عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - عباس الخفاجي

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / شعب بوجهين
« في: 09:51 19/07/2020  »
شعب بوجهين
بقلم : عباس الخفاجي

في كل فترات الحكم المتعاقبة في العراق منذ تأسيسه عام 1921 الى يومنا هذا تلون العراقيون بمواقفهم السياسية والفكرية من مؤيد و داعم للحاكم الى معارض و ساخط ، وتجلى ذلك بالهتافات التي كانت تدوي في شوارع بغداد خلال التظاهرات الشعبية.
وجمعت فيما يلي بعضا من تلك الهتافات (الهوسات) المتناقضة قبل وبعد كل فترة حكم والتي تبين حالة النفاق السياسي للشعب العراقي :
قبل أنتفاضة بورتسموث عام 1948(نوري سعيد شدة ورد وصالح جبر ريحانه)
بعد الأنتفاضة أصبح الشعار (نوري سعيد القندرة وصالح جبر قيطانه)

قبل 14 تموز 1958 ( مصر وحدة عربية فلتسقط الصهيونية)
بعد 14 تموز 1958 ( يا ناصر شيل أيدك شعب العراق ميريدك)

أثناء حكم عبد الكريم قاسم (أعدم أعدم جيشك وشعبك يحميك)
(عرب كورد فد حزام عاش الزعيم المقدام)
بعد مقتل عبد الكريم قاسم (الماعنده جلب خل يربط المهداوي)
(يا بغداد ثوري ثوري خلي قاسم يلحك نوري)

قبل 8 شباط 1963 (سنمضي سنمضي الى ما نريد .. وطن حر وشعب سعيد)
بعد 8 شباط 1963 (أشرب ماي والعن فهد ... ماكو شيوعي بالبلد)

أثناء حكم عبد السلام عارف ( عبد السلام محبوبنه ... مكتوب جوه كلوبنه)
( سير سير للأمام ... كلنه جنودك يا سلام)
بعد مقتل عارف بحادث الطائرة (طار بالبصرة لحم ... نزل بالكرنه فحم)

خلال انتفاضة عام 1991(لا اله الا الله صدام عدو الله)
بعد الأنتفاضة ( منريد الخبز والماي ... بس سالم ابو عداي)

قبل احداث عام 2003 ( فوت بيها وعالزلم خليها)
بعد الأحداث (طاح الصنم طاح)

قبل كل أنتخابات جرت بعد عام 2003 ( ماكو ولي الا علي ونريد قائد جعفري)
بعد الأنتخابات يتحول الشعار الى ( بسم الدين باكونه الحرامية).
و لله في خلقه شؤون ...




2
المنبر الحر / أنتخابات أپة أپة
« في: 23:34 15/01/2018  »
أنتخابات أپة أپة
بقلم : عباس الخفاجي
 
عادت حليمة من جديد وبده ماراثون الأنتخابات النيابية ، مفوضية الأنتخابات سجلت أكثر من 200 حزب وكتلة ‘ اللهم زد و بارك ، المصيبة كلها سمت نفسها بأسماء مثل ( المدني ، الديمقراطي ، معتدلون ، وطنيون ، مناضلون ، عدالة ، تنمية ، ازدهار ، انتصار ، تقدم ، حرية ... الخ ) والقاسم المشترك الأعظم بينهم هو (مكافحة الفساد) ... يا عيني على الفساد الكل يحاربه .... رحم الله والديكم فهموني منو الي باك العراق ؟ أبوية ؟
الأحزاب الي تدعي انها أسلامية ، نزعت الجبة و شمرت العمامة ، ولبسوا قوط و أربطة و قنادر بلا جواريب ، وصارت تيار مدني علماني ، الي البارحة جانوا يعتبرون العلمانيين كفرة و عركجية و مطيرجية ، والمصيبة الجماعة مايعرفون يشدون الرباط لان حان عدهم محرم وجوبا ، وكل ساعة تعال يا فلان شدلي الرباط بس كون تطلع الوردة جبيرة حته تبين مدني علماني ... وعلى هالرنة طحينج ناعم ... وهزي يا نواعم على كولة عصام رجي.
و شدة الرباط مو ياهو اليجي يشده صح ، ترى هيه مثل الشيخة ، الي أبوه مو شيخ ما يصير شيخ لو يذبح نص الطليان ...
الكارثة هاي الأحزاب الي ظلت تعيط أربع سنوات : لازم تتبدل الوجوه ، لازم نضخ دماء جديدة بالعملية السياسية ، والنتيجة جان مصرف الدم معزل لذلك جابوا نفس الوجوه الي صخمت العراق ولطمته و كعدته عالرنكات ...
كل الكتل جانت تصيح : العراق ينرادله كتله عابرة للطائفية والقومية ، تاليها طلعت الكتل والأئتلافات رب الطائفية والقومية وليخسأ الخاسئون...
يكلك أكو أخرس طب لمطعم ، أجاه العامل سأله : شتاكل ، گاله : (أپة) راح جابله كبة ، الاخرس شمر الماعون وصاح (أپة)
جابلة كباب هم شمر الماعون وصاح (أپة )
جابلة قيمة وتمن هم شمر الماعون وصاح (أپة)
جابلة يابسة وتمن ونفس الشي شمر الماعون و صاح (أپة) ..
العامل صاح لأبو المطعم ، والعمال ماخلو أكلة مانزلوهة والاخرس ما يرضة ويصيح (أپة)...
آخر شي تذكروا أكو بالمطعم طباخ أخرس راحو صاحوله إجة الطباخ الاخرس وتراطنو بيناتهم (أپة ما أپة) راح الطباخ الاخرس وجاب حاجة ملفوفة بچيس وأنطاها للاخرس ، الاخرس أخذها وأنطة فلوس وطلع !!
سألوا الطباخ الاخرس: شنو راد صاحبك ؟
گاللهم : (أپة) !!!!
عمي صارلنه خمسطعش سنة ننتخب نواب و حكومات وما أفتهمنه منهم شي ، يعني (أپة) ....
وراح تجي الأنتخابات الجديدة و تتشكل حكومة جديدة وهم راح تطلع (أپة) .... تعرفون ليش أغاتي ؟
السبب بيكم يا شعب مو بالأحزاب و لا الكتل الكونكريتية ...
واحدكم من تدزه مرته للسوك يجيب كيلو طماطة ، يروح ياخذ علاكة و يلكط بيده الطماطية الحمرة و القوية لأن يخاف من مرته لا تشمرهن بوجهه ...
بس من يجي يوم الأنتخابات يروح يلكط الخايس الخايس .... تالي يطلع مظاهرات يريد حقوقه المسلوبه ...
والله عمي ماكو أحد دمر العراق غير الشعب ......
و بالعافية على الي يجيب نقش ويخمط من أموال العراق و ثرواته ماطول الشعب نايمة على راسه الطابوكة....




3
امي تخربطت بالليل
وماعندي سياره أوديهه للمستشفى فـ خابرت ابن جيرانه الاثول لأن عنده تكسي
گتله فلان تعال هسه عندي حاله طارئه..
گال:منو إنته؟؟
گتله:عباس جيرانكم..
گلي: ياعباس المطيرچي؟؟
گتله:لا عباس جيرانكم الوراكم..
گلي:عباس أبو المولده؟؟
گتله:لا يمعود عباس الوراكم حايط ع الحايط..
گال:هاااا..عباس أبو شعر النكرو ؟!
گتله:إي
گال:خير..شعندك؟؟
گتله:الحجيه تخربطت بس تعال نوديهه للمستشفى بسرعه..
گلي: يامستشفى؟؟
گتله: مستشفى النعمان
گلي:ليش مو مدينة الطب اقرب؟؟
گتله:هسه وين ماچان بس خلصني تعال..
گلي:أحد وياك لو بس الحجيه؟؟
گتله:هو بس آنه وياها بالبيت قابل أجيب البزازين ويانه؟! رحمه لأهلك بس تعال..
گال:أبدل ملابسي لو أجي بالتراكسوت؟؟
گتله:أدري رايحين خطابه ؟؟؟ البس أي شي ..
گلي:شوكت تريدني أجي ؟؟
گتله: تعال يوم (الثالث) الحجيه ماتت ... أشتعلت صفحة أهلك...
رباط سالفتنه : المعلمين والمدرسين يقبضون راتبهم يوم 25 من كل شهر ..... واليوم سته بالشهر وما أستلموا راتب شهر 11 ... وأكيد ابو المولدة كطع عنهم الكهرباء وأبو البيت واكف يداعي بالأيجار ... والديانه كلها واكفة براس الشارع تنتظر واحد منهم يطلع وتداعيه بالدين والله يساعد الي عنده مريض وينتظر الراتب حته يراجع طبيبه .... والجماعة ولا يمهم الشغلة.
أكيد الجماعة مشغلين فلوس الرواتب وديربحون بروس المدرسين والمعلمين والا شنو معنى تأخير الرواتب 11 يوم والعالم على كد حالها يا دوب مكفية يومها ... ويكلك راح نحارب الفساد ... اكو اكثر من هذا الفساد يا عالم ؟؟؟؟
من أشتعلت صفحة اللامركزية الأدارية الي لعبت بالناس طوبة
......


4
المنبر الحر / سيطرة عبد العال
« في: 11:38 14/08/2017  »
من تطلع من ناحية المشرح بالعمارة ، تلاكيك سيطرة عسكرية يسمونها اهالي المنطقة ( سيطرة عبد العال ) ، و عبد العال هذا لا هو قائد عسكري ، ولا شخصية بارزة من أهالي المشرح ، الزلمة نايب ضابط مسلكي جان آمر هاي السيطرة بفترة الحرب العراقية الايرانية بالثمانينات.
يكولون ، يوم من الأيام وزع نايب ضابط عبد العال الواجبات عالجنود الحرس الي وياه بالسيطرة ، وطب لغرفة الحرس يتمدد شوية ، والغرفة مبنية بالبلوك ومسكفة بالجينكو وصوت الهوا يدوي بأذانه ، و سرح بالنومة ، لنه يفز على صوت البساطيل تركع بالكاع وصوت الحرس يأدون سلام خذ ، كمز من الفراش عدل نطاقه ولبس بيريته وطلع بره يسأل هذا منو الي فات ؟
ولنه الجنود يكولوله سيدي هذا قائد الفيلق وقائد الفرقة وياهم ضباط ورتل من السيارات كدامهم و وراهم ، ضاج عبد العال وكام يرزل بالجنود لان ما صاحو عليه قبل لا يمر الرتل . وظل يحوص يروح منا ويجي منا ويصفك بأيديه ويرجع مرة لخ يرزل الجنود.
و مرت الساعات على عبد العال جنها سنين ، وما ظل عنده صبر ، صعد على غرفة الحرس وكف يباوع الرتل شوكت يرجع ، ومن شاف الرتل من بعيد جاي تحضر زين وعدل قيافته وتنحنح ، وقبل ما يوصل الرتل للسيطرة ، كمز عبد العال من فوك الغرفة للتبليط ، ولنه يتمدد بالكاع ويكوم يزحف على أيديه ، الرتل وكف ، والحماية سحبوا أقسام ، وقائد الفيلق نزل الجامه وصاح بيه : ولك هاي شدتسوي
كام عبد العال وكف وشال رجله اليمنه للنطاق و ركعها بالكاع وأدى التحية العسكرية لقائد الفيلق وصاح : نايب ضابط عبد العال آمر السيطرة سيدي ، يكلك الوحدات الي بالشيب والطيب والفكة كلها سمعت صوته و صوت بسطاله ، صاح بيه قائد الفيلق : أكولك أنته شبيك مخبل ؟
رد عبد العال : لا سيدي ، آني دا أعاقب نفسي ، لأن الصبح من فات الرتل جنت جوه بالغرفة وما أديت التحية الك سيدي ، فقررت أزحف من جسر غزيله لمفرك الشيب.
يكلك قائد الفيلق كله للسايق ... أمشي يابه أمشي ، هاي وين ما أروح اللوكية كدامي !!!!!
رباط سالفتي : منذ يومين تأتيني أنذارات من أدارة الفيسبوك بحذف منشوراتي ، أو أغلاق حسابي نهائيا لكثرة التبليغات على ما أنشر ، وهؤلاء المبلغين قد نصبوا أنفسهم (عبد العالات) للأصنام التي يقدسونها والتي عاثت بالعراق فسادا و سرقة وقتلا وظلما و جورا ، وصمم كل منهم صفحات على مواقع التواصل الأجتماعي و أندسوا بين أعضاء المجموعات والصفحات الرصينة التي أغلب أعضاؤها من المثقفين ، وهي الشريحة الأكثر خطورة من غيرهم كونهم الشريحة الواعية المدركة لما يحدث اليوم في العراق ، والشريحة القادرة فعلا على تغيير الوجوه الفاسدة وقلب الطاولة على رؤوس جلاسها ، كي يبدأ التبليغ عن كل شاردة و واردة تمس من قريب أو من بعيد الصنم الذي يعبده.
لكنهم لن يجنوا من ذلك كله ألا خيبة الأمل ، فلا الله ولا الشعب راض عنهم ، ولا حتى ذاك الصنم سوف يلتفت اليهم يوما ، لأنه غارق في وحل الفساد من قمة رأسه حتى أخمص قدميه ، وسيبقون منبوذون أينما حلوا أو أرتحلوا ، و سوف نستمر بالكتابة رغم أنوف العملاء أو يبلغ الكتاب أجله.

sad_star45@yahoo.com

5
المنبر الحر / تغريدات صائم
« في: 12:15 07/06/2017  »
مع بداية شهر رمضان المبارك في كل عام تتسابق القنوات الفضائية في تقديم برامج بأسماء متنوعة الهدف منها جميعا تقديم مساعدات عينية ومادية للفقراء وبطريقة أقرب ما تكون الى التشهير بحالة البؤس التي تعيشها تلك العوائل المتعففة الفقيرة .
أرحموا العراقيين ولا تذلوهم مقابل حفنة دنانير او دولارات لا يعرف مصدرها ، ولا تجعلوا من كرامة العراقيين مادة لبرامجكم ... فأن صدقة السر هي أفضل عند رب العزة من صدقة العلن.
------------
كم أكره ذلك السياسي المتخفي بعباءة الدين والتقوى والورع وهو ينصح مريديه واتباعه بضرورة التحلي بالاخلاق الحسنة والوطنية والشرف والنزاهة ، وهو يعلم جيدا أن فساده وفضائحة باتت تزكم الانوف وتتداول على كل الالسن ، أنه يذكرني بذلك (المحشش) الذي وقف ينصح زملائه : (( من صام عشر من رمضان ، بقي عليه عشرون يوما )) .
-------------
جاري أبو محمد ، ذهب الى المصرف لاجراء عملية سحب قرض ، وبالرغم من أن معاملته مكتملة الشروط ، ألا أن أحدى الموظفات عرقلت المعاملة بحجج واهية ، حاول بكل الطرق لكن محاولاته باءت بالفشل معها.
خرج متذمرا ، والتقى شرطيا عند باب المصرف وقص عليه قصته ، نصحه الشرطي بأن الموظفة سوف تروج له المعاملة مقابل 25 ألف دينار ونفر كباب.
وبالفعل أحضر أبو محمد نفر الكباب ووضعه فوق مكتب الموظفة مع ورقة ذات 25 ألف دينار .
سحبت الموظفة النزيهة الـ (25) ألف دينار ووضعتها في حقيبتها اليدوية ، وأشارت الى الـ ( نفر كباب ) بيدها وقالت له : " شيله .... آني صايمة "
-----------------
اليوم جنت بالسوك واكف يم ابو اللحم لان الحجية وصتني على لحم غنم ولحم مثروم وبالصدفة كانت امرأة واكفة وتكول للكصاب عفية والله صارلنه شهر ما ضايكين اللحم
لكن الكصاب ظل يحجي عليها وطردها من المحل…
اني طفرت روحي وانقهرت ... صحت عليها وكلتلها تعالي خالة اوكفي
وكلت للكصاب أوزن هذا الفخذ مال الغنم
وزنه وكمله وانطيته للمره اتشكرت مني وراحت.
بس اني ظليت واكف احجي ويه روحي ... هسه تجي ألاء حسين ... هسه تجي
ماكو ألاء .... لك هاي شلون ورطة ...
عاد الكصاب كلي يله خوية انطيني حساب فخذ اللحم
كلتله والله عبالي برنامج الصدمة ومنتظر الاء حسين؟؟
كالي هذا الحجي يفيدك.
وهسه الحمد لله والشكر البطاقة الوطنية والموبايل يم الكصاب؟
صيام مقبول أغاتي ...

