عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - Hameed Al_shaker

صفحات: [1]
1
(( أسباب عدم تقدم دولة العراق الجديد ليس المحاصصة !!.))



حميد الشاكر
______________

بعد أكثر من ستة سنوات من قيام دولة العراق الجديد لم يزل الوهن مرافقا لهذه الدولة التي كان من المفروض ان تأخذ دورتها الانشائية الطبيعية لاسيما انها دولة بنيت من الاساس على انقاض دولة دكتاتورية تلاشت تماما من الحياة والوجود بمؤسساتها البوليسية والامنية والخدمية المنهارة اصلا..... وبعد ذالك تشرع هذه الدولة العراقية الجديدة بالتحرك بصورة طبيعية كباقي الدول في كافة مجالاتها الامنية والخدمية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية .... وغير ذالك ، إلاّ ان الغريب في ظاهرة دولة العراق الجديدة إنها اخذت دورتها البنائية الطبيعية ولكنّ مع ذالك لم تزل هذه الدولة الفتيةغير مستقرة الاسس ولاهي منطلقة بالقوّة التي كان من المتوقع ان تكون لها ، مما دفع الكثير من الكتّاب العراقيين وكذا المفكرين والمثقفين والسياسيين ان يتساءلوا بقوّة حول لماذية هذه الانتكاسة الملموسة لدولة عراقية جديدة قائمة على الشرعية والدستورية والانتخاب  تكون بهذا الضعف وهذه اللااستقرارية في الحركة والوجود والعمل ؟.
بمعنى مرادف : كان من المفروض ان تكون الدولة العراقية الجديدة ، بعد الخمس السنوات الاولى من بناءها بشكل مختلف وبمعطيات ايجابية مختلفة ايضا على جميع المستويات والصعد الامنية والعمرانية والسياسية والاجتماعية ، إلا ان الواقع بعد هذه السنين الستة الاولى ان هذه الدولة التي تكاد تكون الدولة الشرعية الدستورية الوحيدة في المنطقة العربية لم تزل على حالها من الارتباك والقلق والضعف والعجز عن تقديم ماهو لائق بالعراق الجديد وشعبه الذي قدم ماعنده من تضحيات من اجل استمرار هذه الدولة وهذا العراق الجديد !!.
فياترى اين مكمن الخلل في معادلة دولة العراق الجديد حتى تبقى بهذه الانيمية السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية الظاهرة ؟.
كما انه ماهي الاسباب الواقعية التي تعيق قيام هذه الدولة بمهامها الطبيعية السياسية والامنية .......الخ، مع تكامل مؤسساتها الدستورية وكوادرها البشرية ومخصصاتها الاقتصدية العملية ؟.
في معرض الاجابة على مثل هذه الاسألة حول دولتنا العراقية الجديدة طُرح عنوانٌ عريض داخليا ويبدو ان الاقليم العراقي الخارجي العربي بالخصوص ايضا كان من المساهمين بشكل فعّال في هذا الطرح على اساس انه هو الاجابة الدقيقة لضعف الدولة العراقية اليوم وبعد هذه السنين العجاف ، بل وهو المكمن الذي يفسر ويشرح كل مافيه الدولة العراقية من ضعف ووهن ، وهو طرحٌ يتلخص بالمضمون الاتي : ان المحاصصة والطائفية السياسية هي الاسّ الحقيقي لجميع بلاءات العراقيين ودولتهم الجديدة منذ سقوط نظام البعث الطاغي الدكتاتوري الصدامي وحتى اليوم !!.
وعليه عملت الماكنة الاعلامية العراقية الداخلية وكذا ماكنة الاعلام للنظام الرسمي العربي على الترويج لبضاعة : ان الطائفية والمحاصصة السياسية هي العامل الوحيد الذي يشرح ويفسر جميع الوهن البادي للعيان في هيكلية الدولة العراقية الجديدة بل وهو المعيق لعمل ونهضة هذه الدولة واعطاء ثمارها المتوقعة ، وإذا اراد العراقيون ( حسب ترويج الاعلام العربي ) الخروج من مأزق ضعف الدولة وادائها السياسي والامني والخدمي والعمران الضعيف فعليهم الغاء مشروع المحاصصة واستبداله بمشروع عراقي وطني ليس للطائفة والمحاصصة اي فاعلية في انشاءه الجديد !!.
والحقيقة ان في هذا الطرح الاقليمي العربي للعراق الجديد والداخلي نحو الدولة ومشروع الحكم في عراق مابعد الصداميين نوعٌ من الواقعية باعتبار ان اي دولة في العالم لايمكن لها القيام بوظائفها وهي مرتبطة ارتباطا عضويا بتجاذبات محاصصة طائفية وسياسية بين اطراف نادرا مايتفقون على رؤية موحدة للعمل او غاية جامعة للحركة ، ولاسيما في بلد كالعراق الذي عادة ما تتنافر رغبات وتوجهات وايدلوجيات وارتباطات ومصالح وانتماءات ابناءه بشكل غريب وعجيب ، مما يجعل وجهتهم مختلفة ومصالحهم متضاربة وايدلوجياتهم متنافرة ، ومن هنا كان ربط وظيفة الدولة بهكذا تجاذبات يعيقها حتما من القيام بواجباتها فضلا عن اعطاء ثمار عملها او توقع الايجابية في انتاجها على جميع المستويات السياسية والامنية وغير ذالك ولهذا فعلا وصحيح وواقعي مَن قال : ان المحاصصة الطائفية هي السبب الاصيل في ضعف الدولة العراقية الجديدة ، بل وانها هي أسّ البلاء الذي يشلّ الدولة العراقية الجديدة من القيام بمهامها الدستورية والعملية المُلقات على عاتقها !!.
لكنّ وجهة النظر هذه كما ان في نصف وجهها جمال وواقعية ففي النصف الاخر مكر ودسيسة وقبح وضعف من جانب اخر ، وهذه النتيجة منطلقة ان لمعادلة (( المحاصصة )) في العراق الجديد وجهان وحدّان لسيف الدولة الواحد ، وكما ان هذه المحاصصة فيها سلبيات كما يذكره الاعلام المعادي للعراق الجديد بالخصوص فهناك الايجابي ايضا في هذه المعادلة ، لاسيما ان اخذنا فكرة ان هذه المحاصصة في الواقع هي التي تمسك عصى التوازنات السياسية العراقية من الوسط بحيث ان غيرها لايتمكن من ارضاء جميع مكونات الشعب العراقي في معادلته الاخرى الخالية من هذه الموازنة !!.
بمعنى اخر : لو ذهب العراقيون انسياقا سياسيا مع مَن يطالب بالغاء المحاصصة والغاء طائفيتها من الوجود العراقي الجديد ، فهل ستقوم الدولة العراقية الجديدة بالفعل ؟.
وهل سيكون هناك حقيقةً توافق عراقي بديل اسمه التوافق الوطني العراقي لاغير ؟.
أم ان الاشكالية العراقية بدون المحاصصة ستكون اكثر تعقيدا واعوج قيلا وسنجد هناك من يقول وايضا من الاقليم العربي اعلاميا والعراق داخليا : باسم الوطنية هُمشت طوائف العراق واديانه وجميع مافيه غير الاكثرية  ؟.
طبعا قبل الاجابة على هذه الاسألة وغيرها يجب التنويه الى ان طارح مشروع الغاء المحاصصة اقليميا عربيا وكذا عراقيا داخليا هو لايهدف الى القول : ان على العراقيين ان ينبذوا المحاصصة الطائفية لاغير وليستمروا بعد بمشروعهم الوطني ويقيموا بناء دولتهم الدستورية بعد ذالك لتكون لهم دولتهم القوية والقادرة والفاعلة والمثمرة في جهودها السياسية والامنية والعمرانية والخدمية الاجتماعية .... وهكذا  ، وانما هناك البعد الخلفي للمطالبة والجدارية التي لاترى الا بعين الفنان السياسي التي هي بالاساس تطالب ليس فقط بنبذ المحاصصة السياسية فكريا وروحيا وعقليا من داخل الانسان العراقي ، بل ونبذ وهدم وتدمير هذا الانسان ايضا للمشروع العراقي الجديد برمته ليُطاح فيما بعد بالدستور باعتباره ايضا ومن وجهة نظر المطالبين بالغاء المحاصصة ايضا انه بُني على المحاصصة ، والغاء كل ماترتب ونتج على هذا الدستور والاطاحة بالتشكيلة العسكرية فيما بعد باعتبارها ايضا نتاج محاصصة وهكذا قوات الامن والداخلية .....الخ ، والنتيجة المطالبة بالغاء كل العراق الجديد والاتيان عليه من القواعد وهدمه من الاساس لتتحقق مطالبة الغاء المحاصصة التي قامت بعد سنة (2003 م ) بعد اسقاط طاغية بغداد البعثي صدام حسين العفلقي !!.
بل واكثر من ذالك لايعترف المطالبون اليوم بالغاء المحاصصة العراقية الجديدة بعراق غير محاصص ودستوري  الا عندما يعود النظام الصدامي القديم وبكل تشكيلاته العسكرية والامنية والسياسية وعندئذ يكون العراق خرج من عنق المحاصصة الى عنق الوطنية والنظافة والنزاهة حسب مايطالب به الاعلام الاقليمي العربي وبعض الداخل العراقي المتضرر من العراق الديمقراطي الجديد !!.
نعم هذا مايستتبع المطالبة بازالة المحاصصة من العراق الجديد ، او ان هذه هي مضامينها الحقيقية وليس فقط كما يتوهم البعض  ان طلاّب نفي المحاصصة الطائفية في العراق يهدفون فقط الى ازالة الاثار السلبية لهذا النظام المحاصصي السياسي في العراق الجديد ، والذي يعترف العراقيون انفسهم ان في نظام المحاصصة السياسية سلبيات جمّة لكن سلبيات رفع هذه المعادلة هي الاسوأ في الحقيقة من منطلقات عدة اهمها :
اولا : ان التشكيلة العراقية الاجتماعية وحسب ماذكرناه آنفا من تنافر في التوجهات والانتماءات والتلونات لايمكن لشعار (( الوطنية )) ان يذيب من ترسباتها الطبيعية ، ولاننسى ان تحت شعار الوطنية ابيد الاكراد العراقيين لالسبب الا لكونهم من قومية مختلفة مع قومية نظام البعث العربي ، وهكذا تحت شعار الوطنية دفن الشعب العراقي بمقابر جماعية وايضا لالسبب وجيه غير انهم من طائفة مختلفة مع طائفة الحكومة البعثية الوطنية ، ومن هنا كانت ولم تزل هذه التشكيلة العراقية المعقدة قوميا وطائفيا ودينيا اقوى بكثير من مصطلح الوطنية الذي اضعفتها كثيرا سياسة العفالقة البعثية الصدامية ابّان حكمهم الذي دام اكثر من ثلاثة عقود مستمرة .
ثانيا : المطالبون برفع معادلة المحاصصة والطائفية يبدو انهم الجانب الاضعف في ما اذا كانت معادلة المحاصصة هي الحاكمة في العراق الجديد ولهذا جاءت مطالباتهم من منطلق ان هذه المحاصصة لاتخدم وجودهم الهامشي او الضعيف او الذي اذا لم يستند على عنوان اخر فانهم سيبقون هكذا الى الابد في حال السماح لتوازنات المحاصصة ان تكون هي الحاكمة ، وعلى هذا يكون مطالبة الاقليات وباقي الفعاليات السياسية التي تنطلق من غير معادلات الطوائف والقوميات بسبب ان مصالحهم السياسية او الايدلوجيا وكذا مصالحهم الطائفية او القومية المهمشة فعليا هي الدوافع التي تدفعهم للمطالبة بالغاء مبدأ المحاصصةعلى اساس ان عنوان الوطنية سيهيئ الانسان العراقي ومن اي طائفة اوقومية كان انه يمثل في العراق الجديد ودولته اكبر من حجمه الطبيعي على الارض ليكون ( مثلا ) رئيس العراق مسيحيا ورئيس وزرائه ايزيديا ... وهكذا تحت عنوان الوطنية والمواطنة كميزان ومقياس اعلى لاغير !!.
والحقيقة انه لشيئ جميل ان يحلم الانسان بيوتوبيا وطنية عراقية بهذا الشكل ، ولكن يبقى الحلم صعب المنال في حياة سياسية في العالم كله بغض النظر عن العراق ... من الصعب تحققه على الحقيقة !!.
من الصعب حتى اليوم الغاء دين الانسان من معادلاته السياسية ليكون ملك بريطانيا مسلما اوعربيا !!.
ومن الصعب الانتصار للمواطنة بهذا الشكل اليوتوبي الانساني ، وبالخصوص في واقع كواقع العراقيين المعقد الذي تكون فيه عناوين الدين والقومية والطائفة مقدمات حتمية في معادلة اي توازنات سياسية محتملة ، بل ولنقل ان قوانين العالم اليوم بأممه المتحدة عندما يريد ان يعنون عنوانا لقيام الدول فانه يشير الى ان لكل شعب من قومية واحدة او دين واحد او طائفة واحدة يتمتع بمشتركات اخلاقية وسلوكية متحدة ان يقيم كيانه السياسي المعترف به انسانيا !!.
وهذا التعريف القانوني كما يرى القارئ جعل المشترك بين الجماعة قوميا ودينيا واخلاقيا ... ...الخ هو اساس قيام الكيانات السياسية الحديثة للتدليل على ان هذه العوامل والعناوين لايمكن الغائها من قيام الدول الحديثة والقديمة  من منطلق ان روح قيام الكيانات السياسية الحديثة هي هذه العناوين وليس عناوين المواطنة وغير ذالك !!.
بمعنى ان المواطنة هي الالية التي يجب ان تتعامل بها اي دولة مع مواطنيها في الداخل السياسي بالتساوي والعدالة ، لكنها لايمكن لها ان تكون بديلا عن روح القيام الاجتماعي القومي او الديني الذي يهب الدولة هويتها وعنوانها الاصيل والمعترف به بشريا وانسانيا وقانونيا  !!.
ومن هنا كانت دعوى الغاء الطائفية والمحاصصة القومية في بلد كالعراق بالخصوص شيئ شبيه الى دعوى  الغاء الدولة واعتبار ان الاجتماع ومحو الفواررق وبقاء الانسان العقلي وحده ممكن وكفيل باقامة جنّة الانسان في هذه الحياة !.
الآن بعد هذه النقاط المختصرة في موضوعة المحاصصة السياسية في العراق (سلبياتها وايجابياتها )جاء دور سؤال :  هل حقا ان المحاصصة السياسية الطائفية فحسب هي العامل الرئيس في ضعف دولة العراق الجديد وعدم تمكنها من التطور والتقدم  ؟.
أم ان هناك عامل اخر حيويٌ ايضا في تفسير سؤال : لماذا هذا الضعف في دولتنا العراقية الجديدة ؟.
الحقيقة ان المحاصصة الطائفية ومن وجهة نظري الشخصية ليس لها علاقة عضوية بضعف اداء الدولة العراقية الجديدة ، مع انني اعترف ان نظام المحاصصة السياسية هو احسن السيئين بالنسبة لنظم العراق الحديث ،ولكنه النظام الذي يبقى فيه حسنٌ ظاهر على باقي النظم السيئة مئة بالمئة !!.
نعم ان نظام المحاصصة السياسية هو الوحيد القادر على اقامت توازنات طبيعية في العراق الجديد ، بل ان الاطاحة به سينتج مآسي وكوارث دكتاتورية حتمية تقوم على انقاضه ليساق العراقيوم بالسيف والحديد والناركماكان في تاريخه القديم والحديث وتحت مسميات لاروح لها تسمى بالوطنية او غير ذالك ، ولكنها في واقع امرها تستخدم مسمى وعنوان الوطنية لتغطي على بشاعة وجه الدكتاتورية القبيح خلفها ليتعامل مع العراقيين قوميا وطائفيا ولكن تحت مسمى الوطنية  والبعثية والعمالية وغير ذالك ، وبالنتيجة نجد ان محرك السياسة الحقيقي في العراق والاقليم والعالم هو اما الدين او القومية ، ومن هنا كان ولم يزل نظام المحاصصة في وجهه نظر الاخر هو الظمان الوحيد الذي يهئ الارضية لتمثيل جميع مكونات اي شعب واي امة في هذه الحياة الانسانية المعاشة !!.
في لبنان مثلا ومع ان الاقليم العربي والعراق والعالم كله يدرك ان لبنان كيان قائم على المحاصصة الطائفية ولكن مع ذالك لم نرى اي جهة سياسية تطالب بالغاء هذه المحاصصة الطائفية والسياسية اللبنانية غير الاكثرية الشيعية بطبيعة الحال باعتبار انها هي المتضرر الفعلي من نظام المحاصصة هذه الذي حجم من تمثيلها الواقعي كاكثرية كان يجب ان يكون فعلها محاصصيا اكبر من ذالك ، ولكن مع ذالك اي محاولة لتغيير نظام المحاصصة الطائفية والسياسية في لبنان ستواجه بهجوم عالمي شرس من قبل جميع النظم الديمقراطية الغربية تحت مبرر ضرب استقرار لبنان ، وكذا من جميع النظم العربية الديكتاتورية الممولة لهذه الطائفية ، وهكذا بالنسبة للبنانين انفسهم فانهم لايسمحون باللعب مع نظامهم الطائفي الذي ضمن للجميع التمثيل السياسي او محاولة تغييره او المطالبة بالغائه والقيام على شكل المواطنة وعنوانها !!!.
فياترى لماذا في لبنان العالم كله مع نظام المحاصصة الذي انتج الديمقراطية اللبنانية الذي يعترف العالم انها الديمقراطية الوحيدة بالشرق الاوسط ، بينما في العراق العكس تماما عندما يطالب الاقليم العربي الطائفي من العراق بازالة هذا النظام من الوجود وتغييره باي شكل ينتج الديكتاتورية بدلا من الديمقراطية والتمثيل العادل لجميع المكونات ؟.
هل بسبب ان الشيعة (مثلا) هم الحاكم الفعلي كأكثرية في العراق ولهذا كانت دوافع المطالبين بتغيير المعادلة عربيا وداخليا ايضا طائفية ولهذا رأى الطائفيون ان المعادلة لاتسير في العراق بصالحهم فطالبوا بالوطنية لتحكم مكان المحاصصة ؟.
أم ان لبنان محكوم بغير تمثيله الواقعي ولهذا دعم الاقليم العربي العراقي طائفية ومحاصصة لبنان ، بينما شجب وادان محاصصة وطائفية العراق ؟.
الحقيقة ان الجواب بالايجاب على كلا السؤالين ، ولكنّ ليس هذا مقصودنا من المثال اللبناني المحاصصي الطائفي ، وانما كان مقصودنا هو ان المحاصصة ليست هي دائما عنوان للخراب والدمار والدكتاتورية والفوضى في قيام الدولة وهيكلتها السياسية لاسيما ان ادركنا ان العالم كله مع المحاصصة اللبنانية بل واعتبارها المنتج الطبيعي للديمقراطية الحقيقية الواقعية الوحيدة في منطقتنا العربية ، مما يدفع الاعتقاد ان هناك عامل اخر في الدولة العراقية الجديدة غير المحاصصة هو الذي ينتج كل هذا القلق والضعف واللااستقرار في تجربة دولة العراق الجديد ، فماهو هذا العامل على التحديد ؟.
في الواقع ان العامل الذي يتعمد الكثير اخفاءه او غض الطرف عنه في ضعف الدولة العراقية الجديدة هو عامل (( عدم الايمان بمشروع العراق الجديد )) اي عدم ايمان بعض الافراد بمشروع هذا الكيان القائم !!!.
وهذا العامل هو في الحقيقة مايعيق الدولة العراقية الجديدة من النهوض بمهامها السياسية والامنية وكذا الخدمية والاجتماعية !.
نعم هناك الكثير ممن هو داخل هذه الدولة العراقية مع الاسف ليس له ايمان بمشروع العراق الجديد ، كما ان هناك الكثير ممن يؤمن بمشروع مغاير ومختلف تماما لمشروع العراق الديمقراطي الجديد ، ومن هنا اذا رصدنا حالة ( عدم المؤمنين ) بمشروع الدولة العراقية الجديدة سنكتشف ان ظاهرة ضعف الدولة العراقية الجديدة هي ظاهرة ليس في اساسها بسبب كونها منبنية على شكل محاصصة يضمن لجميع مكونات الشعب العراقي التمثيل والصوت والوجود في المشهد العراقي ، بل بسبب ان هناك ومن هو داخل الدولة العراقية وممن يرفع شعار الايمان بالدولة ومشروعها وبغض النظر عن قوميته وطائفته هو من يعمل ومن الداخل على النقيض من هذا المشروع ، بل وبشكل يجعل من حركة الدولة الجديدة حركة فاشلة اينما اتجهت سياسيا او امنيا او خدميا او حتى اعلاميا واجتماعيا على الحقيقة !!.
بمعنى آخر : ان ظاهرة (( عدم المؤمنين بالعراق الجديد )) لاتختصر على طائفة بعينها ولاعلى قومية بذاتها ، بل ان هناك من هو ينتمي طائفيا او قوميا لحكم الاكثرية في العراق الديمقراطي الا انه وبسبب ان له اجندة او رؤية او توجه مختلف عن الدولة العراقية الجديدة فهو يعمل بالضد من توجهات العراق الجديد وبالنقيض من سعي دولة هذا العراق امنيا واعلاميا وخدماتيا وغير ذالك ، وهذا يدلل بالدليل الواضح ان سبب تلكئ الدولة ومعوقاتها الفعلية عن التقدم والعمل الايجابي ليس بسبب ان هذا النظام قائم على شكل المحاصصة القومية والطائفية بقدر ماهو بسبب ان هناك من يعمل داخل هذه الدولة ولكن بدون ايمان بمشروعها النهضوي ، وباجندات وايدلوجيات متناقضة تماما مع اجندات وايدلوجية دولة العراق الجديد ، وطبيعي والحال هذه ان تصاب الدولة العراقية بالضعف والاختراق والتراجع بين الفينة والاخرى ، فمثل هذه الظواهر منعكس طبيعي جدا لوجود الخيانة داخل الدولة وليس خارجها او نظامها وهيكلتها السياسية !.
ان جميع الدول في العالم وفي التاريخ وحتى اليوم لايمكن لها ان تتقدم وفي داخل احشائها خيانة عدم الايمان بها بهذا الشكل ، وحتى النظم السياسية الحديثة لايمكن لها ان تسمح باعضاء داخل حكومتها يعملون بشكل ليس فيه ولاء للدولة او مشروعها او سير حركتها الاجتماعية ، او دستورها او مواده او غير ذالك ، ومن هنا فمامن حكومة او دولة تحترم نفسها وشعبها وتريد ان تقوم بوظائفها بشكل واقعي وايجابي تسمح لعدم المؤمنين بها بالمشاركة في حركة الدولة والحكومة باعتبار ان مَن لم يؤمن بدولة وحكومة ودستور لايمكن له الا ان يساهم بالخيانة والعمل على اسقاط الكيان وبيع الاسرار للدولة والمتاجرة بارواح وامن الجمهور وثرواته وامنه !!.
نعم لايمكن لانسان لايؤمن بالعراق الجديد على ماهو عليه وبدستوره وباهدافه ومشاريعه ان يقدم لهذا العراق الا مايضره والا مايساهم باعاقة حركته ونهضته ، والا ما يخدم اعدائه ويفضح اسراره ويتلاعب به وبشعبه وبأمنه وهم كثر داخل دولتنا العراقية الجديدة ومع الاسف ومن جميع الطوائف والقوميات والاديان العراقية !.
بعكس هذا من يؤمن بالعراق الجديد الذي يرى فيه مستقبله الذي ينتظر اطفاله ، فمثل هذا المؤمن بالعراق الجديد لايألو جهدا بالوفاء للعراق والعمل على رقيه والحفاظ على امنه واسراره ومجاهدة اعداءه وكل المتربصين به وبوجوده وبتجربته ومشروعه !.
على قادة العراق الجديد والذين يحاولون النهوض بالعراق الجديد وانجاح تجربته الديمقراطية ان يلتفتوا الى جميع العاملين داخل اطار هذه الدولة ويختبروا ايمانهم بالعراق القائم الشرعي والديمقراطي والشعبي المنتخب بغض النظر عن هوياتهم الطائفية او القومية ، وينظفوا هذه الدولة من اي عنصر له ايدلوجيا مختلفة عن ايدلوجية ودستور واهداف هذه الدولة وليطلب منه اما الولاء لدولة الشعب العراقي او العمل معارضا من خارجها كي تنجح هذه الدولة بسعيها ومشاريعها الامنية والخدمية بلا معوقات تظهر الولاء وتضمر العداوة والبغضاء للعراق الجديد !!.
__________________________
alshakerr@yahoo.com         
       
   
 

2
(( العراقيون أقوى مما تتصورون وحياتنا مستمرة رغم انف الارهابيين ))


حميد الشاكر
______________

ما الذي يهدف اليه الارهاب والاجرام في العراق عندما وبين الفينة والاخرى يحاول حرق بلدنا وسفك دماء شعبنا وتدمير اقتصادنا وتحطيم كل استقرار للعراقيين ؟.
الجواب ربما بدى بديهيا وهو : ان يوقف حياة العراق واهله ويحول جميع ساعاتهم لجحيم وظلام ومآسي ودماء لاتحتمل !!.
وبهذا يكون الارهاب قد وصل الى اسمى غاياته عندما يحوّل الانسان العراقي الى شبح انسان يتحرك وهو ميت تماما ، لايشعر بشيئ ولايبالي باي شيئ وليس في منظومة افكاره اي تطلع لمستقبل ولاتفكير ببناء حياة ولاثقة فيهاوبناسها ولااعتماد عليها او تذوّق لطعمها او رائحتها او لونها ......وهكذا !!.
وهكذا يكون الارهاب قد حقق جميع مخططات نظريته الاعلامية على واقع الارض والحياة في العراق ، وليتحول فيما بعد الى تطبيق اهدافه ومخططاته الشريرة باخضاع هذه الامة للعنف بل ودفعها لهذا العنف والايمان به ليكون في النتيجة النهائية ان كل ماقام به دكتاتورهم الصدامي  خلال الخمس والثلاثين سنة الماضية صدام حسين هو عين الانصاف والعدالة والسياسة الحكيمة عندما ساق امة كاملة لمسلخ الحروب ، وادارها على اساس حضيرة من الحيوان لايُسيطر عليها الا من خلال العصى وادوات الارهاب والجوع والسوق العنيف !!!!.
نعم اعلاميا نظريا هيئ الارهاب بمساندة دول جوار واقلام عراقية داخلية وخارجية الارضية النفسية والفكرية والروحية داخل الانسان العراقي ليرى كل شيئ (العراق الخدمات الحكومة الانسان وحتى المستقبل والانتخابات ومانتج عنها في الماضي) قبيحا ومملا وليس فيه اي فائدة او رجاء ترتجى من اصلاحه او تطويره او اعادة انتاج الروح له من جديد !!.
ثم تحوّل تطبيقيا ليعود بماكنة الموت والمفخخات والتفجيرات والحرق والدماء في الشوارع والاسواق والحسينيات والمساجد ودوائر الدولة ........ وفي كل مكان بعد تهيئتة للارضية الاعلامية التي دفعت الانسان العراقي ليتمنى لجميع من حوله في الدولة وفي الخدمة العسكرية والداخلية والحياة والاسواق ....... الموت والدمار !!.
وبالفعل هناك في العراق من كان سعيدا بما حدث من اراقة دماء وحرق بشر وتدمير بنى اقتصادية تحتية تحت مبرر فلتخرب مادامت هي خربة بالاساس وليس فيها اي شيئ جميل !!.
المرحلة الثالثة وهي الاخطر على روح المجتمع العراقي الذي بدأ يميل بعنف الى المطالبة بعودة الدكتاتورية الامنية في الحياة العراقية ، وبدلا من ان يعيش الانسان العراقي حرّا لايقف على راس كل فرد منه  مخبر سري اصبح هناك ايمان وقناعة بمقايضة : اذا لم يكن هناك امن الا بموت الحرية فاهلا بالامن والموت للحرية !!.
وبهذا يكون الارهاب الصدامي والوهابي قد وصل الى جميع اهدافه الغير معلنة ، ومن ثم ليعلن انتصاره لطاغوته هبل العصر صدام حسين الذي لم يبقى شيئ امام الشعب العراقي المظلوم الا ان يدعو لجلاده ومبيد جنسه وصانع مقابره الجماعية وحارق مدنه بالاسلحة الكيميائية  بالرحمة ليهنئ الارهاب وينام قرير العين في بغداد والموصل والانبار والبصرة وذي قار وغيرها من مدن العراق !!.
نعم بهذا الشكل استطاع الارهاب في العراق ان يستدرج كل الاعلام الذي روّج ضد العراق الجديد ورسم صورته بشكل بشع ليكون منصته لاعادة انتاج مفخخاته وضخ الحياة لشرايينه من جديد ، باعتبار انه ليس هناك من منقذ لهذا الشعب الذي تسلط عليه الاعلام ليحوله الى كائن متذمر وطالب للانقلاب سوى الارهاب ليخلصه من محنته حسب مايخطط له الارهاب ، ثم جاءت ضربة الحسم في الاربعاء الاسود ليقول الارهاب للشعب العراقي في الداخل وممولي الارهاب في الخارج : انا القادر فقط في ساحة العراق لاغير ولم يبقى له الا ان يدفع الانسان العراقي بالكفر بالحرية والديمقراطية والايمان بالعنف والديكتاتورية لاغير ، وعندها لات حين مندم على رؤوس كل المخدوعين وكل الذين ساهموا بتموين الارهاب اعلاميا من العراقيين ، وكل حتى الذين اعتقدو بان العراق اليوم هو اقبح منظر في الحياة ، عندما يرون عراق السراديب القادم والمقابر والرمي من فوق اسطح المعتقلات للكلاب ... وغير ذالك من عراق في بداية تاسيسه الديكتاتوري سيكون اقسى بمليون مرّة من عراق صدام والبعث وعائلة العشيرة وحكم ابناء صبحة الدنيئة !!!!.
لكن لاننسى في خضم هذه التخطيطات الارهابية الصدامية الخطيرة ان هناك عراقيون بالفعل نذروا ارواحهم لحماية هذا العراق الجديد وبكل منجزاته التي لم تزل في طور البناء والانشاء ، وايضا هناك شعب صحيحٌ ان كلامه النقدي السياسي  اكثر من فعله وسلوكه البنائي بهذا البلد بكثير ولكن تبقى فيه روح النهضة والوثبة في اخر لحظة على جميع اخطائه ليحافظ على منجز حياته الجديدة من السقوط في احضان الارهابيين الصداميين القتلة ، ومثل هذا الشعب وتلك القيادة يبدوان في لحظات طويلة انهم ميتون ولامبالون ، ولكنّ في الوقت المناسب سنرى اصرارا غريبا وعجيبا ومذهلا على الحياة وحبّها وبنائها ، وثقة ليس لها مثيل بالشجاعة تتحدى اعتى صور الموت والجريمة لتنتصر عليه وهي مبتسمة للاتي القريب والبعيد   !!.
نعم الشعب العراقي بقيادته السياسية المنتخبة أقوى بكثير مما تتصوره اوكار الجريمة والارهاب ، كما ان لهذه القيادة الشرعية وهذا الشعب الابي حبٌّ وتشبث باستمرار الحياة بحيث كلما كان حجم الهجمات الارهابية كبيرا وعظيما وقاسيا ، كلما كان هذا الشعب اكثر حبّا لهذه الحياة واكثر تمسكا بالاستمرار ببنائها واعادة انتاج المكياج لجمال وجهها من جديد !!.
أذن فلتبتأس عيون الارهابيين الصداميين والرجعيين القتلة ولتبكي دما بدل من الدموع ، ولتعلم هذه الزمر المنبوذة كونيا ان الشعب العراقي سوف لن يكره الحياة وما فيها في العراق على بعض قساوتها وسوف لن يستبدل عيشها الحرّ والكريم بحياة الامن والرعب والدكتاتورية  وسوف لن يقايض مشروع حكومته المنتخبة بحكومة الحديد والنار والكراهية والظلام ، وسوف لن يسمح لمروجي الارهاب اعلاميا ان يستمروا بغيهم الى مالانهاية بدون ان ينبذهم ويفشل كل مخططاتهم المشبوهة ضد واقعه وجمال حياته المستهدفة بالتشويه ، وسوف لن يشعر يوما من الايام انه خسر كثيرا عندما اطاح بدكتاتورية فرعون وهبل القرن العشرين صدام حسين ، ليستبدله بحكومة ينتخبها بارادته من ابناءه الطيبين !!.
__________________________
alshakerr@yahoo.com
       

3
(( وزير الداخلية بين جريمة مصرف الزوية وتفجيرات الوزيرية وعلاوي الحلة !.))

حميد الشاكر
_________________
فليتفضل السيد وزير الداخلية البولاني المحترم ليكشف لنا خيوط هذه الجريمة البشعة والارهابية والقذرة والمنفذين والمخططين والممولين لها التي اوقعت مئات الشهداء في الوزيرية وعلاوي الحلة مثلما كشف بسرعة البرق وبسبعة ساعات لاغير جريمة مصرف الزوية والمنفذين لها والقاء القبض عليهم وعرضهم امام التلفاز واتهام الجهات العراقية الوطنية على اساس انها الواقفة ورائهم ؟.
تفضل ياسيدي الوزير فدماء اهلنا ونسائنا وشيوخنا واطفالنا تصرخ الغوث الغوث من الارهابيين الصداميين القتلة ، وانت وكوادرك الاستخبارية ومخططينك الاستراتيجيين تغطون في نوم الضحى الى ان خطط الارهابيون البعثيون وفخخوا السيارات وادخلوها للعاصمة وفجروها بالامنين العراقيين وسيادتك وكوادر الداخلية التي ملئت بعثا واجراما لاحسّ ولانفس !!!.
تفضل ارنا بعض من كراماتك الخارقة وحرصك الشديد وذكائك اللامعقول ومواهبك الفذة التي لم نراها ونسمعها الا في مصرف الزوية حين قبضت ولاحقت وكتبت التقارير واتهمت في سبعة ساعات فقط لاغير لتكون هذه الجريمة هي اسرع جريمة تحل كل الغازها في عهدك الميمون لاغير !.
تفضل لاحق المجرمين في اضخم عمل ارهابي منذ اكثر من ثلاثة سنوات ، والقي القبض عليهم ، واكتب تقاريرك التي توضح اولا عدم تقصير الداخلية في اداء واجبها في حفظ الامن ، وثانية كيف نجح هذا الخرق الامني الخطير جدا للارهاب بحيث كان منسوب نجاح عمليته الارهابية مئة بالمئة ، وثالثا من هي الجهات التي تقف خلفه ، ورابعا عرض المجرمين والارهابيين المُلقى القبض عليهم في التلفاز وامام العراقيين ليعترفوا بجريمتهم وجهاتهم التي تدفعهم لقتل العراقيين وتدمير حياتهم .... الخ في سبع ساعات صاروخية كما حصل في جريمة مصرف الزوية بالتمام !!.
تفصل لك سبعة ايام وسبعة اسابيع وسبعة اشهر فقط لتكشف دوائرك الاستخبارية في الداخلية كيفية حصول هذه الجريمة الارهابية التي اعادت العراق للمربع الاول من الفلتان الامني ورتوع الارهاب وتجوله حيثما شاء وكيفما شاء !!!.
أما اذا بعد كل هذه التفضلات ولاشيئ لدى وزير داخليتنا وكوادره الاستخباراتية في الداخلية ، ولا لدى مخططيه الاستراتيجيين ، ولا لدى اكثر من مئات الالاف من الموظفين لحماية الامن في العراق ، فارجو منك ياوزير الداخلية تقديم استقالتك فورا ليأتي لنا شخص اخر اكثر كفاءة يتحمل مسؤولية اخطائه وتقصيره باداء واجبه على الاقل ، واحتراما لهذه الدماء التي اسيلت وهذه الارواح التي ازهقت ظلما واهمالا وعدوانا !!!!.
انا هنا ليس في وارد المقارنة بين سلوك وزارة الداخلية السياسي في حادثة مصرف الزوية وكيف انها لاتحمل الضمير المهني ، وبين عجز وتقصير وعدم كفاءة هذه الوزارة للتصدى لهذا الارهاب الخطير الذي يفتك بالعراق كله بلا رادع ، وانما انا هنا ليعلم الشعب ان هذه الوزارة اذا لم تقم بواجبها بمهنية وعلى اتم وجه ويتم تنظيفها وتطهيرهامن الصداميين والمندسين داخلها والمشتبه بتواطئهم مع الارهاب والجريمة المنظمة فعلى الشعب ان يطالب بالاطاحة بهذه الكوادر الغير امينة على ارواحه والغير كفوءة بحمايته وحماية وطنه من الداخل !!.
___________________________-
alshakerr@yahoo.com  
  

4
(( الاعلام الذي لايخدم العراق لجديد اعلام معادي !.))



حميد الشاكر
__________________
بعيدا عن خلط الاوراق والمفاهيم ، ومن خلال مصطلحات ومفاهيم بسيطة وفطرية نسأل : كيف ندرك الاعلام الايجابي الحرّ في عراقنا الجديد ومن ثم لندعمه ونقف معه ونوازره بكل ما أوتينا من قوّة ، من الاعلام الذي يتظاهر بالايجابية ويدعي الحرية بينما هو دابته تأكل منسأة العراق الجديد ليخرّ واقعا الى الارض صريعا وهو شهيد  ؟.
معروف ان للعراق الجديد مبادئ واصول ودستور وثوابت ، والاعلام الذي يتبنى مشروع هذا العراق الجديد والنهضة بمتطلباته والحفاظ على مسيرته هو الاعلام الذي يناضل من اجل حماية منجز العراق الجديد والدفاع عن قادته ، والنضال من اجل تثبيت اركان دولته التي هي في طور التشكيل ، ولابأس في بداية مشروع البناء العراقي الجديد من النظر الى الغاية البعيدة وثمار هذه النهضة حتى اذا غضضنا ابصارنا كاعلاميين احرار عن بعض سلبيات بداية بناء المشروع في اول الطريق ، ليس من منطلق التواطئ على اي فساد ولكن من منطلق ترك اجهزة الدولة اولا تقوم بوظائفها الدستورية ، او حث هذه الدوائر على القيام بوظائفها الدستورية في التصدي لاي سلبيات هنا وهناك في بداية المشروع ومن بعد ذالك ، يتدخل الاعلام الايجابي البنّاء والحرّ في الاشادة بهذا العمل الاداري في اجهزة الدولة ، ليكون عندئذ الاعلام الصديق اولا قام بوظيفته الرقابية والتنبيهية لاجهزة دولة القانون والدستور بدون ان يأخذ هذا الاعلام دور هذه المؤسسات في الحكم والتقرير ، وثانيا لم تفتعل هذه المنابر الاعلامية زوبعة مؤثرة على مسيرة واهداف المشروع العراقي الجديد وهو في بداية طريق نهوضه في البناء والحركة !..
نعم في المقابل ندرك نوايا الاعلام المعادي للعراق الجديد عندما يصطبغ لون هذا الاعلام بتوجه معين ومحدد يبدأ بخروجه العلني على متبنيات هذا العراق الجديد ومبادئه واصول قيامته وثوابته الدستورية ، كأن يكون الدستور العراقي يقول بدولة العراق الاتحادية ثم ياتي الاعلام ليصف هذه الاتحادية بالتقسيم والتشظي لهذا الوطن ، او مثلا ان يكون الدستور والقانون العراقي والثوابت الوطنية تؤكد على ضرورة احترام دين الشعب العراقي ومقدساته واخلاقه ثم بعد ذالك يأتي اعلام عراقي يدعي الايجابية واحترام العراق الجديد بمبادئه ثم يدعو تحت بند الحرية الى اشاعة الفاحشة والترويج للرذيلة واللااخلاقية وكل ماهو بالنقيض لاحترام المصدر الاساسي للقوانين العراقية في الدستور العراقي الجديد والذي ينص على ان الاسلام دين الشعب والدولة هو المرجع الرئيس للقانون في العراق الجديد ولايجوز سن اي قوانين تكون بالضد من احكامه الشريفة ، او مثلا عندما يقول الدستور العراقي الجديد بجرمية من يروج للارهاب او عدم احترام موؤسسات الدولة السيادية او التعرض لها بالتحقير ....الخ ، ثم نقرأ لاعلام يدعوا ( مثلا ) الى ضرب البرلمان العراقي بكل ماهو حقير ، او يدعو صراحة الى تسقيط رموز هذه الدولة عندما يتحول هذا الاعلام ليس الى رقيب بل الى حاكم وقاضي ومصدّر ايدلوجيات قطعية تروج لافكار زعزعة الثقة بمشروع العراق الجديد ، ليساهم بعد ذالك هذا الاعلام اللاحرّ والمنحاز والمعادي للعراق الجديد الى تهديد المشروع العراقي الجديد برمته عندما يعزف ابناء هذا الوطن لعدم وضع ثقتهم بمسيرة هذه الدولة الجديدة والى اين تريد ان تصل   !!.
نعم الثوابت والدستور وسلامة سير المشروع العراقي الجديد حتى الوصول الى غايته هي هذه العلائم الفارقة والضابطة بين الاعلام الحرّ والايجابي والذي ينبغي ان يرحب به الشعب والدولة العراقية على السواء !!!!.
وبين الاعلام المعادي والمنافق الذي يحاول خداع الامة العراقية واستغلال مواد دستورها التي تمنح الحريّة والمنابر لصوت العراقيين والتعبير عن ارادتهم في النقيض المطلق لمصالح هؤلاء العراقيين وسلامة وطنهم ومشروعهم الواعد !!.
ان ما يحصل في الكثير من الاحيان في العراق الجديد ومن قبل بعض الاعلام المعادي للعراق والمتخفي تحت اسماء غير حقيقية ولاصادقة إن هذا الاعلام يعمل ليل نهار في سبيل تهديم اسس الدولة العراقية الجديدة ، وكذا هو يبذل قصارى مابوسعه ليقتل روح الثقة لدى الجماهير العراقية بمبادئ وتطلعات هذا العراق الجديد ، مضافا لذالك انه اعلام غير ملتزم لابدستور ولابثوابت عراقية ولابضوابط قانونية ، بحيث ان من المعروف قانونيا ودستوريا ماهي وجهة العراق الجديد الاخلاقية والادبية ، ومع ذالك نجد هذا الاعلام وبكل صلافة يدعو الى كل ماهو خارج عن مواد الدستور الاخلاقية والفكرية والادبية والسياسية ، ومع ذالك وتحت بند الحرية والديمقراطية لااحد يجرأ على محاسبة هذا الاعلام المتجاوز لكل الثوابت والاسس والقوانين العراقية الجديدة !!.
وهكذا عندما نجد اعلام داخلي عراقي يشنّ حملة شعواء على مسيرة العراق الجديد ، ويضع مابوسعه من عصي في حركة دواليب العراق الجديد حتى لاتتقدم مترا واحدا الى الامام ، وايضا ومع ذالك ليس هناك جهة او مؤسسة موهلة في العراق الجديد لتقول لمثل هذا الاعلام توقف ، او ينبغي ان تدفع الثمن لتجاوزاتك المتكررة على ثوابت هذا الوطن وهذه العملية وهذا الدستور !!!.
الحقيقة ان المؤسسة الاعلامية في اي بلد يجب ان ينظر اليها على اساس انها مؤسسة داخلة في اطار مؤسسات الدولة ، وليس خارجة عن اطر وتقنين هذه الدولة او تلك ، وهي لاتفرق من حيث الوظائف عن باقي مؤسسات الدول الحديثة لاسيما اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان مؤسسة الاعلام مرتبطة اقتصاديا بالدولة فعليها وعليها ان تراعي اهداف واصول وثوابت ودستور واهداف هذه الدولة المنتخبة ، وحالها في العمل حال مؤسسة الامن او مؤسسة الدفاع او الاقتصاد او غير ذالك ، وكل مافي الامر ان هناك تعدد في اوجه الوظائف لاغير ، إما ان تكون المؤسسة الاعلامية كما يطرح اليوم من بعض اعداء العراق الجديد بصيغتها المنفلتة عن المؤسساتية ، وكذا ان تكون هي فوق الدولة بمؤسساتها والشعب بمرجعيته وتحت بند حرية الصحافة والاعلام لتطالب بضرورة عدم وجود مؤسسة اعلى من المؤسسة الاعلامية كي تكون قادرة على القيام بمهامها الاعلامية ...، فمثل هذا الطرح ليس هو فقط مجرد لعب وضحك على الذقون وفوضى لايمكن معها قيام دولة محترمة وشعب مستقر ثقافيا وسياسيا لاغير ، وانما مثل هذا الطرح الذي يحاول ان يكون لمؤسسة الاعلام حصانة قانونية ودستورية حتى فوق الدستور والقانون ومصلحة الامة والدولة كذالك ، لتقول ماتشاء وتفعل ماتريد وتنتقد كيفما تحب وتشهر بايٍ كان وتلعب حيثما رأت ... ومثل هذا الطرح الفوضوي الاعلامي هو خراب مستعجل لاي شعب وامة ودولة ، وليس هو مشروع حرية ونهضة وحماية ديمقراطية كما يحب ان يصوره الاعلام العراقي المعادي للعراق الجديد في خلط اوراقه وعناوينه المتعددة !!.
تمام هناك اعلام تجاري خاص ومستقل هذا شيئ مختلف ، وهناك صحافة تمتلكها رؤوس الاموال الخاصة ، وهذا ايضا شيئ موجود في كل الدول الحديثة ومختلف تماما عن ما نبحثه ، وانما نحن هنا نبحث في اعلام الدولة ومؤسسته الاعلامية والصحفية الحكومية التي تنفق عليها الدولة كي تكون حاميا وحارسا وامينا على الثوابت والدستور والقانون وتطلعات الشعب المشروعة لاغير ، ثم يأتي لفيف من اعداء الدولة والعراق الجديد ليحاول تجيير هذا الاعلام لصالح توجهاته الايدلوجية او السياسية او الحزبية الشخصية ليهاجم من خلال هذه المؤسسة الدولة ودستورها وشعبها واخلاقها وقانونها باسم الحرية والديمقراطية وباقي المسميا التي لاتغني ولاتسمن من جوع الا عند من يبحث له منفذ للوصول الى قلب الدولة ليطعنه من الداخل بخنجر الغدر والكراهية وليودي به الى الهلاك ، وهذا بالضبط مانشعر بوجوده في مؤسسة اعلام دولتنا العراقية الجديدية من كوادر تعمل لغير مصلحة هذه الدولة وهذه الامة وهذا الدستور وهذه المسيرة وتلك الغاية البعيدة من العراق الجديد !!.
إذن علينا كعراقيين ان نكون على قدر عالي من الوعي لرصد حركة اعداء العراق ومحاولة تسللهم الى مؤسسات الدولة لالحاق الضرر بالعراق وشعبه ودولته الجديدة من الداخل ، ولانسمح لاقانونيا ولادستوريا ولاشعبيا ان يستغل العدو هنا وهناك ومهما اختلفت توجهاته الايدلوجية السياسية او انتمائته الفكرية ان يستغفلنا كشعب عراقي بذل الكثير من التضحيات من اجل الوصول الى اقامت عراق جديد وحر ودستوري ومتطلع للمستقبل ، ويقتات من اموال شعبنا العراقي على اساس انه موظف في مؤسسة اعلام دولة العراق الجديد ثم بعد ذالك يدس لنا السمّ في العزل لتدمير حاضرنا ومستقبلنا على السواء !!.
ولابأس ان يكون هذا الاعلامي او ذاك منفلتا وغير راضيا على تركيبة العراق الجديد وناقما على مواد دستوره واخلاق شعبه الاسلامية ، وداعيا الى الاطاحة بنظام هذا العراق بالطرق السلمية .... وكل ذالك ولكن من خلال المؤسسات التجارية التي ليس لها علاقة بمؤسسة اعلام دولة العراق الجديد ، أما مؤسسة العراق الجديد الاعلامية فهي المدافع عن دستوره والملتزمة بفقرات قانونه ، والناظرة الى حماية مستقبله والوصول الى اهدافه على ماهي عليه وكما قرره الشعب العراقي في العهد الجديد لاغير ، وبهذا نكون قد وضعنا المقاييس والضوابط والقوانين والرؤى الدقيقة للفرق بين اعلام صديق وايجابي وحرّ وخادم ومحافظ على العراق الجديد ، وبين اعلام معادي وكاره وداعي وطارد لهذا العراق وبجميع مؤسساته الدستورية وديمقراطيته الملتزمة باهداف العراق الجديد ؟!.
_________________________
alshakerr@yahoo.com   
 

5
(( جند أنصار الله في غزة المنصة الصهيونية الجديدة لضرب القطاع ))



حميد الشاكر
___________________
اللعبة هي نفس اللعبة الصهيونية وبنفس الادوات والمفردات والبيادق !!.
منطقة يراد لها ان تتهم برعاية الارهاب وتمويله ونشره ، فماعليك سوى انشاء مسجد ابو حفصة السلفي او ابن تيمية اولا ، وبعد ذالك هيئ شيخ بلحية طويلة وسروال قصير يمتهن التكفير ويدعو الى السلف الصالح ، وعندما يتم للمسجد اربعين مصليا فتوقع اعلان الثورة وقيام الامارة الاسلامية المسلحة التي تخرج للشارع وهي تحمل السلاح وتُكره الناس بالقوة على بيعة الامير الجديد،وهكذا الى ان نصل الى تدخل الدول الكبرى الاستعمارية وتدمير المكان والزمان على ساكنيه بعد ان تعلن هذه الجماعة السلفية بيعتها لابن لادن في افغانستان واستعدادها لحرق العالم كله او الاستسلام !!.
سيناريوا بدأته المخابرات الامريكية الصهيونية بمساعدة سعودية في افغانستان اولا ، ثم عاد الى مصر ، وانتقل الى السودان في الثمانينات ، وقفز الى الجزائر والمغرب والصومال ... في التسعينات ، ثم بعد ذالك في العراق ولبنان وفلسطين في بداية الالفية الثالثة من هذا القرن !!.
في العراق ايضا سارت الامور بهذه الصيغة بتحويل مسجد في بغداد من اسمه الجميل الودود الى مسجد ابن تيمية ، وماهي الا سنة وتدريس مناهج التكفير الوهابية واذا تفلّق البيض عن رؤوس الافاعي الملتحية والسراويل القصيرة وهي تجول في بغداد الحضارة والثقافة والانفتاح في زمن الطاغية صدام حسين المؤمن في اخر ايامه الملعونة عندما غازل مملكة الشرّالوهابيةالسعودية ، وبعد اسقاط نظام البعث تحول مسجد ابن تيمية الى عبوات ناسفة وانتحاريين لم يشهد لهم التاريخ مثيلا ، وحتى اليوم لم تزل بذرة مسجد ابن تيمية ولعنته الوهابية تلاحق العراق حجرا حجرا وهي تهدّم فيه بلا رحمة !!.
في غزة فلسطين المقاومة والاستبصار والصمود يُراد لسيناريو المسلسل التكفيري ان يُعاد شريطه بعد عجز الصهاينة على القضاء على براعم المقاومة الاسلامية في هذا المكان ، وبعد ان اثبتت حماس الاسلام انها تسير بخطى هادئة وبادارة عقلانية وواثقة ومؤمنة وصابرة .... جعلت من العالم يغيّر من رؤيته السياسية شيئا فشيئا حتى طلب بعض اللقاءات العالمية مع كوادر وحكومة حماس المنتخبة في غزة مما دفع بالصهاينة الى الشعور بالحرج والمأزق والاندحار والتراجع الذي لاتستسيغه ابدا دوائر القرار والحرب الصهيونية ، وهذا ايضا ما دفع حلفاء الصهيونية العالمية واذنابهم بالمنطقة العربية ان تقدم خدماتها القديمة الجديدة في صناعة شيطان التدمير والفوضى الخلاقة في غزة من جديد من خلال صناعة مسجد ابن تيمية في رفح ، وتدريس مناهج التكفير الوهابية وارسال شيخ يدعو لنهج السلف الصالح ونبذ عبادة الصالحين واعلان الجهاد على الكافرين وابادة العالمين جميعا !!.
إن مسلسل صناعة مسجد ابن تيمية في رفح اليوم ، وما نتج عن ذالك من تصادم مباشر مع حكومة حماس في غزة ، ووقوع قتلى وجرحى باعداد كبيرة ...، كل هذا يؤشر وبلا ادنى ريب ان هناك اصابع صهيونية خفية لم تستطع النيل الفعلي من حماس في حربها الاخيرة على غزة عسكريا ومن الخارج ، مما دفعها لسحب بيادقها القديمة في زراعة القنبلة من الداخل ومن حضن حماس وفي بيتهم هذه المرّة ، ومعروف في هذا الاطار ان الدوائر المخابراتية الصهيونية اذا ارادت نشر الفوضى المدمرة في مكان من العالم العربي والاسلامي فان اعظم ادواتها يتمثل بزراعة بذور الفتنة التكفيرية السلفية في هذا المكان او ذاك بمساندة وتنفيذ المملكة االلاعربية السعودية الوهابية التي تتبنى وبالعلن هذا النهج التكفيري التدميري الذي عاث في الارض العربية والاسلامية فسادا لم تستطع القيام به اي جهة شيطانية اخرى !!.
وبالفعل قبل ان تكتشف حكومة حماس اللعبة مبكرا نظمت السلفية الوهابية نفسها تدريسيا تكفيرياوادخلت السلاح ودربت المنتحرين واعلنت الامارة الاسلامية الموالية لابن لادن ، وقطعت السبيل وحملت السلاح في رفح .... كل هذا تمّ وانتهى في ليلة وضحاها بدون ان يعلم احد بالموضوع والفكرة والتخطيط !!!.
لوسألنا ماذا يُراد من هذه الخلية الوهابية التكفيرية القيام به في قطاع غزة صهيونيا سعوديا  !!.
لأجبنا بما يلي :
اولا : الاطاحة بحكومة حماس باعتبار انها حكومة لم تعلن الامارة الاسلامية ولم تعلن الجهاد العلني والمستمر على اسرائيل .
ثانيا : جعل غزة افغانستان ثانية من خلال تحويلها الى قاعدة انطلاق ارهابية لضرب اي مكان في العالم تحت حجة اعلان الجهاد العالمي كما حصل بالضبط في افغانستان !.
ثالثا : تحويل قطاع غزة الى مركز ومشجب يستقطب الى داخله جميع جنسيات شذاذ الافاق ممن يحلم ان يتحول فحمة سوداء بعد ان يفجرّ نفسه في مقهى او مسجد او سوق لقتل المسلمين بحجة ارتدادهم عن الدين السلفي الحنيف !.
رابعا : اعلان غزّة انها عاصمة الخلافة الاسلامية الجديدة التي يجب على جميع بلدان العالم العربي والاسلامي الارتباط بها وتلقي الاوامر من أمير المؤمنين فيها !!!.
وكل هذا طبعا كما يراه اي عاقل في هذه الدنيا هو اعلان صريح وصك دولي ومشروعية كاملة وضوء اخضر واضح يدفع الصهاينة للتحرك العسكري وبمساندة عالمية مطلقة لحرق قطاع غزة بمن فيها حماية للامن والسلم الدوليين مما تشكله هذه الامارة الارهابية الاسلامية في غزة من خطر فادح ، وهذه في الواقع هي الغاية الكبرى والنهاية السعيدة لمسلسل خلق الامارة الاسلامية الوهابية في غزة لاسرائيل وللصهاينة في نهاية رمضان القادم !!.
نعم الغاية والهدف من زرع السلفية التكفيرية في غزة وبمساندة سعودية هو قلب المعادلة على راس حكومة حماس من الداخل وخلق المبررات الموضوعية للصهاينة وللعالم التي تبرر حرق غزة على اهلها بحجة وجود امارة تابعة للقاعدة فيها تهديدا لأسرائيل ومصر والاردن والعالم والسلم والامن الدوليين ، وعندئذ تكون اسرائيل في حلٍّ مما ستقوم به من مجازر مضافا انها ستحصل على الدعم العالمي اللامحدود لاي خطوة ستتخذها ضد غزة ، وهذا طبعا فضلا عن ان اسرائيل سينظر لها على اساس انها وانها فقط هي من تحافظ على المنطقة والعالم من جميع شرور الارهاب الاسلامي الذي يهدد الكون هذه الايام من خلال السلفية الجهادية الوهابية السعودية  !!.
وبذالك تكون اسرائيل قد قضت على حماس ونهائيا في غزة وباهون الخسائر وايسرها واجملها تخريجا مخابراتيا سعوديا !!.
على حماس ان تدرك هذه الحقائق وتسارع وبلا ادنى تلكؤ الى استئصال راس الحيّة الصهيونية من جذورها وحتى الراس ، وتدرك انها تحت وطأت خطر تكفيري وهابي عامل ومطيع للاجندة الاستعمارية هو اشدّ ضررا على وجودها حتى من الخطر الصهيوني المحتل لارضها الفلسطينية على الحقيقة !.
______________________
alshakerr@yahoo.com
     
 

6
(( عندما يتناول فخري كريم مقدسات المسلمين الشيعة في الزواج المؤقت !.))

