

298

" ما هو الفرق بين اللغتين الأكادية و الآرامية ؟ "



لقد سألني أحد الإخوة عدة أسئلة لها علاقة بتاريخ اللغتين الأكادية و الآرامية و مع أن طرح الأسئلة فيه كثير من المفاهيم الخاطئة فإنني سأرد كي أوضح عدة نقاط مهمة .

هذه هي الأسئلة :

" سؤال للأستاذ هنري المحترم هل توجد علاقة برأيك بين اللغة الأكادية التي يسمونها الآشورية و اللغة الآرامية?

هل يوجد تشابه بين مفردات اللغتين?

ام هو مجرد ان اللغة واحدة مقسمة إلى لهجتين اكادية و آرامية?"

أولا -هل توجد علاقة برأيك بين اللغة الأكادية التي يسمونها الآشورية و اللغة الآرامية?

أ - اللغة الأكادية هي أقدم لغة شرقية ( سامية ) في التاريخ أقدم نصوصها بالكتابة المسمارية تعود الى حوالي 2500 سنة ق0م و كانت هذه اللغة مع كتابتها المسمارية قد إنتشرت في كل الشرق القديم و قد إستخدمها الفرس و شعب الأورارتو (الأرمن) و الحثيين و حتى الشعوب التي إستولت على العراق القديم من عموريين و كاشيين و ميتني و حتى الكلدانيين. لقد أصبحت هذه اللغة مع كتابتها المسمارية لغة المراسلات الدولية في الشرق القديم : لقد وجد العلماء مراسلات عديدة بين أمراء (سوريا القديمة) و فراعنة مصر في تل العمارنة و هي تعود الى القرن الرابع عشر ق0م .

إنتشار اللغة الأكادية كلغة مراسلة في بلاد فارس و في سوريا القديمة لا يعني أن الأكاديين قد سكنوا في بلاد فارس أو سوريا .

و طبعا في بلاد فارس و أورارتو و سوريا كان إسم هذه اللغة أكادية و ليس فارسية أو سورية !

ب - اللغة الأكادية التي يسمونها الآشورية عندما وجد العلماء الكتابات المسمارية في أواسط القرن التاسع عشر في نينوى ظنوا أنها كتابة و لغة أشورية و لكنهم إكتشفوا خطأهم لأنهم وجدوا أن تلك الكتابات تسمي اللغة " أكادية " كما وجدوا كتابات مسمارية أقدم و بلغة مختلفة كليا و هي " السومرية "!

اليوم لا يوجد أي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم يستخدم تعبير " اللغة الأشورية "لأن الأشوريين أنفسهم كانوا يسمون هذه اللغة " أكادية " و ليس أشورية !

ج - اللغة الآرامية هي أحدث من اللغة الأكادية و أقدم نصوص آرامية تعود الى حوالي 900 سنة ق0م و هذا يعني أن الأكادية هي أقدم من الآرامية بأكثر من 1500 سنة !

أخيرا جوابا على سؤالك الأكادية و الآرامية هما لغتان مستقلتان تتحدران من " لغة شرقية أم " لذلك نجد بعض الكلمات في اللغتين .هذه هي العلاقة الأولى و هنالك علاقة ثانية و هي أن اللغة الأكادية قد أثرت على اللغة الآرامية قبل إندثار اللغة الأكادية . و لكن هذا التأثير كان طفيفا (حوالي 300 كلمة أكادية دخلت إلى الآرامية (.

للأسف بعض الإخوة المنخدعين بالتسمية الأشورية يدعون أن اللغة الأشورية هي لهجة أكادية و أنهم لا يزالون يتكلمون لغتهم الأم الأشورية علما أن اللغة الأكادية قد إنزوت في المعابد قبل أن تندثر كليا في القرن الأول قبل الميلاد . السريان مشارقة و مغاربة يتكلمون اللغة السريانية أي الآرامية و كل سرياني يضع في الفيسبوك بأنه يتكلم اللغة الأكادية فهو يمضي أمام الجميع بأنه " جاهل " و " غير أمين " لتراث و لغة أجداده !

ثانيا - هل يوجد تشابه بين مفردات اللغتين?

إنني لم أدرس اللغة الأكادية و لكن من خلال تاريخ هاتين اللغتين المهمتين فنحن نعلم تحدرهما من لغة أم مشتركة و أن هنالك كلمات قد تكون متحدرة من " اللغة الأم " فكلمة " كلب " نجدها في أغلب اللغات الشرقية من عبرية و عربية و آرامية و لها نفس المعنى .هذا " التشابه " موجود بين جميع اللغات الشرقية . اللغة العربية هي أحدث اللغات الشرقية و لكننا نجد بعض العروبيين المتطرفين يدعون أن" اللغة الأم " هي اللغة العربية !

و بعض دعاة الفكر الأشوري المزيف يضحكون على الغيورين السريان و يقولون لهم هنالك " تشابه " بين اللغة الأشورية و الآرامية أو أن الإمبراطورية الأشورية هي التي طورت و نشرت اللغة الآرامية و طبعا هذه طروحات كاذبة !تاريخ اللغة السريانية الآرامية يفضح أكاذيب الفكر الأشوري المزيف و نحن نراهن أن الوعي الحقيقي سينتشر بين السريان و سيدافعون عن إسم لغتهم !

ثالثا - ام هو مجرد ان اللغة واحدة مقسمة إلى لهجتين اكادية و آرامية?"

هذا السؤال غير علمي لأنهما لغتين مستقلتين و طبعا لا يوجد أي عالم متخصص في تاريخ اللغات الشرقية قد طرح هذا السؤال !

اللغة الأكادية هي أقدم من الآرامية بأكثر من 1500 سنة فكيف تكونان لغة واحدة ؟

اللغة الأكادية منذ إنتشارها إرتبطت بالكتابة المسمارية المعقدة المأخوذة من شعب سومري غير شرقي بينما اللغة الآرامية و منذ إنتشارها كانت مرتبطة بالكتابة الأبجدية التي كانت " ثورة فكرية " في تاريخ الكتابة .فقط الكتاب و المدونون كانوا يستطيعون قراءة الكتابة الأكادية المسمارية بينما الأبجدية الآرامية كانت في متناول جميع المثقفين !

للأسف دعاة الفكر الأشوري المتحجر يحاولون بكل الطرق إطلاق التسمية الأشورية المزيفة على لغتنا الآرامية !

ويعتبرون " اللغة الأشورية" من المقدسات و هي " إرث " متناقل من أجيال قديمة !

إنهم يتكلمون لغتهم الأم اللغة الآرامية لأنهم سريان آراميين و للأسف يتنكرون لهوية أجدادهم و يزيفون إسم لغتهم الأم إلى " أشورية " !

الأم لا تنتقم من أبنائها حتى و لو كانوا عاقين بحقها و لكن تاريخ لغتنا الآرامية سيفضح أكاذيب الفكر الأشوري و يثبت للجميع أن مقدساتهم هي طروحات تاريخية كاذبة تقسم وحدة شعبنا السرياني الآرامي .

هنري بدروس كيفا

  ملاحظة مهمة سوف أضع رابطين لهما علاقة بالموضوع

 الرابط الأول هو حول اللغة الأكادية و الكتابة المسمارية

http://www.omniglot.com/writing/akkadian.htm

 

 الرابط الثاني هو حول اللغة و الأبجدية الآرامية

http://www.omniglot.com/writing/aramaic.htm

299
تعليقات حول النقاشات التاريخية حول " هوية شعبنا " ؟

وجدت هذه الحكمة مؤخرا و هي تقول "عيوب الجسم قد يسترها متر قماش و عيوب الفكر قد يكشفها أول نقاش "!
 كل نقاش حول أي موضوع يعبر - في النهاية - عن وجهة تفكيرنا في هذا الموضوع !
نحن نعيش اليوم في مرحلة مهمة في" تاريخ شعبنا" فمن جهة كل سرياني سورايا يستطيع أن يعبر عن رأيه و يشرح الدوافع كي يقنع الآخرين , و من جهة ثانية نرى بعض الأحزاب و المواقع و المؤسسات تفضل عدم النقاش في موضوع الهوية لأنه أمر محسوم برأيها أو يثير بعض الخلافات و هي تدعي أنه من الأفضل عدم الخوض في هذه النقاشات في هذه المرحلة (و ها قد مضت أكثر من سبع سنوات) و هذه الأحزاب لا تزال تتوهم أنها تستطيع أن تلعب دورا في تحديد هويتنا التاريخية !
 
علما أن الهوية التاريخية لشعب ما تتحددها المصادر و المراجع التاريخية .
 
أولا - النقاشات التاريخية الأكاديمية .
 
أ - لقد بدأت هذه النقاشات في بداية القرن التاسع عشر و كانت حول جميع العلوم و من ضمنها الدراسات التاريخية . و مع تطور علم التاريخ و نشر و ترجمة الأغلبية الساحقة من المصادر السريانية فإن هذه النقاشات الأكادمية حول تاريخنا السرياني الآرامي يقوم بها علماء نزهاء متفرغون لدراسة المصادر السريانية. الباحث المتفرغ يعني في أكثر الأحيان أنه يلقي محاضرة أو محاضرتين على طلابه و يمضي باقي وقته في دراسة المصادر السريانية . إنني أذكر إنني علقت في خلال مؤتمر حول المؤرخين السريان أن في تاريخ ميخائيل الكبير قد ورد في النص السرياني أن أبجر ملك الرها كان أرمنيا و فذكر الباحث Andrew Palmer أن التاريخ السرياني المنتهي بعام 1234 م هو أيضا يذكر أن أبجر هو أرمني !
 
ب - بعض الأحيان هنالك إختلافات بين العلماء مثلا بعض منهم متخصص في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية و يكون في أغلب الأحيان يجيد اللغة اليونانية القديمة و ربما اللاتينية و غالبا ما تكون نظرته لتاريخ بيزنطيا تنطلق من العاصمة و منها إلى بقية المناطق التي كانت خاضعة للإمبراطورية البيزنطية . الخلاف قد يحدث عندما يتكلم الباحث المتخصص في التاريخ البيزنطي حول المشاكل التي وقعت بين البيزنطيين و الشعوب التي كانت خاضعة للبيزنطيين كالأقباط و الأرمن و السريان الآراميين . كثيرون من مؤرخي بيزنطيا يرددون أن هذه الشعوب كانت تبغي التحرر من نير الإمبراطورية البيزنطية و هذه نظرية من بداية القرن العشرين لا يوجد لها براهين في مصادر تلك الشعوب !
 
ج - في نص مشهور لإبن العبري ورد فيه أن الله أرسل العرب للشعب السرياني ليحررهم من ظلم البيزنطيين ! بعض مؤرخي بيزنطيا يعتمدون على هذا النص بدون أن يتحققوا في المصادر السريانية قبل الإحتلال العربي للشرق. بينما المؤرخون المتخصصون في تاريخ السريان يعرفون من خلال المصادر السريانية أن السريان لم يحاولوا " التحرر " من اليونانيين لأسباب قومية و لكنهم إستقلوا و رفضوا مجمع خلقيدونيا451 م لأسباب عقائدية !
 
د - الباحثون الأكادميون لا " يغامرون " في طرح نظريات أو نقد أبحاث علماء آخرين في مواضيع دقيقة قد تكون لها علاقة مباشرة مع إختصاصهم . العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق القديم يجب أن يكونوا ضالعين بإحدى لغاته القديمة من سومرية و أكادية و كنعانية و آرامية و عبرية قديمة . فالعالم المتخصص في تاريخ الفينيقيين لا يستطيع أن يعلق على موضوع تأثير اللغة السومرية على الأكادية !هنالك بحث مشهور للعالم S. Kaufman عنوانهThe Akkadian Influence on Aramaic (Chicago, 1974). هذا العالم كان يجيد اللغتين الأكادية و الآرامية القديمتين و بحثه أصبح مرجعا لكل من يريد
الإطلاع على مدى تأثير اللغة الأكادية على الآرامية ! المضحك المبكي أن أحد المتطرفين من الذين يجهلون ما معنى منهجية تاريخية قد سمح لنفسه في تغيير عنوان الكتاب فأصبح" تأثير اللغة الأشورية على اللغة الآرامية "
 
ه - هنالك جامعات عديدة في العالم تحتوي على أقسام تهتم في السريانيات ( السريان و كنائسم و تراثهم ) و علم الأشوريات ( تاريخ الشعوب القديمة ). هنالك تنافس علمي بين الجامعات و حتى بين العلماء أنفسهم فهم يحاولون تسليط الضوء على أمور لم يذكرها غيرهم من الباحثين أو ينشرون وثائق قديمة مكتشفة حديثا. هذا التنافس العلمي الشريف يدفع بالعالم أن ينتبه أكثر على البراهين التي يقدمها لأنه يعلم أن كثيرين من العلماء و الطلاب سيطلعون على بحثه و قد ينتقدونه في نفس المجلة التي نشر فيها مقاله ! الباحث الذي يعلم في جامعة مرموقة لا يستطيع أن يتلاعب بالحقائق لأنه يتعرض إلى خسارة مركزه في الجامعة
 
ثانيا - االنقاشات التاريخية غير العلمية .
 
أ - النقاشات الأكادمية تؤدي غالبا إلى تسليط الأضواء حول الموضوع المناقش و يستفيد الجميع من تلك النقاشات لأن الجميع يبحثون عن هدف واحد و هو الحقيقة التاريخية كما هي . بينما النقاشات التاريخية غير العلمية فهي لا تقدم أي معلومات مفيدة للقراء و هذا ما صار يعرف بالنقاشات العقيمة في مواقعنا .
 
ب - أغلب الأحيان يشارك في هذه النقاشات التاريخية غير العلمية بعض " المتحزبين " الذين يخلطون بين بحث علمي يهدف إلى معرفة الحقيقة و بين مبادئ و طروحات حزبية : أغلبية الأحزاب المسيحية في لبنان تؤمن بوجود " هوية تاريخية لبنانية " و هم يتخلون عن ويتهم السريانية الآرامية من أجل " هوية لبنانية مصطنعة "! و من لا يؤمن بهوية لبنانية تاريخية يتهم بأنه قومي سوري أو عروبي !
 
ج - بعض المتحزبين ( خاصة دعاة الفكر الأشوري المزيف ) يدخلون بأسماء مستعارة و يدافعون عن طروحاتهم التاريخية الخاطئة متوهمين أن المثقف السرياني لا يستطيع أن يتحقق من صحة المعلومات التاريخية . المؤسف أن هؤلاء السياسيين أصحاب الأسماء و الهويات المستعارة يرفضون أن يكتبوا أسمائهم الحقيقية و لكنهم يتدخلون في مواضيع تاريخية دقيقة مؤكدين أنهم على حق و أنهم أدرى بتاريخهم من العالم المتخصص المتفرغ !
 
د - من المضحك أن بعض المغامرين يبحثون عن دور يلعبونه أو يريدون مساعدة أصدقاء لهم في الأحزاب االسريانية التي تدعي الهوية الأشورية فيتدخلون تحت راية الحياد و الغيرة و المصلحة العليا فيرددون نفس الطروحات التاريخية المزيفة . و قد جرى لي نقاش مع شاعر مدعي بالآرامية و الغيرة عندما كتب لي و لكنه يعرف عن نفسه بأنه شاعر سوري . الأسئلة و الأجوبة موجودة على هذا الرابط " صبري يوسف: آرامي أصيل أم مدافع عن التزوير؟"
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Replies_and_Comments/090706.htm
 
ه - يتوهم السريان المدافعون عن طروحات الفكر االأشوري أن مبدأ" حرية الرأي " هي حجة قوية تسمح لهم بالإيمان بأنهم يتحدرون من الشعب الأشوري القديم! هنالك عدة طروحات تاريخية كردية تدعي تارة أنهم يتحدرون من الميديين و طورا من الكاشيين Cassite! و في الحالتين الطرح الكردي هو غير علمي ! كيف يسمح السرياني لنفسه أن " يؤمن - حرية الرأي - بطروحات تاريخية مزيفة و لا يسمح للكردي أن يدعي أنه من أحفاد الميديين أو الكاشيين ! حرية الرأي لا تعني حرية في تفسير التاريخ !
 
ثالثا - هل نقفل باب النقاشات حول هويتنا التاريخية ؟
 
أ - إن النقاشات التاريخية الأكادمية هي شبه معدومة بين مثقفي شعبنا السرياني الآرامي و ذلك للأسباب التالية :
 
* ندرة الباحثين المتخصصين في التاريخ بين أبناء شعبنا .
 
* عدم تشجيع المواقع التي تدعي الحيادية لأنها غير حيادية و تحارب التاريخ العلمي ...
 
* بعض الباحثين (د . أمير حراق و د. أسعد صوما...) يهتمون بأبحاثهم و كتبهم و مشاركاتهم في المؤتمرات العلمية ربما لأنهم لاحظوا أن النقاشات حول الطروحات التاريخية هي سياسية محضة (أي غيرعلمية).
 
ب - إن النقاشات حول هويتنا التاريخية هي سياسية حزبية و هي مهاترات غير مفيدة لأنها تفضح الإنقسامات العميقة بين أفراد شعبنا. بعض المتطرفين يرفعون شعار الوحدة و الغيرة و في نفس الوقت يدعون أن الكلدانية و السريانية هي مجرد كنائس تنتمي إلى " الأمة الأشورية "
 
ج - النقاشات حول الطروحات التاريخية لها سلبيات و إيجابيات فمن سلبياتها أنها لا تشجع نحو وحدة حقيقية و لكن من أهم الإيجابيات أن تفضح طروحات الفكر الأشوري و تعريه !
 
د - كثير من النقاشات حول الهوية التاريخية تؤدي تعليقات مليئة بالكلمات المسيئة و أغلب الأحيان من كتاب متسترين تحت أسماء مستعارة : بعض المتطرفين دعاة الفكر الأشوري يتوهمون أن طروحاتهم التاريخية هي مقدسة يجب عدم التخلي عنها ! فنرى بعض " الأكاديمين" يدافعون عن تعابير خاطئة مثل "اللغة الأشورية " و يعتبرون أنفسهم أساتذة في الفكر القومي بالرغم من أن طروحاتهم هي خاطئة! سورايا لا تعني أشوري و لكن سرياني و التسمية السريانية هي تسمية صارت مرادفة للتسمية الآرامية !
 
ه - إذا كنا ننتمي فعلا الى هوية واحدة تاريخية يجب أن نشجع كل نقاش له علاقة بتاريخنا ! الهوية التاريخية لشعبنا تحددها المصادر السريانية (و ليس أشورية أم كلدانية أم لبنانية). إقفال النقاش العلمي المسؤول حول هويتنا هو تشجيع مباشر للنقاشات غير العلمية حيث نرى بعض المتطفلين على علم التاريخ ينشرون ثرثرتهم بدون حياء !
 
الخاتمة
أ - بالرغم من ندرة النقاشات التاريخية العلمية المسؤولة فنحن نؤمن أن عدم مناقشة الموضوع هو أشد ضرر من مناقشته !
 
ب - إن عدم مناقشة هذا الموضوع المهم هو تهرب من الأحزاب التي تدعي الوحدة و الصدق !
و الإدعاء أن هذا الموضوع " هويتنا التاريخية" سيناقش لاحق هو موقف سياسي و تهرب من الأحزاب التي تدعي الهوية الأشورية !
 
ج - كل سرياني له الحق أن يعبر عن رأيه هل يتمنى نقاشا مسؤولا حول إسم و هوية شعبنا أم يفضل ترك هذا الموضوع مغلقا ! نعم يحق لكل منا أن يقدم رأيه في هذا الموضوع و لكن لا يحق لكل سرياني حتى و لو كان شاعرا أو أديبا أن يحدد هويتنا التاريخية لأنها و بكل بساطة من إختصاص الباحثين النزهاء !
 
هنري بدروس كيفا

300
هل كانت هوية لبنان القديم فينيقية أم آرامية؟ القسم الثاني





ثالثا - الإنتشار الآرامي في الشرق و الكنعاني في حوض المتوسط

أ - للأسف بعض اللبنانيين الذين يؤمنون بالهوية الفينيقية يتوهمون أن الكنعانيين (الفينيقيين) كانوا سكان جبل لبنان القديم. أغلبية اللبنانيين بصرف النظر عن مفهوهم لهويتهم التاريخية لا تعرف أن جبال لبنان كانت فارغة غير مسكونة و كان سهل البقاع مملكة آرامية ذكرتها أسفار التوراة و هي مملكة بيت رحوب !

ب - هنالك علاقة قربى قوية بين الشعوب العمورية و الكنعانية و الآرامية و اليهود . و بالنسبة الى الآراميين و الكنعانيين فهنالك تشابه كبير في التاريخ :

 *الآراميون و الكنعانيون يعيشون في الشرق منذ الألف الثالث و الثاني ق0م و لكنهما في أواخر الألف الثاني كانا خاضعين للنفوذ الحثي في الشمال و المصري في الجنوب (حماة و جبيل تحت السيطرة الحثية و بيروت و دمشق تحت النفوذ المصري(.

*هجموم " شعوب البحر " في حوالي 1200 ق0م سيدمر  إمبراطورية الحثيين و يطرد النفوذ المصري من جنوب سوريا. و كان شعب "الفلستو" من ضمن " شعوب البحر " الذين سيسكنون منطقة العريش و غزة الحالية .

 *القبائل الآرامية ستؤسس عدة ممالك قبلية ستستقر في الجزير ) بيت نهرين) و سوريا (بلاد  آرام) و الملك داود سيوحد العبرانيين في مملكة واحدة بينما سيؤسس الفلستو عدة مدن ممالك مستقلة في العريش و سيستقل الكنعانون في عدة مدن ممالك على طول الساحل .

ج - من يدرس تاريخ الآراميين في القرن العاشر ق0م سيلاحظ أن الآراميين كانوا متأثرين جدا بالحضارة الكنعانية :

 *الأبجدية الآرامية مأخوذة من الكنعانية و لكنها ستتطور و تتميز عن الأبجدية الفينيقية و كانت مملكة سمأل الآرامية تستخدم الأبجدية الكنعانية ثم أبجدية متطورة عن الكنعانية تعرف بالأبجدية السمألية و أخيرا الأبجدية الآرامية القديمة.

 *لقد تعبد الآراميون لألهة الكنعانيين فالإله " إيل " كان يعبد في مملكة سمأل و الإله بعل شميم في مملكة حماة الآرامية و الإله قدموس عند آراميي دمشق...

د - بعد إندحار الإمبراطورية الحثية و إنحسار النفوذ المصري ستتمتع المدن الكنعانية الساحلية بإستقلال تام و ستهتم هذه المدن في التجارة في حوض بحر عمورو (البحر الأبيض المتوسط) و سيبنون عدة مراكز تجارية على شواطئه و ستنال قرطاجة شهرة كبيرة بسبب صراعها مع الرومان ! هذا رابط مفيد حول الكنعانيين (الفينيقيين (.

http://en.wikipedia.org/wiki/Phoenicia

أما الآراميون فإنهم سينتشرون في كل الشرق القديم و سيؤسسون عدة ممالك آرامية و ستلعب مملكة دمشق الآرامية دورا كبيرا في جمع الآراميين و الكنعانيين و اليهود لصد الهجمات الأشورية : معارك قرقر 853 ق0م

رابعا - نهاية الإستقلال السياسي الآرامي و الكنعاني

أ -  يعتبر الملك الأشوري تغلت فلأسر الثالث 745 - 727 ق0م المؤسس الحقيقي للإمبراطورية الأشورية, لأنه بعد إستيلائه على العرش عمد الى تبديل جذري في معاملة المناطق الخاضعة للسيطرة الأشورية إذ لم يعد الأشوريون يكتفون بفرض كميات من الذهب و الفضة على الملوك الحاكمين من آراميين و كنعانيين و يهود و فلسطينين فإنهم صاروا يحتلون تلك المناطق و يفرضون عليها حاكما أشوريا .

سقطت مملكة دمشق سنة 732 ق0م ثم تلتها مملكة حماة ثم سمأل و المدن الكنعانية على الساحل . و هكذا فقد الآراميون و الكنعانيون إستقلالهم .

ب - بعد سقوط الإمبراطورية الأشورية سنة 612 ق0م على يد الكلدانيين و الميديين و قع الشرق القديم تحت الحكم الكلداني و هذا ما يعرف بطريقة خاطئة بالحكم البابلي الجديد 626- 538 ق.م  .و في عهدهم تم تدمير مدينة أورشليم و معبدها الشهير سنة 587 ق0م ثم تم سبي اليهود الى بابل.

ج- الفرس سيقضون على الإمبراطورية الكلدانية سنة 538 ق0م و سيؤسسون إمبراطورية واسعة جدا .

الفرس يحتلون أسيا الصغرى ثم سيهاجمون بلاد و جزر اليونان مما دفعهم الى مطالبة الكنعانيين الى بناء السفن الحربية و قيادتها تحت الإشراف الفارسي.

 إهتمام الفرس ببناء أساطيل بحرية سيعطي المدن الكنعانية نوعا من الإستقلال الذاتي.

د - الفرس هم أول دولة غير آرامية تستخدم اللغة و الأبجدية الآرامية كلغة رسمية للمراسلات و للعقود التجارية منذ قضائهم على الكلدانيين سنة 538 ق0م . الجدير بذكره أن الكلدانيين و بالرغم الى إنتمائهم الآرامي ظلوا يستخدمون اللغة الأكادية مع الكتابة المسمسارية كلغة رسمية .

 إختيار الفرس للغة و الأبجدية الآرامية سوف يؤدي الى محي اللغات الشرقية (السامية) من أكادية و كنعانية و عبرية في الشرق القديم . تاريخ اليهود القديم يلقي الأضواء على تاريخ إنتشار اللغة الآرامية بينهم :

لقد تعلموا هذه اللغة في بابل في القرن السادس ق0م و في القرن الثالث تترجم أسفار التوراة من العبرية الى الآرامية و المكتشفات الحديثة في قمران (البحر الميت) تثبت لنا أن كتبهم و شروحاتهم كانت باللغة الآرامية .

 و كان من الطبيعي أن يكون سيدنا يسوع المسيح قد نطق باللغة الآرامية !

السؤال متى زالت اللغة الكنعانية ؟

 الجواب عند العلماء المتخصصين بالتاريخ الفينيقي و الذين يعرفون  تواريخ أجدد نصوص كنعانية .

يتبع

 هنري بدروس كيفا

301
"هل التسمية الكلدانية تدل على هوية أم مهنة عالم الفلك ؟"

رد على مقال" ألتوراة وبرديصان والكلدان"

يحاول بعض إخوتنا من السورايي الذين يؤمنون بالتسمية الاشورية أن يفرغوا التسمية الكلدانية من مدلولاتها التاريخية : بعض البسطاء منهم يرددون أن التسمية الكلدانية قد أطلقت على إنفصلوا من الكنيسة الأشورية و إنضموا الى الكنيسة الكاثوليكية و بالتالي إن التسمية الكلدانية قد أطلقت على الكاثوليك من " الشعب الاشوري" . و هذا رأي غير صحيح لان الكلدان قد إنفصلوا - إذا صح التعبير - عن الكنيسة السريانية الشرقية التي عرفت بالنسطورية ، و كان آباء و علماء هذه الكنيسة السريانية ( و ليس اشورية أو إسبانية) متمسكين بهويتهم السريانية/الآرامية . و لا زلنا نرى بعض " المغامرين" يستخدمون هذه الحجة للتأكيد على " إنتماء الكلدان الى الشعب الاشوري" و لكنهم -بدون معرفتهم و لفرط جهلهم و لتعصبهم الاعمى - يؤكدون إنتماء الكلدان الى السورايي أي الشعب السرياني / الآرامي !

الأخ صبري يعقوب إيشو في مقاله الأخير و هو بعنوان "ألتوراة وبرديصان والكلدان" يغامر بطرح محاولة جديدة - لن تكون الأخيرة بإذن الله - لتفريغ التسمية الكلدانية من مدلولها التاريخي و القومي . المقال منشور في موقع عنكاوا على هذا الرابط

http://www.ankawa.com


أولا - هل الكلدان المعاصرون هم أحفاد الكلدان القدامى ؟

الأخ صبري يشك كثيرا إذ يكتب " فأبقى أنا في شك كبير أن يكون هناك ما يربطني بهم من رابط أو صلة " ثم و بكل ثقة يقدم لنا شرحه أو بالاحرى نظريته " لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح ..." سوف نرى لاحقا أن الأخ صبري " بحث " و وجد أن التسمية الكلدانية تعني عالم الفلك و السحرة، فالتسمية الكلدانية لا تشير الى " هوية" بل الى مهنة و الكلدان المعاصرون ليسوا علماء فلك و سحرة بل هم "سورايي " و قد وعد الأخ صبري أنه سيشرح ما معنى " سورايي" في بحث قادم .

قبل الإنتقال الى بقية النقاط أحب أن أذكر القراء أن تسمية الكلدان لم تطلق على سكان بابل كما يتوهم الأخ صبري . التسمية الكلدانية القديمة قد أطلقت على منطقة جغرافية على حوض الفرات في جنوب مدينة بابل . و قد وردت تسمية " مات كلدو " في كتابات اكادية تركها بعض ملوك أشور . لقد نشر و ترجم العالم COLE سنة 1996 أرشيف مدينة نيبور و هو مجموعة كبيرة من الرسائل باللغة الاكادية تعود الى منتصف القرن الثامن قبل الميلاد حيث وردت التسمية " مات كلدو" و هي تسمية جغرافية تقع على حوض الفرات حيث سكنت القبائل التي نسبت الى " مات كلدو" أي " القبائل الكلدانية " . من يريد أن يتعرف على تواجد القبائل الكلدانية عليه أن الى المراجع العلمية مثل كتاب. ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s Archive from Nippur. in Oriental Institute Publications Tome 114 ( 1996)

و هنالك كتاب آخر و بالرغم من قدمه 1968 يبقى مرجعا علميا لتواجد القبائل الكلدانية و الآرامية في بلاد أكاد . و هو كتاب

BRINKMAN, J.A., Political History of Post_kassiteBabylonia ( Rome , 1968 )

و من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط

http://books.google.com/books?id=iykVSx

ثانيا - هل التسمية الكلدانية " تعني " عالم فلك ؟

كتب الأخ صبري"وبعد البحث والتمحيص في مختلف القواميس والمعاجم اللغوية الصادرة قديماً كقاموس حسن بر بهلول وبر علي من القرن العاشر ألميلادي وغيرهما من القواميس الصادرة في أزمنة متأخرة كقاموس مار توما عودو وأوكين منا وغيرهما آخرون كثيرون لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي. حتى ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى ,حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...) ". تعليقات لا بد منها

أ - صحيح إن بعض الآيات في التوراة توصف الكلدان بعلماء الفلك و التنجيم و السحر .

ب - صحيح أن الآباء السريان قد فسروا التسمية الكلدانية بمعنى عالم الفلك .

ج - صحيح أيضا أن القواميس السريانية الشرقية ( التي تدل على هويتنا الآرامية و ليس الإسبانية ) قد فسرت إستنادا الى شروحات التوراة أن التسمية الكلدانية تعني علماء الفلك و التنجيم.

د - و لكن التسمية الكلدانية التاريخية القديمة هي تسمية تاريخية/جغرافية لقبت بها القبائل الآرامية بيث داكوري و بيث عموقاني و بيث يقين و بيث شئاللي و بيث شيلاني . لقد شرح العالم LIPINSKI المتخصص في تاريخ الشرق القديم معاني أسماء هذه القبائل الآرامية في كتابه

Edward LIPINSKI. The Arameans Their Ancient History . Culture , Religion . dans Orientalia Lovaniensia Analecta Tome 100( 2000).

ه - التسمية الكلدانية " مات كلدو" مذكورة بحوالي 400 سنة من تدوين التوراة : السؤال العلمي هو هل كانت التسمية الكلدانية قبل تدوين التوراة تعني المنجمين ؟ أم أن التسمية الكلدانية " صارت " تعني المنجمين!

و - الأخ صبري و لأسباب معروفة يوحي للقارئ إن التسمية الكلدانية (منذ بدايتها ) تعني المنجمين فهو يكتب " لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم".

ز - إن أقدم ذكر للتسمية الكلدانية بمعنى منجمين هو سفر دانيال في التوراة كما ذكر الأخ صبري ، و لكن هذا ليس برهان قاطع أن التسمية الكلدانية التاريخية تعني المنجمين قبل التوراة !

ثالثا - متى صارت التسمية الكلدانية تعني المنجمين ؟

قبل الإجابة ، يجب أن نعلم أن التسمية الكلدانية " مات كلدو" تعود الى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد و إن التوراة قد دونت في حوالي 600 سنة قبل الميلاد . بعض أسفار التوراة كتبت في القرن الثاني ق.م .

الأخ صبري يتجاهل التسمية الكلدانية التاريخية مع مدلولها الصريح للهوية الآرامية و يحاول أن يقنع إخوته الكلدان أنهم لا ينتمون بصلة الى الكلدان القدامى !

الأخ صبري " يزيف " التسمية الكلدانية عن عمد فهو يكتب "لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح ... لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي . حتى ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى ,حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...( تعليقات جديدة

أ - الأخ صبري يتجاهل إنتماء القبائل الكلدانية الى الآراميين !

ب- الأخ صبري يتلاعب بالحقائق التاريخية فالتسمية الكلدانية لم تطلق سكان بابل " لشهرتهم بهذا العلم " كما يدعي و لكن القبائل الكلدانية/الآرامية قد " صهرت" بقايا الشعوب القديمة التي كانت تسكن في بلاد اكاد ( الشعب الاشوري لم يستوطن بلاد اكاد (.

ج - عندم كتب الأخ صبري " وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة " يجب أن يفهم من فعل " يظهر" أن الكلدان كانوا يتقنون علم الفلك و قد أخذوه عن الشعب الكوشي الذي كان يعيش في بلاد اكاد بين 1600 و 1200 ق.م . و يجب ألا يفهم القارئ أن النقوش تثبت أن التسمية الكلدانية كانت تعني علماء الفلك !

د - إن سفر دانيال قد دون في القرن الثاني قبل الميلاد ، و هذا يعني أن التسمية الكلدانية في سفر دانيال " صارت " تعني المنجمين ! إن سفر دانيال لم يكتب في ايام الملك نبوخدنصر و هو بالتالي ليس " مصدرا " أمينا للتاريخ . فقد ورد في هذا السفر عدة أخطاء تاريخية مثلا ذكره أن بلشصر هو إبن نبوخدنصر و هذا غير صحيح !

ه - لم يكتب سفر دانيال في القرن السادس قبل الميلاد ، لأنه في الإصحاح 11 / الآية 3 و ما يتبعها" و يقوم ملك جبار يتسلط تسلطا عظيما و يفعل ما يشاء . و ما ان يقوم حتى تنكسر مملكته و تنقسم الى أربع رياح السماء، و لا تكون لنسله في مثل تسلطه الذي تسلطه ، لأن مملكته تقتلع و تنقل الى غيرهم . و يتقوى ملك الجنوب ، لكن أحد أمرائه يقوى عليه و يتسلط ..." من هو هذا الملك الجبار ؟ من هو ملك الجنوب ؟ و من هو الامير ؟ حسب مفسري التوراة الملك هو الإسكندر الذي ستنقسم مملكته بين قواده الأربعة ، ملك الجنوب هو بطليموس الذي حكم مصر و سوريا الجنوبية التي سيسترجعها سلوقس في ما بعد . كيف عرف كاتب هذا السفر تاريخ الإسكندر و دخول اليونان الى الشرق ؟

و - إن سفر دانيال الذي كتب في القرن الثاني ق.م ليس مصدرا أمينا عن الكلدان في عهد الملك نبوخدنصر لأنه يكتب بعد 400 سنة من حكم نبوخدنصر ! قصة تفسير الآحلام هي قصة رمزية و قد تكون لم تحدث في عهد نبوخدنصر !

ز - إنني لن أنف وقوعها و لكنني أريد من القارئ خاصة الكلداني أن يفهم أن التسمية الكلدانية قد تكون منذ القرن الثاني ق.م " صارت" تعني الفلكيين و لكن ليس قبل هذا التاريخ .

ح - عاش العالم الكلداني برحوشا BEROSSUS في القرن الرابع قبل الميلاد ، و قد كتب تاريخ الشعب الكلداني القديم . الكتاب مفقود و لكننا نستطيع أن نطلع على بعض الأجزاء أو الفقرات التي نقلها المؤرخون اليونان عنه . تجدون هذه المقاطع عن تاريخ الكلدان على الرابط التالي

http://www.sacred-texts.com/cla/af/af02.htm
و من يريد أن يطلع على كل المقاطع عليه أن ينقر على Next . لقد وردت التسمية الكلدانية أكثر من عشرين مرة بمعنى شعب و لم ترد بمعنى المنجمين ! فهل يعقل أن برحوشا الكلداني الذي ذكر أمور عديدة حول تاريخ الكلدان لم يكن يعرف أن التسمية الكلدانية تعني المنجمين و السحرة ؟

رابعا - هل نجح الأخ صبري في تزوير هوية الكلدان ؟

لا تزال الدراسات التاريخية حول تاريخ الكلدان قليلة و لا يزال بعض إخوتنا - تحت شعار الوحدة القومية - يحاولون بكل الوسائل تهميش التاريخ الكلداني القديم . لا شك إن بعض إخوتنا من الكلدان لا يعرفون ما هي علاقتهم التاريخية مع الكلدان القدامى . الأخ صبري يحاول أن " يستغل" هذا النقص في الدراسات كي يفسر التسمية الكلدانية بمعنى المنجمين كخطوة أولى ثم في خطوة جديدة سيكشف لإخوته الكلدان أنهم " سورايي " و أن السورايي هم (...)

كتب الأخ صبري " ولتحقيق اليقين كما تأكد لي بأني لست كلدانياً قومياً كما يفهمه البعض أريد أن أؤكد لغيري من الشاكين بهذا الأمر. " اليقين يا أخ صبري هو أن التسمية الكلدانية تشير الى هوية شعب هو الآرامي قبل أن تصبح مرادفة للمنجمين . ثم يقدم لنا الأخ صبري ما يعتبره برهان قاطع "لو قرأنا كتابه ألموسوم شرائع البلدان لبرديصان من إعدادي وترجمتي وصدر في ستوكهولم عام 1989 حيث في هذا الكتاب ترجمة حرفية ودقيقة لنسخة مما يعتقد بأنه من تأليف ألفيلسوف برديصان ونشره مع ترجمته الأنكليزية ألهولندي دريفرس عام 1966 حيث جاء فيه ص54 ما نصه ( قال برديصان : هل قرأت كتب الكلدان الذين في بابل التي كتب فيها ما تفعله الكواكب باقترانها مع أبراج الناس وكتب المصريين التي كتبت فيها كل الأمور التي تحدث للناس؟ قال عويدا : قرأت كتب الكلدانية , إلا أني لا اعرف أي منها للبابليين وأي للمصريين ؟ قال برديصان : إنه نفس العلم للبلدين . قال عويدا : هذا أمر معروف( ".

أخيرا يستنتج الأخ صبري " وفي أعمق من ذلك يذكر عويدا بأنه قرأ كتب الكلدانية كعلم أو حرفة ولم يقل كتب الكلدانيين كشعب كما يريده البعض أن يكون ." البحث التاريخي المنزه هدفه ذكر الحقائق كما هي ، اما الأخ صبري فهو يتجاهل تاريخ و هوية الكلدان القدامى و يؤكد أن التسمية الكلدانية تعني المنجمين و يوحي للقراء ان التسمية الكلدانية تعني المنجمين منذ القديم و يذكر التوراة كأنه مصدر تاريخي أمين ثم يقدم برهانه الساطع نص لبرديصان و أخيرا إستنتاجه ( المنطقي) الكلدانية تعني حرفة أو علوم و لا تعني شعب له هوية !

الكلدان المعاصرون هم سورايي كما ذكرت أي أحفاد القبائل الكلدانية/الآرامية التي صمدت ضد حملات الاشوريين ثم إنتصرت عليهم و قضت على إمبراطوريتهم و كانوا يشكلون أكثرية السكان في بلاد أكاد التي ستعرف ببلاد الآراميين . السورايي عندهم هوية آرامية : إن الكلدان المعاصرين ينتمون الى القبائل الكلدانية/الآرامية التي قضت و صهرت بقايا الشعب الاشوري القديم. لقد ذكر مار افرام السرياني ( الآرامي) التسمية الكلدانية و كانت تعني له المنجمين و السحرة و قد نبه المسيحيين لمخاطر تعاليمهم. لا شك أنه تأثر بسفر دانيال و لا شك أن الكلدان الآراميين سوف يبتعدون عن إسمهم الكلداني لأنه صار يعني المنجمين. لا يحق لك يا أخ صبري أن توهم الكلدان أن اسمهم يعني المنجمين منذ القديم ، و لا تتعب نفسك في تفسير تسمية" سورايي" لأن هذه التسمية تدل على جذورنا الآرامية المتأصلة في كل الشرق !

هنري بدروس كيفا

302
السيد المحترم habanya_612

 إن المصادر العربية تؤكد أنه كان عربيا مسيحيا فلما الإنكار ؟ لما
تخاف من التاريخ العلمي ؟ تاريخ العراق القديم ليس سرا و نحن لا
نخاف من التاريخ الأكاديمي و لكن من التاريخ المسيس الذي يزيف
التاريخ . لقد رأيت تعليقا قديما لك تتكلم فيه عن مدينة الرها كأنها
مدينة أشورية ! سامحك الله و لكن لا تتلاعب بالتاريخ لأن المصادر
و هويات سكان المدن لا تزيف !
"    المدينة العظيمة أورهاي   سرد تاريخي رائع لمدينة أورهاي
   الرب يبارك كل من يتذكر ويكتب عن   المدن الأشورية , بارك الله فيكم ."

   

   

   

303
ما معنى "عرب استنبطنا"؟

  نشر موقع عنكاوا مقالا مهما عنوانه " العثور على شاهد ضريح راهب مسيحي وكنيسته في النجف يعود عمرهما الى 1700 عام " على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,572839.0.html

بعض الملاحظات المهمة

إلى الأخ Harth78 الموقر نعم أن العراق القديم كان آراميا منذ حوالي القرن العاشر قبل الميلاد و قد سمي ببلاد الآراميين رغم وجود بعض الفرس على أرضه و فيما بعد قبائل المناذرة العرب .

أ - بالنسبة الى نسب "عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني بالحيرة" الذي ورد في كتاب الديارات:

هنالك شك كبير أن يكون الراهب عبدالمسيح غسانيا لأن العرب المناذرة المسيحيين كانوا سكان الحيرة و على المذهب النسطوري بينما الغساسنة كانوا في جنوب سوريا تابعين للإمبراطور البيزنطي و لكنهم كانوا من المناهضين لمجمع خلقيدونيا .

ب - يبدو أن مدير اثار وتراث محافظة النجف محمد هادي بدن الميالي أو شاكر عبد الزهرة المنقب الآثاري في مديرية اثار وتراث محافظة النجف قد أورد "ما ورد عن الراهب عبد المسيح  في كتب التريخ، يذكر الأصبهاني في كتابه الديارات ".

  *الأصبهاني لم يكتب حول الديارات المسيحية

  *الشابشتي هو مؤلف هذا الكتاب المهم "الديارات "

http://www.4shared.com/office/x97FpwSy/__-_.html

ج - النقد الداخلي أو الذاتي للأصول   لقد كتب  الشابشتي بضعة أجيال بعد موت الراهب عبد المسيح" دير عبد المسيح بناه عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني بالحيرة.

وقد قال:

وكان - عبد المسيح - أحد المعمرين، قال إنه عمر ثلاثمائة وخمسين سنة...".

 نحن لا نشك أبدا أن الراهب عبد المسيح كان معمرا و لكننا لا نستطيع أن نقبل هذا الرقم الخيالي 350 سنة !

 *الشابشتي ينقل بدون إمكانية أن يتحقق

*الرقم بحد ذاته مبالغ!

و بما أن النص العربي يؤكد أن الراهب هو الذي بنى هذا الدير أو الكنيسة فإن عمر الكنيسة لا يعود الى 1700 عام كما ورد في العنوان و لكن حوالي 1450 سنة .

و طبعا الكتابة العربية هنا لا تعود الى1700 سنة أي أنها ليس من القرن الرابع الميلادي و لكنها من القرن السابع الميلادي أو أحدث!

د - ما معنى " عرب استنبطنا " ؟

كل من له إلمام بتاريخ إنتشار الديانة المسيحية في شرقنا الحبيب يعلم أن كثيرا من العائلات الفارسية قد دخلت الديانة المسيحية و أن

كثير من القبائل العربية قد قبلت بدورها الديانة المسيحية.

كان الفرس يستخدمون قبائل المناذرة كحرس في المناطق الصحرواية غربي الفرات و يقابلهم الغساسنة العاملين تحت أمرة البيزنطيين  .لا أحد يششك  بالإنتماء العربي الصريح لقبائل المناذرة و الغساسنة و بني تغلب و غيرهم .و لكن تعبير "عرب استنبطنا" يؤكد لنا أن هؤلاء المسيحيين كانوا عربا و لكنهم "إستنبطوا" أي صاروا يتكلمون اللغة السريانية الآرامية .

إنتشار المناذرة في القرنين السادس و السابع الميلادي في منطقة آرامية بسكانها و لغتها منذ القرن السادس قبل الميلاد يعني أن اللغة الآرامية السريانية قد تعلموها ليس لأنها كانت اللغة الليتورجية في كنيسة المشرق السريانية و لكن لأنها كانت أيضا اللغة المحكية في المنطقة .

ملاحظة أن المصادر العربية القديمة كانت تسمي اللغة السريانية باللغة النبطية. و الأنباط القدامى كانوا من القبائل الآرامية القديمة و قد ورد ذكرهم في كتابات بعض ملوك أشور ضمن القبائل الآرامية .

و قد ترك لنا هؤلاء الأنباط ألوف النصوص باللغة الآرامية !

عرب استنبطنا يعني عرب يتكلمون اللغة الآرامية !

304
ما معنى "عرب استنبطنا"؟

  نشر موقع عنكاوا مقالا مهما عنوانه " العثور على شاهد ضريح راهب مسيحي وكنيسته في النجف يعود عمرهما الى 1700 عام " على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,572839.0.html

بعض الملاحظات المهمة

إلى الأخ Harth78 الموقر نعم أن العراق القديم كان آراميا منذ حوالي القرن العاشر قبل الميلاد و قد سمي ببلاد الآراميين رغم وجود بعض الفرس على أرضه و فيما بعد قبائل المناذرة العرب .

أ - بالنسبة الى نسب "عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني بالحيرة" الذي ورد في كتاب الديارات:

هنالك شك كبير أن يكون الراهب عبدالمسيح غسانيا لأن العرب المناذرة المسيحيين كانوا سكان الحيرة و على المذهب النسطوري بينما الغساسنة كانوا في جنوب سوريا تابعين للإمبراطور البيزنطي و لكنهم كانوا من المناهضين لمجمع خلقيدونيا .

ب - يبدو أن مدير اثار وتراث محافظة النجف محمد هادي بدن الميالي أو شاكر عبد الزهرة المنقب الآثاري في مديرية اثار وتراث محافظة النجف قد أورد "ما ورد عن الراهب عبد المسيح  في كتب التريخ، يذكر الأصبهاني في كتابه الديارات ".

  *الأصبهاني لم يكتب حول الديارات المسيحية

  *الشابشتي هو مؤلف هذا الكتاب المهم "الديارات "

http://www.4shared.com/office/x97FpwSy/__-_.html

ج - النقد الداخلي أو الذاتي للأصول   لقد كتب  الشابشتي بضعة أجيال بعد موت الراهب عبد المسيح" دير عبد المسيح بناه عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني بالحيرة.

وقد قال:

وكان - عبد المسيح - أحد المعمرين، قال إنه عمر ثلاثمائة وخمسين سنة...".

 نحن لا نشك أبدا أن الراهب عبد المسيح كان معمرا و لكننا لا نستطيع أن نقبل هذا الرقم الخيالي ٣٥٠ سنة !

 *الشابشتي ينقل بدون إمكانية أن يتحقق

*الرقم بحد ذاته مبالغ!

و بما أن النص العربي يؤكد أن الراهب هو الذي بنى هذا الدير أو الكنيسة فإن عمر الكنيسة لا يعود الى ١٧٠٠ عام كما ورد في العنوان و لكن حوالي ١٤٥٠ سنة .

و طبعا الكتابة العربية هنا لا تعود الى١٧٠٠ سنة أي أنها ليس من القرن الرابع الميلادي و لكنها من القرن السابع الميلادي أو أحدث!

د - ما معنى " عرب استنبطنا " ؟

كل من له إلمام بتاريخ إنتشار الديانة المسيحية في شرقنا الحبيب يعلم أن كثيرا من العائلات الفارسية قد دخلت الديانة المسيحية و أن

كثير من القبائل العربية قد قبلت بدورها الديانة المسيحية.

كان الفرس يستخدمون قبائل المناذرة كحرس في المناطق الصحرواية غربي الفرات و يقابلهم الغساسنة العاملين تحت أمرة البيزنطيين  .لا أحد يششك  بالإنتماء العربي الصريح لقبائل المناذرة و الغساسنة و بني تغلب و غيرهم .و لكن تعبير "عرب استنبطنا" يؤكد لنا أن هؤلاء المسيحيين كانوا عربا و لكنهم "إستنبطوا" أي صاروا يتكلمون اللغة السريانية الآرامية .

إنتشار المناذرة في القرنين السادس و السابع الميلادي في منطقة آرامية بسكانها و لغتها منذ القرن السادس قبل الميلاد يعني أن اللغة الآرامية السريانية قد تعلموها ليس لأنها كانت اللغة الليتورجية في كنيسة المشرق السريانية و لكن لأنها كانت أيضا اللغة المحكية في المنطقة .

ملاحظة أن المصادر العربية القديمة كانت تسمي اللغة السريانية باللغة النبطية. و الأنباط القدامى كانوا من القبائل الآرامية القديمة و قد ورد ذكرهم في كتابات بعض ملوك أشور ضمن القبائل الآرامية .

و قد ترك لنا هؤلاء الأنباط ألوف النصوص باللغة الآرامية !

عرب استنبطنا يعني عرب يتكلمون اللغة الآرامية !


305
هل أسم كرمن Carmen الشهير هو آرامي ؟



عجلة الزمن تمر بسرعة عجيبة فها أنا أتذكر بعد حوالي 23 سنة الكلام الذي دار بيني و بين خطيبتي و كان حول بعض النسوة الأرمنيات اللواتي تزوجن من بعض السريان و بحجة الحفاظ على الهوية الأرمنية تعطى أسماء أرمنية للأطفال و اللغة الأرمنية هي اللغة المحكية في البيت !

بعض الغيورين الأرمن يرون طبيعيا جدا أن يتبع الأولاد أمهم الأرمنية لأن الأب السرياني لا يناضل من أجل قوميته... الحمد لله كنا و لا زلنا متفقين أنا و زوجتي الفخورة بجذورها الأرمنية : أولادنا في المستقبل سيكونون سريان آراميين و سيحملون أسماء سريانية آرامية و لكنهم سيحترمون هوية أمهم الأرمنية !

أولا - أسم كرمن Carmen و شهرته !

أ -  هنالك قصة مشهورة للأديب الفرنسي Prosper Mérimée عنوانها Carmen وقد نشرها سنة 1845 م .

 شهرة أسم كرمن لم تأتي من هذه الرواية و لكن من الأوبرا التي ألفها جورج بيزة Georges Bizet سنة 1875 م هذه الأوبرا Carmen سوف تلاقي نجاحا عالميا و هي الأوبرا الأكثر رواجا حتى اليوم .

الرابط التالي يعرفنا أكثر على هذه الأوبرا

http://en.wikipedia.org/wiki/Carmen

ب - هل اشتهار أسم كرمن خاصة بين الإسبان سببه شهرة هذه الأوبرا أم أنه ن كان مشهورا من قبل ؟

إنني أعتقد أن الإسم كان منتشرا في إسبانيا فقط  و لكن شهرة الأوبرا Carmen قد شهرته في العالم أجمع !

ج - إنني لا زلت أتذكر إنني طالعت رواية كرمين في صغري و لكنني صدمت عندما  سمعت الأوبرا لأول مرة !

و كنت قد سمعت مقطعا صغيرا بمناسبة عرض الفيلم الشهير Carmen سنة 1984 إخراج  Francesco Rosi و بطولة Julia Migènes Johnson و Placido Domingo  ... أنظر الربط التالي

http://www.gaumont.fr/fr/film/Carmen.html

  هذا المقطع الصغير دفعني أن أسمع الأوبرا كلها و كنت أذهب الى Centre Pampidou في باريس كي أسمع خاصة بعض المقاطع التي تتكلم عن محبة الأم .

د - لقد سمينا طفلتنا البكر إسما آراميا و هو " بيت نهرين " و لكننا أعطيناها إسما آخر و هو" كرمن" لأنني كنت أعشق هذه الأوبرا و لأن هذه الأوبرا كانت تذكرني بوالدتي رحمها الله .

ثانيا - ما معنى أسم " كرمن " ؟

أ - لقد أمضينا عطلة نهاية سنة 1993 في السويد و كان صديقي الدكتور أسعد صوما قد طلب مني أن ألقي محاضرة حول تاريخنا الآرامي.

إنني لا زلت أتذكر الحديث بيني و بين الدكتور أسعد الذي سألني " إنني أعرف جيدا تعلقك بإسم بيت نهرين و لكن لما إخترت أسم كرمن ؟

 فأجبته لأنني مولع بهذه الأوبرا و هو طبعا ليس إسما تاريخيا !

و هنا قاطعني صديقي أسعد و قال لي أن الإسمين بيت نهرين و كرمن هما سريانيين آراميين فإسم كرمن مشتق من اللغة السريانية و يعني الكرمة !

ب - كلمات عربية عديدة دخلت الى اللغة الإسبانية مثل زيتونة و دار الصناعة  و مسخرة  و قميص الذي سيتحول الى chemise

باللغة الفرنسية أما المسخرة من سخر في اللغة العربية فسيتحول الى مواد تجميل mascara ! إن أسم كرمن مشتق من كرمة العنب الذي كانت زراعته منتشرة في إسبانيا !

ج - إن كلمة كرم موجودة في اللغتين العرية و السريانية و لكن خلال التاريخ القديم انت سوريا مشهورة بزراعة الكرمة و صناعة الخمر و من المنطقي أن تكون الكلمة أصلها سرياني .

الجزيرة العربية لم تشتهر في زراعة الكرمة و لا شك أن الكلمة كرم قد دخلت على اللغة الإسبانية عن طريق اللغة العربية و ليس السريانية.

ثالثا- هل أسم كرمن أصله آرامي ؟

أ - إن إبنتي تعرف جيدا أن التسميتان السريانية و الآرامية هما وجهان لعملة أو هوية واحدة .

 المشكلة أن كثيرين من الناس يعتقدون أنها من أصل إسباني لمجرد أن إسمها كرمن و عندما تحاول أن تشرح لهم معنى أسم كرمن فإنهم غالبا يجيبونها نحن نعرف أنه إسباني !

ب - سألتني إبنتي و هي متضايقة " ألا يوجد برهان قاطع أن أسم كرمن هو سرياني آرامي أستطيع أن أقنعهم ؟

و عندما أجبتها بالنفي حزنت قليلا و قالت لي " أنت باحث في التاريخ تقول لي أن إسمي أصله سرياني آرامي و لكن لا تعطيني برهانا قاطعا ..."

ج - مؤخرا ألقى البرفسور الألماني   Herbert Nieher في باريس عدة محاضرات حول ديانة الآراميين في سوريا و كان قد تكلم عن موظف آرامي قد ترك نصبا مكتوبا باللغة الآرامية .

 أكتشف هذا النصب سنة 2008 و قد ورد فيه(الصور)

و كان هذا الموظف يعدد الذبائح التي ستقدم في ذكرى موته و قد ورد في النص " سيقدم ... كبشا لهدد الكروم " النص الآرامي"  ܗܕܕ ܟܪܡܢ " إن هذا النص الآرامي لا يثبت أن أسم كرمن المشهور له علاقة مباشرة مع أجدادنا الآراميين و لكنه يثبت بشكل قاطع أن كلمة كرم باللغة العربية أصلها آرامي لأن النص الآرامي يعود الى أواسط القرن الثامن قبل الميلاد أي مئات السنين قبل إنتشار الكتابة العربية!

إن كلمة كرم ليست آرامية فقط في اللغة (ظاهريا) و لكنها آرامية في الجوهر أيضا لأن سوريا اشتهرت منذ القديم بزراعة الكرمة و تحويلها الى الخمر !

306
تعليق على مقال كيف ومتى تأسست الدولة الآشورية؟

 

لقد أرسل لي أحد الإخوة هذا المقال للأستاذ حبيب حنونا و هو مأخوذ  من كتابه  "الكلدان و المسألة القومية" – الفصل الثاني ص16.

هنالك بعض التعابير الخاطئة سوف أذكرها و لكنني وجدت أيضا بعض الطروحات الخاطئة أيضا .

 أولا - تسمية " بيت آراماي " الجغرافية  في بداية المقال يذكر الأستاذ حبيب حنونا" في حدود العام الألفين قبل الميلاد بدأت قبائل عامورية ( Amorites ) بالنزوح من منطقة بيث أراماي، أو ما يسمى بالمرتفعات الآرامية – أرعا رمتا – شمال شرقي سوريا الحالية ..."

أ - لقد ترك ملوك أشور عدة كتابات أكادية تتحدث عن منطقتين في جنوب العراق "مات كلدو" على حوض الفرات و "مات أريمي" على حوض دجلة و ظلوا يطلقون على وسط العراق التسمية الكاشية القديمة "بلاد كردونياش".

أما ملوك الكلدان فإنهم ظلوا يستخدمون التسمية القديمة "بلاد أكاد" و لكن بعد مجيئ الفرس سنة 538 ق0م أطلقوا تسمية "بلاد بابل" على وسط و جنوب العراق.

من يدقق في ألمصادر السريانية النسطورية يلاحظ أنها كانت تسخدم تعبير بيت آراماي كمرادف للتسمية الإدارية بلاد بابل!

أن الأستاذ حبيب حنونا قد أخطأ في إستخدام تعبير بيت آراماي :

  *زمنيا لأنه لم يكن موجودا 2000 سنة قبل الميلاد كما ذكر!

  *جغرافيا لأن بيت آراماي كان يشمل جنوب و وسط العراق و ليس" شمال شرقي سوريا الحالية "!

ب - تعبير "ما يسمى بالمرتفعات الآرامية – أرعا رمتا "

*مع أن أستاذنا الأب ألبير أبونا يؤمن بهذا التفسير و مع أن الأستاذ حبيب حنونا لا ينف وجود الشعب الآرامي كما نرى عند بعض المتطرفين الذين يستخلصون -إستنادا الى هذه النظرية الخاطئة - لا يوجد شعب آرامي لأن الآراميون هم "الأشوريون سكان الجبال"!

*ههذه النظرية غير صحيحة لسبب بسيط جدا:

 إن حرف القاف قد قلب الى عين بعد إنتشار اللغة الآرامية في عهد الفرس .

النصوص الآرامية القديمة - نص سفيرة مثلا - كانت تستخدم لفظة ܐܪܩ اي أرق ليقصد بها الأرض!

 لو كانت التسمية الآرامية كانت تعني الأراضي المرتفعة لكان وجب أن تلفظ " أرق راما "؟

ثانيا - بعض الأخطاء التاريخية حول العموريين Amorites

أ - إن أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يرددون أن تسمية عمورو هي سومرية أو أكادية تعني الغرب!

و لكن الأستاذ حبيب حنونا يقترح تفسيرا غير علمي مفاده "فربما تسموا بهذا الأسم - عمرايي – لأنهم تميزوا بالعمران والأستقرار بالمدن قياسا بأخوتهم الأراميين".

هنالك قرابة بين العموريين و الآراميين و لكن العموريين هم أيضا كانوا قبائل رحل و إذ تميزوا بالعمران فهذا بعد تحضرهم و ليس حين قدومهم كقبائل رحل !

ب- هنالك خطأ تاريخي قد يكون غير مقصود إذ يذكر الأستاذ حبيب حنونا "  وفي بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد بدأت جحافلها تتجه شمالا بزعامة أحد أمرائها المدعو (شومو أبوم) (Shumu Abom)مستهدفة السيطرة على بلاد (أكد) (Akkad) التي كانت أنذاك تحت حكم السلالة الكيشية (Kassite) "الشعب الكيشي قد سيطر على بلاد أكاد في حوالي القرن السادس عشر ق.م و ليس "وفي بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد"!

ج -  يطرح الأستاذ  حبيب حنونا نظرية جديدة فهو يذكر حرفيا"  واستنادا الى قائمة الملوك الأشوريين المكتشفة في مدينة أشور، فأن ثمانية وثلاثين ملكا حكموا هذا الأقليم قبل عهد (شمشي – أدد) وكانوا ملوكا للقبائل الرحل، وان هؤلاء الملوك لم يكونوا سوى شيوخ قبائل عامورية في الفترة البدوية قبل انقسامهم الى مجموعات متفرقة واستيطانهم ميسوبوتاميا " .

 * هذه نظرية جديدة لا أعرف من أين أخذها الأستاذ حبيب حنونا لأنني لم أجدها في أي مرجع حول تاريخ الأشوريين!

 * لا أحد من المؤرخين يؤمن بوجود فعلي لملوك أشوريين قبل الألف الثاني!

 * لائحة الملوك الأشوريين الرحل 38 ملك لا تذكر أبدا أنهم عموريين فعلى أية براهين يعتمد الأستاذ حبيب حنونا؟

 * يعتبر العلماء أن العموريين قد قدموا الى أكاد في نهاية الألف الثالث و بداية الألف الثاني فلو كانت نظرية الأستاذ حبيب حنونا صحيحة فهذا يعني أن العموريين قد دخلوا العراق القديم مع الأكاديين و ليس بعدهم!

ثالثا - كيف ومتى تأسست الدولة الآشورية؟

من المؤسف أن الأستاذ حبيب حنونا قد خلط معلومات تاريخية صحيحة مع بعض النظريات غير العلمية ! صحيح أن الملك  شمشي أدد العموري يعتبر المؤسس للدولة الأشورية و لكن غير صحيح أن ملوك أشور الرحالة كانوا هم أيضا عموريين !

من يقرأ هذا المقال سيعتقد أن الأشوريين كانوا عمورييين في الألف الثاث ق0م .

أنه لمن الصعوبة  دراسة فترة تأسيس الدولة الأشورية في بداية الألف الثاني لعدم وجود كتابات عديدة حول هذه المرحلة .

و قد أصاب الأستاذ  حبيب حنونا عندما إستخدم تعبير "الدولة الأشورية" و ليس المملكة الأشورية لأنها كانت خاضعة للشعب الميتني خلال عشرات السنين !

الشعب الأشوري القديم لم يكن سليل الشعب العموري بل خليطا من بقايا الشعوب القديمة مع الشعب العموري و الميتني و الحوري !

  هنري بدروس كيفا

307
ملاحظات مهمة حول كتاب "الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية"



 لمؤلفه : الأستاذ علاء اللامي  نشر موقع عنكاوا ملخصا مفيدا لهذا الكتاب يلقي نظرة حول تأثير اللغات الأكادية و الآرامية في لهجات العراق و الشام .

 الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,567583.msg5530118.html#msg5530118

أولا - يبدو أن الأستاذ علاء اللامي غير متخصص في تاريخ اللغات الشرقية أو السامية كما ذكر .

و كتابه هو ترديد لما وجد حول هذا الموضوع في الكتب العربية :

سأحاول أن أطلع على الكتاب كي أتعرف عليه بدقة أكثر ...

 ثانيا - من الطبيعي أن يسمي لغة العراق القديم باللغة الأكادية لأن هذه هي التسمية العلمية الوحيدة المتداولة بين العلماء ...

ثالثا - اللغة الآرامية كانت اللغة الأم للقبائل الكلدانية و الآرامية التي سرعان ما تصهر بقايا الشعوب القديمة في بلاد أكاد و في مرحلة ثانية في بلاد أشور نفسها بسبب سياسة سبي القبائل الثائرة . اللغة الآرامية كانت ثورة فكرية بالنسبة الى اللغة الأكادية و الكتابة المسمارية !

هذه اللغة الآرامية ستمحي كل اللغات الشرقية التي كانت معاصرة لها فإختفت اللغة الكنعانية و تقلصت اللغة العبرية بينما إنزوت اللغة الأكادية في بعض المعابد قبل أن تختفي كليا.

رابعا - اللغة الأكادية لم تحتك مباشرة باللغة العربية لأنها إضمحلت و زالت كليا بحوالي ٧٠٠ أو ٨٠٠ سنة من إنتشار اللغة العربية في العراق القديم : فهل الأستاذ علاء اللامي قد ذكر في كتابه إن الكلمات الأكادية قد دخلت اللهجة العراقية عن طريق اللغة الآرامية؟

خامسا - كتب الأستاذ علاء اللامي "  اشتق اسم اللغة الأكدية "لِشَلنُم أكدينُم" من اسم الأقوام الأكدية التي استوطنت وسط وجنوب العراق منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد، وكان العالم روبنسون هو أول من استخدم التسمية سنة (1852).  "

أ - تعبير أقوام أكادية لهو غير دقيق : ربما من الأفضل قبائل أكادية.

ب - الفترة الزمنية لتواجد الأكاديين هو أواسط الألف الثالث و ليس مطلعه .

ج - إنني أشك كثيرا أن يكون "  العالم روبنسون هو أول من استخدم التسمية سنة (1852).   " الشك هو السنة ١٨٥٢ لأن فك رموز الكتابة المسمارية كان سنة ١٨٥٧ : سوف أتحقق من التاريخ !

سادسا - في الفصل الثاني يتكلم المؤلف عن إختلاف العلماء حول وجود أو عدم وجود لغة شرقية (سامية) أم !

يبدو أنه لم يلاحظ أن هذا " الإختلاف بين العلماء " هو أمر طبيعي لأنه لا يوجد أية نصوص لتلك " اللغة الشرقية الأم " . لقد وجد  بعض العلماء المتخصصين في تاريخ اللغات الشرقية أنه نظرا لتقارب الكثير من الكلمات في اللغات الأكادية و العمورية و الكنعانية و الآرامية فمن الأنسب الإعتقاد إنها تتحدر من " لغة شرقية أم " .

 ومن الطبيعي ألا يطلقوا عليها إسما واحدا مقبولا و لكنهم إكتفوا بتعبير " لغة أم "! للأسف بعض العروبيين يدعون أن " اللغة الأم " هي اللغة العربية القديمة !

سابعا - يتكلم في الفصل السادس عن " اللغة المندائية " و هذا تعبير غير علمي لأن المندائيين أنفسهم يسمون لغتهم آرامية !

و من المؤسف أنه يستشهد بمرجع "  ويؤكد الباحث د. قيس مغشغش السعدي أن (اللهجة الأكثر فائدة فهي المندائية، لأنها تقدم لنا لهجة آرامية خالصة). "

فالباحث  د. قيس مغشغش السعدي يستخدم تعبير لهجة مندائية و ليس لغة مندائية !

ثامنا- لقد ذكر الأستاذ علاء اللامي  عن جذور الآراميين ما يلي نسبة إلى الشعب الآرامي، وهو من ذات الرس الذي ينتمي أليه شعب العرب، ولا نقول الشعب العربي أي الموصوف بالعربية مع انه قد لا يكون من الناحية الرسِّية أو العرقية عربيا. "هذا التعريف والذي هو وجهة نظر شخصية للمؤلف، ينطبق على الشعوب العربية المستعربة وهي عربية بالمعنى الثقافي والحضاري للعروبة وليس بالمعنى العرقي والسلالي التام. "

 أ - هنالك تقارب بين الآراميين و العرب القدامى و لكن تعبير " هو من ذات الرس الذي ينتمي أليه شعب العرب" هو غير صحيح تاريخيا لأن العرب قد خرجوا من الصحراء العربية أما الآراميون فقد خرجوا من البادية السورية .

ب - تعبير " الشعوب العربية المستعربة " هو مبهم فهل يقصد السريان أحفاد الآراميين الذين توقفوا بالنطق بلغتهم الأم ؟

ج - ليس من الباب العلمي إطلاق تسمية " عربي " على كل مستعرب !

خاصة و أن العرب أنفسهم لا يزالون مختتلفين حول أمتهم فمنهم من يقول أنها عربية و منهم من يؤمن أنها إسلامية !

من هو المستعرب ؟

هل هو الذي إنصهر كليا بالعرب أم الناطق باللغة العربية ؟

ملاحظة مهمة من إنصهر بالعرب صار عربيا و من غير العدل أن نسميه " مستعربا " !

 الخاتمة

أ - إن العنوان قد يوحي أن التأثير الأكادي كان موازيا للتأثير الآرامي في اللهجات العراقية و الشامية و هذا غير صحيح لغويا .

ب - إن اللغة الأكادية قد أثرت كثيرا في اللغة الآرامية (هنالك حوالي ٣٠٠ كلمة أكادية قد دخلت الى اللغة الآرامية) و هذا يعني

أن تأثيرها غير المباشر على اللهجة العراقية كان طفيفا !

ج - إن العنوان بحد ذاته غير دقيق لأن كل الكلمات الأكادية و اليونانية التي دخلت على اللهجة العراقية كان عن طريق اللغة الآرامية. إذا جمعنا الكلمات الآرامية و المندائية المتواجدة في اللهجة العراقية لوجدناها عشرة أضعاف أكثر من الكلمات الأكادية !

د - اللهجات الشامية متأثرة باللغة الآرامية أكثر لأن اللغة الآرامية قد نشأت في بلاد آرام (سوريا القديمة) و هنالك تعابير لا تحصى يستخدمها السوريون و اللبنانيون يوميا بدون أن يعرفوا أنها آرامية ! لقد إكتشفت مؤخرا أن لفظة " بس " و " بسونة " هي باللغة الآرامية القديمة !

هنري بدروس كيفا

309
أكاذيب " أشورية "  مثل الذئاب!



يقال " الويل للجهل عندما يتحكم " , الأمة التي يتحكم فيها الجهال مصيرها الخراب !

منذ مدة طويلة درجت " موضة " التاريخ المسيس بين السورايي (السريان المشارقة) و لكن هذه الأكاذيب لن تبق موضة دارجة في القرن الواحد و العشرين!

نشر أحد الإخوة مقالا تاريخيا ملبيئا بالأكاذيب التاريخية سوف أعلق على نقتطين فقط !

المقال عنوانه "  الأمبراطورية أمبر – آتور - أيا "

 موجود في موقع عنكاوا على هذا الرابط

  http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=564654.0

أولا - تاريخ الأشوريين القديم

 كتب صاحب هذا المقال " في مدارها المتوغل في عمق التاريخ , يمتد لآلآف ستة وسبعمائة أخرى واثنتين وستون عاماً أخرى تطوف في نفق الزمن في رحلتها في فلك الكون السرمدي ذلكم هو اقدم تاريخ مدوّن للبشرية يسجل عظمة الاشوريين الذين أغنوا البشرية عبر أنجازاتهم الحضارية كونهم أصحاب الفكرة الاولى في كل أختراع وأكتشاف ونظرية ..."

أ - أغلب المؤرخين يعتبرون بداية المملكة الأشورية في بداية الألف الثاني . دعاة الفكر الأشوري يدعون أن تاريخ الأشوريين القدامى يعود الى 6762 سنة !

ب - إن بداية التاريخ كما يعلم الجميع هو مع بداية التدوين ! و قد أجمع المؤرخون على تقسيم التاريخ الى حقبتين مهمتين و هي :

  * عصور ما قبل التاريخ (الكتابة(

  * العصور التاريخية (بعد إكتشاف الكتابة (

  أقدم كتابة وجدت هي سومرية و تعود الى حوالي 3500 سنة قبل الميلاد أي حوالي 5500 سنة !

فكيف دعاة الفكر الأشوري يضحكون على أنفسهم و ينشرون بين أجيالهم الأوهام الكاذبة  !  تاريخهم يعود  الى 6762 سنة ! أي باحث متخصص في الأشوريات قد ذكر هذا الرقم الخيالي !

ج - "  هو اقدم تاريخ مدوّن للبشرية " كذبة جديدة فالسومريون و الأكاديون و المصريون القدامى هم أقدم و أصحاب حضارات أهم من الأشوريين القدامى ...

د - الإدعاء "  أغنوا البشرية عبر أنجازاتهم الحضارية كونهم أصحاب الفكرة الاولى في كل أختراع وأكتشاف ونظرية ..." هو مضحك للغاية فنهب إنجازات الشعوب القديمة لا يغني دعاة الفكر الأشوري المزيف بل يفضح طروحاتهم التاريخية الخاطئة  : فأسطورة غلغامش هي أكادية و ليس أشورية و حمورابي صاحب القوانين المشهورة كان عموريا و ليس أشوريا...

 ثانيا - تعبير" الأمبراطورية أمبر – آتور - أيا " ؟

كتب صاحب المقال   " فكل هذا حصل في مرحلة سلطة آشور التي ذاع صيتها في الجهات الاربعة كدولة تربعت على قمة العالم القديم كحكومة عالمية وبسقوطها السياسي أنتهى دورها الريادي في قيادة العالم القديم ومن هنا جاء "مصطلح (الامبراطورية) وتكتب (أمبر- آتور- أيا) أي مرحلة ما بعد سقوط دولة آشور (أمبر = ما بعد , أتور = دولة أتور , أيا = هذه) أذن تسمية (الامبراطورية) ليست كما يشار اليها كنظام سياسي حاكم كما يقال الامبراطورية الرومانية , بل هي مرحلة لحدث تاريخي عظيم الشأن والتأثير في تاريخ الانسان وهو فاصل أستعين به لفصل التاريخ البشري في مرحلة حكم الاشوريين عن ما حدث للبشرية بعد نهاية حكم الاشوريين الذين تواجدوا في كل أرجاء المعمورة ومنها يفهم أنه لم تكن في كل تاريخ البشرية أمبراطوريات كنظام سياسي والتي يكثر الحديث عنها دون معرفة المعنى الحقيقي لكلمة (الامبراطورية)…

لم يكن في تاريخ البشرية أمبراطوريات بالمعنى الدارج للامبراطورية , وهذا الاسم ليس أسماً بكلمة واحدة بل جملة (أمبر = ما بعد .. اتور = دولة اشور .. أيا = هذه) وتعني هذا بعد آتور... وهكذا أُسيء فهمها على مر التاريخ وتلقفها المؤرخون من لم يفهموا مغزى الجملة باللغة الاشورية التي يشير الى حدث السقوط لدولة آشور بكونه حدثاً عالمياً واعتبر فاصلاً تاريخياً للاحداث العالمية أثناء حكم دولة آشور وما بعد نهاية حكم آشور . ."

 أ -" فكل هذا حصل في مرحلة سلطة آشور التي ذاع صيتها في الجهات الاربعة كدولة تربعت على قمة العالم القديم كحكومة عالمية "  لقد أخذ ملوك أشور يلقبون أنفسهم بملك الجهات الأربعة منذ نهاية الألف الثاني أي حوالي 300 أو 400 سنة قبل سياسة التوسع العسكري خارج كيانهم التاريخي . هذا اللقب لا يعني أبدا أن الأشوريين القدامى قد حكموا فعليا الجهات الأربعة أو العالم القديم !

ب -  " وبسقوطها السياسي أنتهى دورها الريادي في قيادة العالم القديم "  سقوط أشور سنة 612 ق0م لم يكن فقط سياسيا أدى الى إنتهاء دورها في قيادة العالم القديم كما يتوهم صاحب المقال .. فإن الآراميين كانوا قد يحتلون مراكز مهمة في الإمبراطورة و يشكلون أكثرية عددية في أشور نفسها قبل سقوطها . و بعد سقوطها إنصهرت بقايا الأشوريين ضمن الأراميين ...

ج -  " ...  ومن هنا جاء "مصطلح (الامبراطورية) وتكتب (أمبر- آتور- أيا) أي مرحلة ما بعد سقوط دولة آشور (أمبر = ما بعد , أتور = دولة أتور , أيا = هذه("!

 *هذه الفكرة الفنتازية هي من مخيلة هذا الكاتب المناضل فهو يدعي أن تعبير أو مصطلح الإمبراطورية هو كلمة أشورية (يقصد أكادية(

 

* لن نسأله أين وجد أن كلمة إمبراطورية هي أشورية و تعني -ما شاء الله - مرحلة ما بعد سقوط دولة آشور ؟؟؟ و هل هذه الكلمة موجودة في أحد القواميس في اللغة الأكادية ؟

 *من الطبيعي ألا أطلب برهانا لأن هذا " التفسير " هو من مخيلة السيد البرت ناصر فهو أول إنسان في العالم يدعي هذه الأكذوبة!

 

 *السؤال كم من المتطرفين سيصدقون هذه الكذبة الجديدة ؟؟؟

د - " أذن تسمية (الامبراطورية) ليست كما يشار اليها كنظام سياسي حاكم كما يقال الامبراطورية الرومانية ..."إن مصطلح الامبراطورية هو روماني و من اللغة اللاتينية القديمة Imperium  و كان القناصلة الرومان يحصلون على سلطات واسعة و لمدة محدد عندما كانت روما في خطر. يوليوس قيصر إستولى على هذه السلطات و صارت وراثية بعده! تعبير الإمبراطورية هو روماني و ليس أكادي !

* هذا مقال حول علاقة Imperium بالرومان الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Imperium

ه - " ...  بل هي مرحلة لحدث تاريخي عظيم الشأن والتأثير في تاريخ الانسان وهو فاصل أستعين به لفصل التاريخ البشري في مرحلة حكم الاشوريين عن ما حدث للبشرية بعد نهاية حكم الاشوريين الذين تواجدوا في كل أرجاء المعمورة ..."

 * سقوط الإمبراطورية الأشورية هو حدث مهم و لكنه لم يؤثر كثيرا في تاريخ الإنسان: فملوك أشور لم ينشروا اللغة الآرامية و كذلك ملوك الكلدان و لكن مجيئ الحكم الفارسي و إختيارهم للغتنا الآرامية كلغة رسمية و إدارية في جميع أنحاء الإمبراطورية الفارسية التي كانت تفوق إتساع الإمبراطورية الأشورية خمسة أضعاف!

كان حدثا مهما في تاريخ الإنسانية لأنه أصبح في مستطاع كل أنسان أن يدون لغته من خلال الأبجدية الآرامية و يتناقل المعرفة من خلال الكتابة الأبجدية !

*مبالغة مفرطة جدا جدا " ما حدث للبشرية بعد نهاية حكم الاشوريين" ما علاقة تاريخ البشرية بنهاية حكم الأشوريين؟ "

 *الاشوريين الذين تواجدوا في كل أرجاء المعمورة ... أكذوبة جديدة: الأشوريون كانوا يعيشون في كيانهم المعروف و إحتلالهم لبلاد أكاد لا يعني أنهم إستوطنوها و عاشوا فيها و بلاد أكاد ستعرف لاحقا بيت آرامايا أي بلاد الآراميين!

*الأشوريون لم يستوطنوا بيت نهرين التاريخية الجزيرة فمدن نصيبين و حران و أورهي ظلت مدن آرامية و التوراة يطلق تعبير " آرام نهرين " و هذا دليل أن هذه المنطقة كانت آرامية بسكانها و هويتها!

*مبالغات الفكر الأشوري الحديث في تضخيم دور الأشوريين القدامى هو دليل ساطع على طروحاتهم المزيفة .

ز - " ...... وهكذا أُسيء فهمها على مر التاريخ وتلقفها المؤرخون من لم يفهموا مغزى الجملة باللغة الاشورية التي يشير الى حدث السقوط لدولة آشور بكونه حدثاً عالمياً واعتبر فاصلاً تاريخياً للاحداث العالمية أثناء حكم دولة آشور وما بعد نهاية حكم آشور . ."

  * المؤرخون من لم يفهموا مغزى الجملة باللغة الاشورية؟؟؟ سبحان الله يتفرغ المتخصصون طوال حياتهم لدراسة تاريخ الشرق القديم  و لم يفهموا أن مصطلح إمبراطورية هو " أشوري " و ليس روماني!

سبحان الله السيد البرت ناصر لم يدرس التاريخ و لم يتخصص به  ولا يجيد اللغة الأكادية و لكنه بكل وقاحة يفسر إمبراطورية أنها تعني  (أمبر = ما بعد , أتور = دولة أتور , أيا = هذه(!!!

 * اللغة الأشورية ؟ الأشوريون كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و كل العلماء اليوم يستخدمون التسمية العلمية!

 الخاتمة

لا أعتقد أن أحدا من دعاة الفكر الأشوري المزيف سينتقد كاتب هذه الأكاذيب الأشورية الجديدة!

النقد البناء يتطلب البحث و التدقيق و منهجية تاريخية فهم جميعا يرددون هذه الأرقام الخيالية 6762 سنة !

مؤخرا أكتشف قرب الرها معبدا قديما عمره أكثر من 12 ألف سنة و قد أسرع أحدهم في الإدعاء أن الأشوريين بنوه !

و أغلبية الردود كانت تؤيد هذه الإدعاءات الخيالية .

هذا الرابط لمن يريد أن يتحقق:

 http://www.facebook.com/joseph.baba/posts/318338311547874?notif_t=share_reply

 فنظرية إمبراطورية تعني " مرحلة ما بعد سقوط دولة آشور" سوف تلاقي نجاحا و لا أحد سيطالب هذا الكاتب بالبراهين لأن طروحاتهم كلها بدون براهين !

لقد إخترت عنوانا هو:  أكاذيب " أشورية "  مثل الذئاب!

لأنني أرى أن كلمة " أكاذيب " هي سريانية و هي تعني " أخ ديبي " أي مثل الذئاب و أتمنى من السريان الذين يتركون بعض المتطرفين يزيفون هويتنا التاريخية بهذا الشكل... ألا يطلبوا مني براهين !

و لنترك شبابنا الغيور - بدون تاريخ أكاديمي مبرهن – ضحايا للذئاب الحقيقيين !

  هنري بدروس كيفا

310
ما هي علاقة رجال الدين السريان في التأريخ؟



 لقد طرح علي أحد الإخوة هذا السؤال المهم و رغم إنشغالي أحببت التعليق لأهمية الموضوع أولا ثم أن السؤال للوهلة الأولى قد يبدو بريئا و لكننا - إذا وضعناه في نصه الأصلي- سنكتشف أن طارح السؤال يحاول الإدعاء أن رجال الدين السريان قد حاربوا التسمية الأشورية في تاريخنا القديم لأنها كانت تدل على الوثنيين !

  إليكم النص كما ورد في الفيسبوك

" Nabil Anni سيد هنري انت تتكلم دائماً عن مصادرنا السريانية، وهي دائماً مصادر من الكنيسة بطريركيين او قديسين من الكنيسة السريانية الذين كتبو التاريخ.

سؤالي لك سيد هنري، ما هي علاقة رجال الدين في التاريخ؟

هم رجال دين وباستطاعتهم ان يشرحو لنا الديانة وربما من واجبنا ان نتبعهم ان آمنا في ذلك. لكن ماذا عن التاريخ والواقع التاريخي!

هل كانو يعرفون شيئا عنه ام أرادو فقط ان يبعدوننا عن تسمية آشورية لأنهم كانو يعرفون ان الآشوريين في التاريخ كانو يعبدون الأصنام وهذا في الدين المسيحي غير لائق."

السيد نبيل يتسرع في الإجابة و يشكك في معرفتهم التاريخية و هو يروج أن معرفتهم تتعلق بالديانة و يدعي أنهم لا يعرفون شيئا عن هويتنا و أنهم أبعدونا عن الهوية/التسمية الأشورية لأن الأشوريين كانوا عباد أصنام !

أولا - التأريخ عند السريان .

أ - المجتمع الآرامي السرياني القديم   ترك لنا الآراميون عشرات النصوص الآرامية القديمة و أغلبها يتعلق بأخبار بعض ملوكهم أو نص معاهدات أو شواهد لقبورهم.

 لم يترك لنا الآراميون القدامى مؤلفات تاريخية تتحدث عن أعمالهم كما فعل اليونانيون  و الرومان بعدهم .

 يجب ألا يخفى على القارئ أن علم التاريخ قد نشأ عند اليونان و تطور عندهم. هنالك عدد كبير من المؤرخين اليونان قد أرخوا للحروب التي جرت عندهم و خاصة ضد الإمبراطورية الفارسية.

 بعد مجيئ الإسكندر و إحتلاله للشرق إنتقلت العلوم اليونانية الى الآراميين و لكن إنتشار الحضارة الهلينية قد دفعت بالعائلات الآرامية أن تتشبه باليونانيين فأعطوا لأولادهم أسماء يونانية.

و كان الملك سلوقس بعد إعلان نفسه ملك سوريا سنة 304 ق0م قد عمد الى إعطاء أسماء يونانية للمدن الجديدة التي بناها مثل إنطاكيا و خاصة إعطاء أسماء يونانية للمدن الآرامية القديمة... لا شك أن الطبقة الغنية الآرامية قد تهلينت و أكثرية الشعب الآرامي مثل كل الشعوب القديمة كانت تعمل في الزراعة.

 بالرغم أن الشعب الآرامي كان قد سبق اليونانيين في إستخدام أبجدية متطورة فإنهم لم يتركوا أعمالا أدبية كثيرة أو أن عامل الزمن قد أتلفها فلم تصل إلينا .

ملاحظة مهمة :

 إن نصوص قمران قرب البحر الميت تثبت لنا أن اليهود قد تركوا لنا باللغة الآرامية شروحات و صلوات عديدة ... كان اليونانيون قبل إنتشار الديانة المسيحية متمرسين في كتابة التأريخ بعكس الآراميين .

ب - كتابة التأريخ عند السريان الشعوب القديمة لم تترك جميعها مؤلفات أو كتابات تاريخية حول أخبارها و منجزاتها .

 سوف نرى أن دخول الآراميين الى الديانة المسيحية سوف يدفعهم الى كتابة تاريخ الكنيسة و تاريخ الشعوب المجاورة .  منذ نهاية القرن الخامس الميلادي ، بدأ السريان أحفاد الآراميين في التأريخ :

 مؤلف " تاريخ الرها " المجهول , تاريخ يشوع العمودي , التاريخ الكنسي ليوحنا الأفسسي و غيرها ... منذ ثلاث سنوات أقيم مؤتمر حول التأريخ عند السريان :

 للإطلاع مؤتمر حول " التأريخ عند السريان" القسم الأول

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=3255

مؤتمر حول " التأريخ عند السريان"القسم الثاني

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=3227

من يدقق في معرفة المؤرخين السريان سيجد أنهم جميع من رجال الدين : من بطاركة و مطارنة و رهبان لأن هدف التأريخ عندهم هو تأريخ الكنيسة و ليس تأريخ للشعب الآرامي السرياني.

على القارئ أن يعرف أن دخول الآراميين الى الديانة المسيحية كان من أهم الأسباب التي دفعتهم الى إنشاء المدارس , هذه المدارس ستطور لتصبح مثل الجامعات اليوم يقصدها الطلاب من كل أنحاء الشرق و الطلاب هم بأغلبيتهم الساحقة من الرهبان الذين سيتعلمون القراءة و الكتابة في المرحلة الأولى ثم اللغة اليونانية خاصة في مدرسة الرها طبعا مع شروحات لأسفار التوراة و الإنجيل .

الشعب الآرامي السرياني هو شعب تقي تفانى في محبة المسيح و من يدرس حياة الرهبان في القرنين الخامس و السادس الميلادي يجد أن الرهبان كانوا ينتمون الى الطبقة الغنية من الشعب السرياني . فلا عجب أن يكون رجال الدين السريان ضليعين في كل العلوم  والآداب التي كانت منتشرة بينهم و ليس فقط كتابة التأريخ.

ثانيا - لما عداوة الفكر الأشوري للمصادر السريانية ؟

إخوتنا من دعاة الفكر الأشوري يتجاهلون المصادر السريانية لعدة أسباب :

 * السريان المشارقة النساطرة يدعون بالهوية الأشورية بعد هربهم من جبال حكاري الى العراق حيث إستخدمهم الإنكليز و تخلوا عنهم...  في عام 1935 , صدر ليوسف مالك كتاب بالإنكليزية هو " الخيانة البريطانية للآشوريين " , جاء فيها : "

رغم أن الآشوريين يمثلون " أمـة " واحدة , وإنهم الورثة الحقيقيون للإمبراطورية العتيدة , إلا أنهم منقسمون مذهبياً إلى خمس طوائف دينية… هي النساطرة – الكلدان – السريان الكاثوليك – الموارنة – اليعاقبة " .

 السريان النساطرة يعتمدون على طروحات تاريخية مسيسة تدعي زورا أنهم أشوريين .

 المصادر السريانية النسطورية تثبت لنا زيف الفكر الأشوري لأن السريان النساطرة كانوا يفتخرون بجذورهم السريانية الآرامية !

*السريان المغاربة يعتمدون على " رواد النهضة القومية " و ما يعرف بمدرسة نعوم فائق القومية : مع أن الأستاذ نعوم فائق لم يكتب دراسات تاريخية حول السريان و بالرغم أنه عالم لغوي خلط بين التسميتين السريانية و الأشورية فإن بعض السريان ينكرون تاريخ أجدادهم و هويتهم الآرامية بحجة أنهم أوفياء و أمينين لمدرسة فائق القومية !

*كل من يطلع على المصادر السريانية يجد أن السريان المشارقة) الكنيسة الكلدانية و الأشورية اليوم ) و السريان المغاربة كانوا بكل وضوح يؤمنون بالهوية السريانية الآرامية: اللؤلؤ المنثور لقداسة البطريرك افرام برصوم أو كتاب أدب اللغة الآرامية للأب المؤرخ ألبيرأبونا  ...

*الدكتور أسعد صوما الأمين للمصادر السريانية ذكر في محاضرة له أن التسمية الأشورية في قاموس حسن بن بهلول تعني الأعداء!

و بدل أن يتحقق دعاة الفكر الأشوري المزيف من صحة هذه الفكرة و معرفة لما المصادر السريانية كانت تستخدم التسمية الأشورية كلفظة غير مستحبة فإنهم فضلوا إتهام العالم حسن بن بهلول صاحب أهم قاموس سرياني من القرن العاشر الميلادي بأنه " عربي يكره الأشوريين "

*المصادر السريانية هي الحارس الأمين لهويتنا التاريخية و لهذا السبب دعاة الفكر الأشوري يتجاهلونها و لكن عاجلا أم أجلا سيعرف السرياني بفضل المصادر السريانية  زيف الطروحات الأشورية !

*دعاة الفكر الأشوري يتلاعبون بإسمنا التاريخي " السرياني ܣܘܪܝܝܐ" فيحرفونه الى " أسوريويو  ܐܣܘܪܝܝܐ " متوهمين أن السريان المعاصرين لا يعرفون مصادرهم الغنية أو أن مجرد أن الأستاذ نعوم فائق قد كتب في بداية القرن العشرين أسمنا "  ܐܣܘܪܝܝܐ " فهذا يعني أن كل مصادرنا هي خاطئة !

ثالثا -  هل صحيح أن رجال الدين السريان المؤرخين قد إبتعدوا عن التسمية الأشورية لأنها تعني عباد الأصنام ؟

 محاولة جديدة للسيد نبيل الذي يدافع عن قضية خاسرة سلفا : الشعب الأشوري قد إنقرض مثل شعوب شرقية عديدة و ذابت بقاياه ضمن الشعب الآرامي .

 إن مجرد طرح السؤال بهذا الشكل هو برهان على محاولة - دعاة الفكر الأشوري المزيف و المقسم لشعبنا – لإيجاد طريقة تسمح لهم الإدعاء بالإستمرار في التاريخ !

الشعب اليوناني كان وثنيا و بعد إنتشار المسيحية ظل محافظا على إسمه اليوناني !

الشعب الأرمني كان وثنيا و بعد إنتشار المسيحية ظل محافظا على إسمه الأرمني !

الشعب الآرامي كان وثنيا و بعد إنتشار المسيحية ظل محافظا على على إسمه الآرامي !

بعض البراهين على إستمرار التسمية الآرامية  ورد في إحدى كتابات " مار فيلوكسينوس المنبجي "( توفي عام 523 م  : ("

إن تعبر إختلاط , إمتزاج , يوجد في معظم كتب آبائنا إن كان عند الآراميين أو عند اليونان" .

 كذلك عند مار يعقوب مطران الرها (توفي في أوائل القرن الثامن الميلادي).

يقول في أحد الميامر : "  وهكذا عندنا نحن الآراميين أو السريان ".

كذلك نجد في تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (توفي في القرن التاسع الميلادي)  :ومنذ ذلك الوقت بدأ أبناء هاجر ( العرب ) يستعبدون الآراميين استعباداً مصرياً.

رابعا - إستقلال الكنيسة السريانية الأرذودكسية ينقذ الهوية الآرامية !

لقد إنتشرت نظرية خاطئة أطلقها العالم الفرنسي QUATREMERE هو اول من ربط بين التسمية السريانية و دخول اجدادنا الاراميين الديانة المسيحية و ذلك في كتابه عن الانباط NABATEENS وقد نشر سنة 1831م.

كتب QUATREMERE في الصفحة95" هذا الشعب الارامي تعود فيما بعد ان يسمي نفسه بهذا الاسم سريان بينما كان الواجب يحتم عليه ان يرفض هذا الاسم لانه غريب عليه، هذا الشعب" السرياني "رضي ان يتخلى عن اسمه الحقيقي " الآرامي " و يرميه في عالم النسيان، الاسم الذي حمله اجداده منذ زمن بعيد ..."

لقد نقل بعض علماء اللغة في أواخر القرن التاسع عشر هذه النظرية بدون التحقق من صحتها إذ لا يوجد أي برهان لها و بالعكس المصادر السريانية تؤكد لنا أن السريان قد يعرفون أن التسمية الآرامية هي إسمهم القديم.

لقد إنتشرت الديانة المسيحية على أساس أنها كنيسة واحدة ممثلة لسيدنا يسوع المسيح و كان الأباطرة البيزنطيون يشجعون هذه الفكرة" إمبراطورية واحدة و كنيسة واحدة " و هذا مما دفع اليوناني و الأرمني و القبطي و الآرامي بأنه ينتمي الى المسيحيين بدون تفريق.

و لكن بعد الإنقسامات و إستقلال الكنائس المناهضة لمجمع خلقيدونيا بدأت الكنائس في سوريا و مصر و أرمينيا تتحول الى كنائس وطنية !

فالمسيحي في سوريا صار يعرف عن نفسه بأنه سرياني آرامي !

و عندما لقب اليونانيون قديسنا مار أفرام بالسرياني فهم يقصدون بأنه آرامي و ليس مسيحي !

علماء الكنيسة السريانية الأرثودكسية مثل إبن العبري من القرن الثالث عشر الميلادي يؤكدون ترادف إسمنا الآرامي مع السرياني في نص مشهور يقول فيه " لم يرغب الآراميون (السريان) أن يختلطوا مع الآراميين الوثنيين.

 " أما إبن الصليبي : صفحة 16 من مقدمة المطران يعقوب منا "أي لكنهم (اعني اليونانيين) يسموننا تعييرا لنا عوض السريان يعاقبة و نحن نردهم قائلين أن إسم السريان الذي سلبتموه عنا ليس عندنا من الأسمآء الشريفة ... أما نحن فأننا من بني آرام و باسمه كنا نسمى يوما آراميين ..."

الخاتمة

أ - المصادر السريانية هي التي تؤكد هويتنا الآرامية و كل محاولات السريان الذين يتنكرون لتاريخنا العلمي ستصاب بالفشل : الفكر الأشوري المزيف و تاريخنا العلمي يشكلان خطين متساويين لن يلتقيا أبدا !

ب - بعض الشعوب لا تملك مصادر غنية لمعرفة تاريخها القديم و نحن محظوظون لأن نملك مصادر سريانية تبرهن للعالم أهمية تاريخنا و عمق تواجدنا و إنتشارنا في الشرق : الفكر الأشوري المزيف يتنكر لمصادرنا و يحاول التقليل من أهميتها لأنها تفضح زيفه !

ج - بعض المغامرين في طرح النظريات المزيفة يتوهمون أنهم يدافعون عن " هويتهم الأشورية " المزعومة و لكنهم يفضحون زيفها !

د - المصادر السريانية هي خط أحمر لا أحد يستطيع أن يتلاعب بها و يفسرها حسب مفهومه السياسي ! السرياني الغيور لن يبق متفرجا و لن يقبل بنظريات مزيفة لتاريخ أجداده الآراميين !

  هنري بدروس كيفا

311
هل تنجح الأوهام الأشورية في تزييف هويتنا الآرامية ؟

 

  بعض النقاشات المهمة التي تتم في الفايسبوك تضيع لذلك أحببت نقل هذا النقاش كي يفهم كل أخ يدعي بصدق مشاعره " الأشورية " أن مجرد إدعائه أنه " يتكلم لغته الأشورية " فهو يؤمن بأوهام أشورية و قد ينجح في تمرير هذا النوع من الأكاذيب على بعض الصحافيين أم الغرباء و لكنها لن تمر على السريان الآراميين !

      أتمنى الإطلاع على هذا الرابط و هو حديث حول الأشوريين

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=cE3-4n4vBQg

    سوف أنشر بعض التعليقات حول " الأوهام الأشورية "

   أولا - " العلم نورن "

شكرا للأخ Mrad Pano

لقد فعلت حسنا بنشر هذا الحديث حول الأشوريين فهو يعرفنا كيف إخوتنا من السريان المشارقة يتوهمون أنهم أحفاد الأشوريين ...

أخ مراد يجب ألا نلوم الأخ مارك صموئيل فهو ليس باحثا في التاريخ و لكنه غيور على ما يدعيه " قومية أشورية " و لكنه ربما لم يسمع يوما أنه سرياني شرقي و يتكلم اللغة السريانية و ليس الأشورية .

كما يجب ألا نلوم المذيعة فهي لا تستطيع أن تتحقق من الطروحات التاريخية الخاطئة التي يرددها .

يجب أن نلوم أنفسنا لأننا سكتنا طويلا و جاملنا كثيرا كل أخ لنا مخدوع بالأكاذيب الأشورية و صدقني لو رجل أرمني إدعى أن الأرمن هم شعب تركي لكان كل الشعب الأرمني عبر عن إعتراضه ...

للأسف لنا البعض يحول لغتنا الى أشورية و أبجديتنا الى أبجدية أشورية و نحن نتفرج !

لا ألوم الأخ مارك فهو تعلم أن الرها أشورية و أن " الشعب الأشوري " هو عرق و هو أول شعب مسيحي !

إنني أتعجب لما لم يتصل بعض السريان الغيورين بهذه المحطة أو بالمذيعة لوضع النقاط على الحروف:

 السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية و ليس الأشورية و إسم كنيستهم هو الكنيسة السريانية الشرقية أو النسطرية و مؤخرا أصبحت أشورية ...

من المؤسف أن المذيعة لم تطرح عليه ما هي العلاقة بين اللغة الآرامية و ما يسميه هو " لغتنا الأشورية " أو هل نزح هؤلاء من جبال حكاري في تركيا أم من العراق ؟

لأن الأخ مارك يتجاهل أن تهجيرهم من جبال حكاري كان لتعاملهم من الروس و الإنكليز فيما بعد .

الأخ مراد هذا الحديث غير العلمي هو مهم لنا كيف كل سرياني نائم و يشخر أن سكوته قد جردنا من لغتنا و هويتنا السريانية الآرامية و أن نومه أو بالأحرى سكوته يشجع هؤلاء السريان المشارقة الناكرين لجذورهم الآرامية في التطرف أكثر !

الأخ مراد حديث السيد مارك عن أشورية الرها و اللغة الأشورية و عن " العرق الأشوري " في إذاعة لبنانية لا يعني أنها حقائق تاريخية مبرهنة !

أهمية هذا الحديث هو في ردة الفعل عند السريان :

هل ينفعلون و يردون أم يفضلون سياسة النعامة ؟

و لكنك كما تفضلت نحن عندما نسمع هذه الأكاذيب حول هويتنا و إسم لغتنا نرى رؤوس السريان - الذين يدعون أنهم ممثلي السريان - مطمورة سبعة أمتار تحت الأرض!

أم إدعاء الأخ مارك أن قلة عدد الأشوريين تدفع شبابهم أن تتحول الى نخبة مثقفة فهي نكتة غير مضحكة لأن الأخ مارك هو من هذه" النخبة المثقفة الغيورة " و رأيناه كيف يتبنى طروحات مزيفة !

ثانيا - رد الباحث جوزيف صاووق المهم

" عندما استمعت الى المقابلة شعرت بأن هناك الكثير من المجهود الذي يجب عمله من أجل توضيح الأسماء والمسمّيات.

 أويد السيد هنري بدروس كيفا في موضوع وجوب التحرك لتصحيح هذه التسميات الخاطئة التي يكلفنا استمرار استعمالها المزيد من النزيف والتقهقر. وأشكره على مجهوده الجبار في هذا الموضوع، وأتمنى لو أن أصحاب الفكر المدعي للهوية (القومية) الأشورية لو أنهم يوجهون حماسهم انطلاقا من الهوية الحقيقية لشعبنا الآرامي السرياني المسيحي المشرقي الذي أشع بثقافته كل حضارة الشرق الأوسط لا فقط قبل الآلاف من السنين بل باستمرار حتى اليوم.

حرام أن يغرق قسم من شعبنا في مستنقع الجهل العفن والتخلف الفكري اللابس ثيابا عصرية... من الجدير بالذكر أن الطائفة المحسوبة "أشورية" كان شعبها بطبيعته الطيبة يعتبر التسمية السريانية والآرامية تسمية طبيعية، في كل أدبياته خاصة باللغة الأم، فهو الى اليوم لا يسمي نفسه الا "سوريايا" و"سورايا" إلى أن جاء أصحاب النظريات المبتكرة والتنظيرية وأرادوا أدلجته بعكس ذلك. طبعا، لو كانت لدينا سلطة ذاتية تسمع من العلم والعلماء لكان دور المؤشرنين محدودا بعدد أشخاصهم..."

ثالثا - تعليقي على رد الباحث جوزيف صاووق

" الى الأخ الموقر Joseph Saouk

إن إخوتنا السريان المشارقة النساطرة قد لعبوا دورا كبيرا في تعليم العرب في العهد العباسي و نقلوا لهم الطب و الفلسفة و غيرها من العلوم !

المضحك المبكي أن الأطباء السريان النساطرة كانوا هم يطببون الخلفاء العباسيين و الأمراء لأكثر من 200 عام و هذا يدل على تفوقهم على بقية الشعوب التي كانت خاضعة للعباسيين كما أنهم كانوا أول من ألفوا القواميس في اللغة السريانية .

و يا للأسف على أحفادهم يتجاهلون تراث أجدادهم و يتمسكون بهوية أشورية غير علمية متوهمين أننا لا نعرف تاريخنا أو أن السرياني المثقف لا يدري أن الشعب الأشوري كان يتكلم الأكادية و لم يكن له لغة وطنية خاصة " أشورية " .

إذا كان الأخ مارك لا يعرف أن الشعب الأشوري لم يكن أول شعب أوجد الشرائع أو أن حمورابي كان عموريا حكم بلاد سومر و أكاد  و لم يكن أشوريا فإن من واجبه أن يتحقق من الطروحات التاريخية التي يرددها فمدينة أجدادنا الرها لم تكن أشورية و سكانها كانوا آراميين و ليسوا أشوريين كما يتوهم .

من عنده غيرة حقيقية عليه أن يكون متواضعا و يتحقق فنحن لن نتخلى عن إسم لغتنا السريانية الآرامية و الدعايات الأشورية الكاذبة لم و لن تستطع أن تغير الحقائق التاريخية فكما تفضلت فهم لا يزالون يرددون حتى اليوم باللغة السريانية ( لهجة السورث ) بأنهم " سورايي " أي سريان !

 شكرا لتعليقك و أتمنى من كل سرياني يدعي الغيرة أنيعبر عن رأيه :

 هل تقبل بطروحات مزيفة تحرف إسم لغتك ؟

 اليوم أشورية و قريبا كلدانية ... هل نترك الأحزاب الأشورية تتاجر بشهدائنا السريان الذين تعرضوا لأشرس حرب إبادة في التاريخ ؟

هل نترك إخوة لنا - لا يتحققون في التاريخ مثل الأخ مارك – يزيفون هويتنا و إسم لغتنا فقط لأنهم " يؤمنون " بأنهم أشوريين !"

  الخاتمة

  أ- أحد الإخوة لا يزال يحلم متوهما أن السيد مارك صموئيل يستطيع أن يدافع عن الطروحات التاريخية الخاطئة التي يرددها و يعتقد – بدون شك - أن مجرد ترديدهم " لغتنا الأشورية " يعطيهم الحق في تسمية اللغة السريانية الآرامية بتسمية أشورية غير علمية و هي الدليل على تطرفهم الأعمى لأن الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية !

ب - مع إحترامي الى السيد مارك صموئيل و غيرته المزعومة فهو يدعي أن الرها هي أشورية و لكن بما أنه من النخبة ليته يذكر في أي مصدر موثوق أو مرجع علمي وجد براهين تثبت أن الرها كانت أشورية ؟

الرها مدينة أجدادي و أجداد الباحث جوزيف صاووق الموقر و هي محتلة من قبل الأتراك مثل مناطق عديدة...

لقد خسرنا الرها و مواطن لنا عديدة و لكننا لن نسمح لفكر مزيف أن يسرق تاريخ مدينة أجدادنا ...

ج - الصحافية التي أجرت هذا " الحيث " هي ضحية للأوهام الأشورية و مع أنها تكلمت عن لغة المسيح الآرامية فإنها لم تنتبه على تعبير" الآرامية الحديثة - لغتنا الأشورية " كما ردد السيد صموئيل .

 لو كانت تعرف تاريخ لغة أجدادها لكانت كشفت زيف التسمية الأشورية !

د - سنصحح الطروحات المزيفة لدفع المسيحيين المشارقة إلى التعرف على جذورهم الحقيقية !

ه - و كما كتب الباحث جوزيف صاووق " ولكن يبدو أن التاريخ والعلم لا قيمة لهما في الحديث مع أصحاب نظرية الأشرنة.

 فهم ماضون في نظرية "عنزة ولو طارت". فلا يهم ما يسمعون والحوار معهم حوار طرشان.

 لذلك أقول لصديقي الاستاذ هنري أنت تتكلم لغة لا يفهمها أصحاب النظرية المختلقة والمبنية - للأسف - على جهل أو على سوء فهم.

هذه النظرية (الأشورية) تشبه التمسك بالقومية الهندية  عند الهنود الحمر في امريكا، فقط لأن اسمهم صادف التطابق مع اسم بلاد الهند.

 

السيد مارك صموئيل هو سرياني شرقي و تراث أجداده يبرهن أنهم سريان آراميين و قد إنخدعوا بالتسمية الأشورية منذ عشرات السنين !

  هنري بدروس كيفا

312
ما هي هوية مسيحي الشرق؟




  يقال أنه في نهاية القرن التاسع عشر كانت منتشرة في إيطاليا أكثر من عشرين لهجة أو لغة إيطالية محلية و لكن مع إنتشار الخدمة العسكرية و خاصة إختراع الراديو و بث البرامج باللغة الإيطالية الحالية أسرع في إختفاء تلك اللهجات المحلية .

   مسيحيو الشرق ينتمون جميعا الى الشعب السرياني الآرامي ولكن قسم كبير منهم يدعي بهوية عربية متحججين بذرائع واهية مثل وجود قبائل عربية مسيحية قبل الإسلام !

   من المؤسف أن كثيرين من مسيحي الشرق لا يهتمون في معرفة جذورهم التاريخية و أهميتها و هم يخلطون دائما إنتائهم الوطني أي الإنتماء الى دولة معينة و الإنتماء التاريخي ( القومي ).

 أولا - الإنتشار الآرامي

أ‌-       يؤكد بعض المتعصبين العرب أن الشعوب القديمة من أكاديين و عموريين و كنعانيين و عبرانيين و آراميين ما هي إلا شعوب عربية خرجت من شبه الجزيرة العربية .

هذه نظرية خاطئة يريدون بها الإدعاء أن فلسطين و إسرائيل و لبنان و سوريا و العراق كانت عربية قبل الإسلام .

البرهان القاطع الذي يفضح هذه النظرية هو الجمل العربي لأن أول ذكر له في التاريخ كان في مدونات ملوك أشور حول معركة قرقر 853 ق0م و هذا يؤكد أن الشعوب الشرقية ( السامية ) القديمة لم تستخدم الجمال و لم تخرج من الصحراء العربية و لكن من الباديا السورية!

القبائل السوتية و الأحلامو و الآراميين تنتمي الى شعب بدوي واحد سكن مئات السنين في الشرق و قد إستفاد من هجوم شعوب البحر في حوالي 1200ق0م التي قضت على الإمبراطورية الحثية و أبعدت النفوذ المصري من جنوب سوريا .

صحيح أن الآراميين لم يؤسسوا إمبراطورية واسعة و لكن ممالك عديدة منتشرة في بلاد آرام (سوريا) و بيت نهرين (الجزيرة) و بلاد أكاد(جنوب و وسط العراق).

ب - من المدهش أن العلماء اليهود - بعكس المفكرين العرب - ينشرون أباحثا أكاديمية حول تاريخ الآراميين القدامى فالباحث  بنيامين مذار منذ حوالي 50 سنة يكشف صفحات عن الآراميين و يطلق عليهم صفة الإمبراطورية لأهمية تاريخهم

The Aramean Empire and Its Relations with Israel, by Benjamin Mazar

http://www.jstor.org/pss/3210938

 و يلخص الباحث" ملامات" تاريخ الآراميين في صفحات قليلة و لكنها تلقي الأضواء على بعض النقاط الغامضة من تاريخ الآراميين

THE ARAMAEANS  by A.Malamat

http://www.aramaic-dem.org/English/History/THE_ARAMAEANS.htm

   أما العالم" حاييم تدمر " فإنه أكد أن عدد الآراميين قد فاق الأشوريين في بلاد أشور نفسها ! و ذلك في مقاله الشهير

THE ARAMAIZATION OF ASSYRIA: ASPECTS OF WESTERN IMPACT HAYIM TADMO

http://www.aramaic-dem.org/English/History/Hayim-Tadmor.pdf

  لا شك أن العلماء اليهود إهتموا بدراسة تاريخ الآراميين القديم بسبب القربى بين الشعب اليهودي و الشعب الآرامي القديم و بسبب الحروب العديدة بين الشعبين!

ج - أسفار التوراة تتكلم كثيرا عن الآراميين و قبل فك رموز الكتابات المسمارية كانت أسفار التوراة تقريبا المصدر الوحيد حول تاريخ الآراميين القديم .

و هنالك معلومات عن ممالك آرامية لا نعرف أخبارها إلا من خلال التوراة :

مملكة آرام صوبا , آرام معكا , آرام رحوب و آرام جشور التي كانت عاصمتها بيت صيدا .

http://www.jewishmag.com/69mag/bethsaida/bethsaida.htm

ثانيا - من هم السريان ؟

أ - التسمية السريانية :

  إهتم العلماء منذ القرن التاسع عشر لمعرفة أصل التسمية السريانية و قد إنتشرت عدة آراء في القرن العشرين حول هذا الموضوع .

إختلاف العلماء حول أصل التسمية السريانية لا يعني أنهم مختلفين حول هوية الشعب السرياني إذ أن هنالك إجماع حول إنحدار السريان من الشعب الآرامي .

بعض العلماء يعتقد أن التسمية السريانية هي تسمية مصرية قديمة بينما أغلبية من العلماء تؤكد أن التسمية السريانية مشتقة من التسمية " الأشورية " القديمة و كان العالم الفرنسي إرنست رينان قد نشر هذه الفكرة في كتابه تاريخ اللغات السامية و هي أن اليونانيين قد أخذوا إسم Syria من Assyria و لكن رينان يؤكد أن التسمية السريانية قد أطلقت على الآراميين الذين قبلوا الديانة المسيحية .

ب - سلوقس " ملك سوريا "

ب - سلوقس " ملك سوريا "

  هنالك مصادر فارسية عديدة تثبت أن الفرس قد أطلقوا تسمية أسورستان الإدارية على كل الشرق الذي كان خاضعا لهم و إن اليونانيين قد أخذوا التسمية Assyria  من الفرس و ليس من الشعب الأشوري.

و لكن بين 538 و 300 ق. م كان اليونانيون يستخدمون تارة سوريا Syria و طورا Assyria   و لكن بعد مجيئ الإسكندر الى الشرق و خاصة بعد إقتسام إمبراطوريته بين قواده نرى أن سلوقس سنة304  يعلن نفسه ملك سوريا.

و بلاد سوريا سوف تصبح منطقة جغرافية واضحة المعالم فهي غرب الفرات أي في المناطق الآرامية .

و قد نقل لنا الجغرافي اليوناني  سترابون (القرن الميلادي الأول قبل المسيح) :

 "يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان" Syrian "فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين".

ج - الترجمة السبعينية و التسمية السريانية

   طلب بطليموس ملك مصر من اليهود أن يترجموا التوراة من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية في بداية القرن الثالث ق0م .

هذه الترجمة المشهورة ستعرف بالترجمة السبعينية و الجدير بذكره أن اليهود قد ترجموا التسمية الآرامية في النص العبري الى سرياني Syrian  في اللغة اليونانية و هكذا بلاد آرام تترجم الى بلاد سوريا و الشعب الآرامي الى الشعب السرياني !

ثالثا - التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية .

أ - المصادر السريانية

  هنالك عشرات النصوص في المصادر السريانية تبرهن لنا أن السريان كانوا يؤمنون أنهم آراميين فمار أفرام السرياني (توفي 373) كان يسمي السريان بالآراميين و لغتهم باللغة الآرامية !

كما أن الشاعر يعقوب السروجي في تقريظه لمار افرام :

" ܗܢܐ ܕ ܗܘܐ ܟـܠܺܝܠܳܐ ܠܟܠܗ ܐًܪܡًܝܘܬܐ ܗܳܢܳܐ ܕ ܗܘܳܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܰܒܳܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

 " و ترجمتها "

هذا ألذي صار إكليلا للأمة ألأرامية جمعاء هذا ألذي صار خطيبا كبيرا بين ألسريان ."

هذا النص يثبت لنا أن الأمة الآرامية هي مرادفة للأمة السريانية .

  هنالك نصوص سريانية أوضح مثلا في كتابات مار يعقوب الرهاوي ( توفي 708 )

 " ܘ ܐܦ ܠܘܬܢ ܐܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ... ܗܳܟܰܢܳܐ ܐܶܬܩܪܝܺܬ ܡܶܢ ܥܰܬܝܩܳܐ ܒܢܰܝ ܐܪܡ "

ألترجمة:

وأيضا عندنا ( نحن ) الأراميون... وهكذا سميت من قبل ألقدامى من أبناء أرام .

 كما ورد في أحد ميامره

" ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܳܦ ܚܢܰܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܺܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "

و هكذا عندنا نحن ألأراميين أو ألسريان .

ب - المؤرخ يوسيفوس اليهودي و نصوص سفيرة الآرامية .

     لقد إستخدم السريان التسميتين السريانية و الآرامية مترادفتين و هنالك نص مشهور للعالم إبن العبري يقول فيه " لم يرد الأراميون (السريان ) أن يختلطوا مع الآراميين الوثنيين " .

هنالك برهان قاطع يثبت ترادف الإسمين السرياني و الآرامي :

 * تحولت سوريا الى ولاية رومانية في القرن الأول ق0م و قد قسمت إداريا الى عدة مناطق :

سوريا الأولى , سوريا الثانية , فينيقيا الساحلية و فينيقيا الداخلية و عاصمتها دمشق و منطقة وسط الفرات ...

 * و قد ورد تعبير " سوريا كولن " في كثير من النصوص اليونانية مثلا في تاريخ اليهود لفلافيوس جوزيف اليهودي نرى هذه التعابير :

" كان لآرام أربعة أولاد أحدهم عوض وهو البكر ... بنى مدينة دمشق الواقعة بين فلسطين وسوريا الملقبة بكولن " .

وفي مكان أخر يستعمل تسمية سوريا السفلى وسوريا العليا ".

* لقد حاول العلماء في القرن التاسع عشر  معرفة ما معنى " كولن" في اللغة اليونانية و لكنهم وجدوا أنها لفظة غير يونانية و لم يعرفوا معناها!

* في بداية القرن العشرين إكتشفت في ضيعة سفيرة قرب حلب ثلال نصب باللغة الآرامية هي كناية عن معاهدة و قد ورد فيها تعبير " كل آرام " و " آرام العليا " و " آرام السفلى " .

و قد ترجمت تلك النصوص الى اللغات الفرنسية و الإنكليزية و كثرت الدراسات حولها .

* أحد المؤرخين اليهود في الثلاثينات من القرن العشرين يؤكد أن تسمية " كولن" اليونانية هي " كل " الآرامية التي وردت في نصوص سفيرة و يؤكد العالم بنيامين ماذار أن سوريا كولن هي " كل آرام ".

و هذا يؤكد أن تسمية سوريا الجغرافية هي مرادفة لبلاد آرام القديمة !

رابعا - هل يوجد مسيحيون مشارقة ينتمون الى العرب ؟

 أ -   ظل السريان الآراميون يشكلون أكثرية السكان في الشرق بعد الإحتلال العربي الإسلامي و لكنهم بعد طرد الفرنج من الشرق سيتعرضون إلى هجومات ضارية مما ستؤدي تقليص نسبتهم رويدا رويدا .

و كان السريان الآراميون منقسمين منذ القرنين الخامس و السادس الى ثلاث كنائس متناحرة :

 *الكنيسة السريانية الشرقية النسطورية (الكلدانية و الأشورية اليوم)

 *الكنيسة السريانية الملكية (كنيسة الروم اليوم )

 *لكنيسة السريانية اليعقوبية (السريانية الأرثودكسية اليوم ) رغم هذه الإنقسامات المذهبية فإن جميع أبناء تلك الكنائس كانوا  يؤمنون أنهم سريان آراميين !

ب - الإحتلال العثماني و نظام الملة .

  ترك العثمانيون خلال حكمهم الطويل في الشرق 1516 - 1918م المسيحيين يديرون شؤونهم الخاصة ثم مع إنتشار الكثلكة و خاصة الفكر القومي سوف يوسع الخلافات بين جميع الكنائس المسيحية في الشرق.

و كان السريان الملكيون قد تخلوا عن لغتهم الأم السريانية في القرنين العاشر و الحادي عشر و صاروا في نهاية القرن التاسع عشر يدعون بأنهم أحفاد القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل مجيئ الإسلام .

ج - سريان مستعربون و ليس عرب مسيحيون !

  كل المسيحيين في الشرق يتحدرون من السريان الآراميين و لكن أكثرية ساحقة منهم إستعربت و تخلت عن لغتها السريانية الأم و صارت تؤمن - لأنها تتكلم اللغة العربية - بأنها تنتمي الى الشعب العربي .

من المؤسف لنا أن هؤلاء المسيحيين يدافعون عن الفكر العروبي عن خوف أو من أجل مصالح سياسية !

  لا يوجد مسيحيون عرب يتحدرون من القبائل العربية المسيحية لأن من يتابع تاريخ تلك القبائل العربية المسيحية يجد أنها دخلت الإسلام من أجل الإستفادة من مغانم الحروب !

  الخاتمة

    تنتشر بين السريان خاصة في بلدان الإغتراب مؤسسات ثقافية و أحزاب سياسية تدعو الى عودة المسيحيين الى جذورهم الآرامية

الحقيقية معتمدين على مصادر السريان الغنية .

   العودة الى الجذور الآرامية يلاقي بعض المقاومة من قبل المسيحيين المستعربين المستفيدين من العيش ضمن الأكثرية العربية .

بعض السياسين السريان الموارنة يتخلون عن الهوية السريانية الآرامية و يدعون بالعروبة لتأمين مصالحهم السياسية .

  عودة المسيحيين المشارقة الى جذورهم الآرامية الحقيقية تعني أنهم سكان الشرق الأصيلين و أن تاريخهم يعود الى أكثر من 3000 سنة !


  يقال أنه في نهاية القرن التاسع عشر كانت منتشرة في إيطاليا أكثر من عشرين لهجة أو لغة إيطالية محلية و لكن مع إنتشار الخدمة العسكرية و خاصة إختراع الراديو و بث البرامج باللغة الإيطالية الحالية أسرع في إختفاء تلك اللهجات المحلية .

   مسيحيو الشرق ينتمون جميعا الى الشعب السرياني الآرامي ولكن قسم كبير منهم يدعي بهوية عربية متحججين بذرائع واهية مثل وجود قبائل عربية مسيحية قبل الإسلام !

   من المؤسف أن كثيرين من مسيحي الشرق لا يهتمون في معرفة جذورهم التاريخية و أهميتها و هم يخلطون دائما إنتائهم الوطني أي الإنتماء الى دولة معينة و الإنتماء التاريخي ( القومي ).

 أولا - الإنتشار الآرامي

أ‌-       يؤكد بعض المتعصبين العرب أن الشعوب القديمة من أكاديين و عموريين و كنعانيين و عبرانيين و آراميين ما هي إلا شعوب عربية خرجت من شبه الجزيرة العربية .

هذه نظرية خاطئة يريدون بها الإدعاء أن فلسطين و إسرائيل و لبنان و سوريا و العراق كانت عربية قبل الإسلام .

البرهان القاطع الذي يفضح هذه النظرية هو الجمل العربي لأن أول ذكر له في التاريخ كان في مدونات ملوك أشور حول معركة قرقر 853 ق0م و هذا يؤكد أن الشعوب الشرقية ( السامية ) القديمة لم تستخدم الجمال و لم تخرج من الصحراء العربية و لكن من الباديا السورية!

القبائل السوتية و الأحلامو و الآراميين تنتمي الى شعب بدوي واحد سكن مئات السنين في الشرق و قد إستفاد من هجوم شعوب البحر في حوالي 1200ق0م التي قضت على الإمبراطورية الحثية و أبعدت النفوذ المصري من جنوب سوريا .

صحيح أن الآراميين لم يؤسسوا إمبراطورية واسعة و لكن ممالك عديدة منتشرة في بلاد آرام (سوريا) و بيت نهرين (الجزيرة) و بلاد أكاد(جنوب و وسط العراق).

ب - من المدهش أن العلماء اليهود - بعكس المفكرين العرب - ينشرون أباحثا أكاديمية حول تاريخ الآراميين القدامى فالباحث  بنيامين مذار منذ حوالي 50 سنة يكشف صفحات عن الآراميين و يطلق عليهم صفة الإمبراطورية لأهمية تاريخهم

The Aramean Empire and Its Relations with Israel, by Benjamin Mazar

http://www.jstor.org/pss/3210938

 و يلخص الباحث" ملامات" تاريخ الآراميين في صفحات قليلة و لكنها تلقي الأضواء على بعض النقاط الغامضة من تاريخ الآراميين

THE ARAMAEANS  by A.Malamat

http://www.aramaic-dem.org/English/History/THE_ARAMAEANS.htm

   أما العالم" حاييم تدمر " فإنه أكد أن عدد الآراميين قد فاق الأشوريين في بلاد أشور نفسها ! و ذلك في مقاله الشهير

THE ARAMAIZATION OF ASSYRIA: ASPECTS OF WESTERN IMPACT HAYIM TADMO

http://www.aramaic-dem.org/English/History/Hayim-Tadmor.pdf

  لا شك أن العلماء اليهود إهتموا بدراسة تاريخ الآراميين القديم بسبب القربى بين الشعب اليهودي و الشعب الآرامي القديم و بسبب الحروب العديدة بين الشعبين!

ج - أسفار التوراة تتكلم كثيرا عن الآراميين و قبل فك رموز الكتابات المسمارية كانت أسفار التوراة تقريبا المصدر الوحيد حول تاريخ الآراميين القديم .

و هنالك معلومات عن ممالك آرامية لا نعرف أخبارها إلا من خلال التوراة :

مملكة آرام صوبا , آرام معكا , آرام رحوب و آرام جشور التي كانت عاصمتها بيت صيدا .

http://www.jewishmag.com/69mag/bethsaida/bethsaida.htm

ثانيا - من هم السريان ؟

أ - التسمية السريانية :

  إهتم العلماء منذ القرن التاسع عشر لمعرفة أصل التسمية السريانية و قد إنتشرت عدة آراء في القرن العشرين حول هذا الموضوع .

إختلاف العلماء حول أصل التسمية السريانية لا يعني أنهم مختلفين حول هوية الشعب السرياني إذ أن هنالك إجماع حول إنحدار السريان من الشعب الآرامي .

بعض العلماء يعتقد أن التسمية السريانية هي تسمية مصرية قديمة بينما أغلبية من العلماء تؤكد أن التسمية السريانية مشتقة من التسمية " الأشورية " القديمة و كان العالم الفرنسي إرنست رينان قد نشر هذه الفكرة في كتابه تاريخ اللغات السامية و هي أن اليونانيين قد أخذوا إسم Syria من Assyria و لكن رينان يؤكد أن التسمية السريانية قد أطلقت على الآراميين الذين قبلوا الديانة المسيحية .

ب - سلوقس " ملك سوريا "

ب - سلوقس " ملك سوريا "

  هنالك مصادر فارسية عديدة تثبت أن الفرس قد أطلقوا تسمية أسورستان الإدارية على كل الشرق الذي كان خاضعا لهم و إن اليونانيين قد أخذوا التسمية Assyria  من الفرس و ليس من الشعب الأشوري.

و لكن بين 538 و 300 ق. م كان اليونانيون يستخدمون تارة سوريا Syria و طورا Assyria   و لكن بعد مجيئ الإسكندر الى الشرق و خاصة بعد إقتسام إمبراطوريته بين قواده نرى أن سلوقس سنة304  يعلن نفسه ملك سوريا.

و بلاد سوريا سوف تصبح منطقة جغرافية واضحة المعالم فهي غرب الفرات أي في المناطق الآرامية .

و قد نقل لنا الجغرافي اليوناني  سترابون (القرن الميلادي الأول قبل المسيح) :

 "يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان" Syrian "فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين".

ج - الترجمة السبعينية و التسمية السريانية

   طلب بطليموس ملك مصر من اليهود أن يترجموا التوراة من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية في بداية القرن الثالث ق0م .

هذه الترجمة المشهورة ستعرف بالترجمة السبعينية و الجدير بذكره أن اليهود قد ترجموا التسمية الآرامية في النص العبري الى سرياني Syrian  في اللغة اليونانية و هكذا بلاد آرام تترجم الى بلاد سوريا و الشعب الآرامي الى الشعب السرياني !

ثالثا - التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية .

أ - المصادر السريانية

  هنالك عشرات النصوص في المصادر السريانية تبرهن لنا أن السريان كانوا يؤمنون أنهم آراميين فمار أفرام السرياني (توفي 373) كان يسمي السريان بالآراميين و لغتهم باللغة الآرامية !

كما أن الشاعر يعقوب السروجي في تقريظه لمار افرام :

" ܗܢܐ ܕ ܗܘܐ ܟـܠܺܝܠܳܐ ܠܟܠܗ ܐًܪܡًܝܘܬܐ ܗܳܢܳܐ ܕ ܗܘܳܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܰܒܳܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ

 " و ترجمتها "

هذا ألذي صار إكليلا للأمة ألأرامية جمعاء هذا ألذي صار خطيبا كبيرا بين ألسريان ."

هذا النص يثبت لنا أن الأمة الآرامية هي مرادفة للأمة السريانية .

  هنالك نصوص سريانية أوضح مثلا في كتابات مار يعقوب الرهاوي ( توفي 708 )

 " ܘ ܐܦ ܠܘܬܢ ܐܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ... ܗܳܟܰܢܳܐ ܐܶܬܩܪܝܺܬ ܡܶܢ ܥܰܬܝܩܳܐ ܒܢܰܝ ܐܪܡ "

ألترجمة:

وأيضا عندنا ( نحن ) الأراميون... وهكذا سميت من قبل ألقدامى من أبناء أرام .

 كما ورد في أحد ميامره

" ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܳܦ ܚܢܰܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܺܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "

و هكذا عندنا نحن ألأراميين أو ألسريان .

ب - المؤرخ يوسيفوس اليهودي و نصوص سفيرة الآرامية .

     لقد إستخدم السريان التسميتين السريانية و الآرامية مترادفتين و هنالك نص مشهور للعالم إبن العبري يقول فيه " لم يرد الأراميون (السريان ) أن يختلطوا مع الآراميين الوثنيين " .

هنالك برهان قاطع يثبت ترادف الإسمين السرياني و الآرامي :

 * تحولت سوريا الى ولاية رومانية في القرن الأول ق0م و قد قسمت إداريا الى عدة مناطق :

سوريا الأولى , سوريا الثانية , فينيقيا الساحلية و فينيقيا الداخلية و عاصمتها دمشق و منطقة وسط الفرات ...

 * و قد ورد تعبير " سوريا كولن " في كثير من النصوص اليونانية مثلا في تاريخ اليهود لفلافيوس جوزيف اليهودي نرى هذه التعابير :

" كان لآرام أربعة أولاد أحدهم عوض وهو البكر ... بنى مدينة دمشق الواقعة بين فلسطين وسوريا الملقبة بكولن " .

وفي مكان أخر يستعمل تسمية سوريا السفلى وسوريا العليا ".

* لقد حاول العلماء في القرن التاسع عشر  معرفة ما معنى " كولن" في اللغة اليونانية و لكنهم وجدوا أنها لفظة غير يونانية و لم يعرفوا معناها!

* في بداية القرن العشرين إكتشفت في ضيعة سفيرة قرب حلب ثلال نصب باللغة الآرامية هي كناية عن معاهدة و قد ورد فيها تعبير " كل آرام " و " آرام العليا " و " آرام السفلى " .

و قد ترجمت تلك النصوص الى اللغات الفرنسية و الإنكليزية و كثرت الدراسات حولها .

* أحد المؤرخين اليهود في الثلاثينات من القرن العشرين يؤكد أن تسمية " كولن" اليونانية هي " كل " الآرامية التي وردت في نصوص سفيرة و يؤكد العالم بنيامين ماذار أن سوريا كولن هي " كل آرام ".

و هذا يؤكد أن تسمية سوريا الجغرافية هي مرادفة لبلاد آرام القديمة !

رابعا - هل يوجد مسيحيون مشارقة ينتمون الى العرب ؟

 أ -   ظل السريان الآراميون يشكلون أكثرية السكان في الشرق بعد الإحتلال العربي الإسلامي و لكنهم بعد طرد الفرنج من الشرق سيتعرضون إلى هجومات ضارية مما ستؤدي تقليص نسبتهم رويدا رويدا .

و كان السريان الآراميون منقسمين منذ القرنين الخامس و السادس الى ثلاث كنائس متناحرة :

 *الكنيسة السريانية الشرقية النسطورية (الكلدانية و الأشورية اليوم)

 *الكنيسة السريانية الملكية (كنيسة الروم اليوم )

 *لكنيسة السريانية اليعقوبية (السريانية الأرثودكسية اليوم ) رغم هذه الإنقسامات المذهبية فإن جميع أبناء تلك الكنائس كانوا  يؤمنون أنهم سريان آراميين !

ب - الإحتلال العثماني و نظام الملة .

  ترك العثمانيون خلال حكمهم الطويل في الشرق 1516 - 1918م المسيحيين يديرون شؤونهم الخاصة ثم مع إنتشار الكثلكة و خاصة الفكر القومي سوف يوسع الخلافات بين جميع الكنائس المسيحية في الشرق.

و كان السريان الملكيون قد تخلوا عن لغتهم الأم السريانية في القرنين العاشر و الحادي عشر و صاروا في نهاية القرن التاسع عشر يدعون بأنهم أحفاد القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل مجيئ الإسلام .

ج - سريان مستعربون و ليس عرب مسيحيون !

  كل المسيحيين في الشرق يتحدرون من السريان الآراميين و لكن أكثرية ساحقة منهم إستعربت و تخلت عن لغتها السريانية الأم و صارت تؤمن - لأنها تتكلم اللغة العربية - بأنها تنتمي الى الشعب العربي .

من المؤسف لنا أن هؤلاء المسيحيين يدافعون عن الفكر العروبي عن خوف أو من أجل مصالح سياسية !

  لا يوجد مسيحيون عرب يتحدرون من القبائل العربية المسيحية لأن من يتابع تاريخ تلك القبائل العربية المسيحية يجد أنها دخلت الإسلام من أجل الإستفادة من مغانم الحروب !

  الخاتمة

    تنتشر بين السريان خاصة في بلدان الإغتراب مؤسسات ثقافية و أحزاب سياسية تدعو الى عودة المسيحيين الى جذورهم الآرامية

الحقيقية معتمدين على مصادر السريان الغنية .

   العودة الى الجذور الآرامية يلاقي بعض المقاومة من قبل المسيحيين المستعربين المستفيدين من العيش ضمن الأكثرية العربية .

بعض السياسين السريان الموارنة يتخلون عن الهوية السريانية الآرامية و يدعون بالعروبة لتأمين مصالحهم السياسية .

  عودة المسيحيين المشارقة الى جذورهم الآرامية الحقيقية تعني أنهم سكان الشرق الأصيلين و أن تاريخهم يعود الى أكثر من 3000 سنة !

313
ما هو دور البطريرك سويريوس في إستقلال الكنيسة السريانية ؟

 هذه السنة هي الذكرى الألف و الخمسمئة على إنتخاب سويريوس بطريركا على كرسي إنطاكيا. عندما كنت طالبا أحضر أطروحة دكتورا حول أسباب إستقلال الكنيسة السريانية الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا، تابعت عدة محاضرات حول خطب البطريرك سويريوس الكبير وهي مترجمة من اليونانية الى السريانية. و كنا بدورنا نترجم تلك الخطب و المواعظ الغنية الى اللغة الفرنسية بينما كان الأستاذ يعلق عليها  و يشرح لنا أهميتها و عمق معانيها.
لقد إكتشفت من خلال الدراسات التي تابعتها حول تاريخ كنيستنا السريانية أن كثيرين من العلماء يقللون من دور البطريرك سويريوس في إستقلال الكنيسة السريانية لذلك أحببت من خلال هذه الدراسة أن ألقي بعض الأضواء على حياة هذا البطريرك الناسك القديس .
أولا - من هو البطريرك سويريوس ؟
 أ – " تاج السريان"
   هو من ألمع العلماء في اللاهوت لأنه - كما سنرى - درس اللغات اليونانية و اللاتينية في الإسكندرية و علم الشرائع (المحاماة) و الفلسفة في بيروت. لقبه يعقوب الرهاوي 633-708م بتاج السريان مما دفع
بعض السريان اليوم الى الإعتقاد بأنه سرياني الجنس و هذا غير صحيح تاريخيا.
ولد سويريوس في مدينة سوزوبوليس (قرب أنطاليا الحالية) في منطقة بيسيديا في أسيا الصغرى (تركيا اليوم). سنة ولادته غير معروفة بالتأكيد و هي بين سنتي 459 و 465 م. يؤكد لنا زكريا البليغ , الذي كتب سنة 516 م كتابا حول حياة سويريوس، أن أحد أجداده كان أسقفا لمدينة سوزوبوليس و قد شارك في مجمع أفسس سنة 431 م.
ب - سفره الى الإسكندرية
  توفي والد سويريوس و لكن والدته إهتمت في تعليمه و أرسلته مع أخويه الى الإسكندرية كي يتعلم اللغات اليونانية و اللاتينية . يقول لنا رفيقه في الدراسة زكريا البليغ أن مدينة الإسكندرية و رغم إنتشار الديانة المسيحية كانت لا تزال تحوي مناطق و قرى وثنية عديدة. و كان الصراع الفكري قائما بين أساتذة الفلسفة من جهة و بين المسيحيين المؤمنين من جهة ثانية.
 و كان سويريوس يعيش حياة التقوى بينما كان رفاقه يهاجمون بعض الأحيان المعابد الوثنية ليلا و يهدمونها. يخبرنا زكريا البليغ هذه القصة الطريفة, بعض طلاب الإسكندرية كانوا يقفون على الحياد في الصراع بين المسيحيين و المدافعين عن الديانة الوثنية. أحد هؤلاء الطلاب كان متزوجا و قد صبر عدة سنوات و لكن زوجته لم تنجب له فذهب الى كبير الوثنيين و طلب مساعدته كي تنجب له زوجته و هنا طلب منه الوثني أن يعيش معهم في القرية و أن يدفع مبلغا من المال .
 و في النهاية أعطاه طفلا مولودا جديدا و طلب من الزوج أن ينشر الخبر في مدينة الإسكندرية  أن زوجته العاقر قد أنجبت بفضل الديانة الوثنية و لكن سرعان ما إنفضح كذب الوثنيين. و قد علق الورع إسطيفان " إذا كانت إمرأة عاقر تلد طفلا بفضل أدعية الوثنيين، فمن المنطقي أن يتأكدوا إذا كانت ترضع الحليب !".
ج - سويريوس في بيروت
  كانت بيروت من أهم المدن في الشرق في العهد البيزنطي بفضل كلية الفقه و الفلسفة التي كان يقصدها الطلاب من كل أنحاء الإمبراطورية. الجدير بذكره أن زكريا البليغ يذكر لنا أسماء عدة كنائس في بيروت و يصف في إحداها لوحة جدارية لآدم و حواء. المدهش أن إحدى الكنائس كانت تسمى " يهوذا أخو يعقوب".
لقد أتهم سويريوس بأنه كان وثنيا قبل عماده و هنا شهادة صديقه زكريا هي صادقة لأنه عاش عدة سنوات مع سويروس و يؤكد أنه كان مسيحيا بالإيمان (cathéchumène شموعو بالسرياني) و كان يمضي كل أوقات فراغه في الصلاة بعيدا عن مباهج المدينة.
إن عادة سكان بسيديا المسيحيين هي أن يتعمدوا في سن الشباب و هذا ما فعله سويريوس سنة 488 م في مدينة طرابلس و في كنيسة ليونتس و ذلك بعد إتمام دراسة الحقوق.
و كان سويريوس يريد السفر الى بلاده لممارسة مهنته . فسافر الى حمص التي كانت مشهورة بوجود رأس يوحنا المعمدان ثم سافر الى أورشليم مع أحد عبيده لزيارة الأراضي المقدسة.
  من يريد أن يطالع حياة سويريوس باللغة السريانية أو الفرنسية : رابط
http://www.tertullian.org/rpearse/pdf.articles/Zacharias_Rhetor_Life_Of_Severus_1_122.pdf
ثانيا -  سويريوس الراهب المتقشف
يبدو أن سويريوس قد تأثر بحياة الرهبان الذين تعرف على طريقة  حياتهم فسافر الى جوار غزة حيث و إنضم الى الرهبان و كان يعيش  متوحدا و لكن بعد واة والدته حصل على حقه من الميراث فبنى ديرا  و جمع عددا كبيرا من الرهبان.
سنة 509 م شرع نيفاليوس يضطهد الرهبان الرافضين لمجمع خلقيدونيا مما دفع الراهب سويريوس مع عشرات من الرهبان للسفر الى  القسطنطينية من أجل إسترجاع أديرتهم . و بقي سويريوس حوالي ثلاث  سنوات هنالك حيث إلتقى بالإمبراطور أنسطاس و كبار مستشاريه .
و كان فلافيان بطريرك إنطاكيا يرفض شركة الإيمان مع المصريين  و هذا مما دفع المطارنة و الأساقفة الى الإجتماع في فينيقيا سنة511 و خلعه من كرسي إنطاكيا. و تم إنتخاب سويريوس و صدق  الإمبراطور على هذا الإنتخاب لما كان يتمتع سويريوس من سمعة طيبة.
كان المطران فيلوكسين المنبجي توفي 523 م يناضل منذ سنوات عديدة ضد تعاليم مجمع خلقيدونيا و كان يفسر قانون الإيمان الذي  أصدره الإمبراطور زينون بمعنى رافض لمجمع خلقيدونيا . أغلبية ساحقة  من مطارنة و أساقفة و رهبان بطريركية إنطاكيا كانت تؤيد البطريرك  ساويرا الذي قبل شركة الإيمان مع كرسي الإسكندرية و رفض تعاليم مجمع خلقيدونيا .
  لم تدم رئاسة سويريوس سوى ست سنوات لأن الإمبراطور أنسطاس  توفي سنة 518 م بدون وريث فوصل يوستينوس الى العرش و كان  خلقيدونيا فأسرع بأمر المطارنة و الرهبان بالقبول بتعاليم خلقيدونيا ثم طرد كل الرافضين .
هرب البطريرك سويريوس الى مصر و بقي هناك الى وفاته سنة538 م في 8 شباط.
لقد أتهم سويريوس بأنه سمح بالتعرض الى رهبان سوريا الثانية  و أغلبهم من رهبان دير مار مارون حوالي سنة 517 م. و كثير من رجال الدين الموارنة يدعون أن عشرات القتلى من الرهبان كانوا ضحية هذه " المذبحة " !
 قد يكون هؤلاء الرهبان قد تعرضوا الى " مذبحة " ربما من قبل لصوص مجرمين و لكن إتهام البطريرك سويريوس هو  أمر لا يقبله كل الباحثين النزهاء الذين تعرفوا على زهد و قداسة هذا  البطريرك!
ثالثا - ما هو دور البطريرك سويريوس في إستقلال الكنيسة السريانية ؟
يلمح شتاين الى أن مار يعقوب البرادعي كان قد لعب دورا أهم بكثير من دور البطريرك سويريوس إذ يقول " إن العقيدة الإيمانية عند المونوفيزتيين هي نفسها عقيدة سوريوس الإنطاكي , أما التنظيم الذي بفضله صمد إلى يومنا هذا في مصر وسوريا فهو يعود إلى يعقوب البرادعي , وإنه لمن الأصح ألاّ يسمى هذا التنظيم بالكنيسة السوريوسية بل بالكنيسة اليعقوبية"
راجع  Stein (E) , Histoire du Bas Empire . T-2 , p-626
 يعتقد "شتاين" أن الكنيسة المناهضة لخلقيدونيا قد سميّت "يعقوبية" بفضل دور ونشاط يعقوب البرادعي! المشكلة هي أن تسمية هذه الكنيسة باليعقوبية ليس له علاقة بتنظيم مار يعقوب لها!
 فمن المؤسف أنه من جهة نرى أن  خصوم هذه الكنيسة كانوا يسمونها "يعقوبية" ويدرجونها ضمن البدع المانوية , الأريوسية والنسطورية وغيرها و من جهة ثانية كان السريان في الماضي يجهلون كليا السبب الذي دفعهم الى تسمية كنيستهم " يعقوبية"!
 ذكر البطريرك ميخائيل الكبير في تاريخه: " كثيرون كانوا يؤيدون فكرة يعقوب الطاعن في السنّ , لأنهم كانوا متعلقين به , ولهذا السبب أُطلِقت عليهم تسمية اليعاقبة"
MICHEL LE SYRIEN , chronique , livre X , chap XIII P-324 .
  دراسة المصادر و نقدها و مقارنتها تسمح لنا كشف الأسباب الحقيقية  فإننا من خلال تاريخ يوحنا الأفسسي المعاصر لتلك الأحداث نستطيع أن نعرف السبب الحقيقي فهو يكتب  يُخبرنا عن إختلاف يعقوب البرادعي مع البطريرك بولس حول امور داخلية متعلقة ببطريركية الأسكندرية فإنقسم السريان و الأقباط بين مؤيد ليعقوب و مؤيد لبولس. JEAN D’EPHESE . H.E Livre IV Chap.17
   لا أحد ينكر جهاد مار يعقوب البرادعي من أجل تنظيم الكنيسة المناهضة لمجمع خلقيدونيا و لكن يجب ألا نتجاهل دور سويريوس في إدارة شؤون المؤمنين فهو الذي سمح لرسامة الكهنة و هو الذي كان  يراسل المطارنة و الرهبان و يؤلف الكتب للدفاع عن عقائد الكنيسة المناهضة لمجمع خلقيدونيا.
  الخاتمة
 إن دراسة النصوص السريانية و اليونانية التي تعود الى النصف الأول  من القرن السادس الميلادي تؤكد لنا أن البطريرك سويريوس - بالرغم  من كل الإضطهادات - كان يأمل أن تتوحد الكنيسة الجامعة و قد  سافر سنة 535 م الى القسطنطينية و بقي فيها حوالي السنة من أجل وحدة الكنيسة.
   أفرام بطريرك إنطاكيا سيرسل سركيس الرأسعيني سنة 535 م الى روما - ربما لمؤهلاته الدبلوماسية و لأنه كان يجيد اللغة اليونانية  -كي يقنع البابا بضرورة سفره الى القسطنتينية من أجل طرد سويريوس.
مجيئ البابا المفاجئ سيدفع الإمبراطور يوستنيانوس الى ملاحقة كل المطارنة المعارضين لتعاليم خلقيدويا.
  لا شك أن البطريرك سويريوس قد تعرف على الراهب يعقوب في مدينة القسطنطينية و قد يكون البطريرك سويريوس قد ترك تعليمات بعد فشل الوحدة المنشودة.
 هنري بدروس كيفا

314
هل تطور البحث التاريخي عند دعاة الفكر الأشوري ؟

السيد يوأرش هيدو نموذجا .

 لقد كتبت ردا حول مقال للسيد يوأرش هيدو منذ حوالي 20 سنة ، و كان عنوان مقاله " " آرامية ، سريانية ، ام آشورية "

و من الممكن الإطلاع على ردي من خلال هذا الرابط

 http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=2185

  لقد ترجم بعض الغيورين السريان ردي الى اللغة الإنكليزية و قد إنتشر بين كل المثقفين السريان لأنهم تعرفوا كيف يحاول السريان المشارقة (النساطرة) في نكران وجود لغة آرامية و نكران وجود لغة سريانية .

 ردي القديم قد فضح محاولات بعض المتطرفين دعاة الفكر الأشوري المزيف و اليوم أريد أن أعلق على مقال للسيد يوأرش هيدو عنوانه " لمحة من تاريخ الآشوريين"  محاولا أن أعرف إذا تطور البحث التاريخي عند دعاة الفكر الأشوري ؟

 أولا - ما هو البحث التاريخي عند دعاة الفكر الأشوري ؟

 أ - التاريخ المسيس ينتشر بشكل رهيب بين دعاة الفكر الأشوري و يتصارون فيما بينهم من يجد " فكرة جديدة " تؤيد الطروحات الأشورية المزيفة. عدوهم اللدود هو التاريخ الأكاديمي المنتشر في الجامعات الراقية. يحاولون أن يقنعوا البسطاء من شعبنا أن العلماء الأوربيين هم جواسيس يعملون لتقسيم شعبنا ... بعض السريان لا يعرفون أن تاريخنا يتألق بفضل هؤلاء العلماء الذين يدرسون تاريخنا إستنادا على المصادر السريانية و ينشرون الحقائق بكل نزاهة .

ب - كل أديب مدعي بالفكر الأشوري هو " باحث قومي صادق "و هو - ما شاء الله - يلم بكل فترات تاريخ شعبنا و أغلب مقالاتهم التاريخية تتكلم عن الأشوريين القدامى ثم الحرب العالمية الأولى و ما تم بعدها من مآسي للشعب " الأشوري " !

هؤلاء الأدباء المتطفلون على علم التاريخ يتوهمون أن المثقف السرياني لا أو لن يميز بين طرح أكاديمي و طرح تاريخي مسيس !

ج - السريان النساطرة ينظرون الى التاريخ كسلاح و وسيلة لتأكيد هويتهم الأشورية المزعومة و لا يعرفون أن نشر طروحاتهم التاريخية سيظهر مدى جهلهم لعلم التاريخ و أهدافه النبيلة .

الباحث في التاريخ يجب أن يبحث عن الحقائق بنزاهة فهو ليس محاميا عليه ربح القضية حتى و إن كان موكله مذنبا !

د - للأسف الشديد دعاة الفكر القومي الأشوري يدعون بالغيرة القومية و يريدون من السريان أن يتنكروا لجذورهم الآرامية الحقيقية و لإسم لغتهم العلمي من أجل تسمية أشورية مزيفة .

عاجلا أم أجلا سيتطور علم التاريخ بين العرب و الأتراك و الأكراد و سيكتشفون أكاذيب الفكر الأشوري لأن العالم المتمدن سيصدق التاريخ الأكاديمي و ليس التاريخ المسيس!

سيصدقون أبحاث سبستيان بروك و ليس مقالات بعض المتطفلين على التاريخ !

ه - لا يزال المدافعين المغامرين عن الفكر الأشوري يتوهمون أن البحث التاريخي هو مهارة فكرية فهم يستشهدون بمقالة سيمو باربولا الذي يؤكد عدم إندثار الشعب الأشوري بعد سقوط دولتهم سنة 612 ق0م  و لكنهم لا يسمعونه عندما يردد أن الأشوريين كانوا يتكلمون اللغة الأكادية !

البحث التاريخي ليس هو بشطارة و لكن بحث دائم عن حقائق تاريخية ثابتة !

ثانيا - نقد تاريخي صريح لما ورد في مقال السيد يوأرش هيدو.

المقال عنوانه " لمحة من تاريخ الآشوريين " موجود على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,555274.0.html

يردد السيد يوأرش هيدو بعض المفاهيم التاريخية الخاطئة و طبعا السيد هيدو ليس باحثا في التاريخ لأنه يجهل أن التاريخ هو علم يعتمد بالدرجة الأولى التحقق في الطروحات التاريخية التي يكتب عنها .

الغريب العجيب أنه يرتكب أخطاء تاريخية غير موجودة عند غيره من الكتاب المدافعين عن الفكر الأشوري .

 أ - بعض الأخطاء من صنع مخيلة السيد يوأرش هيدو :

* كتب السيد هيدو " الآشوريون هم أحفاد الأكديين ".

الشعب الأشوري هو خليط من العموريين و الحوريين و الميتنيين مع نسبة قليلة من الأكاديين .

* كتب السيد هيدو " وكان العاهل البابلي العظيم (حمورابي) من أحفاد سركون الأكدي ."

هذه أول مرة نسمع أن حمورابي هو من أحفاد سركون الأكادي ؟

فحمورابي كان ينتمي الى الشعب العموري و ليس الأكادي !

* يتكلم السيد هيدو عن الأشوريين ثم يكتب " وكان أحد كبار ملوكهم يُدعى "شمشي – أدد" الأول (1813-1790 ق.م). " شمشي أدد كان عموريا و لم يكن أشوريا لأن الهوية الأشورية لم تتكون في عهده !

*كتب السيد هيدو أيضا " وحوالي (1275 ق.م) تمكن "توكولتي- نينب الأول" ملك آشور، من إخضاع بابل لتصيرَ جزءاً من المملكة الآشورية حتى سقوط نينوى (612 ق.م). " السيد هيدو له طروحات خيالية فبلاد أكاد قد وقعت في بعض الفترات تحت السيطرة الأشورية و هو يتجاهل الملك نبوخدنصر الأول 1125 - 1104 ق.م الذي رفع شأن بلاد أكاد و غيره من ملوك الكلدان الذين حكوا بلاد أكاد و قاموا التدخل الأشوري كما أن الملك الكلداني الآرامي نبوبلصر قد طرد الأشوريين سنة 626 ق.م و إستقل في بلاد أكاد .

ب - السيد هيدو يردد كثير من الأخطاء , سأشير الى بعضها

* كتب السيد هيدو " ومن هذه اللغة الأكدية تفرعت لهجتان هما البابلية والآشورية. "

 لقد إصطلح علماء الآثار في القرن التاسع عشر بعد إكتشافهم الغلطة الكبيرة التي إرتكبوها و هي إطلاق التسمية الأشورية على الكتابة المسمارية التي إكتشفوها و هي اللغة الأكادية, بأن اللغة الأكادية يتفرع منها لهجتان بابلية و أشورية و قد قسموا تاريخ اللهجة الأشورية الى حقبات زمية قديمة و وسطى و حديثة !

 الكتابة و اللغة الأكادية كانت منتشرة في بلاد سوريا القديمة و بلاد الفرس فهل نسمي اللغة المنتشرة في سوريا بلاد عمورو " اللهجة العمورية "و في بلاد فارس اللهجة الفارسية؟

* كتب السيد هيدو" يذكر كاتب سفر التكوين ان "آشور" خرج من أرض شنعار وبنى مدناً عديدة من بينها (نينوى)..." التوراة ليس مصدرالتاريخ الشرق القديم و ليس مرجعا علميا و كثير من قصصه هي خرافية مثل آدم و حواء و نوح و الطوفان و سام و سلالته... أسفار التوراة كتبت بين القرن السادس و الأول قبل الميلاد .

* كتب أيضا "وعلى إفتراض أن الاكديين هم أجداد الآشوريين والبابليين وان أول ظهور  للآكديين كان في جنوب بلاد ما بين النهرين،  فمن المنطقي جداً أن نستنتج  أن الموطن الأصلي للآشوريين كان بلاد بابل."

بين إفتراضات السيد هيدو غير العلمية و إفتراضه المبني على طروحات خاطئة نراه يردد ثلاث طروحات خاطئة :

 -الأكاديون ليسوا أجداد الأشوريين و أثروا حضاريا على الشعب الأشوري .

 -لا يوجد شعب و هوية إتنية بابلية : بلاد بابل هي تسمية إدارية فارسية إنتقلت الى اليونانيين و منهم الى علماء الآثار في القرن التاسع عشر .

- تسمية " بلاد ما بين النهرين" لم تطلق تاريخيا و جغرافيا على جنوب العراق فهذا مصطلح حديث من أوائل القرن العشرين .

* يردد لنا السيد هيدو برهانا فارغا حول أشوريتنا المزعومة " والمعروف أن الآشوريين المعاصرين ما زالوا الى يومنا هذا يصومون ثلاثة أيام من كل عام تماماً كما فعل أجدادهم قبل أكثر من ألفين وستمئة سنة في مدينة نينوى العظيمة، أعني طلبة أهالي نينوى أي "ܒܵܥܘܼܬܵܐ ܕܢܝܼܢܘܵܝܹ̈ܐ".

 لا يوجد أية علاقة إتنية بين سكان نينوى القدامى (و لا شك نسبة كبيرة منهم هم من الكلدان الآراميين المسبيين) و بين سكان نينوى في القرن السادس الميلادي لأن بقايا الشعب الأشوري القديم قد إنصهرت ضمن شعبنا السرياني الآرامي !

ج - بعض المبالغات العاطفية من مخيلة السيد هيدو

* بينما أصبحت بابل والمقاطعات التابعة لها من حصة الخائن نابوبولاسر الذي أصبح، هكذا، أول ملك لِما سُمي بالأمبراطورية البابلية الثانية. "

 و لما أبطال المقاومة الكلدانية الآرامية يصبحون خونة بنظر بعض المتطرفين الذين لا يرون أبعد من أنوفهم !

و يتوهمون أن ترديدهم " الشعب الأشوري البابلي " أو " الإمبراطورية البابلية الثانية " سوف ينسي السورايي جذورهم الكلدانية الآرامية !

* جملة طريفة و أرقام خيالية " ن سقوط الإمبراطورية الآشورية ثم البابلية لا يعني على الاطلاق إنقراض أو إختفاء الشعب الآشوري البابلي كما يزعم بعض "المؤرخين" الدجّالين الحاقدين الجهلة ناسين أو متناسين الآشوريين المعاصرين الذين يبلغ تعدادهم أكثر من خمسة ملايين "

 - أين هو الشعب السومري و الأكادي و العموري و الكاشي و الميتني و الحوري و الكنعاني و الحثي ؟

 لقد إنقرض الشعب الأشوري ليس مباشرة بعد سقوط حكمهم الظالم و لكن في الأجيال اللاحقة !

 -خمسة ملايين أشوري معاصر ؟

ما أشطركم في نشر الأرقام الخيالية التي تفضح تطرفكم :

بيت نهرين / الجزيرة كانت آرامية و سوريا بلاد آرام كانت آرامية و بلاد أكاد منذ القرن العاشر قد صهرت بقايا الشعوب القديمة ضمن القبائل الكلدانية و الآرامية و حتى بلاد أشور فاق الآراميون الأشوريين عددا !

ثالثا - هل تطور الفكر الأشوري ؟

  لقد إنتشر الفكر الأشوري بين السريان الغربيين ظنا منهم إنه فكر قومي يدافع عن هويتنا التاريخية الحقيقية .

 كثيرون من العائلات السريانية أطلقت على أبنائها أسماء أشورية في الماضي و لكنهم اليوم يريدون التأكد من الطروحات التي تدعي أنهم أحفاد الأشوريين!

كل سرياني غربي يتحقق في الطروحات التاريخية يكتشف الأكاذيب الأشورية !

 السؤال هل يتحقق السريان الشرقيون النساطرة من الطروحات التاريخية التي يرددونها ؟

السيد يؤارش هيدو ليس باحثا في التاريخ لأنه لا يتابع الدراسات الأكاديمية و بالتالي لم يتعلم بعد أن التأريخ هو بحث نزيه و ليس وسيلة لتحقيق أهداف سياسية .

الفكر الأشوري متحجر لأنه يرفض الحقائق التاريخية فمنذ أكثر من 20 سنة تنكر السيد هيدو لوجود لغة آرامية او سريانية و نراه اليوم يستخدم تعبير اللغة " السريانية " متوهما في خياله أن كلمة السريانية بين قوسين تسمح له أن يدعي في المستقبل أنه يتكلم اللغة الأشورية و هو يعتقد أن شرحه " جميع هؤلاء الآشوريين يتكلمون لغة واحدة  "السريانية" التي هي إمتداد للغة البابلية \ الآشورية أو شكل متطور لها ."

 لهو كاف كي يخدع السريان .

اللغة السريانية هي نفسها اللغة الآرامية و ستكون مقبرة للفكر الأشوري الذي يزيف إسم لغتنا الى " أشورية " !

هنري بدروس كيفا

315
اللغة الآرامية السريانية و أسطورة الملك ميداس! القسم الثاني
يعاتبني بعض السريان الطيبين على أسلوبي الصريح و هنالك صراع فكري كبير بين " الأمانة لتراثنا " و " المجاملة " . إنني شخصيا أكره المجاملة و أعتبر الأمانة لتراثنا هو هدفنا لأنه الطريق الوحيد الذي يوصلنا الى هوية أجدادنا .
لقد ذكرت في القسم الأول ما يلي " - للأسف هنالك عدة ملافنة للغتنا السريانية لم يكونوا أمينين لإسم لغتهم الأم و لهويتها التاريخية و سمحوا لبعض المتطرفين أن يسموا لغتنا أشورية و هؤلاء الملافنة كانوا يشاركون في النشاطات السياسية للأحزاب الأشورية . السؤال المطروح هو هل كان ممثلي تلك الأحزاب ماهرين و لم يلفظوا أمام ملافنة اللغة السريانية بأنهم يتكلمون لغتهم الأم " الأشورية " !
و كم كانت دهشتي كبيرة عندما أرسل لي بعض السريان تعليقات من نوع " عرفت من تقصد أو حسنا ما كتبت و البعض تمنى أن أذكر الأسماء بكل وضوح ..." دهشتي لأن بعض الإخوة قد ظنوا إنني كنت أقصد الأستاذ يعقوب يوسف حقو رحمه الله و طبعا هذا غير صحيح للأسباب التالية :
أولا - من يريد أن يكون صادقا لا يتسرع و لا يغامر ...
أ - لقد نشأ خلاف بين عدة إخوة حول لوحة الأستاذ يعقوب يوسف حقو في الفيسبوك و كان أحد الإخوة قد نشر مقالا لي أنتقد فيه لوحة الأستاذ يعقوب يوسف حقو . المقال موجود على الرابط "السمكة الحمراء" تفضح جهل بعض المواقع السريانية !
viewtopic.php?f=182&t=2248
حيث ذكرت
هل تطورت الابجدية الآرامية من الكتابة المسمارية ؟
قبل التعليق على لوحة المرحوم ملفونو يعقوب يوسف حقو احب ان اذكر القارئ ان سيادة المطران جورج صليبا الموقر قد نشر هذه اللوحة على غلاف كتابه " معلم اللغة السريانية " و قد ادعى في مقدمته " صفحة 20 " ... بينما لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة ". راجع موقع نسور السريان
viewtopic.php?f=129&t=2231
أ - لا يوجد اي عالم متخصص في تاريخ و تطور الابجدية الآرامية يدعي ان الابجدية الآرامية او حتى الكنعانية قد تطورت مباشرة او حتى بطريقة غير مباشرة من الكتابة المسمارية .
ب - العلماء يرجحون ان الكنعانيين قد اوجدوا الكتابة الابجدية معتمدين على آخر التطورات في الكتابة الهيروغليفية و الإيبلية .
ج - طبعا اقدم كتابة مسمارية سومرية تعود الى اواسط الألف الرابع قبل الميلاد . و الكتابة المسمارية الاكادية الى اواسط الألف الثالث ق.م. أما اقدم الكتابات الكنعانية ( الفينقية ) فهي من القرن الحادي عشر ق.م و اقدم كتابة آرامية (سريانية) فهي من القرن العاشر ق.م.
د - ان لوحة الاستاذ يعقوب يوسف حقو هي غير علمية و لا تعتمد على مراجع علمية فمن العار علينا في القرن الواحد و العشرين إيهام السريان ان الأبجدية الآرامية متحدرة من المسمارية لأن الاستاذ حقو كان يؤمن بهذه الفكرة !
ه - تطور العلوم مبني على تجارب سمحت للإنسان ان يتعرف على محيطه اما تطور معرفتنا لتاريخ تطور الابجدية الآرامية فهو مبني على النصوص المكتشفة التي درسها علماء متفرغون لدراسة النصوص الآرامية.
و - لقد التقيت بالعالم ANDRE LEMAIRE وهو اشهر الباحثين في قراءة الكتابات الآرامية و ترجمتها و لم اتجاسر ان اسأله" هل فعلا الأبجدية الآرامية متحدرة من المسمارية ؟" سؤال غير علمي يفضح جهلنا بتاريخ لغتنا الآرامية و تطورها !
ز - إنني لا اعرف من هو الاستاذ يعقوب يوسف حقو ؟ هل هو متخصص في تاريخ اللغات الشرقية و تطور ابجديتها؟ إنني لا اعتب عليه رحمه الله و لكنني اعتب على المشرفين على المواقع السريانية الذين ينشرون معلومات صحيحة و خاطئة مما يربك المثقف السرياني .
ح - لقد أخطأ الاستاذ يعقوب يوسف حقو بوضع الكتابة المسمارية ضمن الأبجديات الشرقية ( السامية) اللغة الاكادية هي لغة شرقية (سامية) و لكن كتابتها المسمارية كانت تتألف من حوالي 600 كتابة وبالتالي لم تكن ابجدية !
ط - إن العنوان بحد ذاته لهو دليل على عدم الموضوعية و الصدق "لوحات تطور الأبجدية السريانية للملفونو يعقوب يوسف حقو " طبعا لأن الكتابة المسمارية و اللغة الاكادية ليست سريانية و الأبجدية الفينيقية هي كنعانية و ليست سريانية . لو كان العنوان في هذا المقال" لوحات تطور الأبجدية" لكانت المشكلة أخف ..."
ب - لقد علق أحد أحفاد الاستاذ يعقوب يوسف حقو في موقع زيدل" نا يعقوب حقو حفيد الملفونو يعقوب يوسف حقو جدي كان باحث و عالم في اللغة السريانية و هو صمما هذه اللوحة وأطلعها على كثيرين من المطارنا و الأساقفا وجد لديه مكتبا كبيرة جداً وكلها كتب سريانية قديمة ولقد نشر اللوحة وهو متأكد من صحتها قبل أن يتوفى و إسأل المطران يوحنا إبراهيم و جورج صليبا من صحتها وقد توزعة هذه اللوحة في جميع أنحاء العالم وقبل أن تنقد أحد تأكد" سوف أعلق على الأخ يعقوب لاحقا و طبعا لن أسأل أي مطران لأن تاريخ تطور الأبجدية الآرامية معروف بفضل علماء متخصصين و متفرغين للبحث في دراساتهم .
ج - إن لوحة الأستاذ يعقوب يوسف حقو هي منشورة و كل إنسان يستطيع أن يتحقق فهي ليست لوحة فنية كي نختلف إذا كانت تعجبنا
أم لا و قد شرحت أو بالأحرى نقدت بعض النقاط بأسلوب غير جارح لعمل الأستاذ يعقوب يوسف حقو .
د - لقد ذكرت بأنني لا أعرف شيئا عن أعمال الأستاذ يعقوب يوسف حقو و لا أعرف إذا كان يؤمن بالهوية الأشورية أو إذا شارك في
مؤتمرات الأحزاب " الأشورية " كما أنني لم أدع أنه يدافع عن الفكر الأشوري. أنا لم أقصده و لم أضعه ضمن الملافنة المتخاذلين...
ثانيا - من هو الملفونو الذي لم يدافع عن إسم و هوية لغتنا السريانية ؟
أ - لقد شاركت مع الدكتور أسعد صوما منذ سنتين في برنامج تاريخي حول تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير . و كان عنوان مشاركتي
" هويتنا الآرامية في تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير" موجودة على رابط
viewtopic.php?f=182&t=2602
حيث ذكرت في المقدمة " الشعب السرياني الآرامي يتعرض اليوم لأبشع عملية تزوير حول هويته و تاريخه الحقيقي ، يقوم بها بعض المتطرفين و الجاهلين للتاريخ و وصلت بهم الحماقة الى ان يتلاعبوا بنص ورد في تاريخ ميخائيل الكبير و هم يتوهمون أن تحوير النصوص يخدم الفكر الأشوري المزيف الذي يؤمنون به . رحم الله الأستاذ أبرهوم نورو الذي كان يؤمن أن شعبنا السرياني - إستنادا الى تاريخ ميخائيل الكبير- كان يتحدر من الأشوريين و الآراميين و لكننا اليوم سنقدم البراهين - لمن يبحث عن هويتنا الحقيقية - أن ميخائيل الكبير كان يؤمن بأننا ننتمي الى الأمة الآرامية " ܐܘܡܬܐ ܕܝܠܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܒܢܝ ܐܪܡ . ".
طلب مني أحد الإخوة ألا أذكر إسم الملفونو أبرهوم نورو في البرنامج لأنني ذكرته في بحثي . لقد لبيت هذا الطلب و لم أذكر إسم هذا الأستاذ الذي كان يعشق اللغة السريانية .
ب - بعض إخوتنا الضائعين يستشهدون بمواقف الأستاذ أبرهوم نورو الذي كان يؤمن بتحدر السريان من الأشوريين و الآراميين . و هذا
موقف غير علمي و مقسم للسريان مما دفعني الى كتابة هذا الموضوع" هويتنا السريانية بين مفهومي الباحثين أبرهوم نورو و سبستيان بروك"
viewtopic.php?f=182&t=6802
و كان المشرف في موقع قنشرين قد حذف قسما من مقالي معتبرا أنني أنتقد أصدقائي و أساتذتي بحثا عن الشهرة و هذا مما دفعني الى
ترك الموقع و قد علقت على ذلك المشرف " كلنا نعلم مدى تضحيات الملفونو نورو من أجل اللغة السريانية. كلنا نعلم أنه يميل الى الفكر الأشوري فهل يزعجك أن أكتب أنه يعتقد أن السريان يتحدرون من الأشوريين و من الآراميين ؟ عفوا هل أنا إتهمت الملفونو نورو بشيئ لم يؤمن به أو لم يعمل لأجله ؟
أما إذا كان يزعجك أن أكتب أن فئة ضالة و مضللة من السريان تؤمن بفكر أشوري مزور لهوية السريان ؟ عفوا إذا كنت غير قادر على النقاش في هذا الموضوع ، عليك أن تتأكد و تتحقق لأننا في منتدى نقاش ، لا أن تحذف بهذا الشكل . لما لا تجري حوارا مع الملفونو نورو يوضح هذه النقاط ؟ أم علينا أن نقبل أن الرها كانت أشورية و سكانها من الأشوريين بدون براهين !
لن أطيل عليك لقد كتبت في مقالي "هوية السريان لا يقررها أي فكر حزبي (مهما كان يدعي بالقومية و المصداقية في نضاله) و ليست هوية السريان " أسيرة " مفهوم أحد رجال الدين (مهما علت رتبته الدينية ) هوية السريان ليست بقناع تتستر خلفه الشعوب المنقرضة ، و كل من يدعي أن الهوية السريانية هي مزيج أو خليط من شعوب قديمة فليتفضل و يقدم البراهين .
أخيرا إذا كنت تخالفني في الرأي و تؤمن أن الملفونو كان أمينا للتسمية السريانية فكن شجاعا و أذكر لنا لما البرفسور بروك يستخدم تعبير " السريان المشارقة " و الملفونو نورو يستخدم تعبير " الأشوريين " ؟
ج - لقد تعرفت على الأستاذ أبرهوم نورا عن قرب سنة 1982 و قد أعارني كتاب Edessa the blessed city المشهور حين كنت
أحضر أطروحة الماجيستر . و لكنني عندما سافرت الى فرنسا كي أتخصص في تاريخنا السرياني تعمقت كثيرا في المصار السريانية
و إكتشفت إنها تؤكد هويتنا الآرامية . و قد وجدت في مكتبة كوليج دو فرانس كتاب " جولتي" للأستاذ أبرهوم نورو و فيه رسالة باللغة
السريانية الشرقية و بخط الأستاذ أبرهوم نورو و إمضائه يقول فيها أن السريان يتحدرون من الأشوريين و الآراميين (عندي نسخة من الرسالة ).
د - لقد كان لي شرف الإنضمام الى رابطة الأكادميين الآراميين التي كانت تسعى الى تعريف السريان على تاريخهم الحقيقي . فنحن لا
نستطيع أن نؤكد أن السريان - إستنادا الى مصادرنا - ينتمون الى الآراميين و نغمض أعيننا عن طروحات بعض الأساتذة الذين لم يحترموا المصادر السريانية و ظلوا على موقفهم الخاطئ .
ثالثا - هل دافع الأستاذ أبرهوم نورو عن إسم اللغة السريانية ؟
أ - لا أحد ينكر مجهود الأستاذ أبرهوم نورو رحمه الله في حقل اللغة و لكنه لم يفعل شيئا من أجل الدفاع عن إسمها و هويتها . عندما كان ينشر كتبه اللغوية كان يضع أسماء ملوك أشور في كثير من الجمل. و كان يتحجج نريد نشر اللغة السريانية بين إخوتنا الأشوريين!
ب - نحن نستغرب فكل باحث يتعمق في مصادرنا السريانية يجد عشرات النصوص الواضحة التي تؤكد أن أجدادنا كانوا يفتخرون
بجذورهم الآرامية و كانت التسمية الأشورية لا تشير الى السريان و في أغلب الأحيان تحمل معان غير مستحبة ! ترى الأستاذ أبرهوم
لم يعاين تلك النصوص ؟
ج - كثيرون من معلمي اللغة السريانية يفسرون التسمية السريانية على هواهم و للأسف يؤثرون على أجيالنا و بعضهم يعلم اللغة السريانية لينشر فكره الأشوري المزيف .لذلك نحن نعتبر أن الأستاذ أبرهوم نورو مسؤولا عن عدم دفاعه عن إسم اللغة السريانية خاصة لأنه كان يشارك في مؤتمرات الأحزاب الأشورية ...
الخاتمة
أ - رحم الله كل هؤلاء الأساتذة الذين علموا اللغة السريانية و لكن تعليم هذه اللغة هو أمانة قبل أن تكون رسالة ، هو هدف سامي و ليس وسيلة لنشر الفكر الأشوري المزيف .
ب - بعض السريان لا يزالون يتوهمون أننا أحفاد الأشوريين و هم يروجون أنه يجب أن نحترم آرائهم بإسم الحرية و الديموقراطية . أي يريدون أن نسمح لكل سرياني أن يفسر التسمية السريانية حسب مبادئ الحزب السياسي المنضم إليه ! بعبارة ثانية ستبقى بعض العائلات السريانية مختلفة فهذا آرامي و ذاك أشوري ...
ج - تلعب اللغة الأم دورا كبيرا في تحديد هوية الشعوب. بعض إخوتنا من السريان المشارقة يحاولون بشتى الطرق إيجاد طريقة تسمح لهم أن يسموا لغتنا باللغة الأشورية . ألم يكن من واجب أستاذ ضليع باللغة السريانية أن يدافع عن إسم اللغة التي أحبها ؟ اليوم و للأسف رغم أن علماء الكلدان القدامى و المعاصرين يسمون لغتنا سريانية آرامية فإننا نرى قسما منهم يرددون " اللغة الكلدانية "
د - النقاش العلمي يشكل خطوات إيجابية نحو وحدة شعبنا أما المجاملة فهي ترك المشاكل بدون حل !
هنري بدروس كيفا

316
اللغة الآرامية السريانية و أسطورة الملك ميداس!


هنالك عدة أساطير اغريقية حول الملك ميداس و يبدو أن  Midas كان ملك فيرجيا في أسيا الصغرى في القرن الثامن قبل الميلاد. أشهر تلك الأساطير هي أنه حظي من الألهة أن يتحول كل شيئ يلمسه الىذهب و لكنه سرعان ما ندم على أمنيته لأنه - حسب الأسطورة -كان لا يستطيع أن يأكل لأنه حتى الطعام يتحول الى الذهب الخالص.

أولا -

الحفاظ على السر أسطورة أخرى حول الملك ميداس تخبرنا أنه كان له أذني حمار و لذلك كان يرتدي قبعة كبيرة يخبئ عاهته . الو حيد الذي كان يعرف هذا السر هو حلاقه الخاص لأنه عندما كان يقص شعره كان يرى الأذنين الكبيرتين و هما بلا شك أذني حمار. لقد فهم الحلاق أنه يجب الحفاظ على السر الخطير و لكنه لم يستطع أن يحفظ لسانه طويلا فمضى الى منطقة نائية و حفر حفرة كبيرة و قال بصوت خفيف " الملك ميداس له أذنا حمار " ثم طمر الحفرة بسرعة و رجع الى بيته .ثم تخبرنا الأسطورة أن مجموعة من القصب قد نبتت في تلك الحفرة ثم نمت و إذا بها يتلاعب بها الهواء و يعيد ما قاله الحلاق و ردد الهواء هذه الجملة في كل أرجاء المملكة " الملك ميداس له أذنا حمار !".

كل سكان المملكة صاروا يعرفون عاهة الملك الميداس !

ثانيا -

 تعليم اللغة السريانية هو أمانة قبل أن يكون رسالة !

 أ - إنني من المطالبين بتكريم معلمي اللغة السريانية لأنهم في أكثر الأحيان يضحون من وقتهم و يعلمون مجانا لذلك علينا جميعا تقديرهم و تشجيعهم .

ب - للأسف هنالك عدة ملافنة للغتنا السريانية لم يكونوا أمينين لإسم لغتهم الأم و لهويتها التاريخية و سمحوا لبعض المتطرفين أن يسموا لغتنا أشورية و هؤلاء الملافنة كانوا يشاركون في النشاطات السياسية للأحزاب الأشورية . السؤال المطروح هو هل كان ممثلي تلك الأحزاب ماهرين و لم يلفظوا أمام ملافنة اللغة السريانية بأنهم يتكلمون لغتهم الأم " الأشورية " !

أم أن هؤلاء الملافنة غير الأمينين قد سمعوا من ممثلي الأحزاب الأشورية أنهم يسمون لغتهم الأم أشورية و أرادوا أن يكتموا هذا السر الى حين أيجاد حل؟

ج - إن كل من له إلمام باللغة السريانية يعرف جيدا أن إخوتنا من السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية و لكن بالفتح و أن أغلب القواميس هي باللهجة الشرقية السورث و أن قواعد اللغة هي واحدة تقريبا : نحن نستغرب كيف التلامذة يعرفون أن السريان المشارقة يتكلمون نفس اللغة بينما ملافنتها يتجاهلون ؟

د - عذر أقبح من ذنب : إذا كان بعض هؤلاء الملافنة يؤمنون أن السريان يتحدرون من الأشوريين فإن الأمانة لتسمية لغتهم العلمية كان يجب أن تدفعهم الى الدفاع على الأقل على إسم لغتنا و هويتها. أما إذا كان بعض هؤلاء الملافنة لا يميلون الى الفكر الأثوري و لكنهم يتخاذلون عن الدفاع عن إسم اللغة السريانية لأن دعاة الفكر الأثوري يقدرونهم و يشترون كتبهم...

ه - بعض معلمي اللغة السريانية يؤمنون بالهوية الأشورية المزيفة و يدعون الغيرة على لغتنا الأم و يعلمون اللغة السريانية و في نفس الوقت ينشرون مفاهيمهم (سمومهم) الخاطئة بين محبي اللغة السريانية .

ثالثا -

التطرف الأشوري يفضح تخاذل بعض معلمي اللغة السريانية .

 أ - لقد أثبت لنا بعض معلمي اللغة السريانية بأنهم أمينون للفكر الأشوري المزيف أكثر من لغتهم الأم لذلك مارسوا معنا سياسية النعامة التي لا ترى الصياد و توهمت أن الأجيال القادمة لن تكشف تخاذلهم أو لن يتعرفوا على تاريخ لغتهم الآرامية السريانية .

ب - بعض النقاط التي يروجها المتطرفون:

 *اللغة السريانية هي سليلة اللغة الأشورية ( و بعض الأحيان الأكادية) و بالتالي لغتنا الأم يجب أت تسمى" الأشورية الحديثة ".

* التسمية السريانية مشتقة من الأشوريين ( كذا ...) و بالتالي كل سرياني هو أشوري و من الطبيعي أن تسمى لغتنا " أشورية".

*الآراميون كانوا قبائل بدوية غير حضارية بينما كان الأشوريون شعبا متطورا (إمبراطورية ، قصور ، مكتبات ...) إذن هم الذين طوروا و نشروا اللغة ...

*نظرية جديدة غير علمية تدعي أن اليهود هم الذين أطلقوا التسمية الآرامية على أجدادنا و لغتهم لأن حسب هؤلاء (العلماء) كان اليهود يطلقون التسمية الآرامية على كل من هو غير يهودي ... و حسب هذه النظرية أن لغتنا هي أشورية و لكن اليهود سموها آرامية !!!

ج - لن أصحح هذه النظريات عفوا الأكاذيب الأشورية فمن له إلمام بسيط بتاريخ لغتنا الآرامية يستطيع أن يصحح تلك الأكاذيب المخجلة.  لقد ذكرت بعضها  وهنالك نظريات أكاذيب أخرى كل واحدة  أبشع من الأخرى...

د - الساكت عن الحق هو شيطان أخرس:

 بعض معلمي اللغة السريانية يتحملون مسؤولية سكوتهم المريب حيال حملات تشويه إسم اللغة الأم التي يحبونها و لكنهم يسمحون لتزييف إسمها و تاريخها .

ه - بعض أساتذة اللغة السريانية شاركوا و سيشاركون في مؤتمرات حول اللغة السريانية المشبوهة لأنها موأمارات حول اللغة و الهوية السريانية. أنصح هؤلاء أن تكون لهم مواقف شجاعة مثل الباحث ليون برخو الذي رفض المشاركة في ندوة حول" اللغة الأشورية".

الخاتمة

أ - قد يسأل القارئ ما علاقة أسطورة الملك ميداس بلغتنا الآرامية ؟

إن ملافنة اللغة السريانية في أواخر القرن العشرين هم أول الناس الذين كانوا يعرفون أن السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية و لكن لأنهم كانوا يؤمنون (أو مخدوعين) بالهوية الأشورية تخاذلوا في الدفاع عن إسم و تاريخ و هوية لغتنا الآرامية أي السريانية.

ب - الحلاق حسب الأسطورة لم يستطع أن يحفظ السر في قلبه فيذهب الى مكان بعيد كي يفضي ما في صدره و يرتاح. ملافنة اللغة السريانية لم يشعروا بعبئ أن تسمى لغتنا " أشورية " لأنهم كانوا متخلين عن هويتنا التاريخية الحقيقية و غير مبالين أن تسمى " أشورية " أم " إسبانية " .

ج - نسبة أن تكون لغتنا " أشورية " هي نفس النسبة أن تكون إسبانية لأنه بكل بساطة لا يوجد لغة إسمها " أشورية" و كان الأشوريون يتكلمون اللغة الأكادية!

د - تطرف البعض في الإدعاء بوجود لغة أشورية و إنكار وجود لغة آرامية سريانية قد فضحت تخاذل هؤلاء الملافنة المتقاعسين و المتفرجين و كما نقل الهواء سر عاهة الملك ميداس الى كل أرجاء المملكة فإن الشبكة العنكبوتية تنقل لنا مواقف هؤلاء الملافنة المشينة .

ه - كل سرياني يتكلم اللغة السريانية أو يعرف تاريخها و يسمح لبعض المتطرفين أن يسموها " لغة أشورية " فهو ليس جاهلا لتاريخها و لكنه خائن للغته الأم و هي الخطوة الأولى أم الثانية قبل أن يخون تراثه و جذوره و أجداده !

إخوتنا الذين يحلمون بالهوية الأشورية المزيفة لا يستطيعون إبراز أية براهين تثبت أننا أحفاد الأشوريين لأنهم لا يبحثون في مصادرنا السريانية لأنها تثبت هويتنا الآرامية. هنالك حل خيالي و هي أن يخرج من بينهم ميداس جديد يحول " أحلامهم و أكاذيبهم" الى براهين علمية و يخلق لهم " لغة أشورية وطنية " ربما يتركون شعبنا الآرامي السرياني يدافع عن تاريخه و تراثه و لغة أجداده .

هنري بدروس كيفا

317
تاريخ اللغة الآرامية يفضح التطرف "الأشوري"



 لقد رددت مرارا بأنه لا يوجد خطر لتبديل إسم لغتنا الأم من آرامية الى أشورية أم إسبانية لأن تاريخها ليس سرا معقدا و لا يوجد إختلاف بين المؤرخين حول إسمها و هويتها و إنتشارها .

كان الدكتور أمير حراق قد نشر بحثا مهما حول تاريخ لغتنا الأم عنوانه"اللغة الآرامية ولهجتها السريانية" صيف سنة ٢٠٠٥ و ظنينا أن غلاة المتطرفين سيتعلمون و يحترمون تاريخ و هوية لغتهم الأم .

البحث موجود على الرابط التالي في موقع عنكاوا

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,6554.0.html

  لقد أعاد الدكتور أسعد صوما نشر بحث تاريخي حول لغتنا الأم عنوانه " للغــة الآرامـيــة: لهجاتها وفروعـهــا"

موجود أيضا في موقع عنكاوا على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=545231.0

  السبب الذي يدفعني الى تنبيه الإخوة السريان من تطرف بعض الإخوة في عنادهم في تحريف و تزييف إسم لغتنا الأم هو رد إنفعالي لأحد الأسماء و الهويات المستعارة على بحث د. أسعد صوما العلمي .

الرد موجود على الرابط التالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,545261.0.html


 أولا - من يعالج الأمراض الطبيب أم المريض ؟

أ-  لا شك أن المريض يقدم للطبيب معلومات عديدة تساعده في تحديد المرض و طبعا الطبيب هو الذي يختار الأدوية أو إجراء عملية جراحية ضرورية !

  نحن لا نفهم لما كل المجتمعات المتطورة تحترم آراء أصحاب الإختصاص في كل العلوم أما في مجتمعاتنا السريانية فلا زلنا نرى بعض المغامرين المدافعين عن الهوية الأشورية المزيفة يرفضون إسم لغتهم الآرامية الأم من أجل تسمية أشورية غير علمية ؟

  ربما بعض الأحيان و لظروف قاهرة كالحرب تدفع الأم أو الأب الى معالجة أبنائهم المرضى حسب معرفتهم و خبرتهم و لكن هيهات أن نرى أما في ظروف طبيعية تغامر في إختيار أدوية لإبنها المريض  و هي تعيش في مدينة مليئة بالمستشفيات و الأطباء !

الأم التي تحب إبنها المريض لا تسلمه لإنسان ملثم يدعي أن يعرف كيف يعالج هذا المرض و يطلب منها ألا تسأل عن إسمه الحقيقي لأنه غير مهم و المهم - حسب رأيه - شفاء الإبن !

هل يوجد سرياني آرامي أو سريانية آرامية في هذا العالم يقبل أن يسلم إبنه المريض لمغامر ملثم غير معروف ؟

 ب - لقد نشرت عناوين و روابط بحثين مهمين حول لغتنا الآرامية و قد إعترضت على بعض التعابير التي وردت في دراسة د. حراق كما إنني لا أوافق الفكرة التي رددها د.صوما من أن اللغة الآرامية كانت رسمية منذ ٧٠٠ سنة ق٠م و لكن إختلافنا في الرأي حول بعض النقاط هو أمر طبيعي و نحن نتمنى من خلال نقاشات مسؤولة اي مع براهين ( بكل معنى الكلمة أي علمية ) كي تتوضح النقاط التي نختلف عليها . لقد وجد بعض العلماء بعد دراسات و إحصائيات أن عددا من الأدوية يسبب إشكالات و أمراض أشد خطر من المرض الذي من المفترض معالجته !

ج - من الطبيعي و المفترض في المجتمعات المتقدمة أن يتوقف بيع هذا الدواء و معالجة كل الذين تعالجوا به خلال السنوات السابقة .

بعض النظريات غير العلمية التي يروجها بعض إخوتنا الذين يدعون بالهوية الأشورية هي نظريات بالية لا يؤمن بها أحدا من العلماء و لكن بعض هؤلاء المتطرفين يرددون تلك النظريات متوهمين أنها براهين على أشوريتهم المزعومة !

 ثانيا - التطرف يعمي البصر و البصيرة

أ- المغامر الملثم الذي كتب تعليقه على بحث الدكتور صوما يعتبر أن عدم ذكر إسمه الحقيقي ليس مهما عندما يعلق على باحث متخصص نزيه مثل الدكتور صوما و هو يريد أن يقنع القارئ أن تعليقاته هي علمية و ربما يأمل من الدكتورا صوما ردا على تعليقاته . إنني على يقين أن هذا الملثم لم و لن يتعلم من أي نقاش لأن في  حياته كلها أمضاها في ترديد أن لغتنا الأم هي الأشورية و نحن أكيدون من الصعب عليه أن يقبل الحقيقة التاريخية كما هي !

ب - إنني لا أدافع عن بحث الدكتور صوما لأنه ليس بحاجة الى مدافعين مثلي و بحثه لهو علمي مكمل لبحث الدكتور حراق . كم كنت أتمنى من موقع عنكاوا أن ينشر هذا البحث العلمي في الصفحة الرئيسية طالما يؤمنون أن أسم لغتنا هو السريانية. السبب الرئيسي هو هذا العنوان" ما يسمى اللغــة الآرامـيــة: لهجاتها وفروعـهــا". هذا العنوان يظهر للقارئ مدى تطرف صاحب هذا الرد المغامر الملثم الذي يتوهم أنه يقاوم بينما في الحقيقة يفضح الفكر الأشوري :التطرف يفقدكم البصر و البصيرة لأنكم تتوهمون أن دفاعكم عن تعبير " اللغة الأشورية" هو خشبة الخلاص لكم !

ج - لا أحد يعلم ما يخبئه لنا المستقبل و لكنني أعلم أن لغتنا الآرامية الأم - التي تكرهون إسمها و تنكرونه من أجل تسمية أشورية مزيفة- تحولت الى فخ رهيب فهي ستنتصر لوجود درسات و علماء أجانب و من أبناء شعبنا السرياني الآرامي ينشرون عنها و لكن هذه اللغة الأم ستكون عاملا مهما في تحديد هويتنا الآرامية السريانية و هيهات أن تلعب دورا تعليقات رجل عجوز يكتب تحت إسم مستعار من أجل قضية خاسرة منذ البداية !

ثالثا - هل يوجد تعليقات مهمة في بحث المغامر الملثم ؟

بعض العميان يبصرون و يجدون طريقهم و بعض المبصرين ينظرون و لا يجدون طريقهم . هل طرح المغامر الملثم (يرفض أن يذكر أسمه لأنه متطفل على علم التاريخ و برأيه و أمثاله من المتطرفين الشهادات الحزبية هي أهم من الشهادات الأكاديمية) بعض النقاط المهمة التي تغني النقاش ؟

أ - " حتى اليوم لم يتم إثبات من اين جاءت القبائل الآرامية البدوية بالحروف التي سميت آرامية."

هنالك عشرات النصوص الآرامية تثبت لنا كيف تطورت الأبجدية الآرامية و القبائل الآرامية تمدنت أي عاشت في المدن و أسست عدة ممالك .إن تطرف المغامر الملثم يعميه فهو لا يرىد أن يرى الإثباتات لأنه ليس من عادته أن يبحث عنها.

ب -" يحق لليهودي والحبشي والعربي شبه الجزيري إلخ... ان تقول لهم بأن لغتهم مازالت محكية مع ان اليهود أنفسهم يقولون بأن حروفهم آشورية ويسمونها "كتاف آشوري" Kitav Ashuri أي كتابة آشورية وحضرتك تقول بأن اللغة الآشورية اندثرت ؟ عجباً منكم ."

 *صحيح لقد ورد في التوراة تعبير"كتاف آشوري" و لكنه تعبير خاطى تماما مثلما ورد أن نبوخدنصر هو ملك أشور؟

 *كل علماء اليهود اليوم المتخصصون في تاريخ الشرق القديم يسمون لغتنا آرامية و ليس أشورية كما توهم القراء .

 *لقد إستخدم اليهود لغتنا الآرامية ( نصوص قمران قرب البحر الميت) وبعض أسفار التوراة كتبت باللغة الآرامية و لا يزال اليهود يتلون بعض صلواتهم الخاصة باللغة الآرامية و هم أمينون على إسم هذه اللغة أكثر من فكركم المزيف .


 *الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية التي كانت سائدة و كان يسميها اللغة الأكادية و لهذا السبب كل علماء الشرق القديم يسمونها أكادية و ليس أشورية !

ج - "لو لم يأخذ الملوك الآشوريين تلك الحروف التي حملها معهم أولئك البدو الرحل من حيث كانوا يدورون لما كنتم تتبجحون اليوم بأن لغتكم الآشورية إسمها آرامية وبأنها انتشرت في الشرق القديم ولكان من يدّعون بأنهم آراميون اليوم يتكلمون اليونانية الإغريقية كما ما زلتم تستعملون الحركات اليونانية فوق حروف السورتو بدل الحركات الأصلية المستخدمة حتى اليوم في اللهجة الآشورية الشرقية."

 *المغامر الجاهل يتوهم أن الأشوريين قد أخذوا الأبجدية للغتهم بينما كلنا نعلم أن اللغة الأكادية ظلت تكتب على اللوحات المسمارية و اللغة الآرامية بالأبجدية الآرامية .


 *لقد حافظ ملوك أشور على اللغة الأكادية كلغة رسمية بينما إنتشرت الآرامية لسهولتها و لتفوق عدد الآراميين المسبيين على الأشوريين .


 *لن أعلق على " لما كنتم تتبجحون اليوم بأن لغتكم الآشورية إسمها آرامية " فهي خير دليل أن التطرف قد أفقدكم العقل !


د - "اللهجة الآشورية الشرقية لم تدون حديثاً بل جاءت كتطور لحروف الإسطرنجيلي التي ما زال الآشوريون الشرقيون والغربيون يستخدمونها في الكتب الكنسية خاصة لجمال حروفها وانسيابها ."

  *الدكتور صوما أسوة بكل العلماء يستخدم تعبير اللغة الآرامية الشرقية أو السورث و لكن المغامر الملثم يسميها " اللهجة الأشورية" لأنه يتوهم أنه يستطيع أن يفرض هذه التسمية المزيفة على إسم لغتنا الآرامية الأم.


 *الدكتور صوما يستخدم التسمية التاريخية " السريان المشارقة " كما نجدها في دراسات الأب المؤرخ ألبير أبونا أو سيادة المطران لويس ساكو و لكن كاتبنا الملثم يستخدم تعبير "ما زال الآشوريون الشرقيون والغربيون". هنيئا لكم يا أحفاد الآراميين في سوريا و لبنان فأنتم أشوريون غربيون حسب نظرية عجوز عاجز ملثم !


ه - " الملوك الآشوريون إستعملوا الحروف التي جاء بها البدو الآراميين ليكتبوا بها لغتهم الآشورية وذلك لا يعني بأنهم تخلوا عن لغتهم أو بأنهم لم يك عندهم لغة خاصة بهم لكي يستعملوا لغة غيرهم ويتخلوا عن لغتهم، هل كان الآشوريون يتكلمون بلغة الإشارة قبل ذلك ؟ عجبي ... "

 *من المؤسف أن بعض المغامرين يطرحون نظريات تاريخية لم و لن يتحققوا من صحتها لأن هدفها الوحيد الدفاع عن لغة أشورية لم تكن موجودة عند الأشوريين القدامى . هنالك نصوص عديدة بالكرشوني أي أن الكتابة هي بالأبجدية السريانية و لكن اللغة هي عربية !


كذلك يوجد نصوص بالأبجدية الآرامية و لكن اللغة فارسية قديمة و لكن لا يوجد نصوص بالأبجدية الآرامية و اللغة هي أكادية !


* الكاتب المغامر يتلثم حتى لا ينفضح أمره فنظرياته التاريخية  تعري الفكر الأشوري فكل واحد يطرح نظريات على كيفه!

" *هل كان الآشوريون يتكلمون بلغة الإشارة قبل ذلك ؟" و قرأت مرة" هل كان الشعب الأشوري أخرسا " . الشعب الأشوري كان يستخدم اللغة الأكادية و ليس الإسبانية و السريان الشرفاء سيدافعون عن تاريخهم و تراثهم و إسم لغتهم الأم و لن يتركوا العميان يكتبون لنا تاريخا مزيفا .

و - "فعلاً هناك خطأ فيجب على الآشوريين المشارقة ان يطلقوا على ما يسمى الآرامية الفصحى بالآشورية الكلاسيكية وما يسمى بالسريانية فهي الآشورية الحديثة لأن الإسم السرياني مشتق أصلاً من الآشوري. "


 *على كل سرياني أن يتعرف على أساليب و خداع الفكر الأشوري فاللغة أو ما يسمى الآرامية الفصحى هي الأشورية الكلاسيكية !

وما يسمى بالسريانية فهي الآشورية الحديثة!

*ما يسمى باللغة الآرامية السريانية حسب نظرية الباحث الملثم قد تحولت الى صوت صارخ يفضح تطرفكم الأعمى و توقظ السريان المنخدعين بنظرياتكم الباطلة !" باحث" ملثم = "طبيب" ملثم " ...  !

*لأن الإسم السرياني مشتق أصلاً من الآشوري." الإسم السرياني مشتق من تسمية إدارية فارسية" أسورستان" كانت تطلق على الشرق و ليس من الشعب الأشوري ! و التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية حسب المصادر السريانية !

ز -" لم يقم أي مبشر ممن نعرفهم اليوم بطائفتي السريان والكلدان بالتبشير في أي مكان بل تبعوا الأثر الذي تركه مبشرو كنيسة المشرق المعروفة أيضاً باسم كنيسة المشرق الآشورية والتي عرفت زوراً وبهتاناً بالنسطورية ..."


 *الكلدان و السريان ليسوا طوائف دينية بل أحفاد القبائل الكلدانية الآرامية الذين صهروا بقايا الشعوب القديمة .

*الكنيسة الشرقية القديمة كانت تعرف بكنيسة السريان المشارقة و في القرن العشرين أطلقت عليها التسمية الأشورية غير العلمية .

الخاتمة

كتب الباحث الملثم في خاتمته بعض الجمل العاطفية مثل "تريدون ان تستولوا على منجزات الحضارة الآشورية  ..."  أو " من الأفضل ان تبحثوا عن آخرين تستولوا على إرثهم ودعوكم مع البدو الرحل الذين حملوا حروفاً سماها اليهود آرامية وأطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك يهودياً ..."

أ - الكاتب العجوز يعلق على بحث الدكتور صوما حول اللغة الآرامية و هو كمحام لامع يتهم الدكتور صوما بأنه يسرق منجزات الحضارة " الأشورية" لأنه فقد عقله فهو يعتبر لغتنا أشورية !

ب - " من الأفضل ان تبحثوا عن آخرين تستولوا على إرثهم..." هذا كلام غير رصين من رجل يدعي المعرفة و يريد أن يناقش في أبحاث قام بها الدكتور صوما : بحث الدكتور صوما ليس إستيلاء على منجزات أشورية بل هو بحث مهم حول لغتنا الآرامية الأم .

ج - " دعوكم مع البدو ..." نحن نفتخر بتاريخنا و لا نسرق منجزات الشعوب الأخرى و لا نستحي بتاريخ أجدادنا و لكننا نخجل من أحفادهم الناكرين لجذورهم ...

د - الذين حملوا حروفاً سماها اليهود آرامية وأطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك يهودياً ..."

  *إلى العجوز الملثم الرافض للعلم و التطور و الإنفتاح: لغتنا الأم ليست أشورية و اليهود لم يسموها آرامية لأنها كانت موجودة حوالي٥٠٠ سنة قبل تدوين التوراة .

* هنالك كتابات أكادية تركها لنا الأشوريون من القرن الثامن ق.م حيث يسمونها " آرامية" أرجو ألا تتوقف عن هذيانك!

 " *وأطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك يهودياً ..."نظرية خاطئة ترددونها متوهمين أن سريان اليوم سيصدقونها مثلماصدقها أبائهم في نهاية القرن العشرين و خدعتوهم !

 * لقد وردت التسمية الآرامية في حوليات ملوك أشور في القرن الحادي عشر ق.م فهل الأشوريون هم أيضا "  أطلقوا إسم آرامي على كل من لم يك أشوريا ...".

 هنري بدروس كيفا

318


 

 

 

 
   






 ا

إذا فسد الملح فماذا يملح؟ سؤال للأخ أشور يوخنا


لا يزال بعض إخوتنا المنخدعين بالفكر الأشوري يتوهمون أن دفاعهم عن الطروحات التاريخية الأشورية يستطيع أن يقنع شبابنا المثقف و لكن المشكلة أن أغلب المدافعين ليس لهم علاقة أو إختصاص بعلم التاريخ و هم يتوهمون أن مجرد معرفتهم ( بدون عناء التحقيق ) يحولهم الى مفكرين أو مناضلين يجب علينا أن نحترم آرائهم !

   لا أحد مهما كان ذكيا يستطيع أن يكون حكما في لعبة لا يعرف قوانينها و أصولها . لما بعض فئات شعبنا تريد أن تفرض أرآئها في في مواضيع تاريخية ليست من إختصاصها؟

   أليس من الأفضل أن نشجع طلابنا على التخصص في التاريخ السرياني و القيام بدراسات علمية تعرف شعبنا على تاريخه الحقيقي ؟

  لقد علق السيد أشور يوخنا على مقال لي يدافع فيه عشائريا عن طروحات الفكر الأشوري تجدونه على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,544855.0.html

 إنني على يقين أن السيد أشور المحترم لن يقتنع و لكن على الأقل سيفهم أن حبل الكذب قصير و أنه لا يوجد لغة أشورية و لكن إخوة لنا سريان يتكلمون السريانية و لكن المتطرفين منهم يسمونها أشورية !

 إلى السيد أشور يوخنا المحترم لن أطيل عليك فأنت تؤمن بهوية أشورية حديثة ليس لها أية علاقة مع الشعب الأشوري القديم . أنا لا أحب المجاملات و أنطلق من الجذورو تاريخنا العلمي بينما أنت تنطلق من المعلومات الخاطئة التي ورثتها و إنني لست ملزما أن أتقبلها لأنها مزيفة لهويتنا السريانية الآرامية !

السيد أشور المحترم لك الحق أن تؤمن ما تريد و لكن ليس لك الحق في تزييف تاريخنا و ليس لك الحق أن تربط مصيرنا بتسمية أشورية مزيفة :

 الإنسان الناجح هو الذي يتعلم من أخطائه و إسمح لي أنت تكتب " منذ ان رد عليك أستاذنا الكبير ميخائيل ممو والذي يعتبر من فطاحل اللغة الآشورية والادب الآشوري..."

أ - طالما هو يزيف إسم لغتنا الأم فهو كبير و فطحل في التزوير !

ب - كل من يدعي بوجود لغة أشورية قديمة أو حديثة فهو متطرف و لا يسعى الى الوحدة كما تروجون.

ج - إن تطرفكم الأعمى سوف يخجل كل سرياني و كلداني صدق طروحاتكم و غيرتكم المزعومة لخير شعبنا.

د - الأستاذ الكبير ميخائيل ممو ليس مختصا في التاريخ و رده العاطفي المدافع عن طروحاتكم الكاذبة لم و لن يوقف كل إنسان يبحث عن تاريخنا الحقيقي .

ه - إنني أعرف جيدا أنه من غير الممكن أن نتناقش من أجل تصحيح الأخطاء طالما انتم تعتبرون أستاذا  في اللغة يفهم في التاريخ أكثر من باحث متخصص في التاريخ .

  الأخ أشور أنا لا ألومك لأنك تعلق علي غاضبا و لكنني ألومك لأنك لم تملك الشجاعة ( حتى لا أقول إنك جبان ) كي تتحقق أو تحكم عقلك في أمور تاريخية قد لا تكون تفهم خفايها و أنت تصدق كل عزيز جاهل للتاريخ بشكل عشائري لم يعد يتقبله عصرنا .

عزيزك كتب " بأن كلمة السريان ومعناها أشوريان لانه بوقت الاسكندر المقدوني قد أطلق على الأشوريين أسم Assyrians) اما الأرامية ومعناها الأرض العالية والتي كان يقطنها الكهنه الأشوريين.." (

  إذا كانت عاطفتك تصدق هذه الطروحات الخاطئة التي ترددونها مثل الببغاء فإسمح لي فإنني متخصص في التاريخ السرياني و من خلال درساتي المتواضعة وجدت أن هذه ليست طروحات تاريخية و لكن أكاذيب أشورية ترددونها لتضليل أبناء شعبنا .

فإلى الأخ أشور العزيز أتمنى منك أن تتطلع على كتاب قواعد للغة السريانية ألفه أحد كبار رجال الدين من السريان النساطرة سنة ١٨٨٠

Elias I, Patriarch of the Nestorians. Turas Mamlela Suryaya, oder, Syrische Grammatik des Mar Elias von Tirhan. (Leipzig : J.C. Hinrichs, 1880);

موجود على هذا الرابط

 http://contentdm.lib.byu.edu/cdm4/document.php?CISOROOT=/CUA&CISOPTR=75870&REC=3

 حيث نرى أن إسم لغتنا الأم هو السريانية و إذا كان أساتذكم يملكون صفات الأمانة و النزاهة يشرحون لكم لما هذا العالم السرياني النسطوري في الصفحة الثالثة يسمي لغتكم سريانية أو آرامية ؟

هنري بدروس كيفا


   


319
رد أمير القاطع على الأخ عزيز الضائع !



سألني أحد الإخوة لما تهتم كثيرا في facebook و لا تصحح الأكاذيب التي ينشرها بعض المتطرفين في موسوعة Wikipédia ؟ بصراحة هذه الموسوعة تسمح لكل إنسان أن ينشر ما يريد و لا يوجد مسؤولين يتحققون من صحة المعلومات التاريخية .

كل سرياني يرى ما يكتبه الآخرون حول تاريخ السريان مما يسمح للفرد السرياني أن يحكم بنفسه . سوف أنقل لكم تعليق أحد الإخوة المغامرين و رد أحد الإخوة الغيورين !

أولا - تعليق الأخ Azeez Kayvarkis

"بأي حقٌ ٠٠أو من انتَ لتشوها تاريخً قد كُتِبَ وتوُرخَ تحت إسمُ الامرطوريةِ الأشوريةَ،، لكن هل تعلم أنني لاأستغربُ منكم هذا, ومعنا منكم أي المنشقين عن أصلهم وموالين لليهود الذين زرعوا فيكم الارتذوكسية و الكثلكية بكل بساطة, وهنا راح أرجع وأُعرّف وليسَ أُحرّف’.. بأن كلمة السريان ومعناها أشوريان لانه بوقت الاسكندر المقدوني قد أطلق على الأشوريين أسم ( Assyrians) لأنهم لايصططيعون لفض حرف ( الشين) أي مثل أشوريان واما الأرامية ومعناها الأرض العالية والتي كان يقطنها الكهنه الأشوريين . وأنني على يقين بأنكُم تعرفون لكن تتجاهلون وهذا هو الجهل برمته . فقل لي لماذا التفرق ياااا لك حتى أسمك ياهودي. ولاأريد أن أتفوه به."

ثانيا - رد الأخ Amir Khalloul-Risha

" يا عزيزي عزيز، الجدال معك ليس له جدوى ولكن لا اقدر ان امرر ما قلته مر الكرام دون اي رد على تعليقك المليء بالتزييف والافتراء والشتام والعنصرية.

فقط للتذكير ان العقيدة النسطورية هي الاقرب للعقيدة اليهودية خاصة بموضوع هوية المسيح. يبقى الفرق بين الاثنتان ان النسطورية تؤمن بمجيء المسيح واليهود ما زالوا ينتظرونه. هذا بالنسبة لاتهاماتك للعقيدة الكاثوليكية والارثوذكسية خلفاء الرسل منذ 2000 عام بوضع اليد (سيومتا).

اما الفكر الاشوري الحديث هو وليد الغرب وبالتحديد البريطانيون الذي انشقوا عن الكنيسة الكاثوليكية بسبب مصالح شخصية ومصالح الملوك واغروا قسم من شعبنا السرياني الارامي العراقي بتاريخ مزيف فيه فجوة زمنية تفوق الالف عام. وايضا كذا فعلت الارساليات الكاثوليكية مع الكلدان والموارنة وغيرهم. ورؤساء الكنيسة الملكية الارثوذكسية اليونانيين...
وهذا ما يفعلوه العروبيون (ولا اقول العرب) بمحو تاريخ وحضارة وثقافة تفوق الالفي عام.

اما بالنسبة للتسميات: فالتسمية السريانية هي تسمية تجمع الكل، اعني من ناحية كنائس التي تمثل الشعب السرياني، اي السريانية الارثوذكسية والكاثوليكية، والمارونية، والاشورية (بشهادتك، اذ قلت انها تاتي من تسمية اشوريان)، والكلدانية والملكيين.

فالكل كانوا يستعملون التسمية السريانية ومنهم ما زال:

السريان الاورثوذكس الكاثوليك والموارنة. ومنهم من استبدلها: الملكيين خاصة بعد الفتخ العربي واحتلال المماليك واخيرا لقومية العربية في القرن 18.

الكلدان بسبب الارساليات الكاثوليكية للعراق القرن 17-18. الاشوريين بسبب الانتداب البريطاني 19-20. فبما ان الكل يدعى سريان فترة تزيد عن 1400 سنة عند اول كنيسة استبدلت اسمها، الملكيين. و 1600-1700 عن الكلدان، و1800-1900 سنة الاشوريين.

فهذا الجدل يحل بتسمية شعبنا بالسرياني والقومية السريانية واللغة السريانية.

اما اذا جئنا للعلم والتاريخ فالتسمية السريانية اطلقت على الناطقين بالارامية وعلى الشعب السرياني بالرغم من النظرية التي تقول ان التسمية اتية من الاسم اشوريان الجغرافية. ولكن عند كتابة التاريخ وعلم التاريخ يقال للاراميين (الاقدمون) سريان اما الاشوريين الاقدمون فيدعون اشوريون ولا تستبدلها التسمية السريانية.

وفي اللغة العبرية والتوراة الشعب السرياني يسمى ارامي ولا وجود للتسمية السريانية باللغة العبرية. اما الاشوريون فكانوا وما زالوا يسمون اشورييون الى يومنا عند العبرانيين.

فنعمان كان اسمه نعمان الارامي في النص الاصلي وسمي بالترجمة السبعينية بالسرياني او السوري.

مع ان التسمية الاشورية والشعب الاشوري كان في عزه عندما كتب عن نعمان ولم يسمى بالاشوري بل بالارامي، لانهما شعبان مختلفان ونعمان كان ارامية وترجم الى السرياني ولا الاشوري. وينطبق هذا ايضا على مار افرام.

والاهم ان هذا ينطبق على كنائسنا فخلال 1800 سنة او اكثر لم تكن هناك كنيسة اشورية الا الى مجيء البريطانيون. فكانت تدعى الكنيسة السريانية الشرقية او كنيسة المشرق القديمة. فيحق للسرياني من الناحية العلمية والتاريخية واللغوية ان يقول انه ارامي للترادف بين التسميتين تاريخيا ولغويا والعكس صحيح. ولا يحق للسرياني من الناحية العلمية والتاريخية واللغوية ان يقول انه اشوري لعدم الترادف التاريخي ولا اللغوي للتسميتين. بما ان التسمية السريانية تشمل الجميع فلماذا تستعملون التسميات الثلاثة السرياني-الاشوري-الكلداني للقومية في العراق. لا مبرر لهذا الا التفرقة. فهذه التسميات الثلاث هي تمثيل للكنائس والطوائف وليست للشعب فلو كانت للشعب لاستكفوا بالتسمية السريانية.

فتكون القومية السريانية في القانون تشمل: ابناء الكنائس الاشورية والكلدانية والاورثوذكسية والكاثوليكية والمارونية والبروتوستانتية وابناء المندائيين الخ... تشمل الكل وبدون تمييز لفريق عن الاخر"

ثالثا - بعض الملاحظات

أ - منذ سنوات نحن نردد أن إنتشار الإنترنت بين السريان الآراميين سوف يساعدهم على الإتحاد و في نفس الوقت سوف يفضح الفكر الأشوري و يعريه .

ب - الإناء ينضح بما فيه: الفكر الأشوري متحجر لا يستطيع الحياة إلا بواسطة النظريات الكاذبة: نحن نراهن أن السرياني لن يقبل تلك الأكاذيب الأشورية لأنه بكل بساطة تقدم الشعوب هو إعتمادهم العلوم و التاريخ هو علم هدفه نشر الحقائق و ليس نظريات كاذبة مغرضة !

ج - " رأي الرعية فيكم من رأيكم في الحمار ..." هل تتذكرون قصيدة الشاعر شوقي ؟ عندما يضع الأسد الحمار كوزير للدفاع فإن بقية الحيوانات تعرف أن النمر و الضبع و الفهد هي أقوى من الحمار ! إذا كانت إحدى الشخصيات السريانية من دينية أو ثقافية أو سياسية تصدق الطروحات/ الأكاذيب الأشورية فأنها تفضح جهلها بين السريان !

د - السيد عزيز مع إحترامي له فهو يقول عن نفسه " أُعرّف وليسَ أُحرّف’". و يردد لنا نظريات بالية من نوع " اما الأرامية ومعناها الأرض العالية والتي كان يقطنها الكهنه الأشوريين " . السيد عزيز يفضح النظريات و الأكاذيب الأشورية بدون أن يعرف ...

ه - عندما يجد الشرطة جثة رجل مفقود منذ عدة أيام فالجثة الهامدة هي برهان على موت ذلك الرجل ! تعليقات بعض الإخوة المتطرفيين تحولت الى براهين حول زيف الفكر الأشوري !

و - شكرا من القلب الى الأخ أمير الآرامي الماروني و لكن إنتبه الأخ عزيز لم و لن يقتنع بما علقت عليه و هذا يعني أنه علينا أن ننشر الوعي بين إخوتنا السريان لأنهم في النهاية هم سيحكمون : هل يصدقون الأكاذيب الأشورية أم تاريخهم الحقيقي ؟

هنري بدروس كيفا

شكر خاص الى الأخ عزيز فإنني منذ مدة أنبه السريان هنالك بعض الإخوة الضائعين يزيفون تاريخنا مدعيين أننا ننكر جذورنا الأشورية فتعليقك الحالي و تعليقاتكم القادمة هي براهين على نكرانكم لجذوركم الآرامية و ليست دفاعا عن قوميتكم الأشورية المزعومة!

320
جذور تاريخية للأكراد في سوريا أم طموحات سياسية ؟



لقد طلب مني أحد الإخوة أن أعلق على مقال تاريخي مسيس حول تاريخ الأكراد" الجذور التاريخية للأكراد في سورية

المقال موجود على هذا الرابط   http://www.roo7iraq.com/vb/showthread.php?t=116853

من يلم قليلا بتاريخ الأكراد يعرف جيدا أنهم شعب هندو أوروبي قد قدم حديثا الى الشرق و قد إشتهروا بفضل سمعة صلاح الدين الأيوبي  و لكننا لا نملك أية معلومات أو مصادر أمينة تذكر الشعب الكردي في الشرق قبل القرن العاشر الميلادي. إن الصراع العراقي الكردي في  الماضي قد دفع بعض المفكرين الأكراد الى تبني طروحات تاريخية  تدعي أن الأكراد هم من أصل ميدي و بالتالي هم شعب عريق في قدمه و في العراق بالذات أي أنهم قبل العرب. و لكن هل هذه الطروحات هي تاريخية حقيقية؟

بصراحة إنني غير ضليع بتاريخ الأكراد و لكن المقال الذي نشرته هنا مليئ بالأخطاء التاريخية و كاتب هذا المقال ليس له خبرة أو منهجية في البحث التاريخي و لكنه من خلال هذا المقال المسيس يريد إثبات وجود الشعب الكردي في الشرق ألوف السنين قبل المسيح! أغلب المؤرخين يعتبرون أن الشعب الكردي قد وصل الى الشرق مثل السلاجقة في حوالي ١٠٠٠ سنة بعد الميلاد !

أ - صاحب هذا المقال يردد تسمية كردستان في أزمنة غابرة ففي المقطع الأول " حين ظهرت المستوطنات الزراعية الأولى في كردستان منذ الألف السابع قبل الميلاد ". نعم لقد إنتشرت الزراعة في العراق القديم و لكن تسمية كردستان هنا هي غير علمية و لا تاريخية .

ب - لقد كتب صاحب المقال " في أواسط الألف الثاني قبل عصرنا، كان للكاشيين نفوذ كبير على الأقاليم الكردية الحالية ". هذه الجملة تفضح جهل صاحب المقال في تاريخ الشرق لأن الشعب الكوشي لم يسيطر على شمال العراق أو الأقاليم الكردية الحالية! الشعب الميتني هو الذي كان مسيطرا على شمال العراق .

 ج - للأسف بعض الأحيان نرى مؤرخين ينسون منهجية البحث التاريخي و يكتبون بحوثا مسيسة من الصعب على إنسان غير مطلع أن يرى التزوير الفاضح . صاحب هذا المقال ليس بباحث في التاريخ فهو يتكلم عن مردوك إسم حد الملوك الكاشيين ثم يكتب حرفيا" ويرجح البعض بأن الأكراد هم نتيجة لامتزاج الميديين بسكان بلاد الرافدين الأصليين و خاصة الكاشيين (المردوخيين). لغوياً، اسم الملك مردوخ يدل بالكردية على مدلولين متلازمين (مار، مر = معزقة، ثم دوخ= ذراع المعزقة). أما اسم ابن الملك المقدس (نابو)، فيستعمل أيضا في الكردية كاسم و كنية، حاليا تعيش في كردستان عشيرة تدعى مردوخ،"

ففي سعيهم المستمر في تأكيد الوجود الكردي في العراق القديم نراهم لا يحترمون تاريخ الشرق القديم و يتجاهلون تاريخ الشعوب القديمة متوهمين أن عددهم الديموغرافي يستطيع أن يغير التاريخ .

   *إن إسم مردوخ ليس إسما كاشيا كما يتوهم صاحب هذا المقال .

   *إن إسم مردوخ هو سومري كان منتشرا في الألف الثالث ق٠م و قد أصبح الإله الأكبر عند الأكاديين في بلاد أكاد في نهاية الألف الثاني ق٠م.

  *محاولة تفسير إسم مردوخ في اللغة الكردية هي لتثبيت تاريخ كردي في العراق في أواسط الألف الثاني ق٠م . التفسيرات اللغوية يجب أن تهدف الى إظهار الحقائق التاريخية و ليس تزويرها .

هذا رابط حول تسمية مردوخ  http://en.wikipedia.org/wiki/Marduk   السريان الآراميون يستطيعون الإدعاء أهم وصلوا الى أميركا أو العالم الجديد لأن أحد الشعوب الأصيلة هنالك كان إسمه " المايا " و هي كلمة تعني باللغة السريانية الماء!

  *وجود عشيرة كردية تدعى مردوخ ليس برهانا أن الأكراد يتحدرون من الشعب الكوشي لأن إسم مردوخ ليس كوشيا و لا كرديا .

د - كتب صاحب المقال " في عام 1997 نشر في باريس باحث الآثار الفرنسي جان ماري دوران ترجمة اللوحات الأثرية السومرية المتعلقة بمراسلات مملكة ماري." إن الكتابات المكتشفة في ماري اي مدينة أبو كمال حاليا كانت باللغة الأكادية الشرقية (السامية) و ليس السومرية كما كتب صاحب المقال!

ه - ثم يكمل " و في هذه اللوحات, التي هي قيد الترجمة إلى العربية, يوجد الكثير من الوثائق التي تتعلق بالممالك التي شهدتها كردستان في الألف الثانية قبل الميلاد." أية ممالك وهمية في كردستان ؟ سوف يلاحظ القارئ البرهان على عدم صحة وجود ممالك كردية في ذلك التاريخ من خلال التعليق التالي .

و - لحسن حظنا كتب صاحب المقال :

" ولأول مرة في التاريخ المكتوب,أكثر من عشرين لوحة أثرية تخص العلاقات السياسية بين إمارة ماري و إمارة كوردا. واسم هذه الإمارة الأخيرة لا يترك مجالاً للشك في أنها كانت كردية.

إذ كانت إمارة كوردا من أقوى الإمارات التي قامت في الجزيرة, إلى الشمال من إمارة ماري وحتى شمال شرقي الفرات, إلى درجة أن أمير ماري كان يخشى حه مورابي مملكة كوردا "

  *لقد أطلق الشعب الكوشي تسمية " كردونياش" على بلاد أكاد في وسط و جنوب العراق بين ١٦٠٠ و ١٢٠٠ ق٠م

  *لقد ظل الأشوريون يستخدمون تسمية كردونياش مئات السنين بعد  زوال الحكم الكوشيي .

  *أخطاء جغرافية غير مقبولة " إذ كانت إمارة كوردا من أقوى الإمارات التي قامت في الجزيرة" التسمية كردونياش كانت تقع في وسط العراق و ليس في الجزيرة !

  *تأكيد " واسم هذه الإمارة الأخيرة لا يترك مجالاً للشك في أنها كانت كردية" هو تأكيد على فقدان هذا المقال للمنهجية العلمية لأن تسمية كردونياش تشير الى الشعب الكوشي او الكاشي Kassites  و هذا رابط حول تاريخهم مع خارطة لتواجدهم http://en.wikipedia.org/wiki/Kassites

 ز - يقول صاحب المقال " و عندما سألنا السيد جان ماري دوران عن مزيد من التفاصيل حول إمارة كوردا, اكتفى بالقول بأنها كانت تسيطر على جبل سنجار..." إنني أشك كثيرا أن عالما مثل جان ماري دوران قد ذكر أن كوردا/كردونياش كانت تسيطر على جبل سنجار او ربما خضعت هذه المنطقة لفترة للشعب الكاشيي!

 

الخاتمة

 أولا - لا أحد من العلماء المتخصصين بتاريخ الشرق القديم بشكل عام و بتاريخ الشعب الكاشيي بشكل خاص قد إدعى أو ذكر أو ربط تاريخ الشعب الكاشيي بتاريخ الأكراد. كما أنه لم يرد تاريخ الأكراد ضمن الشعوب القديمة في العراق القديم.

ثانيا - من له إلمام بتاريخ الشرق القديم يعرف ان الشعب الكاشي قد لعب دورا كبيرا في حضارة العراق القديم لأن هذا الشعب كان قد أدخل دراسة الفلك الى بلاد أكاد و أكتسبها الشعب الكلداني الآرامي الذي طورها و لكن الشعب الكاشي بعد فقدانه للسلطة زال نهائيا لأنه إنصهر ضمن الآراميين الذين سيطروا على بلاد أكاد.

ثالثا - عندما يستند الأكراد على تفسيرات ملتوية مثل:

"تعتبر اللوحات المتعلقة بإمارة كوردا أقدم نص تاريخي يذكر الأكراد بشكل واضح. وكانت تسيطر هذه الإمارة على قسم كبير من كردستان الملحقة بالدولة السورية." " بشكل واضح " هذه تفسيرات غير علمية لا يقبل بها العقل و لا يوجد أية دولة تقبل بهذه التفسيرات الملفقة .

رابعا - إن للشعب الكردي حقوق مشروعة و لكن لا يحق له أن ينسب له تاريخا قديما تارة في إدعائهم أنهم أحفاد الميديين و طورا في إدعائهم أنهم أحفاد الكاشيين ! الشعب الكردي لا يستطيع أن يطالب بحقوق تاريخية مبنية على طروحات غير صحيحة لا يقبل بها العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق القديم .

  هنري بدروس كيفا

321
تعليقات تاريخية حول " الروم الكاثوليك والعروبة "



كتب المهندس باسل قس نصر الله مقالا حول إسهام طائفة الروم الكاثوليك في النهضة العربية و قد أورد معلومات تاريخية حول التسمية" الملكية " و قد نقل الكثير من المعلومات المنتشرة المليئة بالنظريات غير العلمية :

إنتشار نظرية ما بقوة و بدون براهين تبقى عرضة للنقد.

من الممكن الإطلاع على المقال " الروم الكاثوليك والعروبة "الرابط

http://www.ulworld.com/index.php?inc=sh ... d=4&id=112


أولا - عنوان المقال يشد الأنظار

أ- هنالك فرق كبير بين التعابير التالية : عربي (أصيل) و عروبي و مستعرب أو ناطق باللغة العربية . فلو أخذنا مثلا مملكة المغرب في شمالي إفريقيا نرى أقلية من المغاربة الذين يعودون بجذورهم الى العرب الذين قدموا مع الفتوحات الإسلامية العربية بينما الأكثرية تنتمي تاريخيا الى العنصر البربري. و طبعا الشعب البربريles Berbères هو شعب غير عربي له إتنية خاصة. بعض المعلومات حول البربر Berber people الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Berber_people

هنالك نسبة كبيرة من سكان المغرب تنتمي الى الشعب البربري و لكنها مع الزمن صارت تتكلم اللغة العربية فإستعربت و بعض البربر - و رغم أسمائهم البربرية - يؤكدون أن جذورهم هي عربية فتحولوا مع الزمن الى "عروبيين " !

ب - كثيرون من رجال الدين الروم يرددون أنهم "عرب" قبل العرب أنفسهم و هذه مزايدة عاطفية لا تستند الى أية براهين علمية. الحجة التي يذكرنها و هي إنتمائهم الى القبائل العربية المسيحية قبل إنتشار الديانة الإسلامية لا يقبلها كل باحث في تاريخ العرب أو في تاريخ المسيحيين في الشرق لأن تلك القبائل العربية المسيحية كانت قد دخلت الإسلام طمعا بالأسلاب و الغنائم. ولا يخفى على القارئ أن العرب المسلمين قد إستطاعوا خلال عشرة سنوات أن يقضوا على إمبراطورية فارسية كانت متواجدة مئات السنين و طردوا البيزنطيين بعد تسلطهم على الشرق و مصر خلال ألف سنة !

ج - المهندس باسل قس نصر الله لا يذكر في مقاله أن طائفة الروم تتحدر من القبائل العربية أو من الغساسنة و لكنه يردد عدة مرات" الملكيون " بدون أن يذكر لنا من هم تاريخيا !

فهل هم خليط من عدة شعوب تبعت تعاليم الملك؟ أم هم من الشعب السرياني مع بعض بقايا اليونانيين ؟

هل يوجد فرق بين عربي و عروبي و مستعرب ؟

الأرمني الذي نجا من حرب الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعبان الأرمني و السرياني الآرامي و الذي إستقبلته سوريا خلال و بعد الحرب العالمية الأولى, هل نعتبره عربيا أم عروبيا أم مستعربا أي ناطقا باللغة العربية :

سؤالي ألا يحق لهذا الأرمني أن يكون مواطنا سوريا وفيا لما قدمته له سوريا و في نفس الوقت يحافظ على هويته الأرمنية المهمة !

ثانيا - هل حافظت الكنائس المسيحية في الشرق على هويتها التاريخية ؟

يستعرض لنا المهندس باسل قس نصر الله ما ورد في الرسالة الرعوية الصادرة عن اجتماع رؤساء الكنائس في الشرق المنعقد في لبنان عام 2000 إلى شعوب المنطقة قاطبة و قد نقل حرفيا " لقد أراد الله بحكمته الأزلية أن نكون شهوده في هذه البقعة العزيزة من العالم ، وهي إرادة نفرح بها ونستجيب لها. إن كنائسنا راسخة في هذه الأرض وهي في قلب مجتمعاتنا تساهم في بناء الإنسان فيها وتشارك في الحياة العامة بكل أوجهها ومتطلباتها وصعوباتها وتضحياتها ، وتقف بجانب الفقير والمحتاج والمحروم والمظلوم "...

من المؤسف أن الكنائس في الشرق لم تستوعب بعد " أهمية " تاريخ وجودنا في الشرق :

فنحن متواجدون فيه أكثر من ١٥٠٠ سنة قبل إنتشار الديانة المسيحية و كنا نشكل في الشرق أكثرية عددية ساحقة قبل إحتلال الفرنج لبلادنا .

نحن لا نشك في حكمة الله و لكن قلة عددنا و إنقساماتنا و عمليات تهجيرنا من مناطقنا التاريخية لن تسمح لنا أن نكون شهودا لمحبة الله و لكن شهداء من أجل الله !

هنالك رجال دين مسيحيين متخصصون في تاريخ الوجود المسيحي في شرقنا الحبيب يحاولون نشر دراسات تاريخية علمية توضح أننا مسيحي الشرق ننتمي الى شعب واحد هو الشعب السرياني الآرامي .

فهذا مقال لسيادة المطران خضر في جريدة النهار الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Artik ... _khodr.pdf


ورد فيه "أننا عند مجيئ رسل المسيح الى بلاد الشام أو الهلال الخصيب كنا آراميين" و يقول أيضا "أن الطقس المعروف بالبيزنطي كان يؤدى فترة طويلة من الزمن باللغة السريانية ..."

كثيرون من رجال الدين يتسرعون في ترديد طروحات تاريخية غير علمية يتنكرون فيها لجذورهم الحقيقية :

نحن نتمنى من الأساقفة أن تكون لهم شجاعة المطران خضر أو أن يعالجوا موضوع هوية المسيحيين المشارقة قبل فوات الأوان!

ثالثا - بعض التعليقات على ما ورد في مقال " الروم الكاثوليك والعروبة "ينطلق المهندس باسل قس نصر الله من طائفة الروم الكاثوليك و هو يحاول من خلال بعض المراجع أن يشرح لنا تاريخ تسمية الملكيين الروم الكاثوليك !

أ - كتب المهندس باسل قس نصر الله " الأولى هي تسمية " الملكييـن " حيث أن تسمية " ملكيين " قديمة العهد وتعود إلى القرن الخامس الميلادي الذي شهد الخلاف بين مدرستي الإسكندرية وإنطاكية اللاهوتيتين، عندما تبنى مجمع خلقيدونيا، سنة 451، وجهة النظر الانطاكية ، بدعم من البابا لاون الكبير(440 - 461) ، وتثبيت من الإمبراطور البيزنطي مرقيانس (450 - 457) ، مما زاد حدة الخلاف بين الفريقين ..."


* غير صحيح أن صفة الملكيين قد أطلقت على أتباع الملك مرقيانوس في القرن الخامس.

لا يوجد أي نص يوناني ام سرياني من القرن الخامس !


* إن لفظة "ملكيين" هي سريانية آرامية و قد وردت في تاريخ المطران يوحنا الأفسسي في القرن السادس بهذا الشكل "السريان الملكيين" و الملك المقصود هنا هو يوستينوس الذي إضطهد المناهضين لمجمع خلقيدونيا و أخرج المطارنة من كنائسهم بقوة السلاح .

الإمبراطور مرقيانوس لم يضطهد مناهضي مجمع خلقيدونيا.


* لقد أمر يوستينوس سنة ٥١٨ م المطارنة و الرهبان أن يقبلوا تعاليم بابا روما التي وردت في رسالة شهيرة له . السريان الذين كانوا يسكنون المدن قبلوا بتلك التعاليم و لذا عرفوا بالسريان الملكيين.

ب - ذكر المهندس باسل قس نصر الله " في حين أطلق أنصار المجمع على المعارضة لقب اليعاقبة ، نسبة إلى يعقوب البرادعي" غير صحيح أن الخلقيدونيين هم الذين أطلقوا التسمية اليعقوبية على السريان المناهضين لمجمع خلقيدونيا. فإذا عدنا الى مصادرنا السريانية و الى تاريخ المطران يوحنا الأفسسي المعاصر لهذه الفترة فنراه يشرح ظروف التسمية اليعقوبية !

ج - أما بالنسبة الى تسمية "الروم" فهي ظاهريا تعني البيزنطيين و لكن من يطلع على إنتشار السريان في الشرق يعرف أن الشعب الآرمي( السرياني) قد إنقسم الى عدة كنائس متناحرة : السريان النساطرة شرقي الفرات ثم السريان الملكيين و السريان اليعاقبة غربي الفرات.

و من الطبيعي أن تكون الآرامية أو السريانية اللغة الأم لهذا الشعب، و ظلت لغة الطقس لهذه الكنائس لمئات السنين. كانت المصادر العربية من القرنين التاسع و العاشر الميلادي تستخدم لفظة " الروم " - و هي مشتقة من الرومان- لتقصد البيزنطيين .و عندما بدأ السريان الملكيون يتخلون عن السريانية و إستخدام الطقس البيزنطي أطلق عليهم العرب تسمية "الروم" مع أنهم سريان آراميون جنسا و لغة !


الخاتمة

السريان الملكيون الكاثوليك و الأرثودكس هما طائفتان تنتميان الى الشعب الآرامي كما يؤكد المطران خضر : كم كنت أتمنى من المهندس باسل قس نصر الله أن يذكر لنا هوية هؤلاء المسيحيين قبل أن ينصهروا بالبوتقة العربية حسب رأيه !


لا أحد ينكر أن أغلبية المسيحيين في سوريا قد نست لغتها السريانية الأم و إستعربت مع الزمن و لكن هل يحق لنا أن نردد أنها إنصهرت و ذابت ضمن العرب الأصلاء ؟

هل العربي الأصيل يقبل من رجل أرمني أو بربري أن يقول عن نفسه أنه عربي أو عروبي أو ناطق باللغة العربية؟

هل على المسيحي الشرقي أو المسيحي الآرامي أن ينسى جذوره و هويته المميزة كي يرضي بعض العروبيين ؟

لقد لعب أجدادنا الآراميون السريان دورا كبيرا في تعليم و نقل العلوم و الفلسفة الى العرب في القرون التاسع و العاشر بدون أن يتنكروا لهويتهم التاريخية فهل على أحفادهم أن يذوبوا و ينصهروا ضمن العرب ليكونوا مواطنين أوفياء ؟

لا شك لقد لعب أبناء كنيسة الروم دورا كبيرا في النهضة العربية و قد أن الوقت للعرب الأصلاء أن يساعدوا المسيحيين المشارقة للحفاظ على هويتهم و لغتهم و حضارهم الآرامية المميزة !

المسيحي الخائف الذي يردد أنه منصهر ضمن العرب لهو أكبر مثل حي على عدم تقدم الشعب العربي في القرن الواحد و العشرين!

فإلى المسيحيين الشرقيين الذين يريدون تقدم الشعب العربي عليكم أولا أن تتعرفوا على تاريخكم و جذوركم ليصبح دفاعكم عن العرب الأصلاء مسموعا !

العربي الأصيل ليس بحاجة الى " مستعربين منصهرين " خائفين و لكن الى مواطنين أرمن و بربر و سريان آراميين متمسكين بجذورهم التاريخية و " شاهدين" احياء على تقدم و تطور الشعب العربي الأصيل !
هنري بدروس كيفا


322
هل إستوطن الآراميون أم السوريون القدامى بلاد مصر ؟



القسم الأول

أولا - هل تاريخنا الشعبي هو مفيد ؟

نحن السريان الآراميون قد تعرضنا الى مصائب تاريخية عديدة و فقدنا الكثير من أراضينا التاريخية و ربما لذلك السبب نتمسك بتاريخنا لأنه الشاهد على تواجدنا و إنتشارنا القديم.

للأسف لنا لا يزال "التاريخ الشعبي" منتشرا بين السريان فالبعض منهم يتحسر على تاريخ أجداده وفي نفس الوقت يؤمن بطروحات تاريخية غير صحيحة عن أجدادنا السريان :

أ - جبال " تورا بورا " في إفغانستان :

لا شك سمعتم أن هذه التسمية هي باللغة السريانية " طورا بريا " اي الجبال البرية القاحلة. بعض السريان يتسرعون و يدعون أن أجدادنا قد وصلوا الى إفغانستان و أطلقوا التسمية تورا بورا على تلك الجبال و لكن الأصح هو أن الشعوب التي كانت خاضعة للإمبراطورية الفارسية قد تركت لنا مئات الرسائل و النصب و النقوش الآرامية لأن الإمبراطورية الفارسية قد إختارت اللغة و الأبجدية الآرامية كلغة رسمية و إدارية في جميع أنحاء دولتهم الواسعة !

ب - هل كلمة مرحبا أصلها آرامي و تعني الله محبة ؟

لا يزال بعض السريان يرددون أن هذه الكلمة أصلها آرامي و لكن المشكلة أن هذه الكلمة هي عربية صافية غير موجودة في لغتنا السريانية و لا في القواميس السريانية و هي بكل تأكيد لا تعني الله محبة .

لقد علقت قديما على أصل هذه الكلمة في موقع عنكاوا :

" يؤسفني جدا ان اؤكد لك ان كلمة مرحبا ليس لها جذور ارامية ولقد انتقدنا احد الاخوة الذي يحاول ان يجد جذور سريانية حتى لكلمات ليس لها اي علاقة بتاريخ السريان، هذه المحاولات تشوه تاريخ السريان و لا تغنيه .

كلمة مرحبا غير موجودة في اللغة السريانية. التفسير مار = السيد او الاله، هو صحيح .المشكلة ان الكلمة عربية و اصلها = رحب = اي ان الميم هي ليس من اصل الكلمة مثل = منشر من نشر و مصنع من صنع" أنا لا أعتقد أن كلمة مرحبا أصلها من اللغة الآرامية لأن حرف الراء هو من أصل الكلمة العربية " رحب " ( فاء الفعل . (

بعض الملاحظات

*إنني لم أجد أي نص سرياني قديم أو حديث وردت فيه كلمة مرحبا باللغة السرياية .

*إن رسائل أجدادنا الآراميين كانوا يستخدمون كلمة " شلومو" و ليس مرحبا .

ج - إسم مدينة " أسيوط" في مصر أصله سرياني !

إنتشار اللغة الآرامية في عهد الإمبراطورية الفارسية ٥٣٨ - ٣٣٢ ق.م هو حقيقة تاريخية مبرهنة بنصوص عديدة . يجب على كل سرياني غيور أن يعرف أن اللغة الآرامية في عهد الفرس كانت اللغة الرسمية للتداول و المراسلات بين الولايات الخاضعة للإمبراطورية الفارسية فالشعب المصري القديم لم يتكلم اللغة الآرامية كغة أم ولكن المسؤولون في مصر قد إستخدموا هذه اللغة الآرامية كوسيلة سهلة للمراسلة ( أبجدية من ٢٢ حرف و سهولة الكتابة على الرق أو ورق البردى ). طبعا الشعوب التي كانت ساكنة في إفغانستان لم تستخدم اللغة الآرامية كلغة محكية. إكتشاف عدد كبير من الرسائل الآرامية في جزيرة الفيلة في نهر النيل ليس هو دليل على أن أجدادنا السريان الآراميين كانوا ساكنين في مصر و لا أن اللغة الآرامية كانت منتشرة او محكية في مصر!

من يطلع على تلك الرسائل يجد أنها كانت لجنود آراميين و يهود كانوا يخدمون في الجيش الفارسي !

مدينة أسيوط قد يكون إسمها سامي شرقي أصله من اللغة الفينيقية التي كانت منتشرة في شمالي أفريقيا و ظلت محكية مئات السنين بعد سقوط قرطاجة. نحن لا نعتقد أن ترديد هذه الإدعاءات هي مفيدة لنشر الوعي الحقيقي بين السريان !

ما نفع الإدعاء أن السريان كانوا متواجدين في مصر و إفغانستان و يتجاهلون تاريخ إنتشارهم الحقيقي في أوطانهم ؟

ثانيا - الآراميون و الهكسوس ؟

أ - إتصل بي احد الإخوة معلقا على برنامج حول الآثارات الآرامية في متحف اللوفر قدمته في برنامج الإعلامية مايا مراد في سوريويو سات و قال لي " ملفونو هنري نحن لم نعد نفهم هل الهكسوس هم شعوب مجهولة الهوية ام هم سوريون كما يقول ملفونو جورج ؟"

للأستاذ جورج بيطار تعليقات قيمة يقوم بها في برامج سوريويو سات العديدة و إنني أذكر أنه علق على تسمية " مار تقلا " الدارجة في منطقة البوشرية و قد قال أنه من الأصح أن نقول " مارة تقلا " لأن تقلا كانت إمراءة قديسة و ليس رجلا قديسا !

و قد صحح لي مشكورا بأن جملة يوليوس قيصر الشهيرة"Veni, vidi, vici "قد ذكرها بعد حروبه في بلاد البنطس و ليس في بلاد الغول كما أنا رددت .

راجع هذا الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Veni,_vidi,_vici

و لكن الأستاذ جورج بيطار يؤكد أن الهكسوس هم سوريون أخضعوا و أثروا في الحضارة الفرعونية في تعليقه :

http://www.youtube.com/user/tiheorom...40/lYpp9f6_sII

ب - من هم الهكسوس ؟

النصوص الهيروغليفية التي تتكلم عن الهكسوس هي نادرة جدا و هي تخبر ان بعض الشعوب قد جائت أوروبا؟

و هاجمت بلاد مصر .العلماء الباحثون في تاريخ الشرق القديم يجهلون مواطن تلك الشعوب و هم يعتمدون على التنقيبات الأثرية علها تفيدهم في معرفة هوية الهكسوس . إذا كان احد العلماء قد ذكر أن "الهكسوس " هم السوريون القدامى فمن واجبنا أن نتحقق في البراهين قبل تصديق هذه الطروحات غير المنطقية ؟

لقد شاهدت بعض الأفلام القديمة من بداية القرن العشرين حول التماسيح التي تعيش على ضفاف النيل و هي تظهر التماسيح تأخذ صغارها بين فكيها مما دفع الناس أن تصدق أن التماسيح تأكل صغارها هذه الأفلام الوثائقية ليست برهانا بأن التماسيح تأكل صغارها و لكن تنقلهم الى آماكن آمنة . اليوم كل الذين أمضوا سنوات طويلة في مراقبة حياة التماسيح تؤكد لنا أنها تنقل و لا تقتل او تأكل صغارها !سوف أضع رابطين يتكلمان عن الهكسوس و هما لا يؤكدان أنهم من السوريين القدامى!

الرابط الأول : Les Hyksôs

http://antikforever.com/Egypte/rois/hyksos.htm

الرابط الثاني : Who Were the Hyksos?

http://www.touregypt.net/featurestories/hyksos.htm

من يدقق في هذه لروابط يلاحظ ان بعضهم إقترح انهم " ساميون " و لكن لغتهم غير سامية !

قد يكون الهكسوس ساميون شرقيون و لكنهم ليسوا آراميين سريان !

لأنه و بكل بساطة ليس كل " سوري قديم " ينتمي حتما الى الشعب الآرامي .

ثالثا -الآراميون و" شعوب البحر"

أ - هل يوجد علاقة بين الهكسوس و " شعوب البحر " ؟

لقد خلط بعض العلماء بين الهكسوس و شعوب البحر ربما لأن تسمية هكسوس عني " الملوك الغرباء " و قد تسلطوا على دلتا النيل و مناطق شاسعة . في أوائل القرن الثامن عشر و قد تسلمت سلالتان من الهكسوس بين ١٧٣٠ و ١٥٨٠ ق.م و قد قضى عليهم نهائيا الفرعون أحمسس الأول مؤسس السلالة الثامنة عشر . أما " شعوب البحر " فقد هاجمت بلاد مصر في بداية القرن الثاني عشر ق.م و لكنها لم تنجح في إحتلال اي قسم من بلاد مصر .

ب - " شعوب البحر "هنالك عدة كتابات هيروغليفية تتكلم عن " شعوب البحر " الباحثون في تاريخ الفراعنة هم مجمعون على انهم قدموا من جزر المتوسط .

سوف أضع بعض الروابط المفيدة الرابط الأول Who Were the Sea People?

http://www.saudiaramcoworld.com/issu...ea.people..htm

الرابط الثانيTHE ORIGINS OF THE SEA PEOPLES

http://web.archive.org/web/200609031...text=undergrad

ج - إذا كان بعض العلماء قد ذكر أن الهكسوس قد يكون لهم أصل سامي شرقي فإن لا احد من العلماء قد إدعى أن شعوب البحر هم من أصول سامية شرقية و بالتالي هوية شعوب البحر ليست " سورية قديمة" و لا آرامية

هنري بدروس كيفا

323
هل كانت القبائل الآرامية القديمة تنتمي الى الشعب الأشوري ؟



بصراحة لا يوجد اي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم او في تاريخ أجدادنا الآراميين كان قد طرح هذا السؤال لأنهم بحكم إختصاصهم يفرقون بين تاريخ الشعبين الأشوري و الآرامي .

لقد أحببت أن أطرح السؤال لأن بعض السريان الضالين يتجاهلون تاريخنا الأكاديمي و يتنكرون لهوية و تراث أجدادهم الآراميين متحججين أن رواد الفكر القومي في بداية القرن العشرين لم يفرقوا بين التسميتين السريانية و الأشورية و بالتالي مار افرام السرياني يتحول الى مار افرام الأشوري و حتى برديصان الآرامي هو أيضا يصبح أشوريا !

أتمنى من خلال طرحي لهذا الموضوع تحذير الغيورين من السريان من خطورة ترديد طروحات الفكر الأشوري المتحجر الذي يرفض تاريخنا الأكاديمي الموحد .

أولا - من هم الأشوريون القدامى ؟

أ - علماء الأشوريات غير متفقين حول أصل التسمية الأشورية فمنهم من يعتقد انه إسم مدينة و منهم من يرجح أنه إسم إله " أشور" . و قد تناقل السريان بعض التفسيرات غير العلمية مفادها أن إسم أشور هو باللغة السريانية و هو يعني " البداية " من فعل " شري" !

ب - جغرافية الكيان او البلاد التاريخية للشعب الأشوري هي المناطق الواقعة شرقي نهر دجلة بين الرافدين الزاب الأعلى و الأسفل . هذه المنطقة سوف تتوسع مع الزمن نحو الجنوب و نحو الغرب و نحو الشمال فتصتدم بالقبائل الآرامية في تلك المناطق .

ج - بداية التاريخ الأشوري القديم يكتنفه الكثير من الغموض : المؤرخون لا يعرفون شيئا يذكر عن " الأشوريين " في الألف الثالث قبل الميلاد . يعتبر شمشي ادد الأول مؤسس الدولة الأشورية و هو ينتمي الى العموريين و قد حكم أشور بين ١٨١٣ و ١٧٨١ ق.م و لكن " الأشوريين " سيخضعون للشعب الميتني سنوات طويلة !

د - الشعب الأشوري القديم هو شعب خليط من شعوب شرقية ( سامية) مثل الأكاديين و العموريين و شعوب هندو أروبية مثل الشعب الحوري و خاصة الشعب الميتني . هذا رابط مهم حول تاريخ الميتنيين
http://www.livius.org/mi-mn/mitanni/mitanni.html

ه - إستطاع علماء الآثار سنة ١٨٥٧ فك رموز الكتابة المسمارية و بما انها كانت موجودة في مكتبة أشوربانيبال فقد سموها " اللغة الأشورية " . بعد سنوات قليلة إكتشف هؤلاء العلماء أن الكتابات المسمارية تتحدث عن لغتين السومرية القديمة ( لغة غير شرقية ) و اللغة الأكادية و هي أقدم لغة شرقية ( سامية ) معروفة !
لقد صحح علماء الشرق القديم خطأهم و لم يعد أحد منهم يستخدم تعبير " اللغة الأشورية " لأن الأشوريين أنفسهم كانوا يسمون لغتهم الأكادية !

و - بعض علماء الأشوريات يطلقون صفة " الإمبراطورية " على المملكة الأشورية منذ أواسط القرن التاسع ق.م حتى سقوط الدولة الأشورية و لكن أكثرية العلماء تؤكد أن الدولة الأشورية قد توسعت في عهد الملك تغلت فلأسر الثالث (744 ـ 727) ق.م. المدهش أن بعض إخوتنا من السريان الذين يتوهمون بجذور أشورية يدعون أن الإمبراطورية الأشورية قد بدأت في القرن الثالث عشر ق.م و بعضهم يقول منذ القرن الثامن عشر ق.م ؟

ثانيا - لمحة عن تاريخ الآراميين

أ - يعتقد بعض المؤرخين أن الآراميين كانوا متواجدين في الشرق ( بادية سوريا ) منذ القرن الثالث و العشرين ق.م . لقد بدأت القبائل السوتو ثم الأحلامو تتنقل في العراق القديم و تهاجم القوافل التجارية منذ أواسط الألف الثاني .

ب - ١٢٠٠ ق.م هجوم الهكسوس ( شعوب البحر) على الشرق سيقضي على الإمبراطورية الحثية و يبعد النفوذ المصري مما سيسمح للقبائل الآرامية في الإنتشار في كل الشرق و تأسيسهم لعدد كبير من الممالك العشائرية الآرامية .

ج - مع الوقت و لدرء الأخطار كانت الممالك الآرامية تتحد ( معارك قرقر ...)

د - رغم سقوط المنطقة بيت نهرين تحت النير الأشوري فإن المنطقة قد حافظت على آراميتها و ظلت تثور ضد الحكم الأشوري . لقد نشر العالم COLE أرشيف نيبور و هو مجموعة من الرسائل المتبادلة بين القبائل الكلدانية و الآرامية في حوالي سنة ٧٣٠ ق.م

COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996

و قد ورد ذكر القبيلة الآرامية بيت بخياني و كانت سابقا ( القرن العاشر) مملكة مستقلة و لكنها وقعت تحت السيطرة الأشورية .

ثالثا - بعض النظريات المغرضة ( غير العلمية ) التي تدعي أن الآراميين ينتمون الى الأشوريين القدامى .

أ - الرابطة السامية ( الشرقية ) لقد ورد في أسفار التوراة أن أشور و آرام هما من أبناء سام و بالتالي الأشوريون و الآراميون هم شعب واحد ! صحيح أن التوراة يردد هذه
الفكرة و لكن علينا أن نعرف ان أسفار التوراة قد دونت بين القرنين السادس و الأول ق.م والتوراة ليست مصدرا وثيقا لتاريخ الشرق القديم و قد حوت الكثير من الأخطاء التاريخية : الفرس شعب سامي ؟ نبوخدنصر ملك أشوري ؟ ...

ب - تاريخ ميخائيل الكبير لقد نقل البطريرك ميخائيل الكبير نصا من أوسابيوس القيصري الذي نقله بدوره من تاريخ فلافيوس جوزيف اليهودي ، ورد في النص :
" ܟܠܕܝܐ . ܐܬܘܪܝܐ . ܐܪܡܝܐ ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ ."النص واضح الآراميون الذين هم السريان و ليس الكلدان و الأشوريين القدامى و الآراميون هم سريان !

ج - نفي تاريخ او وجود شعب آرامي لأن بعض " الشاطرين " يروجون أن الشعب اليهودي كانوا يطلقون التسمية الآرامية على الوثنيين و أن القواميس السريانية تؤكد أن التسمية الآرامية تعني الوثني و السريانية تعني المسيحي ! النتيجة المنطقية حسب هؤلاء الشطار : السريان هم أحفاد الأشوريين !

د - ذكر احد المؤرخين في بداية القرن العشرين أن التسمية الآرامية تعني باللغة الآرامية " أرعا راما " اي " الأراضي المرتفعة " . و قد أيد الأب المؤرخ البير ابونا هذا التفسير و قد يكون السبب الظاهر لإنتشار هذه الفكرة بين السريان . السبب الحقيقي لإنتشار هذه الفكرة هي أن بعض إخوتنا من السريان يريدون خداع و إقناع السريان الطيبين أن الآراميين - حسب معنى إسمهم في لغتنا - هم " الأشوريون سكان الأراضي المرتفعة "

بعض الملاحظات

* إن الأب المؤرخ البير ابونا لا يستنتج أن الآراميين حسب المعنى هم الأشوريون سكان الأراضي المرتفعة .
* أنه لمن العار لهؤلاء السريان الضائعين أن يستغلوا هذه النظرية و أن يشاهدوها في كتاب الأب البير ابونا و ألا يشاهدوا البراهين العديدة التي يرددها من أن السريان هم الأراميون أنفسهم !
* الإدعاء أن التسمية الآرامية تعني سكان الآراضي المرتفعة هو تفسير غير منطقي لا يتطابق مع تاريخ الآراميين لأن أصلهم بدوي وكان
موطنهم بادية سوريا و ليس الجبال او المرتفعات !
* إن تاريخ تطور اللغة الآرامية القديمة يقدم لنا برهانا لغويا قاطعا : النصوص الآرامية القديمة بين ١٠٠٠ و٥٠٠ سنة قبل المسيح كانت تستخدم لفظة " ܐܪܩ " اي " أرق " للإشارة الى الأرض. و قد قلب حرف القاف الى عين في فترة إنتشار اللغة الآرامية في عهد الفرس فصارت كلمة " ܐܪܥ " أو " ܐܪܥܐ " تعني الأرض !

رابعا - هل يوجد براهين حسية تميز بين الأشوريين القدامى و أجدادنا الآراميين ؟

هنالك مجموعة كبيرة من التماثيل و النصب الأشورية منتشرة في عدة متاحف مشهورة . يستطيع كل إنسان أن يزور تلك المتاحف عبر
النت و يتأكد بنفسه . عدد التماثيل و النصب الآرامية هو أقل بكثير من النصب الأشورية و لكنه يسمح لنا المقارنة . نصب آرامي في متحف اللوفر
http://cartelfr.louvre.fr/cartelfr/visi ... &langue=fr

نصب أشوري في متحف اللوفر
http://cartelfr.louvre.fr/cartelfr/visi ... &flag=true

طبعا هنالك فرق كبير بين الفنين الأشوري و الآرامي و لكن من يدقق يلاحظ أن الأشوريين يضعون " حلقة " في أذنيهم بينما الآراميون و بقية الشعوب الشرقية رجالها لا تضع الحلق في أذنهم .

الخاتمة

المثل الصيني يقول " إذا أشار لك أحدهم بإصبعه الى السماء ، فمن الحكمة أن تنظر الى السماء و ليس الى أصبعه "الآراميون القدامى لا ينتمون الى الأشوريين و لكن " الأشوريون الجدد" ينتمون الى الشعب السرياني/ الآرامي !
التواضع العلمي ليس إهانة لكل سرياني يغامر في ترديد النظريات بدون التحقق من صحتها.
التواضع العلمي يدفعنا الى الإيمان أن علم التاريخ يتطور بين الشعوب التي نتعايش او نعيش في جوارها و لا يحق لنا ربط مصيرنا بطروحات غير علمية مزيفة !

هنري بدروس كيفا

324
 





الوحدة السريانية الآرامية: ضرورة قومية ام شعارات سياسية براقة ؟

إن الضفدعة تستطيع ان تنفخ صدرها و تبدو أكبر حجم و لكنها هيهات ان تضاهي الثور في حجمه الطبيعي ! بعض الأحزاب و المواقع السريانية ترفع شعار " الوحدة و المصلحة السريانية " علنا و هي تؤيد" علنا و بدون خجل " الأحزاب و الطروحات الأشورية المزيفة لهويتنا السريانية الآرامية !

الموضوع مهم جدا لأن كل المسيحيين المشارقة يتحدرون من الشعب السرياني الآرامي و لكن المشكلة هي أن أكثرية المسيحيين المشارقة تجهل أن جذورها الحقيقية هي آرامية و هذا يعني أن السريان هم أقدم شعب يعيش على أرض اجداده ! نحن نتفهم وضع المسيحيين المستعربين فهم يظنون أن لهم جذور عربية صافية و يدعون انهم أحفاد القبائل العربية المسيحية قبل الإسلام : أن نتفهم وضعهم لا يعني أننا نقبل بطروحاتهم التاريخية الخاطئة .

كم كنت أتمنى أن يكون العنوان " الوحدة المسيحية المشرقية " كي يشعر أبناء الكنائس المارونية و الرومية (السريان الملكيين) و الكلدانية و السريانية الشرقية (الكنيسة الأشورية اليوم) بأن الموضوع يعنيهم لأنهم (و بدون شك) هم أيضا سريان آراميون مثلنا !

و لكنني فضلت العنوان الحالي للأسباب التي سأشرحها لاحقا.

أي سرياني آرامي أصيل لا يتألم عندما يرى إخوته يدعون الغيرة على " الأمة السريانية " و هم يتجاهلون تاريخها الأكاديمي كي يدافعوا عن طروحات تاريخية مسيسة تتنكر لهوية السريان الحقيقية !

الأسباب التي دفعتني الى إختيار هذا العنوان هي :

أ - " الوحدة المسيحية المشرقية " قد توحي للبعض انها وحدة مسحية إيمانية و للأسف الشديد الخطوات نحو " وحدة مسيحية شرقية " لا تزال بطيئة جدا .

ب - مع أن المسيحيين المستعربين يشكلون أكثرية ساحقة و أن لهم دور كبير من أجل تحقيق الوحدة السريانية الآرامية فنحن نؤمن أنه على الشباب السرياني ان يجاهد و يناضل من اجل هذا الهدف السامي!

ج - رواد الفكر القومي السرياني في بداية القرن العشرين ( مدرسة الأستاذ نعوم فائق ) قد خلطت بين الهويتين السريانية الآرامية الصحيحة و السريانية الأشورية المزيفة و ربما لهذا السبب أهملوا إخوتنا من المسيحيين الذين لا يتكلمون اللغة السريانية .

د - إننا بفضل الفضائية السريانية الآرامية سوريويو سات و بفضل النت و المؤسسات السريانية الآرامية الغيورة نستطيع أن نتواصل مع إخوتنا الذين كانوا لا يعرفون هويتهم الآرامية التاريخية . نحن لا نريد فرض هويتنا الآرامية و لكن تشجيع كل مسيحي شرقي كي يتعرف على هويته التاريخية الحقيقية ! و هويتنا التاريخية هي الآرامية بدون شك لذلك كان العنوان " الوحدة السريانية الآرامية "

أولا - ضرورة قومية ( مصيرية (

أ - من يطالع مصادرنا السريانية الغنية يتأكد أن أجدادنا رغم إنقساماتهم المذهبية : من سريان نساطرة و سريان يعاقبة و سريان موارنة و سريان ملكيين فإنهم جميعا كانوا يؤمنون بجذورهم السريانية الآرامية !

علماء اللغة السريانية من إخوتنا السريان النساطرة مثل إبن علي و حسن بن بهلول قد ألفا قاموسين للغة السريانية في القرن العاشر !

و حسن بن بهلول يؤكد لنا: أن السريان كانوا يعرفون قديما بالآراميين .

ب - الإنقسامات الكنسية العقائدية قسمت السريان الى عدة كنائس و لكن جميع أبناء هذه الكنائس ظلوا محافظين على هويتهم السريانية و لكن نظام " الملة " العثماني سوف ينمي سلطة رجال الدين و يقوي الإنتماء الطائفي بين أبناء الأمة السريانية الواحدة .

ج - إنتشار الفكر القومي الحديث في بداية القرن التاسع عشر في أوروبا سيصل الى السريان في نهاية القرن و سنرى عدة شخصيات سريانية تدعو الى الوحدة القومية !

د - حرب الإبادة الجماعية ضد السريان GENOCIDE لم تخلق بين السريان قضية مثلما حدث مع الشعب الأرمني و لذلك كثيرون من الشعب السرياني لا يناضلون من أجل هذه القضية !

لا يحق لنا أن نلوم العالم لأنه إعترف بالمجازر بحق الشعب الأرمني و لا شيئ يذكر عن الشعب السرياني !

ه - خطر الذوبان و الإنصهار في بلاد الإغتراب يجب ان يدفعنا الى العمل معا لدرئ هذا الخطر : الحفاظ على اللغة ، نشاطات ثقافية ، و رياضية بين المؤسسات السريانية ...

ثانيا - شعارات سياسية براقة ... ولكن هل هي صادقة ؟

أ - " ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ..." لا يزال السرياني ضحية بعض الأحزاب و المواقع و الشخصيات السريانية التي تدعي علنا العمل القومي من أجل السريان و لكنها في الواقع تعمل ضد الهوية السرياية. كان الحزب الشيوعي الفرنسي من اهم الأحزاب في فرنسا خلال الستينات و السبيعنات من القرن الماضي و كانت نسبة ناخبيه حوالي٢٣ بالمئة . كان المسؤلون عن هذا الحزب يرددون " هم حزب المقاومة ضد ألمانيا النازية و حزب مستقل عن الحزب في الإتحاد السوفياتي !

سنة ١٩٨٠ نشرت إحدى الجرائد الفرنسية وثائق مهمة تثبت أن رئيس الحزب السيد جورج مارشي كان قد سافر طوعيا الى ألمانيا سنة ١٩٤٢ و ١٩٤٤ كي يعمل في مصانع الأسلحة . نشر هذه الوثائق قد فضح مصداقية الحزب الشيوعي الفرنسي خاصة و انه لم يقاوم الألمان سنة١٩٣٩ حين هاجم الألمان فرنسا و لكنه بدأ مقاومة الألمان بعد حزيران١٩٤١ لأن هتلر كان قد بدأ مهاجمة روسيا !

ب - بعض السريان يدعون بأننا أثوريين /أشوريين لأن رواد الهضة القومية السريانية في بداية القرن العشرين لم يفرقوا بين التسميتين السريانية و الأشورية : الأستاذ نعوم فائق كان معلما للغة السريانية و لم يكن باحثا متخصصا في تاريخ السريان و قد نقل معلوماته التاريخية الخاطئة من مقدمات بعض القواميس و كتب النحو السريانية . من حق كل باحث تصحيح بعض طروحات الأستاذ نعوم فائق الخاطئة مثل زيادة حرف الألف امام إسمنا " سوريويو " ليصبح " أسوريويو ؟؟؟ "

أم تسمية لغتنا الأم تارة آرامية و طورا أشورية !

ج - نص العالم رينان ألف رينان كتابه حول تاريخ اللغات السامية في أواسط القرن التاسع عشر و قد تناقل علماء اللغة السريانية هذا النص و قد فسروه تفسيرا خاطئا كما سنرى. ورد في نص رينان ""اخبراً ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا "اخبراً ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار آسوريا ( اعني آثور او اثورياً حسب اللفظ اليوناني)...

د - بعض السريان يتوهمون أنهم يستطيعون نكران جذورهم الآرامية لأن التسمية السريانية مشتقة من التسمية الأشورية !

يتجاهلون القسم الأول و الأهم " اخبراً ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا". إشتقاق الإسم السرياني من أسورستان ( و ليس من أشور أو الشعب الأشوري ) لا يعني أن السريان هم أشوريين !

ه - " مديرية الثقافة السريانية " في العراق لها نشاطات كبيرة بفضل الدعم المالي و السياسي من أكراد شمالي العراق. الغريب أن مديرية الثقافة هي سريانية ظاهريا و لكنها " أشورية " واقعيا . من المخجل أن تحرف مديرية ثقافة سريانية عمياء أسمنا السرياني التاريخي من "ܣܘܪܝܝܐ " الى " ܐܣܘܪܝܝܐ " .

الخاتمة

أ - ليس كل من إدعى بالغيرة و العمل من أجل الوحدة السريانية لهو صادق ! الكثيرون يؤمنون أن السريان أثوريون و من حقهم فرض التسمية الأثورية / الأشورية على أحفاد الآراميين .

ب - لقد وصل الجهل عند البعض حيث يتحججون بأن المرشد القومي نعوم فائق قد كتب إسمنا التاريخي بزيادة حرف الألف أي " ܐܣܘܪܝܝܐ"و هم يريدون أن يقنعوا الطيبين من السريان أنه إسمنا التاريخي! علما أن إسمنا قد ورد مئات المرات في المصادر السريانية " ܣܘܪܝܝܐ ".

ج - الأعمى لا يقود أعمى !

كيف نستطيع أن نحبب و نشجع إخوتنا السريان المستعربين أن يتعرفوا على تاريخهم و جذورهم الحقيقية طالما نحن السريان نردد و ندافع عن طروحات أثورية / أشورية غير علمية ؟

د - القانون لا يحمي المغفلين :

بعض الشخصيات السريانية توهم السريان بأنها تشارك و تعمل مع الأحزاب الأشورية من أجل مصلحة السريان أو من أجل الوحدة !

بعض المواهب الفنية السريانية قد سخرت طاقاتها الفنية من أجل تسميات و هويات تعمل ضد هويتنا التاريخية اي السريانية الآرامية !

المطلوب من الجميع إلتزام تاريخنا العلمي الأكاديمي !

كل فنان سرياني يدافع عن الأكاذيب الأثورية / الأشورية سيخسر مصداقيته !


هنري بدروس كيفا

325
ما هو الهدف من تحليلات السيد سليمان يوسف الكاذبة ؟

لقد نشر السيد سليمان يوسف يوسف مؤخرا مقالا حول موقف الكنيسة السريانية من " الإنتفاضة السورية " .

و قد نشره في موقع عنكاوا تحت هذا العنوان" تعاطف البطريرك زكا مع الانتفاضة السورية "

الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... 014.0.html

و قد نشر نفس المقال تحت عنوان كاذب جديد في موقع المحطة و هو " الكنيسة السريانية تنضم الى انتفاضة السوريين ".

أولا - من هو السيد سليمان يوسف يوسف ؟

أ- ينتمي السيد سليمان الى الكنيسة السريانية الأرذودكسية و هو من السريان المغاربة الذين يناضلون من أجل التسمية الأشورية المزيفة . له عدد كبير من المقالات السياسية التي تتحدث عن هوية السريان التاريخية فهو قد نصب نفسه " خبيرا " في شؤون الأقليات و يوحي للقارئ بأنه يتابع الدراسات التاريخية حول السريان و بالتالي يسميهم " أشوريين/ أثوريين " . و من المؤسف أن هذا " الخبير " لا يقدم للقارئ أية براهين على طروحاته فهو من قدامى المنظمة الأثورية و معلوماته التاريخية الضيقة منقولة من طروحات مناوئة لهويتنا السريانية / الآرامية الحقيقية .

ب- قبل التعليق على مقال السيد سليمان أريد أن أوضح نقطة مهمة :هل السيد سليمان هو فعلا " خبير " في شؤون الأقليات ؟

منذ أشهر عديدة يطالعنا السيد سليمان بتصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء و في أغلب الأحيان على الشكل التالي:

أكّد ناشط آشوري سوري مختص بشؤون الأقليات أن الشارع الآشوري والمسيحي السوري متعاطف ومتضامن إلى حد كبير مع الانتفاضة السورية السلمية، وشدد على أن الحوار هو "ممر إجباري وآمن" للخروج من الأزمة في سورية،... حول الرأي العام الآشوري والمسيحي السوري من الأزمة الراهنة قال سليمان يوسف الناشط والباحث الآشوري السوري المهتم بقضايا الأقليات في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "يعيش في سورية نحو ثلاثة ملايين مسيحي، ينحدرون من أصول عرقية وأثنية مختلفة، آشورية (سريانية/ كلدانية)، أرمنية، وعربية،..."

المقال على الرابط http://www.almahatta.net/news1234.htm

ج - من هو " الخبير" ؟ غالبا ما يكون " الخبير العسكري " ضابطا متقاعدا في الجيش فهو يملك خبرة عسكرية و قد يكون قد تابع دورات عديدة تسمح له في فهح و تحليل المعارك او الحروب .هنالك من يدرس حياة الحيوانات البرية المتوحشة و يسافر من اجلها و ينشر عدة كتب حولها و يصح ان يقال انه " خبير حقيقي ".قد يحب احدهم الإهتمام بالذئاب فيتابع الكتب العلمية حولها و قد يعيش بالقرب منها ليتعرف على أنظمة حياتها و يستطيع ان يصبح خبيرا حقيقيا في طريقة حياة الذئاب و من الطبيعي ان يميز بين الذئب و الكلب الأليف .

السيد سليمان يدعي انه خبير بشؤون الأقليات و هو لا يتابع تاريخ السريان و لا يعرف ( بالأحرى لا يريد ان يعترف) بأن اجداده السريان كانوا يؤمنون بأنهم آراميون و بأن التسمية الأشورية في مصادرنا السريانية كانت تستخدم لتدل على الظلم و القهر و صارت في قاموس حسن بن بهلول السرياني النسطوري تعني الأعداء !

ثانيا - موقف الكنيسة السريانية من " الإنتفاضة / المؤامرة " على سوريا .

أ - من يتابع ما يجري في سوريا يلاحظ ان أغلبية ساحقة من السريان يؤيدون الدولة السورية لأنهم يعتبرون أنفسهم مواطنين أصلاء و يعتبرون سوريا وطنهم التاريخي . الدولة السورية تؤمن للجميع الأمن و العدالة و قد ثبت ان المسيحيين في سوريا لا يعانون من ضغوطات دينية كما حدث و يحدث في مصر .