sad_star45@yahoo.com


6
ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال ، واجلته أكثر من مرة ، خوفا من أن يتهمني أحدهم بأنني ( بطران ) أو أنني من الذين يبحثون عن ( حب الركي ).
لكنها قضية اجتماعية تربوية أخلاقية تحتم علينا التطرق اليها بدون زعل أو خجل ، وهي بنظري أهم من مقالات السياسة التي لم تعد تجدِ أي نفع .
فالمثل البغدادي يقول ( اكل ما يعجبك ، وألبس ما يعجب الناس ) ذلك لأن نوعية المأكل تؤثر على الذي يتناوله فقط دون أن يؤثر على غيره ، فمثلا أنك لو تناولت ( ماعون باجه ) عند الحاتي فهذا لن يؤثر أبدا على الخطط الحكومية في محاربة الفساد الاداري والمالي المستشري في كل دوائر الدولة.
كذلك تناولك ( كاهي وقيمر الكسرة ) لن يثني تركيا عن سحب قواتها المتواجدة في بعشيقة منذ أمد بعيد ، حتى لو أبدلت ماعون الكاهي بماعون باقلاء بالدهن الحر .
أما الشطر الثاني من المثل الشعبي ، وهو بيت القصيد : (ألبس ما يعجب الناس ) فهذا الامر يستوجب التوقف عنده ، لأنه يبين لك وجوب مراعاة العادات والتقاليد و الذوق العام للمجتمع الذي أنت فيه قبل أن تقرر ماذا تلبس .
فالخروج مثلا بالبيجاما ( خاصة اذا كانت مقلمة ) يعتبرعيبا ، لان البيجاما من ملابس النوم فكيف بالذي يتسوق من الاسواق الشعبية بالبيجاما كانه حمارا وحشيا يتقافز بين القصاب وفرن الصمون.
ستقول الدشداشة أيضا من ملابس النوم ، أقول لا ، فالدشداشة متعارف عليها من الازياء العربية الاصيلة التي يمكن أرتدائها في كل وقت ومكان بشرط نظافتها و أناقتها ، ويستثنى من ذلك ( الجلبية والمغربية ) التي غزت أسواقنا وتسببت في أظهار ( زنود الرجال ) التي باتت تنافس ( زنود الست) الشهيرة في راس الحواش .
ولو بقي الامر على البيجاما فنحمد الله ونشكره ، لكن الموضه الجديدة التي غزت شوارعنا وأسواقنا بل وحتى دوائرنا أرتداء الرجال والشباب والاطفال لما يسمى ( التراكسوت ) و ( البرمودا) !
 فهذان الزيان الغريبان على مجتمعنا أصبحا جزءا من ثقافة شارعنا العراقي ويستحيل أن تدخل أي دائرة رسمية ألا و وجدتهما أمامك ، فهما يصلحان للنوم والاستيقاظ والدوام و التنزه وفي حفلات الزفاف وفي صلاة الجمعة وفي الزيارات وفي كل المحافل الاخرى الرسمية والشعبية.
وأستغرب من عدم مبادرة دوائرنا منع دخول المراجعين اليها بالتراكسوت والبرمودا؟
أما أولئك الذين يرتدون ( التي شيرت ) مع ( البنطلون الكلاسك المنزوع ) فحدث ولا حرج ، فالبنطلون المنزوع عبارة عن بنطلون ضيق جدا ملتصق على جسد الشاب ميزته أن طول السرج لا يتجاوز عشرة سنتيمتر فقط لا يكاد يغطي الا جزءا ضئيلا من مؤخرته ، وأن أي حركة غير أعتيادية من هذا الشاب ستكشف للناس ما لم يغطه البنطلون!
المأساة لم تنته بعد ....
فمحلات تصليح السيارات أضحت والحمد لله منتشرة في كل بيت وحارة وشارع ، ولا بد لك من أن تمر من بينهم فترى العجب العجاب ، أنواع البطون والظهور والسيقان ، وملابس داخلية بمختلف الاشكال والالوان ، وذاك الذي تمدد تحت السيارة لفحص وتبديل ( طوبات السيارة ) و قد نسي أن ( طوباته ) مكشوفه للعيان   .
العراقيون أصحاب حضارة وثقافة وذوق رفيع في كل مناحي الحياة ، وأصحاب غيرة وشرف ، والعراقي يستحي من خياله ، هكذا نشأنا وهكذا تربينا ، وتعلمنا من آبائنا كيف نربي أولادنا على المسموح والممنوع  ، وينبغي أن ننتبه جميعا لذلك جيدا لان مثل هذه المناظر المقززة تؤذي الذوق العام وتخدش الحياء ، ومجتمعنا لا زال والحمد لله مجتمعا محافظا ملتزما بدينه و تقاليده وأعرافه وقيمه الاخلاقية.
أقترح على كل الفيترجيه والتنكجيه والبنجرجيه في بلدي الحبيب أن يستخدموا الاحزمة لشد بناطيلهم قبل أن تتحول كراجاتهم الى جزر للعراة !!!
حسبي الله ونعم الوكيل .....
sad_star45@yahoo.com


7
المنبر الحر / ظواهر يجب أن تختفي
« في: 20:42 18/08/2016  »
ظواهر يجب أن تختفي

بقلم : عباس الخفاجي


ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال ، واجلته أكثر من مرة ، خوفا من أن يتهمني أحدهم بأنني ( بطران ) أو أنني من الذين يبحثون عن ( حب الركي ).
لكنها قضية اجتماعية تربوية أخلاقية تحتم علينا التطرق اليها بدون زعل أو خجل ، وهي بنظري أهم من مقالات السياسة التي لم تعد تجدِ أي نفع .
فالمثل البغدادي يقول ( اكل ما يعجبك ، وألبس ما يعجب الناس ) ذلك لأن نوعية المأكل تؤثر على الذي يتناوله فقط دون أن يؤثر على غيره ، فمثلا أنك لو تناولت ( ماعون باجه ) عند الحاتي فهذا لن يؤثر أبدا على الخطط الحكومية في محاربة الفساد الاداري والمالي المستشري في كل دوائر الدولة.
كذلك تناولك ( كاهي وقيمر الكسرة ) لن يثني تركيا عن سحب قواتها المتواجدة في بعشيقة منذ أمد بعيد ، حتى لو أبدلت ماعون الكاهي بماعون باقلاء بالدهن الحر .
أما الشطر الثاني من المثل الشعبي ، وهو بيت القصيد : (ألبس ما يعجب الناس ) فهذا الامر يستوجب التوقف عنده ، لأنه يبين لك وجوب مراعاة العادات والتقاليد و الذوق العام للمجتمع الذي أنت فيه قبل أن تقرر ماذا تلبس .
فالخروج مثلا بالبيجاما ( خاصة اذا كانت مقلمة ) يعتبرعيبا ، لان البيجاما من ملابس النوم فكيف بالذي يتسوق من الاسواق الشعبية بالبيجاما كانه حمارا وحشيا يتقافز بين القصاب وفرن الصمون.
ستقول الدشداشة أيضا من ملابس النوم ، أقول لا ، فالدشداشة متعارف عليها من الازياء العربية الاصيلة التي يمكن أرتدائها في كل وقت ومكان بشرط نظافتها و أناقتها ، ويستثنى من ذلك ( الجلبية والمغربية ) التي غزت أسواقنا وتسببت في أظهار ( زنود الرجال ) التي باتت تنافس ( زنود الست) الشهيرة في راس الحواش .
ولو بقي الامر على البيجاما فنحمد الله ونشكره ، لكن الموضه الجديدة التي غزت شوارعنا وأسواقنا بل وحتى دوائرنا أرتداء الرجال والشباب والاطفال لما يسمى ( التراكسوت ) و ( البرمودا) !
 فهذان الزيان الغريبان على مجتمعنا أصبحا جزءا من ثقافة شارعنا العراقي ويستحيل أن تدخل أي دائرة رسمية ألا و وجدتهما أمامك ، فهما يصلحان للنوم والاستيقاظ والدوام و التنزه وفي حفلات الزفاف وفي صلاة الجمعة وفي الزيارات وفي كل المحافل الاخرى الرسمية والشعبية.
وأستغرب من عدم مبادرة دوائرنا منع دخول المراجعين اليها بالتراكسوت والبرمودا؟
أما أولئك الذين يرتدون ( التي شيرت ) مع ( البنطلون الكلاسك المنزوع ) فحدث ولا حرج ، فالبنطلون المنزوع عبارة عن بنطلون ضيق جدا ملتصق على جسد الشاب ميزته أن طول السرج لا يتجاوز عشرة سنتيمتر فقط لا يكاد يغطي الا جزءا ضئيلا من مؤخرته ، وأن أي حركة غير أعتيادية من هذا الشاب ستكشف للناس ما لم يغطه البنطلون!
المأساة لم تنته بعد ....
فمحلات تصليح السيارات أضحت والحمد لله منتشرة في كل بيت وحارة وشارع ، ولا بد لك من أن تمر من بينهم فترى العجب العجاب ، أنواع البطون والظهور والسيقان ، وملابس داخلية بمختلف الاشكال والالوان ، وذاك الذي تمدد تحت السيارة لفحص وتبديل ( طوبات السيارة ) و قد نسي أن ( طوباته ) مكشوفه للعيان   .
العراقيون أصحاب حضارة وثقافة وذوق رفيع في كل مناحي الحياة ، وأصحاب غيرة وشرف ، والعراقي يستحي من خياله ، هكذا نشأنا وهكذا تربينا ، وتعلمنا من آبائنا كيف نربي أولادنا على المسموح والممنوع  ، وينبغي أن ننتبه جميعا لذلك جيدا لان مثل هذه المناظر المقززة تؤذي الذوق العام وتخدش الحياء ، ومجتمعنا لا زال والحمد لله مجتمعا محافظا ملتزما بدينه و تقاليده وأعرافه وقيمه الاخلاقية.
أقترح على كل الفيترجيه والتنكجيه والبنجرجيه في بلدي الحبيب أن يستخدموا الاحزمة لشد بناطيلهم قبل أن تتحول كراجاتهم الى جزر للعراة !!!
حسبي الله ونعم الوكيل .....
sad_star45@yahoo.com




8
الشمس تشرق كل يوم ، فهي قديمة جدا ، لكنها لما تشرق على بغداد فأنها تتجدد في كل يوم ، لأستقبال الحياة بثوب أحلى وأبهى ، تشرق الشمس على بغداد كي يعم السلام والامان والاطمئنان ، فأن أمنت بغداد أطمئن العالم كله ، من مشرقه حتى مغربه ، ولم لا فبغداد نقطة الاصل لكرتنا الارضية ، وبغداد هي الفاروق و الكرار ، وهي الرشيد وأبو تمام والجواهري ، هي العلوم والاداب والفنون ، هي الاخلاق والمروءة والشهامة والنبل والبسالة والقيم ، وهي حاضرة الدنيا وحاضنة الخلق أجمعين على مختلف أشكالهم والوانهم الزاهية البهية .
ما أبهى صباح بغداد ، وأنت تشرب قهوتك الصباحية و تستمتع بصوت فيروز الملائكي ، أو أنت تقدم باقة ورد لمن تهوى وتحب ، أو أنك تشم رائحة الخبز المشوي بتنور الفخار من سطوح جيرانك ، أو أنك تتنفس رائحة ورد الرازقي  مختلطة بعبير الشبوي المنبعثة من حديقة دارك ، أو أنك تمر بدرابينها القديمة الضيقة الممتلئة بعبق التاريخ الانساني .
تلك هي بغداد التي عرفناها وتشبثنا بتراب أرضها الطاهر ، وتلك هي قصة السلام الساكن في قلوب البغادة أجمعين .
بغداد الدافئة النابضة الحقيقية ، مثيرة للخوف والجدل ، مثيرة لأسئلة كثيرة ، جدلية العشق بين بغداد وأهلها ، تجعلها واقعية ، وتجعل الكثير من الناس على قيد الحياة ، رغم قساوة الدهر عليهم ، فهم يستمدون نبض الحياة من بغداد الامل والشمس المشرقة .
لقد أضحى لون الدم الاحمر القاني وشما يطرز أرصفتها وشوارعها منذ أن أستوطن الورم الخبيث لأحفاد رعاة البقر أرض العراق ، ليبيد صباحات بغداد الى عتمة ، ويسحق ببساطيل الشاذين والمتخنثين ، ورد الشبوي والنرجس وشقائق النعمان ، ويريق دماء الانسانية على أرضها الطاهرة ، في كل وقت وحين .
 كم انا ذليل ويتلبسني العار كلما شاهدت الكائنات جميعا تعيش بأمان وتأكل بأمان وتغفو بأمان ، ونحن نتصارع بصخب ، كم أشعر بالذل وأنا ارى الامم المتحدة تصدر بيانا يمنع ختان البنات ، ونحن أغتصبنا رجالا ونساءا وما من بيان صدر ، نحن ذبحنا ولازلنا نذبح من الوريد الى الوريد ، وما من قرار صدر ، لقد ارتوت ارض العراق من دمائنا أكثر مما ارتوت من دجلة والفرات ، وما من تنديد صدر .
الوقت يمر ثقيلا جدا ، محشوا بلا جديد ، عدا أصوات جعجعات المتصارعين والمتقاتلين على نكاح بغداد ، وقد أستعصت عليهم وعلى غيرهم ، فبغداد لا زالت باكرا في كامل عذريتها ، وهي اليوم في حالة طمث ، وقريبا سوف تغتسل ، وتحتضن في رحمها نطفة طاهرة ، ومؤكدا أن يخرج الحسين مجددا شاهرا سيفه ، يقارع المارقين والسارقين والناكثين والقاسطين والمزورين والفاسدين وناهبي قوت الشعب ، وستكون طفــــا أخرى ، كي يستقيم دين الله على الارض .
 آه .. من هذا الزمن القاسي ... آه ... من وجع العقل المتورم من خلايا الخراب والدمار ... يا وجع الذاكرة المتعبة  الممتلئة من الموت ، قبل أن تموت واقفا ، وقبل أن تسقط جثة هامدة مكتملة المعالم ، أبتسم ، وأرسم في قلبك النابض سحرا ربيعيا يبعث في بغداد الامل ويعلم الاخرين قيمة الوطن ، وعشق الوطن ، أعتق كل ذكريات اليأس والالم ، وأبعث في روح من حولك الامل بحياة جديدة ، وترقبا جديدا للاحلام ومواسم العشق ، فما أحلى العشق في درابين بغداد .
خفف من وطأة قدمك ، وأمش على أصابعك كي لا تؤذي طرقات بغداد المتورمة بجراحات بساطيل الغازين ، وأذنابهم خفافيش الظلام ، وأخفض من صوتك ، كي لا توجع بغداد ، التي أوجعتها طبول الحرب التي قرعت وما زالت تقرع في كل زمان ومكان ، كي لا نقدم الزهور لمن نحب ، ولا نستمتع بفنجان قهوة الصباح على صدى صوت فيروز ، وربما لا نشم ألا رائحة البارود والموت والخراب المنبعثة من بيوتات الفقراء.
سلاما لك بغداد ... يا وطن الحرب و شلالات الدم التي لا تنتهي .
sad_star45@yahoo.com


