عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - وسام جوهر

صفحات: [1]
1
الفصائل القومية الايزيدية مطالبة بوحدة الصف
بقلم وسام جوهر
السويد 2017-11-09

لا نقول و كما يفعل البعض بالتوحد السياسي الايزيدي بالمجمل العام! لا لاننا نريد التشرذم و ليس لاننا نريد تفتيت المفكك.
ان يطالب العام الايزيدي بالتوحّد من باب الحرص شيء طبيعي و مقبول جدا، لانه مطلب عام و خيّر بطابعه العمومي، ولكن!
نعم ولكن ان تطرح النخب الايزيدية مطلب توحيد المشروع الايزيدي في كيان سياسي واحد شيء يثير الدهشة و الاستغراب و مثير للريبة و الشك.
لقد تككر هذا الطرح على مر السنين و تجسد اكثر من مرة في مجالس ايزيدية هنا و هناك و تحت اسماء منمّقة ، كلها فشلت او اكثرها ماتت في مهدها، فياتري لماذا لا نؤمن بهذا الطرح؟ الاجابة ببساطة لان الفكرة ساذجة و غير واقعية بالمرة. اذ لن تجد في العالم كله مجموعة بشرية واحدة متحدة في الرؤية السياسية الى درجة تمثيل هذه الرؤية في مجلس او اي كيان سياسي واحد محدد !!! فاين يكمن سر احتمالية نجاحه في الوسط الايزيدي الذي يعيش وسط غليان سياسي في كل الاتجاهات؟
الشيعة المكون الاكبر عدديا في العراق له العشرات من الكيانات و المجالس التي تمثل رؤاهم السياسة، العرب "السنة" نفس الشيء و معهم الكورد والتركمان و كل الطيف العراقي هذا حاله ... المانيا، السويد، و كل العالم الحر هذا حاله.
اصحاب المجالس الايزيدية والذين يرمون الى شرعنة التمثيل الايزيدي في كيان سياسي واحد يفكرون تجميعيا تمثيليا، اي انهم ياتون بعضو من هنا و عضوين من هناك، وهكذا و يتصورون ان مبدء. عدالة التمثيل قد تحقق بمجرد ان الجغرافيات الايزيدية ممثلة في الكيان!
معضلة اساسية اخرى نجدها في هذا النمط من التفكير، الا وهي ان هذا النموذج سينتهي لا محال الى الديكتاتورية المشرعنة و تتعارض مع حرية الايزيدي الفرد و المواطن في حرية العمل فه منهج سياسي غير المنهج السياسي المتخذ من قبل هذا الكيان السياسي. فماذا لو كان الكيان ذو توجه اشتراكي او راسمالي او ليبرالي؟ عندها من يمثل الذين لا يشاطرون المجلس الايزيدي الرؤية السياسية؟
سذاجة و لا واقعية هذه الرؤية كانت السبب في فشل كافة هذه المحاولات.
من جهة اخرى فان حرية التعددية السياسية ضمن اطار بيت المشروع السياسي الايزيدي العام لا يجب ان يكون سببا و ذريعة و باي شكل من الاشكال لعدم تنسيق الجهود لايجاد القواسم المشتركة العامة و المتجسدة في ثوابت القضية الايزيدية العامة. كيف يتحقق هذا التنسيق و العمل من اجله؟ هذا ممكن و يجب ان يكون ممكنا ضمن التحالفات و الائتلافات و الجبهات او ما شابه ذلك من اليات العمل السياسي المشترك ، وذلك خير من التشرذم السياسي المتناحر، مدفوعين جميعا من قبل النزعة الانتهازية الانانية الضيقة، و في النهاية يخسر الجميع كما رايناه جليا في التجربة الانتخابية الاخيرة حيث عملت الجهات السياسية الغير الايزيدية على تشتيت و تفكيك الارادة الايزيدية الحرة، في ما يربو قليلا على ال 72 مرشحا ايزيديا لم يفلح منهم مرشحا واحدا باستثناء السيدة فيان دخيل من نافذة الكوتا النسائية و ياليتها لم تفلح هي ايضا، فخسارتنا فيها في البرلمان كانت اكبر بكثير من عدم دخولها البرلمان.
الايزيدي السياسي الصادق و الحريص لن يفتعل المبررات و المعضلات تجاه من يشاركونه الرؤية السياسية ضمن اطار البيت الايزيدي العام، لكي لا يدخل جبهة عمل مشتركة للمساهمة و بتجرد، من اجل القضية الايزيدية المشروعة نحو تحقيق حقوق و استحقاقات المواطن الايزيدي على اساس المواطنة العادلة في دولة العدالة الاجتماعية.