حميد الشاكر
________________
فخري كريم رئيس مجلس ادارة جريدة المدى ، تناول في العدد (1580) الخميس 13/8/2009 / موضوعة (( زواج المتعة )) من خلال تقرير اجراه شاكر المياح مع عدة اناس عراقيون عاديون ليسألهم عن رأيهم في زواج المتعة ، والمحصلة النهائية التي خرجت بها جريدة المدى بقيادة الرفيق فخري كريم لموضوعة زواج المتعة هي :
اولا: انه زواج طياري ..
ثانيا: اسقاط إنسانية المرأة وامتهانها بشكل رخيص كونه محددا بمدة زمنية، وبعد انتهائها، ستكون تحت وطأة زواج اخر وعلى هذا المنوال ستظل سلعة يتداولها الراغبون بالشراء ناهيك عّما سينجم من علل اجتماعية عديدة !.
ثالثا : فيه تقيم المرأة علاقة شرعية مع رجل يختارها دون غيرها (تدر عليها مالا حلالا)، وللرجل امتاع بثمن اتاه الله وانعم به عليه رزقا حلالا ايضا !.
رابعا : المواطن محمد خالد وان بدى متحمسا لزواج المتعة ولكن ما أن سأله شاكر المياح :  لو ان احدا تقدم لاحدى قريباتك طالبا اياها لزواج المتعه فهل سترضى ؟ ابتسم وقال : سؤال محرج حقا لا املك الاجابة عليه لانها مرهونة بلحظتها قلت له : هذه اجابة دبلوماسية والمطلوب ان تكون واقعيا وصادقا، ابتسم مرة اخرى وقال : لا لن اقبل.. !!.
خامسا :المواطن الشاب (علي طالب)  راى ان الشعب العراقي من الصعوبة ان يقبل بهكذا زواج وانه ربما كان في زمن البعران مقبول لكن ونحن نشارف الالفية الثالثة فشيئ صعب جدا ، والدولة قادرة على توفير العمل المدر للكسب لتلك الارامل والمطلقات وفاقدات الازواج !.
سادسا : ونّاس باقر : يرى في زواج المتعة زنى مشرعن !!.
سابعا : اما برغش حيدر التميمي فهو يرى حسب مانشرته المدى لفخري كريم ان هذا الزواج بالاضافة الى انه زنى مشرعن هو فاقد للمودة والرحمة التي جعلها الله سبحانه في الزواج الدائم زواج امهاتنا القديم .
ثامنا : المواطن أدهم جابر ذهب ابعد من الكلّ في تقرير جريدة المدى حول الزواج المؤقت ليرى فيه شراء للمرأة من سوق نخاسة متخلف .
ثم يختتم تقرير جريدة المدى بعنوان : أطفال مجهولوا النسب وأيتام فقدوا الطريق الى الحياة وتعدد الزوجات هو الحل .
انتهى
الحقيقة ان زواج المتعة من العلاقات الزوجية التي اشتهر بها الفقه الاسلامي الشيعي القديم والحديث ، وهو فقه تميّز بالقول ان هناك زواج اسلامي محدد الوقت او منقطع الاجل عمل به في زمن الرسول الاعظم محمد ص وبتشريع منه واستمر بلا نسخ لاحكامه حتى هذا اليوم ، حتى اشتهر عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع قوله : لولا تحريم عمر للمتعة لما زنى الا شقي !!..
وهذا طبعا بعكس باقي مدارس المسلمين غير الشيعة الذين اقرّوا بتشريع هذا النوع من الزواج لفترة  في زمن الرسول الاعظم محمد ص حتى نسخ كما يعتقدون حكم هذا الزواج لسبب او اخر ونهي عنه في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب !!.
الآن كون ان لدينا حكم فقهي في الاسلام في الشؤون الزوجية او الاقتصادية او الفردية او السياسية ... مختلف عليه هنا وهناك بين المدارس الاسلامية شيئ ، وأن يتناول فخري كريم وجريدته المدى هذا الزواج وتلك الاحكام الفقهية الاسلامية باسلوب النقد والتحقير لكل مايتصل بهذه الاحكام الفقهية  الاسلامية الشيعية شيئ اخر ومختلف وفيه الكثير من الاهانة لعدة جهات عراقية واسلامية ومذهبية وغير ذالك !.
فاولا : هو اعتداء من قبل جريدة المدى العلمانية على مقدسات المسلمين الشيعة ومهما كانت مختلفة عن الاخرين او مجتهدة في قبالتهم والتي رأت  في فقهها ان هذا الزواج شرع رباني وحكم محمدي وتقنين علوي على جميع الصعد الاسلامية ، أفلا كان ينبغي على فخري كريم وحاشيته في جريدة المدى ان يحترم هذا الحكم للمسلمين الشيعة بغض النظر عن وجهة نظره العلمانية   !.
وثانيا : هو تحقير لمعتقدات عراقيين بل غالبية الشعب العراقي واتهامهم بالتخلف والنظر للمراة على اساس انها سلعة ، وانهم مجموعة من الاوباش لايرون في هذا الكائن الا جسدها الجنسي المباع والمشترى في سوق النخاسة !!.
وثالثا : هو تسفيه ونقد لعقول فطاحل ائمة الاجتهاد في الفكر الشيعي الاسلامي ، واستهزاء واضح بكل قدراتهم الفكرية التي تبتغي الحكم الاسلامي واصابته بشكل دقيق حتى توصلوا الى نتيجة ان هذا الزواج المؤقت هو فضلا عن كونه اسلامي شرعي هو زواج حافظٌ للمراة وللرجل وفيه مصلحة لكل الاطراف الاجتماعية وهو صائن لكرامة المرأة قبل صيانته لكرامة الرجل باعتبار ان احكام الاسلام دائما مراعية لكرامة الانسان اي انسان ... ثم يأتي بعد ذالك اليساري المحترم فخري كريم ليرى ان من شرّع واقرّ هذا الزواج ماهو الا معتوه يعيش في قرون الغزو والغارات وسبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة لاغير !.
بعد هذه المقدمة اريد ان اناقش هذه الجرأة لامثال جريدة المدى على معتقدات ومقدسات امة عراقية بكاملها وغيرها على الخوض في مضمار ليس هو اولا من اختصاصها لترشدنا جريدة المدى عن الحلال والحرام في الشرع الاسلامي ، وثانيا لغايات واهداف مثل هذه التقارير الصحفية التي تروج لها المدى وزعيمها فخري كريم بصيغ هي اقرب لتجهيل المجتمع العراقي والاستهزاء بذهنيته وعقليته الذكية جدا والغير قابلة للانسياق خلف هذه الافكار الهدامة لاخلاقيات المجتمع العراقي ووعيه وثقافته في مضمار الحياة الزوجية !.
نعم جريدة المدى والقائمين عليها لها خطٌ فكري معروف بتناشزه وتناقضه الواضح لايمان ودين ومعتقدات الشعب العراقي الاسلامية ، كما ان المدى كجريدة ومدير مجلسها وكوادرها العاملة فيها هم اشخاص اميون تماما في مجال الفكر والفلسفة والاحكام الاسلامية ، بل انهم يعرفون كل شيئ في هذه الحياة الا معرفتهم بدين الشعب العراقي ومقدساته وكل مايحمل من ايمان وتعلق بشعائر ، وعليه من اين جاء هذا الاهتمام لكوادر جريدة المدى بموضوعة اسلامية دقيقة جدا في الفكر الاسلامي الا وهي (( الزواج المؤقت )) لتطرحها هذه الجريدة بتقرير ليس على اهل اختصاص وادراك وعلم !.
بل على مارة في الشارع لتسألهم ارائهم حول موضوعة الزواج المؤقت او زواج المتعة كما تصر على تسميته جريدة المدى العلمانية التوجهات ، ولتصف هذا التشريع الاسلامي المقدس فيما بعد بالتخلف والرجعية والزنى المشرعن .... وغير ذالك من صفات لو كان امام جريدة المدى ورئيس ادارتها شعب حيٌ ويدرك اهمية مقدساته  لما جرأت هذه الصحيفة على نعت مقدساتهم الشرعية بالزنى المشرعن ، ولرأى فخري كريم وغيره انه بالحقيقة اتفه من ان يتعرض للاحكام الاسلامية بهذه النعوت والصفات !!.
على اي حال : هل حقا ان الزواج المؤقت هو عودة وارتداد الى عصور النخاسة البشرية كما صورته المدى في تقريرها حول زواج المتعة  ؟.
أم انه زواج كباقي الزيجات التي توفي جميع متطلبات المجتمع الروحية والنفسية والمادية والاجتماعية وغير ذالك ؟.
طبعا فخري كريم وغيره الكثير مع الاسف لايرون اي اشكال بأقامة علاقات (( طيارية )) مدنية بين اي رجل وامرأة ، بل ولو سالنا هذا الفخري وامثاله عن تلك العلاقات الجنسية المدنية لكان لسان فخري كريم يصل الى اذنه في محاضرة حرية الانسان الشخصية وضرورة الحفاظ عليها وحمايتها من منطلق الايمان بالليبرالية التي تدعوا لمثل هكذا علاقات يشترط فيها اولا قبول الطرفين بهكذا علاقة ، وثانيا ان لاتقع تحت اكراه طرف على اخر ، ولرأينا ان ليس هناك في اجندة رئيس مجلس ادارة المدى وغيره اي رائحة زنى غير مشرعن بمثل هكذا علاقات جنسية ، وسوف لن يناقش علمانيا اي سلبيات وولادات غير شرعية لهكذا اقترانات ، ولرأيتم صاحب التقرير حول زواج المتعة (( شاكر المياح )) هو اول من ينبري ليؤكد ان هناك اكثر من ايجابية لعدم وجود اي قيود او عقود لمثل هكذا علاقات جنسية مدنية طيارية !!.
اما اذا سألنا المياح ورئيس ادارته في المدى عن زواج المتعة او الزواج المؤقت فسوف يلغى اي شيئ حتى حرية الافراد في مثل هكذا زيجات وسوف تنتقد ويُستهزئ بها باعتبار ان هذه الزيجات تعتبر امتهانا لكرامة المرأة وعودة لعصور الذكورية العربية باسواق نخاستها المغولية ، وكأنما اسواق النخاسة لاتذكر الا عندما يكون الامر متعلقا بالاسلام والمسلمين ومقدساتهم ، أما كون اسواق النخاسة قد استوردت من العالم الديمقراطي اليوناني الغربي لجميع العالم ، فهذا شيئ لاينبغي ذكره لاتصاله بالديمقراطية اليونانية التي هي المرجعية الحقيقية لاسواق النخاسة الاوربية التي باعت واشترت في الانسان الافريقي الاسود وغير الاسود ايضا الى حد الثمالة !!.
نعم لننظر الى هذا الزواج في الشريعة الاسلامية على اساس انه داخل في اطاره الحضاري للانسان الاسلامي ، ولانأخذه على اساس انه مشجب يعلق عليه التافهين والمنحرفين والسفلة وعديمي الضمير جميع اخطائهم وجرائمهم الدونية الاخلاقية ، ولنبدأ من كونيته الفردية لنسأل : هل الزواج في الاسلام وبجميع اشكاله المتعددة سواء كان دائما او مؤقتا او ازليا او منقطعا هو مشروع يقدم عليه الانسان بكامل حريته وارادته ؟.
أم انه مشروع يفرض على الانسان الاسلامي وبالقوة وليهدد فيما بعد اما ان تتزوج او تقدم راسك لسيف الجلاد ؟.
طبعا مشروع الزواج داخل في اطار حرية الانسان الفردية واختياره البشري  ، فلو اراد شخص ذكري او انسان انثوي ان تقدم على مشروع وعملية اقتران جنسية من هذا النوع فشرط حرية الاختيار والقبول من الطرفين امر حيوي ، بل انه شرط لايقوم عقد الزواج بدون موافقة وقبول كلا الطرفين الرجل والمرأة بمشروع الزواج هذا ، وعليه الزواج كله مشروع داخل في نطاق حرية الانسان ذكرا كان او انثى ولايجوز ويحرّم فرض عقد زواج على امراة او رجل بالاكراه وبدون توافر حرية الارادة في مثل هذه العقود وهذا اولا !.
ثانيا : مشروع الزواج المنقطع هو كباقي مشاريع الاقتران الزوجية فهو واقع تحت حرية الانسان وكيفية تصرفه الفردية ، فليس هناك مايفرض على المرأة ان تقبل بمثل هكذا مشروع ، كما انه ليس هناك شيئ اخر يفرض على الرجل ذالك الا رغبة كلا الطرفين في اقامة هذه العلاقة الزوجية ولكن بصيغتها المنقطعة وليست الدائمة ؟.
الآن ماهي الصيغة الافضل في عملية ومشروع الزواج ؟.
وهل الزواج المنقطع هو بمثل ايجابيات الزواج الدائم ؟.
وهل هناك سلبيات للزواج المنقطع اكثر منها في الزواج الدائم ؟........الخ .
كل هذه اسألة خارجة عن موضوع قرارات الزواج ومشروعه الانساني الحرّ ، وداخلة في كون ان لكل صورة زواج سلبياتها وايجابياتها المحترمة ، وكما ان للزواج الدائم كوارثه الاجتماعية والاسرية .... وحتى لو شئنا قلنا بصيغة فلسفية عميقة اكثر عمقا مما تتصوره جريدة المدى الرجعية برئيس تحريرها وصحفييها المنغلقين ، لقلنا ان من مشاكل الزواج الدائم في بعض الاحيان انها عبودية لافكاك لرقبة المرأة منها لو قدر لها القدر اختيارها لزوج غير كفوء ومجرم ومنحرف يحوّل حياة هذه المسكينة التي اختارته بالخطأ الى امةٍ للخدمة والعذاب طيلة عمرها مادامت عصمة الطلاق بيد الرجل وهو المقرر لها !.
وهذا بعكس تماما ايجابيات الزواج المؤقت او المنقطع التي تقدم عليه المرأة بكامل حريتها مع رجل تكون هذه الفترة مفتاح حرية للمرأة اذا وقعت بصنف من الرجال عديمي الضمير بحيث تكون الفترة المنقطعة اكبر فرصة للمرأة لتعيد تقييم اختيارها لشريك الحياة وتنفصل عن الاسوأ ميكانيكيا من الرجال لترزق برجل شريف اكثر شرفا منه ربما بعد ذالك يقرر الطرفان ان حياتها يجب ان تستمر الى نهاية العمر للتوافق الذي اكتشفته المرأة والرجل خلال فترة الزواج المنقطع بكلا الشخصيتين !!.
أليس هنا وبهذه الصورة يكون الزواج المؤقت اكثر حضارية وانسانية للرجل والمرأة من الزواج الكاثوليكي الدائم الذي يحكم على الانسانيين وخاصة على المرأة بالعذاب المستديم ؟.
أليس الفترة المنقطعة في الزواج هي بهذه الصورة زواج المستقبل الذي سوف تقدم عليه كل البشرية لايجابياته الواقعية فضلا عن المسلمين الشيعة وايمانهم بفاعلية هكذا زواج وبغض النظر عن ضيق افق جريدة المدى ورئيس ادارتها وادعائه التقدمية في الفكر والرؤية ؟.
أليس العالم الغربي كله اليوم برجاله ونسائه ينظر الى الزواج الازلي او الدائم باعتباره كاثوليكيا وبروتستانتيا ، وحتى اجتماعيا واقتصاديا وهكذا اسلاميا ايضا هو قيد عبودية وخطوة خطرة جدا وقرارا ليس من السهل الاقدام عليه ببساطة لعدم معرفة نتائجه الكارثية ، ولهذا في الغرب يعزف الرجال والنساء عن الزواج الدائم ويكتفون باقامة علاقات محرمة (طيارية ) من كلا الجنسين لتجنب التورط بالزواج الدائم ؟.
فاذا كان الزواج الدائم وحتى اسلاميا يحمل من السلبيات على المرأة قبل الرجل باعتبار ان لاخيار للمرأة في قرار الطلاق ان رأت ذالك كل هذا الكم الهائل من السلبيات ، أليس من المعقول القول ان الزواج المؤقت او المنقطع او مايسمى اسلاميا بالمتعة هو الفرصة الوحيدة وخاصة للمرأة ومن ثم للمسلمين بممارسة الحياة الزوجية بشكل ( تجريبي ) وحسب شروط معينة كأن تكون بلا انجاب اطفال ، لتصل المرأة قبل الرجل الى معرفة هل يستحق هذا الزواج ان يستمر او انه غلطة وسوء اختيار بالامكان تداركه في الوقت المناسب قبل انجاب الاطفال وبناء الاسرة الكاملة ؟.؟؟؟؟.
هل ياترى يفهم هذه الفلسفة الحضارية للعلاقة الزوجية جماعة المدى اليساريين ؟.
أم انهم بالظاهر تقدميون وبالداخل والفكر قبليون جاهليون عشائريون لم يزالوا ينظرون للمرأة كملكية لايجب ان يشترك فيها اكثر من رجل ولهذا تتقزز مشاعرهم من زواج المرأة اكثر من مرة واحدة ؟.
يبدو ان في هذه النقطة يكون الزواج المنقطع كما يؤمن به الشيعة المسلمون هو زواج المستقبل البشري الذي لاغنى عنه للعالم الاسلامي المرتبك بكل علاقاته الاسرية المفروضة على كلا جنسيه الرجالي والنسائي بالخصوص ، وانا من المعتقدين ان رفض بعض الاوساط الاجتماعية الاسلامية او عدم رغبتهم بتنظيم حياتهم الزوجية بشكل وبرؤية مختلفة لهذه العلاقة الانسانية هو الذي يعيق مشروع الزواج المؤقت للخروج للنور وابصار دوره الحضاري في بناء حياتنا الاسرية ، والا لو نظرنا لحياتنا العربية والاسلامية وكيفية قيام علاقاتها الزوجية المدمرة بفعل دخول عوامل القبيلة بهذا الزواج والطبقية والنسب ... وغير ذالك ، وماتسببه هذه العوامل من سلبيات على الاسرة في الاسلام ، لو راينا كل ذالك بعين حضارية لقررنا وعلى الفور انشاء دراسات ورؤى جديدة لاعادة تشكيل او كيفية تشكيل الاسرة الاسلامية في المستقبل على اسس واصول مختلفة مئة بالمئة عن ماهو موجود الان في حياتنا الجاهلية الاسرية وبدءا من تغيير صيغة عقد النكاح من الدائم الى المؤقت او المنقطع !!.
نعم اليوم هناك اساءة للاسلام وفهمه كله من قبل المسلمين اينما كانوا في العراق او في غيره ، ولاريب ان هناك سوء استخدام لحق عقد الزواج المنقطع من قبل اوباش من المسلمين ترى في الزواج متعة جنسية لاغير ، وهؤلاء لم يسيئوا فقط للاسلام في موضوعة الزواج المؤقت بل انهم يسيئون للاسلام حتى بصلاتهم وحتى بنفاقهم وحتى بكل وجودهم الضار على الاسلام واخلاقه ، وكل هذا لايعني ان بعض الاوباش من البشر سيقررون وجه العبادات والاحكام الاسلامية وهل هي صالحة لبناء المجتمع او غير صالحة !!,
صحيح ان هناك من يرى الزواج المنقطع على اساس انه نزوة طيارية كما ذكرته جريدة المدى ، كما ان هناك من لايرى بالزنى بأس ولكنه يرى في الزواج المنقطع الف بأس وبأس على تقاليده وعاداته الاسرية والجماعية ، ولهذا هو يزني بكل بساطه لكنه لايتزوج باصول واخلاقية وعقود ومواثيق ووعي واحترام للمرأة والرجل معا !!.
لكن هناك من يرى ان الزواج المنقطع او المؤقت هو الطريقة الفكرية الوحيدة الذي لو فهمت اجتماعيا بصورة اخلاقية وفكرية جيدة فانها ستغير رؤية المجتمع الاسلامي كله للحياة وللعالم وللمرأة بصورة خاصة !.
اي انه لو كان لدينا مجتمع اخلاقي يحترم الاسلام وسننه وعقوده ومواثيقه ... لأدرك تلقائيا ان الزواج المؤقت مرة يكون اضطرار ضرورة كما هو معروف لدى المسلمين العراقيين وغيرهم اليوم كحكم المسافر او المنقطع عن اهله او غير ذالك وهو احقر الصور للزواج المنقطع  ، ومرّة لا انه يرى في مشروع الزواج المنقطع تنظيم لتراتبية اجتماعية تجعل من رباط الزوجية التي يسمونه كاثولوكيا مقدسا ، رباطا انسانيا غير مقدس بل هو رباط او مشروع بناء اسرة ونواة مجتمع مصغرة !.
اي ان الزواج المؤقت من وجهة نظر العارفين ببناء المجتمعات هو ثورة على زيف قداسة الحياة الزوجية من جهة ، وهدم لاسطورة العبودية التي لايمكن استبدال مشروعها بشكل اخر بين الرجل والمرأة لبناء اسرة اسلامية متوافقة من جميع الجهات .
نعم الزواج في الاسلام بناء طبيعي وانساني وليس قداسي كاثوليكي محنط بزيجة واحدة الى اخر الحياة ، بل ان الزواج مشروع توافق في الاسلام بحاجة الى مقومات عديدة بين رجل وامراة اذا توافرت توفّرت فيما بعد الاسرة الصالحة المتوافقة والسعيدة ، وكل هذا لايكون بقرار واحد في هذه الحياة وانما ربما بعدة قرارات للمراة والرجل حتى تستقر الحياة على شكل منسجم مئة بالمئة وهذه هي وجهة نظر الاسلام الحقيقية عن الزواج والمنقطع وليس كونه زواج اضطرار وسفر ونزوة كما يشرحه لنا الاباء اليسوعيين في الاسلام اليوم !.
ان الزواج المنقطع حسب هذه الرؤية او مايسمى شعبيا بزواج المتعة نراه كزواج اصيل ومستقر في حياة الجماعة المدنية التي تريد صناعة مجتمع متطور وخالي من الامراض المزمنة للزواجات الكاثولوكية الاسلامية الدائمة التي هي ايضا زواجات محترمة ومستقرة في حياة الجماعة المدنية الا ان اشكالياتها وسلبياتها الاسرية اكثر عنفا ممالو قررنا ان يكون الزواج الدائم اخر قرار يقبل عليه الانسان في حياته الاسلامية !!!!.
************************
في نهاية بحثنا المختصر هذا احب ان اجيب على بعض الصور الذي طرحتها جريدة المدى للزواج المؤقت والذي ذكرناه في بداية بحثنا هذا ليرى القارئ المحترم كيفية خوض مثل هذه الصحافة الرجعية لافكار اسلامية تقدمية ومستقبلية بالفعل اكبر بكثير من حجم الطاقة الذهنية لمثل هؤلاء المعتدين على افكار واحكام الاسلام الراقية ولابدأ ب :
اولا : حاولت جريدة المدى التاكيد على الجانب الاقتصادي فقط للموضوع ، وإن هذا الزواج كأنما شرّع بسبب حاجة المرأة الاقتصادية لاغير ، وانها تشبه كثيرا من تبيع نفسها جنسيا من اجل المال !!.
وهذه النقطة بالذات هي نفس النقطة الغربية التي تثار ضد (( المهر )) او مايسمى الصداق مقدم ومؤخرالزواج الدائم ، وانه عار واحتقار للمراة في الاسلام ان يسمى لها صداق نقدي بعد طلاقها او في حال قبل زواجها في الاعراف الاسلامية !!.
والحقيقة ان المدى وغيرها من بؤر التخريب الاخلاقية للمسلمين هم يستهدفون المعنى العام للزواج وليس الزواج المؤقت بالتحديد وكيفية ان يكون هذا الزواج اقتصاديا او بعوض نقدي للمراة المتعتع معها !!.
وإلا نفس هذه الحجة في دفع الصدقات في الزواج المؤقت هو موجود ايضا في الزواج الدائم ، ولافرق مطلقا بين الصداقين الا في بعض الفروع الغير جوهرية لهذين الزواجين ، واذن حجة الصدقات والمال خارجة عن موضوعة الزواج وكرامة المرأة كلها وغير داخلة لافي صلب معادلة الزواج الدائم ولافي صلب معادلة الزواج المنقطع !!.
وعلى اي حال ما البأس في ان يكون للمرأة حصانة مالية تدخرها لحياتها الشخصية ، مع وجود رغبتها بالانسان الذي ترغب بمعاشرته جسديا لترتقي العلاقة من كونها جنسية فقط الى كونها جنسية اقتصادية للمرأة ايضا ، فلا اعلم نصا قانونيا يجعل من الرفاهية الاقتصادية للمراة جرما اخلاقيا او قانونيا يجب ان تعاقب المرأة او الرجل او الزواج المؤقت بسببه ؟  !!.
صحيح اذا استغل هذا المال لارغام المرأة المحتاجة اليه على بيع جسدها لمن يشتري وتحت اي اسم من الاسماء فهذه جريمة اخلاقية قبل ان تكون جريمة اسلامية ، لكنّ هذا لايعني خلط الاوراق لتسويق البغاء باسم الزواج ، كما ان هذه الحالة معتمدة على اخلاقيات المجتمع الفردية والاجتماعية وليس لها علاقة بمشروع الزواج في الاسلام من قريب او بعيد ، فمن يقبل على نفسه ان يمارس الجنس بالمال هو هو نفسه من يرتضي لنفسه ان يكفر بالاسلام من اجل المال نفسه ، وعلى هذا لاعلاقة جدلية بين حاجة المرأة للمال واضطرارها لبيع جسدها الا الانحراف الاخلاقي لاغير ، والا بامكان المال ان يكون متوفرا لدى نساء كثيرات لكنهن يدفعن المال للرجال لممارسة الزنا معهن والعياذ بالله سبحانه !!.
ثانيا : هل حقا ان الزواج المؤقت هو اسقاط إنسانية المرأة وامتهانها بشكل رخيص كونه محددا بمدة زمنية، وبعد انتهائها، ستكون (تحت وطأة زواج اخر)وعلى هذا المنوال ستظل سلعة يتداولها الراغبون بالشراء ناهيك عّما سينجم من علل اجتماعية عديدة  ؟!.
الحقيقة لاشيئ يمنع المرأة اسلاميا ان كانت بلا زوج ان تكون لاكثر من زوج متوالين في حياتها القصيرة ، كما انه ليس هناك مانع لتكون للرجل اكثر من زوجه في حياته تلك ، ومن يرى ان المرأة ستمتهن كرامتها بسبب تعدد ازواجها هذا انسان يلبس رباط عنق الا ان دماغه لم يزل قبليا تقليديا لاغير يرى من العار على المرأة ان تتزوج في حياتها اكثر من رجل كما هو الحاصل في تقاليد مجتمعنا العراقي بالتمام !!.
نعم في مجتمع قبلي عشائري كالذي هو في العراق من العار على المرأة ان تطلق اكثر من مرة وتتزوج اكثر من مرّة ، لكن هذا لايعني ان هناك محرّم اسلامي في هذه النقطة ، وانما هناك تقاليد عشائرية وقبلية لاغير تمنع ان تكون المرأة وملكيتها لاكثر من رجل !!.
أما في الاحكام الاسلامية فمن حق المرأة ان تتزوج مليون مرة متتالية ان امكنها ذالك بعد ان تتطلق مليون الا مرّة واحدة حسب الاحكام والشروط الاسلامية ، وكل هذا حق من حقوقها الشرعية ان تبحث عن الرجل الذي يتوافق معها كما تتوافق معه بلا حدود فعسى ولعل في الزيجة العاشرة تصادف من هو جدير بعنوانها الانساني ، وتاريخنا الاسلامي ايضا يقول ان معظم زوجات الصحابة كانت متزوجات لاكثر من ثلاث واربع زيجات من قبل  !!.
وعلى هذا لاضير على كرامة المرأة وامتهان سمعتها ان تزوجت باكثر من رجل !.
أما ان تبيع نفسها لمن يدفع اكثر فهذا يسمى بغاء في الاسلام وليس زواجا ولاداعي لخلط الامور بهذا الشكل بين الزواج والبغاء في جريدة المدى ؟!!.
ثالثا : هل ان زواج المتعة او المؤقت قائم على البيع والشراء والمال الحلال ؟.
الحقيقة ان الزواج المؤقت ليس هذه حقيقته ، لكنها حقيقة ( حجي جعيور ) صاحب المدى الذي يرى كل الاسلام ماهو الا درهم وجنس ، وماذنب الاسلام واحكامه اذا كان جعيور الله سبحانه رزقه درهم فلا يعرف كيف ينفقه فتزوج بنصفه واشترى بندقية بالنصف الاخر ليقتل به جاره !!.
رابعا : هل لو فرض تقدم اي انسان ليتزوج بنت او اخت حميد الشاكر زواج مؤقت فماذا سوف يكون رده ؟.
الجواب سيكون رده نسأل العروس اولا فان وافقت على زواج مؤقت فمبروك والله يتمم بخير ّ!.
أما اذا استنكفت ان يكون زواجها مؤقتا ورغبت ان يكون زواج ابنة حميد الشاكر دائما فلها الخيار ونرد طالب الزواج باحسن القول وكفى الله المؤمنين شر الخلاف ؟.
الحقيقة انا لااعلم كيف يفكر هؤلاء الناس بشان الزواج في الاسلام ، لكن ما المسه بقوة هو ان هذه البشرية اما انها لاتدرك من الاسلام واحكامه اي شيئ لذالك هي لاتدري ولاتدري انها لاتدري ، واما انها تدرك الاسلام جيدا ولكنها تكره وتود التخلص منه ومن مظاهره لسبب او اخر ، ولذالك هي لاتقبل بكل شيئ ياتي من قبل الاسلام وكفى ، والا سؤال : هل تقبل بزواج ابنتك او اختك زواجا مؤقتا ؟، لااعتقد ان جوابه اسلاميا محرجا بسبب ان الزواج اصلا لابيدي على ابنتي ولا على اختي ، بل هو مشروع يجب ان يدرس وتقرر فيه المرأة نفسها ، فعلامَ نسأل العراقي في الشارع وهو من قبيلة تميم او طي بمواضيع هي من تشريعات الاسلام الذي هو اعدى اعداء اعراف وتقاليد طي وقبائل تميم مثلا ؟.
ألا يدل هذا على ان ساءل السؤال اكثر قبلية حتى ممن يرفض ويقبل في شيئ هو لاولاية له عليه كالزواج ؟.
هذا لندلل فقط ان مثل هذه الاسألة لاتصدر الا من قبل جهة رجعية وقبلية حد النخاع وهذا ماتمارسه المدى مدعية التقدمية وحقوق المرأة والمحافظة عليها !.
خامسا : هل ان الزواج المؤقت او المنقطع من مخلفات حقب البعران والغزو وسوق النخاسة وبيع النساء ؟.
طبعا من وجهة نظرنا الخاصة ان الزواج المؤقت ليس لانه من مخلفات الماضي لايُقبل عليه المجتمع العراقي وتناهضه جريدة المدى وفخري كريم ، ... لا بل بسبب كونه من تطلعات المستقبل الذي لايستطيع مجتمع تقليدي كالشعب العراقي وانسان رجعي كفخري كريم استيعاب مضامينه الفلسفية والفكرية والاجتماعية ومايختزله من ثورة تغييرية في العلاقة الزوجية الصحيحة ، ولهذا السبب المجتمع العراقي لايمكن له قبوله ولا جريدة اليسار المداوية هي قادرة على استيعاب ان يكون الزواج حرية اختيار فعلية للمرأة قبل الرجل واعطاء الانسان اكثر من فرصة لاستقرار حياته الاسرية وليس العكس !!.
سادسا : هل الزواج المنقطع زنى مشرعن ؟.
بل الزنا المشرعن هو زواج دائم يكتشف الشريكين الرجل والمرأة فشله من اول شهر ويستمران بالغش والتدليس في علاقة جنسية كاره لها الطرفان ولاتربطهما سوى مسؤولية الاطفال او تقاليد القبيلة والمجتمع ليس الا ، وليس الزواج المؤقت هو علاقة زنى مشرعن !.
ان من يريد ان يزني ليس بحاجة الى انشاء عقد زواج مؤقت او دائم ، وماعليه الا اختيار اي مكان في اوربا او اسيا ليجد صالات الدعارة ترحب به في اي وقت مع كل لون وجنس من النساء مادام يملك المال نفسه الذي سوف ينفقه على الزواج فلينفقه على الزنا وانتهى الامر الذي فيه تستفتيان !!,
أما من يريد اسلاميا واخلاقيا ان ينشئ زواجا منقطعا فعليه ان يدرك ان الاسلام وصوره واشكاله كلها اخلاقية ومسؤولية لاتقبل اللعب بالاعراض ولا امتهان كرامات الناس او شراء متعة بالامكان شرائها بغير الاسلام واحكامه ، ولابأس وليس من العار ان يشبع الانسان متطلباته الجنسية الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى فيه ، ولكن عليه ان يدرك ان المطالبه ليس من طبيعته الجائعة فحسب بل هناك ايضا لاشباع طبيعة جنسية في المقابل لهذه المرأة التي تبحث عن سد حاجتها الطبيعية كمثله واكثر فليتق الله ربه ويدرك مسؤولياته !.
أخيرا : هل الزواج المنقطع يفتقد لمؤهلات المودة والرحمة ؟.
لا بل ماتمّ تشريع الزواج المؤقت الا بسبب الرحمة بالرجل ومتطلباته والمرأة بنفس هذه المتطلبات ، وكذا المودة او الحب ، فالممارسة الجنسية في الزواج هي ارقى انواع المودة والحب بين الطرفين ، ولايستطيع كائن في الحياة ان يفرض المودة والرحمة على انسان ما بقدر فرض هذه العلاقة الزوجية لها ، فالزواج وممارسة الطبيعة البشرية في داخله هو اقرب نقطة التقاء بين الرجل والمرأة في هذه الحياة !.
هل بعد هذا لم يزل اصحاب جريدة المدى يرون في الزواج المؤقت او الدائم او اي صورة من الزيجات الاسلامية انه امتهان لكرامة المرأة ؟.
أم ان المرأة تهان كرامتها عندما تمنع من ممارسة اثمن شيئ في حياتها الطبيعية والجسدية باسم التقاليد والعيب وعدم رضى القبيلة وفخري كريم اليساري وغيره ؟.
على العالم الجديد ان يدرك ان الجنس خلقة الاهية عظيمة عليها وفي داخلها مدار الاستمرار للنوع البشري على هذه الارض ، وانه كلما كانت الابواب الشرعية والاخلاقية مفتوحة اكثر لممارسة هذه الفطرة والخلقة والطبيعة الانسانية ، كلما اغلقنا ابواب الفساد والانحراف والرذيلة والعلاقات المشبوهة داخل المجتمع ، وفتحناكوّة  اعظم الابواب التي فتحها الله سبحانه رحمة بعبيده المسلمين والمؤمنين به ، وهي اعظم حقيقة لتنفيس كل الاحتقان الجنسي المكبوت داخل مجتمعاتنا الرجعية في الفكر والسلوك والنظرة الى المستقبل ومادعوى اغلاق منافذ ومنصات الرحمة الالهية في ابواب الزواج المتعددة وخصوصا منها المؤقتة والمنقطعة واختصارها على نوع كارثي كاثوليكي واحد يسمى بالاسلامية  الا احد الطرقات التي فتحت لممارسة الرذيلة تحت جنح الظلام ورغم انف العالمين جميعا !.
نعم جاء الوقت ليدرك المسلمون بصورة عامة والعراقيون بشكل خاص : ان الممارسة الجنسية والطبيعة الانسانية والفطرة والغريزة البشرية ، وحق الانسان الشرعي والاسلامي بان يكون لكل امرأة رجل تختاره ، ولكل رجل امرأة يختارها... ان كل هذه العناويم والمضامين هي من صلب البناء الاسلامي الشريف الذي اراد تفتيت عوامل اي احتقان جنسي مدمر للمجتمع ، ولاينبغي بعد اليوم ان يوضع الانسان المسلم بين خيارين في اعظم ممارسة في حياته الانسانية ، أما الزواج الدائم وان كان فاشلا بكل المقاييس البشرية واللابشرية من جهة ، وأما ممارسة الرذيلة والحرام والزنا في الظلام ومع المومسات وطالبات المال وممتهنات الفاحشة والخطيئة من جانب اخر ، بل هناك اشرف زواج مستقر اجتماعيا وواعد مستقبليا وحضاريا ان راعى فيه المجتمع اصوله واخلاقياته ونظم كل مداخلاته واحترم بنوده ومواثيقه الا وهو الزواج المؤقت الذي لم يشرّع الا للقوم المؤمنين الحضاريين التقدميين الاسلاميين حقا وعلى الحقيقة !!.
__________________________________
alshakerr@yahoo.com   
 
                         

7
المنبر الحر / (( حيّة تبن !))
« في: 13:01 13/08/2009  »
(( حيّة تبن  !))

حميد الشاكر
______________________
معروف عن حيّة التبن ( الافعى التي تعيش في بيت مؤونة الناس ) في العراق انها تأكل من بيت العراقي لتسمن وبعد ذالك تلدغه لترديه تحت التراب ميتا !!.
الشيوعيون العراقيون في عراق مابعد الدكتاتورية مثل تلك الحيّة الناعمة والصامتة في زحفها والقاتلة في سمها وبين انيابها ، فبينما وفرّ العراق الجديد المشاركة لجميع ابنائه في بناء الدولة الجديدة ، وفتح هذا العراق الذي تقوده التيارات الاسلامية المؤمنة به وبخالقه وبمشاركة الاخر واحترام رأيه جميع ابوابه لكل عراقي ومهما اختلفت انتمائاته الايدلوجية ، راح لفيف من منقرضي الشيوعية العالمية الذين لم يزالوا لهذه اللحظة يعيشون في ظل المياه الراكدة في العراق الى نهش العراق الجديد بصورة عجيبة وغريبة على طبيعة الانسان العراقي الخلوق الذي عانى كثيرا في نضاله من اجل التخلص من الدكتاتورية وظلمة حقبة حكم البعثيين في هذا الوطن !.
فاولا : انبثت هذه التكتلات من بيض الافاعي الشيوعية في العراق لتستقر مستكينة بين احشاء دولة العراق الجديد هنا وهناك في فروع وزوايا وزارات الثقافة والاعلام والصحافة .... وغير ذالك لتظهر كل الولاء السياسي للعراق الجديد ولتقدم فوق ذالك فروض الطاعة ومفردات الحب  لهذا الشعب والوطن !.
ثم ثانيا : ما ان فقس بيض تلك الافعى الشيوعية السوداء القديمة ، حتى دبت رويدا رويدا في مفاصل الدولة والحكومة العراقية المنتخبة بقيادة لفيف من بعض الاسلاميين النائمين وغير الاسلاميين العراقيين ، لتتسلق الى مناصب رفيعة ولاسيما منها المناصب المختصة بالثقافة العراقية من صحافة واعلام مرئي ومقروء ومسموع لتسيطر على عقل الانسان العراقي وثقافته من جديد ويتم السيطرة على هذا الدماغ تماما وغسيله رجعيا وحشوه بافكار تدميرية واخرى طبقية ماضوية تثير نعرات الاحقاد الاجتماعية وتزرع بذور الشقاق والنفاق بين هذا المجتمع الذي يحاول ان يتماسك بكل طريقة ممكنة !.
وثالثا : ما إن بلغت هذه الافاعي الشيوعية العلمانية وبرزت انيابها للوجود بعد مرحلة الكمون والحضانة والطفولة ، حتى راحت تنهش بالعراق الجديد بشكل مدمر ورهيب وخطر جدا ، الى ان وصل معول الشيوعية العراقية الى الاعلان والثورة الصريحة على العراق الجديد ومتبنياته الدستورية واخلاقياته الديمقراطية ، وايضا من خلال المنصات الاعلامية الذي وفرها هذا العراق الجديد لجميع ابنائه  استطاع ان يتسرب اليها الشيوعيون العراقيون الفاشلون بجميع الانتخابات الماضية  بمكر وهدوء وصمت افاعي قديم ومعروف لاصحاب الفكر الثاقب والعين التي لاتنام عن مصلحة العراق الجديد  !.
الحقيقة بامكان اي مراقب عراقي اليوم ان يضع ورقةً وقلما الى جانبه ليعدّ الاقلام التي تكتب صحفيا داخل العراق وخارجه من الاقلام الشيوعية المتسترة باللّبرلة او العلمانية ليطلّع على حجم الهجمة المسيئة لسمعة العراق الجديد ، وليدرك فيما بعد ان القلم الشيوعي العراقي من اهم المساهمين الفعليين في اثارة عدم الاستقرار الثقافي والسياسي للفرد العراقي بعد التغيير ، حتى ان اختلاق قضايا فساد وتشويه سمعة رجال العراق الوطنيين وخاصة الاسلاميين الحاكمين منهم ماهي الا منتج ماكنة اعلامية شيوعية عراقية متخفية تحت عناوين ديمقراطية راسمالية هدفها عدم تمكين الذهن العراقي الجديد من الاستقرار او الثقة برجال حكومة عهده الجديد ، وكذا كل الترويج الاعلامي الداخلي وبعض من الخارجي الذي يضخ روح التذمّر داخل المجتمع العراقي على الوضع السياسي العراقي الجديد ، فنصفه يكتب باقلام بعثية ارهابية والنصف الاخر يكتب في مطابع الدولة وعلى حساب حكومتها النائمة ولكن باقلام شيوعية عراقية تناضل من اجل اسقاط التجربة العراقية الجديدة  وتشويه كل معالمهما الحديثة كي لايقال ان الاسلام السياسي العراقي قد نجح في ادارته للعراق الجديد !!!!.
وهكذا لينظر العراقيون بمسؤوليهم الحكوميين الجدد لباقي وسائل الاعلام الاخرى المرئية والمسموعة والتي مع الاسف سلّمت بالكامل للكوادر الشيوعية القديمة تحت سمع وبموافقة الحكومة العراقية التي انتخبها الشعب العراقي على اساس انها حكومة اسلامية واخلاقية ، واذا بها تسلّم الدماغ والثقافة والوزارة العراقية لجهة غير امينة على تربية نفسها اخلاقيا فكيف بتربية شعب ثقافيا ويُراد له ان يكون منفتحا وغير متأزما ولامعقدا ولاساعيا لتدمير مايبنيه العراق الجديد !!.
كيف استطاع حفنة من الشيوعيين العراقيين المنبوذين اجتماعيا والفاشلين عالميا وانتخابيا عراقيا ان يتسلقوا الى جميع اجهزة اعلام الدولة العراقية ولاسيما منها المسموعة والمرئية فضائيا وارضيا ليثيروا هذا الكم الهائل من الازمات الثقافة والسياسية على العراق الجديد تحت سمع وبصر الشعب العراقي الذي ناضل طويلا من اجل الاحتفاظ بوجوده الثقافي والفكري والاخلاقي في هذه الحياة ؟.
ثم كيف تسمح هذه الحكومة المشكلة اسلاميا ان تنفق كل هذا المال العام من قوت الشعب العراقي على الاعلام ليسخرّ الى مثل هذه الجهات التي هي تقف اليوم كتفا بكتف مع الارهاب الصدامي والوهابي لاسقاط العراق اعلاميا ومعنويا والنيل من رموزه السياسية الوطنية تحت حياكة المؤامرات الاعلامية للفساد وللرذيلة ولنقد ضعف الخدمات ... وما الى ذالك لتضاهي هذه الاقلام الشيوعية الحاقدة على العراق الجديد الذي لم يمنحها اي ثقة في انتخاباته الماضية مع اعتى المجرمين الاعلاميين خارج العراق وداخله للنيل من تقدم العراق ونهوضه وتقدمه ؟.
ياسبحان الله !!!.
لااعلم حقيقة كيف يسمح العراق وحكومته المنتخبة الجديدة ان تكون حاضنة لافاعي شيوعية جربها تاريخيا وادرك من خلال التجربة ان الديمقراطية التي تمنح لهذه الحركات السريّة الهدّامة سوف لن تستغل بالشكل الايجابي لخدمة هذا الوطن والمواطن ، وانها سوف تستغل من قبل الشيوعية العراقية لاثارة النعرات الطبقية ومن ثم السياسية والازمات الاجتماعية والاخلاقية ... والتحريض على الفوضى والثورة ونبذ الوضع القائم والانتقام منه قدر الامكان حتى يسقط العراق اخيرا بيد هذا الدكتاتور او ذاك كما حصل في التاريخ القريب بالضبط لعراق مابعد الجنرال قاسم رحمه الله عندما ساهمت هذه الشوعية بفاعلية لتدمير العراق وتسليمه نهائيا للحركات البعثية الاشتراكية المجرمة ؟.
على اي حال المثل يقول : من يزرع بيض الافاعي فلا يتوقع جني ثمار العسل !!.
ومَن يهيئ وسائل الاعلام في العراق الجديد ويبني صروح وزارات الثقافة لتستولي عليها كوادر ماركس ولينين وينفق عليها من قوت الشعب ليسلمها الى كتّاب واقلام وافواه شيوعية تتمشدق برأس الشعب العراقي المسكين ليل نهار بالحديث عن الثقافة وكيف ينبغي ان تكون ؟، والى اين يجب ان توجه ؟،........الخ  فعليه ان يستعد لجني عراق لايعرف الاستقرار السياسي ابدا وسوف لن يذوق طعم التوافق والاستقرار والاطمئنان الروحي على الاطلاق بلا ريب !!.
_______________________
alshakerr@yahoo.com             


8
(( لاحرب لاسلم .... في ادارة العالم الامريكي الديمقراطية   !))

حميد الشاكر
___________________
في وسط استراتيجية اللاحرب واللاسلم تنتعش سياسة جديدة لتملئ فراغ اللاحرب واللاسلم  هذه تسمى بالحرب القذرة ، وهي الوجه الاخر لاسم الحرب الناعمة بين الدول والجماعات والمنظمات وغير ذالك  !.
وعادة ماتعتمد الحرب الناعمة او القذرة على مبادئ حياكة المؤامرات والخدع والدسائس ، وابتكار كذالك اساليب الالتفاف من الخلف على الاعداء المفترضين للاطاحة بهم مخابراتيا او امنيا او حتى اخلاقيا للتخلص بنعومة منهم شيئا فشيئا لانهاء عالمهم السياسي المتحرك والفعّال ، ومن الطبيعي والحال هذه ان تكون اجهزة التخطيط والمعلومة والاعلام والفكر هي الادوات الرئيسية المتحركة على ارض مثل هذه المعارك العالمية والمافوية المنشرة في العالم اليوم ، أما ارض المعركة الحقيقية لمثل هذه الحروب المعقدة فهي فكر الانسان وعقله وداخله اينما كان ، وكذالك مقياس النصر والهزائم في هذه المعارك ، هو ماينعكس على الانسان من تاثير هنا وهناك وبصورة واخرى !.
في الولايات المتحدة الامريكية (( مثلا )) هناك سياستان تقودان خارجيا  هذه الولايات المتحدة ، سياسة الجمهوريين المحافظين التي تميل خارجيا لفرض السيطرة المباشرة والتهديد بالقوّة والعنف للوصول الى تطبيق سياساتها الخارجية على باقي الدول والشعوب ، وسياسات الديمقراطيين الناعمة التي تعتمد في سياستها الخارجية على المعلومة والتحرك الغير معلن والالتفاف من الخلف للوصول الى نفس الاهداف الخارجية التي يتقاسمها مع الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وبنفس الحماس ، وربما من خلال ضغط الجمهوريين يضطر الديمقراطيون لاستخدام لغة العنف والحرب في سياستهم الخارجية ، والعكس ايضا صحيح عندما يسيطر الديمقراطيون على الكونغرس في بعض الاحيان وفي ولاية الجمهوريين ، فانهم يضغطون في اتجاه انتهاج السياسات الناعمة في السياسة  الخارجية على الجمهوريين قارعي طبول الحرب والقوّة !!.
ولهذا كثيرا ما يتحول العالم في ولاية الجمهوريين الامريكية الى جغرافية مضطربة ومتحفزة للحرب ، وترى تقريبا العالم كله يضع اصبعه على زناد البندقية متحفزا للحرب القادمة !!.
هذا بعكس ولاية الديمقراطيين للولايات المتحدة ومن بعده العالم باسره باعتبار مصالح الولايات المتحدة واينما امتدت ، ترى ان العالم في هذه الولاية ينحدر للاسترخاء قليلا من جانب ، ويدخل في مرحلة اللاحرب واللاسلم من جانب اخر !!.
اللاحرب واللاسلم هي الفترة المميزة دائما لولاية الديمقراطيين في الولايات المتحدة والعالم ، السي آي أي ، المعلومة الفكرة ...... هي حصان السبق للولاية الديمقراطية في العالم كله بعكس البنتاغون فيل الجمهوريين العجوز والمدمر لكل شيئ والمعتمد على القوة اكثر من اعتماده على الفكرة في سياسته الخارجية !!.
وهكذا نجد ان العالم في عهد الديمقراطيين هو مختلف الملامح عن العالم في زمن الجمهويين المؤتلف ، ففي زمن الديمقراطيين  تنتقل الحرب واستراتيجيتها من حيز المدافع وضجيج اصواتها الى حيز المؤامرات الناعمة وسماع رنين كؤوس النبيذ والابتسامات ، ومن حيز عقول الجنرات المنتفخة الى طاولات الابحاث وعقول اساتذة الجامعات وحياكة المؤامرات واختراع الابتزازات لهذه الدولة او تلك ، وليس غريبا عندئذ ان ترى ان معظم قادة الديمقراطيين (مثلا) خريجي جامعات امريكية ، بعكس الجمهوريين المنحدرين من معسكرات الجيش وساحات القتال والعنف ، ليدلل لك ولغيرك مدى الاختلاف بين سياسات الجمهوريين عنها من الديمقراطيين في الولايات المتحدة ، وآخر مثل لهذا الاستاذ الجامعي رئيس الولايات المتحدة الامريكية الحالي السيد باراك حسين اوباما !!.
نعم في زمن الديمقراطيين (مثلا ) لاحاجة مطلقا لتحريك الاساطيل العسكرية البحرية الامريكية لتحاصر هذه الدولة او تلك لاخضاعها لمصالح وسياسات الولايات المتحدة الامريكية ، بل يكفي رمي كرة المطالبة : (بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان والحرية ) للضغط داخليا على هذه الدولة عندما تحرك جماهير هذه الامة نفسها ومن الداخل للمطالبة بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ، لتدخل من جانب اخر المعلومة ، والاعلام ، والخدعة على الخط الداخلي لتمسك بجميع الخيوط في داخل هذه الدولة وتحركها كيفما شاءت ، وعندئذ ستكون اي حكومة في هذا العالم مدينة للادارة الامريكية بالولاء والطاعة لمجرد غض نظر الادارة الامريكية عن مطالب الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وتطبيق الحرية كما هو الحاصل مثلا في دول الخليج العربي القائم على نظام المشيخة القبلية ، وكيف ان هذه النظم هي الاكثر ولاءا للولايات المتحدة الامريكية والاكثر انتعاشا من جانب اخر في ولاية الديمقراطيين للولايات المتحدة !!.
كذالك في زمن الديمقراطيين وولايتهم السياسية لاميركا ايضا لاحاجة بالتهديد بالعنف وادخال العالم لساحة الاستنفار والرعب ، من منطلق ان هناك الاساليب الناعمة الكفيلة بالاطاحة باي حزب او منظمة او حكومة في هذا العالم من خلال الفكرة والالتفاف وامكانية اسقاط الاخر بضربة سريعة وخفيفة وخافية وليس لها صوت اصلا ، فلماذا عندئذ يستخدم السيف اذا كانت الكلمة مؤدية للغرض وموصلة للمطلوب !!.
حزب سياسي اسلامي ( مثلا ) في العراق يحوز على ثقة الجماهير ودعمهم ، الا انه ليس له اي ولاء او رعاية للمصالح الامريكية ، فلا حاجة مطلقا للتهور امام مثل هذا الموقف لاستخدام العنف والقوة لازالته ، ويكفي ترتيب جرائم اخلاقية او اخرى مخلة بالامانة والثقة والشرف والصاقها بهذا الحزب ، ليسقط هو ومن تلقاء نفسه من داخل انصاره والمساندين له ، وبهذا يكون الانتصار ساحقا والتضحيات لاشيئ !!.
وبهذا تكون السياسات الخارجية للولايات المتحدة مع نعومتها وهدوء حركتها ، وجميل صورتها ...اكثر شراسة وقوة وهيمنة ورعبا لجميع النظم والحكومات والدول الخارجية التي تفكر بمجرد العصيان او رفع راية عدم الولاء هنا وهناك في العالم الفسيح !!.
الحقيقة ان اعتماد سياسة الديمقراطيين الامريكية في سياساتها الخارجية واذا اردنا اختصار صورتها بشكل جيد امكننا القول : انها السياسة الناعمة التي تظهر في زمن اللاحرب واللاسلم في العالم ، والتي يكون الانسان ومدى ذكائه وقدرته وخضوعه للاعلام والكلمة هو الرصيد الاول والاخير لنجاح هذه السياسة الخارجية للولايات المتحدة في زمن الديمقراطيين ، فاذا صادف الديمقراطيين انسان عالمي لاتخدعه الكلمة المدهونة بسم المؤامرات فشل الديمقراطيون في الوصول الى مايريدون ، واذا كان العكس هيمنة اميركا على العالم بلا منازع !!.
___________________________
alshakerr@yahoo.com       


9
(( عداء العراقيين  للصدامية البعثية ليس فوبيا انتخابية يا علاوي !))


حميد الشاكر
____________________
هل يخاطر البعض كالسيد اياد علاوي زعيم (( الكتلة العراقية  )) في البرلمان العراقي وغيره عندما يطرح اعادة البعثيين الى الحكم وفرضهم على الشعب العراقي  بوحدة العراق وتماسكه واستقرار نسيجه الاجتماعي والى الابد ؟.
أم ان القتلة البعثيين الصداميين وبعد كل هذا التدمير والارهاب والذبح للشعب العراقي هم مهيئين بالفعل عند اعادة تأهيلهم للحكم ان يكونوا رعاة طيبين وحكام رؤوفين ورحيمين بالشعب العراقي من جديد ؟.
سؤال لطالما كان محور اعلان الكثير الكثير من ابناء الشعب العراقي برفضهم المطلق والباتّ بمجرد التفكير او السماح لحزب البعث المجرم والمنحلّ واعضائه بالعودة للعراق الجديد وتحت اي مسمى او بند سياسي او قانوني او فكري يسمح لهذه العصابة ان تعود لممارسة الحياة في العراق الجديد وهذا من عدة منطلقات سياسية واجتماعة جوهرية وحيوية منها :
اولا : حزب البعث حزب ايدلوجي فكري فاشستي يحرض على الكراهية والعنف وجميع الصداميين داخل اطاره مجرمي حرب وابادة جماعية تجاه الشعب العراقي بحكم القانون .
ثانيا : بغض النظر :ان بعد سقوط الدكتاتورية بالعراق وتشكيل الصداميين لخلايا ارهابية وعصابات ذبح طائفية على الهوية فإن الصداميين اليوم مطلوبون للعدالة ليحاكموا على جرمين وليس جرما واحدا ، جرم حكمهم بالحديد والنار للعراق خمسة وثلاثين سنة احرقت الحرث والنسل وعاثت في الارض فسادا عظيما ، وجرم الخيانة العظمى للعراق بعد اسقاطهم عندما تحالفوا  مع قوى الارهاب العالمي القاعدي الوهابي ليهيئوا لهم جيوب على الارض العراقية لابادة الشعب العراقي وتدمير ثروته وزرع الفتنة الطائفية بين نسيجه الاجتماعي والانساني .
ثالثا : المطالبة بعودة الصداميين اليوم للعراق فضلا عن ادماجهم باي عمل سياسي ، يعني وبصريح العبارة تفكك الوطن العراقي لاجزاء لايعلم بها الا الله سبحانه وتعالى ، فالشعب العراقي اليوم ليس فقط هو مستنفر ضد اي وجود بعثي صدامي داخل تجربته السياسية العراقية الجديدة فحسب ، بل انه على استعداد كامل ان يطيح بوحدة العراق وتماسك دولته الاتحادية ان شعر ان فرض الصداميين عليه من الخارج او الداخل اصبح امرا واقعا وخارج قدرته وارادته واختياره لهذا الامر ، مما يعني ان على اللذين يروجون لعودة البعث للعراق الاستعداد الى رؤية عراق مقسّم ومفتت ومجزأ لاكثر من ثلاث او اربع او حتى عشرة اقسام متنافرة !.
رابعا : إن فكرة فرض الصداميين على العراق الجديد هي فكرة تصبّ بالصميم في صالح ضرب الاستقرار النسبي الذي بدأ العراقيون يتلمسونه ببطئ بعد ان فقد الصداميون جميع اوراقهم الارهابية داخل العراق وخارجه ، ويتنفس العراقيون نسماته بصعوبة ايضا، وهذا الضرب للاستقرار الذي نشير اليه إن عاد الصداميون للواجهة العراقية سياسيا هو ليس فقط بسبب ان الصداميين لاعهود ولااخلاقية التزام لهم لاغير ، وليس بسبب ان الصداميين لايمكن لهم التعايش مع غيرهم من العراقيين في المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية  ، ولكن بسبب انهم سيستمرون بتدمير وتمزيق العراق الى ايصاله لحالة تدمير كاملة من جهة ، وبسبب ان العراقيين انفسهم سوف ينقلبون على الوضع القائم لتعاد دورة العنف من جديد بين العراقيين وداخل نسيجهم الاجتماعي ايضا من جانب اخر !.
خامسا : نعم ربما الذي لايدرك خطورة الدعوة لاعادة البعثيين الصداميين للعراق ربما يعتقد ان اسم المصالحة كفيل بحلّ اشكالية الصداميين مع الشعب العراقي ، وتحت بند صيانة الوحدة العراقية واستقرار الامن سوف تمرر عودة البعثيين لداخل العراق وينتهي الامر وعفى الله عما سلف ويعيش العراق بعدها بسلام وامان واستقرار في ضلّ القاء الصداميين السلاح وجنوحهم للسلام وتمردهم على حلفائهم من عتاة الارهابيين والمجرميين القاعديين الوهابيين الدوليين !.
والحقيقة هي غير ذالك تماما ، فعودة البعثيين يعني اطاحة بدستور عراقي كامل صوّت عليه الشعب العراقي بدمائه وهو يناهض ويقاوم ويتحدى الارهاب بكل جبروته وقسوته !!.
بل ان عودة البعثيين للعراق الجديد بغض النظر عن كل ما مر هو ارتداد فعلي وانقلاب على التجربة العراقية الديمقراطية الاتحادية برمتها ، مما سوف ينعكس على الشعب العراقي نفسيا وروحيا وعاطفيا وفكريا بكارثية مطلقة تصور قبول الصداميين من جديد على اساس انه عودة للمربع ماقبل الاول في حياة العراقيين الجديدة ، اي مربع ماقبل 2003ميلادية قبل سقوط طاغية العوجة صدام حسين ، وليجد من ثم العراقيون انفسهم مطالبين هم بالاعتذار من البعثيين والقبول بانهم اهل الشرعية السياسية ماقبل اسقاط طاغوتهم الصدامي في العراق ، وعلى هذا نحن نرى ان عودة البعثيين للعراق هي الخطوة الاولى لخدعة كبيرة تجر بعدها مآسي لاييعلم الا الله بحجمها حتى مطالبة البعثيين الصداميين انفسهم بالتعويض من الشعب العراقي وهذا اذا لم يكن ادانه الشعب العراقي ايضا لعدم دفاعه عن صدام حسين القائد الضرورة حتى الاطاحة به وبعصابته من البعثيين !.
سادسا : ان مناهضة البعثية والصدامية في العراق الجديد ليس هي فوبيا انتخابية كما صرّح به احد البعثيين القدماء لصحيفة الحياة ، وانما هذه المناهضة انبنت بعد تاريخ طويل من المرارة والقسوة في حكم الصداميين البعثيين لهذا البلد المسكين ، الى وصول هذا الحكم البعثي لبلورة صورة كونكريتية وجدارية ثابتة في الذهن العراقي مفادها :(( ان البعث الصدامي عنوان ضد الشرف والكرامة العراقية في هذا الوجود !!!)).
اي ان البعثية والصدامية في العراق كلمتان مترادفتان في الذهن العراق الجماهيري مع كل ماهو معتدي على عرض العراقيين وشرفهم وكرامتهم في هذه الحياة ، وليس من السهل بل من المستحيل ان يكون عنوان بهذا المستوى في الذهن العراقي الشعبي ان يلاقي قبولا لااليوم ولاغدا ، كما ان القضية مع الصدامية هي ليست عنوان انتخابي سياسي هنا وهناك ، بل انه عنوان فيه اقتران مباشر في مخيلة الانسان العراقي ينساق طبيعيا الى شرف الانسان العراقي وعرضه وكرامته الذي اعتدى عليه حزب البعث العراقي بوحشية ونذالة وخسة مابعدها خسة ، وعليه اصبح حزب البعث الصدامي في العراق عنوانا بارزا للاعتداء على شرف العراقيين واعراضهم وكراماتهم وجميع مقدساتهم ، مما يصنع من البعث والبعثيين تمثالا للشعب العراقي كله ثأر يتعلق بالعرض والشرف العراقي اولا واخيرا ، قبل كونه حزبا سياسيا حكم العراق لحقبة بالظلم والطاغوت والاستكبار والعنجهية والطائفية والشوفينية لاغير !!!.
بمعنى اوضح لمن لايريد ان يفهم بالاشارة : ان العراقيين وبما انهم اهل شرف وعرض ونخوة عربية واصالة قبلية ... بامكانهم ان يغفروا اي خطيئة تصنع ضدهم في هذه الحياة بما في ذالك العفو عن القاتل اذا قتل ، والجاني اذا سرق المال ، وحتى المرتدّ عن الدين اذا جاهر بكفره ، لكن ان يعفو الشعب العراقي الاصيل عن عصابة دنست عرضه وشرفه واعتدت على الحرمات واهانت الامهات والبنات والازواج والاخوات ....... وفعلت مافعلت بشرف العراقيين فهذا من سابع المستحيلات السبعة للعراقيين جميعا ، وحزب البعث والصداميين ينظر لهم العراقيون جميعا اليوم على اساس انهم عصابة من الذين اعتدت على حرمات العراقيين الذي لايغفر العراقيون فيها لاحد ولو انطبقت السماء على الارض وقامت قيامة العالمين !!.
عندها يادعاة عودة البعثيين من (بايدن) الديمقراطي الذي لايفهم معنى الشرف بالنسبة للعرب العراقيين و الى دول الاقليم العراقي الى منافقي العملية السياسية العراقية الجديدة ، هل بامكان احدكم ان يفرض على العراقيين القبول بمن دنس شرف العراقيين والعراقيات ونال من كرامتهم واعتدى بوضح النهار على مقدساتهم  ؟.
أم من الافضل ان نطوي جميعا بما فيهم الصدامين البعثيين ملف البعث بلا رجعة رحمة بالعراقيين ومشاعرهم ورحمة ايضا بالمجرمين الصداميين الذين سوف يكونون هدفا لكل صاحب ثأر معهم من العراقين ؟!!!.
سابعا : لنختم بهذا المبرر الذي يدفعنا كعراقيين دفعا لرفض فكرة عودة الصداميين او حتى قبول وجودهم في العراق ، كما يدفعنا لرفض اي دعوة ومن اين جاءت وكيفما كان مصدرها للترويج لاعادة الصداميين للواجهة ، وهو مبرر : اننا نريد ان نحافظ على المنجز العراقي الديمقراطي الاتحادي الجديد ، واي تهديد من قبل اي جهة كانت لهذا المنجز نعتبره كعراقيين تهديدا لحياتنا السياسية التي نمتلك وحدنا حق ادارتها كيفما وفرت لنا الحياة الكريمة ، وليعلم العالم ان كل طفل احترق ، وكل امرأة تمزقت اربا اربا ، وكل شاب ذبح ، وكل شيخ تفحمت عظامه بقنابل البعثية والقاعدة الارهابية في كربلاء او بغداد او الموصل او ذي قار او في العراق من جنوبه الى شماله خلال سنوات الارهاب الستة الماضية هو امانة في اعناقنا لايمكن لنا خيانتها او بيعها في بازارات السياسة الاقليمية او الدولية ، وإن البعثية والصدامية في عقلنا العراقي هي اكبر تهديد لوجودنا كعراقيين ولمشروعنا السياسي العراقي الجديد ، ومن المستحيل قبولنا بمجرد التفكير بالعفو عن الصداميين القتلة غاصبي العرض ومعتدي على الحرمات العراقية .
يتبقى الاشارة الى : ان من يروج لاعادة الصداميين من العراقيين (( كالسيد اياد علاوي وتجمعه وباقي زمرة منافقي التوافق الصدامية )) والقبول بهم هو من يستغل هذه الورقة في الاقليم العربي الطائفي المحيط بالعراق والكاره لكل خير فيه لمنافع سياسية وجني اموال انتخابية ضد عملية العراق الجديد ، وليس من يدعو لعزل سرطان ووباء الصداميين القتلة عن العراق الجديد هو من يصور فوبيا البعث كورقة انتخاب عراقية داخلية والسلام.
____________________________
alshakerr@yahoo.com       


10
(( فلسفة زوال دولة اسرائيل من الوجود !.))


حميد الشاكر
_______________________________________
(( هذا مختصر لدراسة واسعة ارتأينا ان نطرح جزء منه للفائدة ))
********
عند الحديث عن فلسفة زوال دولة ما في هذا العالم يكون منحى تناول هذا الزوال وكيفيته هو مختلفا عنه عندما نتناول هكذا موضوع بلغة السياسة والشعار ، فزوال الدول على نمط الكيفية السياسية هو تمنيات وخطب لاغير في استنفار او تحريض مشاعر الامم لحشدها كوقود حرب لمعركة قائمة او متوقعة ، أمّا الحديث فلسفيا حول زوال الدول فهو حديث فكر وقوانين ورؤى وحسابات .... وغير ذالك تشرح لنا : لماذا سوف تزول هذه الدولة من الوجود ؟.
وماهي العوامل او القوانين التي تحتم علينا القبول بنتيجة زوال هذه الدولة او تلك ؟.
وهل هناك مؤشرات واقعية وسياسية داخل تركيبة هذه الدولة او تلك توحي بزوالها لامحالة ؟.
أم إن الفكرة تقوم على سنة تاريخية واجتماعية وانسانية تحتم زوال هذه الدولة وقيام اختها ؟.............الخ .
نعم وهكذا عندما نحاول معرفة ماهية مقومات الدول التي ترتقي بالدولة كي تكون وجودا ثابتا لايمكن ازالته من الوجود مهما تعرض وجود الدولة الى نكسات ؟.
 وكذالك معرفة ماهية فقدان هذه المقومات بحيث تكون الدولة كائن مصطنع وشبح قائم باسم وجود الدولة بحيث ان اي هزّة عنيفة لوجود هذه الدولة يفقدها الوجود ويقهقرها الى الزوال كزبد يذهب جفاء من غير منفعة للناس  ؟.
كل هذا وغيره يدخل في حيز فلسفة المعرفة ، وليس هو من ضمن معرفة السياسة الانية وخطاباتها العاطفية واداراتها للازمات والحروب العابرة !!.
إن هذه المقدمة المعرفية تصلح ان تكون أطارا واسعا لتناول دولة اسرائيل اليوم وبتركيبتها الاحتلالية الموجوده على الارض العربية والاسلامية الفلسطينية ، باعتبار انها هي من الوجودات التي يمكن اخضاعها فلسفيا لبحث موضوع وجودها وبقائها او زوالها واندثارها من منطلق معرفي وسياسي ايضا ، فهذه الدولة طرح حولها ومنذ قيامها الى هذه اللحظة كثيرا سؤال : هل يمكن بقاء دولة اسرائيل في الوجود ؟.
كما طرح ايضا سؤال : كيف نستطيع ادامة واستمرار بقاء دولة اسرائيل في هذا الحيز الانساني  ايضا من الجانب الصهيوني والاستعماري القديم والحديث   ؟.
ومن نفس الصهاينة انفسهم كانوا يطرحون سؤال : هل تمتلك دولة اسرائيل الظالمة بالفعل مقومات الوجود والاستمرار في هذا العالم الذي تحكمه الكراهية الطبيعية للظلم  ؟.
أم ان اسرائيل دولة مصطنعة ولاتحمل في داخلها نواة الثبات والاصالة التي تهبها عنوان الدولة الدائمة ؟.
طبعا كل هذه الاسألة هي ليست اسألة سياسية شعاراتية بقدر ماهي اسألة فلسفية معرفية غايتها دراسة هذا الكيان القائم علميا وادراك ومعرفة مدى تأهيله واقعيا للبقاء ، وهكذا عندما نحن بدرورنا ان نسأل من جانب فلسفي معرفي حول : كيف ندرك عنوان الدولة الحقيقية عنه من الدولة غير الحقيقية ؟.
فمثل هذا السؤال يكون اول الطريق ومفتاح المعرفة والجواب لسؤال : هل ستزول اسرائيل من هذا الوجود حتما ؟.
أم انها دولة تحمل في داخلها مقومات البقاء والاصرار على الاستمرار وبفاعلية ؟.
نعم تأريخيا هناك دول كثيرة قامت ثم اندثرت مع مرور الدهور والاحقاب والزمن بحيث اننا اليوم نقرأ عن تاريخ وجودها الا انها فعليا لم يعد لها وجود يذكر ، بل هي وجود مرّ بمرحلة او مراحل معينة ثم سرعان ما زال واندثر من هذا الوجود !!..
وهناك دول قامت في التاريخ ولم تزل حتى هذه اللحظة قائمة وإن تغيرت بعض جغرافيتها او ملامحها الاساسية إلاّ انها مع ذالك باقية حتى هذه اللحظة ، مايعني ان مثل هذه الدولة تحمل مقومات الاستمرار والبقاء الطبيعية وتمتلك مناعة تلقائية ضد الزوال والموت والنهائي !!!!.
دولة العراق ( مثلا ) ومنذ سبعة الاف سنة وهذا البلد يخرج من حقبة ويدخل في ازمة ، يجتاز دورة حضارية ، ليصل بعدها الى مرحلة فوضى وغيبوبة ، تتمدد دولة العراق مرّة لتملك نصف العالم ، ولتنحسر فيما بعد لتكون من اصغر الدول في هذا العالم .... والمهم ان هذا البلد لايستطيع ان يعيش بلا فكرة دولة صغيرة كانت ام كبيرة ، فمثل هذه الدولة وهذا البلد بالامكان اطلاق صفة الاصالة على وجوده الدولي باعتبار ان دولته تستند على اساسٍ متين مهما تغير التاريخ والعالم الا ان مركزيته تبقى صالحة لقيام واستمرار وبقاء الدولة ، مما يدفعنا للسؤال والبحث عن سرّ ديمومة هذه الدولة وقدرتها على البقاء والحياة والتكيف مع المتغيرات البشرية ومهما كانت ظروفها معقدة ؟ !!.
هذا طبعا بعكس الدول التي تقوم بين فترة واخرى في التاريخ وحتى اليوم ولكن سرعان ماتتدهور وتزول لتضمر حركتها وتطوى صفحتها لالف او الفي سنة ، ثم تحاول الفكرة الولادة من جديد على يد عصابة او غير ذالك من المّارين ، وسرعان وقبل ولادتها ربما تنهار من جديد ودواليك على هذا المنوال  !!.
دولة اسرائيل اليوم من النوع الثاني الذي قامت في يوم من الايام على انقاض مملكة وشعب فلسطين الكنعاني الذي كان يعيش على نفس الارض ، ولكن بعد صراع سياسي طبيعي اقام الاسرائيليون من بني صهيون دولتهم التاريخية على جزء من الارض الفلسطينية القديمة لفترة من الزمن  سرعان ما انهارت هذه الدولة على رؤوس ساكنيها لتغيب اكثر من ثلاثة الاف سنة بقطع تاريخي وشتات غريب عجيب لمكونها بين الشعوب والامم وليعود الفلسطينيون الى استئناف حياتهم ودولتهم....  بعد غياب وتلاشي ونهاية وزوال دولة بني اسرائيل   ، ثم لتعود بعد هذه الالاف من السنين مجددا عصابة تفكر باحياء الدولة خدمة للمستعمر الحديث التي كانت قائمة في يوم من ايام التاريخ وعلى نفس الارض القديمة التي هي اليوم ارض لها شعبها من الاشداء الاقوياء ، ولها ارضها الذي استمرت دولتهم عليها لالاف السنين هذه وإن اندحرت في يوم من الايام امام دولة اسرائيل التائهة  الا انها عادت ( دولة الفلسطينيين القدماء ) لتعيد سيرتها الاولى وتستمر حتى رجوع عصابة الصهاينة من جديد لاغتصاب جزء من ارضهم واقامة دولة اسرائيل الجديدة عليها بالقوة والعنف والارهاب ومباركة الاستعمار الغربي الحديث من جديد !!.
الآن وبعد قيام شبه دولة لاسرائيل مع تنازع وصراع من قبل سكان الارض الاصليين من الفلسطيين معهم يبدو سؤال : هل ستستمر دولة اسرائيل في هذا الوجود أم انها ستزول حتما كما زالت وتلاشت في التاريخ ؟.
على اساس انه سؤال طبيعي جدا ومعرفي فلسفي ايضا جدا جدا من منطلق ان فلسفة التاريخ والدول يحتم علينا طرح مثل هذه الاسألة على دولة مصطنعة تحاول ان تكون لها اصالة الوجود حتى ولو كان على حساب الحقائق وتزييف الوقائع وتغييب العلم والقفز على السنن والقوانين البشرية والتاريخية !!.
الحقيقة ان مايميز اصالة الدول من فراغها في الماضي وحتى الحاضر هو وجود الشعب الذي تنبت على ارضه الدولة بشكل طبيعي ، بحيث ان كل تغير او تقلب يصيب جهاز وهيكل الحكم والدولة سيكون له الشعب او الجمهور الارض والاساس الذي سوف يحافظ على قاعدة الدولة مهيئة للقيام من جديد ، وهذا بعكس فقدان اي دولة وحكومة لشعب له الاصالة والجذور في الارض فأن مثل هذه الدول وتلك الحكومات تكون هيئات معلقة في الهواء وعلى الارض وليس قائمة و منبنية على جذورها في عمق الارض ، ولهذا فسهولة تصور طيران هذه الدولة وتلاشيها في الفضاء الواسع لمثل هذه التراكيب الاصطناعية بين الدول أمر جدّ طبيعي كما ان غياب اصالة الشعب هو احد اسباب نهاية وزوال الدول القديمة والحديثة من هذا الوجود ، واقرب مثال لهذه الصورة الاصطناعية لدول ليس لها جذور شعبية وجماهيرية هي ظواهر الاحتلال الاستعمارية التي تأتي لتسيطر على امة اصيلة من الامم ولتفكر فيما بعد بانشاء وقيام دولة وهمية للحكم لهذا الشعب المحتل ، ولكن سرعان ماسوف ومع الزمن تتاكل هذه الدولة الاستعمارية لتنهار في نهاية المطاف وتزول من الوجود الى الابد !.
اسرائيل اليوم هي ايضا دولة بلا شعب ولااصالة ولاجذور ، وحتى هؤلاء الطوابير من البشر الذي استقدمتهم الصهيونية العالمية من اقطار شتات الارض المختلفة لايمكن لهم صناعة دولة اصيلة من منطلق ان هذه الطوابير البشرية مع تنوع ثقااتها واختلاف جذورها القومية الحقيقية مضافا الى اختلاف لغاتها وعاداتها وولائاتها و.....الخ ، كل هذا اولا: لايمكن له صناعة شعب متجانس ومتحد على نمطية عيش موحدة ، وثانيا هو شعب جاء من ثقافة شتات فلايمكن له صناعة ثقافة المواطنة الواحدة الثابتة !!.
اي ان فكرة الجذور في الارض والثبات عليها وعدم التفكير بمغادرتها او الشعور ان الارض الواقف عليها لاتستحق التضحية بالحياة من اجلها باعتبار انها ارض غريبة عن مشاعر المشتت الغريب اصلا ، كل هذا وغيره لايصنع من الانسان الملتقط من هنا او هناك ان يكون مواطنا مالكا للوطن وشعوره الاصيل ، مما يدفع اي انسان يحمل هذه الثقافة الاغترابية عن الارض ان يرى في الدولة وعنوانها ووجودها مجرد (راعي وحامي) لاغير بحيث انه متى عجزت الدولة عن تقديم الخدمات والرفاهية له مضافا الى الأمن فان هذا الانسان نفسه سوف يفضل الانتقال الى ارض اخرى تمتلك صفتي الرعاية والحماية بدلا من هذه الارض ودولتها المصطنعة !!.
هذا بخلاف الانسان المواطن الذي تكون رؤيته مختلفة للوطن وللدولة كذالك ، بحيث ان المواطن وان كانت الدولة لاتقدم له الخدمات ولاتوفر له الحماية الا انه لايفكر مطلقا ان يترك الارض التي يرى انه احد ملاكها الاصليين ، بل ان المواطن الطبيعي يفكر ان يزيل الدولة ان عجزت عن تقديم الخدمات والامن ويصنع غيرها على اساس انها جهاز يكتسب الاصالة من المواطنين الاصليين وليس العكس بان تكون الدولة هي من يعطي للمواطنين شرعيتهم الوطنية !!.
نعم اسرائيل اليوم ومن منطلق انها تركيب منكوس وخاطئ ولايمكن له الاستمرار في الوجود هي تقوم على اولا: قيام الدولة ومن بعد ذالك تاتي شرعية الشعب والمواطنة الاسرائيلية بحيث ان المواطن الاسرائيلي يكسب شرعيته الوطنية من قيام الدولة ، بالنقيض تماما اذا ماقارناه بالشعب الفلسطيني الذي هو اليوم ومع غياب دولته العربية الاسلامية هو لم يزل يرى انه المالك لهذه الارض وصاحب الشرعية التي تهبه الوطنية والمواطنة على هذه الارض !.
وهكذا اذا م توسعنا في هذه الفكرة نجد ان فكرتي ( الرعاية والحماية ) للدولة الصهيونية بالنسبة لمواطنيها المصطنعين هيا ركيزتا قيام دولة اسرائيل كلها ، بحيث ان اي مقاومة فلسطينية تحاول اضعاف رعاية الدولة الصهيونية لمواطنها وكذا فشل هذه الدولة من حماية مستوطنيها ، تعتبر ها الدولة الصهيونية خطا احمر لاتستطيع دولة اسرائيل تحمل ذالك ، من منطلق ان هذه الدولة تدرك انها جمعّت جميع هذه الكوادر البشرية الصهيونية من شتات العالم المختلف على اساس معادلة انهم سوف ينعمون بالرعاية والامن الذي سوف توفر دولة اسرائيل ، وهذا كان الشرط او العقد الاساسي الذي انبنت عليه اسرائيل كدولة مع مواطنيها كصهاينة يعطون لقيام الدولة بقدر ما الدولة توفر لهم هذه المزايا النفعية ، اما والحال ان الدولة عجزت عن توفير الرعاية والامن على يد ضربات المقاومة الفلسطينية مثلا ، او ان دولة اسرائيل وصلت الى مرحلة الكهولة والموت الطبيعي بان عجزت عن القام بوظائف العقد المبرم بين المرتزقة من مواطنيها وكيانها القائم ، فحتما عندئذ ان الفرد الاسرائيلي سوف يفكر بالانتقال الى وطن اخر يوفر له ماعجزت عن توفيره دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة ، لنرى كيفية سقوط وزوال هذه الدولة وهو يتآكل من الداخل وليس من الخارج لتكون اثرا بعد عين !!.
ان هذا هو احد العوامل الذي سوف يعلن زوال دولة اسرائيل المعقدة ان تهيئة له الظروف الموظوعية من الداخل او الخارج على حد سواء وبلا عناء حروب تعلن على دولة اسرائيل من الخارج !!.
نعم هناك عوامل كثيرة جدا بالامكان دراستها كمداميك لفكرة زوال دولة اسرائيل من الوجود من منطلق ان لهذا الزوال فلسفة فكرية ومعرفية اصيلة قبل كونها اقتصادية او سياسية او اجتماعية كذالك ، نكتفي بذكر عامل اخر منها ليكون مفتاح دراسة لفلسفة زوال اسرائيل من الوجود منها مثلا عامل فكرة قيام ((دولة الصهاينة الاسرائيليين الدينية ))!!.
ان الفكرة التي قامت عليها هذه الدولة الصهيونية الاحتلالية على الارض العربية الاسلامية الفلسطينية هي عبارة : عن بشارة دينية بارض موعودة يكون اليها العودة للشعب اليهودي من العالم ، لتكون فيما بعد ارض التمدد والانتصارات النهائية !!.
وهذه الفكرة بحد ذاتها وبغض النظر ان كانت كذبة اسطورية سياسية او انها غير ذالك بالامكان دراستها فلسفيا باعتبار انها هي نفس الفكرة التي سوف تساهم ايضا بزوال دولة اسرائيل من هذا الوجود والى الابد !!.
فالفكرة الدينية اي فكرة دينية بغض النظر من انها صهيونية او غير ذالك تكون في موقع بحيث ان اي مسار بشري سياسي او اقتصادي او اجتماعي ياتي بالنقيض من خارطتها التي ترسمها للمؤمنين بها ، فانها سوف تكون هي وليس غيرها من يساهم بتدمير نفسها بنفسها بلا حاجة لشيئ خارج عنها !.
بمعنى ان فكرة الصهيونية الدينية التي قامت عليها كذبة دولة اسرائيل المزعومة وانها هي الامبراطورية التي ستحكم العالم من النيل الى الفرات وانها هي الزمن الذي سيخضع العالم فيه لهيمنة العنصر اليهودي الممتاز كشعب لله مختلف عن باقي البشرية .... كل هذه الفكرة هي نفسها الفكرة التي سوف تطيح بهذه الدولة اذا بدرت بوادر على الارض البشرية تحجم من كل هذه الاساطير الصهيونية في حال مثلا توازن القوى في منطقة الشرق الاوسط بحيث تتراجع قوة دولة اسرائيل الاسطورية التوراتية الى حجمها الطبيعي ، او تبرز هناك قوى مقاومة عربية واسلامية صغيرة تستطيع اوجاع دولة اسرائيل وهزيمتها في اكثر من معركة .... وهكذا فكل عامل يناهض فكرة تفوق اسرائيل الصهيونية فسوف يكون عامل او مسمار في نعش الفكرة الصهيونية التي قامت عليها دولة يهود اخر الزمان ، مما يدفع الانسان الصهيوني نفسه الى تراجع ايمانه باسطورة دولة اخر الزمان الذي لاينبغي ان تقهر بل وينبغي ان تحكم العالم بلا منازع !.
ان الفرد الصهيوني عندما جاء الى هذه الارض العربية والاسلامية كان كله ايمان انه آتي الى ارض انتصارات وهيمنة وتمدد لايتوقف الا عند مشارف نهرين عظيمين في الشرق الاوسط ، فاذا كانت الحال تناقص هيمنة القوى الصهيونية وتراجع قوّة الردع لديها وهزيمتها بضربات متوالية من منظمات صغيرة في المنطقة واقامت اخيرا جدار فصل عنصري يحشر الصهاينة في قفص دجاج سيحرق الجميع في النهاية ...، فان هذا الصهيوني سيدفع دفعا الى اعادة تقييم ايمانه بهذه الاسطورة واكتشاف زيفها وخداعها السياسي في النهاية ، مما سوف يجعله يقرر بالقطع العودة من حيث اتى خائبا بعد ان اكتشف ان الاسطورة الصهيونية هي زيف وسياسة وان ليس هناك دولة اخر الزمان اليهودية ، وان نهايته سوف تكون ف معتقل كبير كمعتقلات هتلر النازية ولكن بشكل جدار فصل عنصري يطوق يهود الهاينة الى حين زمان من ياتي ليهدم الجدران على رؤوس ساكنيها من الداخل !!!.
نعم لهذا السبب تشعر اليوم الدولة الصهيونية ان التنازل عن التفوّق العسكري في منطقتنا العربية والاسلامية هو خضوع مباشر لفكرة زوال اسرائيل من الوجود ، وهذا بسبب ان الدولة الصهيونية قامت على فكرة مقدسة دينية تقول للفرد الصهيوني ان البشارة هي التفوق الدائم ، فكيف اذا كان الواقع هو بروز قوى في المنتطقة العربية تحوز التفوق العسكري او تصنع توازن القوى في هذه المنطقة العظيمة من العالم ؟!!!.
عندئذ لا حاجة لا للعرب ولا للمسلمين باعداد ساحة معركة عظمى للقضاء على دولة اسرائيل ، بل يكفي ان ينتظر العالم العربي والاسلامي والفلسطينيين رؤية كيفية نزوح الصهاينة الجماعي من هذه الارض قبل ان تحلّ الكارثة بهم !!.
ان هناك من يريد ان يصور استحالة رؤية عالم بلا اسرائيل !!.
بل هناك من يريد ان يربط زوال دولة اسرائيل بانقضاء حياة العالم من هذا الوجود وزوال كل البشرية من عليها وقيام القيامة الالهية الكبرى لهذه الارض !!.
وهذا وغيره من افكار تطرح اعلاميا وسياسيا سببه الاول والاخير هو ترويج نفس الصهاينة لفكرة اسطورة قيام دولة بني صهيون في اخر الزمان ، والحقيقة انني ارى ان زوال الدولة الصهيونية سيكون زوالا طبيعيا تستمر بعده الحياة كما كانت بلا وجود لهذه الدولة ليعود الشتات اليهودي الى الشتات ويستمر الفلسطينيون على ارضهم ويقيموا دولتهم على كافة ارضهم مع شعبهم من المسلمين والمسيحيين واليهود الفلسطينيين ايضا ، لتكون دولة اسرائيل الصهيونية ماض قد جاء وسقط لالسبب الا سبب ان هذه الدولة لم تكن تملك مقومات اصالة الدول واستمرارها في الوجود مضافا لعوامل كثيرة اعرضنا عن ذكرها للاختصار !!.
______________________________
alshakerr@yahoo.com   
   
   

11
(( الانترنت عالم التورخة الانسانية الجديد .... أعرف عدوّك   !.))