9
بقلم : عباس الخفاجي

بعد طول أنتظار وتأخير بسبب العطل التي مرت في الأسبوع الماضي ، أستبشر المتقاعدون العسكريون خيرا بصرف رواتبهم التقاعدية مصدر عيش أغلبهم  الوحيد ، لكن سرعان ما تلاشت الفرحة من عيونهم بعد أن تفاجئوا بمضاعفة مبلغ الأستقاع المقرر في قانون الموازنة  والبالغ 3% من الراتب ، حيث نصت المادة 39 من قانون الموازنة الأتحادية لعام 2016 ( تلتزم الحكومة بدعم هيئة الحشد الشعبي والنازحين ) وذلك بأستقطاع نسبة 3% من مجموع راتب ومخصصات الموظفين والمتقاعدين ، وتوزع هذه المبالغ بنسبة 60% الى هيئة الحشد الشعبي و 40% لأغاثة النازحين .
وبالفعل فقد أستقطعت هيأة التقاعد الوطنية النسبة المذكورة لأشهر كانون الثاني وشباط وآذار دفعة واحدة في وجبة آذار 2016 وما مجموعة 9% من راتب شهري آذار ونيسان ، ألا أن هذه النسبة أقتربت من 18 % من راتب شهري آيار وحزيران ، دون أي سابق أنذار أو توضيح أو أشعار من الهيأة المذكورة ، علما أن الأستقطاع يجب أن يكون شهريا ، أي تستقطع نسبة كل شهر من راتب الشهر نفسه.
وبالرغم من أن أستقطاع أي مبلغ من راتب الموظف أو المتقاعد يجب أن يستند الى سند قانوني ، قانون أو قرار ، ألا أن أمر أستقطاع مبالغ من رواتب المتقاعدين خطأ فادح وجسيم ، ذلك أن المتقاعدين هم أصلا خارج الخدمة العامة ، وأن ما يصرف لهم من رواتب تقاعدية هي مبالغ أستقطعت من رواتبهم طوال سني خدمتهم ، أدخرت لهم ، أي أن مصدرها هي من جيوبهم الخاصة ولا فضل لأي جهة في صرفها ، حيث أنهم قدموا خلاصة خبراتهم وأمكانياتهم وجهودهم الى هذا البلد  ، فهم يستحقون الأنحناء لهم تقديرا وأحتراما وعرفانا بالجميل.
ومع كل الخيرات التي أنعم الله تعالى بها على أرض الرافدين المعطاء حتى قبل أكتشاف النفط ، ألا أن السياسات الأقتصادية الخاطئة التي أنتهجتها الحكومات المتعاقبة على حكم العراق أوصلت البلد الى ما وصل اليه من فقر وجوع وبؤس وحرمان ، حينما أعتمدت النفط  كمصدر رئيسي ووحيد لأقتصادها ، فكان الزلزال العظيم في الأنهيار السريع والمفاجيء لأسعار النفط العالمية ، ما جعل الأقتصاد العراقي يترنح ويتهاوى ، وأصبح العجز المالي في موازنة الدولة  لا يمكن تصوره ، خاصة وهو يخوض حربا شرسه ضد جرذانا مرتزقة أحتلوا عددا من محافظاته ، من جهة ، أضافة الى عصابات السرقة والنهب من المال العام نتيجة المشاريع الوهمية التي أثقلت كاهل الدولة والمواطن ، و تباطؤ الأجراءات القضائية بحقهم ، التي جعلت السارق يسرح ويمرح دون أي خوف أو محاسبة ، وعجز الدوائر المعنية من أسترداد المبالغ التي سرقت من قوت الشعب ، ( وهي أضعاف مجموع المبلغ المستقطع من المتقاعدين ) ، الأمر الذي دفع بالحكومة التجاوز على رواتب المتقاعدين لسد عجز ميزانيتها.
أن أستقطاع جزءا من رواتب المتقاعدين لسد أحتياجات أبناء الحشد الشعبي الأبطال ، أو أغاثة النازحين الذين أجبرتهم ظروف المعارك ترك ديارهم وأوطانهم ، هي مسألة شرعية وأخلاقية وواجب مقدس على كل عراقي شريف وغيور على وطنه العراق ، ألا أن هذا الأمر يجب أن لا يتخذ ذريعة لجلد ظهور المتقاعدين بسياط الأستقطاعات المتزايدة بمتوالية هندسية ، فالراتب التقاعدي بالكاد يسد حاجة المتقاعد وأسرته أمام أرتفاع أسعار المواد بشكل عام ، وأرتفاع أجور الخدمات المستحصلة من قبل الدوائر الحكومية ، كأجور الماء والكهرباء والضرائب التي فرضت على كل المعاملات الحكومية وأجور مراجعة المستشفيات ، وأرتفاع أجور المولدات الأهلية وغير ذلك كثير.
أضف الى ذلك أن أكثر المتقاعدين يعانون من توطن الأمراض المزمنة في أجسادهم المتعبة المنهكة ، وأن نسبة لا يستهان بها من راتبهم التقاعدي تذهب الى الأطباء والفحوصات والتحليلات والأدوية ، حتى يجد المتقاعد نفسه وسط هذا كله قشة في مهب الريح.
لقد أفنى المتقاعدون حياتهم في خدمة أبناء شعبهم ، لم يخدموا حزبا ولا حاكما بعينه ، بل خدموا العراق وأفنوا زهرة شبابهم في خدمته وقدموا الغالي والنفيس من أجله ، أليس من واجب الحكومة اليوم رعايتهم  والأهتمام بهم وتوفير سبل العيش لهم بكرامة بعيدا عن الفاقة والعوز والحرمان ، بدلا من أن تجعل من رواتبهم التقاعدية ( حايط أنصيص ) لكل عجز في موازنة الدولة الأتحادية ، فأرحموا المتقاعدين عسى أن يرحمكم رب السماء .


10
حين أنطلقت تظاهرات الشعب في الحادي والثلاثين من تموز الماضي في ساحة التحرير وبقية ساحات التظاهر في المحافظات ، كان لا بد لهذه التظاهرات من قائد ومسيطر وضابط لها ، حيث كان خروجها عفويا مقتصرا على عدد من الساعات في كل يوم جمعة.
وكانت الحكومة ومجلس النواب العراقي لا يلتفتان الى مطالب الشعب التي لا تتعدى توفير الخدمات البسيطة التي من الواجب على أي حكومة توفيرها لشعبها بكرامة ، كالماء والكهرباء والصرف الصحي وتعبيد الطرق وتوفير الوظائف للعاطلين ومحاربة آفة الفساد التي نخرت الأقتصاد العراقي وشلته ، والتي لم يظهر تأثيرها جليا ألا بعد أنهيار أسعار النفط عالميا ، حتى تحول العراق من أغنى دول العالم الى دولة فقيرة تستجدي المساعدات والقروض من الدول والبنوك العالمية.
وحين تدخل السيد مقتدى الصدر وطالب مؤيديه للخروج والتظاهر ، كان لهذا القرار تأثيرا كبيرا حيث شكل ورقة ضاغطة على الحكومة والبرلمان للآلتفات الى الشعب وتلبية حاجاته ومطالبه .
فالتف حول السيد الصدر الألاف من خارج تياره الصدري ليشد بعضهم بعضا في زخم تظاهري كبير ، تحول الى أعتصام وزحف من ساحة التحرير صوب المنطقة المحصنة الخضراء مما أرعب الكثير من الفاسدين وهز عروشهم العاجية ، وتوجت تلك الأعتصامات بأعتصام السيد الصدر نفسه في داخل المنطقة الخضراء لمدة خمسة أيام بلياليها ولم ينهي أعتصامه ألا بوعد تقديم تشكيلة وزارية من التكنوقراط.
وما أن رفعت خيام المعتصمين حتى تنفست الحكومة والبرلمان الصعداء ، وبدأت جولاتهم وزياراتهم المكوكية للالتفاف حول مطالب المعتصمين وتسويف الوعود التي قطعوها ، وهذا ديدنهم منذ 2003 الى يومنا هذا ، وليقدموا تشكيلة وزراء لم تحض بموافقة البرلمانيين كونها أستندت على المحاصصة المقيته.
وحين أنفلت عقد الكتل البرلمانية وخروج نوابا أحرارا عن طاعة رؤساء كتلهم وأحزابهم ، كان لنواب التيار الصدري الدور الأكبر في هذه الأنتفاضة البرلمانية البيضاء التي لم يكن هدفها ألا نبذ المحاصصة الطائفية والقومية والعرقية وأنتخاب هيئات للرئاسات الثلاث تتمتع بالنزاهة والأدارة والقيادة بغض النظر عن أنحدارهم القومي أو المذهبي ، وضرب العملية السياسية القائمة على أسس طائفية وعرقية ومذهبية عرض الحائط ، وبناء تجربة برلمانية جديدة أساسها الولاء للعراق وحده.
لقد كان خطاب السيد الصدر مخيبا لأمال الشعب العراقي وهو يدعو كتلة الأحرار الى الأنسحاب من أعتصام النواب وتجميد عملها ، وهي الكتلة الأكثر نشاطا و فاعلية والتصاقا بهموم الشعب العراقي.
لذا فأن أمل الشعب العراقي بالتغيير والقضاء على الفساد والفاسدين قد أنهار وتلاشى ، وأن أعتصام الجماهير وتظاهرهم أمام الوزارات لم يعد يجدي نفعا بعد أن وأدت ثورة البرلمانيين ، وسيعود الفاسدين مجددا لمناصبهم وسيبقى الوضع عما هو عليه حتى يشاء الله ، أو أن يتراجع السيد الصدر عن قراره أكراما لحقوق الشعب وأمواله المنهوبة والمهدورة .


11
دولة الرئيس ...
في الثمانينات تم القاء القبض على ثلاثة من الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية ( أفرارية بالمصطلح العامي ) وتم أحالتهم الى المحكمة العسكرية ، وحين دخلوا على القاضي سأل أولهم : ولك ، من يا منطقه أنته؟
أجابه الجندي الأول : سيدي من البياع ، فرد القاضي : أنعل أبوك لابو البياع ، خمس سنوات سجن ، أخذوه.
سأل الثاني : وأنته لك من يا منطقة ؟ أجابه الجندي الثاني : سيدي من الصليخ ، فرد القاضي : أنعل أبوك لابو الصليخ ، خمس سنوات سجن ، أخذوه.
التفت القاضي صوب الجندي الثالث وسأله : ولك أنته من وين ؟ تمتم الجندي : سيدي آني من مدينة صدام ، فقال القاضي : أنعل أبوك لابو ... كسرة وعطش ، خمس سنوات سجن ، أخذوه.
رباط سالفتنه : أن الشعب العراقي خرج يتظاهر ضد وزير الكهرباء ، فتمت أقالة وزير حقوق الأنسان ، ونخشى أن يتظاهر ضد وزير النفط فتتم أقالة الكابتن حكيم شاكر.
لم يخرج الشعب للتظاهرات ترفا أو بطرا بل خرج بعد أن ضاقت به الحال الى أبعد ما يتصوره العقل ، فأنعدام الخدمات بشكل كلي عن كل المحافظات أدى الى تردي الأحوال المعيشية لآبناء الشعب ، أنعدام الكهرباء ، شحة الماء الصافي ، عدم وجود خدمات بلدية ، تراكم النفايات ، أزدياد نسب الفقر ، أزمة في السكن ، الأيجارات المرتفعة ، أنعدام الأمن ، أنعدام الخدمات الصحية ، كل ذلك وغيره هو السبب الحقيقي لخروج المتظاهرين بعد أن يئسوا من الوعود وملوا من التصريحات ، وفي الوقت الذي يعتاش الكثير من أبناء شعب أرض السواد على بقايا الطعام المرمي في النفايات ، يتنعم السياسيين بامتيازات لا حدود لها أضرت وبشكل كبير في موازنة الدولة وأنهكت مواردنا المالية حتى بتنا ننتظر اليوم الذي نجلس فيه جميعا على بساط المروة والفقر.
ترى ما الجرم الذي أجرمه شعب الرافدين كي تتم معاقبته بصورة جماعية من قبل أحزابكم وكتلكم جميعا ؟
هل لأننا بقينا طوال الحقبة الماضية في العراق ولم نغادره برغم الحروب وقوافل الشهداء الذين قدمنا ، ومن لم يمت بالحرب مات جراء الحصار الأقتصادي ، أم أنكم تعتبرون الشعب بأجمعه مشمول بالأجتثاث؟
صارحونا بالله عليكم : أجئتم لبناء العراق أم لتدميره ؟
لأننا لو علمنا مقصدكم أرتحنا وأرحناكم ،فلن يكون هناك حسابا معكم ولا تظاهر ضدكم ، بل سوف نترك الوطن الذي ولدنا ونشأنا فيه لكم ، تنعموا بموارده وخيراته بعيدا عن الشعب الذي بات يقلق نوم الكثيرين منكم .
ماذا حصدنا بعد العام 2003 ؟
دمرت الصناعة المحلية ، وأندثرت مئات المعامل والمصانع التي كانت تنتج وتستوعب أنتاجها الأسواق المحلية ، وشرد عمالها ، و أهملت الزراعة حتى باتت المنتجات المستوردة أرخص من منتجاتنا المحلية.
الخدمات البلدية المقدمة للمواطن في تراجع كبير حالها حال الخدمات الصحية والتعليم ، وكل ذلك بسبب الفساد الكبير لكثير من أولئك الذين تم تكليفهم بمناصب هم ليسوا أهلا لها سوى لأنهم كانوا ( من المعارضين لنظام صدام ) دون الألتفات لتحصيلهم الدراسي أو قدرتهم على الأدارة أو كفائتهم أو نزاهتهم ، ففشلوا في مناصبهم ، ثم سرقونا وهربوا تحت غطاء الجنسية المزدوجة التي يحملونها ، وفشلت كل الحكومات المتعاقبة بأستقدام أي واحد منهم أو أسترداد أي مبلغ سرقوه ، أما لأنهم أعضاء في أحزابهم أو كتلهم السياسية ، أو تربطهم علاقات قربى مع متنفذين.
وبعد كل هذه السنوات العجاف  تأمل شعبنا خيرا بالحزم الأصلاحية التي قدمتموها عسى أن تكون مفتاح الفرج لهذا الشعب المسكين المظلوم ، لكنا وللأسف لم نلمس من هذه الأصلاحات شيئا يذكر سوى أرتفاع سعر كارت الموبايل الذي طبق في نفس يوم أعلان الخبر ، وطبعا لأن فيه ضررا للمواطن.
دولة الرئيس ...
لازلنا نقف معك نساندك ونشد على عضدك أن تضرب بكل ما أوتيت من قوة على يد الفاسدين والمجرمين والمنتفعين وسراق المال العام ، وننتظر حزم أصلاح حقيقية تمس حياة المواطن اليومية وأسلوب معيشته ، فهو غير معني بدمج الحي الصناعي في البياع مع مستشفى اليرموك التعليمي .
أودعناكم أغاتي ...