و من باب المثال لا الحصر نذكر بضعة ثوابت عامة لا يجب ان يحد عنها اي كيان سياسي يتوجه او يخص بنشاطه و عمله السياسي اوضاع المكون الايزيدي:
١- التشبث بحق المكون الايزيدي في تثبيت هويته القومية المستقلة في الدستور العراقي شانه بذلك شأن اي مكون عراقي اخر.
٢- الاشارة الصريحة في الدستور العراقي الى الديانة الايزيدية اينما تم ذكر الاديان او المذاهب الاخرى.
٣- العمل على تخصيص مقاعد كوتا ايزيدية (٧ مقاعد) حسب النسبة السكانية على
ان تشمل كل الايزيديين، تصويتا و ترشيحا.
٤- الحفاظ على ديموغرافية ايزيدخان (مناطق سكنى الايزيديين) من التغيير السياسي القسري و ارجاع الاراضي الايزيدية المستقطعة ليس فقط منذ 2003 بل ايضا خلال فترة التعريب اثناء حكم البعث.
٥- التمثيل الايزيدي العادل في مفاصل الدولة و على كافة المستويات بما في ذلك المؤسسات العسكرية و الامنية المختلفة.
٦- العمل على اعادة المخطوفين و المخطوفات و تعويض المتضررين ماديا و معنويا، واعادة النازحين الى مناطقهم معززين مكرمين دون فرض اية مصالحة من باب عفى الله عما سلف.
٧- محاسبة المقصرين والمسببين، اضافة الى المرتكبين للجرائم التي اقترفت بحق الايزيدين و خاصة الابادة الجماعية في شنكال عام 2014.
٨- توفير الامن للايزيديين من خلال اليات ناجعة و بضمانات كي لا تتكرر الماسي التي حدثت سابقا.
٩- حماية ابناء المكون الايزيدي من المضايقات و الضغوط و التهديد من جهات سياسية قد ترى ان ايزيدخان ملك لها.
القائمة تطول بكل تأكيد لكننا نظن ان الفكرة وصلت.
هكذا يكون التوحيد تحالفيا بشراكة سليمة لا تجميعيا كما يحلم البعض بها كاحلام العصافير.


2
رؤية سياسية حول النظام السياسي القادم لاقليم كوردستان
بقلم وسام جوهر
السويد 2017-10-31

وددت ان اترك شهر اكتوبر خلفي بهذه الرؤية السياسية، وخاصة بعد ان كان هذا الشهر مليئا بالاحداث الخطيرة و المهمة التي لا تمس هذا الشهر فحسب، بل و بكل تأكيد سنين و عقود و اجيال قادمة.
بعد عقود من تجربة الادارة الذاتية المركزية و المركّزة جدا في اقليم كوردستان العراق، و بعد ان انهارت التجربة في سويعات و ايام، ارى لزوما على اصحاب الشأن ان لا يتقوقعوا على ماض جلب الخراب و الدمار.
فاي فكرة من باب الحنين الى الماضي لا تجدي نفعا. المطلوب هو البحث عن نظام جديد مستفيدين من اخطاء الماضي و كذلك من خبرات العالم الناجحة.
اي نظام مركزي يشكل خطرا على تحقيق العدالة الاجتماعية و يضر بمصلحة المواطن، لان في طبيعة تركيز السلطة في مرجعية واحدة، دعوة شبه مجانية الى الاستبداد و التفرّد و الانفراد بالسلطة، مما يحوّل النظام الى نظام ديكتاتوري قاهر و مستبد.
السلطة في الاقليم يجب ان تفكّك و توزّع بين مرجعيات عديدة وفقا لمنظومات سياسية مجربة عالميا.
لكي لا نتوسع في الامر الى عموميات و نبعد عن الاقليم، دعونا نرجع الى الاقليم.
نجد هناك جملة من الخيارات و البدائل لما هو عليه الاقليم اليوم. اول هذه البدائل و على مستوى العراق لست مع اقلمة البلاد ابدا، بل اجد ان نظام لامركزية المحافظات افضل من الاقلمة. في الحقيقة ارى ان تكون الوحدة الادارية في النظام اللامركزي بمستوى الناحية (البلدية) هو افضل نموذج لتحقيق الديمقراطية الحقة، وذلك لتقريب السلطة المحلية الى المواطن باقرب ما يمكن، والناحية ادرى بشعابها و مشاكلها في كل المجالات التي لا تخص السلطة المركزية، و نذكر منها خدمات مختلفة من صحية و تعليمية واجتماعية و غيرها.