حميد الشاكر
_______________
في السابق وقبل ثورة الانفتاح في الفضاء الاعلامي والمعلومة الانترنيتية كان من الصعب معرفة شيئ قيّم ما في هذا العالم ، من الصعب (مثلا) معرفة شكل العالم او علومه او اخلاق بشريته او فضائات الثقافة فيه ، او تقاليد شعوبه ، وكذالك عندما تريد معرفة نظرية علمية او فكرة سياسية او اطروحة اقتصادية كان عليك في السابق ان تسافر الاف الكيلومترات وتدرس لسنوات متطاولة لتدرك ماعند الاخر من فكر وثقافة ومعلومات ومن ثم لتعود بها كجديد لعالمك القديم المنعزل عن البشرية ، وكذالك اذا اردت ان تعرف شخصا ما تحاول التعرف عليه او على تاريخه او ملابسات حياته المعقدة سواء كان هذا الانساني مفكرا او كاتبا او سياسيا او عالما ... او حتى مجرما سارقا او لصّا متاجرا او غير ذالك فكان عليك ان تبحث في منظومة انسانية كبيرة جدا لتلتقي بها وتسأل عن الشخص المعني والمحيط الاجتماعي الذي كان او لم يزل يعيش معه ...... وهكذا كانت هي معاناة الانسان ماقبل الانفتاح على شبكة الانترنت المعلوماتية الكبيرة وما تسببه هذه الغيبوبة في المعلومة من انقطاع تواصل طبيعي بين الانسان والانسان الاخر والانسان والمكان والانسان والمعلومة ومن ثم حتى الانسان وذاته هو شخصيا !.
أما اليوم ومن خلال توفر منظومة الاتصال المعرفية للانترنت فأنت وانا امام منظومة لاتصدق في السرعة للاطلاع على اي معلومة عالمية قد اتصلت بهذه الشبكة العنكبوتية الانسانية ، وبكافة انواعها البشرية ، وما عليك الا كتابة وذكر الجهة التي تحاول معرفتها او التعرف عليها او اخذ فكرة عنها .... على محركات البحث الانترنيتية ، وستجد امامك (( حميد الشاكر )) من يكون ؟. مثلا وماتوجهاته الفكرية والسياسية ؟.ومنذ متى وهو يكتب ويتصل بالانترنت ؟. ومن هم اعدائه في حيز الفكر والتوجهات الايدلوجية ؟. وكيف تطوّر فكره بين مراحل الزمن ؟. ولماذا ارتدّ او تقدم في فكره ؟......الخ ، وحتى نصل جميعا الى معرفة وافية شاملة عن هذا الانسان او ذالك ، او المكان او ذالك ، او الزمان اوغيره في هذه الحياة ، لنشعر فيما بعد جميعا اننا اقرب مما نتصور لكل شيئ في هذا الوجود  !!!.
في التاريخ ورجاله في الدين وعلمائه وفي الاقتصاد ومنظريه وفي السياسة وقادتها وفي الفكر وكتابه ..... كل هذا هو سجل بسيط داخل الشبكة العنكبوتية نطلع عليه عند الحاجة والضرورة ، ومن هنا فليس هناك صعوبة بعد اليوم عندما نريد ان نسأل او نتعرف على اي انسان في هذا العالم الجديد المسمى عالم الانترنت !.
شخصيا عندما ادخل على هذه الشبكة العنكبوتية للبحث والتنقيب عن تاريخ اي مادة او شخصية انسانية اصاب في بعض الاحيان بالدهشة عندما اكتشف سعة هذا الفضاء العلمي الذي يوفر اي مادة من جهة ، ويعطيك ملامح التغّير من خلال الانترنت على هذا الكاتب او ذاك من منطلق اهتمامي بالكتّاب في العصر الحديث ، كما ان الانترنت اليوم هو مساعدي الوحيد في رصد اي حالة تطور او نمو او تدهور او ارتداد لهذا القلم الانساني او ذاك ، وكم ادركت كتّابا سياسيين وغير سياسيين وكيفية تقلباتهم العجيبة والغريبة بين مقال سياسي كتبه قبل ثمان سنوات ومقال كتبه قبل اسبوع مثلا ليدلل لنا الانترنت وليس اي شيئ اخر على سعة التغيير في عقلية هذا الكاتب اوذاك !!.
 وحتى أنا شخصيا اتلمس في كتاباتي عند الرجوع لها مع بداية الثورة الانترنيتية في تسعينات القرن المنصرم وحتى اليوم كيفية التغير الواضحة للاحسن او للأسوأ في هذه الكتابات التي تنوعت في مواضيعها كما تنوعت في ردود الافعال عليها وماسببته من تنوع للمشاكل ايضا !.
نعم في زوايا بعيدة جدا لم اكد ابصرها في شخصيتي الفكرية والثقافية والنفسية عندما اطلعت عليها بعد سنين من خلال هذه الشبكة المعلوماتية ، وبعد ان تغير الزمان من حولنا اكتشفت ابعادا اخرى لم اكن لالتفت اليها في حياتي لولا ان هذه الشبكة قد احتفظت بها من خلال ذاكرتها الحديدية لتعيدها عليّ من جديد بشكا اخر ومختلف  ومن ثم لاقرأ شيئا مختلفا جدا عن ما اعرفه اليوم عن شخصيتي الثقافية وتاريخها البسيط ومراحل تغيرها او ثباتها العجيبة الغريبة  !.
وكذالك عندما اردت ان احصي الاسماء العراقية (مثلا) منذ ما قبل التغيير السياسي في العراق الجديد وما بعده ، من كلا الفريقيين الذي ساهموا فكريا واعلاميا وسياسيا بهذا التغيير حتى اسقاط الطاغية الصدامي في العراق في 2003 م ، والذين وقفوا بالضد من تحرير الشعب العراقي من كابوس الطاغية ، وساندوا الوضع الصدامي الذي كان قائما ، .......الخ وجدت الشيئ العجاب في هذه المعادلة الانترنيتية الغريبة الكئيبة  التي لم تنسى اي اسم من الاسماء اللامعة والمغمورة مع نتاجاتهم الفكرية والسياسية والادبية  !!.
وجدت اناسا بالامس القريب لم يكتبوا حرفا واحدا ضد الدكتاتورية في زمن هيلمانه وطاغوته ، لكنهم اليوم في ارفع مناصب العراق الجديد مع لسان طويل عن كيفية نضالهم العتيد ضد دكتاتورية صدام الاجرامية قبل السقوط وبعده !!.
وجدت اناسا وكتّابا واصحابَ قلم وفكر كانوا من اشد المناهضين لحكم البعثية المقبورة واكبر المناهضين لوجوده العفلقي واكبر المضحين في هذا السبيل ، هم اليوم يقبعون في زاوية من زوايا الامكنة البعيدة الباردة بلا حتى الاشارة او ان يقال لهم شكرا على تضحياتكم الكبيرة من اجل صناعة عراق جديد لاطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه  !!!.
وجدت اناسا وكتّابا واسماءا وو.. واصحاب قلم كانوا من العتاة ضد المعارضة العراقية السابقة التي كانت ضد نظام الحكم الصدامي المباد ، ومن اشد المخربين لكل تحرك معارض يريد الاطاحة بصدام وتحرير الشعب العراقي من طغيانه ، هم هم اليوم قادة احزاب سياسية في العراق الجديد ولهم الصدارة في ادارة دولة العراق الجديد مابعد صدام حسين !!!.
وجدت اناسا ليس لهم لافي العير ولافي النفير لاقبل ولابعد نظام صدام حسين ، هم من لهم الشنّة والرنة في عراق اليوم الذي صنعته اقلام وجماجم ودماء وحبر كثير من العراقيين في الداخل والخارج !!!.
الحقيقة ان هذا نموذجا سياسيا عراقيا  بسيطا للخدمة الانترنيتية العنكبوتية التي من خلالها نحتفظ بذاكرتنا السياسية حيّة بلا نسيان عندما نريد معرفة اختلاف حقبتين وزمنين في كل شيئ في هذا العالم ، او نريد معرفة هذا او ذاك من البني آدميين ، او نريد ان نقيّم اي شيئ في عالمنا الحديث مابعد الانترنت  بل انه النموذج الذي ينعش لاي امة تريد عدم اصابتها بداء ومرض النسيان لتاريخها ونضالها وتضحياته ان ترجع لهذا الارشيف التاريخي لتدرك من كان هو في صفّ تحريرها وعزتها وخروجها من تنّور العبودية لجنة التحرر ، ومن هي الجهات التي كانت بالضد منها ومن تطلعاتها ، لتساند فيما مضى الطغيان والدكتاتورية ، ولتجني ثمار التحرر والعراق الجديد بلا ادنى حياء من تناقض وازدواجية الامس واليوم في مواقفها السياسية !.
نعم من خلال الانترنت وشبكة المعلومات العالمية اصبح العالم كله تحت اصبع سبابتك الصغير ، ولابعيد فيه ابدا عن المكان الذي تجلس فيه ، والمربع الذي تشغل حيزه بدماغك هو اخر نقطة وصلتَ اليها بالفعل في هذا العالم ، ولكن ورغم ذالك كله لم يزل هناك اناس لايعرفون الانترنت ، وهناك اناس لايستحون اصلا من وجوده اذا حاولوا الكذب والخداع ، بل هناك امم من التنابلة لاترغب حتى بوضع اي اسم او معلومة او تاريخ او نظرية ..... على محركات البحث الانترنيتية  لتلمسها بهذا الاصبع لتدرك العدو من الصديق او تدرك المثقف من الجاهل او تدرك الجميل من القبيح في هذا الكون ، فماذا عسانا بعد الانترنت ان نفعل بالقوم الذين لايعقلون وان هم  رغبوا ان يكونوا كالانعام بل اضلّ سبيلا !!!!.
____________________________
alshakerr@yahoo.com     


12
(( مهنة السياسة في الوعي العراقي القديم والجديد... رؤية نقدية ؟!.))

حميد الشاكر
______________________
منذ زمن وملاحظتي لاتنقطع في رصد ظواهر مجتمعنا العراقي ، ولسبب وآخر لا اعلم ماهو ابتلاني الله سبحانه وتعالى بحب رصد هذه الظواهر الاجتماعية والكتابة حولها !.
والحقيقة ان ظاهرة ترك العراقيون لمهنهم الاصلية في الحياة وميلهم الشديد للعمل في الحقل السياسي من الظواهر الملفتة للنظر والبارزة في مجتمعنا العراقي بصورة خاصة ، حتى ان اي فرد بامكانه ملاحظة هذه الظاهرة في التاريخ وحتى اليوم مما يدفعني وغيري للتساؤل حول هذه الظاهرة ، ولماذا العراقيون بالذات يعشقون العمل في السياسة بشكل هستيري غريب وعجيب ، وحتى وصول احدهم للتنازل عن جميع شهادات العالم لديه في سبيل ان يصبح سفيرا للدولة في هذا البلد او ذاك من بلدان العالم القريب والبعيد !!!.
طبعا هو ليس هناك مايمنع لاعرفيا ولاقانونيا ولا اخلاقيا ايضا ان يعمل الانسان في ملعب السياسة مع انه هناك مانع تنظيمي في الحياة ، ولكن ان يترك الانسان مثلا مهنة الطب التي هي ارقى مهنة انسانية ولاسيما منها طبّ الاطفال او النساء او اي تخصص في مجال الطبّ هذا ليتحول وبين عشية وضحاها لنجده مستشارا في الامن الوطني او زعيم حزب سياسي او سفيرا للدولة في احد سفارات العالم البعيدة ..... مثل هذه الظواهر لاسيما ان كانت متكررة بكثرة وغيرها تدفعنا دفعا للغرابة والسؤال حول : اذا كان الدكتور الذي درس الطبّ وقضى الليالي الطوال في المشقة والتفوق وصرفت عليه الدولة قوت الشعب وامواله لتصنع منه جراحا عظيما ثم بعد ذالك يهجر وظيفة الطبّ بسهولة وبلمح البصر ليصبح مخادعا سياسيا في الصباح وفي المساء ، الا يستدعي ذالك حقا السؤال والغرابة ؟.
بمعنى آخر اليس غريبا ان يكون توجه الانسان العراقي كل حياته في طريق تحصيل العلم والتفاخر بانه من حملة الشهادات ثم وفي نهاية الطريق نجده سياسيا في البرلمان العراقي او رئيسا للوزراء او وزيرا للخارجية يعقد الصفقات ويذلل العقبات ويكتب التقارير لوزارته والتعليمات ؟.
واذا كان الاطباء يهجرون مراكزهم الطبية ليصبحوا في العراق الجديد سفراء ، وكذا المهندسون بدلا من بناء المدن في العراق والتخطيط لها يصبحون رؤساء للوزراء ، وهكذا المحامون يتركون قضايا الخلق ومشاكلهم ليرفعوا عقائرهم دفاعا في البرلمان عن احزابهم ومشاكلها السياسية التي لاتنتهي ، ثم بعد ذالك خبراء الطاقة الذرية ويليهم خبراء الميكانيك ، وهكذا الصيادلة ولاننسى مهندسي الوراثة الزراعية .....الخ ، اذا كان كل هؤلاء يرغبون في العمل بالحقل السياسي فمن للمرضى يشفيهم وللبلد  يعمرها وللقضاء  يحقق العدالة فيه وللطرادات ان يشغلها لتخصيب اليورانيوم وللكيميائيات ان يصنع منها الادوية والترياقات ، وللارض يستصلحها بدلا من استيراد المواد الغذائية من اسرائيل  ؟.
أعني اذا كان كل الاختصاصات العلمية اصبحت سياسية ، ولايقبل السياسي في العراق الجديد اذا لم يكن من حملة الشهادات وخصوصا منها العليا حتى تكمل الدائرة فهل يبقى معنى لان نتسائل عن :  لماذا بلدنا خربة مهملة واطفالنا يقتلها السلّ وتموت ومصانعنا لاتعمل وارضنا لاتنبت ومياهنا لاتجري بصورة طبيعية ..... الخ ؟.
ومادام كل العراقيين توجهوا بقرار لااعلم اسبابه في الحقيقة ليكونوا سياسيون لاغير ، فهل نعجب بعد ذالك اذا اصبحنا اعظم دولة بتصدير الشقاق السياسي والنفاق الحزبي للعالم باسره ، واكبر قطر فيه احزاب وماسي ، واعقد امة بعدم اتفاقها على منهج سياسة في الحياة موحد ؟.
ماهذا الهوس السياسي في دماغ الانسان العراقي حتى يدفعه لترك ارضه بلا فلاحة ليصبح عضوا في الحزب الشيوعي مثلا ؟.
وماهذه اللوثة التي تدفع مرضعة اطفال لهجران معملها الفسلجي لتتحول الى كادر في الحزب الوطني الديمقراطي ؟.
وماهذا العقل الذي يحبذ ان يترك الدكتور عيادته ليتحول الى منافق في احد وزارات الداخلية لكتابة التقارير على البشر كيف تنام في اسرتها اليومية ؟.
ياجماعة اليست ظاهرة ملفتة للنظر ان يترك كل صاحب مهنة في هذه الحياة مهنته في العراق القديم والجديد ليتدافع الكلّ العراقي على العمل السياسي لاغير ومن ثم بدلا من انتعاش البلد بكوادره وتخصصاته العلمية لتتحقق نبوءة علي بن ابي طالب في (قدر كل امرء مايحسنه ) نتحول وتحت ضغط هذه الظاهرة الغريبة العجيبة الى مجرد مصنع كبير ينتج بضاعة واحدة لاغير هي السياسيون المؤدلجون بكافة تلاوينهم القوسقزحية المتعددة الالوان الثلاثمائة  فحسب ؟!.
هل في السياسة شيئ لايوجد في مهنة الهندسة بكافة فروعها المعمارية والميكانيكية وغير ذالك يدفع المهندس لأن يتبرأ من الهندسة وعملها الطبيعي في بناء البلدان ليفتخر انه عضو في الحزب الجمهوري مثلا ؟.
أم ان في السياسة ماهو ارقى موقعا واكثر قيمة انسانية من مهنة الطبّ مايدفع حملة شهادة الدكتوراه لئن يلعن الطبّ وايامه ويلتحق بالسياسة ودرجاتها الحزبية ؟.
ثم كيف لي ان افهم ان شيخ العشيرة لايستقر له قرار حتى يصبح عضوَ برلمان في عالم السياسة والادارة ؟.
ومن للعشيرة وادارتها ان هجرها ولي النعمة ليلعب باصواتها لاغير في محافل الانتخابات واوراق الصناديق وكوتة شيوخ العشائر في برلمان العراق الجديد !.
لااشك انني قبل ان اجيب على هذه الاسألة سوف اجد نفسي من كبار الخونة والمنغلقين ودعاة الاقصاء السياسي ، او ربما الداعين لعدم مشاركة تلاوين الشعب المتعددة وكفائاته التكنوقراطية الاكاديمية في العمل السياسي العام من وجهة نظر جميع حملة الشهادات داخل اروقة العمل السياسي العراقي الحديث ، ولكن بربكم أليس غريبة هي هذه الظاهرة حتى اصبح الدين بلا علماء له لانشغالهم بالسياسة والتنظير والكتابة حولها  ، واصبح المرضى بلا اطباء لسفرهم خارج العراق كسفراء في الحقل الدبلماسي ، واضحى العراق بلا بنائين بسبب ان جميع المهندسين يتطلعون لان يكونوا برئاسة الوزراء ، وحتى الميكانيكيين ومغادرتهم المصانع ، وكذا الصيادلة والمحامين وعمال النظافة في البلديات وتجار المخدرات .........  والشحاتين فقدناهم ايضا من شوارعنا بسبب انتمائاتهم الطبقية السياسية التي تناضل من اجل التغيير السياسي في العراق الجديد وترك مهنة الشحاتة وتوزيع الحسنات وغرف الجنة على المحسنين !!.
الان ربما الشحاتين هم الاحق بالتطلع للعمل السياسي لرفع مستواهم الطبقي والمعيشي ، لكن ما الذي يشكوه التاجر من عمل التجارة ليهجر التجارة وارباحها ومنافعها ويحاضر بخلية سرية لمؤامرة انقلاب على الدولة ؟.
يبدو ان الحالة الطبيعية ان يترك جميع الناس مهنهم ليعملوا فقط بالسياسة وان الغريب في الامر هو الدعوة لأن يلتفت كل صاحب مهنة في هذه الحياة لمهنته ليتقنها لتسير الحياة كرقاص الساعة في النظام والتناسق والانسجام في العمل ، ولذالك اصبح الطبيعي هو عدم وجود اي شيئ في العراق ماعدى السياسي وحزبه ، والغير طبيعي هو ان تقسّم وظائف الحياة لتعمر الاوطان بحب البلدان وطلب رضى الرحمن !!!.
___________________________
alshakerr@yahoo.com
   
 

13
على الشعب العراقي ان لايقف مع الذين لايقفون معه !))

حميد الشاكر
___________________

ربما لم تزل التجربة العراقة الديمقراطية حديثة العهد على الانسان العراقي في الداخل والخارج ، كما وانه ربما وخلال هذه الفترة القصيرة من التجربة العراقية الجديدة قد استوعب هذا الانسان العراقي الكريم شيئ من التجربة التي استطاعت ان تكوّن خميرة لابأس بها في ميزان اختيار هذا الانسان لممثليه السياسيين في عراقه الجديد في المستقبل  !.
وسواء كان هذا الانسان العراقي الطيّب في بداية الطريق من التقاط التجربة الوافية ، او انه بالفعل استطاع ادراك ومعرفة الشيئ الثري الذي يساعده في المستقبل على صحة قراراته في انتخاب كوادره السياسية التي سوف تقوم على خدمته وخدمة ابناء شعبه على الوجه الاتم ، لابد في كلا الحالتين من تثبيت مبدأ عام ينبغي على جميع افراد الشعب العراقي اخذه بعين الاعتبار في حال ارادة هذا الشعب انتخاب الافضل من كوادره السياسية وغير السياسية ايضا التي تستحق بالفعل ان تكون قيادته بين الامم وتتحدث بلسانه بين العالمين ، وهذا المبدأ العام هو :(( إن من يقف مع العراقيين في خدمتهم وحلّ مشاكلهم والاهتمام بامورهم الفردية والاجتماعية والانتصار لمطالبهم والدفاع عن حقوقهم صغيرها وكبيرها ، هو بالفعل من يستحق ان يقف الشعب العراقي معه وينتخبه ويقلده مسؤولية القيادة والريادة اليه ))!!.
نعم يبدو ان هذا المبدأ من البديهيات السياسية التي ليس هي بحاجة الى الاشارة له او التذكير بمضمونه الفطري ، ولكن في حال كحال امتنا العراقية الطيّبة ، وأمام انسان عراقي مضحي وعاطفي بشكل ملفت للنظر كثيرا ماتسرقه روح التضحية وحبّ الايثار للعب الاخرين على مشاعره النبيلة ليفقد يوما بعد يوم الكثير من حقوقه امام فكرة التضحية ووجوب استمرار الطريق حتى مع وجود خسارات متتالية له ليس لها مبرر على ارض الواقع المعاشة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا !.
والحقيقة انه على الانسان العراقي ان يدرك اليوم ، او انه جاء الزمن الذي يلتفت فيه هذا الانسان الى ان لعبة السياسة هي مختلفة في مضمونها عن فكرة وقداسة الدين والتضحية ، وعلى هذا الانسان ايضا ان يدرك كيفية التفريق بين ان يكون مضحيا من اجل العقيدة والمبدأ والدين والمقدس بدون ان يلتفت الى اي مردود نفعي لشخصه الذاتي الا مرضاة الله وحسن ثوابه في الاخرة من جهة ، وبين ان يكون ناخبا سياسيا يريد ان ينتخب كادرا خدميا يعمّر له الدنيا ويأتمنه على ادارة شؤونه اليومية ، ويقوم على رعايته واخذ الحذر من عدوه ودفع الشر عن امنه الداخلي والخارجي من جهة اخرى !.
ففي الجانب الثاني او الجهة الثانية من معادلة الدين والسياسة امام فكر وعقل ونباهة الانسان العراقي  لايكفي للانسان العراقي ان يكون مؤمنا او طيبا او مضحيا او غافلا او غاضا للنظر امام هيئته السياسية والكوادر التي ينبغي ان ينتخبها لتمثله سياسيا في هذا العالم المعقد ، بل عليه ان يضع قضية العاطفة وحب الايثار واي مظاهر هي من الاختصاصات الدينية المقدسة جانبا ، ليبحث عن كل شيئ له صلة بالنباهة والعقل والمنفعة والحرص على انتخاب الاكفأ وصاحب الامانة في العمل والسهر على حماية الناس وراحتهم ، فمثل هذه المواصفات في السياسي ، وكذا بالكادر الذي يريد ان يتقدم لخدمة الناس وطرح نفسه بشكل قيادي سياسي للمجتمع العراقي ...، مثل هذه المواصفات هي التي ينبغي ان تكون الميزان الاعلى لحركة الانسان العراقي في انتخاب كوادره السياسية الجديدة ، ونعم لابأس ان يكون مقياس :(( من يكون مع الناس ومصالحهم ومشاكلهم ومنافعهم والامهم ، ليكون جميع العراقيين معه )) كمبدأ موحد لجميع حركة افراد المجتمع العراقي لانتخاب الاكفأ والاحسن وألأئمن على مصالحهم والشاعر بالامهم وحوائجهم وتطلعاتهم الدنيوية بغض النظر عن دين هذه الجهة او طائفتهم او قوميتهم مادام مبدأ الوقوف مع المجتمع العراقي هو المميز الاساس لمصداقية العمل السياسي النبيه والعاقل !.
بمعنى اخر : ان على الانسان العراقي ، او انه جاء الزمن لهذا الانسان العراقي الطيّب ان يتجاوز مرحلة ربط مصالحه السياسية بالعناوين العاطفية ونقلها نقلة نوعية سياسية عاقلة لترتبط بمدى توفير هذه المصالح على يد هذه الجهة او تلك مع امكانية مراقبة الشعب العراقي لهذه الكوادر السياسية ودقة وامانة ادائها الخدمي لاغير ، وربما كان السياسي المتدين هو الاقدر على تطبيق مبدأ ان يكون الاقرب لمصالح الناس والشاعر بهمومهم الملبي لحاجاتهم ورغباتهم المعيشية ، وكذا ربما كان غير المتدين من سياسيين ليس لهم رابطة دينية مشتركة مع الناخب العراقي الا انهم هو الاقرب لروح المطالب السياسية والادارية والمعنوية للانسان العراقي ، عندئذ على الانسان العراقي ان ينتخب الاوفر حظا من الاتقان في الخدمة والاقرب لهذا الانسان في تطلعاته وآلامه ومايحتاجه في حياته المعيشية بغض النظر ان كان الكادر السياسي المتقدم للخدمة هو دينيا او علمانيا سنيا او شيعيا مسيحيا او مسلما ..... مادام ان الشعب العراقي هو صاحب القرار وهو المراقب على اداء حكومته وهو ايضا صاحب القرار الانتخابي الذي ياتي بحكومة ويطيح باخرى في نهاية الامر !.
ان هذه الرؤية هي مايحتاجه اليوم الناخب العراقي بالتمام ، كما انها الرؤية المعتدلة حتى اسلاميا بصورة خاصة او دينيا بصورة عامة من منطلق ان الاديان والمذاهب وجميع الاتجاهات البشرية تدعو الى ان يكون اي شعب يريد الحياة الكريمة عليه ان يكون صاحب عقل رشيد ورؤية متوازنة وحنكة في مراقبة شأنه العام مضافا لذالك ان يكون شعبا محترما في شخصيته وقوتها المعنوية كي لاتسيطر عليه العواطف الخيالية او لاتستغفله المطامع السياسية هنا وهناك ، ومن خلال هذه الشخصية الاجتماعية الجماعية تتكون لدى قيادات مثل هذا المجتمع سواء كانت دينيا او سياسيا او غير ذالك نوعا من الاحترام والهيبة لهذا المجتمع الذي يملك زمام امره ويقيم الحياة في داخله على موازين ومبادئ واضحة وقوية تميّز بين الغث والسمين من نوعيات القيادة التي تحاول ادارة شؤون هذا المجتمع وتتقدم للحديث باسمه !.
نعم هناك الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية قد رصدت خلال هذه الفترة القصيرة من حياة المجتمع العراقي السياسية الديمقراطية اثبتت ان حركة الفرد والجماعة العراقية لم تزل تراوح في مكان غير ناضج سياسيا ، وانها حركة لاتفصل مطلقا بين ماهو ديني عاطفي واخر سياسي عقلي نفعي ، كما ان هناك ظاهرة سياسية خطيرة جدا على حركة ومسيرة هذه الامة العراقية السياسية لم تزل ايضا هي المتحكمة في جلّ قرارات العقل السياسي العراقي الا وهي ظاهرة وقوف العراقيين مع جهات هي لاتقف بنفس المستوى من القوّة مع متطلبات ورغبات وحاجات وتطلعات هذا الشعب الكريم ، مما يدفعني وغيري الى التساؤل حول الكيفية والماذية التي تدفع بهذا المجتمع القوّي ان يقف مع جهات ومجموعات لاتبادله الود ولاتحترق عليه امانة او تضحية كما يبادلها الشعب العراقي ؟.
على اي حال ينبغي ان يدرك شعبنا العراقي المعطاء ان قاعدة وقوف الشعب يجب ان تنبني على قاعدة وقوف الاخر معها ومدى تضحيته وحبه واخلاصه في سبيل تعبيد الطريق لرفاهيتها  ، وان لاتكون هذه الامة مسحوبة بغفلة العاطفة الدينية او السياسية او الاجتماعية ..... لاغير لتنتخب من لايعير اي اهتمام لالامها او مطالبها او تطلعاتها المشروعة فإن في ذالك نتيجة خطرة جدا اهمها فقدان هذا المجتمع لمستقبله على الجملة عندما يقف الى الجهات التي لاتقف معه في محنته وفي حبه وفي الاخلاص له ورعاية مصالحه !!!!..

14
(( الترويج لتصوير العراق خربة ... أعلام صدامي حاقد  !.))

حميد الشاكر
____________________


منذ أيام السقوط الاولى لطغاة بغداد من الصداميين القتلة وحتى اللحظة الراهنة والعراق الجديد واقع بين رحتي الطحن الاعلامية التى ليس لها شغل شاغل الا تشويه صورة العراق الجديد وباي وسيلة كانت !.
طبعا هذه حقيقة لايمكن لأحد انكارها : إن هناك جهود صدامية داخلية وخارجية تضافرت مع دول عربية اقليمية وغير عربية على رسم لوحة لعراق مابعد الصداميين القتلة على اساس انه خربة مهملة وفساد له اول وليس له آخر وفقدان أمان وطمأنينة وانتشار ارهاب وسرقة ، وفشل حكومة وضعف برلمان وتفكيك بنية دولة ...... وهكذا حتى الوصول الى القول :إن بعد حكم الصداميين في العراق لايمكن قيام عراق جديد وحرّ ومزدهر ومتقدم ومستقر ومنفتح ومتماسك وموحد  !.
نعم مايؤسف له ان هناك ايضا أقلام  وفضاء اعلامي ليس هو صدامي ، ولاهو ممن يدفع بالعراق ليصل الى مرحلة الموت الواقعية ، الا ان هذا الاعلام المقروء والمرئي والمسموع وتلك الاقلام واخص منها بالخصوص الاقلام اليسارية العراقية والاخرى التي تدعي الليبرالية ولحقيقة انجرافها لمصالحها السياسية الانانية ، ولعدم سرورها برؤية عراق متلوّن الاطياف السياسية وخاصة منه الطيف الاسلامي المشارك الحيوي في ادارة العملية السياسية في العراق الجديد ، هذه الجهات والتيارات السياسية العراقية ايضا هي من ضمن من يحسب على المنجرفين او المساهمين الفعليين في طحن العراق الجديد واظهار جميع ملامحه على اساس انها بؤس وتخلف وانحدار وتسافل وانهيار ووساخة وفساد لاغير في العراق الجديد مابعد حكم الصداميين ، مما تساهم هذه التراكمات الاعلامية المتضافرة بجهود الصداميين من جهة ودول الجوار العراقي الطائفية العنصرية من جهة اخرى ، مضافا لها الخط القديم السياسي اليساري العراقي المنتحر على ذاته والكاره لكل شيئ داخل العراق اليوم بتثبيت حقيقة : إن العراق بلا حكم الصداميين القتلة لايمكن ان يصبح عراقا حرّا مستقلا معمّرا ونظيفا وقويا !!.
نعم من المؤسف ان تنسجم مصالح اعداء العراق الجديد مع مصالح احزاب تدعي الوطنية والغيرة على الشعب العراقي ، الا انها في المقابل لاتبقي وسيلة لطعن العراق الجديد في شريان الحياة لحركته وسمعته بين الامم الا استخدمتها لذبح العراق من الوريد الى الوريد !.
صحيح عراق ماقبل وبعد صدام خربة مهملة وبلد مدمّر ، وصحيح تماما ان عراق اراد ان ينجو بشعبه بنفسه واطفاله وشبابه ونسائه من محرقة الصداميين بعد سقوط عصابة البعث في بغداد ، لكن الارهاب لم يمهله الفرصة لذالك فاعاد الكرّة عليه ليدمر ماتبقى من العراق ويجهز على اخر انفاسه في الشوارع وفي الازقة والمدارس والاسواق بقنابل الانتحاريين والسيارات الوهابية المفخخة ...، وصحيح ان دول جوار عربية كانت في امس الحاجة لذبح العراق بعد صدام قبل ان يتنفس النفس الاول من عبير الحرية بعد صدام وحكم جلاوزته وعشيرته ، وصحيح ان هناك من العراقيين اصحاب صفات النذالة والخسة ارتضوا لانفسهم ان يكونوا ابواق وخدم لدولار البترول الاسود لتشويه كل المنجز العراقي ومهما كان شكله ، وصحيح ان هناك حتى من قطع مياه الشرب على العراق الجديد ليعلن عليه الحرب الناعمة ويزيد من امراض العراقيين وعطشهم وتصحر ارضهم وانتقام الغبار والتصحر من انفاسهم ليقال اين الامس وبركاته الصدامية واين اليوم وعذاباته العراقية ، وصحيح ان الداعي رائد عملية التغيير في العراق قوات الاحتلال ليست هي على حال يؤهلها لتمام الرضا عن عراق جديد بثوب غير استعماري خاضع بالتمام لاجندات قوات الاحتلال ............ الخ ، كل هذا صحيح وتمام مئة بالمئة في عراق مابعد صدام وحكمه الارهابي وحزبه المنحط ، لكن الا يكون من الصحيح ايضا ان نقول ان سبب مآسي العراق في الماضي وفي الحاضر اليوم هو عملية مخطط لها لقتل العراق من قبل اعداءه لاغير !؟.
أليس من الصحيح ايضا ان يدرك من يتحدث بشعارات الوطنية العراقية  ان سبب مآسي العراق وتخلفه في الخدمات وتردي وضعه الاقتصادي وشيوع حالة الفوضى الامنية وانتفاء روح الاطمئنان من ساحة الشعب هي نتائج طبيعية للتخطيط الاجرامي الاعلامي والارهابي المسلح والاقتصادي .......الخ  الداخلي والخارجي ضد العراق وشعبه ، وليس فقط تقصير حكومته العراقية المنتخبة لاغير !؟.
أليس من العدل ان نرى في العراق شيئا جميلا بالفعل مع وجود نفايات وخدمات غير متوفرة بالشكل المطلوب وفساد مالي واداري ، وغبار وتصحر ... وغير ذالك ، أليس من العدل ان نقول ان العراق فيه حرية في المقابل وانسان ينام في ليل ونهار وهمه كيفية طلب الرزق ليوم غد وليس التفكير بكيفية قضاء الليلة بدون توقع نزول المخابرات على داره بحجة الاشتباه وطلب القبض عليه ، او اعتقال زوجته الى حين تسليم نفسه لاجهزة الامن البعثية ؟.
أليس من العدل ان نقف كتفا الى كتف مع العراق الجديد لندعم من مسيرته ونأخذ بيده لنتخطي محنة الارهاب من جهة ومحنة مخططات الاعداء وازمات الاقتصاد والتخلف الثقافي الاجتماعي لتتفرغ الدولة لتوفير الخدمات والارتقاء بدخل الفرد وبسط الامن وفرض القانون ؟.
أليس من العدل ان نخجل من انفسنا امام معيشة انساننا العراقي المطحون ألماً وفقرا وبؤسا وعوزا نحن القابعون في اوربا والمترفون بنعيم امانها وكيكها ولانقارن حدائق اوربا بصحراء العراق وعواصفها الترابية احتراما لمشاعر الانسان العراقي ؟.
نعم بلدنا العراق بعد خروجه من هلوكوست حكم العشيرة الصدامية هو بلد من العالم العاشر وليس العالم الثالث حتى ، وفيه كل شيئ مدمرا من جرّاء الحروب والنزاعات والارهاب ودول الجوار الحاقدة على شعبه ومكانه وحركته !.
نعم مراكز مستشقياتنا مهدمة ، ومدننا قديمة ومهترئة ، وازقة شوارعنا متسخة ، وطرق البلد غير معبدة ، واقتصادنا ضعيف ، ومدارس ابنائنا ليس فيها مايصلح لان يكون طفوليا ، وحدائقنا متصحره ، وانهارنا ليس فيها ماء ، وسمائنا مقلعة عن القطر ، وارضنا قاحلة من الزرع .... الخ ؟!.
وماذا بعد للذين يقارنون حياة اوربا الصناعية بمدينة سوق الشيوخ وشوارعها لتكون سبة على دولة العراق الجديدة وليس في الواقع بسبب دمار الماضي الصدامي اللعين كما يحب البعض تصويره  ؟.
هل يعتقدون انهم بهذه المقارنة او برسم صورة مأساوية كالحة للعراق الجديد ، هم بهذا الاسلوب الاعلامي قد ادّوا ماعليهم من امانة الكلمة في خدمة الانسان العراقي ؟.
ام انهم بالعكس كانوا اكثر دناءة وخسة مع هذا الانسان الذي هو بحاجة الى رسم طريق له للخروج من هذه الظلمة والبناء مهما كانت الظروف صعبة وقاسية في معيشته ، وليس بحاجة لدعم ماكنة الاعلام المعادية للعراق الجديد وارجاعه الى مربع حكم الحديد والنار حتى يستريح نقاّد العراق الجديد بعدما يمنعون والى الابد من زيارة حتى العراق المتسخ !.
نحن ندرك كل هذه الصورة التي خلفها الارهاب العثوهابي الجديد وحكم اكثر من خمسة وثلاثون سنة من الحروب والدمار والدكتاتورية على العراق وشعبه !.
وندرك ايضا ان الشعب العراقي والانسان العراقي يستحق افضل بكثير مما هو عليه !.
لكن ان يضع اعداء العراق معادلة تعبيد طريق في شوارع العراق أمام سلب حرية الشعب العراقي !.
او يضعون معادلة قطرات مياه شرب في نهر الفرات في مقابل عودة الانكشاريين الصداميين للحكم !.
او يضعون معادلة الرفاهية مقابل الاستحمار للشعب العراقي كما هو حاصل في دول بترول خليجية !.
فمثل هذه المعادلات صعبة جدا على الشعب العراقي !.
فلا العراقيون قادرون على بيع حريتهم وادمغتهم للرفاهية المزيفة ، ولاهم قادرون ايضا على العيش بلا ادمغة تفكر بالكرامة من اجل ذاك الرغيف !.
تمام نحن على ثقة ان في نهاية المطاف سوف يتمكن العراقيون ان يبنوا بيد ويحافظوا على منجزهم الديمقراطي الحرّ باليد الاخرى ، لكن هذا لايتم اذا كان ابناء العراق هم من يتبنى اجندة اعلام اعداء العراق الجدد ، والذين يحاولون قدر المستطاع تصوير العراق بلا صداميين على اساس انه بقعة خراب ميتة وغير صالحة للحياة ابدا !!!.
أما ان اتفق العراقيون فيما بينهم إن انجاز حرية الشعب هو المكسب العظيم لعراق اليوم ، وهو الوجه الحقيقي للشعب العراقي الذي سوف يسحب بعده اعمار العراق من جديد ليكسب العراقيون نعمة الحياة المادية والمعنوية في الحرية وفي البناء !.
وكذا إن اتفق العراقيون على ترك سمفونية جلد الذات وعدم القبول على الواقع مهما كان ، والتفتوا الى عقلية العمل الجاد والتفكير بسؤال كيف نبدأ وليس كيف ننقد فحسب ، فعندئذ سيدرك العراقيون ان ليس هناك وقت للتفكر في كيفية وصف الوساخة ، بقدر ما انه ليس هناك وقت بكيفة العمل على  رفع هذه الاوساخ من الشوارع ونشرع ببناء الحياة من جديد !.
ان العراقيين عليهم ان يكونوا بحذر جدي الى ان حجم مَن يريد من اعدائهم  ازالة حريتهم وحياتهم ووجودهم ومنجزهم الجديد هو اكبر بكثير جدا من مجرد من يريد من نفس هؤلاء الاعداء ان يبني لهم العراق او يريد ان يرى العراق جميلا ومزدهرا ومنتعشا وقويا ، فمن ينتقد اليوم شدّة الخراب في العراق وغياب الخدمات وانتشار الفساد وكثرة الكلاب ايضا في الطرقات ...الخ ، كل هؤلاء لو كانوا حقا اصحاب مشروع نهضة للعراق الجديد لما كتبنا حرفا واحدا بهذا الصدد ولدعمناهم بكل مانملك من حبر وكلمات ، ولكن كيف بالعراقيين اذا ادركوا ان كل هذه الابواق هي وبصريح العبارة تريد ان تأتي لسلب روح العراق من هذه الزاوية او تلك لاغير؟!.
  والدليل ان كثيرا من اعلاميات أعداء العراق الجديد تظهر السلبي من الحياة بلا تقديم خريطة للحلول وكيفية البداية والشروع بالعمل من اجل نهضة العراق ، بل انها تحاول تشويه الجميل من الوجود العراقي الجديد باسم القبيح منه لتكون بذالك قد عمقت من القبيح وتخلصت من الجميل في هذا العراق المسكين والطيّب والعزيز  !.
أخيرا نقول : لحن قول النفاق والكذب الاعلامي على الشعب العراقي مختلف عن لحن قول طلب الاصلاح والبناء للعراق الجديد ، وعندما يريد ان ينتقد ابناء العراق الاصلاء ظواهر التخلف والتردي والفساد ... في العراق الجديد ، فانهم سوف لن يذهبوا لماهو شرعي ومشرق وجميل في هذا العراق لاسقاطه مثل حكومة العراق المنتخبة او برلمانه ممثل الشعب او اجهزته الامنية التي تعطي الدماء في سبيل دحر الارهاب ... وغير ذالك ، فمثل هذه الحكومة وهذا المشروع وهذا المنجز هو الوجه الجميل للعراق اليوم ، ومن يريد ان يهدم العراق من اعدائه يركز على اسقاط هذا الوجه الجميل او تشويه عمله ، وهذا بعكس احباب العراق الجديد الذين يدركون اين مواضع الخلل والتخلف  في العراق الجديد فينتقدوه واين مواضع الجمال فيه فيدعمونها بكل قوّة  !.
ونعم نعم للدولة والقانون وحكومة الشعب المنتخبة وبرلمانه المنبثق عن ارادة الامة ووجه العراق الجميل والطيّب والمنتج  !.
وكلاّ كلاّ للفساد وارهاب دول الجوار واشاعة الفوضى وتدمير مرافق الشعب وخدماته ، والاعلام الحاقد والمريض والمزيف للحقائق !.
____________________________
alshakerr@yahoo.com             
   

15
(( رسالة حول العراق والبند السابع والاشقاء الكويتيون ))

 حميد الشاكر
____________________
الكلُّ يدرك تقريبا في دولة الكويت الشقيقة وكذا في العراق الجديد ان هناك معادلة سياسية جديدة بُنيت بين هذين البلدين على انقاض الاطاحة بالدكتاتورية الصدامية المقبورة في العراق والتي هي بالفعل  شكلت في الماضي القريب صورة محور الشرّ للعلاقة العراقية الكويتية السياسية الحديثة !.
والحقيقة انه ومن خلال مارشح من نوايا كويتية طيبة تجاه العراق الجديد ، واعتراف الاشقاء الكويتيون بحق الشعب العراقي ببناء عراقهم الجديد وعلى حسب مايرونه صالحا لمستقبل شعبهم ، بالاضافة الى ما ابداه العراق الجديد صراحة في اقامة علاقات قوية ومتينة وراسخة ومستقرة مع دولة الكويت وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، بدا جليّا ان هناك توافق من حيث المبدأ على فتح صفحة جديدة ونسيان كل ماتبقى من الماضي الدكتاتوري الصدامي البغيض بالنسبة للكويت وبالنسبة للشعب العراقي المظلوم ايضا الذي وقع تحت اجرامية واعتداء ودكتاتورية ذالك النظام الاجرامي الذي عاث في الارض الفساد وفرق العباد واهلك الحرث والنسل ، ولهذا رأينا الكيفية المشرفة  للمواقف الكويتية الرسمية والشعبية المساندة للشعب العراقي في التخلص من كابوس الدكتاتورية الصدامية من منطلق :
اولا : لأن الكويتيين هم الاقرب حقيقة للانسان العراقي بالامس واليوم والآمه والشعور بمعاناته بسبب انه لايدرك الم المتألم الا من ذاق نفس الالم والكويتيون ذاقوا مرارة الدكتاتورية الصدامية ابّان غزو بلدهم من قبل عصابة العوجة فتعاطفوا مع تطلعات الشعب العراقي المشروعة بالتخلص من ظلم الظالمين وجور الكافرين  !. ،
وثانيا :  الكيفية التي رأينا فيها المبادرة من قبل الاشقاء في الكويت بالاعتراف رسميا بالعراق الجديد ، وعدم التلكئ كباقي العرب بالاعتراف بحق الشعب العراقي في تقرير مصيره السياسي .....الخ .
 وكل هذا من قبل الكويت ان دلّ على شيئ فانما يدلّ على ان هناك رغبة صادقة كويتية في مساعدة العراق لتخطي محنته في بناء واقعه العراقي الجديد من جهة ، وفتح صفحة تؤسس للمستقبل السياسي بين البلدين بشكل مختلف عن ما مضى في سابق العلاقات العراقية الكويتية الماضية من جهة اخرى !.
نعم علق من الماضي الكئيب بعض المنغصات السياسية التي لابد من الاصطدام بها اليوم ، كوقوع العراق تحت بند الفصل السابع الذي يقيد العراق ويشلّ حركته السياسية والاقتصادية بنسبة عالية جدا من التحرر الطبيعي من قيود هذا الحكم الاممي في الفصل السابع !.
الآن الكويتيون يدركون ومتفهمون تماما انه ليس للعراق الجديد اي ذنب ولا للشعب العراقي جريرة في ان يقع تحت طائلة قيد البند السابع الذي جاء على اثر اعتداءات صدام الاجرامية بغزوه للكويت من تسعينات القرن المنصرم ، وكذا العراقيون مدركون ومتفهمون تماما في حق الكويت في مطالباته العادلة في قضايا كويتية صميمة سياسية واجتماعية واقتصادية ، لكنّ الاشكالية بين هذين الفهمين والادراكين يقع في حرارة اللحظة ، وارادة جوانب من كلا الطرفين حرق المسافات الزمنية التي هي فقط بحاجة الى هدوء بالتفكير نحو كل القضايا العالقة والتي تدفع ببعض الكويتيين الى التشنج البدوي وببعض العراقيين الى الانفعال العصابي المعروف عن الانسان العراقي في حواراته   لاغير !!.
وإلاّ لو سألنا (مثلا) كلا الجانبين وبلا انفعالات ليس لها اي مبرر سياسي او اقتصادي آني الان : هل سيبقى العراق الى الابد رهين البند السابع من العقوبات الاممية حتى يعتقد بعض الكويتيين ان هناك جدوى من الاصرار على حماية البند السابع للحقوق الكويتية المشروعة الى الابد ؟.
طبعا الجواب سيأتي من كلا الطرفين بانه : لا سوف لن يبقى العراق الى الابد تحت طائلة البند السابع !.
ثم اذا عدنا وسألنا كلا الطرفين : وهل يضير الجانب العراقي ان اتخذ السياسة الهادئة البعيدة من وعن الانفعالات الاعلامية الضّارة ، ليمتطي الهدوء والصبر للوصول الى قاسم مشترك ربما يطرحه الكويتيون انفسهم اذا لمسوا استعدادا نفسيا متسامحا ومتفهما ومتعاطفا من قبل الجانب العراقي مع مطالب الكويت القانونية ينهي اشكالية البند السابع بين البلدين باجمل السبل والطرق التي ( ربما ) سوف تساهم برسم مستقبل جيد وبتمتين العلاقة بين البلدين وليس في اضعافها والنيل من مصداقيتها ؟.
لااشك في ان الجواب سيكون : ايضا بلا لايضير العراقيين ان يجربوا سياسة الهدوء والنفس الطويل ولو لمرة واحدة في حياة هذا البلد وسياسته ليروا ان ( أدفع بالتي هي احسن ) من السياسات التي تصنع المعجزات في العلاقات الانسانية السياسية اليوم ، وبالخصوص مع الاشقاء في الكويت الذي نخبرهم عن قرب وندرك كيفية تفكيرهم ونمطية اخلاقهم التي تميل لتلمس صداقة الصديق وليس الشعور بها فحسب !.
نعم اذا كان الكويتيون يدركون ان لاشيئ دائم على حبل قوانين الامم المتحدة والشرعة الدولية ومتغيراتها وإن الدائم الحقيقي هو الجوار الجغرافي والسياسي والاجتماعي العراقي ، فنحن قد نكون قطعنا نصف الطريق الى العقل السياسي الكويتي ، وادراكه لحقيقة : ان البند السابع واشكالياته مع العراق بالامكان او يوظف لصالح ان يكون لبناء علاقة عراقية كويتية مميزة في العالم العربي ، اذا ادرك الكويتيون بأنه بتسوية هذا الملف  مع العراقيين بالامكان شراء ودّهم السياسي للمستقبل كله القريب والبعيد ايضا !.
وهذا بعكس اذا ما حسب العقل السياسي الكويتي الحسبة بالخطأ واعتقد ان البند السابع المقيد لرقاب العراقيين سيبقى الى ابد الابدين وتشبث ببقائه اليوم وغدا على العراقيين ، فان العقل السياسي الكويتي سيفاجأ بالمستقبل القريب ان العراق خرج من تحت البند ليبقى موقف الكويت السلبي هو البند الحقيقي المقيد لتنامي علاقة سياسية ايجابية مع العراق الجديد وشعبه الذي ينظر بكل الاحترام والحب للكويت العزيزة  !.
ان هذه الحقيقة لاتشكل فرضا ضاغطا على الاشقاء الكويتيين في قضية ضرورة تنازلهم عن الالتزام بالبند السابع تجاه العراق الجديد ، وتحرير رقبته من قيود هذا البند ، وانما وبالفعل تمثل في حال ادراك الكويتيون لمفاعيل هذا التنازل الطوعي والسريع عن الالتزام ببنود الحكم ضد العراق انهم بذالك اعتقوا رقبة وتجاوزوا العقبة واستولوا على القلب العراقي قبل عقله في مدّ جسور العلاقة التي سوف تتمِّم مابدأه الكويتيون مع العراق الجديد من مساعدة افضت بفضل الجهود العراقية الكويتية بالاطاحة بكابوس العصر صدام حسين المقبور ، والتحليق من جديد بطائر عنقاء ناجي من محرقة الدكتاتورية باعجوبة !.
___________________
alshakerr@yahoo.com               


16
(( مَن يجيب على اسألتي في قصة الدين والدولة  ؟!.))



حميد الشاكر
_____________________
(( هذه مجموعة أسألة اضعها بين يدي (مفكري) القلم والكتابة ليجيبوا هم عليها كيفما يرونه فكريا وعلميا صالحا للحياة الانسانية ، على ان تكون اجوبتهم غير منحازة إلاّ الى الفكر والحقيقة والاقناع والوجدان والعلم ... والدعوة عامة في التحدي على قدرة الاجابة عليها !!!)).
*******************************   
ماهي قصة الدين مع الدولة ؟.
وماهي نوعية تلك العلاقة التي تشكلت مع الزمن بين الدين والدولة ؟.
مَن كان المتقدم في ادارة حكم الاجتماع الانساني اولا الدين ام الدولة ؟.
وهل حقا ان الدولة هي من طلب ودّ العلاقة مع الدين من اجل المصالح المشتركة التي تجمع بين الدولة ورجالاتها  والدين ووعاظه ؟.
أم إن الدين هو المتزلف للدولة لخطب ودها من أجل المصالح التي تستولي عليها الدولة في هذه الحياة الدنيوية الانسانية المادية ؟.
هل كان هناك نوع من الصراع التاريخي بين الدين والدولة في التاريخ وحتى اليوم من اجل حكومة المجتمع وادارة شؤونه حسب اختلافات التوجهات الايدلوجية والمصلحية لكل من الدين والدولة ؟.
أم ان هناك توافق وانسجام بين الدولة والدين في التاريخ وحتى اليوم في تنظيم علاقة ادارة المجتمع وحكومته وسياسته في هذا العالم ؟.
متى تتوافق الدولة مع الدين ؟.
ومتى يتشاجر ويتناقض الدين مع الدولة ؟.
هل انتصرت اليوم وفي التاريخ الدولة على الدين ؟..
أم ان الدين هو الذي انتصر في نهاية الطريق على الدولة ؟.
هل من الممكن دمج الدولة بالدين ؟.
أم ان الممكن الوحيد هو دمج الدين بالدولة ؟.
ولماذا كلما حاول العالم فصل الدين عن الدولة فشلت الدولة والدين بهذا الفصل ؟.
وهل يعني هذا ان الدولة لاتستطيع الاستغناء عن حليفها التاريخي الدين ولهذا هي يمكن ان تتخاصم معه على المكاسب  ، ولكن لايمكن لها ان تهجر الدين الى الابد ؟.
أم انه بالامكان تصور فصل الدين عن الدولة وطلاقهما بلارجعة في التفكير ؟..
 ولكن في هذه الحالة السؤال يكون هو أذا حاولنا فصل الدولة عن الدين بعملية قيصرية جراحية مؤلمة فهل حتما اننا سنذهب الى حرب حتمية وتصادمية بين الدين والدولة ؟.
أم ان عملية فصل التوأم هذه بين الدين والدولة بالامكان نجاحها في حالة قتل جنين الدين ليعيش جنين الدولة بسلام او قتل جنين الدولة ليعيش الدين بسلام ؟.
بمعنى آخر : هل هناك صعوبة في تصوّر تجاور الدين والدولة في الحياة الانسانية بسلام بلامشاركة من الدين في السلطة او بتهميش دور الدولة عن الحكم ؟.
أم انه من المستحيل تصوّر دين مهمش يجلس بهدوء وسكينه والى قربه دولة تحكم وتسوس العباد والبلاد بكل عنفوان وتمرد ؟.
بمعنى مغاير ومن الجانب الاخر للموضوع : هل بالامكان تصور دولة تقدم فروض الطاعة والاستسلام أمام دين يحكم الناس ويدير شؤونهم كيفما يرتأي ؟.
أم اننا من المستحيل ان نتصوّر ان الدولة قادرة على مجرد التفكير بقضية الاستسلام امام الدين بلا حكم يوزع بينهما على التساوي على الاقلّ ؟.
ولكن لماذا دائما نحن أمام فرضية واحدة لاغير تقوم على فكرة وجوب الحكم في هذه الحياة للدين والدولة معا ؟.
أعني لماذا دائما تفكيرنا يفترض ان القدر وضع حاكمين هما الدين والدولة في حيز اجتماعي واحد لابد لهما من الحكم معا او الصراع معا  ؟.
ولابد في علاقتهما من ان تكون اما توافق ومشاركة ، وأما تنافر وتصادم وحرب وضدية ؟.
هل من الممكن ان نتصور عملية هي في الاساس غير المشاركة او الدمج او الصراع على وفي الحكم بين الدين والدولة ؟.
أم ان قدر هذين العنوانين هما أما المشاركة واما الحرب واما قضاء طرف على اخر فحسب   ؟.
هل ممكن ان تقضي الدولة على توأمها الدين لتحكم الدولة بلا شقيق ؟.
أوهل ممكن للدين ان يقضي على الدولة ليحكم العالم بلا دولة ؟.
أم انه مع التناقض الحاد في عملية الحكم والمشاركة بين الدين والدولة ، مع ذالك لايمكن ان نتصور التفرد لاحدهما بالسلطة والحكم ، ولهذا اصبح قدر الاثنين ان يعيشا معا حتى ان كانت هذه المعيشة في حالة صراع دائمة الا انها لايمكن لها ان تعيش الا بهذه الحالة من الصراع على الحكم  لاغير ؟.
نعم لماذا النبي دائما هو مصطدما مع الحاكم ؟.
ولماذا الحاكم دائما يتوجس الريبة والخوف من النبي ؟.
ومع انه لانبي بلا حاكم ولاحاكم بلا نبي ، ومع ذالك من اصعب الافكار التي يمكن تخيّلها بين الدين والنبي من جهة وبين الحاكم والدولة من جهة اخرى هي التوافق في العيش في حيز واحد ؟.
لماذا لابد للحاكم اذا اراد ان يعيش مع النبي ان يؤمن بنبوته ؟.
ولماذا لايمكن تصوّر مداهنة النبي للحاكم لتكون الدولة هي المرّوض للدين ، وليس الدين هو المرّوض للدولة ؟.
ولكن من جانب آخر أليس في حقب زمنية كثيرة وجدنا ان الدولة استطاعت ان ترّوض الدين وتستخدم وعاظه للسلطان والدولة ؟.
فكيف ولماذا لانعتقد حقيقةً ان الدولة قادرة على دمج الدين مع مصالحها ليكون الدين هو المطية للدولة وليس العكس ؟.
أبسبب مثلا ان الدولة لابد ان تجرد الدين من كل روحه وعقله واخلاقه عندئذ تتمكن الدولة من ترويض الدين ولهذا نحن ننظر لعملية الدمج هذه على اساس انها خداع وتسلط لاغير ؟.
أم انه وبالفعل ان العلاقة اذا جاءت من الدولة نحو الدين لابد من ان يمسخ الدين من كيانه وروحه ، بعكس مالوكانت العلاقة متحركة من الدين نحو الدولة فاننا ننظر بفطرية الى ان الدين يحاول رفع الدولة من قاعها الى الاعلى ؟.
لماذا دائما الانسان ينظر بصورة طبيعية الى ان النبي والدين طاهر واخلاقي وروحي وجميل ، بينما يرى الدولة والحاكم على اساس انهم وساخة ودنيوية ولااخلاقية وقباحة ؟.
مَن الاقوى في معادلة الترويض وعض الاصابع في هذه المعركة الازلية القائمة بين الدين والنبي من جهة  والدولة والحاكم من جهة اخرى ؟.
وماذا يعني فكريا وايدلوجيا في التاريخ وحتى اليوم ان سلاح الدين والنبي والامام  دائما الثورة والايمان
والجماهير ، بينما يكون سلاح الدولة والحاكم والسياسي هو المال والقوّة والعسكر والقانون ؟.
هل سنصل في يوم من الايام لاقامة معادلة توازن بين الدين والدولة في الحياة ؟.
أم انه من الصعب جدا رؤية عرشين لنبي وطاغية في حكم شعب واحد ؟.
السؤال الاخير : لماذا لايكون الدين هو الضابط الاخلاقي والضمير الداخلي لحركة الدولة ، وتكون الدولة هي ذراع الدين في بسط سلطة العدالة والاخلاق بين الناس وكفى الله المؤمنين شرّ القتال ؟.
_______________________
alshakerr@yahoo.com
       

17
(( لماذا يضغط بايدن لفرض الصداميين على العراق الجديد ؟.))


حميد الشاكر
___________________
يبدو ان هناك الكثير من داخل العراق وخارجه غير سعيدين بالاستقرار النسبي الذي يشهده العراق اليوم ، وخصوصا أولئك الذين بشروا بسقوط العراق امنيا في حال مغادرة قوات الاحتلال الامريكية من المدن العراقية  ، وكيفية خياب تمنياتهم بزيادة الاستقرار الامني بعد الانسحاب وليس عندما كان جاثما على صدر الناس وادمغتهم في داخل المدن مما ازاد من غيض المراهنين على سقوط العراق حنقا وغيضا وهستيرية لا اخلاقية غير طبيعية !!!.
نعم في الداخل العراقي هناك من هو غير سعيد بأن يستقرّ العراق وتأخذ الحياة بالنمو والازدهار بعيدا عن كل الخطابات التي كانت توهم الشعب العراقي وتوحي له : أن العراقيين أناس غير جديرين بحكم انفسهم ، ولابد من استمرار وجود المحتلّ كقبة ميزان بين كفتي العراق !.
أما في الخارج الاقليمي للعراق فقد بات واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار ، ان بعض دول الجوار العراقي ليس فقط غير سعيدة باستقرار العراق بعد خروج المحتلّ الامريكي من المدن فحسب ، بل انها بذلت مافي وسعها كالمملكة العربية السعودية والاردن ...... ولفيف من دول عربية أخرى على اشاعة الارهاب والفوضى داخل العراق لبقاء هذه القوات الامريكية المحتلة جاثمة على صدر العراقيين ، وبقاء الارهاب لذبح العراقيين كل يوم معها بذريعة او اخرى !.
بل لانغالي ان صعدنا من لهجتنا هذه لنقول ان هناك تيار في داخل الادارة الامريكية منزعجا جدا ايضا من فكرة وجود استقرار في داخل العراق ، بعد كل هذه التصريحات الامريكية التي اعلنت عن مستقبل صعب واسود ينتظر العراقيين في حال خروج حامي الحمى المحتلّ الامريكي من داخل المدن العراقية ، وفجأة يتفاجأ هذا وذاك في داخل الادارة الامريكية بمنسوب استقرار يزيد يوما بعد اخر داخل المدن العراقية يأتي على انقاض انسحاب هذه القوى من جميع المدن العراقية ، مما دفع شعور بالاحباط والخيبة لبعض اعضاء في الكونغرس الامريكي من فشل توقعاتهم الوهمية بانهيار العراق بالتمام من اول يوم لخروج هذه القوات ، ومن ثم ليتفاجأ هؤلاء بان فكرتهم بعيدة عن الحقيقة في العراق ، وما توقعاتهم التي بنوا عليها  جميع احكامها وتصوراتهم لعراق مابعد الوجود الامريكي الا سراب نسجته لهم  تقارير عربية كتبتها اقلام صدامية لبقاء العراق تحت دوامة العنف باسم وجود الاحتلال ... وهكذا !!.
والحقيقة ان السعيد الوحيد اليوم في عراق مابعد جلاء الاحتلال من المدن العراقية هم الاصلاء العراقيون وحكومتهم المنتخبة باعتبار انهم الوحيدون القادرون على تشخيص الوضع العراقي بصورة دقيقة من جهة ، وباعتبار انهم على يقين ان وجود هذه القوات داخل المدن والعراق هو سبب اصيل لبقاء دوامة العنف والفوضى الامنية في العراق لاعتبارات واخرى من جانب اخر ، ولهذا فرح العراقيون كثيرا بخروج هذه القوات المحتلة من داخل العراق ، وابتهجوا فعلا بالرؤية للمستقبل بابهى صوره عندما سيعمّ الاستقرار والامن الحقيقي على ايدي قوات الامن والجيش العراقية لاغير !.
الآن هناك من يريد ان يلتفّ على كل المنجز السياسي والعراقي الامني الذي تحقق بايدي العراقيين بعد انسحاب هذه القوى المحتلّة من داخل المدن ، ليطرح كرة نار جديد تحاول استفزاز الامن المستقرّ واعادة الهابه من جديد بوجه الشعب والحكومة العراقية ، وهذه الكرة وحاملها هما ( بايدن ) نائب الرئيس الامريكي من جانب ، وشيطان ( المصالحة ) مع الصداميين كشيطان يحاول اعادة الكرة مرّة اخرى لانقسام العراقيين على انفسهم من جديد !.
لماذا يحاول بايدن نائب الرئيس الامريكي من جديد يلعب لعبة التدخل بالشؤون العراقية الداخلية الذي اثبتت التجربة ان العراقيين انفسهم هم الاقدر على ادارتها   ؟.
وما هي الاجندة الذي جاء بها تحت يافطة المصالحة لفرض الصداميين على العراق من جديد ؟.
وهل بايدن من ضمن الغير سعيدين بالاستقرار في العراق لذالك اخرج يده بشيطان المصالحة الوهمية ليعيد كرة الاحقاد بين العراقيين من جديد  ؟.
وهل المصالحة بمفهومها الامريكي السعودي اصبحت بالفعل عصى موسى كلما اراد العراق ان يستقرّ حركته هذه العصا للوحي لشريحة كبيرة من العراقيين ان الحكومة العراقية هي ضد المصالحة وليس معها ؟..
وهل يبتغي بايدن وغيره من مروّجي الارهاب السعودي داخل العراق بعد ان فشلت جميع المبررات لخلق الاضطراب الامني للعراقيين ان اميركا هي راعية المصالحة لاغير ، وهي القادرة فحسب على لعب دور العرّاب للصدميين لعودتهم للسلطة في العراق مما يدفع الصداميين لبيع ولائهم المطلق للادارة الامريكية لاغير ؟.
كل هذه اسألة اثارها اصرار الادارة الامريكية بين الفينة والاخرى ، وكلما فرغت جعبتهم ورأوا ان الاستقرار الامني بات قريب المنال بالنسبة للعراقيين ، أخرجوا هذه العصى الموسوية السحرية لتفعل الاعاجيب بالامن العراقي ، والادارة الامريكية تدرك وبايدن نائب الرئيس الامريكي كذالك المشكوك بسعادته في رؤية عراق مستقر يدرك والعراقيين جميعهم يدركون ان لامصالحة مع الصداميين في العراق الجديد وتحت اي مسمى او عنوان او مبرر !.
إذن اذا كانت الادارة الامريكية تدرك ان لامصالحة داخل العراق اليوم مع قتلت الشعب العراقي من الصداميين ، وهذه الادارة ايضا على يقين ان الشعب العراقي الغى من تفكيره مجرد تخيّل رؤية صدامي ذبح الشعب العراقي لمدة اكثر من خمس وثلاثين سنة واباد خضرائهم على مسرح العراق الجديد سياسيا ، وهي تدرك ان فكرة عودة الصداميين والمصالحة معهم تعني الاطاحة بالعراق كله وتقسيمه وعودته الى الحرب الاهلية ...... الخ ومع ذالك تضغط على الحكومة العراقية لتضع يدها بيد الصداميين بالقوّة  ، فهل يعني هذا التصرف من قبل بايدن وادارته الامريكية غير ان هناك مخطط للعودة بالعراق الى الاضطراب الامني من جديد والاطاحة بالمنجز العراقي السياسي والامني الذي تحقق ، وعودة العراق امنيا للمربع الاول ؟.
وإلاّ كيف لنا فهم  مخططات تيار بايدن في الادارة الامريكية الجديدة وتدخله السافر بالشان العراقي وفرضه لاجندة اجرامية تحاول اعادة صياغة العملية السياسية بفرض صداميين قتلة على العراق الجديد تحت ذريعة المصالحة الوطنية ؟.
الا يعلم السيد بايدن ومن يكتب له التقارير الامنية حول العراق : ان مفهوم المصالحة اذا كان يفضي لعودة التدهور الامني وتدمير الاستقرار وسحب البلد الى حرب اهلية جديدة على ايدي الصداميين الجدد ...الخ الا يعلم ان مثل هذه المصالحات غاياتها واهدافها الاولى والاخيرة هي زيادة الفرقة والبغضاء والاحقاد بين العراقيين وليس التقارب والمصالحة والائتلاف بين العراقيين انفسهم ؟.
أم ان بايدن وغيره يكونون اكثر سعادة وتحت يافطة المصالحة عندما يروا العراق من جديد وهو ينزلق في اتون حرب شوارع مدمرة واستقرار امني مفقود ؟.
على اي حال لايستطيع حمل المسؤولية في هذا الاطار غير العراقيين انفسهم ، وعلى العراقيين انفسهم ان يوصلوا رسالة لبايدن وغيره : ان ما تحقق من استقرار امني وتقدم نوعي في العملية السياسية لم يكن الا من خلال الجهود العراقية الخالصة التي تدرك كيف تجلب الامن لشعبها وتتصالح مع ذاتها بلا ان تفقد المزيد من الدماء على ايدي القتلة من الصداميين !.
كما ان على العراقيين ان يوضحوا للسيد بايدن : انه كلما رفع شعار المصالحة هو وتياره في الادارة الامريكية بين العراقيين والصداميين ، كلما اعطى شحنة وقوّة وامل للصداميين من جديد ان يصعدّوا من عملياتهم الارهابية على حساب دماء العراقيين ليظهروا للعالم انهم موجودون وما زالوا يملكون القوة والفعل الارهابي على الساحة العراقية ؟!.
وعليه فليكف بايدن وغيره من انعاش قلب الارهابيين القتلة من الصداميين كلما وصل العراقيون الى ايقافه ؟.
وعلى العالم ان يدرك ان العراقيين ماضون باستئصال الارهاب الصدامي القاعدي من واقعهم العراقي والى الابد وتثبيت الاستقرار بسواعدهم الامنية العراقية ، وعلى العالم ان لايتدخل او يعلّم العراقيين كيفية بناء استقرارهم الامني ، ومصالحاتهم الاجتماعية  لأن التجربة اثبتت ان غير العراقيين لايمكن لأي احد   ان يدرك الكيفية التي من خلالها يعمل دماغ الانسان العراقي وكيف يفكر وماذا يريد !!!.
_______________________
alshakerr@yahoo.com                 


18
(( لمن يُبنى جدار الفصل الطائفي الحدودي السعودي مع العراق  ؟.))


