عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - سوزان عبده معماري

صفحات: [1]
1


البطريرك يونان يحتفل بالقداس الرسمي لعيد مار أفرام السرياني
شفيع الكنيسة السريانية الكاثوليكية:
السريان مكوّن اساسي في صلب نشأة لبنان
ويجب تمثيل السريان في النيابة ووظائف الفئة الاولى

اعتبر صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، أنّ "السلطة والمناصب جُعلت للخدمة المتجرّدة والأمينة للعهد الذي قطعه المسؤولون أمام الشعب الذي انتخبهم"، مصلّياً "كي يختار اللبنانيون في السادس من أيّار القادم النواب الذين سيمثّلونهم خير تمثيل في المجلس النيابي، ويكونون مؤتمَنين على خدمتهم. فلبنان أولاً وأخيراً يُبنى بشعبه ويزدهر بأبنائه وبناته المؤمنين به، وطناً نهائياً للحرّية، ونموذجاً للمشاركة التوافقية الحضارية، وهو الوطن - الرسالة للعالم أجمع".
كلام البطريرك يونان جاء خلال ترؤسه الإحتفال الرسمي لطائفة السريان الكاثوليك بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني، شفيع الطائفة وملفان الكنيسة الجامعة، يعاونه الأساقفة والكهنة والشمامسة، بمشاركة حشد غفير من المصلّين، يتقدّمهم معالي وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون ممثّلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ودولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وسعادة النائب نبيل دو فريج ممثّلاً دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وعدد من الأساقفة ممثّلين بطاركة الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، ومعالي الوزير ملحم رياشي ممثّلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وسعادة النائب نديم الجميّل، وممثّلو رؤساء الأحزاب، وقادة الأجهزة الأمنية، وأعضاء المجلس الإستشاري الأعلى للطائفة، وفعاليات.
وفي موعظته، اعتبر غبطة البطريرك يونان أنه "يجب علينا في لبنان، كما على غيرنا من مختلف الطوائف، كبيرة كانت أم صغيرة، أن ندافع عنه، وطناً حرّاً، وطناً للجميع، وطناً لجميع الطوائف وليس حكراً على طائفة أو دين. ولكون السريان قد عانوا الأمرّين في مناطق أخرى من هذا الشرق، من أجل حرّيتهم الدينية وكرامتهم الإنسانية، سنظلّ نثمّن النظام القائم في لبنان، بالرغم من نقائصه ومحدوديته، ونعتبره النظام الأكثر عدلاً وحريةً وديمقراطيةً في هذا الشرق".
وذكّر غبطته بمضمون "الوثيقة التاريخية التي وقّعناها مع قداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، وفيها طالبنا باستحداث مقعدَين نيابيين، واحد للسريان الكاثوليك وآخر للسريان الأرثوذكس، مع وجوب تمثيلنا في وظائف الفئة الأولى والأسلاك القضائية والعسكرية والدبلوماسية، سيّما ونحن السريان مكوِّن مؤسِّس في صلب نشأة هذا الوطن الحبيب، وقد قدّم أبناؤنا ولا يزالون يقدّمون التضحيات في سبيل إعلاء شأنه وازدهاره".
وسأل غبطتُه اللهَ أن "يحمي لبنان من كلّ مكروه ويجمع أبناءه وبناته بروح التوافق الحرّ الخلاق، ويبارك البادرات الوطنية التي يسعى إلى تحقيقها فخامةُ رئيس البلاد العماد ميشال عون، مع رئيسَي المجلس النيابي والحكومة، والمعاونين النزيهين من ممثّلي الشعب والمسؤولين كافةً".
وتحدّث غبطته عن القديس مار أفرام السرياني، كنّارة الروح القدس، وملفان الكنيسة الجامعة، الشاعر والشادي المريمي، والشمّاس، والذي عرف التهجير، مستذكراً هجرة المسيحيين من الموصل وسهل نينوى على يد الإرهابيين واقتلاعهم من أرض الآباء والأجداد، وكذلك من سوريا جراء الصراعات العبثية، وهم "يعانون الأمرَّين من قلق ويأس، وأفق المستقبل أمامهم مظلم ومخيف. هؤلاء الإخوة والأخوات يتيهون سائحين في أراضٍ غريبة، يأملون بوطنٍ يؤمّن لهم ولأولادهم العيش الحرّ والكريم"، مشيراً إلى أنّ "كلّ ذلك يجري على الملأ، أمام أعين الدول الكبرى التي تدّعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، متجاهلةً هذه الفظائع، لأنّ أهدافها في منطقتنا هي التسلّط وليس الخدمة، الإحتكار وليس الإغاثة، فرض الهيمنة وليس نشر التنمية!، إذ يعقدون المؤتمرات التي لا تنتهي ويعدون بأحلام لا تتحقّق!".
وجدّد غبطته الثقة بالله الذي "يوجِد من المحنة خلاصاً، رغم الآلام والمعاناة، فهو الراعي الصالح الذي يسهر على القطيع الأمين له والساعي للحق والعدالة، منطلقاً في جدّة الحياة بإيمانٍ ثابتٍ لا تزعزعه الأنواء ولا تنال منه الشدائد"، منوّهاً إلى أنّ "كنيستنا السريانية أينما وُجدت، لا سيّما في لبنان وسوريا والعراق والأردن والأراضي المقدسة ومصر وتركيا، كما في أوروبا وأميركا وأستراليا، سعت دائماً وتسعى كي تبقى أمينةً لدعوتها: كنيسةً رسولية دُعيت للخدمة، ناشرةً حضارتها ذات الجذور الآرامية الأصيلة لمشرقنا، شاهدةً للخدمة المتواضعة الحقّة للمهجَّرين ولكلّ من يطرق أبوابها من الضعفاء والمهمَّشين. إنها كنيسة شاهدة وشهيدة، كارزة بإنجيل المحبّة والسلام حتى الإستشهاد حبّاً بمعلّمها الإلهي”


2
انكسر القلم وبكى
على الكاتبة جنفياف عطاالله

شو صعبة عليي احكي عنك بصفة الغائب... شو صعبة اكتب عنك وانتِ ما رح تتصفحي اللي عم بكتبه..
مش مصدّقة انه ما بقى رح شوفِك.. مش مصدقة انه ما بقى رح اسمع صوتِك..
الموت علينا حق بس بعد بكّير.. لأنه الحياة بعدها بتلبقلِك...
كنتِ وبعدِك ورح بتضلي مثالي الاعلى..
تواضعك مثال علّمنا انّو قيمة الانسان لا بالمال ولا بالجاه، قيمة الانسان بالمواقف والصدق والتضحية.. ومثاليتكِ اللي اتبعتيها بالحياة نقلتيها عالشاشة بكل صدق وامانة..
شو صعبة اكتب عن اخلاقِك وروحِك الحلوة والشفافة.. وشو بدي قول..
كنتِ دايماً تقولي: الإناء ينضح بما فيه.. بس هالمرة فاض دموع وحزن..
ما انتِ علمتينا الكتير.. وكلماتِك راسخة متل الارزة ببلادنا اللي حبيتيها كتير..
شو صعبة عليي اكتب عنِّك هالمرّة..حاسة انو القلم ما بدو يستسلملي.. عم يتمرد عليي.. مش قادر لا هو ولا انا نكتب عنك بصيغة الماضي..
كنتِ حبيبة قلب الكل ورح بتضلي.. كنتِ تساعدي الكل.. فنياً واجتماعياً وانسانياً.. ما تردّي طلب لأي انسان.. بس بالحق والعدل..
رحتِ بس بعدِك هون.. رح يضمك اليوم تراب الارض اللي حبيتيها وكتبتِ عنها.. الارض اللي خليتيها تصرخ"صرخة ارض" وهي صرخة شعب وموقف..
اليوم كلنا رح نتجمع حولِك.. بس ما رح تستقبلينا بالاهلا وسهلا..
رح نتجمع حولِك تا نقلِّك إنّو كتير منحبك..
كتير منحب فيكِ المرأة المناضلة.. سيدة المواقف الوطنية الحرة.. سيدة الكتابات الحرة.. سيدة الانسانية والعطاء والمحبة..
كلنا رح نقلك اليوم ورح نضل نقول إنّو جنفياف عطالله هي الثورة بحد ذاتها.. ثورة وطنية وانسانية بكتاباتها وأعمالها.. وثروة وطنية وانسانية بمواقفها..
انطوى اليوم سيف الكلمة الباطش بالحق والخير والمحبة..
خسرناكِ نحنا.. بس ربحوكِ اهل السما.. رح يعملولك عرس كبير ويستقبلوكِ بالزغاريد والتصفيق متل ما كان الجمهور يستقبلِك على هالارض..
كنتِ تقولي دايماً مجد الارض باطل.. ومجد السما هو اللي عم نسعى بأعمالنا انه نوصلّه..
خسرناكِ نحنا وخسرنا معِك المحبة.. خسرناكِ وخسرنا معِك العطاء بدون حدود.. خسرناكِ وخسرنا معِك كلمة الحق والحقيقة..
شعلة الكتابة الحرة اللي رفعتيها لأعلى مستوى مش رح نخليها تنطفي..
رح تضل صورتك ببالنا دايما.. ورح يضل صوتك يلعلع بفكرنا..
بكل ذكرى حلوة رح اتذكرك.. بكل موقف صعب بيمرق معي رح اتذكرك..
ولا يوم ما كنتِ حدي.. ما كنتِ تدعميني.. بافكارك، بأقوالك.. بنصايحِك.. بكل شي..
يا أعز إنسانة إلى قلبي.. يا سيدتي الكبيرة والعظيمة.. كنت لما امرق بشي موقف معين اتذكر نصيحتك.. اعمل فيها او لا.. بس لما اوصل للحقيقة.. كنت قول معها حق جنفياف عطالله نصحتني وما تعلّمت..
كنتِ تعطي لكل انسان حقه من جميع الجهات... كنتِ... كنتِ... كنتِ..
شو صعبة عليي هالكلمة..
بس رح اوعدك إنّو انتِ كنتِ ورح بتضلي دايماً مثالي الاعلى بكل شي..
مش رح انسى مواقفك ابداً.. مش رح انسى استقبالك وبيتك المفتوح للكل..
مش رح انسى إنّو تعرفت على انسانة كانت تفهم من خلال نظرة شو عم بفكّر.. على انسانة في توارد افكار مذهل بينا وبيني.. كانت تحس انه عم بمرق بأي مشكل وكان اتصالها يرجع يعطيني الامل..
بس.. راحت، راحت جنفياف عطالله...
مين بدو يكفي كلماتي اللي طالعة من القلب.. كلماتي اللي عم تنزف دموع وحرقة قلب على غيابِك..
انكسر قلمي وبكي.. وجنفياف عطالله صارت بدنيا الحق
الى ديار الخلود.. بخاطرِك.. صليلي من عندِك.. وخلي عينِك علينا..
سوزان عبده معماري
26/4/2017


3
بيروت في 30/6/2016
بنّوتي صارت صبية

من 17 سنة شفتِك اول مرّة..
بعد ساعة وحدة من طلتك على الدني..
ما بعرف ليش تعلقت فيكِ كتير، من أول لحظة،
قلتلّن بوقتا حابة انا كون العرابة.. وهيك صار..
بالميرون المقدس، صرتي بنتي بالروح..
كنت كتير افتخر وشوف حالي انه عندي بنوت حلوة كتير..
شعلة ذكا وشيطنة وهضامة..
وسنة بعد سنة كنت شوفِك عم تكبري..
وكنت اكبر انا معِك..
كنت اسرق الوقت سرقة تا اطلع شوفِك..
كنت كل ما شوفك حس بقلبي يرقص من الفرح
بأول قربانتِك كنت فخورة كتير
سألوني ليش هالقد مبسوطة؟..
قلتلن اول قربانة بنوتي.. بنوتي بالروح..
كنت وبعدني لهلق بحس حالي طايرة
لما بتعيطيلي نانا...
نانا كبرِت وانتِ كبرتِ..
رح دايماً بتكوني بنظري ست الكل اللي بموت فيها..
وهلّق ناطرة افرح فيكِ.. بشهاداتِك.. بنجاحِك..
بنوتي كبرِت.. وصارت صبيّة..
احلى صبيّة.. وأهضم صبيّة..
ميشيل.. عقبال 100 سنة من الهنا والفرح والسعادة
يا سعادة عمري وفرحتي أنا..
عرابتك اللي بتحبك كتير..
نانا



4
 
لماذا يستحقّ الأطفال والمراهقون المصابون بمرض السرطان إهتمامنا ؟

الأطفال اللبنانيين يغني ضد السرطان مع جمعية CHANCE ... جنبا إلى جنب مع الشباب المشاهير.
ويتم تشخيص كل يوم 700 طفل مع مرض السرطان. من 250 000 الأطفال التي تم تشخيصها بمرض السرطان كل عام، حوالي 90 000 منهم سوف يفقدون حياتهم بسبب هذا المرض.
هذا العام، بمناسبة اليوم سرطان الأطفال الدولية (15 فبراير)، انضم CHANCE (الأطفال ضد مرض السرطان) جمعية من لبنان، وهو عضو في غرفة تجارة وصناعة (سرطان الطفولة الدولي)، وجميع المنظمات سرطان الأطفال في جميع أنحاء العالم القوات في أول مبادرة العالمية: الحملة الطفل الطفل 4. الدكتور رولا فرح، رئيس CHANCE ويوضح: "إن الهدف من هذه المبادرة هو رفع مستوى الوعي حول سرطان الطفولة، على أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب وأثرها على أحوال الطقس والبقاء على قيد الحياة. يمكن أن معدلات الشفاء تصل إلى 90٪ في سرطان الدم إذا كان العلاج المتاحة لجميع الأطفال على حد سواء. CHANCE فخورة بأن تكون جزءا من هذه المبادرة دولية كبيرة جدا ولها تأثير أكبر في إنقاذ حياة الأطفال أكثر وأكثر"
1-   لأنّ للأطفال أجمعين الحقّ في الاستمتاع بالطفولة والحياة:
لقد صادقت 194 حكومة حول العالم إتّفاقية الأمم المتّحدة الدوليّة لحقوق الطفل. وتعتبر هذه الاتّفاقية الصكّ الدولي الذي يلزم قانونيًّا الدول ويقطع وعدًا للأطفال كافّة من دون تمييز على أساس الجنس أو العرق أوالجنسية أوالدين أواللغة أوالخلفية الثقافية والاقتصادية من أجل تعزيز هذه الحقوق والدفاع عنها وحمايتها.
 وتحرص هذه الاتّفاقية على تكريس حقّين اثنين: حقّ الطفل في الحياة و النموّ والبقاء (المادّة 6)، وحقّه في التمتّع بأعلى مستوى صحيّ ممكن (المادّة 24) .
تتفاوت نسب البقاء على قيد الحياة بالنسبة للأطفال المصابين بالسرطان جذريًّابين البلدان ذات الدخل المرتفع و تلك ذات الدخل المتوسّط أو المنخفض. وقد أدّى ذلك إلىمرحلة أصبح فيها مكان الولادة وموقع العلاج يحدّدان إمكانية بقاء الطفل المصاب بالسرطان على قيد الحياة.
على البلدان كافّة أن تضافر جهودها لضمان حصول الأطفال والمراهقين في أيّ مكان في العالم على رعاية صحيّة عالية الجودة و متواضعة الكلفة للسرطان، كماعلى العلاج و الدعم و المساعدة النفسية والاجتماعية.
2-   لأنّ الأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان هم الأكثر عرضةً و ضعفًا:
تمتد ّ فترة علاج سرطان الأطفال مدّةً أطول من سائر أمراض الأطفال (على سبيل المثال: 3 سنوات لسرطان الدم)؛ كما يتطلّب العلاج البقاء لمدّة أطول في المستشفيات والمراكز الطبيّة. وبالرغم من ذلك لا يولى سرطان الأطفال الأهمية اللازمة إذ تُخصَّص له موارد ضئيلة في الموازنات الوطنيّة و خطط الإنماء، وذلك حتّى في الدول ذات الدخل المرتفع.
نحن بحاجة ماسّة لتأمين الإرادة السياسية اللازمة، ومطالبة حكوماتنا بتوفير تمويل مستدام للصحّة واستثمارات داعمة للبنى التحتيّة الصحيّة للأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان.
3-   لأنّ كلّ طفل يستحقّ فرصة مكافحة السرطان ويستحقّ الحياة:
يُعتبر الكشف المبكر لسرطان الأطفال من أهمّ عوامل البقاء على قيد الحياة و إحراز نتائج طبّية أفضل.
في يومنا هذا، يساهم التأخير في تشخيص المرض أو سوء تشخيصه بانتشاره و بالتالي بانخفاض نسبة الشفاء. وتجدر الإشارة إلى أنّ هؤلاء الذين لم يتمّ تشخيص مرضهم يتوفّون من دون أن يعاينهم طبيب مختصّ ومن دون خضوعهم لعلاج يمكّنهم من إنقاذ حياتهم أو حتّى منحهم فرصة بالشفاء.
التشخيص المتأخّر والمراحل المتقدّمة من مرض السرطان تؤدّي إلى توجّب علاج قويّ يسبّب تسمّمًا وخيمًا وارتفاعًافي كلفة العلاج؛ ويكون في معظم الأحيان سببًا لازدياد نسبة إهمال العلاج (كعدم الانتظام في أخذ العلاج لمدّة 4 أسابيع أو أكثر، ما يؤدّي الى معاودة المرض والوفاة بسبب تطوّر السرطان).
علينا مطالبة حكوماتنا بتعزيز النظام الصحي ومهارات وقدرات الأطبّاء المختصّين والمتطوّعين الصحيّين من أجل التشخيص المبكر للمرض والمباشرة بالعلاج الملائم للأطفال والمراهقين المصابين به.
4-   لأنّ مرض السرطان عند الأطفال لا يزال قضيّة صحيّة عامّة مُهمَلة و مهمَّشة:
فيما بات سرطانالأطفاليُعتبرفي الآونة الأخيرة معجزة طبيّة، أظهرت الدراسات أنّ نسبة البقاء على قيد الحياة مستقرّة لاسيّما بالنسبة للحالات المستعصية. وتشير هذه الدراسات إلى ضرورة إيجاد علاجات مبتكرة و آليّة عمل جديدة للسيطرة على هذه الأمراض.
كما يتوجّب علينا أن نحثّ صانعي السياسة والقادة السياسيين و المجتمع العِلمي من أجل إيلاء البحث والتطوير في مجال سرطان الأطفال الأولويّة على الصعيدين العالمي والوطني. فيتعيّن على هؤلاء الاستثمار في الابتكارات بهدف تحسين العلاج وتقليل نسبة التسمّم والخطر للمراهقين والأطفال المصابين بالسرطان. فالعلاجات المذكورة ستساهم في الوقاية من الآثار الجانبية الطويلة الأمد ومن المشاكل الصحيّة للناجين من سرطان الأطفال.
5-   لأنّ الأطفال هم مستقبل كلّ أمّة:
الأطفال المتمتّعون بصحّة جيّدة هم الحجر الأساس لمجتمع حيويّ ومنتج ينعم بمستقبل باهر ومثمر. ينعم الأطفال والمراهقون الشافون من السرطان بحياةمثمرة و طويلة الأمد؛ فيساهمون في المجتمع بنسبةٍ تفوق تكاليف معالجتهم من المرض.
وقد قُدّرت مساهمات كلّ طفل أو مراهق نجا من السرطان في المجتمع  بما يعادل مجموعُه 71 سنة.