هذا النموذج يقلل من فرص الفساد لان الميزانيات لن تكون بارقام خرافية كما هو الحال مع ميزانية اقليم بثلاث محافظات او اكثر. اما صلاحيات الجيش و امن الدولة و امنها القومي و سياستها الخارجية و كافة انواع المواصلات و النقل و البريد و ما شابه، فهي بطبعها تبقى من اختصاص المركز.
الانتخابات تكون على مستويين الناحية و برلمان الجمهورية وتجرى في يوم واحد. ما تسمى بمفوضية الانتخابات المستقلة اللامستقلة اليوم، فائضة و هدر لاموال الشعب، ويجب ان تناط مهمة اجراء الانتخابات و الاشراف عليها لجهات مختصة و مستقلة عن السياسة كجهاز القضاء الذي يجب عزله تماما عن السياسة.
انا اعلم ان هذا النموذج صعب التحقيق، لا لانه خيالي او خرافي بل لانه لا يصبّ في مصلحة الديناصورات السياسية المهيمنة، و التي تحصد باقل الجهد من خلال استعباد المواطن بالتحشيش الديني المذهبي و كذلك القومي، اكثر ما يمكن من المكاسب الشخصية و الحزبية.
لكنني متفائل بان نقترب من النموذج العلماني يوما بعد يوم. البديل الاخر على الاقل كمرحلة انتقالية هو ان يذهب البلد الى نموذج لامركزية المحافظات اعني ان تكون الوحدة الادارية المحلية بمستوى المحافظة بدلا من الناحية و فيما عدا ذلك، يبقى النموذج كما اسلفنا، لان هذا النموج افضل بكثير من نموذج الاقلمة.
اذا كان لا بد من قبول الامر الواقع فيما يخص اقليم كوردستان، فيجب ان يخضع هذا النموذج، اعني نموذج الاقليم، الى اصلاحات و تغييرات جوهرية، تحدّ كثيرا من سلطة الاقليم المركزية. الراي عندي ان يتم التحول الى النظام البرلماني كما هو الحال مع بغداد، اي ان يكون منصب رئيس الاقليم منصبا تشريفيا بروتوكوليا لا اكثر، على ان يمارس البرلمان و الحكومة و القضاء صلاحياتهم وفق مباديء الديمقراطية الحقة و الياتها و ضوابطها، مع اعطاء السلطة الرابعة حقها المغبون لكي تمارس هي الاخرى دورها الرقابي الخلّاق.
لقد ان الاوان للشعب الكوردي ان يتحرر من الفكر القومي في السياسة وعدم خلط شعوره القومي هوية و انتماء بالانظمة السياسية المتوفرة و الممكنة، وان يعي بان النماذج السياسية القومية و على مر التاريخ قد انتهت الى نتائج كارثية و الحق يقال ان الشعب الكوردي نفسه قد انتكس تماما و لمرتين بسبب النظام السياسي القومي المتشدّد في العام 1975 و هذه الايام 2017.
انا لا اتهم و حاشا للشعب الكوردي من ذلك، بانها نزعة شوفينية بل اميّز بين الانتماء القومي شعورا و عاطفة و روحا و بين الطريق السياسي الذي يضمن و يحقق الرفاهية و الرخاء لهذه الكينونة القومية الاجتماعية. بمعنى اخر ارى ان تاخذ فكرة القومية طابعا اجتماعيا اكثر مما هو طابعا سياسيا.
الشيء ذاته يصح ان قسناه على الدين و المذهب، فالمرء حر في الاعتزاز بانتمائه الديني او المذهبي و لكن الطامة تاتي بخلط هذا الشعور بالانتماء مع الهوية السياسية التي يجب ان لا تكون مقيدة بالانتماء الى الدين او المذهب بل تكون اي الهوية او الانتماء السياسي حرا يبدع و يطوّر انظمة سياسية و اقتصادية بعيدا عن كل قيود الدين او المذهب في مسعى نحو تحقيق الرفاهية المادية و المعنوية لمريدي الدين و المذهب، يمارسون العقيدة بكل حرية ضمن اطار عدم التجاوز على حريات الاخرين من الطوائف الاخرى.