ب - المسيحيون بشكل عام و السريان بشكل خاص لا يؤيدون هذه الإنتفاضة المؤامرة على وطنهم : الكنيسة السريانية الأرثودكسية و عبر عدة مواقف و تصريحات و مؤتمرات للمطارنة الأجلاء قد طالبت الدول الأجنبية بعدم التدخل و بأن المسيحيين يعيشون بآمان في سوريا في عهد الرئيس الدكتور بشار الأسد .

ج - المواقع السريانية قد نشرت مواقف المطارنة الأجلاء ، كل سرياني يعرف أن الكنيسة السريانية لا تتعاطى السياسة و لكن لها مواقف صريحة و هي الأمن مستتب للجميع و المشاكل الإقتصادية ايضا تطال جميع افراد الشعب السوري .

د - من المضحك المبكي إن " الخبير " بشؤون الأقليات لا يعترف بأي دور تمثيلي لرجال الدين السريان و هو يحث البطريرك السرياني الى إتخاذ مواقف قومية ؟

ه - لقد نشر سيادة المطران يوحنا إبراهيم مقالا مهما عنوانه" مـسـيحيـو سـورية وأحداثها "

موجود على الرابط uryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=158&t=7970http://www.nesros

يؤكد فيه " ولكن في أحداث سورية اليوم، لا يوجد موقف مسيحي واحد موحّد، بارز على الساحة، ما عدا أن القيادات الكنسية أكَّدت وقوفها إلى جانب النظام، وذلك من خلال العظات في الكنائس والبيانات التي أصدرتها بعض الكنائس، أشير هنا إلى واحدة منها وهي رسالة بعثها قداسة *البطريرك زكا الأول* إلى السيد *الرئيس بشار الأسد* بتاريخ 2 / 7 / 2011، ويعطي فحوى هذه الرسالة فكرة واضحة لموقف المسيحيين تجاه الأحداث والتطورات الخطيرة التي تقع اليوم ." و كان قد ذكر أيضا " باختصار المواطنون في أحداث سورية هم أمام أزمة داخلية، ومؤامرة خارجية..."

ثالثا - هل " فعلا " رسالة قداسة البطيريرك زكا تتعاطف مع المعارضة؟

لقد نشرت بعض المواقع السورية ما جاء في رسالة قداسته الى سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد :

راجع هذا الرابط http://www.shukumaku.com/Content.php?id=29503

سليمان الخبير ( و ليس سليمان الحكيم ) يتوهم أن القراء لا يستطيعون الإطلاع على رسالة قداسته و الكشف بأنفسهم إذا كانت فعلا مؤيدة للإنتفاضة !

السيد سليمان يحمل الرسالة أفكاره السياسية الشوفينية و هي غير موجودة في رسالة قداسته .

أ - مفهوم " الحياد الإيجابي " الذي إنتشر بين بعض الدول النامية خلال الخمسينات ليس له أي علاقة مع تعامل الكنائس المسيحية مع الدولة السورية . يردد السيد سليمان هذا التعبير و لكن المسيحيون لا يقفون على " حياد " إيجابي و لا سلبي لأنهم يعتبرون أنفسهم مواطنون أصلاء : أغلبية السريان الذين نجوا من عمليات الإبادة سنة ١٩١٥ يحفظون الجميل لسوريا و شعبها .

ب - كتب السيد سليمان " بيد أن الأزمة الراهنة، وتصاعد حركة الاحتجاجات المناهضة للنظام والخوف على السلم الأهلي، دفعت بالكنيسة السريانية،(أم الكنائس الآشورية والمشرقية عموماً وذات الأرث الحضاري السوري العريق)، لخرق أو كسر قاعدة "الحياد الايجابي" والخروج عن "صمتها السياسي" الذي التزمت به طيلة الأشهر الماضية من عمر الانتفاضة ." يبدو ان سليمان الخبير لم يسمع أصوات المطارنة السريان الذين عبروا عن تعلقهم و وفائهم للدولة و للشعب السوري!

ج - نقل السيد سليمان هذا المقطع من رسالة قداسته " " نرى أن زيادة مساحة التعاطي مع الحريات العامة، وتجذّر الوعي بين أبناء الوطن الواحد، يُسهم في إغناء تعددية ثقافاته وأطيافه، كي يبقى الجميع أوفياء للوطن الواحد الذي نريد أن يكون دائماً سيداً مستقراً كريماً وحراً يستظل تحت سقفه كل السوريين على أن تتوفر لهم التشاركية في الممارسة الديمقراطية لحرية المعتقد، والتعبير عن هواجسه ومكنوناته، التي تحقق المزيد من الكرامة والمواطنة المنشودة".

*السيد سليمان الخبير يؤمن بالديموقراطية المثالية و هو يتهجم دائما على الحكومة السورية و يطالبها بالديموقراطية!

*السيد سليمان يتوهم أن النظام الديموقرطي المتطور الموجود في بعض الدول الأوروبية من الممكن تطبيقه في سوريا بعد تنحية الرئيس الأسد .

*السيد سليمان غير خبير بتطور النظام الديموقراطي في الدول المتقدمة هذا التطور قد تم عبر مراحل زمنية طويلة !

*يبدو أن قداسته هو أكثر خبرة من السيد سليمان لأنه يطالب " المزيد" من الديموقراطية لأنه يعلم أنه من المستحيل تطبيق النظام الديموقراطي السويدي في سوريا حاليا .

*هذه الفقرة هي دعوة الى المزيد من الحريات العامة و هي ليست تأييد للمعارضة كما يروج السيد سليمان !

د - تحليلات " خبير " تنقصه الخبرة !

*كتب السيد سليمان " وصف العديد من المراقبين رسالة البطريرك هذه" . أي مراقبين ؟ ربما بعض الحالمين الذين يفسرون الأشياء حسب شعورهم و ليس بموضوعية !

*كتب أيضا " قراءة دقيقة لرسالة البطريرك زكا الى الرئيس بشار ،خاصة لما تخفيه بين سطورها وكلماتها،نجد بأنها تنطوي على مواقف سياسية لافتة من تطورات المشهد السوري." الرسالة موجودة و هي واضحة بمضمونها فهي تأييد صريح للدولة السورية و لا يوجد " بين سطورها " أي تأييد للمعارضة أو موقف حيادي أناني ...

*يغامر السيد سليمان بالإدعاء " فمجرد خلو الرسالة من أي مديح أو اشادة بالحكم القائم،يقرأ سياسياً على أنه تعبير عن عدم رضى بهذا الحكم وعدم ارتياح لطريقة تعاطيه مع الأزمة الوطنية المتفجرة..." هذا هراء فكري ( كلام فارغ غير

حكيم ) لأن قداسته قد ختم رسالته" "إننا نصلي، يا سيادة الرئيس، من أجل تعميق الإصلاحات واستمرارها بقيادتكم في كل مفاصل حياتنا العامة في سورية الحبيبة،..."

ه - أكاذيب السيد سليمان الفاضحة :

*كتب ( محللا ): " والاشارة المهمة الأخرى في رسالة البطريرك، أنه لم يقل(كما تقول وتروج له السلطة) بوجود "مؤامرة" على سوريا و لم يصف المتظاهرين بالمندسين والمخربين والارهابين..." لقد ورد حرفيا في رسالة قداسته " ونرفض أن تزعزع الفوضى ترابط نسيجنا الوطني السوري، مستعدين مع الشرائح والأطياف كافة، لمواجهة المخططات الوافدة التي تهدف إلى النيل من مستقبلنا وفق ما نطمح ونريد". " الفوضى " يعني الإنتفاضة و " المخططات الوافدة" يعني المؤامرة يا أيها الخبير !

في النهاية لا يسعني إلا مطالبة كل سرياني غيور أن يتنبه من طموحات بعض السريان الذين يدعون بهوية " أثورية / أشورية " مزيفة وينتقدون النظام السوري بأن غير ديموقراطي و هم بأنفسهم يستبدون في طروحاتهم التاريخية المزيفة و مواقفهم السياسية الناكرة !

لقد شارك عدة أفراد من السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة في بعض المظاهرات الكردية في القامشلي مدعين انهم يمثلون المسيحيين . و قد فضح تعاملهم المشين أحد الغيورين السريان و نشر مقالا شجاعا عنوانه " هل ربحت المنظمة الآثوريـة الديمقراطية الاكراد وخسرت السريان؟"

موجود على الرابط http://www.ankawa.com/forum/index.php?t ... 144.0;wap2

إن السيد سليمان و المجموعة الصغيرة التي لا تزال " تناضل" من أجل هوية أشورية مزيفة تحمل في داخلها الموت لهويتنا السريانية الآرامية و تهجير البقية الصامدة في أرض الأجداد لأن الإنتفاضة قد تحولت الى مؤامرة هدفها الإطاحة بالنظام السوري و ليس العدالة الإجتماعية أو الديموقراطية !

لقد إدعت أميركا عندما ضربت العراق و دمرته بأنها تريد إدخال النظام الديموقراطي الى العراق ! لقد دبت الفوضى في العراق و يقتل كل يوم عشرات من المواطنين العراقيين الآمنين . و قد هاجر حوالي نصف المسيحيين العراقيين خلال سنوات قليلة !

سوريا قد لا تكون بلدا ديموقراطيا مثل السويد و لكنها مع الوقت تستطيع أن تتطور و تتقدم ! سوريا هي البلد الذي يوفر الأمانة الى كل المواطنين و من ضمنهم المسيحيين !

أخيرا إن قداسة البطريرك في رسالته لا يتعاطف مع الإنتفاضة كما يروج السيد سليمان في عناوينه و تحليلاته الكاذبة! يختم السيد سليمان مقاله " عموماً، أرى أن رسالة البطريرك زكا وما تضمنته من مواقف سياسية ،جاءت منسجمة ومتوافقة الى حد كبير مع المزاج السياسي الشعبي، أو بالأحرى مع الرأي العام للمجتمع السرياني(الآشوري) والمسيحي عامة،الداعم لانتفاضة السوريين والمؤيد لمطالبتهم بانهاء الاستبداد وتداول السلطة والانتقال بسوريا الى دولة مدنية ديمقراطية.".

أكثرية ساحقة من المسيحيين لا تؤيد الإنتفاضة المؤامرة : مجموعة صغيرة جدا من " الأثوريين" تحاول أن تفرض نفسها على المعارضة كي تسرق صوت الأكثرية السريانية الآرامية التي ترفض الفكر الأشوري المزيف !

كلمة أخيرة : مقال سيادة المطران يوحنا ابراهيم لهو رائع و عميق في فحواه و لكننا لا نفهم لما يردد أن وجودنا السرياني يعود الى إنتشار الديانة المسيحية ؟ أليس السريان هم الآراميون سكان سوريا الأصيلون الذين تركوا آثارهم في كل أنحاء سوريا و حتى في لهجات مدنها و قراها ؟

لقد تضمنت رسالة قداسة البطريرك زكا " وتجذّر الوعي بين أبناء الوطن الواحد، يُسهم في إغناء تعددية ثقافاته وأطيافه..." ألم يحن الأوان بعد الى نبذ الطروحات الأشورية المزيفة و التمسك بتاريخنا العلمي الآرامي!

هنري بدروس كيفا

326
ملاحظات على تعليقات بعض الإخوة الغيورين حول اللغة السريانية .

كثيرون من السريان ( المشارقة و المغاربة ) متمسكون بلغتهم الأم و هذا مما يسعدنا و لكن لا يزال هنالك بعض التعابير غير الدقيقة و المعلومات الخاطئة و اخيرا محاولات يائسة لبعض المتطرفين الذين يعندون و يسمون لغتنا " أشورية صينية إسبانية " . نسبة أن تكون لغتنا أشورية هي صفر على مئة !
نشر موقع عنكاوا ترجمة لخبر مهم حول إكتشاف لغوي مهم عنوانه " النقطة السريانية المزدوجة... أقدم علامة استفهام في تاريخ الكتابة في العالم" تجدونه على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... msg5278882

لقد إنتشر الخبر بسرعة كبيرة بين أوساط المهتمين و المثقفين السريان و لكن - مثل العادة - هنالك من يشوه عن عمد إسم و تاريخ و منجزات لغتنا السريانية الآرامية و يسميها " أشورية" و المصيبة انه يحرف اللغة السريانية و يكتبها بالسريانية " اشورية" بحرف الشين علما أن اجدادنا كانوا دائما يكتبون عن الأشورين القدامى " اتور " بحرف التاء !

بعض الملاحظات السريعة على التعليقات :
أ - د. بشير متي الطوري الموقر
من الرائع أن نرى تعليقاتكم القيمة في بعض المواقع السريانية ، نحن نعلم أن مسؤوليتكم كبيرة لأنكم تعرفون حقيقة و تاريخ لغتنا الآرامية السريانية المقدسة . بعض أساتذة اللغة السريانية خانوا تاريخها و هويتها و سمحوا لبعض المتطرفين و الجاهلين ان يطلقوا عليها تسمية غريبة و هي " اللغة الأشورية " . سكوت بعض الأساتذة قد سمح لبعض إخوتنا الكلدان ان يطلقوا التسمية " الكلدانية " على لغتنا السريانية . اعتقد انه من الأفضل ان نرد بمحبة حتى على الإخوة المتطرفين خوفا من أن يقال " السكوت علامة الرضى " .

نتمنى أن نرى تعليقاتكم أيضا حول محاولات تزييف إسم لغتنا لأنها من مسؤوليتكم !

ب - الأخ برديصان الموقر
هنالك ألوف من السريان الذين درسوا هذه اللغة السريانية المقدسة و لكن أقلية صغيرة جدا تستطيع أن تتعمق في معرفتها . ليس كل من درس اللغة السريانية يستطيع أن ينظم الشعر فيها او يعرف غناها .الحمدلله لوجود جامعات في أوروبا و أميركا تهتم بدراسة اللغة السريانية لأنها كانت لغة شرقنا الحبيب أكثر من ألفي سنة و هنالك مئات المصادر السريانية المهمة لفهم تاريخنا المسيحي. ملاحظة صغيرة اللغة الآرامية / السريانية ليست أم اللغات لأنه يوجد لغات سامية ( شرقية ) أقدم من السريانية مثل الأكادية و العمورية و الكنعانية . كل هذه اللغات الشرقية تتحدر من " لغة أم " قديمة و بدون إسم لأننا لا نعرف شيئا عنها !

ج - الأخ قاشو ابراهيم المحترم
من المؤسف ان نرى تعبيرك " اللغة الأشورية " بعد تعليق د. بشير متي الطوري : لا احد يستطيع ان يتلاعب بتاريخ و هوية لغتنا السريانية . أشكرك على تعليقك لأنه يذكرنا أن اللغة السريانية ستكون مقبرة للفكر الأشوري العنصري المزيف و المقسم لشعبنا الواحد ! إذا سكت بعض السريان لمحاولات تزيفكم المستمرة التي أضرت أولادكم لأن لغتهم الأم هي الآرامية / السريانية فإن الجامعات التي تعلم هذه اللغة ستدافع عن إسمها و تاريخها و هويتها .

د - الأخ barze المحترم
إن التاريخ الأكاديمي هو الطريق الأسلم لوحدة شعبنا .للأسف بعض الناشطين السريان و بعض المواقع السريانية تجامل الفكر " الأشوري" المزيف الذي قسم و يقسم شعبنا و يضعفه . إن السيد قاشو هو أسير الفكر الأشوري الذي يتبنى طروحات تاريخية مزيفة و لا شك أن هذا السيد قد علم اولاده انهم يتكلمون "الأشورية " ولكننا نعيش في القرن الواحد و العشرين و عاجلا ام اجلا سيكتشف الأبناء آكاذيب أبآئهم !

لي ملاحظة صغيرة لقد كتبت في تعليقك " كل ما يكتب عن السريان والكلدان تنسبه الى الاشورية انا اتشرف بالاشورية..." سؤالي ما القصد " بالاشورية " هنا ؟ هل تعتقد ان إخوتنا السريان المشارقة يتكلمون اللغة الأشورية ؟
ام تعتقد أنهم ينتمون الى الأشوريين القدامى و لكنهم يتكلمون اللغة الآرامية السريانية ؟
كيف نكون شعبا واحدا ونسمح لأنفسنا أن نكون احفاد الأشوريين ولما لا نذكر بقية الشعوب القديمة ؟
جميع السريان يتحدرون من الآراميين الذين صهروا بقايا الشعوب القديمة و إن التسمية السريانية إستنادا الى المصادر السريانية كانت مرادفة للتسمية الآرامية !

ه - الأخ habanya_612 الموقر
تعليقك قصير جدا و سؤالك حول الوصول الى الحقيقة يدفعنا الى السؤال عن أية حقيقة تبحث ؟

و ما علاقة " كل الألواح التي سرقت من بلادنا" ؟

نشأت اللغة الآرامية في بلاد آرام / سوريا و إنتشرت في كل الشرق و أجدادنا هم الذين طوروها عبر تاريخهم الطويل . التاريخ المسيس مليئ بالأكاذيب و يبدو إنك لا تعلم أن العلماء قد ترجموا أغلبية الألواح الفخارية وقد صححوا كثيرا من المغالطات و منها أن الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية التي كانت منتشرة في كل الشرق : الفرس القدامى كانوا يسمون هذه اللغة أكادية و ليس فارسية ام هولندية !

بعض السريان المتطرفين يدعون بوجود لغة أشورية قديمة كي يبقوا يصدقون الأكاذيب الأشورية المزيفة لهويتهم الآرامية الحقيقية: كلما تدعون بوجود لغة " أشورية " كلما توقظون الغيرة عند السريان و الرغبة في معرفة الحقيقة !

و - الأخ barenjaya المحترم
شكرا على تعليقك الرائع و إسمح لي أن أضع النقاط على الحروف كي يفهم بعض إخوتنا الذين يرفعون راية الوحدة و هم العامل الأول لإنقساماتنا و ضعفنا .
لقد أصبحت اللغة السريانية في ضمير كل سرياني " خطا أحمر " لا أحد يستطيع تحريفه الى" لغة أشورية " مزيفة !
يردد الدكتور أسعد صوما " من المدهش أن اللغة السريانية قد حافظت على وجودها بفضل أبنائها و بدون أن يكون لهم دولة في تاريخهم الحديث ".
أستطيع أن أؤكد لك أن التاريخ لم يعرف شعبا كشعبنا السرياني الآرامي قد إستطاع على الحفاظ على لغته الأم خلال أكثر من١٠٠٠ عام بعد دخول العرب الى بلاد السريان. لقد كان من السهل جدا على أجدادنا الحفاظ و تطوير لغتهم في ظل الإحتلالات الأجنبية اليونانية و الفارسية و الرومانية لأن هذه الشعوب كانت تتكلم لغات هندو أوربية و كان من الصعب على اجدادنا أن يتعلموها . أما اللغة العربية فهي لغة شرقية ( سامية ) إستطاع اجدادنا أن يتعلموها الى جانب لغتهم السريانية !
يتوهم بعض السريان النساطرة الذين كانوا يعيشون في جبال حكاري في تاريخهم القديم أن لأجدادهم فضلا كبيرا في الحفاظ على لغتهم الأم، علما أنهم كانوا يعيشون محاطين بشعوب غير سامية تتكلم لغات هندو أوروبية .
أخيرا إن اليهود العراقيين قد تكلموا باللغة الآرامية لمدة ٢٥٠٠ سنة تقريبا و حافظوا عليها و على إسمها الآرامي أكثر من السريان النساطرة الذين يرددون طروحات سياسية حديثة : إنهم / إننا أحفاد الأشوريين و إنهم / إننا نتكلم اللغة " الأشورية "!
ملاحظة مهمة :

هنالك تعابير سريانية عديدة قد دخلت الى اللغة الأرمنية ، كل سرياني يجيد اللغة الأرمنية يستطيع أن يجد براهين عديدة و لكن لا يحق لنا القول ان اللغة الأرمنية قد تأثرت كثيرا باللغة السريانية لأن الأرمنية هي لغة هندو أوروبية و من السهل معرفة الكلمات السريانية او الشرقية التي دخلت فيها .

هنري بدروس كيفا

327
تاريخ الجمل العربي هو برهان على هويتنا الآرامية المميزة



أهدي هذا المقال المتواضع الى الأخ الآرامي أمير خلول ريشا الموقر لشكره على نشاطه الدائم من أجل هويتنا الآرامية.

هنالك فرق كبير بين بحث أكاديمي و بين فكرة منتشرة بقوة بين الناس ، بين تاريخ أكاديمي و تاريخ مسيس. هنالك فكرة منتشرة في شرقنا الحبيب مفادها أن الشعوب" السامية " اي سكان الشرق القديم قد خرجت من شبه الجزيرة العربية و بالتالي كل الشعوب الشرقية القديمة هي عربية ! بعض العروبيين يحاولون الإستفادة من هذه الفكرة و يؤكدون ان شرقنا كان عربيا قبل مجيئ الإسلام . السؤال هو هل هذه الأفكار أو الطروحات تستند على براهين دامغة ؟ هل السريان الآراميين هم شعب مميز ام شعب يتجاهل هويته العربية ؟

أولا - هل إنتشار فكرة معينة بقوة هو دليل على صحتها ؟

أ - بعض الأنظمة السياسية تعمل على نشر أفكار مؤيدة لأنظمتها السياسية و لكننا كشعب سرياني آرامي لا زلنا نعاني من إنتشار بعض الأفكار الخاطئة مثل التسمية السرينية قد أطلقت على الآراميين الذين إقتبلوا الديانة المسيحية . أغلبية السريان التي تدعي بالتسمية الأشورية المزورة تردد و تؤكد ان التسمية السريانية تعني المسيحي و بعض المغامرين تدعي ان التسمية السريانية لا تشير الى " شعب معين "!

ب - إنتشار فكرة معينة لا يعني صحتها و صدقها : سنة ١٨٩٠ قام احد العلماء الأميركان بدراسة علمية حول نبات السبانغ Spinach او épinard و لكن سكرتيرته أخطئت في كتابة تقريره و ضاعفت عشرة مرات نسبة الحديد في السبانغ ! فإنتشرت هذه الفكرة ( الخاطئة ) ان السبانغ هو النبات الذي يحمل أكبر نسبة من الحديد مما دفع بعدد كبير من الأمهات في تشجيع اولادهم على أكل السبانغ ! سنة ١٩٣٣ قام Dave وMax Fleischer بخلق شخصية Popeye البحار الذي كان يستمد قوته من أكل السبانغ و هذا مما قوى الفكرة الخاطئة : نسبة الحديد في السبانغ هي عالية ! المضحك أن بعض العلماء الألمان قد قاموا في أواسط القرن العشرين بدراسة مختبرية حول نسبة الحديد في السبانغ و وجدوا ان نسبة الحديد هي أقل بعشرة مرات من مما كان شائعا !

ج - شيوع فكرة او طرح تاريخي لا يعني ان الفكرة هي حقيقة تاريخية لأن الحقائق التاريخية تستد على البراهين المستمدة من المصادر ! قد تستطيع بعض الأنظمة او الأحزاب او المؤسسات ان تنشر فكرة تاريخية خاطئة و قد يصدقها البعض و لكن الحقيقية التاريخية لا احد يستطيع ان يتلاعب بمضمونها لأن الحقائق التاريخية قد أصبحت عالمية شاملة !

ثانيا - الإهتمام العربي بتاريخ الشرق القديم

عدد الباحثين العرب المتخصصين بتاريخ الشرق هو قليل جدا بالرغم من وجود عدة متاحف تحتوي على عدد كبير من الكتابات الأكادية القديمة . من المؤسف ان الأكادميين العرب يؤيدون بعض الطروحات العروبية التي تحول الشعوب الشرقية القديمة مثل الأكاديين و العموريين و الكنعانيين و الآراميين الى عرب قدامى !

إن الصراع العربي الإسرائيلي قد دفع بعض الكتاب العرب بالإدعاء أن آراميي مملكة دمشق التي إنتصرت عدة مرات على ملوك إسرائيل كانوا من العرب القدامى !

و هم يتحججون أن بعض علماء الأشوريات قد ذكروا في بداية القرن العشرين أن القبائل الأكادية قد قدمت من الغرب و منهم من ذكر شبه الجزيرة العربية بالتحديد.

من المؤسف ان السريان في الماضي لم يتنبهوا الى خطورة هذه الطروحات التاريخية السياسية التي تجردهم من هويتهم الآرامية التي تؤكد تأصلهم في الشرق القديم .

ملاحظة مهمة :

قبائل الأنباط كانت آرامية بهويتها و تاريخها و لغتها و لكنها إستعربت في القرون الأولى بعد الميلاد و من المؤسف لنا أن التيار الغالب حاليا يدعي بأن الأنباط كانوا عربا يتكلمون اللغة الآرامية !

بعض مسرحيات الرحابنة تحولهم الى عرب أقحاح و تدمر الآرامية بسكانها و لغتها و حضارتها تتحول الى عربية!

لا يزال التاريخ المسيس هو السائد في العالم العربي : نتمنى ربيعا عربيا في إحترام تواريخ الشعوب الشرقية القديمة و مساعدة السريان الآراميين كي يحافظوا على هويتهم التاريخية المميزة !

ثالثا - هل خرجت الشعوب الشرقية من صحراء شبه الجزيرة العربية ؟

أ - الشعوب الشرقية القديمة هي القبائل الأكادية و العمورية و الكنعانية و الآرامية و العربية و قد أصطلح على تسميتها بالشعوب السامية نسبة الى سام بن نوح و هذه تسمية خاطئة لأننا لسنا أولاد سام ولكننا أبناء هذا الشرق الحبيب . رواية نوح و الطوفان هي قصة رمزية و هي حكاية مأخوذة من أسطورة الخلق و الطوفان و غلغامش من العراق القديم .لا شك هنالك روابط قوية تجمع بين الشعوب الشرقية القديمة : بعض العلماء يؤكدون ان اللغة العمورية كانت قريبة جدا من اللغة الآرامية . يجدر بنا ان نعرف ان العلماء المتخصصين بتاريخ هذه الشعوب الشرقية يعتبرونها شعوب مستقلة بالرغم من ان لغاتها تتحدر من لغة أم شرقية مشتركة . لا يوجد اي مؤرخ يعتبر العرب القدامى من الأكاديين و لا يوجد اي مؤرخ محترم يدعي ان الأكاديين يتحدرون من العرب القدامى !

ب - صحيح ان بعض العلماء قد طرح فكرة ان موطن الشعوب السامية الشرقية هو شبه الجزيرة العربية و لكنه يجب ألا يغيب عن بالنا أن هذه الفكرة غير مؤكدة بمصادر او تحليلات تاريخية مقنعة! أكثرية العلماء تؤكد اليوم ان موطن الشعوب( السامية )الشرقية هو البادية التي تعرف اليوم ببادية سوريا . سنرى لاحقا أن سوريا هي موطن الشعوب الشرقية القديمة و ليس الصحراء العربية .

ج - معركة قرقر الشهيرة ٨٥٣ ق.م قام الملك الأشوري بعدة محاولات لإخضاع بلاد آرام سوريا القديمة و لكن تجمع عدة ملوك آراميين و كنعانيين و إسرائيلين و عرب لوقف الزحف الأشوري . لقد إنتصر المتحالفون بقيادة ملك دمشق هدد عدري على الجيوش الأشورية و قد ترك لنا شلمنصر الثالث كتابات تذكر أرقام و اعداد الجيوش المتحالفة و قد ذكر مشاركة ألف مقاتل عربي هجان بقيادة جندب .

أنظر الى الرابط

http://www.livius.org/q/qarqar/qarqar_battle.html

د - إن هذا النص هو اقدم ذكر للجمل ! و هذا يعني أن سكان سوريا و العراق القديم لم يستخدموا الجمال للحمل او الترحال . الشعوب الشرقية ( السامية) قد خرجت من بادية سوريا و لم تستخدم الجمال في تنقلاتها و ترحالها بعكس القبائل العربية القادمة من صحراء شبه الجزيرة العربية .

الخاتمة

لقد هاجر الأكاديون الى العراق القديم الى بلاد سومر في حوالي القرن السادس و العشرين قبل الميلاد اي في حوالي ألف و ستمائة سنة قبل خروج العرب من صحراء شبه الجزيرة العربية . من حق القارئ أن يظن أن القبائل الأكادية قد خرجت من صحراء شبه الجزيرة العربية في وقت لم تكن فيه الجمال أليفة و لكن لا يحق لأحد أن يؤكد ان القبائل الأكادية كانت عربية إستنادا على ظنونه !

الأكاديون و العموريون و الكنعانيون و الآراميون ليسوا بعرب لأنهم عبر تاريخهم الطويل لم يذكروا شيئا يدفعنا الى الإعتقاد بأنهم من العرب القدامى . لقد إرتبط إستخدام الجمال بالعرب في تاريخ الشرق القديم ، الشعوب الشرقية القديمة لم تستخدم الجمال سفن الصحراء لأنهم كانوا يعيشون في الباديا ( بادية سوريا ). من يبحث في تاريخ الآراميين القدامى ( الأحلامو السوتيين ) يجد تواجدهم الدائم في الباديا السورية إستنادا الى النصوص الأكادية في مدينة ماري ( ابو كمال على الفرات اليوم ). لقد وجد علماء الآثار عشرات النصوص الآرامية في شمالي العربية السعودية و هي تؤكد أن الآراميين قد سكنوا البادية السوريا و ليس الصحراء العربية !

إن كتابات ملوك أشور الأكادية كانت تطلق تسمية نباطو على الباديا السوريا و حسب كتابات الملك تغلت فلأسر الثالث كانت قبيلة نباطو ضمن القبائل الآرامية التي حاربها في بلاد أكاد .و طبعا لم تكن قبيلة نباطو تستخدم الجمال لأنها كانت قبيلة آرامية !

إن تاريخ الجمال الطبيعي هو برهان على أن الشعوب الشرقية لم تخرج من الصحراء العربية ! إن الجمل العربي لهو برهان حي على قدم هويتنا السريانية الآرامية !

إذا كان بعض السريان لا يهتمون بإرثهم و تراثهم و إنتمائهم الآرامي ( لأنهم يتوهمون بجذور أشورية مزيفة أو أشورية كلدانية سريانية مصطنعة...) فعلى السريان اليوم أن يهتموا بدراسة تاريخهم القديم و يدافعوا عن جذورهم الآرامية الحقيقية لأنها تعني انهم بالفعل من أقدم الشعوب الشرقية التي حافظت على هويتها الآرامية المميزة!

هنري بدروس كيفا

328
هل " براهين " السيد وليم هومة هي خيالية أم تاريخية حسية ؟



 عدونا اللعين هو الجهل و لكن هذا العدو يقوى و ينتشر بين أفراد شعبنا عندما نرى بعض المتطفلين على علم التاريخ ينشرون حول بعض المواضيع التاريخية و هم يجهلون كل الدراسات حول تلك المواضيع .

السيد وليم هومة يذكر عن نفسه انه خبير في علم اللساينيات و قد نشر عدة مقالات في موقع عنكاوا تظهر لنا مدى جهله لتاريخ شعبنا السرياني الآرامي . سوف أعلق على بعض النقاط التي يتوهم السيد هومة هي صحيحة و إنني و بالرغم أن هذا الكاتب المغامر يردد"كل من يقف مع الحق لان الحق يحرننا من الاوهام " فإنه غارق في الأوهام و لا اعتقد أنه يعرف الحق كي يتحرر من أوهامه الأشورية !

 أولا - السيد هومة باحث لا يعرف أصول البحث .

   تفشى مرض الغرور بين السريان المشارقة الذين يدعون بجذور أشورية وهمية و كل واحد منهم يستطيع أن يتحدى و يرد حتى في كل مراحل التاريخ : السيد هومة لم يدرس التاريخ و لا يعرف منهجيته و لكنه كتب - كما سنرى - حول أصل و معنى سوروس بدون أن يطلع على اي مصدر سرياني !

  يدعي السيد هومة إنني تلقيت صفعة قاضية (حسب أوهامه) في مقال عنوانه طويل " هنري كييفا يتلقى صفعة قاضية من الأب الفاضل الموراني الآشوري عبدو بدوي في وجه ادعاءته الآرامية في ندوة مار افرام السرياني بالسويد" موجود على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=492748.0

  أ - من العار الإدعاء أن الرهبان الموارنة هم أشوريون او يدعون بالهوية الأشورية المزيفة . الأب جورج رحمة هو من أهم المدافعين عن هويتنا السريانية الآرامية . سوف أنشر عنوان أحد كتبه المشهورة

"الحضارة الآرامية السريانية" على الرابط

http://www.gazire.com/forum/viewtopic.php?t=9186

 متمنيا من القارئ أن يتمعن في الإهداء" أقدّم هذا الكتاب إلى روح آباني وأجدادي السريان الآراميّيين الذين كان لهم الفضل الكبير على التراث العالمي وإلى أحفادهم اليوم علّهم يعوا قيمة حضارتهم ويعودوا إليها وينشروها في العالم "

  لن أعلق أكثر الفكر الأشوري الذي تدافع عنه مليئ بالأكاذيب !

 ب - السيد هومة فقد ذاكرته و هو يوحي للقارئ أن الأب عبدو والأب رحمة قد إختلفا معي في الرأي لأنهما يرفضان هويتنا الآرامية بينما كان الخلاف حول التسمية السريانية إذا كانت تطلق على المسيحيين فقط و إذا كانت تشمل المسلمين أيضا ؟

ثانيا - البطريرك ميخائيل الكبير و الإنتماء الأشوري  من الغريب ان السيد هومة يصدق كل انسان يدعي بجذور اشورية و لا يصدق كل طرح او نقد للفكر الاشوري . فهو يتوهم ان الاب جورج رحمة كان يقاطعني لانه يرفض هويتنا الارامية و ها هو يكتب " وكما افحمه بل وكذبه شخص سرياني اسمه السيد احو حول نفيه اي السيد هنري ما قاله مار ميخائل الكبير السرياني لليونان من ان ملوكنا هم : سنحريب وسرجون وووو...".

السيد هومة مثل كل المنخدعين بالفكر الاشوري المزيف لا يتحققون من صحة الطروحات التاريخية . نحن اكيدون انه لم يتصفح تاريخ ميخائيل الكبير و هو يتسرع بتصديق السيد احو و يقول انه افحمني و كذبني إ

 أ - لقد نشرت بحثا حول تاريخ ميخائيل الكبير عنوانه " هويتنا الآرامية في تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير" موجود على هذا الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=2602

 ذكرت فيه البراهين التي تثبت أن البطريرك ميخائيل الكبير كان يؤمن بأن السريان ينتمون الى الآراميين ...

 ب -  البحث ( الاكاديمي ) في التاريخ هدفه نشر الحقائق كما هي .صحيح أن البطريرك ميخائيل قد ذكر أن ملوك أشور كانوا سريانا و لكنه قد أكد أنهم سريان لأنهم كانوا يتكلمون اللغة السريانية : هذه الفكرة ليست برهانا أن الأشوريين القدامى كانوا من الشعب السرياني الآرامي ولكن أن الشعب الأشوري الذي كان يتكلم اللغة الأكادية " صار " يتكلم اللغة الآرامية بسبب كثافة عدد الآراميين و أهميتهم في بلاد أشور إثر  سياسة سبي الشعوب الثائرة التي مارسها ملوك أشور .

  ج - كان الأستاذ أبرهوم نورو يتحجج أن البطريرك ميخائيل الكبير في الملحق في آخر كتابه قد ذكر أن المؤرخين اليونان القدامى قد ذكروا مملكة الكلدان و مملكة أشور كانتا تتكلمان الآرامية و بالتالي كان الكلدان القدامى و الشعب الأشوري ينتميان الى شعبنا السرياني و هذا مما دفع ببعض المغامرين الى تحوير و التلاعب بنص ميخائيل الكبير . لقد أعاد بعض أباء و رهبان من الكنيسة السريانية الأرثودكسية نشر النص السرياني لتاريخ ميخائيل الكبير سنة 2006 و قد طبعت في ستوكهلم و قد تنبه الناشرون لمحاولات التزييف . فالنص السرياني صفحة 20 " ܟܠܕܝܐ . ܐܬܘܪܝܐ . ܐܪܡܝܐ ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ ."النص واضح الآراميون الذين هم السريان و ليس الكلدان و الأشوريين القدامى و الآراميون هم سريان !

 د - السيد احو لا يبحث عن الحقيقة المجردة و لكن عن تفسيرات خاطئة تسمح له أن يتوهم أن السريان يتحدرون من الأشوريين !و السيد وليم هومة - مثل كل المتطرفيين - يتسرع و يدعي أن السيد احو قد أفحمني !

  ه -  لقد إستخدم البطريرك ميخائيل الكبير التسمية الأشورية التي كانت تسمية جغرافية واسعة و لكنها صارت تطلق على مدينة الموصل .و كانت التسمية الأشورية في اللغة السريانية تحمل صفات غير مستحبة (الظلم ، القهر، العداء...) و قد إستخدمها ميخائيل بهذا المعنى :

راجع " لما لقب نور الدين الزنكي بالخنزير الأشوري ؟"

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=7258

ثالثا - هل نجح هومة في تفسيره لتسمية سوروس ؟

كان سكان المدن المحصنة  في التاريخ القديم يساعدون الجنود المكلفين في الدفاع عن المدينة في أوقات الحصار . هنالك نصوص سريانية تشير لنا أن الرهبان كانوا يشاركون بدورهم في الدفاع عن مدينتهم لأن أسوارها كانت تبعد عنهم الموت !

السيد وليم هومة قد نزل الى ساحة البحث التاريخي ليفك لنا لغز التسمية سوروس !

 و قد نشر مقاله ( المهم ) في موقع عنكاوا على هذا الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,492369.0.html

 أ -  كتب السيد هومة " يا اخوان ان كلمة سورس هي محورة من كلمة آشورومضاف الى نهايتها حرف السين كما هي العادة عند الشعب اليوناني ...".

 * إن التعصب الأعمى للفكر الأشوري المزيف لا تسمح للسيد هومة    ان هنالك فرق كبير بين سوروس باللغة السريانية ܣܘܪܘܣ و بين التسمية الأشورية في اللغة السريانية ܐܬܘܪ ! كل تفسيراته الخيالية ذهبت مع الرياح . إن حرف الألف لا يحزف من ܐܬܘܪ وهنالك فرق كبير بين التاريخ المسيس و التاريخ الأكاديمي . كل المصادر السريانية الشرقية كانت تكتب  ܐܬܘܪ و ليس   ܐܣܘܪ !

  إنني متأكد إن السيد هومة لا و لن يقتنع لأنه لا يريد أن يعرف الحقيقة كما هي ! و هو يعتقد أن شطارته في تحريف إسم سوروس الى شور سوف تقنع المثقفين في القرن الواحد و العشرين ؟ كل من يريد أن يعرف كيف كانت تكتب التسمية الأشورية و ما هي مدلولاتها عليه أن يطالع اي مصدر سرياني .

  * تحليلات خاطئة يرددها المنخدعون بالأوهام الأشورية . السيد هومة يستند على أقاويل " يقال بان الكثير من الآشوريين كانوا يتطوعون في الجيش اليوناني وكان اليونانيون معجبين بشدة بانضباط المتطوعين الآشوريين وبشجاعتهم الفائقة وبعظمة مقدامهم عند اشتباكهم مع العدو وهذا ادى الى تعيين الكثير منهم كقادة عمليات عسكرية صعبة يستحيل لغيرهم تحقيق النصرفيها. " مثل العادة لا يوجد أية براهين أو نصوص يونانية تسمح لهم بترديد هذه الأفكار الخيالية الكاذبة !

  * ضربة قاضية ام تحليلات خاطئة ؟ كتب السيد هومة

" اذن آشور  يمكن حذف حرف الالف من بدايتها او الابقاء عليه كما في الكلمتين (خوني او اخوني) وبحذف الالف من بدايتها تصبح شور..." . لا يحق لي مطالبة السيد هومة بذكر بعض النصوص السريانية التي وردت فيها التسمية الأشورية شور أو ܬܘܪ؟ لأنني أعلم أن هذا السيد بريئ من كل ما له علاقة بمنهجية البحث التاريخي !

 * نظرية جديدة و لكن غير علمية للسيد هومة "لنرجع الى الموضوع الاساسي اذ قيل ايضا ان مدينة صور اللبنانية فتحها قائد اشوري سميت شور او صور باسمه ". سبحان الله لا يوجد اي عالم متخصص في تاريخ الشرق القديم قد سمع بهذه النظرية (الأكذوبة ) الجديدة ؟ قائد أشوري إستولى على مدينة كنعانية و أطلق إسمه عليها فسميت "صور"!

 يظهر أن السيد هومة غير متواضع لأنه يكتب " رجو ان اكون قد وفقت في حل لغز اسم سورس الذي طال الجدال حوله  وقد اعتمدت على علم اللساينيات الذي هو من ضمن اختصاصي ".

  * كيف يحل لغز اسم سوروس و هو لا يعتمد على أية مصادر او مراجع علمية ؟

 * علم اللساينيات ام عالم الخياليلات ؟

* هل وجد حلا علميا ام أقحم نفسه في جدل عقيم ؟

  مرة ثانية إنني لا اعتقد ان السيد هومة سيتعلم من أخطائه : الأب جورج رحمة هو من أشهر الآباء السريان الموارنة الذين يؤمنون ان التسمية و الهوية الآرامية توحد حميع مسيحي الشرق فإن السيد هومة الغارق في اوهامه الأشورية المخدرة يعتبر السريان الموارنة أشوريين ربما لأنه يتوهم ان ܣܘܪܘܣ هي تحريف  ܐܬܘܪ اي سوروس مشتقة من اتور باللغة السريانية ؟

هنري بدروس كيفا

329
" لما " تتساقط الطروحات الأشورية مثل أوراق الخريف ؟ القسم الثاني





الورقة الثالثة - نكران تاريخ الكلدان .

لا شك أن الكاثوليك بشكل عام لا يهتمون بالعمل من اجل هويتنا التاريخية فهنالك في حياتنا الفانية ما هو مهم و ما هو أهم . للأسف

أغلبية الكاثوليك في شرقنا الحبيب يعتبرون العمل من أجل ملكوت السماء أهم من العمل من أجل الدفاع عن هويتنا التاريخية .

لا شك أن الإنتماء الطائفي لا يزال قويا عند الكلدان المعاصرين و كثيرون منهم يجهلون تاريخ الكلدان القديم مما شجع بعض المغامرين من السريان النساطرة الذين صاروا حديثا يؤمنون بالتسمية الأشورية أن يطلقوا عدة نظريات مضحكة حول الكلدان :

* الكنيسة الكلدانية منشقة من الكنيسة الأشورية علما ان الكنيسة الكلدانية قد إستقلت عن الكنيسة السريانية الشرقية النسطورية.

* الكلدانية هي تسمية باباوية لتمزيق الأمة " الأشورية " كما في هلوثة بعض الكتاب المغامرين !

* الكلدانية هو إسم " أسرة عائلة " حاكمة : و كان أحد الصحافيين الكلدان المتلون يردد هذه الفكرة الخاطئة ليخدع الكلدان المعاصرين و يوهمهم انهم " أحفاد الأشوريين " !

* الكلدانية لا تشير الى قوم معين لأنها أطلقت على السحرة و المنجمين . بعض المناضلين ( المنافقين ) يدعي ان الكلدان هم الأشوريون العاملون في التنجيم !

من يريد أن يتعرف على تاريخ الكلدان و دورهم الحقيقي في تاريخ العراق القديم عليه العودة الى المراجع العلمية و ليس آراء بعض الحالمين الذين يتوهمون أن آرائهم السطحية تستطيع إنكار تاريخ الكلدان العظيم .

بعض أسماء المراجع المهمة موجودة في هذا الرابط

viewtopic.php?f=182&t=7155

الورقة الرابعة - أكذوبة " اللغة الآشورية "

إستطاع بعض العلماء فك رموز الكتابة المسمارية في أواسط القرن التاسع عشر و لأنهم وجدوا تلك الألواح في نينوى فإنهم أطلقوا تعبير" اللغة الأشورية " على تلك اللغة المكتشفة ! و لكنهم سرعان ما إكتشفوا أن إسم تلك اللغة هو الأكادية و أن هنالك لغة أقدم هي اللغة السومرية .

من يتعمق في تاريخ الشرق القديم يجد ان اللغة الأكادية قد إنتشرت في كل الشرق و وصلت الى بلاد مصر و فارس و قد إستخدمتها شعوب عديدة . في بداية إنتشار علم تاريخ الشرق القديم ASSYRIOLOGY لم تكن كل المعلومات متوفرة كما اليوم . و قد قسم هؤلاء العلماء تاريخ و جغرافية اللغة الأكادية فقسموها الى منطقتين جغرافيتين : بلاد بابل و بلاد أشور ! و وضعوا حقبات تاريخية من : لغة أشورية قديمة و لغة أشورية متوسطة و لغة أشورية حديثة .

للأسف لا يزال بعض العلماء يتبعون هذه التقسيمات كما ان كثير من المناهج المدرسية لا تزال تعلم الطلاب بوجود لغة بابلية و شعب بابلي .

العلماء المعاصرون لا يستخدمون تعبير " اللغة الأشورية " لأنهم يعرفون أن إسمها العلمي و التاريخي هو اللغة الأكادية . من يطلع على مقدمة قاموس شيكاغو الشهير يجد أن إسم اللغة هو الأكادية.

راجع " قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية " الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarik ... nyi/20.htm

سنة 2004 نشرت جامعة كامبردج موسوعة علمية حول اللغات القديمة

THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE WORLD'S ANCIENT LANGUAGES

ED. R. D. WOODARD

هذه ألموسوعة ألعلمية تنتشر دراسات عن كل أللغات ألقديمة من سومرية و أكادية و أرامية و عربية و أرمنية و لكن لا يوجد أي بحث عن لغة أشورية ! لأن الأشوريين القدامى كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و كانوا يسمونها اللغة الأكادية و ليس " الإسبانية " .

إخوتنا من السريان المشارقة الذين يدعون بهوية أشورية سياسية حديثة لا يريدون أن يتحققوا من صحة طروحاتهم و هم ملكيون أكثر من الملك لأنهم يدعون بوجود " لغة أشورية " و بعض أدباء اللغة السريانية يخونونها كل يوم عندما يسمونها " أشورية " !

الورقة الخامسة - تفسيرات بهلوانية للتسمية الآرامية .

لا تزال تصلني بعض التعليقات التاريخية من الإخوة المنخدعين بالتسمية الأشورية و هم بأغلبيتهم الساحقة غير مطلعين على المصادر القديمة و حتى على المراجع العلمية . و من المؤسف أنهم لا يميزوا بين بحث تاريخي مسيس و بين بحث تاريخي أكاديمي . بعض هؤلاء المناضلين المتوهمين لا يستحون من ترديد بعض طروحات الفكر الأشوري المتطرف التي تفسر التسمية الآرامية بأنها لا تشير الى شعب آرامي و لكن الى الشعب الأشوري الساكن في الجبال !

أ - أطلق أحد العلماء الألمان في بداية القرن العشرين فكرة ان التسمية الآرامية تعني سكان الأراضي المرتفعة ، و قد ردد الأب المؤرخ ألبير أبونا هذه الفكرة في كتابه الشهير " أدب اللغة الآرامية " .

ب - السريان المنخدعون بالفكر الأشوري يدعون ان التسمية الآرامية تعني بلغتنا ( أرعا راما ) أي الأرض المرتفعة و بالتالي التسمية الآرامية أطلقت على الأشوريين سكان الجبال ( ما شاء الله على هذه الإستنتاجات العلمية ! (

ج - إن التسمية الآرامية لا تعني بلغتنا الأرض المرتفعة لأنه بكل بساطة أن كلمة أرق في اللغة الآرامية كانت تعني الأرض و قد قلب حرف القاف الى عين في فترة الإمبراطورية الفارسية اي بعد القرن الخامس قبل الميلاد ! بعبارة أوضح في القرن العاشر قبل الميلاد كان أجدادنا يستخدمون تعبير " أرق " للدلالة الى الأرض و ليس " أرع " .

د - الآراميون - حسب المصادر الأكادية - كانوا يعيشون في بادية سوريا و قد أسسوا عدة ممالك في بيت نهرين ( الجزيرة السورية ) و في بلاد آرام ( سوريا ) حيث لم يكن اي وجود للشعب الأشوري !

يتبع
هنري بدروس كيفا

331
" لما " تتساقط الطروحات الأشورية مثل أوراق الخريف ؟



بعض المدافعين عن الفكر الأشوري يتطفلون على علم التاريخ و يتوهمون أن الدفاع عن الطروحات التاريخية للفكر الأشوري هو مهارة فكرية متناسين أن كل طرح تاريخي يجب أن يستند على معلومات صحيحة مبرهنة بالمصادر و المراجع العلمية .

ربما كان من الأفضل ان يكون العنوان " هل" تتساقط الطروحات الأشورية ؟ كي يتشوق القارئ و لكنني شددت على " لما " كي يفهم بعض الإخوة المتطفلين إن الباحث النزيه في التاريخ يريد نبش و نشر الحقائق كما هي (بدون ماكياج) أما المحامي الناجح فهو يعمل لربح القضية حتى و إن كان موكله مذنبا !

سوف أفتح ملف الفكر الأشوري ورقة ورقة و أنصح " الشعراء " و " أصحاب الأسماء المستعارة " أن يتركوا الباحثين المدافعين عن الفكر الأشوري كي يتأكدوا من صحة او عدم صحة المعلومات التي سأوردها .

الورقة الأولى - أكيتو عيد أشوري قومي أم عيد بابلي مندثر ؟

بدأت هذه الظاهرة الجديدة في الإنتشار بين إخوتنا السريان النساطرة المدعين بالتسمية الأشورية في العقود الأخيرة . المدهش أنهم كانوا يعتقدون ( بعض المتطرفين منهم لا يزالون يروجون ) أن عيد أكيتو هو عيد تاريخي أشوري !

من له إلمام بسيط بتاريخ الشرق القديم يعرف أن عيد أكيتو هو عيد سومري إنتقل الى الأكاديين و العموريين و كان يتم في مدينة بابل و الإله " مردوك" هو محوره الرئيسي . من يريد أن يتعرف أكثر هنالك رابط حيادي لا يوجد فيه اي إشارة الى الأشوريين و إحتفالات أكيتو

http://www.livius.org/aj-al/akitu/akitu.htm

لقد إنتشرت إحتفالات أكيتو في عدة مناطق في شرقنا الحبيب و لكن إنتشار الديانة المسيحية سيعجل من إندثاره . لم يكن أكيتو عيدا أشوريا و هذا دليل على أن طروحات الفكر الأشوري مبنية على طروحات تاريخية خاطئة . بعض المتطرفين منهم يروجون أن مدينة بابل هي أشورية و بالتالي أكيتو هو أشوري !

لا يزال دعاة الفكر الأشوري يتوهمون أن كل مناطق العراق القديم كانت أشورية و الغريب انهم لا يعرفون كم سنة ظلت مدينة بابل محتلة و لا يريدون أن يتعمقوا في تاريخ مدينة بابل و يتجاهلون كليا أن القبائل الكلدانية الآرامية كانت تشكل أكثرية سكانية في بلاد أكاد و أنها قاومت الأشوريين و طردتهم من بلاد أكاد قبل القضاء عليهم سنة 612 ق.م. أكيتو ليس عيدا قوميا للأشوريين القدامى و لم يكن عيدا متوارثا بين أفراد شعبنا . أراد دعاة الفكر الأشوري " إحياء" هذا العيد متوهمين أنه عيد أشوري و أن قيام الإحتفالات في أماكن تواجدهم لهو إستمرار الشعب " الأشوري" حتى اليوم!

أكيتو هو عيد بابلي قد إندثر منذ زمن بعيد : من يدعي أنه عيد أشوري متوارث يفضح جهله لتاريخ هذا العيد !

الورقة الثانية - هل كانت بيت نهرين أشورية ؟

كتبت بحثا حول بيت نهرين منذ حوالي 20 سنة و عنوانه" بيث نهرين تسميتها موقعها حدودها " موجود على الرابط

http://freesuryoyo.org/index.php?option ... 9&Itemid=2

ذكرت في مقدمته" لقد درجت العادة على ترجمة بيث نهرين الآرامية إلى بلاد ما بين النهرين باللغة العربية. ويقصد بالنهرين طبعاً ، دجلة والفرات، وقد أخذ العرب بهذا المفهوم من العلماء الأوروبيين الذين اصطلحوا ، في أوائل هذا القرن، على استعمال تسمية: بمعنى يشمل العراق الحالي ومحافظة الجزيرة في سوريا وقسماً من تركيا الشرقية.

كتب العالم contenau )1) عن التسمية: "هذه التسمية mesopotamia هي بفضل pottier الذي كان يدرس في معهد اللوفر في بداية هذا القرن. وكان قد تبناها خلال محاضراته ، بسبب ما وجده من مشترك بين حضارة السومريون وحضارة الساميين الذين جاؤوا بعدهم، ونشرها بقصد التسمية في كتاباته....."

تسمية بيت نهرين او بلاد ما بين النهرين لم تطلق على العراق الحالي ! فبيت نهرين التاريخية هي الجزيرة السورية التي إستوطنها الشعب الميتني قبل أجدادنا الآراميين . بلاد أكاد و بلاد أشور لا تقع في بيت نهرين التاريخية !

هنالك فرق كبير بين بلاد ما بين النهرين التاريخية أي الجزيرة وبين المصطلح بلاد ما بين النهرين الذي أصبح يقصد به العراق القديم في بداية القرن العشرين .

هنالك عشرات الكتب و الدراسات العلمية التي تصدر سنويا و هي تستخدم المصطلح مسوبوتاميا بمعنى العراق القديم و لكن أغلبية هؤلاء العلماء يعرفون أن مسوبوتاميا هي مصطلح و ليس تسمية تاريخية جغرافية للعراق القديم .

دعاة الفكر الأشوري لا يميزون بين بيت نهرين التاريخية و بيت نهرين المصطلح الحديث و هم يتوهمون أن بيت نهرين هي تسمية تاريخية قومية أطلقت على بلاد أشور او العراق القديم و أغانيهم القومية لا تزال تمجد بيت نهرين !

ظلت بيت نهرين التاريخية / الجزيرة آرامية بسكانها و حضارتها و لغتها لأكثر من ألفي سنة !

و من يريد أن يتأكد عليه أن يطالع و يتحقق من البراهين التي ذكرتها في بحثي المتواضع .

الطروحات الأشورية الكاذبة حول " أشورية" بيت نهرين لم و لن تبدل في تاريخ و جغرافية بيت نهرين الآرامية و التي وردت في أسفار التوراة " آرام نهرين" .

كل سرياني متمسك بجذوره الآرامية يستطيع أن يسمي بيت نهرين لطفلته : لقد سميت إبنتي " بيت نهرين" لأنها تسمية آرامية لبلاد كانت آرامية لفترة زمنية طويلة ( أكثر من 2000 سنة (

يتبع

هنري بدروس كيفا

332
هل ينجح "المؤتمر الكلداني العالمي" في تحقيق " اعجوبة " حول هويتنا التاريخية ؟

نشر الأخ حبيب تومي مقالا في عدة مواقع يطالب فيه بعقد مؤتمر كلداني في هذه السنة ، النص الكامل موجود على هذا الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Archev/HabebTomi/090101.htm


لا شك أن الأخ حبيب تومي يطمح الى توحيد إخوتنا الكلدان خاصة من أجل الحصول على حقوقهم   العادلة  في العراق . لقد أسرع بعض المفكرين الكلدان الأحرار في التعليق على هذه الدعوة و أغلب ردودهم هي إيجابية لأنهم يشعرون بخطورة وضعهم في العراق .   بما أن الأخ حبيب تومي يطالب المفكرين الأحرار بتقديم آرائهم حول عقد هذا المؤتمر و بما أنه يشدد كثيرا على " الهوية الكلدانية التاريخية " سوف أعلق على القسم التاريخي مشددا على " أهمية إنعقاد هذا المؤتمر الكلداني".

أولا - من هم الكلدان ؟ 

  من المؤسف إن إخوتنا الكلدان يفتقرون الى مؤرخين متخصصين في تاريخ الشعب الكلداني في تاريخ الشرق القديم مما سمح لبعض المفكرين أن ينشروا مقالات مزورة لهوية الكلدان : هذا يؤكد أن التسمية الكلدانية هي أسم " أسرة حاكمة " و ذاك يعتقد أن التسمية الكلدانية لا تشير الى هوية لأنها تعني " عالم فلك أو منجم " . لا يزال البعض يعتقد أن التسمية الكلدانية هي " مذهبية " لأنها تدل على إخوتنا اللذين إنفصلوا أو عادوا الى الكنيسة الكاثوليكية ، و يعتقدون أن الكلدان قد إنفصلوا عن الكنيسة النسطورية الأشورية بينما الحقائق التاريخية تثبت إن الإنفصال  هو عن الكنيسة السريانية الشرقية أي النساطرة . قد يكون إنتشار هذه الآراء الخاطئة حول الكلدان قد دفعت أحد السياسيين من " الاشوريين" الى طرح السؤال " هل وردت التسمية الكلدانية في النصوص القديمة ؟ " .

كثرة الآراء الخاطئة بين المفكرين لا يعني أن هوية الكلدان التاريخية هي مجهولة !

 لا شك يوجد بعض الإرتباكات بين إخوتنا الكلدان حول هويتهم منهم من يؤمن بأنه عراقي و منهم من يؤمن بأنه ينتمي الى الشعب الكلداني و البعض يؤمن بالهوية الاشورية الحديثة و البعض يؤيد التسمية المركبة !  قداسة البطريرك بيداويد الراحل قد قال " أنه اشوري " بينما قداسة البطريرك مار عمانويل دلي  يؤكد "أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي. "

ثانيا-  ما الفرق بين " الهوية الكلدانية التاريخية " و " الهوية الكلدانية السياسية " ؟

  قد لا ينتبه بعض القراء على دقة هذه التعابير ، و طبعا هنالك فرق كبير  بين " هوية كلدانية تاريخية " و  بين " هوية كلدانية سياسية " . الأولى تستمد قوتها و سبب وجودها من تاريخ الشعب الكلداني و لا تقبل بالتخلي عنه أما الثانية فهي تستمد قوتها من نشاطها السياسي و من تحالفاتها الآنية و من الطبيعي - في سبيل مصالحها السياسية الحالية - أن تتناسى جذورها لأن السياسي الناجح يبحث دائما عن فن الممكن و هو منفتح على كل التيارات . لكل من هذه المفاهيم نقاط سلبية و نقاط إيجابية .

  أ - الهوية الكلدانية التاريخية  تبحث عن هوية الكلدان الحقيقية و تدافع عن هويتها بدون النظر الى مصالحها السياسية. لقد أوصل لنا المؤرخون اليونان القدامى قصص عديدة عن الشعب الكلداني و حضارته  ولكنهم عمموا آراء غير صحيحة تاريخيا عن الشعب الكلداني الحقيقي مثلا الفترة الزمنية التي حكموا فيها. لقد نقل  البطريرك ميخائيل الكبير في ملحقه طبعة شابو الفرنسية  في الصفحة 442 بعض الحكايات غير الصحيحة عن الكلدان مثلا وجود ملوك كلدان قبل الطوفان و بعده بلغ عددهم 40 ملكا ! و قد نقل ميخائيل من تاريخ أوسابيوس الذي نقل بدوره من تواريخ فلافيوس جوزيف اليهودي الذي إعتمد على ما ورد في أسفار التوراة . وقد إهتم علماء أوروبا في العصر الحديث في تاريخ و هوية الشعب الكلداني القديم . نشر فولتير الفرنسي Voltaire سنة 1756 كتابا عنوانه" Essai sur les moeurs et l'esprit des nations " ذكر في مقدمته عن الكلدان أنهم إستخدموا الكتابة الهيروغليفية مثل الشعب المصري القديم، و ربط بين الكلدان و بناء مدينة بابل مما يوحي للقارئ أن الكلدان هم من أقدم الشعوب ! و ذكر فولتير أيضا أن تسمية بابل في اللغة الكلدانية تعني " الأب الإله " لأنه في اللغة الكلدانية كلمة باب تعني الأب !  يعترف فولتير بإكتناف الغموض تاريخ الكلدان و يكتب " بعض العلماء يؤكدون أن بلاد أشور و بلاد كلدو كانت تؤلفان إمبراطورية واحدة ، محكومة بعض الأحيان بأميرين : الأول مقره بابل و الاخر مقره نينوى.

     و قد جرى نقاشات عديدة بين العلماء في أوائل القرن التاسع عشر البعض منهم كان يدعي أن الكلدان ينتمون الى الشعب الآري و البعض الأخر يؤكد أنهم ساميين . الطريف ( و لكنه غير صحيح تاريخيا ) إن العالم الفرنسي المشهور أرنست رينان كان قد أكد - في كتابه المشهور تاريخ اللغات السامية -  أن الشعب الكلداني ينتمي الى الشعب الكردي !

ب - الهوية الكلدانية السياسية    إنني غير مطلع على طروحات الأحزاب الكلدانية الحديثة و مفهومها حول الهوية الكلدانية التاريخية ولكنني من خلال مقالات بعض الإخوة اللذين يدافعون عن الهوية الكلدانية لاحظت أنهم لا يعرفون الدراسات العلمية حول الكلدان القدامى . و بعض الأحيان يخلطون بين التاريخ الكلداني العلمي و تاريخ الكلدان المسيس ( أحدهم لا يزال يدعي بوجود الكلدان قبل 5300 سنة قبل الميلاد !) و كثيرون من الكلدان – إستنادا الى التوراة الذي ذكر " أور الكلدانيين " - يعتقدون أن الكلدان كانوا متواجدين في بلاد أكاد في الألف الثالث و الألف الثاني قبل الميلاد ! علما أن أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يؤكدون أن القبائل الكلدانية هي آرامية و قد جائت من الغرب بادية سوريا و إستوطنت بلاد أكاد في أواخر الألف الثاني ق.م أو في بداية الألف الأول ق.م . و قد عرضت هذا الموضوع سابقا على هذا الرابط

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=15986
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=16085
ج - بعض التعليقات حول هوية الكلدان

 1 - للأسف الشديد لا يوجد إحصائيات حول نسبة الكلدان اللذين يؤمنون بإنتمائهم الكلداني ، أو إنتمائهم التاريخي الآرامي ، أو العراقيو أخيرا الكلدو اشوري  السرياني أو الاشوري !

 2 - نحن لا نعرف إذا كان أحد الكلدان يؤمن بالهوية الاشورية يحق له أن يشارك في المؤتمر ؟

3 - إن أهم أهداف المؤتمر المعلنة هي الدفاع عن الهوية الكلدانية  السؤال الذي يطرح هو عن أية هوية كلدانية : التاريخية أم السياسية ؟

4 - لا أحد يستطيع أن يتلاعب بهوية الكلدان التاريخية : لقد رأينا سابقا كيف فشلت محاولات " أشورة " الكلدان بالإستناد الى تفسيرات غير علمية من نوع ( لا يوجد شعب كلداني لأن التسمية الكلدانية تعني المنجم أو عالم الفلك و غيرها ).

 5 - إن الدراسات العلمية حول هوية الكلدان القديمة تعتمد كثيرا على المصادر أي الكتابات العديدة باللغة الاكادية . أما كتابات اليونان القدامى فهي لا تعتبر من المصادر و لكن من المراجع و يجب نقدها لأنها تحتوي معلومات غير صحيحة عن الكلدان .

.6 - إن إخوتنا اللذين يؤمنون بالهوية الكلدانية التاريخية لا يصدقون أبدا ما ورد في تاريخ ميخائيل الكبير بتناقل السلطة بين الكلدان خلال فترة طويلة ( أربعون ملك كلداني ) . أو أن الكلدان القدامى كانوا يتكلمون اللغة الكلدانية إستنادا الى فولتير أو غيره!

 7 - للأسف أن بعض إخوتنا يطالبون بالدفاع عن هوية الكلدان التاريخية و لكنهم يصدقون بعض الطروحات المزورة لهوية الكلدان الحقيقية . هذا الخلط بين هوية الكلدان الحقيقية/ الآرامية مع هوية كلدانية شوفينية قد تبعد شبابنا عن العمل القومي .

ثالثا - لغة كلدانية أم لغة آرامية/ سريانية ؟

أحب أن أشكر الأخ حبيب تومي على أمانته حول تاريخ الكلدان القدامى فهو يكتب " ولعل آخر ما قدمه للمسيرة الحضارية البشرية قبل حوالي ثلاثة الاف سنة هو التقويم الشمسي وهو تقسيمه الوقت الى السنة والشهر والأسبوع واليوم والساعة والدقيقة والثانية ". من المعلوم أن الشعب الكوشي هو الذي طور علم الفلك في بلاد أكاد قبل أن تدخل القبائل الكلدانية/ الآرامية   في أواخر القرن الحادي عشر و تسيطر على هذه البلاد . الإيجابية في هذه الفكرة أن المفكر حبيب تومي لا يدعي أن حمورابي كان كلدانيا بعكس ما يؤمن بعض القوميين الكلدان. حمورابي كما هو معروف كان " عموريا " .

إنني أخالف الأخ حبيب تومي في إسم اللغة التي يتكلمها الكلدان فهو يكتب " المؤتمر يعمل مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيـــــة ، التي عملت عبر التاريخ على الحفاظ على اللغة الكلدانيـــة ( كلذايا) وطقوسنا واسمنا القومي الكلــــداني وأثبتت الكنيسة عبر التاريخ انها مؤسسة أمينة للحفاظ على تراث شعبنا وتاريخه ".

لقد وجدت قاموسا من أواخر القرن التاسع عشر حول اللغة الأكادية القديمة و عنوانه " قاموس كلداني - فرنسي " . فهل سيستغل القوميون هذا الخطأ و يدعون أن اللغة الأكادية كانت كلدانية أو - لا سمح الله - هل سيقوم أحد المغامرين و يدعي أن الكلدان القدامى كان لهم لغة كلدانية خاصة ؟

أم أن الكلدان في القرن الواحد و العشرين سيلتزمون بالتسمية العلمية للغة أجدادهم ؟

 قام البطريرك   بيداويد  الكلداني سنة 1975 بإعادة طبع قاموس المطران يعقوب أوجين منا الشهير و لكنه عمد الى تبديل إسمه من " دليل الراغبين في لغة الآراميين " الى " قاموس كلداني - عربي " . الحجج الواهية التي ذكرها في مقدمته غير مقبولة على الصعيد العلمي و الأدبي لأن المطران يعقوب أوجين منا  كان يؤمن أن كل المسيحيين في شرقنا الحبيب كانوا ينتمون الى الشعب الآرامي و أن إسم لغتهم " التاريخي و العلمي هو اللغة الآرامية/السريانية".

إن أغلبية رجال الدين الكلدان تستخدم تعبير " اللغة الآرامية أو السريانية " ، في مقاله الأخير سيادة المطران سرهد جمو  يستخدم تعبير " اللغة الآرامية الحديثة ". من الغريب أن " الأحزاب الاشورية " قد بدأت تستخدم أو تصحح بعض مفاهيمها حول لغتهم و يسمونها " اللغة السريانية " و نرى اليوم " نزعة جديدة" عند بعض إخوتنا الكلدان حول " اللغة الكلدانية ". أخيرا أن أبحاث إدوارد ليبنسكي تؤكد أن لغة القبائل الكلدانية الأم كانت اللغة الآرامية و أنهم تعلموا اللغة الأكادية في بلاد أكاد بدون أن يفقدوا لغتهم الأم . كما لا يخفى على القارئ أن اليهود قد تعلموا " اللغة الآرامية " أثناء السبي البابلي الثاني الذي دام من سنة 587 الى 538 ق.م . 

إن إستخدام تعبير " اللغة الكلدانية " لهو تعبير خاطئ لأنه غير تاريخي و غير علمي و الكنيسة الكلدانية - عبر  دراسات الباحثين فيها - تستخدم تعبير " اللغة الآرامية / السريانية " . أما إذا كان يوجد تيار ( علمي أو غير علمي ) داخل الكنيسة الكلدانية يناضل من أجل تعميم إستخدام تعبير " اللغة الكلدانية " فنحن نتمنى على الأخ حبيب تومي أن يعرفنا على هذا التيار و إن أمكن على الأسباب أو العوامل التاريخية . لقد فشل الفكر القومي الاشوري في تعميم تعبير " اللغة الاشورية " فهل ينجح الفكر الكلداني الجديد ؟

لقد أحببت أن أعلق على العوامل التاريخية و اللغوية و لكني أريد أن أعلق على شق سياسي و هو أمنيتنا أن ينجح المؤتمر الكلداني العالمي أن يكون " علميا " أي أن تكون عودة الكلدان المعاصرين الى " جذورهم " التاريخية الحقيقية . معلومات البطريرك ميخائيل السرياني حول وجود 40 ملك كلداني ! هي معلومات خاطئة منقولة عن مراجع يونانية غير أمينة . المؤرخ الفرنسي إرنست رينان يدعي أن الكلدان ينتمون الى الأكراد و الفيلسوف الفرنسي فولتير ذكر أن الكلدان و الأشوريين قد حكموا في إمبراطورية واحدة و اليوم يطالب إخوتنا الكلدان في معرفة " هويتهم الكلدانية التاريخية " فهل يحق لنا أن نسأل إخوتنا هل هوية الكلدان التاريخية هي الهوية الآرامية ؟ لما حلت تسمية " بلاد الآراميين" بدل التسمية القديمة بلاد أكاد ؟

هل يحق لنا أن نطرح السؤال : عن أية هوية سيبحث المؤتمر الكلداني العالمي ؟

هل هي الهوية الكلدانية التاريخية الحقيقية ؟

 و هنا نحن نريد أن نعرف من هم الكلدان القدامى ؟

 هل هم عرب ؟

هل هم آراميون ؟

هل هم أكراد ؟

هل هم أشوريون ؟

 أو هم" شعب كلداني مستقل " ؟

   بعض الدلائل تشير الى أن المؤتمر الكلداني العالمي سيبحث حول هوية الكلدان التاريخية المسيسة أي مشاكل الكلدان اليوم من تشتتهم السياسي و إبعادهم عن تمثيلهم السياسي و غيابهم عن الإعلام و غيرها . إن دعوة الأخ حبيب تومي حول دراسة هوية الكلدان التاريخية هي غير واضحة  فهو يستخدم تعبير " اللغة الكلدانية " و يعترف بالقومية الاشورية و السريانية .

بينما نرى قداسة البطريرك مار دلي الثالث يقول بكل شجاعة "  لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي. ليعش العراق بكافة قومياته عربا وكردا وأراميين وأيزيديين وصابئة وشبك ". كلمة قداسته شجاعة و صادقة لأنه لا  يعترف إلا بالهوية الآرامية التاريخية كتسمية و هوية موحدة لكل المسيحيين في العراق

      ملاحظة مهمة إن كلمة قداسته ليست بنظرية جديدة فأجدادنا السريان المشارقة قد حافظوا على هويتهم الآرامية ، فالمطران يعقوب أوجين منا كان يؤمن أن هويتنا التاريخية هي الآرامية و كذلك الأب المؤرخ ألبير أبونا.

      نتمنى للمؤتمر الكلداني العالمي القادم أن يكون طموحا الى العمل الى توحيد كل المسيحيين في العراق و ليس فقط كل الكلدان . و نتمنى أن يدافع عن هوية الكلدان التاريخية الحقيقية  التي توحد كل المسيحيين في العراق لا بل في كل الشرق . نتمنى لإخوتنا أن ينجحوا  في عقد هذا المؤتمر و نحن لا زلنا نؤمن و نعتقد أن الإنسان في وقت الضيقة يستطيع أن يصنع العجائب ، لقد إستطاع الطيار الأميركي مؤخرا أن ينقذ حياة 155 راكب لأنه خلال ثواني قليلة إتخذ قرارات صعبة و لكنها صحيحة .

 فإلى المؤتمر الكلداني العالمي القادم نحن ننتظر منكم قرارات صعبة ، حكيمة، شجاعة من أجل توحيد شعبنا  و إنقاذه من الطروحات التاريخية الخاطئة و الإنقسامات السياسية التي أضعفته!
 "رابطة الآكادميين السريان/ الآراميين "

هنري بدروس كيفا

333
سبستيان بروك و التسمية " الأشورية" ؟ في " ينابيع سريانية "


إن العلماء المتخصصين بتاريخ الشعب السرياني يقسمون هذا الشعب الى سريان مشارقة و الى سريان مغاربة نسبة الى نهر الفرات الذي كان فاصلا طبيعيا بين الإمبراطوريتين الفارسية و الرومانية (البيزنطية فيما بعد). كان السريان خاضعين الى إمبراطوريتين تتحاربان فيما بينهما من اجل التوسع و المصالح الإقتصادية مما سبب كثير من الإضطهادات - خاصة للسريان المشارقة - لأن الإمبراطورية الرومانية بعد الإمبراطور قسطنطين صارت تدين بالمسيحية .
السريان المشارقة في العصور الوسطى كانوا يعرفون أن جذورهم السريانية تعني الآرامية فحسن بن بهلول السرياني النسطوري في قاموسه من القرن العاشر الميلادي يذكر " أن السريان كانوا يعرفون قديما بالآراميين " و هنالك سرياني نسطوري و هو يشوعداد قد كتب "صنف لا يقتنيه السريان ولذلك نقل إلى السريانية "أو" أن الترجمة اليونانية تسمي كل آرام وآراميين "سريانا". فأبو آرام أعني السريانيين ولذلك سموا آراميي ما بين النهرين ". اخيرا إيليا السرياني الشرقي مطران نصيبين من القرن الحادي عشر قد عدد الشعوب في كتاب النحو" إن ألعبرانيين و ألسريانيين و ألفرس و ألحبشة و العيلاميين و الماديين و الفينقيين و الألينيين و العرب و غيرهم ممن لا نعرفهم .."

اولا - أبحاث البرفسور سبستيان بروك في " ينابيع سريانية "

أ- ينابيع سريانية هي سلسلة من الدراسات الأكاديمية حول تاريخ و حضارة و لغة و هوية الشعب السرياني الآرامي . قام مركز الدراسات و الأبحاث الشرقية في إنطلياس بنشره سنة ٢٠٠٥ . من يتصفح هذه الدراسات العديدة القيمة يلاحظ أنها متنوعة و بلغات أجنبية عديدة و حول تاريخ و تراث السريان في مختلف الحقبات التاريخية .

هنالك دراسة مهمة جدا لسيادة المطران د. لويس ساكو عنوانها "السريان: الإطار التاريخي والجغرافّي"

موجودة على هذا الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/4.htm

رغم إنتماء المطران لويس ساكو الى الكنيسة الكلدانية فهو في هذه الدراسة كما في كل أبحاثه المنشورة يؤكد أن السريان الشرقيين ينتمون الى الآراميين . طبعا نحن لا نتعجب من هذا التأكيد لأن إنتماء السريان الى الآراميين هي حقيقة تاريخية موجودة في مصادرنا السريانية .
الأب سيمون عطالله في نهاية " ينابيع سريانية" يلخص لنا تاريخ السريان و يطرح لنا " خط نحو المستقبل" يذكر فيه :
" اللغة السريانية هي لهجة متأخرة من الآرامية: تتحدر فعليا من لغة الرها، لغة الشعب الآرامي في الجزيرة و سوريا، الذي تحول الى الديانة المسيحية بأعداد كبيرة في القرن الرابع الميلادي . اللغة السريانية تطورت و أثبتت وجودها بسبب دفاع الشعب الآرامي عن هويته الخاصة الثقافية و السياسية ضد ضغوطات الرومان و البيزنطيين و الفرس و العرب " صفحة ٥٩٣ النص الفرنسي .
و في المقطع الأخير صفحة ٥٩٧ يكتب الأب عطالله "أتمنى من نشر" ينابيعنا السريانية " أن تعطي " شعبنا الآرامي " الفرصة كي يتعرف على ماضيه ..."
ب - أبحاث سبستيان بروك المنشورة في " ينابيع سريانية "
البرفسور سبستيان بروك هو من أشهر الباحثين المتخصصين في تاريخ شعبنا السرياني الآرامي : له دراسات عديدة حول جوانب عديدة من تاريخنا و تراثنا السرياني الآرامي . شارك مع الباحث ديفيد تايلر في نشر " اللؤلؤة المخفية : الكنيسة السريانية الأرثودكسية و إرثها الآرامي
" The Syriac Orthodox Church and Its Aramaic Heritage
لمحة عن الكتاب على هذا الرابط
http://sor.cua.edu/Pub/BrockHPearl/index.html
لقد كان البرفسور بروك المحور الرئيسي في ينابيع سريانية فهو نشر مقدمة مهمة لهذا الكتاب عنوانها
" Syriac literature among the literatures of the Middle
East" من الصفحة ٩ الى ٢٠ .
ثم المقالات التالية
* Liturgical Texts من صفحة ٢٩١ الى ٣١٣
* Poetry من صفحة ٣١٥ الى ٣٣٨
* Secular Literature من صفحة ٤٥١ الى ٤٧٤
* Time Line of the Syriac Literature من ٥٨١ الى ٥٨٧
* For Further Reading من صفحة ٥٨٨ الى ٥٩٢
جميع هذه المقالات هي باللغة الإنكليزية و سيقوم مركز الدراسات و الأبحاث الشرقية في إنطلياس الى ترجمة جميع المقالات في" Sources Syriaques " الى اللغة العربية طبعا كي تصل الى جميع أفراد شعبنا الآرامي .

ثانيا- تسمية " أشورية " صحيحة أم ترجمة خاطئة ؟

أ- يتابع د. أسعد صوما كل الكتب الجديدة التي تتعلق بتاريخ شعبنا السرياني الآرامي و قد إطلع على الترجمة العربية لينابيع سريانية. إنني لا زلت أذكر قوله " هنالك - بدون شك - أخطاء في الترجمة لأبحاث البرفسور بروك فأنا أعرفه جيدا و من المستحيل أن يستخدم تعبير " الشعراء الأشوريون" في أبحاثه ..."
ملاحظة الدكتور صوما دفعتني كي أقارن بين نص بروك الإنكليزي و الترجمة العربية . في مقدمة سبستيان بروك " الأدب السرياني بين آداب الشرق الأوسط " نجد في صفحة ٢٥ " الترتيب الزمني : السومري ، الاكادي ، الآرامي ..." و أيضا " و ما ان وافى القرن السابع ق.م حتى بدأت الآرامية تحل محل الأكادية " و في نهاية المقدمة يتكلم البرفسور بروك عن العلماء الذين درسوا تاريخ الأدب السرياني و يذكرRudolf Macuch الذي إعتمد على ثلاثة تواريخ شرق أوسطية للأدب السرياني : صفحة ٣٥
* اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم و الآداب السريانية...
*أدب اللغة الآرامية لألبير ابونا
*قصة التزهد الأشوري لبيرا سارماس ... ما يدل اصدق دليل على ان السريانية دخلت القرن الواحد و العشرين ..."
النص الإنكليزي للبرفسور بروك هو :
" and Pera Sarmas' Tash 'itha d-siprayuta atoreta"
السؤال الذي يطرح هو هل كان البرفسور بروك " أمينا " للتسمية التاريخية للسريان المشارقة ؟
ب - في بحثه Liturgical Texts ذكر بروك صفحة ٢٩٢
" in the Church of the East the seventh-century Patriarch Isho'yahb III d.659 seems to have bee responsible for the basic structures of the subsequent East Syriac liturgical tradition.
و هذه ترجمة ينابيع سريانية صفحة ٢٤٦" يبدو ان البطريرك الأشوري إيشوعياب الثالث ( توفى ٦٥٩ ) كان المسؤول عن الأسس البنيوية للتقليد الليتورجي الأشوري ( السرياني الشرقي ) المتأخر" كل قارئ يستطيع أن يتأكد فالبرفسور بروك لم يستخدم تعبير" البطريرك الأشوري " !
ج - في الصفحة ٣٠٣ من نفس المقال ذكر البرفسور بروك
" The content of the Weekday Office is quite stable in each of the three main Syriac rites, Syrian Orthodox , Maronite and Church of the East."
ترجمة ينابيع سريانية صفحة ٢٥٦ هي :
" مضمون خدمة ايام الأسبوع مستقر في كل من الطقوس السريانية الرئيسية الثلاثة : أي السريانية الأرثوذكسية ، و المارونية و الأشورية" وهنا أيضا البرفسور بروك لم يستخدم التسمية الأشورية و لكن المترجم و بالرغم من ان النص يؤكد سريانية الطقوس الثلاثة فهو يستخدم التسمية الأشورية !
د - في الصفحة ٣٠٤ وردت تسمية East Syriac عدة مرات كذلك West Syriac و لكن المترجم حولها في الصفحة ٢٥٧ الى كنيسة أشورية " و الى " طقس أشوري ".
ه - في بحثه المهم Poetry يتكلم البرفسور بروك عن الشعراء السريان و اللغة السريانية . في الصفحة ٣٣٦ ذكر بروك:
" Perhaps the heights of poetic conceit were reached by certain East Syriac poets of the second half of the sixteenth and the early seventeenth century..."
ترجمة ينابيع سريانية صفحة ٢٩٠ هي" لعل بعض الشعراء الأشوريين من النصف الثاني للقرن السادس عشر و مطلع السابع عشر ارتقوا ذرى الغرور الشعري ..."
لقد أصاب الدكتور صوما : البرفسور بروك لم يستخدم تعبير"الشعراء الأشوريين" و لكن صاحب هذه الترجمة الخاطئة. و من المؤسف للمترجم أن الشعراء الذين يتكلم عنهم البرفسور بروك هم من الكنيسة الكلدانية لأن قصائدهم هي مدح لبابابوات روما ! وطبعا لا وجود لشعراء أشوريين في القرن السادس عشر و لكن شعراء من السريان الشرقيين .
و - هنالك ترجمة خاطئة تخون فكر و علم البرفسور بروك و تخون تاريخنا الأكاديمي في نفس الوقت !
في الصفحة ٣٣٧ يتكلم بروك عن أدب الرسائل عند اجدادنا :
" letters ( as in Bar 'Ebroyo's poem addressed to Denha I , Patriarch of the Church of the East)"
الترجمة الخاطئة في ينابيع سريانية صفحة ٢٩١" الرسائل (مثل قصائد ابن العبري الموجهة الى دنحا الأول ، بطريرك
الكنيسة الأشورية)
هذه الترجمة الخاطئة قد توحي للقارئ بوجود " كنيسة أشورية" في أيام إبن العبري و قد توحي أيضا أن العلامة إبن العبري قد أرسل قصيدة الى بطرك أشوري !!!

الخاتمة
إن البرفسور سبستيان بروك هو من اهم العلماء المتخصصين في تاريخ الشعب السرياني الآرامي :
دراساته مبنية على المصادر السريانية و كما ذكر د. صوما أنه لمن المستحيل ان يستخدم تعبير" شعراء أشوريين "!
لقد نقل لنا عنوان كتاب في نهاية مقدمته " قصة التزهد الأشوري" و لكنه لا يؤمن بوجود هوية او كنيسة أشورية في العصور الوسطى! قد يكون نقله بأمانة لعنوان الكتاب " قصة التزهد الأشوري" قد دفعت بالمترجم الى ترجمة تعبير السريان المشارقة الى " أشوريين" ظنا منه أن البرفسور بروك يستخدم التسمية الأشورية !
من يتابع دراسات البرفسور بروك يلاحظ دقته و نزاهته فهو يستخدم دائما التسمية " East Syrian " أي سريان شرقيون أسوة بكل العلماء . لقد " شوه " المترجم و " حرف " المنهجية العلمية التي يشتهر بها العالم سبستيان بروك !
من يطلع على ترجمة مقالات بروك الى اللغة العربية - بدون العودة الى النص الإنكليزي - سيعتقد أن هذا الباحث الكبير يؤكد ان إبن العبري قد ارسل قصيدة الى بطريرك أشوري و بوجود كنيسة أشورية في القرن السابع الميلادي !
هذه الترجمة الخاطئة تتعارض مع مصادرنا السريانية و هي تزيف هوية السريان المشارقة لذلك نتمنى على مركز الدراسات و الأبحاث الشرقية الى إحترام منهجية و أكاديمية البرفسور بروك و تصحيح كل هذه الترجمات غير العلمية . هذه الترجمة الخاطئة تعاكس ما كتب الأب سيمون عطالله " الشعب الآرامي - نحن الآراميون... "
و هو يتمنى من ينابيعنا السريانية أن تساهم في معرفة تاريخنا ( الحقيقي) !
هذه الترجمة " الأشورية" الخاطئة و المزيفة تعكر ينابيعنا السريانية !
أخيرا ، إن مجرد ترجمة التسمية السريانية الشرقية في أبحاث البرفسور بروك إلى " أشورية" ، تعني أن المترجم لم يدرك بعد أهمية و ترادف إسمنا السرياني و الآرامي .
هنري بدروس كيفا

334
المتطرفون " الأشوريون" خراف ضائعة ام ذئاب جائعة ؟

قرأت مقالا مهما للأخ بطرس آدم الموقر عنوانه " المؤتمر الكلداني العام , والمتصيّدون.."

موجود على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... msg5112649

و هو رد صريح على إعتراضات بعض المستفيدين من إنقسامات السوراي و العاملين على إسكات الأكثرية الكلدانية . المدهش أن الأخ بطرس آدم قد كتب " أو من الذين يلبسون ثياب الحملان التي تخفي ما بداخلهم من ذئاب خاطفة ". إتصل بي صديق من السويد منذ يومين و تناقشنا حول الطرق التي يجب إتباعها لتوعية إخوتنا السريان المشارقة من خطر التطرف. و كان صديقي قد تحدث مع أحد رجال الدين الذي ردد أمامه " إنهم خراف ضائعة" سنستعيدهم يوما ...

أولا - من هم " الأشوريون" ؟

يجب أن نميز بين الشعب الأشوري ( القديم) و دعاة الفكر الأشوري الحديث : لا احد يستطيع أن يتنكر لتاريخ الشعب الأشوري القديم و لكن دعاة الفكر الأشوري هم سريان مشارقة ( نساطرة ) و ليس لهم اي إرتباط بتاريخ الشعب الأشوري القديم الذي زال من التاريخ مثل شعوب عديدة . يتميز السريان المشارقة النساطرة عن بقية السريان :

أ - إنعزالهم في مناطق جبلية وعرة أبعد عنهم الأخطار : خاصة ظلم الولاة العثمانيين .

ب - تواجدهم في جبال حكاري بين شعوب هندو أوروبية سيسمح لهم بالحفاظ على تقاليدهم و خاصة لغتهم السريانية الأم .

ج - إنتشار الإنتماء العشائري و خضوعهم لسلطة بطريرك ( كانت تتناقل بالوراثة) سوف تدفع بهم الى الروس أولا ثم الإنكليز المستعمرين.

د - إستخدمهم الإنكليز في مشروعهم الإستعماري للعراق خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى : مأساة سيميل سنة ١٩٣٣ ستدفعهم الى الهجرة .

ثانيا - هل كل " الأشوريين" متطرفين ؟

قبل التعريف بهم و هم أقلية من بين إخوتنا الذين لا يزالون حتى اليوم يسمون أنفسهم و بلغتهم الأم " سورايا " أي سريان . و ليس سرا إذا قلنا أن كل المؤرخين المتخصصين في تاريخ السريان يسمونهم بالسريان المشارقة . كل من يريد ان يتأكد يمكنه التحقيق بواسطة الإنترنت . أغلبية إخوتنا من السريان المشارقة هم طيبون و لا يحق لأحد أن يصفهم بالمتطرفين لأنهم تعلموا منذ صغرهم بأنهم أشوريون أو أن لغتهم الأم هي الأشورية . المتطرفون هم الأكادميون الذين يدافعون بإصرار عن كل طروحات الفكر الأشوري: من يدعي أنه يعشق لغته الأم عليه أن يحترم إسمها و تاريخها و من العار عليه ان يسميها " أشورية" !
و من يدعي انه يعمل من أجل وحدة السورايي عليه أن يؤمن بالتاريخ الأكاديمي و ليس المسيس !
لقد تعرفت على الباحث Alain Desreumaux في كوليج دو فرانس منذ سنوات طويلة . منذ حوالي تسع سنوات قال لي متذمرا" طلب مني السريان ( المشارقة) في ضواحي باريس أن ألقي لهم محاضرة و لكنني لا أستطيع لأنهم يدعون بهويات غير علمية " ملاحظة : الكلدان الذين هربوا من بيت نهرين الحقيقية (الجزيرة) الى فرنسا منذ أكثر من ٢٠ سنة صاروا يؤمنون بأنهم " كلدو أشوريين" و يتوهمون انها تسمية تاريخية علمية !

بمناسبة تقاعد الباحث Alain Desreumaux قدم له زملائه مجموعة من الأبحاث التاريخية عنوانها " Sur les pas des Araméens chrétiens" و الترجمة هي" على خطى الآراميين المسيحيين" و طبعا المقصود هو شعبنا الذي لا يزال يبحث عن إسمه و هويته التاريخية .

أنظر الى الرابط

http://www.laprocure.com/livres/sur-les ... 38374.html

و هذه لائحة بأسماء الباحثين و عناوين دراساتهم على هذا الرابط

http://www.orient-mediterranee.com/IMG/ ... ns-TOC.pdf

ثالثا - من هو المتطرف " الأشوري" ؟

أ - أصحاب الأسماء المستعارة الذين نشطوا في الأونة الأخيرة خاصة في موقع عنكاوا و حولوا منبر تاريخ شعبنا الى سوق للإهانات تفضح مدى صدق شعار الوحدة الذي كان يرفعه دعاة الفكر الأشوري . بعض حملة الأسماء المستعارة هم من " الأكادميين" الذين يتوهمون أن ترديد أفكارهم الخاطئة سوف يزيد من إنتشارها ! أغلب أصحاب الأسماء المستعارة تناضل من أجل طروحات تاريخية غير علمية و هم يضحكون على أنفسهم لأن لا وزن و لا رأي علمي لهم في القضايا التاريخية .

ب - بعض الأكادميين الحاصلين على شهادات في الطب و الهندسة و العلوم السياسية الذين يتدخلون في القضايا التاريخية و يتوهمون أن رأيهم هو أهم من رأي البرفسور سبستيان بروك او اي باحث أخر و أن تحليلاتهم الخاطئة تسمح لهم ان يسموا لغتنا " أشورية" او ان يرددوا ان مار افرام السرياني هو أشوري !

ج - بعض معلمي اللغة السريانية التي يحرفونها الى" أشورية" و يقدمون لنا براهين واهية تسمح لهم بالعيش في الأوهام . سأرد مطولا على الأديب ميخائيل ممو لاحقا . سوف أنشر بعض الفقرات من مقال الأستاذ اوديشو ملكو كي يتعرف القارئ على نموذج من التطرف الأشوري :
" كما قلنا في معظم الاعداد السابقة من الوسطية بان عدم الخوض في تفاصيل التسميات المذهبية والمناطقية وحتى التاريخية احياناً. بات احد أهم الأسباب الكفيلة، بل السبب الوحيد لانجاح مشروع الحكم الذاتي للآشوريين، وعلى كافة اراضيهم الاصلية والقومية... " " إذ لم يقتصر الأمر على محاولة تكريس اللفظة السريانية واستعملها الشمولي وفي غير محلها كما كان الحال ايام الإضطهاد العنصري والقومي والفكري للاشوريين، وعلى مختلف مذاهبهم ومكوناتهم في الوطن. بل صار المرء يسمع ويقرأ في الوسائل الإعلامية، تسميات والفاظ غريبة، يستهجنها المنطق وتعوزها العلمية في التنسيب، مثل:
"الأغنية والمغنية السريانية، المطرب السرياني، البلد والوطن والفن والمسرح السرياني...الخ". من الكلام غير الدقيق، من النواحي التاريخية والأكاديمية المعاصرة..." " وكيف اجازوا لأنفسهم أن يستحوذوا على ما ليس لهم فيه شيء؟
فالعالم كله يعلم أن الكنيسة المشرقية الأشورية لم ولن تكن يوماً سريانية في هويتها أو وطنها أو حضارتها أو ثقافة شعبها! فكيف صار هؤلاء المولعون بالاستحواذ يكتبون مثلاً: ( الكنيسة المشرقية السريانية، سريان المشرق، كنيسة السريان في بلاد الرافدين، المبشرون السريان في الصين وأقاصي الأرض) وما إلى ذلك من الاجحاف بحق التاريخ والحضارة الإنسانية!..."

المقال موجود على هذا الرابط

http://www.betnahrain.net/arabic/Articl ... /malko.htm

لن أعلق على هذه الطروحات غير العلمية ...

الخاتمة

أ - نحن نعلم و منذ زمن بعيد ان الفكر الأشوري المتطرف الذي يرفض النقد الذاتي قد أصبح فكرا متحجرا .

ب - إن الميزات الجميلة التي يتمتع بها إخوتنا السريان المشارقة من المحافظة على اللغة و العادات و الإبتعاد عن الإنتماء الطائفي كانت تستطيع ان تلعب دورا كبيرا في نشر الوعي بين كل سريان الشرق .

ج - ليس من عادتي المجاملة و لا يحق لي مجاملة أحد على حساب الأمة السريانية الآرامية التي توحدنا . الوحدة الحقيقية يجب ان تكون مبنية على أسس متينة : فشل طروحات الفكر الأشوري يجب أن تكون درسا لنا : السيد اوديشو ملكو يتوهم أن السريان المغاربة لا يتكلمون السريانية أو لا يؤلفون القصائد بها .

د - لا يكفي ان يردد بعض رجال الدين السريان " إنهم خراف ضائعة" و علينا أن نبحث عنهم لأن الكنائس السريانية لا تتدخل في شؤون الكنائس السريانية الأخرى و بالتالي لم يتحرك احدا من أجل الدفاع عن إسم اللغة السريانية.

ه - بعض الشخصيات السريانية الدينية و العلمانية تجامل الفكر الأشوري - ربما لأنها تؤمن به سرا - و تحاول أن تظهر الفكر الأشوري كحركة قومية وحدوية و لكن الإنترنت و نشاط المتطرفين" الأشوريين" قد فضح هذا الفكر ( و حرق آمال تلك الشخصيات السريانية المتلونة ).

و - لا ذنب لإخوتنا من السورايي الذين ترعرعوا على أنهم أحفاد الأشوريين القدامى و هم بحق ضحية للفكر الأشوري و من الممكن ان نسميهم " خراف ضائعة" و لكن " بعض المتطرفين منهم" قد تحولوا الى ذئاب جائعة تنهش تاريخنا و تنكر هويتنا و هي العامل الأول لإنقساماتنا .

هنري بدروس كيفا

_________________

335
من يحدد هويتنا التاريخية ؟

المتطرفون لا يطرحون هذا السؤال لأن الجواب البديهي - حسب تعصبهم الأعمى - أن هويتنا التاريخية معروفة و لا داع للبحث التاريخي العلمي لأن المعلم نعوم فائق قد ذكر في قصيدته " إنهض يا إبن أشور إنهض ..." او أن المطران إدي شير قد ذكر" فلم يكن الإسم السرياني يومئذ يشير إلى أمة بل إلى الديانة المسيحية لا غير. ومما يثبت قولنا ما أتى في كتاب تاريخ إيليا مطران نصيبين ( 975 ـ 1046) فأنه فسر لفظة سرياني (سوريايا) بلفظة نصراني وإلى يومنا هذا نرى الكلدان الآثوريين لا يتخذون لفظة (سورايا) أي سرياني للدلالة على الجنسية بل على الديانة. فإن هذا الإسم عندهم مرادف لإسم مسيحي من أي أمة وجنس كان " تاريخ كلدو وآثور صفحة ٣ . إنني أشكر فضائية سوريويو سات و الإعلامية مايا مراد للسماح لي أن أصحح هذه المفاهيم الخاطئة و أن أضع النقاط على الحروف كي يستطيع السرياني الغيور أن يتعرف على هويته التاريخية الحقيقية !

أولا - من يحدد أسباب حادثة سقوط طائرة : الصحافي ام الخبير ؟

أ - حادثة الرحلة ٤٤٧ من الخطوط الجوية الفرنسية أقلعت هذه الطائرة الإيرباص A330-200 من مطار ريو دي جنيرو متوجهة الى باريس في ٣١ أيار سنة ٢٠٠٩ و على متنها ٢٢٨ راكب.
بعد ساعات إختفت هذه الطائرة من على شاشات الردار .إختفاء الطائرة الفرنسية كان الخبر الرئيسي في نشرات صباح الأول من حزيران : بعض الصحافيين كانوا يرددون بوجود أمل في العثور على الطائرة و ركابها أحياء و بعضمهم يتسائل " هل إختفاء الطائرة هو من عمل يد إرهابية ؟ " في الساعة السادسة مساء اعلن متحدث انه لا يوجد أمل بوجود أحياء و أن فرنسا و البرازيل قد أرسلت عدة طائرات إستطلاع لإكتشاف حطام الطائرة .هنالك عدة مواقع تتكلم عن هذه الحادثة المؤلمة ، أنظر الى الرابط
http://en.wikipedia.org/wiki/Air_France_Flight_447

ب - التنافس الإعلامي بين فرنسا و البرازيل .
كان خبراء حوادث الطيران يعرفون منذ اليوم الأول أنه لا يوجد أمل في وجود ناجين أحياء و لكنهم لم يشاركوا في نشرات الأخبار كي يزيدوا تعاسة الأهالي الذين لا يزالون يأملون بمعجزة ! سرعان ما تحول الإهتمام من " إختفاء" الطائرة الى محاولة وجود موقع سقوطها لمعاينة بعض الأجزاء من حطامها و ذلك لمعرفة أسباب الحادث . الطائرات الحديثة تحتوي على ما يعرف بالصندوق الأسود و هو كناية عن مجموعة من ألات التسجيل لكل ما يحدث في الطائرة و حتى التسجيلات الصوتية التي تتم في مقصورة القبطان . و بما أن" الصندوق الأسود" يرسل إشارات لمعرفة مكان وجوده فإن الفرنسيين طلبوا مساعدة أميركا لإرسال طائرات إستطلاعية و بعض الغواصات للكشف عن " الصندوق الأسود". في مساء الثاني من حزيران يعلن وزير الدفاع البرازيلي نلسون جوبيم أن حاوية و مقاعد قد وجدت قرب جزيرة Fernando de Noronha و أكد امام الصحافيين أنها من حطام الطائرة المنكوبة . الصحافيون الفرنسيون الذين سافروا الى البرازيل يتضايقون من بطئ الوحدات الفرنسية و أجبروا على نقل ما تعرضه الصحف البرازيلية ! أكد بعض الخبراء في حوادث الطيران أنه من السابق لأوانه ان يدركوا سبب الحادث طالما لم يطلعوا على تسجيلات " الصندوق الأسود" . و كانوا يعرضون مخاوفهم من ان يكون " الصندق الأسود" قد غرق في منطقة عميقة لا تستطيع الغواصات إنتشاله . في الخامس من حزيران ، يضطر وزير الدفاع البرازيلي ان يصحح ما قاله قبل ثلاثة ايام فالحطام الذي إنتشلوه ليس له علاقة بطائرة الإيرباص الفرنسية ! أنظر الى هذا الرابط
http://videos.france5.fr/video/iLyROoafM6Ef.html

ج - ما هو لون " الصندوق الأسود" ؟
من ليس له معرفة قد يتسرع و يجيب " اللون الأسود" ! و لكن كل من له إطلاع يعرف أن لون " الصندق الأسود" هو برتقالي ! في اللغة الفرنسية " boite noire" و في الإنكليزية " black boxes". قد يكون لونها كان أسودا في بداية إستخدامها و لكنها اليوم هي باللون البرتقالي لسبب بسيط جدا و هو كي ترى بسرعة !
انظر الى الرابط

http://fr.wikipedia.org/wiki/Bo%C3%AEte ... ronautique)

د - صورة وثائقية من داخل الطائرة ام أكذوبة تجارية ؟
عرضت إحدى الأقنية صورة وثائقية - ألتقطت - حسب تأكيدات المذيعة من داخل الطائرة . أنقر على الرابط التالي
http://www.dailymotion.com/video/x9nju3 ... es-im_news

هذه الصورة ليست مأخوذة من الطائرة و بالتالي ليست وثائقية و هي مأخوذة من مسلسل LOST !!!! أخيرا الصحافيون ليسوا خبراء في حوادث الطيران و هم يحاولون نقل و تفسير ما يحدث في العالم : عملهم يتطلب منهم تغطية كل ما يحدث في العالم بينما خبراء حوادث الطيران فإنهم في غالب الأحيان كانوا يقودون الطائرات و لهم خبرة واسعة في مشاكل الطائرات في الجو : خلل في المحرك ، نشوب حريق ، عاصفة قوية ...

ثانيا - هل يستطيع السرياني أن "يبحث" بدون العودة الى المصادر السريانية ؟

بعض إخوتنا من السريان المشارقة الذين يدعون بهوية أشورية ينشرون " مقالات تاريخية" بسرعة البرق و بدون العودة الى المصادر السريانية و المراجع العلمية . أحدهم يشبه " دون كيشوت" في صراعه مع الطواحين و الأخر يشبه يوليوس قيصر في صراعه مع قبائل الغول فهو يطبق جملة يوليوس قيصر الشهيرة "veni vidi vici" أي" أتيت عاينت إنتصرت". فهو يستطيع إيجاد حل لكل المشاكل التاريخية بدون العودة الى المصادر أو المراجع ! بعض المثقفين السريان يدافعون عن طروحات تاريخية خاطئة بدون أن يتأكدوا من صحتها و للأسف لنا بعض السريان يؤمنون بهويات أشورية و فينيقية و عروبية غير علمية و يحاولون إستغلال النظريات غير العلمية للدفاع عن الهويات المزيفة .

بعض المشاكل التاريخية و حلولها !

أ - ما معنى " الكنيسة بنت الآراميين" ؟
هذا التعبير الجميل قد ورد في إحدى قصائد مار يعقوب السروجي و هو يشبه الكنيسة ببنت الآراميين ! المشكلة أن أغلبية السريان تعتقد أن التسمية الآرامية تعني الوثنية و بالتالي " الكنيسة بنت الآراميين" يعني: الكنيسة بنت الوثنيين ! لقد وجدت في موقع سرياني ، الرابط
http://www.zmirotho.org/Feast%20of%20Sa ... lation.htm

النص السرياني " ܗܳܐ ܒܰܪ̱ܬ ܐܰܪ̈ܡܳܝܶܐ ܒܺܐܝܩܳܪܳܐ ܡܙܰܝܚܳܐ ܝܰܘܡܐܳ ܕܕܽܘܟܪܳܢܳܟ" و الترجمة العربية " هوذا بنت الأوثان (التي أصبحت الكنيسة) تعظم يوم تذكارك بكرامة. هذه الترجمة غير علمية و تفقد التسمية الآرامية من مدلولاتها التاريخية. سؤال من من السريان لم يطلع على قصيدة مار يعقوب السروجي في تقريظه لمار أفرام ؟ التي ورد بها

" ܗܢܐ ܕ ܗܘܐ ܟـܠܺܝܠܳܐ ܠܟܠܗ ܐًܪܡًܝܘܬܐ ܗܳܢܳܐ ܕ ܗܘܳܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܰܒܳܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "

هذا ألذي صار إكليلا للأمة ألأرامية جمعاء هذا ألذي صار خطيبا كبيرا بين ألسريان .

* هل نستطيع ان نفسر التسمية الآرامية هنا " هذا الذي صار إكليلا للأمة الوثنية جمعاء ؟

* هل من المنطق ان نفسر " الكنيسة بنت الوثنيين" ؟ أليس التفسير المنطقي هو" الكنيسة بنت الآراميين" !

ب - ميخائيل الكبير و التسمية الأشورية .
بعض إخوتنا الذين يزيفون هويتنا السريانية الآرامية الى أشورية يوهمون السريان أن البطريرك ميخائيل قد ذكر في تاريخه " الأشوريون هم سريان" و بالتالي التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الأشورية و هذا يسمح لهم أن يدعوا أن لغتنا هي سريانية أو أشورية ! المشكلة هي ان نص ميخائيل الكبير واضح جدا فهو في العنوان يذكر " ممالك الآراميين القديمة أي بني آرام الذين سموا سريانا اي ابناء سوريا"!

النص واضح جدا " ܟܠܕܝܐ . ܐܬܘܪܝܐ . ܐܪܡܝܐ ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ ." و الترجمة " الكلدان . الأشوريون . الآراميون الذين هم السريان" البرهان الساطع هو ان هذه الجملة قد نقلها ميخائيل من تاريخ أوسابيوس القيصري الذي نقله من تاريخ يوسفوس اليهودي . " كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء: آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين ASSYRIANS لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً... ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريانSYRIANS " تاريخ اليهود ، الفصل السادس.

ج - هل التسمية السريانية تشير الى هوية ام الى ديانة مسيحية ؟

الخاتمة

أ - الصحافي الذي يكتب عن حادثة سقوط طائرة لا يستطيع - مهما كان ماهرا - أن ينوب عن خبير في تلك الحوادث: الصحافي لا يعرف المشاكل التي يتعرض لها قبطان الطائرة !

ب - ذكر العالم كوبرنيك منذ حوالي ٥٠٠ سنة بما معناه " فقط العلماء لهم الحق في مناقشة الإكتشافات العلمية "

ج - نحن لا نريد أن نمنع السرياني المثقف من مناقشة الطروحات التاريخية و لكن أن يتحقق في المصادر قبل ترديد بعض النظريات غير العلمية .

د - الفكر الأشوري المزيف يحاول أن يفرغ التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية كي يسطو على إسمنا السرياني و لغتنا السريانية.

ه - الباحث النزيه المتخصص في التاريخ السرياني هو وحده يستطيع ان يحدد هويتنا التاريخية لأنه صاحب منهجية هدفها البحث عن الحقائق كما هي !

هنري بدروس كيفا


336
أورهاي/الرها


)ملاحظة: هذه المحاضرة ألقيت في باريس سنة 1988 وسوف يليها قسم ثاني حول أورهاي لأنه صدرت أبحاث ودراسات جديدة حول الموضوع(الرها المدينة المباركة :

لقد عُرفت الرها بهذا اللقب المقدّس وذلك بدون أدنى شك بعد انتشار أسطورة رسالة السيد "المسيح " إلى الملك " ابجر "

ملك الرها . المؤرخون والشعراء السريان تركوا لنا معلومات كثيرة عن الرها . ونحن من خلال مقالتنا هذه، سوف نلقى بعض الأضواء على حقبات معينة من تاريخ الرها. تقع الرها على بعد 40 كلم شمالي مدينة حرّان، أي في قلب المنطقة التي كانت تعرف ببلاد ما بين النهرين . كان يمر بداخلها نهر صغير عرف بإسم " ديصان " أي " اللعين " وذلك بسبب الفيضانات التي كانت تقع في مجراه، وغالباً ما كانت تؤدي إلى خسائر بشرية كما حدث في عهد الملك " ابجر الثامن " ( 177 – 212). لم يرتاح الرهاويون من تلك الفياضانات إلا في عهد الأمبرطور" يوستينيان " (526 – 565 ) الذي قام بتغيير مجرىالنهر إلى خارج أسوار المدينة.

من المستغرب حقاً أن لا يصلنا إسم المدينة القديم مع أن الوثائق الأشورية القديمة هي مليئة بالمعلومات التاريخية والجغرافية عن المدن القديمة . كما لم تكن الرها مهمة أو ربما كان لها إسم آخر لا نعرفه اليوم . الجدير بالذكر أن الرها لقّبت في القديم بمدينة "إبراهيم الخليل "، بالفعل يوجد في قلب الرها حوض ماء شهير لا يزال إسمه حتى اليوم يعرف بـ " بركة إبراهيم الخليل " .

وقد خلط المؤرخون القدماء بين الرها وأور الكلدانيين . لقد فسّر البطريرك " ميخائيل الكبير " معنى إسم أورهاي على الشكل التالي:أور = مدينة، وهاي = تلك ( أي العائدة للكلدانيين) لقد أثبت العلامة HWF SAGGS في مقال له في مجلة العراق العدد 22، أن مدينة " أور الكلدانيين" هي مدينة أور الواقعة في جنوب العراق . وهذا يعني أن لا علاقة بين أورهاي وأور الكلدانيين ولكن مما لا شك فيه أن دخول الديانة المسيحية إلى الرها قد أدخل معه الكثير من التقاليد والمفاهيم الجديدة.ولكن قبل الغوص في هذا الموضوع نريد أن نكتب أكثر عن الرها قبل إنتشار الديانة السريانية فيها .

بعد موت " الاسكندر المقدوني " سنة 323 ق م انقسمت أمبرطورية الشاسعة بين قواده الكبار كان الشرق من حصة السلوقيين . وهكذا بدأت مرحلة جديدة في الشرق إذ كانت المرة الأولى التي يخضع فيه الشرق لأمة غربية وغريبة . عمد السلوقيون إلى هلينة الشرق، فجعلوا اللغة اليونانية اللغة الرسمية في البلاد، كما بنوا مدناً جديدة أطلقوا عليها أسماء يونانية، لا بل أطلقوا أسماء يونانية على المدن الشرقية القديمة فمدينة حلب صارت تعرف بـ BEREE وبعلبك بـ HELIPOLIS وحرّان بـ CARRHAE أما أورهاي فأطلق عليه إسم EDESSA .لا نعلم بالتحديد من أين أتت التسمية اسروهين OSRHOENE من الملاحظ أنها قريبة جداً من لفظة " عسرا " الآرامية التي تعنى " عشرة " . فهل كلمة " اسروهين " تعنى اتحاد عشر مدن أو عشرة قبائل ؟ تأسست مملكة الأباجرة في الرها في النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد .

وكان البرطيون قد ورثوا أمبرطورية الفرس، فعمدوا إلى محاربة السلوقيين لأستعادة المناطق منهم. ومن هنا وقوع الرها بين الدولتين المتنافستين . والرها تحتل مركزاً استراتيجياً مهماً، إذ أن معظم الطرق التي تربط سوريا بالشرق تمرّ بها .حافظ ملوك الرها على استقلال مملكتهم بصعوبة بالغة، ويظهر أن البرطيين قد حكموا الرها في بعض الفترات، كما أن الرهاويين قد تأثروا كثيراً بالبرطيين وذلك واضح من اللوحات المرسومة التي وجدت في الرها .لقد اختلفت الأراء حول أصل وهوية أسرة الأرباجرة . فقد إدعى بعض المؤرخين الأرمن في أواخر القرن التاسع عشر بأن مملكة أورهاي كانت أرمنية، المؤرخون أثبتوا عدم صحة هذا الأمر، كتب المطران " أدي شير : إن هذا التقليد شاع وإنتشر في البلدان الشرقية . ووقع أيضاً بيد الأرمن . فلفقوه مثلما أرادوا قائلين عن الملك " أبجر " أنه أرمني وأنه هو الذي أسس مملكة أورهاي . وهناك قول مؤرخهم " موسى الخوريني": إن " أرشام بن ارتاشيس " من " آل تيغران"العظيم جلس على تخت المملكة سنة 33 قبل المسيح . وجرت له حروب طويلة مع " هيرودوس"ملك اليهود ومات وقد ملك 30 سنة وخلفه إبنه " أبكار " (" أبجر " ) ... هذه هي الحكاية الأرمنية عن الملك " أبجر الخامس " يقول عنها " روبلنس دوفال " إنها مزوّرة، لفقوها ترويجاً لبضاعتهم " . ربما علينا أن نشير إلى أن الأرمن كانوا أكثر عدداً من بقية المسيحيين في الرها في القرن التاسع عشر . وقد أثروا على السريان الرهاويين الذين صاروا يتكلمون اللغة الأرمنية.

معظم الباحثين اليوم يرون أن أسرة الأباجرة كانت من الأنباط

وذلك استناداً إلى أسماء ملوكهم . أما عامة الشعب فكانوا من الآراميين. وبالطبع لا يوجد أي وزن علمي أو تاريخي للرأي الذي يقول أن الرهاويين يعودون بجذورهم إلى أصل أشوري . إن كتابات " مار أفرام " تثبت لنا أنه كان يطلق تسمية " الآراميين"

على سكان الرها . كما أن " مار يعقوب السروجي " كان يشبّه فتيات الرها بالآرميات، ووصف " مار أفرام " بتاج الأمة الآرامية.

هنري بدروس كيفا

(1) أورهاي : هي التسمية الآرامية لمدينة الرها التي أطلق عليها اليونانيون إسم "اديسا "، والأرمن إسم " يتاسيا " وسُمّيت " أورفا " في العهد العثماني .

(2) أبجر الخامس : يخلط البعض بين " أبجر الخامس و أبجر الثامن " . في عهد الأول إنتشرت أسطورة مراسلة السيد " المسيح "، بينما إنتشرت الديانة المسيحية في عهد الثاني .

(3) الأنباط : قبائل آرامية إنتشرت في البادية السورية استوطنت وسيطرت على شرق الأردن حيث اشتهروا بالتجارة، تركوا لنا عدداً كبيراً من النصوص الآرامية .

(4) التسمية الآرامية : يستخدم " مار أفرام " التسمية الآرامية بمعنى الشعب السرياني الآرامي، وليس بمعنى الشعب الوثني كما روّج بعض الباحثين من رجال الدين السريان

هنري بدروس كيفا

337
اللغة السريانية الآرامية هل هي عقبة ام مقبرة للفكر الأشوري ؟

لقد إنتشر الفكر الأشوري خاصة بين السريان الشرقيين النساطرة في بداية القرن العشرين .

في عام 1935 , صدر ليوسف مالك كتاب بالإنكليزية هو " الخيانة البريطانية للآشوريين " , جاء فيها : " رغم أن الآشوريين يمثلون " أمـة " واحدة , وإنهم الورثة الحقيقيون للإمبراطورية العتيدة , إلا أنهم منقسمون مذهبياً إلى خمس طوائف دينية ... هي النساطرة – الكلدان – السريان الكاثوليك – الموارنة – اليعاقبة " . ثم يذكر : " ... إن ملاحظة بسيطة تكفي لتدل على ما سبق, إن السلطات فيما إذا تناول حديثها طائفة اليعاقبة أو كنيسة اليعاقبة مثلاً , فأنها لم تكن توحي بوجود قومية يعقوبية "( يوسف مالك, الخيانة البريطانية للآشوريين , ترجمة يونان ايليا يونان سنة 1981 ص 13 ).

لقد مرت اكثر من ٧٥ سنة على صدور هذا الكتاب و لا يزال إخوتنا السريان المشارقة يرددون هذه الأفكار السياسية التي لا تتطابق مع تاريخ السريان المشارقة الذين كانوا يؤمنون بهوية سريانية آرامية . رغم عدم صحة الطروحات التاريخية في الفكر الأشوري فإنه ينتشر في اواخر القرن العشرين بين بعض السريان الغربيين لأنه كان يروج فكرا قوميا ينادي بالوحدة بين الطوائف السريانية . و لكن هنالك عقبة كبيرة تعترض المنادين بالفكر الأشوري و هو إسم لغتنا الأم ! من جهة السريان المغاربة متمسكون بإسم لغتهم السريانية و من جهة أخرى السريان النساطرة كانوا يجهلون ان الشعب الأشوري القديم لم يكن له لغة خاصة به و لكنه كان يتكلم اللغة الأكادية التي كانت منتشرة في كل الشرق القديم . هذه العقبة قد تتحول الى مقبرة للفكر الأشوري في السنين القادمة للأسباب التالية ...

أولا - هل الكنيسة السريانية الأرثودكسية تعترف بوجود لغة "أشورية"؟

إتصل بي صديق من السويد متذمرا لأن أحد المدعين بالهوية الأشورية قد حشره و قال له " إن البطريرك الراحل يعقوب الثالث قد ذكر أن السريان يتحدرون من الأشوريين و الآراميين و أن مطران حلب يوحنا إبراهيم يعترف بوجود اللغة الأشورية " . هدأت من روع صديقي و ذكرت له أن الأراء في المواضيع التاريخية و اللغوية اذا لم تكن مسنودة ببراهين علمية فهي مجرد أقاويل لا وزن لها.

أ - ما مدى صحة رأي قداسة البطريرك الراحل يعقوب الثالث ؟

ترك لنا هذا البطريرك عدة دراسات لغوية حول اللغة السريانية و هو فعلا قد ذكر ان السريان يتحدرون من الآراميين و الأشوريين و قد نقل هذه الفكرة الخاطئة من مقدمة " اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية" للمطران إقليمس داود . و كان هذا المطران قد ذكر في مقدمته " "فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية كما ورد اسمها دائما في الكتاب المقدس و ان اسم السريانية لم يكن الا اختصار اثورية اختصره اليونانيون الذين كثروا في بلاد الارامية بعد الاسكندر ذي القرنين و قلبوا ثاءه الى السين لسهولة اللفظ .

ثم لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما للملة بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور و اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني ... للملة بل للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني ." إن البطريرك الراحل قد أخذ هذه الفكرة من مقدمة المطران داود" "فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية ..." فهو لم يبحث في مصادرنا السريانية و لا يقدم أية براهين تسند رأيه .

ملاحظة صغيرة :

إن التسمية الأشورية في المصادر السريانية الشرقية و الغربية لم تكن مستحبة و كان اجدادنا يستخدمونها للإشارة الى الظلم و القسوة .

ب - هل المطران يوحنا إبراهيم يعترف بوجود لغة " أشورية" ؟

سيادة المطران يوحنا إبراهيم هو باحث في السريانيات و ناشر لعدد كبير من الكتب حول تراثنا السرياني. لا احد يعتقد ان سيادته قد جامل الأحزاب الأشورية المتطرفة و رضي بأن تسمى لغتنا " أشورية" او لمح ان اللغة السريانية متحدرة من " الأشورية" ! سيادة المطران جورج صليبا قد ذكر في مقدمة كتابه " معلم اللغة السريانية " ...لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة . و هذه نظرية جديدة لا يؤمن بها احدا من علماء اللغات الأكادية و الآرامية . إنني لا أعتقد ان سيادة المطران إبراهيم يرى بأن يزور إسم لغتنا الى " أشورية" ، و قد وجدت في أحد المواقع الذي يخلط بين هويتنا السريانية الآرامية و التسمية الأشورية كلمة تشجيعية لذلك الموقع تجدونها على الرابط

http://www.a-olaf.com/home/viewtopic.php?f=16&t=69

و قد ورد فعلا في كلمته " لقد أسعدنا جدا المشروع الرائع الذي أقدمتم على تنفيذه وهو دليل كنائس وأديرة أبناء اللغة السريانية ، مكتبة الألحان السريانية والآشورية , دليل أبناء اللغة السريانية الاقتصادي و مكتبة الكتب السريانية .." من يدقق يلاحظ أن سيادة المطران إبراهيم يعدد المنتديات الموجودة في ذلك الموقع فهنالك منتدى او مكتبة الألحان السريانية والآشورية . نحن كنا نتمنى من سيادته ألا يستخدم تعبير " الأشورية" لأن بعض رجال الدين السريان لا يزالون يصدقون الطروحات الأشورية التي تزيف تاريخ و هوية السريان الآراميين و لأن البعض يستغلون بعض التعابير و يحملونها معاني لم يقصدها كاتبها .

لقد شرحت لصديقي أن سيادة المطران لم يعترف بوجود لغة " أشورية" و أنه إذا غامر احد رجال الدين السريان و اعترف بوجود لغة " أشورية" فهذا لا يعني أن الكنيسة السريانية تعترف بوجود لغة " أشورية" و لكن هذا الإعتراف يعني أن رجل الدين هذا لا يدافع عن إسم لغتنا العلمي و أنه غير مطلع على تاريخ اللغات القديمة .

ثانيا - بعض محاولات الفكر الأشوري اليائسة !

أ- يردد بعض المناضلين للفكر الأشوري أن اللغة الآرامية قد ماتت و بعضهم يدعون انها لا تزال تحتضر في جبال القلمون في ضيع معلولا و بخعة و جبعدين و هم يقصدون ان التسمية الآرامية - إذا صحت - تطلق على سكان هذه الضيع ! و هذا يعني - في احلامهم وسط النهار - ان اللغة السريانية هي غير الآرامية و كما يردد السيد أشور شليمون( بدون براهين) أن اللغة السريانية هي مزيج من عدة لغات سامية قديمة ( نظرية جديدة بدون براهين و من يهمه الأمر فليسأل السيد شليمون لما ينف الإسم السرياني و يردد اللغة " الأشورية")

ب- السيد شليمون يستخدم كل الطرق كي يثبت تسمية اللغة " الأشورية" فهو - كما يقال - ملكي أكثر من الملك : الأشوريون القدامى كانوا يسمون لغتهم أكادية و هو السرياني الشرقي الذي يتكلم اللغة السريانية يريد ان يسميها " أشورية" !

في مقال له - عنوان رنان - " مختارة سد البوشرية " أشطر" من الباحث هنري بدروس كيفا!"

و لكن المضمون كلام فارغ كالعادة . تجدونه على الرابط

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewto ... =43&t=8510

* - أولا إنني لا أدير موقع التنظيم الآرامي و لست مسؤولا فيه .

* - إن المختارة ليلى لطي هي " أشطر" مني و لكنها " أمينة" على إسم لغتها الأم أكثر منك !

* - السيدة ليلى لطي هي مختارة الحي الذي ولدت فيه و كان يسمى " حي السريان" بسبب الوجود المكثف لإخوتنا من السريان المشارقة النساطرة و لكنهم بعد سنة ١٩٧٦ قلبوه الى " حي الأشوريين" !

*- لقد تحدثت عدة مرات مع السيدة ليلى لطي و هي تؤمن بالتاريخ الأكاديمي و ليس التاريخ المسيس .

في المقال الذي تستشهد به و هو على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Artik ... _Latte.htm

فهي تقول حرفيا " ليش بدنا نمحي حضارة آلاف السنين ولغة جدودنا لغة الشرق كلو( بنقصد هون اللغة الآرامية-السريانية)".

ج - ما هو هدف السيد شليمون المبطن ؟
كتب السيد شليمون " حيث تقول ليس كل من ينطق لغة لأمة يصبح في تعداد تلك الأمة وأتت بمثال حيث قالت الشعب الأميركي يتكلم باللغة الإنكليزية ولكنه ليس بأنكليزي الهوية. "

* يتوهم السيد شليمون أن د. أسعد صوما او أنا شخصيا او كل باحث متخصص في تاريخنا السرياني يستطيع أن " يساوم" حول الحقائق التاريخية !

* إن الولايات المتحدة تتكلم اللغة الإنكليزية و هم لا يدعون انهم إنكليز و لكنهم أمة أميركية و يسمون لغتهم " أميركية" !

* السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية الآرامية و بالرغم من ان كنيستهم صارت مؤخرا تسمى أشورية و أن رجال الدين فيها يسمون لغتهم زورا " أشورية" فنحن لا نعتقد أن اي باحث أكاديمي يقبل بهذا التزوير الفاضح !

* إذا كان عندكم احلام سياسية و طروحات تاريخية خاطئة فنحن عندنا أمانة للعلم و لتراث اجدادنا .

* الفرس تكلموا اللغة الآرامية و الأرمن ايضا تكلموها و لكنهم حافظوا على هويتهم التاريخية .

* السريان المشارقة من كلدان و نساطرة هم سريان بالجنس و ليس باللغة . كتب السيد شليمون " شيئا نريد إفهام هذين الأخوين منذ زمان وحتى لو قبلنا أن كل الهلال الخصيب مرة من المرات استخدم اللغة التي يحلو لهما تسميتها الآرامية وذلك لا يعني بأنهم آراميون."

* السيد شليمون المحترم - انت لا تستطيع ان تعلم احدا في مواضيع تاريخية انت لا تملك الشجاعة كي تتحقق فيها - فنصائحك احتفظ بها !

* نحن لا ننتظر منك ان تقبل أن اللغة الآرامية كانت محكية في شرقنا في فترة ما : قبولك او رفضك لا يؤثر في تاريخ إنتشار لغتنا الآرامية .

* أيها " الفهمان" لسنا نحن من يسميها " اللغة الآرامية" و لكن كل المصادر القديمة و المراجع العلمية . أخيرا صحيح أن المختارة ليلى لطي هي أشطر مني و لكنها مثقفة و غيورة و تعرف بأنني باحث متخصص في التاريخ السرياني و هي لن تقبل ان تسمى لغتنا " أشورية" حسب رغبتك اليائسة .

ثالثا - لما يتشبث الفكر الأشوري بتسمية " اللغة الأشورية " ؟

هنالك أسباب عديدة:

أ - البعض منهم قد تعلم منذ ولادته بأنه يتكلم " اللغة الأشورية" و كثيرون منهم يؤمنون أنها فعلا " أشورية" .

ب - في مقال سابق عنوانه "قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية" موجود على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarik ... nyi/20.htm

ذكرت فيه العالم I.J GELB بنفسه يسمي اللغة في المقدمة باللغة الأكادية. و ان كل القواميس الجديدة و كل العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يستخدمون الإسم العلمي و هن اللغة الأكادية .

ج - السريان المشارقة الذين يؤمنون بالفكر الأشوري يريدون ان يجدوا حلا يسمح لهم بتسمية لغتنا السريانية باللغة " الأشورية"!

د - لا يريدون الإسم الحقيقي للغتهم الأم و هو اللغة السريانية الآرامية لأن هذه التسمية العلمية تفضح بقية طروحاتهم الكاذبة .

ه - لا يريدون الإعتراف بإسم لغتنا العلمي مخافة ان يبتعد عنهم بعض الضالين من السريان و الكلدان.

و - لقد رفعوا شعارات عديدة منها " لغة واحدة شعب واحد" متوهمين أن إسم لغتنا هو " الأشورية" فرددوا مرارا هذه الشعارات و اليوم حيث يستطيع كل مثقف ان يتابع و يتأكد من صحة الطروحات بواسطة النت : إسم لغتنا العلمي هو السريانية الآرامية !

الخاتمة

إن تطرف الفكر الأشوري في الإدعاء بوجود لغة " أشورية" و محاولات مشبوهة تسمح له ان يطلق التسمية " الأشورية" على اللغة السريانية سوف تلقي الشك في بقية طروحات الفكر الأشوري ! المقالات غير العلمية التي تحاول الدفاع عن " اللغة الأشورية" تدفع القارئ الى الرجوع الى الدراسات الأكاديمية . و بما ان الجامعات العالمية تسمي لغتنا سريانية أرامية فإن القارئ المثقف يفهم ان التطرف الأشوري يركض وراء قضية خاسرة . كلما تطرف المدافعون عن " اللغة الأشورية" تتحول اللغة السريانية الآرامية من عقبة الى مقبرة للفكر الأشوري ! تخاذل بعض معلمي اللغة السريانية في الماضي القريب قد زاد فيكم روح التعصب و التطرف فصرتم تنكرون وجود لغة سريانية و تؤكدون موت اللغة الآرامية. نحن نراهن اليوم إن المؤسسات السريانية الآرامية ستدافع عن إسم لغتنا.

هنري بدروس كيفا

338
المسيحيون لا يتعرضون لحرب إبادة في شرقنا الحبيب ...

لقد وقعت مأسي و مذابح و مضايقات جمة للمسيحيين في شرقنا و لا احد ينكر ان المسيحيين هم ضحايا بريئة لبعض المتطرفين : و لكن لا يحق لأحد أن يدعي أن المسيحيين يتعرضون لحرب إبادة جماعية . هنالك صراع خفي خاصة في العراق بين بعض رجال الدين المسيحيين بالأخص الكلدان منهم و بعض الكتاب المغامرين و المدعين بالتسمية الأشورية .

أ - رجال الدين المسيحيين و رغم تعرضهم لكثير من الجرائم الشنيعة يحاولون وصف هذه المأسي و المضايقات بكلمات دقيقة لأنهم يعرفون أن مفتعلي هذه الجرائم هم مجموعات صغيرة لا تمثل شيئا و هم يعرفون أن المسلمين العراقيين هم ايضا ضحايا الإرهاب و لا يريدون السوء لإخوانهم المسيحيين . اتمنى من القارئ أن يطلع على ما نشر بعد إنعقاد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... 829.0.html

حيث نرى " ضحايا الاعتداءات التي طالت المسيحيين " و " على وجوب حماية جميع المواطنين من التعديات الإرهابية." كما أكد "أن "المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط هم مواطنون وأوفياء لأوطانهم ..."

ب - كثير من الناشطين " الأشوريين" يضخمون من أهمية هذه المأسي و يحولونها الى " حرب إبادة" و " خطة مدبرة" ...و أغلبيتهم الساحقة تعيش خارج العراق و لكنها تدعي بالإهتمام بمصير إخوتنا المسيحيين و لكنهم يرمون الزيت على النار بإستخدامهم تلك التعابير المتطرفة !

لقد نشر د. جميل حنا مقالا عنوانه " القصارى في نكبات النصارى- شاهدعيان إبادة شعب- 1" موجود على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=479836.0

هذا المقال فيه تشويه متعمد لتاريخ و هوية الشعب السرياني الآراميو وإتهامات باطلة بحق المسؤولين في الحكومات العربية .

أولا - ما هي حرب الإبادة الجماعية GENOCIDE ؟

كلمة حديثة لمفهوم جديد في إدارة و ممارسة الحرب ضد دولة او شعب ما . يتسرع بعض المفكرين في إطلاق صفة حرب الإبادة على بعض المجازر التي أرتكبت ضد شعب ما بينما المؤرخون و الحقوقيون يطلقون هذه الصفة على حالات نادرة. يعتبر الحقوقي Raphaël Lemkin رفائيل لمكين هو أول من إستخدم لفظة GENOCIDE حرب إبادة سنة ١٩٤٤ و قد إستخرج هذه الكلمة الجديدة من GENO كلمة يونانية تعني العرق او القبيلة و CIDE كلمة لاتينية تعني الدمار . و هذا المصطلح الجديد قد أطلق على الشعب الأرمني ضحية الحكومة العثمانية التي خططت لإبادة الشعب الأرمني بكامله . في الرابط التالي يستطيع القارئ أن يتعرف أكثر على تاريخ و المعنى الدقيق لمصطلح " حرب الإبادة" .

http://www.ushmm.org/wlc/en/article.php ... d=10007043

إن شعبنا السرياني الآرامي هو ثاني شعب يتعرض لحرب إبادة بعد الشعب الأرمني و للأسف أن أحزابنا و مؤسساتنا و كنائسنا لا تهتم كثيرا لهذه القضية المهمة . يعترف مجلس الأمم المتحدة بأربع حروب إبادة و هي :

* المجازر الجماعية التي تعرض لها الشعب الأرمني خلال الحرب العالمية الأولى .

* الهولوكست الذي قامت به ألمانيا النازية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية .

* المجازر التي تعرض لها شعب التوتسي من قبل الهوتو في دولة راوندا في إفريقيا .

* مجزرة سريبرينسكا Srebrenica التي تعرضت لها من قبل الصرب.

ثانيا - هل يتعرض المسيحيون لحرب إبادة " ثانية" ؟

إنني لا اعرف من هو د. جميل حنا ؟ و ما هو إختصاصه ؟ أغلب مقالاته هي للدفاع عن الفكر الأشوري . و من المؤسف ان هذا الأكاديمي قد ردد في مقاله هذه التعابير المتطرفة :

* " ألا وهو دور الأجهزة والحكومة بمختلف شرائحها تنفيذ خطة مدبرة ومنظمة بإحكام للقضاء وإنهاء الوجود المسيحي في العراق بغض النظر من كان الشخص المباشر لتنفيذ هذه العملية الإجرامية,"

*" إن جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب المسيحي هي أحدى السمات البارزة التي يمتاز بها تاريخهم.وما أشبه اليوم بالبارحة, الأعمال البربرية والتعطش إلى دماء المسيحيين الأبرياء كانت وما زالت تنطلق من ذات المنبع التي تتغذى منه ألا وهو التعصب الديني والقومي أو ما يسمى الجهاد ضد الكفار." هذا الأكاديمي المغامر يقارن بين حرب الإبادة الجماعية التي تعرض لها اجدادنا فعلا سنة ١٩١٥ و ذهب ضحيتها أكثر من مئتي ألف شهيد مع ما تم في العراق من مجازر و مضايقات و لا يستحي من ذكر ما تعرض له نادي آشور بانيبال الثقافي " .وما الهجوم البربري الأخير الذي أرتكب ضد نادي آشور بانيبال الثقافي في بغداد هو مثال ساطع لنا سطوع الشمس." من المضحك المبكي أن هذا الأكاديمي لم يذكر الجريمة النكراء التي تمت في كنيسة سيدة النجاة و ذهب ضحيتها أكثر من خمسين شهيد !

مقالة هذا الاكاديمي بعيدة عن الواقع الذي يعيشه المسيحيون في شرقنا الحبيب : لا يوجد خطط مدبرة لإبادة المسيحيين و لا يوجد حكومات ضالعة أو مؤيدة للعمليات الإجرامية التي تعرض لها بعض المسيحيين ! نحن لا نستغرب من صاحب هذا المقال المتطرف أن يردد هذه العبارات بدون أن يدرك خطورتها لأن الفكر الأشوري الذي يناضل من أجله لا يعمل من اجل المسيحيين و لكن من اجل نشر فكر قومي مزيف لهوية المسيحيين السريان . صاحب هذا المقال يتجاهل هويتنا التاريخية فهو يتجاهل أن الأب إسحق أرملة هو من رواد الفكر الآرامي و كان - رحمه الله - يؤمن أن السريان ينتمون الى الآراميين و لكن هذا الأكاديمي د. جميل حنا يزيف نضال هذا الأب الفاضل الذي كان يسمي لغتنا دائما اللغة السريانية او الآرامية .

كتب د. جميل حنا " هذا الكتاب يعتبر وثيقة تاريخية نادرة, وذات أهمية كبرى تسجل تفاصيل حملات الإبادة والأعمال الإجرامية التي مورست بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعزل من السلاح. وهي ذات قيمة فائقة لأنها كتبت من قبل شاهد عيان من أبناء الأمة الآشورية ..."

يستطيع القارئ ان يتعرف على حياة و دراسات الأب إسحق أرملة من خلال هذا البحث " الخورفسقفوس اسحق أرملة ( + 1954 )"

على هذا الرابط

http://www.syrcata.org/index.php?module ... &subid=221

حيث نرى ان هذا الأب كان ضليعا و أمينا لهوية اجداده التاريخية فهو يسميهم سريان و له كتاب غير مطبوع عنوانه " تاريخ الدول الآرامية السريانية ( خمسمئة صفحة )." فمن العار على أكاديمي مثل د. جميل حنا أن يزيف هوية الأب إسحق أرملة الى" أشورية مزيفة"

الخاتمة

أ- هذا المقال لا يهدف الى الدفاع عن الحكومات العربية في شرقنا الحبيب لأن تعرض المسيحيين لبعض الجرائم النكراء لا يعني أنهم يتعرضون لحرب إبادة .

ب- دعاة الفكر الأشوري يضخمون الأمور و يحاولون بكل الطرق التأثير على الرأي العام الدولي و المحلي . لقد إستفادوا من مأساة سيميل سنة ١٩٣٣ لأنها أدت الى تدخل عصبة الأمم خاصة لإيجاد حل للمهجريين من السريان المشارقة و كانت عصبة الأمم قد إستخدمت التسمية الأشورية ASSYRIAN في وثائقها . الناشطون" الأشوريون" يسعون الى نزع إعتراف الأمم المتحدة و الدول الكبرى بوجود " حرب إبادة ضد الأشوريين" و هم يتوهمون أن ذكر بعض السياسيين الأجانب للتسمية الأشورية سيكرسها بين أبناء الشعب السرياني الآرامي ! التسمية و الهوية التاريخية تحددها المصادر و المراجع العلمية و ليس موظف في عصبة الأمم سابقا او مستشار للرئيس الأميركي !

ج - إن حرب إبادة حقيقية تعرض لها شعبنا السرياني الآرامي سنة ١٩١٥ و محاولات دعاة الفكر الأشوري لتحويلها الى" حرب إبادة أشورية" هي مضيعة للوقت و ربط قضيتنا بتسمية أشورية مزيفة لم يؤمن بها اجدادنا . الفكر الأشوري يريد أن يحول حرب الإبادة التي تعرضنا لها الى " ورقة سياسية" للحصول على مكاسب سياسية ! النضال من اجل حرب الإبادة التي تعرض لها اجدادنا يتطلب الصدق و الإخلاص : المنادون بالتسمية الأشورية هم سريان أراميون مثلنا و تزييفهم للتاريخ يضعف حقوقنا .

د - الأحزاب الأشورية تناضل من اجل طروحات غير حقيقية و لا تهتم بمصير المسيحيين سكان الشرق الأصيلين . لقد فشلت في أن تكون ممثلة للأشوريين في العراق فها هي تعمل كي تكون ممثلة للمسيحيين في العراق . الكنائس الوطنية الكلدانية و المارونية و السريانية لا تعمل مباشرة في الحقل السياسي و لكنها اثبتت انها متجذرة في كل الشرق و تحاول ان تصمد فيه بينما بعض دعاة الفكر الأشوري لا يزالون يتوهمون أننا " أبناء الأمة الأشورية" و أن الدكاكين الحزبية الأشورية تمثل المسيحيين في شرقنا الحبيب و يحق لها أن تغامر في مصيرنا على طاولة القمار !

ه - لا شك أن المسيحيين عانوا و تعرضوا لجرائم بشعة و لكن من اجل إيصال صوتنا الى مسامع الحكام علينا أن نستخدم تعابير مدروسة واضحة كما فعل مجلس البطاركة الكاثوليك في لبنان : إستخدام التعابير المتطرفة لا يخدم وجودنا المسيحي في الشرق . المسيحيون لا يتعرضون لحرب إبادة في الشرق و لكن لمحاولات يائسة من أقلية متطرفة تريد ان تفرض طروحاتها الخاطئة ...


هنري بدروس كيفا

339
المشرف على المنبر الحر و ثورة  Abu Sinharib العاطفية

   نحن لا نفهم كيف تقولون ان موقع عنكاوا هو موقع حيادي و انتم
تنشرون في الصفحة الرئيسية مقالات بعض الإخوة التي تدافع عن
مفاهيم تاريخية متطرفة و مزيفة !
  لقد نشرتم مقالا للسيد ابو سنحاريب عنوانه " و ... ثورتنا" لا يحمل
اي فكر ثوري و لكنه يدافع عن فكر متخلف لا يعيش مع الواقع .
يردد السيد ابو سنحاريب " ويعتبر شعبنا الاشوري بكل تسمياته المذهبية الجميلة   التي يتوزع عليها  - اول شعب نهض وثار ضد الظلم في اوائل العقد الثالث من القرن الماضي  والتي كانت خاتمتها  مذبحة سميل – حين اقدمت السلطة العراقية انذاك بتجريد ابناء شعبنا وتجميع العديد منهم  في سميل  ثم قتل الالاف ..."
   لما تشجعون مقالات هذا الكاتب المغامر و هو يدعي ان المسيحيين
في العراق كلهم أشوريين و لا تنشرون دراسات باحثين متخصصين في
تاريخ السريان ؟
    إن مأساة سميل لم تكن ثورة و لم يذهب ضحيتها الألاف كما يدعي
هذا المغامر و لم تطل كل المسيحيين في العراق !
    إن نشركم لمثل هذه المقالات ينافي صفة الحيادية خاصة و إن
هذا الكاتب لم يتعلم من أخطائه السابقة .
    اتمنى من المسؤول عن المنبر الحر ألا ينشر في الصفحة
الرئيسية كل مقال لا يحترم قوانين النشر .

  هنري بدروس كيفا

340
وحدة السورايي/ السريان الآراميين بين شرارة بوعزيز و مهارة بيسمارك !

اولا- هل إنقسامات السورايي/ السريان هي عقائدية ام قومية ؟

شعب السورايي / السريان هو من اقدم الشعوب في الشرق و لكن الإنقسامات العقائدية في القرن الخامس الميلادي أدت الى نشوء عدة كنائس متناحرة بين السريان الآراميين ! في بداية القرن العشرين إنتشر بين السريان تيارا قوميا يطمح الى توحيد فلول الشعب السرياني الآرامي و لكن تواجد السريان في عدة مناطق متباعدة و خاصة إستعراب الأكثرية منهم و إنتشار الجهل سوف تفشل هذا المشروع القومي و الوحدوي . لقد مضى حوالي ١٠٠ عام على مشروع الوحدة و لا يزال السريان منقسمين غير مبالين من محاولات إقتلاعهم من أوطانهم التاريخية :

الشعب السرياني الآرامي هو ثاني شعب يتعرض - بعد الشعب الأرمني - الى حرب إبادة شاملة خلال الحرب العالمية الأولى من قبل الحكومة العثمانية ! الشعب الأرمني الشقيق ينقسم الى عدة كنائس أرمنية و هو أول شعب يتعرض الى حرب إبادة و رغم خسارة حوالي مليون و نصف من الشهداء و سلخ مناطق أرمنية عديدة و ضمها الى الدولة التركية فإن هذا الشعب الشجاع يناضل من اجل إعتراف تركيا و المطالبة بحقوقهم التاريخية و لكننا نحن السريان لا زلنا نبحث عن هويتنا!

البعض يعتقد أن هويتنا التاريخية هي العامل الأول لوحدتنا المرتقبة و البعض الآخر يؤمن أن مشروعا سياسيا وحدويا هو الوسيلة الممكنة لوحدتنا . الفريق الأول شعاره " العودة الى جذورنا الحقيقية و لا مجاملة لأصحاب الطروحات التاريخية الخاطئة" أما الفريق الثاني فهو صاحب التسمية المركبة " أشوري كلداني سرياني" و شعاره " كل الأسماء هي صحيحة" و لكن إخوتنا من السريان الملكيين و الموارنة ليسوا ضمن مشروع الوحدة !

اصحاب التسمية المركبة / المصطنعة / المطاطة ( مثل العلكة...) لا يميزون بين تسمية تاريخية ( هوية) حقيقية و بين تسمية سياسية مركبة ! و هم يتوهمون و يوهمون البسطاء من شعبنا ان الهوية التاريخية هي عمل إختياري لأنهم يروجون ان " هويتنا التاريخية" هي لوحة فنية كل واحد منا يفسرها بكل حرية !

ثانيا - هل السورايي/ السريان بحاجة الى بيسمارك جديد ؟

هذه السنة ٢٠١١ هي الذكرى المئة و الأربعين لتوحيد و تأسيس الإمبراطورية الألمانية سنة ١٨٧١ على أثر القضاء على فرنسا و الفضل يعود الى أوتو فون بيسمارك الذي يعتبر رائد الوحدة الألمانية . هل يوجد بين السورايي/ السريان شخصية او حزب يعمل فعليا من اجل توحيد شعبنا ؟ سؤال مطروح ...

ولد في مملكة بروسيا سنة ١٨١٥ م و هو ينتمي الى عائلة نبيلة . لقد إشتهر بيسمارك بمهارته السياسية و نجاحه الكبير في توحيد الدويلات و الإمارات الألمانية سنة ١٨٧١ يكاد ينسينا ان هذا السياسي الماهر لم يكن يؤمن في شبابه ضرورة توحيد الدويلات الآلمانية !

أصبح بيسمارك نائبا في البرلمان البروسي سنة ١٨٤٧ و كان من أشد المحافظين و قد إشتهر في دفاعه عن الملكية خلال ثورة ١٨٤٨. و بعد سنة ١٨٥١ عين ممثلا في الإتحاد الجرماني الذي كان يضم النمسا و بروسيا و إمارات ألمانية متعددة و قد سعى بيسمارك الى إبعاد النمسا و عائلة هابسبورغ . إنتقل سنة ١٨٥٩ الى سان بطرسبورغ عاصمة روسيا و اصبح سفيرا لبروسيا حوالي اربع سنوات . إبتعاد بيسمارك عن وطنه لم يمنعه عن متابعة ما يحدث و كان هذا الإبتعاد إيجابيا إذ سمح له ان يجدد طروحاته بعيدا عن الفكر المحافظ . و سرعان ما يعين سنة ١٨٦٢ رئيسا للحكومة و وزيرا للخارجية فعمل من اجل توحيد الدويلات الألمانية . من يريد ان يتعرف على حياة هذا السياسي الذي سيلقب" المستشار الحديدي" عليه مراجعة الرابط

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9% ... 8%B1%D9%83

بعض السريان يسخرون من بعض إخوتنا الذين يتوهمون ان مقالاتهم التي تردد تعابير إنشائية مثل " جماهير شعبنا" و" اعداء الأمة الأشورية" سوف توحد شعبنا . فهذا يلقب بيسمارك السريان و ذاك دون كيشوت و بعضهم يلقب بكازنوفا... إنني شخصيا ضد ان نسخر من إخوتنا مهما كانت الأسباب : أن يلقب احدهم ببيسمارك السريان يعني انه جاهد و نجح في توحيد السريان و من يدعي ان السريان يتحدرون من الأشوريين يعمل الى تقسيم السريان و ليس وحدتهم !

ثالثا- شهادة الكلمة الحقة ام شهادة دماء بريئة !

تجتاح البلدان العربية موجة ثورية عارمة : بعض المعلقين الأوربيين يعتقدون انها ستؤدي الى أنظمة ديموقراطية لذلك يشجعون تلك الثورات غير مبالين بالنتائج . النظام الديموقراطي لا يكتسب بالثورات و ليس بقوة السلاح لأن الديموقراطية هي ممارسة و عمل جماعي تسنه دساتير الشعوب المتقدمة . طبعا نحن لا نقصد ان الشعوب العربية / الشعب العربي هي غير متقدمة و لكننا نشير الى عدم ممارستها الى ديموقراطية حقيقية : الرئيس السابق بن علي كان يحصل على نسبة ٩٩ بالمئة من اصوات الناخبين و هذه النسبة لم يحصل عليها اي مسؤول في البلدان المتقدمة ! لا شك أن شهادة بو عزيزي الذي احرق جسده قد أشعل الثورة في تونس و لكن الأحوال الإقتصادية السيئة و تسلط عائلة بن علي هي الدوافع الحقيقية للثورة التونسية .

نشر السيد شه مال عادل سليم مقالا مهما في موقع عنكاوا عنوانه " من شرارة بوعزيزي اندلع لهيب التغيير ...."

على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... 774.0.html

نجد فيه تحليل واقعي لما حدث و ربما لما سيدث في البلدان العربية و هذا التحليل يخالف تحليلات بعض الصحافيين الأوروبيين السطحية ! و من الممكن مشاهدة صورة الشهيد بو عزيزي و هو يحترق و خاصة توقعه " نعم ....رسالة الشعوب الغاضبة قد وصلت و اجراس التغيير قد دقت ولايستطيع احد ان يوقف عجلة التاريخ وعلى حكامنا من دون استثناء ان يعوا بان الوقت قد حان للتغيير و للاصلاحات الجذرية وبناء المؤسسات المدنية الحقيقية ومحاربة الفساد ... نعم عليهم ان يخرجوا من ابراجهم العاجية وان يسمعوا صرخات ومطاليب شعوبهم التي باتت تعيش تحت خط الفقر..." لا شك ان الدافع الأول لهذه التحركات هو الإصلاحات و محاربة الفساد . لقد علق احدهم " هل تنتظر الشعوب بوعزيز آخر يحرق نفسه حتى تثور؟!"

انظر الى الرابط

http://teachersunrwa.ahlamontada.net/t377-topic

من يراقب ما يحدث في الصين من ثورة صناعية يعرف ان بعض المسؤولين في المدن الصينية قد عمدوا الى سياسة طرد سكان بعض الأحياء من اجل بناء مصانع جديدة . و هنالك مئات العائلات التي رفضت ترك منازلها او بيعها و قد عمد هؤلاء الصينيين الى حرق انفسهم مفضلين الموت على ترك منازلهم و قد وصل عددهم الى بضعة عشرات ! ما أريد أن اقوله : أن يحرق الإنسان جسده من اجل قضية عادلة لا يؤدي الى ثورة ! و لكن هذا التعليق " هل تنتظر الشعوب بوعزيز آخر يحرق نفسه حتى تثور؟!" قد دفعني الى طرح هذا السؤال " هل إذا قام أحد السريان بحرق نفسه يدفع شعبنا الى الوحدة ؟" او بعبارة ثانية هل تضحية شاب يؤمن بطروحات تاريخية خاطئة قد يدفع بقية الشباب الى تصديقها و الإيمان بها ؟ نحن ندعو الغيورين السورايي/ السريان الى شهادة الكلمة الحقة و ليس الى شهادة الدم ! شهادة الكلمة الحقة تتطلب منا الشجاعة الأدبية و النقد الذاتي البناء كي نصحح الطروحات المزيفة التي تضعفنا .

الخاتمة

إن تضحية البائع المتجول اليائسة بو عزيزي قد أشعلت الثورة بين افراد الشعب التونسي الذي عانى من نظام الرئيس السابق بن علي . نحن كشعب سرياني آرامي مقسم منذا قرون عديدة لسنا بحاجة الى تضحيات بطولية من اجل طروحات مزيفة و لكننا بحاجة الى كل سرياني يعمل كي يتعرف على تاريخه الحقيقي و يناضل من اجل وحدة حقيقية تساعد الشعوب التي نعيش بالقرب منها كي تتعرف على هوية تاريخية سريانية واحدة و ليس على طروحات مبنية على تفسيرات خاطئة لمدلولات التسمية السريانية . نحن لا نحلم ببناء إمبراطورية كما فعل بيسمارك و لكننا نتمنى من كل سرياني غيور أن يتعلم من حياة هذا السياسي الذي لم يكن يؤمن بضرورة الوحدة الألمانية في بداية عمله السياسي و لكنه سيتبدل و يعمل و يحقق الحلم الألماني ! هنيئا لكل سورايا / سرياني يستطيع ان يقول لنفسه قبل مفارقة الحياة " نعم إنني جاهدت من أجل وحدة شعبي!".

هنري بدروس كيفا

341
هل كانت اور كلدانية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ؟

لقد نشر موقع التنظيم الآرامي مقالا مهما للأخ الفاضل حبيب تومي عنوانه " بابا الفاتيكان يعتزم زيارة اور الكلدانيين فلماذا لا ندعوه لزيارة القوش و.." و موجود على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Arche ... omi_65.htm

قبل التعليق أحب أن أذكر القارئ بالمثل الصيني " عندما يشير الحكيم بإصبعه الى القمر ، عليك أن تنظر الى القمر و ليس الى إصبع الحكيم ". نحن من المفكرين الذين يتعلمون من مواقف الأخ حبيب تومي الحكيمة و لكننا في نفس الوقت نتمنى أن تكون طروحاتنا التاريخية مبنية على براهين موثوقة كي يتعرف السورايي أننا فعلا ننتمي الى شعب واحد .

إنني أؤيد الفكرة الرئيسية في مقال الأخ حبيب تومي : زيارة البابا بندكتوس السادس عشر هي ضرورية لأنها ستشجع العائلات المسيحية في البقاء في وطنهم العراق كما أن هذه الزيارة ستسلط الأضواء على أوضاع العراقيين الصعبة.

إنني أختلف مع الأخ حبيب تومي حول نقطة تاريخية مهمة و هي هوية الكلدان التاريخية :

أ- هل القبائل الكلدانية كانت متواجدة في العراق في القرن الثامن قبل الميلاد لأن التوراة قد ذكرت أن ابراهيم قد رحل من اور الكلدانيين ؟

و هنا نحب ان نعرف من هم الكلدان ؟

ب - هل القبائل الكلدانية هي آرامية جنسا و لغة و هي متواجدة في العراق منذ القرن العاشر او الحادي عشر قبل الميلاد حسب دراسات بعض العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق .

اولا - النقاشات حول جثة OTZI المحنطة في الجليد لقد وجدت هذه الجثة المحنطة في الثلج في جبال الألب سنة ١٩٩١و قد سميت OTZI و عمرها حوالي ٥٣٠٠ سنة ! و قد وجدت بعض الأسلحة بالقرب منها .لقد تسرع بعض العلماء في محاولة تفسير موت هذا الإنسان في منطقة جبلية علوها ٣٢٠٠ متر : البعض ذكر انه مات بسبب البرد و البعض يؤكد انه وقع في حفرة ثلجية صارت مقبرة له و منهم من يقول انه صياد بسبب الأسلحة و منهم من يعتقد

بأنه كان تاجرا متنقلا ...

في حوالي سنة ٢٠٠١ إكتشف احد العلماء ان جثة OTZI مصابة بعدة جروح طفيفية و جرح عميق في كتفه و سرعان ما وجد احد الأطباء بواسطة الأشعة قطعة غريبة داخل الجثة و قد أكتشف لاحقا انها رأس سهم ! و هنا تطورت النقاشات حول OTZI : فهو مات قتلا و ليس بسبب البرد او الجليد و إنتشرت عدة آراء حول مقتل OTZI و قد انتشر و تغلب الرأي الذي يقول ان OTZI قد جرح في السهل و هرب من اعدائه نحو قمة الجبل حيث مات و لكن ابحاث اخيرة قام بها طبيب أثبت فيها ان السهم قد قطع احد شرايين القلب وأن الجرح القاتل لم يترك ل OTZI إلا عدة دقائق قليلة قبل مفارقة الحياة ! و هذا يعني ان OTZI قد قتل في منطقة عالية غير مأهولة و دفع العلماء الى محاولات جديدة لمعرفة من خلال الجثة و الأغراض التي وجدت بقربه لما و كيف قتل في أعلى الجبل ؟

هذا رابط فيه شرح مفصل و صور عن جثة OTZI

http://en.wikipedia.org/wiki/%C3%96tzi_the_Iceman

و هذا رابط آخر من BBC

http://www.youtube.com/watch?v=GK204JvfYk0&feature=fvw

ما هو الهدف من ذكر هذه النقاشات حول OTZI ؟ بكل بساطة إن النقاشات تتطور فخلال العشر سنين الأولى كانت النقاشات حول كيف مات OTZI بينما في السنين الأخيرة صارت النقاشات هي حول مقتل OTZI و أسبابه ؟

ثانيا - هل كانت اور كلدانية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ؟

أ - لا يزال بعض إخوتنا من الكلدان متأثرين بنظريات الفنان عامر حـنا فـتـوحي المزيفة فهو يدعي ان الكلدان القدامى كانوا متواجدين في العراق قبل السومريين و هذه نظرية لا يؤمن بها إلا السيد فتوحي

و من المؤسف ان بعض الأكاديميين الكلدان يصدقون هذه النظريات التي تبعدهم عن تاريخهم الأكاديمي .

هنالك مقال للأديب مايكل سـيـﭙـي عنوانه " الكـلـدانيّـون يحـتـفـلون بـ أكـيـتو 7311 ومؤتمر النهضة الكـلـدانية2011 " على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... 070.0.html

* إن أكيتو هو عيد وثني و قد توقف أجدادنا عن الإحتفال به و هو اليوم من صنع الفكر الأشوري متوهمين أنه إحتفال أشوري .

* إن سنة 7311 هي خرافية و تدل أولا عن مدى تجاهل الكلدان لتاريخ الشرق القديم بشكل عام و التاريخ الكلداني بشكل خاص.

* أنه لمن المؤسف حقا " ربط" مؤتمر النهضة الكلدانية 2011 بطرح خرافي لا يوجد اي عالم متخصص في تاريخ الشرق قد سمع به !

* ألا يستطيع القيمون على هذا المؤتمر أن يتأكدوا من صحة هذا الرقم الخيالي 7311 ! هل النهضة القومية تبنى على طروحات تاريخية غير علمية ؟

إذا كان الكلدان متواجدون في العراق منذ 7311 سنة حسب طروحات الباحث فتوحي فإنه من البديهي - حسب نظريته الفذة - الكلدان كانوا متواجدين في اور في القرن الثامن عشر قبل الميلاد !

ب - كتب الأخ حبيب تومي" اقترن اسم اور الأثرية في التاريخ باسم اور الكلدانيين" . هذه الجملة يكتنفها بعض الغموض :

* لم يرد تعبير " اور الكلدانيين" في الكتابات الأكادية القديمة و لكن فقط في التوراة .

* الباحثون في تاريخ الشرق القديم لا يعتبرون أسفار التوراة كمصدر وثيق .

* إن أسفار التوراة قد كتبت على مراحل زمنية : أقدمها تعود الى القرن السادس قبل الميلاد .

* إن تعبير " اور الكلدانيين" يعني ان هذه المدينة كانت كلدانية في القرن السادس قبل الميلاد و ليس في القرن الثامن عشر قبل الميلاد !

ج - تاريخ الكلدان حسب المراجع العلمية :

طبعا لا يوجد اي ذكر للتسمية الكلدانية قبل تاريخ السومريين و حسب معلوماتي المتواضعة لا يوجد اي ذكر للكلدان في اللغة السومرية القديمة. هنالك دراسات تاريخية عديدة حول تاريخ القبائل الكلدانية سوف أذكر اهمها :
KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957).

http://books.google.fr/books?id=O1MnjkH ... ne&f=false
BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285
http://books.google.com/books?id=iykVSx ... ns&f=false
LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
http://books.google.ca/books?id=rrMKKti ... am&f=false
هنالك كتاب مهم جدا حول تواجد القبائل الكلدانية و الآرامية و هو

COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996.

كتاب العالم COLE هو كناية عن ترجمة لحوالي 130 رسالة مكتوبة بالأكادية الصادرة و الواردة الى حاكم مدينة نيبور الكلداني. هذه الرسائل هي وثائق غنية بالمعلومات عن العلاقات بين القبائل الكلدانية و الآرامية في القرن الثامن قبل الميلاد .كل هذه الدراسات الأكادمية تثبت لنا ان القبائل الكلدانية كانت متواجدة في القرن العاشر قبل الميلاد في بلاد أكاد .

من يتعمق في تاريخ بلاد أكاد في الألف الثاني يجد ان القبائل العمورية قد إستولت على بلاد أكاد ثم الشعب الكوشي بين القرن السادس عشر و الثاني عشر قبل الميلاد .

ثالثا - هل يبحث الكلدان عن هوية تاريخية حقيقية ؟

أ - من المؤسف أن بعض طروحات إخوتنا الكلدان تتطرف بحجة الدفاع عن حقوق الأكثرية الكلدانية : بعض المواقع و الشخصيات الكلدانية صارت تستخدم تعبير " اللغة الكلدانية" !

ب- طروحات تاريخية لا يقبلها العقل و المنطق تؤدي في النهاية الى تقسيم الكلدان أنفسهم و عزلتهم عن بقية السورايي !

ج - ما هي الفائدة في إيهام الكلدان انهم كانوا متواجدين في العراق في القرن الثامن عشر قبل الميلاد بينما المصادر تؤكد وجودهم في القرن العاشر قبل الميلاد ؟ أليس من الأفضل دراسة تاريخ الكلدان من خلال مراجع علمية !

د - نقد الطروحات التاريخية الكاذبة هو بداية النهضة الكلدانية اما تصديق الطروحات التاريخية الشوفينية فهو تراجع فكري .

ه - المراجع العلمية تثبت لنا إنتماء القبائل الكلدانية الى الآراميين و أن علماء الكنيسة الكلدانية يؤكدون إنتمائها الآرامي الذي يوحد كل مسيحي الشرق .

الخاتمة

هنالك عشرات الكتب و الدراسات حول جثة OTZI المحنطة و من يتابع الدراسات حول هذه المومياء يعرف ان OTZI قد مات على أثر إصابته بسهم و ليس بسبب البرد او الجليد . إذا كان الأكادميون الكلدان يصدقون طروحات الفنان فتوحي التي لا يقبلها العقل فهذا يعني أن هؤلاء الأكادميين غير ملمين بتاريخ الشرق القديم .

لقد نقل الأخ حبيب تومي هذه الفقرة من قاموس المطران اوجين منا حول الكلدان:

" الكلدانيون : هم العلماء وارباب الدولة من اهل بابل وأطرافها . او جيل من الشعوب القديمة كانوا اشهر اهل زمانهم في سطوة الملك والعلوم وخاصة علم الفلك . ولغتهم كانت الفصحى بين اللغات الآرامية وبلادهم الأصلية بابل وآثور والجزيرة اي ما بين نهري الدجلة والفرات وهم جدود السريان المشارقة الذين يسمون اليوم بكل صواب كلداناً " المطران منا كان عالما لغويا و معلوماته التاريخية مبنية على بعض معلومات شحيحة من اواخر القرن التاسع عشر و بالتالي هذه الفقرة مليئة بالأخطاء التاريخية و الجغرافية .

نحن نتمنى نهضة حقيقية بين إخوتنا الكلدان مبنية على أسس قوية : طروحات الفنان فتوحي التاريخية هي شوفينية متعصبة تناقض الدراسات الموضوعية حول الكلدان . نتمنى من الأكادميين الكلدان أن يتدارسوا خطورة هذه الطروحات قبل إنعقاد المؤتمر .

أخيرا الرقم الخيالي سنة 7311 لا يشير الى نهضة و لكن الى تبني فكر ايديولوجي كلداني بعيد عن هويتنا السريانية الآرامية التي يؤمن بها قداسة البطريرك عمانوئيل دلي و علماء الكنيسة الكلدانية و على رأسهم الأب المؤرخ ألبير أبونا.

هنري بدروس كيفا


342
هل التسمية الكلدانية  تدل على هوية أم مهنة عالم الفلك ؟"

رد على مقال" ألتوراة وبرديصان والكلدان

  يحاول بعض إخوتنا من السورايي الذين يؤمنون بالتسمية الاشورية أن يفرغوا التسمية الكلدانية من مدلولاتها التاريخية : بعض البسطاء منهم يرددون أن التسمية الكلدانية قد أطلقت على إنفصلوا من الكنيسة الأشورية و إنضموا الى الكنيسة الكاثوليكية و بالتالي إن التسمية الكلدانية قد أطلقت على الكاثوليك من " الشعب الاشوري" . و هذا رأي غير صحيح لان الكلدان قد إنفصلوا - إذا صح التعبير - عن الكنيسة السريانية الشرقية التي عرفت بالنسطورية ، و كان آباء و علماء هذه الكنيسة السريانية ( و ليس اشورية أو إسبانية) متمسكين بهويتهم السريانية/الآرامية . و لا زلنا نرى بعض " المغامرين" يستخدمون هذه الحجة للتأكيد على " إنتماء الكلدان الى الشعب الاشوري" و لكنهم -بدون معرفتهم و لفرط جهلهم و لتعصبهم الاعمى - يؤكدون إنتماء الكلدان الى السورايي أي الشعب السرياني / الآرامي !

   الأخ  صبري يعقوب إيشو في مقاله الأخير و هو بعنوان "ألتوراة وبرديصان والكلدان" يغامر بطرح محاولة جديدة - لن تكون الأخيرة بإذن الله - لتفريغ التسمية الكلدانية من مدلولها التاريخي و القومي . المقال منشور في موقع عنكاوا على هذا الرابط

http://www.ankawa.com


أولا - هل الكلدان المعاصرون هم أحفاد الكلدان القدامى ؟

  الأخ صبري يشك كثيرا إذ يكتب "  فأبقى أنا في شك كبير أن يكون هناك ما يربطني بهم  من رابط أو صلة " ثم و بكل ثقة يقدم لنا شرحه أو بالاحرى نظريته " لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح ..."  سوف نرى لاحقا أن الأخ صبري " بحث " و وجد أن التسمية الكلدانية تعني عالم الفلك و السحرة، فالتسمية الكلدانية لا تشير الى " هوية" بل الى مهنة و الكلدان المعاصرون ليسوا علماء فلك و سحرة بل هم "سورايي " و قد وعد الأخ صبري أنه سيشرح ما معنى " سورايي" في بحث قادم .

  قبل الإنتقال الى بقية النقاط  أحب أن أذكر القراء أن تسمية الكلدان لم تطلق على سكان بابل كما يتوهم الأخ صبري . التسمية الكلدانية القديمة قد أطلقت على منطقة جغرافية على حوض الفرات في جنوب مدينة بابل . و قد وردت تسمية " مات كلدو " في كتابات اكادية تركها بعض ملوك أشور  . لقد نشر و ترجم العالم COLE سنة 1996 أرشيف مدينة نيبور و هو مجموعة كبيرة من الرسائل باللغة الاكادية تعود الى منتصف القرن الثامن قبل الميلاد حيث وردت التسمية " مات كلدو" و هي تسمية جغرافية تقع على حوض الفرات حيث سكنت القبائل التي نسبت الى " مات كلدو" أي " القبائل الكلدانية " . من يريد أن يتعرف على تواجد القبائل الكلدانية عليه أن الى المراجع العلمية مثل كتاب. ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s Archive from Nippur. in Oriental Institute Publications Tome 114 ( 1996)

و هنالك كتاب آخر و بالرغم من قدمه 1968 يبقى مرجعا علميا لتواجد القبائل الكلدانية و الآرامية في بلاد أكاد . و هو كتاب

BRINKMAN, J.A., Political History of Post_kassiteBabylonia ( Rome , 1968 )

 و من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط

http://books.google.com/books?id=iykVSx

 ثانيا - هل التسمية الكلدانية " تعني " عالم فلك ؟

كتب الأخ صبري"وبعد البحث والتمحيص في مختلف القواميس والمعاجم اللغوية الصادرة قديماً كقاموس حسن بر بهلول وبر علي من القرن العاشر ألميلادي وغيرهما من القواميس الصادرة في أزمنة متأخرة كقاموس مار توما عودو وأوكين منا وغيرهما آخرون كثيرون لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي. حتى ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى ,حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...) ". تعليقات لا بد منها

أ - صحيح  إن بعض الآيات في التوراة توصف الكلدان بعلماء الفلك و التنجيم و السحر .

ب - صحيح أن الآباء السريان قد فسروا التسمية الكلدانية بمعنى عالم الفلك .

ج - صحيح أيضا أن القواميس السريانية الشرقية ( التي تدل على هويتنا الآرامية و ليس الإسبانية ) قد فسرت إستنادا الى شروحات التوراة أن التسمية الكلدانية تعني علماء الفلك و التنجيم.

 د - و لكن التسمية الكلدانية التاريخية القديمة هي تسمية تاريخية/جغرافية لقبت بها القبائل الآرامية  بيث داكوري و بيث عموقاني و بيث يقين و بيث شئاللي  و بيث شيلاني . لقد شرح العالم LIPINSKI المتخصص في تاريخ الشرق القديم معاني أسماء هذه القبائل الآرامية  في كتابه

Edward LIPINSKI. The Arameans Their Ancient History . Culture , Religion . dans Orientalia Lovaniensia Analecta Tome 100( 2000).

 ه - التسمية الكلدانية " مات كلدو" مذكورة بحوالي 400 سنة من تدوين التوراة : السؤال العلمي هو هل كانت التسمية الكلدانية قبل تدوين التوراة تعني المنجمين ؟ أم أن التسمية الكلدانية " صارت " تعني المنجمين!

 و - الأخ صبري و لأسباب معروفة يوحي للقارئ إن التسمية الكلدانية (منذ بدايتها ) تعني المنجمين فهو يكتب "  لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم".

ز - إن أقدم ذكر للتسمية الكلدانية بمعنى منجمين هو سفر دانيال في التوراة كما ذكر الأخ صبري ، و لكن هذا ليس برهان قاطع أن التسمية الكلدانية التاريخية تعني المنجمين قبل التوراة !

ثالثا - متى صارت التسمية الكلدانية تعني المنجمين ؟

  قبل الإجابة ، يجب أن نعلم أن التسمية الكلدانية " مات كلدو" تعود الى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد و إن التوراة قد دونت في حوالي 600 سنة قبل الميلاد . بعض أسفار التوراة كتبت في القرن الثاني ق.م .

الأخ صبري يتجاهل التسمية الكلدانية التاريخية مع مدلولها الصريح للهوية الآرامية و يحاول أن يقنع إخوته الكلدان أنهم لا ينتمون بصلة الى الكلدان القدامى !

الأخ صبري " يزيف " التسمية الكلدانية عن عمد فهو يكتب  "لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح ... لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي . حتى ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى ,حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...( تعليقات جديدة

أ - الأخ صبري يتجاهل إنتماء القبائل الكلدانية الى الآراميين !

ب- الأخ صبري يتلاعب بالحقائق التاريخية  فالتسمية الكلدانية لم تطلق سكان بابل " لشهرتهم بهذا العلم " كما يدعي و لكن القبائل الكلدانية/الآرامية قد " صهرت" بقايا الشعوب القديمة التي كانت تسكن في بلاد اكاد ( الشعب الاشوري لم يستوطن بلاد اكاد (.

ج - عندم كتب الأخ صبري " وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة " يجب أن يفهم من فعل " يظهر" أن الكلدان كانوا يتقنون علم الفلك و قد أخذوه عن الشعب الكوشي الذي كان يعيش في بلاد اكاد بين 1600 و 1200 ق.م . و يجب ألا يفهم القارئ أن النقوش تثبت أن التسمية الكلدانية كانت تعني علماء الفلك !

د - إن سفر دانيال قد دون في القرن الثاني قبل الميلاد ، و هذا يعني أن  التسمية الكلدانية  في سفر دانيال " صارت " تعني المنجمين ! إن سفر دانيال لم يكتب في ايام الملك نبوخدنصر و هو بالتالي ليس " مصدرا " أمينا للتاريخ . فقد ورد في هذا السفر عدة أخطاء تاريخية مثلا ذكره أن بلشصر هو إبن نبوخدنصر و هذا غير صحيح !

ه - لم يكتب سفر دانيال في القرن السادس قبل الميلاد ، لأنه في الإصحاح 11 / الآية 3 و ما يتبعها" و يقوم ملك جبار يتسلط تسلطا عظيما و يفعل ما يشاء . و ما ان يقوم حتى تنكسر مملكته و تنقسم الى أربع رياح السماء، و لا تكون لنسله في مثل تسلطه الذي تسلطه ، لأن مملكته تقتلع و تنقل الى غيرهم . و يتقوى ملك الجنوب ، لكن أحد أمرائه يقوى عليه و يتسلط ..." من هو هذا الملك الجبار ؟ من هو ملك الجنوب ؟ و من هو الامير ؟ حسب مفسري التوراة الملك هو الإسكندر الذي ستنقسم مملكته بين قواده الأربعة ، ملك الجنوب هو بطليموس الذي حكم مصر و سوريا الجنوبية التي سيسترجعها سلوقس في ما بعد . كيف عرف كاتب هذا السفر تاريخ الإسكندر و دخول اليونان الى الشرق ؟

 و - إن سفر دانيال الذي كتب في القرن الثاني ق.م ليس مصدرا أمينا عن الكلدان في عهد الملك نبوخدنصر لأنه يكتب بعد 400 سنة  من حكم نبوخدنصر ! قصة تفسير الآحلام هي قصة رمزية و قد تكون لم تحدث في عهد نبوخدنصر !

ز - إنني لن أنف وقوعها و لكنني أريد من القارئ خاصة الكلداني أن يفهم أن التسمية الكلدانية قد تكون منذ القرن الثاني ق.م " صارت" تعني الفلكيين و لكن ليس قبل هذا التاريخ .

ح - عاش العالم الكلداني برحوشا BEROSSUS في القرن الرابع قبل الميلاد ، و قد كتب تاريخ الشعب الكلداني القديم . الكتاب مفقود و لكننا نستطيع أن نطلع  على بعض الأجزاء أو الفقرات التي نقلها المؤرخون اليونان عنه . تجدون هذه المقاطع عن تاريخ الكلدان على الرابط التالي

http://www.sacred-texts.com/cla/af/af02.htm
و من يريد أن يطلع على كل المقاطع عليه أن ينقر على Next . لقد وردت التسمية الكلدانية أكثر من عشرين مرة بمعنى شعب و لم ترد بمعنى المنجمين ! فهل يعقل أن برحوشا الكلداني الذي ذكر أمور عديدة حول تاريخ الكلدان لم يكن يعرف أن التسمية الكلدانية تعني المنجمين و السحرة ؟

رابعا - هل نجح الأخ صبري في تزوير هوية الكلدان ؟

لا تزال الدراسات التاريخية حول تاريخ الكلدان قليلة و لا يزال بعض إخوتنا - تحت شعار الوحدة القومية - يحاولون بكل الوسائل تهميش التاريخ الكلداني القديم . لا شك إن بعض إخوتنا من الكلدان لا يعرفون ما هي علاقتهم التاريخية مع الكلدان القدامى . الأخ صبري يحاول أن " يستغل" هذا النقص في الدراسات كي يفسر التسمية الكلدانية بمعنى المنجمين كخطوة أولى ثم في خطوة جديدة سيكشف لإخوته الكلدان أنهم " سورايي " و أن السورايي هم (...)

كتب الأخ صبري  " ولتحقيق اليقين كما تأكد لي بأني لست كلدانياً قومياً كما يفهمه البعض أريد أن أؤكد لغيري من الشاكين بهذا الأمر. " اليقين يا أخ صبري هو أن التسمية الكلدانية تشير الى هوية شعب هو الآرامي قبل أن تصبح مرادفة للمنجمين . ثم يقدم لنا الأخ صبري ما يعتبره برهان قاطع "لو قرأنا كتابه ألموسوم شرائع البلدان لبرديصان من إعدادي وترجمتي وصدر في ستوكهولم عام 1989 حيث في هذا الكتاب ترجمة حرفية ودقيقة لنسخة مما يعتقد بأنه من تأليف ألفيلسوف برديصان ونشره مع ترجمته الأنكليزية ألهولندي  دريفرس عام 1966 حيث جاء فيه ص54 ما نصه ( قال برديصان : هل قرأت كتب الكلدان الذين في بابل التي كتب فيها ما تفعله الكواكب باقترانها مع أبراج الناس وكتب المصريين التي كتبت فيها كل الأمور التي تحدث للناس؟  قال عويدا : قرأت كتب الكلدانية , إلا أني لا اعرف أي منها للبابليين وأي للمصريين ؟ قال برديصان : إنه نفس العلم للبلدين .  قال عويدا : هذا أمر معروف( ". 

 أخيرا يستنتج الأخ صبري " وفي أعمق من ذلك يذكر عويدا بأنه قرأ كتب الكلدانية كعلم أو حرفة ولم يقل كتب الكلدانيين كشعب كما يريده البعض أن يكون ."  البحث التاريخي المنزه هدفه ذكر الحقائق كما هي ، اما الأخ صبري فهو يتجاهل تاريخ و هوية الكلدان القدامى و يؤكد أن التسمية الكلدانية تعني المنجمين و يوحي للقراء ان التسمية الكلدانية تعني المنجمين منذ القديم و يذكر التوراة  كأنه مصدر تاريخي أمين ثم يقدم برهانه الساطع نص لبرديصان و أخيرا إستنتاجه ( المنطقي) الكلدانية تعني حرفة أو علوم و لا تعني شعب له هوية !

      الكلدان المعاصرون هم سورايي كما ذكرت أي أحفاد القبائل الكلدانية/الآرامية التي صمدت ضد حملات الاشوريين ثم إنتصرت عليهم و قضت على إمبراطوريتهم  و كانوا يشكلون أكثرية السكان في بلاد أكاد التي ستعرف ببلاد الآراميين . السورايي عندهم هوية آرامية : إن الكلدان المعاصرين ينتمون الى القبائل الكلدانية/الآرامية التي قضت و صهرت بقايا الشعب الاشوري القديم. لقد ذكر مار افرام السرياني ( الآرامي) التسمية الكلدانية و كانت تعني له المنجمين و السحرة و قد نبه المسيحيين لمخاطر تعاليمهم. لا شك أنه تأثر بسفر دانيال و لا شك أن الكلدان الآراميين سوف يبتعدون عن إسمهم الكلداني لأنه صار يعني المنجمين. لا يحق لك يا أخ صبري أن توهم الكلدان أن اسمهم يعني المنجمين منذ القديم ، و لا تتعب نفسك في تفسير تسمية" سورايي" لأن هذه التسمية تدل على جذورنا الآرامية المتأصلة في كل الشرق !

هنري بدروس كيفا

343
الأديب ميخائيل ممو و " فشل" رواد الشعور القومي !

لقد نشر الأديب ميخائيل ممو مقالا عنوانه " رُسُل الأدب ورُوّاد الشعور القومي أحياء في قلوبنا" موجود في موقع عنكاوا على الرابط التالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,480640.0.html

  الغريب ان السيد ممو يتكلم عن أهمية لغتنا القومية و لكنه في نفس الوقت لا يذكر إسمها !

   مقال السيد ممو هو حول أهمية دور رواد الشعور القومي و بالأخص الأستاذ نعوم فائق : هذا المقال الذي لا يسمي لغتنا بإسمها التاريخي و العلمي و هو اللغة الآرامية / السريانية لهو دليل على فشل رواد الشعور القومي في بداية القرن العشرين !

 اولا - الأستاذ نعوم فائق و اسم لغتنا التاريخي .

أ - الأستاذ نعوم فائق هو معلم للغة السريانية و له عدة كتب لقواعد اللغة السريانية . المشكلة ان هذا المعلم قد ردد بعض المفاهيم الخاطئة حول هوية الشعب السرياني الآرامي فنراه يسميها تارة سريانية و طورا أشورية ! و هذا ما دفع بعض الكتاب المغامرين الى الإعتقاد ان لغتنا السريانية هي سليلة اللغة الأشورية ( الأكادية( .

ب - الأستاذ نعوم فائق و البحث التاريخي كان الأستاذ فائق معلما للغة السريانية و كانت غيرته و محبته قد دفعتاه الى إنشاء الصحف لنشر الوعي القومي بين السريان. محبتنا لهذا الرائد في العمل القومي  يجب ألا تمنعنا أن ننتقده إذا أخطأ في طروحاته التاريخية . يجب على القارئ السرياني ألا يتضايق إذا قلنا ان نعوم فائق كان مدرسا و شاعرا و صحافيا أكثر من يكون باحثا

متخصصا في تاريخ الشعب السرياني الآرامي! إنني لم اجد له اية دراسة تاريخية حول تاريخ الشعب السرياني .

ج - هويتنا عند نعوم فائق هي متقلبة و غير واضحة  يردد إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية ما ذكره في قصيدته :

"إنهض يا ابن أشور إنهض" و يدعون ان المعلم نعوم فائق كان يؤمن أن الهوية او التسمية الأشورية هي التي توحد كل الطوائف السريانية . مشكلتنا مع هؤلاء الإخوة إنهم " يتجاهلون" كليا ما كتب المعلم فائق في إفتتاحية العدد الأول من مجلة الإتحاد حيث نراه يسمينا أبناء آرام و الأمة الآرامية و حيث نرى بكل وضوح ان التسمية الآرامية هي التي توحدنا و هذه الإفتتاحية قد جاءت بعد القصيدة بعدة سنوات ! و عنوانها " الصحافة الآرامَّية و مبادؤها السّامية" تجدونها على الرابط التالي

http://www.gazire.com/forum/viewtopic.php?f=31&t=19930

د - المعلم نعوم فائق و دعوته الصادقة الى الوعي القومي  نحن نخلد ذكرى المعلم نعوم فائق لأنه كان يؤمن بإنتمائنا الى شعب واحد و لأنه ناضل من اجل نشر الوعي القومي و الإبتعاد عن الإنتماء الطائفي . نحن لا نلومه لأنه ردد بعض المفاهيم الخاطئة حول تاريخ الشعب السرياني الآرامي : فهو كان يكتب إسمنا التاريخي في مجلة بيت نهرين " ܐܣܘܪܝܝܐ" بدل" ܣܘܪܝܝܐ " لأنه كان يعتقد أن إسمنا السرياني مشتق من الشعب الأشوري القديم إستنادا الى رأي العالم الفرنسي ارنست رينان !

في كتاب شبه مفقود للمعلم نعوم فائق حول الكلمات السريانية في لهجة ديار بكر نراه يسمي لغتنا " السريانية ، الآرامية ، الأشورية (في اللغة الإنكليزية)" . فنحن اليوم نعرف جيدا لما اطلق علماء الأثار تعبير " اللغة الأشورية" في أواسط القرن التاسع عشر و كيف تداركوا هذا الخطأ لأن اللغة كانت أكادية و أن اللغة السريانية هي متحدرة من اللغة الآرامية و ان اجدادنا كانوا يسمون لغتهم الأم : اللغة السريانية او اللغة الآرامية .

ه - نضال المعلم نعوم فائق من اجل الوحدة لم يدرس المعلم نعوم فائق التاريخ : محبته لهذا الشعب دفعته الى كتابة بعض المواضيع التاريخية. و بالرغم من ارتكابه لأخطاء تاريخية تشوه هويتنا السريانية الآرامية فإننا نؤمن أنه كان صادقا في بحثه و يبقى لنا من رواد الفكر القومي على شرط ان نقييم طروحاته التاريخية و نقارنها بالدراسات التاريخية حول السريان و التأكد من المصادر السريانية اذا كانت تعارض طروحاته

ثانيا - الأديب ميخائيل ممو و أهمية لغتنا ( ؟ ) الأم .

لا شك أن اللغة هي وعاء الأمة . والأستاذ ممو يؤمن بهذه الفكرة فهو يذكر:

"... نقول بأن اللغة هي التي ترتقي بواقع أية أمة لدرجة التطور والمدنية ، لكونها الوسيلة التي تقودنا إلى التفاهم والتعبير وتجسيد المشاعر شفوياً وتحريرياً. وبما أن اللغة تُعد من الأسس الرئيسية لمقومات أية قومية ، فأنه يستوجب استعمالها والحفاظ عليها بإهتمام بالغ ، لكونها تجسد شكل هوية الإنتماء القومي. ولأجل ذلك تحتم الضرورة أن نكون واعين لمعرفة هذه الحقيقة، وعلى معرفة أكبر بأن الواجب الرئيسي لإثراء اللغة هو من مهام الأدباء والمؤلفين والكتاب واللغويين والشعراء والعاملين في حقل التعليم بغية إحياء وتأكيد وجودها وتطوير آفاقها وإيصالها لعقول ومدارك أبناء ذلك الشعب الناطق بها والفخور بتراثها ، وبالتالي التعامل بها بصدق وإخلاص وإهتمام دائم."

أ - لا اعتقد أن احدا يعارض الأفكار التي ذكرها الأديب ممو و لكنه لم يذكر إسم هذه اللغة ؟ و هو الذي يتغنى بحب لغتنا الأم و يسميها ( و هو الأديب الكبير ) " اللغة الأشورية " فهل إقتنع أخيرا أن لا احد يستطيع ان يحرف الإسم التاريخي للغتنا السريانية الآرامية ام أن عدم تسميتها في هذا المقال ب " اللغة الأشورية" هو تهرب من ذكر إسمها العلمي ؟

 ب - كتب الأديب ممو " وبما أن اللغة تُعد من الأسس الرئيسية لمقومات أية قومية ... لكونها تجسد شكل هوية الإنتماء القومي" إن الفكر الأشوري مبني على طروحات تاريخية خاطئة و عناد البعض في تسمية لغتنا ب" اللغة الأشورية" لهو تطرف كبير لأن الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية التي كانت منتشرة في كل الشرق و قدامى الفرس إستخدموها و لم يسموها " اللغة الفارسية"  و حتى ملوك أشور أنفسهم كانوا يسمونها أكادية و ليس " أشورية"!

 ج - محاولات بعض الإخوة في الإدعاء بوجود " لغة أشورية" قديمة و" لغة أشورية حديثة" سوف تفضح بقية الطروحات الأشورية و لن تنجح في تزوير إسم اللغة السريانية الآرامية و تاريخها !

 د - كتب الأديب ممو " من خلال تعايشنا في أوساط مجتمعنا الآشوري بكافة انتماءاته المذهبية والطائفية..." . إختلافنا مع الأديب ممو هو ان هويتنا من خلال مصادرنا السريانية كانت آرامية : فبرديصان كان يسمى " برديصان الآرامي" و مار افرام الذي لقب بالسرياني لم يستخدم تعبير " التسمية السريانية" فهو يسمي لغتنا آرامية و مواطنيه يسمينهم" آراميين" و ليس " أشوريين"

لقد وردت ألتسمية ألأرامية عدة مرات في نثر مار افرام ، فهو يسمي لغتنا " أرامية "

ܐܰܝܟ ܕܰ ܟܬܺܝܒ ܒܳܐܪܳܡܳܝܳܐ .

كذلك يوجد نص مهم عن ألأراميين.

 ".. ܟܰܕ ܡܶܬܪܓܶܫ ܒܪܶܥܝܳܢܳܐ ܓܽܘܚܟܳܐ ܕܶܝܢ ܥܒܰܕ ܢܰܦܫܶܗ ܒܶܝܬ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܘ ܝܰܘܢܳܝܶܐ ܦܝܠܘܣܦܐ ܕܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ "

 و قد ترجمها MITCELL  بألشكل التالي

“But the philosopher of the Syrians (i.e Bardaisan) made himself a laughing-stock among Syrians and Greeks”

كان من ألأفضل أن تترجم ألتسمية ألأرامية بـ" ألأراميين " إحتراما لفكر مار أفرام ألذي لم يستخدم ألتسمية " Syrians " إنه واضح جدا إستحالة ترجمة ألأراميين هنا بـ " Pagans "، و برديصان ألأرامي كان مسيحيا .

 - EPHREM 'S PROSE REFUTATIONS OF C.W MITCHELL , .SAINT Mani, Marcion and Bardaisan (2 vols.; London & Oxford: Williams & Norgate, 1912 & 1921), vol. II, page7

 ه - التسمية الأشورية هي حديثة جدا و للأسف الشديد أصحاب هذا الفكر يدعون بغيرتهم من أجل الوحدة و هم يتلاعبون بالحقائق التاريخية و يرددون حاجتنا من اجل نشر الوعي و لكنهم في نفس الوقت يروجون طروحات غير علمية تقسم شعب السورايي اي السريان الآراميين ! الأديب ممو يردد ان اللغة "  تجسد شكل هوية الإنتماء القومي"  ويكتب ايضا "  مجتمعنا الآشوري بكافة انتماءاته المذهبية والطائفية " فهل لأنه يؤمن بالتسمية الأشورية الحديثة ( المزورة لهوية اجدادنا) يحرف إسم لغتنا الى " أشورية" ؟

  الخاتمة

  أ - كل باحث متخصص في تاريخ السريان يستطيع ان يصحح بعض طروحات المعلم نعوم فائق : لا يوجد لغة أشورية قديمة ومن يريد أن يتأكد فليراجع " قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية" على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/20.htm

  لقد أخطأ المعلم نعوم فائق في إطلاق تعبير" اللغة الأشورية" على لغتنا السريانية الآرامية و هنالك دراسات عديدة تثبت ان اللغة السريانية الآرامية هي لغة مستقلة عن اللغة الأكادية .

 ب - لا يوجد اي باحث متخصص في تاريخ اللغات الشرقية قد ذكر ان اللغة الآرامية متحدرة من اللغة الأكادية . و من حق كل باحث ان ينتقد و يصحح طروحات المعلم نعوم فائق الخاطئة !

  كان المعلم نعوم فائق يردد " ثلاثة تنجح الأمة: قلم الكاتب، مخزن التاجر وحقل الزارع ". للأسف لشعبنا بعض " أقلام الكتاب" تحاول يائسة أن تزيف إسم لغتنا المقدس الى" اللغة الأشورية" و يطلبون منا في القرن الواحد و العشرين أن نتخلى عن إسم لغتنا العلمي من اجل تسمية غير علمية مزيفة !

 ج - نحن ننتقد بعض تعابير المعلم نعوم فائق من أجل تصحيح الأخطاء مع إننا نعرف أنه في سنينه الأخيرة كان يستخدم تعبير اللغة الآرامية و لكن إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية يروجون ان نعوم فائق قد ربط الفكر القومي بالتسمية الأشورية و هذا غير صحيح من خلال مقاله في إفتتاحية مجلة الإتحاد !

 د - كتب الأديب ممو عن المعلم فائق " بتعاده وعزوفه عن المصالح الشخصية والمادية ، وقضاء وقته في الأعمال ذات النفع العام لإعلاء وتبجيل الإسم القومي بغية اقتناء الحقوق القومية. "

 بعض الأسئلة

* ما هو إسمنا القومي ؟

* ما هو إسم لغتنا العلمي و التاريخي ؟

* هل يوجد سريان آراميون لغتهم الأم هي اللغة السريانية و " أشوريون" لغتهم الأم هي" الأشورية" ؟

* إعتراف بعض الأحزاب الأشورية و بعض المواقع ان اسم لغتنا الأم هو السريانية هل هو تنازل ام حقيقة علمية ؟

أخيرا أن " سر" عدم ذكر إسم اللغة التي " تجسد شكل هوية الإنتماء القومي." سيظهر عاجلا ام اجلا و إذا كان الأديب ميخائيل ممو لا يزال " يعتقد " أن لغته الأم هي " الأشورية" فهذا يعني أن عدم ذكر إسم هذه اللغة المهمة هو مناورة فاشلة .


هنري بدروس كيفا

344
لفكر الأشوري و سياسة " كذب العلماء و لو صدقوا " القسم الثاني

لقد نشرت القسم الأول منذ حوالي اسبوعين و كنت أظن انه سيكون الأول و الأخير و لكن حشرية بعض السريان الذين يطالبوني بأن اوضح للقراء من هم السريان الذين يضعون رؤوسهم تحت التراب ؟

و ما هي المواقع السريانية التي تجامل الفكر الأشوري ؟

هذه الأسئلة تدفعني الى نشر هذا القسم الثاني ليتوضح الموضوع ، نحن نهدف الى نشر تاريخ أكاديمي يساعدنا على معرفة تاريخنا ( كما هو ) و يساعدنا ان نحافظ على وجودنا في شرقنا الحبيب !

رابعا - ما الفرق بين العالم و المنجم ؟

أ - كان المنجمون في التاريخ القديم يحتلون مراكز مهمة عند كل الشعوب القديمة . بالرغم من تقدم العلوم فإننا لا زلنا حتى في المجتمعات المتقدمة من يؤمن بتكهنات المنجمين و لا يخفى على احد كيف كان يستدعي الرئيس الراحل فرنسوا ميتران احدى المنجمات و هو يحتل رئاسة دولة متقدمة . هل قارئة الفنجان تستطيع ان تبصر ما سيحدث في المستقبل ؟ هل تطور العلوم يساعد المنجمين على معرفة المستقبل بدقة ؟ هل يوجد عند المنجمين " منهجية" خاصة غايتها قول الحقيقة ؟ ام ان هذه المهنة لا تزال من مخلفات الماضي لم و لن تستطيع كشف خبايا المستقبل ؟ هل سمعتم بعالم فلك قد ذكر ان الرئيس التونسي السابق بن علي سيترك الحكم بهذه السرعة ؟ التنجيم كان و لا يزال شعوذة يدفع ثمنها غاليا من يصدق هؤلاء المشعوذين !

ب - العلماء المتخصصون في السريانيات :

لقد ازداد عددهم بشكل كبير و هذا واضح من ازدياد عدد المؤتمراتالأكادمية و عدد المشاركين فيها . كما ازدادت المجلات المهتمة بتراثنا السرياني . سوف اذكر اهمها و هي HUGOYE: JOURNAL OF SYRIAC STUDIES الموجودة على هذا الرابط

http://syrcom.cua.edu/Hugoye/

جميع العلماء المتخصصين في دراسة تاريخ و تراث السريان قد أمضوا سنين طويلة في تعلم اللغة السريانية التي تسمح لهم في دراسة المصادر السريانية بمنهجية أكاديمية . بعض هؤلاء العلماء يتفرغون لدراسة تاريخنا السرياني و هذا يعني في اغلب الأحيان انهم يلقون محاضرة او يقدمون درسا واحدا في الأسبوع لا يتعدى الساعتين و يمضون كل وقتهم في دراسة المصادر السريانية .

لقد خصصت مجلة HUGOYE عددا خاصا حول حياة و اعمال المطران فيلوكسين المنبجي و هنالك دراسة حول رسائل فيلوكسين المنبجي قامت بها الباحثة DANA VIEZURE من جامعة SETON HALL UNIVERSITY و هي موجودة على الرابط التالي

http://syrcom.cua.edu/Hugoye/Vol13No2/HV13N2Viezure.pdf

اتمنى من القارئ ان يدقق كيف ان هذه الباحثة قد إطلعت على جميع رسائل فيلوكسين و هي تستشهد بها.

ج - لما الفكر الأشوري يتهم العلماء بالكذب ؟

من يطالع مقالات المدافعين عن الفكر الأشوري يلاحظ أن أغلبية كتابها يدافعون عن افكار مسبقة تعلموها في صغرهم و مع إحترامنا الشديد لثقافتهم التاريخية فهم لم يدرسوا التاريخ في الجامعات و لا يعرفون أن لعلم التاريخ منهجية واضحة و هي الوصول الى كشف

الحقائق . من المؤسف ان المدافعين عن الفكر الأشوري المزيف لهوية السورايي / السريان يتهمون العلماء بالكذب بدون ان يطلعوا على أبحاث هؤلاء العلماء . دفاعهم العنيد سوف يدفعهم الى التطرف و الى تعرية الفكر الأشوري و هم يتوهمون ان كتاباتهم هي بطولات خارقة و يتحدون الجميع كأن البحث في التاريخ هو تحد و هم يخلطون بين ثرثرتهم الفارغة في غرف المحادثة البالتوك و بحث العالم النزيه الذي امضى حياته في المكتبات !

خامسا - العلماء " ضحية" الفكر الأشوري !

أ - سألني احد الإخوة من السريان الموارنة " لما إخوتنا الأشوريين يرفضون الهوية السريانية الآرامية ؟" فأجبته مسرعا " ليس مهما أن يرفضوا هويتنا التاريخية المهم أن تكون طروحاتهم تاريخية صحيحة و إذا كان لنا جذور تاريخية واحدة فنحن سنلتقي حتما " و هنا شرع يهز برأسه و قال " إنني كنت احضر كل المؤتمرات حول تاريخ و حضارة السريان و كم كنت سعيدا عندما ألقى البرفسور سبستيان بروك محاضرة حول السريان و لكنني تضايقت من مداخلة لأحد الأشوريين الذي لم يحترم مركز العالم بروك كما لو أنه متعمق في التاريخ ..." قاطعته " هؤلاء هم سريان مثلنا و لكنهم يدعون بهوية أشورية سياسية ليس لها أية علاقة مع الأشوريين القدامى و للأسف إن العلماء هم ضحايا الفكر الأشوري المتطرف ... و كل فرد مدعي بالهوية الأشورية مستعد لمجادلة البرفسور سبستيان بروك !

ب - التاريخ السرياني الشرقي يزيف من اجل التسمية الأشورية :

صحيح ان السريان المشارقة هم الأولون في العمل القومي و قد إعتقد كثيرون من السريان إن الفكر الأشوري هو فكر عملاق لأنه ينادي بالوحدة القومية و لكن هذا الفكر هو عملاق له رجلان من الخزف : فكر بدون فائدة لأنه متحجر لا يستطيع مواكبة تاريخ السريان العلمي.

النصب السرياني في الصين يتحول الى نصب أشوري و باللغة الأشورية ( من فضلكم ) ! الحركة العلمية و النهضة الثقافية التي تمت عند السريان النساطرة المشارقة تتحول الى حركة علمية أشورية و ثقافة أشورية عالية ! و عندما نشرح لهؤلاء الحالمين أن السريان المشارقة قد ذكروا مرارا بأنهم ينتمون الى السريان الآراميين و أن التسمية الأشورية ( من حسن حظنا ) لم تكن مستحبة في المصادر السريانية الشرقية و الغربية و هذا واضح جدا من قاموس حسن بن

بهلول السرياني النسطوري الشرقي لأنه يذكر في العامود رقم 322" آثوري يعني عدو " و في شرحه للتسمية السريانية يذكر " منذ القديم كانت السريان يعرفون بالآراميين ... " .

لقد غضب المدعون بالهوية الأشورية و إدعوا ان حسن بن بهلول هو خائن عربي يعمل ضد الهوية الأشورية ! من الغريب كيف يتحول هذا العالم السرياني الى خائن و هو صاحب اهم قاموس للغتنا السريانية المقدسة !

ج - من هو الخرف ؟ قداسة البطريرك أفرام برصوم ام الفكر الأشوري ؟

بعض السريان الضائعين و المغامرين بهويتهم الحقيقية لا يزالون يدعون ان قداسة البطريرك كان يناضل من اجل الهوية الأشورية و يضحكون على البسطاء من شعبنا و يدعون انه " خان الأمة الأشورية". قداسة البطريرك افرام برصوم هو من رواد الفكر الآرامي و العودة الى مصادرنا لمعرفة هويتنا الحقيقية . لقد كان لي شرف المشاركة في المؤتمر الذي أقيم في الذكرى الخمسين لوفاته . و كان موضوع مشاركتي " في إسم الأمة السريانية" بحث علميّ أَم وصية تاريخية؟ موجودة على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarik ... 071201.htm

حيث شرحت كيف إعتمد هذا العالم على المصادر السريانية و المراجع ( العلمية ) كي يؤكد زيف التسمية الأشورية !

الناشط " الأشوري" أشور شليمون نشر مقالا لفنان كبير صاحب موسوعة غير علمية في طرح نظريات مزيفة يدعي فيه - بكل بساطة- البطريرك افرام برصوم سنة 1952 كان خرفا ! قبل نشر تعليق السيد حنا حجار يجب أن يطلع القارئ على الخلاصة التي توصل لها قداسة البطريرك افرام برصوم و ختم بها كتابه " في إسم الامة السريانية" و قد نشر هذه الخلاصة احد الغيورين السريان على الرابط

viewtopic.php?f=2&t=6754

هذه الخلاصة المبنية على المصادر السريانية تؤكد زيف التسمية الأشورية و تورط بعض رجال الدين السريان مع بعض الشخصيات السريانية في قبول الفكر الأشوري المزيف لهويتنا السريانية الآرامية .

لقد مضى حوالي 60 سنة على صدور هذا الكتاب و يظهر أن السيد أشور شليمون لم يطلع عليه و لا يعرف - مثل العادة - ان قداسة البطريرك افرام برصوم يستشهد بالمصادر السريانية التي لا يرقى الشك في صحتها فاعتمد على الفنان حنا حجار لينتقد " الوصية"

التي تركها لنا البطريرك افرام برصوم !

لقد قام السيد شليمون بترجمة تعليق الفنان حنا حجار في موقع سما القامشلي " لأخ المهندس سمير روهم، لنرى من هم المزورون !"

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewto ... =43&t=6946

" مؤخرا قرأت مداخلتك على موضوع ما يسمى " وثيقة بخط يد البطريرك كلي الطوبى مار افرام برصوم " وإجابتي كانت واضحة وضوح الشمس في ربيعة النهار من أنها مزورة ....ذا وإن الأخ " حنا حجار " عندما ثبت الموضوع على الموقع الآشوري السرياني ASSYRIAN BETH SURYOYO I` هذا ما جاء به من تعليق باللغة الانكليزية والترجمة تحت كل نص باللغة العربية من قبلي لتعرف الحقيقة ومن هم المزورون وشكرا.

هنا أدناه الروابط لوثائق تعود إلى اكثر من ثلاثين سنة كتبها قداسة البطريرك مار أفرام ما بين 1919-1920 عندما مثل الكنيسة الأرثوذكسية والأمة الآشورية في مؤتمر باريس لعصبة الأمم والتي غدت لاحقا ما يسمى ب" الأمم المتحدة ".

هنا بصراحة أعلن بأن أعضاء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هم آشوريون، حيث ركز على ذلك بكل وضوح.

النسبة لهذه الوثيقة المكتوبة في عام 1952، لاحظ أنها لا تحمل توقيع البطريرك، رغم وجود الخاتم البطريركي، علما كل فرد بوسعه فعل ذلك عندما يسطو على الخاتم ويقوم بالتزوير، أضف ألى ذلك لمن قدمت هذه الوثيقة؟ ( كما انه لا يوجد شاهد عيان على ذلك!

ومن جهة أخرى، إن الوثائق لأعوام 1919-1920 تحمل توقيع البطريرك، وكانوا وثائق رسمية قدمت لعصبة الأمم، هيئة عالمية لممثلي الدول الرسمية حيث قداسته حضرها شخصيا أمام المئات من الرسميين الدوليين .

وإذا قارنا وثائق 1919/ 1920 مع ما تدعى وثيقة لعام 1952 أول ما نلاحظ بأنه هناك تناقض صريح، ولكون وثائق 1919/1920 مقابل الوثيقة 1952 هناك تناقض كل ذلك يدعونا لنسأل هذه الأسئلة:

أكان مار أفرام برصوم صائبا في 1919/1920، وغير ذلك في 1952 او بالعكس؟

هل كان في وضع مهزوز عقليا لقدم سنه، حيث توفي كما نعلم بعد ذلك الحين ب 5 سنوات 1957 أي تحت عامل الشيخوخة.

هل كان ذلك في وضع انفصام الشخصية كي يدلي بهذه الإعلانات المتناقضة ؟

هل كان تحت ضغط وأوامر النظم العربية تملي عليه ما يكتب، ومنها بياناته القديمة ؟

ولكن لا تنسى حتى بطرس الرسول نكر السيد المسيح عندما استجوب ( بعد إلقاء القبض على المسيح)! وهل هذا سيؤثر على معرفة بطرس الرسول للمسيح؟ " حنا حجار نرى هنا ان الفنان حنا حجار لم يطلع على كتاب " في إسم الامة السريانية" و مثل العادة يتهم هذا البطريرك العالم بالخرف و الإنفصام بالشخصية و نكران الأصل الأشوري !

طبعا قداسة البطريرك افرام برصوم لم يكن خرفا سنة 1952 و لكنه في أبحاثه التاريخية وجد ان مصادرنا السريانية تثبت جذورونا و هويتنا الآرامية و لذلك - و بدون الإطلاع على أبحاثه - يتهم بالخرف و الخيانة !

السيد أشور شليمون يعتقد انه بمجرد نشره لتعليق بدون منهجية يستطيع ان يضع عناويين طنانة " لنرى من هم المزورون !".

السريان المشارقة و المغاربة هم آراميون في هويتهم و لغتهم و تراثهم!

التعليقات الصبيانية المتسرعة غير نافعة و هي تسرع سقوط طروحات الفكر الأشوري مثل أوراق الخريف !

سادسا - السريان و الفكر الأشوري المتحجر : عمل وحدوي ام مجاملة خبيثة ؟

إننا قد نتفهم وضع بعض رجال الدين السريان في تركيا عندما يسايرون الرأي العام التركي من اجل المحافظة على البقية من السريان في طور عبدين و إسطنبول فيقولون " نحن أتراك مسالمون...".

بعض الشخصيات السريانية من إعلاميين و رجال دين و أساتذة في اللغة السريانية يجاملون الفكر الأشوري المتحجر : اللوحة الموجودة في الصين هي سريانية و ليست أشورية ! لغتنا هي سريانية و ليست أشورية و هويتنا التاريخية الحقيقية هي سريانية آرامية و ليست أشورية!

كان الأستاذ ابرهوم نورو - رحمه الله - يشارك في معظم المؤتمرات السياسية الأشورية و كان يجامل اصحاب هذا الفكر المتحجر وعندما سألته عن الدافع أجابني : من أجل الوحدة !

أصحاب هذا الفكر لا يسعون الى الوحدة و لكن من اجل الدفاع عن طروحات تاريخية غير علمية و هي السبب الرئيسي لعدم وجود حل لوحدتنا المنشودة .

إن السريان و الكلدان الذين يشاركون في " المؤتمرات السياسية الأشورية" خاصة في العراق لا يستطيعون ان يقنعونا انهم يعملون من اجل وحدة شعبنا فهم يعملون من اجل مصالحم الخاصة .

اي سرياني او كلداني غيور يطمح الى وحدة حقيقية يقبل بنظرة الفكر الأشوري الى العلماء؟ هل البرفسور سبستيان بروك هو خائن ؟ هل العالم السرياني النسطوري حسن بن بهلول هو عروبي يعمل ضد الهوية الأشورية و هي كانت مندثرة تماما في ايامه ؟

أيعقل من سرياني يجامل الفكر الأشوري ان يقبل بأن توجه تهمة الخرف و إنفصام في الشخصية و الخيانة الى أعظم بطريرك عالم عرفته الكنائس السريانية في القرن العشرين ؟

الخاتمة

المنجمون كاذبون حتى و إن صدقت تنبؤاتهم و العلماء المتخصصون يعملون ضمن منهجية علمية هدفها كشف الحقائق : ردود بعض المتطرفين تبرز لنا مدى تحجر الفكر الأشوري .
هنري بدروس كيفا

345
الى السيد Eissara المحترم

   إذا كنت تريد ان تقنعنا بأن السريان هم أشوريين او ان السريان المشارقة يتحدرون من الأشوريين ، كان من الأجدر بك ان تكون
 شجاعا و تكتب إسمك الصريح !
   إنني لست أرمنيا و لكنني احب هذا الشعب الحي المناضل و الذي
إن شاء الله سيصل الى أهدافه و يسترجع حقوقه !
    إن ثرثرتك المملة موجهة الى الحالمين من امثالك : نحن نريد
عودة الى جذور حقيقية لا احد يستطيع ان يطعن في صحتها !
   اخيرا إن مقالاتي موجهة الى الأحرار من شعبنا و ليس الى بعض
اصحاب الأسماء المستعارة : كن شجاعا و كف عن تعليقاتك في
مواضيع بالكاد تدرك عمقها و أهميتها .
     هنري بدروس كيفا

346
تعليقات حول " الفلاسفة و المترجمون السريان"

نشر الأستاذ افرام عيسى هذا الكتاب في اللغة الفرنسية و قد قام مؤخرا السيد شمعون كوسا الى ترجمته الى اللغة العربية . كتاب الأستاذ عيسى لم يقدم لنا معلومات جديدة حول دور السريان العظيم في نقل العلوم و الفلسفة الى العرب خاصة في العصر العباسي ولكن مجرد عنوان هذا الكتاب يدفعنا الى مقارنة إسمهم الحالي او بالأحرى كيف يحاول بعض المغامرين في تبديل إسم السريان التاريخي الى " الشعب الكلداني السرياني الأشوري ".

 نشر السيد حلمي النمنم مقالا حول هذا الكتاب الذي يسلط بعض الأضواء على أهمية السريان و دورهم في تعليم العرب لكثير من العلوم التي تعلموها و طوروها ثم نقلوها الى العرب المسلمين .

المقال موجود على الرابط التالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,475425.0.html


اولا - تصحيح لبعض العبارات 

أ - لقد ورد في المقال ( ويقول مؤلف كتاب “الفلاسفة والمترجمون السريان” إن العرب المتسامحين هم الذين اطلقوا على المسيحيين تسمية “السريان”) . هذه مقولة عجيبة لا تستند الى اي نصوص عربية و هي نظرية غير صحيحة لأن المصادر العربية قد اطلقت على السريان تسمية " نبيط" و اللغة السريانية تعبير " اللغة النبطية" . و قد كان السريان يطلقون على انفسهم إسم " سوريايا / سوريويو "و قد نقل  هذا الإسم الى اللغة العربية " السريان" .

ب - كتب السيد النمنم " وجاء بعده سابوخت جرجيس اسقف العرب الذي ترجم بعض كتب ارسطو ..." هنالك خطأ مطبعي غير مقصود قد يوحي ان سابوخت هو جرجيس اسقف العرب ! طبعا هذا غير صحيح لأن إسم ساويرا الكامل هو " ساويرا سابوخت " . اما جرجيس فلقبه هو " اسقف العرب" فهذا لا يعني ان جرجيس كان عربيا لأننا نعرف بأنه كان سريانيا و أن تاريخه يثبت لنا بأنه عين اسقفا لبعض المسيحيين العرب .

ج - فتح عربي ام إحتلال عربي ؟ لقد احتل العرب خلال فترة زمنية قليلة مناطق و بلاد شاسعة و نحن كأحفاد الشعب السرياني الآرامي الأصيل نفضل إسخدام تعبير " دخول العرب" و ليس " الفتح العربي" !

ثانيا - من هم السريان ؟

الأستاذ عيسى هو من الأكاديميين الذين يجاملون الطروحات التاريخية التي تتلاعب و تزيف تاريخ و هوية السريان و قد إلتقيت به و كان يريد معارضتي لأنني قلت " التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الآرامية" فأجابني " نحن إسمنا التاريخي كلدان سريان أشوريون" .فسألته فورا " في اي مصدر سرياني او مرجع علمي وجدت هذه التسمية المركبة ؟" و بقي سؤالي بدون جواب !

كتب السيد نمنم :

 "ولا احد يعرف على وجه الدقة اصل السريان ولكن المؤكد انهم من صلب شعوب الشرق القديمة. بعض الباحثين يقول إنهم ورثة الاشوريين القدامى وهناك من يرى انهم احفاد البابليين أو الاراميين الذين استقروا في سوريا القديمة وبلاد ما بين النهرين. والسريان شعب واحد له تاريخه وثقافته ولغته لكنهم في القرن الخامس الميلادي انقسموا ليشكلوا طائفتين: السريان الشرقيين الذين اطلق عليهم اسم “النساطرة” واستقروا في بلاد ما بين النهرين وفارس، وهناك السريان الغربيون أو اليعاقبة الذين سكنوا سوريا بشكل اساسي ومناطق الموارنة في لبنان."

أ - " ولا احد يعرف على وجه الدقة اصل ..." هذا كلام غير علمي كل الباحثين المتخصصين في تاريخ السريان يؤكدون بأنهم يتحدرون من الشعب الآرامي : سوف اكتفي بذكر العالم البرفسور سبستيان بروك الذي امضى حوالي ٥٠ سنة في دراسة مصادرنا السريانية !

ب - "...ولكن المؤكد انهم من صلب شعوب الشرق القديمة" . التسمية السريانية هي تسمية تاريخية قد اطلقت على الآراميين . من يريد ان يتعمق عليه مراجعة "هل التسمية السريانية مرادفة للمسيحية ام للارامية ؟ "

 على الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=4569&sid=a3af396141f1603c308d8f038ef03742

او " لماذا سمي مار افرم بالسرياني؟ "

على الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=2069

ج - " بعض الباحثين يقول إنهم ورثة الاشوريين القدامى ..." لا يوجد اي باحث متخصص في تاريخ السريان قد " ادعى" ان السريان يتحدرون من الأشوريين القدامى . هنالك بعض السريان يدعون بجذور أشورية و همية كما يدعون أن إسم لغتنا السريانية هو " اللغة الأشورية" . هؤلاء السريان يحرفون إسم السريان التاريخي من سورايا الى " أسورايا" متوهمين ان التاريخ الأكاديمي يقبل بتلاعبهم !

د- "وهناك من يرى انهم احفاد البابليين أو الاراميين الذين استقروا في سوريا القديمة ". لا يوجد شعب بابلي حقيقي بل تسمية إدارية فارسية قديمة مأخوذة من اسم المدينة التاريخية بابل و حولوها الى اسم المرزبانة التي كانت سابقا " بلاد أكاد ". لقد أخذ الإغريق تسمية" البابليين" من الإسم الإداري الفارسي معتقدين ان شعوب هذه المنطقة كانوا بابليين إتنيا !

 و هذا غير صحيح . السريان يتحدرون من الآراميين القدامى و المصادر السريانية موجودة لمن يريد التأكد .

ه "  -والسريان شعب واحد له تاريخه وثقافته ولغته لكنهم في القرن الخامس الميلادي انقسموا ليشكلوا طائفتين: السريان الشرقيين الذين اطلق عليهم اسم “النساطرة” واستقروا في بلاد ما بين النهرين وفارس، وهناك السريان الغربيون أو اليعاقبة الذين سكنوا سوريا بشكل اساسي ومناطق الموارنة في لبنان."

صحيح ان السريان شعب واحد و لكنه غير صحيح انهم إنقسموا في القرن الخامس الى طائفتين !

    * إن الإنقسامات قد تمت في القرن السادس.

    * وقد إنقسم السريان الى ثلاث كنائس متناحرة : السريان النساطرة في شرقي الفرات و السريان المغاربة و هم السريان اليعاقبة و السريان الملكيين اي كنيسة الروم اليوم

ثالثا - دور السريان في نقل العلوم الى العرب

هنالك كتب و دراسات عديدة حول هذا الموضوع المهم و لكن بعض الكتاب - ربما بدون قصد الإسائة- يقللون من دور السريان في عملية الترجمة : البعض يصفهم كجسر بين حضارتين اليونانية و العربية!

لا شك ان تعبير " الجسر" هو إيجابي و لكنه في نفس الوقت يسيئ الى الحركة العلمية بين أفراد الشعب السرياني لأن حركة النقل قد بدأت عشرات السنين قبل دخول العرب الى سوريا و العراق و لأن الشعب السرياني الآرامي كان قد بدأ في ترجمة الكتب الطبية اليونانية في توقه للمعرفة  و ليس فقط " لنقل العلوم الى العرب" !

هنالك موضوع حساس جدا و هو محاولة معرفة عدد السريان في شرقنا الحبيب في عهد الخلافة العباسية . عدم وجود إحصاءات رسمية في ذلك الوقت او تقلص عدد السريان اليوم الى نسبة اقل من١٠ بالمئة يجب ألا يحجب عن الحقيقة كان السريان لا يزالون يشكلون أكثرية في الشرق حتى تدخل الفرنج .

لقد كان الأطباء السريان يطببون الخلفاء العباسيين و معظم الامراء لأكثر من قرنين : هنالك لوائح بأسماء هؤلاء الأطباء السريان و هذا دليل بأنهم لم يكونوا مجرد جسر لمرور العلوم من اليونانيين الى العرب . لقد هضم اجدادنا السريان الآراميون العلوم المنقولة و طوروها و نقلوها بطريقة سلسة الى العرب الذين سيطورونها بدورهم !
 
هنري بدروس كيفا

347
السيد مسعود هرمز النوفلي و مرض الطرش !

مع كل إحترامي لهذا الكاتب الذي يدعي بالغيرة لوحدة شعبنا و لمصلحته العليا كان من الأفضل له أن يكون متواضعا خاصة في مواضيع تاريخية لا يفهمها!

 لقد نشر في موقع سما القامشلي مقالة للسيد مسعود هرمز النوفلي عنوانها " الآشوريون لا يحتاجون الى اثبات الوراثة والنسب !"

موجودة على الرابط

 http://samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=10159
  من مصاب بمرض او عاهة الطرش لا يذهب عند طبيب إختصاصي في أمراض العين و من ضرسه يؤلمه لا يذهب عند طبيب إختصاصي في أمراض القلب !

عندما يختلف أبناء الأمة الواحدة حول هويتهم التاريخية أو إسم لغتهم العلمي عليهم العودة الى باحثين متخصصين في تاريخ شعبنا السورايا اي الشعب السرياني الآرامي و ليس الى كتاب لا يميزون بين الداء و الدواء و الذين يكتبون في مواضيع لا يدركون خفاياها

  إسمح لي يا سيد مسعود : لا أحد يشكك في وجود الشعب الأشوري القديم و حتى اليوم لم ار اي كاتب كلداني أو سرياني قد ذكر ان الشعب الأشوري القديم لم يترك أثارا او لم يحكم ! و لكن هنالك إخوة لنا سريان آراميون يدعون بهوية أشورية مزيفة لأنها لا تعتمد لا براهين تاريخية موثوقة !

الروابط التي وضعتها تتحدث عن تاريخ و آثارات الشعب الأشوري القديم و هي لا تثبت أن إخوتنا من السورايا هم من الأشوريين!

السيد مسعود انت توهم القراء بأنك غيور على وحدة شعبنا و انك تتابع و تهتم بالدراسات التاريخية و  ربما  تتحقق من صحتها و هذا يعطيك الحق في مهاجمة كل من يرفض الطروحات الأشورية المزيفة !

لا أحد معصوم عن الخطأ و إنني كباحث و كإنسان معرض لإرتكاب بعض الأخطاء و جميل جدا أن يكون النقاش هدفه " تصحيح الأخطاء" لقد كتبت ردا طويلا على مفاهيمك لتسمية سورايا في موقع باقوفا و كانت تحت عنوان " مدلولات تسمية " سورايي/السريان" التاريخية و الجغرافية."

موجودة على الرابط

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=30057
  إن تسمية سورايا لها مدلولات تاريخية لا احد يستطيع ان يتلاعب بها و هي التي تفضح الفكر الأشوري الذي تدافع عنه !

 السيد مسعود المحترم لقد ذكرت في ردي حرفيا :

" قبل التعليق عليه أحب أن أؤكد إن غيرة الأخ مسعود المسيحية هي الدافع الرئيسي و هدفه وحدة المسيحيين في العراق ." لقد أخطأت في التعليق فأنت تعمل لتقسيم و إضعاف شعب السورايا و غيرتك للفكر الأشوري قد أنستك أهم فضيلة مسيحية : التواضع !
هنري بدروس كيفا

348
إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم

عندما ذكر قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي منذ سنتين" لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي." كتبت مقالا تحت عنوان " شجاعة و أمانة قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي الموقر"

من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط

viewtopic.php?f=129&t=2435

و قد ذكرت فيه أن قداسته لا يطرح نظرية جديدة و لكنه يؤكد حقيقة تاريخية موجودة في تاريخنا و مصادرنا السريانية. و قد طالبني بعض الإخوة الغيورين أن أقدم البراهين التاريخية على أن السورايي أو سريان العراق يتحدرون من الآراميين .

إنني أشكر فضائية سوريويو سات التي تسمح لي أن أقدم البراهين و إنني أتمنى من القراء أن يشاركوا و يعلقوا على هذا البرنامج مباشرة أو عبر موقع نسور السريان . سوف أرد على كل سؤال يطرحه قارئ مسؤول حول هذا الموضوع المهم .

أولا - " العراق القديم" أم " بيت نهرين" ؟

للأسف الشديد لا يزال الكثير من السريان يطلقون تسمية بيت نهرين أو بلاد ما بين النهرين على العراق القديم . و من المؤسف أكثر أنهم منذ أسابيع عندما أقاموا ذكرى حرب الإبادة أي GENOCIDE فإنهم تكلموا عن تركيا و ليس بلادهم الحقيقية " بيت نهرين" .

أ - من هم سكان بيت نهرين ؟

في أعمال الرسل الإصحاح الثاني نجد هذه الجملة و فيها بيت نهرين" ܦܪܬܘܝܐ ܘܡܕܝܐ...ܘܐܝܠܝܢ ܕܥܡܪܝܢ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ". بعض الإخوة السريان يدعي أن بيت نهرين هنا هي العراق القديم و بالتالي السكان هم خليط من الشعوب القديمة.
* إن بيت نهرين في التوراة هي الجزيرة و ليس العراق القديم و غالبا ما ورد ذكرها " آرام نهرين" لأنها آرامية في الهوية و التاريخ

*الشعوب القديمة المنقرضة لا تستطيع " العودة الى الحياة" لأن نص أعمال الرسل يستخدم تعبير " هؤلاء الذين يسكنون بيت نهرين " !

*إن الأتراك و الأكراد يشكلون أكثرية ساحقة اليوم في القسم الشمالي من بيت نهرين التاريخية و الجغرافية : هل يحق لهم اليوم أن يقولوا أن أعمال الرسل يتكلم عن أجدادهم ؟

ب - أين تقع بيت نهرين أو MESOPOTAMIA ؟

يجب أن نميز بين بيت نهرين التسمية التاريخية التي أطلقت على الجزيرة السورية و " المصطلح الحديث" بلاد ما بين النهرين الذي يقصد العراق . من يريد أن يرى البراهين و الخرائط عليه العودة الى"بيث نهرين تسميتها موقعها حدودها" على هذا الرابط

http://www.freesuryoyo.org/index.php?op ... 9&Itemid=2

ج - وثيقة تاريخية مهمة

لقد نشر منذ عدة سنوات الباحث JAVIER TEIXIDOR وثيقة مهمة جدا تعود الى أواسط القرن الثالث و هي كناية عن عقد بيع ورد فيه " أورهاي ألمدينة ألكبيرة أم جميع ألمدن في بيت نهرين" .

TEIXIDOR J , DEUX DOCUMENTS SYRIAQUES DU III e SIECLE APRES J . -C., PROVENANT DU MOYEN EUPHRATE in, COMPTES RENDUS DES INSCRIPTIONS & BELLES-LETTRES 1990 PAGE 147

طبعا مدينة أورهوي كانت عاصمة كل المدن في بيت نهرين التاريخية و ليس بيت نهرين المصطلح الذي صار منذ أقل من 100 سنة يقصد العراق !

د - مطرانية بيت نهرين التاريخية و الجغرافية .

إن التقسيمات الإدارية الكنسية كانت تتبع التقسيمات البيزنطية الإدارية و من يطلع على المدن و الأديرة التي كانت خاضعة لمطران بيت نهرين سيجد أنها جميعا تقع في الجزيرة و ليس في العراق . و مدينة نصيبين لم تكن ضمن بيت نهرين لأنها كانت عاصمة بيت عرباي .

ثانيا - الآراميون في العراق القديم .

أ - المصادر و المراجع العلمية .

إذا أردنا أن ندرس تاريخ الآراميين في بلاد آرام / سوريا نستطيع أن نجد معلومات عديدة في أسفار التوراة و في الكتابات و النصوص الآرامية التي تركها لنا أجدادنا الآراميون و طبعا نستطيع أن نستخلص معلومات عديدة من الكتابات الأكادية التي تتكلم عن حملات ملوك أشور ضد الآراميين في سوريا .

أما معلوماتنا حول التواجد الآرامي في العراق القديم فهي تعتمد كليا على الكتابات الأكادية : لقد وصلتنا بعض الرسائل و الكتابات باللغة الآرامية . لا شك أن الكتابات الأكادية على الأجر أو الفخار قد صمدت بينما الكتابات الآرامية على جلود الحيوانات لم تصمد ضد عاديات الزمن.

سوف أنشر أهم المراجع العلمية التي تتكلم عن الآراميين في العراق و هي منشورة على النيت و من الممكن الإطلاع عليها .

. KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957).

http://books.google.fr/books?id=O1MnjkHpfQ0C&pg=

PA121&lpg=PA121&dq=reine+aram%C3%A9enne&source=

bl&ots=p17iZI2cpg&sig=hnyHMRglOqiwHG0Dhftwd6yhrbg&hl=fr&ei=

TcnUS_OAJoiC_AaJ9_mxDw&sa=X&oi=book_result&ct=

result&resnum=7&ved=0CCQQ6AEwBg#v=onepage&q=reine%20aram%C3%A9enne&f=false

BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285.

http://books.google.com/books?id=iykVSx ... PA267&lpg=

PA267&dq=the+arameans&source=bl&ots=XhI3QYGOiZ&sig=

5phQtCcr99YBQLgYhE6Rm4Hn6YI&hl=fr&ei=LLipSdW_GOTSjAe38JTjDw&sa=

X&oi=book_result&resnum=6&ct=result#v=onepage&q=the%20arameans&f=false

LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).

http://books.google.ca/books?id=rrMKKti ... s_brr=3#v=

onepage&q=aram%20naram&f=false

هنالك كتاب مهم جدا حول تواجد القبائل الكلدانية و الآرامية و هو

COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996.

كما أن بعض المواقع التاريخية قد نشرت عددا كبيرا من الكتابات الأكدية أو ترجمة إنكليزية لها و هي تحتوي على معلومات قيمة حول أجدادنا الآراميين .

http://www.livius.org/cg-cm/chronicles/chron00.html
ب - 1200 ق.م : الغزوات الآرامية .

إنها فترة تكتنفها الغموض كما ذكرت الباحثة هيلين صادر : مجيئ شعوب البحر و تدميرهم لمدن الساحل السوري و توقيفهم على حدود مصر . ثم إختفاء سقوط الدولة الحثية المفاجئ و إبتعاد النفوذ المصري سوف يسمح للقبائل الآرامية في السيطرة على الشرق برمته ثم تأسيس دويلات آرامية عديدة في بيت نهرين ) الجزيرة) و بلاد آرام أي سوريا .

أما في العراق القديم فقد تدفقت القبائل الآرامية و إجتازت نهر الفرات كما إجتازت نهر دجلة في أماكن عديدة و إستوطنت على ضفاف هذه الأنهار. أغلب المعلومات مأخوذة من كتابات الملوك الأشوريين التي تتكلم عن تدفق القبائل الآرامية .

هنالك كتابة أكادية من بلاد أشور تلقي بعض الأضواء على هذه المرحلة : أنظر الى هذا الرابط

http://www.livius.org/cg-cm/chronicles/ ... leser.html
هذا النص الأكادي يتكلم عن حصار المدن الأشورية من قبل القبائل الآرامية التي تدفقت كألطوفان مما أجبرت الأشوريين على أكل لحوم البشر من أجل بقائهم أحياء . و قد أجبر الأشوريين على الهرب الى الجبال و حصل الأراميون على ذهبهم و فضتهم و مقتنياتهم...هذا النص يشير إلينا مدى توغل القبائل الآرامية على ضفاف نهر دجلة....
ج - ما هو الفرق بين القبائل الكلدانية و الآرامية ؟

لقد سكنت هذه القبائل الكلدانية و الارامية في بلاد اكاد منذ 1100ق.م. و كانت العلاقات التجارية متبادلة و التحالفات العسكرية دائمة خاصة ضدالملوك الاشوريين . من المعلوم ان القبائل الارامية قد جاءت من بادية سوريا لذالك يطلق عليهم العلماء اسم ساميين غربيين، و قد اختلف العلماء في بداية القرن الماضي عن موطن القبائل الكلدانية، اليوم اغلب المؤرخين يعتبروهم من الساميين الغربيين وسرعان ما طرح السؤال التالي هل يوجد علاقات قربى بين الكلدانيين و الاراميين ؟ المؤرخ برينكمان و رايه مهم جدا في الموضوع كتب صفحة266 = انه من الممكن وجود بعض علاقات القربى مع الاراميين =جواب متحفظ من مؤرخ مؤمن بالبراهين المبنية على النصوص فهو يقول

- و هذا صحيح ـ ان الملوك الاشوريين قد ميزوا بين القبائل الكلدانية والقبائل الارامية إ و قد اشار في كتابه ايضا ان القبائل الكلدانية قد تاثرت بالحضارة الاكادية فاخذوا اسماء اكادية و عادات اكادية و حتىاللغة الاكادية و عاشوا في داخل مدن قرى بلاد اكاد بينما القبائل الارامية عاشت بعيدة عن المدن في البداية و حافظوا علىلغتهم و حياتهم القبلية و عاشوا بعيدين عن السلطة. المدهش في راي المؤرخ برينكمان انه يعرف جيدا=

-التنظيم القبلي هو متشابه بين المجموعتين، القبيلة تسمى ب بيت ... مثل القبائل الارامية ثم وجود شيخ او ناسيكو على راس القبيلة.

-يوجد قبيلة كلدانية اسمها بيت عديني و هو نفس اسم القبيلة بيت عديني على الفرات الاوسط حيث دافع الملك = احوني = ضد الجيش الاشوري الكثير العدد و يعتبره المؤرخ بول غارللي رمز المقاومة الارامية إذاكورو شيخ قبيلة بيت شئالو الكلدانية الذي خضع سنة 745ق.م لتغلت فلاسر الثالث و لكنه قاوم مجددا، فالقي القبض عليه و اقتيد مكبلا الى بلاد اشور. ذاكورو اسم هذا الشيخ هو اسم ملك حما الارامي ذاكورإ

-هذه القبائل عاشت مئات السنين جنباالى جنب بدون اي عداء و بالعكس كانت متحالفة دائما ضد الملوك الاشوريين. -معظم المؤرخين المختصين بالتاريخ الارامي في الربع الاخير من القرن العشرين اعتبرواالقبائل الكلدانية من القبائل الارامية لقد تم مؤخرا اكتشاف عدد كبير من الرسائل في مدينة نيبور و لحسن حظنا هذه الرسائل كانت متبادلة بين حاكم نيبور الكلداني مع بقية القبائل الكلدانية و الارامية.

د - أسماء القبائل الكلدانية و معانيها

بيث داكوري ـــ جنوب شرقي بورسيبا

بيث عموقاني ـــ شمال اوروك

بيث يقين ـــ حوالي مدينة اور

بيث شئاللي ـــ بالقرب من بحر كلدو الخليج الفارسي

بيث شيلاني ـــ متواجدون

في الشرق من بيث داكوري .

جميع اسماء هذه القبائل لها معنى في اللغة الارامية .

-داكور = اي الذكر.

-عموقاني = اي الرجل القادم من الاراضي المنخفضة او من الوادي.

-يقين = من يقين ايل اي ان الاله سوف يجعلني يقينا.

-شئاللي = من شئالتي ايل اي سئلت الاله.

-شيلاني = يفسرها ليبنسكي.

-نبيل= الاصل

ه - لائحة بأسماء القبائل الآرامية .

نستطيع أن نتعرف على إنتشار القبائل الآرامية من خلال الكتابات الأكادية التي دونها الأشوريون حول قتالهم و محاربتهم للقبائل الآرامية. ذكر تغلت فلأسر الثالث 745 - 724 ق.م بأنه إنتصر على كل الآراميين الموجودين على ضفاف نهر دجلة و الفرات و سورابو حتى نهر أوكنو. راجع kupper صفحة 128 .

و قد وردت أسماء 36 قبيلة آرامية ذكر الملك تغلت فلأسر الثالث أنه حاربها و هي :

راجع Brinkman صفحة 270
1-It'u
2-Rubu
3-Hamaranu
4-Luahuatu
5-Hatal
6-Rublu
7-Hiranu
8-Rafiqu
9-Rabilu
10-Nasiru
11-Gulus
12-Ka-()
14-Rhiqu
15-Rummulutu
16-Adile
17-Kifre
18-Ubudu
19-Gurunu
20-Hudatu
21-Hinderu
22-Donanu
23-Pamunu
24-Nilqu
25-Rade
26-Da-()
27-Ubulu
28-Karamu
29-Amlatu
30-Ru’a
31-Qabi’
32-Li’tau
33-Marusu
34-Amatu
35-Hagaranu
36-Puqudu

من يريد أن يتعمق في تاريخ هذه القبائل و أماكن تواجدها عليه أن يراجع كتاب LIPINSKI فهو مليئ بالمعلومات عنها .

ثالثا - من هو الشعب البابلي ؟

في مقال سابق عنوانه : " البابليون" تسمية شعب عريق أم تسمية جغرافية محددة ؟ شرحت أنه لا يوجد شعب بابلي بل تسمية " بابلية"

أطلقت على سكان العراق القديم .

من المؤسف أن علماء الآثار و بعض الباحثين لا يزالون يستخدمون التسمية البابلية كأنها تسمية إتنية تدل على شعب محدد . فحمورابي المشترع المشهور العموري أصبح " بابليا" و نبوخد نصر الكلداني الآرامي هو أيضا يصبح " بابليا" !

يجدر بنا أن نعرف أن أسماء جنوب و وسط العراق كانت :

*بلاد سومر بين 3500 - 2300 ق.م

*بلاد سومر و أكاد 2300 - 1200 ق.م

*بلاد كردونياش 1600 - 1200 ق.م

*بلاد أكاد 1200 - 520 ؟ ق.م

*بلاد بابل 520 ق.م - 642 ب.م تقريبا

بعض الملاحظات المهمة:

أ - لقد أطلق الشعب الكوشي Cassites تسمية كردونياش على جنوب و وسط العراق بين 1600 و 1200 ق.م . الغريب أن الأشوريين ظلوا يستخدمون تسمية كردونياش مئات السنين بعد إندثار الحكم الكوشي !

ب - إن السلالة الكلدانية الآرامية التي حكمت بلاد أكاد لفترات متقطعة قد حافظت على تسمية بلاد أكاد بالرغم من وجود منطقة مات كلدو !

ج - أن الفرس بعد قضائهم على الكلدانيين الآراميين سنة 538 ق.م عمدوا الى إنشاء مرزبانة جديدة تحت إسم " بابل". هذه التسمية الإدارية الجديدة سوف تنتقل الى العلماء اليونانيين القدامى الذين سيعممون التسمية " البابلية" على سكان العراق القديم بالرغم من أن أكثريتهم الساحقة كانت تنتمي الى الآراميين .

د - المدهش أن آباء الكنيسة السريانية الشرقية قد رفضوا إستخدام تسمية بابل الإدارية و ظلوا يستخدمون التسمية الوطنية " بيت آراماي" أي بلاد الآراميين و المصادر السريانية الشرقية مليئة بالشواهد على إستخدام هذه التسمية الوطنية .

ه - للأسف الشديد لقد تأثر علماء الآثار في القرن التاسع عشر بالمفهوم اليوناني للتسمية البابلية فعمدوا بدورهم بإطلاق التسمية البابلية على سكان العراق القديم : المضحك المبكي أنهم يتحدثون عن فترة بابلية أولى (أيام حمورابي) و فترة بابلية ثانية (أيام نبوخدنصر(.

الخاتمة

أ - إن أغلبية مسيحي العراق هي من جذور آرامية واضحة : إن عدم إدراك البعض و تجاهل البعض الآخر لا يعني أن جذور السريان في العراق هي مجهولة !

ب - المدهش أن السريان المشارقة كانوا يعرفون - في الماضي - أن جذورهم آرامية ( ففي قاموس علي بن بهلول من القرن العاشر نجد : كان السريان يعرفون قديما بالآراميين (أما الأحزاب السياسية التي تدعي أنها تعمل من أجل الوحدة و مصلحة السورايي فهي تتنكر لهوية أجدادهم الآراميين .

ج - إن تسمية بيت نهرين لم تطلق تاريخيا و جغرافيا على العراق .السؤال هل الأغاني القومية التي تتمجد ببيت نهرين تقصد الجزيرة أم العراق ؟

د - التسمية البابلية لا تشير الى شعب له إتنية أو حضارة خاصة و لكنها تشير - خاصة في الألف الأول قبل الميلاد- الى أجدادنا الآراميين !

هنري بدروس كيفا

349
الفكر الأشوري و سياسة " كذب العلماء و لو صدقوا "

يتعرض المسيحيون المشارقة من أقباط و أرمن و سريان آراميين الى أبشع عمليات الإرهاب : بعض الأصوليين ضحوا في حياتهم لقتل المسيحيين المشارقة و هم يصلون أمينين في كنائسهم . " العروبيون" ينهبون تاريخنا و الأصوليون يحاولون بكل الوسائل إقتلاع البقية من المسيحيين الأصيلين من أوطانهم !

الأكثرية الساحقة من المسلمين العرب هم معتدلون و لهم علاقات طيبة و ودية مع المسيحيين المشارقة . إن بعض الأصوليين (عددهم قليل جدا) يرتكب هذه العمليات ضد المسيحيين المشارقة مما يسيئ الى الحكومات العربية و الشعب العربي الأصيل .

هدفي من هذا المقال هو إظهار الفكر الأشوري الذي يردد ان السريان ينتمون الى الشعب الأشوري و بالتالي من حق احزابهم ان تكون " ممثلة"  لكل السريان الآراميين في الشرق !

اولا - " كذب المنجمون و لو صدقوا "

كان المنجمون و العرافون و السحرة يحتلون مكانة مرموقة في تاريخ الشعوب القديمة. كان اباطرة الرومان في أوج عز الإمبراطورية الرومانية يلجئون الى المنجمين لمعرفة رأي الألهة في الأعمال و الحروب المزمعين على خوضها . رأي الألهة عبر الذبائح المقدمة لن يغير مصير المعركة فالغلبة في أكثر الأحيان هي للجيش الأكثر عدد و الأكثر استعداد للحرب!

قصيدة أبي تمام في فتح عمورية مشهورة جدا لأن المنجمين كانوا قد نصحوا الخليفة المعتصم بإنتظار فصل الصيف و لكن الخليفة لم يسمع لهم و بادر الى مهاجمة البيزنطيين و الإنتصار عليهم .

مطلع القصيدة :

 "السيف أصدق أنباء من الكتب  في حده الحد بين الجد واللعب"

إن الديانات السماوية قد حاربت المنجمين و السحرة لأنهم من رموز الديانات الوثنية و لأنهم لا يعرفون إرادة الله الحقيقية . لا تزال المجتمعات في أقصى أسيا تؤمن ان رهبان بوذا يستطيعون معرفة الغيب و يقصدونهم - حتى اليوم - قبل عقد الزواج لمعرفة اذا سيكون موفقا و حتى قبل القيام بالسفر من اجل العمل !

المنجمون لا يعرفون مسبقا نتائج المعارك و هم " كذابون منافقون" حتى و إن صدقت توقعاتهم!

إخوتنا من السريان المشارقة الذين " يؤمنون / يدعون" بهوية أشورية حديثة يحكمون على دراسات العلماء المتخصصين بأنها " كاذبة" بدون التحقق بصحتها !

ثانيا - الفكر الأشوري الحديث 

أ- هو الفكر القومي الذي بدآ ينمو بين السريان المشارقة في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بعد التنقيبات الآثرية في العراق و إنتشار تسمية  ASSYRIOLOGY و إهتمام العلماء بتاريخ الشعب الأشوري القديم . السريان المشارقة حسب مصادرهم التاريخية باللغة السريانية هم احفاد الآراميين و لغتهم الأم هي السريانية الآرامية و لكن الفكر الأشوري يدعي أن السريان ينتمون الى الأشوريين القدامى و يحاول بكل الطرق الملتوية في تأكيد الهوية الأشورية الغريبة عن السريان و هويتهم الحقيقية .

ب - هنالك عوامل عديدة ساعدت في الماضي في إنتشار الفكر الأشوري بين السريان سوف أذكر بعضها:

* الإكتشافات الآثرية في العراق و فك رموز الكتاببة المسمارية و إهتمام الغرب في القرن التاسع عشر في تاريخ و حضارة الأشوريين القدامى قد خلق بين السريان الشرقيين فكرة الإنتماء الأشوري .

  *الصراع السياسي في أوروبا و سياسة الإستعمار قد دفعت هذه الدول الى تشجيع الإرساليات خاصة البروتستنتية في تواجدها في الشرق . لقد شرح العالم جان فيه كيف ان التعبير باللغة الإنكليزية "إرسالية للمسيحيين في ( بلاد) أشور" سيتحول الى" إرسالية للمسيحيين الأشوريين" .

  *سياسة الإنكليز الخداعة : كتب ويغرام كتابا حول السريان النساطرة سنة 1910 و عنوانه "  THE  ASSYRIAN  CHURCH " و لكنه يؤكد في المقدمة أن التسمية الأشورية هنا لا تشير الى هوية تاريخية او حرفيا " there   is   no   historical   authority   for     this   name  "و لكنه سيكتب كتابا أخر بعد عشرين سنة يؤكد فيه - بدون براهين علمية - ان النساطرة يتحدرون من الشعب الأشوري القديم ربما لأن السريان النساطرة كانوا " متحالفين" مع الإنكليز في العراق.

 *بعد مأساة سيميل سنة  ١٩٣٣ و هرب عدد كبير من إخوتنا السريان النساطرة الى أميركا و عالم الإغتراب و تأسيسهم لأحزاب و نوادي ثقلفية و مجلات تحت شعار الإسم و الهوية و اللغة الأشورية. نشأت عدة أجيال تؤمن انها تنتمي فعلا الى الآشوريين القدامى و انها تتكلم اللغة الأشورية الأم !

 *عبر تاريخها الطويل كانت الكنيسة النسطورية تعرف بالكنيسة الشرقية القديمة او الكنيسة السريانية الشرقية و لكنها سنة ١٩٧٦ بدلت إسمها الى الكنيسة الأشورية و صار رجال الدين في هذه الكنيسة يرددون أنهم ينتمون الى الأشوريين و يتكلمون لغتهم الأم " الأشورية" !

 *إنتماء السريان المشارقة الى عشائر كانت تعيش في معزلة في جبال حكاري قبل الحرب العالمية الأولى و محاطة بشعوب هندو اوروبية سوف تساعدهم على الحفاظ على تقاليدهم و لغتهم السريانية الأم  بعكس السريان الذين كانوا يعيشون مختلطين مع العرب مما سمح لهم بالتكلم باللغة العربية .

ج- أشوريون قدامى أم سريان آراميون ؟

   *لا احد ينكر او يستطيع ان ينكر تاريخ الشعب الأشوري القديم و لكن إخوتنا من السريان المشارقة الذين يؤمنون بالتسمية و الهوية الأشورية يرددون ان كل السريان ( المشارقة و المغاربة ) ينتمون الى الشعب الأشوري العظيم .

 *بالرغم من أن علماء السريان النساطرة القدامى كانوا يؤكدون في مصادرهم التاريخية على انهم سريان آراميون و بالرغم ان بعض اشهر علماء الكنيسة الكلدانية المعاصرة  يعترفون بهوية آرامية تاريخية موحدة فإننا نرى الفكر الأشوري متمسكا بطروحاته التاريخية الخاطئة. *تجاهل متعمد لتاريخنا و هويتنا السريانية الآرامية : عندما السرياني الشرقي ( المؤمن/ المدعي) بالهوية الأشورية يعرف عن هويته باللغة السريانية يقول " سورايا" اي سرياني و لكن الفكر الأشوري المسيس لا يحترم قواعد اللغة السريانية و بكل جسارة يضعون حرف الألف امام الإسم السرياني و يحولونه الى" أسورايا" و يدعون انه إسمنا التاريخي باللغة السريانية : و يا للعار لأساتذة اللغة السريانية الجبناء الذين - لأسباب مجهولة ؟ - لم يصححوا هذا التزوير الفاضح . كلمة " أسورايا" غير موجودة في اللغة السريانية و التسمية السريانية التي تعني الأشوري هي " أتورايا" اي بحرف التاء !  من يرغب بالإطلاع على تاريخ الآراميين في العراق ارجو ان يطلع على " إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم " على الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=2449
 *إن أغلب العلماء المتخصصين في تاريخ السريان المشارقة يسمونهم " السريان المشارقة" و يسمون لغتهم اللغة السريانية و ليس اللغة الأشورية كما تروج كنيستهم او بعض المناضلين المتطرفين !

ثالثا - الفكر الأشوري و التاريخ الأكاديمي خطان متوازيان لا يلتقيان.

أ-  لقد  تطور الفكر الأشوري في السنين الأخيرة و قد بدل الكثير من شعاراته و طروحاته . بعض الأحزاب تعترف أن لغتنا الأم هي اللغة السريانية و بعض المواقع المهمة مثل موقع عنكاوا تسمي لغتنا سريانية و لكنها تسمح لبعض المتطرفين ان يسموها " اللغة الأشورية" مما يلقي الريبة و الحذر من موقف الأحزاب التي تعترف علنيا بإسم اللغة السريانية و لكنها لا تهتم في الدفاع عن إسم لغتنا العلمي !

لقد لاحظنا في العقدين الأخيرين تحولا في مفهوم الهوية التاريخية و التسمية : شعار " كلنا أشوريون" تحول الى " كلنا ننتمي الى شعب واحد" ! المشكلة إن اصحاب هذه الشعارات لا تبني طروحاتها على دراسات تاريخية علمية و تعمل الى تفريغ التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية و القومية :

 *التسمية  "سورايا" هي مرادفة للأراميين و موحدة لكل مسيحي  الشرق و هي تسمية علمية موجودة في مصادرنا السريانية .

 *الفكر الأشوري يقبل بالتسمية " سورايا" شرط ان تفسر عشوائيا " أسورايا " و لكنهم يرفوضونها اذا كانت مرادفة للآراميين .

 *رغم تطور الدراسات التاريخية حول السريان الآراميين و لغتهم السريانية الآرامية ، الفكر الأشوري يفضل التسمية المركبة المطاطية و أخر تعبير مطاطي هو " لغة الشعب الكلداني السرياني الأشوري "!

ب - نشر موقع عنكاوا ترجمة لمقال حول تدريس اللغة الآرامية في جامعة أكسفورد . الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,470857.msg5005775.html#msg5005775
   المقال واضح جدا في تعابيره و هو يتكلم عن اللغة الآرامية و الدكتور دايفيد تايلر عالم مشهور متخصص في تاريخ الشعب السرياني و يجيد اللغة السريانية و لكننا رأينا بعض التعليقات المتهورة التي ترفض إسم لغتنا العلمي لانها تؤمن بهوية أشورية مزيفة لهويتنا التاريخية و لإسم لغتنا العلمي .

ج - الفكر الأشوري يحرف المصادر التاريخية و يزيف هويتنا السريانية : بعض المفكرين الذين يدعون بهوية أشورية يدعون ان اللغة الاشورية قد أثرت على اللغة العربية او ان أطباء الخلفاء العباسيين كانوا من الشعب الأشوري ! علما أن المصادر العربية القديمة كانت تطلق على سريان العراق تسمية " النبط" او " نبيط" و فيما بعد تسمية " السريان"

في مقال سياسي مشوه لهويتنا التاريخية كتب السيد وليم أشعيا  " دراسة حول الأقليات القومية والدينية في الواقع العربي والاسلامي(الآشوريين نموذجاً) " ذكر فيه :

 " وكان العلماء الآشوريون قد لعبوا دوراً كبيراً في نقل الثقافة الآشورية واليونانية والفارسية إلى العرب بحكم معرفتهم بلغات تلك الحضارات". كتبت تعليقا حول " هل كان يوجد ثقافة " أشورية " في ألعصر ألعباسي ؟ موجود على الرابط


http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=5696
 طالبت فيه السيد وليم أشعيا بأي حق يحرف المصادر العربية التي تذكر " أطباء سريان " و هو يحولهم الى " أطباء أشوريين " ؟

الخاتمة

أ - السريان المشارقة لا ينتمون الى الشعوب القديمة المنقرضة و الغائبة عن مسرح التاريخ  : السريان الشرقيون هم آراميون بهويتهم و لغتهم و حضارتهم !

ب - لقد انحرف الفكر الأشوري بطروحاته التاريخية : اذا كان فعليا يطمح الى توحيد شعبنا عليه ان يعمد الى النقد الذاتي و منع المتطرفيين في الإسائة الى هذا الفكر السباق في العمل من اجل وحدة قومية و الإبتعاد عن الإنتماء الطائفي المقسم .

ج - لقد مارس بعض السريان الغربيين من شخصيات و رجال دين و إعلاميين و مسؤولي مواقع سياسة " النعامة" التي لا ترى الصياد لأنها وضعت رأسها داخل التراب . الفكر الأشوري يزيف تاريخنا و هويتنا و إسم لغتنا ، على هؤلاء السريان ان يدافعوا عن تاريخنا العلمي كي نتوحد . إن سكوتهم يشجع الطروحات المتطرفة : اي سرياني مثقف لا يعرف أن إسمنا في اللغة السريانية لا يكتب بحرف الألف " أسوريويو/ أسورايا " أو اي مطران جليل لا يعرف ان إسم لغتنا هو " السريانية الآرامية " !

د - إذا كان " بعض" السريان لأسباب غير علمية يؤمنون اليوم بأننا جميعا ننتمي الى شعب واحد متحدر من الأشوريين القدامى فقد آن الوقت كي يتأكدوا بأنفسهم بالعودة الى مصادر أمينة و مراجع علمية ! نعم نحن شعب واحد و لكننا سريان آراميون !

ه - بعض طروحات الفكر الأشوري ( أسورايا - اللغة الأشورية - أطباء أشوريون في العصر العباسي .... ) تفضح مواقف " بعض" السريان الذين يضعون رؤوسهم تحت التراب و لكنها توقظ الأكثرية من السريان !

كلمة أخيرة : نحن نعلم جيدا الأخطار التي نتعرض لها في أوطاننا و لكن " إغلاق" موضوع الهوية و التسمية لحجج واهية هو أمر غير مقبول . نحن نؤمن أن الدراسات التاريخية العلمية توحدنا و سياسة" المجاملة" هي التي تبقي الإنقسامات و الطروحات المزيفة عائقا لوحدة تاريخية حقيقية !

هنري بدروس كيفا

350
السيد Shomar المحترم

  أمرك غريب عجيب لقد إكتشفت في كتاباتي الحقد !!! و هل تصحيح
الأخطاء هو حقد ؟ من هو الحاقد : الذي ينفي وجود اللغة الآرامية و حتى الأبجدية الآرامية ؟
    من انت ؟ كي تكتب " وأنا أضيف ولا يوجد حتى حروف آرامية لأنها فينيقية"  . ألا يحق للقارئ ان يعرف من هو صاحب هذه الفكرة ؟
لا احد يؤمن بها إلا السيد ...
    الفكر الأشوري كان سباقا في الدعوة الى قومية تاريخية و الإبتعاد
عن الطائفية و لكن عناد بعض المتطرفين في الدفاع عن طروحات
خاطئة ( و هنا إسم لغتنا الأم) قد عرى الفكر الأشوري و دفع المثقفين
الى معرفة تاريخهم الحقيقي !
   لا يوجد اي وزن علمي لأفكارك طالما لا تكتب إسمك الحقيقي و عندما تكتبه سيرى القارئ انك مناضل سياسي ليس لك أية علاقة
بعلم التاريخ و منهاجيته .
   إسم لغتنا كان و سيبقى اللغة السريانية الآرامية و كلما تتطرفون
في نكران الحقائق كلما تظهرون فكركم المتحجر !

   هنري بدروس كيفا

351
السيد Shomar المحترم

   إنني اعرفك جيدا و قد تناقشنا مرارا و أنت تعلم بأنني لا أرد على
اصحاب الأسماء المستعارة لأنني ابحث عن الحقائق كما هي بعكس
اصحاب الاسماء المستعارة الذين يدافعون عن هويات مزيفة مستعارة .
   ارجو ان تكون مسؤولا عن ردودك حتى يعرف القارئ من هو
صاحب الرد : باحث متخصص ام مغامر حالم !
  لا تنتظر مني ردا طالما لا تحترم اصول علم التاريخ و النقاش .

   هنري بدروس كيفا

352
دراسة تاريخية حول مقدمة " اللمعة الشهية"






مقدمة عامة

إطلعت على كتاب " اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية "منذ اكثر من ٤٠ سنة و هو للمطران أقليمس يوسف داود. لقد إكتشفت من خلال دراساتي المتواضعة ان الرعيل الاول من القوميين السريان في بداية القرن العشرين قد اخذوا معلوماتهم التاريخية من "الكتب" التي إنتشرت في نهاية القرن التاسع عشر و ليس من المصادر السريانية. لقد وضعت الكتب بين هلالين كي أشير الى عموم الكتب من تاريخية و كنسية و خاصة حول اللغة السريانية.

إن موضوع التسمية السريانية و الهوية السريانية التاريخية التي تتحجج بعض الفئات المتطرفة بأنها غير واضحة او انها تدل على إنتماء السريان الى الأشوريين تعتمد بالدرجة الأولى الكتابات التاريخية التي انتشرت بين السريان المشارقة و المغاربة في نهاية القرن التاسع عشر .

اللمعة الشهية هو كتاب حول اللغة السريانية و قواعدها و فيه مقدمة طويلة حول تاريخ الشعب السرياني و اللغة السريانية الآرامية. صدرت الطبعة الأولى في الموصل سنة 1879 اي ان معلومات المطران دواد مبنية على ما كان يعرفه في اواسط القرن التاسع عشر.

اولا - أسباب اختياري لهذا الموضوع

أ - لقد نشرت منذ حوالي ٢٠ سنة دراسة نقدية في مجلة آرام حول مقدمة المطران اوجين منا ، من اللممكن الإطلاع عليها الرابط

http://www.kaldaya.net/2006News/Dec06.asp

من الممكن معاينة المقالات الثلاثة في موقع كلدايا نت . لقد وجدت ان المطران اوجين منا قد تأثر بمفاهيم المطران داود و عرفت من خلال ابحاث الاب المؤرخ البير ابونا ان المطران اوجين منا كان طالبا عندما كان المطران داود مدرسا .

ب - اهداني صديقي الدكتور أسعد صوما أسعد كتاب " اللمعة الشهية" منذ عدة سنوات و قال لي باسما " ليتك تقوم بدراسة نقدية لتفيد القراء السريان..." هدية صديقي د. أسعد هي دعوة غير مباشرة لدراسة علمية لمقدمة تاريخية عمرها اكثر من ١٣٠ سنة !

ج - لقد اعاد موقع السرياني الحر نشر اللمعة الشهية على الشبكة العنكبوتية . و في خلال عدة اشهر بلغ عدد القراء الى عدة مئات. و قد بلغ عدد القراء اليوم الى حوالي ١٢ ألف مشاهد و كتاب اللمعة الشهية هو الأكثر قراءة في هذا الموقع ربما لأن السريان الذين يرغبون في التعمق في نحو اللغة السريانية يعتمدون هذا الكتاب الذائع الصيت !

من يريد الإطلاع او تحميل كتاب اللمعة الشهية عليه النقر على هذا الرابط

http://freesuryoyo.org/index.php?opt...d=588&Itemid=2

ه - لقد انتشر كتاب اللمعة الشهية بين كل مدرسي اللغة السريانية و قد عمد البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني رحماني سنة ١٨٩٦ الى ترجمة اللمعة الشهية الى اللغة اللاتينية ، لغة الدراسات التاريخية في الغرب في القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين . كما اعيد طبعه للمرة الثانية في الموصل سنة١٨٩٦ انتشار الكتاب و شهرة الكاتب يجب ألا تكون حاجزا لأي باحث في النقد او دراسة نقدية منهجية بعد تطور الدراسات حول التسمية السريانية و تاريخ الشعب السرياني الآرامي و تاريخ و هوية اللغة الآرامية السريانية .

و - نجد في مقدمة اللمعة الشهية معلومات كثيرة صحيحة و كان المطران داود اول من نفض الغبار عنها:

*الصفحة ٢٥ الطبعة الثانية : يؤكد لنا ان سيدنا يسوع المسيح قد تكلم اللغة الآرامية و ليس اليونانية.

*صفحة ٦٤ : يؤكد ان السريان الغربيين كانوا قديما يلفظون السريانية مثل السريان الشرقيين اي بالفتح.

ولكن يوجد في مقدمة اللمعة الشهية اخطاء تاريخية و جغرافية واضحة و من المؤسف ان بعض اصحاب الطروحات التاريخية و القومية المتطرفة يستغلون شهرة اللمعة الشهية و مكانة المطران داود العلمية و يستشهدون ببعض تعابيره او مفاهيمه الخاطئة مما يخلق الضياع بين السريان .

ثانيا - من هو المطران إقليمس يوسف داود ؟

يخصص الأب الباحث ألبير أبونا أربع صفحات في كتبه الشهير أدب اللغة الآرامية. ولد يوسف بن داود سنة ١٨٢٩ و توفي سنة١٨٩٠ الطريف ان الأب أبونا يخبرنا - صفحة ٥٣٦ - ان الطفل يوسف قد عمده كاهن نسطوري (سرياني شرقي) و في نفس الصفحة يخبرنا ايضا انه سافر الى روما لمواصلة دروسه " و قد اختار آنذاك ان يكون على الطقس السرياني ". هذه إشارة الى ان كل مسيحي العراق كانوا و لا يزالون ينتمون الى شعب واحد له لغة واحدة و حضارة و هوية واحدة هي السريانية الآرامية .

بعد رسامته الكهنوتية سنة ١٨٥٥ في روما عاد الكاهن الشاب الى الموصل و انصرف الى التدريس خاصة اللغة السريانية وفي سنة ١٨٧٩ رسم مطرانا و عين على دمشق.

الجدير بذكره ما كتبه الأب أبونا عنه " هو أول من زود البلاد الشرقية بكتب منقحة على الطريقة المدرسية في الصرف و النحو و العروض و الخطابة و التاريخ و الجغرافية و الحساب ...". و إذا تمعنا قليلا في الصفحة ٥٣٨ في الكتب التي ألفها المطران داود لوجدناها تتعلق بالكتب الكنسية مثل الصلوات و الخدمة و دليل الشماس و الفرض اليومي...
المطران داود هو رجل دين قدم الكثير للحفاظ على اللغة السريانية لقد إطلع بحكم منصبه و تنقلاته على معلومات عديدة حول اللهجات السريانية المحكية و لكن تحليلاته حول علاقة التسمية السريانية بالتسمية الأثورية سوف تؤدي الى نتائج تتعارض مع مصادرنا السريانية.

سوف اعالج في القسم الثاني بعض الأخطاء التاريخية و الجغرافية في مقدمة اللمعة الشهية .

الأخطاء التاريخية في مقدمة " اللمعة الشهية"

ثالثا - منهجية النقد :

ا - يفتقر شعبنا السرياني الآرامي الى مجلات تاريخية تعمل فعلا على تصحيح الأخطاء بين المثقفين السريان. المثقف السرياني لم يتعود على الدراسات النقدية و هو يعتقد في أغلب الأحيان ان الناقد يتهجم على الباحث او صاحب دراسة معينة . النقد العلمي هو وسيلة للوصول الى الحقيقة التاريخية و كثير من الأحيان يشارك باحثين يعلمون في جامعات مرموقة في النقاشات التاريخية الدائرة. هؤلاء العلماء يعرفون جيدا ان دراساتهم النقدية سيطلع عليها عدد كبير من المتخصصين في تلك المواضيع لذلك تكون مشاركتهم قد ألقت أضواء جديدة على المواضيع المطروحة .

ب - لا اهدف التقليل من مكانة المطران داود العلمية و التاريخية و إنني أكيد لو كان يعيش في هذا العصر لكان من اعظم المؤرخين !من يتابع تطور الفكر القومي بين السريان يجد ان مقدمة " اللمعة الشهية" التاريخية قد أثرت بقوة على الباحثين و اللغويين في اواخر القرن التاسع عشر.

ج - يتضايق بعض الغيورين لأنني أذكر اسماء بعض المفكرين الذين يتبنون طروحات تاريخية خاطئة :

و يتضايقون أكثر عندما اصحح طروحات بعض رجال الدين مع إنني اقدر جهودهم الجبارة و غيرتهم على امتنا السريانية و تراثها الآرامي العريق و لكنني أشعر من واجبي تصحيح المغالطات لأن هدفنا هو معرفة تاريخنا الصحيح و العودة الى جذورنا الحقيقية. اتمنى على الاخوة أن يشجعوا النقد البناء كي تنتشر المعلومات التاريخية الصحيحة:

مثلا حمورابي كان عموريا و هذا يعني انه لم يكن أشوريا و لا كلدانيا و لا سريانيا !

رابعا - ما هي منهجية المطران داود التاريخية ؟

أ- لقد إنتشرت في اوروبا و اميركا - خلال القرن التاسع عشر – عدة مدارس تأريخية تؤكد ان التأريخ لم يعد يدرس كأدب بل كعلم يهدف الى معرفة التاريخ الصحيح و رمي النظريات غير العلمية .

سوف نرى لاحقا أن المطران داود - و بالرغم من عدم دراسته و تخصصه في التاريخ - عرف ان هدف البحث التاريخي هو الوصول الى الحقيقة كما هي. لقد وجدنا بعض المفكرين السريان يتبجحون أن اللغة السريانية الآرامية هي اقدم لغة في العالم ! نجد في اللمعة الشهية صفحة ١٥ " اننا لا نعتقد أن اللغة الآرامية هي أقدم اللغات السامية كما زعم قوم و أقل من ذلك أنها اقدم لغات العالم كما زعم غيرهم بلا بينة و لا أساس " لقد سبق المطران داود في مفهومه لمنهجية البحث التاريخي الكثيرين من السريان الذين لم يفهموا بعد أن التاريخ هو البحث عن حقائق و ليس سرد لأحلام شوفينية متعصبة .

أصاب المطران داود عين الحقيقة بالنسبة الى قدم اللغة الآرامية فهي ليست اقدم لغة في العالم و ليست اقدم اللغات السامية/الشرقية فهنالك اللغات السومرية و الأكادية و العمورية و الكنعانية التي هي اقدم منها .

ب - من يتمعن في مقدمة اللمعة الشهية يلحظ ان المطران داود بالرغم من تمسكه بهويته السريانية الآرامية و غيرته في نشر الكتب لتعليم اللغة السريانية فهولا يتلاعب في الحقائق التاريخية كي يفاخر بعصبية عمياء في اللغة السريانية !

ج - المدهش في مقدمة اللمعة الشهية ما كتبه المطران حول اللغة العربية صفحة ١٢ " و انما ذكرنا العربية اولا بين اللغات السامية لأن العربية باعتراف جميع المحققين هي أشرف اللغات السامية من حيث هي لغة و أقدمهن و أغناهن". لن اتطرق الى موضوع " أشرف اللغات السامية" لأنه يفتح بابا للجدل نحن بغنى عنه و لا اعتقد أن احد القراء يخالفنا إذا قلنا ان اللغة العربية قد أصبحت أغنى اللغات الشرقية في مفرداتها و تقبلها للعلوم و التطور . و لكن - و بكل تأكيد - اللغة العربية لم تكن اقدم اللغات الشرقية فاللغة الأكادية اقدم من اللغة العربية بأكثر من ٢٥٠٠ سنة و اللغة الآرامية - العزيزة على قلب المطران داود - هي أقدم من العربية بألف سنة !

د - من المستحيل على الباحث في التاريخ ان يتحقق في كل الأمور التاريخية التي يكتب عنها و المطران داود كان عالما لغويا فرضت عليه الظروف ان يكتب عن تاريخ الشعب و اللغة السريانية الآرامية. لا يحق علينا اليوم ان نصدر حكما قاسيا بحق هذا العالم لأنه عاش في الصدر الثاني من القرن التاسع عشر و لم يستفد من الدراسات السريانية الجديدة حول المصادر السريانية الغنية . حكمنا القاسي هو على اصحاب الطروحات المتحجرة الذين لا يريدون ان يتحققوا و لكنهم يستغلون " أخطاء" المقدمة في اللمعة الشهية متوهمين أنها براهين علمية لطروحاتهم المزيفة

خامسا - مصادر و مراجع المطران داود كل ناقد لبحث تاريخي يبدأ بدراسة سريعة للمصادر و المراجع التي إعتمد عليها صاحب البحث . أغلب المفكرين السريان في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين لم يذكروا المراجع و المصادر التي إعتمدوا عليها .

ا - المطران دواد لم يترك لنا فهرسا بمصادره و مراجعه : إذا كانت هذه العادة مقبولة في نهاية القرن التاسع عشر فهي غير مقبولة في البحث التاريخي المعاصر . و طبعا مقدمة المطران داود ليست مدرسة او طريقة علمية يجب علينا إتباعها بل بالعكس يجب تجنبها . كتابات فريد نزها حول هويتنا السريانية هي مجرد آراء فكرية و ليس دراسات تاريخية معمقة و مبرهنة بمصادر و مراجع علمية .

ب - من يتفحص المقدمة يلاحظ ان المطران داود قد استشهد يالمؤرخ يوسيفوس اليهودي و قد ذكر أسماء بعض العلماء الأوروبيين و لكن للأسف لم يذكر لنا أسماء كتبهم و يحدد لنا الصفحة كي نستطيع مراجعتها و التأكد من صحتها .

ج - في الصفحة ١٢ يذكر لنا إسم العالم الفرنسي رينان و يستشهد بنص مشهور له مما يوحي للقارئ أن المطران داود قد إطلع على كتاب العالم الفرنسي و لكنه حقيقة لقد أخذ هذا - النص المشهور - من قاموس بايان سميث (راجع الصفحة ١١ (.

د - إن أغلبية معلومات المطران داود عن الآراميين السريان هي مأخوذة من التوراة . لا بد لنا ان نشير الى ان التوراة - حتى اواخر القرن التاسع عشر - كان يعتبر مصدرا و مرجعا لمعرفة تاريخ الشرق القديم . و لكن بعد نشر و ترجمة و دراسة الكتابات السومرية و خاصة الأكادية صار العلماء يملكون مصادر تسمح لهم في التدقيق
في روايات التوراة : الطوفان هو قصة منقولة من الأساطير التي كانت منتشرة في العراق القديم .

ه - لقد وصلتنا مئات النصوص الأكادية و الآرامية التي تخبرنا عن تاريخ اجدادنا الآراميين : هذه النصوص لم يتطلع عليها المطران داود و بالتالي لم يكن يعرف مدى إنتشار الآراميين في شرقنا الحبيب و لم يكن مطلعا على إنصهار بقايا الشعوب القديمة ضمن الشعب الآرامي .

و - يجدر بنا ان نذكر القارئ ان المطران داود هو رجل دين مسيحي له نظرة مقدسة لأخبار التوراة لأنه يؤمن انه كتاب موحى من الله . فالمطران داود لا يدقق في خبريات التوراة و بالنسبة له هي أخبار حقيقية لا غبار عليها بينما العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق يحققون و يدققون في أخبار التوراة فهم يشككون في وجود الملك داود و لكن إكتشاف نصوص تل دان الآرامية حيث ورد تعبير " بيت داود " قد بدد شكوكهم . اما عن وجود شخصيات مثل ابراهيم و يعقوب و سام و نوح فأكثرية العلماء لا تؤمن بوجودهم. قصة موسى في مصر مأخوذة من حكاية تتكلم عن حياة سركون الأكادي !

ز - إن تصديق المطران داود لكل أخبار التوراة سوف تدفعه الى الوقوع في أخطاء تاريخية و جغرافية عديدة : سوف اكتفي بذكر مغالطة جغرافية كبيرة اذ يذكر المطران داود في بداية مقدمته الصفحة ٧ الطبعة الثانية:

"اعلم أن اللغة السريانية كانت يوما لغة أمة عظيمة ساكنة في قسم كبير من أرض آسيا ٠ اي بلاد الشام مع جزائرها و الجزيرة و العراق و آثور و ما يجاور هذه البلاد الى حدود الفرس شرقا و بلاد الارمن و بلاد اليونانيين في أسيا الصغرى شمالا و حدود بلاد العرب جنوبا . و كانت هذه كلها يقال لها عند اليهود أرام لأن أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله".


* لا يوجد اي نص في التوراة يوحي لنا ان الآراميين قد سكنوا كل هذه المناطق الشاسعة .

*ير صحيح ان أسفار التوراة قد أطلقت تسمية " بلاد آرام" على الشرق: إن تعبير " بلاد آرام" و " ملك آرام" كان يطلق حصريا على ملك دمشق الآرامي ، و حدود مملكة دمشق التاريخية معروفة جغرافيا .

*إن الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في الشرق منذ القرن الثامن قبل الميلاد ليس " لأن أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله ". و لكن لأن العلماء و من خلال دراسة النصوص الأكادية توصلوا الى معرفة إنتشار الممالك و القبائل الآرامية في كل الشرق و صهرها لبقايا الشعوب القديمة .

*إن التوراة قد دونت في بداية القرن السادس قبل الميلاد و هي تشير لنا عن دور الآراميين في تاريخ الشرق. فنحن لا نصدق حرفيا أن " أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله " و لكن هذه الجملة تعني بكل بساطة أن الآراميين هم الأكثرية في الشرق.