وتشير الأبحاث الحديثة أنّ ثلثي الناجين من سرطان الأطفال تظهر لديهم الآثار الجانبية للعلاجات التي تلقّوها في وقت لاحق. كما يواجه الناجون تحديّاتٍ جمّة على غرار إيجاد الوظائف وآثار الجروح والتمييز والخوف من أن يعاودهم المرض؛ فآثار السرطان لا تنتهي بمجرّد انتهاء العلاج.
علينا أن نحرص على وضع خطط للبقاء على قيد الحياة و/أو تعزيزها في بلادنا. كما يتوجّب توفير الدعم و الرعاية الكاملين والشاملين إلى كلّ مراهق أو طفل شافٍ، فهذا ضروريّ لصون مستقبلهم والحرص على استغلال طاقاتهم و تنميتها إلى أقصى حدود.
6-   لأنّ الأطفال المصابين بالسرطان لا يجب أن يتألّموا سدًى:
غالبًا ما لا تتوفّر المسكّنات والرعاية اللازمة للتخفيف من الألم عند الأطفال بسبب المغالطات أو الاعتقادات الخاطئة (فعلى سبيل المثال لا يستطيع الأطفال تحديد مكان الألم بدقّة إذ يعتاد الأطفال على الألم أو الإجراءات المؤلمة؛ أو أنّهم يتحمّلون الألم أكثر من البالغين).
والوقائع هي كالتالي:
‌أ-   الأطفال حتّى عمر3 سنوات قادرون على التعبير عن الألم وتحديده مستخدمين، وبشكل صحيح، المعايير المُعتَمدة لتصنيفه؛
‌ب-   غالبًا ما ينتاب الأطفال المعرّضون بانتظام لإجراءات مؤلمة قلقًا متزايدًا وشعورًا بالألم مع كلّ إجراء جديد؛
‌ج-   يشعر الأطفال الصغار بالألم خلال الإجراءات الطبّية أكثر من أولئك الأكبر سنًّا. فالألم غير المعالَج يؤثّر، ليس فقط بالطفل أو المراهق، بل بعائلته أيضًا. وقد أشارت الدراسات إلى أنّ أهالي الأطفال المصابين بالسرطان يصفون رؤية أولادهم يتألّمون بالتجربة غير المحتملة، ويشعرون بأنّه لا يمكنهم التجاوب مع الألم؛ كمايعتقدونأنّ الجسم الطبّي يكون في غالب الأحيان غير مستعدّ.
ينتاب الأهل أيضًا قلقًا بألّا يؤخذ ألم أطفالهم على محمل الجدّ. وغالبًا ما يُعرب الناجون عن المشاعر والاختبارات نفسها. فهو واضح إذًا أنّ الكثير من الأطفال المصابين بالسرطان، وبخاصّة المشرفين على الموت منهم يعانون بشدّة بسبب سوء إدارة الألم وعدم ملاءمة المداخلات لتخفيفه.
يجب أن نطالب بأن يكون لبلدنا و لمرافقنا الصحّية البرامج المناسبة لإدارة و رعاية الألم لدى الأطفال.
7-   لأنّه لا يجب أن تخسر أيّة عائلة إبنها المصاب بالسرطان بسبب الفقر:
بالرغم من التقدّم، لا تزال المجتمعات تخيّب الأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان وأهلهم، لا سيّما في الدول المنخفضة الدخل والمجتمعات الأكثر فقرًا حيث ترزح العائلات الفقيرة أكثر فأكثر تحت أعباء التكاليف الباهظة لعلاج سرطان الأطفال.
تشير الدراسات والأخبار المتناقلة بين أهل الأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان إلى أنّه، حتّى في البلدان المرتفعة والمتوسّطة الدخل حيث يتوفّر التأمين الصحيّ، تتأثّر ميزانية الأسرة بشكل جذريّ.
لذلك ظهرت حاجة ملحّة لتغيير خطط تمويل سرطان الأطفال ولإنشاء آليّات ونماذجة مبتكَرة من أجل جعل كلفة علاج سرطان الأطفال أكثر تناسبًا مع قدرات الأهل المالية.
8-   لأنّ الأطفال والمراهقين هم مسؤوليّتنا:
في مختلف الثقافات والديانات، يُكَرَّس الأطفال كهدايا و بركات و كنوز لا تقدَّر بثمن. لذلك من واجبنا، كقيّمين، تعزيز حقوق و حاجات المراهقين والأطفال المصابين بالسرطان والدفاع عنها وحمايتها على صعيد المجتمع المحلّي والساحة العالمية؛ فوفاة واحدة هي خسارة كبيرة.
يجب ألّا يخوض أيّ طفل أو مراهق رحلة السرطان وحيدًا، فكلّ منهم يحتاج إلى القدر الأكبر من العناية و الدعم و الرعاية التي يمكن توفيرها وتسخيرها لهذه الغاية. يستحقّ هؤلاء الأطفال والمراهقون تشجيعنا و إيحاءنا بإمكانيّة التغلّب على هذه المحنة وقهر مرض السرطان.
علينا أن نعمل الآن ونبذل المزيد من الجهود من أجل الأطفال و المراهقين المصابين بالسرطان وهؤلاء الشّافين منه.
ايليان ابي خير
CHANCE Assistant
70/812259


5
بعد 14 عاماً من الغياب: "بنت الأيام" جديد الكاتبة جنفياف عطالله

انسانة مميزة وكاتبة رائعة. كتاباتها من الواقع اللبناني الصرف البعيد عن لغة العصر الزائفة. مثال أعلى في الأخلاق والانسانية والصراحة. كاتبة عظيمة نحتاج الى مثالياتها، ومخرجة رائعة تفهم لعبة الكاميرا لتعطينا اجمل وأروع الأعمال.
في حضرتها لست الاعلامي الذي يسأل وهي التي تجيب، بل تأخذك معها الى عالمها الخاص لتنسى المقابلة والأسئلة والاجوبة فتنتقل الى حوار ثقافي فني سياسي اجتماعي بعيد تماماً حتى عن موضوع المقابلة التي تريد اجراءها.
انها الكاتبة والمخرجة والصحافية جنفياف عطالله التي تطل عبر "موقع عنكاوا" لتخبرنا عن عملها الجديد وعن أمور اخرى كثيرة.
ابتدأت في المسرح في السبعينيات بمسرحية تدعى “بعدين لوين”، وأيضاً “رياح شمالية”، مهرجانات دير القلعة في بيت مري، انتقلت بعدها الى ارز الباروك وميروبا والشبانية وعين عنوب ومن اعمالي المسرحية: وجه امي وجه امتي، آخر خرطوشة، كرجة حجل، حلم الطفولة للأطفال وغيرها الكثير من الاعمال. وأيضاً صرخة ارض التي كانت اسماً على مسمى، وأنوّه بكلمة قالها لي الله يرحمه جورج ابراهيم الخوري: “يا هي عملت الحرب يا تنبأت فيها”. اما في التلفزيون من اعمالي: وبقي الحب، المحطة الاولى، فلتسقط الدموع، عيون خائنة، شكتني ردينة، يوم الرحيل، ودارت الايام، مع تحياتي (برنامج منوعات).. في السينما: سامحني حبيبي وعيون خائنة.
مكتشفة النجوم
وقالت: في المسلسل الحالي اريد ان اكتشف الوجوه التي لا تزال على طبيعتها من الناحيتين الفيزيولوجية والانسانية. بالرغم من انني اكتشفت العديد من النجوم الا انني لا ازال على علاقة طيبة مع بعضهم.
بنت الأيام
وتابعت: مسلسل “بنت الايام” هو العمل الذي سأطل به على الجمهور. انه المسلسل الذي يتكلم عن ما قبل وفي اثناء الحرب وحتى نهايتها.يتكلم عن اصناف الناس من كافة اشكالها ونواحيها. كيف تبتدئ الحرب من داخل البيت الى خارجه. وهو بعيد عن كل الآفات التي تحيط بنا من دعارة وقتل والى ما هناك. اعيش في هذا المسلسل الاجواء العائلية التي نفتخر بها كلبنانيين. اعيش فيها بكل محبة لكي يعود الجمهور اللبناني الى اصالته ولكي أُظهر في هذا العمل ان الاصالة اللبنانية هي الاهم. وسأباشر به قريبا. انه مسلسل طويل نوعاً ما، هذا ما اراه لغاية الآن. انها قصة شخصيات وعيَل تتشابك احداثها ببعضها البعض.
في السابق كانوا يشارطونا في عدد الحلقات من 13 حلقة الى 30 الى ما هنالك. اليوم تغير الامر، اصبحنا نكتب براحة اكبر لنطلع المشاهد على الحياة اليومية والاجتماعية التي يعيشها بحذافيرها بحسناتها وسيئاتها. انها قصة عِيَل، فيها الدراما والنكتة والفودفيل والى ما هنالك. انه عمل متكامل. في هذا العمل لا اترك الشرير يتخطى حدوده، أعطي الانسان اليائس الأمل، وأحسّس المُشاهد بالوطنية والتعلق بالجذور التي نحتاجها في هذه الايام. اسلوب الشرير في هذا العمل يطغى عليه الضحكة في بعض المواقف.
قطعة حلوى بين أكل مرّ
وعن تنبؤها لنجاح العمل قالت: سيأتي هذا المسلسل مثل قطعة حلوى بين اكل مرّ. عندما سيعرض على الشاشة سيأخذ كل واحد منهم حصته منه لأنهم شبعوا مرارة. سيتعلق به المشاهدون لأنهم سيرون فيه حياتهم اليومية بكل حلاوتها ومرارتها ودموعها وابتساماتها وبكل تفاصيلها ومعانيها..
واضافت: الحياة مسرح صغير اعطانا اياها الرب على هذه الارض ليرى مدى احتمالنا لشتى التجارب التي نتعرض لها خلالها. هذا الزمن قصير ولكن هناك الزمن الطويل ما بعد الحياة علينا ان نعمل له. واذا فكرت بالعمل بهذا المسلسل لكي اعود بالمجتمع اللبناني الى اصالته وقيَمه والى البراءة والطهارة التي اصبحت الارض اليوم بحاجة لها.
ثورة في الأعمال الفنية
وردا على سؤال قالت: هذه الثورة آتية من كل حالاتنا في لبنان، وعينا على المؤسسات المسروقة، والموظفين الكبار يأكلون مال الشعب، والذي يذهب الى عمله يذهب كالمُساق الى حبل المشنقة. من هنا انقل من خلال اعمالي كل هذه الامور وأشجع على تغيير الاوضاع كلها نحو الافضل. احلم بأن يرجع لبنان الى اصالته التي تربينا عليها.
وتابعت: طوّلت بالغيبة وأطليت الآن لأن الوضع العام لم يكن يسمح بذلك، وايضاً توقفت بعد الضربة التي تلقيتها بعد مسلسل شكتني ردينة، وقد قال كاتب ومخرج بعد حضور عدة حلقات من المسلسل، هل تريد جنفياف عطالله ابقائنا في البيت، لأن الذي تقدّمه كان أكثر من رائع. فاتفقا مع الذين يعملون في البث على تقطيع الكثير من المشاهد في المسلسل لكي يضيع المُشاهد. وعلى الرغم من كل ذلك احب الجمهور هذا العمل. وأحب ان اقول انه قبلي كانوا يصوّرون في غرف مبنية من الخشب انا الوحيدة التي بدأت بالتصوير في اماكن حقيقية، وكنت الأولى التي خرجت بالمَشاهد الى الطبيعة اللبنانية. ومن وقت ردينة اصبحوا يصورون مشاهد في الطبيعة. وتطوروا كثيرا واصبحوا اليوم يعطون للفن قيمته، الطبيعة أعطت للفن قيمته، وهذا لم يكن موجودا في السابق.
تغير الفن
تغير الكثير في الفن من وقت ما ابتدأت لغاية الآن، ولم يبقَ اي شيء مشترك. حتى التقنيات الثقيلة التي كنا نستعملها تغيّرت وتطورت مع الزمن وأصبحت اسهل بكثير ومطواعة اكثر. كانوا يضعونا في دائرة صغيرة ويطلبون منا العمل ضمنها وبشروطهم التعجيزية ربما. كنا نعمل في اللغة الفصحى، ونُلبس الشخصيات مودرن. وبالرغم من عدم اقتناعنا بهذه المسلسلات كانوا مرغوبين كثيرا وخصوصا في الدول العربية المجاورة والشرق الاوسط بوجه عام. واشكر الرب والجمهور على أن اعمالي ما زالت معلّمة عند الناس.
التكريم في صوت لبنان
اضافت: هذا التكريم أتى في وقت مميز، قبلها كُرّمت في ابو ظبي، أتى في وقت اطلت فيه الغياب وجعلوني اشعر بقيمة اعمالي التي قمت بها وأعطوني الدافع لكي اكمل طريق الرسالة التي بدأت بها. احسست ان هناك شيئا انطلق بي من جديد. وأعدت كتابة المسلسل عن جديد ليظهر بأبهى حلة.
وختمت: احن الى اعادة كتابة مسلسلاتي السابقة التي كانت باللغة الفصحى اذا اعطاني الله العمر باللغة العامية وبكثير من الانفتاح لأنهم حبسوني وقتها بأحداث ومشاهد تسع فقط لـ13 حلقة بينما اليوم يعطونك المجال لكي تمدي اكثر بالمسلسلات. وأحب أيضاً ان ارجع قصة صرخة ارض على المسرح الآن. فالارض تكلمت وقالت ما حصل وما الذي سيحصل.
اجرت المقابلة: سوزان عبده معماري
صحافية


6
"الأميرة" عنوان الفيلم السينمائي عن الأميرة هند ابي اللمع
ندى ريمي: مضمون الدور أهم من مساحته




أثبت جدارتها في التمثيل، بشهادة الجميع. ممثلة مبدعة، اداؤها طبيعي جدا تقنع المُشاهد بأنها هي نفسها الدور.. هي كنّة عائلة فنيّة كبيرة في هذا المجال، حماتها هند ابي اللمع وحماها انطوان ريمي، صريحة جداً حتى تكاد تصل معها الى ما تريد بكل هدوء بالرغم من انك تحس بثورة عارمة في داخلها. الأسئلة الاستثنائية لا تستفزها، فهي تجيب بكل شفافية على كل ما تطرحه عليها.
إنها ندى مزهر ريمي، التي كان لها في أول مقابلة لها هذه السنة عبر موقعنا الالكتروني فتحت فيها قلبها وأطلقت العنان لحديث ثقافي فني على السواء.
* هل يمكن ان نتعرف على ندى ريمي من خلال بعض الاعمال التي اشتركتِ فيها؟