اتمنى على جيل الشباب ان يتحرروا من حالة اليأس و الاحباط السائدتان هذه الايام، وان يسارعوا الى الانخراط في عملية اعادة البناء على اسس حضارية و مدنية سليمة.
مؤلم جدا ان ارى الشباب من كل الاطراف يصرفون جهدا عظيما في تعميق الجروح و روح العداء والانتقام من خلال التخوين و السب و الشتم و التهديد. يا حبّذا ان تصرف كل هذه الطاقات في اتجاه المحبة و التعايش السلمي نحو تحقيق العدالة الاجتماعية و الرخاء والتقدم للجميع في ظل انظمة سياسية جديدة تنتمي الى التحضّر و التمدن العالمي، فنحن جزء من هذه الحضارة شئنا ام ابينا.


3
قراءة نقدية في تجربة الادارة الذاتية
بقلم وسام جوهر
السويد 2017-10-21

لست مستغربا لما يحصل لتجربتنا في الادارة الذاتية، بل على العكس ارى ما كنت اتوقعه دون ان اتمناه، يتحقق بكل اسف. لكي نفهم ما يحدث اليوم علينا ان نفهم البداية.
واهم وموهم من يدعي بان ما تحقق لنا من فرصة ذهبية في بداية تسعينيات القرن الماضي، انما تحقق من فوهة البندقية مع جل التقدير و الاحترام لدماء ونضال الابطال منذ ستينيات القرن الماضي الى يومنا هذا. ما نقصده ان الوضع و التغيّرات و الاحداث السياسية في المنطقة و بلدنا العراق، هي التي دفعت العالم الغربي و حرصا على مصالحه الاقتصادية الى ما فهمناه نحن، انما يهب لنجدتنا و نصرتنا يحركه في ذلك ضميره الانساني!
ايا كان السبب وراء منحنا اياه هذه الفرصة الذهبية كان علينا استحسان اغتناء هذه الفرصة التأريخية.
مضت الايام و لاحت في سمائنا غيوم ثم تحوّلت الى سحب داكنة مع مرور الايام. كنا كمواطنين بسطاء و سذّج نتأمل خيرا في قياداتنا السياسية التي و بكل اسف انتهجت السلوك الصدّامي في شؤون السياسة المختلفة اذ جعلوا من كل شيء وراثة، فالسلطة و الحكم اصبح وراثيا في بضعة عوائل و نحن نصفق و نمجد و نهتف بحياتها و حياة ابنائها. انتشر الفساد في وضح النهار و دون حياء و خجل و طبعا دون خوف ... فممن يخافون وهم رعاة و حامي حماته؟!
تحالف اكبر حزبا الاقليم و صفّقنا نحن السذج و قلنا ان في ذلك حقنا لدماء الاخوة و في ذلك قوة لارساء البنية التحتية لدولة الغد القادمة، ولكن و في الحقيقة لن نجد مثيلا لهكذا تحالف سياسي غريب و مشبوه!! نعم كان علينا ان نرفض ذلك التحالف لانه لم يكن الاّ بالضد من مصلحتنا كمواطنين ... تفاهم الحزبان على تقسيم الكعكة بينهما في صفاء اخوي صادق... لك السليمانية و لي اربيل ... لك اسيا سيل و لي كورك ... لك البيشمه ركة التي تواليك انت ... ولي مثلها .... وطزّ في ما يكون جيش الدولة و اجهزتها الامنية ملكا للشعب ...!!! و مع ذلك تحزّبنا خلفهما نمجد ما فعلا و نطبل لهما.
مرت الايام و تحوّلنا جميعا بشكل او باخر الى جنود اوفياء اغبياء لقيادات لا ذمة لها و لا ضمير و لا همّ لها سوى جيوبها المتخمة بالدولارات و شتى انواع العملة الصعبة. فتيان صاروا يحملون رتب الجنرالات و فتيات لا تستطعن كتابة اسمائهن يحملن الرتب على الشمال و على اليمين ... و فرحنا ومجدناهم في كل تفاهة كهذه !
نحن الذين جعلنا من قياداتنا اصناما نعبدها قبل كل مقدس و نحن الذين صنعنا منهم نمورا كارتونية، ها هي تنهار و يعصف بها اول ريح هبّت علينا.