حميد الشاكر
_____________________________
بعد جدار الفصل العنصري في اسرائيل يأتي جدار الفصل الحدودي السعودي بينها وبين العراق !.
هل هي صدفة ان يكون هناك جداران فقط في العالم الانساني الحديث على حدود الدول الجغرافية الاول لحماية اسرائيل من الشعب الفلسطيني المقهور والمحتلّ والثاني لحماية السعودية ؟.
أم ان الجدار السعودي جاء رافدا لفكرة جدار الفصل العنصري الذي ابتدعته اسرائيل رغم تنديد العالم كله بفكرته وعدم قانونيته وهمجيته وتخلفه ؟.
لماذا تريد المملكة السعودية بناء جدار بينها وبين شقيقها البلد العربي العراق بطول تسعمائة كيلو متر وبكلفة اثنا عشر مليار دولار  ؟.
أعني قد يفهم العالم الدوافع العنصرية الصهيونية النفسية التي تشعر انه لا أمان لمحتل نهب ارض شعب وشرّد اهلها ، ولذالك هي تبني الجُدُر لعلم الصهيونية استحالة قبول المحيط العربي والفلسطيني بوجود اسرائيل بينها ، لكنّ ما الدواعي او الدوافع التي تدفع بمملكة قديمة كالمملكة السعودية لاحاطة نفسها باسوار وجدران عالية بينها وبين البلد العربي والمسلم والجار العراقي لها ؟.
قيل لحماية المملكة من التسللات الارهابية الاتية من خارج الحدود !.
لكنّ ايضا التجربة اثبتت ان معظم التسللات الارهابية التي ترجع للملكة السعودية ، وعادة ماتكون من اليمن او باقي دول الخليج العربي الباقية ، ونادرا ما تصطاد المملكة السعودية رعيان اغنام وتجار صغار يتسللون عبر الحدود العراقية السعودية من اجل التجارة في معظم الاحيان وليس الارهاب  !.
أذن ماهو الداعي الضروري الذي يدفع بالسعودية لهذا الانفاق الهائل من ميزانية الشعب السعودي على جدار فصل لااعلم هل هو طائفي ام عنصري ام امني ام شيئ آخر بالامكان تسميته بينها وبين العراق الشقيق  بالذات ؟.
هل تخشى المملكة من المحيط الخارجي العربي والاسلامي بالعموم والعراقي بالخصوص ولهذا هي تفكر في تسوير حدودها الجغرافية لتحويل الجزيرة العربية كلها الى معتقل كبير ترتفع اسواره يوما بعد يوم ؟.
أم ان المملكة السعودية وصلت الى قناعة بالقطيعة الابدية بينها وبين الجار العراقي العربي المسلم بالخصوص ، ولذالك جاء الجدار الفاصل الذي احب ان اسميه ( جدار الفصل الطائفي ) السعودي بينها وبين العراق ليؤكد حقيقة معنوية مهمة تريد ان تشرحها المملكة السعودية : ان لالقاء ابدا بينها منذ اليوم وحتى المستقبل  وبين العراق الجديد ؟.
صحيح دعونا نتسائل بصورة اكثر عمقا وفهما حول مايراود تفكير الساسة في السعودية لنقول : ما الذي تخشاه السعودية من الخارج العربي والاسلامي والعالمي المحيط بها حتى يتساوق تفكيرها تماما مع التفكير الصهيوني الاسرائيلي في موضوعة صناعة الجدران بدلا من الجغرافية لحماية الداخل ؟.
وهل يعني جدار الفصل الطائفي بينها وبين العراق وجدران الفصل البشري بينها وبين العالم ان المملكة السعودية تعيش في حالة هلع من الانفتاح على العالم او انفتاح العالم عليها ، لهذا جاءت فكرة بناء الجُدُر والتحصن بداخلها لحماية المملكة السعودية حتى من الهواء الداخل لشعبها من الخارج ؟..
أم ان الموضوعة لاتعدو ان تكون حماية طبيعية لأمن واستقرار المملكة السعودية من تهديدات الارهاب الاتية من الخارج لاغير ؟.
ثم كيف يكون الهلع والخوف الشديد لرجال الدولة السعودية ومبرراتهم لاقامة مشروع الجدار الفاصل الجغرافي والحدودي ، وانفاق هذه المليارات العظيمة في سبيل تحويل جزيرة العرب برمتها الى قفص مسيّج بسبب الخشية من دخول الارهاب من الخارج ، والعالم تقريبا بمجمله يدرك ان حضائن الفكر الارهابي وتوليده وتفقيسه هو كائن من داخل المملكة السعودية وليس قادما من خارجها ، وإن الفكر الوهابي السلفي ماهو الا ماكينة انتاج للفكر التكفيري والارهابي المصدّر للعالم ، إذن كيف تكون الحماية من الارهاب حسب مخططات رجال الدولة السعودية مدفوعا ببناء جدران واسيجة كهربية حول جميع حدود المملكة السعودية الخارجية ، وبؤر الارهاب الحقيقية وماكنة انتاجياتها الطبيعية هي في الداخل وليس قادمة من الخارج ؟.
فهل تعني هذه الحقيقة ان اسباب ومبررات ودوافع بناء الجدر الحدودية في فكر رجال الدولة السعودية هو منع الارهاب المتفجر من الداخل السعودي ان يتمكن من الانفلاق للخارج السعودي ، ولهذا جاءت هذه الجُدُر الحدودية والاسلاك الكهربية والرادارات العملاقة والمجسّات الدقيقة.... على حدود المملكة السعودية الخارجية لمنع الارهاب وتحركه من الداخل الى الخارج بدلا من دخوله من الخارج السعودي لداخله ؟.
ولكنّ حتى في تقدير مصداقية هذه الحقيقة التي فرضت على المملكة السعودية ان تتعامل مع شعبها كقطيع من الحيوانات غير المروضة ، ولهذا فهو شعب بحاجة الى حضيرة مسيجة حسب رؤية ساسة المملكة السعودية بالجدران والاسلاك الشائكة للسيطرة على شعبهم  داخليا !.
وحتى مع ان الاشكالية الارهابية السعودية الداخلية لاتعالج من وجهة نظرنا باقامة جدران الفصل الطائفية بين السعودية وجاراتها ، بل انها اشكالية فكرية تعالج ثقافيا وسياسيا من خلال نبذ الدولة لتبنيها للفكر الوهابي المنتج للتكفير والارهاب والكراهية بين الناس !.
حتى على هذه الفروض والتقديرات تبقى اشكالية سؤال : لماذا بالذات الحدود العراقية هي المقلقة لقادة المملكة السعودية اليوم  ؟.
ولماذا الحدود مع العراق بالذات بحاجة الى بناء جدار فصل طائفي بهذا الحجم الضخم ؟.
وماهي الاسباب الواقعية التي تخيف بالفعل رجال دولة المملكة السعودية من العراق الجديد ؟.
وهل العراق بالفعل تهديدا سياسيا ووجوديا للدولة السعودية ولهذا كان مبررات الهلع واردة في بناء جدار بهذا المعنى الغريب على ذهنية العالم الحديث ؟.
العراق اليوم وكما يدرك العالم كله بلد ضعيف عسكريا وليس من الممكن له ان يشكل تهديدا للخارج او لدول الجوار ، وليس هناك واقعية لقياس ترسانة الاسلحة السعودية التي وفرتها اموال البترول السعودي لهذه المملكة مع مايمتلكه العراق من استعدادات عسكرية متواضعة ، واقتصاد لايكاد يسد نفقات البلد العراقي من خدمات لشعبه ، بالاضافة الى ان العراق الجديد بسياساته الجديدة يؤكد ويعلن انه بصدد اقامة علاقات سلمية واخوية وجدية ومنفتحة مع جيرانه ومحيطه العربي والاسلامي وبعيدة عن اي شيئ يثير النزاعات او يدعو الى الحروب بين الدول الاقليمية والعالمية !.
فأذن جميع مبررات القلق التي ربما تكون هي الدافع للخوف السعودي من العراق الجديد باعتباره قوّة عسكرية خارجية مرتفعة بحكم ماذكرناه من واقع جديد لعراق يحاول ان لايكون في موضع اثارة القلق الى اي من جيرانه الصغار والكبار ، مما يطيح بفكرة خوف المملكة السعودية من الجار المشاغب دوما العراق ، أو انه لديه الامكانية الخطرة جدا بحيث يدفع المملكة السعودية ببناء جدار فصل طائفي يصدّ من فكرة الطوفان الغازي الذي سيزحف من العراق على حدود المملكة السعودية الشرقية ليدفع مايجده امامه حتى وان كان جدارا يبنى باثني عشر مليار دولار !.
نعم تبقى حقيقة : ان فكرة الجدران الحدودية الجغرافية العازلة بين الدول والحكومات والشعوب لاتفكر فيها الا البلدان بساستها التي يراودها ويسيطر عليها الاعتقاد والشعور (بفقدان الشرعية) في الوجود مما يدفعها لأبتكار اي شيئ في هذه الحياة للحفاظ على هذا الوجود ، وهذا ما فهمه العالم كله عندما وجد اسرائيل تبني جدارها جدار الفصل العنصري الذي يعطيها الشعور بالاطمئنان الزائف على امنها المزعوم الذي تدرك اسرائيل نفسها انه امن لايتحقق لابجدار فصل ولابغيره ، لأن المشكلة هي في داخل الانسان الصهيوني وعدم ايمانه بشرعية وجوده على الارض العربية ، وليس المشكلة في ثغرات هذا الجانب من الحدود الجغرافية او تلك !.
فياتُرى : هل هذه الحقيقة هي ايضا منطبقة على المملكة السعودية التي تسعى لتأمين امنها من خلال بنيان جدران عالية تحفظ الامن الداخلي للمملكة السعودية ؟.
أم ان رجال الدولة السعودية ينتابهم الشك النفسي والروحي والعقلي الكبير بشرعية وجودهم في هذه الجغرافية العربية من جزيرة العرب ، ولهذا انعكس هذا الرعب على الوجود وفقدان الشرعية ببناء جدران وصياصي عالية لحفظ الكيان من الداخل والخارج ؟!.
قال سبحانه :(( لأنتم أشدّرهبة في صدورهم من الله ذالك بأنهم قوم لايفقهون ، لايقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جُدُر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى ذالك بانهم قوم لايعقلون )) صدق الله العلي العظيم
_________________________
alshakerr@yahoo.com         
 
 

19
(( حبل كذب الصداميين قصير وشيخ الكذّابين حارث الضاري !.))

حميد الشاكر
_______________________________
الكذب سياسة المنافقين !.
منذ زمن ليس بالقصير والعالم العربي خاضع لكذبات وكذبات تاريخية يقرأها كل يوم ويؤمن بها في كل حين ، الا ان المشكلة في عقلية انسان عالمنا العربي انه ليس فقط خدع بكذبة واخرى في التاريخ وحتى اليوم ، بل ان مشكلته الحقيقية انه عندما كُذّب عليه الكذبة سرعان ما آمن بها انها حقيقة مطلقة صالحة لبنيان الايمان والمقدسات عليها ، وبعدما اصبحت الكذبة جزء اصيل من معتقد ومقدس الانسان العربي أكتشف متأخرا انها كذبة ، وانها نفاق وانها زيف لاحقيقة لها ، عندئذ وقع في اشكالية معقدة بين ان يرفض الكذب ويتحمل عملية هدم جميع مقدساته وعقائده التي بناها على هذه الكذبة !.
وبين ان يستمر في الكذب وان يكذب ويختان نفسه ليقع في ازدواجية ان نفسه متيقنة من حقيقة الكذبة الا ان ظاهره  يأبى ان يراه الاخرون وهو يتنازل عن مقدساته وما كان يعتقد فبقى على العزّة بالاثم الى اخر حياته !.
الصداميون اليوم هم أولئك النفر الذين ورثوا وصية وتراث وثقافة الكذب من اسلافهم السابقين ، ومع انهم يدركون حقيقة ( ان حبل الكذب قصير ) الا انه ليس امامهم من حيلة الا ارغام الناس على التصديق بكذبهم حتى ولو كان على سبيل النفاق او الارهاب او القوّة والبطش !.
صدام حسين المقبور شيّد حياته كلها على كذبة ، لكن الشعب العراقي يدرك ان صدام حسين مجرد كذبة منافقة وقبيحة وسرعان ماسوف يبين عوارها ، الا ان انسان العالم العربي وباعتبار انه انسان لايدرك في حياته من فن السياسة والتدبيرغير الكذب من منطلق ان السياسة حرب والحرب خدعة كما افهموه المنافقين على اساس انها سنة نبوية فسرعان مارحب بالكذبة الجديدة المسماة صدام حسين ليضيفها الى قواميس الاكاذيب التي تقوم عليها حياته ومقدساته ، ليصدّق بها ويدافع عنها وليشنّ حربه الشعواء ضد الشعب العراقي وكتفا الى كتف مع صدام حسين !.
مضت الايام وبان حبل الكذب الصدامي في غزوه للكويت وتهديده للعرب وتدميره لوحدتهم وضرب شعبه بالكيميائيات ودفنهم في مقابر جماعية .... وهكذا ، لكن بقي الانسان العربي في حيرة ، بين ان يعترف بانه صدّق وآمن بكذبه اسمها صدام حسين ليكون شماتة لعقلاء العالمين ، وبين اصراره بالقوّة على ان الكذبة هي الصدق المبين حتى وان كانت كذبة مفضوحة انتهت بصدام حسين البطل القومي العربي ان يهرب من ارض المعركة وينزل في حفرة لمجاري الصرف الصحي لايعيش فيها حتى الجرذ الاجرب والوسخ والوضيع !.
انتهى صدام بشنقه وبكى عليه بعض العرب المنافقين لفقدهم واحدا من عشيرة المنافقين الذين برع في فن الكذب وتسويقه كحقائق للعالمين ، وجاء دور الصداميين الذي تفلقت رؤوسهم من بيض الكذب والخديعة الذي وضعه صدام في حفرة الصرف الصحي قبل ان يغادر الحياة ، ليفقس فيما بعد ويخرج منه: حارث الضاري والدليمي والعليان ومحمد الدايني والبغدادي والزرقاوي ...... وباقي جوقة المنافقين ليمارسوا نفس الهواية في الكذب ، وليصدقّهم نفس الاعراب الذين ادمنوا حب وعبادة وتقديس الكذب للكذب لاغير !.
رفعوا شعار ( مقاومة المحتلّ الاجنبي ) وايضا الشعب العراقي يدرك الكذبة والكاذبين والنفاق والمنافقين وعابدي الاسطورة وصانعيها فلم يصدقهم ، الا انه مثلما ان العراقيين لايؤمنون ويقدسون ويعتمدون على الكذب والزور ، هناك من الاعراب من اصبح الكذب من مقدساته وعقيدته ، وهو هبل الجديد الذي يعبد من دون الله في هذه الارض ، ومعنى دفاعه عن الكاذبين في العراق انه يدافع عن معتقداته في الحقيقة فانبرى للدفاع والدعم ومناصرة الكاذبين والمنافقين في ذبح العراقيين ونشر الارهاب بينهم والترويج لاكاذيبهم من خلال اعلامه البترولي الموبوء !.
شكلّ الصداميون الكذبة مع بعض الاعراب من الوهابية والقاعدة السعودية جبهة وتحالف المنافقين لمناهضة الشعب العراقي باسم المقاومة ومحاربة القوى المحتلة للعراق ، ويوما بعد يوم حتى وصل العراق والعراقيين لانسحاب المحتل من المدن العراقية بالتمام كمرحلة اولى تهيئ لانسحابه في 2011 م من العراق كله ، لكن المشكلة تبلورت في بقاء الاعراب والصداميين حتى بعد خروج قوى الاحتلال الاجنبية من المدن يقتلون في الابرياء من العراقيين وخاصة من المدنيين الكسبة والفقراء والمعدمين والنساء والاطفال والشيوخ وغير ذالك ؟!.
بانت ايضا ومرّة اخرى كذبة الكاذبين ووصل العالم الى نهاية حبل المنافقين ، واكتشف العالم من العاقلين كم هم اولئك كانوا من المنافقين الذي روّجوا لكذبة مقاومة المحتل من قبل الصداميين حتى تبين انهم ليس في وارد قتال ومقاومة غير العراقيين ، لكنّ هل من سبيل للاعراب من التراجع عن الايمان بهبل كذبهم المبين ؟.
لا ليس هناك من بدّ لبعض العرب من البقاء على الايمان بالكذب وتقديس الصداميين من منطلق ان الاعتراف بوجود كذب سيهدم البنيان والعقائد والمقدسات من القواعد ، ويرجع عبّاد الكذب والخرافة والنفاق الى اسس واسس بنت البنيان من الاساس على الكذبة الكبرى في الاولين ، ولهذا بقيَ الاعراب على ايمانهم بالكذّابين من منطلق ان الكذب عندما تحوّل الى عقيدة من الصعب الاعتراف بانه كان كذبة من الكاذبين !.
حارث الضاري شيخ المنافقين والكذّابين من الصداميين ، كذب كثيرا على العربان المجانين ، كذب بوعوده لهم ان العراق طعمة له ولعشيرته فقط اذا تمّ دعمه بالمال والسلاح لينشر الارهاب والذبح بين العراقيين !.
وبالفعل فتحت خزائن البترول السعودي الوهابي ، وهيئت فضائيات واعلاميات الخليجيين ليقول ويحرض فيها كيفما شاء ، ومضت السنون والسنون ، والارهاب الحارثي في العراق مستمرا ، والذبح مقاصله قائمة ... بلا فائدة تنال ولاوعد يتحقق ولاوعود تنفذ من حارث الضاري للعربان !.
هل اكتشف العربان كذبة الكذّاب حارث الضاري لهم ؟..
ام انهم لايستطيعون الا تصديق الكذّابين امثال صدام حسين وحارث الضاري بسبب ان شريعة الكذّابين واحدة وما صدام والدليمي والضاري الا مفردات في عقيدة الكذّابين الكبيرة ، فلاضير ان انتفض كذّاب لكذاب او ناصر دجّال اخيه الدجّال !.
وعد حارث الضاري شيخ الكذّابين والمنافقين الاعراب ان النصر قادم لمجرد خروج المحتل ، وان العراقيين سيهربون مع حكومتهم المنتخبة مع المحتلّ ليبقى العراق يقوده الكذابّون والمنافقون لاغير ، وفقط الوقت والزمن هو الذي سوف يثبت صدق وعد الكذّاب حارث الضاري للعربان الكذّابين ؟.
خرجت قوات الاحتلال من المدن ، وبسطت الحكومة العراقية سيطرتها الامنية على مدن العراق ، ودحرت الارهاب ، ولاحقت المجرمين ، واحتفل الشعب بيوم استعادته لسيادته الجزئية على امل الاستكمال .....الخ ، وغاب حارث الضاري طائرا الى لندن بلد الاحتلال والمستعمرين !.
هل وعى العربان كذب شيخ الكذّابين حارث الضاري سيد المنافقين ؟.
أم انهم لايستطيعون الا ان يصدقوا كذب الكذّابين من امثال حارث الضاري وغيره باعتبار ان الكذب شريعة الكذّابين وبما ان بعض الاعراب قامت اديانهم على الكذب فالصدق عندهم كفر وشيطان اصبح عندهم بينما الكذب والكذابين ايمان وملاك ولابد من دعمه ونصره الى اخر الايام والسنين !.
اليوم يعد الصداميون العربان الكذّابين ان النصر قادم لامحالة على العراقيين بعد ان تزول دولتهم وتهرب حكومتهم ، ويموت جميع شعبهم ، ويهلك جميع نسلهم وترمل جميع نسائهم وتيتّم جميع اطفالهم وتبور ارضهم وتقلع سمائهم .... فهل سيصدق الاعراب الصداميين ايضا بعد ان تيقنت نفوسهم بكذب الصداميين ؟.
أم انه ليس امام العرب العربان الكذّابين سوى تصديق المنافقين ليدوروا في حلقة مفرغة كلما انتهى حبل كذبة اخترعوا غيرها لتستمر حبال الكذب الذي لاتوصل الى شيئ من الصدق ؟.
نعم ان حبل الكذب قصير لكت حبّال الكذابين لاتنتهي ، لكن الله سبحانه عدو الكاذبين ، ووعد السشعب العراقي ووفى بوعده فهل وفى الصداميون بوعدهم للاعراب المعتوهين ؟!.
___________________________
alshakerr@yahoo.com
       

20
(( الثلاثون من حزيران إنعتاق وطن وكرامة انسان عراقي  !.))


حميد الشاكر
__________________
الاحتلال كلمة بغيضة !.
هل هذه جملة مفيدة حقا ؟.
أم ان الاحتلال كارثة انسانية ، وواقع لاختطاف مصير وطن وشعب ، واستهتار فاضح باستقرار ارواح بشر ، وفوضى لها اول وليس لها آخر........ !.
يبدو واذا اردنا ان ندرس التاريخ والحاضر بنوع من العقلانية المستقرّة لندرك حقيقة الاحتلال وكيفية حصوله وما يعقبه من مؤثرات سلبية ، وما يجلبه من كوارث اقتصادية وامنية وسياسية وحتى نفسية واخلاقية على اي مجتمع يخضع لعملية الاحتلال ، لادركنا وبقليل من التفكير الهادئ ان الاحتلال كله شرّ مطلق ، لاسيما ان اخذنا ورقةً وقلماً وبدأنا بتدوين المؤثرات السلبية لاي احتلال في هذا العالم ، فاننا حتما سنخرج بقائمة لها اول وليس لها آخر في سلبيات اي احتلال في التاريخ وحتى اليوم !.
نعم وطننا العراق تعرّض لاحتلال اجنبي في 2003 م سببه الاول والاخير طاغية قذر خلطت السلطة وحب الدكتاتورية عقله حتى افقدته ميزته الانسانية ليتحول الى حيوان مفترس وهمجي ، وكيان مهدد للسلم البشري هو صدام حسين ، مع عصابة من عشيرته والمنتفعين من حكمه زينوا له افعاله الى ان دفعوا البلاد والعباد في اتون خراب وتدمير واحتلال منقطع النظير في العصر الحديث ، ومن اول يوم للاحتلال الاجنبي للعراق هرب الزعيم الورقي الملهم صدام حسين من ارض المعركة لينزل حفر المجاري الصحية وبالوعات الصرف البشرية ليترك العراق لمصيره بين يدي الاجنبي ، كما تبخر انصاره ليعودوا فيما بعد بشكل عصابات جريمة منظمة تقطع الطريق وترهب الناس وتنهب اموالهم وتعيث في الارض فسادا ارهابيا لم يشهد له التاريخ مثيلا !.
نحن عندما نقول : ان الاحتلال كارثة انسانية لاينبغي على الاخر ان يكون سطحيا في تفكيره العراقي لينظر الى الخصوصية العراقية على اساس انه: لولا الاحتلال لما تمكن الشعب العراقي من التخلّص من الدكتاتورية الصدامية ، ولما تمتع العراقيون اليوم بنعمة او التطلع للديمقراطية في الحياة السياسية !. فمثل هذا المنحى لاينبغي ان يكون هو الميزان الاعلى للرؤية لاي احتلال في هذا العالم ، لاسيما ان هناك من ينظر للاحتلال الاجنبي الامريكي للعراق من الجانب الاخر في عدد ضحاياه وموجة الارهاب والدمار الذي ضربت هذا الوطن بسبب الاحتلال ، ومضافا لذالك من ينظر للموضوع من البداية ليسأل : هو مَن الذي صنع الدكتاتورية في العراق غير قوى الاحتلال الاجنبية الامريكية بالخصوص  التي تدّعي اليوم ارادة تحرير العراقيين منها ؟.
أليس هي هي نفس هذه القوات الاجنبية التي احتلّت العراق هي التي صنعت على عينها ديكتاتورية صدام حسين اللابشرية ، وهي التي مولت بقاءه واستمراره في سلطة القمع والجريمة وهي التي غوّلت من امكانياته الارهابية الفتّاكة في المنطقة والعالم  حتى ضرب شعبه باسلحة الدمار الشامل وشيّد لهم جماجم  المقابر الجماعية في الشمال والجنوب العراقي   ؟.
إذن ماذا يعني هذا النفاق الغربي الذي يقول شيئ ويفعل نقيضه بالتمام !.
واذا ما اراد الاحتلال الغربي الامريكي بالخصوص للعراق ان يرّوج بضاعته التي فسدت نكهتها بنشر الديمقراطية في العراق ، فعليه ان يكتفي بمعادلة واحدة مقابل اخرى ، وهي : كما ان الامريكيين هم من صنع هذه الدكتاتورية الصدامية الغاشمة في العراق ، فيكفيهم استغفارا لجريمتهم الكبرى في صناعة الصدامية في العراق وتمكينها من التسلط على الشعب العراقي  أن زالت هذا الكابوس من الوجود لتكون الحسبة عادلة ولايمنّ احد على الاخر في هذا المضمار !.
ونعم ربما الخاسر في مثل هذه المعادلة هو الشعب العراقي الذي ظلم اكثر من مرّة ومرّة من قبل قوى الاستكبار الغربي الاستعماري ، الاولى عندما صنع الغرب الاستعماري صدام حسين على عينه ليناهض من خلاله ايران الاسلامية وليسلطه على الشعب العراقي بالحديد والنار  ، والثانية عندما قرر هذا الغرب الاستعماري  ان صدام حسين ورقة قد احترقت وثمرة قد فسدت ولابد من ازالتها من الوجود ، وحتى في هذه الحالة الثانية كان الثمن باهضا على رأس الشعب العراقي ومن دمائه وثروته ومستقبله الذي تدمرّ واستقراره الذي فقد وكيانه الذي تحطم بلا جريرة منه الا انه وقع ضحية حسابات استعمارية بغيضة جاءت بصدام وذهبت به من اجل مصالحها الاستعمارية لاغير !.
على هذا الاساس للشعب العراقي في عنق الغرب الاستعماري الكثير من الحقوق لم تزل غير موّفاة كاملة ، وهناك الكثير من الحقوق والتعويضات يجب ان تدفع لهذا الشعب الذي ذهب ضحية مؤامرات دولية غربية بالعموم وامريكية بالخصوص ليس له فيها لاناقة ولابعير  !.
أمّا مَن يريد من العراقيين بالذات ان يشكر الشعب العراقي قوّات الاحتلال بعد هذا كله بسبب ازالتهم لنجاستهم الصدامية من العراق ، فهذا الشخص او الانسان ومع الاسف ان كان عراقيا ، يريد ان تكون دماء العراقيين ومعاناتهم وكل سنين الظلم والدكتاتورية التي تجرعوها ، وكل ما اصابهم من ضيم من جرّاء هذه المؤامرات الاستعمارية ..... يريد بعد هذا كله ان يظهر الانسان العراقي بشكل الابله التافه الذي يُذبح كل يوم ومع ذالك هو شديد الامتنان لذبّاحيه بسبب انهم ذبحوه اولا بصناعة صدام ، وذبحوه ثانية عندما ازالوا صدام من الحكم والسلطة !.
لا ..... ليس الانسان العراقي بهذا الرخص من النخاسة في سوق المؤامرات الدولية الاستعمارية الكبرى ، كما انه ليس بهذا البله والسذاجة من التفكير حتى يقبل بهكذا ضحك على الذقون السياسية ، بل ان الانسان العراقي هو المتفضل على الغرب الاستعماري ان قبل فقط بالعفو عن جرائم ومكر  الامريكان ومؤامراتهم الخطيرة على العراق ارضا وشعبا ومنذ دعمهم لصدام حسين وحتى ازالتهم له ، وعندئذ نعم ربما يكون الشعب العراقي كريما بالتنازل عن بعض حقوقه مع الاخرين ، وربما ينسى الكثير من اسائتهم له وسفك دماءه وتدمير ثروته وبلده ، لكنّ بشرط الا يكون هو المطالب بالامتنان لقاتله ، بل على القاتل ان يكون ممتنا للعراق بانه يحاول نسيان جرائمه والعفو عن كثير من خيانته وقبول صداقته لاغير من منطلق ان العراق والعراقيين لم يسيئوا لاحد او يُمنحوا شيئا من احد ليخضعوا لضرورة شكرهم لهذا الاحد ، بعكس من اساء لهم من قوى استعمارية غربية وامريكية اولا بالتدخل بشؤونهم الداخلية وصناعة ودعم دكتاتور لم تشهد له الانسانية قذارة مثل قذارته ودكتاتوريته ، وثانيا لتثبيت هذا الدكتاتور الصدامي في السلطة ودعمه لشنّ الحروب وابادة البلاد والعباد ، وثالثا لمنع العراقيين لفترة تزيد اواكثر من خمس وثلاثين سنة من التخلص من الظلم والدكتاتورية الصدامية لاعتبارات وحسابات سياسية استعمارية كانت ترى مصلحة ببقاء صدام حسين في السلطة ، ورابعا لاحتلال بلدهم وارجاعهم للقرون الوسطى من خلال التدمير الذي لحق بهذا الوطن وهذه الامة على يد الارهاب من جهة والاحتلال من الجهة اخرى   !.
ان مثل هكذا معادلة ورؤية ربما سوف تساهم بتقويم رؤية الانسان العراقي الى نفسه وقيمته كأنسان محترم او يجب ان يُحترم في هذا العالم اولا ، ومن ثم تكون مثل هذه الرؤية قاعدة سليمة لفهم الانسان العراقي معنى الاحتلال على حقيقته وانه ليس متفضلا على احد من العراقيين اذا لم يكن مسيئ لهم ، وكيف ان خلاصه من هذا الاحتلال الاجنبي لارضه نعمة ليس بعدها نعمة لانسانيته وشعبه وكيانه ووجوده !.
تمام : ان مبدأ الاحتلال بهذه الرؤية الطبيعية المستقرة وليست المضطربة القلقة بحد ذاته يعني فيما يعنيه للانسان العراقي انه تدخل غريب واجنبي لبلد له ناسه واهله ومواطنيه وشعبه يعيشون في داخله ، وهو بهذا المعنى اعتداء شعب اجنبي غريب على وجود شعب وارض لها كيانها وتاريخها واستقلالها ووجوب احترامها بين العالمين !.
كما ان الاحتلال لارض الغير ومن بعض كوارثه الانسانية هو اهانة صريحة لشعب هذه الارض المحتلة ، باعتبار ان الارض الذي لايستطيع شعبها ادارتها او الدفاع عنها او القيمومة بشانها اوالحفاظ لثرواتها هو شعب يستحق ان يَطمع فيه من هبّ ودبّ على وجه هذه الكرة الارضية ، مما يدفع الطامعين والتجار والسارقين الى التفكير على مدّ ايديهم وتناول ما يستطيعوه من هذه الارض والهرب به بعيدا ، والاحتلال هو هكذا نوع من انواع عدم احترام شعب هذه الارض الذي لم يستطع ان يدير امره بنفسه فيتدخل الاخرون لاحتلاله والقيمومة عليه !.
نعم من الجانب الاخر لوجه الاحتلال القبيح انه العملية التي تغري جميع المحيطين بهذه الارض المحتلة كوطننا وبلدنا العراق الواقع اليوم تحت الاحتلال  الامريكي المباشر ، ان يفتح الباب لدول الجوار بأن تعطي لنفسها المبرر في التدخل في الوطن المحتلّ مادام هناك محتلّ عَبر القارات للاستيلاء على هذه الارض باسم الاحتلال ، فلماذا لايكون نفس القانون ساريا على دول الجوار العراقي لتحتله هي ايضا وتمارس دور المحتلّ فيه ونهب ماتستطيع نهبه من هذه الارض والعبث ارهابيا وامنيا واقتصاديا ونفسيا واخلاقيا .....بها وبإنسانها كيفما اتفقت مصالح الدول المجاورة التي اباحت باسم الاحتلال تدخلها على مرأى ومسمع من شعب هذا الوطن المغلوب على امره !.
هل يدرك الآن الانسان العراقي الحالة النفسية التي تنتابه كارثيا بغض النظر عن ادراكه لدوافع تدخل الاخرين في شأنه الداخلي عندما يرى ثروته ووطنه وكيانه نهبا للغرباء والمحتلين ، وهو جالس في موقع المتفرج على كارثته ولحمه الذي يوزع حيّا بين الشعوب والبلدان والامم ؟.
وهل يدرك الانسان العراقي الآن من اين اتت له كارثة الفساد المالي والاداري والامني والاخلاقي الذي تذبحه اليوم من الوريد الى الوريد ؟.
ان مثل هذه الظواهر الاخلاقية السيئة في عزوف الانسان العراقي عن احترام المال العام في بلده وعدم مبالاته بالحفاظ على الامن الوطني لديه ، وكذالك ظاهرة التجّار الذي يتاجرون بدماء شعبهم وبيع امن هذا الوطن للخارج .......الخ ، وغير ذالك من ظواهر نفسية واخلاقية واقتصادية وامنية سلبية مرجعها الاساس اليوم من جرائر وجود قوى الاحتلال الاجنبية على الارض العراقية ، فالاحتلال الاجنبي عندما يوجد على ارض ما فانه يجلب معه كل المعاني التدميرية الروحية والاخلاقية والنفسية لهذا الشعب الذي فقد كل وجوده امام الاحتلال فلماذا لايفقد ماتبقى له من اخلاقيات اذا كان يرى ان الحياة كلها تدمرت امام ناظريه !.
ولهذا كل شعب محتل لايمكن له الاحتفاظ بقيمه الروحية او احترامه لذاته الوطنية او الانسانية باعتبار انه من الصعب على الشعب او الفرد الذي لم يستطع ان يحافظ على ارضه او يدير شأنها باستقلالية وثقة ان يحافظ في المقابل على اخلاقياته الوطنية او قيمة استقراره الامني او غير ذالك الكثير في الامانة على المال العام.... الخ  ، مما تدفعه هذه الحالة الى الضياع في المشاعر الوطنية او الوقوف امام المسؤولية بنوع من الواقعية الذي توفر له معنى لشعار الوطن والوطنية وحب هذا الوطن والحفاظ عليه !.
وهذا بعكس تماما الحالة الاستقلالية للوطن وللمواطن الذي تعيد لهذا الفرد العراقي الثقة بذاته وانه جدير بالاحترام امام الشعوب والامم ، وانه مرهوب الجانب من قبل العالم ودول الجوار ، وانه كفوء ان يقطع اي يد تمتد لارضه للعبث بها  حفاظا على هيبته بين الناس والبشرية واحتراما لنفسه وارضه ووطنه وكرامته التي ستصان عندما يُقال : ان الشعب العراقي قادر على فرض احترام ذاته على العالم ، وانه مستقل الشأن وراشد العقل وندّ متحضر للاخرين ، ولايقبل مطلقا بتدخل اجنبي بشأنه الداخلي فضلا عن احتلال هذا الاجنبي لارضه والبقاء بها !.
ان يوم الثلاثين من حزيران بالفعل يجب ان يكون للعراقيين خطوة عزّة وفرح وكرامة ويوم سيادة وطنية واول الطريق للبحث عن الانسان العراقي الذي اضاعه الاحتلال والارهاب الصدامي في تيه اللامبالاة على ذاته ووطنه ، وربما سوف نجد في زمن الاستقلال والسيادة انسانا عراقيا آخر يفاجأ العالم انه ليس ذاك الجمجمة التي وجدت تحت الارض تبكي من الظلم والدكتاتورية العالمية فحسب ، بل انه المبدع الذي يتمكن من اعادة صناعة وانتاج نفسه من جديد ليبني وطنه بقوّة وبعقلية تنفتح على العالم الذي اساء له كثيرا بلا مبرر ولكنّ عفى عنهم كثيرا بمليون مبرر ومبرر !.
_________________-
alshakerr@yahoo.com                       
 

21
(( للصداميين : كلما قتلتمونا كلما زدنا صلابة وقوّة !.))


حميد الشاكر____________________
لاأفهم لماذا لايريد بقايا أذناب الصداميين في داخل العراق وخارجه من أدراك حقيقة انهم ماضي بائس وقبيح ولايمكن للشعب العراقي ان يفكر بمجرد الرضا بوجودهم كبقايا وتراث أسود على الارض العراقية وبين شعبها ؟!.
كما لاادرك متى يعقل الصداميون أنهم كلما أوغلوا في الاجرام والارهاب والقتل والرذيلة والغدر للشعب العراقي ، كلما أشتدّ عود العراق الجديد وتمكنت صلابته وتشبثت جذوره وقامت للحياة أكثر فأكثر ؟!.
وألا يكفي للصداميين تجربة اكثر من خمس وثلاثين سنة من الحكم الدموي والعنيف والطائفي واللابشري واللااخلاقي .... ولم تأتي نتائج هذا الحكم الا بعدم خضوع العراقيين للقسوّة ، وهكذا لا القبول بالذلة لهم ، ولا الاعتراف بوجودهم ولا بالموت امام رغباتهم الفتّاكة والدنيئة بقيادة شعب ميّت من الخرفان !!.
إذن إذا كان الصداميون على علم بمعدن هذا الشعب الذي يضعف لكن لايموت ، والذي يصبر لكن لايهادن ، والذي كلما اشتدّت ضربات القتلة والمجرمين الارهابية لاطفاله ونسائه وشيوخه في شوارع العراق على امل تنازله عن خياراته وايمانه ، كلما صممّ اكثر على البقاء في الحياة والتجذّر على مبادئ تطلعاته الانسانية ، فعلامَ هذه العزّة بالاثم الذي لايريد البعثيون الصداميون الاستغفار منها او الندم على ارتكابها ضد هذا الشعب الذي ليس له ذنب الا كراهية الظلمة والحاقدين وعشق الحرية والثائرين ؟.
ألأن الصداميون مثلا لاطريق اخر امامهم ، ولهذا هم واقعون بين فكي معادلة إما الاجرام وقمع وحرق الشعب العراقي ، وإما الحكم لرقاب العراقيين واستعبادهم وقتل ابنائهم واستحياء نسائهم للذلة ، ولهذا هم مصممون على انتهاج الارهاب والجريمة الى ان يقضي الله امرا بين المتخاصمين ؟.
أم بسبب ان الاجراميين الصداميين بالفعل قد مسخو وسخطوا لعدم ايمانهم بالله او بيوم اخر او باخلاق ومُثُل الى مخلوقات آخرى لاتؤمن بشيئ في هذه الدنيا الا ذواتهم الاجرامية ، ولهذا زُيّنت لهم اعمالهم في الحياة الدنيا ، ويحسبون انهم يحسنون صنعا وذالك هو الخسران المبين ؟.
على اي حال سواء كان الصداميون يعقلون حقيقة الشعب العراقي الصلبة والطاردة لوجودهم كيفما كانت أو لا، وسواء كان الصداميون قرروا الانتقام من الشعب العراقي على اي وجه وكفى ، وسواء تحولوا الى عملاء للخارج العراقي ومنافقين وتجار دمّ ومقدمي خدمات لدول الاقليم العراقي على حساب العراق وشعبه واستقرارهما، وسواء انهم مسخوا لمنزلة هي اقل من منزلة القردة والخنازير ، وسواء زينت لهم اعمالهم الدنيئة فهم جند الشيطان واوليائه واعوانه ...... سواء كان الصداميون البعثيون القتلة هذا او ذاك ، عليهم ان يقطعوا ويخضعوا لحقيقة واحدة هي : انهم سرطان وجرثومة تخلّص منها الشعب العراقي باعجوبة سماوية ، ولا اعتقد ان الصداميين يأملون من الشعب العراقي ان يفكر في اعادة هذا السرطان وهذه الجرثومة الخبيثة الى جسده من جديد ليصاب بمرض عضال قاتل يقعد من حركته ووجوده وينهي من كيانه هذه المرّة والى الابد !.
نعم الصداميون يدركون هذه الحقائق بينهم وبين الشعب العراقي المكلوم ، ولهذا هو ( الصدامي ) لايطمع ابدا في يوم من الايام ان يقبل به الشعب او يسامحه او يرحب بوجوده سياسيا بعد الان ، ولذالك هو ينتهج الارهاب ليطالب بعودته القسرية ورغم انف العراقيين ، ويمارس الغدر والجريمة والقتل على أمل ان يخضع العراقيين مجددا لابتزاز وارهاب كوادر حزب البعث الاجرامية ، لا بل الصداميون يسابقون الزمن اليوم لايقاع اكبر عدد ممكن من ابناء الشعب العراقي قتلا ومحروقين بقنابل الغدر القاعدية الوهابية على امل الخضوع للارهاب الاخير بعدما فشل الاول والوسط والقريب من الاخير !!.
لكن ليدرك الصداميون مايبدو انهم اخيرا ادركوه بعد فوات الاوان ، وليعلم هؤلاء الانذال شذّاذ الافاق وممتهني الرذيلة والجريمة والعمالة : ان الشعب العراقي لو فكر في يوم من الايام ان يعفو عن ابليس وجرائمه ، إلاّ انه ليس في وارد العفو او التفكير بالالتقاء في منتصف طريق مع اي عفلقي ماسوني صهيوني ارهابي ، كما ان الصداميين مدعوين حقيقةً لفهم قصةٍ قصيرة مفادها : انه لا الحكومة ولا القانون ، ولا الدولة العراقية الجديدة ، ولا العالم ولا دول الجوار الارهابية الوهابية ، ولا مفهوم الصالحة ، ولا منظمات المجتمع المدني ، ولا السماء ، ولا الارض .... ستدفع العراقيين لنسيان جرائم البعث والصداميين والمطالبة حتى وان كان اخر يوم في هذه الدنيا من المطالبة بالقصاص من كل صدامي اجرامي قاتل وحقير !.
كما ان العراقيين ولختام هذه القصة القصيرة مع الصداميين الارهابيين يشعرون ان غضب السماء ومافوقها والارض وما تحتها سيتفجر براكين جهنم على رؤوس ابرياء العراق ان قبل اي عراقي بالعفو عن الصداميين في العراق او التفكير بقبولهم مرّة اخرى ، او تحديث نفسه بإن الصدامي من جنس الانسان وليس من جنس الزواحف الواجب ابادتها حتى لاتبيد من تصادفه على هذه الارض !.
_______________________
alshakerr@yahoo.com             


22
(تخوّف مسيحيي العراق مما بعد الانسحاب الامريكي !.)


حميد الشاكر
________________
في لقاء رئيس الوزراء العراقي المحترم نوري المالكي مع القنوات والصحف المحلية العراقية في مؤتمره قبل يومين طُرح الكثير من المواضيع الداخلية والخارجية المتنوعة التي هي بالفعل بحاجة الى تناول ومناقشة وكتابة ..، حيث تناول المؤتمر الصحفي العديد من الزوايا في الاقتصاد وفي الامن وفي السياسات وفي العلاقات الخارجية وفي المشاريع المستقبلية للحكومة العراقية .... وكذا في الاشكاليات المعقدة للعملية السياسية العراقية داخليا وخارجيا ، ولكنّ ما لفت نظري بقوّة وعنف في العاطفة شخصيا هو مداخلة مراسل الفضائية الاشورية الصريحة وما طرحه من فكرة تتلخص بالاتي  : ان مسيحيي العراق يعيشون في حالة قلق وتوتر من مغادرة القوات الامريكية من العراق ، وذالك لتجربة مسيحيي العراق السابقة التي اعقبت طرد القوات البريطانية المحتلة للعراق آنذاك على يد الثورة العراقية الكبرى ، وما اعقب هذا الخروج البريطاني من حدوث مجزرة بشعة لمسيحيي العراق تحت مبرر موالاة المحتل الاجنبي والتعاون معه  !.
ان سبب اثارة هذه الفكرة لوجداني وفكري وعاطفتي ايضا ، هو انها نفس الفكرة التي ربما مسيطرة على اكثر من مكوّن عراقي تعددت اسبابه واختلفت بطبيعة الحال مبرراته في عدم رغبته برؤية قوات الاحتلال الامريكية وهي تترك العراق للعراقيين ، الاّ ان لكل سبب مايبرره داخل مكوّن من مكونات الشعب العراقي ، فالكرد ايضا ليسوا سعيدين بخروج القوات الامريكية من العراق وترك العراق للعراقيين ، وكذا المكوّن السُني العربي ايضا هو الاخر في قلق من خروج قواّت الاحتلال الامريكية وإن ينتهج بعضهم سياسة النفاق في إظهار مطالبتهم بمغادرة قوى الاحتلال واعلان دعمه للمقاومة ، وإبطان التفاوض مع الجهات الامريكية بعدم المغادرة وترك العراق للعراقيين !.
الان ربما هناك من يتساءل حول الشيعة العراقيين ولماذا لم نشر الى تخوّف او توتر ينتابهم من هذا الانسحاب لقوات الاحتلال من العراق ؟.
الحقيقة ان المكوّن الشيعي العراقي وبأكثريته الكبيرة هو الحاكم الفعلي للعراق الجديد ، ووجود قوات اجنبية على ارضه العراقية يعتبر اعاقة حقيقية لممارسةِ دوره في الحكم على شعبه ، ولهذا تجد ان العراقيين الشيعة  سوف يرحبون كثيرا بمغادرة القوات الاجنبية من ارضهم ، ولا مبرر اساسا لتوترهم وتوجسهم وريبتهم من خروج هذه القوات باعتبار ان قوتهم العراقية الداخلية تؤهلهم لان يكونوا في المكان المريح على اي حال !.
طبعا نحن عندما نتحدث بلغة المكونات العراقية فهناك مَن سوف يرى ان هذه اللغة هي اللغة الطائفية المقيتة والمحاصصة المخجلة .....الخ ، ولكن وباعتبار اننا نحاول الابتعاد عن الازدواج في شخصيتنا العراقية السياسية ، والابتعاد عن ممارسة النفاق الذي ملّ من ممارسته كل العراقيين مع الحكومات الظالمة لعقود طويلة ، نحاول ان نناقش المسميات الحقيقة للشعب العراقي ، ونحاول ايضا ان نجيب بصراحة على هواجس هذه المكونات وماتعانيه من قلق ، وماتشعر به من توتر سياسي لنصل في نهاية المطاف الى تذويب استقطاب فكرة المكّون للفرد العراقي ووصوله الى أمان العراقية الشاملة التي يكون لها الصوت الاعلى والقرار الاخير في التعامل مع جميع العراقيين كعراقيين وليس كمكونات داخل العراق وفي قلبه !.
نعم طرح مراسل القناة الاشورية قلق وتوتر واشكالية وخوف جميع المسيحيين كمكوّن في العراق من مشروع انسحاب القوى الامريكية بالذات أمام رئيس الوزراء العراقي ، على امل ان يسمع العالم كله ولاسيما منه العالم المسيحي الاوربي وليس شخص رئيس وزراء العراق فحسب هواجس وخوف مسيحيي العراق على وجودهم بعد خروج حامي الحمى القوات الامريكية المتواجدة في العراق ، وكذالك طرح مراسل الاشورية هذا الامر أمام العالم ليدرك المسيحيين كمكون عراقي ليس الاّ موقعهم من جغرافية العملية السياسية العراقية مابعد خروج الامريكان من العراق ، وليضغط هذا المكوّن فيما بعد لاستحصال مكاسب تصب في الحكم الذاتي الذي يطالب به لفيف من مسيحيي العراق في خارج الوطن وداخله ولكن بصوت غير مسموع في حقهم بالحكم الذاتي في اراضي الشمال العراقي ، وايضا فوق البيعة طرح المراسل بعض هواجس المكوّن المسيحي العراقي على ذاته المسيحية وان هذه الذات عرضة للانتقام الاجرامي من بعض الفئات الخارجة على القانون والتي تتهم هذا المكوّن العراقي بانه عميل لقوات الاحتلال الاجنبية مايعرّض وجودهم للتصفية حسب ماهو متعارف في منطقتنا العربية والاسلامية في معاقبة جريمة الخيانة والعمالة للاجنبي !.
الآن الحقيقة ان ليس هناك لديّ شخصيا صورة توضح لي هذا القلق المسيحي العراقي كظاهرة مابعد العراق الجديد وماعصفت بهذا العراق من موجة ارهابية قاسية جدا حرقت الاخضر واليابس ، وليس ايضا لدى مقياس اعلى يوزن ليّ هذه التوترات والمخاوف لاكثر من مكوّن عراقي سوى صورة : ان المكّون المسيحي او لأقول قيادات هذا المكوّن العراقي المسيحي يبدو انها ودائما ومنذ اكثر من ثمانين سنة لقيام الدولة العراقية الحديثة تحسب الحسابات الخاطئة دوما في تقييم الوضع في العراق ، ولكن بعد مضي الوقت يكتشف هذا المكوّن العراقي المسيحي انه متورط من اخمس قدمية الى اذنية في اشكالية مع باقي المكوّنات العراقية الاخرى مما يدفع هستيريا من القلق والتوتر تنتاب المكوّن المسيحي على وجوده ووطنه العراق وعيشه وغير ذالك !.
لماذا نقول بهذا التصور لحلحلة اشكالية التوتر المسيحي لما بعد خروج القوات الاجنبية من العراق ؟.
بسبب ان المكوّن المسيحي العراقي وكما ذكره مراسل القناة الاشورية الفضائية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي : يشعر بالخوف ومن عودة وحصول مجزرة لهذا المكون كما حصل في منتصف القرن الماضي من تاريخ العراق الحديث إن خرجت قوات الاحتلال من العراق !!.
وهذا الكلاّم والمبرر يدلل على حقيقتين :
الاولى : هي ان قيادات هذا المكون العراقي المسيحي السياسية والدينية لم تستطع حتى بعد ماجرى في منتصف القرن الماضي لمسيحيي العراق من مآسي ان تأخذ العبرة وتحتفظ بالحكمة لتسلك سبيلا اخر في مستجدات العراق الحديثة عندما احتلّ على يد القوات الامريكية ، وبدلا من ان تكون هذه القيادات واعية للدرس من ما مضى من تاريخ ابّان الاحتلال البريطاني للعراق ، وجدنا انها قد كررت نفس السياسة في ازمة الاحتلال العراقية الجديدة على يد القوات الامريكية ووضعت المسيحيين في نفس المربع الذي اوقفتهم فيه قبل اكثر من خمسين سنة ، ليحصد العراقيين المسيحيين في الاخر نفس القلق ونفس التوتر الذي انتابهم قبل اكثر من خمسين سنة بعدما خرجت قوات الاحتلال البريطاني من العراق لينعكس عليهم بنفس القوّة هذه الايام في حال خروج قوات الاحتلال الامريكية من العراق !.
ثانيا : دللت حقيقة المخاوف المسيحية العراقية اليوم ان هناك مخطط لااعلم هل هو محلي ومن قبل قيادات هذا المكوّن العراقي الاصيل ، او انه مخطط من الخارج لحشر مسيحيي العراق في مأزق دائم ، او انه ليس مخطط ومؤامرة وانما سوء تدبير وغير قاصد لنوايا سياسية عميقة ، يحاول قدر المستطاع ان يخلق اشكالية نفسية داخل هذا المكوّن العراقي الاصيل ، بحيث انه وكلّ فرد داخل هذا المكوّن لابد ان يشعر بانه في مهب عاصفة نارية تحيط به من كل جانب ، وتحاول احراقه كقربان على اي حال وصورة ، وحتى لو ان الموقف العراقي المسيحي لم يكن في موضع شك او شبهة في مواقفه الوطنية العراقية الخالصة ، لكنه يجب على هذا الفرد المسيحي العراقي ان يشعر بغربة داخل وطنه واحتقان بين ابناء شعبه !.
الحقيقة انا لااعلم ان كانت الحقيقة الثانية تحمل واقعية او لا في اصابة تشخيص الظاهرة ، لكنّ ما اشعر به شخصيا ان هناك ماكنة اعلام تحاول جاهدة ان تعطي نمطية صورية لكل عراقي مسيحي :(( انك متهم بالعمالة للاجنبي بسبب دينك الذي وافق اديان دول الاستعمار الحديثة ؟!))
هل هذه حقيقة ام مجرد خيال وتصور ؟.
لااعلم ولكننا ندرك ان هناك رسالة تريد جهة ما ايصالها لكل مسيحي في العراق تقول : حتى وان لم تكن في الحقيقة على صلة باي شيئ في خارج العراق ، فعليك ان تدرك ايها المسيحي العراقي انك محسوب على خارج العراق وليس داخله !!.
ومثل هذه الرسالة خطورتها على المكوّن العراقي المسيحي ليس في غرابتها وفجاجتها وقباحة شكلها ، ولكن في ايمان الفرد العراقي المسيحي بها !!.
نعم اعترف امام الكلّ ان الفرد المسيحي العراقي وربما انا احدهم بالوراثة ، يحمل عقدة وهاجس الخوف من المستقبل ، وانه بحاجة الى تغيير ايمانه بوطنيته العراقية ليرى نفسه ليس في موقع الدفاع عن توجهاته السياسية التي لااشك انها تسير بالجانب الخاطئ دوما لمعادلة العراق في القديم وحتى الحديث ، وانما هو بحاجة الى ان ينظر لذاته باعتباره العراق وليس باعتباره دين مكوّن من اقلية في العراق تحاول الحفاظ على مكونها الطائفي الديني قبل عراقيتها في هذه الحياة !!.
____________________-
alshakerr@yahoo.com             


23
(( عقلية الدولة وعقلية الثورة ... الجدلية المعقدة !.))

حميد الشاكر
_________________________
إذا ما اردنا ان نطرح جملة مفيدة لعقل الثقافة الانسانية في موضوع الدولة فهل يمكننا القول :( إن الانسان بالفطرة الطبيعية ومنذ الازل ينظر للدولة بنوع من الكراهية والريبة ، ويشكّ في السلطة على اساس انها محور من مجموعة مصالح متساندة !!.)).
الواقع إنّه من الطبيعي الفطري الانساني والبشري ان يشعر الفرد الانساني ومنذ وجوده في هذه الحياة ان هناك معادلة جدلية ما تقف حائلا بينه وبين الدولة باعتبارها جهاز يحدد الكثير من حريته الفوضوية الطبيعية في الحركة ، ولهذا لم تزل ومازالت الدولة تشكل الهاجس المزعج لحياة الفرد والطبيعة الانسانية في هذه الحياة !.
لكنّ اذا ما اردنا ان نضع جملة معاكسة في الاتجاه مع الجملة السابقة لفائدة ثقافة العقل الانساني ايضا فهل بالامكان القول :(( انه من المستحيل على الانسان ان يعيش في حياته المدنية المعقدة بدون معادلة الدولة كعمود يرفع من سقف الوجود الاجتماعي مع كراهيته الفطرية لها ولتؤمن لهذا الوجود فيما بعد حركته المنتظمة واستقراره وأمنه ونماءه !)).
الحقيقة ان مثل هذه الجملة هي من صميم حقيقة التناقض الانساني الواقعي الفطري بين ميوله وطبائعه وماتفرضه عليه حريته الخلقية في كراهية الدولة كجهاز سلطة وادارة من جهة ، وبين حركته التجريبية العقلية النفعية والفكرية والقانونية التي تحتم عليه ليس القبول بوجود الدولة في حياته لاغير بل ومساهمته الفعلية في هذا الوجود ومطالبته  بصناعة هذه الحقيقة التي تفرض عليه احترام وجود الدولة والدفاع عنها ووجوب تقديس وجودها في حياة الانسان على اي حال !.
هنا نحن أمام حقيقتان متناقضتان فيهما الكثير من الجدل الطبيعي الاولى تستدعي السؤال ب : لماذا او ماهي الاسباب الانسانية الطبيعية التي دفعت بالانسان ان يرتاب من وجود الدولة ويكره حتميتها ؟.
والثانية حقيقة : كيف ان عقلية الدولة مختلفة عن عقلية الفوضى ؟. ولماذا في نهاية المطاف يجب ان نخضع شئنا ام ابينا الى مداميك ومتطلبات عقلية الدولة ، لننتصر لها على عقلية الفوضى !.
نعم في الحقيقة الاولى يرى الانسان فطريا وربما من غير ان يفكر في هذه الحقيقة : ان فطرته الطبيعية ترى في الدولة شيئا غريبا على وجوده الانساني الفطري الطبيعي لم تفرضه سوى معادلات مصالح طبقية او سياسية او اقتصادية او حتى اجتماعية على هذا الوجود ، ومن ثم وفي كثير من الاحيان تكون توجهات هذه الدولة في غير مصالحه ومنافعه وتطلعاته الانسانية هو ، لتزداد على هذا الاساس الفجوة بين الانسان والدولة بشكل مركب يبدأ من طبيعة الانسان الذي ترى بالدولة متطفل حتى على حياته الخاصة طبيعيا من جهة ، وهي كذالك ومع هذا لاتمثل تطلعاته ومنافعه ومصالحه في هذا العالم من جانب اخر ، وعندئذ تكون مأزقية الدولة والانسان في اشد غليانها الجدلي في العلاقة القائمة بين الفرد والدولة ، ليكون جواب سؤال : لماذا لايحب الانسان الدولة ؟، مركب من جزئين  الاول :كون الدولة في الاساس هي ليست منتج فطري طبيعي للانسان ، وثانيا : اذا ما كانت الدولة تنتهج طرق وسياسات وسلطة قهرية ومع ذالك لم يكن لهذا الانسان اي نصيب او منفعة او مصلحة من هذه السلطة والسياسات داخل الدولة القائمة عندها لايُلام ابدا الانسان ان ينقبض عن حب الدولة او الترحيب بوجودها او استمراريتها في هذه الحياة بل انه يضطر اضطرارا لتبني فكرة عقلية الفوضى باعتبارها النقيض الطبيعي لفكرة الدولة والتي ستكون حتما هي الطريق الوحيد في اسقاط الدولة القائمة كمرحلة اولى لاعادة انتاج الدولة ولكن بسياسة وادارة وتوجهات مختلفة !.
ان الانسان ومن طبيعته الفطرية ان يرى ( إن حبّ الدنيا رأس كل خطيئة ) كما معبر عنه رساليا محمديا ص في الاسلام ، وباعتبار ان الدولة هي في الاساس معادلة مادية دنيوية في جانبها السلطوي  لادارة وتنظيم الاجتماع المدني ، كان لها قصب السبق في تكالب الانسان على الوصول اليها واشغال الزعامة في هرمها السياسي والاجتماعي القائم ، لاسيما ان الدولة في الوجود الانساني عرّفت على اساس انها ادارة مصالح المجتمع والحفاظ عليها اولا واخرا ، ولكن الدولة قابلة للانحراف عن جميع وظائفها الرسالية التي تجعل لها الضوابط الاخلاقية الضامنة لنزاهة الدولة وادارتها بالعدل والمساواة بين الناس لتختصر فقط على وظائفها الدنيوية ، وعلى هذا شغل الدنيويون الدولة على مرّ العصور السحيقة وحتى اليوم من منطلق انها السلطة الاعلى التي من خلالها يتم السيطرة الكاملة على الدنيا وعلى مصالح وثروات المجتمع وقوته المطلقة في الادارة والتسلط ، وهذا البعد بالذات هو ايضا مادفع للانسان التصور بان الدولة بالاضافة لوجودها الثقيل على طبيعته الانسانية هي كذالك الاساس الواقعي والهيئة لكل الظلم وعدم الانصاف والغبن الواقع على حياته في هذه الدنيا ، فتشكل لديه قانون مرادف لمسمى الدولة يرى :(( ان حبّ السلطة رأس كل خطيئة )) ليقترن اسم الدولة وحب السلطة بالخطيئة الى الابد  !.
اي ان الانسان اذا كان عليه ان يقبل بفكرة الدولة مجبرا فهذا على اساس ان هذا الانسان سوف يقايض بين ازعاج الدولة في وجوده الاجتماعي الانساني الفطري وضررها النفسي والفطري الطبيعي عليه في وجودها ، وبين انها السلطة التي ستراعي في المقابل مصالحه ومنافعه وتدفع عنه اعدائه وتنظم حركة حياته .... وهكذا ، أمّا ان كانت المعادلة ان يخضع الانسان مرغما لوجود الدولة بدون مقابل نفعي مصلحي عقلي يحصل عليه ، وفي المقابل لايحصل على اي شيئ من هذه الدولة ، فهذا الانسان سوف يشعر طبيعيا انه كالبائع لوجوده الانساني الطبيعي الفطري الحرّ لهيئة تسمى الدولة ليس لها مبرر للوجود الا سرقة هذا الانسان والتسلط عليه وممارسة الاستعباد لطاقته لاغير !.
وعندها لابد لمثل هذا الانسان ان ينتمي بقوّة لعقلية الفوضى الثورية التي ترى ان الطريق الوحيد للخلاص من هذا الكابوس الاسود المسمى بالدولة هو اشاعة الفوضى لارباك وجودها ومن ثم اسقاطها ان امكن ذالك  !.
صحيح جداً ان الانسان في مرحلة عقلية الفوضى تكون كل موازينه ورؤاه ومقاييسه واحكامه مختلفة تماما ما اذا كان نفس هذا الانسان ينتمي الى عقلية الدولة ، فالمنتمي لعقلية الدولة يرى الاشياء من حوله في الحياة بصورة مختلفة بالنقيض ( بناء وهدم ، استقرار واضطراب ، ظلم وعدالة ، تغيير واستمرار ، ابيض واسود ....)عن حامل عقلية الفوضى للاعتبار الذي ذكرناه من ان عقلية الفوضى هي النقيض الطبيعي لعقلية الدولة ، وعلى هذا الاساس يكون اعادة انتاج سؤال : متى يتمكن الانسان من الانتقال من عقلية الفوضى الى عقلية الدولة ؟.
 وكيف تتبلور بالتحوّل مواقف وتصورات وافكار وعقلية .... اي انسان منّا من حامل لعقلية الفوضى الثورية الى عقلية الدولة النظامية ؟.
من الاسألة الحيوية جدا !!.
تمام : يتمكن الانسان من الانتقال من عقلية الفوضى الثورية ضد وجود الدولة الى الانتماء لعقلية الدولة الداعية على الحفاظ على وجودها القائم ، عندما تكون هذه الدولة متبنية لمشاريع وشعارات وسياسات يراها هذا الانسان الفوضوي انها تصبّ في صالحه النفعي المصلحي الذي يؤمن له الربح الجيد مقابل قبوله بشرعية وجود الدولة في حياته الاجتماعية ، وعندها من النفعي المصلحي والفكري العقلي لاي انسان في هذه الحياة ان يوازن بين منافعه من وجود هذه الدولة وخسارته في حال زوالها او عدم استقرارها ، وفي هذه اللحظة ان رأى الفرد الانساني ان الدولة مشروع منتج لحياته المادية والمعنوية فانه سوف يضطر للانتماء والتحول من عقلية الفوضى الى عقلية الدولة لتتغير مع هذا التحول جميع مقاييسه العقلية والفكرية وتوجهاته الايدلوجية واحكامه السياسية ايضا ليشارك اصحاب الدولة رؤيتهم وينتصر لمواقفهم ويدافع عن استمراريتهم في هذا العالم !.
وهذا بعكس مالو كانت الدولة نفسها لاتتبنى مصالح الفرد والجماعة فانها حتما سوف تخلق طابورا من المنتظرين للانتماء الى عقلية الفوضى ، الذين هم بالاساس لم يشعروا فطريا بالود تجاه هذه الدولة الابسبب مصالحهم ومنافعهم لاغير !.
وبهذه الكيفية ندرك كيفية تحوّل الانسان من الفوضوية الى النظامية ، كما ادركنا من قبل لماذا الانسان لايحبّ الدولة ، وكيف انها الهيئة التي اضطر اضطرارا هو لخلقها لضرورتها لاستمرار الحياة بسبب ان الحياة لايمكن لها ان تسير بلا دولة ونظام ثم عاد ليبني في مقابلها عقلية الفوضى ضدها لتكون هذه العقلية عملية توازن قبالة تغوّل الدولة عندما تنحرف عن مساراتها ووظائفها السياسية !.
نعم انا اعترف كأنسان بأنني لايمكن لي العيش في هذه الحياة بلا دولة ، واعترف ان الفوضى وصفة انسانية طارئة لانقاذ حياتي الانسانية عندما يستفحل مرض الدولة في داخلي بالظلم والاستبداد والاستعباد واضطر لاستئصالها من دماغي كي احافض على كينونتي البشرية ، ولكنني في مقابل ذالك على استعداد ان اهب الدولة حياتي ان وجدتها هي المرآة التي تعكس وجودي وتطلعاتي واحلامي ومنافعي الدنيوية والاخروية في هذا العالم !!.
___________________________
alshakerr@yahoo.com
               

24
(( عداء إيران مَن المستفيد .... أبحث عن أسرائيل !.))