- ندى مزهر ريمي، بدأت عملي الفني في مسلسل "مش ظابطة"، أليسار، وكانت انطلاقتي القوية في مسلسل عصر الحريم، وانتقلت بعدها الى عدة اعمال اذكر منها: ماتر ندى، الدكتور هلا، مدام كارمن، آخر خبر، ذا تيم، روبي، العائدة بجزئيه الأول والثاني، ولاد البلد، وآخر أعمالي لغاية الآن هو عشق النساء.
* مَن اكتشف ندى ريمي؟
- ليس هناك اكتشاف، بل هناك فرصة تعطى للممثل، كنت أعشق التمثيل من الأساس، ولكن لم استطع ذلك، ولكن عندما كان ابني يصوّر مع مروان حداد (مروى غروب) قلت لهم اني لدي شغف بالتمثيل وساعدت في تنفيذ الانتاج، وعملت كـCasting Manager، وهو أعطاني الفرصة، لأن الموهبة تكون موجودة أو لا تكون، ولكنه أعطاني هذه الفرصة في عصر الحريم، والحمد لله أكملت بعدها.
* ماذا اعطاكِ اسم هند ابي اللمع وأنطوان ريمي؟ وهل كانا جواز مرورك الى عالم الفن؟
- افتخر باسم انطوان ريمي وهند ابي اللمع، خصوصاً أني كنّة هذا البيت الفني العريق، فزوجي هو الدكتور ساسين انطوان ريمي، اعطوني مسؤولية كبيرة، لانه اذا بدأتِ أو انطلقتِ من مكان ما لا تستطيعين التراجع الى الوراء. اعطوني الباسبور ولكنهما لم يعطياني الفيزا، أخذت الفيزا بمجهودي الخاص، الاسم يلفت، وله رمزيته الخاصة عندي وعند الجميع. هناك حسنات وهناك سيئات، فهذان الاسمان كبيران، إنها عائلة عريقة وذات مستوى فني مميز، وأينما ذهبت تعرفني كل الناس، هذا الاسم اعطاني الفخر اجتماعياً، ولكن في التمثيل هناك نوع من السيئات في هذا المجال، لأنه علي ان لا اتراجع وان لا اقدم ادواراً لا تتناسب، وعلي ان احافظ على هذا الاسم وعلى المستوى الفني الذي كانوا فيه. وقد علّمني عمّي أصول احتراف هذه المهنة ومن أهمها احترام مواعيد العمل في شكل أولي.
* الى اي مدى يأخذ اي دور معيّن من ندى الانسانة؟
- كل دور اقدمه فيه شيء مني، أبدأ من آخر ادواري عشق النساء، هناك شيء مني في هذا الدور، وفيه من المرأة الشرقية ككل، التي تتفانى بكل الاشكال لتحافظ على بيتها. هناك بعض الاوقات اندمج كثيراً في الدور، حتى يذهب معي في بعض الاحيان الى بيتي. بالنسبة لدور ناي كان جيداً أن يذهب معي هذا الدور الى بيتي، لأني في الاساس حنونة واتفانى في الحفاظ على بيتي. ولكن بالنسبة الى دوري في العائدة، أخذت دوراً يتناقض مع شخصيتي تماماً، وهو دور المرأة القوية واللئيمة في بعض الاحيان. دور ناي قريب من شخصيتي نوعاً ما ولكن بنسبة معينة. واقولها بصراحة، تعلّمت من شخصية ناي الهدوء وضبط النفس. أعطيت الدور من قلبي، وأحببتها واحسست بها، لذلك أخذ هذه الضجة والنجاح.
في الادوار التي العبها اخرج من شخصيتي الاساسية لكي اعطي الدور حقه من كل الجهات، ولكن المشترك بين ندى الفنانة والانسانة هو الحب للتمثيل، او حب المهنة. بالاجمال، احب ان اقدم اعمالاً تشبهني نوعاً ما.
* إلى أي مدى ندى ريمي قريبة من الصحافة؟
- ليس لدي اي مشكل مع الصحافة، بالعكس أحبهم، ولكن اطلالاتي الاعلامية قليلة، أنا موجودة، والذي يحب أن أدلي له بأي تصريح او مقابلة فأنا حاضرة. لم اجد الا الدعم الايجابي من الجميع إن في الاعلام أو في الوسط الفني. ولكن لم تأتِني بعد الفرصة المناسبة لإبراز قدراتي التمثيلية، والحمد لله وبشهادة الجميع اثبت انني ممثلة جيدة. والصحافة لها الدور الكبير في هذا المجال من ناحية الانتشار، عندما تتكلم عن جودة تمثيلي أو بالعكس. والصحافة مقصّرة معي نوعاً ما لأن أدواري دائماً تفرض نفسها، لذلك تجديني مقلة في اطلالاتي الاعلامية.
أنا موجودة، ومستعدة لكي ادلي بأي تصريح عن اعمالي لأي وسيلة اعلامية سواء مكتوبة او مرئية او مسموعة. كل المجال الفني يتوجب علاقات عامة. ولكني كندى مزهر ريمي لا استطيع ان اساير احداً للوصول الى شيء معين. هذه قناعاتي التي لا احيد عنها، والحمد لله انا مقتنعة بكل ما اقدمه. وأهم من كل شيء، بالرغم من شغفي بالتمثيل، هناك عائلتي التي اعطيها الكثير من وقتي واهتماماتي.
* ما تخبرينا عن جديد ندى ريمي؟
- الجديد هو اننا بصدد التحضير الجدي لفيلم يتكلم عن حماتي هند ابي اللمع بعنوان "الأميرة"، من كتابة ابني أنطوان ريمي، والاشراف لي، وهناك شخصية معينة أحببتها كثيراً وسألعبها في الفيلم وهي شخصية ذات ظهور قليل ولكنها مؤثرة فعلياً، وأحسست بنفسي اني اشبهها، بالرغم من قصر الدور.
* لماذا لا تلعبين انتِ شخصية هند في الفيلم؟
- بكل صراحة، الشخصية بحاجة لاسم اكبر من اسمي في هذا المجال، خصوصا على شباك التذاكر، بالرغم من اني أحق من الناحية العائلية للعب هذا الدور. ولكن الدور يتطلب اسماً اكبر انتاجياً، وشخصية مميزة لا اجد نفسي فيها، بالرغم من اني اشبه هند ابي اللمع، وهو الفيلم الانطلاقة لابني انطوان ريمي كمخرج، والانتاج ضخم جداً والاخراج مميز والكتابة قوية، وكل هذه الامور تتطلب ممثلة ذات شخصية وقدرات معينة لكي تلعب هذا الدور.. لا اريد ان افرض نفسي لكي العب دور الاميرة هند ابي اللمع.. هناك اسماء كثيرة مطروحة ولكن لم نتفق بعد على مَن يقوم بالدور.
* هل تحبين المسرح، وهل عملت فيه؟
- احب المسرح كثيراً، ولكن لم اعمل به. عرض علي مرّة الاب فادي تابت دوراً معيناً في احدى مسرحياته ولكن لا الوقت ولا الظروف كانت مناسبة لأخوض التجربة آنذاك. أحب المسرح كثيراً، لأني اعتقد ان الكاميرا لا تنصفني كثيراً، ولكن في المسرح يختلف الأمر، حركة المسرح احبها كثيراً، اذ يكون هناك تماس مباشر مع الجمهور، وتتلقين تفاعله المباشر مع الممثل. وأتمنى أن اجد النص المناسب لأعمل عملاً مسرحياً جيداً.
أحب مسرح جورج خباز لأنه مسرح كوميدي – درامي، وهو يستحق النجاح الذي فيه، في السابق كان هناك مسرح مروان نجار ولاقى نجاحا كبيرا ولكن للاسف لم يعد موجودا. هناك المسرح الرحباني ايضا الذي احبه كثيرا ولكنهم مقلون في طلاتهم المسرحية. احب المسرح كثيرا وأتابعه دائماً. هناك جهود حالياً للنهوض بالمسرح.
* بين الكوميديا والدراما، أين تجدين نفسك أكثر؟
- احب الكوميديا لكن على اساس ان تعطي من شخصيتك الاساسية والارتجال في بعض الاوقات، الالتزام بالنص بالكامل لن يعود عملاً كوميدياً بحتاً. في الدراما تستطيع الممثلة ان تعيش الحالة الى الآخر. بالنسبة للكوميديا، يجب على الممثلة ان تعطي من روحها، واذا لم تكن تملك هذه الروح الكوميدية بالطبع سيكون الفشل نصيبها. احب الدراما كثيراً لأني اجد نفسي اعطي فيها اكثر وتعلّق الجمهور بها جيد جدا.
* اذا اصبحتِ في موقع المسؤولية، ما هي مشاريعك؟
- في هذا البلد لا يشرّفني أن اتبوأ اي منصب مسؤول، لأني لا اعرف المسايرة والحق سيكون هو السيف الذي سأبطش به كل الأباطيل. وأنا اعشق بلدي كثيراً، ولكن نظراً لكل الاوضاع التي نمر بها في هذا البلد، أقولها لأول مرّة أني اصبحت افكّر بالهجرة على الأقل لأؤمّن مستقبلاً مضموناً لأولادي. لأن النظيف في هذا البلد لا يمشي مع الأسف، يجب ان تخرجي عن الخط وأن تسايري لكي تستطيعي العمل والانطلاق. وعلى رأي الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل يجب ان نقول الحقيقة مهما كانت صعبة، وهذا الأمر لا يمشي بالاكيد. ومن هذا المنبر أوجه تحية اكبار للوزير وائل ابو فاعور على كل ما يقوم به وعلى الحقائق التي يقولها دون ان يخاف من احد. وهذه هي السياسة التي اتبعها، ولكن الناس لا تتقبلها. ولكن بكل صراحة قرفت من قلة الاخلاق والنظام وكل شيء..
* الم نتعوّد على هذا البلد منذ 30 سنة لغاية الآن؟
- كيف لنا ان نتعوّد على القرف الذي نعيش فيه، ولم نعد من دول العالم الثالث، بل من دول العالم الـ15 ربما، بقدر ما ساروا بالغلط أصبحوا يعتادون عليه، وأصبح هو العرف الاساسي. الغلط اصبح يجر الغلط ويتعوّدون عليه، وهذا ضد مبادئي، لذلك افكر بالهجرة، علني اجد في غير بلد بعض الحقيقة التي نستطيع ان نعيشها.
* مَن هو مثالك الاعلى فنياً وانسانياً؟
- انسانياً الام تريزا، وعلى فكرة المساعدة ليست مادية فقط، بل يمكن ان تكون معنوية ايضا. أقدم الدعم والمساعدة على قدر استطاعتي.. ولكن فنياً عفوية هند ابي اللمع في التمثيل، خصوصاً اني عاشرتها فنياً وانسانياً وعرفتها، وأحب أن اكون طبيعية وعفوية في التمثيل، وهناك الكثير مَن يقولون لي هذا ايضا. أما على الصعيد العالمي، هناك ميريل ستريب.
* ما كان تأثير الشهرة على حياتِك الشخصية؟
- (ضحكت وقالت) لا أعتبر نفسي لغاية الآن مشهورة، بل انسانة معروفة، لم يكن للشهرة اي تأثير على حياتي، بل أنا عادية في كل تصرفاتي مع الآخرين، محبة الجمهور تسعدني وأتعامل مع الجميع بكل طبيعية وعفوية..
* ما رأيكِ بالجائزة الفنية، ولماذا لم تحصلي على اي منها لغاية الآن بالرغم من تأهلك لذلك؟
- هذا صحيح، تأهلت لجائزة في الموركس دور عن دوري في العائدة، ولكن لم احصل عليها لا اعرف لماذا، وكنت الأولى في تصويت الجمهور، ولكن بالنسبة للجنة، فرقت معي على صوت واحد. هناك شخص في اللجنة صوّت ضدي لانه لا يعرفني. لا اعرف اذا كانت النتائج دائماً صائبة فهناك الكثير من المسايرات وأوقات اخرى لا اعرف ما يحصل. لا تهمني الجوائز، محبة الجمهور التي تصلني واتصالهم بي وتهنئتهم لي على ادواري هي اكبر من اهم جائزة بالنسبة لي. كلمة تقدير الاستاذ شكري انيس فاخوري لي، هي أكبر من كل جائزة، وأيضاً كلمة منى طايع عني في مواقع التواصل اجتماعي اعتبرها اهم جائزة بالنسبة لي، كذلك اتصال السيدة سميرة بارودي بي وتهنئتي ايضاً أثمنها كثيراً، أيضاً جورجيت نابلسي اتصلت بي وهنأتني. رأي هؤلاء الأسماء الكبيرة في خبرتها افرحتني كثيرا. الجائزة لا تقدم ولا تؤخر، محبة الجمهور هي اكبر جائزة بالنسبة لي.
هناك ممثلات جيدات جداً، تستحق هذه الجوائز، ممكن ان تكوني ممثلة جيدة، ولكن الدور يجب ان يعطيكِ هذه المساحة لتبرزي هذه القدرات، كدور ناي في مسلسل عشق النساء سمح لي بذلك. أفضّل ان آخذ ادواراً تعلّم عند الآخرين، وايضاً هناك دوري في العائدة، ولو كان دوراً شريراً ولكن علّم عند الآخرين. بالنهاية حسب الدور وحسب المسلسل، ممكن ان يكون هناك ابطال غيري يستحقون هذه الجائزة. هناك فرصة تعطى في الدور للممثل لابراز قدراته. عندما يكون الدور جميل والممثل جيد يبرز عند الجمهور، ولكن اذا كان الدور جيداً والممثل غير جيد، فالعكس هو الصحيح. النص هو الانطلاقة الاولى، والانطلاقة الثانية الانتاج، ويأتي بعدهما الاخراج، وفي النهاية الممثلين. فإذا كانت كل هذه الاشياء جيدة ينجح العمل الدرامي كما حصل في عشق النساء.
عندما تتوافر ركائز السيبة الاربعة وهي النص والانتاج والاخراج والممثل، ينجح العمل. على الممثل ان يختار الدور الذي يجد نفسه انه يعطي فيه اكثر، وأن يظل رجليه على الارض، اي ان لا يدخل اليه الغرور لأنه يضيع، ويجب عليه ان يكون واقعياً ويقول اني لا اجد نفسي في دور معيّن.
* كمشاهدة، ما رأيك بالاعمال التي تعرض الآن على الشاشات؟
- هناك بعض المسلسلات الجيدة وللاسف يأتي قبلها أو بعدها بعض الاعمال الهابطة، وهنا لا القي باللوم على الانتاج، بل على المحطات التي تأخذ المسلسلات الجيدة وتعرضها وتلك الهابطة ايضا. للمحافظة على المستوى الفني في البلد يجب ان تُرفض الاعمال الهابطة درامياً.
* ما هي مواصفات الـCasting Manager؟
- على الـCasting Manager ان يقرأ النص جيداً وأن يساعد على اختيار الممثل الجيّد المناسب لهذا الدور المعين. وبرأيي يجب على كل الممثلين ان يخضعوا للـCasting حتى الأبطال منهم في العمل. وللاسف نفتقد الى الكاستينغ في اعمالنا الدرامية، لأن المحسوبيات تتدخل ويستغنون عن الـCast Director لانهم يعرفون الممثلين. ونرى ان العديد من المسلسلات تفشل من وراء الكاستينغ. هناك اسماء كبيرة، ولكن في بعض الاحيان لا يكون الاسم المناسب في المكان المناسب للعمل.
* ما رأيك في اختيار عارضات الازياء او غيرها للعب الادوار التمثيلية؟
- ليس هناك مشكلة في الموضوع اذا كانت تملك الموهبة إنما ان يعطوا الدور لشخص فقط لشكله فهناك تكون الكارثة. فهناك الكثير الذين ينجحون لانهم يملكون الموهبة، والآخرون يفشلون. يجب ان تكون هناك  حدوداً معينة، والذين يجربون الاشخاص لشكلهم فقط ويكررون الفشل هناك الغلط بحد ذاته.
* ما رأيك بالادوار الجريئة؟
- بحسب الدور الجريء، والمفهوم للجرأة. اذا كانت هذه الادوار تخدم النص وتأتي في سياقه، فأنا معها ولكن اذا كان فقط لجذب المشاهدين ولكي يلصق فقط بالنص فأنا ضده تماما. انما هناك حدود معينة للادوار الجريئة لا يجب تخطيها.
المرأة بشكل عام تتعرّض لأمور كثيرة، فكيف بالاحرى اذا كانت في عالم الفن، بالنهاية يجب على المرء أن يفرض احترامه مهما كان نوع العمل الذي يقوم به. لم اجد احداً طوال عملي الفني مَن عاملني الا بكل احترام، ويكنّون لي كل المحبة.
* أين تجدين نفسك في المنافسة الفنية على الساحة اليوم؟
- أصنف نفسي من الادوار الثانية. لأني لست من الاشخاص الذين يأخذون ادوار البطولة المطلقة كسيرين عبد النور مثلاً أو غيرها من الممثلين الكبار ذات الاسماء الفنية البارزة الذين يأخذون ادوار البطولة. لم آت الى التمثيل لأنافس أحداً، بل لأحقق حلماً راودني منذ الصغر ويجري في عروقي، وما بدي خانق حدا أو آخد مطرح حدا. أعترف أن اسمي لا يحمل لغاية الآن بطولة مطلقة، ولكني مؤهلة للعب ادوار البطولة الثانية. هذا هو الواقع.
* هل انت واقعية الى هذه الدرجة؟
- نعم انا واقعية كثيراً، لماذا لا؟ وهناك كثيراً من الامور الاساسية منها اني بدأت متأخرة في الدخول الى التمثيل، منذ 7 او 8 سنوات فقط. ولا آخذ ادواراً غير مؤثرة في سياق العمل، فقط للظهور. مساحة الدور لا تهمني بقدر ما يهمني هو حضور الممثلة الفاعل في هذا الدور.
* هل يضايقكِ الانتقاد؟
- الانتقاد لا يضايقني أبداً لأني أرى دائماً الناحية الايجابية منه. والحمد لله لم أُنتقد بطريقة تجريحية. صحيح أن أعمالي قليلة نوعاً ما، ولكن أعمالي تفرض نفسها لأنها جيدة. يجب على الممثل ان يلعب كل الادوار، وأن لا يحصروه بدور معيّن كي تتقبّله الناس ويحبوه، كدوري في مسلسل العائدة الذي خاطرت ولعبته. والانتقاد لا بد منه لأنه، اذا كان ايجابيا يعطي الدافع للتقدم.
* متى تكون ندى ريمي ضعيفة؟ ومتى تكون قوية؟
- كل شيء يتعلق بأولادي اكون ضعيفة تجاههم، وغير ذلك فأنا دائما قوية، بالكاراكتير وبالاحساس، وأكون قوية في كثير من الاشياء التي أمرّ بها كإنسانة، وأحاول أن لا أجعل اي شيء يضعفني.
* برأيك مساحة الدور اهم من مضمونه أو العكس هو الصحيح؟
- المضمون أهم من المساحة، لأنه هو الذي يعلّم عند الجمهور، مهما كان الدور صغيراً وهناك رسالة فيه، يكون أهم من دور لا يعلّم ولا يهدف الى شيء وتظهرين فيه في 30 حلقة. مضمون الدور اهم، ولكن المضمون مع المساحة لا يشكيان من شيء.
* ما هي الخطوط العريضة التي لا تتخلين عنها في الفن والحياة؟
- اذا كنت على حق، لا أحد يستطيع تغيير لي رأيي، عائلتي تأتي في الاولوية في حياتي. لا أقدم تنازلات كي اصل الى مكان معين على حساب نفسي. أو ان اتعرّض للتهجّم ولا ادافع عن نفسي مهما كانت المعطيات. علي ان احفظ كرامتي قبل كل شيء، وان لا ابيعها مهما كانت المغريات.
* ما رأيك بالالقاب الفنية؟
- لغاية اليوم لم يطلق علي اي لقب، ولكن افتخر بلقب الأميرة هند ابي اللمع كونها حماتي وأنتمي الى هذه العائلة الكريمة، وكان عمي انطوان يقول لي اني على الكاميرا اشبه شمس البارودي. اللقب الفني جميل، على ان يخدم الانسان وأن يستحقه لا ان يضيفوه عليه فقط للشهرة. اللقب يعطي في بعض الاوقات الدافع للتقدم وللحفاظ على المستوى الجيد الذي وصلتِ اليه.
* هل تستعملين العقل ام العاطفة في تعاملك مع الآخرين؟
- بكل صراحة استعمل العقل، لان عندما استعمل العاطفة اتخبط في الحيطان. اتعاطف في بعض الاوقات مع الآخرين، وربما اضعف امامهم، ولكن ليس في كل الاوقات. حتى مع عائلتي وأولادي العقل يتغلب على العاطفة لأنها لا تأتي عليك الا بالدموع.
* ماذا تقولين لجمهورك عبر منبرنا الاعلامي؟
- اقول للجمهور أنه بالرغم من طلاتي القليلة والتي أحب ان تكون اكثر واقوى في المستقبل، اشكر كل مَن يحبني لأني اشعر بهذه المحبة شخصيا عندما اتواجد بينهم، واقول لهم كل مَن لديه حلم عليه أن يجاهد بكل استطاعته لتحقيقه، لأنه لا شيء اجمل من ان يحب الانسان شيئا ويحلم به ويراه امامه حقيقة واقعية. أسعى وأطمح لأدوار وأنتشار اكبر عربياً وحتى عالميا ان شاء الله.
* كلمة أخيرة؟
- اشكر منبركم الاعلامي الذي اتاح لي الفرصة للاطلالة على الجمهور من خلالكم، وأقول بكل صراحة اذا ضلينا هيك بهالبلد، كتير عم نسخر من شعبو ومن ولاده اللي لازم يبقوا فيه، عشت حرب ما بدي ارجع عيّشها لولادي، يا ريت كل واحد بيوعى شوي وشو بيقدر يظبط بحالو بالاول، يبلش فيه، لانه اذا كمّلنا هيك رايحين عالخراب، او رايحين عالهجرة، وخسارة يكون هيدا البلد عايش عالقشور لأنه الحياة اعمق من هيك بكتير.
اجرت المقابلة: سوزان عبده معماري


7
لبنان يكرّم صباح" في حياتها
الشحرورة تشاهد تكريمها وتسمع اقوال محبيها بنفسها

هي أرزة من لبنان ورمز كبير من رموزه، ولأنها الاسطورة، والملكة ومحبوبة الجماهير، ونجمة الشرق والغرب، من لبنان الى القاهرة حتى وصلت الى اقاصي الغرب، شاهدت صباح حفل تكريمها بنفسها ومن على شرفة غرفتها من امام فندق برازيليا في الحازمية الذي احتشد فيه جمهورها ليقول لها انها اروع صباح.
انها بكل بساطة صباح.. ومهما تكلمنا عنها نبقى مقصرين.. لأن محبتنا لها تفوق كل كلمات وتجعل القلم عاجزا عن ايفائها تقديرنا وحبنا لها. فهي تختصر بحضورها وشخصها كل الكلمات ليبقى اسمها رناناً ولتبقى هي بشخصيتها تلك الملكة المتربعة على عرش محبة الجمهور.
في هذه الحلقة التكريمية التي قدمتها قناة الـ"ام تي في" ليل الجمعة، سجلت المحطة مع صباح بصمة متميّزة في تاريخ لبنان، وفي ذاكرة الفن الجميل.
مقدمة الحفل ريما نجيم، اضفت بحضورها الرائع سحراً خاصاً على الحلقة، في البداية عرض فيلم وثائقي عن صباح في مختلف مراحلها الفنية والحياتية. وقد تضمّنت الحلقة حوالى 17 تقريرا اختصرت حياة صباح الفنية والانسانية. فصباح الفنانة هي نفسها صباح الانسانة التي تتّبع قول الكتاب المقدس لا تجعل يسارك تعرف ما تفعل يمينك، عاشت حياتها ولا تزال بكل ايمان وثقة بالله وبموهبتها الفنية المميزة.
وقد أبدعت الأعلامية المتألقة في إعداد الحلقة ومحاورة الضيوف الذين أتوا من دول عربية عدة ومن لبنان. فقد أكدت أنها استطاعت أن تقدّم جديدًا في الحلقة الخاصة وأن جميع ضيوفها سيتحدثون عن أمور جديدة لم يعرفها المشاهد من قبل.
كلهم تكلموا عنها وعن تعلقها بعائلتها بالاضافة الى ما قدمته من فن مميز. 60 سنة من الفن، اختصرهم زملاء ومحبو صباح بكلمات قليلة تفيض بكثير من الحب: ابنتها هويدا، ابنها الدكتور صباح شماس، ابن عمها نبيل الفغالي ابن شحرور الوادي، المزيّن نعيم عبود مزينها الخاص في فترة التألق والنجاح والشهرة، طوروس سيرانوسيان، ستراك سركيسيان، الموسيقار الياس الرحباني، غسان صليبا، وليد توفيق، الاستاذ الكبير روميو لحود، الفنان المميز دريد لحام، الاعلامية المصرية ليلى رستم، ساره الهاني، مي شهاب، مديرة مهرجانات بعلبك مي عريضة، كلودا عقل، جانو فغالي، وجوزيف غريب وبريجيت ياغي وغيرهم الكثير الكثير، الجميع قدموا شهادات حب ووفاء للصوت الذي أغنى تاريخ الأغنية والسينما اللبنانيّة والعربيّة.
وكان من المتوقع ان أن تطل الشحرورة بالصورة وليس فقط بالصوت لتتحدّث عن العائلة، الفن والسياسة. ولكنها اطلت في ريبورتاج عنها اعد خصيصا للحلقة ولكن صوتها كان كافيا ليؤكد لنا ان ارزة لبنان الخضراء ما زالت تضج بالحياة على رغم كل الاقاويل والاشاعات التي تناولتها في الفترة الاخيرة. وكشفت فيه الشحرورة عن حبها للرئيس ميشال سليمان كما للعماد جان قهوجي وعبرت عن خوفها على لبنان وعن فرحتها بـ"أم الدنيا مصر" التي اجتازت الازمة وقالت: "بحب فيروز كتير"، وقد طلبت من ابنتها هويدا أن لا تبكي اذا حدث لها اي شيء لا سمح الله.
الإخراج الذي تولاه المبدع كميل طانيوس بالاضافة إلى ديكور المسرح اغنيا الحلقة كثيرا، كل تفاصيلها  كانت مدروسة لتكون على قدر كِبَر الشحرورة بتكريمها، الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو جاك حداد، الاعداد لكل من سمير يوسف الذي يغوص في البحث في الأرشيف للخروج بحلقة على قدر الطموحات مع زميله المميز إيلي أحوش. حلقة رائعة مميزة على الهواء مباشرة جاءت لتكون جديرة بصباح الفنانة والانسانة التي يليق بها ان تعيش مئات ومئات السنين لكي نغرف من معين وطنيتها ومحبتها وعطائها اللامحدود.
شكراً لمحطة الـ"ام تي في" السباقة دائما في تكريم المبدعين الذين يستحقون ان يكرّموا في وطنهم وقبل غيابهم.
ولأنك صباح عنوان الفرح والحب والعطاء، بطريقة التعامل مع الآخرين، كنت وستبقين الملكة والاسطورة والشحرورة التي نحبها كثيرا حتى آخر رمق من حياتنا..
سوزان عبده معماري
صحافية
29/6/2014

8
حزب الكتائب يكرّم ايلي صنيفر في بلدته – الحدث
ويطالبون بإطلاق اسمه على شارع في بلدته الأم

ايلي صنيفر اسم انطبع في ذاكرتنا منذ بداية التلفزيون في لبنان. اعطى 50 سنة من عمره في الفن وضحكنا معه بقدر ما أضحكنا، وكم بكينا معه عندما كانت تنزل دموعه صادقة من عينيه.
انه فنان انسان يستحق التكريم.. نال اوسمة كبيرة في حياته وحتى بعد انتقاله الى ارض البقاء. انه الذي قال يوماً ان لديه ثلاث أمهات: الأم الأولى هي سيدة الحدث التي تعبّد لها وأحبها كثيراً منذ نعومة اظفاره وهو جارها. والأم الثانية امه الحقيقية التي ترقد قرب كنيسة السيدة، والأم الثالثة هي بلدته الحبيبة الحدث.
احتفل حزب الكتائب وبلدته الحدث بتكريمه بحضور عدد كبير من الفاعليات الحزبية والسياسية والشعبية.
حضر الاحتفال: السيدة جويس الجميّل ممثلة فخامة الرئيس الشيخ امين الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية، الوزير سليم الصايغ، السيد إبراهيم برباري ممثل رئيس بلدية الحدث السيد جورج عون، الدكتور أنطوان كرم، النائب السابق الدكتور بيار دكاش، الأب كميل مبارك، بالإضافة الى ممثلين عن أحزاب: القوات اللبنانية، حزب الوعد، التيار الوطني الحر، حزب الكتلة الوطنية، وعدد كبير من الفنانين أصدقاء الفنان الراحل أمثال طوني مهنا، نقولا الاسطا، باسكال صقر، نادر خوري، الفيرا يونس، وحشد لا يستهان به من فعاليات بلدة الحدث والجوار غصت بهم قاعة مسرح كنيسة سيدة الحدث.
فكان الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني، ثم أغنية لسارة أبو ملهم رافقها رامي ابي خليل على الاورغ je ne t’oubliera jamais، وكانت عريفة الاحتفال الرفيقة باسكال كرم طرزي التي القت كلمة ترحيب بالحضور.
بعدها عرض فيلم تسجيلي عن اعمال الفنان ايلي صنيفر، إعداد بيار البايع ونبيل الرفاعي ، إخراج جورج خليفة ألقى بعدها رئيس إقليم بعبدا الرفيق رمزي بو خالد كلمة أشاد فيها بايلي صنيفر الفنان والانسان. وقال: وحده الجسد فانٍ، أمّا الروحُ والفكرُ والمبادئُ والقيمُ فهي خالدةٌ. عظيمٌ هذا الإنسان الذي بمقدورِهِ أن ينقلَ هذا الشعور الصادق والشفّاف. نعم عمليةُ صدقٍ هي، عمليةُ صدقٍ من فنانٍ عاش أرضَهُ وحربَها للنهاية، يتألّمُ مع كل ِّ أمٍّ استشهد ولدُها، يعرفُ معنى الحب ومعنى الإستشهاد، هو يعي الفن الصحيح المخلص. إنّ سرّهُ ليس بما تنطوي عليه شخصيَتُهُ من قيمٍ وأخلاقٍ بل هو بقَدَرِ ما نجح في إيواء هذه الأعمال وهذا التراث أعمق النفوس فازداد وجوداً وإشعاعاً. يكفيني فخراً أن أقفَ اليوم، وبإسم إقليم بعبدا الكتائبي، لأكرّم  فناناً كبيراً له من الأصالةِ الفنيةِ بمكانٍ كما إيلي صنيفر . فنحنُ نؤمنُ بالحياةِ ، بالمستقبلِ ، بالحبِّ. أما نحن الذين عرَفنا إيلي صنيفر كبيراً من كبار وطني، وكنّا صغاراً في العمر، نبادرُ الى القولِ أنّه لا يزال حيّاً بضمير الوطن بأعمالِهِ، بفنِّهِ، بأخلاقِهِ، بأحلامِهِ وأحلامنا."
ثم عرض كلمة مسجلة للنائب سامي الجميّل قال فيها: نحن اليوم نكرم انسانا كبيرا أعطى للبنان الجمال والابداع وايلي صنيفر يستحق منا هذه التحية." وتابع:" الحدث أعطت من خلال ايلي صنيفر قيمة مضافة للفن والمسرح ونتمنى من بلدية الحدث ان تتجاوب مع طلب القسم وان تطلق اسم ايلي صنيفر على احد شوارعها.
وقدمت السيدة جويس الجميّل والسيد رمزي بو خالد الدروع التقديرية وشهادة التقدير لعائلة ايلي صنيفر تسلمها كل من زوجته السيدة حياة وولديه الدكتور ايلي صنيفر والدكتور باتريك صنيفر.
بعدها ألقى الدكتور ايلي صنيفر كلمة العائلة شكر فيها الجميع على الحضور وحزب الكتائب على هذه البادرة الكريمة في تكريم المبدعين في لبنان ومنهم الفنان الكبير ايلي صنيفر الذي أبى أن يترك بلدته الحدث طيلة الاحداث وظل يحث أولاده على الصمود والبقاء في بلدتهم. وهذا يمثل مدى حبه للوطن ولعمله. وتحدث عن مسيرته الطويلة في الفن والحياة. وطالب بأن يكون هناك شارع باسم والده في بلدته الحدث التي طالما احبها وأحبته.
وكان الختام بالنشيد الكتائبي. وأقيم نخب المناسبة حيث دعي الجميع اليه في صالة الكنيسة.
هذا هو ايلي صنيفر الفنان والانسان تذكرناه جميعاً في هذه المناسبة التي أقامها حزب الكتائب تكريماً له.
سوزان عبده معماري
صحافية