مهرجانات الاستفتاء مررت و نحن نرقص جنبا الى جنب مع مرتزقة من الروژافا و الرو ژهلات ،لا خير فيهم و الاّ لدافعوا عن شرفهم و ارضهم في الروژافا و الروژهلات بدلا من ان ياتونا مطبلين مهرجين لفتات خبز يزايدون علينا قوميا ووطنيا ... صرخوا ووعدوا انهم جنود اوفياء و مضحين للقائد و الحزب و الوطن بالروح و بالدم في ساحات القتال من اجل الاستقلال...! و اين هم الان؟ تبخروا تبخر الثلج في الصحراء ...!
اصابنا الغرور و الكبرياء و ضننّا انفسنا اقوى من ان نسمع حتى نصائح اقرب المؤازرين و الاصدقاء ... بماذا استقوينا لكي نتحدى الارادة الدولية و الاقليمية و حتى قسم كبير من المحلية؟ هل نملك او نصنع شيء مما الذي بين ايدينا؟ حتى الطعام و الشراب ياتينا من غيرنا، فانى لنا ان نتحدي من يغذينا مالا و سلاحا و طعاما؟
السياسة فن الممكنات و ليس تمضرطات فارغة نطلقها في الهواء في المهرجانات و امام الكاميرات.
ما حصلنا عليه يوما كان بالسياسة يوما ما، و ما نخسره اليوم قد نخسره بالسياسات المتهورة هذه المرة ... سياسات استندت الى حسابات غير دقيقة ... ما يهم اليوم بعد وقع الفأس في الرأس ان نعترف و بشجاعة بالخطأ لا ان نبرره بما هو اسوء ...العاقل يعمل اليوم الى انقاذ ما يمكن انقاذه في الوقت الضائع و الاّ فان القادم اسوء ومن لا يصدّق سيندم يوم لا يفيده الندم.


4
الاتحاد الوطني الكوردستاني بين مطرقة البارزاني و سندان السليماني.
بقلم وسام جوهر
السويد 2017-10-19

عندما اعلن السيد مسعود البارزاني الشروع نحو الانفصال او لاستقلال, كان قد حسم الامر مع نفسه بشكل قطعي و في قرارة نفسه واثقا من انه لا يعدل عن قراره اي كان الثمن و من اينما اتت النصائح او التحذيرات و التهديدات، و كان قد لخّص كل هذا عندما قال ما معناه: ان نجحت فخير على خير و ان فشلت فساتحمل مسؤولية الفشل وحدي ...!
الاتحاد الوطني وجد نفسه تحت مطرقة كاك مسعود يسير مرغما و دون اية معارضة معارضة حاسمة للاستفتاء لان في ذلك مغامرة انتحارية في اجواء كوردستانية مشحونة بالعاطفة القومية حد الاذنين .
ذهب الاتحاد بهذا الاتجاه لسبب اخر ايضا الا وهو ضغظ كبير من فصيل قيادي نافذ في الاتحاد، فصيل يقع في الخارطة السياسية اقرب الى الديمقراطي الكوردستاني منه الى الاتحاد الوطني ... و ابرز وجه يمثل هذا الفصيل هو السيد كسرت رسول نائب الامين العام للاتحاد الوطني و المنتفع جدا من منصب نائب رئيس الاقليم ... منصب لا يعلم احدا صلاحياته ... والى حد ما ايضا السيد ملا بختيار الذي شوش و يشوش على الدوام احوال السياسة على رفاقه القياديين ... والذي علق عضويته في الاتحاد غضبا من الشريحة القيادية التي سحبت البساط من تحت رجليه و بضعة من القياديين الاخرين عندما قرروا التفاهم مع بغداد بدلا من الدخول في مواجهة عسكرية انتحارية مع بغداد المدعومة عراقيا و اقليميا و دوليا.
حصل ما حصل وتم الاستفتاء في فشل وخيبة امل كبيرة اذ لم يعترف به احدا. حتى اسرائيل ابتلعت نفسها و اختفت! ولما وجدت بغداد نفسها في موقع لم تحلم به قبل يوم الاستفتاء شعرت ان كاك مسعود قد قدم لها المبادرة السياسية و العسكرية على طبق من ذهب ... هنا برز دور السندان السليماني او بالاحرى مطرقة السليماني المصيرية المدمرة تدق على راس الاتحاد الوطني. هنا شعر جماعة بافل الطالباني وهيروخان خطورة الوضع وان الاتحاد مخيّر بين المضي في عملية انتحارية ليس فقط على مستوى القاء بيشمه ركه الاتحاد في محرقة جيوش بغداد، فحسب بل ايضا ان الاتحاد الوطني سيفقد عصب حياته السياسي في طهران و صار يواجه معركة مصيرية، معركة البقاء من عدمه و باتت هذه الشريحة القيادية تدرك حجم الخطر وادركت ان ما قد يتبقى الاتحاد بعد معركة كركوك مع بغداد سيبتلعه الديناصور الاصفر.
