1
أخبار شعبنا / كلمة اتحاد الادباء و الكتاب السريان في مهرجان اكيتو الذي اقيم في مدينتي زاخو و عمادية للفترة 5-6 نيسان 2023
« في: 19:33 07/04/2023 »
كلمة اتحاد الأدباء و الكتاب السريان
أكيتو مبارك للجميع ، 1 نيسان و راس السنة البابلية الاشورية الجديدة مباركة عليكم جميعا
حضورنا الأكارم طاب صباحكم، .. مع حفظ الالقاب و المقامات...
إن احتفاءنا اليوم بعيد أكيتو ( راس السنة البالية الاشورية الجديدة ) في مدينة زاخو هذه المدينة العريقة و الأنيقة، لهو استحضار و تواصل مع إرث نهريني عريق ، ثري بمعانيه و مدلولاته، إذ كان اجدادنا القدامى من البابليين والاشوريين ومن قبلهم السومريين والاكديين، يحتفلون سنويا، شعبيا و رسميا بهذا العيد وبانتظام ، بمراسيم مَهيبة و بطقوس متنوعة لمدة اثنى عشر يوما في مدن بابل و نينوى و آشور و اربيل "اربائيلو" وغيرها من المدن، و يشارك فيها الجميع بعفوية و بحيوية من عامة الشعب و الكهنة و الملوك و الالهة والفنانين والشعراء حتى الطبيعة ، طقوس في بدايتها يتم التأكيد على طهارة الاماكن والارواح والنفوس، إضافة الى التأمل وفحص الضمير والتضرع بتلاوة صلوات حزينة الى الاله الاكبر مردوخ أو آشور لاحقا تصاحبها قراءة لقصة ملحمة الخليقة ( إنوما ايليش) ، وفي اواسط هذه المراسيم يتم التأكيد على المخاطر المجهولة التي قد تواجه البلاد و الحكم الرشيد و المحاكمة العادلة للحاكم، وفي نهايتها كرنفال فرح بهيج يعم الجميع بعودة الحياة بتحرير مردوخ الاله الاكبر من عالم السفلي ، والاحتفال ايضا بالنصر على الاعداء وبتجدد الطبيعة وعودة الخصوبة الى الارض ممثلة بالزواج المقدس ، و عودة النظام الى المملكة وسيادة القانون بعد الظفر بحاكم عادل شجاع ، نزيه و حكيم.
ايها المحتفون بأكيتو الجميل،
يتضح لنا و بشكل جلي من هذه المراسيم و الطقوس المتنوعة التي كانت تمارس في عيد أكيتو، عن مدى حرص الانسان الرافديني على ارضه وخصوبتها وثرواتها و انتمائه العميق الى وطنه اولا واخيرا، وتُجَسد ايضا اقصى درجات الرقابة و المتابعة من قبل المؤسسة الرقابية ممثلة بالكاهن الاكبر ، لأداء الحاكم و عدالته و كفاءته في ادارة شؤون البلاد، و تؤكد أيضا على مسؤولية الحاكم ونزاهته و حرصه على شعبه وحمايته، كذلك الذود عن سيادة مملكته وسلامة اراضيها وحمايتها من الاعداء.. هكذا و قبل آلاف السنين بهذا الحرص والنبل والحكمة و الجمال، كان سلوك الانسان الرافدين في حياته و منهجه. هكذا كانت احوال العباد والبلاد في ارض النهرين قبل آلاف السنين، أين نحن اليوم من كل هذا التحضر والتمدن والرقي والانتماء ؟ مابالنا و ما بال حكامنا واحوالنا اليوم ومتى تستقيم؟
ايها الجمع البهي ،
إن احتفاءنا اليوم بعيد أكيتو في هذا المهرجان المتواضع بامكانياته ، والغني بمعانيه و مدولولاته، تعتبر خطوة هامة على طريق الصحيح، خطوة لمسيرة نأمل ان تمتد لألف ميل، إذ كل ما استوضحناه اعلاه عن اكيتو هو نزر يسير من مكنوناته الفكرية و الطقسية و الفنية الميثولوجية.. كونه اقدم عيد عراقي وطني بأمتياز، شارك فيه عبر التاريخ جميع العراقيين القدامي دون تفرقة أوتمييز، عيدا لم يكن حكرا على شريحة او طبقة او طائفة معينة، عيدا جوهره ديمومة الحياة والانتماء الاصيل للارض والوطن والحرص على سلامة شعبه و اراضيه وثرواته وسيادته.