12
ألا كفيل ... بلا كفيل
بقلم : عباس الخفاجي
أن ما حصل لأبناء نينوى وصلاح الدين من نزوح جماعي كان بسبب تخاذل وتقاعس القيادات الأمنية في المحافظتين والذي أدى بدوره ، الى هروب جماعي لأفراد القوات الأمنية أمام جرذان داعش ، التي بسطت سيطرتها على المحافظتين في غضون ساعات قليلة ، وبدون أي أطلاق نار يذكر من القوات الأمنية المنسحبة ،  أعقبه  نزوح جماعي للمواطنين باتجاه أقليم كردستان وبقية محافظات العراق ، كي لا يقعوا فريسة سهلة بيد مجرمي داعش المنحرفين عن الدين والأخلاق وكل القيم السماوية والأنسانية.
أما ما حصل من نزوح جماعي لأبناء الأنبار الغيارى ، فمرده للسياسات الرعناء لسياسيي هذه المحافظة وشيوخ عشائرها ، الذين فروا منذ أمد بعيد من المحافظة ، حين أوقدوا نار الفتنه من على منصات الأعتصام ، التي كانت تضم بين جنباتها الخونة والعملاء والمندسين والمتخاذلين والخانعين والمتربحين من السحت الحرام ، الذين تركوا أبناء المحافظة بين نار تنظيم داعش الكافر ، ونيران القصف المدفعي للقوات الأمنية العراقية التي تهدف الى تطهير كل شبر من أرض الأنبار الغالية.
فكان نزوح العائلات الأنبارية الكريمة من مدنها وقراها باتجاه العاصمة بغداد ، وصمة عار في جبين سياسيي فنادق الدرجة الأولى ، وشيوخ الغدر والخيانة الذين خذلوا أبناء عشائرهم ، وقبعوا في عمان وأسطنبول وأربيل ودبي والدوحة ، وعمائم المشايخ ، التي جرت الويلات لأبناء جلدتهم ، حين كانوا يهتفون من على منصات العار (( قادمون يا بغداد )) كي يحرروها من الرافضة الفرس المجوس !  ، وها هم أبناء المحافظة قدموا بالفعل الى بغداد ، نازحين مهجرين وليسوا محررين ، فأحتظنتهم العوائل البغدادية الأصيلة ، فتحت لهم القلوب قبل البيوت ، وتقاسمت معهم رغيف الخبز بشرف وكرامة وأخوة وأباء ، فمن العار أن نرتضي لأهلنا أبناء الأنبار الغيارى النشامى ، أبناء العشائر الأصيلة أن يصطفوا في طوابير طويلة أمام مداخل بغداد يبحثوا عن من يكفلهم ، فالبغادة كلهم كفلاء لأبناء الأنبار الذين عجز سياسييهم وشيوخ عشائرهم وطواغيت منصات الأعتصام ، أن يكفلوا عائلة واحدة .
نعم ، نحن أبناء بغداد العظيمة ، بغداد الكاظم والنعمان ، نقولها لكل من عبر بزيبز ..  كل الأبواب مشرعة أمامكم وبلا كفيل .
أما لسياسيي الصدفة وشيوخ الذل الذين أسسوا منصات داعش على طريق المرور السريع ، وباعوا أسلحتهم لهم ، أقول ، أحلقوا شواربكم واللحى ، فما عاد لها أي لزوم .

13
بقلم : عباس الخفاجي

لما دخل المسلمون مكة المكرمة ، كان سعد بن عبادة ، يحمل راية المسلمين وينادي : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تسبى الحرمة ، فلما سمع النبي (ص) ذلك ، نادى علي بن أبي طالب (ع) وطلب منه أخذ الراية من سعد ، فجاء الأمام علي (ع) وأخذ الراية من يد سعد وأخذ ينادي : اليوم يوم المرحمة ، اليوم تصان الحرمة.
هذه الواقعة التي حدثت عند فتح مكة المكرمة وهي تشير الى ما لا يقبل الشك أن الأسلام الحقيقي الذي جاء به محمد بن عبد الله (ص) ، هو أسلام اللاعنف ، أسلام المودة والرحمة .
ولما فتحت تكريت على يد المقاتلين من أبناء الأجهزة الأمنية المختلفة ، والمجاهدين من أبناء الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية الكريمة ، وأبناء عشائر تكريت الشرفاء المخلصين ، كان فرح العراقيين بهذا النصر المؤزر كبيرا ، فهو مقدمة الأنتصارات القادمة في مدن الأنبار وجنوب كركوك وأقضية الموصل العزيزة.
لكن حلاوة النصر ما لبثت أن أنقلبت حسرة ومرارة ونحن نرقب أفعال الزمر الأجرامية السائبة المأجورة تسرق وتنهب وتحرق الممتلكات العامة والخاصة ، دون أي وازع من ضميرهم الميت .
أن هذه الممتلكات محرمة عليكم وعلى غيركم أيها الأراذل ، لأنها تعود لأبناء المحافظة الذين فروا من جحيم داعش وتركوا مساكنهم ومحلاتهم التجارية بما تحويه من أثاث وتجهيزات وممتلكات وأموال ، على أمل العودة اليها وممارسة حياتهم الأعتيادية ، بعد طرد مجرمي داعش وتطهير المحافظة منهم .
ولو كان في ضمير من فعل هذه الفعلة ذرة من غيرة أوحياء ما فعلها ، وهو يقرأ أو يسمع حديث الرسول الأكرم (ص) : كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه .
أن ما جرى في تكريت على يد الزمر الخارجة عن القانون ، ما هي ألا مؤامرة تقف ورائها رؤوس فاشلة فاسدة لا تريد الخير للعراق ، هدفها الأساس أيقاف قاطرة الأنجازات والأنتصارات التي تحققت على يد الدكتور حيدر العبادي وحكومته ، من خلال أثارة النعرات الطائفية ، حتى تصور للعالم أجمع ، أن الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي هم من قاموا بسلب ونهب وحرق بيوت ومحلات تكريت ، بقصد الثأر والأنتقام المذهبي ، وأنهم مجرد لصوص لا محررين ، كما هي أساءة للمرجعية التي أفتت بالجهاد الكفائي ، وطالبت بضرورة التطوع للقتال وتحرير محافظاتنا المحتلة العزيزة ، ولكي تشغل وسائل الأعلام التي باتت تنقل أنتصارات الأبطال لحظة بلحظة ، تشغلها بنقل مثل تلك الأفعال السخيفة والمشينة التي لا يرضاها أنسان عاقل ، وهم يذكرونا من جديد بما حصل بعد يوم 9 نيسان 2003 حين سرقت الوزارات والدوائر الحكومية والمستشفيات و المدارس ، يد هؤلاء الرعاع ، الذين لم ينصاعوا حتى لتوجيهات المرجعية الرشيدة بضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة في المدن التي يتم تحريرها.
على السيد العبادي ، ووزيري الدفاع والداخلية ، والسيد هادي العامري ، العمل بسرعة لأيقاف هذه الأنتهاكات ، والقاء القبض على مرتكبيها ، والتحقيق معهم لمعرفة الجهات التي تقف ورائهم ، فأنهم أضروا كثيرا بسمعة العراق والعراقيين ، والقنوات الفضائية تنقل فضائحهم عند كل ساعة أخبارية.
سيبقى العراق واحدا موحدا وقد أختلطت دماء أبناءه جميعا ، سنة وشيعة ، عربا وأكرادا ، مسلمين وغير مسلمين ، على أرضه الطاهرة ، وهم يقاتلون أقذر تنظيم أرهابي عرفته البشرية ، وسيبقى العراقيون جميعا خلف السيد العبادي وهو يسير بالعراق نحو الجادة الصواب ، وليمت أعداء العراق بغيضهم ، من طائفيين وفاشلين وفاسدين ومزورين وسراق المال العام .


14
بقلم : عباس الخفاجي
بعد عام من أنتخابات مجلس النواب العراقي ، تكتشف المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات ، أن أحد السادة النواب غير مؤهل للجلوس في البرلمان العراقي ، لعدم حصوله على الشهادة الدراسية التي تؤهله لأشغال هذا المقعد .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة : أين كانت المفوضية كل هذه المدة؟ وكيف صادقت على عضويته مع وجود نقص في أحد شروط الترشيح للأنتخابات ؟ وكيف ستتعامل رئاسة المجلس مع الموضوع ، وسيادة النائب تمتع بكافة أمتيازات عضو البرلمان لعام بأكمله ، من رواتب وحمايات وحصانة وحضور جلسات ومناقشات وتصويت ولجان وسجالات ومشادات و ..... الخ ؟
حقيقة أن مثل هذه الأخطاء وغيرها هي التي أودت بالعراق الى ما هو عليه اليوم ، من فشل ذريع في توفير أبسط مقومات العيش الكريم للفرد العراقي ، بسبب تفشي الفساد الأداري والمالي في كافة مفاصل الدولة و الذي نتج عنه مليارات الدولارات مفقودة ومسروقة ومهدورة بمشاريع وصفقات وعقود وهمية ، وحتى لو تم أستبدال هذا النائب بآخر من نفس كتلته طبعا ، فما الجديد في الأمر ؟ وما الذي سيضيفه النائب الجديد لمجلس النواب ، بل للعراق وشعبه ؟ وأظن أن السيد النائب سوف لن يسكت ، بل سوف يشتكي ويدعي ويميز حتى تنقضي الدورة البرلمانية دون أن يغير هذا النائب بآخر غيره ، لأن ( خلك ) القضاء العراقي طويل ، وتأخره في البت في القضايا المطروحه أمامه ، بسبب كثرتها وتعددها وتنوعها وهول ما فيها ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، أن كل من يكلف بأي منصب برلماني أو حكومي جرت العادة أن يتمسك بمنصبه ولا يتركه بسهوله ، بل ويستقتل دونه ، وكأنه سهامه القانونية من القسام الشرعي الخاص بممتلكات العراق ، أو كما يقولون ( أعمى وجلب بشباج الكاظم ) !!!.
أقسم أن العراقيين بات هذا الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد ، فعلا لأن ( خوجه علي ملا علي ) ، وصاروا يتغنون سخرية بأغنية ( ملينه منكم حمد ) مع الأعتذار للفنان ياس خضر ، وهم يشاهدون الوجوه نفسها ( أي : خلالات العبد ) تتكرر منذ عام 2003 الى يومنا هذا ، مع تبدل مواقعها الحكومية أو النيابية ، و ثبوت فشلها في كل المواقع التي تصدوا لها ، وكأن العراقيات عاقرات ، وغير قادرات على أنجاب غيرهم من هو قادرعلى تحمل مسؤولية قيادة العراق وبناء مستقبله وتوفير لقمة العيش لأبنائه بكرامة ، وهذا طبعا بفضل الديمقراطية التي هطلت علينا من السماء وكأن الواحد منهم أصبح (مثل الطماطة بكل جدر يرهم ) .
ومشكلة مجلس النواب بدوراته الثلاث  ، أنه لم يرتق الى المستوى الذي يمثل جماهيره التي أنتخبته ، فأغلبية السادة النواب ينطبق عليهم المثل البغدادي ( من تمشي تتعثر بيه ومن تريده ما تلكيه ) أو ( كثرة بلا نفع ) برأي الأغلبية المظلومة المضطهدة الفقيرة المغلوب على أمرها ، والتي تستغيث بهم في كل ساعة دون أن تلقي منهم آذان صاغية ، لأنهم وللأسف باتوا يجتمعون لأمرين ، أما أن يناقشوا قضايا العالم بأسره ، شرقه وغربه ، يتعاطفوا مع مطالب بوركينا فاسو ، ويدينوا مجازر مينمار ، ويشجبوا جرائم بوكو حرام في نيجيريا ، ويتدخلوا في حل النزاع بين راغب علامة والمطربة أحلام ، لكنهم لن يحركوا ساكنا في قضايا ومشاكل العراق والعراقيين التي لا تعنيهم أصلا ، لأن أغلبهم يحمل جنسية أخرى غير الجنسية العراقية .
وأما أن يضيعوا أوقات الجلسات التي من المفترض أن تخصص لتشريع القوانيين التي ينتظرها الجمهور والتي تمس مفردات حياتهم اليومية ، يقضونها بنقاط النظام الغير دستورية أو بالمشاحنات والمشادات الكلامية والأتهامات المتبادلة بين الأعضاء ( وكل غراب يكله لغراب وجهك أسود ) و ( تالي الليل تسمع حس العياط ) وترفع الجلسة دون أن يناقشوا مسودة أو يصوتوا على قانون .
 وحتى طريقة أحتساب الأصوات وصعود الأعضاء الى البرلمان ، قد ظلمت الكثير من الكفاءات الوطنية الشريفة والمخلصة والتي تسلق على أكتافها ( شعيط ومعيط وجرار الخيط ) بسبب المحاصصة المقيته ، أولئك الذين لو دققت في التحصيل الدراسي لبعضهم لوجدتهم ( طرطميس لا جمعة ولا خميس ) ومع ذلك أستحوذوا على المقاعد النيابية و المناصب الحكومية ، ولم يبق أحد من ذويهم وأهليهم ألا وله حيز في الدولة العراقية ، مراعاة لصلة الرحم ، ومنطلقين من مبدأ ( مركتنه على زياكنه ) ، بل صار لهم حق تعيين حتى ( أبن عمة الخياطة اللي خيطت ثوب العروس ) لان العراق سجل بأسمائهم ملكا صرفا ، و أبناء الخايبات تأكل البطالة سنوات شبابهم أكلا .
واذا مر أحد السادة النواب في شارع ما ، فلا تنبهر من عدد السيارات و أفراد الحمايات الخاصة التي ترافقه ، ذلك لأنه يخاف من شعبه الذي أنتخبه ! ، وأذا أقترب مظلوما أو صاحب حاجة من موكبه ، فلا تتورع حماية المسؤول من ضربه أو حتى قتله ، أليس كل هذا خوفا ممن أنتخبه لأنه يدرك تماما أنه لم يقدم شيئا يذكر لجماهيره ، فأن لم يكن خائفا من شعبه فليخرج بسيارة أو سيارتين ويتمشى بين البسطاء ويجالسهم ويستمع الى شكاواهم ومظالمهم ، عندها سيكون الشعب بأسره حماية لذلك المسؤول ، وحتى لا نترحم على من قال :( يخاف من خياله) .
ولأن هذا هو حالنا المزري ، فقد وضعنا الشخص الغير مناسب في المكان المناسب ، وأصبحت دوائرنا ( أكل ومرعى وقلة صنعة ) واصبح السيد المسؤول ( خراعة خضرة ) مثله كمثل ( الأطرش بالزفة ) لأنه يتواجد يوما في العراق وشهرا خارجه ، وأذا أستضيف في لقاء أعلامي فأنه لن يستح من ترديد أكاذيب من سبقوه في شرح المنجزات والمشاريع التي تحققت على يده ، وخططه المستقبلية في رفع كفاءة دائرته ، وهي مجرد ( حبر على ورق ) بالتأكيد.
أما من هم دون درجة المسؤول ، فأنهم يعملون بمبدأ ( غاب القط ألعب يا فار ) أغلبهم ممن كان يحتل المنصب نفسه قبل عام 2003 ، أو كان بمنصب أدنى و بـ ( اللواكه ) أو المحسوبية أو المنسوبية ، تمت ترقيته للمنصب الجديد ، لكن القاسم المشترك بينهم جميعا ( أتعلم الواوي على أكل الدجاج ) لأن ( بغداد مبنية بتمر فلش وأكل خستاوي) و ( السبع الي يعبي بالسكلة ركي ) .
الذي يهمنا من هذا كله ، هو العراقي الفقير الذي ( يركض والعشا خباز ) صفق وهلل وغامر وجازف وهجر وقتل وأنتخب لكن ( ضاع الخيط والعصفور ) و أكتشف بعد فوات الاوان أنه ( لا حضت برجليها ولا خذت سيد علي ) ، حتى حصته التموينية صارت ( شعره من جلد خنزير ) لا يستلمها الا بشق الانفس .
وبين الصراعات الحزبية والطائفية (ضاع  دمه هدر ) و ( فوك حكه دكه ).
أذن كيف نغير حالنا هذا و ( الشك جبير والركعة زغيرة )  ؟؟
أظن أن السادة النواب يعرفون العراقي جيدا ، يعرفونه أذا أنتفض ( يحرك الأخضر بسعر اليابس ) ويكون قراره ( عليه وعلى أعدائي ) ، وهذا ما نتلمسه من التظاهرات شبه اليومية التي ينظمها عمال أو موظفين أو حتى عسكريين ، قطعت عنهم الرواتب ، أو الغيت عقود عملهم ، أو طردوا من وظائفهم ، وأصبحوا وعوائلهم في مهب الريح ، هذه التظاهرات كشفت زيف المزيفين وكذب الكذابين ، و دجل سراق المال العام الذين ( شوفونا نجوم الظهر ) .
ورغم كل الشعارات القاسية التي يرفعها المتظاهرون ، أو تصدح بها حناجرهم المتعبة ، لكننا لم نر نائبا أو مسؤولا قد أستشاط غيضا أو زعل مما يردده المتظاهرين ، لأن ( العصفور ما يزعل على بيدر الدخن ) ويعلمون جيدا أن في العراق ( لحمة سمينه ) لا يجدي معها زعل أو غضب أو حتى خجل .
أما أذا أفترضنا جدلا أن المسؤول الفاسد قد تحركت حاسة الاحساس عنده وزعل علينا وأستقال من منصبه ، فأننا سنقول له بلا تردد ( روحة بلا ردة ) ( هم وأنزاح ) ( شوفتك حزن وفراكك عيد ) ، لأن الوضع العراقي لا يحتمل أكثر وأذا كان الصبر مفتاح الفرج فأن مفتاح العراقيين ( زنجر و مولس ) وصار ( تاليها أنكس من أولها ) .
فيا سادتي النواب والمسؤولين الأفاضل : تريثوا ، تمهلوا ، والتفتوا الى شعبكم ، فهو يستحق منكم الكثير الكثير ، وأحذروا فأن التاريخ يعيد نفسه ، وسيأتي اليوم الذي ( كل لشه تتعلك من كراعها ) فالشمس لا يغطيها غربال ، ولا نود البحث عنكم يوما ما ، فنجد صغيركم ( علك بالدخل ) وكبيركم ( فص ملح وذاب ) ، فأتقوا الله بالعراق والعراقيين يا أولاد الحلال .
وختاما أرفع قبعتي أجلالا وأحتراما لكل مسؤول وطني مخلص شهم شريف غيور على العراق والعراقيين أجمعين .