الحال هذا لم يكن لجماعة السيد بافل و هيروخان واخرين سوى النجاة في الوقت الضائع في عملية سياسية جاء البعض ليصفهم بخونة و الاخرين ليتخذ منهم ابطال اوفياء للحزب و الوطن.
لا نستبعد ابدا ان الاتحاد الوطني وجد فرصته الذهبية في التحرر من العيش في منطقة ظل الديمقراطي الكوردستاني لسنين طويلة مما ارهقت قيادته في امتعاضات شديدة من قاعدته الجماهيرية و كوادره المتقدمة حتى وصل الامر الى انشقاقات كادت ان تعصف بالاتحاد برمته.
هناك مؤشرات واضحة بان ثمة فكرة او ربما مشروع سياسي عراقي يهدف الى عزل القيادة البارزانية و المتجسدة في شخص السيد مسعود البارزاني، و تحجيم دور الحزب الديمقراطي، للتوجه نحو دعم تبني السليمانية و الاتحاد الوطني الكوردستاني، الدور القيادي الذي مارسته اربيل و الديمقراطي الكوردستاني. يبدو ان الباب اصبح مفتوحا لخيارات جديدة كلها اكثر واقعية و احتمالية من العودة الى الهيكلية السياسية السابقة في الاقليم. فالعصر الذهبي لتجربة الاقليم ولقيادة الحزب الواحد المهيمنة و المتجسدة في شخص فرد ذو صلاحيات مطلقة قد انتهى.
نجد هناك ثلاث احتمالات رئيسية اولها تقسيم الاقليم الى اقليمي السليمانية_حلبجة و اربيل_دهوك و ربما كركوك اقليما او وضعا خاصا بها.
الاحتمال الثاني البقاء على خيار الاقليم الواحد و عاصمته اربيل ولكن بحلة سياسية جديدة تماما (اقليم محجم الى حد بعيد لا يحكمه حاكم مطلق الصلاحيات)
الاحتمال الثالث وهذا مرهون بمدى استعداد امريكا و الغرب للسماح به وهو ان يتم الغاء النظام الفيدرالي تماما، لقطع دابر الطريق امام اية محاولات انفصالية جديدة، على ان يتخذ العراق الجديد نظاما لا مركزيا اشبة بالانظمة الديمقراطية في الغرب مع مراعاة الخصوصية العراقية الى حد معقول.
لقد قلنا في مقال سابق ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني في حاجة فورية الى الاصلاحات و التغيير ليواكب المسيرة السياسية الجديدة في العراق، نعيد هنا و نقول ان الشيء ذاته ينطبق على الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي نراه في حاجة ماسة الى الاصلاحات و التغيير، للملمة الذات الاتحادية المتشتتة و تطهير الحزب من بعض القنابل القيادية الموقوتة و كسرت رسول و ملا بختيار نموذجان. الاتحاد في حاجة فورية الى تسمية رئيس جديد بعد رحيل مام جلال رحمه الله اذ لا يعقل ان يستمر حزبا كالاتحاد و في هذه الظروف ان يكون دون امين عام.


5
من الريفراندوم الى الريفورم يا سيادة الرئيس !
بقلم وسام جوهر
السويد 2017-10-17

لست سعيدا ابدا ان انتهت تجربة الاقليم الى هذا المصير الماساوي. لست من الشامتين ابدا ... لو راجع احدهم ما قلناه كل هذه السنين و منذ بداية سقوط النظام السابق لوجد اننا كنا من الاوائل الذين حذرنا في عشرات المقالات و المناسبات الاخرى من ان التجربة منحرفة عن المسار المرجو منها. و كنا نتأمل خيرا، و انتقدنا دون مجاملات و لا تملقات، وما كان ذلك الاّ من باب المساهمة الصادقة في تصحيح المسار ... لكن القيادات الكوردية بشكل عام و قيادة البارتي و للاسف الشديد اصابت في ظل المليارات و نشوة الانتصارات الكبيرة و المجانية على بغداد، بجنون العظمة ... ما ال اليه الامر بحق امر محزن و محبط، لا مأسوفا لمصير سياسية فاشلة، بل لضياع الفرصة الذهبية لبناء "دولة القانون و العدالة في كوردستان" دولة او نظاما سياسيا يحقق العدالة الاجتماعية و الرفاهية للمواطن الكوردستاني....