ضرورة تصحيح الأخطاء التاريخية في " اللمعة الشهية"

سادسا -الأخطاء التاريخية حول تاريخ اللغة الآرامية

أ - قلة المصادر حول الآراميين و لغتهم الآرامية سوف تدفع المطران داود الى إرتكاب أخطاء تاريخية رهيبة . بالرغم من إطلاعه على الدراسات الحديثة (في أواسط القرن التاسع عشر) فإنه يشكك بتلك الدراسات و سيبقى على رأيه المسبق و هو ان الأشوريين كانوا يتكلمون اللغة الآرامية .

ذكر المطران داود عن مصادره عن الآراميين صفحة ٥٨" ... و تحتاج للوقوف على ذلك الى مطالعة كتب الاجنبيين و لاسيما اليهود و اليونانيين. لاننا لولا كتب اليهود و اليونانيين لما عرفنا شيئا عن احوال الآراميين القدمآء و البلاد التي يسكنونها الى زمان ظهور المسيح ".

إن اسفار التوراة و الروايات التاريخية فيها لا تعتبر مصدرا أمينا و موثوقا لمعرفة تاريخ الشرق القديم:

لقد كان التوراة قبل فك رموز الكتابة المسمارية يعتبر "مصدرا" وحيدا لمعرفة تاريخ الشرق القديم. إن الكتابات الأكادية هي المصدر الرئيسي لمعرفة تاريخ الآراميين و إنتشارهم في الشرق القديم.

اما كتابات اليونانيين القدامى عن شعوب الشرق القديم فهي غير موثوقة لأنها يغلب فيها الطابع الإسطوري:

هنالك فرق كبير بين أسطورة سميراميس و تاريخها الحقيقي!

ب - يؤكد المطران داود - إستنادا على التوراة - ان الأشوريين القدامى كانوا يتكلمون اللغة الآرامية فهو يكتب صفحة٨٩ " اما الاول فهو حقيقة تاريخية اكيدة لا تحتمل ادنى ريب و هي ان لغة الاثوريين و البابليين كانت ارامية اي عين اللغة الدارجة يوما في بلاد الشام و ما يجاورها و التي يستعملها السريان اليوم في الكتابة مع اختلاف يسير طرأ عليها من صروف الزمان اما الاثوريون فيشهد الكتاب المقدس ان لسانهم كان الارامي محضا من دون قيد. اذ ورد في سفر الملوك الثاني ١٨ : ٢٦ ...".

كان المطران داود يعتقد ان لغة الاشوريين الأم هي اللغة الآرامية و سوف نراه لاحقا يرفض نتائج الإكتشافات الجديدة المبنية على الكتابات المسمارية الأكادية. نحن اليوم نعلم ان الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية ولكنه " صار" في القرن الثامن يتكلم اللغة الآرامية لأن ملوك أشور قد سبوا القبائل الأرامية الثائرة الى بلاد اشور فصار عدد الآراميين اكثر من الأشوريين في بلاد أشور! من يريد البراهين عليه ان يطالع بحث HAYIM TADMOR" THE ARAMAIZATION OF ASSYRIA" على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/English/H...yim-Tadmor.pdf

ج - هذا الإعتقاد الخاطئ ( لغة الأشوريين الأم هي الآرامية) سوف تدفع المطران داود الى " الإدعاء" الباطل بان الكتابات المسمارية هي آرامية !!! فهو يكتب صفحة ١٦ " الا اننا عندنا ما عدا شهادة التواريخ المذكورة شهادة جليلة على قدم اللغة الآرامية من الكتابات المنقوشة على الاحجار التي منذ خمسين او ستين سنة بدئ ان يكشف عليها في موقع نينوى القديمة بجوار الموصل و بابل القديمة. و هي بالقلم الارمي الذي يقال له المسماري لأن حروفه تشبه المسامير و التي بلا شك هي مكتوبة باللسان الارامي كما سنبين فيما بعد ان شاء الله."

يجدر التذكير بأنه لا يوجد اي عالم متخصص في تاريخ اللغة الأكادية يذكر انها آرامية! و بكل صراحة إدعاء ان الكتابات المسمارية القديمة هي آرامية هو من فكر المطران داود ولا اعتقد ان احد العلماء من القرن التاسع عشر قد تبنى هذه الفكرة!

د- كان المطران داود يعتقد - إستنادا على التوراة - ان قدم اللغة الآرامية يعود الى القرن الثامن عشر قبل الميلاد و هذا غير صحيح تاريخيا . أقدم النصوص الآرامية تعود الى القرن العاشر قبل الميلاد و الكتابة الابجدية لم تكن موجودة في القرن الثامن عشر قبل الميلاد!

ذكر المطران داود صفحة ٩١ " فلا شك اذا ان نينوى و بابل كانت لهما لغة واحدة منذ الازمان القديمة و ان هذه اللغة كانت الآرامية وهي اللغة التي في القرن الثامن عشر نفسه قبل المسيح (طالع سفر التكوين٣١ ٤٧ كانت عين اللغة السريانية الدارجة في بلاد الشام..."

ه - اعتماد المطران داود المطلق على التوراة سوف تدفعه الى الإعتقاد ان اللغة الآرامية كانت محكية في بلاد اشور منذ القدم لذلك لن يقبل ما توصل له العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق القديم. و هذا الرفض واضح من خلال النصوص التالية:

*- النص الأول صفحة ٩٢" ولنرجع الآن الى اللغة التي ذكرنا ان العلماء الإفرنجيين زعموا انها لغة الاثوريين و البابليين القدماء و انهم وجدوها بقرآءتهم الكتابات المسمارية . فنقول انه من بعد كل ما بيناه الى الآن يسوغ لنا ان نحكم جازمين بانه إن كانت هذه اللغة ارامية فمن المحتمل انها كانت لغة بابل و اثور و إلا فيجب رفضها و إنكارها و الحال ان هذه اللغة التي وجدها علمآء الافرنج ليست ارامية بإعتراف مخترعيها أنفسهم فإذا لا يمكن ان تكون هذه اللغة هي لغة البابليين و الكلدانيين". التعليق هو ان المطران داود ينطلق من اعتقاده الراسخ بان الأشوريين كانوا يتكلمون الآرامية وبالتالي اذا كانت الكتابة المسمارية هي آرامية فإنها قد تكون لغة الاشوريين اما إذا كانت غير آرامية فهذا يعني له ان الكتابات المسمارية ليست للشعب الأشوري القديم.

-*النص الثاني صفحة ٩٦" فليعترف اذا العلامة OPPERT أبرت و المعلم MENANT منان و اتباعهما في هذا المذهب و يقروا بأنهم لسؤ الحظ مع كل جدهم الممدوح و إجتهادهم المأثور و عنائهم المشكور و غزارة علمهم الفائقة التي يعترف بها كل العلمآء و يشكر لهم عليها لم يتوصلوا بعد الى كشف السر المكتوم في الكتابات المسمارية. و ليداوموا على البحث و التنقيب و الاجتهاد و المعالجة و على الخصوص فليحكموا معرفة اللغة الارامية ... لعل الزمان يتيح لهم في الآخر وجدان الضالة نفسها لا خيالها فيؤتوا العالم معروفا يبقى ذكره مخلدا في بطون التواريخ".

في بداية الخمسينات من القرن التاسع عشر كان التنافس جاريا بين العلماء في الغرب لفك رموز الكتابة المسمارية و لكن سنة 1857 اجتمع عدة علماء و قاموا - كل واحد بمفرده- بترجمة كتابة مسمارية ثم جمعت الترجمات و قورنت فوجد العلماء ان اغلب الترجمات كانت متطابقة .

المطران داود لا يزال يعتقد ان العلماء لم يفلحوا بفك رموز الكتابة المسمارية و هو ينصحهم في التعمق في دراسة اللغة الآرامية لأنه كان يتوهم ان الكتابة المسمارية هي آرامية! و طبعا هذا غير صحيح.

-*النص الثالث صفحة ٩٧" و حسبنا الآن ان نعتبر انه ان كان اللغة الاثورية التي استخرجها العلمآء الذين الكلام عنهم لا يمكن ثباتها و قبولها كما بينا الى الآن أفليس لنا حق ان نشك في صحة اللغة الاكادية او السومرية التي يزعمون انهم استخرجوها ايضا من الكتابات المذكورة بل نرفضها و ننفيها كما رفضها و نفاها قوم من علماء الافرنج انفسهم ".

لا شك ان القارئ المثقف يعرف كيف تسرع العلماء في إطلاق التسمية الأشورية على الكتابة المسمارية لانهم وجدوا ان الكتابات المسمارية تسمي هذه اللغة باللغة الاكادية تمييزا عن لغة اقدم هي اللغة السومرية. اللغة السومرية كانت لغة هندو اوروبية بينما اللغة الأكادية كانت لغة شرقية (سامية).

المطران داود يشكك من وجود السومريين و يسخر من العلماء الذين - حسب تعبيره - يزعمون بوجود شعب و لغة سومرية قبل الاشوريين.

قد يكون المطران داود قد عاش في عصر لم تنتشر فيه المعلومات التاريخية المبنية على مصادر موثوقة و لكن عناده في رفض النتائج التاريخية التي توصل لها علماء الشرق القديم تشير لنا بقوة ان المطران داود و بالرغم من إطلاعاته التاريخية انه أسير قصص التوراة .

أسباب " خلط" الهوية الآرامية بالتسمية الأثورية في مقدمة اللمعة الشهية

لقد اوردت سابقا بعض الأخطاء التاريخية و الجغرافية و في تاريخ اللغة الآرامية قي مقدمة اللمعة الشهية . لقد أثر المطران داود على المفكرين السريان الذين عاصروه و خاصة الرعيل الأول من القوميين السريان في بداية القرن العشرين لأنهم نقلوا " مفاهيم" المطران داود بدون التحقق بصحتها .

لا يزال بعض السريان اليوم يرددون طروحات المطران داود الخاطئة و يعتبرونها " صحيحة" لأنها تسمح لهم بالإدعاء بهوية أشورية بالرغم من زيفها و تقسيمها للأمة السريانية الآرامية .

سابعا - من هم السريان في مفهوم المطران داود ؟

أ - من يتعمق في دراسة مقدمة اللمعة الشهية يلاحظ ان المطران داود كان يعتقد ان التسمية السريانية كانت أقدم من التسمية الآرامية.

فهو يذكر في بداية المقدمة صفحة ٧ :

" اعلم ان اللغة السريانية كانت يوما لغة امة عظيمة ساكنة في قسم كبير من أرض آسيا ... وكانت هذه البلاد كلها يقال لها عند اليهود أرام لأن أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله ... و لذلك فاللغة السريانية لا تسمى في العهد القديم الا ارامية ".

التسمية السريانية هنا هي مرادفة للتسمية الآرامية بشكل واضح بالرغم من ترديده ان اليهود يسمون هذه اليلاد " أرام" فإنه من واجبنا ان نصحح معلوماته : اجدادنا الآراميون هم الذين أطلقوا تسمية بلاد " آرام" على مواطنهم . بعض الكتابات الآرامية هي اقدم من تدوين آسفار التوراة ( القرن السادس قبل الميلاد) قد ذكرت حرفيا بلاد آرام فهنالك نقش ذكير ملك حماة الآرامي و يعود الى اواخر القرن التاسع قبل الميلاد حيث ورد " برهدد بر حزائيل ملك آرام"

راجع هذا الرابط

http://www.formerthings.com/king_hamath.htm
كما وردت تسمية " كل آرام" في نصوص سفيرة المشهورة و التي تعود الى أواسط القرن الثامن قبل الميلاد .

ب - لقد ذكر المطران داود صفحة ٢٣ "

"و اما في الازمان القديمة السابقة للنصرانية فكل خبير بالتواريخ يعلم ان اول الممالك في الدنيا قامت لدى السريان اي في بابل و نينوى و ان السريان الشرقيين و لا سيما اهل بابل هم اول الامم الذين اشتغلوا بالعلوم ... و استنبطوا صناعة الكتابة النفيسة كما سنرى...". في النص الاول السريان هم الآراميون و لكن من خلال هذا النص نرى ان المطران داود قد ادخل ضمن الشعب السرياني الآرامي شعوبا عديدة مثل الاكاديين و الأشوريين و هذه الشعوب قد انقرضت و ذابت ضمن الآراميين .

لقد إنتشرت القبائل الآرامية في العراق القديم ولذلك عرف ببلاد الآراميين . راجع بحثي "إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم " على الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/v...p?f=129&t=2449

لذلك نحن نرى استخدام تعبير " السريان المشارقة" هنا لهو تاريخي لا غبار عليه اما ترديده " اول الممالك في الدنيا قامت لدى السريان اي في بابل و نينوى" فنحن لا نوافق لأن السريان الآراميين هم شعب مغاير عن الشعوب الاكادية و الأشورية.
من الواضح ان المطران داود ينقل لنا بعض المفاهيم الخاطئة التي كانت تعتمد المصادر اليونانية غير الموثوقة :

*- قبل احتلال الإسكندر لشرقنا الحبيب كانت المصادر اليونانية تطلق على الشرق تارة ASSYRIA وطورا .SYRIA

*- بعض المصادر اليونانية و اللاتينية كانت تستخدم تعبير SYRIAN لتقصد به الشعب الأشوري القديم .

*- الشعب الأشوري هو الذي حكم في نينوى و ليس الشعب السرياني و غير صحيح ان الأشوريين و البابليين هم الذين أسسوا اول الممالك في العالم : هذه خبريات اسطورية منقولة من المصادر اليونانية و نحن نعلم ان شعوبا عديدة مثل السومريين و المصريين كانت لهم ممالك قبل البابليين ( الاكاديين) و الأشوريين .

*- الشعب الكوشي CASSITE هم الذين ادخلوا علم الفلك الى بلاد أكاد و هم شعب هندو اوروبي و انتقل هذا العلم الى الكلدان الآراميين و اشتهروا به .

*- تعود اقدم كتابة الى الشعب السومري و هو ايضا شعب هندو اوروبي و السريان ليسوا بمستنبطي الكتابة و لا عار في ذلك !

ج - السريان في مصر ؟

ذكر المطران داود " و يجدر بنا هنا ان نذكر ما يعلم من التاريخ اليقين منذ قديم الازمان و هو ان الامة السريانية انتشرت الى البلاد البعيدة و استوطنتها و تظاهرت فيها و خلفت فيها آثارا جليلة . فمن ذلك الجماعة السريانية التي تبوأت بلاد مصر منذ الازمان القديمة و تركت هناك آثارا كثيرة سريانية..."

من المؤسف ان المطران داود يدعي ان السريان قد استوطنوا مصر في تاريخهم القديم و هذا قول غير صحيح لأن الكتابات الآرامية التي يستشهد بها تعود الى جنود آراميين و يهود يخدمون في الجيش الفارسي.

د - هل التسمية السريانية هي أقدم من التسمية الآرامية ؟

كتب المطران داود صفحة ٩" فاليونانيون لما سموا الآراميين سريانا لم يخترعوا هذا الاسم لكن سمعوه من السريان أنفسهم اذ خالطوهم و عاشروهم " ثم يشرح لنا حول التسمية الآرامية :

"أما اسم الارامي فلا يظن ظان أنه لم يكن معروفا عند السريان و انهم تعلموه من الكتاب المقدس العبراني.فانه لو سلمنا ما ليس باكيد و هو ان مترجم العهد القديم الى السريانية انما استعمل لفظة الارامي بمعنى السرياني لانه وجدها في الاصل العبراني الذي ترجمه لا يصح ذلك البتة من جهة العهد الجديد فان مترجم أسفار هذا العهد حيثما وجد فيها لفظة اليوناني بمعنى الصابئ او الغير يهودي عبر عنها في السريانية بلفظة الارامي... و كذلك في لوقا ٤ : ٢٧ حيث الاصل اليوناني يسمي نعمان سريانيا سماه المترجم السرياني اراميا"

*- صحيح ان اسمنا السرياني كان مرادفا لاسمنا الآرامي و لكن يظهر ان المطران داود كان حائرا لا يعرف ايهما هو الاسم الاقدم.

*- لما سموا الآراميين سريانا " من الواضح ان الاسم السرياني هو الدخيل على الاسم الآرامي .

*- أما اسم الارامي فلا يظن ظان أنه لم يكن معروفا عند السريان و انهم تعلموه من الكتاب المقدس العبراني". يبدو هنا الاسم الارامي هو الدخيل على الاسم السرياني و هذا واضح في كلامه عن نعمان الآرامي فهو يقول" حيث الاصل اليوناني يسمي نعمان سريانيا سماه المترجم السرياني اراميا ". هذه الجملة توحي ان نعمان كان سريانيا و ان الترجمة السريانية قد حولته الى نعمان الآرامي . في الحقيقة ان نعمان كان قائدا آراميا في مملكة دمشق الآرامية وان الترجمة السبعينية اليونانية قد ترجمت الاسم الآرامي الى سرياني !

*- من جهة العهد الجديد فان مترجم أسفار هذا العهد حيثما وجد فيها لفظة اليوناني بمعنى الصابئ او الغير يهودي عبرعنها في السريانية بلفظة الارامي". هذا الرأي بحاجة الى تدقيق فإنني بحثت في طبعتين سريانيتين و لم اجد براهين تثبت رأي المطران داود .

ه - يستنتج المطران داود صفحة ١٠ :

"و من ذلك يتضح بكل التأكيد ان اسم الارامي كان شائعا عند السريان بقطع النظر عن اللغة العبرانية و عن العهد القديم حتى ان المسيحيين الأولين جعلوه كناية عن الوثني او الصابئ اي الذي لم يكن يهوديا "

*- هذا استنتاج - بكل تأكيد - خاطئ لأن هذه النظرية التي اطلقها العالم الفرنسي QUATREMERE لم يقدم لها أي برهان مقنع و ان المصادر السريانية العديدة لم تستخدم التسمية الآرامية بمعنى الوثني كما ان اجدادنا قد حافظوا على اسمهم الآرامي من مار افرام الى ابن العبري !

السريان هم في مفهوم المطران داود تارة آراميين و طورا شعوبا اكادية و أشورية . و سوف نشرح لما خلط المطران داود الشعب السرياني الآرامي بالشعوب القديمة التي سكنت العراق القديم .

ثامنا - المطران داود و نص رينان الشهير !

منذ حوالي ١٧ سنة كتبت عدة دراسات نقدية حول مقدمة قاموس المطران اوجين يعقوب منا . و قد ذكرت ان المطران منا كان قد نقل نصا من تاريخ اللغات السامية للعالم الفرنسي ارنست رينان ولكن بدون ان يطلع على كتاب رينان . لقد ذكرت في ابحاثي السابقة ان المطران اوجين منا قد نقل نص رينان من قاموس باين سميث و لكن بعد التدقيق في مقدمة اللمعة الشهية وجدت ان المطران منا قد نقل نص رينان " حرفيا " من مقدمة اللمعة الشهية .

أ - نص رينان الشهير ولد Ernest Renan سنة 1823 و قد نال شهرة كبيرة في فرنسا لأنه كان كاتبا و فيلسوفا و مؤرخا . حصل على شهرة واسعة بعد كتابه " حياة يسوع" Vie de Jésus و لكن شهرته بين الأوساط السريانية هي لأن المطران داود قد نقل " نصا" من كتابه تاريخ اللغات السامية . سوف نرى لاحقا ان بعض المفكرين سوف يستغلون هذا النص و يفسرونه بما يلائم الطروحات السياسية التي تزيف هويتنا الآرامية التاريخية.

من يريد ان يتعرف أكثر على العالم رينان عليه ان يراجع الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Ernest_Renan
و يجدر بنا ان نذكر ان نصه المشهور مأخوذ من حاشية من كتابه تاريخ اللغات السامية الذي كتبه سنة 1855 اي قبل فك رموز الكتابة المسمارية .

كتب المطران داود صفحة ١٣ :

ثم أورد ( اي باين سميث صاحب القاموس السرياني اللاتيني) ما قاله العالم الفرنساوي رينان ما نصه : أخيرا ام اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في الشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور او اثوريا حسب اللفظ اليوناني ) و هو اسم عام كان يطلق عند اليونانيين على آسيا الداخلية كلها . لكن مع ذلك لم يفقد اسم آرام من بلاد الشرق بالكلية بل اختص بالاراميين الذين لم يعتنقوا الديانة المسيحية كالنبط و اهل مدينة حران . و لهذا السبب جعلت لفظة الارامي عند علماء اللغة السريانية مرادفة للفظة الصابئ او الوثني ..."

*- ان اسم آرام بدل ... باسم سوريا نحن في القرن الواحد و العشرين نعلم جيدا ان اسم آرام كان يطلق على مملكة دمشق الآرامية و ان الترجمة السبعينية في بداية القرن الثالث قبل الميلاد قد عمدت الى ترجمة بلاد آرام في اللغة العبرية الى بلاد سوريا في اللغة اليونانية .

*- "سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور ..("المعادلة الأولى : الآراميون = السريان هي صحيحة و لكن هذا لا يعني ان الآراميين هم آثوريون لأن التسمية السريانية مشتقة من أسوريا !

*- إن المصادر السريانية تثبت لنا ان اجدادنا ظلوا محافظين على إسمهم و هويتهم الآرامية .

ب - ما هي الخلاصة التي توصل لها المطران داود من نص رينان ؟
كتب المطران داود :
"فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية كما ورد اسمها دائما في الكتاب المقدس و ان اسم السريانية لم يكن الا اختصار اثورية اختصره اليونانيون الذين كثروا في بلاد الارامية بعد الاسكندر ذي القرنين و قلبوا ثاءه الى السين لسهولة اللفظ . ثم لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما للملة بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور و اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني ... للملة بل للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني ".

*- " ان الامة السريانية جمعاء ... تدعى عند اهلها ارامية او آثورية " هذا استنتاج خاطئ لأن معلوماتنا الحديثة عن الآراميين تؤكد على انهم شعب شرقي مغاير للشعب الأشوري القديم. لا يوجد اي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم يقبل بهذا الاستنتاج السطحي .

*- لم يهمل اجدادنا اسمهم الآرامي كما يدعي المطران داود بدون اية براهين . البرهان الساطع هو القديس مار افرام الذي لم يستخدم التسمية السريانية في كتاباته بل التسمية الآرامية فقط : عندما يسمي برديصان الآرامي فهو لا يعني ان برديصان كان وثنيا ( برديصان كان مسيحيا (.

*- المعنى الاول للتسمية السريانية هو الإنتماء الى الشعب السرياني الآرامي . قد تكون التسمية السريانية مثل التسمية الارمنية و القبطية صارت تحمل معنا آخر و هو الإنتماء المسيحي و لكن هذا لا يعني ان التسمية السريانية التاريخية لا تدل على هوية شعب كما فهمها بعض رجال الدين المعاصرين !

*- أخيرا ان المطران داود قد نقل نظرية العالم الفرنسي QUATREMERE استاذ العالم رينان بدون ان يطلع على كتابه و بدون ان يتحقق في براهينه. لا يوجد اي نص سرياني يؤكد نظرية QUATREMERE اي ان الآراميين بعد اعتناقهم الديانة المسيحية تخلوا عن اسمهم الآرامي !

ج - هل يوجد اسباب دفعت المطران داود الى تبني هذه المفاهيم الخاطئة ؟

*- كان المطران داود عالما لغويا و ليس باحثا متخصصا في التاريخ و بالتالي لم يتحقق من المراجع التي اعتمدها . فهو لم يطلع على كتابQUATREMERE وحتى نص رينان نقله من قاموس سميث و ليس من كتاب رينان . البحث التاريخي في ايامه كان في بداية تقدمه و تطوره و لم يكن يملك المنهجية التي نعرفها اليوم .

*- إيمان المطران داود الراسخ بأن أسفار التوراة تتكلم عن حقائق تاريخية سوف تدفعه الى تصديقها و هذا مما سيدفعه الى تصديق كل نظرية لا تتعارض من روايات الوراة . كتب المطران داود صفحة ١٨ " و اما ارام ابو السريان فهو بعيد عن نوح بجيلين فقط و اذا اعتبرنا الجد الثاني الذي منه نشأ الجنس السرياني و هو اشور او اثور الذي هو على الخصوص ابو السريان الشرقيين الذين يقال لهم الاثوريون و البابليون و الكلدان نراه هو ايضا ابنا لسام ".

*- لقد تبنى بعض السريان مفاهيم المطران داود و طوروها بما تخدم طروحاتهم التاريخية المتطرفة لذا يجدر بنا التنويه بان ارتكاب المطران داود لبعض الاخطاء التاريخية لم يكن مقصودا و طبعا لم يكن له خلفيات سياسية.

الخاتمة
أ - ان مقدمة اللمعة الشهية قد كتبت سنة ١٨٧٨ و تعتمد بالدرجة الأولى على التوراة و هي مليئة بالأخطاء التاريخية و رغم ذلك لا تزال بعض مفاهيم المطران داود الخاطئة منتشرة بين السريان.

ب - من المؤسف ان الرعيل الاول من القوميين السريان في بداية القرن العشرين قد تبنوا مفاهيم المطران داود الخاطئة بدون ان يتأكدوا من صحتها فخلطوا بين هويتنا السريانية الآرامية و بين التسمية الأثورية .

ج - لقد ذكر احد كبار رجال الدين السريان ان الشعب السرياني ينتمي الى الآراميين والأشوريين : هذا قول يعتمد على ما ورد في اللمعة الشهية و ليس على مصادرنا السريانية .

د - أنه لمن الطبيعي ان يرتكب المطران داود تلك الاخطاء التاريخية و لكن ليس من الطبيعي ان يردد السريان المعاصرون تلك الاخطاء و لذلك كان بحثي المتواضع مساهمة في تصحيح الاخطاء المتوارثة.

هنري بدروس كيفا

353
تحية الى السيد جورج ايشو المحترم

  إنني بدوري اعيدك و اتمنى لك و لعائلتك سنة جديدة مباركة ٠
إسمح لي ان اذكرك بأنك تدعي بعدم وجود لغة آرامية و هذه نظرية
لا يؤمن بها إلا بعض إخوتنا من السريان الشرقيين الذين ينشرون
أراء متطرفة حول اسم لغتنا السريانية الآرامية او هويتنا التاريخية .
    إن جامعة اكسفورد تعلم او تحاول ان تنعش اللغة الآرامية المعروفة
بالفترة الإمبراطورية الفارسية : المقال المنشور هنا يتكلم عن لغتنا
الآرامية و يسميها " اللغة الآرامية" فمن اين جلبت لنا تعبير " اللغة
الشرقية" ؟ و بكل محبة هل لك ابحاث لغوية حول تاريخ اللغة الآرامية
حتى تطرح على القراء نظريات جديدة ؟
  للأسف الشديد بعض إخوتنا يؤمنون بطروحات تاريخية مزيفة
لهويتنا السريانية الآرامية و يتسرعون بالإدعاء بأنها طروحات قومية
مقدسة و موحدة بينما هي في الواقع تقسم و تضعف أمتنا .
     تطرح علي العديد من الأسئلة - ربما لأنك تعتقد - بأنها أسئلة
تعجيزية لا يمكنني الإجابة عليها بموضوعية مع إنني من اول الباحثين
الذين يعتمدون على المصادر باللغة الآكادية و قد شرحت مرارا ان
الآراميين قد اسسوا عدة ممالك منتشرة في بيت نهرين( الجزيرة السورية)
و بلاد آرام ( سوريا) و حتى في بلاد أكاد التي ستؤلف مرزبانة
مستقلة في عهد الفرس تحت اسم  بلاد " بابل"  ولكن سكان المنطقة
حافظوا على إستخدام تسمية قديمة و هي " بلاد الآراميين" !
   بعض الملاحظات
  أ - إنتشار اللغة في بلاد أشور
    سهولة اللغة الآرامية و إستخدامها للكتابة الأبجدية سوف يدفعها
الى محو اللغات الأكادية و العبرية و الكنعانية...
     سياسة " السبي" التي مارسها ملوك اشور ضد اجدادنا الآراميين
سوف تؤدي الى تفوق عدد الآراميين على الأشوريين في بلاد أشور
نفسها عشرات السنين قبل سقوط الإمبراطورية الأشورية : و اذا كنت
تريد مراجع علمية حول انصهار الشعوب القديمة ضمن الآراميين
فإنني مستعد ان انشرها لك .
  ب - انتشار اللغة الآرامية في الإمبراطورية الفارسية
  لم يكن للشعب الفارسي القديم ( و لا زال حتى اليوم)  كتابة
خاصة به . فكانوا يستخدمون اللغة الأكادية مع الكتابة المسمارية
في تاريخهم القديم و لكن بعد قضائهم على الكلدانيين الآراميين اخذوا
الكتابة الأبجدية و اللغة الآرامية كلغة رسمية في كل انحاء الإمبراطورية.
   الآراميون لم يفرضوا لغتهم بالقوة على الفرس و لكن الفرس هم
الذين إختاروا لغتنا الآرامية لسهولتها كلغة رسمية : هنالك مئات
النصوص الآرامية التي تعود الى هذه الفترة و طبعا نحن لا ندعي
انها تتعلق بأجدادنا الآراميين لأن محتواها واضح جدا فهي رسائل
إدارية و اغلب الأسماء هي فارسية ...

  ج - لقد ذكرت في تعليقك ان" والاهم من ذلك  ياسيدي الحبيب لماذا لم نجدْ لهم ذكرًا في مؤلفات الآباء الأوليين في كنيسة المشرق التي وكما تزعمون انها كانت تستخدم لغتهم الآرامية؟ "
  إن أبناء كنيسة المشرق كانوا من السريان الآراميين و معظم آباء
و علماء هذه الكنيسة ( في الماضي و الحاضر) كانوا يؤكدون
انهم سريان آراميون : ادعوك الى العودة الى قاموس ابن علي او
قاموس حسن بن بهلول و هم من اهم علماء اللغة السريانية
فتجد انهم يؤكدون ان السريان هم من الآراميين .
   السيد جورج ايشو المحترم إن النصوص السريانية واضحة و هي
تؤكد ان اجدادنا من السريان كانوا يؤمنون بجذورهم الآرامية .
من المؤسف ان الفكر الأشوري لا يزال يتلاعب في تاريخنا و يحاول
ان يتنكر لهويتنا التاريخية السريانية الآرامية من اجل تسمية غير
علمية !
    لن ادافع عن اسم لغتنا السريانية الآرامية فهو باق طالما يوجد
علماء متخصصون نزهاء مثل دايفد تايلر و سبستيان بروك الذين
تعرفت عليهم شخصيا و اعرف مدى تفرغهم لدراسة مصادرنا السريانية
الغنية .
   لقد اطلت عليك و لكنني لست أكيدا بأنك ستتقبل الحقائق كما هي
و لكن على الأقل لن تغامر في إنكار إسم اللغة التي تتكلمها منذ
ولادتك : اللغة السريانية الآرامية !

  هنري بدروس كيفا

354
الى السيد المتخفي تحت اسم ابو أشور

  لا احب النقاش مع اصحاب الأسماء و الهويات المستعارة و لكنني
اريدك ان تعلم انك لا تستطيع ان تتهم الأخرين بالهلوسة و الخيانة
وانت تكتب تحت اسم مستعار !
  لن أطيل عليك لأنك صرت تعرف بأنني أدافع عن هويتنا الحقيقية
و اسم لغتنا العلمي و هذا يظهر للجميع من هو الخائن لهويتنا السريانية
الآرامية !
   هنري بدروس كيفا

355
السيد جورج ايشو المحترم

   إن تعليقك يعبر عن تجاهلك المتعمد للحقائق التاريخية حول لغتنا
الآرامية السريانية : انت لا تستطيع ان تنكر وجود اللغة الآرامية
امام علماء مثل دايفد تايلر متخصص في تاريخ السريان و يدرس في
جامعة اكسفورد !
   نحن لسنا بحاجة للدفاع عن اسم لغتنا العلمي فالحمدلله الوثائق
عديدة و ردودكم الناكرة تفضح تطرفكم وتظهر ضيق فكركم المتحجر.
  من المضحك المبكي ان العلماء يعملون لإنعاش اللغة الآرامية و انتم
تعملون لإنكارها و تزوير إسمها و تاريخها !
   هنري بدروس كيفا

356
ملاحظات حول التسمية " البابلية " .

  لا يزال بعض العلماء يخلطون بين " بلاد بابل " و " مدينة بابل " .
هنالك فرق عظيم بين التسميتين كما سأشرح لاحقا و لكن هنالك مشكلة
كبيرة جدا و هي انتشار تعبير " الشعب البابلي" الذي يوحي للقارئ
بوجود أتنية او قبائل مثل العموريين و لكوشيين هويتهم و إنتمائهم
هو " بابلي " !

  اولا - تسمية " مدينة بابل "

     مدينة بابل لم تكن موجودة في العهد السومري و أغلب المؤرخين
يعتبرون الشعب العموري صاحب الفضل في بنائها و تحويلها الى
عاصمة بلاد سومر و أكاد . و قد عمل الملك حمورابي الى توسعها
و بناء المعابد فيها . و قد إختفت اللغة السومرية بعد إنتشار اللغة
الأكادية و كان العموريون يتكلمون بلغة شرقية خاصة لم يصلنا اي
نص مكتوب بها لأن العموريين كانوا قد استخدموا اللغة الأكادية .
  لا يحق لنا استخدام تعبير " بلاد بابل " في ايام الأكاديين و العموريين
والكوشيين لان النصوص الاكادية القديمة كانت تستخدم تعبير
بلاد سومر و أكاد ثم بلاد كردونياش ( التسمية الكوشية ) و اخيرا
بلاد أكاد .

ثانيا - تعبير " بلاد بابل " .

    من المعلوم ان الفرس قد اطلقوا تسمية " اسورستان " على كل
الشرق القديم بعد قضائم على الإمبراطورية الكلدانية الآرامية سنة
538 ق.م و لكن قيام ثورات عديدة في بلاد اكاد القديمة و أغلبية
سكانها من الكلدان الآراميين قد دفع الفرس الى إنشاء مرزبانة
او ولاية جديدة هي " مرزبانة بابل ". و قد ترك لنا الفرس عدة
نقوش و نصوص نرى فيها تسمية " اسورستان " و " بابل" .

    لقد نقل الكتاب اليونان تسمية " بلاد بابل " و " اسورستان "
معتقدين ان بلاد بابل هي تسمية تاريخية قديمة . كما اعتقدوا ان
الشعب الأشوري كان ساكنا في كل الشرق القديم . و قد استخدم
الكتاب اليونان تعبير " الشعب البابلي ، اللغة البابلية ، الحضارة
البابلية "مما سيوحي بوجود شعب بابلي أصيل .

  ثالثا - التسمية البابلية لا تشير الى شعب بابلي !

  لقد أخطأ علماء الآثار في القرن التاسع عشر في إستخدام التسمية
البابلية لأنها تسمية مبهمة لا تشير الى حضارة او هوية واضحة .
الكتاب اليونانيون معذورون لجهلهم المطلق بوجود شعوب عديدة
قد سكنت العراق القديم  و لكن أخطاء بعض العلماء الذين يستخدمون
تعبير " الشعب البابلي" لهي مشكلة كبيرة لنا :
  أ - تعبير " الشعب البابلي" الذي يشير الى القرنين التاسع عشر
و الثامن عشر قبل الميلاد فهو يقصد " الشعب العموري " .
 ب - تعبير " الشعب البابلي" الذي يشير الى القرن الخامس عشر
او الرابع عشر قبل الميلاد فهو يقصد " الشعب الكوشي "
ج -  تعبير " الشعب البابلي" الذي يشير الى القرن التاسع قبل الميلاد
و القرون اللاحقة فهو يقصد الشعب " الكلداني الآرامي " .

    اخيرا على مسيحي العراق ان يعلموا ان اجدادهم و إن كانت
التسمية الإدارية الفارسية هي " بلاد بابل " فإنهم ظلوا يستخدمون
تعبير " بيت آرامايا " و المصادر السريانية الشرقية قد حفظت
لنا عشرات النصوص !

   هنري بدروس كيفا

357
نضال " الفكر الأشوري المتحجر" الى اين ؟

تصحيح سريع لمعلومات السيد اشور شليمون الإسطورية !

نشر السيد اشور شليمون مقالا مسيسا يفضح فيه طروحات الفكر الاشوري المتحجر . المقال موجود على هذا الرابط

http://samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=21&t=9715

إنني لا اعرف من اين تأخذ معلوماتك الخاطئة و التي تتشبث بها و تتعند في الدفاع عنها و لا تحترم قراء هذا الموقع و لكن مع انني قد أشرت لك سابقا ان معلوماتك القليلة عن اللغات الشرقية القديمة لا تسمح لك ان تطلق نظريات كاذبة لا يصدقها إلا الجهال...

أ - الآرامية هي لغة كاملة و ليست لهجة

ب - لا يوجد لغة بابلية أشورية و لكن لغة أكادية كانت منتشرة في كل الشرق القديم.

لقد صحح علماء اللغات القديمة الأخطاء التي إنتشرت في اواسط القرن التاسع عشر . الأشوريون القدامى كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و كانوا يسمونها اللغة الأكادية اما إخوتنا من السريان المشارقة فهم يتكلمون اللغة السريانية .

ج - لا يوجد لغة كنعانية و لغة اخرى فينيقية كما تردد : اللغة الكنعانية هي نفسها اللغة الفينيقية !

د - نظريات واهنة لا يقبلها العقل مثل :

اللغات هذه كانت في البدء عبارة عن لهجات قريبة جدا بعضها ببعض، ولكن مع مرور الزمن تباعدت وخاصة ما بين اللهجات الشمالية و الجنوبية، بينما كان التواصل ما بين اللهجات السامية الشمالية أكثر حيوية نظرا للبيئة الجغرافية والسلطة الآشورية الأمبراطورية .

-*قرب اللغات الشرقية لا يسمح لك ان تطلق جزافا تعبير " لهجات قريبة" . فأنت لست عالما لغويا حتى تطرح علينا نظرياتك الخرافية في سبيل إستخدام تعبير " اللغة الأشورية " المزيف .

-*عن اي بيئة جغرافية تتكلم و تضحك ؟ لقد كان سكان الشرق القديم يعيشون في عدة بيئات جغرافية مختلفة!

-*لم تلعب السلطة الإمبراطورية الأشورية اي دور في نشر اللغة الأكادية او الآرامية فيما بعد.

-*نظرياتكم المتخلفة لم تعد تتعايش مع هذا العصر و لكنها تنبه كل شاب او شابة سريانية على خطورة نظرياتكم المفبركة لضرب التراثو اللغة السريانية الآرامية .
ه - السيد شليمون صاحب النظريات الخرافية الذي يضيع وقته في ترديد " بما يسمى ب" اللغة السريانية " و في مكان آخر و بكل وقاحة " كتب قواعدية بها كما هو معمول اليوم باللغة الآشورية "!

ز - السيد شليمون لم يكن يوجد لغة أشورية في الماضي و لا يوجد لغة أشورية اليوم ! و كلما تدعي بوجود لغة أشورية مزيفة كلما ستوقظ النخوة عند السريان الغيورين ... لا تتوقف عن الكتابة !

ح - اذا كان العالم اللغوي ولفنسون يجهل تاريخ اجدادنا الآراميين فهنالك اليوم عشرات الكتب و الدرسات العلمية حولهم . سوف اكتفي بذكر كتاب واحد للمؤرخ Lipinski موجود على الرابط

http://books.google.ca/books?id=rrMKKti ... am&f=false

ط - لن اعلق على كل تعابيرك و لكنك في خلاصة لك يوجد اكذوبة جديدة سوف اصححها لك و لكنك - كما اعلم - لن تتوقف عن ترديدها لأنك تناضل من اجل فكر أشوري متحجر لا يستطيع العيش تحت الاضواء . لقد كتبت :

"والخلاصة، رغم ما قلناه ونقوله على الدوام حول أسطورة هذه اللغة، والبعض في نفس يعقوب يحاول أن يشننف ويزعق الآذان عن هذه اللغة المنقرضة والميتة أهميتها لان السيد المسيح نطق ببضع مفردات منها وكأننا سنحجز الجنة بمجرد التطبيل والتزمير بها بينما اليوم هي لغة ميتة. "

-*الفكر الأشوري الضعيف يدعي انها ميتة كي يطلق التسمية" الأشورية المزيفة " على اللغة الآرامية السريانية .

-* السيد المسيح لم ينطق ببضعة كلمات كما تحاول ان تضحك على نفسك و لكن السيد المسيح تكلم طوال حياته باللغة الآرامية لأن الشعب اليهودي برمته كان يتكلم اللغة الآرامية !

-*اللغة الآرامية لم تنقرض لانك يا سيد شليمون تتكلم اللغة الآرامية السريانية مثل عشرات الألوف من السريان المشارقة و المغاربة .

*- اهمية اللغة الآرامية السريانية ليس فقط لأن السيد المسيح كان قد تكلم بها و لكن لأنها لغتنا الام التي حفظت لنا تراثنا و بفضلها و بفضل مصادرنا نستطيع ان نتعرف على تاريخ اجدادنا و نستطيع العودة الى جذورنا الآرامية الحقيقية و نبذ النظريات المزورة .

اخيرا في المقطع الاخير انت تخلط الحابل بالنابل مثل العادة و توهم القارئ ان كل من يؤمن بكلدانيته او سريانيته الآرامية فهو مدعوم من قوى خارجية او كما كتبت " مدفوعين بالقوى الأجنبية وخصوصا الصهيونية البغيضة ". من العار على رجل من عمرك يعيش في اميركا ان يكتب هذه الجملة الخبيثة بعد ما حدث في كنيسة سيدة النجاة :

لا خير فيكم و في فكركم المتحجر المريض !
هنري بدروس كيفا

358
هل هويتنا الآرامية هيpuzzle  ام حقيقية تاريخية واضحة ؟

 

 لقد كشف  Max von Oppenheim تمثال هذا الاسد في تل حلف التي تبعد بضعة مئات امتار عن رأس العين التي كانت تعرف بجوزانا Gouzana  وهي عاصمة مملكة بيت بحياني الآرامية. و لكن قنبلة سقطت سنة 1943 على متحف برلين و دمرت عددا كبيرا من التماثيل الآرامية. لقد بقيت هذه التماثيل المكسرة محفوظة و مخفية حوالي 65 سنة، و قد بدأ العلماء الألمان في اعادة ترميم هذه التماثيل التي عمرها 3000 سنة !

بعض السريان يشعرون ان التسمية السريانية غير واضحة و هم يشبهونها بحزورة اوpuzzle .  فهل التسمية السريانية هي واضحة اليوم :

في القرن الواحد و العشرين و بين سريان غيورين مثلكم ؟

 نتمنى الإجابة على هذه الأسئلة القليلة و هنالك إجابة واحدة صحيحة لكل سؤال :

  السؤال الأول - بالنسبة لك ، هل التسمية السريانية  تعني

- A التسمية الآرامية

-  B التسمية الأشورية

 C- المسيحيون

 ثانيا - من يحدد هويتنا السريانية التاريخية ؟

A- الأحزاب السياسية و الإعلام السرياني

 B- الكنيسة و رجال الدين

C- المصادر التاريخية ( خاصة السريانية) و المراجع العلمية .

 ثالثا -  من اين تتحدر اللغة السريانية ؟

A- اللغة الأكادية

B- اللغة الآرامية

C- اللغة الأشورية         

رابعا - ما هو الإسم التاريخي و العلمي للغة التي يتكلمها إخوتنا من السريان المشارقة اي أبناء الكنيسة الكلدانية و الأشورية ؟

A- اللغة السريانية الآرامية

B- اللغة الأشورية

C- اللغة الكلدانية

 خامسا - ما هي اللغة التي تكلمها الشعب الأشوري القديم ؟

A- اللغة الآرامية

B- اللغة الأشورية

C- اللغة الأكادية

سادسا - ما هو رأيك في الاعلام السرياني من تلفيزيون و مجلات و مواقع الذي يستخدم تعبير " اللغة الأشورية":

A- هذه تسمية تاريخية صحيحة: السريان المشارقة يتكلمون  " اللغة الأشورية" .

B- هذه تسمية غير تاريخية و غير علمية و لكن علينا ان نقبل  لأن السريان المشارقة يسمون لغتهم " اللغة الأشورية" .

C- هذه تسمية غير تاريخية و غير علمية و غير مقبولة لأنها تزوير فاضح لإسم و تاريخ و هوية لغتنا السريانية الآرامية المقدسة.

سابعا -  هل إشتقاق التسمية السريانية من التسمية الأشورية يعني لك

A- أن السريان المعاصرون هم أحفاد الشعب الأشوري القديم كما تروج بعض الأحزاب الأشورية المتطرفة.

B- أن السريان المعاصرون هم " خليط" من الأشوريين و السومريين و الأكاديين و الآراميين كما يردد بعض السريان.

C- السريان المعاصرون هم أحفاد الآراميين لأن التسمية السريانية صارت مرادفة للآراميين فقط.

هنري بدروس كيفا

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/Henry-28.htm

359
أسباب " خلط" الهوية الآرامية بالتسمية الأثورية في مقدمة اللمعة الشهية القسم الرابع

لقد اوردت سابقا بعض الأخطاء التاريخية و الجغرافية و في تاريخ اللغة الآرامية قي مقدمة اللمعة الشهية . لقد أثر المطران داود على المفكرين السريان الذين عاصروه و خاصة الرعيل الأول من القوميين السريان في بداية القرن العشرين لأنهم نقلوا " مفاهيم" المطران داود بدون التحقق بصحتها .

لا يزال بعض السريان اليوم يرددون طروحات المطران داود الخاطئة و يعتبرونها " صحيحة" لأنها تسمح لهم بالإدعاء بهوية أشورية بالرغم من زيفها و تقسيمها للأمة السريانية الآرامية .

سابعا - من هم السريان في مفهوم المطران داود ؟

أ - من يتعمق في دراسة مقدمة اللمعة الشهية يلاحظ ان المطران داود كان يعتقد ان التسمية السريانية كانت أقدم من التسمية الآرامية.

فهو يذكر في بداية المقدمة صفحة ٧ :

" اعلم ان اللغة السريانية كانت يوما لغة امة عظيمة ساكنة في قسم كبير من أرض آسيا ... وكانت هذه البلاد كلها يقال لها عند اليهود أرام لأن أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله ... و لذلك فاللغة السريانية لا تسمى في العهد القديم الا ارامية ".

التسمية السريانية هنا هي مرادفة للتسمية الآرامية بشكل واضح بالرغم من ترديده ان اليهود يسمون هذه اليلاد " أرام" فإنه من واجبنا ان نصحح معلوماته : اجدادنا الآراميون هم الذين أطلقوا تسمية بلاد " آرام" على مواطنهم . بعض الكتابات الآرامية هي اقدم من تدوين آسفار التوراة ( القرن السادس قبل الميلاد) قد ذكرت حرفيا بلاد آرام فهنالك نقش ذكير ملك حماة الآرامي و يعود الى اواخر القرن التاسع قبل الميلاد حيث ورد " برهدد بر حزائيل ملك آرام"

راجع هذا الرابط

http://www.formerthings.com/king_hamath.htm 
 كما وردت تسمية " كل آرام" في نصوص سفيرة المشهورة و التي تعود الى أواسط القرن الثامن قبل الميلاد .

ب - لقد ذكر المطران داود صفحة ٢٣ "

 "و اما في الازمان القديمة السابقة للنصرانية فكل خبير بالتواريخ يعلم ان اول الممالك في الدنيا قامت لدى السريان اي في بابل و نينوى و ان السريان الشرقيين و لا سيما اهل بابل هم اول الامم الذين اشتغلوا بالعلوم ... و استنبطوا صناعة الكتابة النفيسة كما سنرى...".   في النص الاول السريان هم الآراميون و لكن من خلال هذا النص نرى ان المطران داود قد ادخل ضمن الشعب السرياني الآرامي شعوبا عديدة مثل الاكاديين و الأشوريين و هذه الشعوب قد انقرضت و ذابت ضمن الآراميين .

 لقد إنتشرت القبائل الآرامية في العراق القديم ولذلك عرف ببلاد الآراميين . راجع بحثي "إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم " على الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=129&t=2449

 لذلك نحن نرى استخدام تعبير " السريان المشارقة" هنا لهو تاريخي لا غبار عليه اما ترديده " اول الممالك في الدنيا قامت لدى السريان اي في بابل و نينوى" فنحن لا نوافق لأن السريان الآراميين هم شعب مغاير عن الشعوب الاكادية و الأشورية.
من الواضح ان المطران داود ينقل لنا بعض المفاهيم الخاطئة التي كانت تعتمد المصادر اليونانية غير الموثوقة :

 *- قبل احتلال الإسكندر لشرقنا الحبيب كانت المصادر اليونانية  تطلق على الشرق تارة ASSYRIA  وطورا .SYRIA

*- بعض المصادر اليونانية و اللاتينية كانت تستخدم تعبير SYRIAN لتقصد به الشعب الأشوري القديم .

*- الشعب الأشوري هو الذي حكم في نينوى و ليس الشعب السرياني و غير صحيح ان الأشوريين و البابليين هم الذين أسسوا اول الممالك في العالم : هذه خبريات اسطورية منقولة من المصادر اليونانية و نحن نعلم ان شعوبا عديدة مثل السومريين و المصريين كانت لهم ممالك قبل البابليين ( الاكاديين) و الأشوريين .

 *- الشعب الكوشي CASSITE هم الذين ادخلوا علم الفلك الى بلاد أكاد و هم شعب هندو اوروبي و انتقل هذا العلم الى الكلدان الآراميين و اشتهروا به .

 *- تعود اقدم كتابة الى الشعب السومري و هو ايضا شعب هندو اوروبي و السريان ليسوا بمستنبطي الكتابة و لا عار في ذلك !

ج - السريان في مصر ؟

ذكر المطران داود " و يجدر بنا هنا ان نذكر ما يعلم من التاريخ اليقين منذ قديم الازمان و هو ان الامة السريانية انتشرت الى البلاد البعيدة و استوطنتها و تظاهرت فيها و خلفت فيها آثارا جليلة . فمن ذلك الجماعة السريانية التي تبوأت بلاد مصر منذ الازمان القديمة و تركت هناك آثارا كثيرة سريانية..."

من المؤسف ان المطران داود يدعي ان السريان قد استوطنوا مصر في تاريخهم القديم و هذا قول غير صحيح لأن الكتابات الآرامية التي يستشهد بها تعود الى جنود آراميين و يهود يخدمون في الجيش الفارسي.

د - هل التسمية السريانية هي أقدم من التسمية الآرامية ؟

كتب المطران داود صفحة ٩" فاليونانيون لما سموا الآراميين سريانا لم يخترعوا هذا الاسم لكن سمعوه من السريان أنفسهم اذ خالطوهم و عاشروهم " ثم يشرح لنا حول التسمية الآرامية :

"أما اسم الارامي فلا يظن ظان أنه لم يكن معروفا عند السريان و انهم تعلموه من الكتاب المقدس العبراني.فانه لو سلمنا ما ليس باكيد و هو ان مترجم العهد القديم الى السريانية انما استعمل لفظة الارامي بمعنى السرياني لانه وجدها في الاصل العبراني الذي ترجمه لا يصح ذلك البتة من جهة العهد الجديد فان مترجم أسفار هذا العهد حيثما وجد فيها لفظة اليوناني بمعنى الصابئ او الغير يهودي عبر عنها في السريانية بلفظة الارامي... و كذلك في لوقا ٤ : ٢٧ حيث الاصل اليوناني يسمي نعمان سريانيا سماه المترجم السرياني اراميا"

 *- صحيح ان اسمنا السرياني كان مرادفا لاسمنا الآرامي و لكن يظهر ان المطران داود كان حائرا لا يعرف ايهما هو الاسم الاقدم.

*- لما سموا الآراميين سريانا " من الواضح ان الاسم السرياني هو الدخيل على الاسم الآرامي .

*- أما اسم الارامي فلا يظن ظان أنه لم يكن معروفا عند السريان و انهم تعلموه من الكتاب المقدس العبراني". يبدو هنا الاسم الارامي هو الدخيل على الاسم السرياني و هذا واضح في كلامه عن نعمان الآرامي فهو يقول" حيث الاصل اليوناني يسمي نعمان سريانيا سماه المترجم السرياني اراميا ". هذه الجملة توحي ان نعمان كان سريانيا و ان الترجمة السريانية قد حولته الى نعمان الآرامي . في الحقيقة ان نعمان كان قائدا آراميا في مملكة دمشق الآرامية وان الترجمة السبعينية اليونانية قد ترجمت الاسم الآرامي الى سرياني !

*- من جهة العهد الجديد فان مترجم أسفار هذا العهد حيثما وجد فيها لفظة اليوناني بمعنى الصابئ او الغير يهودي عبرعنها في السريانية بلفظة الارامي". هذا الرأي بحاجة الى تدقيق فإنني بحثت في طبعتين سريانيتين و لم اجد براهين تثبت رأي المطران داود .

ه - يستنتج المطران داود صفحة ١٠ :

"و من ذلك يتضح بكل التأكيد ان اسم الارامي كان شائعا عند السريان بقطع النظر عن اللغة العبرانية و عن العهد القديم حتى ان المسيحيين الأولين جعلوه كناية عن الوثني او الصابئ اي الذي لم يكن يهوديا "

*- هذا استنتاج - بكل تأكيد - خاطئ لأن هذه النظرية التي اطلقها العالم الفرنسي QUATREMERE لم يقدم لها أي برهان مقنع و ان المصادر السريانية العديدة لم تستخدم التسمية الآرامية بمعنى الوثني كما ان اجدادنا قد حافظوا على اسمهم الآرامي من مار افرام الى ابن العبري !

السريان هم في مفهوم المطران داود تارة آراميين و طورا شعوبا اكادية و أشورية . و سوف نشرح لما خلط المطران داود الشعب السرياني الآرامي بالشعوب القديمة التي سكنت العراق القديم .

 ثامنا - المطران داود و نص رينان الشهير !

منذ حوالي ١٧ سنة كتبت عدة دراسات نقدية حول مقدمة قاموس المطران اوجين يعقوب منا . و قد ذكرت ان المطران منا كان قد نقل نصا من تاريخ اللغات السامية للعالم الفرنسي ارنست رينان ولكن بدون ان يطلع على كتاب رينان . لقد ذكرت في ابحاثي السابقة ان المطران اوجين منا قد نقل نص رينان من قاموس باين سميث و لكن بعد التدقيق في مقدمة اللمعة الشهية وجدت ان المطران منا قد نقل نص رينان " حرفيا " من مقدمة اللمعة الشهية .

أ - نص رينان الشهير  ولد  Ernest Renan سنة 1823 و قد نال شهرة كبيرة في فرنسا لأنه كان كاتبا و فيلسوفا و مؤرخا . حصل على شهرة واسعة بعد كتابه " حياة يسوع" Vie de Jésus و لكن شهرته بين الأوساط السريانية هي لأن المطران داود قد نقل " نصا" من كتابه تاريخ اللغات السامية . سوف نرى لاحقا ان بعض المفكرين سوف يستغلون هذا النص و يفسرونه بما يلائم الطروحات السياسية التي تزيف هويتنا الآرامية التاريخية.

من يريد ان يتعرف أكثر على العالم رينان عليه ان يراجع الرابط

http://en.wikipedia.org/wiki/Ernest_Renan
و يجدر بنا ان نذكر ان نصه المشهور مأخوذ من حاشية من كتابه تاريخ اللغات السامية الذي كتبه سنة 1855 اي قبل فك رموز الكتابة المسمارية .

كتب المطران داود صفحة ١٣ :

 ثم أورد ( اي باين سميث صاحب القاموس السرياني اللاتيني) ما قاله العالم الفرنساوي رينان ما نصه : أخيرا ام اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في الشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور او اثوريا حسب اللفظ اليوناني ) و هو اسم عام كان يطلق عند اليونانيين على آسيا الداخلية كلها . لكن مع ذلك لم يفقد اسم آرام من بلاد الشرق بالكلية بل اختص بالاراميين الذين لم يعتنقوا الديانة المسيحية كالنبط و اهل مدينة حران . و لهذا السبب جعلت لفظة الارامي عند علماء اللغة السريانية مرادفة للفظة الصابئ او الوثني ..."

 *- ان اسم آرام بدل ... باسم سوريا    نحن في القرن الواحد و العشرين نعلم جيدا ان اسم آرام كان يطلق على مملكة دمشق الآرامية و ان الترجمة السبعينية في بداية القرن الثالث قبل الميلاد قد عمدت الى ترجمة بلاد آرام في اللغة العبرية الى بلاد سوريا في اللغة اليونانية .

 *- "سوريا التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور ..("المعادلة الأولى : الآراميون = السريان هي صحيحة و لكن هذا لا يعني ان الآراميين هم آثوريون لأن التسمية السريانية مشتقة من أسوريا !

*- إن المصادر السريانية تثبت لنا ان اجدادنا ظلوا محافظين على إسمهم و هويتهم الآرامية .

ب - ما هي الخلاصة التي توصل لها المطران داود من نص رينان ؟
كتب المطران داود :
  "فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية كما ورد اسمها دائما في الكتاب المقدس و ان اسم السريانية لم يكن الا اختصار اثورية اختصره اليونانيون الذين كثروا في بلاد الارامية بعد الاسكندر ذي القرنين و قلبوا ثاءه الى السين لسهولة اللفظ . ثم لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما للملة بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور  و اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني ... للملة بل للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني ".

*- " ان الامة السريانية جمعاء ...  تدعى عند اهلها ارامية او آثورية "  هذا استنتاج خاطئ لأن معلوماتنا الحديثة عن الآراميين تؤكد على انهم شعب شرقي مغاير للشعب الأشوري القديم. لا يوجد اي مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم يقبل بهذا الاستنتاج السطحي .

*- لم يهمل اجدادنا اسمهم الآرامي كما يدعي المطران داود بدون اية براهين . البرهان الساطع هو القديس مار افرام الذي لم يستخدم التسمية السريانية في كتاباته بل التسمية الآرامية فقط : عندما يسمي برديصان الآرامي فهو لا يعني ان برديصان كان وثنيا ( برديصان كان مسيحيا (.

*- المعنى الاول للتسمية السريانية هو الإنتماء الى الشعب السرياني الآرامي . قد تكون التسمية السريانية مثل التسمية الارمنية و القبطية صارت تحمل معنا آخر و هو الإنتماء المسيحي و لكن هذا لا يعني ان التسمية السريانية التاريخية لا تدل على هوية شعب كما فهمها بعض رجال الدين المعاصرين !

*- أخيرا ان المطران داود قد نقل نظرية العالم الفرنسي  QUATREMERE استاذ العالم رينان بدون ان يطلع على كتابه و بدون ان يتحقق في براهينه. لا يوجد اي نص سرياني يؤكد نظرية  QUATREMERE اي ان الآراميين بعد اعتناقهم الديانة المسيحية تخلوا عن اسمهم الآرامي !

ج - هل يوجد اسباب دفعت المطران داود الى تبني هذه المفاهيم الخاطئة ؟

 *- كان المطران داود عالما لغويا و ليس باحثا متخصصا في التاريخ و بالتالي لم يتحقق من المراجع التي اعتمدها . فهو لم يطلع على كتابQUATREMERE  وحتى نص رينان نقله من قاموس سميث و ليس من كتاب رينان . البحث التاريخي في ايامه كان في بداية تقدمه و تطوره و لم يكن يملك المنهجية التي نعرفها اليوم .

*- إيمان المطران داود الراسخ بأن أسفار التوراة تتكلم عن حقائق تاريخية سوف تدفعه الى تصديقها و هذا مما سيدفعه الى تصديق كل نظرية لا تتعارض من روايات الوراة . كتب المطران داود   صفحة ١٨ " و اما ارام ابو السريان فهو بعيد عن نوح بجيلين فقط و اذا اعتبرنا الجد الثاني الذي منه نشأ الجنس السرياني و هو اشور او اثور الذي هو على الخصوص ابو السريان الشرقيين الذين يقال لهم الاثوريون و البابليون و الكلدان نراه هو ايضا ابنا لسام ".

*- لقد تبنى بعض السريان مفاهيم المطران داود و طوروها بما تخدم طروحاتهم التاريخية المتطرفة لذا يجدر بنا التنويه بان ارتكاب المطران داود لبعض الاخطاء التاريخية لم يكن مقصودا و طبعا لم يكن له خلفيات سياسية.

الخاتمة
أ - ان مقدمة اللمعة الشهية قد كتبت سنة ١٨٧٨ و تعتمد بالدرجة الأولى على التوراة  و هي مليئة بالأخطاء التاريخية و رغم ذلك لا تزال بعض مفاهيم المطران داود الخاطئة منتشرة بين السريان.

ب - من المؤسف ان الرعيل الاول من القوميين السريان في بداية القرن العشرين قد تبنوا مفاهيم المطران داود الخاطئة بدون ان يتأكدوا من صحتها فخلطوا بين هويتنا السريانية الآرامية و بين التسمية الأثورية .

ج - لقد ذكر احد كبار رجال الدين السريان ان الشعب السرياني ينتمي الى الآراميين والأشوريين : هذا قول يعتمد على ما ورد في اللمعة الشهية و ليس على مصادرنا السريانية .

د - أنه لمن الطبيعي ان يرتكب المطران داود تلك الاخطاء التاريخية و لكن ليس من الطبيعي ان يردد السريان المعاصرون تلك الاخطاء و لذلك كان بحثي المتواضع مساهمة في تصحيح الاخطاء المتوارثة.

هنري بدروس كيفا

360
ضرورة تصحيح الأخطاء التاريخية في " اللمعة الشهية" القسم الثالث

سادسا -الأخطاء التاريخية حول تاريخ اللغة الآرامية

   أ - قلة المصادر حول الآراميين و لغتهم الآرامية سوف تدفع المطران داود الى إرتكاب أخطاء تاريخية رهيبة . بالرغم من إطلاعه على الدراسات الحديثة (في أواسط القرن التاسع عشر) فإنه يشكك بتلك الدراسات و سيبقى على رأيه المسبق و هو ان الأشوريين كانوا يتكلمون اللغة الآرامية .

 ذكر المطران داود عن مصادره عن الآراميين  صفحة ٥٨" ... و تحتاج للوقوف على ذلك الى مطالعة كتب الاجنبيين و لاسيما اليهود و اليونانيين. لاننا لولا كتب اليهود و اليونانيين لما عرفنا شيئا عن احوال الآراميين القدمآء و البلاد التي يسكنونها الى زمان ظهور المسيح ".

 إن اسفار التوراة و الروايات التاريخية فيها لا تعتبر مصدرا أمينا و موثوقا لمعرفة تاريخ الشرق القديم : لقد كان التوراة قبل فك رموز الكتابة المسمارية يعتبر "مصدرا" وحيدا لمعرفة تاريخ الشرق القديم. إن الكتابات الأكادية هي المصدر الرئيسي لمعرفة تاريخ الآراميين و إنتشارهم في الشرق القديم .

   اما كتابات اليونانيين القدامى عن شعوب الشرق القديم فهي غير موثوقة لأنها يغلب فيها الطابع الإسطوري:

هنالك فرق كبير بين أسطورة سميراميس و تاريخها الحقيقي !

 ب - يؤكد المطران داود - إستنادا على التوراة - ان الأشوريين القدامى كانوا يتكلمون اللغة الآرامية فهو يكتب صفحة٨٩ " اما الاول فهو حقيقة تاريخية اكيدة لا تحتمل ادنى ريب و هي ان لغة الاثوريين و البابليين كانت ارامية اي عين اللغة الدارجة يوما في بلاد الشام  و ما يجاورها و التي يستعملها السريان اليوم في الكتابة مع اختلاف يسير طرأ عليها من صروف الزمان اما الاثوريون فيشهد الكتاب المقدس ان لسانهم كان الارامي محضا من دون قيد. اذ ورد في سفر الملوك الثاني ١٨ : ٢٦ ...".

    كان المطران داود يعتقد ان لغة الاشوريين الأم هي اللغة الآرامية و سوف نراه لاحقا يرفض نتائج الإكتشافات الجديدة المبنية على الكتابات المسمارية الأكادية.نحن اليوم نعلم ان الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية ولكنه " صار" في القرن الثامن يتكلم اللغة الآرامية لأن ملوك أشور قد سبوا القبائل الأرامية الثائرة الى بلاد اشور فصار عدد الآراميين اكثر من الأشوريين في بلاد أشور! من يريد البراهين عليه ان يطالع بحث HAYIM TADMOR" THE ARAMAIZATION OF ASSYRIA" على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/English/History/Hayim-Tadmor.pdf 

ج - هذا الإعتقاد الخاطئ ( لغة الأشوريين الأم هي الآرامية) سوف تدفع المطران داود الى " الإدعاء" الباطل بان الكتابات المسمارية هي آرامية !!! فهو يكتب صفحة ١٦ " الا اننا عندنا ما عدا شهادة التواريخ المذكورة شهادة جليلة على قدم اللغة الآرامية من الكتابات المنقوشة على الاحجار التي منذ خمسين او ستين سنة بدئ ان يكشف عليها في موقع نينوى القديمة بجوار الموصل  و بابل القديمة. و هي بالقلم الارمي الذي يقال له المسماري لأن حروفه تشبه المسامير و التي بلا شك هي مكتوبة باللسان الارامي كما سنبين فيما بعد ان شاء الله."

يجدر التذكير بأنه لا يوجد اي عالم متخصص في تاريخ اللغة الأكادية يذكر انها آرامية ! و بكل صراحة إدعاء ان الكتابات المسمارية القديمة هي آرامية هو من فكر المطران داود ولا اعتقد ان احد العلماء من القرن التاسع عشر قد تبنى هذه الفكرة !

د- كان المطران داود يعتقد - إستنادا على التوراة - ان قدم اللغة الآرامية يعود الى القرن الثامن عشر قبل الميلاد و هذا غير صحيح تاريخيا . أقدم النصوص الآرامية تعود الى القرن العاشر قبل الميلاد  و الكتابة الابجدية لم تكن موجودة في القرن الثامن عشر قبل الميلاد !

 ذكر المطران داود صفحة ٩١ " فلا شك اذا ان نينوى و بابل كانت لهما لغة واحدة منذ الازمان القديمة و ان هذه اللغة كانت الآرامية وهي اللغة التي في القرن الثامن عشر نفسه قبل المسيح ( طالع سفر التكوين٣١ : ٤٧ ) كانت عين اللغة السريانية الدارجة في بلاد الشام..."

ه - اعتماد المطران داود المطلق على التوراة سوف تدفعه الى الإعتقاد ان اللغة الآرامية كانت محكية في بلاد اشور منذ القدم لذلك لن يقبل ما توصل له العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق القديم. و هذا الرفض واضح من خلال النصوص التالية:

*- النص الأول صفحة ٩٢" ولنرجع الآن الى اللغة التي ذكرنا ان العلماء الإفرنجيين زعموا انها لغة الاثوريين و البابليين القدماء و انهم وجدوها بقرآءتهم الكتابات المسمارية . فنقول انه من بعد كل ما بيناه الى الآن يسوغ لنا ان نحكم جازمين بانه إن كانت هذه اللغة ارامية فمن المحتمل انها كانت لغة بابل و اثور و إلا فيجب رفضها و إنكارها و الحال ان هذه اللغة التي وجدها علمآء الافرنج ليست ارامية بإعتراف مخترعيها أنفسهم فإذا لا يمكن ان تكون هذه اللغة هي لغة البابليين و الكلدانيين". التعليق هو ان المطران داود ينطلق من اعتقاده الراسخ بان الأشوريين كانوا يتكلمون الآرامية وبالتالي اذا كانت الكتابة المسمارية هي آرامية فإنها قد تكون لغة الاشوريين اما إذا كانت غير آرامية فهذا يعني له ان الكتابات المسمارية ليست للشعب الأشوري القديم .

 -*النص الثاني صفحة ٩٦" فليعترف اذا العلامة OPPERT  أبرت و المعلم    MENANT  منان و اتباعهما في هذا المذهب و يقروا بأنهم لسؤ الحظ مع كل جدهم الممدوح و إجتهادهم المأثور و عنائهم المشكور و غزارة علمهم الفائقة التي يعترف بها كل العلمآء و يشكر لهم عليها لم يتوصلوا بعد الى كشف السر المكتوم في الكتابات المسمارية. و ليداوموا على البحث و التنقيب و الاجتهاد و المعالجة و على الخصوص فليحكموا معرفة اللغة الارامية ... لعل الزمان يتيح لهم في الآخر وجدان الضالة نفسها لا خيالها فيؤتوا العالم معروفا يبقى ذكره مخلدا في بطون التواريخ".

 في بداية الخمسينات من القرن التاسع عشر كان التنافس جاريا بين العلماء في الغرب لفك رموز الكتابة المسمارية و لكن سنة 1857 اجتمع عدة علماء و قاموا - كل واحد بمفرده- بترجمة كتابة مسمارية ثم جمعت الترجمات و قورنت فوجد العلماء ان اغلب الترجمات كانت متطابقة .

 المطران داود لا يزال يعتقد ان العلماء لم يفلحوا بفك رموز الكتابة المسمارية و هو ينصحهم في التعمق في دراسة اللغة الآرامية لأنه كان يتوهم ان الكتابة المسمارية هي آرامية ! و طبعا هذا غير صحيح .

 -*النص الثالث صفحة ٩٧" و حسبنا الآن ان نعتبر انه ان كان اللغة الاثورية التي استخرجها العلمآء الذين الكلام عنهم لا يمكن ثباتها و قبولها كما بينا الى الآن أفليس لنا حق ان نشك في صحة اللغة الاكادية او السومرية التي يزعمون انهم استخرجوها ايضا من الكتابات المذكورة بل نرفضها و ننفيها كما رفضها و نفاها قوم من علماء الافرنج انفسهم ".

لا شك ان القارئ المثقف يعرف كيف تسرع العلماء في إطلاق التسمية الأشورية على الكتابة المسمارية لانهم وجدوا ان الكتابات المسمارية تسمي هذه اللغة باللغة الاكادية تمييزا عن لغة اقدم هي اللغة السومرية. اللغة السومرية كانت لغة هندو اوروبية بينما اللغة الأكادية كانت لغة شرقية (سامية).

المطران داود يشكك من وجود السومريين و يسخر من العلماء الذين - حسب تعبيره - يزعمون بوجود شعب و لغة سومرية قبل الاشوريين.

 قد يكون المطران داود قد عاش في عصر لم تنتشر فيه المعلومات التاريخية المبنية على مصادر موثوقة و لكن عناده في رفض النتائج التاريخية التي توصل لها علماء الشرق القديم تشير لنا بقوة ان المطران داود و بالرغم من إطلاعاته التاريخية انه أسير قصص التوراة .

 يتبع القسم الرابع و سيكون حول هويتنا السريانية الآرامية و التسمية الاثورية .

هنري بدروس كيفا

361
االأخطاء التاريخية في مقدمة " اللمعة الشهية" - القسم الثاني

ثالثا - منهجية النقد :

ا - يفتقر شعبنا السرياني الآرامي الى مجلات تاريخية تعمل فعلا على تصحيح الأخطاء بين المثقفين السريان. المثقف السرياني لم يتعود على الدراسات النقدية و هو يعتقد في أغلب الأحيان ان الناقد يتهجم على الباحث او صاحب دراسة معينة . النقد العلمي هو وسيلة للوصول الى الحقيقة التاريخية و كثير من الأحيان يشارك باحثين يعلمون في جامعات مرموقة في النقاشات التاريخية الدائرة. هؤلاء العلماء يعرفون جيدا ان دراساتهم النقدية سيطلع عليها عدد كبير من المتخصصين في تلك المواضيع لذلك تكون مشاركتهم قد ألقت أضواء جديدة على المواضيع المطروحة .

ب - لا اهدف التقليل من مكانة المطران داود العلمية و التاريخية و إنني أكيد لو كان يعيش في هذا العصر لكان من اعظم المؤرخين !من يتابع تطور الفكر القومي بين السريان يجد ان مقدمة " اللمعة الشهية" التاريخية قد أثرت بقوة على الباحثين و اللغويين في اواخر القرن التاسع عشر.

ج - يتضايق بعض الغيورين لأنني أذكر اسماء بعض المفكرين الذين يتبنون طروحات تاريخية خاطئة :

 و يتضايقون أكثر عندما اصحح طروحات بعض رجال الدين  مع إنني اقدر جهودهم الجبارة و غيرتهم على امتنا السريانية و تراثها الآرامي العريق و لكنني أشعر من واجبي تصحيح المغالطات لأن هدفنا هو معرفة تاريخنا الصحيح و العودة الى جذورنا الحقيقية. اتمنى على الاخوة أن يشجعوا النقد البناء كي تنتشر المعلومات التاريخية الصحيحة:

مثلا حمورابي كان عموريا و هذا يعني انه لم يكن أشوريا و لا كلدانيا و لا سريانيا !

رابعا - ما هي منهجية المطران داود التاريخية ؟

 أ- لقد إنتشرت في اوروبا و اميركا - خلال القرن التاسع عشر – عدة  مدارس تأريخية تؤكد ان التأريخ لم يعد يدرس كأدب بل كعلم يهدف الى معرفة التاريخ الصحيح و رمي النظريات غير العلمية .

سوف نرى لاحقا أن المطران داود - و بالرغم من عدم دراسته و تخصصه في التاريخ - عرف ان هدف البحث التاريخي هو الوصول الى الحقيقة كما هي. لقد وجدنا بعض المفكرين السريان يتبجحون أن اللغة السريانية الآرامية هي اقدم لغة في العالم ! نجد في اللمعة الشهية صفحة ١٥ " اننا لا نعتقد أن اللغة الآرامية هي أقدم اللغات السامية كما زعم قوم و أقل من ذلك أنها اقدم لغات العالم كما زعم غيرهم بلا بينة و لا أساس " لقد سبق المطران داود في مفهومه لمنهجية البحث التاريخي الكثيرين من السريان الذين لم يفهموا بعد أن التاريخ هو البحث عن حقائق و ليس سرد لأحلام شوفينية متعصبة .

أصاب المطران داود عين الحقيقة بالنسبة الى قدم اللغة الآرامية فهي ليست اقدم لغة في العالم و ليست اقدم اللغات السامية/الشرقية فهنالك اللغات السومرية و الأكادية و العمورية و الكنعانية التي هي اقدم منها .

ب - من يتمعن في مقدمة اللمعة الشهية يلحظ ان المطران داود بالرغم من تمسكه بهويته السريانية الآرامية و غيرته في نشر الكتب لتعليم اللغة السريانية فهولا  يتلاعب في الحقائق التاريخية كي يفاخر بعصبية عمياء في اللغة السريانية !

ج -  المدهش في مقدمة اللمعة الشهية ما كتبه المطران حول اللغة العربية صفحة ١٢ " و انما ذكرنا العربية اولا بين اللغات السامية لأن العربية باعتراف جميع المحققين هي أشرف اللغات السامية من حيث هي لغة و أقدمهن و أغناهن". لن اتطرق الى موضوع " أشرف اللغات السامية"  لأنه يفتح بابا للجدل نحن بغنى عنه و لا اعتقد أن احد القراء يخالفنا إذا قلنا ان اللغة العربية قد أصبحت أغنى اللغات الشرقية في مفرداتها و تقبلها للعلوم و التطور . و لكن - و بكل تأكيد - اللغة العربية لم تكن اقدم اللغات الشرقية فاللغة الأكادية اقدم من اللغة العربية بأكثر من ٢٥٠٠ سنة و اللغة الآرامية - العزيزة على قلب المطران داود - هي أقدم من العربية بألف سنة !

د - من المستحيل على الباحث في التاريخ ان يتحقق في كل الأمور التاريخية التي يكتب عنها و المطران داود كان عالما لغويا  فرضت عليه الظروف ان يكتب عن تاريخ الشعب و اللغة السريانية الآرامية. لا يحق علينا اليوم ان نصدر حكما قاسيا بحق هذا العالم لأنه عاش في الصدر الثاني من القرن التاسع عشر و لم يستفد من الدراسات السريانية الجديدة حول المصادر السريانية الغنية . حكمنا القاسي هو على اصحاب الطروحات المتحجرة الذين لا يريدون ان يتحققوا و لكنهم يستغلون " أخطاء" المقدمة في اللمعة الشهية متوهمين أنها براهين علمية لطروحاتهم المزيفة

خامسا - مصادر و مراجع المطران داود  كل ناقد لبحث تاريخي يبدأ بدراسة سريعة للمصادر و المراجع التي إعتمد عليها صاحب البحث . أغلب المفكرين السريان في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين لم يذكروا المراجع و المصادر التي إعتمدوا عليها .

ا - المطران دواد لم يترك لنا فهرسا بمصادره و مراجعه : إذا كانت هذه العادة مقبولة في نهاية القرن التاسع عشر فهي غير مقبولة في البحث التاريخي المعاصر . و طبعا مقدمة المطران داود ليست مدرسة او طريقة علمية يجب علينا إتباعها بل بالعكس يجب تجنبها . كتابات فريد نزها حول هويتنا السريانية هي مجرد آراء فكرية و ليس دراسات تاريخية معمقة و مبرهنة بمصادر و مراجع علمية .

ب - من يتفحص المقدمة يلاحظ ان المطران داود قد استشهد يالمؤرخ يوسيفوس اليهودي و قد ذكر أسماء بعض العلماء الأوروبيين و لكن للأسف لم يذكر لنا أسماء كتبهم و يحدد لنا الصفحة كي نستطيع مراجعتها و التأكد من صحتها .

ج - في الصفحة ١٢ يذكر لنا إسم العالم الفرنسي رينان و يستشهد بنص مشهور له مما يوحي للقارئ أن المطران داود قد إطلع على كتاب العالم الفرنسي و لكنه حقيقة لقد أخذ هذا - النص المشهور - من قاموس بايان سميث (راجع الصفحة ١١ (.

د - إن أغلبية معلومات المطران داود عن الآراميين السريان هي مأخوذة من التوراة . لا بد لنا ان نشير الى ان التوراة - حتى اواخر القرن التاسع عشر - كان يعتبر مصدرا و مرجعا لمعرفة تاريخ الشرق القديم . و لكن بعد نشر و ترجمة و دراسة الكتابات السومرية و خاصة الأكادية صار العلماء يملكون مصادر تسمح لهم في التدقيق
في روايات التوراة : الطوفان هو قصة منقولة من الأساطير التي كانت منتشرة في العراق القديم .

ه - لقد وصلتنا مئات النصوص الأكادية و الآرامية التي تخبرنا عن تاريخ اجدادنا الآراميين : هذه النصوص لم يتطلع عليها المطران داود و بالتالي لم يكن يعرف مدى إنتشار الآراميين في شرقنا الحبيب و لم يكن مطلعا على إنصهار بقايا الشعوب القديمة ضمن الشعب الآرامي .

و -  يجدر بنا ان نذكر القارئ ان المطران داود هو رجل دين مسيحي له نظرة مقدسة لأخبار التوراة لأنه يؤمن انه كتاب موحى من الله . فالمطران داود لا يدقق في خبريات التوراة و بالنسبة له هي أخبار حقيقية لا غبار عليها بينما العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق يحققون و يدققون في أخبار التوراة فهم يشككون في وجود الملك داود و لكن إكتشاف نصوص تل دان الآرامية حيث ورد تعبير " بيت داود " قد بدد شكوكهم . اما عن وجود شخصيات مثل ابراهيم و يعقوب و سام و نوح فأكثرية العلماء لا تؤمن بوجودهم. قصة موسى في مصر مأخوذة من حكاية تتكلم عن حياة سركون الأكادي !

ز -  إن تصديق المطران داود لكل أخبار التوراة سوف تدفعه الى الوقوع في أخطاء تاريخية و جغرافية عديدة : سوف اكتفي بذكر مغالطة جغرافية كبيرة اذ يذكر المطران داود في بداية مقدمته الصفحة ٧ الطبعة الثانية:

 "اعلم أن اللغة السريانية كانت يوما لغة أمة عظيمة ساكنة في قسم كبير من أرض آسيا ٠ اي بلاد الشام مع جزائرها و الجزيرة و العراق و آثور و ما يجاور هذه البلاد الى حدود الفرس شرقا و بلاد الارمن و بلاد اليونانيين في أسيا الصغرى شمالا و حدود بلاد العرب جنوبا . و كانت هذه كلها يقال لها عند اليهود أرام لأن أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله".

 
* لا يوجد اي نص في التوراة يوحي لنا ان الآراميين قد سكنوا كل هذه المناطق الشاسعة .

   *ير صحيح ان أسفار التوراة قد أطلقت تسمية " بلاد آرام" على الشرق: إن تعبير " بلاد آرام"  و " ملك آرام" كان يطلق حصريا على ملك دمشق الآرامي ، و حدود مملكة دمشق التاريخية معروفة جغرافيا .

  *إن الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في الشرق منذ القرن الثامن قبل الميلاد ليس " لأن أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله ". و لكن لأن العلماء و من خلال دراسة النصوص الأكادية توصلوا الى معرفة إنتشار الممالك و القبائل الآرامية في كل الشرق و صهرها لبقايا الشعوب القديمة .

  *إن التوراة قد دونت في بداية القرن السادس قبل الميلاد و هي تشير لنا عن دور الآراميين في تاريخ الشرق. فنحن لا نصدق حرفيا أن " أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله " و لكن هذه الجملة تعني بكل بساطة أن الآراميين هم الأكثرية في الشرق.

يتبع القسم الثالث

هنري بدروس كيفا

362
دراسة تاريخية حول مقدمة " اللمعة الشهية" القسم الأول


القسم الأول = مقدمة عامة

إطلعت على كتاب " اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية "منذ اكثر من ٤٠ سنة و هو للمطران أقليمس يوسف داود. لقد إكتشفت من خلال دراساتي المتواضعة ان الرعيل الاول من القوميين السريان في بداية القرن العشرين قد اخذوا معلوماتهم التاريخية من "الكتب" التي إنتشرت في نهاية القرن التاسع عشر و ليس من المصادر السريانية. لقد وضعت الكتب بين هلالين كي أشير الى عموم الكتب من تاريخية و كنسية و خاصة حول اللغة السريانية .

إن موضوع التسمية السريانية و الهوية السريانية التاريخية التي تتحجج بعض الفئات المتطرفة بأنها غير واضحة او انها تدل على إنتماء السريان الى الأشوريين تعتمد بالدرجة الأولى الكتابات التاريخية التي انتشرت بين السريان المشارقة و المغاربة في نهاية القرن التاسع عشر .

اللمعة الشهية هو كتاب حول اللغة السريانية و قواعدها و فيه مقدمة طويلة حول تاريخ الشعب السرياني و اللغة السريانية الآرامية. صدرت الطبعة الأولى في الموصل سنة 1879 اي ان معلومات المطران دواد مبنية على ما كان يعرفه في اواسط القرن التاسع عشر.

اولا - أسباب اختياري لهذا الموضوع

أ - لقد نشرت منذ حوالي ٢٠ سنة دراسة نقدية في مجلة آرام حول مقدمة المطران اوجين منا ، من اللممكن الإطلاع عليها الرابط

http://www.kaldaya.net/2006News/Dec06.asp

من الممكن معاينة المقالات الثلاثة في موقع كلدايا نت . لقد وجدت ان المطران اوجين منا قد تأثر بمفاهيم المطران داود و عرفت من خلال ابحاث الاب المؤرخ البير ابونا ان المطران اوجين منا كان طالبا عندما كان المطران داود مدرسا .

ب - اهداني صديقي الدكتور أسعد صوما أسعد كتاب " اللمعة الشهية" منذ عدة سنوات و قال لي باسما " ليتك تقوم بدراسة نقدية لتفيد القراء السريان..." هدية صديقي د. أسعد هي دعوة غير مباشرة لدراسة علمية لمقدمة تاريخية عمرها اكثر من ١٣٠ سنة !

ج - لقد اعاد موقع السرياني الحر نشر اللمعة الشهية على الشبكة العنكبوتية . و في خلال عدة اشهر بلغ عدد القراء الى عدة مئات. و قد بلغ عدد القراء اليوم الى حوالي ١٢ ألف مشاهد و كتاب اللمعة الشهية هو الأكثر قراءة في هذا الموقع ربما لأن السريان الذين يرغبون في التعمق في نحو اللغة السريانية يعتمدون هذا الكتاب الذائع الصيت !

من يريد الإطلاع او تحميل كتاب اللمعة الشهية عليه النقر على هذا الرابط

http://freesuryoyo.org/index.php?option ... 8&Itemid=2

ه - لقد انتشر كتاب اللمعة الشهية بين كل مدرسي اللغة السريانية و قد عمد البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني رحماني سنة ١٨٩٦ الى ترجمة اللمعة الشهية الى اللغة اللاتينية ، لغة الدراسات التاريخية في الغرب في القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين . كما اعيد طبعه للمرة الثانية في الموصل سنة١٨٩٦ انتشار الكتاب و شهرة الكاتب يجب ألا تكون حاجزا لأي باحث في النقد او دراسة نقدية منهجية بعد تطور الدراسات حول التسمية السريانية و تاريخ الشعب السرياني الآرامي و تاريخ و هوية اللغة الآرامية السريانية .

و - نجد في مقدمة اللمعة الشهية معلومات كثيرة صحيحة و كان المطران داود اول من نفض الغبار عنها:

*الصفحة ٢٥ الطبعة الثانية : يؤكد لنا ان سيدنا يسوع المسيح قد تكلم اللغة الآرامية و ليس اليونانية.

*صفحة ٦٤ : يؤكد ان السريان الغربيين كانوا قديما يلفظون السريانية مثل السريان الشرقيين اي بالفتح.

ولكن يوجد في مقدمة اللمعة الشهية اخطاء تاريخية و جغرافية واضحة و من المؤسف ان بعض اصحاب الطروحات التاريخية و القومية المتطرفة يستغلون شهرة اللمعة الشهية و مكانة المطران داود العلمية و يستشهدون ببعض تعابيره او مفاهيمه الخاطئة مما يخلق الضياع بين السريان .

ثانيا - من هو المطران إقليمس يوسف داود ؟

يخصص الأب الباحث ألبير أبونا أربع صفحات في كتبه الشهير أدب اللغة الآرامية. ولد يوسف بن داود سنة ١٨٢٩ و توفي سنة١٨٩٠ الطريف ان الأب أبونا يخبرنا - صفحة ٥٣٦ - ان الطفل يوسف قد عمده كاهن نسطوري (سرياني شرقي) و في نفس الصفحة يخبرنا ايضا انه سافر الى روما لمواصلة دروسه " و قد اختار آنذاك ان يكون على الطقس السرياني ". هذه إشارة الى ان كل مسيحي العراق كانوا و لا يزالون ينتمون الى شعب واحد له لغة واحدة و حضارة و هوية واحدة هي السريانية الآرامية .

بعد رسامته الكهنوتية سنة ١٨٥٥ في روما عاد الكاهن الشاب الى الموصل و انصرف الى التدريس خاصة اللغة السريانية وفي سنة ١٨٧٩ رسم مطرانا و عين على دمشق.

الجدير بذكره ما كتبه الأب أبونا عنه " هو أول من زود البلاد الشرقية بكتب منقحة على الطريقة المدرسية في الصرف و النحو و العروض و الخطابة و التاريخ و الجغرافية و الحساب ...". و إذا تمعنا قليلا في الصفحة ٥٣٨ في الكتب التي ألفها المطران داود لوجدناها تتعلق بالكتب الكنسية مثل الصلوات و الخدمة و دليل الشماس و الفرض اليومي...
المطران داود هو رجل دين قدم الكثير للحفاظ على اللغة السريانية لقد إطلع بحكم منصبه و تنقلاته على معلومات عديدة حول اللهجات السريانية المحكية و لكن تحليلاته حول علاقة التسمية السريانية بالتسمية الأثورية سوف تؤدي الى نتائج تتعارض مع مصادرنا السريانية.

سوف اعالج في القسم الثاني بعض الأخطاء التاريخية و الجغرافية في مقدمة اللمعة الشهية .

يتبع

هنري بدروس كيفا

363
الشهيد بشير الجميل " إذا حشرنا نتسرين !".

هذه الجملة الشهيرة قد ذكرها الرئيس المنتخب الشهيد بشير الجميل قبل إستشهاده صيف. 1982   لقد كان الشهيد بشير الجميل يحمل الأمل لوجود مسيحي يسمح له العيش في كرامة في مناطقه التاريخية . هل مات الأمل مع إستشهاده؟ ملامح الجواب بدأت تنجلي و صار هدف المسيحي اللبناني  هجرة أرضه التي عاش فيها ألوف السنين وفكرة " التوطين" على قاب قوسين من النجاح.

لن اتعرض الى أسباب إستشهاد هذا القائد الشهيد، و لا شك هنالك مواضيع كثيرة حوله لا يزال الغموض يكتنفها كما إن هنالك مواقف سياسية عديدة بحاجة الى تسليط الأضواء عليها. سوف أعلق على هذه الجملة الشهيرة فما هو معناها الحقيقي و ما كان قصد الشهيد بشير الجميل ؟

اولا : المعنى الأول الظاهر .

أ - لقد صرح الرئيس المنتخب بهذه الجملة المهمة قبل إستشهاده اي في الفترة التي كان فيها لبنان منقسما على ذاته .و كان المسيحيون اللبنانيون الوحيدون الذين يناضلون من اجل سيادة الدولة اللبنانية و منع المنظمات الفلسطينية من استخدام الأراضي اللبنانية كقواعد عسكرية ضد الدولة الإسرائيلية. و كانت المنظمات الفلسطينية قد اسكتت الأصوات اللبنانية المسلمة و رفعت شعار " تحرير القدس يمر عبر مدينة جونية " .

ب - أغلب المسيحيين اللبنانيين فسروا هذه الجملة ان الموارنة سيرجعون الى جذورهم السريانية خاصة و ان الرئيس المنتخب قد إتصل بعدة رجال دين ليستعلم منهم عن ترجمة بعض الكلمات العربية الى اللغة السريانية !

ج - يعتقد البعض ان الرئيس المنتخب قد اراد ان يوجه تحذيرا الى العاملين الى تعريب لبنان " إذا حشرنا نتسرين" اي نعود الى جذورنا السريانية .

ثانيا - أثر هذه الجملة على السريان .

أ -  الإنتماء الطائفي كان و لا يزال ساريا بين المسيحيين اللبنانيين.

فالتسمية السريانية تطلق على الطوائف السريانية كل على حدة و لا تطلق على " كل السريان". و كان اخوتنا الموارنة يشعرون انهم موارنة قبل كل شيئ و لا يشعرون بإنتمائم الى شعب سرياني آرامي .العجيب ان الموارنة يتحدرون بأكثريتهم الساحقة من السريان الآراميين و كانت السريانية الآرامية لغتهم الأم عبر مئات السنين .يؤكد د. اسعد صوما ان العلماء السريان الموارنة قد حافظوا على اللغة السريانية من الضياع في بداية عصر النهضة و لهم الفضل الكبير في تدريس اللغة السريانية في المعاهد الأوروبية .و لكن الموارنة في بداية الحرب اللبنانية و رغم إنخراط مئات الشباب السريان في المليشيات للدفاع عن إخوتهم الموارنة نرى ان النخبة منهم تدعي بجذور فينيقية وهمية و كان الشاعر سعيد عقل يدعي ان الكلمات و التعابير السريانية في اللغة المحكية ( اللهجة(هي لبنانية !!!

ب - لقد فرح و هلل السريان عند سماعهم هذه الجملة الساحرة:

سيعودون الى جذورهم السريانية ... سيتوحد كل المسيحيين في لبنان و سيعتنون ببقية إخوتهم الذين يعانون في بقية البلادد العربية ... الشباب السريان الذين قاتلوا في صفوف القوات اللبنانية سيلاقون أذنا صاغية تسمع مطالبهم (عدد كبير من المقاتلين السريان هربوا من الجيش السوري و لا يستطيعون العودة الى بلادهم (. اغلب محبي اللغة السريانية صاروا يتفائلون في تحقيق حلمهم و هو تعليم اللغة السريانية في كل المدارس المسيحية...  السريان الذين استشهد احد اقاربهم في القتال صار يشعر ان تضحية الشباب السريان لم تذهب هباء مع الريح ...

ج - بعض المتشائمين السريان تضايقوا من هذه الجملة معلقين " إذا حشرنا ( اي عند الضيقة و إذا هنا زمنية) نعود الى جذورنا و إذا لم نحشر فنحن لبنانيون و فينيقيون و عرب و اين تدعو مصلحتنا ". و هنالك من تضايق و فسر هذه الجملة على الشكل التالي " نحن نعرف جيدا اننا موارنة سريان و لكن مصلحتنا تدفعنا الى الإبتعاد عن جذورنا السريانية "

ثالثا - المعنى المبطن و السياسي لهذه الجملة .

لقد إشتهر الشهيد بشير الجميل بقوته العسكرية لأنه إستطاع ان يوحد القوى المسيحية كي تدافع بطريقة افضل عن لبنان المهدد . و لكنه إشتهر بدهائه السياسي أيضا و جملته " إذا حشرنا نتسرين" قد نشرت بالخط العريض في الصحف و لها معنى سياسي !

أ - كان المسلمون في لبنان يناضلون من اجل تحويل لبنان الى دولة عربية. الميثاق الوطني بين الرئيسين بشارة الخوري و رياض الصلح يؤكد ان للبنان " وجه عربي". بفضل وجود المنظمات و المخيمات الفلسطينية في لبنان بشكل كبير ، ازداد الصراع لتحويل لبنان الى دولة عربية.

هل اراد الرئيس الشهيد ان يوضح للقوى اللبنانية المسلمة التي تطالب بالعروبة بأن فرط الميثاق الوطني لا يعني ان كل اللبنانيين هم عرب و لكن المسلمون هم عرب اما نحن المسيحيون فهويتنا هي السريانية !

ب -  كل الذين عاشوا في لبنان قبل إستشهاد الرئيس بشير الجميل يعرفون انه كان يخطط الى تنظيم المناطق المسيحية في غياب الدولة اللبنانية ( تنظيم جيش داخلي - بحرية - شرطة - ضرائب) .فهل إذا حشرنا نتسرين يعني إستقلال المناطق المسيحية في دولة سريانية؟

لا شك ان الجواب هو عند المفكرين الذين كانوا يحيطون الرئيس بشير جميل قبل إستشهاده ! هذه الجملة الصغيرة كانت تشكل بحد ذاتها برامجا طموحا و ردا على سياسة التعريب التي كان يتعرض لها لبنان قبل و خلال حرب لبنان المشؤمة.

رحمك الله يا بشير و رحم الله كل مناضل في سبيل حق .

هنري بدروس كيفا

364
من يدافع عن هويتنا السريانية الآرامية :  العلم أم الإعلام ؟

لقد شاركت في 31 ايار الماضي مع د .أسعد صوما أسعد في برنامج حول تاريخ ميخائيل الكبير مع الإعلامي الناجح بيير صاووك في فضائية سوريويو سات. من المدهش أن أحد الإخوة العاملين في الحقل السياسي الإعلامي قد إستوقفني خارج الإستوديو ليدلي لي برأيه - و هذا أمر طبيعي - و لكنه تمادى في الكلام و نسي أصول النقاش: البرنامج كان حول تاريخ ميخائيل الكبير و هويتنا الآرامية في تاريخه  .

إن تدخل هذا الإعلامي في موضوع هويتنا التاريخية و في برنامج لم يشارك به تدفعني الى وضع النقاط على الحرووف: الإعلامي الناجح هو من يكون مطلعا على الموضوع و من يؤمن أن التاريخ الأكاديمي هو أصدق من التاريخ المسيس و قد أثبت لنا الإعلامي بيير صاووك أنه قدير على إدارة البرنامج بحكمة.

 أولا -  عصر النهضة   و إكتشاف اميركا 

  يعتبر الباحثون أن سقوط بيزنطية بيد محمد الفاتح سنة 1451 م هو نهاية العصور الوسطى و بداية لعصر النهضة في أوروبا لأن كثير من الكتب اليونانية و اللوحات و التماثيل البيزنطية قد إنتقلت الى إيطاليا و كانت أحد الدوافع لتطوير الفنون هناك. و لا شك أن إهتمام الملوك و المسؤولين في تشجيع العلوم و الفنون قد سمحت الى القيام برحلات استكشاف جغرافية أدت الى الوصول الى جنوب إفريقيا و طبعا إلى إكتشاف العالم الجديد سنة 1492 م .

عندما وصل كرستوف كولومب الى جزيرة San Salvator في أواسط أيلول 1492 م إعتقد أنه وصل الى جزر اليابان  لأنه كان يريد أن يجد خطا بحريا يصل الى الهند لشراء التوابل بدون الإعتماد على الطريق البري. إن هدف كولومب هو الوصول إلى الهند و لكنه عندما إكتشف العالم الجديد أطلق عليه تسمية " الهند الغربية" و على سكانها تسمية " الهنود".

 لقد مات كولومب سنة 1506 م بدون أن يعرف إنه إكتشف قارة جديدة! و بالفعل نرى البحار"VESPUCCI  Amerigo" الإيطالي 1454 - 1512 م هو الذي قام برحلات إستكشافية بين 1499 و1502 و عرف من خلال طبيعة النبات و الحيوانات في هذه القارة بأنها ليست الهند الغربية و أن كولومب قد إكشف قارة جديدة سوف تسمى لاحقا " AMERICA " نسبة إليه.

ثانيا - تطور الدراسات التاريخية حول السريان .

ا -  في نهاية القرن التاسع عشر كان عدد المصادر السريانية المنشورة لا يزال قليلا و لكن في بداية القرن العشرين نلاحظ ان اغلبية المصادر السريانية التاريخية قد نشرت و ترجمت. و قد انتشرت عشرات الكتب و الدراسات التاريخية حول الشعب السرياني في أواسط القرن العشرين.  بعض العلماء الغربيين يبحثون في مكتبات الأديرة عن مخطوطات سريانية غير منشورة كي يستخدمونها في اطروحاتهم او يعيدون ترجمة بعض المصادر السريانية التي كانت ترجمتها القديمة ناقصة .

عدد كبير من الجامعات الراقية تحوي قسم للدراسات السريانية لأن الشعب السرياني الآرامي قد لعب دورا كبيرا في تاريخ الشرق و طبعا لأن سيدنا يسوع المسيح قد تكلم اللغة السريانية الآرامية و لا شك ان الأناجيل قد كتبت بلغتنا الآرامية قبل ترجمتها الى اليونانية .

إهتمام العلماء في الغرب بدراسة تاريخ و حضارة الشعب السرياني الآرامي واضح من كثرة المؤتمرات العلمية و ازدياد عدد المشاركين فيها .

ب - رغم التطور في الدراسات السريانية في الغرب فإننا لا زلنا في الشرق " نبحث" عن هويتنا السريانية و نترك المتطرفين يسمون لغتنا " أشورية" و غدا " كلدانية" و بعد غد كنعانية او عربية؟

بعض السريان يدعي بالغيرة على الأمة السريانية في العلن و لكنه يفسر التسمية السريانية بأنها أشورية. و وصلت الوقاحة في بعضهم انهم يضعون حرف الألف امام إسمنا التاريخي و يحرفونه الى " أسوريو / أسورايا " .

بعض السريان المغاربة يؤمنون بجذور أشورية غير علمية متحججين ان الرعيل الأول من القوميين في بداية القرن العشرين كانوا لا يفرقون بين التسميتين السريانية و الأشورية. و يطالبون من السريان الغربيين ان يكونوا " أمينين" على تعاليم و مفاهيم الرعيل الأول من القوميين السريان :العحيب في أمرهم انهم لا يطالبون السريان بالعودة الى مصادر اجدادهم التاريخية الغنية أو الى الدراسات العلمية حول تاريخ السريان! و هكذا الصحافي فريد نزها - لأنه يفسر ان السريان هم أشوريون - يصبح رائدا في النهضة القومية و العالم سبستيان بروك - الذي امضى اكثر من خمسين سنة في دراسة مصادرنا السريانية - يصبح عميلا مخربا لا يفهم شيئا عن هوية السريان!

ج - بعض المواقع السريانية " الغيورة" تتحجج بأنها " حيادية"، اي عمياء لأنها لا تريد ان ترى عمليات التزوير في تاريخ السريان. و تحت شعار " الرأي الحر" و " الديموقراطية" تسمح لأناس غير متابعين لتطور الدراسات حول هويتنا التاريخية، ان ينشروا او ان يعيدوا نشر المقالات المزورة لهوية السريان الحقيقية .

ثالثا - ما الفرق بين الإعلام السرياني و الإعلام الصيني؟

 ا - تحتل الصين الشعبية اليوم المركز الثاني في الإقتصاد العالمي و لكن إعلامها لا يزال متأخرا او بالاحرى يعمل لصالح الحكومة الصينية الحالية:

 *مصانع الألعاب الصينية تستخدم منذ سنوات عديدة مواد سامة خاصة للأطفال : الإعلام في الغرب فضح خطورة هذه المنتجات و لكن الإعلام الصيني لا يتحرك ...

 *صناعة الحليب في بعض الشركات الصينية يسبب امراضا خطيرة للأطفال و يبقى " الإعلام الصيني" ساكتا بحجة انه لا يريد ضرر بقية المصانع الصينية إ

 *منذ اشهر غرقت سفينة ناقلة للبترول امام شاطئ صيني و هنا ايضا " الإعلام الصيني" في خدمة الحكومة الصينية لم ينبه السكان الذين ظلوا يسبحون في ذلك الشاطئ الملوث.

 *أخيرا خلال الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها الصين و ذهب ضحيتها عشرات القتلى و مئات المفقودين و مئات الألوف من المشردين ، نلاحظ ان الإعلام الصيني يصور كبار المسؤولين الصينيين الذين يتفقدون الضحايا و لكن هذا "الإعلام" لا يصور مآسي الشعب الصيني و الأضرار الكبيرة التي لحقت به كأن الصين هي اقوى من العوامل الطبيعية!

ب - الإعلام السرياني

لن اتطرق الى الإعلام عند إخوتنا السريان المشارقة الذين يدعون بهوية أشورية او كلدانية سريانية أشورية، لأن هذا الإعلام يؤمن بفكر قومي حديث و يجاهد في تثبيت هوية أشورية غريبة عنا.  أغلبية الطروحات التي يؤمنون بها هي غير علمية ربما لهذا السبب يستخدمون التسمية السريانية في الإعلام و لكنهم باطنيا يفسرونها " أشورية"

بعض الفضائيات و الأحزاب و المواقع السريانية " الغربية" تمارس مع الشعب السرياني سياسة " الإختباء خلف الإصبع" على الطريقة اللبنانية . فهي تحمل الإسم السرياني و لكنها تدعي الهوية الأشورية تارة لأنها " أمينة" لمفاهيم رواد القوميين السريان و طورا في سبيل وحدة الأمة !

ج -  الإعلامي الناجح

 إنني لا اعتقد بوجود إعلامي سرياني متخصص يتابع الأبحاث التاريخية حول هوية السريان مع إحترامي الشديد الى كل العاملين في حقل الإعلام. لا شك ان الممارسة و الخبرة تسمح لبعض الإعلاميين النجاح في بعض الحقول اما النقاش في المواضيع التاريخية فهي تتطلب معرفة عميقة و موقف مستقل صريح .

الإعلامي الناجح لا يستطيع ان يؤكد لنا ان سكان قارة اميركا الأصيلين هم " هنود" لأن كريستوف كولومب سماهم هنود أو لأنه شاهد فيلما اميركيا عن رعاة البقر سمع فيه احد السكان الأصيلين يصرخ " انا هندي احمر و انا افتخر بجذوري الهندية !".

اليوم كل مثقف يعرف ان كولومب قد اخطأ في إدعائه و قد مات بدون ان يعرف انه إكتشف عالما جديدا .

الإعلامي الناجح لا يتوقف عند ما كتب الرعيل الأول من القوميين السريان بل يتأكد من صحة الطروحات التاريخية و يقارنها بما كان يؤمن اجدادنا و ما تركوه لنا من مصادر غنية !

الإعلامي الناجح هو من يميز بين " مفاهيم" شاعر و دراسات باحث متخصص في تاريخنا السرياني : قصائد الشاعر المسيس نينوس آحو الذي يدعي بهوية أشورية لم و لن تبدل هويتنا في مصادرنا السريانية فهي هوية آرامية واضحة .

رابعا - سوريويو سات و الدفاع عن هويتنا التاريخية.

إن فضائية سوريويو سات تعمل من اجل الدفاع عن هويتنا السريانية العلمية اي الآرامية و هذه الفضائية ترفض إستخدام تعبير" اللغة الأشورية" لأنها تسمية غير علمية . لقد شاركت في عدة برامج و مع عدة إعلاميين في سبيل توضيح و تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين السريان .

 أنه لعمل رائع و مثمر عندما يستند الإعلام السرياني على الأطباء في البرامج التي تعالج المشاكل الصحية . كما أنه يجب على الإعلام السرياني أن يعمل من اجل مصلحة الشعب السرياني و ذلك يبدأ في الدفاع عن هوية السريان الحقيقية .

اذا كان بعض العاملين في الإعلام السرياني يعتقد انه يستطيع توحيد السريان بدون العودة الى تاريخ السريان الحقيقي فإنه يضيع وقته لأنه لا الباحث في التاريخ يستطيع ان يتلاعب في الحقائق التاريخية لإرضاء بعض الإخوة الضائعين و لا الإعلامي او السياسي يستطيع ان يفسر هويتنا السريانية حسب مفهومه .

إن مشاركتي الأخيرة مع د. اسعد صوما حول تاريخ ميخائيل الكبير قد اوضح للجميع ان هذا المؤرخ كان يؤمن ان السريان هم احفاد الآراميين و ان التسمية الأشورية لم تكن مستحبة عند اجدادنا . إن مصادرنا السريانية هي الطريق الذي يسمح لنا لمعرفة هويتنا السريانية و اذا كتب ميخائيل الكبير عن الزنكي بأنه " خنزير أشوري" فإنه من واجب العالم و الإعلامي عدم التلاعب في مصادرنا لأن بعض اخوتنا لا يزالون يؤمنون بهوية أشورية وهمية !

من يدعي انه يناضل من اجل وحدة الامة السريانية لا يتلاعب في المصادر لأنها الحارس لهويتنا .الإعلامي السياسي الذي لا يطلع على مصادرنا التاريخية و المراجع العلمية حول هويتنا من الأفضل له ألا يتدخل في إمور لا يفهمها .

هنري بدروس كيفا


365
احفاد Max von Oppenheim و احفاد الآراميين!

اهدي هذا البحث الى كل الشباب السريان الذين إلتقيت بهم في مدينة القامشلي و سعدت بالتعرف على وعيهم لهويتهم الآرامية الحقيقية. لا يزال بعض السريان في الجزيرة اي بيت نهرين الآرامية لا يعرفون جذورهم ولا يفرقون بين بيت نهرين التاريخية و بين المصطلح بيت نهرين الحديث الذي يقصد به العراق.

لقد اطلق اليهود تسمية آرام نهرين على الجزيرة في القرن السادس قبل الميلاد لأن سكان هذه كانوا من الآراميين اجدادنا . الإكتشافات الأثرية في الجزيرة هي بأكثريتها تعود الى الآراميين .

و كان العالم Max von Oppenheim قد إكتشف موقع تل حلف في بداية القرن العشرين و لكن من هو هذا العالم ؟

اولا - Max von Oppenheim 1860 -1946

ولد Max von Oppenheim سنة 1860 و هو ينتمي الى عائلة ألمانية غنية و مشهورة لأنها تملك مصرفا كبيرا . احب هذا الشاب الشرق و زار مصر سنة 1883 ثم اصبح سنة 1896 قنصل ألمانيا في مصر. قام بسفريات و تنقيبات عديدة وفي سنة 1899 وصل الى رأس العين و إكتشف تلة كبيرة هناك فعمد الى السفر الى إسطنبول كي يطلب من السلطات العثمانية ان تسمح له ان يجري التنقيبات الأثرية .

إهتمام الفرنسيين و الإنكليز دفع السلطات العثمانية بالضغط علىMax von Oppenheim بالبدئ بالتنقيبات الأثرية فترك سنة 1910 عمله الدبلوماسي و انصرف الى اعداد فريق عمل للقيام بالتنقيبات في تل حلف سنة 1911/1913 ولكن وقوع الحرب العالمية اوقفت عمليات البحث سنة 1914 و لكنه سيعود مجددا 1927 /1929 لإكمال عمليات التنقيب .

من يريد ان يتعرف اكثر علىMax von Oppenheim و الأثارات الآرامية التي إكتشفها في تل حلف عليه ان ينقر على الرابط التالي و هو باللغات الالمانية و الإنكليزية و الفرنسية و فيه معلومات مهمة و صور عديدة عن التماثيل الآرامية المحطمة.


http://www.tell-halaf-projekt.de/fr/index_fr.html
ثانيا - متحف حلب الوطني

إن ل Max von Oppenheim فضل كبير لإنشاء متحف حلب و كانت فرنسا الدولة المنتدبة على سوريا قد إشترطت عليه ان يجمع التماثيل التي سيجدها في متحف حلب. لقد زرت متحف حلب سنة 1981 و كانت هنالك صالة كبيرة مخصصة لأثارات تل حلف و اذكر الحديث الذي دار بيني و بين احد العاملين في المتحف فهو يؤكد ان أثارات تل حلف هي أشورية و عندما صححت معلوماته بأنها أثارات آرامية أجابني " إن متحفنا يقول انها تعود الى العصر الأشوري الوسيط و هذا دليل على أنها أشورية ! ".

من المؤسف أن بعض العلماء قد قسموا تاريخ الشرق القديم الى عدة مراحل تاريخية كي يستطيع طالب المعرفة ان يتتبع تاريخ الكتابات القديمة او قدم بعض المكتشفات الأثرية . إن تعبير العصر الأشوري الوسيط لا يعني ان أثارات تل حلف هي أشورية و لا يعني ابدا ان بلاد سوريا / بلاد آرام كانت خاضعة الى بلاد أشور ! لقد سقطت بلاد آرام دمشق سنة 732 ق.م تحت الإحتلال الأشوري اي في العصر الأشوري الحديث.

أخيرا احب ان اطمئن القارئ انه لا يوجد اي عالم قد بحث في أثارات تل حلف و قال انها أشورية ! و من المؤسف ان احد السريان الغيورين ان غوزانا باللغة الأشورية تعني الجوز لأن هذا القول يوحي اولا بوجود لغة أشورية و يوحي للقارئ السرياني ان غوزانا و تل حلف كانت أشورية !

ثالثا - أثارات تل حلف في برلين

لقد نقل Max von Oppenheim قسما كبيرا من هذه الأثارات الى ألمانيا و قد جمعها في محف خاص و قد نالت شهرة كبيرة في بداية الثلاثينات . التماثيل الموجودة في مدخل متحف حلب هي نسخة لتماثيل آرامية استخرجت من تل حلف. خلال الحرب العالمية الثانية وقعت قنبلة كبيرة في برلين على التماثيل و المنحوتات الآرامية من تل حلف و دمرتها تدميرا شاملا، و حولتها الى 27 ألف قطعة صغيرة .

طلب Max von Oppenheim سنة 1944 من المسؤولين عن المتحف ان تجمع بقايا تلك التماثيل الآرامية المهمة و تحفظ في مكان أمين عله في المستقبل تجمع من جديد .و قد ظلت تلك القطع الكسرة محفوظة و مخفية حوالي 60 سنة . منذ عدة سنوات عمد بعض علماء الآثار الى اعادة تجميع و تلصيق الحجارة المكسرة لتكون من جديد تلك التماثيل التي عمرها حوالي 3000 سنة . و قد ساهم احفاد العالمMax von Oppenheim في دفع كمية كبيرة من المال لإنجاح المشروع و ربما لتحقيق امنيةMax von Oppenheim سوف أنشر رابطين باللغة الإنكليزية كي يتمكن القارئ متابعة كيف تم ترميم هذه التماثيل و خاصة انه في كل رابط صورة الى تمثال مرمم .


http://heritage-key.com/category/tags/max-von-oppenheim


http://www.artdaily.org/index.asp?int_s ... _new=39935


يقول Lutz Martin و هو المسؤول عن عملية الترميم: " من اصل 27 ألف قطعة لم يبق إلا 2000 قطعة ". و من المرجح فتح صالة في متحف برليف للتماثيل الآرامية المرممة في بداية 2011 م .

رابعا - أحفاد الآراميين

لقد لاحظت ان الباحث الأجنبي لا يتأثر ابدا في المواضيع التاريخية التي يعالجها فهو يشبه في بعض الأحيان الطبيب الذي يشرح جثة هامدة ! إنني أتألم كثيرا من السريان أحفاد الآراميين فهم رغم تطور الدراسات التاريخية حول هويتهم السريانية الآرامية و رغم البراهين التاريخية و الآثارية و اللغوية نراهم ضائعين ! يفضلون الوقوف على الحياد و العابثون يشرحون تاريخنا حسب طروحاتهم السياسية الآنية: بعض السريان يؤيد الفكر القومي السوري الذي يزيف هويتنا الآرامية و البعض الآخر يؤكد ان جذورنا هي "أشورية" بدون براهين علمية .

الأكثرية الساحقة من السريان الآراميين لا تزال نائمة ، تتهرب من مسؤليتها في الدفاع عن هويتها التاريخية : لقد شبه احدهم التماثيل الآرامية ب PUZZLE و كما رأينا فرغم مرور الزمن فإن التماثيل الآرامية رممت و اذا كانت هويتنا السريانية تشبه ال PUZZLE الى البعض فنحن نبشرهم إن هويتنا السريانية ستصحح و ستكون هوية سريانية آرامية عاحلا ام آجلا .

الى احفاد الآراميين ، تعرفوا على تاريخكم الصحيح و حافظوا على هويتكم التي عمرها اكثر من 3000 سنة! اليوم العلماء الأجانب يرممون لنا تماثيلنا و تاريخنا و هويتنا الآرامية و لكن غدا سيكون دوركم !

هنري بدروس كيفا

366
الصحافي فريد نزها و الهوية " الأشورية."..

 لقد نشر السيد أبرم شبيرا مقالا سياسيا عنوانه " ذكرى سميل في فكر فريد نزها" موجود على هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,432700.0.html
  قبل التعليق احب ان أشير الى أن بعض الآراميين يتضايقون عندما ارد على اصحاب الطروحات المزيفة و مع انني غير متعمق في " فكر" الصحافي فريد نزها و لا اعرف اذا كانت له دراسات تاريخية حول هويتنا السريانية التاريخية فإنني سأصحح طروحات الصحافي نزها التاريخية و ذلك للأسباب التالية :

ا - السريان لا يدافعون عن هويتهم التاريخية و يتفرجون على بعض المتطرفين الذين يحولون البطريرك افرام برصوم الى"خائن" و عربي و هو من اهم علماء الكنيسة السريانية الأرثودكسية .

ب - " الخائن" و الناكر لهويته التاريخية هو الصحافي فريد نزها الذي تطاول على البطريرك برصوم فحرمه من الكنيسة .

ج - اخوتنا من السريان المشارقة الذين يؤمنون بالهوية الأشورية يرددون إننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و لكن بتسميات مختلفة . و يحاولون إقناع السريان بأن التسمية السريانية مشتقة من الأشورية و بالتالي السريان أشوريون !

د - السريان الذين يؤمنون بالهوية الآرامية عليهم ان يصححوا الطروحات التاريخية التي يرددها إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية إستنادا الى براهين غير علمية .

اولا - فريد نزها صحافي كبير ام باحث قدير ؟

دعاة الفكر الأشوري قد حولوا الصحافي فريد نزها الى احد رواد النهضة القومية الأشورية . لا شك ان فريد نزها هو من السريان النادرين الذين كانوا يؤمنون بأن السريان النساطرة و الكلدان و السريان المغاربة ينتمون الى شعب واحد .في بداية القرن العشرين كان الإنتماء الطائفي هو الغالب ...

و لكن المشكلة هي ان السيد فريد نزها لم يدرس علم التاريخ و لم يتعمق في البحث التاريخي حول هوية السريان التاريخية و هو يردد لنا رأي حول إشتقاق التسمية السريانية من التسمية الأشورية و لكنه " يتجاهل" كليا ان التسمية السريانية صارت مرادفة للتسمية الآرامية و ان المصادر السريانية ( التي بحكم مهنته لم يدقق بها) كانت دائما تستخدم السريانية مرادفة للآرامية و ليس للأشورية ام الإسبانية !

لقد درس الصحافي فريد نزها المحاسبة و العلوم التجارية و قد دفعته غيرته الى النشاط القومي و نشر الوعي بين السريان خاصة بنشره مجلة  "الجامعة السريانية" في اواسط القرن العشرين . قد يصح ان نطلق صفة الأديب على اعمال الأستاذ نزها و هي صفة اصدق من" الصحافي" لأنه لم يدرس الصحافة و لأن اعماله هي
أدبية ثقافية و ليس صحفية !

ثانيا -  الأديب فريد نزها و دعاة الفكر الأشوري الحديث .

 ا - الفكر القومي عند السريان في بداية القرن العشرين .

بدأ الفكر القومي ينتشر بين السريان المثقفين الذين كانوا يعيشون بالقرب من الشعب الأرمني و قد ازداد النشاط القومي بعد حرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا السرياني الآرامي سنة 1915 ايARAMEAN GENOCIDE الشعب الأرمني و رغم الخسائر العديدة إستطاع ان ينهض و يبني المدارس و ينشئ اجيالا أرمنية تدافع عن هويتها و حقوقها اما " النخبة" السريانية من نعوم فائق و غيره من الغيورين السريان فإنهم - و رغم المصادر السريانية الواضحة - نراهم يخلطون بين التسميتين السريانية و الأشورية. حتى المعلم نعوم فائق أستاذ اللغة السريانية كان يسمي لغتنا تارة  سريانية و طورا أشورية و كان يكتب اسمنا باللغة السريانية بزيادة حرف الألف "ܐܣܘܪܝܝܐ" .     الاديب فريد نزها هو تلميذ المعلم نعوم فائق و لذلك نرى الهوية السريانية غير واضحة و كان يستخدم تعبير " الأمة السريانية " و لا شك انه سبق الكثيرين في مفهومه القومي الوحدوي. للأسف لا تزال نسبة كبيرة من السريان تؤمن بالإنتماء الطائفي اليوم !

ب - لما الإهتمام الشديد لدعاة الفكر الأشوري بكتابات فريد نزها ؟

 لقد نشر اخوتنا السريان الذين يؤمنون بالهوية الأشورية عددا كبيرا من المقالات حول الصحافي القومي الأشوري فريد نزها و اعتبره من رواد النهضة ( كأننا توحدنا بفضل ابحاثه التاريخية) و اصبح يردد اسمه لإيهام السريان ان" النخبة" تؤيد الفكر القومي الأشوري ( المزيف لهويتنا السريانية الآرامية). السؤال مهم جدا ، سوف اعرض بعض النقاط :
 *الاديب فريد نزها شجاع و له مواقف تدل على وعي قومي نادر .

 *الاديب فريد نزها تعرض للحرم الكنسي من قبل البطريرك افرام برصوم لأنه يدافع عن العقيدة النسطورية و التسمية الأشورية.

 *الاديب فريد نزها هو من السريان النادرين الذين يؤيدون الفكر الأشوري علنا بينما اغلب السريان الذين يؤيدون الفكر الأشوري فإنهم يؤيدونه سرا.

 * "الصحافي" فريد نزها يردد و يؤيد ان التسمية السريانية هي منحوتة من التسمية الأشورية و بالتالي السريان هم أشوريون. ج - بعض مواقف الاديب فريد نزها  كثيرون كتبوا عن حياة الاديب فريد نزها و قد تناقلوا ان جده قد سافر الى حماة سنة 1760 م التاريخ الأصح هو 1860 م لان فريد نزها قد ولد سنة 1894 م .

يستعرض لنا الاستاذ يونان هوزايا بعض مواقف نزها المهمة في مقال عنوانه "  فريد نزها القومي الغيور والصحفي الجريء " الرابطhttp://www.zowaa.org/nws/ns7/n271009-7.htm  سوف اورد بعض ما كتب فريد نزها

 -فجاء في ص (34) من العدد الثاني – لسنة 1934 ما يلي:

 "السريان"..انه ليذهلني تمادي بعض المتجاهلين المتلاعبين المأخوذين بتعصبهم الاعمى في تآويلهم لأصل اسم سوريا، وان احدهم يجيز لنفسه ان يحمل اسم بلاده مشتقاً من اصل اجنبي تفضيلاً منه على ان يكون اصله الحقيقي (الآشوري) .. فاسم السريان يرجع الى الاصل الآشوري ومهما نقب الباحث ونقر في ارجاع هذا اللفظ الى اصل غير الآشورية.." .

 -يبدو انه كانت هناك تساؤلات عن سبب تسمية المجلة التي نحن بصددها بالجامعة السريانية، وكذلك النادي الافرامي السرياني .. ويجيب فريد نزها على هذا التساؤل في ص (323) من العدد 11 و 12  لسنة 1943 :
" ان التسمية السريانية هي دخيلة بصيغتها اصيلة بحقيقتها .. هذا ما حدا بنا عندما اسسنا النادي الافرامي السرياني وانشأنا هذه المجلة "الجامعة السريانية" فقد خطر لنا اولاً ان ندعو النادي "النادي الافرامي الآشوري" والمجلة "الجامعة الآشورية" ولكن اشتهار امتنا في الخافقين منذ اكثر من الفي سنة بأسم "السريان" اضطرنا لآستعمال الاشهر مراعاة لمفهومية العامة ."

 -ومن المعلوم ان فريد نزها وبتوقيع "الكاتب السرياني"  كتب سلسلة مقالات بعنوان "الامة السريانية"، يقول في العدد / 2/ لسنة 1934:

" متى قلنا الامة السريانية اردنا بذلك كل النحل والملل السريانية على اختلاف نزعاتها واهوائها وهم بين نساطرة و يعاقبه وموارنة وكثالكة،  يرجعون جميعهم الى اصل واحد سرياني كلداني ارامي لا تشوبه عجمة ولا تدخله ريبة، واما ما تراه بينهم من التباين فذلك الاختلاف في المذهب .. " وفي ص 21 و 22 من العدد المركب 1و2و3 ولسنة 1958 :
" التسمية السريانية الاصلية باللغة الانكليزية هي Assyrian فهذه لا ولن يمكن تبديلها.. هذه القضية لا نشك ابداً ان غبطة بطريركنا الحالي سيقضي فيها بنظره الثاقب، ونحن نرى ان غبطته في مؤلفاته التاريخية يشيد بحقيقة الاصل بارجاعه نسبتنا الى الاورمة الآشورية البابلية ..".

ثالثا - هل صحيح أن اشتقاق التسمية السريانية من " الاشورية" يعني ان السريان أشوريون ؟

  الأستاذ الكبير أبرم شبيرا الذي درس العلوم السياسية لا يميز بين التاريخ الأكاديمي و التاريخ المسيس : ليس مهما ان تكون اكاديميا حتى تصبح طروحاتك التاريخية أكاديمية و ليس مهما ما كتبه الأديب فريد نزها حول إشتقاق التسمية السريانية من " الأشورية" المهم ان نتحقق و نعرف لما إشتقت التسمية السريانية من  " الأشورية و متى و خاصة هل إشتقاق التسمية السريانية من  " الأشورية" يعني ان السريان هم أشوريون ؟

إنني لا اعتقد ان الأستاذ  أبرم شبيرا يهتم لمعرفة هويتنا التاريخية الحقيقية لأنه يدافع عن فكر يعتنقه منذ الولادة او لم يتعلم بعد أن للتاريخ منهجية و مبادئ و هدف واضح و هو " الحقيقة " .التسمية السريانية التاريخية تشير الى الآراميين و ليس الأشوريين للأسباب التالية :

ا - التاريخ الاكاديمي يعتمد على المصادر الموثوقة و المراجع العلمية . إن مصادرنا السريانية الشرقية و الغربية تبرهن لنا ان التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية و هنالك عشرات النصوص لمن يريد ان يتحقق .

ب - إن فكرة إشتقاق التسمية السريانية من الأشورية هي فكرة حديثة انتشرت في اواسط القرن التاسع عشر و قد ذكرها العالم الفرنسي ارنست رينان و قد نقلها المطران يعقوب اوجين منا في مقدمة قاموسه " دليل الراغبين في لغة الآراميين" 1900 . و كان رحمه الله قد نقل هذه الفكرة من قاموس باين ثميث اي بدون ان يطلع على كتاب ارنست رينان . و قد تناقل الرعيل الأول من القوميين السريان بدون ان يتأكدوا صحة هذه النظرية . اليونانيون لم يأخذوا تسمية سوريا من الشعب الأشوري و لكن من التسمية الإدارية أسورستان التي اطلقها الفرس( و ليس الأشوريين( على شرقنا القديم . راجع مقالتي حول التسمية السريانية

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=129&t=3140
ج - إن الشعب الأشوري الجبار لم يستوطن بلاد بيت نهرين/ الجزيرة او بلاد آرام /سوريا . فسكان سوريا المسيحيين يتحدرون من الشعب الآرامي و الأغلبية الساحقة من الأثارات في هذه الفترة تعود الى الآراميين ( و هذا ما كان يجهله " الصحافي" فريد نزها رحمه الله(

د - إن التسمية السريانية منذ القرن الثالث قبل الميلاد قد اصبحت و لا تزال مرادفة للآراميين . و هذا ما يحاول إخوتنا من السريان النساطرة تجاهله و التهرب منه لأنه " يفضح" طروحاتهم المزورة لتاريخ شرقنا الحبيب .
  الخاتمة :

 بعض التعليقات حول مقال الاستاذ أبرم شبيرا :

ا - إن المفكر و الأديب فريد نزها كان " صحافيا" اذا جاز التعبير و لم يكن مؤرخا او باحثا في هويتنا السريانية . لقد كان يناضل من اجل توحيد شعبنا و لكنه أخطأ في الإدعاء بأننا أشوريون . أطال الله عمرك - و طبعا اذا كنت تناضل من اجل وحدة شعبنا – عليك ان تعتمد التاريخ الاكاديمي لأنه يوحدنا ...

ب - لقد نقلت عن فريد نزها :

" .أما إذا كانت هذه الصفة ( أي الآشوري ) تشير الى الغير راضين بالاندماج في العربية والخضوع للحكومات الغاشمة وقد نالهم بسبب ذلك القتل والاضطهاد والسلب وكل أنواع المظالم والفظائع ( ويقصد بها مذبحة سميل وما رافقها) ، فذلك شرف عظيم انفردوا به . وستردد الأجيال القادمة ذكر ذلك الاستشهاد وآثار تلك الفواجع التي أنزلها بهم أعداء الله والإنسانية ما بقي آدمي على وجه هذه البسيطة   " ) النص مقتبس كاملا من دون تغيير أو إضافات عدا الأقواس فقد أضفتها لغرض زيادة في التوضيح كما إنني أدرجت الجملة الأخيرة باللون الأحمر تأكيداً على علاقتها المباشرة بموضوعنا هذا(

*الجملة بين القوسين هي لك

)* ويقصد بها مذبحة سميل وما رافقها) إنك " تحمل" هذا النص بأفكار لم يقصدها فريد نزها . لقد عانى إخوتنا السريان النساطرة من غدر الأتراك و الأكراد معا و قد فقدوا الالوف من الضحايا قبل مأساة سيميل.

* لقد فقد السريان النساطرة استقلالهم شبه الذاتي ، و كانوا اداة بيد المستعمرين الإنكليز و إن مأساة سيميل هي لآنهم رفضوا تسليم سلاحهم للحكومة العراقية.

*اخيرا ان نص فريد نزها واضح جدا فهو يتكلم بالجمع" كل انواع المظالم و الفظائع...الفواجع " . لا يحق لك ان تقول انه قصد سيميل لأنكم انتم اخترتم سيميل سنة 1970 م!

ج -لقد كتبت عن قداسة البطريرك افرام برصوم ما يلي :

" ... كان الثاني، الذي كان مقيماً في سوريا، يرسل فتوى تلو الفتوى في تحريم زعماء ومفكري الحركة القومية الآشورية ويصفهم بالإقطاعيين والزنادقة في الوقت الذي كان هو من المطالبين بالحقوق القومية للآشوريين أثناء الحرب الكونية الأولى وكان يفتخر بكنيته الآشورية عندما كان مطراناً ويعرف بـ "مار أبرم برصوم أثورايا" غير إنه بعد أن تسنم كرسي البطريركية وإرتكاب مذبحة سميل بحق الآشوريين أنتابه الخوف والرهبة على كرسيه فخضع للحكم العربي المطلق  فأصبح من دعاة القومية العربية وأدباءها فلقب بـ "قس العروبة ". إسمح لي ان اصحح معلوماتك :

*ان البطريرك افرام برصوم - عندما كان مطرانا - كان ممثلا للكنيسة السريانية الأرثودكسية و ليس لحقوق قومية أشورية.

*ان مار افرام برصوم الاشوري لا تعني انه كان " أشوريا" و لكن انه كان من الموصل . ادعوك للتحقق في هذا الموضوع!

 *لقد لقب بقس العروبة لفصاحته و خطبه باللغة العربية و ليس لأنه كان يؤمن بإنتماء عربي !

*ارجو ان تكف عن نشر الاكاذيب حول هذا البطريرك العالم و القديس مثل ادعائك "  أنتابه الخوف والرهبة على كرسيه فخضع للحكم العربي "

* الحكم في سوريا سنة 1933 لم يكن بيد العرب و لكن تحت الإنتداب الفرنسي .

*البطريرك افرام برصوم هو رائد الفكر القومي الآرامي و هو الذي " تحقق" من التسمية السريانية و وجد انها مرادفة للآرامية و فضح التسمية الأثورية المزيفة لهوية السريان التاريخية !

د - الفكر الأشوري يفضل الصحافي فريد نزها لأنه يردد بعض الطروحات التي تزيف هوية السريان و لا يقبل بالعالم البطريرك افرام برصوم لأنه تعمق في دراسة مصادرنا السريانية و كشف عن زيف التسمية "' الأشورية" !

هنري بدروس كيفا

367
مأساة سيميل 1933 هل هي شجرة ام غابة ؟

كل سنة يتبارى الكتاب و السياسيون السريان الذين يؤمنون بالتسمية الاشورية في الكتابة عن مأساة سيميل كأنها حرب ابادة ضد اخوتنا من السريان النساطرة . و قد وصلت المغالات الى ان بعض الكتاب يعتبر مأساة سيميل اكبر مذبحة تعرض لها شعبنا ... اما الاحزاب السياسية فهي تحاول ان تظهر هذه المأساة المؤلمة كأنها محاولة لقتل كل السريان النساطرة و لا يخجلون من تضخيم عدد الضحايا معتقدين ان تضخيم الارقام يخدم " القضية الأشورية".

اولا - مأساة سيميل قد تكون مذبحة و لكنها ليست حرب ابادة :

للأسف الشديد ان " البروبغندا الاشورية" تحاول ان تجعل من مأساة سيميل حدث اهم و اخطر من حرب الابادة التي تعرض لها الشعب السرياني الارامي المسالم و هذا عمل يسيئ الى قضيتنا السريانية الارامية الكبرى للأسباب التالية :

ا - ان الشعب السرياني الارامي المسالم و الأعزل من السلاح هو ثاني شعب في التاريخ يتعرض لحرب ابادة جماعية كان قد قررتها الحكومة العثمانية على أثر نجاح خطتها في القضاء على الشعب الارمني .

ب - لقد فقد شعبنا السرياني الارامي حوالي 200 الف شهيد قتلوا غدرا و اغلبيتهم من النساء و الاطفال و فقد هذا الشعب اراضيه التاريخية و دمرت مئات الكنائس و الاديرة و صودرت كنائسنا التي كانت موجودة قبل الاتراك باكثر من 1000 سنة !

ج - مأساة سيميل 1933 لم تكن خطة مدبرة من ملك العراق بل عملية عسكرية تأدبية ادت في النهاية الى مقتل حوالي 1000 من اخوتنا السريان النساطرة .

د - لقد سمعت من برنامج في سوريو تي في احد المعلقين يردد" ان سيميل هي محاولة لقتل شعبنا ( الاشوري طبعا )" و هذا غير صحيح .

ثانيا - هل المبالغة في عدد الشهداء هو عملية سياسية رابحة ؟

الخطابات السياسية العاطفية التي تردد ان الشعب " الاشوري" قد قدم ألوف الشهداء في التاريخ الحديث و القديم قد دفعت ببعض الكتاب في المبالغة في عدد شهداء سيميل. العدد الحقيقي هو حوالي الالف و لكن مخيلة بعض السياسيين تحوله الى 4 او 10 ألاف و هم يتوهمون انهم يخدمون قضيتهم بينما هم في الحقيقة يتلاعبون بشهادة ضحايا سيميل و يلقون الشك على شهادتهم .

من المؤسف ان هذه الاحزاب التي تدعي انها ستكون القدوة لشعبنا لا تزال تتلاعب بالحقائق التاريخية و تحول دماء شهدائنا الى عملية سياسية مبالغة .

لقد نجح اخوتنا الكلدان في عدم الوقوع في هذا الفخ و لم يبالغوا في عدد شهداء صوريا 1969 . نتمنى الى كل من يدعي الغيرة على مصالح شعبنا ألا يبالغ في اعداد شهدائنا خاصة في الحرب العالمية الاولى : الارقام الخيالية مثل التاريخ المسيس لا يجدي لنا اية فائدة !

ثالثا - مأساة سيميل هل هي " أشورية" ام " كلدانية سريانية أشورية"؟

من المضحك ان بعض الكتاب الذين يعتبرون انفسهم متخصصين في تاريخ الاقليات يتسرعون في اطلاق التسمية الكلدانية السريانية الاشورية على شهداء سيميل و صوريا معا مع ان شهداء سيميل كانوا جميعا من السريان المشارقة الذين اجبروا على ترك اراضيهم التاريخية بينما سكان قرية صوريا فهم من الكلدان . هل علينا ان نسمي مار افرام السرياني هو ايضا " الكلداني السرياني الاشوري"!

يجب عدم خلط الاوراق و التواريخ : لقد حمل اخوتنا السريان المشارقة السلاح و تعاونوا مع الانكليز المستعمرين ضد الاكثرية العربية الكردية بينما تمت مذبحة صوريا بدون ان يحمل الكلدان السلاح في وجه الجيش العراقي ! مأساة سيميل هي " اشورية" و نحن نتألم لها لأن اخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الاشورية كانوا و لا يزالون سريان أراميين مثلنا . و لكننا لا نؤيد الطروحات و المبالغات التي يتناقلها بعض المغامرين الذين يحولون مأساة سيميل الى حرب ابادة جماعية لأن الاكاذيب لا تعمر كثيرا !

ان قضيتنا الكبرى هي حرب الابادة GENOCIDE التي تعرض لها اجدادنا حيث اقتلعنا من اراضينا التاريخية بيت نهرين .ان المبالغات المفرطة حول مأساة سيميل قد حولتها الى شجرة عارية لن تحجب الغابة اي حرب الابادة / سيفو .

هنري بدروس كيفا

368
هويتنا الآرامية في تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير

الشعب السرياني الآرامي يتعرض اليوم لأبشع عملية تزوير حول هويته و تاريخه الحقيقي ، يقوم بها بعض المتطرفين و الجاهلين للتاريخ و وصلت بهم الحماقة الى ان يتلاعبوا بنص ورد في تاريخ ميخائيل الكبير و هم يتوهمون أن تحوير النصوص يخدم الفكر الأشوري المزيف الذي يؤمنون به . رحم الله الأستاذ أبرهوم نورو الذي كان يؤمن أن شعبنا السرياني - إستنادا الى تاريخ ميخائيل الكبير- كان يتحدر من الأشوريين و الآراميين و لكننا اليوم سنقدم البراهين - لمن يبحث عن هويتنا الحقيقية - أن ميخائيل الكبير كان يؤمن بأننا ننتمي الى الأمة الآرامية " ܐܘܡܬܐ ܕܝܠܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܒܢܝ ܐܪܡ . ".لقد عقد السبت الماضي في مدينة برلين مؤتمرا مهما  حول " الهوية " السريانية و هذا العنوان دليل واضح أن الشعب السرياني الآرامي لا يزال منقسما و لا يزال بعض الإخوة يدافعون عن طروحاتهم المتطرفة التي تقسم و تضعف شعبنا اليوم .

كان الأستاذ أبرهوم نورو يتحجج أن البطريرك ميخائيل الكبير في الملحق في آخر كتابه قد ذكر أن المؤرخين اليونان القدامى قد ذكروا مملكة الكلدان و مملكة أشور كانتا تتكلمان الآرامية و بالتالي كان الكلدان القدامى و الشعب الأشوري ينتميان الى شعبنا السرياني و هذا مما دفع ببعض المغامرين الى  تحوير و التلاعب بنص ميخائيل الكبير . لقد أعاد بعض أباء و رهبان من الكنيسة السريانية الأرثودكسية نشر النص السرياني لتاريخ ميخائيل الكبير سنة 2006 و قد طبعت في ستوكهلم و قد تنبه الناشرون لمحاولات التزييف . فالنص السرياني صفحة 20 " ܟܠܕܝܐ . ܐܬܘܪܝܐ  . ܐܪܡܝܐ  ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ ."النص واضح الآراميون الذين هم السريان و ليس الكلدان و الأشوريين القدامى و الآراميون هم سريان !

و قد علق الناشرون مشكورين أنه لم يرد تعبير " الأشوريون الذين هم السريان" في أية صفحة حتى في نسخة حلب .

أولا -  " الملحق الشهير" في تاريخ ميخائيل الكبير !

بعض إخوتنا السريان يخدعون البسطاء من شعبنا مرددين " إن المؤرخ ميخائيل الكبير قد ذكر أن السريان ينتمون الى الأشوريين و الكلدان و الآراميين " و بعض المتطرفين يدعون أن ميخائيل الكبير قد ذكر " أن السريان يتحدرون من الأشوريين !". للأسف الشديد لا يوجد أية دراسة تاريخية نقدية حول هذا الملحق و لا يزال بعض السريان يفسرون هذا الملحق حسب ميولهم السياسية . بعض السريان يدعون - تحت شعار الغيرة و المصلحة العليا لشعبنا - أنه يجب أن نداري و أن نجامل إخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية حتى نناضل متوحدين من أجل حقوقنا السياسية .

يدعي إخوتنا أن ملحق ميخائيل الكبير يحتوي على براهين تاريخية أن السريان يتحدرون من الشعب الأشوري القديم و قد " حمل" بعض إخوتنا المنخدعين بالطرح الأشوري المزيف  هذا الملحق  الكثير من " المفاهيم " الخاطئة التي يؤمنون بها . نحن نتمنى دراسة هذا الملحق بعيدا عن الطروحات المسيسة للتاريخ .

يتألف الملحق من أربع صفحات و هو ينقسم الى ثلاثة أقسام

أ - القسم الأول:  الصفحة الأولى هي منقولة حرفيا من تاريخ أوسابيوس القيصري .

ب - القسم الثاني:  هنالك مقطع مهم منقول من تاريخ يوسيفوس اليهودي (غير مذكور في تاريخ أوسابيوس)

ج - القسم الثالث:  نقل حرفي عن  البطريرك ديونسيوس التلمحري .

د - القسم الرابع:  من تأليف البطريرك ميخائيل و هو عنوان الملحق و خاتمته .

  ثانيا - تاريخ أوسابيوس القيصري 263 - 339 م .

لقد إشتهر أوسابيوس القيصري بكتابته عدة مؤلفات تاريخية أشهرها التاريخ الكنسي و قد أثرت كتاباته على بقية المؤرخين الذين جاءوا بعده  . ولكن أوسابيوس القيصري قد ترك لنا كتابا حول التاريخ العام عنوانه "Chronicle "و هو يتناول تواريخ الشعوب القديمة خاصة في شرقنا الحبيب . قد يكون قد بدأ في كتابته في أواخر القرن الثالث ولكن النسخة الأخيرة قد تكون سنة 325 م . لقد فقدت النسخة اليونانية و قد وصلت لنا عدة نسخات باللغة السريانية و نسخة باللغة الأرمنية من القرن السادس   مترجمة عن النسخة اليونانية المفقودة . و هنالك ترجمة لاتينية ناقصة (فقط القسم الثاني) و النسخة الأرمنية هي الأطول و الأهم .

من حسن حظنا قام الباحث الأرمني  Robert Bedrosian  بترجمة إنكليزية و نشرها عبر النيت و من الممكن الإطلاع عليها عبر هذا الرابط :

http://rbedrosian.com/euseb.html

    بعض الملاحظات

أ - إن ميخائيل الكبير " ينقل حرفيا " نص  أوسابيوس  القيصري .

ب - أوسابيوس يذكر أسماء بعض المؤرخين اليونان الذين فقدت كتبهم و نرى البطريرك ميخائيل يذكر أسماء هؤلاء المؤرخين بعد 900 سنة و لكنه لم يطلع على كتبهم .

ج - إن أغلب المعلومات مأخوذة من العالم الكلداني برحوشا  Berosus  الذي عاش في القرن الرابع ق.م وترك لنا عدة مؤلفات فقدت و لم يبق منها إلا ما نقله المؤرخون القدامى . ميخائيل الكبير يتكلم عن المؤرخين الكلدان و المقصود العالم الكلداني برحوشا  Berosus  . و بكل تأكيد البطريرك ميخائيل لم يطلع على كتابات برحوشا و لم يتأكد من صحتها.

د - برحوشا يدعي أن ملوك الكلدان هم الأقدم في التاريخ و يذكر سلسلة من 10 ملوك قبل الطوفان و 40 ملك كلداني بعد الحكم الميدي . البطريرك ميخائيل ينقل هذه المعلومات و هي كلها خاطئة و غير صحيحة. إذا نظرنا في الصفحة 20 نراه يذكر الكلدان قبل الأشوريين متأثرا بكتابات أوسابيوس !

ه - المدهش أن برحوشا قد صحح بعض المعلومات الخاطئة حول الملكة شميرام ( بنت مدينة بابل - الجنائن المعلقة...) و لكننا لا زلنا اليوم نرى البعض يخلط بين شميرام الحقيقية و سميراميس الإسطورة . لقد نقل لنا المؤرخ يوسفوس هذه الجملة من برحوشا

" There he lambasts Greek writers for vainly believing that Babylon was built by [Queen] Semiramis (Shamiram) and for attributing all the glorious wonders there to her.

 و - المؤرخون اليونان القدامى قد ذكروا أن سميراميس كانت زوجة الملك نينوس و قد حكمت بعده لمدة 42 سنة في حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد ! بينما الملكة شميرام هي زوجة الملك الأشوري  شمشي أداد الخامس 823 - 811 ق.م  و من الأرجح أنها  حكمت بالوصاية عن إبنها خلال أربع أو خمس سنوات .

ثالثا - تاريخ يوسفوس اليهودي

لقد نقل ميخائيل الكبير عدة مقاطع من تاريخ يوسفوس اليهودي مباشرة من تاريخ أوسابيوس و لكنه نقل أيضا مقطعا من تاريخ يوسفوس غير موجود في تاريخ أوسابيوس . هذا المقطع مهم جدا - لأن بعض المزورين قد حرفوه – و هو الذي يذكر الآراميين الذين هم السريان ! يستطيع كل سرياني غيور أن يتحقق بنفسه و عليه أن يتحقق في الباب الأول من تاريخ اليهود الفصل السادس كي يتعرف على ما ذكر  يوسيفوس أي فلافيوس جوزيف : "  كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء : آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين ASSYRIANS  لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً...  ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريانSYRIANS ". هذا النص يبرهن لنا إن محاولات تزوير هويتنا السريانية الآرامية هي فاشلة و لكن هذه المحاولات تفضح أصحاب هذه المحاولات .

لقد نقل أغلب المؤرخين معلومات خاطئة عن الكلدانيين من كتابات برحوشا و نحن نعلم اليوم من هم الكلدان؟ الكتابات الاكادية العديدة هي أصدق من كتابات المؤرخين اليونايين القدامى . فالشعب (أو بالاحرى) القبائل الكلدانية ليست هي أقدم من سكن في العراق القديم و لم يكن لهم ملوك قبل الطوفان و طبعا لم يكن لهم 40 ملك بعد الميديين .

رابعا - تاريخ ديونوسيوس التلمحري  ؟ - 845 م

من يطالع تاريخ التلمحري سيجد أنه قد سبق البطريرك ميخائيل بنقل تاريخ أوسابيوس القيصري فهو بدوره يتكلم عن أول ملك أشوري أي نينوس و زوجته شميرام التي حكمت 42 سنة بعده ! لكن كاتب تاريخ التلمحري هو شاهد لما حصل لشعبنا السرياني في بداية القرن التاسع الميلادي . و كان كاتب هذا التاريخ يستشهد ببعض النصوص اليونانية التي تتكلم عن الملوك السريان SYRIAN  في عهد السلوقيين اليونان كما يستشهد ببعض نصوص الترجمة السبعينية التي تتكلم عن الملوك السريان  SYRIAN الذين حاربوا اليهود .

طبعا الملوك السريان في العهد السلوقي كانوا من الشعب اليوناني و لكن الملوك السريان الذين ورد ذكرهم في التوراة الترجمة السبعينية فهم من الآراميين. لقد تناقل المؤرخون السريان تلك النظرية التي تقول أن إسم سوريا مشتق من إسم سوروس. بعض المؤرخين السريان قد ذكروا أن سوروس كان ملكا آراميا و هو الذي بني إنطاكيا . لقد نقدنا هذه النظرية سابقا لأنها مأخوذة من حكاية خرافية و من الأفضل لنا أن نتمسك بتاريخنا الاكاديمي و أن نتعرف على ملوكنا الآراميين الحقيقيين و ليس ملوك آراميين وهميين .

لقد نقل ميخائيل الكبير " نصا" مهما جدا   من تاريخ التلمحري لأن هذا النص يذكر أن سوريا الحقيقية هي غرب الفرات و بالتالي السريان الحقيقيون هم سكان سوريا الجغرافية أما سكان شرقي الفرات الذين يتكلمون باللغة الآرامية فهم سريان بالإستعارة! غير صحيح أن السريان الشرقيين هم سريان لأنهم يتكلمون اللغة السريانية أو الآرامية. إن مؤلف تاريخ التلمحري لا يعرف شيئا عن التواجد الآرامي التاريخي في العراق القديم  فالكلدان ينتمون الى الآراميين و هم آراميون جنسا و ليس لغويا .

خامسا - عنوان و خلاصة المؤرخ ميخائيل الكبير

يذكر ميخائيل الكبير انه كتب هذا الكتاب كرد على اليونانيين المتعجرفين الذين كانوا يسخرون من الشعب السرياني بأنه ليس لهم ملك في الحاضر او حتى في الماضي . من يتعمق في هذا الملحق يلاحظ ان ميخائيل كان يردد ان الملوك الكلدان و الاشوريين كانوا من الشعب السرياني لأنهم كانوا يتكلمون اللغة الآرامية . و لكن عنوان الملحق واضح...

ممالك الآراميين القديمة أي بني آرام الذين سموا سريانا اي ابناء سوريا.

الخاتمة

أ - بالرغم اعتماد او بالاحرى النقل الحرفي للكتاب اليونان القدامى الذين ذكروا لنا تاريخا خرافيا عن شعوب الشرق القديم فإن هوية السريان الحقيقية الآرامية لم تغب من فكر ميخائيل الكبير .

ب - لقد نقل ميخائيل الكبير حكايات برحوشا حول الكلدان القدامى نقلا عن اوسابيوس بدون اي نقد . التأريخ في القرن الثاني عشر في ايام ميخائيل الكبير كان في اغلب الاحيان نقل عن المؤرخين السابقين . عندما يذكر ميخائيل الكبير ان اقدم الملوك في العالم كانوا من الشعب الكلداني فإنه ينقل لنا حكاية مكتوبة من اكثر من 1500 سنة و ليس حقيقية تاريخية منتشرة في ايامه

ج- حكايات المؤرخين اليونان عن الاشوريين القدامى ليست مصدرا موثوقا لمعرفة تاريخ هذا الشعب . اسطورة شميرام مليئة بالاخطاء التاريخية .

 
هنري بدروس كيفا

369
هل ينقذ نعمان الآرامي هويتنا السريانية من الضياع ؟

خلال مشاركتي الاخيرة في برنامج سبوت لايت مع الإعلامية مايا مراد إتصل السيد كوركيس كيتي من المانيا و ذكر ما يلي " انني اتابع ابحاث الباحث لأنه يقول لنا الحقيقة و نحن نعرف إن السريان هم آراميين لأن الإنجيل يذكر نعمان السرياني الذي ورد ذكره نعمان الآرامي في التوراة ".

هل يعرف المثقف السرياني ما هي علاقة تسمية نعمان الآرامي مع تسمية نعمان السرياني ؟ و ما هي الخلاصة؟

اولا - النقد البناء في العلوم و " المجاملة " ؟

منذ ثلاث سنوات شاركت في المؤتمر الذي عقد في ستوكهلم في الذكرى 50 لوفاة قداسة البطريرك افرام برصوم . بعد انتهاء المحاضرات اعطيت لنا بضعة دقائق للتعليق و المناقشة فسألت سيادة المطران اسحق ساكا الموقر " هل صحيح ان التسمية السريانية قد اطلقت على الآراميين و هل لا زلتم تعتقدون ان التسمية السريانية لا تشير الى شعب محدد كما ذكرتم في احد كتبكم؟" بصراحة كنت اتمنى من باب النقد العلمي ان يشرح لنا سيادة المطران ما هي البراهين التي تدفعه الى تبني هذه الفكر) الخاطئة) ؟ الجواب كان مفاجأة لجميع الحاضرين لأن سياده قد اجاب " إن الشماس ... قد ذكر لي ان التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية و لكنني انا اعتقد ان التسميتين السريانية و الآرامية تدلان على شعبين مختلفين ! ".

خيم صمت قصير حسبته دهرا و كل منا ينظر الى الآخر ... و إذا باحد الشباب) لم استطع ان اعرف اسمه) يعلق " نحن نعرف ان التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية و البرهان هو نعمان الآرامي الذي يتحول الى نعمان السرياني في الانجيل".

المجاملة لا تساعد ابدا في تقدم العلوم و اذا رفعنا شعار " العودة الى جذورنا الحقيقية" علينا ألا نجامل أحدا.

سؤال يطرح " هل شجاعة ذلك الشاب هي التي انقذتنا ام البرهان نعمان ؟"

ثانيا - ما هي قصة نعمان البرهان ؟

كان نعمان مصابا بداء البرص و كان قائدا مهما في مملكة آرام .

و هذه قصته كما وردت في التوراة :

http://arb.scripturetext.com/2_kings/5.htm

من يطالع هذه القصة سيجد هذه التعابير " كان الآراميون " و " فقال ملك آرام " و " نعمان الآرامي" ... ومن له اطلاع على الترجمة السبعينية يعرف :

*في حوالي 280 ق.م طلب البطالسة من اليهود في الاسكندرية ان يترجموا اسفار التوراة من العبرية الى اليونانية .

*لقد عمد اليهود الى ترجمة تعبير " الآراميون" في النص العبري الى " سريان" و" ملك آرام" الى " ملك سوريا" و اخيرا " نعمان الآرامي" الى " نعمان السرياني" .

*ان الترجمة اللاتينية لاسفار التوراة مأخوذة من الترجمة السبعينية اليونانية و ليس من العبرية و بالتالي الترجمة اللاتينية سوفتستخدم التسمية السريانية و كل الترجمات الاوروبية التي تعتمد الترجمة السبعينية و اللاتينية لن تستخدم تعبير " نعمان الآرامي" و لكن تعبير " نعمان السرياني" . و الترجمات الاوروبية التي تعتمد على النص العبري فانها تستخدم تعبير " نعمان الآرامي".

ثالثا - نعمان الآرامي/ السرياني في لغات العالم

اسفار التوراة قد ترجمت الى جميع اللغات المعروفة تقريبا .

نحن نستطيع ان نتحقق بفضل تطور النيت ، لذلك اطلب من القارئ ان يدخل الى هذا الرابط كي يتحقق بنفسه

http://multilingualbible.com/2_kings/5-1.htm

نالك اكثر من 60 ترجمة و بعدد كبير من اللغات :

أ - الملاحظة الأولى انه في كل الترجمات لا يوجد مزج للتسميتين السريانية و الآرامية : إذا كان النص يذكر ملك آرام فانه سيذكر حتما نعمان الآرامي اما اذا كان النص في بدايته يورد ملك سوريا فانه سيستخدم تعبير نعمان السرياني .

ب - هنالك عدة نسخ للتوراة و هي جميعا تستخدم تعبير" ملك آرام" و نعمان الآرامي .

ج - اذا دققنا في الترجمات الإنكليزية و الاميركية فاننا سنلاحظ ان بعضها يستخدم تعبير " نعمان السرياني" و بعضها " نعمان الآرامي . و قد شرحت السبب : ترجمة انكليزية عن السبعينية أو عن العبرية !

د - لقد ورد ذكر نعمان في انجيل لوقا انظر الى الرابط

http://multilingualbible.com/luke/4-27.htm

و نلاحظ هنا ان جميع الترجمات قد استخدمت تعبير نعمان السرياني لان انجيل لوقا قد كتب في اللغة اليونانية و جاءت الترجمات الحديثة من اليونانية بينما انجيل لوقا المترجم الى العبرية يستخدم تعبير" نعمان الآرامي" נעמן הארמי . و الترجمة السريانية البسيطة هي ايضا تستخدم تعبير نعمان الآرامي ???? ????? .

الخاتمة

ان العالم باجمعه يعرف ان نعمان السرياني هو نفسه نعمان الآرامي فهل الشعب السرياني او بالاحرى بعض السريان المتطرفين الذين يعتبرون انفسهم الممثلين عن الشعب السرياني و من حقهم تفسير التسمية السريانية لتزوير هويتنا الآرامية ؟

لقد عرف اجدادنا ان التسميتين السريانية و الآرامية مترادفتان لذلك لم يتخلوا عن التسمية الآرامية كما يروج البعض. ورد في سفر الملوك الثاني " وكان نعمان رئيس جيش ملك ارام رجلا عظيما عند سيده مرفوع الوجه لانه عن يده اعطى الرب خلاصا لارام." لقد خدم نعمان ملك آرام و انقذ الآراميين من الهلاك ، ارجو من كل سرياني غيور ان يخدم امتنا و هويتها الحقيقية خوفا من الضياع !

هنري بدروس كيفا

370
فضائية سوريويو سات تستضيف الباحث هنري بدروس كيفا

الباحث هنري بدروس كيفا سيشارك في برنامج سبوت لايت الذي تعده و تقدمه الإعلامية مايا مراد في فضائية سوريويو سات .

البرنامج سيكون مساء يوم الخميس الواقع في 28 ايار الساعة الثامنة في توقيت السويد .

عنوان البرنامج " إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم " يستطيع المشاهد أن يشارك في التعليق مباشرة عبر الهاتف فضائية سوريويو سات

++46 855040256 أو عبر موقع نسور السريان ضمن الرابط التالي

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/v...p?f=129&t=2449

ملاحظة لقد نشر الأستاذ كيفا هذا البحث في بعض المواقع كي يسمح للقارئ و للمشاهد أن يتأكد أو يتحقق من المعلومات التاريخية .

371
توضيحات حول " الآراميون والآرامية في آشور عشــيـة سقوطها"

لقد نشر د. اسعد صوما الموقر بحثا مهما حول دور الآراميين اجدادنا في تاريخ الشرق القديم في موقع باقوفا . من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=38051

كنت اتمنى ان تتم مناقشة هذا الموضوع بطريقة حضارية خاصة و إن دكتور أسعد قد سلط الأضواء على دور الأراميين في تاريخ العراق القديم . من المؤسف ان بعض اخوتنا المنخدعين بالفكر الاشوري يطالبون د. صوما بعدم " البحث في التاريخ " علما إن التاريخ هو البرهان الساطع على وحدة شعبنا السرياني الآرامي و إن علم التاريخ هو الذي يفضح طروحات بعض المتطرفين المزيفة.

لقد نشرت تعليقين حول بحث د. صوما في موقع باقوفا و لكن هذا الموقع قد منع التعليقات الى اجل غير مسمى و هذا مما يدفعني الى نشر التعليق الثالث اليوم .

التعليق الاول : دور الآراميين في إسقاط الإمبراطورية الأشورية

شكرا لك على هذا البحث المبسط حول دور الآراميين في إسقاط الإمبراطورية الأشورية . سوف أعلق على عدة نقاط في مقال لاحق و لكنني أريد أن أضيف رابطا هو ترجمة إنكليزية لألواح الأجر التي دونت تاريخ الملك الكلداني الآرامي العظيم نبو بلاصر و تحتوي على معلومات حول العمليات العسكرية ضد الأشوريين و حلفائهم .

http://www.livius.org/ne-nn/nineveh/nineveh02.html

و من يريد أن يتعرف على ما حدث " عشية" سقوط الدولة الأشورية عليه أن يعرف أن كثيرين من الآراميين كانوا يحاربون في صفوف الجيش الأشوري أو كانو حلفاء للإمبراطورية الأشورية.

*في السنة الثالثة عشرة لحكم نبوبلاصر ( أي 613 ق.م ) قام الآراميون في بلاد سوحي على الفرات الأوسط بثورة ضد ملك أكاد لا شك لأنهم كانوا يعتقدون أن النصر النهائي هو لملك أشور .

*سنة 612 ق.م أعلن أشور أوباليط نفسه ملكا على بلاد أشور في مدينة حران أي في قلب البلاد الآرامية مما دفع الملك نبوبلاصر الى تدمير بعض المدن الآرامية و منها مدينة نصيبين فهرب الملك الاشوري الى حماية الجيش المصري و وقعت مدينة حران في يد الكلدان.

*عندما عاد أشور أباليط مع جيش مصري كبير لاحتلال مدينة حران سنة 609 ق.م صمدت المدينة فأضطر الجيش المصري للعودة الى سوريا.

أخيرا بما أنك ذكرت بحث العالم حاييم تدمر المشهور فإنني سأنشر رابطا لأن أغلبية القراء يحبون الإطلاع

The Aramaization of Assyria

http://www.aramaic-dem.org/English/H...yim-Tadmor.pdf

التعليق الثاني : انقراض الشعب الاشوري

لقد ورد في بحثك "وهكذا أفل نجم دولة آشور العظيمة فسقطت من علياء مجدها، وزالت عن الوجود. وأخذ من خلص من القتل والمجازر يذوب تدريجياً ضمن الاراميين بفضل اللغة الآرامية التي كانت في آشور. وبعد مرور ردحة من الزمن لم يبقَ هناك من يسمي نفسه "آشورياً" أو ينتمي للآشوريين اثنياً وقومياً، لقد اصبح الجميع "آراميين" لغوياً وثقافيا وقومياً. "

دكتور أسعد ، الشعب الأشوري كان شعبا جبارا و كان من أشهر الشعوب المقاتلة و المنظمة لا شك أن الحكم السياسي قد زال الى الأبد و لكن نحن الآراميون قد زال حكمنا السياسي و لكننا لا زلنا موجودين فلما لم يستمر الشعب الأشوري ؟

إن بعض إخوتنا من السريان المشارقة بدأوا منذ بداية القرن العشرين يدعون بأنهم حافظوا على هويتهم الأشورية منذ سقوط الإمبراطورية الأشورية و هم يرددون عددا كبيرا من الطروحات التاريخية غير العلمية التي تبرهن على ضلالهم ( مثلا إدعائهم أنهم يتكلمون اللغة الأشورية و غيرها من الطروحات المزيفة... ) و هم ينشرون في المواقع ما ورد في التوراة أن دولة مصر و أشور ستقومان و هم يخدرون الشباب بهذه الأحلام ... سؤالي لك كيف تكتب" و وبعد مرور ردحة من الزمن لم يبقَ هناك من يسمي نفسه "آشورياً" أو ينتمي للآشوريين اثنياً وقومياً، لقد اصبح الجميع "آراميين" لغوياً وثقافيا وقومياً. " ألا يتعارض إستنتاجك مع نبؤة التوراة ؟

هنالك نقطة ثانية مهمة و هي أن بلاد أشور قد تعرضت لهجومات عديدة كان النصر النهائي فيها لملوك أشور . مثلا في أواخر عهد الملك الأشوري تغلت فلأسر الأول تعرضت بلاد أشور للهجمات من القبائل الارامية . و قد ترك لنا الأشوريون كتابات أكادية عديدة حول تواريخ ملوكهم ، سوف أضع رابطا يحتوي على ترجمة إنكليزية تخبرنا عن هذه الفترة الصعبة التي مر بها الشعب الأشوري

http://www.livius.org/cg-cm/chronicl...h-pileser.html

هذا النص الأكادي يتكلم عن حصار المدن الأشورية من قبل القبائل الآرامية التي تدفقت كألطوفان مما أجبرت الأشوريين على أكل لحوم البشر من أجل بقائهم أحياء . و قد أجبر الأشوريين على الهرب الى

الجبال و حصل الأراميون على ذهبهم و فضتهم و مقتنياتهم...

هذا النص يشير إلينا مدى توغل القبائل الآرامية على ضفاف نهر دجلة....

من المؤسف أنه لا يوجد ضمن شعبنا مؤرخين متخصصين في تاريخ الشرق القديم يستطيعون التأكد من صحة الترجمة في الكتابات الأكادية المهمة . و هذه الكتابة مهمة جدا لأنها تظهر لنا مدى " قوة الغزوات الآرمية" في القرنين الثاني و الحادي عشر قبل الميلاد .

إن كتاب إدوارد ليبنسكي هو من أهم المراجع العلمية حول دراسة تاريخنا الآرامي و إنني أنصح من يريد أن " يتعمق" في معرفة إنتشار القبائل الكلدانية و الآرامية بمراجعة هذا الكتاب. من الممكن الإطلاع على قسم كبير من الكتاب على الرابط التالي

http://books.google.ca/books?id=rrMK...4C&pg=PA26&dq=

aram+naram&lr=&as_brr=3#v=onepage&q=aram%20naram&f =false

في الصفحة 36 و إستنادا الى هذه الكتابة المهمة ذكر Lipinski

"The Assyrians,pressured by starving Aramaean tribes took then refuge in Kirruri, in the Zagros area , norteas of Erbil, and the Aramaeans probably captured Nineveh

هذا النص الأكادي الذي دون في القرن الحادي عشر ليس أقدم نص وردت فيه التسمية الآرامية و لكنه أقدم من التوراة بحوالي 600 سنة .و بعض إخوتنا المتطفلين على علم التاريخ لا يزالون يدعون أن التسمية الآرامية هي تسمية يهودية تعني الوثنيين !

هذا النص الذي كتبه الأشوريون أنفسهم يلقي الكثير من الضوء على أهمية إنتشار القبائل الآرامية و مدى الخسائر التي لحقت بالمملكة الأشورية و يقول ليبنسكي أنه " ربما" أن تكون العاصمة نينوى قد سقطت بأيدي الآراميين و هذا غير مستبعد لأن النص يتكلم عن هرب الملك الى الجبال ...

نحن نعلم أن الشعب الأشوري كان خاضعا للميتنيين لفترة طويلة و لكنه إستطاع الإستقلال و نحن نعلم أنه إستطاع أن يكون في القرون اللاحقة مملكة قوية ثم إمبراطورية كبيرة : سؤالي دكتور أسعد لما لم يستطع الشعب الأشوري أن ينهض من جديد بعد سقوط دولتهم سنة 612 م ؟

التعليق الثالث : " البابليون" تسمية شعب عريق أم تسمية جغرافية محددة ؟

لقد استخدم د. صوما تعبير " البابليون" اسوة بعدد كبير من الباحثين و لكن من الاصح عدم استخدام هذا التعبير للاسباب التالية

اولا - لقد أقيم مؤخرا معرضا حول الحضارة البابلية في متاحف باريس و برلين و حاليا في لندن . لقد زرت هذا المعرض المهم في متحف اللوفر في باريس و شاهدت القطع الأثرية المعروضة و التعليقات حولها . ولكن للأسف الشديد ، هذه المعارض إستخدمت التسمية " البابلية " بمعنى تسمية شعبية تاريخية " . إن هذه المعارض تطلق التسمية " البابلية" على الملك حمورابي في القرن الثامن عشر ق.م و على الملك نبوخدنصر )الثاني) الذي حكم من605 إلى 562 قبل الميلاد . و من المعرف أن حمورابي كان ينتمي الى الشعب العموري و نبوخدنصر ( الثاني) إلى الشعب الكلداني/الآرامي . لقد عمد المسؤولون عن هذه المعارض الى استخدام التسمية البابلية بدل التسميات التاريخية القديمة مما أدى الى إرتكاب أخطاء تاريخية ، سوف تشوه الدور الكبير الذي لعبه الكلدان الآراميون في تاريخ بلاد أكاد و عاصمتها مدينة بابل العظيمة .

خلال المعرض الذي أقيم في باريس في بداية هذه السنة ، أقام متحف اللوفر موقعا خاصا حول معرض BABYLONE يمكن زيارته على هذا الرابط و فيه شروحات عديدة حول آثارات بلاد أكاد .

http://mini-site.louvre.fr/babylone/FR/html/1.4.1.html

ملاحظة مهمة : إن هذا الموقع هو باللغة الفرنسية ، و هو غني بالصور النادرة عن الآثارات و خاصة اللوحات التي تركها لنا الرسامون حول برج بابل ، أنصح الجميع زيارة هذا الموقع.

ثانيا - مدينة بابل في التاريخ لا يوجد أي ذكر لمدينة بابل في المصادر باللغة السومرية . إن أقدم ذكر لهذه المدينة ورد في كتابة أكادية تعود الى حوالي 2500 سنة ق.م. و قد ورد ذكرها أيضا في" تاريخ الملوك القدامى " الذي يتكلم عن إحتلال سرجون الأكادي لمدينة بابل و بنائه لعاصمته الجديدة " أكاد ". ولكن الملك سرجون قد عمد الى إستخدام التراب المخصص لمدينة بابل ، و هذا يعني أن بابل كانت مدينة مقدسة عند الأكاديين . يعود ظهور القبائل العمورية في بلاد سومر و أكاد الى القرن التاسع عشر قبل الميلاد. أحد شيوخهم " سمو لا إيل " سوف يستولي على مدينة بابل و يحكم فيها 1880-1845 ق.م ويؤسس سلالة عمورية أشهر ملوكها حمورابي 1792 -1750 ق.م الذي سيحول مدينة بابل الى عاصمة إمبراطوريته الواسعة .المدهش أن مدينة بابل لم تكن أقدم مدينة في بلاد أكاد و لم يرد ذكرها في ملحمة غلغامش ولكنها أصبحت في عهد العموريين أهم مدينة في بلاد سومر واكاد !

ثالثا - يجب ألا نخلط بين المدينة بابل و بلاد بابل : اذا كانت المدينة موجودة فعليا منذ اواخر الالف الثالث و كانت المدينة العاصمة لبلاد سومر ثم سومر و اكاد و في الألف الاول قبل الميلاد كنت عاصمة بلاد أكاد و كان لقب الملوك الكلدان الأراميين " ملوك أكاد" وليس" ملوك بلاد بابل" .

على كل سرياني أرامي ان يعرف ان الشعب الفارسي هو الذي اطلق تسمية " مرزبانة بابل" على جنوب و وسط العراق و سكان هذه المنطقة هم من الآراميين و بقايا الشعوب المنصهرة كليا بالشعب الآرامي كما شرح د. صوما و لكن العلماء اليونان سوف يستخدمون تعبير" الشعب البابلي" مما سيوحي لنا بوجود شعب بابلي !

هنري بدروس كيفا

372
هل تبقى اللغة الأرامية ضحية الفكر العروبي المزيف ؟

لقد نشر كاتب غير باحث في تاريخ الشرق و غير متخصص في تاريخ اللغات الشرقية مقالا حول اللغة الأرامية عنوانه " اللغة الآرامية..

* نشأتها ومراحل تطورها" و صاحب هذا المقال المليئ بالأخطاء التاريخية هو د. هايل دعيسات . المقال موجود على هذا الرابط

http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=

\Supplement2\2010\04\Supplement2_issue925_day23_id 230802.htm

اولا - هذه الكمية و النوعية من الأخطاء تؤكد لنا ان دكتورا هذا الكاتب ليست في تاريخ الشرق و إلى القارئ المثقف هذه الملاحظات :

أ - بعض العروبيين المتطرفين يدعون ان الشعب السومري الهندو اوروبي هو عربي و لكن صاحب هذا المقال قد عدد الشعوب :

" التقدم الحضاري الذي قام على أكتاف الأكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين والآموريين والآراميين والكنعانيين والنبطيين والتدمريين وغيرهم."

* لا يوجد شعب بابلي و لكن تسمية اطلقت على الآراميين سكان

بلاد أكاد في الألف قبل الميلاد .

* الشعب العموري هو اقدم من الكلدانيين و الأراميين .

* الشعب الكنعاني قد ظهر على مسرح التاريخ بعد العموريين

و لكنه سبق الآراميين .

* الانباط مثل التدمريين هم من الشعب الأرامي و كانت لغتهم الام هي الأرامية و لكن اختلاطهم بسبب قربهم بالعرب سوف يدفعهم الى الانصهار بالعرب في فترة ظهور الاسلام .

ب - كتب صاحب المقال " ليدل على اللغات التي تكلمها المستوطنون في الأرض الخصيبة " . تعبير غير دقيق لانه لا يوجد " لغات آرامية" بل لغة آرامية واحدة مع " لهجات مختلفة" . و كان من الافضل ان يستخدم لفظة " الآراميون" بدل " المستوطنون" لان شرقنا الحبيب كان آراميا بسكانه و ليس بناطقين باللغة الآرامية .



ج -كتب صاحب المقال " وعندما انهارت الإمبراطورية الآشورية مع نهاية القرن السابع قبل الميلاد تحت ضربات التحالف الميدي الكلداني ، ازدادت أهمية الآرامية كلغة دبلوماسية دولية وأصبحت تشكل مع الإمبراطورية الاخمينية إحدى لغات الأدب والإدارة والحكم بخطها اليدوي."

*يجب ان نميز بين لغة شعبية و لغة رسمية دبلوماسية .

*لقد كان الاراميون يشكلون اكثرية في الشرق القديم لذلك كانت اللغة لآرامية الاكثر انتشارا في اواخر عهد الاشوريين .

* الكلدان و بالرغم من انتمائهم الآرامي و من ان لغتهم الام هي الآرامية فانهم حافظوا على اللغة الاكادية كلغة رسمية في كل انحاء دولتهم .

* استخدام الفرس للغتنا الآرامية كلغة رسمية قد ساعد على خلق لغة و خط موحد و لكن هذا لا يعني ان سكان افغانستان كانوا يتكلمون اللغة الآرامية !

د - يردد صاحب المقال بعض النظريات الخاطئة مثل قوله :

" ولإسم آرام هذا ، أو آرامي ، صلة بالسمو والسيادة والارتفاع ، وقد أطلقت هذه الكلمة في بادئ الأمر على المنطقة الشمالية لبلاد الرافدين" ان اسم آرام لا يعني السمو و لا السيادة و لا الإرتفاع و لم تطلق هذه التسمية على اية مناطق مرتفعة لانه في النصوص الآرامية القديمة ان الأرض كانت تكتب " ارق" و ليس " ارع".

ه- اخطاء تاريخية بالجملة "عود هذه النقوش في أغلبيتها إلى القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد ، وقد نقشت بالقلم الكنعاني الجنوبي مع بعض المفردات الآرامية ومن بينها: نص منقوش على مذبح نذري عثر عليه في غوزانا (تل حلف حالياً في سورية) ، والتي كانت عاصمة لمملكة بيت بختياني الآرامية ويعود تاريخها إلى القرن التاسع قبل الميلاد. ونص مسلة زاكير ، ملك مملكة حماة الآرامية. وقد وجدت المسلة في آفس الواقعة بالقرب من سراقب جنوبي حلب ، ويرجع تاريخها إلى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد."

*ان الكتابات المكتشفة في شمأل زنجرلي في كيليكيا كانت متأثرة بالأبجدية الكنعانية اما الكتابات التي ذكرها صاحبنا فهي مكتوبة بالأبجدية و اللغة الآرامية .

*بيت بخياني و ليس بختياني و يعود تاريخها الى القرن العاشر و ليس التاسع .

*مسلة زاكير تعود الى اواخر القرن التاسع و ليس أواسطه .

ز - كتب صاحب المقال " صوص منقوشة على عدة مسلات اكتشفت في منطقة (السفيرة) جنوبي شرقي حلب ، وتعود إلى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد."

هي ثلاث نصوص آرامية لغة و كتابة و مترجمة الى عدة لغات مع دراسات تاريخية و لغوية قيمة. تاريخ هذه النصوص يعود الى أواسط القرن الثامن و ليس اواسط القرن التاسع كما ذكر...

ح - معلومات من القرن التاسع عشر ؟

ذكر صاحب المقال " هنا نود أن نلقي أضواء على ما بقي متداولاً حتى هذا اليوم من الآرامية. فما زال قسم من السكان القاطنين بين بحيرة "وان" الواقعة جنوب شرقي تركية وبحيرة "أورميا" في إيران وهم ينطقون لهجات آرامية ويعتنقون المذهب النسطوري (نسبة إلى الكاهن نسطوريوس بطريرك القسطنطينية 386 ـ 451 م الذي نادى بمبدأ الطبيعتين الإلهية والبشرية(.

*يبدو ان صاحب المقال يجهل ان السريان النساطرة قد هجروا من اراضيهم التاريخية في منطقة حكاري خلال الحرب العالمية الاولى.

*كما يبدو انه يجهل ان نسطوريوس كان بطريرك القسطنطينية ولا داع لذكر انه كاهن .

ط - كتب ايضا " يحتفظ المسيحيون اليعاقبة (أنصار المفكر الديني يعقوب بارادوس الذي نادى بوحدة طبيعة المسيح) الذين يقيمون في جبال طور عابدين الواقعة بين نصيبين وديار بكر بلهجة آرامية".

*الكاتب د. هايل دعيسات يجيد نقل المعلومات الخاطئة من مراجع اجنبية فالقديس يعقوب البرادعي يصبح يعقوب بارادوس !

*الكنيسة السريانية الآرامية الوطنية تتحول الى انصار مفكر ديني !

*الشعب السرياني الآرامي الذي كان يشكل اكثرية ساحقة و لمدة اكثر من 2000 عام يحصر جغرافيا في طورعبدين!

ثانيا - تعريب قسري للشعوب الشرقية القديمة !

ليس معيبا ان يرتكب الكاتب و المفكر بعض الاخطاء التاريخية لانه لا يتحقق من المعلومات التي ينقلها من هنا و هناك . نحن سعيدون لإهتمام العالم بتاريخ و اهمية اللغة الآرامية و لكن د. هايل دعيسات يتكلم عن اللغة الآرامية التاريخية كأنها " اخت" للغة العربية بينما هي اقدم منها بحوالي 1300 سنة و هي من الاصح " ام" للغة العربية. و لكن الاخطر ان هذا الكاتب يردد طروحات الفكر العروبي الذي يدعي بدون براهين ان كل الشعوب القديمة هي عربية !

كتب د. هايل دعيسات :

"ما كان للبدوي العربي الناشئ بين ظمأ رمال الصحراء ووهج الشمس ليستوقفنا لو لم يكن قد أدهش البشرية بعد أن استقر في أكاد وبابل ونينوى وماري وأوغاريت وإبلا وتدمر والبتراء ، وغيرها من المدن العربية القديمة ، واندمج في نسيجها الاجتماعي ليحقق التواصل والتفاهم في المجتمع والحياة."

أ - ندرة المعلومات عن المناطق التي هاجرت منها الشعوب القديمة الاكاديون و العموريون و الكنعانيون و الآراميون، قد دفعت بعض الباحثين الى إطلاق عدة نظريات لمعرفة من اين انطلقت تلك الهجرات ؟

ب - في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين اشتد الخلاف الفكري حول معرفة من اين انطلقت الشعوب القديمة ؟ و اذا انطلقت من شبه الجزيرة العربية فهل كانت تلك الشعوب عربية ؟

ج - الفكر العروبي لا يتابع تلك النقاشات الاكادمية التي تبحث عن الحقائق المجردة وبالتالي يدعي اصحاب الفكر العروبي ان الشعوب القديمة قد هاجرت من صحراء الجزيرة العربية و لذلك هذه شعوب عربية اللسان و الهوية !

د - الجمل " سفينة الصحراء " يفضح طروحات العروبيين المزورة ! إذا كان الاكاديون هم من العرب القدامى فالسؤال هو لما لم يستخدموا الجمال في ترحالهم ؟ ان اقدم ذكر للجمال يعود الى اواسط القرن التاسع قبل الميلاد حيث ورد ذكر الف مقاتل عربي يمتطون الجمال ويشاركون في التحالف الآرامي ضد الاشوريين في معركة قرقر !

ه - الشعوب الشرقية القديمة لم تستخدم الجمال و هذا اكبر برهان على انها من سكان بادية سوريا و ليس الصحراء العربية ! ان كتابات مدينة ماري / ابوكمال تتحدث عن تنقلات هذه الشعوب وهي تبرهن لنا ان الآراميين هم سكان الشرق الأصيلين .

الخاتمة

بعض العروبيين يتظاهرون بالاهتمام بتراثنا الآرامي ولكنهم لا يفعلون شيئا من اجله وهم يريدون تعريب تاريخ الشعوب القديمة مدعين ان دول الغرب قد قسمت الامة العربية خاصة بعد معاهدة سايكس بيكو وان " علماء اوروبا" يدعون - بدون براهين - ان الاكاديين ليسوا عربا !

ان العلوم تتقدم و تتطور في الغرب ومنها علم التاريخ . نحن نتمنى نهضة علمية في الدول العربية خاصة علوم التاريخ واللغات الشرقية القديمة و الآثار حتى يهتم المسؤولون في تراثنا و حضارتنا الآرامية .

ملاحظة مهم هنالك فرق كبير بين العربي الاصيل الذي يعرف تاريخه و يريد المحافظة على عاداته و تقاليده القيمة و بين " العروبي" الذي هو في اكثر الاحيان لا ينتمي الى العرب الحقيقيين فيحاول تعريب كل الشعوب القديمة من اجل القضايا العربية !

ألف تحية لكل عربي اصيل يحترم تاريخ الشرق الاكاديمي و من يدعي ان الشعوب القديمة هي عربية فتاريخ الجمال العربية تفضح جهله و تطرفه !

هنري بدروس كيفا

373
إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم

عندما ذكر قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي منذ سنتين" لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي." كتبت مقالا تحت عنوان " شجاعة و أمانة قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي الموقر"

من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/v...p?f=129&t=2435

و قد ذكرت فيه أن قداسته لا يطرح نظرية جديدة و لكنه يؤكد حقيقة تاريخية موجودة في تاريخنا و مصادرنا السريانية. و قد طالبني بعض الإخوة الغيورين أن أقدم البراهين التاريخية على أن السورايي أو سريان العراق يتحدرون من الآراميين .

إنني أشكر فضائية سوريويو سات التي تسمح لي أن أقدم البراهين و إنني أتمنى من القراء أن يشاركوا و يعلقوا على هذا البرنامج مباشرة أو عبر موقع نسور السريان . سوف أرد على كل سؤال يطرحه قارئ مسؤول حول هذا الموضوع المهم .

أولا - " العراق القديم" أم " بيت نهرين" ؟

للأسف الشديد لا يزال الكثير من السريان يطلقون تسمية بيت نهرين أو بلاد ما بين النهرين على العراق القديم . و من المؤسف أكثر أنهم منذ أسابيع عندما أقاموا ذكرى حرب الإبادة أي GENOCIDE فإنهم تكلموا عن تركيا و ليس بلادهم الحقيقية " بيت نهرين" .

أ - من هم سكان بيت نهرين ؟

في أعمال الرسل الإصحاح الثاني نجد هذه الجملة و فيها بيت نهرين" ܦܪܬܘܝܐ ܘܡܕܝܐ...ܘܐܝܠܝܢ ܕܥܡܪܝܢ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ". بعض الإخوة السريان يدعي أن بيت نهرين هنا هي العراق القديم و بالتالي السكان هم خليط من الشعوب القديمة.
* إن بيت نهرين في التوراة هي الجزيرة و ليس العراق القديم و غالبا ما ورد ذكرها " آرام نهرين" لأنها آرامية في الهوية و التاريخ

*الشعوب القديمة المنقرضة لا تستطيع " العودة الى الحياة" لأن نص أعمال الرسل يستخدم تعبير " هؤلاء الذين يسكنون بيت نهرين " !

*إن الأتراك و الأكراد يشكلون أكثرية ساحقة اليوم في القسم الشمالي من بيت نهرين التاريخية و الجغرافية : هل يحق لهم اليوم أن يقولوا أن أعمال الرسل يتكلم عن أجدادهم ؟

ب - أين تقع بيت نهرين أو MESOPOTAMIA ؟

يجب أن نميز بين بيت نهرين التسمية التاريخية التي أطلقت على الجزيرة السورية و " المصطلح الحديث" بلاد ما بين النهرين الذي يقصد العراق . من يريد أن يرى البراهين و الخرائط عليه العودة الى"بيث نهرين تسميتها موقعها حدودها" على هذا الرابط

http://www.freesuryoyo.org/index.php...id=49&Itemid=2

ج - وثيقة تاريخية مهمة

لقد نشر منذ عدة سنوات الباحث JAVIER TEIXIDOR وثيقة مهمة جدا تعود الى أواسط القرن الثالث و هي كناية عن عقد بيع ورد فيه " أورهاي ألمدينة ألكبيرة أم جميع ألمدن في بيت نهرين" .

TEIXIDOR J , DEUX DOCUMENTS SYRIAQUES DU III e SIECLE APRES J . -C., PROVENANT DU MOYEN EUPHRATE in, COMPTES RENDUS DES INSCRIPTIONS & BELLES-LETTRES 1990 PAGE 147

طبعا مدينة أورهوي كانت عاصمة كل المدن في بيت نهرين التاريخية و ليس بيت نهرين المصطلح الذي صار منذ أقل من 100 سنة يقصد العراق !

د - مطرانية بيت نهرين التاريخية و الجغرافية .

إن التقسيمات الإدارية الكنسية كانت تتبع التقسيمات البيزنطية الإدارية و من يطلع على المدن و الأديرة التي كانت خاضعة لمطران بيت نهرين سيجد أنها جميعا تقع في الجزيرة و ليس في العراق . و مدينة نصيبين لم تكن ضمن بيت نهرين لأنها كانت عاصمة بيت عرباي .

ثانيا - الآراميون في العراق القديم .

أ - المصادر و المراجع العلمية .

إذا أردنا أن ندرس تاريخ الآراميين في بلاد آرام / سوريا نستطيع أن نجد معلومات عديدة في أسفار التوراة و في الكتابات و النصوص الآرامية التي تركها لنا أجدادنا الآراميون و طبعا نستطيع أن نستخلص معلومات عديدة من الكتابات الأكادية التي تتكلم عن حملات ملوك أشور ضد الآراميين في سوريا .

أما معلوماتنا حول التواجد الآرامي في العراق القديم فهي تعتمد كليا على الكتابات الأكادية : لقد وصلتنا بعض الرسائل و الكتابات باللغة الآرامية . لا شك أن الكتابات الأكادية على الأجر أو الفخار قد صمدت بينما الكتابات الآرامية على جلود الحيوانات لم تصمد ضد عاديات الزمن.

سوف أنشر أهم المراجع العلمية التي تتكلم عن الآراميين في العراق و هي منشورة على النيت و من الممكن الإطلاع عليها .

. KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957).

http://books.google.fr/books?id=O1MnjkHpfQ0C&pg=

PA121&lpg=PA121&dq=reine+aram%C3%A9enne&source=

bl&ots=p17iZI2cpg&sig=hnyHMRglOqiwHG0Dhftwd6yhrbg& hl=fr&ei=

TcnUS_OAJoiC_AaJ9_mxDw&sa=X&oi=book_result&ct=

result&resnum=7&ved=0CCQQ6AEwBg#v=onepage&q=reine% 20aram%C3%A9enne&f=false

BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285.

http://books.google.com/books?id=iyk...&pg=PA267&lpg=

PA267&dq=the+arameans&source=bl&ots=XhI3QYGOiZ&sig =

5phQtCcr99YBQLgYhE6Rm4Hn6YI&hl=fr&ei=LLipSdW_GOTSj Ae38JTjDw&sa=

X&oi=book_result&resnum=6&ct=result#v=onepage&q=th e%20arameans&f=false

LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).

http://books.google.ca/books?id=rrMK...r=&as_brr=3#v=

onepage&q=aram%20naram&f=false

هنالك كتاب مهم جدا حول تواجد القبائل الكلدانية و الآرامية و هو

COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996.

كما أن بعض المواقع التاريخية قد نشرت عددا كبيرا من الكتابات الأكدية أو ترجمة إنكليزية لها و هي تحتوي على معلومات قيمة حول أجدادنا الآراميين .

http://www.livius.org/cg-cm/chronicles/chron00.html
ب - 1200 ق.م : الغزوات الآرامية .

إنها فترة تكتنفها الغموض كما ذكرت الباحثة هيلين صادر : مجيئ شعوب البحر و تدميرهم لمدن الساحل السوري و توقيفهم على حدود مصر . ثم إختفاء سقوط الدولة الحثية المفاجئ و إبتعاد النفوذ المصري سوف يسمح للقبائل الآرامية في السيطرة على الشرق برمته ثم تأسيس دويلات آرامية عديدة في بيت نهرين ) الجزيرة) و بلاد آرام أي سوريا .

أما في العراق القديم فقد تدفقت القبائل الآرامية و إجتازت نهر الفرات كما إجتازت نهر دجلة في أماكن عديدة و إستوطنت على ضفاف هذه الأنهار. أغلب المعلومات مأخوذة من كتابات الملوك الأشوريين التي تتكلم عن تدفق القبائل الآرامية .

هنالك كتابة أكادية من بلاد أشور تلقي بعض الأضواء على هذه المرحلة : أنظر الى هذا الرابط

http://www.livius.org/cg-cm/chronicl...h-pileser.html
هذا النص الأكادي يتكلم عن حصار المدن الأشورية من قبل القبائل الآرامية التي تدفقت كألطوفان مما أجبرت الأشوريين على أكل لحوم البشر من أجل بقائهم أحياء . و قد أجبر الأشوريين على الهرب الى الجبال و حصل الأراميون على ذهبهم و فضتهم و مقتنياتهم...هذا النص يشير إلينا مدى توغل القبائل الآرامية على ضفاف نهر دجلة....
ج - ما هو الفرق بين القبائل الكلدانية و الآرامية ؟

لقد سكنت هذه القبائل الكلدانية و الارامية في بلاد اكاد منذ 1100ق.م. و كانت العلاقات التجارية متبادلة و التحالفات العسكرية دائمة خاصة ضدالملوك الاشوريين . من المعلوم ان القبائل الارامية قد جاءت من بادية سوريا لذالك يطلق عليهم العلماء اسم ساميين غربيين، و قد اختلف العلماء في بداية القرن الماضي عن موطن القبائل الكلدانية، اليوم اغلب المؤرخين يعتبروهم من الساميين الغربيين وسرعان ما طرح السؤال التالي هل يوجد علاقات قربى بين الكلدانيين و الاراميين ؟ المؤرخ برينكمان و رايه مهم جدا في الموضوع كتب صفحة266 = انه من الممكن وجود بعض علاقات القربى مع الاراميين =جواب متحفظ من مؤرخ مؤمن بالبراهين المبنية على النصوص فهو يقول

- و هذا صحيح ـ ان الملوك الاشوريين قد ميزوا بين القبائل الكلدانية والقبائل الارامية إ و قد اشار في كتابه ايضا ان القبائل الكلدانية قد تاثرت بالحضارة الاكادية فاخذوا اسماء اكادية و عادات اكادية و حتىاللغة الاكادية و عاشوا في داخل مدن قرى بلاد اكاد بينما القبائل الارامية عاشت بعيدة عن المدن في البداية و حافظوا علىلغتهم و حياتهم القبلية و عاشوا بعيدين عن السلطة. المدهش في راي المؤرخ برينكمان انه يعرف جيدا=

-التنظيم القبلي هو متشابه بين المجموعتين، القبيلة تسمى ب بيت ... مثل القبائل الارامية ثم وجود شيخ او ناسيكو على راس القبيلة.

-يوجد قبيلة كلدانية اسمها بيت عديني و هو نفس اسم القبيلة بيت عديني على الفرات الاوسط حيث دافع الملك = احوني = ضد الجيش الاشوري الكثير العدد و يعتبره المؤرخ بول غارللي رمز المقاومة الارامية إذاكورو شيخ قبيلة بيت شئالو الكلدانية الذي خضع سنة 745ق.م لتغلت فلاسر الثالث و لكنه قاوم مجددا، فالقي القبض عليه و اقتيد مكبلا الى بلاد اشور. ذاكورو اسم هذا الشيخ هو اسم ملك حما الارامي ذاكورإ

-هذه القبائل عاشت مئات السنين جنباالى جنب بدون اي عداء و بالعكس كانت متحالفة دائما ضد الملوك الاشوريين. -معظم المؤرخين المختصين بالتاريخ الارامي في الربع الاخير من القرن العشرين اعتبرواالقبائل الكلدانية من القبائل الارامية لقد تم مؤخرا اكتشاف عدد كبير من الرسائل في مدينة نيبور و لحسن حظنا هذه الرسائل كانت متبادلة بين حاكم نيبور الكلداني مع بقية القبائل الكلدانية و الارامية.

د - أسماء القبائل الكلدانية و معانيها

بيث داكوري ـــ جنوب شرقي بورسيبا

بيث عموقاني ـــ شمال اوروك

بيث يقين ـــ حوالي مدينة اور

بيث شئاللي ـــ بالقرب من بحر كلدو الخليج الفارسي

بيث شيلاني ـــ متواجدون

في الشرق من بيث داكوري .

جميع اسماء هذه القبائل لها معنى في اللغة الارامية .

-داكور = اي الذكر.

-عموقاني = اي الرجل القادم من الاراضي المنخفضة او من الوادي.

-يقين = من يقين ايل اي ان الاله سوف يجعلني يقينا.

-شئاللي = من شئالتي ايل اي سئلت الاله.

-شيلاني = يفسرها ليبنسكي.

-نبيل= الاصل

ه - لائحة بأسماء القبائل الآرامية .

نستطيع أن نتعرف على إنتشار القبائل الآرامية من خلال الكتابات الأكادية التي دونها الأشوريون حول قتالهم و محاربتهم للقبائل الآرامية. ذكر تغلت فلأسر الثالث 745 - 724 ق.م بأنه إنتصر على كل الآراميين الموجودين على ضفاف نهر دجلة و الفرات و سورابو حتى نهر أوكنو. راجع kupper صفحة 128 .

و قد وردت أسماء 36 قبيلة آرامية ذكر الملك تغلت فلأسر الثالث أنه حاربها و هي :

راجع Brinkman صفحة 270
1-It'u
2-Rubu
3-Hamaranu
4-Luahuatu
5-Hatal
6-Rublu
7-Hiranu
8-Rafiqu
9-Rabilu
10-Nasiru
11-Gulus
12-Ka-()
14-Rhiqu
15-Rummulutu
16-Adile
17-Kifre
18-Ubudu
19-Gurunu
20-Hudatu
21-Hinderu
22-Donanu
23-Pamunu
24-Nilqu
25-Rade
26-Da-()
27-Ubulu
28-Karamu
29-Amlatu
30-Ru’a
31-Qabi’
32-Li’tau
33-Marusu
34-Amatu
35-Hagaranu
36-Puqudu

من يريد أن يتعمق في تاريخ هذه القبائل و أماكن تواجدها عليه أن يراجع كتاب LIPINSKI فهو مليئ بالمعلومات عنها .

ثالثا - من هو الشعب البابلي ؟

في مقال سابق عنوانه : " البابليون" تسمية شعب عريق أم تسمية جغرافية محددة ؟ شرحت أنه لا يوجد شعب بابلي بل تسمية " بابلية"

أطلقت على سكان العراق القديم .

من المؤسف أن علماء الآثار و بعض الباحثين لا يزالون يستخدمون التسمية البابلية كأنها تسمية إتنية تدل على شعب محدد . فحمورابي المشترع المشهور العموري أصبح " بابليا" و نبوخد نصر الكلداني الآرامي هو أيضا يصبح " بابليا" !

يجدر بنا أن نعرف أن أسماء جنوب و وسط العراق كانت :

*بلاد سومر بين 3500 - 2300 ق.م

*بلاد سومر و أكاد 2300 - 1200 ق.م

*بلاد كردونياش 1600 - 1200 ق.م

*بلاد أكاد 1200 - 520 ؟ ق.م

*بلاد بابل 520 ق.م - 642 ب.م تقريبا

بعض الملاحظات المهمة:

أ - لقد أطلق الشعب الكوشي Cassites تسمية كردونياش على جنوب و وسط العراق بين 1600 و 1200 ق.م . الغريب أن الأشوريين ظلوا يستخدمون تسمية كردونياش مئات السنين بعد إندثار الحكم الكوشي !

ب - إن السلالة الكلدانية الآرامية التي حكمت بلاد أكاد لفترات متقطعة قد حافظت على تسمية بلاد أكاد بالرغم من وجود منطقة مات كلدو !

ج - أن الفرس بعد قضائهم على الكلدانيين الآراميين سنة 538 ق.م عمدوا الى إنشاء مرزبانة جديدة تحت إسم " بابل". هذه التسمية الإدارية الجديدة سوف تنتقل الى العلماء اليونانيين القدامى الذين سيعممون التسمية " البابلية" على سكان العراق القديم بالرغم من أن أكثريتهم الساحقة كانت تنتمي الى الآراميين .

د - المدهش أن آباء الكنيسة السريانية الشرقية قد رفضوا إستخدام تسمية بابل الإدارية و ظلوا يستخدمون التسمية الوطنية " بيت آراماي" أي بلاد الآراميين و المصادر السريانية الشرقية مليئة بالشواهد على إستخدام هذه التسمية الوطنية .

ه - للأسف الشديد لقد تأثر علماء الآثار في القرن التاسع عشر بالمفهوم اليوناني للتسمية البابلية فعمدوا بدورهم بإطلاق التسمية البابلية على سكان العراق القديم : المضحك المبكي أنهم يتحدثون عن فترة بابلية أولى (أيام حمورابي) و فترة بابلية ثانية (أيام نبوخدنصر(.

الخاتمة

أ - إن أغلبية مسيحي العراق هي من جذور آرامية واضحة : إن عدم إدراك البعض و تجاهل البعض الآخر لا يعني أن جذور السريان في العراق هي مجهولة !

ب - المدهش أن السريان المشارقة كانوا يعرفون - في الماضي - أن جذورهم آرامية ( ففي قاموس علي بن بهلول من القرن العاشر نجد : كان السريان يعرفون قديما بالآراميين (أما الأحزاب السياسية التي تدعي أنها تعمل من أجل الوحدة و مصلحة السورايي فهي تتنكر لهوية أجدادهم الآراميين .

ج - إن تسمية بيت نهرين لم تطلق تاريخيا و جغرافيا على العراق .السؤال هل الأغاني القومية التي تتمجد ببيت نهرين تقصد الجزيرة أم العراق ؟

د - التسمية البابلية لا تشير الى شعب له إتنية أو حضارة خاصة و لكنها تشير - خاصة في الألف الأول قبل الميلاد- الى أجدادنا الآراميين !

ملاحظة أخيرة
إن هذا البرنامج سيكون في برنامج " سبوت لايت" للإعلامية مايا مراد في مساء يوم الجمعة في 28 أيار . شكري الى فضائية سوريويو سات
و الى مسؤولي موقع نسور السريان الذي سيلعب دورا مهما في النقاش و الردود حول هذا الموضوع المهم . إنني سأرد على كل التعليقات المسؤولة
التي ستكتب على هذا الرابط
http://www.nesrosuryoyo.com/forums/v...p?f=129&t=2449
هنري بدروس كيفا

374
"السمكة الحمراء" تفضح جهل بعض المواقع السريانية !

يتظاهر بعض الإخوة بالتعجب عندما يطلعون على بعض ابحاثي التي تدافع عن اسم لغتنا السريانية و تاريخها أو هويتنا السريانية اي الآرامية . بعض المشرفين في المواقع السريانية - تحت شعار انا مسؤول و لكن غير مذنب - ينشرون مقالات ( و ليس دراسات). . . مزورة لهوية اجدادنا التاريخية و تاريخ لغتنا السريانية المقدسة . " من اعمالهم تعرفونهم " كما يقول لنا الانجيل ، اريد من خلال هذا المقال تنبيه القارئ على ضعف بعض المواقع السريانية التي تنقل المواضيع التاريخية المزورة لتاريخ اللغة السريانية و هي تساهم في تشويه تاريخ اللغة السريانية !

اولا - هل تطور علم التاريخ ؟

كل العلوم تتطور بشكل رهيب ، التاريخ بالرغم من انه يدرس في كليات الآداب و العلوم الانسانية هو علم كسائر العلوم هدفه المعلن هو كشف الحقائق و تواريخ الشعوب . المشكلة ان بعض الدول المتقدمة قد سيست التاريخ فالبرامج الدراسية لا تتكلم عن تدخل هذه الدول في شؤون الشعوب : خير مثال ما فعلته فرنسا و بريطانيا بعد الحرب الكونية إذ اجبرت عصبة الامم على توكيلهما تطبيق نظام الانتداب على الشرق . فرنسا تدعي انها مندبة يعني انها ستعلم شعوب المنطقة كيفية تأسيس الدولة المستقلة و النظام الديموقراطي و لكنها في الحقيقة جاءت الى الشرق لاستعماره و نهب خيراته !

هنالك امثلة عديدة : الافلام الاميركية التاريخية كانت حتى اواخر الستينات من القرن العشرين تصور لنا السكان الاصيلين ( الهنود الحمر ) على انهم شعوب متوحشة تنكل بالمهاجرين الى العالم الجديد ! الحقيقة التاريخية ان سكان اميركا الاصيلين هم ضحايا سياسة المستعمرين البيض الذين فتكوا بالسكان الاصيلين و سرقوا اراضيهم و شردوهم في اراضيهم التاريخية .

علم التاريخ تطور كثيرا و لكن من الصعب على القارئ ان يلاحظ هذا التطور اذا لم يكن باحثا او متابعا للمواضيع المطروحة : سوف نعالج موضوع تطور اللغة و الابجدية الآرامية السريانية و في نفس الوقت سوف نقارن مع موضوع عنوانه

"لوحات تطور الأبجدية السريانية للملفونو يعقوب يوسف حقو " موجود على هذا الرابط

http://www.qenshrin.com/details.php?id=19566

ثانيا - " السمكة الحمراء" ؟

كل الاطفال يحبون الاسماك الملونة و لكن اطفالنا يحبون السمكة الحمراء ربما لانها معروضة للبيع في اماكن عديدة. انني شخصيا احب السمكة الحمراء الشفافة TRANSPARENT التي استطاع العلماء اليابانيون في جامعة ناغويا NAGOYA ان يتوصلوا الى هذا الاكتشاف العظيم .اعتقد ان جامعة هيروشيما سنة 2007 هي اول من استطاع من تحول جلد الضفدعة الى جلد شفاف TRANSPARENT اي اننا نستطيع ان نرى الاعضاء الداخلية مثل القلب و الامعاء بدون شق ( قتل) الضفدعة في التجارب الاختبارية . تسعى جامعة هيروشيما الى بيع الضفادع الشفافة الى المختبرات و المدارس كي يتمكن الطلاب من دراسة الضفدعة بدون قتلها و سيتراوح سعر الضفدعة حوالي 70 دولار اميركي ! اتمنى من القارئ ان يسأل نفسه:

* هل سمع قبلا بوجود ضفادع و اسماك شفافة ؟

* هل يصدق بوجود سمكة حمراء شفافة ؟

* هل يريد او هل يستطيع ان يتأكد من صحة هذا الاكتشاف ؟

ثالثا -لوحات تطور الأبجدية السريانية للملفونو يعقوب يوسف حقو

نشر موقع قنشرين هذا المقال منذ عدة ايام و نقلت بعض المواقع السريانية هذا المقال . و من له اطلاع بسيط بتاريخ الابجدية السريانية سوف يلحظ عددا كبيرا من الاخطاء التاريخية و المفاهيم الخاطئة لجذور اللغة الآرامية: سوف اكتفي بذكر بعضها.

أ - كتب صاحب هذا المقال " منقول من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ومراجع أخرى" . ان اغلب المقالات الموجودة في ويكيبيديا (خاصة في اللغة العربة) هي مقالات غير علمية يكتبها اناس غير متخصصين في هذه المواضيع . موسوعة ويكيبيديا ليست مرجعا علميا .

ب - ورد في ويكيبيديا " ففي القرن السابع ما قبل الميلاد، اعتمدت الدولة الفارسية الأحرف الآرامية كأحرف رسمية ومنها تطورت الأبجديات الآسيوية."

*لقد انتشرت اللغة الآرامية في كل ارجاء الامبراطورية الاشورية لكثافة العنصر الآرامي و لكن اللغة و الكتابة الرسمية ظلت للاكادية.

* لقد ورث الكلدان امبراطورية الاشوريين بعد القضاء عليهم سنة 612 ق.م و بالرغم ان الكلدان كانوا آراميين و كانت لغتهم الام هي الآرامية فإن اللغة الاكادية و كتابتها المسمارية ظلت رسمية في كل انحاء الامبراطورية .

* صحيح جدا ان الفرس قد استخدموا اللغة الآرامية كلغة رسمية في جميع انحاء امبراطوريتهم الواسعة و لكن هذا الحدث المهم قد تم بعد سقوط الدولة الكلدانية سنة 538 ق.م و ليس في القرن السابع كما ورد في الويكبديا !

ج - هنالك نقطة ايجابية في المقال المنقول عن الويكبديا و هي ان صاحب المقال لا يربط او لا يدعي ان الأبجدية الآرامية متحدرة من الكتابة و اللغة الاكادية كما كان يدعي ملفونو يعقوب يوسف حقو رحمه الله .

رابعا - هل تطورت الابجدية الآرامية من الكتابة المسمارية ؟

قبل التعليق على لوحة المرحوم ملفونو يعقوب يوسف حقو احب ان اذكر القارئ ان سيادة المطران جورج صليبا الموقر قد نشر هذه اللوحة على غلاف كتابه " معلم اللغة السريانية " و قد ادعى في مقدمته " صفحة 20 " ... بينما لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة ". راجع موقع نسور السريان

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/v...p?f=129&t=2231

أ - لا يوجد اي عالم متخصص في تاريخ و تطور الابجدية الآرامية يدعي ان الابجدية الآرامية او حتى الكنعانية قد تطورت مباشرة او حتى بطريقة غير مباشرة من الكتابة المسمارية .

ب - العلماء يرجحون ان الكنعانيين قد اوجدوا الكتابة الابجدية معتمدين على آخر التطورات في الكتابة الهيروغليفية و الإيبلية .

ج - طبعا اقدم كتابة مسمارية سومرية تعود الى اواسط الألف الرابع قبل الميلاد . و الكتابة المسمارية الاكادية الى اواسط الألف الثالث ق.م . أما اقدم الكتابات الكنعانية ( الفينقية ) فهي من القرن الحادي عشر ق.م و اقدم كتابة آرامية ( سريانية ) فهي من القرن العاشر ق.م .

د - ان لوحة الاستاذ يعقوب يوسف حقو هي غير علمية و لا تعتمد على مراجع علمية فمن العار علينا في القرن الواحد و العشرين إيهام السريان ان الأبجدية الآرامية متحدرة من المسمارية لأن الاستاذ حقو كان يؤمن بهذه الفكرة !

ه - تطور العلوم مبني على تجارب سمحت للإنسان ان يتعرف على محيطه اما تطور معرفتنا لتاريخ تطور الابجدية الآرامية فهو مبني على النصوص المكتشفة التي درسها علماء متفرغون لدراسة النصوص الآرامية.

و - لقد التقيت بالعالم ANDRE LEMAIRE وهو اشهر الباحثين في قراءة الكتابات الآرامية و ترجمتها و لم اتجاسر ان اسأله" هل فعلا الأبجدية الآرامية متحدرة من المسمارية ؟" سؤال غير علمي يفضح جهلنا بتاريخ لغتنا الآرامية و تطورها !

ز - إنني لا اعرف من هو الاستاذ يعقوب يوسف حقو ؟ هل هو متخصص في تاريخ اللغات الشرقية و تطور ابجديتها؟ إنني لا اعتب عليه رحمه الله و لكنني اعتب على المشرفين على المواقع السريانية الذين ينشرون معلومات صحيحة و خاطئة مما يربك المثقف السرياني .

ح - لقد أخطأ الاستاذ يعقوب يوسف حقو بوضع الكتابة المسمارية ضمن الأبجديات الشرقية ( السامية) اللغة الاكادية هي لغة شرقية (سامية) و لكن كتابتها المسمارية كانت تتألف من حوالي 600 كتابة وبالتالي لم تكن ابجدية !

ط - إن العنوان بحد ذاته لهو دليل على عدم الموضوعية و الصدق "لوحات تطور الأبجدية السريانية للملفونو يعقوب يوسف حقو " طبعا لأن الكتابة المسمارية و اللغة الاكادية ليست سريانية و الأبجدية الفينيقية هي كنعانية و ليست سريانية . لو كان العنوان في هذا المقال" لوحات تطور الأبجدية" لكانت المشكلة أخف ...

الخاتمة

أ - هذا المقال يزور تاريخ تطور الأبجدية الآرامية و هو دعوة صارخة كي نتعلم تاريخ ابجديتنا الآرامية ضمن مراجع علمية موثوقة .

ب - إن سيادة المطران جورج صليبا الموقر قد وضع هذه اللوحة على غلاف كتاب مهم" معلم اللغة السريانية " و قد ذكر في مقدمته أن لهجة طور عبدين هي أكادية قديمة بدون أية براهين . السؤال هل إنخدع سيادة المطران صليبا بهذه اللوحة المزورة لتاريخ أبجديتنا ؟

ج - هل سيحول المتطرفون هذه اللوحة الى " برهان علمي" على أن اللغة السريانية هي سليلة اللغة الأكادية ؟

د - كتب يوكاتا تمريو YUKATA TAMARU العالم من جامعة ناغويا حول السمكة الحمراء الشفافة " أنت تستطيع أن تشاهد قلبها الذي يخفق و كل الأعضاء ( الداخلية) لأن جلدها شفاف ...و حتى تستطيع أن تشاهد عقلها الصغير فوق عينيها " . يطلق اليابانيون إسم RYUKIN أي السمكة الحمراء باللغة اليابانية .

ه - لقد فقدت المواقع السريانية مصداقيتها عندما تنشر المقالات غير العلمية المزورة لتاريخ لغتنا الآرامية و تطور أبجديتها . لقد أصبحت مواقف هذه المواقع السريانية " شفافة" و صار المثقف السرياني يتعجب حول أهداف هذه المواقع .

و - إتصل بي سرياني من ألمانيا معاتبا " كيف تدافع عن هويتنا الآرامية و تقبل من موقع سرياني أنت مسؤول فيه ينشر مقالات ضد الآراميين؟" و بعد دقائق قليلة فهمت من صاحبي أنه غاضب لأن موقع طيباين قد نشر خبرا عن قاموس سرياني عربي على النت و لكنك عندما تدخل على الرابط تجد آشوري عربي أنظر الى هذا الرابط

http://www.lishani.com/

لقد أجبت صاحبي " إنني لست مسؤولا في أي موقع سرياني و عليه أن يعترض في كل موقع ينشر هذا النوع من الأخبار ..." أخيرا لقد تعرضت مدينة هيروشيما لقصف بالقنبلة النووية خلال الحرب العالمية الثانية و دمرت كليا و لكن الشعب الياباني الجبار إستطاع أن ينهض و ها إن العلماء في جامعة هيروشيما يحققون منجزات علمية رائعة. متى ينهض شعبنا الآرامي ؟ متى يتوقف بعض المشرفين السريان في إعادة نشر المقالات غير العلمية بين المثقفين السريان ؟
هنري بدروس كيفا

375
تعليقات حول المفاهيم القومية عند الكلدان المعاصرين

  لقد نشر الاخ  يوحنا بيداويد مقالا مهما حول خسارة اخوتنا الكلدان للإنتخابات الأخيرة . عنوان المقال " دراسة موضوعية  لماذا خسر الكلدان في الانتخابات؟" موجود على هذا الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,399816.0.html
  لقد لاقى هذا المقال إقبالا قويا لأهميته او ربما لأن كاتب المقال هو اكاديمي نزيه و مقالاته تتسم فعلا بالموضوعية . لن اتطرق الى أسباب فشل إخوتنا الكلدان للإنتخابات الأخيرة و لكنني سأعلق على النقطة الرابعة في مقال الأخ بيداويد .و هي بعنوان" المفهوم القومي عند الكلدان لا زال ضبابيا وغير واضح، فهم منقسمون الى ثلاثة فئات مختلفة..."

اولا - مفاهيم الهوية و القومية و التسمية الكلدانية عند المفكرين و الكتاب الكلدان .

من يراقب كتابات إخوتنا الكلدان حول هذه المواضيع الحساسة يجد ان كل مجموعة تفسر هذه الكلمات حسب مفاهيمها . وكان الأخ حبيب تومي قد دعا منذ اكثر من سنة الى عقد مؤتمر كلداني عالمي كنت شخصيا من أول المشجعين الى إنعقاده نظرا للإيجابيات التي لا زلنا ننتظرها من وحدة الكلدان السياسي مقالي حول المؤتمر " هل ينجح "المؤتمر الكلداني العالمي" في تحقيق " اعجوبة " حول هويتنا التاريخي؟" موجود على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/090206.htm

كنا و لا زلنا ننتظر " أعجوبة" من إخوتنا الكلدان و هي بكل بساطة التعرف على تاريخ الكلدان الحقيقي او بعبارة " اوضح " يجب ان تتطابق مفاهيم الكلدان الحديثة لهويتهم التاريخية !

يجب ان نتعلم من تجربة إخوتنا السريان المشارقة الذين يؤمنون بالطروحات التاريخية المزيفة و يحاولون تزوير اسمنا و هويتنا و اسم لغتنا كي تتطابق مع مفاهيمهم الخاطئة !

ثانيا - مفاهيم الكلدان للهوية حسب المفكر بيداويد المفهوم القومي عند الكلدان لا زال ضبابيا وغير واضح، فهم منقسمون الى ثلاثة فئات مختلفة حسب مايلي:-

الفئة الاولى، لا يميزون بين علاقتهم الايمانية بالكنيسة وعبادة الله  كمسيحيين ووجودهم الانساني كبشر وفي مجتمع له ظروفه الزمنية والمكانية ،  الامر الذي يجعلهم يحتاجون الى التعبير او الدفاع عن انفسهم في القضايا السياسية والحكومات التي تشرع القوانين الارضية وتنظم طريقة سير الحياة الاجتماعية الزمنية.  فيشبهون مثل المسيحيين الاوائل في زمن مار بطرس الذين باعوا كل ممتلكاتهم وجلسوا ينتظرون مجيء الثاني للمسيح قريبا !!!. وكأن العالم كله يؤمن اليوم بالقيم المسيحية وان ملكوت الله متحقق حولهم. مجرد ايمانهم بالمسيحية كل حقوقهم مضمونة و تُعطى لهم.!!!.  اما في المهجراصبح عدد الاكبر غير مبالي بماضيه وجذوره ووقعوا في مستنقع الفكر المادي واصحبت المادة القبلة التي يوجهون اوجهم اليها ، متناسين علاقتهم العضوية باخوتهم في ارض الوطن وما حصل ويحصل لهم!.

الفئة الثانية، هي التي ترى لايوجد فرق بين الطوائف والتسميات المسيحية من الكلدان والاشوريين والسريان انهم شعب واحد قومية واحدة ودين واحد وتاريخ واحد وارض واحدة،  لذلك هم مندمجون في تلك الاحزاب الاخرى من شعبنا مثل زوعا والمجلس الشعبي والوطني و بين النهرين يعملون بكل جهدهم فيها، ويظنون انهم يمثلون الصوت الكلداني القومي الحقيقي،  دون مبالين للمتعصبين الاشوريين في هذه الاحزاب ربما يخدعونهم ويتركونهم يشعرون بان كلدانيتهم ليست سوى صفة كنسية وان الاشورية وحدها الاسم المقدس الذي ظهر في حضارة الرافدين. اكثرهم يسكتون على هؤلاء المتعصبين بل لا يتجرؤون الرد عليهم خوفا من طردهم او فصلهم من هذه الاحزاب.

الفئة الثالثة والاخيرة،  هم من يؤمنون بان الكلدان قومية عراقية لوحدها وان جذورهم ترجع الى الدولة الكلدانية الاخيرة التي بدورها ترجع الى البابليين في مراحلها الثلاثة والاكديين والعاموريين وهم احفاد السومريين. لا علاقة لهم بالاشورية او السريانية ابدا وان كانت الوقائع عكس ذلك.  هؤلاء كانوا قلة قليلة الى حد قبل عشرين سنة لكن بعد حرب الخليح وظهور بوادر حصول تغير في العراق نشطوا كثيرا وان عددهم في الزيادة على الرغم من قلة خبرتهم السياسية ووجود انقسامات الكثيرة وصراعات بينهم لاسيما حول المناصب والكراسي والمال وعدم وجود رؤية واضحة لطريقة عملهم السياسية سوى الادعاء بالكلدانية عن طريق المقالات فهم كالاشوريين المتعصبين يلغون فترة زمنية مدتها 1800 سنة من الاندماح معا في الكنيسة الشرقية فقط،  يريدون ان يتذكروا الدولة البابلية ويطفرون فوق هذه الفترة الطويلة الى نهاية القرن التاسع عشر و العشرين بصورة غريبة !!!!. فهم بعيدون عن الساحة السياسية والواقع وان نتائج الانتخابات الاخير كشفت لهم هذه الحقيقة. ولكن على الرغم من الخسارة كبيرة التي لحقتهم لا زال البعض منهم مستمر في ادعاءاته غير الواقعية وغير المدروسة؟؟ ويدعي انه نبوخذ نصر القادم للكلدان.

أ - صحيح انه من الموضوعية القول ان مفاهيم الكلدان للهوية لا يزال ضبابيا و غير واضح و لكن ليس من الباب العلمي و الموضوعي عدم ذكر الفئة المهمة من الكلدان التي تؤمن بهويتها و جذورها الآرامية .

ب - ينتقد المفكر بيداويد عن حق " الفئة الأولى" التي تنتمي الى الكنيسة الطائفة و تبتعد عن هويتها لأن رجال الدين الكاثوليك يهتمون بالأمور الروحانية اكثر من القومية : الملكوت هو في السماء و ليس على الأرض و لا يهتمون اذا كانت اقلية من الجاهلين تقود الأكثرية الكلدانية نحو ترك أراضيهم التاريخية !

ج -  الفئة الثانية التي تؤمن بأن الكلدان هم جزء من امة السوراريي ولكن السؤال المهم هل الكلدان العاملين في الأحزاب الاشورية لها مفهوم للهوية الكلدانية و هل فعلا يجهلون ان الاحزاب الاشورية تستغلهم ؟

د - ذكر المفكر بيداويد هذه الجملة "  ويظنون انهم يمثلون الصوت الكلداني القومي الحقيقي". هذا يدفعنا الى سؤال بسيط من يمثل الصوت الكلداني الحقيقي ؟

ه - الفئة الإنعزالية الكلدانية : هذه الفئة تغامر في تبني طروحات غير علمية يدعيها الفنان عامر فتوحي و هي تدعي أن الكلدان هم أقدم الشعوب و يعود تاريخهم الى 5300 قبل المسيح أي أن الكلدان كانوا متواجدين قبل الشعب السومري ! للأسف أن كثيرين من الكلدان لم يتحققوا في تطرف هذه الطروحات التي تعزل الكلدان عن هويتهم التاريخية الحقيقية !

ثالثا - الكلدان المعاصرون و هويتهم التاريخية.

  *كل باحث في مصادرنا السريانية الشرقية يجد عشرات النصوص التي تؤكد أن السريان المشارقة ( أو السريان النساطرة) كانوا يذكرون جذورهم الآرامية . لذلك نرى أن الباحثين في تاريخ الكنيسة الكلدانية
يؤكدون أن جذورها هي سريانية آرامية :

أ - دراسات الأب المؤرخ البير أبونا : و هو الباحث الشجاع الذي وضع النقاط على الحروف كي يفهم الجميع ...

ب - سيادة المطران لويس ساكو الذي يؤكد أن إسم الكنيسة العلمي هو الكنيسة السريانية الشرقية و أن السريان يتحدرون من الآراميين . بحثه في مجلة ينابيع سريانية Sources  Syriaques الصادرة 2005 يؤكد ذلك .

ج - غبطة البطريرك عمانوئيل دلي الموقر الذي صرح "  لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي. ليعش العراق بكافة قومياته عربا وكردا وأراميين وأيزيديين وصابئة وشبك."

   *أسئلة  تنتظر إجابات " موضوعية"

أ - من هم الكلدان القدامى ؟ شعب متواجد ( في مخيلة فنان) قبل التاريخ أم شعب له تاريخ واضح مبرهن بالوثائق ؟

ب - هل الكلدان المعاصرون يتحدرون من شعب قديم و عمرهم ( الفني) هو 7300 سنة أم يتحدرون من القبائل الكلدانية التي يعود تاريخها الى حوالي 3000 سنة ؟

ج - هل القبائل الكلدانية التي صهرت بقايا الشعوب القديمة في جنوب و وسط العراق و التي قضت على الإمبراطورية الأشورية سنة 612 قبل الميلاد هي قبائل آرامية  أم  قبائل مستقلة ؟

د - إذا كانت القبائل الكلدانية مستقلة عن الآراميين : لما أطلقت التسمية " بلاد الآراميين" على العراق القديم ؟ و لما المصادر  السريانية الشرقية تؤكد على الإنتماء السرياني الآرامي ؟

الخاتمة

إن مقال السيد بيداويد هو مهم جدا لأنه يبرهن لنا أن أغلبية إخوتنا الكلدان تتعلق بالتسمية الكلدانية و لكنها تتجاهل تاريخ هذه التسمية ! إن هذا المقال ليس موضوعيا عندما لا يذكر أية فئة من الكلدان التي تؤمن بجذورها الآرامية الحقيقية : إنني شخصيا أعرف العشرات !

لقد إنتشر الفكر الأشوري بين السريان النساطرة في بداية القرن العشرين و تحول الى " ايديولوجية" مزيفة لهوية السريان النساطرة التاريخية يؤمن بها رجال الدين و الأحزاب و الأفراد .

هل تتحول التسمية الكلدانية الى " ايدولوجية" جديدة مزيفة لهوية السريان الآراميين المشارقة ؟ هل " الهوية الكلدانية" تستطيع أن توحد كل المسيحيين المشارقة ؟

أترك الأجوبة الى الإخوة الكلدان : نحن لا زلنا ننتظر " أعجوبة" منهم و هي إعتماد تاريخ الكلدان الحقيقي و الإبتعاد عن تاريخ الكلدان الفني و التجاري و السياسي !

هنري بدروس كيفا

376
إذا أردت أن تعرف مستقبل أمة أنظر الى شبابها

رسالة شكر الى الشاعر إسحق قومي و الى مسؤولي موقع الجزيرة

من أقوال المناضل الأرمني غارجين نجاده Garegin Njdeh أوبالأحرى غارجين تر- هاروتينيان الذي ولد سنة 1886 و ناضل في سبيل الشعب الأرمني و القضية الارمنية الى آخر لحظة من حياته. توفى سنة 1955 و حياته مليئة بالعمل من أجل الشعب الارمني :مقاومة عسكرية ضد العثمانيين و ضد السوفيات بعد إحتلالهم لأرمينيا،
كتب عديدة ، مشاركة فعلية لإنقلابات عسكرية ، خطابات عديدة من أجل حث الشعب الارمني من أجل النضال .

هذا المقال هو رد صريح على مقال للشاعر اسحق قومي الموقر اللذي سخر قلمه و نشر كلمات شجاعة ، نابعة من القلب و العقل ، من أجل تنبيه بعض الإخوة عن ردودهم السلبية و أثرها بين القراء . المقال موجود على هذا الرابط
http://www.freesuryoyo.org/index.php...=1670&Itemid=2
أولا - تعليقي على المقال

أ - موقف شجاع : من النادر أن نرى أكاديميا سريانيا يتبنى مواقف شجاعة تطالب المواقع السريانية بحذف الكلمات الجارحة ، فشكرا لك و لموقع الجزيرة اللذي حذف بعض الردود غير اللائقة .

ب - أخ اسحق قومي ، إن موقفك رائع خاصة عندما كتبت "لكي تستطيع أن تقوم بعملية النقد الموضوعي وليس العبثي عليك أولاً أن تملك القدرة والموهبة والمادة العلمية من منابعها وليس مجرد مفردات وأقوالٍ عابرة ثم تقوم بمهاجمة هذا أو ذاك.". للأسف الشديد أغلبية الردود هي غير علمية هدفها التهجم .

ج - من المؤسف أن بعض الردود الصبيانية كانت حول تلقيبي بالدكتور علما إنني شرحت مرارا إنني لم أنهي أطروحة الدكتورا . و قد شرحت مرارا لما مجلة آرام كانت تلقبني بالدكتوراند أي الطالب الذي يحضر أطروحة الدكتورا ، إن بعض الإخوة يروجون إنني " أنتحل" لقب دكتور في التاريخ و هذا غير صحيح ربما لأنهم لم و لن يعرفوا ما هو علم التاريخ ؟ و ما هي أهدافه ! أو أنهم لا يستطيعون أن يحققوا في الأبحاث المتواضعة التي أنشرها و التي تفضح زيف طروحاتهم التاريخية . عفوا إذا كنت أنت لا تمانع أبدا أن يدعي أحد الأدباء أن الملك ابجر ملك الرها كان " اشوريا " ! فإنني كباحث في تاريخ السريان ، لا أقبل من هذا الأديب أن يزور هوية الملك ابجر المعروفة من الجميع

!ثانيا - موقف الشاعر إسحق قومي الإنساني لقد كتبت هذا الرد منذ أكثر من سنة و لكنني لم أحب أن أنشره لأنني
لا أحب الخوض في المواضيع حول نفسي لأنني أعتبر النضال من أجل المعرفة و وحدتنا أهم من المهاترات و التعليقات الصبيانية .

لقد أحببت أن أكمل هذا المقال لأسباب عديدة و هي :

أ - لقد أخطأ الشاعر إسحق قومي بتلقيبي بالدكتور ، و قد تحجج البعض كي يتهجموا على الشاعر إسحق قومي . الردود في موقع قنشرين


http://qenshrin.com/xmb/viewtopic.php?f=2&t=15045
ب - الشاعر إسحق قومي يطالب"وأرى أن يقوم الإخوة في أسر التحرير من حذف أية مشاركة تتبنى القذف والإساءة لأي شخصية كانت حتى لو أختلف معها. ولا استثني نفسي أنا اسحق قومي إذا كنت أكتب بما يسيء لنفسي أو للآخرين."

للأسف بعض المشرفين على المواقع السريانية ينشرون و يثبتون المقالات التي تشوه و تزور هويتنا السريانية الآرامية الحقيقية و يسمحون لبعض " الضالين" أن ينشروا تعليقاتهم الجارحة بكل حرية .
ج - كتب الشاعر إسحق قومي" حرامٌ أن نستخدم النيت التي وفرت لنا الكثير في طرح الرخيص من أوهامنا.كما وجدتُ في إحدى المواقع كيف أن أحد الأشخاص سولت له نفسه أن يدبلج بجانب بعض الشخصيات المرموقة أصواتاً منكرةً فعيبٌ هذا الأسلوب وعار علينا نتائجه. "

إنني من ضمن الشخصيات الأربعة و لا يحق لي أن أنشر الرابط الذي أشار إليه الشاعر قومي و لكنني أحب أن أشكر شاعرنا إسحق قومي على إنسانيته المثالية و لأنه " الوحيد" الذي إنتقد هذا الفيلم الذي يشوه صورتنا و نضالنا و في نفس الوقت يفضح " دعاة الفكر الأشوري" الذين يزورون هويتنا السريانية الآرامية و لا يعرفون النضال إلا من خلال الكتابة تحت أسماء مستعارة .

ثالثا - موقف مسؤولي موقع الجزيرة .

لقد نشر الأخ الشاعر إسحق قومي مقاله في عدة مواقع ، و قد حاول بعض الإخوة المدعين بالغيرة السريانية و بالبحث في هويتنا السريانية أن ينشروا معلومات غير صحيحة عن علاقاتي مع المواقع السريانية و قد إدعوا بأنني" مطرود" من عدة مواقع سريانية. و هذا مما دفعني الى كتابة رد صغير الى موقع الجزيرة الذي حذف كل التعليقات الجارحة و هذا يعني أن مسؤولي هذا الموقع قد إنتبهوا الى خطورة تلك الردود التي تشوه سمعة المواقع السريانية قبل أن تشوه سمعتي شخصيا .

إتصل بي صديق سرياني معلقا " هنيئا لك لأنك إستطعت أن تحذف المقال المشوه لك من موقع الجزيرة " أجبت صديقي " أنت مخطئ إن موقع سما القامشلي هو الذي نشر مقالا متهجما لأحد أصحاب الأسماء المستعارة ..." و هنا أكد لي صديقي أن " نفس" المقال قد نشر في موقع الجزيرة و لكن مسؤولي هذا الموقع قد حذفوه .

أحب أن أؤكد للقراء بأنني لم أتصل و لم أطلب من موقع الجزيرة أو من موقع سما القامشلي على حذف هذا المقال الذي يدعي صاحبه بأنني أناقد نفسي . لقد أجبت على هذه النقاط بشكل واضح في مقالي "دفاعا عن لغة و هوية أجدادي الآراميين " منشور على الرابط


http://www.nesrosuryoyo.com/forums/v...p?f=129&t=2114
إنني أشكر مسؤولي موقع الجزيرة على مواقفهم النبيلة و على حرصهم على سمعة المواقع السريانية من حملات أصحاب الأسماء المستعارة . كما أشكر أعضاء موقع سما القامشلي على شجعاتهم في التعبير عن رأيهم و أحب أن أذكرهم بأنني لا أتهرب و لكنني أشجع المواقع السريانية كي تتحمل مسؤولية و جدية النقاش في القضايا
التاريخية .

الخاتمة
نحن نعلم جيدا إن ردود الإخوة أصحاب الأسماء المستعارة هي ردود فعل صبيانية مع أن بعضهم قد جاوز الأربعين . لقد شفقت على أحدهم - عنده الشجاعة أن يعلق على شاشة التليفيزيون- و لكنه لا يملك الشجاعة أن يكتب إسمه الحقيقي و يكون مثالا لبقية الإخوة أصحاب الأسماء و الهويات و البطولات المستعارة .
الى الشاعر إسحق قومي و الى كل المسؤولين في المواقع السريانية شجعوا المواقف المسؤولة ، أنشروا الأبحاث التاريخية العلمية ، كي نخلق في شباب اليوم تعلقهم بأرضهم و هويتهم و تاريخهم الأصيل"

هنري بدروس كيفا

377
الحروف السريانية... تتألق بينما تاريخها يظلم!

أهدي هذا المقال الى الأخ المهندس سمير روهم ابن السريان عن حق و الى اعضاء موقع نسور السريان الغيورين متمنيا قبول عضويتي في هذا الموقع السرياني .
لقد أعاد الأخ سمير نشر مقال في موقع نسور السريان عنوانه" الحروف السريانية . .‏ تتألق بين أنامل الباغديدي بشار" المقال موجود على الرابط التالي:

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/v...=2000%20target


قبل ان اعلق على هذا المقال احب ان اذكر القارئ ان صاحب هذا المقال السيد نمرود قاشا يريد ان يبرز لنا اهمية اللغة السريانية و جمال احرفها و لكنه يردد " قد لا يختلف اثنين على أن الخط السرياني هو أقدم خطوط الأمم و إنهم قد علموا البشرية الكتابة الأولى . ‏ومنهم اخذ الفينفقيين خطوطهم . . ‏". غير صحيح ان الخط السرياني هو اقدم
الخطوط و غير صحيح ابدا ان الفينيقيين قد اخذوا الكتابة او حروف الأبجدية من السريان ( الآراميين( . اذا كانت الحروف السريانية تتألق في معرض بشار الباغديدي فإن مقدمة السيد نمرود تلقي الظلام حول تاريخ هذه اللغة !

اولا - اللغة السريانية و علاقتها بالعائلة السامية .
كتب السيد نمرود " وهي إحدى اللغات المعروفة بالسامية نسبة إلى سام بن نوح. ويشير الكتاب المقدس إلى أن إبراهيم ‏كان سريانياً أي أرامياً مولداً ووطناً )) . وان أقدم اثر وصل إلينا عن اللغة السريانية باليقين التاريخي المحقق ((وذلك نحو 1740 قبل المسيح ))‏.
أ - إن نظرية التسمية السامية هي حديثة جدا و هي نظرية غير علمية نشرها العالم شولتزر في اواخر القرن الثامن عشر. إنني افضل استخدام تعبير " اللغة الشرقية الأم " بدل السامية لأن شخصية سام هي خرافية مثل قصة نوح و الطوفان و غيرها من الاساطير التي نقلها اليهود عن جيرانهم . التوراة تعتبر الفرس من الساميين ولكن التاريخ يثبت لنا انهم شعب هندو اوروبي .

ب - ان كبار المتخصصين في تاريخ اليهود لا يعتبرون ابراهيم سريانيا آراميا لأنهم يؤكدون ان تعبير " كنت آراميا تائها" يعني" كنت بدويا تائها" . وهذا المعنى هو صحيح لأن القبائل الآرامية كانت منتشرة بكثرة في كل الشرق في القرن السادس قبل الميلاد و هي الفترة التي دونت فيها التوراة .
ج - يستخدم السيد نمرود بعض التعابير التي توحي الى دقة المعلومات حول اللغة السريانية مثلا " وان أقدم اثر وصل إلينا عن اللغة السريانية باليقين التاريخي المحقق (( وذلك نحو 1740 قبل المسيح))‏. و للأسف هذا قول غير صحيح لأن اقدم كتابة آرامية اي سريانية تعود الى القرن العاشر قبل المسيح . و طبعا اذا كانت الابجدية
الآرامية موجودة في القرن الثامن عشر ( و هذا غير صحيح ) فلما كانت اللغة و الكتابة الأكادية هي المنتشرة في كل الشرق ؟ هنالك عشرات الكتابات التي وجدت بين 1700 و 1000 ق.م في سوريا و مصر وهي بالكتابة و اللغة الأكادية !
ثانيا - هل يوجد علاقة بين الأبجدية الآرامية و الكتابة المسمارية ؟
كتب السيد نمرود " وأخيراً أقول : أن الأمة السريانية لها الفضل على سائر الأمم المعروفة منذ القديم بأنها هي التي اخترعت ‏الكتابة ومنها تعلمتها سائر الأمم وقد كتبت بالقلم القديم الآرامي (( الذي يقال له المسماري لان حروفه تشبه المسامير ، والتي بلا شك هي مكتوبة باللسان الآرامي ((.
أ - السيد نمرود - سامحه الله - يؤكد أن الأبجدية الآرامية هي أقدم أبجدية في العالم و هذا غير صحيح و نحن كأحفاد هذا الشعب السرياني الآرامي لسنا بحاجة الى نهب منجزات الشعوب التي سبقتنا أو كانت سباقة في التطور الحضاري . أغلبية ساحقة من العلماء تؤكد أن الأبجدية الكنعانية هي أقدم من الآرامية .
ب - السيد نمرود " يدعي" أن القلم الآرامي( الأبجدية) يقال له المسماري لأن حروفه تشبه المسامير ! لعمري هذه نظرية جديدة لن تتألق كثيرا بين المثقفين السريان لأن السيد نمرود قد خلط بين الأبجدية الآرامية و الكتابة المسمارية الأكادية و شتان بين الحروف الأبجدية ( 22 حرف) و الكتابة المسمارية ( التي فعلا تشبه المسامير(.
ج - السيد نمرود يلقي بين القراء كثير من الشك و الظلام حين يكتب " القلم القديم الآرامي الذي يقال له المسماري لان حروفه ‏تشبه المسامير ، والتي بلا شك هي مكتوبة باللسان الآرامي " . فهل السيد نمرود يؤيد بعض المتطرفين الذين يدعون أن اللغة الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية ؟
ثالثا - إنحطاط اللغة السريانية
أ - يردد السيد نمرود بعض المعلومات الخاطئة حول إنحطاط أو إندثار اللغة السريانية الآرامية . فهو يؤكد أن اللغة السريانية لم تعد محكية في أواسط القرن الثامن الميلادي و هذا غير صحيح لأن المصادر السريانية تثبت لنا أن أجدادنا قد حافظوا على لغتهم في كل الشرق حتى القرن
الثاني عشر الميلادي .
ب - إذا كانت بعض المدن دمشق و حلب و بغداد قد تعلم سكانها السريان اللغة العربية بحكم وظائفهم فإنهم ظلوا محافظين على لغة أجدادهم لأن أغلبية مؤلفاتهم كانت بلغتهم الأم أي السريانية .
ج - إن الشعب اليهودي الذي تعلم اللغة الآرامية بعد سبي بابل 587 ق.م قد حافظ على اللغة الآرامية حتى نهاية القرن العشرين. أغلبية اليهود العراقيين الذين هربوا الى إسرائيل كانوا يتكلمون الآرامية أو لهجة السورة الشرقية. و هنالك عالم يهودي قد عاش في الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي و ترك لنا كتابا باللغة الآرامية !
د - بعض المتخصصين في تاريخ اللغة السريانية يطلقون تعبير" عصر السريان الذهبي" في الفترة التي يدعي السيد نمرود ( بدون براهين) أن اللغة السريانية شهدت إنحطاطا !
ه - لقد أحببت أن أصحح هذه الفكرة لأن أجدادنا قد حافظوا على لغتهم الأم في ظروف صعبة جدا فمن العار أن نتسرع بإنكار صمودهم الجبار ! عندما نالت الولايات المتحدة الأميركية إستقلالها في نهاية القرن الثامن عشر كانت اللغة الألمانية هي الأكثر إنتشارا فيها ! السؤال كم من الأميركيين المتحدرين من الألمان قد حافظوا على لغتهم الألمانية الأم ؟


الخاتمة


أ - لقد أحببت أن أظهر للأخ سمير أن الكتاب الذين يكتبون حول اللغة السريانية يرتكبون أخطاء عديدة . قد يكون السيد نمرود لم يرتكب هذه الأخطاء عن عمد و لكن - للأسف - البعض يريد أن يفرض علينا مفاهيمهم المزيفة لإسم لغتنا المقدسة .
ب - إن النقد هو وسيلة للوصول الى الحقيقة و قد ركزت على تاريخ اللغة السريانية و لم أتطرق الى بعض التعابير التي إستخدمها الكاتب مثل " الفتح العربي" .
ج - أتمنى أن يتعرف كل سرياني غيور على تاريخ لغتنا الصحيح و أن نعيد إحياء هذه اللغة التي حافظ عليها أجدادنا مئات السنين بينما فشل المهاجرون الألمان الى الولايات المتحدة في الحفاظ على لغتهم .

هنري بدروس كيفا

378
"لفظة روم لم تعن يوما اليونانيين" المطران جورج خضر


في تصريح مهم لسيادة المطران جورج خضر لجريدة النهار حول كنيسة الروم التاريخية الصادرة يوم السبت 13 آذار ذكر فيه سيادته ملخصا عن تاريخ " الروم" و هويتهم التاريخية .

للإطلاع أنقر على هذا الرابط
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Ar...orge_khodr.pdf


وقد قام موقع التنظيم الآرامي بالتعليق على هذا التصريح ، أنظر الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Ar...rge_khoder.htm

"مطران الروم الأرثوذكس يعتز بأصله الارامي"
فألف شكر الى سيادة المطران جورج خضر على تصريحه الذي جاء في وقت تتسابق فيه الكنائس – خاصة الكاثوليكية - في التخلي عن هويتها الآرامية السريانية الأصيلة .

أولا - صحة المعلومات التاريخية

أ - الملاحظة الأولى التي نراها في هذا التصريح هو التناقض الكبير مع بعض آراء بعض رجال الدين السريان الذين يدعون أن الكنيسة السريانية قد ضمت الكثير من القبائل العربية . لا أحد يشكك بوجود عدد كبير من القبائل العربية المسيحية قبل مجيئ الإسلام و في شبه الجزيرة العربية و لكن " الشك" هو في إستمرار هذه القبائل العربية المسيحية في الحفاظ على ديانتها المسيحية بعد الإسلام و الفتوحات العربية الباهرة !

ب - الجغرافيا التاريخية في خدمة الحقيقة : بعض رجال الدين السريان يدعون أن الغساسنة العرب كانوا يسكنون في سوريا (دمشق ، حلب ...(بينما من يتطلع على إنتشار الغساسنة في القرنين الخامس و السادس الميلادي يجد أنهم كانوا متواجدين على أطراف البادية السورية و ليس في بلاد سوريا أو مدنها مثل دمشق أو حلب !

ج - المسيحيون الذين ينتمون الى كنيسة الروم هم آراميون سريان كما ذكر سيادة المطران جورج خضر و هذه حقيقة تاريخية يعرفها كل من درس تاريخ المسيحيين المشارقة و كل " باحث" عنده الشجاعة أن يذكر هويتنا الآرامية كما هي بعيدا عن التاريخ المسيس و المزيف .

د - ذكر سيادة المطران خضر "ن العرب المسلمون سَمّوا كنيسة الروم الأرثوذكس الحالية ملكانية أو ملكية لاعتبارهم آنذاك أنها على مذهب ملوك الروم . وهذا لم يكن صحيحًا دائما". إن المؤرخين السريان هم الذين أطلقوا تسمية "السريان الملكيين" على أبناء جلدتهم الذين قبلوا تعاليم مجمع خلقيدونيا المدعومة بسلطة أباطرة بيزنطيا . إن أقدم ذكر لتعبير " السريان الملكيين" موجود في التاريخ الكنسي ليوحنا مطران أفسس الذي كتب تاريخه في أواسط القرن السادس الميلادي أي بضعة قرون قبل إنتشار كتب التاريخ بين العرب.

ثانيا - " تصريح" أم " تصحيح" ؟

إن حديث سيادة المطران جورج خضر مهم جدا لأنه يصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين أبناء كنيسة الروم أنفسهم . فألأغلبية الساحقة منهم " صارت" تتكلم اللغة العربية بعد بضعة مئات من السنين على دخول العرب الى سوريا فلغتهم الأم هي اللغة الآرامية و ليست اليونانية أم العربية . إن إنتشار اللغة الآرامية السريانية بين إخوتنا السريان المورارنة حتى القرن السادس عشر الميلادي لهو دليل على أن إخوتنا السريان الملكيين كانوا هم أيضا يتكلمون لغتهم الآرامية كلغة أم و ليس كلغة ليتورجية كسريان الهند . إن صمود اللغة الآرامية في بعض قرى القلمون مثل معلولا و بخعة و جبعدين هو الرأس الظاهر من جبل ICEBERG الذي يطفو في البحر !

إن تصريح سيادة المطران خضر هو تصحيح لكثير من المفاهيم الخاطئة و " المواقف السياسية المجاملة" . أبناء كنيسة الروم هم سكان سوريا الأصيلون و هم آراميون في هويتهم التاريخية مثلهم مثل بقية أبناء الكنائس السريانية التي حافظت على ليتورجيتها السريانية !

ثالثا - أهمية تصريح المطران خضر

أ - " المسيحيون العرب" طرح سياسي غير علمي كثيرون من السياسيين العرب يشفقون على المسيحيين الآراميين متوهمين أنهم عرب أقحاح ! و من المؤسف أن بعض المواقع السريانية تنشر آراء هؤلاء السياسيين بدون أي تعليق أو توضيح مما " يشجع" هؤلاء المسيسين على إنكار هويتنا الآرامية التي تشير الى أهمية الدور الكبير الذي لعبه أجدادنا الآراميون في شرقنا الحبيب .

لقد أعاد موقع طيباين السرياني مقالا للسيد سعيد نفاع نقلا عن ايلاف عنوانه "العرب المسيحيّون والعرب المسلمون، توأمان لا ينفصلان". إن مجرد تعبير " العرب المسيحيون" لهو أكبر طرح كاذب لا يزال بين المسيحيين المستعربين أو الناطقين باللغة العربية . هنالك فرق كبير بين تعبير" عربي مسيحي" و" مستعرب مسيحي" .

المسيحيون المستعربون يشعرون و يتحسسون القضايا العربية ولكن ليس المطلوب منهم " إنكار" هويتهم التاريخية التي تعلقهم بأرض أجدادهم لإرضاء بعض القوميين العرب أصحاب الطروحات التاريخية المتطرفة.

ب - على الصعيد الآرامي السرياني إن هذا التصريح هو دعوة غير مباشرة الى الكنائس السريانية الى مد الجسور مع كنيسة الروم فهي أيضا كنيسة آرامية بجذورها و إن إستخدمت اللغات اليونانية و العربية لاحقا . إن هذا التصريح هو دعوة المسيحيين المشارقة الى عدم التوقف عند القشور و هو يؤكد أن كل المسيحيين المشارقة يتحدرون من الآراميين و أن باب الوحدة التاريخية الحقيقية لا يزال مفتوحا !

إن هذا التصريح الجريئ لهو دعوة لبعض رجال الدين خاصة في فلسطين و الإردن للكف عن الإدعاء بجذور عربية وهمية و ربط المسيحيين المستعربين بالقبائل العربية المسيحية التي كانت متواجدة فعليا قبل الإسلام و دخلت الإسلام خلال و بعد الفتوحات.

ج - إن تصريح المطران خضر يصحح بعض طروحات القوميين السريان في بداية القرن العشرين التي تناست أن إخوتنا الذين ينتمون الى كنيسة الروم هم آراميون أصيلون مثل بقية السريان . المضحك أن إخوتنا الذين لا يزالون يؤمنون بهذا الطرح القومي ( السريان هم خليط عجيب غريب من شعوب قديمة ) لا يزالون يتجاهلون إخوتهم السريان الملكيين !

شكرا لسيادة المطران جورج خضر على حفاظه على هوية أجداده الآرامية الحقيقية و نتمنى من إخوتنا الروم السريان الملكيين أن يشجعوا الدراسات التاريخية حول تاريخ هذه الكنيسة العظيمة !
هنري بدروس كيفا

379
ما هو التراث السرياني في أبحاث البرفسور سبستيان بروك؟

لقد نشر الدكتور فيليب حردو مقالا رائعا حول أهمية تراثنا السرياني عنوانه "افتخروا بتراثكم أيها السريان" موجود على هذا الرابط
http://suryoyenews.com/?p=10990
و قد ذكر الدكتور حردو عن برفسور بروك أنه يطالبنا " من المهم أن تتعلموا أكثر عن تراثكم السرياني وتفخروا به وتجعلوه معروفاً للآخرين أنني أنا أفتخر به وأنا الذي درسته عن بعد فقط ".
و لأن الدكتور حردو يتمنى على " هؤلاء السريان الذين فقدوا اتصالهم مع تراثهم الأصيل علّهم أن يعيدوا النظر بما لديهم من الكنوز " أردت أن أذكر السريان أن البرفسور بروك لا يتلاعب بهوية السريان أو تراثهم كما يفعل بعض " الغيورين" السريان .

أولا - هوية السريان في أبحاث البرفسور بروك

البرفسور بروك هو باحث متخصص في تاريخ السريان و له عشرات الكتب و الأبحاث العلمية حول تاريخ أجدادنا و قد تفضل الدكتور لحدو بذكر العديد من أبحاثه ولعلى أهمها مشاركته الفعالة في كتاب " اللؤلؤة المخفية" حيث يؤكد أن السريان الأرثودكس هم آراميون و تراثهم آرامي واضح . عنوان الكتاب باللغة الإنكليزية

Hidden Pearl The The Syrian Orthodox Church and its Ancient Aramaic Heritage
إن أبحاث البرفسور بروك مبنية على المصادر السريانية و ليس على آراء بعض المهوسين الذين يحرفون هوية السريان و تراثهم من آرامية الى عربية أو فينيقية و خاصة أشورية . إن شهادة هذا الباحث النزيه يجب أن توقظ السريان الأقحاح للدفاع عن هويتهم و تراثهم و إسم لغتهم قبل فوات الأوان .
البرفسور بروك هو إنكليزي و لكنه يجيد اللغة الفرنسية مما سمح لي النقاش معه خلال مؤتمر مار أفرام الذي أقيم في ستوكهلم سنة 2007 و قد أخبرته عن محاولات التزييف التي يتعرض لها شعبنا السرياني الآرامي و قد قال لي حرفيا إن التسمية الأشورية هي تسمية كنسية حديثة ليس لها أي وزن تاريخي .
أحب أن أذكر القارئ السرياني أن البرفسور بروك مثل كل الباحثين المتخصصين في تاريخنا يطلق تسمية " السريان المشارقة" على مسيحي العراق . ومن يطالع الأجزاء الثلاثة من اللؤلؤة المخفية يجد البراهين العديدة على دور أجدادنا الآراميين في " صهر" و " تذويب" بقايا الشعوب القديمة .
من المؤسف أن ترجمة أبحاث البرفسور بروك في سلسلة " ينابيع سريانية" قد حوت الكثير من الأخطاء فهو يستخدم في بحثه تعبير" الكنيسة السريانية الشرقية" بينما المترجم يستخدم تعبير " الكنيسة الأشورية " ! و هذا مخالف لأبحاث هذا العالم الجليل.

ثانيا - بعض تعليقات السريان على مقال الدكتور لحدو .

لقد نشر د. جبرائيل شيعا الموقرا مقالا مشابها لمقال الدكتور لحدو عنوانه "أفتخروا بتراثكم يا سريان لأني أنا الانكليزي أفتخر به:س. بروك" موجود على هذا الرابط
http://www.kulansuryoye.com/forums/v...hp?f=46&t=4263
قبل أن أعلق على ردود بعض الإخوة الغيورين أحب أن أشير أن الاخ د. جبرائيل شيعا قد نقل لنا بعض المفاهيم الخاطئة عن تراثنا السرياني :
أ - كتب د. شيعا " كفانا أعطينا البشرية الحرف حتى يتنقلوا حديثهم على صفحات الورق ويحفظوه للتاريخ والارشيف والتداول" من المعروف أن الشعب الكنعاني الذي سماه قدامى اليونان بالشعب الفينيقي هو الذي أوجد أو طور الحرووف الأبجدية و هم الذين نشروا الأبجدية في الحوض الغربي في البحر المتوسط أي بين اليونان و الرومان أسياد العالم القديم . نحن لا نفهم لما على السريان أن يفتخروا أو يسرقوا منجزات الشعوب الأخرى ؟ الكنعانيون ليسوا آراميين أو سريان .
ب - كتب الدكتور شيعا " وعندما أقول السريان نجمع في هذا الاسم كل التسميات والطوائف في بيت نهرين." صحيح أن التسمية السريانية التاريخية أي الآرامية هي التي تجمع و توحد كل الطوائف في شرقنا الحبيب و لكن ليس فقط في " بيت نهرين" . و بيت نهرين التسمية الجغرافية التاريخية هي الجزيرة أي أحد أوطان أجدادنا الآراميين وقد سكن أجدادنا في بلاد آرام أي سوريا و في بلاد أكاد التي ستعرف لاحقا ببلاد الآراميين . المكتشفات الآثارية الحديثة تثبت لنا أن أجدادنا قد إستوطنوا كل الشرق القديم و ليس بيت نهرين !
ج - جملة طريفة " إن لم يكن السريان يمكن إلى اليوم احدنا ما كان يركب سيارة لأن أول دولاب صنعه اسلافنا في العهد السومري في الألف الرابع قبل الميلاد." ما هي علاقة أجدادنا بالشعب السومري ؟ لقد إنقرض الشعب السومري مئات السنين قبل إنتشار الآراميين و حضارتهم أتمنى على القارئ الإطلاع على تعليق الأخ أبو يونان فقد ورد فيه الكثير من الأفكار المهمة :
* السرياني يجب أن يتعلم لغته الأم السريانية.
* الإبتعاد عن محاربة بعضنا البعض كي نحافظ على إرثنا العظيم .
* الإطلاع على مضمون مصادرنا السريانية و إلا فقدت أهميتها
*دعوة صريحة : متى نستيقظ من سباتنا ؟

ثالثا - المثقف السرياني و الطروحات المزورة

كنت من أول الذين إطلعوا على كتاب اللؤلؤة المخفية لأنني كنت متواجدا في أميركا سنة 2001 و قد فرحت جدا لأنني إعتقدت أن هذا الكتاب بأجزائه الثلاث سينقذ " المثقفين" السريان من الطروحات المزورة لهوية أجدادنا الآراميين ولكن للأسف لا تزال بعض الأحزاب تعمل جهارا لتزوير هوية السريان الحقيقية مدعية أنها تعمل لنشر الوعي بين السريان و هي تجاهد من أجل الوحدة . إنني أدعو كل سرياني يفتخر بسريانيته و يريد الحفاظ على تراثه أن " يطلع" أولا على كتاب اللؤلؤة الخفية كي يتعرف على هويته الآرامية الحقيقية و على تراثه السرياني الآرامي .

أ - أتمنى على الدكتور حردو صاحب عدد كبير من المقالات لتوعية السريان أن لا يستحي من ذكر هويتنا الآرامية إذا كان فعلا يفتخر بتراث السريان و دراسات البرفسور بروك !
ب - أتمنى على الدكتور شيعا السرياني الغيور أن يطلع على كتاب اللؤلؤة المخفية فهي كنز من المعلومات حول حضارتنا الآرامية التي ليس لها علاقة بدولاب السومريين و لا بشرائع حمورابي . حضارتنا الآرامية هي حضارة مسيحية ليس لها علاقة بعيد أكيتو الوثني الذي توقف قبل إنتشار المسيحية بين أجدادنا الآراميين .
ج - أتمنى على الأخ ابو يونان أن يكمل دروسه في تعليم اللغة السريانية لأنها وعاء أمتنا العريقة كما أتمنى أن يبقى صوتا مدويا محذرا من أن يصبح السريان في خبر النسيان !
هنري بدروس كيفا

380
المصادر السريانية تثبت هويتنا الآرامية

أولا - ماهي المصادر السريانية ؟

المصادر السريانية هي النصوص و الكتابات التي تركها لنا أجدادنا السريان من كتب و رسائل و كتابات على الصخر أو حتى كل عمل فني يدل على مهارة أجدادنا .

يجب أن نميز بين مصدر تاريخي و مرجع تاريخي : رسائل مار فيلوكسين المنبجي هي" مصدر" مهم لفهم أسباب مقاومة السريان لمجمع خلقيدونيا أما الدراسات التي كتبت في التاريخ الحديث حول المطران فيلوكسين المنبجي فهي " مراجع" .

بإختصار " رسالة" قديمة لمار فيلوكسين قد تكون مهمة جدا لفهم تطور مواقف المناهضين في مجمع خلقيدونيا و نفس الرسالة قد تكون غير مهمة لمعرفة أسماء الرهبان و عددهم في الدير الذي يعيشون فيه . أما المراجع حول حياة مار فيلوكسين فهي قد تكون " علمية " أو " غير علمية" . عادة المؤرخ يعتمد على المصادر و يدقق بها و هو ملزم بما يعرف " نقد الأصول". مثلا إذا إعتمد على رسالة يقال أنها من رسائل مار فيلوكسين فيجب على الباحث أن يطلع على ما ذكر العلماء حول هذه الرسالة وهنا رأي باحث متخصص في تاريخ مار فيلوكسين لهو أهم من مؤرخ متخصص في تاريخ بيزنطيا و لا يجيد اللغة السريانية. كما أن على الباحث أن يقارن بين أسلوب هذه الرسالة مع بقية الرسائل المعروفة لمار فيلوكسين !

للأسف الشديد لا زلنا نرى عددا كبيرا من " الدراسات التاريخية ؟" منتشرة بين المثقفين السريان و هي أشبه الى آراء و أقوايل بدون أي وزن علمي يكتبها بعض السياسيون للدفاع عن طروحاتهم المزيفة. طبعا التاريخ الأكاديمي لا يعترف بهذه المقالات .لا يوجد أية جامعة راقية في العالم تقبل مثلا أطروحة دكتورا يدعي فيها الباحث أن لغتنا السريانية هي سليلة اللغة الأكادية ؟

ثانيا - أهمية المصادر السريانية

أ- المصادر السريانية هي براهين ثابتة لا أحد يستطيع أن يتلاعب في مضمونها .

وهي أهم بكثير من المراجع و إذا وجدنا إختلاف بين المصادر السريانية و بين أحد المراجع فإن الباحثين يتبعون المصادر مثلا كتابة التسمية السريانية باللغة السريانية فيه تكتب " ܣܘܪܝܝܐ " ولكننا لاحظنا في المدة الأخيرة بعض " المغامرين" يدعون أن تسميتنا السريانية يجب أن تكتب"ܐܣܘܪܝܝܐ"؟ و حجتهم أن بعض المراجع مثل قاموس المطران أوجين منا أو كتابات نعوم فائق الذين كتبوا التسمية السريانية بحرف ألف في بداية الكلمة ! و غايتهم المبطنة " تزوير" هويتنا السريانية الآرامية الى " هوية أشورية" مزورة ! علما أن النصوص السريانية واضحة فهي تستخدم تسمية" ܣܘܪܝܝܐ " للإشارة الى الشعب السرياني الآرامي و تسمية"ܐܬܘܪܝܐ " للإشارة الى الشعب الأشوري القديم .

ب - المصادر السريانية " منارة" تدلنا على الطريق الأمين.

لقد رأينا في الحلقة السابقة كيف إنتشرت ( و لا تزال) نظرية خاطئة تدعي أن التسمية السريانية تعني المسيحي و إستنادا الى هذه " النظرية غير المبرهنة " يتسرع البعض في الإدعاء بعدم وجود " أمة سريانية" و البعض الآخر يدعي ( بدون براهين) أن الشعب السرياني هو خليط من عدة شعوب قديمة . بعض السريان المتطرفين يدعون بعدم وجود شعب سرياني و يدعون بأننا ننتمي الى " شعب أشوري" . سوف نرى أن المصادر السريانية كانت تذكر الأشوريين في تاريخهم القديم و كان أجدادنا يفتخرون بإنتمائهم الآرامي!

ج - هل تخلى السريان عن إسمهم و هويتهم الآرامية ؟

لقد إنتشرت في القرن العشرين نظرية تدعي أن السريان قد تخلوا عن إسمهم الآرامي القديم لأنه يعني الوثنية . أغلبية رجال الدين تؤمن بهذه النظرية و هي لا تزال منتشرة بكثرة حتى بين المثقفين الآراميين . هل يحق لنا في القرن الواحد و العشرين أن نصدق نظرية بدون أية براهين ؟ هل تستطيع المصادر السريانية أن توضح لنا إذا تخلى أجدادنا " فعليا" عن إسمهم الآرامي؟ أو بالعكس إذا حافظ أجدادنا على إسمهم و هويتهم الآرامية !

ثالثا - بعض النصوص السريانية

*قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م)

(1) "هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم - هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان"

*ورد في احدى كتابات مار فيلوكسينوس المنبجي (توفي 523م)

(2) "ان تعبير، اختلاط، يوجد في معظم كتب ابائنا ان كان عند الأراميين او عند اليونان"

*يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن)

(3) "وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان"

*وفي تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (القرن التاسع)

(4) "ومنذ ذلك الوقت، بدأ ابناء هاجر (العرب المسلمون) يستعبدون الأراميين استعبادًا مصريًا"

*في تاريخ ايليا مطران نصيبين السرياني الشرقي (القرن العاشر)

(5) "أمر الحجاج ألا يقوم بطريرك للمسيحيين. وبقيت الكنيسة الأرامية (او كنيسة بلاد الأراميين) بدون بطريرك الى وفاة الحجاج"

*كتب البطريرك ميخائيل السرياني

(6) بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان (سوريَيا("

*كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر)

(7) لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين"


* The Book of the Bee
Solomon of Akhlat
ED : E. A .W BUDGE
London 1886


"ܥܠ ܟܬܒܐ ܕܝܢ ܕܟܬܝܒ ܗܘܐ ܘܣܝܡ ܠܥܠ ܡܢ ܪܝܫܗ . ܝܘܢܐܝܬ ܘܥܒܪܐܝܬ ܘܪܗܘܡܝܬ . ܘܠܐ ܐܬܟܬܒܬ ܒܗ ܒܠܘܚܐ ܐܪܡܐܝܬ . ܡܛܠ ܕܠܝܬ ܗܘܐ ܠܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܝܬ ܣܘܪܝܝܐ ܫܘܬܦܬܐ ܒܕܡܗ ܕܡܫܝܚܐ ... ܒܕܓܘܢ ܟܕ ܫܡܥ ܐܒܓܪ ܡܠܟܐ ܐܪܡܝܐ ܕܒܝܛ ܢܗܪܝܢ ܐܬܠܚܡ ܥܠ ܥܒܪܝܐ ܘ ܒܥܐ ܕܢܘܒܕ ܐܢܘܢ ."


"على الكتابة التي كانت مكتوبة و موضوعة فوق رأسه ( على الصليب ) و هي باليونانية و العبرية و الرومية (اللاتينية ) و لم يكتب على اللوحة باللغة الآرامية لأنه لم يكن للآراميين أي السريان ذنبا في دم المسيح ... و لما سمع أبجر الملك الآرامي لبيت نهرين( الجزيرة و ليس العراق ) غضب على العبرانيين و أراد محاربتهم " .

الخاتمة

*هل إعتمد السريان رواد الفكر القومي في بداية القرن العشرين على المصادر السريانية ؟

*طروحات رواد الفكر القومي غير مبنية على براهين و غير مسندة على مصادر أمينة مما أدى الى إنقسامات داخل الأمة التي ناضلوا من أجل وحدتها .

*هل يحق للباحث الأكاديمي أن ينتقد طروحات و مفاهيم الرعيل الأول من القوميين السريان ؟ هل طروحاتهم هي" مصادر" لفهم هويتنا التاريخية أم هي مراجع ؟


*هل يحق لسرياني - بحجة أن المعلم نعوم فائق قد كتب إسمنا "ܐܣܘܪܝܝܐ"- أن يدعي أن إسمنا يجب أن يكتب بهذا الشكل و أننا ننتمي الى " الشعب الأشوري" ؟

*لا يحق لنا - في القرن الواحد و العشرين - أن نربط إسمنا السرياني المرادف لإسمنا الآرامي بهوية أشورية مزيفة .

*من يدعي أنه يناضل من أجل وحدة شعبنا عليه أولا أن يؤمن أن هويتنا هي في مصادرنا السريانية و ليس في الطروحات القومية التي تعمل من أجل إنكار هويتنا السريانية الآرامية .

هنري بدروس كيفا

381
السريان الموارنة و العودة الى الجذور ؟

نحن سعيدون جدا عندما نسمع إخوتنا الموارنة يرددون هذه الكلمات البراقة " العودة الى الجذور"! و لكن علينا أن نكون واقعيين إخوتنا الموارنة لا يزالون ضائعين بين عدة هويات

العربية

الفينيقية

اللبنانية

المارونية

السريانية .

كثيرون من إخوتنا الموارنة يعتقدون أنه من الحكمة السياسية أن يسايروا التيار العربي و العروبي طالما هم في السلطة و صرنا نسمع نغمة جديدة بين الموارنة الذين يعيشون مناطق جبلية سريانية لم يصل لها المد العربي حتى اليوم .

الهوية الفينيقية هي في مخيلة بعض الموارنة " الوسيلة" للتهرب من التعريب القسري و كان من الأفضل العودة الى جذور الموارنة الحقيقية فهم ليسوا عربا و لا فينيقيين !

الدولة اللبنانية و بعض الأحزاب المسيحية اللبنانية لم تميز بين الهوية القومية و الإنتماء الوطني : في سويسرا يعيش الالمان و الفرنسيون و الإيطاليون في دولة محددة و هم مواطنون سويسريون .

في لبنان يتعايش المسلمون العرب و الأكراد الى جانب المسيحيين و هم أحفاد السريان الآراميين مع قسم من الشعب الأرمني . من المؤسف أن المنهج التعليمي في لبنان يدعي بوجود قومية و شعب لبناني منذ التاريخ القديم و بعض الأحزاب المسيحية تؤيد هذا المفهوم الخاطئ على حساب جذورها الحقيقية الواضحة .

بعد إعلان نشوء دولة لبنان الكبير ، إنتشر بين الموارنة بعض الأفكار الخاطئة مثل " الشعب الماروني" و " الأمة المارونية" و صار بعض الموارنة يعتقد أنه " ينتمي" الى شعب مغاير عن السرياني الملكي أو السرياني الأرثودكسي.

الماروني تاريخيا هو سرياني ملكي أي خلقيدوني و قد مرت هذه الكنيسة في عدة مراحل تاريخية و جغرافية

* المراحل التاريخية

أ - البداية : دير مار مارون قبل أن تتحول الكنيسة المارونية الى شجرة أرز قوية كانت بدايتها في دير مشهور لتلاميذ القديس مارون . لعب هذا الدير دورا كبيرا في تأييد تعاليم مجمع خلقيدنيا سنة 451 م . تلاميذ هذا الدير هم بأكثريتهم الساحقة من السريان الآراميين سكان سوريا الأصيلين .

ب - القديس يوحنا مارون ( نهاية القرن السابع(

هو المؤسس الحقيقي لهذه الكنيسة السريانية المارونية و قد إستفاد من دخول العرب المسلمين و طردهم للبيزنطيين من سوريا و من ضمنهم بطريرك إنطاكيا و أصبح مطرانا ( بطريركا ؟) على أتباعه . و قد هجر من سوريا الى جبال لبنان الشمالية حيث إنتشرت تعاليم الموارنة بين سكانه . و بالرغم من إختلاط السريان الموارنة مع المردة فإن عددهم كان أقل من السريان النساطرة و السريان المناهضين لمجمع خلقيدونيا .

ج - الفرنج ( الصليبيون) في الساحل

لقد أسس الفرنج الدخلاء عدة دويلات على الساحل السوري اللبناني أي في مناطق إنتشار السريان الموارنة . و قد تمت علاقات كنسية قوية بين هذه الكنيسة و باباوات روما الذين أرسلوا الإرساليات من أجل كثلكة السريان . و كان السريان الأرثودكس منتشرين في كل مناطق جبل لبنان و قد إنضموا الى الكنيسة المارونية .

د - الحماية الفرنسية

إستفاد السريان الموارنة من الحماية الفرنسية و من دعم الإرساليات الكاثوليكية في التاريخ الحديث ( المطابع المدارس - المجلات – الجامعة اليسوعية - المكتبات....(

* المراحل الجغرافية

أ - نشوء الكنيسة المارونية كان في منطقة سريانية بشعبها و لغتها و تراثها من أيام القديس مارون ) أواخر القرن الرابع ) الى البطريرك يوحنا مارون ( أواخر القرن السابع) . القديس مارون و يوحنا مارون هما سريانيان آراميان بالهوية و اللغة و الجغرافية .

ب - جبل لبنان : اذا كان الساحل اللبناني فينيقيا في تاريخه القديم فإن الداخل اللبناني و منها الجبال كانت آرامية . لقد بدأت الكنيسة المارونية في بوتقة آرامية ( سوريا الشمالية او سوريا العليا حسب النصوص الآرامية و اليونانية القديمة) و إنتشرت في بوتقة آرامية جبال لبنان وأسماء قراه تشهد بآراميته و ليس بكنعانيته أو فينيقيته !

ج - السريان الموارنة في بلاد الإغتراب بدأ الموارنة في الهجرة منذ نهاية القرن التاسع عشر . لقد أصبح عدد الموارنة في بلاد الإغتراب أكثر من الموارنة الذين يعيشون في أوطانهم التاريخية .

هذه الحقيقة المؤلمة تدفعنا الى طرح الملاحظات التالية:

* إن عودة الموارنة الى جذورهم الحقيقية هو ضرورة لهم قبل بقية المسيحيين المشارقة .
* الجذور الحقيقية ليست شعارا يردد في بعض المناسبات بل هي حقيقة تاريخية و جغرافية و لغوية و تراثية .
* عودة الموارنة الى جذورهم التاريخية الآرامية السريانية يعمق تاريخهم و يوسع جغرافيتهم لأنهم قسم مهم من الأمة الآرامية .

* يجب أن تتم عودة الموارنة الى جذورهم عبر النقد الذاتي لكل الطروحات المنتشرة بينهم .


* نحن نتمنى أن " يكتشف" أو " يكشف" المثقفون الموارنة عن جذورهم بأنفسهم و كلما تعمقت جذورهم في الشرق زادت فرص صمودهم في بلاد الإغتراب .


* أخيرا إن عودة الموارنة الى جذورهم الآرامية الصريحة لا يتعارض مع وضع الموارنة الخاص .