15
زهكان من بلاوي البرلمان

بقلم : عباس الخفاجي


بعد عام من أنتخابات مجلس النواب العراقي ، تكتشف المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات ، أن أحد السادة النواب غير مؤهل للجلوس في البرلمان العراقي ، لعدم حصوله على الشهادة الدراسية التي تؤهله لأشغال هذا المقعد .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة : أين كانت المفوضية كل هذه المدة؟ وكيف صادقت على عضويته مع وجود نقص في أحد شروط الترشيح للأنتخابات ؟ وكيف ستتعامل رئاسة المجلس مع الموضوع ، وسيادة النائب تمتع بكافة أمتيازات عضو البرلمان لعام بأكمله ، من رواتب وحمايات وحصانة وحضور جلسات ومناقشات وتصويت ولجان وسجالات ومشادات و ..... الخ ؟
حقيقة أن مثل هذه الأخطاء وغيرها هي التي أودت بالعراق الى ما هو عليه اليوم ، من فشل ذريع في توفير أبسط مقومات العيش الكريم للفرد العراقي ، بسبب تفشي الفساد الأداري والمالي في كافة مفاصل الدولة و الذي نتج عنه مليارات الدولارات مفقودة ومسروقة ومهدورة بمشاريع وصفقات وعقود وهمية ، وحتى لو تم أستبدال هذا النائب بآخر من نفس كتلته طبعا ، فما الجديد في الأمر ؟ وما الذي سيضيفه النائب الجديد لمجلس النواب ، بل للعراق وشعبه ؟ وأظن أن السيد النائب سوف لن يسكت ، بل سوف يشتكي ويدعي ويميز حتى تنقضي الدورة البرلمانية دون أن يغير هذا النائب بآخر غيره ، لأن ( خلك ) القضاء العراقي طويل ، وتأخره في البت في القضايا المطروحه أمامه ، بسبب كثرتها وتعددها وتنوعها وهول ما فيها ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، أن كل من يكلف بأي منصب برلماني أو حكومي جرت العادة أن يتمسك بمنصبه ولا يتركه بسهوله ، بل ويستقتل دونه ، وكأنه سهامه القانونية من القسام الشرعي الخاص بممتلكات العراق ، أو كما يقولون ( أعمى وجلب بشباج الكاظم ) !!!.
أقسم أن العراقيين بات هذا الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد ، فعلا لأن ( خوجه علي ملا علي ) ، وصاروا يتغنون سخرية بأغنية ( ملينه منكم حمد ) مع الأعتذار للفنان ياس خضر ، وهم يشاهدون الوجوه نفسها ( أي : خلالات العبد ) تتكرر منذ عام 2003 الى يومنا هذا ، مع تبدل مواقعها الحكومية أو النيابية ، و ثبوت فشلها في كل المواقع التي تصدوا لها ، وكأن العراقيات عاقرات ، وغير قادرات على أنجاب غيرهم من هو قادرعلى تحمل مسؤولية قيادة العراق وبناء مستقبله وتوفير لقمة العيش لأبنائه بكرامة ، وهذا طبعا بفضل الديمقراطية التي هطلت علينا من السماء وكأن الواحد منهم أصبح (مثل الطماطة بكل جدر يرهم ) .
ومشكلة مجلس النواب بدوراته الثلاث  ، أنه لم يرتق الى المستوى الذي يمثل جماهيره التي أنتخبته ، فأغلبية السادة النواب ينطبق عليهم المثل البغدادي ( من تمشي تتعثر بيه ومن تريده ما تلكيه ) أو ( كثرة بلا نفع ) برأي الأغلبية المظلومة المضطهدة الفقيرة المغلوب على أمرها ، والتي تستغيث بهم في كل ساعة دون أن تلقي منهم آذان صاغية ، لأنهم وللأسف باتوا يجتمعون لأمرين ، أما أن يناقشوا قضايا العالم بأسره ، شرقه وغربه ، يتعاطفوا مع مطالب بوركينا فاسو ، ويدينوا مجازر مينمار ، ويشجبوا جرائم بوكو حرام في نيجيريا ، ويتدخلوا في حل النزاع بين راغب علامة والمطربة أحلام ، لكنهم لن يحركوا ساكنا في قضايا ومشاكل العراق والعراقيين التي لا تعنيهم أصلا ، لأن أغلبهم يحمل جنسية أخرى غير الجنسية العراقية .
وأما أن يضيعوا أوقات الجلسات التي من المفترض أن تخصص لتشريع القوانيين التي ينتظرها الجمهور والتي تمس مفردات حياتهم اليومية ، يقضونها بنقاط النظام الغير دستورية أو بالمشاحنات والمشادات الكلامية والأتهامات المتبادلة بين الأعضاء ( وكل غراب يكله لغراب وجهك أسود ) و ( تالي الليل تسمع حس العياط ) وترفع الجلسة دون أن يناقشوا مسودة أو يصوتوا على قانون .
 وحتى طريقة أحتساب الأصوات وصعود الأعضاء الى البرلمان ، قد ظلمت الكثير من الكفاءات الوطنية الشريفة والمخلصة والتي تسلق على أكتافها ( شعيط ومعيط وجرار الخيط ) بسبب المحاصصة المقيته ، أولئك الذين لو دققت في التحصيل الدراسي لبعضهم لوجدتهم ( طرطميس لا جمعة ولا خميس ) ومع ذلك أستحوذوا على المقاعد النيابية و المناصب الحكومية ، ولم يبق أحد من ذويهم وأهليهم ألا وله حيز في الدولة العراقية ، مراعاة لصلة الرحم ، ومنطلقين من مبدأ ( مركتنه على زياكنه ) ، بل صار لهم حق تعيين حتى ( أبن عمة الخياطة اللي خيطت ثوب العروس ) لان العراق سجل بأسمائهم ملكا صرفا ، و أبناء الخايبات تأكل البطالة سنوات شبابهم أكلا .
واذا مر أحد السادة النواب في شارع ما ، فلا تنبهر من عدد السيارات و أفراد الحمايات الخاصة التي ترافقه ، ذلك لأنه يخاف من شعبه الذي أنتخبه ! ، وأذا أقترب مظلوما أو صاحب حاجة من موكبه ، فلا تتورع حماية المسؤول من ضربه أو حتى قتله ، أليس كل هذا خوفا ممن أنتخبه لأنه يدرك تماما أنه لم يقدم شيئا يذكر لجماهيره ، فأن لم يكن خائفا من شعبه فليخرج بسيارة أو سيارتين ويتمشى بين البسطاء ويجالسهم ويستمع الى شكاواهم ومظالمهم ، عندها سيكون الشعب بأسره حماية لذلك المسؤول ، وحتى لا نترحم على من قال :( يخاف من خياله) .
ولأن هذا هو حالنا المزري ، فقد وضعنا الشخص الغير مناسب في المكان المناسب ، وأصبحت دوائرنا ( أكل ومرعى وقلة صنعة ) واصبح السيد المسؤول ( خراعة خضرة ) مثله كمثل ( الأطرش بالزفة ) لأنه يتواجد يوما في العراق وشهرا خارجه ، وأذا أستضيف في لقاء أعلامي فأنه لن يستح من ترديد أكاذيب من سبقوه في شرح المنجزات والمشاريع التي تحققت على يده ، وخططه المستقبلية في رفع كفاءة دائرته ، وهي مجرد ( حبر على ورق ) بالتأكيد.
أما من هم دون درجة المسؤول ، فأنهم يعملون بمبدأ ( غاب القط ألعب يا فار ) أغلبهم ممن كان يحتل المنصب نفسه قبل عام 2003 ، أو كان بمنصب أدنى و بـ ( اللواكه ) أو المحسوبية أو المنسوبية ، تمت ترقيته للمنصب الجديد ، لكن القاسم المشترك بينهم جميعا ( أتعلم الواوي على أكل الدجاج ) لأن ( بغداد مبنية بتمر فلش وأكل خستاوي) و ( السبع الي يعبي بالسكلة ركي ) .
الذي يهمنا من هذا كله ، هو العراقي الفقير الذي ( يركض والعشا خباز ) صفق وهلل وغامر وجازف وهجر وقتل وأنتخب لكن ( ضاع الخيط والعصفور ) و أكتشف بعد فوات الاوان أنه ( لا حضت برجليها ولا خذت سيد علي ) ، حتى حصته التموينية صارت ( شعره من جلد خنزير ) لا يستلمها الا بشق الانفس .
وبين الصراعات الحزبية والطائفية (ضاع  دمه هدر ) و ( فوك حكه دكه ).
أذن كيف نغير حالنا هذا و ( الشك جبير والركعة زغيرة )  ؟؟
أظن أن السادة النواب يعرفون العراقي جيدا ، يعرفونه أذا أنتفض ( يحرك الأخضر بسعر اليابس ) ويكون قراره ( عليه وعلى أعدائي ) ، وهذا ما نتلمسه من التظاهرات شبه اليومية التي ينظمها عمال أو موظفين أو حتى عسكريين ، قطعت عنهم الرواتب ، أو الغيت عقود عملهم ، أو طردوا من وظائفهم ، وأصبحوا وعوائلهم في مهب الريح ، هذه التظاهرات كشفت زيف المزيفين وكذب الكذابين ، و دجل سراق المال العام الذين ( شوفونا نجوم الظهر ) .
ورغم كل الشعارات القاسية التي يرفعها المتظاهرون ، أو تصدح بها حناجرهم المتعبة ، لكننا لم نر نائبا أو مسؤولا قد أستشاط غيضا أو زعل مما يردده المتظاهرين ، لأن ( العصفور ما يزعل على بيدر الدخن ) ويعلمون جيدا أن في العراق ( لحمة سمينه ) لا يجدي معها زعل أو غضب أو حتى خجل .
أما أذا أفترضنا جدلا أن المسؤول الفاسد قد تحركت حاسة الاحساس عنده وزعل علينا وأستقال من منصبه ، فأننا سنقول له بلا تردد ( روحة بلا ردة ) ( هم وأنزاح ) ( شوفتك حزن وفراكك عيد ) ، لأن الوضع العراقي لا يحتمل أكثر وأذا كان الصبر مفتاح الفرج فأن مفتاح العراقيين ( زنجر و مولس ) وصار ( تاليها أنكس من أولها ) .
فيا سادتي النواب والمسؤولين الأفاضل : تريثوا ، تمهلوا ، والتفتوا الى شعبكم ، فهو يستحق منكم الكثير الكثير ، وأحذروا فأن التاريخ يعيد نفسه ، وسيأتي اليوم الذي ( كل لشه تتعلك من كراعها ) فالشمس لا يغطيها غربال ، ولا نود البحث عنكم يوما ما ، فنجد صغيركم ( علك بالدخل ) وكبيركم ( فص ملح وذاب ) ، فأتقوا الله بالعراق والعراقيين يا أولاد الحلال .
وختاما أرفع قبعتي أجلالا وأحتراما لكل مسؤول وطني مخلص شهم شريف غيور على العراق والعراقيين أجمعين .