لقد كنا من الاوائل الذين طالبوا من القيادات الكوردية بان تنتبه الى خطأ خطابها الكوردي ووجدنا ضرورة تبنيها الخطاب الكوردستاني بدلا عنه.... لم تتحدث هذه القيادات بلغة الخطاب الوطني الكوردستاني الاّ بعد فوات الاوان.
الكل يتحمل مسؤولية هذه الفاجعة و ان كان كاكا مسعود يتحمل القسط الاكبر ... كل القيادات الكوردية انتفعت و مارست ابشع انواع الفساد و ملئت جيوبها من مال الفقراء ...كل الاحزاب التي ايدت السياسات الخاطئة تتحمل المسؤولية .... برأينا الشخصي ان المتملقين و المنافقين الدجالين الذين كانوا يصفقون و يهتفون بحياة قائد الضرورة و الحزب القائد في مناسبة و دون مناسبة ليس حبا بهما بل تملقا و متاجرة بعزة النفس من اجل حفنة من الدولارات، يتحملون مسؤولية كبيرة جدا ...
لكم تمنينا على قيادة البارتي تحديدا ان تلتفت الى تعاملها الدوني و الغير العادل للمكون الايزيدي ... كنا حريصين على ان يصحح الحزب سلوكيته هذه، و لكن و للاسف استمر البارتي موغلا في جبروته في تعامله مع الشعب باستعلاء و كبرياء .و اكتفت هذه القيادة بسياسة شراء الذمم، و خاصة رجال الدين و رؤساء العشائر و اشباه و انصاف المثقفين.. لقد فاق مستويات الفساد السياسي و المالي و الاداري كل مستويات العالم ... مالذي كان يشغل بال كاك مسعود في تاليف الوية من بيشمه ركه العرب؟! لحماية شنكال؟ ام ماذا؟
انا افهم حجم الاحباط و خيبة الامل لدى كاك مسعود، فليس سهلا ان تخسر الحلم على غفلة و ان تحس ان من كان يفترض به ان يكون معك، يخذلك لا بل يقف الى جانب العدو...! و لكن ليراجع المسيرة بروح عالية من النقد الذاتي و انا على يقين انه سيفعل ذلك ... انا واثق انه سيكتشف دون عناء ان ذنبه على جنبه ... جند جيوش من المتملقين ليس فقط من كوردستان العراق بل من الروژافا و الروژهلات احاط نفسه بجيش من المنتفعين من جماعة "از بني و از غلام ....الخ" ... اين هم جميعا اليوم؟ بالامس كانوا يصرخون وملؤا الدنيا ضجيجا و صراخا، يهتفون "بالروح بالدم نفديك ....الخ" ها هم نفسهم اليوم يستقبلون افواج الحشد و الجيش بالاهازيج و الورود!!! لماذا يا ترى يا سيادة الرئيس؟ لانهم كانوا غير صادقين بالامس بل خرجوا تملقا و طمعا في الراتب لحرام الذي لا يستحقونه، او خوفا من ملاحقات اجهزة الاسايش و الحزب. و لعمري ان ذلك معيب جدا ان يخافك شعبك ... بمجرد ان زالت السلطة، خرجوا فرحين بما يحصل لكم!
لست مأسوفا على تجربة سياسية فاشلة و نقولها بكل امانة و صراحة لكنني لست سعيدا ابدا بضياع فرصتنا التاريخية في بناء مجتمعا يقتدى به ...
لسنا من الشامتين و نحن صادقون ... بل احس بقلق شديد تجاه القادم من الايام ... ان الفشل الكبير وضعنا جميعا امام كل الاحتمالات ...