هنري بدروس كيفا

382
الأخ abo dokhana المحترم

    يظهر انك تملك " مخطوطة" بشكل كتاب أو " نسخة" عن مخطوطة
أو كتاب قديم لا يذكر سنة طباعته .
     لا شك أنه حول ترجمة بعض مقالات الآباء السريان و العنوان
"امانة جوهرية عن عقول ابهات السريان" يستخدم تعبير  ابهات
وهو نقل حرفي لكلمة سريانية تعني الآباء .
      كما نلاحظ في الجملة التالية " الرسالة التي كتبها الاب المتنيح الاب البطريبرك انبا يوحنا ابن شوشان بانطاكية". كلمة المتنيح هي تعبير
سرياني تعني المستريح أي الذي مات و قد دخلت في اللغة العربية
التي إنتشرت بين السريان و الأقباط  . و البطريرك بن شوشان هو
من القرن الحادي عشر ( توفى سنة 1072 ).
  أم " ماري موسى ابن الحجر" فهو موسى بركيفا ابن شمعون كيفا
813 - 903 م .إشتهر بشروحاته للكتاب المقدس .
  و ديونوسيوس ابن الصليبي هو عالم سرياني مشهور ، إسمه الحقيقي
يعقوب بر صليبي اي ان إسم ابيه صليبا أي الصليب و هذا الإسم لا
يشير الى " الصليبيين الفرنج".  و هو من أشهر العلماء السريان توفي
سنة 1172 م .
    السؤال من هو دانيال المعرف بابن الحطاب ؟
     لا شك أنه عاش بعد القرن الثاني عشر و بالرغم أن إسمه شائع
كثيرا بين السريان فنحن لا نعرف عنه شيئا كثيرا . و قد ذكر البطريرك
افرام برصوم ترجمة عن حياة دانيال المارديني  1327 - 1382
الذي ولد في ماريدين و كان راهبا و قد سافر الى مصر سنة 1356 م
حيث بقي 17 سنة . و في الصفحة 442 من اللؤلؤ المنثور 1976
" إن بعض النساخ خلطوا بينه ( اي دانيال المارديني) و بين سمي له
هو الربان دانيال ابن الحطاب الذي كان معاصرا لابن العبري".
  و في نفس الصفحة يذكر البطريرك برصوم
" و أورد له ناسخ رسائل يشوع ابن كيلو سنة 1290 كتابا اسماه
تحقيق اقرارنا فربما كن هو الكتاب نفسه من وضع ابن الحطاب".

  الأخ abo dokhana  ، إن معلوماتنا قليلة جدا عن دانيال ابن الحطاب
و هذا يعني أن الكتاب أو المخطوطة التي بين يديك سوف تعرفنا أكثر
عنه .
   أرجو أن أكون قد أجبتك على أسئلتك و شكرا لإهتمامك في تاريخ
السريان و الأقباط  الذين هم من أقدم الشعوب المسيحية .

  هنري بدروس كيفا

383
هل ينجح المفكرون الآراميون في الدفاع عن هويتنا التاريخية ؟

أعاد الأخ ابو كابي نشر مقالة لمناضل آرامي نعتز به و هو جان جبران لحدو ، تجدونه على الرابط التالي:

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?t=5691
إن معزتي للمفكر الآرامي لحدو يجب ألا تمنعني أن أعلق أو أنتقد ما سطرته يد هذا الآرامي الذي كان من أوائل المدافعين عن هويتنا الآرامية . أتمنى من القارئ السرياني أن يحكم عقله لأن الحقائق التاريخية هي ثابتة و لا أحد يستطيع أن يتلاعب بها . إن نقدي لا يعني أن المفكر لحدو قد تلاعب في الحقائق التاريخية عمدا و لكنه نقل بعض المعلومات الخاطئة و بحكم عمله لم يستطع أن يتأكد في كثير من الطروحات كما سنرى .

سلام و محبة الى الأخ ابو كابي الموقر

شكرا لك لإعادة نشر هذا المقال و هو مكتوب من مفكر سرياني آرامي مشهور بدفاعه عن هوية اجداده التاريخية من الصعب على المثقف السرياني أن يبحث في كل مراحل تاريخ شعبنا السرياني الآرامي وقد نقل لنا الأستاذ و الصحافي و الشاعر جان جبران لحدو بعض المفاهيم الخاطئة سوف أعرض بعضها:

أولا - تقسيم حقبات التاريخ

إن تقسيم الأستاذ لحدو غير واضح و قد خلط قليلا بين المراحل و قد أوجد " عصر الآراميين" و طبعا لا أحد من مؤرخي الشرق القديم قد سمى مرحلة زمنية بهذه التسمية" عصر الآراميين". إن تاريخنا الآرامي واضح و نحن لسنا بحاجة الى " خلق" عصر خاص أو مرحلة تاريخية آرامية للدفاع عن هويتنا الآرامية المعاصرة .

أ- يقسم العلماء التاريخ الى مرحلتين

*عصور ما قبل التاريخ (أي ما قبل الكتابة(

*عصور التاريخ أي منذ وجود الكتابة .

ب - يجمع العلماء على تقسيم العصور التاريخية على الشكل التالي :

*العصور التاريخية القديمة : منذ أقدم كتابة و هي سومرية الى سقوط روما 476م

*العصور التاريخية الوسيطة : منذ سقوط روما الى سقوط القسطنطينية سنة 1451 م

*العصور التاريخية الحديثة و تقسم الى عدة مراحل .

ج - تقسيم العصور القديمة في الشرق


لا زلنا نعاني من مفاهيم بعض العلماء الخاطئة لتقسيم المراحل التاريخية لشرقنا الحبيب . الإدعاء بوجود مرحلة بابلية قديمة و مرحلة بابلية حديثة سوف تنشر افكارا غير صحيحة حول وجود شعب بابلي و هذا غير صحيح. فحمورابي لم يكن بابليا ولكنه كان عموريا و نبوخدنصر لم يكن بابليا و لكنه كان كلدانيا آراميا .
من المؤسف أن المفكر لحدو لم يذكر الفترة البابلية الحديثة و هي فترة آرامية حيث نرى إنصهار
الشعوب القديمة ضمن الآراميين و إطلاق تسمية " بيت آراماي" على بلاد اكاد و بلاد بابل فيما بعد .

ثانيا - ما معني تسمية آرام ؟

ذكر المفكر لحدو " آرام، لفظة سريانية تعني روم- اي المرتفع، وباللغة العربية تعني ورم – اي إنتفخ، وذلك اشارة الى علو مكانة الآراميين، وسموّ منزلتهم ، نسبة الى تقدمهم الحضاري، الذي احرزوه، بانتشار لغتهم وآدابهم وعلومهم وتجارتهم واكتشافاتهم."

لقد إنتشرت هذه النظرية في بداية القرن العشرين و يظهر أن الأب الباحث البير ابونا يؤمن بها اي ان التسمية الآرامية تعني الأراضي المرتفعة . إن كلمة " أرع" غير موجودة في النصوص الآرامية القديمة بين 1000 و 500 سنة قبل الميلاد . البرهان القاطع موجود في نصوص سفيرة الآرامية ففي النص الأول السطر 25 و 26 (راجع كتاب الآراميون صفحة 95 للدكتور علي ابو عساف ) النص الآرامي يستخدم " أرق " ليعني بها الأرض و ليس " أرع ".

إن الكلمة الآرامية السريانية " أرع" أصبحت في عهد الفرس تعني الأرض و ليس في تاريخ الآراميين القديم. إن التسمية الآرامية لا تعني الآراضي المرتفعة و لا تشير الى رفعة مكانتهم و حضارتهم كما يؤكد الكاتب . نحن نعتقد أن التسمية الآرامية - كما يؤكد إدوارد ليبنسكي- تعني الغزلان لأن إسمها قريب من " ريم " أي الغزال .
ثالثا - موطن الآراميين

إن المفكر لحدو قد نشر معلومات مهمة عن تاريخ الآراميين القديم و لكنه يستخدم تعبير " الهجرة" متأثرا بكتابات بعض العلماء . و هذا التعبير " هجرة" قد يوحي للقارئ أن الآراميين قد هاجروا من مناطق بعيدة مما دفع عدد من الباحثين في نشر نظرياتهم حول موطن الآراميين . بعض العروبيين يدعون - بدون براهين - أن الآراميين قد هاجروا من الجزيرة العربية و بالتالي هم من العرب الدامى. النصوص الأكادية المكتشفة في مدينة ماري على الفرات تثبت لنا تواجد قبائل السوتو و الأحلامو في بادية سوريا و ليس في الصحراء العربية . السريان أحفاد الآراميين هم سكان سوريا الأصيلون و هم أقدم شعب لا يزال يعيش على أرض أجداده التاريخية .

ملاحظة مهمة:

كتب المفكر لحدو " في العام 1100 ق.م. بلغت الفتوحات الآرامية أشدها، مغتنمين فرصة ضعف الآشوريين، وتقهقر النفوذ المصري، فطردوا الاموريين والحوريين والحثيين وانشأوا كيانهم السياسي،" تحتوي هذه الجملة على بعض العبارات غير الدقيقة

أ - لقد إنتشرت الممالك الآرامية في بيت نهرين الجزيرة و في سوريا أي في مناطق كانت تحت النفوذ الحثي في الشمال و المصري في الجنوب .

ب - بلاد أشور لم تكن تلعب دورا كبيرا في هذه الفترة و تعرضت مدنهم الى غزوات القبائل الآرامية .
ج - الآراميون لم يطردوا الشعوب التي كانت متواجدة قبلهم و لكنهم " صهروا" تلك الشعوب القديمة و زالت من التاريخ . لقد حافظ الحثيون على تواجدهم في بعض الجيوب أشهرها كركميش و حماة و لكن هذه المناطق ستنصهر في أواخر القرن الثامن ق.م

رابعا - التسمية السريانية و علاقتها مع التسمية الآرامية

كتب المفكر لحدو تحت عنوان " التسمية السريانية تحلّ مكان التسمية الآرامية" بدأت التسمية السريانية، تحلّ مكان التسمية الآرامية، منذ ظهور الديانة المسيحية، في مهدها الاول اورشليم، التي كانت اول من ردّد صوت الانجيل المقدس، ودُعيت ام الكنائس المسيحية، ثم امتدتّ الى انطاكية، عاصمة الشرق آنذاك. والمقرّ القديم للموك الآراميين، وكان ذلك في عام 36 م. وفي انطاكية ظهرت لفظة (سريان) و (سرياينين) مرادفة للتسمية المسيحية. ثم امتدت الى بلاد سوريا، وبلغت (الرها) (اوديسا) عاصمة الملوك الاباجرة الآراميين، ثم شملت كل الشعوب الآرامية، سواء كانوا في مابين النهرين، أو سوريا او نينوى وبابل، أو فارس والهند والصين حتى أقصي الشرق. حتى أن الرُسُُل وتلاميذ السيد المسيح كانوا سرياناً من سورية المنسوبة الى سوروس، فكان كل من يقبل على تعاليمهم ويتنصّر، يستبدل اسمه الآرامي الوثني، بالسرياني المسيحي."

أ - التسمية السريانية لم تحل بدل التسمية الآرامية و لكنها أصبحت تسمية " مرادفة لها" . و قد شرحنا مرارا أن أجدادنا لم يتخلوا عن تسميتهم الآرامية .

ب - التسمية السريانية لم تطلق على الآراميين المسيحيين و لم تكن التسمية السريانية تعني المسيحي و من المؤسف من المفكر لحدو لم يتعمق في البراهين التي نشرناها في مجلة آرام .

ج - إن مدينة إنطاكيا كانت عاصمة الشرق القديم و لكنها لم تكن مقرا للملوك الآراميين في تاريخهمالقديم . لقد كان للآراميين عواصم عديدة أشهرها مدينة دمشق و حماة و لكن إنطاكيا لم تكن عاصمة آرامية و لم يحكمها ملك آرامي و إن كانت بعض المصادر السريانية قد أوردت ذلك . نحن لسنا بحاجة الى تاريخ خرافي و لكن الى تاريخ علمي موثق .
د - كتب المفكر لحدو " وفي انطاكية ظهرت لفظة )سريان) و (سرياينين) مرادفة للتسمية المسيحية."

نظرية غير صحيحة و من المؤسف لا تزال منتشرة بين المفكرين الآراميين .

هنري بدروس كيفا

384
السريان هم الآراميون"تعليق على مقال "عـــلاء أوســي.

نشر الأخ عـــلاء أوســي مقالا حول لغتنا السريانية المقدسة عنوانه"اللغة السريانية - البداية- والنشأة" موجود على الرابط التالي

http://www.albaath.news.sy/user/?id=747&a=68687
و قد وجدت هذا المقال في facebook أيضا مما دفعني على التعليق على هذا المقال حول لغتنا الآرامية-السريانية و خاصة حول إنتشار التسمية السريانية.

أن غيرة الأخ عـــلاء أوســي ومحبته للشعب الآرامي السرياني و للغة السريانية هي الدافع الرئيسي لكتابة هذا المقال للتعريف عن اللغة السريانية و الشعب الآرامي و إعتمد على بعض المراجع و نقل منها بعض الأخطاء و الطروحات و النظريات غير العلمية .

أرجو أن يتقبل الأخ عـــلاء أوســي نقدي لبعض النقاط التي وردت في مقاله متمنيا أن يتحقق فيها كي يتعرف القراء على تاريخ الشعب السرياني و أسباب إرتباط التسمية السريانية بالآراميين أجدادنا .

أولا - الشعب " السامي" ؟

يجدر بنا أن نعرف أن شرقنا الحبيب لم يعرف شعبا قديما إسمه " الشعب السامي" . إن العالم شولتزر هو أول من أطلق هذه التسمية على بعض شعوب الشرق القديم و لغاتهم الشرقية و قد أخذ هذا الإسم من سام بن نوح الذي ورد ذكره في التوراة . إن حكاية الطوفان التي وردت في التوراة هي منقولة من الأساطير الأكادية و بالتالي هي قصة خرافية . علماء الشرق القديم لا يستخدمون التوراة كمرجع علمي وثيق و لا يعتقدون أن الشعوب الشرقية تتحدر من سام بن نوح و لكنهم للأسف يستخدمون تسمية "ساميين" للإشارة الى الشعوب الشرقية .

ذكر الأخ عـــلاء أوســي "فمن الحقائق الثابتة مثلاً أن الشعوب السامية الثلاثة: العرب، الآراميين والعبرانيين هم في الأصل أمة واحدة تاريخاً ولغة، والتاريخ يصرّح بأن إبراهيم الخليل كان آرامياً جنساً ولغة ووطناً."

أ - ليس من الباب العلمي الإدعاء أن العرب القدامى و الشعب الآرامي و الشعب العبري كانوا يؤلفون " أمة واحدة تاريخا و لغة". هنالك بدون شك علاقات قربى تجمع بين الشعوب الشرقية و لكنها لا تسمح لنا أن ندعي أنها أمة واحدة .

ب - إن موطن القبائل العربية هو صحراء الجزيرة بينما موطن القبائل الآرامية هو البادية السورية و هنالك فارق كبير في الجغرافية و التاريخ لأن أقدم ذكر للعرب القدامى كان في معركة قرقر 853 ق.م.

ج - إن علماء التوراة يعتقدون أن إبراهيم قد عاش في القرن الثامن عشر قبل المسيح و يشككون بحقيقة وجوده . لقد بدأ اليهود في تدوين أسفار التوراة في القرن السادس ق.م خلال سبيهم الى مدينة بابل أما تعبير" كنت آراميا تائها" فإنهم يفسرونه " كنت بدويا تائها ".

ثانيا - موطن القبائل الآرامية ؟

لقد أورد الأخ عـــلاء أوســي معلومات عديدة عن تاريخ الآراميين و ممالكهم القديمة و قد علق على إسم آرام نهرين " والنهران المقصودان هما الفرات ورافده الخابور، وليس الفرات ودجلة». و هذا صحيح تاريخيا و جغرافيا . ولكنه كتب أيضا "وبرز الآراميون على مسرح التاريخ في الألف الثالث قبل الميلاد على شكل قبائل رحّل عديدة، لكن العلماء لم يتوصلوا إلى تشخيصها بدقة". إن الدراسات الحديثة حول قبائل السوتيين الأحلامو الآراميين تثبت لنا أن موطنهم كان البادية السورية و أنهم عاشوا في الألف الثاني قرب مدينة ماري على الفرات (أبو كمال اليوم) و أنهم كانوا يستخدمون الأحصنة في تنقلاتهم بينما العرب القدامى كانوا يستخدمون الجمال .

الآراميون السريان هم سكان سوريا الأصيلون و الشعوب الشرقية التي سبقتهم مثل العاموريين و الكنعانيين(أي الفينيقيين ) قد زالت من لتاريخ و إنصهرت بقاياهم ضمن الآراميين .

ثالثا - هل تخلى السريان عن إسمهم الآرامي ؟

لقد نقل الأخ عـــلاء أوســي هذه النظرية بدون شك من كتب بعض رجال الدين الذين لم يتحققوا في صحة هذه النظرية غير العلمية لأنه لا يوجد أية براهين تؤكدها .لقد جمعت بعض البراهين في بحثي "هل التسمية السريانية مرادفة للمسيحية ام للارامية ؟"

http://samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=5356
غير صحيح أن التسمية السريانية قد أصبحت مرادفة للمسيحية و إن السريان لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي و هذا واضح من خلال المصادر السريانية . القديس مار أفرم من القرن الرابع الميلادي لم يستخدم تعبير " الشعب أو اللغة السريانية" و لكنه كان دائما يستخدم التسمية الآراميةو يسمي لغتنا " آرامية"!

هنالك نص مشهور لإبن العبري القرن الثالث عشر الميلادي ورد فيه " لم يرد الآراميون ( يقصد الشعب السرياني) أن يختلطوا مع الآراميين) الوثنيين(".

التسمية السريانية لها مدلولات تاريخية و جغرافية و إنتماء وطني و هي تسمية مرادفة للتسمية الآرامية . ذكر الأخ عـــلاء أوســي "فكان كل من يقبل على تعاليمهم ويتنصّر يستبدل اسمه القديم الآرامي بالسرياني ..." هذه نظرية غير صحيحة و للأسف يستخدمها البعض لتفريغ التسمية السريانية من مدلولاتها القومية !

رابعا -" سورية هي آرام "

نعم أن سوريا هي بلاد آرام التاريخية و أن السريان هم الآراميون ولكن البراهين التي تثبت هذه الحقائق موجودة في المصادر الآرامية و العبرية و اليونانية الموجودة قبل المؤرخين العرب. يستشهد الأخ عـــلاء أوســي ببعض المؤرخين العرب إذ كتب" وقد أيد ذلك معظم مؤرخي العرب. قال اليعقوبي: " السريانية لسان آدم وأولاد نوح"، وقال الطبري: "كانت السريانية لغة ما قبل الطوفان"، ويعني المؤرخان العربيان هنا بالسريانية- الآرامية لأن لفظ السريانية لم يكن قد ظهر في تلك العصور السحيقة في القدم."

أ - غير صحيح أن اللغة السريانية كانت لسان آدم و أولاد نوح حتى و إن ورد ذلك في تاريخ اليعقوبي فلغتنا السريانية ليست أقدم لغة شرقية) سامية) فهنالك اللغات الأكادية و العمورية و الكنعانية و هي أقدم من لغتنا الآرامية!

ب - السريانية لم تكن موجودة قبل الطوفان و المؤرخ الطبري لا يعرف شيئا عن "أسطورة الطوفان " و نحن لا نريد تاريخا أسطوريا للغتنا السريانية و لكن تاريخا صحيحا .

ج - المؤرخان العربيان لم يقدما براهين على أن سوريا هي بلاد آرام و لا يحق لنا أن نعلق "ويعني المؤرخان العربيان هنا بالسريانية- الآرامية لأن لفظ السريانية لم يكن قد ظهر في تلك العصور السحيقة في القدم." و نحن لا نريد من السريان ترديد براهين غير علمية لترادف الإسمين الآرامي و السرياني !

الجدير بالذكر أن الأخ عـــلاء أوســي قد إستشهد بنص من جرجي زيدان يقول فيه :«

انقسم الآراميون بتوالي الأجيال إلى أمم اشتهرت في التاريخ أهمها أمة السريان فيما بين النهرين والعراق والكلدان في العراق».

أ - جرجي زيدان من أشهر أدباء القرن التاسع عشر و إنه لمن المدهش أنه كان يعرف أن الكلدان القدامى كانوا من الآراميين .

ب- جرجي زيدان يستخدم تعبير " فيما بين النهرين " بمعنى الجزيرة لأنه يذكر حرفي " أمة السريان فيما بين النهرين والعراق".

ج - إن مصطلح بلاد ما بين النهرين سوف يطلق على العراق بعد الحرب العالمية الأولى . بيت نهرين في مصادرنا السريانية هي الجزيرة و ليس العراق !

خامسا - ما هو البرهان على أن سوريا هي بلاد آرام ؟

ذكر الأخ عـــلاء أوســي مشكورا " وقد ظهرت لفظة سورية بشكل واضح في عهد السلوقيين الإغريق وعلى وجه التدقيق بعد ظهور الترجمة السبعينية، حيث أن المترجمين ترجموا لفظة آرام بسورية كبدل لها أو مرادف، ثم توسع في استعمال هذا الاسم -سورية- وأطلق على البلاد كلها"

أ- إن أسفار التوراة قد أوردت التسمية الآرامية عشرات المرات فهي تتكلم عن بلاد و ملوك و لغة و أبنية الآراميين .

ب - الترجمة السبعينية و هي من اللغة العبرية الى اليونانية سوف تترجم التسمية الآرامية الى السريانية . عندما النص العبري يذكر عن إبراهيم " كنت آراميا تائها" الترجمة اليونانية تذكر" كنت سريانيا تائها " . و مملكة آرام في اللغة العبرية تتحول الى " مملكة سوريا" و الشعب الآرامي الى " الشعب السرياني".

ج - لقد وردت تسمية بلاد آرام في بعض النصوص الأكادية التي تركها ملوك أشور و بعض النصوص الآرامية و خاصة في نصوص سفيرة قرب حلب حيث وردت تعابير " آرام العليا" و " آرام السفلى" و " كل آرام".

د - لقد وجدنا عدة نصوص يونانية قديمة تتكلم عن " سوريا العليا" و " سوريا السفلى" و خاصة " سوريا كولن". و قد فشل الباحثون في القرن التاسع عشر في إيجاد تفسير أو معنى لسوريا " كولن" لأن كلمة " كولن" هي يونانية !

ه - بعد إكتشاف نصوص سفيرة الآرامية و ترجمتها صار العلماء يعرفون ما معنى " سوريا كولن" فهي ترجمة حرفية للتسمية الآرامية " كل آرام " و هذا أكبر برهان على ترادف الإسمين الآرامي و السرياني!

هنري بدروس كيفا

385
السريان بين هويتهم التاريخية و تطلعاتهم الواقعية

رد صريح على د. أنطوان أبرط الموقر

لقد تعرفت على د. أنطوان أبرط عبر موقع سما القامشلي حيث وجدت له مشاركات عديدة قيمة و إنني أختلف كثيرا مع د. أبرط خاصة حول مفهومه لهويتنا السريانية و إسم لغتنا السريانية فهو لا يزال يعتقد بوجود لغة أشورية و أن إخوتنا السريان المشارقة يتكلمون اللغة الأشورية !

لقد نشر د. أبرط موضوعا جديدا عنوانه " عن منتدى التاريخ والحضارات " على الرابط التالي

http://www.samaalkamishli.com/ma/vie...hp?f=43&t=5003

نجد فيه بعض تطلعات الدكتور أبرط و مفهومه لهويتنا السريانية .

أولا - الطموح الشرعي في تطور منتدى التاريخ و الحضارات .

يطالب د. أبرط بإنفتاح منتدى التاريخ على تاريخ و حضارات الشعوب الأخرى و لعمري هذا طلب مشروع إذ علينا أن نتعرف على تواريخ بقية الشعوب كي نقيم تاريخ أجدادنا و نعرف أهمية تراثنا السرياني العريق . لقد لاحظت إن أغلب المواقع لها منتدى خاص بالتاريخ العام و منتدى خاص بتاريخنا السرياني . و قد نشر الأخ ابو غابي عدة مقالات تاريخية لها علاقة بالتاريخ العام و قد نشرت أنا شخصيا موضوعا له علاقة بمدينة إيبلا التاريخية.

نشر أو إعادة نشر ( الدكتور أبرط لا يحب إعادة نشر المقالات لأنه يحب من الأعضاء أن يكونوا مبدعين في مشاركاتهم ) الأبحاث الرصينة حول الشعوب الأخرى هو عمل إيجابي و نحن نؤيد هذا الطلب.

ثانيا - " صراع الديّكة ".

يعتبر د. أبرط أن النقاش في منتدى التاريخ قد تحول الى " صراع الديّكة بين هوية سريانية آرامية وهوية آشورية كل واحدة تريد إلغاء الاخرى وإقصاءها "

أ - رغم إعتذاره ، هذه الجملة غير مقبولة من أكاديمي يحمل لقب دكتورا لأنها - للأسف له - تظهر لنا عن مدى عدم إطلاعه على تاريخ السريان و هويتهم التاريخية .

ب - الدكتور أبرط لا يميز بين أبحاث تاريخية مكتوبة من باحثين متخصصين في التاريخ السرياني / الآرامي و ردود بعض الإخوة المنخدعين بالطروحات الأشورية المزورة لهويتنا الآرامية .

ج - هل إطلع الدكتور أبرط على إحدى دراساتي المتواضعة كي يعتبرني" ديكا" مثلالآخرين ؟ و هل وجد في مقالاتي إنني " أمحي" تاريخ الشعب الأشوري ؟

د - الدكتور أبرط يتجاهل حضارتنا السريانية/الآرامية و يدعي بدون خجل " قد فرغت من محتواها ولم تعد منتجة وفاعلة ". قبل أن يعطينا الدكتور أبرط دروسا في حضارة الشعوب ليته يشرح لنا لما يعتبر حضارتنا السريانية غير منتجة ؟

إنني لا أستغرب من النقاشات الحادة في منتدى التاريخ لأن أغلب المعلقين لا يميزون بين مصدر تاريخي و مرجع تاريخي و لكنني أتعجب من موقف " بعض الأكاديميين" الذين يصدقون الطروحات بدون أي نقد أو تدقيق ؟

ثالثا - الهوية التاريخية و الحاضر ( الواقع ( .

يتكلم الدكتور أبرط عن الهوية بشكل عام و هو يعتبر أن السريان "عاجلا أم أجلا " سيذوبون في المجتمعات التي يعيشون فيها في الغرب و يظهر أن السريان الذين يعيشون في الشرق أن أمرهم مفروغ منه فهم إما أحفاد القبائل العربية المسيحية أم أنهم مستعربون !

ملاحظة مهمة : إن القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل مجيئ الإسلام قد دخلت طوعا و طمعا في الغنائم بعد الفتوحات الإسلامية الباهرة . الأغلبية الساحقة من المسيحيين في الشرق ( ما عدا الشعب الأرمني) لهم جذور سريانية آرامية.

السريان لهم هوية و حضارة تاريخية عمرها أكثر من 3000 سنة و لا يحق لنا مقارنتها بهوية دولة حديثة مثل الولايات المتحدة الأميركية حيث كل مواطن ياباني أو شيطاني يستطيع بعد حصوله على البطاقة الخضراء أن يصرخ بأعلى صوته " أنا أميركي "!

كل إنسان يستطيع أن يحصل على هوية البلد الذي يعيش فيه أو يهاجر إليه و لكن لا أحد يستطيع أن يدعي أنه " سرياني/آرامي" إذا لم يولد من أب سرياني . الغريب أن الدولة السورية حكومة و شعبا تعترف بهوية السريان التاريخية و تعتبرهم سكان سوريا الأصيلين مع أنه توالت على سوريا عدة شعوب قبل أجدادنا الآراميين أذكر على سبيل المثال : الشعب العموري و الشعب الكنعاني و الشعب الحثي.

ينتمي السريان الى الشعب الآرامي الذي كان منتشرا في كل شرقنا الحبيب و هويتهم و حضارتهم التاريخية تطلب منهم العمل و النضال من أجل الحفاظ على هويتهم و حضارتهم .

"فاقد الشيئ لا يعطيه" إذا كان الدكتور أنطوان أبرط قد فقد شعوره بإنتمائه السرياني الآرامي لأسباب نجهلها فعلى الأقل ليترك الآخرين يناضلون من أجل الحفاظ على هويتهم الحقيقية و ليتوقف عن غيرته " المستقبلية". ليس مهما ما سيحصل للسريان بعد 200 أو 300 سنة المهم ماذا يفعل المناضلون الشرفاء اليوم من أجل الحفاظ على هويتهم و حضارتهم و إن كانت غير منتجة بنظر البعض فهي هويتنا و حضارتنا و لن نتخلى عنها !

ملاحظة غير مهمة للدكتور أنطوان أبرط : إن السريان الذين يعيشون في الغربة يحافظون على هويتهم وإن أولادي الذين ولدوا و يعيشون في فرنسا يعتزون بهويتهم الآرامية و ليس الفرنسية و هذه حال أغلبية شعبنا الذي يعيش في الغربة !

رابعا - المثال الأرمني !

أتمنى على شعبنا السرياني الآرامي أن يتعلم من تاريخ الشعب الأرمني الحديث .

أ - رغم أن الشعب الأرمني يتحدر من بقايا الشعب الذي كان يسكن في بلاد أرمينيا و بقايا الشعب الحوري و بقايا شعب الأوراتو فإن الشعب يعتبر نفسه أرمنيا و يناضل ضد تركيا و ليس من أجل حرب التسميات !

ب - الشعب الأرمني في الشرق أو في الغرب يعتبر نفسه اليوم كما في المستقبل " شعبا أرمنيا ".

ج - الشعب الأرمني و رغم وجود أحزاب أرمنية عديدة يعمل من أجل قضيتهم المقدسة : لا يوجد حزب أرمني يدعي أن جذوره ميتانية وأن لغتهم هي حثية !

د - لقد وصل الوعي القومي و إنتشر بين المثقفين الأرمن في أواسط القرن التاسع عشر فإنتشرت الأحزاب و المؤسسات الأرمنية التي تناضل من أجل الحفاظ على اللغة و الهوية الأرمنية مما أدى الى حرب الإبادة ضدهم خلال الحرب العالمية الأولى.

ه - كتب د. أبرط " لقد أشار السيد هنري كيفا وفي أكثر من مداخلة إلى أن الأرمن استطاعوا أن يحققوا هويتهم القومية كتسمية و كصيرورة تاريخية وهذا صحيح ولكنه غير كاف ولم يتم تحققه إلا من خلال وجود الدولة القومية الأرمنية سواء أيام الاتحاد السوفيتي كجمهورية تابعة أو في مرحلة الاستقلال الآن."

للأسف لقد إرتكب د. أبرط بعض الأخطاء لأن الأرمن الذين يعيشون في بلاد الإغتراب هم الذين ناضلوا من أجل القضية و الهوية و اللغة الأرمنية و ليست الدولة الأرمنية !

الخاتمة

على المواقع السريانية أن تنفتح على تاريخ و حضارات الشعوب الأخرى و لكنها من الواجب أيضا أن تدافع عن هويتها الحقيقية!

أتمنى على الدكتور أبرط أن يطلع على تاريخنا السرياني الآرامي و حضارتنا المتجددة و ألا يتسرع في أحكامه فحضارتنا قد لا تكون مضاهية للحضارة الأوربية الراقية و لكنها حية لوجود شباب سريان أقحاح يؤمنون بها .
هنري بدروس كيفا

386
كل خطوة نخطوها يجب أن تكون نحو هدف معين

هذه الحكمة الشرقية القديمة هي عنوان الكتاب الأخير للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك " Chaque pas doit etre un but ".و كان إعترف الرئيس شيراك مؤخرا أن حديقته السرية هي محبته الى الشعر و الفلسفة اليابانية بشكل خاص . إنني شخصيا صرت أكره الشعارات لأن أغلبها شعارات كاذبة و خادعة خاصة في الحقل السياسي ولكنني فعليا أعجبت بعنوان هذا الكتاب و أتمنى من القراء أن يأخذوه كشعار لهم في حياتهم اليومية لأن إنتصاراتنا لا تأتي " صدفة " و لكن بعد نضال طويل و تضحيات جمة لا يعرفها الآخرون.

أولا - الإختيارات الصعبة

أ - لقد تعودنا في شبابنا أن نتمنى ما نريد تحقيقه في العام الجديد ، البعض منا كان يريد أن يتوقف عن التدخين و البعض الأخر كان يريد أن يرفع مستواه الرياضي و ان يكون ضمن فريق رياضي مشهور . طبعا كنا نشجع كل أخ كان يحاول أن يتوقف عن التدخين و كنا نذكر إخوتنا الذين يطمحون الى تحقيق تفوق في الرياضة و هم يدخنون سيكارة تلو السيكارة أنهم يجب أن يتوقفوا عن التدخين أولا و إن تحقيق إنتصارات رياضية يبدأ بتضحيات صعبة.

ب - الإختيار هو موت ! نسمع من حين الى آخر أن السرياني عنيد و بالفعل كان بعض إخوتنا من الراغبين في التفوق في الرياضة الذين لم يتوقفوا عن التدخين يرددون " أريد أن أنجح ولكنني لا أستطيع أن أتوقف عن التدخين". و سرعان ما يتذكر ذلك الشاب مراحل تدرجه الرياضي و نصائح المدرب أن التدخين سيكون حاجزا يمنعهم من إعطاء قوتهم الحقيقة و غالبا ما كنا نتذكر ما تعلمناه في دروس الفلسفة " choisir c'est mourir" أي عندما تختار مهنة معينة تحبها عليك أن تتوقف عن عادات كثيرة و أن تضحي من أجل إختيارك .

ثانيا - شعار " الوحدة" بين الأحزاب و المؤسسات و المواقع السريانية.

أ- إنني عن قصد لم أتكلم عن الكنائس السريانية لأنني شخصيا لا أعتقد أنها " تناضل" من أجل الوحدة و لكنها تدافع عن مفاهيمها أمام بقية الكنائس و بعض رجال الدين يعتقد أن الإنقسامات الدينية الطائفية قد ترسخت و أننا لا نستطيع شيئا . إنني لا أوافق على هذا الرأي و أتمنى من شعبنا السرياني العلماني أن يؤمن أن وحدتنا هي أمر ممكن لأننا كنا - في الماضي - شعبا واحدا رغم المسافات الشاسعة و الإنقاسامات الدينية !

ب - بعض الأحزاب السريانية هي سريانية بالإسم فقط بعض الأحزاب السريانية ترفع شعار الوحدة و من أجل تحقيق هذه الوحدة المزعومة تسمح هذه الأحزاب و مواقعها و مؤسساتها بتزوير هويتنا الى " أشورية و إسبانية وغيرها. لقد تعرض الشعب السرياني الآرامي الى أبشع حرب إبادة عرفها التاريخ و قد إستشهد حوالي 200

ألف من شعبنا السرياني ، بعض المؤسسات السريانية تدعي أنهم 700 ألف أشوري ! الأحزاب و المواقع السريانية التي تنشر هذه الإدعاءات الكاذبة لا تعمل من أجل الوحدة و لكن من أجل إضعاف الشعب السرياني الآرامي: السؤال الذي يطرح هو هل هذه الأحزاب و المواقع تعمل بكامل وعيها أو بدون قصد ؟ كل حزب أو موقع سرياني يدعي أن لشعبنا السرياني جذور أشورية أو حثية أو إسبانية فهو يحاول الإختباء وراء الإصبع كما يقول اللبنانيون ! هذه الأحزاب و المواقع تخسر مصداقيتها بين السريان المثقفين .

ج - هل نبحث عن وحدة سياسية مصطنعة أم وحدة تاريخية حقيقية ؟

كل الشعوب المجاورة لنا تتقدم و تتطور إلا شعبنا السرياني / الآرامي لأن الفكر القومي بين السريان في بداية القرن العشرين قد خلط بين تسميتنا السريانية التاريخية و التسمية الأشورية الحديثة و صار من واجبنا أن نكون " أمينين" لهذا الفكر القومي بدون أن نتحقق في طروحاته . كان الفرنسيون يدعون و يعلمون في منهاج التعليم الدراسي إن سائقي التاكسي في باريس قد ساعدوا كثيرا الجيش الفرنسي في تحقيق الإنتصار ضد الالمان في معركة La Marne سنة 1914 . لقد قدم أحد الباحثين دراسة تاريخية يثبت فيها أن الجنود ) حوالي 5000 ) الذين تم نقلهم بواسطة حوالي 1300 تاكسي لم يشاركوا فعليا في المعركة و حتى أن وصولهم الى الجبهة كان بعد إنتهاء المعركة !

من يريد مزيدا من المعلومات حول هذا الموضوع ليدخل الى الرابط

http://fr.wikipedia.org/wiki/Taxis_de_la_Marne
بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى أكرمت الحكومات الفرنسية كل من ساهم في تحقيق النصر . و قد شاع بين الفرنسيين جميعا أن سيارات التاكسي و أغلبها من ماركة Renault قد لعبت دورا كبيرا في تحقيق الإنتصار . و قد أصدرت فرنسا طوابع بريدية لذكرى مشاركة سيارات التاكسي . أنظر الى الرابط

http://francetimbres.perso.infonie.fr/CH09/T6425.html
السؤال هل يحق لنا أن نتحقق في طروحات الرعيل الأول من القوميين السريان ؟ هل أن المعلم اللغوي نعوم فائق يتحول الى " مؤرخ" في تاريخنا و هو أصلا لم يكتب أبحاث حول تاريخنا أو هويتنا !

د - المتطرفون يتسترون تحت شعار الوحدة و الرعيل الأول !

يحاول بعض إخوتنا الذين يدعون بجذور إسبانية أو أشورية وهمية خداع السريان الطيبين فتارة يقولون عن أنفسهم أنهم سريان و طورا أنهم أشوريين و حجتهم الواهية أن الرعيل الأول من القوميين السريان كانوا لا يفرقون بين سرياني و أشوري و هم يتوهمون أن مفاهيم الرعيل الأول هي " منزلة" أو أنه لا يحق لنا مناقشتها!

إذا كانت بعض الأحزاب و المواقع و المؤسسات السريانية ترفع شعار " الوحدة السريانية" حسب مفهوم " الرعيل الأول" فإنه من واجبها أن تنشر " الدراسات التاريخية" إن وجدت حول هويتنا التي تركها لنا الرعيل الأول !

نحن نؤمن و نناضل من أجل وحدة تاريخية حقيقية مبرهنة بمصادرنا السريانية التي تؤكد أن أجدادنا من مار افرام الارامي الى ابن العبري كانوا يؤمنون أن جذورهم و هويتهم هي السريانية أو الآرامية !

ثالثا - لما لا يكون هدفنا المعلن هو " معرفة تاريخنا الحقيقي" ؟

إنني أكره الشعارات المزيفة و أشفق على إخوتنا السريان الذين يدعون بالغيرة و النضال من أجل الوحدة و لكنهم لا يريدون" التحقق" من طروحات الرعيل الأول و يرفضون تاريخنا السرياني / الآرامي كما هو على حقيقته .

لقد كررت مرارا إن عدونا الأول هو " الجهل" و إن " معرفة " تاريخنا يساعدنا كثيرا من أجل " وحدة حقيقية دائمة". إنني أطرح على كل الإخوة من السريان الذين يناضلون من أجل الوحدة أن تكون لهم الشجاعة الفكرية أن تكون كل خطوة من خطواتهم من أجل معرفة تاريخنا الحقيقي .

يقول لنا المسيح " الحق يحرركم " نعم إن المعرفة الحقيقية لجذورك سوف تحرركم من كل الطروحات المزيفة و التحليلات الخاطئة !

ليكن حبنا لأمتنا السريانية / الآرامية دافعا لنا لمعرفة تاريخها الحقيقي !

ليكن هدفنا المعلن العمل من أجل وحدة أمتنا السريانية الآرامية فعليا و ليس شعارات !
هنري بدروس كيفا

387
الأخ khiga هل تتأكد من معلوماتك  ؟

   إنني أرد عليك كي أطلب منك أن تتأكد من المعلومات التي أذكرها.
أنت لا تستطيع أن تحكم قبل أن تتأكد و يظهر أنك لا تستطيع أن تتأكد
لأن ردودك مليئة بالمفاهيم التاريخية الخاطئة .
    أرجو أن تخفف من حدة تعابيرك لأن ردودك غير العلمية هي أكبر
دعاية قبيحة لإخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية . لك كل الحق أن
تعبر عن رأيك و لكن إرحم الذين يعتقدون مثلك بالفكر الأشوري لأن
تعليقاتك مضحكة حقا : هل علي أن أستشير " أشوري" كي يصحح
أخطائي الكثيرة ؟
   الأخ khiga أنت في منتدى حيث يدخله عدد كبير من القراء وهم
يستطيعون أن يتأكدوا من المعلومات بعكسك تماما . من المؤسف أن
عاطفتك تتحكم عليك و تدفعك الى تزوير هويتنا الى " أشورية " و لكن
الحقائق التاريخية لا تستند على " كلام عاطفي" و لكن على براهين .
أدعوك أن تتحقق لما كان أجدادنا يكتبون عن أنفسهم سريان ܣܘܪܝܝܐ
و ليس ܐܣܘܪܝܝܐ كما تدعي ! و لما كان أجدادنا يسمون الشعب الأشوري ܐܬܘܪܝܐ ؟
   إنني أعلم جيدا إنك لن تتحقق و لكن نصيحتي لك ألا تتسرع أترك
اخوتك الذين يؤمنون مثلك بالفكر الأشوري أن يدافعوا عن فكرهم
حتى تتوقك أنت عن فضح الطروحات الأشورية .
  أتمنى لك ميلادا مجيدا و سنة مليئة بالخير و قليل من الشجاعة !

  هنري بدروس كيفا

388
" هل يقودنا قطار المجلس الشعبي نحو الهوية أم الهاوية ؟ "

ألح أحد الغيورين السريان الآراميين في دعوتي الى الغداء معا في أحد مطاعم ستوكهلم و الأخ س. ر مشهور بغيرته و تشجيعه للباحثين في تاريخنا السرياني الآرامي .
دار حديثنا نحو موضوعين مهمين
أ - أن بعض المؤسسات السريانية تعرض علي أن تمنحني منحة دراسية كي أتمم أطروحة الدكتورا و كان جوابي صريحا جدا و هو إنني لا أملك الوقت الكافي لتحضير أطروحة دكتورا لأنني جاوزت الخمسين من عمري و أولادي هم بحاجة الى وجودي معهم و لكن لما لا تعلن المؤسسات السريانية عن وجود منح للمتفوقين من أبناء شعبنا كي يكملوا تخصصهم في تاريخنا السرياني أو تاريخ الشرق القديم ؟
ب - قال لي الأخ س.ر إنني سرياني آرامي و لكنني أريد أن أدعم كل حزب في العراق يعمل لإنقاذ الوجود المسيحي المهدد ثم سألني " أستاذ هنري ما رأيك في " المجلس الشعبي" ؟ جوابي كان " لا يحق لنا أن نحكم على أي حزب أو مؤسسة إلا بعد وقت يسمح للباحث أن يتعرف على برنامج الحزب و فاعليته على الأرض " .
أولا - هل المجلس الشعبي هو الممثل الشرعي للمسيحيين في العراق ؟
طمح هذا المجلس أن يكون ممثلا لكل القوى المسيحية في العراق مستفيدا من علاقته مع الأكراد و من المساعدات العديدة التي أغدق بها الأستاذ أغاجان على رجال الدين المسيحيين و على عديد من المؤسسات المسيحية و حتى على بعض الشخصيات التي تحمل أسماء لامعة . بدأنا نسمع في الآونة الآخيرة بعض الأصوات المعارضة حول دور " المال" في شراء الأصوات و الضمائر لتأييد المجلس الشعبي في الإنتخابات و في تحقيق برنامجه .
لقد فشل المجلس الشعبي أن يكون الممثل الشرعي للمسيحيين في العراق لأنه حزب حديث ليس له طروحات خاصة به فهو كان تجمع لبعض الأحزاب الكلدانية و الأشورية و السريانية و لكل منها مفهومه الخاص لهويتنا التاريخية و لنضالنا السياسي و حتى لعلاقتنا المستقبلية مع العرب و الأكراد .
في الأشهر الأخيرة فضلت الأحزاب و القوى الكلدانية الفاعلة أن تقفذ من قطار المجلس الشعبي لأسباب مجهولة و لكنها صرحت أنها الممثلة الشرعية للكلدان . و قد تبعتها بعض الأحزاب الأشورية مما دفع بعض المعلقين الى تذكير المجلس الشعبي أنه ليس الخيمة التي تجمع الأحزاب تحت ظلها و لكنه حزب جديد مثل الآخرين .
ثانيا - المجلس الشعبي و هويتنا التاريخية ؟
أ - إن من له إلمام في تاريخنا يعرف جيدا إننا جميعا ننتمي الى الشعب السرياني أي الآرامي و أنه ليس لنا علاقة مباشرة مع الشعوب العديدة التي تواجدت قبلنا في العراق القديم . إن إخوتنا من السريان المشارقة قد لعبوا دورا كبيرا في نشر الديانة المسيحية في الشرق حتى وصلت الى الصين كما أنهم ساهموا في نقل الحضارة الى العرب في عهد الخلافة العباسية و لا يزال السريان المشارقة مثل أجدادهم يعرفون عن أنفسهم يأنهم " سورايي" أي سريان و ليس أشوريين أم إسبان .
ب - المجلس الشعبي بحجة إن أخطار عديدة أو أن هنالك إختلافات في الآراء حول هويتنا التاريخية فضل أن يغلق باب التسمية و الهوية السريانية الآرامية التي توحدنا و تنقذنا من الوضع السيئ . المضحك المبكي أنه لا يوجد مشكلة علمية حول تسميتنا السريانية و هويتنا الآرامية بمعنى أن أجدادنا من السريان المشارقة و السريان المغاربة كانوا محافظين على إسمهم السرياني المرادف للإسم الآرامي وإن المتخصصين في تاريخنا يؤكدون هويتنا الآرامية . الأب المؤرخ ألبير أبونا ليس هو " الوحيد " الذي يؤكد أن هويتنا هي سريانية آرامية و لكن كل باحث نزيه متخصص في السريانيات .
ج - لقد صرح قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي منذ سنة" وبالنسبة الى مطالب شعبنا فنحن في الكنيسة لا نطالب بشيء إلا ما يريده ويقرره شعبنا من الحقوق، لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي. ليعش العراق بكافة قومياته عربا وكردا وأراميين وأيزيديين وصابئة وشبك."
هذا التصريح هو تأكيد على أن رأس الكنيسة الكلدانية هو مع وحدة تاريخية حقيقية و أنه رسالة غير مباشرة الى المجلس الشعبي أن تسميته القطارية غير مقبولة و إن الإعلام المسيس لن يقنع أحد بهوية غيرعلمية !
د - المجلس الشعبي و تسمية ( سورايا) ؟
للأسف الشديد لا تزال بعض الأحزاب السريانية التي تؤمن بالتسمية و الهوية الأشورية السياسية الحديثة تعمل الى تشويه التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية و القومية و بعض المتطفلين على تاريخنا السرياني يدعون أن التسمية السريانية مشتقة من " الشعب الأشوري" وبالتالي السريان هم أشوريون بينما المصادر التي بين أيدينا تثبت أن التسمية السريانية مشتقة من " اسورستان " التسمية الفارسية الإدارية التي كانت تشمل كل الشرق القديم ما عدا بلاد أكاد القديمة التي ستؤلف مرزبانة خاصة للآراميين تحت إسم بلاد بابل .
لقد سمعنا بعض الأصوات الجريئة تقول " نعم لتسمية سورايا شرط ألا تفسر " أسورايا" كما يفعل بعض المتطرفين" .
لقد مضت أشهر طويلة و المجلس الشعبي لم يفسر لنا مفهومه لتسمية سورايا و لما يضعها بين قوسين ؟ كنا نتمنى عقد مؤتمر تاريخي حول هويتنا الحقيقية يشارك فيه المتخصصون في التاريخ و ليس الشعراء و الأدباء و المفكرين و الوصوليين .
المجلس الشعبي لا يبحث عن هويتنا التاريخية الحقيقية و لكن عن صيغة توافقية تلزم المنضمين إليه . فتجمع السريان المستقل كان – في الماضي - يؤمن أننا سريان آراميون أما اليوم فهو حزب ضائع هل يدافع عن هويتنا التاريخية أم مصالحه السياسية ؟
ثالثا - ما هو برنامج المجلس الشعبي و طموحاته ؟
أ - ربح أكبر عدد من المقاعد لتمثيل المسيحيين .
من الطبيعي أن يعمل كل حزب الى ربح الإنتخابات التمثيلية لشعبنا فالنواب هم ممثلون لشعبنا في مجلس النواب العراقي . الرأي العام العراقي أو العالمي يتأثر أكثر من حزب له نواب منتخبون ديموقراطيا . ولكن المجلس الشعبي يروج أنه يعمل من أجل جميع أبناء شعبنا و في الحقيقة إنه يتبنى الطروحات الأشورية و شعاراتها و علمها .
ب - الحكم الذاتي ؟ ورد في البيان الختامي عن المؤتمر الشعبي ... الثاني
" تحت شعار ( الحكم الذاتي ضمان وحدتنا القومية والعيش المشترك في الوطن)". لقد تحولت وحدتنا القومية الى شعار و ليس هدفا نبيلا و من المؤسف أن كثيرين صدقوا هذه الشعارات البراقة التي ترددها وسائل الإعلام التابعة للمجلس الشعبي . و من المؤسف أكثر أن هذا المجلس يدعي أن الحكم الذاتي هو الضمان لوحدتنا القومية . لقد إنسحبت الأحزاب الكلدانية و الأشورية و لا زلنا مختلفين حول إسمنا التاريخي و هويتنا الحقيقية فعن أي وحدة قومية يتغنى هذا المجلس ؟
ج - الحكم الذاتي هل هو رغبة شعبية أم حلم " أشوري "؟
لا يوجد في شرقنا مؤسسات موثوقة لمعرفة رأي العام في المشاكل المطروحة ، كما لا يوجد دراسات إحصائية حول الحكم الذاتي و هذا مما سمح للأعلام التابع للمجلس الشعبي أن يصور لنا أن شعب السورايي يطمح الى الحكم الذاتي .
إن فكرة إنشاء وطن أو كيان أشوري هو من طروحات الفكر الأشوري الذي يعتبر كل العراق القديم أرض الأشوريين التاريخية و بالتالي أن للسريان المشارقة النساطرة الذين يدعون بالهوية الأشورية حقوق تاريخية بأرض العراق أو على الأقل بقطعة منه (ترضية ).
د - العواء مع الذئاب ؟
لقد سخر المجلس الشعبي كل طاقته الإعلامية كي يتبنى الرأي العام السورايا فكرة " الحكم الذاتي" فإنبرى المفكرون يشرحون فوائده و أغلبيتهم تعيش في الغربة بدون دراسة المخاطر الواضحة .
بعض رجال الكنيسة الكلدانية الشجعان ذكروا أن عددنا قليل جدا في المناطق التي سينال فيها السورايي الحكم الذاتي . أي أنه عمليا يعرضنا للأخطار . الكنيسة الكلدانية وريثة كنيسة المشرق بعدد المؤمنين و بوجودها في كل العراق تشعر أنه من واجبها أن تحافظ على رسالتها المسيحية في جميع أراضينا المقدسة و هذه الرغبة تتعارض مع شعارات الحكم الذاتي و كثيرون من السورايي يؤيدون فكرة الحكم الذاتي متأثرين بالإعلام و الأحلام و لا يرون المخاطر الجمة .
ه - الحكم الذاتي حلم " أشوري" أم مصالح سياسية كردية ؟
تساؤلات عديدة حول الحكم الذاتي ، البعض يشترط موافقة الحكومة العراقية المركزية و البعض الآخر يراهن بتقسيم العراق الى دويلات طائفية و بالتالي الباب مفتوح من أجل حكم ذاتي ضمن شمال العراق أو كردستان .
لقد شجع المجلس الشعبي كل الكلدان البعيدين عن هوية الكلدان الحقيقية و سلطت الأضواء عليهم كانهم ممثلين عن أكثرية الكلدان و إعتبرت مطالبتهم بالحكم الذاتي تعبر عن رغبة كلدانية حقيقية .
يبدو أن بعض الأحزاب الكلدانية المتواجدة في الشمال تؤيد فكرة الحكم الذاتي.
الخاتمة
لقد فشل المجلس الشعبي في تحقيق وحدتنا القومية و ظلت شعارا لأنه يتهرب من عقد مؤتمر علمي حول هويتنا و يفضل إستخدام التسمية القطارية المضحكة .
إن قطار المجلس الشعبي يقودنا الى الهاوية لأن السائق الحقيقي لا يهتم بمصلحة السورايي و لكن بمصالحه أولا .

هنري بدروس كيفا

389
   " مايكل ســيـﭘـي  و" شياطين" وسام كاكـو ؟"


  مقال رائع للكاتب و الشاعر مايكل ســيـﭘـي  حول مقالات الإعلامي
وسام كاكـو  حول الدفاع عن المجلس الشعبي و سمعة الأستاذ سركيس
آغـَجان الموقر .
     
   لقد إستمتعت بقراءة هذا التعليق و لا شك أن كثرة عدد المقالات الأستاذ
وسام كاكو للدفاع عن محاسن وأعمال الأستاذ  آغـَجان تدفع القارئ الى
الحيرة و الشك لأنه لا أحد يشك بطيبة هذا الإنسان و غيرته و لكن
الشك و النقد هو لخياراته السياسية .
    إن المفكر مايكل ســيـﭘـي  يرد على مقالات الأستاذ وسام كاكو
بأسلوب فيه كثير من روح الدعابة مع أن الموضوع خطير جدا .
إذا كان الأستاذ آغـَجان متدين إن السيد المسيح هو الذي يخطط و يدفعه
الى إتخاذ القرارات من أجل السورايي و إذا كان الروح القدس ينصحه
بعدم القيام بتنفيذ بعض الأمور . هل يحق لنا أن نعلم لما هذا العدد
الكبير من الإتصالات الهاتفية مع الإعلامي وسام كاكو بالذات ؟
  السؤال الكبير لما يصف الإعلامي وسام كاكو كل معارض لسياسة
الأستاذ آغـَجان بأنه شيطان ؟ لقد ورد تعبير شيطان في كل مقالة
تقريبا  !
   كتب المفكر مايكل ســيـﭘـي  "  أما مسألة الشيطان التي كـرّرها السيد وسام في مقالاته أكـثر مِن مرة فـلنا أن نسأله كـيف تعـرّف عـليه ، وهـل رآه متجَـوِّلاً في السوق أم جالساً خـلف مكـتب وإلتـقـط له صورة ."
   
إن مقالات وسام كاكو قد تكون تدافع عن سياسة الأستاذ آغـَجان و لكنها
في نفس الوقت تلقي عليه " أضواء " جديدة :
  * هل الأستاذ  آغـَجان يؤمن أن سياسته هي من وحي سيدنا يسوع
المسيح و بالتالي هي ليست خاطئة ؟
 * هل وصف معارضي الأستاذ  آغـَجان  بالشياطين هو من مخيلة
السيد وسام كاكو أم أنه سمعها من الأستاذ  آغـَجان  بالذات ؟
 * لما  القرارات الإيجابية هي من أعمال الأستاذ  آغـَجان  الحميدة
و القرارات المعترض عليها خاصة من قبل الكلدان هي من قرارات
" المجلس الشعبي" ؟

   أخيرا نتمنى  من المفكر مايكل ســيـﭘـي  أن يعيد نشر مقالاته حول
تسمية " سورايا" و نحن ننتظر مقاله حول هذه التسمية التاريخية التي
توحدنا . إذا كان بعض الجاهلين و السياسيين يشوهون هذه التسمية
و يينزعون عنها المفهوم القومي بحجة نظرية غير علمية أن معناها
هو المسيحي ، علينا أن نبحث في مصادرنا السريانية و نشجع الباحثين
النزهاء لشرح تاريخ هذه التسمية و معانيها التاريخية .

  هنري بدروس كيفا

390
تعليقات على " الإعلام المسيحي المشرقي عام 2010 "

نشر الأخ بيير حنا إيواز هذا المقال في عدة مواقع سريانية و هدف هذا الباحث المعلن هو تقوية الإعلام المسيحي المشرقي لأنه يسأل"أين الإعلام المسيحي المشرقي ... ولماذا هذا الصمت المريب واللامبالاة وحتى التهرب والانتهازية من مواجهة حقائق الارض الواقعية والتحديات المعاصرة .."
لقد أحببت أن أعلق على هذا المقال لأن كاتبه يؤمن بالحقائق و لكنه للأسف يستخدم تسمية مزورة بحق سريان العراق الذين يسميهم " آشوريي العراق ". و هذه تسمية غير مقبولة من سرياني يطمح الى أن يكون الإعلام المسيحي المشرقي "إيجابيا "!
المقال موجود على هذا الرابط
http://suryoyehnan.com/modules.php?n...ticle&sid=2697
أولا - ما معنى تسمية الشرق ؟
لم يتوفق الباحث ايواز في التعريف التاريخي بالمسيحيين المشارقة و للأسف مر مرورالكرام على السريان بقوله " ومرورا بسريان الشام بمن فيهم الموارنة ". كل الشرق كان سريانيا آراميا و ليس في سوريا فقط .
أ - جغرافية الشرق التاريخية :
لن نغوص في الأسماء القديمة التي أطلقت على سوريا القديمة عبر تاريخها الطويل . سوريا التاريخية تحتل مركزا جغرافيا مهما جدا في التاريخ القديم إذ كانت تتوسط العالم القديم و كانت معبرا لجيوش الفاتحين.
إستوطنت القبائل الآرامية بلاد سوريا القديمة و كانت تسميها بلاد آرام حسب نصوص سفيرة من القرن الثامن ق.م و قد حفظت لنا أسفار التوراة هذه التسمية .
بعد موت الإسكندر المقدوني و إنقسام إمبراطورته بين قواده ، كان الشرق القديم من نصيب سلوقس الذي طرد البطالسة من جنوب سوريا و أطلق على نفسه " ملك سوريا " في حوالي سنة 304 ق.م. و كانت سوريا في عهد السلوقيين واسعة في بداية حكمهم و سرعان ما تتقلص الى حجم سوريا الآرامية .
عندما طلب بطليموس من اليهود في الإسكندرية أن يترجموا أسفار التوراة من العبرية و الآرامية الى اليونانية ، عمد هؤلاء المترجمون الى ترجمة كل التسميات الآرامية في التوراة الى " السريانية " و هكذا بلاد آرام تتحول الى بلاد سوريا و الشعب الآرامي الى الشعب السرياني.
ب - بطريق الشرق
إن الرومان هم أول من إستخدم تعبير " الشرق" و هو الإسم الذي حل بدل التسمية السلوقية سوريا . و كان بطريق الشرق يحتل مركزا عاليا جدا خاصة في الإمبراطورية الرومانية الشرقية لأنه كان يقع على عاتقه الدفاع عن حدود الإمبراطورية من هجمات الفرس . و كانت إنطاكيا العاصمة و مركز بطريق الشرق .
بعض الملاحظات المهمة
* إن لقب " بطرك" يأتي من لقب " بطريق" الروماني .
* إن البيزنطيين كانوا يطلقون تسمية " المشارقة" على كل السريان و سكان الشرق من مسيحيين و وثنيين .
* إن البيزنطيين كانوا يسمون إخوتنا السريان المشارقة ابناء " كنيسة فارس" أما السريان فإنهم كانوا منقسمين الى مشارقة و مغاربة نسبة الى نهر الفرات أو لتواجدهم ضمن الإمبراطورية الفارسية أو البيزنطية.
ج - تطورات حديثة لجغرافية الشرق .
من يتابع كتابات الرومان في القرون الأولى يجد أن الشرق هو بلاد سوريا و ليس سوريا و مصر أو أرمينيا ، و لكنه في القرون الحديثة فقدت تسمية الشرق معناها الجغرافي المحدد و أصبح تعبيرا واسعا يضم اليوم بلادا عديدة .
ثانيا - من هم المسيحيون المشارقة ؟
أ - بطركية إنطاكيا أو الشرق
لقد إنتشرت الديانة المسيحية بين اليهود أولا ثم إنتشرت بين السريان الآراميين بحكم جوارهم الجغرافي للشعب اليهودي كما إن عامل اللغة الآرامية التي كان يتكلمها تلاميذ و رسل المسيح قد ساعد في إنتشار المسيحية بين الآراميين . و قد حافظ الآراميون على إسمهم الآرامي و لم يتخلوا عنه بمجرد قبولهم الديانة المسيحية . لقد ظل عدد المسيحيين قليلا بالنسبة الى عدد الوثنيين حتى أواخر القرن الثالث الميلادي . بعد وصول الإمبراطور قسطنطين الى السلطة و سماحه لممارسة الديانة المسيحية بعد " إعلان ميلان" الشهير 313 . بدأ عدد المسيحيين يتكاثر وفي نهاية القرن الرابع صاروا يشكلون أكثرية بين السكان .لا شك إن الملك ابجر الثامن 177-212 م هو أول ملك مسيحي و قد ساعد على إنتشار الديانة المسيحية في مملكته و منها الى المناطق المجاورة و البعيدة .
لقد عمد قسطنطين الى تنظيم الكنيسة إداريا على حسب تقسيمات الإمبراطورية الإدارية . فعين في كل مدينة كبيرة " متروبوليت" ( ومن هنا تأتي تسمية مطران) الذي كان يرسم الكهنة للضيع و المدن الصغيرة التابعة لإدارته .
إن الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في بطريكية إنطاكيا و كان عدد اليونانيين قليلا جدا بالنسبة الى الآراميين و كانوا يسكنون خاصة المدن. أما عدد المسيحيين العرب في هذه الفترة ( القرن الخامس و السادس ) فقد كان هزيلا جدا في بلاد سوريا و يقتصر على بعض أفراد القبائل المتنقلة بين الصحراء العربية و البادية السورية . القبائل العربية المسيحية كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية و ليس في بلاد سوريا . كان السريان المشارقة خاضعين لسلطة بطريرك إنطاكيا الدينية مما دفع الفرس الى إضطهادهم و توجيه تهمة التجسس و التعامل مع الإمبراطورية الرومانية المعادية .
ب - توسع مفهوم المسيحي الشرقي
بعد إستقلال و إنفصال الكنائس الشرقية عن الكنيسة الجامعة بسبب سياسة تدخل الأباطرة البيزنطيين في الصراعات العقائدية و التي أدت الى إضطهاد رجال الدين السريان و الأقباط مما دفع هذه الشعوب الى الإبتعاد عن الإمبراطورية البزنطية . و قد إنضم الشعب الأرمني الى مناهضي مجمع خلقيدونيا و هذا مما أدى الى عداوة بين اليونانيين و المسيحيين المشارقة.
ثالثا - هل الموارنة هم سريان وهل سريان العراق هم أشوريون ؟
ذكر الباحث ايواز " لا بد من تحديد من هم مسيحية المشرق الاساسيون .. من آشوريي العراق إلى أقباط مصر مرورا بسريان الشام بمن فيهم الموارنة ". من يطلع على تاريخ السريان الموارنة القديم أي بين القرن الخامس والقرن الثاني عشر يلاحظ ندرة المصادر التي تتكلم عن الكنيسة السريانية المارونية . و لكن من يطلع على تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية يجد عشرات المصادر و الكتب التاريخية حول تاريخ و تراث و لغة هذه الكنيسة النسطورية . نحن نتعجب كيف يتسرع الأستاذ ايواز بإعتبار الموارنة هم سريان و لا يشاهد البراهين العلمية التي تثبت إن السريان المشارقة كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين !
هل هذا هو الإعلام الناجح عند باحث سرياني وريث مدرسة الرها ؟
رابعا - بعض التعابير غير الدقيقة
أ - كتب السيد ايواز " وتلك المصائب التي ألمت بالمسيحية المشرقية عموما في هجرات ( السفر – برلك )" . إن الشعب الآرامي السرياني هو ثاني شعب في التاريخ الحديث يتعرض لحرب إبادة شعواء لم يتعرض لها إلا الشعب الأرمني الشقيق. إن تعبير " مصائب" هو غير دقيق و تعبير" هجرات" هو غير صحيح لأن السريان الآراميين أجبروا على الرحيل تاركين كنائسهم و أملاكهم و أراضيم التاريخية .
ب - أمر عجيب ألا يذكر الشعب الأرمني الذي يناضل من أجل قضيته العادلة . ما هذا الإعلام المسيحي الذي يتجاهل الشعب الأرمني ويتبنى طروحات مزورة لهوية أجدادنا ؟
ج - كتب السيد ايواز " وإذا أخذنا ( بالصدفة ) مجلة مشرقية مسيحية لطائفة معينة منذ مئة عام وما قبل ، فإننا لن نجد ( فرقا جوهريا أو بالمضامين ) ما بين محتويات تلك المجلة وأي موقع إلكتروني مسيحي مشرقي " هذه فكرة غير صحيحة أبدا لأن المجلات المسيحية التي كانت تصدر منذ مئة عام كانت موجهة الى طائفة معينة و تدغدغ و تنمي الشعور الطائفي فهذا سرياني أرثودكسي و ذلك سرياني إنجيلي . بينما أغلب المواقع السريانية قد تخطت الشعور الطائفي فهنالك مواقع سريانية أرثودكسية تنشر أخبار الكنيسة السريانية الكاثوليكية و هذا إنفتاح إيجابي لمن يكن موجودا في المجلات المسيحية المشرقية .
الخاتمة
إن التحدي الكبير الذي يواجه الإعلام المسيحي المشرقي في السنين القادمة هو :
أ - نشر دراسات تاريخية علمية حول تاريخنا السرياني .
ب - التصدي لعمليات التزوير لهويتنا و إسمنا و إسم لغتنا المقدسة .
ج - الحذر من بعض رجال الدين في الأردن الذين يدعون أنهم أحفاد القبائل العربية المسيحية .
د - الرد على العروبيين الذين يدعون أن كل الشعوب القديمة قد قدمت من الجزيرة العربية و هذه النظريات هي غير علمية هدف المبطن تحويلنا الى " غرباء" في أوطاننا .
هنري بدروس كيفا

391
سلام و محبة الى الأخ هارون أوديشو الموقر

  سامحك الله ، تكتب لي رسالة ، و ملاحظتك الأولى تذكر:
" إن كلمة كيفا لا معنى لها بكل لغات العالم إلا بالآشورية ومعناها الحجر. "
   
 الأخ هارون الموقر ، يظهر إنك غير مطلع على أبحاثي المتواضعة
كما يظهر إنك تتسرع في الحكم علي . عفوا إنني لم أدرس التاريخ
كي أنضم الى حزب أشوري أو آرامي . كما إنني لا أسعى الى التقرب
من أي حزب سياسي  بعبارة أوضح إنني أمين على تراث أجدادي
الآراميين و لا أساوم على هويتنا السريانية الآرامية .
   الأخ هارون لما تقول إنني " أدعي" بأنني خريج جامعة فرنسية
فهل الشعوب الأخرى هي أفضل و أذكى من شعبنا ؟
    لقد تعرفت على د. جوزيف يعقوب و أطروحته كانت حول تاريخ
الأشوريين الحديث و هو غير متخصص في تاريخ السريان و يتجاهل
 هويتهم الآرامية الحقيقية .
    الأخ هارون لا أعرف من قال لك أن  أطروحة الدكتورا كانت حول
الأشوريين ؟ إن موضوع أطروحتي  هو " أسباب إستقلال الكنيسة
السريانية الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا 451 م " . و أطروحتي
ليس لها علاقة بالشعب الاشوري القديم  و لكنني إكتشفت براهين
عديدة - من المصادر السريانية - تثبت هويتنا الآرامية الموحدة .
و يبدو إن هويتنا الآرامية لا تتوافق مع طروحات الفكر الأشوري
و هذا يدفعك أن تشكك بدرساتي و حتى موضوع أطروحتي و أخيرا
أنت تتوهم أنه بمقدوري أن أتنكر لتاريخ أجدادي الآراميين من أجل
حفنة من الدولارات  أو العمل في صفوف أحزاب تعمل لتزوير
إسم و هوية أجدادي و تدعي بكل وقاحة أن لغتنا هي اللغة الأشورية !

  الأخ هارون : الإبن الضال يرجع في النهاية الى بيت أبيه و هذا ما
نتمناه من  الشعب السرياني الشرقي الضال ، إن عودتكم الى جذوركم
الآرامية الحقيقية هي أفضل و أقوى من طروحاتكم المبنية على
تفسيرات خاطئة للتاريخ .
   حفظك الله
هنري بدروس كيفا أي بلغتنا السريانية الآرامية " الصخرة ".

392
الى الدكتور سعدي المالح الموقر

    شكرا لكم على كل نشاطات مديرية الثقافة السريانية و على  هذه
الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية.
    يظهر أن السريان في العراق راضين أن تكون هويتهم السريانية
في خبر كان ... فنحن فعلا نستغرب : إسمنا و هويتنا و إسم لغتنا هي
السريانية أو الآرامية و من يبحث في المصادر السريانية و العربية
حول دور السريان المشارقة في عهد الخلافة العباسية يرى بكل وضوح
إن إسمهم هو " السريان " .
  إن مشاركة الأديب بنيامين حداد تتكلم عن " لغويين سريان" و" أدباء
سريان ". فنحن لا نفهم إستخدامكم لهذه التسمية في كلمتكم
" دور الكلدان الآشوريين السريان " فهل نضحي بدور السريان مسايرة
لحزب يتبنى طروحات مزورة لهوية السريان ؟
   نحن لا نفهم كيف تكون مديرية الثقافة سريانية و تقدمون "هدية"
ليس لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بتاريخ و ثقافة و هوية السريان
الحقيقية !
   إن مسؤولي مديرية الثقافة السريانية يستطيعون أن يشروا لنا مواقفهم
و إختياراتهم ( الهدية ليست إختيارا موفقا ) كما انهم يستطيعون العمد
الى ممارسة سياسة النعامة التي لا ترى الصياد ...
   
  هنري بدروس كيفا

393
حركة تجمع السريان المستقل أم المستقيل ؟

يفتخر كل السريان الآراميين الأحرار بوجود حركة تجمع السريان المستقل الذي كان يعمل من أجل الدفاع عن وجود و حقوق السريان في العراق . إن إستشهاد المرحوم يشوع مجيد هداية سنة 2006 على يد مجرمين مجهولين قد خلق شعورا بالغضب و الأسى العميق في جميع الأوساط السريانية الآرامية خاصة و إن الشهيد كان يقر بهويتنا الآرامية التاريخية الموحدة و إن العلم الآرامي قد لف جثمانه الطاهر في طريقه الى العالم الآخر .
أولا - هل يوجد تناقض بين مبادئ الحركة و نشاطها السياسي ؟
من الممكن الإطلاع على لمحات من تاريخ و مبادئ تجمع السريان المستقل على الرابط التالي
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Seyassah/8/080501.htm
و قد ورد في المقدمة:
" لقد مرت البشرية عبر تأريخها بمراحل اقتصادية متعددة إلى أن وصلت إلى ما آلت إليه اليوم … وظهرت حضارات كثيرة ثم أندثرت … وفي " بلاد ما بين النهرين " كانت أقدم تلك الحضارات والتي تداخلت وأمتزجت فيما بينها لتكون أمة" وشعبا" واحدا" أتخذ له تسميات متعددة ، وتعرض ذلك الشعب عبر تأريخه الى ألوان الاضطهاد والقمع ومحاولات الصهر والتذويب ، الا اته بقي محافظاً على كيانه وشخصيته المستقلة.
لقد تمكن اخواننا ألآشوريين منذ مطلع القرن الماضي من تنظيم أنفسهم في أحزاب ومنظمات مختلفة وناضلوا وقدموا الشهداء على دروب الحرية"
* إن تسمية" بلاد ما بين النهرين" لم تطلق على العراق القديم . المطلعون على مصادر السريان المشارقة ( إخوتنا من أبناء الكنيسة الأشورية و الكلدانية اليوم ) يعرفون جيدا أن أجدادنا كانوا يستخدمون تسمية بلاد الآراميين للعراق القديم و تسمية بلاد ما بين النهرين أو بيت نهرين فهي الجزيرة السورية . إن المصطلح الجديد " بلاد ما بين النهرين " هو تعبير خاطئ للعراق.
* بكل تأكيد لقد إندثرت و إنقرضت شعوب عديدة لعبت دورا كبيرا في تاريخ العراق القديم مثل الشعوب السومرية و الأكادية و الأشورية و الحورية و العمورية و الميتنية و الكوشية....
* لقد إستطاع السريان المشارقة في المحافظة على حضارتهم و هويتهم الآرامية الصارخة رغم إحتلالات أجنبية عديدة طالت أكثر من 1200 سنة و ظل السريان الآراميون يشكلون أكثرية السكان بعد دخول العرب الى بلادنا.
*من هم اخواننا الأشوريين في هذه المقدمة ؟ هل هم أحفاد الأشوريين القدامى أم هم السريان المشرقة ؟ عفوا هل تعترفون بمجموعة تدعي أنها من الشعب الكوشي و كانت عبر تاريخها تذكر عن هويتها أنها سريانية آرامية ؟
ثانيا -نشاطات تجمع السريان السياسية ؟
أ - لقد رأينا في الماضي القريب إسم التجمع السرياني المستقل مدعوا للمشاركة في مؤتمرات للأحزاب الأشورية التي تدعي أنها تعمل من أجل " وحدة السوراريي" و لكنها في الحقيقة تتكر لهويتنا السريانية الآرامية الموحدة . من حق التجمع الطبيعي أن يشارك في كل مؤتمر من أجل إنقاذ وجودنا و جمع شعبنا تحت تسمية تاريخية موحدة . الا يحق لنا أن نعرف إذا شارك التجمع في تلك " المؤتمرات" و هل كانت اللقاءات إيجابية ؟
ب - لقد نشر الأب المؤرخ البير أبونا عدة مقالات تاريخية مهمة أكد فيها إن هويتنا التاريخية الحقيقية هي " الهوية الآرامية " . و قد قام بعض الإخوة من الكلدان يطلبون بإنعقاد مؤتمر حول التسمية و الهوية الآرامية كحل علمي لوحدة السورايي . من المؤسف الشديد لم نر أي تعليق أو موقف من التجمع السرياني حول هذا الموضوع .
سؤالي الى المسؤولين هل تبدل مفهومكم لهويتنا التاريخية أم إن إنضمامكم الى " المجلس الشعبي" يمنعكم من المجاهرة و الدفاع عن هويتنا السريانية الآرامية ؟
ج - السكوت علامة الرضى ؟
لقد نشر الأستاذ وسام كاكو مجموعة من المقالات بعنوان "هل يسـتحق الأسـتاذ ســركيس آغاجان مثل هذا التجني؟أســرار وخفايا تُنشـر لأول مرة القسم الثالث" موجود على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,368042.0.html
ورد في دفاعه عن الأستاذ سركيس آغاجان بعض الطبخات السياسية و أغلبها على الهاتف و قد ذكر الأستاذ كاكو ما يلي:
" الخميس 16 تشرين الأول 2008 ، الساعة 10:52 صباحاً إتصل بي (ج) وتحدثنا لمدة 45:21 دقيقة وكان الحديث ساخناً ومليئاً بكثير من الإنتقادات من كلينا وقد تقاطعتُ معه في الحديث لأكثر من مرة. قال في بدء حديثه: عزيزي وسام لقد إتصل بي (أ) من العراق وقال بأن مسودة الدستور في الإقليم تم فيها تجاوز تسميتنا القومية وأنا لن أسمح بذلك أبداً وواضح إن رابي يُحاول أن يفرض علينا شيئاً دون أن نعرفه وأنا لن أتنازل عن حقوقنا القومية حتى أمام الملائكة، فأنا أعترف بالقومية الكلدانية كقومية مُستقلة وكذلك التسمية الأشورية ولكني لا أعترف بالتسمية السريانية كتسمية قومية. أنا الذي أوصلتُ الموضوع الى ما وصل إليه في العالم وقد كنت دائماً واضحاً بخصوص الإسم ولا يتصور رابي سركيس بأنه يستطيع أن يفرض علينا شيئا دون موافقتنا لأني عندذاك سأكتب ضده في الإعلام وكذلك سأكتب الى الفاتيكان وسأتحدث مع البطريرك..."
*من هي هذه الشخصية الكلدانية السياسية التي لا تعترف بالشعب أو بالقومية السريانية ؟
*الموضوع حساس جدا لا يحق لنا " التخمين" و إتهام شخصية كلدانية بريئة بكلام لم يقله!
*لما لا نرى تعليقات من تجمعكم المدافع عن الهوية السريانية ؟
*إن سكوتكم المذهل يعني لمئات السريان الآراميين إنكم لا تدافعون عن هويتكم بجدارة
*إن سكوتكم قد يوحي للمتطرفين أنه من الممكن إنكار الهوية السريانية بسهولة.
ثالثا - ماذا حققتم بإنضمامكم الى المجلس الشعبي ؟
أ - على صعيد الهوية السريانية الآرامية إن المجلس الشعبي صاحب التسمية القطارية المطاطة التي لا يجدها
أحد في كتب التاريخ أو في مصادرنا السريانية ، يحاول بكل الوسائل أن يجد تسمية سياسية موحدة. من المؤسف أن هذا المجلس قد فرض مفهومه السياسي للتسمية الموحدة على حساب التسمية السريانية التاريخية الموحدة . لقد خدر هذا المجلس الغيورين من شعبنا بأن الوقت غير ملائم للبحث حول تسمية موحدة و إن وجودنا و مستقبلنا يتعرض لأخطار عديدة . هذا المجلس الشعبي يتبنى الطروحات الأشورية المزورة لهويتنا السريانية الآرامية و يعمل لتحجيم إخوتنا الكلدان كي يبقوا بعيدين عن المسؤوليات المهمة.
هل يحق لنا أن نعرف ما هي الخطوات و المشاريع الإيجابية التي حققها تجمع السريان المستقل في إنضمامه الى المجلس الشعبي ؟
ب - من المستفيد ؟
نحن نتفهم تكتيكات الأحزاب الصغيرة من تحالفاتها السياسية و غالبا ما تحصل هذه الأحزاب الصغيرة على حصة من الكعكة بحسب وزن تلك الأحزاب .
*هل يحق لنا أن نعرف إذا حصلتم على بعض الفتات من الكعكةكان على حساب هويتكم السريانية الآرامية المخنوقة ؟
*هل إنضمامكم الى المجلس الشعبي سيدفع به الى إيجاد تسمية تاريخية علمية أم ستبقى التسمية المركبة المصطنعة بحجة أن الحال لا تسمح لهم بإيجاد حل ( يضحكون علينا كما لو أن التسمية التاريخية غير موجودة(.
*هل إنضمام تجمع السريان المستقل الى المجلس الشعبي يؤثر على قراراته ؟ و إذا كان الجواب سلبيا فما هو معنى وجودكم في هذا المجلس؟
* المجلس الشعبي هو المستفيد الوحيد من إنضمامكم لأنكم لا تتحركون للدفاع عن هويتكم التاريخية .
رابعا – الخاتمة
هذه السنة 2009 هي الذكرى السبعين للمعاهدة الألمانية/ الروسية التي تمت بين هتلر و ستالين على حساب الشعب البولوني سنة 1939 . هذه المعاهدة هي وصمة عار للدول الحليفة التي إنتصرت على ألمانيا النازية بتحالفها مع نظام ستالين القمعي و غير الديموقراطي .
هذه السنة هي الذكرى الثالثة لإستشهاد المرحوم يشوع مجيد هداية مؤسس تجمع السريان المستقل. كم كنا نتمنى أن تتحقق وحدة الشعب السرياني الآرامي . إن إستشهاده و غيابه المبكر قد تركت الساحة بدون مدافع حقيقي عن السريان و هويتهم في العراق.
إن المجلس الشعبي لا يعمل بجدية من أجل وحدة السورايي بل يعمل لتحقيق أهداف سياسية مغايرة لرغبة و مصلحة الأكثرية. إن شعاراته البراقة المكتوبة بالخط العريض و الذي تعرضها وسائل أعلامهم لن تقوى على تزييف
  هويتنا المكتوبة في مصادرنا السريانية .
إن هويتنا السريانية الآرامية موجودة في تراثنا و لن يستطيع أي متطرف أن يتجاهلها . لقد تركت الأحزاب الكلدانية المجلس الشعبي و هذا يدفعنا الى طرح السؤال التالي هل تجمع السريان هو فعلا مستقل ؟ و إذا كان مستقلا فلما لا يدافع عن هويتنا السريانية الآرامية ؟ من يؤمن بآراميته و يرفع العلم الآرامي لا ينضم الى مجموعة تعمل من أجل إنكار الهوية الآرامية !
 
هنري بدروس كيفا

394
" المتطرفون " يغتصبون " لغتنا الآرامية" تحت شعار " الثقافة"!

لقد أعاد أحد المواقع السريانية خبر عن محاضرة حول اللغة السريانية تحت عنوان "محاضرة عن اللغة السريانية في البيت الثقافي في نينوى"ممكن الإطلاع عليها على الرابط التالي
http://www.zahrira.net/?p=6433#more-6433
أولا - الفكر الأشوري و عقدة " اللغة الأشورية الوطنية الخاصة "
من يتابع تاريخ الفكر الأشوري الحديث بين السريان يعلم أن إخوتنا من السريان ينادون بجذور أشورية ( وهمية ) و يدعون أنهم محافظين على " لغتهم الأشورية القومية ". المشكلة أن الأشوريين القدامى كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و كانوا يسمونها اللغة الأكادية . و كانت هذه اللغة الشرقية مع كتابتها المسمارية قد إنتشرت في كل الشرق القديم و كان الفرس القدامى يدونون بها كذلك شعب الأورارتو و كل هذه الشعوب كانت تسمي هذه اللغة باللغة الأكادية .
عندما إكتشف العلماء فك رموز الكتابات المسمارية التي وجدت في نينوى في القرن التاسع عشر الميلادي أطلقوا على هذه اللغة القديمة "اللغة الأشورية" و لكنهم سرعان ما إكتشوا غلطتهم لأنهم إكتشفوا أن اللغة الأقدم إسمها اللغة السومرية و اللغة الشرقية( السامية) إسمها الأكادية .
هنالك عشرات الدراسات حول تاريخ اللغة الأكادية و إذا دققنا لوجدنا أن العلماء المعاصرين يرفضون إستخدام تعبير" اللغة الأشورية" لأنه تعبير خاطئ و لأن الأشوريين أنفسهم مثل الشعب الحوري و الميتني كانوا يسمون هذه اللغة " أكادية " .
إخوتنا المنخدعون بالطروحات الاشورية لا يزالون يرددون تارة" لغة أشورية" و طورا " لغة أشورية سريانية " !
الغريب أن العلماء المتخصصين في تاريخ اللغة الأكادية لا يذكرون أن لها علاقة مباشرة مع لغتنا الآرامية/ السريانية ، و لكن " الباحثين" المتخرجين من الأحزاب الأشورية يدعون أن لغتنا السريانية هي الأشورية ؟
ثانيا - " لغة أشورية " أم عملية إحتيال ؟
لا زلت أذكر ذلك اليوم عندما ذهبنا أنا و صديق لي كي نشرب القهوة في مقهى على رصيف الشارع و كان صديقي قد أوقف سيارته الزرقاء بالقرب من المقهى . بينما كنا نتحادث و نراقب السواح في شهر حزيران إذا بنا نلاحظ شابا يركض في وسط الشارع يستوقف المارة و البعض منهم يناولونه بعض الفرنكات و كان يشير - عندما يتحدث الى المارة - الى أقرب سيارة له .
إقترب من الجالسين بالقرب منا فلم يردوا عليه فوصل إلينا و هو يتنهد " إعملوا معروف إنني بحاجة الى بعض الفرنكات ... لقد توقفت سيارتي و أريد شراء الوقود و الإسراع لشراء الدواء لإبنتي المريضة" و لكنه أشار الى سيارة صديقي الزرقاء ! سأله صديقي بكل برودة" هل هذه السيارة الزرقاء هي ملكك ؟ " و هنا أكمل الشاب المحتال و توجه الى رجل يريد الدخول الى المقهى و ردد أمامه نفس الحكاية و لكنه - هذه المرة - أشار الى سيارة أخرى ربما خوفا من ردة فعل صديقي !
لقد حقق الفكر الأشوري نجاحا كبيرا في تزوير و تشويه إسم لغتنا الآرامية السريانية : أحد كبار رجال الدين السريان سألني " ما الفرق بين اللغة الأشورية و اللغة السريانية ؟ ". و لحسن حظي كان في حوزتي عدة نصوص من السريان المشارقة فقرأها رجل الدين و قال لي " هذه لغتنا السريانية ". لقد شرحت للحضور كيف أخطأ العلماء في القرن التاسع عشر و لما إخوتنا من السريان المشارقة يدعون أن لغتنا هي "أشورية " .
ثالثا - بعض التعليقات على محاضرة السيد فريد يعقوب .
أ - لا يحق لي أن أعلق على محاضرة لم أكن موجودا فيها و لكن السيد فريد يعقوب كان قد كتب مقالا غير علمي حول اللغة السريانية عنوانه "اللغة الاشورية – السريانية وريثة الاكادية" موجود على رابط
http://www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=516و على ما يبدو أن محاضرته المغامرة كانت بنفس النهج .
ب - يظهر أن الباحث فريد يعقوب يجهل أن اللغة السومرية كانت لغة هندو أوروبية و مختلفة كليا عن اللغة الأكادية . كما أنه من غير اللائق أن نتكلم عن تطور اللغات و الحضارات في بلاد العراق القديم بدون ذكر الشعوب العديدة التي سكنت مئات السنين في العراق القديم الشعب السومري - الشعب الأكادي - الشعب الغوتي - الشعب العموري - الشعب الحوري - الشعب الميتني - الشعب الكوشي ...
ج - ورد في مقال السيد يعقوب " وظلت اللغة الاكادية التي تبنت السومرية تكتب بها على نحو ثلاثة آلاف عام على اقل تقدير، اطلقت تسمية اللغة الاكادية على (البابلية ـ الآشورية("
*تاريخ اللغة الأكادية هو حوالي 2400 سنة و ليس 3000 سنة !
*الشعب الأكادي هو الشعب الذي طور و نشر اللغة الأكادية و كانت كل الشعوب القديمة تسمي هذه اللغة " أكادية" .
*لقد نطورت هذه اللغة عبر تاريخها الطويل و لكن ظل إسمها " اللغة الأكادية ". إن علماء الآثار و اللغة الأكادية في القرن العشرين قد قسموا تاريخ اللغة الى مراحل زمنية و مناطق جغرافية.
*من عنده الشجاعة أن يدخل الى مكتبة متخصصة في تاريخ الشرق القديم سوف يرى أن كل الباحثين يستخدمون تعبير " اللغة الأكادية" كما أن كل القواميس الجديدة تستخدم التعبير العلمي " الأكادية " .
د - نظرية جديدة غير علمية ، ذكر السيد يعقوب " ان الاختراع والتطور الكبير على اللغة الاكادية (البابلية ـ الآشورية) تجسد في اختراع الابجدية البابلية ـ الآشورية التي ساهمت كثيراً في تطور الكتابة وسهولة استخدام المفردات بعد ان اختزلت الرموز المسمارية المقطعية المكونة من اكثر من 2500 رمز الى اثنى وعشرون حرفاً وصوتاً في آن واحد. سميت بالابجدية، (ابجد، هوز، خطي، كلمن، سعفص، قرشت(. "
* لقد طور الأكاديون الكتابة المسمارية و خففوا عدد رموزها الى حوالي 600 و لكنها ظلت كتابة مسمارية و ليس " أبجدية" .
*لقد تطورت الكتابة المسمارية المقطعية الصوتية في أوغاريت و منها إنتقلت الى الكنعانيين الذين أوجدوا الكتابة الأبجدية .
ه - كتب الباحث النزيه " وعملت هذه الشعوب التي اكتسبت الابجدية الآشورية الى ازدياد عـدد حروفها او تعديلهــا بما يلائـم بيئتها، اقتبس الفينيقيـون الابجديــة الآشورية من الابجدية الاوغارتية وهي نصوص مسمارية اكتشفت في مدينة اوغاريت (رأس شمرا) في سوريا في حدود سنة 1400 قبل الميلاد ضمت أي الاوغارتية ثلاثون علامة تمثـل الحروف الابجدية الآشورية. "
*كيف تتحول الكتابة المسمارية الأكادية الى أبجدية أشورية ؟
*هل كانت أشور " إمبراطورية " في حوالي سنة 1400 ق.م و هل كانت أوغاريت خاضعة للأشوريين أم أن الأشوريين أنفسهم كانوا خاضعين لمملكة الميتني ؟
*هل إقتبس الفينيقيون الأبجدية الاشورية من الأبجدية الأغارتية ؟
أم إنهم طوروا كتابة خاصة بهم ؟
*إن تعبير " الأبجدية الاشورية " هو عملية سطو على إنجازات بعض الشعوب فالشعب الأشوري لم يكن له لغة خاصة إسمها اللغة الأشورية و لم يلعب أي دور في تطوير الأبجدية.
و - كتب السيد يعقوب " فهجرة ابراهيم الخليل من مدينة اور واستيطانه في بلاد كنعان، انتقلت معه عناصر مهمة من العناصر الحضارة النهرينية بالاضافة الى انتقال عنصر الكتابة، وتداولها لاحقاً في بلاد كنعان انتقلت ايضاً فكرة عبادة الاله الواحد حيث تؤكد التوراة هذه النظرية في الوقت الذي تدين فيه الآشوريين بـ"الوثنيين ـ آراميين" .
*إن أغلب الباحثين في تاريخ الشرق القديم يعتبرون ابراهيم الخليل قصة رمزية خيالية .
*بعض المتطرفين يدعون أن فكرة الاله الواحد قد أخذها اليهود من الشعب الأشوري ؟
*المتطرفون ينكرون وجود الشعب الآرامي و تاريخه بالنسبة لهم و حسب مفهومهم التسمية الآرامية تعني الوثنيين . المضحك المبكي أن البحث التاريخي حسب مفهومهم هو " طرح نظريات بدون براهين " ثم الإستناد على نظرياتهم المزورة كي يزيلوا لغتنا الآرامية السريانية من الوجود .
ز - يستخدم السيد يعقوب لوحة يشرح فيها " نظريته" حول تطور اللغة الأشورية : كتب هذه الآية " يمثل هذا الحقل الابجدية المربعة أو الحروف المربعة، وتمثل المرحلة الاهم من تطور الابجدية من حيث الشكل، وعليها استندت الابجديات اللاحقة، وتمثل هذه الطريقة صياغة الحروف على شكل مربع، وسميت هذه الابجدية لاحقاً بـ(الآرامية) وجاءت هذه التسمية من قبل العلماء، واستناداً الى فرضية التوراة التي اطلقت على هذه الابجدية نص الـ( وثنية)، واستخدمت في حدود القرن (11 و10 ق. م). "
الباحث النزيه المتخصص في تاريخ الشرق القديم يسمح لنفسه أن يسمي لغتنا الآرامية بلغة وثنية : السؤال هل كان الشعب الاشوري هم أيضا كانوا يسمون الآراميين بالوثنيين ؟ أو بعبارة أصح لقد وردت عدة تعابير أكادية ورد فيها " اللغة الآرامية"!
رابعا - اللغة السريانية سوف تفك العقد و العقد الأشوري !
أ - العقد و مفردها العقدة إن كثيرين من السريان المشارقة و المغاربة الذين يؤمنون بجذور أشورية يعترفون اليوم أن إسم لغتنا العلمي و التاريخي هو " اللغة الآرامية السريانية " و إن عقدة " اللغة الأشورية" تفضح طروحاتهم بشكل رهيب . بعض المتطرفين يدعي أن السريان المغاربة يتكلمون" اللغة الأشورية باللهجة الغربية" .
ب - العقد الأشوري إن عناد إخوتنا من السريان المشارقة الذين يدعون بجذور أشورية و يدعون أن لغتنا السريانية هي " أشورية" سوف تفرط العقد و سوف تتساقط الطروحات الأشورية الواحدة تلو الأخرى .
ج - لو ماتت الشهامة عند بعض السريان المتقاعسين عن الدفاع عن إسم لغتهم و تاريخها فإن العلماء المتخصصون في تاريخ السريان لن يتوقفوا عن الدفاع عن اللغة السريانية .فلغتنا كانت و ستبقى اللغة الآرامية السريانية.
د - إن تطرف بعض الإخوة - كما رأينا مع السيد يعقوب - في تزوير إسم لغتنا الى " أشورية" تحت شعار " الثقافة" سوف يوقظ الغيورين و يدفعهم الى المطالبة بدراسات تاريخية أكاديمية حول اللغة السريانية.
الخاتمة
أريد أن أشكر السيد سامر الياس سعيد مراسل عنكاوا كوم في الموصل لأنه كتب حول محاضرة السيد يعقوب بدون أن يستخدم التسمية الأشورية المزورة . من الممكن الإطلاع على ما كتبه على هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=365988.0
ففي موقع زهريرا نرى أن عنوان المحاضرة ضمن النص هو" (اللغة الاشورية - السريانية المعاصرة وريثة الاكدية ).. " كما ورد تعبير " الأبجدية الأشورية " المخجل و أخيرا نرى أيضا " ودور الاشوريين في تطوير اللغة والخط العربي " أو " ودور المترجمين الاشوريين الذين نقلوا إشعاعات الحضارات الى اللغة العربية كحنين بن إسحاق..."
هنالك فرق كبير بين بين الموقعين تدفعنا أن نسأل هل السيدسامر الياس سعيد عمد بشكل فردي الى عدم ذكر تلك الكلمات المزورة لتاريخ و لغة السريان الآراميين أم أن سياسة جديدة بدأت تتبلور في موقع عنكاوا ؟
في كل الأحوال نحن متعلقون بتاريخنا و تراثنا و هويتنا الآرامية السريانية و لن نترك المتطرفين يزورون إسم لغتنا المقدس !
هنري بدروس كيفا

395
الرهاويون لم ينسوا أصلهم الآرامي !


تعليقات حول " الرها مهد الأدب الآرامي"
شكرا لك أخ ابو كابي على إعادة نشر هذا القسم من كتاب الأب المؤرخ ألبير ابونا الذي أعتبره من أنزه و أشجع المؤرخين الآراميين و هو من الكنيسة الكلدانية و لكنه يؤمن أن التسمية الآرامية و الهوية الآرامية توحدان كل ابناء الكنائس السريانية.
أريد أن أعلق و أن أنتقد بعض الأفكار في هذه الدراسة المنشورة على الرابط
http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=4197
أولا - ورد تعبير " شيّد سلوقس نيقاطور مدينة الرها سنة 304 ق.م " هذا التعبير قد يوحي للقارئ أن سلوقس هو الذي بنى مدينة الرها ، و لكننا نعلم أن المدينة كانت موجودة سابقا و قد إكتشف الدكتور أمير حراق إسمها القديم. سلوقس أعطاها إسما جديدا يونانيا " إديسا " و هو إسم عاصمة المقدونيين القديمة. سلوقس لم يشيد المدينة و لكنه شيد في المدينة.
ثانيا - هوية الرها .
إذا كان بعض المؤرخين مختلفين حول هوية أسرة الأباجرة منهم من يقول أنهم أنباط و منهم من يؤكد أنهم آراميون و لكن لا يوجد أي خلاف حول هوية سكان الرها إذ أن المؤرخين المتخصصين في تاريخ الرها مجمعون على أنهم آراميون . و لا يوجد اليوم أي مؤرخ يؤمن أن أسرة الأباجرة كانت تنتمي الى الشعب الأرمني الشقيق .
لا شك كان يوجد بعض العائلات الأرمنية في الرها في العهد البيزنطي و قد إزداد عددهم في القرن التاسع الميلادي.
إن تعبير ". كما امتزجوا بالأقوام الأرمنية المتاخمة لهم في الشمال . وقيل إنّ ملوكهم الأولين كانوا من أصل أرمني (؟) " قد يوحي للقارئ أن الشعب الآرامي الرهاوي قد إمتزج مع الشعب الأرمني في عهد أسرة الأباجرة أو في القرون الأولى و هذا غير صحيح تاريخيا في هذه الفترة وقد يكون هذا الإختلاط و الإمتزاج صحيحا في القرن الحادي عشر الميلادي و بعده .
ثالثا - هل ماتت اللغة الآرامية في حوالي سنة 800 ب.م ؟
لقد إنتشر بين المثقفين السريان المشارقة و المغاربة تلك الفكرة التي تدعي أن اللغة الآرامية السريانية قد بدأت بالإندثار عندما إستولى العرب الشرق أي في أواسط القرن السابع الميلادي . الأب البير أبونا يستشهد برأي العالم نولدكه " ولم يتردّد "نولدكه" في الكتابة: "كانت اللغة الآرامية في حوالي سنة 800 م تعدّ لغةً مائتةً ، رغم أنّ الطبقة المثقّفة ظلّت تتكلّم بها مدّة طويلة بعد هذا التاريخ". إنني لا أوافق على رأي نولدكه لأن الشعب الآرامي السرياني ظل محافظا على لغته السريانية حتى القرن الثاني عشر الميلادي . كما أن اللغة السريانية قد تطورت و أصبحت لغة " علمية" لأنها نقلت كثير من علوم اليونانيين و قد ألف بعض السريان المشارقة قاموسين في القرن العاشر حول المفردات في اللغة السريانية .
إن تعبير العالم نولدكه " كانت اللغة الآرامية في حوالي سنة 800 م تعدّ لغةً مائتةً "هو رأي خاطئ لأن العلماء السريان في حوالي سنة 800 كانوا يكتبون بلغتهم الأم كما أن كل السريان في ذلك الوقت كانوا يتكلمون السريانية و البعض منهم تعلموا اللغة العربية .
إن تعبير نولدكه قد يصح في القرن السابع أو الثامن عشر و في بعض المناطق السريانية .
رابعا - بعض الأخطاء التاريخية غير المقصودة
أ - ذكر الأب البير أبونا " تسجيل كارثة فيضان نهر ديصان الذي اجتاح مدينة الرها في شهر تشرين الثاني سنة 201 م في عهد " أبجر التاسع " ملكها " . 201 م كان يحكم الرها الملك أبجر المعروف بالكبير أو أبجر الثامن و ليس التاسع .
ب - و قد ذكر الأب ابونا أيضا " وبعد أن دمّرها فيضان سنة 525 مرّة ثانية ، عاد "يوستنيانس الثاني" فأقامها وجعل منها تحفة رائعة ." إن يوستنيانوس الأول 527 - 565 هو الذي أعاد بناء الرها و ليس"يوستنيانس" (565 – 578 ) الثاني .
ج - كتب الأب البير أبونا "وقد تسرّب التأثير الفرثي إلى العادات الرهاوية منذ الأزمنة الأولى فنسي الرهاويون أصلهم الآرامي أو النبطي ". لا شك لقد تأثر الرهاويون بالفن و العادات الفرثية و هذا واضح جدا من لوحات الفسيفساء التي لا تزال موجودة أو من أسماء بعض الرهاويين و لكن تعبير "فنسي الرهاويون أصلهم الآرامي " غير دقيق لأننا نعلم أن مار افرام الذي عاش في الرها في أواخر حياته كان يسمي أهل الرها بالآراميين و الفيلسوف السرياني المشهور كان يسميه" برديصان الآرامي ".
الرهاويون لم ينسوا أصلهم الآرامي !
 
هنري بدروس كيفا

396
  هنري يوخنا عضو جديد و مهم في موقع عنكاوا ؟

  إن مقالتا السيد هنري يوخنا مهمتان جدا ، لأن موقع عنكاوا قد نشرهما
في صفحته الرئيسية . و هذا يدفعنا الى طرح سؤال مهم : هل مواضيع
السيد هنري يوخنا هي " مهمة جدا " لعرضها في الصفحة الرئيسية ؟
هل من المعقول من مشرفي موقع عنكاوا أن يرفضوا نشر بحث
د. أسعد صوما حول التسمية و هو باحث متخصص في تاريخ السريان
الآراميين و يتركون مقالات عضو جديد يكتب مقالاته بسرعة البرق ؟

   السيد هنري يوخنا المحترم ، أرجو أن تحسن إختيار عنواين لائقة
لمقالاتك الجديدة ، عنوان مقالتك الثانية " بعد كل ما فعله أستاذ سركيس يأتي حبيب تومي ويتكلم عن الحقوق وعدالة التوزيع " هو مقال بحد
ذاته . يظهر إن مقالات الأستاذ حبيب تومي تزعجك كثيرا أو تزعج
كل من يتخوف من فكر الأستاذ حبيب تومي الصادق و المنفتح .
الأستاذ حبيب تومي يعترف بكم " أشوريين " و لكنكم يا سيد هنري
يوخنا تدافعون عن طروحات تاريخية مزيفة و تحاولون أن تطبقوا
سياستكم المبنية على مفاهيمكم التاريخية الخاطئة .
    أرجو ألا تكون مقالتك القادمة هي أيضا موجهة ضد الأخ حبيب
تومي لأننا نريد أن نتعرف على مواضيعك السياسية المهمة خاصة
و إنك لا تنتمي الى أي حزب .
    إن مقالاتك التهجمية في موقع عنكاوا على مواقف الأستاذ حبيب
تومي تشير أولا الى صدق إنتقادات الأستاذ تومي التي تفضح بعض
أساليبكم غير المقبولة .
    من حق الأستاذ حبيب تومي أن يرد على تهجمك كي تتعرف على
مكانتك و حجمك و نتمنى أن يكمل مهمته في نقد بناء لكل مؤسسات
و أحزاب  "شعبنا ".
    أخيرا أرجو ألا توجه نصائح مضحكة للأستاذ حبيب تومي مثل :
"ونصيحتي لك أن تترك موضوع الأموال المخصصة للمسيحيين ((التي تشكك أنت في مصادرها)) لأن موضوع (تحديد) مصادر الأموال موضوع مبهم وشائك جدا في مختلف أرجاء العالم فلا يمكنك ان تحدد من يمول تنظيم القاعدة أو مصدر تمويل المتمردين الحوثيين في اليمن او الأنفصاليين في جنوب السودان او الحركات الأسلامية في باكستان والفلبين وغيرها من الأمثلة المتعددة ".
    هل أموال المسيحيين في العراق تشبهها  بمنظمات إرهابية أو انفصالية ؟
    أرجو  ألا تتوقف عن الكتابة ، لأن الأستاذ حبيب تومي لن يتوقف !

هنري بدروس كيفا

397
"ملاحظات حول" مختارات من قصة الحضارة"

نشر الأخ كبرو في موقع سما القامشلي مقالا حول تاريخ الشرق القديم ممكن مشاهدته على الرابط التالي

http://www.samaalkamishli.com/ma/vie...hp?f=43&t=3658
ؤلف هذه الموسوعة هو " ول ديورانت " فيلسوف و مؤرخ أميركي مشهور 1885 - 1981 م . قبل أن أقدم ملاحظاتي في القسم الثاني، أرجو من القراء التعرف على حياة هذا الفيلسف الفذ . على الرابط التالي "صبحي درويش - الفيلسوف والمؤرخ ول ديورانت"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=127094

أولا - من هو " ول ديورانت " و ما هي " قصة الحضارة"؟
ول ديورانت هو فيلسوف أكثر مما هو مؤرخ كما رأينا في قصة حياته و هو صاحب فلسفة تاريخية أكثر من أن يكون مؤرخ متخصص في تاريخ الشرق القديم ASSYRIOLOGUE . لقد أراد أن ينشر "قصة الحضارة " في 11 جزء وهذا مشروع ضخم و عمل جبار هل يستطيع الإنسان أن يكون " مؤرخا " لحضارة الصين و الشرق القديم و أوروبا الحديثة في نفس الوقت ؟
لقد بدأ " ول ديورانت" الجزء الأول سنة 1935 و قد ذكر في مقدمته " أنه عمل جنوني" و لكنه أفلح بمساعدة زوجته و إبنته أن يتمم هذه السلسلة. السؤال هل كان باحثا دقيقا في تواريخ الشعوب ؟ هل دون التواريخ بدقة أم أنه كان يؤرخ تطور الحضارات؟ لا يحق لي أن أحكم على الموسوعة الكاملة من خلال القسم المتعلق في تاريخ الشرق القديم و إنني غير مطلع على كامل الموسوعة.
ثانيا - هل يوجد أخطاء تاريخية في نص من حمورابي إلى نبوخذ نصر.
أ - أخطاء تاريخية واضحة

* ديورانت يذكر عن حمورابي أنه أكادي بينما هو في الحقيقة "عموري" و هنالك فرق كبير بين أكادي و عموري.

*أن ديورانت يذكر عن حمورابي أنه حكم (2123- 2081 ق.م) بينما نحن نعلم أنه تسلم الملك سنة 1792 ق.م الى حوالي سنة 1750 ق.م. و كان الباحثون في الأشوريات قد أخطئوا في تحديد فترة حكم حمورابي و هنالك مفاهيم عديدة خاطئة ورثناها من هؤلاء العلماء من القرن التاسع عشر الميلادي.

*الجنس البابلي : يقول ديورانت "وكانت بابل من حيث تاريخها وجنس أهلها نتيجة امتزاج الأكديين والسومريين.
فقد نشأ الجنس البابلي من تزاوج هاتين السلالتين؛ وكانت الغلبة في السلالة الجديدة للأصل السامي الأكدي،". ملاحظة مهمة جدا لم يعرف الشرق القديم شعبنا إسمه الشعب البابلي و في أيام حمورابي كانت البلاد تعرف بإسم " بلاد سومر و أكاد " و لكن هذا لا يعني أن هاذين الشعبين قد إمتزجا و أعطيا شعبا جديدا أو جنسا جديدا هو الشعب البابلي !
إن لقب ملوك الكلدان كان " ملك أكاد و الجهات الأربعة " صحيح أن مدينة بابل سوف تصبح عاصمة بلاد أكاد من عهد حمورابي الى سقوطها بيد الفرس سنة 538 ق.م . و قد قام الفرس بإنشاء ولادية جديدة / مرزبانة و يطلقون عليها إسم بابل .و قد إستخدم اليونانيون تعبير " البابليون" أي الشعب البابلي و هم في الحقيقة الشعب الكلداني الآرامي . للأسف الشديد أن علماء الشرق القديم قد عمموا إستخدام تعبير " الشعب البابلي" و " اللغة البابلية أو اللهجة البابلية" و هذه المصطلاحات لم تكن مستخدمة في أيام حمورابي.

ب - ديورانت لم يحسن في إستخدام المصادر التاريخية:
لقد إستشهد كثيرا في شريعة حمورابي و علق على مضمونها و هو يذكر في هذا النص في محلين مختلفين:

*أنا الحاكم الحفيظ الأمين عليها، في قلبي حملت أهل أرض سومر وأكد...

* "لما وهب لي أنو ونليل (إلها أرك ونبور) بلاد سومر وأكد لأحكمها، ووضعا في يدي هذا الصولجان" شريعة حمورابي المحفورة على الحجر تتكلم عن " بلاد سومر وأكاد" مثل كل المصادر الأكادية في تلك الفترة ، فلما يذكر ديورانت "بلاد بابل " و "وكان البابليون ساميين في مظهرهم سود الشعر سمر البشرة، " و " يختتم بها البابلي العظيم شريعته"...
ملاحظة : كان الأشوريون يستخدمون تسمية " كردونياش " للإشارة الى بلاد أكاد.

ج - تعابير غير دقيقة أو معلومات غير صحيحة ذكر ديورانت " وأُخرج الكاشيون من أرض بابل بعد أن حكموها ما يقرب من ستة قرون اضطربت فيها أحوال البلاد وتمزقت، " لقد سيطر الكاشيون حوالي 400 سنة على بلاد أكاد من 1600 الى 1200 ق.م و إستطاع نبوخدنصر الأول أن ينتزع الحكم منهم و لكنه لم يطردهم من بلاد أكاد .
د - نلاحظ بعض التناقض في تعابير ديورانت:
كتب عن نبوخدنصر الكلداني " وكان أقوى ملوك الشرق الأدنى في زمانه وأعظم المحاربين والبنائين والحكام السياسيين من ملوك بابل كلهم لا نستثني منهم إلا حمورابي نفسه. هذا مع أنه كان أمياً، ومع أن عقله لم يكن يخلو من خبال."
*أغلبية الملوك كانوا أميين في التاريخ القديم و ليس نبوخدنصر وحده كان أميا إذا صح التعبير.
*لقد حكم هذا الملك العظيم أكثر من 40 سنة و جعل من بابل أهم و أكبر مدينة في زمانها فكيف يذكر عنه " ومع أن عقله لم يكن يخلو من خبال"!!!
الخاتمة
" قصة الحضارة " مشروع ضخم و موسوعة مهمة و إنني لا أعتقد أنها تصلح كي تكون " مرجعا علميا" في المواضيع التي درسها " ول ديورانت " قد يعتبره القارئ مؤرخا نزيها و لكنني أعتبره فيلسوفا أراد أن يكشف لنا قصة الحضارة و قد نجح في مشروعه و لكنه - على صعيد تاريخ الشرق القديم - لم ينجح في إستعواب و هضم المعلومات المهمة في تاريخ شرقنا الحبيب .

هنري بدروس كيفا

398
موقع عنكاوا : منارة أم جدار برلين بين السورايي ؟

لقد مضى عشرون سنة على تهديم جدار برلين الذي كان يفصل سكان العاصمة الألمانية . لقد هدم الشعب الألماني ذلك الجدار الذي إستشهد عشرات الألمان من أجل عبوره نحو ألمانيا الغربية رمز الحرية و التقدم و الرفاهية .
أولا - موقع عنكاوا و التسمية السريانية .
أ - موقف غير علمي .
بحجة إن التسمية السريانية و هويتنا الواحدة تخلق بلبالا بين مؤيد لهذا الطرح أو ذاك و إن الخلافات حول التسمية تسيئ الى وحدتنا المنشودة . إنني لا أؤيد موقف عنكاوا و لا أقبل بالتبرير لأن التسمية السريانية - و إن إختلفنا في مصدرها - هي مرادفة لهويتنا الآرامية الواضحة .
ب - موقف سياسي
العلماء المتخصصون في التاريخ السرياني مجمعون على أن التسمية السريانية قد أطلقت على الآراميين . إن منع عنكاوا للنقاش حول هذا الموضوع هو دعم غير مباشر لإخوتنا الذين يفسرون التسمية السريانية بعيدا عن المراجع العلمية و هو إشارة صريحة الى أنه يوجد مشكلة في تفسير التسمية السريانية .
ج - موقف غير شجاع سنة 1974 نشر العالم WILLIAM F. MACOMBER كتابا حول قورش الرهاوي السرياني الشرقي عنوانه
Six Explanations of the Liturgical Feasts
Cyrus of Edessa An East Syrian Theologian of the
Mid Sixth Century
in C. S. C . O volum 355/356 ذكر هذا العالم في مقدمته صفحة V " منذ سنوات طويلة كنت أبحث عن موضوع أطروحة دكتورا تتلائم مع عقائد الكنيسة الكلدانية . و كنت في ذلك الوقت قد عينت أستاذا في جامعة الحكمة اللاهوتية في بغداد ،
حيث يشكل الكلدان أكثرية بين المسيحيين و كنت أبحث عن موضوع يسمح لي التعر ف على مفاهيمهم التقليدية للديانة المسيحية". هذا العالم الأمين ظل يسمي قورش الرهاوي بالسرياني الشرقي و ليس بالكلداني مسايرة للكنيسة الكلدانية. المسيحيون في العراق هم سورايي أي سريان مشارقة . إن المشرفين في موقع عنكاوا يدافعون عن مفاهيمهم الخاطئة حول التسمية السريانية ، عدم السماح في النقاش حول التسمية في موقع عنكاوا لا يعني أنه لا يوجد مفاهيم تاريخية أكادمية للتسمية و الهوية السريانية .
ثانيا - موقع عنكاوا و اللغة السريانية
أ - موقف عنكاوا من اللغة السريانية
إن موقع عنكاوا الحيادي يعترف أن لغتنا هي اللغة السريانية و لكنه لا يدافع عن إسم هذه اللغة مما يدفعنا الى السؤال " هل المشرفون في موقع عتكاوا - مثل بعض السياسين المتقلبين - يعترفون بالتسمية السريانية علنا و لكنهم باطنيا يرددون تسمية غير علمية و متطرفة ؟ منذ سنوات كان بعض إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية يشاركون في نشر مقالاتهم في القسم السرياني و كانت توضع عبارة اللغة السريانية بين قوسين كأنها إشارة أن لغتنا هي " أشورية " و لكن يجب إستخدام
تعبير اللغة السريانية .
ب - موقع عنكاوا و اللغة " الأشورية "
لقد نشرت مقالا حول الموضوع في موقع عنكاوا بعنوان" موقع عنكاوا و عقدة " اللغة الأشورية" !" على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.ph...,350671.0.html
و قد نشره الموقع في صفحته الرئيسية مما أغاظ عدد من الإخوة أصحاب الطروحات المتطرفة . و قد نشر موقع عنكاوا تلك الردود مما سيضيع القارئ هل دفاعي عن إسم لغتنا العلمي يستحق هذه التهجمات من أناس يكتبون تحت أسماء و هويات مستعارة . طرحت سؤالا على مشرفي موقع عنكاوا و بقي بدون جواب" السؤال الذي يطرح " هل هذه غلطة مطبعية أم أن مسؤولي موقع عنكاوا يشددون على إستخدام الإسم العلمي للغتنا؟
هل يستطيع أحد المسؤولين أن يوضح لنا ؟ هل يحق لنا أن نعرف لما الموقع يسمي لغتنا سريانية و يسمح لبعض الإخوة بتزوير إسمها الى " أشورية "؟
عفوا هل تنشرون أيضا مقالات من يدعي أن إسم لغتنا يجب أن يكون الأرمنية أو الإيرانية أو الإسبانية ؟
ج - موقع عنكاوا يستخدم تعبير اللغة السريانية و لكنه لا يدافع عنها !
لقد نشر موقع عنكاوا خبرا عن مؤتمر حول اللغة السريانية و ليس الأشورية أو الإسبانية . تحت عنوان "موقع اللغة الاشورية/السريانية يختتم مؤتمره السنوي الثالث " على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.ph...,357809.0.html
و كان الدكتور ليون برخو قد رفض الإشتراك بهذا المؤتمر و قد شرح على منابر موقع عنكاوا الأسباب و قد ذكر " ولهذا فإنني أشترط إعادة صياغة الإسم وجعله " مؤتمر اللغة السريانية" كي أستطيع المشاركة. وأود التأكيد أن الموقف هذا لا علاقة له بكوني كلداني لأنني كنت سأفعل ذات الشيء وأتخذ نفس الموقف لو كانت "اللغة الكلدانية" محل "اللغة الأشورية" في التسمية". فهل من المعقول من موقع حيادي ، نؤمن أنه واحة و منارة ، أن ينشر خبر تحت عنوان " اللغة الآشورية - السريانية"؟

إن الشعب الأشوري القديم كان يتكلم و يستخدم اللغة الأكادية وكان يسميها " اللغة الأكادية " و ليس الإسبانية أو الأشورية. لقد دخلت بعض المفردات الأكادية الى لغتنا الآرامية السريانية و لكن لغتنا بقيت آرامية و دخلتها مئات الكلمات اليونانية و الفارسية و العربية و لكنها بقيت آرامية سريانية .
إن نشر موقع عنكاوا لأخبار حول مؤتمر حول اللغة السريانية و هو في جوهره مؤامرة على لغتنا السريانية يشير لنا أن موقع عنكاوا لا يدافع عن إسم لغتنا العلمي و يوحي للقراء إن إستخدام تعبير" اللغة الأشورية " هو أمر طبيعي و هذا تشجيع الى الإخوة في الدفاع عن طروحاتهم المتطرفة .
سؤال الى موقع عنكاوا : لو لم يعترف أحد الأحزاب الأشورية أن إسم لغتنا هو " اللغة السريانية " فهل كنتم منعتم النقاش حول إسم لغتنا السريانية المقدسة ؟
تحية صادقة الى د . ليون برخو و الى موقفه الشجاع ، و ليعلم كل مفكر يشارك في مؤتمر يستخدم تعبير " اللغة الأشورية " إنه يساهم بكامل وعيه في " مؤامرة" لتزييف اللغة السريانية .
ثالثا - المثقفون السورايي /السريان و موقع عنكاوا
أ - موقع عنكاوا منارة حقيقية بين السورايي لا شك أن موقع عنكاوا هو أهم و أكبر موقع لشعبنا الذي لا يزال يبحث عن إسمه و هويته ( تارة تاريخية و طورا سياسية ). و بالرغم من وجود عدد كبير لمواقع " شعبنا ؟ " فإن أهم الأخبار تصدر من موقع عنكاوا. إن موقع عنكاوا يحتل أهمية كبيرة في " الإعلام " ربما أكثر من الفضائيات الخاصة ب " شعبنا ؟ ".( عفوا أن شعبنا تاريخيا هو الشعب الآرامي السرياني و لكن يجب أن ننتظر الأحزاب السياسية أن تقرر ما هو إسم شعبنا و هويته السياسية و التاريخية ).
ب - " القراصنة " و موقع عنكاوا المنارة !
في أواخر القرن الثامن عشر ، عمد بعض سكان المناطق الساحلية الفرنسية الواقعة على بحر المانش بين فرنسا و بريطانيا الى " قرصنة" جديدة و هي أنهم كانوا يشعلون النار قرب الجزر الصخرية التي من المفروض على السفن التجارية الإبتعاد عنها و كانوا في الليل و عندما تشتد العواصف الهوجاء يطفئون المنارة الحقيقية مما كان يجبر السفن الى الإتجاه الى الصخور و التحطم. كان سكان تلك المقاطعات يستفيدون من قرصنتهم بالإستيلاء على ما تعلق على الصخور أو ما يرميه البحر .
إن موقع عنكاوا هو منارة إعلامية حقيقية و لكن للأسف هذه المنارة " تنطفئ" في الأيام الصعبة و الأيام العاصفة و هنالك " قراصنة" حقيقيون يكتببون تحت أسماء مستعارة في مواضيع ليست من إحتصاصهم .
ج - موقف عنكاوا من الباحثين المتخصصين في تاريخ "شعبنا ؟".
إن أغلب الباحثين ينشرون دراساتهم في مجلات علمية تقدر مجهودهم العلمي . و لكن منذ تطور الشبكة العنكبوتية صرنا نرى الأبحاث التاريخية تنشر على الإنترنت ضمن مجلات أو مواقع . طبعا المجلات العلمية لا تقبل بنشر مقالات تاريخية يكتبها مثقفون
غير متخصصون في التاريخ . كم كانت سعادتي كبيرة عندما نشر الدكتور أسعد صوما الموقر سلسلة من المقالات التاريخية حول تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية خلال هذا الصيف. بصراحة لا أعرف إذا كان يوجد تعليقات أو ردود إيجابية أو سلبية .
نشر د. أسعد صوما مؤخرا بحثا حول تسميتنا عنوانه "آراء حول أصل كلمة "سريان". موجود على هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.ph...,358426.0.html
و قد خص دكتور صوما موقع عنكاوا ربما لأنه يعتبر موقع عنكاوا واحة فكرية حيادية ل " شعبنا ؟ ". و هذا مما دفعني الى إعادة نشره في عدة مواقع غيورة . السؤال الذي يطرح هو لما موقع عنكاوا لم ينشر هذا المقال على صفحته الرئيسية ؟ لن أدافع عن سمعة أو نزاهة الدكتور صوما في دراساته و لكنني أسأل موقع عنكاوا " المنارة " هل تنشرون المقالات التاريخية المسيسة التي تكتب خلال ساعة واحدة و ترفضون نشر بحث تاريخي كتبه باحث متخصص في تاريخ " شعبنا ؟ " ! إن حجتكم واهية و نتائجها سلبية
* عدم تشجيع الباحثين المتخصصين في نشر دراساتهم في الموقع.
* عدم إكتراثكم لأهمية الدراسات العلمية حول تسميتنا .
* إطفائكم المتعمد للمنارة سيضيع القراء ، لأن القراصنة قد أشلوا نيراهم الخداعة .
* هل دراسة د. صوما هي أهم أم رد المناضل khiga على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.ph...,358612.0.html .
* إن إدارتكم تشجع المتطرفين مثل السيد khiga الذي نشر تعليقين بدون أية أهمية علمية . الإناء ينضح بما فيه كما يقال و هذا المناضل يدعي " قبل كل شيئ عندما تتكلم كباحث يجب عليك ان تكتب الكلمة كما هي بالاصل اي اسورايه اسوريويه " .
رابعا - الخاتمة
أ - إنني آسف من كل المشرفين على هذا الموقع فأنا لا أريد الإسائة لتضحياتهم لإنجاح هذا الموقع و لكنني أريد أن أذكر المسؤولين عنه أنه بحاجة الى صيانة خاصة من القراصنة الذين يشعلون النار حوله .
ب - لا يحق لي أن أقترح على المسؤولين و لكن كان من الأفضل نشر بحث الدكتور أسعد صوما ضمن " الحوار الهادئ" كي يتمكن أكبر عدد من السورايي أن يتعرف على هذا الموضوع المهم .
ج - إنني صرت أشك كثيرا في الأسباب التي دفعتكم الى إقفال موضوع المناقشة حول التسمية : أنتم تقولون لعدم خلق إنقسامات في الرأي في مرحلة مهمة من تاريخنا بينما في الواقع إن النقاش حول تسميتنا و حول هويتنا و حول إسم لغتنا " يفضح " زيف الطروحات " الأشورية " حول هذه المواضيع الحساسة .
د - إذا كان موقع عنكاوا يؤمن بأننا شعبا واحدا و بأننا جميعا نتكلم اللغة السريانية ، و إذا كان موقع عنكاوا يناضل من أجل وحدة شعبنا لما لا يسلط الأضواء على بحث د . صوما ؟
ه - ليت موقع عنكاوا يشرح لنا لما يسمي لغتنا " سريانية " و لا يسألالأستاذ ميخائيل ممو لما يطلق عليها التسمية " الأشورية"؟
في النهاية إن عدم سماح موقع مرموق مثل موقع عنكاوا النقاش العلمي المسؤول حول تسميتنا و هويتنا يؤدي في النهاية الى بناء جدار برلين جديد بين السورايي . إن الحجة الواهية التي يقدمها هذا الموقع قد تصلح للمهاترين و المغامرين الذين يتفلسفون في كتابة التاريخ و لكنها لا تصمد عندما يكون الباحث متخصص في تاريخ "شعبنا ؟" مثل الدكتور أسعد صوما .

هنري بدروس كيفا

399
برهان جديد على صمود اللغة السريانية بين السريان الموارنة



بدأت بعض المؤسسات الثقافية المارونية تجاهر بإنتمائها الآرامي و بمطالبتها بتعلم لغتها الأم و هي اللغة السريانية الآرامية. من المؤسف أن السريان الموارنة لم يعطوا اللغة السريانية حقها الطبيعي و لم يعلموها إلا في بعض الجامعات و الأديرة و من المؤسف أكثر أنهم لم ينتبهوا الى أهميتها .

أولا - أهمية اللغة السريانية

أ - اللغة هي وعاء الأمة : كثيرون من السريان الموارنة لا يشعرون بإنتماء عربي و يرفضون سياسة التعريب بترديدهم " نحن لسنا عربا !" الشعب اليوناني ليس عربيا و إذا سألت يونانيا عن جذوره فمن الطبيعي أن يقول "أنا يوناني ". على السريان الموارنة تقع مسؤولية و واجب إعادة تدريس اللغة السريانية لأنها لغتهم الأم .

ب - أغلبية الموارنة لا يعيرون أهمية لجذورهم السريانية الواضحة و كثيرون يتجاهلون إسمهم السرياني فيقولون أنهم " موارنة بدل سريان موارنة ". البعض يعتقد أنه ينتمي الى الشعب الكنعاني الفينيقي و آخرون يؤكدون أنهم ينتمون الى " شعب لبناني أصيل " و بالتالي هم لبنانيون.

ج - لا يوجد شعب لبناني أصيل و لكن شعوب عديدة لعبت دورا مهما في تاريخ لبنان و هم الشعب الكنعاني الذي أطلق عليه اليونانيون تسمية" الشعب الفينيقي" ، ثم الشعب الآرامي الذي كان متواجدا في شرقنا الحبيب و كان شمال لبنان خاضعا لدولة حماة الآرامية و لبنان الداخلي ضمن مملكة بيت رحوب الآرامية . لقد صهر الآراميون بقايا الكنعانيين و هذا واضح من أسماء المناطق و القرى في لبنان فأغلبيتها لا تزال حتى اليوم أسماء آرامية : بعبدا - فالوغا - عينطورا - زحلة - رشعين- شتورا (أسفل الجبل) و بيت شباب التي تعني بيت الجيران .

د - السريان الموارنة يستخدمون الكثير من الكلمات و التعابير السريانية يوميا و لكنهم يجهلون أصول هذه الكلمات. شرح لي مدير أحد البنوك أهمية علاقته مع " زبائن" البنك و وردت كلمة " زبون" ثلاث مرات في حديثه . و عندما أراد أن يعرف عن أهمية البحث التاريخي بوجودنا المسيحي في الشرق قلت له : لقد إستخدمت أمامي ثلاث مرات كلمة " زبون" و أنت - بدون شك - تجهل أنها كلمة غير موجودة في اللغة العربية و هي كلمة سريانية آرامية كما أننا نستخدم مئات التعابير السريانية بدون معرفتنا .

ثانيا - قاموس سرياني - سرياني في جبل لبنان لقد أعادت " طيباين" نشر مقال ثقافي من جريدة النهار الصادرة اليوم ،

محفوظاته باللغات السريانية والكرشونية والعربية والفرنسية واللاتينية والانكليزية... والالمانية متحف دير مار يوحنا مارون في كفرحي سقفه من خشب الأرز " من الممكن الإطلاع عليه على الرابط

http://www.annahar.com/content.php?p...tahkik&day=Mon


ورد في المقال الخبر التالي "وفي المخطوطات: قاموس سرياني - سرياني وضعه جرجس بن يوسف الكرمسدّاني (نسبة الى مسقط رأسه بلدة كرم سدّة. قضاء زغرتا) وذلك السنة 1619 بعدما استغرق تأليفه نحواً من ثلاثين عاماً، كما يقول المؤلف في نهاية القاموس الذي يبلغ وزنه نحواً من 12 كلغ."

أ - من الممكن مشاهدة القاموس في الصور على الرابط من جريدة النهار .

ب - إن اقدم قواميس سريانية تعود الى القرن العاشر الميلادي و قد قام بتأليفها العالم السرياني الشرقي إبن علي و القاموس الثاني هو من تأليف حسن بن بهلول و هو أيضا من السريان المشارقة) النساطرة.( لقد طبع العلماء هاذين القاموسين في القرن التاسع عشر مما سمح للباحثين في السريانيات أن يستفيدوا من هذه القواميس.

ج - أهمية هذا القاموس القديم / الجديد . بصراحة هذه أول مرة أسمع بوجود هذا القاموس و لا شك أنه لا يزال مخطوطا فهو كنز لا يثمن خاصة و أن مؤلفه سرياني ماروني من شمال لبنان . دراسة هذا القاموس سوف تسمح للباحثين أن يتعرفوا أكثر على جذور اللهجة اللبنانية . أمنيتنا أن تتألف لجنة كي تدرس طباعة هذه المخطوطة لأهميتها اليوم .

د - صمود اللغة السريانية في جبال لبنان إنتشرت معلومات غير صحيحة حول إندثار اللغة السريانية بعد دخول العرب الى شرقنا الحبيب . البعض يدعي أن اللغة السريانية إندثرت في القرن السابع و هذا غير صحيح لأن السريان قد حافظوا على لغتهم حتى القرن الثاني أو الثالث عشر الميلادي . و قد إستطاع السريان الموارنة في الحفاظ على لغة آبائهم حتى القرن السابع عشر و في بعض المناطق الى القرن الثامن عشر. كذلك إستطاع السريان في الحفاظ على لغتهم الأم في جبال حكاري مستفيدين من وعورة الجبال . لقد أمضى جرجس بن يوسف من ضيعة كرم سدة حوالي 30 سنة لتأليف قاموس سرياني - سرياني لهو برهان جديد أن السريان الموارنة كانوا محافظين على لغتهم الأم في بداية القرن السابع عشر الميلادي !


هنري بدروس كيفا

400
دفاعا عن لغة و هوية أجدادي الآراميين

  منذ سنوات أتعرض لحملة من بعض الكتاب المسيسين الذين يدافعون عن التسمية الاشورية المزورة لهوية السريان الآراميين بعض الإخوة المغامرين يروجون إنني كنت أدعي بهوية أشورية إستنادا الى أطروحة الماجيستر التي قدمتها في الجامعة اللبنانية سنة 1982 م و كانت بعنوان " نكبة السريان الرهاويين 1924 ".

لقد وجدت اليوم تعليقا لسيد مجهول يكتب تحت إسم  Eissara في موقع عنكاوا ( إثارة إسم على مسمى ) و هو المجهول يدافع عن الفكر الأشوري المزور و يعتقد أويوهم القراء بأنني لأنني ذكرت في أطروحتي أن التسمية السريانية مشتقة من أشور فهذا يعني أن التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الأشورية !

من الممكن الإطلاع على تعليقه على هذا الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=351496.0


أولا - ما مدى صحة هذا الإقتباس ؟

كتب السيد Eissara : و ننقل حرفيا ما كتبه السيد كيفا "  " رأي ثالث وهو الأهم يرى بأن تسمية "سريان" قد جاءت من إسم آشور "الآشورية"، ذلك ان اليونان أطلقوا هذه التسمية على كل المنطقة بسبب وقوعها تحت السيطرة الآشورية. وقد قلب اليونانيون الإسم الى لغتهم  فأصبح "اسيريان"، اما العرب فقد أخذوا هذه التسمية من اليونانيين وزادوا عليها حرف "اللام" معتبرين ان حرف السين هو حرف شمسي فقالوا "السريان".

من الصعب ان نجزم بشكل قاطع بين هذه الآراء الثلاثة، لكننا نرجح الرأي الثالث خاصة وأن اللغة الأرمنية قد حفظت لنا التسمية "اسوري"، إذ ان الأرمن لا يزالون حتى اليوم يطلقون تسمية "اسوري" على كل "سرياني" و "اشوري". (إنتهى الإقتباس(.

 إنني لا أعتقد أن السيد  Eissara قد إطلع على أطروحتي المتواضعة فهو لا يذكر الصفحة و هو يدعي أنها أطروحة دكتورا  بينما على الغلاف مكتوب " رسالة أعدت لنيل شهادة الماجستير" . لقد نقل السيد Eissaraمن كاتب آخر لا يعرف أصول النقل لأن النص ناقص :

فيا سيد  Eissara بعد الجملة الأخيرة التي ذكرتها " ... إذ ان الأرمن لا يزالون حتى اليوم يطلقون تسمية "اسوري" على كل سرياني و اشوري" .  صفحة 17 .

الجملة التالية " و من المؤكد ان هذه التسمية اطلقت على الاراميين المسيحيين فصارت كلمة " سرياني" تعني مسيحي و كلمة " ارامي" تعني وثني . و خير دليل على ذلك هو لوقا الانجيلي الذي اطلق التسمية " السريانية" على نعمان الارامي قائد جيش الاراميين . " و برص كثيرون كانوا في اسرائيل في زمن اليشع النبي و لم يطهر واحد منهم الا نعمان السرياني" لوقا 4/12 . هذا يؤكد لنا ان التسمية اطلقت على الاراميين منذ القرن الاول ".

السيد المجهول المختبئ تحت اسم Eissara أنت لست أمينا في النقل ، ولا يحق لك أن توهم القراء إن مجرد ذكري أن التسمية السريانية مشتقة من الاشورية فهذا لا يعني إنني إستنتجت ان التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الاشورية ! هذا تزوير وقح لأنني في نفس النص أؤكد أن التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية !

ثانيا - التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية.

مشكلة بعض إخوتنا السورايي الذين يتطرفون في الدفاع عن طروحاتهم الخاطئة هي كسلهم الفكري و تقاسعهم عن البحث و التدقيق .
لقد حاولوا مرارا أن يشوهوا ما ورد في أطروحتي و نقلوا عنها بعض السطور من خلال نص واضح متوهمين " أنهم يخدمون قضيتهم الأشورية " المزورة لتاريخ و هوية أجدادي الآراميين .

فإلى السيد  Eissara غير المعروف والى كل " مغامر" في البحث عن هويتنا التاريخية :

في المقدمة و في الصفحة الأولى من أطروحتي " نكبة السريان الرهاويين 1924 " ذكرت حرفيا " أردنا أن نكتب عن الشعب الارامي السرياني الذي فرقته المذاهب  المسيحية المتخاصمة".

 تتألف أطروحتي من مقدمة وخاتمة وخمسة فصول وهي:

الفصل الأول = الاراميون السريان . صفحة (7)

الفصل الثاني = الاراميون السريان في الرها . صفحة (21 )

الفصل الثالث = السريان و السلطنة العثمانية .صفحة (41)

الفصل الرابع = العادات و التقاليد عند السريان الرهاويين . صفحة(57)

الفصل الخامس= نكبة السريان الرهاويين .  صفحة (72)

لقد إقتطع السيد Eissara نصا من الفصل الأول من أطروحتي و عنوانه "الاراميون السريان " و هذه هي فصوله
 أولا -  أصل الاراميين و موطنهم .

ثانيا - الممالك الارامية :

أ - أشهر الممالك الارامية .

ب - حروب الاراميين و انفضاء ملكهم .

ثالثا - اللغة الارامية .

أ - سهولة اللغة الارامية و انتشارها .

ب - اللغة الارامية- السريانية اليوم .

رابعا - تسمية الاراميين بالسريان :

أ - دخول الاراميين في الديانة المسيحية .

ب- إختلاف آراء المؤرخين و الباحثين حول التسمية السريانية.

ج - كنيسة انطاكيا .

أخيرا لقد ذكرت في الخاتمة صفحة 89:

 " تخلي الشعب عن  اراميته و الإنتماء الى العقيدة المسيحية . إذ أن آباء الكنيسة القدماء ، اتلفوا كل اثر ارامي بحجة انه وثني. و كان الاسم الارامي يعني الوثني و الاسم " السرياني "  يعني " المسيحي ".

 ثالثا - البحث التاريخي هو عملية مستمرة غايتها نشر الحقائق .

أ -  لقد طلب مني مرارا أن أطبع أطروحتي و كنت أرفض دائما لأن أطروحتي التي حضرتها خلال سنة واحدة 1982 حيث كانت الحرب اللبنانية مشتعلة و المكتبات مغلقة لأن الطرق غير آمنة. و قد حوت أطروحتي بعض الأخطاء و المفاهيم التاريخية الخاطئة مثلا عندما إستنتجت في الخاتمة أن الشعب السرياني قد تخلى عن إنتمائه الآرامي و طبعا هذا غير صحيح لأنني عندما كنت طالبا أحضر أطروحة دكتورا في جامعة السوربون ، إكتشفت عشرات النصوص السريانية التي تثبت أن السريان لم يتخلوا عن إسمهم الآرامي و هويتهم الآرامية .

و قد إكتشفت أيضا أن التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي لا في الأجيال الأولى كما يؤكد المطران أوجين منا و لا في القرون الوسطى كما يعتقد بعض رجال الدين السريان .

ب - أن شهادة الليسانس في التاريخ التي حصلت عليها في الجامعة اللبنانية هي حصيلة أربع سنوات في دراسة التاريخ بشكل عام . و للأسف لم يكن يوجد تاريخ شعبنا الآرامي السرياني . و عندما أردت أن أكتب أطروحتي حول تاريخ مدينة أجدادي السريان الرهاويين كان من الطبيعي أن أطلب مساعدة الأستاذين أبرهوم نورو و يوسف نامق رحمهما الله . الأول كان باحث ضليع في اللغة السريانية و الثاني أديب شاعر . لقد ساعدني الأستاذ أبرهوم نورو بفتح مكتبته الغنية لي و سمح لي أن أستعير بعض كتبه خاصة  " إديسا المدينة المباركة " لمؤلفه  J.B SEGAL  الذي أعيد نشره

http://www.gorgiaspress.com/BOOKSHOP/p-362-segal-j-b-edessa-the-blessed-city.aspx

و لكن الأستاذ أبرهوم نورو كان يؤمن أن الشعب السرياني هو خليط من الشعبين الآرامي و الاشوري وعندما طلبت منه  من أين إشتقت التسمية السريانية ذكر لي أنها مشتقة من الشعب الاشوري و أن الشعب الأرمني لا يزالون يسمونا " اسوري! "  بعد حصولي على منحة التخصص من الدولة اللبنانية و هي لمدة خمس سنوات إستطعت أن أتفرغ كليا للبحث حول تاريخ السريان و كانت أطروحة الدكتورا في جامعة السوربون وهي حول أسباب استقلال الكنيسة السريانية الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا : هل هي أسباب قومية أم أسباب عقائدية ؟ فأطروحتي لها علاقة مباشرة حول هوية السريان الآراميين و وجدت بعد أبحاث عديدة أن التسمية السريانية ليست مشتقة من الشعب الاشوري و لكن من التسمية الإدارية الفارسية " اسورستان " و أن الشعب الأرمني يستخدم لفظتين للإشارة الى شعبنا واحدة للشعب السرياني الآرامي و الثانية للشعب الاشوري .

لقد إلتقيت بالأستاذ أبرهوم نورو في أواخر التسعينات من القرن الماضي في منزل الوجيه السرياني حنا حنوش في باريس . و كان الأستاذ أبرهوم نورو - رحمه الله - قد طلب حضوري و كان لقاء عاصف بدون مجاملات حيث ألقيت المسؤولية على الأستاذ أبرهوم نورو في تبني الفكر الاشوري المزيف لهويتنا السريانية الآرامية . و قد أشرت الى مغالطات الأستاذ أبرهوم نورو حول هويتنا الآرامية في عدة مقالات . نشرتها في مجلة بهرو سوريويو و هي بعنوان "آثار آرامية في باريس" سنة 1993 ممكن الإطلاع عليها على الرابط

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=26631
 و قد ذكرت فيها حرفيا " احتلال الاشوريين لسوريا كان بفضل قوتهم العسكرية وقمعهم الدموى لكل ثورة، وليس بفضل وجود شعب اشوري في سوريا كما يحاول، ان يروّج الاستاذ ابروهوم نورو..".

أما  الأستاذ يوسف نامق رحمه الله فهو ذكر أمامي " السريان هم آراميون و لكنهم يجهلون ذلك" .

 رابعا - بعض التعليقات على السيد  Eissara   سؤال مهم  :

لما الباحثون في التاريخ يتحققون من معلوماتهم التاريخية و يتحلون بالنزاهة ؟ الجواب لأنهم يستخدمون المصادر المنشورة و لأنهم يعرفون أن كل باحث يستطيع مراجعة أبحاثهم و التدقيق قبل الحكم عليها . السيد Eissara لا يبحث عن هويتنا التاريخية و همه الوحيد هو الدفاع عن هوية أشورية مزورة و " لغة أشورية" وهمية لأن الشعب الأشوري كان يستخدم اللغة الأكادية و كان يسميها اللغة الأكادية .

أ - كتب السيد Eissara "أعجب لأمر أولئك الذين يطلقون علينا الأسماء المحرّفة فقط لأن عندهم عقدة مزمنة وخوف من الآشورية...فهم يدركون جيداً بأنه الإسم الوحيد والصحيح للأمة الآشورية بكافة كنائسها" التسمية الأشورية لم تطلق على شعب السورايي و لم تطلق على اللغة السريانية الآرامية . والإسم الاشوري ليس "  الإسم الوحيد والصحيح" لأمتنا السريانية الآرامية . للأسف الشديد يحاول بعض إخوتنا الدفاع عن الفكر الاشوري المتحجر . الفكر الاشوري هو عقدة مزمنة و من يريد أن يناضل من أجل وحدة شعبنا عليه أن ينتصر على ذاته أولا .  الفكر الاشوري ليس " حلا " من أجل وحدتنا كما يدعي الأخ Eissara

ب - كتب السيد Eissara متعجبا "  لست أدري لماذا السيد كيفا يتهم وينعت من يتفوه بالحقيقة بكلمة "تسميم" و "تزوير". السيد Eissara يعيش في عالم غريب حيث تتحول الأكاذيب السياسية الى حقائق تاريخية ، نحن نعيش في عالم اليوم الواقعي حيث أن كلمة " حقيقة " أو " حقيقية تاريخية " لها نفس المعنى الأكاديمي . و إذا عدنا قليلا الى إسم لغتنا العلمي و التاريخي في كل جامعات العالم نرى أنه " اللغة السريانية / الآرامية " و ليس الإسبانية أو الأشورية . و من يدعي أن إسم لغتنا التاريخي هو الإسبانية أو الأشورية أو الكلدانية فهو منافق و يعمل فعليا  من أجل تسميم و تزوير إسم لغتنا و هويتها الآرامية .

ج - يسألني السيد  Eissara  " وأسأل السيد كيفا لماذا اليوم تناقض نفسك بنفسك؟" إنني في أطروحتي أؤكد أن هويتنا السريانية هي آرامية و قد نشرت عنوانيها و ما ورد فيها . لقد ذكرت فيها بشكل واضح أن السريان هم آراميون و أن لغتنا هي آرامية فأين  التناقض يا سيد Eissara ؟  لقد سمحت لي الأيام أن أبحث في تاريخ شعبنا السورايي و أدقق فيه و أصحح الكثير من الأخطاء و الطروحات المزورة و قد شرحت أين هي الأخطاء مع براهين و نصوص واضحة . إن هويتنا آرامية و لا أحد يستطيع أن يتلاعب في تفسير تاريخنا على حسب الفكر الذي يؤمن به .

في النهاية  يا سيد Eissara أنت لست أول من يحرف تاريخنا من اجل تسمية مزيفة و لن تكون الأخير و أنا لست المدافع الاول عن هويتنا الآرامية و لن اكون الاخير . " الوعي القومي " بين الغيورين السورايي أي السريان هو سيكون الحكم!

ملاحظة أخيرة : سيد Eissara   أرجو أن ترد على المقالات التاريخية بذكر إسمك الصحيح و ذلك كي يتعرف القراء من أي حزب حصلت عل ىشهاداتك في علم التاريخ .
 
 هنري بدروس كيفا
 
 
 

401
تعليقات حول نشوء الطوائف في موقع زيدل

نشر موقع زيدل مقالا للمهندس باسل قس نصر الله الموقر و هو لمحة عامة حول نشوء الطوائف و البدع المسيحية تجدونه على الرابط التالي

http://www.zaidal.com/index.php/ar/b...-09-50-08.html
لا شك أن المهندس باسل يريد أن يعرف بإختصار من هي الطوائف المسيحية و لكنه للأسف يرتكب بعض الأخطاء التاريخية أو بالأحرى نقل معلومات خاطئة :

أولا - مفهوم الطائفة الحديث

بصراحة لا أعرف متى عم تعبير " طائفة" على كنائسنا المنفصلة في الشرق . و لكن لا يوجد شك أن كلمة " طائفة" هي مرادفة لتعبير " ملة " الذي إنتشر في شرقنا بعد الإحتلال العثماني 1516 م . كانت الكنائس الشرقية منفصلة إيمانيا و عقائديا الواحدة عن الأخرى وهي كنيسة السريان الملكيين أي السريان الذين تبعوا الملك مرقيان و تعاليم مجمع خلقيدونيا في أواسط القرن الخامس الميلادي و الذين يعرفون اليوم بكنيسة الروم لأنهم تخلوا عن إستخدام اللغة السريانية في ليتورجيتهم و إستبدلوها باللغة اليونانية في القرن العاشر ثم باللغة العربية .

لقد إنفصل السريان الموارنة من السريان الملكيين و قد تبعوا تعاليم البطريرك سرجيوس في بيزنطية الذي نادى بمشيئة واحدة في المسيح . و كان الملك هرقل قد قاتل و إسترجع سوريا و فلسطين و مصر سنة 628 م من الفرس الذين إحتلوا سوريا لمدة 14 سنة .

ولكن سرعان ما سقطت سوريا في يد العرب لأن أغلبية السريان المناهضين لمجمع خلقيدونيا ( السريان الأرثودكس ) قد ملوا من تدخلات الأباطرة في الكنيسة و إضطهاداتهم .

لقد طلب العثمانيون من رؤساء الكنائس المسيحية أي البطاركة أن يديروا أمور كنيستهم أو ملتهم . و هذا مما شجع الإنتماء الطائفي بين الكنائس الشرقية التي سوف يتضاعف عددها في التاريخ الحديث . جميع الكنائس الشرقية ( ما عدا الأرمن و الأقباط) هي سريانية آرامية في الهوية و اللغة و الحضارة .

للأسف لا يزال الإنتماء الطائفي حاجزا لبعض إخوتنا يمنعهم أن يتعرفوا على جذورهم الحقيقية .
ثانيا - الطائفة الأشورية

كتب المندس باسل " ينتسب أبناء هذه الطائفة إلى شعوب قديمة كانت تقطن شرقي أعالي نهري دجلة والفرات ، تنصرت مبكرا منذ القرون الأولى للمسيحية ، وكانت تسمى كنيسة المشرق أو الكنيسة الشرقية الآشوري" .إن العلماء المتخصصون في تاريخ السريان مثل سبستيان بروك أو الأب المؤرخ البير أبونا يسمون هذه الكنيسة ب "الكنيسة السريانية الشرقية ". طبعا لأن إبناء هذه الكنيسة هم سريان مشارقة إتبعوا تعاليم البطريك نسطور ( و كان سريانيا من ضواحي إنطاكيا ) و هم لا يزالون يعرفون عن أنفسهم و بلغة أجدادهم السريانية بلفظة" سورايا" أي سرياني .

للأسف الشديد إنتشر بين هؤلاء السريان فكرة خاطئة و هي أنهم ينتمون الى الشعب الاشوري الجبار و أنهم شعب عريق حافظ على هويته الأشورية و لغته الأشورية مئات السنين و أن لهم " حقوق تاريخية " في العراق . و أطلقوا تعبير " الكنيسة الأشورية " سنة1976 على هذه الكنيسة صاحبة هذا التاريخ .

علماء هذه الكنيسة السريانية قد تركوا لنا نصوصا عديدة يؤكدون فيها إنتمائهم الى الشعب السرياني الآرامي . و بكل تأكيد إخوتنا الذين ينتمون الى هذه " الطائفة الاشورية " هم سريان مشارقة و لا يحق لنا أن هذه الكنيسة كانت تسمى " بالأشورية " في تاريخها القديم .

لقد نشر الدكتور أسعد صوما سلسلة من الأبحاث حول تاريخ هذه الكنيسة تحت عنوان " لمحات من تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية" الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Ta...sad_Sauma7.htm
ثالثا -الطائفة السريانية

كتب المهندس باسل " شكل السريان ، وهم خليط من الشعوب الشرقية القديمة ، التي تنصرت منذ فجر المسيحية ، أحد العناصر الرئيسة في كنيسة أنطاكية . وقد كان للأسقف يعقوب البرادعي الدور الأكبر في رسامات اكليريكيي هذه الطائفة التي رفضت مجمع خلقيدون في النصف الثاني من القرن السادس ، ولذلك عرفت أيضا باليعقوبية ".

أ - السريان ليسوا خليطا من شعوب قديمة ، السريان هم الشعب الآرامي الأصيل الذي صبغ معالم الشرق . للأسف الشديد ان المهندس باسل يردد بعض الطروحات المزرة لهوية أجدادنا السريان الآراميين . و لا شك أنه لا يعرف أنه "ينقل " معلومات خاطئة يرددها بعض المفكرين السريان الذين لا يعرفون أصول البحث التاريخي و للأسف لا يعرفون أصولهم التاريخية و يريدون أن يحولوا الشعب السرياني الآرامي الى " شعب بدون هوية "!

ب - إن أجدادنا السريان في العصور الوسطى تركوا لنا مئات الكتب و الرسائل و القصائد التي تحولت الى مصادر مهمة لمعرفة تاريخنا و هويتنا . السؤال الذي يطرح لما ظل السريان من مار افرام) القرن الرابع ) الى إبن العبري ( القرن الثالث عشر ) يرددون بأنهم سريان آراميون ؟

ج - ما هي الغاية من طرح هذه " الأكاذيب " ( السريان خليط من شعوب قديمة) و هل هذا الطرح يساعدنا على الدفاع عن هويتنا السريانية المهددة ؟ ليت المهندس باسل يعلمنا من اين إستقى هذه المعلومات .

د - لقد طلب مني بعض السريان الغيورين أن ألقي محاضرة تاريخية في مدينة القامشلي التي زرتها خلال الصيف . لم تسمح لي الظروف ( عدم وجود صالة و عامل الوقت ) من إلقاء المحاضرة و كانت تحت عنوان " لما أطلقت التسمية اليعقوبية على السريان ؟" .

لم تطلق التسمية اليعقوبية على الكنيسة السريانية لأن المطران يعقوب البرادعي قد لعب دورا في إستقلال هذه الكنيسة و سوف أنشر هذه المحاضرة لاحقا.

في الخاتمة نحن لا نلوم الأخ المهندس باسل على هذه اللمحة و لكننا نأسف كثيرا على المفاهيم الخاطئة التي يرددها فإخوتنا السريان المشارقة يتحولون الى " أشوريين" و شعبنا السرياني الآرامي الأصيل الى" شعب خليط" و الإنتماء الطائفي الى حاجز يمنعنا من معرفة جذورنا الحقيقية.

أخيرا مفهوم " الطائفة " لم يعم في أوروبا الغربية لأن مفهوم الطائفة أو الملة هو من مخلفات النظام العثماني .

هنري بدروس كيفا

402
موقع عنكاوا و عقدة " اللغة الأشورية" !

رفض الدكتور ليون برخو أن يحاضر في مؤتمر حول اللغة السريانية لأن أصحاب هذه الدعوة يتجاهلون إسم هذه اللغة ويدعونها زورا باللغة الاشورية . و قد شرح د . برخو ملابسات هذه الدعوة و الأسباب التي تمنعه في المشاركة بهذا المؤتمر . راجع الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=

نحن نشكر د. برخو على موقفه العلمي الشجاع و نشكره أكثر لأنه ذكر الأسباب بدون مجاملة .

إن موقع عنكاوا هو من المواقع الحيادية التي تستخدم تعبير اللغة السريانية و لكنه للأسف يسمح في كثير من الأحيان لبعض إخوتنا أن يطلقوا التسمية الاشورية المزورة على لغتنا السريانية .قد يكون المسؤولون عن الموقع يريدون ترك " حرية التعبير" لكل كاتب أو مفكر ، أو أنهم لا يستطيعون أن يراجعوا ما يرد في كل المقالات ، أحد الكتاب يسمي لغتنا في مطلع مقاله " ليشانا اسورييا" راجع الرابط

http://www.ankawa.com/forum/


و مع أن موقع عنكاوا يؤمن أن تسمية لغتنا العلمية هو اللغة السريانية فإنه سمح لأديب كبير أن ينشر قصيدة بعنوان "ܠܫܢܐ ܐܬܘܪܝܐ "و هي للشاعر ميخائيل ممو ، تجدونها على هذا الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,

ألم يكن من الأفضل من المسؤولين في موقع عنكاوا أن يمنعوا نشرهذه القصيدة و إن مجرد عنوانها لهو إهانة لتاريخ و هوية لغتنا السريانية بعض التعليقات

أ - أن د. امير حراق المتخصص في تاريخ الشرق القديم قد نشر دراسة حول تاريخ اللغة السريانية ، هل المسؤولون في موقع عنكاوا إطلعواعليه ؟

ب - لقد نشر موقع عنكاوا لقاء السيد يونادم كنا مع بعض وجهاء السريان و قال أمامهم " أن من يدعي أن لغتنا هي أشورية فهو متطرف "

ج - إن بعض إخوتنا يحاولون يائسين أن يجدوا " وسيلة أو حجة واهية " تسمح لهم أن يحرفوا اسم لغتنا الى " اللغة الاشورية" متوهمين أن عقد المؤتمرات حول " اللغة الأشورية - السريانية" تسمح لهم أن يزوروا اسم لغتنا التاريخي و العلمي !

د - إن تطرف بعض إخوتنا في تحريف إسم لغتنا الى " لغة اشورية" قد دفعت بعض إخوتنا الى التطرف بتسميتها " اللغة الكلدانية "!

لقد نشر موقع قنشرين خبر إنعقاد المؤتمر تحت العنوان التالي"مؤتمر اللغة الآشورية - السريانية في السويد" بينما نشر موقع عنكاوا الخبر في الصفحة الرئيسية"مؤتمر للغة السريانية في يونشوبينك / السويد " .
السؤال الذي يطرح " هل هذه غلطة مطبعية أم أن مسؤولي موقع عنكاوا يشددون على إستخدام الإسم العلمي للغتنا؟
هل يستطيع أحد المسؤولين أن يوضح لنا ؟ هل يحق لنا أن نعرف لما الموقع يسمي لغتنا سريانية و يسمح لبعض الإخوة بتزوير إسمها الى " أشورية "؟

للأسف الشديد لقد حول بعض السياسين " المؤتمرات حول لغتنا السريانية " الى " مؤامرات" لتزوير إسم و هوية اللغة السريانية .

لقد فعل حسنا الدكتور برخو برفضه في المشاركة في هذه المؤامرة الجديدة و أنقذ " سمعته " بين كل السورايي الشرفاء.
إن عدد كبير من السورايي يقصدون موقع عنكاوا لأنهم يعتبرونه"واحة في الصحراء" تروي ظمأهم للمعرفة . يجب على موقع عنكاوا أن يدافع عن إسم اللغة السريانية بشكل فعال و هو بمنع " المتطرفين" بتسميم هذه الواحة
هنري بدروس كيفا

403
" مفاهيم السريان لهويتنا و أرصفة القامشلي!"
سريان القامشلي في مواجهة التحديات!

إنني لا زلت أتذكر مدى إفتخار و تعلق أصدقائي القدم بمدينتهم القامشلي و هندستها الفرنسية . كانت زيارتي الأولى لمدينة القامشلي سنة 1984 و كانت أغلب أبنيتها تتألف من طابق واحد و هو كناية عن عدة غرف تحيط حوش من كل الجهات . و لكنني في خلال هذه الزيارة لاحظت نهضة عمرانية كبيرة خاصة في حي الوسطى : عمار حديث ، ثلاث طوابق كل بناية مع شرفات كبيرة و هندسة داخلية جميلة . و لكن الشيئ الذي لم يعجبني في النهضة العمرانية هو أرصفة شوارع مدينة القامشلي !

أولا - أرصفة شوارع القامشلي .

أ - أرصفة الشوارع بشكل عام .

كل مدينة متطورة لها سياسة أو إدارة مدنية لإعطاء رخص البناء و تنظيم عمليات البناء داخل المدينة . إن الرصيف TROTOIR في مدينة باريس هو ملك المدينة و الإدارة المدنية في باريس هي التي تتكفل ببناء الأرصفة وصيانتها . و أغلب أرصفة المدن المتطورة هي موحدة في الشكل و مواد البناء و اللون . بعض أرصفة المدن المحيطة في باريس تختلف باللون و مواد البناء عن أرصفة باريس . لاحظوا في هذه الصورة كيف أن الرصيف هو موحد و متساوي بين عدة بنايات مختلفة.

http://www.prodefi.com/galeries/paris/page_17.html
ب - أرصفة القامشلي !

من المؤسف أن الإدارة المدنية في مدينة القامشلي لم تعمد الى سياسة توحيد بناء الأرصفة . إن بناء الرصيف هو على عاتق صاحب البناء مما سمح لكل مهندس أن يبني الرصيف حسب رؤيته الخاصة : هذا يبني الرصيف من الباطون و ذاك من البلاط و حتى البلاط يختلف في الشكل و اللون من رصيف الى آخر . الشيئ المزعج هو أن الأرصفة غير متساوية ، فتارة تصعد درجة و طورا تنزل درجة!

لا شك إن بناء الرصيف هو أفضل من عدم وجوده و لكن عدم تنظيمه خاصة في حي الوسطى يدل على عدم إنتباه الإدارية المدنية في مدينة القامشلي الى أهمية توحيد الأرصفة و منافعها . الأم التي تدفع بعربة طفلها تلاقي صعوبة كبيرة في السير على أرصفة القامشلي . إن أهالي القامشلي قد يعتبرون أرصفة شوارعهم أمرا طبيعيا لأنهم تعودوا على هذه الأرصفة أو لا يعرفون كيف تبنى أرصفة المدن المتطورة و لكنهم لا يستطيعون أن يقنعوا أحدا أن أرصفتهم أفضل من أرصفة باريس!

ثانيا - مفاهيم السريان لهويتنا التاريخية .

أ - كل الشعوب القديمة تفتخر بجذورها القديمة و تعمل كي تتعمق في تاريخها القديم . الشعب الأرمني ليس بأقدم من الشعب الآرامي أو السرياني و هو ينتمي بشكل رئيسي الى شعب الأورارتو مع بقايا الشعب الحوري و شعب أرمينيا القديم . الشعب الأرمني لا يعتبر نفسه خليطا من شعوب قديمة بل شعبا واحدا يناضل من أجل قضية عادلة .

ب - الشعب السرياني بدون شك ينتمي الى الآراميين الذين لعبوا دورا كبيرا في تاريخ شرقنا الحبيب. لقد إنتشرت القبائل الآرامية في كل الشرق و أسست عدة ممالك و دويلات آرامية عاشت مستقلة عدة مئات من السنين من 1200 ق.م الى حوالي 700 سنة ق.م . إن عدم تأليف أجدادنا إمبراطورية واسعة موحدة لا يعني بالضرورة أن أجدادنا لم يلعبوا " دورا " مهما في تاريخ الشرق .

ج - لا يوجد مشكلة علمية حول إنتماء السريان ( كل مسيحي الشرق ما عدا الشعبالأرمني) الى الآراميين لأن المصادر السريانية و المراجع العلمية ( اللؤلؤة المخفية - دراسات سبستيان بروك...) تثبت هويتنا الآرامية .

د -مشكلة السريان و هويتهم التاريخية هي مشكلة مصطنعة لأن رواد النهضة القومية السريانية في القرن الماضي - و منهم نعوم فائق – قد خلطوا بين السريان و الأشوريين و وجود أحزاب اليوم تدعي السريانية و لكنها تؤمن بهوية أشورية مزيفة لهويتنا الآرامية الحقيقية !

ه - المضحك المبكي أن دعوة بعض المؤسسات الثقافية السريانية مثل "رابطة الآكادميين الآراميين " الى تصحيح الأخطاء التاريخية المنتشرة بين السريان تلاقي بعض الرفض من بعض المهندسين و الشعراء و بعض منتحلي الأسماء و الهويات المستعارة و يرددون إن " دعوتنا "هي دعوة تقسيمية و تخريبية !

و - لا أحد يستطيع أن ينكر أن الفكر الاشوري قد إنتشر بين المثقفين السريان ظنا منهم أنه فكر قومي موحد و لكن طروحات هذا الفكر تحمل في طياتها الكثير من الأفكار التاريخية و الجغرافية الخاطئة .

ز - يردد بعض إخوتنا من السريان الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية المزورة أن التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الاشورية بحجة أن التسمية السريانية مشتقة من إسم اسورستان و يدعون أن اليونانيين قد أطلقوا التسمية السريانية على الاشوريين لأنهم كانوا متواجدين في الشرق . بعض المتطرفين يكتب عن نفسه سرياني من سوريا و لكنه بالإنكليزية تصبح سوريا ASSYRIA . كما نشر أحدهم مقالا حول" الصحافة السريانية" في موقع القامشلي الرابط

http://www.kamishli.com/phpbb/viewtopic.php?f=5&t=15681
ورد في المقال " الاحداث التى اودت بالشعب الاشورى في نيسان/1915 والتى راح ضحيتها مليون من الارمن وأكثر من نصف مليون من الاشوريين ."

ثالثا - هل يتألف الشعب السرياني من عدة قوميات ؟

أ - يحاول بعض إخوتنا الذين يؤمنون بالتسميات المزورة من اشورية و اثورية الإدعاء ( بدون براهين علمية( أن السريان ينتمون الى عدة شعوب قديمة .

ب - بعض المثقفين السريان يرددون هذه الطروحات بدون أن يدققوا في صدقها و لا ينتبهون الى خطورتها . بعضهم يدعي أننا نعود الى جذور حثية ( وهمية ( بدون أن يقدم براهين .

ج - من العار الإدعاء في بداية القرن الواحد و العشرين أن السريان يتحدرون من الأكاديين و الاشوريين و السومريين و الحثيين و الآراميين بشكل عشوائي . الأكاديون و الأشوريون و السومريون و الحثيون لم يستوطنوا بيت نهرين أي الجزيرة ( آرام نهرين) و لم يستوطنوا سوريا القديمة أي بلاد آرام . الآراميون هم الذين إستوطنوا الجزيرة بيت نهرين و سوريا بلاد آرام فهم سكانها الأصيلون !

د - بعض سكان صيدا و صور و جبيل يدعون بجذور فينيقية لأن الشعب الكنعاني قد إستوطن الساحل اللبناني السوري . ربما يحق لسكان الجزيرة السريان أن يدعوا أنهم من جذور ميتنية لأن شعب الميتني قد سكن و إستوطن الجزيرة بين 1600 و 1200 ق.م .

الخاتمة
-إذا كانت الإدارة المدنية في مدينة القامشلي لا تفرض على المهندسين شروط معينة حول بناء الأرصفة و تسمح لكل مهندس أن يختار المواد و الألوان فإن هويتنا التاريخية " تفرض" علينا الدقة ، فالشعب السرياني هو شعب واحد و هوية واحدة هي الهوية الآرامية .

-لا يحق للأحزاب السريانية أن "تحدد" هويتنا التاريخية بدون الإستناد على مصادرنا السريانية الواضحة و المراجع العلمية الموثوقة.

-الأحزاب الارمنية المختلفة تناضل من أجل القضية الأرمنية أما الأحزاب السريانية التي تدعي بجذور حثية أو ميتنية أو أشورية فهي تعمل لتقسيم و إضعاف شعبنا السرياني الآرامي.

-الغيرة و النضال الحقيقي للشباب السريان هي في نشر مقالات تاريخية علمية تفيد شبابنا و تدفعه الى العمل الشريف من أجل نهضة أمتنا و ليس نشر مقالات مسيسة تفوح منها رائحة العفونة .

-لقد تعرض شعبنا السرياني الآرامي لأخطر عملية إبادة جماعية و هي فعليا ARAMEAN GENOCIDE إستشهد فيها حوالي 200 ألف سرياني و ليس 500 ألف اشوري .

-إذا كنا فعليا نناضل من أجل قضيتنا المقدسة ، علينا أن نوحد مفاهيمنا لهويتنا السريانية الحقيقية، كي لا يتحجج السريان غير المبالين و يبتعدون عن النضال الشريف من أجل قضيتهم المقدسة !

يتبع
هنري بدروس كيفا

404
سريان القامشلي في مواجهة التحديات !


خلال هذا الصيف ، قمت بزيارة سريعة لمدينة القامشلي لأسباب عائلية خاصة . إستفدت من زيارتي و تعرفت على أهل القامشلي و مشاكلهم و تطلعاتهم المستقبلية . إن وقتي القليل لم يسمح لي أن أزور أو أن أتعرف أكثر على سريان القامشلي ، لذا ارجو من القارئ ألا ينتظر مني إحصاءات حول أعداد السريان أو أماكن تواجدهم و ما هو عدد النوادي الثقافية و الإجتماعية و الرياضية…


سوف أنشر ثلاث مقالات لها علاقة مباشرة بلقائاتي خاصة بالشباب السريان/الآراميين .لن أذكر أية أسماء لأنني تعرفت على الكثيرين ولم تكن غايتي أن أذكرهم في مقالاتي هذه .

المقال الأول " مفاهيم السريان لهويتنا و أرصفة القامشلي !"

المقال الثاني " تصحيح الأخطاء التاريخية : واجب أم رسالة ؟"

المقال الثالث " هل تنجح الأسرة السريانية المثقفة في مواجهة تزوير هويتنا السريانية/ الآرامية التاريخية ؟"
بعض الملاحظات المهمة :

أ - إن أغلب المقالات تتعلق بتاريخنا و هويتنا السريانية/ الآرامية الحقيقية لأن أغلب لقائاتي كانت مع شباب سريان من القامشلي يؤمنون بهويتنا الآرامية.

ب - لقد إنتشر بين السريان إن مدينة القامشلي هي " نصيبين الجديدة" و ذلك لقرب مدينة نصيبين من القامشلي . بعض السريان يعتقد أن أهالي القامشلي هم الذين هجروا من نصيبين و هذا غير صحيح لأن سريان القامشلي قد هجروا من كل المدن و المناطق السريانية قبل و بعد حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب السرياني/الآرامي من قبل الحكومة العثمانية خلال الحرب الكونية و حركة أتاتورك بعدها.

ج - إن أكبر تحدي يواجهه سريان القامشلي هو الهجرة . الشباب يحلمون بالهجرة لأنهم يعتقدون أنها " حلا " لمشاكلهم الإقتصادية و ربما لأنهم يعتقدون أن كل السريان في الغربة يعيشون في بحبوحة إقتصادية .الهجرة نزيف داخلي تضعف الوجود السرياني/الآرامي في القامشلي و في كل شرقنا الحبيب .

د - لقد ذكر لي أحدهم أن أحد الأكراد قد فرح من السريان لأنهم يبنون الكنائس الرائعة و هو يشكرهم سلفا لأنها ستتحول الى جوامع في السنين القادمة ! للأسف الشديد بعض الأكراد لا يزالون يعتقدون أن الجزيرة هي " جزء " من أراضيهم التاريخية و هذا مخالف للتاريخ و الجغرافيا التاريخية . لا بل أن محافظة حلب هي أيضا قد أصبحت من ضمن أراضيهم التاريخية . أرجو مراجعة الخرائط في هذا المقال" كردستان أرضا و شعبا " على الرابط التالي

http://www.gilgamish.org/viewarticle...20090822-20736
ه - الديموغرافيا في بعض الأحيان تستطيع أن تبدل الجغرافيا السياسية لبلد أو منطقة معينة و لكنها لا تستطيع أن " تزور " جغرافيتها التاريخية . لقد نشر موقع كلكامش الكردي بحثا حول المكتشفات الآثرية الآرامية في تل حلف . تجدونه على الرابط التالي

http://www.gilgamish.org/viewarticle...20090111-15415
وفيه معلومات تؤكد أن الآراميين قد إستوطنوا بيت نهرين/الجزيرة وقد صبغوها بحضارتهم قبل الأكراد بأكثر من 2000 سنة !أخيرا مع إحترامي الشديد للمسؤولين عن موقع كلكامش : لا يوجد أية علاقة بين الشعب الكوردي و الشعوب السومرية و الأكادية الذين نشروا أسطورة كلكامش !

و - السريان في القامشلي يعلقون آمالهم كثيرا على الدولة السورية و يحلمون بتحويل مطار القامشلي الى مطار دولي كما ينتظرون عودة المغتربين لإنعاش الإقتصاد في القامشلي بشكل خاص أو سوريا بشكل عام.

ز - لقد ورثت القامشلي مدننا السريانية/الآرامية : آمد ( ديار بكر) و أورهاي ( الرها/أورفا) و ماردين و مديات ... و أصبحت القامشلي فعليا أم المدن السريانية و لعبت دورا كبيرا خلال القرن الماضي في الدفاع عن تراثنا و لغتنا و هويتنا السريانية:

-هل تستطيع القامشلي أن تنتصر على تحديات القرن الواحد و العشرين ؟


-هل يستطيع سريان القامشلي أن يوقفوا هجرة شبابهم خارج وطنهم ؟


-هل يستطيع سريان القامشلي الصمود في آراضي أجدادهم التاريخية و أغلبية شبابهم تطمح الى الهجرة؟

-إذا كانت الهجرة " حلا مؤقتا " لبعض الشباب فهي " مشكلة " كبيرة لكل شعبنا السرياني/الآرامي!

-يجب على سريان القامشلي أن يتوحدوا لمواجهة التحديات كما يجب على المؤسسات السريانية و الغيورين السريان في بلاد الإغتراب أن يساعدوا إخوتهم في القامشلي و في بقية المناطق كي يعيشوا بكرامتهم في أوطاننا .
يتبع
هنري بدروس كيفا

405
 شهادة حقيقية

 شكرا للأخ يوحنا بيداويد و لكل الإخوة الكلدان الذين سلطوا الأضواء
حول هذه المذبحة الشنيعة . لقد سمعت عن هذه المذبحة و لكنني الآن
صرت أعرف تفاصيلها فشكرا لكم .
   لي ملاحظة صغيرة و هي أن أغلب إخوتنا الذين نجوا من هذه الجريمة
يطالبون أن تعترف الدولة أو الجامعة العربية بتلك المذبحة و يطالبون
إقامة نصب تذكاري يخلد بطولة الشابة الكلدانية الشهيدة ليلي خمو و
إستشهاد بقية أهالي الضيعة من كلدان و كورد .
- على الأحزاب الكلدانية أن تناضل و أن تحصل على رخصة لبناء
هذا النصب التذكاري .
- إذا سكت الصوت الكلداني في الماضي لأسباب يعرفها الجميع فعلى
الأحزاب الكلدانية أن توصل صوتها الى الحكومة العراقية كي " تتبنى"
مطالب إخوتنا الناجيين من المذبحة .
- إذا رفضت الحكومة العراقية أن تسمع مطالب إخوتنا العادلة ، فمن
واجب الأحزاب الكلدانية أن تطالب منظمة الأمم المتحدة أو غيرها
كي يعرف إخوتنا على الأقل من أمر بتلك المذبحة : هل هو أمر فردي
أم قرار حكومي ؟
- من واجب الضحايا " شهدائنا الأحياء " أن يحصلوا على تعويض مالي
عادل .
- لا شك إن كرامتهم الكلدانية لا تسمح لهم بالمطالبة بتعويض مالي،
لذلك على الأحزاب الكلدانية أن تطالب بحقوقهم المسلوبة .
- لا يموت حق ورائه مطالب .
- على الأحزاب الكلدانية ألا تسمح أن تتحول شهادة إخوتنا الى " سلعة
تجارية " أو " شعار سياسي" لا سمح الله فيتحول عدد الشهداء الى
بضعة مئات ثم الى بضعة ألوف من الشهداء الوهميين .

هنري بدروس كيفا

406
"الأب المؤرخ البير ابونا  و حوار الطرشان"

رد على مقال الأخ سمير اسطيفو شبلا  الموقر إتصل بي صديق آرامي من المعجبين بكتابات الأب المؤرخ البير ابونا و في نفس الوقت - إذا سمح لي الأخ سمير - هو لا يحب مقالات الأخ سمير لأسباب أجهلها  ، لكنه اليوم يمدح بمفال الأخ سمير الأخير عنوانه "الأب البير أبونا الملعب ملعبك فنكمل الشوط الثاني " . على الرابط

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=30651

       لقد إختلفنا بالرأي أنا و صديقي حول مقال الأخ سمير ، فصديقي يعتبره مقال إيجابي  لأنه يطالب الأب البير ابونا في إيجاد حل لمهزلة التسمية و الهوية ، بينما أنا وجدت أن المقال له أيضا بعض الجوانب السلبية و قد تكون غير مقصودة أو أن الأخ سمير قد قصدها خاصة و أنه شبه صراعاتنا حول وجودنا و مصيرنا بمباراة كرة قدم !

أولا - من هو الأب المؤرخ البير ابونا؟

هو من أهم مؤرخي الشعب السرياني/الآرامي و أنزههم ، أهميته ليست بعدد الكتب التي ألفها أو ترجمها و لكن أهميته هي في عمق الدراسات التاريخية التي كتبها . كنت مرة في مكتبة في بيروت و إلتقيت صدفة برئيس قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية و كان يسأل إذا كان يوجد كتب جديدة للأب البير ابونا ثم نظر إلي قائلا " لا شك أنت تعلم أن كتاب أدب اللغة الآرامية هو مرجع علمي ليس لطلابنا فقط و لكل من يبحث في تاريخ السريان ".

  كتب الأخ سمير "من هنا نقول لمعلمنا ألبير أبونا ان الملعب )التاريخ الكنسي) هو ملعبك (اختصاصك) لذا ندعوك ايها العزيز ان تكمل المشوار .."  بعض إخوتنا الذين لا يميزون بين مرجع علمي و بين بحث تاريخي مسيس يروجون أن الباحثين المتخصصين في التاريخ الكنسي ليس لهم أي وزن في تاريخنا القومي .

   طبعا الأخ سمير يؤمن أن المؤرخ البير ابونا له الكلمة الفاصلة لأنه ضليع بالمصادر السريانية و مطلع على المراجع العلمية حول ميادين عديدة تخص شعب السورايي أي السريان/ الآراميين !

الأب المؤرخ البير ابونا هو من أشجع المؤرخين السورايي و قد خلق تيارا قويا بين إخوتنا الكلدان الذين إستنادا الى ابحاثه صاروا يجاهرون بإنتمائهم الآرامي .

ثانيا - هويتنا الآرامية في أبحاث الأب البير ابونا .

 لقد أعاد الأب البير ابونا طبع كتابه " أدب اللغة الآرامية" سنة 1995  و في الصفحة الأولى قصيدة له باللغة السريانية تبدأ " يا أبناء الأمة المحبوبة..."  و لكنه لم يذكر إسم هذه الأمة ( ربما الأمر هو طبيعي عنده ) و في الصفحة التالية  في المقدمة   يكتب " ظهر الآراميون ..."  و في الفصل الأول صفحة 10 عنوانه " الآراميون و الآرامية ". بالنسبة الى الأب البير ابونا شعب السورايي ينتمون الى الآراميين ! قبل عدة سنوات نشر الأب البير ابونا دراسة مهمة جدا و هي" البحث عن قومية " لا يزال منشورا في عدة مواقع . الرابط
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,61931.0.html   و قد أكد الأب البير ابونا أن الشعب الاشوري قد ذاب و إنصهر و غاب ذكره عن مسرح التاريخ . و قد أنهى مقاله : "و كان للمسيحيين الآراميين، كما قلنا، حضور مكثّف في المنطقة الواقعة جنوبي المداين التي سُميت منطقة " بيث ارامايي". و هي المنطقة التي كانت تُدعى سابقاً "كلدو" او "كلدي". و لقد ظل المسيحيون الآراميون في بلاد بين النهرين، بالرغم من الاضطهادات التي تعرضوا لها عبر الاجيال الطويلة، و لم يترددوا في تقديم الألوف من الشهداء في سبيل الايمان. و لكنهم صمدوا ومايزالون صامدين في ايمانهم و تقاليدهم.  و هنا اتساءل بكل موضوعية و بدون أي تزمت : ألا نكون نحن، سكان هذه البلاد ، أحفاد هؤلاء الأقوام الآراميين؟ ولماذا لا تكون قوميتنا الحقيقية "آرامية"، و هي التسمية التي قد يكون من شأنها أن تضم جميع المسيحيين تحت خيمة واحدة، مهما اختلفت ميولهم و طوائفهم الدينية؟" و لكن للأسف الشديد الأحزاب الكلدانية الجديدة لم تأخذ برأي هذا العالم المتخصص المتواضع و فضلت طروحات فنان متطفل على علم التاريخ و يدعي - بدون براهين - إن الشعب الكلداني متواجد في العراق منذ 7300 سنة !

لقد نشر الأب البير ابونا في 29 حزيران مقالا جديدا عنوانه" هويتنا القومية؟" موجود على هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,314329.0.html
   و مرة ثانية يؤكد الأب البير ابونا هويتنا الآرامية و ينتقد السياسيين"فالقومية لا تُباع ولا تُشترى بالمال. إنها دم يغلي في عروقنا وطبيعةٌ تنعش طبيعتنا. فجلّ ما اتمنـاه هو ألا ينساق الناس  الى السير في مسالك قوميـة لا تمتُّ الى الحقيقة بصلـة، بل ان يكونوا منصفين تجاه أنفسهم وتجاه التاريخ الذي سيحاسبهم على كل خطأ مصيري يقترفونـه. فالتاريخ، الذي يجب ان يكون الركيزة الصحيحة لتمييز القوميات، لن يرحم اولئك الذين يجرّون شعوبهم في سبل تؤدي الى الضياع. ". و ينتقد التسمية المثلثة المصطنعة "  انها تسمية ان دلت على شيء فهي تدل على مدى انقساماتنا وتأرجحنـا في شأن أصلنا، وترددنا في اختيار قوميتنا الحقيقيـة. "

ثالثا - الشوط الثاني و أسئلة الأخ سمير الغريبة ؟

  قلت لصديقي الآرامي : لو إلتقيت بأحد الناس و يبادرك بالقول" لقد أضعت ساعتي !" عليك أن تسأله " أين أضعت الساعة ؟" و ليس" كم هي الساعة الآن ؟" . الأب المؤرخ البير ابونا يعتمد على المصادر السريانية و يؤكد أن إسمنا و هويتنا أو قوميتنا التاريخية هي الآرامية فما معنى أسئلة الأخ سمير ؟ "من نحن؟ وما هو مصدرنا التاريخي والعلمي هل نحن قومية واحدة ام ثلاث الاهم من كل هذا هو: اية تسمية واحدة جامعة هي الاقرب الى الحقيقة! او هي الحقيقة بعينها" اسئلة الأخ سمير غير منطقية لأن الأب البير أبونا قد أجاب عليها و في مقاله الأخير يشدد هلى " هويتنا التاريخية الصحيحة " . إذا كانت الفرق المتنافسة لم تسمع توجيهات الحكم في الشوط الأول فما فائدة الحكم في الشوط الثاني ؟

رابعا - اشواط إضافية أم حوار الطرشان ؟

بالرغم من إحترام الأخ سمير الظاهر للأب البير ابونا فإنه يدعوه الى اشواط جديدة و نقاش سياسي مع بعض الإخوة أصحاب مواقف متطرفة . الأب البير ابونا على صعيد البحث التاريخي يلعب في فريق درجة أولى . في كل العالم فرق الدرجة الأولى مع فرق الدرجة الثانية و الثالثة و حتى مع فرق محلية صغيرة . و لكن هذه الفرق إذا كانت تلعب كرة القدم فهنالك قوانين معروفة و مطبقة . مع إحترامي للسيد اشور بيث شليمون ، مقالاته سياسية ليس لها علاقة بالتاريخ سوى الإسم ، فكيف تطلب من باحث أكاديمي أن يرد أو يناقش سياسي لا يحترم أصول التاريخ و لا يعرف منهجيته ؟ إنني لم أطلع على مقال السيد شليمون المسيس، و لكنني أتعجب من الفكرة التي نقلتها عن السيد شليمون " نقول بصراحة نحن لسنا ضد الكلدان او الاراميين القدامى اطلاقا، بل نحن معهم في السراء والضراء، ولا ننكر وجود الكلدان في الجنوب العراقي او الاراميين في سوريا الداخلية كناطقي اللغة العربية!!"  فهل يا أخ سمير أنت أشوري لأنك لست كلدانيا من الجنوب و لست آراميا مستعربا من سوريا الداخلية ؟

   أما السيد سامي المالح فهو يجاهد من أجل تسمية سياسية بدون العودة الى تاريخ السورايي لا بل هو يجهل تاريخ السورايي و يتجاهل هويتهم الآرامية ؟ إنني أشك كثيرا أن يناقش الأب البير ابونا هؤلاء السياسين فهو لن يستطيع أن يقنعهم لسبب بسيط جدا " هو يدافع عن حقائق تاريخية مبرهنة " و هم " يدافعون عن طروحات سياسية أشورية غير مبرهنة ". الأشواط الإضافية هي دعوة صريحة الى حوار الطرشان و هي محاولة غير مباشرة من النيل من سمعة الأب البير ابونا العلمية !

الخاتمة:
لم يعجبني مقال الأخ سمير للأسباب التالية

أ - الأب البير ابونا يؤكد أن هويتنا التاريخية هي الآرامية و الأخ سمير يتجاهلها فهو يكتب " (نحن الشعب المسيحي – شعب كنيسة المشرق – السوراي – السريايي – مسيحيوا الشرق ،،،،،، اية تسمية واحدة جامعة،،،،،) لما هذا التجاهل الفاضح !

ب - الأب البير ابونا  يرفض التسمية الثلاثية لأن إسمنا و هويتنا الموحدة هي الآرامية . لم نفهم ما المغزى من هذا السؤال " هل نحن قومية واحدة ام ثلاث ؟" .

ج - كتب الأب البير ابونا " فالقومية لا تُباع ولا تُشترى بالمال...فالتاريخ، الذي يجب ان يكون الركيزة الصحيحة لتمييز القوميات،...ولماذا لا تكون قوميتنا الحقيقية "آرامية"، و هي التسمية التي قد يكون من شأنها أن تضم جميع المسيحيين تحت خيمة واحدة، مهما اختلفت ميولهم و طوائفهم الدينية؟" لمن يتمنى الفوز الأخ سمير عندم كتب "ولكن نتمنى ان يفوز الطرف الاكثر شعبية – الاكبر واقعية – الاقرب الى الحقيقة – الانظف قلباً ويداً – المعايش لشعبه – المدافع عن حقوق الاخرين – من في حدقات عيونه الحب للآخر – من يرى في كل العالم والكون في ضحكة وبسمة حبيبته ومدينته ومجتمعه ووطنه، من ينتزع حريته بصبره وعقله ونضاله السلمي، من يضع سياج لبيته وبستانه حفاظاً من الوحوش البرية والحرامية،،،،،،،،،،،،،،،،"

السؤال هل الأخ سمير يؤيد التسمية الآرامية ؟

إذا كان الجواب نعم فلما لا يذكره أما إذا كان الجوب سلبيا فلما هذا اللف و الدوران ؟ و من هو الطرف الأكثر شعبية؟

د - ينطلق الأب البير ابونا من تاريخنا و يقول بكل صراحة إن التسمية الآرامية هي التسمية  الصحيحة بينما الأخ سمير يتمنى الفوز للفريق الأكثر شعبية مما يدفعنا الى طرح السؤال التالي : إن الفريق الأكثر شعبية هو الفريق المسيطر على المال و الإعلام فهل الديموقراطية هي التي تحدد إسمنا و هويتنا أم مراجعنا العلمية ؟
هنري بدروس كيفا

407
  صبري يوسف: آرامي أصيل أم مدافع عن التزوير؟.

تحية آرامية  الى الأستاذ صبري يوسف الآرامي.

لا أحد يحق له إلغاء الشعوب الآخرى ، و لا يحق لك - بحجة إنك لم تدرس التاريخ - أن تتهمني بأني " متحمس " لهويتي الآرامية و ألغي تواريخ الشعوب القديمة  .في مقال قديم عنوانه " هل المثقف السرياني هو مسؤول عن إنقسام شعبنا أم الطروحات التاريخية المزيفة ؟

 منشور على هذا الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/090208.htm

شددتُ كثيرا على دور المثقف السرياني و حجمه أمام باحثين متخصصين مثل الدكتور أسعد صوما الموقر ، لقد كتبتُ "هل يحق لمهندس أو لطبيب أو لشاعر لم يقم بأية دراسات تاريخية أن يتهجم على باحث نزيه مثل د. أسعد صوما؟ عفوا هل المطلوب منا أن " نزور " مصادرنا السريانية كيف تتوافق مع الطرح الاشوري؟ لا شك إنك إطلعت على ما كتب أحد الادباء الذي يبحث عن الشهرة حول هذا الموضوع (لن أذكر إسمه لأنه معروف) وهو يتطاول على علم التاريخ وفقد أدب الحوار، كتبَ قائلاً:" في إحدى لقاءاتي مع السيد د. أسعد صوما أسعد، سألته عن كيفية تطاوله على الآشوريين/الآثوريين واعتبار كلمة آثوري/ آشوري تعني عدو؟ أجابني أنه قرأ في المعجم الفلاني أن الكلمة تعني عدو، أسأل السيد د. أسعد هل ما قاله فلان الفلاني في قاموسه من منظور علمي، وهل كلامه منزل من السماء؟ ومَن هو هذا العبقري الذي يعتبر الآثوري/ الآشوري هو عدو؟!!! انا أعتبر أن كل من يعتبر الآثوري عدو هو عدو وعدو لدود للآراميين أولاً ثم للآشوريين والآثوريين ثانياً."

 فإلى هذا الأديب الآرامي الذي يبحث عن الشهرة ، أترك علم التاريخ لأربابه، الرئيس أوباما لن يرد على رسالتك ، كف عن التهويل بقميص عثمان لإثارة الفوضى ، إذا كان " الشاعر" لا يستطيع أن يرد فلما لا ترد أنت و تعرف القراء حول مفهومك للهوية السريانية ؟ إنني أسمع الهتافات تحي بطولتك! ملاحظة صغيرة إنني لا أخاف من بوق آرامي أخرس ولا من أديب متطفل على علم التاريخ  يبدو إنك لم تتطلع على مقالي و لا تعرف من هو البوق الآرامي الأخرس؟

   نشر الأديب الآرامي صبري يوسف مقالا في موقع المحطة ، يطرح علي بعض الأسئلة ، منطلقا من مفاهيمه الخاطئة لتاريخ الشعب السريان الآرامي. المقال لا يزال في موقع المحطة على الرابط التالي

       http://www.almahatta.net/read-621.htm

قبل الإجابة على اسئلة الاديب المذكور ، أحب أن أذكره " ليس مهما أن تزور عرين الاسد ، المهم أن تخرج حيا ". عرين الاسد هو علم التاريخ الذي درسته و لا زلت أتابع كل الدراسات حول تاريخ أجدادي السريان/الآراميين. اسئلة المتطفلين على علم التاريخ و المتفرجين على تزوير هوية أجدادي الآراميين لا تخيفني أبدا.

سأدون هنا اسئلة صبري يوسف باللون الازرق وجوابي عليها باللون الاسود.

 1ـ بادئ ذي بدء حبذا لو تقدِّم نفسك للقرّاء الأعزاء ولو بشكل موجز، من أنتَ، المنبت، المكان، المحطات المضيئة في حياتك؟

 2ـ ما هو مؤهلكَ العلمي الأكاديمي، ومن أية جامعة تخرجت، وما هي الدرجة العلمية التي تحملها؟
 
3 ـ هنري بيدروس كيفا، هنري اسم بريطاني وغربي، بيدروس اسم أرمني، كيفا اسم سرياني فهل أنتَ من جذور بريطانية غربية أرمنية وسريانية؟ لقد أجبت على هذه الأسئلة عدة مرات ، إنني لا اعتبر نفسي مهما و لا أبحث عن الشهرة مثلك يا أخ صبري ، و إنني لا اتهرب من الإجابة و من يريد يستطيع أن يرى الأجوبة في " مقابلة مع الأستاذ هنري بدروس كيفا" .

منشور على الرابط التالي

 http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/19.htm

و من يريد يستطيع أن يتعرف علي أكثر في موقع قنشرين ، الرابط

http://www.qenshrin.com/xmb/viewtopic.php?f=16&t=7235

حيث أجبت أحد الإخوة " أنا لم أحصل على شهادة ألدكتورا و لا يحق لأحد - إحتراما لكل ألذين يحملون هذا أللقب -أن يضعه أمام إسمي  كما أجبت أخا آخر "إنني مقصر في ألعمل ، و أتمنى أن أقدم أكثر لخدمة وحدة ألسريان و ألدفاع عن حقوقهم .  و كما ذكرت إننا - لا محالة - مائتون ، بعد موتي ربما بعض  ألأبحاث ألتي كتبتها ستبقى تدافع عن لغة و هوية ألسريان أكثر  من ألسريان ألأحياء !  شكرا لك أخ وديع و إنني أسف على أجوبتي ألصريحة فأنت  وجهت أسئلتك إلى فرد سرياني لا يوجد عنده أي شك بإنتمائه ألأرامي . " إن والدتي تنتمي الى الشعب الأرمني المناضل و أكثر من نصف أهلي ينتمون الى الشعب الارمني و لكنني آرامي قبل الولادة و بعدها  و قبل  الموتو بعده.

 4ـ أجدكَ متحمِّساً للتاريخ الآرامي ومتهجّماً على التاريخ والفكر الآشوري، والآثوري، وتعتبر كل مَن يعتبر نفسه آشورياً غير صادق وغير دقيق فيما يذهب إليه، ما هي حججك في دحض لا آشوريته ولا آثوريته، وما علاقتك أنتَ في اعتقاد ومبادئ الآخرين، مع أن هؤلاء هم من بني جلدتكَ، فلمَ كلّ هذا العداء؟! الأخ صبري ، إنني لست متحمسا للتاريخ الآرامي و لكن متمسك بتاريخ أجدادي العلمي ، و إنني لا أتهجم و لكن " أصحح" الكثير من الأخطاء المتوارثة .

أ - الفكر الاشوري حديث جدا بين السريان ، الشعب الأشوري القديم إنصهر ضمن أجدادنا الآراميين مئات السنين قبل الميلاد . أجدادك تركوا لنا مصادر عديدة يفتخرون بهويتهم الآرامية . أما التسمية الاشورية فلم تكن مستحبة عندهم .

ب - المدافعون عن الفكر الاشوري لا يعتمدون على التاريخ الأكاديمي يرفعون شعار الوحدة و لكنهم يقسمون و يضعفون أمتنا الآرامية .

ج - تسألني و كأنك تحرجني " وما علاقتك أنتَ في اعتقاد ومبادئ الآخرين؟ " . هوية الشعوب لا تبنى على إعتقادات و مبادئ سياسية حديثة . السريان المشارقة يعتقدون أنهم من جذور اشورية و اليوم يدعون أن كل السريان أصلهم أشوري . الطرح الاشوري لا يتوافق مع هويتنا السريانية الآرامية الحقيقية ، فهل نتخلى عن هويتنا التاريخية من أجل هوية اشورية سياسية مزيفة ؟

د - لقد كتبت " مع أن هؤلاء هم من بني جلدتكَ، فلمَ كلّ هذا العداء؟  !" الأخ صبري ، المشكلة هي أنهم سريان آراميون مثلي و مثلك و لا يزالون يعرفون عن أنفسهم بأنهم " سورايي" . و تسمية سورايي أي السريان هي التسمية المرادفة لأجدادك الآراميين . أخ صبري ، إن إختصاصي هو تاريخ الشعب السرياني/الآرامي  و لن أسمح لأحد تزوير هوية أجدادنا الآراميين . الإنسان عدو ما يجهل و عدونا الأول هو الجهل فليتك تشرح لنا ما هو مفهومك  لهويتنا السريانية/ الآرامية ، كيف تقول عن نفسك آرامي و إبن ضيعتك " يعتقد" أنه أشوري ؟

 5ـ هل توافقني أنه لا يوجد عرق صافي ونقي على وجه الدنيا، فكل الأجناس البشرية اختلطت دمائها عبر التاريخ مع شعوب أخرى، أم أن العرق السرياني الآرامي ظل نقياً وصافياً ولم يختلط مع غيره، فقد تزاوج مئات بل ملايين السريان من الآشوريين وبالعكس فلا عرق صافي بين الأجناس البشرية، ثم أن هذه الأجناس في النهاية متأتية من حضارة مشتركة وموحدة لكنها بتسميات متعددة أم أنكَ تخالف منبع وسير الحضارة الأولى في العالم؟

أ - نعم إنني أوافقك لا يوجد عرق صافي و نقي .

ب - نحن لا نستخدم تعبير " العرق السرياني الآرامي " و لا ندعي إن أجدادنا الآراميين ينتمون الى عرق صاف .

ج - لقد عمد ملوك اشور الى سياسة سبي الآراميين بعد الثورات التي كان أجدادك يقومون بها ضد الحكم الاشوري الظالم . لقد فاق عدد الآراميين الشعب الاشوري في بلاد اشور نفسها و البراهين موجودة في عدة مقالات أنت غير مطلع عليها و لن تطلع عليها .

د - لقد إنصهرت بقايا الاشوريين ضمن أمتنا السريانية/الآرامية خلافا لما  يعتقد بعض السريان المخدوعين بالفكر الاشوري .

ه - نحن آراميون و حضارتنا آرامية و هويتنا آرامية و أجدادك ذكروا عن أنفسم ' سريان أو آراميين " . ليس لنا علاقة تاريخية و حضارية مع الشعب السومري . الفكر الاشوري الضعيف يدعي "  أن هذه الأجناس في النهاية متأتية من حضارة مشتركة وموحدة لكنها بتسميات متعددة ". السبب هو أن أجدادك قد إفتخروا بإنتمائهم و إسمهم الآرامي مما دفع الفكر الاشوري الى طرح نظرية غير علمية بأننا شعب واحد بتسميات متعددة ! نظريات بدون براهين هي شيكات بدون رصيد ! إذا كنت أنت الآرامي تبلع هذه النظريات التي تدفع بإبن ضيعتك أن يدعي بأنه اشوري فلما لا يكون ميتني أو حثي !

و - الفكر الاشوري يبعد السريان عن جذورهم الآرامية الحقيقية و لا يتنبهون الى القنابل الموقتة التي يزرعونها.

   6ـ لماذا تكنون العداء للآشوريين أنتَ وبعض مَن يطرحون أنفسهم بالآراميين، حتى أنكم وصلتم إلى درجة اعتبار كلمة آشوري أو آثوري تعني عدو، معتمدين على مؤلف قاموس يدعى بهلول، كيف تأكدتم أن بهلول دوّن كلاماً دقيقاً وليس فارغاً ومنافقاً، وهل كلامه منزل من السماء كي تعتمدوا عليه، أنا أعتبر بهلول ومن يعتمد على بهلوليته هو عدو للآراميين والسريان والآشوريين والكلدان لأن طرحه يدعو إلى الانقسام والعداء، ما ردك على هذا؟

أخ صبري ، كلامك فارغ و منافق أيضا للأسباب التالي:

أ - نحن لا نكن العداء لإخوتنا السريان المشارقة و لكن حبا كبيرا لأمتنا السريانية/الآرامية .

ب - نحن لا نطرح أنفسنا آراميين و لكن محافظون على هوية أجدادنا الآراميين . كل أجدادك من مار افرام الى إبن العبري كانوا يعتبرون أنفسهم آراميين ! لو كنت فعلا مهتما لمعرفة هوية أجدادك لما كتبت هذا الكلام الفارغ !

ج - الأخ صبري ، الآرامي الغيور و لكن لا يتأكد من معلوماته ، إن أجدادنا كانوا يستخدمون التسمية الاشورية بمعنى غير مستحب . هنالك نصوص عديدة بهذا المعنى و حسن بن بهلول يؤكد لنا في قاموسه أن التسمية الاشورية تعني الأعداء ! لو عدت الى تاريخ الزوقيني و في أول الصفحة تجد وصفا لإحتلال العرب لبلاد السريان و الزوقيني يشبه العرب بالأشوريين الظالمين و غيرها من النصوص السريانية . العالم اللغوي حسن بن بهلول صاحب أهم قاموس باللغة السريانية لم " يخترع " هذا التعبير ! و لمعلوماتك الخاصة إن السريان الشرقيين و الغربيين كانوا يؤمنون بأنهم ينتمون الى أمة سريانية/آرامية و كانوا يعرفون جذورهم أكثر منك . ذكر حسن بن بهلول عن السريان " كان السريان يعرفون قديما بالآراميين" .

د - أنت تعتبر " بهلول ومن يعتمد على بهلوليته هو عدو للآراميين والسريان والآشوريين والكلدان" هذا كلام فارغ لأن الشعب الأشوري إنقرض و إنصهرت بقاياه ضمن أمتنا الآرامية .

ه - تعليلك "لأن طرحه يدعو إلى الانقسام والعداء"  غير منطقي لأن حسن بن بهلول عاش في القرن العشر الميلادي و كان شعبنا السرياني منقسما الى عدة كنائس سريانية متناحرة من سريان يعاقبة و سريان نساطرة و سريان ملكيين و سريان موارنة! منقسمون على الكنسي و لكن الهوية السريانية/الآرامية توحدهم !

و - عندما يقدم الدكتور أسعد صوما الموقر براهين علمية تؤكد أن مسيحي الشرق ينتمون الى الشعب الآرامي فهل هذا كلام يدعو الى الإنقسام ؟ الطرح الاشوري الذي تدافع عنه بدون براهين هو الذي يقسم أمتنا السريانية/الآرامية.

7ـ أين كان الآراميون كل هذه السنين والقرون مما نراه الآن من تحليلات غريبة وعجيبة، حيث فجأة وجدنا حضرتك مع مجموعة صغيرة جداً يطرحون أنفسهم آراميين، وبطريقة تضر وتسيئ للآراميين أولاً قبل أن تسئ لغيرهم، فلماذا لم يطرح الآراميون هذه الطروحات منذ قرون أم أن مواهبكم تفتقت فجأة وأكتشفتم ما لم يستطع اكتشافه الأسلاف عبر كل هذا التاريخ الطويل؟ أين كنت أنت يا أخ صبري الآرامي بالإسم ؟ أنت غير صادق عندما تقول عن نفسك أنك تتابع الأبحات التي أنا أكتبها ، و هي لا تعجبك لأنها لا تساير الطروحات المزورة من عروبية و أشورية و فينيقية !

أ - الفكر الآرامي هو عودة الى الجذور الحقيقية إستنادا الى المصادر السريانية و المراجع العلمية .

ب - الفكر الآرامي هو حركة تصحيحية و ردة فعل على الطرح الاشوري المزور لهوية أجدادنا .

ج - تقول " حيث فجأة وجدنا حضرتك مع مجموعة صغيرة جداً يطرحون أنفسهم آراميين" . نحن لسنا مجموعة صغيرة جدا كما تتوهم أنظر الى المظاهرة الكبيرة التي قام بها السريان الآراميون في ألمانيا و أنظر الى أعلامهم .

د - الأخ الأديب صبري كف عن تحليلاتك الخيالية و إشرح للقراء في أي مقال وجدت إنني أسيئ الى الآراميين ؟

8 ـ ألا يوجد لكم أفكار ورؤى وبرامج وتوجهات وعقائد أخرى غير الوقوف عند معاداة الآشوريين/الآثوريين، ألا ترى بأن تحاليلكم ورؤاكم تدعوة للإنقسام والتفرقة والضعف والشرذمة، وهل ينقصنا ضعف وانقسام أكثر مما نحن عليه؟

أ-  إنني أصحح الكثير من المغالطات التاريخية المنتشرة بين السريان ، إنني لا أطلب منك أن توافق على النتائج التي توصلت لها من خلال خبرتي في تاريخ السريان/الآراميين و لكنني أطلب منك أن تتأكد من البراهين التي أقدمها.

ب - إن أفكارك المسبقة الخاطئة تدعوك الى كتابة " ألا ترى بأن تحاليلكم ورؤاكم تدعوة للإنقسام والتفرقة والضعف والشرذمة، " كيف تكون أنت آرامي و إبن ضيعتك أو قريبك يدعي بالاشورية ؟

ج - أخ صبري، هذا الكلام الفارغ تستطيع أن توجهه الى إنسان مثقف مطلع على تاريخ السريان ، و لكنك لا تستطيع أن توجهه الى من هو دارس و مختص في التاريخ السرياني/الآرامي .

د - إن دراساتي العديدة المبنية على نصوص سريانية و مراجع علمية تدعو الى الوحدة و ليس الى الإنقسام و الشرذمة و إنني أدافع عن هوية أجدادي الحقيقية و أرفض كل طرح مزور لهوية أجدادي و هذا ما يزعجك ، لماذا ؟

9 ـ أنا سرياني ومن جذور آرامية، لكني كاتب مستقل، ولا أسمح لأحد أن يزاود عليّ في سريانيتي أو آراميتي، ومع هذا لا تستهويني ولا تقنعني توجهاتهم العدائية والانشقاقية فكيف ستقنع الآشوريين والكلدان والسريان المتفتحين؟

أ - لا أحد يستطيع أن يجردك من إنتمائك السرياني/الآرامي ، و لكنك يا أخ صبري أنت - مع إحترامي لثقافتك التاريخية - غير ضليع بتاريخ شعبنا السرياني و لا تعرف كيف و لما أصبحت التسمية الآرامية مرادفة للتسمية السريانية .

ب - لا أحد يزاود عليك سريانيا و آراميا لأنك لا تناضل من أجل هويتك الآرامية بل تدافع عن الفكر الاشوري المزور .

ج - لقد ضحك علي أحد الإخوة و قال لي " صبري شاعر كبير له قصيدة يدافع بها عن الآراميين " . بصراحة إنني لم أر أي قصيدة لك أو بحث تدافع فيه عن سريانيتك و آراميتك ، عفوا أنت سرياني آرامي بالإسم فقط .

د - إذا كانت أبحاثي لا تقنعك و تسيئ الى الآراميين بالاسم من أمثالك ، فكن شاطرا حذقا و إبحث و قدم براهين مقنعة .

ه - عفوا إذا كنت أنت تعتقد أنك تستطيع أن تقول عن نفسك " أنا سرياني ومن جذور آرامية، " و تسمح لإبن عمك أن يقول عن نفسه"أنا سرياني و من جذور فينيقية أو عربية أو إسبانية " فهذا أكبر دليل أنك لم تفهم حقيقة الإنتماء الآرامي أو - لا سمح الله- أنت تقول عن نفسك آرامي لتزايد على الآراميين الحقيقيين الذين يعرفون عن أنفسهم في كل مكان و كل زمان بأنهم آراميون.

10ـ لماذا لا تحاوروا الآشوريين/ الآثوريين بدلاً من أن تصرِّحوا تصريحات استفزازية تدعو لمزيد من الفتنة والضرر لكل الأطراف والمشاكل اللاطائل منها؟

أ - إخوتنا السريان الذين يؤمنون بالهوية الأشورية غير مطلعين على تاريخنا . لقد صححت الكثير من الأخطاء المتداولة و لكن للأسف لق أصبح الفكر الاشوري متحجرا .

ب - كيف تريد أن نتحاور ، نحن ننطلق من التاريخ الأكاديمي وهم ينطلقون من طروحات سياسية مزورة ! من يحدد هويتنا التاريخية الباحث في التاريخ أم الناشط في الحقل السياسي ؟

ج - عفوا يا أخ صبري ، إنني لست مسؤلا إعلاميا في حزب ما أطلق من وقت لأخر " تصريحات استفزازية ".

د - كن شجاعا كما عودتنا - أنت في عرين الأسد - و أذكر للقراء في أي مقال كتبته  وجدت فيه " إستفزاز" ؟

11 ـ إلى أين تريديون أن تصلوا، إلى المواجهة والعراك، تفضلوا اطرحوا رؤاكم ووجهات نظركم وجها لوجه مع الفكر الآشوري والآثوري وحاوروهم وأقنعوهم أنكم على صواب، كفانا نتهجم على بعضنا بعضاً ونزيد من تفاقمِ تشظينا وتفتتنا؟!

أ - تصحيح الأخطاء التاريخية هو بنظرك "  المواجهة والعراك"  اما في نظري فهو واجب مقدس لأنه عمل " إيجابي" .

ب - إن هويتنا السريانية الآرامية لن تبقى أسيرة بعض المفاهيم المزورة فإذا كنت أنت الأديب لا ترى تلك الأخطاء فنحن لا نلومك لأن موضوع الهوية السريانية ليس من إختصاصك . أنا لا أنتقد لوحاتك الفنية لأنني لا أفهم بها ، أترك علم التاريخ لأربابه .

ج - نحن مستعدون للنقاش العلمي البناء ، و من يقول نقاش علمي يعني أن جميع الأطراف تلتزم التاريخ الأكاديمي، فهل تعرف يا أخ صبري إخوة لنا يؤمنون بالتاريخ الأكاديمي و بأشوريتهم في نفس الوقت ؟

12ـ تبين لي مؤخراً، بعد المشادات النقاشية التي تمّت بخصوص شاعرية نينوس آحو، وموقفكم من الآشوريين، أن موقع التنظيم الآرامي الديمقراطي قد حذف كافة فعالياتي التي نشرتها في الموقع، مع أنها كانت قصص قصيرة وقصائد شعرية ومقالات ونصوص أدبية ودراسة موسّعة عن دواوين الأب يوسف سعيد الذي حصل على جائزة آرام مؤخّراً، ما هذا الموقع الذي يحمل اسم التنظيم الآرامي الديمقراطي الذي يحذف فعاليات أدبية ونقدية وليس لها أية علاقة مما حصل، أين هي الديمقراطية التي يتحلى بها تنظيمكم الديمقراطي الآرامي؟!

 أنا لا أنتمي الى التنظيم الديمقراطي الآرامي و لا الى أي حزب آرامي آخر . أرجو أن توجه سؤالك رأسا لهم . أنا لم أنتقد شاعرية نينوس آحو و لكن مفهومه الخاطئ لتاريخنا . أنا أعتقد أن المثقف السرياني مهما إطلع على أبحاث تاريخية و مهما كان مشهورا  فهو لا يستطيع أن يحدد هوية السريان مثل الباحثين المتخصصين و المتفرغين لدراسة التاريخ السرياني . أنا لا أشك لحظة واحدة بأنك تعرف ما معنى " متفرغ " . السؤال هل الشاعر نينوس آحو يفهم تاريخنا أكثر من برفسور سبستيان بروك أو الدكتور أسعد صوما ؟ هل يحق للسرياني الآرامي أن يغير إسمه الى إسم أشوري لأنه " يعتقد" أنه من جذور أشورية مزورة !

13 ـ لم يزعجني حذف فعالياتي من موقع التنظيم الآرامي الديمقراطي، ولكن أغاظني أن هناك على الأرجح بعض الأميين أو أنصاف الأميين يشرفون على الموقع لهذا حذفوا فعالياتي دون أن يفهموا مغزاها ومضامينها، فقد تمَّ حذفها لمجرد انني كاتبها، لهذا أتساءل ألا يوجد في التنظيم الآرامي الديمقراطي أعضاء يفهمون معنى الأدب والفن والإبداع، ويقدرون حرية الرأي والرأي الآخر كي يكونوا في الهيئة الإدارية للموقع ويرفعوا من شأنه؟ !

 أرجو أن تكف عن البكاء حول مقالاتك و أهميتها ، لا أعرف من تقصد بالأميين هنا و لكنهم على الأقل يعرفون جذورهم الآرامية و يدافعون عنها أكثر من بعض الأدباء الذين لا يميزون بين بحث علمي و بين بحث تاريخي مسيس!

14 ـ أراك تؤكِّدُ على عبارة: التاريخ العلمي، على أساس أنكَ تنهج منهج التاريخ العلمي، فلا يمكن أن يردف التاريخ صفة العلمية لأن العلوم العلمية غير العلوم النظرية، لأننا نستطيع أن نقول علم التاريخ أو علم الآثار كدراسة وتخصص ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الدراسات التاريخية علمية محضة كالرياضات والفيزياء والكيمياء والخ، بينما علم التاريخ وغيره من العلوم النظرية ممكن دحض مصداقية تاريخيته، لأن كل مؤرّخ يكتب التاريخ بحسب ما يراه هو وليس كما يجب أن يكون وبالتالي يخضع مؤرخو التاريخ لأهوائهم ودوافعهم وتطلعاتهم الشخصية بعيداً عن المنطق العلمي المحض، كيف تردف صفة العلمية في التاريخ؟!

 أ - لقد تطور التاريخ عبر مراحل عديدة . فتحول من أدب الى علم . في البداية خاصة في أيام اليونان كان التاريخ محسوبا على الأدباء الشاعر و الخطيب و المشترع و الرحالة يكتب التاريخ كل حسب مفهومه . في القرون الوسطى كان بعض الإقطاعيين يطلبون من شعرائهم أن يكتبوا تاريخ هؤلاء الأمراء الإقطاعيين مع مبالغة في ذكر محاسنهم و أفعالهم : الأمير الجبان يتحول الى أمير قوي شجاع و الأمير المتعدي على حرمة النساء يتحول الى أمير مثالي نبيل.

ب - في العصر الحديث نشأت عدة مدارس تاريخية في أوروبا و أميركا و تبنت مناهج عديدة تعلمها لطلابها لتدوين أو كتابة التاريخ فتحول التاريخ من أدب الى علم يبحث عن الحقائق كما هي . الهدف الأول هو ذكر الحقيقة .

ج - إن قسم التاريخ في كل الجامعات هو الفروع الأدبية ولكن التاريخ تحول الى علم  له مبادئ و منهجية و أدوات مساعدة . أنت لا تستطيع أن تتخصص في تاريخ الشعب الارمني إذا كنت لا تعرف اللغة الارمنية.

د - لقد كتبت " لأن كل مؤرّخ يكتب التاريخ بحسب ما يراه هو وليس كما يجب أن يكون وبالتالي يخضع مؤرخو التاريخ لأهوائهم ودوافعهم وتطلعاتهم الشخصية بعيداً عن المنطق العلمي المحض، " هذا مفهوم خاطئ أشكرك كثيرا لأنك ذكرته و تسمح لي أن أصححه .

*التاريخ المسيس يكتب بعيدا عن المنطق ، و لا يوجد أية جامعة محترمة تقبل بالتاريخ المسيس.

 *أنت أو غيرك تستطيع أن تكتب أن لغتنا السريانية هي أشورية مثلما يردد بعض إخوتنا المتطرفين ، و لكن لا يوجد أية جامعة محترمة تقبل أن تقدم أطروحة في هذا الموضوع.

 *الشاعر نينوس آحو يسمي لغتنا " أشورية غربية ".

*التاريخ العلمي هو التاريخ الأكاديمي الذي تقبل به الجامعات المتقدمة.

*عندما قدمت أطروحتي في جامعة السوربون و كانت بعنوان " أسباب إستقلال الكنيسة السريانية الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا" فإن الدكاترة المشرفون قد قبلوا أطروحتي و نلت شهادة DEA أي دبلوم دراسات عليا.

*أنت مخطئ إذا كنت تعتقد أن تأكيداتي أن السريان آراميون مبنية على أهواء و دوافع و تطلعات شخصية.

*لا يحق لك أن تخلط بين التاريخ المسيس و التاريخ العلمي : الفكر الآرامي يشكل ثورة لأنه يتبنى التاريخ الأكاديمي.

*لا يزال بطريرك الكنيسة الاشورية يدعي أننا ننتمي الى الشعب الاشوري و أن لغتنا أشورية.

15ـ تربطني علاقة طيبة مع أقطاب الأكاديميين السريان الآراميين، وأخصهم بالذكر الدكتور يوسف متى اسحق والدكتور اسعد صوما أسعد، وآخرين، وقد اصدروا مجلة آرام الفصلية بعدة لغات، وقد سألت أكثر من مرة د. اسعد صوما، عن سبب عدم وجود قسم خاص بالأدب في القسم العربي، فقال لي نحن نركّز على التاريخ والتراث السرياني، لماذا أراكم تركزون دائما على التاريخ والتراث، ما هذا الاجترار للماضي، لماذا لا تركزون على الحاضر والمستقبل اضافة إلى الماضي والتراث؟!

يظهر إنك غير مطلع على أهداف مجلة آرام أو بالأحرى رابطة الآكادميين الآراميين . لقد حاولنا  نشر نهضة فكرية بين السريان المنقسمين و المستعربين و كان لا بد لنا من البحث لمعرفة هوية السريان و تاريخهم . يبدو أن مجلة آرام لم تنجح بنظرك و لكنها نجحت في ترسيخ الفكر الآرامي و ربطه بالتاريخ الأكاديمي . قد تكون أنت تفضل التاريخ المسيس ؟

16ـ التقيتكَ في محاضرة قدَّمتَها في تينستا، إحدى ضواحي ستوكهولم، وقدمتُ مداخلة قصيرة عليك وبعض التساؤلات ولم تجب على تساؤلاتي بدقة، كما قدَّم الدكتور يوسف متى اسحق مداخلة عليك، خالفكَ فيما كنتَ تشرحه على مسامعنا، مع أن هذا الأخير كان استاذاً جامعيا على الدكتور أسعد صوما، فّإذا كان د. يوسف متى اسحق، أحد أهم أعمدة الأكاديميين السريان يخالفك الرأي فمَن ممكن أن يوافقكَ الرأي في المعلومات الأكاديمية التاريخية العلمية التي تطرحها؟!

أ - المحاضرة كانت حول بيت نهرين التاريخية أي الجزيرة و هي موطن الآراميين ، و قد ألقيتها خلال 25 دقيقة . و دامت الأسئلة حوالي الساعتين و أغلبها كان حول هويتنا الآرامية .

ب - هل تتذكر سؤالك يا أخ صبري ؟ لقد سألتني هل حصلت على لقب دكتور أجبتك بالنفي و هنا سألتني مرة ثانية و لما في مجلة آرام يضعون حرف الدال أمام أسمك ؟ و هنا أجبتك - مع أنك تعيش في السويد - إن حرف " د "يعني دكتوراند أي الطالب الذي يحضر أطروحة دكتورا .

ج - لم تسألني حول بيت نهرين أو هويتنا الآرامية . تقول الآن" ولم تجب على تساؤلاتي بدقة " . أنت تريد أن توحي للقارئ بأنني غير ضليع و ربما لأنني لم أحصل على شهادة الدكتورا  يجب ألا أنشر أبحاثي .

د - لقد ذكرت " فّإذا كان د. يوسف متى اسحق، أحد أهم أعمدة الأكاديميين السريان يخالفك الرأي فمَن ممكن أن يوافقكَ الرأي في المعلومات الأكاديمية التاريخية العلمية التي تطرحها؟!"

 *لي الشرف أن يكون د. يوسف متى اسحق موجودا خلال المحاضرة.

*إن وجوده و مداخلته و مداخلات بقية الحضور تعني إهتمامهم وأن محاضرتي مهمة .

*سؤالك السخيف - إسمح لي - " أحد أهم أعمدة الأكاديميين السريان يخالفك الرأي فمَن ممكن أن يوافقكَ ". من يسمعك سيعتقد أن د. يوسف متى اسحق يخالفني في كل شيئ . كلامك سخيف جدا.

*أنظر ما كتب لي د. يوسف متي إسحق  على هذا الرابط


http://bartella.com/forums/index.php?topic=57268.0


الصديق العزيز الأستاذ هنري كيفا الموقر:

عرفتك لأول مرة في باريس في الصربون ثمّ تكاثفت وتيرة اللقاءات على مائدة توسطها التراث التاريخي والأدبي الذي طوّق ثقافتنا من كل جهة في أماكن أخرى ونأمل أن يدوم التواصل ...شكرا على تهنئتك الصادقة النابعة من محبة تراثنا العريق الذي نحاول أن نجلوه ونقدمه بروعته نثرا وشعرا . ابقَ باحثا  أمينا يروز الأدلة والآراء ويفحصها ويقف أمام أصوبها .

ولي لك في جعبتي باقة من التقدير والسلام لك .

محبك : د. يوسف متي إسحق / السويد

17 ـ أيهما أفضل أن تختلفوا مع الآشوريين أم تتواءموا وتتعاونوا معهم، وهل الآشوريون على خلاف معكم كي تبقوا على خلاف معهم؟!

أ - أنت تطلب منا أن نعترف بالهوية الاشورية بالرغم إنها هوية حديثة مزورة لهويتنا الآرامية .

ب - إن فكرك السطحي يدفعك الى الإعتقاد أن إعترافنا بالهوية الاشورية و العمل معا يعني أن المشكلة إنحلت و لكنك لا تريد أن تعرف أن مشكلة إخوتنا الذين يدعون بالهوية الاشورية هي مع علم التاريخ
و ليست معنا .

ج - هل تعتقد إن إعترافنا بالهوية الاشورية هي حل دائم ؟ ام هي فتح باب الصراعات داخل البيت السرياني فيختلف الأخان :  واحد آرامي  و الثاني أشوري !

د - إن عدم معرفتك بهويتنا السريانية و مدلولاتها ، يدفعك الى الإعتقاد أن السرياني يستطيع أن يدعي بجذور آرامية أو جذور أشورية و لما لا جذور إسبانية !

18 ـ أدعوك وأدعو كل من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة إلى ندوة حوارية تلفزيونية مفتوحة وعلى حلقات مع أقطاب الفكر الآثوري، والآشوري كي تحاوروا بعضكم بعضاً وتضعوا النقاط على الحروف بعيداً عن المشادَّات النقاشية عبر الشبكة العنكبوتية أو اطلاق تصريحات انشقاقية هنا وهناك أو عبر الفضائيات فقد آن الآوان أن تلتقوا على طاولة واحدة وعلى مرأى من الجميع وتقدموا وجهات نظركم لتصلوا إلى حل لصالح كافة الأطراف، فما رأيك أيها الباحث في هذه الدعوة؟!

أ - الإختلاف بين السريان الآراميين و بين السريان الذين يدعون إنهم من جذور أشورية هو إختلاف حول مفهومنا للتاريخ الفريق الأول يؤمن بالتاريخ الأكاديمي و يستند على براهين علمية بينما الفريق الثاني يستند على التاريخ المسيس و طروحاتهم هشة .

ب - الخلاف ليس سياسيا و كل سرياني يحق له أن يبدي رأيه ! الموضوع يتعلق بهويتنا التاريخية ، السريان لهم هوية واحدة حسب المصادر و المراجع العلمية .

ج - لقد كتبت " أدعوك "، إنني شخصيا أشارك في إغناء النقاش و أرد على أسئلة كل من يطرح أسئلة جدية .

د - سؤال حشري : من هم أقطاب الفكر الاشوري و أقطاب الفكر الآثوري ، هل هم باحثون في التاريخ أم ناشطون في الحقل السياسي ؟

ه - أرجو أن تتوقف عن ترديد " تصريحات انشقاقية ".

19ـ نحن شعب بتسميات متعددة، كلنا نصب في حضارة مشتركة واحدة من عدة روافد ومنابع، فهل أنتَ مع هذه الروافد الحضارية المتعددة أم ضدها ولماذا لا تبحثوا في تنقية هذه الروافد ووضعها في المسار الصحيح بدلاً من تعكير نقاوتها وجريانها الحضاري؟!

أ - نحن شعب واحد و ليس لنا تسميات و هويات متعددة . السريان آراميون .لغتهم و حضارتهم  واحدة و هي السريانية الآرامية.

ب- السريان الذين يؤمنون بالهوية الأشورية يطرحون نظرية غير علمية " كلنا نصب في حضارة مشتركة واحدة من عدة روافد ومنابع"  كي يتهربوا من هويتنا الآرامية الصارخة و هم في الواقع يتركون القسم الأكبر من السريان المستعربين .

ج - السريان لا يستطيعون الدفاع عن تاريخهم بإعتمادهم على التاريخ المسيس ، و لا يحق لأي سرياني أن يربط وجودنا و مصيرنا  بتسمية أشورية منقرضة  !

د - كيف تطلب مني " ولماذا لا تبحثوا في تنقية هذه الروافد ووضعها في المسار الصحيح " و أنت تدعي أن الآراميين أنفسهم يخالفوني ؟ و حتى أنت الأديب لم تقتنع بالنتائج التي توصلت لها !


20 ـ متى سيفهم كل فرد من أفراد الآشوريين والسريان والكلدان والآراميين، أننا الآن أحوج ما نكون للتقارب ونبذ الاختلاف وإيجاد صيغ مشتركة للعمل سوية، ولملمة جراحنا، والخروج من شرنقة الاختلافات التسموية، التي قادتنا إلى انقسامات وتصدُّعات لها أوَّل وليس لها آخر؟! فهل وصل المرسال؟!

أ - هذه أمنيات سياسية لا تعنيني مباشرة .

ب - السريان الآراميون هم شعب واحد ، تاريخهم واضح ليسوا بحاجة الى صيغة أو تحريف التاريخ ليتوافق مع طروحاتهم .

ج - السريان هم الآراميون فلا داع للتكرار .

د - التسمية السريانية يحدد هويتها الباحثون المتخصصون في التاريخ و ليس الشعراء أو الأطباء  أو السياسين .

الخاتمة
 لقد أجبتك على أسئلتك يا أخ صبري  بدون الآرامي ، لأن الإنتماء الآرامي قد تعمق عندنا أكثر مما أنت تتصور . أنت لا تستطيع أن تدعي بالآرامية و تترك إبن عمك يدعي بالعربية أو الاشورية. السريان لهم هوية تاريخية تحمل مدلولات واضحة تاريخية و جغرافية . إذا كنت تطمح لإدارة ندوة حوارية تلفزيونية مفتوحة و على حلقات لغاية نبيلة و هي " وحدة السورايي / السريان/ الآراميين " أرجو أن تبدأ بمراجعة المصادر السريانية لأن هويتنا مرتبطة بمصادرنا و عليك أن تتقبل ما ذكره العالم حسن بن بهلول التسمية الاشورية لا تعني السريان لا من قريب و لا من بعيد . و إنني لا أعتقد أن أحدا من الباحثين السريان يرضى بتزوير النصوص السريانية كي تتوافق مع التسمية الاشورية أو الطروحات الاشورية المزورة . السبب بديهي جدا ، لا أحد يدرس التاريخ عشر سنوات و يضحي كي يشارك في ندوة حوارية مع عاملين في الحقل السياسي لا يميزون بين مصدر تاريخي و مرجع تاريخي .

ملاحظة صغيرة : إذا كنت تريد أن تتخلى عن آراميتك الإسمية مثلما تخليت عن السيكارة  فأرجو أن تعلمنا بذلك أما إذا تريد أن تكون آراميا حقيقيا فعليك أن تتمسك بتاريخنا الأكاديمي و لما لا بقصيدة جميلة مثل شاعرنا إسحق قومي الموقر.
 
 هنري بدروس كيفا
 
 

408
"هل التسمية الكلدانية  تدل على هوية أم مهنة عالم الفلك ؟"

رد على مقال" ألتوراة وبرديصان والكلدان"

  يحاول بعض إخوتنا من السورايي الذين يؤمنون بالتسمية الاشورية أن يفرغوا التسمية الكلدانية من مدلولاتها التاريخية : بعض البسطاء منهم يرددون أن التسمية الكلدانية قد أطلقت على إنفصلوا من الكنيسة الأشورية و إنضموا الى الكنيسة الكاثوليكية و بالتالي إن التسمية الكلدانية قد أطلقت على الكاثوليك من " الشعب الاشوري" . و هذا رأي غير صحيح لان الكلدان قد إنفصلوا - إذا صح التعبير - عن الكنيسة السريانية الشرقية التي عرفت بالنسطورية ، و كان آباء و علماء هذه الكنيسة السريانية ( و ليس اشورية أو إسبانية) متمسكين بهويتهم السريانية/الآرامية . و لا زلنا نرى بعض " المغامرين" يستخدمون هذه الحجة للتأكيد على " إنتماء الكلدان الى الشعب الاشوري" و لكنهم -بدون معرفتهم و لفرط جهلهم و لتعصبهم الاعمى - يؤكدون إنتماء الكلدان الى السورايي أي الشعب السرياني / الآرامي !

   الأخ  صبري يعقوب إيشو في مقاله الأخير و هو بعنوان "ألتوراة وبرديصان والكلدان" يغامر بطرح محاولة جديدة - لن تكون الأخيرة بإذن الله - لتفريغ التسمية الكلدانية من مدلولها التاريخي و القومي . المقال منشور في موقع عنكاوا على هذا الرابط

http://www.ankawa.com


أولا - هل الكلدان المعاصرون هم أحفاد الكلدان القدامى ؟

  الأخ صبري يشك كثيرا إذ يكتب "  فأبقى أنا في شك كبير أن يكون هناك ما يربطني بهم  من رابط أو صلة " ثم و بكل ثقة يقدم لنا شرحه أو بالاحرى نظريته " لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح ..."  سوف نرى لاحقا أن الأخ صبري " بحث " و وجد أن التسمية الكلدانية تعني عالم الفلك و السحرة، فالتسمية الكلدانية لا تشير الى " هوية" بل الى مهنة و الكلدان المعاصرون ليسوا علماء فلك و سحرة بل هم "سورايي " و قد وعد الأخ صبري أنه سيشرح ما معنى " سورايي" في بحث قادم .

  قبل الإنتقال الى بقية النقاط  أحب أن أذكر القراء أن تسمية الكلدان لم تطلق على سكان بابل كما يتوهم الأخ صبري . التسمية الكلدانية القديمة قد أطلقت على منطقة جغرافية على حوض الفرات في جنوب مدينة بابل . و قد وردت تسمية " مات كلدو " في كتابات اكادية تركها بعض ملوك أشور  . لقد نشر و ترجم العالم COLE سنة 1996 أرشيف مدينة نيبور و هو مجموعة كبيرة من الرسائل باللغة الاكادية تعود الى منتصف القرن الثامن قبل الميلاد حيث وردت التسمية " مات كلدو" و هي تسمية جغرافية تقع على حوض الفرات حيث سكنت القبائل التي نسبت الى " مات كلدو" أي " القبائل الكلدانية " . من يريد أن يتعرف على تواجد القبائل الكلدانية عليه أن الى المراجع العلمية مثل كتاب. ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s Archive from Nippur. in Oriental Institute Publications Tome 114 ( 1996)

و هنالك كتاب آخر و بالرغم من قدمه 1968 يبقى مرجعا علميا لتواجد القبائل الكلدانية و الآرامية في بلاد أكاد . و هو كتاب

BRINKMAN, J.A., Political History of Post_kassiteBabylonia ( Rome , 1968 )

 و من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط

http://books.google.com/books?id=iykVSx

 ثانيا - هل التسمية الكلدانية " تعني " عالم فلك ؟

كتب الأخ صبري"وبعد البحث والتمحيص في مختلف القواميس والمعاجم اللغوية الصادرة قديماً كقاموس حسن بر بهلول وبر علي من القرن العاشر ألميلادي وغيرهما من القواميس الصادرة في أزمنة متأخرة كقاموس مار توما عودو وأوكين منا وغيرهما آخرون كثيرون لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي. حتى ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى ,حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...) ". تعليقات لا بد منها

أ - صحيح  إن بعض الآيات في التوراة توصف الكلدان بعلماء الفلك و التنجيم و السحر .

ب - صحيح أن الآباء السريان قد فسروا التسمية الكلدانية بمعنى عالم الفلك .

ج - صحيح أيضا أن القواميس السريانية الشرقية ( التي تدل على هويتنا الآرامية و ليس الإسبانية ) قد فسرت إستنادا الى شروحات التوراة أن التسمية الكلدانية تعني علماء الفلك و التنجيم.

 د - و لكن التسمية الكلدانية التاريخية القديمة هي تسمية تاريخية/جغرافية لقبت بها القبائل الآرامية  بيث داكوري و بيث عموقاني و بيث يقين و بيث شئاللي  و بيث شيلاني . لقد شرح العالم LIPINSKI المتخصص في تاريخ الشرق القديم معاني أسماء هذه القبائل الآرامية  في كتابه

Edward LIPINSKI. The Arameans Their Ancient History . Culture , Religion . dans Orientalia Lovaniensia Analecta Tome 100( 2000).

 ه - التسمية الكلدانية " مات كلدو" مذكورة بحوالي 400 سنة من تدوين التوراة : السؤال العلمي هو هل كانت التسمية الكلدانية قبل تدوين التوراة تعني المنجمين ؟ أم أن التسمية الكلدانية " صارت " تعني المنجمين!

 و - الأخ صبري و لأسباب معروفة يوحي للقارئ إن التسمية الكلدانية (منذ بدايتها ) تعني المنجمين فهو يكتب "  لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم".

ز - إن أقدم ذكر للتسمية الكلدانية بمعنى منجمين هو سفر دانيال في التوراة كما ذكر الأخ صبري ، و لكن هذا ليس برهان قاطع أن التسمية الكلدانية التاريخية تعني المنجمين قبل التوراة !

ثالثا - متى صارت التسمية الكلدانية تعني المنجمين ؟

  قبل الإجابة ، يجب أن نعلم أن التسمية الكلدانية " مات كلدو" تعود الى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد و إن التوراة قد دونت في حوالي 600 سنة قبل الميلاد . بعض أسفار التوراة كتبت في القرن الثاني ق.م .

الأخ صبري يتجاهل التسمية الكلدانية التاريخية مع مدلولها الصريح للهوية الآرامية و يحاول أن يقنع إخوته الكلدان أنهم لا ينتمون بصلة الى الكلدان القدامى !

الأخ صبري " يزيف " التسمية الكلدانية عن عمد فهو يكتب  "لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح ... لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي . حتى ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى ,حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...( تعليقات جديدة

أ - الأخ صبري يتجاهل إنتماء القبائل الكلدانية الى الآراميين !

ب- الأخ صبري يتلاعب بالحقائق التاريخية  فالتسمية الكلدانية لم تطلق سكان بابل " لشهرتهم بهذا العلم " كما يدعي و لكن القبائل الكلدانية/الآرامية قد " صهرت" بقايا الشعوب القديمة التي كانت تسكن في بلاد اكاد ( الشعب الاشوري لم يستوطن بلاد اكاد (.

ج - عندم كتب الأخ صبري " وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة " يجب أن يفهم من فعل " يظهر" أن الكلدان كانوا يتقنون علم الفلك و قد أخذوه عن الشعب الكوشي الذي كان يعيش في بلاد اكاد بين 1600 و 1200 ق.م . و يجب ألا يفهم القارئ أن النقوش تثبت أن التسمية الكلدانية كانت تعني علماء الفلك !

د - إن سفر دانيال قد دون في القرن الثاني قبل الميلاد ، و هذا يعني أن  التسمية الكلدانية  في سفر دانيال " صارت " تعني المنجمين ! إن سفر دانيال لم يكتب في ايام الملك نبوخدنصر و هو بالتالي ليس " مصدرا " أمينا للتاريخ . فقد ورد في هذا السفر عدة أخطاء تاريخية مثلا ذكره أن بلشصر هو إبن نبوخدنصر و هذا غير صحيح !

ه - لم يكتب سفر دانيال في القرن السادس قبل الميلاد ، لأنه في الإصحاح 11 / الآية 3 و ما يتبعها" و يقوم ملك جبار يتسلط تسلطا عظيما و يفعل ما يشاء . و ما ان يقوم حتى تنكسر مملكته و تنقسم الى أربع رياح السماء، و لا تكون لنسله في مثل تسلطه الذي تسلطه ، لأن مملكته تقتلع و تنقل الى غيرهم . و يتقوى ملك الجنوب ، لكن أحد أمرائه يقوى عليه و يتسلط ..." من هو هذا الملك الجبار ؟ من هو ملك الجنوب ؟ و من هو الامير ؟ حسب مفسري التوراة الملك هو الإسكندر الذي ستنقسم مملكته بين قواده الأربعة ، ملك الجنوب هو بطليموس الذي حكم مصر و سوريا الجنوبية التي سيسترجعها سلوقس في ما بعد . كيف عرف كاتب هذا السفر تاريخ الإسكندر و دخول اليونان الى الشرق ؟

 و - إن سفر دانيال الذي كتب في القرن الثاني ق.م ليس مصدرا أمينا عن الكلدان في عهد الملك نبوخدنصر لأنه يكتب بعد 400 سنة  من حكم نبوخدنصر ! قصة تفسير الآحلام هي قصة رمزية و قد تكون لم تحدث في عهد نبوخدنصر !

ز - إنني لن أنف وقوعها و لكنني أريد من القارئ خاصة الكلداني أن يفهم أن التسمية الكلدانية قد تكون منذ القرن الثاني ق.م " صارت" تعني الفلكيين و لكن ليس قبل هذا التاريخ .

ح - عاش العالم الكلداني برحوشا BEROSSUS في القرن الرابع قبل الميلاد ، و قد كتب تاريخ الشعب الكلداني القديم . الكتاب مفقود و لكننا نستطيع أن نطلع  على بعض الأجزاء أو الفقرات التي نقلها المؤرخون اليونان عنه . تجدون هذه المقاطع عن تاريخ الكلدان على الرابط التالي

http://www.sacred-texts.com/cla/af/af02.htm
و من يريد أن يطلع على كل المقاطع عليه أن ينقر على Next . لقد وردت التسمية الكلدانية أكثر من عشرين مرة بمعنى شعب و لم ترد بمعنى المنجمين ! فهل يعقل أن برحوشا الكلداني الذي ذكر أمور عديدة حول تاريخ الكلدان لم يكن يعرف أن التسمية الكلدانية تعني المنجمين و السحرة ؟

رابعا - هل نجح الأخ صبري في تزوير هوية الكلدان ؟

لا تزال الدراسات التاريخية حول تاريخ الكلدان قليلة و لا يزال بعض إخوتنا - تحت شعار الوحدة القومية - يحاولون بكل الوسائل تهميش التاريخ الكلداني القديم . لا شك إن بعض إخوتنا من الكلدان لا يعرفون ما هي علاقتهم التاريخية مع الكلدان القدامى . الأخ صبري يحاول أن " يستغل" هذا النقص في الدراسات كي يفسر التسمية الكلدانية بمعنى المنجمين كخطوة أولى ثم في خطوة جديدة سيكشف لإخوته الكلدان أنهم " سورايي " و أن السورايي هم (...)

كتب الأخ صبري  " ولتحقيق اليقين كما تأكد لي بأني لست كلدانياً قومياً كما يفهمه البعض أريد أن أؤكد لغيري من الشاكين بهذا الأمر. " اليقين يا أخ صبري هو أن التسمية الكلدانية تشير الى هوية شعب هو الآرامي قبل أن تصبح مرادفة للمنجمين . ثم يقدم لنا الأخ صبري ما يعتبره برهان قاطع "لو قرأنا كتابه ألموسوم شرائع البلدان لبرديصان من إعدادي وترجمتي وصدر في ستوكهولم عام 1989 حيث في هذا الكتاب ترجمة حرفية ودقيقة لنسخة مما يعتقد بأنه من تأليف ألفيلسوف برديصان ونشره مع ترجمته الأنكليزية ألهولندي  دريفرس عام 1966 حيث جاء فيه ص54 ما نصه ( قال برديصان : هل قرأت كتب الكلدان الذين في بابل التي كتب فيها ما تفعله الكواكب باقترانها مع أبراج الناس وكتب المصريين التي كتبت فيها كل الأمور التي تحدث للناس؟  قال عويدا : قرأت كتب الكلدانية , إلا أني لا اعرف أي منها للبابليين وأي للمصريين ؟ قال برديصان : إنه نفس العلم للبلدين .  قال عويدا : هذا أمر معروف( ". 

 أخيرا يستنتج الأخ صبري " وفي أعمق من ذلك يذكر عويدا بأنه قرأ كتب الكلدانية كعلم أو حرفة ولم يقل كتب الكلدانيين كشعب كما يريده البعض أن يكون ."  البحث التاريخي المنزه هدفه ذكر الحقائق كما هي ، اما الأخ صبري فهو يتجاهل تاريخ و هوية الكلدان القدامى و يؤكد أن التسمية الكلدانية تعني المنجمين و يوحي للقراء ان التسمية الكلدانية تعني المنجمين منذ القديم و يذكر التوراة  كأنه مصدر تاريخي أمين ثم يقدم برهانه الساطع نص لبرديصان و أخيرا إستنتاجه ( المنطقي) الكلدانية تعني حرفة أو علوم و لا تعني شعب له هوية !

      الكلدان المعاصرون هم سورايي كما ذكرت أي أحفاد القبائل الكلدانية/الآرامية التي صمدت ضد حملات الاشوريين ثم إنتصرت عليهم و قضت على إمبراطوريتهم  و كانوا يشكلون أكثرية السكان في بلاد أكاد التي ستعرف ببلاد الآراميين . السورايي عندهم هوية آرامية : إن الكلدان المعاصرين ينتمون الى القبائل الكلدانية/الآرامية التي قضت و صهرت بقايا الشعب الاشوري القديم. لقد ذكر مار افرام السرياني ( الآرامي) التسمية الكلدانية و كانت تعني له المنجمين و السحرة و قد نبه المسيحيين لمخاطر تعاليمهم. لا شك أنه تأثر بسفر دانيال و لا شك أن الكلدان الآراميين سوف يبتعدون عن إسمهم الكلداني لأنه صار يعني المنجمين. لا يحق لك يا أخ صبري أن توهم الكلدان أن اسمهم يعني المنجمين منذ القديم ، و لا تتعب نفسك في تفسير تسمية" سورايي" لأن هذه التسمية تدل على جذورنا الآرامية المتأصلة في كل الشرق !

 هنري بدروس كيفا

409
 "هل التسمية الكلدانية  تدل على هوية أم مهنة عالم الفلك ؟"

رد على مقال" ألتوراة وبرديصان والكلدان"

  يحاول بعض إخوتنا من السورايي الذين يؤمنون بالتسمية الاشورية أن يفرغوا التسمية الكلدانية من مدلولاتها التاريخية : بعض البسطاء منهم يرددون أن التسمية الكلدانية قد أطلقت على إنفصلوا من الكنيسة الأشورية و إنضموا الى الكنيسة الكاثوليكية و بالتالي إن التسمية الكلدانية قد أطلقت على الكاثوليك من " الشعب الاشوري" . و هذا رأي غير صحيح لان الكلدان قد إنفصلوا - إذا صح التعبير - عن الكنيسة السريانية الشرقية التي عرفت بالنسطورية ، و كان آباء و علماء هذه الكنيسة السريانية ( و ليس اشورية أو إسبانية) متمسكين بهويتهم السريانية/الآرامية . و لا زلنا نرى بعض " المغامرين" يستخدمون هذه الحجة للتأكيد على " إنتماء الكلدان الى الشعب الاشوري" و لكنهم -بدون معرفتهم و لفرط جهلهم و لتعصبهم الاعمى - يؤكدون إنتماء الكلدان الى السورايي أي الشعب السرياني / الآرامي !

   الأخ  صبري يعقوب إيشو في مقاله الأخير و هو بعنوان "ألتوراة وبرديصان والكلدان" يغامر بطرح محاولة جديدة - لن تكون الأخيرة بإذن الله - لتفريغ التسمية الكلدانية من مدلولها التاريخي و القومي . المقال منشور في موقع عنكاوا على هذا الرابط

http://www.ankawa.com


أولا - هل الكلدان المعاصرون هم أحفاد الكلدان القدامى ؟

  الأخ صبري يشك كثيرا إذ يكتب "  فأبقى أنا في شك كبير أن يكون هناك ما يربطني بهم  من رابط أو صلة " ثم و بكل ثقة يقدم لنا شرحه أو بالاحرى نظريته " لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح ..."  سوف نرى لاحقا أن الأخ صبري " بحث " و وجد أن التسمية الكلدانية تعني عالم الفلك و السحرة، فالتسمية الكلدانية لا تشير الى " هوية" بل الى مهنة و الكلدان المعاصرون ليسوا علماء فلك و سحرة بل هم "سورايي " و قد وعد الأخ صبري أنه سيشرح ما معنى " سورايي" في بحث قادم .

  قبل الإنتقال الى بقية النقاط  أحب أن أذكر القراء أن تسمية الكلدان لم تطلق على سكان بابل كما يتوهم الأخ صبري . التسمية الكلدانية القديمة قد أطلقت على منطقة جغرافية على حوض الفرات في جنوب مدينة بابل . و قد وردت تسمية " مات كلدو " في كتابات اكادية تركها بعض ملوك أشور  . لقد نشر و ترجم العالم COLE سنة 1996 أرشيف مدينة نيبور و هو مجموعة كبيرة من الرسائل باللغة الاكادية تعود الى منتصف القرن الثامن قبل الميلاد حيث وردت التسمية " مات كلدو" و هي تسمية جغرافية تقع على حوض الفرات حيث سكنت القبائل التي نسبت الى " مات كلدو" أي " القبائل الكلدانية " . من يريد أن يتعرف على تواجد القبائل الكلدانية عليه أن الى المراجع العلمية مثل كتاب. ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor\'s Archive from Nippur. in Oriental Institute Publications Tome 114 ( 1996)

و هنالك كتاب آخر و بالرغم من قدمه 1968 يبقى مرجعا علميا لتواجد القبائل الكلدانية و الآرامية في بلاد أكاد . و هو كتاب

BRINKMAN, J.A., Political History of Post_kassiteBabylonia ( Rome , 1968 )

 و من الممكن الإطلاع عليه على هذا الرابط

http://books.google.com/books?id=iykVSx

 ثانيا - هل التسمية الكلدانية " تعني " عالم فلك ؟

كتب الأخ صبري"وبعد البحث والتمحيص في مختلف القواميس والمعاجم اللغوية الصادرة قديماً كقاموس حسن بر بهلول وبر علي من القرن العاشر ألميلادي وغيرهما من القواميس الصادرة في أزمنة متأخرة كقاموس مار توما عودو وأوكين منا وغيرهما آخرون كثيرون لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي. حتى ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى ,حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...) ". تعليقات لا بد منها

أ - صحيح  إن بعض الآيات في التوراة توصف الكلدان بعلماء الفلك و التنجيم و السحر .

ب - صحيح أن الآباء السريان قد فسروا التسمية الكلدانية بمعنى عالم الفلك .

ج - صحيح أيضا أن القواميس السريانية الشرقية ( التي تدل على هويتنا الآرامية و ليس الإسبانية ) قد فسرت إستنادا الى شروحات التوراة أن التسمية الكلدانية تعني علماء الفلك و التنجيم.

 د - و لكن التسمية الكلدانية التاريخية القديمة هي تسمية تاريخية/جغرافية لقبت بها القبائل الآرامية  بيث داكوري و بيث عموقاني و بيث يقين و بيث شئاللي  و بيث شيلاني . لقد شرح العالم LIPINSKI المتخصص في تاريخ الشرق القديم معاني أسماء هذه القبائل الآرامية  في كتابه

Edward LIPINSKI. The Arameans Their Ancient History . Culture , Religion . dans Orientalia Lovaniensia Analecta Tome 100( 2000).

 ه - التسمية الكلدانية " مات كلدو" مذكورة بحوالي 400 سنة من تدوين التوراة : السؤال العلمي هو هل كانت التسمية الكلدانية قبل تدوين التوراة تعني المنجمين ؟ أم أن التسمية الكلدانية " صارت " تعني المنجمين!

 و - الأخ صبري و لأسباب معروفة يوحي للقارئ إن التسمية الكلدانية (منذ بدايتها ) تعني المنجمين فهو يكتب "  لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم".

ز - إن أقدم ذكر للتسمية الكلدانية بمعنى منجمين هو سفر دانيال في التوراة كما ذكر الأخ صبري ، و لكن هذا ليس برهان قاطع أن التسمية الكلدانية التاريخية تعني المنجمين قبل التوراة !

ثالثا - متى صارت التسمية الكلدانية تعني المنجمين ؟

  قبل الإجابة ، يجب أن نعلم أن التسمية الكلدانية " مات كلدو" تعود الى حوالي 1000 سنة قبل الميلاد و إن التوراة قد دونت في حوالي 600 سنة قبل الميلاد . بعض أسفار التوراة كتبت في القرن الثاني ق.م .

الأخ صبري يتجاهل التسمية الكلدانية التاريخية مع مدلولها الصريح للهوية الآرامية و يحاول أن يقنع إخوته الكلدان أنهم لا ينتمون بصلة الى الكلدان القدامى !

الأخ صبري " يزيف " التسمية الكلدانية عن عمد فهو يكتب  "لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح ... لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي . حتى ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى ,حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...( تعليقات جديدة

أ - الأخ صبري يتجاهل إنتماء القبائل الكلدانية الى الآراميين !

ب- الأخ صبري يتلاعب بالحقائق التاريخية  فالتسمية الكلدانية لم تطلق سكان بابل " لشهرتهم بهذا العلم " كما يدعي و لكن القبائل الكلدانية/الآرامية قد " صهرت" بقايا الشعوب القديمة التي كانت تسكن في بلاد اكاد ( الشعب الاشوري لم يستوطن بلاد اكاد (.

ج - عندم كتب الأخ صبري " وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة " يجب أن يفهم من فعل " يظهر" أن الكلدان كانوا يتقنون علم الفلك و قد أخذوه عن الشعب الكوشي الذي كان يعيش في بلاد اكاد بين 1600 و 1200 ق.م . و يجب ألا يفهم القارئ أن النقوش تثبت أن التسمية الكلدانية كانت تعني علماء الفلك !

د - إن سفر دانيال قد دون في القرن الثاني قبل الميلاد ، و هذا يعني أن  التسمية الكلدانية  في سفر دانيال " صارت " تعني المنجمين ! إن سفر دانيال لم يكتب في ايام الملك نبوخدنصر و هو بالتالي ليس " مصدرا " أمينا للتاريخ . فقد ورد في هذا السفر عدة أخطاء تاريخية مثلا ذكره أن بلشصر هو إبن نبوخدنصر و هذا غير صحيح !

ه - لم يكتب سفر دانيال في القرن السادس قبل الميلاد ، لأنه في الإصحاح 11 / الآية 3 و ما يتبعها" و يقوم ملك جبار يتسلط تسلطا عظيما و يفعل ما يشاء . و ما ان يقوم حتى تنكسر مملكته و تنقسم الى أربع رياح السماء، و لا تكون لنسله في مثل تسلطه الذي تسلطه ، لأن مملكته تقتلع و تنقل الى غيرهم . و يتقوى ملك الجنوب ، لكن أحد أمرائه يقوى عليه و يتسلط ..." من هو هذا الملك الجبار ؟ من هو ملك الجنوب ؟ و من هو الامير ؟ حسب مفسري التوراة الملك هو الإسكندر الذي ستنقسم مملكته بين قواده الأربعة ، ملك الجنوب هو بطليموس الذي حكم مصر و سوريا الجنوبية التي سيسترجعها سلوقس في ما بعد . كيف عرف كاتب هذا السفر تاريخ الإسكندر و دخول اليونان الى الشرق ؟

 و - إن سفر دانيال الذي كتب في القرن الثاني ق.م ليس مصدرا أمينا عن الكلدان في عهد الملك نبوخدنصر لأنه يكتب بعد 400 سنة  من حكم نبوخدنصر ! قصة تفسير الآحلام هي قصة رمزية و قد تكون لم تحدث في عهد نبوخدنصر !

ز - إنني لن أنف وقوعها و لكنني أريد من القارئ خاصة الكلداني أن يفهم أن التسمية الكلدانية قد تكون منذ القرن الثاني ق.م " صارت" تعني الفلكيين و لكن ليس قبل هذا التاريخ .

ح - عاش العالم الكلداني برحوشا BEROSSUS في القرن الرابع قبل الميلاد ، و قد كتب تاريخ الشعب الكلداني القديم . الكتاب مفقود و لكننا نستطيع أن نطلع  على بعض الأجزاء أو الفقرات التي نقلها المؤرخون اليونان عنه . تجدون هذه المقاطع عن تاريخ الكلدان على الرابط التالي

http://www.sacred-texts.com/cla/af/af02.htm
و من يريد أن يطلع على كل المقاطع عليه أن ينقر على Next . لقد وردت التسمية الكلدانية أكثر من عشرين مرة بمعنى شعب و لم ترد بمعنى المنجمين ! فهل يعقل أن برحوشا الكلداني الذي ذكر أمور عديدة حول تاريخ الكلدان لم يكن يعرف أن التسمية الكلدانية تعني المنجمين و السحرة ؟

رابعا - هل نجح الأخ صبري في تزوير هوية الكلدان ؟

لا تزال الدراسات التاريخية حول تاريخ الكلدان قليلة و لا يزال بعض إخوتنا - تحت شعار الوحدة القومية - يحاولون بكل الوسائل تهميش التاريخ الكلداني القديم . لا شك إن بعض إخوتنا من الكلدان لا يعرفون ما هي علاقتهم التاريخية مع الكلدان القدامى . الأخ صبري يحاول أن " يستغل" هذا النقص في الدراسات كي يفسر التسمية الكلدانية بمعنى المنجمين كخطوة أولى ثم في خطوة جديدة سيكشف لإخوته الكلدان أنهم " سورايي " و أن السورايي هم (...)

كتب الأخ صبري  " ولتحقيق اليقين كما تأكد لي بأني لست كلدانياً قومياً كما يفهمه البعض أريد أن أؤكد لغيري من الشاكين بهذا الأمر. " اليقين يا أخ صبري هو أن التسمية الكلدانية تشير الى هوية شعب هو الآرامي قبل أن تصبح مرادفة للمنجمين . ثم يقدم لنا الأخ صبري ما يعتبره برهان قاطع "لو قرأنا كتابه ألموسوم شرائع البلدان لبرديصان من إعدادي وترجمتي وصدر في ستوكهولم عام 1989 حيث في هذا الكتاب ترجمة حرفية ودقيقة لنسخة مما يعتقد بأنه من تأليف ألفيلسوف برديصان ونشره مع ترجمته الأنكليزية ألهولندي  دريفرس عام 1966 حيث جاء فيه ص54 ما نصه ( قال برديصان : هل قرأت كتب الكلدان الذين في بابل التي كتب فيها ما تفعله الكواكب باقترانها مع أبراج الناس وكتب المصريين التي كتبت فيها كل الأمور التي تحدث للناس؟  قال عويدا : قرأت كتب الكلدانية , إلا أني لا اعرف أي منها للبابليين وأي للمصريين ؟ قال برديصان : إنه نفس العلم للبلدين .  قال عويدا : هذا أمر معروف( ". 

 أخيرا يستنتج الأخ صبري " وفي أعمق من ذلك يذكر عويدا بأنه قرأ كتب الكلدانية كعلم أو حرفة ولم يقل كتب الكلدانيين كشعب كما يريده البعض أن يكون ."  البحث التاريخي المنزه هدفه ذكر الحقائق كما هي ، اما الأخ صبري فهو يتجاهل تاريخ و هوية الكلدان القدامى و يؤكد أن التسمية الكلدانية تعني المنجمين و يوحي للقراء ان التسمية الكلدانية تعني المنجمين منذ القديم و يذكر التوراة  كأنه مصدر تاريخي أمين ثم يقدم برهانه الساطع نص لبرديصان و أخيرا إستنتاجه ( المنطقي) الكلدانية تعني حرفة أو علوم و لا تعني شعب له هوية !

      الكلدان المعاصرون هم سورايي كما ذكرت أي أحفاد القبائل الكلدانية/الآرامية التي صمدت ضد حملات الاشوريين ثم إنتصرت عليهم و قضت على إمبراطوريتهم  و كانوا يشكلون أكثرية السكان في بلاد أكاد التي ستعرف ببلاد الآراميين . السورايي عندهم هوية آرامية : إن الكلدان المعاصرين ينتمون الى القبائل الكلدانية/الآرامية التي قضت و صهرت بقايا الشعب الاشوري القديم. لقد ذكر مار افرام السرياني ( الآرامي) التسمية الكلدانية و كانت تعني له المنجمين و السحرة و قد نبه المسيحيين لمخاطر تعاليمهم. لا شك أنه تأثر بسفر دانيال و لا شك أن الكلدان الآراميين سوف يبتعدون عن إسمهم الكلداني لأنه صار يعني المنجمين. لا يحق لك يا أخ صبري أن توهم الكلدان أن اسمهم يعني المنجمين منذ القديم ، و لا تتعب نفسك في تفسير تسمية" سورايي" لأن هذه التسمية تدل على جذورنا الآرامية المتأصلة في كل الشرق !

 هنري بدروس كيفا

410
" التسمية المركبة ليست "قومية" أو" توحيدية" يا أخ اسكندر بيقاشا"



 الأخ الإعلامي اسكندر بيقاشا في مقاله السياسي الاخير يدافع عن التسمية المركبة و يعتبرها " صيغة وحدوية قومية" و حلا يسمح للسورايي ان يحصلوا على " الحكم الذاتي" .

المقال على هذا الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,315063.msg3972481.html#msg3972481
      المقال سياسي لا يتضمن معلومات تاريخية حول " هوية" السورايي و هو يعترف بالتسمية الاشورية كأنها " تسمية تاريخية أو هوية حقيقية  ". الطريف أن يردد أن حقنا في الأرض مرتبط  بالتنظيمات الاشورية " وبحاجة الى المنظمات الاشورية لاثبات حقنا في الارض التي نعيش عليها ".

المدهش أن الأخ بيقاشا يستخدم أسلوب  الترغيب و الترهيب مع إخوته الكلدان " اما القبول بالتسمية المركبة و اما إنقسام داخل الكنيسة !"

قبول الأحزاب الكلدانية و الكنيسة بهذه التسمية المركبة المزورة يعني أنهم يؤمنون بالوحدة و الأحزاب الكلدانية سوف تحصل على قطعة كبيرة من قالب الحلوة ، اما إذا رفضت فإن الكنيسة الكلدانية قد تتعرض لإنقسام داخلها و قد ينقسم الكلدان بين مؤيد - حسب رأي الأخ بيقاشا- بين مؤيد للوحدة و بين مؤيد للحركة الإنفصالية!

  الغريب العجيب أن الكلدان المتمسكون بالتسمية الكلدانية يصبحون "إنفصاليين" في نظر الأخ بيقاشا و القابلون بالتسمية المركبة هم" وحداويين" . يتسرع و يفضح الأخ بيقاشا عن فكره السياسي عندما يكتب:

 "ان ما يثير الغرابة هو ان الانفصاليون لم يتحدثوا يوما عن فوائد التقسيم والتجزئة على الكلدان انفسهم! ".   عدم قبول الكلدان بالتسمية المركبة لا يعني أبدا انهم إنفصاليون وإن التسمية المركبة الثلاثية يؤمن بها " بعض" الكلدان وهي نظرهم كما أنت كتبت "  افضل الحلول في الوقت الراهن"!

لن أتطرق الى تأييد بعض الأحزاب الكلدانية و الكنيسة الكلدانية الى الصيغة الثنائية الفاشلة لأنها مزورة لهوية السورايي الحقيقية .  الصراع الذي نشهده اليوم ، لا يقوم بين كلدان " إنفصاليين" و كلدان يؤمنون بالوحدة !  الصراع اليوم و غدا هو بين " تسمية سياسية موحدة " و " تسمية تاريخية موحدة " . ذكر الأخ بيقاشا

" الكلدان الاراميون. وهم قليلون نسبيا لكنهم مهمون من الناحية الفكرية ومن ضمنهم البطريرك عمانوئيل دلي واشهر مؤرخي كنيسة المشرق الاب البير ابونا."

بعض التعليقات

أ - الكلدان الآراميون هي نهضة جديدة إنتشرت بفضل دراسات الأب المؤرخ البير ابونا و المطران لويس ساكو الموقر، شعارها العودة الى جذورنا الحقيقية إعتمادا على التاريخ ) الاكاديمي(

ب - إنهم أكثربالعدد و الأهمية  مما يتصورهم الأخ بيقاشا ، لقد تعرفت على كثيرين من الإخوة الكلدان الذين يؤمنون بجذورنا الآرامية.

ج - الكلدان الآراميون هي حركة توحيدية تاريخية و خطوة كبيرة نحو وحدة دائمة بين السورايي بعكس التسمية المركبة المؤقتة .

د - إنتماء الكلدان الى الآراميين هي إنتماء تاريخي صادق كما ذكر الأب البير ابونا في مقاله الاخير "هويتنا القومية؟".

ه - يجب أن تدافع الأحزاب الكلدانية عن هويتها الآرامية و تبتعد عن الطروحات الخيالية . التسمية المركبة الثلاثية ليست " حلا عادلا " للكلدان و السريان بل وسيلة بشعة جدا يستغلها بعض إخوتنا من السريان المشارقة الذين يؤمنون بالتسمية الاشورية كي يستأثروا بالمناصب و الوظائف و الإعلام على حساب الأكثرية الكلدانية . و هذا ما نوه اليه مشكورا الباحث حبيب تومي . عنوان مقال الأخ بيقاشا " الكلدان يؤمنون بالوحدة القومية ..." ناقص يجب أن نعرف من هم الكلدان الذين يؤمنون بالوحدة القومية ؟ الجواب الكلدان الذين يقبلون التسمية المركبة و بقية الكلدان هم إنفصاليون او قليلون نسبيا... اما الشق الثاني من العنوان " وهم اكبر المستفيدين منها" فهي أكذوبة سياسية متجددة !

بعض الاسئلة التي تطرح

أ - هل " هوية السورايي" التاريخية يحددها العاملون في الحقل السياسي أم الباحثون المتخصصون في تاريخ السريان ؟

ب -  هل يوجد مشكلة تاريخية كبيرة حول " هوية السورايي" ام مشكلة سياسية مفتعلة ؟

ج - لما يريد أن يقنعنا الأخ بيقاشا ( مع تهديد مبطن ) أن التسمية الثلاثية هي " أفضل الحلول في الوقت الراهن " أي بعبارة أخرى هي" شر لا بد منه "!  ونحن في القرن الواحد و العشرين نعرف أن السورايي هم آراميون . كل السورايي آراميون و ليس فقط إخوتنا الكلدان !

د - عندما يؤكد غبطة البطريرك عمانؤيل دلي الموقر أن الكلدان و السريان و الاشوريين ينتمون الى شعب واحد هو الشعب الآرامي! الا يعني أن الكلدان مستعدون للتخلي عن التسمية الكلدانية في سبيل "وحدة قومية حقيقية دائمة " .

ه - كل كلداني و سرياني يرفض التسمية الثلاثية لا يعني أنه ضد الوحدة أو يعمل للإنفصال كما أنت تردد و لكنه يرفض التسمية السياسية و ما تحمله من أهداف سياسية غير واضحة و قد تكون تتعارض مع أكثرية السورايي  !
هنري بدروس كيفا

411
" السريان في جريدة السفير:بحث علمي ام تحقيق صحافي ؟"

   إنني ككل سرياني غيور أكون سعيدا عندما  يهتم " الإعلام" بشعبنا السرياني. في زيارتي الأخيرة الى بيروت ، نشرت جريدة السفير تحقيقا حول أوضاع السريان في لبنان مع لمحة تاريخية حولهم .و كانت الصحافية مادونا سمعان قد نشرت هذا التحقيق في 22/04/2009  بعنوان "من قومية إلى أقلية تشكو شرذمتها على الخريطة السياسية اللبنانية".

 سوف اعلق على القسم التاريخي لأنه يحتوي على عدد كبير من الطروحات و النظريات الخاطئة التي نقلتها الصحافية مادونا سمعان عن سيادة المطران جورج صليبا الموقر و الأستاذ  روبير غبريال . و قد إلتقيت بالسيد غبريال بعد ايام و سألته " هل اجرت الصحافية لقاء معك حول تاريخ السريان ؟" فأجابني نعم ! عندها ناقشته حول إنقراض الشعب الحثي القديم و أن لا أحد من أجدادنا قد ذكر أنه من جذور حثية أو اكادية أو اشورية .
لقد نقل موقع حزب الاتحاد السرياني هذا التحقيق الصحافي و من الممكن الإطلاع عليه على الرابط
http://syriac-union.org/web/main.php?view=get_news&idsnews=85&back=get_homepage

أولا - تعابير غير دقيقة كتبت الصحافية  مادونا سمعان "  فمن مدينة أورفا، مركز السريان منذ القرون الأولى، وصولاً إلى انتشارهم في بلاد العالم، مروراًبمجازر «سيفو» في الرابع والعشرين من نيسان التي ذبح فيها أكثر من نصفمليون سرياني، والتي تعرف في لبنان بمجازر الأرمن، تاريخ واحد، يحفظه كلسرياني عن ظهر قلب. "

 أ - اسم أورفا هو حديث ، اما الاسم الذي اشتهرت به هذه المدينة فهو" اورهي" و هي " احد " مراكز السريان . الشعب السرياني/الآرامي كان منتشرا في كل الشرق القديم و كان يشكل " أكثرية" السكان .

ب - لا يوجد علاقة بين مجازر " السيفو" و بين تاريخ 24 نيسان ! الشعب الارمني إختار هذا التاريخ لأن الحكومة العثمانية قد ألقت القبض على مئات من المفكرين الارمن . بعد الإنتهاء من حرب" الإبادة" المعلنة ضد الشعب الارمني المسالم شرع العثمانيون و من ضمنهم بعض الاكراد في إرتكاب المجازر بحق الشعب السرياني .

ج - " نصف مليون سرياني" عدد مبالغ . بين 100 و 200 ألف شهيد من الشعب السرياني .

 ثانيا - هل " رأي" الأستاذ غبريال هو علمي ؟

لقد نقلت الصحافية مادونا سمعان عدة أراء للأستاذ روبير غبريال حول تاريخ و هوية السريان . كتبت:

 " بحسب ما يروي رئيس جمعية أصدقاء اللغة السريانية روبير غبريال . و يشرح  نشوء السريان بالعودة الى التاريخ ، مشيرا الى أن" ... و مع اعتناق أورفا الديانة المسيحية ...اعتبر أهلها سريانا ( اي مسيحيين باللغة الآرامية) و قد تنصرت شعوب بلاد ما بين النهرين، حتى أطلق على لغتهم الآرامية تسمية لغة السريان أي لغة المسيحيين،"و كانت تطلق في تلك الحقبة على الشعوب المسيحية المختلفة من أشوريين و حثيين و بابليين و فينيقيين ..."

تعليقات سريعة

أ - لم تطلق تسمية سرياني على سكان الرها ( أورفا ) بمجرد إعتناقهم للديانة المسيحية . هذه نظرية خاطئة لا يوجد أية براهين علمية أو غير علمية . مار افرام القديس الورع لم يستخدم تسمية " السريانية" و كان يسمي لغتنا آرامية و سكان الرها بالآراميين ! مار يعقوب السروجي يكتب عن مار افرام " ܗܢܐ ܕ ܗܘܐ ܟـܠܺܝܠܳܐ ܠܟܠܗ ܐًܪܡًܝܘܬܐ ܗܳܢܳܐ ܕ ܗܘܳܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܰܒܳܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ " هذا ألذي صار إكليلا للأمة ألأرامية جمعاء هذا ألذي صار خطيبا كبيرا بين ألسريان . "التسمية السريانية أطلقت على الآراميين و ليس على المسيحيين !

ب " -  و قد تنصرت شعوب بلاد ما بين النهرين "

* بلاد ما بين النهرين هي بيت نهرين الآرامية أي mesopotamia و هي الجزيرة السورية و ليس العراق . راجع مقالي"لتكن تعابيرنا عن" بيت نهرين"  دقيقة كي يصبح تاريخنا واضحا "

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/090415.htm
  و سكان بيت نهرين خلال الألف الاول قبل الميلاد والألف الاول بعد الميلاد كانوا من الشعب الآرامي ! تعبير " شعوب" يدل على عدم معرفتنا لتعبير " بلاد ما بين النهرين " .

ج - " و من هنا يشهد التاريخ أن لا وجود لأمة سريانية " هذا التعبير الذي نقله الأستاذ غبريال عن المطران ساكا الموقر ، يشهد على عدم معرفتهم بتاريخ السريان الصحيح المبني على المصادر السريانية و الدراسات الاكاديمية . إن مجرد ترديد هذا الرأي الخاطئ من قبل رئيس جمعية أصدقاء اللغة السريانية ، يظهر لنا حاجتنا الماسة الى دراسات و محاضرات علمية حول تاريخ أمتنا السريانية الآرامية .

د- "فكلمة سرياني تعني مسيحي من دون زيادة أو نقصان" السيد غبريال المحترم ، هل تستطيع أن تقدم لنا نص سرياني وردت فيه التسمية " السريانية " بمعنى " مسيحي " في القرون الوسطى ؟ إن تسمية " سرياني " صارت  مرة ثانية " صارت" - تعني مسيحي في العصر الحديث و عند إخوتنا السريان المشارقة ! و هذا لا يسمح لأحد أن يفرغ التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية.

ه - "و كانت تطلق في تلك الحقبة على الشعوب المسيحية المختلفة  من أشوريين و حثيين و بابليين و فينيقيين ..." أستاذ غبريال هذه الشعوب القديمة - مثل  شعوب عديدة عاشت في شرقنا الحبيب - هي شعوب إنقرضت أي غابت هويتها ولم يعد التاريخ يذكرها . التسمية الاشورية في المصادر السريانية و اليونانية تدل على:

 *الشعب الاشوري القديم و لا أحد ينكر دوره التاريخي .

* لتسمية بلاد اشور ASSYRIA الذي أخذه المؤرخون اليونان من التسمية الإدارية أسورستان الفارسية و ليس من الشعب الاشوري كما يروج البعض . هذه التسمية الفارسية الإدارية  ASSYRIA  قد أطلقت فعليا على كل الشرق القديم في عهد الفرس . و سكان البلاد هم آراميون في بلاد ما بين النهرين /  الجزيرة السورية و في بلاد آرام / سوريا و في بيت آراماي / العراق.

*التسمية الاشورية و منذ القرن العاشر الميلادي صارت تطلق على سكان مدينة الموصل و من أي جنس كان . أرجو مراجعة مقالي" لما لقب نور الدين الزنكي بالخنزير الأشوري ؟"

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/081029.htm
نظرية وجود شعب اشوري اعتنق المسيحية و صار اسمه " سرياني" و حسب رأيك الخاطئ لا تشير الى أمة تسمح للشعوب المنقرضة الى الحياة . و نحن السريان/الآراميون لسنا أمة ؟

أستاذ غبريال ، لعب "الحثيون" دورا كبيرا في تاريخ الشرق، و لكن منذ حوالي 1200 سنة ق.م سيطرت القبائل الآرامية على الشرق و أسست عدة ممالك آرامية . لقد حافظت بعض " الجيوب" الحثية على وجودها في الفرات الاوسط و مملكة حما .  و هنالك براهين من التنقيبات الأثرية في مدينة حما تثبت الوجود الحثي حتى أواخر القرن التاسع ق.م و كذلك بعض النصوص التاريخية مثلا معارك قرقر الشهيرة حيث صمدت الممالك الآرامية ضد الشعب الاشوري في أواسط القرن التاسع ق.م . شارك ملك حما " ارخوليني" و " حثي " و ليس آرامي . و سيطر الاراميون على مملكة حما في أواخر القرن التاسع ق.م و قد ترك " ذاكورو" ملكهم نصا مهما باللغة الآرامية . لقد ظل ملوك اشور و فيما بعد ملوك الكلدان الآراميين في بابل ، يستخدون التسمية" بلاد حاثي " للدلالة الى سوريا الشمالية مع أن سكانها هم من الشعب الآرامي . و قد وردت التسمية " الحثية " في التوراة حين أخذ داود إمرأة احد جنوده المرتزقة . راجع سفر صموئيل الثاني11 آية 3 " فأرسل داود و سأل عن المرأة، فقيل له " إنها بتشابع بنت أليعام ، امرأة أوريا الحثي ".