16
يَا عُصْبَة الشَّر أَرُّجْعَي ... أَن الْصَبَاح أنبلجا
بقلم : عباس الخفاجي

أرتفت راية الله أكبر على المباني الحكومية في قلب تكريت لتعلن أندحار قوى الشر والظلام والتكفير المتمثلة بتنظيم داعش الأرهابي ، وبدأ انتصارات قواتنا الأمنية البطلة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء عشائر المحافظة الأشاوس.
أن معركة تكريت كشفت عن دروس في غاية الأهمية علينا الأستفادة القصوى منها ونحن بصدد التهيؤ لتحرير بقية محافظاتنا المحتلة من براثن هذا التنظيم المتخلف والتي يمكن أجمالها بما يلي :
1.   القيادة الناجحة المتمثلة بالقائد العام للقوات المسلحة ووزيري الدفاع والداخلية وقادة الحشد الشعبي ورؤساء العشائر العربية الأصيلة التي قاتلت التنظيم ، والتنسيق الرائع بين كل القيادات في السيطرة والتوجيه للقطعات التي بأمرتهم.
2.   تقدير موقف معركة ممتاز من قبل قادة العمليات بالصبر والثبات لأستثمار النصر وعدم التهور والأندفاع وتقديم تضحيات كبيرة غير مبررة ، من أجل نصر سريع وحاسم ، فكانت رباطة جأش القادة والآمرين والمقاتلين في التأني في فتح الممرات الأمنة لتقدم القطعات ورفع كل العبوات والألغام التي زرعت في طريق تقدمهم وعدم التضحية بأي قطرة دم عراقية ، مثالا يحتذى به في صبر القيادة وتأنيها في جني ثمار النصر .
3.   السرية والكتمان العالي لكل الفعاليات العسكرية بما فيها محاور التقدم وحجم ونوع القطعات المشتركة بالمعركة ، وعدم الترويج لأي معلومات عسكرية من خلال أجهزة الأعلام المختلفة قد فوت الفرصة على الأعداء في الحصول على أي معلومات أستخباراتية عن القطعات التي تهاجمهم.
4.   معركة تحرير تكريت أعطت زخما معنويا كبيرا جدا للقوات الأمنية ووحدات الحشد الشعبي لمواصلة القتال حتى سحق آخر داعشي على أرض العراق ، بل وشحذت همم أبناء المناطق المحتلة لحمل السلاح ومقاتلة جرذان التنظيم الذين كانت وسائل الأعلام الغربية قد صورتهم بالجبابرة الذين ليس من السهولة قهرهم ودحرهم.
5.   تلاشي بعض المفردات التي كانت توصف بها القوات الأمنية العراقية سابقا ( مثلا جيش العبادي ، الجيش الصفوي ، الحشد الشيعي ) بعد أن تيقن الجميع وخاصة أبناء المحافظات السنية أن الجيش هو جيش العراق وجميع منتسبيه هم عراقيون  ولا يدينون بالولاء الا لأرض العراق الطاهرة.
6.   النصر في تكريت جاء بأياد عراقية ، لا شرقية أيرانية ، ولا غربية أمريكية ، ولم يكن دور الأيرانيون أو الأمريكيون في المعركة ألا دورا أستشاريا فقط ، أما رسم خطط المعركة وتنفيذها على الأرض فكانت عراقية محضة.
7.   تحاول بعض وسائل الأعلام الأمريكية المغرضة من تقليل قيمة الأنتصار العراقي في تكريت من خلال أدعائها أن من السهوله تحرير الأرض لكن ليس من السهل على العراقيين الأحتفاظ بالأرض ومعاودة التقدم ، أن مثل هذه التخرصات يجب على القادة والمقاتلين تركها وراء ظهورهم لأن هدفها النيل من معنوياتهم وعزيمتهم على دحر التنظيم الأرهابي ، وما هو الأ ذر الرماد في العيون من قبل الأدارة الأمريكية لتبرير فشلها وسوء تقديراتها حين وضعت سقفا زمنيا لتحرير المحافظات المحتلة لا يقل عن ثلاث سنوات ، وذهلت لما شاهدت العراقيون يحررون محافظة صلاح الدين بشهر واحد .
8.   ينبغي من كافة الوحدات الأدارية والخدمية في محافظة صلاح الدين الألتحاق فورا كل بدائرته والعمل من أجل تأهيل ما دمرته المعارك ، وأعادة البنى التحتية والخدمية للمحافظة من أجل عودة سريعة لأبنائها الذين نزحوا من ديارهم منذ ما يقرب من عشرة أشهر ، والتحاق الشرطة المحلية لمسك الأرض مع أبناء المناطق المحررة من أجل تفرغ قطعات الجيش والشرطة الأتحادية وأبناء الحشد الشعبي للمهمات القادمة التي تنتظرهم في نينوى الحدباء.
بوركت كل السواعد التي جاءت بالنصر المؤزر في العلم والدور والبوعجيل وتكريت بورك جيش العراق العظيم بجنوده وضباطه وقادته من كل الصنوف ، بوركت كل وحدات الشرطة الأتحادية والمحلية ، عاشت أيادي الحشد الشعبي التي لبت نداء المرجعية الرشيدة في تحرير الأرض وصيانة العرض .
عاش العراق من زاخو حتى الفاو ، عراقا واحدا موحدا آمنا مستقرا بحفظ الرحمن وعنايته.

17
أخطبوط داعش وأعدام الطفولة
بقلم : عباس الخفاجي
يلقب الأطفال بملائكة الله في الأرض ، لكن يبدو أن الوضع قد تغير في الوقت الحالي ، وذلك بعد أن تحولوا إلى مقاتلين ومجندين يحملون السلاح، وبرأسهم أفكار قتالية بعيداً عن البراءة التي خلقهم الله عز وجل بها، فبالتأكيد الذنب ليس ذنبهم بل الظروف والبيئة المحيطة بهم والتغيرات السياسية التي شهدتها الدول العربية أرغمتهم على أن يكبروا قبل الأوان . إلى ذلك، اتخذ استغلال الأطفال أثناء النزاعات المسلحة أشكالا متنوعة مثل: العمل القسري أو العبودية في الحالات القصوى، وقد يكون ذلك مصير الأطفال الذين جندتهم الجماعات المسلحة أو الأطفال رهن الاحتجاز . ولا ينجو أحد من أثر النزاعات التي غالباً ما تكون اليوم نزاعات داخلية بطبيعتها، ويتعرض فيها الأطفال للسجن والاغتصاب الجنسي والتشويه على مدى الحياة، بل ويُقتلون، وتمزق النزاعات المسلحة شمل العائلات كل التمزيق، مما يُرغم آلاف الأطفال على إعالة أنفسهم ورعاية أشقائهم الصغار.
ومنذ أن أستوطن أخطبوط  داعش الأراضي السورية ومن ثم العراقية بدأت هذه الظاهرة الخطيرة بالظهور من خلال تجنيدهم أطفال المناطق التي تم الأستيلاء عليها ومحاولات غسل أدمغة الأطفال وتغذية عقولهم بالأفكار المتطرفة والأجرامية وتدريبهم على أستعمال الأسلحة المختلفة لمواجهة عدو أفتراضي وسعيه لتلقين الأطفال الصغار أفكاره المتطرفة وتجهيزهم كأنتحاريين في محاولة لتشديد قبضته على تلك المناطق.
وأغلب الأطفال الذين يتم أشراكهم في معسكرات التدريب قام التنظيم بخطفهم من ذويهم أو بشرائهم من العائلات الفقيرة التي لا تتمكن من سد رمق أطفالهم نتيجة الفقر والعوز، وتجنيدهم في تلك المعسكرات للتدريب على أستخدام الأسلحة الشخصية والقذائف الصاروخية ، وأجبارهم على الحضور في مراسم قطع الرؤوس ورجم النساء بغرض أنشاء جيل جديد يتغذى على العنف والأرهاب.
وليس حال الأناث القاصرات بأفضل من حال البنين ، فهن يتعرضن الى الخطف والبيع والشراء في سوق النخاسة بأعتبارهن غنائم حرب بعد قتل آبائهن وأخوانهن أمام أعينهن بطرق وحشية وأستغلالهن في أشباع رغبات ( المجاهدين ) الجنسية ، والعمل كخادمات في بيوتهم وأستعبادهن وأذلالهن بأشد أنواع الذل والهوان.
لقد عمد تنظيم داعش الأرهابي الى ألغاء المناهج المقررة في المدارس وأستبدلها بدروس حول شروحات الفكر السلفي المتطرف أضافة الى دروس تعليم الفنون القتالية وأستخدام الأسلحة ، وهذا الأمر تكمن خطورته بأن التنظيم يعد جيلا جديدا ناشئا قد تغذى وتربي على أفكار متطرفة منحرفة أجرامية مما يعني أن قتال هذا التنظيم قد يستغرق أمدا طويلا.
ومن الجدير بالذكر أنه وبحسب القانون الدولي، فإن تجنيد واستخدام الأطفال دون الخامسة عشر للعمل بوصفهم جنودا أمرا محظورا بموجب القانون الدولي الإنساني وطبقا للمعاهدات والأعراف الدولية ، كما يجري تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية.

18
كشف القمة عن الأمة
بقلم : عباس الخفاجي
منذ سبعين عاما والجامعة العربية التي تشكلت من أجل توحيد الاقطار العربية في 22 مارس 1945  ، تسعى وبكل ثقلها الى فرقة وتمزيق العرب من خلال مقررات قمة تستند الى خلافات شخصية بين القادة أنفسهم ، فتارة تطرد مصر لان رئيسها زار أسرائيل ، بينما تغض الطرف عن الكثير من القادة الذين أقاموا علاقات واسعة جدا مع هذا الكيان المسخ ، وثانية تتوسل بكل دول العالم من أجل محاصرة سوريا لان قائدها استخدم الجيش للقضاء على المتظاهرين من ابناء شعبه ، بينما تسمح للجيش السعودي بالتدخل لضرب الشعب البحريني الثائر على ملكه ، أو تجمع الفرقاء لقصف المحافظات اليمينة لتثبيت شرعية (هادي) التي أطاح بها الحوثيين.
ولا اعرف سبب أجتماع القادة هذه المرة في شرم الشيخ ، واغلب الأقطار العربية منتهكة السيادة مسلوبة الأرادة ، وضعها السياسي والأمني أكثر هشاشة من أي وقت مضى ، جريان الدم العراقي والسوري والليبي واليمني لم يتوقف ، وقضيتنا المركزية (فلسطين) أصبحت في الرفوف العالية لأن أغلب أقطارنا العربية اليوم تحت الأنتداب والوصاية الأجنبية ولله الحمد.
لقد تعودنا أن نستمع من زعاماتنا الى خطابات رنانه كاذبة بعيدة كل البعد عن ما يحلم به الشعب العربي من الاستقلال الناجز والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية التي تقضي على كل مظاهر التخلف في الوطن العربي .
ماذا فعل أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لشعبهم العربي ؟
هل قضوا على التخلف والامية والفقر والجوع والبطالة والظلم والفساد ؟
هل حققوا توزيعا عادلا للموارد والثروات الطبيعية التي تزخر بها أرض عدنان وقحطان ؟
هل أستطاعوا ايقاف هجرة العرب الى دول العالم بسبب مضايقات كل الانظمة العربية لآصحاب الرأي والفكر المخالف لأفكارهم ؟
هل نظفوا سجونهم السرية والعلنية من الابرياء ؟
هل طوروا جيوشهم من أجل التصدي لكل التهديدات الخارجية التي تستهدف أرضنا ومياهنا ووجودنا، أم طوروا الجيوش من أجل القضاء على شعوبهم اذا ما ثارت عليهم ؟
هل ناقشوا مشاكل الشباب العربي الضائع في أتون الجنس والمخدرات بعد أن تحول الكثير منهم الى جنس ثالث بسبب البطالة ، وأنخرط الأخرون في التنظيمات الأرهابية التكفيرية التي أنتشرت في كل مدن وطننا العربي ؟
ماذا فعلوا للقومية العربية التي كنا نتغنى بها ، والتي كانت أسرائيل ترتعد من سماع أغنية ( أصبح عندي الان بندقية ) وصرنا اليوم نتغنى بخصر نانسي وصدر هيفاء؟ هل نخيفهم ونرعبهم اليوم بأنشودة ( أريد أبجي على جويسم أبو الغيرة) ؟
هل درس القادة العرب أسباب أنخفاض الشعور والحس الوطني لدى شبابنا الذي بات يكفر بكل ما هو عربي ؟
وما هي اخبار الاسلام الذي لم يبق منه سوى القشور ، بعد أن تسلط  وعاظ السلاطين على مقدرات العرب والمسلمين ، وأخذوا يحللون ويحرمون خلافا للقران والسنة النبوية المطهرة.
هؤلاء المجتمعون ، هم أنفسهم الذين صفقوا وهللوا وفتحوا حدودهم مشرعة لغربان الشر القادمة لاذلال وتدمير واحتلال العراق ، ويوم دخلت القوات الغازية بغداد ، رقصوا جميعا على انغام هوسة ( طهرناه وخلصنه منه ) ونسوا الى أن طابور الطهور لا بد أن يصل اليهم يوما ما .
هؤلاء أسوأ بكثير من اقرانهم الذين طيح الشعب حظهم وكراسيهم ، منهم من فر من بلاده ، وأخر مازال الى يومنا هذا يتنقل بين المستشفى والمحكمة على سدية المستشفى ، وثالثهم ذاك الذي حاصره شعبه في كل بيت وشارع و زنكة ، حتى لقي حتفه في أنبوب مجاري حيث كان مختبأ والحبل على الجرار.
واليوم الذي سنشهد فيه تهاوي العقال العربي من على كثير من الرؤوس القابعة بابراجها العاجية ، يحيكون الدسائس والمؤامرات ضد شعبهم وأمتهم العربية ليس ببعيد.