حميد الشاكر
_____________________
في علم الجريمة دائما يطرح المحققون السؤال التالي كمفتاح او رأس خيط للوصول الى الحقيقة وهو : مَن المستفيد ؟.
في علم السياسة لااعلم لماذا بونابرت أطلق كلمته الشهيرة : أبحث عن المرأة !.
ربما لعله صاحب فلسفة بعيدة عن اتهام الشرقية والثقافة الذكورية المعادية للمرأة حسب ماترغب به بعض الجماعات في وصف الثقافة العربية ، لهذا اطلق بونابرت كلمته وهو مطمئن لغربيته التي هي فوق مستوى الشبهات !.
الا انه حتى على هذا الاساس لانستطيع دفع نظرية التفاهة لقائد الحملة الفرنسية على الشرق ، باعتبار ولع هذا الرجل بالمرأة التي حرم منها طوال عمره !.
على اي حال هناك مايشبه القاعدة التي تصلح في الكثير من تفسير وتأويل العلاقات والظواهر الانسانية وبما فيها السياسية يستطيع  سؤال : من المستفيد ؟، على حلّ الغازها وتتبع بداياتها والنهايات أيضا !.
إيران دولة جارة للعراق وللعالمين العربي والاسلامي ، فارسية القومية ، في احد منعطفات التاريخ الصعبة انتفض شعبها بكامله ضد الظلم والطاغوت الشانشاهي الموالي لاميركا والغرب وإسرائيل المحتلة ، ولكنّ مع ذالك لم تستطع هذه الدول العظمى حماية هذا الطاغوت الدكتاتوري ، وسقط نظامه على يد الشعب الايراني بقيادة الامام الخميني !.
توجهت هذه الامة الى انتخاب نظامها السياسي التي تحاول صناعته ، فجاء الاستفتاء على نظام الجمهورية الاسلامية كاسحا ، وخطوة خطوة تشكلت ايران اليوم من خلال ارادة هذا الشعب ولهذه اللحظة ايران قائمة ومستمرة !.
الاّ ان ايران هذه القائمة ومنذ تاسيسها الى هذا اليوم هي في شدّ وجذب مع قوى الهيمنة الكبرى الموالية للنظم الدكتاتورية الفاسدة ، والتي كانت هي الراعي الاساس للشاهنشاهية المقبورة ، والتي يبدو انها فقدت الكثير في ايران عندما فقدت حليفاها الطاووس الشيطاني محمد رضا بهلوي ، فناصبت العداء ومنذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران حتى هذه اللحظة هذا الكيان القائم في ايران !.
حاولت اميركا واوربا وحلفائها في المنطقة العربية والاسلامية اسقاط ايران الاسلامية وارجاعها الى ايران الشاهنشاهية بكل السبل المتاحة من خلال الحرب والمؤامرات والاعلام والحصار الاقتصادي .......... الى ان وصلت الدول العظمى الى قناعة ان ايران سوف لن تسقط من الخارج ابدا ، فبدأت بالتفكير باسقاط من الداخل على لغة حرب النفاق التي تنخر الاساس من الجذور ليقع البنيان على ساكنيه!.
والى هنا رأت القوى العظمى بمحرك دينموها الصهيوني في المنطقة ان امكانية اسقاط ايران من الداخل هو الامل المتبقي الوحيد اما لاسقاط جمهورية ايران الاسلامية ، وأمّا على الاقل الضغط عليها لتقديم تنازلات جوهرية في سياساتها المتبعة ، وخصوصا منها العداء للوجود الصهيوني المحتلّ الذي يأتي في المرتبة الاولى في اجندة العالم الغربي المهيمن ، ثم بعد ذالك يجب ان تتوالى التنازلات في اشياء كثيرة في مقدمتها التنازل عن تطلع امتلاك التكنلوجيا النووية .... وهكذا !.
إيران ومن الداخل يعني ايران ومن نصوص الدستور القائم فيها ، يعني من قانون الانتخابات وتداول السلطة في هذا البلد ، والى هنا وجد اعداء ايران مبتغاهم من داخل ايران في دستور جمهورية ايران الاسلامية كمنفذ للدخول الى قلب ايران لقطع اوردته من ضخ الحياة للجسم الايراني ،  وكملعب اخير لابتزاز ايران واخضاعها للارادة الغربية الصهيونية !.
الا ان هناك ايضا مشكلة للقوى المعادية لايران من الخارج هي : كيفية التاثير على ايران من الداخل ، وما موجود في الداخل الايراني هما تياران قويان جدا ، الاول التيار المحافظ الثوري ، والثاني التيار الاصلاحي المنفتح ؟!.
الحقيقة ان اشكالية الغرب واميركا والصهاينة مع ايران الاسلامية لاتختص بالتيار المحافظ المناهض ومنذ قيام الثورة حتى هذا اليوم للتدخلات الخارجية في الشؤون الايرانية الداخلية ، وإنما ايضا للغرب موقف مناهض من التيار الاصلاحي ايضا والذي هو كذالك محسوب على فكرة الجمهورية الاسلامية في هذا البلد ، حتى وان بدى ان الادارة السياسية في اميركا والغرب والصهاينة هم يميلون الى التيار الاصلاحي كمرحلة تكتيكية في الحرب على ايران ، ولكن بالنتيجة فإن الثور الذي سيذبح بعد تخلص اعداء ايران من التيار المحافظ هو الخط والتيار الاسلامي بالجملة سواء كان اصلاحيا او محافظا في هذا البلد لتعود ايران الى سيرتها الاولى عند الشاهنشاهية القومية الايرانية الدكتاتورية لاغير ، وعندئذ تصبح ايران زنبقة بيضاء وجميلة وناعمة بالنسبة للادارات الامريكية واسرائيل بسبب ضمان ولائها للمصالح الغربية لاغير !.
هذه المقدمة تهيئ لنا الارضية اليوم لنسأل مجددا : مَن المستفيد من حملة العداء لايران اعلاميا اليوم ؟.
ولماذا كلّ هذا الكمّ الهائل من الهجوم الاعلامي على جمهورية ايران الاسلامية ؟.
هل لان ايران دكتاتورية مثلا يشنّ عليها الاعلام الغربي والاميركي والاسرائيلي والعربي الموالي للغرب والصهاينة كل هذه الحملة لاسقاط ايران ونهائيا ؟.
أم بسبب ان ايران ضد مصالحنا العربية والاسلامية والانسانية لذالك نحن نرى ونسمع كل هذا الكمّ الهائل من النيل من وجود ايران في هذه الحياة ؟.
طبعا هناك من سوف ينافق حتى العظم لخداع البسطاء من الناس ليجيب : انه بالفعل من اجل الحرية والديمقراطية نحن نطالب باسقاط ايران الدكتاتورية التي تقيم انتخابات ومناظرات رئاسية في نظامها الاسلامي ، ولهذا ودفاعا عن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ، وجمعيات حماية المثليين .... نحن نكتب ونعلن الحرب على ايران حتى ولادة ايران ديمقراطية وحرّة !.
ومثل هذا المبرر لبعض الاعلام والكتاب والاقلام التي تعلن الحرب على ايران لااعتقد انه صادق بما فيه الكفاية من منطلق ان نفس هذا الاعلام وتلك الاقلام وأولئك الكتّاب ماهم في حقيقتهم الا موظفين يعملون باجور مستقطعة لاعتى النظم الدكتاتورية البترولية الخليجية والبوليسية الامنية في منطقتنا العربية ، ولو كانت الدوافع هي الدفاع عن الديمقراطية والحرية في منطقتنا العربية ، فلماذا لانقرأ لهذه الاقلام ولانسمع لؤلئك الكتاب ولانشاهد لهذا الفضاء الاعلامي اي نقد او عداء او هجوم على اولياء نعمتهم الغارقين في الفساد والدكتاتورية وانتهاك حقوق الانسانية وتكفير الديمقراطية واعتبارها من رجس الشيطان ؟!.
لماذا لانرى المناهضين لانتخابات ايران هم ايضا مناهضين للنظم التي لاتعترف بشيئ اسمه انتخابات او وجود فكرة انتخابات في الحياة السياسية اصلا ؟.
بمعنى اخر : لماذا لانرى اعداء ايران ضد نظام مملكة ال سعود السياسي مثلا الذي لو اردنا وصف تخلفه ورجعيته وانتهاكه لحقوق الانسان ، وتكفيره للديمقراطية ، لما استطعنا استنفاد جميع المفردات التي يمكن استخدامها بوصفه ؟.
لماذا لايشير اؤلئك المعادين للنظام الدكتاتوري مثلا في ايران باعتبار انهم المدافعين عن الحرية والديمقراطية للنظام المصري الذي ليس فقط لايعترف بديمقراطية بل هو مكتسح لجميع التوقعات التي تفرض ان هناك تغييرا سياسيا ربما سيقع في المستقبل ، فلماذا اذا لانسمع اعداء الدكتاتورية مدافعين عن الديمقراطية الا على ساحة ايران الاسلامية ؟.
لماذا لانرى حماة الحرية والديمقراطية تلاحق نظام تونس المخابراتي الذي جاء للسلطة من خلال انقلاب ؟.
لماذا ولماذا ولماذا ؟.
اخيرا : لماذا الادارة الامريكية والغرب والصهيونية العالمية لاتحترق غيضا على جميع نظم الاستبداد والدكتاتورية والجريمة البترولية الخليجية او العربية او الاسلامية العامة ، وفقط ايران هي التي ليست ديمقراطية بسبب اقامتها لعمليات انتخاب ومناظرات سياسية ونتائج وتوقعات مستقبلية في عملية التغيير والسياسة ؟.
إذن مبرر ان اعداء ايران يشنون هذه الحملة المسعورة ضد جمهورية ايران الاسلامية بسبب دفاعهم عن الديمقراطية والحرية ربما يبدو انه شيئ اتفه من الالتفات اليه ، اولا لنفاقية منتحليه وكيلهم بالف مكيال ومكيال ، وثانيا ليس من حق من يدافع عن الدكتاتوريات البترولية والفساد السياسي في المنطقة العربية والاسلامية ان يشغل وظيفة الواعظ المحب في حقوق الانسان والحريات السياسية باعتباره اخر من يملك اخلاقية الدفاع عن هذه الاخلاقيات ، وثالثا : كيف لدول غربية وادارة امريكية تساند الاحتلال الصهيوني وتغتصب ارض شعب عربي باكمله وتطرده من بيته وتساهم في تشريده وهجرته وتعذيبه بين البلدان ، وتمنع القانون الدولي ان ينفذ ويأخذ مجراه بحق الدول المحتلة لارض الغير .... كيف لدول هذا ديدنها مع ارض الشعب الفلسطيني المحتل ان تتشدق بالحرية وحقوق الانسان ووجوب احترام القانون الدولي الذي اول من يعطل من مفاعيله هي هذه الدول نفسها بحق اسرائيل المستهترة بكل العالم باعتبارهم شعب الله المختار والباقي من العالم مجموعة من القردة والحيوانات حتى لاتستحق الاحترام او النظر اليهم بصورة محترمة !.
يبقى بعد هذا كله ان نجيب على سؤال : من المستفيد من العداء مع ايران ؟، ان نقرر حقيقة ان المستفيد الوحيد والحقيقي لهذه الحملة التي تشنّ ضد وجود جمهورية ايران الاسلامية هي الصهيونية العالمية لاغير !.
نعم أبحث عن إسرائيل !!.
هذه هي في الواقع الوصفة السحرية التي ستوضح للعالم الغافل جميع الطلسمات التي تختبئ خلف جدارية العداء لايران الاسلامية !.
وهذه هي التي تكشف لاي انسان لماذا يكتب هذا ويصرخ ذاك ويصيح اخر .... وهلم جرا ضد ايران هذا اليوم !.
تصوروا معي : لو كانت ايران بقرة شاهنشاهية حلوب للبترول مثل السعودية مثلا بعلاقاتها القوية مع اسرائيل واميركا ، فهل سوف يتجرأ احد على وصف ايران هذه بالدكتاتورية او المنتهكة للديمقراطية ؟.
هل كان كتّابنا الاعزاء عراقيون وعرب ومسلمون لاحترقوا غيضا من ايران ولاية الفقيه لو كان الولي الفقيه محبا لدولة اسرائيل ومرحبا مثل الاعور الدجال بعلاقات مميزة مع اميركا ومتبخترا برقصاته الشعبية مع بوش او بلير او كلنتون او بيريس ... هل كان اؤلئك الكتاب ناقمين ايضا على نظام ولاية الفقيه ؟.
ام ان هذا الفقيه سيرشح لنيل جائزة نوبل للسلام ليصبح بابا اخر كله ابيض ماعدى قلبه فهو بلون مختلف ؟.
هذه في الحقيقة مجرد اسألة لاغير ، وربما اجوبة بشكل اسألة تحاول ان تجيب على سؤال : لماذا نعادي نحن ايران ؟. وهل حقا من مصلحتنا الديمقراطية ان تسقط ايران الاسلامية لياتي بعدها نظام ولاية الملك الدكتاتور الذي رغم عيوبه التي لاتحصى الا انها تغفر امام فقط حبه لاسرائيل لاغير ؟.
على كل عاقل في هذا العالم لايقتنع بوجهة نظري هذه ان يجيب على اسألتي الواردة انفا واكون له من الشاكرين ، ان اقنعي انه يعادي ايران لنفس السبب الذي من اجله احبّ اسرائيل !؟.
_______________________
alshakerr@yahoo.com     


25
كركوك النار الازلية  ... استراتيجية امنية جديدة  ؟.


حميد الشاكر
_________________________
ماذا يعني تجدد العمليات الارهابية في العراق ؟.
سؤال اذا ما استطعنا الاجابة على ابعاده الحقيقية والواقعية نكون بذالك قد قطعنا اكثر من نصف الطريق لتشخيص الخلل في عمل الاجهزة الامنية الذي من خلاله لم يزل الارهاب في العراق مستمرا !.
ان احداث كركوك بالامس وسقوط هذا الكمّ الهائل من الضحايا على يد العمل الارهابي الجبان والغادر الذي ضرب داراً للعبادة واحياءا للسكنى امنه يحتم علينا دوما ان نرجع لنبحث بسؤال : لماذا تتجدد الاعمال الارهابية بين الفينة والاخرى على غفلة من اجهزة الامن العراقية ودقة مراقبتها للوضع وسلامة تحليلها للمعلومة الامنية ومن ثم استباق العمل الارهابي وكشفه قبل ان يقع على رؤوس الامنين من الناس ؟.
ولماذا بين الفينة والاخرى يبرز للعيان عمل ارهابي صحيح انه ليس بحجوم الاعمال الارهابية السابقة الا انه يبقى عملا مخلاّ بالامن وقاتلا للنفس العراقية التي حرّم الله سبحانه قتلها ، ومعيدا للاذهان صور الرعب والقلق بين الناس ؟.
ثم بعد ذالك ماذا يعني هذا التجدد في روح الاعمال الارهابية التي تضمر قليلا ثم بعد ذالك تنشط وتنفجر فجأة بوجه الابرياء من هذه الامة المبتلية بقدرها هذا ؟.
طبعا هناك من الجانب الارهابي الاخر لاسيما الهاربين منهم في دول الجوار العراقي مَن يحاول ان يسأل بالنقيض لذالك ليطرح : كيف لنا من ادامة هذه الاعمال الارهابية في العراق ليبقى الوضع الامني المتردي على ماهو عليه ؟.
ومثل هذه الاسألة والبحث عن الكيفيات في التخطيط والتمويل والتدريب والتأمين ....... الخ لاستمرارية الاعمال الارهابية والتخريبية والاجرامية داخل العراق ، تستهدف اولا واخرا احراز مكاسب داخلية واقليمية خارج العراق على حساب العراق وشعبه ودولته ووضعه السياسي الجديد ، ولكن المهم هو ليس معرفتنا كعراقيين بلماذا يخطط هؤلاء القتلة الاجراميون  بحقد على انتزاع ارواح العراقيين من اجسادهم النحيفة !.
ولا ماهي الاسباب التي تدفعهم للتخطيط وارتكاب الجرائم ليُقال لنا كعراقيين ان هناك اشكالية عراقية عراقية داخلية هي السبب في مثل هذه القلاقل الامنية ويجب على الحكومة والدولة ان تسارع الخطى في المصالحة مع الارهابيين الصداميين والقتلة  القاعديين ليضمن العراقيين بعد ذالك شرور هؤلاء الاشرار من المنافقين عندما تشترى كفاية شرّهم بان يعودوا لممارسة السلطة من جديد في العراق  !.
لا ليس هذا مهما على مستوى معرفتنا في الجواب على سؤال لماذا ؟، وماهي الاسباب ؟.
انما مايعنينا كعراقيين معرفته على وجه الدقة والتحقيق هو جواب سؤال : ماذا يعني تجدد هذه الاعمال الارهابية ونشاطها بين الفينة والاخرى بالعمل الاجرامي ؟.
مثل هذا الجواب هو الذي سيضيئ للجهات الامنية والشعبية العراقية زاوية مظلمة من عملهم الذي ينبغي تسليط الاضواء على مكامنه القاتمة ، ومن ثم لتلتفت هذه الجهات الامنية لتحريك عملها على استراتيجية اخرى ومختلفة في تعّقب الاعمال الارهابية والتخريبية لاجهزة الدولة العراقية الاستخباراتية والامنية ايضا ولتفّكر فيما بعد هذه الاجهزة الامنية في كيفية القضاء على الارهاب من الجذور وليس من الاطراف كما هو حاصل الان والذي يتسبب بين الفينة والاخرى بخروقات امنية كارثية  !.
نعم وكما نعتقده جوابا على ما تعنيه تجدد هذه الخروقات الامنية الكبيرة ، نقول اننا نعتقد ان هذا التجدد والنشاط الفجائي في العمل الارهابي داخل العراق ثم كمونه ثم حركته مجددا ...، كل هذه الظواهر الارهابية ليس لها معنى الا شيئ واحد لاغير هو : (( ان مركز القيادة والادارة لهذه الاعمال الارهابية في العراق هي واحدة ، وانها لم تزل في مأمن وبعيدة من تناول ايدي الاجهزة الامنية العراقية من القبض عليها ، ولهذا هي قادرة على ادامة حركة الارهاب وضخ روح الاستمرارية فيه  !)).
ولعل هذا الجواب لسؤال ما يعنيه استمرار الارهاب في العراق سيفتح افاقا جديدة لتخطيط واستراتيجيات عمل اجهزتنا الامنية العراقية ، بل ويقدم لها خطة عمل ودراسة جديدة لاعادة تقييم اعمالها الامنية في ملاحقة الارهاب وقواعده الحقيقية ومراكز حركته الاصلية ، بعد ان شاهدت هذه الاجهزة الامنية ومن خلال التجربة : ان ملاحقة الارهاب من خلال البحث عن فروعه او تطويق انتشاره ، او حتى احراز بعض النجاح في افشال مخططاته الجهنمية ...، هو عمل ذهب او جاء لايكون اكثر من معالجة آنية كانت ربما ضرورية فيما مضى لعراق ضربت الفوضى جميع مفاصله السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية ، الا انه يبقي عمل يستطيع ان يحجم من ظاهرة الارهاب في العراق الا انه مهما بلغ من نجاحات فانه سيبقى اقل بكثير من الوصول الى ثمرة القضاء على الارهاب نهائيا ومن جذوره الحقيقية والواقعية والاساسية !.
ومن هنا نقول ان على مخططي الاستراتيجية الامنية داخل العراق اليوم ان ينتقلوا بعملهم الامني من الاهداف المحدودة والصغيرة التي كانت في يوم من الايام هي الممكن المتاح في العمل الامني داخل العراق لمعالجة مايمكن معالجته من خروقات امنية تلاحق هنا وهناك مجموعات ارهابية موزعة على مناطق متفرقة في العراق  ، الى وضع استراتيجية أشمل تتطلع الى الوصول الى مركز القيادة والادارة الحقيقية في تحريك العمل الارهابي بصورة كاملة داخل العراق !.
صحيح ان هناك من سيقول : ان نظرية وجود قيادة موحدة ومركز اداره عام للعمل الارهابي في العراق هي نظرية قابلة للصحة وللخطأ ، لكنّ وباعتبار ان الظواهر تدلّ على مسبباتها في الحياة السياسية والاجتماعية ، فلايمكن لنا رفع نظرية : ان استمرار العمل الارهابي تقوده جهة منظمة وقادرة على الاستمرار والسيطرة الفعلية داخل الارض العراقية على حركة الاجرام الارهابي وتنظيم سيره ومده باسباب الحياة والانتعاش بين الفينة والاخرى ، والا لوكانت النظرية الاخرى هي الصائبة في ان العمل الارهابي داخل العراق عمل فردي ومشتت وليس له ادارة موحدة وتخطيط متماسك ... ، لكان العمل الامني العراقي قد نجح تماما في القضاء على ظاهرة الارهاب ، باعتبار ان استراتيجية العمل الامني واجهزته الاستخبارية قائمة على نمطية الملاحقة السريعة للخلايا المتحركة لوجستيا لادامة الفعل الاجرامي الارهابي !.
ولكنّ وبما ان الاعمال الارهابية لم تزل مستمرة مع وجود استراتيجية امنية لملاحقة الخلاية المتفرقة من الارهابيين ، هذا يعتبر دليلا على ان هذه الخلاية المتفرقة التي يضربها كل يوم جهاز الامن في العراق ، ليست هي في الواقع الممون الرئيس لادامة هذه الاعمال الارهابية ، كما انها ليست هي المخطط والمدير على الحقيقة لعملية استمرار الارهاب داخل العراق !.
وعليه لم يبقى امامنا لفهم ماهية استمرار وتجدد الاعمال التخريبية الارهابية الاجرامية في داخل العراق الا نظرية ان هناك مركز قيادة موحد وادارة شاملة لتنظيم سير وحركة الارهاب في العراق هي التي بالفعل قائمة على كل العملية الارهابية والممتدة لاكثر من ست سنوات داخل العراق !.
الآن : هل ان مركز القيادة الارهابية هذا والمفترض انه هو المدير لكل العمل الارهابي داخل العراق لم يزل داخل العراق ومشكل من قيادات الاستخبارات العسكرية والمدنية وضباط الجيش وحزب البعث من بقايا نظام صدام المقبور ؟.
أم ان مركز القيادة الارهابي هذا هو متمركز في دول الجوار العراقي وخارج رقعة الارض العراقية ، وبمساعدة امنية ومخابراتية ومالية من هذه الدول الغير معترفة بالعراق الجديد ، لضمان عدم وصول الايدي الامنية العراقية لهذا المركز الارهابي القيادي الذي يحرك خيوط الارهاب داخل العراق من خلال الخارج ؟.
ايّا كانت النتيجة للجواب فعلى الدولة العراقية ان تضع بحساباتها الامنية انها بحاجة لتغيير استراتيجيتها الامنية في الاولويات في هذه الحقبة من العمل الامني في ملاحقة جذور الارهاب الحقيقية وليس الغرق في تفاصيل وشبكات وخلايا هذا الارهاب الطاعوني المتحرك !.
ونعم اكثر من ذالك يجب على اجهزة الامن ان تعمل على كلا الاتجاهين في ملاحقة الخلايا الارهابية المتحركة والضاربة بعنف لاستقرار العراق وقتل ابنائه ، وان تعمل ايضا في تتبع مراكز القرار الحقيقي في هذا العمل الارهابي والممون له والمحرك الفعلي لشروره ، ولكنّ على الدولة العراقية بمؤسساتها الامنية ان تدرك :(( انه في حال عدم معالجة الدولة العراقية لمراكز القيادة والادارة للارهاب سواء كانت داخلية او خارجية في دول الاقليم ، فان عملها سيبقى مع كونه مستهلك لكل الجهود الاقتصادية المالية والبشرية والسياسية العراقية بلا فائدة وثمرة حقيقية للقضاء على الارهاب ونهائيا ، هو كذالك عمل باهض الكلفة ولايتجه بشكل مباشر الى أُسّ البلاء الارهابي داخل العراق والمحرك من قبل قيادة وادارة مركزية له !!)).
الحقيقة انه هناك اختلاف جوهري في الاستراتيجية الامنية العراقية وتوجهاتها التخطيطية والعملية بين تشخيص الداء الفعلي لمرض الارهاب في العراق ، وبين ملاحقة عوارض جزئية لهذا الارهاب ربما تكون يوميةً ومتحّركة على الارض ، الا انها تبقى ليست هي الفاعل الحقيقي لدوامة الارهاب داخل العراق !.
وتمام عندما قررنا وجوب تغيّر استراتيجية ملاحقة الارهاب في هذه المرحلة من الزمن العراقي الجديد ، وانتقاله من الملاحقة الجزئية الى الملاحقة الكلّية ، فنحن لانغفل القول :(( ان ملاحقة الارهاب بشكله الاستراتيجي الجديد لضرب مراكز وقيادة الارهاب بشكل مباشر لايعتمد فقط على الجانب الامني من هذا العمل الكبير ، وانما يدخل فيه الشقّ السياسي ايضا باعتبار ان فرضية وجود مركز قيادة الارهاب في خارج العراق وارد بقوّة ، ويحتم على العراق العمل دبلماسيا وسياسيا ايضا لمحاربة الارهاب خارج العراق بعدما قامت اجهزة الدولة العراقية الامنية بمحاربته من الداخل !؟)).
 وعليه تتكوّن الاستراتيجية الجديدة في محاربة الارهاب بصورته الجذرية في العراق اليوم من جانب أمني داخلي وهو في الحقيقة الاضعف في المعادلة باعتبار انه ليس قادرا بصورة واقعية على القضاء على الارهاب نهائيا مهما بلغ من قوّة ، وجانب سياسي دبلماسي عمله الرئيس استئصال الارهاب الوافد من مراكز القيادة والتخطيط والتموين في خارج الوطن ، وهذا الشق هو الاساس في معادلة التخلّص من الارهاب بصورة نهائية وجذرية توفر الكثير من الجهد البشري العراقي والاقتصادي ايضا !.
الخلاصة هو القول : يجب على الدولة العراقية بمؤسساتها السياسية دعم المؤسسات الامنية المناهضة للارهاب بأن تساند استراتيجية امنية شاملة لمرحلة العراق الجديدة الان بأن تقوم المؤسسات السياسية بملاحقة مراكز القيادة في خارج العراق بشكل جدي وصريح وتخاطب دول الجوار العراقي الراعي لمراكز قيادات الارهاب لديه : ان سبب عدم استقرار العراق هو وجود مراكز لقياداته في داخل دول الجوار هي التي تسهر على ديمومة الارهاب في داخل العراق واستمراره وتمويله مما يطيح بجميع جهود اجهزة الامن العراقية في بسط الامن ، ويكلّف العراق اقتصاديا وبشريا الشيئ الذي لايطاق لاي دولة محترمة وتحاول ان تبني للمستقبل والاستقرار !..
وهذا لايعني ايضا ومن جانب اخر رفع نظرية وجود هذه المراكز للقيادة الارهابية داخل العراق لاسيما ان هناك معلومات تؤكد على عدم وجود الدولة بمؤسساتها الامنية والخدمية الى هذا اليوم في الكثير من مناطق العراق لاسيما منها المناطق الغربية مما يوفر الكثير من الجغرافية الامنة لقيادات ومراكز قرار وادارة ارهابية داخل العراق وليس خارجه ، والمهم هو ان نعلم ان موت الارهاب داخل العراق رهين بضرب قيادته ومركز القرار فيه وليس فقط ملاحقة شبكاته وعصاباته ومافياته الصغيرة والمتحركة على الارض التي كلما قطعت اجهزة الامن من روؤسها البارزة ولدت الجذور مرّة اخرى رؤوس ارهابية اكثر حقدا على العراق وشعبه !!!.
____________________________
alshakerr@yahoo.com                   


26
تبشير عبد الخالق حسين بموت الاسلام سياسيا وهم أم حقيقة ؟.

حميد الشاكر
______________________
في مقال نشرناه تحت عنوان :(( التبشير بموت الاسلام سياسيا ...)) في بعض المواقع الالكترونية انبرى المحترم الاخ  الدكتور عبد الخالق حسين ليتناول بعض ماجاء في مقالنا من منطلق اعتقاده اننا كنّا بصدد الردّ على مقاله حول ( حتمية موت الاسلام السياسي ) ليشير الى بعض النقاط التي وردت في مقالنا السابق !.
والحقيقة انه بالفعل وكما ذكر المحترم عبد الخالق حسين فقد طلب منّي احد الاصدقاء الردّ على ماتفضل به الكاتب عبد الخالق حسين في مقاله ، ولكن لم يكن لديّ الوقت الكافي للاستفاضة في الرد فكتبت شيئا بسيطا استغرق خمس دقائق لاغير ليخرج بشكل سؤال مفاده :(( هل حقا ان الاسلام السياسي آيل للسقوط والموت الحتمي ؟. أم ان هذه الامنيات ماهي الا اضغاث احلام وتمنيات عريضة بموت اسلام سياسي طبيعته لاتقبل الموت والسقوط ؟.)).
على اي حال ، إن كان المحترم حسين يرغب في فتح حوار وجدل حول فكره الذي يطرح بشأن (الاسلام السياسي وموته ) وفكرنا الذي يرى ديمومة الحياة لهذا الاسلام بسياسته كما فعلناه بشكل مختصر مع المحترم مالوم ابو رغيف فلامانع لدينا لاسيما ان موقع (( صوت العراق )) المحترم والقائمين عليه لديهم من سعة الصدر ما يحتمل الجدل والنقاش والحوار على هذه الصفحة الالكترونية العزيزة ، ومن ثم لنتناول كل مايحب طرحه السيد عبد الخالق حسين وما سنطرحه ولنترك الحكومة والحُكم لجمهور القرّاء ليحكم من هي وجهة النظر الذي ينتخب ؟، وماهي وجهة النظر التي تحمل ادلتها في داخلها في الاقناع المنطقي والقبول الفكري وكفى ؟.
الان نحب ان نحاور بعض ماذكره الاخ عبد الخالق حسين في مقاله ( حول وباء الاسلام السياسي مرة ثانية ) لنثبت له ولغيره ان هناك كتابات عجيبة في طرحها واسلوبها وحتى نمطية التفكير في داخلها ، والتي تكتب اساسا بلا وعي ذهني لمعاني المفردات ومقاصدها وغاياتها على الحقيقة ، فضلا عن ركاكة مصطلحاتها ولغتها العربية التي ترفع الحقير من المنصوب وتنصب الرفيع من المنسوخ !.
اولا : للسيد عبد الخالق حسين :(( الاسلام السياسي ليس وباءا ، وأنما هو رؤية سياسية اخلاقية تدعوا للعدل بين الناس والمساواة بينهم امام القانون ، وخضوع الحاكم والمحكوم لشريعة الله سبحانه الذي لايميز بين طبقة او اخرى ، ولايميل لمصالح تجار رأسماليين على حساب فقراء معدمين ، لكونه ربّ الناس جميعا وخالقهم !.))
ثانيا : لااعلم ماهو المنطق العقلي الرزين الذي دفع الاخ حسين الى وصف الاسلام السياسي ب ( الوباء) وهو يحاول التأكيد على انحسار الاسلام السياسي ومن ثم حتمية موته ؟!.
فكان من المفروض على عقلية الدكتور العلمية وهي تحاول التدليل على موت الاسلام سياسيا ان يصف هذا الاسلام بالجفاف او الانحسار .... او اي تشبيه يدلّ على التناقص في منسوب انتشار هذا الاسلام السياسي ، أما ان يختار مفردة ( وباء ) التي تدلّ على زيادة الانتشار والاتساع للاسلام السياسي ، وهو يحاول قول غير ذالك ، فهذا يعتبر من التناقض في فكر وثقافة وعقل الدكتور التي يبدو انها تحركت بشكلها الايدلوجي الاعمى قُبالة ظاهرة الاسلام السياسي اكثر من تحركها بشكل العقل الثقافي المتزن ، ولهذا جات حتى تشبيهاته حولاء المعاني ، وبدلا من ان يؤكد لنا الدكتور ان الاسلام ينحسر أكد لنا بإن الاسلام ينتشر كوباء فتّاك ليفرد جناحيه كل يوم وبشكل متسارع ، مثله في ذالك مثل وباء انفلونزا الطيور او الخنازير او غير ذالك من اوبئة تبدأ بالطاعون كرواية البير كامي ، وتنتهي كحب واشتراكية في رواية برناتشو !.
نعم ربما قصد الجانب المرضي في الوباء كوصفة طبية للاسلام السياسي ، لكنّ ليدرك الدكتور ان ادوات ومفردات الكتابة الفكرية او السياسية ليس هي مثل ( المدسن  )  ومفرداتها الكيميائية ، فنحن نتحدث عن انتشار وانحسار الاسلام بشقه الثقافي او السياسي ، فلا معنى حتى من الناحية الذوقية الادبية ان نصف الاخر المختلف فكريا بانه وباء ، ثم بعد ذالك نقول للاخرين انتم دكتاتوريون بسبب انكم لاتؤمنون بقبول الرأي الاخر وتعتبرونه نكرة في الوجود !.
ثالثا : أحب بشكل جدّي وقوي ان نتفق انا والمحترم عبد الخالق حسين اذا توافقنا على مسألة الحوار والجدل حول الاسلامي والسياسي على ان نضع مناقشاتنا في أطرها العلمية الدقيقة لنتوجه انا وهو أما لمناقشة المواضيع من خلال حيزها الثقافي العلمي ، وأما من خلال حيزها السياسي السطحي ، وعليه فهل يريد السيد حسين ان نناقش الاسلام والسياسة من منطلقاتها الفكرية الادبية الثقافية ؟.
أم كعادة الاخوة الاشتراكيين الذين اصبحوا بقدرة قادر راسماليين ليبراليين بين ليلة وضحاها ، ان يناقشوا المواضيع بلا قيود علمية او فكرية او ثقافية ليتمكنوا من التقافز في المواضيع كيفما اتفق لهم وارتأت قريحتهم الضعيفة ثقافيا في تناول المواضيع  ؟.
نعم في اول كلماته الاخ عبد الخالق الحسين وبدون ان يفرّق بين المواضيع الثقافية التي تتناول الاسلام والسياسة والاسلام والايدلوجيا والاسلام والاقتصاد والاسلام والمجتمع .....عن المواضيع السياسية وجدنا الاخ عبد الخالق يوجه موضوع مقالتي التي هي ثقافية اكثر منها سياسية على اساس انها اقرار ببقاء الاسلام سياسيا والى الابد ، وليشبه فيما بعد هذا الاقرار سياسيا على اساس انه :(( رأي يشبه تماما ماكان يردده البعثيون في العراق !.)).
الحقيقة ياسيد عبد الخالق ان رأينا في خلود الاسلام السياسي لايشبه رأي البعثيين مطلقا ، بل اننا نؤمن بحقيقة خلود الاسلام السياسي كأيماننا بالله سبحانه وتعالى وايماننا باليوم الاخر ونبوة محمد العظيم ص ، وشيئ مختلف بين الايمان بعقيدة جزء منها سياسي ، وبين حركة قومية علمانية ماسونية بعثية لم تولد في الحياة الا من اجل اغتيال الاسلام السياسي ودوره في الحياة !.
نعم سيادتكم ربما قصدت ايضا عمليه التشبيه فقط لاغير مثل تشبيه الاسلام بالوباء ، لكنّ هذا لايعني الحقيقة على اي حال ، واذا اردت من هذا التشبيه بين ارائي واراء البعثيين اضعاف فكرة كون الاسلام السياسي باقيا مابقى الدهر ، فانت على الحقيقة واهم ، بسبب ان ايماننا بالاسلام يفوق كل مايتصوره دماغك من ايمان والتزام بايدلوجيات علمانية اجرامية منحرفة ولااخلاقية !.
ومن هنا ياسيد حسين اننا تحدثنا عن ظاهرة اسلامية ثقافية وفكرية وليس سياسية فقط لتشبهنا برأي البعثيين العلمانيين الذي لايؤمنون بآخر مطلقا ، وها انت ذا تدعو للديمقراطية واحترام الراي المختلف ، لابل تدعوا في مقالات كثيرة قرأتها لسيادتكم الى الحب والتسامح والانفتاح .....من جهة ، وتنعت من يختلف معك ورأيك بانه فاشستي وبعثي ووباء يجب استئصاله بالقوة ...... الخ ، وهكذا حتى اننا في غرابة من هذا التناقض المضحك المبكي لليبراليي آخر الزمان ، الذين يتشدقون بالديمقراطية ويدعون الى الكراهية وابادة الاخر ورمي رأيه المختلف بالسفه في نفس الوقت واللحظة ، بينما كان المفروض ان تكون مثلنا نؤمن بان رأينا في الاسلام السياسي صواب وايمان مطلق الا انه يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب !.
رابعا : نعم ياسيدي عبد الخالق حسين نحن نؤمن بان الاسلام منظومة متكاملة من الرؤى والتوجهات السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والسياسية والروحية ، ولهذا فالاسلام عندنا دين ودولة ولافرق لدينا عندما يتحدث امثالك عن الاسلام السياسي انه يقصد  الاسلام الديني لكنّ في جانبه السياسي الدنيوي النفعي !.
الآن انت وغيرك يعتقد كالبروتستانتية المسيحية الحديثة ان الاسلام كدين هومختلف عن الاسلام السياسي هذا شأن يختص بايمانك الفردي كأنسان لايرحب بتسييس الاسلام ، امّا  نحن وايماننا باسلامنا العظيم الذي فهمناه من خلال محمد الرسول وعلي بن ابي طالب والحسين سيد الشهداء والثائرين .... وباقي قيادات الدين والاسلام ، فنحن نعتقد بسياسية الاسلام المحمدي قبل اجتماعيته ، والى هنا لكم دينكم في الاسلام ولنا دين ويجب احترام قناعات بعضنا والبعض الاخر ، امّا محاولتكم لفرض رؤيتكم البروتستانتية علينا لنؤمن ان الاسلام دين بلا روح للدولة فهذا شيئ نحن كاحرار لانقبله لالكم ولا لنا ، وعليكم انتم ايضا ان تكونوا صادقين مع شعاراتكم في الديمقراطية والقبول بالراي الاخر المختلف وتحترموا رؤية اخوتكم في الانسانية والوطن عندما اختاروا سبيلهم كما اخترتم انتم سبيلكم الليبرالي الرأسمالي البراجماتي في هذه الحياة !.
خامسا : من حقك ياسيد حسين ان تكون ضد الاسلام السياسي ، وحتى انه من حقك ان تكون ضد الاسلام نفسه لتعلن الالحاد كفكرة ايدلوجية في هذه الحياة !.
فانا وحسب ما اعتقده من فكر وايمان ان الاسلام كما سمح بالاختلاف السياسي في مجتمعه هو ايضا يسمح بالالحاد ايضا ولكن في اطاره الذي لايخلّ بالنظام والقانون العام لوجود المجتمع ، بمعنى انه لاينبغي ان يكون القانون الذي يحكم ويسير وينظم حياة المجتمع هو الايمان بالاخلاق ، ثم انت تأتي كايدلوجي ملحد لتحاول تقويض النظام العام للمجتمع باسم الحرية والديمقراطية ، فهذا شيئ غير مقبول حتى في النظم الديمقراطية التي ترى النظام العام والقانون فوق الجميع ، وعليه ايها الاخ عبد الخالق حسين انت ليس بحاجة للتأكيد على معارضتك فقط للاسلام السياسي وليس الاسلام الديني ولاهي في اي اتجاه تسير ، بل من حقك المعارضة من اجل المعارضة لاغير سواء كان ضد الاسلام او ضد الاسلام السياسي حسب ماذكرناه من ضابط .
سادسا : هل نحن مغالون فعلا في ايماننا بالاسلام ؟.
نعم نحن ملتزمون ومنتمون وليس مغالون في ايماننا بالاسلام ، فالغلو حرام في شرعتنا الاسلامية لقوله سبحانه :(( لاتغلوا في دينكم ولاتقولوا على الله الا الحق )) وعليه نحن صحيح اننا نعبرّ عن ايماننا بالاسلام  بنوع فيه الكثير من المبالغة ، وربما هذا لردة فعل على الكثير من الجحود للاسلام من قبلكم يادكتور عبد الخالق حسين ، لكن هذا يبقى هو شعور انساني طبيعي لايستحق النقد والتوبيخ ، وربما اذا سالتك ياسيدي شخصيا : ماهو مقدار ايمانك بالديمقراطية او الحرية او حقوق المرأة ..... الخ ؟. لاجبتني بحماس وقوّة ومبالغة شديدة ايضا باعتبار ان هذه هي ادوات السياسي العلماني المتزلف للغرب الليبرالي ، وعندها لاالومك على مغالاتك هذه في الدفاع والانتماء والالتزام بهذه المبادئ ، وعليه ارى انه من المعيب ان ننتقد من ايمان اي شخص في هذا العالم ، سواء كان ايمانا مطلقا او ايمانا معتدلا ، ونعم شرط ان لايفرض ايماني المطلق على الاخرين ، ولي ولك الحق في منسوب كمية الايمان اذا كان يدور في اطاره الطبيعي ، وليس بنا حاجة عندئذ لابتشبيه ايماني بالبعثي والقاعدي ، ولا بتشبيه ايمانك بالماركسي  النفعي للنيل من هذه الظاهرة !.
سابعا : اخيرا ختم المحترم عبد الخالق حسين مقالته حول الوباء الاسلامي بجنجلوتيت ايران وانتخاباتها الاخيرة ليؤكد على رؤيته بحتمية زوال وموت الاسلام السياسي من الوجود ، ولينطلق من مظاهرات الاحتجاج التي يقودها التيار الاصلاحي في ايران ليصل الى نتيجة حتمية موت الاسلام السياسي ؟!.
غريبة عجيبة هذه النتائج والمقدمات التي ينطلق منها عبد الخالق حسين وغيره لتحليل ظاهرة الاسلام السياسي ومتى ينتعش ومتى يشيخ ويموت ؟!.
والاغرب من ذالك هذه التناقضات العجيبة الغريبة في نقد ظاهرة الاسلام السياسي من جهة في نفس الوقت الذي نذكر فيه ان هذا النظام السياسي هو النظام الوحيد القائم في المنطقة على الانتخابات وحق التظاهر وافساح المجال للناس للتعبير عن رأيهم بحرية ؟.
صحيح عين السخط عن كل جميلة عمياء ، وعين الرضا عن كل قبيحة راضية  !.
السيد عبد الخالق حسين يريد ان يستخلص من النظام السياسي الذي يقيم انتخابات سياسية ومناظرات بين مرشحين اربعة لانتخابات رئاسية في ايران كانت بمستوى من الشفافية والنقد بحيث ان العالم كله اعترف بانها مناظرات على مستوى عالي من المنافسة ، ومشاركة غير مسبوقة شعبيا في دول العالم حتى الديمقراطي بنسبتها المئوية ، ومن ثم احتجاجات شعبية غاضبة في شوارع طهران على نتائج هذه الانتخابات .... يريد السيد عبد الخالق حسين وامثاله ان يقول للعالم :انظروا كل هذه المظاهر التي لايوجد ربعها ديمقراطيا في الشرق الاوسط العربي والاسلامي هي دليل على عدم وجود الحرية ودليل على موت الاسلام السياسي الذي سمح في ايران بكل هذه العملية الشعبية الانسانية السياسية في ايران وخارجها !.
طبعا ليس دفاعا نحن هنا عن النموذج السياسي الايراني الاسلامي نتكلم هذا الكلام حول انتخابات ايران السياسية ، فايران اكبر بكثير اساسا من حاجتها لامثالي للدفاع عنها ، هذا اذا لم تكن ايران اكبر اليوم بحجمها الانتخابي من العالم المحيط بها اساسا ، ولكن رأفة ورحمة بعقول الناس التي ومن كُثر طرق مقالات عبد الخالق حسين وغيره من اعلاميات العالم المستعر غيضا من تجربة اسلامية تحاول ان تكون ديمقراطية وحرة ، هذا العالم الديمقراطي يزأر غيضا وحنقا على تجربة باسم الاسلام الذي يكن له الكراهية بشكل غير معقول ، واظهاره فقط بشكل اعرابي القاعدة من الارهابيين ومتخمي البترول  في المنطقة ، كل هذا يُراد له ان يكون هوية الاسلام الحقيقية بينما يظهر للعلن دولة ترفع شعار الاسلامية وتمارس الانتخابات وتدفع بمرشحين يغضبون على السلطة ويحرقون السيارات في الشوارع ....... ومع ذالك لايقرّ لهذا النظام انه الافضل في المنطقة العربية والاسلامية على الاقل ؟!.
عجيب غريب !.
اذن ماذا يقول السيد عبد الخالق عن حال المنطقة العربية لاسيما النظم التي هي حليفة للدول الديمقراطية الغربية التي تنتقد انتخابات ايران وتحالف الديكتاتوريات العسكرية الشمولية في مصر وباقي دول الاعتدال العربية الملكية الغير متطرفة حسب مايذكره الاستاذ عبد الخالق حسين ؟.
وهل ان ممارسة الانتخاب الايرانية التي لم يفرضها (( حسب ما اعتقد لا عبد الخالق حسين  ولا اميركا على ايران الاسلامية )) ومناظرة المرشحين للرئاسة ، والسماح السياسي القائم بخروج الناس للشوارع للتعبير عن غضبها الى ان يقع المسيئ للقانون فتتدخل السلطة لحماية النظام العام للمجتمع ..... هل هذه الظواهر كلها هي دليل ضعف للنظام السياسي الاسلامي القائم في ايران أم دليل قوّة ياسيد عبد الخالق حسين ؟.
هل السيد رفسنجاني ربيب اية الله الخميني ، والسيد خاتمي ومير حسين موسوي ..... وغيرهم من الاصلاحيين هم نبت وابناء الاسلام الثوري السياسي في ايران ؟.
ام انهم من بقايا تربية الشاه الامريكية الديمقراطية حتى تنسب حركتهم للتمرد على الاسلام السياسي في ايران ؟.
الحقيقة انا لا اعلم ماهي الموازين التي على اساسها يبني السيد عبد الخالق حسين وغيره جميع توقعاته المستقبلية ، ولكن ما لمسته بقوّة ان هناك غيبوبة او جلطة ثقافية في الدماغ او شيئ قريب من هذا هو مايتحكم بامثال قلم الاخ حسين وغيره ، وإلاّ هل من المعقول ان نقرأ الظواهر الاجتماعية والسياسية بهذا الشكل الذي يدفعنا للتساؤل ب : هل حقا اننا امام كتاّب مثقفون يستخدمون الفكر في الكتابة ؟.
أم اننا امام (تمرجية)تنابلة  بالصدفة حصلوا على شهادات في هذه الحياة ؟!.
_____________________
alshakerr@yahoo.com                 


27
(( لاتتركوا مذبحة البطحاء تذهب بلا متابعة يا أهل ذي قار !.))


حميد الشاكر
_________________
معروف في علم الجريمة إن اي مجرم يخطط لارتكاب جريمته في مناطق الاهداف السهلة ( اي مناطق لاهي عسكرية ولاامنية ولاسياسية ولا .... الخ من المناطق الغير محمية حكوميًا كالاسواق والمدارس وأماكن الترفيه ....) فلا يمكن لاي جهاز أمن منعه من الوصول الى هدفه الاجرامي المرُاد القيام به ، وهذا ليس لان المجرم اكثر كفاءة تخطيطية او ذهنية من رجال الامن ومكافحي الجريمة ، لكن بسبب ان هذه الاهداف من طبيعتها ان تكون مفتوحة وغير مقيدة باحكام بوليسية تخنق من حرية الناس وحياتهم الطبيعية ، كما انها اماكن من الصعب تصور الاجرام النيل منها لأن اي جريمة سياسية كانت او جنائية او غير ذالك لابد ان يكون ورائها عدة اهداف وغايات يُراد الوصول اليها من خلال الجريمة وتنفيذها ، اما تفجير سيارة مفخخة في سوق لبضائع الخضار ، فمثل هذه الجرائم تعتبر من أنذل واحقر ماعرفته الانسانية من اجرام على الاطلاق ، ولهذا تسمى مثل هذه الجرائم التي تحرق النساء اولا والاطفال والشيوخ من المدنيين العزّل بانها جرائم الانتقام القذرة والحقد الاعمى الذي يحاول زرع الرعب في قلوب الناس والحاق الاذى بهم على أمل خلق روح التذمر والنقمة على اجهزة الدولة والحكومة القائمة  لاغير !.
الآن بعد ان نفذ المجرمون الصداميون البعثيون جريمتهم في منطقة مسالمة ونائية وليس فيها اي اهداف عسكرية لاعراقية ولا اميركية ، وبعد ان نفذ أمر الله سبحانه بشهداء اهل البطحاء من ارض ذي قار المنصورة بأذن الله ، وبعد ان تمّ القاء القبض على منفذي العملية الاجرامية في اليوم الثاني من ارتكاب هذه المجزرة المرّوعة ، وهذا شيئ يحسب لقيادة شرطة ومكافحة اجرام ذي قار بالاحترام والتقدير ، وبعد ان بانت بعض خيوط اصول الجريمة وانها عائدة بالاساس الى مكامن ومواخير تهيئة الجريمة في محافظة الموصل .... بعد كل هذا يجب التفكير اساسا في كيفية معالجة هذا الخرق الامني لمحافظة ذي قار اولا في كيفية وصول هذه المفخخة القاتلة من خارج المحافظة الى داخلها ، واي الطرق التي سلكتها هذه المتفجرات التي قتلت ابنائنا في البطحاء ، واين كان مقرها ومستقرها اولا في محافظة ذي قار قبل ان تترك في سوق شعبي هادئ وبسيط لتحرق النساء وتذبح الاطفال وتمزق الشيوخ في الشوارع  !.
هذا في النواحي الاجرائية الامنية كي لاتذهب هذه الحادثة وبخرقها الامني الكبير سدا ، وكي لاتتكر مثل هذه الخروقات الامنية الغريبة على محافظة ذي قار المعروفة بعدائها التاريخي المزمن للصدامية البعثية وانها ستبقى ارض النار على كل صدامي حقير منحط ومجرم !.
أما ما يتعلق بالنواحي الاخرى من مكافحة الارهاب والجريمة فعلى الحكومة المحلية لمحافظة ذي قار ان تعلم ان الفرد العراقي في محافظة ذي قار سوف لن يكون راضيا اذا لم تكن هناك متابعة دقيقة اعلاميا لهذه الجريمة البشعة ، ومضافا لذالك ان يكون هناك ملف كامل لهذه الجريمة ينبغي ان يعرض فيما بعد لجمهور المحافظة يكون بمثابة دليل على عدم وجود قصور امني في اجهزة الامن والشرطة والمعلومات الاستخباراتية داخل المحافظة ليشرح فيما بعد بداية ونهاية هذه الجريمة بالكامل امام الجمهور في المحافظة ليتأسس على غرار مثل هذه الصلة بين المواطن واجهزته الامنية ثقافة امنية يستفيد منها المواطن ليكون عينا اخرى ويدا مساندة لرجال الامن ايضا في المحافظة وعونا لاغنى عنه على الامن والاستقرار في قابل الايام ، وان لايؤخذ المواطن على حين غرّة او غفلة لعدم وجود ثقافة امنية لديه تحصنه من الوقوع في الخطأ الامني او الغفلة الغير مبررة التي تكلفه الكثير من الدماء والضحايا الابرياي !.
نعم لاينبغي على الجهات الامنية في محافظة ذي قار ان تكرر نفس اخطاء باقي المحافظات العراقية لاسيما منها المحافظات التي تكثر فيها الخروقات الامنية المتكررة ، عندما تهمل جانب المتابعة لتذهب الجريمة مع ذهاب المتابعة لها ، مما يجعل فرضية تكرار مثل هذه الجرائم واردا لاسباب عدة من اهمها هو عدم وجود ملفات للجرائم ومتابعة دقيقة وكشف لمثل هذه الجرائم الارهابية خطوة خطوة ليطلع الجمهور على تفاصيل العقل الارهابي الاجرامي الذي يستهدف حياة العراقيين وارواحهم ودمائهم بالهلاك ، ومن ثم ليعين الفرد العراقي اجهزة الامن في القضاء على الارهاب الاجرامي الضارب للاهداف السهلة ، لاسيما ان ادركنا ان مثل هذا الارهاب القذر الذي يستهدف الاسواق والمدنيين العزل والابرياء لايمكن القضاء عليه بدون مساعدة ومشاركة جميع افراد الشعب فيه باعتبار ان اتصال هاتفي من اي فرد يشك في هدف مشبوه في الشارع او الاسواق هو الدليل الوحيد لرجال الامن وتدخلهم ومنع الجريمة قبل ان تقع ، وهذا على اي حال قد اشرنا له كثيرا في كتاباتنا الامنية الثقافية وأكدنا على ان النظم الديمقراطية لايمكن لها ان تطوّق الجريمة الارهابية بدون وعي ومساعدة فاعلة من جميع افراد المجتمع ، باعتبار ان صناعة الامن في النظم غير الدكتاتورية يكون على يد المجتمع اولا وليس على يد اجهزة الامن الحكومية التنفيذية لهذه الحكومة المحلية او تلك المركزية  !.
يتبقى أخيرا الاشارة الى ان مثل هذه الجرائم الارهابية اذا لم تجابه بعقوبة رادعة تمنع من تفكير اي ارهابي اجرامي بالعودة لارتكاب مثل هذا الجرم الشنيع ، واذا لم يكن هناك القصاص العادل بالمنفذين والمخططين والممونين وحتى المسهلين لبعض الطرق لتمرير مثل هذه الجرائم ووصولها الى محافظة ذي قار الحرّة والابية ، والذي يُرجع بعض حقوق اهل الضحايا والمغدورين ويبرّد من نار حزنهم الكبير على ذويهم ومفقوديهم من جراء مثل هذه الجرائم الكبيرة ، فبالحق سيكون هناك خرقا متوقعا آخر وآخر يخترق حياة ابنائنا واطفالنا ونسائنا وشيوخنا كل يوم !.
بل ان القصاص العادل من منفذي مثل هذه الاعمال الارهابية والاجرامية سيكون هو الثمرة الحقيقية التي تثبت ان ليس هناك قصور من رجال الحكومة المحلية في ذي قار لضرب الجريمة والارهاب ، وان رجال هذه المحافظة من الامنيين والشرطة والمعلوماتية الاستخبارية وبما فيهم قائد المحافظة ومدير حركتها لم ولن يغمض لهم جفن حتى اخذ حقوق مواطنيهم من القتلة والارهابيين !.
أما عكس ذالك وان يكون لهذه الجريمة مقدمة ووسط بدون ان يكون لها نهاية مرضية للضمير الانساني العراقي في محافظة ذي قار ، وان تغيب حلقة اقامة القصاص العادل بمنفذي هذه الجريمة ، فأن انعكاسات مثل هذا الاهمال سيكون خطيرا في قابل الايام ودافعا لاستفحال الجريمة الارهابية للظهور من جديد فضلا  عن انعكاس مثل هذا الاهمال على الاخلاقية الفردية لجمهور محافظة ذي قار بالعموم سلبا ، مما سيزيد من حالة التذمر المتوقعة لافراد هذه المحافظة من اجهزة الامن والشرطة القائمة على حماية الناس وارواحهم وادمائهم ، ومن اجل ذالك نحن ندعوا بكل قوة الاجهزة الادارية والقضائية والتنفيذية الامنية في محافظة ذي قار للتصميم على فكرة اقامت القصاص العادل بمنفذي جريمة البطحاء في نفس المكان الذي نفذت فيه هذه الجريمة ليكون هذا العمل بطاعة تقدير للجهود المبذولة لهذه القوى الامنية والقضائية والادارية في محافظة ذيقار !.
نعم نطالب من الحكومة المحلية في محافظة ذي قار المطالبة من الحكومة المركزية بتنفيذ القصاص العادل بكل اعضاء شبكة الارهاب التي ساهمت بازهاق ارواح ابناء ذي قار في البطحاء ، واعدامهم شنقا حتى الموت في نفس المكان الذي ارتكبوا فيه هذه المجزرة اللابشرية ، وعلى ان تكون اجهزة الاعلام الحكومية وغير الحكومية ناقلة لهذا القصاص العادل بحق المجرمين !.
لشهدائنا الرحمة والرضوان ولذويهم الصبر والسلوان ولوطنا العز والامان الى الابد .
قال سبحانه :(( ولكم في القصاص حياة يأولي الالباب )) صدق الله العلي العظيم
______________________
alshakerr@yahoo.com       


28
عراقيون مهمتهم تدمير العراق من الخارج ... بلاغ للنائب العام !.

حميد الشاكر
____________________
ليس جديدا ان يبتلي العراق شعبا وارضا ببعض ابنائه العاقيّن له ولوجوده ولفضله عليهم ايضا !.
بل ليس غريبا ان يبتلي العراق وشعبه ببعض الحاقدين عليه من ابنائه والساعين لتهديم مايبنيه بسنوات بأيام قلائل لالعلّة الاّ  كون الحاقدين على العراق فقط لايرغبون برؤية اي ابتسامة لاهله تعلوا على محيّا جباههم السمراء !!.
نعم غريبة هذه الروح العراقية التي ماتت ، والوطنية التي بيعت لهذه الجهة او تلك من اجل حطام زائل تعلوه المذلّة والضياع واحتقار الذات والتيه الى مالانهاية !.
عراقيون يعيشون في بلدان عربية واوربية اضحت مهمتهم في الحياة هو كيفية الحاق الاذى بهذا الوطن الذي يحاول النهوض من كبوته الاّ ان سكاكين ابنائه تعاود الطعن في مواضع القوة فيه ليعود الى الجلوس في الارض والانهيار عليها !.
كاتب عراقي تافه في احد الصحف الكويتية ( السياسة ) يكتب تقاريره التي تعلمها من مدارس حزب البعث العربي العفلقي الصدامي ليدق اسفين بين دولة العراق الجديدة وعلاقتها بجارتها الكويت من منطلقات ما انزل الله بها من سلطان ، ويسعى هذا المسمى عراقيا لاختراع القصص التي تزرع الرعب من رجال دولة العهد الجديد في العراق على اساس ان هناك مخطط لديهم في ابتلاع دولة الكويت في المستقبل كما فعل صدام ؟!!.
طبعا الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم لايفوّت هذه الفرصة لسيتند على ماكتبه هذا التافه العراقي في صحف الكويت للاضرار بمصالح وطنه العراق ، ثم بعد ذالك ليرّوج كتّاب كويتيون أخرون لفوبيا العراق الغازي لزرع التوتر في علاقات البلدين العراق والكويت !..
مثل هذا العراقي الذي يحمل السوء لوطنه العراق ، ويحاول جهد المستطاع ان يبقي العراق معزولا منكسرا غير معترف به من باقي اقرانه وجيرانه ، مثل هذا العربيد لابد ان يسحب الى محكمة القيم للشعب العراقي ليحاسب على اكاذيبه وافتراءاته التي يحيكها ضد مصالح هذا الوطن وهذا الشعب باسم العراقية التي يحملها ليتاجر بها في دول الجوار ليبيع ضميره كما باع كل شيئ من اجل المادة !.
سياسيٌ آخر ( حارث الضاري ) يعيش متنقلا بين دول الجوار العربي ولا همّ له في هذه الحياة ولا وظيفة غير اعاقة اي انفتاح عربي او اسلامي سياسي او اقتصادي او ثقافي على بلده العراق الجديد الذي يخلو من ولي نعمته السابق صدام حسين ، لالسبب مقنع ايضا سوى انه رأى في العراق الجديد انه جلباب لايمكن ان تلبسه طائفة واحدة او طاغية لاغير فمات كمدا ، وبعد ان عجز عن اسقاطه او نشر الرعب فيه تحوّل الى صخرة في فم النهر الجاري لاليشرب الماء هو ولا ليترك الماء يصل الى الاخرين ، ولهذا السبب هذا الحارث الضاري لايترك وسيلة في حياته الا ويسخرها ضد وطنه العراق بشكل قلّ نظيره في حياة انسان جاحد لنعمة هذا الوطن الذي رباه صغيرا حتى وصل الى هذه المواصيل  !.
مؤخرا جمع جميع المنظمات الارهابية التي ذبحت العراقيين وقتلت ابنائهم ودمرت بلدهم ... تحت مسميات متعددة الا انها بالحقيقة جهة واحدة حزب البعث الصدامي واجهزته المخابراتية الاجرامية المنحلة ، ليكتب سيناريو تافه وحقير جدا بفلم يبدأ وينتهي على اساس ان حارث الضاري هو الممثل الاوحد في الخارج لهذه المنظمات الارهابية والمتحدث الرسمي باسمها !!.
وحتى هذه الخطوة ابتغى من ورائها هذا الكذّاب الاشرّ ان يزيد من رصيده المخادع امام العالم العربي ليعمق فقط من عزلة العراق ويحثّ جيرانه على تصدير الاذى له وحصاره حتى اسقاطه لاسامح الله !.,
آخرون من العراقيين ضائعين بين هذا وذاك ، ربما لاشكوك حول ولائهم لوطنهم العراق ، الاّ ان مشكلتهم المعقدة في العراق الذي يرونه هم لاغير ، ولو صوّت شعبهم العراقي بالملايين لخيار غير خيارهم ، فانهم يطيحون بشعبهم وخياره ويدمرون بلدهم على رؤوس ابنائه بسبب عدم رؤيتهم للعراق كما يريده شعبهم بل كما يريدونه  هم الحزبي الضيق لاغير !.
هؤلاء ايضا يكتبون ويتحدثون ويحثّون ويعلنون حربا ضروسا على العراق والتشهير به ونقد منجزاته والنيل من سمعته ..... وهكذا حتى ان اعدى اعداء بلدنا العراق لايصل الى حالة الغليان والحقد على العراق الجديد كما وصل له هؤلاء الناس ، ومع ذالك كله عندما تريد مساءلة احدهم بالرحمة لهذا الوطن وتذكيره ان كل كلمة ينطق بها او يكتبها توظف من اجل النيل من بلدك ووطنك ومصالحه وسمعته ووجوده ...، يعود ليرد عليك بغيبوبته البغيضة المعهودة عن الديمقراطية وكيف ان الاسلامويين هم الذين يحكمون العراق وان واجبه الاشتراكي يحتّم عليه ان يفعل ذالك وواجبه الثوري يدفعه لنقد الحكومة وكيل السباب والشتائم والنقيصة ضدها !!.
ان العراق في الحقيقة يجب ان يكون في هذه اللحظة بالذات التي يتعرض فيها لابشع ابادة وحرب ارهابية ضده عند ابنائه اكبر بكثير من حكومته ، واكبر من ايدلوجيات الافراد وتوجهاتهم الحزبية ، بل ينبغي ان يكون الاختلاف على كل شيئ الا على مصالح هذا الوطن الجوهرية التي تضمن له( سيادته في السياسة ورفاهه في الانتعاش الاقتصادي وسلامته في الامن والاطمئنان )، فمثل هذه الثلاث عناوين يجب ان تكون هي مقياس اي وطنية من مواطنتنا وحبها لهذا البلد وبعد ذالك لنختلف على مانشاء داخل هذه الاطر الثلاثة التي تحدد مصير امة وليس مصير حكومة او حزب او فرد فيها !!..
أما ان كان الطريق في كتابة مقالات بشكل تقارير مخابراتية تسيئ لمصالح العراق مع دول الجوار له ثم بعد ذالك نعتقد اننا فقط الوطنيين لهذا البلد ،  أو نشكل منظمات ارهابية (كما يقوم به حارث الضاري) عملها اليومي في الداخل قتل العراقيين ونشر الرعب داخل نفوسهم وفي الخارج السعي الحثيث لمنع اي خير او انفتاح يتم على العراق الجديد ، فمثل هذه الاعمال فضلا عن انها عدائية اجرامية ضد شعب ووطن وبلد كامل ، هي كذالك خيانة وجرم يحاسب عليه القانون وترفضها الاعراف الانسانية الطبيعية ايضا !.
نعم اتقدم ببلاغ للنائب العام العراقي ضد كل من يكتب او ينظّم او يقوم باعمال او .... الخ  تسيئ الى مصالح العراق العليا وامن وسلامة شعبه مضافا لذالك الحاق الضرر بعيشه واقتصاده وخبز ابنائه وسمعته بين الشعوب والامم والله ولي التوفيق  !.
_______________________________
alshakerr@yahoo.com     


29
(( العراقيون يطالبون بالماء وتركيا تعطيهم الاذن الطرشاء !!.))


حميد الشاكر
_______________________
بعد ان طالب اعضاء من مجلس النواب العراقي تركيا الشقيقة بزيادة حصة العراق من ضخّ المياه ، وعدت تركيا خيرا ولكنّ بدلا من ان يرتفع منسوب المياه في نهر الفرات نقص المنسوب وبدت عظام نهر الفرات بعد ان كانت فيه القليل من العافية  ، وبدلا من تقافز الاسماك عند ناظم العكيكة في سوق الشيوخ اصطاد الصيادون هناك أذن تركية محشوة عجين للصمم مع لسان تركي عريض خارج الى الامام ضحكا على الام العراقيين !.
وبعد ان طالبت الحكومة العراقية بمراعاة الرحمة في مياه العراق ، وبعد يوم من فتح انابيب النفط من شمال العراق للبطن التركية تكرع بها المليارت من الدولارات كيفما شاءت ، زادت الشقيقة تركيا حصة العراق من مياهه الاقليمية من  230 متر مكعب في الثانية مضافا لها 130 متر مكعب بالثانية ، لكنّ المفاجئة التي تلاقاها الفلاح العراقي المسكين في صباح يوم القرار التركي التالي هي نقصان نهر الفرات على ارضه الزراعية وليس زيادته ، مما ترك العراقيين في حيرة حلّ اللغز التركي المحيّر في كيفية ان منسوب الضخ الذي كان 230 متر مكعب في الثانية هو اكثر من منسوب 360 متر مكعب تقول تركيا انها ضختها لشقيقها العراق المجاور ؟..
هل وصلت الحال في الحكومة التركية ان تستهزء بالحكومة العراقية وبشعبها وارضها ومصيرهذا الشعب وبمجلس نوابه العراقي الى هذه الدرجة من عدم الالتفات حتى لمعقولية هذه الامة العراقية بحيث ان عطشها وشربها من المياه الآسنة اصبح تسلية القادة الترك في مجالس انقرة ، ووصل الهوان العراقي في تركيا الى هذه المرحلة من الضحك على الذقون العراقية ؟.
أم ان الذقون العراقية هي نفسها بحكومة العراق ومجلس نوابه واعضائه المحترمين هم في الواقع من ارتضوا شرب المياه الاسنة أمام العالمين من جهة  ( وإن كانت المياه المقطرة والمعدنية والمعقمة تصل الى بيوت المسؤولين العراقيين ولهذا هم لايكادون يعوا معنى شرب المياه الاسنة ؟) وضخّ البترول الكردستاني لتركيا العزيزة من جانب اخر اكثر فاكثر ؟.
طبعا كارثة العيش على المياه التي لاتصلح لا الى الاستهلاك البشري ولا الحيواني ولاحتى الزراعي لاتقع على ابناء العراق في الشمال عند حدود الاخوة الكرد فمياههم فيرة وارضهم خصبة والحمد لله ، ولا هي شاملة لابناء الغرب العراقي فمياههم كانت ولم تزل بفضل السدود العملاقة  يرتع فيها الارهابيون القاعديون وهم يشربون المياه العذبة ويشوون سمكه اللذيذ بضيافة الصداميين والقتلة ، وانما هي كارثة موجهة ومحصورة فقط فيما مضى من دهور وحتى وقتنا الحاضر في حيز عيش وحياة ابناء الخائبة من اهل الجنوب والوسط بفراته الذي اصبح ينقل الامراض وفضلات مايتركه الشمال والغرب العراقي من بركات تنفس عن بطون اؤلئك لتدخل في بطون هؤلاء مرة اخرى ، فالربما لهذا السبب لايشعر جميع العراقيين بألم واحد اسمه العطش !.
او ربما بترول كردستان الذاهب الى تركيا لايشعر ان هناك شحّة في المياه قتلت نخيل الجنوب وارضه وعشبه الاخضر ، ولهذا بينما ابناء الجنوب والوسط نصف ابنائهم الرضع يعانون من امراض مزمنة في الامعاء والتهاب وبكتيرية وملاريا نخرت حتى عظامهم ، نرى ان ابناء الشمال والغرب سعيدين جدا بضخ البترول الى تركيا الشقيقة التي زادت ضخّ المياه امام الكاميرات ليوم واحد لتعيد غلقه اكثر من قبل بعد ذهاب الكاميرات ؟.
لكن حتى على هذا الفرض الخبيث السريرة ، أليس حكومتنا العراقية ومجلس نواب دولتنا المحترمة هم من ابناء الجنوب والوسط العراقي ايضا ، والذين حمّلهم الشعب امانة خدماته والمطالبة بحقوقه ، فكيف يسمح هؤلاء بالهوان والخسف والذلّ ينزل بساحات ابنائهم واطفالهم وشيوخهم ونسائهم لتشن حرب قذرة ومدمرة على شعبهم اسمها حرب العطش ونقل امراض الابادة العامة من خلال ماتبقى من فضلات الاخرين وهم سكوت كانهم لايشعرون  ؟.
الا يستحي مسؤولينا العراقيين عندما يرون شعبهم في الجنوب والوسط يشرب من فضلات المياه الاسنة ، ويرون ارضهم وهي تموت عطشا بينما غيرهم يرفل بنعيم بترول العراق في انقرة ؟.
الا يخجل هذا المسؤول العراقي من الجنوب او الوسط العراقي الذي يتحدث باسم شعب بابل وسومر وبغداد والبصرة  ، او الا يشعر بانه اتفه من مجرد دمية تضحك عليه الطرابيش التركية عندما توعده بشيئ ثم تفعل النقيض له لترى شعب العراق وهو مسخوط الى شبه انسان من شرب المياه التي الله اعلم كيف مشت من ثقل المخلفات والاوحال والنفايات ؟.
ياجماعة الخير في الشمال والغرب العراقي والاقليم والعالم نحن في جنوب العراق ووسطه تشُن علينا حرب ابادة تركية من خلال قطع المياه فهل من مستمع او من مجيب ؟.
ياهل الخلق نحن ابناء الجنوب والوسط تحولنا الى مخلوقات غريبة الشكل من جرّاء شرب المياه التي لاتصلح للزراعة او لرعاية المواشي فضلا عن بناء اجسام بشرية صحية ؟.
ياهو ياهل الرحم انقذونا من حكومتنا العراقية اولا ومن مجلس نوابنا ثانيا ومن روم الترك العثمانيين ثالثا ؟.
ياجماعة الرحم من العراقيين والله سوف لن تشربوا قطرة ماء نظيفة اذا لم تخرجوا للشوارع بالملايين منددين بحرب المياه التي تشنها عليكم تركيا من جهة وحكومتكم ومجلس نوابكم بصمتهم من جهة اخرى !.
ياهل الغيرة انتم انتقمتم منا بقطع المياه على الجنوب والوسط ، وبدورها الحيوانات التي خرجت من الارض تنتقم منا كل يوم لاعتقادها اننا نحن من قطع الماء عنها !!!.
يارب يارحيم : الجماعة يحملون اذن الطرشان فهلا انزلت علينا اما رحمتك بالماء او غضبك بالصاعقة !!.
_____________________
alshakerr@yahoo.com  
      
 

30
(( ما الذي يخشاه البطريرك نصر الله صفير اللبناني من شعبه ؟.))