ابنا ايلي صنيفر الدكتور ايلي والدكتور باتريك


ايلي صنيفر


صورة ايلي صنيفر على المسرح

9
الكاتبة والصحافية سوزان عبده معماري
توقّع كتابها الأول "ذكريات مع فريال كريم"

لمناسبة صدور كتابها الأول الذي حمل عنوان "ذكريات مع فريال كريم" اقامت الكاتبة والصحافية سوزان عبده معماري ندوة حول الكتاب وتلاه التوقيع في صالة مجمع مار افرام السرياني في الاشرفية.
حضر الاحتفال سيادة المطران يوحنا جهاد بطاح النائب البطريركي للسريان الكاثوليك، الدكتور توفيق الهندي، الاعلامي زافين قيومجيان وعدد كبير من اهل الصحافة والفن ومن جمهور فريال كريم.
وقد تحدث في الندوة كل من: الصحافي الدكتور جمال فياض، الممثل الكوميدي صلاح صبح، الممثلة لمى ابراهيم مرعشلي، الممثلة منى كريم. وقد قدّمت المنتدين الصحافية مي صايغ.
وقد أثنى الجميع على هذه المبادرة الفردية من الكاتبة لتكريم بسمة لبنان فريال كريم في لفتة وفاء وتقدير لها بعد مرور 25 سنة على غيابها. وقد وزّع مجانا مع الكتاب CD اغاني للفنانة الراحلة.
وتلا الندوة التوقيع ونخب المناسبة. وهذه صور من الحفل:










10
المنبر الحر / رسالتي إليك دعاء
« في: 11:31 23/11/2012  »
رسالتي إليك دعاء

في ظل هذه الأيام العصيبة
من بين كل الأصوات التي تعلو حاملة اخبار الموت
من بين رائحة البارود المتصاعدة من هنا وهناك
حملت أمنياتي وأحلامي وتوجهت إليك
علني اجد معك الصفاء والراحة الداخلية التي أنشدها
توجهت إليك وحملت لك كل ما يدور في فكري وما يعتمر في قلبي
رفعت صوتي إليك
فاستمع إلى صوت ندائي
توجهت إليك وذهبت من عجقة الناس والأيام
ناديتك لأني بحاجة أن أكلمك وأفتح لك قلبي
فأنا ليس لي في النهاية الا انت، وأنت الوحيد الذي أجد الراحة بين أحضانه
لن تصبح أحلامي حقيقة إلا بالإرادة القوية وأنا معك أشعر بها
لن أكون إلا معك لأني على يقين وإيمان بأنك دائماً معي
ترعاني في كل خطواتي وتفتح عيني على أمور كثيرة خافية عني
أنت قوتي التي استمد من خلالها بعض النجاح والفرح
وفي ظل الهموموالأحزان التي تتراكم علينا ومن حولنا
لا أجد أمامي سواك مستمعاً لي
أظلمت أيامنا وتهنا في الحياة المادية
افتح عيوننا وقلوبنا لكي نراك ونرى من خلالك الفرح والصفاء
تاه شبابنا في ظلمة الحياة
أنرهم وافتح قلوبهم وعقولهم
أسمعهم صوت الحق والمحبة
أصبحت الكراهية والعداء المثال الأعلى
علمنا ان نحب بعضنا لأنك المحبة ذاتها
صمّت آذاننا أصوات الحقد والانتقام والنميمة
فأسمعنا صوتك الآتي عبر الإيمان العميق
بانه مهما طال زمن الآلام لا بد لفجر القيام أن ينجلي
افتح عيوننا للخير علنا نراك في عيون الآخرين
صمّت طبول الحرب آذاننا فأسمعنا صوت الحق الذي هو انت
غمرنا الحزن على أشخاص اخترتهم ليكونوا معك
فكن دائماً معنا لكي نجد فيك العزاء والأمل
علّمنا أن نكون أطفالاً
لتكون البراءة أساس تعاملنا مع الآخرين
تعبنا من أمراض النفوس السيئة والأجساد الذابلة
فمدّ يدك والمسنا فتكون أنت الشفاء الذي ننشده
استولى على أيامنا اليأس
فكن أنت أملنا بالغد الجميل
علمنا أن مصاعب الحياة تهون إذا وجدنا بيننا أناساً يساعدونا على تخطي كل المراحل الصعبة
أعطهم القوة على الصمود ليعطوننا إياها بدورهم
لا تدعنا نهتم بالأمور التي تلهينا عنك
نحن على يقين أنك دائماً معنا فعلّمنا أن نكون ولو قليلاً معك
ليكن الايمان طريقنا اليك فكن انت طريقنا بالإيمان
كن حياتنا ومستقبلنا لأن لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل إلا معك
دعني أحيا فيك بالروح والجسد
قويني لكي تكن اعمالي كلها صلاة تمجيداً لاسمك القدوس
هذه رسالتي أبعثها اليك
فأنا أعلم انها ستصلك
فأنت كنت وستبقى ملجئي الأمين
الذي أودع لديه أفكاري وأحاسيسي
وما الانتصار المادي والمعنوي إلا بعض الفرح
وأنت الفرح الأبدي
فلا بد أن يأتي فجر المستقبل من جديد
حاملاً معه زهور الفرح وعظيم الأمل..
يا رب علمني أن أكون دائماً لك
لأشكرك على مدى الدهور
 
                     سوزان عبده معماري
                     صحافية في الرابطة السريانية
                     بيروت في 22/11/2012



11
3 سنوات على غياب سلوى القطريب.. حنين معها إلى الأصالة والتواضع

ما كنت أحسب يوماً في حياتي أن أكتب عنكِ وأنتِ غائبة، فما أصعب هذا الفعل الكتابي عليّ. ما أصعب أن يكتب المرء عن فنان متألق، سيرة حياة، رحلة كفاح، مشوار طويل من الدمع والابتسام. وهذه الكلمات فعل صادر من قلب طالما قدّركِ على الصعيدين الفني والإنساني كل التقدير.
تعلّقنا جميعاً بصوتكِ حتى أصبحتِ ملاذنا في وسط الأزمات التي عصفت على بلدنا، وما هي إلا هنيهات عمر، حتى صعدتِ إلى السماء من بيننا، فأنتِ نور أضاء حياتنا فرحاً وأملاً وسبقنا إلى حيث لا وجع ولا حزن ولا أنين ولكن حياة أجمل وأفضل.
سلوى القطريب، بنت الجبل الأصيلة، منذ أن غادرتِنا منذ ثلاث سنوات، تركتِ فراغاً كبيراً.. فبصوتِكِ شلال هادر وبطلّتكِ شموخ وأصالة.
وبالرغم من غيابكِ إلا أن صوتكِ وشموخكِ لا يزالان في قلوب وعقول الملايين الذين جمعتِهم في الفرح كما جمعتِهم في حزنهم على أفول نجمك عن الساحتين الفنية والعائلية.
نجمة أنتِ في كل شيء، وبطلة في كل ما قدمتِ..
منذ بداياتِك في العام 1974 كان الإيمان هو المحرّك الأساسي لكل ما قمتِ به وعندما غبتِ طوعاً عن الساحة الفنيّة، اكتشف الجميع مدى الحاجة معكِ إلى الأصالة، في زمن أصبحت الأغنية اللبنانية على شفير الهاوية مع بعض الذين يسمون أنفسهم مطربين، ومع غيابكِ قسراً عن الحياة نكتشف أكثر وأكثر الحاجة إلى صوتكِ لكي يعطينا جرعة كبيرة من أصالة "بنت الجبل" ومن بطولة ووطنية "ياسمين" وإيمان "الأميرة زمرد" وتمسّكها بالحق للدفاع عن كل ما آمنت به من معتقدات.
11 عملاً مسرحياً وأكثر من 120 أغنية كرّستكِ نجمة لبنانية وسيدة المسرح الاستعراضي اللبناني بلا منازع.. وحصدتِ مجداً وشهرةً قل نظيرهما.. وكل هذا لم يزدكِ إلاّ تواضعاً وإيماناً بأن هذه الموهبة التي أعطاكِ اياها الخالق لا بد أن تستعمليها في خدمة وطنكِ ومحبيكِ على أكمل وجه..
أغانيكِ العاطفية ما زالت ترافق كل مَن عرف هذا الشعور السامي، وتلك الوطنية تفرض نفسها في أي مناسبة لبنانية.. والتراتيل التي أديتها بصوتكِ ستبقى راسخة وكلما سمعناها نرفع الصلوات لأجلكِ مع كل تقدمة قربان ورفعة كأس في القداس.
اعذرينا سلوى القطريب، فأنتِ كالسعادة لا نعرف قيمتها إلا عندما نفقدها..
قيمتكِ الفنية كبيرة وترسخت عبر كل ما قدّمتِه من أعمال، وقيمتكِ الإنسانية كبيرة بالمحبة التي نشرتها بين مَن عرفَك ومَن أحبّك.. وبالوفاء الذي لن ينسى فنانة وإنسانة أعطت الكثير ولم تأخذ إلا محبة وتقدير الجميع كباراً وصغاراً.
يا ملاك الفن وقديسته، سلام إليكِ حيث أنتِ في وطنكِ الثاني مع الأبرار والصديقين.
سوزان عبده معماري
صحافية
4/3/2012


12

الكنيسة السريانية الكاثوليكية احتفلت بعيد شفيعها مار افرام
يونان: على المسؤولين السعي لخدمة لبنان بصدق ونزاهة وبروح الشراكة
يجب إحقاق الحق بتأمين التمثيل العادل والمنصف للسريان في لبنان

رأى بطريرك السريان الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان أن على المسؤولين أن "يسعوا إلى خدمة لبنان بكل ما أوتوا من عزم وقوة بصدق ونزاهة وبروح الشراكة"، مشددا على وجوب "إحقاق الحق بتأمين التمثيل العادل والمنصف للسريان في لبنان، سواء في المجلس النيابي أو في سائر مرافق الدولة، وهم المكون الأصيل والمؤسس والفاعل في خدمة هذا الوطن".
جاء كلام يونان خلال العظة التي ألقاها بمناسبة احتفال الكنيسة السريانية الكاثوليكية في لبنان بعيد شفيعها القديس مار أفرام السرياني، عاونه المعاون البطريركي المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى والنائب البطريركي العام على أبرشية بيروت البطريركية المطران مار يوحنا جهاد بطاح، كاهني رعية سيدة البشارة الأب جوزف شمعي والاب شارل مراد، في حضور وزير الإتصالات نقولا صحناوي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، جو أسود ممثلا وزير الداخلية العميد مروان شربل، النائبين ميشال فرعون وسيرج طور سركيسيان، النائب السابق إيلي الفرزلي، الدكتور برنار جرباقة ممثلا الرئيس أمين الجميل، عماد واكيم ممثلا الدكتور سمير جعجع، الدكتور توفيق الهندي، رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام على رأس وفد ضم جبران كلي وكميل حنا، رئيس الاتحاد السرياني ابراهيم مراد على رأس وفد من الحزب، وممثلو قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والسفراء، وعدد من الفاعليات، ومؤسسات الطائفة.
وحضر أيضا المطران حنا علوان ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، المطران جان تيروز ممثلا بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، رئيس أساقفة بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس سليم بسترس، المطران أنطوان بيلوني، وعدد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة والمؤمنين.
وقال البطريرك يونان في عظته: "نحن السريان قدمنا ماضيا، ونقدم حاضرا الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على وطننا لبنان وازدهاره، وكنا ولا نزال وسنبقى مؤسسين وفاعلين وعاملين في خدمته، بشهدائنا وأدبائنا ومفكرينا وروادنا في جميع مرافق الحياة المدنية"، مشددا على أنه "يحق لنا أن نعلي الصوت مجاهرين بمطلبنا العادل، داعين إلى إحقاق الحق بتأمين التمثيل المنصف لنا بما يتوافق مع تاريخنا وحضورنا، أسوة بشركائنا في الوطن، سواء في المجلس النيابي أو سائر مرافق الدولة".
وحث "على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية، أن يجددوا ولاءهم المطلق لوطنهم الذي يحتاج إلى كل منهم، فيعملوا على توحيد الجهود لما فيه خير الوطن ونموه"، مطالبا "المسؤولين فيه، على اختلاف رتبهم ومهامهم، أن يسعوا بكل ما أوتوا من قوة وعزم إلى خدمة لبنان بصدق ونزاهة وبروح الشراكة، وهذا إلزام نابع من طبيعة مسؤوليتهم التي تحتم عليهم أن يدركوا أنهم مدعوون لخدمة بلدهم، وأنه لا يحق لأي منهم، ولأي سبب كان، أن يشل عمل إحدى مؤسسات الدولة أو مرافقها، لأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ولا تقبل بالمساومة".
وتطرق إلى الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث تعيش المنطقة "حالة غليان وعدم استقرار، فها هي النزاعات والصراعات تعم في غير مكان". و"كراعٍ روحي"، تساءل "عن صدى أصوات مجموعات وأحزاب تدعي أنها تنشد إقامة نظم مدنية في بلاد هذه المنطقة، وهي تتجاهل شرعة حقوق الإنسان التي سنتها منظمة الأمم المتحدة، سيما فيما يختص بالحريات الدينية، بما فيها حرية المعتقد والضمير لجميع المواطنين، أغلبية كانوا أم أقلية".
واستغرب البطريرك "موقف بعض الدول، المسماة ديموقراطية، لدى بحثها موضوع بلدان منطقتنا في تغييب حقوق الإنسان المدنية المرتبطة جوهريا بالحرية الدينية. فلا نسمع هذه الدول تطالب بحزم بفصل الدين عن الدولة في معرض دفاعها عن حقوق الأكثريات العددية، متناسية التمييز الواضح بين الديانات والأعراق في الدساتير التي تصاغ في بعض بلدان المنطقة"، معتبرا "أن الحرية الدينية للإنسان هي الأهم في تكوينه الشخصي ونشأته الثقافية وممارسته المجتمعية. لذا نحث الجميع ونذكرهم بواجب الدفاع عن الإنسان، كل إنسان وكل الإنسان في مشرقنا العزيز، ونسأل الله أن ينشر بشرى الرجاء والتسامح، ويحل الأمن والسلام في كل البلدان".
وتوجه يونان خاصة "إلى أبنائنا وبناتنا في سوريا الحبيبة، التي تعيش محنة مؤلمة وظروفا صعبة لم تعهد مثلها في الماضي القريب"، معبرا "عن ألمنا الشديد لما يجري فيها من إراقة دماء في أعمال عنف طال أمدها وطاولت آثارها الأبرياء والمستضعفين، سيما وقد قرأنا اليوم في المواقع الإلكترونية عن الاعتداء على رهبان ديرنا، دير مار موشى الحبشي في النبك بحمص".
وناشد "أصحاب الضمائر الحية من المواطنين والمواطنات، إلى أية فئة انتموا، وبخاصة المسؤولين، أن يحكموا ضميرهم الوطني ويشبكوا أيديهم ويتلاقوا بالألفة والتعاون والتعاضد لإعادة وطنهم إلى أمنه وسلامه واستقراره، بعيدا عن العنف والحقد والبغض، إنما بروح التسامح والمحبة الصادقة".
"من أجل السلام والأمان في العراق، حيث يعيش قسم كبير من أبنائنا وبناتنا، وقد قدم كثيرون منهم ذواتهم على مذبح الشهادة. فيتابعون مسيرتهم بالشراكة مع إخوتهم في الوطن، وهم نسيج أصيل في أساس تكوين هذا البلد الحبيب"، رفع الصلاة في هذا اليوم المجيد، حاثا "الجميع على السعي الدؤوب لنهضة وطنهم واستقراره".
وختاما أكد يونان على "أولوية طلب ملكوت الله وبره وتسليم أمورنا لعناية الله ورعايته"، متطرقا إلى سيرة حياة وفضائل "القديس أفرام ملفان الكنيسة الجامعة، الذي جمع في حياته النسك والزهد مع الأعمال الرعوية والاجتماعية، فأضحى مثالا لكل المكرسين والمكرسات، بل لأبناء الكنيسة وبناتها جميعا".
وبعد القداس، تقبل غبطة البطريرك يونان التهاني مع الأساقفة والكهنة من جميع الحاضرين.


13
فريال كريم على الـ"ام تي في" بأقوال رفاق الدرب
متـألقة دائما وكأنها لم تفارقنا

فبعد 23 سنة وشهرين بالضبط على وفاة بسمة لبنان فريال كريم، أحبت محطة الـ"ام تي في" أن تتذكر فريال كريم الفنانة والانسانة التي كانت عنوانا للبسمة والفرح وسقطت عن صهوة جوادها وهي في عز شهرتها وعطائها الفني.
ضمن سلسة برنامج "كبارنا" كانت حلقة بعنوان "لبنان يتذكر فريال كريم" وقدّمتها الإعلامية الكبيرة ميراي مزرعاني. حلقة فيها الكثير من الحنين إلى فنانة أحببناها وضحكنا معها حتى الدمع. اجتمع فيها رفاق درب فريال كريم ليتحدثوا عن صديقتهم وزميلتهم التي لم تفارق الضحكة شفتيها، بالرغم من انه كان يعتري قلبها التعب.
أعمال فريال كريم العديدة تمثيلا وغناء وتقليدا حضرت في هذه الحلقة. فأدى بعضا منها ممثلات من الجيل الذي لم يعرف فريال كريم الا من خلال البرامج التي لا تزال تعرض على بعض الشاشات اللبنانية. ماغي ابو غصن وشادي مارون، جوزيان الزير، سينتيا كرم، لمى ابراهيم مرعشلي، باميلا الكيك جميعهم كرموا فريال كريم على طريقتهم الخاصة وباسلوبهم الخاص، فاضفوا على الحلقة نكهة خاصة.
ميراي مزرعاني كانت المايسترو الذي أدار الحلقة بكل إتقان وتفانٍ، واستطاعت أن تُخرج من محاوريها ما أرادت أن توصله للناس. ولا ننسى ما ظهر في عينيها من ملامح حنين الى هذه الفنانة التي استضافتها في بداياتها الاعلامية.
خمس فقرات تخللها بعض الريبورتاجات عن حياة فريال كريم ولحظة سقوطها على المسرح، وبعض اعمالها التي رسخت في اذهان الجمهور قبل النقاد. ومن باسم نصر الى سعاد كريم الى جان خضير وغيرهم كلهم تحدثوا في هذه الريبورتاجات القصيرة عن فريال الفنانة والصديقة التي كانت تتمتع بالروح الخفيفة بالاضافة الى الطيبة، واهتمامها بالاخرين، انسانة محترمة وجدية بطبعها، الا ان شخصيتها كانت قريبة من الناس.
منى ابنة فريال كريم، الفيرا يونس، المخرج البير كيلو، الفنان يوسف فخري والفنانة هند طاهر صلاح تيزاني (ابو سليم) وعبدالله حمصي (اسعد) تحدثوا ايضا وكانت دمعة أبو سليم على صديق العمر حارقة، فهو قد فارق صديقين مميزين، فريال التي كانت بدايتها الاولى معه، وأخيراً فهمان رفيق درب طويل استمر على مدى 50 عاما تقريبا. الاستاذ الياس الرحباني، والفنان محمد كريم، المطرب مايز البياع، عازف الكمان محي الدين الغالي، والفنان عفيف شيا كلهم أثنوا على روح فريال المرحة والكاريزما التي تمتعت بها.
حلقة مميزة في محطة اعتمدت الشفافية دائما، استطاعت خلالها أن توفي فريال كريم بعضا من حقها وكانت فيها روح فريال كريم حاضرة دائما. إنها حلقة تكريمية من مؤسسة خاصة، في غياب التكريم الرسمي. وثناء خاص لفريق الإعداد الذي اجتهد في جمع الأرشيف وإجراء الريبورتاجات.
ونتمنى الـ"ام تي في" أن نشاهد في القريب العاجل حلقات أخرى على هذا المستوى من الأداء الجيد والمميز عن فنانين آخرين أصبحوا في ذاكرة لبنان والتاريخ ولم يعد يذكرهم أحد.
وفي النهاية نذكر الصدى الايجابي الذي لاقته الحلقة بعد عرضها من جمهور عريض كان ربما بحاجة ليتعرف اكثر على هذه الفنانة.
سوزان عبده معماري
صحافية