سيداتي و سادتي الأعزاء،
من هذا المنبر و بحضوركم الكريم نؤكد مقترحنا باهمية إقرار اكيتو عيدا و طنيا رسميا يحتفل به جميع العراقيين، وجعل مهرجان أكيتو مهرجانا دوليا تستمر فعالياته لمدة اسبوع ، تحتفل به و تدعمه حكومتي بغداد واربيل، وأيضا نجدد مطلبنا بضرورة استحداث مديرة عامة للثقافة السريانية في هيكلية وزارة الثقافة العراقية و أن يكون مقرها في مدينة قرقوش/ بغديدا ، لتأهيل البنية التحتية للثقافة السريانية والنهوض بها، بعد تعرضها عام 2014 لجينوسايد ثقافي وانساني على يد عصابات داعش الارهابي، ايضا نطالب حكومة اقليم كور دستان بضرورة تاسيس اكاديمة اللغة السريانية في اربيل ، لتعزيز مسيرة التعليم السرياني في الاقليم، وفي الختام لابد ان نثمن عاليا دور الاتحاد العام للادباء و الكتاب في العراق و مكتبه الثقافي السرياني لرعايته هذا المهرجان وجعله ضمن برنامجه الثقافي السنوي ، و نتوجه ايضا بالشكر الجزيل الى ادارة محافظة دهوك و الادارة المستقلة في زاخو والكنائس، لتعاونهم الكبير معنا في اقامة هذا المهرجان الاصيل ، وكل الشكر والامتنان الى كل من ساهم وقدم يد العون من الشخصيات و المراكز الثقافية و الفنيين والاعلاميين والاداريين وعناصر الامن لإنجاح هذا المهرجان، كل عام وكل اكيتو انتم والجميع بالف خير، والشكر الاكبر لحضوركم المتألق ولأصغائكم البديع.
رَوَند بولص كوركيس
رئيس اتحاد الادباء و الكتاب السريان
5 نيسان 2023 / زاخو
أكيتو مبارك للجميع ، 1 نيسان و راس السنة البابلية الاشورية الجديدة مباركة عليكم جميعا
حضورنا الأكارم طاب صباحكم، .. مع حفظ الالقاب و المقامات...
إن احتفاءنا اليوم بعيد أكيتو ( راس السنة البالية الاشورية الجديدة ) في مدينة زاخو هذه المدينة العريقة و الأنيقة، لهو استحضار و تواصل مع إرث نهريني عريق ، ثري بمعانيه و مدلولاته، إذ كان اجدادنا القدامى من البابليين والاشوريين ومن قبلهم السومريين والاكديين، يحتفلون سنويا، شعبيا و رسميا بهذا العيد وبانتظام ، بمراسيم مَهيبة و بطقوس متنوعة لمدة اثنى عشر يوما في مدن بابل و نينوى و آشور و اربيل "اربائيلو" وغيرها من المدن، و يشارك فيها الجميع بعفوية و بحيوية من عامة الشعب و الكهنة و الملوك و الالهة والفنانين والشعراء حتى الطبيعة ، طقوس في بدايتها يتم التأكيد على طهارة الاماكن والارواح والنفوس، إضافة الى التأمل وفحص الضمير والتضرع بتلاوة صلوات حزينة الى الاله الاكبر مردوخ أو آشور لاحقا تصاحبها قراءة لقصة ملحمة الخليقة ( إنوما ايليش) ، وفي اواسط هذه المراسيم يتم التأكيد على المخاطر المجهولة التي قد تواجه البلاد و الحكم الرشيد و المحاكمة العادلة للحاكم، وفي نهايتها كرنفال فرح بهيج يعم الجميع بعودة الحياة بتحرير مردوخ الاله الاكبر من عالم السفلي ، والاحتفال ايضا بالنصر على الاعداء وبتجدد الطبيعة وعودة الخصوبة الى الارض ممثلة بالزواج المقدس ، و عودة النظام الى المملكة وسيادة القانون بعد الظفر بحاكم عادل شجاع ، نزيه و حكيم.