19
ألا يوجد بينكم طاهر ابن نجيبة ؟
بقلم : عباس الخفاجي


يبدو أن المظلومية في عراقنا الجديد في تصاعد مستمر ، وبدأت تأخذ أشكالا متنوعة دون أن تلقى مطالب المظلومين اليسيرة الآذان الصاغية من المسؤولين الحكوميين والنواب البرلمانيين ، الذين تسلقوا على أكتاف البسطاء والفقراء والمعدمين ، ليتربعوا على كراسي البرلمان ، دون أن يحققوا حلما واحدا من أحلام العصافير التي كان يحلم بها أولئك الفقراء ، فالكل منشغل بترتيب أوضاعه المعاشية التي تناسب مركزه الحكومي أو النيابي ، وكما قال أحدهم :
كلمن عرشه
وكلمن لاهي بجيبه وكرشه
والشعب إمدولب ما عنده
يمر إنهـاره .. وما يتغـدّه
ويعبر ليله .. وما يتعـشّه
ومن ينام فاتح عينه ... وتابوته املولح يم رمشه
يحجي ... يبجي ...
انطيتوه اذان الطرشه ...
وسائل الأعلام المختلفة تنقل تظاهرات شبه يومية لعمال فصلوا من عملهم لعدم وجود أنتاج في مصانعهم ذاتية التمويل ، موظفين مستمرين في خدمة البلد بدون رواتب لأشهر عدة ، خريجين أفنوا زهرة شبابهم في الدراسة ليحصلوا على شهادات علقوها في صالات بيوتهم ، دون أن يلتفت اليهم أحدا وينتشلهم من حالة الضياع النفسي والفكري الذي يعيشونه ، أرامل تبلغ بأخلاء الدور التي تشغلها تجاوزا ، دون أن يفكر من أصدر أمر التخلية ، أن هذه العائلة ستفترش أرض الله الواسعة وتلتحف السماء.
لقد ماتت المروءة والشهامة في أنفسنا ، وقتلت الرحمة فينا ، فكم من مظلوم يرفع كفيه وهو يناجي ربه ويدعو على من ظلمه ، وكم من دمعة سالت من عين طفلة يتيمة دون أن تتلمس يدا تمسح على رأسها ، وتهدأ من روعها.
في أيام العهد الملكي ، كان الأقطاع متسلطا على رقاب الفلاحين البسطاء ، كان الأقطاعي يستغل الفلاح أبشع أستغلال ، ربما لا يعطيه حتى أجور عمله ، في تلك الأثناء وصلت الأمور عند أحد الفلاحين الى حد لا يطاق ، فالفقر والجوع والبؤس والمرض أخذت من عائلته المسكينة مأخذها ، فتجرأ هذا الفلاح وذهب الى الأقطاعي الذي يعمل في أرضه ، وطالبه بأجوره ، أمتعض الأقطاعي من جرأة الفلاح وبدأ يماطله أياما ، ثم بدأ كلما طالبه الفلاح بأجوره ، يضربه ويهينه ويحتقره ، والفلاح يقول له أريد أن أطعم عائلتي ، أريد أن أعالج ولدي ، والأقطاعي الجشع لا يأبه لقول الفلاح ولا يرق له قلب أو شفقة أو رحمة ، ولم يعره أي أهتمام.
فما كان من بعض الرجال ألا أن نصحوا هذا الفلاح بالذهاب الى المضيف الذي يتردد عليه هذا الأقطاعي ويقص قصته أمام الجميع ...
ذهب هذا المسكين الى المضيف ، حيث يلتقي الأقطاعيون وكبار الشيوخ ووجهاء المدينة ، كان الأقطاعي الجشع جالسا بينهم ، فأرتجفت الكلمات من بين شفتيه ولم يستطع أن يتكلم ألا بعبارة واحدة قالها وجميع أوصاله ترتجف خوفا مما ستؤول اليه الأمور ، قال الفلاح ( ألا يوجد بينكم طاهر أبن نجيبة ؟)
التفت الجالسون أحدهم الى الآخر وبدأت الضحكات والقهقهات تتعالى من أرجاء المضيف سخرية بالفلاح و سؤاله.
ثم صاح الجميع : لا يوجد بيننا أحدا بهذا الأسم .
خرج الفلاح عائدا الى بيته ، بينما ظل من كان في المضيف يفكر بكلمات الفلاح ، حتى تنبه أحدهم وقال للحاضرين :
يا جماعة ، الفلاح لم يسأل عن شخص أسمه طاهر أبن نجيبة ، بل كان يقصد رجلا طاهرا ينصفه من الجور الذي وقع عليه ، لقد شتمنا أنفسنا بأنفسنا حينما قلنا له ، لا يوجد أحد بيننا طاهر أبن نجيبة .
فعلى كل مظلومي العراق ، على كل من يتظاهر ويعتصم وينادي ويطالب ، أدعو الله أن يظهر طاهر أبن نجيبه كي يحقق كل ما تطلبون ، فعلى ما يبدو أن طاهر لازال معتكفا حتى أشعار آخر ...


20
في ظل الأزمة الأقتصادية التي يمر بها العراق نتيجة أنهيار أسعار النفط وأعتماد الميزانية الحكومية كليا على مدخولات مبيعات النفط الخام، والشلل التام الذي أصاب  القطاع الصناعي المحلي نتيجة تدمير البنى التحتية للمعامل والمصانع والشركات التي كان منتوجها يضاهي وينافس المنتجات المستوردة ، وهجر الفلاح لأرضه لأسباب عدة أهمها شحة مياه نهري دجلة والفرات وقلة الدعم الحكومي للقطاع الزراعي حتى باتت أسعار الفواكه والخضر المستوردة أرخص كثيرا من الناتج الزراعي المحلي ، أضافة الى ضعف الأجراءات الحكومية فيما يتعلق بتعدد مصادر تمويل الدخل القومي العراقي .
وليس عيبا أن نطلع ونتعلم من تجارب الشعوب التي أستطاعت أن تحول أقتصادها الضعيف الى أقتصاد قوي ومتنوع من أجل زيادة وارداتها المالية والأرتقاء بمستوى رفاهية الفرد والمجتمع لتكون واحدة من الدول المتقدمة ، ومن تلك الدول التي تشكل ظاهرة يجب دراستها ، هي الصين ، التي تعدى عدد سكانها المليار وثلاثمائة مليون نسمة وهي بذلك تشكل ربع سكان المعمورة ، فأي نظام سياسي ذاك الذي أستطاع أن يدير هذا الوطن بهذا الكم الهائل من البشر وهو ينتقل من مرحلة الحرب الباردة الأمريكية - السوفيتية الى ما بعد العولمة الليبرالية والهيمنة الأحادية للنظام العالمي الجديد ، لتقفز الصين بخطوات مقتدرة لتصبح ثاني أقوى أقتصاد في العالم ، كيف أستطاعت الصين أن توفر المأكل والملبس والصحة والتعليم والسكن ، وكيف أستطاعت زيادة الموارد مع الزيادة الهائلة في عدد السكان ، وكيف قلبت المفاهيم الأقتصادية التي تنص على أن زيادة السكان ستؤدي الى أنخفاض الدخل الذي بدوره يؤدي الى أنخفاض مستوى المعيشة ؟
 لابد أن ذلك كله في حكم المعجزة ، وهذه المعجزة حققها أناس يحبون بلدهم حبا كبيرا وعملوا وضحوا من أجله الكثير ، آمنوا بفلسفة التسامح والسعي الى التقاسم والأنسجام فيما بينهم وانصهار كل مسمياتهم وقومياتهم وأديانهم  من أجل التعايش السلمي لتحقيق التنمية المشتركة وتطوير الذات والمساواة فيما بينهم وبناء الثقة المتبادلة والتعاون والتواصل والأستفادة كل من الآخر والعمل الدؤوب المستمر في كل المجالات من أجل هدف مشترك واحد ، ألا وهو الصين .
أن تطور أقتصاد الصين لا يعزو لحجم سكانها بل الى نوعيته ، فالانسان الصيني يتصف بالطاعة التامة والأدب الجم والتهذيب والترتيب والأنضباط والمسالمة ، والعامل الصيني لا يقارن بأي عامل آخر في أي دولة من دول العالم كونه مطيع وسريع التعلم ، يستغل كل دقيقة من ساعات العمل بجد وتفان دون هدر بالموارد ولا بالوقت .
لقد تعرضت الصين الى الأحتلال والأستغلال حالها في ذلك كحال بقية دول العالم قبل قيام الثورة الصينية بزعامة ماوتسي تونغ مؤسس الجمهورية الصينية ، بلد حطمته جحافل الأحتلال وحروب الأفيون ونهبت خيراته ، ومرت بتحديات كبيرة جعلتها تجدد بشكل مستمر خطواتها نحو التطور فكانت مرحلة النهج الأصلاحي الأقتصادي والسياسي التي سارت عليه الصين منذ ثلاثين عاما كانت نتيجته أنها أصبحت ثاني أقتصاد في العالم .
أن التجربة الصينية حقا تستحق الدراسة من قبل سياسيي العراق ليعرفوا كيف يكون حب الوطن ونكران الذات ، السبيل الوحيد لتطور اليلد وتقدمه وأزدهاره ورفاهية مواطنية...

21
أنتبه أمامك .. قطر !!
بقلم : عباس الخفاجي
ليس غريبا أن تطالعنا الأخبار أن دويلة قطر التي لا تتجاوز مساحتها مساحة غرفتين وصالة ، تفاوض العراقيين على فتح ممر آمن لمجرمي داعش الأجانب المحاصرين في تكريت والسماح لهم بالأنسحاب الى الأراضي السورية عن طريق محافظة نينوى مقابل أن تدفع قطر خمسون مليار دولار لأعمار المناطق التي تضررت من قبل داعش.
لكن الغريب في الأمر أن وفدا من وزارة الخارجية العراقية كان قد ألتقى مسؤولين قطريين في أنقرة للتباحث في هذا الموضوع ، ولا أعلم أن كان هذا الوفد المفاوض قد نسى أو تناسى الجرائم التي أرتكبتها عناصر داعش الأرهابية من خلال أحتلالها ثلاث محافظات عراقية آمنة ، وما قامت به هذه العصابات من أعمال أجرامية يندى لها جبين الأنسانية.
بدءا أتسائل ، اذا كان اللقاء عربيا - عربيا فلماذا يكون في عاصمة الرجل المريض بدلا من بغداد أو حتى الدوحة نفسها ، أم أن هناك أمرا دبر في ليل أنقرة الصاخب ؟
ثم أن هذا العرض هو بمثابة أعتراف صريح من قبل الحكومة القطرية أنها الداعم والممول الحصري للأرهاب ، سواءا كان في العراق أو في سوريا ، وأنها المحامي والمدافع عن أرهابيي داعش ، الأمر الذي يتوجب على الحكومة العراقية رفض هذا المقترح مبدئيا ومقاضاة الحكومة القطرية أمام المحاكم الدولية عن كل جرائم الحرب والأبادة البشرية والتهجير القسري للسكان، وتدمير الأرث الحضاري الأنساني العراقي في كل المناطق المحتلة من قبل تلك العصابات.
والأنكى من ذلك أن الوفد المفاوض يتعهد بعدم عودة هؤلاء المقاتلين للقتال مرة أخرى في العراق ، لأنهم سيرحلون الى بلدانهم عن طريق تركيا.
أن الله سبحانه وتعالى من على دويلة قطر بنعمتي النفط والغاز اللتان سخرتهما في التخطيط والمساعدة على قلب أنظمة عربية في تونس وليبيا ومصر واليمن بذريعة الربيع العربي ، وساندت بشكل واضح وجلي المعارضة السورية وجبهة النصرة وتنظيم داعش الأرهابي في مقاتلة القوات النظامية السورية.
أن توقف العمليات العسكرية الناجحة في صلاح الدين فجأة ، والتحرك السياسي العربي عامة ، والخليجي على وجه الخصوص ، ربما يعطي مصداقية لمثل هذه الأنباء التي لم تؤكدها ولم تنفها وزارة الخارجية العراقية حتى الأن.
أن الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم المتطرف من قبل القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي ، والطوق المحكم والخانق على بقايا هذا التنظيم في تكريت من جميع الجهات ، وقطع خطوط أمداداته اللوجستية ، أضطر كل من السعودية وقطر للتحرك السريع والتباحث مع العراقيين من أجل أيجاد ممرات آمنه لمرتزقتهم وأنقاذهم من المهلكة التي وضعوا أنفسهم فيها.
أن على الحكومة العراقية الرفض القاطع لأي وساطة تتبناها قطر أو غيرها ، من أجل أنقاذ جرذان هذا التنظيم ، ولتضع الحكومة العراقية مشاعر عوائل شهداء سبايكر نصب أعينها ، ولتحترم دماء الأبرياء التي سفكت منذ تسعة أشهر على ربى صلاح الدين والأنبار ونينوى وديالى ، وأن لا تحني رأسا لأميرا أو ملكا تلطخت حتى كوفيته بدماء العراقيين .
وعلى القوات الأمنية العراقية ، من الجيش والشرطة والحشد الشعبي الأبطال ، أن يستهدفوا بقايا هذا التنظيم الخارج عن القانون ، بكل ما أوتوا من قوة نارية وصاروخية تحرق أجسادهم المتعفنة ، كما تحرق قلوب من أرسلوهم وساندوهم وأعموا عيونهم وبصائرهم ، لأن أنتصارات قواتنا البطلة ستقلب الكثير من التوازنات السياسية في الشرق الأوسط.
أما الخمسون مليار دولار ، التي ستمنحها قطر لأعمار المناطق التي تسبب تنظيمها الأرهابي في خرابها ، فالعراق في غنى عن أموالهم الممزوجة بالدم العراقي الطاهر ، فكل قطرة دم سفكت من عراقي بريء تعادل قطر وضواحيها، والأحرى بالوفد القطري ، أن يدخر هذه الأموال الى شيخته (موزه) ، التي أنفقت قبل عامين عشرة ملايين دولار في عمليات تجميل (مؤخرتها) في أحد مشافي لندن ، كي يتمكن صاحب السمو (حمد) من القيام بمهامه ( الدستورية ) على أكمل وجه !!!.

22
بقلم : عباس الخفاجي
وافقت الكويت مشكورة على طلب تقدم به العراق لتأجيل سداد آخر دفعة من مبالغ التعويضات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على العراق ( لأحتلاله ) الكويت عام 1990 ، بسبب الظرف الأقتصادي الذي يمر به العراق نتيجة هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية ، وتبلغ قيمة الدفعة الأخيرة من التعويضات 4.6 مليار دولار .
فمنذ أربعة وعشرين عاما والعراق يدفع خمسة بالمئة من قيمة صادراته النفطية كتعويضات للكويت جراء الأضرار التي لحقت بالمنشآت النفطية الكويتية والبنى التحتية التي تم تخريبها جراء دخول القوات المسلحة العراقية أرض الكويت والبقاء فيها سبعة أشهر ، في الوقت الذي فرض المجتمع الدولي حصارا اقتصاديا جائرا على العراق نتج عنه نقصا حادا في الغذاء والدواء وكان الشعب العراقي الخاسر الوحيد من عملية لا ناقة له فيها ولا جمل ، فأرتفعت نسبة الوفيات بين الأطفال والنساء والشيوخ نتيجة نقص الغذاء وادوية الأمراض المزمنة، وأنتشار الأمراض السرطانية في مناطق جنوب العراق نتيجة ما أستخدمته قوات التحالف الدولي من أسلحة كيمياوية وبايولوجية ضد قوات الجيش العراقي المنسحبة من أرض الكويت.
وعندما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على أحتلال العراق عام 2003 بحجة أسقاط نظام صدام حسين وتدمير الأسلحة النووية والكيمياوية التي يمتلكها العراق ، أستبشر الشعب العراقي خيرا من أن تقوم أميركا بالطلب من الكويت بأسقاط ما تبقى من الديون المترتبة عليه ، والتي أنهكت أقتصاده وجوعت شعبه ، ألا أن آمال العراقيين خابت بالفشل لأن أميركا لم تحرك ساكنا فيما يخص هذا الموضوع ، بل على العكس من ذلك كانت تنحاز دوما الى جانب الكويت وهي تستقطع أجزاءا غالية من التراب العراقي في أم قصر وغيرها من المناطق الحدودية ، وطرد ساكنيها العراقيين ، وضمها الى الكويت ، تنفيذا للقرارات الأممية.
في الوقت نفسه لم تبادر حكومة الكويت بطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة للعلاقات التي تربط الجارين الشقيقين وتتنازل عن مستحقاتها المتبقية بذمة العراق ، بل أصرت على دفع آخر فلس من التعويضات وهي ترى بأم عينها حال العراق والعراقيين وهو يتعرض لأبشع هجمة بربرية تكفيرية بدءا من القاعدة وأنتهاءا بداعش .
المواطن العراقي يعيش اليوم بحال مزر مهين ، فمستويات الفقر في تصاعد ، ونزيف الدم مستمر ، أناس قتلوا وغيرهم فقدوا ولا يعرف مصيرهم وآخرون هجروا من مساكنهم بحثا عن الأمن ، عوائل فقدت معيلها ، وجحافل من الأرامل والأيتام لا مأوى لهم ، أنهيار تام في كل الخدمات والبنى التحتية للبلد ، لا صحة ولا تعليم لا مجاري لا كهرباء ولا أقتصاد قادر أن يلبي الحد الأدنى لمتطلبات العيش بكرامة بعد أن أنهكته جيوب الفاسدين والمنتفعين ، قيادات سياسية غيرقادرة على وضع قاطرة العراق على سكة التطور والتقدم ، هذا ما جناه شعب العراق من أحتلال الكويت.
فما ذنب الشعب العراقي يتحمل لعنة الكويت الى يومنا هذا ؟
أليس من الأخلاق الأسلامية و العربية الأصيلة أن تواسي الكويت العراقيين بمصيبتهم وتتنازل عن باقي ديونها دعما للأقتصاد العراقي ، و هبة أخوية لشعب جار مسلم شقيق ، وهو موقف يحسب لها ، بل أن تساهم بشكل فعال في أن يقف العراق على قدميه ويسترد عافيته و تساهم في تعمير العراق وبناءه وتقديم المنح المالية للحكومة العراقية لتلبي أحتياجات شعبها الفقير ، مثلما تقدم مثل تلك المنح لدول القارة الأفريقية ، بدلا من أن تطالب العراق التعويض عن قندرة سمو الأمير التي فقدت عام 1990.