حميد الشاكر
_______________________
غريبة هي ظاهرة البطريرك الماروني نصرالله صفير اللبناني وهلعه الملفت للنظر من الحراك الطبيعي الذي يشهده شعبه اللبناني في هذه الاونة من انتخابات لبنان النيابية ، وفي الحقبة السابقة من تاريخ هذا البلد ايضا ؟!.
والحقيقة ان الغرابة في الموضوع انه ومنذ فترة ليس بالبعيدة تاريخيا بدأ البطريرك الماروني اللبناني نصرالله صفير باطلاق نداءات او تصريحات او اعلانات .... او شيئ شبيه من ذالك تحذّر وبشدة من :(( ان الوجود اللبناني المسيحي في خطر وان زوالا حتميا وانقراضا متوقعا للمسيحية اللبنانية هي واقفة على الابواب !.)) مما دفع اللبنانيين انفسهم والمهتمين والمتابعين للشأن اللبناني ايضا بالتساؤل عن مغزى هذه التصريحات البطريركية ؟. ولماذا هي تشعر بالهلع على الوجود المسيحي اللبناني صاحب الوجود في لبنان منذ الاف السنين  ؟. وما مغزر الطرح الماروني الموالي لسلطة السنيورة جعجع جنبلاك الان والذي يشبه كثيرا الطرح الصهيوني في الخوف على الوجود والشعور باقتراب زوال هذا الكيان من العالم ؟.
انا شخصيا وباعتباري من ضمن المتابعين للشأن اللبناني العام لاحظت هذه الظاهرة بقوّة ، وهي تنمو يوما بعد يوم داخل هيكل المارونية اللبنانية لاسيما منها زعامة البطرك نصر الله صفير الموالية لمجموعة 14 اذار الجنبلاطية الجعجعية الحريرية ، وتساءلت كباقي المتسائلين عن ماهية هذه الظواهر التي اجتاحت هذا البطرك الودود الهادئ  ؟.
ولماذا ؟.
وماهي الاسباب ؟.
ومتى بدأ هذا الهلع يظهر على هذا العجوز المسكين ويكبر في داخله يوما بعد آخر ؟.
وفي الواقع لم يكن لديّ من بد لمعرفة هذه الظواهر وكيفية نشأتها عند المارونية اللبنانية الحديثة الا ان اعود الى ملفاتي الارشيفية القديمة لارصد اول يوم بعد تاريخ الحرب الاهلية في لبنان بدأ بها البطرك الماروني نصر الله صفير بترداد معزوفة :( الخوف على الوجود المسيحي في لبنان ) وفي اثناء البحث والتقصي صادفت تصريحات المسؤولين ورجال الدين المسيحيين والمسلمين اللبنانيين في اول يوم من حرب الثلاثة والثلاثين يوما  الوحشية التي شنتها اسرائيل على لبنان عام 2006 م ووجدت ما توقعته انه المفتاح الذي يحلّ الكثير من الغاز تصريحات البطرك نصرالله صفير ولماذا هو يشعر بكمية كبيرة جدا من الهلع على الوجود بدلا من شعوره بالطمأنينة كما نجده عند الزعيم الماروني الجنرال ميشيل عون هذه الايام !.
الحقيقة تبدأ عندما وفجأة سافر البطرك الماروني الى الولايات المتحدة من لبنان قبل ايام قليلة من بدأ حرب اسرائيل على لبنان ، وفي لقاء صحفي في الولايات المتحدة أتذكر ان البطرك نصرالله كانت في عينيه ومضة افق بعيدة وكانت ترى للبنان صورة مختلفة بعد الحرب ، وعندما سأل : هل ستعود الى لبنان بعد هذه الحرب ؟.
اجاب  البطرك وبكثير من الثقة ب : نحن اهل هذا البلد وبعدما يطرد الغرباء فيه سيكون لبنان فقط لاهله !!.
طبعا لم اشك انذاك لحظة ان مقصود البطرك الماروني نصر الله صفير كان يقصد بالغرباء وطردهم من لبنان (( حزب الله )) وقياداته وكوادره ، باعتبار ان حرب اسرائيل وشعارها انذاك كان هو :(( طرد حزب الله من الجنوب ودفعهم للجوء الى سوريا اذا لم يتم القضاء عليهم ، وتسليم الجنوب اللبناني للكتائب اللبنانية وعودة جيش العملاء  وتنظيف الجبهة الشمالية لاسرائيل ( فلسطين ) من جيوب المقاومة اللبنانية ))!!.
عندها فقط ادركت ان هناك مخطط متكامل لهذه الحرب الاسرائيلية على لبنان ، وان هناك الكثيرين في اميركا وفي لبنان واسرائيل وايضا دول عربية كانوا على علم بهذا المخطط من وراء الحرب وبما فيهم البطريرك الماروني نصر الله صفير ، بدليل ان البطرك في تصريحه كان على علم ولديه صورة واضحة الى لبنان بعد الحرب بلا حزب الله ومقاومته والحاضنين له في الجنوب من شيعته وانصاره  !.
والى هنا وبهذا المعنى ذُهلت مرة اخرى عندما اكتشفتُّ بعد ذالك ان تصريحات البطرك الماروني نصر الله صفير ب : خوفه من زوال المسيحية من لبنان قد ابتدأ مباشرة بعد فشل الحرب الاسرائيلية في الوصول الى اهدافها الغير معلنة ، وان اسرائيل وبالعكس من ذالك خرجت من حرب الثلاثة والثلاثين يوما وهي تجر الهزيمة معها ، وان حزب الله وشعبه بدلا من ان يطرد من لبنان قد انتصر ليخرج من المعركة اكثر ثباتا في ارضه واعز جانبا واكثر رعبا لاسرائيل فضلا عن ذيولها والتابعين لها في لبنان والمنطقة والعالم !.
ومنذ تلك اللحظات العصيبة بعد فشل الحرب الاسرائيلية على لبنان  بدأت تصريحات البطرك نصر الله صفير بوتيرة تعلو يوما بعد آخر حول :( الخوف من تهديد انقراض المسيحية اللبنانية من لبنان ولم تزل حتى اليوم؟).
الان السؤال : هل ان تصريحات البطرك الماروني نصر الله صفير هي تعبير حقيقي عن الخوف على الوجود المسيحي في لبنان ؟.
ام ان البطرك الماروني حمل عقدة المشاركة في الحرب على شعبه او مكوّن من شعبه المتجسد في حزب الله في الجنوب ، ولهذا السبب وبعد فشل المؤامرة الصهيونية يشعر البطرك ان وجوده هو الشخصي وليس الوجود المسيحي مهدد بالانقراض من لبنان ، ولهذا يطلق بين الفينة والاخرى البطريرك الماروني نصر الله صفير مقولة :( وجود لبنان مهدد بالخطر ؟.) .
نعم الكثير من المسيحيين اللبنانين من الموارنة وغيرهم يشعرون بالامان مضافا له بازدهار المسيحية اللبنانية المارونية بالخصوص وهذا ما نلمسه بعنف لحركة الجنرال ميشيل عون صاحب الثورة البرتقالية في لبنان المتعايش طائفيا ، وهذا مايجيب بصراحة كذالك على تخوفات البطرك الغير مبررة على وجود لبنان المسيحي ، والذي ايضا تدفع حقيقة مخاوف هذا العجوز الماروني الطيّب !!.
تمام يبقى الشقّ او الجانب الشخصي في موضوع تخوّف البطرك صفير وحمله لعقدة بناءه السابق قبل الحرب لصورة لبنان بلا شيعة حزب الله في الجنوب ، وتفاجأه بتغيّر المعادلة وانقلاب الطاولة على رأس اسرائيل واحبابها في لبنان بعد الحرب ، وبقاء حزب الله اقوى من السابق .......الخ ، كل هذا ربما يشكل هاجس نفسي وروحي للبطرك المراهن في عالم السياسة ، والذي خسر الرهان بجدارة ، لكنّ هذا الهاجس لايمكن لاحد ان يزيله من داخل نصرالله صفير ابدا ، لاسيما ان تصريح : الخوف على وجود لبنان المسيحي ؟، لدى البطرك يدلل على ان مرض الهلع داخل هذا الانسان وصل الى مرحلة عضال ليس في مقدور احد في هذا العالم وحتى خارجه من رفعها من خيال البطريرك نصر الله صفير اللبناني ، بل يبدو ان هذه الاشكالية وخوف هذا العجوز الطيّب سيلازم البطريركية اللبنانية الموالية لسلطة الحريري وجعجع وبقايا جنبلاط الى اخر يوم في حياته ليودع العالم وهو خائفا من فقد الوجود من لبنان !!!.
_____________________________
alshakerr@yahoo.com     

 

31
(( أزمة أميركا الكبرى : عقل رأسمالي وشعارات ديمقراطية !!.))


حميد الشاكر
_________________________
هل تتمكن الولايات المتحدة الاميركية في يوم من الايام من التوفيق بين مصالحها الحيوية في منطقتنا العربية والاسلامية ، وبين شعاراتها الديمقراطية التي تعتبر من ضمن التقاليد الامريكية لقيام هذه الدولة ؟.
أم ان المصالح من جهة ، وشعارات الديمقراطية من جهة أخرى هي قاعدة الازدواجية في الشخصية الامريكية التي لاتتمكن من العيش في هذه الحياة بدونها مما يرسي أخيرا قاعدة : إن أميركا ستبقى متذبذبة بين مطرقة المصالح وسندان الديمقراطية الى مالانهاية في هذه الحياة الدنيا   ؟.
بمعنى آخر : معروف عن الولايات المتحدة الامريكية انها أهم قلعة من قلاع الرأسمالية الغربية البراجماتية النفعية المصلحية التي تقدّم المصالح المادية على اي شيئ آخر في حسابات العقل الراسمالي في العالم الحديث بلا منازع ، كما انه معروف لدى الجميع ان الولايات المتحدة الامريكية ككيان دولي قائم هي ايضا أهم قلعة شعاراتية منادية بضرورة تصدير الديمقراطية للعالم الغيرالديمقراطي اليوم بالاضافة الى حثّ هذه الدول الغير ديمقراطية ومطالبتها برعاية اسس الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وغير ذالك ، فهل ياتُرى بالفعل لدى الولايات المتحدة القدرة على التوازن بين عقل راسمالي ربحي نفعي لايعترف باي اخلاقية أمام المنفعة والمصالح ، وبين الاخلاقية الديمقراطية التي في الكثير من مفاصل الحياة تصطدم مع المنافع والمصالح السياسية والاقتصادية لامحالة ؟.
أم ان أسطورة أو كذبة التآخي بين العقل الرأسمالي من جهة ، وعناوين الدمقرطة وحقوق الانسان من جهة أخرى مستحيل لها ان تتوافق فيما بينها للتناقض الحاد بين الاخلاقية الديمقراطية والنفعية البراجماتية في هذه الحياة الانسانية المعاشة ؟.
هذه الاسألة وغيرها تأتي على انقاض او من وحي خطاب الرئيس الاميركا باراك حسين اوباما في القاهرة مؤخرا بعد ان اختتم زيارته اولا للمملكة العربية السعودية باعتبارها محطته الاولى قبل خطابه التصالحي مع العالم العربي والاسلامي الذي القاه من على منبر احد جامعات مصر العتيدة !.
نعم لم يجد باراك اوباما أمامه من اصدقاء اميركا المخلصين في منطقتنا العربية غير اعتى نظامين عربيين في انتهاك حقوق الانسان والابتعاد المطلق عن الديمقراطية التي تنادي بها أميركا لتصديرها للعالم غير الديمقراطي لتكونا محطته التي ينطلق منها ليبشر بعالم أميركا الديمقراطي الجديد !!!.
طبعا ليس الذنب ذنب الرئيس الاميركي حسين اوباما ، ولاحتى ذنب الديمقراطية الامريكية الجميلة ان لايكون خطابها موزعا على العالم العربي والاسلامي الا من خلال منبرهو في الاساس من المنابر المصرية التي تصرخ من جور الدكتاتورية للنظام المصري الذي دخل سنته الثلاثين في حكم الجنرال الرئيس حسني مبارك لهذا البلد الذي تنتهك فيه الديمقراطية بلا رحمة  !!.
كما ان الذنب ليس ذنب أحد ان تكون المملكة العربية السعودية حاضنة الارهاب وثقافته التكفيرية الوهابية في العالم ومصدرّة التخلف والرجعية للكون باسره هي بالتحديد الحليف الاستراتيجي الذي يأخذ اوباما رئيس الولايات المتحدة النصائح والحكمة من ملوكها الاميين  بالذات ليتعلم اكثر واكثر من حكمة المملكة السعودية في كيفية احترام حقوق الانسان والمرأة والديمقراطية وكيفية نشرها في الشرق .... وهكذا ؟!!.
الان ربما بدى واضحا ضرورة اسألتنا الانفة الذكر بين العقل الراسمالي الامريكي النفعي  الذي يرى في السعودية البترولية ومصر الامنية قاعدتي الحكمة والبصيرة والانسانية والديمقراطية التي ينبغي ان تنطلق كل هذه المفاهيم من مصر والسعودية كأول محطتي لقاء بين الرئيس الامريكي والعالم العربي والاسلامي !!؟.
وبين العقل الديمقراطي الاخلاقي الامريكي الذي يعلم جيدا : ان حلفاء اميركا في منطقتنا العربية كالنظام المصري وكذا السعودي هما من أسس في الواقع لفكرة الارهاب والاقصاء والاستهزاء بحقوق الانسان في منطقتنا العربية ، وهما آخر نظامين سياسيين في هذا العالم بالامكان اعتبارهما صالحين لمجرد فقط مسمى الديمقراطية بله تطبيقها او احترامها او الدعوة لها كما جاء في تقرير منظمات حقوق الانسان المدنية تعقيبا على زيارة اوباما للسعودية والقاهرة !.
أذن كيف لأميركا الديمقراطية ان يكون جلّ حلفائها من الدكتاتوريين والطغاة والرجعيين .... بحيث انها عندما ارادت الاختيار لمخاطبة العالم العربي والاسلامي كان الخيار الوحيد الذي امامها السعودية لتتعلّم الحكمة واحترام حقوق الانسان منها  ومصر لتقدم أميركا النموذج الديمقراطي لهذا العالم من على منصتها الذي استمرت رئاسة رئيسها الى اكثر من ثلاثين سنة من جهة  ؟.
وأن تكون شعارات اميركا في خطابها للعالم ضرور احترام الديمقراطية وحقوق الانسان وممارسة المشاركة واقامت العلاقات السياسية حسب قربها او بعدها من هذه الحقوق البشرية من جانب آخر ؟.
هناك الكثير عندما يطرحون مثل هذه المفارقات يذهبون بعيدا في ظلم الولايات المتحدة عندما يتهمون النموذج الديمقراطي الامريكي انه نموذج منافق يعمل بشيئ قريبا جدا من مخططات العقل الراسمالي النفعي الذي يتزلف للظلم والدكتاتورية والفساد والرجعية في سبيل استحصال مصالح سياسية واقتصادية على حساب الاخلاقية الديمقراطية التي ترفض ذالك ، وينادي بشيئ ديمقراطي معنوي حقوقي واخلاقي مناقض تماما للسلوك البراجماتي النفعي ذاك من جانب آخر !.
 وهذا الاتهام بالازدواجية او النفاق للنموذج الامريكي في الحقيقة ناتج من عدم ادراك معادلة العمود الفقري الذي تقوم عليه الولايات المتحدة ومنذ نشأتها بين العقل الرأسمالي الذي يرى بوصلته اينما وجد البترول والمصالح والمنافع والاستثمار والاسواق ...، وبين الشعار الاخلاقي الديمقراطي الذي تتجه بوصلته للناحية الاخرى ولكنها التي لاتطعم خبزا للولايات المتحدة ولاتضخ بترولا ولا تبني اقتصادا على الاطلاق وانما تخلق مبررا اخلاقيا يجعل من الولايات المتحدة نموذجا في الحرية والمطالبة بها يحتذى لمظلومي العالم  !.
نعم نحن نقول ان شعارات الديمقراطية جزء اصيل من بنية الولايات المتحدة القائمة وثقافتها الفكرية ايضا لكنه الجزء والمظهر الخارجي لهذه البنية الامريكية لاغير ، أمّا الجوهر والروح والعقل لهذا الكيان المسمى ولايات متحدة فهو قائم على شركة اقتصادية عملاقة تتعامل فقط مع الارقام في الصادر من التصنيع والوارد من الارباح لاغير ، وماهذه التناقضات الصارخة التي نراها نحن اليوم ويراها العالم في تصرفات الادارات الامريكية السياسية المتلاحقة الا عمليات صراع طبيعية تفرضها معادلات العقل الراسمالي من جهة والبنية الديمقراطية الثقافية من جهة اخرى ، وهذا في الحقيقة مايفسرّ لنا كل هذه التناقضات الطبيعية التي نراها في شعارات الولايات المتحدة الامريكية في الديمقراطية وتشديدها القوي على ضرورة احترام حقوق الانسان من جانب ، وحلفها المقدس مع نظم الدكتاتورية السياسية والجريمة المنظمة ضد حقوق الانسان والديمقراطية كالذي هو حاصل في المملكة السعودية ونظام مصر البوليسي العسكري الذي لم يزل  يفرض قوانين الطوارئ على هذا البلد منذ اكثر من ثمانية وعشرين عاما لا لشيئ الا لمجرد حفظ استمراره في الحكم من جانب اخر  !.
أن أميركا كانت لتبدو اكثر وضوحا وجمالا وتألقا بالفعل لو انها انتهجت احد الطريقين أما الراسمالي النفعي الذي يبرر اخلاقيا مثل هذه التحالفات السياسية القائمة على المصالح مع نظم الدكتاتورية والرجعية القائمة في العالم ، وأما انتهاج طريق الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان والمطالبة بالعدالة والمساواة ، وفي هذه الحالة على الولايات المتحدة ان تقطع علاقاتها اللاخلاقية مع مثل هذه النظم اللاأنسانية واللاأخلاقية واللاديمقراطية في واقع حياة البشر !.
أما في حال ارادت الولايات المتحدة الدمج بين هذا وذاك فهو أمر من الصعب جدا تحققه ، لاسيما ان الدمج القسري لمفهومين فكريين متناقضين جدا ، هو كصناعة وجه فتاة بلاستيكي جميل ليوضع على وجه عجوز شمطاء كلما حاولت لبس القناع على وجهها سقط لعدم تجانس قسمات كلا الوجهين !.
___________________________
alshakerr@yahoo.com   

         

32
(( الحذر من تغوّل مجلس النواب العراقي .... أشكالية الكويت  !؟.))

حميد الشاكر
_____________________
لكل مؤسسة في اي دولة من دول العالم الحديث والقديم وظيفة معينة تقوم بها هذه المؤسسة داخل أطار الدولة لخدمة كيان المجتمع داخليا وخارجيا ، فمؤسسة الامن الوطني هي (مثلا) مختلفة وظيفتها والمهام المُناطة بعملها عن وظيفة المؤسسة التشريعية والرقابية النيابية ، ومؤسسة الدفاع كذالك ، وهكذا مؤسسة العلاقات الخارجية وصناعة الدبلماسية ورعاية شؤون البلاد والعباد مع دول وشعوب الاقليم والعالم هي ايضا مختلفة .....، وهكذا القضاء ومؤسسة التنمية والاقتصاد ومؤسسة ......الخ !.
وعلى هذا قامت الدول المحترمة في التاريخ وحتى اليوم ، أما الدول والحكومات غير المحترمة والتي يكثر فيها تدمير المؤسسات وصناعة الطاغية بدلا عنها ، فيكون الحال مختلفا عندما يِحرق الطاغية جميع المسافات والمؤسسات داخل الدولة ليكون الحاكم او العصابة هو الجهاز والمؤسسة الوحيدة في الدولة التي تدير جميع ملفات الدولة الخارجية والداخلية بعقلية واحدة لاغير هي عقلية الطاغية الذي ينظر لمصالح المجموع من خلال ثقب مصالح حكم الفرد واستمراره في الحكم لاغير !.
هذا النوع من التغوّل في حكم الفرد الشمولي لاجهزة الدولة ربما وليس ببعيد انه يتطوّر باشكال فساد متعددة ليس بالضرورة ان يكون الحكم فرديا ليُقال ان هناك طغيان في الحكم والدولة ، بل يكفي في بعض الاحيان ان تكون مؤسسة من مؤسسات الدولة هي مترهلة وفاسدة او طاغية على مجموع المؤسسات الاخرى في اي دولة لتصنع عملية الطغيان والارباك داخل جهاز الدولة الكبير ، كإن ( مثلا ) تتولى مؤسسة الدفاع التي وظيفتها حماية المجتمع والدولة من العدو الخارجي ادارة مؤسسة الاقتصاد والتنمية ، او تزحف لتلعب دور وظيفة مؤسسة الامن الداخلي لتتحول من عسكري الى شرطي داخل المدن ، او ربما ارتقت المؤسسة الدفاعية في الطغيان والفساد في هذه الدولة او تلك لتتقمص دور مؤسسة المجلس النيابي التشريعي لتصبح قيادة ثورية لاصدار البيانات القانونية والتشريعية لادارة المجتمع وحكمه باسم القانون العسكري ..... الخ !.
فكل هذا ايضا طغيان وفساد داخل الدولة ، ليس باسم الفرد الطاغية بل بأسم المؤسسة ايضا عندما يطغى عمل مؤسسة على اخرى داخل الدولة  لتتدخل بشؤون جميع مؤسسات الدولة تحت مسمى وآخر يحول هذه المؤسسة الى طاغية تعتقل وتحكم جميع المؤسسات بالقوة والعنف !.
الغرض هو القول : انه ليس فقط الطغيان بالامكان صناعته من خلال حكم الفرد لاغير ، بل ربما تمكن المجتمع من لاشعور منه من صناعة مؤسسة طاغية وهو لايدرك خطأ بعض الخطوات في دعمه لهذه المؤسسة داخل الدولة او تلك ، او ربما اعتقد العاملون داخل المؤسسة انفسهم وللدعم اللامحدود من قبل المجتمع لهم على اساس ان هذا التأييد هو البطاقة الخضراء التي تدعم تجاوز وظيفتهم المؤسساتية داخل ادارة حكم الدولة كلها بجميع مؤسساتها من خلال مؤسسة واحدة لاغير ، وبهذه الصيغة ايضا نكون كمجتمع او كموظفين داخل مؤسسات الدولة قد وقعنا في خطأ صناعة الطاغية داخل الحكم والدولة من حيث لانشعر !.
في العراق اليوم يبدو ان مجلس النواب العراقي المحترم كأحد أهم مؤسسات الدولة العراقية الجديدة ، وللدعم اللامحدود الذي توّفر لهذه المؤسسة من قبل الشعب والكوادر الثقافية والقانونية والسياسية مؤخرا  لدفعها للقيام بواجبها الرقابي والتشريعي داخل الدولة ولخدمة المجتمع .... يبدو ان هناك فهم خاطئ ربما تسرب مع دعم الشعب والامة العراقية لهذه المؤسسة الحيوية داخل كيان دولة العراق الجديد الى بعض اعضائها ليعتقد من هنا او هناك : ان على مجلس النواب العراقي  ان يعمل باعتباره المؤسسة الوحيدة داخل الدولة التي يحق لها التدخل في عمل ووظائف جميع مؤسسات الدولة الاخرى ، او إن تمكن المجلس من الغاء عمل باقي مؤسسات الدولة  من الاساس ليصبح مجلس النواب أخيرا هو المؤسسة الوحيدة التي ترسم سياسات البلد الداخلية والخارجية وفي جميع الاتجاهات الاجتماعية ،الامنية والدفاعية والانمائية والاقتصادية والدبلماسية والقضائية ..... وهكذا حتى نصل الى انه ليس هناك مؤسسة ابدا في داخل الدولة العراقية غير مؤسسة مجلس نواب الشعب العراقي لاغير هي الحاكم والامر والناهي والمشرّع والمراقب والمنفذ والمخطط وغير ذالك !!!..
والحقيقة ان مثل هذا الفهم سواء وجد داخل اذهان اعضاء مجلس النواب العراقي المحترم ، او وجد داخل اذهان عامة الشعب العراقي هو كارثة حقيقية ، واسلوب لاعادة انتاج الطاغية المتغوّل ولكن بشكله الجماعي المؤسساتي وليس بشكله الفردي الشمولي الدكتاتوري ، ولهذا رأينا كيفية بروز ظواهر سياسية غير صحية داخل مؤسسة مجلس النواب العراقي تطفو على سطح المشهد العراقي السياسي وهي تعالج الاشكالية السياسية الاخيرة بين دولة الكويت الشقيقة وبلدنا العراق على خلفية اشكالية ابقاء العراق داخل قفص البند السابع الاممي الى حين ايفاء العراق بكافة التزاماته في موضوعة التعويضات الكويتية على العراق !!.
طبعا انا ليس ضد ان يناقش نواب الشعب في مجلس النواب العراقي الاشكالية القائمة اليوم بين العراق والكويت والتفكير الجدي بكيفية ايجاد الحلول السلمية لهذا الملف التي ترضي جميع الاطراف ، ولكن انا وربما غيري ايضا ضدّ ان يتجاوز المجلس النيابي صلاحياته ووظائفه داخل الدولة العراقية ، وليلغي من ثم مؤسسة الخارجية تماما بما في ذالك دبلماستها التي من المفروض انها صاحبت وظيفة تذليل العقبات الاقليمية بين العراق وجيرانه ، ولهذا نحن نرى ان ادارة ملفات العراق الخارجية ليس من وظيفة مجلس النواب العراقي التدخل بادارتها مباشرة ، لاسيما ان المجلس من حقه مسالة مؤسسة وزارة الخارجية العراقية عن خططها في ادارة وحلحلة هذا الملف العراقي الكويتي وليس القفز على مؤسسة وزارة الخارجية واخذ المبادرة مباشرة والحديث للدولة الشقيقة الكويت  وكأنما لاوجود لبرتكول سياسي داخل هذه الدولة العراقية الجديدة يفرض وجود مؤسسة اسمها الخارجية هي من يمكنها الحديث مباشرة مع العالم الخارجي للعراق وليس اعضاء مجلس النواب !.
نعم كذالك نحن بالضدّ المطلق من ان يكون مجلس النواب العراقي طرفا ايضا في تصعيد الازمة وليس حلها كما رأينا الكيفية المستفزة التي تحدث بها بعض اعضاء مجلسنا العراقي المنتخب ، مما دفع مجلس الامة الكويتي للرد بالمثل على هذه الاستفزازات ومطالبته بسحب السفير الكويتي من العراق على خلفية ( انا شخصيا العراقي لو كنتُ مكان الكويتيين لطالبت بسحب السفير من العراق ) التصريحات التي اطلقها بعض نواب المجلس العراقي ضد الكويت ومطالبة الكويت بتعويضات ، بل واكثر من ذالك بعض نواب المجلس العراقي كان يتحدث للاشقاء في الكويت  بذهنية الصداميين العفالقة التي كانت ترى ان الكويت المحافظة التاسعة عشر التي من المفروض ان لاتكون في الوجود كدولة مستقلة !.
ومثل هذا التدخل من بعض اعضاء مجلس النواب العراقي بغض النظر من انه اساء للعلاقات العراقية الكويتية ولم يضف اي عنصر ايجابي لتمتين العلاقات بين البلدين بل هو بالعكس من ذالك ، بغض النظر عن هذه الزاوية هو بالفعل تضخّم في شخصية مجلس النواب العراقي وتغوّل غير مقبول واعتداء على باقي وظائف مؤسسات الدولة العراقية الجديدة ، مضافا لذالك هو سوء رؤية او سوء تقدير وفهم من قبل بعض اعضاء البرلمان او مجلس النواب العراقي للدعم الذي وفره الشعب العراقي لهذه المؤسسة على أمل القيام بوظائف المجلس الرقابية والتشريعية الداخلية ، وليس ليتحول مجلس النواب الى حاكم اوحد لجميع ملفات العراق الداخلية والخارجية والتدخل في كل شيئ الى حدّ اعاقة السلطة التنفيذية من القيام بوظائفها السياسية الطبيعية في داخل الدولة العراقية او خارجها ايضا  !.
نعم كان بعض اعضاء مجلس النواب العراقي سيئي الاداء تماما عندما اعتقدوا ان مؤسستهم الرقابية والتشريعية هي الوحيدة صاحبت القرار داخل الدولة العراقية الجديدة ولها الحق في التدخل بكل شيئ داخلي وخارجي للعراق بغض النظر عن باقي المؤسسات العراقية الاخرى ، كما اننا كشعب عراقي وكمثقفين وكسياسيين وربما كقانونيين ايضا لانسمح بخلق طاغية جديد باسم المؤسسة بدلا من الفرد من منطلق اننا شعب يحترم نفسه ونسعى لصناعة دولة تحترم مؤسساتها الدستورية بعضها والبعض الاخر ، ولانرحب بالفوضى في العمل المؤسساتي داخل دولتنا العراقية الجديدة ، واهلا وسهلا بمجلس نواب يراقب ويشرّع ويحترم باقي المؤسسات ويدرك انه يتكامل مع باقي المؤسسات لاليلغيها او يعيق عملها في الواقع ، مضافا لذالك هو يساهم في مد الجسور مع دول العراق المجاورة على اساس الصداقة والاحترام وليس على اساس العداوة والبغضاء ، فمجلس النواب العراقي شئنا ذالك ام ابينا هو وجه العراق خارج حدود هذا الوطن فليكن وجها جميلا باسما ودودا وغير عدائي للاخرين !!.
__________________________-
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com         
 

33
(( وجهة نظر صديق مادي :الاسلاموية لاتصلح للفرد العراقي !.))


حميد الشاكر
________________________
جلسنا سويّا وجه لوجه وبلا ثالث لنا لنتجاذب الحديث حول ( حكم الاسلاميين والاسلامويين والاحزاب الاسلامية ... واخيرا الاسلام نفسه للعراق اليوم !.)
ليطرح صديقي المادي هذا السؤال : ياسيد حميد الشاكر هل تعتقد ان العراقيين ومنذ فجر الخليقة حتى اليوم هم من الشعوب التي تصلح ان تسودها الافكار الدينية وتحكمها شرائع العدل السماوية ، وبما فيها معادلة حكم  القادة الاخلاقيون لمثل هذه الاديان  ؟.
أم ان الشعب العراقي شعب صاحب تركيبة ذهنية وفكرية ونفسية وروحية .... معقدة يتطلع الى شيئ إلاّ انه يؤمن لحكم الحياة بشيئ آخر مخالف لجميع تطلعاته الكبيرة والعظيمة والسامية ؟.
قلت ياسيد مادي : سؤالكم هذا فيه الكثير من العمومية والاشارات الى افكار ( الازدواجية ) الاجتماعية العراقية ، وغير ذالك من أشارات كأنما أوحت لي انك تتحدث عن شعب مختلف عن باقي شعوب العالم والدنيا ، ولهذا اسألك انا بدوري عن مضمون هذه الفكرة وليكن الشرح بصورة دقيقة رجاءا !؟.
قال صديقي المادي وهو يبتسم : نعم ساشرح الفكرة على أمل إيجادها لاذن صاغية وأجري على ابا عبدالله الحسين !.
اولا : عندما ذكرت ان الشعب العراقي وفرده كيانات انسانية مختلفة عن الاخر لا لأشير ان هناك ( ازدواجية شخصية ) في الفرد العراقي او شيئ من هذا القبيل ، وأنما هدفت الى الاشارة : ان جميع تاريخ الفرد والشعب العراقي يدلّ على هناك نمطية فكرية خاصة للعراقيين ، تقدس الدين وتحترم الانبياء والرسل والاولياء والمتقين ، وتشعر بالود قُبالة الكتب السماوية ومافيها ....، وهكذا حتى نصل الى ان من ميزة الشعب العراقي انه لايستطيع الحياة بدون مقدس ودين وولي وأمام وغير وذالك ، ولكن بجانب هذه الميزة في الشعب العراقي الاصيل وعلى طول خط تاريخه الزمني البعيد ، هو يمتاز ايضا بميزة لايستطيع الشعب العراقي الحياة بدونها ، وهي ميزة : قتل المقدس ثم البكاء والندم عليه الى مالانهاية !.
وكأنما هناك في داخل الكينونة العراقية شيئ اقوى من المقدس يدفعهم للبحث عن الالم والحزن والاحتراق والتوبة والندم ... وباقي المفاهيم التي تصنع من الشخصية العراقية شخصية تعبد الحزن والالم اكثر من عبادتها للابتهاج والفرح ، ولذالك تجد ياصديقي الاسلاموي : ان هناك وفي تاريخ العراق الطويل دائما ابداع في جنبه بالتمام هناك نكسة وغباء في شخصية الفرد العراقي ، او تجد ان الفاصل بين التأله والكفر في شخصية الفرد العراقي فاصل لايكاد يرى بالعين المجردة ولايفهم من خلال المنطق والتعقلن والتفكير المنظم ، حتى وصلنا نحن الدارسين لهذه الشخصية الى قناعة ان الانسان العراقي لايمكن له ان يعيش بدون خلقة الفطرة الالهية المتصارعة التي يقول عنها  قراءنكم الكريم :(( ونفس وماسواها الهمها فجورها وتقواها ..)) كتعبير ربما يكون مختص الاهيا بالانسان العراقي لاغير في جوانبه الاجتماعية والحياتية المتعددة !.
بمعنى آخر ياسيد حميد الشاكر الاسلاموي : نحن نعتقد ان الانسان العراقي كتلة تاريخية مضخمة جدا جداً من اجتماع نقيضين في حيّز واحد على طول خط حياته الفكرية والروحية ، لالنقول كما قال الوردي وغيره ان هناك ازدواجية ، لا وانما لنقول ان الانسان كلما تعتّق في التاريخ كلما صنعت له هذه الخلفية التاريخية القديمة تركيبة شخصية فطرية وقابلة للتناقضات ومرحبة جدا بالتضادات ، لترى انها لاتعيش بلا ايمان بالله ولكن والى قُرب هذا الايمان وبجانبه شك وكفر لاتستطيع هذه الشخصية التخلص منه في حياتها الانسانية ، وكذا قسّ جميع المفاهيم الانسانية المتقابلة في الصدق والكذب في الشجاعة والجبن في الذكاء والغباء في الكرم والبخل في الجد والكسل ....... وهكذا سترى ان الانسان العراقي لايستطيع الحياة اصلا بلا وفاء مفرط من جانب وخيانة لايلبس عليها ثوب من جانب آخر !.
هكذا هم العراقيوم يعشقون ابراهيم الخليل الذي كان يعيش بين احضانهم الا ان صفة التمرد وحب الشعور بالذنب وحرقة ولوعة الندم على الماضي دفعتهم لطرد ابراهيم من وطنهم بعد ان حاولوا قتله ولم يفلحوا ، ليكون ابراهيم بعيدا وتخلق حالة الندم والشعور بالتعاسة والبكاء على الاطلال داخل شخصياتهم التي اذا لم تجد الالم تحاول صناعته وان كان بارتكاب جريمة عظيمة كحرق ابراهيم او نفيه من الوطن الى مالانهاية !!.
الحسين بن علي نسخة مكررة من ابراهيم حبّ العراقيون العظيم له وعشقهم الذي طغى على كل كيانهم دفعهم لصناعة هلوكوست اخلاقي لاهل بيته ليعودوا من جديد في صناعة اعظم منتج بكائي وحزن في هذا الوجود الانساني ، وليستمر العراقيون خطوة بخطوة مع الالم الحسيني الى مالانهاية في هذا العالم !.
طبعا العراقيون لم يقتلوا الحسين بن علي لحسن طالعهم الا انهم احد اهم المساهمين في صناعة المأساة الحسينية باعتبار انهم دعوه للثورة وكلهم يقين ان جانب الشجاعة في شخصيتهم هو الذي سيستمر مع الحسين الى مالانهاية ، ولكن وعندما نصب نمروذ الزمان تنوره لحرق الحسين بن علي كان اول من جمع الحطب وهو يبكي بحرارة وصدق على هذه المأساة هو الانسان العراقي نفسه لتبرز صفة الجبن وتنتصر على صفة الشجاعة التي كانت في نفس الشخصية العراقية الا انها في يوم العاشر فقط تلاشت تماما من شخصية هذا الانسان ليصبح اجبن خلق الله على الكرة الارضية هذه ، وبعد حادثة ابادة اهل البيت بساعة استعادة هذه الشخصية العراقية الشجاعة التي لاتهاب الموت او اي شيئ اخر ، وبالفعل رمت نفسها الشخصية العراقية على الموت وهي مبتسمة في سبيل الحسين وكأنما شجاعة هذه الشخصية العراقية لم تكن غائبة في داخل هذا الانسان وانما منتظرة لرؤية كيفية قتل الظلمة لحلم العراقيين وقداستهم المجسدة في الحسين ، ثم بعد ذالك تنتفض بقوّة وهي متحصنة بفكرة القهر والظلم والالم المضاعف لهذه الشخصية المعقدة !.
لااريد الاطالة ياسيد حميد الشاكر لكنّ عندما نقول : ان الاسلاموية لاتصلح للشعب العراقي من منطلق اولا :ان الاسلاموية بحاجة الى شخصية ذات حركة واتجاه موحدة في العمل ، وليس بحاجة الى شخصية مركبة لاتستطيع الحياة بلا صراع داخلي !.
وثانيا : ان اول مَن سوف يقتل الاسلاموية قبل ولادتها في الحياة العراقية هم الاسلاميون انفسهم ، وسادتك ترى ان اكثر الفاسدين في الحكم في العراق هم الاسلاميون لاغير ، وهذا ليس انتقاصا او اتهاما للحركات الاسلامية العراقية ، وانما هذه رؤية ترى ان الشخصية العراقية لاتستطيه ان تكون نزيهة على طول الخط الانساني سواء كانو مسلمين ام يهود ، المهم ان الشخصية العراقية غلبن الاسلاموية العراقية عندما مارست الفساد ، لتنتقل غدا لتصبح هي اول من يطالب بمحاربته وهكذا !!!.
وهكذا نستطيع ان نفهم لماذا الفرد العراقي لايصلح للاسلاموية كالفرد الايراني ، كما ندرك لماذا دائما يؤمن الفرد العراقي بشيئ ومع ادراكه يمارس غيره ثم ليعود بشعور ندم وحزن والم قاتل يبكي قليلا على حظه العاثر ، وبعد ذالك ينسى ويستأنف دورته الحياتية الطبيعية بين كفر وايمان صدق وكذب خيانه ونزاهة عدالة وظلم ......!.
فهل فهمت يا أسلاموي لماذا انا مطمئن ان الحياة في شخصية الانسان العراقي شوطين شوط قصير لكم وشوط قصير لنا ؟.
وهل فهمت انه من المستحيل ان يستمر الفرد العراقي بالسير مسافة طويلة في طريق واحد ؟.
وانه لابد ان يتحرك في حلقة بدايتها هي النهاية ونهايتها هي الابتداء ؟.
فهل وعيت وجهت نظري المتواضعة !.
قلت بعد ان شعرت ان هناك شيئ منطقي في هذا الطرح : وجهة نظر لابأس بها !!.
_______________________________
alshakerr@yahoo.com 


34
(( المحترم نامق جرجيس وعراق جديد وخطاب مسيحي قديم !.))


حميد الشاكر
_________________
قرأت بأمعان ماكتبه الاخ المهندس نامق ناظم جرجس من العراق رادّا على مقالتي الموسومة (( حوار صديقين حول الكاردينال دلّي والنجف الاشرف )) والحقيقة انني لم استغرب من الوطنية العراقية المسيحية عندما قرأت ماكتبه السيد نامق وهو يحمل كل هذه العواطف الجياشة في حبّ الوطن ووحدته وسلامته !.
كما انني عندما أقرأ مثل هذه العواطف والمشاعر النبيلة الوطنية التي يحملها اي عراقي ، فليصدقني القارئ الكريم اشعر بالسعادة واعادة الثقة بكل العراقيين الذي ربما يعتقد بعضنا انهم قد ضاعو في زحمة العالم العولمي الذي اول شيئ يرفضه بعالمه الجديد هو مبدأ الوطن والوطنية والمواطنة والدفاع عن مصالحها الجغرافية داخل مشاعرنا جميعا ، فمثل هذه المشاعر ينظر لها هذا العالم العولمي الاقتصادي الجديد  على اساس انها احد معوقات زحفه الاقتصادي العملاق في غزو الاسواق وضرورة فتحها على اي وجه ، بدون الالتفات الى شيئ اسمه وطن ومصالحه ومشاعر ابنائه وحقهم في التمتع كيفما يرتأون بخيراته .... وهكذا !.
نعم عنونتُ مقالي هذا بمقولة :(( عراق جديد وخطاب مسيحي قديم )) لأقول شيئا شعرتُ به وانا اقرأ حماسة سيدي نامق ناظم جرجس وهو يدفع بقوّة مقالات واراء وردت في مقالي السابق ربما اعتبرها اتهامات صريحة للموقف الكردينالي المسيحي لوالدنا عمانوئيل دلّي ، وكذا اتهامات للوطنية السياسية المسيحية العراقية عندما ذكرنا : ان هناك تيارات مسيحية تصرّح مرّة بالحكم الذاتي واخرى بالانفصال عن العراق .... الخ !.
والواقع ان نفس هذا الاسلوب في الدفاع عن الوطنية المسيحية ذكرني بالماضي الدكتاتوري الصدامي الطائفي والعنصري الذي كان ينظر للعراقيين على اساس انتماءاتهم المذهبية والعنصرية مثل الشيعة والكرد ، ويتعامل معهم على اساس انهم متهمون بعدم الوطنية العراقية الى ان تثبت برائتهم ، ولهذا كانت هناك ظاهرة اجتماعية ولم تزل جذورها الى هذا الوقت داخل الشعب العراقي تحاول التعبير عن وطنيتها بشكل مضخم ومبالغ فيه جدا لاقناع الدكتاتور وحاشيته بصدق ولاء الشعب العراقي لوطنهم !..
ومع ذالك لم يفلح العراقيون في اثبات ولائهم لوطنهم امام الدكتاتور المقبور صدام حسين حتى مع علو الصراخ بالوطنية ، وكتابة الشعر فيها والمديح والقصائد ، وفي بعض الاحيان تنفيذ جميع رغبات الدكتاتور من اجل فقط اثبات العراقيون ولائهم لوطنهم العزيز جدا ، ومع هذا كانت نتائج الامتحان الرسوب والاكمال والاعدام !.
نعم سيدي المحترم نامق ناظم جرجس : انا وانت اليوم ، المسيحيون والشيعة والكرد ، السنة والصابئة والايزيدية ، الفيلية والكلدان والاشوريين والسريان ،.... الخ ، كلنا في العراق الجديد ليس بحاجة للتعبير بقوّة عن مشاعرنا الوطنية العميقة بنوع من الافتعال والتضخيم لسبب بسيط جدا هو : ان معادلة الدكتاتورية السابقة التي كانت تنظر للشعب العراقي على اساس انه متهم بوطنيته حتى تثبت براءته قد تغيرت بالكامل لتحلّ محلها معادلة ، جميع العراقيون ابرياء من تهمة عدم حبّ الوطن حتى يثبتّ العكس !!!!.
وبهذه المعادلة في العراق الديمقراطي الجديد لايسمح لاحد ان يدعيّ الوطنية العراقية على الاخر ، الا اذا ثبت ان هناك خيانة وطنية للعراق في وحدته او سلامته او امنه او صيانة ثرواته ، عندئذ من حقنا جميعا ان نطالب بمحاكمة الخونة لنحافظ على وطننا من شرّ الاشرار والخونة !.
هذه المقدمة ربما تشرح لنا جميعا معنى ( عراق جديد ) عراق فيه الناس سواسية امام القانون ، لهم حقوق وعليهم واجبات ، او عليهم واجبات ولهم حقوق لافرق بالنسبة للمواطن العراقي عن اخيه المواطن العراقي الاخر ، وعلى هذا الاساس ندرك حقيقة :(( ضرورة ان التغيير في العراق لابد ان يتبعه التغيير في الانسان العراقي ايضا وعلى جميع الصعد الانسانية فيه ))!.
على صعيد خطاب الانسان والمواطن العراقي يجب ان يتغير خطابه السياسي ولايعتمد الاساليب القديمة لزمن الدكتاتورية في الدفاع عن وطنيته عندما يوجه له نقد سياسي ، بل عليه في العصر الجديد ان لايفكر بموضوعة ولائه لوطنه على اساس القاعدة الجديدة التي تقول : كل مواطن عراقي غير مشكوك في وطنيته ابدا حتى تثبت تصرفاته العكس ، عندئذ فليعلم جميع العراقيين ان الحديث في النقد السياسي الموجه لاحدنا سواء كان الكردينال دلّي او غيره ، هو من باب الاختلاف في نمطية الاساليب السياسية التي ينبغي ان ينتهجها الكردينال دلّي للحفاظ على المصالح المسيحية العراقية السياسية داخل العراق لاغير !.
ومن هنا كان ولم يزل نقدنا لاي تحرك سياسي مسيحي او غيره من قبيل : بحث وسعي القوى الدينية المسيحية في العالم الخارجي عن اوراق قوّة او ضغط على الحكومة العراقية لتولية المسيحيين العراقيين اكثر من الاهتمام والحماية !!.
 مثل هذا الاسلوب نختلف فيه مع الكاردينالية الدينية المسيحية والسياسية الوطنية المسيحية ايضا ، لنقول لهم وبدون اي حرج باعتبار كلنا عراقيين : ان هذا الاسلوب في التحرك السياسي هو اسلوب فاشل ومضرّ بمصالح المسيحية الوطنية العراقية ، وانه يساهم باضعاف الدور العراقي المسيحي اكثر فاكثر !.
كذالك ان قلنا : ان هناك في الوطنية المسيحية من يغرّد خارج سرب الوحدة الوطنية العراقية ليلعب بنار الحكم الذاتي اولا والانفصال ثانيا ، فمثل هذا الطرح والخطاب السياسي مضاره كبيرة جدا على مصالح المسيحيين العراقيين داخل وطنهم الاصيل العراق ، وعلى كل مكوّن عراقي اخر ينتهج هذا الاسلوب من الطرح السياسي كذالك بنفس الاعتبار وعلى نفس القاعدة  !.
والى هنا نفهم المقطع الثاني من عنونتنا لمقالنا هذا ، عندما قلنا :(( عراق جديد بخطاب مسيحي قديم )) فلايكفي في العهد العراقي الجديد ان تسطر قصائد المديح في حبّ المسيحيين لوطنهم العراق !.
كما ان العراق الجديد لايساس بخطابات الولاء الرنّانة اليوم، اذا لم يكن السلوك السياسي سلوك مفهوم وواقعي وسياسي يحفظ للمسيحيين العراقيين مصالحهم مع مصالح العراق الجديد على السوّية وبلا اولويات في الطرح والاسلوب وتوقع النتائج !.
أعني بصورة واضحة ياسيد نامق جرجيس : ان العراق الجديد لايمانع من ان اي طائفة او دين او قومية او مذهب ... ان يطالب باحترام حقوقه الطبيعية والانسانية الخاصة ، مادام ان هذه الحقوق هي هي نفسها حقوق المواطنة والوطن العراقي والشعور تجاهه بالحب والاحترام والرغبة في العيش فيه وبنائه !.
وعليه مخطئ جدا مَن يعتقد ان مصداقية وطنية اي عراقي في العراق الجديد هي عندما يكفر بجميع خصوصياته الدينية والقومية والمذهبية والطائفية او الايلدوجية ايضا... ليبقى خاطبا فقط بوطنيته العراقية لاغير أمام العالمين وفي خطابه السياسي فقط كما لمسته من مقالة العزيز نامق !.
لا ليس هكذا هو العراق الجديد وليس هذا اسلوبه المختلف عما سبق !!!.
نعم بالتأكيد ان حبّ الوطن وتغليب الوطنية العراقية في خطابنا السياسي على جميع العناوين الخاصة الاخرى لمكونات الشعب العراقي شيئ فيه الكثير من الايجابية على المجموع لاسيما ان ارادت قوى خارجية كارهة للعراق ان تستغل موضوع التنوع في اضعاف العراق والنيل من وحدة نسيجه الاجتماعي فعندئذ كلنا فقط عراقيون فحسب !.
 لكنّ لايكون الخطاب الوطني في حياة التمدن السياسية العراقية الطبيعي على حساب الخصوصية العراقية التي تشكلت وقامت منذ الاف السنين على اساس اننا شعب مختلف ومتلّون ومتعدد الاعراق والطوائف والاديان والقوميات ، فمثل هذا المنطق الذي يحاول ابراز الوطنية على اساس انها دكتاتور حاكم بقمع كل ماهو مختلف عنه ، مثل هذا المنطق والسياسة هي ادوات طغيانية دكتاتورية لاغير يستغلها الطغاة كوسيلة لقمع الاخر واقصائه عن العمل العام والتفرد بموارد ومصادر وثروات الوطن باسم وتحت بند الوطني والخائن للوطن هذا !.
الخلاصة : سيدي المحترم نامق ناظم جرجيس ، ان العمل المسيحي الوطني العراقي سياسيا غير مقنع للضمير الوطني العراقي الاخر ، وانه لم يزل يراوح في مكانه وتحت مسميات ليس براغماتية واقعية سياسية بامكانها ان تحافظ لنا كعراقيين على استمرارية هذا المكون وبقائه في الوطن ، وعلى هذا انا من العراقيين الغير مرحبين بكتابة المقالات التي تشيد بحب الوطن لاغير ، وعلى المسيحيين ان يضعوا اجندة سياسية توضح للاخر العراقي ماذا يريدون وماهي مطالبهم السياسية ؟، وما الذي بامكان المسيحيين العراقيين ان يقدموه للعراق الجديد ؟، وما الذي قدموه لهذا العراق الجديد حتى هذه اللحظة ؟,
مضافا لذالك على المسيحية العراقية ان تبحث عن تحالفات سياسية جديدة لاتنحصر بشمال العراق ولتزحف الى جنوبه لتؤكد شعاراتها المطالبة بوحدة العراق ، ولتنفتح دينيا وسياسيا على العراق الجديد ، واذا امكن قطع صلتها بخارج العراق دينيا وسياسيا ، وان لم يمكن ذالك فلابأس ، فالمهم القول جدا : ان على المسيحية العراقية ان تتحرك بوضح النهار وبفاعلية وبصوت واضح تطالب بحقوقها السياسية والدينية ، ولتعلن ماقدمته للعراق الجديد وكفى !.
وبمثل هذه الاجندة عندئذ لسنا بحاجة لكتابة مقالات حوار صديقين يتهامسون بالنقد لتصرفات دلّي الكاردينال ، وسوف لن نكون بحاجة للردّ على المتهامسين بأن همسهم فيه تخوين للوطنية المسيحية والسلام من يسوع المسيح علينا وعليكم وعلى جميع العراقيين أمين .
__________________________
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com   