  المشكلة ان مفسري التوراة لم يعرفوا من هو الشعب " الحثي" اين هي بلاده التاريخية و ما هي هويته ؟ و لكن بعد فك رموز الكتابة الاكادية و الدراسات التاريخية حولها بدأنا نتعرف على الشعب " الحثي". نحن لا نفهم كيف يزج الأستاذ غبريال إسم الشعب " الحثي" المنقرض ضمن الشعوب التي أطلقت عليها التسمية " السريانية"؟  هل يحق لسريان مدينة حما و الضيع المسيحية القريبة منها الإدعاء بأنهم سريان من جذور حثية و المسيحيون في لبنان بأنهم " سريان من جذور فينيقية" ؟

 و قد نقلت لنا الصحافية مادونا سمعان " روايات" جديدة حول شعبنا السرياني مصدرها الأستاذ غبريال " اللغة السريانية أو الآرامية... بقيت صامدة لفترة طويلة من الزمن حتى مع دخول الفرس واليونان و الرومان بلغاتهم الى المنطقة... و لم تدخل اللغة العربية إلا مع دخول النبي محمد ...و في وقت حاول الفرس و البيزنطيون الطغيان على شعوب المنطقة ، و بعد إنقسامات حادة في الكنيسة، فضل بعض السريان العرب الآتين من شبه الجزيرة العربية، و كانوا  يسمونهم" شلومو" أي السلام أو الإسلام...و لم تتغلغل اللغة العربية ، كما لم تطغ على السريانية ، إلا بعد مئة عام على دخول العرب الى المنطقة ".

أ - إن تعبير " دخول العرب الى المنطقة ( سوريا - لبنان - الجزيرة- العراق) يعني أنهم قدموا من الخارج و من شبه الجزيرة العربية بالذات.

ب - إنني لا أوافق كثيرا على تعبير" بقيت اللغة الآرامية صامدة" في زمن الإحتلالات الأجنبية من فارسية و يونانية و رومية لأن هذه الشعوب لم تستوطن بلاد الآراميين اللذين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة. ج - تعبير " و في وقت حاول الفرس و البيزنطيون الطغيان على شعوب المنطقة " .  هل  المقصود بالشعوب السريان و الاقباط و الأرمن ؟ أم الشعوب المنقرضة ؟ الإنقسامات في الكنيسة لم تكن لأسباب قومية بل لخلافات عقائدية قسمت الشعب السرياني الى سريان ملكيين ( الروم اليوم) و الى سريان مناهضين لمجمع خلقيدونيا . 

د - " و كانوا  يسمونهم" شلومو" أي السلام أو الإسلام" . لم أشاهد أي نص سرياني لقب فيه العرب المسلمون ب " شلومو" ، هذه أول مرة أسمع هذه الرواية : هل الصحافية سمعت تعبير " شلومو" أم أنها نظرية جديدة ؟ ليت الأستاذ غبريال يذكر المصدر السرياني أو المرجع الذي نقل عنه هذه الفكرة .

ه - غير صحيح أن اللغة العربية قد تغلغت بين السريان بعد دخول العرب بمئة عام . لقد ظل الشعب السرياني أي الآرامي( و ليس المسيحي أو الشعوب البائدة المنقرضة) أن يتكلم لغته الأم - على الأقل - ست مئة سنة بعد دخول/احتلال العرب لبلادنا . و قد صمدت في جبل لبنان الى القرن الثامن عشر خاصة في الشمال و لا يزال قسم كبير من السريان يتكلمونها في بيوتهم .

ثالثا - توضيحات سيادة المطران جورج صليبا الموقر  كتبت الصحافية مادونا سمعان" من جهته يوضح مطران ...جورج صليبا أنه بعد مجيئ المسيح ، و بسبب الإلتباس بين تسمية Armoyo التي كانت تطلق على الوثنيين و Oromoyo التي تعني آرامي ، اختار المسيحيون تسمية لهم و هي السرياني Suroyo نسبة الى منطقة آشور التي تحولت إلى آسور و آسوريا أو آسيريا مع الفتح اليوناني" و يضيف ( المطران الموقر) صليبا أن كلمة السريان تعود في الأصل لشعب له قومية و وطن و أرض و حضارة و تاريخ. و سوريا أو بلاد ما بين النهرين هي بلد السريان".

أ - "  بعد مجيئ المسيح ، وبسبب الإلتباس بين تسمية Armoyo ... و تسمية Oromoyo..." يظن القارئ أن هذا " الإلتباس" قد وقع مباشرة بعد مجيئ المسيح كما ذكر المطران أوجين منا في قاموسه . ولكن هذا " الإلتباس" قد حدث في القرن التاسع الميلادي و كان المسلمون قد لاحظوا أن سكان مدينة حران الآراميين لا يزالون محافظين على ديانتهم الوثنية القديمة. و قد ذكر إبن العبري " لم يرد الآراميون ( السريان) أن يختلطوا مع الآراميين (الحرانيين)."

ب - ذكر المطران " اختار المسيحيون تسمية لهم و هي السرياني Suroyo ".  هذه نظرية غير صحيحة و غير مبرهنة ، أطلقها العالم الفرنسيQUATREMERE في كتابه عن الأنباط سنة 1835 م .لقد ردد بعض العلماء السريان هذه النظرية بدون تحقيق . التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي لا بعد مجيئ المسيح و لا في القرن العاشر الميلادي . لقد حافظ أجدادنا من السريان المشارقة و المغاربة على إسمهم الآرامي و كانوا يفتخرون به . هنالك نصوص سريانية عديدة لمن " فعلا" يريد معرفة تاريخ شعبنا أو أمتنا السريانية/الآرامية .

ج - "السرياني    Suroyo    نسبة الى منطقة آشور التي تحولت إلى آسور و آسوريا أو آسيريا مع الفتح اليوناني". إن التسمية السريانية مشتقة من اسورستان التسمية الإدارية الفارسية و ليس من منطقة آشور كما ذكر سيادته . الشعب الاشوري القديم سرعان ما إنصهر ضمن شعبنا السرياني/الآرامي. و في القرنين الأخيرين قبل سقوط الإمبراطورية الاشورية على يد الكلدان الآراميين سنة 612 ق.م  كان عدد الآراميين في بلاد آشور قد فاق عدد الاشوريين أنفسهم حسب دراسات العلماء  غارللي و تدمر .

د - لقد أصبحت التسمية السريانية مرادفة للتسمية الآرامية منذ القرن الثالث قبل الميلاد . هنالك نصوص يونانية عديدة ، الترجمة السبعينية ، كتابات المؤرخ فلافيوس جوزيف اليهودي . و كان أجدادنا يستخدمون التسمية السريانية مرادفة للتسمية الآرامية و التسمية الاشورية للدلالة على الشعب الاشوري القديم.

 ه " - أن كلمة السريان تعود في الأصل لشعب له قومية و وطن و أرض و حضارة و تاريخ. و سوريا أو بلاد ما بين النهرين هي بلد السريان".

 *لأستاذ غبريال يؤكد أن التسمية السريانية لا تشير الى أمة ، بينما في نفس الصفحة ، سيادة المطران يقول العكس.
* " أن كلمة السريان تعود في الأصل لشعب له قومية و وطن و أرض و حضارة و تاريخ." هذا صحيح السريان آراميون : تسميتان مترادفتان منذ 2300 سنة.

* لقد إنتشرت القبائل الآرامية في كل الشرق القديم و  ليس فقط في سوريا و الجزيرة . و بالرغم من عدم تأسيسهم لإمبراطورية واحدة فقد لعبوا دورا كبيرا في تاريخ الشرق .

و - إذا كان سيادة المطران صليبا " يعتقد" أن للسريان جذور آشورية(و هذا غير صحيح) فلما كان أجدادنا متمسكين بإسمهم الآرامي فقط ؟ و لما أصبحت التسمية الاشورية تطلق على شرقنا في عهد الفرس و ليس في عهد الإمبراطورية الآشورية .

ز - هل سكان مدينة حران حافظوا على إسمهم الآرامي أم كل السريان في الشرق ؟ أحد النصوص السريانية الشرقية لمار سليمان مطران الفراة و ميشان من كتاب " النحلة" . القرن الثالث عشر الميلادي""ܥܠ  ܟܬܒܐ  ܕܝܢ  ܕܟܬܝܒ  ܗܘܐ  ܘܣܝܡ  ܠܥܠ  ܡܢ  ܪܝܫܗ . ܝܘܢܐܝܬ  ܘܥܒܪܐܝܬ  ܘܪܗܘܡܝܬ . ܘܠܐ  ܐܬܟܬܒܬ  ܒܗ  ܒܠܘܚܐ  ܐܪܡܐܝܬ . ܡܛܠ  ܕܠܝܬ   ܗܘܐ  ܠܐܪܡܝܐ  ܐܘ  ܟܝܬ  ܣܘܪܝܝܐ  ܫܘܬܦܬܐ  ܒܕܡܗ ܕܡܫܝܚܐ ... ܒܕܓܘܢ  ܟܕ  ܫܡܥ  ܐܒܓܪ  ܡܠܟܐ  ܐܪܡܝܐ  ܕܒܝܛ  ܢܗܪܝܢ  ܐܬܠܚܡ   ܥܠ  ܥܒܪܝܐ   ܘ ܒܥܐ  ܕܢܘܒܕ  ܐܢܘܢ." " على الكتابة التي كانت مكتوبة و موضوعة فوق رأسه ( على الصليب ) و هي باليونانية و العبرية  و الرومية (اللاتينية ) و لم يكتب على اللوحة باللغة الآرامية لأنه  لم يكن للآراميين أي السريان ذنبا في دم المسيح  ... و لما  سمع أبجر الملك الآرامي لبيت نهرين( الجزيرة و ليس العراق ) غضب على العبرانيين و أراد محاربتهم " هذا النص يؤكد لنا أن السريان النساطرة كانوا يؤمنون بهويتهم الآرامية .

ح - إن إشتقاق إسمنا السرياني من" اسورستان  التسمية الفارسية الإدارية "- و ليس من شعب آشوري لأن بقاياه قد إنصهرت ضمن الأمة الآرامية - لا يعني أبدا أن للسريان جذور آشورية لأن التسمية السريانية ومنذ القرن الثالث ق.م هي مرادفة للتسمية الآرامية .

رابعا - هل نجحت الصحافية في لمحتها التاريخية حول السريان ؟

 قد لا يلحظ  المثقف السرياني هذه المفاهيم الخاطئة التي وردت في اللمحة التاريخية ، ربما لأنه سمعها و يسمعها من سيادة المطران صليبا أو الأستاذ غبريال ، و كان هذا الأستاذ قد شارك في حلقة خاصة حول السريان في برنامج "سيرة و إنفتحت " في تليفيزيون المستقبل . و كنت قد علقت على مفهومه الخاطئ لهويتنا السريانية . " تعليقات  على " حلقة باللغة السريانية الارامية"

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/080114.htm
و قد سألته " لكنني  أتعجب  لما  لم  يذكر  السيد غبرييل  الشعب  الميتني  و الشعب  الحوري  و خاصة  الشعب  الحثي؟ و هذه  الشعوب  كانت  مسيطرة  على  الجزيرة  السورية  أي بيت نهرين   و سوريا  الشمالية  خلال  مئات  السنين ."سؤالي اليوم هل ستبقى هويتنا السريانية/الآرامية أسيرة بعض النظريات الخاطئة ؟ هل ستبقى التسمية السريانية تعني مسيحي و تفقد مدلولاتها التاريخية ؟ هل سيبقى " المتطرفون" يزورون تاريخنا و يشوهون هويتنا الآرامية و الشعوب المنقرضة  تعود مرة ثانية للحياة بفضل نظرية تتكلم عن الآراميين . أما رئيس جمعية اصدقاء اللغة السريانية فهو لا يزال يردد بدون براهين  "فكلمة سرياني تعني مسيحي من دون زيادة أو نقصان"!  إنني لا أعتبر الصحافية  مادونا سمعان مسؤلة عن ما ذكرت حول تاريخ السريان فهي نقلت ما سمعت من سريان غيورين . لقد أضاع الأستاذ غبريال فرصة لتصحيح بعض مفاهيمه الخاطئة حول تاريخ و هوية السريان . لقد كتبت الصحافية  مادونا سمعان عن السريان بالخط العريض:

هم " المسيحيون" باللغة الآرامية . و نحن نرد " السريان هم الآراميون" بكل لغات العالم !

أخيرا  سؤال لحزب الإتحاد السرياني " هل التسمية السريانية لا تشير الى أمة كما يردد الأستاذ غبريال أم أنها تشير فعليا الى أمة لعبت دورا كبيرا في الشرق كما أوضح سيادة المطران صليبا الموقر ؟
هنري بدروس كيفا

412
    " الأخ نذير حبش: ما علاقة اللغة السريانية باللغة السومرية ؟"

 الأخ نذير الموقر ، إنني لم أفهم جملتك التالية" ربما ، ألقسوة من قِبل البعض لها ما يبررها أحياناً."
  كما إنني لا أفهم موقفك مني شخصيا ، فإنني أجهل  المنهج التفكيكي
الذي أنت تدافع عنه ، و الذي بموجبه أنت تؤكد " شخصياً أقول أن اللغة السومرية هي لغة رافدينية وقرأتها بطريقة جديدة وأثبتُ ذلك".
    الأخ نذير ، انا لا أجيد اللغة السومرية فكيف تطلب مني أن اتحقق
في أمور ليست من إختصاصي ؟
    السيد محمد ذوق يفسر التاريخ على " ذوقه" ، فهو مثلا يدعي أن
مدينة " أورشليم" هي " مدينة رؤيا سليمان ". إنني إطلعت مؤخرا
على دراسة تبرهن أن مدينة أورشليم كانت موجودة قيل قدوم الشعب
اليهودي و كانت مدينة كنعانية و معناها " مدينة السلام" .
  الأخ نذير ،إنني لا أضيع جهدي في فضح الفكر العروبي ، وإن
السيد ذوق قد طبع مقاله بشكل كتاب . السؤال كم من القراء العرب
سيصدقون نظرياته الخاطئة ؟ و ربما بعضم سيعتبر الآراميين
شعبا ناكرا لجذوره العربية !
   إذا كنت تعتبر إنني لست أفضل من محمد ذوق في احترام قوانين
البحث العلمي ، فهذا رأيك و إنني احترمه .

  هنري بدروس كيفا

413
هل يسلم تاريخنا الآرامي من التطرف العروبي ؟القسم الثاني




" أسرار اللغة العربية و نشأة الحضارة"

http://www.geocities.com/zaouk_rachi...-language3.htm

هل يسلم تاريخنا الآرامي من التطرف العروبي ؟القسم الاول
تجدونه على هذا الرابط
http://www.annaqedcafe.com/showthread.php?t=2731

ثالثا - تناقضات عديدة و تفسيرات خاطئة

السيد محمد ذوق ليس بمؤرخ أو باحث متخصص في تاريخ الشرق لذلك ينقل بعض المعلومات بدون أن يدقق أو أن يتحقق فيها و هويرتكب أخطاء عديدة في محاولاته في تفسير الكلمات الأجنبية و الإدعاء إنها كلمات عربية . لا شك إن القارئ المثقف سيجد براهين عديدة على تسرع السيد ذوق في تفسيرات خاطئة لا يقبلها العقل .

أ - تناقضات تاريخية فاضحة .

-السيد ذوق لا يعتمد على مراجع علمية ، و يظهر أنه يعتمد على المراج في اللغة العربية . لقد نقل نصا عن المطران اسحق ساكا ورد فيه))ان لفظ ارام بالعبرية معناه ( المرتفع) و كان الااراميون مثل العرب يتالفون من قبائل ))- إن لفظة أو تسمية ارام لا تعني المرتفع أو الآراضي المرتفعة لا في اللغة العبرية و لا في لغتنا الآرامية. الغريب إن السيد ذوق يدعي ( بدون براهين) أن موطن القبائل الآرامية كان الصحراء العربية ؟

-كتب السيد ذوق " إن المقارنة اللفظية بين ( أرام ) و ( أرمن) تجعلنا نقول هذا ايضا عن الشعب الارمني( المعروف بانه من اقدم الشعوب الهندية الاوروبية ) فنحول بالابدال اللفظي الميم الى باء ( ارمن =اربن - عربا , بالتنوين ), فتكون بذلك اقدم شعوب الهندية الاوروبية المتفق على قدمها , قد رحلت الى ارمينيا كقبيلة , و انها سكنت في العربية قبل رحيلها " . إنني لم أفهم كيف يتحول الأرمن الى عرب أقحاح ، هل الإبدال اللفظي هو عصا سحرية بيد هواة التاريخ تسمح لهم بتحول الشعوب الهندو أوروبية الى شعب عربي ؟ إن التطرف العروبي و ليس البحث الاكاديمي النزيه تدفع السيد ذوق الى كتابة " لذلك فان ( اراب ) أو عرب وارمن ( اربان ) هم في الاصل شعب واحد . "

ب - تفسيرات لا يقبلها المنطق

- كتب السيد ذوق " (اتكلم العربية) بينما بالروسية يقال ( انا اتكلم بالروسبة ) وناخذها من مصدرها العرب ( ياي اقفو ب الروسي ) ( اياي اتكلم ب الروسية- انا اتكلم بالروسية) يقول القران الكريم (( ولا تقفو ما ليس لك به علم , ان السمع والبصر والفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسؤلا ))- فكلمة تقفو تحمل في معناها ( تنطق ) و ( تتكلم ) ، فالروسية كباقي لغات العالم انما هي بنت اللغة العربية و فرع من فروعها". هل يوجد عالم متخصص في اللغة الروسية قد ذكر أن اللغة الروسية هي بنت اللغة العربية ؟ هل يوجد تقارب بين اللغتين الروسية و العربية
أم أنه تفسير غير علمي للسيد ذوق!

-يدعي السيد ذوق أن الشعب اليوناني و الرومان ينتميان الى العرب لأن مدينة أثينا اليونانية تعني شجرة التين في اللغة العربية و إن إسم مدينة روما يعني الرمان في اللغة العربية . و هذا نص السيد ذوق و إستنتاجاته غير العلمية" نستطيع ايضا ان نقول ان اثينا وروما انما هما مدينتان تحملان صفات عربية في اسمائها ( التينة - والرمان ) , فاسطورة تكوين مدينة اثينا تتحدث عن الكرمة الالهية ( التينة ) التي كانت موجودة في المكان الذي بنيت فيه مدين اثينا ( التينه) , و رسوم شجرة التين ( التينة= اتينا ) انما هي تلك الكرمة الالهية التي يصورها القدماء مع اسطورة اثينا , كما ان روما ( رمان-بلهجة القطع ، واحتفظ بلفظها في اصل النوع الرومان ) هو اسم لنوع من الشجر , كل ذلك لا يخرج عن باب المالوف بالنسبة لنا فان محيط اثينا وروما لم يكن بعيدا جدا عن انتشار تلك الاقوام العربية الاولى عبر التاريخ" .

-الشعب اليوناني هو عربي أصيل لأن إسمهم "الإغريق" حسب مفهوم السيد ذوق " لكنها ايضا تشير الى غرق بلاد الاغريق مما حتم اعتبار اسمهم مشتق من فعل ( غرق ) العربي ، وتضفي على تسميتهم صفة العربية الفصحى. " -تساءل غير علمي و إعتقاد خاطئ : كتب السيد ذوق " وفي التاريخ ادلة كثيرة تدل على ابوة الفينيقيين العرب لكل من اثينا وروما , كما انه يوجد في اقصى جنوب الكرة الارضية مدينة تسمى ( كاب تاون ) او المدينة القبة ( قب ) وهو شكل معروف لدينا لبناء له ( قمة = قبة ) , انما يقول التاريخ الحديث ان احد الرحالة الاوروبيين هو الذي اكتشف هذه المدينة واطلق عليها هذا الاسم , ونتساءل اذا كانت هذه المدينة بالنسبة للرحالة الغربي تقع في اسفل الخريطة التي استعملها للوصول الى ذلك المكان فلمذا اطلق عليها اسم (قبة – كاب تاون ) ؟؟...وانني اعتقد ان الذين اطلقوا اسم القبة على هذه المدينة هم اجداد اجداد الرحالة العرب الذين جابوا الارض منذ اقدم العصور الا وهم اجداد( الفينيقيون-الحمر , او الحميريين (."

ج - أخطاء جغرافية لقد طرح الباحث كمال الصليبي نظرية جديدة غير علمية مفادها أن اليهود قد عاشوا في شبه الجزيرة العربية و ليس في بلاد كنعان . السيد ذوق يؤكد أن خبريات التوراة قد تمت في الحبشة.

لسيد ذوق يحرف التاريخ و الجغرافيا ليؤكد النظريات التي يؤمن بها كما سنرى .

-كتب السيد ذوق " ان المنطقة التي تتحدث التوراة عنها وتسميها ( ارض اسرائيل- او ارض يعقوب ) هي تلك الجبال الموجودة في الحبشة اما يهوذا فهي ذلك المنخفض الموجود في الحبشة ايضا."

-بحر امورو العظيم :كتب السيد ذوق "لقد دخل في كتب الكثير من الباحثين مغالطات تاريخية , معتمدين على مقولات العلماء الغربيين ناخذ منها مثلا ما يتعلق ببحر امورو العظيم الذي يعتقده البعض البحر الواقع في شرق البحر المتوسط , بينما هو في الحقيقة في بحر العرب ." ثم يشرح لنا السيد ذوق "مثلا يقال )) ان تغلات بيلاسر - (1112-1074 ق.م.) تقدم الى سوريا العليا ووصل الى بحر امورو العظيم ( الغربي ( , استنادا الى حولياته التي تقول : ذهبت الى جبل لبنان ثم عبر البحر الى ارواد وقطعت جزوع الارز وعدت بها عبر امورو. )) والمفارقة انه لا يمكنه ان يعود بجزوع الارز عبر بحر امورو اذا لم يكن له شواطيء مع بحر امورو . ان الاشوريون هم الذين يطلقون عليه اسم بحر امورو العظيم ... فلا بد من وجود بحر عظيم لا نهاية له بالنسبة لهذا الفاتح , ولا يوجد في التاريخ اكثر سذاجة من الذين اعتقدوا انه البحر الابيض المتوسط ) وصفته متوسط ) و اطلقوا اسم البحرالعظيم على بحر مغلق ...وغفلوا عن بحر لا حدود له ولا نهايات ، لذلك فتعبير بحر امورو العظيم يجب ان يكون لبحر العرب الذي لا حدود له ولا نهاية لاتصاله بالمحيط الهندي , كما ان هذا البحر يتصل ببلاد الفرس والاشوريين من الخليج العربي ، مما يبرر جملة ( وعدت بها عبر امورو ) في النص الاشوري ."

أخيرا البرهان القاطع الذي يقدمه لنا السيد ذوق "والنقطة المؤكدة الاخيرة المتعلقة ببحر امورو العظيم هو تلك الكلمات التي ذكرها ابن بطوطة الرحالة العربي المعروف واصفا رحلته الى اليمن حيث يقول (( ومدينة صنعاء مفروشة كلها فاذا نزل المطر غسل جميع ازقتها وانقاها وجامع صنعاء من احسن الجوامع وفيه قبر نبي من الانبياء عليهم السلام . ثم سافرت الى مدينة عدن مرسى بلاد اليمن على ساحل البحر الاعظم والجبال تحف بها ولا مدخل لديها الا من جانب واحد )) - رحلة ابن بطوطة-صفحة -243 و244 . من هنا نرى ان ابن بطوطة ذكر هذا البحر باسم البحر الاعظم , وهو اللفظ نفسه الذي اطلقه عليه الملك الاشوري بحر امورو العظيم ." تعليقات حول هذا الإكتشاف العظيم

*السيد ذوق يجهل كليا تاريخ الشرق القديم ، و هو ليس بباحث و لكن كاتب متسرع في أكثر الاحيان كما سنرى.

*السيد ذوق لا يعرف أن الاشوريين قد إستخدموا عدة تسميات للإشارة الى بلاد آرام . أغلبية الكتابات الاكادية تستخدم تعبير " بلاد امورو" أو " عمورو" و هي تسمية تعني الغرب و قد أطلقت على القبائل العمورية.

*تحليل السيد ذوق خاطئ " والمفارقة انه لا يمكنه ان يعود بجزوع الارز عبر بحر امورو اذا لم يكن له شواطيء مع بحر امورو " لأن النص لا يذكر " بحر امورو " و لكن "وعدت بها عبر امورو" أي عبر " بلاد امورو"!

*وقد جلب أجدادنا الكلدان الآراميون خشب الارز من جبل لبنان لحاجتهم و كانوا ينقلونها برا عبر سوريا و يستخدمون نهر الفرات إيصالها الى مدينة بابل . متحف اللوفر يعرض بعض النقوش التي تظهر خشب الأرز على نهر الفرات .

*طبعا جبل لبنان و أرز لبنان لا يزالان في لبنان و بالقرب منهما جزيرة إرواد في البحر الأبيض المتوسط و ليس في بحر العرب.

*البرهان الذي يقدمه السيد ذوق : رحلة ابن بطوطة و وصفه البحر الأعظم ليس برهانا على أن بحر امورو العظيم هو بحر العرب الأعظم و لكنه برهان على سذاجة السيد ذوق نفسه . لأن كلمة " عظيم" هي صفة و هي ترجمة عربية لكلمة اكادية قديمة لم تكن " عظيم " و لا يحق لك بعد 2000 سنة أن تدعي إن بحر عمورو هو بحر العرب إن ابن بطوطة قد وصفه بالأ عظم ؟

*الباحثون الأوربيون الذين تنتقدهم مشهورون بدقتهم و تفرغهمو تواضعهم و جهدهم في البحث التاريخي العلمي.

-جبال الأمانوس بين سوريا و تركيا حاليا تنتقل الى اليمن و ارتريا . لن أعلق كثيرا ، أترك القارئ كي يرى كيف تتحول جبال امانوس الى جبال ابانوس في عمان ! كتب السيد ذوق "يعتقد المؤرخون ان هذه الجبال هي الجبال التي تقع في تركيا اليوم وان هذه تسمية قديمة لجبال طوروس وعندما يحدد و ذلك يقولون : (( جبال الامانوس: جبال في شمال غرب سوريا تشكل الحدود الشرقية لخليج الاسكندرون وهو امتداد لجبال طوروس الفاصلة بين سوريا وآسيا الصغرى.... لقد وجدت هذه التسمية ( بالمطلق دون تحديد الموقع ) في سجلات الاشوريين حيث يقوم الملك اشور ناصر بعل بقطع الخشاب من جبال الامانوس ويستعملها في بناء قصره وذلك خلال غزوه للبنان ))- ونكتفي بذلك حيث اننا قد اوضحنا ان حملة الملك الاشوري انما كانت الى اليمن وعمان وارتريا ، وعليه فان الجبال التي قطع منه الاشجار هي جبال ( عمانوس ) لذلك اطلق على هذا الخشب اسم ( العماني-عمانوس-امانوس ، باضافة سين الشنشنة )، ويتوضح الامر اكثر اذا اجرينا على كلمة امانوس ابدال الميم اللفظي الجائز لتصبح ( ابانوس ) وهو نوع من الاخشاب العمانية المشهورة ايضا كما ان الابانوس منتشر في افريقيا."

رابعا - تأكيدات تاريخية غير علمية و غير موجودة في مراجع علمية

أ - تأثير اللغة العربية على اللغات الاوروبية .

لقد وصلت الحضارة العربية في العهد العباسي الى ذروة مجدها . وصل العرب الى إسبانيا سنة 711 م و منها الى جنوب فرنسا كما خضعت جزيرة صقلية للحكم العربي . لا شك هنالك كلمات عربيةعديدة قد دخلت على اللغات الأوروبية منها la chemise من القميص ، و corne القرن ، magasin اي المخزن و غيرها من الكلمات . المشكلة إن السيد ذوق له تفسيرات غير علمية فهو يعتقد أن كل اللغات الهندو أوربية هي عربية . لاحظوا ما كتب هنا " والحقيقة ان الموضوع يتعلق بالعجمة والعروبة , فكل ما سماه العلماء سامي وهو قريب من العربية فهو اقرب الى الفصاحة وكل ما اطلقوا عليه اسم الهندي- الاوروبي - فهو ابعد قليلا عن الفصاحة , او بتعبير ادق يستوجب تحقيقا اكثر وتدقيقا اكثر لاعادته الى العربية والفصاحة ولكن اعادته الى اللغة العربية ليس بالمستحيل ." ثم يقدم لنا بعض الأمثلة المضحكة " والامثلة كثيرة ناخذ منها ( انا ارفض - اياي ارفض ) بالعربية الفصحى تلفظ اياي ) و في ( رفظ - رفوز ) . و ( كما تهيم ) بالعربية الفصحى تلفظ ( كا ما تو هي مو ) ولكنها بالايطالية والفرنيسة تلفظ ( كومه تي هامو ) او ( كوم تي هام)." je refuseباللغة الفرنسية أصلها عربي ") انا ارفض

- اياي ارفض ) !!! المضحك المبكي عندما كتب السيد ذوق "من من الفرنسيين كان يظن ان( شنزيليزيه- شان اليزيه) انما هي ( جن ال عزه ) بالعربية ومعناها ( برديز ) وان معناها ( فردوس ) بالعربية ايضا . ماذا سيحصل عندما يدرك ان ( الان , انما هو علاء, بالتنوين , وان ايلي وايليا هو علي , وعليا ) وهل يبق من فارق لغوي او اثني بينه وبين هؤلاء البشر ."توضيحات لهذه المسرحية التي تحولت من الدراما الى كومدية! * Champs Elyséesمن اشهر شوارع مدينة باريس ، و هو اسم مأخوذ من الاساطير اليونانية و لا يعني " جان ال عزه " كما يتوهم السيد ذوق.

* Alainإسم مشهور بين الفرنسيين لأنه جاء من شعب les Alains و هم قدموا من حدود بلاد فارس القديمة و وصلوا الى بلاد Gaule فرنسا حاليا . راجع هذا الرابط

http://fr.wikipedia.org/wiki/Alains
اسم Alain ليس له أية علاقة بإسم علاء!

*إسم ايلي و ايليا و الياس أصلها كنعاني او عبري و ليس لها علاقة باسم " علي ". اسم " ايليا" متواجد قبل اسم " علي" بحوالي 1500 سنة فكيف يكون ايلي هو علي ؟

*يلمح السيد ذوق إن الفرنسيين هم من أصول عربية لأنه من خلال براهينه الواهية يستنتج" وهل يبق من فارق لغوي او اثني بينه وبين هؤلاء البشر."

كلمات عديدة عربية دخلت الى اللغة الفرنسية و لكنه من العار الإدعاء أن اللغة الفرنسية هي مثل الروسية إبنة اللغة العربية!

ب - هل كانت الشعوب القديمة " عربية"؟

من يطلع على مقال السيد ذوق سيرى أن المصريين القدامى هم من العرب و شعب إرتريا هو أيضا عربي . و قد رأينا في القسم الاول إن الشعب الارمني و بالرغم من كونه شعب هندو أوروبي فهو ايضا
ينتمي الى القبائل العربية .

من الصعب إنتقاد كل الأفكار الخاطئة الموجودة في مقال السيد ذوق لأنه في الحقيقة عدة مقالات تكاد أن تكون بدون رابط اللهم إلا تزوير تواريخ الشعوب القديمة و الإدعاء أنها عربية . سوف أعلق على بعض " براهين / مغالطات " السيد ذوق ، و إنني على يقين إن القارئ المثقف سيجد عشرات البراهين/ مغالطات.

* السومريون : تواضع العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم و اللذين أمضوا سنوات طويلة في دراسة اللغة السومرية لا تسمح لهم أن يذكروا من اين قدم السومريون الى جنوب العراق ؟ كل الدراسات العلمية تؤكد أن لغتهم هي هندو أوروبية و هي بعيدة جدا عن ما يعرف باللغة السامية اي لغة ابناء الشرق الاصيلين .

السيد ذوق غير متخصص في تاريخ الشرق القديم يؤكد أن السومريين هم عرب إذ يكتب " من هذه القبائل هجرة لما يسمى بالسومريين فان السومريون ( شومريون ) و اصلهم من جبل( شمر ) وهذا الجبل يقع في شمال الجزيرة على الحدود مع بلاد ما بين النهرين فالسومريون لم ياتوا من الفضاء ولا من شمال اوروبة كما يظن البعض".

*الاموريون / العموريون : كتب السيد ذوق " يجمع المؤرخون اجماعا شبه تام ان الاموريين شعب سامي هاجر من الجزيرة العربية في الالف الثالث قبل الميلاد وتغلغل في سورية ليقيم في الجزء الشمالي منها جاعلا مدينة ماري عاصمة له " . هذه الجملة منقولة من معجم الحضارات ص 128 .

و في مكان آخر ذكر السيد ذوق "ان قضية بي را حم ( حم را بي بالحروف المقلوبة تصبح بي را حم ) التي اثرتها في كتاب لغة ادم بقيت في ذاكرتي الى حين وجدت ان ابن حمورابي ( حم را بي ) وخليفته وهو سابع ملوك السلالة البابلية الاولى العمورية (العبورية او الحمورية) يدعى سامسو ايلونا حكم بابل (1749-1712 ق. م. ) واذا قسمنا الاسم الى مقاطع صوتية نستطيع ان نحدد ان - سامس - هو (سام مع زيادة حرف السين ) ومقطع -او-هي (عو) و- ايلونا- هو ايل ( ايل بالتنوين ) مما ينتج اسم اسماعيل ". بعض التعليقات المهمة.

- لا احد من العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يدعي إن إسم العموريين أصله حمورية أو أن أصل العموريين من العرب أو أنهم خرجوا من الصحراء العربية!

- يوجد مبالغة مفرطة في تعبير "يجمع المؤرخون اجماعا شبه تام ان الاموريين شعب سامي هاجر من الجزيرة العربية ". هذا رأي مأخوذ من معجم فقط.

- السيد ذوق يتلاعب بالكلمات " على ذوقه " فإسم حمورابي يقلب الى بي را حم ! تلاعب و تزوير " بدون رحمة".

- اما اسم شمش ايلونا خليفة حمورابي فهو يتحول الى " اسماعيل" ويصبح برهان على أن الاموريين أصلهم عربي!

هنري بدروس كيفا

414
مدلولات تسمية " سورايي/السريان" التاريخية و الجغرافية.

  لا يزال بعض الإخوة يؤكدون أن تسمية" سورايي " تعني المسيحي  و بالتالي التسميات الكلدانية و الاشورية هي تسميات قومية ، و كان سيادة المطران سرهد جمو الموقر قد لمح أن سريان العراق أصلهم من سوريا و ذلك في إحدى محاضراته . كثيرون يحاولون تفريغ التسمية السريانية سورايي من مدلولاتها القومية التاريخية و الجغرافية . لقد عالجت جوانب عديدة من هذا الموضوع المهم في مقالات عديدة ، لقد وجدت مؤخرا مقالا للأخ مسعود هرمز النوفلي الموقر عنوانه "اقتراح للأسم والهوية " سورايي مَذنْحايي " = " مسيحيوا المشرق "  تجدونه على هذا الرابط

    http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=30057قبل التعليق عليه أحب أن أؤكد إن غيرة الأخ مسعود المسيحية هي الدافع الرئيسي و هدفه وحدة المسيحيين في العراق .

أولا - تسمية " سورايي / السريان " التاريخية .

تسمية سورايي "ܣܘܪܝܐ " تأتي من "ܣܘܪܝܝܐ"  أي السريان و هو الإسم القومي الذي أصبح مرادفا لإسمنا الآرامي القديم . إن  "ܣܘܪܝܐ " موجود في بعض المصادر السريانية ، لقد وجدته في كتاب شرائع البلدان لفيلسوفنا الآرامي برديصان و في كتاب لإبن العبري . أما تسمية "ܣܘܪܝܝܐ" فهي موجودة بالمئات في المصادر السريانية . لن أتعمق في أكثر في أصل التسمية السريانية لأنني شرحته مطولا تحت عنوان "التسمية السريانية"  تجدونه على هذا الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/080211.htm

   أحب أن أذكر القراء أن التسمية السريانية قد أصبحت في القرن الثالث قبل الميلاد مرادفة للآراميين. لقد أطلق سلوقس أحد خلفاء الإسكندر المقدوني إسم " SYRIA " على مملكته الواسعة و لقب نفسه " ملك سوريا". و قد نشبت عدة حروب بين السلوقيين و جيرانهم قبل زوال حكمهم على يد الرومان ، عرفت هذه الحروب بإسم " الحرب السورية  الأولى" و بالتوالي حتى"الحرب السورية الخامسة". من يريد مزيدا من المعلومات عليه العودة الى هذا الرابط

 http://en.wikipedia.org/wiki/Syrian_Wars

    لقد كانت هذه الحروب بين السلوقيين و البطالسة حول " سوريا كولن" . وقد شرحت سابقا إن  " سوريا كولن" هي ترجمة حرفية لإسم " " ܟܠ ܐܪܡ " أي " كل آرام" التي وردت في كتابات سفيرة الآرامية .  لا شك إن التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الآرامية و لكن  السؤال الذي يطرح هو هل تخلى أجدادنا الآراميون إسمهم بمجرد قبولهم الديانة المسيحية ؟

ثانيا - نظرية المطران أوجين يعقوب منا و QUATREMERE

ذكر الأخ مسعود "هناك معلومات مُهة جداً من قاموس المثلث الرحمة المطران يعقوب اوجين منا ،  أدرجُ قسماً منها فيما يخص الأقتراح من كلمات ومعانيها وهي : سورايا : سرياني ، آرامي ، نصراني...  12-من القاموس المذكور نقرأ مايلي بخصوص الأسم ايضاً :

" انّ اسم السريان لم يدخل على الآراميين الشرقيين أي الكلدان والآثوريين إلا بعد المسيح على يد الرُسل الذين تلمذوا هذه الديار لأنهم كانوا جميعاً من سورية فلسطين وذلك إذ كان اجدادنا الأولون المُتنصرون شديدي التمسك بالدين المسيحي الحق ، احبوا ان يسمّوا باسم مُبشريهم فتركوا اسمهم القديم واتخذوا اسم السريان ليمتازوا عن بني جنسهم الآراميين الوثنيين ولذا أضحت لفظة الآرامي ( آراميا ) مرادفة للفظة الصابئ والوثني ولفظة السرياني مرادفة للفظة المسيحي والنصراني الى اليوم . "     قد يكون الاخ مسعود لا يعلم إن مقدمة المطران أوجين منا مبنية على معلومات و تفسيرات خاطئة من القرن التاسع عشر . المطران أوجين منا له فضل كبير على لغتنا السريانية/الاآرامية و كان باحثا مهما في حقل اللغة و ليس في التاريخ. إن " مقدمته" مليئة بالاخطاء التاريخية التي قد لا يلاحظها المثقف السرياني . لقد نشرت اربع مقالات حول مقدمة المطران منا في مجلة آرام . ممكن الإطلاع عليها على الروابط التالية:

A COMMENTARY TO THE PREFACE OF BISHOP JACOB EUGENE MANNA'S DICTIONARY
 

http://www.urhoy.info/kipha1.html
http://www.urhoy.info/kipha2.html

http://www.urhoy.info/kipha3.html

http://www.urhoy.info/kipha4.html
  بإختصار لقد نقل المطران منا نظرية العالم الفرنسي QUATREMERE بدون أن يتحقق من صحتها . إن المصادر السريانية تثبت بشكل قاطع إن التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي لا في القرون الأولى كما " ذكر" المطران في قاموسه و لا حتى في القرون الوسطى لأن أجدادنا من سريان شرقيين او غربيين ظلوا متمسكين بإسمهم الآرامي.
ملاحظة مهمة :

   بعض المتطرفين يستغلون مقدمة المطران أوجين منا ، فيفرغون التسمية السريانية من مدلولاتها و يحورون نظرته التي أطلقها على أجدادنا الآراميين و طبقوها على بعض الشعوب القديمة المندثرة مثل الشعب الاشوري القديم. إخوتنا السريان المشارقة ( النساطرة) يدعون إن تسمية سورايي تعني المسيحي اما التسمية القومية فهي "الاشورية" .

   لقد علقت في رد قديم " يعتقد بعض الإخوة إن لمجرد أن المطران منا قد ذكر في قاموسه" ܣܘܪܝܝܐ; : سرياني. آرامي. نصراني ( اختصار ܣܘܪܝܝܐ أيܐܣܘܪܝܝܐ ). يسمح لهم الإدعاء أن السريان هم أشوريون و أن من حقهم أن يكتبوا - و أن يعلموا الآخرين - أن ܐܣܘܪܝܝܐ هي التسمية الأصيلة التي أطلقت على شعبنا السرياني . علما أن المطران منا بالذات قد ذكر في قاموسه ص 487 " إعلم إن السريان لم يكونوا من قديم الزمان يسمون بهذا الإسم لكنهم كانوا يسمون قديما آراميين سوآء كانوا شرقيين أم غربيين... " لقد أخطأ المطران منا في زيادة حرف الألف على إسمنا السرياني ܣܘܪܝܝܐ أنا لم أجد إسمنا السرياني مكتوبا بزيادة حرف الألف إلا في نص واحد للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة اليونانية أما بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا ܣܘܪܝܝܐ . إن ܐܬܘܪܝܐ فهي التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا على الشعب الأشوري القديم ."

ثالثا - متى صارت التسمية  " سورايي / السريان " تعني مسيحي ؟

لقد بنى بعض رجال الدين السريان طروحاتهم حول تفسير التسمية السريانية على نظرية أوجين مناQUATREMERE  الخاطئة و غير المبرهنة . إذا سألنا رجلا ارمنيا عن هويته فهو يجيب " هايي"  أي ارمني باللغة الارمنية . إن تسمية " هايي" تشير

أولا الى الهوية الارمنية و قد حملت في القرون الحديثة معنا آخر و هو "مسيحي" . لا يزال قسم كبير من الشعب الارمني يستخدم تعبير "طاجيك" ( يلفظونه داجيغ) للدلالة الى المسلم . المسلم اللبناني على لسان الأرمن يصبح " داجيغ/طاجيك ". و طبعا المسلم اللبناني هو عربي و ليس من بلاد طاجيكستان !

إن التسمية  " سورايي / السريان " تشير أولا الى هويتنا السريانية الآرامية ، و إنه في القرون الحديثة أصبحت التسمية " سورايي " تشير الى مسيحي ! لقد  أخطأ المطران منا بالإدعاء  أن التسمية السريانية كانت مرادفة للتسمية المسيحية " منذ الاجيا ل الأولى" . لا يحق لأحد أن يبني طروحات تتعلق بإسم السريان و هويته التاريخية على معلومات خاطئة و تفسيرات لا يقبلها علم التاريخ ! لا يحق لأحد أن يدعي اليوم أن التسمية الارمنية " هايي" تعني مسيحي و لكن صارت " تعني" المسيحي و بدون التنكر للهوية الارمنية .

رابعا - هل يحق لنا طرح مشروع " الوحدة" إستنادا على معلومات تاريخية خاطئة ؟

   المهندس لا يبني على  رمال متحركة ، الدول المتقدمة لا تعطي رخص البناء في المناطق المعرضة لأخطار الفياضنات و غيرها . الإنسان البسيط يعرف اين يبني بيته كي يصمد امام عوامل الطبيعة .  إنني لا اعاتب الأخ مسعود على إقتراحه اسم " سورايي" كتسمية موحدة لكل المسيحيين في العراق لأن التسمية "سورايي/ السريان" هي فعلا التسمية التاريخية القومية التي أطلقت على مسيحي العراق . ولكن إقتراح الأخ مسعود " سورايي مَذنْحايي " = " مسيحيوا المشرق " مبني على تفسيرات و معلومات خاطئة حول التسمية السريانية . المطران أوجين منا إرتكب أخطاء تاريخية عديدة ، لقد إنتشرت مئات الدراسات العلمية حول تاريخ السورايي : كتب الأب المؤرخ البير ابونا هي مراجع علمية ، دراسات و كتب المطران لويس ساكو المهمة ، أبحاث البرفسور سبستيان بروك الغنية التي تستخدم تعبير "السريان المشارقة" و تؤكد جذورهم الآرامية .

 كتب الاخ مسعود " كما أحبّ آبائنا الأوائل وكتابنا المقدس تسميتنا بعيداً عن الشعوب الوثنية وعبدة الأصنام ، فنحن على اتم الأستعداد لتبديل اسمنا بالأسم الجديد الذي يجمعنا ، ووفاءً الى أؤلئك الآباء العظام الذين ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة ، علينا الآن أن نحذو حذوهم ونمشي على طريقهم ، كما يضع الأب اسماً لوليدهُ الجديد عند يوم الولادة ، هكذا تم وضع اسمنا من الأول من يوم ولادتنا في المسيحية قبل حوالي الفي عام ، نحن يجب ان نتشرف بهذا الأسم ونقبلهُ لأنه تاريخنا ونواة شعبنا المسيحي ". ثم كتب ايضا " بعد كل ماذكرته أعلاه يصبح من اللائق جداً أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية  " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " بالعربية فقط لا غير.

  تعليقات لا بد منها :

أ - إن الترجمة السبعينية للكتاب المقدس و هي ترجمة من العبرية الى اليونانية قد بدأت في حوالي سنة 280 ق.م نلاحظ إن هذه الترجمة قد عمدت الى ترجمة التسميات الآرامية الى سريانية : ملك آرام = ملك سوريا ، اللغة الآرامية = اللغة السريانية ، الشعب الآرامي = الشعب السرياني ، نعمان الآرامي = نعمان السرياني.  التسمية السريانية هي رادفة للتسمية الآرامية مئات السنين قبل إنشار الديانة المسيحية بين الآراميين .

ب - إن التسمية السريانية لم تطلق على الرسل اللذين كانوا من اليهود، غير صحيح أن أجدادنا الآراميون قد تركوا إسمهم الآرامي بمجرد قبولهم الديانة المسيحية .

ج - كتب الأخ مسعود " ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة " نظرية  المطران أوجين منا مأخوذة من كتاب العالم الفرنسي المشهور   QUATREMERE و عنوانه " اطروحة حول الأنباط" 1835 .النظرية تتكلم عن الآراميين و ليس الشعوب القديمة . إن تعبير "وتركوا اسمائهم القديمة " غير دقيق لأن أجدادنا كانوا آراميين و كان لهم اسما واحدا فقط .

د - الإسم " سورايي/ سرياني " لم يطلق الآراميين المسيحيين كما يؤمن بعض رجال الدين السريان . لا يوجد اي نص سرياني في مصادرنا السريانية قد وردت فيه التسمية السريانية بمعنى مسيحي ! هل نصدق النصوص ام النظريات الخاطئة و غير المبرهنة ؟ قديسنا مار افرام السرياني لم يستخدم ابدا تعبير " الشعب السرياني " أو اللغة السريانية لأنه كان يسمي لغتنا آرامية و سكان الرها " آراميين".

ه - المعادلة الجديدة التي يقترحها الاخ مسعود " أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية  " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " . هي تكريس لنظرية المطران منا الخاطئة.  التسمية السريانية لم تكن تعني المسيحي في القرون الوسطى و لكنها "صارت " في تاريخنا الحديث عند اخوتنا السريان المشارقة تعني المسيحي ! التسمية السريانية كانت و لا تزال مرادفة للتسمية الآرامية .

خامسا - خطورة هذا " الإقتراح" .

ينطلق الأخ مسعود من مفهوم مسيحي فهو يريد وحدة المسيحيين في العراق و هو - إستنادا - الى مقدمة المطران أوجين منا يقترح تسمية "سورايي" كتسمية موحدة للمسيحيين و غايته تقوية الوجود المسيحي . إن تسمية سورايي /سريان ليست " إقتراحا" أو نظرية جديدة و لكنها تسمية تاريخية و هوية قومية مرادفة لهويتنا الآرامية الحقيقية .  يقترح الاخ مسعود على إخوتنا الارمن الإنضمام الى الوحدة المسيحية تحت اسم " سورايي". طبعا الشعب الارمني لن يقبل لأنه شعب مشهور بتمسكه بهويته الارمنية . إقتراح الاخ مسعود على الارمن يؤكد لنا أن نيته هي " وحدة مسيحية " و لكنه يفقد التسمية " سورايي/سريان" من جميع مدلولاتها التاريخية و القومية. يقال إن عددا من الكورد قد دخلوا الديانة المسيحية في السنوات الأخيرة و لا شك أن " غيرتنا المسيحية " سوف تطلق عليهم تسمية " سورايي" . و ربما في السنوات القادمة - و عدد السورايي الحقيقيين يتناقص بشكل رهيب -  سوف نرى نوعا جديدا من " الكورد السورايي" يؤكدون - إستنادا الى نظرية المطران منا الخاطئة - أن أجدادهم الكورد لما قبلوا الديانة المسيحية تركوا اسمهم الوثني و قبلوا اسمهم السرياني الجديد و بالتالي السريان أصلهم كوردي و أن الشعب الكوردي شعب عريق و لما لا نعمان السرياني هو كوردي أيضا ؟ الكنيسة الكلدانية تجاهد و تناضل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي في العراق . عندما ذكر قداسة البطريرك دلي الموقر أن جميع المسيحيين من اشوريين و كلدان و سريان ينتمون الى شعب واحد هو الشعب الآرامي . لم يتضايق قداسته من ذكر جذورنا الآرامية لأنه يعرف أن السورايي هم آراميون و أن إنتمائنا الآرامي الصحيح يعطينا كمسيحيين عمق تاريخي 1200 ق.م و إنتشار جغرافي في كل الشرق القديم .

نتمنى على كل سرياني/آرامي أن لا تكون عنده حساسية مفرطة ضد أجدادنا اللذين كانوا يعبدون الأصنام في تاريخهم القديم . تسمية " سورايا : سرياني ، آرامي ، نصراني"  كما نقلها الاخ مسعود من قاموس المطران منا هي تسمية تاريخية موحدة شرط ألا نستخدمها بمعنى " مسيحي " لأن معناها الأول هو " آرامي" و ربما لهذا السبب لا يرضى إخوتنا السريان (النساطرة) بهذا الإقتراح .
هنري بدروس كيفا

415
السريان الرهاويون في برنامج خاص في" سوريو تي في "

  لقد أعد تلفيزيون " سوريو تي في " مساء الأحد 14 حزيران حلقة خاصة حول الرها و السريان الرهاويين و تراثهم الأصيل، شارك فيه بعض السريان الرهاويين متحدثين عن تاريخ الرها القديم و خاصة عن تهجيرهم من أرض الآباء سنة 1924 .
     قبل التعليق حول هذه الحلقة الناجحة ، أحب أن اشكر المسؤولين و الإعلاميين في " سوريو تي في " لإهتمامهم في تاريخ شعبنا السرياني الآرامي متمنين أن يدافع الإعلاميون عن تاريخ السريان الاكاديمي لأنه يوحدنا اكثر من الطروحات " القومية" المزيفة .
   لقد تحدث المشاركون عن مراحل عديدة من تاريخ الرها ، سوف أعلق على بعض ما قيل و ما لم يقال في هذه الحلقة الساحرة .
أولا - من هم السريان الرهاويون ؟
   تقع مدينة الرها في قلب بيت نهرين التاريخية أي الجزيرة السورية . إن تسمية بيت نهرين mesopotamia لم تطلق في التاريخ القديم على بلاد اكاد ( بلاد بابل في عهد الفرس) و لا بلاد اشور القديمة .
   السريان الرهاويون ينتمون الى الشعب الآرامي اللذين إستوطنوا بيت نهرين في حوالي 1200 ق.م و صهروا بقايا الشعب الميتنيو الحوري و الحثي التي كانت متواجدة قبلهم .
   السريان الرهاويون هم آراميون لأن القديس مار افرام  الذي لقب بالسرياني لم يستخدم طوال حياته التسمية السريانية ! فهو يسمي لغتنا بالآرامية و سكان الرها بالآراميين . من يريد ان يطلع على البراهين عليه ان يعود الى بحثي "لما لقب مار أفرام بـ"السرياني"؟ الموجود
http://bartella.com/forums/index.php?topic=4792.0
كما العلماء المتخصصون في السريانيات في الغرب و في الشرق يؤكدون على آرامية الرهاويين . ورد في كتاب الأب المؤرخ البير أبونا “ أدب اللغة الآرامية “ فصلا عنوانه " الرها مهد الأدب الآرامي"
http://bartella.com/forums/index.php?topic=29976.0
    أخيرا لقد أكتشف نص سرياني مؤخرا بالقرب من نهر الفرات ورد فيه هذا التعبير الشهير " أورهي أم جميع المدن في بيت نهرين" نشر و علق على هذا النص السرياني الباحث المشهور J.Teixidor في عدة مقالات .من الممكن الإطلاع على مقاله
LES DERNIERS ROIS D’EDESSE D’APRÈS DEUX NOUVEAUX DOCUMENTS
SYRIAQUES على الرابط التالي
http://www.urhoy.info/teixidor.pdf
 و هو يؤكد أن السريان الرهاويين قد فقدوا إستقلالهم السياسي مع موت الملك ابجر الثامن سنة 212 أو 213 م .
  إن بيت نهرين التاريخية و الجغرافية في هذا النص هي الجزيرة و ليس المصطلح الحديث الذي يقصد به العراق . أورهي هي عاصمة الجزيرة و ليس العراق القديم و سكان أورهي و الجزيرة هم السريان الآراميون و ليس خليطا من الشعوب القديمة التي سكنت في العراق القديم كما قال احد الإعلاميين في نهاية الحلقة .
ثانيا - اسماء مدينة الرها القديمة .
 مشاركة الدكتوراند جوزيف ساووك كانت فعالة في عدة مواضيع فهو اشار الى اسم الرها القديم ܐܕܡܐ معتمدا على بحث د. امير حراق المشهور. بينما السيد جورج قمر الذي يتصل من سوريا هاتفيا و يشرح للمشاهدين إن إسم أورهي هو اسم ارامي يعني " المدينة هذه ( الكبيرة)" و هذا ما ذكره القديس افرام و لكنه تفسير غير صحيح و غير علمي . و قال السيد جورج قمر ان اسم أورفا هو اسم آرامي ايضا و يعني في لغتنا السريانية/الآرامية " المدينة البهية " . هذا تفسير خاطئ لأن اسم أورهي لا يتضمن معنى " المدينة" كما في إسم " أور شليم" مدينة السلام في اللغة الكنعانية . كما أن اسم " أورفا" هو حديث جدا و هو الإسم الذي أطلقه العثمانيون على أورهي.
 أ-   سوف اعرض بإختصار التسلسل الزمني لأسماء القديمة .
*  الاسم الآرامي القديم أدما ܐܕܡܐ : لا شك إنه اقدم اسم وصلنا حول مدينة أورهي و لا شك إنه اسم آرامي باللفظ و قد يكون في المعنى . إن أغلبية أسماء المدن و القرى في بيت نهرين هي آرامية . لقد ورد إسم مدينة " سروج" ضمن المدن الآرامية التابعة للمملكة بيت عديني الآرامية في الكتابات الاكادية التي تركها ملوك اشور من القرن العاشر قبل الميلاد . بعد حوالي 1500 سنة إشتهر أحد أبناء سروج الآراميين و لا زلنا نعرفه تحت اسم " مار يعقوب السروجي ". هل يعرف السريان المعاصرون أن مدينة سروج هي آرامية ؟
  من يريد أن يرى البراهين العلمية التي تثبت أن ܐܕܡܐ  هو الإسم القديم لأورهي عليه أن يعود الى بحث د.امير حراق على هذا الرابط
http://urhoy.info/Harrak.pdf
* الإسم اليوناني Edessa : لا يوجد أدنى شك ان هذا الإسم إديسا هو يوناني و بالتحديد مقدوني لأن اليونانيين بعد إحتلالهم لشرقنا الحبيب بعد حملات الإسكندر المقدوني عمدوا الى إطلاق أسماء يونانية على المدن السريانية . و كانت  Edessa  مدينة مشهورة في عهد الإسكندر و لا تزال موجودة حتى اليوم . بعض المتطرفين من السريان الرهاويين يزورون تاريخنا و حتى اسم  Edessa  كي يتطابق مع الفكر الاشوري المزور الذي يؤمنون به . الفنان حنا حجار الرهاوي مشهور بإطلاقه النظريات غير العلمية ، فهو يعتقد أن إسم  Edessa  هو اسم اشوري أو اكادي يعني " الجديدة " . و هو يتفنن في تفسيرات غير تاريخية لا يقبلها علم التاريخ . و هو يعتقد أن الرهاويين يعودون بجذورهم الى الشعب الاشوري القديم . و من المؤسف إنه يحرف في الأسماء كي يعطيها تفسيرات غير علمية و لكنها تؤكد هوية اشورية مزيفة ! كتب
"The origin of the name Edessa goes back to when the second wave of Assyrians arrived after the fall of Nineveh in 612 A.D. It was then that the new Assyrians gave the city the name Edessu (meaning New, in cuneiform Akkadian/Assyrian),"
  معلومات غير مبرهنة عن هرب الاشوريين الى أورهي و مدينة Edessa  اليونانية تصبح بفضل وحيه الفني Edessu الاشورية. السؤال المهم هل كلمة Edessu في الاكادية تعني الجديدة ؟ و السؤال الأهم هو هل وردت تسمية Edessa أو Edessu في نص قبل دخول اليونان الى الشرق ؟  الرابط
http://cavemanart.com/osroene/osroene.htm
* أورهي إسم آرامي أم تحريف آرامي لإسم يوناني ؟
لقد إنتشرت بين السريان إن تسمية أورهي هي التسمية الآرامية التي كان تتسمى بها مدينة الرها قبل مجيئ اليونانيين . لقد حاول القديس افرام أن يجد معنا في لغتنا الآرامية لإسم المدينة و كان أجدادنا يعرفون جيدا أن اسم إديسا هو اسم يوناني و كانوا يعتقدون أن إسم " أورهي" هو آرامي . أغلب المؤرخين اللذين كتبوا عن تاريخ الرها و منهم المؤرخ J. B. Segal في كتابه" Edessa" the Blessed City  أن إسم أورهي هو تحريف للقب للمدينة باللغة اليونانية " كاليهوري" الذي يعني " كثيرة المياه " .إذا كان إسم أورهي تحريفا آراميا للقب يوناني للمدينة فهذا يعني أن إسم " أورهي" قد جاء بعد دخول اليونانيين
الى الشرق و ليس قبلهم . من الملاحظ أن السريان الرهاويين و السريان بشكل عام كانوا يستخدمون تسمية أورهي ربما لأن مار افرام قد أكد في شروحاته أنها مدينة الانبياء كما إنتشر بين سكانها أنها مدينة إبراهيم. و قد إنتشر بين السريان إن أورهي هي أور الكلدانيين و هذا تفسير غير صحيح فمدينة " أور الكلدانيين" تقع في بلاد اكاد اي جنوب و وسط
العراق .
* يتاسيا الأرمني: لقد أطلق الشعب الارمني اسم " يتاسيا" على مدينة الرها و هو بدون شك تحريف أرمني لإسم إديسا اليوناني. يدعي المؤرخ الارمني موسى الخوريني أن أسرة الاباجرة كانت تنتمي الى الشعب الارمني و لا تزال بعض العائلات الارمنية تسمي ابنائها " ابكار" ظنا منها أنه " الملك ابجر" المشهور . لقد بدأت بعض العائلات الارمنية تسكن في مدينة الرها في أواخر القرن العاشر الميلادي و قد تسلط أمير أرمني سنوات قليلة قبل دخول الرها تحت حكم الفرنج و تحويلها الى إمارة فرنجية (صليبية).
* الرها : هو الإسم العربي الذي حرف من الإسم اليوناني / الآرامي أورهي .إستولى عياض بن غنم في حوالي سنة 641 م على بلاد الرها .
* أورفا : الإسم العثماني و ليس الآرامي. إن والدي مثل كل السريان الرهاويين كان يستخدم هذا التعبير " أورفا " .
ب - ألقاب الرها .
    لقد لقبت مدينة الرها بألقاب عديدة " كاليهوري " لغزارة مياهها و " إبنة الفرتيين" بسبب الدور الكبير الذي لعبه البرت أو البرط في تاريخ الرها السياسي و الفني . و لكن اللقب الأكثر شهرة هو " المدينة المباركة" و ذلك بسبب شهرة الرسائل بين الملك ابجر و السيد يسوع المسيح الذي وعد الملك ابجر أن أورهي لن تسقط بيد عدو .
ثالثا - دور الرها في نشر الدبانة المسيحية .
     ورد في أعمال الرسل أنه في مدينة إنطاكيا قد إنتشرت التسمية المسيحية بين المؤمنين من يهود و يونان . لا شك إن إنطاكيا كانت مدينة مختلطة الشعوب cosmopolite و نحن نعرف من مصادر لاحقة أن السريان كانوا منتشرين في الضيع حوالي المدينة .
    يظهر إن الديانة المسيحية قد إنتشرت في سوريا عبر مدينة الرها أو الرها و إنطاكيا معا . لقد إنطلق السريان من الرها و بشروا في بلاد الآراميين في جنوب العراق و منها الى بلاد فارس كما بشروا في بلاد أرمينيا.  لا شك لقد لعبت الرها دورا كبيرا في نشر الديانة المسيحية في الشرق. قد يكون إنتشار اللغة السريانية لهجة الرها في كل الشرق برهانا على دور الرها في نشر الديانة المسيحية بين السريان و ربما للحفاظ على دورهم عمد مطارنة الرها الى تأليف قصة المراسلات بين المسيح و ابجر الملك.
رابعا- من هو اول ملك مسيحي في العالم ؟
    الدولة الارمنية و الشعب الارمني يعيدون كل سنة ذكرى دخول الديانة المسيحية في مملكتهم . و يؤكدون ان الملك ترتاد الثالث  قد اعتنق  المسيحية عام 301 ميلادي فأتبعته بقية الشعب، بذلك كانت اول دولة مسيحية في العالم و يؤكدون ايضا أن ترتاد الثالث قد نشر المسيحية قبل الإمبراطور قسطنطين في الإمبراطورية الرومانية !
    لقد ذكر دكتوراند جوزيف ساووك إن قصة المراسلات بين المسيح و الملك ابجر الخامس هي تقليد كنسي و ليست مبرهنة علميا . موقف الأخ ساووك العلمي - رفض الخبريات غير الصحيحة - لهو موقف شجاع نتمنى أن يتبعه كل السريان الغيورين .
  و لكن هنالك مشكلة " تاريخية " لم يتعرض لها المشاركون في هذه الحلقة وهي تذكير المشاهدين أن الملك ابجر الثامن 177 ـ 212 م هو "تاريخيا" اول ملك مسيحي في العالم . فنحن نعلم من خلال كتاب برديصان الآرامي " ابن الرها" المشهور " شرائع البلدان"  أنه يذكر إن الملك ابجر قد إعتنق المسيحية كما ان تاريخ الرهاوي المجهول يثبت لنا وجود  كنيسة للمسيحيين عندما يتكلم عن سنة 202 م حيث  اغرقت فيضانات نهر ديصان مدينة الرها .
    المشكلة هل يبقى السريان الآراميون يصدقون الروايات غير العلمية و الطروحات المزورة على حساب تاريخهم الاكاديمي ؟ أغلب السريان يؤمنون أن ابجر الاسود قد راسل المسيح و بالتالي هو اول ملك مسيحي بينما تاريخنا يؤكد إن ابجر الثامن المعروف بالكبير هو الذي إعتنق الديانة المسيحية و نشرها في مملكته قبل الشعب الارمني بمئة سنة ؟
لا يحق لنا أن نتمسك بالطروحات المزيفة و نتجاهل تاريخنا العلمي ! يحق لكل شعبنا السرياني /الآرامي بالإفتخار بأن الملك ابجر الارامي هو اول ملك مسيحي في العالم . و يجدر بالإعلام السرياني أن يدافع عن تاريخنا العلمي و لما لا نقيم نحن ايضا " ذكرى" للملك ابجر ؟
خامسا -  هجرة أم تهجير ؟
  للأسف الشديد ، لقد إستخدم أكثر المشاركين تعبير " هجرة السريان الرهاويين " ربما متأثرين بكتاب الأستاذ يوسف نامق رحمه الله . الأستاذ يوسف نامق له كتاب حول السريان الرهاويين عنوانه " القافلة الأخيرة " و قد تعرفت عليه في مدينة حلب و قدم لي مساعدة قيمة عندما كنت أحضر أطروحة الماجيستر في الجامعة اللبنانية  و عنوانها " نكبة السريان الرهاويين 1924 " . لقد إنتقدت تعبير الأستاذ نامق و أقصد " هجرة " لأنه تعبير خاطئ فالسريان الرهاويون هجروا و أجبروا على الرحيل . أكن كل المحبة لأستاذي يوسف نامق و إذا إنتقدته لتعبيره " هجرة " فهذا لا يعني إنني لم أو لا احترمه .
الأستاذ يوسف نامق هو رهاوي أصيل ، متواضع ، كريم يعطي بدون مقابل ، إنساني قل نظيره في عالمنا السرياني . لقد رفض أن يذكر أسماء السريان اللذين كانوا السبب الرئيسي لتهجيرنا إحتراما لأحفادهم اللذين يعيشون اليوم .
      المأساة الحقيقية إن الاتراك قد قتلوا عدة شخصيات رهاوية قبل التهجير سنة 1924 و مارسوا عمليات ضغط على السريان و أجبروهم على ترك مدينة أجدادهم و قد أجبر الاتراك الماكرون أجدادنا أو ممثليهم أن يمضوا على ورقة تقول إنهم يتركون بملئ إرادتهم : فهل يعقل أن يترك الإنسان بيته و أرضه و كرومه بملئ إرادته ؟؟؟
سادسا - شهادات علمية أم فولكلور رهاوي ؟
     من يطلع على كتاب" القافلة الأخيرة" يعرف أن السريان الرهاويين قد تألموا كثيرا في السنوات الأولى في مدينة حلب . لقد شرح لي الأستاذ نامق أن الرهاويين قد ظلوا يعيشون سنوات طويلة تحت الخيم لأنهم كانوا يريدون العودة الى مدينتهم المباركة و قد قدم لي صورة وثيقة نرى فيها بعض تلك الخيم ( منشورة في أطروحتي ).
     عتاب أخوي على أحد المشاركين الذي كان يفتخر أن السريان
الرهاويين منتشرون في كل العالم و أنهم يحصلون شهادات عالية في ميادين علمية عديدة حتى في صناعة الصواريخ : ترى ماذا ينفع السرياني الرهاوي لو ربح العالم كله و خسر مدينته المباركة ؟
 ما نفع تهريبنا لجرس كنيسة و نحن خسرنا عشرات الكنائس و الأوقاف و الاراضي ؟ ما نفع شهادات السريان الرهاويين العلمية و أغلبيتهم الساحقة ساكتون لا يطالبون تركيا بإعادة الاراضي و حقوقنا المسلوبة ؟ شهادات السريان في الخارج يجب ألا تتحول الى حقن تخديرية كي ينسى السريان الرهاويين مثل كل السريان بالنضال من اجل حقوقهم المسلوبة !
   نحن لا نريد من شهادات السريان الرهاويين أن تتحول الى فولكلور! و لكن الى شهادة و نضال من أجل مدينة أجدادنا الاسيرة!
سابعا - كنائس الرها القديمة تتحول الى مساجد !
   لقد قامت إحدى المشاركات في هذه الحقة بقراءة لائحة طويلة بأسماء الكنائس الرهاوية المشهورة و عمرها أكثر من 1500 سنة . و قد ذكرت كيف تحولت الى جوامع و يظهر أنها تأثرت و لم تكمل قراءة بقية اللائحة . من المؤسف أننا لم نسمع أي تعليق كما لو أنهذا أمر عادي !
    لقد لامني بعض الإخوة من السريان الرهاويين لأنني ختمت اطروحتي بفكر متشائم إذ كتبت حرفيا " اجراس الكنائس التي دعتاجدادنا و آبائنا الى ترك مدينة الرها ، لن تقرع الى الابد و سوف تبقى الرها أسيرة بيد الاتراك ".
    لقد علمنا التاريخ إن المدن الأسيرة يعمل أصحابها لإستردادها، أو على الأقل على إعادة الاراضي و الأوقاف و الكنائس .
     ليت الأخ جوزيف ساووك ذكر عن المؤتمر الذي سيعقد في لبنان حول " المطالبة  بعودة السريان الآراميّين إلى أرض الجذور" الذي يحضر له الأب د. جورج رحمة الموقر . راجع هذا الرابط
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Archev/Pere%20Rahme/090325.htm
  كتب الأب رحمة " سوف لا نسكت عن حقّنا من الآن وصاعداً وسوف نقلق العالم ليساعدنا على الحصول على هذا الحق. فلتعش الأمّة السريانيّة الآراميّة." هل سيتفرج السريان الرهاويون على نضال الشعب الارمني أو يتركون الأب جورج رحمة يناضل من أجلهم بدون تلبية ندائه ؟
الخاتمة :
   شكرا من الأعماق الى تلفيزيون " سوريو تي في " و الى كل المشاركين فيه و كما قالت الأخت شميرام " الحديث عن تاريخ الرها يتطلب ايام طويلة ".
    المطلوب من السريان الرهاويين أن يكونوا قدوة لإخوتهم السريان المستعربين فبالرغم من عدم التكلم بلغتنا السريانية منذ مئات السنين فإننا لم نتنكر لهويتنا السريانية الآرامية كما إنهم يستطيعون أن يكونوا قدوة للسريان الأقحاح اللذين أجبروا على ترك أراضيهم التاريخية و ذلك بالعمل و النضال الشريف لإسترداد مدينتنا الأسيرة .
هنري بدروس كيفا

416
" بعض " مطارنة السريان الارثوذكس بين الهواية و الهوية الاشورية المزورة .

قد تكون جذور بعض السريان المشارقة تعود الى الشعب الاشوري القديم و لكن من رابع المستحيلات أن تكون جذور السريان المغاربة تتحدر من الشعب الاشوري : سريان طورعبدين هم آراميون ، فعذرا من كل سرياني منخدع أو مؤمن بجذور اشورية مزيفة .
إطلعت على تعليق لأخ سرياني عنوانه " مطارنة السريان الارثوذكس وهوايتهم الجديدة!" تجدونه على الرابط التالي:

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Seyassah/090601.htm

المدهش في هذا التعليق أن الاخ ابو آكاد يريد الدفاع عن هويته السريانية و هو يعترف - بطريقة غير مباشرة - بالهوية الاشورية !
اولا - من هو " ابو آكاد " ؟
أ - لا شك هو سرياني و لكنه بحاجة الى نظارات : المؤتمر كان حول اللغة الآرامية و عنوانه "مؤتمر عن اللغة الآرامية في ستوكهولم " و أصحاب هذا المؤتمر يؤمنون بهويتنا الآرامية الموحدة إذ ورد في الإعلان " مؤتمر آرامي عن اللغة الآرامية وبالآرامية" . نحن آراميون قبل ان نكون سريان !
ب - هل يوجد علاقة بين هويتنا السريانية و الشعب الأكادي ؟ للأسف الشديد لقد درجت موضة جديدة بين السريان فهم من جهة يريدون الدفاع عن هويتهم السريانية و من جهة ثانية يختارون أسماء ليس لها علاقة بتاريخ و هوية السريان ! فكم من سرياني يتكنى أو يتلقب بأسماء غريبة عنا مثل : آكاد ، آشور ، غلغامش ، حمورابي ، أنكيدو و غيرها و هم يتوهمون أن تلك الاسماء لها علاقة بهويتنا السريانية/ الآرامية !
غيرتك يا أخ ابو آكاد على لغتنا و هويتنا السريانية هي ناقصة ، يجب أن تدافع عن إسم لغتنا العلمي و تلتزم بهويتنا السريانية الآرامية بدون خلطها مع شعوب منقرضة مثل الشعب الآكادي و غيره .
ج - يظهر أن الأخ ابو آكاد قد إنزعج كثيرا من تصرف هؤلاء المطارنة الموقرين لأنه نسي واجب الإحترام لهم و لمركزهم فهو لم يستخدم التعابير المألوفة " سيادة المطران .... الموقر " . فهل الغضب يعمي البصيرة ؟
ثانيا - هل معيب أن يشجع رجل الدين الرياضة ؟

أ - الأخ ابو آكاد لم يتوفق في إختيار عنوان ملائم لتعليقه و هذا يدل على سرعة غضبه أو عدم تمرسه الكتابة . العنوان يتكلم عن مطارنة السريان الارثوذكس و هم في الحقيقة اربع مطارنة كما أن القارئ يظن أن المطارنة الموقرين يمارسون رياضة كرة القدم متناسين رعيتهم ، بينما السبب الحقيقي لنقمة السيد ابو آكاد هو " نراهم يذهبون لحضور مباراة رياضية لا علاقة لها بالكنيسة وبالايمان" .
ب - سيادة المطران بنيامين أطاش و علمنا الآرامي .
لقد سهرت ليلة السبت في منزل صديق آرامي غيور و إذا بزوجته تضع لنا برنامجا مصورا من سوريويو سات حول الفرح الكبير الذي عم الأوساط السريانية الآرامية إثر إنتصار الفريق السرياني على الفريق الاشوري و قد رأينا سيادة المطران أطاش الموقر يطلب العلم الآرامي و يحمله مثل كل محبي و مشجعي الفريق السرياني ، فهل يحق لسيادة المطران أطاش أن يشجع فريقه السرياني ؟ و هل المطران أطاش الموقر هو ضمن مطارنتنا الذين " فقدوا اهتمامهم بلغتنا وتبنوا هوايات جديدة وعادات مدنية غريبة لا علاقة لها بالكنيسة والايمان؟" كما علق الأخ ابو آكاد .

ج - إن تشجيع المطارنة للرياضة هو أمر حميد " العقل السليم في الجسم السليم " . كما أن تشجيع السادة المطارنة السريان للرياضة بشكل عام و لكرة القدم بشكل خاص لا يعني أبدا أنهم فقدوا إهتمامهم بتاريخ لغتنا السريانية الآرامية أو إنهم تبنوا عادات غير حميدة !
ثالثا - ما هي الأسباب الحقيقية لغضب الأخ ابو آكاد ؟
في زيارتي القصيرة الى ستوكهلم ( أقل من 48 ساعة ) سمعت بعض الملاحظات حول تعليق الأخ ابو آكاد و هي :
- ما هي علاقة أبونا جورج ( سيادة المطران جورج صلبا الموقر) في المؤتمر ؟
- ما هي مشكلة ( السادة) المطارنة مع المؤتمر ؟
- لما ترك ( السادة) المطارنة المؤتمر ؟
طبعا نحن لا نستطيع أن نجيب على هذه الأسئلة الموجهة بطريقة غير مباشرة الى المطارنة الموقرين . و بصراحة نحن لا نعرف اذا حضر هؤلاء المطارنة الموقرين ثم تركوا المؤتمر أم إن سيادة المطران عبدالاحد شابو الموقر هو الذي حضر ربع ساعة ثم تغيب ؟
إنني اعتقد أنه من واجبنا أن نعرف الأسباب الحقيقية لغضب الأخ ابو آكاد خاصة و إن أكثر من 400 سرياني قد إطلعوا على تعليقه في "موقع السريان" أي أكثر من خبر الإعلان عن المؤتمر ( أقل من 200).
أ - هل الأخ ابو آكاد هو غاضب لأن أحد المطارنة الموقرين أو جميعهم قد تغيبوا عن مؤتمر حول لغتنا الآرامية ؟
ب - هل الأخ ابو آكاد هو غاضب لأنهم يشجعون الفريق الاشوري بدل الفريق السرياني ؟
ج - هل الأخ ابو آكاد هو غاضب لأن السادة المطارنة الموقرين يؤمنون بالهوية الاشورية حسب إعتقاده ؟
لا شك إن هذه العوامل الثلاث تثير غضب الأخ ابو آكاد الصادق فيصف " غيابهم للمؤتمر/ تشجيعهم للفريق الاشوري" بالتصرف الأرعن و يصرخ متألما " ياللعجب!!! " . هذه التعابير تدفعنا الى الإعتقاد أن الأخ ابو آكاد هو شاب محب لكرة القدم و ربما من القادمين الجدد من إخوتنا السريان العراقيين .
رابعا - كيف نستطيع أن نخفف من ألم الأخ ابو آكاد ؟
أ - الفكر القومي الاشوري المزيف بين بعض رجال الدين السريان .
بعض مطارنة السريان يؤمنون " أن للتسمية الاشورية حسنات" و بالتالي يسمحون لهذا الفكر المزيف لهويتنا السريانية/الآرامية بالإنتشار بين الشباب السريان و البعض الآخر يؤمن أن التسمية الاشورية هي تسمية قومية موحدة و طبعا بدون براهين . نحن نتمنى على هؤلاء أن يذكروا البراهين ( و ليس الأقاويل ) التي تدفعهم الى الإعتقاد بوجود هوية اشورية بين السريان المغاربة كي يتسنى لنا دراستها ...
بعض المطارنة ربما لا يزالون يؤمنون بالهوية الاشورية المزورة لهويتنا السريانية/الآرامية . لا يحق لك اخ ابو آكاد أن تذكر " مطارنة السريان الارثودكس" لأن المطارنة الاربعة لا يمثلون كل المطارنة السريان و الحمدلله الكنيسة السريانية الرثودكسية غنية بمطارنة يؤمنون بالتاريخ الأكاديمي و ليس السياسي المزيف .
ب - نجح الفكر الاشوري في الإنتشار بين السريان المغاربة لأنه كان فكرا قوميا يحارب الإنتماء الطائفي المقسم و لكنه فشل فشلا ذريعا في إيجاد براهين علمية تثبت إنتماء السريان الى الشعب الاشوري . بعض المتطرفين يحاولون يائسين إنكار هويتنا السريانية الآرامية لإحياء هوية اشورية مزيفة . المتخصصون في تاريخ السريان المشارقة مثل سبستيان بروك و المطران لويس ساكو الكلداني و الأب المؤرخ ألبير أبونا يستخدمون تسمية " السريان المشارقة".
أغلبية السريان تؤمن اليوم بالتاريخ الأكاديمي ، المثقف السرياني يستطيع أن يميز بين الدراسات العلمية و المقالات السياسية المزيفة . الاخ ابو آكاد شاهد عيان لأنه حضر مؤتمرا علميا حول لغتنا الآرامية و سمع محاضرة د. اسعد صوما المتخصص في تاريخنا و الدكتوراند جوزيف ساوك المتخصص في اللغة السريانية .

ج - إن مجرد حضور مباراة كرة قدم للفريق الاشوري لا يعني أبدا أن هؤلاء المطارنة يؤيدون الفكر الاشوري أو أن الفكر الاشوري سينجح في الإنتشار أو خداع عدد جديد بين السريان لأن التطرف الاشوري ( سرجون الأكادي هو اشوري و برديصان الآرامي هو اشوري و حتى مار افرام السرياني فهو أيضا اشوري ، أما لغتنا السريانية فهي إبنة الآكادية و يجب أن تسمى اشورية ...) هو العامل الرئيسي الذي يدفع السريان الى معرفة تاريخهم و هويتهم الصحيحة .
د - إدعاءات بعض المطارنة بالهوية الاشورية ( بدون براهين علمية) هي مجرد آراء غير علمية تفضح جهل المدعين بتلك الإدعاءات . تستطيع يا أخ ابو آكاد أن تسمع كلمة المطران افرام عبودي في موقع
www.bethsuryoyo.com فهو يردد أن السريان هم أحفاد الاشوريين و عدد كبير من الأخطاء التاريخية الرهيبة و لكنك لا تستطيع أن تسمع منه براهين تاريخية أكاديمية فهو يقول " عندما اقول انا اشوري فهذا يعني إنني سرياني و عندما اقول انا سرياني يعني انا اشوري " . أرجو أن تطلع أخ ابو آكاد على بحث تاريخي للدكتور اسعد صوما عنوانه " هل لفظة سرياني تعني آشوري اليوم؟ " تجده على الرابط
http://www.freesuryoyo.org/index.php...=1347&Itemid=2
كي تتمكن أن تحكم بنفسك و تجد الفرق بين الأقاويل و البراهين !
الخاتمة :
كتب الأخ ابو آكاد " هل ذهبوا الى الملعب ليشجعوا الفريق الاشوري ومن خلاله الحركات القومية الاشورية؟ لقد حكم المطارنة المذكورون على انفسهم ومدى حبهم للغتنا والتعلق بالقومية السريانية".
أ - لا يوجد حركات قومية اشورية بل بعض المجموعات من السريان المنخدعين بالفكر القومي الاشوري .
ب - لا أحد يستطيع أن ينكر وجود شعب اشوري قديم لعب دورا كبيرا في التاريخ القديم ، و لكن وجود فريق سرياني سمى نفسه " فريق اشوري" لا يعني أبدا وجود قومية اشورية !
ج - السريان لا ينحدرون من شعبين: الاشوري و الآرامي كما كان يدعي الأستاذ ابرهوم نورو رحمه الله . التسمية السريانية أطلقت على الآراميين و صارت مرادفة لهم .
د - للأسف الشديد لا يزال بعض المطارنة السريان يطلقون نظريات حول تاريخ شعبنا السرياني/الآرامي و يغامرون بتقديم آراء غير علمية متوهمين أن منصبهم يحميهم أو أن المثقف السرياني سيقبل بآرائهم و لو كانت خاطئة !
ه - كل المطارنة السريان يحبون لغة أجدادهم السريان الآراميين و لكن للأسف الشديد كل المطارنة " يتفرجون " على عمليات التزوير بحق لغة أجدادهم ، كيف يحبون لغتهم السريانية و يسمحون لبطريرك الكنيسة الاشورية أن يسمي لغتنا زورا باسم " اللغة الاشورية" ؟
و - إنني لا أوافقك على فكرتك " لقد حكم المطارنة المذكورون على انفسهم ومدى حبهم للغتنا والتعلق بالقومية السريانية ". لأن ميول بعض من المطارنة معروفة من الجميع و منذ زمن طويل .
ملاحظة أخيرة من المؤسف أن تعليق الأخ ابو آكاد حول عدم مشاركة بعض المطارنة في مؤتمر حول لغتنا السريانية الآرامية مفضلين حضور مباريات فريق سرياني يدعي الاشورية قد ألقى البلبلة بين الأوساط السريانية . أما المحاضرات حول لغتنا الآرامية و تطورها فلا تعليقات و لا إهتمام و لا تشجيع الى المسؤولين عن إقامة هذا المؤتمر .
شكرا لك أخ ابو آكاد آملين أن تكتب إسمك الحقيقي في تعليقاتك القادمة أو على الأقل تختار إسما سريانيا آراميا له علاقة بتاريخ أجدادنا.
هنري بدروس كيفا

417
هل يسلم تاريخنا الآرامي من التطرف العروبي ؟
القسم الاول

أهدي هذا المقال الى كل مثقف عربي أصيل متمنيا أن يطلع على مقال السيد محمد ذوق كي يرى الأخطاء  التاريخية و التفسيرات غير العلمية التي يعتمدها المؤلف بدون منهجية علمية . إن التطرف العروبي يسيئ الى العرب الأصيلين و الحضارة العربية هي ضحية للتطرف العروبي  . لقد عالجت هذا الموضوع في مقال سابق تحت عنوان " الفكر العروبي و نصوص سفيرة الأرامية " تجدونه على هذا الرابط

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/080518.htm
 ولكنني اليوم أرد على مقال عروبي غريب كتبه السيد محمد رشيد ناصر ذوق وهو بعنوان " أسرار اللغة العربية و نشأة الحضارة"

http://www.geocities.com/zaouk_rachid/secrets-language3.htm
كتبه سنة  2004       وهو نوعا ما تكملة لكتاب سابق ، يذكر عنه الكاتب "والذي كان بنتيجته كتابي الاول ( لغة ادم - الذي اثبت فيه ان  اللغة العربية الفصحى هي لغة البشر الاولى(

 أولا-  توضيحات لا بد منها

 أ - ما الفرق بين عربي و عروبي و مستعرب ؟

"العربي "هو ذلك الإنسان المحافظ على تقاليده و تراثه العربي الأصيل و يفتخر بحضارته العربية بدون أية عقدة و بدون أن يسرق تواريخ الشعوب القديمة . ام " العروبي " فهو الذي يدعي - بدون براهين علمية بإنتماء الشعوب القديمة الى العرب .إنتشر  الفكر العروبي في الخمسينات من القرن الماضي بعد مجيئ عبد الناصر الى الحكم . الفكر العروبي هو ردة فعل على سياسة الدول الكبرى التوسعية التي إستعمرت بعض المناطق العربية في القرن التاسع عشر و خدعتهم خلال الحرب العالمية الأولى ( وعود الإنكليز بإنشاء دولة عربية في الشرق ، معاهدة سايكس بيكو ، وعد بلفور "المستعرب " هو كل إنسان غير عربي و لكنه يتكلم اللغة العربية و يؤمن بجذور عربية وهمية . بعض...(. سكان المغرب العربي ينتمون الى الشعب البربري (يعرفون بالقبيل اليوم) و لكنهم في العقود الأخيرة صاروا يتكلمون اللغة العربية و صاروا يدعون بإنهم ينتمون الى الشعب العربي . أغلبية الشعب السوداني ينتمون الى شعوب إفريقية و ليس عربية و لكنهم - و بالرغم من بشرتهم السوداء - يدعون بجذور عربية ! اما عندنا في شرقنا الحبيب فإن كل المسيحيين ينتمون الى الشعب السرياني/الآرامي و لكن للأسف الشديد هنالك قسم كبير من المسيحيين يدعون - بدون براهين علمية - أنهم أحفاد القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في الجاهلية و التي أسلمت بعد مجيئ الإسلام ! المضحك المبكي أن بعض " المستعربين" يزايدون في التطرف" العروبي " معتقدين أنهم يتقربون من " العرب الأقحاح" .


ب - التطرف "العروبي " يسيئ أولا الى العرب الأصيلين.

   بعض العروبيين يدعون أن اللغة العربية هي أقدم لغة في العالم  فنحن نطرح السؤال ما هي الفائدة من ترديد هذا النوع من الأكاذيب ؟ عفوا لن أستخدم تعبير " نظريات " ، لأن الدراسات حول اللغات القديمة هي كثيرة و هذه الدراسات العلمية مبنية على نصوص و براهين واضحة . لا يخفى على القارئ المثقف أن أقدم نص قديم  هو باللغة السومرية و الكتابة المسمارية و يعود الى حوالي 3500 سنة قبل الميلاد. كتب السيد  ذوق " كتابي الاول ( لغة ادم - الذي اثبت فيه ان  اللغة العربية الفصحى هي لغة البشر الاولى .(

من المفروض علي أن أطلع على هذا الكتاب كي أعاين البراهين التي يقدمها هذا الكاتب الذي يؤكد " أنه يثبت " .لن أتحجج بالأخطاء العديدة التي وردت في هذا المقال و التي تثبت أن السيد محمد ذوق لا يملك منهجية علمية تاريخية و لكنني أكتفي بالتأكيد إن حكاية ادم مأخوذة من التوراة و هي حكاية خرافية رمزية وبكل تأكيد أن عمر الإنسان على الأرض هو أكثر من مليون سنة و إن " اول إنسان لم يكن إسمه ادم " ولم يتكلم اللغة العربية!

   لا شك إن اللغة السومرية في بلاد سومر ( جنوب العراق( و اللغة الهيروغليفية في مصر الفرعونية هما من أقدم اللغات في العالم القديم . إنتشرت اللغة السومرية في الشرق بين 3500 و 2000 سنة ق.م  ثم جاءت اللغة الأكادية و إنتشرت في مناطق عديدة من الشرق بين2500 و500  ق.م و من المعر وف أن السومرية كانت تنتمي الى اللغات الهندو أوربية بينما كانت اللغة الاكادية هي لغة سكان الشرق الأصيلين .لقد أطلق بعض العلماء في القرن الثامن عشر تسمية " اللغة السامية" نسبة الى سام بن نوح على بعض اللغات التي إنتشرت في الشرق القديم. لا شك هنالك علاقة قربى بين اللغات الاكادية و العمورية و الكنعانية )الفينيقية) و الآرامية ( السريانية) و العبرية و العربية لأن هذه اللغات قد تطورت من لغة أقدم ندعوها " اللغة الأم".

   - من المؤكد إن اللغة الأكادية هي " أقدم " لغة شرقية ( سامية ( وإن اللغة العربية هي " أحدثها " .
- لا يحق لنا أن " ندعي " أن اللغة الأم هي اللغة العربية أو أن اللغة العربية هي اقدم لغة في العالم .
  - إن الدراسات الحديثة حول اللغات الشرقية ( السامية) يقوم بها علماء متخصصون يجيدون عدة لغات قديمة و هم يتفرغون للقيام بهذه الدراسات العلمية.

 - إنني لم أطلع على أي دراسة علمية تذكر أن اللغة العربية هي أقدم لغة في العالم !

ج - التطرف العروبي و التطرف الصهيوني وجهان لعملة واحدة !

  سوف أنشر قريبا مقالا حول مزاعم اليهود التاريخية التي تدعي أن بلادهم التاريخية تمتد من النيل الى الفرات . لقد تحججت الحركة الصهيونية بأسفار التوراة كي تثبت بعض المزاعم التاريخية. الفكر " العروبي " يحارب الفكر الصهيوني و لكنه يتبنى التاريخ المسيس و يبتعد عن التاريخ الاكاديمي . كتب السيد محمد ذوق في تمهيده " ان كتابي هذا قد لا يتفق مضمونه مع آراء وافكار لعدد من المعاصرين من اديان مختلفة الا انه يبقى بالنسبة للبعض الاخر الحقيقة التي لا بد لها من الظهور بعون الله تعالى : (( ولا تكتموا الحق وانتم تعلمون  .((


بعض الملاحظات:

- إن مضمون مقال السيد محمد ذوق لا يتوافق مع التاريخ الأكاديمي و ليس مع " آراء وافكار لعدد من المعاصرين " كما ذكر !

 - تطور البحث التاريخي و أصبح يعد من العلوم الدقيقة ، فالحقائق التاريخية هي واحدة و عالمية. - مفاهيم السيد محمد ذوق التاريخية الخاطئة ( سأعرضها و أبينها( ليست هي حقائق "  بالنسبة للبعض الاخر " كما يدعي!

 - إن مقال السيد محمد ذوق مليئ بالأخطاء التاريخية و هو في الواقع عملية تزوير سياسية لتاريخ الشرق القديم . هذه الأخطاء التاريخية تثبت لنا أن السيد ذوق غير ضليع بتاريخ الشرق  الاكاديمي .

 - من المؤسف إن السيد محمد ذوق " يغامر" في طرح نظريات غير علمية و إستنتاجات لا يقبلها العقل و في نفس الوقت يستشهد بآية قد تكون من القرآن الكريم  (( ولا تكتموا الحق وانتم تعلمون ((.-إن الحق (الحقائق التاريخية) يجب أن تكون مبرهنة بنصوص واضحة . الحقائق التاريخية تتوضح لنا من خلال بعض النصوص المكتشفة و الدراسات الأكاديمية حولها.

 - دراسة تاريخ اللغة العربية ليس لغزا و ليس سرا  إستطاع السيد محمد ذوق أن يكشفه للقراء ، و نظرياته العديدة الغريبة ليست هي"الحقيقة التي لا بد لها من الظهور بعون الله تعالى " إنما مغامرات تاريخية غير مبنية على أية براهين علمية .

ثانيا -هل  الآراميون  هم العرب ؟

 السيد محمد ذوق في فصل تحت عنوان "الاراميون هم العرب   " يؤكد إنتماء الآراميين الى الشعب العربي ولكنه للأسف لا يقدم براهين علمية .

 يوجد في هذا الفصل حوالي 42 سطر. فقط الأسطر الثمانية الأولى لها علاقة بتاريخ الآراميين أما بقية 34  سطر فهي تتكلم عن تاريخ الفراعنة و أساطيرهم .إنني أطالب من القارئ أن يطلع على كل المقال كي يرى كيف يتخبط السيد ذوق في كتابة التاريخ !

أ - البادية ( السورية) و الصحراء ( العربية (.

  كتب السيد ذوق في المقدمة شارحا الأسباب التي دفعته الى كتابة هذا المقال " لقد وجدت ان من  واجبي ان ابين في كتاب يفصل هذه الحقيقة الى فصول تواصل استقامة الانسان على مبدا وحدة الوجود والتاريخ ووحدة المكان الذي انطلق منه الانسان الاول " . و هو يؤكد إن شبه الجزيرة العربية هي موطن كل الشعوب القديمة - و منهم الشعب الآرامي.


 - و بالتالي كل هذه الشعوب هي عربية .

 يستشهد السيد ذوق بكتاب للباحث جورجي كنعان الذي كتب (( ان بداية التاريخ الارامي غامضة فليس ثمة وثيقة تطلعنا على نشاة الاراميين . وكل ما يمكن قوله انهم تسربوا من البادية السورية الى الهلال الخصيب مثل الموجات التي سبقتهم ))- يكتنف الغموض بعض مراحل التاريخ الآرامي القديم ، و لكن المؤرخون (المتخصصون في تاريخ الشرق القديم ) قد شرحوا -استنادا على مصادر اكادية - كيف إستطاعت القبائل الآرامية أن تسيطر على الشرق القديم و أن البادية السورية كان موطنها و ليس شبه الجزيرة العربية . لقد إستفاد الآراميون - سكان سوريا الأصيلين- من الصراع الحثي الفرعوني و خاصة من هجوم شعوب البحر أو الهكسوس في حوالي سنة 1200 ق.م الذين قضوا على الدولة الحثية التي كانت مسيطرة على شمالي سوريا و طردوا المصريين من جنوب سوريا و بلاد كنعان مما سمح للآراميين في تأسيس ممالكهم العديدة في بيت نهرين / الجزيرة السورية و في بلاد آرام / سوريا .

 و لكن السيد ذوق إستنادا الى نص جورجي كنعان يستنتج " وكان هؤلاء الاراميون يرتحلون من عمق الجزيرة العربية الى الحبشة ايضا وصولا الى مصر عن طريق اليمن مما جعل البحر الاحمر بحيرة ارامية (ارابية ) في العصور المختلفة , ونرى اليوم وجود قبائل ترتحل من الشام الى الحجاز فتهامة ومنهم من يتغرب ( اي يذهب غربا ) الى مصر ". بعض الملاحظات

 - نص جورجي كنعان لم يستخدم تعبير " الجزيرة العربية" لأن الآراميين قد خرجوا من البادية و ليس من عمق الصحراء العربية.

 -الحقائق التاريخية حول الآراميين  - رغم الغموض - مبرهنة بنصوص اكادية تؤكد لنا أن القبائل الآرامية كانت تستخدم  الأحصنة في تنقلها و ترحالها مثل القبائل الاكادية و العمورية التي سبقتها بعكس القبائل العربية التي إستخدمت الجمال " سفينة الصحراء."

 - القبائل الآرامية لم " تخرج " من الصحراء العربية و لم " تصل " الى الحبشة أو الى بلاد مصر ! لقد طالعت أغلبية المراجع العلمية حول تاريخ الشعب الآرامي ، لم أجد هذه الفكرة ( الآراميون وصلوا الى الحبشة !) في أي منها؟

 - يدعي السيد ذوق " مما جعل البحر الاحمر بحيرة ارامية ( ارابية ) في العصور المختلفة " .نظرية جديدة لم يسمع بها أحد و ربما لأنها من مخيلة السيد ذوق الخصبة . البحر الأحمر لم يكن بحيرة ارامية و لا بحيرة عربية في العصور القديمة . تاريخنا الآرامي العلمي مبني على النصوص و ليس الخيال .

إن موطن الآراميين هو البادية ( السورية اليوم )و هي تصل الى الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية . لقد إكتشف علماء الآثار مئات النصوص الآرامية و النبطية و التدمرية ( تنتمي الى الآراميين (في هذه البادية . إن الآراميين هم شعب أصيل في الشرق وله علاقة قربى تجمعه مع الشعب العربي و لكن لا يحق لنا  الإدعاء أن الآراميين قد خرجوا من الصحراء العربية و نستنتج أنهم عرب !

ب - هل قدم السيد ذوق براهين على عروبة الآراميين ؟

كتب السيد ذوق في المقطع الثاني

"انني ا طلق لقب  الاراميون  (  ارام = اراب = عرب ) على كل   تلك الاجناس البشرية المنتشرة في الشرق الاوسط  وفارس و  ارمينيا وبعض بلاد الهند  واوروبة ( واصل تسمية اوروبة  - غروبة ، بمعنى الغرب  )  الجنوبية الشرقية والغربية وشمال افريقيا ومصر وقسم من السودان والحبشة  ( بدلا من اللقب الذي يطلقه العلماء عليهم  الحاميون الغربيون  ) والجزيرة العربية  ..." 

بعض الملاحظات

 -السيد ذوق لا يقدم براهين علمية و لا يعتمد على مراجع علمية و هو يكتفي بتحليلاته الملتوية.
- كتب  (  ارام = اراب = عرب ) : ولكنه لم يشرح لنا كيف و بأي لغة تقلب الميم الى حرف باء ؟
- لقد وصل الكنعانيون ( الفينيقيون) الى شمالي افريقيا و لكن الشعب الآرامي لم يستوطن في مصر أو الحبشة أو شمالي افريقيا .

 - إستوطنت القبائل الآرامية منطقة الأهواز في بلاد فارس و ليس في بلاد فارس أو الهند .لقد أكتشف نص آرامي مؤخرا يثبت لنا وجود دولة قبلية آرامية في شمالي غربي فارس . هذا النص يسمح لنا أن نؤكد الوجود الآرامي في تلك المنطقة المحددة و ليس في كل المناطق الفارسية أو الأرمنية !

ج - لما يدعي السيد ذوق بعروبة الآراميين ؟

سؤال يطرح نفسه لأن السيد ذوق يجهل تاريخنا الآرامي العلمي .

لقد سيطر الآراميون على الشرق قبل العرب بحوالي 1700 سنة ، و قد أسسوا عدة ممالك متعددة مما سمح لملوك اشور بالقضاء عليها بين 900 و 732 ق.م سقوط مملكة دمشق الآرامية . لقد إستطاع الأشويون أن يتوسعوا على حساب الممالك الآرامية و إنشاء إمبراطورية مشهورة في التاريخ.

لقد ظل الشعب الآرامي/ السرياني يشكل أكثرية سكان الشرق بعد دخول العرب الى الشرق و قضائهم على الفرس و طردهم للبيزنطيين. إن أسماء المدن و القرى و الجبال و الأنهار في الشرق لا تزال تشهد على آراميته السابقة كما أن الكثير من اللهجات الموصلية و الحلبية و اللبنانية تحتوي على تعابير و مفردات آرامية سريانية .
     بعض العروبيين يحاول من تقليل دور الآراميين التاريخي و لكن السيد ذوق يوسع في مناطق تواجدهم ، فبحر الأحمر ما هو إلا بحيرة آرامية و الآراميون متواجدون في كل مناطق العالم حتى في أوروبا.
    إن السيد ذوق يتلاعب بالحقائق التاريخية فهو يعظم من شأن و دور الآراميين لأنه يتوهم أنهم من العرب كما أنه يحاول الإستفادة من التواجد الآرامي في الشرق كي يثبت أن الآراميين العرب ( حسب رأيه الخاطئ)  متواجدون في الشرق القديم قبل الشعب اليهودي .
   الآراميون ليسوا عربا و لم يصلوا يوما الى الحبشة أو شمالي إفريقيا و نحن أحفاد الآراميين نرفض تعظيم دور الآراميين و المغالاة فيه ، و لا نقبل تلويث تاريخنا الآرامي بأكاذيب من نوع " البحر الأحمر بحيرة آرامية " و غيرها .

 يتبع
هنري بدروس كيفا

418
كتاب جديد الحضارة السريانية حضارة عالمية

  نشر الأستاذ موسى مخول

كتابا جديدا حول تاريخ السريان و حضارتهم و دورهم في نقل الحضارة الى العرب في العصور الوسطى .قامت الجامعة الأنطونية في بعبدا - كلمة آرامية سريانية تعني بيت أي مكان العباد - بالإشتراك مع الرابطة السريانية و مؤسسة عصام فارس بالدعوة يوم الثلثاء في 28 نيسان الى ندوة حول الكتاب .

وقد ألقى عدد كبير من المهتمين كلمات حول هذه المناسبة المهمة ، وكان الأب بطرس عازار قد أدار الندوة و قد بدأ بالتعريف عن الأستاذ موسى مخول ثم تبعه الأب أنطوان راجح رئيس الجامعة . أما معالي الدكتور أسعد دياب فقد شكر الأستاذ مخول لأنه قد عرف بالدور الحضاري للسريان ثم ألقى الأستاذ حبيب افرام كلمة مؤثرة ذكر فيها الغبن الذي لحق بالسريان في لبنان فهم يصوتون و  لكنهم مواطنين من الدرجة الثاية و جاء في كلمة معالي وزير الثقافة الأستاذ تمام سلام بعض العبارات المشجعة من تعددية قومية و ثقافية و دينية و قد أشاد بدور السريان الحضاري . أخيرا لقد ألقى سيادة المطران ملكي كلمة نيابة عن غبطة بطريرك السريان الكاثوليك أشار فيها هو أيضا عن دور السريان الشرقيين و الغربيين الفعال و قد ذكر أن الموارنة و السريان الملكيين أي إخوتنا الروم هم أيضا معنيون في الحضارة السريانية .

أولا - هل يحق لنا نقد كتاب جديد ؟

للأسف الشديد لا يزال شرقنا بعيدا عن عمليات النقد العلمي . فكل ناقد لكتاب معين يعني أنه يقلل من أهمية الكتاب العلمية و التاريخية . لقد درجت العادة في البلدان المتقدمة أن تصدر عدة مقالات حول كل كتاب جديد .  أرجو ألا يظن القارئ إن نقدي أو تعليقي هو لتقليل أهمية الكاتب أو الكتاب بل إنني أشكر الأستاذ مخول على جهوده و محبته و دفاعه عن دور السريان الحضاري و لكنني من باب النقد العلمي البناء سوف أتطرق الى بعض المواضيع و المعلومات غير الدقيقة التي وردت في الكتاب .

إنني أتمنى أن يصدر نقاشات علمية حول بعض المفاهيم الخاطئة حول تاريخنا السرياني/الآرامي كي يتوقف الباحثون بإعادة نشرها و ذلك خدمة للمثقف السرياني و من باب الدفاع عن تاريخنا و تراثنا الصحيح .  أخيرا ، لو صدر هذا الكتاب في فرنسا و في اللغة الفرنسية لكنا وجدنا عدد كبير من الدراسات حول الكتاب أو حول بعض المواضيع الجديدة التي يعالجها المؤلف ، البعض يؤيد و ربما البعض ينتقد مع شرح الأسباب و البراهين التي تدفعه الى النقد . إن نقد الكتاب يعني إن الكتاب مهم و إن الكاتب قد أوجد حلولا لبعض المشكلات التاريخية .

ثانيا - هل يوجد مفاهيم خاطئة في كتاب الحضارة السريانية الجديد ؟

 أ - من يتابع الكتب و المقالات حول تاريخ و هوية السريان يجد بعض الأخطاء المتوارثة مثل التسمية السريانية أطلقت على أجدادنا الآراميين اللذين قبلوا الديانة المسيحية أو أن أجدادنا  الآراميين قد تخلوا عن إسمهم الآرامي لأنه يدل على وثنيهم . ثم هنالك خطأ في الجغرافية التاريخية لبعض مواطن السريان مثل بيت نهرين أي بلاد ما بين النهرين .

ب - بعض الأخطاء التاريخية في هذا الكتاب الجديد .ذكر الأستاذ مخول صفحة 14 ا نقضى عهد السومريين و لكن حضارهم لم يقض عليها... حيث أصبحت بابل و اشور و كلدو الورثة الشرعيين لهذه الحضارة و هذا التراث  لقد تطورت الحضارة في بلاد العراق القديم و دخلته شعوب جديدة مثل الشعب الكوشي و أثروا في حضارته التي لم تكن سومرية في الألف الثاني قبل الميلاد بل كانت حضارة اكادية سرعان ما تحولت الى حضارة آرامية في أواسط القرن الأول ق .م أي أن الحضارة السومرية قد إندثرت بدون أن تتفاعل مباشرة مع حضارتنا الآرامية/السريانية . كتب الأستاذ مخول صفحة 48  و قد بلغ الآراميون أقصى أهميتهم السياسية في القرنين الحادي عشر و العاشر قبل الميلاد، لإضمحلال الآشورية خلال تلك الفترة = نحن نعتقد مثل العالم أندري لومير الفرنسي أن أقصى أهمية سياسية لعبها أجدادنا الآراميون كانت في عهد الملك  الآرامي حزائيل في أواخر القرن التاسع .

راجع هذا الربط

http://www.aramaic-dem.org/Frensh/


و لكن الشيئ غير الصحيح هنا هو أن الدولة الاشورية لم تكن تلعب دورا كبيرا في الشرق و طبعا إطلاق صفة الإمبراطورية على هذه الدولة هو خطأ تاريخي في هذه الفترة . في الواقع إن الآراميين قد إستفادوا من ضعف الوجود المصري في سوريا الجنوبية و الوجود الحثي في سوريا الشمالية و الوجود الميتني في بيت نهرين أي الجزيرة السورية و ليس العراق .

كتب الأستاذ مخول أيضا  و قد وطدت الآرامية اقدامها ايضا في الإتصالات الدبلوماسية ، و حلت محل اللغة الأكادية لغة دولية. هذا غير صحيح تاريخيا لأن الإمبراطورية الاشورية و بالرغم من سبي عدد كبير من القبائل الآرامية الثائرة و نقلها الى داخل بلاد اشور و قد فاق عددهم عدد الاشوريين أنفسهم فإن اللغة الأكادي ظلت اللغة الرسمية حتى سقوط الإمبراطورية الاشورية سنة  612 ق.م .

ثالثا - هل نقل الأستاذ مخول بعض الأخطاء المتوارثة ؟

أ - بيت نهرين التاريخية أي الجزيرة و بلاد ما بين النهرين المصطلح .

للأسف الشديد أن الأستاذ مخول لم يفرق بين التعبيرين أو بالأحرى هو يستخدم تعبير بلاد ما بين النهرين بمعنى العراق و ربما لا يعرف أن بيت نهرين هي تسمية تاريخية جغرافية أطلقت على الجزيرة.

البراهين على الرابط التالي

http://www.annaqedcafe.com/


 الأستاذ مخول يستخدم تعبير بلاد ما بين النهرين أو الرافدين بمعنى العراق في الصفحات التالية

 - صفحة 48  ففي الشرق غزت القبائل الآرامية الجزء الشمالي من أرض الرافدين ، و أسست هناك سلسلة من الدول الصغيرة،  ...و في الجزئين الأوسط و الجنوبي من أرض الرافدين = تسمية بيت نهرين لم تطلق قطعيا على جنوب العراق .

- ص فحة 28 و لما كان مجتمع بلاد ما بين النهرين ... و لا سيما حضارة بلاد ما بين النهرين . أما في الصفحات التالية فإن الأستاذ مخول يستخدم تعبير ما بين النهرين و المفصود هو بيت نهرين mesopotamia التاريخية أي الجزيرة السورية موطن أجدادنا السريان الآراميين .

النص الأول  الإنتشار الواسع للثقافة السريانية مرتبط بتاريخ مدن ما بين النهرين ، و التي تشغل مدينتا الرها و نصيبين المكانة الأكثر ريادة و طليعة بينها ، سواء كمواقع إقتصادية ... صفحة 83 منقول عن نينا بيغو ليفسكايا ؛ ثقافة السريان في القرون الوسطى ص 89-90 .

النص الثاني السريانية الحديثة السوادية او الرها و هي اللهجة الآرامية وهي اللهجة الآرامية التي كان موطنها ما بين النهرين في الإقليم الذي كانت عاصمته مدينة الرها و التي كان يحكمها الملوك الأباجرة ص54 هذان النصان يتكلمان عن بيت نهرين التاريخية  الجزيرة و ليس المصطلح الحديث أي العراق . لقد وجد عقدين DOCUMENTS باللغة ألسريانية بالقرب من نهر ألفرات ، قام بنشرهما ألمؤرخ JAVIER TEIXIDOR  ورد فيها " أورهاي ألمدينة ألكبيرة أم جميع ألمدن في بيت نهرين" . مدينة الرها كانت عاصمة بيت نهرين الجزيرة و ليس عاصمة بلاد ما بين النهرين العراق . الثقافة و الحضارة السريانية و اللغة السريانية الحديثة قد نشأت و إزدهرت في بيت نهرين التاريخية و ليس في بلاد ما بين النهرين العراق الأمانة التاريخية تفرض علينا أن نشير الى دقة هذه التعابير .

ب - هل كره السريان إسمهم الآرامي ؟

ذكر الأستاذ مخول في الصفحة 54 = فلما ظهرت المسيحية و إنتشرت في هذا الإقليم إتخذت هذه اللهجة لغة أدبية لها وقد كره أصحابها أن يطلق عليهم اسم آراميين ، و رأووا في هذه  التسمية مرادفا للوثنية و الإلحاد، فعدلوا عنها الى الإسم الذي أطلقه عليهم اليونان و هو السريان و سموا لغتهم السريانية  نقلا عن المطران لويس ساكو ؛ السريان الإطار التاريخي و الجغرافي ، في سلسلة  جذورنا ص 38 . لقد نقل الأستاذ مخول هذه الفكرة الخاطئة المتوارثة و هي طبعا غير صحيحة لأن أجدانا السريان لم يكرهوا إسمهم الآرامي و لم يتخلوا عنه بل بالعكس فإنهم حافظوا عليه و هذا واضح من المصادر السريانية العديدة .

  من المؤسف أننا لا نزال نرى هذه الفكرة الخاطئة في الكتب الجديدة التي تدافع عن تاريخ السريان و حضارتهم . أخير بالرغم من ورد بعض الأخطاء غير المتعمدة أو بعض التعابير غير الدقيقة أو نقل الأستاذ مخول لبعض المفاهيم الخاطئة فإن كتابه الموجه الى القراء العرب يبقى كتابا علميا و مدافعا عن تاريخ و حضارة هذا الباحث السرياني الماروني الغيور الذي تخطى الإنتماء الطائفي و إعتبر نفسه فردا سريانيا آراميا من واجبه الدفاع عن حضارة و دور أجداده السريان  . نتمنى لهذا الكتاب الإنتشار لأنه يلقي نظرة جديدة على حضارتنا
هنري بدروس كيفا

419
لتكن تعابيرنا عن" بيت نهرين"  دقيقة كي يصبح تاريخنا واضحا

    لقد شاهدت مؤخرا مقابلة سيادة المطران يوحنا إبراهيم في  تلفيزيون سوريو Suroyo Tv و كان قد ذكر في معرض حديثه الشيق عن" حضارة بيت نهرين " ، ونحن نعلم أن الغالبية من المثقفين السريان لا يميزون بين " بيت نهرين التاريخية " أي الجزيرة السورية و مصطلح "بلاد ما بين النهرين " الذي صار في مطلع القرن العشرين يقصد به العراق . لذلك نحن نرى أن تعبير " حضارة بيت نهرين " يكتنفه الغموض ، فهل بيت نهرين هي الجزيرة أم العراق القديم ؟ و ما هي الحضارة التي يفتخر بها السريان المعاصرون ؟ هل هي الحضارة الآرامية التي كانت منتشرة في بيت نهرين / الجزيرة ؟ أم الحضارة الاكادية التي كانت منتشرة في الألف الثاني ق.م  في العراق  القديم ؟

أولا - بلاد" بيت نهرين " التاريخية .

  أ - في مقال مطول و مع بعض الخرائط و النصوص السريانية  شرحت فيه الفرق بين بيت نهرين التاريخية و بين المصطلح الحديث الذي أطلق على العراق في بداية القرن العشرين ، تجدونه على هذا الرابط

http://www.freesuryoyo.org


ب - مشكلتنا أن المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم قد عمموا " مصطلح          MESOPOTAMIA " بمعنى   البلاد الواقعة ما بين نهري دجلة و الفرات ، علما أن هذه المناطق كان لها أسماء تاريخية و جغرافية : بلاد سومر ، بلاد سومر و اكاد ، بلاد اكاد ، بلاد أشور، بلاد بابل ( في عهد الفرس ) و بلاد الآراميين !  كل هذه الأسماء قد أطلقت " فعليا " على هذه أجزاء من العراق القديم و يوجد عشرات النصوص التي وردت فيها هذه الأسماء الجغرافية المحددة و لكن حتى اليوم لم نجد أي كتابة اكادية وردت فيها التسمية " بيت نهرين " تشمل كل العراق القديم ! قد يكون العالم  PLINY القديم الذي عاش في القرن الميلادي الأول 23 -79 هو أول من أطلق تسمية Mesopotamia على جنوب العراق في كتابه " تاريخ الطبيعة "الكتاب 6 ، الفصل 30 . و لكنه في هذا المقطع من كتابه يتكلم عن سكان مدينة بابل الاشوريين، و يذكر أيضا أن مدينة تدمر كانت في بلاد اشور . كتب العالم contenau  عن التسمية: "هذه التسمية mesopotamia هي بفضل pottier الذي كان يدرس في معهد اللوفر في بداية هذا القرن. وكان قد تبناها خلال محاضراته ، بسبب ما وجده من مشترك بين حضارة السومريين وحضارة الساميين الذين جاؤوا بعدهم، ونشرها بقصد التسمية في كتاباته....." contenau(g), les religions de  l' Asie oxidental ancienne,p.77

إن إنتشار " مصطلح Mesopotamia الجديد أي البلاد الواقعة بين نهري دجلة و الفرات" يعود الى بداية القرن العشرين عندما بدأ الغرب يهتم بتاريخ الشرق القديم و كما رأينا فإن أحد أساتذة متحف اللوفر الباحث POTTIER هو اللذي نشر هذا المفهوم الخاطئ لتسمية بيت نهرين أي Mesopotamia ، لأن أجدادنا ظلوا محافظين على المفهوم الجغرافي لتسمية بيت نهرين أي الجزيرة .

ثانيا - بيت نهرين  ܒܝܬܢܗܪ̈ܝܢ في المصادر السريانية

قاموس حسن بن بهلول في العمود 1222 ما يلي:

ܢܗܪܝܢ ܒܝܬ ܢܗܪܘܬܐ    الأنهار. أي بنقطة واحدة فوق حرف الراء، وتفسيرها بالأنهار.

وفي قاموس payne smith نجده :

ܐ ܠܩ ܒܝܬ ܢܗܪܝܬܐ الأبجدية السريانية ܣܦܪܐ ܢܗܪܝܐ ܐܘܟܝܬ ܐܘܪܗܝܐ. كتاب سرياني أورهاوى . وبالطبع فان المقصود هو نهر الفرات وحده. 

ان تسمية بيث نهرين ، ترد بكثرة في المصادر السريانية ويقصد بها  أغلب الاحيان ، منطقة الجزيرة. يذكر حسن بن بهلول ما يلي:

"ܒܝܬܢܗܪܝܢ بلد الرها وما يليه من سوريا وأقول الجزيرة". 

في  تاريخ   الرهاوي المجهول 

ܘܐܦ ܕܐܬܪܘܬܳܐ ܕܚܕܪܝ ܐܘܪܗܝ : ܗܢܘܢ ܕܥܡܪܝܢ ܒܝܢܬ ܬܪܝܢ ܢܗܪܘܬܐ ܕܝܠܢ ܘܒܗܿ ܕܡܘܣܦܘܛܡܝܐ ܘܕܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ܐܝܬܘܗܝ ܕܗܘ ܡܝܬܝܢܢ ܥܘܗܕܢܐ ܕܓܙܪܬܐ.  وهنا أيضاً فان تسمية mesopotamia هي بيث نهرين اي الجزيرة . أي شرق نهر الفرات الأوسط .
وفي الترجمة العربية لتاريخ ايليا مطران نصيبين ، نجد النص التالي :

ܘܒܗ ܐܫܠܛ ܡܘܥܐܘܝܗ ܙܝܐܕ ܒܪ ܐܒܘܗܝ ܥܠ ܐܬܪܘܬܐ ܕܒܝܬ ܐܪ̈ܡܝܐ.

وفيها ان معاوية ولى زياد بن ابيه ولاية العراق. هنالك عشرات النصوص السريانية اللتي وردت فيها التسمية  بيت نهرين و كلها تشير الى منطقة الجزيرة . من المؤسف أن بعض رجال الدين السريان لا يزالون " يرددون أن بيت نهرين هي العراق القديم " . أحب أن أذكر أن بطريركية إنطاكيا كانت تشمل الشرق و كانت تتبع التقسيمات الإدارية البيزنطية : سوريا كانت مقسمة على الشكل التالي:


-سوريا الأولى و عاصمتها إنطاكيا.

-سوريا الثانية على حوض نهر العاصي.

-فينيقيا الساحلية و عاصمتها صور.

- فينيقيا الداخلية و كانت تصل الى تدمر و عاصمتها دمشق )سؤال الى اللذين يدعون أنهم " يبحثون" عن هويتنا : هل يحق لنا أن " ندعي" أن سكان تدمر و دمشق كانوا من الشعب الفينيقي لأن البيزنطيين قد أطلقوا تسمية " فينيقيا الداخلية" على المنطقة؟(  أما الجزيرة السورية فإنها كانت مقسمة الى:

-منطقة الفرات الأوسط


- بيت نهرين أي Mesopotamia  و كانت تضم مدينة أورهاي أي الرها و حران . و طبعا نصيبين و بلاد اشور القديمة و بلاد بابل التسمية الإدارية لبيت آراماي في جنوب و وسط العراق لم تكن ضمن بيت نهرين !

ثالثا - ما هي حضارة بيت نهرين التاريخية ؟

أ - الآراميون في بيت نهرين قبل مجيئ المسيح . لقد إستوطن أجدادنا  الآراميون بلاد بيت نهرين خلال الألف الثاني قبل الميلاد حيث كان الشعب الميتني حاكما ، و لكن في حوالي سنة 1200 ق.م إستطاع الآراميون أن يصلوا الى الحكم و أسسوا عدة ممالك آرامية في بيت نهرين و في بلاد آرام ( سوريا). ولكن في أواخر القرن العاشر ق.م بدأ الملوك الأشوريون يستولون على الممالك الآرامية في بيت نهرين و قد سقطت مملكة بيت عديني سنة 855 ق.م بعد مقاومة عنيفة . ان الكتابات الاكادية العديدة اللتي تركها ملوك اشور تثبت لنا أن الآراميين ظلوا يقيمون الثورات ضد الحكم الاشوري الظالم كما إن الإكتشافات الأثرية الجديدة المكتشفة في منطقة الجزيرة مثل تمثال حداد يسعي تثبت لنا أن حكام بيت نهرين كانوا آراميين . أخيرا ، عندما دون اليهود أسفار التوراة في حوالي القرن السادس ق.م فإنهم يستخدمون تعبير " آرام نهرين" أي بيت نهرين الآرامية!

 ب - الآراميون في بيت نهرين بعد مجيئ المسيح .

  ظل أجدادنا الآراميون يشكلون أكثرية ساحقة في بيت نهرين رغم الإحتلال الفارسي و اليوناني . و لم ينصهر الآراميون ضمن الأقلية اليونانية و لم يتخلى أجدادنا عن إسمهم الآرامي أو هويتهم الآرامية . قديسنا و شاعرنا الكبير مار افرام السرياني أي الآرامي كان يسمي شعبنا بالشعب الآرامي و ليس الميتني أو الاشوري ! ورد في نثر مار افرام في حديثه عن برديصان ".. ܟܰܕ ܡܶܬܪܓܶܫ ܒܪܶܥܝܳܢܳܐ ܓܽܘܚܟܳܐ ܕܶܝܢ ܥܒܰܕ ܢܰܦܫܶܗ ܒܶܝܬ ܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ ܘ ܝܰܘܢܳܝܶܐ ܦܝܠܘܣܦܐ ܕܐܳܪ̈ܳܡܳܝܶܐ "  C.W. Mitchell, S. Ephraim's Prose Refutations of Mani, Marcion and Bardaisan . V 2 P 7 ملاحظة صغيرة : كل العلماء السريان كانوا يفتخرون بإنتمائهم الآرامي و هذا واضح من المصادر السريانية .

ج - الفكر الاشوري و تسمية " بيت نهرين " .

كان الرعيل الأول من القوميين السريان في بداية القرن العشرين ، مثل نعوم فائق ، قد أخطئوا في مدلول و جغرافية بيت نهرين و إعتقدوا أن بيت نهرين هي بلاد العراق القديمة لا شك متأثرين بالعلماء الأجانب المهتمين بتاريخ العراق القديم . و قد إنتقل هذا المفهوم الخاطئ الى الفكر الاشوري الحديث اللذي إنتشر بين إخوتنا السريان النساطرة و بعض السريان الغربيين . بالنسبة الى إخوتنا اللذين ينادون بالهوية الاشورية السياسية ( غير تاريخية و غير علمية لأن أجدادهم كانوا سريان آراميين مثلنا و لأنهم لا يزالون يعرفون عن أنفسهم " سورايا" أي سرياني )  إن بيت نهرين هي بلاد اشور . و عندهم أحزاب و مجلات و نوادي و أغاني قومية تمجد اسم " بيت نهرين تصحيحات لا بد منها


 -إن تسمية بيت نهرين لم تطلق على بلاد اشور و لا على بلاد أكاد في التاريخ القديم .
-إن تسمية بيت نهرين التاريخية و الجغرافية قد أطلقت على الجزيرة أي المنطقة التي سكنها الآراميون و عرفت بآرام نهرين.

-إن العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق القديم يعرفون أن تعبير Mesopotamiaهو مصطلح حديث أطلق على العراق القديم.

 - أخيرا أن تسمية " بلاد اشور" هي المنطقة الواقعة بين نهر دجلة و رافديه الزاب الأعلى و الأوسط . إن تسمية " بلاد شور" لم تطلق على بلاد أكاد و إن مدينة بابل قد انصهرت بالشعب الكلداني الآرامي منذ بداية الألف الأول ق.م . مهما كانت الأغاني القومية ( الاشورية) معبرة و مهما كان المطرب مشهورا ، فإن بيت نهرين التاريخية هي الجزيرة و هويتها كانت آرامية لأن سكانها كانوا بكل بساطة آراميين و حضارتهم آرامية!

 رابعا - هل تصبح بيت نهرين " عبرة" للمتطرفين ؟.

لقد ألقيت محاضرة في مدينة بروكسل منذ عدة أشهر كان عنوانها"الآراميون في مواجهة القدر : هل نحن آخر الآراميين  ؟". و قد كانت مفاجئتي عظيمة عندما سألني أحد الآباء من خارج بلجيكا هذا السؤال :


"أين تقع بلاد  Mesopotamia  ؟" ، أجبته بسرعة " إنني أتكلم عن Mesopotamia لتاريخية و ليس ال مصطلح الحديث ". و بعدأكثر من 20 دقيقة عاد ذالك الكاهن و قال لي " عفوا إن تسمية  Mesopotamiaلا تشمل العراق فقط و لكنها تشمل أيضا بلادسوريا و لبنان ، و هذا ما سمعته من بعض اللبنانيين!".

 لم أرد على ذالك الكاهن و طبعا أنا لا ألومه على معلوماته الخاطئة عن جغرافية بيت نهرين التاريخية ، و لكنني سألت الحاضرين " هل عندكم في بلجيكا تميزون بين الخبز الذي يحضره الخباز و بين الخبز اللذي يصنع في المعامل ؟ " ثم شرحت للحاضرين كيف أن الحكومة الفرنسية قد أصدرت قوانين تمنع إطلاق تسمية Boulanger artisan أي خباز حرفي على بائعي الخبز المثلج . الأول يستيقظ باكرا و يحضر بنفسه العجين و يخبزه أما الثاني فهو يشتري الخبز المحضر في المصانع و يسخنه و طبعا هنالك فرق كبير بين الخبز الطبيعي و الخبز المحضر في المصانع .  و ذكرت للحاضرين أنه من واجبهم أن يميزوا بين بحث تاريخي علمي و بين بحث تاريخي غير علمي ! إذا قال بعض اللبنانيين أن تسمية بيت نهرين تشمل العراق و سوريا و لبنان ، علينا أن ننتقد هذه الأقاويل لا أن نرددها كأنها حقائق ، و لأن الحقائق التاريخية تكون دائما مسنودة ببراهين بعكس الأقاويل !

الخاتمة

 لقد ذكرت كلمة سيادة المطران يوحنا إبراهيم الموقر " حضارة بيت نهرين " ، طبعا نحن لا نشك أو نشكك في مفاهيم سيادته التاريخية فبهمته نشرت عشرات الكتب حول تاريخ السريان ، و هو باحث متعمق في تاريخ السريان ، و قد ذكر في إحدى لقائاته مع مجلة " بهرو سوريويو " أن مار يعقوب السروجي قد   ذكر أن الكنيسة هي " إبنة الآراميين". هذه الجملة تدل على الدور الكبير اللذي لعبه أجدادنا الآراميون ( و ليس الحثيون أم الفينيقيون ) في إنتشار الدين المسيحي.   (

 ملاحظة الى اللذين يتجاهلون إسمنا الآرامي ، يعقوب السروجي لم يقل أن الكنيسة هي إبنة السريان و لكنه قال إبنة الآراميين!)لقد أردت من خلال هذا المقال

أ - إلقاء الضوء على بعض التعابير التاريخية غير الواضحة : هل بيت نهرين هي الجزيرة ( آرام نهرين) أم المصطلح الجديد العراق ؟

ب - ما هي حضارة بيت نهرين ؟

 1 –بيت نهرين/آرام نهرين : هل الحضارة هي آرامية ؟


 2 -بيت نهرين/العراق: هل الحضارة هي أكادية أم آرامية ؟


ج - ما هي حضارة العراق القديم ؟ كيف تطورت من حضارة اكادية الى حضارة آرامية ؟


د - ما هي العلاقة بين حضارة بيت نهرين و شعبنا السرياني المعاصر ؟


ه - نحن أكيدون أن المستمعين لكلمة سيادة المطران إبراهيم " حضارة بيت نهرين" قد فهمها كل حسب ميوله : السرياني الآرامي المطلع قد فهمها " الحضارة الآرامية " ، بعض السريان الضائعين و جميع إخوتنا من السريان الشرقيين النساطرة قد فهموها " الحضارة الاشورية " .

و - هذا المقال هو لحث جميع الباحثين حول تاريخ الشعب السرياني الآرامي ، أن يدافعوا عن تسمية بيت نهرين التاريخية الآرامية .

ز - نحن نؤمن أن الأم السريانية الآرامية تستطيع أن تميز في الذوق بين خبز من عند خباز و خبز مثلج و مسخن . نحن نؤمن أن السرياني المثقف يعرف كيف يميز بين بيت نهرين أرض أجداده التاريخية و بيت نهرين المصطلح اللذي يقصد به العراق .

ح - بعض المواقع الآرامية تطلق تسمية " آرام نهرين " على العراق و هذا لا يصح لأن " آرام نهرين" قد أطلقت على الجزيرة فقط . كما أن التسمية " بيت آراماي" قد أطلقت فعليا على العراق !

ي - لقد سميت إبنتي " بيت نهرين" منذ أكثر من 17 سنة ، ليس نكاية بإخوتنا اللذين يدعون أن بيت نهرين هي اشورية و لكن لأنني أعشق بيت نهرين أرض أجدادي الآراميين !

هنري بدروس كيفا
 

420
هل " حرب الإبادة " هي قضية السريان/الآراميين الحية !


 لقد نشر مؤخرا الراهب و الباحث و الإعلامي جورج رحمه الموقر خبرا مهما و هو الدعوة لعقد مؤتمرا للمطالبة بعودة السريان الآراميين الى أرض الجذور أي القسم الشمالي من بيت نهرين ( الجزيرة السورية) اللذي فتك فيه العثمانيون ( الأتراك) بالشعب السرياني الآرامي .

الخبر منشور على هذا الرابط

http://www.aramaic-dem.org:80/Arabic/Archev/Pere%20Rahme/090325.htm
     نحن نطالب جميع السريان الغيورين في المشاركة في إقامة مسيرات ) كما يفعل إخوتنا الأرمن) كي لا ينسى أولادنا ما فعلت الحكومة العثمانية سنة 1915 بأجدادهم و طبعا كي " تتعرف " الدول الكبرى على تعرضنا لحرب إبادة GENOCIDE و تجبر الدولة التركية على " الإعتراف و التعويض ".

لقد سألني أحد الإخوة السريان الغيورين في موقع زيدل حول هوية السريان و نضالهم و مطالبهم . سوف أعيد نشر هذا الحوار لأهمية هذا الموضوع ، و طرح هذا السؤال :

هل فعلا يشعر السرياني أن حرب الإبادة " سيفو " هل قضيته الأولى و قضيته " الحية "؟

هل ينعكس نضال الفرد السرياني على المجتمع السرياني ؟

 هل كل السريان يتذكرون المجازر و يقيمون " مسيرات " إحتجاج معبرة ؟

أم أن " بعض السريان " يتذكرون عندما يشاهدون الشعب الأرمني في كل بقاع العالم يقيمون مسيرات ناجحة !
ما هي قضية الشعب السرياني الأولى ؟

- هل هي النضال من أجل وحدة حقيقية تاريخية أي غير مصطنعة ؟

- هل هي الدفاع عن تراثنا و إعادة التكلم بلغتنا السريانية خوفا من الذوبان في الغرب أو تهميشنا في الشرق ؟

- هل هي النضال من أجل أن تعترف تركيا بوقوع حرب الإبادة ضد أجدادنا و إجبارها ليس على الإعتذار و لكن التعويض خاصة الأملاك و الأراضي ؟ النقاش موجود على هذا الرابط  لمن يريد أن يعبر عن رأيه في هذا الموضوع الحساس .
http://www.zaidal.com/229/showthread.php?t=9083


كتب الأخ    SAILOR


شكراً لك سيدي الكريم على ردك  لا أخفيك أن سؤالي لاينم عن جهل أو عدم معرفة فأستطيع أن أميز جيداً بين العرب والسريان والفرق بينهما وقد قرأت كثيراً في هذا المجال ولكن كان الفضول يدفعني لأعرف الخطوة التالية والأفكار التي تؤمن بها .. فالبعض ذهب بعيداً بتلك الأفكار حتى وصل بهم الأمر إلى الإنغلاق والإنكماش على أنفسهم (كبعض أخوتنا الأرمن ) وهذا مالانرغب به وأصبح الخطاب قومياً لامسيحياً .. وعند سؤالنا عن دور الكنيسة في ذلك؟
كانت الإجابة أن الكنيسة تريد السماء أما نحن فنريد الأرض ..!!

وقد ذكرتك حضرتك في ردك الأخير عن وحدة حقيقة وطموح لإستعادة الأرض ؟ والمطالبة بالتعويض و الإعتذار من تركيا  طيب.. أعود هنا لأطرح بعض الأسئلة لو سمحت لي:

1-ماهي الآلية المتبعة للحصول على هذه الأرض!!

2-الإعتذار والتعويض بحاجة إلى لجان ومؤتمرات ومحاكم و صولاً لهيئة الأمم المتحدة ,أين هي الآن ولماذا لا نسمع بها بشكل علني ؟

3-أين دور الكنيسة السريانية في هذه المطالب هل لك أن تطلعنا عليها ؟؟

أحاول من هذه خلال هذه الأسئلة أن أوسع دائرة الضوء ونوضح النقاط والأهداف ,فمعرفة الأهداف والطريق وآلية السير أمر ضروري للإستجابة وسرعة العمل ..

 وهذا هو جوابي

إسمح لي أن أشكرك على تعليقك على مقال الإخت الملاك الثائر حول لغتنا السريانية . من المؤسف إنها إستخدمت تعبير اللغة الاشورية و من المؤسف أكثر أنها تنتشر مقالا حول لغة السورة ( اللهجة السريانية الشرقية ) بينما المطلوب اللغة السريانية ( اللهجة الغربية ) . بالنسبة الى أسئلتك الجديدة فهي بدون شك سياسية و تتعلق بما أنا شخصيا أسميه " قضية السريان/الآراميين الكبرى " ، أي حرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا السرياني و نتائجها المباشرة و غير المباشرة على البلاد التي كان يسكنها أجدادنا أي الجزيرة السورية أو بلاد ما بين النهرين . إن مدن أمد ( ديار بكر ) و أورهاي ( سانلي أورفا ) و ماردين و نصيبين و مديات كانت ضمن الجزيرة السورية ( بيت نهرين أو آرام نهرين) التاريخية و الجغرافية . أما اليوم فهي خاضعة للحكم التركي . قبل الإجابة على أسئلتك أحب أن أذكرك بأنني باحث في التاريخ السرياني القديم و إنني لست سياسيا أو متحزبا لأي حزب ولكنني أحب أن أجيبك لأنك تريد أن تعرف رأي و لأنني فرد يعاني من حرب الإبادة التي شنتها الحكومة العثمانية على أجدادنا الأبرياء.

1- ماهي الآلية المتبعة للحصول على هذه الأرض !!

للأسف الشديد لا يوجد رؤية واحدة لهذه المشكلة ، السريان منقسمون على أنفسهم ، لا يزالون مختلفين حول التسمية السريانية و الهوية السريانية/الآرامية . لقد تعرض الشعب الأرمني الى أول حرب إبادة عرفها التاريخ و إستشهد أكثر من مليون و نصف شهيد و قد نجا عدد قليل جدا ربما ربع أي 25 % من الشعب الارمني . لقد إستطاع هذا الشعب الارمني الجبار أن " يجمع" الناجين من الحرب و يؤسس لهم المدارس و المؤسسات الكنسية و العلمانية في سوريا و لبنان . لقد ناضل الشعب الأرمني من جل قضيته العادلة مما دفع الكثير من الدول العظمى بالإعتراف بحرب الإبادة ضد الشعب الأرمني . هنالك أحزاب و مؤسسات أرمنية قوية عديدة مختلفة سياسيا و لكنها" موحدة " في نضالها ضد الحكومات التركية اللتي لا تعترف و بعض الأحيان تدعي أن الثوار الأرمن قد قتلوا الأتراك المسالمين . إن سياسة تركيا ( تهربها من الإعتراف بالمجازر ) تدفع الأحزاب الأرمنية كي تتوحد في التعامل مع السياسة التركية .

للأسف الشديد هنالك أحزاب سريانية ( و هي أشبه بالدكاكين ) تدعي أنها تمثل الشعب السرياني و تدعي أننا ننتمي الى الشعب الاشوري . هذه الأحزاب - لا تمثل الشعب السرياني - ترفع شعار مطالبة تركيا بالإعتراف بالمجازر بحق الشعب الاشوري . و من جهة أخرى بعض الأحزاب و المؤسسات السريانية/الآرامية بدأت في إقامة ذكرى لحرب السيفو و لكنها لا تعمل معا لأنها لا تملك نظرة موحدة لحرب السيفو .جوابا على سؤالك : لا يوجد آلية متبعة لأن السريان يضيعون الوقت في النقاشات العقيمة حول التسمية السريانية أو الهوية السريانية و حتى اللغة السريانية ( بعض المتطرفين يمنعون إستخدام تعبير اللغة السريانية و يطالبون بإستخدام تعبير " اللغة الاشورية").
2- الإعتذار والتعويض بحاجة إلى لجان ومؤتمرات ومحاكم و صولاً لهيئة الأمم المتحدة ,أين هي الآن ولماذا لا نسمع بها بشكل علني ؟

إنقسامات السريان المخذلة ليست هي مشكلتهم الوحيدة ، هنالك مشكلة أكبر وهي أن السريان لم يناضلوا بعد الحرب من أجل إعتراف تركيا و العالم بحرب الإبادة اللتي تعرض لها أجدادهم . لقد بدأ الوعي ينتشر بين السريان خاصة في أوروبا و بدأت بعض المؤسسات السريانية كالإتحاد السرياني العالمي و غيرها تتصل بهيئة الأمم المتحدة لإطلاعها على أوضاع الشعب السرياني الآرامي.

إن المؤسسات السريانية المنتشرة في أوروبا تستطيع أن تعمل بفاعلية أكثر لو كانت لها نظرة موحدة الى " القضية السريانية ". الشعب الأرمني يقيم كل سنة و في كل بلدان العالم مسيرات بمناسبة ذكرى المجازر التي تعرض لها أجدادهم . إن مسيراتهم السنوية تذكر العالم بشناعة الجرائم النكراء التي إرتكبتها الحكومة العثمانية خلال الحرب الكونية الأولى . من المؤسف جدا أن كثيرون من السريان لا يعتبرون " حرب الإبادة" اللتي تعرض لها أجدادهم أنها " قضيتهم الأولى " ، و بالتالي لا يطالبون المؤسسات السريانية بتنظيم مسيرات ضخمة خاصة في أوروبا كي يتعرف العالم أن شعبنا السرياني هو الشعب الثاني اللذي تعرض لحرب إبادة جماعية . إنني لا ألوم الدول الكبرى إذا لم تعترف بإرتكاب حرب إبادة ضد الشعب السرياني طالما المسؤولون عن مؤسسات هذا الشعب لا يشعرون أن تلك الحرب هي قضيتهم الرئيسية و هي الهدف من أجل حث الشباب على النضال من أجل قضيتنا العادلة . جوابا على سؤالك : لا يوجد مؤتمرات سريانية حول حرب الإبادة ، لا يوجد لجان دائمة تعمل من أجل الإسراع في إعتراف الدول الكبرى بتعرض الشعب السرياني/الآرامي لحرب إبادة جماعية . بعض الأفراد و بعض الأحزاب و بشكل منفرد عملت في الماضي من أجل لفت أنظار العالم الى تعرضنا لحرب إبادة من قبل العثمانيين . الشعب الأرمني يناضل منذ نهاية الحرب العالمية الأولى و تتوحد كل المؤسسات الأرمنية في المطالبة بايجاد حل عادل يبدأ بإعتراف تركيا بقيام الحكومة العثمانية بارتكاب حرب إبادة ضد الشعب الأرمني. نضال المؤسسات السريانية قد بدأ متأخرا و أغلبه يتم بشكل منفرد وغير منظم و للأسف غير فعال حتى اليوم ( إنني لم أسمع أن أميركا أو فرنسا أو حتى روسيا قد إعترفت بحدوث المجازر بحق الشعب السرياني(.

 3-أين دور الكنيسة السريانية في هذه المطالب هل لك أن تطلعنا عليها ؟؟

للأسف الشديد لا يوجد كنيسة سريانية واحدة بل عدة كنائس سريانية من أرثودكسية و كاثوليية و كلدانية و نسطورية ( اشورية منذ1976 (  و بالرغم من العدد الكبير من الشهداء السريان الأبرياء ( العدد الإجمالي حوالي 200 ألف شهيد ) فإن هذه الكنائس السريانية ظلت تعمل منفردة بعكس الكنائس الأرمنية . إن الكنيسة السريانية الشرقية ( الاشورية ) تلعب دورا كبيرا في تبني مطالب الحركة الاشورية خاصة بإقامة دولة اشورية في العراق ، مما دفع النظام العراقي السابق في التشدد في معاملة هذه الكنيسة . الكنائس السريانية الكلدانية و الكاثوليكية لا تأخذ مواقف سياسية مباشرة و للأسف الشديد لم تلعبا في الماضي ( كما اليوم ) أي دور فعال لتنظيم المسيرات بمناسبة ذكرى المذابح ، بالرغم أن الكنائس الأرمنية تشارك في كل سنة في المسيرات الضخمة في ذكرى 24 نيسان ، نرى رجال الدين الكاثوليك يتحججون بإبتعادهم عن السياسة و يمتنعون عن إقامة ذكرى لائقة بحق شهدائنا ربما أنهم يعتبرون أن الشهادة عند السريان هو أمر طبيعي لأن أجدادنا قد تعرضوا لمضايقات و حملات عديدة من عدة شعوب. المشكلة إن تعرض أجدادنا السريان الآراميين في الإمبراطورية الفارسية أو في الإمبراطورية البيزنطية للإضطهادات العديدة ظلوا يشكلون أكثرية ساحقة في شرقنا الحبيب . أما تعرضهم سنة 1915 لحرب إبادة غايتها المعلنة هي قتل الرجال و النساء و الأطفال من أجل إقتلاعهم من بلادهم التاريخية فإنه كان من واجب الكنيسة أن تدافع عن حقوق شعبنا البريئ خاصة لعدم وجود أحزاب سريانية في ذلك الوقت . أما الكنيسة السريانية الأرثودكسية فإنها تتفاعل مع المؤسسات السريانية و تدعمها خاصة في أوروبا و هنالك مشاريع عديدة قيد التحضير حيث تقف الكنيسة السريانية الأرثودكسية بجانب الشعب السرياني.  في النهاية أحب أن أذكر أن الشعب السرياني لم يتفق بعد على تاريخ موحد من أجل ذكرى تعرض أجدادنا لحرب الإبادة . لقد طالبت بعض المؤسسات السريانية الغيورة كي تدرس موضوع تعيين تاريخ ثابت لإقامة ذكرى لشهدائنا !

بإختصار
أ - لا يوجد آلية للعمل أو برنامج محدد للمطالبة أولا بإعتراف تركيا بإرتكابها حرب إبادة جاعية بحق أجدادنا السريان ...الأرمن يطالبون و سيحصلون على بعض أراضيهم التاريخية.

ب - السريان لا يناضلون بشكل منظم و كثيرون منهم يجهلون إن حرب الإبادة هي قضيتهم الكبرى .
ج - الكنائس السريانية تتخوف من لعب دور فعال مع أن رجال الكنيسة كانوا من أوائل الشهداء : يجب ألا تكتفي الكنيسة بما كتبه الأب إسحق أرملة بل أن تعمل كي يعرف العالم كله ما تعرض له شعبنا السرياني .
د - لا يحق لأحد أن " يسامح " تركيا قبل أن تعترف تركيا بحصول حرب الإبادة و التعويض العادل .
 
هنري بدروس كيفا

421
عيد" اكيتو" برهان على إندثار الحضارة الأكادية و الأشورية



كل سنة نقرأ مقالات جديدة " مليئة بالمعلومات الخاطئة " بمناسبة عيد " اكيتو" الذي تحول الى مناسبة لإقامة الحفلات الغنائية حيث يتبارى السياسيون بالحديث عن أهمية عيد اكيتو .

أولا - اكيتو عيد سومري/أكادي أم اشوري ؟

في السنوات الأخيرة ، إحتدم النقاش بين إخوتنا اللذين يؤمنون بالهوية الاشورية و بين إخوتنا الكلدان حول عيد اكيتو : الفريق الاول يدعي بأن عيد " اكيتو" هو عيد اشوري بينما يؤكد الفريق الثاني بأنه عيد كلداني !

راجع مقال الأخ حبيب تومي و تعليقي عليه على هذا الرابط

"قراءة في التاريخ .. أكيتـو عيد كلــداني ام آشـوري ؟"

http://www.ankawa.com/

إذن عيد اكيتو أصله سومري إنتقل الى الاكاديين سكان بلاد سومر و أكاد و كانت الإحتفالات تتم في مدينة بابل العظيمة حيث يلعب الإله مردوك الدور الرئيسي في هذه المناسبة . كانت بلاد سومر و أكاد طوال الألف الثاني ق.م الدولة الرئيسية في العراق القديم . كانت كل المدن في هذه البلاد تشارك في عيد اكيتو مع ألهتها الخاصة . بلاد عمورو أو بلاد كنعان ( سوريا في الألف الثاني ق.م ) لم تكن تشارك في عيد اكيتو كذلك بلاد اشور هي ايضا لم تكن تشارك في هذه المناسبة خلال خضوعها للشعب الميتني أو حتى بعد إستقلال بلاد اشور . بدأ ملوك اشور يشاركون في أعياد اكيتو عندما أخضعوا بلاد أكاد الى حكمهم خاصة بعد الملك تغلت فلأسر الثالث ( أواخر القرن الثامن

ق.م ). لقد ظلت مدينة بابل الكلدانية الآرامية ( الألف الأول ق.م ) تحافظ على عيد اكيتو و ظل الإله مردوك المحور الرئيسي خاصة بعد إستقلال بلاد أكاد سنة 624 ق.م و طردهم للحكم الاشوري ثم قضائهم المبرم سنة 612 ق.م على الدولة الأشورية . لقد حافظ الكلدان /الآراميون على عيد اكيتو في عهد الإمبراطورية الفارسية . يقال إن الإسكندر المقدوني قد شارك في إحتفالات اكيتو في مدينة بابل . ولكننا لا نعرف متى توقفت إحتفالات عيد اكيتو ؟

ثانيا - الفكر الاشوري و عيد اكيتو الجديد !

لقد تبنى الفكر الاشوري عيد اكيتو في أواسط القرن العشرين و بدأ يروج هذه الظاهرة الجديدة بين مؤيديه و تحولت في السنوات الأخيرة الى مناسبة قومية تجارية و مناسبة لإقامة الحفلات الغنائية حيث يتنافس المطربون ( و ما أكثرهم في هذه الأيام ) لإحياء هذه الحفلات المهمة : لأن أول نيسان هو رأس السنة الأكادية عفوا الأشورية ( لا يوجد شعب أكادي حسب منظري الفكر الاشوري و سركون الأكادي هو اشوري ايضا ... ) إن تعبير رأس السنة الأشورية قد تحول الى كذبة أول نيسان ! إن إخوتنا من السريان المشارقة ( النساطرة ) لا يزالون يتلاعبون

في تاريخ الشرق القديم و لكن الإنترنت هذه الوسيلة السريعة للإتصالات سوف تكشف أخطاء الفكر الاشوري

أ - كان الفكر الاشوري يدعي أننا نتكلم اللغة " الاشورية " أما اليوم فإن بعض ممثليه صاروا يؤمنون بأن لغتنا هي السريانية أي الآرامية .

ب - يدعي الفكر الاشوري بأن عيد اكيتو هو عيد اشوري مما دفع بعض الكلدان الى البحث و رفض التزوير الفاضح لتاريخ الحضارة الأكادية .

ج - الفكر الاشوري يعتبر بلاد بابل اشورية لأن بعض ملوك اشور قد إستولوا على مدينة بابل و حكموها لفترات قصيرة . تاريخ بلاد أكاد القديم ليس سرا مخفيا و كل إنسان يبحث عن الحقيقة سيرى كيف دخلت القبائل الكلدانية و الآرامية الى هذه البلاد و صهرتها  و صارت تسمى " بلاد الآراميين " . لقد نجح الفكر الاشوري ( و الإعلام الاشوري ) في المرحلة الأولى في التأثير على بعض الإخوة الكلدان اللذين سارعوا الى إعتبار اكيتو عيد كلداني ! متناسين أن أجدادهم قد توقفوا عن الإحتفال بعيد اكيتو الوثني منذ مئات السنين ! و أن هنالك فرق شاسع بين عيد اكيتو الوثني و عيد رأس السنة . لقد إستطاعت الكنيسة الجامعة أن تبعد الأعياد الوثنية القديمة و تضع مكانها أعيادا مسيحية و إشتهرت بعض المناطق في بلاد الآراميين ( وسط العراق ) بإحياء ذكرى بعض القديسين أو الشهداء . لقد حفظت لنا بعض المصادر السريانية النسطورية عن كيفية إقامة تلك الأعياد الكنسية و لا يوجد أي ذكر لعيد اكيتو الوثني .

ثالثا - الإفراط في عيد اكيتو يظهر عيوب الفكر الاشوري . لقد ذكرت سابقا أن الفكر الاشوري يعتبر أن كل الشعوب التي عاشت في العراق القديم تنتمي الى شعب واحد و الى حضارة واحدة و الى لغة واحدة . علما أن الشعب الميتني ( هندو أوروبي ) قد سيطر على شمالي العراق بين 1600 و 1200 ق.م و نرى الشعب الكوشي )هندو أوروبي ) يسيطر و يستوطن في بلاد أكاد في نفس الفترة . سوف أعلق على مقال للسيد عوديشو بنيامين من مركز عشتار الثقافي عنوانه "ماذا نعني ب(اكيتو("

تجدونه على هذا الرابط

http://www.gazire.com/

كتب السيد بنيامين " اكيتو عند البابليين الاشوريين تعني تجدد الحياة, ولان تجدد الطبيعة يبدا في الربيع واول نيسان هو اول ايام الربيع فاتخذه ابائنا واجدادنا عيدا وبداية لتقويم وسنة جديدة نحتفل بها منذ 6758, هكذا كان واصبح ولازال اكيتو عيدا ومناسبة قومية متوارثة عبر التاريخ, واكيتو عيد راس السنة البابلية الاشورية ...". لن أعلق على الرقم الخيالي 6758 سنة ! لا يزال بعض منظري الفكر الاشوري يتناقلون أرقاما وهمية لا أحد يصدقها و لا أحد يستطيع أن يتأكد منها ( العصور التاريخية تبدأ مع الكتابة أي منذ حوالي 5300 سنة) .  السيد بنيامين يخطئ في تعبيره " ولازال اكيتو عيدا ومناسبة قومية متوارثة عبر التاريخ " . فعيد اكيتو لم يكن عيدا قوميا في التاريخ القديم بل عيدا دينيا وثنيا و لم يتوارثه أجدادنا لأنهم توقفوا عن الإحتفال به منذ مئات السنين . لا يحق لأحد أن يخلط عيد اكيتو مع عيد رأس السنة لأن الأول إختفى بينما حافظ أجدادنا على عيد رأس السنة اسوة ببقية الشعوب . يستخدم السيد بنيامين تعبير " اكيتو عند البابليين الاشوريين " كما لو أن الشعبين ينتميان الى جذور واحدة أو دولة واحدة علما أن التسمية البابلية هي تسمية حديثة لا تشير الى شعب معين . لقد أخذ المؤرخون اليونان التسمية الإدارية الفارسية " بلاد بابل " و أطلقوها على سكان بلاد أكاد القديمة وهم الكلدان/ الآراميون .

كتب السيد بنيامين " اعتبار جلب تماثيل الالهة من المدن الى معابد العاصمة للمشاركة في طقوس العيد يمثل روح الوحدة القومية بين سكان الاقاليم في البلاد,اي تمثل قوة الوحدة الداخلية للشعب ". الشعور القومي هو من مفاهيم التاريخ الحديث و بعد الثورة الفرنسية 1789 م . و لكن هذه الجملة تلخص لنا " عيوب " الفكر القومي الاشوري لأن عيد اكيتو كان يحتفل به في مدينة بابل ( و ليس في أشور ). و مدينة بابل سيدمرها الملوك الأشوريون لأن سكانها قد إنصهروا ضمن الشعب الكلداني/الآرامي . ملاحظة صغيرة : لقد تعاقبت عدة شعوب في بلاد أكاد ، السومريون،

الأكاديون ، الغوتيون ، العموريون ، الكوشيون ، شعوب البحر ، وأخيرا في أواخر القرن الحادي عشر ق.م إنتشرت القبائل الآرامية و الكلدانية و سيطرت على بلاد أكاد و قاومت هجومات الاشوريين و صهرت بقايا الشعوب القديمة ضمن الشعب الآرامي و لهذا السبب حلت تسمية" بلاد الآراميين" بدل تسمية بلاد أكاد . كتب السيد بنيامين " عيد راس السنة الاول من نيسان.رمز وجودنا القومي". عن أي قوم يتكلم ؟ من هم سكان " بيت آراماي " ؟

أخيرا إنني لا أعتقد أن إخوتنا من المنادين بالهوية الاشورية يصححون طروحاتهم التاريخية و لكن على الأقل أن القارئ صار يعرف أن عيد اكيتو لم يكن أشوريا و أن أجدادنا قد تخلوا عنه لأنه عيد وثني . محاولات إخوتنا من السريان النساطرة بالإدعاء أن اكيتو هو عيد اشوري قديم قد فشلت . الحفلات التي تقام بمناسبة هذا العيد ( تجدد الطبيعة ) هي بأكثرها حفلات تجارية .

هنري بدروس كيفا

422
هل إطلقت التسمية السريانية على شعب واحد أم على عدة شعوب ؟". أو بعبارة أخرى هل يتحدر السريان من جذور عديدة أم جذور واحدة ؟

 

نحن لا نعرف إذا طرح أحد الباحثين هذا الموضوع الحساس أو إذا أجاب أحد الباحثين على هذا الموضوع بشكل علمي أو كموضوع رئيسي ، لذلك أحببت أن أطرح هذا الموضوع بكل جرأة و أترك للمثقف السرياني أن يحكم إذا كانت معالجتي للموضوع كانت علمية نزيهة أو حتى إذا كانت مفيدة و خطوة جبارة نحو " الوحدة" !

ملاحظة مهمة : لقد أجبت على جوانب عديدة و بشكل مباشر في العديد من المقالات التي نشرتها سابقا ، إنني أشكر المسؤولين في فضائية سوريويو سات اللذين أعطوني هذه الفرصة كي نتناقش و نصحح بعض الأخطاء التي لا تزال منتشرة بين أفراد شعبنا السرياني الآرامي . غايتنا هي الدفاع عن تاريخنا و هويتنا الحقيقية لأنها " فعلا" توحدنا و تحثنا على العمل و النضال من أجل أن نحافظ على وجودنا لأننا من أقدم شعوب العالم و لغتنا الآرامية/السريانية لا تزال من أقدم اللغات المحكية . أتمنى على الغيورين السريان أن يشاركوا و يعبروا عن آرائهم خاصة إذا لاحظوا إنني أبتعد عن المنهجية العلمية في الإجابة على هذا الموضوع !

اولا - هل أطلقت التسمية السريانية على الآراميين المسيحيين في" الأجيال الأولى " ؟

 
 نص المطران اسحق ساكا الموقر من كتاب كنيستي السريانية ص24" نستنتج من هذا كله أولا أن السريانية و السريان حلت محل الآرامية بفضل المسيحية فأضحت السريانية مرادفة للمسيحي ...
ثانيا السريان الذي هو الاسم الديني للكنيسة الانطاكية لا يحمل أي مدلول سياسي أو قومي. و لم يكن يوما ما الاسم السرياني يشير الى أمة بل الى الديانة المسيحية لا غير . وان ايليا مطران نصيبين النسطوري (975-1046) فسر لفظة سرياني بلفظة نصراني ..."

 
أ - نظرية المطران يعقوب أوجين منا المنقولة بطريقة غير مباشرة عن المؤرخ الفرنسي QUATREMERE .
ب - هل يوجد براهين أو نصوص سريانية تثبت هذه النظرية ؟

ج - هل كان السريان القدامى يطلقون التسمية السريانية على المسيحيين منهم و التسمية الآرامية على الوثنيين الآراميين ؟

د - ما هي أسباب إنتشار هذه النظرية بين المثقفين السريان مع أنها نظرية حديثة و غير مبرهنة ؟

ه - هل يوجد رجال دين سريان لا يزالون يؤمنون بهذه النظرية ؟

و - إستغلال بعض الأحزاب المتطرفة لهذه النظرية : التسمية السريانية قد أطلقت على " الاشوريين " بعد إنتشار الديانة المسيحية بينهم !

ثانيا - هل أطلقت التسمية السريانية على الشعوب البائدة أو شعوب

قديمة ؟

أ - بعض الأحزاب تتطرف في تفسير التسمية السريانية فهم يدعون بدون براهين أن التسمية " سورايا " تعني " الاشوري " و بالتالي فإنهم يدعون أن كتابة " أسورايا " أو " ܐܣܘܪܝܝܐ " هي كتابة صحيحة علما إن لغتنا السريانية تستخدم كلمة " ܐܬܘܪܝܐ" للإشارة الى الشعب الاشوري القديم .

ب - لا يحق لسرياني أن يحرف إسمنا التاريخي من ܣܘܪܝܝܐ الى ܐܣܘܪܝܝܐ .لقد ألقى د. دافيد تايلور محاضرة مهمة في المؤتمر الذي أقيم في السويد بمناسبة الذكري 1700 سنة لولادة مار أفرام السرياني أو الآرامي ، ذكر فيها أنهم في صدد إعداد برنامجا خاصا يستطيع من خلاله الباحث في السريانيات أن يعرف كم مرة وردت كلمة ܣܘܪܝܝܐ; في كتاب معين . يعتقد بعض الإخوة إن لمجرد أن المطران منا قد ذكر في قاموسه" ܣܘܪܝܝܐ; : سرياني. آرامي. نصراني ( اختصار ܣܘܪܝܝܐ أيܐܣܘܪܝܝܐ ). يسمح لهم الإدعاء أن السريان هم أشوريون و أن من حقهم أن يكتبوا - و أن يعلموا الآخرين - أن ܐܣܘܪܝܝܐ هي التسمية الأصيلة التي أطلقت على شعبنا السرياني . علما أن المطران منا بالذات قد ذكر في قاموسه ص 487 " إعلم إن السريان لم يكونوا من قديم الزمان يسمون بهذا الإسم لكنهم كانوا يسمون قديما آراميين سوآء كانوا شرقيين أم غربيين... " لقد أخطأ المطران منا في زيادة حرف الألف على إسمنا السرياني ܣܘܪܝܝܐ أنا لم أجد إسمنا السرياني مكتوبا بزيادة حرف الألف إلا في نص واحد للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة اليونانية أما بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا ܣܘܪܝܝܐ . إن ܐܬܘܪܝܐ فهي التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا على الشعب الأشوري القديم .

ج - للأسف الشديد بعض الغيورين السريان يؤمنون أن التسمية السريانية قد أطلقت على الشعوب القديمة لأنهم يعتبرون نظرية المطران منا" صحيحة " . السيد روبير غابرييل ، رئيس جمعية اصدقاء اللغة السريانية ، في برنامج الصحافي زافين " سيرة و إنفتحت " يقول \" السريان هم سليلة حضارة بلاد ما بين النهرين , أحفاد السومريين والآكاديين والآشوريين والكلدانيين البابليين والفينيقيين والآراميين الذين اعتنقوا الديانة المسيحية في القرن الاول للميلاد. هؤلاء جميعا شكلوا الأمة السريانية ... ". أي أن السريان هم خليط عجيب غريب من شعوب إنقرضت و لم يعد يذكرها التاريخ مثل الشعب السومري و الأكادي و الأشوري و الفينيقي !

د - بعض رجال الدين السريان ، إستنادا الى نظرية المطران منا ، تبنوا أفكارا غير صحيحة تاريخيا . كتب سيادة المطران جورج صليبا الموقر في كتابه " مائدة انطاكيا " صفحة 42" "وحل ألإسم ألسرياني محل ألإسم ألأرامي بعد ألمسيح إذ أضحت ألسريانية مرادفة للمسيحية و قاسما مشتركا للمنتمين إلى ألأرومة من آكاديين و سومريين و آشوريين و بابليين و كلدانيين و فينيقيين و كنعانيين... و هكذا غدت ألسريانية إسما و علما للمسيحية".

ه - إن " آراء " الإخوة اللذين يؤمنون أن التسمية السريانية قد أطلقت على الشعوب القديمة هي مبنية على نظرية المطران منا غير العلمية ، أحب أن أشير أن نظرية المطران منا / QUATREMERE تتكلم عن الآراميين و ليس الشعوب البائدة !

و - النصوص السريانية العديدة التي تركها أجدادنا السريان المشارقة و المغاربة تثبت لنا أنهم كانوا يفتخرون بجذورهم الآرامية و ليس السومرية أو الإسبانية !

ثالثا - الهوية السريانية في تاريخنا الحديث

يقظة القوميات في أوروبا كان في أواسط القرن التاسع عشر ولم ينتشر في شرقنا إلا بين أوساط المثقفين الأرمن في نهاية القرن التاسع عشر . لقد تحول " الإنتماء الطائفي " عند إخوتنا الأرمن الى " إنتماء قومي" خاصة بعد تعرضهم للمذابح في أواخر القرن التاسع عشر و "حرب الإبادة " خلال الحرب الكونية الأولى . بدأ الفكر القومي يسري بين بعض الأوساط السريانية التي تعيش بالقرب من إخوتنا الأرمن :  أمد ، أورهاي ، ماردين ، مديات و غيرها وإنتشرت بعض الجرائد التي تدعو الى وحدة السريان القومية و لكن للأسف الشديد لم يبن الرعيل الأول من القوميين السريان طروحاتهم على معلومات صحيحة فخلطوا بين السريان و الاشوريين . لقد ترك لنا المفكر نعوم فائق قصائد و كتب عديدة فتارة يدعو لغتنا اللغة الآرامية و طورا يدعوها اللغة الاشورية و صارت هويتنا السريانية/الآرامية ضحية لمفاهيمهم الخاطئة . يجدر بنا أن نذكر أن الفكر القومي لم ينتشر بقوة بين السريان و ظل الإنتماء الطائفي هو الغالب حتى بداية السبعينات من القرن العشرين . يعود إنتشار الفكر القومي الاشوري بين إخوتنا من السريان النساطرة لأسباب عديدة أهمها تجمعهم حول بطريركهم في مناطق منعزلة ( جبال حكاري ) و دورهم خلال الحرب الكونية الأولى حيث إستخدمهم الإنكليز في محاربة السلطنة العثمانية و ما تبعها من تشتيتهم . أخيرا وجود أحزاب اشورية عديدة تناضل سياسيا و تطالب بإقامة دولة أشورية في العراق .  أخيرا بدأت بعض الأحزاب و الشخصيات السريانية الغربية تعمل منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي من أجل نشر الفكر الاشوري بين السريان متذرعين بحجج واهية مثل التسمية السريانية مشتقة من التسمية الاشورية أو الإنتماء السرياني هو مذهبي أما الإنتماء الاشوري فهو قومي أو أن التسمية الاشورية هي تسمية موحدة لكل المسيحيين في الشرق أو أن للتسمية الاشورية حسنات لأنها مذكورة في تقارير عصبة الامم و غيرها من الأفكار البعيدة عن هويتنا السريانية/ الآرامية .

لقد تصدى بعض رجال الدين لمحاولات تزوير الهوية السريانية الآرامية ( قداسة البطريرك افرام برصوم ، المطران جيجك رحمهما الله) كذلك عمدت بعض المجلات السريانية مثل بهرو سوريويو و شوشوتو و مجلة آرام الى نشر الفكر القومي الآرامي الصحيح بين أوساط المثقفين السريان فإنتشرت بعض الأحزاب و المؤساسات الآرامية خاصة في أوروبا . تتجاذب اليوم عدة تيارات فكرية الشعب السرياني

- التيار الطائفي الذي لا يزال يخلط بين الإنتماء المذهبي و الإنتماء القومي.

- التيار القومي الاشوري و هو الأسبق في العمل القومي ولكنه أسير الأخطاء التاريخية المتوارثة .

- التيار القومي الآرامي و هو الأصدق لأنه يطالب بالعودة الى الجذور لتنقية تاريخنا من المفاهيم الخاطئة.

 - التيار المستعرب اللذي يؤمن بالعروبة و بعض الأحيان يدعي بجذور عربية صافية .

- التيار المتقلب شعاره المصلحة السياسية و هو من أخطر هذه التيارات لأنه في بعض الأحيان يدعي بالهوية السريانية و لكنه لا يعمل شيئا من أجل إحيائها و شعاره " إذا حشرنا نتسرين "

رابعا - هل تخلى أجدادنا السريان عن إسمهم الآرامي ؟ هل نكر أجدادنا جذورهم الآرامية ؟

بعد الاضطلاع على كتاباتهم نرى بانهم كانوا يعرفون جذورهم حق معرفة، كما انهم حافظوا على هويتهم الآرامية وتمسكوا فيها، وتاكيدًا لذلك نعطي بعض الامثلة:

* قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) (1) "هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم - هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان"

* ورد في احدى كتابات مار فيلوكسينوس المنبجي (توفي 523م) (2) "ان تعبير، اختلاط، يوجد في معظم كتب ابائنا ان كان عند الأراميين او عند اليونان"

* يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن) (3) "وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان"

* وفي تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (القرن التاسع) (4) "ومنذ ذلك الوقت، بدأ ابناء هاجر (العرب المسلمون) يستعبدون الأراميين استعبادًا مصريًا"

* في تاريخ ايليا مطران نصيبين السرياني الشرقي (القرن العاشر) (5) "أمر الحجاج ألا يقوم بطريرك للمسيحيين. وبقيت الكنيسة الأرامية (او كنيسة بلاد الأراميين) بدون بطريرك الى وفاة الحجاج"

* كتب البطريرك ميخائيل السرياني (6) "بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان (سوريَيا)"

* كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر) (7) "لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين" السريان اللذين يناضلون اليوم من أجل هويتهم الآرامية يحافظون على هوية أجدادهم التاريخية . عودة السريان الى جذورهم الآرامية تستند على نصوص واضحة من تراثنا و ليس بسبب وجود أحزاب

و مؤسسات تؤمن بالهوية الآرامية .

 
الخاتمة
أ - التسمية السريانية لم تطلق على الآراميين المسيحيين في الأجيال الأولى كما ذكر المطران أوجين منا .
ب - قد تكون التسمية السريانية مثل التسمية الأرمنية في العصور المتأخرة صارت تعني المسيحي و لكن هذا لا يؤكد نظرية المطران منا .

ج - التسمية السريانية لم تطلق على الشعوب البائدة : السريان ليسوا خليطا من عدة شعوب .

د - يتحدر السريان من الشعب الآرامي بشكل رئيسي و من بقايا بعض الشعوب القديمة التي إنصهرت و ذابت ضمن الأمة السريانية/الآرامية.

ه - التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية : التسمية السريانية هي تسمية قومية قبل أن تكون دينية و هي تعني الشعب الآرامي وحده و لا تعني الشعب " الاشوري" أو الإسباني !

و - التسمية السريانية /الآرامية هي تسمية تاريخية موحدة ، و هي" أملنا " الوحيد لتوحيد كل أبناء الكنائس السريانية في شرقنا الحبيب.

ز - قداسة البطريرك دلي الثالث ، يؤكد " أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي. ليعش العراق بكافة قومياته عربا وكردا وأراميين وأيزيديين وصابئة وشبك."

هنري بدوس كيفا

423
آثار آرامية في باريس

1 ـ معرض الاثارات السورية.

2 ـ دور الآراميين في تاريخ سوريا.

3 ـ الآراميين وبلاد اشور.

4ـ الاثارات الآرامية المعرفة

5ـ الاسطياعات.

اولأـ معرض الاثارات السورية:

يُقام حاليا من 14 ايلول حتى 27 شباط 1994 معرضاً للاثارات السورية في باريس، وذلك في معهد العالم العربي، وهو يتضمن مكتبات كبيرة  وصالات للعرض والسينما والمسرح، وهي مختصة بالعالم العربي. ادارة هذا المعهد نصفها فرنسي والنصف الآخر من العالم العربي.

يهتمّ المعهد بعرض ودرس الحضارات الموجودة في العام العربي: المعرض الحالي هو للاثارات السورية القديمة، من حوالي 15 الف سنة قبل الميلاد حتى الحكم العثماني في سوريا. والمدهش ان القائمين بهذا المعرض قد وضعوا الاعلانات عنه في المجلات والصحف وعلى واجهات المطاعم والمحلات، وذلك لشدّ الزوّار الى هذا المعرض. والاعلان هو تمثال ملك غوزانا الآرامي الذي اكتشف موّخرا سنة 1979 في تل الفاخرية في سوريا.

يلاقي هذا المعرض نجاحاً كبيراً، وذلك بتنظيمه وبعد الزوار الذين يدخلون اليه كل يوم. وقد قسّم المعرض الى عدة حقبات زمنية:

ماقبل التاريخ الالف الرابع ق.م .

 الالف الثالث ق.م.

 الالف الثاني ق.م.

 الالف الاول ق.م.

ثم الحقبة اليونانية-الرومانية، واخيراً صالة كبيرة للحقبة الاسلامية، وهي منذ دخول العرب الى سوريا حتى الفترة العثمانية. وقد وضع المنظمون لوحات عديد تشرح للزائرين عن هذه الحقبات الزمنيةالتي مرّت فيها سوريا وخاصة عن المدن والاثارات المهمة المكتشفة فيها، وكذلك الشروحات العديدة حول التماثيل المعروضة وخاصة الشعوب التي لعبت دوراً في تاريخ سوريا القديم.

ثانياً – دور الاراميين في تاريخ سوريا:

الحقبة التي تهمنا في هذا المعرض هي الالف الاول قبل الميلاد حيث انتشرت الممالك والدويلات الارامية على نهر الفرات والجزيرة وفي جنوب ووسط العرق، وخاصة في سوريا الحالية حيث اشتهر ملوك دمشق الآراميين في محاربتهم اليهود وصدّ الهجمات الاشورية. كانت الكتابات الاكادية تسمي سوريا ببلاد (عمورو) اى "الغرب" وقد عّرفت ايضاً ببلاد "عبر النهر" وذلك نسبة الى نهر الفرات، ولكن منذ انتشار الآراميين سُميت البلاد باسمهم وعُرفت ببلاد آرام، وقد وردت هذه التسمية في الكتابات الاشورية القديمة وخاصة في النص الذي وجد في سفيرة قرب حلب ( راجع مجلة آرام العدد 3-4 ).

رغم سقوط الممالك الارامية بيد الاشوريين وذلك في بيث نهرين سنة 853 ق.م. فاننا نرى الممالك الارامية في بلاد آرام (سوريا) تتحد وتصدّ الجيوش الاشورية، ولم تسقط دمشق الاّ سنة 732 ق.م. الكتابات الاشورية القديمة تثبت لنا ان الآراميين كانوا وظلوا يوّلفون الاكثرية الساحقة في بيث نهر ين ( الجزيرة) ويلاد آرام (سوريا) وجنوب ووسط العراق بابل، وبعكس مايدعي الاستاذ ابروهوم نورو بأن سكان هذه المناطق كانوا من الاشوريين.

حافظ الآراميين على عاداتهم وتقاليدهم والهتهم وانتشرت لغتهم وكتاباتهم في كل الشرق، وقد استعمل الفرس الكتابة الارامية وصارات الارامية اللغة الرسمية في كل ارجاء الامبراطورية الفارسية ورغم تعاقب الاحتلالات الاجنبية، ورغم تعاقب قرون عديدة فقد ظلت سوريا باكثريتها من الشعب الآرامي. وكان هذا الشعب من اول الشعوب التي اعتنقت المسيحية وقذ استشهدوا في سبيل نشر الايمان المسيحي . لعب الآراميون دوراً كبيراً في نقل الثقافة والعلوم من اليونان الى العرب خاصة في القرن التاسع والعاشر الميلادي، وقد تقدم السريان الآراميون في كل ميادين العلم وظلوا يوّلفون الاكثرية في القرى والمدن الصغيرة في سوريا. ان انتقال الحكم الى مسلمين غير عرب من سلاجقة وفرس ومماليك، ثم حرب الصليبيين وهجمات المغول المدمرة، سوف توّدي الى تقلص عدد السكان السريان الآراميين، وتحولهم الى اقلية.

ثالثاً- الآراميون وبلاد اشور:

يلاحظ الزوئر ان القسم الارامي من المعرض، لا يتعدى اربع او خمس تماثيل، ولكن القاعة كانت مليئة بالشروحات عن الاراميين ولغتهم وممالكهم وخاصة الدور الحضاري الذي لعبه الاراميون في الشرق. وكان الزائرون يقفون متأملين امام لوحة عن اللغة الارامية جاء فيها ان السيد المسيح قد تكلم باللغة الآرامية وقد وضع القائمون على المعرض مختصراً عن الآراميين جاء فيه (الآراميون ودولة اشور) زرعت بعض القبائل الارامية الدمار في بلاد بابل و بلاد اشور بينما البعض الاخر تخلى عن البداوة وسكنوا في سوريا. اشهر ممالكهم هي: دمشق – غوزانا – تل برسيب  - حماة، وقد اعادوا الى الحياة حضارة الذين سبقوهم على هذه الارض.

لقد انتشر الاراميون بشكل متصاعد في كل الشرق حتى ايران وقد ادخلوا في كل مكان لغتهم والكتابة التي ورثوها ... اصبحت اللغة الآرامية منذ القرن التاسع قبل ميلاد لغة الثقافة وفي كل مكان لغة التداول. خاضت الممالك الارامية صراعاً درامياً ضدّ الامبراطورية الاشورية.. سنة 612 قبل الميلاد وقعت الامبراطورية الاشورية بدورهاا تحت الضربات الموجهة من السلالة الارامية التي سيطرت على الحكم في بلاد بابل)

لقد احببتُ ان انقل هذا النص الى القراء كي يعرفوا ما يكتب في المعارض عن اجدادهم الاراميين، ولكي يتذكروا الامور التالية:

1ـ عندما اتحدت وتحالفت الممالك الارامية استطاعت بكل سهولة ان تضذّ الهجمات الاشورية.

ب ـ خسرت الممالك الارامية استقلالها عندما تصدت منفردة للزحف الاشوري.

ج ـ  القبائل الكلدانية التي قضت على الامبراطورية الاشورية سنة 612 ق.م. كانت آرامية.

اخيراً انوّه للقارىء الكريم انه لم يوجد اى منحوتات اشورية في المعرض، وذلك بدون شك لأن الاشوريين لم يلعبوا اى دور حضاري في سوريا، فرغم احتلالهم الطويل حوالي 120 سنة فإن همهم الاول كان فرض الضرائب والقضاء على الثورات والانتقام من السكان المحليين. بعكس اليونان والرومان الذين بنوا المدن العديدة والجسور والمعابد والحمامات وشقوا الطرق واعطوا الحرية للسكان المحليين. احتلال الاشوريين لسوريا كان بفضل قوتهم العسكرية وقمعهم الدموى لكل ثورة، وليس بفضل وجود شعب اشوري في سوريا كما يحاول، ان يروّج الاستاذ ابروهوم نورو..

رابعاً – الاثارات الارامية المعروضة:

على الزائرين يجتاز عدة قاعات قبل ان يصل الى القسم الارامي: قاعة كبيرة وضع في وسطها تمثال ملك غوزانا الارامي يبلغ طوله حوالي المترين وقد نُقش عليه كتابة آرامية واخرى اشورية (الاكدية المسمارية وتعتبر من اقدم الكتابات الارامية وتقام حالياً دراسات عديدة لدراسة النص الارامي وتطور الخط الآرامي وقد اكتشف هذا التمثال سنة 1979 وهو معروض في متحف دمش وكان علماء الاثار قد اكتشفوا اثارات عديدة لمملكة غوزانا الارامية منها الاسود والحراس امام معبد او قصر الملك . يوجد نسخة من هذه الاسود امام ابواب متحف حلب. رأيت في المعرض مجموعة من الاطفال يرسمون تمثالاً آرامياً، فتقدمت من السيدة الفرنسية التي ترافقهم مستفسراً قالت لي ( هذا التمثال اعجبهم اكثير من غيره).

طلبت من السيدة نسخاً عن رسمات الاطفال وذلك لنشرها. يوجد قرب التمثال كتابة جاء فيها:

(هذه القطعة قد وجدت في الجامع الاموى الكبير وهي من الشواهد الحسية النادرة التي وصلتنا من عاصمة مملكة آرام دمشق... رمز القوة والعظمة الملكية التمثال المجنح يظهر بوضوح التاثر الفني الذي لعبته مصر الفرعونية في الشرق. ومن المعلوم ان الجامع الاموى الكبير كان كنيسة قبل دخول العرب الى مدينة دمشق ومن الارجح ان هذه الكنيسة كانت معبداً آرامياً للاله حدد.

وقد عرضت ايضاً بعض التماثيل التي وجدت في مملكة نموزانا القديمة، وهي تمثّل رجلاً آرامياً في الصيد. كذلك بعض التماثيل الصغيرة كانت تُستعمل كمقياس للوزن.

خامساً – الانطباعات:

من الصعب جداً على الزائر السرياني الآرامي ان يعبّر عن شعوره عندما يخرج من قاعة الاثارات الارامية. انا شخصيا كنت اتمنى ان ابقى اكثر بالقرب من هذه التماثيل لأنها تشهد – امام الجميع – عن جدارة وحضارة اجدادنا الآراميين.بينما نرى اليوم بعض احفاد الاراميين، يتنكّرون (علناً) للجذور والحضارة الآرامية. وكما يقول المثل (ستكشف لك الايام ما كنت جاهلاً..)

لاشكً ان البعثات الاثارية سوف تكتشف اثارات جديدة، وسوف نتعرّف اكثر على فنّ وتاريخ الاراميين ولكن يجب على السريان الاراميين، ان يزوروا هذه الاثارات الارامية الموجودة في الشرق و الغرب وذلك حباً بالمعرفة. لا احد يدّعى ان الفن الارامي اجمل وافضل من الفن الفينيقي او البابلي او الاشوري..

لقد صمد اجدادنا الآراميين امام الجيوش الاشورية، وقاوموا حتى الموت. ثم حافظوا على وجودهم وتقاليدهم خلال احتلالات اجنبية عديدة، فهل يستطيع السريان الآراميين ان يقاوموا اليوم اخطار التذويب؟ الجواب في ضمير كل فرد من الشعب السرياني الارامي.

هنري بدروس كيفا

عن بهرو سريويو 1993 December

424
هل المثقف السرياني هو مسؤول عن إنقسام شعبنا أم الطروحات التاريخية المزيفة ؟

لقد نشر الباحث و الشاعر إسحق قومي الموقر مقالا مهما عنوانه" أحذرُ من انقسام شعبنا وعلى المثقفين تقع المسئولية التاريخية" موجود على هذا الرابط

http://www.freesuryoyo.org/index.php?option=com_

content&task=view&id=1663&Itemid=2

لا شك أن غيرة هذا الشاعر تدفعه الى تحذير المثقفين السريان حول مسؤوليتهم . للأسف الشديد لم أجد أي تعليقات مهمة حول هذا التحذير لذلك أحب أن ألقي بعض الملاحظات خاصة في ما يتعلق بالتاريخ و هويتنا .

اولا - الإنقسامات داخل " شعبنا " .

إن المثقف السرياني غير مسؤول عن الإنقسامات في أمتنا السريانية/ الآرامية ، لأن هذه الإنقسامات قد تمت لأسباب دينية عقائدية في القرن الخامس و بعده . السرياني الذي قبل مجمع خلقيدونيا ظل محافظا على إنتمائه السرياني كذلك السرياني النسطوري . إن يقظة القوميات في القرن التاسع عشر هي التي حولت الإنقسامات الدينية الى إنقسامات " قومية ": هنالك تيار ماروني يدعي بالإنتماء الفينيقي أو الإنتماء الى " قومية لبنانية تاريخية " . أما إخوتنا السريان النساطرة فقد إنتشر الفكر القومي الأشوري في بداية القرن العشرين و صاروا يدعون أن كل السريان ينتمون الى الشعب الاشوري !

ثانيا -" شعب واحد ولغة واحدة وتاريخ واحد ومصير واحد."

لقد كتب الأخ إسحق قومي هذه الجملة و لكنه لم يذكر " إسم هذا الشعب و هويته التاريخية " . بعض الأحزاب ترفع هذا الشعار ثم و بدون أية براهين تدعي أننا أشوريين و لما لا نكون " إسبان أو إيرانيين ". نحن لا نشك في مصداقية الشاعر إسحق قومي فهو ينشد الوحدة و يتألم لمصيرنا و لكن وحدتنا التاريخية موجودة و إسم لغتنا معروف و محسوم . المشكلة هي وجود طروحات غير علمية تزور هوية السريان و تنفي وجودهم و تسرق لغتهم مدعين أن إسمها اللغة الاشورية ! إذا كان بعض إخوتنا يؤمنون أن جذورنا هي اشورية و البعض يؤمنون أنها آرامية فلا يحق لنا أن ندعي أننا " شعب واحد " بدون العودة الى التاريخ الحقيقي للشعب السرياني .

ثالثا - حجر الأساس لوحدة الأبحاث التاريخية والعلمية  يطالب الأخ اسحق قومي بالتاريخ الأكاديمي و هذا موقف إيجابي و لكنه يتناقض مع بعض الأفكار التي وردت في مقاله فهو قد ذكر" أنت آشوري فليس من حقي أن أرفضك وأستنكر عليك أشوريتكَ" هنالك شعوب عديدة قبل الأشوريين و بعدهم قد " إنقرضت " و لم يعد لهم أي وجود كشعب حي . إن علماء الكنيسة السريانية النسطورية ( منذ 1976 صارت تسمى اشورية ) يؤكدون على إنتمائهم الآرامي منذ أكثر من 1000 سنة فهل نصدقهم أم علينا أن نقبل بالطرح الأشوري ؟  أخ إسحق قومي ، إن المصادر السريانية ( شرقية و غربية) تثبت لنا أن أجدادنا السريان كانوا يؤمنون بجذورهم و هويتهم الآرامية . أما إخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية فهم يستندون على تفسيرات خاطئة متعمدة . إن التسمية الاشورية في المصادر السريانية لم تكن مستحبة و صارت في قاموس حسن بن بهلول تعني " الأعداء " . عندما ذكر د. أسعد صوما المتخصص في تاريخ السريان خلال لقاء في سوريويو سات هذه الحقائق حول التسمية الاشورية ، قام بعض الإخوة الأكادميين بنقده مدعين " أنه مخرب و مقسم للشعب السرياني ". مما دفعني الى الرد على أحد هؤلاء الإخوة في موقع القامشلي و يظهر أنه مهندس أكاديمي و لكنه لا يريد أن يتعلم تاريخنا كما هو لأنه عاد مؤخرا وكتب في موقع القامشلي

http://www.kamishli.com/phpbb/viewtopic.php?f=5&t=5410

تحت عنوان رنان "هزيمة المثقفين والاكادميين السريان. واعضاء خندق الصمود"  فهو يتعجب "اين كان صوت المثقفين واقلام الاكادميين عندما قال الدكتور اسعد صوما في التلفزيون السرياني في هذا الوقت العصيب الذي يمر به شعبنا بأن: الأثوريين هم اعداء السريان الآرميين استناداً إلى مقولة قالها حسن بن بهلول قبل اكثر من 1000 عام تقريباً." هل يحق لمهندس أو لطبيب أو لشاعر لم يقم بأية دراسات تاريخية أن يتهجم على باحث نزيه مثل د. أسعد صوما ؟ عفوا هل المطلوب منا أن " نزور " مصادرنا السريانية كيف تتوافق مع الطرح الاشوري ؟ لا شك إنك إطلعت على ما كتب أحد الكتاب الآراميين الذي يبحث عن الشهرة حول هذا الموضوع ( لن أذكر إسمه مخافة أن يصحح كل المغالطات التاريخية التي قد تكون موجودة في أبحاثي و يجبرني أن أعتذر أمام المثقفين السريان/ الآراميين ).

كتب الأديب الآرامي اللذي يتطاول على علم التاريخ وفقد أدب الحوار" وحول هذا الأمر، في إحدى لقاءاتي مع السيد د. أسعد صوما أسعد، سألته عن كيفية تطاوله على الآشوريين/الآثوريين واعتبار كلمة آثوري/ آشوري تعني عدو؟ أجابني أنه قرأ في المعجم الفلاني أن الكلمة تعني عدو، أسأل السيد د. أسعد هل ما قاله فلان الفلاني في قاموسه من منظور علمي، وهل كلامه منزل من السماء؟ ومَن هو هذا العبقري الذي يعتبر الآثوري/ الآشوري هو عدو؟!!! انا أعتبر أن كل من يعتبر الآثوري عدو هو عدو وعدو لدود للآراميين أولاً ثم للآشوريين والآثوريين ثانياً." فإلى الأديب الآرامي الذي يبحث عن الشهرة ، أترك علم التاريخ لأربابه ، الرئيس أوباما لن يرد على رسالتك ، كف عن التهويل بقميص عثمان لإثارة الفوضى ، إذا كان " الشاعر" لا يستطيع أن يرد فلما لا ترد أنت و تعرف القراء حول مفهومك للهوية السريانية ؟ إنني أسمع الهتافات تحي بطولتك !

رابعا - " نحن مسؤولون و لكننا غير مذنبين !"

الوزيرة الفرنسية السابقة جورجينا دوفوا Georgina Dufoix إستلمت عدة وزارات في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتيران . لقد أجبرت على ترك العمل السياسي لأنها تورطت في عدم إتخاذ  الإجراءات اللازمة لعدم نقل مرض الإيدز بواسطة متبرعي الدم .

لقد إشتهرت بجملتها المشهورة « responsable mais pas coupable " أي إنني مسؤولة و لكنني غير مذنبة! و هذه حال بعض " السياسيين" اللذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن الشعب السرياني و يزورون هويته التاريخية و يدعون أننا شعب اشوري أو أشوري آرامي و هم غير مذنبين . أخ إسحق قومي الموقر، نحن لا نضع مسؤولية الإنقسامات على المثقفين السريان و لكن على الدكاكين الحزبية التي تدافع عن الطرح الاشوري و الهوية الاشورية المزيفة . عندما نؤكد أن هنالك نصوص سريانية تؤكد أن أجدادنا من السريان كانوا يستخدمون التسمية الاشورية بمعنى غير مستحب فنحن ننتظر من المثقف الأكاديمي أن يسأل : أين هي النصوص ؟ من كتبها ؟ و لما تحمل هذه المعاني ؟ و ليس أن يتهجم أحدهم ( يبحث عن بطولات وهمية ) على باحث مثل د. أسعد صوما " سألته عن كيفية تطاوله على الآشوريين/الآثوريين واعتبار كلمة آثوري/ آشوري تعني عدو؟ ". من السهل جدا على الباحث المتخصص في تاريخ السريان أن يحدد هوية السريان الحقيقية ، ربما لأنها مذكورة في تراثنا الغني . سوف أذكر بعض الأسماء : المطران أوجين منا الكلداني ، البطريرك أفرام برصوم ، الأب المؤرخ ألبير أبونا ، المطران لويس ساكو الكلداني ..... بعض الأحزاب تتطرف في طروحاتها لذلك هي المسؤولة بالدرجة الأولى .

ملاحظة صغيرة إنني لا أخاف من بوق آرامي أخرس و لا من أديب متطفل على علم التاريخ
هنري بدروس كيفا

425
هل ينجح "المؤتمر الكلداني العالمي" في تحقيق " اعجوبة " حول هويتنا التاريخية ؟

نشر الأخ حبيب تومي مقالا في عدة مواقع يطالب فيه بعقد مؤتمر كلداني في هذه السنة ، النص الكامل موجود على هذا الرابط

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=24504
لا شك أن الأخ حبيب تومي يطمح الى توحيد إخوتنا الكلدان خاصة من أجل الحصول على حقوقهم   العادلة  في العراق . لقد أسرع بعض المفكرين الكلدان الأحرار في التعليق على هذه الدعوة و أغلب ردودهم هي إيجابية لأنهم يشعرون بخطورة وضعهم في العراق .   بما أن الأخ حبيب تومي يطالب المفكرين الأحرار بتقديم آرائهم حول عقد هذا المؤتمر و بما أنه يشدد كثيرا على " الهوية الكلدانية التاريخية " سوف أعلق على القسم التاريخي مشددا على " أهمية إنعقاد هذا المؤتمر الكلداني".

أولا - من هم الكلدان ؟ 

  من المؤسف إن إخوتنا الكلدان يفتقرون الى مؤرخين متخصصين في تاريخ الشعب الكلداني في تاريخ الشرق القديم مما سمح لبعض المفكرين أن ينشروا مقالات مزورة لهوية الكلدان : هذا يؤكد أن التسمية الكلدانية هي أسم " أسرة حاكمة " و ذاك يعتقد أن التسمية الكلدانية لا تشير الى هوية لأنها تعني " عالم فلك أو منجم " . لا يزال البعض يعتقد أن التسمية الكلدانية هي " مذهبية " لأنها تدل على إخوتنا اللذين إنفصلوا أو عادوا الى الكنيسة الكاثوليكية ، و يعتقدون أن الكلدان قد إنفصلوا عن الكنيسة النسطورية الأشورية بينما الحقائق التاريخية تثبت إن الإنفصال  هو عن الكنيسة السريانية الشرقية أي النساطرة . قد يكون إنتشار هذه الآراء الخاطئة حول الكلدان قد دفعت أحد السياسيين من " الاشوريين" الى طرح السؤال " هل وردت التسمية الكلدانية في النصوص القديمة ؟ " .

كثرة الآراء الخاطئة بين المفكرين لا يعني أن هوية الكلدان التاريخية هي مجهولة !

 لا شك يوجد بعض الإرتباكات بين إخوتنا الكلدان حول هويتهم منهم من يؤمن بأنه عراقي و منهم من يؤمن بأنه ينتمي الى الشعب الكلداني و البعض يؤمن بالهوية الاشورية الحديثة و البعض يؤيد التسمية المركبة !  قداسة البطريرك بيداويد الراحل قد قال " أنه اشوري " بينما قداسة البطريرك مار عمانويل دلي  يؤكد "أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي. "

ثانيا-  ما الفرق بين " الهوية الكلدانية التاريخية " و " الهوية الكلدانية السياسية " ؟

  قد لا ينتبه بعض القراء على دقة هذه التعابير ، و طبعا هنالك فرق كبير  بين " هوية كلدانية تاريخية " و  بين " هوية كلدانية سياسية " . الأولى تستمد قوتها و سبب وجودها من تاريخ الشعب الكلداني و لا تقبل بالتخلي عنه أما الثانية فهي تستمد قوتها من نشاطها السياسي و من تحالفاتها الآنية و من الطبيعي - في سبيل مصالحها السياسية الحالية - أن تتناسى جذورها لأن السياسي الناجح يبحث دائما عن فن الممكن و هو منفتح على كل التيارات . لكل من هذه المفاهيم نقاط سلبية و نقاط إيجابية .

  أ - الهوية الكلدانية التاريخية  تبحث عن هوية الكلدان الحقيقية و تدافع عن هويتها بدون النظر الى مصالحها السياسية. لقد أوصل لنا المؤرخون اليونان القدامى قصص عديدة عن الشعب الكلداني و حضارته  ولكنهم عمموا آراء غير صحيحة تاريخيا عن الشعب الكلداني الحقيقي مثلا الفترة الزمنية التي حكموا فيها. لقد نقل  البطريرك ميخائيل الكبير في ملحقه طبعة شابو الفرنسية  في الصفحة 442 بعض الحكايات غير الصحيحة عن الكلدان مثلا وجود ملوك كلدان قبل الطوفان و بعده بلغ عددهم 40 ملكا ! و قد نقل ميخائيل من تاريخ أوسابيوس الذي نقل بدوره من تواريخ فلافيوس جوزيف اليهودي الذي إعتمد على ما ورد في أسفار التوراة . وقد إهتم علماء أوروبا في العصر الحديث في تاريخ و هوية الشعب الكلداني القديم . نشر فولتير الفرنسي Voltaire سنة 1756 كتابا عنوانه" Essai sur les moeurs et l'esprit des nations " ذكر في مقدمته عن الكلدان أنهم إستخدموا الكتابة الهيروغليفية مثل الشعب المصري القديم، و ربط بين الكلدان و بناء مدينة بابل مما يوحي للقارئ أن الكلدان هم من أقدم الشعوب ! و ذكر فولتير أيضا أن تسمية بابل في اللغة الكلدانية تعني " الأب الإله " لأنه في اللغة الكلدانية كلمة باب تعني الأب !  يعترف فولتير بإكتناف الغموض تاريخ الكلدان و يكتب " بعض العلماء يؤكدون أن بلاد أشور و بلاد كلدو كانت تؤلفان إمبراطورية واحدة ، محكومة بعض الأحيان بأميرين : الأول مقره بابل و الاخر مقره نينوى.

     و قد جرى نقاشات عديدة بين العلماء في أوائل القرن التاسع عشر البعض منهم كان يدعي أن الكلدان ينتمون الى الشعب الآري و البعض الأخر يؤكد أنهم ساميين . الطريف ( و لكنه غير صحيح تاريخيا ) إن العالم الفرنسي المشهور أرنست رينان كان قد أكد - في كتابه المشهور تاريخ اللغات السامية -  أن الشعب الكلداني ينتمي الى الشعب الكردي !

ب - الهوية الكلدانية السياسية    إنني غير مطلع على طروحات الأحزاب الكلدانية الحديثة و مفهومها حول الهوية الكلدانية التاريخية ولكنني من خلال مقالات بعض الإخوة اللذين يدافعون عن الهوية الكلدانية لاحظت أنهم لا يعرفون الدراسات العلمية حول الكلدان القدامى . و بعض الأحيان يخلطون بين التاريخ الكلداني العلمي و تاريخ الكلدان المسيس ( أحدهم لا يزال يدعي بوجود الكلدان قبل 5300 سنة قبل الميلاد !) و كثيرون من الكلدان – إستنادا الى التوراة الذي ذكر " أور الكلدانيين " - يعتقدون أن الكلدان كانوا متواجدين في بلاد أكاد في الألف الثالث و الألف الثاني قبل الميلاد ! علما أن أغلب المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يؤكدون أن القبائل الكلدانية هي آرامية و قد جائت من الغرب بادية سوريا و إستوطنت بلاد أكاد في أواخر الألف الثاني ق.م أو في بداية الألف الأول ق.م . و قد عرضت هذا الموضوع سابقا على هذا الرابط

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=15986
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=16085
ج - بعض التعليقات حول هوية الكلدان

 1 - للأسف الشديد لا يوجد إحصائيات حول نسبة الكلدان اللذين يؤمنون بإنتمائهم الكلداني ، أو إنتمائهم التاريخي الآرامي ، أو العراقيو أخيرا الكلدو اشوري  السرياني أو الاشوري !

 2 - نحن لا نعرف إذا كان أحد الكلدان يؤمن بالهوية الاشورية يحق له أن يشارك في المؤتمر ؟

3 - إن أهم أهداف المؤتمر المعلنة هي الدفاع عن الهوية الكلدانية  السؤال الذي يطرح هو عن أية هوية كلدانية : التاريخية أم السياسية ؟

4 - لا أحد يستطيع أن يتلاعب بهوية الكلدان التاريخية : لقد رأينا سابقا كيف فشلت محاولات " أشورة " الكلدان بالإستناد الى تفسيرات غير علمية من نوع ( لا يوجد شعب كلداني لأن التسمية الكلدانية تعني المنجم أو عالم الفلك و غيرها ).

 5 - إن الدراسات العلمية حول هوية الكلدان القديمة تعتمد كثيرا على المصادر أي الكتابات العديدة باللغة الاكادية . أما كتابات اليونان القدامى فهي لا تعتبر من المصادر و لكن من المراجع و يجب نقدها لأنها تحتوي معلومات غير صحيحة عن الكلدان .

.6 - إن إخوتنا اللذين يؤمنون بالهوية الكلدانية التاريخية لا يصدقون أبدا ما ورد في تاريخ ميخائيل الكبير بتناقل السلطة بين الكلدان خلال فترة طويلة ( أربعون ملك كلداني ) . أو أن الكلدان القدامى كانوا يتكلمون اللغة الكلدانية إستنادا الى فولتير أو غيره!

 7 - للأسف أن بعض إخوتنا يطالبون بالدفاع عن هوية الكلدان التاريخية و لكنهم يصدقون بعض الطروحات المزورة لهوية الكلدان الحقيقية . هذا الخلط بين هوية الكلدان الحقيقية/ الآرامية مع هوية كلدانية شوفينية قد تبعد شبابنا عن العمل القومي .

ثالثا - لغة كلدانية أم لغة آرامية/ سريانية ؟

أحب أن أشكر الأخ حبيب تومي على أمانته حول تاريخ الكلدان القدامى فهو يكتب " ولعل آخر ما قدمه للمسيرة الحضارية البشرية قبل حوالي ثلاثة الاف سنة هو التقويم الشمسي وهو تقسيمه الوقت الى السنة والشهر والأسبوع واليوم والساعة والدقيقة والثانية ". من المعلوم أن الشعب الكوشي هو الذي طور علم الفلك في بلاد أكاد قبل أن تدخل القبائل الكلدانية/ الآرامية   في أواخر القرن الحادي عشر و تسيطر على هذه البلاد . الإيجابية في هذه الفكرة أن المفكر حبيب تومي لا يدعي أن حمورابي كان كلدانيا بعكس ما يؤمن بعض القوميين الكلدان. حمورابي كما هو معروف كان " عموريا " .

إنني أخالف الأخ حبيب تومي في إسم اللغة التي يتكلمها الكلدان فهو يكتب " المؤتمر يعمل مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيـــــة ، التي عملت عبر التاريخ على الحفاظ على اللغة الكلدانيـــة ( كلذايا) وطقوسنا واسمنا القومي الكلــــداني وأثبتت الكنيسة عبر التاريخ انها مؤسسة أمينة للحفاظ على تراث شعبنا وتاريخه ".

لقد وجدت قاموسا من أواخر القرن التاسع عشر حول اللغة الأكادية القديمة و عنوانه " قاموس كلداني - فرنسي " . فهل سيستغل القوميون هذا الخطأ و يدعون أن اللغة الأكادية كانت كلدانية أو - لا سمح الله - هل سيقوم أحد المغامرين و يدعي أن الكلدان القدامى كان لهم لغة كلدانية خاصة ؟

أم أن الكلدان في القرن الواحد و العشرين سيلتزمون بالتسمية العلمية للغة أجدادهم ؟

 قام البطريرك   بيداويد  الكلداني سنة 1975 بإعادة طبع قاموس المطران يعقوب أوجين منا الشهير و لكنه عمد الى تبديل إسمه من " دليل الراغبين في لغة الآراميين " الى " قاموس كلداني - عربي " . الحجج الواهية التي ذكرها في مقدمته غير مقبولة على الصعيد العلمي و الأدبي لأن المطران يعقوب أوجين منا  كان يؤمن أن كل المسيحيين في شرقنا الحبيب كانوا ينتمون الى الشعب الآرامي و أن إسم لغتهم " التاريخي و العلمي هو اللغة الآرامية/السريانية".

إن أغلبية رجال الدين الكلدان تستخدم تعبير " اللغة الآرامية أو السريانية " ، في مقاله الأخير سيادة المطران سرهد جمو  يستخدم تعبير " اللغة الآرامية الحديثة ". من الغريب أن " الأحزاب الاشورية " قد بدأت تستخدم أو تصحح بعض مفاهيمها حول لغتهم و يسمونها " اللغة السريانية " و نرى اليوم " نزعة جديدة" عند بعض إخوتنا الكلدان حول " اللغة الكلدانية ". أخيرا أن أبحاث إدوارد ليبنسكي تؤكد أن لغة القبائل الكلدانية الأم كانت اللغة الآرامية و أنهم تعلموا اللغة الأكادية في بلاد أكاد بدون أن يفقدوا لغتهم الأم . كما لا يخفى على القارئ أن اليهود قد تعلموا " اللغة الآرامية " أثناء السبي البابلي الثاني الذي دام من سنة 587 الى 538 ق.م . 

إن إستخدام تعبير " اللغة الكلدانية " لهو تعبير خاطئ لأنه غير تاريخي و غير علمي و الكنيسة الكلدانية - عبر  دراسات الباحثين فيها - تستخدم تعبير " اللغة الآرامية / السريانية " . أما إذا كان يوجد تيار ( علمي أو غير علمي ) داخل الكنيسة الكلدانية يناضل من أجل تعميم إستخدام تعبير " اللغة الكلدانية " فنحن نتمنى على الأخ حبيب تومي أن يعرفنا على هذا التيار و إن أمكن على الأسباب أو العوامل التاريخية . لقد فشل الفكر القومي الاشوري في تعميم تعبير " اللغة الاشورية " فهل ينجح الفكر الكلداني الجديد ؟

لقد أحببت أن أعلق على العوامل التاريخية و اللغوية و لكني أريد أن أعلق على شق سياسي و هو أمنيتنا أن ينجح المؤتمر الكلداني العالمي أن يكون " علميا " أي أن تكون عودة الكلدان المعاصرين الى " جذورهم " التاريخية الحقيقية . معلومات البطريرك ميخائيل السرياني حول وجود 40 ملك كلداني ! هي معلومات خاطئة منقولة عن مراجع يونانية غير أمينة . المؤرخ الفرنسي إرنست رينان يدعي أن الكلدان ينتمون الى الأكراد و الفيلسوف الفرنسي فولتير ذكر أن الكلدان و الأشوريين قد حكموا في إمبراطورية واحدة و اليوم يطالب إخوتنا الكلدان في معرفة " هويتهم الكلدانية التاريخية " فهل يحق لنا أن نسأل إخوتنا هل هوية الكلدان التاريخية هي الهوية الآرامية ؟ لما حلت تسمية " بلاد الآراميين" بدل التسمية القديمة بلاد أكاد ؟

هل يحق لنا أن نطرح السؤال : عن أية هوية سيبحث المؤتمر الكلداني العالمي ؟

هل هي الهوية الكلدانية التاريخية الحقيقية ؟

 و هنا نحن نريد أن نعرف من هم الكلدان القدامى ؟

 هل هم عرب ؟

هل هم آراميون ؟

هل هم أكراد ؟

هل هم أشوريون ؟

 أو هم" شعب كلداني مستقل " ؟

   بعض الدلائل تشير الى أن المؤتمر الكلداني العالمي سيبحث حول هوية الكلدان التاريخية المسيسة أي مشاكل الكلدان اليوم من تشتتهم السياسي و إبعادهم عن تمثيلهم السياسي و غيابهم عن الإعلام و غيرها . إن دعوة الأخ حبيب تومي حول دراسة هوية الكلدان التاريخية هي غير واضحة  فهو يستخدم تعبير " اللغة الكلدانية " و يعترف بالقومية الاشورية و السريانية .

بينما نرى قداسة البطريرك مار دلي الثالث يقول بكل شجاعة "  لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي. ليعش العراق بكافة قومياته عربا وكردا وأراميين وأيزيديين وصابئة وشبك ". كلمة قداسته شجاعة و صادقة لأنه لا  يعترف إلا بالهوية الآرامية التاريخية كتسمية و هوية موحدة لكل المسيحيين في العراق

      ملاحظة مهمة إن كلمة قداسته ليست بنظرية جديدة فأجدادنا السريان المشارقة قد حافظوا على هويتهم الآرامية ، فالمطران يعقوب أوجين منا كان يؤمن أن هويتنا التاريخية هي الآرامية و كذلك الأب المؤرخ ألبير أبونا.

      نتمنى للمؤتمر الكلداني العالمي القادم أن يكون طموحا الى العمل الى توحيد كل المسيحيين في العراق و ليس فقط كل الكلدان . و نتمنى أن يدافع عن هوية الكلدان التاريخية الحقيقية  التي توحد كل المسيحيين في العراق لا بل في كل الشرق . نتمنى لإخوتنا أن ينجحوا  في عقد هذا المؤتمر و نحن لا زلنا نؤمن و نعتقد أن الإنسان في وقت الضيقة يستطيع أن يصنع العجائب ، لقد إستطاع الطيار الأميركي مؤخرا أن ينقذ حياة 155 راكب لأنه خلال ثواني قليلة إتخذ قرارات صعبة و لكنها صحيحة .

 فإلى المؤتمر الكلداني العالمي القادم نحن ننتظر منكم قرارات صعبة ، حكيمة، شجاعة من أجل توحيد شعبنا  و إنقاذه من الطروحات التاريخية الخاطئة و الإنقسامات السياسية التي أضعفته!
 "رابطة الآكادميين السريان/ الآراميين "
هنري بدروس كيفا

426
هل يبحث الأخ oshana47 عن الحوار ؟   

      منذ حوالي سنة بدأ الأخ oshana47 ينشر ردوده حول مقالاتي ، المدهش أنه يرد أو يصحح الأخطاء التاريخية التي أرتكبها بسرعة البرق ، مما دفعني أن أطالبه بالتعريف عن نفسه فهو فعلا المناضل الوحيد اللذي يرد
على مواضيعي . طلبت منه في موقع باقوفا أن يكون شجاعا و يذكر إسمه الحقيقي لأنه من غير اللياقة الأدبية أن يتستر المناضل تحت إسم مستعار و من جهة ثانية من حق القارئ أن يتعرف على هوية الأخ oshana47  و ربما
يطلبون منه المشاركة في إلقاء المحاضرات أو في الندوات في برامج الفضائيات . رسالتي الأولى الى المناضل  الأخ oshana47 تجدونها على هذا الرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=23141
" سلام و محبة الى الأخ oshana47 : إذا كنت فعلا تريد الحوار حول بعض المشكلات التاريخية التي تخض " شعبنا" ، خاصة و إنني لاحظت أن لك أبحاث عديدة و ردود و مواقف  شجاعة تدفعنا أن نتعرف عليك أكثر و من حق القارئ أن يتعرف عليك و على نضالك .
 أرجو ألا تكون متواضعا ! و أن تجيبني " ليس المهم إسمي بل الأفكار التي أدافع عنها " . يا  أخ oshana47  أنت البطل الوحيد الذي يرد على أبحاثي المتواضعة ، يجب أن نتعرف على شخصيتكم و أن تكتب إسمك الحقيقي ، هل تريد أن يقال أنك تكتب أو تكتب تحت إسم مستعار بينما غيرك من الذين يؤمنون بالفكر الأشوري يكتبون أسمائهم بكل شجاعة ؟
  لقد كتبت في ردك الأخير
" طلبنا منك وانت من اورهاي الاشورية قديما ونعلم بأنك من الاشوريين  "
" اعلن مار دنخا كون كل من الطائفتين الكلديين والسريان من الاشوريين " .
      سيد oshana47 المحترم أن من يدعي أن أورهاي كانت أشورية لهو جاهل لتاريخ هذه المدينة . و إن ما قاله قداسة الطريرك أن الكلدان و السريان هم من الأشوريين لهو رأي خاطئ .
      أرجو  ألا  تتوقف عن نشر ردودك و لكن كن شجاعا و أكتب إسمك كاملا حتى يحترمك القراء و ربما يطلبون منك الإشتراك في الندوات التاريخية و السياسية  و إنني أعدك بأنني سوف " أحترم " ردودك و أصحح معلوماتك التاريخية "

 

      إنني لا أستطيع أن أرد على كل ردود أو دراسات الأخ oshana47 مع أنها بأغلبيتها الساحقة هي " ردود سريعة" حول مقالاتي : لقد نشر هذا الأخ حوالي 18 بحثا في موقع عنكاوا و قنشرين و باقوفا  و بعض الأحيان
لم يبدل في العناوين التي إخترتها .
     الأسباب التي تدفعني ألا أرد عليك حاليا هي :
  أ - لقد ذكر لي أحد الغيورين إسمك الحقيقي ، و لا يحق البوح به طالما أنت لم تذكره صراحة .
 ب - لقد ذكرت لك " أن من يدعي أن أورهاي كانت أشورية لهو جاهل لتاريخ هذه المدينة " و في ردك الأخير كتبت " من لا يعترف ويقر بوجود اللغة الاشورية ومن أي فئة علمية كان ( اختصاصه ) أو من أي كتلة بشرية ينتمي والي أي دولة ينتسب أو من أي نجوم الرب هبط ، هو جاهل بجهل المولوديين في ساعتهم ، قلتها واقولها الان وبدل كل الاشوريين أننا لا نملك لغة واحدة ، وانما نملك ولنا اكثر كل الشعوب الارض من اللغات ، فاللغة السامية الشرقية الاشورية هي اساس كل اللغات السامية تقريبا في قدمها وتداولها ".  يا أخ  oshana47  إنني أكتب إسمي بكل صراحة في أسفل المقال لأنني أعتبر نفسي مسؤولا عن الأفكار التي أكتبها ، هل تجد من الطبيعي أن تكتب
هذه " الأكاذيب " بدون أن تذكر إسمك الحقيقي ؟
ج -  أنت تتوهم أنك " تدافع و تناضل " من أجل الفكر الأشوري و لكن في الحقيقة إن " ردودك / ردة فعل بدون بحث " تلطخ الفكر الأشوري و تظهره على حقيقته فكر متحجر بعيد عن الدراسات الأكاديمية . لا مانع أن تكتب
ردودا  جديدة  حول دراساتي القادمة .
د - لقد ذكرت في ردك الأخير "بأن السيد كاوفمان Kaufman عندما كتب ضمن كتابه المعنون The Akkadian influences on Aranaic بان حوالي 300 كلمة من اللغة الاشورية ( الاكادية ) من البداية لتكوين اللغة الارامية "
 أخ oshana47 إن هذا العالم المتخصص في اللغات الأكادية و الآرامية يستخدم تعبير " اللغة الأكادية "  فكيف تسمح لنفسك أن تكتب اللغة الاشورية ؟ عفوا هل أنت باحث متخصص في تاريخ اللغة الأكادية ؟ هل يستطيع أن
يعرف القارئ أين حصلت على شهاداتك ؟ من أي جامعة أو أي حزب ؟ هل نضالك الحزبي يسمح لك أن تصحح آراء العلماء ؟
ه - صحيح أن البعض لا يخافون على سمعتهم العلمية ( لأنهم لا يملكونها ) و لكن يظهر يا أخ  oshana47 أنك تخاف من ردة فعل الإخوة اللذين يؤمنون مثلك بالهوية الأشورية و أنت تخشى ان يعتبرونك محاميا فاشلا عندما
ترد على أبحاثي التاريخية .
و - أخيرا إذا كنت فعلا تريد الحوار و النقاش البناء عليك أن تكتب إسمك الحقيقي و إختصاصك .

 هنري بدروس كيفا[/b]

427
هويتنا السريانية بين خيال الشاعر و نزاهة المؤرخ !

 من هو "الشاعر" نينوس آحو ؟

  لست مطلعا كثيرا على  قصائد الشعراء السريان ، و لكن لفت إنتباهي تعليق أحد الإخوة في موقع السرياني الحر عنوانه "من هو "الشاعر" نينوس آحو ؟"

تجدونه على هذا الرابط

http://www.freesuryoyo.org/index.php?option=com_content&task=view&id=1620&Itemid=2

  لا شك أن للشعراء السريان دور كبير في حث شبابنا  للعمل من أجل الحفاظ على هويتنا التاريخية الحقيقية . السؤال الذي يطرح هو هل يحق للشاعر أن يحدد هوية السريان بدون أن يكون مطلعا على تاريخهم و تراثهم ؟

أولا - الهوية السريانية في تاريخنا الحديث إنتشر الفكر القومي بعد حروب الإسكندر في أوروبا ، و كان نابليون بونابرت قد عمم مفاهيم الثورة الفرنسية في أوروبا و لم تعد شعوب أوروبا تنتمي الى ملوكها ولكنالى الأمة التي تنتمي إليها  . في القرون الوسطى كان قسما من مقاطعات فرنسا الغربية تدين بالولاء الى ملك بريطانيا و بالتالي كانوا يحاربون في الجيش البريطاني ضد إخوانهم الفرنسيين . 

  يقظة القوميات في أوروبا كان في أواسط القرن التاسع عشر ولم ينتشر في شرقنا إلا بين أوساط المثقفين الأرمن في نهاية القرن التاسع عشر . لقد تحول " الإنتماء الطائفي " عند إخوتنا الأرمن الى " إنتماء قومي" خاصة بعد تعرضهم للمذابح في أواخر القرن التاسع عشر و "حرب الإبادة " خلال الحرب الكونية الأولى .

   بدأ الفكر القومي يسري بين بعض الأوساط السريانية التي تعيش بالقرب من إخوتنا الأرمن :

أمد ، أورهاي ، ماردين ، مديات و غيرها وإنتشرت بعض الجرائد التي تدعو الى وحدة السريان القومية و لكن للأسف الشديد لم يبن الرعيل الأول من القوميين السريان طروحاتهم على معلومات صحيحة فخلطوا بين السريان و الاشوريين . لقد ترك لنا المفكر نعوم فائق قصائد و كتب عديدة فتارة يدعو لغتنا اللغة الآرامية و طورا  يدعوها اللغة الاشورية و صارت هويتنا السريانية/الآرامية ضحية لمفاهيمهم الخاطئة .

يجدر بنا أن نذكر أن الفكر القومي لم ينتشر بقوة بين السريان و ظل الإنتماء الطائفي  هو الغالب حتى بداية السبعينات من القرن العشرين . يعود إنتشار الفكر القومي الاشوري بين إخوتنا من السريان النساطرة لأسباب عديدة أهمها تجمعهم حول بطريركهم في مناطق منعزلة ( جبال حكاري ) و دورهم خلال الحرب الكونية الأولى حيث إستخدمهم  الإنكليز في محاربة السلطنة العثمانية و ما تبعها من تشتيتهم . أخيرا وجود أحزاب اشورية عديدة  تناضل سياسيا و تطالب بإقامة دولة أشورية في العراق .

   أخيرا بدأت بعض الأحزاب و الشخصيات السريانية الغربية تعمل منذ أواسط الخمسينات من القرن الماضي من أجل نشر الفكر الاشوري بين السريان متذرعين بحجج واهية مثل التسمية السريانية مشتقة من التسمية الاشورية أو الإنتماء السرياني هو مذهبي   أما الإنتماء الاشوري فهو قومي أو أن التسمية الاشورية هي تسمية موحدة لكل المسيحيين في الشرق أو أن للتسمية الاشورية حسنات لأنها مذكورة في تقارير عصبة الامم  و غيرها من الأفكار البعيدة عن هويتنا السريانية/ الآرامية .

      لقد تصدى بعض رجال الدين لمحاولات تزوير الهوية السريانية الآرامية ( قداسة البطريرك افرام برصوم ، المطران جيجك رحمهما الله) كذلك  عمدت بعض المجلات السريانية مثل بهرو سوريويو و شوشوتو و مجلة آرام الى نشر الفكر القومي الآرامي الصحيح بين أوساط المثقفين السريان فإنتشرت بعض الأحزاب و المؤساسات الآرامية خاصة في أوروبا .

   تتجاذب اليوم عدة تيارات فكرية الشعب السرياني

- التيار الطائفي الذي لا يزال يخلط بين الإنتماء المذهبي و الإنتماء القومي.


- التيار القومي الاشوري و هو الأسبق في العمل القومي ولكنه أسير الأخطاء التاريخية المتوارثة .


- التيار القومي الآرامي و هو الأصدق لأنه يطالب بالعودة الى الجذور لتنقية تاريخنا من المفاهيم الخاطئة.


- التيار المستعرب اللذي يؤمن بالعروبة و بعض الأحيان يدعي بجذور عربية صافية .

 - التيار المتقلب شعاره المصلحة السياسية و هو من أخطر هذه التيارات لأنه في بعض الأحيان يدعي بالهوية السريانية و لكنه لا يعمل شيئا من أجل إحيائها و شعاره " إذا حشرنا نتسرين "

ثانيا - لما بدل الشاعر عبد المسيح إسمه الى نينوس ؟

  كتب السيد  آدم يعقوب " ان كل ما حصلنا عليه من معلومات صحيحة عن هذا "الشاعرالمجهول" هو انه قام بتبديل اسمه من عبدالمسيح الى نينوس ربما لعقدة يعاني منها، رغم جمال اسم "عبدالمسيح" وعظمة معناه." إنني لا أعرف شيئا عن الشاعر نينوس ، و لا أعرف ما هي الأسباب التي دفعته الى تبديل إسمه ،  و لكنني أكيد من شيئ واحد و هو أن تبديل إسمه الى نينوس لا يعني أنه بدل هويته من سريانية الى اشورية ! لذلك إنني أوافق السيد  آدم يعقوب بأن شاعرنا يعاني من عقدة أو مشكلة لأنه ضحية المفاهيم الخاطئةالتي كانت منتشرة بين السريان في أواسط الخمسينات من القرن العشرين لأن المثقف السرياني كان ضائعا بين الإنتماء الطائفي الضيق وبين الإنتماء العروبي اللذي يمحي هويتنا السريانية و أخيرا الإنتماء القومي الاشوري اللذي ينادي بوحدة الشعب السرياني !

     لقد إنخدع عدد كبير من السريان بالفكر الاشوري في العقود الأخيرة ولكن تحجر الفكر الاشوري اللذي يحاول بكل الوسائل الدفاع عن طروحاته المبنية على معلومات تاريخية خاطئة سوف يوقظ الغيورين السريان.


     الشاعر نينوس يعتقد أن السريان ينتمون الى الشعب الاشوري و يعمد الى تبديل إسمه من عبد المسيح الى نينوس مما يدفعنا الى طرح السؤال التالي :


 - هل قام الشاعر نينوس آحو بأبحاث تاريخية حول هوية السريان التاريخية ؟

- هل قام الشاعر نينوس آحو  بالتدقيق في طروحات الفكر الاشوري التاريخية ؟

- أخيرا هل يستطيع الشاعر  نينوس آحو  أن يفرق بين التاريخ العلمي و التاريخ المسيس ؟

- هل يعلم الشاعر  نينوس آحو  أن أجدادنا السريان قد إفتخروا بجذورهم الآرامية و المصادر السريانية مليئة بالبراهين ؟

ثالثا - ملاحظات لا بد منها

 أ - لقد علمت أن الشاعر  نينوس آحو  كان مريضا فإنني أتمنى له الشفاء . أرجو منه و من كل شاعر سرياني أن يلتزموا التاريخ الأكاديمي اللذي يبحث عن الحقائق و ليس الأهداف السياسية .

ب - يجب أن نفرق بين العربي و العروبي : الأول يبحث عن حضارته و يدافع عن تراثه الحقيقي أما العروبي فهو ينهب تاريخ و حضارات الشعوب القديمة مثل الأقباط و السريان و يحاول في أكثر الأحيان فرض العروبة .

ج - لا يوجد أي ملك أشوري في التاريخ القديم إسمه نينوس ! هذا إسم مأخوذ  من الرويات الأسطورية اليونانية حول الاشوريين .

د - من المؤسف للشاعر نينوس أن إسمه العائلي " آحو " لهو إسم آرامي شهير ، قد يكون يعني الأخ في لغتنا السريانية و لكنه إسم أحد ملوك بيت عديني على نهر الفرات اللذي إشتهر بصموده ضد الاشوريين.

ه - إن السيد آدم يعقوب يوجه بعض الأسئلة الى الشاعر اسحاق قومي و ليس صومي ، نتمنى على شاعرنا الموقر أن يرد عليها و إن أمكن على سؤالي البسيط : هل يحق للشاعر أن يفرض مفهومه للهوية السريانية بدون العودة الى التاريخ الأكاديمي ؟

و - كتب آدم يعقوب "  بينما عبدالمسيح المدعو نينوس ليس بشاعر ابدا وتقام له دعاية طويلة وعريضة، لماذا؟"

للأسف الشديد كل سرياني منخدع بالفكر الاشوري يصبح بطلا قوميا أما إذا كتب بضعة قصائد فهو شاعر مرموق . لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن كل كاتب أو مفكر ( طبيب ، عالم إجتماع ، د. في الآداب  (يدافع عن الفكر الاشوري يتحول الى باحث و مؤرخ ! أما من درس علم التاريخ و تخصص في تاريخ السريان فهو عميل للأكراد !

  في النهاية  لا يهمني إذا كان الأخ نينوس/ عبد المسيح شاعرا أم لا ! المشكلة هي هل يحق للشاعر السرياني أن يحدد هويتنا التاريخية ؟ هل يستطيع الشاعر أن يحقق في المصادر السريانية ؟

 هل يتابع الشاعر كل الدراسات و المقالات التي تتعلق بالهوية السريانية ؟

 أتمنى من الشاعر إسحق قومي الموقر أن يقدم رأيه في الموضوع خاصة و له دراسات تاريخية قيمة .

 ملاحظة أخيرة الى القارئ : لقد عمدت عن قصد بإرتكاب خطأ تاريخي  في هذا المقال، إنني أسئل القارئ هل لاحظ ذلك الخطأ ؟   

هل يعرف إنني إرتكبت عمدا هذا الخطأ كي أنبه القارئ أننا  نقرأ في أكثر الأحيان بدون أن نتحقق !

المؤرخ النزيه يتحقق دائما في المواضيع التي يعالجها .

لقد ذكرت في الفصل الأول " إنتشر الفكر القومي بعد حروب الإسكندر في أوروبا " .

طبعا نابليون بونابرت هو اللذي نشر الفكر القومي بسبب حروبه و توسعاته الجغرافية في أوروبا .
 
هنري بدروس كيفا

428
 فرنسيون في" رحلة  سياحية " في شمالي العراق

   أقامت شركة خاصة رحلة  الى شمال العراق تم عرضها في
التلفيزيون الفرنسي France  2 ، يمكن مشاهدة الريبورتاج على الرابط
http://envoye-special.france2.fr/index-fr.php?page=reportage-bonus&id_article=1157
 
      لقد إهتم الأب بشار بمرافقة السائحين الفرنسيين الذين زاروا
مناطق عديدة و إلتقوا بعدد كبير من إخوتنا الكلدان . لقد أحببت أن
أنشر هذا الريبورتاج للأسباب التالية

  أ - كي يتعرف المشاهد على غيرة بعض المسيحيين الفرنسيين اللذين
خاطروا قد يتعرفوا على المسيحيين المشارقة .

 ب - هذا الفيلم يلقي أضواء على معاناة المسيحيين : قتل و خطف و تهجير . زيارة مدافن القوش حيث ذكر الأب بشار بكل جرأة مدى
عذاب أهالي المخطوفين .

ج - زيارة مقام النبي ناحوم اللذي كتب عنه الباحث حبيب تومي مؤخرا

د -لقد أكد الفرنسي المسؤول عن هذه الرحلة " إن مشاكل المسيحيين
ليست مع المسلمين و لكن مع بعض المتطرفين المسلمين " . و هذا
ما ذكرته أيضا الطبيبة الفرنسية المتقاعدة .

ه - لقد أظهر هذا الريبورتاج منطقة شمال العراق أنها منطقة آمنة
خاصة للمسيحيين كما أكد أن الكورد يمارسون و يطبقون المفاهيم
الإسلامية المعتدلة ، كلام الإمام رائع !

    أخيرا ، إن هذه الرحلة السياحية هي غير عادية و رغم المآسي التي
يتعرض لها المسيحيون ( بدون سبب أو لمجرد أنهم مسيحيون ؟ ) فإن
رؤوية إخوتنا يصلون في كنائسهم و يقيمون حفلات الميلاد و هم
يضحكون تسمح لنا أن نأمل أن ينتصر المسيحيون على شعور الخوف
و يصمدون في أراضي أجدادهم .

 هنري بدروس كيفا

   

429
 "أهل زيدل" هل تريدون أن تتعلموا السريانية ؟


   
"  زيدل" هو إسم قرية سريانية كبيرة في سوريا ، تعرفت بالصدفة على  منتديات زيدل و قد لفت إنتباهي رسالة الأخت Bruse و هي أشبه بنداء إستغاثة لأنها تطلب أن تقام دورات لتعليم اللغة السريانية . سوف أكون صريحا جدا فهي كتبت في الخامس من كانون الأول و لم تتوصل الى نتيجة إيجابية حتى الآن ! يستطيع القارئ أن يطلع على ندائها الصارخ و بعض الردود على هذا الرابط


http://www.zaidal.com/229/showthread.php?s=c88551f96d2a4e0501b09d3a42dc9579&p=41486#post41486
     أرجو أن يفهم القارئ من تعليقي على نداء الأخت Bruse هو غايتي في تعريف بقية السريان في العالم أن لهم أخوة يعيشون في شرقنا الحبيب " يتوقون " الى تعلم اللغة السريانية في قرية زيدل أو غيرها ، و إنه من " واجب " المؤسسات السريانية أن تلبي نداء الأخت Bruse . و كما يقال ، أن القارئ الشاطر يجب أن " يفهم " ما لم يكتب بين السطور ، و يظهر أن الأخت Bruse تطمح إلى أن يتعلم شباب زيدل السريانية " لغتهم الأم " فنحن لا نريد أن يتحول شوقها الى شوكة ! أخيرا المشكلة ليست إذا كان أهل زيدل يريدون تعلم اللغة السريانية ولكن المشكلة هي هل يوجد سرياني غيور ( أب فاضل ، أستاذ في اللغة السريانية ، سرياني يتقن السريانية ) بالقرب من قرية زيدل يضحي من وقته من أجل تعليم اللغة السريانية ؟

     إنه حق طبيعي لإخوتنا السريان اللذين توقف أجدادهم و ابائهم منذ عشرات السنين النطق باللغة السريانية أن يطالبوا بتعلم لغة أجدادهم المقدسة ، لذلك أتمنى من كل غيور سرياني يستطيع أن يساعد في تحقيق نداء الأخت Bruse  أن يراسلها من خلال منتديات زيدل . ربما  يجب أن أبدل عنوان المقال من  "أهل زيدل" هل تريدون أن تتعلموا السريانية ؟   

 الى " من يريد أن يساعد أهل زيدل كي يتعلموا السريانية ؟

و هذا  ردي على نداء الأخت    Bruse  الشجاعة سلام و محبة الى الأخت Bruse Bekham  إسمحي لي أن أهنئك على غيرتك لتعلم لغة أجدادك و لشجاعتك في طرح هذا الموضوع في موقع زيدل . أرجو ألا تيأسي إذا شعرت إن عددا قليلا من سكان زيدل قد تجاوب مع دعوتك . إنني من اللذين يناضلون من أجل تعليم اللغة السريانية المقدسة لتعود لغة حية حقيقية يتكلمها السريان / الآراميون أينما كانوا . كفانا ترقيع ! لا نريد لغة سريانية من أجل الصلاة و الليتورجيا ولكن لغة تكون وعاء لإمتنا السريانية / الآرامية الجريحة .  أرجو أن يسمع ندائك كل أهل زيدل و كل السريان في العالم اللذين ا يتكلمون هذه اللغة المقدسة .

أريد يا اخت Bruse أن أؤكد لك أنه من الممكن أن نتعلم اللغة السريانية ، و كما تفضلت " فما رأيكم تعليم اللغة السريانية في الكنيسة في الصيف او العطل " . تعلم اللغة السريانية ليس بمهمة مستحيلة ! لقد زرت رعية سريانية في مدينة بروكسل Bruxelles و تعرفت على الأب الفاضل صبري ايدين كاهن هذه الرعية التي تتألف من حوالي 100 عائلة سريانية، و يعمل هذا الأب الغيور على تعليم اللغة السريانية في أيام السبت و العطل المدرسية . لقد وجدت أكثر من 80 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و 15 سنة متوزعين على ثلاث صفوف و هم يتعلمون لغة أجدادهم المقدسة . نحن نحاول أن نقنع الأباء في الكنائس السريانية أن تعمد الى تعليم اللغة السريانية في المدارس و لكن للأسف الشديد إن بعض الأباء قد ماتت فيهم محبة اللغة السريانية فهم يدعون بحبها علنا و لكنهم يحاربونها سرا ! متذرعين بحجج واهية ! أرجو يا اخت Bruse أن تحافظي على رغبتك في تعلم اللغة السريانية ، لا تفقدي الأمل فهنالك الألوف و الألوف من السريان الذين يتعلمون و يتكلمون لغتهم و يحافظون عليها . أخيرا ، أنه من العار الإدعاء أن العرب أو العثمانيين قد منعوا أجدادنا من التكلم أو تعليم اللغة السريانية . أرجو أن يسمح لي المشرف عن هذا الموقع أن أنشر رابط حول تاريخ اللغة السريانية وخاصة الأسباب التي دفعت أجدادنا في سوريا بعدم التكلم باللغة السريانية

http://www.freesuryoyo.org/index.php?option=com_content&task=view&id=1490&Itemid=2
ملاحظة صغيرة : لا أريد أن أعلق على رد الأخت سمر فإنني فهمت أو تفهمت موقفها و لكنني لم أفهم معنى " فكرة مثالية " عندما ذكرت " وفي النهاية ربما فكرة أن نتعلم اللغة السريانية هي فكرة مثالية في زيدل " فهل تقصد إنها فكرة مستحيلة التحقيق أم أنها فكرة جيدة ) على الآخرين أن يأخذوا مثلا من أهل زيدل ). الأخت سمر الموقرة ، لقد رددت الأخت Bruse مرارا "ان الامة التي لا تحافظ على نفسها ولا تغار على لسانها و لا تنشر تاريخها من يعرفها ومن يسمع عنها ؟ "  صدقيني أن شبابنا السرياني الناهض في كل العالم يناضل من أجل معرفة تاريخه الحقيقي و من أجل تعلم لغة الأجداد ، و كلمة " مستحيل" غير واردة في قواميسهم ، خاصة و أنهم يرون و يسمعون يوميا من شاشات الفضائيات السريانية ، عشرات الشباب و الشابات يتكلمون اللغة السريانية بطلاقة ! رب على الفضائيات السريانية أن تخصص " برنامجا خاصا " من أجل تعليم اللغة السريانية موجه الى السريان اللذين لا يتكلمون لهجة طور عبدين . هنالك مؤسسات سريانية عديدة تعمل من أجل تعليم اللغة السريانية لذلك سأنشر ردي في بعض المواقع السريانية كي تتعرف المؤسسات السريانية على إحتياجات أهل زيدل ( كتب تعليم للغة السريانية ، سيدي لتعليم السريانية ، قواميس و غيرها ) . كذلك كي يسمع بقية السريان نداء الأخت Bruse الصارخ و الواضح متمنيا من بعض المؤسسات السريانية أن تساعدها في إعادة تعليم اللغة السريانية في ضيعة / مدينة زيدل المحبوبة .

هنري بدروس كيفا

430
من يريد "وأد " اللغة الآرامية حية ؟ و لماذا ؟ القسم الثاني     
 
ثالثا - من هم اللذين يريدون " وئد " لغتنا الآرامية ؟

 وردني تعليق من أحد الإخوة الغيورين قال فيه " إن الاستاذ افرام
عيسى يستخدم تعبير " اللغة السريانية " في كتبه و ان سيادة المطران
جورج صليبا الموقر هو معلم و محب للغة السريانية و له قصائد
عديدة و هو لم يقل أن لغتنا متحدرة من الأشورية ! 
" الأخ السرياني
الغيور قال لي " من الأفضل عدم ذكر إسم المطران جورج صليبا
ضمن الذين يريدون " وئد " لغتنا أو تزوير إسمها التاريخي !
 أتمنى على الأخ السرياني الغيور ، أن يعيد ما  ذكرته في القسم الأول
كي يتأكد إنني أرد على " عزيز " الذي علق على  مقال لي ، و يظهر
أنه يخجل من ذكر إسمه الحقيقي ، و له تعليق وحيد في موقع الناقد ،
ذكر "  "الآرامية يا أستاذ تسمية ميتة أو هوية ميتة " .
 من الطبيعي ألا يكون سيادة المطران جورج صليبا ضمن هذه الفئة
من إخوتنا اللذين يدعون أن اللغة الآرامية هي ميتة و أن اللغة التي
نتكلمها اليوم هي " الاشورية " أو سليلة  اللغة الاكادية !
   إنني لم أنقل " حديثا " عن سيادة المطران صليبا من نوع " أخبرني
فلان ان سيادة المطران صليبا  قد قال أن لغتنا أو لهجة طورعبدين
هي اكادية " و لكنني ذكرت ما كتبه سيادة المطران بنفسه في مقدمة
كتابه ، و إنني أتمنى على سيادته أن يشرح لنا كيف تكون لهجة طور
عبدين هي اكادية عتيقة ؟ ما هي البراهين التي تدفعه الى الإعتقاد
بهذه الفكرة الثورية ؟ الثورية أي الجديدة لأنها غير مذكورة في بحوث
علماء اللغة الآرامية السريانية ؟
  أخيرا كيف يتكلم سكان طور عبدين اللغة الأكادية ؟ متى بدأ  سكان
طور عبدين أي سكان بيت نهرين التاريخية بالتكلم باللغة الاكادية ؟
هل كان سكان بيت نهرين ( الجزيرة و ليس العراق ) من الشعب
الاكادي أو الاشوري  أم من الشعب الآرامي ؟  بعبارة أخرى هل
سريان طور عبدين هم أحفاد الاكاديين و الاشوريين و قد حافظوا
على " لغتهم الاكادية "  أم هم آراميون  - تخلوا عن لغتهم الأم
المنتشرة في كل الشرق - و ظلوا يتكلمون لهجة طور عبدين التي
هي أكادية عتيقة ! علما  إن اجدادنا الآراميين قد " إستوطنوا " بلاد
بيت نهرين / الجزيرة  بعد سقوط الدولة الميتنية ! و إن الشعب الأشوري
بالرغم من إحتلاله لبلاد بيت نهرين / الجزيرة  فإنه لم " يستوطن " هذه
البلاد التي بقيت معقلا لأجدادنا الآراميين ! لقد دونت أسفار التوراة
في حوالي القرن السادس قبل الميلاد أي حوالي 300 سنة بعد إحتلال
ملوك أشور لبلاد بيت نهرين . التوراة يستخدم تعبير " آرام نهرين "
أي بلاد بيت نهرين / الجزيرة  الآرامية .
   ليت المثقفين السريان يطلبون من سيادة المطران جورج صليبا
الموقر أن يشرح في مقال أو محاضرة لما يتبنى هذا الموقف أي
" لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة " .
    لقد زرت دير العطشانة في بداية السبعينات من القرن الماضي ،
و كان سيادة المطران صليبا  مديرا  للإكليريكية و قد إستقبلنا بحفاوة
و قدم لنا الفاكهة و المرطبات و كان يكلمنا باللغة الآرامية / السريانية
قائلا لكل منا   "ܫܡܫ ܢܦܫܟ ܒܢܦܫܟ" أي " أخدم نفسك بنفسك " .
لقد مضى حوالي 35 سنة و إنني لم أنس إنني تعلمت هذه الجملة
السريانية من سيادة المطران صليبا لذلك أتمنى عليه أن يزيل الغموض
حول فكرته " لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة "  لأننا لا نريد
- لا سمح الله - أن يعتقد المثقفون السريان أن سيادة المطران جورج
صليبا " يؤيد"  محاولات بعض إخوتنا المتطرفين  اللذين يعملون في
السر و العلن على تزوير إسم لغتنا الآرامية السريانية و هويتنا الآرامية
السريانية التاريخية .

رابعا- الغاية و الوسيلة : اللغة الآرامية في مواجهة بعض المتطرفين .

      لا شك أن القارئ قد سمع بمبدأ " الغاية تبرر الوسيلة " و هو من
أهم مبادئ السياسي الناجح . و لكن بعض إخوتنا من السريان المشارقة
( النساطرة ) يؤمنون بالفكر الاشوري الذي يدعي بإنتماء السريان الى
الشعب الاشوري و أن اللغة التي نتكلمها هي " اللغة الاشورية الحديثة".
بالرغم من أن الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الاكادية ، لا يزال بعض
من إخوتنا يضيعون وقتهم و يدعون أن لغتنا الآرامية/ السريانية هي
اللغة الاشورية الحديثة. و بما أن الشعب الاشوري لم يكن له لغة أشورية
خاصة به ، فإن إخوتنا يحاولون دفن لغتنا الآرامية و ذلك كي يحلوا
لهم إستخدام هذا التعبير " اللغة الاشورية " .
    لا أحد يستطيع أن يمنع البعض من الإعتقاد أن جذورهم اكادية
أو اشورية أو كنعانية أو إسبانية ! و لكن إذا كنا نريد فعلا أن ننشر
التاريخ الأكاديمي ( و ليس السياسي المتقلب ) علينا أن نحترم تاريخ
اللغة الآرامية/ السريانية و معرفة مراحل تطورها . من المؤسف أن
بعض السريان الغربيين يؤيدون الفكر الاشوري و لا يتنبهون الى
الأخطاء التاريخية التي يحملها ، و منهم من يعتقد أنه يوجد " لغة
أشورية حديثة " و منهم من يستخدم هذا التعبير الخاطئ " اللغة
الأشورية الغربية " .
  لقد نجح الفكر الاشوري في تضليل بعض البسطاء السريان و ذلك
لأن السريان قد تقاعسوا عن الدفاع - في الماضي القريب - عن إسم
لغتهم الآرامية / السريانية المقدسة . إن محاولات التضليل لم و لن
تتوقف و كان  د . عبدالله مرقس رابي قد حاول - بإسم علم الإجتماع -
أن يجد طريقة كي يحرف و يزور إسم و هوية لغتنا الآرامية . و قد
رديت عليه "هل يستطيع " علم الإجتماع " أن يبدل إسم لغتنا الأرامية؟"
تجدون الرد على هذا الرابط

  و كان هذا الأكاديمي قد إدعى أنه بما أن لكل شعب لغته الخاصة :
الكورد يتكلمون اللغة الكوردية و العرب يتكلمون اللغة العربية إذن يجب
أن نسمي لغة الكلدان باللغة الكلدانية و لغة الأشوريين باللغة الأشورية !

خامسا - الداء و الدواء و العلاقة بين المشكلة و الحل .

    لا يوجد أي طبيب يحترم الطب يقبل أن يصف الدواء قبل معرفة
الداء ، لذلك لقد ذكرت مرارا أنه لا يوجد " مشكلة  اكاديمية " حول
أصول و جذور اللغة الآرامية / السريانية . لا يوجد أي خلاف أو حتى
دراسات حول اللغة الآرامية يذكر فيها الباحثون أن اللغة الآرامية هي
سليلة اللغة الاكادية . السيد " عزيز " و قد يكون من كتاب موقع الناقد
عليه أن يذكر لنا من أين إستقى معلوماته الخاطئة ؟
     المشكلة هي " مفتعلة " و هي " رغبة " بعض إخوتنا المنخدعين
بالتسمية الاشورية و الهوية الاشورية المزورة ، أن يجدوا " حلا "
يسمح لهم حسب إعتقادهم " أنهم أشوريون يتكلمون اللغة الأشورية " .
       من المؤسف أن الأستاذ أفرام عيسى يبحث عن " الحل " قبل
أن يبحث عن " المشكلة المفتعلة " ! و هو يدعي - بدون براهين -
أن اللغة الآرامية هي سليلة اللغة الاشورية ثم يطالب من المعارضين
أن يطرحوا " موضوع جذور اللغة الآرامية " على العلماء المتخصصين
هذا موقف غير علمي من أستاذ أكاديمي ، لأنه كان عليه أن يتحقق
بنفسه أولا قبل " الإدعاء " أن اللغة الآرامية هي سليلة اللغة الأشورية !

      " الإدعاء " أن اللغة الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية ليس هو
" مشكلة أكاديمية " و لكنه " مشكلة نفسية و نزعة غير علمية " عند
بعض إخوتنا اللذين يؤمنون بالهوية الأشورية ، فإنهم بدل أن يصححوا
بعض طروحاتهم الخاطئة - " اللغة الأشورية " - فإنهم يرددون نفس
الأخطاء كأنهم يراهنون أن المثقف السرياني في القرن الواحد و العشرين
لا يستطيع أن يطلع و أن يتعلم و أن يدافع عن تراثه الحقيقي !
    " الإدعاء " أن اللغة الآرامية هي سليلة اللغة الاكادية أو سليلة
اللغة " الاشورية " صار يشبه المرآة التي تعكس لنا أخطاء الفكر
الأشوري الذي يزور إسم لغتنا السريانية المقدسة الى تسمية " أشورية"
غير علمية .
    إن " الإدعاءات المضللة " حول هوية لغتنا الآرامية لا تشكل أي
"مشكلة " لغوية أو تاريخية حول إسم و تاريخ اللغة الآرامية / السريانية.
هذه " الإدعاءات المضللة " تفضح أولا من يؤمن بها ، لذلك أتمنى
من سيادة المطران جورج صليبا الموقر أن يصحح ما ذكره في مقدمة
كتابه ،  لأننا نراهن أن الأجيال القادمة من المثقفين السريان سوف
تتعرف على تاريخ اللغة الآرامية / السريانية و سوف تجد أن لا علاقة
بين الأبجدية الآرامية و الكتابة المسمارية ، و أن لهجة طور عبدين
المحبوبة قد دخلتها مفردات عربية أكثر من المفردات الأكادية .

 هنري بدروس كيفا
 

431
سلام و محبة الى الإخوة   Odisho Youkhana و البغديدي

  شكرا على تحيتك يا أخ Odisho  نحن نؤمن أن تاريخنا العلمي قد
يساعد كثيرا لوحدتنا و لتقوية وجودنا أم التاريخ السياسي أو المفاهيم
الخاطئة فإنها تقسم شعبنا و تعطي ذريعة للخاملين كي يبتعدوا عن
العمل القومي و النشاط السياسي .
     اخ البغديدي أن التوراة ليست مصدرا لتاريخ الشعب الاكادي، لأنها
كتبت في حوالي 500 أو 600 سنة قبل الميلاد و تاريخ الاكاديين
يعود الى حوالي 2500 سنة ق.م  المنطق العلمي لا يقبل بما ورد في
أسفار التوراة . بالنسبة الى التسمية البابلية  ( شعب أو بلاد أو لغة ) فهي
غير موجودة في الكتابات الاكادية ، و هنا إسمح لي أن أذكرك ، أن
الملوك الكلدان الآراميين مثل نبوخدنصر قد تركوا كتابات عديدة
تثبت لنا أن لقبهم كان " ملك أكاد " و ليس ملك بابل ! أم المؤرخين
اليونانيين فإنهم أخذوا التسمية البابلية من ولاية بابل الجديدة التي
أطلقها الفرس على قسم كبير من العراق، ولكن أجدادنا ظلوا يستخدمون
التسمية القديمة " بيت أراماي " أي بلاد الآراميين .
    أخيرا ، غير صحيح أن "لما امن اسلافنا بالديانة المسيحية طفت التسمية السريانية على حساب الارامية بموجب قرار اتخذه اصحاب الشأن في حينه للتمييز بين العهد الارامي الوثني والعهد السرياني المسيحي ". هذه نظرية حديثة ليس لها أي براهين أو نصوص تثبت
أن التسمية السريانية قد إنتشرت بين الآراميين المسيحيين ! لقد
نشرت " نصوصا " سريانية عديدة تثبت بشكل قاطع عدم صحة هذه
النظرية ، لقد ذكر ابن العبري " لم يرد الآراميون ( أي السريان ) أن
يختلطوا مع الآراميين الحرانيين ( الوثن )" .
  لقد وجدت مؤخرا نصا سريانيا ذكره أحد مطارنة الكنيسة السريانية
النسطورية و هو مار سليمان مطران البصرة في بداية القرن الثالث
عشر الميلادي . النص السرياني
"ܥܠ  ܟܬܒܐ  ܕܝܢ  ܕܟܬܝܒ  ܗܘܐ  ܘܣܝܡ  ܠܥܠ  ܡܢ  ܪܝܫܗ . ܝܘܢܐܝܬ  ܘܥܒܪܐܝܬ  ܘܪܗܘܡܝܬ . ܘܠܐ  ܐܬܟܬܒܬ  ܒܗ  ܒܠܘܚܐ  ܐܪܡܐܝܬ . ܡܛܠ  ܕܠܝܬ   ܗܘܐ  ܠܐܪܡܝܐ  ܐܘ  ܟܝܬ  ܣܘܪܝܝܐ  ܫܘܬܦܬܐ  ܒܕܡܗ ܕܡܫܝܚܐ ... ܒܕܓܘܢ  ܟܕ  ܫܡܥ  ܐܒܓܪ  ܡܠܟܐ  ܐܪܡܝܐ  ܕܒܝܛ  ܢܗܪܝܢ  ܐܬܠܚܡ   ܥܠ  ܥܒܪܝܐ   ܘ ܒܥܐ  ܕܢܘܒܕ  ܐܢܘܢ  ."
" على الكتابة التي كانت مكتوبة و موضوعة فوق رأسه ( على الصليب ) و هي باليونانية و العبرية  و الرومية ( اللاتينية ) و لم
يكتب على اللوحة باللغة الآرامية لأنه  لم يكن للآراميين أي السريان ذنبا في دم المسيح  ... و لما  سمع أبجر الملك الآرامي لبيت نهرين( الجزيرة و ليس العراق ) غضب على العبرانيين و أراد محاربتهم " .
     
       إذا  دققت قليلا فإنك ترى أن التسمية السريانية هي مرادفة
للتسمية الآرامية و أن الملك أبجر الآرامي لا تعني أنه كان وثنيا
خاصة و أننا نعلم أن قبل الديانة المسيحية و نشرها في مملكته .

 حفظكما الله
هنري بدروس كيفا

432
مؤتمر حول " التأريخ عند السريان"
 

القسم الثاني
 
عقدت " جمعية  الدراسات السريانية " في مدينة باريس"Société d’études syriaques" مؤتمرها السنوي في 14 تشرين الثاني و كان  موضوع المؤتمر"L’historiographie syriaque" أي عملية التأريخ (كتابة التاريخ) عند السريان . موضوع شيق للغاية شارك فيه عدد كبير من الباحثين المختصين ، سوف أعرض على القراء المواضيع التي طرحت و النقاشات التي جرت . من الممكن مشاهدة برنامج  المؤتمر على الرابط التالي
 
http://www.suryoye.be/index.php?option=com_eventlist&view=details&id=22:lhistoriographie-syriaque&Itemid=20
 
ثانيا - فترة بعد الظهر
 
أ - ولادة الكنيسة المونوفيزيتية حسب المؤرخين السريان المغاربة
La naissance de l’Église miaphysite dans l’historiographie syro-occidentale
  و قد ألقى هذه المحاضرة الباحث Jan van Ginkel باللغة الإنكليزية و هي حول الكنيسة السريانية المناهضة لمجمع خلقيدونيا . هذا الموضوع كنت قد إخترته لأطروحة الدكتورا في جامعة السوربون لذا كنت سعيدا جدا  لمتابعة هذه المحاضرة .
  لقد شدد الباحث van Ginkel على مجمع خلقيدونيا 451 م و أكد أن " المونوفيزيتيين" قد عارضوا هذا المجمع حتى سنة 518 م  و إن "ولادة" هذه الكنيسة قد تم بعد إضطهادات الأباطرة البيزنطيين . وقد ذكر بعض كتابات المونوفيزتيين الذين كانوا يعتبرون تعاليم مجمع خلقيدونيا هي السبب الرئيسي لإنقسام الكنيسة . و كان قد نشر نصا حول رؤوية المؤرخين السريان الى العرب و إعتبارهم كمحررين لهم من ظلم البيزنطيين . و هذا ما دفعني - خلال النقاش - الى التعليق " يجب أن ننظر الى النصوص السريانية الأقدم ، مثلا ما ورد في تاريخ الزوقيني حول العرب ( و منذ ذلك الوقت بدأ  أبناء هاجر  في إستعباد الآراميين إستعبادا مصريا ) و كنت قد ذكرت هذا النص باللغة السريانية  فعلق van Ginkel أن المؤرخين السريان البطريرك ميخائيل السرياني و إبن العبري قد إعتبرا العرب محررين لهم لأن السريان كانوا لا يزالون يعانون في القرن الثاني عشر من ظلم الأباطرة لهم .
أخيرا  كان عنوان المحاضرة باللغة الإنكليزية
" Birth of the Syrian Orthodox Church or was it a history of a divorce ?
 
ب - محاضرة د. أمير حراق كانت حول نظرة الراهب الزوقيني الى إنتصارات العرب المسلمين . لقد شدد الباحث حراق على أهمية المؤرخين السريان و كان ذكر عدة نصوص من تاريخ الزوقيني و قد رجح أنه راهب قد سكن في الجزيرة السورية  و هذه النصوص تتكلم عن معاناة المسيحيين من ظلم بعض الولاة القساة . و قد علق الباحث حراق " يجب أن نميز و أن نفرق ما كتبه بعض البطاركة الموالين لسلطة العباسيين و ما كتبه الرهبان القريبين من الشعب ". و كان قد ذكر أيضا أن ما دونه الزوقيني  حول نظرة المسيحيين الى الى العرب المسلمين هو مهم جدا  لفهم العلاقات التاريخية التي تمت في القرن الثامن الميلادي . و كان د. حراق قد ذكر نص الزوقيني حول ظلم العرب للشعب الآرامي السرياني بدون أن يعلق عليه ، لأن الباحث van Ginkel قد علق عليه سابقا .
 
  ج - العلاقات بين تاريخ سعرد و بين مختصر التاريخ الكنسي . هذا هو عنوان المحاضرة التي ألقاها الباحث Herman Teule .
 لقد حاول هذا الباحث أن يسلط الأضواء على التاريخ المعروف بالمختصرl'Abrégé de la chronique ecclésiastique  و هو يرجح أن صاحب المختصر قد عاش في بداية القرن الحادي عشر الميلادي .  و شرح الباحث  Herman Teule  عن أوجه الشبه بين تاريخ سعرد الذي نشره المطران إدي شير في بداية القرن العشرين  ضمن سلسلة  Patrologia  orientalis  و بين " المختصر" الذي نشره الأب بطرس حداد في بغداد سنة 2000 . الباحث  Herman Teule  يعتقد أن كل من تاريخ سعرد و المتصر قد إستقيا معلوماتهما من مصدر يجمع بينهما فهو يقدم براهين عديدة تثبت أن كلا التاريخين قد إتبعا  نفس التسلسل لذكر الأحداث التاريخية. الخلاصة التي توصل اليها هذا الباحث هي أن المختصر يكمل تاريخ سعرد و من هنا أهميته .

لقد علق د. حراق " لما نطلق تسمية " مختصر " على   كتاب ضخم؟"
 
ج - التأريخ عند الأرمن هو عنوان المحاضرة الأخيرة التي ألقاها الباحث Robert Thomson  من جامعة أكسفورد . لقد قدم لنا هذا العالم  بنسخة عن أسماء المؤرخين الأرمن مع الترجمات لكتبهم وعدد كبير من المراجع العلمية حول المصار الأرمنية .
    قبل طرح موضوعه ، قدم لنا هذا الباحث مختصرا عن كيفية دخول الديانة المسيحية الى الشعب الأرمني  ، و أكد أن الشعب الأرمني قد تعرف على الديانة المسيحية عن طريق المرسلين السريان خاصة من الرها  و قد ذكر أحد المؤرخين الأرمن الذي كتب سنة 460 م عن دور السريان في تأسيس الكنيسة الأرمنية. و كان المحاضر  Thomson  قد ذكر باللغة الفرنسية "  l'origine Syrienne " أي الجذور السريانية في الكنيسة الأرمنية . أي أنه رد بشكل علمي حول سؤال الباحث Andrew Palmer  إذا كان الشعب الأرمني هو أول الشعوب التي قبلت الديانة المسيحية . 

شرح العالم Robert Thomson  عن عملية التأريخ عند المؤرخين الأرمن و شرح كثيرا عن التأريخ عند موسى الخوريني و قال عنه "لقد أراد هذا المؤرخ أن  يصور بطولة الشعب الأرمني في المقاومة فنقل من الكتاب المقدس من سفر المكابيين عن كيفية قتال اليهود. و قد ذكر الخوريني أيضا أن مدينة الرها كانت ضمن المملكة الأرمنية و أن ملوكها كانوا من الشعب الأرمني خاصة الملك أبجر " .
    لقد علقت - خلال فترة المناقشة - و قلت للباحث Thomson" إن تأكيدات موسى الخوريني عن جذور الملك أبجر الأرمنية ، علما أن أبجر كان آراميا قد أثرت في أحد كبار المؤرخين السريان و هو البطريرك ميخائيل الكبير الذي ذكر هو أيضا أن الملك أبجر كان أرمنيا " . و عندما سأل Thomson إذا كان  ميخائيل الكبير هو الوحيد الذي ذكر أن أبجر كان أرمنيا  أجاب الباحث Andrew    Palmerأن التاريخ السرياني المنتهي بعام 1234 م هو  أيضا يذكر أن أبجر هو أرمني !
 
ثالثا - النتائج
 و في الختام قام الباحث دايفيد تايلور و قدم ملخصا صغيرا حول هذا المؤتمر حول عملية التأريخ عند السريان و قد ذكر " إن الحقائق التاريخية تشبه سمكة الدلفين داخل البحر ، بعض الأحيان يقفز فوق المياه مما يسمح للبعض أن يروه ، بينما نحن لا نراه " . الباحث تايلور يشير الى أهمية النصوص لكتابة التاريخ . و كان قد طرح السؤال التالي " من يدون ( يكتب)   التاريخ  ؟ " و ما هي الأسباب التي تدفع البعض أن " يدونوا"  التواريخ ؟ و علق أيضا على ملاحظة د. حراق " يجب أن نميز بين ما يكتبه بطريرك يعيش في بغداد و بين راهب يعيش بعيدا عن مركز السلطة ".
   أخيرا لقد طالب الباحث تايلور أن تقام مؤتمرات مشتركة بين المتخصصين في تاريخ السريان و المتخصصين في تاريخ العرب
لأن العمل المشترك يقربنا أكثر من الحقائق التاريخية .

هنري بدروس كيفا

433
 إن هذا المعرض قد أقيم في مدينة باريس في محف اللوفر في بداية
السنة و قد نال نجاحا كبيرا و هو اليوم يعرض في لندن و سوف يعرض
في متاحف أخرى .
  مشكلتنا الكبرى مع هذا المعرض أن القائمين عليه  و هم مدراء
أكبر و أشهر متاحف في العالم قد إستخدموا التسمية البابلية كأنها تسمية
قد أطلقت على شعب معروف مثل الشعب الحثي أو الميتني . بينما
التسمية البابلية تدل على مدينة بابل عاصمة الشعب الأكادي .
    من الصعب  دراسة تاريخ الشعوب التي إستوطنت بلاد سومر القديمة
و لكن من المخجل من مدراء المتاحف و العديد من علماء الآثار المضي
في إستخدام تعبير " الشعب البابلي " و الحضارة البابلية  لأنها تسمية
غير علمية و لا تدل على شعب معين . يجب أن نفرق بين :
 - بابل المدينة    التاريخية التي وجدت منذ  ايام حمورابي
- و بين بلاد بابل و هي التسمية الإدارية التي أطلقها الفرس على بلاد
 أكاد .
   بعبارة أوضح : لا يوجد نصوص اكادية قديمة و ردت فيها التسمية
البابلية بمعنى الشعب أو البلاد . إن المؤرخين اليونانيين هم الذين عمموا
هذه التسمية البابلية بمعنى شعب و بلاد  ! و للأسف الشديد لا يزال
الكثيرين من المؤرخين في تاريخ الشرق القديم يستخدمون هذا التعبير
الخاطئ .
    الدكتور جعفر هادي حسن يقدم لنا دراسة جيدة و لكنه يردد نفس
التعبير الخاطئ إذ يستخدم التسمية البابلية بمعنى شعب و سوف أشير
الى تلك الأخطاء في مقال منفصل .
 
   ملاحظة صغيرة الى الأخ  Odisho Youkhana
هنالك بعض الأخطاء التاريخية تاريخ حمورابي يعود الى 4000 سنة
تقريبا و ليس 9000 سنة ! التحالف الكلداني الآرامي الميدي هو الذي
أسقط الدولة الاشورية و ليس الإسكندر و هذا الحدث المهم قد تم سنة
612 ق.م  و ليس 331 ق.م .

   أخيرا  أن التسمية  " البابلية" قد تعني الشعب الاكادي أو الشعب
العموري في الألف الثاني قبل الميلاد و هي تعني بكل تأكيد في الألف
الأول الشعب الكلداني الآرامي الذي كان الغائب الكبير في هذه المعارض.

 هنري بدروس كيفا

434
مؤتمر حول " التأريخ عند السريان"


عقدت " جمعية  الدراسات السريانية " في مدينة باريس"Société d’études syriaques" مؤتمرها السنوي في 14 تشرين الثاني و كان  موضوع المؤتمر"L’historiographie syriaque" أي عملية التأريخ (كتابة التاريخ) عند السريان . موضوع شيق للغاية شارك فيه عدد كبير من الباحثين المختصين ، سوف أعرض على القراء المواضيع التي طرحت و النقاشات التي جرت . من الممكن مشاهدة برنامج  المؤتمر على الرابط التالي

http://www.suryoye.be/index.php?option=com_eventlist&view=details&id=22:lhistoriographie-syriaque&Itemid=20

قبل عرض المحاضرات أحب أن أذكر أن جميع المحاضرين قد إستخدموا  التسمية syriaque و syrien للإشارة الى الشعب السرياني و syrien oriental أي سرياني شرقي الى إخوتنا  شرقي نهر الفرات( اي أبناء الكنيسة الأشورية و الكلدانية اليوم ).

أولا - الفترة الصباحية  رحبت الباحثة فرنسواز بريكل- شاتوني F. Briquel-Chatonnet بالحاضرين و شرحت عن أهداف جمعية الدراسات السريانية و هي مؤسسة ثقافية مفتوحة لكل محبي التاريخ السرياني ، و هذه الجمعية تقودها نخبة من المتخصصين في السريانيات الذين يعلمون في جامعات و معاهد باريس المختصة في تاريخ و حضارة و لغة السريان . كما قدمت فرنسواز بعض الأسباب حول إختيار الموضوع و أخيرا شكرت مدير معهد اللاهوت البروتستنتي حيث جرى المؤتمر.

 أ - أثر التأريخ اليوناني " L’héritage de l’historiographie grecque شرحت الباحثة Muriel Debié  عن تأثيرات التأريخ اليوناني على المؤرخين السريان المشارقة و المغاربة . و قد أكدت إن قدامى المؤرخين اليونانيين مثل هيرودوت وتاسيت و كزنوفون لم يؤثروا على المؤرخين السريان و لكن المؤرخين اليونانيين المسيحيين مثل أوسابيوس و سقراط  فإنهم أثروا بقوة على المؤرخين السريان و خاصة في طريقة تدوين السنين و بداية العالم. 

كانت الباحثة Muriel Debié قد عرضت بعض اللوائح حول اسماء المؤرخين السريان مع عنواين كتبهم ، و شرحت أن عددا  كبيرا من  أعمال هؤلاء المؤرخين السريان هي مفقودة و لم يبق منها إلا عنوان الكتاب  لأن مؤرخ سرياني آخر قد ذكره . لقد أكدت أيضا  أن هدف المؤرخين السريان - قبل سقوط بلادهم في أيدي المسلمين - هو الكتابة عن كنيسة واحدة جامعة في حماية إمبراطور مسيحي . هذه النظرة الى الكنيسة و الى الإمبراطورية سوف تتبدل كليا في القرون اللاحقة .

ب -" بعض الأسرار التي تتعلق بكاتب تاريخ الرها " ألقى الباحث Andrew Palmer محاضرته حول " تاريخ الرها" و قد ذكر عدة نقاط يكتنفها الغموض ، و أكد للحاضرين " أنه يجب معرفة القرائة بين السطور " . يعتقد Palmer أن مؤلف هذا التاريخ المهم هو " أداي الذي خلف مار بالاها سنة 532 م مطرانا على الرها ". كما  قدم عدة براهين تؤكد أن مؤلف هذا التاريخ لم يكن نسطوريا. و هذه الفكرة قد شاعت بين المؤرخين في أواخر القرن التاسع عشر.

  ملاحظة : كتب البطريرك أفرام برصوم في اللؤلؤ المنثور صفحة127 "  كان مؤلفه مع اعترافه  بالمجامع الأربعة يعرج الى النسطرة".  و من البراهين التي قدمها Palmer عن إبتعاد صاحب هذا التاريخ عن النسطرة هو عدم ذكره للشاعر نرساي مع أنه أهم من الشاعر عبسميا ابن أخت القديس أفرام !

يطرح Palmer الأسئلة التالية:

- لما لم يذكر صاحب هذا التاريخ أسماء كل مطارنة و ملوك الرها ؟

-لما لم يذكر شيئا عن دخول الملك أبجر الثامن الديانة السيحية  أو تنصر الملك قسطنطين ؟

- لما لا يذكر شيئا عن أبجر الخامس الذي عاصر المسيح، و إنتشرت حكايته بفضل تاريخ أوسابيوس ؟ أخيرا  لقد فسر Palmer فيضان نهر ديصان الذي جاء في غير موعده ، و نجاة الملك أبجر الثامن  و تدمير مدخل كنيسة المسيحيين على إشارة الى دور الكنيسة.

ملاحظة : النص السرياني لا يذكر مدخل الكنيسة و لكن الكنيسة بأكملها. يجدر الإشارة الى أن هذا العالم Palmer قد وجه ملاحظة الى العالم Robert Thomson الإنكليزي المتخصص في التاريخ الأرمني قائلا " إن الملك أبجر هو أول ملك مسيحي  و كذلك الشعب السرياني هو أول من دخل الديانة المسيحية ". و هو يلمح الى الباحث Thomson الى أن الشعب الأرمني ليس أول شعب قبل الديانة المسيحية . سوف نرى جواب الباحث Thomson في فترة بعد الضهر.

ج - تأريخ مكتوب بلغتين ( السريانية و العربية ) : إيليا مطران نصيبين الباحث Antoine Borrut من جامعة ميرلاند الأميركية و هو متخصص في تاريخ بداية الإسلام  قدم هذا البحث الشيق حيث قدم عدة براهين حول أهمية المؤرخين السريان لفهم بداية التاريخ الإسلامي  .فهو يشدد على عدم وجود مؤرخين عرب في القرنين السابع و الثامن الميلادي و أن أقدم النصوص التاريخية العربية تعود الى بداية القرن الثامن الميلادي .لقد ذكر الباحث Borrut  أن المؤرخين العرب قد ذكروا أن المسلمين قد إستولوا على جزيرة رودوس ( الجزيرة الواقعة بالقرب من الشاطئ التركي ) بينما نرى في تاريخ تيوفيل الرهاوي أن جيوش المسلمين قد إستولت على جزيرة إرواد الواقعة قرب الشاطئ السوري . لقد خلط المؤرخون العرب بين جزيرتي رود و إرواد .

يؤكد الباحث Borrut  أن الخلفاء العباسيين قد عمدوا في نهاية القرن التاسع الميلادي إلى كتابة تاريخ موحد لتاريخ المسلمين، لذلك يرى أهمية كبيرة في التأريخ عند المؤرخين السريان . لقد شدد كثيرا على تأريخ  إيليا  مطران نصيبين  من 1008 الى 1049 م  و خاصة الى النصوص العربية التي نقلها المطران إيليا السرياني الشرقي وترجمها الى اللغة السريانية و كان هذا المؤرخ السرياني يذكر أسماء المؤرخين اللذين ينقل عنهم من الطبري و الخوارزمي . لقد علق الباحث Borrut " أنه من المهم أن نعود الى النصوص العربية التي ترجمها المطران إيليا لدراسة كيف كانت تتم الترجمة " . و أكد أيضا أننا نملك مخطوطة وحيدة لتاريخ إيليا و أن الترجمة العربية قد تمت على مراحل ( أربع خطوط عربية مختلفة ).

يتبع فترة بعد الضهر
 
هنري بدروس كيفا

435
الأستاذ فايز مقدسي يستقبل الباحث هنري بدروس كيفا في برنامج
أفكار مساء الخميس الساعة السابعة في توقيت فرنسا أي الثامن في توقيت سوريا و لبنان و التاسعة في توقيت العراق .


 تستطيعون الإستماع الى هذا البرنامج مباشرة من الإذاعة أو عبرالإنترنت خاصة للساكنين في أوروبا و أميركا .
 سوف يطرح الأستاذ فايز مقدسي أسئلة عديدة على الباحث كيفا
حول تاريخ الآراميين السريان و دورهم الحضاري .
  سيعاد بث هذا البرنامج صباح الأحد القادم في تمام الساعة الحادية عشر صباحا في توقيت باريس .

 
 أهلا و سهلا لجميع المستمعين
 إذاعة مونت كارلو الدولية على الرابط التالي
http://www.rmc-mo.com/portail_ar.asp?From=FR 

436
من يريد " وئد " اللغة الآرامية  حية ؟ و لماذا ؟

    من أهم منجزات الإسلام الإجتماعية هي منعه لتلك العادة القبيحة أقصد بها " وئد البنات " و كانت هذه العادة منتشرة بين العرب في الجاهلية . و كان العرب القدامى و لأسباب أهمها الجهل و الفقر يلجئون الى وئد أي دفن بناتهن و هن حيات! اليوم و بعد حوالي 1500 سنة ، نرى بعض إخوتنا السريان ، يحاولون "دفن " لغتهم الآرامية الأم و هي " حية " ! لقد راعني ما كتب أحد الإخوة - تحت إسم مستعار - حول لغتنا الآرامية إذ كتب لي "الآرامية يا أستاذ تسمية ميتة أو هوية ميتة أو محفوظة في كتب التاريخ ، لأن ليس ثمة من يتحدث بها من بين أفراد شعبنا، ومهما فعلت لن تستطيع أن تبث الحياة فيها ."

 الرابط لمشاهدة  الرد كاملا.

http://www.annaqedcafe.com/showthread.php?t=2093

السيد  " عزيز " مخطئ في تحليلاته ، لغتنا الآرامية السريانية هي حية بفضل عدد كبير من السريان الذين يعشقون بالتكلم بها. و بفضل الكتاب و الشعراء الذين يكتبون بها .

أولا - هل اللغة الآرامية هي " سليلة " الأكادية ؟

   أ - يدعي السيد " عزيز " أن اللغة الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية، و يدعي أن اللغة الآرامية تفوح منها رائحة الأكادية و هو يدعي" طبعا أقول ذلك وأنا أستند إلى المعاجم المتوفرة لدي التي تعود إلى مؤلفين أجانب وعرب، وبعد مقارنات لغوية مستفيضة " . للأسف الشديد ، السيد " عزيز " لم يذكر أسماء هؤلاء العلماء أو المراجع أو حتى القواميس التي تتكلم عن هذا الموضوع .هنالك دراسة مشهورة جدا للعالم KAUFMAN  عنوانهاThe akkadian influences on Aramaic   يجب الإطلاع عليها قبل المغامرة و الإدعاء أن الآرامية هي " سليلة " الأكادية !

ب-  ليس السيد " عزيز " الوحيد الذي يؤمن بهذه النظرية المشبوهة ، لقد أصدر سيادة المطران جورج صليبا الموقر كتابا حول اللغة السريانية عنوانه " معلم اللغة السريانية ". نلاحظ على الغلاف لوحة فيها تطور كتابة الأبجدية الآرامية ، و في أعلى اللوحة كتابات بالمسمارية الأكدية . نحن لا نعرف إذا كان سيادة المطران صليبا هو صاحب هذه اللوحة ، و لكننا نعرف ، و بكل تأكيد ، إن الأبجدية الآرامية و اللغة الآرامية لم تشتق من الكتابة أو اللغة الأكادية . و من المؤسف أن سيادته قد كتب في مقدمته صفحة 20 " ... بينما لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة ". ليت سيادته يقدم براهين مقنعة تثبت للمثقفين السريان أن لهجة طور عبدين هي أكادية ! نحن نشك كثيرا أن المطران صليبا  يتقن اللغة الأكادية  أو أن سريان طور عبدين يفهمون اللغة الأكادية !