23
صلوات ... صارت للسياسي كرامات
بقلم : عباس الخفاجي
يقولون أن الكذب نوعان : أبيض وأسود ، أما الابيض فهو الكذب الذي يكون هدفه الضحك والتندر دون الاساءة للاخرين ، بعكس الكذب الاسود الذي يدخل صاحبه نار جهنم !
والبغادة الاصليين ( المسجلين في بغداد قبل عام 2003 ) يعرفون جيدا المرحوم أبراهيم عرب وحكاياته الظريفه في مقهاه الشعبي الواقع في صوب الكرخ في خمسينيات القرن الماضي والذي أستطاع من خلال حكاياته الممتعة أن يستقطب جمهورا غفيرا كان يستمتع بالحكايات الشعبية الغير واقعية وكان يقضي أوقاتا ممتعة هناك مع شرب الشاي والحامض . وكان ابراهيم يقص حكايته ويتوقف في منتصفها ( فاصل ونواصل ) ويصيح على صانعه الجايجي ( وينك يا ولد ، فر جايات عالكاعدين ، أحنا خو مو نحجي أبلاش ) !!!
ومن حكاياته : يقول أشتهيت سمكا مسكوفا في أحد الايام ، وذهبت الى ( الشط ) لأصطاد السمك لقرب النهر من ( الكهوة ) ، وجلست على ( المسناية ) وكان الهواء ( عذيبي ) فرميت ( الشص ) فوقع في منتصف النهر تقريبا ، وجلست أنتظر ، فاخذني النعاس من شدة عذوبة الهواء ، ونمت نوما عميقا ، وبعد فترة من الزمن أحسست أن الشص يتحرك ، وبدأت بسحب الخيط  وكان قويا فقلت في نفسي تبدو أنها سمكة كبيرة فأغمضت عيني وبدأت أسحب وأسحب ولم أسمع الا صوتا قويا كأنه صوت ( طوب أبو خزامة ) أو أقوى ولما فتحت عيناي ذهلت مما رأيت ، فلقد رأيت أن ( الرصافة طبكت عالكرخ ) ولكي لا تخرب بغداد قطعت خيط السنارة ودفعت بقدمي صوب الرصافة وأعدتها الى مكانها ، وهنا صاح أحد الجالسين : أبو عرب وجسر الصالحية وين صار ؟
فأجابه على الفور : ضميناه أبيت خالتك ، فضحك الجميع !!!
هذا النوع من الكذب مقبول أحيانا لأن هدفه الفكاهة ويعلم المستمع جيدا أنه مجرد كلام مبالغ فيه فيتقبله برحابة صدر ويضحك منه .
ألا أن ما يبكيه أن يتم الكذب عليه علنا وفي كل يوم من قبل ولاة أمره والمتسلطين على كرسي الحكم في بلده ، فالعراقيون يعلمون علم اليقين أن كل الحكام الذين حكموهم منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1920 الى يومنا هذا يكذبون عليهم ، وأعتقد أن السبب في ذلك أن كل حاكم يأتي يعتبر أن شعب العراق شعب ( قشمر) من السهولة الكذب والضحك عليه ، لكن وللاسف فأن كل الحكام لم يكتشفوا حقيقة هذا الشعب الا في اليوم الذي أسقطوه من على كرسي الحكم .
وبعيدا عن الحكام الذين لا نعتب عليهم ، فأن هناك من أبناء الشعب من يمجد بعض السياسيين ويرفعهم الى مستويات لا يحلم بها حتى السياسي نفسه ، وينعته بنعوت وأوصاف بعيدة كل البعد عن السيرة الحقيقية لذلك السياسي .
 لي صديق يحب أحد السياسيين العلمانيين حبا جما ، وفي كل يوم يزداد حبه وتعظيمه له الى أن قال يوما : هل تعلم أن فلان الفلاني ( يشّــور ) ، نعم أنه ( سيد ) وله كرامات مشهودة؟
قلت له : أنما هو سياسي علماني ، فمن أين جائته الكرامات ؟ هل لك أن تذكر لي أحداهن ؟
قال : أجل ، في أحدى ليالي الشتاء الماضي تمرض ولدي ، فأخذته بسيارتي الخاصة الى مستشفى الاطفال في الاسكان ، وتمت معالجته من قبل الاطباء الخفر ، وعند عودتنا الى البيت تعطلت سيارتي وكانت الساعة تقترب من الثانية فجرا ، فنزلت وفتحت غطاء المحرك وفحصت كل شيء في المحرك وكان سليما ، وعجزت عن تحديد العطل ، التفت يمنة ويسرة فلا يوجد أحد في الشارع ينقذني ، عندها أستدرت نحو القبلة ، ورفعت كلتا يدي وقلت : اللهم بجاه سيد ( فلان الفلاني ) عندك أرسل لي في هذه الساعة من يخبرني سبب عطل السيارة ، فلم أكد أنزل يدي  ، وأذا بطائر أبيض اللون يمر مسرعا من فوق رأسي وهو يصيح : فيت بمب ... فيت بمب .
جٌـــر ... صـــــــلوات !!!!!!

24
المنبر الحر / Bye Bye ISIS
« في: 10:04 11/03/2015  »
Bye Bye ISIS
بقلم : عباس الخفاجي
 يقال أن داعش صناعة أسرائيلية في حين أثبت آخرون أنها نتاج دهاليز السي آي أي الأمريكية ، وأيا كان الأب الشرعي لهذا الكيان المسخ فأنه ولد ونشأ وترعرع بدعم أمريكي ومباركة أسرائيلية وتغذية تركية ودعم لوجستي لا حدود له من بعض دول مجلس التعاون الخليجي الغارقة حتى أذنيها في النذالة والخيانة والعمالة لكل ما هو عربي على وجه العموم ، وعراقي على وجه الخصوص.
فمنذ العام 2003 عندما دنست القوات الأمريكية المحتلة أرض العراق الطاهرة ، وهي تعزف على وتر الطائفية والتقسيم تنفيذا لمشروع جو بايدن السيء الصيت، في الوقت الذي وجهت كل أمكانياتها بأتجاه سرقة ثروات وموارد العراق وتدمير بناه التحتية بحجة مكافحة الأرهاب ومقاتلة القاعدة وأستنزاف ميزانيات العراق بأسلحة ومعدات عفى عليها الزمن من أجل تجهيز الجيش العراقي ليقف على قدميه ويقاتل القاعدة ومن ثم داعش .
ولقد اثبتت الأيام أن الأدارة الأمريكية لا ترغب في أن يتعافى العراق وجيشه والأبقاء عليه ضعيفا مجزئا لأنها تدرك تماما من خلال تجربتها السابقة مع العراق أن أرض العراق ولادة للقادة والمناضلين والوطنيين الشرفاء القادرين على حفظ سيادة وكرامة وأمن العراق وسلامة شعبه العظيم ، وأن العراق اذا ما تعافى وعاد الى سيرته الأولى فسوف يشكل مصدر قوة جديدة في خارطة الشرق الأوسط وسيقلب موازين القوى وهذا ما سوف يجعله مصدر قلق دائم لأسرائيل.
فالمعركة مع داعش أثبتت أنها ليست معركة السنة مع الشيعة ، ولا هي بأتجاه تقوية أيران على حساب أضعاف السعودية ومجلس التعاون ، لأن الجرائم التي أرتكبها هذا التنظيم فاقت كل التصورات ، ولم يسلم منه لا السني ولا الشيعي ولا المسيحي ولا الكردي ، فالكل مستهدف من قبل داعش ، الأرض والدين والمذهب والقومية والهوية والأنتماء والحضارة والوجود بأكمله عرضة لأستهتار هذا الكيان المنحرف. 
كثيرة هي تلك الأقلام المأجورة التي تتباكى على السنة وأنهم الخاسر الأكبر من الحرب على داعش وكأنما تريد أن تقول أن المكون السني هو ( داعش ) وقد نست أو تناست أن أبطال العشائر الشريفة في الأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوى كانت وما زالت هي أول من تصدى لداعش وأفكاره المنحرفة المتطرفة ، وما المذابح التي سفكت فيها دماء شبابنا الأبرياء في تلك المحافظات ألا الدليل القاطع بأن داعش لم ولن تمثل السنة بشيء وأن أفكارهم الكفيرية المتطرفة بعيدة كل البعد عن ما جائت به المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة .
وما المعارك التي تدور اليوم رحاها في صلاح الدين ألا خير شاهد على تكاتف أبناء العشائر السنية مع القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي الأبطال لتحرير كل أقضية ونواحي المحافظة في الوقت الذي يقبع فيه من كان يقرع طبول الحرب من فوق منصات الأعتصام ، في عمان وأربيل وأسطنبول بعد أن فروا من ديارهم وخذلوا مريديهم وتركوا أهلهم وذويهم وعشائرهم تحت رحمة التنظيم التكفيري ، أو يعاني الأمرين بعد أن نزحوا من ديارهم الى مناطق أخرى أكثر أمنا.
حقا أن من يمثل تلك المحافظات هم الصابرون المرابطون في ساحات القتال مع داعش ، لا أولئك الذين صدعوا رؤوسنا ببياناتهم وتصريحاتهم على شاشات الفضائيات ولم يقبض شعبهم منهم شيئا سوى الخراب والدمار والقتل والتشريد ، بعد أن أمتلئت جيوبهم من المال الحرام الواصل اليهم من تلك الدويلات الخائبة التي كانت تقوم بعملية غسل أدمغتهم بأن أنتصار القوات الأمنية على داعش هو أنتصار للحشد الشعبي المدعوم من أيران وبالتالي هو أنتصار للشيعة على السنة ، أي أضعاف دور السعودية وتقوية الدور الأيراني في المنطقة.
لقد أدرك العراقيون أنهم يحارون اليوم داعش نيابة عن العالم كله في الوقت الذي كانت لقوات التحالف الدولي ضربات ضعيفة وغير موجعة وكأنها تحارب بالأقساط المريحة على حساب الزمن الثقيل بالنسبة لأهالي تلك المحافظات المحتلة سواءا كانوا في داخل محافظاتهم وما يعانوه من جور وتسلط التنظيم التكفيري على رقابهم والتحكم بمقدراتهم ، أم كانوا قد نزحوا عن بلداتهم وقراهم وبيوتاتهم وهم يعانون الجوع والبرد والمرض .
أن السبب الرئيسي لنجاح وتقدم القوات العراقية المشتركة في صلاح الدين هو أبعاد قوات التحالف عن هذه المعركة لتكون معركة عراقية مئة بالمئة ، ولتحقق أعظم تكاتف وتلاحم سني شيعي من أجل تحرير الأرض العراقية المحتلة ، وطرد تنظيم داعش التكفيري ومن كان وراءه ، ولتهوي كل مخططات أعداء العراق في براميل القمامة ، ويعود العراق سالما موحدا معافى من كل الأدران والعلل والأمراض ويعود كما كان رمزا شامخا للوحدة الوطنية وتعود كل مدننا العزيزة من زاخو حتى الفاو ومن الرطبة حتى بدرة وجصان تغني أغاني النصر والسلام والتعايش السلمي الآبدي بين جميع مكوناته العزيزة.
أودعناكم أغاتي ....

25

أغيثوا هندسة المستنصرية

بقلم : عباس الخفاجي
كانت ومازالت الجامعة المستنصرية أحد الصروح العلمية الرصينة في العراق والمنطقة ، ولقد خرجت هذه الجامعة أجيالا من العلماء والمثقفين والأدباء والأطباء والمهندسين الذين خدموا العراق وقدموا كل ما يملكون من علم ومعرفة من أجل بناء العراق في كافة المجالات .
لكن ، ومنذ أربعة أيام وطلبة كلية الهندسة – الجامعة المستنصرية تشهد أعتصاما شاملا لطلبة الكلية وأضرابا عاما عن الدوام وعدم دخول المحاضرات بسبب أجراءات السيد عميد الكلية التي وصفها الطلبة بالتعسفية تجاههم دون أن نلمس أي أستجابة من عمادة الكلية أو رئيس الجامعة أو حتى السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتلبية مطالبهم المشروعة والقابلة للتنفيذ .
وتتلخص مطالب الطلبة بفتح الباب الخلفي للكلية الذي أغلقه العميد لأسباب أمنية كما يدعي ، والحقيقة أن الباب الخلفي للكلية الواقع على الشارع الرئيس المؤدي الى الباب المعظم والذي يعتبر المحور الرئيسي لكافة وسائط النقل التي يستقلها الطلبة ، وغلق الباب الخلفي سيزيد من معاناة أبنائنا الطلبة في الوقت المحدد لبدء الدوام الرسمي .
كما أقدم السيد عميد الكلية الى ألغاء حفل تخرج الطلبة الذي ينتظره كل طالب وطالبة وهو بمثابة وقفة وداع لسنوات الدراسة الأربع والتي ستبقى صورتها مرسومة في أذهان الطلبة لسنوات عديدة بعد تخرجهم ، وهي فرحة بأنجاز الطلبة وهم يكملون متطلبات دراستهم على أكمل وجه .
كما قامت عمادة الكلية بمنع الهواتف التي تحوي على كاميرات ، أضافة الى غلق باب الكلية من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا ومنع الطلبة الخروج من الكلية ، أضافة الى غلق الكافتيريا الوحيدة التي يتناول الطلبة طعامهم فيها ، وبدوري أسأل الأستاذ عميد الكلية ، ماذا كان رد فعلكم تجاه هذه القرارات لو تم تطبيقها عليكم عندما كنتم طالبا على مقاعد الدراسة ؟
صحيح أننا لم نكن في حينها نتجرأ على التفوه بكلمة واحدة على قرار تتخذه عمادة الكلية ، أما في ظل الديمقراطية التي يعيشها العراق اليوم ، وحرية التعبير والتظاهر السلمي والأعتصام الذي كفله الدستور لجميع المواطنين ، يحتم على رئاسة الجامعة وعمادة الكلية الأستماع الى مطالب الطلبة وتنفيذها لأنهم طلبة جامعيين لا طلبة ثانوية ، وأنهم جيل االمهندسين الذين سيقع على عاتقهم أعادة بناء العراق بعدما خربه الأرهاب ، وأن كل دقيقة تضيع من الطلبة دون دراسة ستؤثر بلا شك في مستواهم العلمي والدراسي وقابلياتهم الأبداعية .
نشدد على معالي الأستاذ وزير التعليم العالي والبحث العلمي التدخل سريعا لأنهاء الأعتصام وتنفيذ طلبات الطلبة المشروعة وعودتهم سريعا الى مقاعد الدراسة فضياع ساعة درس ضياع لفرصة من تقدم العراق العظيم.

صفحات: [1]