35
(( مالوم ابو رغيف في دكتاتورية الاسلام وحريّة الاشتراكية  )) 4/4

حميد الشاكر
_______________________
هذه هي المطارحة الممتعة الاخيرة في رحلة التعرّف على فكر الاستاذ المحترم مالوم ابو رغيف ، فليس دقيقا ما اشار له الصديق ابو رغيف من ضرورة ان يكون اي نقاش او جدل ومحاورة بالضرورة مفضية لمعرفة الحقيقة والخضوع لها في مقاله الاخير الرادّ على ماكتبناه في الموضوع والا فغير ذالك يعتبر نقاشا بيزنطيا ليس الا ؟!.
لا  ليس دائما الامور بلونين فقط في هذه الحياة الدنيا اسود أوابيض ، وانما هناك الوان اخرى في الوسط والى الشمال والجنوب تكون دائما في لوحة تلوين الحياة بكافة زواياها المختلفة التي توّسع من آفاق مداركنا الفكرية وسلوكياتنا الحوارية ايضا ، فمن اداب واهداف وغايات الحوار وقوانينه الاسلامية التي نؤمن بها وتعلمناها من هذه الجامعة الفكرية الراقية ، ان للحوار والنقاش والجدل عدة غايات واهداف ومبتغيات كلها سامية وجيدة ومفيدة  مثل التعارف ، فالتعارف سِنة سامية من سنن الاختلافات والحوارات البشرية الفكرية والعنصرية والدينية والاجتماعية ، وكذا الوصول للحقيقة ايضا من ضمن اهداف وغايات اي نقاش عملي ان يصل المحاور والمناقش الى الحقيقة التي يبحث عنها ، إلاّ انه (ومن وجهة نظري الخاصة)  ان آخر غايات واهداف الحوار هي ان يكون الوصول الى الحقائق النهائية من منطلق : ان اي مفكر او ذهنية بشرية تميل الى نمطية البحث والاستزادة من العلم والثقافة عليها ان لاتنتهج اسلوب الحوار من اجل الوصول الى الحقائق لاغير ولاسيما منها الحقائق المطلقة التي بطبيعتها لاتقبل الوصول الى نهايتها الاخيرة  ، فمثل هذا النهج والاسلوب اعتبره دعوة الى التحجّر المناقضة لروح البحث المستمرة ، لاسيما عندما تكون مادة النقاش اشياء هي بطبيعتها واسعة وتمتلك آلية الاستمرارية في العطاء الفكري الغير منقطع ، مثل فكرة الله سبحانه او الاسلام ...، فمثل هذه الافكار الكبيرة لايمكن النقاش حولها على قاعدة الوصول الى الحقيقة المطلقة ، بسبب ان كثيرا ممن اعتقدوا انهم وصلوا الى حقيقة الله سبحانه المطلقة قد اكتفوا بهذه النتيجة ليتحوّل المطلق (الله سبحانه ) عندهم الى محدود وليتحولوا هم أنفسهم الى ملاّك عقلية حقيقة متحجرة ومتوقفة وغير مستمرة بالبحث والاستزادة الى مالانهاية من الحقيقة الالهية العظيمة والغير محدودة ولامقيدة اصلا باطار نهائي لمسمى الحقيقة !.
نعم انا من الذين يؤمنون ان على الانسان ان لايحكم على فكره وعقله وابداعه وثقافته ...بالاعدام عندما يقرر ان اي بحث له في هذه الحياة واي نقاش واي جدل لابد في نهاية المطاف ان يصل الى الحقيقة ، لان قناعة اي فرد منّا انه وصل للحقيقة يعني من جانب آخر توقفه عن البحث ، توقفه عن الشك ، توقفه عن الجدل ، توقفه عن التفكير واعادة التفكير ايضا ، وما المتحجرين والمتشددين والمتطرّفين بافكارهم ومن جميع المدارس الانسانية المادية  والالهية الا نسخة من الذين امنوا بان الحقيقة لها نهاية وانهم وصلو اليها وامنوا بها وعليهم الا ان لايعيدوا او  لايتزحزحوا عن قناعاتهم فيها   !.
الحقيقة شخصيا لم ازل ابحث عن الله سبحانه عن الاسلام عن الفكر عن الحقيقة عن الانسان ........، وسأبقى الى اخر يوم في حياتي باحثا عنه سبحانه وتعالى ، والى ان تشارف روحي مثواها الاخير ، وعندما تصعد الى سماء عالية واسعة ، ستبقى ايضا باحثة مستزيدة علما وفكرا كل لحظة وكل يوم وكل حركة عن هذه الحقيقة المطلقة التي لاابحث عنها لاصل الى نهايتها ، وانما ابحث عنها لازداد كل يوم اكتشافا جديدا لافاقها وخباياها وزواياها وما تحمل من وجوه واعماق ، لاصل في نهاية المطاف الى حقيقة الحقائق التي هي : كم انا صغير وقليل المعرفة أمام ( وما أُوتيتم من العلم الا قليلا )!!.
من هذا المنطلق يكون نقاشي مع زميلنا المحترم مالوم ابو رغيف هادفا الى التعارف في ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) ولم يكن يهدف الى ايصاله لحقيقتي المطلقة او ليوصلني هو لحقيقته المنتهية !.
نعم ليس دائما النقاش يكون هادفا للوصول الى الحقيقية ، ولا هادفا هذا النقاش لمجرد النقاش لاغير ، وانما هو في طريقه متعارفا على الاخر متعاطفا معه متفاعلا متقبلا لحق الاختلاف ومستسلما اخيرا لقناعة كم ان الانسان صغيرا عندما يؤمن انه مالك للحقيقة المطلقة !.
********
في هذه المطارحة الاخيرة ونزولا عند رغبة زميلي ابو رغيف بعدم اجتزاء الافكار ووجوب مناقشتها بصورة كاملة احاول ان اتناول مقاله الاخير ( مع حميد الشاكرونقاش حول اقتصاد السيد محمد باقر الصدر ) الذي كان فيه قاسيا جدا على الاسلام ومفكريه بنوع من التفصيل لنفكر معا انا وهو والقرّاء بما كتبه ابورغيف حول الموضوع ولنرى هل كان الاستاذ مالوم ابو رغيف يكتب بفكر وثقافة وعلم وخلفية تبحث عن الحقيقة كما يحب ان يختم نقاشاته  ؟.
أم انه كان يكتب بذهنية حامل الحقيقة المطلقة الذي توقف ذهنه تماما عن اعادة انتاج الثقافة والتفكير حولها من جديد ليرى الاخر حقيقة ايضا يجب البحث فيها وعنها ؟.
اولا : بدأ المحترم ابو رغيف بحميد الشاكر الذي ترك الموضوع ليلاحق فكرة عرضية اتت لتدلل على ان ليس هناك نظرية اقتصادية في الاسلام !.
والحقيقة ان حميد الشاكر هذا لايؤمن بأن لاي موضوع اساس وعرض ، وانما هو يناقش المفكر على كل كلمة يكتبها باعتبارها فكرة اصيلة في الموضوع ، ولهذا فحميد الشاكر كتب الحلقة الاولى كلها حول نزاهة الاحزاب الاسلامية صلب الموضوع الذي طرحه المبدع ابو رغيف ، وعندما ردّ الاستاذ ابو رغيف في مقاله الثاني تحول وفجأة الى تناول النظرية الاقتصادية في الاسلام بدون ان يرد عن كلمة واحدة مماذكرناه في المقال الاول ، فرأى حميد الشاكر ان يناقش ماطرح جديدا ، ولم يكن يذهب لعدم مناقشة الموضوع الاول باعتبار ان المقال الاول بحث قضية النزاهة وردّ على صلب الموضوع بالقول : (ان اتهام الاحزاب الاسلامية بعدم النزاهة مع انهم من ضمن المشاركين داخل الدولة العراقية وليس الحاكمين لها على الاطلاق يؤكد ان هناك تحامل في مقولة حكم الاسلاميين وفسادهم فقط داخل الدولة )، فأول من سنّ سنة الفساد في الدولة العراقية الجديدة وكما يعرف السيد ابو رغيف وغيره هم ليسوا الاسلاميين كما يحاول لمحترم ابو رغيف تصويره وانما هي قائمة اياد علاوي الغير اسلامية ، فوزير دفاعه مطلوب قضائيا بنهب اموال الدولة والشعب ووزير داخليته مطلوب للعدالة ايضا ، فليس الاسلاميين وحكمهم من جرّأ الناس في بادئ الامر على الفساد حتى يقول ابو رغيف باصالة الفساد في الاحزاب الاسلامية ، فالفساد وراثة ثقيلة ورثها الاسلاميون في مشاركتهم في الحكم من العهد البائد ومن عهد العلمانيين في حكومة علاوي وانتهى الامر الى هذه اللحظة  !.
اما ان هناك فساد عند بعض الاسلاميين فليس لنا خلاف حول هذه النقطة لامع ابو رغيف ولا مع غيره وندعوا القانون ان يضرب بيد من حديد على كل فاسد ومهما كان انتمائه !!!.
ثانيا : تناول السيد ابو رغيف في مقاله موضوعا بعيدا عن نزاهة الاحزاب الاسلامية ، قريبا للسيد الصدر في كتابه ( اقتصادنا ) ليقرر :(( كتاب الصدر ليس ابداعا فهو أقرب للردود على نظريات المفكرين وفلاسفة واقتصاديين كبار .... وهو اسلوب آخر المتحدثين لتفنيد ابداعات الاخرين !.))
والحقيقة وردّا على هذه الفقرة من مقال ابو رغيف ، وليس دفاعا فقط عن ابداع السيد الصدر ولكن ايضا دفاعا عن سلامة عقولنا من فيروسات العقم ، اريد ان اناقش قضية الابداع بحد ذاتها عند العزيز ابو رغيف وماهية مفهوم هذا الابداع ؟. ولماذا دائما نرى الابداع في الغربي اشقر الشعر وازرق العينين  ولانراه في العراقي الذي من المفروض انه علّم العالم ابداع الكتابة والصناعة والفخارة والفلسفة والحكمة والنجوم قبل سبعة الاف سنة ؟.
ماهو الابداع في نظر العالم البشري بغض النظر عن رؤية ابو رغيف الايدلوجية ؟.
وهل هناك صلة بين الابداع وفكر الصدر الذي كان اخر المتحدثين حسب رؤية ابو رغيف لمفكرينا العراقيين وشهدائنا الثوريين ؟.
أم ان الصدر مجرد عالة على الفكر الغربي الاوربي المبدع الذي اخترع الافكار اختراعا بلا سابق احتذاء من فكر الاخرين ولادراسة لها ولااصلا للرجوع لمبادئها  ؟.
ماركس صاحب الشيوعية والذي لايشك السيد ابو رغيف بابداعه المنقطع النظير ، رجل فكر اقتصاد واجتماع  نهل الكثير من فكر ( ريكاردوا ) وشارك الكثير بالحوار الفكري ، وكان لصديقه ( انجلز ) الفضل في رسم خريطة الديالكتيكية المادية في فلسفته باعتبار ان ماركس لم يكن رجل فلسفة اصلا ،  وقرأ نظريات الاخرين وما كتبوه وما انتجته ماكنتهم الثقافية ....، وبعد ذالك كله كتب رؤيته في الاقتصاد والمادية ردّا حذو النعل بالنعل ضد الراسمالية الغربية الصناعية المتوحشة ، ومع ذالك حاز (مارك ) شهادة الابداع في اجندة وفكر وتقييم المبدع مالوم ابو رغيف !.
السيد الصدر الذي لايرى فيه ابو رغيف مبدعا هو الاخر رجل فكر واقتصاد مضافا الى ذالك رجل فلسفة واجتهاد واجتماع وفقه وقانون ، فهو يعتبر في العرف الدراسي حامل لشهادة البروفسورية في القانون ، من منطلق ان الاجتهاد في الفكر الشيعي الاسلامي اعلى درجة قانونية استنباطية لغوية ومنطقية ايضا  !.
درس الكثير مع نفسه وبذاته ومن خلال ابتكاره في بيئة نصفها أُمي  وربع منها تخلّف ، والربع الاخير احقاد وحسد وتنافس اجتماعي ساذج ...، بلا حتى استاذ يقوده الى الاستنتاجات التي وصل لها فلسفيا وفكريا واقتصاديا وقانونيا اجتهاديا بلا معين له كانجلز لماركس ولاسند ، حفر بالصخر ليخرج بنظرية اسلامية اقتصادية صاغها بشكل علمي مقارن ، حاله في ذالك حال ماركس الذي قارن بين رؤيته الاقتصادية وما طرح قبله في الاقتصاد الكلاسيكي القديم ، تناول الراسمالية بمبادئها العلمية فقط باعتبار ان ليس للراسمالية مذهب اقتصادي نظري  مثل الاشتراكية ، وهذه النقطة التي لم يشر لها ماركس في كتابه راس المال الذي نقد فيه الراسمالية جعلت من الصدر مبدع مصطلح الراسمالية الفارغة من المذهب ، وقارن كذالك بين طرحه الاسلامي والطرح الاشتراكي الشيوعي بفكر متنور وهادئ وفلسفي محكم بلا تكفير او ضوضاء وبلا خطابة وحماسة ، ليعطي لنا دراسة متكاملة الجوانب الابداعية والاكاديمية التي لاتغفل اي شيئ طرح في موضوع الاقتصاد قبلها من منطلق ان اي دراسة يراد لها ان تكون متكاملة فعليها ان لاتغفل ماقيل فيها مما سبق من افكار !.
الآن بدلا من ان يرى السيد مالوم ابو رغيف ان دراسة الصدر الاقتصادية قد استوفت جميع الشرائط العلمية في بحث الموضوع من جميع جوانبه وتناول جميع الاراء التي قيلت حول الاقتصاد في الراسمالية والشيوعية  ، يرى في هذه الخطوة انها خطوة ودليل على عدم الابداع في شمولية كتاب الصدر الاقتصادي ، وانه كتاب كان عنوانه : (اخر المتحدثين والمفترين الناقدين لابداع الاخرين ونتاجاتهم الفكرية )؟.
هل اسمي هذا النوع من التقييم لفكر السيد الصدر تحاملا ليس له مبرر غير القدح بفكر الرجل ؟.
أم اسميه جهلا باصول الكتابة والفكر والبحث العلمي الذي يفرض تناول جميع الاراء قبل طرح الجديد في الفن ؟.
أم انه لاهذا ولاذاك ، بل هو انغلاق حتى عن ضوء الشمس وعناد بليد ليس له تفسير منطقي ؟.
أفترض ان كل تلك الاسألة لاتنطبق على المبدع ابو رغيف ، وانه فهم الابداع على اساس انه غير المسبوق الكتابة فيه ، ولكنّ حتى على هذا المعنى فالسيد الصدر يبقى مبدعا اكبر بكثير من ماركس وانجلز وكذا حتى مفكري الراسمالية النفعيين كوليم جيمس وغيره ، فالسيد الصدر اوسع شمولا من ماركس الذي تناول الراسمالية في فكره الاقتصادي الا انه لم يتناول الاسلام في فكره الاقتصادي او الفلسفي على الاقل بعكس السيد الصدر الذي تناول كلا المدرستين الاقتصاديتين في العالم مضافا له ومقارنة بها الاقتصاد الاسلامي كذالك ؟!!.
ثالثا : ثم استمر السيد ابو رغيف في رؤيته لعدم ابداعية فكر السيد محمد باقر الصدر الاقتصادية والفلسفية والفكرية والاجتماعية والقانونية الاسلامية بالقول :(( السيد الصدر لم يأتي بجديد ... وليس لماجاء به مايميزه عن المطروق والمسبوق  من النظريات الاقتصادية ...)) !.
ودعونا جميعا كتّاب وقرّاء نقف أمام هذا الاعلان من السيد الكاتب مالوم ابو رغيف في تقييم الفكر الصدري الاقتصادي احتراما وتبجيلا ودعما ، ونطالبه بالمقابل ان ينشر مؤلفاته الشخصية الاقتصادية التي تسلط الاضواء وتكشف لنا الحجب وتقودنا الى هذه الحقيقة التي يعلنها عن فكر الصدر الاقتصادي المزيف والمطروق والمسبوق في الفكر والكتابة !.
نعم ياسيد ابو رغيف انا اول من يشجعك شخصيا على تأليف ابداع اقتصادي تشرح فيه خطوة خطوة وكلمة كلمه كيفية كون الافكار الصدرية الاقتصادية قديمة ومستهلكة ومطروقة في الاساس ، لاسيما ان المفكر الصدر كتب في الفكر الاقتصادي الاسلامي فهل لك ان تدّلنا من خلال مؤلفاتك المستقبلية القادمة انشاء الله من هوالمفكر الاسلامي الذي سبق السيد الصدر بطرح هذا الاقتصاد وبهذه الصيغة الفكرية المبتكرة  ؟.
انا شخصيا من المصدقين لما تطرحه سيدي الفاضل ابو رغيف :ان السيد الصدر لم يأتي بجديد ، وان كل ماطرحه ماهو الا استيحاء من افكار المبدعين الاوربيين الاقتصاديين الذين سبقوه بطرح هذه الافكار نفسها التي سرقها السيد محمد باقر الصدر لينسبها لنفسه وليقال انه مبدع من ضمن المبدعين في المجال الاقتصادي !.
لكنّ كل هذه الدعوة العريضة ياسيدي بعدم جديد ماطرحه الصدر بحاجة الى حجة وانا لم اقرأ كاتبا كتب شيئا في هذا الموضوع الخطير والتاريخي العظيم ، فهلا ذكرت لي المؤلفات او الكتّاب الذين تحدثوا عن هذه الحقيقة ؟.
او هلا كتبت لنا اطروحة نحن بحاجة اليها بالفعل تشرح لنا رؤيتكم الاقتصادية مضافا لها رؤيتكم التفنيدية حول كل ماكتبه الصدر ونسبه لفكره الخلاّق والمبدع ؟.
أم انك ذكرت هذا الاعلان عن عدم تجديدية الفكر الاقتصادي الصدري لمجرد الجدل البيزنطي ليس الا ؟.
صحيح انا من المؤمنين ان ابداع السيد الصدر الفكري الاسلامي لايقتصر على ابداعه الاقتصادي بل يتعداه الى الاعتراف بان هذا الرجل فلتة زمانية صعب تكرارها في القرنين القادمين في العالم الانساني ، وانه مبدع على اكثر من صعيد فكري بله الاقتصادي فهو مبدع على مستوى الاجتهاد وفقه القانون والفلسفة ، وحتى في جانبه الاخلاقي النفسي هو مبدع ايضا ، لكنّ مع ذالك انا مستعد لاعادة انتاج تصوراتي وقناعاتي هذه ان تمكنت ياسيد ابو رغيف اثبات مدعاك بعدم ابداع السيد الصدر في الجانب الاقتصادي للفكر الاسلامي المعاصر !.
هذا الرجل كتب في الاقتصاد الاسلامي والفكري من خلال اكثر من محور ، كتب في العلم الاقتصادي ومذاهبه الفكرية المتعددة وكتب حول البنوك اللاربوية ، وكتب في اسس المنطق الاستقرائي اعمق علم في المنطق الارسطي ، وكتب في الفلسفة وكتب في الاجتماع وكتب في الفقه وفي الاصول ، .... ولو لم تعاجله منية الطغاة والظلمة لاسس لفكر الله سبحانه اعلم بسعته وشموليته ، ومع ذالك كله انا مصدّق لدعوى زميلي الفنان ابو رغيم بعدم ابداع هذا الرجل ، وانه مجرد اخر المتحدثين (مع ان الاستماع جيد على اي حال وكثرة الكلام والتقدم فيه بلاهه في احيان كثيرة ) ولكن مع ذالك كان الصدر اخر المتحدثين وسارق الابداع من المبدعين ، وسأنتظر كتابات ومؤلفات استاذنا المحترم ابو رغيف في نقد الابداع الاقتصادي الاسلامي الصدري لمحمد باقر  وكشف اخطر وهم عشناه جميعا لعقود طويلة في اعتقاد ان هذا الرجل كان من المبدعين وانا منتظر مع المنتظرين !.
رابعا : ثم تحدث سيدي ابو رغيف بعد تجريد الصدر من ابداعه الاقتصادي والفكري على ان كل ماطرحه السيد الصدر في اقتصاده الذي سمّاه بالاسلامي تحت مسمى  (مبدأ الملكية المزدوجة ، ومبدأ الحرية الاقتصادية في نطاق محدود ، ومبدأ العدالة الاجتماعية ) ماهي الا اسماء واشياء مكررة وغير جديدة ، فمبدأ الملكية المزدوجة مبدأ معمول به راسماليا واشتراكيا ايضا ، ولاجديد في ابتكاره اصلا ليقول السيد الصدر او غيره انه اكتشاف مبتكر وخطير في الاقتصاد الاسلامي ؟!!!.
والواقع ان السيد ابو رغيف لايكاد يستوعب الفرق بين وجهة النظر الاسلامية التي يطرحها السيد الصدر وبين مصطلح الجديد الذي يعشعش في دماغ وذهن استاذنا المحترم ابو رغيف ، ولهذا هو يعتقد ان كل ماهو مطبق او موجود في  علم الغيب من قوانين ...... الخ ،  فهو ليس بجديد ابدا ولاينبغي ان نقول عن  اكتشافه ابتكارا او اكتشافا علميا او ابداعا خطيرا !.
ياسيدي ياابو رغيف ( تره ) جميع قوانين الكون الفيزيائية وكذا الاجتماعية وهكذا الاقتصادية هي موجودة في العالم قبل ان يكتشفها المبدعون والعلماء ، وقبل ان يوجد انسان اصلا في هذه الحياة !!.
 وما بذله فقط جميع من نسميهم مبتكرين ومبدعين ومفكرين الا انهم اجتهدوا في كشف ماهو موجود في الواقع من قوانين ، ليطلقوا عليها اسم ( قانون الجاذبية ) في الفيزياء او اسم ( قانون الغلّة المتناقصة ) في الاقتصاد ، او اسم ( سنن الاجتماع وظواهره ) في الحياة الاجتماعية !.
ومن هنا فلاماركس هو مخترع قوانين الاقتصاد ولا انجلز ولا انشتاين من خلق قانون انشطار الذرة ، ولا ابن خلدون اول من اخترع سنن التاريخ وقوانين حركة المجتمع ، وانما كل هؤلاء حاولوا اكتشاف ابعاد جديدة لانعكاسات هذه القوانين على حياة الانسان فأسميناهم مبدعين فحسب !.
والسيد الصدر محمد باقر باعتبار انه مكتشف ومحاول ومجتهد فمن حقنا ان نضعه في مصاف المبدعين في عمله وإلاّ كل البشر مبدعين بفكرهم  ماعدا السيد الصدر العراقي المظلوم بسبب اسلاميته لاينبغي ان نطلق صفة الابداع عليه ولا نفكر له باستحقاق يليق بالعقل العراقي اولا ؟  !.
وهكذا نحن ندرك ان مبادئ من قبيل ( الملكية المزدوجة والحرية الاقتصادية المقيدة والعدالة الاجتماعية ) هي مبادئ موجودة في الحياة قبل ان يولد مارك ومحمد باقر الصدر وجون لوك وهيجل وانجلز ..... ، ولكن هذا شيئ ووضع ماركس او محمد باقر الصدر لرؤية ترى ان الملكية المزدوجة مبدأ من مبادء الاقتصاد الاسلامي شيئ آخر ومختلف في بابه وغير مطروق من قبل ؟.
كذالك ان قلنا ان ماركس يقول بنظريته الاقتصادية بمبدأ العدالة الاجتماعية ، فهذا لايعني مطلقا ان اول مكتشف ومبدع للعدالة في الانسانية قبل مارك هو مارك لاغيره الفرد الصمد ؟.
مثل هذا الطرح يقزّم صاحبه الى درجة السخرية بضئالة فكره وصغارة ثقافته في تناول المواضيع الفكرية الكبيرة.
ونعم السيد الصدر مبدعا في فنه الاسلامي الذي كان اقتصاده مبعثرا لايعرف له ذيل من رأس حتى جاء الصدر وغيره من مفكري العصر الحديث ليعطوا لنا نظرية منسقة ومتكاملة وواضحة حول الاقتصاد في الاسلام ، ولم يقل هؤلاء المبدعون مطلقا كما تقول ياسيد ابو رغيف اننا فقط المبدعون وغيرنا ليس له حظ من الفكر والابداع ؟.
فهذه لغة من لايدرك العلم ولايحترمه ، أما من يحترم الفكر والمفكرين وهو من سنخهم وعلى طبق من كعبهم فانه يقدّر مجهود العلماء ويشيد بفكر المفكرين ويحترم باطلالات الكتّاب والمبدعين كيفما كانو مختلفين معه ليقول حقيقة : ان كل مفكر وكاتب وفنان هو مبدع وان ترك حرفا جديدا في بحر علم عميق جدا كعلم الاقتصاد !.
وكنّ على ثقة لو سألنا ماركس او انجلز او لوك او الطباطبائي او ابن سينا .... او اي صاحب علم وفكر عن ابداع السيد الصدر محمد باقر اليوم لقالوا جميعهم وبصوت واحد : انه احد المبدعين القلائل الذي جاد به الزمان في ظلمة من يدعون الفكر والثقافة بلا ادنى خجل من جهلهم الفاضح !.
خامسا : ثم ينتقل الكاتب مالوم ابو رغيف الى تقمص دور المفكر الاسلامي الذي درس جميع مفاصل الايدلوجيا الاسلامية ، ولم تفته من الفكر والحكم الاسلامي شاردة ولا واردة ليحكم على انتاج السيد الصدر الفكري الاقتصادي على اساس انه :(( يسميه بالاسلامي، وهي مجرد تسمية ليس لها ما يسندها من الدين وقد اشار لها ايضا الزميل حميد الشاكر بقوله علم الاقتصاد علم قائم بذاته وليس له علاقة من قريب او بعيد باي دين او ايدلوجيا او نظرية او فلسفة)!.
وأنا وليعذرني زميلي ابو رغيف حقا بهذا القول لااستطيع وصف مثل هذا الكلام بشيئ نافع ، لانه وعلى هذا المنطوق الذي يطرحه صديقي ابو رغيف الماركسي الاشتراكي في قبالة الصدري الاسلامي ، اصبح امامي مجتهد الدين هو مالوم ابو رغيف والماركسي الاشتراكي الغير متخصص بالفكر الاسلامي هو محمد باقر الصدر !.
وإلا مامعنى بربكم قول الزميل ابو رغيف عن كتابات السيد محمد باقر الصدر مجتهد العلوم الدينية ومفكر الرؤية الاسلامية بانها :(( مسماة بالاسلامية ، وهي مجرد تسمية ليس لها ما يسندها من الدين ؟!!.)) فهل درس ابو رغيف وتعمق وحفظ الشريعة الاسلامية كالسيد الصدر حتى يطلق حكم بهذه الصيغة الاطلاقية النافية لغيرها ومن منطلق اسلامي يعلن انه ليس لفكر الصدر اسانيد من الدين  !.
وهل يعلم السيد ابو رغيف ان نفيه ب ( ليس ) في اللغة العربية هو تعبير عن منتهى الاطلاق والنفي في الحكم والتقرير ؟.
وكيف يكتب كاتب جميل كالزميل ابو رغيف بمفردات لاتحمل خلفية التفكير العميق قبل ان تطرح على الورق وللقرّاء ؟.
أم اعتقد الصديق ابو رغيف فعلا انه اكثر اجتهادا اسلاميا واحاطة في اسانيد احكام المدرسة الاسلامية من السيد الصدر ولهذا نفى ان يكون في الدين الاسلامي سند للاقتصاد الذي يطرحه السيد الصدر باسم الاسلام والدين ؟.
ثم ياصديقي ابو رغيف ماذنب حميد الشاكر حتى تشركه في حكمك على الصدر لتقول كدليل على رؤيتك بان الصدر متحدثا اقتصاديا باسم الاسلام  الذي ليس فيه سند يدعم كلام الصدر بقولك :(( وقد اشار لها ايضا الزميل حميد الشاكر بقوله : علم الاقتصاد علم قائم بذاته وليس له علاقة من قريب او بعيد باي دين او ايدلوجيا او نظرية او فلسفة )) لتقنع القارئ بحكمك الذي يتبرأ زميلك حميد الشاكر منه الى يوم الدين !.
فزميلك يااخي ابو رغيف كان يتحدث عن تقسيم البحث في الاقتصاد كما علمه وفهمه ودرسه الصدر محمد باقر  وانه فيه شق ( علمي ) ليس له علاقة بشيئ ، وشق ( مذهبي ) متأثر بالنظرية وله علاقة بكل شيئ ، وعليه ماذنب زميلك حميد الشاكر الذي فهم الفرق بين العلم والمذهب في الاقتصاد ان تقحمه بعدم  تفريقك لكلام الاقتصاديين واستخدامهم الدقيق لمصطلحات الاقتصاد الحديث ؟!!!.
وعلى اي حال سيد ابو رغيف قصدنا ان علم الاقتصاد في جانبه القانوني الذي يشبه قانون الجاذبية في الفيزياء في العمل هو ليس له علاقة في عمله لافي دين ولافي نظرية ولافي فلسفة ، ولم نقصد علم الاقتصاد بجانبه المذهبي الذي تحدث عنه الصدر بانه اسلامي الاتجاه والعمل !.
فعلم الاقتصاد بمعناه  القانوني ( عرض وطلب ، قانون غلّة....الخ )  ،  ليس له علاقة بالاسلام كمذهب كما انه ليس له علاقة بالماركسية كنظرية فلسفية ، فهل اصبح واضحا الفرق في الكلام والطرح كي تجنب صديقك حميد الشاكر وتجنب نفسك كارثة الخلط في الافكار !!!.
بمعنى اخر اكثر وضوحا : ان علم الاقتصاد هو علم القوانين الطبيعية وغير الطبيعية العاملة في الحياة على اسسها القانونية لاغير ، كقانون تناقص الغلّة الذي يقول : ان امكانيات الارض الانتاجية في الزراعة تتناقص كلما كان استخدامها مستمرا ، وهذه حقيقة علمية طبيعية واقتصادية ليس لها علاقة بنظرية وجوب تأمين وسائل الانتاج في الماركسية ، كما انه ليس لها علاقة بتطبيق رؤية الملكية المزدوجة في الاسلام ، ومن هنا قال حميد الشاكر :(( علم الاقتصاد علم قائم بذاته وليس له علاقة ...)) من منطلق ليس له علاقة في عمله في الواقع ، وليس للقول ان الاسلام لايمت بصلة لعلم ومذاهب الاقتصاد الحديثة ، فهل فُهم المنطوق ام نحن بحاجة الى اكثر من ذالك حتى لايدخل الخلط في ادراكنا لعلم الاقتصاد وماهياته ؟!.
سادسا : بعد هذا وكعادته المبدع مالوم ابو رغيف عندما يتحدث عن فكرة اقتصادية بالشرق ثم يقفز قفزة سياسية بالغرب ، وفي اثناء حديثه عن مفهوم ( الملكية المزدوجة ) في الاسلام ، لم نره بعد ذالك الا في ساحة الاحزاب الاسلامية الحاكمة في العراق اليوم لقرر ربط حقيقة علمية فكرية بمسار سياسي عراقي بحت ليقول :((كما ان الملكية المزدوجة موجودة في جميع جمهوريات الدكتاتوريات العسكرية والمليكات المحنطة للعالم الثالث ومن بينها حكم البعث ايضا، ولا اعتقد ان السيد حميد الشاكر لا يعرف مصطلح القطاع العام والقطاع الخاص الا حين قرأ كتاب السيد الصدر. لكن الغريب ان الاحزاب الاسلامية التي يدافع عنها السيد حميد الشاكرتسعى بكل ثقلها لبيع القطاع العام للقطاع الخاص بعد ان ملك اصحابها ومنتفعوها ملايين الدولارات عن طريق الفساد لشراء القطاع العام بابخس الاثمان. اي ان الاحزاب الاسلامية لا تؤمن بالملكية المزدوجة التي قال بها السيد الصدر وتتجه الى لبرلة السوق بالكامل وهذا وجه اخر من وجوه فساد الاحزاب الاسلامية).
الحقيقة هذا نقد سياسي يحاول المحترم ابو رغيف ربطه بشكل غير فكري بما كان يتحدث عنه سابقا ، من الاسلام وعدم وجود نظرية اقتصادية فيه وابداع الصدر الاقتصادي ، وكيف ان لااسانيد دينية اسلامية له .... وهكذا !.
ومثل هذه المقالات التي تتقافز يمينا وشمالا والتي يحاول تسطيرها المحترم ابو رغيف وغيره من الكتاب الاشتركيين المثقفين لاتحمل هوية معينة حتى نتمكن من قرائتها بشكل علمي ومحترف ، فهي ليس ثقافية فكرية ، ولاهي ذات نمط سياسي نقدي واحد ، ولاهي مقالات في الاقتصادي السياسي ، ولاهي انشاءات وخواطر فنية ....... وانما هي كل هذا في مقال واحد !.
والواقع انه من الصعب على قارئ وكاتب من امثالي يمتهن التفكير باسلوب منظم ان يلاحق هذه التقافزات في الكتابة والقلق فيها ، فهي في اول السطر علمية وفي اوسطه فكرية وفي اخره سياسية ، ومابن سطر وسطر هناك قفزة غير متوقعة ولامفهومة الربط بينها وبين ما كان الكاتب يكتب فيه !.
على اي حال فهمنا ان ( الملكية المزدوجة ) وكدليل على انه مصطلح قديم وليس جديد في كتابات الصدر والاسلاميين انه مصطلح مستخدم من قبل الدكتاتوريات والعالم الثالث المحنط والملكيات والبعث ...... ، وبعد قليل من هذه السطور يتضح ان ( الملكية المزدوجة ) هي ايضا تنتسب للراسمالية المحافظة التي هي ليس من العالم الثالث المحنط بل هي من العالم الاوربي المتحرر ، وهكذا في العالم كله موجود هذا الشيئ المسمة ( ملكية مزدوجة ) ماعدى الاشتراكية الماركسية التي تخلصت من دنس ( الملكية المزدوجة ) ليدلل ابو رغيف فقط على انه ليس هناك جديد في فكر الصدر الاقتصادي عندما قال :(( ان للنظرية الاسلامية ثلاث مبادئ رئيسية يعتمد عليها كقواعد لانطلاق عمله الاقتصادي في الحياة الاجتماعية الاسلامية !.))
أما مايختص بالاحزاب الاسلامية فاللفتة السياسية تكون فوق البيعة ، ليقرر ابو رغيف عدم نزاهة الاحزاب الاسلامية من منطلق :(( انها تبيع جميع القطّاع العام العراقي لراس المال الخاص ولاتلتزم بمبدا الملكية المزدوجة الاسلامي بعد حكمها للعراق اليوم كدليل على ان هذه الاحزاب غير امينة للمبادئ الاقتصادية الاسلامية الصدرية !)).
هنا تبدو فكرة ( حكم الاسلاميين وتصرفهم بالعراق كيفما شاؤا ) لم تزل معشعشة في دماغ زميلنا مالوم ابو رغيف ، وهي الفكرة التي تقلق سلامة وهدوء تفكير الجميل ابو رغيف ، فنحن ذكرنا في المقالة الاولى حول نزاهة الاحزاب الاسلامية : ان حكم الاسلاميين الذي يتحدث عنه ابو رغيف في العراق اليوم ، ماهو الا وهم نسجه خيال ابو رغيف وغيره فقط لمجرد مشاركة الاسلاميين لاول مرة في تاريخ العراق الحديث في الحكم ، مما اعطى الصبغة لون اسلامي جديد للحكم اربك وازعج القوى العلمانية المتدربة على اقصاء الاخر الاسلامي بسبب اسلاميته لاغير ، بدليل ان الاحزاب الاسلامية مشاركة بحكم العراق التوافقي وليس الحاكمة على الاطلاق فيه  ، وليس لها من الحكم بوجود القوى الغربية والامريكية بالتحديد في العراق الا الاسم حتى هذه اللحظة ، وليس من حق اي حزب او كتلة سياسية تشارك بحكم العراق اليوم ان تبيع شبر واحد من ارض مصنع عراقي لاي جهة كانت ، واتحدى اي شخص يدعي ان الاحزاب الاسلامية قد باعت القطاع الاقتصادي العراقي العام ان يأتي بدليل يقول : ان الاحزاب الاسلامية وليس القوى العراقية المؤتلفة اليوم قد اقدمت على بيع شيئ من اموال الشعب العراقي للقطاع الخاص او ماشاكل ذالك ؟.
نعم فرض الانفتاح الاقتصادي العالمي ان يتحرك راس المال الحرّ ليستثمر هنا وهناك في العالم ، لكن هذا لايعني مطلقا ان العراق بسبب انفتاحه الاقتصادي والسياسي والاعلامي في زمن مشاركة الاسلاميين في حكم العراق ، انهم هم المسؤولون عن بيع اي منجز او قطاع عام رديئ الخدمات لاصحاب رؤوس الاموال الخاصة ، وهذا الدفاع عن القطاع العام بالنسبة لي منطلق من زاوية مختلفة عن زاوية ان الكثير من القطاع العام الاقتصادي في العراق قطاع لايستحق الوجود اصلا او الاحترام بسبب ترهله وعدم نفعه الاقتصادي للمجتمع ...، لكن هذا بحث اخر لانريد الخوض فيه مع الزميل ابو رغيف الذي صب جلّ مقاله على نقد حكم الاسلاميين والدفاع عن القطاع العام الاقتصادي في العراق اليوم !.
اذن : ياسيدي ابو رغيف ليس في كلامك دليل مقنع على ان الاحزاب الاسلامية هي فاسدة بسبب ان هناك اصلاحات اقتصادية اثبتت التجربة فشل القطاع العام الاشتراكي المطلق فيها في العالم وفي العراق ، واذا كان لابد من اصرارك على اظهار صورة الاسلاميين بالفساد فعليك البحث عن حجة غير بيع هذه الاحزاب لبيع القطاع العام الاقتصادي الاشتراكي الذي اثبت فشله ، وانا اول المطالبين بوضع اصلاحات اقتصادية ترفع عن كاهل الدولة والمجتمع العراقي كل ترهل وتخلف الاقتصاد الاشتراكي الشمولي الذي دمر الاقتصاد العراقي والعالمي الحديث !.
سابعا :  في حديث السيد ابو رغيف عن المبدأ الثاني الذي ذكره الصدر لمبادء الاقتصاد الاسلامي ( مبدأ الحرية الاقتصادية المقيدة ) قفز من جديد ومرّة اخرى من الحديث في سياسة الاحزاب الاسلامية ليعود الى الحديث في الفكر ، لكن ليقرر هذه المرّة الاختلافات الجوهرية بين الانسان الذي يريد الاسلام ان يصنعه وبين الانسان الذي تحاول الشيوعية انتاجه ليقول ابو رغيف شيوعيا ماركسيا مؤدلجا :((الشيوعيون يقولون بضرورة خلق انسان من طراز جديد حسب توجيهات الحزب الشيوعي و التربية الاشتراكية للوصول الى مجتمع كل حسب حاجته كل حسب قدرته..)) !.
ثم بعد ذالك ليقارن المحترم ابو رغيف بين الاسلام ومايريد صناعته من بشر ، يتميز انه صاحب واقع اسلامي خيّر مضافا لذالك محدد بنوعين لهذه الحرية الاسلامية : الاول التحديد الذاتي ، والثاني التحديد الخارجي الممارس من قبل المجتمع وولي الامر !.
وعلى هذا يرى ابو رغيف في الصدر انه يميل للوهابية في طرحه لفكرة  ولي الامر من منطلق ان ابو رغيف يرى في ولاة الامر فقط ائمة اهل البيت في المذهب الاسلامي الاثنى عشري لاغير !.
والى هذه الفقرات نقف لنناقش ابو رغيف فيما طرح من افكار ابتدأت بشكل مقتضب لشرح فكرة ( الانسان الشيوعي ) هذا الانسان الذي يحاول الشيوعيون خلقه بطراز جديد !!!..
واذا سألت عن اي طراز جديد يتحدث الزميل ابو رغيف في صياغة انسانه ؟.
سيقُال لك : الانسان الشيوعي الذي يخضع لتوجيهات الحزب اولا ، ويتربى تربية اشتراكية ثانيا !.
فإن سألت : وهل الشيوعية التي يريد الشيوعيون انتاج انسان على طرازها الجديد هي جديدة في الحقيقة ؟.
أم انها واقع وفكرة قديمة قدم التوحش الانساني وعدم خضوعه لاي قانون اجتماعي متحضر ومعقد ؟.
سيُقال لك شيوعيا : نعم هو صحيح ان الشيوعية البدائية هي اول دورة مرّ فيها الانسان قبل ( اسلوب الانتاج العبودي ) وهي بالفعل اول دورة مارس فيها الانسان المشاعية المطلقة ، الا اننا مع ذالك بامكاننا العودة الى الوراء الاف وملايين السنيين لنعود ونكرر النموذج المشاعي في الحياة وليعيش فيما بعد الناس شيوعيين بلا فواصل فهذه الدورة القديمة من حياة البشرية مع قدمها وعدم ابداعها فهي  جديدة من قديمة وقديمة من جديدة بشكل ديالكتيكي متناقض ينتصر فيه النقيض على نقيضه !!.
ثم اذا سألت : ماهي تلك التوجيهات الحزبية الشيوعية التي تخلق انسانا جديدا ؟.
وماتلك التربية الاشتراكية التي توصل لمجتمع الملائكة ؟.
سيقال لك توجيهات الحزب الشيوعي قائمة على دكتاتورية البروليتاريا العالمية التي ترى حرية الانسان الشخصية والفردية بدعة رأسمالية ، ومميزاته الفطرية في الملكية وتنظيم الحياة الاقتصادية اسطورة اسلاموية ، مضافا لذالك تمكن الاشتراكية المادية من خلق انسان قنوع ومضحي ويحب الخير للاخرين اكثر من حبه لنفسه ، ويقتطع من قوت يومه واطفاله ليطعم المحتاجين والفقراء اخوانه في المشاعية !!.
هذا ماسيُقال لك عندما تسأل عن الشيوعية والانسان الجديد الشيوعي ، وكيفية خضوعه لتوجيهات الحزب ، وتربية الاشتراكية المادية للوصول الى مجتمع كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته !.
واذا سأت اخيرا : هل من المعقول وجود مجتمع بهذه المواصفات التي نصفها مناقض للنصف الاخر ؟.
هل من المعقول انتاج انسان مادي مئة بالمئة لايؤمن بأي معنوية تعوض له ماينفقه من عمل في يوم آخر اسمه القيامة او الجنة او النار ، ومع ذالك هو يعطي للانسانية بلا حساب من عرقه وكده وقدرته ؟.
أم ان هذا الانسان المادي سيخلق طبيعيا وهو يرى ذاته واشباعها باي ثمن حتى ولو كان على حساب تدمير الملايين من البشر ؟.
ثم اليس ( وهذا ماذكرناه سابقا ) شعار كل حسب قدرته ولكل حسب حاجته ، شعار يناقض العدالة ويدعو للكسل ويساوي بين المجتهد والخامل ، ويقتل استغلال روح الانانية وحب الذات داخل الانسان لدفعه للانتاج لفائدة المجموع عن طريق حب ذاته الشخصية ؟.
فكيف يقال لنا سنخلق انسانا جديدا ، ثم نمارس عليه اسوأ انواع الظلم عندما نقول له انت حسب حاجتك ومنك حسب طاقتك !.
ومن هي الجهة المخولة بتعريف حاجاتي الانسانية ليقال لي لك حسب حاجتك تعطى ؟.
مثلا الحزب الشيوعي واعضائه هم من يقرر حاجاتي الشخصية التي سوف احصل عليها ، وهو نفسه الذي سيقرر قدرتي التي ينبغي ان ابذلها في العمل ؟.
واذا كان الامر هكذا فاي شيئ شخصي وذاتي بقي للانسان في هذه الحياة ان كان الحزب الشيوعي يتدخل في تعريف حاجاتي ويساهم في صناعة القوانين التي تحدد عطائي ؟.
هل يستطيع المحترم مالوم ابو رغيف ان يجيبنا على هذه الاسألة رجاءا قبل اجابته عن وهابية محمد باقر الصدر الاسلامية ؟!!!.
أم انه كعادته الفنية الجميلة في القفز بين المواضيع من شأن الى شأن آخر!.
ثامنا : نعم عندما يقول السيد الصدر ان محددات الحرية الفردية الاقتصادية في المجتمع هي ذاتية ، بمعنى ضمير اسلامي يراعي حقوق المجتمع من منطلق الدوافع الايمانية التي تفرض عليه احترام القانون ، وهي خارجية بمعنى قيام الحاكم الشرعي الاسلامي المسمى بولي الامر محرك الدولة ورئيسها في العصر الحديث ، كان يقصد الصدر غير المعنى الساذج جدا الذي ذهب اليه الاستاذ مالوم ابو رغيف لعدة اسباب :
اولا : فكرة ولي الامر فكرة اسلامية قرءانيا وليست وهابية كما ادعى الزميل ابو رغيف ، فالاسلام والقرءان والتشيّع لم يقل ان الاسلام واحكامه وافكاره تموت اذا لم يكن احد من ائمة اهل البيت في واقع الحياة ، وانما المعروف عن الاسلام انه نظام لحركة الحياة لكل زمان ومكان ، وعلى هذا الفهم ( الاسلامي ) يكون ولي الامر مصطلح سياسي يشير الى الدولة ورئيسها والنظام والحاكم عليه وكفى !.
ثانيا : هل فرغ مافي جعبة الاخ ابو رغيف لتسقيط فكر وشخصية الصدر ، ولم يتبقى لديه من تهم غير الوهابية ليرمى الصدر بها ؟.
الا تكفي الراسمالية مثلا لنقول ان الاسلام راسمالي ورجاله اقطاعيون فاسدون وكفى لاسقاطهم ؟.
أم ان الشعب العراقي اليوم ولكراهيته الشديدة للفكر والممارسات الوهابية الحيوانية المتوحشة هو المنصة الجديدة غربيا وعلمانيا لضرب الاسلام ورجاله المخلصين باسمهم ، وليبتعد الشعب العراقي اخيرا عنهم  ؟.
ثالثا : كان الصدر في اقتصاده ياسيد ابو رغيف يتحدث عن المحددات في الحرية الاقتصادية ، وليس في الحرية الشخصية العامة لتقول :((لكننا نشتم من طرح السيد الصدر وتكلمه عن الحرية المحدودة رائحة القسر والجبر فنحن نعرف ان ولي الامر لا يفرض طاعته الا بواسطة الجلاد او بواسطة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية او البازدار في ايران او المليشيات ايام سيطرة جيش المهدي على الاحياء السكنية او بتيسير شرطة الاداب لمراقبة تصرفات الناس والكبت على حرياتهم الشخصية كما تحاول الاحزاب الدينية فعله الان.)).
ولا اعلم لماذا هذه المصادرة على منطوق ومضمون الحديث والخلط في المفاهيم بصورة متعمدة !!.
فالحديث عن تدخل ولي الامر في الفكر الاسلامي الصدري كان واضحا انه في الجانب الاقتصادي ، فماعلاقة الجانب الاقتصادي في كلام الصدر ، بشمّك ياسيدي ابو رغيف لرائحة دسم القسر والجبر وملاحقة الناس وكبت حرياتهم الشخصية بشرطة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية ؟.
نعم من حقك ان تكون مع الحرية الاقتصادية المطلقة لتنتقد الصدر بتحديد حرية الاقتصاد ، واعتبار هذا التحديد من خلال ولي الامر او الدولة او الحاكم هو تضييق وقسر ومطاردة لحرية راسمال ووجوب تمتعه بالحرية المطلقة كما في الرسمالية الحديثة ؟.
اما ان تأخذ المطالبة بوجوب تقييد حرية الفرد الاقتصادية وتسقطها على جميع الحريات الانسانية في الفكر الصدري ، فحقيقة لاادرك المبررات لهذه الحركات المفضوحة ثقافيا !.
ثم ياسيد ابو رغيف اذا كان الاسلام والصدر مدانون بسبب تقييد جزء من حرية الفرد من قبل الدولة والمجتمع اقتصاديا ، فماهو قولك بمن يصادر الحرية الاقتصادية مطلقا من وجود حياة البشر ويقمع كل تطلع فطري لهم في التملك كما هو موجود في الفكر والمدرسة الشيوعية التي تنتمي اليها شخصيا ؟.
وهل يحق لنا القول : انه بما ان الشيوعية تصادر حق الحّرية الفردية والشخصية في الاقتصاد مطلقا ، فعليه فان الشيوعية كالوهابية في مصادرة حياة وحريات الانسان بالجملة تحت يافطات التكفير في الوهابية وتحت يافطات التاميم والاشتراكية في الشيوعية ؟.
ثامنا :  ولنجعل هذه هي النقطة الاخيرة لعدم الاطالة اكثر من ذالك على القرّاء الكرام ، ولنذكر فيها حديث السيد ابو رغيف عن العدالة المفقودة في الاسلام نفسه من جهة ، وحديثه المتناقض عن ( اساليب الانتاج الشيوعية ) وكيف ان ليس في الاسلام اساليب انتاج كباقي البشر !.
بالنسبة للعدالة يرى الاخ ابو رغيف :((ولما لم يجد السيد الصدر الكثير مما يقال عن العدالة الاجتماعية في الاسلام اكتفى بالاستشهاد بخطبة نبوية ...... ثم يقول : فمبدا العدالة الاجتماعية في الاسلام يتناقض واحداث التاريح وحقائقه بل ومع قناعات السيد الصدر نفسه فلم يكن الاسلام يوما دينيا عادلا ابدا !!!.)) .
نقول : هل حقا لم يجد الصدر الكثير مما يقال عن العدالة الاجتماعية في الاسلام لذالك هو استشهد بخطبة واحدة للنبي لاغير ؟.
وهل حقيقة ان الصدر نفسه كان مقتنعا بان الاسلام لم يكن يوما من الايام دينا عادلا ابدا ؟.
لأترك الاجابة على هذه الاسألة لذكاء وعقل القارئ ليرد هو على احكام ومقررات السيد مالوم ابو رغيف بحق العدالة الاسلامية ، وبحق الصدر نفسه ، لكنّ لاضيف هنا فقط : انه فقط كيف للسيد ابو رغيف ان يتهم ثقافة الاسلام ونظريته وهو الدين الوحيد في البشرية الذي يقول قرءانه بأن غاية ارسال الرسل  وانزال جميع الكتب من قبل الله الى جميع البشرية وعلى طول تاريخهم الزمني كان هدفه ان تقام العدالة بين الناس في قوله سبحانه :(( لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )) فكيف يتهم اسلام هذه اياته الداعية للعدل والقسط بين الناس مؤمنين وغير مؤمنين بانه دين يفتقر لثقافة العدالة الاجتماعية وفكرها الخلاّق ولذالك اضطر الصدر للاستشهاد فقط بخطبة النبي الاكرم ص ؟.
وكيف يتهم اسلام اصل من اصوله الدينية هو العدل بعد التوحيد ومع النبوة والامامة والمعاد بانه دين لم يكن يوما من الايام عادلا في نظرياته وتطبيقاته ؟.
تمام ربما قصد ( قلت لنفسي ) ابو رغيف تطبيق المسلمين للاسلام لم يكن في يوم من الايام عادلا ابدا ؟.
لكن الاخ مالوم ابو رغيف يصرّ على البوح وبصراحة لمناهضته للاسلام نفسه كنظرية بغض النظر عن التطبيق واخطائه، ولذالك هو يحمّل الاسلام كدين كل المآسي التاريخية بقوله بما فيها مذابح اهل الاسلام نفسهم من اهل البيت عليهم السلام جميعا !.
الحقيقة انا في ذهول من هذا الطرح ضد كل ماهو اسلامي ومسلم ، ليس بسبب انه طرح جديد ، ولكن بسبب ان طارحي مثل هذه الافكار يتخبطون تخطبا فكريا يدعو للغرابة والتسائل بالفعل عن نمطية التفكير التي يحملها هؤلاء المنتقدون للاسلام بلا ادنى تأمل !.
تأملوا معي هذا النقد للاسلام :(( انه دين لايدعوا للعدل )) مع ان النظرية الاسلامية مليئة بالحث على العدل وشجب الظلم والتفرعن !!.
انه دين لايؤمن نظريا بالحرية ، مع ان من ناضل وقتل في سبيل هذا الدين هم من الاحرار الذين كانوا يرفعون شعار الحرية باسم الاسلام كالحسين بن علي وغيره !!..
انه اسلام  القتل والذبح والمجازر ، مع ان الاسلام ضد الذبح والقتل والمجازر نظريا !!.
اذن اين المشكلة في النظرية الاسلامية ؟.
أم في الذين يرون الاسلام فقط في جانب الجريمة التي ارتكبت باسم الاسلام من قبل اللامسلمين على الحقيقة وهو براء منها ؟.
ابو رغيف وغيره يدينون الاسلام الذبّاح والغازي والمصادر للحريات الذي يدينه نفس الاسلاميين العراقيين والذي ادانه اهل البيت واعتبروه انه اسلام مزيف وليس حقيقيا ولاهو اسلام محمد رسول الله ص !!.
ومع ذالك يصرّ ابو رغيف ان للاسلام وجهة نظر واحدة لاغير هي الاموية الرسمية الحكومية الغازية السابية المعتدية على الاعراض والكرامة في التاريخ وحتى اليوم  ؟.
وعندما نسأل ابو رغيف وغيره هل تنتقد هذا الاسلام الذي يرفضه الاسلامي حميد الشاكر وترفضه مدرسة اهل البيت الاسلامية والذي تدعوا لاسقاطه وعدم الاعتراف بشرعيته الاسلامية ؟.
أم انك تنتقد الاسلام الحسيني الذي فجر ثورة على الاسلام المزيف لبني امية والظلم والاستبداد وباقي المفردات ؟.
اليس هذا الاسلام الذي يعتقد ابو رغيف انه ليس عادلا وليس منصفا هو نفسه الذي قتل الحسين سيد شباب اهل الجنة وابن رسول الاسلام العظيم ؟.
والا تكون حادثة استشهاد الحسين على يد عصابة ادعت الاسلام دليل للسيد ابو رغيف ان هناك اسلامان في الواقع وليس اسلاما واحدا !!.
اسلام حسيني ثوري مطالب بالعدالة محمدي علوي حرّ وشريف وكريم وانساني ؟.
واسلام رسمي مغشوش ومنافق ومعتدي سياسي ومصلحي وهو الذي يجب ان يدان ويشجب انسانيا ؟.
اذن لماذا ارادة مصادر الاسلام من قبل ابو رغيف وغيره والايمان ان الاسلام ليس هو الحسين الثائر والمجاهد والحرّ وطالب العدالة ، وانما هو يزيد الاموي المستهتر والظالم والقبيح والدكتاتوري ؟.,
أليس هناك مشكلة حقيقية عند ابو رغيف وغيره عندما يرى ان الاسلام دين الله الخاتم ليس هو اهل البيت ، وانما هو بني امية وغزوهم للامم والعباسيين وظلمهم للبشر والوهابية وتخلفهم بين الامم اليوم ؟.
هل من حق ابو رغيف ان يصادر الاسلام وينسبه للظلم والدكتاتورية كما صادره بنو امية ليطرحوا فكرة نحن الاسلام وليس علي بن ابي طالب امام المسلمين ؟!.
على اي حال نريد ان نقول : ان اسلامنا الذي نتحدث عنه نظريا هو مع العدالة والحريّة والمساواة بين البشر ، ونحن نكفر بالطاغوت وكل مايتسمى بالدين من اجل الظلم وعدم احترام الانسان وحرمة وجوده ، وما هذه الرؤى التي تهاجم الاسلام انما هي تخلط بين اسلام نظري لم يزل حتى هذه اللحظة من التاريخ لم يأخذ فرصته الحقيقية في التطبيق ، وهو اسلام  ومحمد وعليّ والحسين عليهم السلام جميعا ، وبين تطبيقات اسلاموية تاريخية على كل مافيها من اخطاء تظل اكثر رحمة من وجهة النظر التاريخية من جاهلية الاديان الاخرى التي مارست ابشع انواع الظلم والدكتاتورية على البشرية انذاك !.
صحيح ان ابا رغيف اراد اسقاط الماضي على الحاضر اسلاميا وعالميا ليحرق جميع الفوارق والمتغيرات ليقارن بين حاضر غربي ديمقراطي وماضي تاريخي اسود للظلم ، لكن مثل هذه المقارنات مقارنات فارغة ع

36
((  الاستاذ مالوم ابو رغيف والملكية الخاصة في الاسلام   ؟!.)) 3

حميد الشاكر
_______________-
يعتقد البعض ان الانتصار الى الايدلوجيا هي انتصار للحقيقة المطلقة على اي حال ووجه ووسيلة وجدت !.
والفرق ربما بين انتصار وآخر هو في  الوسائل والغايات ومابينهما من قواعد مختلفة ، فهناك من يتخذ قاعدة ( الغاية تبرر الوسيلة ) ربما على اعتبار احقية الغاية على اي وجه ووجوب انتصارها باي شكل ، او ربما على اساس ان الغاية هي الوصول الى الهدف وعلى اي طريق كان !.
نعم درسنا اسلاميا كيفية قلب المعادلة رأسا على عقب في : ان الغاية ومهما كانت كبيرة ومقدسة وطاهرة او عظيمة او صاحبت مكاسب سياسية ، لاتبرر  الوسائل مهما اختلفت الوانها اللاخلاقية ، بل ان الوسائل في بعض الاوقات هي اعظم خطرا من الغايات نفسها  !.
وعلى هذه المبادئ اختلفت الانتصارات في رؤى الايدلوجيا من هنا وهناك ، فالايدلوجيات السياسية التي انحدرت الينا من الغرب الفلسفي السياسي كانت تمجد بعقل وفن استخدام الوسائل ومهما كانت للوصول الى الغايات ، بخلاف الايدلوجيات الاخلاقية الاسلامية او الدينية العامة المتسامحة التي وعينا مواردها وشربنا من انهارها الصافية التي اكدت مبادئ الاخلاق السامية حتى في اصعب المحن والابتلاءات البشرية ، وحتى ان فاتت فرصة اللحوق بالغايات وخسر الانسان اي شيئ في هذا الوجود بسبب عدم استخدامه للاساليب والوسائل السيئة للوصول اليها ، تكتفي بعض الايدلوجيات الاخلاقية الدينية بالقول : ( ماذا ينفع الانسان ان ربح العالم كله وخسر نفسه م قول منسوب للسيد المسيح ع  !.)
ويبدو من هذه الفلسفة ان الانتصار الحقيقي هو انتصار كسب معركة الانسان لنفسه ولاحترام ذاته اولا ، ومهما قيل بعد ذالك من فطرية او سذاجة او عدم ذكاء .... لوصف هذه الفلسفة او غير ذالك ، فالمهم مضمون الانتصار وليس واقعيته على الارض المادية  .
المحترم مالوم ابو رغيف في مقاله الاول حول ( الاحزاب الاسلامية والنزاهة ) الذي ردّ ووضح فيه وجهة نظره قبالة ماذكرناه حول موضوعه القيّم ، ذكر نوع من الانتصار لايدلوجيته السياسية والفكرية في مقاله الثاني قُبالة الايدلوجيا الاسلامية التي يرى فيها كل ماهو غير جيد ومعتم ومظلم وخطير على حياة الانسان العراقي ، لهذا جاء انتصاره (وليعذرني المحترم ابو رغيف القول عنه ) : انه انتصار على اي حال وبأي وسيلة وشكل  !.
اي انه انتصار لايراعي الحقيقة في استخدام الوسائل التي تصادر حقيقة الواقع الاسلامي الفكري  للوصول الى غاية وهدف تدمير الصورة والفكرة والمشروع الاسلامي حتى وان كان على حساب العدالة في الطرح والحوار والجدل  !.
والحقيقة انا ليس لديّ تحفظ على : ان من حق كل انسان ان يدافع عن انتمائه ويقينه وايمانه ومدرسته الفكرية بل ويرى هذا الايمان والانتماء والفكرة على اساس انها الحقيقة المطلقة والخير اللامحدود ، كما انه ليس لديّ مشكلة ان رأي اي أحد منّا ان الاخر الغير منتمي لنفس مدارسنا وايماننا وانتمائاتنا هو اخر مخطئ وغارق في الجهالة والظلمة وعليه ان يعترف امامنا انه لايملك من الحقيقة شيئا !.
لا ليس لديّ مشكلة في هذه التصورات الانسانية الطبيعية بين انسان وآخر ، لكن المشكلة تتبلور لديّ عندما لااعطي الحق للاخر ان يرى في مشروعه انه حق كما رأيت انا في مشروعي انه مقدس ومنزه وكبير ولايحتمل الزلل على الاطلاق ، عندئذ يكون او ينبغي ان يكون الشعور العام صاحب ادانه واضحة لمن يرى ان له الحق وليس للاخرين مثله !.
نعم هناك ايضا من لايكتفي بأن يمنع الاخرين من التمتع بالحقوق التي يتمتع بها هو نفسه في رؤية الحقيقة من زاوية مختلفة ، بل ويسعى الى مصادرة حقائق الاخرين ايضا التي يمتلكونها بالفعل ، فمثلا اذا كان الاخر وان اختلفت معه في الفكر والانتماء والايمان ، (صادقا او امينا او صاحب رأي )، ففي سبيل غاية او هدف الانتصار عليه انفي صدقه او امانته اورأيه لالشيئ الا لمجرد ارادة الانتصار ودحر الاخر واسقاط حقوقه الواقعية !.
 ومثل هذه الظواهر وأسلاميا يتحدث القرءان بادانه شديدا ضد المسلمين الذين يحاولون استخدام وسائل غير اخلاقية او نظيفة مع الاخر لا لشيئ الا بسبب  نفسي وميل ذهني ورؤية معوّجة ليقول سبحانه :(( ياأيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولايجرمّنكم شنآن قوم على ان لاتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى )) ليدلل فن التعامل القرءاني الاسلامي مع الاخر المختلف : انه وان كان بينك وبين الاخر المختلف مشكلة أختلاف وتنافر   وتباعد في الرؤى  وحرب وابتعاد في التصورات .... الا انه مع ذالك لايسمح لكم كمسلمين مطلقا تجاوز مبدأ العدل والعدالة في الاحكام على الاخر ، فإن كان الاخر صادقا او امينا او صاحب رؤية وفكرة او مشروع ..... فعليكم الاعتراف للاخر بحقه الواقعي في الحياة وبحقه الاعتباري في الاحترام والتعامل معه بايجابية واخلاقية عالية لاغير ، فمثل هذا الفعل والسلوك مع الاخر المختلف دليل تقوى لله سبحانه ورضا وقرب منه اكثر بكثير من دلالة الصلاة وزبيبة الجبهة والسبحة السوداء واللحى الطويلة على هذه التقوى  !.
الآن نعود الى الجميل المبدع مالوم ابو رغيف لنكمل رحلتنا مع رؤيته حول الاسلام والاسلاميين وبالخصوص ما اثاره حول ( تقديس الاسلام للملكية الخاصة حاله حال الرأسمالية البشعة والمستغلة ) وكيفية رؤيته تلك ، ولماذا هو اعتقد بإن الاسلام نسخة رأسمالية مكررة في الاقتصاد ، ومن اين استقى معلومة : ان الاسلام والراسمالية وجهان لعملة واحدة ؟، وهل حقا لافرق كما ذكره ابو رغيف بين الملكية الخاصة في الاسلام والملكية الخاصة في الراسمالية ؟، أم ان ابا رغيف اراد الانتصار فحسب حتى وان كانت الوسيلة غير حقيقية ؟،.....الخ  ، مبتغين من وراء ذالك فتح نافذة تعارف فكرية بين فضائين وساحتين عراقيتين تقفان على ضفتي نهر متقابلة ، بغض النظر عن باقي ماكتبه العزيز ابو رغيف في مقاله النقدي الذي نتفق معه فيه تماما ، لكن تبقى مفردات الثقافة والفكر هي الانفع في الجدل اكثر من ملاحقة النقد النقدي الذي يحوي وجهة نظر وليس فكر وثقافة ، ولهذا انتخبنا مقولته هذه المرّة حول ( الملكية الخاصة في الاسلام ) وان تعرض لها عرضا الا انها فكرة من لبنة أفكار استاذنا المحترم ابو رغيف الذي اثارها عن قصد  !.
ذكر المحترم ابو رغيف في مقاله الثاني حول الاقتصاد الاسلامي والرأسمالية :(( ان الاسلام مثل الرأسمالية يعتبر الملكية الخاصة مقدسة فمصدرها الرزق ، والرزق من الله ...))
والحقيقة انه فقط في هذه الجملة يوجد اكثر من ثمانية عشر مصادرة خاطئة حاولت فقط القول ان الاقتصاد الاسلامي ماهو الا غول مستغل ومستبد وناهب لاموال الفقراء حاله في ذالك حال الاقتصاد الرأسمالي الديمقراطي الغربي ، ولكن نكتفي بعرض الاتي من المصادرات لنسلط الضوء على ان هناك الكثير من الشنئان للفكر الاسلامي الذي دفع بالاخر العراقي غير الاسلامي ان يكيل التهم للاسلام بلا ادنى روية او علم او انصاف اخلاقي ولنبدأ بالاتي :
اولا : الاسلام ليس كما ذكره الاستاذ ابو رغيف مثل الرأسمالية لافي موضوعة الاعتبار للملكية الخاصة ، ولافي باقي الاعتبارات الاقتصادية الاخرى التي شرحنا بعضها سابقا ، كما انه واذا اردنا الانصاف والعلم نقول : ان الاسلام بفكره ورؤيته الاقتصادية هو يشبه او قريب المثل من الاشتراكية الشيوعية منه الى الرأسمالية وهذا ماذكره الكثير من كتّاب ومفكري الاقتصاد الاسلامي كالشهيد السعيد مرتضى المطهري في ( الاقتصاد الاسلامي )  عندما ذكر الجوانب المشتركة بين الاسلام والاشتراكية ص 134 طبعة اولى دار البلاغ ، فالعدالة الاجتماعية مثلا هي متجانسات في مقاصد الاهداف الاقتصادية بين الاقتصاد الاشتراكي والاقتصاد الاسلامي ... وهكذا   !.
ثانيا : لااعلم لماذا تعمد السيد ابو رغيف اضافة الاسلام للراسمالية في اقتصاده المعروف عنه نجاحه في تضخم الثروة على حساب سرقة جهود العاملين والفقراء ، مع ان ابا رغيف ربما كان يدرك وجه الشبه الكبير بين الاقتصاد الاسلامي والاخر الاشتراكي مع وجود الفارق الهائل بينهما ايضا ؟.
ألسبب مثلا مجرد تشويه صورة الاقتصاد الاسلامي لاغير ؟.
أم بسبب فقط القول ان ليس للاسلام رؤية اقتصادية فحسب ؟.
أم ليؤكد ابو رغيف تميزية الاقتصاد الاشتراكي عن الغولين الاسلامي والراسمالي ؟.
أم ان هناك جهل بالفروقات الجوهرية بين الاقتصاد الاسلامي والاقتصاد الراسمالي ؟.
وعلى كل الفرضيات المذكورة  كان ينبغي على المبدع ابو رغيف ان لايبخس الناس اشيائهم كما يعبر الميزان الاخلاقي القرءاني في اعطاء كل ذي حق حقه لاسيما ان المعروف عن الاشتراكيين العراقيين انهم طلاّب عدالة في الحكم وفي توزيع الثروة وفي التعامل مع جميع الناس بغض النظر عن انتمائاتهم ومعتقداتهم الفكرية ، فلماذا لاتمارس العدالة الاشتراكية في نقل وتقييم الحقيقية الاسلامية على حقيقتها كما هي في الواقع ، وليس بحاجة بعد ذالك للمدح والاشادة ، فقط لنقول ان في الاسلام عدالة اقتصادية وكفى  !.
ثالثا : لاادرك حقيقة رؤية السيد ابو رغيف (( للملكية الخاصة )) ولكن مافهمته من مقاله انه ضد تقديس الملكية الخاصة في الاسلام وفي الرأسمالية ، وكأنما الملكية الخاصة اصبحت عند مالوم ابو رغيف شيئ مرعب وقذر ويجب التنزه منه ومن جرائمه ؟.
اولا : مثل ما ان هناك ملكية خاصة في الاسلام وفي الرأسمالية كذالك هناك ايضا ملكية خاصة في الاشتراكية والشيوعية ، والاختلاف بين الراسمالية من جهة والاسلام والاشتراكية من جهة اخرى في ملكية وسائل الانتاج لاغير وليس كل ملكية خاصة هي مدنس لايجب تقديسه حسب مايذهب ابو رغيف اليه  !.
ثانيا : لكل من الاسلام والماركسية والراسمالية اختلافاتها في الرؤية الى هذه الملكية الخاصة ، والاختلاف بين هذه المدارس لم ينصب على قضية اباحة الملكية الخاصة لديهم جميعا وانما في فهمها وفهم دوافعها واسبابها وكذا من اين تستقي او ينبغي ان تستقي مشروعيتها وقيمتها الواقعية ؟. وعليه ليس هناك في جميع المصادر الاقتصادية والمدارس الايدلوجية اي عقدة من الملكية الخاصة حتى يقول السيد ابو رغيف : ان الاسلام كالراسمالية في خطيئة تقديس الملكية الخاصة !. فالملكية الخاصة ايضا مقدسا قانونيا ومحترما اشتراكيا ولاتسمح المادة السابعة من دستور الاتحاد السوفيتي الاشتراكي الشيوعي  السابق بالاعتداء على الملكية الخاصة التي توفر للعائلة مسكنا ومزرعة صغيرة وقطعة ارض وماشية ..... كملكية خاصة !.
وعلى هذا فماهي مشكلة الملكية الخاصة اذا كانت هي من ضمن الحقوق الطبيعية لاي انسان في هذا العالم !.
نعم ربما قصد ابو رغيف بالملكية الخاصة ملكية وسائل الانتاج العامة وخطرية رأس المال المسيطر على مصادر رزق الخليقة ..... ففي مثل هذا الاتجاه السيد ابو رغيف وغيره يعلم ان الاسلام يؤمن ب ( الملكية المزدوجة ) لكل مايختص بالشؤون الاقتصادية العامة للمجتمع ، وعليه فمن اين جاء ابو رغيف بفرية ايمان الاسلام الاقتصادي بفكرة الملكية الخاصة العامة والتي هي فكرة خاصة بالراسمالية الحديثة بعد تطور العالم من الزراعة الى الصناعة في الانتاج الراسمالي الغربي  !.
رابعا : عندما شنّ ابو رغيف هجوما كاسحا باسم الملكية الخاصة على الاسلام والرأسمالية : هل يدرك السيد مالوم ابو رغيف ماهي الملكية الخاصة اولا ؟. ولماذا احترمت جميع المدارس الفكرية والاقتصادية مشروعية الملكية الخاصة ؟. وكيف ان من مميزات الانسان عن الحيوان انه مخلوق يتميز بالملكية الخاصة وليست المشاعية كباقي الحيوانات ؟.
أفترض ان هذه النقطة بحاجة الى جدل علمي وليس بيزنطي كي نطرح ثقافة يستفيد منها القارئ لنقول لاستاذنا الجميل مالوم ابو رغيف تعريفا ( للملكية الخاصة ) على اساس النقاش وليس على اساس انه لايدرك هذا التعريف والمعنى انها :( عبارة عن علاقة إجتماعية إعتبارية تعاقدية بين شخص او مجموعة أشخاص وبين شيئ ما تدل على شرعية تصرف المالك بملكه وتعطيه الحق في منع الاخرين من التصرف به ) .
والى هنا الماركسية والاسلام والراسمالية والقانون الدولي والفطرة الانسانية والسماء والارض كلهم متفقون على ان من مميزات البشر ان يكون لهم نوعين من الاتصال بالحياة الاول هو ( الحق ) والثاني هو ( التملك ) !.
ثم ننتقل الى الاختلافات في هذا الحق وهذا التملك وكيف تنشأ حقوق الملكية للاشياء  !
الشيوعية الاشتراكية تقول : ان منشأ اي ملكية وحقوق فيها تنحصر فقط بالعمل ، فالعمل اساس حق التملك في هذه الحياة ، ولهذا لايحق للفرد تملك وسائل الانتاج بسبب ان العامل المأجور الذي يعمل في مصنع يمتلكه راس المال المستغل يجني ارباحا بعدما يقوم العامل بالعمل والكدّ ليسد جميع ما انفق على راس مال وسائل الانتاج ليبقى صاحب راس المال بعد ذالك يسرق بفائض القيمة التبادلية لوسائل انتاجه هذه من عرق العامل حيث يجب ان تنقطع صلة صاحب راس المال بوسائل الانتاج عند مرحلة سداد النفقات لهذه الوسائل لتنتقل ملكيتها تلقائيا الى الذي يعمل وليس الى الذي لايعمل من منطلق ان اساس حق الملكية هو العمل لاغير .
الراسمالية ترى ان حق التملك ناشئ اساسا من الحرية التي منحتها الطبيعة للانسان وليس من العمل ، فحرية الانسان هي التي تؤهله للتملك والانتفاع من موارد الطبيعة مالم يعتدي على حريات وتملك الاخرين !.
الاسلام يقول بغير ذالك تماما برؤية اوسع من الاشتراكية من منطلق ان الاسلام يؤمن بتوزيع موارد الثروة قبل الانتاج اولا ، وبهذا تكون (فرصة ) استغلال المورد قبل الانتاج والعمل هي التي تهيئ للانسان الحق بالتملك والانتفاع من المورد الاقتصادي بعكس الماركسية التي تقدم العمل قبل التوزيع للمورد الاقتصادي ، وثانيا يقول الاسلام  بأن العمل وحده ليس هو القيمة الحقيقية فقط للتملك والقيمة التبادلية للسلعة فهناك تداخل في الحاجات والابداعات وغير ذالك مضافا الى العمل تساهم بحق الملكية الخاصة وقيمتها التبادلية ، فمثلا فنان كابي رغيف ينفق بعمل فنيٍ ساعة  على لوحة يرسمها ، له حق تملكها مضافا الى اختلاف قيمة هذا العمل عن باقي الاعمال اليدوية في القيمة التبادلية لهذه السلعة ، ولهذا فشعار ( من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته ) يعتبره الاسلام شعارا لاغير وليس له صله بروح علم الاقتصاد الحقيقي ، ولا بالعدالة التي تقول بجزاء المجد اكثر من جزاء البليد الخامل فالبليد في العمل لايمكن ان يمنح نفس الحقوق والمزايا التي يحتاجها هو وفنان مبدع ومجتهد كابي رغيف مثلا !.
ثم الاسلام يختلف عن الراسمالية في موضوعة حق الملكية الخاصة في ان الحرية وحدها لايمكن ان تكون قانونا على اساسه نشرّع حق التملك ، ونرسي قواعد الملكية الخاصة لكل شيئ ، فهناك اختلافات القدرة من انسان لاخر ، وربما هيئة سلطة ونفوذ وقوة لانسان مساحة حرية اكبر للهيمنة على موارد الثروة في الحياة على انسان اخر يتمتع فقط بالحرية الشكلية لاغير   !.
وبعد هذا تكون الملكية الخاصة مشروع انساني محترم ومنظم لحركة حياة الانسان الاقتصادية وليس فيها مايدنس من وجودها على الحقيقة ، لافي الاسلام ولافي الراسمالية ولافي الشيوعية الماركسية !.
خامسا : ماذا قصد المحترم ابو رغيف عندما ذيّل جملته ( الكارثية ) بمقولة :( الاسلام مثل الرأسمالية يعتبر الملكية الخاصة مقدسة فمصدرها الرزق، والرزق من الله ولكي نبسط الكلام ولا نعقده و نقربه من الواقع
نقول لا يخلو محل تجاري او معمل صناعي في الدول الاسلامية الا وعلق المالك على جدارن مكتبه عبارة،
هذا من فضل ربي ).
فهل قصد مثلا ان الراسمالية والاسلام كلاهما يؤمن ان الرزق من الله سبحانه ايضا   ؟.
وماعلاقة هذه الفقرة بفقرة الملكية الخاصة التي كان يتحدث عنها السيد مالوم ابو رغيف ؟.
أفترض انه قصد ان الاسلام ابن الجارية يعتقد ان الرزق من الله !!!.
 وماذا بعد ؟.
ماذا في ان يعتقد المسلمون ان الله هو الرزّاق الرحيم  ؟.
ثم الاسلام يقول بفكرة الرزق من الله لاليقول اجلسوا في بيوتكم ولاتعملوا ، ولا ليقول ان منشأ ومبررات الملكية الخاصة هي الاهية ، وانما قال الرزق من الله سبحانه باعتبار فكرة ربما لاتخطر على بال الاستاذ ابو رغيف اصلا ، وهي فكرة تعود في الرؤية الاسلامية الى ان واجد الشيئ هو مالكه الحقيقي ، فكما ان الاشتراكية قالت ان حق الملكية يكون من خلال العمل الذي ينفقه الانسان على معالجة موارد الثروة ، الاسلام ايضا يقول بفكرة اوسع وهي ان واجد الشيئ هو مالكه الحقيقي على الاصالة !.
وبما ان الله سبحانه وتعالى خالق لكل شيئ للوجود وللعالم وللانسان وللسماء والارض .... فهو المالك لهذا العالم على الاصالة بسبب ايجاده له كما يعتقده المسلمون !.
وعلى هذا عندما يقول اي مسلم ان : الرزق من الله سبحانه ، فانه يعني ان جميع مانملكه في هذه الحياة هو بالاساس مالكه الحقيقي هو الله !.
فهل في هذه الفكرة شيئ يناقض الفطرة او العدالة ليتهكم بها العزيز ابو رغيف ؟!.
ياسيدي ياابو رغيف عندما نقول اسلاميا ان المالك الحقيقي هو الله سبحانه ، وان عياله من الخلق يسعون في ملكه ويقتاتون مما اوجدته يداه سبحانه ، فنحن بذالك نقرر حقيقة (اشتراكية الوجود وثرواته لجميع خلق الله ) ولايجوز استأثار فئة او طبقة او شعب او عصابة  بهذا الثروة الالهية على باقي الخلق ، ومن هنا لايحق منع التمتع بالثروة وموارد الطبيعة واستثمارها من قبل اي جهة تعتقد انها المالكة الحقيقية لهذه الثروة لانها حسب الفكرة الاسلامية ملك لله الذي هو رب الناس جميعا !.
فهل في هذا المعنى مايضايق غير اللصوص وناهبي ارزاق البشر ومنتحلي صفة الملاّك والذي بالطبع ليس ابو رغيف منهم على الحقيقة ؟.
فانا ادرك ان الاستاذ مالوم هو مع الفقراء ومع ارزاقهم التي لهم الحق فيها والتي هي رزق وهبهم الله سبحانه اياها بلا حسيب ولارقيب ، فلايأتي احد من السرّاق والمجرمين ليسرق اموال الفقراء باسم الدولة او الطبقة او العصابة والتجارة ، فكل هذا هو في حقيقته اعتداء على رزق الله لخلقه ، فهل عندما نضمن الملكية فكرة الرزق من الله نكون بهذه الفكرة قد حونا الملكية الى حكر للصوص .
أم اننا جعلنا لفكرة الملك والرزق قدسية الاهية لاينبغي لاحد من الخلق سرقة او منع الناس من تناول ارزاقهم بالسويّة ؟.
واذا كانت فكرة الرزق من الله ايجابية في في قربها من نظرية حق الانسان في التمتع والتملك ، فلماذا يراها استاذنا المحترم ابو رغيف وغيره على اساس انها شيئ قبيح وسلبي وليس ايجابي بالمرّة !.
نكتفي الى هنا بما ذكرناه من مطارحة الزميل الاستاذ المحترم مالوم ابو رغيف على امل ان نطارحه في مرّات اخرى بكل مافيه فكرة نقدية ، غاضين النظر عن كل مافيه نقد للفساد ولعدم النزاهة وكذالك لكل مايذكره الاستاذ ابو رغيف من فساد المسلمين انفسهم على الصعيد التطبيقي فكل هذه الاشياء لاخلاف لنا معه فيها ونحن نوافقه النقد على الظواهر السلبية في قضية تطبيق الاسلاميين للاسلام ، اما مايتعلق بالنظرية الاسلامية فلنا ملاحقة اخيرة لما ذكره الاستاذ حول ( الدكتاتورية الاسلامية ) باعتبار ان الاسلام كما يغتقده ابو رغيف ماكنة لانتاج الدكتاتورية والظلم والحروب والفساد ، بعكس دكتاتورية البروليتاريا الاشتراكية التي كلها عدالة وحرية وديمقراطية وحقوق للانسان مصانه !.
__________________
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com   
   
       