ج - لقد إلتقيت يوم الجمعة14 تشرين الثاني بالأستاذ أفرام عيسى وذلك ضمن مؤتمر " التأريخ عند السريان " الذي أقيم في باريس . و قد ردد هذا الأساذ أنه بالحقيقة لا يوجد لغة آرامية و لكنها لهجة أشورية ! فأجبته مسرعا " أنت تقصد اللغة الأكادية، لأنك كما تعلم أن الشعب الأشوري كان يتكلم الأكادية و لم يكن له لغة خاصة " فرد علي بالإيجاب ، و هنا قلت له فورا " أنت مخطئ ، اللغة الآرامية هي لغة مستقلة عن الآكادية وإن للدكتور أمير حراق بحث علمي حول اللغة السريانية يثبت فيه أنها سليلة اللغة الآرامية " أجابني الأستاذ عيسى " كيف لا أعرف د. حراق فهو كان تلميذي ، يجب أن نطرح السؤال على العلماء كي تتأكد من ذلك ( إشتقاق اللغة الآرامية من الأكادية ؟)" كنت أحب أن أرد على الأستاذ عيسى " إن التلميذ قد فاق معلمه " و لكنني أجبته " فقط العلماء الذين يجيدون اللغتين الأكادية و الآرامية يحق لهم الفصل في هذا الموضوع ".

د - إن KAUFMAN يؤكد وجود حوالي 300 كلمة أكادية قد دخلت اللغة الآرامية ، و لكنه لا " يدعي " أن الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية لأنه عالم يعرف جيدا ، أن بقية العلماء سوف يطلعون على بحثه و سوف يتعرض للنقد العلمي إذا غامر بطرح نظريات غير علمية . كنت أظن في السابق إن كلمة " نفط " هي كلمة سريانية آرامية قد دخلت الى اللغة العربية ، و لكنني عرفت من خلال أبحاث KAUFMAN أنها كلمة أكادية . لقد أثرت اللغة اليونانية بقوة في لغتنا الآرامية السريانية و هذا واضح في الكتب الطبية المترجمة عن اليونانية . إن عدد الكلمات اليونانية التي دخلت في لغتنا الآرامية السريانية يفوق بكثير الكلمات الأكادية . هل يوجد علماء يطالبون بتسمية لغتنا السريانية باللغة اليونانية؟

ثانيا - ما هي الأسباب التي تدفع البعض الى ترديد هذه الإدعاءات ؟ هنالك مثل يقول " إذا عرفت السبب ، بطل العجب ! " ، إنني لا أتعجب أبدا  لأن بعض إخوتنا يرددون هذه الإدعاءات غير العلمية . إنني لم أطلع - حتى اليوم - على أي بحث علمي  " يشتم منه " (من فعل إشتم) أن لغتنا الآرامية هي سليلة اللغة الأكادية ! إذا كان صحيحا إن بعض الكلمات السومرية أو الأكادية أو الفارسية أو اليونانية أو العربية قد دخلت الى لغتنا الآرامية السريانية ، فهذه الكلمات قد "أغنت" لغتنا الآرامية و ساعدتها كي تتطور و تصبح لغة علمية و عالمية . من العار يا سيد " عزيز" الإدعاء بدون براهين أنها سليلة الأكادية! لا يوجد مشكلة علمية أو أكاديمية حول إسم أو هوية لغتنا الآرامية ، إذن لما  يصر البعض على أنها " سليلة " اللغة الأكادية ؟

أ - إن إخوتنا الذين يؤمنون بالإنتماء الأشوري ، يحاولون بكل الوسائل أن ينشروا هذه الفكرة " الخاطئة " بين المثقفين .

ب - الشعب الأشوري لم يكن له لغة أشورية خاصة به بل كان يتكلم اللغة الأكادية و كانوا يسمونها اللغة الأكادية. الفرس أيضا إستخدموا اللغة الأكادية و تركوا لنا عشرات الكتابات قبل إستخدامهم للغة الآرامية و طبعا كانوا يسمونها اللغة الأكادية و ليس الفارسية .

ج - لقد أخطأ  علماء الآثار في أواسط القرن التاسع عشر في إستخدام تعبير " اللغة الأشورية " بعد فك رموز الكتابة المسمارية ، لأنهم سرعان ما  إكتشفوا  أن إسمها العلمي هو اللغة الأكادية.

 د - القواميس الجديدة و كتب القواعد "مجمعة" اليوم على إستخدام التسمية التاريخية العلمية و هي اللغة الأكادية .

ه - مع إنتشار الفكر القومي " الأشوري " بين السريان المغاربة و السريان المشارقة ، إنتشرت فكرة خاطئة و هي وجود لغة قومية أشورية بينما ثبت لنا أن الأشوريين كانوا يسمون لغتهم أكادية و ليس أشورية ! مما  أوقع إخوتنا القوميين في مشكلة صعبة : هل إسم لغتنا هو الآرامية أم الأشورية ؟

و - لقد فشل المتطرفون منهم في فرض إسم " اللغة الأشورية " بدل إسمها التاريخي و العلمي " اللغة الآرامية أي السريانية " مما  دفع بعض الأحزاب الأشورية و بعض المواقع الى إستخدام تعبير " اللغة السريانية " .

ز - إنتشرت عدة مقالات " لا يشتم منها رائحة العلم " تردد تعابير جديدة مثل " اللغة الأشورية الحديثة " أو " اللغة السريانية الأشورية " و حتى " اللغة الأشورية الغربية " و " آرامو أشورية " و غيرها ، و أصحاب هذه المقالات يريدون قتل " اللغة الآرامية" .

ح - لا  تزال بعض المواقع تستخدم تعبير " اللغة الأشورية" و هي تدل على تطرفها المتعمد .

ط - إن تطرف بعض إخوتنا في إستخدام " اللغة الأشورية " يدفعنا الى طرح السؤال التالي " هل إخوتنا الذين يؤمنون بالهوية الأشورية هم صادقون عندما يصرحون أنهم يتكلمون اللغة السريانية ؟ أم أن قبولهم بهذه التسمية هو موقف سياسي ؟

هنري بدروس كيفا

437
"سيفو" و رسائل أجدادنا التي لم تصل!

أقامت دول أوروبا حفلات عديدة بمناسة ذكرى إنتهاء الحرب الكونية
( الأولى) . جرت العادة أن يشارك قدامى المحاربين الذين خاضوا تلك
الحرب التي كانت من أشرس و أضر الحروب في بداية القرن العشرين .
هذه السنة شارك ثلاث من قدامى الجنود الإنكليز و جندي أميركي هم
آخر  أربع جنود لا يزالون على قيد الحياة و أعمارهم اليوم بين 108 و 112 سنة .


 أولا - رسائل من الجبهة

  إن الدول المتمدنة تكرم هؤلاء المحاربين القدامى و من خلالهم كل
الشهداء و ضحايا تلك الحرب . لقد خسرت إنكلترا  أكثر من 400 ألف
جندي في فرنسا كما خسر الفرنسين ملايين القتلى . و تكاد لا تخلو
كل عائلة فرنسية من شهيد أو جريح . لا شك لقد إشتهرت هذه الحرب
بسبب الحقد الفرنسي ضد الألمان بسبب ضم مقاطعات الألزاس و اللورين إلى الإمبراطورية الألمانية سنة 1871 م .
  لقد لاحظنا في السنوات الأخيرة قيام عدة دور للنشر في البحث
و تشجيع أحفاد هؤلاء الشهداء على نشر الرسائل التي كان قد كتبها
هؤلاء الجنود لزوجاتهم أو لأهاليهم . هذه الرسائل تعتبر من أهم الوثائق
لمعرفة معنويات الجنود و آرائهم حول الحرب . يمكن مشاهدة بعض
الأفلام الوثائقية التي يبثها قنال France2 على هذا الرابط

  أم  قنال TF1 الفرنسي  فقد عرض سلسلة من التحقيقات حول رسائل
قدامى الجنود المنشورة و غير المنشورة . لقد أعجبتني رسائل الجندي

 " يجب أن تفكري بطفلنا و أن تفكري فيني لأنني أحبك ، أغرفي من
هذين الحبين قوة الأمل ، وداعا  وإلى اللقاء إذا إستطعت ". هذا الجندي
سوف يستشهد بعد أشهر عديدة . و لكنه ترك لزوجته و لأهله أكثر من

أن يشاهد هذا الفيلم على هذا الرابط


ثانيا - وضع المسيحيين في الجيش العثماني
 بعدما إستولت الجيوش العربية على مناطق أجدادنا التاريخية  عمدت
إلى منع المسيحيين إلى الإنضمام الى الجيش المسلم مما أجبر القبائل
العربية المسيحية الى دخول الإسلام و الإستفادة من الفتوحات التي وصلت الى الهند شرقا و أبواب أوروبا غربا .
     لقد ظل المسيحيون من يونانيين و أرمن و أقباط و سريان آراميين
لا يخدمون في الجيش الإسلامي إلى سنة 1908 حيث نجح حزب الإتحاد
و الترقي من إستلام السلطة و سعى إلى سياسة " تتريك " المسيحيين
و الأكراد  و أصبح على المسيحي أن يخدم في الجيش العثماني . من
المؤسف نحن لا نملك وثا ئق كتابية عن المعاملات السيئة التي كان
يتلقاها المسيحيون من العثمانيين المسلمين . كان العثمانيون ينتقمون
من المسيحيين معتبرينهم السبب الرئيسي لتدخلات الدول الأوروبية
في السلطنة العثمانية . قبل الخدمة العسكرية كان العثمانيون يطلقون
تسمية " غاور " أي كافر على كل مسيحي و لكن بعد الخدمة العسكرية
و خاصة بعد خسارة السلطنة العثمانية لحرب البلقان سنة 1912 ،
صار العثمانيون يعتبرون المسيحيين " خائنيين" للسلطنة  و عملاء
للدول الأوربية .
   ملاحظة صغيرة : لقد كانت معاملة العثمانيين سيئة جدا للمسيحيين
و لكن أجدادنا كانوا " بعيدين" عن مراكز السلطة خاصة الذين كانوا
يعيشون في مناطق مسيحية . قبل الخدمة كان الشاب السرياني الآرامي
يعيش في ضيعته و لا يتعرض مباشرة للإهانات أو لسوء المعاملة و لكن
مع الخدمة العسكرية فإنه أصبح عرضة لكل أنواع  المعاملات السيئة ،
لأن المسيحي كان كالخروف بين الذئاب !

ثالثا - هل ترك لنا أجدادنا السريان رسائل تخبرنا عن أحوالهم ؟
 
 هنالك دراسات عديدة حول حرب الإبادة الجماعية GENOCIDE
التي إرتكبتها الحكومة العثمانية بحق الشعب الأرمني و الشعب السريناني
الآرامي . و لكننا نفتقر الى المصادر و المراجع العلمية حول عدد
الشباب السرياني الآرامي الذي إلتحق بالجيش العثماني ، كذلك لا نملك
إحصائيات دقيقة حول " عدد " الشباب السريان الذين رجعوا من
الخدمة العسكرية ( الذين نجوا من موت محتم ).
     نلاحظ من خلال كتاب القصارى في نكبات النصارى لصاحبه
الأب إسحق أرملة أن العثمانيين قد عمدوا الى تشكيل فرق من المسيحيين
الأرمن أو من السريان و كانت و ظيفتهم فتح الطرقات أو حفر الخنادق
و كانت فرق المسيحيين معزولة من السلاح.
   السؤال الذي يطرح : لما لم يترك لنا أجدادنا بعضا من الرسائل
التي تخبرنا عن معاناتهم ؟ ما هي الأسباب الحقيقية التي منعتهم من
الكتابة ؟
 - هل كان أجدادنا أميين لا يجيدون الكتابة ؟
-  هل كان أجدادنا " يتخوفون " من التعبير في رسائلهم عن المعاملة
  السيئة التي يتعرضون لها يوميا ؟
- هل كان العثمانيون يمنعون أجدادنا من الكتابة ؟
- أو هل كان العثمانيون يراقبون رسائل أجدادنا خوفا من نقل المعلومات؟
- هل كانت خدمة أجدادنا السريان الآراميين في الجيش العثماني قصيرة
جدا ؟ لأن العثمانيون قتلوهم مثلما قضوا على فرق المجندين الأرمن ؟

 ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت الى عدم وجود رسائل من المجندين
المسيحييين إلى ذويهم ؟ هل يستطيع إخوتنا السريان الذين يجيدون اللغة
التركية في البحث في الأرشيف التركي ؟
     لا يحق لنا اليوم أن ننسى أو لا سمح الله أن نساوم على دماء شهدائنا
الأبرار . لا يحق لأي سرياني أن يسامح  جرائم العثمانيين قبل الكشف
عن كيفية إبادة الشعب الأرمني و شعبنا السرياني الآرامي .

 هنري بدروس كيفا

438
شجاعة و أمانة   قداسة  البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي الموقر
 
   
  لم أتعجب أبدا لحديث  قداسة  البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي الذي نشره موقع عنكاوا حيث قال" لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي."  الرابط          www.ankawa.com                         
  إنني أتعجب كثيرا لعدم وجود ردود و تعليقات على موقف هذا البطريرك الشجاع و الأمين لهوية أجداده التاريخية . لقد شاهدنا في السابق بعض العلمانيين - خاصة في لبنان - يدافعون عن هويتنا السريانية الآرامية و لكنهم سرعان ما ينسونها بحجة " نحن بحاجة ماسة الى إسم موحد لكل المسيحيين في الشرق".
     
  أولا - موقع عنكاوا " المحايد"؟ و هويتنا الآرامية التاريخية .
       من المؤسف أن المشرف في موقع عنكاوا الذي أجرى هذا الحديث المهم مع قداسة  البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي قد إختار هذا العنوان
"أنني رجل دين ولا أتدخل في السياسة  ونحن في الكنيسة لا نطالب بشيء إلا ما يريده ويقرره شعبنا من الحقوق "
      هذا العنوان و بالخط العريض و خاصة مضمونه لا يحمل فكرة جديدة فموقف الكنيسة الكلدانية من العمل السياسي معروف وأن قداسته قد ردد في عدة مناسابات أن الكنيسة الكلدانية لا تتدخل في الشؤون السياسية . الجديد و المهم في حديث قداسته هو تأكيده على هويتنا الآرامية التاريخية الموحدة . كنت أتمنى من المشرف في موقع عنكاوا أن يسلط الضوء على موضوع هويتنا الآرامية و أهميته . لذلك أطرح هذا السؤال هل موقع عنكاوا هو" محايدا " ؟ صحيح أن المشرف قد نشر حديث قداسته و لم يبدل كلماته حول هويتنا الآرامية و لكنه لم يتوفق في إختيار العنوان أو لم يقدر مدى " أهمية " موقف قداسته حول هويتنا !
ثانيا - مواقف بعض البطاركة من هويتنا الآرامية .
        لا شك أن قداسة البطريرك أفرام برصوم هو من أكثر المدافعين عن إسمنا و هويتنا الآرامية و ذلك واضح من كتابه اللؤلؤ المنثور و خاصة في كتابه " في إسم الأمة السريانية " الذي صدر سنة 1952 . و كان قد ذكر فيه " "ليس من سبيل بتبديل ما اصطلحت عليه الإفرنسية و الإنكليزية في هذه اللفظة، وإنما يزول الإلتباس إذا ما أضيف إلى اللغة لفظة Syriac Aramaic للغة و Syrian Aramean للملة،  و Syrian Aramean Church للكنيسة" . أرجو مراجعة بحثي حول كتابه "" في إسم الأمة السريانية" بحث علميّ أَم وصية تاريخية؟ " 

على هذا الرابط       www.ankawa.com


    كنت متواجدا في كنيسة سيدة البشارة في بيروت في شتاء سنة2005 و سمعت وعظة غبطة البطريرك السابق عبد الأحد للكنيسة السريانية الكاثوليكية حيث تكلم عن مار أفرام السرياني و أجدادنا الآراميين .
   قداسة  البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي ليس هو بأول بطريرك يؤمن بهويتنا و جذورنا و حضارتنا الآرامية ، و لكنه البطريرك الشجاع الوحيد اليوم الذي يدافع عن هويتنا التاريخية و يدعو الجميع الى العودة تاريخنا الأكاديمي الذي يوحدنا .
 ثالثا - هل تأكيد قداسة  البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي بأننا"  شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي" هو نظرية أم حقيقة تاريخية؟
     لا شك أن ليس كل رجال الدين السورايي هم باحثين أو مؤرخين، و لكن الكثيرون منهم متخصصون في التاريخ الكنسي و مطلعون على المصادر السريانية . السورايي أي السريان المشارقة هم أراميون ليس بنظرية جديدة و لكنها حقيقة تاريخية موجودة في المصادر السريانية من تواريخ و رسائل و أشعار . قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي " لم يكتشف" صدفة أن جذورنا و هويتنا هي آرامية و لكنه - بدون شك - إطلع على المصادر السريانية و المراجع العلمية التي تؤكد إنتمائنا السرياني أي الآرامي .

     حسن بن بهلول السرياني النسطوري من القرن العاشر كتب في قاموسه الشهير " منذ القديم كان السريان يعرفون بالآراميين " .
أما في تاريخ إيليا مطران نصيبين السرياني فهو يعدد الأمم المعاصرة له و يذكر الشعب السرياني فقط .
     هنالك مصادر سريانية شرقية عديدة تؤكد أن السورايي أي السريان كانوا يؤمنون بجذورهم و هويتهم الآرامية . سوف أذكر نصا سريانيا( و ليس أشوريا أو كلدانيا كما يحلو للبعض أن يسمي لغتنا ) من كتاب النحلة و مؤلفه هو مار سليمان مطران الفراة و ميشان أي البصرة في القرن الثالث عشر الميلادي . كتب عنه السمعاني (المكتبة الشرقية العدد الثاني صفحة 453 )  " هو من أخلاط أو خلاط الواقعة في غرب بحيرة فان ، أصبح مطرانا على ܦܪܬ ܡܢܫܢ أي مدينة البصرة  ... لأنه كان موجودا سنة 1222 في رسامة الكاثوليكوس صبري يشو "
 ملاحظة صغيرة : إن إسم" صبري يشو" يعني  بلغتنا المقدسة " أملي يسوع " . إن إسم " صبري" منتشر  خاصة في العراق ، السؤال كم من الناس يعتقدون إن إسم صبري يعني " الصبر" و ليس " الأمل " ؟ النص السرياني نشره و ترجمه إلى الإنكليزية
  The Book of the Bee
 Solomon of Akhlat
 ED :  E. A .W  BUDGE
 London 1886
"ܥܠ  ܟܬܒܐ  ܕܝܢ  ܕܟܬܝܒ  ܗܘܐ  ܘܣܝܡ  ܠܥܠ  ܡܢ  ܪܝܫܗ . ܝܘܢܐܝܬ  ܘܥܒܪܐܝܬ  ܘܪܗܘܡܝܬ . ܘܠܐ  ܐܬܟܬܒܬ  ܒܗ  ܒܠܘܚܐ  ܐܪܡܐܝܬ . ܡܛܠ  ܕܠܝܬ   ܗܘܐ  ܠܐܪܡܝܐ  ܐܘ  ܟܝܬ  ܣܘܪܝܝܐ  ܫܘܬܦܬܐ  ܒܕܡܗ ܕܡܫܝܚܐ ... ܒܕܓܘܢ  ܟܕ  ܫܡܥ  ܐܒܓܪ  ܡܠܟܐ  ܐܪܡܝܐ  ܕܒܝܛ  ܢܗܪܝܢ  ܐܬܠܚܡ   ܥܠ  ܥܒܪܝܐ   ܘ ܒܥܐ  ܕܢܘܒܕ  ܐܢܘܢ  ."
الترجمة ( أعتذر سلفا عن النص السرياني لأنني لا أستطيع أن أضع بعض الحركات مثل النقطتين علامة الجمع ).
 " على الكتابة التي كانت مكتوبة و موضوعة فوق رأسه ( على الصليب ) و هي باليونانية و العبرية  و الرومية ( اللاتينية ) و لم
يكتب على اللوحة باللغة الآرامية لأنه  لم يكن للآراميين أي السريان ذنبا في دم المسيح  ... و لما  سمع أبجر الملك الآرامي لبيت نهرين( الجزيرة و ليس العراق ) غضب على العبرانيين و أراد محاربتهم " هذا النص يؤكد لنا أن السريان النساطرة كانوا يؤمنون بهويتهم الآرامية .
    نحن نؤكد أن  قداسة  البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي الموقر لا يطلق نظرية جديدة حول هويتنا التاريخية بل يؤكد ما توصل له العلماء من المتخصصين في السريانيات حول هوية السريان . دراسات و كتب الأب المؤرخ ألبير أبونا و سيادة المطران لويس ساكو الموقر  تؤكد هي أيضا  أن السورايي ( السريان ) ينتمون إلى الآراميين .
رابعا - " أهمية " موقف قداسة  البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي من  تأكيده على هويتنا الآرامية . نحن لا نشك أبدا في صدق قداسته عندما يؤكد  أن الكنيسة الكلدانية لا تتدخل في الأمور السياسية و لكن تأكيده على " أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي."  لهو موقف شجاع سيكون نتائج " سياسية " على مختلف الأصعدة . و هو رد غير مباشر على الطروحات التي تدعي أنها  الوحيدة التي تعمل من أجل وحدة السورايي و هي في الحقيقة تقسمهم لأنها غير مبنية  تاريخنا العلمي .
 أ - على الصعيد الكلداني .
    دعوة صريحة و مباشرة إلى أبناء الكنيسة الكلدانية على التمسك بتاريخنا العلمي . تاريخ  القبائل الكلدانية معروف و هم قبائل آرامية لهم الفضل الكبير في تعميم إسم " بلاد الآراميين " على العراق . كما أنه رد غير مباشر على بعض  المتطرفين الذين يدعون أن تاريخ الكلدان يعود الى 5300 سنة ق.م  ؟؟؟ كذلك رد على بعض رجال الدين الكلدان الذين يغامرون بالإدعاء أن التسمية السريانية لهي غريبة و تعني السريان المغاربة فقط .
ب - على  الصعيد المسيحي العراقي .
    قال قداسته " وبالنسبة الى مطالب شعبنا فنحن في الكنيسة لا نطالب بشيء إلا ما يريده ويقرره شعبنا من الحقوق، لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي." الكلدان يشكلون الأكثرية بين مسيحيي العراق ، و قداسته يؤكد أننا جميعا ننتمي الى الشعب الآرامي و أن الكنيسة ستدعم ما يقرره شعبنا .  كلنا نعلم أن هنالك صراع فكري و سياسي بين التسميتين " الأشورية" و " الكلدان الآشوريين السريان" ( مع أو بدون   واو العطف). موقف قداسته هو رد مباشر و صريح يذكر الجميع أن الكنيسة الكلدانية  تؤمن بتاريخنا العلمي و نحن شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي ! كأن قداسته يريد أن يفهم الجميع  أن الكلدان يؤمنون بوحدة شعبنا التاريخية  و أن الأموال الطائلة  من أجل تثبيت التسمية المركبة المصطنعة  هي هدر للأموال و الطاقات بدون فائدة .
ج - على الصعيد المسيحي في شرقنا الحبيب .
   إن كلماته القليلة "  شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي " لها معاني قوية و هي إشارة صريحة الى تاريخ الآراميين في الشرق . إنها كلمات مفعمة بالأمل و هو وحدة المسيحيين في الشرق قبل فوات الأوان . نعم أنها بارقة أمل ليتها تصل الى مسامع بقية رجال الدين المسيحيين في شرقنا الحبيب فيكف البعض عن الإعتقاد بطروحات سياسية مزورة لهويتنا السريانية - الآرامية  و يتوقف البعض الآخر عن الإدعاء بأنهم عرب قبل العرب أنفسهم .
    قد تكون كلمات قداسته مدخلا للحوار و النقاش بين رجال الدين المسيحيين حول " هوية " المسيحيين في الشرق . صحيح أن بعض المتطرفين يهجرون إخوتنا  الآراميين في الموصل و لكن الصحيح أيضا  أننا  نعيش أغلبيتنا في الشرق بين المسلمين العرب و هم بأغلبيتهم الساحقة  يؤمنون بالتعايش أو العيش مع المسيحيين .

    كلمة أخيرة : كان بعض المفكرين المسيحيين يدعون بجذور فينيقية وهمية للتهرب من القومية العربية  و كان البعض الآخر ينادون بالهوية الآرامية  و لكنهم فشلوا في الحفاظ عليها . نحن لا نشك أبدا في صدق قداسته عندما يؤكد أننا آراميون و لكن السؤال الذي يطرح هل تستطيع كلماته الصادقة أن تصمد أمام  الحملات الإعلامية   التي  تزور هويتنا الآرامية في كل يوم ؟
  شكرا لكم  قداسة  البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي  على شجاعتكم
و أمانتكم  لهويتكم التاريخية الآرامية و لتكن كلماتكم القليلة " ܨܒܪܐ  "
لكل الآراميين الذين يناضلون من أجل وحدتنا الحقيقية !
 
هنري بدروس كيفا

439
 لما لقب نور الدين الزنكي بالخنزير الأشوري ؟

    إن هذا التعبير القبيح موجود في تاريخ مار ميخائيل الكبير ، الذي نعت نور الدين بالخنزير الأشوري بعد إحتلاله لمدينة الرها.النص السرياني ، الطبعة الجديدة التي صدرت في السويد سنة 2006 ، صفحة ܐܫܬܠܛ ܚܙܝܪܐ ܐܬܘܪܝܐ ܗ ܡܥܣ ܠܥܢܒܐ ܪܚܝܡܬܐ ". و في السطر التالي يستعرض المؤرخ ميخائيل الكبير (1126-1199) الأهوال التي تعرض لها السريان في الرها  بعد دخول جيش  717 " الزنكي الى الرها وعمليات القتل التي طالت كل الشعب السرياني الرهاوي من رهبان و نساء و أطفال .

    المشكلة التي تطرح هي لما  وصف ميخائيل الكبير الأمير نور الدين الزنكي بالخنزير الأشوري؟ علما أنه - حسب علمي - الوحيد الذي وصف نور الدين التركي بخنزير أشوري ! لا شك إن كلمة خنزير واضحة وهي تعني الشتيمة ولكن ما معنى التسمية الأشورية في هذا النص ؟

أولا -  تطور التسمية الأشورية في المصادر السريانية .

 أ- التسمية الأشورية الجغرافية

     لقد سقطت إمبراطوريات عديدة في تاريخ الشرق القديم ، الشعب الميتني الذي إمتدت سلطته من شمالي سوريا إلى الجزيرة و حتى بلاد أشور القديمة ، بعد زوال الحكم السياسي للشعب الميتني في أواخر القرن الثالث عشر ق.م  و إستلام الأراميين الحكم في هذه المنطقة لم يعد يوجد أي ذكر للشعب الميتني الهندو أوروبي ، لا شك أن الأراميين قد " صهروا" بقايا ذلك الشعب .

   الأمر يختلف كليا مع الإمبراطورية الأشورية ، فبعد سقوطها سنة612ق.م ، إنتقل الحكم الى الكلدانيين الأراميين الذين تركوا لنا كتابات عديدة توصفهم بملوك بلاد أكاد . ولكن سرعان ما سقطت إمبراطورية الكلدانيين تحت ضربات الميديين سنة 538 ق .م  وقد أطلق الميديون تسمية " بلاد أسورستان " على كل الشرق القديم . هنالك عدة نصوص فارسية تذكر بلاد أسورستان و في نصوص فارسية أحدث نرى تسمية جديدة و هي بلاد بابل . هذه تسمية جديدة فبابل كانت تسمية لمدينة و ليس لشعب أو بلاد .لقد أخذ المؤرخون اليونانيون القدامى هاتين التسميتين الأشورية ( لكل الشرق القديم ) و البابلية من التسميات الإدارية الفارسية . الشعب الذي كان يسكن في بلاد بابل ، ظل محافظا على إستخدام التسمية الأرامية لهذه المنطقة و هي تسمية " بلاد الأراميين".

    الشعب الاشوري القديم لم يطلق التسمية " الأشورية" على كل المناطق التي إستولوا عليها فبلاد مصر ظلت محافظة على تسميتها الجغرافية التاريخية . ولكن بعد دخول الإسكندر المقدوني و إحتلاله للشرق القديم و إتساع إمبراطوريته نحو الهند غابت التسمية الأشورية كتسمية إدارية للشرق .بعد موت الإسكندر تقاسم قواده إمبراطوريته الواسعة الأطراف و كان الشرق من نصيب سلوقس الذي حمل لقب " ملك سوريا "  king of Syria .

    بعد  إستقلال الفرس الساسانيين ، عادت التمسية الأشورية الجغرفية الى التداول وهي تشمل بعض مناطق شمالي شرق العراق . و طبعا التسمية الأشورية الجغرافية في عهد الفرس لم تكن تشمل كل العراق لأن التسمية " بلاد الأراميين " كانت تطلق على وسط و جنوب العراق.

 أم التسمية " سوريا " فقد أصبحت بعد الترجمة السبعينية مرادفة للتسمية الأرامية و أصبح لها مدلولا جغرافيا محددا خاصة بعد دخول الرومان إلى الشرق .

ب - ألأشوريون في النصوص السريانية

  لقد وردت التسمية الأشورية  ܐܬܘܪܝܐ في نصوص سريانية عديدة. و طبعا كان السريان يكتبون هذه التسمية بحرف التاء و ليس السين أو الشين . و كان المفسرون السريان للكتاب المقدس   عندما يجدون التسمية الأشورية يعمدون إلى شرحها و لكن بدون الإدعاء بالإنتماء الى ذلك

الشعب الأشوري . إن ذكر مار أفرام السرياني للتسمية الأشورية  هو لشعب قديم و ليس لشعب معاصر له .

   المتتبع لتطور التسمية الأشورية في المصادر السريانية يلاحظ أن التسمية الأشورية في اللغة السريانية تحمل معاني غير مستحبة، ففي تاريخ مار يوحنا التللي الذي كان من أبرز المناهضين لمجمع خلقيدونيا في أواسط القرن السادس الميلادي . سيرة حياته باللغة السريانية تخبرنا كيف عمد الخلقيدونيون الى إلقاء القبض عليه ، النص السرياني يذكر ألقي القبض عليه أشوريا ؟ ܐܬܘܪܝܬ" أي ألقي القبض عليه بوحشية! كذلك من يطلع في الصفحة الأولى من تاريخ التلمحري فهو يشبه"  وحشية العرب الذين إحتلوا بلاد السريان بالجيش الأشوري ! و هنالك مصادر سريانية  عديدة حيث التسمية الأشورية غير مستحبة حتى أصبحت في قاموس حسن بن بهلول السرياني النسطوري تعني الأعداء !

ثانيا - ما معنى خنزير" أشوري" في نص ميخائيل الكبير ؟

   لقد عانى المسيحيون كثيرا من قساوة و ظلم نور الدين الزنكي ، هنالك بحث علمي للدكتور متي موسى  باللغة الإنكليزية عنوانه

The Christians under Turkish Rule  على هذا الرابط

http://www.syriacstudies.com/AFSS/Syriac_Articles_in_English/Entries/2008/9/26

__The_Christians_under_Turkish_Rule_-_Dr._Matti_Moosa.html

   هذا البحث المسنود خاصة بتاريخ ميخائيل الكبير الذي كان معاصرا لتلك الأحداث يثبت لنا مدى إطلاع البطريرك ميخائيل الكبير على أعمال نور الدين القبيحة و الجائرة بحق المسيحيين الأبرياء . و هذا مما دفع بعض الباحثين الى الإعتقاد الى أن الكلمتين " خنزير  أشوري" تحملان معاني قبيحة  للأسباب التالية

 - أن نور الدين كان تركيا و ليس أشوريا 

 - أن التسمية الأشورية في اللغة السريانية تعني الأعداء

 - أن البطريرك ميخائيل المعاصر و المطلع خاصة بواسطة مطران

 الرها الذي نجا من الموت و هو شاهد عيان لعمليات القتل كان يتألم

  لمصير سريان الرها مدينة الملك أبجر .

    إنني - إستنادا إلى نصوص سريانية عديدة - لا أعتقد أن التسمية الأشورية تحمل معاني قبيحة في هذا النص و ذلك للأسباب التالية:

  أ - بعد سقوط الإمبراطورية الفارسية تحت ضربات الجيوش المسلمة المنتصرة ، غابت التسمية الأشورية الجغرافية  . في تاريخ إيليا مطران نصيبين السرياني النسطوري نرى أن تسمية العراق قد حلت بدل تسمية" بلاد الأراميين ". لقد أطلق العرب المسلمون تسميات عربية جديدة

على المناطق و المدن التي إستولوا عليها.

ب - نحن نعلم من خلال بحث العالم J.-M. FIEY  المشهور?  ASSYRIENS " OU ARAMEENS " حيث يستشهد صفحة 156 بخطاط سرياني غربي كان قد مضى إسمه على الشكل التالي " القس بهنام الأشوري "  أي الموصللي . يؤكد الأب العالم FIEY أن بهنام الأشوري لا يدعي الإنتماء الى الشعب الأشوري .   إذن التسمية الأشورية في النصوص السريانية المتأخرة صارت تعني سكان الموصل :

 السؤال الآن هو هل الخنزير" الأشوري " يعني الخنزير الموصللي ؟

ثالثا - نور الدين أمير الموصل

  سوف أستشهد ببعض النصوص السريانية من تاريخ ميخائيل الكبير) طبعة السويد 2006 ) ففي الصفحة 697 نرى العنوان التالي"ܥܠ  ܙܒܢܐ  ܕܒܗ  ܢܦܩ  ܙܢܓܝ  ܡܢ  ܒܓܕܕ  ܘ ܐܡܠܟ  ܥܠ  ܡܘܨܠ"

أي التاريخ الذي خرج فيه الزنكي من بغداد و تسلط على الموصل . و في الصفحة 700 نرى تعبير "  ܙܢܓܝ   ܡܪܗ  ܕ ܡܘܨܠ " أي

الزنكي أمير الموصل .

    إن البطريرك ميخائيل الكبير يستخدم التسميتين الأشورية و الموصللية كتسميتين مترادفتين ، و هذا واضح من النصوص التالية : صفحة 686

" ܐܬܦܫܩ  ܡܢ  ܟܬܒܐ  ܐܪܐܒܝܐ  ܕܒܐܬܘܪ  ܘ ܒܒܝܠ  ܟܬܝܒܝܢ  ܗܘܘ"  أي ترجمت من كتب عربية  كانت مكتوبة في الموصل و في

بغداد .  و في  صفحة أخرى 673 نجد هذا التعبير

" ܘ ܒܗ  ܒܙܒܢܐ  ܢܦܠܬ  ܦܠܓܘܬܐ ܒܝܬ ܬܘܪܟܝܐ  ܠܐܪܒܝܐ ܕܒܐܬܘܪ ( ܟܐܡܬ ܕܡܘܨܠ). في هذه السنة وقع إنقسام بين الأتراك و العرب في أشور ( أي الموصل ) . بصراحة إنني لم أتحقق من كتب بين القوسين أي الموصل ، هل هو ميخائيل نفسه أم الذين أعادوا طباعة تاريخه في السويد ؟

 رابعا  -      أهمية هذا النص

نحن نؤكد إستنادا إلى هذه النصوص أن تعبير الخنزير الأشوري الذي أطلقه البطريرك ميخائيل على الأمير نور الدين الزنكي يعني الخنزير الموصللي أي من الموصل .

     هذا النص يؤكد لنا أن التسمية الأشورية كانت تعني الموصللي منذ نهاية القرن الثاني عشر  إلى بداية القرن العشرين . هذا النص القديم يؤكد الخلاصة التي توصل اليها د. أسعد صوما  حيث يبرهن أن بعض الكتابات في الكنائس السريانية فى بعض قرى بيت نهرين التي ذكرت أسماء مطارين أشوريين أي موصلليين . وقد أكد د . أسعد صوما أن المطارنة الذين ولدوا  في الموصل كانوا ينسبون اليها باللغة السريانية ܐܬܘܪܝܐ أي الموصللي و ليس الأشوري ( الشعب القديم .( إن هذا النص ܚܙܝܪܐ ܐܬܘܪܝܐ  يؤكد لنا أن تسمية أشوري تعني الموصللي حتى و لو كان تركيا .

هنري بدروس كيفا

440
(ملاحظة: هذه المحاضرة ألقيت في باريس سنة 1988 وسوف يليها قسم ثاني حول أورهاي لأنه صدرت أبحاث ودراسات جديدة حول الموضوع)
الرها المدينة المباركة :
لقد عُرفت الرها بهذا اللقب المقدّس وذلك بدون أدنى شك بعد انتشار أسطورة رسالة السيد       " المسيح " إلى الملك " ابجر " (2) ملك الرها . المؤرخون والشعراء السريان تركوا لنا معلومات كثيرة    عن الرها . ونحن من خلال مقالتنا هذه، سوف نلقى بعض الأضواء على حقبات معينة من تاريخ    الرها .
تقع الرها على بعد 40 كلم شمالي مدينة حرّان، أي في قلب المنطقة التي كانت تعرف ببلاد ما بين النهرين . كان يمر بداخلها نهر صغير عرف بإسم " ديصان " أي " اللعين " وذلك بسبب الفيضانات التي كانت تقع في مجراه، وغالباً ما كانت تؤدي إلى خسائر بشرية كما حدث في عهد الملك " ابجر الثامن "  ( 177 – 212 ) . لم يرتاح الرهاويون من تلك الفياضانات إلا في عهد الأمبرطور            " يوستينيان " ( 526 – 565 ) الذي قام بتغيير مجرى النهر إلى خارج أسوار المدينة .
من المستغرب حقاً أن لا يصلنا إسم المدينة القديم مع أن الوثائق الأشورية القديمة هي مليئة بالمعلومات التاريخية والجغرافية عن المدن القديمة . كما لم تكن الرها مهمة أو ربما كان لها إسم آخر  لا نعرفه اليوم . الجدير بالذكر أن الرها لقّبت في القديم بمدينة " إبراهيم الخليل "، بالفعل يوجد في  قلب الرها حوض ماء شهير لا يزال إسمه حتى اليوم يعرف بـ " بركة إبراهيم الخليل " . وقد خلط المؤرخون القدماء بين الرها وأور الكلدانيين . لقد فسّر البطريرك " ميخائيل الكبير " معنى إسم أورهاي على الشكل التالي : أور = مدينة، وهاي = تلك ( أي العائدة للكلدانيين ) لقد أثبت العلامة HWF  SAGGS في مقال له في مجلة العراق العدد 22، أن مدينة " أور الكلدانيين " هي مدينة أور الواقعة في جنوب العراق . وهذا يعني أن لا علاقة بين أورهاي وأور الكلدانيين ولكن مما لا شك فيه أن دخول الديانة المسيحية إلى الرها قد أدخل معه الكثير من التقاليد والمفاهيم الجديدة . ولكن قبل الغوص في هذا الموضوع نريد أن نكتب أكثر عن الرها قبل إنتشار الديانة السريانية فيها .

بعد موت " الاسكندر المقدوني " سنة 323 ق م انقسمت أمبرطورية الشاسعة بين قواده الكبار كان الشرق من حصة السلوقيين . وهكذا بدأت مرحلة جديدة في الشرق إذ كانت المرة الأولى التي يخضع فيه الشرق لأمة غربية وغريبة .
 
عمد السلوقيون إلى هلينة الشرق، فجعلوا اللغة اليونانية اللغة الرسمية في البلاد، كما بنوا مدناً جديدة أطلقوا عليها أسماء يونانية، لا بل أطلقوا أسماء يونانية على المدن الشرقية القديمة فمدينة حلب صارت تعرف بـ BEREE وبعلبك بـ HELIPOLIS وحرّان بـ CARRHAE أما أورهاي فأطلق عليه إسم EDESSA .
لا نعلم بالتحديد من أين أتت التسمية اسروهين OSRHOENE من الملاحظ أنها قريبة جداً من لفظة " عسرا " الآرامية التي تعنى " عشرة " . فهل كلمة " اسروهين " تعنى اتحاد عشر مدن أو عشرة قبائل ؟
تأسست مملكة الأباجرة في الرها في النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد . وكان البرطيون قد ورثوا أمبرطورية الفرس، فعمدوا إلى محاربة السلوقيين لأستعادة المناطق منهم . ومن هنا وقوع الرها بين الدولتين المتنافستين . والرها تحتل مركزاً استراتيجياً مهماً، إذ أن معظم الطرق التي تربط سوريا بالشرق تمرّ بها .
حافظ ملوك الرها على استقلال مملكتهم بصعوبة بالغة، ويظهر أن البرطيين قد حكموا الرها في بعض الفترات، كما أن الرهاويين قد تأثروا كثيراً بالبرطيين وذلك واضح من اللوحات المرسومة التي وجدت في الرها .
لقد اختلفت الأراء حول أصل وهوية أسرة الأرباجرة . فقد إدعى بعض المؤرخين الأرمن في أواخر القرن التاسع عشر بأن مملكة أورهاي كانت أرمنية، المؤرخون أثبتوا عدم صحة هذا الأمر، كتب المطران " أدي شير " :
" ... إن هذا التقليد شاع وإنتشر في البلدان الشرقية . ووقع أيضاً بيد الأرمن . فلفقوه مثلما أرادوا قائلين عن الملك " أبجر " أنه أرمني وأنه هو الذي أسس مملكة أورهاي . وهناك قول مؤرخهم    " موسى الخوريني " : إن " أرشام بن ارتاشيس " من " آل تيغران " العظيم جلس على تخت المملكة سنة 33 قبل المسيح . وجرت له حروب طويلة مع " هيرودوس " ملك اليهود ومات وقد ملك 30 سنة وخلفه إبنه " أبكار " ( " أبجر " ) ... هذه هي الحكاية الأرمنية عن الملك " أبجر الخامس " يقول عنها " روبلنس دوفال " إنها مزوّرة،   لفقوها ترويجاً لبضاعتهم " .
ربما علينا أن نشير إلى أن الأرمن كانوا أكثر عدداً من بقية المسيحيين في الرها في القرن التاسع عشر . وقد أثروا على السريان الرهاويين الذين صاروا يتكلمون اللغة الأرمنية .
معظم الباحثين اليوم يرون أن أسرة الأباجرة كانت من الأنباط (3) وذلك استناداً إلى أسماء ملوكهم . أما عامة الشعب فكانوا من الآراميين . وبالطبع لا يوجد أي وزن علمي أو تاريخي للرأي الذي يقول أن الرهاويين يعودون بجذورهم إلى أصل أشوري . إن كتابات " مار أفرام " تثبت لنا أنه كان يطلق تسمية " الآراميين " (4) على سكان الرها . كما أن " مار يعقوب السروجي " كان يشبّه فتيات الرها بالآرميات، ووصف " مار أفرام " بتاج الأمة الآرامية .
         هنري بدروس كيفا 


(1) أورهاي : هي التسمية الآرامية لمدينة الرها التي أطلق عليها اليونانيون إسم " اديسا "، والأرمن إسم " يتاسيا " وسُمّيت " أورفا " في العهد العثماني .
(2) أبجر الخامس : يخلط البعض بين " أبجر الخامس " و " أبجر الثامن " . في عهد الأول إنتشرت أسطورة مراسلة السيد " المسيح "، بينما إنتشرت الديانة المسيحية في عهد الثاني .
(3) الأنباط : قبائل آرامية إنتشرت في البادية السورية استوطنت وسيطرت على شرق الأردن حيث اشتهروا بالتجارة، تركوا لنا عدداً كبيراً من النصوص الآرامية .
(4) التسمية الآرامية : يستخدم " مار أفرام " التسمية الآرامية بمعنى الشعب السرياني الآرامي، وليس بمعنى الشعب الوثني كما روّج بعض الباحثين من رجال الدين السريان .

441
هل تناضل المرأة السريانية الآرامية مثل بطلة فيلم "AFRICAN QUEEN"؟



  أهدي هذا المقال إلى السيدات السريانيات اللواتي تعرفت عليهن مباشرة أو عبر لقاءات قناة سوريويو سات أو عبر الإنترنت .

شاهدت فيلم  "AFRICAN QUEEN" منذ أكثر من 30 سنة و أعجبني ذلك الفيلم و نصحت رفاقي لمشاهدته . لقد سنحت لي الفرصة أن أشاهد هذا الفيلم مرة ثانية فسألت نفسي " ما الذي أعجبك و يعجبك اليوم في هذا الفيلم القديم ( إنتاج 1951 ؟")


أولا - قصة الفيلم "AFRICAN QUEEN"  إنها قصة كتبها الروائيC.S. FORESTER تحولت الى فيلم أميركي بريطاني من إخراج John HUSTONو هي تخبرنا عن Rose إداء الممثلة Katharine HEPBURNالتي أمضت عشر سنوات وهي تساعد أخاها في إرسالية مسيحية في داخل أفريقيا السوداء . تجري حوادث الفيلم في بداية الحرب الكونية ، وقد إحتدمت المعارك على مسرح أوروبا و في المستعمرات التابعة للدول الأوروبية . و لكن بعد موت أخيها، سوف تجبر Rose على الهرب خوفا من الألمان و ذلك مع رجل سكير إسمه Charlie  لعب الدور Humphrey BOGART الهرب سيكون عبر قارب بخاري صغير إسمه "AFRICAN QUEEN" و من هنا العنوان، لقد ظننت في البداية أن الفيلم يتكلم عن مغامرات ملكة إفريقية على طريقة هوليود السينمائية . و لكن في الحقيقة هذا الفيلم يصور لنا "بطولة "  Rose التي لم تقبل بالهرب من الألمان و لكنها سوف تعمل لتحويل شارلي السكير الى مناضل شرس ، و تحثه على تحويل القارب القديم  "AFRICAN QUEEN" إلى سلاح هجومي لتدمير البارجة الحربية " لويزا " الألمانية المتواجدة في تلك البحيرة !

الفيلم شيق جدا ، و القارب القديم  "AFRICAN QUEEN" سوف يتحدى صعاب جمة : موقع ألماني ، منحدرات مائية خطيرة ، وقوعه في منطقة رملية قليلة المياه  مما يجبر شارلي الى جر القارب في ظروف صعبة و سوف تنزل روز  لمساعدة شارلي في جر القارب الى المياه و ذلك لتحقيق " الهدف " . لا شك أن عددا كبيرا من القراء قد شاهدوا هذا الفيلم ، من الممكن مشاهدة بعض المشاهد على الرابط التالي

http://www.squidoo.com/theafricanqueen
طبعا هنالك عشرات الواقع التي تتكلم عن هذا الفيلم الرائع و تنشر صورا و أخبارا متعلقة بالفيلم و أبطاله و حتى بالقارب الذي " إشتهر " لنجاح الفيلم في بداية الخمسينات من القرن الماضي . هنالك بعض الصور الملونة  و المعبرة تجدونها على الرابط التالي

 http://www.homevideos.com/revclas/2b.htm

ثانيا - نضال المرأة السريانية الآرامية في بلاد الإغتراب.

لا شك أن المرأة السريانية تلعب دورا كبيرا  للحفاظ على هويتنا و تراثنا السرياني الآرامي العريق  خاصة في بلدان الإغتراب . إذا كان الرجل يعمل لتأمين " لقمة العيش " فإن المرأة السريانية في كثير من الأحيان تعمل بجانب  زوجها لتأمين لقمة العيش و تشرف على الأعمال المنزلية العديدة و تهتم بتربية الأطفال . يعتقد الرجل السرياني أنه من الطبيعي أن يبتعد عن مسؤلياته المنزلية بحجة أنه ذاهب لمشاهدة مباراة كرة قدم أو تشجيع فريق سرياني يخوض مباراة مهمة ! نحن نكن محبة و تقديرا كبيرا لكل سيدة سريانية تسهر على رعاية أطفالها و إلى كل سيدة سريانية تعمل على " جمع " السيدات السريانيات من أجل العمل معا لوقاية مجتمعنا السرياني من الأخطار المحدقة به في بلاد الإغتراب .

ثالثا - هل يحق لنا مطالبة المرأة السريانية الآرامية بأن تكون " بطلة " ؟ لنوضح منذ البداية و منعا لسوء الفهم ، لا أحد يطالب المرأة السريانية أن تساعد رفيقها في النضال أو زوجها أو حتى إبنها كي يدمر بارجة حربية عثمانية (قديمة) أو مدمرة تركية حديثة ! البطولة التي نطالب بها المرأة السريانية ( كل أم ، كل زوجة ، كل أخت ، كل صديقة ...) هي حث الشباب السرياني على الإبتعاد عن المنكرات ( السكر ، للأسف المخدرات ، القمار و غيرها ...) البطولة أن تنجح المرأة السريانية في حث شبابنا على العمل من أجل أمتهم السريانية الآرامية ! البطولة أن تتبدل نظرة المرأة السريانية الى الشاب السرياني : ليس مهما عدد المحلات التجارية التي يملكها و لكن المهم هو ما " قدم " أو " يقدم " ذلك الشاب الى أمته السريانية .

إن Rose المؤمنة برسالتها المسيحية لم تتردد لحظة واحدة حين شعرت أن وطنها بحاجة لها . نحن نطالب المرأة السريانية ألا تتوقف عن خدمة الكنيسة السريانية التي تنتمي إليها و لكننا نطالبها بمساعدة الرجل السرياني و توجيهه نحو الهدف الأول و هو " الحفاظ على هويتنا السريانية الآرامية " كخطوة رئيسية من أجل الدفاع عن " قضيتنا السريانية الآرامية " . بعد أيام قليلة سوف يقيم السريان " ذكرى " لحرب الإبادة التي شنتها الحكومة العثمانية الظالمة ضد الشعب الأرمني المسالم ثم ضد شعبنا السرياني الآرامي . إن " دمعة بكاء صادقة " من أم سريانية أمام طفلها لهي أفضل بكثير من بطولات وهمية و شعارات كاذبة ، لأن الطفل السرياني سوف يسأل " لما تبكين يا ماما !؟ " أترك الجواب لكل أم سريانية . للأسف الشديد نحن نعيش اليوم في مرحلة صعبة جدا ، فالشعب الأرمني إستطاع أن يعرف العالم بحرب الإبادة GENOCIDEالتي قامت بها الحكومة العثمانية سنة 1915 ، و ها أن عدد كبير من الدول العظمى قد إعترف بحصول حرب الإبادة ضد الأرمن . أما نحن الشعب السرياني ، لا زلنا نتلهى بالقشور ، وننسى أن نقيم ذكرى لائقة لأجدادنا ضحايا حرب الإبادة .

إن بكائك أيتها الأم و الأخت و الإبنة و الصديقة السريانية في ذكرى شهدائنا قد لا يحول شبابنا إلى أبطال و لكنهم لن ينسون بعد اليوم هذه الذكرى الأليمة .

إن أجمل مشهد من هذا الفيلم هو عندما نزلت Rose من القارب العالق بين الرمال لتساعد صديقها و حبيبها في دفع القارب نحو المياه لتحقيق الهدف . إنني أشبه القارب بأمتنا السريانية الآرامية الغارقة في النوم ، على المرأة السريانية أن تنزل الى ساحة العمل إلى جانب الرجل لأن أمتنا بحاجة إلى قوة و شجاعة كليهما.

هنري بدروس كيفا

442
السريان واللغة السريانية

 الدكتور أسعد صوما أسعد

اقتبسنا هذه الكتابة من مقدمة كتاب "تفسير مار أفرام لسفر التكوين" من تأليف الدكتور أسعد صوما أسعد/السويد

              ينحدر السريان من الآراميين الذين كانوا يشكلون في القرون الاولى قبل وبعد الميلاد الغالبية العظمى لسكان منطقة بلاد الشام، حيث وحدوها بوجودهم البشري وبلغتهم الارامية وبعوامل حضارتهم. ولما ظهرت تسمية سريان على الآراميين عمت هذه التسمية الجديدة سائر المنطقة الآرامية تدريجياً. ونفهم من خلال الترجمة اليونانية السبعينية للعهد القديم والتي أنجزت في القرن الثالث قبل الميلاد، كيف ان الاسم السرياني اصبح بديلاً ومرادفاً للاسم الآرامي، حيث ان التراجمة قاموا بترجمة تسمية "آرامي" من النص العبري للعهد القديم الى لفظة "سرياني" في النص اليوناني. وقد استعمل الكتّاب السريان في مختلف العصور التسميتين السريانية والآرامية بشكل متلاحم ومترادف، وكتبوا بانهم "سريان آراميون" وان لغتهم هي "السريانية الآرامية". وهذا واضح لكل من يطالع الكتب والنصوص السريانية القديمة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر نستشهد باحد أكبر العلماء والمؤرخين السريان يعقوب الرهاوي (المتوفي عام 708 ميلادي) أثناء شرحه لإسم الله بقوله: ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܐܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "وهكذا نحن الآراميين أي السريان" (انظر شرحه للاسم الالهي المنشور في Patrologia Orientalis مجلد 29، صفحة 196)، وكذلك في تعليقه على موضوع اتجاهات الرياح الاربعة اذ يقول الرهاوي ܠܪܘܚܐ ܕܝܢ ... ܗܟܢܐ ܕܡܝܐ ܕܐܫܬܡܗܬ ܬܝܡܢܐ. ܘܐܦ ܠܘܬܗܘܢ ܕܥܒܪ̈ܝܐ ܘܐܦ ܠܘܬܢ ܐܪ̈ܐܡܝܐ ... ܗܝ ܕܝܢ ܕܓܪܒܝܐ ܠܐ ܝܕܝܥܐ ܠܢ ܕܡܛܠ ܡܢܐ ܗܟܢܐ ܐܬܩܪܝܬ ܡܢ ܥܬܝܩ̈ܐ ܒܢ̈ܝ ܐܪܐܡ "وهكذا يبدو ان هذه الرياح سُميت "تيمنا" (الجنوبية) عند العبرانيين وعندنا نحن الآراميين ... اما الرياح التي سميت "غربيا" (الشمالية) فلا ندري لماذا سماها قدماء الآراميين كذلك". (انظر كتاب يعقوب الرهاوي الايام الستة "هكساميرون" طبعة جان باتيست شابو، صفحة 83. انظر ايضاً ترجمته العربية للمطران صليبا شمعون، طبعة حلب 1990، صفحة 59).

              لقد انقسم السريان مع مرور الزمن الى كتلتين بشريتين في منطقتين جغرافيتين فتسموا بالسريان المشارقة والسريان المغاربة. وتشبه الحدود السورية العراقية اليوم، الى حد ما، الحدود التي كانت تفصل بين السريان المشارقة (في العراق وايران) والسرين المغاربة (في سوريا وتركيا ولبنان اليوم). لقد صادف انقسام السريان في بداية القرن الخامس الميلادي وكانت القسمة على محاور عدة: سياسية ولاهوتية وكنسية ولغوية ومناطقية، فسياسياً كان السريان المشارقة يتبعون دولة الفرس والسريان المغاربة بيزنطة، ولاهوتياَ تبع السريان المشارقة الفكر النسطوري في تحليل لاهوت المسيح وناسوته ورفضهم لقب مريم "والدة الله"، ولغوياً استعمل السريان المشارقة في الكتابة والادب والطقوس الكنسية الفرع الشرقي من اللغة السريانية الفصحى التي تسمى لديهم ܠܫܢܐ ܥܬܝܩܐ "لشانا عتيقا" (أي اللغة القديمة) و ܠܫܢܐ ܣܦܪܢܝܐ "لشانا سفرانايا" (أي اللغة الادبية)، وتكلموا ولا زالوا يتكلمون لغاية اليوم اللغة "الآرامية الشرقية الشمالية الحديثة" North-Eastern Neo-Aramaic. واستعمل السريان الغربربيون اللغة السريانية الفصحى بلهجتها الغربية حيث يسمونها ܣܘܪܝܝܐ ܟܬܒܝܐ (أي السريانية الكتابية، بمعنى السريانية الفصحى)، وتكلموا لهجات آرامية غربية تسمى اللغة "الآرامية الغربية الحديثة" Western Neo-Aramaic  و "الآرامية المتوسطة الحديثة" Central Neo- Aramaic . وكنسياَ تأسس من السريان المشارقة الكنيسة السريانية الشرقية[1]

تحت سلطة اسقف المدائن والذي سمي بعدها جاثليق/ بطريرك، بيما كان السريان المغاربة تحت سلطة اسقف/بطريرك انطاكيا قبل انقسامها، ومناطقياً تمركز السريان المشارقة حول "المدائن" عاصمة الفرس على نهر دجلة ضمن حدود الدولة الفارسية، وأما السريان المغاربة فتمركزوا حول عاصمتهم الروحية "انطاكيا" ضمن حدود الامبراطورية البيزنطية. وبالرغم من ان السريان المغاربة انقسموا بعد عام 451 لاهوتياً وكنسياً الى فرقتين وفي القرن السابع الى ثلاث فرق فقد كانت غالبيتهم من رعايا الدولة البيزنطية. وبعد سيطرة العرب المسلمين على منطقة الشرق الاوسط تحول معظم السريان الى رعايا في الدولة العربية المسلمة الفتية، وزالت الحدود السياسية القديمة من بينهم. الا ان القسمة الكنسية واللاهوتية واللغوية استمرت بين السريان وما زالت ليومنا هذا. ورغم ان غالبية السريان الآراميين قد فقدوا لغتهم الآرامية الأم من التخاطب اليومي الا انه ما زال العديد يتكلمها وخاصة في العراق وسوريا.

              أما اللغة السريانية فهي ذلك الفرع من اللغة الآرامية التي كانت محكية في الرها ونضيبين والمناطق المجاورة لها في بيث نهرين. اذا ان الارامية تطورت هناك لغة وكتابة بشكل مستقل عن الفروع الآرامية الاخرى لتصبح ما يعرف اليوم باللغة السريانية الفصحى، والتي تميزت بخصائصها المعروفة كاستعمالها حرف النون في بداية الفعل المستقبل بدلا من حرف " الياء" الموجود في معظم الفروع الآرامية الاخرى. وقد نالت السريانية مكانة رفيعة وتطورت وانتشرت بسرعة لظروف سياسية وتجارية ودينية خاصة بدولة الرها السريانية ودورها في سياسة المنطقة منذ القرن الثاني قبل الميلاد لغاية القرن الثالث الميلادي، وكذلك لتحوّل السريانية الى لغة رسمية للكنيسة المسيحية المحلية ولا زالت، ولكون التجار السريان حملوها معهم في رحلاتهم فاوصلوها الى الهند والصين واسيا الوسطى، ولا زالت مستعملة في جنوبي الهند لغاية اليوم. ويبدو ان اللغة السريانية الفصحى ظلت مستعملة كلغة محكية حتى نهاية القرن الثالث عشر، اما بعض الفروع الآرامية الاخرى فلا زالت محكية في عدة مناطق مختلفة من الشرق الاوسط. ولا زالت السريانية تستعمل حتى الان في الكنائس السريانية وفي الكتابات الادبية وغيرها من المجالات كالتعليم. وبامكاننا تقسيم اللغة السريانية الفصحى الى ثلاث مراحل على الاقل:

              أولأ: مرحلة اللغة السريانية الكلاسيكية: ونتتهى في القرن السادس الميلادي، وتقع كتابات مار افرام في هذه المرحلة.

              ثانياً: مرحلة اللغة السريانية المتوسطة: وفيها تكرس انقسام السريانية على مستوى المورفولوجيا الى شرقية وغربية، وانقسم الخط السرياني ايضاً الى شرقي و غربي وكذلك حركات التشكيل، واصبحت نصيبين موطناً للفرع السرياني الشرقي والرها موطناً للفرع السرياني الغربي. الا ان القسمة ازدادت بشكل تدريجي الى حد كبير فابتعدت السريانية الغربية عن الشرقية في طريقة اللفظ، اذ تخلت الغربية عن لفظ الشدة (التشديد على لفظ الحرف) واختلطت فيها الحركات الطويلة والقصيرة، وتساهلت تدريجياً في قراءة الحروف اللينة (المركخة). وكانت النتيجة ان ابتعدت السريانية الغربية كثيراً عن السريانية الشرقية والسريانية الكلاسيكية.

              ثالثاً: واخيراً:  مرحلة اللغة السريانية الحديثة:[2]

 وتبدأ منذ القرن التاسع عشر أو ربما قبله بقرنين. اذ بالاضافة الى التطور الذي حصل في المرحلة الثانية، طرأت في هذه المرحلة الثالثة تغييرات على تركيب الجملة السريانية وموقع الفعل والفاعل فيها، وتطور استعمال الالفاظ بهدف تحديثها فابتعدت احياناً عن المعاني الدقيقة والصحصيحة التي تتضمنها في جسم مفرداتها ومصطلحاتها  Terminology في مرحلتها الكلاسيكية، وهذا واضع في اي كتاب سرياني يظهر اليوم. وقد تأثرت السريانية في هذه المرحلة بالآرامية المحكية وغيرها وخاصة في استعمال حروف الجر والظروف.


 
--------------------------------------------------------------------------------
 
[1] 

منذ القرن السادس عشر ولاحقاً التحق معظم ابناء هذه الكنيسة وبشكل متوتر بالكنيسة الكاثوليكية فتأسست منهم الكنيسة الكلدانية. أما بقية السريان من ابناء الكنيسة السريانية الشرقية فتسموا منذ نهاية القرن التاسع عشر باسم "الآشوريين". لا زال السريان المشارقة من الفريقين الكلداني والاشوري يسمون انفسهم "سورايه" اي "سريان" عندما يتحدثون بلغتهم الآرامية، لكنهم عندما يتحدثون لغات اخرى فيسمون انفسهم "كلداناًَ" و "آشوريين".

[2] 

لا نقصد هنا بعبارة "اللغة السريانية الحديثة" اللغات التي يتكلمها السريان اليوم في سوريا و لبنان و تركيا و العرق و غيرها من البلدان، لان هذه اللغات المحكية اليوم تسُمى في العالم الاكاديمي " آرامية حديثة" وليست سريانية حديثة حتى وان كان اصحابها يسمونها سورث/ سوريايا/ سوريويو.

443
إكتشافات أثرية آرامية جديدة


  الحلقة الأولى " بيت صيدا".

ملاحظة صغيرة : أعتذر من كل الإخوة الغيورين الذين طلبوا مني مزيدا من التعريف بالآثارات الآرامية الجديدة و أهميتها التاريخية . سوف أحاول أن أنشر عدة مواضيع و شكرا لكل باحث سرياني ينشر هذه المواضيع التي تعرفنا أكثر بتاريخ أجدادنا الآراميين .

أولا - موقع " بيت صيدا " الجغرافي.

    كانت بيت صيدا  مدينة صغيرة في أيام يسوع المسيح ، تقع اليوم على بعد حوالي 1500 متر شمالي بحيرة طبريا  ، بالقرب من مصب نهر الاردن في بحيرة طبريا . يظهر أن بعض العوامل الجيولوجية و الزلازل قد أدت إلى إنخفاض مستوى البحيرة  ،مما أدى الى إنحسار المياه و إبتعادها عن مدينة بيت صيدا. إن إهتمام العلماء و الرحالة و خاصة بعض الحجاج الى معرفة الأراضي المقدسة التي بشر فيها سيدنا يسوع المسيح ، سوف تشجع الدراسات لمعرفة أين كان تقع تلك المدن و القرى التي ورد ذكرها في التوراة أو في الإنجيل . و كان العالمROBINSON قد  ذكر سنة 1838 أن " التل" الأثري الذي يقع على بعد 1500 متر شمالي البحيرة هو مدينة بيت صيدا التي ذكرها الإنجيل و لكنه لم يقدم براهينا مقنعة. و ظل مكان مدينة بيت صيدا مجهولا إلى أن قامت بعثة أثرية برئاسة د.  Rami Arav من جامعة نبراسكا  الى قيام حملة تنقيبات منذ 1987 في هذا التل و أثبتت أنها فعلا مدينة بيت صيدا!

  إن أحد هؤلاء علماء الأثار يشرح أن بيت صيدا هو إسم يهودي و يعني في اللغة العبرية " بيت الصياد " . سوف نرى لاحقا ان بيت صيدا كانت عاصمة مملكة جشور الآرامية ، و أننا نعلم أن اليهود قد تكلموا اللغة الآرامية منذ أواسط القرن السادس ق.م الميلاد و هذا يعني أن إسم بيت صيدا قد يكون آراميا .  هل لأن إسم بيت صيدا قد يكون آراميا يدفعنا الى الإعتقاد أن الآثارات المكتشفة هي آرامية ؟ أم هنالك براهين تسمح لنا أن نؤكد آرامية تلك الآثار ؟ ثانيا - شهرة بيت صيدا

    أ - بين المسيحيين:

   إن بيت صيدا مذكورة عدة مرات في الإنجيل و قد صنع يسوع عجائب عديدة بالقرب من بيت صيد و قد أمضى وقتا طويلا يبشر في المثلث الواقع بين كفرناحوم و بيت صيدا و كورزين. يخبرنا إنجيل لوقا 9/ 7 " فمضى بهم و اعتزل و إياهم  عند مدينة يقال لها بيت صيدا " . إن تعبير يقال لها يعني أن للمدينة أسم آخر. بالفعل أن  هيرودس فيليبس قد سماها JULIA  تيمنا بإسم زوجة الإمبراطور أوغسطوس قيصر و والدة طيباريوس الذي خلفه . و هذا ما يؤكد فلافيوس جوزيف المؤرخ اليهودي.

    إن بيت صيدا مشهورة لأن يسوع المسيح الذي بشر فيها لم يلق تجاوبا من أهاليها. يذكر إنجيل متى 11/21 " الويل لك يا كورزين! الويل لك يا بيت صيدا !  فلو  جرى في صور و صيدا ما جرى فيكما من المعجزات ، لتابتا توبة بالمسح و الرماد من زمن بعيد " . أخيرا أن إنجيل يوحنا 1/ 44 يخبرنا أن مار بطرس كان من مدينة بيت صيدا " و كان فيلبس من بيت صيدا مدينة أندراوس و بطرس" .

 ب - بين طلاب و هواة علم الآثار يعمد  د.  Rami Arav  المسؤول عن الموقع إلى تشجيع طلاب علم الآثار  و إلى هواة الآثار للقدوم و العمل FORMATION أي التدريب على تقنيات البحث . و هنالك شركات سياحية تعمل على تأمين المسكن و تنظيم السفر الى بيت صيدا التي تقع في منطقة يحيطها الخضار.

 ج - بين السريان.

   كان السريان يجهلون كثيرا في الماضي  معالم و أثارات أجدادهم، أما اليوم - و رغم تهجير قسم كبير منهم (تركيا) - فإنهم يفتخرون بجذورهم و يتعلقون أكثر بأوطانهم . لقد تعرفت على سرياني من الجزيرة( تحت الإحتلال التركي ) قد سمى إبنته زنوبيا لأنه يعرف أن تدمر كانت أرامية . أرجو أن يتذكر السريان كلما سمعوا إسم بيت صيدا أنها كانت  عاصمة  لإحدى ممالكهم الآرامية .

ثالثا - مملكة جشور الآرامية

    جشور هي إحدى اللممالك الآرامية الصغيرة التي ورد ذكرها في التوراة ، نحن لا نملك معلومات عديدة عن هذه اللمملكة لأنه بكل بساطة لم يأت ذكرها  إلا التوراة فقط . في سفر صموئيل 3/3 يعدد أسماء إبناء الملك داود من زوجاته العديدات " الثالث أبشالوم إبن  معكة ،بنت تلماي ، ملك جشور ..." و في مكان آخر في سفر صموئيل15/ 8 " و ذلك بأن عبدك نذر نذرا حين كنت مقيما ". من خلال هذه الأسطر تعرفنا على " تلماي" ملك جشور التي تقع في بلاد أرام .أي أن المنطقة الواقعة شرقي بحيرة طبريا كانت أرامية . و يخبرنا سفر صموئيل عن أخت أبشالوم و كان إسمها " تامار " (هذا الإسم دارج كثيرا بين إخوتنا الأرمن ) و كان إبنه البكر أمنون من أحينوعم اليزرعيلية قد إغتصب شقيقته تامار مما دفع أبشالوم إلى الإنتقام و أمر بقتل أخيه أمون بعد سنتين و هرب عند أخواله الأراميين في جشور .جاء في سفر صموئيل الثاني 13/37 " و أما أبشالوم فهرب و ذهب إلى تلماي بن عميهود ملك جشور".  و هنا حصلنا على إسم أخر لأحد ملوك جشور . المهم في قصة أبشالوم أنه تمرد على داود أبيه و أجبره على الفرار و كاد أبشالوم أن يصبح ملك إسرائيل.

السؤال الذي يطرح الأن : هل فعلا كانت مملكة جشور آرامية ؟ هل تعبير " جشور في أرام " هو كاف كي نؤكد هوية جشور الأرامية ؟ هل إسم " عميهود"  والد تلماي ملك جشور هو يهودي أم أرامي ؟ أخيرا ، هل الإكتشافات الأثرية في بيت صيدا  توضح لنا أكثر حول مملكة جشور و هويتها ؟

رابعا - الإكتشافات الأخيرة في بيت صيدا و أهميتها التاريخية   هنالك عدة مواقع تتكلم عن الإكتشفات في بيت صيدا ، مثلا هذا الموقع

http://www.jewishmag.com/69mag/bethsaida/bethsaida.htm

 يدعي أنه " حسب " سفر يشوع 13/2 أن أراضي جشور قد تم توزيعها بين أسباط اليهود . و هذا غير صحيح لأن الملك داود قد جاء عشرات السنين بعد يشوع بن نون ، و كان ملك جشور قويا و إلا لما صاهره الملك داود ؟ ثم أن بقايا عاصمته و قصره تشهد على قوته و إستقلاله . يوجد بعض الصور المعبرة في هذا الموقع خاصة صورة لتمثال الإله حداد الإله الأكبر عند الآراميين.  سوف أحاول أن أضع صورة ثانية لهذا التمثال للإله حداد.

 لقد وجدت فيلما قصيرا جدا في youtube  للدكتور  Rami Arav يشرح عن تلك الإكتشافات المهمة .

هذا هو الرابط

http://youtube.com/watch?v=pVCLhH8zzvQ&feature=related

    تتألف المدينة من قسمين : المدينة المنخفضة ثم المدينة العالية حوالي 30 متر حيث قصر الملك . و يحيط بالمدينة سورا حجريا مبني من حجر( Basalte  واضح في الفيلم ) . و كان للمدينة مدخل وحيد ؟ في ناحية الشرق . يتألف من باب خارجي محاط ببرجين بطول 10 أمتار و عرض 8 أمتار . و بين الباب الخارجي و الباب الداخلي ممر طويل من 30 متر.

       أمام  الباب الداخلي     يوجد المذبح ( و هذا ما يدل عليه د. Arav في الفيلم)  قياسه 2,1   ضرب 1,6 . و خلفه يوجد قاعدة صغيرة حيث وجد بالقرب منها تمثال مكسور يرمز إلى الإله القمر عند الأراميين حسب رأي د . Arav  بينما يعتقد أخرون أنه يرمز إلى الإله حدد بسبب  وجود القرنين مثل بقية التماثيل التي نعرفها عن الإله حدد.  علو التمثال 15 ,1  و عرضه 61 سم  و سماكته 31 سم  و التمثال كناية عن إله جالس له قرنان كبيران و يحمل خنجرا على جانبه و هن مصنوع من حجر basalte المصقول  . القرنان يرمزان إلى الإله حدد إله الآراميين بشكل عام و إله الآراميين في دمشق بشكل خاص .  بالرغم من عدم وجود نصوص واضحة ، فإن مملكة جشور قد خضعت أو إنضمت الى مملكة دمشق . نحن نعلم اليوم أن حزئيل ملك دمشق 844 - 803 قد سيطر على شرقي نهر  الأردن و أخضع إسرائيل . يذكر سفر الملوك الثاني 13/3 فغضب الرب على إسرائيل و أسلمه إلى يد حزائيل ملك أرام و بنهدد" بن حزئيل جميع الأيام... ولم يبق الرب ليوآحاز سوى خمسين فارسا و عشر مركبات  و عشرة آلاف راجل ، لأن ملك أرام أبادهم وجعلهم مثل التراب الذي يداس " .

    أما  قصر الملك فقد كان بطول 28 متر و عرض 15 متر و كانت جدرانه بسماكة متر و نصف تقريبا . يتألف من صالة رئيسية كبيرة (صالة العرش) و ثماني غرف .

لقد وجد علماء الأثار عدد كبير من رؤوس السهام و بقايا من الخشب المحروق مع كمايات من الرماد مما يسمح لهم بالإعتقاد أن المدينة الأرامية صمدت أمام الجيش الأشوري بقيادة الملك تغلت فلأسر الثالث الذي  هاجم أرام دمشق و إستولى عليها سنة 732 ق.م.  كلمة أخيرة : أن بيت صيدا لا تعني في اللغة العبرية " منزل الصياد " كما ورد في بعض المواقع الإسرائلية . تسمية بيت صيدا هي تسمية أرامية لمدينة كانت أرامية لمئات من السنين . و أن معنى بيت صيدا هو مكان الصيد و ليس منزل الصيد !

بيت صيدا هو إسم أرامي سرياني جميل لمن يبحث عن إسم تاريخي لطفلته .

 


444
الهوية السريانية " ليست موضة   تتبدل مع الأيام  !

    كنت أحضر بعض المقالات حول الإكتشافات الأثرية الجديدة حول تاريخنا الآرامي و إذ بأحد الإخوة يطلب من الأكاديميين أن يعلقوا على الحوار الذي أجراه الأخ ريمون جرجي مع د. جورج كيراز . و كان د . كيراز قد ذكر أنه من الأفضل عدم الخوض في مشكلة التسميات و يعتقد ذلك الأخ الذي يدعي أن التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الأشورية و يسمح لنفسه أن يحور أو يزور إسمنا التاريخي السرياني من ܣܘܪܝܝܐ لى ܐܣܘܪܝܝܐ   أي بزيادة حرف الألف.

أولا - هل يحق لكل سرياني أن " يقرر " ما هي هوية السريان ؟ البعض يتضايق من طرحي الموضوع بهذا الشكل و يتسرعون بالقول "السيد كيفا يعتبر نفسه الباحث الوحيد أو يتهم الآخرين بأنهم لا يفهمون و غيره ... " . نحن نطالب بأن تهتم المؤسسات السريانية بإجراء مؤتمر تاريخي حول التسمية السريانية فإنه من العار أن يفسرها كل على هواه " .إن إبني " أريو " الصغير عمره  ثماني سنوات  و هو يعشق لعبة كرة القدم مثل كل الأطفال . لقد سمحت له أن يحضر مباريات المنتخب الفرنسي و لكن المشكلة أن إبني " أريو " يردد لنا كل ما يسمعه من آراء حول المدرب الفرنسي ،وكان يؤكد أمامنا أن اللاعب الفرنسي TREZEGUETسوف يشارك ضد فريق إيطاليا و يسجل هدفا ضدهم لأنه يعرفهم جيدا . لقد أمضيت دقائق طويلة و شرحت لإبني أنه من المستحيل أن يلعبTREZEGUET لأنه في هذه البطولة ليس من ضمن 23 لاعب الذين يؤلفون الفريق الفرنسي. و من سوء حظي ان قناة التليفيزيون قد بثت صورة قديمة للمنتخب الفرنسي و من ضمنهم TREZEGUET  ! فشرحت مجددا  لطفلي و قلت له " هل تريد أن يضحك عليك الآخرون ؟ "  ملاحظة صغيرة : بعد خسارة الفريق الفرنسي صرخ فينا " أريو" إنني أفهم و أستطيع أن أدير المنتخب الفرنسي أفضل منDOMENECH   المدرب الفاشل !   إنني أحاول أن يفهم القارئ ، أنه طبعا الجميع يهتم في كرة القدم و أن إبني لا يستطيع أن يدير المنتخب الفرنسي ليس لأنه طفل صغير و لكن لأن " تدريب و إدارة المنتخبات " هي مهنة يجب أن ندرسها و أن نحصل على " خبرة " و " تحقيق نجاحات " مهمة في الممارسة .مع إحترامي إلى الإخوة  الذين

 -لم يدرسوا علم التاريخ

 -لا يوجد عندهم أي خبرة حقيقية في البحث التاريخي

 - لا يبحثون في المصادر السريانية إنهم و لو كتبوا بعض الأبحاث فإنهم لا يستطيعون أن يقرروا ما
هي هوية السريان التاريخية . إن غيرة بعض مشجعي المنتخب الفرنسي ليست سببا مقنعا كي يتدخلون في إدارة المدرب الفرنسي . إن غيرة بعض السريان من أجل " توحيد " السريان أو الدفاع عن  حقوقهم  لا يعطيهم الصلاحية في " البت " في هوية السريان التاريخية.

 ثانيا - هل يوجد مشكلة " تاريخية " في التسمية السريانية ؟  هنالك آراء عديدة حول التسمية السريانية ، أغلب تلك الآراء هي لباحثين غير مختصين في تاريخنا و قد نشر د. أسعد صوما دراسة حول الموضوع " THE ORIGIN OF THE WORD SURYOYO-SYRIAN" في مجلة آرام العدد الأول 1991 . و كان د . صوما قد القى هذه المحاضرة في المؤتمر السرياني في الهند سنة 1990 . و قد قدم عشرات البراهين من خلال المصادر السريانية تثبت ترادف الإسمين الآرامي و السرياني . المشكلة هي " إعتقاد " بعض إخوتنا ان التسمية السريانية مشتقة من " الشعب الأشوري " بينما الوثائق التي بين أيدينا تثبت أن التسمية السريانية مشتقة من التسمية الإدارية الفارسية " أسورستان " و ليس من الشعب الأشوري . و نحن نملك نصوص يونانية عديدة إستخدمت التسمية ASSYRIA لتعني بلاد أشور SYRIA و SYRIAN كتسمية مرادفة لبلاد آرام و لشعبنا الآرامي .( نعمان الآرامي في التوراة يتحول الى نعمان السرياني في الترجمة السبعينية و في الإنجيل ) .مشكلة التسمية السريانية ( إن وجدت) هي مشكلة مصطنعة و هي مشكلة سياسية أي غير أكاديمية .

 إذا كان بعض الإخوة يعتقدون أن لهم رأيهم في تحديد هوية السريان و أن رأيهم هو مثل رأي أي باحث مثل د. صوما أو غيره  فإنهم مخطئون !من يريد أن يكون له رأيا مسموعا في موضوع التسمية يجب أن يكون متخصصا في تاريخ السريان و إلا فإنه سيرتكب أخطاء تاريخية سوف تقسم شعبنا السرياني . إذا كان كل سرياني غيور و يناضل من أجل الوحدة و غيرها من الشعارات  له الحق في " تحديد "  هوية السريان بدون دراسات و براهين علمية ، فإنني أبشركم أن إبني " أريو" سيكون قريبا  المدرب للمنتخب الفرنسي ! أما إذا عارضني أحد القراء " و لو ! طفل مدرب للمنتخب الفرنسي هذا غير معقول " جوابي حاضر " كيف تقبل أخي السرياني أن يكون أحد ما " حكما " في لعبة لا يعرف أصولها ؟ هل من المعقول أن يكون رأي د . صوما  الذي شارك في عدة مؤتمرات حول تاريخ السريان، يوازي رأي سرياني مثقف لا يعرف أن يفرق بين المراجع و المصادر  أو لا يعرف أن يميز بين مرجع علمي و كتاب تاريخي مسيس؟
ثالثا - هل يحق لسرياني أن يحرف إسمنا التاريخي من ܣܘܪܝܝܐ  الى ܐܣܘܪܝܝܐ .لقد ألقى د. دافيد تايلور محاضرة مهمة في المؤتمر الذي  أقيم في السويد بمناسبة الذكري 1700 سنة لولادة مار أفرام السرياني أو الآرامي (أستطيع أن أؤكد أن مار أفرام كان آراميا لأنه هو نفسه كان يطلق التسمية الآرامية على سكان الرها و التسمية الآرامية على لغتنا السريانية المقدسة و التسمية الأشورية على الشعب الأشوري القديم ) .

 ذكر د . تايلور أنهم في صدد إعداد برنامجا خاصا يستطيع من خلاله الباحث في السريانيات أن يعرف كم مرة وردت  كلمة ܣܘܪܝܝܐ; في كتاب معين . يعتقد بعض الإخوة إن لمجرد أن المطران منا قد ذكر في قاموسه" ܣܘܪܝܝܐ; : سرياني . آرامي. نصراني ( اختصار ܣܘܪܝܝܐ أيܐܣܘܪܝܝܐ   ).  يسمح لهم الإدعاء أن السريان هم أشوريون و أن من حقهم أن يكتبوا - و أن يعلموا  الآخرين - أن ܐܣܘܪܝܝܐ  هي التسمية الأصيلة التي أطلقت على شعبنا السرياني . علما أن المطران منا بالذات قد ذكر في قاموسه ص 487 " إعلم إن السريان لم يكونوا من قديم  الزمان يسمون بهذا الإسم لكنهم كانوا يسمون قديما آراميين  سوآء  كانوا شرقيين أم غربيين
... " لقد أخطأ المطران منا في زيادة حرف الألف على إسمنا السرياني ܣܘܪܝܝܐ  أنا لم أجد إسمنا السرياني مكتوبا بزيادة حرف الألف إلا في نص واحد للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة اليونانية أما بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا  ܣܘܪܝܝܐ . إن  ܐܬܘܪܝܐ فهي التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا على الشعب الأشوري القديم . إن شاء الله سوف يعم بين السريان ذلك البرنامج الجديد الذي سيسمح لهم معرفة كيف كان يكتب أجدادنا إسمهم و ما معنى التسمية الأشورية في النصوص السريانية . أخيرا  سيستطيع كل سرياني أن يتأكد بنفسه أن أجداده السريان  كانوا يفتخرون بجذورهم الآرامية .لا يحق لأي سرياني أو أعجمي أن يزور إسمنا التاريخي ، إن عدم المعرفة لا تعتبر عذرا . التسمية السريانية قد أطلقت على أجدادنا الآراميين و من يعتقد أن له جذورا أشورية أو إسبانية فلا يحق له أن يدعي إن السريان عبر التاريخ كانوا أشوريين أوإسبان .

 هنري بدروس كيفا

445
لقد أجرى الأخ ريمون جرجي حوارا شيقا مع د.جورج كيراز رائد الثقافة السريانية بحق و ذلك لغيرته و لعمله في إعادة نشر الكتب القديمة التاريخية و اللغوية حول تاريخ السريان . تجدون هذا اللقاء على هذا الرابط


 هذه أول مرة نتعرف عن شخصية د. جورج كيراز عن كثب و المدهش حقا أن أغلب إخوتنا المسيحيين في فلسطين قد إستعربوا
و تناسوا جذورهم السريانية ، بينما إستطاع أبناء الكنيسة السريانية الأرثودكسية في الحفاظ على جذورهم و هويتهم .
  إن إطلاق د. جورج كيراز على طفليه أسماء سريانية تدل على مدى تعلق هذا الإنسان بتراثه السرياني العريق . أما إسم طفله – الله يحفظه - "كينورو سباستيان" فهو يدل أيضا على مدى تقدير و حب د. كيراز للعالم سبستيان بروك !
  لقد ذكر د.كيراز في هذا اللقاء " هناك أموراً لو استمر النقاش فيها لمئات السنين فلن يتم الوصول إلى أية نتيجة كالتسميات مثلاً كما نصح بعدم الاهتمام بالقشور والتركيز على المواضيع الأساسية " طبعا د. كيراز يشجع المواقع السريانية العديدة التي أصبحت " صلة وصل " بين كل السريان في العالم . و نحن نؤيده أن بعض النقاشات و الهوية السريانية لا يستطيع " كل مثقف سرياني " الخوض فيها بدون العودة الى المصادر ( السريانية ) و المراجع ( العلمية ) . لقد علق أحد الإخوة في موقع قنشرين أن أصل السريان هو فارسي ! إن " هوية السريان " اليوم هي نفس " الهوية " التي دافع عنها أجدادنا ، و علينا أن نتأكد في المصادر و النصوص السريانية العديدة و الواضحة التي تؤكد إن السريان المشارقة و المغاربة لم يتنكروا لجذورهم الآرامية و حافظوا على إسمهم الآرامي المرادف للتسمية السريانية . هوية السريان لا يقررها أي فكر حزبي ( مهما كان يدعي بالقومية و المصداقية في نضاله ) و ليست هوية السريان " أسيرة " مفهوم أحد رجال الدين ( مهما علت رتبته الدينية ) .  الهوية السريانية التاريخية مربوطة مباشرة بالمصادر السريانية و ليس بالمفاهيم الخاطئة غير المبنية لا على المصادر ولا على المراجع العلمية .

 أولا - الهوية السريانية عند البرفسور سبستيان بروك
ذكر د. كيراز عن البرفسور بروك " أما عن روائع سباستيان بروك فمنها The Hidden Pearl والتي تعتبر موسوعة للتراث السرياني باللغة الانكليزية، كما كتب كتباً سريانية لغير الأكاديميين فعرف بها اللغة السريانية والتراث السرياني على العالم، كما كتب بحدود 300 مقال منشور عن السريانية. "

لقد إطلعت على كتاب The Hidden Pearl و عنوانه الكامل:

The Syriac Orthodox Church and Its Aramaic Heritage

و إعتقدت أن الهوية السريانية الحقيقية أي الآرامية قد ظهرت و توضحت إلى أصحاب النظريات غير العلمية ( مرة السريان أشوريون و مرة ثانية السريان عرب و المرة الثالثة قد تكون السريان حثيون ! ). و لا زلنا نرى بعض إخوتنا السريان الضائعين يدعون أن حضارتنا هي أشورية .
  البرفسور بروك مشهور ليس فقط بالكمية من الدراسات و لكن بالنوعية أيضا لأن دراساته حول التراث السرياني و اللغة السريانية
المبرهنة بالمصادر السريانية سوف تبقى مراجع علمية للأجيال القادمة .  البرفسور بروك هو مؤرخ نزيه و أمين للمصادر السريانية فهو يستخدم تعبير " السريان المشارقة " عندما يكتب عن الكنيسة السريانية الشرقية ( الكلدانية و الأشورية اليوم ) و هذا ظاهر في كتاب The Hidden Pearl  أو مقالاته العديدة، ففي بحثه عن الشعر POETRY المنشور في Sources Syriaques العدد الأول 2005 صفحة 337 يستخدم تعبير East Syriac بمعنى سرياني شرقي أي كما كان و لا يزال إخوتنا السريان المشارقة يعرفون عن هويتهم " سورايا " .

ثانيا - الهوية السريانية عند ملفونو أبرهوم نورو .
 ذكر د. كيراز عن ملفونو نورو " الملفونو ابروهوم نورو إنسان ضحى حياته وعمله لأجل السريانية ولديه ولع كبير في التراث السرياني غير موجود لدى الغالبية وقد أضاف كلمات جديدة إلى اللغة السريانية المعاصرة حتى تواكب التطورات الحالية، وأنا أتواصل معه باستمرار، وكثيراً ما نستعمل كلمات ومصطلحات سريانية يعود الفضل فيها إلى الملفونو ابروهوم."

نحن نوافق د.كيراز على تضحيات الملفونو نورو و نقدر كل ما قدم من أجل إحياء اللغة السريانية و لكن المشكلة مع الملفونو نورو أنه لم يكن " أمينا " للتراث السرياني و الهوية السريانية الآرامية . بالرغم من إطلاع أبرهوم نورو على النصوص السريانية التي تؤكد إنتماء السريان المشارقة و المغاربة إلى الآراميين فهو كان يحاول إقناع السريان بإنتمائهم الى " الأشوريين " مستشهدا بالملحق الموجود في تاريخ ميخائيل الكبير . مع أنه ورد في هذا الملحق " بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي أُقيمت في القديم , بفضل أمتنا الآرامية , أي أبناء آرام , الذين أطلقت عليهم تسمية سريان " أو " سكان سوريان ... " .

21-CHABOT , J.B., La chronique Syriaque de Michel le Syrien , T-3 , P.442

فإن الملفونو أبرهوم نورو كان يعتقد أن السريان ينتمون إلى الآراميين و الى الأشوريين . مهما كانت الأسباب التي دفعته الى العمل من أجل " وحدة " السريان ، فإنه سمح ، السكوت شيطان أخرس ، لإخوتنا السريان المشارقة بالإدعاء بأنهم " يتكلمون اللغة الأشورية " و اليوم بدأ بعض إخوتنا من الكلدان يدعون - بدورهم - أنهم يتكلمون " اللغة الكلدانية " .
 نعم لا أحد ينكر فضل الملفونو أبرهوم نورو في إيجاد لفظات سريانية جديدة خاصة و أنه إبن الرها و أبناء الرها قد نسوا لغتهم الأم السريانية منذ قرون عديدة و كانوا يتكلمون اللغة الأرمنية باللهجة الأورفلية . لقد أجاد الملفونو نورو في هذا الحقل و لكنه " فشل " في الدفاع عن إسم اللغة السريانية و نحن نعتبره مسؤولا بحكم إطلاعه و علاقاته مع رجال الكنيسة أو مشاركاته في المؤتمرات السياسية و العلمية .
  أن إعتقاده أن السريان " قد" يكون متحدرين من الاشوريين و من الآراميين سوف يسمح أن ينتشر بين السريان ذلك الإعتقاد الخاطئ أن " السريان هم مزيج من شعوب قديمة " و هذه الفكرة لا تزال تتردد على ألسنة بعض المسؤولين السريان في البرامج التليفيزيون في القرن الواحد و العشرين !
  الإعتقاد الخاطئ ( بدون براهين ) أن السريان هم خليط من شعوب قديمة تفرغ التسمية السريانية من هويتها الآرامية و تقسم العائلات السريانية فهذا سرياني عربي و ذاك سرياني آرامي ، اليوم أنا أشوري و غدا حسب الظروف .

ثالثا - "غسيلنا الوسخ !"
يقول د . كيراز " هناك أموراً لو استمر النقاش فيها لمئات السنين فلن يتم الوصول إلى أية نتيجة كالتسميات مثلا " . إنني لا أوافق رأي د.كيراز لأن التسمية أي الهوية هي أمر أساسي في حياة الشعوب ، و التسمية عند كل الشعوب تعتمد على المصادر . إذا كان بعض إخوتنا من السريان المشارقة يؤمنون اليوم بأنهم يتحدرون من الشعب الأشوري فإنهم لا يحق لهم تاريخيا و أكاديميا أن يحولوا الشعب السرياني إلى شعب أشوري و لغتنا السريانية الى لغة أشورية و حضارتنا الآرامية الى حضارة أشورية .
 التسمية و الهوية السريانية لها إرتباطات تاريخية و جغرافية لا يحق لأي فكر قومي أو طرح سياسي أن يتلاعب بمفاهيم التسمية السريانية .
قد يكون د.كيراز قد إستخدم تعبير " الغسيل الوسخ " ليدل عن المشكلات الداخلية في الكنيسة السريانية الأورثودكسية . إن دفاع بعض المتخصصين في تاريخ السريان عن هوية السريان و إسم اللغة السريانية لا نعتبره " غسيلا وسخا " و لكنه واجب حضاري لوقف حملات التزوير و التعريب في تاريخ أمتنا السريانية الآرامية .

 هنري بدروس كيفا 

446
 هل الإنتماء الى السريان هو" كنز" ؟

     اليوم هو عيد الموسيقى في فرنسا و عدد كبير من الدول في العالم .
منذ يومين دخلت الى موقع سرياني غيور و لاحظت أن هنالك أغنية
للموقع فسمعتها المرة الأولى ثم الثانية و الثالثة حتى العاشرة ، مما
أثار فضول إبنتي بيت نهرين و سألتني ما الذي يشدك في هذه الأغنية ؟
قبل الجواب أحب أن تسمعوا تلك الأغنية و هي للمطرب السرياني
شربل حنا الذي قدمها هدية لموقع السريان  تجدونها على هذا الرابط
http://suryoyehnan.com/s_music.php

        لقد سمعت تلك الأغنية أكثر من 40 مرة ، بصراحة هل أنا
مدمن أم بكل بساطة أحببت هذه الأغنية ؟
       
 أولا -  الأغنية في تاريخ السريان .
       لن أعود الى تاريخنا الوثني لأننا لا نملك معلومات عن الغناء
عند أجدادنا الآراميين ، علما أن بلاط الملوك الأشوريين كان لا يخلو
من المطربين و العازفين الآراميين .
       لقد إشتهر برديصان بتأليفه لميامر كان يلحنها بألحان جميلة
فكان الرهاويون يحفظونها و يحفظون التعاليم التي كان يؤمن بها
الفيلسوف برديصان . وقد ظلت ألحان و أشعار برديصان منتشرة
في الرها حوالي 150 سنة بعد وفاته . هذا واضح من ميامر مار
أفرام الذي وصل إلى الرها بعد تهجيره من نصيبين سنة 363 م.
و قد عمد مار أفرام إلى تأليف ميامر على أوزان شعر برديصان
و ضمنها ردود مباشرة ضد تعاليم برديصان و ألف فرقة كورال
كانت تغني تلك الألحان .

ثانيا - لما أحببت هذه الأغنية ؟
  لقد حاولت أن أتعرف أكثر على المطرب شربل حنا  كي أعرف من
كتب هذه الكلمات الجميلة المعبرة و من لحن هذه الأغنية . لقد دخلت
إلى موقع هذا المطرب السرياني موجود على هذا الربط
http://sharbelhanna.2page.de/
و بما أننا اليوم في عيد الموسيقى ، سوف أنقل لكم التعريف بالموسيقى
في موقعه " الموسيقى ، لغة البشر كافة ، يفهمها ويحسها ويتذوقها الإنسان في كل مكان وزمان بلا حواجز جغرافية أو سياسية أو ثقافية ...

وإذا كانت الكلمات والجمل المنطوقة والمكتوبة لها دلالاتها الواضحة التي يدركها ويفهمها الإنسان ويستوعبها العقل بشكل مباشر ويعي ما تعنيه ، فإن العبارات والجمل الموسيقية هي لغة الأحاسيس والمشاعر الإنسانية " .
    كنت حائرا  أسأل نفسي " لما  أحببت هذه الأغنية هل هو الصوت
أو اللحن العذب أم الكلمات و الجمل ؟
     من يسمع الأغنية سيلاحظ أن المطرب يغني باللغة السريانية
و باللغة العربية مع لهجة سريانية خاصة . عنوان الأغنية هو
" أخ سريوي حنان " يفتخر فيها المطرب بإنتمائه السرياني و أظن
أنه هو صاحب هذه الكلمات الجميلة و هذا اللحن الرقيق .
تردد الأغنية بما معناه " روحي و عمري أعطيكي و بالدنيا  لا أبدلك
ثم كل حياتي فداك ... أشكر الله  و أحمده  لهذا الكنز الذي أعطاني !
لذلك طرحت السؤال " هل الإنتماء الى السريان هو" كنز" ؟

ثاثا - هل الإنتماء الى السريان هو" كنز" ؟
   كثيرون منا يعلمون أولادهم أن الإنتماء الى السريان هو كنز حقيقي
بالرغم من كل المشاكل التي نعاني منها و لكن كثيرون من السريان
لا يعتبرون هذا الإنتماء كنزا ولكن عبئا ثقيلا و  يحاولون الإبتعاد عن
جذورهم السريانية الحقيقية  فيتحولون هم الى  عبئ ثقيل  على أمتنا
السريانية .
   لقد تعرفت من خلال الإنترت على إخوة لنا سريان لا يستحون أبدا
بإنتمائهم السرياني . فهذا الموقع للأنسة Sylvia beth Yahkub
http://www.flickr.com/people/arnasia/
  وهي تفتخر بإنتمائها و تصرخ أمام الجميع " أنا آرامية " .
و هذه سيدة أخرى من السويد لم و لن تنس جذورها ، إسمها Nilufer Ipek  تستطيعون زيارة موقعها على هذا الرابط
http://www2.mech.kth.se/~nulifer/me.html
و هي تقول عن نفسها "أنا سريانية مسيحية متحدرة من الآراميين في
بيت نهرين Mesopotamia  " .
 نعم الإنتماء الى السريان هو " كنز "!

   لقد أحببت هذه الأغنية لأنها تحتوي بعض الجمل البسيطة التي تعبر
عن أحاسيس الكثيرين منا  مثل " بالدنيا لا أبدلك  أو كل حياتي فداك "
فألف شكرا للمطرب الموهوب شربل حنا و ألف شكرا لموقع سوريويو
حنان . نتمنى أن تتحول هذه الأغنية الجميلة إلى " هدية " إلى كل
سرياني يعتبر إنتمائه كنزا .

  هنري بدروس كيفا

447
  قبائل الأنباط كانت آرامية و ليست عربية !
 
   
  لقد  وجدت مقالا في موقع الناقد عنوانه " ثلاثة معالم من تراث المسيحيّة في عجائب الدنيا السبع " تجدونه على هذا الرابط
http://www.annaqedcafe.com/showthread.php?t=1008
 إستشهدت صاحبة هذا المقال ببحث للمطران سليم الصايغ من كتابه
" الآثار المسيحية في الأردن" .
 للأسف الشديد يردد المطران سليم الصايغ نظرية خاطئة حول
هوية الأنباط و من المؤسف أكثر أنه لم يذكر أن الأنباط كانوا يتكلمون
اللغة الآرامية و قد تركوا لنا مئات النصوص باللغة الآرامية .
يتحجج بعض علماء الآثار أن أغلب أسماء الأنباط هي عربية وبالتالي
يدعون أن الأنباط كانوا عربا .
نحن نؤمن أن الأنباط كانوا ينتمون إلى القبائل الآرامية للأسباب
التالية :
أ - يعدد الملك الأشوري تغلت فلأسر الثالث 745 -724 ق.م القبائل
الآرامية التي قاومته في بلاد أكاد أي جنوب و وسط العراق . نشر
العالم BRINKMAN في دراسته المشهورة حول تلك القبائل
A Political History of post- Kassite Babylon 1158-722
و يعدد أسماء تلك القبائل الآرامية و عددها 36 قبيلة و من ضمنها
قبيلة نباطو . صفحة 270
ب - إن النصوص اليونانية العديدة التي تتكلم عن الأنباط تسميهم
الأنباط و ليس العرب .
ج - إن العرب أنفسهم لم يطلقوا التسمية العربية على الأنباط و لكن
على السريان الآراميين سكان شرقنا الحبيب . و قد سأل أحد المسلمين
لأحد الأنباط : من أنتم ؟ و كان الجواب بما معناه كنا نبيطا فإستعربنا
و كنا عربا فإستنبطنا ، أي أنهم خليط من الشعبين ! هذا الجواب يؤكد
لنا أن الأنباط كانوا آراميين و قد إختلطوا مع العرب . المصادر العربية
واضحة فهي تطلق التسمية النبطية على السريان سكان البلاد الأصليين !

أخيرا ما ذكره المطران الصايغ " فالانباط قبائل عربية قدمت من الجزيرة العربية في القرن السادس قبل الميلاد " هو بعيد جدا عن تاريخ
الأنباط ، لأنهم كانوا قبائل آرامية وليست عربية و قد قدموا من بادية
سوريا و ليس من الجزيرة العربية ( هنالك فرق شاسع بين التعبيرين)
و كانوا متواجدين في الشرق منذ القرن الثامن ق.م و ليس السادس ق.م .
و قد أطلق الأشوريون على بادية ( سوريا ) إسم نباطو في القرن السابع
قبل الميلاد .
من المؤسف أن بعض رجال الدين المسيحيين يتسرعون كثيرا
في " تعريب " تاريخنا الآرامي ربما لأنهم يجهلون فعليا تاريخ الآراميين
و دورهم العظيم . لقد قدم العالم الفرنسي QUATREMERE دراسته
حول الأنباط سنة 1835 م و أكد إنتمائهم الآرامي . أما الباحث سليمان
بن عبد الرحمن الذييب فقد نشر في كتابه النصوص النبطية التي وجدت
في شمالي السعودية و قدم ترجمة عربية لتلك النصوص أما عنوان
الكتاب فهو " دراسة تحليلية للنقوش الآرامية القديمة في تيماء - المملكة
العربية السعودية " الرياض 1414 ه / 1994 م .
و قد خصص فصلا كاملا عن الآراميين و تواجدهم و قد نقد
أحد العلماء العرب لأنه إدعى أن الآراميين كانوا من العرب . و هذا
يدفعني الى الدعاء " يا رب ليت رجال الدين المسيحيين يخففون من
تعريبنا و تعريب تاريخنا و يا رب ليت علم تاريخ الشرق القديم يحتل
مكانة أهم في الجامعات العربية لأن العلم كان و لا يزال أقوى وسيلة
لضرب النظريات الخاطئة " .

هنري بدروس كيفا

448
هل إسم " حداد " يعني مهنة الحداد ؟

سأل أحد الإخوة "اسم الإله حداد يكتب بالعبرية بالهاء "هدد" وليس بالحاء. لماذا؟ وما هو الدليل على كون اللفظ الصحيح حداد وليس هداد؟"فرديت عليه أولا ثم طرح ذلك الأخ إعتقاده أن إسم حداد يعني مهن الحداد و ليس له أي علاقة بالإله "حداد ". تجدون هذا النقاش في موقع سرياني آرامي غيور على هذا الرابط

http://www.syriane.com/forum/showthread
هذا النقاش يدفعنا إلى العودة إلى المصادر قبل الإجابة على السؤال "هل إسم " حداد " يعني مهنة الحداد ؟"

سلام و محبة الى الأخ Hani  لقد تحققت من بعض النصوص الأرامية القديمة التي ورد فيها إسم الإله حداد.

 -   نص " هدد يسعي " الذي وجد في تل الفاخرية في بيت نهرين أي الجزيرة.

-  نص تل القاضي أو تل دان الذي أكتشف مؤخرا في شمالي إسرائيل و هو نصب تذكاري لحزئيل ملك دمشق الأرامي يخلد إنتصاراته على ملوك إسرائيل حيث ورد إسم الإله " هدد " .

- نص أخر أرامي يعود للملك حزئيل ورد فيه " هذا ما وهبه هدد لسيدنا حزئيل في عمق في السنة التي عبر فيها النهر " و إسم هدد مكتوب بحرف الهاء.

 - نصوص سفيرة : تعود إلى أواسط القرن الثامن وردت فيها التسمية هدد بحرف الهاء . و قد نشر الدكتور علي أبو عساف الكثير من النصوص الأرامية في كتابه " الآراميون "، مع ترجمة عربية . في الصفحة 100 نرى أن هذا العالم قد كان أمينا في كتابة إسم هدد من الأرامية إلى العربية إذ كتبه هدد بحرف الهاء .

كتب سليمان بن عبد لرحمن الذييب في كتابه " دراسة تحليلية للنقوش الآرامية القديمة في تيماء - اللمملكة العربية السعودية " في تعريفه عن الآراميين : ( و لكن الإله الرئيس عندهم هو الإله السامي الغربي " حدد "إله العواصف و قد عبد في دمشق...) و هذا مما دفعني إلى الإعتقاد أن النصوص الآرامية كانت تكتب إسم حدد بحرف الحاء . لقد فتشت عن النصوص الآرامية و دققت فيها و وجدت أنها كانت تكتب إسم " حداد " بحرف الهاء " هدد " . و وجدت أيضا أن النصوص السريانية المتأخرة كانت تستخدم حرف الحاء و تكتبه " حدد " . سوف أجمع تلك النصوص في بحث مستقل .

أخيرا بالنسبة إلى إسم " حداد " الشائع في شرقنا الحبيب ، ليس له أي علاقة مع مهنة الحداد .

-  إسم حداد هو " هدد " إله الرعد و العواصف عند الشعوب الشرقية القديمة كان الأكاديون يلفظونه " أدد " بينما إنتشر بين أجدادنا الآراميين بإسم " هدد " و أحفادهم السريان بإسم " حدد" .

 - إن كلمة حداد و حديد تعني المعدن في اللغة العربية أما في اللغة السريانية فإن أجدادنا كانوا يستخدمون تعبير " فرزلو " بمعنى الحديد و أن إسم " فرزلي " الشائع عندنا هو الذي يعني مهنة الحداد. - لقد نشرت مجلة علمية ترجمة إنكليزية لباحث ألماني حول الإله هدد و إنتشار عبادته في الشرق ، أرجو أن تطلع عليه

Daniel SCHWEMER, THE STORM-GODS OF ANCIENT NEAR EAST.

in, Journal of Ancient Near Eastern Religions.

Volume 7 (2007) Number 2 pp121-168

لقد إطلعت على القسم الأول من البحث و هو يؤكد إنتشار عبادة الإله هدد بين الآراميين خاصة و أن هذا الباحث في الصفحة 160 يعتقد أن التسمية " الآرامية " لها علاقة مباشرة مع الإله هدد .

لا شك أن البحث التاريخي يهدف الى معرفة الحقائق لذلك يعمد الى النصوص و المراجع العلمية : هل إسم " حداد " يعني مهنة الحدادين( و لا فرق إذا كانوا من العرب أو السريان أو ...) أم له علاقة مباشرة مع إسم الإله هدد أو حدد الذي إنتشرت عبادته بين الآراميين ؟

إن حداد لا يعود إلى أصول غسانية عربية ، لأن هذا الإسم كان منتشرا بين السريان الأراميين ، و هنالك نصوص سريانية عديدة تذكر أسماء مطارنة يدعون حداد في أواخر القرن الخامس الميلادي و في قلب بيت نهرين أي الجزيرة . هل نشرنا للنصوص السريانية سيساهم في تصحيح النظريات غير العلمية ، أم أن تلك النظريات قد شلشت عند بعض إخوتنا المسيحيين المستعربين !

كتب الأخ Hani " في رأيي أن هذه الأسباب لانتشار الاسم قد تكون منطقية أكثر من القول بأنه اسم إله وثني مازال متوارثا منذ آلاف السنين. "

أنا لا أعتقد أن المنطق الشعبي هو كاف لمعرفة إذا كان إسم حداد يرمز إلى مهنة الحدادين أو إلى الإله الوثني هدد. يجب التحقيق من النظريات قبل تبنيها و يجب العودة الى المصادر لأن النظريات غير العلمية لا تستطيع أن تصمد طويلا أمام النصوص الموثوقة: لقد إعتقدت في ردي الأول أن النصوص الأرامية كانت تكتب إسم حداد بحرف الحاء و ذلك إستنادا إلى أحد الباحثين و لكنني عندما عاينت بعض النصوص الآرامية وجدت أنها كتبت " هدد " و ليس حدد!

449
 الفكر الأشوري بين" جسر الدجاج " و " الجسر الجديد "

  سألني أحد الإخوة الغيورين من المدافعين عن الهوية الأرامية " لما
تردد دائما أنك من المشجعين على النقاش و أنت لا ترد على الذين
يهاجمونك أو يزورون تاريخنا الآرامي " . أجبت ذلك الأخ " إنني لا
أستطيع أن أرد على الجميع لضيق الوقت " .
     مشكلتنا مع بعض الإخوة الذين يؤمنون بالفكر الأشوري أنهم بعيدون
جدا عن أجواء الدراسات التاريخية و إنهم يدافعون عن أخطائهم التاريخية بدل العودة إلى المكتبات التاريخية المتخصصة و التأكد من
المعلومات الخاطئة التي يدافعون عنها .
       هنالك فرق كبير بين الدراسات التاريخية الأكاديمية و الدراسات
السياسية ( المقالات ) التي يكتبها إخوتنا الذي يؤمنون بالفكر الأشوري .
سوف أتطرق إلى إستخدام علم المنطق في البحث التاريخي .

  أولا - علم المنطق .
   المنطق هو وسيلة لإيصال الفكرة بطريقة عقلانية  و له أصول و مقياس ، لا يحق لنا التلاعب بأصول المنطق كي لا نصل الى نتائج
لا يقبلها العقل . قد يستخدم الباحث الأكاديمي علم المنطق لمعرفة
بعض الأمور الغامضة و لكنه ينطلق من معلومات صحيحة  لأن هدفه
هو الوصول الى كشف الأمور و ذكرها بصدق . بعض إخوتنا الذين
يؤمنون بالفكر الأشوري  يستخدمون  علم المنطق كسلاح لتأكيد الفكرة
التي يؤمنون بها . لقد  كتب أحد هؤلاء الإخوة  بما معناه " كل شعب
له لغته الخاصة ، الأكراد يتكلمون الكردية و العرب يتكلمون العربية  
و بما أن الأشوريين هم شعب إذن يجب أن نسمي لغتهم اللغة الأشورية "
لقد غامر ذلك الأخ برصيده الأكاديمي لأنه غير صحيح أن لكل شعب
لغة خاصة و لأن ما يسميهم بالأشوريين هم في الحقيقة سريان مشارقة
و عرفوا عبر التاريخ بالسريان النساطرة و كانوا  و لا يزالون يتكلمون
اللغة السريانية باللهجة الشرقية .
    
 ثانيا  - جسر الدجاج  و المنطق الشعبي
   يقع جسر الدجيج ( اللفظ على الطريقة اللبنانية ) في قضاء جبيل أي
على بعد 68 كلم شمال بيروت . يعتقد بعض الاهالي أن تسمية هذا الجسر ( جسر الدجيج ) يعود الى مرور عدد كبير من الدجاج عليه
فعرف في الماضي و لا يزال إسمه " جسر الدجيج " !
        لا شيئ يمنع أن تكون هذه التسمية قد أطلقت فعليا على هذا الجسر
بسبب مرور عدد من الدواجن على هذا الجسر ربما لوجود مزارع قريبة.
المشكلة أن هذا الجسر يقع قرب ضيعة مشهورة إسمها " جاج" ، فهل
جسر الدجيج  ( جسر الدجاج ) هو جسر ضيعة جاج ؟ و أن تسميته
تعود الى إسم الضيعة و ليس لمرور الدجاج ؟
        المنطق الشعبي يعتمد على اللفظ و لا يبحث أو يتأكد  مثلا تاريخ
 بناء الجسر ، و هل يوجد لوحة تذكارية تعلمنا عن الشعب أو السلطة
التي بنت ذلك الجسر ؟ المنطق العقلاني يدعونا إلى طرح هذه الأسئلة
التي تساعدنا للوصول إلى الحل .
      لقد بنى الفرنسيون في بداية الثلاثينات من القرن الماضي جسر
جاج أي في عهد الإنتداب الفرنسي على لبنان ( الإستعمار المبطن )
و كان إسمه باللغة الفرنسية   pont  de Jaj . يظهر أن الترجمة العربية
و باللهجة اللبنانية قد حولته الى " جسر د جيج " و مع الأيام  نسي الأهالي من و متى بني هذا الجسر و إعتقدوا  أن إسمه هو لمرور بعض
الدواجن . هذا  الإعتقاد الشعبي  يعتمد على اللفظ و المعنى و ليس على
المنطق العقلاني .
      يوجد نهر صغير في شمال بيروت إسمه نهر الموت . يعتقد البعض
أن إسم هذا النهر هو باللغة العربية بينما كان هذا النهر معروفا بهذا الإسم
قبل إحتلال العرب لبلاد فينيقيا و أن إسم " الموت " هو إسم أحد اللألهة
التي كان يتعبد لها الفينيقيون ( الكنعانيون القدامى ) .
     تصلني ردود عديدة حول الأخطاء التاريخية التي نريد تصحيحها
و أكثرها يعتمد " المنطق الشعبي " و يفسر التاريخ إستنادا على معرفته
أو إيمانه بإنتمائه الأشوري . نقطة الضعف في الفكر الأشوري إعتقادهم
أن الشعب الأشوري كان يتكلم لغته الخاصة و الوطنية أي " اللغة
الأشورية " . و لقد لاحظنا  أن اللذين يخافون على سمعتهم السياسية
يتهربون في الخوض في هذا الموضوع " اللغة الأشورية " .

هنالك كاتب  لا يخاف أبدا    على سمعته العلمية  ( إسم مستعار
و مؤقت ) قد ذكر مدافعا عن اللغة " الأشورية"  إن الأكادية و الأشورية
هما لغة واحدة و لكن لما إنقرضت اللغة الأكادية أصبحت إرثا أشوريا
خاصا . ملاحظة صغيرة إن بقايا الشعب الأشوري قد إنصهرت ضمن
الشعب الأرامي و الكتابات العديدة التي وجدت في حضر و أشور
كانت بالأبجدية و اللغة الأرامية . هذا السيد الذي لا يتحقق أبدا  من
الأمور المطروحة يتجاسر في الكتابة  حول توبيخ الملك سرجون الأشوري لأحد موظفيه في بلاد أكاد الذي كتب له باللغة الأرامية
كتب له الملك " عليك أن تكتب باللغة الأكادية لأنها لغة البلاط ".
يسرع السيد المدافع عن الفكر الأشوري
 بتقديم براهين جديدة عن إبتعاد الفكر الأشوري عن البحث
العلمي إذ كتب " واما رد الملك الاشوري سرجون على رسالة الارامي من أور لماذا لم يكتب بالاكادية لان المفهوم اللغوي لدي بابل في ذلك الوقت كان ما زال اللغة فيها اكادية لذلك عبر عنها الملك سرجون بنفس المفهوم العلمي السائد عندهم .
    إن الملك سرجون الأشوري يسمي لغته باللغة الأكادية و ليس الأشورية لأن الأشوريين كانوا يسمون لغتهم " أكادية " و ليس لأن
في بلاد أكاد إسمها اللغة الأكادية .
       إن إعتماد إخوتنا السريان المشارقة على المنطق الشعبي ( تفسيرات
سريعة بدون بحث أو تدقيق أو حتى المنطق العقلاني ) سوف تبعدهم
عن جذورهم  السريانية الأرامية .
        المنطق ليس الوسيلة " الوحيدة " للوصول الى الحقيقة التاريخية
هنالك علوم عديدة مساعدة مثل الدراسات اللغوية و علم الآثار  وغيرها.

ثالثا - الجسر الجديد : هل المنطق العقلاني يخالف الحقائق التاريخية ؟

      يقع الجسر الجديد Pont Neuf على نهر السين Seine الذي يمر
في باريس . إسمه الجسر الجديد و لكنه تاريخيا  هو أقدم جسر في
باريس يقع على نهر السين ! بعض المعلومات التاريخية و الصور
تجدونها على هذا الرابط
http://fr.wikipedia.org/wiki/Pont_Neuf
سوف أكتفي بترجمة الجملة الأولى
Le pont Neuf est le plus ancien pont de Paris
" الجسر الجديد  هو أقدم جسر في باريس "
   من المعلوم أن الرومان قد بنوا جسرا خشبيا في Lutece ( إسم باريس
القديم ) و كان السبب الرئيسي لنموها الإقتصادي و تحولها  مع الوقت
الى مدينة كبيرة و عاصمة عالمية . لقد تواجد في باريس عدة جسور
خشبية في القرون الوسطى . بدأ  الملك هنري الثالث في سنة 1578 م
في بناء هذا الجسر الحجري و لا شك أن إسمه " الجسر الجديد " هو
لأنه أول جسر يبنى بالحجر في باريس . و قد أكمل بنائه الملك هنري
الرابع ، و كانت الحروب قد أجبرت الفرنسيين على التوقف عن عماره
بين سنتي 1588 و 1598 م .
      سؤال إلى القراء  لو طرح عليكم هذا السؤال " ما هو إسم  أقدم
جسر في باريس ؟ هل هو الجسر القديم أم الجسر الجديد ؟ " كم من
القراء سوف يعمدون إلى المنطق اللفظي العقلاني و يجيبون " الجسر
القديم " !
    لقد قدمت للقراء هذا المثل كي أبرهن لهم أن المنطق لا يكفي كي
نتعرف على تاريخنا . نحن بحاجة إلى مؤرخين متخصصين يكتبون
و يعرفوننا عن تاريخنا  من خلال المصادر و الوثائق و ليس من
خلال معرفتهم السطحية .
      ربما المنطق العقلاني لا يتقبل أن يكون " الجسر الجديد " هو
أقدم جسر في باريس . و لننا  إذا  بحثا قليلا فإننا سنتعرف  " لما "
و كيف أصبح الجسر الجديد  فعليا  أقدم جسر في باريس .

     أتمنى من الإخوة السريان الغيورين أن يتفهموا  بأن دعوتنا الى
النقاش و الحوار البناء لمعرفة تاريخنا العلمي هي صادقة و لكننا في
نفس الوقت لا نستطيع أن نناقش إخوة لنا يعتمدون على المنطق
الشعبي لتفسير تاريخنا بعيدا عن المصادر و المراجع العلمية .

هنري بدروس كيفا

450
ما هو الفرق بين " مسيحي عربي " و " مسيحي مستعرب " ؟

لقد إنتشر في الآونة الأخيرة مصطلح " المسيحي العربي "و يكاد يطغي على" المسيحي السرياني" و هو من اول الشعوب التي إعتنقت الديانة المسيحية و هو الشعب الأصيل في الشرق  و كان يشكل أكثرية السكان في سوريا و العراق و لبنان لأكثر من 2000 سنة رغم الإحتلالات الأجنبية المتعاقبة من فارسية و يونانية و غيرها...

من المؤسف أن أكثرية المسيحيين  في شرقنا الحبيب  "تجهل أو تتجاهل" جذورها الآرامية الحقيقية ، مما  يسمح للبعض إستغلال هذا الجهل المتعمد  إذ نرى بعض القساوسة الإنجليين (البرتستانت ( يسمون كنائسهم " عربية " للسماح لهم بالتبشير (مع مساعدات مالية ( بين المسيحيين سكان الشرق الأصليين .

لم تهتم الكنائس الكاثوليكية الشرقية و خاصة الكنيسة السريانية المارونية  في  نشر الدراسات العلمية حول  تاريخ  المسيحيين في الشرق  و إنصبت دراساتهم حول تواريخ الطائفة المارونية، بدون تحديد "هوية" هؤلاء الموارنة. نشر  أحد الإخوة  مقالا  تحت عنوان "الغالبية الساحقة من السريان اليوم مسلمون" و يؤكد فيه أن الموارنة  هم عرب.

تجدون المقال على هذا الرابط

http://www.syriane.com/forum/showthread.php?t=3058

أرجو من القارئ أن "يكتشف" من خلال ردي الفوارق بين" مسيحي عربي " و " مسيحي مستعرب "و أطرح السؤال التالي:  هل يحق للمسيحي المستعرب  أن يدعي بأنه من سكان الشرق الأصيلين أي قبل دخول العرب المسلمين إلى شرقنا الحبيب ؟

سلام و محبة إلى الأخ Hani و إلى الإخوة المحاورين إنني أفتخر بهذا الموقع الذي يغار على لغة أجداده الأرامية، و أشكر المسؤلين على تطويره  و على إهتمامهم بالتاريخ الأرامي .لن أتدخل في مشكلة " الهوية " إحتراما  لطلب أحد الإخوة المعلقين كي يبق هذا الموقع بعيدا عن الطروحات السياسية.

أحب أن أعلق على مقال الأخ Hani الذي يعترف "دفعتني فعلا نحو اللهجة الغاضبة للأسف". لذلك أرجو أن يتقبل الأخ Hani هذه الملاحظات برحابة صدره لأن غايتنا الأولى هي النقاش من أجل المعرفة  و لا أحد منا  يملك "المعرفة" في كل المواضيع المطروحة.

أولا  - من هم الغساسنة ؟

الغساسنة  ينتمون إلى قبيلة عربية مشهورة جدا ، إذ طلب منهم البيزنطيون الحفاظ على جنوب سوريا من غارات القبائل العربية. و كان الفرس قد طلبوا  من قبائل اللخميين العرب و عاصمتهم الحيرة مراقبة الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية. تسلط هذه القبائل في العراق و سوريا  يدفعنا إلى الظن أن " نسبة كبيرة " من سكان سوريا و العراق  كانوا  من العرب !

بعض الملاحظات :

أ  - إن البيزنطيين قد أوكلوا  مهمة الدفاع الى الغساسنة  في البادية السورية لأنها تعيش  حياة قبلية  و تعرف كيف تحارب في البادية و ترد غارات  القبائل العربية الأخرى . أي أن البيزنطيين قد أوكلوا الغساسنة لأنهم ضليعون في هذه " المهمة " و ليس لأنهم يشكلون" أكثرية " السكان في سوريا .

 ب - التاريخ العلمي يستند على براهين: نحن نملك عشرات و عشرات الرسائل السريانية من القرن السادس الميلادي. هذه الرسائل ( وثائق ( تتكلم عن إنتشار الأديرة و الخلافات بين السريان الملكيين ) كنيسة الروم اليوم ) و بين السريان المناهضين لمجمع خلقيدونيا ) السريان الأرثوكس) و عندنا أسماء و تواقيع  عدد كبير من الرهبان و هي بأكثريتها  الساحقة  أسماء سريانية.

ج   - في أواسط القرن السادس، طلب أمير الغساسنة  من الأمبراطور يوستينيان و زوجته تيودورا  أن يسمح  للكنيسة السريانية المناهضة لمجمع خلقيدونيا  أن ترسم مطرانين لهذه الكنيسة. لقد ساعد الغساسنة في إستقلال الكنيسة السريانية المناهضة  لمجمع خلقيدونيا   و تدخلوا لحل مشاكلها الداخلية. كان الغساسنة يؤمنون بالعقيدة التي يؤمن بها السريان الأرثودكس اليوم. و يظهر أنهم بدلوا  "عقيدتهم" قبل دخول العرب الى الشرق أي صاروا  يؤمنون بعقيدة السريان الملكيين أي إخوتنا الروم .

 د  - معلوماتنا  قليلة عن الغساسنة بعد دخول العرب الى سوريا. من المؤكد أن الغساسنة قد دخلوا  الإسلام  أسوة بجميع القبائل العربية المسيحية. عدد كبير من القائل العربية كانت تدين بالديانة المسيحية في العصر الجاهلي، و لكن كل هذه القبائل قد أسلمت على مراحل خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه العرب المسلمون في طرد البيزنطيون من الشرق و أفريقيا  و القضاء على الإمبراطورية الفارسية .

ه   -  "أكذوبة" كبيرة في عقول الناس: إن أكبر أكذوبة في تاريخنا هي إدعاء وجود مسيحيين عرب. للأسف الشديد  بعض المسيحيين يدعون أنهم "عرب قبل العرب أنفسهم" و طبعا بدون أي براهين. هنالك فرق كبير  بين " مسيحي عربي " و " مسيحي مستعرب " . المسيحيون العرب كانوا  متواجدين في العصر الجاهلي و قد دخلوا الإسلام لأسباب عديدة . المسيحيون الذين " يدعون " اليوم أنهم " عرب أقحاح " هم بأكثريتهم الساحقة سريان مستعربون . ملاحظة أخيرة : نحن نؤمن إستنادا إلى التاريخ أن الشعب الأرامي الذي صار يعرف بالشعب السرياني ، هومن أقرب الشعوب إلى الشعب العربي، فموطن الأراميين القدامى كان البادية السورية و موطن العرب القدامى كان شبه الجزيرة العربية. إستنادا إلى التاريخ لا يحق لنا " خلط " الشعوب و تواريخها ، و يجب التفريق بين المسيحي العربي و المسيحي المستعرب. لا يحق لأحد تجاهل الدور الذي لعبته القبائل العربية المسيحية و لكن لا يحق للمسيحيين المستعربين إنكار جذورهم السريانية ( بحجة أنهم يجهلونها ) و الإدعاء ( بدون براهين) أنهم أحفاد الغساسنة و القبائل العربية كي يتقربوا  من العرب الحقيقيين!

ثانيا -هل الموارنة هم سريان ؟

 أ - ينطلق الأخ هاني من فكرة خاطئة و هي وجود مسيحيين عرب بعد دخول العرب المسلمين الى الشرق فهو يكتب " بل حتى أن كثيرا جدا من مسيحيي لبنان - موارنة وغير موارنة- ما زالت أنسابهم إلى قبائلهم العربية معروفة إلى الآن ". لقد إنتشرت هذه الفكرة " أنساب الى قبائل عربية " في أواخر القرن التاسع عشر و القرن و أوائل العشرين  بين" المسيحيين المستعربين ". هنالك حقيقة لم ينتبه لها الأخ هاني وهي أن المسلم  لا يحق له أن يدخل الديانة المسيحية  خاصة في العصور الوسطى.  بعض العائلات المسلمة خاصة الدروز قد دخلوا  الديانة المسيحية في القرن التاسع عشر.

ب - من المؤسف إن بعض المسيحيين المستعربين لا يزالون يفضلون" الأنساب العربية" المزعومة بدل أن يدرسوا  و يتعرفوا على جذورهم الحقيقية. لو فرضنا  أن أنسابهم العربية هي صحيحة فهذا يعني أنهم دخلوا إلى سوريا  بعد سنة 636 م  بينما " الحقيقة التاريخية " تثبت أنهم  أهل سوريا ( بلاد أرام ) منذ 3000 سنة !

ج - كتب الأخ هاني عن الموارنة " أقرب الناس في منطقتنا إلى العرب في لغتهم وفي كل شيء. وهذا أمر سهل الإثبات،" .

 عفوا يا أخ هاني لقد هاجر السريان الموارنة  من منطقة سريانية أرامية منذ 3000 سنة و إستوطنوا  في جبال لبنان في الشمال أي في منطقة سريانية أرامية . لغة السريان الموارنة الأم هي اللغة السريانية الأرامية  و لا تزال اللهجة اللبنانية التي يتكلم بها السريان الموارنة  مليئة بالمفردات السريانية لا بل أن الموارنة يتكلمون اللهجة اللبنانية  بقواعد اللغة السريانية.

من المؤسف أن الأخ هاني لا يجيد اللغة السريانية و بالتالي لا يرى مئات و مئات التعابير  السريانية  التي يستعملها إخوتنا الموارنة  . لقد ناقشني أحد الإخوة من المسلمين اللبنانيين و قال "هذه أول مرة في حياتي أسمع أن اللهجة اللبنانية  مليئة بالمفردات و التعابير السريانية" أجبته  ربما  أنت لا ترى التعابير السريانية لكونك تجهل اللغة السريانية فقاطعني قائلا" طالع على بالي أن ...

"قلت له فورا" ها  إنك تتكلم اللغة السريانية بدون أن تعلم، تعبير (طالع على بالي ) غير موجود في اللغة العربية و هو مأخوذ من اللغة السريانية" . ثم ذكرت لذلك الأخ  أنني وجدت نصا سريانيا من القرن السادس الميلادي حيث ورد" أي" طلع على باله". و فعل  أي سلق هو قريب من تسلق أي صعد  و طلع.
نص  سرياني "  ܣܠܩܬ ܥܠ ܒܐܠܗ "

د - إن مجرد بعض العائلات العربية قد إنضمت إلى الكنيسة السريانية المارونية  في القرن التاسع عشر  لا يعني أبدا  أن أكثرية الموارنة ينتمون الى القبائل العربي.  كما أن الدراسات العديدة  حول اللهجة اللبنانية أو حتى لهجات المدن في سوريا مثل اللهجة الحلبية، تثبت أنها لهجات سريانية أكثر من أن تكون عربية لأن أغلب الكلمات تلفظ حسب قواعد اللغة السريانية.

ثالثا - من هم سكان سوريا  ولبنان؟

 أ - ذكر الأخ هاني بعض المعلومات و هي بمجملها  غامضة  مثل  "والكل يعلم أن المناطق الناطقة بالسريانية اليوم هي في غالبيتها مسلمة، وأما المسيحيون فلا ينطق بها أحد منهم إلا رجال الدين ... ولولا ضرورات الدين لما كنت وجدت أحدا فيهم يعرف حرفا من السريانية ". هل يتكلم الأخ هاني عن ضيع بخعة و جبعدين و معلولا  أم عن سوريا بأكملها؟ و إذا  كان يقصد الضيع الأرامية الثلاث فهل صحيح أن المسيحيين في معلولا  لا يتكلمون اللغة الأرامية؟  أما  إذا  كان المقصود سوريا  بكل مناطقها،  فلا شك أن أغلبية المسيحيين تجهل اللغة السريانية و تجهل  أن اللغة السريانية كانت لغتهم الأم .

ب - من هم السريان الحقيقيون ؟

   كتب الأخ هاني " فإذا إذا أردنا أن نتكلم بمنطقهم العنصري هذا ، فالسريان الحقيقيون اليوم هم مسلموا سوريا ولبنان ". بصراحة نحن لا نعرف  لمن يعود الضمير المتصل " هم " في الكلمة ( بمنطقهم ) ؟ لقد تعرفت على الشعب السرياني الأرامي من خلال سفري و محاضراتي  و هو شعب منفتح لا يوجد عنده " منطق عنصري " هذا الشعب هو من أقدم الشعوب في الشرق يكافح من أجل معرفة تاريخه الحقيقي كي لا يذوب في الغرب و ألا  يهمش في الشرق. الأخ هاني يعتقد أن السريان الحقيقيون هم المسلمون في سوريا و لبنان. السؤال هل السريان المسيحيون هم  مزيفون بنظرك؟ لا شك أن" قسما كبيرا" من المسلمين  يعودون بجذورهم إلى الشعب السرياني الأرامي و أغلبيتهم تجهل هذه الحقيقة. السؤال يا  أخ هاني كيف يصبح - بنظرك - السريان الحقيقيون هم المسلمين في سوريا و لبنان )و هم لا يعملون شيئا من أجل سريانيتهم) أما السريان الأراميون الذين يجاهدون من أجل الحفاظ على هويتهم التاريخية يتحولون - في ساعة غضبك - إلى " عنصريين "؟

   يذكر الأخ هاني في خاتمته " الحقيقة هي أن الكل عبارة عن شعب مختلط من العرب والسريان وغيرهم. فلا يحق لأحد أن يحتكر لنفسه النسب السرياني الآرامي ، خاصة إذا كان نسبه مزورًا ". لا شك أن سكان سوريا  هم خليط  من شعوب عديدة، يطغى الطابع العربي و السرياني الأرامي بين المسلمين ، بينما  حافظ المسيحيون منهم على جذورهم السريانية الأرامية :

نحن اليوم نعلم أن العنصر اليوناني كان خفيفا قبل دخول العرب الى سوريا و البقية منهم هربت مع جيوش بيزنطيا المنهزمة .  بعد دخول العرب و تحويل دمشق إلى عاصمة الخلافة الأموية ظل المسيحيون يشكلون أكثرية السكان في الشرق . في القرن السادس عشر  كان المسيحيون يشكلون أكثر من ثلث سكان سوريا . السريان المسيحيون لا يحتكرون الإنتماء الأرامي ، فهذا موقع جبعدين المسلم حيث نتلاقى و نتحاور  يكافح من أجل الحفاظ على تراثه الأرامي.  أخيرا  أن "المسيحيون المستعربون" هم الذين ينتسبون زورا  إلى  العرب  و ليس  الموارنة  ينتسبون زورا إلى الأراميين كما  نفهم من مقالك .

هنري بدروس كيفا


451
  رد على تعليقات الإخوة goora1 و كبرئيل السرياني

سلام و محبة الى الأخ goora1 الموقر

     إنني أحاول قدر الإمكان أن أرد على تعليقات الإخوة الذين يريدون
مناقشة المواضيع التي أعالجها . و لكنني لا أستطيع أن أرد على كل
التعليقات خاصة لأنني قد أكون رديت عليها في مقالات سابقة .
   أشكرك على إهتمامك و سوف أرد بإختصار على تعليقك :
أ - أخ goora1 إن سكان سوريا ( بلاد أرام ) و الجزيرة ( بيت نهرين)
هم بكل تأكيد يعودون بجذورهم إلى الأراميين ، لأن الأراميين قد
إستوطنوا هذه البلاد و صهروا بقايا الشعوب القديمة من الشعب الحوري
و الميتني و الحثي . الشعب السومري و الأكادي  و خاصة الأشوري
لم يستوطنوا  هذه البلاد .
ب - إن التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الأرامية . لم
تطلق التسمية السريانية على الشعوب القديمة كما يروج بعض الإخوة
السياسيين الذين يؤمنون بطروحات و تسميات سياسية مزورة لهوية
السريان الأرامية .
ج - يعتقد البعض أن أسماء القرى في لبنان هي أرامية لأن " سكان
لبنان " قد تكلموا اللغة الأرامية . و البعض الأخر يعتقد أن السريان
الموارنة هم الذين أطلقوا تلك الأسماء الأرامية على قراهم .
    المشكلة أن الفريق الأول يجهل كليا أن أجدادنا الأراميين كانوا قد
إستوطنوا  جبال لبنان و لبنان الداخلي حيث كان لهم مملكة أرامية
إسمها " بيت رحوب ".  إن وجود مدن و قرى مثل " شتورا  و زحلة"
في لبنان الداخلي هي لوجود الأراميين  و ليس " لسكان ناطقين باللغة
الأرامية !  إن  شتورا  تعني " إشت طورا " أي أسفل الجبل و كلمة
زحلة  هي من فعل " زحل " بالسريانية  أي زحف .
   الإدعاء أن كل قرى لبنان هي بأسماء سريانية  بسبب إنتشار إخوتنا
السريان المورانة يخالف الحقائق لأن تلك المدن و القرى موجودة في
لبنان  قبل إنتشار السريان الموارنة  بأكثر من 1500 سنة !
د - أخ goora1 لا  أحد يشكك بإنتشار الإمبراطورية الأشورية .
لقد رديت عليك في موقع القامشلي و شرحت لك أين و متى إنتشرت
الإمبراطورية الأشورية . بلاد أكاد  لم تكن  جزء ا  من مملكة أشور
و لكنها بلاد مستقلة سيطر عليها الشعب الكوشي  LES CASSITES
 أكثر من 400 سنة . و لكن بعد إنتشار القبائل الكلدانية و الأرامية
التي صهرت بقايا  الشعب الأكادي و الشعب الكوشي . الفكر الأشوري
البعيد عن التاريخ الأكاديمي  يدعي  أن الأشوريين  قد  سكنوا  في
بلاد  أكاد ! أخيرا  إن الأشوريين قد إحتلوا  بلاد  أكاد  لفترة  زمنية
قصيرة  حيث  لاقوا  مقاومة  عنيفة  من القبائل الكلدانية و الأرامية !
أخ goora1  الدراسات التاريخية  يجب أن تكون مبنية على براهين
علمية  أي نصوص تاريخية و مراجع علمية . أرجو أن تتطلع على
كتاب COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996.
أو كتاب BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285
  فهي مراجع علمية  تثبت لك أن القبائل الكلدانية و الأرامية قد قاومت
و قضت على الإمبراطورية الأشورية .
ه - أخ goora1 ، لقد درست علم التاريخ في الجامعة اللبنانية و تخصصت في تاريخ السريان في جامعة السوربون  و تعلمت أن
علم التاريخ  له مبادئ يجب أن نتبعها كي نحقق هدفنا  من البحث
التاريخي ، أذكرك  أن هدف البحث التاريخي  هو كشف الحقائق
و ذكرها كما  هي .لذلك  يعمد  المؤرخون  الى  " نقد النصوص "
قبل الإعتماد عليها . و هذا  ما  أطبقه  في دراساتي  المبنية  على
النصوص السريانية .

سلام و محبة إلى الأخ كبرئيل السرياني

        لقد نشرت عدة دراسات "نقدية " حول مقدمة قاموس المطران
منا  في مجلة أرام  منذ أكثر من 14 سنة . تستطيع أن تطلع على تلك
الدراسات مترجمة الى الإنكليزية في موقع قنشرين .
     أخ كبرئيل لقد أمضيت سنوات طويلة باحثا و منقبا حول التسمية
و الهوية السريانية و ذلك حين كنت أعد أطروحة دكتورا دولة في
جامعة السوربون لأن موضوع هوية السريان كان متعلقا  بأطروحتي .
 و كانت أطروحتي حول الأسباب الحقيقية لإستقلال الكنيسة السريانية
الأرامية ؟ أي هل إستقلت هذه الكنيسة لأسباب قومية كما يردد المؤرخون
المتخصصون في تاريخ بيزنطيا  أم لأسباب عقائدية حول طبيعة
المسيح كما يؤكد مؤرخو  الكنيسة ؟
    إن أطروحتي و أساتذتي في السوربون هم الذين دفعوني الى التعمق
لمعرفة هوية السريان  و ليس الطروحات الحزبية الضيقة و لا الأهداف
السياسية المتقلبة .
   السريان هم أراميون إستنادا  الى النصوص السريانية العديدة  التي
تركوها  لنا .
    أخ كبرئيل إن المطران منا  لم يكن مؤرخا و قد إرتكب أخطاء
تاريخية  عديدة ، و لكنه كان يبحث عن الحقائق و لم تكن رغبته
أن يزور  تاريخ  أجدادنا  الأراميين . إن إنتشار قاموسه  قد أدى إلى
إنتشار تلك الفكرة الخاطئة  التي تدعي أن التسمية السريانية تعني
المسيحي  و من المؤسف لا يوجد أي نص يؤكد هذه النظرية الحديثة .
و من أخطائه  المشهورة  إدعائه  أن القبائل الأشورية كانت تنتمي إلى
الأراميين و البرهان ( الضعيف ) الذي يقدمه  هو  أن الأشوريين قد
تكلموا اللغة  الأرامية  !
    أخ كبرئيل لقد ذكرت لك سابقا أن " حريتك " هي التي تسمح لك أن
تسمي نفسك كبرئيل السرياني و Assyrian Gabriel  بالإنجليزية .
عفوا  لا  يوجد  اي براهين  تاريخية تسمح  لك  أن تذكر أن التسمية
السريانية كانت مرادفة للتسمية الأشورية . إفتح اي كتاب تاريخي كي
تتأكد  أن أجدادك  لم يتنكروا  لجذورهم  الأرامية .
  المطران منا  بالذات قد ذكر في قاموسه ص 487
  " إعلم إن السريان لم يكونوا من قديم الزمان  يسمون بهذا الإسم لكنهم
كانوا يسمون قديما آراميين سوآء كانوا شرقيين أم غربيين ... "
   و هذه الفكرة قد أخذها  المطران منا  من قاموس حسن بن بهلول
السرياني الشرقي من القرن العاشر الميلادي الذي ذكر " منذ القديم
كان السريان يعرفون بالآراميين " .
   لقد ذكر المطران منا 
" ܣܘܪܝܝܐ : سرياني . آرامي. نصراني ( اختصار ܐܣܘܪܝܝܐ أي
ܐܬܘܪܝܝܐ ".
 أخ كبرئيل لقد قدمت براهين عديدة أن التسمية السريانية لم تطلق على
الآراميين المسيحيين منذ الأجيال الأولى كما كان يعتقد المطران منا .
و لقد أثبتت أن هذه النظرية هي حديثة و قد أطلقها المؤرخ الفرنسي
QUATREMERE في كتابه عن الأنباط سنة 1835 م . و بالتالي
التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية .
    لقد أخطأ  المطران منا  في  زيادة حرف الألف على إسمنا  السرياني
 ܣܘܪܝܝܐ  . أنا  لم  أجد  إسمنا  السرياني  مكتوبا  بزيادة حرف الألف
إلا  في نص واحد  للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة اليونانية
أما  بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا  ܣܘܪܝܝܐ   .
أما  التسمية ܐܬܘܪܝܝܐ فهي التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا
على الشعب الأشوري القديم .
 أرجو أخ كبرئيل أن تتأكد من المعلومات التي ذكرتها  لك ،
و سوف أكتب بحثا  حول  تلك الصخرة  ( التمثال ) كما  وعدتك .


  حفظك الله
هنري بدروس كيفا

452
 الفكر العروبي و نصوص سفيرة الأرامية

   نشرت بحثا متواضعا حول دراسات بعض المؤرخين العرب إلى
تاريخنا الأرامي عنوانه "نظرة بعض علماء ألأثار ألسوريين إلى تاريخنا ألأرامي " موجود على هذا الرابط
http://www.syriane.com/forum/showthread.php?t=1563
    لقد لامني بعض الإخوة لأنني دافعت عن أكادمية الدكتور علي أبو
عساف . وقد علق البعض إن وردة واحدة لا تعني الربيع و هم يقصدون
أن هذا المؤرخ قد يكون " الوحيد " الذي لم يزور تاريخنا الأرامي .
لقد رديت على هؤلاء الإخوة : إن النقد التاريخي و الأمانة العلمية
تلزم الباحث أن يذكر الحقائق كما هي ، و د. علي أبو عساف  كتب
عن الأراميين بصدق و أمانة تفرض علينا أن نحترمه .
     السؤال المطروح : هل الفكر العروبي يستطيع أن يزور تاريخنا
الأرامي ؟ قبل الإجابة على السؤال أحب أن أؤكد أن أغلب المواقع
العربية تذكر أن الأراميين هم عرب أو تستخدم هذا التعبير " الأراميون
العرب " . سوف نعرض في الخاتمة حلا لهذه المشكلة .

 أولا - نصوص سفيرة الأرامية
   لقد إكتشفت هذه النصوص في الثلاثينات من القرن العشرين ، وهي
كناية عن حلف بين برجاية ملك كتك و متع إيل ملك بيت أغوشي
أي أرفاد . لقد ترجم  المؤرخ DUPONT-SOMMER   هذه
النصوص و حاول معرفة أسماء هؤلاء الملوك و الأماكن الجغرافية .
و هنالك ترجمات إنكليزية و ألمانية لنصوص سفيرة الأرامية  وأكثر
من 100 دراسة  حول تلك النصوص . أشهر تلك الدراسات  هي
لباحثين فرنسيين عنوانها
Les Inscriptions Araméennes de Sfiré et l'Assyrie de
Shamshi-Illu .1984
A.LEMAIRE   et J.M. DURAND
   لقد إكتشق  هذان العالمان من هو برجاية  و أين تقع  مملكة كتك
و ألقيا  الأضواء على كثير من النقاط التي كانت لا تزال غامضة .

ثانيا - مؤرخ عروبي ونصوص سفيرة في جريدة الرياض .

     نشر الصحافي  طلال الكايد مقالا تاريخيا عنوانه " معاهدات السلام تعود إلى عصور ما قبل الميلاد " تجدونه على هذا الرابط
http://www.alriyadh.com/2005/09/18/article94856.html
    ذكر هذا الصحافي  بعض المعلومات حول المعاهدات القديمة ومنها
المعاهدة التي وردت في نصوص سفيرة قرب حلب  حيث إستشهد
" اما بالنسبة لنقش السفيرة العربي الارامي يقول استاذ التاريخ القديم واللهجات العربية القديمة في الجامعات الليبية والمنسق العام في اتحاد الاثاريين العرب بدمشق بهجت القبيسي " . نحن لا نلوم هذا الصحافي
على عدم إدراكه لتطور الدراسات حول نصوص سفيرة الأرامية
( و ليس نقش السفيرة العربي الأرامي ، لأنه لا يوجد أي مؤرخ مختص
في تاريخ الشرق القديم أو في تاريخ الأراميين قد " ذكر " أن الأراميين
هم عرب  أو أن نصوص سفيرة هي عربية أرامية ).
   نقدنا  موجه إلى الأستاذ بهجت القبيسي  لأنه إرتكب أخطاء تاريخية
و قدم نظريات غير علمية تسيئ إلى الفكر العروبي .

 أ - قال القبيسي "  كشفت لنا جغرافيا كبيرة فكلمة عراق موجودة بحسب  المعاهدة منذ حوالي عام 1200 قبل الميلاد وليس كما يقول البعض انها ظهرت في العصر الاسلامي " . لقد قرأت عدة مرات
نصوص سفيرة و لم أجد أي ذكر لتسمية " العراق " . و لم أجد أي
باحث قد ذكر أن إسم العراق موجود في المعاهدة . هذه نظرية للأستاذ
القبيسي غير مبنية على براهين أو تحاليل تاريخية علمية .

ب - قال القبيسي أيضا " هذه المعاهدة اخذت مساحة جغرافية كبيرة حيث تمتد من اضنه في جنوب تركيا وحتى مكة المكرمة حيث ورد اسمها في المعاهدة باسم بكة واسم مصرورد في النقش كذلك "
  نعم إن إسم مصر قد ورد في المعاهدة و لكن لا أحد من المؤرخين
( المتخصصين في تاريخ الشرق القديم ) قد ذكر إن " مصر" في
المعاهدة هي نفسها مصر الفرعونية !
  غير صحيح أن مكة المكرمة قد ورد ذكرها في المعاهدة . صحيح
أن القبائل الأرامية  كان موطنها بادية سوريا و شمال شبه الجزيرة
العربية و لكن مدينة " بكة " في المعاهدة لا تعني  مدينة مكة المكرمة
و بكل صراحة هذه هي أول مرة أسمع بهذه النظرية ( غير علمية طبعا)

ج - ثم يكمل أقويله ( البعيدة عن البحث الأكاديمي ) فيذكر " وهذا النقش اضاء لنا فترة ضبابية مرت في التاريخ القديم حيث يبين النقش اننا نحن العرب الاراميون موجودون منذ القرن ال 12 وال 11 قبل الميلاد".
  للأسف الشديد الأستاذ القبيسي يرتكب غلطة إذ يحدد زمن هذه المعاهدة
بين القرنين 12 و 11 قبل الميلاد ، بينما المؤرخون ( المتخصصون)
يؤكدون إن زمن المعاهدة هو أواسط القرن الثامن قبل الميلاد !
   أخيرا  هنالك علاقة قربى تجمع بين الأراميين و العرب القدامى
و لكن لا يحق للأستاذ القبيسي  " نهب " تاريخ الأراميين بهذا الشكل
" العرب الأراميون "؟

د - يقول القبيسي " كما نجد 11,2 بالمئة من الكلمات التي نستعملها في عاميتنا مثل برا جوا كمان هذه لهجات من العربيات لكنها ليست من اللهجة العربية الحديثة" .  الأستاذ  القبيسي يستخدم في بداية الفقرة
تعبير " اللهجة العربية الارامية " و لكنه في نهاية النص يقول" برا
(و) جوا  كمان هذه لهجات من العربيات لكنها ليست من اللهجة العربية الحديثة " . لقد غابت التسمية الأرامية  للغة  مع أن تعبير  برا  و جوا
هي تعابير أرامية سريانية  غير موجودة في اللغة العربية الفصحى !
لقد  " حول "  الأستاذ  القبيسي بقدرة ساحر   المفردات الأرامية  الى " لهجات من العربيات" !

ه -  يقول أخير ( مسك الختام ) الأستاذ القبيسي " فالنظرية التي تقول ان العرب استعمروا بلاد الشام غير صحيحة والصحيح انهم اتوا الى ابناء امتهم والدليل على ذلك لغويا هو ان العربية الفصحى بقيت في العراق وجنوب تركيا ولم تبق في ايران لانها لم تكن غريبة عن لهجات المنطقة المحلية. "
     
يتغلب الفكر القومي العروبي  و العاطفي على أقاويل الأستاذ القبيسي
فهو بعد هذه الأخطاء التاريخية  يسرع و يدافع  عن إحتلال العرب
للبلاد الأرامية التي صارت تعرف ببلاد سوريا . و المدهش أنه يستخدم
تعبير " العرب استعمروا بلاد الشام " و هو يقصد إحتلال سوريا ، طبعا
تعبير " إستعمار" هو تعبير خاطئ  .
  لقد فتح  أجدادنا  الأراميون أبواب مدنهم المحصنة  أمام الجيوش العربية المسلمة لأنهم كانو متضايقين من تدخل الأباطرة البيزنطيين
في أمورهم الكنسية الخاصة . إن كره أجدادنا الأراميين السريان لسياسة
الأباطرة  الظالمة  هو السبب الرئيسي الذي دفعهم الى فتح مدنهم
أمام الجيوش العربية الغازية  و التي لم تكن تملك أدوات الحصار من
المناجيق و غيرها .
    البرهان الذي يقدمه القبيسي من بقاء اللغة العربية في العراق و ليس
في إيران يجب ألا يبعد عن فكرنا  الأمور التالية
- أن الأراميين السريان كانوا  يشكلون الأكثرية الساحقة في كل الشرق
القديم .
- أن أغلب أسماء المدن و القرى هي أسماء أرامية سريانية .
- أن ألأراميين السريان ظلوا  يشكلون أكثرية في الشرق بعد " إحتلال
أو دخول " العرب إلى الشرق .
- إن تدخل الفرنج ( الصليبيين) هو السبب الرئيسي لإنخفاض عدد
الأراميين السريان .
- إن أقلية من العروبيين تحاول " نهب " تاريخ الوجود الأرامي السرياني
في الشرق و تحويلهم  الى " غرباء" في أراضي أجدادهم .
- إن " إستعراب " قسم كبير من الأراميين السريان على مرور الزمن
لا  يعني بالضرورة  أن اللغة العربية صمدت في العراق .
- لقد حافظ الأراميون على لغتهم الأرامية في سوريا و العراق حتى
القرن الميلادي الثاني عشر بالرغم  من إنتماء اللغتين الأرامية و العربية
إلى لغة أم مشتركة .

 ثالثا - كيف نستطيع أن نوقف " تعريب " تاريخنا  الأرامي ؟

   إن بعض المواقع العربية تذكر أن  الأراميين هم العرب القدامى ،
وقد لاحظت من خلال بعض التعليقات أن إخوتنا  العرب يكنون حبا
و إحتراما  كبيرين  لأجدادنا  الأراميين ، ربما  لأن  مملكة أرام دمشق
قد إشتهرت  بحروبها  العديدة ضد ملوك إسرائيل ، كما  أن  أغلب
المكتشفات  الأثرية  الحديثة  تثبت  للعالم  مدى  عمق  التاريخ الأرامي
السرياني في سوريا و الجزيرة و العراق خاصة التي تعود  إلى الألف
الأول قبل الميلاد .( نصوص سفيرة  و تمثال حداد يسعي و تل دان ...).
           عندما  عرض  معهد العالم العربي في باريس بعض الآثارات
في سوريا  سنة 1993 ، أفرد جناحا  كبيرا  للأثارات  الأرامية ومن
ضمنها  تمثال  حداد يسعي الذي أصبح شعارا  لذلك المعرض و قد
ذكر وزير الثقافة السورية  أمام المسؤولين الفرنسيين " لقد صبغ
الأراميون تاريخ سوريا " . لقد وجدت في مقال أحد الإخوة الغيورين
 " من اقوال القائد الخالد حافظ الاسد عند استقباله المجمع المقدس للسريان الارثوذوكس في 17-3-1997
"ايها السريان, (يقصد السوريين الأصليين) سوريا بلدك اينما كنتم وهذا حقكم, وعندما أقول ذلك لا أعطيكم ما ليس لكم"
    إن بعض العروبيين  يحولون  أجدادنا  الأراميين  إلى عرب ، علينا
أن ندافع  عن تاريخنا  العلمي و ذلك بالإعتماد  على المراجع العلمية .
إن جهل بعض الإخوة العرب  لتاريخ الشرق القديم ، يدفعهم في بعض
الأحيان  إلى " تعريب " الأراميين . النقاش العلمي  و الحوار الأخوي
هو أفضل وسيلة  لإعطاء كل إنسان  حقه .
    مرة  ثانية ، نحن  اليوم  لا نلوم  الصحافي طلال الكايد  فهو غير
متخصص  و لكن اللوم و العتاب الى الأستاذ القبيسي  الذي يتبنى
نظريات غير علمية و يحاول  " تعريب " الأراميين و لكنه لم ينجح
لأن عشرات و عشرات الدراسات  العلمية  تؤكد  أن  الأراميين كانوا
شعبا  أقدم  من الشعب العربي .

 هنري بدروس كيفا

453
  نقد بناء  ام  نقاش عقيم  ؟

     نقاش جديد ( و ليس الأخير ) حول  التسمية السريانية  و الهوية
السريانية  و اللغة  السريانية  في  موقع القامشلي الغيور تجدونه على
هذا  الرابطhttp://www.kamishli.com/smf/index.php?topic=15880.0
      إشترك  فيه  بعض الإخوة  الغيورين ، و كانت دهشتي عندما عرفت أن الأخ gao هو من السريان الملكيين ، و كانت خيبتي  عندما
 ذكر  الأخ  goora1 ممارسات  موقع  الذي  يبدل  إسم لغتنا  السريانية
إلى  أشورية . أخيرا  لقد شارك  أحد  الإخوة في الدفاع  عن تسمية
 " اللغة الأشورية " ، لذلك   إخترت  هذا  العنوان "   نقد بناء  ام  نقاش عقيم  ؟ " .
   أرجو  أن نساهم  جميعا  في  تحويل  نقاشاتنا  إلى  حوار  أخوي
و بقدر  المستطاع  الى  نقد  بناء .

  أولا - الأخ gao
    لقد  فرحت  جدا  لكونك  آرامي ملكي ، إنني أتفهم  صرختك الأليمة
و أتمنى  أن  تتعرف  أكثر  على  تاريخنا  العلمي  كي  تساهم  في
الدفاع  عنه  و المحافظة  عليه .
    للأسف  لقد  ورد  في مقالك  بعض المفاهيم الخاطئة  التي نقلتها
من بعض المراجع ، سوف  أصحح بعضها  بإيجاز .
  أ -  آرام هي سوريا
     نعم  إن بلاد سوريا  هي تسمية  مرادفة لتسمية بلاد آرام . و قد وردت في نصوص سفيرة  " آرام كلها " و تعود الى أواسط القرن السابع
ق.م  .  و قد وردت  في التوراة  " بلاد آرام "  ، أما  الترجمة السبعينية
فقد ترجمتها  إلى  بلاد  سوريا  SYRIA .
    و لكن  غير  صحيح أن ألتسمية السريانية كانت مرادفة  للمسيحية
و قدمت  عشرات  البراهين  من النصوص السريانية  التي  تدحض
هذه النظرية  الحديثة . عفوا  يا  أخ gao " وسوريا اي بلاد المسيحيين"
 هي  إستنتاج  خاطى  لأن النظرية  خاطئة : فسوريا  هي  بلاد أجدادنا
الآراميين !

 ب - سكان سوريا الاصليين
   لقد  عاش  الآراميون  مئات  السنين  في الشرق قبل  أن يؤسسوا
ممالكهم  العديدة  في  سوريا  / آرام  و في الجزيرة / بيت نهرين .
هنالك  قرابة  بين الكنعانيين ( الفينيقيين) و الآراميين ، لقد  أخذ أجدادنا
الأبجدية  الكنعانية  و طوروها .  لقد  وردت  تسمية  بلاد كنعان  في
التوراة  خاصة . إن  إنتشار  القبائل  الأرامية  و تأليفها  لممالك
آرامية  عديدة  في  كل من سوريا  و الجزيرة و وسط العراق سوف
يكون  العامل  الأول  إلى " صهر " بقايا   الشعوب القديمة  في
سوريا ، و قد  حافظت  بعض الجيوب الحثية  على وجودها  خاصة
في  حما   و  كركميش .
    لا  يوجد  أي  ذكر  لوجود  كنعاني في سوريا  في  الألف  الأول ق.م
بعكس الساحل  اللبناني . لذلك أرجو  أن  تنتبه  الى ما  كتبت
 " فكل آرامي وثني (أو كنعاني فينيقي) تنصّر (أي دخل المسيحية) في عهد الحكم اليوناني سمي سوري أو سورياني ".
  - إن أجدادنا  المسيحيون  قد  حافظوا  على  إسمهم  الأرامي  و لم
   يكن  يعني  الوثني .
 - التسمية السريانية  صارت  مرادفة  للتسمية  الآرامية  و ليس
   للمسيحية .
- لقد حافظ  الكنعانيون  الفينيقيون  على وجودهم  في  الساحل أما
سكان  سوريا الاصليين  فهم  الأراميون الذين كانوا  يشكلون الأكثرية
الساحقة  خلال  أكثر  من  2000 سنة  !

ج - من هم السريان ؟
 لقد  ذكرت  أو  رددت  مفهوما  خاطئا  إذ  كتبت
"  والسريان هم سليلة حضارة بلاد آرام وبلاد ما بين النهرين ,
وهم أحفاد الآراميين  و الآشوريين  و الكلدانيين - البابليين  و الفينيقيين - الكنعانيين   و باقي حضارات سوريا السامية
الذين اعتنقوا الديانة المسيحية في القرن الأول للميلاد."
   
عفوا  أخ gao  ، إن  نظرية  العالم الفرنسي QUATREMERE
تقول  عندما  تنصر  الأراميون  أطلقت  عليهم  التسمية  السريانية !
هذه  نظرية  خاطئة  غير  صحيحة ،  لا  يزال  قسم  من رجال الدين
السريان  يؤمنون  بها  و ينشرونها  في مؤلفاتهم بالرغم  من  عدم
وجود  أي برهان  يثبت  تلك  النظرية سرياني يعني مسيحي !
 المشكلة  إن  " البعض " يستغل  هذه  النظرية  و " يدعي " إن
الشعوب القديمة  المنقرضة  قد قبلت  الديانة  المسيحية  و صارت
تعرف  بالشعب  السرياني (  أي المسيحي ) ؟
   السريان  هم  أحفاد  الآراميين  و ليس الشعوب  القديمة !

د - تراجع  آرام
  لقد  وردت  عبارة  غير  دقيقة  إذ كتبت "  وبسقوط مدينة تدمر الآرامية بيد الرومان في أواخر القرن الثالث للميلاد
انتهت آخر مدينة للشعب الآرامي  وأصبحوا بدون مملكة أو مدينة خاصة بهم ". نعم  لقد  أصبحنا  بدون  مملكة  و لكننا  كنا  نشكل
أكثرية  ساحقة  حتى  بعد  دخول  العرب  إلى بلادنا . و ظلت بعض
المدن  و الكثير  من  الضيع  عامرة  بالسريان الآراميين .

ه - علاقة الأحرف السريانية بالأبجدية الفينيقية
 لقد كتبت " في القرن العاشر قبل الميلاد أخذ الآراميون الأبجدية عن الفينيقيين واستعملوها للكتابة بعد أن طوروها.
 وفيما بعد بدأ الفينيقيون استعمالها لذا ترى أسماء المدن والقرى اللبنانية من أصل سرياني وليس فينيقياً " .
   - الفينيقيون  حافظوا  على  أبجديتهم  ، النصوص المكتشفة حديثا
تثبت ذلك .
    - لقد سكن الفينيقيون على  الساحل بينما  سكن  الآراميون  في الجبال
و سهل القاع ، و كان  لبنان الشمالي  يؤلف  جزءا  من  مملكة  حما
الآرامية . و كان  لبنان  الداخلي  يؤلف  مملكة  آرامية  مستقلة  عرفت
بإسم " بيت رحوب ". و هذا  يعني أن سكان  لبنان  كانوا  آراميون
و ليسوا   ناطقين  باللغة الآرامية  أو السريانية .

    أخ  gao  هذه  النقاط  عالجتها  في أبحاث  عديدة ، لقد  أحببت
أن  أعيدها  لأنك  تحب  النقاش  و لأنك  تملك إرثا آراميا حضاريا 
أنا  أعتقد  أنه  من  واجبي  أن  تتعرف  عليه .

ثانيا -الأخ  Assyrian King
   لقد  ورد  في  تعليقك  الكثير  من المعلومات الخاطئة  سوف أذكر
إثنين منها
 أ - لقد  كتبت " انت تقول بأن السريان قدموا من العراق وبابل يا أخي العراق لم يكن فيها سرياني واحد لقد كانت كلها امبراطورية آشورية ".
 - إن التسمية السريانية  لم  تطلق  على  أجدادنا  الآراميين  في  زمن
الإمبراطورية الأشورية . لقد  إنتشرت  القبائل  الآرامية  و الكلدانية
في جنوب  و وسط العراق أي بلاد  أكاد . لقد  تعرفنا  على إنتشار
الآراميين بفضل الكتابات  الأكادية التي  تركها  ملوك  أشور  حول
حروبهم  مع تلك القبائل .
- لقد إنتشرت تسمية " بيت آراماي"  أي بلاد  الآراميين  و حلت  بدل
التسمية القديمة  بلاد أكاد .
- بلاد  أكاد  لم  تكن  تحت  الإحتلال  الأشوري  طوال تاريخ الإمبراطورية الأشورية . و قد حكم  عدة  ملوك  كلدان  بلاد  أكاد
قبل إستقلالهم  سنة 625 ق.م  و قضائهم  المبرم  على  الأشوريين
سنة 612 ق.م .
- أغلبية سكان  العراق هم  من السريان المشارقة و لا  يزالون يطلقون
على أنفسهم -  و بلغة  أجدادهم اللغة السريانية -  تسمية " سورايا " أي
سرياني !

ب - النقطة  الثانية : لقد  كتبت " اما بشأن اللغة فقد تطورت اللغة السريانية من اللغةالآشورية القديمة ولا مجال للنقاش في هذا ومطورها كان مار افرام السرياني "
 - لقد  رد  عليك  الأخ كبرائيل بأسلوب مهذب و فتح  لك باب النقاش
و الحوار ، بالرغم  من كتابتك " ولا مجال للنقاش في هذا " .
- الأشوريون  كانوا  يتكلمون  اللغة  الأكادية  و كانوا  يسمونها
اللغة  الأكادية  و ليس الأشورية  أم الإسبانية !
- اللغة  السريانية  متحدرة  من اللغة  الآرامية  و ليس من الأكادية ،
لقد  تطورت اللغة  الآرامية  في  بلاد  آرام  و ليس  في بلاد  أكاد .
- بما  إنك  ذكرت  مار  افرام  السرياني ، عليك  أن  تعلم  أنه  كان
يسمي  لغة  أجدادك  باللغة  الآرامية  و ليس ....

ثالثا - الأخ Assyrian Gabriel
 شكرا  لك  لدفاعك  عن  تاريخ  اللغة السريانية الآرامية ، لن  أناقشك
في كل النقاط  التي  طرحتها  و ذلك  لأننا  تناقشنا  في الماضي . أحب
أن أشير  لك  إن  إستشهادك  بمقال د . جميل حننا  حول  اللغة السريانية
لم  يكن  موفقا  حسب  إعتقادي  لأنه  غير  ضليع  بتاريخ  لغتنا
المقدسة . كان  من  الأفضل  الإستشهاد  ببحث  د . أمير حراق .
   ملاحظة  ثانية  لقد كتبت " المطران العلاّمة يعقوب أوجين منّا كتاب قاموسه الشهير ( دليل الراغبين إلى اللغة الآرامية ) وهذا دليل على أن اللغة أصلها آرامية وتسميتها الحديثة سريانية ( باللاتيني ) و أشورية - أثورية ( باللغات السامية ) " . هل  ممكن أن تشرح لنا  كيف تكون
تسمية لغتنا سريانية  ( باللاتيني ) و أشورية - أثورية ( باللغات السامية ) "؟  و أين  ذكر المطران  أوجين  منا  هذه  الفكرة ؟

  أخيرا  إن  رائد النهضة القومية الملفان الكبير نعوم فائق  لم يكن
مؤرخا و أقاويله  هي  مجرد أقاويل  طالما  هي  غير  مبرهنة  أو
غير  مستندة على  مراجع  علمية . النقد  البناء  يتطلب  شجاعة
فكرية  و أبحاث  مستمرة . في  محاضرتي  الأخيرة  في  مؤتمر
البطريرك أفرام برصوم  قدمت  عدة  أخطاء  تاريخية  إرتكبها
قداسة  البطريرك  مع  إنني  أعتبره  أهم  الشخصيات  الآرامية
السريانية في تاريخنا  الحديث !

رابعا - الأخ goora1

     بصراحة  لا  يوجد  عندي  أي تعليق  على ردك  ، و لكنني أشكرك
لأنك  شرحت  للقراء  كيف  تدافع  بعض المواقع  عن  مفاهيمها
الخاطئة . هذه  المواقع  تشوه  إسم  لغتنا  و تدفننا  و نحن  أحياء .

    أرجو  أن  يسمح  لي  المشرف  على  هذا  المندى  أن  أنشر  إسم
موقع  سرياني  مرموق  ينشر  الدرسات  السريانية  العلمية  حول
تاريخ  أجدادنا . أتمنى  من  الإخوة  المحاورين  التعرف  على  هذا
الموقع  و شعاره  " الحوار الثقافي " .
www.SyriacStudies.com
     
      نقد  بناء  أم نقاش  عقيم  ؟  يتوقف  على  " موقف " كل  منا
و مفهومه  للحقائق  التاريخية . البعض يتوهم  إن " الهوية السريانية "
هي لوحة  فنية  يحق  لكل  إنسان  أن  يفسرها  حسب  حسه  الخاص !
نحن  نؤمن  إن  هويتنا  السريانية  هي حقيقة  تاريخية  و لها  مفهوم
تاريخي  ملزم  للجميع : يجب أن نقبل  تاريخنا   السرياني  مع  كل
عيوبه  و يجب  أن  نتعاون  جميعا  لتكون  نقاشاتنا  علمية  و مفيدة
كي  نتعرف  على  تاريخنا  الحقيقي .

  هنري بدروس كيفا

454
   الرها مهد الأدب الآرامي

  الأب البير أبونا

 





لا بدّ لنا من أن نقول كلمة عن الرها التي كانت مهد اللغة والأدب الآراميين ، ثمّ نتطرّق إلى نشأة الأدب الآرامي ومختلف الأطوار التي اجتازتها .


شيّد سلوقس نيقاطور مدينة الرها سنة 304 ق.م . وفي سنة 132 ق .م انتهزت قبيلة آراميَّة أو نبطيَّة (؟) فرصة ضعف الحكم السلوقي فأسّست مملكة مستقلّة في مقاطعة أسرونيا الواقعة في الشمال الغربي من إقليم ما بين النهرين . واتخذ رؤساء هذه القبيلة لأنفسهم لقب الملـوك واتخذوا مدينة الرها عاصمة لهم . أمّا " أديسا " فكان لقب عاصمة مقدونية اليونانيَّة ، وقد أطلق السلوقيون هذا اللقب على الرها ، كما يظنّ البعض ، نظـراً إلى موقعها ومناخها المماثلين لمنـاخ أديسا الأصليَّة وموقعها . وسمّيت أحياناً " كاليرهوي " وتأويله الينبوع الحسن ، لكثرة المياه والينابيع التي فيها . فاختصر الآراميون هذا اللقب وقالوا " أورهاي " وأخذه منهم العرب وقالوا " الرها " . وكانت المياه فعلاً غزيرة في هذه المدينة . فهناك نهر " ديصان " ومعناه بالآرامية " الرقص " يمرّ في المدينة . ونحو عشرين ساقية أو جدولاً تتجمّع وتصبّ في النهر الذي يدعوه الأتراك الآن " قره قويون " ، فيعظم شأنه ويمرّ في المدينة من شمالها الغربي إلى جنوبها الشرقي ، حيث يلتقي نهر "كولاب" الذي يمرّ بـ"حرّان" فيصبّان كلاهما في نهر " البليخ " أحد روافد الفرات . وفي وسط الرها بركتان مشهورتان ، إحداهما تسمّى بركة إبراهيم أو " عين الخليل " والأخرى " عين زليخة " ، وتخرج منها ساقيتان متوازيتان تؤدّيان إلى نهر ديصان .


لقد كان نهر ديصان الهادئ الصغير في الصيف يتحوّل إلى نهر صاخب عارم الأمواج في الشتاء ، فيهدّد سلامة المدينة ، وقد طغى عليها مرّات عديدة وأحدث فيها أضراراً بالغة . ولذا ، اضطرّ "يوستنيانس" ( 565 – 578 ) إلى تغيير مجرى هذا النهر لكي يمرّ بجانب المدينة في سفح الجبل الواقع في غربيها . وكانت في هذا الجبل مغاور عديدة لدفن الموتى ولسكنى النسّاك . وقد قضى القديس " أفرام " مدّة في أحدى هذه الكهوف منصرفاً إلى الصوم والصلاة . أمّا السهل الواقع شرقي المدينة وجنوبها فكان خصباً تتخلّله القرى الكثيرة .


كانت الرها مدينة مسوّرة محصّنة لا يمكن الولوج إليها إلاّ بستّة أبواب . ولم يكن للمسيحيين فيها حتى سنة 201 م - وهي سنة الفيضان الكبير الشهير الذي فيه دمّر نهر ديصان مباني كثيرة من جملتها كنيسة للمسيحيين - إلاّ كنيسة واحدة أصابها الفيضان مرّتين في السنتين 201 و 303 ، ثمّ جُدّدت في سنة 313 في عهد " قونا " مطران المدينة ، ثمّ في عهد خلفه "سعد" سنة 324 . وقيل إنّها حصلت على ذخائر القديس " توما الرسول " سنة 394 . وبعد أن دمّرها فيضان سنة 525 مرّة ثانية ، عاد "يوستنيانس الثاني" فأقامها وجعل منها تحفة رائعة . غير أنّ الزلازل عادت ودمّرتها سنة 679 و 718 .


وقد تسرّب التأثير الفرثي إلى العادات الرهاوية منذ الأزمنة الأولى فنسي الرهاويون أصلهم الآرامي أو النبطي ، وكانوا كثيراً ما يطلقون على مدينتهم اسـم " مدينة الفرثيين" أو " ابنة الفرثيين" . كما امتزجوا بالأقوام الأرمنية المتاخمة لهم في الشمال . وقيل إنّ ملوكهم الأولين كانوا من أصل أرمني (؟) .





تاريخ الرها السياسي:





لم تنعم هذه المدينة باستقلالها مدّة طويلة . لأنّ جيرانها فرضـوا سـيطرتهم عليها . فقبل انتصارات " لوقولوس " و " بومبيوس" كانت الرها خاضعة تارة لحكم الفرثيين وطوراً متحالفة معهم . وكانت تميل إليهم في حروبهم المستمرّة ضدّ الإمبراطورية الرومانية . لكنّ النصر كان حليف روما في النهاية ، فدخلت الكتائب الرومانية الرها سنة 116 وأعملت فيها السيف والدمار . وخلع الإمبراطور "ترايانس" ملكها (98 – 117م) . وأعاد إليها الإمبراطور " أدريانس " (117 – 138) عرشها وجعله خاضعاً لسلطة الإمبراطورية الرومانية . فحافظت عليه وعلى نوع من الاستقلال الذاتي مدّة قرن تقريباً ، إلى أن ألغى الإمبراطور " كراكلا " الملوكية من الرها سنة 216 وأحلّ فيها جالية رومانية . وهكذا أضحت هذه المقاطعة مدة أربعة قرون جزءاً من الإمبراطورية الكبرى . ثمّ استولى عليها كسرى الثاني " ابرويز " سنة 608 ، واستعادها "هرقل" سنة 625 ولم تبقَ في حوزته أكثر من 12 سنة . وأخيراً فتحها المسلمون مع بلاد ما بين النهرين سنة 637 ولم يتخلّوا عنها إلاّ مدّة قصيرة ( 1097-1146 ) ، حينما جعلها الصليبيون عاصمة لمملكتهم في الشرق .





نشأة الأدب الآرامي:





نشأ الأدب الآرامي وازدهر في ما بين النهرين تحت تأثير المسيحيَّة ومن هنا طابعه المسيحي ونسبته إلى علماء وأدباء مسيحيين لا غير . وقد اشتهر العلماء الآراميون الذين عكفوا على درس الفلسفة اليونانيَّة ، كأساتذة مدرسة الرها في القرن الخامس ، أو على العلوم الطبيعيَّة أو الطبيَّة أمثال " سرجيوس الراسعيني " في القرن السادس والأطباء المسيحيين الذين اشتهروا في بغداد على عهد الخلفاء العباسيين . كان كلّ هؤلاء لاهوتيين ، وكانت كلمة الفلسفة تحوي جميع العلوم ، وفي مقدّمتها علم معرفة الله والوقوف على الحياة الروحيَّة ومعتقدات الديانة المسيحيَّة . والساميّون يميلون طبعاً إلى التديّن .


قلنا إنّ الأدب الآرامي مرتبط بالديانة المسيحيَّة ، وبما أنّ هذه الديانة بدأت تتغلغل في ما بين النهرين انطلاقاً من الرها . كان من الطبيعي أن تزدهر هذه المدينة وتتفوّق على غيرها بالآداب والعلوم ، وقد نشأت من جراء ذلك روابط قويّة بينها وبين أورشليم منطلق المسيحيَّة .


ولمّا ظهر الإسلام جاءت معه لغته العربيَّة فزاحمت اللغة الآرامية ، وحلّت حيثما حلّ ، فاعتصمت الآراميَّة بالأرياف والجبال . وكانت الحقبة السابقة للفتح الإسلامي ( 637 ) العصر الذهبي للأدب الآرامي . وما أن دخلت اللغة العربية المناطق الآرامية حتى بدأت اللغة المذكورة بالتقلّص . وبالرغم من أنّها قاومت مدّة طويلة في الرها ، فقد فقدت كثيراً من نفوذهـا في المناطق الأخرى . ولم يتردّد "نولدكه" في الكتابة: "كانت اللغة الآرامية في حوالي سنة 800 م تعدّ لغةً مائتةً ، رغم أنّ الطبقة المثقّفة ظلّت تتكلّم بها مدّة طويلة بعد هذا  التاريخ" . ثمّ انحدر الأدب الآرامي إلى أحطّ درجة في القرنين العاشر والحادي عشر ، في حين بدأت الآداب العربيَّة تزدهر تحت رعاية الخلفاء العباسيين في بغداد . وربّما كان هذا الازدهار حافزاً لنهضة اللغة الآراميَّة أيضاً ، فصَحَت في القرنين الثاني عشر والثالث عشر عن يد عـدد من الكتّـاب المشهورين أمثال " ابن الصليبي " و " ميخائيل الكبير " و " ابن العبري " و " عبد يشوع الصوباوي " وغيرهم من الذين لم يكتفوا بالتأليف بل أخذوا ينقلون إلى الآراميَّة مؤلّفات الفلاسفة العرب أمثال " ابن سينا " و " فخر الدين الرازي " وغيرهما .


عاد الشرقيون والمستشرقون إلى دراسة الأدب الآرامي دراسة منظّمة منذ القرن الثامن عشر ، حين بدأ " يوسف سمعان السمعاني" ( 1768 ) يكشف عن أهميّة هذا الأدب بما نشره في كتابه النفيس "المكتبة الشرقية" واستقاه من مخطوطات حازها من " دير السريان " بوادي " النطرون " في مصر .





الأدب الآرامي الوثني:





إنّ المؤلّفات الأولى التي وصلتنا باللغة الآراميَّة هي من الجودة اللغويَّة بحيث نلاحظ فيها تطوّراً كبيراً لم تصل إليه إلاّ خلال سنين طويلة ، إن لم نقل خلال قرون . وقد عثر على بعض بقايا من اللغة الآراميَّة في دورها الانتقالي ، وهي آثار وثنية أفلتت من يد الدمار الذي أتى على كلّ ما لم يكن مسيحياً . وبقيت لنا من هذه الآثار كتابات قليلة متفرّقة ، منها " كتابات المدافن " وبعض كتابات مطوّلة اشتملت عليها " المحفوظات الملكية " في الرها ، وخطاب " مار سرابيون " إلى ابنه " سرابيون " وقصّة " أحيقار " وغيرها . . بالإضافة إلى الكتابات الآراميَّة الكثيرة التي اكتشفت في هذه السنين الأخيرة في مدينة الحضر الأثرية حيث كانت هذه اللغة مزدهرة وسائدة .





1- كتابات المدافن:


لقد عثر على هذه الكتابات في إقليم الرها ، وهي تعود إلى العهد السابق لدخول المسيحيَّة إليها وإبان دخولها . غير أنّها لا تشمل عادة إلاّ على نصوص نثريَّة قصيرة لا تضيف كثيراً إلى تاريخ الأدب الآرامي .





2- كتابات ملوك الرها:


تأثّرت الرها عاصمة القسم الشمالي من بلاد ما بين النهرين بالحضارة والعادات الآراميَّة لأنّ سلالة آراميَّة حكمتها من سنة 132 ق .م إلى سنة 216 م . ودوّنت أعمالها بهذه اللغة . ومن جملة هذه الأعمال المحفوظة في الخزانة الملكيَّة في الرها تسجيل كارثة فيضان نهر ديصان الذي اجتاح مدينة الرها في شهر تشرين الثاني سنة 201 م في عهد " أبجر التاسع " ملكها ، وتصدّع من جرائه كثير من المباني في المدينة ، ومن بينها " كنيسة للمسيحيين " . وقد سُجّلت هذه الكارثـة سنة 206م  ونُقلت في مـا بعـد إلى سجلاّت أساقفـة مدينـة الرها التي أُنشئت حوالي سنة 313م .





3- خطاب مارا ابن سرابيون:


أثّرت الثقافة اليونانيَّة على الآراميَّة في سورية الغربيَّة ، لا سيّما في الطبقة المثقّفة فيها ، فاستعمل الآراميون من جراء ذلك المصطلحات اليونانيَّة في كتاباتهم . إنّ هذا التأثير يبدو واضحاً في الخطاب الذي أرسله " سرابيون " . ويظهر من هذه الرسالة أنّ " مارا " كان من مدينة "شميشاط" وأنّه كان وثنيّاً من أصحاب الفلسفة الرواقيَّة ومن أتباع "زينون" ، وقد زجّ به الرومان في السجن بتهمة اشتراكه في حركة مناوئة لحكمهم . ويرى العالم " كيورتون " أنّ " مارا " كتب رسالته بالآراميَّة في فترة تتراوح ما بين نهاية القرن الأول ونهايـة القرن الثاني الميلادي . وقد قُدّر لهذه الرسالة البقاء ، لأنّ فيها إشارة إلى المسيح الذي يسمّيه الكاتب " الملك الحكيم " ويذكره إلى جانب سقراط وفيثاغورث ويقول في سياق حديثه: " . . .ماذا جنى اليهود من قتل مليكهم الحكيم؟ لقد ضاع ملكهم منذ ذلك الزمان نفسه ، وحلّ الخراب بهم وطُردوا من مملكتهم وشُتّتوا في كلّ مكان . . لم يمت الملك الحكيم من أجل الشرائع الجديدة التي وضعها . ." . 





من أقـواله المأثـورة :





- حيـاة الناس زائلة من العالم ، أمّـا مجدهم وفضائلهم فباقيـة إلى الأبد . همّ الناس تكبير بطونهم ، وهي الرذيلة التي بها يتمّ الفساد .





- إنّي أضحـك على الزمن الذي يردّ إليّ سوءاً لم يستعره منّي من قبل .





- وُلِد الناس لكي يتقبّلوا ظروف الزمـن ، وكلّ الأرض عند الحكمـاء سواء ، لأنّ للصـالحين في كلّ مدينة كثيراً من الآباء والأمّهات .





- الأب البير أبونا استاذ اللغة الآرامية وآداتها “ أدب اللغة الآرامية “ مطبعة ستاركو بيروت 1970

    www.SyriacStudies.com

 

455
إلى الأخت شميرام في لبنان  لقد  تعرفت على الأخت شميرام في لقاء مع " هيئة الثقافة السريانية"  و هي سريانية تنتمي إلى الكنيسة المارونية ، و هي تراسلني بهذا الإسم " شميرام " لذلك سأرد عليها بدون ذكر إسمها الحقيقي .
    إخوتنا السريان الموارنة يشكلون الأكثرية من شعبنا الأرامي السرياني و قد يأتي  خلاص شعبنا الأرامي عندما ينتشر " الوعي "
بين إخوتنا الكلدان و الموارنة و يتمسكون بتاريخهم العلمي الذي يشكل العامل الأول لوحدتنا وإلى حث العالم إلى إحترامنا  و ربما  الدفاع  عن حقوقنا  خاصة  في ما يتعلق بحرب الإبادة التي إقترفتها الحكومة العثمانية ضد أجدادنا  الأبرياء سنة 1915 .
 


  سمعت مرة الأخت شميرام تقول " لقد وعيت إلى إنتمائي السرياني عندما  بدأت  أتعلم اللغة السريانية " . و لكن في زيارتي الأخيرة إلى لبنان ، علقت الأخت شميرام على لقائي بتلفيزيون لبنان " رائع جدا لأنك تكلمت عن أجدادنا  الأراميين و لم " ترد " على إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية ( الأشورية ) " فأجبتها  على الفور " و هل الدفاع عن تاريخنا العلمي  هو  تهجم على إخوتنا الضالين وراء تسميات مزورة ؟" . ردت شميرام  فورا " نريد منكم  الدراسات العلمية التي تنشر الوعي بين أبناء شعبنا المستعرب " ...ثم قالت " المنادون بالتسمية " الأشورية "  لا يشكلون خطرا  مثل سياسة " التعريب "في لبنان "
  لم  أستطع  أن أرد أو أناقش الأخت شميرام لضيق الوقت ، أرجو أن يكون ردي اليوم جوابا إلى تعليقها الأخير :
   إن رغبتنا القوية في العودة إلى جذورنا  الحقيقية يحتم علينا الرد على كل من يزور هوية و تاريخ  أجدادنا ، نحن بحاجة إلى كل فرد و كل مؤسسة سريانية تؤمن بالتاريخ الأكاديمي ، نحن نطالب دائما إخوتنا  الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية بالعودة  إلى تاريخنا  العلمي و عدم إضاعة الوقت بترديد الأخطاء التاريخية المتوارثة  و ترك  الدراسات التاريخية حول إسمنا  و هويتنا  و إسم لغتنا  إلى المتخصصين في تلك العلوم .

   أخيرا  سوف أنقل بحثا  لأحد المناضلين في تزوير تاريخنا  مع تعليقي عليه  و أتمنى من شميرام السريانية  التي ترفض التعريب
أن ترفض أيضا  تزوير  هويتنا  و لغتنا  الأرامية  إلى " أشورية " أو  " إسبانية "  أو غيرها  !
    أرجو  أن  تتعمق  الأخت  شميرام  في البراهين  التي يقدمها  صاحب  هذا  المقال  ليؤكد  إنتمائنا  " الأشوري " !  فهذه براهين
خاطئة  و تدل  بكل  وضوح  إلى إنتمائنا  السرياني الأرامي ! فهل  تكلم يسوع المسيح اللغة  الأرامية  أم " الأشورية " ؟

 مقتطف من كتاب ( تاريخ الرؤساء) لمؤلفه:
مالك ياقو ملك اسماعيل
ترجمة: آدم دانيال هومه
  أود، في مستهل هذا الكتاب الذي يُعد الثاني في محاولاتي الأدبية المتواضعة، أن أقدم لأبناء أمتي الآشورية بشكل خاص، ولأولئك الذين لهم اهتمام بتاريخ هذه الأمة العريقة بشكل عام، سردا مفصّلا عن سِِِيَرحيوات وأعمال الملوك الذين ظهروا في عشيرة تياري العليا خلال القرنين المنصرمين أو أكثرمن ذلك بقلبل. أولئك الملوك الذين ضحّى العديد منهم بأرواحهم على المذبح القومي لأمتنا الآشورية المنكوبة.
 وقبل التوغّل بعيدا في سرد حيوات أجدادي الأبطال الميامين، أود أن أنتهز الفرصة لأقدّم شرحاً موجزا عن كتابي الأول الذي صدر تحت عنوان( الآشوريون والحربان العالميتان) والذي كان لي ،شخصياً، دور فعّال في كلتا الحربين العالميتين. ولقد تم طبع الكتاب في العاصمة الإيرانية طهران عام 1963م. وقد أوردت فيه،بالتفصيل، كل ماعاناه وكابده الآشوريون منذ بداية الحرب العالمية الأولى حيث أصبحت أخطاء وجرائر الآخرين سبباً مباشراً لكل مآسينا، وسوء طالعنا، وتشرّدنا في أنحاء المعمورة حتى يومنا هذا على الرغم من كل التضحيات الجسام التي قدمتها هذه الأمة الصغيرة وذلك بمساهماتها العملية، وبذلها أقصىالجهود في ميادين القتال من أجل تزيين قوس نصر الحلفاء بأكليل منجزاتها وانتصاراتها الرائعة التي يشهد لها العديد من المؤرخين المعاصرين وفي طليعتهم القس الدكتور وليام. إي. ويغرام أحد أعضاء الإرسالية التبشيرية المكلفة من قبل رئيس أساقفة كانتربري، والذي عاش بين ظهراني شعبنا لسنوات مديدة قبل نشوب الحرب العالمية الأولى، وذلك في كتابه (حليفنا الصغير). وكذلك الجنرال إج.إج. أوستن الآمرالعام لمخيم اللاجئين في بعقوبة بالقرب من العاصمة العراقية بغداد بعد هجرتنا،أو بكلمة أصح، بعد عودتنا إلى بلاد أجدادنا (بيت نهرين) عام 1919م في كتابه (مدينة بعقوبة البيضاء) نسبة إلى مدينة بعقوبة التي انتشرت فيها الخيام البيضاء. تلك الخيام التي صارت محل سكنانا لمدة عامين ونيّف. وماذا كانت المكافأة التي تلقيناها نتيجة كل تلك الجهود والتضحيات المبذولة؟. السؤال يجيب عن ذاته بذاته. لقد فقدنا أكثر من ثلثي تعداد شعبنا، وفقدنا،كذلك، الجزء الأكبرمن الوطن الذي عاش آباؤنا وأجدادنا في ربوعه،باستمرار وبدون انقطاع، لأكثرمن ثلاثين قرنا، وتشردنا في أنحاء الدنيا حيث دبّ الوهن والضعف في كيان أمتنا، وتعرض،ولازال يتعرض، وجودنا القومي والديني للطمس والتشويه والتصهير في حين بذل أجدادنا العظام أقصى جهودهم الجبارة في تعزيز وتوطيد هذين العنصرين(القومي والديني) من أجل تشييد وترسيخ صرح الحضارة التي يفتخر بها عالمنا اليوم. وخير شاهد على ذلك المكتشفات الأثرية في آشور، نينوى، بابل، خرسباد، نمرود، ومواقع لاتعد ولاتحصىعلى امتداد ربوع بيت نهرين التي يُطلق عليه اليوم، بكل فخر واعتزاز، اسم (العراق) والذي يشهد له المؤرخون قاطبة بأنه كان مهد الحضارة العالمية الذي قدّم للإنسانية أروع ماجادت به قرائح بني البشر. ونذكر،على سبيل المثال لاالحصر، شريعة حمورابي، مكتبة آشوربانيبال، العجائب المعلّقة (إحدى عجائب العالم السبع)،وعلم الفلك والتنجيم أومايُعرف باسم علوم الكلدانيين.
كلها تثبت،بمالايقبل الشك أو الجدل، بأنها كانت الركائز الأولية والأساسية للإدارة وأنظمة الحكم والجيش والعلوم العامة التي استقت منها الممالك والأمبراطوريات المتأخرة الدروس والعبر حيث بدأت تتطور رويدا رويدا حتى توصلت إلى ماهي عليه في يومنا هذا.
 أما في المجال الديني. فلايسعنا إلا أن نذكر المسلة الشهيرة التي تم اكتشافها قرب سينغان- فو عام(1626م) وقد دوّن عليها عرض وجيز عن كيفية انتشار الدبانة المسيحية في بلاد الصين منذ عام (635م) على يد مبشرين من أتباع كنيسة المشرق الآشورية، وهي مدوّنة باللغتين الآشورية والصينية وبالخط الاسطرنجيلي. هذه المسلة تثبت للعالم أجمع بأن المبشرين الآشوريين في القرنين السابع والثامن الميلاديين، وبالأخص إبان عهد البطريرك خنانيشوع الثاني(744- 779م) قد تمكنوا من إيصال شعلة الإنجيل الساطعة إلى أقاصي آسيا. وفي عهد البطريرك ذاته تمّ انتقال كرسي بطريركية كنيسة المشرق من ساليق- قطيسفون إلى بغداد عاصمة العباسيين.
 إن نهوض وانهيار الأمبراطوريتين التوأمين الآشورية والبابلية، وامتداد وانحسار كنيسة المشرق هما خارج موضوعنا هذا. ولكن مما يدعو للفخر والاعتزاز هو اكتشاف الألواح الآثارية المكتوبة بالخط المسماري، والتي ظلت متوارية تحت طبقات الأرض لعشرات الدهور، بين طيات الهضاب والتلال المنثورة على ضفاف نهري جنة عدن دجلة والفرات. كما أن حل رموز اللغة المسمارية، التي دوّنت بها تلك الألواح، على يد الباحثين الغربيين أمثال أوستن هنري لايارد، هنري رولنسون، بول أملي بوتا، جورج سميث وغيرهم ممن درسوا وحللوا آلاف الألواح، وألفوا مجلدات لاتعد ولاتحصى في سبيل اطلاع العالم على سمو وعظمة هاتين الثقافتين المفقودتين، والذي كان العالم، قبل اكتشافهما، لايعرف شيئا عن الآشوريين عدا ماكان مبثوثاً هنا وهنالك بين طيات العهد القديم من الكتاب المقدّس، او ماورد بأقلام بعض الكتاب والمؤرخين اليونانيين القدماء أمثال هيرودوت و.
 إن مسلّة سينغان- فو، وآلاف المجلدات الضخمة التي خلّفها أجدادنا الأفاضل في الأدب الديني، إضافة إلى العديد من الكتب التي دوّنها المؤرخون المسيحيون الآخرون لهي دليل ساطع، وشهادة بيّنة على مجد وعظمة ماضي كنيستنا التي، وللأسف الشديد، ماهي اليوم إلا ظلاً واهياً لذلك المجد الغابر، وتلك العظمة التليدة.
 إن الإنجازات الرائعة التي حققها أجدادنا الأماجد في هذين المجالين، الديني والقومي، لهي مدعاة فخر لنا. واستناداً عليها يحق لنا أن ندعو أنفسنا، بكل فخر واعتزاز، ورثة أولئك العظماء الذين حملوا مشاعل العلم والتمدّن والحضارة إلى أصقاع عديدة ونائية من العالم الذي كان غارقاً في ظلمات الجهل والوثنية. وإن الواجب القومي يحفزنا للتصدّي، بكل ماأوتينا من فكر وعزم، لتلك الأكاذيب المضللة التي يلفّقها ويبثّها بعض أشباه الكتاب والمؤرخين الذين يدّعون، زوراً وبهتاناً، بأن هؤلاء الذين يزعمون، اليوم، بأنهم آشوريون لايمتّون بأي صلة إلى الآشوريين القدماء.
 أود أن أسأل هؤلاء المصابين بعسر الهضم الفكري، والذين يحاولون، عمداً وعن سابق تصوّر وتصميم، تشويه التاريخ. إذا لم نكن آشوريين فمن نحن؟ وذرّية من؟ ومن صلب أيّة سلالة قد تحدّرنا؟.
 إن الحقيقة العلمية والتاريخية التي لايستطيع أحد التنكر لها تثبت بأن كل شعب من شعوب الأرض الذي يتكلم لغة خاصة به، وقد عمل على تطويرآداب تلك اللغة حتى تمكّن من إيصالها إلى درجة من الرقي والكمال من المحتّم أن يكون لهذا الشعب اسم خاص به يميّزه عن غيره من الشعوب الأخرى قاطبة، وكذلك الأرومة والأصل التي تسلل وتفرّع عنهما. ولديّ اثباتان اثنان أستطيع أن أدحض بهما كلياً مقولة كل الأعداء الذين أعمى بصرهم وبصيرتهم الحقد على أمتنا العريقة. فالإثبات الأول يتلخص في الآتي: عندما جيء بعدد كبير من اليهود كأسرى وسبايا إلى بلاد مابين النهرين على  يد الملكين الآشوريين شلمنصّر الخامس (727-722ق.م) وسركون الثاني (721-705ق.م) والملك البابلي نبوخذنصّر (605-562 ق.م). ومع مرور الزمن نسي هؤلاء الأسرى اللغة العبرية وتعلموا اللغة الآشورية، اللغة الأم لسكان بلاد مابين النهرين. وبعد استيلاء العرب على بلاد الرافدين بدأ اولئك اليهود الذين كانوا يقطنون في السهول جنوب جبال آشور ينخرطون بين العرب، ويتكلمون لغتهم، وأهملوا اللغة الآشورية كليا. اما اولئك الذين كانوا يسكنون فوق المرتفعات شمال وشرق جبال آشور، وبجوار، وبين الآشوريين فقد ظلوا محافظين على اللغة الآشورية ويمارسونها حتى أواخر الربع الثالث من القرن العشرين أو على الأصح حتى نزوح العدد الأكبر منهم إلى اسرائيل.
 أما الدليل الثاني، والحق يجب أن يُقال، أننا لم نكن نُعرف باسم الآشوريين (ܐܬܘܪ̈ܝܐ حرفياً ولم نكن ندعوا أنفسنا بهذا الاسم قبل القرن التاسع عشر تقريباً، ولكننا كنا معروفين كلياً باسم ( آسورايي ܐܣܘܪ̈ܝܐ بصيغة الجمع والذي كان يشمل جميع طوائف شعبنا من سريان وكلدان وآشوريين، والمفرد منه ( آسورايا ܐܣܘܪܝܐ وذلك بتسكين حرف الألف وإبدال الشين إلى سين. وممالايستطيع أحد نكرانه أن هذه التسمية متجدّرة أصلا عن تسمية (آشوري) وتتضمن نفس الحروف. ودليلا على ذلك أن الإخوة الأرمن الذين عشنا بجوارهم، وكانت بعض قرانا خليطاً من الشعبين، كانوا، منذ عصور سحيقة في القدم، ولازالوا يسمّون الواحد منا ( آسوري). وكذلك الأكراد أيضا. فبناء على ذلك يحق لي أن أسأل اولئك الذين يعادون الحقيقة والواقع : من أين جاء هذا الاسم (آسوري)؟. أليس هو ذاته الاسم (آشوري) الذي يطلقه علينا الفرس والعرب؟. فبناء على هذه الحقيقة الدامغة ينبغي على كل آشوري، أينما كان ولأي مذهب كنسيّ قد انتمى، أن يفتخر كل الافتخار، ويعتز كل الاعتزاز بهذا الاسم العريق. ويجب، في الوقت ذاته، أن لايساوره أدنى شك بأنه ،وبكل تأكيد، الحفيد الأصلي والأصيل لأولئك الملوك الجبابرة الذين سطّروا أروع ملاحم البطولات، والإنجازات الإنسانية على صفحات التاريخ. وأن الدم الذي كان يجري في عروق كلكامش، تغلاتبلاصّر، شلمنصّر، نينوس، شميرام، سركون، سنحريب، آشوربانيبال، ونبوخذنصّر هو الذم ذاته الذي يجري ،اليوم، في عروقه وأوردته وشرايينه. هذا ناهيك عن أعداد لاتُعد ولاتُحصى من الآشوريين الذين فقدوا هويتهم القومية، وديانتهم المسيحية بعد اعتناقهم ،قسراً، الديانة الإسلامية، أو صهرهم ،عنوةً، في بوتقة باقي القوميات التي سيطرت على مقدرات شعبنا في فترات متفاوتة من التاريخ.
 بقي هنالك سؤال ملح لابدّ من طرحه على إخوتنا في القومية والدين. اولئك الذين يقطنون في أنحاء متفرقة من بلدان الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص في شمال العراق، والذين لم يزل القسم الأكبر منهم يتحدث باللغة التي دوّن وطبع بها هذا الكتاب، أعني اللغة الآشورية التي يتحدث بها ويفهمها كلانا بكل سهولة ويسر على الرغم من بعض الاختلافات البسيطة بين اللهجات. هذه الاختلافات التي لاتخلو منها لغة من لغات العالم. فلماذا،ياترى، يسمي سكان مدينتي سليمانية وعمادية أنفسهم أكراداً مع أن الواحد منهم يحتاج إلى مترجم ليفهم الآخر ولأن هناك بوناً شاسعا بين لغتيهما ولاأقول لهجتيهما. بينما سكان (بروار) التابعين للكنيسة الشرقية الآشورية يسمون أنفسهم آشوريين، في حين يسمي سكان (وادي صبنا) التابعين للكنيسة الكاثوليكية أنفسهم كلدانا مع أن كليهما يتحدثان لغة واحدة ، ولهجة متشابهة كلياً ؟. فعلى سبيل المثال إذا بادرت أحد سكان (ألقوش) بالسؤال عن هويته القومية فسيجيبك على الفور، وبدون تردد (سورايا). ولكنك إذا حاولت إقناعه بأنه آشوري فسيرفض ذلك بكل إصرار وعناد.
 ليس بخافٍ على أحد دارسي ومتتبعي التاريخ بأنه بعد الانشقاقات والانقسامات التي حدثت في كنيسة المشرق، واعتناق العديد من رعاياها مذاهب ومشارب شتّى، بدأت النزعة الطائفية، والتعصّب المذهبي يسيطران عليهم بحيث بدأ الفكر القومي يتضاءل ويتلاشى رويداً رويداً ليحل محله الفكر الديني، وبدأوا يتخذون تسميات جديدة، أو يطلقها عليهم رؤساؤهم الروحيون كالتسمية الكلدانية، الكاثوليكية، الأرثوذكسية، النسطورية، اليعقوبية والسريانية. ناهيك عن مذاهب أخرى كالبروتستانية التي بدأت تتغلغل ،في الفترات الأخيرة، بين أبناء شعبنا على يد المبشرين الوافدين إلينا من الغرب. هذه الأفكار التي بدأت تذر بقرنها بين أبناء شعبنا إبّان وبعد الحرب العالمية الأولى في الوقت الذي كان أتباع كنيسة المشرق، والذين انشقوا عنها بمافيهم أتباع الكنيسة الكاثوليكية يتسمون باسم واحد وحيد ألا وهو الاسم الآشوري. اما الآن ، وحتى في إيران، هنالك العديد من إخوتنا الكاثوليك، وفي مقدمتهم الرؤساء الروحيون ينكرون كلياً اسمهم القومي الحقيقي، ويتسمون، لا.بل يتباهون باسم (الكلدان)، هذه التسمية التي لاتنمّ عن شيء سوى عن المذهب الديني الذي ينتمي إليه هذا الآشوري الذي انسلخ عن كنيسته الأم والتحق بالكنيسة الكاثوليكية. راجياً أن لايسيء أحد فهمي، ويستنتج من كلامي ،خطأ، بأنني أكنّ لإخوتي أتباع الكنائس الأخرى أي ضغينة أو حقد أوعداء لاسمح الله. وإنما القصد من وراء كل ذلك هو الوصول إلى نتيجة حتمية واحدة هي أننا جميعا إخوة وابناء أمة واحدة. والشيء الوحيد الذي يفرّق بيننا، ويشتت شملنا هو المذهب الديني لاغير. على أمل أن لانفوّت هذه الفرصة الذهبية الممنوحة لنا من قبل الحكومة العراقية من أجل صقل وتطوير لغتنا الأم.
 بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية، وتعرّض العاصمة نينوى للدماروالخراب، استطاع الآشوريون الذين كانوا يعيشون على التخوم الشمالية المترامية الأطراف وجميع أفراد الوحدات العسكرية الذين كانوا يقومون بحمايتها المحافظة على بقائهم رغم المهالك التي تعرض لها شعبهم في داخل المدن الكبرى، وبدأ تعدادهم يزداد يوما بعد يوم نتيجة فرار القاطنين في السهول الجنوبية واللحاق بهم سعياً وراء ملاذ آمن على قمم جبال آشور الشامخة والمنيعة بحيث يضمن لهم بقاءهم على قيد الحياة. وكان يقطن بجوارهم الأكراد الذين بدأوا يقاسمونهم العيش في تلك المنطقة لسنوات عديدة خلت. وعلى الرغم من اعتناق الآشوريين الديانة المسيحية، والكورد الديانة المحمدية فقد ظلت قوانين الجوار، والعلاقات العشائرية  بين هذين الشعبين المختلفين أصلا، وأرومة، ولغة، وبعد ذلك دينا، سارية وسائدة بينهما في ظل حكومات متعاقبة كان آخرها الحكم العثماني الذي استطاع أن يفرض سيطرته أخيرا على ذلك الجزء الباقي من الأمبراطورية الآشورية، والذي أطلق عليه،فيما بعد اسم (حكاري) والذي يضم حاليا قسماً كبيرا مما اصطلح على تسميته كردستان.
 بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية،كما أسلفنا، بدأ يطرأ تغيير على اسم جبال آشور من عصر إلى عصر،وفي ظل حكومات وممالك متعاقبة حتى استقر أخيرا على اسم جبال حكاري في العهد العثماني، ومن ثم صارت تعرف تلك الجبال الخالدة باسم كردستان.


الى الاخ ADAM DANIEL HOMEH سلام و محبة .

 شكرا لك لترجمتك لهذه المقالة ، من المؤسف حقا ان صاحبها يزور تاريخنا و يقدم لنا براهين خاطئة . لا شك هذا المقال لا يقدم اي جديد في الفكر القومي الاشوري  ونصلح الاخطاء التاريخية ربما يتوقف - اخيرا - المنادون بالاشورية بتسمية
لغتنا بالسريانية و ليس الاشورية إ

اولا - المسلةالتي وجدت في الصين في مدينة XIAN مكتوبة باللغة
السريانية و الصينية و ليس باللغة الاشورية . كل العلماء الذين ذكروا هذه المسلة كتبوا عن لغتها السريانية . لقد وجدنا في الصين عدة نصوص سريانية مع بعض التطور في كتابة بعض الاحرف السريانية . لا شك ان كاتب هذه المقالة يعرف جيدا ان المسلة هي بالسريانية لانه ذكر انها مدونة بالخط الاسطرنجيلي . طبعا لا يوجد اي عالم لغوي قد ذكر اللغة الاشورية لانه بكل بساطة لا يوجد لغة اشورية لا قديمة و لا حديثة .

ثانيا ـ في القرن السابع الميلادي لم يكن اسم الكنيسة اشورية بل سريانية شرقية و ان المبشرين في الصين لم يكونوا اشوريين
بل من الشعب السرياني .

ثالثا ـ لا يوجد اي علاقة بين حمورابي و الدولة الاشورية ، الكلدان كانوا من الاراميين و  الملك نبوخدنصر الكلداني
ليس له علاقة بالشعب الاشوري القديم فهو الذي قاوم معمع والده ثم دمر امبراطوريةالاشوريين الظالمة لاجدادنا الاراميين

رابعا ـ  ان اسم العراق قد اطلقه العرب على بلادنا التي كانت تسمى = بيث اراماي = اي بلاد الاراميين . اسم العراق
لم يطلق على بلاد ما بين النهرين الا في بداية القرن 19 عشر .بيث نهرين التاريخية هي الجزيرة

خامسا ـ اليهود بعد السبي الذي قام به الملك نبوخدنصر الذي عرف بسبي بابل ، صاروا يتكلون لغتنا الارامية و ليس
الاشورية . الشعب الاشوري لم يتكلم لغة خاصة له ، بل اللغة الاكادية اسوة بقيية الشعوب القديمة مثل الفرس الحثيين وغيرهم
يوجد عدة دراسات حول اللغةالتي يتكلمها اليهود الذينقدموا من العراق .كل هذه الدراسات تسمي اللغة بالارامية.
فما قدمه الكاتب بانه برهان على اشوريتنا هو بالحقيقة برهان على سريانيتنا .ما كتبه =ولديّ اثباتان اثنان أستطيع أن أدحض بهما كلياً مقولة كل الأعداء الذين أعمى بصرهم وبصيرتهم الحقد على أمتنا العريقة. فالإثبات الأول يتلخص في الآتي= وهنا
يقدم لنا زعمه ان اليهود تكلموا الاشورية. يستطيع القارئ ان يناكد و نحن مستعدون ان نقدم الدراسات التي تؤكدان اليهود
تعلموا الارامية و حافظوا عليها و طوروا فيها وظلوا محافظين على اسمها اللغة الارامية .

سادسا ـ الدليل الثاني الذي قدمه صاحب المقال على اشوريتنا  فقد كتب =أما الدليل الثاني، والحق يجب أن يُقال، أننا لم نكن نُعرف باسم الآشوريين = ثم يشرح =حرفياً ولم نكن ندعوا أنفسنا بهذا الاسم قبل القرن التاسع عشر تقريباً، ولكننا كنا معروفين كلياً باسم ( آسورايي بصيغة الجمع والذي كان يشمل جميع طوائف شعبنا من سريان وكلدان وآشوريين، والمفرد منه ( آسورايا = هنا اذكر القارئ المثقف انه في لغتنا السريانية لا يوجد اسورايا و لكن سورايا. كلمة =اتورايا = في لغتنا السريانية كانت تشير الى الشعب الاشوري . و بما الاسم الاشوري لم يعد يشير الى امة او شعب حي ، يعمد المفكرون القوميون المنادون بالتسمية الاشورية الى زيادة حرف الالف الىاسمنا التاريخي سورايا فيصبح كما راينا اسورايا مستغلين اشتقاق التسمية السريانية من التسمية الادارية الفارسية اسورا الذي نقله اليونان من الفرس و ليس من الشعب الاشوري كما يروج المنادون بالتسمية الاشورية .
الدليل الذي يقدمه صاحب هذا المقال هو اثبات على سريانيتناو ليس اشوريتنا .
اخيرا هذا مقال سياسي قد يلاقي النجاح بين المؤيدين للفكر الاشوري السياسي و هو بعيد جدا عن التاريخ العلمي ، اليهود تكلموا الارامية ، لا يوجد لغة اشورية، ثم كلمة سورايا  لا تكتب اسورايا .كتب اجدادنا موجودة و تؤكد كيف كانت تكتب .هذا المقال يثبت انتماء السوراي الى الاراميين وليس الى الاشوريين كما ينادي صاحب المقال، كل مؤرخ يتعمق في تاريخنا يتثبت له انتمائنا الارامي ، ربما لهذا السبب لا نرى بين المفكرين المنادين بالاشورية ، مؤرخين اكادميين بل مفكرين سياسين يزورون تاريخنا لتاكيد طروحاتهم السياسية و يحاولون فرضها على السوراي .

هنري بدروس كيفا

456
 هل يستطيع " علم الإجتماع " أن يبدل إسم لغتنا الأرامية ؟
        رد مباشر على د . عبدالله مرقس رابي حول " اللغة الأرامية ".

 يحاول بعض إخوتنا  يائسين أن يجدوا " مخرجا " يسمح لهم بإطلاق
التسمية " الأشورية " على لغتنا  الأرامية- السريانية . لقد إطلعت في
موقع عنكاوا  على مقال للدكتور عبدالله مرقس رابي  عنوانه
" اللغة الارامية وأشكالية الاتصال الاجتماعي "
تجدونه  على  هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,178351.0.html
   أتمنى  على الدكتور رابي أن يطلع أكثر على تاريخ الشرق القديم
و إن أمكن أن يشرح لنا بعض النقاط " المهمة " التي ذكرها  في
مقاله  .

أولا - أخطاء عديدة  حول تاريخ اللغة الأرامية

 ذكر د.رابي "  في البدء لابد من تقديم فكرة ملخصة عن اللغة الارامية وفقا للمصادر التاريخية : وهي من اللغات القديمة التي ظهرت في منتصف الالف الثاني قبل الميلاد في سورية وكانت لغة القبائل الارامية التي انتشرت قسم منها في بلاد النهرين , وقد حلت رسميا هذه اللغة لسهولة أبجديتها واستعمالها في التجارة محل اللغة البابلية والاشورية اللتان تطورتا من اللغة الاكدية. اذ تبنتها الامبراطورية الاشورية للتداول الاداري منذ 1100 ق م ,فأصبح الاداريون يتقنونها أكثر من اللغة الاشورية ,واستعملت في الدولة البابلية الحديثة (الدولة الكلدانية ) سنة 626 ق م للمخاطبات الرسمية , وأصبحت اللغة الرسمية في العهد الفارسي سنة 538 ق م "
أ - ليت  د . رابي  يذكر  لنا  المراجع  و ليس المصادر  ألتي  إعتمد
عليها  و ألتي  تسمح له بإطلاق تسميات غير علمية  على لغتنا الأرامية

ب - أي  من العلماء المختصين بتاريخ اللغة الأرامية قد كتب ( وفي
أي مرجع ؟ ) أن اللغة الأرامية قد " ظهرت في منتصف الالف الثاني قبل الميلاد في سورية " ؟؟؟

ج - غير  صحيح  أن الإمبراطورية الأشورية قد تبنت اللغة الأرامية
 "  للتداول الاداري منذ 1100 ق م ,فأصبح الاداريون يتقنونها أكثر من اللغة الاشورية" . لقد إنتشرت اللغة الأرامية  في بلاد أشور  بسبب
سياسة  " السبي " التي مارسها  ملوك أشور  ضد  أجدادنا الأراميين
الثائرين  ضد  الحكم الأشوري  . وإن أقدم  نصوص أرامية  وجدت
في بلاد أشور  تعود الى القرن الثامن أو التاسع ق.م  و ليس  إلى
1100 سنة قبل الميلاد  ؟

د - الأشوريون  كانوا  يتكلمون  اللغة  الأكادية  و كانوا  يسمونها
اللغة  الاكادية  و ليس  الأشورية ، أرجو  أن تراجع مقدمة قاموس
شيكاغو الأشوري .

ه - غير  صحيح  أن الأشوريين  قد إستخدموا  اللغة  الأرامية  كلغة
رسمية  أو  للتداول الإداري و ذلك  حتى سقوط  الدولة الأشورية
سنة 612 ق.م . و مع أن ملوك  أشور  قد صاهروا  - و ليس صهروا-
أجدادنا  الأراميين  لأهميتهم  العددية  و القتالية و الثقافية  ، البرهان
أن ملوك أشور في القرنين الثامن و السابع ق.م  كانت أمهاتهم  أو
نسائهم  من الأراميات  و أشهرهن  ناقيا زاكوتو ، و رغم  ذلك
منع  هؤلاء  الملوك  إستخدام  اللغة  الأرامية  كلغة  رسمية  !

و - كتب  د . رابي " فأصبح الاداريون يتقنونها أكثر من اللغة الاشورية " . ليتك  تطلع  على  أبحاث H.TADMOR  أو
 P.GARELLI   حول  الوجود  الأرامي المكثف  داخل  الدولة
الأشورية  فهم  في الإدارة العليا ( الوزير الأرامي  أحيقار ) و في
الجيش ( التورتانو  أي قائد الجيش شمشي إيلو و هو من قبيلة بيت
عديني الأرامية )  . لقد سيطر الأراميون على الإدارة  و من الداخل
حتى  أصبح  عددهم  يفوق الأشوريين  في  بلاد  أشور نفسها  !

ز - كتب د . رابي " ,واستعملت في الدولة البابلية الحديثة (الدولة الكلدانية ) سنة 626 ق م للمخاطبات الرسمية " . إن تعبير الدولة
البابلية الحديثة  هو مفهوم  خاطئ  لا يزال بعض الباحثين يرددونه .
نحن  نفضل  تعبير الدولة الكلدانية  أو الإمبراطورية  الكلدانية
لأن  القبائل الكلدانية  كانت  تنتمي  إلى  الأراميين  و كانت لغتهم
الأم  هي اللغة الأرامية : الفرق بين القبائل  الأرامية  و القبائل الكلدانية
في  بلاد  أكاد  ألتي  صارت  تعرف  ببلاد  بابل  بعد الإحتلال الفارسي
و ليس قبله ( بينما  حافظ  أجدادنا  على  إستخدام  تعبير بيت أراماي
أي بلاد الأراميين ) إذن الفرق إن القبائل الأرامية  قد حافظت على
بداوتها  بعيدا  عن  المدن  بينما  إنتشرت القبائل الكلدانية في المدن
و ضواحيها  و تأثرت بالحضارة  الأكادية  و إستخدمت اللغة الأكادية
و إنتشرت بعض الاأسماء الأكادية بين الشيوخ الكلدان .

ثانيا - متى  يكون  المنطق  علميا  ؟

   من المؤسف  جدا  أن  د. رابي  لم  يذكر  لنا  المراجع  و المصادر
التي إعتمد  عليها  و التي  دفعته  إلى  إرتكاب  بعض الأخطاء التاريخية
و خاصة  تبني  أفكار  مبنية  على  معلومات  غير  صحيحة : مثلا
عندما  كتب  "  تؤكد المصادر على أن اللغة الارامية اقتصرت في التداول الاداري ,مما يعني ان العامة من الناس كانوا يتحدثون اللغة البابلية والاشورية . فعليه يجب التمييز بين اللغة الرسمية واللغة المحكية المتداولة شعبيا التي هي لغة القوم أوالعرق الاجتماعي لجماعة بشرية معينة .فالدولة قد تتبنى لغة ما للتداول الاداري والمخاطبة في علاقاتها الرسمية مع الدول الاخرى ,لكن لايعني ذلك ان لغة الشعب هي تلك اللغة التي تتبناها الدولة . "

أ - الفكرة الأولى "   تؤكد المصادر على أن اللغة الارامية اقتصرت في التداول الاداري " هي  صحيحة  نسبيا  : أي أن اللغة  الأرامية  قد
تحولت الى لغة  رسمية  في  جميع  أنحاء الإمبراطورية  الفارسية ،
و لم تكن  اللغة  الأرامية " محكية "  في  جميع  أنحاء  الإمراطورية .
أما  في  شرقنا  الحبيب  فإن  اللغة  الأرامية  قد  محت  كل  اللغات
المتواجدة  قبلها  من  أكادية  و كنعانية ( فينيقية ) و عبرية . لقد
حافظ  أجدادنا  الأراميون  على  لغتهم  الأم  و طوروها  خاصة  بعد
إحتكاكهم  بالحضارة  اليونانية .

ب - أما  إستنتاج  د . رابي  فهو  غير  منطقي ( غير  علمي ) إذ كتب
" ,مما يعني ان العامة من الناس كانوا يتحدثون اللغة البابلية والاشورية ." لا  شك  أن  الأشوريين  حافظزوا  على  اللغة  الأكادية
قبل  إنهيار  إمبراطوريتهم  سنة  612 ق. م  و لكن  بعد  سقوط
دولتهم  إنزوت  اللغة  الأكادية  في  المعابد  و خف  إستعمال كتابتها
لقد  نشر  العالم باسيل عكولا  عدة  دراسات  حول  الكتابات  الأرامية
التي  وجدت  في  مدينة  أشور  و حضر  و التي  تعود  إلى القرن
الثاني قبل  الميلاد . هذه  الكتابات في المعابد  تثبت  أن سكان  تلك
المدن  كانوا  يتكلمون  الأرامية  و ليس الأكادية .

ج - منطق  أم حجة  واهية  ؟  يطالب  د . رابي " فعليه يجب التمييز بين اللغة الرسمية واللغة المحكية المتداولة شعبيا التي هي لغة القوم أوالعرق الاجتماعي لجماعة بشرية معينة ". هل  نحن  نعيش  في عصر الدولة
الأشورية  ؟  ما   هذه  السفسطة الحديثة  ؟ لغة  رسمية  و لغة محكية ؟

د - لقد  إستخدم  د . رابي  علم  المنطق في  الفقرة  التالية " ومن جانب اخر لابد أن تكون تسمية اللغة بالاسم القومي للشعب ,فالعرب يتحدثون العربية ,والكرد الكردية ,والانكليز الانكليزية وهكذا... ولكن كيف نقول الكلدان والاشوريون يتحدثون الارامية ؟ هذه الحالة لا تجوز وفقا لمنطق العلاقة بين العرق الاجتماعي واللغة ."
     
يظهر  أن د . رابي  يجهل  أن  الكلدان المعاصرين  هم  أحفاد  تلك
القبائل  الكلدانية - الأرامية  ألتي  صهرت  بقايا  الشعوب  القديمة
في العراق القديم  و ربما  " لا  يعرف " أن  أجدادنا  قد  أطلقوا
على  العراق  القديم  تسمية " بلاد الأراميين " . أخيرا  أن  أغلبية
إخوتنا  الكلدان  تؤمن  أن  إسم  لغتهم  التاريخي  و العلمي  هو اللغة
الأرامية ( راجع  مقدمة قاموس المطران أوجين منا ) .
     أما  إخوتنا  من السريان المشارقة  أي النساطرة  فقد حافظوا
على  هويتهم  السريانية الأرامية  عبر التاريخ ، راجع قاموس  حسن
بن بهلول  السرياني النسطوري  في ما  ذكره  عن التسمية السريانية .
كذلك  تاريخ  إيليا  مطران  نصيبين  . لقد  أطلقت  التسمية الأشورية
حديثا   على  إخوتنا  السريان  المشارقة ، و لا  يزالون  يطلقون
على  أنفسهم  تسمية " سورايا "  أي  سرياني - أرامي .

ثالثا - هل  ينجح  د . رابي  في  تحقيق  أهدافه  ؟

   قد يكون  د . رابي عالما  إجتماعيا  مميزا  و لكنه  يبني  نظرياته
على  معلومات  خاطئة  حول  اللغة  الأرامية  . رغم  أنه  يعترف
أن  لغة  الكنائس  هي  أرامية  فهو  يغامر  و يطرح  " نظرية جديدة "
وهي وجود  لغة رسمية (  طقسية ) و لغة  محكية  و هو  " يوهم "
القراء   أن  اللغة  المحكية  هي  مخالفة  للغة  الرسمية   أو الطقسية
أي الأرامية . و هو  " يتوهم "  أنه  لمجرد  إستخدامه  المنطق ، يستطيع
أن  ينجح  في  تحقيق  هدفه  الظاهر  و المعلن " ,فالعرب يتحدثون العربية ,والكرد الكردية .... كيف نقول الكلدان والاشوريون يتحدثون الارامية ؟ "
    كنا   نتمنى  أن  تذكر  للقراء  كم  هو  عدد  العينة  التي أجريت
عليها إستطلاع رأي  كي  تكون  دراستك  مفيدة  للمؤسسات  العديدة
التي  تناضل  من أجل الحفاظ  على  لغة  أجدانا  الأراميين .
  أن  ترديدك  ثلاث  مرات " أجاب 100%من أفراد العينة " أنهم
لا  يفهمون  اللغة  الأرامية  الفصحى  ،  لا  يعني  بالضرورة  أن
اللغة  المحكية  أي  اللهجة  هي  غير   أرامية  !
      كتب د . رابي " .فاللغة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمفهوم القومي فهي الرمز والوسيلة الاساسية في تحديد الهوية القومية للجماعة البشرية ."
عفوا  د . رابي  ، هل  صحيح  ما  كتبته  " ما الفائدة من اللغة التي لاتؤدي وظيفتها الاتصالية في المجتمع البشري .مما يعني بوضوح أن شعبنا يعاني من الصعوبة البالغة في فهم اللغة الارامية ,فالحديث بها هو عقيم لافائدة منه " .
   هل  لغتنا  الأرامية  الفصحى  هي  عقيمة  غير  مفيدة  ؟  أم  أنك
تحاول  أن  " تخترع " وسيلة  جديدة  بإسم علم الإجتماع  تسمح  لك
أن  تحافظ  على تسمية  لغتنا  الفصحى بالارامية  و في  نفس الوقت
تطلق  على  لغتنا  المحكية  تسمية  " اللغة الأشورية "  و " اللغة
الكلدانية " ؟
    هل  لأن  اللغة  هي  الوسيلة الاساسية في تحديد الهوية القومية للجماعة البشرية  كما  كتبت  هي  الدافع  الرئيسي  كي  تشوه  إسم
لغتنا  التاريخي  و العلمي  إلى  لغة  أشورية  أو  إسبانية ؟
   
      هل  تحريفك  لتاريخ  اللغة الأرامية  و تجاهلك المتعمد للأراميين
الذين  طوروا  هذه  اللغة  المقدسة ،  هو  أمر  مسموح  في علم الإجتماع؟  هل  يحق  لك  طرح  نظريات  تاريخية  و لغوية  بدون
أن  تكون  مطلعا  على  المراجع  العلمية  و بدون  تقديم  براهين ؟
   أخيرا   ما  الذي  يضايقك  أن  تكون  تسمية   لغتنا  الفصحى  هي
الأرامية  و لغتنا  المحكية  هي  أيضا  الأرامية  ؟

    هنري بدروس كيفا

457
 لقد ذكرت في احدى المناقشات  ان ابتعاد المفكرين المنادين
بالتسمية الاشورية عن التاريخ العلمي يسيئ اليهم اولا
و يبعدهم عن المثقفين  السوراي . عندما كتبناالى احد الاخوة
المحاوريين ان الشعب الاشوري القديم لم يكن له لغة خاصة اشورية
فيتسرع و يتشاطر كاتبا = و هل كان الشعب الاشوري العظيم
اخرسا ؟ = هذا النوع من الاجوبة قد تليق بين المؤيدين للفكر
الاشوري و لكن حتما ليس بين المؤمنين بالتاريخ العلمي بين
المثقفين السوراي .
سوف نحاول ان نجيب على السؤال المطروح و نتمنى مشاركة المهتمين
بتاريخ شعبنا السوراي .
اولا =  انتشار اللغة الاكادية .
 تعتبر اللغة الاكادية اقدم لغة سامية او شرقية ، انني افضل
تعبير شرقية لانني لا اؤمن بتقسيم الشعوب القديمة حسب تقسيمات
التوراة . لا يخفى على المثقفين ان اللغة السومرية و كتابتها
المسمارية هي اقدم بكثير ، يعتبر  العلماء ان اقدم  كتابة
سومرية تعود الى حوالي 3300 سنة ق.م. اي ان العصور التاريخية
بدات في بلاد سومر بالذات . لقد انتشرت اللغة السومرية بفضل
كتابتها المسمارية في كل الشرق القديم .

    لقد دخل الاكاديون الى بلاد سومر حاملين معهم لغتهم
الشرقية،  اخذوا الكتابة  المسمارية وطوروها و استعملوها
للغتهم الاكاديةو مع سرجون الاكادي انتشرت لغتهم في كل
الشرق القديم  = في بلاد اشور القديمة ، في بيث نهرين ، في بلاد عمورو / سوريا /. و قد استعمل الحثيون اللغة الاكادية و
اصبحت لغة التداول في الشرق القديم . و كانت اللغة المحكية
في كل الشرق القديم .
 العموريون لهم لغة خاصة شرقية لم تصل لنا لانهم هم ايضا
استعملوا اللغة الاكادية . الملوك الاشوريون تركوا لنا
كتابات كثيرة اغلبيتها الساحقة بالاكادية .

ثانيا =  من اين وقعت المشكلة ؟
  الشعب الاشوري كان يتكلم اللغة الاكادية و كان يسميها
باللغة الاكادية .  بعض المتعصبين للتسمية الاشورية يدعون
ان الاشوريين كان عندهم لغتهم الوطنية الخاصة و هي الاشورية
متحججين ببراهين واهية مثل =و هل يعقل امبراطورية كبيرة لا
يوجد لها لغة خاصة ؟ و لقد استطاع بعض مفكريهم استغلال بعض
النصوص و اقنعوا القوميين الاشوريين بوجود لغة اشورية  خاصة
للاشوريين و هدفهم تاكيد ان اللغة السريانية هي الاشورية
الحديثة إ
ـ 1 ـ النصوص اليونانية = لقد شرحنا في القسم الثالث عن
التسمية السريانية كيف  = تطور = مفهوم اليونان للتسمية
السريانية . هنالك نصوص عديدة باليونانية و اللاتينية
تتكلم عن لغة اشورية و المقصود اللغة الارامية مثلا عندما
كتب المؤرخ توسيديدس عن = رسالة باحرف اشورية =(1)مرسلة
من الفرس الى اليونانيين، فهنا المقصود طبعا الاحرف الارامية،
البراهين =لغةالمراسلة في الامبراطورية الفارسية كانت الارامية،
الكتابة المسمارية / الاكادية/ لا تكتب علىالرق و لكن على
الواح القرميد ،  اخيرا الشعب الاشوري في عهدالامباطورية كان
يسمي اللغة اكادية فكيف تصبح اشورية في القرن الرابع ق.م.
  لقد قدم احد المحاورين هذا النص للتاكيد بوجود لغة اشورية و قد يقنع بعض المثقفين لانهم لا يستطيعون ان يتحققوا.  العلماء
المختصون يعرفون ما هو المقصود ب = رسالة باحرف اشورية =
راجعوا بحث BOWMAN المهم عن اللغة الارامية (2).
- 2 -  الاكتشافات الاثرية في العراق في اواسط القرن19 ب.م.
 لقد كان التنافس شديدا بين الاوربين حول التنقيبات الاثرية
من بوتا الفرنسي الى لاياردالانكليزي و غيرهم و كان اكتشاف
مكتبة اشوربانيبال الكبيرة من اهم الاسباب التي دعت العلماء
الى اطلاق مصطلح = علم الاشوريات = و استعمال تعبير = اللغةالاشورية = على الكتابة المسمارية التي استطاعوا ان يفكوا
رموزها .و  ادرك العلماء انه يوجد كتابة مسمارية اقدم،
وان هذه الكتابة قد تطورت عبر مئات السنين فصاروا يميزون
بين السومرية و الاكدية، و عرفوا جيدا ان الاشوريين يتكلمون
الاكادية و لكن بكتابة مختلفة قليلا عن الكتابة في بلاد اكاد. تعميم المصطلح علم الاشوريات  ساعد في ترسيخ استعمال اللغة الاشورية مع انها اكادية كما سنرى .
نلاحظ ان القوميين الاشوريين استفادوا من اخطاء العلماء في
القرن ال 19، وامنوا بوجود لغة اشورية و نشروا هذه الفكرة
في كل مجتمعات السوراي. هل احد يستطيع انكار وجود اللغة
الاشورية الوطنية ؟ لا يوجد اي اكادي كي يطالب بالاسم العلمي
للغة اجداده .
- 3 - الفكر القومي الاشوري الحديث =
لقد انتشر هذا الفكر بعد الحرب العالمية الاولى ومن اهم ركائزه
انتماء المسيحيين من كل الطوائف الىالامة الاشورية وانهم ورثة
الامبراطورية الاشورية. و كان الانكليز قد خدعوا اخوتنا
السوراي النساطرة المتواجدون حول اورميا و في حكاري، و هم
عاشوا محاطين بالشعوب الهندواوربية من ايرانيين و اكراد
و بعض سكان اذريبيجان و اخيرا الاتراك وهم من العنصر
المغولي . مما ساعدهم على الحفاظ على اللغة السريانية بعيدا عن العربية . هذا الفكر القومي الاشوري سيدعي انه يتكلم
لغة اجداده الاشورية ، و سيستفيد من  عدم الوعي القومي
بين السريان و الكلدان  وهنا اذكر ان اصحاب القواميس
من السريان المشارقة ، ابن علي و حسن بن بهلول ، و من
الكلدان ، المطران توما اودو و اجين منا ، يسمون لغتنا
السريانية الارامية .
تقع مسؤلية كبيرة امام معلمي اللغة السريانية خاصة الاستاذ
ابروهم نورو الذي لم يدافع عن اسم لغتنا المقدسة. و اليوم
عندنا عدة اجيال من القوميين الاشوريين يؤمنون بانهم يتكلمون
الاشورية لغتهم القومية إ
 المبكي المضحك ان بعض المنادين بالتسمية الاشورية صاروا
يعترفون بانهم يتكلمون السريانية و لا نزال نرى بعض السريان
يؤكدون بوجود لغة اشورية إ
ترىما هو راي المثقف السوراي اليوم ؟ هل يوجد لغة اشورية
قديمة ؟  ليت المثقفين يطلعون على اراء العلماءالمختصين في
اللغة الاكادية.

ثالثا=  لغة اكادية ام اشورية ؟
بصراحة لا يوجد اي مشكلة حول اسم اللغةالتي كان يتكلمها
الشعب الاشوري ، العلماء مجمعون على كونهااللغةالاكادية.يوجد ابحاث حول اللغات القديمة في =
THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE

2004 WORLD'S ANCIENT LANGUGES , ED. R.D. WOODARD

اذا تصفحنا هذه الموسوعة المشهورة والمختصة في اللغات القديمة
لا يوجد اي اثر للغة اشورية. يستطيع كل قارئ ان يتحقق. و
يجب ان نطالع بحث العالمانJ.HUEHNERGARD AND  CH. WOODS
وهي بعنوان = AKKADIAN AND EBLAITE PP 218  - 288
ونرى = الاكادية هي لغة البابليين و الاشوريين القدامى =
صفحة 218. هذان العالمان يشرحان عن تطور الكتابةالمسمارية
و كيف يقسم علماءاللغةالاكادية مراحل ذالك التطور .
 هنالك عالم اخر مختص باللغة الاكادية=
Daniel  BODI, Petite Grammaire de L'AKKADIEN. PARIS 2001
في الصفحة 10  يكتب انه من غير العلمي ان نكتب لغةاشورية
لنقصد لغة اقدم منها .
في الصفحة21 يشرح لنا مراحل تطور اللغة الاكادية.
- الاكادية القديمة-2500ق.م الى 1950 ق.م.


 - البابلي القديم 1950ق.م.الى 1530 ق.م.
- البابلي المتوسط 1530 ق.م.الى 1000 ق.م.
 - البابلي لحديث 1000 ق.م. الى 625ق.   
- البابلي المتاخر 625 ق.م الى 75 ق.م.
 ثم =
-  الاشوري القديم 1950 ق.م الى 1750 ق.م.
- الاشوري المتوسط 1500 ق.م. الى 1000ق.م.
- الاشوري الحديث 1000 ق.م الى 600 ق.م.
 وهنا نشير  ان العلماء المختصون اصطلحوا تقسيم اللغة
الاكاديةالى مراحل لفهم تطورها ، عندما يتكلمون  عن كتابة
من الاشوري المتوسط فهذا لا يعني لغة اشورية و لكن لغةاكادية
من العهد الاشوري المتوسط.
 نحن نعلم ان الملوك الاشوريين كانوا يسموا لغتهم  اكادية،
وهذا واضح من احدى رسائل الملك سرجون الموجهة الى احد
الموظفين الاراميين في اور الذي كتب الى سرجون بالارامية فرد
عليه الملك = لماذا لا تكتب لي بالاكادية في الرسالة و ترسلها
لي ... هذه هي القاعدة =(3). هذا اكبر دليل علىان لغة
الاشوريين كانت الاكادية.                   المراجع.

THUCYDE . LIVRE IV .50.2 =1
= 2= R.A. BOWMAN. ARAMEANS. ARAMAIC. AND THE BIBLE
        PAGE 77   
= 3 = PAUL GARELLI. IMPORTANCE ET ROLE DES ARAMEENS
   DANS L'ADMINISTRATION DE L'EMPIRE ASSYRIEN. PAGE 441



458
التسمية السريانية    القسم الثالث

اعتذر....فقد ذكرت في القسم الثاني
من البحث ان Jean GAGE قد ترجم RES GESTAE DIVI SAPORIS
في مجلة SYRIA TOME 35 (195.في الحقيقة العالم Andre MARICQ
هو المترجم فاقتضى التنبيه .

في هذاالقسم سنرى التسمية السريانية عند الكتاب اليونان، و
خاصة = تطور = مفهوم و مدلول التسمية السريانية عند الكتاب
اليونان . من الملاحظ عند بعض اخوتنا السوراي ، خاصة المنادين بالتسمية الاشورية ،موقفهم الغريب بالنسبة الى ما كتبه
المؤرخ هيرودوت عن التسمية السريانية و يحاولون =فرض = فكرة
هيرودوت على كل الكتاب اليونانيين الذين كتبوا عن السريان
بعده ، و الجميع يعلم ان اليونانيين احتلوا الشرق و عمروا
المدن و الطرق و الجسور و عاشوا في الشرق وصاروا يعرفون تاريخه
و جغرافيته، لا بل صنعوا تاريخه من دخول الاسكندر 333ق.م الى
حوالي400 سنة ب.م. اي اكثر من 700 سنة فمن المهم جدا ان نبحث في تطور مفهوم اليونان للتسمية السريانية .

رابعا = التسمية السريانية عند اليونان .
يعتبر المؤرخ هيرودوت 484 ـ 420؟ ق.م. اول من ذكر التسمية
السريانية بين الكتاب اليونان ، ففي تاريخه المشهور قسم كبير
عن الامبراطوريةالفارسية و ذالك بسبب سياسة الفرس التوسعية
و حروبهم المشهورة ضد اليونان. و قد عدد هيرودوت الولايات
التي تؤلف الامبراطورية الفارسية وذكر معلومات مهمة عن تاريخ وجغرافية هذه الولايات، ومنها المرزبانة ASSYRIA و لا يوجد
ادنى شك ان هيرودوت قد اخذ هذه التسمية ASSYRIA من التسمية
الاداريةالفارسية اسورا او سورا كما وردت في الترجمة العيلامية.
غير صحيح ما يروجه منذ سنوات طويلة ، اخوتنا المنادين
بالتسميةالاشورية ، بان الفرس اطلقوا تسمية اسورا على
الشعب الاشوري و لكن على منطقة الشرق باكملها كتب المؤرخ
هيرودوت = هذه المرزبانة تشمل كل فينيقيا و سوريا المسماة
فلسطين و قبرص، هذه كانت المرزبانة الخامسة = (1). وهذا اكبر
دليل على ان الفرس و اليونان قد اطلقوا تسمية ASSYRIA على
كل الشرق القديم ما عدا بلاد بابل التي كانت تشكل مرزبانة
مستقلة .
سوف نرى ان الكتاب الفرس و اليونان سيقعون في مغالطات تاريخية و جغرافية عديدة .مثلا في كتابة شوش الفارسية ، نلاحظ
تعبير = الشعب الاشوري = و هي تقصد الشعب الساكن في سوريا اي
الارامي، بينما الترجمة الاكادية لهذاالنص تستعمل تعبير = الشعبالساكن في عبر النهر = (2). و هنا نلاحظ ان العهد القديم قد بقي متمسكا بالتسميةالقديمة = بلاد عبرالنهر = راجع
سفر عزرا 4 و 10 .
ذكر هيرودوت = ان جميع الشعوب البربرية تسمي هذا الشعب
المقاتل بالاشوريين ASSYRIANS الا اننا نحن الاغريق نسميهم
سريان SYRIANS = وهنا ايضا نلاحظ عند اخوتنا السوراي المنادين
بالتسمية الاشورية، انهم روجوا تلك الفكرة الخاطئة بان شعب
السريان هم اشوريين استنادا الى ما ذكره هيرودوت . بعض
المتعصبين (3)اكد بعدم وجود شعب سرياني او لغة سريانية، لانه
بالنسبة له طبعا ، السريان اشوريون إ

من المؤسف حقا ان الفكر الاشوري القومي الذي شكل ثورة
فكرية في اواسط القرن العشرين في نبذه للانتماءالطائفي و
دعوته الصادقة لتوحيد السوراي قولا و عملا، هذا الفكر القومي
الغني لا يزال حتى اليوم بعيدا عن التاريخ العلمي الاكاديمي،
فبدل ان يدرس و يبحث لمعرفة الاسباب الحقيقية التي دعت المؤرخ
هيرودوت لهذه الفكرة، نراه يحاول بكل الوسائل فرض هذه الفكرة
على جميع السوراي بدون البحث في تطور مفهوم التسمية السريانية
عند اليونان إ هذا الفكر القومي ، اسير الاخطاء التاريخية
المتوارثة، لايزال يدعي ان اليونانيين قد اخذوا التسمية اسورا
من الشعب الاشوري مقدمين براهين واهية. نحن نعلم ان الملوك
الاشوريين لم يطلقوا تسمية ASSYRIA على بلاد سوريا القديمة،
و راينا نصوص فارسية عديدة اطلقت التسمية الادارية اسورا
علىالشرق القديم و هذا ما يثبته تاريخ هيرودوت.
هيرودوت كتب صفحات طويلة عن الفرس و يقال انه اطلع على
ارشيف الدولة الفارسية فهو يعدد كم تدفع كل ولاية الى الملك
الفارسي، لا يوجد ادنى شك بانه اخذ التسمية من الفرس لانهم
يستعملونها لجغرافية سوريا بينما ملوك اشور العظام استعملوا
بلاد عمورو و اكثر الاحيان بلاد حاثي كما راينا في القسم الاول
من البحث. اغلب معلومات اليونان عن الاشوريين وصلتهم عن
طريق الفرس. الطبيب CTESIAS عاش في بلاط ارتحشتا الثاني
ونقل عن الفرس اسطورة سميراميس الشهيرة.

خامسا =تطور المفهوم اليوناني للتسمية السريانية .
لا شك ان جملة هيرودوت عن الاشوريين و تسميتهم باليونانية
سريان يكتنفها الغموض . هنالك جملة مشهورة للمؤرخ كسنوفون
430 ـ 355 ق.م ورد فيها= .. و لكن ملك اشور بعد ان اخضع
السريان SYRIAN و هم امة محترمة ... = و طبعا المقصود هنا
بالسريان الامة الارامية (4).
كتب سترابون الجغرافي اليوناني(5).
= يقول لنا ايضا بوسيدونس ، ان هؤلاء الذين يطلق عليهم
اليونان اسم سريان SYRIAN فانهم يطلقون على انفسهم بلغتهم
اسم اراميين =
اتمنى على كل باحث ان يتاكد من المعلومات التي ذكرتها.
كتب المؤرخ فلافيوس جوزيف.
=كان لسام احد ابناء نوح خمسة ابناء. اشور و هو الثاني،
و قد بنى مدينة نينوى و اعطى اسم الاشوريين ASSYRIAN لاتباعه
الذين كانوا اغنياء و اقوياء جدا ... و من ارام و هو الابن

الرابع يتحدر الاراميون الذين يطلق عليهم اليونانيون اسم
سريان (6)SYRIAN=.
لا يوجد اي غموض في التسمية السريانية عند الكتاب اليونان
بعد القرن الثالث ق.م. و هنالك اسباب عديدة=
1 ـ اليونانيون يعيشون في الشرق جنبا الى اجدادنا السريان.
2 ـ ورث سلوقس قائد الاسكندر قسما من امبراطوريته و هوالشرق
القديم غرب الفرات مع قسم من بيث نهرين و اطلق على نفسه لقب
=ملك سوريا SYRIA =
3 ـ في الاسكندرية ، طلب البطالسة من اليهود ان يترجموا كتاب
المقدس من العبرية الىاليونانية ،و هذا ما يعرف بالترجمة السبعينية. وقد ترجمت التسميات الارامية الى سريانية SYRIAN
في اللغة اليونانية مثلا نعمان الارامي ترجم الى نعمان
السرياني و اللغة الارامية الى اللغةلسريانية و اخيرا بلاد
ارام الى بلاد سوريا SYRIA.
كتب الجغرافي ARRIEN في اواخر القرن الثاني ق.م.(7)
= بالفعل من هذين النهرين الفرات و دجلة اللذين يحدان
الجزء السرياني SYRIAN بينهما قد جاءت تسمية مسوبوتاميا
التي يطلقهاالسكان على هذا الجزء =.ARRIEN يقصد الجزيرة
التي كانت ارامية= ارام نهرين =. خرائط الجغرافي بطليموس
تؤكد ان SYRIA هي سوريا الحالية و MESOPOTAMIA هي الجزيرة
واخيرا ASSYRIA تقع على نهر دجلة في موقعها التاريخي .
سوف احاول ان انشر خريطة PTOLOME في موقع عنكاوا لاهميتها.

المؤرخون و الجغرافيون اليونان استعملوا التسمية السريانية
كمرادف للتسمية الارامية . لقد ادرك اجدادنا السريان ان
جذورهم ارامية. نامل في ابحاث لاحقة ان نقدم البراهين الدامغة
من كتب اجدادنا التي تثبت ان التسمية السريانية اطلقت على
الاراميين فقط.

المراجع = 1 = HERODOTUS ,Histoires , Livre III , 92 .
= 2 = RAINEY , A.F. The Satrapy Beyond thr river
PAGE 54

= 3 = يوارش هيدو ، ارامية ، سريانية ، ام اشورية ؟
مجلةالمثقف الاشوري ، العدد 28.
= 4 = XENOPHON . Cyropedie I (5)2
= 5 = STRABON . Geographie , I , (2) , 34
= 6 = FLAVIUS JOSEPHE, Histoire ancienne des Juifs
(I (6
= 7 = (ARRIEN, L'Anabase d'ALEXANDRE. Livre VII (7 
 

459
التسمية السريانية    القسم الثاني

لقد راينا في القسم الاول بعضا من الاسماء القديمة لبلاد سوريا
و هدفنا شرح من اين اشتقت التسمية السريانية ؟ في هذا القسم
سوف نشرح عن التسمية الفارسية اسورستان
. و من الملاحظ ان اغلبية المثقفين من شعبنا السوراي
تجهل او تتجاهل اهمية موضوع مصدر التسمية السريانية إ


ثالثا = اسورستان التسمية الادارية الفارسية .الجميع يعلم بالدور الكبير الذي لعبه الميديون في سقوط
الدولة الاشورية سنة 612ق.م. يظهر ان الميديون قد اخذوا
المناطق الشمالية من الدولةالاشورية . نحن لا نعلم بالتدقيق
ايةمناطق خضعت للميديين بعد سقوط الدولةالاشورية وخاصة ما
هي التسمية التي اطلقت على المناطق التي ضمت الى الميديين .
استطاع الفرس بكل سهولة القضاء على الدول الكلدانية
سنة 538 ق.م. و لكن الفرس يخبرونا عن عدة ثورات اقيمت ضدهم
في بلاد بابل . يعتبر الملك داريوس 522 ـ 486 ق.م. من اهم
الملوك الفرس وذالك لتوسع الامباطورية في عهده و خاصةلتنظيمه
لتك الامبراطورية . و قد وصلتنا عدة نقوش تذكر و تعدد
المرزبانات التي تؤلف الامبراطورية الفارسية .
اهم هذه النقوش = نقش بهستون ، نقش سوسا و نقش رستم .
اهمية هذه النقوش انه و ردت فيها تسمية = اثورا = المرزبانة الرابعة في نقش بهيستون وهي تضم الشرق= سوريا ،لبنان ، قبرص
وفلسين وطبعا بلاد اشورالقديمة . بينما كانت كل من ارمينيا
وبلاد بابل تشكل كلا منهما مرزبانة مستقلة (1). لقد نشر
العالم= R . G . KENT = هذه النصوص، ساحاول ان اضمها
في ملحق في اخر البحث .
في نقش سوس، تحتل المرزبانة= اثورا=المرتبة 18، و الغريب ان
الترجمة العيلامية لهذا النص وردت = اثورا = بدون لفظ الالف
اي = سورا =(2).مما دفع بعض العلماء الى الاعتقاد ان الاخطاء العديدة التي ارتكبها الكتاب اليونان في استعمال التسمية
الاشورية فتارة يكتبون ASSYRIA و طوراSYRIA . ربما هذه
الاشكالات جاءت من اللغة العيلامية حيث ان حرف الالف يكتب
و لايلفظ .
لا شك ان الشعب اليوناني قد اخذ هذه التسمية ASSYRIA من
التسمية الادارية الفارسية لاننا كما نرى الفرس اطلقوا
اسم =اثورا= على الشرق القديم، الدولة الاشورية لم تطلق
اسم اتور على بلاد سوريا الحالية.
سنفرد القسم الثالث للتسميةالسريانية في اللغة اليونانية

بعد قضاء الاسكندر على الامراطورية الفارسية سنة 331 ق.م
دخل الشرق تحت حكم المقدونيين لبضعة سنوات و بعد موت الاسكندر
انقسمت امبراطوريته المترامية الاطراف بين قواده فنال سلوقس
الشرق القديم فاطلق على نفسه لقب ملك سيريا SYRIA وسنرى
ان تسمية سيريا ستصبح مرادفة للاراميين .

احتل الرومان ممتلكات السلوقيين و تحولت سيريا من مملكة الى
ولاية رومانية تحت اسم سيريا ايضا . سوف يحصل صراع كبير بين
الامبراطورية الفارسية الساسنية وبين الامبراطورية الرومانية و
سيدوم مئات السنوات و من المهم ان نشيرالىان الفرس كانوا
يستعملون تسمية اسورستان بمعنى العراق الحالي و تسمية سيريا
ليقصدوا سوريا الحالية .


لقد ترجم العالم GAGE Jean نص مشهور(3) للملك شابور الاول
241 ـ 272 ب. م وهو باليونانية وردت فيه SYRIA و ASSYRIA


وهنالك دراسة مهمة جدا قام بهاالعالمان HONIGMANN . E
و MARICQ .A حول هذا النص المهم وهو يتكلم عن حروب شابور
و انتصاره على الرومان و لاحتلاله لبضعة مدن سورية .
يشرح العالمان صفحة 45 =(4)
ان اسم اسورستان يشير الى المنطقة ... على كونها بلاد السريان
اي الاراميين وذالك بسبب المعنى الشعبي ethnologique الذي بدا

يكتسبه الاسم السرياني =. وهما يقصدان كتابات العالم الالماني
المشهور NOLDKKE التي تؤكد على ترادف الاسم السرياني و
الارامي. و لقد اكد هذان العالمان ان اسم اسورستان الفارسي
الذي اطلق على العراق كان يترجم بالسريانية باسم بيث
ارماي اي بلاد الاراميين وهوالاسم الذي حل بدل بلاد اكاد الفديمة
منذ 500 سنة قبل الميلاد حسب المؤرخ ديبون سومر و ربما من زمان
اقدم ؟

الباحثون في المصادرالسريانيةالشرقية يجدون البراهين العديدة
على هذه المعادلة = اسورستان الفارسية = بيث اراماي =.
نحن وجدنا عدة براهين سوف ننشرها لاحقا.
في كتابها عن الادارة الفارسية كتبت الباحثة GYSELEN RIKA
عن ASORESTAN وذكرت = انه لمن المفيد ان نقارن ـ جغرافية
اسورستان ـ مع ابرشيات المسيحيين من بيث اراماي ( =بلاد
الاراميين)= (5).
اخيرا ان الموضوع شيق، و لكن في القسم الثالث سوف نتكلم عن
التسمية السريانية في المصادراليونانية .

المصادر
1 - ROLAND G. KENT ,OLD PERSIAN TEXTS , IN JOURNAL OF NEAR
EASTERN STUDIES , VOLUME 2 ( 1943 )
2 - WALTHER HINZ , THE ELAMITE VERSION OF THE RECORD OF DARIUS'S PALACE AT SUSA . IN J.N.E.S. VOLUME 9 (1950)
3 - IN SYRIA (1958)
4 - HONIGMANN .E. ET MARICQ .A. , Recherches sur les
Res Gestae Divi SAPORIS . (1953)
5 - RIKA GYSELLEN . La géographie administrative de
l'Empire Sassanide . 1989 

460
التسمية السريانية  القسم  الأول

هنالك اراء عديدة حول مصدر التسمية السريانية ، قسم كبير يعتقد ان التسمية السريانية مشتقة من سوروس ذكرت النصوص السريانية الشرقية مثل ابن علي و حسن بن بهلول ، و سريانية غربية مثل ابن الصليبي ، ان سوروس الارامي بنى و حكم انطاكيا نحن لانعتقد باشتقاق التسمية السريانية من سوروس لاننا لا نعرف عنه شياً ، غير صحيح انه بنى انطاكيا فسلوقس المقدوني "ملك سيريا " هو الذي بنى انطاكيا .
في نص سرياني قديم / موجود في المتحف الريطاني / وقع نظرناعلى ترجمة سريانية لاسطورة يونانية عنوانها " ديوقليوس الحكيم " سوف اترجم لكم المقطع الاول ( 1 ).

ـ وحدث بعد انقسام الالسنة في ايام فالغ، ان احد الرجال من ابناء يافث اسمه اكنور، قد صعد من الشرق واتى وسكن على شاطئ البحر، وبنى مدينة وسماها باسمه كنور والتي تسمى بالسريانية صور ، صار له ثلاثة ابناء ، سوروس ابنه البكر و كيليكوس ابنه الثاني ثم فنيقوس الثالث ... وحين اشرف على الموت قسم الارض على ابنائه فاعطى فينيقيا لفونيقوس و كيليكيا لكيليكوس و سوريا لسوروس.

لا شك ان النصوص السريانية القديمة قد اخذت اسم سوروس من هذه الحكاية الخرافية . لا يعقل بنا ان نصدق هذه القصة خاصة و نحن نعرف من اين اشتقت التسمية السريانية .

اولاً : " التسميات القديمة لسوريا" .
ربما " عمورو " هو من اقدم اسماء بلاد سوريا القديمة ، لا شك ان بلاد سوريا مثل بلاد سومر كانت مقسمة على عدة دويلات صغيرة غالبا ما تكون المدينة النواة الرئيسية . كان الفراعنة يطلقون تسمية " خارو " على هذه البلاد ،اما الاكاديون فكانوا يستعملون تسمية " مات بيريتيم" للجزيرة وتسمية " ابرتيم " لسوريا (2) اي بلاد عبر النهر، وقد حفظ لنا التوراة هذه التسمية في سفر عزرا .

كان الصراع قويا بين الفراعنة والحثيين و اقتسموا سوريا بينهما، سوريا الجنوبية ومن ضمنها بلاد دمشق و بلاد كنعان القديمة من حصة مصر ، وسوريا الشمالية ضمن ممتلكات الدولة الحثيية . من المدهش ان اراميو دمشق قد تاثروا بالفن المصري وادوات زينة ارامية من العاج / موجودة حاليا في متحف اللوفر/ تثبت لنا هذاالتاثير كذالك وجد تمثال ابو الهول صغير في الجامع الاموي، ومن المعلوم انه كان معبدا للاله حداد اله الرعد عند الاراميين قبل ان يتحول الى كنيسة مار يوحنا الشهيرة .
و نرى اراميو الشمال متاثرين بالفن و حتى اللغة الحثية خاصة في دولة شمال / زنجرلي / . الملوك الاشوريون في حروبهم العديدة ضد الدويلات الارامية في سوريا استعملوا تسمية " بلاد حاثي " و قد وردت التسمية القديمة " بلاد امورو" في نص الملك تغلت فلاسر الاول(3) .

الملوك الكلدان استعملوا تسمية " بلاد حاثي " هم ايضا ، في احد نصوص نبوخدنصر نرى ان حكام بلاد حاثي الواقعة بين نهر الفرات حتى بلاد غروب الشمس قد جلبوا خشب الارز من جبل لبنان الى بابل ونرى ايضا الملك نابونيد قد استعمل نفس التسمية " حاثي" ليشير الى سوريا القديمة (4).
عندما نشر المؤرخ " كول " ارشيف حاكم نيبور، نلاحظ في الرسالة رقم 74 تسمية " حاثي " و طبعا
المقصود سوريا القديمة (5).

ثانياً : التسمية الارامية لبلاد سوريا القديمة .
لقد اكتشف في اواخر الاربعينات ثلاث نصوص ارامية في قرية سفيرة قرب مدينة حلب ، نصان موجودان في متحف دمشق و النص الثالث في متحف بيروت . المؤرخ ديبون سومر هو اول من نشر وترجم هذه النصوص المهمة لدراسة تطور اللغة الارامية. هذه النصوص تتكلم عن معاهدات بين الممالك الارامية، وقد ورد فيها تسميات جغرافية منها " ارام العليا " و "ارام السفلى" و خاصة تسمية " كل ارام "(6) .
لقد حفظ لنا التوراة تعبير بلاد ارام و ملك ارام و من المدهش ان الملوك الاشوريون لم يطلقوا تسمية " ارام " على البلاد الارامية . لماذا هل يوجد سبب نجهله ؟
المؤرخة هلين صادر التي طرحت هذا السؤال تعتقد (7) ان الحل قد يكون ان الملوك الاشوريين رفضوا ان يعترفوا بسلطة ملك دمشق على كل الاراميين .او ان تسمية ارام في البلاط الاشوري لها معنىجغرافي محدد، كتبت هلين صادر قد يكون في الجزيرة او في بلاد اكاد .

.هنري بدروس كيفا

المراجع :

1 - Corpus Scriptorum Christianorum Orientalium , T - 6 , syr 6 , page 360
- 2J.J. FINKELSTEIN , MESOPOTAMIA , in Journal of Near Eastern Studies Volume 21 , (1962 ) page 83
3 - A. MALAMAT , The Aramaeans , page 135
4 - A.F. RAINEY , The Satrapy Beyond the river , in Australian Journal of Biblical Archeology , tome 1 (1969) , page 54
5 - ST. W . COLE , Nippur VI. The Early Neo- Babylonian Governor \'s Archive from Nippur . page 161-162
6 - A. DUPONT-SOMMER , Les Inscriptions Araméennes de Sefire page 17-18 
 

461
تاريــخ الارامـيـين القـديــم والحديــث

سلام  و  محبة  إلى  الإخوة  القراء .


       لقد  أحببت  أن  أعيد  نشر  هذا  المقال  لأنه  من تأليف  الأخ
نوري  بطرس  و خاصة  لأنه  يحتوي  على  معلومات  مهمة  عن
أجدانا  الأراميين .
       إنني  أشعر  بالسعادة  عندما   أرى  بعض  إخوتنا  يعتمدون  على
المراجع  العلمية  في  أبحاثهم  التاريخية . بصراحة  إنني  لا  أعرف
السيد  نوري  بطرس  شخصيا  و لا  أعرف  إذا  كان  متخصصا
في  التاريخ  ،  و لكنني  أحببت  أن  أنشر  مقاله  لأعبر  عن  فرحي
و ثقتي  أن  السوراي ( السريان  بكل تسمياتهم  الطائفية ) سوف
يتوحدون  عاجلا  أم  أجلا  عندما  يعتمدون  التاريخ  العلمي .
   لقد  وردت  بعض  الأخطاء  في  مقال  الاخ  نوري  بطرس
مثل  عندما  كتب "  وبحلول القرن السابع الميلادي وبسبب الغزو العربي انقرضت الارامية الغربية ..." هذه  الفكرة  غير  دقيقة
لأن  أجدانا  حافظوا  على  لغتهم  مئات  السنين  بعد  دخول  العرب
إلى  سوريا .
     شكرا  إلى  الأخ  نوري بطرس  لإعتمادك  التاريخ  الأكاديمي ،
و لنشرك  هذا  المقال  الذي  يثبت   مدى  عمق  الوجود  الأرامي
في  العراق  القديم . أرجو  من  إخوتنا  الذين  يغامرون  في  كتابة
الأبحاث  التاريخية  بدون  أي  قيد ( تاريخ  أكاديمي )  أن  يلتزموا
على  الأقل  بإعتماد  المراجع  العلمية  حتى  تكون  النقاشات  مفيدة
لجميع  القراء .
     
  هنري بدروس كيفا

                                     تاريــخ الارامـيـين القـديــم والحديــث

نوري بطرس

عاش الاراميون في الشرق القديم مع جيرانهم من الآشوريين والبابليين والكنعانيين والحيثيين. الا ان تاريخهم القديم لم يظهر الا في نهاية الالف الثاني قبل الميلاد، أي بعد السومريين والاكديين بزمان طويل. غير انهم لعبوا دوراً هاماً في ذلك التاريخ على الرغم من انهم لم يتمكنوا من تأسيس مملكة قوية مثل غيرهم من الشعوب، بسبب عدم تماسكهم واتحادهم. ومع ذلك صد الاراميون بعد توسعهم طموحات الاشوريين وسببوا مشاكل عديدة للشعوب الاخرى فاصبح تاريخهم مرتبطاً مع الشعوب المجاورة، وهناك مصادر عديدة في تاريخ آرام القديم اهمها نصوص الكتاب المقدس، وهناك ايضاً الكتابات المسمارية الاشورية، والمخطوطات الارامية القديمة التي اكتشفت مؤخرا، ويعد كتاب البروفيسور "دوبرنت سومر" والذي سماه (الاراميون) من المصادر المهمة في هذا الشأن(1) يقول فيه بان الاراميين هم قبائل سامية نزحت من الصحراء وراحت تغزو الاراضي الخصبة في بلاد مابين النهرين وسوريا حتى استطاعت استيطان هذه المناطق والاستيلاء على زمام الحكم فيها، ثم دخلت في صراع مع الاشوريين بعد ان استطاعت ان تكون لها موطىء قدم على شكل ممالك صغيرة.
وان كان نفوذ الاراميين السياسي قد تلاشى وزال الا ان ماتركوه للاجيال اللاحقة يعد عظيماً وزاخراً بالمنجزات، ولعل اشهر ما ابدعوه تلك الحضارة الراقية واللغة الارامية التي كتبت بها اروع النصوص الارامية حتى اصبحت اللغة الرسمية في الامبراطورية الفارسية وطغت على العبرية في فلسطين وكتب بها اليهود التلموذ والتراجم، وبالارامية تكلم المسيح وكتب بها انجيل متى. كما نجد الالهة الارامية القديمة في سوريا لا سيما (عتار كاتيس) قد عبدت لفترة طويلة. وهكذا ترك الاراميون آثاراً جليلة في تاريخ الحضارات البشرية الكبرى بلغتهم وطقوسهم اكثر مما خلفوه في تاريخهم السياسي(2) . ويصعب على الباحث ان يحدد تاريخ قدوم الاراميين الى الهلال الخصيب، الا ان اغلب المؤرخين يتفقون على انهم استطاعوا غزو الاراضي السورية وبلاد مابين النهرين، ويعطينا الكتاب المقدس (العهد القديم) معلومات مفيدة حول سكن الاراميين في منتصف الالف الثاني (ق.م) القسم الاعلى من بلاد الرافدين، وهناك صلة قرابة يبنهم وبين العبرانيين وقد ذكر في الكتاب المقدس اسم يعقوب الارامي الذي سماه (اسرائيل) او الارامي التائه(3)
في القرن الرابع عشر (ق.م) لم يجد أي باحث تاريخي اثراً يدل على صلاتهم الحضارية مع العبرانيين في النصوص الكتابية. غير ان الاراميين واصلوا تسللهم الى بلاد الرافدين ويدل على ذلك الرسالة التي ارسلها ملك الحيثيين الى ملك بابل انليل الثالث في نحو سنة (1275) ق.م. وفي نحو سنة (1200) ق.م سقطت الدولة الحيثية بينما حارب الاشوريون في عهد ملكهم اشور –ريش- ابشي في (1149) ق.م الاراميين ووصلوا في غزواتهم الى سواحل البحر المتوسط، وقد اطلق الملك الاشوري "نبراري الثاني" (911-890) ق.م على الاراميين تسمية (سكان الصحراء). وفي القرن العاشر ق.م شن الملك الاشوري "بلكالا" الاول حرباً على الممالك الارامية في حوض الفرات بعد ان شكلت مملكة هناك باسم (بيت أديني) ووصل نفوذها الى نهر البليخ ووادي الخابور ونصيبين، وسكنت قبيلة اوتواتي الارامية ضفاف دجلة من الزاب الاسفل الى نهر العظيم وبعد استقرارهم في هذه الربوع عكفوا على الزراعة والتجارة ولكن ظلت الدويلات الارامية مستقلة عن بعضها ولم تتوحد في اتحاد فدرالي، وقد حاولت الدولة الاشورية القضاء عليهم(4) .
وشعرت البلاد البابلية بالخطر الارامي مثلما شعر به الاشوريون وفي عهد "اداد-ادين" (1083-1062) ق.م احتلت القبائل الارامية (دور كوريكالزو) الواقعة جنوب بغداد واستطاع الاراميون قطع طرق الاتصال بين بابل وبورسيبا. كذلك انتشرت الاقوام الكلدانية قي جنوب بابل الى الخليج الفارسي (كلدو)، وفي الجانب السوري تقدم الاراميون ووصلوا (حلب) غير انهم جوبهوا بمقاومة من الحيثيين بعد انهيار كيانهم السياسي. واسس الاراميون دولة (يعودي) وقد اتخذت "زنجرلي" عاصمة لها وسقطت (حماة) بيد الاراميين، وقد وجدت في نصوص الكتاب المقدس انه في عهد الملك داود كان ملك حماة يدعى (يورام)(5)، والحفريات التي اجريت حديثاً كشفت عن حضارة ارامية مع كتابات ارامية كثيرة. ومن اهم الممالك الارامية في سوريا "ارام-صوبا" "وارام بيت رحوب" "وارام دمشق". وقد شن الملك داود حربا على الاراميين كما ذكر في سفر صموئيل. (8/3-10) وفي بلاد ما بين النهرين تغلب الملك الاشوري على الاراميين مما ادى الى تقليص نفوذهم حيث استطاع "اشور ناصربال" (883-859) ق.م توسيع نفوذه حتى وصل حدود بابل، وقد انهكت الحروب الاشورية المستمرة الممالك الارامية مما اضطرتها الى النزوح نحو البلاد البابلية واستمرت في نزوحها حتى وصلت عيلام في القرن التاسع (ق.م). ومن اهم القبائل التي استوطنت بابل قبيلة "اوتوع" "وربوع" "وحريلو" "ولبدودو" وهذه كلها اسماء قبائل آرامية سكنت بابل(6).
وكان "مردوخ بلادان" قد شن حرباً على "سرجون" عندما تربع على عرش المملكة البابلية سنة (722) ق.م بينما، حاول الملك الاشوري ان يقابل القبائل الارامية والكلدانية، وكان الكلدانيون وبنو جلدتهم الاراميين لا يزالون يسكنون بلاد بابل رغم الضربات القاسية التي انهالت عليهم، حتى احتل القائد الكلداني "نبوبلاسر" بلاد بابل واعلن نفسه ملكاً عليها واستولى على نينوى في سنة (612) ق.م بمساعدة الماديين وحلت محلها المملكة الكلدانية، وامتزج آراميو بابل في المملكة الجديدة، ولم يتلاش كيانهم السياسي على الرغم من انهم فقدوا استقلالهم منذ القرن التاسع والثامن (ق.م) وظلوا في كل مكان من بلاد ما بين النهرين وسوريا، وحتى انتهى تاريخهم السياسي بعد ان لعبوا دوراً هاماً مدة اربعة او خمسة قرون، هؤلاء الذين قدموا من الصحراء وانتشروا في شتى الامكنة وفي اغلب البقاع في الشرق الادنى القديم استمروا في اثبات وجودهم على صعيد آخر، فقد بقيت لغتهم وطغت على لغات البلدان والممالك القديمة مدة الف سنة، وهي لغة سامية مثل الاشورية والبابلية والفينيقية والعبرانية، وقد عثر على الكثير من الكتابات الارامية القديمة في مختلف المناطق، فقد وجدت كتابة قصيرة منحوتة على مذبح صغير في ما بين النهرين في (غوزانا) تل ملف الحالية وهي عاصمة دويلة آرامية، كما وجدت نقوش آرامية بالقرب من حلب في القرن التاسع (ق.م)، وكتابة منحوتة على نقش بارز في حران باسم الملك (بعل) اله حران او الآله قمر. غير ان الالفباء المكتوبة ظهرت في فينيقية في نهاية الالف الثاني. وقد اخذ الاراميون بعضاً من الابجدية الفينيقية واضافوا اليها الحروف الاخرى ويشهد بذلك نصب "ملقارت" التي ترتقي كتابته الى النصف الاول من القرن التاسع، اذ كتبت باللغة الارامية الخالصة وعثر عليه في حلب روش حبة اخرى فقد اقتضت العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين مختلف الدويلات الارامية استعمال لغة واحدة في وقت مبكر تكون لغة آرام كله(7) وعند الاطلاع على التاريخ العلم للعالم الارامي في القرن الثامن نجد ان العصر الذهبـي للغة الارامية كانت في ذلك الزمان. وربما في القرن العاشر عندما كانت الدويلات الارامية على اشدها(8)، وقد فرضت اللغة الارامية ذاتها حتى على الغزاة فكان هناك كتبة اراميين في الادارة الاشورية(9) وكانت الدولة الارامية مفهومة عند بعض رؤساء اورشليم. وهناك مراسلات عثر عليها في الدولة الاشورية مكتوبة بالارامية وخاصة في عهد "اشور بانيبال" سنة (650) ق.م على الرغم من انها لم تكن اللغة الرسمية(10). وهناك الواح من الفخار عثر عليها في نينوى واشور وغوزانا كتبت عليها بالاشورية والارامية، وكان الاشوريون والاراميون يعيشون جنباً الى جنب في مدن عديدة من بلاد ما بين النهرين. وفي سنة (636) ق.م حينما جلس "نابوبلاسر" على العرش الكلداني في بابل واسس سلالة بابلية جديدة اخذت اللغة الارامية تكتسب حيوية وازدهاراً وكان الطابوق البابلي لا تزال عليه كتابات مسمارية واخرى آرامية وهذه اشارات على ان الارامية والاكدية كانت تستعمل جنباً الى جنب ردحاً من الزمن(10) حتى باتت لغة المراسلات الدبلوماسية. وعندما سقطت بابل على يد "كورش" في (539) ق.م سرعان ما اصبحت الارامية لغة الامبراطورية الفارسية الرسمية، وكانت المراسلات بين مصر وفارس بلغة آرامية مما يدل على انها كانت لغة دولية، اما في البلاد البابلية فقد عثر على الواح في مدن بابلية كثيرة على انها كتابات آرامية مثل بابل واوروك ونيبور آرامية. وكانت الهند وافغانستان وبلاد اخرى في آسيا قد فتحت ابوابها امام اللغة الارامية منذ العصر الاخميني وفي اريحا في فلسطين عثرت على كتابات آرامية، وفي مصر وجدت بعض الوثائق الارامية في عهد العصر الفارسي. وهذا مما يؤكد قول المؤرخين ان المملكة الفارسية كانت آرامية في ثقافتها وكتاباتها ونشاطها الدبلوماسي. وان احتكاك الارامية باليونانية جعلها تتلقى عدداً غير يسير من الكلمات اليونانية. وكما تطورت اللغة تطورت الكتابة فنشأت نماذج جديدة من الكتابة الارامية منها العبراني والنبطي والتدمري والسرياني(11). ومن المحتمل ان يكون سفر دانيال الذي يعود تاريخ بعض اجزائه الى سنة (167) ق.م قد كتب بالارامية. فآرامية الكتاب المقدس يطلق عليها اسم الكلدانية وهي الارامية الوحيدة التي عرفت في عهد ما قبل الميلاد، وفي عهد المسيح كانت اللغة الوحيدة التي تكلم بها الشعب وكتبت بها الأناجيل، وبحلول القرن السابع الميلادي وبسبب الغزو العربي انقرضت الارامية الغربية ولكن بقيت الكثير من المناطق تستعمل الارامية في عدة قرى ومدن متفرقة في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين. وكانت تدمر قبل سقوطها بيد الرومان تهدي لنا عدداً وافراً من الكتابات الارامية وكانت على اتصال وثيق مع بلاد ما بين النهرين.
ومنذ انتشار المسيحية اخذت الارامية تترسخ في النصوص الادبية ولهجاتها الرئيسية فاصبحت السريانية لغة الرها وكتب فيها ادب غزير لا سيما اللاهوتي. وعاشت السريانية حتى القرن الثالث عشر كلفة ادبية، ونقلت اليهم مؤلفات اليونان العلمية ومازالت الارامية الى اليوم اللغة الطقسية كجماعات مسيحية في عديدة في الشرق الاوسط والجماعات المسيحية في طور عبدين وشمال العراق والموصل واطرافها وشرق بحيرة اورمية، ولازالت في جوهرها تلك اللغة التي تكلم بها الاراميون الى بلاد ما بين النهرين قبل (3000) سنة(12).
ومن اهم الاثار الارامية التي تدل على عظمة الفن الارامي القديم ما عثر عليه من نقش بارز في دمشق التي كانت عاصمة اهم دولة آرامية ويمثل وحشاً وهمياً. وفي "زنجرلي" في شمال سوريا عثر على آثار آرامية تدل على روعة الفن الآرامي القديم. ومازال المعبد الآرامي في هيرا بوليس المدينة الواقعة غربي نهر الفرات في سوريا باقياً على عظمته، وقد اشار اليه "لوقيانوس السميساطي" في الآلهة السورية(13). وتشتهر حلب بمعبدها القديم الذي يدل على الاثار الارامية القديمة.
الهوامش والمصادر
1- ترجم الاب البير ابونا قسماً من الكتاب ونشره في مجلة سومر الجزء الاول والثاني. المجلد التاسع عشر لسنة (1963).
2- المطران جورج حبيب، السريان الاراميون من امسهم الغابر الى يومهم الحاضر ص31. مطبعة الاديب- دمشق (1998).
3- جاء ذلك في تثنية الاشتراع من الاسفار الخمسة الاولى من العهد القديم (26/5).
4- لنكبل: تاريخ بلاد بابل واشور، ترجمة البير ابونا مجلة سومر الجزء الاول المجلد السادس عشر لسنة (1960).
5- جاء ذكرها في سفر صمؤئيل (9/8-10) (14/47).
6- سبتينو موسكاتي: الحضارات السامية القديمة ترجمة الدكتور يعقوب بكر، ص175.
7- البير ابونا: ادب اللغة الارامية، ص16 دار المشرق بيروت (1995).
8- جورج رو: العراق القديم، ترجمة حسين علوان وزارة الاعلام (1984).
9- جان بوتيرو: الكتابة –العقل- الالهة، ص81 ترجمة البير ابونا مراجعة د. وليد الجادد وزارة الاعلام (1990) .
10-هاري ساكز: عظمة بابل، ص172 ترجمة د. عامر سليمان (1979).
11- ليو اونيهايم: بلاد ما بين النهرين، ص199 ترجمة سعدي فيضي دار الرشيد (1981).
12- كوركيس عواد: تحقيقات بلدانية تاريخية اثرية في شرق الموصل. مجلة سومر، الجزء الاول والثاني (1961) ص43.
13- من اعمال لوقا السميساطي:مختارات من محاوراته، ص235 ترجمها سعد صائب ومفيد عرنوق وزارة الاعلام سلسلة الكتب المترجمة (1979). 
 