14
فريال كريم.. اشتقنالِك



تموز 2011
متل كل سنة، رح اكتب عنِّك.. بس هالمرّة حابّة احكي معِك باللغة اللي انتِ بتحبيها.. باللهجة اللبنانية..
كنت وبعدني ورح ضلني مصرّة وعم قول لازم اكتب عنِّك كل سنة.. حتى ما خلّي حدا ينساكِ.. كل سنة ولآخر يوم من حياتي رح نفّذ العهد اللي قطعته على حالي.. اكتب وأكتب وضلني اكتب.. وما تخافي.. بيضلّ في شي ينكتب وينقال.. رح ضل اكتب حتى يتحقق الحلم.. ويصير قيد التنفيذ العملي..
ما بعرف شو هالسر.. اللي كل ما تذكّرناكِ بأي مناسبة منضحك بدمعة.. 23 سنة بعمر الزمن كتار.. بس بعمر كل اللي حبّوكِ وبيحبّوكِ كتير قلال.. كأنهم مبارح.. ضحكنا معِك كتير.. بس بكينا لما تركتينا أكتر..
23 سنة ونحنا عم نفتقد مين بيضحكنا حتى البكي.. ومن 23 سنة، عمر انتقالك من بيناتنا بالجسد.. بعدها روحِك معنا.. وما فارقتنا ولا لحظة.. كل يوم عم نتعلّق فيكِ أكتر.. 23 سنة وكل الناس اللي حبّوكِ وعرفوكِ عن قريب.. وحتى اللي ما بيعرفوكِ الا على الشاشة.. حتى الولاد الزغار اللي عم بيشوفوكِ بالأعمال التي عم تنعرض على التلفزيون.. كلهم عم بيصرخوا بصوت واحد.. اشتقنالِك..
مش بس هني اشتاقولِك.. كلنا اشتقنالِك.. الكبار.. الكبار اللي كانوا زغار.. حتى الزغار اللي ما بيعرفوكِ.. ما منسمع كل ما جبنا سيرتِك.. الا اشتقنالِك..
اشتقنالِك.. كلمة زغيرة كتير.. بس بتحمل معاني كتير.. معاني انسانية اشتقنالها بزمن الماديات اللي عم منعيشه.. بتجسد الوفا والاخلاص.. المحبة والصدق..
اشتقنالِك لأنه اشتقنا للبسمة.. للضحكة.. للتألق.. للإشعاع الفني.. للمحبة.. للحنان.. للأناقة وللابتسامة الدايمة.. اشتقنا للوفا.. اشتقنالِك.. لأنه اشتقنا كل يوم عم يمرق علينا انه تطلي وتلوحيلنا بإيدِك انتِ وعم تضحكي وتقوليلنا بكرا احلى من اليوم.. لبنان اللي غارق اليوم بالدموع مشتاق تطلي عليه وتعطينا الأمل ببكرا حلو حتى ينسى شوي بحر الدموع.. ويغرق ببحر الدموع من الضحك والابتسام..
اشتقنا نسمع صوتِك من خلال أي اذاعة عندها شوية وفا لإنسانة وفنانة عطيت كتير وما أخدت الا اوسمة فخر واعتزاز من محبة الناس.. لأنّه اغانيكِ على بساطتها وتواضعها بتعطينا الدافع لأنه نطلع من اللي عم منعيشه ونروح معِك ومعهم لعالم حلو وهادف وصوت احلى وأخف من النسيم.. اشتقنا للإشعاع الفني الاصيل اللي افتقدناه بغيابِك.. لزقفة المسرح اللي طالعة من القلب.. واللي بتدفع كل فنان أصيل انه يعطي أكتر وأكتر ويكون قد المسؤولية اللي حمّله ياها الجمهور اللي بيعرف قيمة الاصالة..
اشتقنا للفنان الاصيل اللي بيفرض حضوره على كل الناس وبيسرق بلفتة منه الضحكة وبلمحة الانظار.. اشتقنا نشوفِك على الشاشة عم بتطلي علينا بأدوار كانت وبتضل بالرغم من البساطة اللي فيها بتحمل تألق فنانة اختارت الطريق الأصعب.. طريق الضحكة.. واستمرت 25 سنة تضحك وتضحّكنا ونسيت تعبها وقلبها حتى تعّبته وما بقا قادر حتى هو يضحك..
اشتقنا لروحِك الحلوة، الخفيفة متل نسيم لبنان.. للإنسانة والممثلة.. لضيفة البيت الأخف ظلاً بالعالم اللي كل ما زارتنا وطوّلت ما منحس فيها ومنتمنى تضل عنا وما تروح.. اشتقنا للتمثيل الطبيعي.. بزمن الكل صار فيه عم بيمثّل.. حتى اختلطت علينا الأمور وبطلنا نعرف الممثل من اللي عم بيمثل علينا.. الكل صاروا ممثلين وبيستحقوا جوايز اوسكار.. انتِ الممثلة الحقيقية اللي ما كنا نعرف اذا كنتِ عم بتمثلي او هيدي حقيقتِك.. كنا نشوف الطبيعة بذاتها بتتجسد قدامنا بأدوار متنوعة..
اشتقنا للنكتة الخفيفة الظل.. متلِك.. البعيدة عن الابتذال والتكلف.. اشتقنا نسمع الضحكة ونشوف الابتسامة على الوجوه.. ولو بتعرفي شو صار في تكلف وابتذال حتى بالنكتة اللي عم بيطلوا علينا فيها.. اشتقنا للفن البسيط والأصيل بالوقت نفسه.. اشتقنا للتقليد اللي بعدِك ما حدا قدر يوصل اللي انتِ وصلتيله.. كل الناس كانت تحب تقلديها.. حتى اللي ما قلّدتيهم كانوا يزعلوا ويفكروا حالهم غلط لأنه فريال كريم ما عم بتقلدهم.. وبالفعل.. اشتقنا للبساطة بهالنوع من الفن.. كل اللي اسمهم للّو كان وبعده عنده الشعور بالفرح والفخر لأنه غنيتيله وحده مش لغيره.. وكل اللي عنده حما عم بيضل يتعلّم منِّك انه يدير باله لحماته حتى ما تنغّصله عيشته..
اشتقنالِك لأنه اشتقنا للانسانية.. للتواضع اللي ما إله حدود.. حتى بالتعامل مع الناس.. للمحبة.. اشتقنا نرجع معِك ولاد زغار.. نعيش طفولتنا ونكبّر الطفل اللي فينا.. اشتقنا لحدا يعرف يتعامل مع الطفل.. اطفالنا سرقهم الزمن وصاروا كبار.. بالرغم من انهم بالعمر بعدهم زغار.. اشتقنا للكلمة الحلوة.. للصداقة اللي عم نفتقدها كل يوم.. انتِ وبشهادة الكل كنتِ صديقة الكل.. حتى لزملائك اللي ما بعمرِك كنتِ تشعري معهم بأي نوع من الغيرة.. حتى الغيرة الفنية اللي عم بتجتاح عالمنا الفني اليوم.. كنتِ إلهم الاخت والصديقة.. وكنتِ تعملي كل جهدِك حتى تعطينا انتِ ويّاهم أحلى فن وأجمل تمثيل..
اشتقنا للكوميديا الحلوة.. لكوميديا الموقف مش كوميديا الكلمة.. للعفوية المتجسدة بشخصيتكِ.. للفن اللي اعطيتيه بضحكة.. وجسدتيه بأفكار خلاّقة خلِّت كل اللي تعامل معِك يعطيكِ الضو الأخضر للابتكار والتألق..
منى بكل مقابلاتها حتى بجلساتها بين الناس، بتقول اشتاقتلِك كأم مش كممثلة بالرغم من انها ورتِت عنّك حب الفن والتمثيل الأصيل.. لأنِّك بالنسبة إلها المثال الأعلى فنيّاً وانسانياً.. منى اشتاقتلِك كأم.. وولادها اللي ما بيعرفوكِ اشتاقوا يكون عندهم تيتا طفلة متلهم.. حتى ليال اللي ما كنتِ تفارقيها ولا لحظة بتتذكرِك وبتقول لو زازا بعدها معنا كانت تغيرت امور كتيرة.. منى ما بتقطع سيرتِك أبداً.. حتى بالبيت صورتِك مزينة صدر الدار.. منى اشتاقت لضحكة البيت اللي كانت دايماً تضحك حتى بأصعب المواقف حراجة.. اشتقنا معها للحنان.. للعاطفة الصادقة اللي كانت ترج البيت كله بضحكة واللي بالرغم من انشغالات الحياة الفنية كانت تعطي وقتها لعيلتها..
اشتقنا معِك للوفا.. للاخلاص بالعمل الفني وحتى بالعمل الإنساني.. لأنه الانسان الوفي بهالإيام صار من العصور الغابرة وخارج عن المجتمع.. تغيّرت مقاييس كتيرة.. وكل يوم عم نفتقدها منفتقدِك معها.. لأنك انسانة مثالية بكل معنى الكلمة.. اشتقنالِك لأنه اشتقنا معِك لكل هالمعاني الجميلة اللي كنتِ تجسديها بحياتِك الارضية.. ونيّال اهل السما فيكِ.. لأنه شجرة الفرح اللي زعرتيلهن ياها فوق تحوّلت عنا لشجرة حزن ودموع.. وما بقي عنا الا صوتِك وصورتِك يعطونا شويّة فرح حتى نضحك على كل اللي عم بيصير..
فريال كريم.. اعطينا القوة من فوق حتى نتمسك بالفرح متل ما كنا نتمسك فيكِ لما كنتِ معنا.. اعطينا الامل حتى نقوى بايماننا بهالوطن الكبير اللي اعطيتيه الكتير وما اخدتِ منه الا محبة ابناءه.. علمينا نحب الحياة متلِك.. وما نخلي مصاعبنا تبعدنا عن الايمان اللي كنتِ دايماً متمسكة فيه.. خلينا نرجع معِك على الزمن الحلو اللي متلِك ما بيتعوّض.. لو بعدِك هون كانت تغيّرت أمور وموازين كتيرة مش بس بالفن.. ويمكن بالحياة كمان لأنه كل اللي قدمتيه كان هادف.. اغانيكِ بسيطة كتير.. وخالدة.. ما بتموت.. وكانت تعطينا على بساطتها معاني كبيرة ما كنا نعرف قيمتها وعم نفتقدها بهالأيام..
انتِ فنياً وانسانياً ما بتتكرري.. ما حدا قدر يعبّي الفراغ اللي تركتيه ببيتِك، بعيلتِك.. وبين كل اللي حبّوكِ.. حتى بالفن اللي قدمتيه.. ما حدا ما بيحبِّك لأنِّك انتِ انسانة وفنانة ما بتتعوّضي.. بس انتِ بيناتنا بكل اللي عملتيه وتركتيه.. فيكِ سر غريب.. انه حتى بعد ما تركتينا وشفناكِ على احدى الشاشات او الاذاعات ما فينا الا ما نضحك.. على عكس ما بيصير معنا مع غيرِك من مبدعينا اللي راحوا..
هيدا السر الغريب واللي ما بيتفسر رح يضل يعطينا القوّة والدافع انه نكمّل الطريق.. رح اعمل كل جهدي حتى ما خلّي حدا ينساكِ.. بعرف انه ما حدا نساكِ ولا بيقدر ينساكِ.. رح وصِّل صوتِك مش بس لأكبر عدد ممكن من الاذاعات.. لكل انسان بيعرف قيمة الفرح.. وحتى يضل صوتِك يلعلع وين ما كان وكل ما احتجناله..
رح خلّي شجرة الارز الفرحة اللي زرعتيها بقلوبنا تضل خضرا ورح نضل نسقيها تا ما تدبل أبداً.. ورح ضل احكي واحكي حتى يخلص الحكي وقلِّك مش بس كل سنة بذكراكِ.. كل يوم اشتقنالِك.. ورح خلي قلمي سيف يبطش بعدم النسيان.. ما رح نخلّي حدا ينساكِ.. حتى تضلي بقلوبنا ارزة خضرا ما بتدبل ولا بتموت.. شعلة الفرح اللي ضويتيها مش رح نخليها تنطفي أبداً.. ورح نضل نحملها ونمشي فيها حتى يتحقق الحلم اللي عم نسعاله.. نشوف اسمِك مشرق على شارع ببيروت او بجايزة بإسمِك بتنعطى كل سنة لأفضل عمل كوميدي برعتِ فيه واعطيتيه حتى حياتِك.. ومش كتير عليكِ.. لأنه هيدا أقل الواجب.. انتِ عطيتِ كتير.. وبتستحقي نكون شوي أوفيا لإنسانة وفنّانة حملت لبنان بقلبها الكبير ورفضت تتركه بمحنته..
فريال كريم.. صدقيني.. من قلبي بقولها.. عن جد.. اشتقنالِك..
سوزان عبده معماري
                                    صحافيــــــة

15
حلّت عقد الشفاه فأخرس الموت شفتيها
فريال كريم: محطات صغيرة في ذكراها
(جريدة البيرق)






14 تموز 2004

عندما دخلت عالم الإعلام، قطعت عهداً على نفسي بأن يكون لي كل سنة في ذكرى غياب فنّانة الشعب فريال كريم مقالاً يحض قارئيه على عدم نسيانها أو تناسيها بالرغم من علمي اليقين أنّها ما زالت خالدة في قلوب وعقول كل مَن أحبّها وعرفها. فأنا من الذين أحبوها، ومن الذين تابعوا خطواتها الفنيّة، ولم أكن بعد قد اخترت طريق "البحث عن المتاعب" لأكتب عنها في كل سنة، وأقول فيها ما كنت أود أن أقوله لها في حياتها لو حصل والتقينا.. فأنا طالما تمنّيت أن ألتقي بها وأن تكون لي ولو محطة إعلامية صغيرة معها، ولكن القدر كان أقوى من ذلك ولم يحقق لي هذا الحلم. كنت أسمع الكثير عن وفائها وإخلاصها وتفانيها في العمل والحياة، وكنت أقدّر فيها كثيراً ذلك، وكنت أرى فيها كما غيري ربما مثالاً للفنان المثالي من مختلف الوجوه.
منذ 16 عاماً والجرح ما زال مفتوحاً وينزف في كل سنة. فكل محبيها لم ينسوها ولم يستطيعوا ذلك بالرغم من إنشغالات الحياة التي تلهي الإنسان عن كل شيء.. وفي هذه السنة قرّرت أن أضيء الشمعة عبر هذه الكلمات، والمحطّات الصغيرة في حياتها الفنيّة والإنسانية من خلال هذا المقال، علّني أفيها بعضاً من حقها الفني والإنساني. ففريال كريم كانت مثالاً للوفاء والاحترام والعطاء الفنّي المبدع حتى استحقّت عن جدارة قبل غيابها لقب فنانة الشعب الأولى وبعد غيابها لقب شهيدة الفن.
ليل 3-4 تموز 1988 كانت ولادتها الثالثة. ولادة فنّانة فارسة سقطت عن صهوة جوادها في ساحة معركة الفن وهي في عز عطائها الفنّي والإنساني. وطلع ضوء النهار على ظلام الموت الذي رفع تلك الروح الخالدة إلى أعالي سماوات الخلود من بين محبّيها...
ربّما كانت تعرف أنّ حياتها ستكون قصيرة فملأت الأرض فرحاً وألهبت المسارح تصفيقاً.. وفي 6 تموز، لم تعرف أجراس كنائس مار الياس بطينا إذا كانت ستقرع حزناً على غيابها أو فرحاً باستقبال العروس الآتية بفستانها الأبيض النقي مكلّلة بوشاح الغار كالثلج الذي يكلل هامات جبال لبنان.
كان سقوطها الأرضي مريعاً فهو حوّل الابتسامة والضحك الذي أعطته طوال حياتها إلى دموع غزيرة انهمرت وذهول كبير لفّ لبنان من أقصاه إلى أقصاه.. وكان اللبنانيون كلهم يومها يتبادلون العزاء لأنّ كل واحد منهم شعر أنّه فقد أختاً أو صديقة لن تكون بينهما بعد الآن.
يا حرام، كلمة نسمعها دائماً في مناسبة حزينة لأي فنان لبناني. ولكن ليس هذا مصيره، لأنّه أرفع وأسمى من كل شيء. فقد أضاء دروب الآخرين بأعماله وعيب علينا أن يكون جزاءه كلمة يا حرام. الكلام يطول شرحه ولن نكون في وارد محاسبة أحد ولكن كل الشكر للمؤسسات الخاصة التي أعطت فريال كريم حقّها من التكريم حتى بعد وفاتها.
والمدهش في كل الأمر أنّه وبالرغم من مرور كل هذه السنوات على غيابها، لا تزال شمعة فريال كريم مضيئة في قلوب وعقول كل مَن أحبها واحترمها وضحك معها. ومع هذه الشمعة المضيئة، فلنتذكّر معاً أهم مرحل حياتها الفنيّة والإنسانية علّك ترى معنا عزيزي القارئ أنّ الفنان الأصيل والملتزم لن يموت حتى ولو أصبح سجين مقبرة مظلمة.
هكذا يولد الفنّانون العظماء وهكذا يرحلون، بشموخ وعزّة وقوفاً حتى ولو سقطت آخر ورقة من حياتهم. القلب تعب ولم يعد يستطيع تحمّل المجهود الفني والإنساني الذي تحمّلته. فسكت وذهب وبقيت هي ولا تزال سيدة الفرح الأولى والأخيرة والملكة المتربّعة على عرش الكوميديا في لبنان. وكما الكبار، لا يزال مكانها فارغاً لن يملؤه أحد مهما طال الزمان.
وبعد، سكت القلم، وعجزت الكلمات عن المتابعة. فلو استطعنا لكتبنا وملأنا صفحات وصفحات من كلمات لا تفيها حقّها. ولكن القلم يعجز عن التعبير عمّا يعتمر في القلب من غصّة وحرقة لمغادرته دنيانا الحزينة والتي نحتاج كثيراً وفي كل يوم فيها إلى ضحكة فريال كريم.
وفي لفتة وفاء وتكريم، نزفّ إلى كل محبي فريال كريم خبر صدور كتاب جديد يتناول حياتها وفنّها وأشياء أخرى لم يعرفها عنها الجمهور في أبرز المحطّات الإنسانية والفنيّة مع الذين شاركتهم الفرح والعطاء من الممثلين والمطربين، وبعض من جمهورها الذي أحبها ولا يزال على وفائه لها.
فيا سيدة الضحك الأولى والأخيرة في لبنان والعالم العربي، أنت تستحقين كل تقدير وكل احترام. وهذا التقدير والاحترام ليس شيئاً بعد رحيلكِ، فلبنان الذي أحببته ما زلنا ننتظر منه أن يوفيكِ حقك من التكريم بإصدار جائزة سنوية تحمل اسمك عن أفضل عمل كوميدي. فهل يطول انتظارنا؟
صلي لنا من عليائك علّنا نجد الفرح والسلام الداخلي الذي كنتِ تعكسينه لنا في حياتكِ. ولا تخافي على مَن أعطيتها فرح الرسالة فهي أمينة على العهد وتعمل وتحفظ كل ما تعلمته منكِ.
سوزان عبده معماري


16
المنبر الحر / ذكريـــات
« في: 22:24 27/03/2011  »
ذكريـــات

صوَر تلاحقت أمام عيني، تدعوني للغوص في أعماقها
فيلم من واقع الأحلام، مرّ أمامي وأنا أتفرج..
صوَر أصحاب وأحباب غابوا عني..
غابوا في سفر زمني، في سفر أبدي..
صوَر أصحاب، أحباب وأصدقاء مرّوا على أيامي وتركوا أكبر الأثر..
تركوا أثراً عظيماً لا يمحى مهما مرّت الأيام والسنين..

كانت هذه الصوَر المتلاحقة عزائي في أحزاني..
كانت تسليتي في وحدتي القاتلة..
عشت معها للحظات.. سعدت بأجزائها السعيدة..
كأني أرجع طفلة صغيرة تركض وراء أحلامها كي لا تهرب منها..

اصدقائي.. أصحابي، كل مَن أحببتهم رجعوا إلي..
كأنهم لم يذهبوا.. كأنهم لم يتركوني..
لم يتركوني وحيدة أتخبط في ألف سؤال وسؤال..
وألف فكرة وفكرة..

كم كنت سعيدة برؤيتهم من جديد..
ومسحت دمعة تساقطت على وجنتي..
دمعة فرح من خلال أحداث سعيدة باتت تسليني..
ولكن الدموع تناثرت بكثرة كالمطر الذي يروي عطش الأرض..
على صوَر أصحاب وأحباب وأصدقاء غادروني ولن أراهم إلا في الأحلام..
لن أكلمهم بعد اليوم..
لن يستمعوا الي..
لن نتكلم عن أحلام الماضي وآمال المستقبل..

كم من صوَر جميلة مرّت..
وكم من صوَر حزينة تلاحقت..
أسموها في لغة الأيام ذكريات..

ماذا أقول في هذه الذكريات؟..
ماذا أرى أمام عينيّ..
الفيلم الصامت يمرّ ولا بد أن تكون له نهاية..
ذئاب بشرية، وأخرى غير بشريّة
سرقت مني أصدقائي وأحبابي..
ذهبوا في غمرة الأيام إلى ديار الخلود..
حيث الحق والصفاء والراحة..
وها هم يتركونني وحيدة، تائهة في بحر الظنون..

ولكن، يا ترى، هل أنا فعلاً وحيدة من دونهم؟
لا أعتقد.. فصوَرهم في قلبي وفكري وروحي
قبل أن تكون جامدة في المجلدات..
صوتهم يناديني لأركض معهم من البعيد..
أحلامنا لا تزال في طور التحقيق..
وفاءً لكل شيء جميل بيننا..

مرّت الصوَر والفيلم أمام عيني..
كطيف طير صغير يرتجف في مهب الريح..
لجأ إلي ليضع كل أحلامه عندي..

صوَر جميلة، لكنها قصيرة.. سبحت في بحرها
سعدت لفرحها وحزنت وبكيت لحزنها..
فأنا كنت ولا أزال وسأظل بحاجة إليها..