37
(( مالوم ابو رغيف وحديث عن الاقتصاد الاسلامي والنزاهة  ؟!.)) 2

حميد الشاكر
_______________-
كنتُ في السادسة عشر من عمري عندما سمعت كلمتين شائعتين في مخيال وذهنية الاجتماع العراقي الحديث وهما ( شيوعي وأسلامي ) في تلك الفترة كانت مصطلحات من قبيل : التمدن والعلم والتقدم والتطوّر ..... الخ ، كانت مصطلحات تضاف الى الفكرة الاشتراكية والشيوعية وحتى البعثية القومية في المخيال الثقافي العراقي آنذاك ، بينما مصطلحات من قبيل : الظلامية والرجعية والتخلف والماضوية والجمود ..... الخ من باقي المصطلحات كانت لاسباب سياسية وربما اخرى ثقافية تنسب للفكر الاسلامي وللدين بصورة عامة  !.
مضت السنون من العمر ، قرأت لماركس وحوله لقادة الفكر الاشتراكي القومي وحوله ، وللاسلام وفكره حول التقدّم والعلم والتطوّر والاقتصاد والفن ..... ، اتضحت الصورة تماما بالنسبة لي اليوم ، ولكن مازال المخيال الثقافي لبعض العراقيين  الى اليوم يحتفظ بتلك المصطلحات ومقارنتها لامر او اخر على نمطية مفردات القرن الماضي ، وكأنما الحياة توقفت عند نقطة معينة لاتريد مغادرتها ابدا كي تبقى تعيش في حلم جميل نسجه الخيال والوهم على حساب الواقع والتغيير والتطور والمستقبل !.
المحترم مالوم ابو رغيف يذكرني بقصة ذاك الرجل الذي اخترع حلما جميلا لمعنى حياته في هذا العالم ، وكلما اراد ان يصحو منه اضطرب قلبه هلعا من بشاعة وجه العالم في الحقيقة ، فقرر اخيرا والى الابد ان يضل في ذاك الحلم الجميل حتى وان كان كل العالم يعيش في واقع مغاير ومتباين وليس له ادنى صلة بعالم الاحلام الجميل والعذب والمتألق  !.
طبعا لاريب ان الاستاذ مالوم ابو رغيف لايلام ان تمسك بالحياة داخل حلمه الجميل القديم الاشتراكي  ورفض الاقرار او الاعتراف بالواقع البشري الرأسمالي المعاش اليوم بوجهه القبيح والبشع ، وذالك انطلاقا من ان الفنان ابو رغيف لايتمكن العيش بلا حلم وبلا رؤية فنية تصبغ العالم بالوانها هي وليس على ماهي عليه في الواقع من (سحنة ) ليست فنية ، ومن هنا مادام جميع الاشتراكيين الشيوعيين بالامكان نسبتهم للفن واهله ودروبه ونظراته وفلسفاته ، فلاغرابة ان رأينا الكادر الوطني العراقي الاشتراكي يرفض كل واقع وجديد ومتغير على حساب احلامهم ومجتمعهم الاشتراكي واقتصادهم الذي ليس كمثله شيئ وواقعهم السياسي الذي مرّ كخيال طيف جميل لم يسعف الزمن للتمتع به على الحقيقة !.
نعم تحوّل الجميل مالوم ابو رغيف من الحديث عن نزاهة الاحزاب الاسلامية وفجأة الى الحديث عن الاقتصاد الاسلامي وكيف انه لايمتلك نظرية خاصة به ، ولاحتى له ( اسلوب) انتاج مختلف ومميز ....... وهكذا حتى وصوله الى التأكيد على : ان بسبب افتقار الاسلام الى نظرية اقتصادية تمسك الاسلاميون بالاخلاقية والسلوكية كي يصلوا الى الحكم من خلال رفع شعارات الاخلاقية هذه ؟.
هل تحدّث المحترم ابو رغيف بعقلية القرن المنصرم الذي توقفت عندها ذهنية الفنان ابو رغيف على حساب ثقافته وفكره ولهذا صادر حتى النظرية الاقتصادية الاسلامية ، وكل ماكتب حولها منذ قرن مضى ؟.
سؤال يفرض نفسه علينا فرضا عندما نقرأ ماكتبه استاذنا المحترم حول الاسلام ونظريته الاقتصادية !.
أم ان ابا رغيف الجميل لم يقرأ في حياته اي شيئ عن شيئ اسمه الاقتصاد الاسلامي ؟.
الاسلاميون يهيمون تقديسا لمفكر ولد في العراق اسمه ( محمد باقر الصدر ) وهو من مواطني مجتمع المحترم ابو رغيف ، والاسلاميون عندما يرفعون شخصا الى اعلى المراتب لايقيمون بهذا العمل اعتباطا وبلا عقلنة للسلوك ، بل بسبب ان هذا المفكر لم يترك حجرا على حجر في الاقتصاد الحديث الا وتناوله من خلال كتابه الكبير ( أقتصادنا ) الذي شرح فيه بدقة كل مفاصل المدرسة الماركسية والراسمالية وتباينها عن المدرسة الاسلامية الاقتصادية ، وبحث في عملية استكشاف مضنية للاسس الواقعية والفكرية للنظرية الاسلامية الاقتصادية ، ليصل اخيرا الى تشييد بنيان اقتصادي اسلامي لهذه المرحلة من زمن عمر البشرية لم يطرح احدا من العالمين شيئا بهذه الدقة والترتيب والفلسفية الاسلامية في الاقتصاد الاسلامي ...، ولهذا ابتهج الاسلاميون وخاصة العراقيون بهذا الفتح الاسلامي الاقتصادي المبين في العراق وبذلوا ارواحهم ودمائهم من اجل طريقه وفكره !.
ومع هذا كله يعلن الاستاذ المحترم ابو رغيف وبعبارة واحدة :(الدين الاسلامي كما يعرف الاستاذ حميد الشاكر ليس له نظرية أقتصادية خاصة به ...) !.
الحقيقة ياسيد ابو رغيف ان حميد الشاكر والذي يعرفه ايضا : ان الدين الاسلامي ليس فقط له نظرية اقتصادية ، بل انه الاطروحة الفكرية التي تمتلك نظرية في حياة الانسان الفكرية والنفسية والاجتماعية والاسرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ... وحتى الفنية فالاسلام له نظرية خاصة وواسعة جدا فيه وفي انماط تعبيره واساليب التنوع فيه !.
ولا اعلم حقيقة من اين استقى الاستاذ ابو رغيف قناعته من ان : حميد الشاكر يعرف ان الاسلام ليس له نظرية اقتصاد خاصة به ؟.
فحميد الشاكر قرأ النظرية الاقتصادية اول ماقرأها في منجز المفكر الاسلامي المعروف ( محمد باقر الصدر ) في كتابه اقتصادنا ، الذي ليس فقط وضح وشرح النظرية الاقتصادية الاسلامية بشقيها المذهبي والعلمي ، بل وهو نفسه المفكر الذي وضح للعالمين جميعا بغض النظر عن العبد الفقير حميد الشاكر : ان كل المتبنيات الاقتصادية الماركسية والاشتراكية ومن الاساس ماهي الا انشاء فني لايستند الى رؤية منطقية ولا الى علم حقيقي ، ولا الى فلسفة مقنعة للضمير الانساني !.
وقد وضح هذا العملاق الفكري ان المبادئ والاسس التي قامت عليها الاطروحة الماركسية الاقتصادية بالذات ، ومن بداية ( القيمة التبادلية ، والعمل اساس القيمة ) الى رأس الهرم في النظرية الاشتراكية في امكانية اعادة انتاج المجتمع الشيوعي من جديد ماهي الاخيال فني امتازت به حقبة الاشتراكية الشيوعية لزمن ، وسوف تصطدم بحقيقة ان الحياة الاقتصادية علم وليس رؤية فنية في نهاية المطاف !!!.
وعلى هذا كيف انطلق الاستاذ المحترم في مقاله من وهم اعتقد انه حقيقة يجب ان نسلم بها جميعا بما فيهم حميد الشاكر من ان الاسلام نفسه وليس الفكر الاسلامي ليس له نظرية اقتصادية خاصة به !.
الحقيقة ان مادفعني للاستغراب من مقدمة الجميل ابو رغيف وفي اول سطور مقالته هو جزمه : بأن الاسلام او الدين الاسلامي .. ليس له نظرية اقتصادية خاصة به ، مصادرا بذالك كل ماكتب حول الموضوع وبلغة فنيا ايضا عمومية لاتوحي بالدقة كذالك، فمجرد القول : ان ليس للاسلام نظرية اقتصاد خاصة به ،  يوحي ان هناك مفهوما خاصا وبعيدا عن علم الاقتصاد  لمصطلح ( النظرية الاقتصادية ) للاستاذ ابو رغيف ، وإلا المعروف ان النظرية هي (نتاج فكر واسس وقوانين تكتب حول كيفية دورة الاقتصاد واساليب انتاجه وتوزيعه وكذا سلعه ومفاهيم العلاقات بين هذه الاشياء وبين الانسان ، وماهية تلك العلاقات مع مواردها الاقتصادية الطبيعية والصناعية .....) وكل هذه الاشياء بغض النظر عن الاساليب الحديثة التي طرح من خلالها وجهة النظر الاسلامية في الاقتصاد الحديث وترتيبها البحثي ، هي كذالك نظرات وافكار واحكام طرحها الاسلام منذ فجر بزوغه على المسلمين وتناولتها كتب المكاسب لعلماء الاسلام كالشيخ الانصاري في مكاسبه وغيره من فقهاء وعلماء ومجتهدين تحدثوا عن ادوات الاقتصاد ودورته وكافة مستلزماته وعلاقاته واساليب انتاجه  قبل ان تتطور الحياة لتفصل العلم الاقتصادي عن غيره وتظهر المدارس الاقتصادية المتخصصة في العالم الانساني لينبري ايضا المفكرون الاسلاميون كالشهيد السعيد محمد باقر الصدر والفيلسوف المتألة الشهيد والمفكر الايراني مطهري صاحب كتاب ( الاقتصاد الاسلامي ) وهكذا غيرهم من عباقرة الاسلام ومفكرية لطرح الاقتصاد الاسلام بشكل مدرسة ونظرية منفردة كما حتمته تطورات المجتمع وحيوية العلم الاقتصادي فيه !.
وبعد هذا كله يقول المحترم ابو رغيف : ليس للدين الاسلامي نظرية خاصة في الاقتصاد !.
أذن ما الذي انجزه السيد الصدر ومطهري وكذا اخرون في اطروحاتهم الاقتصادية اذا لم يكن في الاسلام نظرية اقتصادية ياسيدي المحترم ؟.
ثم وبعد هذا تتوالى علينا اطلاقات ومصادرات استاذي المحترم مالوم ابو رغيف ، لابل وتتوالى علينا مصطلحاته الغريبة العجيبة التي تدلل ( وليعذرني الفنان الجميل ابو رغيف من القول ) على انه لم يتناول في حياته كتابا يتحدث عن الاقتصاد في الاسلام !.
وإلا هل من المعقول ان كاتبا او فنانا بمنزلة المحترم مالوم ابو رغيف ينفي ان يكون للاسلام كدين وكفكر اي نظرية اقتصادية ، مع علمه هو شخصيا وليس انا : ان الاقتصاد والتجارة والمال والسلع والصناعة والتداول والاسعار والقيمة والتبادل والموارد  ..... وكل هذه المفردات التموينية الاقتصادية للبشرية هي من صلب الحياة التي نظمها الاسلام بشكل احكام وقوانين داخل المجتمع الاسلامي ، وما الزكاة والخمس والضرائب والخراج الذي تحدث عنها الاستاذ ابو رغيف الا مفردات متممة للعلم الاقتصادي داخل منظومة النظرية الاسلامية الاقتصادية العامة للاسلام !.
فكيف بعد هذا ينفي مالوم ابو رغيف نظرة او نظرية الاسلام الاقتصادية من الوجود ؟.
لا اعلم !.
نعم على المنطق الذي ذكرناه بالمقدمة للاشتراكيين الفنانيين العراقيين ورغبتهم الملحة بعدم الاعتراف باي واقع غير واقعهم الفني والاشتراكي ، يكون من حق الفنان ابو رغيف ان يلغي اي نظرية في الاقتصاد باستثناء النظرية الاقتصادية الاشتراكية الماركسية ، بل ويجزم انها هي وحدها من ينبغي ان يطلق عليها صفة ( النظرية ) اما غير ذالك فلا علم يستحق ان يطلق عليه اسم النظرية بما في ذالك الدين الاسلامي كله والذي نصفه حديث في الاقتصاد والنصف الاخر حديث في العبادة !.
لكن حقيقة الرغبات والامال والاحلام شيئ ، وواقع علم الاقتصاد القديم والحديث شيئ آخر !.
وعلى فكرة علم الاقتصاد علم قائم بذاته وليس له علاقة من قريب او بعيد باي دين او ايدلوجيا او نظرية او فلسفة  ، وحسب مايذكر المفكر الايراني الكبير مرتضى مطهري في تقسيم نوعية العلاقات الاقتصادية بكتابه ( الاقتصاد الاسلامي ) فان : العلاقات الاقتصادية على نوعين : العلاقات التكوينية والطبيعية ، والعلاقات الاعتبارية القانونية ، العلاقات الطبيعية عبارة عن علاقات العلة والمعلول التي تظهر في القضايا الاقتصادية شئنا ام ابينا ، مثل علاقات العرض والطلب والقيمة في الاقتصاد الحر والتبادلي ، والتضخم المالي وارتفاع وانخفاض الاسعار والبطالة والفوضى الاقتصادية والربح والخسارة والاجور والضرائب وامثالها ، اما العلاقات الاعتبارية القانونية والتعاقدية فهي عبارة عن القوانين المتعلقة بالحقوق والملكيات الخاصة والعامة )
وعلى هذا ياسيد ابو رغيف كل مدرسة تتناول علاقات الاقتصاد في جانبه الطبيعي والتكويني تكون مدرسة حائزة على نظرية اقتصاد خاصة بها ، فكيف بالاسلام الذي تناول الاقتصاد بشقيه الطبيعي التكويني والاعتباري القانوني ، فكيف يمكننا ان ننفي نظرة الاسلام هكذا لمجرد انه ليس متوافقا مع نظرية الماركسيين التي هي بالاساس ليست سوى رؤية كباقي الرؤى الاقتصادية الاسلامية او الراسمالية الاخرى ؟؟.
على اي حال يبدو اننا جاوبنا على وهم نفي النظرية الاقتصادية الاسلامية كما طرحه زميلنا مالوم ابو رغيف ، وبامكان اي مثقف يريد معرفة ماذكرناه ان يعود للصدر في ( اقتصادنا ) للمطهري في ( الاقتصاد الاسلامي ) ووللدكتور محمد حسين في ( الاقتصاد الاسلامي ) ، وان كان من اهل الابداع فيكفيه ان يقرأ الاسلام وتعامله مع الاقتصاد ليستخلص هو النظرية والرؤية من خلال مصدريه القرءان الكريم والسنة النبوية الشريفة للرسول محمد ص واهل البيت ع !.
يتبقى الكثير مماكتبه المحترم مالوم ابو رغيف في هذا الجانب بحاجة الى اشارة ، او بحاجة الى تنبيه الى ان مصطلحات الاقتصاد كالنقد وقيمته لابد ان توضع كل مفردة فيه حسب مكانها الدقيق ولايكفي ان نستخدم اللغة الاقتصادية بصيغها اللاعلمية الجافة والقريبة من الفنية المرنة  مثل قوله مردفا لفقرة : ليس في الدين الاسلامي نظرية اقتصادية خاصة به ، ثم يردف :((ولااسلوبا للانتاج يميزه عن غيره !.)) !.
ويبدو هنا ان السيد مالوم ابو رغيف خلط بين مصطلحي :(( وسائل الانتاج )) و :(( اسلوب الانتاج )) فاساليب الانتاج سواء كانت طبيعية او صناعية هي ليست من ضمن مختصات هذه النظرية او تلك ، وانما هو عمل قائم على الارض الانسانية وليس الفكرية ، فهو هو كما ان الانسان في الشرق له اساليب انتاج معينة اجتماعية واقتصادية ، كذالك الانسان في الغرب له اساليبه المتنوعة الاجتماعية العملية الاقتصادية في انتاج السلع قبل تسويقها او تداولها ، والى  هنا غير مفهوم تماما مقصود الاستاذ ابو رغيف عندما يشير الى ان :(( الاسلام ليس له ايضا اسلوب انتاج مميز به )) فالاسلام على هذا المعنى ليس له علاقة لامن قريب ولامن بعيد في رؤيته المذهبية لاساليب الانتاج هنا وهناك ، بل اساليب الانتاج عملية لاتختص اصلا بالمجال النظري الفكري الاقتصادي الذي يفلسف العملية الاقتصادية  ، وانما هو عملية روتينية اقتصادية يقوم بها الانسان من خلال حاجاته الاقتصادية ، وعليه فاي شيئ قصد ابو رغيف من جملة : ولااسلوبا للانتاج يميزه عن غيره !.
وماهي الاساليب الانتاجية التي تميز غير الانسان الاسلامي عن الانسان الاسلامي !.
ويبدو والله اعلم ان هذه الجملة لامحل لها اصلا من اعراب الاقتصاد وعلمه !.
نعم تابع الاستاذ ابو رغيف نقده الفني للاقتصاد الاسلامي بعد هذه المقدمة ايضا وكما نراه بنفس الاسلوب من المصادرة المطلقة ، ليدمج لااعلم عن علم او غير قصد بين الاقتصاد الاسلامي وبين الاقتصاد الرأسمالي ، ليخرج بنتيجة :(( فهو ( الاقتصاد الاسلامي ) في الجانب الاقتصادي لا يختلف عن الاقتصاد الرأسمالي يعتمد على النظام الضرائبي، الزكاة والخراج، ولا يهم التبرير، اكانت هذه الضرائب لله او للدولة الاسلامية، و الله ليس بجابي ضرائب ولا اعرف انا ولا يعرف الاستاذ حميد ايضا طريقة او وسيلة لايصال هذه الاموال الى الله، فهي ستذهب، ومهما كانت تبريراتها، الى جيوب الحكام او خزينة الدولة وان كان اسمها بيت مال المسلمين.))
والحقيقة وليصدقني زميلي ابو رغيف ان هذا الشطر من مقاله بامكاني ان اكتب فيه كتيبا صغيرا في فروق الاقتصاد الاسلامي عن غيره ، ولكن نشير اختصارا للنقط المتداخلة في هذه الفقرات :
اولا : الاقتصاد الاسلامي مختلف تماما في رؤيته عن رؤية الاقتصاد الرأسمالي من الاساس الى اعلى الهرم .
ثانيا : الاقتصاد الاسلامي اقتصاد ريع وانتاج وصناعة وليس فقط اقتصاد ضرائب وجباية ..
ثالثا : مذهب الاقتصاد الاسلامي كما ذكره السيد الشهيد في اقتادنا مختلف عن مذاهب الاقتصاد الراسمالي والماركسي الشيوعب .
رابعا : اموال الضرائب الاسلامية هي للمجتمع واهل الفاقة والحاجة في الاقتصاد الاسلامي وليس لله سبحانه ، لقوله تعالى :(( وفي اموالهم حق للسائل والمحروم / 19 الذاريات )) وقوله سبحانه :(( ولاتأتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما / 5 النساء )) ففي النص الاول اضاف الله سبحانه وتعالى حقوق الضرائب والزكواة وغير ذالك لحقوق المحتاجين والمحرومين ليدلل على ان الطريق لصرف الحقوق الاقتصادية معروف للمسلمين فضلا عن حميد الشاكر او غيره ، وفي النص الثاني اضاف الله الاموال للملكية الجماعية للمجتمع ليدلل على ان الاموال هي في الحقيقة للناس من خلال فرض الله سبحانه لذالك !.
وعليه ياسيدي ياابو رغيف الضرائب هي في الاساس العملي ليست لله ولا للدولة الاسلامية وانما هي حق للفقراء والمحتاجين ، وحميد الشاكر ليس كما زعمت عدم معرفته بالطريقة او السيلة لايصال هذه الاموال لله سبحانه ، بل انا وانت ندرك ان ايصال هذه الاموال للمحتاجين والمحرومين والمعوزين هي بالحقيقة ايصال لله سبحانه ، فالمحرومون هم وجه الله ويده وجيبه التي من خلالهم نصل الى الله مباشرة !.
نعم هناك سرّاق وحرامية وناهبي اموال المحرومين واموال الله هذا بحث اخر ، ولكن الان ادركنا ان الطريق لايصال اموال الله هي جيوب خلقة المحرومين والسائلين ، وما لفظ ( مال الله ) الاسلامي الا ليجعل حرمة لهذا المال مقدسة كي لايعتدي عليها الاخرين اذا فهموا ان اموال الفقراء هي اموال الله المقدسة ، والمعتدي عليها معتدي على الله مباشرة ، فهل ادركت استاذي المخترم لماذا نسب الاسلام اموال المجتمع والفقراء لله سبحانه ؟.
كي يعطيها الحماسة والقداسة من ايدي الناهبين واللصوص ، ومع ذالم ياخي لم تسلم اموال الفقراء وحتى تحت حماية البنك الالهي المقدس من السطو المسلح عليه من قبل المجرمين !.
نادرة تاريخية :
يذكر ان ابا ذرّ بعد ان نفوه الظلمة الى الشام كان يجلس في احد مساجدها ليثقف المسلمين في الشام على الفرق في الاسلام بين ( مال الله ومال المسلمين ) وكان ابو ذرّ الغفاري رحمة الله عليه كان يحذر المسلمين من ان يقولوا ( مال الله ) وعليهم ان يقول ( مال المسلمين ) لان محمد الرسول ص كان يعلمهم ان هذا المال هو تحت اسم الله ورعايته لاليكون للدولة والسلطان ينفقه كيف شاء باسم الله ، بل ليكون تحت رعاية الله على اساس انه من حقوق المسلمين التي لايقبل الله الاعتداء عليها ، وبهذا ادرك بعض الشاميين ان الطريق الصحيح لوصول الاموال الى يد الله سبحانه هو جيوب المحتاجين من المسلمين وليس جيوب الاغنياء والقادة والمترفين !.
وما هي الا ليلة ويوم حتى اوصلت عيون معاوية الجاسوسية الخبر لمعاوية بن ابي سلطان حتى امر على الفور بحمل ابي ذر الى جبال الربذة القاحلة ليعيش وحيدا فريدا لايخالطه احد من المسلمين ابدا ليموت ويدفن هناك مع افكاره الاسلامية الاقتصادية تلك !!.
خامسا : نعم ان الله سبحانه ياسيد ابو رغيف كما عرفناه اسلاميا جابيا للفقراء والمساكين ، بل هو سبحانه طالبا ومقترضا في سبيل الفقراء والمحرومين ، يقول سبحانه في كتابه العظيم :(( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة )) ويقول عز وجل :(( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم )) !.
ولو لم يكن الله سبحانه الاسلامي جابيا ومدافعا ومقترضا من اجل الفقراء والمحرومين لما وجدت هذا الحبّ الكبير لله سبحانه في قلوبنا وعقولنا وجميع ماحوته ضمائرنا الحزينة !.
ان الفرق بيني وبيك ياسيدي ابو رغيف ان ربي الله الاسلامي دائما هو مع الفقير رحيما به طالبا من اجله متنزلا من علياءه من اجل نصرت المظلوم والفقير والمحتاج ، منزلا كتابه لاقامة المساواة والعدل بين الناس ... بينما ربك والهك بعيد غير معتني بالامك ولاهو مطالبا لحقوقك وتركا لك في بحر الظلم والراسماليين واللصوص والقتلة ، فمن حقك ان تراه بعيدا ومن حقنا ان نراه قريبا !..
___________________________________
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com       
         

38
(( مالوم ابو رغيف وحديث عن نزاهة الاحزاب الاسلامية ؟!.))


حميد الشاكر
_______________-
ليس كل المقالات المكتوبة تثير جدلا فكريا عند قرائتها للوهلة الاولى او الثانية او الثالثة ، وانما هي تلك المقالات التي يكتبها كتّاب مبدعون واقلام نابضة بالفن والحياة والنقد هي تلك المقالات التي تثير جدلا ديالكتيكيا فكريا لدى القارئ والمتتبع والكاتب ايضا  !.
نعم كتب الزميل المحترم مالوم ابو رغيف مقالا تحت عنوان (( عن نزاهة الاحزاب الاسلامية )) لفت نظري ، ودفعني للتأمل باعتبار انني او قلمي ربما يعتّز بانتمائه للخط الاسلامي بلا حزبية سياسية ، فرأيت ان اجادل المحترم ابو رغيف حول ماكتبه عن الاسلاميين واحزابهم وحكمهم في العراق اليوم ، وفسادهم كذالك الذي يتحملون وزره بلا ادنى تقيه ، وكل هذا من منطلق شعوري ان اسألة اي كاتب عراقي لاسيما المبدعين منهم لابد ان يجاب عنها عندما تكتب بصيغة (انتم ونحن) السياسية والفكرية ، فمثل هذا الجدل هو الخالق لحالة الابداع الثقافية التي ننشدها في قابل مستقبلنا العراقي المرجو فلاحه ، كما انه هو الذي يحرك اي كاتب على الابداع والمواصله في عطاءه وفكره عندما يشعر بالملاحقة الفكرية لما ينتج من كتابات ،  ولهذا ادعو جميع كتابنا المحترمين ان يخلقوا حالة الجدل الفكرية والسياسية فيما يكتبون بين بعضهم والبعض الاخر بعيدا عن اي حساسية ليس لها اي مبرر ، سواء كان الكاتب والمناقش والمجادل من الطراز الممتاز او من طراز  الدرجة العاشرة في قطار ذي قار حلة آخر الليل  ، على قاعدة الاختلاف التي تثري الثقافة وليس على قاعدة المخاتلة واساليب التسقيط والهدم ونشر ثقافة العداوة والبغضاء بين العراقيين اجمعهم !.
تمام تناول الكاتب ابو رغيف في مقاله المذكور حول نزاهة الاحزاب الاسلامية الكثير من المحاور الحيوية في فكرة ( الاسلام السياسي ) تستحق بالفعل التأمل والجدل حولها وإن كانت مقالته مختصرة في موضوعة ( الفساد الاداري ومسؤولية الاحزاب الاسلامية الحاكمة في العراق عنه ) إلاّ ان أبا رغيف قد تسائل اسألة عامة فتقت من مجرى الاسلام السياسي ووسعت من كم قميصه الضيق في الموضوع ليسأل أخيرا وفي نهاية مقاله حول : أليس العراق دولة تحكمها الاحزاب الاسلامية اليوم ؟.
والحقيقة ان مثل هذا السؤال وغيره من اسألة من قبيل : أليس رئيس الوزراء أسلامي وبرنامج الحكومة أسلامي .... والملالي يحتلون مراكز مرموقة في البرلمان والوزارة ... فلماذا الفساد اذن ؟. من اسألة الفنان مالوم ابو رغيف تدفعنا للتوقف والتأمل في هذه الاسقاطات الفكرية والتي ان تأملناها بدقة نجد انها تصادر على الواقع المعاش في العراق اليوم نفسه ، بله انها تصادر عقل القارئ المتلقي لمثل هذه الاسألة التي يبدو فيها التأدلج السياسي اكثر منه الايدلوجية الفكرية الثقافية التي تحاول نقد الواقع وليس مصادرته !.
فبغض النظر ان الحكومة العراقية كما يدركه السيد ابو رغيف وكل العراقيين ليست اسلامية ، وليس الاحزاب الاسلامية فقط هي التي تحكم العراق لاغير وإن كان منها بعض الملالي في الحكومة والبرلمان ، فهناك كتل علمانية واخرى قومية وهكذا طائفية ، وهناك احتلال غربي على اي حال لم يزل موجودا على الارض العراقية  وكذا هناك محاصصة رديئة في الحكم في العراق ...، وبغض النظر ايضا انه ليس واقعيا ولادقيقا ان برنامج الحكومة المطبّق القائم في العراق هو برنامج اسلامي مئة بالمئة بل هو اشبه شيئ بالبرنامج التوافقي العراقي المرقع من كل الملل والقوميات والطوائف حتى وان كان رئيس وزراء الحكومة اسلامي الانتماء والهوى ، بغض النظر عن ذالك كله فما علاقة الفساد ونقده بنزاهة الاحزاب التي تحكم باسم الاسلام ؟.
ربما اعتقد السيد ابو رغيف انه وبسبب مشاركة الاحزاب الاسلامية في العملية السياسية العراقية اليوم وفوزهم في الانتخابات التشريعية الماضية باغلبية مقاعد البرلمان العراقي التي وفرت لهم شرعية المساهمة في الحكم العراقي ، فعليه اي فساد اداري لابد ان يشوه صورة الاحزاب الاسلامية ونزاهتها لاغير ، بغض النظر عن باقي المشاركين في هذه الحكومة من حركات علمانية شيوعية وقومية كردية ، وكذا طائفية دينية عرقية ايضا ؟!!.
والواقع ان مثل هذا الحكم على مكوّن واحد في حكومة العراق ورميه بالفساد ، وتنزيه الاخرين وتشكيلة الدولة برمتها من هذا الفساد يعدّ تحاملا لامبررا سياسيا او فكريا يدعمه ، بل هو مصادرة لايستطيع اي قارئ لمقال المحترم مالوم ابو رغيف ان يهضمه او يتقبله او ربما يحترمه بسهوله ، ولهذا نحن نقول ان المقال من البداية الى النهاية وكأنه حملة اعلانية كالتي نراها لترويج الكولا ضد الببسي في المنتجات الامريكية ، على اساس  ان الكولا فساد وشر مطلق بينما الببسي صحة وعافية كلها والى الابد !!.
ثم لنرجع قليلا الى جذر الموضوع برمته والذي يبدو انه السبب في غضب مالوم ابو رغيف على الاسلاميين واحزابهم وحكمهم الاسلامي الذي حتى قبل ان يحكم هو متهم بفساد الاخرين الذي فسادهم يثبت عدم اسلاميتهم في الحقيقة ، فليس اسلامي كل ماهو فاسد كما يعتقده الاسلاميون ، لنسأل الاستاذ ابو رغيف عن مفهومه للحكم الاسلامي ، وهل هو يعتقد بفصل الحكم الاسلامي عن الاحزاب الاسلامية ؟.
أم انه لايرى هناك اي فرق بين شعار ( الاسلام هو الحل ) وبين حكم الاحزاب الاسلامية هنا وهناك ؟.
الحقيقة ان الاجابة على مثل هذه الاسألة الفكرية في الايدلوجيا الاسلامية تحلّ الكثير من الاشكالات التي ربما يقع فيها من لايفرق بين النظرية او الشعار من جهة وبين التطبيق والواقع من جهة اخرى ، كما هو بادي في كلام الاستاذ المحترم مالوم ابو رغيف !.
نعم كأسلاميين نعتقد ان هناك فرق كبير بين مطالبتنا بحكم الاسلام لجميع دول وحكومات عالمنا العربي والاسلامي ، وبين تطبيقات هذا الاسلام هنا وهناك من هذا العالم ، وهذا من منطلق رؤية : ان الاسلام هو ليس فردا او مجموعة او حزبا او فئة سياسية او اجتماعية او تنظيمية لنقول لافرق بين الاسلام واحزابه السياسية ، وانما الاسلام ( نظام حكم ) اي انه فكر وقانون ورؤى تضبط من حركة الدولة والحكومة مهما كان نوع هذه الحكومة او الدولة او الحزب ، ولهذا فشعار :( لااحد فوق القانون ) هو شعار مناسب لمقولة لااحد او حزب او منظمة فوق قانون الاسلام واحكامه واوامره ، ومن هنا نعلم انه بقدر ما كنت ملتزما باحكام وقوانين واخلاق وسلوكيات الاسلام كلما كنت الاقرب لتطبيق روح الحكم الاسلامي حتى وان كنت غير مسلما اصلا ولكنك امنت بهذا النمط من الحكم الذي ينادي بالعدل والقسط والمساواة بين الناس ويشجب الظلم والفساد والدكتاتورية والاستعباد !!.
وعلى هذا ياسيدي الكاتب ابو رغيف فأن ( شعار الاسلام هو الحل ) لايعني لنا كأسلاميين انه مطابق لشعار ( حكم الاحزاب السياسية الاسلامية للدولة ) لاغير فهذا الجانب التطبيقي في الحكومة والدولة هو اسلامي بقدر قربه لتطبيق شعارات الاسلام ، وليس لقربه من زبيبة السجود على الجبهة او لباس العمامة والعباءة العربية التقليدية او لبس المعاضد والخواتم وحمل السبحة السوداء !.
لا ليس هكذا حكم وشعار الاسلام هو الحل ، بل لربما ان تقدم اي علماني متنّور وصاحب كفاءة علمية وادراك للفكر الاسلامي ، يحترم الاسلام كحكم وقانون لادارة الدولة والمجتمع ومستعد للالتزام بمبادئه واخلاقه وطبيق فقراته ، فانا اول الاسلاميين الذي ارحب وانتخب هذا الاسلامي العلماني الذي لايفصل الدين عن الدولة والذي يحاول تطبيق حكم الاسلام بصدق ونظافة وايمان وبلا تمييز بين طبقات وافراد شعبه باعتبار ان الكل سواسية امام القانون ! .
نعم على هذا المنطلق فهناك الكثير ممن يدعي الاسلاموية ويتزيا بلباس الاسلاميين ويشابههم في كل شيئ ، الا في التزامه بالاسلام واخلاقه فتراه فاسدا ولصا ومفتريا ووسخا .... ، ومع ذالك فهو يدعي التأسلم والالتزام بالاسلام وحزبه ، وماهو في الحقيقة غير لص فاسد كما سرق اموال الشعب كذالك سرق الاسلام نفسه ليتاجر به كما تفضل الاستاذ ابو رغيف في مقالته !.
نعم يتبقى من خلال ماذكرناه انفا عن الفرق بين ( حكم الاسلام) الذي ينادي بالعدالة والمساواة وتنفيذ حكم القانون على الحاكم والمحكوم بالسويّة والذي تنادي به امة الاسلام وجميع الافراد وانا وغيري قبل احزابها السياسية ، وبين اخفاقات في التطبيق وفساد فيه ، يحكم عليه الاسلام نفسه انه بريئ منه وانه ليس اسلاميا وانه مدان وانه يجب ان يحارب باسم الاسلام نفسه ومهما رفع من شعار لاستغفال الناس وتغييب عقولهم وليس باي اسم اخر لأعتبار ان الاسلام وحكمه يحمل الحصانه في داخله ويرفض استغلاله في الفساد والعمل بالظلم  ، قبل ان تحكم عليه باقي الافكار والايدلوجيات غير الاسلامية .... يتبقى ان نذكر بعض الذي كتبه العزيز ابو رغيف كظواهر لفساد الاحزاب الاسلامية الحاكمة في العراق اليوم باعتبارها ظواهر الا ان اضافتها للاحزاب الاسلامية فيه الكثير من التجنّي على هذه الاحزاب بالذات  :
اولا : ذكر الاستاذ ابو رغيف : ان فساد العراق وصل الى مرحلة لايمكن السكوت عليها بشريا حتى ان منظمات الشفافية الدولية قد ذكرت ان العراق هو الثاني اذا لم يكن اولا عالميا بموضوعة الفساد الاداري ، ومع ذالك ( يذكر ابو رغيف ) لم تزل الحكومة مستمرة على نفس المنهج ، ولم نرى فصل وزير ولاسفير ولاهم يحزنون ؟.
والحقيقة انا لهذه اللحظة لاادرك غاية الربط الذي ذكرها الاستاذ ابو رغيف بين وجود ظاهرة فساد منتشرة في الدولة العراقية وبين وجوب فصل وزير او سفير ، الا على اساس ان هذا الوزير المُطالب فصله هو المعني بالفساد شخصيا مع علم الحكومة بذالك ومع هذا لم تقدم على فصل الفاسد من المسؤولين في ادارة الدولة !.
امّا ان كان مقصود الكاتب ابو رغيف انه يجب الفصل لغاية الفصل لاغير لوزير كلما ظهرت ظواهر فساد في اي دولة في العالم ، فمثل هذا الاجراء لايدلل في الحقيقة على ان هناك نزاهة سوف تعقب فصل الوزير او المسؤلين من مناصب لرائحة وجود فساد اداري ؟.
فهذه الولايات المتحدة الدولة الكبرى بالعالم ديمقراطيا وقوّة تعرضت لهجوم ارهابي فضيع في احداث الحادي عشر من سبتمبر ، وكان عوار الاجهزة المخابراتية واضحا ومع ذالك لم يطرد لاوزير ولامدير ولاسفير ، باعتبار ان ليس كل خرق اداري او امني يجب ان تعلن الدولة بعده مراسيم العقاب لمسؤوليها او الموظفين ، من منطلق اننا نعيش بحياة بشرية قابلة لوقوع الاخطاء والهفوات وغير ذالك ؟.
نعم اذا تورط اي وزير او مسؤول بالدولة العراقية الجديدة وادين شخصيا فعلى الحكومة ان تقوم بدورها الوظيفي بعدما يحاسب البرلمان ويدين القضاء ويحكم بعزل الوزير عن منصبه عندئذ يأتي دور الحكومة التنفيذية التي يقودها الاسلاميون في العراق لتنفيذ امر القانون ، لااكثر ولا اقل !.
الغرض القول ان الكاتب ابو رغيف يبدو انه باتهام حكومة الاسلاميين في العراق لايدرك الفرق بين وظائف الحكومة التنفيذية ، ووظائف القضاء الادارية ، وعلى فرض وجود فساد في وزراء حكومة الاسلاميين في العراق ، فعلى مجلس النواب المساءلة وهو مجلس ليس اسلاميا كله ، وبعد ذالك لدينا قضاء ليس له علاقة بالاسلاميين في الدولة العراقية الجديدة وظيفته تلقي شكاوي المواطنين وادانه المسؤولين الفاسدين ، وبعدها يوجد سجن الاحداث والكبار للفاسدين سواء كانوا اسلاميين او شيوعيين !.
وعليه ياعزيزنا ابو رغيف لايمكن على هذا المنطق اتهام اي ايدلوجيا سياسية بقضية الفساد الاداري ولاحتى ان كانت الحكومة مشكلة من الشياطين انفسهم بدلا من الاسلاميين !.
ثانيا : تساءل الاخ المحترم ابو رغيف في مقالته : لو لم يكن الاسلاميين هم الذين يحكمون ، لو ان الوزراء والمتنفذين والتجار والشطار ..... ليس من اصحاب المسابح والخواتيم واللحى الطويلة ... لرايت الاحزاب الاسلامية وأئمة وخطباء الجمعة يشنون حملات تشهير وتسقيط شعواء ضد العلمانيين ، لكن لأن الحرامية واللصوص والمزورين .... منهم وفيهم أسلاميون حتى العظم يلزم الجميع الصمت ؟!!!.
طبعا اولا : الاسلاميون مشاركون في الحكم وليس هم الحاكمون على الفعلية كما ذكرنا !.
ثانيا : لااعلم ان كان جميع الوزراء والحرامية من اهل السبح والخواتيم ، فكثير من وزرائنا مع احترامنا الشديد لهم ليس من اصحاب اللحى ولا هم في وارد ان يفكر بالهداية والالتجاء الى الله والاخلاق الحميدة !.
ثالثا : وحقيقة لااكد ادرك مقالة الاستاذ ابو رغيف عندما يعلن ان جميع الخطباء وأئمة الجوامع والاسلاميين وفضائياتهم واقلامهم ....... متواطئون مع الفساد الحاصل ، والدليل ان لااحد يشهر بالفساد او يتحدث عنه او ينتقده ... لا لسبب الا لان الحرامية هم الاسلاميون انفسهم ؟!!.
وفي مثل هذا الكلام فرضيتان استباقيتان من الكاتب الفنان ابو رغيف :
أ : الاولى : ان الحرامية كلهم اسلاميون ، مع عدم ذكر الكاتب لاي اسم او شخصية اسلامية ثبت تورطها بالحرمنة والفساد ، وباقي الناس كلهم شرفاء  ؟.
ب: والثانية ، افتراض ان جميع الاسلاميين ساكتون وغير مدينين للفساد ولامتحدثين عنه بسلبية ، بعكس مالو كان الفساد من ابن الجارية العلماني لرايت الاسلاميين اصحاب السن طويلة ؟!.
عجبي !.
ولماذا لااعجب اذا كان الخطباء وأئمة الجمعة من وكلاء المرجعية وجميع الفضائيات والصحف الاسلامية هي التي شنّت الحرب على الفساد وهي التي حاسبته في مجلس النواب وهي ابرزت الوثائق في ادانته وهي التي طالبت القضاء بفتح ملفاته ونشر غسيله الوسخ على الملئ العراقي وهي ..... الخ ، ومع ذالك يعلن كاتبنا المحترم ابو رغيف : ان هناك سكوت وتواطئ من قبل اسلاميي العراق مع الفساد ولذالك هو صامت وساكت وغير معير اهتمام لموضوعة الفساد على الاطلاق !.
السادة القرّاء الكرام انا في حيرة من امري مع مايكتب السيد ابو رغيف عن فساد الاسلاميين على الحقيقة ، فهل اصدق عيني التي رات الاسلاميين وهم يعلنون الجهاد على الفساد ، وسمعي الذي سمع خطب الاسلاميين في البرلمان وهي تشهر بالفساد والفاسدين ، ولساني الذي قرأ مقالات الاسلاميين وهي تذبخ بالفساد وتطالب بمحاكمته واعدامه كمجرم خيانه .....، أم اصدق مقالة الكاتب مالوم ابو رغيف الذي ادعى في مقاله سكوت الاحزاب الاسلامية عن الفساد ونسبته اليهم مباشرة بلا وخز من ضمير ولا تقديم دليل ملموس على تورط الاسلاميين في الفساد ؟!!!.
نعم لم نرى او نسمع في مجلس النواب اي علماني طالب بادانه الفساد ، ولم نرى اي علماني اتعب نفسه ليبحث عن وثيقة تدين الفساد بشكل علني ، ولم يتحدث اي علماني اشتراكي امام الفضائيات العالمية عن مشكلة الفساد في العراق ....، ولكن مع ذالك يقول السيد ابو رغيف ان الاسلاميين هم كانوا الخونة للامانة ، وسارقي الشعب ، وناهبي الديار ، ومن قام وصرخ وشجب الفساد هم كانوا علمانيين ولكن بمسابح وعمائم ولحى وسبح اسلامية للتنكر في حفلة البرلمان التي حاسبت وزير التجارة السوداني المحترم ؟!!!!!.
ثالثا : يختتم المبدع مالوم ابو رغيف مقالته بنتيجة حتمية لكل ماذكره من حقائق ضد الاسلاميين  ( فسادهم لصوصيتهم سكوتهم على الفساد .......) ونزاهتهم واحزابهم  بالقول : الا يعني هذا ان الاحزاب الاسلامية هي احزاب فاسدة ؟.
معنى فساد الحزبية ان تخالف كوادرها شعارات احزابها المرفوعة ، ولو فرضنا الصدق فيما ذكره السيد المحترم ابو رغيف حول فساد الحزبية الاسلامية ، فهل يعني هذا فشل المشروع الاسلامي في العراق بالتحديد ؟.
نعم على فرض ان هناك من العلمانيين ( الكلام بصورة عامة وليس موجها للاستاذ ابو رغيف بالخصوص ) من يعتقد ان فشل الحزبية الاسلامية في ادارة الدولة العراقية حتما سينهي المشروع الكبير المسمى بالاسلامي في العراق ، وهذا ما نلاحظه عندما تقوم مجموعات كثيرة بالعزف على وتر الفشل الحزبي الاسلامي على امل انهيار المشروع الاسلامي من اذهان العراقيين بالجملة ، وعودتهم من جديد لاعتناق المشروع العلماني الداعي لفصل الاسلام عن الحياة !.
على فرض ان هناك فساد في الاحزاب الاسلامية كما قرره الاستاذ ابو رغيف انفا ، فنحب ان نطمئنه وغيره ايضا بالقول : انه حتى وان كانت هذه الاحزاب الاسلامية العراقية فاسدة فثق ايها الصديق ان العراقيين الاسلاميين كلهم سيرجعون الى مرجعيتهم التي لاغبار على نظافتها وهي الاسلامية لمحاسبة هذه الاحزاب الاسلامية الفاسدة بالاسلام نفسه لنعود من جديد ونشكل حزبية اسلامية اكثر نزاهة والتزاما بالاسلام العظيم !.
نعم الاسلام هذا المارد الذي خرج من قمقه الذي كان فيه يحمل حصانته في داخله وهو ليس بحاجة ان فسد المسلمون والمؤمنون به للبحث الى مرجعية علمانية تعلمه النظافة وعدم الفساد ، بل الاسلام قادر على اعادة انتاج نفسه من جديد كل يوم ، واذا كانت اليوم الحزبية الاسلامية فاسدة فسوف يقوم العراقيون انفسهم بابتكار حزبية اسلامية لاتقبل الاختراق ولاترحب بالفاسدين الذين هم في الظاهر اسلاميون ومن الداخل فاسدون !.
عندئذ ياسيد ابو رغيف اطمأن ان لاعودة عن الاسلام بالنسبة للعراقيين لو لم يبق في هذه الدنيا حجرا قائما على حجر ، واذا كان الاسلاميون فاسدون كما تعتقد فغيرهم من العلمانيون سيمون كارثة ليس لها تعبير او مفردة بالامكان وصفها على الحقيقة والسلام ختام !!.
__________________________________
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com     
       

39
(( بغدادي الحزب الاسلامي وخروقات الامن المفضوحة !.))

حميد الشاكر
______________
بدت اعترافات المجرم ابو عمر البغدادي قبل يومين من على قناة العراقية الفضائية بمنزلة الصاعقة على عدة اطراف سياسية اقليمية خارجية وكذا محلية داخلية ، ومنها طبعا الحزب الاسلامي اللاعراقي الذي يقوده نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي مع الاسف !!.
وصاعقة الحزب الاسلامي بدت مميزة عن باقي الانفعالات السياسية الاخرى التي ارتعدت فرائصها لسماع نبأ اعتقال البغدادي ابو عمر على يد القوات الامنية العراقية ، فهذا الحزب اصدر بيانا شديد اللهجة يدين فيه قناة العراقية التي قامت بدورها لكشف الحقيقة للشعب العراقي ، ويدين الناطق الرسمي لأمن بغداد اللواء قاسم عطا بسبب أبراز عطا لحقيقة العلاقة بين ابو عمر البغدادي والحزب الاسلامي اثناء لقائه الصحفي مع العراقيين !.
وهكذا كان بيان الحزب الاسلامي الذي ذكر ابو عمر البغدادي انه على علاقة به شديدا وانفعاليا وهابطا في لغته ومسّفا وغير اخلاقي بالمرّة في الطرح وفي الاسلوب وحتى في الدفاع ونفي تهمة تورط الحزب بمساندة الارهاب الحاصد لارواح ورؤوس العراقيين بالجملة !.
نعم جاء في بيان الحزب الاسلامي  اللاعراقي  دفعه لتهمة التورط في الارهاب بالقول : ان العراقيين يعلمون مناهضة الحزب الاسلامي لتنظيم القاعدة وان القاعدة قد استهدفت اعضاءا من الحزب الاسلامي فيما مضى من ايام !.
لكنّ مافات الحزب الاسلامي في بيانه : ان ابو عمر البغدادي رجل المخابرات البعثية السابق  لم يكن في يوم من الايام قاعديا حتى ينفي الحزب الاسلامي صلته بالقاعدة كحزب يساهم في زعزعة الاستقرار في العراق من داخل العملية السياسية ، وانما شلة الصداميين يستغلون مطايا القاعدة وبهائمهم الانتحارية لمعاقبة وقتل الشعب العراقي لاغير ، ومن ضمنهم ابو عمر البغدادي الذي كانت صلته بالحزب الاسلامي بعثية صدامية وليس قاعدية وهابية !.
ومن هنا وجدنا ان بيان الحزب الاسلامي ندد بالقاعدة الارهابية وشدد على عدم الصلة بها ، الا انه لم يندد بالصدامية البعثية ، ولاهو في يوم من الايان قد صرح بعدائه ومناهضته للبعثية الاجرامية ، وعليه فعندما اعترف البغدادي ابو عمر بان له صلات مع الحزب الاسلامي كان صادقا من منطلق العلاقة الصدامية الاجرامية مع الحزب الاسلامي العراقي ، وكذا عندما شدد البيان الصادر من الحزب الاسلامي على عدم وجود علاقة له بالقاعدة ، ايضا كان بيانا صادقا من منطلق ان صلة الحزب الاسلامي بالبعثيين الصداميين في التحالف القاعدي البعثي والنتيجة واحدة !.
والحقيقة لااعلم من الذي قال للحزب الاسلامي انه متهم بمساندة الارهاب القاعدي ليدفع تهمة صلته مع القاعدة الوهابية الاجرامية ، بل الحقيقة التي لم ينفها الحزب الاسلامي عنه بالامس واليوم انه متهم بمساندة الارهاب الصدامي البعثي في العراق ، وكان من المفروض على الحزب الاسلامي ان يضمّن بيانه نفي تهمة اتصاله بالصداميين المجرمين قبل القاعديين الاراذل ، وعلى هذا فابو عمر البغدادي كل العراقيين يدركون انه صدامي مخابراتي اجرامي قبل ان يتحالف مع القاعديين الارهابيين لاغراض في نفس الصداميين لم تفلح بعد !.
ان العراقيين حقيقة يدركون ان الارهاب الذي حرق اطفالهم واغتصب نسائهم ، وقطع رؤوس شيبهم وشبابهم واعتدى على مقدساتهم في السابق ، والذي لم يزل يمارس الجريمة ضدهم من خلال المفخخات الذي تمزق اشلائهم ....، لم تكن لتحدث لولا وجود خروقات امنية وسياسية واقتصادية داخل منظومة العمل السياسية العراقية القائمة ، وما تفجيرات الشعلة هذه الايام وغيرها الا أدلة دامغة على ان هناك خلل داخل العملية السياسية والامنية هي التي توفر الكثير من اللوجستية الارهابية من داخل الدولة ، وما اعترافات ابو عمر البغدادي ، وانه كان على صلة باعلى المناصب السياسية والامنية والاقتصادية التي كان يمثلها الحزب الاسلامي داخل الدولة ، الا صعقة كهربية يجب ان تنبه العراقيين الشرفاء الى ان هذه الخروقات الامنية ستستمر ما استمر امثال الحزب الاسلامي داخل الدولة العراقية !.
وكيف لأمن ان يستقر ولأقتصاد ان ينمو ولعملية سياسية ان تتقدم واعضاء امثال الحزب الاسلامي وجبهة التوافق والمطلك والعليان يتربعون على مفاصل الدولة العراقية التي هي من المفروض ان تسهر على أمن المواطن بدلا من تأمين الارهاب ضده وعلى طول المسيرة ، وحتى الى ان يخرج علينا ارهابي اخر كابو عمر البغدادي ليعترف بصلاته الصدامية والتي يعرفها جميع العراقيين مع هذه الكتل السياسية الموبوءة صداميا  !.
كيف لنائب رئيس جمهورية كطارق الهاشمي يجلس ويخطط للامن القومي والوطني العراقي في مجلس الرئاسة وهو متورط مع الارهاب الصدامي الذي هدفه هدم الدولة العراقية وذبح شعبها من الوريد الى الوريد ؟.
كيف يستتب امن العراقيين وامثال الحزب الاسلامي في السلطة واجهزة الامن والمخابرات والدفاع ودوائر الدولة التي ملئوها فسادا ودمارا ؟.
هل العراقيون بحاجة الى الف زرقاوي وبغدادي ومصري وسعودي يعترفون على ان هذه الكتل السياسية الصدامية الموجودة اليوم في دولة العراق الجديدة هم المخططون والممولون والمشرفون والمباركون .....لعمليات الارهاب ضدهم ليتحركوا بجدية لمنع قتل اطفالهم في الشوارع على الاقل ؟.
ثم متى يتحرك العراقيون الشرفاء ليطهروا انفسهم من وساخة البعثيين والصداميين الذين لم يزالوا جاثمين على صدر الدولة العراقية وداخل مفاصلها باسماء اسلاموية واخرى قومية وثالثة وطنية ... ليؤمن العراقيون  على حياتهم وعوائلهم وثروتهم وكرامتهم ووطنهم ودولتهم ؟.
هل لم يزل العراقيون في شك ان مع الحزب الاسلامي وجبهة التوافق ..... وغير هؤلاء من اهل النفاق والشقاق لايمكن خلق عراق امن ومستقر وطبيعي ونظيف ومتطوّر ؟.
أذن اذا كان ليس هناك شك ، وجميع الادلة والاعترافات تكشف ان الحزب الاسلامي مع ابو عمر البغدادي وجبهة التوافق والدايني مع الصداميين الاخرين ، وكلهم حفنة من المجرمين والذبّاحين والصداميين الذي فرضهم الاحتلال على الدولة والشعب العراقي ،  فما الذي تنتظره السلطة القضائية العراقية ولماذا لاتصدر اوامر القاء القبض والايعاز الى السلطة التنفيذية بالقبض على الخونة والمتواطئين وتقديمهم لمحاكمات عادلة تبث من على قناة العراقية ليتعض الاخرون ممن تسوّل له نفسه بالعبث بارواح العراقيين ؟!.
أم اننا كعراقيين لم نزل لانحكم انفسنا على الحقيقة وان غيرنا مَن يحكمنا خلف الستار وماهذا الطقم السياسي الا ديكور لاناقة له ولاجمل في العمل السياسي داخل الدولة العراقية التي بدماء العراقيين وليس غيرهم بُنيت حجرا على حجر ؟!!.
_____________________
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com
       

40
(( حوار صديقين حول الكاردينال عمانوئيل دلي والنجف الاشرف !.))


حميد الشاكر
_________________
سألني صديقي ابو محمد حول القضية المسيحية في العراق ؟، وماهي هذه التقارير الصحفية التي تصدر بين الفينة والاخرى حول انقراض المسيحية من العراق ؟.
وبعد ان تجاذبنا الحديث في شأن شعبنا المسيحي في العراق ، وجدنا انفسنا ننساق الى البعيد من الزمان عندما كتبتُ مرّة عن الكاردينال دلّي ، وكيف ان هذا الرجل لسبب او آخر يحاول ربط المسيحية العراقية الوطنية بشبكة معقدة سياسية خارج الوطن ؟، وكيف انه مختلف عن المسيحية القبطية المصرية التي تناضل من اجل ان تكون مستقلة نوعا ما في قراراتها الوطنية !.
عندئذ سألت صديقي ابا محمد هذا السؤال : أليس ظاهرة غريبة ياأخي ابو محمد ان يلّف الكاردينال عمانوئيل دلّي العالم كله من أجل حماية المسيحيين في العراق من الهجمة الارهابية ، بينما هو الى هذه اللحظة لم يفكر ان يزور النجف الاشرف بمرجعياتها الدينية المعتدلة والمحبة للانسانية ؟.
ثم لماذا وماهي العوائق التي تعيق هذا الكردينال الطيّب من التوجه والبحث عن مراكز القوّة في القرار الاجتماعي والديني وحتى السياسي داخل الوطن وفي النجف الاشرف بالتحديد ، بدلا عن البحث عن القوّة خارج الوطن ؟.
بمعنى آخر ياابو محمد هل بأمكانك ان تقول لي : لماذا هذا الزعيم الديني دلّي عمانوئيل لايرى في العراق وداخله كله اي لغة تفاهم او حوار او ربما التقاء على مصالح تحفظ للمسيحيين العراقيين حقوقهم وهيبتهم ومساهمتهم في وطنهم بفاعلية وبعيدا جدا عن اي تدخل خارجي ، بينما هو ولهذا الزمان ربما اجتمع في الفاتيكان اكثر من عشرة مرّات وفي واشنطن كذالك وفي لبنان مع موارنته مثل ذالك ؟.
ألم يكن حريّا بالكردينال دلّي ان يفكر بجدية كيفية مدّ الجسور الداخلية اولا مع ابناء شعبه وخصوصا مرجعية النجف الاشرف التي ترحب كثيرا بمثل هذه اللقاءات والتقاربات والتفاهمات الاسلامية الشيعية والمسيحية الكلدواشورية سريانية ايضا ؟.
قال لي صديقي ابو محمد : هل افهم من أسألتك هذه ايها الصديق ان هناك نوايا عند الكردينال دلّي بسلخ المواطنين العراقيين عن ابناء بلدهم وربطهم بالعالم الخارجي والغريب عن هذا الوطن ؟.
قلت : ياابو محمد لا ولكنّ يبدو اذا اردتُ التفكير بواقعية على اسألتي التي اطرحها انه لاجواب مبرر او مقنع على مثل تلك الاسألة غير ارادة هذا الزعيم الديني وميله الشديد للانفصال عن الوطن العراقي !.
وإلا ماهو مبرر او سبب او اي شيئ يقنع ضمير الفرد العراقي الذي يدفع بالقيادة الدينية المسيحية العليّا الى الدوران والسعي في العالم كله من اجل المسيحيين العراقيين ، بأستثناء مكان واحد لاغير لم يفكر اصلا الكاردينال حتى بزيارته منذ سقوط طاغية العراق صدام حسين الا وهو النجف الاشرف ، مع العلم ان النجف الاشرف هو اقدر جهة عراقية داخلية بامكانها خدمة شعبنا المسيحي العراقي في الداخل واقامة تفاهمات اجتماعية كبيرة ومهمة لهذا الوجود المهدد صحفيا غربيا بالانقراض كما يُكتب عنه !.
ثم النجف الاشرف اليوم بمرجعياته الدينية المؤثرة اصبح اكثر من مجرد مؤثر في القرار الاجتماعي والسياسي الداخلي  العراقي الجديد لاغير ، بل ان النجف وجميع مناطق العراق ايضا ، لكن بالخصوص مرجعية النجف الاشرف الدينية ، أصبحت بؤرة استقطاب اقليمية خارجية للعراق ايضا ، فكم هم مسؤولون عرب وغير عرب قد زاروا النجف الاشرف لادراكهم ان في النجف الكثير مما يمكن ان تنجزه على صعيد السياسة العراقية الجديدة ولهذا كان وستضل مرجعية النجف الاشرف قبلة للسياسين الاقليميين والدوليين في قابل الايام !.
والان هل تفهم القيادات الدينية المسيحية الكبرى في العراق هذا المعنى الثقيل سياسا اليوم للنجف الاشرف ؟.
إن كانت تدرك هذا ومع ذالك تتجاهله فهذه كارثة على مصالح شعبنا المسيحي في العراق !.
وإن كانت لاتدرك فالمصيبة اعظم !.
نعم ينبغي على هذه القيادة الدينية المسيحية العراقية اليوم وبمن يمثلها على رأس الهرم الكهنوتي ان تفهم وتستوعب حقيقة ان قوّة الوجود المسيحي العراقي عندما يبحث عن قوّته الذاتية هو وفي داخل كيانه العراقي لاغير ، وانا اعتقد ان البحث عن قوّة خارج الجسد المسيحي العراقي أقليميا او دوليا غربيا هو مساهمة من حيث نعلم او لانعلم باضعاف الوجود المسيحي العراقي الاصيل بسبب انه ليست قوّة كل ماكان بيد الاخرين بالنسبة لك ولي وانما القوّة في اكتشاف مكامن القوّة داخل الذات والجسد والوجود نفسه ، ونعم لابأس باقامة العلاقات الخارجية الطبيعية بين مسيحيي العراق في الداخل وباقي العالم في الخارج ، ولكن لاينبغي ان يكون هذا على حساب تجريد العراقيين من قوتهم الداخلية وفصلهم عن شعبهم وعدم الاعتراف بالاخر لاسيما المؤثر فيهم ، ونسج خيال لكل فرد مسيحي منهم : ان الحماية بالنسبة لوجودهم هي موجودة بالفعل في الفاتيكان او واشنطن او لبنان مع اقامة التحالفات هناك مع مارونية مسيحية هي في الاساس تعاني من الانقراض الطبيعي ايضا بسبب السياسات الخاطئة لبعض مسيحيي لبنان الطائفي والممزق والمخترق صهيونيا الى حد العظم الابيض !؟
هذا ما اقوله ياسيدي ياأبو محمد في الوضع المسيحي العراقي الشاغل لكل كياني كمسيحي كنتُ قبل ان يفد الاسلام برحمته لهذا الوطن الكبير الذي يستوعب الكل داخله !.
وبعد برهة من تأمل الاخ العزيز ابو محمد في كلامي التفت نحوي ليقول كلمته الاخيرة : هذا الطرح والكلام لااعتقد انه يرضي الكثير من المسيحيين العراقيين ، لاسيما منهم الانفصاليين ، فضلا عن اصحاب العواطف التي ترى في العراق الجديد فرصة لاعادة الامجاد القديمة على انقاض هيكل العراق اليوم ، لكن يبقى في الكلام أشارة الى ان هناك حرص على اعادة لملمت الاشلاء العراقية الاجتماعية من جديد ، وصهرها ببوتقة تفاهمات تبدأ من العناصر الدينية لهذا المجتمع ، وتنتهي مع التنسيق السياسي والتفاهمات الاجتماعية على كيفية العيش جميعا من اجل هذا الوطن ، والى ان نصل الى تلك الغاية فانا منتظر معك لزيارة الكردينال عمانوئيل دلّي للنجف الاشرف لاقامة تحالفات كبيرة ومتماسكة بين المسيحيين في العراق والمسلمين الشيعة في هذا الوطن !.
قلت : انشاء الله هادي والدنا دلّي الى سواء السبيل !.
_______________________
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com     


41
(( خطر مرض إنفلونزا النفاق ...!))


حميد الشاكر
________________
الامراض متنوعة كما هي المعالجات كذالك ، في الطبّ يحاول هذا العلم الكبير ان يعالج أمراض الابدان التي تسببها في معظم الاحيان المكروبات الوبائية  كمرض إنفلونزا الطيور او القطط او الخنازير مؤخرا ، وفي الاديان تحاول هذه النوافذ الايدلوجية الجليلة ان تعالج أمراض الارواح والانفس والقلوب التي تسببها في معظم الاحيان النزعات والتربويات ، وباقي الانحرافات الفكرية والروحية والنفسية القلبية ، ولهذا وذاك أُشتهر فيما مضى من زمان ان العلم علمان علم الاديان وعلم الابدان !.
طبعا هناك علوم أخرى كثيرة في العالم ، لكنّ اذا صحت الابدان والاديان يكون كل شيئ جيّد وممتاز وطبيعي وجميل ، واذا مرضت الابدان ، ثم تبعتها الاديان لاينفع بعد ذالك اي شيئ في الحياة من علوم وغير ذالك !.
طبّ الابدان يهتم بالجانب المادي والمرئي من حياة البشر ، ولهذا تجد ان اي مرض يصيب الانسان في بدنه يهرع الى الاطباء ليشخصوا له الحالة ويبحثوا له عن العلاج والصيدلة ، امّا في حالة مرض الاديان والارواح والانفس والقلوب فكل شيئ غير مرئي ولاظاهر للعيان والعالم ، فمرض الاديان مثل مرض الابدان في السرطان والعياذ بالله سبحانه كامن في داخل الانسان ولاتظهر اعراضه بوضوح الا فجأة عندما يأكل جميع جسم الانسان ليسلمه للموت لامحالة !.
نعم من وجهة نظر بعض الناس فإن مرض الاديان وباء فتّاك حاله في الكارثية حال اي مرض وبائي بدني فتّاك يصيب البشرية هنا لينشر حالة الرعب والهلع ، او يضربهم هناك لتجد ان كل البشر تحولوا الى مجرد كمام فم وانف ومعتقل في بيت خشية الاختلاط بالموبوئين المرضى ، كذالك الحال عند بعض العارفين بامراض القلوب والاخلاق والانفس والارواح ايضا ، هم على علم بأن مرض الاديان بأمكانه الانتقال من انسان لاخر ليزداد عدد المصابين بمرض القلوب والاخلاق والعقول والارواح ، ولهذا تجد أولئك العرفاء والمحتاطين من امراض واوبئة الاديان على حذر شديد من كل مايتصل بفيروسات نقل عدوى واوبئة المعاداة للاديان للاحتراز من الوقوع في مرض نقص المناعة ( الايدز الالحادي ) او انفلونزا الخنازير التي تنتقل من خلال دعوات بعض الوسائل الاعلامية وغير الاعلامية التي تحاول الدخول فيروسيا لداخل الانسان لتستوطن داخله ثم لتنتقل وبائيا من خلال التنفس الفكري من معادي للاديان الى اخر لايرى في الاديان والشرائع السماوية الا كلّ خير   !.
شخصيا صادفت الكثير من المرضى المعنويين وبكافة الالوان والاشكال الروحية والفكرية ، فهناك مرضى بالنفاق كما قال سبحانه في القرءان الكريم :(( في قلوبهم مرض )) وهناك مرضى بالاخلاق السيئة ، وهناك مرضى بالالحاد ، ومرضى بالافكار ، ومرضى بالمشاعر ، ومرضى بالارواح الشريرة التي تضمر الكراهية لكل شيئ ، ولكنّ وباعتبار انني قد اخذت جميع ابّر التطعيم الدينية من طبّ الاديان والحمد لله سبحانه ، لااشعر حقيقة بالخوف والخشية من انتشار الامراض المعدية وانتقالها من المصابين الى داخلي المعنوي ، الا انني رايت الكثير ممن كان يمتلك روحا وعقلا وفكرا وفطرة واخلاقا وسلوكا سليمة وصحية مئة بالمئة ، ولكنه صادف ان جلس او تنفس من زفير انسان مصاب بمرض النفاق القلبي فانتقلت العدوى من المريض الى السليم ليزداد عدد الموبوئين بمرض النفاق القلبي او الاخلاقي او السلوكي او الفكري مع الاسف !. 
مع الاسف اليوم ومع التطوّر الهائل لجميع العلوم البشرية ظلم علم واحد في الحياة الانسانية الا وهو علم الاديان ، ومع ان وباءا خفيا يجتاح عالمنا الانساني بصورة كبيرة الا اننا ومن الجانب الاخر لانكد نسمع او  نشعر بميديا اعلامية ملتفتة الى جانب الامراض المعنوية وكيف انها اخطر وافتك من الامراض البدنية والطبية !.
لا بل العكس ربما هو الحاصل في عالمنا الانساني عندما تحثّ الميديا الاعلامية والاقلام المريضة والافكار التي اصيبت بوباء السرطان الثقافي  ... الى الانحلال الاخلاقي والبعد المعنوي والنكسة التدينية من منطلق وتحت عناوين ويافطات التحضر ومواكبة التمدين وغير ذالك من ظواهر ناقلة لعدوى العداء للاديان والاخلاق الدينية والمعنوية والفكرية والسلوكية المرتبطة بطبّ الاديان !.
ان الاديان مدارس لاتسدّ مسدها العلوم النفسية التي تحاول ان تعالج الجانب النفسي والروحي والمعنوي بلغة العلم والارقام الجافة ، بل انها جامعات ولكنها بزيها الديني الذي يستطيع ان يفهم المرض الروحي ويشخص له الدواء المناسب ، ومن ثم يستأصل الجذور الحقيقية للامراض المعنوية المنتشرة كوباء مكثف اليوم يعصف بالحياة الانسانية حتى حولها الى كورة نارية تزحف من جغرافية الى اخرى لتقتل ماتبقى من المعنوية والاخلاقية والسلوكية والثقافية الفكرية النظيفة التي تحافظ على فطرة الانسان سليمة قبل معدته !.
________________________
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com
     

42
(( هل سينقرض المسيحيون من العراق ؟.))

 حميد الشاكر
_____________
لاريب ان مايمرّ على منطقتنا العربية والاسلامية بشكل عام ، وعراقنا الحبيب بشكل خاص من هجمة ارهابية وهابية سلفية (إسلامخارجية ) مضافا لها هجمة تدخلات خارجية واقليمية واجندات سياسية واحتلال اميركي موجود على الارض ، تعتبر من أخطر الكوارث الانسانية في العصر الحديث على الانسان بشكل عام في هذه البقعة من الجغرافية الاجتماعية البشرية ، وبغض النظر عن جذور هذه البؤر الارهابية الفكرية والتنظيمية والاقتصادية ، وكذالك بغض النظر عن كيف ولماذا ومتى نشأت هذه الخلايا الارهابية العابثة بالاستقرار الانساني والى صالح اي جهة استعمارية هي تعمل  ؟.، بغض النظر عن ذالك كله نحاول تجاوز ظاهرة الارهاب بحد ذاتها لننتقل الى مؤثراتها وما خلفته هذه الظاهرة وكيفية انعكاسها على الوجود المتنوع( غير الاسلامي )  في منطقتنا والعراق بالخصوص لنسأل عن مصير مسيحيي العراق بالتحديد  ولنقول : هل حقا مانشرته بعض الصحف الغربية من ان الوجود المسيحي الشرقي بصورة عامة والوجود المسيحي العراقي بصورة خاصة قد وصل الى مرحلة  الانقراض المهاجر من مكان الى آخر   ؟..
أم ان هذه الاخبار الصحفية ماهي ولاينبغي النظر لها الا على اساس انها من ضمن الميديا السياسية التي تحاول التأسيس لنشر ثقافة الرعب من الشرق الاسلامي آكل لحوم المسيحيين البشر احياءاً ، للمسيحيين الشرقيين انفسهم ، لارسال رسالة اعلامية لهؤلاء المسيحيين بضرورة الخروج والهجرة من اوطانهم على الفور  ؟.
بمعنى آخر : هل ان أنفلونزة الهجرة للغرب عند المسيحيين العراقيين بالفعل هي اليوم تهدد هذا التواجد المسيحي العراقي بالانقراض بحيث ان تحوّل جميع المسيحيين العراقيين وهجرتهم من وطنهم العراقي الى خارجه الغربي اصبح شبه حقيقة لامفر منها ولا معيق سوى الوقت المتبقي لرحيل اخر مسيحي من ارض الرافدين ؟.
ام ان المسيحيين العراقيين على الحقيقة ينزحون من بلدهم بشكل مؤقت وطبيعي طلبا للامان والحياة الاقتصادية المرفهة حالهم حال الملايين من العراقيين العرب المسلمين الذين هاجروا من العراق على امل ان يعود الامن والاستقرار الى بلدهم ليقرروا استئناف الحياة في هذا الوطن من جديد ؟. ؟.
ثم هل ان الهجرة المسيحية العراقية هذه كانت ولم تزل سببها الاصيل هو فقط ظاهرة الاسلام فوبيا ( الخوف من الاسلام الراديكالي الصاعد )  التي روّج لها الاعلام الغربي على اساس انها ظاهرة محققة لامحالة تبشر بابادة غير الاسلامي السلفي بالتأكيد  ؟.
أم ان هذه الهجرة اسبابها ودوافعها اقتصادية وسياسية بالنسبة للمسيحيين العراقيين وهي قديمة ومتجذرة بعقلية مسيحيي العراق منذ ماقبل مجيئ موجة الاحتلال وما رافقها من موجة الارهاب الاسلاموي السلفي للعراق ، ولكن كان مايعيقها عدم وجود الانفتاح السياسي المطلوب الذي يسمح بالسفر بلا معوقات من ارض الوطن العراقي ، وما ان انفتح العراق ورفعت الدولة يدها عن مَن يريد الانتقال والسفر من قطر الى اخر حتى هبّ مسيحيوا العراق لحمل الحقائب وطلب الهجرة الى ارض الاحلام الاقتصادية والسياسية الغربية ؟.
اسألة كثيرة تثيرها الصحافة الغربية داخلنا بين الفينة والاخرى كلما تعرضت لمصير المسيحيين العراقيين في وطنهم ، وانبرت للدفاع عن حقوقهم وكأنهم من رعاياها ومواطنيها الغربيين بغض النظر عن شعور الوطن الذي يعيشون فيه هؤلاء المسيحيين العراقيين ، وانعكاسات مثل هذه التدخلات الاعلامية التي ليس لها هدف نبيل على الحقيقة في اثارة مثل هذه المواضيع التي تبدو انها حسّاسة للغاية هذه الايام ؟.
نعم من المؤسف ، وهذا مانريد ان نتحدث حوله ، ان ليس هناك جهة مسيحية عراقية وطنية تتصدى لمثل هذه الملفات الصحفية الغربية من قبل المسيحيين العراقيين انفسهم ، بل والانكى المزعج هو بروز العكس من بعض المسيحيين العراقيين الغير واعين الذين يتلقفون مثل هذه التقارير الصحفية المغرضة ويبنون عليها مواقف مسبقة مضافة الى مواقفهم المسّيسة التي تحاول رسم صورة اضطهاد بشعة تستهدف المسيحيين في العراق لاغير على خلفية انتمائاتهم الدينية ، مع ان الواقع العراقي يقول ويتحدث بغير ذالك تماما ، وان الارهاب والعنف والاحتلال طال غير المسيحيين العراقيين بمئات اضعاف مانال المسيحيين العراقيين ، وان ماكنة القتل على الهوية ابتدأت بالعراقيين من المسلمين العرب الشيعة قبل انتقالها واستهدافها للمسيحيين وباقي الاديان العراقية المعروفة .... وغير ذالك !.
ومع هذا كله هناك من يعمل من داخل المسيحيين العراقيين انفسهم على اشاعة ونشر ثقافة ( انقراض المسيحيين العراقيين من العراق )!!!.
والحقيقة انا لا اعلم ماهي الاهداف وراء مثل هذا التبني من قبل بعض المسيحيين العراقيين لثقافة نشر الرعب بين المسيحيين العراقيين داخل وطنهم وحثهم على التفكير بجديّة للرحيل من هذا البلد !.
هل مثلا هناك من يعتقد ان الاشارة الى موضوعة ( انقراض المسيحية ) من الشرق بصورة عامة ومن العراق بصورة خاصة سيؤمن حماية دولية لهذه الاقليات من الطوائف المسيحية العراقية ؟.
الواقع ان التجربة الاجتماعية والتاريخية وحتى السياسية اثبتت العكس تماما لمثل هذه المتبنيات السياسية المعتمدة على الخارج الدولي ، وبدلا من تأمين الحماية للمسيحيين العراقيين وجدنا هناك استفزازا لمشاعر الوطن الذي يعيش فيه هؤلاء العراقيين من المسيحيين مضافا لذالك ، نشر خوف ورعب اعظم في الداخل النفسي والروحي للمسيحيين انفسهم ، مما يدفعهم للتفكير بمغادرة اوطانهم بدلا من الاعتماد على الحماية الخارجية التي ستوفرها لهم صرخات الاستغاثة بضرورة حماية الوجود المسيحي العراقي داخل العراق !.
نعم ربما انا من المتحدثين القليلين في الشأن المسيحي العراقي بصراحة ووضوح وبلا حسّاسية مفرطة لشعوري انني جزء منهم وليس هم جزء مني ، ولهذا اراني تحدثتُ عن بعض السياسات الخاطئة والكارثية لرجال الدين المسيحي وكذا لسياسييهم الذين يتواجدون الان داخل الدولة العراقية بلا فاعلية تذكر ، حتى وصل الوجود المسيحي العراقي لحالة من التدهور المتسارعة من جرّاء الاداء السيئ للسياسيين المسيحيين ، وكذا للاداء المخجل في احيان كثيرة للقادة الروحيين لطوائف الفرق المسيحية داخل العراق !.
ان مشكلة المسيحيين العراقيين اليوم هي ليست في هجرتهم وكيفية ايقاف هذا النزيف البشري لهم من داخل العراق ، بقدر ماهي مشكلة ماذا قدم السياسيون والقادة الروحانيون المسيحيون العراقيون لشعبهم العراقي المسيحي في داخل العراق ؟.
القادة الدينيون يلجئون الى الخارج والفاتيكان في طرح مشاكل المسيحيين العراقيين في الداخل العراقي ، وهذه الطروحات اثبتت التجربة كارثيتها على المسيحيين اكثر بكثير من ايجابياتها المتوقعة ، ومع ذالك لم يزل خط ربط المسيحيين العراقيين في الداخل مع الخارج الفاتيكاني الغربي مستمرا ، وبالمقابل مازالت الهجرة للعراقيين المسيحيين ايضا مستمرة تحت وطأة نظرة الشعب العراقي للمسيحيين العراقيين انهم تابعون للخارج اكثر من الداخل العراقي الوطني !!!.
اما بشأن القادة السياسيون للمسيحيين العراقيين فلا أقل سوءا اذا لم نقل كارثية في حركاتها السياسية على مسيحيي العراق في الداخل ، فمرة تطرح هذه القوى السياسية مشروع الحكم الذاتي لمسيحيي العراق !.
واخرى تطرح حقوق الانفصال عن العراق واقامة كيان مسيحي داخل الوطن العراقي وطن كلدواشوري سرياني مسيحي !.
واخر تقبل بالتحالف مع العلمانية الكردية في الشمال الكردستاني العراقي !.
وبعد لحظة تهب بحرب معلنه على الواقع الكردستاني العراقي لتطالب باحترام وجودها المستقبل !!.
بعد ذالك تذهب لتقيم تحالفات ضعيفة ايدلوجيه داخل الدولة العراقية مع حركات ليس لها في الواقع العراقي الجديد اي ثقل سياسي يذكر !!.
بعد ذالك تنتقل الى البحث عن تحالفات خارجية مشبوهة لاتسمن ولاتغني من جوع ...... وهكذا !!.
وكل هذا كما يرى المراقب ليس فيه عمل سياسي واقعي ينفع المسيحيين العراقيين داخل وطنهم ويثبّت من وجودهم الواقعي داخل البلد ، او يعطيهم الثقة الكافية لاعادة حساباتهم في العيش بالوطن بكرامة !!!.
وانا الحقيقة لهذه اللحظة لاادرك مغزى ابتعاد الكتلة المسيحية السياسية العراقية عن التحالف مع كتل الشعب العراقي السياسية القوية داخل الدولة العراقية كالأتلاف العراقي الموحد اكبر كتلة سياسية نيابية في الدولة العراقية الجديدة ، او كتلة التوافق او الكتلة الكردستانية ...، واللجوء الى التحالفات مع الاضعف في داخل الدولة العراقية الجديدة !!.
 ألأجل مثلا اضعاف الدور المسيحي السياسي اكثر فاكثر داخل الدولة العراقية والوطن ولهذا ارتأى قادة المسيحيين السياسيين  العراقيين التحالف مع الاضعف على حساب الاقوى ؟.
ثم ماهو المبرر لهذه القيادات السياسية المسيحية ان تترك مواقع القوّة السياسية العراقية الواقعية والالتحاق تحت شعارات تافهة للتحالف مع قوى غير فاعلة ولاهي ضامنة للمصالح المسيحية داخل العراق الجديد ؟.
وأليس هذا الفعل السياسي لقادة المسيحيين العراقيين هو يعتبر من ضمن التفريط بحقوق المسيحيين العراقيين ومصالحهم السياسية التي هم بحاجة لها هذه الايام اكثر من اي وقت اخر ؟.
على اي حال يبدو مما ذكرناه ان مسيحيي العراق قد فرطوا كثيرا بمصالحهم الحيوية السياسية التي تعيد لهم دورهم السياسي وحيويتهم العملية داخل الوطن العراقي ، وكل ذالك كان بسبب هذه القيادات الدينية والسياسية التي لاتدرك مواقع القوّة داخل التركيبة السياسية العراقية الجديدة مما دفع الدينيين للبحث عن القوّة في الخارج وفي الفاتيكان ، ودفع السياسيين للانزواء والتقوقع في الداخل والانضواء تحت شعارات اضعفت من الدور السياسي لمسيحيي العراق اكثر من خدمته ، ولهذا كله اصبح تهميش الدور السياسي المسيحي داخل العراق ايضا عاملا مساعدا لتفكير مسيحيي العراق بالهجرة والغربة والبحث عن الضياع في مهاجر البلاد الضعيفة !.
نعم : ان السبب الواقعي الذي سوف يساهم بانقراض المسيحيين من العراق هو ليس الهجمة الارهابية العنيفة التي تستهدفهم على التحديد فهذا الامر بالامكان الثبات امامه والنضال من اجل دحره مسيحيا  ، وليس هي اسباب الاضطراب والقلق النفسي لهذه الشريحة العراقية التي تثيره دوائر الاعلام العالمية ، بل هو عدم التفات وانتباه المسيحيين العراقيين انفسهم لموضوعة ضرورة ان يعيدوا استراتيجيتهم السياسية داخل العراق ، وانتخاب القيادات الوطنية التي تفكر بالبحث عن مكامن القوة داخل العراق وليس خارجة لضمان مصالح المسيحيين العراقيين في الداخل ، بالاضافة لاعادة توازن القوى للمسيحيين انفسهم !.
بمعنى اخر : على المسيحيين ان يعتقدوا بيقين راسخ لاتزعزع فيه انهم اهل العراق على الحقيقة وليسوا ضيوفا فيه الى حين مجيئ موعد السفر والهجرة منه ، وعليهم ان يكونوا عراقيين في سلوكهم واحترام اخلاقيات وتقاليد شعبهم غير المسيحي  ، بدلا من تقليد الاخلاق الغربية التي تبعد وتنفرّ باقي المجتمع العراقي منهم ، ليرونهم كحركة سلوك اخلاقية غريبة عن المجتمع العراقي  !.
وبهذا يكون المسيحي العراقي عالي الصوت منظور الصورة حتى وان كان اقلية في العدد والانتماء للمسيحية العظيمة ، فانه مع الوقت سيصبح رقما بشريا لايستهان فيه في الشرق بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة ، وكما قيل في الامثال العربية ( بقية السيف أنمى )   !.
________________
alshakerr@yahoo.com
al_shaker@maktoob.com     
   


صفحات: [1]