 

 

462
بعض الاخوة الكلدان ينشرون معلومات خاطئة عن تاريخ الكلدان ، فهم يؤكدون ان تاريخهم عمره 6000 سنة إ وكما راينا مؤخرا في موقع عنكاوا، البعض يدعي ان تاريخ الكلدان
يعود الى 2000 سنة ق.م. وان لغتهم الام كات الاكادية إ نامل في بحثنا البسيط ان نعرف بطريقة علمية على بدء التاريخ الكلداني و دورهم الكبير في بلاد سومر و اكاد .

الاغلبية الساحقة من المفكرين المنادين التسمية الاشورية ،يروجون افكارا خاطئة عن الكلدانيين منها =

ـ الكلدان هم فئة من الشعب الاشوري اشتهرت بالتنجيم و علم الفلك .
ـ الكلدان هم الاشوريون الذين قبلوا الكثلكة منذ القرنال16 عشر . مع ان الكنيسة النسطورية كانت تسمى بالكنيسة السريانية الشرقية
ـ اخيرا تلك التسمية المركبة = الكلدو ـ اشوري = كتسمية تاريخية قومية موحدة إ


اولا ـ مشكلة المصادر =
لم يترك لنا الشعب الكلداني القديم كثيرا من المعلومات ، السبب ان لغتهم الام كانت الارامية مع الكتابة بالاحرف الابجدية وكانت ثورة بالنسبة الى الكتابة بالمسمارية .من المعلوم انالكتابة المسمارية كانت تكتب على لوحات الفخار مما سمح
بحفظها امل الكتابة الارامية فكانت على جلود الحيوانات التي كانت تتاثر بعوادي الزمن، معدل حياة الكتابة على الرق كان حوالي 500 سنة .

اخيرا لمعرفة تاريخ الكلدان القديم يجب الاعتماد على =

ـ اللوحات التي تركها الملوك الاشوريون وهم يخبرن عن حملاتهم ضد القبائل الكلدانية و الارامية .
ـ اللوحات التي تركها ملوك بابل و المدن العديدة في بلاد سومر و اكاد.
ـ اللوحات التي تركها الملوك الكلدان بالكتابة الاكادية.ـ بعض اللوحات التي تركها الكلدانيون باللغة الارامية على لوحات الاحر .
ـ الكتاب المقدس رغم بعض الاخطاء التاريخي و الجغراقية .
ـما ذكر اليونان عن الكلدان .

ثانيا ـ القبائل الكلدانية =

اقدم ذكر لبلاد الكلدان = مات كلدو = وردت في حملة الملك اشوربانيبال الاشوري سنة 878 ق.م. ، بعض اللوحات وردت فيها تسمية قريبة من التسميةالكلدانية تعود الى القرن ال11 عشر
طبعا ق.م و لكن المؤرخ ليبنسكي لا يعتقد بوجود علاقة مع القبائل الكلدانية من مات كلدو .
اهم هذه القبائل و اماكن تواجدها في بلاد اكاد =
بيث داكوري ـــ جنوب شرقي بورسيبا
بيث عموقاني ـــ شمال اوروك
بيث يقين ـــ حوالي مدينة اور
بيث شئاللي ـــ بالقرب من بحر كلدو / الخليج الفارسي /
بيث شيلاني ـــ متواجدون
في الشرق من بيث داكوري .
جميع اسماء هذه القبائل لها معنى في اللغة الارامية=
ـ داكور = اي الذكر

ـ عموقاني = اي الرجل القادم من الاراضي المنخفضة او
من الوادي
ـ يقين = من يقين ايل اي ان الاله سوف /يجعلني/ يقينا .
ـشئاللي = من شئالتي ايل اي سئلت الاله.
ـ شيلاني = يفسرها ليبنسكي ب = نبيل الاصل =


يتبع في القسم الثاني = هل كانت القبائل الكلدانية ارامية؟

هنري بدروس كيفا

http://ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/post.cgi?action=replyquote&forum=32&topic=1814&postno=5 
 
 


 

463
هل كانت القبائل الكلدانية ارامية ؟

للاجابة على هذا السؤال يجب ان نتعرف على اماكن تواجد
القبائل الارامية . هنالك جهل كبير من السوراي اليوم بتاريخ
و دور هذه القبائل الارامية . نامل ان يكون بحثنا دافعا
للقراء للتعمق اكثر بتاريخنا العلمي . للاسف الشديد لا يزال
قسم من السوراي يظن ان بلاد بابل كانت ضمن ممتلكات
الامبراطورية الاشورية و بالتالي سكان بابل اشوريون .طبعا هذا
غير صحيح، لقد خضعت بلاد بابل لملوك اشور خلال بعض الحقبات و
لكن لم يستوطن الشعب الاشوري في المناطق امحتلة . .ثالثا =القبائل الارامية.

عندنا مصادر عديدة لدراسة تاريخ الممالك الارامية في
بلاد ارام / سوريا / او في ارام نهرين /الجزيرة / ولكنها
فقيرة في بلاد بابل . معلوماتنا عن هذه القبائل ماخوذة من
الحوليات و اللوحات التي تركها الملوك الاشوريون عن حروبهم و توسعهم في المنطقة .
في بداية القرن الماضي ، بعض المؤرخين الالمان يذكرون وجود
قبائل ارامية في بلاد بابل ، ولكن المؤرخ الفرنسي ديبون
سومر في كتابه عن الاراميين قد افرد فصلا خاصا عن تلك القبائلالارامية . اخيرا يعتبر المؤرخ برنكمان من اهم الباحثين عن
تاريخ بلاد بابل في الالف الاول ق.م. و كتابه زاخر بالمعلومات
عن القبائل الكلدانية و القبائل الارامية في بلاد بابل إ
في الصفحة 268 ذكر برنكمان ان العلاقات كانت غامضة بين
القبائل الارامية في بابل و القبائل الموجودة في ارام نهرين
و بلاد ارام / سوريا /. سنرى لاحقا اكتشاف ارشيف حاكم مدينة
نيبور و فيه رسائل عديدة، احداها تتكلم عن تحالف عسكري بين
بعض قبائل الجزيرة مع قبائل بابل حوالي سنة 730 ق.م.

يوجد كتابة للملك تغلت فلاسر الثالث 744 ـ 727 ق.م. ورد
ذكر اسماء 36 قبيلة ارامية . هذه القبائل منتشرة حسب
الكتابات الاشورية بالقرب من نهر دجلة جنوب نهر الزاب الاسفل
حتى بحر كلدو ، كذلك على ضفتي نهر الفرات بالقرب من سيبار . بعض هذه القبائل مشهورة مثل الفوقودو و قبيلة الايتوين
و الربوعو و الهامرانو. ذكر الملك تغلت فلاسر الثالث انه
انتصر على كل هذه القبائل الارامية و لكن وصلتنا نصوص تذكر
اسماء سبع قبائل فقط بين 745 و 729 ق.م. بعض كتابات سنحاريب
تؤكد ان الارامين قد سكنوا في معظم مدن بلاد بابل، نيبور،
بابل، اوروك ...
رابعا = العلاقات بين القبائل الكلدانية و الارامية .

لقد سكنت هذه القبائل الكلدانية و الارامية في بلاد اكاد
منذ 1100ق.م. و كانت العلاقات التجارية متبادلة و التحالفات
العسكرية دائمة خاصة ضدالملوك الاشوريين . من المعلوم ان
القبائل الارامية قد جاءت من بادية سوريا لذالك يطلق عليهم
العلماء اسم ساميين غربيين، و قد اختلف العلماء في بداية
القرن الماضي عن موطن القبائل الكلدانية، اليوم اغلب المؤرخين
يعتبروهم من الساميين الغربيين و سرعان ما طرح السؤال التالي=
هل يوجد علاقات قربى بين الكلدانيين و الاراميين ؟
المؤرخ برينكمان و رايه مهم جدا في الموضوع كتب صفحة266 =
انه من الممكن وجود بعض علاقات القربى مع الاراميين =جواب
متحفظ من مؤرخ مؤمن بالبراهين المبنية على النصوص فهو يقول
ـ و هذا صحيح ـ ان الملوك الاشوريين قد ميزوا بين القبائل
الكلدانية والقبائل الارامية إ و قد اشار في كتابه ايضا
ان القبائل الكلدانية قد تاثرت بالحضارة الاكادية فاخذوا
اسماء اكادية و عادات اكادية و حتىاللغة الاكادية و عاشوا
في داخل مدن قرى بلاد اكاد بينما القبائل الارامية عاشت
بعيدة عن المدن في البداية و حافظوا علىلغتهم و حياتهم القبلية
و عاشوا بعيدين عن السلطة. المدهش في راي المؤرخ برينكمان انه يعرف جيدا=
ـ التنظيم القبلي هو متشابه بين المجموعتين، القبيلة تسمى
ب بيت ... مثل القبائل الارامية ثم وجود شيخ او ناسيكو على
راس القبيلة.
ـ يوجد قبيلة كلدانية اسمها بيت عديني و هو نفس اسم القبيلة
بيت عديني على الفرات الاوسط حيث دافع الملك = احوني = ضد
الجيش الاشوري الكثير العدد و يعتبره المؤرخ بول غارللي رمز
المقاومة الارامية إ
ـ ذاكورو شيخ قبيلة بيت شئالو الكلدانية الذي خضع سنة
745ق.م لتغلت فلاسر الثالث و لكنه قاوم مجددا، فالقي القبض
عليه و اقتيد مكبلا الى بلاد اشور. ذاكورو اسم هذا الشيخ
هو اسم ملك حما الارامي ذاكور إ
ـ هذه القبائل عاشت مئات السنين جنباالى جنب بدون اي عداء
و بالعكس كانت متحالفة دائما ضد الملوك الاشوريين .

معظم المؤرخين المختصين بالتاريخ الارامي في الربع الاخير من
القرن العشرين اعتبرواالقبائل الكلدانية من القبائل الارامية
لقد تم مؤخرا اكتشاف عدد كبير من الرسائل في مدينة نيبور و
لحسن حظنا هذه الرسائل كانت متبادلة بين حاكم نيبور الكلداني
مع بقية القبائل الكلدانية و الارامية.
خامسا = البراهين على اخوة القبائل الكلدانية والارامية.

ـ قام العالم = كول= بنشر و ترجمة ارشيف حاكم مدينة نيبور
سنة 1996. هذه الرسائل حوالي 129 غنية بالمعلومات و تعود
الى ما بين 755 و 732 ق.م. اي قبل هجومات الملك تغلت فلاسر
الثالث. الرسالة رقم 9 تخبر عن معاهدة بين حاكم نيبور و
القبيلة ربوعو الارامية و قد ورد في هذه الرسائل باللغة
الاكادية عدة مرات تسمية مات كلدو و عدة مرات التسمية
الارامية و لاول مرة في بلاد بابل ، اسم بيت ارام الجغرافي و
ذاك في الرسالة رقم 104 . و قد وردت عدة تسميات قبلية قد تكون كلدانية او ارامية. الجديد ايضا في الرسالة رقم 13
وهي من شيخ بيت بخياني من نهر الخابور و يقسم بالولاء لسيده
حاكم نيبور وهنا نرى رغم احتلال الاشوريين للمنطقة فهي تعج
بالقبائل الارامية . اما الرسالة رقم 15 فقد ورد فيها
تعبير = كل الاراميين = وهذا يعني ان القبائل الارامية كانت
متحدة و متحالفة مع القبائل الكلدانية. ومن المدهش ان روح
الاخوةالمسيطرة ففي كل رسالة نرى تعابير = يا اخي =.
ـ اللغة الارامية .لقد اكد العالم ليبنسكي صفحة 421 من
خلال بعض الكتابات الكلدانية باللغةالاكاية ان الكلدان
استعملوا تعابير و قواعد ارامية عند كتابتهم بالاكادية .سنة 1994 قدم الباحث = اميل بويك = محاضرة بعنوان = صلاة
نابونيد من المغارة رقم4 في قمران = و هذه الصلاة مكتوبة
بالارامية . و اخيرا نحن نعلم ان اليهود قد تعلموااللغة
الارامية في بلاد بابل بالذات و هذا ما يعرف بسبي بابل .
ـ بيت ارماي اي بلاد الاراميين . كتب ديبون سومر ان تسمية
بيت اراماي قد اطلقت على بلاد بابل 500 سنة ق.م. كتب اجدادنا
مليئة بالنصوص حيث وردت بيت ارماي كتسمية جغرافية. لقد
اقام الكلدانيون امراطورية كبيرة قضت على الامباطورية الاشورية
وانتصرت علىالفراعنة بعبارة اخرى لقد لعبوا دورا سياسيا
اهم من القبائل الارامية، اذا لم يكونوا اراميين فلماذا
سميت بلادهم باسم بلاد الاراميين إ
هنري بدروس كيفا
Bbliographie

BOWMAN, R.A., " Arameans , Aramic and the Bible " , J.N.E.S.
tome 7 ( 1948 )

BRINKMAN, J.A., Political History of Post_kassite
Babylonia ( Rome , 1968 )

DUPONT_SOMMER, A , Les Araméens ( Paris , 1949)

KUPPER , J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari ( Brussels, 1957).

MAZAR, B., " The Aramean Empire and its Relations with Israel" _B.A. XXV ( 1962).

O'CALLAGHAN, R.T., Aram Naharaim ( Rome , 1948).

D.J.WISEMAN edition ., Peoples of Old Testament Times ( Oxford 73 )

ZADOUK , R, On West Semites in Babylonia During the Chaldean and Achaemenian Periods .
( Jerusalem, 1977)

SADER.H., Les états Araméens de Syrie depuis leur fondation jusqu'à leur transformation en
Provinces Assyrienness ( 1983)

ST.W. COLE , Nippur IV , The Early Neo_Babylonian Governor's
Archive from Nippur.
in Oriental Institute Publications
Tome 114 ( 1996)

D.J.WISEMAN Chronicles of Chaldean Kings( 626_556 )
in the British museum. London 1956.

ST.W. COLE ., NIPPUR in late Assyrian Time
C.755_612 B.C in State Archine of Assyria Studies
Volume IV_1996 .

A,K GRAYSUN , Assyrians Rulers of the Early First Millennium B.C
(1114_859 bc ) .

A,K GRAYSUN , Assyrians Rulers of the Early First Millennium B.C
(858_745 B.C ).

Edward LIPINSKI. The Arameans Their Ancient History . Culture , Religion .
dans Orientalia Lovaniensia Analecta Tome 100( 2000).

464
 تعليقات  على " حلقة باللغة السريانية \ الارامية "

   عرض  الصحافي زافين  في برنامجه  الناجح " سيرة و إنفتحت "
حلقة خاصة  عن اللغة السريانية الأرامية و عن تاريخ  و تواجد الشعب
السرياني الأرامي  ضمن سلسلة " من يطيح بزافين 2007 " و هي
حلقات  متميزة . يستطيع  القارئ  أن يشاهد  الحلقة  على  هذا الرابط
http://www.futuretvnetwork.com/videos/scF-5236200042200.asx
    قبل  عرض التعليقات  أحب  أن أشكر  الصحافي زافين على
عمله الرائد و تلفيزيون المستقبل على إنفتاحه  و بالفعل  لقد قدم
هدية  رائعة  إلى  شعبنا  السرياني الأرامي في كل العالم .
    شكر  خاص إلى  السيدة ليلى لطي  لإعدادها  و لتقديمها  الناجح
لهذه  الحلقة  كما  أشكر  كل  الإخوة  المشاركين  الذين أغنوا  هذه
الحلقة  الرائعة .
    بما   البرنامج  عنوانه " سيرة  و إنفتحت "  و  هي عن  الشعب
السرياني  و اللغة  السريانية  فإنني  سأصحح  بعض  المفاهيم الخاطئة
التي ذكرت  في  هذه  الحلقة  .
      لقد  نجح  الأستاذ حبيب مراد  في ترجمة  ما  قيل  خلال الحلقة
بالسريانية  إلى  اللغة  العربية  فألف شكرا  له و قد  يكون  هو صاحب
الترجمة  للحلقة  ألتي  تجدونها  على  هذا  الرابط
http://www.zavenonline.com/translation.shtml
 
أولا - الخوارنة  و اللغة  السريانية .
    لقد  عرض  البرنامج  أراء  بعض  الناس حول  إسم اللغة  ألتي
تكلم  بها  المسيح  و قد ذكر بعضهم أن الخوارنة يحكون السريانية
و يفهمونها ! الحقيقة  أن الخوارنة  يصلون  باللغة  السريانية  وفي
أكثر  الأحيان لا  يفهمونها  أللهم  إلا  الخوارنة  الذين  ينتمون  إلى
الكنيسة  السريانية  الأرثودكسية  و الكنيسة السريانية الشرقية ( الكنيسة
الأشورية  منذ  1976 ) و الكنيسة السريانية الشرقية ( الكلدانية منذ
القرن السادس عشر ). من المؤسف  أن الكنائس    السريانية الكاثوليكية 
و المارونية  و رغم  إمكانياتهم  الهائلة  لا  يهتمون في تعليم  اللغة
السريانية  ولا  يعلمون  هذه  اللغة المقدسة  في مدارسهم  الخاصة .

ثانيا - هل  السريانية  هي  لهجة  أرامية  ؟
      إن  مداخلة  د. نادر سراج  حول  تطور  اللغات  كانت  قيمة
و لكن  عندي  بعض الملاحظات  حول  بعض  التعابير  غير الدقيقة
فهو  مثلا  يشرح  للمشاهدين  الفرق  بين  اللهجة  المحكية  و اللغة
المكتوبة  و حين قال "  السريانية  هي  لهجة  أرامية " فنحن  نخاف
أن  يفهم  المشاهد  أن  السريانية  هي  لهجة  مثل  اللهجة اللبنانية
أي بدون  كتابة  أو  قواعد  للكتابة . علما  أن  أجدادنا  كانوا  يطلقون
على  لغتهم  تسمية " السريانية "  أو " الأرامية " . أي  أن التسميتين
مترادفتان  و تعنيان  لغة  واحدة .
   لقد  ذكر د. سراج  أن  التسمية  السريانية  قد  إنتشرت  بين الآراميين
بعد  دخولهم  الديانة المسيحية . و هذه  نظرية  خاطئة  إنتشرت  بين
رجال الدين السريان مشارقة و مغاربة في أواخر  القرن التاسع عشر.
إن  التسمية السريانية قد أصبحت  مرادفة للتسمية  الأرامية  منذ
القرن الرابع ق.م  . هنالك عشرات  البراهين سوف  أذكر  نصا
للجغرافي اليوناني  سترابون ألذي  عاش في القرن الأول  قبل
الميلاد STRABON , Geographie , I (2) , 34
" يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان " Syrian " فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين " .

   أخيرا  حين  تكلم  د.سراج  عن إنحدار اللغة السريانية  من اللغة
السامية فقد  تكلم  عن  اللغة  الأشورية  و اللغة الأكادية  ولكننا  اليوم
نرى  العلماء  المتخصصين  في  تاريخ الشرق القديم  لا  يستخدمون
تعبير "  اللغة الأشورية "  لأن  هذا  تعبير  خاطئ  إنتشر  بين العلماء
في  أواسط  القرن التاسع عشر .  "  اللغة الأشورية " هو تعبير  خاطئ
لأن  الشعب الأشوري  لم  يكن  عندهم  لغة  خاصة  لهم  بل  كانوا
يتكلمون  اللغة  الأكادية  و كانوا  يسمونها  اللغة  الأكادية !

ثالثا -  ما   هو  إسم  السريان  " التاريخي " ؟
    لقد  نجحت  السيدة  ليلى  لطي  في  تقديم البرنامج  بنجاح  كبير ،
و نحن  نتمنى  لها  أن  تقدم  برامج  عن  السريان  في  المستقبل
القريب  و في  تلفيزيون " المستقبل " غير البعيد  عن قلوبنا .
    المشكلة  أن  السيدة  ليلى  لطي  و منذ  البداية  تقول " شعبنا  الكلداني
الأشوري السرياني " و هذه  تسمية  سياسية  حديثة  و مؤقتة و هذه
التسمية  هي  غير  علمية  و طبعا  غير  موجودة  في  تراثنا  و كتب
أجدادنا . حين  شارك  الراهب  روجيه أخرس  و تكلم  عن المطران
فيلوكسين  المنبجي فهو يتكلم  عن  السريان  المشارقة  و السريان
المغاربة . كذلك  كل  الباحثين  المتخصصين في تاريخ  و حضارة
الشعب السرياني  مثلا سبستيان  بروك  يستخدم  تعبير " السريان
المشارقة  أو المغاربة " .
    السيدة  ليلى لطي  هي  حرة  في  إستخدام التعابير التي  تريدها
و لكنها  مسؤولة  أمام  الرأي العام السرياني الذي  يرفض  التسميات
السياسية  المزورة  لهوية  السريان  و تاريخهم .
    لقد  صدر مؤخرا  كتابا  جديدا  للأب  جورج رحمة الأنطوني
عنوانه " فضل الحضارة الآرامية السّريانيّة على التراث العالميّ "
ورد  فيه " أقدّم هذا الكتاب إلى روح آباني وأجدادي السريان الآراميّيين ".
 إن  السيدة  ليلى لطي  تستطيع أن  تناضل  وأن  تستخدم التعابير العلمية
 أو  أن  تناضل  و تسخدم تعابير  سياسية  و لكن  عليها  أن تعلم  أن
الشباب  السرياني  يتطور  و لم  يعد  يقبل  بتزوير  إسمه  التاريخي .
     ملاحظة  صغيرة  في  بداية  البرنامج  كنت  تشرحين  كيف
يلفظ  السريان  المغاربة   كلمة  الوطن بالسريانية  و كيف  يلفظ
إخوتنا  السريان  المشارقة  هذه  الكلمة  و أنت  تسميهم " أشوريين "
علما  أنهم  سريان  مثلك  و يتكلمون  اللغة  السريانية كما ذكرت .
     سوف  نراقب  في  المستقبل  التعابير  التي  ستستخدمينها  !

رابعا - من  هم  السريان ؟
  رئيس جمعية اصدقاء اللغة السريانية السيد روبير غابرييل  تكلم
عن  تاريخ  السريان  و مواطنهم . وردت  بعض  الأخطاء  التاريخية
فهو  يقول " السريان هم سليلة حضارة بلاد ما بين النهرين , أحفاد السومريين والآكاديين والآشوريين والكلدانيين  البابليين والفينيقيين والآراميين الذين اعتنقوا الديانة المسيحية في القرن الاول للميلاد. هؤلاء جميعا شكلوا الأمة السريانية ...".  أي  أن  السريان  هم  خليط  عجيب
غريب  من  شعوب  إنقرضت  و لم  يعد  يذكرها  التاريخ  مثل  الشعب
السومري  و الأكادي  و الأشوري  و الفينيقي !
     الشعب  السرياني  ليس  هو  بخليط  من  تلك  الشعوب  بل  هو
الشعب  المتحدر  من  الشعب  الأرامي  ألذي  صهر  بقايا  بعض
ألشعوب  القديمة  . إن  ضيق الوقت  لا  يسمح  لي  أن  أقدم  البراهين
عن  إنصهار  تلك  الشعوب  و لكنني  أتعجب  لما  لم  يذكر  السيد
غبرييل  الشعب  الميتني  و الشعب  الحوري  و خاصة  الشعب  الحثي؟
و هذه  الشعوب  كانت  مسيطرة  على  الجزيرة  السورية  أي
بيت نهرين   و سوريا  الشمالية  خلال  مئات  السنين .
     و قال  أيصا  " هؤلاء جميعا شكلوا الأمة السريانية  " و هذه
الفكرة  غير  صحيحة  لأن  التسمية  السريانية  قد  أطلقت  على
أجدادنا  الآراميين  و ليس  على  الشعوب  البائدة .
     غير  صحيح  الفترة  الزمنية  التي  ذكرها  لإنتشار  اللغة الأرامية
فهو  يقول " منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد , بدأ سكان منطقة الشرق الاوسط يتكلمون لهجات مختلفة من اللغة الآرامية ," إن  القبائل الأرامية
قد  سيطرت   على  أقسام  عديدة  من  الشرق  في  حوالي  القرن
الثاني  عشر ق.م  وإن  أقدم  نص  أرامي  يعود  إلى  القرن العاشر ق.م
و قد  إنتشرت  اللغة  الأرامية  في  بلاد  أشور  في القرن الثامن ق.م
بسبب  سبي  القبائل  الأرامية  الثائرة  ضد الحكم الأشوري الظالم .
و إنتشرت  اللغة  الأرامية  بشكل  كبير  بعد  أن  إختارها  الفرس
كلغة  رسمية  في  كل  أرجاء  إمبراطوريتهم  الواسعة  أي  في أواخر
القرن السادس ق.م .

خامسا - ما قصة السريان في لبنان؟

     للأسف  الشديد  لا  يزال  السريان  يتجاهلون  تاريخهم  الأرامي
وهذا  واضح  عندما  نتكلم  عن  علاقة  السريان  في  لبنان .
إن  شمالي  لبنان  كان  تابعا  للملكة  حما  الأرامية  أما  سهل البقاع
و جبال  لبنان فكانت  تشكل  دولة  أرامية  مستقلة  إنضمت فيما  بعد
إلى مملكة  دمشق  الشهيرة . إن  أسماء  القرى  الأرامية  في  لبنان
هي  لوجود  الأراميين  و ليس  لناطقين باللغة  الأرامية .

   كلمة  أخيرة :  رغم  بعض الأخطاء  التاريخية ( قد تكون  غير
مقصودة ) فإن  هذه  الحلقة  تبقى  إيجابية  و نحن  نشكر  كل الذين
ساهموا  في  إنجاحها   متمنين  - و حتى  لا  تنقرض اللغة الأرامية -
أن  يخصص  تلفيزيون  المستقبل  برنامجا  أسبوعيا  مخصصا
للسريان  ، كما  نتمنى  على  الكنيسة  السريانية  المارونية  أن تشجع
مدارسها الخاصة  لتعليم  اللغة  السريانية  المقدسة .

  هنري بدروس كيفا

465
متى  يكون الباحث مسؤولا عن أخطائه " التاريخية " ؟

   تصلني  من حين  إلى  أخر بعض  الردود  و الرسائل  الخاصة  حول
المواضيع  التاريخية  ألتي  أعلق  عليها . وردتني  رسالة  خاصة  في
موقع باقوفا  الغيور  تحت  عنوان " تعميق الوعي والفكر" ذكر  فيها
الكاتب الذي  لن  أذكر  إسمه
 " أشكرك يا أخي العزيز على الغيرية الوطنية التي لديك وأقول ليس ذنب هؤلاء الشخاص كالسيد جميل حننيا وغيره الذين يكتبون وينشرون هكذا كلام بل الذنب ذنبنا نحن النائمين الذين لا نشعر بما يحدث حولنا الا بعد أن تصل السكين الى العظم  يجب علينا أن نعمق الوعي والفكر ونكتب ونعلم ونذيع وننشر و ..............لكي نملك السلاح الذي ندافع به عن  لغتنا وتاريخنا وحضارتنا
وشكرآ وأرجومنك أن نتواصل ....."
  سوف  أعلق  على  هذه  الرسالة  و أسمح  للقراء  في  تقديم آرائهم
و ربما  ينتج  نقاشا  مفيدا  للجميع .

  أولا -  صاحب  هذه  الرسالة الخاصة  هو  - على الأرجح - من الإخوة
ألذين  يؤمنون  بالتسمية  أو الهوية الأشورية  لأنه  قد  أرفق  رسالته
بالعلم الأشوري .

ثانيا - صاحب  هذه الرسالة  يذكر  السيد جميل حننيا  ألذي  علقت عليه
حول  تاريخ  و تسمية  اللغة السريانية . تعليقي  كان  تحت  عنوان
"السيد جميل حننا و لغتنا السريانية؟ " موجود  على  هذا  الرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=8766
 الجدير  بذكره  أن  السيد  جميل  حننا  يردد  أخطاء  تاريخية عديدة ،
تفضح  الفكر الأشوري  الذي  يؤمن  به .

ثالثا - ذكر  صاحب الرسالة الخاصة " وأقول ليس ذنب هؤلاء الشخاص كالسيد جميل حننيا وغيره الذين يكتبون وينشرون هكذا كلام"
نحن  لا  نوافق  على  هذا  الرأي لأن  السيد  جميل  حننا  هو  مسؤول
عن  كتابته  حول  تاريخ  اللغة  السريانية .
  - قد  يكون  السيد  حننا  مهندسا  أو طبيبا  مشهورا   و لكنه  غير
ملم  بتاريخ  اللغة  السريانية  و ليس هو بباحث  مختص  في  تاريخ
السريان .
- السيد  حننا  لا  يستطيع  " الدفاع "  عن  الأفكار  الخاطئة  التي
يرددها  بدون  أي  تدقيق .
 -  نستطيع  أن  نؤكد  (  من  خلال  الكمية  و النوعية  من الأخطاء في
مقاله ) أن السيد  حننا  لم  يدرس  علم  التاريخ  و أصوله  و بالتالي أن
مقاله  هو  سياسي ( ليس له  علاقة  بتاريخ  اللغة  السريانية ) .
- السيد  حننا  هو  مسؤول  لأنه  -  حسب  علمي - لم  يدافع  عن أفكاره
ألتي  إنتقدتها  بشكل  واضح .
- السيد حننا  هو  مسؤول  لأنه  يزور  تاريخ  اللغة  السريانية  غير
مكترث  بتاريخ  السريان العلمي .
- بعض إخوتنا  الذين  يؤمنون  بالفكر الأشوري يدافعون  عن فكرهم
و يحاولون  تبريرها  بكل الوسائل ، فيظهرون  كأنهم  مقاوميين عن
الفكر  الأشوري ،  أما  السيد  حننا  فهو  يردد  الأخطاء  التاريخية
و لا  يدافع  عنها  مثلا  عندما  ذكر  أن  ألأشوريين  قد  نشروا  اللغة
السريانية  ؟

رابعا - الشجرة   و الغابة  !
     هنالك  مثل  فرنسي  يقول "  إن  الشجرة  لا  تستطيع  أن  تخفي
عن  الأنظار  الغابة  ! "  إن  أخطاء  السيد  حننا  التاريخية  هي  في
الواقع  أخطاء  الفكر  الاشوري  في  مفهومه  لعلم  التاريخ . إخوتنا
ألذين  يؤمنون  بالفكر  الأشوري  يعتقدون  أن  العالم  يجهل  تاريخ
الشرق  القديم  أو  تاريخ  اللغة  الأرامية - السريانية . بعض المتطرفين
لا  يزالون  " يناضلون / يزورون"  إسم  لغتنا  السريانية  إلى  لغة
أشورية  ! و البعض  الأخر  -  أخيرا -  إقتنع  أن  إسم  لغتنا  العلمي
و التاريخي  هو  اللغة " الأرامية - السريانية " .
   الفكر  الأشوري  بحاجة  إلى  " ثورة "  فكرية  أو  خطوات جريئة
للإعتماد  على  التاريخ  الأكاديمي . الفكر  الأشوري  يقسم  أمتنا  أما
التاريخ  الأكاديمي  فهو  يوحدها  !

خامسا - كتب  صاحب  الرسالة "بل الذنب ذنبنا نحن النائمين الذين لا نشعر بما يحدث حولنا " .  بصراحة  الفكرة واضحة  جدا  و لكن  من
هم  النائمين  ؟  و هل  أمتنا  منقسمة  إلى  فريقين
  - الفريق  الساهر ( يزور  تاريخنا  و هو  غير  مذنب )
  - الفريق  النائم  (  و هو  مذنب  لأن الفريق  الساهر  يزور  تاريخنا )
عفوا  ألا  يوجد  في  أمتنا  السريانية- الأرامية   مؤسسات  و شخصيات
علمانية  و رجال  دين  تؤمن  بالتاريخ  الأكاديمي  ؟  هل  إطلعت  على
أبحاث  بعض  ألأباء  الكلدان  الغيورين  مثل  الأب المؤرخ  ألبير
أبونا   أو  سيادة  المطران  لويس ساكو  الموقر  ؟  هل  سمعت  ب
"  هيئة الثقافة  السريانية "  و هي  مجموعة  كبيرة  من  إخوتنا السريان
الموارنة  ألتي  تدافع  عن  تراثنا  و  هويتنا  العلمية  أي الارامية  ؟
أخيرا  لقد  عملت  رابطة  الأكادميين الأراميين السريان  من  خلال
مجلة  " آرام "  و عدد  كبير  من  المحاضرات  على  نشر  التاريخ
الأكاديمي  بين السريان (  مشارقة  و مغاربة ) .
   لقد  إختممت  محاضرتي  عن  قداسة البطريرك أفرام برصوم
" نحن  على خطاه  سائرون  و على  الجهل  ثائرون
و في سبيل  توحيد  أمتنا  الأرامية - السريانية  ساهرون " .

سادسا - وكتب  صاحب  الرسالة " يجب علينا أن نعمق الوعي والفكر ونكتب ونعلم ونذيع وننشر و ..............لكي نملك السلاح الذي ندافع به عن  لغتنا وتاريخنا وحضارتنا  ".
نحن  موافقون  على  الخلاصة  التي تطالب  بتعميق  الوعي  و الفكر
ولكن  نحن  نشدد  إلى  أن  الفكر  قد  يتحول  إلى  سلاح  نستطيع  أن
ندافع  به  عن  حقوقنا  شرط  أن  يكون  فكرنا  مبني  على  تاريخ
أكاديمي  مقبول  من كل  العالم . و ليس  فكرا  كالذي  يدافع  عنه
السيد  جميل  حننا  مبني  على  أخطاء  تاريخية  و تفسيرات  ملتوية
و نظريات  مزورة  لتاريخ  السريان مشارقة  أو مغاربة .

  هنري بدروس كيفا

466
هل قدم اللغة الأرامية  يعود إلى 3000 أو 5000 سنة ؟

  لقد  نشر  الأخ  أبو منير  بحثا  عن  تاريخ  اللغة  الارامية  مأخوذا
من  كتاب  للسيد  سمير  عبده . البحث  موجود  على  هذا  الرابط
http://www.syriane.com/forums/index.php?showtopic=6788
  سلام و محبة إلى الأخ أبو منير

شكرا لك لتحقيقك السريع و أنا أسف على تأخيري في الرد
و لكن الفكرة ألتي نقلتها من كتاب السيد سمير عبده هي خاطئة .
اللغة الأرامية لم تكن موجودة " والتي سادت هذه المنطقة منذ الألف الثالث قبل الميلاد إلى القرن السابع " .
إن أقدم نص أرامي يعود إلى حوالي ألف سنة قبل الميلاد أي
أن عمر اللغة الأرامية هو حوالي 3000 سنة . أجدادنا الأراميون
كانوا متواجدين في الشرق قبل 3000 سنة . بعض الكتابات
الأكادية قد ذكرت إسم أرام في حوالي 2300 سنة ق.م . و لا
يوجد أي شك أن تسمية " الأراميين " قد أطلقت على قبائل
" الأخلامو " و " السوتو " و هذه التسميات هي أقدم من التسمية
الأرامية .
لا يحق للسيد سمير عبده " الإدعاء " بوجود لغة أرامية في
حوالي 3000 سنة ق.م فهو لا يقدم براهين و لا يذكر أي مؤرخ
متخصص في تاريخ الشرق القديم يؤمن بوجود لغة أرامية قبل
3000 سنة ق. م ! .
السؤال ألذي يطرح : ما هي اللغة ألتي تكلمها أجدادنا الاراميون بين الألف الثالث و الألف الأول قبل الميلاد ؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال ، و لكننا نؤكد أن اللغة
الأرامية قد بدأت " تتكون " في نهاية الألف الثاني . أذكر القارئ
أن اللغة الأرامية قد تأثرت باللغة الكنعانية ( الفينيقية ) حتى أن
بعض النصوص القديمة يختلف بعض العلماء في تفسيرها : منهم
من يدعي أنها أرامية و منهم من يؤكد أنها فينيقية !

أخ أبو منير ، الرأي العلمي السائد هو أن بداية تاريخ اللغة
الأرامية هو 1000 سنة ق.م إستنادا الى نصوص أرامية مكتشفة.
أن اللغة الأرامية و اللغة السنسكريتية ( في الهند ) هما أقدم لغتين
لا تزالان محكيتين في العالم !
أخيرا نحن لا نوافق السيد سمير عبده عندما يكتب أن اللغة
العربية قد حلت بدل لغتنا الأرامية في القرن السابع الميلادي !
هذه نظرية خاطئة أيضا ، اللغة الأرامية - السريانية ظلت محكية
إلى القرن الثالث عشر الميلادي ( و ليس السابع ) . البراهين موجودة
بكثرة في كتب أجدادنا : مؤلفاتهم كانت باللغة السريانية و ليس
باللغة العربية . لا شك أن أجدادنا قد تعلموا بسرعة اللغة العربية
لأنها لغة سامية ( شرقية ) و قريبة من اللغة الأرامية . ولكن
أجدادنا لم يتخلوا عن لغتهم الوطنية في القرن السابع الميلادي !
سوف أذكر لك برهانا واحدا من مصدر سرياني من بداية القرن
الثالث عشر و هو كتاب المسائل والأجوبة تأليف مار سويرا يعقوب البرطلي ، ذكر فيه " أما السريان فإنهم أهملوا هذا ولم يفعلوه وأعني به جمع الأصول التي تقي لغتهم من الفساد وإن غالبهم لا يهتمون بالتكلم بالسريانية \" . فكما ترى أخ أبو منير ، أن السريان قد أهملوا
لغتهم في القرن الثالث عشر .
شكرا لك مرة ثانية لأنك أعطيتني الفرصة كي أعلق أو أصحح
بعض المعلومات الخاطئة حول تاريخ لغتنا الارامية - السريانية .

حفظك الله
هنري بدروس كيفا

467
هل كان يوجد ثقافة " أشورية " في ألعصر ألعباسي ؟

    بعض  إخوتنا  - رغم ثقافتهم  و غيرتهم - لا  يزالون  يفسرون تاريخنا  حسب  ألطرح ألسياسي  ألذي  يؤمنون به . ألمشكلة  هي  في
إعتقادهم  أن   لا  فرق  بين  بحث  تاريخي  و بحث سياسي  طالما
 يخدم  ألقضية  ألسياسية  ألتي  يؤمن  بها . لقد  إنتشر بين  إخوتنا
ألسريان  ألموارنة  تيار  سياسي  يؤمن  بألهوية  و ألتسمية ألفينيقية
و كان  ألدافع  ألأول  لهذا  ألتيار  ألفينيقي  رفض  سياسة ألتعريب
ألقسرية .  و لكن  هذا  ألتيار  ألفينيقي  لم   يتلاعب بألحقائق ألتاريخية
و ألجغرافية  مثلا  ألإدعاء  أن  ألسريان  ألمشارقة  أي شرق ألفرات
كانوا  من  ألفينيقيين  !  أو  أن  "  ألأطباء  ألفينيقيين "  بنوا  ألمستشفيات
 في  جنديسابور  و  ألرها  !  أو  كانوا  أطباء  ألخلفاء  ألعباسيين  !

    للأسف  ألشديد  أن  إخوتنا  من ألسريان ألمشارقة  ألذين يؤمنون
بألتسمية  ألأشورية  يحاولون  بكل  ألطرق  تزوير  تاريخ  ألسريان
و محاربة  ألهوية  ألسريانية ألقومية  أي ألأرامية  و "  نهب " تاريخ
أجدادنا  متوهمين  أن  ألمثقفين  ألسريان  لن  يدافعوا   عن  تاريخهم
و عن  هويتهم  ألحقيقية . أو  أن  ألعلماء في  ألشرق من ألعرب و ألأكراد
و ألإيرانيين  يجهلون  تاريخ  ألشعب  ألسرياني .

     لقد  نشر  ألسيد  وليم اشعيا  دراسة  عن  ألأقليات  في  ألشرق ،
لا  يوجد  فيها  أي ذكر  للشعب  ألسرياني ألأرامي ، و يدعي  ألسيد
اشعيا  أن  ألأطباء  ألأشوريين  قد  بنوا  ألمستشفيات  في  ألعهد
ألعباسي (  طبعا  بدون  براهين ) . ألدراسة موجودة  على  هذا  ألرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,33740.0.html
   سوف أنقل  للقراء  تعليقي و جواب  ألسيد  اشعيا
الى   السيد  وليم  اشعيا  المحترم

   شكرا   لك  لانك  كتبت  دراستك  في  هذا  المنبر  حيث  نستطيع  ان  نرد  و  ربما  تسمع   صوتنا  ولكننا
اكيدون  انه  لن  يجدي  نفعا .  الفكر  القومي  السياسي   يشبه  سيارة   قديمة  بحاجة  الى التصليح .

  انتم  ترددون  -  بدون  براهين  _  ان  الشعب  الاشوري  قد  حصل  على  ضمانات  من النبي  محمد  ومن
الخلفاء  من  بعده .  هل  تستطيع  انت  او  اي  باحث  يؤيد  فكركم  ان  تقدم  لنا  نصا  عربيا  او  سريانيا
وردت  فيه  التسمية  الاشورية  بمعنى  الامة  او  الشعب  ؟

 نحن  لا  نعلم  لمن  توجهون  دراستكم  السياسية  ؟
الكلدان  و  السريان  و  الموارنة  و  الروم  لا   يقبلون  بالتسمية  الاشورية  السياسية  الجديدة و ـ  للاسف
 الشديد  ـ    تزور  تاريخنا   السرياني  الارامي .

تاريخ   السريان  الاراميين   لن  يبقى  = رهينة  =  بيد  بعض  المتجاهلين   لتاريخنا   الحقيقي،  ان نجاح
الفكر   الاشوري  المؤقت  يشكل   خطرا   على  وجودنا  و  على  هويتنا  و سوف  يبقى  العامل الاول لانقساماتنا  المؤلمة .  دراستك   التي   تتجاهل   تاريخنا   هي  البرهان   امام  القراء .  نحن   اكيدون  ان
 مسيحيو    الشرق    لن   يتخلوا     عن   تاريخهم   من   اجل  بعض  الاحزاب   التي تتنكر  لذلك  التاريخ .

 اخيرا    ان   المستفيد    الوحيد  من  دراستكم   هم  الذين  يستفيدون   من  الانقسامات   السياسية
المسيحية ،  فهي   تسمح  لهم   ان    تقود  المسيحيين   بما  يتلائم   مع  مصالحها   الخاصة . اما اذا
كنت   تظن   ان   دراستك   سوف   تقنعنا   ان   نتخلى   عن  تاريخنا  السرياني  الارامي فهذا   يدل  على
 جهلكم    او     تجاهلكم   لتمسك   السورايى   بتاريخهم    العلمي   .

 هنري    بدروس  كيفا 
  و هذا  جواب  ألسيد اشعيا  ألسريع
السيد هنري بدروس كيفا المحترم
شكراً على وقتك الثمين وردك على جهدي المتواضع ,,وأود ان اعلمك أن موضوع الانتماء الى قومية معينة هو شأن خاص بك والكل حر باعتبار ان الانتماء الى أية قومية هي نتيجة تفاعل مشاعر معينة وأنا شخصياً احترم كافة تلك المشاعر باستثناء التي تنفي الآخر ، ولكن الذي أثار انتباهي هو انفعالك المبالغ فيه واستخدامك وصف الجهل والجهالة ؟ ويبدو لي أنك في وضع نفسي لا تحسد عليه ؟ اكرر أنت حر في تعبيرك فلقد علمنا التأريخ أنه ومنذ سقراط وافلاطون نظر البعض نظرة شك واستخفاف للكثير من الأفكار الجيدة ولم تسلم حتي فكرة الديمقراطية  من النقد واعتبرها بعض المنفعلين والذين يعيشون في عالم علب الساردين  ان الديمقراطية هي حكم الشعب بواسطة الغوغاء والجهلة.

آمنت طيلة حياتي في أن العمل  في ظروف صعبة ومعقدة يتطلب عدم الالتفات الى العبارات الجارحة التي تصدر من البعض والمتوقعة  من قبل بعض مروجيها ممن يعتقدون أن العمل في تلك الظروف عبارة عن شعارات ترفع عالياً ، فهذه هي الجهالة بعينها ، والذي يحرق الحقيقة عله يستطيع الانتقام لحالته الشخصية، هي جهالة اخرى ، خلاصة القول أن الأمة الآشورية والشهداء والقضية والشعب والتضحيات والحركات السياسية الآشورية بمجملها واخص منها العاملة في الوطن قادرة على البقاء والاستمرار في في الزمن الصعب، ومن الطبيعي أن يغيض هذا التواصل البعض ممن طواهم التاريخ ولفهم برداء فيه نتوءات واضحة ،  يرفضون الحقائق لأنها تصفعهم  وتصرخ في وجههم عالياً ، أنها جزء من ضوء الشمس لن يقلل من وهجه سحابة صيف ،,,,,,,
مع التقدير

 وليم أشعيا
    تعليقي  على  رده  ألسريع
الى  السيد  وليم  اشعيا  المحترم

  شكرا   لك  على  ردك الصريح  و  السريع   ، قد  يكون  ردي  الاول  قد  جرح  شعوركم  الحساس ، ولكن
عليك  ان  تعلم  ان = دراستكم =  تجرح   شعور  مئات  الالوف  من  الكلدان  والسريان ، اما  الموارنة  والروم
فانهم  لم  تصلهم  بعد  القومية  الاشورية  كما  تبشرون   بها  اي  بدون  براهين  تاريخية .

اولا  ـ لقد  كتبت  في  ردك  السريع  =أود ان اعلمك أن موضوع الانتماء الى قومية معينة هو شأن خاص بك والكل حر باعتبار ان الانتماء الى أية قومية هي نتيجة تفاعل مشاعر معينة  =      نحن   نخالفك   في الراي ، ربما
الفكر   الاشوري   الذي  تؤمنون  به  يعتمد   على    =  حرية   =   اختيار    القومية ، لان  فكركم   لا  يعتمد
على  حقائق   تاريخية و  سوف   اقدم   البراهين    من   دراستك .   بالمناسبة    فكرنا    السرياني  الارامي
الحديث    يعتمد   =  كليا  =  على  المصادر    التي   تركها   لنا    الاجداد  و هم  يفتخرون  بجذورهم الارامية
لذلك   نحن   ندعو   السورايى   = دائما  =  التمسك    بتاريخهم    العلمي .

ثانيا  =  لقد  ذكرتم  ايضا   =   وأنا شخصياً احترم كافة تلك المشاعر باستثناء التي تنفي الآخر = عفوا  هذا
كلام  غير  صحيح ، لقد  ذكرتم   جميع   الاقليات بين  البلدان  العربيةلقد  كتبت  عن   البربر   = والبربر( الأباضيون ، الطوارق ، الشاوية ، المسيحيون البربر في جبال القبائل ، الريفيون ، الامازييغ ، الشلوح وغيرهم ) في الجزائر والمغرب = فانت   تعلم   تلك  الاسماء   للبربر  و لكنك  =  تتجاهل  =  الوجود  الكلداني   و  السرياني
الذين   يعيشون  بالقرب  منك   و ربما  في  بيتك . عفوا   انت   لا   تحترم   مشاعرنا  و  لا  تاريخنا .

ثالثا ـ   سيد  وليم  اشعيا  ،  الفكر   الاشوري   يزور  تاريخنا ، فانت  تكتب فصلا  بعنوان =المبحث الثالث / الآشوريون في الدولة الاسلام = وكل   ما  تكتبه  هو   عن   السريان  اجدادك . السريان  هم  الذين نقلوا
الحضارة  و  العلوم  اليونانية  و  الفارسية  و السريانية   الى  العرب .  النصوص  العربية  تسمي  اجدادك
سريان  و  ليس  اشوريين . فكيف  تسمح  لكم  = حريتكم=  بتزوير   تاريخ   السريان  ؟  هنالك  عشرات
الكتب  والابحاث   حول  =  دور  =  السريان  في  نقل     العلوم   الى  العرب .  الغريب  انت  تستشهد
بكاتب  = وفي هذا الصدد يذكر الدكتور فيصل دبسي في مقالته ( تأريخ الطب وأعلام الأطباء عند السريان في العصرين الأموي والعباس= نحن  نستغرب  كيف  تحول  الاطباء   السريان   الى   اشوريين  ؟

 رابعا ـ لقد  كتبت  ايضا  = آمنت طيلة حياتي في أن العمل  في ظروف صعبة ومعقدة يتطلب عدم الالتفات الى العبارات الجارحة التي تصدر من البعض والمتوقعة = سيد  وليم  المحترم ،  نحن  نحترم  عملك  و نضالك
و نتمنى  ان  تحترم  اكثر  اخوتك  الكلدان  و  السريان . و  نتمنى  ان  تؤمن  بالتاريخ   العلمي و عدم  سرقة
تاريخ  السريان ، ردك  الاول  كان  سريعا جدا ،  ارجو  في  ردك  القادم  ان  تذكر  لنا  ، اين  وجدت  طبيبا
اشوريا  في  المصادر  العربية ؟  اي  باحث  يدعي  بوجود   ثقافة  اشورية  في  العهد  العباسي ؟

       اذا  كنت  فعليا   تهتم  و  تعمل  من  اجل  =  السورايى = ، ارجو  ان  تتذكر   باننا  اقلية   تعيش
ضمن  اكثرية  عربية .  لقد   سمعت   وزير   الثقافة  العراقية   في مؤتمر  =  ينابيع  سريانية =  في  بحر
صاف  بكفيا  في  لبنان  ، يشيد  بدور   السريان  الحضاري  في  نقلهم   العلوم  للعرب .
      اخيرا   ارجو  ان  تفهم  من  ردودنا   ، نحن  نؤمن  ان  تاريخنا  العلمي  واضح ، لا  نقبل  بتزويره لانه
العامل  الرئيسي  لتوحيدنا .

  هنري  بدروس  كيفا
 
       
بصراحة  ألسؤال  ألمطروح  هو  هل  كان  يوجد  أطباء " أشوريين "
في ألعهد  ألعباسي ؟  و لكن ألسؤال  "  ألحقيقي "  هو  هل  يعي
بعض  إخوتنا  من  ألسريان ألمشارقة  " خطورة "  تزوير  تاريخ
ألشعب  ألسرياني ؟  هل  يستطيع  ألسيد  اشعيا  ألدفاع  عن  فكرة
وجود  ثقافة  أشورية  و أطباء أشوريين    إذا  قام  أحد  ألعلماء  من
ألعرب   أو ألأكراد  أو ألإيرانيين   و  أدعى  أنهم  عرب  أو  أكراد
أو  إيرانيين  !
    ألسيد  اشعيا  ينكر وجود  ألشعب ألسرياني ألأرامي  و لكنه  عندما
يتكلم  عن أطباء  أشوريين  فهو  يستشهد  بمراجع  تذكر  ألأطباء
ألسريان .
  أخيرا  نحن  لا  ننتظر  منه  أو  من  غيره  ألبراهين  على وجود
ثقافة  أشورية  في ألعهد  ألعباسي :  هدفنا  ألأول  هو  توعية  ألسريان
من  خطورة  تزوير   تواريخ  أجدادهم .

  هنري بدروس كيفا

468
مؤتمر البطريرك أفرام الأول برصوم في نورشبوري ـ السويد
                           ألقسم  ألثاني

   ثالثا -  أليوم  ألثاني ألأحد في ألأول  من كانون ألأول .

       أ - محاضرة  ألمطران   سويريوس اسحق ساكا، كانت  عن حياة
قداسة ألبطريك  برصوم . ذكر  فيها  سيادته  أن  ألبطريرك برصوم
كان  يشبه  ألمنارة  ألتي  تنير  في  ألظلام .

 ب - محاضرة  د . عزيز عبد ألنور : لم  يتمكن  ألدكتور  عزيز  ألحضور و ألمشاركة  لأسباب  خاصة  منعته  ألسفر . و كان  قد
أرسل  محاضرته  سابقا  مما  سمح  للأستاذ  غبرائيل  مروكي رئيس
ألإتحاد  ألسرياني ألعالمي  ، أن  يقدم  ملخصا  للحاضرين  و بأللغة
ألسريانية  بدلا  عن  د. عزيز عبد ألنور . كانت ألمحاضرة  حول
سفر  قداسته  إلى  لندن  سنة 1920 لمقابلة  ألمسؤولين  ألإنكليز
و ما  نتج  عن  تلك  ألزيارة . يظهر  أن د . عبد ألنور  قد إستند
على  ألأرشيف  ألإنكليزي  و نحن  بإنتظار  نشر ألمحاضرة كاملة .

ج - محاضرة سيادة ألمطران  مار سلوانس بطرس النعمة  : لقد
تكلم  سيادته  عن  ألفيلم  ألوثائقي  ألذي  أعدوه  عن  حياة  قداسة
ألبطريرك برصوم . و قد شرح  سيادته  للحاضرين  كيف  تعاون
ألجميع  من  أجل  تحضير  ألفيلم   ألذي  عرض  بمناسبة  ألذكرى
ألخمسين  لوفاة قداسته . ألفيلم  يدوم  أكثر  من  ساعة  و هو  بأللغة
ألعربية ، سوف  تبثه  محطة  سوريويو  سات  كما  أكد  سيادته  أنهم
سيعملون  لترجمة  ألفيلم  إلى  أللغة  ألسريانية .

بعض  ألملاحظات  حول  ألمؤتمر :

 1 - كان  ألمؤتمر  مناسبة  جميلة  للقاء  ألغيورين  ألسريان . وقد  أكد
ألسيد  ماروكي  أن  ألسريان  لن  ينسوا  قداسة  ألبطريرك  برصوم
و تمنى  أن  يقوم  أبناءنا  بألذكرى  ألمئة   لوفاته .
 
 
 
   2 - ذكر  سيادة  ألمطران سلوانس أن  ألكنيسة  ألسريانية  ستدرس
إمكانية  إعلان  ألبطريرك  برصوم  قديسا .

  3 - إستفاد  ت  رابطة  ألأكادميين  ألأراميين  هذه  ألمناسبة  ألجميلة
و قدمت  جائزتها  ألسنوية  إلى  سيادة  ألمطران ومار سويريوس اسحق ساكا،  لنشره  كتابا  جديدا  يحتوي  على  عدة  قصائد  بأللغة ألسريانية .
 و جائزة  آرام  تقدم   سنويا  إلى  أدبائنا  و شعرائنا  ألذين  يكتبون
بلغتنا  ألسريانية  أي ألأرامية  ألمقدسة . وقد  قدمت  جائزة  آرام  لسنة
2006  إلى  ألأب  ألفاضل  يوسف  سعيد  ألذي  ألقى  قصيدة  أثرت
في  ألمستمعين .

4 - ألمناقشات  حول  ألمحاضرات : سأل  أحد  ألإخوة  سيادة ألمطران
إبراهيم  " هل ورد  إسم  ألصحافي فريد نزهة في ألرسائل  ألتي إطلعتم
عليها ؟ " أجاب  سيادته  بألنفي . و قد  سألت  أنا  شخصيا  سيادة
ألمطران ساكا " لقد  ذكرتم  منذ عشرين سنة في أحد كتبكم أن ألتسمية
ألسريانية  لا  تدل  على  أية  قومية  و أنها  تعني  ألمسيحي ، بينما
نرى أليوم  في كتابكم  ألأخير  قصيدة بالسريانية  عنوانها  ألسريان
ألأراميون  تقولون فيها أن ألسريان  هم  شعب أرامي ، ألسؤال  هو
هل  بنظركم  أن  ألسريان ألمشارقة ( إخوتنا  ألذين  ينتمون إلى ألكنيسة
ألكلدانية  و ألكنيسة ألأشورية ) هم  أيضا  ينتمون  مثلنا  إلى ألأراميين؟"
 جواب  سيادة  ألمطران  لم يكن  مقنعا  لأنه لم يكن جوابا  علميا  إذ
أجاب " بصراحة  لقد وجدت  في بحث أن ألتسمية  ألسريانية  كانت
موجودة  100 سنة قبل ألمسيح  أي  عندنا  شعب  أرامي من  جهة
و شعب سرياني من جهة ثانية " . قام  أحد  ألشباب  و علق  أن
بما  معناه  أن ألتسمية  ألأرامية  هي مرادفة  للتسمية  ألسريانية  إذ
نرى  أن ألتوراة   قد  ذكرت  نعمان  ألأرامي  بينما  ألإنجيل  يسميه
نعمان  ألسرياني  !  و قد  سألني  أحد  ألإخوة  ألغيورين  " ما  هي
ألبراهين  ألتي  تثبت  أن  هويتنا  هي  آرامية  ؟ " أسرع  ألأستاذ
ماروكي  في ألإجابة  و قال "  هذا  ألسؤال  بحاجة  إلى  محاضرة
كاملة  ! "

5 - رغم  بعض  ألنواقص  في  هذا  ألمؤتمر فإنه  يبقى  عملا  إيجابيا
يشارك  فيه  ألعلمانيون  و رجال  ألدين  من  أجل إحياء  ذكرى
ألبطريرك  أفرام برصوم . هذه  خطوة  جبارة  نتمنى أن  تلحقها
خطوات  أخرى  من  أجل  معرفة  تاريخنا  ألسرياني  و نبذ  كل
ألطروحات  ألتي  تشوه  و تزور  تاريخ  ألسريان .

  أخيرا  إنني  أشكر  بإسمي  ألخاص  كل  ألأباء ألمطارنة  ألذين
شاركوا  في  إنجاح  هذا  ألمؤتمر ، كما  أشكر  كل  ألمؤسسات
ألسريانية ألأرامية   و ألأفراد  ألذين  ضحوا  من  أجل  إعداد  هذا
ألمؤتمر .

  هنري بدروس كيفا

469
 مؤتمر البطريرك أفرام الأول برصوم في نورشبوري ـ السويد

   ألسريان  مصممون  على  عقد  ألمؤتمرات  ألعلمية  لدفع  شبابنا  على
ألحفاظ   على  هويتهم  ألتاريخية و كي يتعرف  ألعالم  على تفاعل
ألسريان مع تاريخهم  و رغبتهم ألقوية  في ألحفاظ على تراثهم .
     
     قام  سيادة ألمطران مار سلوانس بطرس النعمة  مطران حمص ،
مع إخوتنا  ألسريان  في حمص    في  إعداد  ألذكرى  50 لوفاة قداسة
ألبطريرك أفرام برصوم ، و قد  حضروا  فيلما  وثائقيا  عن  حياة
ألبطريرك  ألراحل . أراد  ألإتحاد  ألسرياني  ألعالمي  و ألمؤسسات
ألسريانية ألأرامية   أن  تدعو  ألأباء  ألمطارنة  للمشاركة  و هم
مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، ومار سويريوس اسحق ساكا، ومار سلوانس بطرس النعمة .

     إن  ألإتحاد  ألسرياني  ألعالمي  يشجع  ألمؤتمرات  حول تاريخنا
و يتعاون  مع جميع  ألمؤسسات  ألسريانية ألأرامية  و جميع ألكنائس
ألسريانية  من  ألحفاظ على  هويتنا  و تراثنا  ألسرياني .

    لقد  رحب  قداسة  ألبطريرك  زكا  عيواص  بهذا  ألمؤتمر  إذ
أرسل  إلى  ألمؤتمرين  رسالة  بلغتنا  ألسريانية  يشكر  فيها  جميع
ألمشاركين  و ألحاضرين  و خاصة  ألسيد كبرائيل  مروكي رئيس
ألإتحاد  ألسرياني ألعالمي . كما  شاركت  ألكنيسة  ألسريانية  في
ألسويد  عبر  ألمطران  مار  ديوسقوروس  بنيامين أطاش و عدد من
ألكهنة خاصة  ألخوري  شابو  ألخوري  راعي  كنيسة القديسين بطرس وبولس في نورشبوري . و قد  قدم  ألمجلس  ألملي  و رئيسه  ألسيد
خلف  خلف  ألصالة  و مساعدات  عديدة  لإنجاح  ألمؤتمر .

 أولا - مساء  ألجمعة في 30 تشرين ألثاني : ترحيب بألمشاركين .

      في  مطعم  EDESSA  لصاحبه  ألسيد سليمان ، إجتمع ألمشاركون
في ألمؤتمر  مع  عدد  كبير  من  ألمسؤلين  في ألمؤسسات  ألسريانية
ألناشطة . كما  تواجد  بعض  إخوتنا  ألسريان  من  هولندا  و بلجيكا .
و بعد  ألعشاء ، ألقى  سيادة  ألمطران مار بنيامين أطاش  كلمة ترحيبية
بأللغة  ألسريانية (  أللهجة ألطورية )  رحب  فيها  بجميع  ألأباء
ألمطارنة  و ألباحثين  د . أسعد صوما  و د . عزيز عبدالنور  و
 هنري بدروس كيفا . قال لي ألمطران أطاش "  إنني  آسف  إذا  كنت
لا  تفهم  ألسريانية " فأجبته  على  ألفور "  إنني سعيد جدا  لأنكم
تتكلمون  أللغة  ألسريانية ألمقدسة  ، و إنني أنتمي إلى عائلة رهاوية
لم تكن أللغة  ألسريانية  لغتها  ألأم  مثلكم " .
   و قد مازحت  صاحب  ألمطعم  EDESSA  " إذا  قدمت  فتاة
سريانية إسمها  Edessa  فهل  تأخذ  منها  ثمن ألطعام ؟ " أجابني
ألسيد سليمان " كلا  و إنني أقيم  حفلة  لها " .
      إستفاد  ألحاضرون  بوجود  ألأباء  ألمطارنة  و طرحوا  عدة
أسئلة  تتعلق  بألأمور  ألداخلية  في ألكنيسة  ألسريانية . كما  قام  كل
من  ألمطارنة  إبراهيم  و سيلوانوس بطرس  بألتعريف  على ألسريان
في  حلب  و حمص . قال  سيادة  ألمطران إبراهيم  إن  أغلب  ألسريان
في  حلب  هم  من  ألمهجرين  بعد ألحرب  ألعالمية  ألأولى  بعكس
ألسريان  في  حمص  و ضواحيها  .

ثانيا - أليوم ألأول ألسبت في 1 كانون ألأول 2007

   لقد  إكتظت  صالة  ألكنيسة  بألحاضرين ، فألقى عريف  ألحفلة
كلمة بأللغة  ألسريانية  يرحب  فيها  بألحضور ، قامت  بترجمتها
عريفة  ألحفلة  إلى  أللغة ألسويدية . ثم  كلمة  ألسيد  كبرائيل  ماروكي
بإسم  ألإتحاد  ألسرياني ألعالمي ، تلتها  كلمة حبيب دلماك بإسم
ألمؤسسة  ألسريانية S U F . كما  قام  أحد ألإخوة  بقراءة  رسالة
قداسة  ألبطريرك  زكا  عيواص  ألموجهة  إلى  جميع  ألمشاركين
بهذه  ألمناسبة  ألمهمة .  كما  ألقى  سيادة  ألمطران  بنيامين أطاش
كلمة  مرحبا  بألجميع  و شاكرا  ألأباء  ألمطارنة  ألمشاركين  في
ألمؤتمر  و ألمطارنة  ألذين  حضروا  في  أليوم  ألأول لوجودهم في
ألسويد  و هم  مطارنة  ألقدس و زحلة .

 أ - محاضرة  سيادة  ألمطران إبراهيم  حول  قداسة  ألبطريرك برصوم
و ألمشاكل  ألتي  واجهته  و ذلك  من  خلال  رسائله  ألخاصة  غير
ألمنشورة . و كانت  محاضرة  سيدنا  ألمطران  إبراهيم  بأللغة ألسريانية
و قد  عدد تلك  ألمشاكل و منها  ألمشكلة  ألروحية  عند  بعض ألسريان
ثم  مشكلة  ألكنيسة  ألسريانية  في  ألهند . لقد  طرح  ألحاضرون عدة
أسئلة  على  سيادة  ألمطران  إبراهيم .

ب - محاضرة ألدكتور  أسعد صوما  عن  حياة  ألبطريرك أفرام برصوم
و كانت  بأللغة  ألسويدية  لأن  أغلب  ألشباب يفهمونها . و قد  نشر
ألدكتور  أسعد  كتابا  عن حياة  ألبطريرك مع  صور  عديدة  و أسماء
ألكتب ألتي  ألفها  و بعض من  أشعاره .  كما  شرح  ألدكتور  صوما
ما  معنى " ألبطريرك برصوم ألأول ألأشوري " ، و هذه ألكتابة
موجودة في إحدى  كنائس طورعبدين  ، يستغلها بعض إخوتنا  للإدعاء
أن  ألبطريرك  برصوم  كان  أشوريا  . يؤكد  ألدكتور  صوما  أن
تسمية أشوري  في  هذا  ألنص  تعني  ألموصللي  و ليس ألقومية
ألأشورية . وقد  نشر  نصا  سريانيا  يؤكد بشكل قاطع  هذا  ألتفسير
" ܒܫܢܬ  ܒܪܕ  ܕܝܘܢܝܐ  ܒܝܘܡܝ  ܐܒܐ  ܕܝܠܢ  ܪܘܚܢܝܐ  ܦܛܪܝܪܟܐ  ܦܛܪܘܣ  ܡܘܨܠܝܐ  ܐܘ
ܟܝܬ   ܐܬܘܪܝܐ   ܪܝܫ  ܐܘܡܬܐ  ܕ ܣܘܪܝܝܐ  ..."
 أي " في  سنة 1893 في  أيام  أبونا  ألروحي ألبطريرك  بطرس
ألموصللي  أي  ألأشوري  رئيس  أمة  ألسريان ... "

ج - محاضرة  ألباحث هنري بدروس كيفا  و هي  حول بحث قداسته
 " في إسم  ألأمة ألسريانية " . ألمحاضرة  منشورة  لمن  يريد  أن
يستفيد .

    رابعا - ألسهرة

  لقد  قامت  ألمؤسسات  ألسريانية  بمناسبة  هذه  ألذكرى  بألتحضير
لحفلة سريانية  رائعة  ، شارك  فيها  عدد  كبير  من  ألمطربين ألسريان
مع عدة  فرق موسيقية  ، ألذين  دفعوا  شبابنا  إلى  رقص  دبكاتنا
ألتقليدية  . كما  صور  سوريويو  سات  ألمحاضرات  و ألحفلة
ألتي  تخللها  إشتراك  بعض  ألفرق  لرقص  ألدبكة .
  أخيرا  ألحفلة  كانت  تحت  شعار  ألفرح  و أللقاء بكل  ألإخوة
ألسريان . لقد  تركت  ألحفلة  ألساعة  ألواحدة  و لكنها  دامت  إلى
ساعات  متأخرة . أعتذر  عن  عدم  ذكر  أسماء  ألمطربين لأنني
لا  أعرفها  و أتمنى  أن  أنشر  لكم  بعض  ألصور .
( يتبع )
هنري بدروس كيفا

470
" في إسم الأمة السريانية" بحث علميّ أَم وصية تاريخية؟



محاضرة الباحث هنري بدروس كيفا في المؤتمر الذي أقيم بمناسبة  لمرور خمسين سنة على وفاة البطريرك أفرام برصوم في صالون كنيسة مار بطرس وبولس في نورشبوري (ستوكهولم) يومي السبت والاحد 1-2 كانون الاول 2007.

 "في إسم الأمة السريانية" هو بحث مشهور لقداسة البطريرك أفرام برصوم كتبه سنة 1952 تلبيةً لطلب بعضِ السريان في أميركا ألشمالية .هذا البحث حول التسميةِ والهويةِ السريانيتين يستند على النصوص السريانية التي تركها لنا اجدادنا. بعد مرور 55 سنة على كتابتـِه وفي الذكرى الخمسينَ لوفاة قداسة البطريرك أفرام برصوم نريد أن نطرحَ سؤالَ هل كان بحثـُه علميا أم هو توصياتٌ من قبل قداستـِه من أجل كتابة التسمية السريانية وحول مفهومـِه للهوية السريانية؟ أخيرا هل تلك التوصياتُ مبنيةٌ على مصادرَ ومراجعَ موثوقةٍ؟ هل يحق لنا أن نقولَ أن توصياتِ قداستـِه قد تحولت إلى "وصية تاريخية" علينا أن نحترمـَها؟

أولا - ظروف كتابته وأسبابها

في حوالي 1950 وقعت مشكلة للسريان الأرثوذكس الذين يعيشون في أميركا الشمالية إذ أنهم كانوا ضائعين في حلّ الأمور التالية:

- كيف يكتبون التسمية السريانية باللغة الإنكليزية؟

- كيف يفرقون بين SYRIAN مواطن سوري (عربي) و SYRIANتابع للكنيسة والشعب السرياني؟

- ما هي هوية وتاريخ الشعب السرياني؟

- هل يوجد علاقة بين التسميتين السريانية والأشورية؟

- هل يصحّ إطلاق التسمية الأشورية على اللغة والأمة والكنيسة السريانية؟

لا شك أن قداسة البطريرك كان يعلم أن بعض السريان قد إنخدعوا بالتسمية الأشورية المزيفة، فوضع في بحثه الكثير من البراهين وشدد على ترادف التسميتين السريانية والآرامية. وكان قداسته قد كتب بحثه بخط يده، وقد نشر هذا الكتيب بطريقة الأوفست مما سمح للقراء الإطلاع على البحث والتعرف على خط قداسته وبعض ملاحظاته: نقل نصا سريانيا من تاريخ ميخائيل الكبير جاء فيه "بنو سام هم الأثوريون والكلدانيون واللوديون والآراميون الذين هم السريانيون والعبرانيون والفرس."الجدير بذكره أن قداسته قد وضع خطـّا تحت عبارة " الذين "!

ثانيا - هل كان بحثه علميا ؟

أ - موضوع البحث

البحث قصير جدا وهو كناية عن 24 صفحة من الحجم الوسط، نستطيع أن نلخص بحث قداسته بسطر واحد، فهو كتب في الصفحة الأولى وفي السطر الأول: " الأمة السريانية منذ ظهورها في العالم عرفت بالأمة الآرامية ".ثم ما تبقى من البحث هو كناية عن براهين من المصادر السريانية التي تثبت أن السريان يتحدرون من الآراميين وأن إسم لغتهم هو السريانية الآرامية !

قداسة البطريرك برصوم يقدم البراهين على الشكل التالي: 

أولا من التوراة ...

ثانيا من مصنفات العلماء و المؤلفين السريانيين والكلدان منذ المئة الرابعة حتى المئة الرابعة عشرة وتجد في ما يلي شواهد وبينات صريحة واضحة نقلناها من سبعة وعشرين مؤلفا بنصها السرياني الآرامي وترجمناها إلى العربية. وهي شواهد ناصعة على إسم أمتنا وعلى لغتها وهذه الحقيقة يؤيدها جميع العلماء والكتاب المتأخرين المستشرقين في مؤلفاتهم العديدة ". في إسم الأمة السريانية (طبعة المطران جيجك) صفحة 4 .

ثم يقدم في الصفحات الأخيرة بعض النصوص من العلماء المستشرقين وكيفية ذكرهم للسريان سوف أنقل لكم نصا واحدا منها:

 L'Ecole D'Edesse par E.R.Hayes ,Paris , 1930, Page 24:

« or Edesse etait la metropole du christianisme purement Syrien , et l'ecole D'Edesse etait la plus grande universite des Syriens, et l'eglise de Perse laquelle etait d'origine purement Syrienne, en parlait le Syriaque . »

صفحة 24،  ولكن إديسا كانت مدينة كبيرة للمسيحيين السريان بشكل خاص، ومدرسة إديسا كانت أكبر جامعة للسريان، أما كنيسة فارس التي كانت من جذور سريانية صافية ويتكلمون فيها اللغة السريانية "

ب - بعض الملاحظات حول البحث

1- معلومات قداسته عن تاريخ الآراميين مأخوذة من التوراة، يظهر أن قداسته لم يكن مطلعا على الدرسات حول الآراميين القدامى. التوراة غير كافية كي نطـّلع على تاريخ الآراميين و إنتشارهم في الشرق القديم .

2- في الصفحة 6 نجد العنوان: المؤلفون السريان (الغربيون) وعندما يذكر السريان (المشارقة) في الصفحة 30 فهو يسمـّيهم "المؤلفون الكلدان (المشارقة). علما أن العلماء المشارقة الذين يستشهد بهم يسمون أنفسهم "سريان" .

يشوعداد قد كتب "صنف لا يقتنيه السريان ولذلك نقل إلى السريانية "أو" أن الترجمة اليونانية تسمي كل آرام وآراميين "سريانا". فأبو آرام أعني السريانيين ولذلك سموا آراميي ما بين النهرين "

ومن كتاب النحو السرياني لإليا مطران نصيبين

" إن ألعبرانيين و ألسريانيين و ألفرس و ألحبشة و العيلاميين و الماديين و الفينقيين و الألينيين و العرب و غيرهم ممن لا نعرفهم ..."

ألم يكن إيليا مطران نصيبين سريانيا؟

لقد أخطأ قداسته باستخدامه تعبير "الكلدان المشارقة" أولا لأن النصوص تذكر السريان ثم لأن التسمية الكلدانية الكنسية هي من القرن السادس عشر. وأخيرا عندما يستخدم قداسته تعبير "السريان المغاربة" فهو ملزم باستخدام تعبير "السريان المشارقة "

 3- لو كان قداسته مطلعا على كتاب المؤرخ الفرنسي المشهورDUPONT-SOMMER ,A , Les Araméens ( 1949).

لكان عرف أن القبائل الكلدانية كانت آرامية. لقد رأينا سابقا أن يشوعداد قد شرح أن التسمية السريانية قد أطلقت على الآراميين.

 4- الجدير بالذكر أن قداسته لم يكتف بالبحث في كتب التاريخ التي ألفها أجدادنا إذ نراه يبحث في كل المصادر السريانية . مثلا بعض كتب النحو، كتاب معرفة الفصاحة للربان أنطوان التكريتي صفحة 16 ترجمة قداسته "إنك لتجد أصول النحو والفصاحة والشعر مجموعة بإتقان عند بني هيلاس واليونان أما عند السريان والفرس وغيرهم فتراها مبددة ومشتتة لكي يستعمل السرياني أوضاع اللغة "

كما إستشهد قداسته ببعض الرسائل غير المنشورة صفحة 20 " من رسالة مار يوحنا ابن شوشان بطريرك إنطاكيا إلى جاثليق الأرمن: أولا: في دستور إيمان القويمي الرأي الشعب السرياني " و بحث قداسته في مخطوطات الخزانة البطريركية وأغلبها غير منشورة مثل كتاب المسائل والأجوبة تأليف مار سويرا يعقوب البرطلي مطران دير مار متى وأذريبجان ص 24" أما السريان فإنهم أهملوا هذا ولم يفعلوه وأعني به جمع الأصول التي تقي لغتهم من الفساد وإن غالبهم لا يهتمون بالتكلم بالسريانية " وسويرا يعقوب حسب الأب المؤرخ ألبير أبونا، أدب اللغة الآرامية ص 440 قد ولد في نهاية القرن الثاني عشر وتوفي سنة 1241 م

 ج - هل فقد هذا البحث من أهميته بعد مرور 55 سنة؟

 1- قداسة البطريرك برصوم لم يدرس مادة التاريخ في الجامعات ولكنه تمرس في البحث بحكم مركزه الديني الرفيع وحبه لأمته السريانية ونستطيع أن نؤكد أن قداسته قد كتب بحثه بمنهجية أكاديمية أي سرد المعلومات التاريخية بأمانة .

 2- المنهجية الأكاديمية ظاهرة بوضوح بإستخدامه النصوص من المصادر السريانية: فهو يعتمد على عدة نصوص سريانية كي يؤكد أن التسمية السريانية أطلقت على الآراميين. فكره وتوصياته مبنية على براهين تاريخية موثوقة وليس على الأقاويل والتفسيرات الخاطئة .

 3- لقد ذكر قداسته بعض البراهين على ترادف إسمنا وهويتنا السريانية مع إسمنا وهويتنا الآرامية. يوجد اليوم عشرات النصوص السريانية التي تؤكد ترادف الإسمين السرياني والآرامي .

 4- بحث قداسته هو علمي ولا يزال علميا لأنه مبني على مصادر سريانية ثابتة وليس على نظريات أو أراء بعض المؤرخين. إذا بحثنا اليوم في المصادر السريانية فإننا سنلاحظ أن أجدادنا من السريان (المشارقة والمغاربة) كانوا يذكرون جذورهم الآرامية وليس السومرية أو الأكادية أو الأشورية .

 5- رغم عدم إطلاع قداسته على تاريخ الآراميين و انتشارهم ودورهم السياسي و الحضاري فإن تأكيده "الأمة السريانية منذ ظهورها في العالم عرفت بالأمة الآرامية" يبقى حقيقة تاريخية.

 6- كل باحث نزيه أو مؤرخ متخصص في تاريخ السريان يبحث في المصادر السريانية يؤكد أو "سيؤكد " أن السريان كانوا يؤمنون بجذورهم الآرامية وكانوا يسمون لغتهم سريانية أو آرامية .

 ثالثا - توصيات رعوية أم "وصية تاريخية"؟

 لقد رأينا سابقا ما هي الأسباب التي دفعت قداسته إلى كتابة هذا البحث: طلب بعض السريان الأرثوذكس في أميركا. فرد قداسته مثل الراعي الصالح كي ينقذ الضالين ويرشد الضائعين بالرغم من قلة عددهم. توصيات قداسته الموجهة إلى هؤلاء السريان الأرثوذكس في أميركا في كيفية كتابة الإسم السرياني

باللغات الأجنبية وخاصة في تأكيده على هوية السريان الآرامية ستتحول إلى "وصية تاريخية" إلى كل السريان في العالم .

 1- قداسة البطريرك برصوم كان الرئيس الأعلى لكنيسة سريانية إشتهرت بمقاومتها الشديدة للحفاظ على تراثها السرياني وعقيدتها فهل يعقل أن تتخلى الكنيسة عن تراثها التاريخي من أجل تسمية "أشورية" غريبة!

2- قداسته هو مؤلف كتاب "اللؤلؤ المنثور" الذي طبعه سنة 1943 وهو كناية عن أبحاث حول تاريخ و آداب أجدادنا السريان أو "السريان الآراميين" وعلومهم كما كتب قداسته (الطبعة الثالثة صفحة 17). ليس كل بطريرك ملمّا بتاريخ السريان و مطلعا على المصادر السريانية مثل البطريرك أفرام برصوم.

3- "في إسم الأمة السريانية" هو بحث تاريخي أكاديمي يعتمد على النصوص السريانية وسيبقى بحثا علميا وسيفيد أبناء أمتنا السريانية - الآرامية الذين يريدون معرفة جذورهم الحقيقية .

4- إنتماء السريان إلى الآراميين ليس بنظرية من مخيلة قداسة البطريرك برصوم بل هو "حقيقة تاريخية" موجودة في مصادرنا السريانية. لقد بحث الأب  والمؤرخ ألبير أبونا في المصادر السريانية وجاء كتابه مكملا للؤلؤ المنثور تحت عنوان "أدب اللغة الآرامية". الأب ألبير أبونا هو أيضا يؤكد على إنتماء السريان (المشارقة والمغاربة) إلى الآراميين .

5- لا تزال بعض الأحزاب السريانية التي تؤمن بالتسمية الأشورية تشوّه سمعة البطريرك أفرام برصوم إذ تنشر رسالته إلى مؤتمر السلام في باريس و تعلق بأنه كان "ممثلا" للمطالب الأشورية . علما أنه كان موفدا من قبل قداسة البطريرك إلياس الثالث . لا شك أن المطران أفرام برصوم في سنة 1920 قد إرتكب غلطة تاريخية عندما ذكر في رسالته

" notre nation syrienne, ancienne descendante de la race assyrienne " 

الترجمة الصحيحة "أمتنا السريانية، المنحدرة قديما من العرق الأشوري" كما استخدم في رسالته تعبير

" Assyro-chaldéens"  أي تسمية "أشوري - كلداني". أريد أن أشدد على أن رسائل إلياس الثالث بطريرك السريان الأرثوذكس وأفرام رحماني بطريرك السريان الكاثوليك تستخدم تعابير "الأمة السريانية". أغلب المواقع التي تنادي بالتسمية الأشورية تنشر أو بالأحرى تزور ترجمة رسالة المطران برصوم إذ تذكر عنه أنه استخدم تعبير "الأمة الأشورية".

6- لماذا استخدم المطران أفرام برصوم تعبير "الأمة السريانية المنحدرة قديما من العرق الأشوري"؟ نحتاج إلى دراسة حياة المطران برصوم قبل 1920. ولكننا متأكدون من أنه لم يقدّم أية براهين في أبحاثه اللاحقة على تحدّر السريان من الأشورين !لقد تحول بحث "في إسم الأمة السريانية" إلى منارة ترشد السريان الضائعين وراء هويات مزورة و تلقي الأضواء على الفكر الأكاديمي الآرامي عند البطريرك أفرام برصوم.

7- لقد أوصى القديس مار أفرام السرياني أجدادنا الآراميين "كونوا مواظبين على الصلاة" أما قداسة البطريرك أفرام برصوم فهو يطالب السريان أن يحافظوا على إسمهم وهويتهم السريانية إذ كتب "فالنتيجة ليس للسريان مصلحة في إتخاذ هذا الإسم الغريب (الأشوري) الذي يضيع عليهم جنسيتهم وانتسابهم الكنائسي و هو سندهم الوحيد لوجودهم في العالم"

8- بحث في إسم الأمة السريانية كان موجها إلى "رعية صغيرة للسريان الأرثودكس في أميركا وكندا" ولكن في الواقع هذا البحث موجه إلى كل سرياني يريد أن يتعرف على هوية السريان وتاريخهم. المطران جيجك، رحمه الله، والمنظمات السريانية تنبهت إلى "أهمية" هذا البحث فأعادوا طبعه مرة ثانية سنة 1983 .

  كلمة أخيرة

 بدأت تخصصي في تاريخ السريان الآراميين في جامعة السوربون سنة 1982 وكان عنوان أطروحتي" أسباب إستقلال الكنيسة السريانية الآرامية المناهضة لمجمع خلقيدونيا".

في زيارتي الأولى للسويد سنة 1990 تعرفت على بعض المسؤولين في إتحاد الأندية السريانية الذين قدموا لي كتاب "في إسم الأمة السريانية". كم كانت سعادتي كبيرة عندما إطلعت على بحث البطريرك برصوم وخاصة عندما كتب:

"ليس من سبيل بتبديل ما اصطلحت عليه الإفرنسية و الإنكليزية في هذه اللفظة، وإنما يزول الإلتباس إذا ما أضيف إلى اللغة لفظة Syriac Aramaic للغة و Syrian Aramean للملة،  و Syrian Aramean Church للكنيسة"

 إنني لا أستغرب أبدا أنََّ أبحاثَ البطريركِ أفرام برصوم و الأبِ المؤرخِ ألبير أبونا المبنيةَ على المصادرِ السريانية تؤكـّدُ أن هويةَ السريان وحضارتـَهم ولغتـَهم هي آرامية. ولكنني أستغرب لـماذا يتجاهل بعض السريان أبحاث البطريرك أفرام برصوم؟ و لماذا لا يزال بعض السريان مخدوعين بطروحات مزورة لهوية أجدادهم؟

"في إسمِ الأمـّةِ السريانيةِ" هو وصية لكلِّ سرياني كي نحافظَ على إسمـِنا التاريخي العلمي لأنـه سندُنا الوحيدُ لوجودِنا في العالم .


471
 تعليقات  على  "  الآرامية لغة حضارة "

 أعاد  ألأخ  ألبير  نشر  خبر  في  جريدة  ألثورة  يتعلق  بلغة  أجدادنا
ألأراميين  و لغتهم  ألأرامية  موجودة  على  هذا  ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?t=9821
 هذا  ألخبر  مفرح  جدا  ، لأن  ألكاتب  محمد قاسم ألخليل  إحترم
تاريخ  ألأراميين  ألعلمي  و لم  يكتب  أن  ألأراميين  ألقدامى  كانوا
من  ألعرب  كما  نرى  في  بعض  ألمواقع  ألعربية .

  بعض  ألملاحظات  حول  ألمقال

أ - ألكاتب  يجهل  تاريخ  ألأراميين  و أماكن  تواجدهم  ألتاريخية .
 نحن  نعاتب  ألكاتب  لأن  ألمكتبة  ألعربية  تحتوي  على  كتاب  علمي
حول  تاريخ  ألأراميين "  ألأراميون تاريخا و لغة و فنا "  للدكتور
علي أبو عساف .

ب - لقد  كتب  ألسيد  محمد " لقد كانت الفكرة السائدة ان هناك ثلاث قرى فقط تتحدث الارامية وعلى رأسها معلولا لكن مع مرور الزمن نكتشف ان هناك مناطق اخرى تتحدث باللهجة الارامية ومنها الشمال الشرقي لسورية ".  طبعا  إنه  يقصد  ألجزيرة  ألسورية  ألتي كانت
تسمى بلغتنا  " بيت نهرين " و في أللغة أليونانية  مسوبوتاميا  أي
قلب  ألأراميين  ألنابض . أن  أغلب  ألعلماء  ألسريان  هم  من  هذه
ألمنطقة  ألأرامية ( وجود عدة  ممالك  أرامية  في  حوالي  1000 ق.م)

ج - ألسريان  في  ألجزيرة  لا  يزالون  يتكلمون  لغتهم ألأرامية  أو
ألسريانية  قد  يكون  " إكتشافا "  للكاتب  محمد  قاسم  ألخليل ولكنه
في ألحقيقة " إنتصارا "  لأبناء  تلك  ألمنطقة  ألذين  حافظوا  على
لغة  أجدادهم  ألمقدسة  بدون  أية  مساعدة  من ألحكومات ألعربية
ألسابقة  أو  من ألمنظمات  ألعالمية .

د -كتب  ألسيد محمد " كانت الارامية لغة الحضارة في سورية خلال القرن العاشر والسابع قبل الميلاد وفي مقدمتها دمشق وتدمر وبترا والخليل , وحافظت تدمر على الارامية حتى القرن الثاني قبل الميلاد , عندما غزاها الرومان "
  * - أللغة  ألأرامية  كانت  أللغة  ألحضارية  في جميع أرجاء ألإمبراطورية  ألفارسية  من أرمينيا  شمالا  حتى مصر جنوبا  ومن
أسيا  ألصغرى غربا  إلى  إفغانستان و ألهند شرقا .
* - أما  في  سوريا  فإنها  لم  تكن  أللغة  ألحضارية  و لكن  أللغة
ألقومية  للشعب  ألأرامي  ألذي  صبغ  سوريا   و ألشرق  بحضارتهم
ألأرامية .
* - لقد وردت  في  نصوص  سفيرة  ألأرامية  من ألقرن ألثامن ق.م
تسمية " كل أرام " و هي تسمية  إتنية  و جغرافية  كانت  تطلق  على
سوريا  ، أما  ألتوراة  فكانت  تستخدم  تعبير " بلاد  أرام " في أللغة
ألعبرية  و أما  ألترجمة  ألسبعينية (  من  ألعبرية  إلى  أليونانية  و هي
من ألقرن ألثالث ق.م ) فقد ترجمت بلاد  أرام  إلى  بلاد  سوريا
و أللغة  ألأرامية  إلى  أللغة  ألسريانية .
* - لا  تزال  ألأسماء  ألجغرافية  و أللهجات  ألعربية  ألسورية و أللبنانية
و ألعراقية  تشهد  على  دور  ألأراميين  و تأصلهم  في تاريخ ألشرق .
* - حافظت  تدمر  على  أللغة  ألأرامية  حتى  ألقرن  ألثالث ألميلادي
و ليس "وحافظت تدمر على الارامية حتى القرن الثاني قبل الميلاد "
كما  ذكر  ألكاتب . هنالك  نصوص  عديدة  أرامية  من  ألقرن  ألثالث
ألميلادي  تشهد  على  ذلك . و طبعا  ألرومان  لم  يغزوا  تدمر  في
ألقرن ألثاني ق.م   !

ه - لقد  كتب  ألسيد  محمد " ومن حق هذه اللغة علينا ان يكون اهتمامنا بها اكثر "  نحن  نوافق  ألسيد  محمد  على  ألنتيجة  ألتي  توصل
إليها  . لأن  ألنصوص  ألأرامية  و ألمصادر  ألسريانية  هي  كنوز
لمعرفة  تاريخ  ألشرق  ألقديم .

و - يجب  على  وزارة  ألثقافة  ألسورية  أن  تهتم  و تساعد  ألقرى
معلولا  و بخعة  و جبعدين  للحفاظ  على  لغتهم  ألأرامية  لأنهم 
يتناقلون  أللغة  شفهيا  و بدون  ألإستعانة بألخط  ألذي يحفظ  قواعد
أللغة  إلى  ألأجيال  ألقادمة . ألف  شكرا  لأهالي  تلك  ألقرى ألصامدة .

ز -  أخيرا   لا  يكفي  أن  نحافظ  على  أللغة  ألأرامية  و لكن  على
ألسريان - ألأراميين  أيضا  ألذين  يتركون  أوطانهم  ألتاريخية  لأسباب
عديدة  . كما  يجب  إدراج  تاريخ  ألأراميين  في  ألجامعات  .

هنري بدروس كيفا

472

مؤتمر السلام المعقود في باريس عام 1919


بعد نهاية ألحرب ألكونية ( ألأولى ) في 11 تشرين ألثاني ،
أسرع ألحلفاء ألمنتصرون إلى إنعقاد مؤتمر ألسلام في باريس
وقد دام هذا ألمؤتمر من 18 كانون ألثاني 1919 إلى 21 كانون
ألثاني سنة 1920 ، وقد توقفت ألإجتماعات خلال أشهر عديدة .
دامت تلك ألإجتماعات حوالي 6 أشهر بشكل متقطع و هدفها
ألمعلن هو " إيجاد ألحلول " للمشاكل ألعديدة في أوروبا و ألعالم
ألتي وقعت خلال ألحرب ألكونية .

ألدول ألمشاركة في ألمؤتمر و أهدافها

أولا - فرنسا
إعتبر ألحلفاء إن فرنسا هي ألدولة ألتي تضررت كثيرا من
جراء وقوع ألمعارك على أراضيها ، لذا رضي ألجميع أن تكون
مدينة باريس مقرا لهذا ألمؤتمر ألعالمي . كانت ألحكومة ألفرنسية
ألممثلة برئيسها جورج كليمنصو تسعى إلى ألإنتقام من ألدولة
ألألمانية :
- معاهدة فرساي 28 حزيران 1919 في صالة ألمرايا ألمشهورة
في قصر فرساي حيث أعلن بسمارك سنة 1871 إنشاء
" ألإمبراطورية ألألمانية "
- شددت فرنسا على فرض ألعقوبات ألمالية على ألدولة ألألمانية
- إستعادت فرنسا مناطق ألألزاس و أللورين و سعت إلى إقتطاع
أجزاء من ألمانيا و ضمها إلى بولونيا و بلجيكا و حتى ألدانمرك
ألتي لم تشارك في ألحرب .

ثانيا - بريطانيا ألعظمى
مثل هذه ألدولة رئيس ألوزراء Lloyd George دافيد ليود جورج
وكان همه ألأول تحقيق ألمكاسب ألسياسية لبلده ، محاولا ألحفاظ
على ألدولة ألألمانية كي لا تتفرد فرنسا ألزعامة في أوروبا .
كان على ليود جورج أن يتصدى لمطالب جورج كليمنصو
ألظالمة بحق ألألمان و كذلك أن يتصدى لمبادئ ويلسون ألمثالية
و أشهرها حق ألشعوب في تقرير مصيرها . ( للتذكير فقط سنة
1919 كانت ألهند و باكستان و بنغلادش مستعمرات بريطانية ).

ثالثا - ألولايات ألمتحدة ألأميركية .
Thomas Woodrow Wilson توماس وودرو ويلسون ألرئيس
ألأميركي ألذي شاركت بلاده منذ 1917 بإرسال ألجيوش إلى
ساحات ألمعارك في فرنسا . إشتهر عالميا بألمبادئ 14 ألتي
نادى بها كي تتوقف ألحرب ألمدمرة .
- فرنسا و بريطانيا تلبيان رغبة ويلسون ، إعلان نشأة " عصبة
ألأمم " في معاهدة فرساي .
- تحت شعار " حق تقرير مصير ألشعوب " ، عمدت فرنسا
و بريطانيا إلى تفكيك ألسلطنة ألعثمانية و ألإمبراطورية ألنمساوية-
ألمجرية و كذلك ألإمبراطورية ألألمانية . ألإمبراطورية ألنمساوية
سوف تتقسم إلى ثلاث دول : ألنمسا و ألمجر و تشيكوسلوفاكيا
و مناطق عديدة تعطى إلى ألدول ألمجاورة . حق تقرير ألمصير
لم و لن يطبق في ألمستعمرات ألفرنسية و ألبريطانية !
- فرنسا و بريطانيا تستوليان على ألمستعمرات ألتي كانت خاضعة
للإمبراطورية ألألمانية .
- فرنسا و بريطانيا سوف تتقاسمان سوريا و ألعر اق و فلسطين
و لبنان وفقا لمعاهدة سايكس بيكو غير أبهين بحق تقرير ألمصير
لسكان تلك ألمناطق ألتي سوف " تستعمرها " بموجب ألإنتداب
ألذي يدعي مساعدة ألشعوب لنيل إستقلالها بينما هو في ألحقيقة
" إستعمار مبطن " .
لقد فشل ويلسون في تحقيق أهدافه ألنبيلة ألمعلنة في " مبادئ
ويلسون ألأربعة عشر " و حتى " عصبة ألأمم " كانت منظمة
عالمية و لكن بدون أي قدرات لمنع ألحروب . ألكونغرس ألأميركي لم يقبل بقبول أو تصديق معاهدة فرساي . ولم تقبل
ألولايات ألمتحدة ألأميركية ألدخول في " عصبة ألأمم " .
لا شك أن ألرئيس ويلسون كان صادقا في سعيه لتحقيق
ألسلام ألعادل في ألعالم ، من ألمؤسف أن أطماع فرنسا و بريطانيا
قد قضت على مبادئ ويلسون ألمثالية . سنة 1920 نال ويلسون
جائزة نوبل للسلام .

رابعا - إيطاليا
Vittorio Emanuele Orlando أورلندو رئيس وزراء إيطاليا
لم يلعب دورا مهما ، فهو موجود في ألصورة و لكن لم تكن
له أو لإيطاليا أي دور فعال . لقد ترك أورلندو مؤتمر ألسلام
حين عرف أن فرنسا و بريطانيا لا تقبلان أن تضم إيطاليا
بعض ألمناطق ألإيطالية ألمتواجدة سابقا في ألإمبراطورية ألنمساوية

هنالك دول عديدة قد شاركت في ألمؤتمر صوريا مثل بلجيكا
و أليابان و ألبرازيل و غيرها ، وفود هذه ألدول كانت موجودة
كي توقع على ألقرارات من قبل فرنسا و بريطانيا و أميركا .

بعض ألملاحظات حول مؤتمر ألسلام في باريس 1919

أولا - يجب ألا نخلط بين مؤتمر ألسلام في باريس و بين معاهدة
Versailles . لأن مؤتمر ألسلام قد دام حوالي سنة و شاركت
فيه دول عديدة و وفود تمثل شعوب عديدة في أوروبا و أسيا
بينما معاهدة فرساي كانت في قصر فرساي بين دول ألحلفاء
و ألدولة ألألمانية .

ثانيا - خلال ألمؤتمر تم عقد عدة معاهدات :
- Le traité de Versailles de 1919 معاهدة فرساي في 28 حزيران 1919 بين ألحلفاء و ألمانيا ( شروط ظالمة سوف تكون
من أسباب ألحرب ألعالمية ألثانية ) .
- Le traité de Saint-Germain-en-Laye معاهدة سان جرمان
في ضواحي باريس قد تمت بين ألحلفاء و ألنمسا في 10 أيلول
1919 و أدى إلى تفكيك ألإمبراطورية ألنمساوية .
- Le traité de Neuilly معاهدة نويي بين ألحلفاء و بلغاريا
في 27 تشرين ألثاني 1919 حيث تنازلت بلغاريا عن مقاطعات
عديدة ضمت إلى أليونان و يوغوسلافيا و رومانيا .
- Le traité de paix du Trianon معاهدة ألتريانون في 4 حزيران 1920 بين ألحلفاء و هنغاريا . هذه ألمعاهدة هي شبيهة
بألمعاهدات ألأخرى حيث خسرت هنغاريا ثلثي مساحة أراضيها
و أصبح ثلث ألهنغاريين يعيشون في دول أخرى : أين حق تقرير
ألمصير للشعوب ؟ كما تمت هذه ألمعاهدة بعد إنتهاء مؤتمر
ألسلام ألذي إنتهى في 21 كانون ألثاني 1920 .
- Le traité de Sèvres معاهدة سيفر وهي بين ألحلفاء و ألسلطنة
ألعثمانية في 10 أب 1920 . و قد قبلت ألسلطنة أن يحصل
ألأكراد على ألحكم ألذاتي في دياربكر و ضواحيها و في مناطق
في جنوب شرقي ألأناضول . أما ألمناطق ألشرقية و ومقاطعات
قارس و أردهان و أرزوم فقد شكلت" دولة أرمينيا ألمستقلة " .
كما وافقت ألسلطنة على قرار " عصبة ألأمم " بتولية فرنسا على
إنتداب سوريا و لبنان و كذلك إنتداب بريطانيا على فلسطين
و ألعراق . كما حصلت فرنسا على مناطق نفوذ في كيليكيا
و ألمناطق ألمتواجدة فيها عسكريا من كيليكيا إلى أورفا و ماردين .
كما حصلت إيطاليا على أضنة و ضواحيها و على جزر
أل Dodécanèse أي ألإثنتي عشر و أكبرها جزيرة رودوس .
أما أليونان فقد حصل على سميرن و تراسيا .
لقد رفض ألشعب ألتركي هذه ألمعاهدة و إستطاع بقيادة مصطفى كمال أن ينتصر على أليونانيين و ألأرمن و يلغي
إتفاقية سيفر .
- Le traité de Lausanne معاهدة لوزان بين ألحلفاء و ألجمهورية ألتركية حيث وافق ألأتراك على إستقلال ألمناطق
ألعربية و توقف ألحلفاء على ألمطالبة بإستقلال ألأكراد و ألشعب
ألأرمني . تمت هذه ألمعاهدة في سويسرا في 24 تموز 1923 وهي تعتبر أخر ألمعاهدات ألمتعلقة بإنتهاء ألحرب ألكونية .

ثالثا - مؤتمر ألسلام في باريس و ألمعاهدات ألتي أبرمت بموجبه
و حتى إنشاء عصبة ألأمم لن يمنع ألحروب ، لا بل أن قسوة
ألموقف ألفرنسي سوف يسمح لهتلر أن يناضل و يصل بطريقة
ديموقراطية إلى ألحكم لأن ألشعب ألألماني عانى كثيرا من
ظلم معاهدة فرساي .

رابعا - لقد قدمت إلى باريس وفود عديدة تمثل شعوبا و أقليات
تعاني من ظلم ألحكام . و كان مبدأ حق تقرير ألمصير قد أعطى
فرصة أمل لتلك ألشعوب كي تتحرر . و كان مبدأ ويلسون
ألثاني عشر يطالب " يحق للمناطق ألتركية في ألسلطنة ألعثمانية
ألحالية أن تحافظ على سيادتها و أمنها ، أما ألشعوب ألأخرى
ألخاضعة للسيطرة ألتركية فيجب تأمين حماية كاملة للحياة و
إمكانية كبيرة كي تتطور بشكل مستقل " . و لكن هيهات بين
ألوعود و ألحقوق ألتي بقيت حبرا على ألورق !

خامسا - لم يلعب ألرئيس ألفرنسي Raymond Poincaré ريمون
بوانكري دورا كبيرا في مؤتمر ألسلام ، لأن رئيس ألوزراء
Georges Clemenceau. جورج كليمنصو ألذي وصل إلى
ألحكم في تشرين ألثاني 1917 و كان يتمتع بشعبية قوية خاصة
بين ألجنود و كان يلقب بألنمر . بعد إنتصارات ألحلفاء سنة
1918 صار كليمنصو يعرف بأبي ألنصر . لا شك إن كليمنصو
قد لعب دورا مهما في إنتصار ألحلفاء ( توحيده ألقيادة مثلا )
ولكن يرى ألمفكرون ألفرنسيون أليوم أن رغبة كليمنصو
ألشديدة في ألإنتقام و معاقبة ألألمان هي ألسبب ألرئيسي لفشل
مؤتمر ألسلام في باريس !

أخيرا عندما سأل ألصحافيون رئيس ألوزراء ألبريطاني
لويد جورج عن إنطبعاته بعد إنتهاء ألمؤتمر أجابهم :
" لا بأس إذا أخذنا بعين ألإعتبار بأنني كنت جالسا بين
يسوع ألمسيح و بين بونابرت " مشيرا إلى " مثالية " ويلسون
و " جبروت " كليمنصو !

هنري بدروس كيفا

473
سؤال لموقع  حي ألسريان حول  (تاريخ السريان والعرب )

   لقد  دخلت  صدفة  إلى  موقع  حي ألسريان  و رأيت  في  أخبار
حي  ألسريان  خبرا   نشرته  ألإخت  لوسين  حول محاضرة  سيادة
ألمطران  إبراهيم  ألموقر  حول  تاريخ  ألسريان  و ألعرب .
http://www.kenshrin.com/syrian/modules/news/article.php?storyid=1430
   يظهر  أن  ألأخ  عبود  قريو  قد  نشر  محتوى  تلك  ألمحاضرة
ألمهمة . هنالك  مشكلة  صغيرة  وهي  أن  ألأخ  عبود  قريو  قد
كتب " وبهذه المناسبة أود أن أقدم مداخلة متواضعة حول تاريخ السريان والعرب منذ القدم ."
ألسؤال  ألمهم  هو  هل  " ألمداخلة  ألمتواضعة  حول  تاريخ ألسريان "
هو  من  تأليف  ألأخ  عبود  قريو  ؟   أم  هو  "  لمحة  عن  محاضرة
ألمطران  إبراهيم  ؟
    لقد  ورد  في  "  لمحة  أو  ألمداخلة "  ألفقرة  ألتالية :
 " تمكنت أن تسود هذه اللغة ( منطقة المشرق ) وأصبحت لغة الثقافة الأولى وصار جميع سكان المنطقة يتسمون بالآراميين ( مثلما فعلت اللغة العربية فيما بعد ) وصار جميع الناطقين بها يتسمون عرباً."
     
نحن  نريد  أن  نعرف  هل  هذه  ألجملة  هي  للأخ  عبود  قريو  أم
وردت  في  محاضرة  سيادة  ألمطران  إبراهيم  ؟
   بعض  ألملاحظات  حول  هذه  ألفقرة

أ -  صحيح  أن  ألتسمية  ألأرامية  قد  أطلقت  على سكان  ألشرق و
صحيح  أيضا  أن  أللغة  ألأرامية  قد  محت  كل  أللغات  ألسامية
أي ألشرقية  ألقديمة  و صارت  أللغة  ألمحكية  في  كل  ألشرق .
و لكن  "  غير  صحيح "  إن  ألتسمية  ألأرامية  قد  أطلقت  على
سكان  ألشرق  لأنهم  يتكلمون  أللغة  ألأرامية  !


ب -  لا   شك  أن  ألأراميين  بسبب  إنتشارهم  و كثرة  عددهم  قد
"  صهروا "  بقايا  شعوب  عديدة  لعبت  دورا  في  تاريخ  ألشرق
و لكنها  " إنصهرت "  ضمن  ألشعب  ألأرامي  و لم  يعد  لها   أي ذكر
في  ألتاريخ  :  أين  هم  بقايا  أاشعب  " ألحوري " و " ألميتني "
و " ألحثي "  و كانوا   مسيطرين  مئات  ألسنين  على  بلاد  نهرن  أي
ألجزيرة  ألسورية  و سوريا  ألشمالية  ؟  لقد  إنتشرت  ألممالك  ألأرامية
في  هذه  ألمناطق  حيث  صهروا   بقايا  تلك  ألشعوب  .

ج - هل  من  ألحكمة  "  ألإدعاء " بدون  براهين  أن  ألتسمية  ألأرامية
قد  أطلقت  على  ألسكان ألناطقين  بأللغة  ألأرامية  علما  أن  سكان
بلاد  بيت نهرين  (  ألجزيرة  و ليس ألعراق )  و سوريا  ألشمالية
قد  ذكروا   جذورهم  ألأرامية  فقط  و  ليس  ألحورية  أو ألميتنية
أو  ألحثية  ؟

د - نظرية  أن  ألتسمية  ألأرامية  قد  أطلقت  على "  ألناطقين  بأللغة
ألأرامية "  هي  نظرية  خاطئة  و غير  علمية   لأن  ألفرس  و ألأرمن
و أليهود  قد  تكلموا  و إستخدموا   أللغة   ألأرامية  و لكنهم  حافظوا  على  إنتمائهم  ألقومي !

ه  - "  جميع  سكان   ألمنطقة  ؟ "  للأسف  ألشديد  لقد إنتشر  بين
ألسريان  نظرية  خاطئة  تفسر  ألتسمية  ألسريانية  بمعنى  ألمسيحي
و يتسرع  ألبعض  بألإستنتاج  ألخاطئ  "  ألتسمية  ألسريانية  أطلقت
على  ألشعوب  ألقديمة  ألتي  دخلت  ألديانة ألمسيحية " .  أليوم  نرى
هذه  ألنظرية  أن  أجدادنا  قد  تسموا  أراميين  لأنهم  كانوا  يتكلمون
ألأرامية  ؟

و -  كان  ألمطران  يوسف  داود  قد  ذكر  سنة  1875
" يطلق  إسم  آرام  على  كل  ألبلاد  ألتي  كان  أهلها  يتكلمون  بأللغة
ألسريانية  ، و كانت  مقسمة    إلى  أقسام  شتى  يعرف  كل  منها بإضافة  لفظة  آرام  إلى  إسمه "
     قد  يكون  ألمطران  داود  هو  " أول "  من  نشر  هذه  ألنظرية
بين  ألسريان  . إذا  دققنا  في  ألجملة  ألثانية  سوف  نلاحظ  ألبرهان
ألواضح  على  عدم  صحة  هذه  ألنظرية  إذ  كتب "  و كانت  مقسمة    إلى  أقسام  شتى  يعرف  كل  منها بإضافة  لفظة  آرام  إلى  إسمه ".
 كل  سرياني  مثقف  يعرف  تاريخ  أجداده  ألأراميين ،  يعرف  أن
أن  ألممالك  ألأرامية  ألقديمة  كانت  دويلات  تتألف  من  ألقبائل
ألأرامية ، و أن  لفظة  أرام  دمشق   تعني  " ألأراميون  في  دمشق "
و ليس "  ألمتكلمون  بأللغة  ألأرامية  في  دمشق "  أو  " بقايا 
ألشعوب  ألقديمة  في  دمشق " . فهل  ألتسمية  ألأرامية  أطلقت  على
" ألقبائل  ألأرامية "  لأنها  كانت  تتكلم  أللغة  ألأرامية  ؟

ز -  من  ألمهم  جدا  أن  نعرف  إذا  كان  سيادة  ألمطران  إبراهيم
ألغيور  على  تراثنا  ألسرياني  ، يؤمن  أن  ألتسمية  ألأرامية  قد
أطلقت  على  سكان  ألشرق  لأنهم  كانوا  يتكلمون  أللغة ألأرامية .
و من  "  ألأهم "  أن  نتعرف  على  ألبراهين  ألتي  يقدمها  أو
ألمنطق  ألذي  يدفعه  إلى  تصديق  هذه  ألنظرية  !

ح -  أخيرا   إن  فكرة "  ( مثلما فعلت اللغة العربية فيما بعد ) وصار جميع الناطقين بها يتسمون عرباً."
       ليست  برهانا  قاطعا  أن  ألتسمية  ألأرامية  قد  أطلقت  على
ألناطقين  بأللغة  ألأرامية  ،  كما  أن  ليس "  جميع  ألناطقين بأللغة
ألعربية  يتسمون  عربا "  فأجدادنا   ألسريان  قد  تعلموا  بسرعة
أللغة  ألعربية  و ألفوا  بها  كتبا  علمية  و لكنهم  حافظوا  مئات  و
مئات  ألسنين  على  هويتهم  ألأرامية -  ألسريانية .

ط - ربما   سكان  بعض  ألقرى  ألسريانية  في  ضواحي  حمص  و
حما   يقولون  عن  أنفسهم  بأنهم  " عرب "  علما   أنهم  أحفاد  ألأراميين  ألذين  إستوطنوا   هذه  ألمناطق  منذ  3000 سنة . كما  يجب
أن  نميز  بين  ARABE   و  ARABOPHONE  ألتسمية ألأؤلى
تعني  ألعربي  أما  ألثانية  فهي  تعني " ناطق  بأللغة  ألعربية " . بكل
تأكيد   سكان  تلك  ألضيع  ألسريانية  هم  ناطقون  بأللغة  ألعربية
و ليسوا  عربا  .

    هنري  بدروس كيفا

474

هل كان أجدادنا ألسريان " نقلة " للحضارة إلى ألعرب ؟

نشر ألأخ ashor في موقع قنشرين مقالات عن دور ألسريان ألعلمي في عهد ألخلفاء ألعرب عنوانه "اهم المراكز العلمية للأطباء السريان " موجود على هذا ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?t=8382&postdays=0&postorder=asc&start=0

قام ألأخ ashor بنشر هذا ألبحث على مراحل و هو بقلم
الاستاذ الدكتور فيصل دبس استاذ في كلية الطب - جامعة حلب
فألف شكرا لصاحب هذا ألبحث وإلى ألأخ ashor .
من ألمؤسف أن د . فيصل دبس قد إستند إلى مصادر عربية
و لكنه لم يذكرها أو أن ألأخ ashor قد إختصرها .
إحدى ألفقرات تتكلم عن ألطبيب بختيشوع بن جبرائيل 256ه /787م و يكتب " كان سريانيا نبيل القدر بلغ من عظمة المنزلة والحال ، وكثرة الحال وكثرة المال ما لم يبلغه احد من اطباء عصره " هذه
ألجملة منقولة " حرفيا " من كتاب " عيون الأنباء " ص 183
لمؤلفه " إبن أبي أصبيعة " . للأسف لقد نقل د . فيصل دبس
بعض ألمفاهيم ألمتداولة ألتي سوف أعلق عليها .

سلام و محبة إلى ألأخ ashor

شكرا لك على نشرك هذا ألموضوع ألمهم عن دور ألسريان
في نقل بعض جوانب ألحضارة إلى ألعرب و شكرا لك لأمانتك
في إستخدام ألتسمية ألسريانية ( كما هي ) لأن بعض ألمتطرفين
ألذين يؤمنون بألتسمية ألأشورية يعتقدون أن ألتسمية ألسريانية
قد أطلقت على " ألأشوريين " و بألتالي يحق لهم ألإدعاء أن
" ألأشوريين " قد نقلوا ألحضارة إلى ألعرب أو أن ألأطباء
ألأشوريين كانوا يعالجون ألخلفاء ألعباسيين . ألمضحك ألمبكي
أن ألمصادر ألعربية كانت تسمي هؤلاء ألأطباء بألسريان وليس
ألإسبان أو ألإفغان . كل ألمراجع ألعلمية ألتي تتكلم عن دور
أجدادنا في نقل ألحضارة تسميهم " سريان " . فشكرا لك
مرة أخرى على أمانتك .

بعض ألملاحظات :
لقد ذكرت " كان السريان ينقلون الكتب اليونانية الى لغتهم السريانية ثم يترجمونها بعدئذ من السريانية الى العربية ، وهكذا أصبحوا حلقة للاتصال بين الثقافة الهيلينية والثقافة العربية "
فكرة أن ألسريان هم " نقلة ألحضارة أليونانية إلى ألعرب "
موجودة في ألعديد من ألدراسات و لكن هذا ألتعبير غير دقيق
و غير صحيح في بعض جوانبه :
أ - إن أغلب ألكتب أليونانية نقلها أجدادنا عشرات ألسنين قبل
ترجمتها إلى ألعربية .
ب - ربما بعض ألكتب ألقليلة ترجمها علمائنا ألسريان تلبية
لطلب أحد ألخلفاء .
ج - إن تعبير " نقلة " قد يسيئ إلى تاريخ أجدادنا ، لأن أجدادنا
بكل بساطة قد تفاعلوا مع ألحضارة أليونانية و إستفادوا من
تقدمها و ساهموا في تطويرها . بعض ألمصانع ألصينية مشهورة
في سرقة موديلات ألثياب و ألساعات و ألحقائب و لكنها لا
تستطيع أن " تصمم " تلك ألموديلات . أجدادنا ساهموا في تطوير
ألحضارة و نقلوها إلى ألعرب بعد أن صبغوها بحضارتهم .
د - صحيح أن ألكثير من ألكلمات أليونانية قد دخلت إلى أللغة
ألعربية عن طريق أللغة ألسريانية : بعض ألكلمات لا تخطر ببال
أحد مثل كلمة " فرصة " . ألإخوة في مصر يستخدمون كثيرا
تعبير " فرصة سعيدة " ، ظن بعض علماء أللغة ألسريانية
أن كلمة " فرصة " هي كلمة سريانية و لكن في ألحقيقة هي
كلمة يونانية عبرت إلى أللغة ألعربية عن طريق ألسريانية .
ه - لقد إستوعب ASSIMILER أجدادنا ألحضارات أليونانية
و ألفارسية و " علموها " بطريقة سهلة للعرب !
و - تعبير " ألسريان نقلوا ألحضارة إلى ألعرب " هو تعبير
خاطئ لأن أجدادنا قد " تفاعلوا " مع ألحضارات و طوروها
و إشتهروا خاصة بعلم ألطب ، و كان ألأطباء ألسريان يعالجون
ألخلفاء و ألأمراء ألعرب حتى نهاية ألعهد ألعباسي . و كتب ألجاحظ
مليئة بالنوادر عن نقمة بعض ألأطباء ألعرب من شهرة ألأطباء
ألسريان !

من هم ألأنباط ؟
لقد ورد في ألمقال " وفي الحيرة كان يسكن ، بالاضافة الى العرب ، النبط ( وهم سكان العراق القدماء ) والايرانيون والروم ، وهم من اديان مختلفة "
إن نسبة ألإيرانيين أو ألفرس و ألروم كانت قليلة جدا ولكن
ألنبط أو ألأنباط كانوا ألأكثرية ألساحقة في ألعراق و لكن من
هم ألأنباط ؟
يوجد مئات ألكتب و ألدراسات عن ألأنباط ، أغلبية ألباحثين
يعتبرون ألأنباط من ألجنس ألعربي لأن أغلبية أسمائهم هي
عربية . في كتابة مشهورة للملك ألأشوري تغلت فلأسر ألثالث
745 - 724 ق.م يعدد فيها أسماء 36 قبيلة أرامية و من ضمنها
قبيلة " نباطو " ! كما أن بعض ألأحاديث تذكر أن ألأنباط
لم يكونوا عربا و إن ألمصادر ألعربية ألقديمة كانت تطلق
تسمية ألأنباط على أجدادنا ألسريان خاصة في ألعراق و تعبير
أللغة ألنبطية على لغتنا ألأرامية - ألسريانية .

أخيرا نحن نشدد على حاجتنا ألشديدة إلى مؤرخين متخصصين في دور و وضع ألسريان في عهد ألخلافة ألأموية
و ألعباسية ، و دراسات حول ألمصادر ألعربية ألتي ذكرت ألأنباط
كي نعرف إذا كانوا عربا أم أراميين مستعربين ؟

هنري بدروس كيفا

475
   ملاحظات  حول  " لغة حلب السريانية .. بحث تاريخي لغوي "

     لقد  نشر  موقع  قنشرين  دراسة  لغوية  قيمة  عن  أللغة  ألسريانية  في  حلب  للأب  شلحت
تجدونها  على  هذا  ألربط  http://www.kenshrin.com/syr/aleppo_lang/index.htm
لقد  قدمت  بعض  ألملاحظات  حول  هذه  ألدراسة  خاصة  حول  بعض  ألمفاهيم  ألخاطئة  ألتي
تتردد  بإستمرار ، أملنا  أن  ننجح  في  تسليط  ألأضواء  حول  هذه  ألدراسة  كي  تنتشر  و ألا
تبقى  فقط  لقراء  قنشرين  ألغيورين .

    شكرا جزيلا إلى ألقس جرجس شلحت ألموقر وإلى موقع قنشرين ألمهتم بتاريخ ولغة أجدادنا ألسريان ألاراميين .
قبل ألتعليق على هذا ألبحث ألقيم ، نحب أن نشكرألأخت  Rainعلى ملاحظاتها و نحب أن نؤكد  أن ألحضارة و أللغة ألارامية هي ألحضارة وأللغة ألسريانية نفسها . أما عن تمنيها حول دراسة أو مقارنة لغة حلب مع بقية ألمدن ألسورية ، فهذا عمل يتطلب جهدا من علماء يجيدون اللغة السريانية و يعيشون في تلك المدن السورية . و من هنا أهمية بحث ألقس جرجس شلحت ألموقر .

طبعا إذا خالفنا ألقس شلحت في بعض ألامور ألمتعلقة بتاريخنا ألارامي أو حول ألتسمية ألسريانية فهو من باب ألنقد ألعلمي ألعامل ألاول لتقدم شعبنا ألسرياني .

أولا - تاريخ حلب الارامي.
ألقس شلحت يستشهد بألتوراة فقط عندما يتكلم عن حلب ألارامية ، إن معلوماتنا عن إنتشار أجدادنا ألاراميين في ألشرق مبنية على ألكتابات اشورية بأللغة ألاكادية حيث ذكر ألملوك ألاشوريون حروبهم مع الممالك الارامية ألعديدة . يظهر أن حلب لم تكن عاصمة لدولة ارامية بعكس دمشق و حما رغم إكتشاف كتابات أرامية عديدة قرب حلب أشهرها نصوص
سفيرة ألمهمة ألتي تتكلم عن ألمعاهدات بين الممالك إلارامية ضد الدولة ألاشورية في أواسط ألقرن ألثامن ق.م. هذه ألنصوص لا تزال موجودة في متحفي دمشق و بيروت . و هنالك عشرات ألمقالات و الكتب عن نصوص سفيرة الارامية وذلك لاهمية تلك ألنصوص ألتاريخية و لدراسة تطور اللغة الارامية القديمة . وقد ورد في تلك ألنصوص تعابير- ارام
ألعليا و أرام ألسفلى وخاصة تعبير كل أرام - . و قد وجد في نيرب تمثالا لكاهن أرامي مع كتابة أرامية هذا ألتمثال معروض في متحف أللوفرفي باريس .

بدون أدنى شك ، حلب كانت أرامية لانها كانت محاطة بالممالك الارامية كما أن دراسة ألقس شلحت عن ألاسماء أاجغرافية ألسريانية في حلب قد ذكرت أسماء لها علاقة مباشرة بتاريخ ألاراميين مثل - كفر حداد –أي ضيعة ألاله حداد وهو إله ألرعد عند ألاراميين. إنتشرت عبادة ألاله حداد بين جميع ألممالك ألارامية و كان عدة ملوك أراميين قد حكموا في دمشق يتسمون بر حداد و حداد عدري أي ألاله حداد مساعدي . الجديربذكره ان إسم بر حداد ظل منتشرا بين ألسريان ، لقد ذكر تاريخ يشوع ألعامودي مطرانا قرب ألرها في أواخر ألقرن ألخامس إسمه - بر حداد -.و لا يزال هذا الاسم منتشرا في ألشرق ولكن حامليه يعتقدون أن إسم حداد يعني مهنة ألحداد وهذا غير صحيح . ألحديد و ألحداد في أللغة
ألسريانية هي فرزلو .

ثانيا - ألتسمية ألسريانية
لقد صدق ألقس شلحت عندما كتب أن ألتسمية ألسريانية هي مرادفة للتسمية الارامية . و لكن عندما يذكر أن ألتسمية ألسريانية إنتشرت بين ألمسيحيين وتخليهم عن إسمهم ألارامي لانه يرمز إلى ألوثنية ،فهذه نظرية ألمؤرخ    QUATREMERE بدون براهين وهي نظرية حديثة منتشرة بين رجال ألدين ألسريان وبين ألمثقفين بسبب إنتشار مقدمة قاموس المطران منا وقد قدمنا ألبراهين في بحثنا ألمنشور في هذا ألموقع بعنوان - هل ألتسمية ألسريانية مرادفة للمسيحية أم للارامية ؟ -ليس إبن ألصليبي وحده تمسك بألتسمية ألارامية ولكن كل ألمؤرخين و ألعلماء ألسريان . و هنا أحب أن إذكر ألقراء أن أجدادنا لم يفتخروا إلا بجذورهم ألارامية .
إن
QUATREMEREو ألمطران أوجين منا قد نشرا نظرية أن ألتسمية ألسريانية صارت مرادفة للمسيحية بين ألاراميين . نرى البعض يستغل هذه ألنظرية و يدعي أن ألشعوب ألمنقرضة من أشورية و أكادية وسومرية قد قبلت ألمسيحية و صارت تعرف بألسريان . ألتسمية ألسريانية لم تطلق على كل ألشعوب ألقديمة ألمنقرضة ولكنها أطلقت على ألاراميين
فقط . من يشك عليه ألعودة إلى ألمصادر ألسريانية ألتي تركها لنا أجدادنا، فهي تصرخ بجذورهم ألارامية .

ذكر ألقس شلحت أن ألتسمية ألسريانية موجودة منذ عهد نبوخدنصرويستشهد بسفر يهوديت من ألتوراة . طبعا ألتوراة ليس مصدرا تاريخيا أمينا ، مثلا . في سفر يهوديت بالذات ورد أن نبوخدنصر كان ملك أشورو ألكل يعلم أنه ملك الكلدان كان لقبه - ملك سومر و أكاد -. ثم أن سفريهوديت قد كتب في أواسط ألقرن ألثاني قبل ألميلاد . أن تسمية سوريا كانت منتشرة في ألقرن ألثاني ق.م. ولكن ليس في أيام نبوخدنصر . إذ أنه من ألمعلوم أن ملوك ألكلدان من نبوخدنص و نبونيد قد إستخدما تسمية بلاد حاثي للإشارة إلى سوريا .

إن أقدم نص وردت فيه تسمية سوريا SYRIAيعود إلى المؤرخ هيرودوت و قد أخذه من ألفرس و ليس من ألشعب الاشوري كما يروج دعاة ألتسمية ألاشورية بدون براهين . لقد حفظت لنا ألنصوص ألفارسية ألقديمة تسمية أسورستان إذ أن ألفرس هم ألذين أطلقوا تسمية أسورستان على كل ألشرق ألقديم . ألشعب ألاشوري لم يطلق تسمية ASSYRIA على ألشرق . نؤكد أنه لا يوجد أي نص أكادي تركه ألملوك الاشوريون وردت فيه اشور شاملة كل بلاد ألشرق. و نؤكد وجود نصوص فارسية حيث نرى مرزبانة أسورستان تشمل العراق و سوريا و لبنان و فلسطين و جزيرة قبرص و طبعا هذه تسمية إدارية فارسية .

لقد وقع اليونانيون في أخطاء جغرافية إذ كانوا يكتبون تارة SYRIAو طورا ASSYRIAو قد خلطوا بين بلاد أشور القديمة أي شرقي دجلة بين ألزابين وبين ألتسمية ألفارسية ASSYRIAالشاملة لكل ألشرق، و قد دامت هذه ألفترة بين حوالي 450ق.م. و 300ق.م. بعد موت الإسكندر و إقتسام إمبراطوريته بين قواده ، حصل سلوقس على ألشرق و أطلق على نفسه ملك . SYRIAومنذ أواخر ألقرن ألثالث ق.م. أصبحت ألتسمية SYRIAتطلق على سوريا أليوم بينما ظل ألبرط يستخدمون ألتسمية أسورستان . لقد وجدت وثيقة باللغة أليونانية من جزيرة ألفيلة على نهر ألنيل تعود ألى أواخر ألقرن ألثالث وردت فيه SYRIA على مملكة سلوقس .

لقد طلب البطالسة حكام مصر من أليهود في حوالي 280ق. الميلاد أن يترجموا ألتوراة من ألعبرية إلى أللغة أليونانية ، هذه ألترجمة مشهورة باسم ألترجمة ألسبعينية . و قد عمد اليهود إلى ترجمة ألتسمية الارامية الى سريانية .

-  ملوك أرام ترجموا إلى ملوك سوريا- اللغة الارامية ترجمت إلى اللغة السريانية - نعمان الارامي ترجم إلى نعمان ألسرياني ، عندما يذكر الانجيل نعمان السرياني فهو لا يقصد نعمان ألمسيحي كما فسرها بعض رجال ألدين .

لقد حافظ أجدادنا قبل ألميلاد و بعده على إسمهم ألارامي، كتب سترابون ألجغرافي أليوناني من القرن الاول ق.م. - يقول لنا بوسيدونوس أن هؤلاء ألذين يطلق عليهم أليونانيون إسم سريان SYRIANفإنهم - أي السريان - يطلقون على أنفسهم و بلغتهم إسم الاراميين -لا يوجد أي شك إن ألتسمية SYRIAمشتقة من  ASSYRIAولكن من أسورستان التسمية ألإدارية ألفارسية . و لا يوجد أي شك أن التسمية السريانية كانت مرادفة للتسمية ألارامية .

ثالثا - إنتشار أللغة ألارامية
لقد نشر د. أمير حراق بحثا عن تاريخ أللغة ألارامية موجود في هذا ألموقع نتمنى على ألقراء دراسته كي نتعرف على لغتنا و تطورها و إنتشارها .


أخيرا نحن نشكر  موقع قنشرين لنشره هذا ألبحث ألمهم عن لغة حلب ألسريانية ، ونتمنى على ألمواقع السريانية الغيورة أن تهتم بنشر الابحاث ألعلمية و ألشجاعة ألتي تبحث عن ألحقائق و ليس ألأهداف ألسياسية .




نحن سعيدون جدا عندما نطالع ابحاثا تاريخية علمية يكتبها بعض رجال الدين مثلا القس شلحت للدفاع عن تراثنا الارامي - ألسرياني .

هنري بدروس كيفا

 

476

   
 
هل كان يوجد " لغة أم " للبشرية ؟ و ما هو إسمها ؟

لقد أعاد ألأخ أحمد مارديلي نشر بحث عنوانه " أصل اللغات "
منشور في موقع ألقامشلي موجود على هذا ألرابط


http://www.kamishli.com/smf/index.php?topic=13877.0

ينطلق صاحب ألمقال من مواقف دينية بألنسبة له ، آدم هو
أبو ألبشرية ، و يؤمن بحدوث ألطوفان و بلبلة ألألسن . كما يرفض
نظرية أن أللغة ألعبرية هي أللغة ألأم للبشرية ، لكنه يرتكب بعض
ألأخطاء في تسمية وتا ريخ أللغات ألقديمة سوف أعرض بعضها .
لقد طرح صاحب ألمقال مشكلة ما هو إسم أللغة ألأم للبشرية ؟

أحب أن أذكر ألقارئ أن الفيلولوجيا PHILOLOGY أي علم
دراسة أللغات يعتمد على ألنصوص ، و نحن نجهل متى بدأ
ألإنسان بألنطق ؟ في ألماضي كان ألعلماء ( رجال ألدين ) يؤمنون
أن عمر ألإنسان على ألأرض هو حوالي 6000 سنة بينما تطور
ألعلوم في ألعقود ألأخيرة تثبت أن عمر ألإنسان حوالي مليون سنة.
و هنالك هياكل عظمية تعود إلى 35 ألف سنة و أخري 100 ألف
سنة وبعضها إلى أكثر من 500 ألف سنة !
نحن لا نعتقد بوجود لغة أم واحدة للبشرية تفرعت عنها بقية
أللغات ، لأن ألإنسان ألقديم عاش في مناطق مختلفة و بألتالي
طور عبر ألزمن عدة لغات قديمة .
هنا أحب أن أذكر ألقارئ أن ألأوروبيين لا يستطيعون دراسة
تاريخهم ألقديم ( لعدم وجود كتابات قديمة ) وإن نصوص ألرومان
بأللغة أللاتينية هي حديثة نسبيا إلى أللغات ألسومرية و ألهيروغليفية
3500 سنة ق.م و حتى ألأكادية 2500 ق.م أقدم نص لاتيني قد
يعود إلى حوالي 500 سنة ق.م !
أن ألإيمان ألديني قد يدفع ألبعض بتصديق وجود لغة أم للبشرية
بعض ألكنائس ألإنجلية لا تزال مصرة على أن تاريخ ألإنسان
هو 6000 سنة وهذا مخالف لتاريخ ألإنسان ألعلمي . نحن لسنا
ضد ألإيمان ألديني ولكن ضد ألنظريات غير ألعلمية مثل وجود
لغة أم للبشرية و أننا نستطيع - بدون نصوص - أن نعرف إسم
تلك أللغة ألأم ؟

كما ردد صاحب ألمقال عدة مرات تعبير " أللغة ألبابلية "
فتارة كانت أقدم من ألأرامية و طورا أحدث منها ، لا بل وردت
في ألفقرة ألأخيرة كأنها أقدم من ألسومرية !
لذلك كان ردي ألمتواضع محاولة كي نتمسك بألتاريخ ألأكاديمي
لتطور أللغات و أسمائها ألعلمية .
سلام و محبة إلى ألأخ ahmad mardli ألموقر


موضوع شيق للغاية ، ليتك ذكرت إسم ألباحث . عندي بعض
ألملاحظات حول تاريخ أللغة ألسامية ألأم . من ألمؤسف إن
صاحب هذا ألمقال يستخدم تعبير أللغة ألبابلية و هو يقصد أللغة
" ألأكادية " .
من ألمدهش أن صاحب هذا ألمقال يحاول أن ينتقد فكرة
أن أللغة ألعبرية هي لغة أدم ( و طبعا هذا غير صحيح حتى إن
قصة آدم و حواء هي قصة رمزية - خرافية ) ألمشكلة أنه عندما
يعدد أللغات ألسامية فهو يكتب :
" ‌ب) العبرانية: ومنها اللغة العبرية الحالية لليهود، وكذلك الفينيقية، والقرطاجية."
" وكذلك الفينيقية" ؟ هذه ألجملة قد توحي للقارئ أن أللغة
ألفينيقية أي ألكنعانية هي مشتقة من ألعبرية أو أنها أحدث بينما
في ألحقيقة أللغة ألكنعانية هي أقدم بكثير من ألعبرية !
ملاحظة ثانية : كتب صاحب هذا ألمقال :
" الآرامية: ومنها اللغات البابلية، والكلدانية، والسريانية، ويرى بعض علماء اللغات أنها لغة واحدة تطورت في مراحل زمنية متفاوتة."
من ألمهم أن نعرف تاريخ ألتسمية ألبابلية : لقد عرف ألشرق
شعوب عديدة منها ألشعب ألسومري و ألأكادي و ألحثي و ألميتني
و غيرها و لكن لا يوجد شعب إسمه ألشعب ألبابلي أو لغة إسمها
أللغة ألبابلية ! لقد أطلق ألفرس تسمية " بلاد بابل " على بلاد
أكاد ( جنوب و وسط ألعراق ) بعد قضائهم على ألدولة ألكلدانية
سنة 538 ق.م . وقد إستخدم ألعلماء أليونانيون تعبير " ألشعب
ألبابلي " علما أن ألقبائل ألكلدانية و ألأرامية قد إستوطنت هذه
ألبلاد منذ حوالي 1000 سنة ق. م .
أما ألمصادر ألسريانية فقد حافظت على إستخدام ألإسم ألقديم
" بيت أراماي " أي بلاد ألأراميين .
ألجدير بذكره أن علماء ألأشوريات ASSYRIOLOGY قد
نقلوا ألتسمية ألبابلية عن أليونانيين وهم يقصدون ألشعب ألأكادي
ألعظيم صاحب أقدم لغة سامية ( شرقية) في ألعالم ألقديم .

ألمشكلة ألآن ما يقصد صاحب هذا ألمقال بتعبير " أللغة ألبابلية "
هل أللغة ألأكادية أم أللغة ألأرامية- ألسريانية ألتي أصبحت لغة
ألشرق ومحت أللغات ألسامية ألقديمة من أكادية و كنعانية و عبرية ؟

أولا - أللغة ألبابلية هي ألأكادية
يصبح تعبير صاحب هذا ألمقال خاطئا : الآرامية: ومنها اللغات البابلية ... لأن أللغة ألأكاديةهي لغة أقدم من ألأرامية بأكثر من
ألف سنة وهي لغة مستقلة عن ألأرامية .
ثانيا - أللغة ألبابلية هي أللغة ألمحكية في بلاد بابل في ألعهد
ألفارسي و أليوناني أي أللغة ألأرامية : لقد تعلم أليهود أللغة ألأرامية
في بلاد أكاد ألقديمة أي بلاد ألأراميين بعد أن سباهم ألملك ألكلداني
نبوخدنصر ألثاني .
وهنا يصبح تعبير صاحب ألمقال مقبولا " الآرامية: ومنها اللغات البابلية " أي أن سكان بلاد بابل يتكلمون ألأرامية وهذا ما يعرفه
كل قارئ مطلع .
ملاحظة أخرى : لا يوجد لغة كلدانية ، ألقبائل ألكلدانية ألقديمة
كانت تنتمي إلى ألأراميين و كانت لغتها ألأم أللغة ألأرامية .ألكلدان
ألمعاصرون أحفاد تلك ألقبائل ألكلدانية و ألأرامية يتكلمون أليوم
ألأرامية ألحديثة أي ألسورة .

لقد نشر صاحب ألمقال نصا يذكر فيه أراء بعض ألعلماء ، ولكن
هذا ألنص مليئ بألأخطاء ألتاريخية :
" يرى بعض علماء اللغات أن اللغة البابلية هي اللغة الأم للبشرية، وهي اللغة التي تكونت السومرية منها، كما أن هناك فرضيات أخرى للغة الأم منها السريانية، والعربية، والراجح أن اللغة البابلية هي لغة الناس الأم بعد الطوفان في حدود الألف الرابعة قبل الميلاد"
أ - من ألمستحيل أن نعرف أليوم - رغم تطور علم ألتاريخ
و ألعلوم ألمساعدة - ما هو إسم أللغة ألأم للبشرية لأن عمر
ألإنسان يقدر بمئات ألألوف من ألسنين !
ب - إن ألعصور ألتاريخية تعود إلى أقدم نص مكتوب . وكما ذكر
صاحب ألمقال إن أقدم نص هو سومري يعود إلى 3500 ق.م
و هنا لا نفهم كيف تكون أللغة ألسومرية قد تكونت من أللغة
ألبابلية علما أن ألأولى و ألأقدم هي هندو أوربية و ألثانية هي
ألأحدث و سامية - شرقية ؟
ج - فرضيات أن تكون أللغة ألسريانية أو أللغة ألعربية هي أللغة
ألأم للبشرية هي فرضيات غير علمية وغير صحيحة .
د - قصة ألطوفان هي أسطورة أكادية نقلها أليهود في توراتهم .
و لا يوجد لغة بابلية أقدم زمنيا من أللغة ألسومرية ، أما إذا كان
ألمقصود بألبابلية هنا أللغة ألسومرية عينها ، كان من ألأفضل أن
تسمى بإسمها ألعلمي أي أللغة ألسومرية منعا للإلتباس .

في ألنهاية يعرج صاحب ألمقال على قصة برج بابل وقصة
بلبلة ألألسن ألمذكورة في ألتوراة . و يظهر أن ألقرآن ألكريم يؤكد
هذه ألحكاية .

هنري بدروس كيفا

   

477
هل يستطيع ألزمن أن يبدل معاني ألأسماء ؟

أهدي هذا ألبحث ألمتواضع إلى ألسيد فهمي حداد ألموقر ، كما أهديه
إلى كل سرياني يريد أن يعرف ألعلاقة بين ألإسم و ألمعنى .

لا يوجد أي شك أن ألعوامل ألطبيعية من ألرياح و ألأمطار
تؤثر بقوة على ألأرض و تبدل من معالمها
ألجغرافية ، بعض ألأحيان نستطيع أن نرى تلك ألتغيرات مثل
تكوين جزيرة بركانية في وسط ألبحر أو حتى جزيرة رملية ، وفي
أغلب ألأحيان ألعين ألمجردة لا تلاحظ تلك ألتبديلات في
أو على ألأرض : إن سرعة وقوة ألمياه في شلالات نياغرا
تجرف ألأتربة و ألحجارة ألصغيرة ألتي تأكل بدورها ألصخور
ألكبيرة . لقد أثبت ألعلماء أن قوة ألمياه قد بدلت موقع شلالات
نياغرا على مر ألسنين !

1- لا شك هنالك عوامل عديدة تستطيع أن تبدل من معاني ألأسماء
سوف أتطرق إلى عامل ألزمن ( ألوقت ) و أطرح ألمشكلة : هل
تفقد ألأسماء معانيها ألأولى ؟إن كلمة chemise ألفرنسية تعني
ألقميص . هل كلمة chemise ألفرنسية أصلها عربي ؟
لا يوجد أي شك أن ألكلمة ألفرنسية أصلها عربي وهي
مشتقة من " كميصا " في أللغة ألإسبانية . كثيرون يجهلون - إن
كان بين ألفرنسيين أو ألعرب - أن كلمة chemise أصلها عربي
و طبعا " عدم ألمعرفة " لا يغير أصل تسمية chemise !
ألقميص كما ورد في ألمصادر ألعربية ألقديمة ( قميص عثمان )
هو غير ألقميص ألذي نرتديه أليوم ، هذا ألتغيير في ألمعنى لا
ينفي أن كلمة chemise أصلها عربي !

2 - " بناية يعقوبيان " و " إستشهاد ألأ ب حداديان
 
"لقد عرض مؤخرا في باريس فيلما مصريا عنوانه " بناية يعقوبيان"
كما إن إحدى محطات ألتلفزة تبث قصة " بناية يعقوبيان " على
مراحل . تعليقي لن يكون حول مجريات أو قصة بناية عقوبيان ولكن
حول ألإسم " يعقوبيان " . إن نهاية ألإسم ب" يان " تدفعنا إلى
ألقول : هذا إسم أرمني ولكن ألإسم " يعقوب " هو إسم دارج بين
ألسريان و يقابله في أللغة ألأرمنية إسم " هاغوب " . طبعا لو كان
عنوان ألقصة " بناية هاغوبيان " لقلنا أن ألإسم أرمني في ألشكل
و ألمعنى . إن إسم " يعقوبيان " يدفعنا إلى تذكير ألقراء أن مئات
ألعائلات ألسريانية قد إنضمت إلى ألكنيسة ألأرمنية في أل18 و 19
عشر . سوف نرى لاحقا أن بعض أحفاد تلك ألعائلات ألسريانية
ألتي تكثلكت و إنضمت إلى ألكنيسة ألأرمنية ألكاثوليكية ، سيستشهدون
عندما تعرض ألشعب ألأرمني إلى أول و أبشع حرب إبادة عرفها
ألتاريخ ألحديث .
لقد نشر دير بزمار ألأرمني سنة 2001 كتابا عن حياة و إستشهاد
ألمطران إغناطيوس مالويان عنوانه" IGNACE MALOYAN
L'HOMME LE MARTYR ET LE BIENHEUREUX"
ألجميل في هذا ألكتاب أنه يخبر صفحة 39 كيف كان ألأتراك
يتهمون رجال ألدين - بدون براهين - بمساعدة ألثوار ألأرمن و يحكمون عليهم بألموت . صفحة 44 ، يعرض ألمسؤول ألتركي
ممدوح باي على ألمطران مالويان أن يدخل ألإسلام كي ينقذ
نفسه من ألموت ، أجابه ألمطران ألشهيد " سؤالك غريب ، لأنني
لا أعيش و لا أموت إلا من أجل إيماني ، صليب ألمسيح ربي
و إلهي هو فخر لي " . عندها قام ممدوح باي و سحب مسدسه
و أطلق ألنار على ألمطران ألشهيد .
شيئ أخر أعجبني في هذا ألكتاب إذ إنه يعدد أسماء ألشهداء
ألأرمن و ألسريان في منطقة ماردين . في ألصفحة 126 يورد
أسماء ألعائلات ألتي تبدئ بحرف H أي حرف " ح " ، فيذكر
عائلة " حداد " ثم " ألأب حداديان " . بصراحة إنني لا أعرف
شيئا عن تاريخ ألأب حداديان ولكنني أطرح لأسئلة ألتالية:
أ - هل عائلة حداد هي سريانية و حداديان هي أرمنية ؟
ب - هل كل إسم ينتهي ب " يان " يعني أن ألإسم هو أرمني ؟
ج - إن إسم حداد لا يعني مهنة ألذي يشتغل ألحديد ، بل هو
إسم سرياني- أرامي يعني " ألإله حداد " و هو من أكبر و أشهر
ألألهة عند أجدادنا ألأراميين .
د - ألسيدة فيروز هي سريانية من عائلة حداد ألتي هربت من
منطقة ماردين . قد تكون ألسيدة فيروز تجهل - لأسباب عديدة -
أن إسم حداد يعني أنها سريانية - أرامية . هل علينا نحن أن
نتجاهل تلك ألحقائق ؟
ه - إن أسماء حداد و يعقوب تدل على سريانية أصحابها .
لو بحثنا في سجلات لكنيسة ألأرمنية ألكاثوليكية فإننا سنجد
أسماء تلك ألعائلات ألسريانية ألتي إنضمت إلى ألكثلكة .
أما إسم يعقوبيان و حداديان فهي أيضا أسماء سريانية صارت
تعني أن أصحابها ينتمون إلى كنيسة و شعب أرمني .
و - لا شك أن أحفاد عائلات يعقوبيان و حداديان يشعرون أنهم
ينتمون فعليا إلى ألشعب ألأرمني ، ولا شك كثيرون أبيدوا
معتبرينهم عائلات أرمنية . أنا لا أريد أن يبدلوا هويتهم ولكن
أن يفهموا معاني أسمائهم .

هنري بدروس كيفا ( للبحث صلة )

478
  ملاحظات   حول  " ألإبادة  ألأرمنية  و موقف  ألعرب  منها "

   أعاد  ألأخ  ashor  نشر  موضوع  حول  ألشعب  ألأرمني  كتبه
الكاتب المسرحي وليد إخلاصي ، و  هو  شهادة  حب  و شكران  من
ألأديب  وليد  إخلاصي  للشعب  ألأرمني  في  سوريا .

موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?t=8377&sid=29a3e9fb355054b16be160f4a9d6b93d

   إنني  أشكر  ألأخ   ashor   على  نشره  لهذا  ألمقال  حيث  كتب
" واعجبني حيث انه يتكلم عن حقائق دامغة  " . وهنا  أحب  أن  أسئل
ألأخ   ashor  ،  هل  لاحظ   أن  ألأديب  إخلاصي  قد  أرتكب  بعض
ألهفوات  ألتاريخية  و ألتعابير  غير  ألدقيقة  ؟  و إن  بعض  تحاليله
ألسياسية   مبنية  على  معلومات  خاطئة  عن  وجود  ألأرمن  في  بلاد
سوريا  ؟ لا  شك  أن  موقف  ألأديب  إخلاصي  هو  إيجابي  و إنساني
في  " شهادته "  للشعب  ألأرمني  و لكن  عندي  بعض  ألملاحظات
حول  مقاله .

أولا - تعابير  تاريخية  و جغرافية  غير  دقيقة

 أ -  ألعنوان   " ألإبادة  ألأرمنية  و موقف  ألعرب  منها " 
  ألكاتب  يتكلم  عن  إستقبال  ألسوريين  و ليس  ألعرب ،  ألسوريون
ألطيبون  هم  ألذين  أنجدوا  ألشعب  ألأرمني  و ليس  ألعرب  ! لذلك
كان  من  ألأفضل  أن  يكون  ألعنوان " ألإبادة  ألأرمنية  و موقف 
ألسوريين  منها " .

ب - كتب  ألأديب  إخلاصي " حسب قراءاتي ، أرمينيا عندما كانت إمبراطورية في العصور الوسطى "  أرمينيا  لم  تكن  إمبراطورية  في
ألعصور ألوسطى ، و لا  أحد  من ألمؤرخين  ألمتخصصين  في تاريخ
ألشعب  ألأرمني  يستخدم  هذا  ألتعبير  " إمبراطورية " . إذا  كان
ألأديب  إخلاصي  يقصد  " ألتوسع "  ، فإن  أرمينيا  لم  تتوسع  في
ألقرون  ألوسطى  و لكن  في  ألعصور  ألقديمة  في  عهد  ألملك تيغران
في  ألقرن  ألأول  ق.م .

ج - ألدولة  ألعثمانية  كانت  تسمى  "  ألسلطنة "  و ليس  ألإمبراطورية
و ألخلافات  بين  ألعرب  و بين  ألأتراك  ألثمانيين  هي  حديثة  جدا
تعود  إلى  ألحرب  ألكونية  ألأولى .

د - كتب  ألأديب  إخلاصي  " وصبّت كراهية السوريين للحركة الصهيونية في موقفهم الصلب من الاستعمار التركي بالرغم من التوافق الديني . "  .  ألسلطنة  ألعثمانية  لم  "  تستعمر "  شرقنا  ألحبيب  و لكن
إحتلته .  هنالك  فرق  كبير  بين  تعبير  " إستعمار "  و " إحتلال " .
ألأغلبية  ألساحقة  من  سكان  ألشرق  كانوا  راضين  بألإحتلال  ألعثماني
و لا  يحق  لنا  "  ألإدعاء "  أن  سكان  ألشرق  كانوا  يناضلون  ضد
ألإحتلال  ألعثماني . ألتاريخ  ليس  مسرحية  أدبية  !

ه - كتب  ألأديب  إخلاصي " الذي تجلى بالذات بالحركة الطورانية التي لم تعادي الأرمن فقط بل عادت حتى الأتراك غير المؤمنين بالطورانية "
أظن  أن  ألسيد  إخلاصي  قد  كتب  سهوا  " ألأتراك "  و هو  يقصد
" ألعثمانيين " . لأن ألطورانية  كانت  حركة  قومية  تركية  " عادت "
ألشعوب  ألموجودة  ضمن  ألسلطنة  ألعثمانية :  عرب  و أرمن و أكراد
و سريان  و يونانيين  و غيرهم . وكان  ألشعب  ألأرمني  يطالب  أن
تكون  لغة  ألتعليم  هي  ألأرمنية  في  مناطقهم  ألتاريخية  ، بينما  عدد
قليل  جدا  من  ألمثقفين  ألسوريين  طالبوا  بأللغة  ألعربية .

و - كتب  ألسيد  إخلاصي " ففي النهاية الحضارات تسبق الأديان . فإذا نبشنا في تاريخ مملكة أرمينيا القديمة أيام الوثنية والمسيحية الأولى كانت هناك علاقات تجارية متميزة بين العرب والأرمن أكثر مما كان بين المسيحي الأوروبي والمسيحي الأرمني  " . ألسيد  إخلاصي  غير دقيق
في  تعابيره  و معلوماته  ألتاريخية . سكان  سوريا  ألقدامى  هم  ألشعب
ألأرامي - ألسرياني  ألذين  كانوا  يشكلون  ألأكثرية  في  ألشرق  إلى
مجيئ  ألفرنجة . فألعلاقات  ألتجارية  بين  أرمينيا  ألقديمة  كانت  مع
ألشعب  ألأرامي  ألذي  أشتهر  بعلاقاته  ألتجارية . 

 ثانيا - تحاليل  سياسية  خاطئة

أ - كتب  ألسيد  إخلاصي  " اللجوء الأرمني الى سوريا بالذات كان له مبرر جغرافي وتاريخي " . إن  ألسيد  إخلاصي  يريد  أن  يدافع  عن
ألقضية  ألأرمنية  و لكن  إستخدامه  لتعبير  " " اللجوء الأرمني الى سوريا " يسيئ  إلى  تاريخ  ألأرمن  !  لم  يقرر  ألشعب  ألأرمني  إلى
أللجوء  و ألهرب  إلى  سوريا .  ألحكومة  ألعثمانية  ألمجرمة  هي  ألتي
خططت  " إبادة "  ألشعب  ألأرمني  بأكمله  في  ألمناطق  ألصحراوية
في  سوريا  بعيدا  عن  ألقنصليات  ألأجنبية  و رقابتهم !  أغلبية  ألشعب
ألأرمني  في  سوريا  هم  أحفاد  للذين  "  نجوا  "  من  عمليات  ألإبادة
و ليس "  لاجئين  إلى  سوريا " .   تحاليل  و تبريرات  ألسيد إخلاصي
"اللجوء الأرمني الى سوريا بالذات كان له مبرر جغرافي وتاريخي "
مبنية  على  معلومات  خاطئة  ، لأن  ألخطة  ألعثمانية  هي  ألتي  إختارت
سوريا  و ليس  ألشعب  ألأرمني !

ب - كتب  ألسيد  إخلاصي "  والطبيعة الجغرافية خلقت نوعاً من السلوك الأخلاقي ولذلك كان الاحتواء كبيراً من السوريين للأرمن ."  أغلبية
ألشعب  ألأرمني  تعيش  في  مناطق  جبلية  بعيدة  " جغرافيا "  عن بلاد
سوريا . لقد  ساعد  ألشعب  ألسوري  ألأرمن  ألمنكوبين  لأن  ألشعب
ألسوري  كان  و لا  يزال  شعبا  طيبا  بكل  بساطة .

ج -  هنالك  نقطة  مهمة  أوافق  ألسيد  إخلاصي  عليها  إذ  كتب
 " لكن هذه العلاقة توطدت عندما اختار الناجون من المذبحة الأرمنية المشهورة وتوطنوا في سوريا  "  . "  ألناجون  من  ألمذبحة "  هم
ألذين  إختاروا  سوريا  ربما  لأن  ألشعب  ألسوري  ساعدهم  في
محنتهم .

د - كتب  ألسيد  إخلاصي " وذكرهم بالقضية القديمة وهي طلب الاستقلال عن الحكومة العثمانية " . لم  يطالب  ألسوريون  و ألعرب
بألإستقلال  من  ألسلطنة  ألعثمانية  ، حركة  ألشريف  حسين  في ألحجاز
ضد  ألعثمانيين  كانت  بإيعاز  من  ألإنكليز  .

ه - ملاحظة  حول  ألأرمن  في  مصر  ألذين  هاجروا  إليها  في  أوائل
ألقرن  أل 19 عشر  و شكلوا   جالية  غنية  ، بعكس  ألأرمن  في سوريا
" ألناجين  من  ألمذبحة "  و ألذين  فقدوا  أهلهم  و وطنهم  أرمينيا .

    أخيرا   أشكر  ألأخ   ashor    على  إعادة  نشر  هذا  ألمقال ، فرغم
بعض  ألتعابير  ألتاريخية  غير  ألدقيقة ، فإن  ألأديب  وليد  إخلاصي
يقدم  لنا  شهادة  حب  للشعب  ألأرمني  فهو  يكرر  في  عدة  مواقع
" مذابح  و مجازر  و إبادة "  بحق  ألشعب  ألأرمني .
  أحب  أن  أزيد  أن  نفس  ألمذابح  و ألمجازر  و حرب  ألإبادة  قد
تمت  ضد  ألشعب  ألسرياني - ألأرامي  . و  لكن  أجدادنا  " ألناجين "
من  تلك  ألمذابح  لم  يناضلوا   مثل  ألشعب  ألأرمني  ألجبار  ألذي
إستطاع  أن  يجبر  ألعالم  ألمتمدن  على  ألإعتراف  بحرب  ألإبادة
ضد  أجدادهم  .

  هنري  بدروس كيفا

479
 هل  كان  برج  بابل  من  عجائب  ألدنيا  ألسبع  ؟   

    شاهدت  في  موقع  باقوفا  ألغيور  مقالا  عن  برج  بابل  تحت
عنوان  " برج بابل خارج سرب عجائب الدنيا السبع؟ "
موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=12514
    صاحب   هذا  ألمقال  يعتقد  أن  برج  بابل  كان  من  عجائب  ألدنيا
ألسبع  و هذا  غير  صحيح  تاريخا  ،  كما  أن  ألمؤرخين  يشكون
بوجود  برج  بابل  و  يعتبرونه  قصة  إسطورية  . كما   يعتقد  صاحب
هذا   ألمقال  بوجود  علاقة  للشعب  ألأشوري  ألعظيم  ببناء  برج  بابل
هذا  ألإعتقاد  ألخاطئ  يدفعني  إلى  طرح  ألسؤال  ألتالي : هل  هذا
ألمقال  ألمليئ  بألأخطاء  ألتاريخية  يسيئ  إلى  ألفكر  ألأشوري  ؟
     
   لا  أظن  أن  ألأخ  سومر  سيرد  على  أسئلة  ألجميع ،  و  لا  أظنه
درس  علم  ألتاريخ  كي  يتحقق  من  ألحقائق  قبل  ألكتابة . و كما  ذكر
ألأخ  نزار  ملاخا - في  تعليق  أخر -  أن  مشكلتنا  من  ألإنترنت  أن
بعض  ألإخوة  "  يعتقدون  "  أن  ألكتابات  ألسياسية  ألمنتشرة  بين
إخوتنا  ألمؤمنين  بألتسمية  ألأشورية  ،  هي  حقائق  تاريخية  يجب
أن  نقبل  بها  (  رغم  ألأخطاء  ألتاريخية  ألتي  تفضح  جهلهم  للتاريخ )

     ألأخ  نضال  هو  من  ألمناضلين  للفكر  ألأشوري  ألمتحجر ، مقاله
ألسياسي  مليئ  بألأخطاء  ألتاريخية  ، لقد  شرحها  ألأخوة  ألمعلقون
كفاية  ،  و لكنني  أريد  تسليط  ألضوء  على  نقطة  مهمة  جدا  و هي
أن  ألشعب  ألأشوري  ألعظيم    لم  يسكن  أو  يستوطن  مدينة  بابل ،
فلما  ألأكاديمي  نضال  يتعب  نفسه  في  ألدفاع  عن  برج  بابل  ؟

  بعض  ألأخطاء  ألتاريخية  :

 أ - إن  ألسيد  نضال  يخلط  بين  برج  بابل  و بين  ألجنائن  ألمعلقة  ؟
بكل  تواضع  هذه  هي  أول  مرة  في  حياتي  أسمع  أن  برج  بابل  كان
من  عجائب  ألدنيا  ألسبع  !  لقد  ورد  ذكر  برج  بابل  في  ألتوراة
و ليس  عند  ألمؤرخين  أليونان  ألذين  ذكروا   عجائب  ألدنيا  ألسبع  .

ب - نبوخدنصر  ألثاني  لم  يكن  أشوريا  بل  كلدانيا .  مشكلتنا  مع
إخوتنا  ألذين  يكتبون  مقالات  تاريخية  بدون  أن  يكون  عندهم  ثقافة
تاريخية  ،  أنهم  ينشرون   أخطائهم  ألتاريخية  ثم  يدافعون  عنها  بدل
أن  يصححوا   من  معلوماتهم  .

ج - لا   يوجد  أية  علاقة  بين  برج  بابل  و  ألشعب  ألأشوري .
إن  بلاد  أكاد  و عاصمتها  بابل  كانت  مستقلة  مئات  ألسنين  وأن
أجدادنا   "  سورايى "  أحفاد  ألقبائل  ألكلدانية ألأرامية  قد  دافعوا
ببطولة  ضد  ألملوك  ألأشوريين  ألظالمين  و إستطاعوا  ألقضاء  عليهم
سنة  612 ق.م    .  و قد  إستطاع  أجدادنا   صهر  بقايا   ألشعوب
ألقديمة  من  أكاديين  و ألكوشيين  و غيرهم  .  فمدينة  أور  ألأكادية
صارت  أور  ألكلدانيين  و  ليس  ألأشوريين  !

أخطاء  سياسية   و أدبية  :

أ -  ألأخ  نضال  يعتقد  أن  مقاله  سيدافع  عن  "  ألقضية  ألأشورية  "
ولكن  أخطائه  ألتاريخية  ألتي  ذكرتها  سوف  تسيئ  للفكر  ألأشوري
و سوف  تيقظ  ألنائمين  من  ألسوراي  على  عمليات  ألتزوير   بحق
تاريخنا .

ب -  ألقيادات  ألعراقية  صارت  تعرف  "  ألآن "  أن  ألأغلبية  ألساحقة
من  ألسورايي   لا  تؤمن  بالقومية  ألأشورية  .

 ج -  لقد  سئم  (  قرف )  ألمثقفون  ألسورايي  من  نظرية  ألمؤامرة
على  ألشعب  ألأشوري !  يا   أخ  نضال  إن  تجاهلكم  لتاريخا  ألعلمي
هي  مؤامرة  مستمرة  على  شعب  ألسورايي  : ألبرهان مقالكم  !

د -  لقد  كتبت  " هل لتذبذب أبناء شعبنا الآشوري وراء قياداتهم السياسية "  ،  أخ  نضال  ألأكثرية  من  ألسورايي  لا  تؤمن  بالفكر
ألأشوري  ألمزور  لهويتنا  و لتاريخنا  . 

     شكرا   لسومر  ألأشوري  و  للأخ  نضال   ألذي  يجهل  أن  برج
بابل  لم  يكن  من  عجائب  ألدنيا  ألسبع  و بالتالي  لا  حاجة  للدفاع
عن  برج  بابل  و  لكن  هل  سيتعلم  أن  نبوخدنصر  ألثاني  كان
كلدانيا  و ليس  أشوريا  ؟  هل  سيحترم  ألأكثرية  من  ألسورايي  ألتي
لا  و لن  تؤمن  بالفكر  ألأشوري  ؟

  هنري  بدروس  كيفا   

   

480
ألفكر ألأشوري  و ألنقاش ألعلمي - ألقسم  ألثاني

   ألفنان حنا حجار ونظرياته ألخاطئة نموذجا

             هل تسمية  بلاد ألشام  مشتقة  من إسم  شميرام  ؟

   لقد  شرحت  في  ألقسم  ألأول  ألأسباب  ألتي  دفعتني  أن  أرد  على
نظريات  ألسيد  حنا  حجار  ألذي  يتفنن  في  طرح  نظريات  خاطئة
و يتفنن  في  إيجاد  براهين  و تفسيرات  جديدة  غير  مبنية على  نصوص  تاريخية  أو  مراجع  علمية . سوف  أقدم  برهانا  جديدا  وهو
إدعاء  ألسيد  حجار  أن  تسمية  بلاد  ألشام  قد  تكون  مشتقة  من  إسم
شميرام  ؟ 
  كتب  ألسيد  حجار  في  موقع  bethsuryoyo.com
 Damascus is known by another name, and that is Sham.

I think that Sham is short for Shamiram, AKA Shamuramat & Semiramis (811-807), the famous Assyrian Queen.

Could the term Bilad Al-Sham, mean Athrawate/Athrowothe D'Sham(iram), (i.e. the Lands of Shamiram).

Who knows, maybe future diging under the city of Damascus might find Assyrian artifacts dating back to Shamiram.         
   


        أولا - هل نظرية  ألسيد حجار  هي  علمية  ؟
  طبعا  يحق  لكل  باحث  أن  يطرح  نظرية  جديدة  لتفسير  بعض أحداث ألتاريخ  أو  لشرح  معاني  بعض  ألأسماء  ألجغرافية  ، و لكن
شرط  أن  يستخدم  ألمعلومات  ألموثوقة  حول  ذلك  ألحدث ، و أن يقدم
براهين  جديدة  و مقنعة  حتى  يتسنى  للباحثين  أن  يناقشوا   هذه
ألبراهين  قبل  تأييد  تلك  ألنظرية  ألجديدة  !
     لقد  شرحت  سابقا  أن  ألسيد  حجار  لم  يدرس  ألتاريخ  و للأسف
ألشديد  لا  يطبق  مبادئ  علم  ألتاريخ  و أصوله  لا  بل  هو  يجهل  ما
هي  أهداف  ألبحث  ألتاريخي (  ألعلمي ) . و هذا  واضح  من  طريقته
في  طرح  نظريات  بدون  براهين  ؟  أو  عندما  يحاول  أن  يجد براهين
يعمد  إلى  تفسيرات  خاطئة  فيضيع  ألقراء  ألبسطاء  في  دهاليز
نظرياته  غير  ألعلمية .
   إنني  أؤكد  أن  نظرية  ألسيد  حجار  غير  علمية  للأسباب  ألتالية :
أ - هنالك  فرق  كبير  بين  أسطورة  ألملكة  سميراميس  و بين  تاريخ
ألملكة  شميرام  ألحقيقي . أسطورة  سميراميس  تقول  أن  ألأشوريين
قد  وصلوا  في  فتوحاتهم  إلى  مصر  و إلى  حدود  ألهند ، بينما  تاريخ
ألأشوريين (  ألأكاديمي )  يثبت  لنا  أن  ألأشوريين  لم  يصلوا  إلى
ألهند  أو  باكستان  و إفغانستان  و حتى  بلاد  فارس  لم  يحتلوا  إلا  بعض  ألأقسام  ألقريبة  من  حدودهم .   و بكل  تأكيد  شميرام  لم  تصل
إلى  بلاد  مصر  !
ب - في  ألفترة  ألتي  حكمت  فيها  شميرام  811 -807 ق.م  لم  توجه
أية  حملة  إلى  مملكة  دمشق  ألأرامية  و ألتي  كانت  كتابات  ملوك
أشور  تطلق  عليها  بأللغة  ألأكادية  تسمية " شا  حمري شو " .
ج - أن  حكم  ألملكة  شميرام  ألقصير في  بلاد  أشور ، يقابله  حكم
حزئيال  ملك  أرام  ألقوي 844 - 804  ق.م  هذا  ألملك  مشهور  بصموده  أمام  ألجيوش  ألأشورية  و ألمكتشفات  ألأثرية  ألجديدة
(  نص  تل دان )  تثبت  لنا  أنه  كان  مستوليا  على  شمالي دولة إسرائيل
كما  أن  دولتا  إسرائيل  و ألسامرة  خاضعتان  له .  كذالك  ألمناطق
ألواقعة  شرقي  نهر  ألأردن .  في  ألمختصر  ألمفيد : إن  حزئيال  هو من  أقوى  ألملوك  ألأراميين  في  دمشق  و يعتقد  بعض  ألمؤرخين
إستنادا  إلى  نص  أرامي  أن  هذا  ألملك  قد  حاول  إسترجاع  بيت
نهرين ( ألجزيرة )  فكيف  تطلق  تسمية  بلاد  ألشام  ، و مشتقة  من
شميرام ،  على  بلاد  لم   تحتلها  جيوشها  ؟
د -  أخيرا ، إن  ألملك  تغلت فلأسر ألثالث  هو  ألذي  إستولى  على
بلاد  أرام  أو  "  شا  حمري شو "  سنة  732 ق.م  و طبعا   لم  ترد
تسمية " شام "  في  ألنصوص  ألأكادية .

ثانيا - هل  يستفيد  ألقارئ  من  نظرية  ألسيد حجار  ألجديدة  ؟

 لا  شك  أن  أغلبية  ألمثقفين  يعلمون  أن  تسمية  بلاد  ألشام  هي  تسمية
عربية  و موجودة  في  ألمصادر  ألعربية .  أي  أن  تسمية  بلاد  ألشام
غير  موجودة  في  ألمصادر  ألسريانية  و أليونانية  و ألأكادية  ألقديمة .
 هذه  ألنظرية  هي  خاطئة  (  ألأمل  أن  تكون  نظرية  صحيحة   هو
صفر  على  مئة   0/ 100 ) .  و لكنها  نظرية  جديدة  بدون  شك  وهي
من  مخيلة  ألفنان  حنا  حجار  ، ألسؤال  ألمطروح  ألأن  هو  :
هل  ألنظريات  غير  ألعلمية  تفيد  ألقراء  أو  تفيد  أبناء  شعبنا  ألمقسم  ؟
هل  نظرية  ألسيد  حجار  ألمزورة  للتاريخ  بشكل  عام  و تاريخنا
ألأرامي  بشكل  خاص ، هي  عمل  بناء  و مفيد  ؟
 ما  هي  ألإستفادة  من  ألإدعاء  أن  تسمية  بلاد  ألشام  مشتقة  من  إسم
شميرام (  بدون  براهين ) ، بينما  كل  ألبراهين  تثبت  أن  تسمية  بلاد
ألشام  هي  تسمية  عربية  ! 
  رد  أحد  ألإخوة  في  موقع  bethsuryoyo.com  على  ألسيد حجار
معلقا  أن  تسمية  بلاد  ألشام  هي  تسمية  عربية  قد  تكون  تعني  ألشمال
(  ربما  بعكس  أليمن  أي  أليمين )  و كان رد  ألسيد  حجار
"  As you might have noticed, I was merely making specualtions and asking questions, just to raise interest in the topic, I have no proof that it was derived from one name or another
 للأسف  ألشديد  ، كان  أحد  ألإخوة  قد  علق  أن  تسمية  بلاد  ألشام
قد  يكون  مصدرها  " سام "  ألذي  ورد  ذكره  في  ألتوراة .  مما  دفع
ألسيد  حجار بالكتابة  "  لا  يوجد  عندي  براهين  أنها ( بلاد ألشام )
مشتقة من إسم  واحد ( شمال )  أو  إسم  أخر  (  سام  ) " .
  ألمؤسف  في  هذا  ألجواب ، أن  ألسيد  حجار  يشكك  بأن  تكون  تسمية
بلاد  ألشام  هي  من  أصل  عربي ، و هذا  ما  يعرفه  كل  من  له  إلمام
بتاريخ  ألعرب  ألقديم  .  ألسؤال  موجه  للسيد   حجار ،  هل  ألتشكيك
في  ألحقائق  ألراسخة  -  مثل  برج بابل  في  مدينة بابل  و بلاد  ألشام
هي تسمية  عربية  -  هي  وسيلة  عندك  كي  تؤكد  نظرياتك  ألخاطئة ؟

ثالثا - ما   هو  ألبحث  ألتاريخي    في  مفهوم  ألسيد  حجار  ؟

    لا  شك  أن  ألسيد  حجار  يحب  ألتاريخ  و لكنه  للأسف  ألشديد
يخلط  بين  ألتاريخ  ألأكاديمي  و بين  ألتاريخ  ألمسيس  ؟  ألأول  علمي
يهدف  إلى  نشر  ألحقائق  بينما  ألثاني  ليس  له  علاقة  بألتاريخ
ألأكاديمي  و يهدف  إلى  ألدفاع  عن  طروحات  بعض  ألدول  و ألأحزاب .
   لقد  نجحت  بعض  ألدول  مثل  روسيا  في  عهد  ستالين  في  إخفاء
حقائق  تاريخية  و إقتصادية  و سياسية  كما  أنها  سخرت  " مئات "
ألمؤرخين  كي  يكتبوا   تاريخ  ألثورة  ألشيوعية   بشكل  لا  يسيئ  إلى
نظام  ستالين  ألظالم .
  لقد  كان  نجاح  هؤلاء  ألمؤرخين  ألروس  "  ألمسيسين "  مؤقتا  إذ
سرعان  ما   ظهرت  ألحقائق ،  كما   أن  ألعالم   ألغربي  كان  يدرك
ما  يجري  في  عهد  ستالين !
  إنني   أهنئ  ألسيد   حنا  حجار  على  شجاعته  ألفكرية  لأنه  يكتب
إسمه  ألحقيقي  بخلاف  ألكثيرين  ألذين  يختبئون  تحت  أسماء  مستعارة
و لكنني  أختلف  كليا   على  مفهوم  ألسيد  حنا  حجار  للتاريخ .
 فأرجو  منه
أ -  أن  يتوقف  عن  إستخدام  هذه  ألتعابير speculation  و metaphor  لأن  ألباحث  ألعلمي  لا  يخاطر  و لا  يجازف  لمعرفة
ألحقيقة .  أما  ألكلمة  ألثانية  metaphor  فهي  تعني  ألمجاز  وهذه
ألكلمة  لها  علاقة  وثيقة  بألأدب  .  و طبعا   لا  يوجد  حقائق  مجازية
في  ألتاريخ  : أسم  لغتنا  ألتاريخي  و  ألعلمي  هو  ألأرامية - ألسريانية
و ليس  إسمها  مجازا  ألأشورية .
ب - أرجو  أن  تتوقف  عن  إيهام  ألقراء  ،  أنه  في  ألمستقبل  " قد "
نجد  إثباتات  تبرهن  ألنظريات  ألتي  هي  من  وحيك ( بدون  براهين )
لقد  أوهمت  ألقراء  أنه  لربما  في  ألمستقبل  قد  نجد  في  مدينة دمشق
أثارات  تعود  إلى  شميرام ؟  و هذا  مستحيل  لأن  شميرام  لم  تحتل
أو  تبني  في  مدينة  دمشق  .  لو  ذكرت  أننا   "  قد  "  نجد  أثارات
أشورية  تذكر  أحد  ألملوك  ألأشوريين  مثل  تغلت فلأسر  ألثالث  أو
أحد  حكام  دمشق  فهذه  حقيقة  مقبولة .
ج -  أرجو  أن  تحترم  ألقراء  أكثر  ،  فبرج  بابل  يقع  في  مدينة
بابل  و ليس  في  مدينة  نينوى  ألتي  دعيت  مجازا  بابل  !
د -  إن  نظرياتك  ألجديدة  هي  غير  مفيدة  خاصة  في  ألدفاع  عن
تاريخنا  ألعلمي . كل  سرياني  مثقف  يستطيع  أن  يدافع  عن  أرامية
مدينة  دمشق  و لكن  لا   أحد  يستطيع  أن  يدافع  عن  بعض نظرياتك
ألمشبوهة : تسمية  ألشام  من  شميرام  ؟

   أخيرا  إذا  كنت  تحب  شعبك  فلما  لا   تتوقف  عن  نشر  نظريات
خاطئة  هي  أقرب  إلى  ألخواطر ، و أنت  تعلم  جيدا  أنها  ليست
بأبحاث  مدروسة  ؟
   هل  فكرت  مليا   " كم "  من  ألإخوة  ألبسطاء  سوف  يصدقون
نظريتك  ألجديدة : بلاد   ألشام  مشتقة  من  شميرام  ؟  و كم  من  هؤلاء
سوف  يدعون  أن  دمشق  كانت  أشورية  ؟

هنري بدروس كيفا

481
 ألفكر ألأشوري  و ألنقاش ألعلمي  ؟
                      ألفنان  حنا  حجار  ونظرياته ألخاطئة  نموذجا

    ألفنان  حنا  حجار  سرياني  رهاوي  يؤمن  بإنتمائنا  ألأشوري ،
و هو  يعلق  على  مواضيع  تاريخية  عديدة  و " يدافع "  عن  ألفكر
ألأشوري  مع  أن  تاريخ  ألسريان  ألرهاويين  ليس  له  علاقة  بتاريخ
ألدولة  ألأشورية . و كانت أورهاي  عاصمة  بيت نهرين ( ألجزيرة )
ألتي  أطلق عليها  ألتوراة  تسمية  " أرام  نهرين " .
      من  ألمؤسف  أن  كثير  من  ألنقاشات  ألتاريخية في  بعض ألمواقع
لا  تزال  بعيدة  عن  ألنقاش  ألعلمي ، ألقارئ  لا  يتعلم  أي  شيئ  علمي
و لكنه  يطلع  على  "  أراء "  ألبعض  غير ألمسنودة  على  أية براهين
أو  مراجع  علمية .
   لقد  إخترت  ألسيد  حنا  حجار  نموذجا  لأنه  يزور  هوية  أجدادي
ألسريان  ألرهاويين و لأنه  في  بداية  هذا  ألشهر قد  نشر  " رأيه "
حول  ألجنائن  ألمعلقة  في  بابل ، و كان  أحد  ألإخوة  من  ألسريان
ألغيورين قد  طلب  مني  ألإطلاع  على  رأي  ألسيد  حجار  و ألتعليق
عليه ، لأن  ألسيد  حجار  قد  "  تعود "  على  إبداء  ألرأي  في مواضيع
تاريخية  و "  يتفنن "  في  مفهومه  للتاريخ . و بألفعل  أليوم  يبدي
ألسيد  حجار  " رأيه "  إسم  مدينة  دمشق / ألشام  هل  هو  مشتق  من
شميرام ؟ 

 أولا - ألجنائن  ألمعلقة  في بابل
 هل  بنيت  في عهد نبوخدنصر ألثاني ألكلداني  أو  قبله ؟ ليس  هذا
ألموضوع  و لكن  "  رأي "  ألسيد  حجار  ألذي  نشره  في  6/6/ 2007 في موقع bethsuryoyo.com  إذ  يعرض  :
I have a speculation on the term Babylon  ،  بصراحة
إنني  لا  أعرف  ألترجمة  ألعلمية في  أللغة  ألعربية  ل speculation
 
وهذه  ألكلمة  قد تعني تقديم  رأي في  موضوع  ما  و يوجد  مخاطرة
كبيرة  لمعرفة  ألحقيقة !  هذا  ألتعبير  متواجد  خاصة  في  أعمال
ألبورصة  و ليس  في  أبحاث  ألمؤرخين  ألأكادميين  لأنهم  لا يخاطرون
في  إبداء  رأيهم ، لأن علم  ألتاريخ  هو بحث عن ألحقيقة  و ليس مجازفة
قد  تصيب  أم  لا .
كتب  ألسيد حجار  في  تعليقه :
Maybe it was, here is my theory, Babilu is the ancient city, it is a historically fact that Sencherib crushed an uprising in Babel, and destroyed the city, and technically then Nineveh became the supreme central undisputed great city. So if ancient Babel term was used metaphorically as the name of a great city, then after its destruction Nineveh became the only city that carries that metaphor, hence the Babelians called it Babylon (meaning "Their Babylon", i.e. "The Assyrian-Babilu" in the north). Eventually two terms emerged, Babel/Bailu to mean the ancient city in central Mesopotamia, and Babylon to mean the northern city where Sencherib built his hanging gardens.

  نظرية  ألسيد  حجار  هي  أن سنحاريب  قد  دمر  مدينة  بابل  و أن
تسمية بابل metaphorically تعني  ألمدينة  ألكبيرة و بعد  تدميرها
صارت  مدينة  نينوى  ألتي  تحمل  ذلك  ألمعنى metaphor  ، و يدعي
ألسيد  حجار ( بدون  أية  براهين  طبعا ) وجود  مدينتين  بإسم بابل
ألأولى  في وسط بلاد  أكاد  (  عفوا  تسمية  Mesopotamia  تاريخيا
و جغرافيا  لم  تطلق  على  وسط  ألعراق  و لكن  على ألجزيرة فقط) .
و مدينة  ثانية  إسمها Babylon  ، "  يتفنن "  ألسيد  حجار  في ترجمتها
لتعني  له  " شمال  ألمدينة  حيث  بنى  سنحاريب  جنائنه  ألمعلقة " ؟؟؟
ملاحظة  صغيرة :  ألسيد  حجار  يغامر  و يقامر  في  إبداء  رأيه
و هنا  "  نظريته "  ألفذة  لا  تعتمد  على  أية  براهين  تاريخية ،
لا  يوجد  أي  نص  يذكر  مدينة  أشورية  إسمها  Babylon" !
 إن  نظرية  ألسيد  حجار  ليست  علمية ، و نتمنى  أن  يتوقف  عن
تفسير  تاريخنا  من وجهة  نظره  ألفنية  و metaphor !
 
ثانيا - من  هي  ألملكة  ناقيا  حسب رؤوية  ألسيد  حجار  ؟
  حتى  يؤكد  نظريته  ألأولى ، يعمد  ألسيد  حجار  إلى  نظرية  ثانية
( مثل  ألعادة  بدون  براهين بألنسبة  له  ألتاريخ  هو  للدفاع  عن  فكره
ألأشوري  بعيدا  عن  ألبحث ألأكاديمي ) . هذه  نظريته  ألثانية :
   " By the way the wife of King Sencherib was an Armean or Armean called Naqia, now there are two definitions of the term Armean (Armaeet) and Aramean (Aramaya), the first means a highlander from the northern mountains, and the second means of a Semitic tribes of the south or south west. Now if Naqia was an Armaeeta (a highlander), then all the pieces of the puzzle fit in place, because it would be possible that King Sencherib built the hanging gardens for his wife who came from the highlands and was missing the greenery of her birthplace. This was later changed by relating this story to Nebuchadnezzar’s Median wife
    لقد  إنطلق  ألسيد  حجار  من  تعريف  خاطئ  للتسمية  ألأرامية ،
لا  بل  نراه  هو  ألوحيد  فقط  ألذي  يفسر  ألتسمية  ألأرامية
أ - سكان  ألأراضي  ألمرتفعة  ألشمالية .
ب - ألقبائل  ألأرامية  ألسامية  في   ألجنوب  و ألغرب .
 قبل  نقد  نظرية  ألسيد  حجار  ألجديدة  ، أحب  أن  أشير  أن  ألتسمية
ألأرامية  لا  تعني  سكان  ألأراضي  ألمرتفعة  لا  في  أللغة  ألسومرية
و لا  في  أللغة  ألأكادية  و حتى  لا  في  لغتنا  ألأرامية  ألمقدسة .
أرجو  ألعودة  إلى  بحثي  ما معنى تسمية أرام؟ 
على ألرابط http://bartella.com/forums/index.php?topic=4794.0
    ألسيد  حجار  يدعي (  لم  أكتب  يقترح لأن  إدعائه  غير  مبن  على
براهين  و لكن  تفسيرات  خاطئة ) أن  ألملكة  ناقيا  قد  تكون من  سكان
ألأراضي  ألمرتفعة  و هذا  برهان  لحاجتها  إلى  ألجنائن  !
   إن  ألسيد  حجار  يجهل  تاريخ  ألملكة  ناقيا  ألأرامية  أو  أنه  يتجاهل
و يستخدم  بعض  معلوماته  أو  بألأحرى  تفسيراته  لتأكيد  نظريات
يخاطر  بطرحها  ، فيتحول  ألبحث  ألتاريخي  من  ألبحث  عن  ألحقيقة
إلى  تفسيرات  خاطئة  لنظريات  خاطئة .
  لو  كان  ألسيد  حجار  مطلعا  على  كتاب S.C MELVILLE
The  Role  of  Naquia/Zakutu  in  Sargonid  Politics
Winona-Lake  1999
 لكان  عرف  من  خلال  هذا  ألباحث  ألمتخصص  و معلوماته مبنية
على  رسائل  ألملكة ناقيا  ألصادرة  منها  و  ألواردة  إليها  ، بأنها  من
سكان  بلاد  أكاد  و أنها  أرامية  و أسمها  أرامي  معناه ناقيا  أي صافية
و حتى  إسمها  ألأكادي " زكوتو "  له  نفس  ألمعنى  ألنقاء  ألصفاء  !
فمتى  تكون  نظرياتك  "  ناقية "  من  ألتحريف  ألمتعمد  لتزوير  تاريخ
أجدادك  ؟
  يتبع  ألقسم  ألثاني  حول  نظريتك - مغامرتك  ألجديدة  : هل  إسم
ألشام  متحدر  من  شميرام  ؟

 هنري بدروس كيفا 

482
 نظرة بعض علماء ألأثار ألسوريين  إلى تاريخنا  ألأرامي

  لقد  تم  في  ألسنوات  ألأخيرة  إكتشافات  أثرية  مهمة  في  ألجزيرة
حول  أجدادنا  ألأراميين  من تمثال  حداد يسعي و نصه  ألأرامي
و ألأكادي  ثم   إكتشاف  موقع  " بورمرين   Bourmarina " ألمدينة
ألأرامية  ألتي  كانت  ضمن  مملكة  بيت عديني . كذلك  إكتشاف  عدد
كبير  من  لوحات  ألفسيفساء  مع  كتابات  سريانية  في  مواقع  عدة
أهمها  في  دير قنشرين  ألسرياني .
     لقد  نشر  ألأخ  كورية  لحدو  ملخصا  صغيرا  للدكتور  علي  أبو
عساف  حول  كتابه  " ألأراميون  تاريخا  و لغة و فنا " .  و قد  علق
ألأخ  كورية " ولكن السيّئة فيه أنّه يعود إصداره لعام /1988م/ لذلك أظنّ أنّه قد فاتنا في هذا الكتاب كل ما هو جديد وخاصة في مجال المكتشفات الأثرية " . ملخص  ألأخ كورية  موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?t=7425
 قبل  ألتعليق  أحب  أن  أشير  أن  ألأخ  كورية  لحدو  قد  نشر  ملخصه
في  موقع  ألقامشلي  ألغيور ، و إنني  أعدت  نشره  في  موقع قنشرين
لأهمية  ألبحث  ألعلمية .

 أولا -  " ألأراميون  تاريخا  و لغة و فنا " 
    إنني  غير  مطلع  إذا  كانت  هنالك  دراسات  نقدية  لكتاب  ألدكتور
علي  أبو عساف .  للأسف  ألشديد  لا  يزال  شرقنا  ألحبيب  بعيدا  عن
أجواء  ألنقد ألعلمي  ألبناء . بينما  نلاحظ  في  ألغرب  و منذ  أكثر  من
140 سنة  أن  ألعلماء  ينتقدون  و يعلقون  و يصححون  كل  كتاب جديد
أو  كل  نظرية  جديدة  ، و هذا  مما  دفع  ألباحثين  إلى  مزيد  من  ألدقة
ألعلمية .
  كتاب  د . علي  أبو عساف   هو  من  أهم  ألدراسات  ألعلمية  ألتي
كتبت  عن  أجدادنا  ألأراميين  بأللغة  ألعربية . صحيح  أنه  لا  يضع
لائحة  بأسماء  ألمصادر  و ألمراجع  ألتي  إعتمد  عليها ، و لكنه
يستشهد  بأجدد  ألدراسات  حول  تاريخ  ألأراميين  و هذا  يثبت  متابعته
لكل  جديد  حول  تاريخ  ألأراميين .
  أعتقد  أن  د . علي  أبو عساف    يجيد  أللغة  ألألمانية  إذ  يستشهد
بعدة  دراسات  ألمانية .  ألباب  ألرابع  عن  ألفنون  ألأرامية  يغني
و يعرف  ألقراء  بتطور  ألفنون  عند  ألأراميين  و  من  ألمعلوم  أن
ألباحثين  ألألمان  هم  أكثر  ألذين  درسوا  ألفن   ألأرامي .
  لقد أرفق د . علي  أبو عساف    باب  ألفنون  ألأرامية  ب 58 صورة
عن  هذا  ألفن  مع  ألشروحات  ألوافية .
  بإختصار  إن  كتاب  د . علي  أبو عساف     عن  ألأراميين  هو
مرجع  علمي  بكل معنى  ألكلمة  و هو مرجع  مهم  جدا  رغم  مرور
20  سنة  على  كتابته ، لأن  ألباحث  متخصص  في  تاريخ  ألأراميين
و يعتمد  على  مراجع  علمية  أسوة  بكل  باحث .

ثانيا - أهمية كتاب  د . علي  أبو عساف   ألأدبية .
  من  ألمؤسف  أن  بعض  ألباحثين  ألسوريين  يدعون  أن  أجدادنا
ألأراميين - ألسريان  هم  من  ألعرب  ألقدامى . في  بحث  قديم
 للدكتور عفيف  بهنسي  ، عنوانه "  مصدر  إسم  سوريا  و ألأسماء
ألأخرى ألقديمة " منشور  في  مجلة " ألحوليات  ألأثرية ألعربية ألسورية"
ذكر  في  ألصفحة  105 "  فإن ألأشوريين  و ألأموريين  و ألكنعانيين
و ألأراميين  و ألكلدان  هم  ألعرب  ... "  هذا  موقف  غير  علمي  و غير
دقيق  ، لو  ذكر  هم  "  ساميون / شرقيون "  فهذه  حقيقة  مقبولة  من
كل  ألعلماء .
   سنة  1986 نشر  ألأستاذ  عبد ألهادي نصري  كتابا  عن ألسريان
عنوانه "  شمس آرام.. شمس ألعرب " . و قد  صدر هذا  ألكتاب بمساهمة
و إهتمام  أللجنة  ألسريانية ألمشتركة  بحلب أي  ضمن  ألسلسلة  ألتي
يصدرها  سيادة  ألمطران  يوحنا  إبراهيم  ألموقر . ألأستاذ  عبد ألهادي
نصري  يعتبر  ألأراميين - ألسريان  عربا  إذ  إنه  يهدي  كتابه  إلى :
" ألآرامي.. سليل  ألأجيال  ألعربية  ألمتعاقبة  على  ألأرض ألقديمة " .
صفحة  أ   و أما   في  ألصفحة  6 فهو  يكتب " لقد  كان  ألآراميون
يمثلون  و منذ  منتصف ألألف ألثانية ق.م  ألجسد   ألعربي  ألجامح  أبدا
نحو  ألسيادة  و ألإستقلال  في  ألشام  و ألرافدين .." للأسف  ألشديد
هذا  ألموقف  ألسياسي  سوف  يفقد  هذا  ألكتاب  صفة  ألبحث  ألعلمي
ألأكاديمي . في  ألصفحة 222  كتب  أيضا  "  كان  ألعرب  ألسريان
في طليعة  شعوب  ألمنطقة  ..."
 لو   عدنا  قليلا  إلى  كتاب  د . علي  أبو عساف     حول  ألأراميين
لوجدنا  أنه  لا  يدعي  بأنهم  عربا  و  حتى  أنه  لا  يشير  إلى  ألقربى
بين  ألأراميين  و ألعرب  ألقدامى . لقد  إنصرف   د . علي  أبو عساف   
إلى  دراسة  تاريخ  ألأراميين  بطريقة  أكاديمية  لذلك  سوف  يبقى
كتابه  مرجعا   علميا  في ألمكتبات  ألعربية .

ثالثا - هل  لا  يزال  كتاب  د . علي  أبو عساف     مهما  و مفيدا  ؟
   لا  شك  أن  ألدراسات  حول  ألأراميين  تتطور  و تتقدم  بإستمرار
وقد  ساهم  كتاب  إدوارد  ليبنسكي  عن  ألأراميين  بزيادة  معرفتنا
بتاريخنا  ألأرامي .  و لكن  كتاب   د . علي  أبو عساف     يبقى مهما
لعدة  أسباب :
 أ - أنه  كتاب  علمي  موثوق  عن  تاريخ ألأراميين من  ألمفروض على
كل  سرياني  و مثقف  سوري  ألإطلاع  على  هذا  ألكتاب . لقد  أقيم في
لبنان  سنة  1997 " ألمؤتمر  ألأرامي  ألأول  في لبنان "  و كان  أيضا
تحت  عنوان  " ألآرامية  حضارة  و لغة  و هوية  شعب ". و جاءت
مشاركات  ألحاضرين  خطابات  و عناوين  رنانة  أثبتت  عدم  معرفة
ألمشاركين  تاريخ  ألأراميين  ألعلمي .
ب - إن  ألدراسات  حول  ألفن  ألأرامي  هي نادرة  و أغلبها  في  أللغة
ألألمانية .  فرغم  إزدياد  معرفتنا  بتاريخنا  ألأرامي ، يبقى  بحث
 د . علي  أبو عساف    حول  ألفن  ألأرامي  دراسة  علمية  مهمة .
ج - لقد  أورد   د . علي  أبو عساف    معلومات  جديدة  و مهمة  عن
ألأراميين  ، لم  يلاحظها   أو  يستوعبها   ألمثقف  ألسرياني ، سوف
 

أقدم  مثلا  واحدا    .   
   كتب  د . أبو عساف  صفحة  42  "  و قياسا  على  هذه  ألحالة  كان
شمشي  ايلو  واليا آشوريا  و ملكا  آراميا  يتمتع  بألإستقلالية  ألخاصة
في ألمملكة  ألآرامية  ألسابقة  ألتي  كانت  تعرف  باسم بيت عديني ".
 ألسؤال  ألذي  يطرح  هل  يعلم  ألمثقفون  ألسريان  أحفاد  ألأراميين
من  هو  شمشي ايلو  ؟  و ما   هي  رتبته  في  ألإمبراطورية ألأشورية ؟
أخيرا  رغم  سقوط  بيت عديني  تحت  ألحكم  ألأشوري سنة 855 ق.م
فإننا  نرى  بعد أقل  من  100 سنة  ، ملكها  ألأرامي  شمشي ايلو  أي
بر جايه  يحتل  ألمركز  ألثاني  في  ألدولة  ألأشورية  و هو ألقائد ألأعلى
للجيش  ألأشوري  خلال  عهود  ألملوك أدادنيراري ألثالث810-783
و شلمنصر ألرابع 782-773  و أشوردان ألثالث 772-755 وأخيرا
أشورنيراري ألخامس754-745  ق . م  .

   في  ألنهاية  لا يسعني  إلا  شكر  ألأخ  كورية لحدو  على  تعريفنا
على  كتاب ألدكتور  أبو عساف  لأهميته  ألعلمية  و خاصة  لإحترامه
لتاريخ  ألشعب  ألأرامي ، و نحن  نؤكد  أنه  رغم  مرور  20  عاما
على  إصداره ، فهو  لا  يزال  مرجعا  علميا  مفيدا  .

هنري  بدروس كيفا

483

          "  Armenia  sacra  أرمينيا  ألمقدسة "

  لقد  أقامت  ألدولة  ألفرنسية  بتخصيص  بعض  ألسنوات ألماضية
لبعض  ألدول  ألعالمية فكانت  "  سنة  ألصين "  لأهمية  ألصين
ألإقتصادية  و " سنة  ألبرازيل "  و ذلك  لدور  ألبرازيل  ألعالمي .
أما  هذه  ألسنة  فقد  كانت  " سنة  أرمينيا "
Année  de  l'Armenie  en France
من  21  أيلول 2006  إلى 14 تموز  2007
 و قد  بدأت  هذه  ألسنة  ألأرمنية  بزيارة  رئيس  فرنسا  ألسابق  جاك
شيراك  إلى  أرمينيا .  و تخلل  هذه  ألسنة  ألكثير  من  ألمعارض
و ألأعمال  ألفنية  في  كل  من  أرمينيا  و فرنسا . ألجدير  بالذكر  أن
جميع  ألمدن  ألفرنسية  قد  ساهمت  في  إقامة  ألمعارض  حول  ألشعب
ألأرمني ،  و منها  من  أرسل  بعثات  فنية  إلى  أرمينيا  في  كل
ألميادين  من  موسيقى ، مسرح ، رسم  و غيرها .  كما  قامت  بعض
ألمتاحف  ألفرنسية  بإرسال  بعض  ألأثارات  و ألقطع  ألفنية  إلى
ألمتاحف  ألأرمنية .
   لقد  جرى  في  باريس  عدة  معارض  حول  تاريخ  ألشعب  ألأرمني ،
لا  شك  أن  معرض "  Armenia  sacra "  قد  لاقى  نجاحا  باهرا
و ربما  لأن  ألرئيس  ألفرنسي  قد  إفتتحه  بشكل  رسمي  و ربما  لأنه
قد  جرى  في  متحف  أللوفر  قد  أعطيا  هذا  ألمعرض   شهرة  كبيرة
بين  ألفرنسيين . يستطيع  ألقارئ  أن  يتعرف  على  هذا  ألمعرض
من  خلال  هذا  ألرابط
http://www.louvre.fr/media/repository/ressources/sources/pdf/src_document_52303_v2_m56577569831161577.pdf
    لقد  زرت  هذا  ألمعرض  ألغني ، و كما  مشروح  في  ألرابط ،
كان  ألمعرض  يتألف  من قسمين :
   نجد  في  ألقسم  ألأول  عددا  كبيرا  من  ألصلبان  ألأرمنية ألتذكارية
Khatchkar  و هي  من  حقبات مختلفة  و و هذه  ألكلمة  تعني  في
أللغة  لأرمنية" صليب من ألحجر "  و قد  بدأ  ألشعب  ألأرمني  بنصب
تلك  ألصلبان  في  أواخر  ألقرن  ألتاسع  و كانت  تتراوح  بين  متر
و نصف  إلى  حوالي  ستة  أمتار  علوا  .  و على  ألكثير  منها  كتابات
بأللغة ألأرمنية  تذكر  تاريخ  صنعها  و ألغاية .  لا  شك  أن  ألشعب
ألأرمني  كان  يرى  في  تلك  ألصلبان رموزا  تعطيهم  ألحياة .
 في  ألرابط  ألذي  وضعته  يوجد  صورة  لإحدى  تلك  ألصلبان .

  أما  في  ألقسم  ألثاني  و في صالة  كبيرة ، كان  ألزائر  يستطيع  أن
يرى  و يتعرف
أ - عدد  كبير  من  ألأناجيل  ألأرمنية  ألقديمة .
ب - تطور  ألخط  ألأرمني  و خاصة  تطور  فن  ألرسم  و تزيين
  ألأناجيل  ألأرمنية . بعض  ألرسمات  تنطق  بالحياة ،  و تدفعنا  إلى
  ألسؤال  هل  ألفن  ألأرمني  لعب  دورا  في  تطوير  فن  ألرسم  في
عصر  ألنهضة  في  أوروبا  ؟
ج - بعض  ألأواني  ألمستخدمة  في  ألكنيسة  ألأرمنية ، خاصة ألكؤوس
  و لكن ألذي  لفت  أنظار  ألزوار  ،  هو  عصفور  صغير ذهبي
  يعبئ  بالزيت  ألمقدس  ألذي  يخرج  من  منقاره  .
د - عدد  كبير  من  ألأناجيل  ألمجلدة  بصفائح  معدنية  مزينة .
ه - و قد  عرض  عدد  كبير  من  ألخرائط  ألتاريخية  ( ألعلمية  عفوا
لا  يزال  شعبنا  ألسرياني  لا  يميز  بين  تاريخ  علمي  و كتابات  مزورة
ليس  لها  علاقة  بتاريخنا  ألعلمي ) . هذه  ألخرائط  مع  ألتوضيحات
ألمرفقة  تشرح  للزائر  مراحل  تاريخ  ألشعب  ألأرمني .
و -  كما  عرضت  بعض ألقطع ألأثرية  ألتي  وجدت  في  ألتنقيبات
ألأثرية  في  أرمينيا  ، و كانت  ألشروحات  حول  تلك  ألقطع  ألأثرية ،
تلقي  أضواء  على  تاريخ  ألأرمن  ألقديم .
ز - أخيرا  إنني  لا  أستطيع  أن  أذكر  كل  شيئ  ، و لكنني  سأذكر
 "  ألباب  ألخشبي  ألمحفور " . و هو  يشكل  ألذروة  كعمل  فني .

    لا  شك  أن  تلك  ألمعروضات  ألأرمنية  تثبت  للعالم  أن  ألشعب
ألأرمني  كان  (  و لا  يزال  )  صاحب  حضارة  عريقة  و مهارة
فنية  متجددة  .  إن  معرض  "  Armenia  sacra  "  في  أللوفر
لا  يذكر  شيئا  عن  حرب  ألإبادة  ألتي  تعرض  لها  ألشعب  ألأرمني ،
و لكن   تلك  ألأعمال  ألفنية   ألمعروضة  تدعو  ألزائر  إلى  ألتفكير ،
ألا  يحق  للشعب  ألأرمني  إسترجاع  أراضي  أجدادهم  ألتاريخية  ؟
و ألتي  إستولى  عليها  ألعثمانيون  بعد  حرب  إبادة  هي  ألأولى  في
ألتاريخ  ؟
  "  Armenia  sacra  أرمينيا  ألمقدسة " 
 
نجاح  كبير ،  لأن  ألإعلام  ألفرنسي  من  تلفزة  و صحف  و مجلات
تكلمت  عن  هذا  ألمعرض  و علقت  عليه . و كثير  من  برامج  ألتلفزة
قد  ذكرت  هذا  ألمعرض ، قد  يكون  ألإعلام  ألفرنسي  قد  شجع
نجاح  هذا  ألمعرض . و قد   كثر  عدد  زوار  هذا  ألمعرض  و قامت
عدة  مدارس  فرنسية  بإرسال  طلابها  لزيارة  هذا  ألمعرض  ألمهم .

   لقد  نجحت  ألمنظمات  ألأرمنية  ألثقافية  في  فرنسا  و في  أرمينيا
في  ألنجاح  في  ألتحضير  لهذا  ألمعرض  ألرئيسي ، و لا  شك  أن تلك
ألمنظمات  ألثقافية  ألأرمنية  قد  نجحت  في  إيصال  فكرها  إلى  ألرأي
ألعام  ألفرنسي :  لقد  أرادت  تركيا  ألعثمانية  إبادة  كل  ألشعب  ألأرمني
و ألحكومات  ألتركية  ألمتتالية  ترفض  بألإعتراف  بتلك  ألمذابح  و لا
يزال  ألشعب  ألأرمني يتألم  بعيدا  عن  أرض  أجداده .
   إنني  كفرد  سرياني  له  جذور  أرمنية  و أفتخر  بها  ، لا  يسعني
إلا  تهنئة    جميع  إخوتنا  ألأرمن  ألذين   ناضلوا   من  أجل  نجاح
هذا  ألمعرض  ألفريد .  و لكنني  أتألم  لوضع  شعبنا  ألسرياني  ألمنقسم
على  نفسه  ،  ألذي  لا  يجاهد  من  أجل  ألوحدة  و خاصة  من  أجل
أن  يتعرف  ألعالم  علينا  كشعب   متوحد .
   لقد  نشر  متحف  أللوفر  كتابا  تاريخيا  حول  ألشعب  ألأرمني
عنوانه "  Armenia  sacra  " . و قد  شارك  في  كتابته  عدد  كبير
من  ألمتخصصين  في  ألتاريخ  ألأرمني  من  ألعلماء  ألفرنسيين
و ألأرمن ،  أما   نحن  ألسريان  فلا  يزال  ألنضال  عندنا  على  ألورق
أو  عبر  ألإنترنت ،  و ألويل  ثم  ألويل  لكل  من  يصحح من  نظريات
خاطئة  في  تاريخ  ألسريان  !
   ترى  لو  سمع  ألعالم (  ألأطرش  حتى  ألأن )  صراخنا  و طلب
منا  ألقيام  بمعرض  لتعريف  ألعالم  بتاريخنا  و هويتنا  و قضيتنا  ،
ألسؤال  هل  يعرف  ألسريان  تاريخهم  و هويتهم  و قضيتهم  ألحقيقية
كي  يدافعوا  عنها   ؟  ألسؤال  ليس  للإثارة  و لكن  خث  ألشباب
ألسريان  إلى  ألتفكير  و ألعمل  :  لقد  نجح  إخوتنا  ألأرمن  فلما  لا
ننجح  نحن  أيضا  ؟

 هنري بدروس كيفا

484
هل  يشبه  تاريخ  ألسريان  لعبة  SUDOKU أليابانية ؟

  هنالك  نقاشات  عديدة  عبر  ألإنترنت  حول  تاريخ  ألسريان ، لا شك
أن  ألمثقفين  ألسريان  يريدون  معرفة  تاريخ  أجدادهم  ألعلمي . لقد
رد  علي  أحد  ألإخوة  ألغيورين  في  موقع  قنشرين على  هذا  ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?p=28687&sid=7dcb01ec0029dc792bcc4e7cd435f80f#28687
  هذا  ألنقاش  يطرح  تساءلات  عديدة  ، ما  هو  ألبحث  ألتاريخي ؟
هل  يحق  لكل مثقف  سرياني  أن  يبحث  أو  بالأحرى  هل  بمقدوره
أن  يبحث  عن  هوية  ألسريان ؟
  و كان  ردي  ألطويل هذا  محاولة  جديدة  لحث  ألمثقف  ألسرياني
أن  يتعرف  على  علم  ألتاريخ  و أهدافه  ألنبيلة .

سلام و محبة إلى ألأخ tiger

وعد ألحر دين ، كما يقال ، و إنني لا أتدخل بالنقاش في
مواضيع غير ملم فيها كي أتهرب لاحقا من ألأجوبة .
أتمنى من ألقراء إعادة قراءة هذا ألنقاش منذ ألبداية كي يفهموا
مجرى ألنقاش و ألنقاط ألتي نعلق عليها . و هو نقاش أخوي بين
أخ عنده ثقافة تاريخية مهمة و بين أخ أخر يعتمد على براهين
من ألمصادر ألسريانية بالدرجة ألأولى .

أولا - لقد كتبت لي " كما اشكرك لمدحك لي و هذا انا اعتبره وساما على صدري " أخ tiger عندما أناقش أخ لي لا أمدحه أو لا
سمح ألله أتملق عليه ! بكل تواضع ، نحن لا نوزع شهادات على
إخوتنا فهذا مثقف و ذاك جاهل ، و لكننا نستطيع أن نعرف مدى
ثقافة ألأخ ألمحاور من خلال - بعض ألأحيان - فكرة أو جملة
بسيطة . ففي ردك ألأول كتبت " إن كان الجواب نعم , فهذا يبرر تصرف بعض السريان باتخاذ صفة العروبة كقومية لهم في العصر الحالي " . هذه هي ألجملة ألتي تدل على ثقافتك لأنك كما
يقال وضعت يدك على ألجرح !

ثانيا - هل يوجد تناقض بين ألبحث ألعلمي و ألمثقف ألسرياني ؟
أخ tiger هنالك مئات و مئات ألدراسات ألتاريخية حول شعبنا
ألسرياني - ألأرامي ألتي تصدر سنويا ، من ألمفروض على كل
باحث حول تاريخ ألسريان أن يطلع على ألمواضيع ألتي هو
متخصص فيها . أنا لا أدعي إنني مطلع عليها جميعا و لكنني
أحاول ألإطلاع على ألمواضيع ألتي تخصني و طبعا في
أللغات ألتي أجيدها .
إنني أشبه ألبحث ألتاريخي بلعبة " SUDOKU " أليابانية !
هذه أللعبة تعتمد على معرفتنا على أرقام محددة ثم علينا من
خلال معرفتنا أن نستخدم ألمنطق ( ألعلمي = ألحساب ) كي نجد
ألأرقام ألمفقودة ! و هنالك عدة مستويات لهذه أللعبة من سهل
إلى وسط و إلى صعب و إلى صعب جدا و أخيرا جهنمي ! عفوا
هذه هي ألكلمة démoniaque ألتي يستخدمها ألفرنسيون و إنني
لا أعلم ألكلمة ألتي تستخدم في أللغة ألعربية . و لا شك أن ألخبرة
تساعد كثيرا في إيجاد ألحلول .
لا شك أن ألباحث ألمتخصص في تاريخ ألسريان يملك معلومات
أكثر من ألمثقف ألسرياني . للأسف ألشديد بعض ألمثقفين ألسريان
يبنون طروحاتهم على معلومات خاطئة ، و ألمؤلم أن ألبعض
" يزور " تاريخنا عن عمد في سبيل تسمية أشورية لم يؤمن
بها أجدادنا . أرجو أن تراجع بحثي " أرامية ، سريانية أم أشورية ؟".
إن ألتقدم ألفكري و ألحضاري بين ألسريان يتم عندما تتطابق
ثقافة ألسرياني مع ألأبحاث ألعلمية حول تاريخ ألسريان . لا شك
يا أخ tiger أنك تؤمن أن إسم لغتنا ألتاريخي و ألعلمي هو أللغة
ألأرامية أو ألسريانية . و لكن هل تعلم أن بعض ألمتطرفين من
إخوتنا يطالبون ألحكومة ألعراقية بإدراج تسمية أللغة ألأشورية ؟
هل سمعت بإسم أحد إخوتنا ألذي نشرى قاموسا في ألسويد و أطلق
عليه " قاموس أشوري سويدي " ؟ هل رأيت قصيدة أحد ألمدافعين
عن ألفكر ألأشوري في موقع عنكاوا بلغتنا ألسريانية و لكن عنوانها
" أللغة ألأشورية " ! هل تعتقد أن " ثقافة " هؤلاء تتطابق مع
ألبحث ألعلمي حول تاريخنا ؟
للأسف ألشديد ، لا يزال بعض ألسريان يصدق هؤلاء ألجاهلين
و منطقهم ألسخيف عندما يرددون
- " هل يعقل بإمبراطورية أشورية كبيرة أن تتخلى عن لغتها
ألأشورية ؟ " .
- " ألسريان تعني ألأشوريين لأنها تلفظ أسسريان لأن حرف ألسين
هو حرف شمسي ؟ "
- " ألتسمية ألسريانية ليس لها مدلول قومي لأنها أطلقت على
ألشعوب ألقديمة ألتي دخلت ألمسيحية ؟ "

ثالثا - تعليق على بعض نقاط ألأخ tiger
إن ألفترة ألتاريخية ألتي نعلق عليها طويلة جدا ، و للأسف
ألشديد إنتشرت بين ألسريان طروحات سياسية تدعي أن ألسريان
هم أحفاد ألشعوب ألتي لعبت دورا في ألشرق .
للأسف ألشديد أصبحت ألتسمية ألسريانية تشبه طبق من ألسلطة
تستطيع أن تضع كل أنواع ألخضار في منزلك . ألمضحك أن
ألذين يدعون أن ألتسمية ألسريانية تشمل ألشعوب ألقديمة
يعددون ألشعوب ألقديمة ألتي سمعوا فيها و طبعا دون تقديم
أية براهين فلما يذكرون مثلا ألسومريين من ألقرن 35 ق.م
و ألذين إختوا من ألتاريخ 2000 سنة ق.م و لا يذكرون شعوب
عديدة جاءت بعدهم مثل ألشعب ألكوشي و ألميتني و ألحوري
و غيرهم ؟ و هذه ألشعوب ليست سامية و لكنها لم تعد مذكورة
في ألتاريخ .
كتب ألأخ tiger " الاسم ( السريانية ) هي التسمية الصحيحة لكل تلك الشعوب على حد سواء و هي قطعا لا تعني فقط الآرامية ..... "

ألتسمية ألسريانية إستنادا إلى ألنصوص أليونانية و ألسريانية
ألقديمة هي مرادفة للتسمية ألأرامية و لم تطلق على ألشعوب
ألقديمة كما كتبت و بدون براهين .
لقد ذكرت إستنادا إلى إعتقادك و قناعتك ( بدون براهين )
" كيف لي ان لا افخر بحمورابي و نبوخذ نصر و آشور بانيبل و سنحريب ..... "
حمورابي كان عموريا و سنحريب و أشوربانيبال أشوريين
و هذه ألشعوب ليست أرامية أما نبوخدنصر ألكلداني فهو أرامي
و من حق كل ألسريان ألإفتخار به !
أخ tiger لقد ذكرت لك أربع مراجع علمية ، لا أعلم إذا ألقيت
نظرة عليها ، أنا لا أعتقد لأنك طرحت علي ألسؤال ألتالي
" ملاحظة : هنا اراك تدمج الآراميين و الكلدان بطريقة تبينهم كشعب واحد ؟!!
هل انا فهمت الامر بطريقة صحيحة ام اختلط علي الامر ؟؟!!! ارجو الاجابة مشكورا لضرورة هذه الاجابة لانها تقع ضمن صلب النقاش "
إستنادا إلى تلك ألمراجع ألمذكورة ، و إلى ألرأي ألعام بين
علماء ألأشوريات يؤكدون أن ألقبائل ألكلدانية هي أرامية و كان
BRINKMAN قد درس أماكن تواجد ألقبائل ألكلدانية و ألقبائل
ألأرامية إستنادا إلى ألكتابات ألأكادية و كان قد طرح ألسؤال
ألتالي لما ألمصادر ألأكادية كانت " تميز و تفرق " بين ألقبائل
ألكلدانية و ألقبائل ألأرامية ؟
هذا ألسؤال لا يستطيع ألإجابة عنه ألمثقف ألسرياني و حتى
ألمؤرخ ألمتخصص في تاريخ ألسريان . للأسف ألشديد لا زلنا
نرى بعض ألإخوة يجيبون على هذا ألنوع من ألأسئلة و يؤمنون
أن جوابهم ( بدون براهين ) هو قناعة على ألأخرين إحترامها !
ألجواب ألذي قدمه BRINKMAN هو إذا لم تكن ألقبائل
ألكلدانية أرامية فهي على أشد ألقرابة منهم .
أما ليبنسكي فهو يشرح معاني أسماء ألقبائل ألكلدانية في لغتهم
ألأم أي ألأرامية : بيت عموقاني أي ألعمق و بيت داكوري أي ألذكر
كما أن ألعالم COLE قد ترجم و علق على أرشيف نيبور
حيث وردت أسماء قبائل جديدة و خاصة تسمية MAT KALDU
و MAT ARAM ألجغرافيتين . نحن نعرف أن ألكلدان أسسوا
إمبراطورة كبيرة و طبعا قضوا على ألإمبراطورية ألأشورية
و قد أصبحت بابل أعظم مدينة في ألتاريخ ألقديم كما أن أجدادنا
ألسريان ألمشارقة قد حافظوا على ألتأريخ إستنادا على تقويم
نبوخدنصر ألثاني . لقد إختفت ألتسمية ألكلدانية ألجغرافية من
ألتاريخ بينما عمت تسمية " بلاد ألأراميين " على جنوب و وسط
ألعراق و إختفت ألتسمية ألأكادية ألقديمة و رغم إطلاق ألفرس
تسمية بلاد بابل فقد حافظ أجدادنا على إستخدام تسمية بلاد
ألأراميين حتى بعد دخول ألعرب . من يطالب ألبراهين عليه
بألعودة إلى أبحاثي فأنا لا أريد أن أعيدها هنا .
سؤال لما أطلقت تسمية بلاد ألأراميين و ليس بلاد ألكلدان على
تلك ألمنطقة ؟ طبعا تعبير ناطقين بألأرامية لم يكن موجودا .

ألنقطة ألثانية - كتب ألأخ tiger
" قد جلبت كبرهان على كلامك ان اجدادنا ( السريان ) كانوا متمسكين و مفتخرين بجذورهم الآرامية ! ....
و هل من يفتخر بتسمية يتركها إلى غيرها بتلك السهولة حتى تصل الى مرحلة النسيان و التشكيك بها ؟؟!!!! "
هذه بعض ألنصوص تثبت إفتخار ألسريان بجذورهم
* قال مار يعقوب السروجي عن مار افرام السرياني (توفي 521م) (1)
”هذا الذي صار اكليلاً للآراميين كلّهم - هذا الذي صار بليغًا كبيرًا عند السريان“

* ورد في احدى كتابات مار فيلوكسينوس المنبجي (توفي 523م) (2)
”ان تعبير، اختلاط، يوجد في معظم كتب ابائنا ان كان عند الأراميين او عند اليونان“

* يؤكد مار يعقوب الرهاوي في احد ميامره (القرن الثامن) (3)
”وهكذا عندنا نحن الأراميون اي السريان“

* وفي تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (القرن التاسع) (4)
”ومنذ ذلك الوقت، بدأ ابناء هاجر (العرب المسلمون) يستعبدون الأراميين استعبادًا مصريًا“

* في تاريخ ايليا مطران نصيبين السرياني الشرقي (القرن العاشر) (5)
”أمر الحجاج ألا يقوم بطريرك للمسيحيين. وبقيت الكنيسة الأرامية (او كنيسة بلاد الأراميين) بدون بطريرك الى وفاة الحجاج“

* كتب البطريرك ميخائيل السرياني (6)
”بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي اقيمت في القديم، بفضل امتنا الأرامية، اي ابناء آرام، الذين اطلقت عليهم تسمية سريان (سوريَيا)“

* كتب ابن العبري (القرن الثالث عشر) (7)
”لم يرغب الأراميون (اي السريان) ان يختلطوا مع الأراميين الوثنيين“

هذه بعض ألنصوص ، و هنالك ألعشرات و كما ترى أجدادنا
لم يفتخروا بالسومريين و ألأكاديين و ألأشوريين و غيرهم . إذا كان
عندك نصوص تسمح لك ألإعتقاد أن ألتسمية ألسريانية لم تكن
مرادفة للأرامية فأرجو أن تقدمها للنقاش .
أما نظرية أن أجدادنا ألسريان قد تخلوا عن إسمهم ألأرامي
ألقديم فهي نظرية غير علمية مأخوذة من مؤرخ فرنسي أسمه
QUATREMERE كتب أطروحة عن ألأنباط 1831 ، بدون
أن يقدم أية براهين . من ألمؤسف أن أكثر رجال ألدين قد
صدقوا تلك ألنظرية بدون أي تحقيق .
إن ألنص ألذي نقلته عن إبن ألعبري واضح ، أجدادنا في
ألعصور ألوسطى لم يتنكروا لإسمهم ألأرامي . أخ tiger أن
أجدادنا لم يتخلوا عن إسمهم بتلك ألسهولة كما أنت كتبت ، ولكن
لنكن صريحين أن إخوتنا من ألسريان ألمشارقة ألذين يعتقدون
- بدون براهين علمية - هم ألذين يحاولون " تفريغ " ألتسمية
ألسريانية من محتواها ألإتني و ألتاريخي و ألجغرافي و حتى
ألثقافي و أللغوي !

رابعا - ألأراميون و ألأشوريون .
لقد لاحظت أنك تستغرب إنني أستخدم تارة ألممالك ألأرامية
و طورا ألقبائل ألأرامية . و قد ذكرت لك في ردي ألأول أن
معلوماتك عن ألأراميين " محدودة " . طبعا أنا لا أريد ألتقليل من
ثقافتك ألتاريخية و إنني لا أشك لحظة واحدة أن هنالك مواضيع
تاريخية قد تكون لك معلومات أكثر مني أو ألإخوة ألقراء . أما
تاريخ ألأراميين فإنني بكل تواضع قد إطلعت على مجمل ألأبحاث
عنهم في أللغة ألفرنسية و ألإنكليزية .
لقد شبهت ألتاريخ بلعبة SUDOKU كي تفهم أن معلوماتك
ألمحدودة عن تاريخ ألأراميين لا تسمح لك أن تكتب
" انت تصر على ان الشعوب الآخرى هي التي انصهرت ضمن الشعب الآرامي مع ان المنطق يقول العكس " أية شعوب و أي منطق ؟
ثم تكتب " الآراميون لم يشكلوا عبر تاريخهم اي امبراطوية عظيمة اي انهم كانوا عدة ممالك متقاتلة و متناحرة فيما بينها و اكبر مملكة كانت مملكة آرام دمشق و الباقي من الشعب الآرامي كان على شكل قبائل رحل غير قادر على صهر اي شيء !!!!! "

أخ tiger ألجملة ألتي كتبتها مليئة بالأخطاء
أ - ألقبائل ألأرامية في بلاد أرام - سوريا و في بيت نهرين أي
ألجزيرة إستولت على ألسلطة و أنشأت ممالك عديدة مستقلة .
ب - ألقبائل ألأرامية في بلاد أكاد ( ألتي أنت تجهل وجودها
أو تتجاهل دورها ) حافظت على حياتها ألقبلية و لكنها إستقرت
في بلاد أكاد و لم تكن متنقلة .
ج - ألممالك و ألقبائل ألأرامية كانت متحالفة و لم تكن هنالك
" ممالك متقاتلة و متناحرة فيما بينها " . عبر تاريخهم ألطويل
من ألقرن 11 ق.م إلى أواخر ألثامن ، جرت حرب واحدة بين
أرام دمشق و مملكة حما .
د - إن بلاد أكاد و أرام و بيت نهرين هي مناطق أرامية حيث
إنصهرت ألشعوب ألقديمة ضمن ألأراميين . أما في بلاد أشور
فإن سياسة ألسبي بحق ألثوار ألأراميين قد أدت إلى تفوقهم
عدديا على ألأشوريين ثم حضاريا حيث إنتشرت أللغة ألأرامية .
راجع ما كتب ألمؤرخ LEMAIRE
" إختفاء ألممالك ألأرامية لا يعني نهاية ألوجود ألسياسي و ألإقتصادي
و ألثقافي لسكان تلك ألممالك ( ألأرامية ). حتى و لو ، في حال ألثورة
كان قسما من ألسكان ( ألأراميين ألثائرين ) ينقلون إلى منطقة ثانية
في ألإمبراطورية ، فألقسم ألأكبر من ألأراميين قد حافظ على وجوده !
في ألواقع ، أن سياسة ألملوك ألأشوريين في ضم تلك ألأعداد ألكبيرة
من ألسكان ألأراميين في داخل ألإمبراطورية ، سوف يحولها إلى
إمبراطورية أشورية- أرامية . كما ذكرنا في ألسابق ، أن هذ ألظاهرة
قد بدأت في ألقرن ألتاسع ق.م في بيت نهرين ألشمالية و أن ضم ألممالك ألأرامية في ألشرق منذ عهد
تغلت فلأسر ألثالث قد أسرع في تلك ألعملية . سوف نرى موظفين
أراميين في كل مراتب ألإدارة وأيضا في ألجيش ( ألأشوري ) ألذي ضم إليه في بعض ألأحيان كتائب كاملة من ألجيوش ألتي
خسرت ( ألجيوش ألأرامية ) ."
أخيرا لقد ذكرت أن ألأشوريين قد إستولوا على أرام دمشق
و لكن لم تذكر في أية سنة ؟ بعض ألجاهلين لتاريخ ألإمبراطورية
ألأشورية يتخيلون أن ألأراميين كانوا خاضعين للأشوريين " مئات "
ألسنين . بينما نرى أن أرام دمشق قد خضعت للحكم ألأشوري
سنة 732 ق . م أي 120 سنة فقط ! و قد خضع ألأراميون لشعوب
عديدة لمئات ألسنين ولكنهم حافظوا على هويتهم ألأرامية .

خامسا - ألبحث عن ألحقيقة ؟

لقد كتبت في ردك ألأخير " نحن كشعب و طائفة نعاني كلنا من هذه المشكلة في التسمية و الانتماء و من حقنا جميعا البحث و من ثم البحث للوصول الى الحقيقة "
إنني موافق معك في ألنتيجة ألتي ذكرتها " البحث للوصول الى الحقيقة " .
و لكن من يحق له " ألبحث " عن هوية ألشعب ألسرياني ؟
ألطبيب و ألمهندس و ألمحامي و أساتذة أللغة ألسريانية و ألسياسي
أم ألباحث ألمتخصص في تاريخ ألسريان ؟
عفوا بعض ألفنانين ألسريان " يتفننون " في قناعتهم حول
هوية ألسريان و تاريخهم .
أما أنت يا أخ tiger فلقد نقلت نصا يذكر
" لنرى ما فعل تغلات بالاسر احد اوائل ملوك الدولة الآشورية : ( كان هذا الملك صيادا ماهرا؛ وإذا كان من الحكمة أن نصدق أقوال الملوك فإنه قد قتل وهو راجل مائة وعشرين أسدا، وقتل وهو في عربته ثمانمائة، وجاء في نقش خطه كاتب أكثر ملكية من الملك نفسه- إنه كان يصيد الأمم والحيوانات على حد سواء , وقد ساق هذا الملك جيوشه في كل اتجاه، فأخضع الحيثيين والأرمن وأربعين أمة غيرهما، واستولى على بابل، وأرهب مصر فأرسلت له الهدايا وهي قلقة وجلة، وكان منها تمساح ألانه كثيرا وخفف من غضبه, وبنى من الخراج الذي دخل خزائنه هياكل لآلهة الآشوريين وإلاهاتهم )"
و كان تعليقك " فبعد هذا الوصف نستطيع ان نعتبر بأن هناك وجود قبلي مؤثر بجانب هكذا دولة عظيمة ؟؟!!!! ...... "

من ألمؤسف أنك لم تذكر إسم ألمرجع ألذي ذكر هذا ألمقطع . ألسؤال
هنالك ثلاث ملوك أشوريين إسمهم تغلات بالاسر ، فهل ألمقطع
يتكلم عن تغلات بالاسر ألأول أم ألثالث ؟ إذ من ألمعلوم أن
ألملك ألأشوري تغلات بالاسر ألأول 1114 - 1076 ق.م قد
طارد ألقبائل ألأرامية و لم يخضعها ، و قد إستطاعت تلك
ألقبائل تأسيس ممالك أرامية عديدة في بيت نهرين ( ألجزيرة)
و في بلاد أرام ( سوريا ) .
أما ألملك ألأشوري تغلات بالاسر ألثالث 745 - 724 ق.م فهو
ألذي بدل ألسياسة ألأشورية و عمد إلى إحتلال ألدول ألأرامية
و ضمها إلى ألدولة ألأشورية . أغلب ألمؤرخين يطلقون لقب
" ألإمبراطورية " على ألدولة ألأشورية منذ عهد هذا ألملك ألقوي .
و قد نجم عن سياسته إحتلال و ضم ألمناطق ألأرامية كثير من
ثورات ألأراميين أجبرت ألملوك ألأشوريين إلى سبي هؤلاء ألأراميين إلى بلاد أشور مما أدى تفوق عدد ألأراميين على
ألأشوريين أنفسهم حسب دراسات TADMOR .H و GARELLI

ملاحظة أخيرة حول هذا ألنص ألذي يذكر ألحثيين و ألأرمن .
لم ترد ألتسمية ألأرمنية في ألمصادر ألأكادية ألقديمة ، و أول ذكر
للتسمية ألأرمنية كان في عهد ألفرس في أواخر ألقرن ألسادس ق.م
أما ألمصادر ألأكادية ألقديمة ألتي تركها ملوك أشور فإنها كانت
تستخدم تسمية شعب " ألأورارتو " ، و لا تزال هذه ألتسمية موجودة
حتى أليوم في تسمية جبال " أرارات " ألمشهورة .


من ألصعب على ألمثقف ألسرياني أن يعرف ألجواب خاصة
وإن ألأخ tiger يذكر " لنرى ما فعل تغلات بالاسر احد اوائل ملوك الدولة الآشورية " أي أن يشير إلى تغلات بالاسر ألأول بينما
قد يكون ألنص يتكلم عن تغلات بالاسر ألثالث ؟ كما أننا لا
نعرف من هو صاحب هذا ألنص هل هو مؤرخ متخصص في
علم ألأشوريات ؟ أم كاتب مغمور ؟
لقد لعب ألحثيون دورا كبيرا في تاريخ شرقنا و كان مركزهم
في أواسط تركيا و هم شعب هندو أوروبي ، أستولى ألحثيون على
سوريا ألشمالية و من ضمنها مدينة حما ، بينما ظلت ألمدن
ألفينيقية ألساحلية و دمشق تحت ألنفوذ ألمصري .
كان ألملوك ألأشوريون يطلقون على سوريا ألشمالية تسمية
" بلاد حاثي " ، رغم أن ألشعب ألأرامي قد إستولى على سوريا
ألشمالية بأكملها . ألغريب أن ألملوك ألكلدان هم أيضا كانوا
يستخدمون تسمية " بلاد حاثي " . راجع بحثي " آرامية ، سريانية ، ام آشورية " حيث ذكرت نص مشهور لنبوخدنصر " أن حكام بلاد حاتي الواقعة بين نهر الفرات وحتى بلاد غروب الشمس قد جلبوا خشب الأرز من جبل لبنان إلى بابل " .
في عهد تغلات بالاسر ألأول كانت بعض بقايا ألحثيين متواجد
في جرابلس على ألفرات و في مدينة حما ، و لكن في عهد ألملك
تغلات بالاسر ألثالث لم يعد هنالك أي ذكر و أي وجود لبقايا
من ألشعب ألحثي .
من هم " ألحيثيين " في هذا ألنص ؟ أو بألأحرى من هو كاتب
هذا ألنص ؟ هل يقصد بتعبيره ألشعب ألحثي أم " بلاد حاثي " ؟
لقد شبهت علم ألتاريخ بلعبة SUDUKU ، و هنا عندنا برهان
واضح ، ألجواب يتوقف على معرفة كاتب هذا ألنص
- ألإحتمال ألأول : أنه يقصد ألشعب ألحثي .
- ألإحتمال ألثاني : أنه يقصد " بلاد حاثي " .
و هنا تسمية " بلاد حاثي " هي تسمية جغرافية إستخدمها ألملوك
ألأشوريون و ألكلدان لتدل على سوريا ألشمالية .
في أرشيف نيبور ألذي نشره و ترجمه و علق عليه ألعالم COLE
وجدت رسالة وردت فيها تسمية " حاثي " ألجغرافية ، و قد ترجمها
هذا ألعالم بتسمية Syria ، ألرسالة رقم 74 ، ألنص ألأكادي صفحة
161 و ألترجمة صفحة 162 ، حيث يشرح COLE أين وردت
تسمية " حاثي " في ألكتابات ألأكادية ألقديمة .
أحب أن أذكر أن أرشيف نيبور يعود إلى أواسط ألقرن ألثامن
ق.م أي إلى نفس ألفترة ألزمنية ألتي تتكلم عنها نصوص سفيرة
ألأرامية . حيث وردت تسمية " كل أرام " ألجغرافية و ألتي يقابلها
تسمية " بلاد أرام " في ألتوراة . و هذه ألبراهين تثبت بشكل
قاطع أن تسمية بلاد حاثي ألجغرافية قد أطلقت على سوريا
ألشمالية أي ألأراميين أجدادنا .
سؤال بسيط هل ألمثقف ألسرياني يستطيع أن " يعلم " أن تسمية
بلاد حاثي هي تسمية جغرافية أطلقت على بلاد ألأراميين و تعني
ألأراميين أجدادنا و ليس ألشعب ألحثي ألمندثر ؟
سؤال أهم و أصعب : هل ألمثقف ألسرياني يستطيع أن " يبحث "
في هوية ألسريان بدون أن يكون متخصصا في تاريخهم ؟ و هنا
أحب أن أؤكد إنني لست ضد أن يبحث ألمثقف ألسرياني عن
جذوره ألتاريخية و لكنني ضد عمليات " ألتزوير ألمتعمد " لتاريخنا
و هويتنا ألعلمية ! هنالك عشرات ألدراسات باللغة ألألمانية حول
تاريخنا ألأرامي - ألسرياني و إنني طالبت من بعض ألإخوة ألسريان
بالقيام بترجمة و تلخيص تلك ألدراسات . لا شك إن ألمثقف ألسرياني يستطيع أن يساعد في نشر ألتاريخ ألعلمي بين ألسريان .
ليس من ألمطلوب من ألطبيب و من ألمهندس أن يبحثا عن
هوية ألسريان لأن عملهما يمنعهما بألقيام بتلك ألمهمة . و لكنهما
يستطيعان ألتمييز بين بحث علمي و أخر سياسي .

هل ألبحث ألتاريخي يشبه لعبة SUDOKU ؟
أرجو من ألقارئ أن يكون فهم أين هي أوجه ألشبه بين
ألبحث ألتاريخي و SUDOKU .
أ - ألأهداف متشابهة : علم ألتاريخ هو بحث دقيق يستند على
علوم أخرى للوصول إلى ألحقيقة . أل SUDOKU إستنادا إلى
أرقام معروفة يريد ألوصول إلى أرقام غير معروفة .
ب - ألصعوبات : ألمؤرخ ألمتخصص في تاريخ ألسريان عنده
معلومات أكثر من ألمثقف ألسرياني بشكل عام . أما إذا أردنا
أن ندرس تاريخ ألمعارك ألبحرية ألتي قامت بها أميركا خلال
ألحرب ألعالمية ألثانية ، فهنالك مؤرخون متخصصون في تاريخ
تلك ألحروب و ألبعض منهم متخصص في تاريخ ألغواصات
و أخرون في تاريخ حاملات ألطائرات ألأميركية . لا شك أن هؤلاء
عندهم معلومات أكثر من ألأخرين . في لعبة SUDOKU كلما
نقصت ألأرقام ألمعروفة تزداد ألصعوبات §
ج - ألوسيلة و ألغاية : ألباحث يستخدم ألمنطق ( ألعلمي ) ليكتشف
ألحقائق و هو ينطلق من معلومات صحيحة لأن غايته ألأولى
هي ألحقيقة . في لعبة SUDOKU نحن ملزمون في إستخداف
ألمنطق ألحسابي كي نصل إلى ألأرقام ألمفقودة ، أما إذا وجدنا
رقما يخالف و يتعارض مع ألأرقام ألمعروفة لدينا ، فهذا يعني
إن فرضيتنا هي خاطئة و علينا أن نفترض رقما أخر .
د - ألبحث و ألنتيجة : في لعبة SUDOKU مهما بلغت درجة
صعوبتها يجب أن نصل إلى إكتشاف كل ألأرقام ألمجهولة ، أما
في علم ألتاريخ فهنالك مواضيع لا نملك ألمعلومات ألكافية ألتي
تسمح لنا إلى ألوصول إلى ألحقيقة . مثلا يوجد في سهل ألبقاع
هرما صغيرا من ألصخر غير معروف أي شعب بناه و في أي
زمن و ما هي ألغاية ألحقيقية من بنائه ؟ لاعب SUDOKU
يعلم أنه رغم درجة ألصعوبة عليه أن يصل إلى ألأرقام ألمخفية
أما ألباحث في ألتاريخ فهو " متواضع " ، لا يحق له طرح
نظريات بدون براهين ، و لا يغامر بالإدعاء أن هرم ألبقاع
في لبنان كان فينيقيا أو فارسيا أو عربيا بدون براهين حسية .

بألنسبة إلى تاريخ ألسريان و إستنادا إلى ألمصادر أليونانية
و ألسريانية نحن نؤكد أن هوية ألسريان هي ألأرامية و إسم لغتهم
كان و لا يزال أللغة ألأرامية أو ألسريانية .

حفظك ألله
هنري بدروس كيفا
 

485
  "معلمو  أللغة  ألسريانية "  و " ألأبحاث ألتاريخية "

   لقد  نشر  موقع  حضارتي  ألغيور  بحثا  للأستاذ  جوزيف  أسمر
حول  إخوتنا  ألسريان ألملكيين . لقد  قام  ألأخ  كبرئيل  بإعادة نشره
في موقع  قنشرين  ، ممكن  ألإطلاع  عليه  على هذا  ألرابط
http://www.kenshrin.com/xmb/viewtopic.php?t=7244&sid=a6cc5c887100634330a5768f412b2656

     ألموضوع  شيق  للغاية  و لكنه  مليئ  بألأخطاء  ألتاريخية  و بعض
ألتفسيرات  ألخاطئة  أو  غير ألدقيقة . أشكر  ألأخ غبرئيل  لإعادة
نشره  و لملاحظته  ألقيمة  في  ختام  ألمقال  إذ  كتب " هل يشعر الملكيون (روم ارثوذكس و كاثوليك) يإنتمائهم السرياني. ........أو هل يعترفون به بالأساس؟ "
   أحب  أن أشكر ألأستاذ جوزيف  أسمر و كل  معلمي  أللغة ألسريانية
وإن  على  ألجميع  تشجيعهم  لأنهم  غالبا  يعلمون  لغة  ألأجداد  للحفاظ
عليها  من  ألإندثار  و ليس  من  أجل  ألمنفعة  ألمادية .
   أخيرا  أحب  أن  أذكر  أن  إخوتنا  ألسريان  ألموارنة  في " هيئة
ألثقافة ألسريانية "  قد أصدروا  كتابا  لتعليم  لغة  ألأجداد  سنة 2006
عنوانه  " ألسريانية  بدون  معلم "  و هو مأخوذ  من بعض  كتب
ألأستاذ  جوزيف  أسمر  أللغوية  ، فألف  شكرا  له  و لكل  من يساهم
في  إحياء  لغتنا  ألسريانية  ألمقدسة .

أولا - علماء  أللغة  ألسريانية  في  أواخر ألقرن 19 عشر .
  لقد  عرضت  في  بحثي  -  لما  لقب مار  أفرام  ب " ألسرياني " -
بعض  ألنقد  على  ألأبحاث  ألتاريخية  حول  ألسريان  ألتي  قام  بها
هؤلاء  ألعلماء  إستنادا  إلى  معلوماتهم  ألقليلة  من ألقرن 19 عشر ،
و عدم  إعتمادهم  على  ألمصادر  ألسريانية .
  لقد  نشرت  عدة  أبحاث  حول  مقدمة  ألمطران  أوجين  منا  في
مجلة  أرام  ألتي  كانت  تصدر  من  ستوكهلم  . و قد  صححت  ألكثير
من  ألأخطاء  و ألمفاهيم  ألتاريخية  ألتي  إرتكبها  ألمطران  أوجين
منا .
  لقد  نشرت  عدة  مواقع  سريانية  مقدمة  ألمطران إقليمس داود
من قاموسه "  أللمعة  ألشهية  في نحو  أللغة  ألسريانية " .  هذه ألمقدمة
مليئة  بألأخطاء  ألتاريخية  و مع  ذلك  نرى  في  موقع freesuryoyo
ألغيور  أنها  ألمقالة  ألأكثر  مقروئة  من  زوار  freesuryoyo  !
طبعا  إنني  لا  أوجه  أي  نقد  أو  عتاب  على  تلك  ألمواقع  ألسريانية
طالما  لم  يقم  أحد  من  ألباحثين ( ألأكادميين )  بنقد  بناء  لتلك
ألمقدمة !
  طبعا  نحن  بحاجة  إلى  "  مؤرخين "  ثقاة   لتصحيح  ألعديد  من
ألأخطاء  ألمتوارثة  بين  ألسريان  . ألدعوة  مفتوحة  ...

ثانيا - بحث  ألأستاذ  جوزيف  أسمر  ألتاريخي .

 أ -  ورد  في  ألسطر  ألأول " إن السريانية اسم قد يم فيه وجوه عدة من حيث البحث اللغوي الصرف أهمها إعادته إلى كلمة شورويو أو آشورويو السريانيتين و التي تعنيان: البداية، حيث كان هذا الاسم يشمل أمة عظيمة تنضوي تحت لوائها الشعوب التالية:"
  - من  ألبحث  أللغوي  ألصرف  ألتسمية  ألسريانية  لا  تعود  إلى
كلمة شورويو أو آشورويو السريانيتين  !
 -  شورويو أو آشورويو  ليست   كلمة  أو  لفظة  سريانية !
 - شورويو أو آشورويو   لا  تعني  ألبداية  في  أللغة  ألسريانية ، ألتسمية
ألأشورية  هي  تسمية  أقدم  من  أللغة  ألأرامية - ألسريانية  ب 1000
سنة  تقريبا ، أقدم  ذكر  للتسمية  " أشور"  هي  على  أقل  تقدير  2000
سنة  ق.م   فهل  كان  يوجد  لغة  أرامية  2000  سنة  ق.م  ؟  علما
أن  أقدم  نص  أرامي  يعود إلى  1000 سنة ق.م  و أن  أغلب  علماء
ألأشوريات يؤكدون  أن  لغتنا  ألأرامية  عمرها  3000 سنة .
  فكيف  نفسر  أن  تسمية  أشور  أو شور  تعني  ألبداية  في  أللغة
ألسريانية  و أللغة  ألسريانية  لم  تكن  موجودة  بعد ؟
-   شورويو أو آشورويو   غير  موجودتان  في  أللغة  ألسريانية ، من
ألمؤسف  أن  ألأستاذ أسمر  لم  يلاحظ  أن  أللغة  ألسريانية إستخدمت
دائما  لفظة  ܐܬܘܪܝܐ  و ليس  ܐܫܘܪܝܐ  أو ܫܘܪܝܐ .

ب - لقد  ذكر عن  ألتسمية  ألأشورية " وهي تسمية سريانية تعني البداية كما جاء في كتاب مقالات في الأمة السرياني للباحث كبرئيل صومي، "
ألتسمية  ألأشورية  ليست  بتسمية  سريانية  و لا  تعني  ألبداية ، و كنا
نتمنى  أن يبني  ألأستاذ  أسمر  على  براهين  و ليس  أراء  أو تفسيرات
بعض  ألإخوة .

ج - تفسير  ألتسمية  ألأرامية " هي تسمية سريانية تعني سكان المناطق المرتفعة " ألغريب  أن  ألبعض  قد  كتب  أن  ألتسمية  ألأرامية  في
أللغة  ألسومرية  تعني سكان المناطق المرتفعة ، و ألبعض  ألأخر
يعتقد  في  أللغة  ألأكادية . ألتسمية  ألأرامية   في  أللغة  ألأرامية
" سكان المناطق المرتفعة  " و قد  قدمت  ألبراهين  في  بحثي
" ما  معنى  تسمية  " أرام " ؟

د - كتب  أيضا  عن  ألتسمية  ألكلدانية " هي تسمية سريانية تعني المشتغلين بعلم الفلك و التنجيم. "


هذا  ألتفسير غير  دقيق ، لأن  أقدم  ذكر  للتسمية  ألكلدانية  يعود  إلى
ألقرن  ألعاشر  ق.م  و قد   أشار  ألعالم  إدوارد  ليبنسكي  إلى  وجود
نص قديم  وردت  فيه  ألتسمية  ألكلدانية  و يعود  إلى  ألقرن  11 عشر
قبل  ألميلاد .
  ألتسمية  ألكلدانية  قد  لا  تكون  سريانية  كما  ذكر  ألأستاذ  أسمر،
و تفسيره  غير  دقيق  لأنه  كتب  " هي تسمية سريانية تعني المشتغلين
بعلم الفلك و التنجيم. " 
ألأصح  " هي تسمية  صارت تعني المشتغلين بعلم الفلك و التنجيم. " .
لأن  ألتسمية  ألكلدانية في ألمصادر  ألأكادية  ألقديمة  كانت  تشير  إلى
منطقة  جغرافية  MAT  KALDU  سكنتها  ألقبائل  ألكلدانية . ألتسمية
ألكلدانية  في  أللغة  ألأكادية  لا  تعني المشتغلين بعلم الفلك و التنجيم .
 نحن  بحاجة  إلى  مؤرخين  من  شعبنا  يشرحون  لنا  متى  صارت
ألتسمية  ألكلدانية  تعني المشتغلين بعلم الفلك و التنجيم ؟ هنالك  نصوص
عديدة  في  أشعار  مار  أفرام  وردت فيها  ألتسمية  ألكلدانية  بمعني
مفسري ألأحلام  و ألسحرة . و لكنه  من  ألعار  في  ألقرن 21  أن
ندعي  أن  ألتسمية  ألكلدانية  تعني  ألسحرة  أو  لا  تحمل  معنى  إتماء
شعبي  و تاريخي . للأسف  ألشديد  يحاول  بعض  إخوتنا  بحجة
ألوحدة  ألقومية  أو  ألوحدة  ألسياسية  إفراغ  ألتسمية  ألكلدانية  من
مدلولاتها  ألإتنية  و ألجغرافية  و ألتاريخية  إذ  يفسرون  ألتسمية
ألكلدانية بمعنى "  مفسري  ألأحلام  و ألمشعوذين " و يستشهدون
بالتوراة و يستنتجون "  لا  يوجد  شعب  كلداني  في  ألتاريخ " .
مغالطات  أحد  ألسياسين  تبقى  عالقة  في  ألأذهان إذ  طرح ألسؤال
أمام  ألإخوة  ألكلدان "  هل  وردت  ألتسمية  ألكلدانية  في  ألمصادر
ألقديمة  ؟ ".

ه - عن  ألتسمية ألفينيقية " هي تسمية سريانية تعني المتنعمين لغناهم."
  للأسف  ألشديد  ألتسمية  ألفينيقية  ليست  تسمية  سريانية  بل يونانية
أطلقت  على  ألكنعانيين  سكان  ألسواحل . لا  يوجد  أي  نص  كنعاني
من  سكان  ألساحل  وردت فيه  ألتسمية  ألفينيقية . سكان  ألساحل  كانوا
يطلقون  على  أنفسهم  تسمية  كنعانيين .
  بعض  ألباحثين  ألسريان  في  بداية  ألقرن  ألعشرين  مثل ألأب إسحق
أرملة  و فيليب دي طرازي  كانوا  يعتقدون  أن  ألفينيقيين  هم  من
ألشعب  ألسرياني ألأرامي  و هذا  غير  صحيح كما  أن  هؤلاء  ألعلماء
ألسريان  لم  يقدموا  براهين  قاطعة . يوجد  مئات  ألمقالات  ألعلمية
حول  ألفينيقيين  و لم  أر  أي  منها  تقول  أن  ألفينيقيين  يتحدرون  من
ألأراميين ! 

و - عن  ألتسمية  ألكنعانية " هي تسمية سريانية تعني سكان المناطق المنخفضة " . طبعا  هذا  تفسير  غير  صحيح  و ألتسمية  ألكنعانية
ليست  تسمية  سريانية  و  لا  تعني  أبدا  " ألأراضي ألمنخفضة " .

   أخيرا  لقد  ذكر  ألأستاذ  حوزيف  أسمر  في  ألسطر  ألأول
" إن السريانية اسم قد يم ...حيث كان هذا الاسم يشمل أمة عظيمة تنضوي تحت لوائها الشعوب التالية:
ألأشوريون - ألأراميون - ألكلدانيون - ألفينيقيون - ألكنعانيون "
هذه  نظرة  خاطئة  إلى  تاريخنا ، ألتسمية  ألسريانية  لم  تطلق  على
جميع  ألشعوب و ألأراميون  مثل  ألكنعانيين  و ألأشوريين  ينتمون
إلى  ألساميين أي " شرقيين " و لكنهم  لم  يؤلفوا  شعبا  واحدا  في
ألتاريخ .

ثالثا - ألسريان  ألملكيون .
لا  يوجد  أي  شك  أن إخوتنا  ألروم  ينتمون  مثلنا  إلى  ألشعب ألسرياني
وقد  أكد  ذلك  ألباحثين  ألذين  ذكرت  أبحاثهم  في  هذا  ألبحث . عندي
بعض  ألملاحظات  ألطفيفة
أ - لقد  كتب " لقد وقعت هذه المنطقة تحت رحمة الاستعمار الفارسي اعتباراً من 530 ق.م  " . إن  كلمة  ألإستعمار  غير  دقيقة  هنا ،
ألأفضل  كلمة  إحتلال  لأن  كلمة  إستعمار  هي  من  ألتاريخ ألحديث
ولها  مفهوم  معروف  و هو  ألسيطرة  و إستغلال  ألمناطق  ألمحتلة .
وطبعا  لها  مفهوم  غير  محبوب ( سياسة ألإستعمار ) .
  لقد  مارس  أليونانيون  سياسة  ألإستيطان  في  أسيا  ألصغرى أولا
ثم  في شرقنا  ألحبيب  ثانيا . كلمة  COLONIE لها  مفهومان
- ألإستعمار  ألحديث
- ألإستيطان .
طبعا  ألفرس  لم  يستعمروا  ألشرق  ( ألمعنى  ألحديث) و لم يستوطنوا
فيه  كما  فعل  أليونانيون . علما  أنهم  بنوا  إحدى  عواصمهم  في
بلاد  بابل  أو بيت أراماي  وهي سليق قطيسيفون كما  أن ألمصادر
ألسريانية  تذكر  ألعديد  من  ألفرس  في  بلاد  ألأراميين .
  أخيرا  لقد  إستولى  ألفرس  على  ألشرق  سنة  538 ق.م  و ليس
530 ق.م

ب - صحيح  أن  تسمية  ألملكيين  قد  أطلقت  على  ألسريان  ألذين
إتبعوا  تعاليم  ألملك  ألبيزنطي  و لكن  يخيل  لي  أنه  ليس  ألملك
مارقيان  ألذي  حضر  مجمع  خلقيدونيا  451 م  و لكن  أحد  خلفائه
من  ألقرن  ألسادس ، سوف  أتحرى  عن  هذا  ألأمر .
    إنني  متأكد  أن  تسمية  ملكيين  لم  ترد  في  ألنصوص  ألسريانية
في  أواخر  ألقرن  ألخامس  و أوائل  ألسادس . لقد  كتب  فيلوكسين
ألمنبجي  عدة  أبحاث  عقائدية  و لكنه  لا  يسميهم " ملكيين " .
  أعتقد  أن  ألمؤرخ  يوحنا  ألأفسسي  قد  ذكر  تسمية  " ألملكيين "
سوف  أتحقق  من  ألأمر .

ج - أظن  أن  ألأخ  كبرئيل  قد  كتب " أطلق عليهم لفظ ملكيون وذلك نسبة إلى الملك مرقيان ملك الروم الذي دعى لعقد مجمع خلقيدونية وسميوا روم نسبة إلى مذهب روما وقتذاك "
  ألمصادر  ألسريانية  ألقديمة  لم  تستخدم  تعبير  " روم " ، ولكن
عدة  تسميات  هي " ألخلقيدونيين " و" أتباع  ألمجمع " و " ألملكيين " .
 ألمصادر  ألعربية  هي  ألتي  إستخدمت  لفظة  "  ألروم " و مصدرها
" ألرومان "  كشعب  و ليس   " مذهب روما "  كما  كتبت .
  ألجدير  بالذكر  أن  تسمية  " روم " في  ألمصادر  ألعربية  تشير
فعليا  إلى  ألبيزنطيين  و أغلبهم  من  أليونانيين . أما  ألرومان  و لغتهم
أللاتينية  فقد  إختفوا  من  ألشرق  مئات  ألسنين  قبل  دخول  ألعرب إليه .

في  ألنهاية  نحن  نتمنى  على  معلمي  أللغة  ألسريانية  أن  يكملوا
رسالتهم  ألمقدسة  في  تعليم  أللغة  ألسريانية . لا  شك  أن  شبابنا
متعطش  لمعرفة  تاريخ  أجدادهم  ألحقيقي  و يطرحون أسئلتهم  على
هؤلاء  ألمعلمين  لذلك  نطالب  هؤلاء  ألمعلمين  أن  يكونوا  أمينين
للتاريخ  ألأكاديمي  للشعب  ألسرياني . كلمة  شوريو  و أشوريو  غير
موجودتان  في  أللغة  ألسريانية . ألتسمية  ألكلدانية " صارت "  تعني
مفسري  ألأحلام  !
   أخيرا  بألنسبة  إلى  ألسؤال  ألذي  طرحه  ألأخ  كبرئيل " هل يشعر
الملكيون (روم ارثوذكس و كاثوليك) يإنتمائهم السرياني ؟" أرجو
مشاركة  ألإخوة  في  ألجواب  خاصة  إلى  ألذين  ينتمون  إلى  تلك
ألكنائس .
  بألنسبة  لي ،  ألأغلبية  ألساحقة  قد  إستعربت  و نست  جذورها
ألسريانية  و هذا  يدعونا    إلى  ألتمسك  بتاريخنا  ألعلمي  و تشجيع
ألأبحاث  ألعلمية  حول  إخوتنا  ألسريان  ألملكيين .
  أللغة  وعاء  ألأمة . ألبرهان  ألقاطع  هو  إخوتنا  في  معلولا  و بخعة
وجبعدين  مسلمين  و مسيحيين ( كنيسة ألروم ) بحفاظهم  على لغتهم
ألأرامية  قد  حافظوا  على  إنتمائهم  ألأرامي . أما  إخوتنا  من ألسريان
و ألروم  في  وادي  ألنصارى و ضواحي  حمص  فإنهم  إستعربوا
مع  أنهم  أحفاد  مملكة  حما  ألأرامية  و ألتي  لعبت  دورا  كبيرا  في
تاريخ  ألأراميين .
 شجعوا  معلمي  أللغة  ألسريانية  ألمقدسة
وإلى  معلمي  أللغة  ألسريانية  كونوا  أمينين  لتاريخنا  ألأكاديمي .

هنري بدروس كيفا


486
" ألإمبراطورية ألأشورية - ألأرامية "

نشر ألأخ د . يوسف توما بهنام دلكتة ألموقر تعليقا مهما حول
بحث د. أسعد صوما أسعد في موقع برطلة ألغيور ، لقد شاركت
في ألنقاش ، لشرح بعض ألغموض متمنيا مشاركة ألمهتمين .
http://bartella.com/forums/index.php?topic=8565.new#new

سلام و محبة إلى ألأخ د . يوسف توما بهنام دلكتة ألموقر

كنت أتمنى من ألأخ د . أسعد أن يناقش في ألحوار خاصة و إن
أسئلتك من صلب ألموضوع .
بألنسبة إلى سؤالك ألأول ذكرت "وان الاشوريين القدماء لم يبق منهم احد" فاين ذهبوا؟ كيف يتقبل المنطق التلاشي الفجائي لشعب عريق ولامة عظيمة سادت وهل بادت؟"
أخ د. يوسف أين مضى ألشعب ألسومري و ألأكادي و ألعموري
و ألكوشي و ألفارسي ألذين إستوطنوا ألعراق ألقديم ؟ أما في
بيت نهرين ألتاريخية أي ألجزيرة ألسورية فلقد تواجد ألشعب
ألحوري و ألميتني و ألحثي و ألأرامي ، لقد إستخدم ألملوك ألأشوريون
تسمية بلاد حاثي للدلالة على سوريا ألشمالية و كانت ألمعارك
بين ألأشوريين و ألممالك ألأرامية . لما أطلق أليهود تسمية
" أرام نهرين " على هذه ألمنطقة في ألقرن ألسادس ق.م ؟
لقد ولد مار أفرام في بيت نهرين و أطلق على أهلها تسمية
" ألأراميين " .
من ألمهم معرفة تاريخ ألأراميين في بيت نهرين - ألجزيرة كي
نفهم كيف إستطاع أجدادنا ألأراميون " صهر " بقايا ألشعوب
ألقديمة في ألمنطقة .
بألنسبة إلى بلاد أكاد ( جنوب و وسط ألعراق ) ، فإننا إستنادا
إلى ألكتابات ألأكادية ألتي تركها ملوك أشور ، صرنا نعرف أسماء
ألقبائل ألكلدانية و ألأرامية و أماكن تواجدها و خاصة مقاومتها
ألجبارة ضد ألأشوريين .
- بيت نهرين - ألجزيرة رغم سقوط ممالكها تحت ألحكم ألأشوري
فإنها حافظت على أراميتها و إسمها في ألتوراة " أرام نهرين " .
- بلاد أكاد سوف تسمى بلاد بابل في عهد ألفرس ، بينما
ظل أجدادنا يطلقون على هذه ألمنطقة تسمية " بيت أراماي " أي
بلاد ألأراميين و ليس ألناطقين بألأرامية كما يحلو للبعض أن
يفسر ( يزور ) هذه ألتسمية .
- بلاد أشور ألتاريخية بين ألفرات و نهري ألزاب . هنالك عدة
أبحاث تثبت أن عدد ألأراميين قد فاق عدد ألأشوريين أنفسهم
في بلاد أشور ، لقد ذكرت أسماء هؤلاء ألعلماء في أبحاثي
ألسابقة . لقد وجدت مؤخرا بحثا للعالم André LEMAIRE
و هو من أهم و أشهر ألعلماء ألمتخصصين في دراسة ألنصوص
ألأرامية ألقديمة ، هذا ألبحث موجود على هذا ألرابط
http://www.clio.fr/BIBLIOTHEQUE/les_arameens_un_peuple_une_langue_une_ecriture_au-dela_des_empires.asp
إنني أنصح ألإخوة أللذين يجيدون أللغة ألفرنسية بألإطلاع على
هذا ألبحث ألتاريخي عن ألأراميين . سوف أكتفي بترجمة مقطع
واحد .
L'Empire assyro-araméen

La disparition des royaumes araméens ne marquait pas la fin de l'existence politique, économique et culturelle des populations de tous ces royaumes. Même si, en cas de révolte, une partie de la population pouvait être déportée dans une autre région de l'empire, la majeure partie des Araméens survécut ! En fait, en intégrant dans leur empire une aussi nombreuse population araméenne, les rois assyriens le transformèrent en un Empire assyro-araméen. Comme nous l'avons noté plus haut, ce phénomène a commencé dès le IXe siècle pour la Mésopotamie du Nord et l'intégration des royaumes araméens du Levant à partir de Tiglat-Phalazar III n'a fait que l'accélérer. On voit apparaître des Araméens à tous les niveaux de l'administration ainsi que dans l'armée qui avait d'ailleurs parfois intégré des régiments entiers des armées vaincues
" ألإمبراطورية ألأشورية - ألأرامية "
إختفاء ألممالك ألأرامية لا يعني نهاية ألوجود ألسياسي و ألإقتصادي
و ألثقافي لسكان تلك ألممالك ( ألأرامية ). حتى و لو ، في حال ألثورة
كان قسما من ألسكان ( ألأراميين ألثائرين ) ينقلون إلى منطقة ثانية
في ألإمبراطورية ، فألقسم ألأكبر من ألأراميين قد حافظ على وجوده !
في ألواقع ، أن سياسة ألملوك ألأشوريين في ضم تلك ألأعداد ألكبيرة
من ألسكان ألأراميين في داخل ألإمبراطورية ، سوف يحولها إلى
إمبراطورية أشورية- أرامية . كما ذكرنا في ألسابق ، أن هذ ألظاهرة
قد بدأت في ألقرن ألتاسع ق.م في بيت نهرين ألشمالية و أن ضم ألممالك ألأرامية في ألشرق منذ عهد
تغلت فلأسر ألثالث قد أسرع في تلك ألعملية . سوف نرى موظفين
أراميين في كل مراتب ألإدارة وأيضا في ألجيش ( ألأشوري ) ألذي ضم إليه في بعض ألأحيان كتائب كاملة من ألجيوش ألتي
خسرت ( ألجيوش ألأرامية ) ."
أخ د . يوسف ، إن ألشعب ألأشوري ألقديم قد باد مثله مثل
شعوب عديدة ! قد تكون ألتواراة قد حافظت على هذه ألتسمية
ألأشورية كما كتب ألباحث جون جوزيف ، أو أن ألتسمية ألجغرافية
قد صمدت مثل ألتسمية ألفينيقية ألجغرافية و لكنها لم تكن لتشير
إلى هوية شعب و ألمصادر ألسريانية تثبت ذلك .
من ألمؤسف أن بعض إخوتنا من ألسورايى ألذين يؤمنون
بألتسمية ألسياسية ألأشورية يفسرون تسمية " سورايا " على أنها
أشورايا و أتورايا بدون أية براهين أو نصوص تثبت تلك
ألتفسيرات ألملتوية .
سوف أجيبك على سؤالك ألثاني في ألمرة ألقادمة .
أخيرا لقد إستشهدت ببحث André LEMAIRE ألذي يسمي
ألإمبراطورية ألأشورية قبل زوالها بإمبراطورية أشورية - أرامية .
و كان ألمؤرخ ألأميركي H . LEWY قد ذكر نفس ألتسمية
" إمبراطورية أشورية - أرامية " في مقال يعود إلى ألخمسينات
من ألقرن ألماضي .
أحب أن أؤكد لك ، أننا ندرس تاريخنا ألعلمي كي ندافع عن
هويتنا ألسريانية ألصحيحة . نحن لا نطالب بإرث ألإمبراطورية
ألأشورية و لا نريد من أحفاد هؤلاء ألأراميين ألتباهي و ألإفتخار
بتاريخ أجدادهم بل حث هؤلاء ألشباب على ألعمل و ألنضال
من أجل معرفة تاريخهم ألحقيقي بدون أي عقد .

حفظك ألله
هنري بدروس كيفا
" ألإمبراطورية  ألأشورية - ألأرامية "

  نشر  ألأخ د . يوسف توما بهنام دلكتة  ألموقر  تعليقا  مهما  حول
بحث  د. أسعد صوما أسعد  في  موقع برطلة  ألغيور ، لقد  شاركت
في  ألنقاش  ، لشرح  بعض  ألغموض  متمنيا  مشاركة  ألمهتمين .
http://bartella.com/forums/index.php?topic=8565.new#new

 سلام  و محبة  إلى  ألأخ د . يوسف توما بهنام دلكتة  ألموقر

  كنت  أتمنى  من ألأخ  د . أسعد  أن  يناقش  في  ألحوار  خاصة  و إن
 أسئلتك  من  صلب  ألموضوع .
  بألنسبة  إلى  سؤالك  ألأول ذكرت  "وان الاشوريين القدماء لم يبق منهم احد" فاين ذهبوا؟ كيف يتقبل المنطق التلاشي الفجائي لشعب عريق ولامة عظيمة سادت وهل بادت؟"
 أخ د. يوسف  أين  مضى  ألشعب  ألسومري  و ألأكادي و ألعموري
و ألكوشي  و ألفارسي  ألذين  إستوطنوا  ألعراق  ألقديم  ؟ أما  في
بيت نهرين  ألتاريخية أي ألجزيرة  ألسورية  فلقد  تواجد  ألشعب
ألحوري  و ألميتني  و ألحثي  و ألأرامي ، لقد  إستخدم  ألملوك ألأشوريون
تسمية  بلاد  حاثي  للدلالة  على  سوريا  ألشمالية  و كانت  ألمعارك
بين  ألأشوريين  و  ألممالك  ألأرامية .  لما  أطلق  أليهود  تسمية
"  أرام  نهرين "  على  هذه  ألمنطقة   في  ألقرن  ألسادس ق.م  ؟
لقد  ولد  مار  أفرام  في  بيت نهرين  و أطلق  على  أهلها  تسمية
" ألأراميين " .
  من  ألمهم  معرفة  تاريخ  ألأراميين  في  بيت نهرين - ألجزيرة  كي
نفهم  كيف  إستطاع  أجدادنا  ألأراميون  "  صهر "  بقايا  ألشعوب
ألقديمة  في  ألمنطقة .
  بألنسبة  إلى  بلاد  أكاد (  جنوب  و وسط  ألعراق ) ، فإننا  إستنادا
إلى  ألكتابات  ألأكادية  ألتي  تركها  ملوك  أشور ، صرنا  نعرف  أسماء
ألقبائل  ألكلدانية  و ألأرامية و أماكن  تواجدها  و خاصة  مقاومتها
ألجبارة  ضد  ألأشوريين .
   - بيت نهرين - ألجزيرة  رغم  سقوط  ممالكها  تحت  ألحكم ألأشوري
 فإنها  حافظت  على  أراميتها  و إسمها  في  ألتوراة  " أرام نهرين " .
   -  بلاد  أكاد  سوف  تسمى  بلاد  بابل  في  عهد  ألفرس ، بينما
  ظل  أجدادنا  يطلقون  على  هذه  ألمنطقة  تسمية " بيت أراماي " أي
  بلاد  ألأراميين  و ليس  ألناطقين  بألأرامية  كما  يحلو  للبعض  أن
  يفسر (  يزور )  هذه  ألتسمية .
 - بلاد  أشور  ألتاريخية بين  ألفرات  و نهري  ألزاب . هنالك  عدة
 أبحاث  تثبت  أن  عدد  ألأراميين  قد  فاق  عدد  ألأشوريين أنفسهم
في بلاد  أشور ، لقد  ذكرت  أسماء  هؤلاء  ألعلماء  في  أبحاثي
ألسابقة . لقد  وجدت  مؤخرا  بحثا  للعالم  André  LEMAIRE
و هو من أهم  و أشهر  ألعلماء  ألمتخصصين  في  دراسة  ألنصوص
ألأرامية  ألقديمة ، هذا  ألبحث  موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.clio.fr/BIBLIOTHEQUE/les_arameens_un_peuple_une_langue_une_ecriture_au-dela_des_empires.asp
  إنني  أنصح  ألإخوة  أللذين  يجيدون  أللغة  ألفرنسية  بألإطلاع على
هذا  ألبحث  ألتاريخي  عن  ألأراميين . سوف  أكتفي بترجمة  مقطع
واحد  .
 L'Empire assyro-araméen

La disparition des royaumes araméens ne marquait pas la fin de l'existence politique, économique et culturelle des populations de tous ces royaumes. Même si, en cas de révolte, une partie de la population pouvait être déportée dans une autre région de l'empire, la majeure partie des Araméens survécut ! En fait, en intégrant dans leur empire une aussi nombreuse population araméenne, les rois assyriens le transformèrent en un Empire assyro-araméen. Comme nous l'avons noté plus haut, ce phénomène a commencé dès le IXe siècle pour la Mésopotamie du Nord et l'intégration des royaumes araméens du Levant à partir de Tiglat-Phalazar III n'a fait que l'accélérer. On voit apparaître des Araméens à tous les niveaux de l'administration ainsi que dans l'armée qui avait d'ailleurs parfois intégré des régiments entiers des armées vaincues
" ألإمبراطورية  ألأشورية - ألأرامية "
إختفاء  ألممالك  ألأرامية  لا  يعني  نهاية  ألوجود  ألسياسي  و ألإقتصادي
و ألثقافي  لسكان  تلك  ألممالك ( ألأرامية ). حتى  و لو ، في حال ألثورة
كان  قسما  من ألسكان ( ألأراميين ألثائرين ) ينقلون  إلى منطقة ثانية
في ألإمبراطورية ، فألقسم  ألأكبر  من  ألأراميين  قد حافظ  على وجوده !
في ألواقع ، أن سياسة ألملوك ألأشوريين  في  ضم  تلك  ألأعداد  ألكبيرة
من ألسكان  ألأراميين في  داخل  ألإمبراطورية ، سوف  يحولها  إلى
إمبراطورية  أشورية- أرامية . كما  ذكرنا  في  ألسابق ، أن هذ ألظاهرة
قد بدأت  في  ألقرن  ألتاسع ق.م  في بيت نهرين ألشمالية  و أن  ضم ألممالك ألأرامية  في ألشرق  منذ  عهد 
تغلت فلأسر ألثالث  قد  أسرع  في  تلك  ألعملية .  سوف  نرى موظفين
أراميين  في  كل  مراتب   ألإدارة  وأيضا  في  ألجيش  ( ألأشوري ) ألذي  ضم إليه  في  بعض  ألأحيان  كتائب  كاملة  من  ألجيوش  ألتي
خسرت ( ألجيوش ألأرامية ) ."
     أخ  د . يوسف  ، إن  ألشعب  ألأشوري  ألقديم  قد  باد  مثله  مثل
شعوب  عديدة ! قد  تكون  ألتواراة  قد  حافظت  على  هذه  ألتسمية
ألأشورية  كما  كتب  ألباحث  جون جوزيف ، أو  أن  ألتسمية  ألجغرافية
قد  صمدت  مثل  ألتسمية  ألفينيقية  ألجغرافية  و لكنها  لم  تكن  لتشير
إلى  هوية  شعب  و ألمصادر  ألسريانية  تثبت  ذلك .
   من  ألمؤسف  أن  بعض  إخوتنا  من  ألسورايى  ألذين  يؤمنون
بألتسمية  ألسياسية  ألأشورية  يفسرون  تسمية " سورايا "  على  أنها
أشورايا  و أتورايا  بدون  أية  براهين  أو  نصوص  تثبت  تلك
ألتفسيرات  ألملتوية .
   سوف  أجيبك  على  سؤالك  ألثاني  في  ألمرة  ألقادمة .
   أخيرا  لقد  إستشهدت  ببحث  André  LEMAIRE  ألذي يسمي
ألإمبراطورية  ألأشورية  قبل  زوالها  بإمبراطورية  أشورية - أرامية .
و كان  ألمؤرخ  ألأميركي  H  .  LEWY  قد  ذكر  نفس  ألتسمية
" إمبراطورية  أشورية - أرامية "  في  مقال  يعود  إلى  ألخمسينات
من ألقرن  ألماضي .
   أحب  أن  أؤكد  لك ، أننا  ندرس  تاريخنا  ألعلمي  كي  ندافع  عن
هويتنا  ألسريانية  ألصحيحة . نحن  لا  نطالب  بإرث  ألإمبراطورية
ألأشورية  و لا  نريد  من  أحفاد  هؤلاء  ألأراميين  ألتباهي  و ألإفتخار
بتاريخ  أجدادهم  بل  حث  هؤلاء  ألشباب  على  ألعمل  و ألنضال
من  أجل معرفة  تاريخهم  ألحقيقي  بدون  أي  عقد .