أرجوك يا زمن.. أيها العمر السابح في بحر الأيام..
توقف عن الدوران.. توقف ولو لفترة..
إكراماً لكل هذه الأشياء الجميلة، المفرحة والحزينة..
توقّف لنسبح معاً ولو لفترة قصيرة..
في بحر الذكريات..
سوزان عبده معماري
صحافية      
15/3/2011



17
سؤال غريب وجواب اغرب

في احد ايام الشتاء كنا نجتمع مع بعض الاصدقاء،
نتابع البرامج والافكار التي تعرض على شاشات التلفزيون لمناسبة عيد العشاق.
فجأة وبدون مقدمات سألني احدهم سؤالا
لم يخطر في بالي ان اجيب عليه،
سؤال حائر بكل التلهف والشوق لمعرفة الجواب الشافي.
سألوني: ما هو الحب؟
للوهلة الاولى كان السؤال بمثابة صدمة،
لم اكن اتوقع في يوم من الايام ان اقف موقف المجيب على سؤال
فيه كل معاني الماضي والحاضر والمستقبل.
بماذا اجيب؟ لا احب الاجابات الكلاسيكية
انا التي يقولون عني اني هجومية الطباع والمواقف..
احترت في امري، وبعجلة وإلحاح من السائل أجبته بكلمة
لا اعرف كيف خرجت من فمي ولم اكن اتوقع ان تصدر مني:
"الحب يساوي العالم"
وبالرغم من دهشة الحاضرين قلت لهم:
اعرفوا المزيد وانتظروا الجواب بكلمة مفصلة في عيد الحب
مكتوبة بحبر احلامي وممهورة بختم آمالي.
الله هو الحب...
فهو الذي احب شعبه وبشريته وفدى نفسه
عنهم جميعاً بقدر ما أحبهم.
الحب والعالم صنوان لا يختلفان.
العالم واسع الارجاء والمدى،
والحب واسع التفسيرات والصدى...
عندما يطرق الباب لا تعرف من اين أتى
ولا إلى أين يأخذك معه..
تسير وراءه كطير يتخبط في آماله،
يحلق في السماء ليصل الى بر الامان..
الحب هو الحرية، انه الطير الذي كسر قضبان قفصه
بجناحيه ليحلق في فضاء الحلم والحقيقة..
الحب هو الامل... الأمل بغد يحمل السلام الآتي
عبر الساعات والأيام والليالي الطوال...
عندما يسهر الانسان مع آماله في بعض الاحيان
يغسل بدموعه اوساخ ضميره..
فيأتي الحب ليحلق به في عالم غريب...
لا يدركه الا في واقعه الخاص فقط..
لأن الذي يحب يبني صرحا كبيرا يعيش فيه في عالمه الخاص.
الحب هو التضحية..
يعني ان يفني الانسان نفسه في سبيل مَن يحب...
وما اجمل ان نعطي الحب للذي لا يملك ولا يعرف الحب...
تفسيرات كثيرة أطلقوها على الحب...
ولكنه بقي كالحلم لا يُدرك ولا يفسّر في الواقع..
الحب لا يعترف بالوداع.. لأنه هو اللقاء..
ما اجمل الحب عندما يجعلك تسير بهديه..
ليحقق معك السعادة المنشودة..
ما اعظم الحب عندما يطرق بابك..
يدعوك الى طريق الحق والخير والسلام...
ما اروع الحب عندما يحملك الى آفاق واسعة
من الدموع والابتسام..
عندما نحب نرى كل شيء اصبح جميلا..
نوزع السعادة على كل مَن حولنا لأنها تنبع من داخلنا..
نريد ان تكون ايامنا موسيقى نعزفها على انغام الاحلام..
بالحب نسمو الى الله...
بالحب نرتقي الى السماء...
بالحب نحقق السلام..
يا كل احلامي، يا دنياي الجميلة،
تعالوا نؤيد مَن قال ان الحب يصنع المعجزات..
تعالوا معي الى حيث الجمال..
جمال الروح لا جمال الجسد..
الروح باقية والجسد الى زوال..
وأنت، ايها السائل، هل وصلتك الرسالة؟
احملها معك رسالة سلام وادعُ لي بطول الحب.
سوزان عبده معماري
صحافية      
14/2/2011


18
العراق ومصر توحدا بالدم المسيحي الشهيد
"ستكونون مضطهدين من أجل اسمي" - "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون"...
(من كلمات الرب يسوع)
بهذه الكلمات كلّمنا الرب يسوع، ترى هل كان يريد أن يقول لنا ماذا سيكون مصيرنا فقط لأننا نتبع تعاليمه ونحمل اسمه؟
منذ فجر التاريخ تدفع المسيحية ثمن انتمائها، من دمائها، فقط لتشهد لإيمانها ولتقول للعالم كله أن مَن بذل دمه على الصليب من أجل فداء العالم، لا تهون عليها دماءها اقتداء به.
منذ فترة قريبة فجّرت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في العراق، وذهب ضحيتها أكثر من 57 مؤمناً كانوا في داخلها، منهم كاهنين شابين، سقطوا فقط لأنهم يشهدون للحق ولإيمانهم. وبعد شهرين بالضبط، فجّرت كنيسة الأقباط في الإسكندرية، وذهب ضحيتها أكثر من 25 مؤمن مسيحي بالإضافة إلى عدد لا بأس به من الجرحى.
ولكن هناك سؤال يطرح نفسه، لماذا كل هذا الحقد الأعمى تجاه شعب مؤمن كل ذنبه أنه مسيحي؟ لماذا هذا التكفير بحق شعب يقول دائماً كلمة الحق؟ لماذا يجب على المسيحيين وحدهم أن يدفعوا ثمن حروب الآخرين على أرضهم من دمائهم ومن أجسادهم الطاهرة؟
كيف على شعب متجذر في أرضه منذ آلاف السنين أن يطلبوا منه بكل وسائل الإرهاب والعنف أن ينسلخ عنها؟ المسيحيون المشرقيون هم أصل هذه الأرض، وكل الذين يطلبون منهم الرحيل هم الدخلاء عليها. لن تنتهي حضارة عمرها مئات آلاف السنين مهما كان العنف والاضطهاد كبيراً. سنبقى في هذه الأرض ونمارس معتقداتنا وحرياتنا مهما كلف الأمر ومهما دفعنا أثماناً غالية من دماء وشهداء وجرحى.
إلى كل الذين يمعنون فينا تنكيلاً واضطهاداً نقول: الحق لا يموت، نحن معتقدنا حق وإيماننا حق وكل ما تفعلونه لن يجديكم نفعاً. الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولكن ثقوا كلكم أننا لم نكن ولن نكون شياطين خرس مهما كلّف الأمر. سنبقى هنا، سنبقى في هذه الأرض. هل تعتقدون أنكم بتكفير شعب بكامله ستنالون مطلبكم؟ إذا نلتم من أجسادهم، لن تنالوا من كرامتهم ومن عنفوانهم ومن تجذرهم في أرض دفعوا كل هذه الأثمان للبقاء فيها. نقول لكم: لا خوف على الكنيسة، لأن هناك شعب يضحي بكل ما يؤتيه من قوة للدفاع عنها.
الشهادة من صلب إيماننا المسيحي، فالمسيح كان أول الشهداء ليعطينا الدافع لنسير مسيرته في الشهادة. فدماؤه الطاهرة تعلمنا كل يوم أنه مهما نبذل من دماء فإننا بذلك نقول للعالم كله: علينا أن نتبع مسيرته ونبذل الدماء في سبيل معتقدنا وحريتنا.
إلى متى يبقى الاستنكار فقط كلاماً، كلما حصلت فاجعة في أي بلد؟ إلى متى سيبقى الكلام على المنابر كلاماً من دون أفعال؟ أين الضمير العالمي تجاه كل ما يحصل في هذا الشرق؟ يتحدثون عن التعايش المشترك، أين هو هذا التعايش في ظل تكفير كل مَن لا ينتمي إلى دينهم ومعتقدهم؟ إلى متى سيبقى المسيحيون مهمشين في ظل أنظمة لا تعترف بحقوقهم. هل بهذا الأسلوب سيُمنع على المسيحيين الذهاب إلى كنائسهم وممارسة شعائرهم الدينية عبر تخويفهم وإرهابهم بمختلف الوسائل والأساليب؟
ديننا دين التسامح، والدين الإسلامي يتنصل من كل هؤلاء التكفيريين لأن دينهم يقول: كل المؤمنين أخوة. هل بقتل هؤلاء الأبرار والشهداء من المسيحيين يرتاح هذا الشرق من خلافاته؟ لا أعتقد. هل بقتل المسيحيين يثبت المسلمون أنهم يتبعون تعاليم دينهم؟ لا فالإسلام هو دين المسالمة والسلام. لا، لن يحصل هذا حتى ولو بقي مسيحي واحد فقط، فإنه سيقول كلمة الحق ويشهد للحق ويمارس حريته ومعتقده بحق.
وإلى كل شعبنا المشرقي في شرق هذا العالم وغربه، دماء الشهداء تستصرخكم: لا تتركوا أرضكم، اثبتوا فيها، أعطوا كل يوم قوافل من شهداء أبرار وأطهار كل ذنبهم أنهم مسيحيون، ولكن ابقوا. دفعنا دماءنا ثمناً لبقائكم فلا تتركوها تذهب هدراً. لا تدعونا نستشهد مرّتين. قاوموا بكل الأساليب، واشهدوا دائماً للحق والحقيقة فالمسيح أعطانا المثال ونحن على دربه سائرون. كونوا مؤمنين بأنه مهما طال الليل لا بد لفجر الأمل أن يشرق من جديد، فظلام الترهيب والتكفير لن يطول، لأن فجر الحقيقة سيأتي.
بكل محبة نقول لكل الأنظمة العربية التي تجاهر بأنها تحافظ على المسيحيين، نريد أفعالاً وليس فقط أقوالاً. نريد حماية حقيقية لكل المسيحيين في دولكم. كفانا ترهيباً، وتقتيلاً وتهجيراً. لن نترك هذا الشرق لأننا أصله، ولن يستطيع كل مَن يحاول نزعنا من أرضنا أن ينال من مطلبه. لأن حضارة عمرها آلاف السنين لن تنتهي، ولن نسكت بعد اليوم على الظلم. ولن نسامح مَن فتك بنا ومَن أسال دماءنا الذكية، وإن غدا لناظره قريب.
هذا هو إيماننا، هذا هو حقنا، العيش بكرامة وعنفوان وحرية. فإيماننا المسيحي سيفنا، والحق صولجاننا ومَن يملك السيف والصولجان لن ينكسر ولن يخاف مهما عصفت الرياح العاتية في وجهه من الآن وإلى أبد الآبدين.
تعازينا الحارة لكل ذوي الشهداء الأبرار، مع تمنياتنا القلبية للجرحى بالشفاء العاجل. والراحة الدائمة أعطِ يا رب كل الشهداء والموتى المؤمنين باسمك القدوس، وليضئ نورك الأزلي لهم، ولتكن دماؤهم الذكية نوراً يضيء عتمة الظلام الإرهابي. واعطنا القوة والدافع لكي نستمر في الدفاع عن معتقداتنا وإيماننا بكل الوسائل الإيمانية والسلمية. والمجد والخلود للشهداء الأبطال.

بيروت في 7/1/2011

سوزان معماري
صحافية في موقع طيباين
الصادر عن الرابطة السريانية


19
برعاية ومشاركة صاحب الغبطة مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الإنطاكي الكليّ الطوبى - نظّمت حركة مار شربل في رعية سيدة البشارة للسريان الكاثوليك بمناسبة ميلاد المخلص الربّ يسوع لــــقـــــــــــاء مــيــلادي لــلــمــســـــــــــــنـــيـــن وذلك صباح يوم الاحد الواقع في 26/12/2010 في قاعة النشاطات، مجمع مار افرام السرياني السكني – قرب المديرية العامة للامن الداخلي – السيار .
وقد تخلل اللقاء ترويقة وتوزيع هدايا للمسنين.
وقد بلغ عدد المشاركين من المسنين ما يقارب الماية بين رجل وإمرأة،
وللمناسبة القى صاحب الغبطة كلمة ترحيبية بالحضور أكّد فيها على روح المحبة والسلام، وشدد على ضرورة مواجهة الصعاب ومشقات الحياة بفرح وسلام ومحبة الطفل يسوع طالباً من الله تعالى أن يقدم للشبيبة محبة المسيح والتعلق بالارض والوطن لمواجهة كل الصعاب والاستمرار بالخدمة والعطاء.
وقد القى رئيس حركة مار شربل المحامي إيلي شربشي كلمة ترحيب بصاحب الغبطة والحضور من أبناء الرعية، شاكراً غبطته على هذه المبادرة الحنونة تجاه أبناء الرعية، مؤكداً أن غبطته منذ ان إعتلى السدة البطركية كان الراعي الأمين والأب الحنون على رعيته، ومؤكداً ان حركة مار شربل ستبقى في خدمة الكنيسة كل حين ملتزمة بشعارها المستوحى من سيرة القديس شربل " صلاة وعمل".


20
مزار حمل الله شهادة حياة بأكملها على وجود الرب في حياتنا
الأب أنطونيو فغالي: تعالوا اختبروا ماذا يريد يسوع منكم



الأب انطونيو فغالي راهب ماروني مريمي ولد في بيروت من أب وأم فاضلين علّماه بإيمانهما وعملهما طريق الرب، والإيمان بأنه بالرغم من كل الصعوبات فلا ملجأ للإنسان سوى الصلاة للرب لخلاص النفوس. لبّى نداء الرب في 11 نيسان 1993 حيث دخل الدير، ودرس الفلسفة بالكسليك واللاهوت في روما، وفي العام 2001 سيم كاهناً مع ثلاثة من اخوته الكهنة في 11 آب 2001 بوضع يد سيادة المطران بشارة الراعي. عيّن كاهناً في أميركا في ولاية ميشيغان لأربع سنوات عاد بعدها إلى وطنه الأم في أيلول 2005 ليخدم رعية سيدة التلة في دير القمر.
في كلماته صدى إيمان عميق، يأخذك معه فيها إلى عالم كل إنسان بحاجة إليه. طموح، مناضل في سبيل إيصال كلمة الله إلى كل إنسان يلتقيه. صراحته تفاجئك، لكنها في المقابل تعطيك حقيقة واضحة لا تستطيع إلا أن تقتنع بها. في دير القمر، حقق العديد من الإنجازات، منها مزار حمل الله الذي كان السبب الأساسي في إجراء هذه المقابلة معه. يملك موهبة الصوت الجميل وهو يمجد بها الرب من خلال مهرجانات دينية.
في حضرته تكون مع كاهن شاب في عمر الورود، أحلامه أكبر من عمره، وكلماته تنبع من قلب مفعم بمحبة الرب ومشتعل بالرسالة التي حملها، وهي نقل البشارة. التقيناه في مقره في دير القمر، أمام مزار حمل الله، ذلك المشروع – المعجزة كما يسميه كل أهالي دير القمر والجوار فكان اللقاء حول مواضيع كثيرة مهمة.
* هل كان لجو البيت تأثير على اختيارك الحياة الرهبانية؟

- جو البيت يساعد على الاختيار، ولكن هو اختبار مع يسوع المسيح، فالإنسان يختبر حضوره فيه، والرب يلمس قلب الإنسان، وعلى الإنسان هنا أن يفهم ماذا يريد الرب من حياته، ويبحث الإنسان في كل شيء لكي يلاقي أجوبة ويلاقي المكان المناسب حتى يكبر الإيمان فيه. بالنسبة لي رأيت أن الحياة الرهبانية هي المكان المناسب كي أستطيع أن أنمو في الإيمان وأخدم كنيستي. هذه هي الدعوة، حتى العلماني عندما يلمس الرب قلبه، عليه أن يفتش أين يستطيع أن يخدم المسيح والآخرين.
* أخبرنا عن المشروع – المعجزة في دير القمر - مزار حمل الله؟
- إنها قصة إيمان وشهادة للمسيح. إنها قصة إلهام بالدرجة الأولى. في عيد الميلاد 2006 شعرت برغبة ونار في قلبي أن ألاقي مكانا على الجبل الذي لم يكن يوجد عليه إلا صليب أبونا يعقوب الذي بناه سنة 1932 ولم تكن الناس تذهب إلى هناك كثيراً، ومعروف تاريخيا أن الجيوش الغريبة كانت تأتي وتحتل الجبل ويمنعون الناس من الصلاة نظراً لنقطته الإستراتيجية المهمة وعلوّه نحو 900 متر أو أكثر عن سطح البحر، وقد احتله العديد من الجيوش، وعندما ذهبت هذه الجيوش عادت الناس للصلاة في 13 أيلول، ليلة عيد الصليب، أما في خلال السنة، كانت الناس تصعد للهو والمرح، وبقيت الحالة هكذا لعيد الميلاد 2006، عندما أحسست ناراً في قلبي أن أصعد إلى هناك وألاقي مكاناً في الطبيعة، وآتي ببقرة وحمار وخواريف ونعمل سهرة ميلادية في الطبيعة. صعدت إلى أعلى الجبل ووقفت أمام كنيسة أبونا يعقوب والصليب، وأحببت أن أبني خيمة كبيرة، وأن يأتي الناس لتصلي فيها في عيد الميلاد. ولكن الأرض ليست لنا.. سألت أصحاب الأرض عن رغبتي بإقامة هذا المشروع، وقالوا لي: نفكر في الموضوع.. إذا سنجري أي مشروع هناك.. لم يعطوني جواباً نهائياً، وفهمت أن المشروع ليس وارداً لديهم. في 2 كانون الثاني 2007 ذهبت إلى البلدية وسألتهم ماذا تملك كنيسة سيدة التلة من أراضٍ هناك على الجبل.. وأتوا لي بكل الخرائط واكتشفت أن سيدة التلة التي اخدم فيها، تملك عقارين كبيرين على جبل الصليب. فتحمّست كثيراً وكانت ناراً مشتعلة في قلبي تدفعني إلى أن أتوغل في الاحراج لاكتشاف المكان، وتحدّيت خوفي من وجود ألغام مخفية، ووضحت الرؤية في رأسي أن اجري طريقا عليها مراحل، كمراحل درب الصليب تصل إلى المغارة؟ ولكن أين هذا الموقع؟ فذهبنا في 9 كانون الثاني لاكتشاف المكان وإذا بي اكتشف صخرا طبيعيا رائع المنظر مخفيا وراء الأشواك. فقلت في نفسي: هذا هو المكان. فاستقدمنا الحفارة (JCB) إزالة التلة مع الأشواك فأصبح عندنا ساحة كبيرة. فوصلت الأخبار إلى السلطات العليا بأن يتم توقيف المشروع. فقلت لهم أريد أن اعمل مغارة اجمع فيها الناس ليلة عيد الميلاد، فقيل لي أن أوقف المشروع لأنه يكلف أكثر من 50 إلف دولار ولا نستطيع احتمال مشاريع كهذه. ممنوع اخذ ليرة من الدير أو من مصروفك الشخصي، ممنوع الشغل بالدين وممنوع الدعايات. فأجبته لن استعمل مال الدير، ولن اشتغل بالدين ولن اعمل دعايات. كل ما ترسله العذراء إلى هذا المكان أضعه هنا، وإذا لم ترسل شيئاً لن اعمل شيئاً. فطلبت منه إعطائي البركة، وقال لي: حسناً اعمل بصمت. دخلت مزار سيدة التلة العجائبية ركعت أمام صورة العذراء وصليت: لا اقدر على هذا المشروع، ولا اعرف كيف ابدأ، إذا كنتِ تريدينه فاهتمي أنت به. وبعد أن أقمت الذبيحة الإلهية رأيت رقماً لصديق قديم من الشمال، فاتصلت به وأخبرته عن مشروعي – الحلم قال لي أرسل لك البحص مجاناً، وعندي بوبكات وأستطيع إرسالها لك إلى دير القمر مجاناً. فطرت فرحاً وعلمت أن العذراء مريم تقف إلى جانب هذا المشروع.
أتى صديقي ومعه شخص غير مسيحي للعمل في المشروع وخلال 7 أيام انقلبت حياته كلياً لمس الرب فيها قلبه من خلال ثلاثة أمور: من خلال الكتاب المقدس، من خلال الاعتراف بعدما اعترف بخطاياه، ومن خلال القربان والشهادة للرب وقد قال لي بالحرف الواحد بعد أن سألته مَن هو يسوع المسيح؟ كنت أعتبره نبياً أما اليوم فإني اعتبره رب العالمين. هذه الأمور حدثت هنا، وقد فهمت بعد كل هذه العلامات أن الرب يريد شيئاً من خلال هذا المكان. لم تشأ العذراء أن اطلب المال من احد بل كانت تريدني فقط أن أصلي وأن أتحدث عن عجائب الرب وأعماله العظيمة، والباقي على الله الذي كان يحرك القلوب ويدفع الناس للمساعدة. وكانت المساعدات تأتيني من أماكن عديدة وأشخاص لم أتوقع منهم ذلك. وكانت العذراء قد أرسلت المذبح والتمثال والحجارة وصلت من أوروبا في حقائب المسافرين. فلم آخذ ليرة من جيبي أو من الدير، لم اشتغل بالدين ولم اعمل دعايات. فقط العذراء أرادت ذلك وقد ساعدتنا على تنفيذ هذا المشروع. وفي 27 حزيران 2007 أقرت الرهبانية هذا المشروع وأطلقت عليه اسم "مزار حمل الله".
وفي 5 تموز انتهى بناء الكابيلا، وفي 18 آب 2007 وصلني الإذن الخطي ببناء المزار من مطرانية صيدا للموارنة. وفي 12 أيلول 2007 تم تكريس كابيلا حمل الله على يد سيادة المطران الياس نصار، وكان الحضور يزيد على 500 شخص. وقد حاربنا الشيطان كثيراً لعدم وصول كلمة الله إلى المؤمنين من خلال شهاداتي للناس، فقد احترق جبل الصليب كله، وهدد المزار بالحريق بعد افتتاح المزار بـ20 يوما، أي في 2 تشرين الأول 2007 وكنت قد سافرت إلى أميركا وأخبرت جمعا من المؤمنين عن المزار والذي حصل فيه. وتفقد الناس مزار حمل الله فكانت المفاجأة التي جعلت الناس تبكي من شدة التأثر: شجرتا الكابيلا والشجرة التي تظلل هامة العذراء وشجرة الصليب الأزرق كلها بقيت خضراء، أما كل الأشجار الأخرى فتحولت إلى رماد، كذلك أكياس الشموع التي تزنر المكان بقيت سالمة. وهكذا حمت العذراء المكان ومنعت يد الشر أن تمتد إليه.
الذي تعلمته من هذا الموضوع أن نطلب من الله وقديسيه بثقة وبإلحاح لنحصل على الذي نريده، وإذا لم يعطنا الرب الذي نريده، بالتأكيد فإن الذي نطلبه ليس صالحا لخلاصنا ولمشروع الله فينا. يجب على كل إنسان مسيحي أن يخبر الناس ماذا يعمل يسوع في حياته أو في حياة الآخرين، وأن لا يخاف، لكي يقوى إيمان الناس. لا يريدنا الشيطان أن نتكلم، يريد أن نسكت وهو يستعمل ضدنا سلاح الخوف والإرهاب كي لا نتكلم عن عمل يسوع في حياتنا، كي لا يقوى الإيمان وكي يكون هو المسيطر.