ايها المحتفون بأكيتو الجميل،
يتضح لنا و بشكل جلي من هذه المراسيم و الطقوس المتنوعة التي كانت تمارس في عيد أكيتو، عن مدى حرص الانسان الرافديني على ارضه وخصوبتها وثرواتها و انتمائه العميق الى وطنه اولا واخيرا، وتُجَسد ايضا اقصى درجات الرقابة و المتابعة من قبل المؤسسة الرقابية ممثلة بالكاهن الاكبر ، لأداء الحاكم و عدالته و كفاءته في ادارة شؤون البلاد، و تؤكد أيضا على مسؤولية الحاكم ونزاهته و حرصه على شعبه وحمايته، كذلك الذود عن سيادة مملكته وسلامة اراضيها وحمايتها من الاعداء.. هكذا و قبل آلاف السنين بهذا الحرص والنبل والحكمة و الجمال، كان سلوك الانسان الرافدين في حياته و منهجه. هكذا كانت احوال العباد والبلاد في ارض النهرين قبل آلاف السنين، أين نحن اليوم من كل هذا التحضر والتمدن والرقي والانتماء ؟ مابالنا و ما بال حكامنا واحوالنا اليوم ومتى تستقيم؟
ايها الجمع البهي ،
إن احتفاءنا اليوم بعيد أكيتو في هذا المهرجان المتواضع بامكانياته ، والغني بمعانيه و مدولولاته، تعتبر خطوة هامة على طريق الصحيح، خطوة لمسيرة نأمل ان تمتد لألف ميل، إذ كل ما استوضحناه اعلاه عن اكيتو هو نزر يسير من مكنوناته الفكرية و الطقسية و الفنية الميثولوجية.. كونه اقدم عيد عراقي وطني بأمتياز، شارك فيه عبر التاريخ جميع العراقيين القدامي دون تفرقة أوتمييز، عيدا لم يكن حكرا على شريحة او طبقة او طائفة معينة، عيدا جوهره ديمومة الحياة والانتماء الاصيل للارض والوطن والحرص على سلامة شعبه و اراضيه وثرواته وسيادته.
سيداتي و سادتي الأعزاء،
من هذا المنبر و بحضوركم الكريم نؤكد مقترحنا باهمية إقرار اكيتو عيدا و طنيا رسميا يحتفل به جميع العراقيين، وجعل مهرجان أكيتو مهرجانا دوليا تستمر فعالياته لمدة اسبوع ، تحتفل به و تدعمه حكومتي بغداد واربيل، وأيضا نجدد مطلبنا بضرورة استحداث مديرة عامة للثقافة السريانية في هيكلية وزارة الثقافة العراقية و أن يكون مقرها في مدينة قرقوش/ بغديدا ، لتأهيل البنية التحتية للثقافة السريانية والنهوض بها، بعد تعرضها عام 2014 لجينوسايد ثقافي وانساني على يد عصابات داعش الارهابي، ايضا نطالب حكومة اقليم كور دستان بضرورة تاسيس اكاديمة اللغة السريانية في اربيل ، لتعزيز مسيرة التعليم السرياني في الاقليم، وفي الختام لابد ان نثمن عاليا دور الاتحاد العام للادباء و الكتاب في العراق و مكتبه الثقافي السرياني لرعايته هذا المهرجان وجعله ضمن برنامجه الثقافي السنوي ، و نتوجه ايضا بالشكر الجزيل الى ادارة محافظة دهوك و الادارة المستقلة في زاخو والكنائس، لتعاونهم الكبير معنا في اقامة هذا المهرجان الاصيل ، وكل الشكر والامتنان الى كل من ساهم وقدم يد العون من الشخصيات و المراكز الثقافية و الفنيين والاعلاميين والاداريين وعناصر الامن لإنجاح هذا المهرجان، كل عام وكل اكيتو انتم والجميع بالف خير، والشكر الاكبر لحضوركم المتألق ولأصغائكم البديع.
رَوَند بولص كوركيس
رئيس اتحاد الادباء و الكتاب السريان
5 نيسان 2023 / زاخو