 حفظك  ألله
هنري بدروس كيفا" ألإمبراطورية  ألأشورية - ألأرامية "

  نشر  ألأخ د . يوسف توما بهنام دلكتة  ألموقر  تعليقا  مهما  حول
بحث  د. أسعد صوما أسعد  في  موقع برطلة  ألغيور ، لقد  شاركت
في  ألنقاش  ، لشرح  بعض  ألغموض  متمنيا  مشاركة  ألمهتمين .
http://bartella.com/forums/index.php?topic=8565.new#new

 سلام  و محبة  إلى  ألأخ د . يوسف توما بهنام دلكتة  ألموقر

  كنت  أتمنى  من ألأخ  د . أسعد  أن  يناقش  في  ألحوار  خاصة  و إن
 أسئلتك  من  صلب  ألموضوع .
  بألنسبة  إلى  سؤالك  ألأول ذكرت  "وان الاشوريين القدماء لم يبق منهم احد" فاين ذهبوا؟ كيف يتقبل المنطق التلاشي الفجائي لشعب عريق ولامة عظيمة سادت وهل بادت؟"
 أخ د. يوسف  أين  مضى  ألشعب  ألسومري  و ألأكادي و ألعموري
و ألكوشي  و ألفارسي  ألذين  إستوطنوا  ألعراق  ألقديم  ؟ أما  في
بيت نهرين  ألتاريخية أي ألجزيرة  ألسورية  فلقد  تواجد  ألشعب
ألحوري  و ألميتني  و ألحثي  و ألأرامي ، لقد  إستخدم  ألملوك ألأشوريون
تسمية  بلاد  حاثي  للدلالة  على  سوريا  ألشمالية  و كانت  ألمعارك
بين  ألأشوريين  و  ألممالك  ألأرامية .  لما  أطلق  أليهود  تسمية
"  أرام  نهرين "  على  هذه  ألمنطقة   في  ألقرن  ألسادس ق.م  ؟
لقد  ولد  مار  أفرام  في  بيت نهرين  و أطلق  على  أهلها  تسمية
" ألأراميين " .
  من  ألمهم  معرفة  تاريخ  ألأراميين  في  بيت نهرين - ألجزيرة  كي
نفهم  كيف  إستطاع  أجدادنا  ألأراميون  "  صهر "  بقايا  ألشعوب
ألقديمة  في  ألمنطقة .
  بألنسبة  إلى  بلاد  أكاد (  جنوب  و وسط  ألعراق ) ، فإننا  إستنادا
إلى  ألكتابات  ألأكادية  ألتي  تركها  ملوك  أشور ، صرنا  نعرف  أسماء
ألقبائل  ألكلدانية  و ألأرامية و أماكن  تواجدها  و خاصة  مقاومتها
ألجبارة  ضد  ألأشوريين .
   - بيت نهرين - ألجزيرة  رغم  سقوط  ممالكها  تحت  ألحكم ألأشوري
 فإنها  حافظت  على  أراميتها  و إسمها  في  ألتوراة  " أرام نهرين " .
   -  بلاد  أكاد  سوف  تسمى  بلاد  بابل  في  عهد  ألفرس ، بينما
  ظل  أجدادنا  يطلقون  على  هذه  ألمنطقة  تسمية " بيت أراماي " أي
  بلاد  ألأراميين  و ليس  ألناطقين  بألأرامية  كما  يحلو  للبعض  أن
  يفسر (  يزور )  هذه  ألتسمية .
 - بلاد  أشور  ألتاريخية بين  ألفرات  و نهري  ألزاب . هنالك  عدة
 أبحاث  تثبت  أن  عدد  ألأراميين  قد  فاق  عدد  ألأشوريين أنفسهم
في بلاد  أشور ، لقد  ذكرت  أسماء  هؤلاء  ألعلماء  في  أبحاثي
ألسابقة . لقد  وجدت  مؤخرا  بحثا  للعالم  André  LEMAIRE
و هو من أهم  و أشهر  ألعلماء  ألمتخصصين  في  دراسة  ألنصوص
ألأرامية  ألقديمة ، هذا  ألبحث  موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.clio.fr/BIBLIOTHEQUE/les_arameens_un_peuple_une_langue_une_ecriture_au-dela_des_empires.asp
  إنني  أنصح  ألإخوة  أللذين  يجيدون  أللغة  ألفرنسية  بألإطلاع على
هذا  ألبحث  ألتاريخي  عن  ألأراميين . سوف  أكتفي بترجمة  مقطع
واحد  .
 L'Empire assyro-araméen

La disparition des royaumes araméens ne marquait pas la fin de l'existence politique, économique et culturelle des populations de tous ces royaumes. Même si, en cas de révolte, une partie de la population pouvait être déportée dans une autre région de l'empire, la majeure partie des Araméens survécut ! En fait, en intégrant dans leur empire une aussi nombreuse population araméenne, les rois assyriens le transformèrent en un Empire assyro-araméen. Comme nous l'avons noté plus haut, ce phénomène a commencé dès le IXe siècle pour la Mésopotamie du Nord et l'intégration des royaumes araméens du Levant à partir de Tiglat-Phalazar III n'a fait que l'accélérer. On voit apparaître des Araméens à tous les niveaux de l'administration ainsi que dans l'armée qui avait d'ailleurs parfois intégré des régiments entiers des armées vaincues
" ألإمبراطورية  ألأشورية - ألأرامية "
إختفاء  ألممالك  ألأرامية  لا  يعني  نهاية  ألوجود  ألسياسي  و ألإقتصادي
و ألثقافي  لسكان  تلك  ألممالك ( ألأرامية ). حتى  و لو ، في حال ألثورة
كان  قسما  من ألسكان ( ألأراميين ألثائرين ) ينقلون  إلى منطقة ثانية
في ألإمبراطورية ، فألقسم  ألأكبر  من  ألأراميين  قد حافظ  على وجوده !
في ألواقع ، أن سياسة ألملوك ألأشوريين  في  ضم  تلك  ألأعداد  ألكبيرة
من ألسكان  ألأراميين في  داخل  ألإمبراطورية ، سوف  يحولها  إلى
إمبراطورية  أشورية- أرامية . كما  ذكرنا  في  ألسابق ، أن هذ ألظاهرة
قد بدأت  في  ألقرن  ألتاسع ق.م  في بيت نهرين ألشمالية  و أن  ضم ألممالك ألأرامية  في ألشرق  منذ  عهد 
تغلت فلأسر ألثالث  قد  أسرع  في  تلك  ألعملية .  سوف  نرى موظفين
أراميين  في  كل  مراتب   ألإدارة  وأيضا  في  ألجيش  ( ألأشوري ) ألذي  ضم إليه  في  بعض  ألأحيان  كتائب  كاملة  من  ألجيوش  ألتي
خسرت ( ألجيوش ألأرامية ) ."
     أخ  د . يوسف  ، إن  ألشعب  ألأشوري  ألقديم  قد  باد  مثله  مثل
شعوب  عديدة ! قد  تكون  ألتواراة  قد  حافظت  على  هذه  ألتسمية
ألأشورية  كما  كتب  ألباحث  جون جوزيف ، أو  أن  ألتسمية  ألجغرافية
قد  صمدت  مثل  ألتسمية  ألفينيقية  ألجغرافية  و لكنها  لم  تكن  لتشير
إلى  هوية  شعب  و ألمصادر  ألسريانية  تثبت  ذلك .
   من  ألمؤسف  أن  بعض  إخوتنا  من  ألسورايى  ألذين  يؤمنون
بألتسمية  ألسياسية  ألأشورية  يفسرون  تسمية " سورايا "  على  أنها
أشورايا  و أتورايا  بدون  أية  براهين  أو  نصوص  تثبت  تلك
ألتفسيرات  ألملتوية .
   سوف  أجيبك  على  سؤالك  ألثاني  في  ألمرة  ألقادمة .
   أخيرا  لقد  إستشهدت  ببحث  André  LEMAIRE  ألذي يسمي
ألإمبراطورية  ألأشورية  قبل  زوالها  بإمبراطورية  أشورية - أرامية .
و كان  ألمؤرخ  ألأميركي  H  .  LEWY  قد  ذكر  نفس  ألتسمية
" إمبراطورية  أشورية - أرامية "  في  مقال  يعود  إلى  ألخمسينات
من ألقرن  ألماضي .
   أحب  أن  أؤكد  لك ، أننا  ندرس  تاريخنا  ألعلمي  كي  ندافع  عن
هويتنا  ألسريانية  ألصحيحة . نحن  لا  نطالب  بإرث  ألإمبراطورية
ألأشورية  و لا  نريد  من  أحفاد  هؤلاء  ألأراميين  ألتباهي  و ألإفتخار
بتاريخ  أجدادهم  بل  حث  هؤلاء  ألشباب  على  ألعمل  و ألنضال
من  أجل معرفة  تاريخهم  ألحقيقي  بدون  أي  عقد .

 حفظك  ألله
هنري بدروس كيفا
   

487

    ألسورايى  بين  جنون  جورج  بوش  و أطماع  ألصليبيين  !

 ينتابنا  أليوم  شعور  بالحزن  و ألكآبة  لإستشهاد  أحد  ألكهنة  ألكلدان
مع  ثلاث  من  ألإخوة  ألشمامسة  ألكلدان . ألأمر  بحد  ذاته  ليس
بغريب  لأن  كنيسة  ألمشرق  قد  قدمت  ألمئات  من  ألشهداء  في
تاريخها  ألقديم  خاصة  ألقرن  ألرابع  ألميلادي . و كان  أجدادنا
ألمؤمنون  يفضلون  ألشهادة  رافضين  ألديانة  ألوثنية  ألتي  كان  يؤمن
بها  ألفرس  في  ذلك  ألوقت .

  ألمزعج  في  إستشهاد  إخوتنا  أليوم  هو  أنهم   يقتلون  غدرا  على
أيدي  مجرمين  سفاحين  ليس  لهم  علاقة  بالمسلمين  في  ألعراق .
لقد  عاش  ألمسلمون  و ألمسيحيون ألشرقيون  مئات  ألسنين  على
وفاق  خاصة  مع  أخوتنا  ألمسلمين  ألعرب  ، و من  يدقق  في
تواريخنا  سيلاحظ   أن  أكثر  ألإجحاف  و ألظلم  بحقوق  ألمسيحيين
كانت  من  ألمسلمين  غير  ألعرب !

  ما   هي  علاقة  جورج  بوش  و ألصليبيين  ؟
إنني  لا  أريد  أن  يربط  ألقارئ  بين  ما  ذكره  جورج  بوش  بعد  11
أيلول  أي  ألقيام  بحملة  صليبية  ضد  ألمسلمين  ألضالعين  بعملية
11  أيلول  و لكن  أريد  من  ألقارئ  أن  يقارن  بين  أوضاع  ألسورايى
بعد  ألحملات  ألصليبية  أي  في  ألقرون  12 و 13 و 14  عشر ميلادي
و  بين  أوضاع  ألسورايى  و ألأرمن  في  19 و 20 و 21 ميلادي .

أولا -  ألسورايى  ضحايا  ألحملات  ألصليبية

أ - ألسورايى  أبناء  ألشرق
  من  ألمؤسف  أن ألكثيرين  يتجاهلون  تاريخ  و جغرافية  ألسريان
في  ألشرق . بعض  ألعروبيين  يرددون  أن  ألعرب  ألمسلمين  قد
حرروا   ألشرق  من  ألحكم  ألبيزنطي  .  لا  شك  هنالك  وجود  لقبائل
عربية  متنقلة  بين  ألجزيرة  ألعربية  و  ألشرق  كذلك  وجود  ألغساسنة
كحكام  من  قبل  ألبيزنطيين  و  ألمناذرة  من  قبل  ألفرس  و لكن
تلك   ألقبائل  ألعربية  لم  تشكل  أكثرية  بين  سكان  ألشرق . للأسف
ألشديد  أن  برامج  تعليم  ألتاريخ  في  ألشرق  تهمل  دور  ألسريان
ألحضاري  ألذين  نقلوا  ألعلوم  و ألفلسفة  من  أللغات  أليونانية  و ألفارسية  و ألسريانية  إلى  أللغة  ألعربية . سوف  أقدم  مثالا  واحدا
و هو  أن  ألأطباء  ألسريان  كانوا  يطببون  ألخلفاء  ألأمويين  وخاصة
ألعباسيين  في  طيلة  عهدهم  أي  تصوروا  أن  أطباء  إيرلنديين  قد
طببوا  روؤساء  ألولايات  ألمتحدة  منذ  220 سنة  بدون  إنقطاع  !
   
ب - أثارات  ألحملات  ألصليبية  على  ألسورايى .
     لا  يوجد  أي  شك  أن  ألسريان  ظلوا  يشكلون  أكثرية  حتى  بعد
دخول  ألعرب  إلى  سوريا  و بيت  أراماي  ،  فأطلق  ألعرب  تسمية
بلاد  ألشام  على  سوريا  و ألعراق  على  بلاد  ألأراميين . لا  شك
أن  بعض   ألخلفاء  كان  قاسيا  في  معاملة  ألمسيحيين (  ألشروط
ألعمرية )  و لا  شك   أن  ضريبة  ألخراج  على  ألفلاحين  ألمزارعين
(  و هم  أكثرية  ألسكان )  قد  دفعت  بأعداد  كبيرة  على  دخول
ألإسلام .
  ألحروب  ألصليبية  أو  بألأحرى  أطماع  ألفرنج  في  خيرات  ألشرق
سوف  تكون  من  أهم  ألعوامل  ألتي  ستحول  ألسورايى  إلى  أقلية
ضعيفة  في  ألشرق . لقد  إستولى  ألفرنج  على  ألمناطق  ألساحلية  في
ألشرق  بينما  صمد  ت  ألمناطق  ألداخلية  من  دمشق  و حلب و ألموصل .  ألمؤرخ  ميخائيل  ألسرياني  يخبرنا  عن  ألمضايقات  ألتي
عانى  منها  ألسريان  على  أيدي  هؤلاء  ألفرنج  من  إحتلال  بعض
ألأديرة  ألسريانية  و سرقة  ألأواني  ألذهبية  من  ألكنائس  و غيرها .
من  ألمؤسف  أن بعض  ألسريان  - ربما   لعدم  إزعاج  ألغرب  ألذي
فقد  معاني  ألمسيحية  و تعلق  بمصالحه  ألأنية  - لا  يريدون  تسليط
ألأضواء  على  وجود  ألفرنج  في  ألشرق  و أثاراته  ألسلبية  على
ألسريان  في  ألشرق .
 إن  ألحروب  ألعديدة  بين  ألسلاجقة  و ألفرنج  ثم  ألزنكي  و صلاح
ألدين  ألأيوبي  سوف  تدمر  ألكثير  من  ألمدن  و ألقرى  في  ألشرق .
لم  يكن  ألفرنج  رحومين  مع  ألمسيحيين  ألمشارقة  لأنهم  بأكثريتهم
ألساحقة  ليسوا  من  ألمذهب  ألكاثوليكي  .  أخيرا  قام  ألمماليك  في
مصر ( و هم  بأغلبيتهم  من  عنصر  ألسلاف  ألأوربيين )  بطرد
ألفرنج  من  ألشرق  و مهاجمة  ألمسيحيين  ألمشارقة .
  ألأغلبية  ألساحقة  من  ألسورايى  لم  "  تتعامل  "  مع  ألفرنج  ربما
لأن  ألفرنج  كانوا  يعتبرونهم  من  ألهراطقة .  إن  أطماع  ألفرنج  قد
أضرت  ألسريان  مباشرة  و لكنها  أضرت  بهم  بطريقة  غير مباشرة
أيضا  لأن  ألظلم  ألذي  عانى  منه  ألمسلمون  ( خاصة  ألمذبحة  ألتي
تعرض  لها  سكان  ألقدس  بعد  سقوطها  بأيدي  ألفرنج )  سوف
يخلق  عند  ألمسلمين  ألحذر  من  كل  مسيحي . و للأسف  ألشديد ، لا
يزال  بعض  ألمسلمين  لا  يميزون  بين  مسيحي  شرقي  و مسيحي
غربي  و أغلب  ألأحيان  ألمسيحي  ألشرقي  " يدفع  ثمن  أخطاء
ألمسيحي  ألغربي " !

ثانيا - سياسة  أوروبا  ألإستعمارية  و أثرها  على  ألسورايى .
 
أ - بعد  معركة  مرج دابق  سنة  1516  م  دخلت  جيوش  ألعثمانيين
إلى  ألشرق  و أدخلوا  ألشرق  بأكمله  في  ما  عرف  بعصور  ألإنحطاط
بينما  كانت  أوروبا  في  عصر  ألنهضة  و سرعان  ما  تحولت  بعض
ألدول  ألأوربية  إلى  دول  تتنافس  فيما  بينها  على  إستعمار  ألدول
ألضعيفة . قامت  فرنسا  بمساعدة  بعض  ألسريان  على  ألإنفصال  عن
ألكنيسة  ألأوردوكسية  و تفرض  نفسها  كحامية  لهم . لقد  إستولت
ألدول  ألأوروبية  على  مناطق  عديدة  للسلطنة  ألعثمانية : مصر  ثم
ألجزائر  و عدن  و ألكويت  و تونس  و جزيرة  قبرص  و ألمغرب ...
و  كان  ألعثمانيون  ينتقمون  من  ألمسيحيين  ألتابعين  للسلطنة . لقد
فتك  ألعثمانيون  بالشعب  ألأرمني  و ألسرياني  سنة  1897 م  و كان
رد  رئيس  وزراء إنكلترا  دزرائيلي "  إن  ألسفن  ألحربية  ألإنكليزية
لا  تستطيع  ألوصول  إلى  جبال  أرارات  " . بعبارة  ثانية  أن  سياسة
أوروبا  ألإستعمارية  لا  تكترث   بردود  ألفعل  ألتي  كانت  غالبا
مذابح  منظمة  ضد  ألسورايى  و ألأرمن  و أليونانيين .
   بعض  هذه  ألمذابح  سوف  تبقى  وصمة  عار  على  مرتكبيها
ألعثمانيين  و مسببيها  أطماع  بعض  ألدول  في  ألمشرق .
   لقد  دخلت  تركيا  ألحرب  ألكونية  كي  تصفي  ألشعب  ألأرمني
و تتخلص  من  أطماع  ألدول  ألأوروبية  و هي  تعتقد  أنها  إذا
تخلصت  من  ألشعب  ألأرمني  سوف  تتخلص  من  تدخلات  ألدول
ألأوروبية .

ب - ألإستعمار  ألمبطن  بعد  ألحرب  ألكونية  ألأولى
  لقد  ناضل  ألعرب  مع  ألشريف  حسين  ضد  ألأتراك  على  أمل
إنشاء  دولة  عربية  كبيرة ،  و إذا  بوعود  ألإنكليز  و ألفرنسيين  تتحول
إلى  أكاذيب  و سياسة  غادرة  هدفها  إستعمار  ألشرق  تحت  غطاء
ألإنتداب .  لا  شك  لقد  عانى  ألسورايى  من  سياسة  هؤلاء  ألغادرة،
إذ  أن  ألفرنسيين  إستغلوا  ألنازحين  ألسريان  و أدخلوهم  في  جيش
ألشرق  كما  فعل  ألإنكليز مع  ألسريان ألنساطرة .
   
  ألحرب  ألعالمية  ألثانية  سوف  تعجل  في  جلاء  تلك  ألجيوش
ألأجنبية  ألمستعمرة  و لكن وجود  دولة  إسرائيل  و أطماع  ألدول
ألكبرى  بألنفط  سوف  تدفع  ألمسلم  ألعربي  بألإبتعاد  عن  ألحضارة
ألأوروبية  معتبرا   أنها  حضارة  مسيحية  بينما  هي  في  ألواقع
حضارة  مادية  بعيدة  عن  ألمفاهيم  ألمسيحية  .

ج - جورج  بوش :  إستعمار  إقتصادي  ؟
  لا  أعرف  إذا  كان  أحد  يعرف  ما  هي  ألأسباب  ألتي  دفعت  جورج
بوش  بمهاجمة  و تدمير  ألعراق  بهذا  ألشكل .
  لقد  إدعى  جورج  بوش  بوجود  أسلحة  ذرية  و كيماوية ،  أثبت
ألخبراء  عدم  وجودها  .
  ادعى  جورج  بوش  أيضا  أنه  يريد  نشر  ألنظام  ألديموقرطي  في
ألعراق  فرد  عليه  ألرئيس  ألسابق  جاك  شيراك "  لا  أحد  يستطيع
فرض  ألديموقراطية   بواسطة  ألقوة  ألعسكرية " .
  أخيرا  هل  سياسة / جنون  جورج  بوش  تطمح  على  ألسيطرة  على
ألنفط   في  ألشرق  ؟
   قد  تكون  ألأسباب  ألحقيقية  غير  معرفة ، و لكن  نتائجها  ظاهرة
و واضحة  للجميع  ألعراق  يتدمر  من  ألداخل  و أصبح  ساحة  واسعة
للعراك  و ألقتال . يدفع  ألشعب  ألعراقي  ألثمن  باهظا  و للأسف  ألشديد
بعض  ألمجرمين  يتهجمون  على  ألمسيحيين  ألأبرياء ، لا  شك  أن
هؤلاء  ألمجرمين  لا  يمثلون  ألشعب  ألعراقي  ألذي   ندد   بمرتكبي
ألجريمة .
 بعض  ألأسئلة  ألتي  تطرح
   -  إلى  متى  يبقى  ألمسيحيون  في  ألشرق  ضحايا  سياسة  ألغرب
       ألطامعة  و ألمدفوعة  من  أجل  مصلحتها   ألخاصة  ؟
   - هل  سياسة  جورج  بوش  ألمجنونة  و ألمدمرة  للعراق  تقدم
     سببا  مقنعا  لهؤلاء  ألمجرمين  لقتل  كاهن و شمامسة  أبرياء ؟
  - هل  إستشهاد  إخوتنا  ألأبرار  سيدفع  بممثلي  ألسورايى  للعمل من
    أجل  كل  ألسورايى  أم  يدافعون  عن  مصالحهم  ألسياسية ألخاصة ؟
  - أخيرا  كيف  يستطيع  ألمسلمون  ألعراقيون  أن  يوقفوا  عمليات
    ألإجرام  ضد  إخوتهم  ألمسيحيين  و هم  بأنفسهم  يتعرضون  إلى
   نفس  ألأخطار  ؟

   هنري بدروس كيفا

488
  ملاحظات  حول " الكلدو اشوريين السريان "
 

 نشر  ألسيد  مقالا  بعنوان  " الكلدو اشوريين السريان " في موقع باقوفا
موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=9693
    يلقي  ألأخ  صباح  نظرة  تاريخية  حول  " الكلدو اشوريين السريان "
و يبدي إعجابه  بمقاومة  هذا  ألشعب  عبر  ألتاريخ  إذ   كتب  :
"  وحتى يومنا هذا عانت هذه الامة المسيحية البطلة ما لايوصف من الماسي والاضطهادات على يد التتر والمغول واخيرا الاتراك  " .
    لقد  نقل  ألأخ  صباح  عددا  كبيرا  من  ألأخطاء  " ألشائعة " حول
تاريخ  و جغرافية  شعب  " ألسورايى " .

  أولا -  ألأخطاء  ألجغرافية .
  إن  تسمية  بلاد  ما بين  ألنهرين  لم  تطلق  على  ألعراق  ألقديم . لقد
إصطلح  بعض  ألعلماء  على  تعميم  تسمية  MESOPOTAMIA  على ألعراق  ألقديم  في  بداية  ألقرن  ألعشرين . ألمصادر  ألأكادية
و أليونانية و خاصة  ألسريانية  "  تؤكد " لنا  أن  بيت  نهرين  هي
ألجزيرة  ألسورية مع  ألقسم  ألخاضع  لتركيا .
   لا  شك  أن  مدينة  إديسا  أو  أورهاي  قد  لعبت  دورا  في  إنتشار
ألديانة  ألمسيحية  في  ألعراق  ألقديم . و نحن  نعلم  أن  إديسا  كانت
عاصمة  بيت  نهرين و لكن  بيت  نهرين  ألتاريخية  و ألجغرافية  هي
ألجزيرة  و ليس  ألعراق  !  و كانت  بيت نهرين أو Mesopotamia
تؤلف  إحدى  ولايات  ألشرق  ألتابعة  لإمبراطورية  بيزنطيا . و كانت
سلطة  مطران  إديسا  ألدينية  تتوقف  على  ألحدود  ألفا رسية ألبيزنطية،
وكان  يقابلها  على  ألحدود  ولاية " بيت عربايا "  و عاصمتها نصيبين
وكانت  تابعة  لكنيسة  ألمشرق .
  لقد  كتب  ألأخ  صباح " النصرنة المبكرة لأديسا في اعالي بلاد النهرين "  . للأسف  بعض  ألمؤرخين  قد  ذكروا  تعابير  بيت نهرين
ألعليا  و  ألسفلى  و حتى  ألوسطى !  و هذه  تعابير  من  ألقرن  ألعشرين
غير  موجودة  في  ألمصادر .
  كتب  ألأخ  صباح " والتبشير التقليدي بالمسيحية في بلاد النهرين من قبل الرسل توما وأدي وماري " .
  ألحمدلله  أن  ألعلماء  يهتمون  أليوم  بنشر  و ترجمة  ألمصادر ألسريانية
و إن  حكاية  مار  ماري  قد  ترجمها د . أمير حراق  إلى  إلإنكليزية  .
ألأختان JULIEN قد  نشرتا  تلك  ألحكاية  أو تاريخ  مار ماري  مع
تعليق  تاريخي  في  سلسلة  C.S.C.O .
  يستطيع  ألقارئ  أن  يتثبت  من  أن  مار ماري  قد  إنطلق  من إديسا
أي بيت  نهرين  و نشر  ألديانة  ألمسيحية  في  ألمناطق  ألمجاورة ،
سوف  أنقل  للقراء  بعض  ألمقاطع  من  Actes  de  Mar  MARI
  " في  ألواقع  كان  ألعديد  من ألأمراء  يحكمون  في  مدن  و بلاد
بابل و بلاد  فارس : و كانوا  من  شعب " ألبرط    Les  Parthes "
ألذين  يحكمون  بلاد  بابل . و كان  في  ذلك  ألوقت ، أفرهاط  إبن
أفرهاط  ألبرطي ، يحكم  في ساليق- قطيسفون  في  بلاد  ألأراميين ".
   بلاد  ألأراميين  هي  ألتسمية  ألجغرافية  ألتي  أطلقت  على  جنوب
و وسط  ألعراق . هذا  برهان  من  تاريخ  مار ماري  يثبت  لنا  أن
تسمية  بيت  نهرين  لم  تطلق  على ألعراق .
     و كان  إيليا  مطران  نصيبين  قد  ترجم  تسمية  " بيت  أراماي "
إلى  ألعراق  و تسمية  " بيت  نهرين "  إلى  ألجزيرة . لمزيد  من
ألمعلومات  و ألبراهين  أرجو  ألعودة  إلى  بحث Mesopotamia  على
هذا  ألرابط
http://www.freesuryoyo.org/index.php?option=com_content&task=view&id=49&Itemid=2&PHPSESSID=0eb0637e8cede78a6ffeb78943261dad

ثالثا -  ألأخطاء  ألتاريخية .
  أ -  صحيح  أن  أقدم  ذكر  للقبائل  ألكلدانية  يعود  إلى  ألقرن ألعاشر
ق.م  ، و لكن  ألحكم  ألكلداني  في  بلاد  أكاد  لم  يكن  مع  نبوبلأصر
سنة  626 أو 625 ق.م  كما  هو  شائع  إذ  أن  عدة  ملوك  كلدانيين
قد  حكموا   هذه  ألبلاد  قبله .

ب - كتب  ألأخ  صباح " . ان وجود متكلمين باللغة الارامية في بلاد مابين النهرين الشمالية وسوريا، من ناحية، وفي بلاد مابين النهرين الجنوبية، " إن  ألكلدان  ليسوا  "  متكلمين "  بأللغة  ألأرامية ، لأنهم
كانوا  ينتمون  إلى  ألأراميين  أي  أن ألأرامية  هي  لغتهم  ألأم . لقد
درس  ألعالم  إدوارد ليبنسكي  في  كتابه  The  Arameans  بعض
ألنصوص  ألأكادية  ألتي  تركها  ألكلدانيون  و أثبت  أن  بعض ألتعابير
هي  أرامية  كما  شرح  معاني  أسماء  تلك  ألقبائل  ألكلدانية  بأللغة
ألأرامية : بيت  عموقاني  يعني  ألعمق  و ألبعد  و بيت يقين  يعني
ألمتيقن  أو  ألعارف  و غيرها . و كما  شرحنا  سابقا  إن  تعبير  بلاد
ما  بين ألنهرين  ألجنوبية  هي  تسمية  خاطئة  !

ج - ذكر  ألأخ  صباح " وعاشوا هناك فترة زمنية محدودة، ثم اندمجوا في الشعوب المجاورة، وقد اطلق على هذه المنطقة في زمان لاحق اسم " بيت ارامايي " ، لان العنصر الآرامي كان المتغلب فيها " . من  ألصحيح
أن  ألقبائل  ألكلدانية  قد  تأثرت  بالحضارة  ألأكادية  في  بلاد  أكاد ،
و قد  أخذوا  أسماء  أكادية  و إستخدموا  أللغة  ألأكادية . و لكن  تعبير
"  اندمجوا  "  هنا   هو  غير  دقيق  لا  بل  غير  صحيح !  إذ  إن
ألقبائل  ألكلدانية  و ألأرامية  لكثرة  عددها  و أهميتها  قد "  دمجت "
أو  صهرت  بقايا  ألشعب  ألأكادي  و ألكوشي  في  بلاد  أكاد . من
يريد ألبراهين ألقاطعة  عليه  ألعودة إلى كتاب  ألعالم St.W.COLE
Early Neo-Babylonian Governor's Archive from Nippur
(in Oriental Institute Publications T- 114 ( 1996.
 
هذا  ألأرشيف  هو  كناية  عن  رسائل  متبادلة (  حوالي  130 ) بين
حاكم  نيبور  و ألقبائل  ألكلدانية  و ألأرامية  و هي  بأللغة  ألأكادية .
و هذه  ألرسائل  تثبت  أن  ألكلدان و ألأراميين  لم  يندمجوا  ببقايا
ألشعب  ألأكادي .  و هنالك  برهان  أخر  من  ألتواراة  ألتي  كتبت
في  ألقرن  ألسادس ق.م  و قد  ورد  فيها  تعبير  " أور  ألكلدانيين " .
و هذا  يعني  أن  أور  ألسومرية  و ألأكادية  في  تاريخها  ألقديم  قد
أصبحت  "  كلدانية "  حين  دون  أليهود  أسفار  ألتوراة  أي  في
ألقرن  ألسادس  ق.م .

د - كتب  ألأخ  صباح  أيضا  " لقد اراد البابليون ان يقضوا على جيرانهم الشماليين قضاء مبرما، انتقاما لما افترو ضد بابل في القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل الميلاد. "
   لقد  عرف  شرقنا  ألحبيب  شعوبا  عديدة  منهم  ألشعب ألسومري
و ألأكادي  و ألحثي  و ألكوشي و غيرهم  و لكن  لا  يوجد  شعب  إسمه
ألشعب  ألبابلي  ! بابل  هو  إسم  عاصمة  بلاد  أكاد  . و قد  ظلت
بابل  إسما  مشهوا  لأهم  مدينة  في  ألتاريخ  ألقديم  إلى  سقوط  بلاد
أكاد  تحت  ألسيطرة  ألفارسية . نبوخدنصر  ألثاني  كان  لقبه  ملك
أكاد  و  ليس  ملك  بابل  . أنشئ  ألفرس  ولاية  أو  مرزبانة  مستقلة
بإسم  بابل  في  أواخر  ألقرن  ألسادس  ق.م .  و قد  عمم  ألمؤرخون
أليونان  تعبير  بلاد  بابل  وهي  تشمل  جنوب  و وسط  ألعراق  بينما
حافظ  أجدادنا  على  إستخدام  تسمية  " بلاد  ألأراميين "  كما  شاهدنا
في  نص  مار  ماري .
  من  هم  ألبابليون   هنا   612 ق.م   ؟  هل  هم  نفس  ألشعب  ( ألبابلي)
ألذي  كان  متواجدا  في ألقرنين  " القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل الميلاد. "
   ألجواب  هو  ألنفي  ، لأننا  نعلم  أن  ألكلدان  و ألأراميين  و ألميديين
هم  ألذين  قضوا  على  ألدولة  ألأشورية  ليس  إنتقاما  لما  تم  في
" القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل الميلاد. "  و لكن للحروب
ألطاحنة  بين  ألأشوريين  و ألكلدانيين  و ألأراميين في  ألسنوات
ألسابقة .

ه -  كتب  ألأخ  صباح  عن  ألتسمية  ألسريانية " اتفق مؤرخوا السريان وعلمائهم ومنهم ديونيسيوس يعقوب ابن الصليبي والمؤرخ الكبير ميخائيل بأن معنى السريان والسريانية متأتية من سورس الملك كنسبة إليه الذي ظهر قبيل النبي موسى عليه السلام وهو من الجنس الآرامي وقد استولى على بلاد سوريا ومابين النهرين وبنى مدينة انطاكية وبأسمه سميت هذه البلاد سوريا واهلها سورسيين ثم حذفت السين فصارت سوريين وكذلك سميت قيليقية نسبة إلى قيليقوس اخي سورس الذي كان ملكا عليها ايضا. " 

إن  تسمية  سوريا  و سريان  غير متأتية  من  سورس  ألأرامي  ولكن
من  تسمية  أسورستان  ألتسمية  ألإدارية  ألفارسية  ألتي  أطلقها  ألفرس
على  ألشرق  ألقديم . قصة  سوروس  ألملك  هي  قصة  يونانية خرافية
و سريان  أليوم  لا  يريدون  تاريخا  مبن  على  ألخرافات .

و - نقل  ألأخ صباح  عن  قداسة  ألبطريرك  زكا عيواص  ألموقر :
 " اما اللغة السريانية فهي احدى اللغات السامية القديمة وتسمى بالارامية ايضا ...واضحت يوما ما اللغة الرسمية في دولتي اشور وبابل بعد اضمحلال لغتها الاكادية القديمة  " لقد  علقت  على  أحد  ألإخوة  على
نفس  ألموضوع ، سوف  أنقله  لكم :
" ملاحظة صغيرة : لقد ذكر صاحب هذا ألمقال " وأضحت يوماً ما اللغة الرسمية في دولتي أشور وبابل بعد اضمحلال لغتها الأكادية القديمة " .
 - لم يستخدم ألملوك ألأشوريون ألأرامية كلغة رسمية . هذا غير
صحيح لأن أللغة ألأكادية ظلت أللغة ألرسمية إلى سقوط ألدولة
ألأشورية .
 - لقد كانت ألأبجدية ألأرامية تشكل ثورة فكرية نسبة إلى
ألكتابة ألمسمارية ألأكادية ( 600 حرف ). و كانت سياسة ضم
ألممالك ألأرامية و خاصة سياسة سبي ألثوار ألأراميين من أهم
عوامل كثرة أعداد ألأراميين في بلاد أشور و طبعا إزدياد ألناطقين
بأللغة ألأرامية في بلاد أشور .
 - مصاهرة ألملوك ألأشوريين للأراميين ( ألملكة ناقيا زاكوتو
ألأرامية زوجة سنحاريب و والدة أسرحدون و أشوربانيبال )
و أهمية ألأراميين ( عدد كبير منهم يحتلون مراتب عالية في
ألدولة أشهرهم ألوزير أحيقار ) سوف تنتشر أللغة ألأرامية في
بلاط ألملوك ألأشوريين و لا شك أنهم كانوا يتكلمونها بطلاقة .
 - ذكر ألمؤرخ GARELLI P في بحثه
Imprtance et role des Araméens dans l'Adminestration
de l'Empire Assyrien
نصا يتكلم عن أحد ألملوك ألأشوريين ألذي وبخ أحد ألموظفين
في بلاد أكاد لأنه كتب له بالأرامية و كان ألملك قد طالبه أن
يكتب له بأللغة ألأكادية لأنها ألعادة ألمتبعة .
- رغم إنتشار أللغة ألأرامية في ألدولة ألأشورية ، فإن أللغة
ألأكادية ظلت محكية و قد إنزوت مع ألوقت في ألمعابد . أقدم
نص أكادي يعود إلى حوالي ألقرن ألأول قبل ألميلاد . "

   ثالثا -  تسمية  الكلدو اشوريين السريان

   أخ   صباح  لن  أعلق  كثيرا  حول  هذه  ألتسمية  ألمركبة  و ألمؤقتة ،
و لكنني  مثل  كل  باحث  في  ألمصادر  ألسريانية  ،  أفضل  ألتسمية
ألعلمية  و ألتاريخية  لشعبنا  و  هي  ألتسمية  ألسريانية  أي  سورايا
في  ألسورة .
  أشكرك  مرة  ثانية  لإهتمامك  في  تاريخ  و مصير ؟  شعبنا  ألذي
أنت  تسميه  "  الكلدو اشوريين السريان " 

  حفظك  ألله
هنري  بدروس كيفا

489
هل يدافع كل ألسريان عن إسم أللغة ألسريانية ؟

إن ألمثقف ألحقيقي يعلم جيدا إن إسم لغتنا ألتاريخي و ألعلمي
هو أللغة ألسريانية - ألأرامية . بعض ألحالمين لا يزالون يدعون
إن إسم لغتنا هو " ألأشورية " ؟
هل يجب ألرد على هؤلاء ألضائعين ؟ إنني " أستغرب " من
بعض ألسريان ألذين يدعون أنهم يعملون من أجل ألوحدة و لا
يردون على مزوري تاريخنا و إسم لغتنا ألعلمي ؟
لقد نشر أحد ألإخوة تحت إسم " ألمثقف ألأشوري " خبرا في
موقع ألقامشلي ألغيور ورد فيه تعبير " إحياء أللغة ألأشورية
ألغربية " . و كم كانت سعادتي عندما رد ألأخ كينو مدافعا عن
لغة أجدادنا ألمقدسة . سوف أنقل لكم :
أ - خبر " ألمثقف ألأشوري "
ب - رد ألأخ كينو .
ج - تعليقي ألخاص .
على أمل أن يتناقش ألغيورون ألسريان ، هل يجب ألرد على
هؤلاء ألحالمين و ألمزورين ؟ أم نبقى متفرجين مثل ما فعل
معلمو أللغة ألسريانية في أواخر ألقرن ألعشرين ؟ هل يحق للمواقع
ألسريانية أن تسمح لهؤلاء ألحالمين بتزوير و تشويه إسم لغتنا
بدون أي ردة فعل ؟
أ - خبر من ألأخ " ألمثقف ألأشوري ".
فيلم تارخي عن الآشوريين





لقد قام بعض أبناء الشعب الآشوري من الكنيسة السريانية بترجمة فيلم تاريخي عن آخر الآشوريين في الشرق من 1910 وحتى الآن إلى الغة الآشورية اللهجة الغربية.
وتم العرض في بهو أخوية مار كبريئيل للسريان الأرثوذوكس .
نشكر كل من ساهم في إعداد هذا العمل لإحياء الأمة واللغة الآشورية

ب - رد ألأخ كينو .
رد على المثقف الآشوري

يا مثقف من أين لك هذه الثقافة؟
تتكلم عن اللغة السريانية وتقول بأنها آشورية...
يا مثقف! اللغة الآشورية اندثرت حوالي مئتي سنة قبل الميلاد وما يتكلمه شعبنا اليوم هو اللغة السريانية الآرامية شئت أم أبيت.
يكفي أن تسأل أي مثقف "حقيقي" ليؤكد ما أقول.
ما أقوله من المسلمات به. إن لم تصدق، اسأل أي مستشرق من شعبنا أو أي أستاذ جامعة مختص بالآشوريات واسمع منه الجواب الصحيح.
نعيماً يا مثقف!

ج - تعليقي ألخاص .
ألأخ كينو و " ألمثقف ألأشوري " ؟

شكرا لك يا أخ كينو على ردك على ألأخ " ألمثقف ألأشوري "
إنه من ألمؤسف حقا أن ألأخ من فرط ثقافته أرتكب عدة أخطاء
لغوية في أللغة ألعربية .
للأسف ألشديد أن بعض إخوتنا ألسريان " ألمنخدعين " بالتسمية
و ألفكر ألأشوري يحاولون " نشر " هذا ألفكر ألذي يزور و يشوه
إسم لغتنا ألمقدسة في بعض ألمواقع ألسريانية ألغيورة .
إن بعض إخوتنا ألسريان لا يزالون يرددون أنهم يناضلون من
أجل " وحدة شعبنا " ، و يتهمون كل باحث سرياني مدافع عن
تاريخنا ألعلمي بأنه " يقسم " شعبنا و يخلق ألفتن !
أين ردود " هؤلاء " على هذا " ألمثقف ألأشوري " ألذي
يدعي بأننا أشوريين و نتكلم ألأشورية ؟؟؟
أخ كينو ، كل إنسان يستطيع أن يكتب ما يشاء في بعض
ألمواقع ألسريانية ، ألأخ ألمتنكر خلف تسمية " ألمثقف ألأشوري"
يسدي لنا خدمات كبيرة
أ - أغلبية ألسريان ألمؤمنة بالتسمية ألأشورية تتهرب من فتح
موضوع تسمية أللغة ألسريانية ، لأنها تعلم أن إسمها ألعلمي
و ألتاريخي هو " أللغة ألسريانية " .
ب - إنه " يفضح " ميول بعض رجال ألكنيسة ألسريانية إلى
ألفكر ألأشوري - هذا إذا كان ألخبر صحيحا - و لكن ألمشكلة
أن ألعمل " ألقومي " يزور إسم لغتنا و هويتنا ألعلمية .
ج - أعتقد أن ألفيلم هو لمخرج فرنسي ، إسمه "Robert Alaux"
تعرفت عليه منذ سنتين و كان عنوان فيلمه ألأراميون ألمسيحيون ،
وقد أرسل لي دعوة لحضور ألفيلم ورد فيها :
une histoire des Chretiens Arameens

Suite à notre rencontre lors du lancement parisien de 'Sources Syriaques', voici l'invitaion pour la projection.
Nous espérons vous retrouver autour de cette histoire des Chrétiens Araméens depuis leurs origines
jusqu’à leur fuite actuelle de Turquie et d’Irak.
N'hésitez pas à en parler autour de vous.
Bien cordialement.
Robert Alaux
لن أترجم لكم ما أرسله لي ألمخرج فهو واضح . و قد " بدل "
عنوان فيلمه ألوثائقي و كنت من بين ألمنتقدين له ، لأن ألباحث
سبستيان بروك يتكلم عن شعبنا ألسرياني عبر ألتاريخ و ليس
عن شعب أشوري ! طبعا هذا ألمخرج ليس بمؤرخ و لا يحق
له - و لغيره - بالتلاعب بهوية ألسريان ألتاريخية . لقد شاهد هذا
ألفيلم ألكثير من ألفرنسيين ألذين إنتقدوا هذا ألمخرج لعدم أمانته
في فيلمه ألوثائقي .
أخ كينو شكرا لك و لكل سرياني يدافع عن ألتسمية ألعلمية
لإسم لغتنا ألمقدسة .
شكرا للغيورين ألسريان ألذين يؤمنون بأننا شعبا واحدا و لغة
واحدة ولكنهم يتركون " ألمثقف ألأشوري " يزور هويتنا و إسم
لغتنا و لا يعلقون عليه ، أما بحث د . أسعد صوما أسعد ألإختصاصي
في تاريخ ألسريان فإنهم يتسرعون بوصفه بالمقسم للسريان !
هل يصدق ألسريان " ألمثقف ألأشوري " أم أبحاث ألعالم
سبستيان بروك و د. أسعد صوما أسعد ؟
ألأخ ألسرياني " ألمثقف ألأشوري " لا تتوقف عن ألكتابة !
إن إدعائك بوجود لغة أشورية غربية سوف تكشف للقراء
مدى جهلكم لتاريخ أللغة ألسريانية .

هنري بدروس كيفا
 

490
" نعيش معا أو نموت معا "
رد على مقال ألأخ رياض ألريس ألموقر

لقد نشر ألأخ رياض ألريس مقالا في موقع ألقامشلي ألغيور،
تحت عنوان " الحــريــة هــي دائمــا حـريــة الــرأي الآخـــر.. ل. لكسمبورغ " ، موجود على هذا ألرابط
http://www.kamishli.com/gbn_afra7/opensitemed.php?id=58064
أحب أن أعلق على ألقسم ألأول من ألمقال ، و أشكر ألأخ رياض
على تحيته ألصادقة . نعم كل إنسان حر ، و لكن لا أحد يحق له
أن يكتب أو أن يفهم ألتاريخ بحرية مطلقة . ألمطلوب من ألمثقفين
ألسريان أن يميزوا بين ألبحث ألتاريخي ألعلمي و بين ألمقالات
ألسياسية ألمبنية على تفسيرات خاطئة تزور هوية ألسريان
ألأراميين . لا أحد يحق له " بإسم ألحرية " أن يؤمن و أن يفسر
ألتسمية ألسريانية بدون براهين تاريخية علمية .

أخ رياض إسمح لي أن أشكرك على مقالك و أن أعلق عليه،
متمنيا أن نرى ألمزيد من ألمقالات ألتي تنتقد مجتمعنا و تحث
شبابنا على ألتمسك بهوية ألسريان ألصحيحة .

أولا - من هو ألعظيم من أبناء شعبنا ؟
أخ رياض ، مع إحترامي إلى وجهة نظر الدكتور فيليب حردو ،
ألعظيم من أبناء شعبنا هو كل سرياني يجاهد من أجل أمتنا
ألسريانية - ألأرامية ، كل سرياني يتخلى عن ألإنتماء ألطائفي
ألمقسم لأمتنا ، و أخيرا كل سرياني يؤمن بتاريخنا ألعلمي و يبتعد
عن ألشعارات ألفارغة ألتي تنادي بالوحدة و لكنها تقسم شعبنا !

ثانيا - أصول ألسريان ؟
أعتقد أنه في أللغة ألعربية أننا نستخدم تعابير " ألأصول و ألجذور"
حين نتكلم عن هوية ألشعوب . و بكل تأكيد ليس للسريان " أصول"
عديدة ، و لكن أصل واحد و هو ألأرامي كما هو مذكور في
ألمصادر ألسريانية . أرجو أن تراجع بحثي " لما لقب مار أفرام
بألسرياني ؟ " . بعض ألسريان يعتقد ( بدون أي براهين ) أن
ألتسمية ألسريانية تعني ألمسيحي ولا تعني قوم معين ، و بعض
ألسريان يعتقد ( بدون أي براهين أيضا ) أن ألتسمية ألسريانية
تشمل كل ألشعوب ألقديمة ألتي إندثرت و زالت من سومرية
و أكادية و أشورية و غيرها . أخيرا بعض ألسريان ألمشارقة
ألنساطرة يؤمنون بجذور أشورية و يدعون أن ألسريان هم
أشوريين و أن لغتنا هي أشورية !
أخ رياض كل هذه ألنظريات هي من ألقرن ألعشرين ، للأسف
ألشديد إن ألذين يؤمنون بتلك ألنظريات يرفضون ألرجوع إلى
ألتاريخ ألأكاديمي ، متوهمين أن ألمثقفين ألسريان لا يميزون بين
ألبحث ألعلمي و ألبحث ألسياسي ألمبني على تفسيرات خاطئة .
أخيرا إن أجدادنا ألأراميين قد صهروا بقايا بعض ألشعوب
ألمندثرة و ألتي لم يعد ألتاريخ يذكرها مثلا في سوريا و بيت نهرين
ألشعب ألعموري و ألكنعاني و ألحثي و ألحوري و ألميتني .

ثالثا - ألإنتماء ألسرياني ليس عقيدة و لكن حقيقة تاريخية .
عفوا ، بعض ألعائلات ألسريانية منقسمة على ذاتها ، فأحد ألإخوة
يؤمن بأنه أشوري و ألأخ ألثاني بأنه أرامي بينما ألأب يردد بأننا
سريان فقط ! بينما ألأخ ألثالث محتار و ضائع هل يكون والده
سريانيا و أحد إخوته أشوريا و ألأخر أراميا ؟
أخ رياض ، أنا لا أشك لحظة واحدة أنك تقصد أن ألسريانية
هي عقيدة ، و لكن للأسف ألشديد لا يزال ألمثقفون ألسريان
ضائعين بين ألتفسيرات ألسياسية ألبعيدة عن ألهوية ألسريانية
ألحقيقية . لقد كان عنوان أول محاضرة ألقيتها في مدينة ستوكهلم
سنة 1994 " ألسريان هم أراميون ولا شك في ذلك " .
إنني متفق معك كليا على أننا كشعب سرياني - أرامي يجب أن
نوحد مفاهيمنا و كما كتبت " و على ضوئها يفسر الناس العالم المحيط , و يتخذون القرارات المصيرية المهمة و يحددون خطى لسلوكهم" . مثلا
أ - ما هي قضية ألسريان ألكبرى ؟
ب - هل من ألطبيعي أن نضخم عدد شهدائنا ألأبرار ضحايا
سياسة ألأتراك ألظالمة أم يجب " ذكر " ألأرقام ألصحيحة ؟
ج - أن تركيا ستعترف بالمذابح ألشنعاء بحق ألشعب ألأرمني
و ألشعب ألسرياني ، ترى ماذا ستكون خطواتنا أللاحقة ؟ هل نكتفي
بألكنائس و ألأملاك ألخاصة أم نطالب بأرضنا ؟
د - إن جرائم ألأتراك قد فتكت بأعداد كبيرة من شعبنا ألسرياني
و خف عددنا بشكل رهيب و أصبحنا أقلية صغيرة . فهل نحن
" أقلية " أم شعب سرياني يحق له ألعيش بكرامة ؟

رابعا - التحلي بالأخلاق في ألردود على ألمغالطات .
أخ رياض أن أغلب ألذين يكتبون ألردود على أبحاثي هم من
إخوتنا ألسريان ألذين يؤمنون بالفكر ألأشوري متوهمين أن أجدادنا
كانوا " فعليا " ينتمون إلى ألشعب ألأشوري .
بكل تواضع لقد أمضيت سنوات طويلة في ألبحث في ألمصادر
ألسريانية و هي تثبت أن أجدادنا كانوا يفتخرون بجذورهم ألأرامية
و لم يؤمنوا بأنهم من ألسومريين أو ألأكاديين أو ألأشوريين أو
ألحثيين و غيرهم من ألشعوب ألتي لعبت دورا كبيرا في ألشرق
و لكنها زالت من ألتاريخ .
أخ رياض ، إنني أحب ألرد على إخوتنا لتشجيعهم على بناء
طروحاتهم على تاريخنا ألأكاديمي . مثلا لقد نشرت عدة أبحاث
دفاعا عن ألتسمية ألعلمية للغتنا ألمقدسة و هي أللغة ألسريانية .
لا يزال بعض ألمتطرفين يدعون أن إسم لغتنا هو أللغة ألأشورية،
نشر ألسيد ميخائيل ممو قصيدة في موقع عنكاوا بعنوان " أللغة
ألأشورية " لا تزال معروضة في ألصفحة ألرئيسية . إنني أعتقد
أن على ألمواقع ألسريانية أن تلعب دورها في ألحفاظ على
إستخدام ألتسمية ألعلمية للغتنا ألسريانية .
ملاحظة صغيرة : لقد لفت نظري إعلان دعائي تجاري في موقع
ألقامشلي عن تعليم قيادة ألسيارات ورد فيه حرفيا " نتحدث وندرس
بألعربية و ألسريانية و ألتركية " . لا أحد يستطيع أن ينتقد هذا
ألإعلان ألتجاري ، و لكن " كل سرياني غيور " يستطيع أن
ينتقد قصيدة ألسيد ميخائيل ممو ، لأنه بكل بساطة لا أحد يتكلم
أللغة ألأشورية أليوم ، أما ألشعب ألأشوري فقد كان يتكلم ألأكادية
و كان يسميها أللغة ألأكادية !

خامسا - شهادة ألدكتورا ؟
أخ رياض ، لقد درست ألتاريخ في ألجامعة أللبنانية و حصلت على
شهادتي ألليسانس و ألماجيستر في علم ألتاريخ و كان عنوان أطروحة ألماجيستر هو " نكبة ألسريان ألرهاويين 1924 " . و قد
حصلت على منحة تخصص من ألدولة أللبنانية لمدة خمس سنوات
كي أكمل ألدكتورا في جامعة ألسوربون ألفرنسية سنة 1982 .
حيث حصلت على شهادة DEA أي دبلوم دراسات عليا عن
موضوع " ألأسباب ألحقيقية لإستقلال ألكنيسة ألسريانية- ألأرامية
ألمناهضة لمجمع خلقيدونيا " . و لكنني لم أستطع إنهاء ألأطروحة
لسبب بسيط جدا ، أن ألدولة أللبنانية - بسبب هبوط سعر ألعملة
أللبنانية سنة 1985 - تركتني وحيدا في باريس بدون أية مساعدة
مالية .
أما يا أخ رياض إذا رأيت يوما بحثا لي و أمامه حرف " د " ،
فهذا يعني أنه مقال قديم منشور في مجلة أرام في ألسويد حيث
أن حرف " د " يعني " دكتورند " أي ألطالب ألباحث ألذي يحض
أطروحة ألدكتورا .
فأنا لا أدعي أنني أنهيت أطروحة ألدكتورا و لم أضع حرف
" د " أمام إسمي ، لأنني لم أحصل على هذا أللقب و خاصة
إحتراما لكل إخوتنا ألذين يحملون و سيحملون هذا أللقب خاصة
في قسم ألتاريخ .

أخيرا ، لن أعلق على ألقسم ألثاني من مقالك
(( كلمات ليست متقاطعة !! ))

ولكن أسلوبك أعجبني و دفعني إلى قراءة مقالك أربع مرات ،
و إنني أشكرك على ثقتك و أرجو أن تتحقق بنفسك بأن كل باحث
في تاريخ ألسريان يؤكد جذورهم ألأرامية . راجع مقال ألأب ألبير
أبونا " ألبحث عن قومية " و كتب ألمطران لويس ساكو ألموقر
و هم ينتمون إلى ألكنيسة ألكلدانية .
أخيرا ، هل ممكن أن أطلب منك أخ رياض مزيدا من ألنقد
لتوعية ألسريان ، ألبعض منهم " يركضون " وراء طروحات غير
علمية ، و ألأكثرية منهم " يرقدون " أي ينامون و يسكتون عن
ألمطالبة بإعتراف تركيا بالمجازر بحق شعبنا . فلا عجب إذا
إعترف ألعالم بالمذابح ضد ألأرمن ، و لا تزال ألدول ألمتقدمة
تجهل أن أجدادنا ألسريان كانوا هم أيضا ضحايا تلك ألمجاذر !
أطالب من كل سرياني غيور ألمساهمة في ألتوعية فنحن كنا
شعبا سريانيا واحدا ، و سيوف ألأتراك لم تميز بين ألسريان من
أرتودكس و كاثوليك وإنجليين و نساطرة و كلدان .
و لما لا يكون شعارنا " نعيش معا أو نموت معا " ؟ فهل
عددنا ألقليل يسمح لنا بالمغامرة ؟

حفظك ألله
هنري بدروس كيفا
" نعيش  معا  أو  نموت  معا  "
                رد  على  مقال  ألأخ رياض  ألريس  ألموقر

  لقد  نشر  ألأخ  رياض  ألريس   مقالا  في  موقع  ألقامشلي  ألغيور،
تحت  عنوان "  الحــريــة هــي دائمــا حـريــة الــرأي الآخـــر.. ل. لكسمبورغ  " ، موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.kamishli.com/gbn_afra7/opensitemed.php?id=58064
   أحب  أن  أعلق  على  ألقسم  ألأول  من  ألمقال ، و أشكر  ألأخ  رياض
على  تحيته  ألصادقة . نعم  كل  إنسان  حر ، و لكن  لا  أحد  يحق  له
أن  يكتب  أو  أن  يفهم  ألتاريخ   بحرية  مطلقة . ألمطلوب  من ألمثقفين
ألسريان  أن  يميزوا  بين  ألبحث  ألتاريخي  ألعلمي  و بين  ألمقالات
ألسياسية  ألمبنية  على  تفسيرات  خاطئة  تزور  هوية  ألسريان
ألأراميين . لا  أحد  يحق  له " بإسم  ألحرية "  أن  يؤمن  و أن  يفسر
ألتسمية  ألسريانية  بدون  براهين  تاريخية  علمية .

   أخ  رياض  إسمح  لي  أن  أشكرك  على  مقالك  و أن  أعلق  عليه،
متمنيا  أن  نرى  ألمزيد  من  ألمقالات  ألتي  تنتقد  مجتمعنا  و تحث
شبابنا  على  ألتمسك  بهوية  ألسريان  ألصحيحة .

 أولا - من  هو  ألعظيم  من  أبناء  شعبنا  ؟
    أخ  رياض ، مع  إحترامي  إلى  وجهة نظر الدكتور فيليب حردو ،
ألعظيم  من  أبناء  شعبنا  هو  كل  سرياني  يجاهد  من  أجل  أمتنا
ألسريانية - ألأرامية ، كل  سرياني  يتخلى  عن  ألإنتماء  ألطائفي
ألمقسم  لأمتنا  ، و أخيرا   كل  سرياني  يؤمن  بتاريخنا  ألعلمي  و يبتعد
عن  ألشعارات  ألفارغة  ألتي  تنادي  بالوحدة  و لكنها  تقسم  شعبنا  !

ثانيا - أصول  ألسريان ؟
أعتقد  أنه  في  أللغة  ألعربية  أننا  نستخدم  تعابير  "  ألأصول و ألجذور"
حين  نتكلم  عن  هوية  ألشعوب . و بكل  تأكيد  ليس  للسريان  " أصول"
عديدة ، و لكن  أصل  واحد  و هو  ألأرامي  كما  هو  مذكور  في
ألمصادر  ألسريانية . أرجو  أن  تراجع  بحثي "  لما  لقب  مار  أفرام
بألسرياني  ؟ " . بعض  ألسريان  يعتقد  (  بدون  أي  براهين )  أن
ألتسمية  ألسريانية  تعني  ألمسيحي  ولا  تعني  قوم  معين ، و بعض
ألسريان  يعتقد (  بدون  أي براهين  أيضا  )  أن  ألتسمية  ألسريانية
تشمل  كل  ألشعوب ألقديمة ألتي  إندثرت  و زالت  من  سومرية
و أكادية  و أشورية  و غيرها . أخيرا  بعض  ألسريان  ألمشارقة
ألنساطرة  يؤمنون  بجذور  أشورية  و يدعون  أن  ألسريان  هم
أشوريين و أن  لغتنا  هي  أشورية  !
  أخ  رياض  كل  هذه  ألنظريات  هي  من  ألقرن  ألعشرين ، للأسف
ألشديد  إن  ألذين  يؤمنون  بتلك  ألنظريات  يرفضون  ألرجوع  إلى
ألتاريخ  ألأكاديمي ،  متوهمين  أن  ألمثقفين  ألسريان  لا  يميزون  بين
ألبحث  ألعلمي  و ألبحث  ألسياسي  ألمبني  على  تفسيرات  خاطئة .
 أخيرا   إن  أجدادنا  ألأراميين  قد  صهروا  بقايا  بعض  ألشعوب
ألمندثرة  و ألتي  لم  يعد  ألتاريخ  يذكرها  مثلا  في  سوريا  و بيت نهرين
ألشعب  ألعموري  و ألكنعاني  و ألحثي  و ألحوري  و ألميتني  .

ثالثا - ألإنتماء  ألسرياني  ليس  عقيدة و لكن  حقيقة  تاريخية .
 عفوا ، بعض  ألعائلات  ألسريانية  منقسمة  على  ذاتها ، فأحد  ألإخوة
يؤمن  بأنه  أشوري  و ألأخ  ألثاني  بأنه  أرامي  بينما  ألأب  يردد  بأننا
سريان  فقط  !  بينما  ألأخ  ألثالث  محتار  و ضائع  هل يكون  والده
سريانيا  و أحد  إخوته  أشوريا  و  ألأخر  أراميا  ؟
   أخ  رياض  ،  أنا  لا  أشك  لحظة  واحدة  أنك  تقصد  أن  ألسريانية
هي  عقيدة  ،  و لكن  للأسف  ألشديد  لا  يزال  ألمثقفون  ألسريان
ضائعين  بين  ألتفسيرات  ألسياسية  ألبعيدة  عن  ألهوية  ألسريانية
ألحقيقية . لقد  كان  عنوان  أول  محاضرة  ألقيتها  في  مدينة ستوكهلم
سنة 1994 " ألسريان  هم  أراميون  ولا  شك  في  ذلك " .
  إنني  متفق  معك  كليا  على  أننا  كشعب  سرياني - أرامي  يجب  أن
نوحد  مفاهيمنا  و  كما  كتبت  "  و على ضوئها يفسر الناس العالم المحيط , و يتخذون القرارات المصيرية المهمة و يحددون خطى لسلوكهم" . مثلا 
أ - ما  هي  قضية  ألسريان  ألكبرى  ؟
ب - هل  من  ألطبيعي  أن  نضخم  عدد  شهدائنا  ألأبرار  ضحايا 
سياسة  ألأتراك  ألظالمة  أم  يجب  " ذكر "  ألأرقام  ألصحيحة  ؟
ج - أن  تركيا  ستعترف  بالمذابح  ألشنعاء  بحق  ألشعب  ألأرمني
و ألشعب  ألسرياني ، ترى  ماذا  ستكون  خطواتنا  أللاحقة  ؟ هل نكتفي
بألكنائس  و  ألأملاك  ألخاصة  أم  نطالب  بأرضنا  ؟
د - إن  جرائم  ألأتراك  قد  فتكت  بأعداد  كبيرة  من  شعبنا  ألسرياني
و خف  عددنا  بشكل  رهيب  و  أصبحنا   أقلية  صغيرة .  فهل  نحن
"  أقلية  "  أم  شعب  سرياني  يحق  له  ألعيش  بكرامة  ؟

رابعا - التحلي بالأخلاق في  ألردود  على  ألمغالطات .
أخ  رياض  أن  أغلب  ألذين  يكتبون  ألردود  على  أبحاثي  هم  من
إخوتنا  ألسريان  ألذين  يؤمنون بالفكر  ألأشوري  متوهمين  أن  أجدادنا
كانوا   "  فعليا  "  ينتمون  إلى  ألشعب  ألأشوري .
   بكل  تواضع  لقد  أمضيت  سنوات  طويلة  في  ألبحث  في  ألمصادر
ألسريانية  و  هي  تثبت  أن  أجدادنا  كانوا  يفتخرون  بجذورهم ألأرامية
و لم  يؤمنوا   بأنهم  من  ألسومريين  أو  ألأكاديين  أو  ألأشوريين  أو
ألحثيين  و  غيرهم  من  ألشعوب  ألتي  لعبت  دورا  كبيرا  في  ألشرق
و لكنها   زالت  من  ألتاريخ .
  أخ  رياض ،  إنني  أحب  ألرد  على  إخوتنا  لتشجيعهم  على  بناء
طروحاتهم  على  تاريخنا  ألأكاديمي . مثلا  لقد  نشرت  عدة  أبحاث
دفاعا  عن  ألتسمية  ألعلمية  للغتنا  ألمقدسة  و  هي  أللغة  ألسريانية .
لا  يزال  بعض  ألمتطرفين  يدعون  أن  إسم  لغتنا  هو  أللغة  ألأشورية،
نشر  ألسيد  ميخائيل  ممو  قصيدة  في  موقع  عنكاوا  بعنوان  " أللغة
ألأشورية "  لا  تزال  معروضة  في  ألصفحة  ألرئيسية .  إنني  أعتقد
أن  على  ألمواقع  ألسريانية  أن  تلعب  دورها  في  ألحفاظ  على
إستخدام  ألتسمية  ألعلمية  للغتنا  ألسريانية .
 ملاحظة  صغيرة : لقد  لفت  نظري  إعلان  دعائي  تجاري  في موقع
ألقامشلي عن  تعليم  قيادة  ألسيارات  ورد  فيه  حرفيا  " نتحدث  وندرس
بألعربية  و ألسريانية  و ألتركية " . لا  أحد   يستطيع  أن  ينتقد  هذا
ألإعلان  ألتجاري  ، و لكن  "  كل  سرياني  غيور  "  يستطيع  أن
ينتقد  قصيدة  ألسيد  ميخائيل  ممو ، لأنه  بكل  بساطة  لا  أحد  يتكلم
أللغة  ألأشورية  أليوم ، أما  ألشعب  ألأشوري  فقد  كان  يتكلم  ألأكادية
و كان  يسميها  أللغة  ألأكادية !

خامسا - شهادة  ألدكتورا  ؟
 أخ  رياض ، لقد  درست  ألتاريخ  في  ألجامعة أللبنانية  و حصلت  على
شهادتي  ألليسانس  و ألماجيستر  في  علم  ألتاريخ  و كان  عنوان أطروحة ألماجيستر  هو " نكبة  ألسريان  ألرهاويين  1924 " . و قد
حصلت  على  منحة  تخصص  من  ألدولة  أللبنانية  لمدة  خمس سنوات
كي  أكمل  ألدكتورا  في  جامعة  ألسوربون  ألفرنسية  سنة  1982 .
حيث  حصلت  على  شهادة  DEA  أي دبلوم  دراسات  عليا  عن
موضوع "  ألأسباب  ألحقيقية  لإستقلال ألكنيسة ألسريانية- ألأرامية
ألمناهضة  لمجمع  خلقيدونيا " . و لكنني  لم  أستطع  إنهاء  ألأطروحة
لسبب  بسيط  جدا ، أن ألدولة  أللبنانية  - بسبب  هبوط  سعر  ألعملة
أللبنانية  سنة  1985 -  تركتني  وحيدا  في  باريس  بدون  أية مساعدة
مالية .
 أما  يا  أخ  رياض إذا  رأيت  يوما   بحثا  لي  و أمامه  حرف  "  د  " ،
فهذا  يعني  أنه  مقال  قديم  منشور  في  مجلة  أرام  في  ألسويد  حيث
أن  حرف "  د " يعني  "  دكتورند "  أي  ألطالب  ألباحث  ألذي  يحض
أطروحة  ألدكتورا  .
  فأنا  لا  أدعي  أنني  أنهيت  أطروحة  ألدكتورا  و لم  أضع  حرف
"  د "  أمام  إسمي ،  لأنني  لم  أحصل  على  هذا  أللقب  و خاصة
إحتراما  لكل  إخوتنا  ألذين  يحملون  و سيحملون  هذا  أللقب  خاصة
في  قسم  ألتاريخ .
 
  أخيرا  ، لن  أعلق  على  ألقسم  ألثاني  من  مقالك
(( كلمات ليست متقاطعة !! ))

  ولكن  أسلوبك  أعجبني  و دفعني  إلى  قراءة  مقالك  أربع  مرات ،
و إنني  أشكرك  على  ثقتك و أرجو  أن  تتحقق  بنفسك  بأن  كل  باحث
في  تاريخ  ألسريان  يؤكد  جذورهم  ألأرامية . راجع مقال  ألأب  ألبير
أبونا  " ألبحث  عن  قومية "  و كتب  ألمطران  لويس ساكو  ألموقر
و هم  ينتمون  إلى  ألكنيسة  ألكلدانية .
  أخيرا  ،  هل  ممكن  أن  أطلب  منك  أخ  رياض  مزيدا  من  ألنقد
لتوعية  ألسريان ، ألبعض  منهم  " يركضون " وراء  طروحات  غير
علمية ، و ألأكثرية  منهم "  يرقدون  "  أي  ينامون  و يسكتون  عن
ألمطالبة  بإعتراف  تركيا  بالمجازر  بحق  شعبنا . فلا  عجب  إذا
إعترف  ألعالم  بالمذابح  ضد  ألأرمن ، و لا  تزال  ألدول  ألمتقدمة
تجهل  أن  أجدادنا  ألسريان  كانوا  هم  أيضا  ضحايا  تلك ألمجاذر  !
  أطالب  من  كل  سرياني  غيور  ألمساهمة  في  ألتوعية  فنحن  كنا
شعبا  سريانيا  واحدا ، و سيوف  ألأتراك  لم  تميز  بين  ألسريان من
أرتودكس و كاثوليك  وإنجليين  و نساطرة  و كلدان .
  و لما   لا  يكون  شعارنا  "  نعيش  معا   أو  نموت  معا  "  ؟  فهل
عددنا  ألقليل  يسمح  لنا  بالمغامرة  ؟

 حفظك  ألله
هنري بدروس كيفا" نعيش  معا  أو  نموت  معا  "
                رد  على  مقال  ألأخ رياض  ألريس  ألموقر

  لقد  نشر  ألأخ  رياض  ألريس   مقالا  في  موقع  ألقامشلي  ألغيور،
تحت  عنوان "  الحــريــة هــي دائمــا حـريــة الــرأي الآخـــر.. ل. لكسمبورغ  " ، موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.kamishli.com/gbn_afra7/opensitemed.php?id=58064
   أحب  أن  أعلق  على  ألقسم  ألأول  من  ألمقال ، و أشكر  ألأخ  رياض
على  تحيته  ألصادقة . نعم  كل  إنسان  حر ، و لكن  لا  أحد  يحق  له
أن  يكتب  أو  أن  يفهم  ألتاريخ   بحرية  مطلقة . ألمطلوب  من ألمثقفين
ألسريان  أن  يميزوا  بين  ألبحث  ألتاريخي  ألعلمي  و بين  ألمقالات
ألسياسية  ألمبنية  على  تفسيرات  خاطئة  تزور  هوية  ألسريان
ألأراميين . لا  أحد  يحق  له " بإسم  ألحرية "  أن  يؤمن  و أن  يفسر
ألتسمية  ألسريانية  بدون  براهين  تاريخية  علمية .

   أخ  رياض  إسمح  لي  أن  أشكرك  على  مقالك  و أن  أعلق  عليه،
متمنيا  أن  نرى  ألمزيد  من  ألمقالات  ألتي  تنتقد  مجتمعنا  و تحث
شبابنا  على  ألتمسك  بهوية  ألسريان  ألصحيحة .

 أولا - من  هو  ألعظيم  من  أبناء  شعبنا  ؟
    أخ  رياض ، مع  إحترامي  إلى  وجهة نظر الدكتور فيليب حردو ،
ألعظيم  من  أبناء  شعبنا  هو  كل  سرياني  يجاهد  من  أجل  أمتنا
ألسريانية - ألأرامية ، كل  سرياني  يتخلى  عن  ألإنتماء  ألطائفي
ألمقسم  لأمتنا  ، و أخيرا   كل  سرياني  يؤمن  بتاريخنا  ألعلمي  و يبتعد
عن  ألشعارات  ألفارغة  ألتي  تنادي  بالوحدة  و لكنها  تقسم  شعبنا  !

ثانيا - أصول  ألسريان ؟
أعتقد  أنه  في  أللغة  ألعربية  أننا  نستخدم  تعابير  "  ألأصول و ألجذور"
حين  نتكلم  عن  هوية  ألشعوب . و بكل  تأكيد  ليس  للسريان  " أصول"
عديدة ، و لكن  أصل  واحد  و هو  ألأرامي  كما  هو  مذكور  في
ألمصادر  ألسريانية . أرجو  أن  تراجع  بحثي "  لما  لقب  مار  أفرام
بألسرياني  ؟ " . بعض  ألسريان  يعتقد  (  بدون  أي  براهين )  أن
ألتسمية  ألسريانية  تعني  ألمسيحي  ولا  تعني  قوم  معين ، و بعض
ألسريان  يعتقد (  بدون  أي براهين  أيضا  )  أن  ألتسمية  ألسريانية
تشمل  كل  ألشعوب ألقديمة ألتي  إندثرت  و زالت  من  سومرية
و أكادية  و أشورية  و غيرها . أخيرا  بعض  ألسريان  ألمشارقة
ألنساطرة  يؤمنون  بجذور  أشورية  و يدعون  أن  ألسريان  هم
أشوريين و أن  لغتنا  هي  أشورية  !
  أخ  رياض  كل  هذه  ألنظريات  هي  من  ألقرن  ألعشرين ، للأسف
ألشديد  إن  ألذين  يؤمنون  بتلك  ألنظريات  يرفضون  ألرجوع  إلى
ألتاريخ  ألأكاديمي ،  متوهمين  أن  ألمثقفين  ألسريان  لا  يميزون  بين
ألبحث  ألعلمي  و ألبحث  ألسياسي  ألمبني  على  تفسيرات  خاطئة .
 أخيرا   إن  أجدادنا  ألأراميين  قد  صهروا  بقايا  بعض  ألشعوب
ألمندثرة  و ألتي  لم  يعد  ألتاريخ  يذكرها  مثلا  في  سوريا  و بيت نهرين
ألشعب  ألعموري  و ألكنعاني  و ألحثي  و ألحوري  و ألميتني  .

ثالثا - ألإنتماء  ألسرياني  ليس  عقيدة و لكن  حقيقة  تاريخية .
 عفوا ، بعض  ألعائلات  ألسريانية  منقسمة  على  ذاتها ، فأحد  ألإخوة
يؤمن  بأنه  أشوري  و ألأخ  ألثاني  بأنه  أرامي  بينما  ألأب  يردد  بأننا
سريان  فقط  !  بينما  ألأخ  ألثالث  محتار  و ضائع  هل يكون  والده
سريانيا  و أحد  إخوته  أشوريا  و  ألأخر  أراميا  ؟
   أخ  رياض  ،  أنا  لا  أشك  لحظة  واحدة  أنك  تقصد  أن  ألسريانية
هي  عقيدة  ،  و لكن  للأسف  ألشديد  لا  يزال  ألمثقفون  ألسريان
ضائعين  بين  ألتفسيرات  ألسياسية  ألبعيدة  عن  ألهوية  ألسريانية
ألحقيقية . لقد  كان  عنوان  أول  محاضرة  ألقيتها  في  مدينة ستوكهلم
سنة 1994 " ألسريان  هم  أراميون  ولا  شك  في  ذلك " .
  إنني  متفق  معك  كليا  على  أننا  كشعب  سرياني - أرامي  يجب  أن
نوحد  مفاهيمنا  و  كما  كتبت  "  و على ضوئها يفسر الناس العالم المحيط , و يتخذون القرارات المصيرية المهمة و يحددون خطى لسلوكهم" . مثلا 
أ - ما  هي  قضية  ألسريان  ألكبرى  ؟
ب - هل  من  ألطبيعي  أن  نضخم  عدد  شهدائنا  ألأبرار  ضحايا 
سياسة  ألأتراك  ألظالمة  أم  يجب  " ذكر "  ألأرقام  ألصحيحة  ؟
ج - أن  تركيا  ستعترف  بالمذابح  ألشنعاء  بحق  ألشعب  ألأرمني
و ألشعب  ألسرياني ، ترى  ماذا  ستكون  خطواتنا  أللاحقة  ؟ هل نكتفي
بألكنائس  و  ألأملاك  ألخاصة  أم  نطالب  بأرضنا  ؟
د - إن  جرائم  ألأتراك  قد  فتكت  بأعداد  كبيرة  من  شعبنا  ألسرياني
و خف  عددنا  بشكل  رهيب  و  أصبحنا   أقلية  صغيرة .  فهل  نحن
"  أقلية  "  أم  شعب  سرياني  يحق  له  ألعيش  بكرامة  ؟

رابعا - التحلي بالأخلاق في  ألردود  على  ألمغالطات .
أخ  رياض  أن  أغلب  ألذين  يكتبون  ألردود  على  أبحاثي  هم  من
إخوتنا  ألسريان  ألذين  يؤمنون بالفكر  ألأشوري  متوهمين  أن  أجدادنا
كانوا   "  فعليا  "  ينتمون  إلى  ألشعب  ألأشوري .
   بكل  تواضع  لقد  أمضيت  سنوات  طويلة  في  ألبحث  في  ألمصادر
ألسريانية  و  هي  تثبت  أن  أجدادنا  كانوا  يفتخرون  بجذورهم ألأرامية
و لم  يؤمنوا   بأنهم  من  ألسومريين  أو  ألأكاديين  أو  ألأشوريين  أو
ألحثيين  و  غيرهم  من  ألشعوب  ألتي  لعبت  دورا  كبيرا  في  ألشرق
و لكنها   زالت  من  ألتاريخ .
  أخ  رياض ،  إنني  أحب  ألرد  على  إخوتنا  لتشجيعهم  على  بناء
طروحاتهم  على  تاريخنا  ألأكاديمي . مثلا  لقد  نشرت  عدة  أبحاث
دفاعا  عن  ألتسمية  ألعلمية  للغتنا  ألمقدسة  و  هي  أللغة  ألسريانية .
لا  يزال  بعض  ألمتطرفين  يدعون  أن  إسم  لغتنا  هو  أللغة  ألأشورية،
نشر  ألسيد  ميخائيل  ممو  قصيدة  في  موقع  عنكاوا  بعنوان  " أللغة
ألأشورية "  لا  تزال  معروضة  في  ألصفحة  ألرئيسية .  إنني  أعتقد
أن  على  ألمواقع  ألسريانية  أن  تلعب  دورها  في  ألحفاظ  على
إستخدام  ألتسمية  ألعلمية  للغتنا  ألسريانية .
 ملاحظة  صغيرة : لقد  لفت  نظري  إعلان  دعائي  تجاري  في موقع
ألقامشلي عن  تعليم  قيادة  ألسيارات  ورد  فيه  حرفيا  " نتحدث  وندرس
بألعربية  و ألسريانية  و ألتركية " . لا  أحد   يستطيع  أن  ينتقد  هذا
ألإعلان  ألتجاري  ، و لكن  "  كل  سرياني  غيور  "  يستطيع  أن
ينتقد  قصيدة  ألسيد  ميخائيل  ممو ، لأنه  بكل  بساطة  لا  أحد  يتكلم
أللغة  ألأشورية  أليوم ، أما  ألشعب  ألأشوري  فقد  كان  يتكلم  ألأكادية
و كان  يسميها  أللغة  ألأكادية !

خامسا - شهادة  ألدكتورا  ؟
 أخ  رياض ، لقد  درست  ألتاريخ  في  ألجامعة أللبنانية  و حصلت  على
شهادتي  ألليسانس  و ألماجيستر  في  علم  ألتاريخ  و كان  عنوان أطروحة ألماجيستر  هو " نكبة  ألسريان  ألرهاويين  1924 " . و قد
حصلت  على  منحة  تخصص  من  ألدولة  أللبنانية  لمدة  خمس سنوات
كي  أكمل  ألدكتورا  في  جامعة  ألسوربون  ألفرنسية  سنة  1982 .
حيث  حصلت  على  شهادة  DEA  أي دبلوم  دراسات  عليا  عن
موضوع "  ألأسباب  ألحقيقية  لإستقلال ألكنيسة ألسريانية- ألأرامية
ألمناهضة  لمجمع  خلقيدونيا " . و لكنني  لم  أستطع  إنهاء  ألأطروحة
لسبب  بسيط  جدا ، أن ألدولة  أللبنانية  - بسبب  هبوط  سعر  ألعملة
أللبنانية  سنة  1985 -  تركتني  وحيدا  في  باريس  بدون  أية مساعدة
مالية .
 أما  يا  أخ  رياض إذا  رأيت  يوما   بحثا  لي  و أمامه  حرف  "  د  " ،
فهذا  يعني  أنه  مقال  قديم  منشور  في  مجلة  أرام  في  ألسويد  حيث
أن  حرف "  د " يعني  "  دكتورند "  أي  ألطالب  ألباحث  ألذي  يحض
أطروحة  ألدكتورا  .
  فأنا  لا  أدعي  أنني  أنهيت  أطروحة  ألدكتورا  و لم  أضع  حرف
"  د "  أمام  إسمي ،  لأنني  لم  أحصل  على  هذا  أللقب  و خاصة
إحتراما  لكل  إخوتنا  ألذين  يحملون  و سيحملون  هذا  أللقب  خاصة
في  قسم  ألتاريخ .
 
  أخيرا  ، لن  أعلق  على  ألقسم  ألثاني  من  مقالك
(( كلمات ليست متقاطعة !! ))

  ولكن  أسلوبك  أعجبني  و دفعني  إلى  قراءة  مقالك  أربع  مرات ،
و إنني  أشكرك  على  ثقتك و أرجو  أن  تتحقق  بنفسك  بأن  كل  باحث
في  تاريخ  ألسريان  يؤكد  جذورهم  ألأرامية . راجع مقال  ألأب  ألبير
أبونا  " ألبحث  عن  قومية "  و كتب  ألمطران  لويس ساكو  ألموقر
و هم  ينتمون  إلى  ألكنيسة  ألكلدانية .
  أخيرا  ،  هل  ممكن  أن  أطلب  منك  أخ  رياض  مزيدا  من  ألنقد
لتوعية  ألسريان ، ألبعض  منهم  " يركضون " وراء  طروحات  غير
علمية ، و ألأكثرية  منهم "  يرقدون  "  أي  ينامون  و يسكتون  عن
ألمطالبة  بإعتراف  تركيا  بالمجازر  بحق  شعبنا . فلا  عجب  إذا
إعترف  ألعالم  بالمذابح  ضد  ألأرمن ، و لا  تزال  ألدول  ألمتقدمة
تجهل  أن  أجدادنا  ألسريان  كانوا  هم  أيضا  ضحايا  تلك ألمجاذر  !
  أطالب  من  كل  سرياني  غيور  ألمساهمة  في  ألتوعية  فنحن  كنا
شعبا  سريانيا  واحدا ، و سيوف  ألأتراك  لم  تميز  بين  ألسريان من
أرتودكس و كاثوليك  وإنجليين  و نساطرة  و كلدان .
  و لما   لا  يكون  شعارنا  "  نعيش  معا   أو  نموت  معا  "  ؟  فهل
عددنا  ألقليل  يسمح  لنا  بالمغامرة  ؟

 حفظك  ألله
هنري بدروس كيفا
     
 
 

 

491
تعليقات على " تسمية اللغة الآرامية "

لقد نشر أحد ألإخوة مقالا عن أللغة ألأرامية عنوانه " تسمية اللغة الآرامية " و هو منشور في موقع سرياني غيور ، أنظر ألرابط
http://www.syriane.com/forums/index.php?showtopic=2714
هنالك بعض ألنقاط ألتي علقت عليها ، كي نتقرب إلى ألتاريخ
ألعلمي حول ألأراميين و لغتهم .
شلومو و حوبو أي سلام و محبة إلى ألأخ opposition

شكرا لك على هذا ألبحث ألقيم عن تاريخ أللغة ألأرامية ،
لا أعلم إذا أنت كتبته بنفسك لأنك لم تذكر لنا إسم ألباحث .
لو سمحت عندي بعض ألملاحظات :

أ - بداية ألتاريخ ألأرامي ليست في ألقرن ألثالث كما كتبت ، لأن
تاريخهم ألقديم يعود إلى حوالي 2300 سنة قبل ألميلاد ، وقد
عاشوا في ألشرق حياتهم ألبدوية مئات ألسنين إلى أن سمحت لهم
ألظرف على ألسيطرة على ألشرق ألقديم في حوالي سنة 1200
ق.م و هذا ما يعرف بالغزوات ألأرامية . لقد إستولى ألأراميون
على ألشرق بأكلمله ما عدا بلاد أشور ألقديمة .و كان لهم ممالك
عديدة أشهرها مملكة دمشق ألأرامية من حوالي 1100 ق.م إلى
732 ق.م . سقوط دمشق تحت ألحكم ألأشوري .

ب - لقد كتبت " ثم أردفت بكلمة (السريانية) تبعاً لموطنها " .
من ألمهم أن نعرف لما و متى و أين أصبحت ألتسمية ألسريانية
مرادفة للأرامية .
* بعد موت ألإسكندر ، إقتسم قواده إمبراطوريته ألواسعة ألأطراف
وفي حوالي 304 ق . م أعلن سلوقس نفسه ملكا على سوريا SYRIA و كانت تشمل ألشرق ألقديم ما عدا فلسطين ألخاضعة
إلى ألبطالسة في مصر ، و قد خسر خلفائه ألولايات ألشرقية
أي ألمناطق ألواقعة في إفغانستان و إيران و ألعراق .
* لقد طلب ألبطالسة من أليهود في مدينة ألإسكندرية أن يترجموا
لهم كتاب ألتوراة من ألعبرية إلى أليونانية . و قد قام أليهود في
تحقيق تلك ألترجمة حوالي سنة 280 ق.م و قد عرفت بالترجمة
ألسبعينية .و قد عمد أليهود إلى ترجمة بلاد أرام إلى سوريا ،
و أللغة ألأرامية إلى أللغة ألسريانية . و كما لا يخفى على أحد ،
أن ألتوراة قد ذكرت ألحروب ألعديدة بين أليهود و ألأراميين .
و قد حفظت لنا ألتوراة أسماء عدة ملوك أراميين على دمشق ،
أشهرهم حزائيل و برحداد و حدد عدري و معاني هذه ألأسماء
ألأرامية بلغتنا ألأرامية - ألسريانية ألمقدسة هي
حزائيل - حزو أي شاهد يعني " ألإله يراقبني "
برحدد - بر أي إبن و حدد هو إله ألرعد عند ألأراميين أجدادنا
ألمعنى " إبن ألإله حداد "
حدد عدري - عدر في أللغة ألأرامية / ألسريانية تعني ساعد .
ألمعنى " ألإله حداد مساعدي "
ألتوراة ألتي كتبت باللغة ألعبرية في حوالي 600 سنة ق.م تذكر
أن هؤلاء ألملوك كانوا من ألأراميين بينما ألترجمة ألسبعينية أي
أليونانية ذكرت أنهم سريان SYRIANS .
أصبحت ألتسمية ألسريانية منذ ألقرن ألثالث ق.م مرادفة للأراميين .

ج - لقد ذكرت أيضا " وقد دعاها علماؤنا الأقدمون – كالعلامة مار يعقوب الهراوي (708) والعلامة ابن العبري (1286) وغيرهم (اللغة النهرية) نسبة نهري الدجلة والفرات لإزدهار هذه اللغة على ضفافها "
يعقوب ألرهاوي يسمي لغتنا (اللغة النهرية) نسبة إلى نهر ألفرات
فقط بدون نهر دجلة . لأن أللهجة ألسريانية ألرهاوية قد إنطلقت
من ألرها و ضفاف ألفرات ألأوسط أي ألجزيرة ألسورية أليوم .
كما أن (اللغة النهرية) تعني نهر واحد و ليس عدة أنهار .

د - لقد ذكرت " كما وسماها المؤرخون الشرقيون تارة (آرامية) وطوراً (سريانية). " هذا كلام صحيح و لكن من أجل ألدقة يجب أن نعلم
أن ألمؤرخين ألسريان ألقدامى كانوا يسمون لغتهم أرامية أو سريانية
أما علماء أللغة ألسريانية أليوم فإنهم يحاولون تخصيص ألتسمية
ألأرامية للغة ألقديمة و تخصيص تسمية أللغة ألسريانية للغة
أو أللهجة ألتي تطورت عن ألأرامية .

ه -غير صحيح أن ألتسمية ألسريانية قد أطلقت على ألأراميين
ألذين قبلوا ألديانة ألمسيحية . من يريد أن يتعمق في هذا ألموضوع
يستطيع أن يراجع محاضرتي " لما لقب مار أفرام ب " ألسرياني"؟
على هذا ألرابط
http://www.freesuryoyo.org/index.php?optio...49&Itemid=2

و - بالنسبة إلى لغة ألكلدان :
* ألقبائل ألكلدانية ألقديمة كانت تنتمي إلى ألأراميين ، ألمؤرخ
إدوارد ليبنسكي في كتابه ألمشهور THE ARAMEANS يثبت
أن أسماء ألقبائل ألكلدانية هي أرامية .
* إن ما ذكره دانيال" فكلم الكلدانيون الملك بالآرامية " هو صحيح
أيضا .
* لا يوجد لغة كلدانية لأن لغة ألكلدان ألأم هي ألأرامية ، يجب
ألا ننسى أن أليهود قد تعلموا أللغة ألأرامية في مدينة بابل عندما
سباهم نبوخدنصر ألثاني .

شكرا لك أخ opposition لإهتمامك لتاريخ أللغة ألأرامية و نحن
نؤيد ألخلاصة ألتي ذكرتها
" فالسريانية هي الآرامية نفسها "
حفظك ألله
هنري بدروس كيفا

492
معاناة اللغة الآرامية     

جي بوشينسكي
14 نيسان، 2005

إن محاولة إماطة اللثام عن ألغاز اللغة الآرامية أشبه ببدء رحلة أوديسية عبر صحارى وجبال وأودية الشرق الأوسط، وصولاً إلى أوروبا وشمال أفريقيا.



إنها مغامرة ثقافية تلتقي خلالها بمصفوفة من الباحثين العلمانيين ورجال الدين المؤمنين وأناس عاديين ـ مسيحيين ويهود ـ ذوي خبرة بتاريخ تلك اللغات السامية، التي مازالت لغات حية في بعض الأماكن.

ويخبرك هؤلاء عن الفرق الإسرائيلية التي تغني أغانٍ آرامية معاصرة، وعن البرامج الشعبية في الإذاعة والتلفزيون التي تُبث باللغة الآرامية أو السريانية من كندا والولايات المتحدة والدول الإسكندنافية، وعن القرى النائية في سوريا والعراق، حيث الآرامية هي اللغة الدارجة أكثر من العربية.

ويجلّ اليهود اللغة الآرامية لأنها ترد بالتناوب مع العبرية في الأجزاء الأخيرة من الكتاب المقدس، الكلام التلمودي، وتشتمل على العديد من الصلوات اليهودية الأكثر أهمية، بما فيها ندّابو قادش. كما أن المسيحيين يوقرونها باعتبارها اللغة التي تكلم بها السيد المسيح وحواريه. وما تزال النسخة الشرقية من اللغة الآرامية، السريانية، مستخدمة في الطقوس الدينية في الكنائس القديمة في العراق وسوريا.

لقد جلب اليهود الأكراد اللغة الآرامية معهم من شمال العراق وإيران وتركيا إلى إسرائيل. وما يزال كبار السن منهم يتحدثون بها في البيت، كما هو الأمر مع اليهود الشرقيين الذين يتحدثون بالييدية (Yiddish) مع آبائهم وأجدادهم. لكنهم يعتبرونها أيضاً دليلاً على كونهم متحدرون من سلالة "القبائل العشر المفقودة" التي رحّلها الآشوريون بالقوة منذ حوالي قرن قبل إبعاد البابليين للقبيلتين اليهوديتين المتبقيتين.

ويؤكد خبير اللغة الآرامية، هيزي موتزافي، أن الآرامية المعاصرة مهددة بالانقراض، لأن الجيل الشاب للعوائل التي هاجرت من الشرق الأوسط ينصهرون لغوياً في المجتمعات التي يعيشون فيها.

ووضع جيفري خان، وهو أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة كامبردج، مخططاً لغوياً تفصيلياً للهجات السريانية الجديدة، خشية انقراضها في وقت قريب. وقد تعلّم موتزافي، الذي يدرّس الآرامية في جامعة تل أبيب، العديد من هذه اللهجات وأصبح متمكناً من التحدث بها بطلاقة. ويُقدر عدد المتحدثين بالآرامية في العالم بين 500,000 و 5 ملايين.

وفي لقاء مع أبراهام سيمانتوف، رئيس المنظمة الوطنية للأكراد اليهود، في مكتبه في القدس، قال أنه فخور بجاليته التي "حافظت على لغة الترجوم (Targum)، في إشارة منه إلى الترجمة النصية للتوراة إلى الآرامية، والتي تُعرف بـ (Targum Onkelos). ومن الواضح أن هناك خطأ في التسمية، حيث تم تبني المصطلح، كما يعتقد الخبراء، من الترجمة اليونانية لأكويلا (Aquila)، وهو عمل مقتبس في التلمود المقدسي وفي المعارف المسيحية التقليدية على حد سواء.

وينسب معظم الباحثين إلى العالم البابلي من القرن الثالث، راف جوزيف، وتلامذته إخراج الترجمة الآرامية المقرّة المنسوبة إلى   Onkelos  (وهو ربما اسم مشتق من  Aquila).

 

قال سيمانتوف: "نحن نقرأ التوراة مرتين في معابدنا؛ مرة بالعبرية، ومرة بالآرامية. إذ ينبغي على المسؤول عن رعايا المعبد أن يتأكد من أن كل الحاضرين يستوعبون النص".

 

وأضاف سيمانتوف، وهو المدير التنفيذي لشركة الإسكان  (Prazot)، وكان قد وصل مع عائلته إلى القدس قادماً من كردستان عام 1951: "لقد سهّلت علي لغتي الآرامية تعلّم اللغة العبرية"، متذكراً قبوله في مدرسة معاليه (Ma'aleh) المختارة في القدس، حيث كان المدرسون يهوداً ألمان، وتحوله السريع من نمط حياة أشبه بالقروسطية إلى إسرائيلي متمدن.

 

وعلى خلاف يهود القدس الأكراد، الذين يتحدثون باللغة الآرامية داخل البيت وباللغة العبرية خارجه، يتحدث مواطنوهم، الذين استقروا في مناطق أخرى من إسرائيل، اللغة الآرامية في كل مظاهر حياتهم اليومية.

وأوضح سيمانتوف: "يمكن القول عموماً أن الجيل الشاب يتكلم العبرية. ومع ذلك، ما يزال هذا الجيل، الذي هو الثالث منذ هجرتنا الكبيرة، يفهم لغة الترجوم. وفي معابدنا، وخصوصاً في القطاعات الزراعية، ما زالوا يتناوبون قراءة نصوص الكتب المقدسة باللغة العبرية مع لغة الترجوم".

وفي الناصرة، في منزل الصحفي الإسرائيلي الشهير، عطا الله منصور، الذي كان رئيساً لتحرير صحيفة هاآرتس اليومية الصادرة باللغة العبرية، والذي يكتب الآن العمود الرئيسي في صحيفة القدس اليومية الصادرة باللغة العربية.. نجد أن الآرامية سمة ثابتة في المشهد اللغوي، خصوصاً في مظهرها الطقسي.

ويستشهد منصور بمصدر فريد من تأليف عزت زكي، نُشر في القاهرة منذ 14 سنة، عن وصف المسيحيين النسطوريين لأنفسهم بأنهم "أبناء الله"، وادعائهم بأنهم المتبقين من "القبائل العشرة المفقودة". ويؤكد زكي أنهم لا يتزوجون من خارج طائفتهم، ويعيشون في مناطق جبلية محصنة في كردستان. ويقتبس زكي عنهم قولهم: "نحن نستخدم اللغة الآرامية مثل اليهود بالضبط".

ويشير منصور إلى أولئك المسيحيين الدخلاء في كتابه الصادر حديثاً: كنائس محدودة الأفق، تاريخ المسيحية في الأرض المقدسة والمناطق المحيطة بالشرق الأوسط منذ عهد المسيح إلى العصر الحاضر. وطلب من راعي الكنيسة المارونية، أبونا يوسف عيسى، أن يفسر دمج الرعايا السريان، المقدرين بألف شخص، في طقوس صلاته.

قال أبونا يوسف: "المتعلمون للغة السريانية هم رجال الدين فقط"، موضحاً إلى أنه تعلمها عندما كان طالباً في معهد لاهوتي في روما. لكنه يعترف: "لا أستطيع التحدث بها، لكنني أفهم كل كلمة منها".

وحتى قرن مضى، كما قال أبونا يوسف، كانت اللغة الآرامية هي اللغة المحكية في الكثير من القرى فيما يُعرف بسوريا الحالية. ولم يبق اليوم من هذه القرى التي تتكلم الآرامية إلا ثلاثة، وكلها قريبة من دمشق. وتحاول السلطات السورية، لأسباب سياسية، أن تحجب هذه القرى عن أنظار الفضوليين، وخصوصاً المراسلين الأجانب. لكن الطلبات الملحة لتلفزيون BBC لإنتاج فيلم وثائقي عن التقاليد الثقافية لهذه القرى أفلحت، وسُمح له في النهاية، وإن بتردد.

وأضاف أبونا يوسف: "نقيم صلواتنا باللغة السريانية، لكن من الضروري التحول إلى اللغة العربية أكثر فأكثر". وقد وازى السريانية بالآرامية، مع إقراره أنها لهجة مختلفة: "أنا فخور جداً لكوني أتكلم نفس اللغة التي كان يتكلم بها السيد المسيح".

وماعدا الجامعات الرفيعة المستوى، مثل كامبردج وتل أبيب، لا يوجد إلا القلة ـ إن وُجدت ـ تدرّس الآرامية أو السريانية كلغات قراءة وكتابة ومحادثة.

هذا هو الواقع التعليمي الذي يواجه معظم الطلاب اليهود (Yeshiva)، الذين يصبون جهدهم في تعلم المضامين والمبادئ اللاهوتية المبسوطة في التلمود (Gemara باللغة الآرامية). إنهم لا يدرسون قواعد اللغة الآرامية، ولا يُختبرون في جزالة المفردات، ولا يتطلب منهم التحدث بالآرامية، على الرغم من أن التلمود نفسه يتضمن خطبة ربانية تعود إلى 2000 سنة مضت من عمر هذه اللغة. فبدلاً من ذلك، يتعلمون الآرامية في سياق النص التلمودي فقط، وبطريقة الاستظهار بشكل أساسي.

قال موتزافي: "أُجريت تجربة في جامعة كامبردج لتعليم اليهود الأرثوذكس الشباب اللغة الآرامية بوصفها لغة كلاسيكية، وبذا يمكنهم مطالعة النص التلمودي باستقلال عن توجيهات الربانيين. لكن هذه التجربة آلت إلى الفشل، حيث لم يمتلك الشباب المهارة في إدراك التراكيب اللغوية، مثل تصنيفات الأفعال أو الاستعمال القواعدي، التي يمكن أن تصادفهم في النص القديم".

لكنه، في نفس الوقت، أبدى ملاحظة على أن مجال الكلمات المستخدمة في التلمود "محدودة تماماً" بالنسبة لما تتطلبه الحياة اليهودية الدينية وطقوسها.

كان الظهور الأول للغة الآرامية منذ 3000 سنة، كلغة للآراميين القدماء الذين أسسوا أمارة "بدان آرام" (Padan Aram) وأمارة "آرام النهرين" (Aram Naharayim).

واستخدم الآشوريون اللغة الآرامية كلغة مشتركة فيما بينهم، ثم أصبحت لغة امبراطوريتهم، كما حدث مع البابليون والفرس. فكل هذه الأقوام استخدمت اللغة الآرامية في الإدارة والتجارة، من الهند إلى إثيوبيا. أما الذين لم يتكلموا الآرامية ضمن ممالكهم الخاصة، فكانوا على الأقل يفهمونها ويحسنون قراءتها، كما قال أحد الباحثين.

في فترة المعبد الثاني، منذ 2000 سنة مضت، كان يهود أرض إسرائيل يستخدمون اللغة الآرامية الفلسطينية على نطاق واسع. وبعد ظهور المسيحية، طور أتباعها لهجة خاصة بهم تختلف إلى حد ما عن لغة اليهود. لكن اللغة الآرامية بقيت الأهم مكانة في منطقة الهلال الخصيب حتى الفتح الإسلامي في القرن السابع، فبدأت تتراجع مكانتها تدريجياً أمام اللغة العربية.

ونجد أن نفس الاسم المستخدم الترجمة السريانية للكتاب المقدس (Peshitta) هم اشتقاق من الكلمة العبرية (Pshat)، أو "الإيضاح". فالكثير من الكلمات ذات الأصل الواحد يمكن لمتكلمي العبرية فهمها بسهولة. مثلاً، تُلفظ عبارة (toda raba) أي ("thank-you") بنبرة توكيد على المقطع الأول من كل كلمة أكثر من المقطع الثاني، كما هو الحال في اللغة العبرية المعاصرة.

في أوج اللغة الآرامية، عندما كانت تحتل نفس المكانة العالمية التي للغة الإنكليزية اليوم، لم يكن الأمر فقط انقساماً بين نسختين: غربية وشرقية (تُعرف الأولى دائماً بالآرامية، والأخيرة بالسريانية)، لكن السريانية فرّخت عدداً لا يحصى من اللهجات التي كانت غالباً غير مفهومة من قبل الأقوام المجاورة الذين يتكلمون نفس اللغة. وفي ذلك الحين، كانت الأبجدية التي يستخدمها اليهود لتدوين اللغة العبرية هي الأبجدية الآشورية التي عرفوها خلال سنوات أسرهم، وتخلوا عن أبجديتهم الخاصة الفينيقية الأصل. أما اللغويون السريان فآثروا أبجدية مختلفة.

كانت إحدى النتائج لهذه التحولات أن الآرامية التلمودية لم تعد مفهومة من قبل المسيحيين، فأخذوا يستخدمون لهجات آرامية متنوعة، دمجوا معها تدريجياً الكثير من الكلمات الأجنبية من اليونانية والعربية.

قال باحث مسيحي مقيم في القدس، وقد أصر أيضاً على عدم ذكر اسمه، أن شتات (Diaspora) المتكلمين بالآرامية ـ أو السريانية ـ يشمل كندا، السويد، النرويج، أستراليا وإنكلترا. (ووسع هذه القائمة باحث آخر لتضم فرنسا ـ وخصوصاً مرسيليا ـ ولبنان وجنوب الاتحاد السوفييتي السابق).

وعدّد الباحث المقدسي الكنائس الشرقية الرئيسية الأربعة التي تقيم صلواتها باللغة السريانية, وهي: السريانية اليعقوبية، السريانية الكاثوليكية، النسطورية والكنائس الكلدانية (والأخيرة كانت تُعرف سابقاً بكنيسة جيروم).

وكانت الآرامية الفلسطينية هي اللغة الأكثر انتشاراً وسط مسيحيي الأرض المقدسة حتى القرن السادس عشر، كما أوضح الباحث، مع ملاحظة منه أن تحولهم إلى اللغة العربية كان أسرع في المرتفعات منه في السهول والوديان.

وقد جرت عملية مشابهة في سوريا والعراق وإيران، حيث تحول المتحدرون من أصل آرامي والمجموعات الإثنية الآشورية والبابلية الفارسية إلى الديانة المسيحية، وتبنوا اللهجة الآرامية لشمال غرب بلاد ما بين النهرين، والتي تُعرف بالسريانية.

ومع انتشار اللغة الآرامية، حلّت، عملياً، محل اللغة العبرية، وتناقص عدد المتآلفين مع اللغة التوراتية. وكذلك كان حال أخوتهم في الدين في بابل والمناطق المحيطة ببلاد ما بين النهرين، إلى حد أن سفر دانييل، وهو وليد تلك البيئة، " يعتبر آرامي بنسبة 80% منه"، كما قال الباحث.

وعزا إيمانويل دوبتشك، وهو لغوي ومترجم هاجر إلى إسرائيل من فرنسا، انتشار اللغة الآرامية في العالم القديم إلى كون الآراميين تجاراً سيطروا على طرق التجارة في الهلال الخصيب وحوض البحر الأبيض المتوسط.

وأكد دوبتشك أن الآراميين: "لم ينشغلوا ببناء إمبراطورية، ولم تكن لهم إمبراطورية خاصة بهم. لكن لغتهم أحزرت مكانة أهلتها لتكون الحامل اللغوي الرئيسي للمحادثات الدبلوماسية" والتجارة الدولية لما يقارب الألف عام.

ونسب عالمية اللغة الآرامية إلى ترجمتها للعديد من الأعمال الفلسفية والتاريخية والعلمية في العالم القديم من اليونانية واللاتينية، مما جعل هذه الأعمال محفوظة للأجيال اللاحقة.

ورغم التأثير الثقافي للغة والثقافة اليونانية في العهد الهيليني، "بقيت الآرامية اللغة المسيطرة في هذه البلاد، وحلت أبجديتها ذات الخط المربع محل الأحرف المتصلة لنظام الكتابة الكنعاني ـ الفينيقي الذي تبناه العبريون بالأصل"، كما قال دوبتشك.

لكن نهوض المسيحية وكتابة العهد الجديد باللغة اليونانية خلق "عقبة" أمام تعمير الآرامية. وتزامن مع هذا تبني المسيحيين الشرقيين أشكالاً مختلفة من الأبجدية الآشورية التي تذكّر حروفها بالأبجديات العبرية، لكن هذا لم يكن كافياً لجعلها مقروءة من قبل معظم اليهود. لكن كان بإمكان الباحث المسيحي، المغفل الاسم، يدوّنها بلحظة.

ليس هناك من برهان أفضل على حيوية اللغة الآرامية المعاصرة من حفلات الأعراس المشهدية التي تقيمها جالية (Nash Didan) اليهودية التي قدمت من سفوح جبال القوقاز.

و (Nash Didan) تعني "شعبنا"، وقد خلّد موسيقاها ورقصاتها المميزة المؤلف الموسيقي البارزة نيسان أبيب، الذي قدم إلى إسرائيل منذ 55 سنة، في أوج هجرة (Nash Didan)، وكرّس حياته للحفاظ على هذه الثقافة واستمرارها منذ ذلك الحين. وبالإضافة إلى إصداره مجموعة من الألبومات الموسيقية (CDs)، أنتجت القناة الأولى فيلماً وثائقياً عنه.

ومباشرة بعد عرض عمل الراحلة نعومي شيمر (Yerushalayim Shel Zahav) "قدس الذهب"،الذي حقق نجاحاً كبيراً عشية حرب بالأيام الستة، حصل أبيب على ترخيص بنقل العمل إلى الآرامية. وأصبح، بعد ترجمته إلى (Yerushalayim Ai Dheba)، عنصراً رئيسياً أثيراً في أعراس (Nash Didan).

قال أبيب، الذي وُلد في أرمينيا، في مدينة قديمة في أذربيجان الإيرانية: "كنا نتكلم الآرامية في البيت، والتركية في الشارع، وتعلمنا الفارسية في المدرسة".

وأضاف: "كنت أعرف قدراً لا بأس به من اللغة العبرية عندما أتينا إلى إسرائيل، لأننا كنا نتعلمها في مدارسنا اليهودية. ويعود الفضل للغتي الآرامية أنني كنت أتكلم مثل صبّاري (يهودي مولود في فلسطين)".

ولا تجتذب أغاني أبيب وقصائده الغنائية المكتوبة باللغة الآرامية المعاصرة، فقط جمهور المستمعين من الجاليات المتحدثة بالآرامية في إسرائيل ـ المقيمين في هولون وجيباتيم والقدس ـ لكنها تذاع أيضاً من محطات التلفزيون والإذاعة الآرامية (أو السريانية) في أستراليا وكندا والسويد".

قال أبيب: "'قدس الذهب' منتشرة شعبياً في الخارج كما هي هنا".

وتستند موسيقا أبيب على ثلاثة آلات: الطبلة المعروفة بـ (Daira)، وآلة خماسية الأوتار تشبه البلالايكا أو المندولين وتعرف بـ (Kar Kavkazui)، ونسخة معدلة من آسيا للتشيلو تعرف بـ (Kamanncha).

وقد استحق أبيب ثناءً لا محدوداً من أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في اللغات السامية، هيزي موتزافي، الذي يتكلم العديد من اللهجات الآرامية والسريانية بطلاقة.

ويلاحظ موتزافي أن قوام جالية (Nash Didan) هم "بضعة آلاف فقط" من الإسرائيليين (يشكل أعضاؤها نسبة مئوية صغيرة مقارنة مع تدفق المهاجرين من إيران وتركيا والقوقاز، والذي وصل إلى حوالي 200000 مهاجر). ويشير إلى أن هذه الجالية أيضاً هي من المجموعات الإثنية اليهودية المغمورة.

وأوضح موتزافي: "تركيز الجالية منصبّ على الثقافة والفولكلور والآرامية المنطوقة"، مشيراً إلى العنصر الأخير بـ (Lishan Noshan أو "لغتنا".)

لكنه يميّز أبيب كواحد من أبرز النشطاء في (Nash Didan) الذين ساهموا بفعالية كبيرة في الحياة الروحية والثقافية للجالية.

لكن أبيب، بصورة شخصية، متشائم بعض الشيء مما يحمله المستقبل لنمط الحياة واللغة اللتين أحبهما وجاهد للمحافظة عليهما.

قال: "لغتنا الآرامية في طريقها للنسيان. فالجيل الشاب يمكن أن يفهمها، لكنه غير قادر على التحدث بها، لذا ستكون منسية عاجلاً أم آجلاً".

لكن أحد المشاريع التي تمنح أبيب بصيصاً من الأمل هو العمل في جامعة تل أبيب على تطوير قاموس للغة الآرامية. قال: "المشكلة هي أن المشروع ضخم جداً، والتمويل المتوفر له صغير جداً".

جيروزالم بوست، 14 نيسان، 2005
ترجمة: غياث جازي

 
 

493
قراءة آرامية سريانية للقرآن ـ و ألأخطاء  ألشائعة عن  ألسريان 

  لقد  أعاد  ألأخ  كورية  لحدو  نشر  بحث  حول  كتاب  للمستشرق
ألألماني كريستوف لوكسنبرغ  ( إسم  مستعار )  حول  تفسير  جديد
للقرأن عنوان  ألكتاب :

Die syro-aramäische Lesart des Koran.
Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache
(Das Arabische Buch, Berlin 2000)
" قراءة آرامية سريانية للقرآن ـ مساهمة في تفسير لغة القرآن "
(دار الكتاب العربي، برلين 2000 )
    لقد  إطلعت  على  عدة  أبحاث  حول  هذا  ألكتاب  ألذي  يثير  جدلا
كبيرا  وقد  يكون  محقا  في  إعتماده  على  أللغة  ألسريانية  لتفسير
ألفاظ  عديدة  في  ألقرأن  ألكريم . سوف  أعلق  في  ما  ورد  في
ألمقدمة  ألتي  تتكلم  عن  ألسريان  لأنها  إحتوت  ألكثير  من  ألأخطاء
ألتاريخية  حول  ألسريان .
  ألمقال  موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.metransparent.com/texts/ralph_ghadban_on_luxenburg.htm
و قد  يكون د. رالف غضبان  هو  صاحب  هذه  ألمقدمة  حيث  ذكر :
" لمّا تعذَّر على أهل اللسان إيضاح ما غمُض في لغة القرآن مع قوله بالنزول بلسان عربي مُبين، ذهب المفسّرون إلى أنّ هذا الغموض يعود إلى لغة قريش مُعللين اعتقادَهم بقوله تعالى (وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومِه ليُبيّن لهم) (سورة ابرهيم، الآية 4).
إنطلاقا من هذا الإشكال يتمَحْوَر البحث الجديد حول واقع اللغة، وبالأخص لغة الكتابة التي كانت منتشرة في مِنطقة الشرق العربي في الفترة التي دُوّن فيها القرآن الكريم. هذه اللغة هي الآرامية، وقد نعتها الإغريق منذ عصر ما قبلَ الميلاد بالسُريانية نِسبة إلى مملكة آشور في بلاد ما بين النهرين وسوريا الطبيعية. وتنتمي أقدم نقوش آرامية اُكتُشِفت حتى الآن إلى القرن التاسع قبل الميلاد. وقد عُرف الآراميون الذين اعتنقوا النصرانية بالسُريان تمييزا عن أبناء أمّتِهم الوثنيين بحيث أَضحى لقب الآرامي مُرادِفا للوثني. والطبرى لا يَذكر في تفسيره الآرامية بل السريانية. وما رفع من شأن اللغة السريانية ترجمة الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) منذ القرن الثاني الميلادي وربما قبله إلى سريانية الرُّهَى، وهي اللغة الآرامية المَحكِيّة في مِنطقة الرُّهَى (وهي أورفا الحالية) الواقعة في شمال غرب بلاد ما بين النهرين. ومع تنصّر الملك أبجَر الخامس، ملك الرُّهَى، في أواخر القرن الثاني الميلادي وانتشار النصرانية على يد السُريان انطِلاقا من سوريا وبلاد الرافدين، أصبحت السريانية بفضل ذلك لغة الكتابة ليس في سوريا وبلادِ ما بين النهرين فحَسْب، بل وتجاوَزتها إلى مناطقَ مجاورة، منها بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية. وقد ورد في حديث نَبَوي شريف أن النبي (صلعم ) طلب من زيد بن ثابت الذهاب إلى بلاد الشام لتعلّم السريانية، مما يبيّن لنا أهمية اللغة السريانية (المسيحية) في العصر الذي نشأ فيه القرآن الكريم وما بعده ... "

أولا - أللغة  ألأرامية
ذكر  ألكاتب " وقد نعتها الإغريق منذ عصر ما قبلَ الميلاد بالسُريانية نِسبة إلى مملكة آشور في بلاد ما بين النهرين وسوريا الطبيعية " .
*  لقد  أطلق  ألإغريق  ألتسمية  ألسريانية  على  أللغة  ألأرامية  نسبة
إلى  بلاد  سوريا  SYRIA  ألتي  صارت  بفضل  ألترجمة  ألسبعينية
مرادفة إلى  بلاد  أرام  ، أرجو  ألعودة  إلى  بحث :
 J .W WEVERS , ARAM AND ARAMAEAN IN THE SEPTUAGINT . in The World of the Aramaeans . pp 237 - 251 .

*  أللغة  ألأرامية  لم  تسم  سريانية  نسبة  إلى  مملكة  أشور ، لأن
ألأشوريين  ظلوا  محافظين  على  أللغة  ألأكادية  كلغة  رسمية ، ولكن
أللغة  ألأرامية  إنتشرت  في  بلاد  أشور  بفضل  ألعدد  ألكبير  من
ألكلدان و ألأراميين  ألمسبيين  إلى  بلاد  أشور .

* مملكة  أشور  لم  تكن  ضمن  بلاد  ما  بين  ألنهرين  ! ألإسم  ألتاريخي
ألأكادي  لهذه  ألمنطقة  هو  MAT-BIRITIM   
 ألأرامي  هو  بيت نهرين
ألعبري  هو  أرام  نهرين
أليوناني  هو  MESOPOTAMIA
و أخيرا  ألعربي  هو  ألجزيرة  !
و كل  هذه  ألأسماء  لها  مدلول  تاريخي  و جغرافي  و  هو ألجزيرة
ألسورية  مع  ألقسم  ألشمالي   ألواقع  تحت  ألإحتلا ل  ألتركي .
 لقد  إصطلح  بعض  ألعلماء  في  بداية  ألقرن  ألعشرين  على  تعميم
تسمية  MESOPOTAMIA  على  كل  ألعراق ، بينما  ألمصادر
ألتاريخية  تثبت  لنا  أن بيت نهرين  هي  ألجزيرة  و ليس  ألعراق  !

ثانيا - ألأراميون  و ألنصرانية

  يردد  ألكاتب  ألنظرية  ألشائعة بين  ألمثقفين  ألسريان  إذ  كتب :
" وقد عُرف الآراميون الذين اعتنقوا النصرانية بالسُريان تمييزا عن أبناء أمّتِهم الوثنيين بحيث أَضحى لقب الآرامي مُرادِفا للوثني " . لقد  نقل
بعض  علماء  أللغة  ألسريانية  في  أواخر  ألقرن  19  نظرية  ألعالم
ألفرنسي  QUATREMERE  بدون  ألإطلاع  على  كتابه  أو ألتحقيق
من  ألبراهين  ألعلمية  ألتي  يقدمها . لمزيد  من  ألمعلومات  حول  هذا
ألموضوع  أرجو  ألعودة  إلى بحثي  " لما  لقب مار أفرام بالسرياني ؟ "
موجود  على  هذا  ألرابط
http://www.kaldaya.net/Articles/300/Article311_Dec9_HenryKipha.html
  لقد  ظل  أجدادنا  محافظين  على  تسميتهم  ألأرامية  ألمرادفة  للتسمية
ألسريانية ، و هذه  ألحقيقة  مبرهنة  من  نصوص  سريانية  من  مار
أفرام  ألسرياني  من  ألقرن  ألرابع  إلى  ألقرن  13  ألميلادي  !
  أما   ألتسمية  ألسريانية  فإنها  صارت  مرادفة  للتسمية  ألأرامية
في  ألقرن  ألثالث  قبل  ألميلاد  أي  مئات  ألسنين  قبل  إنتشار  ألديانة
ألمسيحية  بين  ألأراميين .

ثالثا - بعض  ألأخطاء  ألتاريخية .

* ذكر  ألكاتب "  ومع تنصّر الملك أبجَر الخامس، ملك الرُّهَى، في أواخر القرن الثاني الميلادي  " . لا  شك  أن  بعض  ألإخوة  قد  لاحظوا
هذا  ألخطئ  إذ  أن  أبجر  ألخامس  قد  عاصر  ألمسيح  و هو  من  ألقرن
ألميلادي  ألأول و قد  حكم  على  فترتين
ألأولى  من  4 ق.م  إلى 7 ب.م
ألثانية  من 13  إلى 50 ب.م
يذكر  لنا  برديصان ألأرامي  في  كتابه  ألشهير  " شرائع  ألبلدان "
أن  ملك  ألرها  أبجر ألثامن  ألكبير  قد  تنصر و قد  حكم  من  177 ب.م
إلى  212 ب.م .

* كما  أن  إسم  ألمدينة  ألمباركة  يكتب  في  أللغة  ألعربية  "  ألرها "
و ليس  " الرُّهَى " .

* ذكر  ألكاتب  " في أواخر القرن الثاني الميلادي ... أصبحت السريانية بفضل ذلك لغة الكتابة ليس في سوريا وبلادِ ما بين النهرين فحَسْب، بل وتجاوَزتها إلى مناطقَ مجاورة، منها بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية."

* لقد  إنتشرت  أللغة  ألأرامية  في  بلاد  فارس  في  أواخر  ألقرن
ألسادس  قبل  ألميلاد  و ليس  في  ألقرن ألثاني  ألميلادي ! لقد إستخدم
ألفرس  ألأرامية  كلغة  رسمية  في جميع  أرجاء  إمبراطوريتهم
ألواسعة .

* لقد  نشر  ألأنباط  ألأراميون  أللغة  و ألكتابة  ألأرامية  في  شبه
ألجزيرة  ألعربية  ألشمالية  منذ  أواخر  ألقرن  ألرابع  قبل  ألميلاد .


  أخيرا  أن  صاحب  هذه  ألمقدمة  يردد  بعض  ألأخطاء  ألتاريخية
ألتي - لا  تزال - منتشرة  بين  ألسريان .  يجب  أن  نصحح  تلك
ألأخطاء  كما  يجب  نشر  ألدراسات  ألعلمية  حتى  ينقل " ألأخرون "
معلومات  صحيحة  عن  تاريخ  ألأراميين - ألسريان .

هنري بدروس كيفا

494
  ألسورايي    و     مسلمات  عوديشو ملكو  ألغير  أكاديمية  !

  ألسيد  عوديشو  ملكو  يدافع  في  مقالاته  عن  ألفكر  ألأشوري ألمعاصر . ألغريب  أنه  يتمسك  بمفاهيمه   ألتاريخية  و أللغوية
و ألسياسية  ألخاطئة  و يحاول  فرضها  على  ألسورايي  كأنها  من
ألمقدسات . من  ألمؤسف  أن  ألسيد  عوديشو  ملكو  - ألذي  يحب
ألنقاش  ألعلمي -  لم  يرد  على  تعليقي  على  لقائه  مع  موقع  عنكاوا
ألمنشور  على  هذا  ألرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,29739.0.html
   فألسيد  ملكو  إدعى  بوجود  لغة  أشورية  و هذا  غير  صحيح  ، لأن
ألشعب  ألأشوري  كان  يتكلم  ألأكادية  و يسميها  أللغة  ألأكادية .

     في  مقال  جديد  للسيد  ملكو  ألمحترم  ،  يردد  نفس  ألأخطاء
لذلك  أحببت  أن  أعلق   عليها  مرة  أخيرة ، ربما  ألسيد  ملكو  يتعرف
أكثر  على  تاريخنا  ألأكاديمي  ألحقيقي . مقال  ألسيد  ملكو  هو  تكملة
لمواضيع  سياسية  تحت  عنوان " الوسطية مفتاح للصعاب (4)"
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,81813.0.html
   
 أولا -  أللغة  ألسريانية .

  أ - جاء  في  ألبيان  ألختامي  للمؤتمر " والسعي الجاد للنهوض باللغة السريانية العريقة، رمز وجودنا القومي " . تاريخ  أللغة  ألسريانية
معروف ، أبحاث د. أمير حراق  و د. أسعد صوما  تثبت  أنها  أللغة
ألأرامية  ألمتطورة .

ب - كتب  ألسيد  ملكو  " أما اللغة: فهي لغتين سريانية طقسية وآشورية رابعة معاصرة وهي اللغةالادبيةً المحكية المعاصرة ـ ."

ج - نحن  لا  نفهم  " أكادمية "  ألسيد  ملكو  عندما  يردد  مفهومه
ألخاطئ  بالإدعاء  أن  لغتنا  ألطقسية  هي  سريانية  أما  لغتنا  ألمحكية
فهي  أشورية  ؟ 

د - هل  ألمؤتمر  يريد  ألحفاظ  على  لغتنا  ألسريانية  ألطقسية  أم
لغتنا  ألسريانية  ألمحكية  ؟

ه - ليت  ألباحث ألسيد  عوديشو  ملكو  يشرح  للسورايي  متى  و لما
أطلقت  ألتسمية  ألأشورية  على  أللغة  ألسريانية  ؟  و ليشرح  للقراء
لما  كان  أجدادنا  يسمون  لغتهم  سريانية  أو  أرامية  ؟

و - عندما  يشدد  ألسيد  ملكو  على  تسمية  لغتنا  باللغة  ألأشورية
تتحول  " مسلماته  و مقدساته  و طروحاته "  إلى  مواقف  سياسية
متطرفة  و ليس  أكاديمية  كما  يدعي  لأن  جامعات  ألعالم  تسمي
لغتنا " سريانية "  و ليس  " أشورية  أم  إسبانية " .

ز - ألسيد  ملكو  ، ألباحث  و  ألأكاديمي ، لا  يحق  له  بتسمية  لغتنا
" أشورية "  لأنها  غير  صحيحة ، ألشعب  ألأشوري  ألقديم  لم يكن
له  لغة  " أشورية "  خاصة  به ،  و لأنه  كان  يتكلم  أللغة  ألأكادية .
ألسورايي  يتكلمون  لغتهم  ألقومية  و هي  أللغة  ألسريانية  !

ثانيا -  من  هم  ألسورايي  ؟

 طبعا  لن  أتطرق  إلى  مفهوم  ألمؤتمرين  في  عتكاوا  إلى  تسمية
( سورايا ) . لقد  وضعوا  هذه  ألتسمية  بين  قوسين  ربما  في
ألمستقبل  يشرحون  لما  تبنوا  هذه  ألتسمية  و  ما  هو  مفهومهم  لها .
   تسمية  سورايي   هي  تسميتنا  ألتاريخية  و ألقومية  و ليست  رهينة
للفكر  ألأشوري  كما  يتوهم  ألسيد  ملكو  ألمحترم  !

أ - كتب  ألسيد  ملكو "  الا ان سورايا في الاشورية تعني (أسورايا... اتورايا... اشورايا) وفي اللغات الغربيةAssyrianوهي والحالة هذه عين التسمية الاشورية القومية الاصلية أي"الاشوري"."


ب - سيد  ملكو  ألمحترم  ، لا  يوجد  لغة  أشورية  لا  في  ألتاريخ
ألقديم  و  لا  في  ألتاريخ  ألحديث . أنك  ستتعب  نفسك  في  ألسباحة
ضد  ألتيار  ألشعبي   ألذي  لا  يتنكر  لإسم  أللغة  ألسريانية .

ج -  هل  تستطيع  أن  تذكر  للقراء  أين  وجدت  نصا  سريانيا
يذكر  ألشعب  ألأشوري  ألقديم  (أسورايا... اتورايا... اشورايا) كما
ذكرت  ؟ علما  أن  ألنصوص  ألسريانية  ألقديمة  إستخدمت  ألتسمية
ܐܬܘܪܝܐ  و ليس  ܐܣܘܪܝܐ  أو  ܐܫܘܪܝܐ . إنني  لا  أطالب
من  ألمثقف  أو  ألسياسي  ألذي  يدعي  أن  أجدادنا  كتبوا  عن  أنفسهم
(أسورايا... اتورايا... اشورايا)  و لكنني  أطالبك  أنت  لأنك  تكتب
تحت  غطاء  ألأكاديمية ،  أن  تقدم  ألنصوص  ألتي  تثبت  إدعائك
لربما  أنت  وجدت  نصوصا  سريانية و ليس أشورية  تثبت  نظريتك ؟

د - سيد  ملكو  ألحقائق  ألأكاديمية  تعني  حقيقة  تاريخية  واحدة  .
أنت  لا  تستطيع  أن  تفسر  تسمية  سورايا  ألتاريخية  بدون  ألعودة
إلى  تاريخ  ألسورايي  أو  تفسرها  حسب  طرحك  ألسياسي  ألأشوري !
مفهوم  ألفكر  ألأشوري  للتسمية  سورايا  هو  مفهوم  خاطئ  و غير
صحيح ، لأن  أجدادنا  و من  خلال  كتاباتهم  ألعديدة  كانوا   يميزون
   بين ألتسميتين :
* ܐܬܘܪܝܐ : 
*ܣܘܪܝܐ :
ألأولى  هي  تسمية  ألشعب  ألأشوري ، أما  ألثانية  فهي  ألتسمية
ألتاريخية  و ألقومية  ألتي  كان  أجدادنا  يتمسكون  بها . إذا  كنت  تحب
أن  تتأكد  عليك  ألعودة  إلى  شروحات  و تعليقات  أباء  ألكنيسة ألسريانية  لترى  أنهم  كانوا  يميزون  بين  ألتسميتين ! طبعا  إنني
مستعد  أن  أذكر  لك  أين  تستطيع  أن  تجد  ألمراجع  ألعلمية  ألتي
نشرت  تلك  ألشروحات .

ه - بصراحة  لم  أفهم  أي  من  أللغات  ألغربية   تذكر  أن  سورايا
" وفي اللغات الغربيةAssyrian " .  من  ألمؤسف  أن  ألفكر ألأشوري
لا  يزال  متمسكا  بنصوص  ألمؤرخ  هيرودوت  حول  ألتسمية
ألسريانية  و لا  يريدون  ألإطلاع  على  ألتسمية  ألسريانية و مدلولها
عند  ألمؤرخين  و علماء  ألجغرافيا  أليونان  أللاحقين .

و - يذكر  ألمؤرخ  كزينوفون  بعض  حروب  ألأشوريين  ألقديمة
XENOPHON , Cyropédie I(5) 2  و في  نص  مشهور :
" ولكن ملك آشور بعد أن أخضع السريان وهم أمة محترمة " .
ويقول سترابون  الجغرافي اليوناني ( القرن الميلادي الأول قبل المسيح) :
" يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان " Syrian " فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين " .
لا بل إننا نرى في الترجمة اليونانية للعهد القديم , بأن تسمية بلاد آرام تترجم إلى بلاد سوريا ودائما كان يترجم الشعب الآرامي إلى الشعب السرياني . لا يستطيع أحد أن يدعي بأن " حداد عدري " ملك آرام كان آشورياً وبالتالي لا أحد يستطيع أن ينكر بأن تسمية السريان قد أصبحت مرادفة للآراميين .
المؤرخ فلافيوس جوزيف  , في كتابه الشهير عن اليهود كان يستعمل التسمية الآشورية ليعني بها الأمة الآشورية القديمة , وكان يستعمل التسمية السريانية ليقصد بها الآرامية كقوله : كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء : آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين (أسيريان) لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً ... ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريان " .

ز - لا  شك  أن  ألتسمية  ألسريانية  مشتقفة  من  ألتسمية  ألأشورية ،
ألتي  أطلقها  ألفرس  كتسمية  إدارية  على  ألشرق  ألقديم . و لكن
ألتسمية  ألسريانية  أصبحت  منذ  ألقرن  ألثالث  ق.م  - و لا  تزال -
مرادفة  لأجدادنا  ألأراميين . أي  أن  تسمية  سورايا   لم  تطلق  على
ألأشوريين  كما  تستنتج " وهي والحالة هذه عين التسمية الاشورية القومية الاصلية أي"الاشوري " .

ح -  خلافاتنا   حول  تفسير  ألتسمية  " سورايا " ، نستطيع  أن  نحله
بإعتمادنا   على  ألتاريخ  ألأكاديمي  و ليس  بترديد  " مسلمات " 
مسبقة  تدافع  عن  ألفكر  ألأشوري  . ألسورايي  يريدون  تفسيرا
" علميا "  لهويتهم ، ألتفسير  ألسياسي  ألمتقلب  غير  مقنع ، و ألتفسير
ألقومي  يجب  أن  يكون  " صادقا " .

ثالثا -  نظرة  ألفكر ألأشوري  إلى  ألسورايي  .

  أ - من  ألمستحيل  على  ألفكر  ألأشوري  أن  يوحد  ألسورايي ، لأن
ألمؤمنين  به  و منهم  ألسيد  ملكو  لا  يزالون  ينظرون  إلى  ألكلدان
و ألسريان من  وجهة  نظرهم  ألمبنية  على  معلومات  تاريخية خاطئة .
كتب  ألسيد  ملكو " فالاشوري حاور أهل المذاهب المشرقيةوالرومانية والارثودوكسية، " . ألكلدان  و  ألسريان  هم  أحفاد  ألقبائل  ألكلدانية
و ألأرامية  ألتي  قضت  على  ألإمبراطورية  ألأشورية  و سيطرت
حضارتهم  و لغتهم  ألأرامية  على  ألشرق  ألقديم .

ب - ثم  يكمل  ألسيد  ملكو  مقاله  ألسياسي "  قناعة منه بأن الحالة الاشورية هي من المسّلمات وليس من الضروري مناقشتها في هذه المرحلة " . لا  شك  أن  بعض  ألكلدان  و  ألسريان  لا  يزالون
منخدعين  بالفكر  ألأشوري  ، و لكن  ألسؤال  إلى  متى   ؟  سيد
ملكو  أن  ألتسمية  ألأشورية  ليست  من  ألمسلمات  و أنه  " من
ألضروري "   مناقشة  تاريخ  ألسورايي .
* ألفكر ألأشوري يزور  تاريخ ألسورايي ، أفرام  ألسرياني  يصبح
أشوريا  و برديصان  ألأرامي  هو  أيضا  يصبح  أشوريا  ! و حتى
تاريخ  ألأكاديين  لم  يسلم  من  ألتزوير، أللغة  ألأكادية  صارت
أشورية  بفضلكم  رغم  أن  ألأشوريين  كانوا  يسمونها  أكادية !
وحتى  سرجون  ألمعروف  بألأكادي  يصبح  هو  أيضا  أشوريا .
* إسم  لغتنا ألتاريخي  و ألعلمي  و ألمستقبلي  كان  و سيظل  أللغة
ألسريانية . بعض  ألأحزاب  ألأشورية  قد  صححت  من  موقفها ،
مؤتمر  عنكاوا  يذكر  أللغة  ألسريانية  و ليس  ألأشورية .
* هوية  ألسورايي  و حضارتهم  هي  ألأرامية . لم  تطلق  تسمية
بلاد  ألأراميين  على  جنوب  و وسط  ألعراق  ألقديم  جزافا  !

ج - كتب  ألسيد  ملكو "  وادرك السرياني والكلداني والمشرقي النسطوري بأن لا قائمة له ولهم جميعاً دون الحقيقة العلمية والاكاديمية الاشورية والاقرار بالمسّلمات والحقائق التاريخية ". ألكلدان  و ألسريان
لا  يستحون  من  تاريخهم  ألحقيقي ، أغلبيتهم  ترفض  ألفكر  ألأشوري
ألغير  مقنع . غيرة  بعض  ألمثقفين  ألكلدان  و  ألسريان من  أجل  وحدة
ألسورايي  لا  تعني  " لا قائمة له ولهم جميعاً دون الحقيقة العلمية والاكاديمية الاشورية "
* للأسف  ألشديد  أن  مقالك  و تفسيرك  لتسمية  سورايا  يثبت  للجميع
أن الحقيقة العلمية والاكاديمية الاشورية  " 
هما   خطان  متوازيان  لا  يلتقيان .
* ألفكر  ألأشوري  ألسياسي  فشل  في  توحيد  ألسورايي ، ألتسمية
ألمركبة ألمصطنعة  هي  فاشلة أيضا .
* ألكلدان  هم  ألأكثرية  من  بين  ألسورايي ، على  ألكلدان  أن يسرعوا
في  نهضتهم  ، لأن  ألمؤتمرات  ألسياسية  لن  تتوقف .

د - أخيرا  كتب  ألسيد  ملكو  جملة  طريفة " ولابد من الوقوف عند هذه النقطة لاقول:انني هنا لا ادافع عن هذه اللفظة (سورايا) ولا أقرّها كأسماً شرعياً وصحيحاً للامة " . إذا  كانت  ألتسمية  سورايا  تعني  ألتسمية
ألأشورية  فلما  لا  تقبلها  ؟ 
 
  ليس  مهما  إن  قبلت  أم  لا  بالتسمية  سورايا  كتسمية  قومية  ،
كل  ألأهمية  أن  ندرس  تاريخ  تسمية  سورايا ، لذلك  أقترح  على
ألسورايي  أن  يشجعوا  شبابنا  ألمثقف  بدراسة  علم  ألتاريخ
و ألتخصص  في  تواريخ  ألسورايي  و تأمين  منح  مالية  كي  يكملوا
أبحاثهم  حول  ألسورايي . فمن  ألعار  أن  نجهل  تاريخنا  و من
ألعار  أيضا  أن  تبقى  تسمية  سورايا  بين  قوسين !
   
 سيد  عوديشو  ملكو  ألمحترم ، ليتك  كتبت  تعليقك  بعنوان  أخر ،
لأن  عنوانك  " ألوسطية  مفتاح  للصعاب "  يتناقض  مع  ألأفكار
ألتي  تدافع  عنها ، مسلماتك  حول  مفهوم  سورايا  و أللغة  ألسريانية
هي  " متطرفة " !

 هنري بدروس كيفا

495
رسالة ألأخ يوحنا بيدوايد إلى المؤتمر الكلداني الاشوري السرياني

 لقد  طالعت  بإهتمام  كبير  رسالة  ألأخ  يوحنا  بيداويد  ألمفتوحة  إلى
المؤتمر الكلداني الاشوري السرياني المقام في عنكاوة  و ألمنشورة في
موقع عنكاوا  على  هذا  ألرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,79875.0.html
   لن  أخفي  إعجابي  بمضمون  هذه  ألرسالة  و شجاعة  كاتبها  و خاصة  إيمانه  ألصادق  بوحدة  شعبنا  ألتاريخية .

أولا -  ألبعد  ألسياسي

  للأسف  ألشديد  لقد  تعود  ألسورايي  على  عقد  ألمؤتمرات  ألسياسية
ألداعية  إلى  " وحدتنا  ألقومية "  و ألتي  تدعي  ألبحث  عن  ألحلول
و لكنها  في  ألحقيقة  تحاول  فرض  طروحات  بعض  ألأحزاب
حول  تاريخنا  و هويتنا  و لغتنا  بدون  ألعودة  إلى  ألمراجع  ألتاريخية
ألعلمية .
  للأسف  ألشديد  لقد  تحولت  " وحدتنا "  إلى  شعار  سياسي ، لم  يعد
ألسورايي  يميزون  بين   ألذين  يناضلون  من  أجل  وحدة  حقييقية  و بين ألذين  ينادون  بالوحدة  و لكنهم  يعملون  بوعي  و بدون  وعي
على  ألدفاع  عن  طروحات  و تسميات  غير  تاريخية   تقسم  شعب
ألسورايي  !

ثانيا -  أهمية  مضمون  ألرسالة .

    بصراحة  لا  أعرف  إذا  كان  يوجد  تعليقات  حول  رسالة  ألأخ
يوحنا  بيداويد  ألمهمة . أرجو  من  ألقراء  ألإطلاع  على  مضمونها
و ألحكم  بأنفسهم  فهي  بنظري  أهم  من  شعارات  بعض  ألأحزاب
ألصغيرة  ألتي  تدافع  عن  مفهومها  " ألخاص "  عن  وحدتنا  و هويتنا
و لغتنا  .
  لقد  كتب ألأخ  يوحنا  بيداويد " انا شخصيا انسان  كلداني ومؤمن بهويتي  ولكنني اؤمن بضرورة الوحدة ايضا لابل اراها حتمية ولكن بشرط ان لا تكون  على حساب اي طرف." 
و  كما  سنرى  أنه  يتبنى  تسمية  ( اتحاد سورائي)  كحل  لمشكلة
ألتسمية .
   رغم  بعد  ألأخ  يوحنا  ألجغرافي  فهو  يتعايش  مع  مشكلات ألسورايي  في ألعراق و يطالب  بصدق  من  كل  ألأحزاب :
  " انها فرصة لاحزابنا ان يتركوا خلافاتهم  (ا واسترزاقهم ) جانبا لان من هو حريص على شعبه يشعر بنداءات الاستغاثة المعلنة و الصامتة التي ترفعها كل عائلة في الداخل وحتى في الخارج  والخطر المنتظر على وجود  هذا الشعب " .
 ألأخ   بيداويد  يصف  مشاكل  و حلول  ألسوراي  بنظرة  " واقعية "
بعيدا  عن  ألبكاء  على  ألأطلال  و ألأحلام  ألمخدرة  فهو  يكتب :
  " انها فرصة ربما هي الاخيرة قبل ان يتم انقسام العراق للمطالبة بحقوقنا حتى وان لم يتم تحقيقها في هذا الجيل اوبعد ثلاثة اجيال اخرى لانه احدا منا لا يعرف ما يخفيه التاريخ في المستقبل من التغيرات السياسية والاقتصادية والبيئية والحضارية بين البشرية جميعها."
   
هذه  ألنظرة  " ألواقعية  "  في  وصف  ألمشاكل  ألعديدة  ألتي  يعاني
منها  ألسورايي  ، هل  يرافقها  نظرة  واقعية  لإيجاد  ألحلول  ؟

ثالثا - تسمية  سورايي

      تحت  عنوان " ألصيغة  ألمعتدلة "  ذكر  ألأخ  بيداويد :
 " كلنا يعرف مدى صعوبة حل مشكلة التسميات بغض النظر عن صحتها ، وان ذكرها جميعا امر صعب خاصة لدى الشعوب المجاورة التي نشاركها المصير في المنطقة مثل العرب والاكراد والتركمان واليزيدين والاجانب، لذا اقترح ان يتم تبني التسمية التالية وهي ( اتحاد سورائي) على ان يتم وضع فقرة اضافية توضح بان كلمة سورائي تعبر عن كل من يحمل التسمية الكلدانية والتسمية الاشورية والتسمية السريانية) بصورة واضحة غير قابلة لتفسير باي مفهوم اوتعبيراخر حسب نتائج وتوصيات المؤتمر.

انا اعرف ان تسمية سورائي سوف تكون جديدة على مسامع اخوتنا من القوميات في المنطقة،  لكن كلمة سورائي سوف تكون اسهل واكثر مقبولة لدى الجميع من ابناء شعبنا، حيث انها ليست غريبة وكانت تستخدم ولازالت تستخدم للتعبير عن هوية كل مسيحي من هذا الشعب،  فكلهم يعترفون بأننا شعب سورائي ونتكلم لغة السورث ولكن افتراقنا يحدث عندما يفسرها بعض الاخوة من الاشوريين انها تعني  تاريخهم  فقط!!. "
 
بعض ألملاحظات
أ -  إن  مشكلة  ألتسمية  هي  سياسية  و ليست  تاريخية ، بعض  ألأحزاب
تؤمن  بطروحات  لا  تتلائم  مع  هوية  ألسورايي  ألتاريخية . على
ألأحزاب  أن  تتطور  وأن  تبدل من  طروحاتها  لأننا  لا  نستطيع
أن  نبدل  تاريخنا .
ب - ألأخ  بيداويد  يفضل  تسمية " سورائي "  بدل  سورايي . طبعا
هذه  ألتسمية  هي  تسمية  تاريخية  أكاديمية  و ليست  تسمية  سياسية
جديدة  كتلك  ألتسمية  ألمركبة / ألمفبركة . و بالرغم  أن  عنوان  ألمقطع
هو " ألصيغة  ألمعتدلة "  مما  يدفع  ألقارئ  إلى  ألإعتقاد  أن  تسمية
سورايي  هي  تسمية " توفيقية "  بينما  ألتاريخ  يثبت  لنا  أنها  ألتسمية
ألعلمية  ألتي  يعرف  بها  أجدادنا  عن  هويتهم  ألقومية  و ألحضارية !
كتب  ألأخ  بيداويد " انها ليست غريبة وكانت تستخدم ولازالت تستخدم للتعبير عن هوية كل مسيحي من هذا الشعب،  " .
ج - لقد   شرحت  في  عدة  أبحاث  أن تسمية  سورايي  لم  تحمل معنى
ألمسيحي  في  ألتاريخ  ألقديم . أنها  قد  أخذت  تحمل  معنى  ألمسيحي
عند  إخوتنا  ألسريان  ألمشارقة  في  ألتاريخ  ألحديث .
د - كتب  ألأخ  بيداويد " انا اعرف ان تسمية سورائي سوف تكون جديدة على مسامع اخوتنا من القوميات في المنطقة،  " إنني  أخالف  ألأخ
بيداويد  لأن  أجدادنا  كانوا  يعرفون  بالسورايي  منذ  ألتاريخ ألقديم ،
و هذا  ما  يعرفه  كل  عالم  متخصص  في  تاريخنا . برهان  صغير ،
لقد وجدت في المكتبة الشرقية في بيروت رسالة من بطريرك الكلدان سنة 1895 عنوانها ” رسالة ... مار كيواركيس عبد يشوع الخامس بطريرك بابل على السريان المشارقة اي الكلدان الى اخوتنا السريان المعروفين بالنساطرة ” الموصل 1895. "
ه - لقد   عرف  إخوتنا  ألأرمن  في  ألتاريخ  ألقديم  بشعب  ألأورارتو
و لا  تزال  تسمية  جبال  أرارات  تشهد  على  ذلك . ألعالم  بأجمعه
يعرفهم  أليوم  بالشعب  ألأرمني ، ألسؤال  كيف  يعرف  ألأرمني  عن
هويته  ألقومية  باللغة  ألأرمنية  ؟ سوف  يستغرب  بعض  ألقراء  من
ألجواب  لأن  ألأرمن  يطلقون  على  أنفسهم  تسمية  "  هايغ  أو هايي ".
و هذه  ألتسمية  باللغة  ألأرمنية  تهني  ألشعب  ألأرمني !
و - كتب  ألأخ  بيداويد  أيضا :
  "  لكن كلمة سورائي سوف تكون اسهل واكثر مقبولة لدى الجميع من ابناء شعبنا، حيث انها ليست غريبة " . أخ  بيداويد  أن  تسمية  سورايي
هي  أسهل  لأنها  ألتسمية  ألتاريخية  و  ألقومية  لشعبنا . ولكن  كما
تفضلت  و  كتبت "  فكلهم يعترفون بأننا شعب سورائي ونتكلم لغة السورث ولكن افتراقنا يحدث عندما يفسرها بعض الاخوة من الاشوريين انها تعني  تاريخهم  فقط!!."

 
أخيرا   لقد  ذكر  ألأخ  بيداويد " اؤمن انها مسؤولية كافة الاحزاب والمثقفين والسياسين وحتى رجال الدين اليوم ان يمدوا يد العون لبناء جسور حقيقية خالية من المكيدة بين هيئات واحزاب شعبنا."
  إنني  أخ  بيداويد  أوافق  معك  أن  "  ألجميع "  معنيون  بإيجاد
ألحلول و خاصة "  لبناء جسور حقيقية خالية من المكيدة "  أو  حتى
ألمصالح  ألسياسية  ألمؤقتة .
   إنني  أقترح  مثلك  تسمية  " سورايي "  كحل  علمي  و ترك  شرح
هذه  ألتسمية  إلى  ألمتخصصين  في  تاريخنا .
   أخيرا   أطالب  مؤسسات  ألسورايي  أن  تخصص  منح  دراسية
لطلاب  ألتاريخ  ألذين  يتخصصون  في  تواريخ  ألسوراي  و تكون
أبحاثهم  منارة  للأجيال  ألقادمة .

  شكرا  لك  أخ  يوحنا  بيداويد  ، لأن  رسالتك  ألشجاعة  و ألصادقة
 هي  صوت  ألأغلبية  ألصامتة  من  ألسورايي ، فأرجو  أن  تصل
رسالتك  و تتحقق  أهدافها  ألنبيلة .

 حفظك  ألله
هنري بدروس كيفا

496
شلومو و حوبو إلى ألأخ tiger ألموقر

وصلني في موقع قنشرين ألغيور تعليقا جديدا جاء فيه :
" شكرا على مقالتك الجميلة اخي , من الجميل ان يعرف الشخص تاريخ هذا الشعب العريق .....
لكن هناك سؤال يطرح نفسه بالتأكيد الآراميون هم سريان لكن هل كل السريان هم اراميون ؟؟!!!!
انا شخصيا لا أظن هذا !!
التوزع الجغرافي للآراميين ( كممالك ) معروف و هو محدود كما اعلم , الآرامية ( كثقافة ) انتشرت و على مساحة جغرافية كبيرة ( كما تفضلت ) , و لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!.....
إن كان الجواب نعم , فهذا يبرر تصرف بعض السريان باتخاذ صفة العروبة كقومية لهم في العصر الحالي .....
على اي حال ان كنت تملك الدراسات التاريخية اللازمة عن هذا الموضوع ارجو ان تقوم بنشرها مشكورا "

شكرا لك على تعليقك ألذي ينم عن ثقافتك ألتاريخية و هذا مما
يفرحني كثيرا .

أولا - هل كل السريان هم اراميون ؟

لقد تفضلت و ذكرت " لكن هناك سؤال يطرح نفسه بالتأكيد الآراميون هم سريان لكن هل كل السريان هم اراميون ؟؟!!!!
انا شخصيا لا أظن هذا !! "
نعم ألأراميون هم ألسريان و ليس سريان ( قسم من ألسريان ) .
نعم كل ألسريان يتحدرون من ألأراميين ، و لكننا لا نعتقد أن
ألسريان ينتمون إلى " عرق " أرامي صاف ! لأن كثير من
ألشعوب ألقديمة إنصهرت بألأراميين و لم يعد يوجد لهم أي ذكر
في ألتاريخ . سأعطيك مثال بيت نهرين أي ألجزيرة ، هل تعلم أن
ألشعب ألميتني قد أقام دولة قوية في ألجزيرة بين ألقرنين 16 و 12 عشر ق.م وهم من ألهندو أوروبيين و قد أخضعوا ألأشوريين حوالي
200 سنة . كذلك سكن ألجزيرة ألشعب ألحوري و هو أيضا من
ألهندو أوروبيين و حتى ألشعب ألحثي كان له وجودا قويا على
ألفرات ألأوسط .
من خلال ألكتابات ألأكادية ألعديدة ألتي تركها ألملوك ألأشوريون
عن حروبهم ضد ألممالك ألأرامية يتثبت لنا :
أ - أن ألجزيرة أي بيت نهرين تتقاسمها عدة ممالك أرامية .
ب - لا يوجد أي ذكر لبقايا ألميتني و ألحوري في ألقرن ألعاشر
بينما ألكتابات ألأشورية ذكرت بقايا ألحثيين على ألفرات .
ج - في ألقرون أللاحقة ، لا يوجد أي ذكر عن بقايا تلك ألشعوب
ألهندو أوروبية ، بالرغم أن ألملوك ألأشوريين كانوا يستخدمون
تسمية " بلاد حاثي " للإشارة إلى بلاد سوريا . كذالك ألملوك
ألكلدان إستخدموا تسمية " حاثي " للدلالة على سوريا .
د - لقد ذكرت ألتوراة ( كتبت بين ألقرن ألسادس و ألأول ق.م )
تسمية بيت نهرين على ألشكل ألتالي " أرام نهرين " . لأن
سكان بيت نهرين بأغلبيتهم من ألأراميين .
ه - للأسف لا يوجد مصادر كثيرة تتكلم عن ألجزيرة بين 600 ق م
و 300 سنة ب . م و لكننا نملك مصادر سريانية عديدة بين 300
و 1300 سنة ب . م . هذه ألمصادر تؤكد أن سكان ألجزيرة
كانوا يفتخرون بجذورهم ألأرامية .
و - أين أختفى ألشعب ألميتني ألذي حكم حوالي 400 سنة في
ألجزيرة ؟ أين هي بقايا ألشعب ألحوري ؟ هل توجد مصادر
قديمة تتكلم عن ألحثيين بعد ألقرن ألخامس ق.م ؟ هل سمعنا
في ألتاريخ ألحديث مجموعة تنادي بالهوية ألميتنية أو ألحثية ؟
ز - هنالك براهين و نصوص سريانية عديدة تثبت لنا أن أجدادنا
ألسريان كانوا متمسكين و فخورين بجذورهم ألأرامية . و هنا نحن
نؤكد للقراء أن ألسريان ألمشارقة و ألمغاربة قد ذكروا جذورهم
ألأرامية . نحن لم نر نصا سريانيا يذكر جذور ميتنية أو حثية
و جذور سومرية أو أكادية و غيرها !


ثانيا - التوزع الجغرافي للآراميين

أ - ذكر ألأخ tiger " التوزع الجغرافي للآراميين ( كممالك ) معروف و هو محدود كما اعلم " . أشكر ألأخ tiger على دقة ألتعبير
و هو محدود كما ( هو ) يعلم ! لا شك أنه يعرف إنتشار
ألممالك ألأرامية في بيت نهرين ألجزيرة و بلاد أرام أي سوريا
و لكنه هل يعلم كيف إنتشرت ألقبائل ألأرامية في بلاد أكاد و
بلاد أشور ؟ هنالك عدة مراجع علمية حول هذا ألموضوع :

BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285

COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996

KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957

LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
هل تعلم أخ tiger أن ألملوك ألأشوريين قد ذكروا أسماء أكثر
من 35 قبيلة أرامية منتشرة في كل ألعراق ألقديم ؟ خاصة على
ضفاف نهري دجلة و ألفرات و روافدهما ؟
ألمؤرخ ليبنسكي ، إستنادا إلى ألكتابات ألأكادية ، يشرح لنا
أماكن تواجد ألأراميين في ألعراق ألقديم و أنني أنصح كل باحث
و مهتم بتاريخ ألسريان ألإطلاع على كتاب إدوار ليبنسكي فهو
أليوم من أهم ألمراجع ( ألعلمية ) عن أجدادنا ألأراميين .
أما ألمؤرخ COLE فإنه نشر و ترجم أرشيف مدينة نيبور
ألذي يعود إلى حوالي 740 سنة ق.م و هو كناية عن مجموعة
كبيرة من ألرسائل ( حوالي 130 رسالة ) باللغة ألأكادية بين حاكم
نيبور و ألقبائل ألكلدانية و ألأرامية . هذه ألرسائل تثبت لنا أهمية
ألوجود ألكلداني - ألأرامي في جنوب و وسط ألعراق .
أخيرا لقد إنتشر ألأراميون في كل ألشرق ألقديم و أحاطوا
بلاد أشور ألقديمة من كل ألجهات .

ب - لقد ذكر ألأخ tiger أيضا " الآرامية ( كثقافة ) انتشرت و على مساحة جغرافية كبيرة ( كما تفضلت )" . من ألمهم جدا أن نعرف
تاريخ إنتشار أللغة ألأرامية و هل نشر ألأراميون لغتهم في بلاد
فارس و ألهند و مصر ؟
- بعض ألإخوة يردد بدون أية براهين أن ألأشوريين طوروا أللغة
ألأرامية و نشروها في ألشرق ألقديم .
- ألبعض ألأخر يؤكد - بدون براهين كالعادة - أن أللغة ألأرامية
متحدرة من أللغة ألأشورية ، لذالك إنتشرت مع توسع ألدولة
ألأشورية .
- بعض ألإخوة يعتقدون أن أللغة ألأرامية قد إنتشرت بفضل
أجدادنا ألتجار ألأراميين . يعللون كما إنتشرت أللغة و ألكتابة
ألفينقية في ألغرب بسبب تجارة ألفينقيين ألبحرية ، إنتشرت
أللغة و ألكتابة ألأرامية في ألشرق ! للأسف هذه ألنظرية غير
مبرهنة .
- عندما إستولى ألفرس على ألدولة ألكلدانية ، كانت أللغة ألأرامية
منتشرة في كل ألشرق ألقديم لذلك إستخدم ألفرس لغتنا ألأرامية
كلغة رسمية في كل أنحاء ألإمبراطورية ألفارسية كما إستخدموا
ألأبجدية ألأرامية لكتابة ألنصوص بلغتهم ألفارسية ألقديمة . إذن
ألشعب ألفارسي هو ألذي نشر أللغة ألأرامية خارج ألشرق ألقديم .
ألنصوص ألأرامية ألقديمة ألتي وجدت في أسيا ألصغرى و في
مصر و في إفغانستان لها علاقة مباشرة بالدولة ألفارسية و ليس
بالشعب ألأرامي .
- يجب ألا ننسى أن أللغة و ألثقافة ألأرامية قد تقدمت و تطورت
في ألشرق و في ألجزيرة بالذات و ليس في بلاد فارس أو مصر،
و ذلك لإحتكاكها باللغة و ألثقافة ألهلينية و أثبت أجدادنا أنها لغة
متقدمة تستطيع أن تنقل ألعلوم و ألأداب .

ج - يستنتج ألأخ tiger " لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!..... "
- هذه ألفكرة بحاجة إلى توضيح ، هل تكلم ألأكاديون و ألسومريون
و ألأشوريون و ألكوشيون و ألشعب ألميتني لغتنا ألأرامية و حافظوا
على إنتمائهم ألأكادي أو ألسومري أو ألأشوري وغيرها ؟
- ألحمدلله لا يوجد أي سرياني يدعي أنه ينتمي أو أن ألسريان
ينتمون إلى إحدى تلك ألشعوب ألتي لعبت دورا في ألتاريخ
و لكن لم تعد موجودة كشعب محافظ على خصائصه .
- للأسف أن بعض ألسريان قد هجر و إبتعد عن هويته ألتاريخية
و يدعي أن كل ألسريان ينتمون إلى ألشعب ألأشوري بالرغم أن
أجدادنا ألسريان إفتخروا بجذورهم ألأرامية فقط .
- لقد تكلم أليهود لغتنا ألأرامية بعد عودتهم من سبي بابل ألثاني
و قد تعلموا أللغة ألأرامية في مدينة بابل بالذات . لا شك أن
تبني ألفرس للغة ألأرامية قد حث أليهود على إستخدامها و قد
ألفوا عدة أسفار من ألتوراة باللغة ألأرامية و قد ترجموا أسفار
ألتوراة بأكملها إلى أللغة ألأرامية و هذه ألترجمة تعرف بالترجوم .
- ألشعب ألأرمني قد إستخدم أللغة ألأرامية و لكنه حافظ على
إنتمائه ألأرمني .

ثالثا - هل كل مشكلة لها حل ؟

لقد طرح ألأخ tiger ألمشكلة " لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!..... " و هو يؤمن أن ألأراميين
هم سريان و ليس كل ألسريان أراميين ؟
للأسف نحن لا نعلم ما معنى " سريان " في مفهوم ألأخ tiger .

أ - هل ألتسمية ألسريانية تعني له ألمسيحية ؟ وهذه نظرية خاطئة
نقدناها في عدة أبحاث .
ب - هل ألتسمية ألسريانية تعني له ألكنيسة ألسريانية ؟
* إذن ألأراميون سريان ( صح ) و ليس كل ألسريان أراميين
وهذا صحيح لأن ألهنود في ألملابار ينتمون إلى ألكنيسة
ألسريانية و هم ليسوا بأراميين !
* هل يعتقد ألأخ tiger ألكنائس ألمارونية و ألكلدانية و ألأشورية
أنها غير سريانية بألإسم أو أللغة أو ألهوية ؟
ج - هل ألتسمية ألسريانية تعني له " ألأشورية " كما يحاول ألبعض
من إخوتنا فرض هذا ألتفسير بدون ألعودة إلى ألتاريخ ألعلمي ؟
د - لقد نسى ألسريان ألرهاويون لغة أجدادهم ألسريانية منذ مئات
ألسنين و صاروا يتكلمون بلهجة أرمنية ممزوجة مع ألسريانية
وألعربية و ألتركية ، لا يزال قسم من ألرهاويين يتكلمون تلك أللهجة
ألأرمنية و يسمونها " ألأورفلية " ، كما لا أعتقد أن أحدا من ألسريان
ألرهاويين يعتقد أو يؤمن بجذور أرمنية .
ه - أخ tiger للإجابة بطريقة علمية ، علينا أن نعرف من هم
ألسريان بنظرك ؟ و خاصة من هم سريان و لكنهم ليسوا أراميين
و أخيرا من ألشعب ألذي يتكلم أللغة ألسريانية أليوم و هو ليس
بسرياني أو أرامي ؟
و - كان ألأب يوسف حبي قد نشر بحثا في مجلة أرام ألعدد
ألثالث و ألرابع سنة 1992 ذكر فيه صفحة 78 " لنركز على الآرامية لا على الآراميين لأننا نود أن يتجنب الباحثون الخلط بين الآراميين جنساً والآراميين لغة، فهؤلاء غير أولئك، بمعنى عدم التساوي مع وجود تشابك وإختلاط... الآراميون جنسا قبائل رحل موطنهم الأصلي جنوب بادية الشام.....
فالآراميون لغة، ورثة الحضارات المشرقية القديمة". وقد رديت على
إدعاء ألأب حبي لا يوجد في ألتاريخ ألقديم أراميون بالجنس
و أراميون بأللغة ! لقد إنصهرت بقايا شعوب عديدة ضمن ألشعب
ألأرامي . ربما " ألحثي " و " ألميتني " ألمنصهر حديثا داخل
ألشعب ألأرامي قد حافظ على لغته ألأم و لكن أولاده و أحفاده
نسوا كل شيئ يذكرهم بجذورهم ألقديمة .
ز - ألسؤال ألذي يطرح هو لما ألشعب ألأرمني إستطاع
ألحفاظ على هويتهم و ليس ألشعب ألميتني و ألحوري و ألحثي
في ألجزيرة و سوريا ألشمالية ؟

ألجواب على سؤالك هو ألنفي : ألفرس و ألأرمن و أليهود إستخدموا
و تكلموا أللغة ألأرامية و لكنهم حافظوا على هوياتهم . و هنا أحب
أن أذكرك أن تلك ألشعوب كانت تسمي لغتنا باللغة ألأرامية
و ليس ألفارسية أو ألأرمنية أو أليهودية ، كما أن أليهود ألذين
تركوا ألعراق في ألخمسينات من ألقرن ألمنصرم كانوا لا
يزالون يتكلمون ألأرامية ، و هنالك عدة دراسات عن أللغة ألأرامية
ألتي كانت لا تزال محكية بين أليهود ألعراقيين .
أما إخوتنا ألسريان ألمنخدعين بالتسمية و ألهوية ألأشورية ، فإنهم
لا يزالون يدعون أنهم يتكلمون " ألأشورية " و هذا أكبر إثبات
على هويتهم ألسريانية .

حفظك ألله
هنري بدروس كيفا
شلومو  و حوبو  إلى  ألأخ tiger  ألموقر

وصلني  في  موقع  قنشرين ألغيور  تعليقا  جديدا  جاء  فيه :
" شكرا على مقالتك الجميلة اخي , من الجميل ان يعرف الشخص تاريخ هذا الشعب العريق .....
لكن هناك سؤال يطرح نفسه بالتأكيد الآراميون هم سريان لكن هل كل السريان هم اراميون ؟؟!!!!
انا شخصيا لا أظن هذا !!
التوزع الجغرافي للآراميين ( كممالك ) معروف و هو محدود كما اعلم , الآرامية ( كثقافة ) انتشرت و على مساحة جغرافية كبيرة ( كما تفضلت ) , و لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!.....
إن كان الجواب نعم , فهذا يبرر تصرف بعض السريان باتخاذ صفة العروبة كقومية لهم في العصر الحالي .....
على اي حال ان كنت تملك الدراسات التاريخية اللازمة عن هذا الموضوع ارجو ان تقوم بنشرها مشكورا "

  شكرا  لك  على  تعليقك  ألذي  ينم  عن  ثقافتك  ألتاريخية  و هذا  مما
يفرحني  كثيرا . 

أولا - هل كل السريان هم اراميون ؟

  لقد  تفضلت  و ذكرت " لكن هناك سؤال يطرح نفسه بالتأكيد الآراميون هم سريان لكن هل كل السريان هم اراميون ؟؟!!!!
انا شخصيا لا أظن هذا !! "
 نعم  ألأراميون  هم  ألسريان  و ليس  سريان ( قسم من ألسريان ) .
 نعم  كل ألسريان  يتحدرون  من  ألأراميين ، و لكننا  لا  نعتقد  أن
ألسريان  ينتمون  إلى  " عرق "  أرامي  صاف ! لأن  كثير  من
ألشعوب  ألقديمة  إنصهرت  بألأراميين  و لم  يعد  يوجد  لهم  أي ذكر
في  ألتاريخ . سأعطيك  مثال  بيت نهرين  أي ألجزيرة ، هل  تعلم  أن
ألشعب  ألميتني  قد  أقام  دولة  قوية  في  ألجزيرة بين  ألقرنين 16 و 12 عشر ق.م  وهم  من  ألهندو أوروبيين  و قد  أخضعوا  ألأشوريين  حوالي
200 سنة . كذلك  سكن  ألجزيرة  ألشعب  ألحوري  و هو  أيضا  من
ألهندو أوروبيين  و حتى  ألشعب  ألحثي  كان  له  وجودا  قويا  على
ألفرات  ألأوسط .
  من  خلال  ألكتابات  ألأكادية  ألعديدة  ألتي  تركها  ألملوك  ألأشوريون
عن  حروبهم  ضد  ألممالك  ألأرامية  يتثبت  لنا :
 أ - أن  ألجزيرة  أي  بيت نهرين  تتقاسمها  عدة  ممالك  أرامية .
ب - لا يوجد  أي  ذكر  لبقايا  ألميتني  و  ألحوري  في  ألقرن  ألعاشر
    بينما  ألكتابات  ألأشورية  ذكرت  بقايا  ألحثيين  على  ألفرات .
ج - في  ألقرون  أللاحقة ،  لا  يوجد  أي  ذكر  عن  بقايا  تلك  ألشعوب
   ألهندو  أوروبية ، بالرغم  أن  ألملوك  ألأشوريين  كانوا  يستخدمون
   تسمية "  بلاد  حاثي "  للإشارة  إلى  بلاد  سوريا  . كذالك  ألملوك
   ألكلدان  إستخدموا  تسمية  " حاثي "  للدلالة  على  سوريا .
د - لقد  ذكرت ألتوراة  (  كتبت  بين  ألقرن  ألسادس و ألأول ق.م )
   تسمية  بيت نهرين  على  ألشكل  ألتالي  "  أرام  نهرين " . لأن
   سكان  بيت نهرين  بأغلبيتهم  من  ألأراميين .
ه -  للأسف  لا  يوجد  مصادر  كثيرة تتكلم  عن  ألجزيرة  بين  600 ق م
  و 300  سنة  ب . م  و لكننا  نملك  مصادر سريانية  عديدة  بين  300
  و 1300 سنة  ب . م .  هذه  ألمصادر  تؤكد  أن  سكان  ألجزيرة
   كانوا  يفتخرون  بجذورهم  ألأرامية .
و -  أين  أختفى  ألشعب  ألميتني  ألذي  حكم  حوالي  400 سنة  في
    ألجزيرة  ؟  أين  هي  بقايا  ألشعب  ألحوري  ؟  هل  توجد  مصادر
    قديمة  تتكلم  عن  ألحثيين  بعد  ألقرن  ألخامس  ق.م  ؟ هل  سمعنا
   في  ألتاريخ  ألحديث  مجموعة  تنادي  بالهوية  ألميتنية  أو ألحثية  ؟
ز -  هنالك  براهين  و نصوص  سريانية  عديدة  تثبت  لنا  أن  أجدادنا
  ألسريان  كانوا  متمسكين  و فخورين  بجذورهم  ألأرامية . و هنا  نحن
  نؤكد  للقراء  أن  ألسريان  ألمشارقة  و ألمغاربة  قد  ذكروا  جذورهم
  ألأرامية .  نحن  لم  نر  نصا  سريانيا  يذكر  جذور  ميتنية  أو  حثية
  و جذور سومرية  أو  أكادية  و  غيرها  !
 

ثانيا - التوزع الجغرافي للآراميين

  أ - ذكر  ألأخ  tiger " التوزع الجغرافي للآراميين ( كممالك ) معروف و هو محدود كما اعلم  " . أشكر  ألأخ  tiger  على  دقة  ألتعبير
و هو  محدود  كما  (  هو  )  يعلم  !  لا  شك  أنه  يعرف  إنتشار
ألممالك  ألأرامية  في بيت نهرين ألجزيرة  و بلاد  أرام  أي  سوريا
و لكنه  هل  يعلم  كيف  إنتشرت  ألقبائل  ألأرامية  في  بلاد  أكاد  و
بلاد  أشور  ؟  هنالك  عدة  مراجع  علمية  حول  هذا  ألموضوع :

 BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285

 COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996

KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957
 
 LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
  هل  تعلم  أخ  tiger أن  ألملوك  ألأشوريين  قد  ذكروا  أسماء  أكثر
من 35  قبيلة  أرامية  منتشرة  في  كل  ألعراق  ألقديم ؟  خاصة  على
ضفاف  نهري  دجلة  و ألفرات  و روافدهما  ؟
   ألمؤرخ  ليبنسكي  ، إستنادا  إلى  ألكتابات  ألأكادية ، يشرح  لنا
أماكن  تواجد  ألأراميين  في  ألعراق  ألقديم  و أنني  أنصح  كل  باحث
و مهتم  بتاريخ  ألسريان  ألإطلاع  على  كتاب  إدوار  ليبنسكي  فهو
أليوم  من  أهم  ألمراجع ( ألعلمية )  عن  أجدادنا  ألأراميين .
 أما  ألمؤرخ  COLE  فإنه  نشر  و ترجم   أرشيف  مدينة  نيبور
ألذي  يعود  إلى  حوالي  740 سنة ق.م  و  هو  كناية  عن  مجموعة
كبيرة  من  ألرسائل  ( حوالي  130 رسالة )  باللغة  ألأكادية  بين حاكم
نيبور  و ألقبائل  ألكلدانية  و ألأرامية . هذه  ألرسائل  تثبت  لنا  أهمية
ألوجود  ألكلداني - ألأرامي  في جنوب  و وسط  ألعراق .
   أخيرا  لقد  إنتشر  ألأراميون  في  كل  ألشرق  ألقديم  و أحاطوا
بلاد  أشور  ألقديمة  من  كل  ألجهات .

ب -  لقد  ذكر  ألأخ tiger  أيضا " الآرامية ( كثقافة ) انتشرت و على مساحة جغرافية كبيرة ( كما تفضلت )" . من  ألمهم  جدا  أن نعرف
تاريخ  إنتشار  أللغة  ألأرامية  و هل  نشر  ألأراميون  لغتهم  في  بلاد
فارس  و ألهند  و مصر ؟ 
- بعض  ألإخوة  يردد  بدون  أية  براهين  أن ألأشوريين  طوروا   أللغة
ألأرامية و نشروها  في  ألشرق ألقديم .
- ألبعض  ألأخر يؤكد - بدون  براهين  كالعادة - أن  أللغة  ألأرامية 
متحدرة  من  أللغة  ألأشورية  ، لذالك  إنتشرت  مع  توسع  ألدولة
ألأشورية .
- بعض  ألإخوة  يعتقدون  أن  أللغة  ألأرامية  قد  إنتشرت  بفضل
أجدادنا  ألتجار  ألأراميين . يعللون  كما  إنتشرت  أللغة  و ألكتابة
ألفينقية  في  ألغرب  بسبب  تجارة  ألفينقيين  ألبحرية ،  إنتشرت
أللغة  و ألكتابة  ألأرامية  في  ألشرق ! للأسف  هذه  ألنظرية  غير
مبرهنة .
- عندما  إستولى  ألفرس  على  ألدولة  ألكلدانية ، كانت  أللغة  ألأرامية
منتشرة  في  كل  ألشرق ألقديم  لذلك  إستخدم  ألفرس  لغتنا  ألأرامية
كلغة  رسمية  في  كل  أنحاء  ألإمبراطورية  ألفارسية كما  إستخدموا
ألأبجدية  ألأرامية  لكتابة  ألنصوص  بلغتهم  ألفارسية  ألقديمة . إذن
ألشعب  ألفارسي  هو  ألذي  نشر  أللغة  ألأرامية  خارج  ألشرق ألقديم .
ألنصوص  ألأرامية  ألقديمة  ألتي  وجدت  في  أسيا  ألصغرى  و في
مصر و في  إفغانستان  لها  علاقة  مباشرة بالدولة  ألفارسية  و ليس
بالشعب  ألأرامي .
- يجب  ألا  ننسى  أن  أللغة  و ألثقافة  ألأرامية  قد  تقدمت  و تطورت
في  ألشرق  و في  ألجزيرة  بالذات  و ليس  في  بلاد  فارس  أو  مصر،
و ذلك  لإحتكاكها  باللغة  و ألثقافة  ألهلينية و أثبت  أجدادنا  أنها  لغة
متقدمة  تستطيع  أن  تنقل  ألعلوم  و  ألأداب .

ج - يستنتج  ألأخ tiger  "  لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!..... "
- هذه  ألفكرة  بحاجة  إلى  توضيح ،  هل  تكلم  ألأكاديون  و ألسومريون
و ألأشوريون  و ألكوشيون  و ألشعب ألميتني  لغتنا  ألأرامية و حافظوا
على  إنتمائهم  ألأكادي  أو  ألسومري  أو ألأشوري  وغيرها  ؟
- ألحمدلله  لا  يوجد  أي  سرياني  يدعي  أنه  ينتمي  أو  أن  ألسريان
ينتمون  إلى  إحدى  تلك  ألشعوب  ألتي  لعبت  دورا  في  ألتاريخ
و لكن  لم  تعد  موجودة  كشعب  محافظ  على  خصائصه .
- للأسف  أن  بعض  ألسريان  قد  هجر  و إبتعد  عن  هويته  ألتاريخية
و يدعي  أن  كل  ألسريان  ينتمون  إلى  ألشعب  ألأشوري بالرغم  أن
أجدادنا  ألسريان  إفتخروا  بجذورهم  ألأرامية  فقط .
- لقد  تكلم  أليهود  لغتنا  ألأرامية  بعد  عودتهم  من  سبي  بابل  ألثاني
و قد  تعلموا   أللغة  ألأرامية  في  مدينة  بابل  بالذات . لا  شك  أن
تبني  ألفرس  للغة  ألأرامية  قد  حث  أليهود  على  إستخدامها  و قد
ألفوا  عدة  أسفار  من  ألتوراة  باللغة  ألأرامية  و قد  ترجموا  أسفار
ألتوراة  بأكملها  إلى  أللغة  ألأرامية  و هذه  ألترجمة  تعرف  بالترجوم .
- ألشعب  ألأرمني  قد  إستخدم  أللغة  ألأرامية  و لكنه  حافظ  على
إنتمائه  ألأرمني .

ثالثا  -  هل  كل  مشكلة  لها  حل  ؟

لقد  طرح  ألأخ  tiger  ألمشكلة "  لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!..... "  و هو  يؤمن  أن  ألأراميين
هم  سريان  و ليس  كل  ألسريان  أراميين  ؟
للأسف  نحن  لا  نعلم  ما  معنى  " سريان "  في مفهوم  ألأخ  tiger .

أ - هل  ألتسمية  ألسريانية  تعني  له  ألمسيحية  ؟  وهذه  نظرية  خاطئة
نقدناها  في  عدة  أبحاث .
ب - هل  ألتسمية  ألسريانية  تعني  له ألكنيسة  ألسريانية  ؟
     * إذن  ألأراميون  سريان  ( صح ) و ليس  كل  ألسريان أراميين
        وهذا  صحيح  لأن  ألهنود  في  ألملابار  ينتمون   إلى  ألكنيسة
       ألسريانية  و هم  ليسوا  بأراميين !
    * هل  يعتقد  ألأخ tiger ألكنائس  ألمارونية  و ألكلدانية  و ألأشورية
     أنها  غير سريانية  بألإسم  أو  أللغة  أو  ألهوية  ؟
ج -  هل  ألتسمية  ألسريانية  تعني  له  " ألأشورية "  كما  يحاول ألبعض
   من  إخوتنا  فرض  هذا  ألتفسير  بدون ألعودة  إلى  ألتاريخ  ألعلمي ؟
د - لقد  نسى  ألسريان  ألرهاويون  لغة  أجدادهم  ألسريانية  منذ  مئات
  ألسنين  و صاروا  يتكلمون  بلهجة  أرمنية  ممزوجة  مع  ألسريانية
وألعربية و ألتركية  ، لا  يزال قسم  من  ألرهاويين  يتكلمون تلك  أللهجة
ألأرمنية و يسمونها " ألأورفلية "  ، كما  لا  أعتقد  أن  أحدا  من ألسريان
ألرهاويين  يعتقد  أو يؤمن  بجذور  أرمنية .
ه -  أخ  tiger  للإجابة  بطريقة  علمية ، علينا  أن  نعرف  من  هم
ألسريان  بنظرك  ؟  و خاصة  من  هم  سريان  و لكنهم  ليسوا  أراميين
و أخيرا  من  ألشعب ألذي  يتكلم  أللغة  ألسريانية  أليوم  و هو  ليس
بسرياني  أو  أرامي  ؟
و -  كان  ألأب  يوسف حبي  قد  نشر  بحثا  في  مجلة  أرام  ألعدد
ألثالث و ألرابع سنة 1992  ذكر  فيه  صفحة 78 " لنركز على الآرامية لا على الآراميين لأننا نود أن يتجنب الباحثون الخلط بين الآراميين جنساً والآراميين لغة، فهؤلاء غير أولئك، بمعنى عدم التساوي مع وجود تشابك وإختلاط... الآراميون جنسا قبائل رحل موطنهم الأصلي جنوب بادية الشام.....
فالآراميون لغة، ورثة الحضارات المشرقية القديمة". وقد  رديت  على
إدعاء  ألأب  حبي  لا  يوجد  في ألتاريخ  ألقديم  أراميون  بالجنس 
و أراميون  بأللغة ! لقد  إنصهرت  بقايا  شعوب  عديدة  ضمن  ألشعب
ألأرامي .  ربما  " ألحثي " و " ألميتني "  ألمنصهر  حديثا  داخل
ألشعب  ألأرامي  قد  حافظ  على  لغته  ألأم  و لكن  أولاده   و  أحفاده
نسوا  كل شيئ  يذكرهم  بجذورهم  ألقديمة .
ز - ألسؤال  ألذي  يطرح  هو  لما  ألشعب  ألأرمني  إستطاع 
ألحفاظ  على هويتهم  و ليس  ألشعب  ألميتني و ألحوري  و ألحثي
في  ألجزيرة  و سوريا  ألشمالية  ؟

  ألجواب  على  سؤالك  هو  ألنفي : ألفرس و ألأرمن و أليهود  إستخدموا
و تكلموا  أللغة  ألأرامية  و لكنهم  حافظوا  على  هوياتهم . و هنا  أحب
أن  أذكرك  أن  تلك  ألشعوب  كانت  تسمي  لغتنا  باللغة  ألأرامية
و ليس  ألفارسية  أو  ألأرمنية  أو  أليهودية ، كما  أن  أليهود  ألذين
تركوا  ألعراق  في  ألخمسينات  من  ألقرن  ألمنصرم  كانوا  لا
يزالون  يتكلمون  ألأرامية ، و هنالك  عدة دراسات  عن  أللغة  ألأرامية
ألتي كانت لا تزال  محكية  بين أليهود  ألعراقيين .
   أما   إخوتنا  ألسريان  ألمنخدعين  بالتسمية  و ألهوية  ألأشورية ، فإنهم
لا  يزالون  يدعون  أنهم  يتكلمون  " ألأشورية " و هذا  أكبر  إثبات
على  هويتهم  ألسريانية .

  حفظك  ألله
هنري بدروس كيفاشلومو  و حوبو  إلى  ألأخ tiger  ألموقر

وصلني  في  موقع  قنشرين ألغيور  تعليقا  جديدا  جاء  فيه :
" شكرا على مقالتك الجميلة اخي , من الجميل ان يعرف الشخص تاريخ هذا الشعب العريق .....
لكن هناك سؤال يطرح نفسه بالتأكيد الآراميون هم سريان لكن هل كل السريان هم اراميون ؟؟!!!!
انا شخصيا لا أظن هذا !!
التوزع الجغرافي للآراميين ( كممالك ) معروف و هو محدود كما اعلم , الآرامية ( كثقافة ) انتشرت و على مساحة جغرافية كبيرة ( كما تفضلت ) , و لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!.....
إن كان الجواب نعم , فهذا يبرر تصرف بعض السريان باتخاذ صفة العروبة كقومية لهم في العصر الحالي .....
على اي حال ان كنت تملك الدراسات التاريخية اللازمة عن هذا الموضوع ارجو ان تقوم بنشرها مشكورا "

  شكرا  لك  على  تعليقك  ألذي  ينم  عن  ثقافتك  ألتاريخية  و هذا  مما
يفرحني  كثيرا . 

أولا - هل كل السريان هم اراميون ؟

  لقد  تفضلت  و ذكرت " لكن هناك سؤال يطرح نفسه بالتأكيد الآراميون هم سريان لكن هل كل السريان هم اراميون ؟؟!!!!
انا شخصيا لا أظن هذا !! "
 نعم  ألأراميون  هم  ألسريان  و ليس  سريان ( قسم من ألسريان ) .
 نعم  كل ألسريان  يتحدرون  من  ألأراميين ، و لكننا  لا  نعتقد  أن
ألسريان  ينتمون  إلى  " عرق "  أرامي  صاف ! لأن  كثير  من
ألشعوب  ألقديمة  إنصهرت  بألأراميين  و لم  يعد  يوجد  لهم  أي ذكر
في  ألتاريخ . سأعطيك  مثال  بيت نهرين  أي ألجزيرة ، هل  تعلم  أن
ألشعب  ألميتني  قد  أقام  دولة  قوية  في  ألجزيرة بين  ألقرنين 16 و 12 عشر ق.م  وهم  من  ألهندو أوروبيين  و قد  أخضعوا  ألأشوريين  حوالي
200 سنة . كذلك  سكن  ألجزيرة  ألشعب  ألحوري  و هو  أيضا  من
ألهندو أوروبيين  و حتى  ألشعب  ألحثي  كان  له  وجودا  قويا  على
ألفرات  ألأوسط .
  من  خلال  ألكتابات  ألأكادية  ألعديدة  ألتي  تركها  ألملوك  ألأشوريون
عن  حروبهم  ضد  ألممالك  ألأرامية  يتثبت  لنا :
 أ - أن  ألجزيرة  أي  بيت نهرين  تتقاسمها  عدة  ممالك  أرامية .
ب - لا يوجد  أي  ذكر  لبقايا  ألميتني  و  ألحوري  في  ألقرن  ألعاشر
    بينما  ألكتابات  ألأشورية  ذكرت  بقايا  ألحثيين  على  ألفرات .
ج - في  ألقرون  أللاحقة ،  لا  يوجد  أي  ذكر  عن  بقايا  تلك  ألشعوب
   ألهندو  أوروبية ، بالرغم  أن  ألملوك  ألأشوريين  كانوا  يستخدمون
   تسمية "  بلاد  حاثي "  للإشارة  إلى  بلاد  سوريا  . كذالك  ألملوك
   ألكلدان  إستخدموا  تسمية  " حاثي "  للدلالة  على  سوريا .
د - لقد  ذكرت ألتوراة  (  كتبت  بين  ألقرن  ألسادس و ألأول ق.م )
   تسمية  بيت نهرين  على  ألشكل  ألتالي  "  أرام  نهرين " . لأن
   سكان  بيت نهرين  بأغلبيتهم  من  ألأراميين .
ه -  للأسف  لا  يوجد  مصادر  كثيرة تتكلم  عن  ألجزيرة  بين  600 ق م
  و 300  سنة  ب . م  و لكننا  نملك  مصادر سريانية  عديدة  بين  300
  و 1300 سنة  ب . م .  هذه  ألمصادر  تؤكد  أن  سكان  ألجزيرة
   كانوا  يفتخرون  بجذورهم  ألأرامية .
و -  أين  أختفى  ألشعب  ألميتني  ألذي  حكم  حوالي  400 سنة  في
    ألجزيرة  ؟  أين  هي  بقايا  ألشعب  ألحوري  ؟  هل  توجد  مصادر
    قديمة  تتكلم  عن  ألحثيين  بعد  ألقرن  ألخامس  ق.م  ؟ هل  سمعنا
   في  ألتاريخ  ألحديث  مجموعة  تنادي  بالهوية  ألميتنية  أو ألحثية  ؟
ز -  هنالك  براهين  و نصوص  سريانية  عديدة  تثبت  لنا  أن  أجدادنا
  ألسريان  كانوا  متمسكين  و فخورين  بجذورهم  ألأرامية . و هنا  نحن
  نؤكد  للقراء  أن  ألسريان  ألمشارقة  و ألمغاربة  قد  ذكروا  جذورهم
  ألأرامية .  نحن  لم  نر  نصا  سريانيا  يذكر  جذور  ميتنية  أو  حثية
  و جذور سومرية  أو  أكادية  و  غيرها  !
 

ثانيا - التوزع الجغرافي للآراميين

  أ - ذكر  ألأخ  tiger " التوزع الجغرافي للآراميين ( كممالك ) معروف و هو محدود كما اعلم  " . أشكر  ألأخ  tiger  على  دقة  ألتعبير
و هو  محدود  كما  (  هو  )  يعلم  !  لا  شك  أنه  يعرف  إنتشار
ألممالك  ألأرامية  في بيت نهرين ألجزيرة  و بلاد  أرام  أي  سوريا
و لكنه  هل  يعلم  كيف  إنتشرت  ألقبائل  ألأرامية  في  بلاد  أكاد  و
بلاد  أشور  ؟  هنالك  عدة  مراجع  علمية  حول  هذا  ألموضوع :

 BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285

 COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996

KUPPER, J.R., Les Nomades en Mésopotamie au temps des rois de Mari Brussels (1957
 
 LIPINSKI, E, The Arameans, Their Ancient History, Culture, Religion. In Orientalia Lovaniensia Analecta. T-100 (2000).
  هل  تعلم  أخ  tiger أن  ألملوك  ألأشوريين  قد  ذكروا  أسماء  أكثر
من 35  قبيلة  أرامية  منتشرة  في  كل  ألعراق  ألقديم ؟  خاصة  على
ضفاف  نهري  دجلة  و ألفرات  و روافدهما  ؟
   ألمؤرخ  ليبنسكي  ، إستنادا  إلى  ألكتابات  ألأكادية ، يشرح  لنا
أماكن  تواجد  ألأراميين  في  ألعراق  ألقديم  و أنني  أنصح  كل  باحث
و مهتم  بتاريخ  ألسريان  ألإطلاع  على  كتاب  إدوار  ليبنسكي  فهو
أليوم  من  أهم  ألمراجع ( ألعلمية )  عن  أجدادنا  ألأراميين .
 أما  ألمؤرخ  COLE  فإنه  نشر  و ترجم   أرشيف  مدينة  نيبور
ألذي  يعود  إلى  حوالي  740 سنة ق.م  و  هو  كناية  عن  مجموعة
كبيرة  من  ألرسائل  ( حوالي  130 رسالة )  باللغة  ألأكادية  بين حاكم
نيبور  و ألقبائل  ألكلدانية  و ألأرامية . هذه  ألرسائل  تثبت  لنا  أهمية
ألوجود  ألكلداني - ألأرامي  في جنوب  و وسط  ألعراق .
   أخيرا  لقد  إنتشر  ألأراميون  في  كل  ألشرق  ألقديم  و أحاطوا
بلاد  أشور  ألقديمة  من  كل  ألجهات .

ب -  لقد  ذكر  ألأخ tiger  أيضا " الآرامية ( كثقافة ) انتشرت و على مساحة جغرافية كبيرة ( كما تفضلت )" . من  ألمهم  جدا  أن نعرف
تاريخ  إنتشار  أللغة  ألأرامية  و هل  نشر  ألأراميون  لغتهم  في  بلاد
فارس  و ألهند  و مصر ؟ 
- بعض  ألإخوة  يردد  بدون  أية  براهين  أن ألأشوريين  طوروا   أللغة
ألأرامية و نشروها  في  ألشرق ألقديم .
- ألبعض  ألأخر يؤكد - بدون  براهين  كالعادة - أن  أللغة  ألأرامية 
متحدرة  من  أللغة  ألأشورية  ، لذالك  إنتشرت  مع  توسع  ألدولة
ألأشورية .
- بعض  ألإخوة  يعتقدون  أن  أللغة  ألأرامية  قد  إنتشرت  بفضل
أجدادنا  ألتجار  ألأراميين . يعللون  كما  إنتشرت  أللغة  و ألكتابة
ألفينقية  في  ألغرب  بسبب  تجارة  ألفينقيين  ألبحرية ،  إنتشرت
أللغة  و ألكتابة  ألأرامية  في  ألشرق ! للأسف  هذه  ألنظرية  غير
مبرهنة .
- عندما  إستولى  ألفرس  على  ألدولة  ألكلدانية ، كانت  أللغة  ألأرامية
منتشرة  في  كل  ألشرق ألقديم  لذلك  إستخدم  ألفرس  لغتنا  ألأرامية
كلغة  رسمية  في  كل  أنحاء  ألإمبراطورية  ألفارسية كما  إستخدموا
ألأبجدية  ألأرامية  لكتابة  ألنصوص  بلغتهم  ألفارسية  ألقديمة . إذن
ألشعب  ألفارسي  هو  ألذي  نشر  أللغة  ألأرامية  خارج  ألشرق ألقديم .
ألنصوص  ألأرامية  ألقديمة  ألتي  وجدت  في  أسيا  ألصغرى  و في
مصر و في  إفغانستان  لها  علاقة  مباشرة بالدولة  ألفارسية  و ليس
بالشعب  ألأرامي .
- يجب  ألا  ننسى  أن  أللغة  و ألثقافة  ألأرامية  قد  تقدمت  و تطورت
في  ألشرق  و في  ألجزيرة  بالذات  و ليس  في  بلاد  فارس  أو  مصر،
و ذلك  لإحتكاكها  باللغة  و ألثقافة  ألهلينية و أثبت  أجدادنا  أنها  لغة
متقدمة  تستطيع  أن  تنقل  ألعلوم  و  ألأداب .

ج - يستنتج  ألأخ tiger  "  لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!..... "
- هذه  ألفكرة  بحاجة  إلى  توضيح ،  هل  تكلم  ألأكاديون  و ألسومريون
و ألأشوريون  و ألكوشيون  و ألشعب ألميتني  لغتنا  ألأرامية و حافظوا
على  إنتمائهم  ألأكادي  أو  ألسومري  أو ألأشوري  وغيرها  ؟
- ألحمدلله  لا  يوجد  أي  سرياني  يدعي  أنه  ينتمي  أو  أن  ألسريان
ينتمون  إلى  إحدى  تلك  ألشعوب  ألتي  لعبت  دورا  في  ألتاريخ
و لكن  لم  تعد  موجودة  كشعب  محافظ  على  خصائصه .
- للأسف  أن  بعض  ألسريان  قد  هجر  و إبتعد  عن  هويته  ألتاريخية
و يدعي  أن  كل  ألسريان  ينتمون  إلى  ألشعب  ألأشوري بالرغم  أن
أجدادنا  ألسريان  إفتخروا  بجذورهم  ألأرامية  فقط .
- لقد  تكلم  أليهود  لغتنا  ألأرامية  بعد  عودتهم  من  سبي  بابل  ألثاني
و قد  تعلموا   أللغة  ألأرامية  في  مدينة  بابل  بالذات . لا  شك  أن
تبني  ألفرس  للغة  ألأرامية  قد  حث  أليهود  على  إستخدامها  و قد
ألفوا  عدة  أسفار  من  ألتوراة  باللغة  ألأرامية  و قد  ترجموا  أسفار
ألتوراة  بأكملها  إلى  أللغة  ألأرامية  و هذه  ألترجمة  تعرف  بالترجوم .
- ألشعب  ألأرمني  قد  إستخدم  أللغة  ألأرامية  و لكنه  حافظ  على
إنتمائه  ألأرمني .

ثالثا  -  هل  كل  مشكلة  لها  حل  ؟

لقد  طرح  ألأخ  tiger  ألمشكلة "  لكن هل التكلم بلغة ما يعني تبعيتي للشعب صاحب تلك اللغة قوميا ؟؟!!!!..... "  و هو  يؤمن  أن  ألأراميين
هم  سريان  و ليس  كل  ألسريان  أراميين  ؟
للأسف  نحن  لا  نعلم  ما  معنى  " سريان "  في مفهوم  ألأخ  tiger .

أ - هل  ألتسمية  ألسريانية  تعني  له  ألمسيحية  ؟  وهذه  نظرية  خاطئة
نقدناها  في  عدة  أبحاث .
ب - هل  ألتسمية  ألسريانية  تعني  له ألكنيسة  ألسريانية  ؟
     * إذن  ألأراميون  سريان  ( صح ) و ليس  كل  ألسريان أراميين
        وهذا  صحيح  لأن  ألهنود  في  ألملابار  ينتمون   إلى  ألكنيسة
       ألسريانية  و هم  ليسوا  بأراميين !
    * هل  يعتقد  ألأخ tiger ألكنائس  ألمارونية  و ألكلدانية  و ألأشورية
     أنها  غير سريانية  بألإسم  أو  أللغة  أو  ألهوية  ؟
ج -  هل  ألتسمية  ألسريانية  تعني  له  " ألأشورية "  كما  يحاول ألبعض
   من  إخوتنا  فرض  هذا  ألتفسير  بدون ألعودة  إلى  ألتاريخ  ألعلمي ؟
د - لقد  نسى  ألسريان  ألرهاويون  لغة  أجدادهم  ألسريانية  منذ  مئات
  ألسنين  و صاروا  يتكلمون  بلهجة  أرمنية  ممزوجة  مع  ألسريانية
وألعربية و ألتركية  ، لا  يزال قسم  من  ألرهاويين  يتكلمون تلك  أللهجة
ألأرمنية و يسمونها " ألأورفلية "  ، كما  لا  أعتقد  أن  أحدا  من ألسريان
ألرهاويين  يعتقد  أو يؤمن  بجذور  أرمنية .
ه -  أخ  tiger  للإجابة  بطريقة  علمية ، علينا  أن  نعرف  من  هم
ألسريان  بنظرك  ؟  و خاصة  من  هم  سريان  و لكنهم  ليسوا  أراميين
و أخيرا  من  ألشعب ألذي  يتكلم  أللغة  ألسريانية  أليوم  و هو  ليس
بسرياني  أو  أرامي  ؟
و -  كان  ألأب  يوسف حبي  قد  نشر  بحثا  في  مجلة  أرام  ألعدد
ألثالث و ألرابع سنة 1992  ذكر  فيه  صفحة 78 " لنركز على الآرامية لا على الآراميين لأننا نود أن يتجنب الباحثون الخلط بين الآراميين جنساً والآراميين لغة، فهؤلاء غير أولئك، بمعنى عدم التساوي مع وجود تشابك وإختلاط... الآراميون جنسا قبائل رحل موطنهم الأصلي جنوب بادية الشام.....
فالآراميون لغة، ورثة الحضارات المشرقية القديمة". وقد  رديت  على
إدعاء  ألأب  حبي  لا  يوجد  في ألتاريخ  ألقديم  أراميون  بالجنس 
و أراميون  بأللغة ! لقد  إنصهرت  بقايا  شعوب  عديدة  ضمن  ألشعب
ألأرامي .  ربما  " ألحثي " و " ألميتني "  ألمنصهر  حديثا  داخل
ألشعب  ألأرامي  قد  حافظ  على  لغته  ألأم  و لكن  أولاده   و  أحفاده
نسوا  كل شيئ  يذكرهم  بجذورهم  ألقديمة .
ز - ألسؤال  ألذي  يطرح  هو  لما  ألشعب  ألأرمني  إستطاع 
ألحفاظ  على هويتهم  و ليس  ألشعب  ألميتني و ألحوري  و ألحثي
في  ألجزيرة  و سوريا  ألشمالية  ؟

  ألجواب  على  سؤالك  هو  ألنفي : ألفرس و ألأرمن و أليهود  إستخدموا
و تكلموا  أللغة  ألأرامية  و لكنهم  حافظوا  على  هوياتهم . و هنا  أحب
أن  أذكرك  أن  تلك  ألشعوب  كانت  تسمي  لغتنا  باللغة  ألأرامية
و ليس  ألفارسية  أو  ألأرمنية  أو  أليهودية ، كما  أن  أليهود  ألذين
تركوا  ألعراق  في  ألخمسينات  من  ألقرن  ألمنصرم  كانوا  لا
يزالون  يتكلمون  ألأرامية ، و هنالك  عدة دراسات  عن  أللغة  ألأرامية
ألتي كانت لا تزال  محكية  بين أليهود  ألعراقيين .
   أما   إخوتنا  ألسريان  ألمنخدعين  بالتسمية  و ألهوية  ألأشورية ، فإنهم
لا  يزالون  يدعون  أنهم  يتكلمون  " ألأشورية " و هذا  أكبر  إثبات
على  هويتهم  ألسريانية .

  حفظك  ألله
هنري بدروس كيفا
     
 
 


 
 
   
 

497
 ألأخ  ميشيل زيتون  و  سياسة  " ألهرب  إلى  ألأمام ! "

  لقد  أتحفنا  ألأخ  ميشيل  زيتون  بكتاباته  حول  ألتسمية  ألأرامية ، فهو
كتب  في موقع  ألقامشلي  في  17 / 1/2007  تحت  عنوان  ألنقاش
حول  تسميتنا  ألقومية :
  " إلىالدكتور هنري بدروس كيفا لو كنت تعلم من أين أتت كلمة أرام وماذا تعني لتغير موقفك هذا , سأعطيك وجهة نظر الأكادميين في هذا الموضوع , وأوضح لك ماذا تعني ومن أين أتت تسمية أرام و أشور ............أرام كلمة أكادية مشتقة من أبرام يعني الأب الأكبر العظيم(الجد ) وبعد حذف الباء أصبح الأسم أرام أي المرتفع أو العالي .....أشور أيضأ كلمة أكادية مشتقة من أب شور أي الأب الأول العظيم وبعد حذف الباء أصبح الأسم أشور أي البداية................من هنا جميع الشعوب التي أحتكت معنا تداولت هذا الأسم أي ( أبرام ) بمعنى الجد ,إذأ الأرامية ليست تسمية قومية كالتسمية الأشوريةالتي شكلت أعظم أمبراطورية في العصور القديمة والوسطى "
     بعد  خمسة  أيام  كتبت  ردا  إلى  ألسيد  زيتون  أي 22/1/2007
طالبت  منه:
  " هل ممكن أخ ميشيل أن تذكر لقراء موقع ألقامشلي ما هي أسماء
هؤلاء ألأكادميين و في أي كتاب ذكروا أن ألتسمية أرام مشتقة
من أبرام ؟
سوف أعلق على هذه ألنظرية ألجديدة ، بصراحة هذه أول مرة
أسمعها في حياتي ، طبعا سوف أتحقق و قد أقتنع من تفسير
هؤلاء " ألأكادميين " . شكرا لك إنني أنتظر منك - من فضلك -
أسماء ألأكادميين ، فنحن لا ندعي بأننا نعرف " كل ألحقيقة " حول
تاريخنا .
سوف أعلق على بقية ردك لاحقا  " .
    لقد  دخلت  ألأخت  أحلام  ألمؤمنة  بأراميتها  في  ألنقاش  في
22/1/2007  و ذكرت  لها :
  "  إنني أعلم يقينا أن ألأخ ميشيل
زيتون ألمحترم ليس له أية علاقة بعلم ألتاريخ ، إنني أطمئنك أنا
لا أنغش بكلمة " ألأكادميون فسروا و قالوا " ، لكن أللياقة تتطلب
منا أن نسأل ألأخ ميشيل زيتون عن أسماء و كتب هؤلاء ألأكاديميين . كما يجب أن نتحقق قبل ألرد بتسرع . "
   
في  25/1/2007   أتحفنا   ألأخ  زيتون  برد  جديد  ورد  فيه :
" انا ساذكر القراء الكرام الاكاديمية التي تاكد بان تسمية ارام بانها كلمة اكادية مشتقة من اب رام وبعد حذف الباء اصبح الاسم ارام اي المرتف ,التي اكدت لنا ذلك انها اكادمية المانية وسيأتيكم لاحقأ كل شيء بالتفصيل "
   أن  ألسيد  زيتون  يشوق  ألقراء  " وسيأتيكم لاحقأ كل شيء بالتفصيل "
    هذا  ألتفصيل  -  عفوا  ألتقطير - سوف  يعرضه  ألسيد  زيتون
في  تاريخ  22/2/2007 . و بالفعل  لقد  ذكر  لنا  -  أخيرا -  إسم
تلك  ألعالمة  ألألمانية Pro .Dr .Hinterberger و ذكر :
 " وقالت بانها تاكدت من ان كل الاسماءالاكادية التي تبدأ بحرف الالف ولا معنى لها بالاسم , يكون حرف الالف هذا هو اختصار لكلمة ... اب ..مثل ( اب شور و اب رام ) وبعد حذف حرف الباء بقي الاسم اشور و ارام . "
 
و  لكنه  لأسفنا  ألشديد لم  يذكر  إسم  ألكتاب  و رقم  ألصفحة و لا
أحد  يلوم  ألسيد  زيتون  فهو  ليس  بباحث  في  ألتاريخ (  هذه  ليس
إهانة ) و هذا  واضح  في  ألفقرات  ألعديدة  ألتي  كتبها  من  وحيه
ألخاص . سوف  أذكر  رده  ألعجيب  على  ألأخ  روبرت عازار في
23/2/2007  لا  يزال  في  موقع  ألقامشلي :
  " اخي الكريم نحن الاشوريين الذين سمينا اسيريان او السيريان دخلنا المسيحية قبل الشعوب الاخرى اي في بداية ذهورها, وعندما كان من يعتنق المسيحية من القبائل المحيطة بنا او التي بالاصل كانت من اصولنا العرقية كانوا يدخلون كنيستنا وكانوا يسمون سريان,اجل حتى يتميزون عن اخوتهم الوثنيين ,
ومثال: الهنود السريان اكثرهم هنود القومية وسريان المذهب,

هل وصلت هذه الفكرة؟؟؟؟؟؟؟؟

ثانيأ:لا ادري كيف التمست هذا التناقض وهو غير موجود لان كما ذكرت سابقأ طبعأ قسموا الكنيسة الى مذهبين فالقسم الذي خرج اطلق على نفسه التسمية الاشورية على نفسه بلغتنا ولكن بقينا عند المستعمرين اسيريان شرقيين واسيريان غربيين............
هل وصلتك هذه ايضأ.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  "
    مع  إحترامي  ألشديد  لثقافة  ألسيد  زيتون  ألتاريخية  حول  تاريخ
أجداده  ألسريان  فهو  يفضح  جهله  ألكامل  لحقيقة  ألتسمية  ألسريانية .
سوف  أعلق  على  جملة  واحدة  فقط ، كتب  ألسيد  زيتون " قسموا الكنيسة الى مذهبين فالقسم الذي خرج اطلق على نفسه التسمية الاشورية على نفسه بلغتنا ولكن بقينا عند المستعمرين اسيريان شرقيين واسيريان غربيين............
هل وصلتك هذه ايضأ.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
   
أ -  لقد  عرفت  ألكنيسة ألسريانية ألشرقية بالكنيسة  ألنسطورية  و ليس
 بالكنيسة  ألأشورية ، إسم  ألكنيسة ألأشورية  حديث  جدا  ( 1976 ).
ب - إسم  ألكنيسة  ألسريانية ألشرقية  و بلغتنا  ألسريانية  أي" سوريويتو"
لا  يعني  أبدا " ألكنيسة  ألأشورية "  كما  يدعي  ألسيد  زيتون !
ج - لا  أعلم  من  يقصد  ألسيد  زيتون بالمستعمرين  هنا  ؟ إن  كلمة  أو
مفهوم  ألإستعمار  هو من  ألتاريخ  ألحديث ، لا  يحق  لهواة  ألمقالات
ألتاريخية  إطلاقه  على  ألتاريخ  ألقديم  و ألوسيط . وطبعا  غير  صحيح
أبدا  أن  أليونانيين  قد  أطلقوا  ألتسمية  ألأشورية  على  أجدادنا  ألسريان .
   إنني   لا  أطلب  ألبراهين  من  ألسيد  زيتون  لأنه  ليس  بباحث  و لا
أظن  أنه  يزور  ألمكتبات  ألعلمية  ،  و أنا  لا  أظن  أنه  يعرف  أسماء
ألمؤرخين  ألذين  كتبوا  باللغة  أليونانية  و ألسريانية  عن  أجدادنا
ألسريان .
  ولكنني  طالبت  ألسيد  زيتون  في  تاريخ  26/2/2007  ما  يلي ;
" هل من ألممكن أن تذكر لنا إسم ألكتاب و رقم ألصفحة ، إنني
أشكرك لأنك أغنيت هذا ألنقاش بمعلومات جديدة قد يكون ألكثيرون
من ألقراء - و أنا أولهم - لا يجيدون أللغة ألألمانية . ليتك تنشر
ألنص ألألماني و ترجمته باللغة ألعربية " طبعا  كتاب  ألعالمة  ألألمانية
ألذي  يستشهد  ألسيد  زيتون  بها  !
   وصلني  ألرد  من  ألسيد  زيتون  في  1/3/2007  و كم  كانت ألمفاجئة  غير  سارة ، إذ  أنه  يكتب :
" ستقول انني اتهرب من النقاش, قل ما تشاء.....
أنا لا يشرفني ان اتناقش اكثر مع من يراني متطرفأ.
أما عن المستشرقة الالمانية وكتابها وترجمة الموضوع أو الصفحة التي طلبت,
فاقول بامكان الاستاذ والدكترة والهندسة الذين كانوا يجتمعون في اسم واحد
وهو يعرف نفسه.!!
وأيضأ كانوا يكتبون باسماء اخرى مثل ..أح....سنحا...أبو.....ديا...وغيرهم
وأذا لا تصدقني عد الى ردودهم, كلها كتبت بأسلوب واحد ولكن أحيانأ من كمبيوتر أخر,وستجد الكثير مما يثبت ذالك.!! "
 
 

نعم  يا  سيد  زيتون  أنت  تتهرب  من  ألنقاش  ألتاريخي  حول  جذورنا
لأنك  تجهل  ذلك  ألتاريخ ،  همك  ألوحيد  ليس  " ألوحدة "  كما  تدعي
و لكن  ألدفاع  عن  فكر  سياسي  متخلف  مبني  على  معلومات
و تفسيرات  ملتوية  و خاطئة  لتاريخ  أمتنا  ألسريانية .
   منذ  شهر  و  نصف  كتبت  لي " إلىالدكتور هنري بدروس كيفا لو كنت تعلم من أين أتت كلمة أرام وماذا تعني لتغير موقفك هذا , سأعطيك وجهة نظر الأكادميين "  فإذا  بألأكادميين  هي  بالحقيقة  أكادمية  وحيدة
"  تبخل "  حتى  من  ذكر  عنوان  كتابها  و رقم  ألصفحة  ! كيف
تريد  أن  تقنع  ألقراء  في  مواضيع  ليست  من  إختصاصك  ألعلمي  ؟
هل  تواضعي  و صبري  معك  يدفعك  إلى  ألإعتقاد بأنك  باحث  علمي
في  تاريخ  ألسريان  ؟
  سيد  زيتون  عليك  أن  تجد  حجة  مقنعة  للتهرب  و ليس  ذكر
" أنا لا يشرفني ان اتناقش اكثر مع من يراني متطرفأ " .
إنني  أعطيك  شهر  و  نصف  كي  تكتب  للقراء  إسم  ألكتاب  و رقم
ألصفحة ،  إحتراما  للقراء  أولا  و لمصداقيتك  ثانيا . أما  إذا  كنت من
هواة  لعبة  كرة  ألطاولة   PING  PONG  فأرجو  ألا  تلهي  ألأخوة
ألذين  لا  يخافون  من  ألنقاش  حول  ألتسمية  ألسريانية  و جذورنا
ألعلمية .
  أخيرا  أرجو  ألا  تتوهم  أن  بعض  ألإخوة  يردون  عليك  بأسماء
مستعارة ، و بألمناسبة  ألأخ  سنحاريب  ألمهتم  بجذورنا  ألعلمية  يكتب
إسمه  ألصريح ، و قد  تعرفت  على  عدة  إخوة  لهم أسماء  أشورية ،
و لكنهم  متمسكون  بجذورنا  ألأرامية  ألعلمية .
   
    حفظك  ألله
هنري بدروس كيفا

498
ألسيد جميل حننا و لغتنا ألسريانية ؟

لقد نشر ألسيد جميل حننا مقالا حول أللغة ألسريانية عنوانه
" اللغة السريانية وأسباب نشوء لهجاتها " . لقد نجح ألسيد حننا في
نشر مقالته ، ألمليئة بالاخطاء ألتاريخية ، في عدة مواقع سريانية ،
مما يدفعنا إلى طرح ألسؤال ألتالي " هل ألمواقع ألسريانية مسؤولة
عن ألمقالات ألغير علمية ألتي تنتشرها ؟ "

أولا - إلى ألأخ جميل حننا
لقد إعتقد أحد ألإخوة أن مقالك مهما عن أللغة ألسريانية ، فنشره
منذ حوالي سنتين في موقع عنكاوا . لقد كتبت ردا على مفهومك
ألخاطئ لتاريخ أللغة ألسريانية ، ربما لم يصلك في حينه ، أرجو
أن يصلك أليوم و تتحقق و تصحح مفاهيمك ألخاطئة .
لا شك ان تحب اللغةالسريانية و لكن للاسف الشديد انت ترتكب
اخطاءعديدة حول تاريخ اللغة السريانية لغةاجدادنا .

1 ـ لقد ذكرت "ويعود سبب الانتشار الواسع للغة السريانية قديماً لعدة عوامل من أبرزها قوة وعظمة ورقي الإمبراطورية الآشورية " اللغة السريانية لم تنتشر بسبب اتساع الامبراطورية
الاشورية و لكن الفرس الذين تبنوااللغة والكتابة الارامية
هم الذين نشروها.

2 ـ نحن نستغرب كيف تكتبون عن اللغةالسريانية و لا تذكرون
الاراميين اصحاب هذه اللغة .انت تربط اللغة السريانية بتاريخ
الشعب الاشوري القديم الذي انصهر بالاراميين. الاشوريون لم
يطوروا اللغةالسريانية بل الاراميون اصحاب هذه اللغة .

3 ـ لقد كتبت "ساهمت قوة الآشوريين وجبروتهم وغنى علومهم وفلسفتهم وريادتهم المدنية في نشر لغتهم وتراثهم الحضاري وإرثهم التاريخي إلى بقاع الدنيا "
اللغة الارامية لم تكن لغة الاشوريين ، الاشوريون كانوا يتكلمون
الاكادية ، ضم المناطق الارامية الى امبراطوريتهم و سبي القبائل
الارامية الى بلاد اشور نفسها ، حتى اصبح الاراميون يشكلون
الاكثرية ، وطبعا سهولة لغتناالارامية واستعمالها للابجدية
22 حرف بدل اكثر من 600 للكتابة الاكادية هذه هي العوامل
التي ساعدت في انتشار اللغة الارامية في الطبقات العليا من
الشعب الاشوري القديم . و لكن هذه اللغة الارامية منتشرة
في بلاد اكاد بين القبائل الكلدانية والارامية في ارام نهرين
وفي بلاد ارام سوريا.

4 ـ لقد كتبت ايضا، هذه الفكرة لا يؤمن بها الا مؤيدو
الفكر الاشوري المتعصب ، كتبت " لقد أخذت اللغة السريانية تسميات متعددة عبر المراحل التاريخية المتعاقبة التي مرت بها الحضارة الآشورية " لقد ماتت الحضارة الاشورية مع سقوط الدولة
الاشورية. اللغة السريانية هي اللغة التي تطورت من اللغة
الارامية، هذا ما كتبه العلماء المختصون بتاريخ اللغة
السريانية، لا يوجداي عالم قد ربطها بالحضارةالاشورية .

5 ـ بصراحة نحن متحيرون من اين لكم هذه المعلومات الخاطئة ؟
تكتبون ايضا "وذلك تبعاً للمجموعة التي كانت تتولى السلطة من أبناء الأمة الواحدة فكانت في عهد الدولة البابلية تدعى اللغة البابلية وفي عهد الدولة الكلدانية تدعى اللغة الكلدانية "
هذه معلومات خاطئة . لم يؤلف البابليون و الكلدان و
الاشوريون " امة واحدة ". الفكر الاشوري يدعي هذه الفكرة
لا يوجد اي مؤرخ مختص في تاريخ الشرق يؤمن بهذه النظرية
السياسية . اخيرا لم يكن يوجدلغة بابلية بل اكادية و لم
يكن يوجد لغة كلدانية ، هذه اول مرة اسمع بوجود لغة
كلدانية قديمة إ القبائل الكلدانية كانت تتكلم الارامية
و تعلمت الاكادية في بلاداكاد إ

6 ـ
انت تردد نفس الاخطاء المنتشرة في الفكر
القومي الاشوري، فانت كتبت ". فقد استمرت الإمبراطورية الآشورية أكثر من ألف عام بمراحلها الثلاث القديمة والوسطى والحديثة " اسمح لي ان اصحح معلوماتك،
الامبراطورية الاشورية لم تستمر اكثر من الف عام إ المؤرخون
يطلقون لقب الامبراطورية على الدولة الاشورية منذ عهد
تغلت فلاسر الثالث (744 ـ 727 )ق.م و البعض من عهد الملك
شلمنصرالثالث (858 ـ 824 )ق.م اي بين 140 و 250 سنة إ

7 ـ كيف تكتب "من هنا يمكننا القول أن اللغة السريانية أو الآشورية الحديثة " اللغة السريانية ليست
الاشورية الحديثة . لا يوجد لغة اشورية حديثة ، هذا طرح
سياسي ام بحث عن اللغة السريانية ؟ متى ستتوقفون عن

تشويه اسم لغتنا و نشر معلومات خاطئة لا يؤمن فيها الا
المنادين بالتسمية الاشورية الحديثة ؟

8 ـ لقد كتبت ايضا " والاختلافات البسيطة بين السين والشين هي اختلافات سطحية ومعروفة الأسباب تاريخياً " هل تستطيع ان تشرح
لنا الاختلافات بين السين والشين ؟

9 ـو "هكذا نجد كلمات كثيرة في اللغة العربية منحولة أو مقتبسة من اللغة الآشورية القديمة أو السريانية " ما هي هذه
اللغة الاشورية القديمة ؟ لقد اثرت اللغة السريانية على اللغة
العربية، المصادر العربية تسميها السريانية اوالنبطية.

10 ـ لما تربط اهمية وتطور السريانية بسقوط
الامبراطوريةالاشورية 612 ق.م. انت تجهل تاريخ اللغةالسريانية
انت تجهل تاريخ السريان الاراميين و دورهم العظيم في نقل
العلوم و الحضارةالى العرب العباسيين إ لا يوجد اي علاقة
بين المعارف السريانية و مكتبة اشوربانيبال إ

11 ـلا يوجد اي علاقة بين اللغة السريانية و علم
الاشوريات ASSYRIOLOGY إ هنالك علماء مختصون بدراسة وتاريخ
اللغة و الكنيسة و الشعب السرياني يطلق عليهمSYRIACISANT
اما علم الاشوريات فهومصطلح يطلق على المختصين بتواريخ كل
الشعوب القديمة و ليس فقط الشعب الاشوري .
أخ جميل أرجو أن تذكر للقراء أي من علماء أللغة ألسريانية
يسمي لغتنا " أشورية " ؟ أرجو أن تطلع على مقالي ألأخير ،
" قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية " كي تتأكد بنفسك
أن ألشعب ألأشوري كان يتكلم أللغة ألأكادية و ليس ألأشورية .
أخيرا إذا كنت تحب لغتك ألسريانية و تريد نشرها ، عليك أن تعرف
تاريخها و لا تشوهه بنظريات لا يؤمن بها إلإ بعض ألمتطرفين .

ثانيا - هل ألمواقع ألسريانية " مسؤولة " عن ما تنشره ؟

1 - إن أغلبية ألمواقع ألسريانية تختبئ تحت شعار " حرية ألرأي " .
إنني لا أزال أذكر ذلك ألموقع ألسرياني ألذي نشر " أكاذيب "
لأحد ألمتطرفين ألذي كتب " ألكلدان و ألسريان ينكرون جذورهم
ألأشورية ! " طبعا ألكاتب ليس مؤرخا أو مطلعا على تاريخنا .
إتصلت بذلك ألموقع ألسرياني هاتفيا و قلت للسكرتيرة " غير مقبول
من ألمواقع ألسريانية أن تنشر هذا ألنوع من ألأكاذيب " . و كم كانت دهشتي عندما وصلني e mail من ألمسؤول يذكر فيه أن
ألموقع غير مسؤول و يجب أن نحترم رأي ألأخريين !

2 - ألمواقع ألأشورية تدعي بأغلبتها ألساحقة بأن جذور ألكلدان
و ألسريان هي أشورية و أن لغتنا ألقومية هي ألأشورية ! ( طبعا
بدون براهين علمية ) و إلا كل ألسريان و ألكلدان ألذين درسوا
علم ألتاريخ كانوا إنضموا إلى
ألفكر ألأشوري .

3 - هنالك مواضيع عديدة ، تستطيع ألمواقع ألسريانية أن تتحجج
بحرية ألرأي مثل ألمواضيع ألسياسية و ألفنية و ألأدبية و غيرها ،
أما ألمواضيع ألتاريخية و أللغوية فعلى ألمسؤولين عن ألمواقع
ألسريانية - على ألأقل بألنسبة إلى إسم لغتنا ألسريانية - أن يطلعوا
على ألمقال ، هل ألكاتب باحث علمي أم مغامر ليس له علاقة
بتاريخ أللغة ألسريانية ! هل من ألمعقول من ألمواقع ألسريانية
أن تنشر مقالات تزور تاريخ و إسم لغتنا ألمقدسة !

4 - أرجو ألا يستغرب ألقراء من موقفي من ألمواقع ألسريانية .
لقد نشر د. أمير حراق بحثا عن تاريخ أللغة ألسريانية ، كذلك د.
أسعد صوما في أبحاثه و محاضراته عن تطور أللغة ألأرامية .

هذه ألأبحاث تثبت أن لغتنا ألسريانية هي متحدرة من أللغة ألأرامية
ألقديمة ، فعلى ألمواقع ألسريانية أن تتمسك بتاريخ أللغة ألعلمي .

5 - إذا كان ألمسؤول غير ضليع بتاريخ أللغة ألسريانية أو بتاريخ
ألسريان ، يستطيع أن يتريث و يسأل أحد ألمسؤولين ألضالعين
في ألموقع كي يتحقق قبل ألنشر و على ألأقل يستطيع أن يعلق
أو يشرح للقراء أن ألموقع يؤمن أن إسم لغتنا ألعلمي هو
أللغة ألسريانية .

ثالثا - ألوعي ألقومي ألسرياني و ألكلداني

من ألمؤسف جدا أن إخوتنا ألمثقفين من ألسريان و ألكلدان لا
يردون على ألإدعاءات ألغير صحيحة ألتي وردت في مقال ألأخ
جميل ألسياسي مثل أن أللغة ألسريانية متحدرة من ألأشورية أو
أن ألأشوريين نشروا أللغة ألسريانية و غيرها من ألأقاويل ألتي
ليس لها أي برهان .
أن ردودكم ألعديدة و ألبسيطة سوف تحث ألكاتب إلى ألعودة إلى
ألمنهجية ألعلمية و ألإبتعاد عن ألنظريات ألمشبوهة خاصة في
تسمية أللغة ألسريانية .
أن ردودكم سوف توقظ ألنائمين و سوف تلقي ألأضواء على
محاولات ألتزييف ألفاشلة لإسم لغتنا ألعلمي . إن سكوتكم عن هذا
ألموضوع " تاريخ أللغة ألسريانية " ، سوف يوهم ألبعض أنكم
ستسكتون أيضا عن هويتنا و مستقبلنا .

هنري بدروس كيفا
ألسيد  جميل حننا   و لغتنا  ألسريانية  ؟
 
 لقد  نشر  ألسيد  جميل حننا   مقالا  حول  أللغة  ألسريانية  عنوانه
" اللغة السريانية وأسباب نشوء لهجاتها  " . لقد  نجح  ألسيد  حننا  في
نشر  مقالته ، ألمليئة  بالاخطاء ألتاريخية ، في  عدة  مواقع  سريانية ،
مما  يدفعنا  إلى  طرح  ألسؤال  ألتالي "  هل  ألمواقع  ألسريانية  مسؤولة
عن  ألمقالات  ألغير  علمية  ألتي  تنتشرها  ؟ "

أولا  -  إلى  ألأخ جميل  حننا
لقد  إعتقد  أحد  ألإخوة  أن  مقالك  مهما  عن  أللغة  ألسريانية ، فنشره
منذ  حوالي  سنتين  في  موقع  عنكاوا .  لقد  كتبت  ردا  على  مفهومك
ألخاطئ  لتاريخ  أللغة  ألسريانية ، ربما  لم  يصلك  في  حينه ، أرجو
أن  يصلك  أليوم  و  تتحقق  و تصحح  مفاهيمك  ألخاطئة .
لا شك ان تحب اللغةالسريانية و لكن للاسف الشديد  انت ترتكب
اخطاءعديدة حول تاريخ اللغة السريانية لغةاجدادنا  .

 1 ـ لقد ذكرت "ويعود سبب الانتشار الواسع للغة السريانية قديماً لعدة عوامل من أبرزها قوة وعظمة ورقي الإمبراطورية الآشورية "  اللغة السريانية لم تنتشر بسبب  اتساع الامبراطورية
الاشورية و لكن الفرس الذين تبنوااللغة والكتابة الارامية
هم الذين نشروها.

2 ـ  نحن نستغرب كيف تكتبون عن اللغةالسريانية و لا تذكرون
الاراميين اصحاب هذه اللغة .انت تربط اللغة السريانية بتاريخ
الشعب الاشوري القديم الذي انصهر بالاراميين. الاشوريون لم
يطوروا اللغةالسريانية بل الاراميون اصحاب هذه اللغة .

3 ـ لقد كتبت "ساهمت قوة الآشوريين وجبروتهم وغنى علومهم وفلسفتهم وريادتهم المدنية في نشر لغتهم وتراثهم الحضاري وإرثهم التاريخي إلى بقاع الدنيا "
اللغة الارامية لم تكن لغة الاشوريين ، الاشوريون كانوا يتكلمون
الاكادية ،  ضم المناطق الارامية الى امبراطوريتهم و سبي القبائل
الارامية الى بلاد اشور نفسها ، حتى اصبح الاراميون يشكلون
الاكثرية ، وطبعا سهولة لغتناالارامية  واستعمالها للابجدية
22 حرف بدل اكثر من 600 للكتابة الاكادية هذه هي العوامل
التي ساعدت في انتشار اللغة الارامية في الطبقات العليا من
الشعب الاشوري القديم . و لكن هذه اللغة الارامية منتشرة
في بلاد اكاد بين القبائل الكلدانية والارامية في ارام نهرين
وفي بلاد ارام سوريا.

 4 ـ لقد كتبت ايضا، هذه الفكرة لا يؤمن بها الا مؤيدو
الفكر الاشوري المتعصب ، كتبت " لقد أخذت اللغة السريانية تسميات متعددة عبر المراحل التاريخية المتعاقبة التي مرت بها الحضارة الآشورية "  لقد ماتت الحضارة الاشورية مع سقوط الدولة
الاشورية. اللغة السريانية هي اللغة التي تطورت من اللغة
الارامية، هذا ما كتبه العلماء المختصون بتاريخ اللغة
السريانية، لا يوجداي عالم قد ربطها بالحضارةالاشورية .

5 ـ  بصراحة نحن متحيرون من اين لكم هذه المعلومات الخاطئة ؟
تكتبون ايضا  "وذلك تبعاً للمجموعة التي كانت تتولى السلطة من أبناء الأمة الواحدة فكانت في عهد الدولة البابلية تدعى اللغة البابلية وفي عهد الدولة الكلدانية تدعى اللغة الكلدانية "
 هذه معلومات خاطئة . لم يؤلف البابليون و الكلدان و
الاشوريون  " امة واحدة  ". الفكر الاشوري يدعي هذه الفكرة
لا يوجد اي  مؤرخ مختص في تاريخ الشرق يؤمن بهذه النظرية
السياسية . اخيرا لم يكن يوجدلغة بابلية بل اكادية و لم
يكن يوجد لغة كلدانية ، هذه اول مرة اسمع بوجود لغة
كلدانية قديمة إ القبائل الكلدانية كانت تتكلم الارامية
و تعلمت الاكادية في بلاداكاد إ

 6 ـ
انت تردد نفس الاخطاء المنتشرة في الفكر
القومي الاشوري، فانت كتبت  ". فقد استمرت الإمبراطورية الآشورية أكثر من ألف عام بمراحلها الثلاث القديمة والوسطى والحديثة " اسمح لي ان اصحح معلوماتك،
الامبراطورية الاشورية لم تستمر اكثر من الف عام إ المؤرخون
يطلقون لقب الامبراطورية على الدولة الاشورية منذ عهد
تغلت فلاسر الثالث (744 ـ 727 )ق.م و البعض من عهد الملك
شلمنصرالثالث (858 ـ 824 )ق.م اي بين 140 و 250 سنة إ

 7 ـ كيف تكتب  "من هنا يمكننا القول أن اللغة السريانية أو الآشورية الحديثة  "  اللغة السريانية ليست
الاشورية الحديثة . لا يوجد لغة اشورية حديثة ، هذا طرح
سياسي ام  بحث عن اللغة السريانية ؟ متى ستتوقفون عن

تشويه اسم لغتنا و نشر معلومات خاطئة لا يؤمن فيها الا
المنادين بالتسمية الاشورية الحديثة ؟

8 ـ لقد كتبت ايضا  "  والاختلافات البسيطة بين السين والشين هي اختلافات سطحية ومعروفة الأسباب تاريخياً " هل تستطيع ان تشرح
لنا الاختلافات بين السين والشين ؟

 9 ـو "هكذا نجد كلمات كثيرة في اللغة العربية منحولة أو مقتبسة من اللغة الآشورية القديمة أو السريانية "  ما هي هذه
اللغة الاشورية القديمة ؟ لقد اثرت اللغة السريانية على اللغة
العربية، المصادر العربية تسميها السريانية اوالنبطية.

 10 ـ  لما تربط اهمية وتطور السريانية بسقوط
الامبراطوريةالاشورية 612 ق.م. انت تجهل تاريخ اللغةالسريانية
انت تجهل تاريخ السريان الاراميين و دورهم العظيم في نقل
العلوم و الحضارةالى العرب العباسيين إ لا يوجد اي علاقة
بين المعارف السريانية و مكتبة اشوربانيبال إ

11 ـلا يوجد اي علاقة بين اللغة السريانية و علم
الاشوريات ASSYRIOLOGY إ هنالك علماء مختصون بدراسة وتاريخ
اللغة و الكنيسة و الشعب السرياني يطلق عليهمSYRIACISANT
اما علم الاشوريات فهومصطلح يطلق على المختصين بتواريخ كل
الشعوب القديمة و ليس فقط الشعب الاشوري .
أخ  جميل  أرجو  أن  تذكر  للقراء  أي  من  علماء  أللغة  ألسريانية
يسمي  لغتنا  " أشورية " ؟  أرجو  أن  تطلع على  مقالي  ألأخير ،
" قاموس  شيكاغو  " ألأشوري " و أللغة  ألأكادية "  كي  تتأكد  بنفسك
أن  ألشعب  ألأشوري  كان  يتكلم  أللغة  ألأكادية  و ليس  ألأشورية .
أخيرا  إذا  كنت  تحب لغتك  ألسريانية  و تريد  نشرها ، عليك  أن تعرف
تاريخها  و لا  تشوهه  بنظريات  لا  يؤمن  بها  إلإ  بعض  ألمتطرفين .

ثانيا - هل ألمواقع  ألسريانية " مسؤولة " عن  ما  تنشره  ؟

  1 -  إن  أغلبية  ألمواقع  ألسريانية  تختبئ  تحت  شعار  "  حرية  ألرأي " .
إنني   لا  أزال  أذكر  ذلك  ألموقع  ألسرياني  ألذي  نشر " أكاذيب "
لأحد  ألمتطرفين  ألذي  كتب "  ألكلدان  و ألسريان  ينكرون  جذورهم
ألأشورية ! "  طبعا  ألكاتب  ليس  مؤرخا  أو  مطلعا  على  تاريخنا .
إتصلت  بذلك  ألموقع  ألسرياني  هاتفيا  و قلت  للسكرتيرة " غير  مقبول
من  ألمواقع  ألسريانية  أن  تنشر  هذا  ألنوع  من  ألأكاذيب " . و كم كانت  دهشتي  عندما  وصلني e mail من  ألمسؤول  يذكر  فيه   أن
ألموقع  غير  مسؤول  و يجب  أن  نحترم  رأي  ألأخريين !

   2 -  ألمواقع  ألأشورية  تدعي  بأغلبتها  ألساحقة  بأن  جذور  ألكلدان
و ألسريان  هي  أشورية و أن  لغتنا  ألقومية هي  ألأشورية ! ( طبعا
بدون براهين  علمية )  و إلا  كل  ألسريان  و ألكلدان  ألذين  درسوا
 علم  ألتاريخ  كانوا  إنضموا  إلى             
ألفكر  ألأشوري .

3 - هنالك  مواضيع  عديدة ، تستطيع  ألمواقع  ألسريانية  أن  تتحجج
بحرية  ألرأي  مثل  ألمواضيع ألسياسية  و ألفنية  و ألأدبية  و غيرها ،
أما   ألمواضيع  ألتاريخية  و أللغوية  فعلى  ألمسؤولين  عن  ألمواقع
ألسريانية  -  على  ألأقل  بألنسبة  إلى  إسم  لغتنا  ألسريانية -  أن يطلعوا
على  ألمقال ، هل  ألكاتب  باحث  علمي أم  مغامر  ليس  له  علاقة
بتاريخ  أللغة  ألسريانية !  هل  من  ألمعقول  من  ألمواقع  ألسريانية
أن  تنشر  مقالات  تزور  تاريخ  و إسم  لغتنا  ألمقدسة !

4 -  أرجو  ألا  يستغرب  ألقراء  من  موقفي  من  ألمواقع  ألسريانية .
لقد  نشر  د. أمير  حراق  بحثا  عن  تاريخ  أللغة ألسريانية ، كذلك د.
أسعد  صوما  في  أبحاثه  و محاضراته  عن  تطور  أللغة  ألأرامية .

هذه  ألأبحاث  تثبت  أن  لغتنا  ألسريانية  هي  متحدرة  من  أللغة ألأرامية
ألقديمة   ،  فعلى  ألمواقع  ألسريانية  أن  تتمسك  بتاريخ  أللغة  ألعلمي .

5 -   إذا  كان  ألمسؤول  غير  ضليع  بتاريخ  أللغة  ألسريانية  أو  بتاريخ
ألسريان ، يستطيع  أن  يتريث  و يسأل  أحد  ألمسؤولين  ألضالعين
في  ألموقع  كي  يتحقق  قبل  ألنشر  و على  ألأقل  يستطيع  أن  يعلق
أو  يشرح  للقراء  أن  ألموقع  يؤمن  أن  إسم  لغتنا  ألعلمي  هو
أللغة  ألسريانية .

ثالثا - ألوعي  ألقومي  ألسرياني  و ألكلداني

  من  ألمؤسف  جدا  أن  إخوتنا  ألمثقفين  من  ألسريان  و ألكلدان  لا
يردون   على  ألإدعاءات  ألغير  صحيحة  ألتي  وردت  في  مقال  ألأخ
جميل  ألسياسي  مثل  أن  أللغة  ألسريانية  متحدرة  من  ألأشورية  أو
أن  ألأشوريين  نشروا  أللغة  ألسريانية  و غيرها  من ألأقاويل  ألتي
ليس  لها  أي  برهان .
  أن  ردودكم  ألعديدة  و ألبسيطة  سوف  تحث  ألكاتب  إلى ألعودة  إلى
ألمنهجية  ألعلمية  و ألإبتعاد  عن  ألنظريات  ألمشبوهة  خاصة  في
تسمية  أللغة  ألسريانية . 
   أن  ردودكم   سوف  توقظ  ألنائمين و سوف  تلقي  ألأضواء  على
محاولات  ألتزييف  ألفاشلة  لإسم  لغتنا  ألعلمي .  إن  سكوتكم  عن  هذا
ألموضوع  " تاريخ  أللغة  ألسريانية "  ،  سوف  يوهم  ألبعض  أنكم
ستسكتون  أيضا  عن  هويتنا  و مستقبلنا .

 هنري بدروس كيفاألسيد  جميل حننا   و لغتنا  ألسريانية  ؟
 
 لقد  نشر  ألسيد  جميل حننا   مقالا  حول  أللغة  ألسريانية  عنوانه
" اللغة السريانية وأسباب نشوء لهجاتها  " . لقد  نجح  ألسيد  حننا  في
نشر  مقالته ، ألمليئة  بالاخطاء ألتاريخية ، في  عدة  مواقع  سريانية ،
مما  يدفعنا  إلى  طرح  ألسؤال  ألتالي "  هل  ألمواقع  ألسريانية  مسؤولة
عن  ألمقالات  ألغير  علمية  ألتي  تنتشرها  ؟ "

أولا  -  إلى  ألأخ جميل  حننا
لقد  إعتقد  أحد  ألإخوة  أن  مقالك  مهما  عن  أللغة  ألسريانية ، فنشره
منذ  حوالي  سنتين  في  موقع  عنكاوا .  لقد  كتبت  ردا  على  مفهومك
ألخاطئ  لتاريخ  أللغة  ألسريانية ، ربما  لم  يصلك  في  حينه ، أرجو
أن  يصلك  أليوم  و  تتحقق  و تصحح  مفاهيمك  ألخاطئة .
لا شك ان تحب اللغةالسريانية و لكن للاسف الشديد  انت ترتكب
اخطاءعديدة حول تاريخ اللغة السريانية لغةاجدادنا  .

 1 ـ لقد ذكرت "ويعود سبب الانتشار الواسع للغة السريانية قديماً لعدة عوامل من أبرزها قوة وعظمة ورقي الإمبراطورية الآشورية "  اللغة السريانية لم تنتشر بسبب  اتساع الامبراطورية
الاشورية و لكن الفرس الذين تبنوااللغة والكتابة الارامية
هم الذين نشروها.

2 ـ  نحن نستغرب كيف تكتبون عن اللغةالسريانية و لا تذكرون
الاراميين اصحاب هذه اللغة .انت تربط اللغة السريانية بتاريخ
الشعب الاشوري القديم الذي انصهر بالاراميين. الاشوريون لم
يطوروا اللغةالسريانية بل الاراميون اصحاب هذه اللغة .

3 ـ لقد كتبت "ساهمت قوة الآشوريين وجبروتهم وغنى علومهم وفلسفتهم وريادتهم المدنية في نشر لغتهم وتراثهم الحضاري وإرثهم التاريخي إلى بقاع الدنيا "
اللغة الارامية لم تكن لغة الاشوريين ، الاشوريون كانوا يتكلمون
الاكادية ،  ضم المناطق الارامية الى امبراطوريتهم و سبي القبائل
الارامية الى بلاد اشور نفسها ، حتى اصبح الاراميون يشكلون
الاكثرية ، وطبعا سهولة لغتناالارامية  واستعمالها للابجدية
22 حرف بدل اكثر من 600 للكتابة الاكادية هذه هي العوامل
التي ساعدت في انتشار اللغة الارامية في الطبقات العليا من
الشعب الاشوري القديم . و لكن هذه اللغة الارامية منتشرة
في بلاد اكاد بين القبائل الكلدانية والارامية في ارام نهرين
وفي بلاد ارام سوريا.

 4 ـ لقد كتبت ايضا، هذه الفكرة لا يؤمن بها الا مؤيدو
الفكر الاشوري المتعصب ، كتبت " لقد أخذت اللغة السريانية تسميات متعددة عبر المراحل التاريخية المتعاقبة التي مرت بها الحضارة الآشورية "  لقد ماتت الحضارة الاشورية مع سقوط الدولة
الاشورية. اللغة السريانية هي اللغة التي تطورت من اللغة
الارامية، هذا ما كتبه العلماء المختصون بتاريخ اللغة
السريانية، لا يوجداي عالم قد ربطها بالحضارةالاشورية .

5 ـ  بصراحة نحن متحيرون من اين لكم هذه المعلومات الخاطئة ؟
تكتبون ايضا  "وذلك تبعاً للمجموعة التي كانت تتولى السلطة من أبناء الأمة الواحدة فكانت في عهد الدولة البابلية تدعى اللغة البابلية وفي عهد الدولة الكلدانية تدعى اللغة الكلدانية "
 هذه معلومات خاطئة . لم يؤلف البابليون و الكلدان و
الاشوريون  " امة واحدة  ". الفكر الاشوري يدعي هذه الفكرة
لا يوجد اي  مؤرخ مختص في تاريخ الشرق يؤمن بهذه النظرية
السياسية . اخيرا لم يكن يوجدلغة بابلية بل اكادية و لم
يكن يوجد لغة كلدانية ، هذه اول مرة اسمع بوجود لغة
كلدانية قديمة إ القبائل الكلدانية كانت تتكلم الارامية
و تعلمت الاكادية في بلاداكاد إ

 6 ـ
انت تردد نفس الاخطاء المنتشرة في الفكر
القومي الاشوري، فانت كتبت  ". فقد استمرت الإمبراطورية الآشورية أكثر من ألف عام بمراحلها الثلاث القديمة والوسطى والحديثة " اسمح لي ان اصحح معلوماتك،
الامبراطورية الاشورية لم تستمر اكثر من الف عام إ المؤرخون
يطلقون لقب الامبراطورية على الدولة الاشورية منذ عهد
تغلت فلاسر الثالث (744 ـ 727 )ق.م و البعض من عهد الملك
شلمنصرالثالث (858 ـ 824 )ق.م اي بين 140 و 250 سنة إ

 7 ـ كيف تكتب  "من هنا يمكننا القول أن اللغة السريانية أو الآشورية الحديثة  "  اللغة السريانية ليست
الاشورية الحديثة . لا يوجد لغة اشورية حديثة ، هذا طرح
سياسي ام  بحث عن اللغة السريانية ؟ متى ستتوقفون عن

تشويه اسم لغتنا و نشر معلومات خاطئة لا يؤمن فيها الا
المنادين بالتسمية الاشورية الحديثة ؟

8 ـ لقد كتبت ايضا  "  والاختلافات البسيطة بين السين والشين هي اختلافات سطحية ومعروفة الأسباب تاريخياً " هل تستطيع ان تشرح
لنا الاختلافات بين السين والشين ؟

 9 ـو "هكذا نجد كلمات كثيرة في اللغة العربية منحولة أو مقتبسة من اللغة الآشورية القديمة أو السريانية "  ما هي هذه
اللغة الاشورية القديمة ؟ لقد اثرت اللغة السريانية على اللغة
العربية، المصادر العربية تسميها السريانية اوالنبطية.

 10 ـ  لما تربط اهمية وتطور السريانية بسقوط
الامبراطوريةالاشورية 612 ق.م. انت تجهل تاريخ اللغةالسريانية
انت تجهل تاريخ السريان الاراميين و دورهم العظيم في نقل
العلوم و الحضارةالى العرب العباسيين إ لا يوجد اي علاقة
بين المعارف السريانية و مكتبة اشوربانيبال إ

11 ـلا يوجد اي علاقة بين اللغة السريانية و علم
الاشوريات ASSYRIOLOGY إ هنالك علماء مختصون بدراسة وتاريخ
اللغة و الكنيسة و الشعب السرياني يطلق عليهمSYRIACISANT
اما علم الاشوريات فهومصطلح يطلق على المختصين بتواريخ كل
الشعوب القديمة و ليس فقط الشعب الاشوري .
أخ  جميل  أرجو  أن  تذكر  للقراء  أي  من  علماء  أللغة  ألسريانية
يسمي  لغتنا  " أشورية " ؟  أرجو  أن  تطلع على  مقالي  ألأخير ،
" قاموس  شيكاغو  " ألأشوري " و أللغة  ألأكادية "  كي  تتأكد  بنفسك
أن  ألشعب  ألأشوري  كان  يتكلم  أللغة  ألأكادية  و ليس  ألأشورية .
أخيرا  إذا  كنت  تحب لغتك  ألسريانية  و تريد  نشرها ، عليك  أن تعرف
تاريخها  و لا  تشوهه  بنظريات  لا  يؤمن  بها  إلإ  بعض  ألمتطرفين .

ثانيا - هل ألمواقع  ألسريانية " مسؤولة " عن  ما  تنشره  ؟

  1 -  إن  أغلبية  ألمواقع  ألسريانية  تختبئ  تحت  شعار  "  حرية  ألرأي " .
إنني   لا  أزال  أذكر  ذلك  ألموقع  ألسرياني  ألذي  نشر " أكاذيب "
لأحد  ألمتطرفين  ألذي  كتب "  ألكلدان  و ألسريان  ينكرون  جذورهم
ألأشورية ! "  طبعا  ألكاتب  ليس  مؤرخا  أو  مطلعا  على  تاريخنا .
إتصلت  بذلك  ألموقع  ألسرياني  هاتفيا  و قلت  للسكرتيرة " غير  مقبول
من  ألمواقع  ألسريانية  أن  تنشر  هذا  ألنوع  من  ألأكاذيب " . و كم كانت  دهشتي  عندما  وصلني e mail من  ألمسؤول  يذكر  فيه   أن
ألموقع  غير  مسؤول  و يجب  أن  نحترم  رأي  ألأخريين !

   2 -  ألمواقع  ألأشورية  تدعي  بأغلبتها  ألساحقة  بأن  جذور  ألكلدان
و ألسريان  هي  أشورية و أن  لغتنا  ألقومية هي  ألأشورية ! ( طبعا
بدون براهين  علمية )  و إلا  كل  ألسريان  و ألكلدان  ألذين  درسوا
 علم  ألتاريخ  كانوا  إنضموا  إلى             
ألفكر  ألأشوري .

3 - هنالك  مواضيع  عديدة ، تستطيع  ألمواقع  ألسريانية  أن  تتحجج
بحرية  ألرأي  مثل  ألمواضيع ألسياسية  و ألفنية  و ألأدبية  و غيرها ،
أما   ألمواضيع  ألتاريخية  و أللغوية  فعلى  ألمسؤولين  عن  ألمواقع
ألسريانية  -  على  ألأقل  بألنسبة  إلى  إسم  لغتنا  ألسريانية -  أن يطلعوا
على  ألمقال ، هل  ألكاتب  باحث  علمي أم  مغامر  ليس  له  علاقة
بتاريخ  أللغة  ألسريانية !  هل  من  ألمعقول  من  ألمواقع  ألسريانية
أن  تنشر  مقالات  تزور  تاريخ  و إسم  لغتنا  ألمقدسة !

4 -  أرجو  ألا  يستغرب  ألقراء  من  موقفي  من  ألمواقع  ألسريانية .
لقد  نشر  د. أمير  حراق  بحثا  عن  تاريخ  أللغة ألسريانية ، كذلك د.
أسعد  صوما  في  أبحاثه  و محاضراته  عن  تطور  أللغة  ألأرامية .

هذه  ألأبحاث  تثبت  أن  لغتنا  ألسريانية  هي  متحدرة  من  أللغة ألأرامية
ألقديمة   ،  فعلى  ألمواقع  ألسريانية  أن  تتمسك  بتاريخ  أللغة  ألعلمي .

5 -   إذا  كان  ألمسؤول  غير  ضليع  بتاريخ  أللغة  ألسريانية  أو  بتاريخ
ألسريان ، يستطيع  أن  يتريث  و يسأل  أحد  ألمسؤولين  ألضالعين
في  ألموقع  كي  يتحقق  قبل  ألنشر  و على  ألأقل  يستطيع  أن  يعلق
أو  يشرح  للقراء  أن  ألموقع  يؤمن  أن  إسم  لغتنا  ألعلمي  هو
أللغة  ألسريانية .

ثالثا - ألوعي  ألقومي  ألسرياني  و ألكلداني

  من  ألمؤسف  جدا  أن  إخوتنا  ألمثقفين  من  ألسريان  و ألكلدان  لا
يردون   على  ألإدعاءات  ألغير  صحيحة  ألتي  وردت  في  مقال  ألأخ
جميل  ألسياسي  مثل  أن  أللغة  ألسريانية  متحدرة  من  ألأشورية  أو
أن  ألأشوريين  نشروا  أللغة  ألسريانية  و غيرها  من ألأقاويل  ألتي
ليس  لها  أي  برهان .
  أن  ردودكم  ألعديدة  و ألبسيطة  سوف  تحث  ألكاتب  إلى ألعودة  إلى
ألمنهجية  ألعلمية  و ألإبتعاد  عن  ألنظريات  ألمشبوهة  خاصة  في
تسمية  أللغة  ألسريانية . 
   أن  ردودكم   سوف  توقظ  ألنائمين و سوف  تلقي  ألأضواء  على
محاولات  ألتزييف  ألفاشلة  لإسم  لغتنا  ألعلمي .  إن  سكوتكم  عن  هذا
ألموضوع  " تاريخ  أللغة  ألسريانية "  ،  سوف  يوهم  ألبعض  أنكم
ستسكتون  أيضا  عن  هويتنا  و مستقبلنا .

 هنري بدروس كيفا
     

 

499
قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية

أولا - أول مرة سمعت بقاموس شيكاغو" ألأشوري " ألشهير
" THE ASSYRIAN DICTIONARY " كان سنة 1984 وفي
مدينة شيكاغو بالذات ، إذ إلتقيت بأحد ألإخوة ألذين يؤمنون أن
لغتنا يجب أن تسمى " أشورية " و قد إستند يومها بقاموس شيكاغو
و قد قال لي " كيف تدرس ألتاريخ و تسمي لغتنا سريانية و أنت غير
مطلع على قاموس شيكاغو ألأشوري ؟ "
ألتاريخ بحر عميق من ألمستحيل معرفة كل شيئ ، لقد تعجبت
كيف تسمي جامعة شيكاغو ألشهيرة لغتنا ألسريانية باللغة ألأشورية؟
و لما في جامعة ألسوربون يسمون لغتنا ألسريانية و جامعة شيكاغو
يسمونها أشورية ؟
هل يوجد إختلاف في تسمية لغتنا بين ألجامعات ألفرنسية و
ألأميركية ؟ هل من ألطبيعي أن تسمى أللغة ألسريانية بأسماء
مختلفة ؟ و لما أجدادنا كانوا يسمون لغتهم ألسريانية أو ألأرامية
و لم يسموها " أبدا " أشورية ؟
مرت ألأيام و سمحت لي بالتعمق أكثر في تاريخ ألشرق ألقديم
و بما أن تاريخ أجدادنا ألأراميين متعلق بتاريخ ألدولة ألأشورية ،
إذ أن حوالي 70 % من معلوماتنا عن تاريخ ألأراميين و إنتشارهم
في ألشرق ألقديم مأخوذة من كتابات ألملوك ألأشوريين ألعديدة .
لقد عرفت من خلال مطالعاتي أن قاموس شيكاغو ألأشوري ليس
له أي علاقة باللغة ألسريانية و هو قاموس للكتابة ألمسمارية و أللغة ألأكادية ألتي كانت منتشرة في ألشرق ألقديم .

ثانيا - أشورية أم أكادية ؟
إن ألشعب ألأشوري كان يتكلم أللغة ألأكادية و لم يكن له لغة
أشورية خاصة كما يردد بعض ألإخوة . لقد وجدت موقعا مهما
يتكلم عن أللغات ألقديمة أرجو ألدخول إليه و ملاحظة عناوين
ألأبحاث هل تتكلم عن أللغة ألأشورية أم ألأكادية ؟
http://www.lib.washington.edu/neareast/mesopotamia/h&cmesopot.html#Mesopotamian%20Linguistics%20&%20Philology
سوف أنقل لكم أللائحة
Adler, Hans-Peter. Das Akkadische des Konigs Tusratta von Mitanni. Kevelaer : Butzon und Bercker ; Neukirchen-Vluyn : Neukirchener Verlag, 1976. Call#= PJ3829.T8 A3 1976

Autran, Charles, 1879-. Sumerien et indo-europeen, l'aspect morphologique de la question. Paris, P. Geuthner, 1925. Call #= PJ4008 .A8

Berkooz, Moshe, 1908-. The Nuzi dialect of Akkadian; orthography and phonology. Philadelphia, Linguistic society of America, University of Pennsylvania, 1937. Call#= 405 L269 no.19-25

Bezold, Carl, 1859-1922. Babylonisch-assyrisch alaku 'gehen'; zettelproben des babylonisch-assyrischen worterbuchs der Heidelberger akademie der wissenschaften. Heidelberg, C. Winter, 1920. Call#= AS182 .H44 1920 no.10, 13, 16

Bezold, Carl, 1859-1922. Babylonisch-assyrisches Glossar. Heidelberg, C. Winter, 1926. Call #= PJ3540 .B49 1926

Black, Jeremy A. Sumerian grammar in Babylonian theory. Roma : Editrice Pontificio Istituto Biblico, 1991. Call #= PJ4021 .B58 1991

Deimel, Anton, 1865-1954. Das Sumerische Verbum : (Nachtrag zu Sumerische Grammatich). Rom : Papstl Bibelinstitut, 1935. Call #= PJ4021 .D44

Deutscher, Guy, Dr. Syntactic change in Akkadian : the evolution of sentential Complementation. Oxford ; New York : Oxford University Press, 2000. Call #= PJ3241 .D48 2000

Dietel, Robert G. Ancient Akkadian grammatical concepts. 1987. Call #= P 25 Th34200

Edzard, Dietz Otto. Die Iterativstamme beim akkadischen Verbum : die Frage ihrer Entstehung, ihre Funktion, ihre Verbreitung. Munchen : Verlag der Bayerischen Akademie der Wissenschaften ; in Kommission bei C.H. Beck, 1996. Call #= PJ3291 .E39 1996

Frayne, Douglas. The Early Dynastic list of geographical names. New Haven, Conn. : American Oriental Society, 1992. Call #= PJ4037 .F72 1992

Gelb, Ignace J., 1907-. Sequential reconstruction of Proto-Akkadian. Chicago, University of Chicago Press [1969]. Call #= PJ3251 .G45

Giacumakis, George. The Akkadian of Alalah. The Hague, Mouton, 1970. Call #= PJ3595.A4 G5

Gianto, Agustinus. Word order variation in the Akkadian of Byblos. Roma : Pontificio Istituto Biblico, 1990. Call #= PJ3311 .G5 1990

Huehnergard, John. Key to a grammar of Akkadian. Atlanta, Ga. : Scholars Press, c1997. Call #= PJ3251 .H85 1997

Huehnergard, John. The Akkadian of Ugarit. Atlanta, Ga. : Scholars Press, 1989, c1988. Call #= PJ3595.U34 H84 1989

Izre'el, Shlomo. Amurru Akkadian : a linguistic study. Atlanta, Ga. : Scholars Press, c1991. Call #= PJ3595.A48 I98 1991

Jestin, Raymond Riec. Notes de graphie et de phonetique sumeriennes. Paris, H. Champion, 1965. Call#= 060 EHE v.317

Kouwenberg, N. J. C. Gemination in the Akkadian verb. Assen, The Netherlands : Van Gorcum, 1997. Call #= PJ3291 .K68 1997

Kraus, F. R. (Fritz Rudolf), 1910-. Nominalsatze in altbabylonischen Briefen und der Stativ. Amsterdam ; New York : Noord-Hollandsche Uitg. Mij., 1984. Call#= AS244 .A512 v.47

Kraus, F. R. (Fritz Rudolf), 1910-. Sonderformen akkadischer Parataxe : die Koppelungen. Amsterdam ; New York : North-Holland Publishing, c1987. Call#= AS244 .A512 v.50 no.1

Lieberman, Stephen J. The Sumerian loanwords in Old-Babylonian Akkadian. Missoula, Mont. : Published by Scholars Press for Harvard Semitic Museum, c1977-. Call #= PJ3455 .L5

Lipin, Lev Aleksandrovich. The Akkadian language. Moscow : Nauka Publishing House, Central Dept. of Oriental Liberature, 1973. Call #= PJ3231 .L513

Mankowski, Paul V. Akkadian loanwords in Biblical Hebrew. Winona Lake, IN : Eisenbrauns, c2000. Call #= PJ4807.A35 M36 2000

Meissner, Bruno, 1868-1947. Die Keilschrift. Berlin, de Gruyter, 1967. Call #= PJ3193 .M26 1967

Meyer, Leon de. L'accadien des contats de Suse. Leiden : E.J. Brill, 1962. Call#= PJ3251 .M48

Oberhuber, Karl. Sumerisches Lexikon zu "George Reisner, Sumerisch-babylonische Hymnen nach Thontafeln griechischer Zeit (Berlin 1896)" (SBH) und verwandten Texten. Innsbruck : Institut fur Sprachwissenschaft der Universitat Innsbruck, 1990. Call #= PJ4037 .I55 1990

Pecchioli Daddi, Franca. Mestieri, professioni e dignita nell'Anatolia ittita. Roma : Edizioni dell'Ateneo, 1982. Call #= P945 .P38 1982

Reiner, Erica, 1926-. A linguistic analysis of Akkadian. The Hague, Mouton, 1966. Call#= 492.19 R275l

Romer, Willem H. Ph. (Willem Hendrik Philibert), 1928-. Die Sumerologie : Einfuhrung in die Forschung und Bibliographie in Auswahl. Munster : Ugarit-Verlag, 1999. Call #= PJ4010 .R65 1999

Rundgren, Frithiof. Intensiv und Aspektkorrelation; Studien zur athiopischen und akkadischen Verbalstammbildung. Uppsala : Lundequistska Bokhandeln ; Wiesbaden : Otto Harrassowitz, 1959. Call#= 378.48 Up7a 1959 v.1

Salonen, Erkki. Die Waffen der alten Mesopotamier ; eine lexikalische und kalturgeschichtliche Untersuchung. Helsinki (Finland) : Societas Orientalis Fennica, 1965. Call#= 490.5 ST v.33

Siedl, Suitbert H. Gedanken zum Tempussystem im Herbraischen und Akkadischen. Wiesbaden, O. Harrassowitz, 1971. Call #= PJ4659 .S5

Soden, Wolfram von, 1908-. Akkadisches Handworterbuch; unter Benutzung des lexikalischen Nachlasses. Wiesbaden, Harrassowitz, 1965-1981. Call#= 492.19 So15a

Soden, Wolfram von, 1908-. Das akkadische Syllabar. Roma : Pontificio Istituto biblico, 1991. Call#= 490.5 AN v.42 1991

Soden, Wolfram von, 1908-. Zweisprachigkeit in der geistigen Kultur Babyloniens. Wien, H. Bohlaus Nachf., Kommissionsverlag der Osterreichischen Akademie der Wissenschaften in Wien, 1960. Call#= AS142 .V31 v.235-236

Streck, Michael P. Zahl und Zeit : Grammatik der Numeralia und des Verbalsystems im Spatbabylonischen. Groningen : STYX Publications, 1995. Call #= PJ3281 .S77 1995

The prosopography of the Neo-Assyrian empire / editor in chief, Simo Parpola ; editor in charge, Karen Radner ; linguistic consultants, Raija Mattila, Rudiger Schmitt, Ran Zadok. [Helsinki] : The Neo-Assyrian Text Corpus Project, 1998-. Call #= PJ3545 .P76 1998

University of Chicago. Oriental Institute. Assyrian dictionary. Editorial board: Ignace J. Gelb [and others]. Chicago, 1956 [v. 1, 1964]-. Call #= PJ3525 .C5

Zikir sumim : Assyriological studies presented to F. R. Kraus on the occasion of his seventieth birthday / edited by G. van Driel, Th. J. H. Krispijn, M. Stol, K. R. Veenhof. Leiden : E. J. Brill, 1982. Call #= DS69.5 .Z54 1982


neareast@lib.washington.edu
أغلبية هذه ألدراسات تستخدم ألتسمية ألعلمية أي ألتسمية ألأكادية

و هذا ألموقع تابع لجامعة واشنطن ، أقصد لست أنا ألذي جمع
هذه ألكتب، هنالك حوالي 40 كتاب ، وردت ألتسمية ألأكادية في
21 كتاب و ألتسمية ألسومرية في 5 كتب و ألأشورية - ألبابلية
في إثنين أو ثلاث و ألتسمية ألأشورية في قاموس شيكاغو فقط .


ثالثا - مقدمة قاموس شيكاغو .
لقد صدر قاموس شيكاغو على مراحل ، كتب ألعالم I.J GELB
مقدمة ألقسم ألذي صدر سنة 1964 . أرجو من إخوتنا ألذين لا
يزالون يعتقدون بوجود لغة أشورية ألإطلاع على ألمقدمة بأكملها
أولا للتحقيق و ثانيا للتوقف بالكذب على أبنائهم و ألإدعاء بوجود
لغة أشورية خاصة .
ذكر ألعالم I.J GELB في ألصفحة vii أنه في بداية علم
ألأشوريات أطلق ألعلماء تسمية أللغة ألأشورية على ألكتابات ألتي
وجدوها في بلاد أشور ألقديمة . و لكن بعد إكتشاف كتابات عديدة
في بلاد بابل تستخدم نفس أللغة في بلاد أشور و خاصة
"also their users called their languge neither "Assyrian"
nor "babylonian", but "Akkadian" after the Akkadians".أي أن ألأشوريين و ألبابليين لم يسموا لغتهم " أشورية " أو
"بابلية " و لكن " أكادية " نسبة إلى ألأكاديين ...
ثم يكتب هذا ألعالم
" As some of these facts became known , the term
"Akkadian" ( Accadian") began to crowd out the term
"Assyrian" in good Assyriological usage ".
ألغريب أن ألعالم I.J GELB يشرح للقراء تاريخ ألقواميس
ألأكادية في ألصفحة viii ، ألعنوان بألإنكليزية
" HISTORY OF AKKADIAN LEXICOGRAPHY"
و هو يؤكد أن إسم أللغة ألعلمي هو " أللغة ألأكادية " و لكن جامعة
شيكاغو سمت قاموسها بألأشوري للأسباب ألتالية
أ - أن مشروع جامعة شيكاغو للقيام بإصدار ألقاموس سنة 1921
كان يستخدم تعبير " ألأشورية ".
ب - أن ألعالم I.J GELB قد نشر بحثين في مجلة Orientalia
مستخدما تعبير " أللغة ألأكادية " .
ج - لكن جامعة شيكاغو حافظت على تعبير " ASSYRIAN"
و يقدم ألعالم I.J GELB حجة واهية و هي ألتخوف من يخلط
ألأميركيون بين أللغة ألأكادية "Akkadian" أو "Accadian"
و بين أللغة ألفرنسية ألتي يتكلمها ألكنديون و يسمونها "Acadian".

هذا ألسبب غير مقنع ، كل ألقواميس و كتب ألقواعد ألحديثة
ألتي طبعت بعد قاموس شيكاغو تستخدم ألتسمية ألعلمية ألوحيدة
و هي أللغة ألأكادية .
سنة 2004 نشرت جامعة كامبردج موسوعة علمية حول اللغات القديمة
THE CAMBRIDGE ENCYCLOPEDIA OF THE WORLD'S ANCIENT LANGUAGES
ED. R . D . WOODARD
هذه ألموسوعة ألعلمية تنتشر دراسات عن كل أللغات ألقديمة
من سومرية و أكادية و أرامية و عربية و أرمنية و لكن لا يوجد
أي بحث عن لغة أشورية !

رابعا - ملاحظات أخيرة .
أ - لم تسمح لي ألظروف سنة 1984 أن أطلع على قاموس
شيكاغو ، و كنت أعتقد أنه قاموس سرياني حسب رأي ألشاب
ألمؤمن بأشوريته .
ب - على ألباحثين ألأكادميين أن يتحققوا من ألمعلومات ألتي
ينقلونها و يرددونها بدون أن يفهموها .
ج - على ألإخوة ألذين لا يزالون يرددون بوجود لغة أشورية في
ألتاريخ ألقديم أن يطلعوا على مقدمة قاموس شيكاغو وألا
يكنفوا بالعنوان " فقط " .
د - على ألسريان ألغيورين ألدفاع عن تسمية لغتهم ألسريانية ،
و يجب عدم ألتساهل مع ألمتطرفين ألذين يشوهون إسم أللغة
ألسريانية .
ه - يجب ألا نصدق ألأحزاب و ألمؤتمرات ألتي تدعي أنها تعمل
من أجل ألوحدة و في نفس ألوقت تزور إسم لغتنا ألعلمي .

هنري بدروس كيفا
 
 

 

500
                          ملاحظات حول الجزيرة السورية تاريخ وحضارة     

 لقد نشر الأخ كبرئيل شرو بحثا تاريخيا حول الجزيرة السورية في موقع قنشرين يتحدث فيه عن تاريخ و حضارة ضفاف نهرالخابور. يظهر أن الأخ كبرئيل إعتمد - رغم تعلقه بتاريخنا -على ما ورد من تقارير كتبت في الصحف السورية حول التنقيبات التي قامت بها البعثات الأثارية في الجزيرة.
 بعض الملاحظات حول البحث
أولا - تناقض حول جغرافية بيت نهرين.
كتب في السطر الأول " في الشرق (وفي بلاد ما بين النهرين تحديدا) كان بدء الحضارات " و في الفقرة التالية يكتب " وقد أطلق العرب على المنطقة اسم الجزيرة وهو ما يسمى ببلاد (ما بين النهرين) أو (ميزو بوتاميا) ". تسمية بيت نهرين لم تطلق على العراق، و هي التسمية الأرامية القديمة قبل التسمية العربية الجزيرة. إن إيليا مطران نصيبين السرياني الشرقي ( النسطوري - الكنيسة الأشورية اليوم) قد ترجم تسمية بيت أراماي الى العراق، و تسمية بيت نهرين الى الجزيرة.  طبعا " بدء الحضارات " كان في بلاد سومر و ليس في بيت نهرين الأرامية أي الجزيرة السورية اليوم مع القسم الكبيرالخاضع للدولة التركية ( أمد - ماردين - أورهاي. .. )

ثانيا - الأشوريون و التسلسل الزمني في بيت نهرين.
يقسم المؤرخون تاريخ الأشوريين القدامى الى ثلاث مراحل زمنية: القديمة و الوسيطة ثم الحديثة.  يخال للقارئ أن الأشوريين قد سكنوا الجزيرة منذ العهد القديم،  و هذا غير صحيح ،  لأن الأثارات المكتشفة في الجزيرة تثبت أن لأشوريين قد أخضعوا بيت نهرين و لم يسكنوا فيها في المرحلة الحديثة.  أما في المرحلة الوسيطة فإن الجزيرة كانت تشكل القسم الرئيسي لدولة الميتني الشعب الهندو أوروبي الذي أخضع الأشوريين مئات السنين. و لقد إستولى الأراميون على الجزيرة و صهروا بقايا الشعب الميتني و الحثي.

ثالثا - معلومات خاطئة عن الأراميين.
لقد كتبت عن الأراميين " عندما ظهرت قوة (الآراميين) الذين أسسوا دولتهم في سهول الفرات, واتجهوا الى الشمال, حيث استطاع (كابارا) أحد ملوكهم تأسيس دولة قوية على أنقاض دولة الميتانيين, واتخذ مدينة (غوزانا – تل حلف) عاصمة له "
 لم يؤلف أجدانا الأراميون " دولة موحدة " بل دويلات و ممالك عديدة ، مما سيضعفهم عسكريا أمام الجيش الأشوري. في بيت نهرين وجدت عدة ممالك أرامية : بيت زماني - بيت بخياني – بيت حالوبي - بيت عديني و عدد أخر في سوريا. لقد سقط الشرق القديم تحت سيطرة القبائل الأرامية و صمدت بلاد أشور و لكنها كانت محاصرة بالأراميين. تواجد الأراميين لم يكن على نهرالفرات و لكن نهر دجلة و روافده. لقد ترك الملوك الأشوريون كتابتات أكادية عديدة تخبرنا عن تواجد الأراميين، كتاب المؤرخ إدوارد ليبنسكي عن الأراميين هو من أهم المراجع العلمية عن هذا الموضوع.

رابعا - بعض الهفوات التاريخية العفوية.
أ - كتبت بيت بخياني، " وفي عام 808 ق.م/ زحف الملك الآشوري اداد نيراري الثالث /912 – 891 ق.م/ متجها لفتح الساحل الفينيقي, فاستولى على هذه المملكة وأصبحت تخضع لسلطانه " لقد أخضع اداد نيراري الثالث /912 – 891 ق.م/ هذه الدولة سنة 894 ق.م و ليس 808 ق.م.
ب - كتبت " وأسست (الدولة الحثية) التي استطاع أهلها الوصول الى منطقة الرافدين الجنوبية فدخلوا بابل سنة /1870 ق.م/, " لقد قام الحثيون بغزو وإحتلال مدينة بابل سنة 1566 ق.م و ليس 1870 و إسمها التاريخي - العلمي " بلاد سومر و أكاد " و ليس منطقة الرافدين!

خامسا - مبالغة كبيرة في بعض الأفكار
لقد كتبت " ففي عام /1978/ وصلت بعثة من جامعة (ييل الأمريكية), ونقبت في (تل ليلان) بهدف إثبات أن الحضارة في منطقة الجزيرة قد بدأت قبل حضارة منطقة جنوبي العراق,". إن مهد الحضارة هي بلاد سومر،  لأن الشعب السومري الهندو- أوروبي قد إستخدم الكتابة المسارية، و قد جاء الشعب الأكادي السامي أي الشرقي و طور الحضارة السومرية في جنوب العراق.  وجود أثارات أقدم في الجزيرة لا يعني أن حضارة الجزيرة هي أقدم من حضارة  السومرين و الأكاديين.

سادسا - مدينة رأس العين أشورية أم أرامية ؟
أنت تؤكد على أشوريتها إذ كتبت " حافظت على اسمها الآشوري القديم (رش عينا: رأس العين)." و في موضع أخر " سماها الآشوريون (رش عينا) ".  ليتك تذكر لنا من أين أخذت هذه المعلومات حول رأس العين؟ إنني لن أطلب منك  نصا أكاديا وردت فيه تسمية رأس العين .
   

 إن رأس العين هي تسمية أرامية - سريانية  لمدينة أرامية ليس لها أي علاقة مع الشعب الأشوري. إسمح لي أن أذكرك أن الأشوريين لم يستوطنوا  بيت نهرين أي الجزيرة. إن الأثارات في الجزيرة أغلبها أرامية لأن الملوك الأشوريين كانوا يعينون حكاما أراميين .  لا شك إنك سمعت بتمثال الملك " حداد يسعي "ملك غوزانا ؟ لقد أكتشف مؤخرا وله أهمية تاريخية كبيرة لوجود نص أرامي طويل و ترجمة أكادية حيث ورد تعبير" حاكم " غوزانا بينما النص الأرامي يذكر " ملك ". هذا النص يثبت لنا أن  حكام بيت نهرين كانوا من الأراميين حتى بعد خضوعهم لملوك أشور.

  لقد صهر أجدادنا الأراميون بقايا الشعوب الميتنية و الحورية و الحثية وهذه الشعوب كانت هندو - أوروبية بينما الأراميون هم من الشعوب السامية.  لقد دون اليهود أسفار التوراة في بداية القرن السادس ق.م و قد أطلقوا  تسمية " أرام نهرين " على بلاد بيت نهرين. اليس هذا برهانا قاطعا بأن سكان بيت نهرين أراميون ؟
 لقد ظلت بيت نهرين أرامية مئات السنين ، هذا واضح  من سكان المنطقة  الذين ذكروا جذورهم الأرامية و إفتخروا بها من مار أفرام الى مار يعقوب السروجي و غيرهم. هل تعلم أن مدينة سروج قد ورد ذكرها في كتابات الملوك الأشوريين و كانت مدينة أرامية تابعة للملكة بيت عديني الأرامية ؟

  أخيرا أنت تعدد أسماء بعض القرى التي يسكنها إخوتنا من السريان النساطرة الذين بدلوا إسمهم التاريخي و صاروا يدعون أنهم أشوريون لا بل يحاولون تزوير تاريخنا العلمي و يدعون - بدون أية براهين - إن السريان هم أيضا أشوريون و إسم لغتنا هو الأشورية ؟
أخ كبرئيل ، عندما تكلمت عن رأس العين ذكرت حرفيا " إذ أصبحت مركزا لتلاقي المدرستين اليعقوبية والنسطورية السوريتين, اللتين كان لكل منهما أسقف في رأس العين ". إن  نهاية مقالك توهم القراء ،  أن " هوية " سكان الجزيرة هي أشورية. أو أنه يوجد علاقة بين سكان الضيع من إخوتنا السريان النساطرة على الخابور و بين الأشوريين القدامى، و طبعا هذا غير صحيح، لأن سكان تلك الضيع قد هربوا من جبال حكاري مرورا بالعراق الذي طردهم لتعاملهم مع الإنكليز المستعمرين و قد دخلوا الى  الجزيرة بعد سنة 1933 م.

  أرجو أن نتمسك بتاريخنا العلمي ، لأنه سيساعدنا على الحفاظ على هويتنا الصحيحة.
 

حفظك الله
هنري بدروس كيفا
 

صفحات: [1] 2