قصة المغارة: أقمنا حملة تشجير لجبل الصليب في تشرين الثاني 2007. فجمعنا 2100 شجرة زرعناها على جبل الصليب. وبينما كنا نحفر لتمرير شلال مياه من الجبل إلى ساحة المزار عن يمين الكابيلا، زال التراب وتراءى لنا صخراً بطول 20 متر كان مخبأ في التراب، فتوسعت الساحة. فحفر مترين ونصف في باطن الأرض وتصاعد الدخان، فوجدنا أن هناك بلاطة صخرية ضخمة بحجم غرفة أو غرفتين. ففهمت أن المغارة التي احلم فيها موجودة على يمين الكابيلا. فخفت وطلبت من العذراء أن تساعدني لإيجاد الجسور وثمنها، فلم يبقَ إلا 40 يوما لعيد الميلاد، ماذا علي أن اعمل وأنا ممنوع علي اخذ ليرة من جيبي أو من الدير، أو العمل بالدين، وكذلك ممنوع الدعايات. وفي 19 تشرين الأول وبينما كنت ازور عائلة في دير القمر خرجت لأجد دولاب سيارتي في الأرض، وأنا ما زال تفكيري منحصرا في تأمين ثمن جسور الحديد للبناء، اتصلت بصديق لي ليأتي لمساعدتي، وأنا انتظره رأيت نفسي واقفا على جسر حديد طويل، وقربه 3 جسور حديد. اعتراني الخوف، وأسرعت اسأل العائلة عن قصة هذه الجسور. فأخبروني أنهم ليسوا بحاجة إليها وهم يقدموها للعذراء. وصلت الجسور إلى المزار، وفي 8 كانون الأول 2007 وصلت جسور أخرى من عائلة أخرى، وأرسلت العذراء الدعم المادي فصّب السقف في 21 كانون الأول 2007 وأصبحت المغارة جاهزة في عيد الميلاد. استقدمنا بقرة وحمار وخروفين حقيقيين ووضعنا القربان المقدس في مزود وكانت أجمل سهرة صلاة ميلادية في مزار حمل الله، في 27 و28 كانون الأول 2007 كان الحضور يزيد عن 300 شخص.
هذه هي قصة مزار حمل الله. ولغاية اليوم يأتي عدد كبير من المؤمنين ليزوروا المزار في مختلف أيام السنة ويسبّحوا العذراء ويمجدوا الله. يسوع يلمس قلوب كل الناس ويتلقى الإنسان علامات من الرب بمختلف الطرق والوسائل ويجب على الإنسان أن ينمي هذا الشعور بالصلاة والعمل على إفادة الآخرين. انه زمن الشهادة ليسوع، لأن مجتمعنا تهرهر بسبب الأنانية والبعد عن الله والتهينا بأمور كثيرة ونسينا يسوع المسيح والبشارة التي هي رسالتنا الحقيقية.


* لماذا اخترتم للمزار اسم حمل الله؟
- المراحل التي تشبه مراحل درب الصليب والتي تنتهي في مزار حمل الله هي مراحل ملء الحياة. إنها مراحل تتكلم عن مسيرة الإنسان على الأرض، على الإنسان أن يمر بها لكي يصل إلى مرحلة ملء الحياة لتكتمل مشيئة الرب فينا، فيسوع أتى إلى العالم ليعطينا الحياة بوفرة. تتكلم 6 مراحل منها من العهد القديم، و6 منها من العهد الجديد، لتنتهي إلى المرحلة الثالثة عشرة وهي الوصل بين العهد القديم والعهد الجديد، إنها مسيرة حياتنا على الأرض والتي تنتهي في مزار حمل الله وهي رمز الوصول إلى الملكوت. يقول الكتاب المقدس: طوبى للمدعوين إلى وليمة عرس الحمل، وكأن الرؤية أننا مشينا في مراحل حياتنا على الأرض في المراحل الاثني عشر، لنصل إلى الحياة الأبدية وهي مزار حمل الله. المرحلة الأولى هي الآباء (خلقك)، الثانية العبودية (سمع صراخك)، الثالثة: العليقة (دعاك)، الرابعة بحر القصب (أخرجك)، الخامسة صحراء شور (طهّرك)، السادسة جبل سيناء (أعطاك وصاياه)، السابعة الارتداد (غفر لك)، الثامنة اكفر بنفسك (علّمك الكفر بالذات)، التاسعة احمل صليبك (علّمك حمل الصليب)، العاشرة اتبعني (علّمك اتباعه)، الحادية عشرة: القيامة (مسحك)، الثانية عشرة: الرسالة (أرسلك)، والمرحلة الأخيرة الثالثة عشرة: الأبوة (جعلك أباً لكثيرين). ولكن الكثير من الناس يأتون إلى هذه الحياة، يعيشونها على طريقتهم الخاصة، ويرحلون منها دون أن يفهموا أن الرب يريدنا أن نعيشها بملئها بالإيمان طبعاً.
* هل هناك من مواقع إلكترونية تخبر عن قصة مزار حمل الله ليطلع عليها الآخرون غير الـDVD؟
- نعم، يستطيع الناس أن يطلعوا على قصة المزار وعلى كل الأمور الأخرى التي حدثت فيه، وعلى أمور كثيرة على الموقع الالكتروني www.mountofthecross.org.
كما أننا ننظم برنامجا روحيا على جبل الصليب لكل الرعايا والأشخاص الذين يحبون تنظيم رحلة حج إلى جبل الصليب في دير القمر تتلخص بـ:
1 – مسيرة درب ملء الحياة على طريق المراحل التي تبدأ قرب البرج الذي يعلوه تمثال قلب يسوع (اللقاء مع يسوع من خلال الكتاب المقدس).
2 – زيارة مزار حمل الله واعترافات في المغارة (اللقاء مع يسوع من خلال سر المصالحة).
3 – زيارة كنيسة أبونا يعقوب والقداس الإلهي (اللقاء مع يسوع من خلال سر القربان).
4 – زيارة الصليب الذي بناه أبونا يعقوب سنة 1932.



* أصدرت كتباً عدة ما هي وما كان آخرها؟ وهل من مشاريع أخرى قمتم بها في دير القمر؟
- هناك كتاب أصدرته اسمه العشاء الماروني، تحكي القصة عن الكنيسة المارونية منذ بدء نشوئها في أنطاكية لغاية اليوم. تُحكى على المائدة مع رموز توضع على المائدة. كيف كان شعب الله يقيمون الفصح، واليهود يقيمون الفصح لغاية اليوم، كيف عمل يسوع العشاء الفصحي واستعمل الرموز نفسها وأعطاها معنى آخر، وأعطانا جسده ودمه. كان الهدف من هذا الكتاب هو أن نخبر قصتنا، يسوع في عشاء الفصح أخبر قصة شعب الله كيف خرج من مصر من العبودية إلى الحرية، ومن هذا الفصح أتى القداس. الفكرة هي أنه بدل أن نخبر قصة شعب الله في العهد القديم، نخبر قصة كنيستنا المارونية مع كل المعاناة التي عانتها منذ 1600 سنة لغاية اليوم. وهناك رموز: الماء المالحة، الأعشاب المرّة، الفاكهة، الخبز، الخمر، كل هذه الرموز كانت موجودة في أيام يسوع في عشاء الفصح استعملتها، ولكن لها معانٍ أخرى تخبرنا عن كنيستنا.
وآخر كتاب أصدرته كان كتاب جبل الصليب، وهو كتاب يتكلم عن جبل الصليب في دير القمر. وأحضّر كتاب Comic Book كتاب Bandes Déssinées، أخبار حقيقية عن أشخاص التقوا بيسوع عندما كنت في أميركا. وقد عمّدت 50 شخصاً هناك، كيف التقوا بيسوع، وقد أخبرت هذه القصص الشهادات بطريقة سهلة يفهمها الجميع.
أما بالنسبة للقسم الثاني من السؤال، هناك مشروع اتبعنا فيه المراحل الثلاثة لبناء مزار حمل الله عدم اخذ ليرة من الدير، عدم الشغل بالدين، وعدم اللجوء للدعايات. وهو كنيسة أبونا يعقوب التي تدخل فيها مباشرةً لتكون أول كنيسة على اسمه بعد تطويبه. بدأت الفكرة في 6 شباط 2008 لترميم المكان الذي بناه أبونا يعقوب وجعله مكاناً للمؤن وكان الأب القديس يقيم فيه الذبيحة الإلهية في حال هطول المطر إلا أن هذا المكان لم يكرّس كنيسة أبداً. وقررنا السعي لتحقيق هذا الهدف. أخذنا موافقة الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب. وتدخل أبونا يعقوب بعد أن صرخت إليه: "شو قصتك؟ بدّك تساعدنا ولاّ لا؟ بدّك ياها أول كنيسة لإلك ولاّ لا؟... وتدخّل أبونا يعقوب وكان المشروع بمساهمة الخيّرين بناء الكنيسة على اسمه. وتم تكريس المبنى أول كنيسة في العالم على اسم الطوباوي أبونا يعقوب في 24 حزيران 2008 على يد سيادة المطران الياس نصار. ومنذ ذلك الوقت والجموع تتقاطر إلى هذا المكان المقدس، إلى جبل الصليب.
* كيف تتعاطى مع الشباب في رعيتك والرعايا المجاورة روحيا واجتماعيا وأنت شاب مثلهم؟ وهل تجد لديهم القدرة لتفهم إرشاداتك؟
- أحسس الجميع بقربي منهم، وبإيصال رسالة المسيح إليهم جميعاً بطريقة مبسطة وسهلة وبتنشيط الأعمال الراعوية كالشبيبة، والكشاف، والفرسان والطلائع. وأكون دائماً معهم في كل هذه المراحل، وأحب كثيراً هذا العمل الرسولي الذي أقوم به من خلال الشباب.
الاختبار في أميركا يختلف عن الاختبار في الشرق، في أميركا هناك اختبار فردي، كثير من الناس يأتون فردياً ويسترشدون روحياً، في لبنان قليل هذا الموضوع على المستوى الفردي، ولكن هناك على مستوى العائلات، أزور عائلات وأطلع على مشاكلهم وأحاول مساعدتهم على قدر استطاعتي، وهذا واجبي.
* في زمن الماديات الذي نعيشه، إلى أي مدى لاحظت في الخارج تعلق الآخرين بالروحانيات؟
- في الخارج، وبالرغم من كل الأمور المادية التي ينغمسون بها في حياتهم اليومية، إلا أن الإيمان هناك قوي جداً ويتعلقون به، خاصة الشرقيين، وهناك الكثير من الأشخاص العلمانيين الذين يتخذون رسالة التبشير بالمسيح بين الناس، وهم يعيشون الإيمان بكليته، وكم تكون فرحتي كبيرة عندما أرى شباباً كثيرين متحمسين للبشارة بين الناس، هذا بالإضافة إلى الإرشادات من الكهنة. ولكن الاختلاف أن الشرقيين عاطفيين ولكن الغربيين عقلانيين أكثر، يصلون باقتناع أقوى بالإضافة إلى الإيمان.



* إلى أي مدى تخدم المواقع الإلكترونية البشارة؟
- هناك موقع إلكتروني جديد اسمه www.maronite-heritage.com يحكي عن تاريخ الكنيسة السريانية المارونية منذ البدء لغاية اليوم. وهذا النوع من المواقع لإضافة إلى غيرها من المواقع الإعلامية كموقعكم، تخدم البشارة كثيراً من خلال المشاهدة والسماع. والإنسان إذا بحث عن الشر يلاقيه، وإذا بحث عن الخير يلاقيه أيضاً فلماذا نبحث عن الشر؟.
* في 11 آب 2001 ارتسمت كاهنا، وفي 19 آب 2001 أقمت قداسك الأول في البترون مسقط رأس أجدادك، تكلمت فيه عن اختبارك في ملاقاة المسيح، واتباعه، بين القداس الأول وآخر قداس أقمته، ماذا تغيّر في أبونا أنطونيو روحيا، بعد 8 سنوات من الخدمة في حقل الرب؟
- نحن في مسيرة مستمرة، وأعتبر هذه المرحلة هي مرحلة الرسالة بالنسبة لي، مررت بمراحل كثيرة منها صعبة، وأخرى جميلة، ولكني وصلت إلى مرحلة مسحني فيها الرب في 2001 بنعمة الكهنوت، ومنذ ذلك التاريخ لغاية اليوم، اعتبر نفسي مدعواً للرسالة للتبشير بيسوع من موقعي. كل إنسان يمرّ بتجارب منها ضعف، وحدة، قلق، ولكن الرب يعزينا بثماره، عندما يرى أشخاص تتحول حياتهم من خلال شهادات حياة أقولها أو من خلال وعظات أقولها هذا شيء يعزي الكاهن ويفرح بثمار المسيح.
* كيف نستطيع عيش الإنجيل في حياتنا اليومية؟
- بالصلاة والتأمل بالرغم من عجقة العالم، وضجيجه، يجب إيجاد وقت للصلاة والهدوء والتأمل، عندها أبدأ بسماع صوت الله في حياتي، نلتقي فيه بالكتاب المقدس، بالاعتراف بالخطايا مهما كانت صعبة، ومن خلال القربان أي تناول جسد الرب ودمه.
* ما هي أهم 3 مراحل في حياتك قبل الكهنوت وبعده؟
- الدعوة هي أجمل مرحلة بحياتي، هذا الشعور بالنار مشتعلة في قلبي لاختيار طريق الرب بكل المشاعر والقوة مدفوعة باتجاه المسيح، وأعتبرها أجمل مرحلة في حياتي. لكل المراحل التي مررت طعمها الخاص، بعدها تأتي المرحلة التي يطهرنا فيها الرب من اليبوسة عندما كنت فيها خائفاً وقلقاً إذا كنت اخترت الطريق الصحيح أم لا، واليوم عندما أتطلع بها أراها من أجمل المراحل التي مررت بها. وهناك أيضاً المرحلة التي أحسست فيها بغفران الله لي وخاصة عندما أرى نفسي محبوباً من الجميع، هذا الإحساس جميل جداً وهو أنني عرفت مَن أنا وما هي طريقي، ولم أعد ضائعاً بهويتي، ومكاني، أصبحت على أقدام الرب يسوع وهو يسير بي، وهي ضمانة للإنسان أن يبقى على الأرض مهما حقق من نجاحات وانتصارات. التواضع نعمة جميلة جداً يجب على كل إنسان أن يتحلى بها. قبل الكهنوت كنت أفكّر أن أعمل أي شيء كالتصوير والإخراج وغيرها، ولكن عندما مسحني كاهناً على مذبح الرب وأهّلني لذلك عن غير استحقاق تغيّرت حياتي كليا وأصبحت أستخدم كل ما أملك من هوايات لتمجيد الله في أعمالي وخدمة الجميع بطريقة إنسانية وروحية.



* ماذا علّمتك الحياة؟
- مررت بمراحل صعبة كثيراً في حياتي، وبمراحل أخرى جميلة ولكن في النهاية الحياة تتطلب الثبات. علمتني الحياة الاتكال على الله لو مهما حصل، أية رغبة مقدسة في داخل الإنسان كوني أكيدة أنه على الله أن يحققها شرط أن تسعي لهذا الموضوع. لا شيء مستحيل، الله حاضر في كل شيء. الاتكال على عناية الله وليس على قوتي وذاتي. وليس كل شيء ظاهر هو الحقيقي، هناك الكثير من الأوهام حولنا والناس تتكبش فيها، تخدعنا في بعض الأوقات ونظن أنها هي الحقيقة، ولكن الحقيقة الوحيدة التي تبقى هي يسوع المسيح.
* ما الفرق بين جان بيار فغالي (اسمك الحقيقي)، وأبونا أنطونيو فغالي (اسمك في الكهنوت)؟
- الفرق هو بالرسالة الموكولة لي ولكن أنا أنا بضعفي ووهني، وحتى أيضاً في الأشياء الإيجابية. أكيد يتغير الإنسان في مراحل كثيرة ولكن الثابت فيّ هو الإيمان والسير بطريق الرب. الذي تغيّر فيّ هو هذه النعمة التي أعطيت لي عن غير استحقاق وهي نعمة الكهنوت. وهي وزنة أعطيت لي علي أحملها وأستخدمها بكل ما أوتي لي من قوة من أجل خلاص الناس. وهذه هي النعمة الكبيرة التي أعطيت وعندما أفكّر بها تجعلني انسحق أمام عظمة الله القدير القادر على كل شيء. وأقول للرب دائماً أن يستعملني لكي أستطيع إكمال الطريق ونشر رسالته في كل أصقاع الدنيا.
* إذا عرض عليك كتابة مسلسل أو تيليفيلم ديني، هل أنت مستعد لذلك؟ وما هو الموضوع الذي تتكلم فيه؟
- أحب كثيراً في هذا الموضوع، أحب أن أوصل اختباري للجميع بالصوت والصورة كي تصل البشارة وكي يشعر الإنسان بهذا الاختبار. أما الموضوع فهو شهادة أشخاص تحوّلت حياتهم وكيفية اختبارهم الله.
* سلّمناك صفحة بيضاء في مجلة أو جريدة، ماذا تكتب؟
- نحن نعيش بعالم استهلاكي ومادي يفتش فيه كل إنسان عن راحته بمختلف الطرق، حتى أنه يترك شريكه لكي يبحث عن آخر، وهذا نراه في حياتنا اليومية، لم يعد هناك لدى الإنسان حس التضحية، وحمل الصليب، والكفر بالذات، وليس هناك التزام وقناعات بالحياة التي يعيشها الإنسان. أصبحت الأمور الروحية ثانوية بالنسبة للبعض، وبالرغم من كل ذلك، نرى أن هناك الكثير من الجماعات تعمل على تنمية الحياة الروحية في العائلات من خلال الإرشادات والزيارات التي يقومون بها، ولكن الصراع في هذه الحياة قوي كثيراً. يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني قلب الإنسان ساحة صراع بين الشهوة والحب. كل إنسان يعيش هذا الصراع من خلال التعرّض للتجارب اليومية التي يعيشها الإنسان. اذهبوا إلى العالم كله وأعلنوا البشارة، بشّروا بيسوع المسيح. فالمسيح قال: تعالوا إلي أيها المتعبون والثقيلو الأحمال وأنا أريحكم. هناك دعوة للجميع، تعالوا اختبروا ماذا يريد يسوع منكم كل على طريقته، لأنه هو الطريق والحق والحياة.
* ماذا تقول عبر موقعنا الإلكتروني؟
- يجب حمل الرسالة وإعلان البشارة إلى الجميع، وهذه رسالتكم الإعلامية أيضاً أن تحملوا الرسالة من خلال القلم للبشارة بيسوع المسيح، وأن يجعلوا من الآخرين يلتقون بيسوع المسيح من خلال القربان المقدس والتأمل في أي مكان مقدس يزورونه ويدعون الآخرين إلى زيارته. عليكم أن تتركوا الرب يعمل في كل واحد منكم كل على طريقته. يقول مار بولس: الإيمان يأتي من السماع. عليكم أن تنقلوا الإيمان إلى الناس من خلال قلمكم، لأن الإعلام وسيلة مهمة كثيراً لنقل البشارة إلى الآخرين، خصوصاً في هذه الأيام. كل مقالة أو بحث شفّاف يتضمن شيئاً حقيقياً عن يسوع هو اختبار قوي، وعندما يدخل إلى قلبي لا بد أن يلمسه ويقوّي الإيمان لدى المتلقي أياً كان. الأهمية تكمن أيضاً في ماهية المواضيع التي تنقلها إلى البشر من خلال الإعلام. يجب أن نستخدم القلب لنشعل الحب في القلوب لا أن نجعله يفتر. يجب أن ننقل من خلال الإعلام البشرى السارة للآخرين، يجب أن يستخدم الإعلام للخير، وليس العكس. هذا هو دوركم المميز للبشارة كإعلاميين وكمواقع إلكترونية تنقل البشارة.
أشكركم على هذا اللقاء، وأتمنى لموقعكم دوام النجاح وحمل الرسالة الإعلامية الحقيقية. وأتمنى أن نلتقي معكم دائماً في درب المسيح على الخير والمحبة والسلام.
أجرت الحوار
سوزان عبده معماري
صحافية في موقع "طيباين" الصادر عن الرابطة السريانية

21
بهذه العلامة تنتصر"

اليوم 14 أيلول، وهو عيد الصليب... عيد ارتفاع الصليب... وهو عيد أصبح منذ 1982 عيد ارتفاع صليب لبنان مع الرئيس الشيخ بشير الجميّل الذي ارتفع إلى العالم الآخر بأبشع جريمة اغتيال حصدت العديد من الآلام والدموع والموت لمَن كان يرافقه (20 شهيداً وعدد كبير من الجرحى والمعاقين) ولكل مََن كان يرى فيه الحلم والأمل لخلاص لبنان من بحر الدموع والآلام الذي كان يتخبط فيه..
فأي مفارقة هذه بين العيدين؟ تعيّد الكنيسة اليوم تذكار ظهور الصليب في الجو للملك قسطنطين مع عبارة "بهذه العلامة تنتصر". هذا الملك الذي كان وثنياً وكان يقود جنوده إلى حرب ضد المسيحيين فانقلب 180 درجة وأمر بهدم معابد الأصنام وتشييد الكنائس مكانها.. وتعيّد الكنيسة اليوم أيضاً تذكار إرجاع ذخيرة عود الصليب من بلاد الفرس على يد الملك هرقل سنة 628..
كما يكرّم لبنان اليوم صاحب شعار "لبنان أولا" الرئيس الشيخ بشير الجميّل المؤمن بهذه العلامة التي حارب من أجلها وبهديها لخلاص لبنان الـ10452 كلم2 من كل المآزق التي كان يمر بها ولا يزال لغاية اليوم. ذاك الشاب الممتلئ حيوية، المؤمن والذي بعمر 33 سنة أصبح أصغر رئيس جمهورية.. ذاك الشاب الذي كان يحمل في نفسه شحنة قوية من العنفوان والقوة والصلابة والذي كان سيغيّر الكثير لو بقي معنا لغاية اليوم..
وأصبحت هذه الذكرى مع الرئيس بشير الجميّل نقطة جمع كل اللبنانيين في القداس السنوي الذي يقام بهذه المناسبة منذ 27 سنة لغاية اليوم.. ونقطة تجمع الكل تحت راية الـ10452 بعد كان أن الرئيس الراحل الجامع لكل اللبنانيين بعد انتخابه وحتى بعد استشهاده..
مَن ينظر إلى علامة الصليب يوقن جيداً أن هناك جهتين تجتمعان معا وتلتقيان في نقطة التصاق واحدة.. فبعد أن كان الصليب في السابق هو علامة عار وحكم على المجرمين، أصبح مع المسيح علامة خلاص للبشرية وحكمة الله، "لأن الحماقة من الله أكثر حكمة من الناس، والضعف من الله اقوى من الناس" (رسالة بولس 1 قور 1/24-25).
كيف كان بشير الجميّل لينتصر بهذه العلامة على شياطين الهدم والدم والتفرقة لو لم ينتصروا هم عليه؟ رفع الرئيس الجميّل شعار "لبنان أولا" ليثبت للجميع أن كل إنسان يجب أن يجعل من وطنه أولوية بعد إيمانه بربّه أيا تكن طائفته أو دينه..
واليوم، وبعد 27 سنة على هذه الحادثة، هل ستكون هذه العلامة انتصاراً للبنان الواحد الموحّد؟
أين نحن اليوم من شعار الرئيس الجميّل العملي لا الكلامي فقط؟ هل يكون "لبنان أولا" شعارا يجمع عليه جميع اللبنانيين ويتركوا كل خلافاتهم على الكراسي والمناصب ليكون خلاصهم بإقامة دولة قوية في ظل رعاية رئيس قوي أتى من مؤسسة الشهادة والانتصار للبنان؟..
هل سيكون انتصار لبنان مع ارتفاع صليبه في جو الإلفة والمحبة والوحدة ليولد لبنان الجديد القائم على ركائز أساسية ثابتة رسوخ الأرز على قمم جباله؟
"الكلام على الصليب حماقة عند الذين يسلكون سبيل الهلاك، وأما عند الذين يسلكون سبيل الخلاص فهو قدرة الله" (رسالة بولس الأولى إلى أهل قورنثس 1/18-19).. أما آن لنا نحن اللبنانيين أن نبتعد عن كل حماقة لنسلك سبيل قدرة الله؟
كيف لنا أن نسلك سبيل الخلاص وكل واحد منا يحاول أن يشد صليب لبنان كل إلى جهته؟. حتى بتنا نخاف أن ينكسر من قوة الشدّ عندها "يكون البكاء وصريف الأسنان".. أما آن لنا أن نعلم أن صليب لبنان هو باتحاد جهتيه، معارضة وموالاة، لكي يكون الجامع فقط حب لبنان الذي يُجمع كل طرف عليه، كل على طريقته، وكل على هواه؟
كيف سننتصر على ظلمة التفرقة وكل إنسان يحسب نفسه انه أهل لحب لبنان أكثر من الآخر؟ والكل يلهث وراء منصب أو كرسي أو أي شيء آخر لكي يثبت للآخر أنه يحب لبنان أكثر منه وأنه حريص على مصلحة لبنان أكثر من الفريق الآخر؟
نداء إلى كل الذين يحسبون أنفسهم يحبون لبنان ويحرصون على مصلحته أكثر.. ارفعوا كلهم شعار الرئيس بشير الجميّل "لبنان أولا" وافهموا معناه جيدا.. عندها ستعرفون كلكم أن هذا الشعار جمع صليب لبنان ورفعه في جو الوحدة لتولد معه حكومة وحدة وطنية بالفعل ليس بالقول فقط، فيولد عندها لبنان الجديد القوي والمنتصر على كل شياطين العالم التي تحاول أن تجعل منه الساحة الأفضل لمصالحها وكل على طريقتها..
هل سيصل إليكم صوت المواطنين الرازحين تحت نير الغلاء الذي يأكل الأخضر واليابس على أبواب فصل المدارس والشتاء، والخوف على أولادهم من المستقبل المجهول والهجرة بكل أنواعها؟ زهرة شبابنا تُخطف منا وتهاجر ليس حباً بالهجرة بل هرباُ من انعدام فرص العمل والعلم أيضاً.. ارحمونا من خلافاتكم على مصالحكم ومن حبّكم للبنان وأعطونا الفرصة لكي نعيش براحة واطمئنان..
ليكن عيد ارتفاع الصليب وقفة ضمير لكل محبي لبنان يعيدون فيه حساباتهم ويعرفون أن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار عندها "سينتصرون" على كل قوى الخلاف والتشرذم وحب الذات فيرفعون صليب انتصارهم على أنفسهم أولاً وعلى كل خلافاتهم ومصالحهم بعد ذلك ليرتفعوا إلى سماء حب الله والوطن ويجتمعوا تحت راية لبنان فقط لا غير..
رحم الله الرئيس بشير الجميّل الذي رُفع في عيد الصليب إلى حيث لا وجع ولا أنين، وأعطانا الله القوة على أن يكون شعار "لبنان أولا" عملا لا قولاً.. لنجتمع كلنا على حب لبنان الواحد الموحد القوي المنتصر على كل شياطين الشر والفساد والتشرذم..
14 أيلول 2009
سوزان عبده معماري
صحافية في موقع "طيباين" الصادر عن الرابطة السريانية

22
قداس في ذكرى الشهداء السريان
المطران صليبا: بفضل ايماننا نتمسك بوحدة الوطن لبنان وهو قلب الله
حبيب افرام: لن نبقى ايتام النظام طالما ان الطائفية والمذهبية تحرك الدولة



اقامت الرابطة السريانية كعادتها كل سنة، قداسا للشهداء السريان الذين سقطوا حبا بلبنان ودفاعا عنه في كنيسة مار يعقوب السروجي في السبتية بحضور حشد كبير من الفاعليات الدينية والسياسية والاجتماعية.
ترأس القداس المطران جورج صليبا راعي ابرشية جبل لبنان للسريان الارثوذكس وعاونه فيه كهنة الرعية بالاضافة الى الراهب رابولا صوما من السويد.
الحضور: وقد حضر الوزير يوسف تقلا ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب نبيل نقولا ممثلا رئيس الرئيس نبيه بري ومدير عام وزارة العدل القاضي الدكتور عمر الناطور ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، العقيد ايليا بطرس ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، القس سليم صهيوني الرئيس الاعلى للطائفة الانجيلية، السيد محمد رضا آيتي ممثلا السفير الايراني، الوزير السابق ناجي البستاني.
ومثلت عضو المجلس السياسي لحزب الكتائب فدوى يعقوب الرئيس الشيخ امين الجميّل، وحضر ادي ابي اللمع ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، كميل الفرد شمعون امين العلاقات الخارجية في حزب الاحرار ممثلا النائب دوري شمعون، مسعود الاشقر، جان سلمانيان ممثلا طائفة الارمن الارثوذكس، الدكتور سليمان سليمان، ادوار بيباوي وادمون بطرس عن الطائفة القبطية، سليم ابو زيد ممثلا المجلس الاعلى للروم الكاثوليك، المحامي فريد سعادة ممثلا المجلس الماروني العام، عبود بوغوص عن طائفة الارمن الكاثوليك، المحامي البير ملكي،  جورج سمعان عن الطائفة الكلدانية بالاضافة الى عدد كبير من المؤمنين وأعضاء وقيادة الرابطة السريانية.
نيات على مذبح الرب: وأثناء القداس رفعت النيات على مذبح الرب من اجل لبنان ورؤسائه الروحيين والزمنيين والمهاجرين لكي تبقى القضية شعلة في قلوبهم، ايضا من اجل كل الشهداء الذين اعطوا حتى الرمق الاخير الدم والروح على مذبح الوطن، وأيضا رفعت الصلوات على نية الشهداء الاحياء الذين وهبوا اجسادهم ليرووا تراب الوطن، وأيضا على نية لبنان الوطن الرسالة الذي لا يموت لكي يظل واحة حرية وحوار وحياة مشتركة بين كل الاديان.
صليبا: وقد القى المطران جورج صليبا كلمة في نهاية القداس هنا نصها: الشهداء يشبهون الاشجار التي تمنحنا الثمار. أما الشهداء فهم يعطوننا البركات. حسب تقليدنا السنوي نقيم اليوم قداسا على نوايا ونيات وأرواح الشهداء الذين سقطوا من اجل الحق والدفاع عن المبادئ والقيَم والرسالة التي حملوها وهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن.
اضاف: والوطن الذي ليس له شهداء ليس له ماضٍ ولا مستقبل. فالاوطان تبنى على تضحيات الشهداء وكل الوطن هو بحاجة الى مَن يضحي ويقدم نفسه في سبيل وطنه. فالشهداء هم احياء دائما في نفوس وعقول وافكار بني قومهم. نحن نكرّم الشهداء والرابطة السريانية هي التي ضحّت بالغالي والرخيص من اجل مبادئها في سبيل لبنان والوطن، وقدّمت الشهداء وبلغت المئات.
وتابع: ونقدم كل المحبة والاكرام لشهدائنا وشهداء كل الوطن. فالمسيح يعلمنا بعبارة "احمل صليبك وامشِ ومَن لم يحمل صليبه ويمشي لا يستحقني".
وكرر عبارة السيد المسيح "تعرفون الحق والحق يحرركم والله حق". نلتزم بهذه القيَم والعلامات المميزة ولهذا نحمل الصليب في سبيل الدين والاخلاق ونحمله من اجل كل الصالحات التي تدعو اليها كل الديانات السماوية.
وختم: لدينا طريق طويلة وقاسية علينا ان نمشي بها والسريان هم مَن مشى هذه الطريق وعانوا الكثير من الاضطهادات والتنكيل والدماء والحروب. علينا ان نتحمل الشهادة من اجل المبادئ المقدسة ومبادئ الاوطان بأنظمتها بما ترجوه لنفسها وللمواطنين. ونحن شهود ونشهد للكلمة. وبفضل ايماننا نتمسك بوحدة الوطن لبنان وهو قلب الله. وحب لبنان لا ينافسه حب في الدنيا لهذا اقبل العديد على الشهادة من اجل حب لبنان.
وشكر في النهاية الحضور على مساهمتهم ودعمهم للسريان وشهدائهم.
افرام: وبعد كلمة المطران صليبا، كانت كلمة لرئيس الرابطة السريانية حبيب افرام عنوانها: نحن نسألْ مَن معنا؟ مَن مع حقوقنا؟ جاء فيها:
غريبة هذه العلاقة بيننا وبين لبنان. هو بلغتنا قلب الله،
مدنه، أنهاره، قراه، جباله، اسماؤنا. موارنته من ضلعنا.
أعطيناه دمنا حين الخطر ادلهم. ما بخلنا.
وها نحن نذكرهم كما كل عام، كما كل لحظة،
وجوهاً غابت، عائلات فقدت أحباء، رفاقا ودعوا، إنها ذكرانا.
مهما حاول البعض "سرقة" النضال والمناسبة، وسكت من يجب أنْ يحزم.
لبنان مسقط قلبنا.
ورغم ذلك، هو نظام سياسي لبناني يغيبنا، يهمشنا، يغتالنا من جديد.
هو نظام يلغينا في انتخاباته النيابية. يصنفنا أقليات مسيحية 6 طوائف شقيقة، 57 ألف ناخب يعطينا مقعداً واحداً – بدل ثلاثة على الاقل – واضعا اياه في منطقة مكرسة لتيار واحد لا رأي لنا عنده.
وهو نظام يذبحنا في الادارة وكأن ابناءنا مواطنون بلا حقوق، لا تليق بهم الوظائف والمديريات والمجالس. انها عنصرية لا يمكن أن نقبل بها.
وهو نظام لم ينصفنا منذ الاستقلال في التمثيل في اي وزارة، فلماذا، هل نحن اقل مواطنية ام عطاء ام وعيا ام حضورا. ان شعبنا يضج بفاعليات على كل المستويات قادرة على تبوؤ أي مركز وأي موقع وأي وزارة وأي ادارة وأي قيادة، فلماذا اهمالنا؟
نحن نعرف ان عقدا كثيرة ومطبات عديدة ومشاكل متنوعة تنتظر تشكيل الحكومة ونعرف تماما عمق التحديات في المنطقة، لكن كل هذا لا يعفي احدا من مسؤوليته تجاهنا. ونرفض هذا التخلي عن ابداع دينامية حوار داخلي حتى اصبح الوطن ساحة مؤجرة لقوى الخارج.
طيلة فترة الانتخابات كنا نسمع سؤالا انتم مع من؟ وكنا نحن نسأل مَن معنا مَن مع حقوقنا؟ مَن سيقف مع مطالبنا؟ مَن سيقول علنا نحن مع تمثيل الاقليات المسيحية في الوزارة.
نحن مع 3 نواب على الاقل للاقليات. نحن مع تعزيز حضور ابناء هذه الطوائف في الادارة اللبنانية.
ما أهون ان نحب لبنان ونعطيه. ما أصعب أن يعترف النظام السياسي اللبناني بأبنائه وحقوقهم.
لن نبقى أيتام النظام. لن نسكت عن حقنا طالما أن الطائفية والمذهبية تحرّك الدولة.
فليبدأوا بإنصافنا في الحكومة.
أخيراً، ان الرابطة هي نبض شعبنا. وهي مع كل مؤسساته وكنيسته واحبارها. لا تفرق.
وهي، ان كان لها بعض الملاحظات حول اداء، او تصرف، او موقف، تعتبر دائماً أنها وجدت أصلاً منذ 34 عاماً لتكون الصوت الصارخ والمدافع عن كنيستها وعن أهلها وعن حقوقهم.
الرابطة جوهرها اثنان السريان ولبنان وشهداؤها بصمة الدم والواجب على جبينها.
درع تكريمي: ثم قدّم درعا تكريمية للمناضل السرياني المغترب ميشال توما المقاتل الذي دافع عن عزة لبنان والسريان.
وفي نهاية الاحتفال وضع السيد توما باسم الرابطة السريانية اكليلا من الزهر على النصب التذكاري للشهداء السريان في باحة الكنيسة.




 

 


 

 


23
في لقاء حول مسيحيي العراق في الرابطة السريانية
السفير البرزنجي: المسيحيون ثروة وجزء لا يتجزأ من المجتمع العراقي
افرام: الكلام المعسول لم يعد يكفي. نريد افعالا تطمئن الناس


متابعة لاوضاع مسيحيي العراق اثر موجة تفجير الكنائس، ومن اجل مناقشة عملية لكيفية ايجاد حل لمعاناتهم استقبلت الرابطة السريانية في مقرها في الجديدة السفير العراقي في لبنان السيد عمر البرزنجي يحيط به الدكتور فائق احمد رئيس قسم الدراسات العليا في جامعة الموصل، وريبوار ايفن مسؤول الملف الخاص للمجتمع المدني وحقوق الانسان.
وحضر اللقاء السيد جان علم ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية والاب سهيل قاشا ورؤساء مؤسسات وجمعيات سريانية بالاضافة الى اعلاميين.
وكان السؤال المركزي كيف نطمئن المسيحيين في العراق الى مصيرهم، الى دورهم؟ لماذا يشعرون انهم مهددين وان ما تفعله الحكومة غير كافٍ. لم يعد يكفي ان ندبّج بيانات استنكار كلما فجّرت كنيسة او اغتيل رجل دين او هجّرت عائلات.
واكد السفير العراقي ان الحكومة تؤمن بمساواة كل العراقيين الى اي مذهب او فئة او قومية او اثنية انتموا، وانها في حرب على الارهاب الذي لا يفرق بين مَن يكفرهم، ولا نرضى بأي اذى لأي مواطن طالبا من المسيحيين مزيدا من الصبر والصمود وعدم ترك الارض تحت اي ظرف لان الامور الى تحسن.
وتابع السفير ان المسيحيين السريان الكلدان الاشوريين لهم بصمات بيضاء رائدة في العراق ادبا وفنا ونهضة.
وشدد على ان العراق بريء من هذه التصرفات، ودعا الى عدم الرضوخ لما يريد الارهاب، واعدا بنقل قلق المجتمعين الى حكومته وطلبهم تكثيف الاهتمام.
وقال افرام: نتابع احوال مسيحيي المشرق في ارضهم التاريخية لم يعد مقبولا هذا السكوت والصمت واللامبالاة في العالمين العربي والاسلامي وفي الدول التي تدعي الحضارة والاهتمام بحقوق الانسان.
وتابع: ان اهلنا العراقيين هنا في لبنان ليسوا لاجئين وهم بين اهلهم وندعوهم لعدم التفكير فقط بالهجرة وترك الشرق.
وطالب افرام الحكومة العراقية بالتعامل مع المسيحيين بكثير من الحكمة والانتباه والدلال حتى، فهم كنز غني، رافضا ان ينعت الارهاب بأي صفة دينية لأن مَن يقتل ويذبح ابرياء لا دين له ولا مذهب.
وكانت مداخلات اعلامية وسياسية وفكرية شددت على خطر ان يكون هناك مخطط ارهابي لضرب كل الحضور المسيحي المشرقي، وان الحل لا يكون الا بدولة سيدة عادلة تساوي بين مواطنيها وتنشر الامن والعدل للجميع.





 

24
لبنـــــان وقديســـــــوه

سنة بالتمام مرّت على تطويب أبونا يعقوب الحداد الكبوشي.. ابن هذه الأرض الطيبة.. ليجتمع مع شربل والحرديني ورفقا معاً.. وليكونوا جميعاً شفعاء لنا في السماء وعلى الأرض..
أبونا يعقوب جمع منذ سنة بالتمام والكمال كل اللبنانيين.. موالاة ومعارضة.. من كل الطوائف والملل والأديان في ساحة الحرية والشهداء وكل التسميات الأخرى التي أطلقوها عليها.. تحت راية الله والإيمان والعلم اللبناني فقط لا غير.. في قداس تطويبه عندما رفعت صورته بعد إعلان مراسيم التطويب الرسمية البابوية.. في مشهد لن ينسى اللبنانيون مثيله ضمن تظاهرة دينية إيمانية من الدرجة الأولى..
"لبنان أكبر من وطن.. إنه رسالة"... (البابا يوحنا بولس الثاني)
ليس غريباً هذا الكلام عن لبنان، فالكل أجمع أنه بلد القديسين والحضارات والتعايش المشترك.. ولكن أليس من المفارقات الغريبة أن تجتمع أعياد اثنين من قديسيه في شهر واحد.. شهر حزيران.. القديسة رفقا والطوباوي أبونا يعقوب.. الأولى في 10 حزيران والثاني في 22 منه.. ولا ننسى أن شهر حزيران هو شهر تكريم قلب يسوع الأقدس وفيه أيضاً عيد قلب يسوع..
فيسوع الذي جعل القديسة رفقا تكون رسولة آلامه على الأرض بعد أن كان هو رسول الألم الأول والأخير على الصليب.. وأبونا يعقوب الذي نذر نفسه لخدمة المرضى والفقراء وجعل من الصليب علامة رجاء للجميع من خلال إقامته جمعيات تحمل اسم الصليب في لبنان.. وأبونا يعقوب لم يميّز أبداً بصلبانه وخدماته بين "موالاة ومعارضة" في لغة اليوم.. لم يميّز بين طائفة وطائفة ودين ودين.. بل كان الصليب يجمع الكل تحت سقفه.. فبالنسبة لأبونا يعقوب الجميع موحدون في الألم..
ولا ننسى كيف كانت القديسة رفقا تحتضن الأطفال من جميع الطوائف.. وتعلّمهم مع كل درس محبة الله والوطن.. أحبّت لبنان إلى درجة أنها خلّصت بثوبها طفلاً خبأته به في إحدى المحن التي مرّت على بلدنا.. وكم كان الألم يعصرها عندما كانت ترى.. حتى في أيامها شعبها ومواطنيها يسقطون الواحد تلو الآخر ليس لشيء إلا لأنهم من طوائف معينة.. حتى وحّد الموت بينهم.. فأصبحوا جميعا موحدين أيضاً في الألم والموت..
ترى ما هو السبب الذي يجعل هذا البلد الصغير محط أنظار العالم من كل الجهات.. فالجميع يجمع على أن لبنان هو بلد الرسالة والتعايش... وليس من قبيل الصدفة أن يعقد البابا القديس يوحنا بولس الثاني سينودساً خاصاً من أجل لبنان.. البلد الذي حمله في قلبه طيلة حياته.. وحتى عندما رحل إلى دنيا الحق..
السماء بأعيادها الموحدة في هذا الشهر بين قديسين لبنانيين أنبتتهما أرضنا المقدسة فرضت علينا الوحدة والتفكير العميق بأن علينا جميعاً أن نكون واحداً كما الأقانيم الثلاثة واحد.. فلماذا لا نتعظ نحن الشعب من هذه العِبَر ونكون أيضاً واحداً.. موالاة ومعارضة تحت سماء هذا الوطن الذي أثبت أنه صغير بالمساحة وكبير بقديسيه.. فلا يوجد بلد في الكرة الأرضية كلها أنبتت أرضه ثلاثة قديسين.. وطوباوي على طريق القداسة.. وآخرون على طريق التطويب..
أليست هذه عبرة علينا أن نأخذ بها.. ونعمل جميعاً بمشيئة الله فيكون لبنان الذي جمع القديسين هو الجامع لنا كلنا تحت سمائه؟.. مرّ قطوع الانتخابات بسلام.. وسقطت كل أقنعة الذين راهنوا على أن اللبنانيين غير موحدين ولا يريدون ذلك..
بلى اللبنانيون موحدون في أرضهم لكن السياسة تفرقهم.. هم شعب طيّب راهن على الإيمان بالله كل على طريقته وتوحد على حب لبنان أيضا كل على طريقته.. ولكن ألا يجب أن تكون هذه الوحدة بالفعل وليس بالقول تحت راية العلم اللبناني في كل المناطق.. وفي ظل رئاسة فخامة الرئيس ابن المؤسسة الواحدة التي لا همّ لها إلا الدفاع عن لبنان وعن شعبه بكل أطيافه..
أيها اللبنانيون اعتبروا من كل هذا.. فالسماء تدعونا إلى الوحدة.. ولبنان لا يستحق منا إلا التوحد جميعا تحت رايته وفي الدفاع عنه..
إلى أبونا يعقوب ورفقا اللذين توحدا في أعيادهما في خلال شهر تكريم القلب الأقدس أنظرا إلينا من العلاء وكونا الدافع لنا لكي نتوحد ليس فقط في الألم والموت بل أيضاًَ في الحياة وفي حب لبنان الذي رفعكم جميعاً مع شربل والحرديني إلى أعلى مراتب السماء..
أعطونا من عندكما الإيمان بأنه يجب أن نحب بعد الله لبنان فقط.. ولا شيء غير لبنان.. لبنان السيّد الحر المستقل.. الموحّد بالفعل لا بالقول والشعارات فقط.. في ظل كل هذه الاستحقاقات الداهمة علينا..
نداء من القلب إلى كل مَن يعنى بالشأن العام اللبناني.. بشفاعة كل قديسي لبنان.. اتركوا كل الخلافات جانباً.. أعطوا الفرصة لأنفسكم قبل الشعب الذي يلهث خلفكم واتخذوا عبرة من وحدة الأعياد.. لنتوحّد.. لنتوحّد.. لنتوحّد.. فوحدتنا خلاصنا من كل الأزمات التي تعترضنا من الآن وإلى ما شاء الله..
نحن بالانتظار.. ونأمل أن لا يطول انتظارنا..
سوزان عبده معماري
مسؤولة في موقع "تيباين" الإلكتروني
الصادر عن الرابطة السريانية
22/6/2009

صفحات: [1]