لو كنت في محل المشورة لاشرت عليكم بكل تواضع بالتفكير الجدي بالتنحي و اعتزال العمل السياسي وذلك احتراما لتاريخك النضالي الطويل و تسطر نموذجا نادرا في هذه المنطقة في تحمل عواقب سياسات لم تفلح.... و لكن بعد اتخاذ بعض الاجراء ات التي نراها ضرورية ، كمحاسبة كل المستشارين المتملقين و الدجالين والذين لم تبخل عليهم لكنهم تقاعسوا دون شك في اداء واجبهم ...نعم سيادة الرئيس تخلص منهم جميعا شلع قلع ... باشر باعادة هيكلية الحزب الذي راوح اكثر من نصف قرن من الزمن في مكانه والعالم من حوله تغير و يتغير على الدوام .. كم تمنيت لو ان الذين انتفعوا من حولكم اقترحوا على جنابكم فكرة الريفورم لا الريفراندوم ... لاننا كنا احوج الى الريفورم قبل الريفراندوم.


6
استفتاء من اجل الاستفتاء !
وسام جوهر
السويد 2017-06-07
اخيرا و بعد ما لوحوا كثيرا قررت قيادة الاقليم و فصائلها المتناحرة سياسيا اجراء الاستفتاء لتستند هذه القيادة على نتائجه في التعامل مع مسألة استقلال اقليم كوردستان من العراق من عدمه!
في الحقيقة نجده قرارا و استفتاء اقل ما يقال عنه فائض و لا لزوم له، وذلك لسبب والف سبب.
اولا و كأن القيادة لا تلجأ الى قرارات سياسية مهمة دون الرجوع الى الشعب، وهذا هراء في هراء لان قيادات الشرق الاوسط و القيادات الكوردية ليست استثناء عمرها لم ترجع الى رأي الشعب و لما تفعل ذلك وهي تجد نفسها الوصي الشرعي عليها و تملك هذه الشعوب امتلاكا.
اذا كان الاستفتاء رسالة الى الداخل الكوردي و الكوردستاني لالهائه عن همومه و معاناته الخطيرة، فبالكاد ستنجح هذه المحاولة وذلك لكبر و عمق المعاناة من جهة و اتساع رقعة الفساد الاداري و السياسي و المالي الى درجة من المستحيل ترقيعها بهكذا رسالة.
امّا اذا كان المراد من الاستفتاء ورقة ضغط على بغداد لتنبطح اكثر و لتقدم تنازلات اكثر فكل المعطيات و المؤشرات تشير الى عدم جدوى هذه الورقة فبغداد ليس بوسعها ان تنبطح اكثر ولو بمقدار مليمتر واحد لانها ستتفتت من شدة الانبطاح، وبغداد اليوم غير بغداد سنين العصر الكوردي الذهبي عشية سقوط بغداد و لقد تعلمت بغداد الشيعية واكتسبت دروسا قاسية في السياسة و فنونها المخادعة وهي تتمتع اليوم بانتصارات و قوة عسكرية اقوى من ان تهدد من قبل اية قوة عسكرية محلية اخرى بما فيها قوة الاقليم.
لا ندري اقليميا على من يا ترى تعول قيادة الاقليم في مشروعها هذا ؟ امّا الخليج فالذي فيه يكفيه بزيادة و امّا ايران فواضح انها اولا لا توافق بل ستعاكس ولها امتدادين في العراق لا يستهان بهما، الامتداد الشيعي و كذلك الكوردي في الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي و معه الكل السوراني ينظرون بعين القلق الحقيقي لاستقلال لا يرونه تحريرا و استقلالا حقيقيا بل شكليا لا يعود عليهم باقل المنافع.
سياسيا:
الاقليم من الناحية السياسية يعاني من حالة توتر و انقسامات شديدة جدا و الشارع الكوردستاني يعاني من احباط سياسي كبير بسبب ما اوصلته قيادة الاقليم اليه من حالة تشتت و تناحر سياسي مضر فالاقليم اليوم ابعد ما يكون من نظام سياسي ديمقراطي مستقر او حتى التوجه نحو هكذا نظام سياسي.
الفردية و التفرد سيد النظام السياسي في الاقليم وهذا يشمل كل الطيف السياسي الكوردي دون استثناء ... كلها زعامات فردية مؤلهة تمارس المحاببة و المصاهرة اشكال اخرى من الفساد السياسي و الاداري.
اقتصاديا:
لولا صدقات العالم من باب مصالح العالم لانهار كل شيء منذ سنين ... بالكاد تبني دولة على هكذا بنية اقتصادية هزيلة على احسن تقدير ... اذا فشلت المليارات من بغداد و من خزائن النفط خارج منافذ بغداد في تاسيس بنية اقتصادية مقبولة فلا ندري كيف تبني دولة دون اقتصاد؟
عالميا:
هل قامت دولة واحدة من ذاتها و من رغباتها و بمعزل عن دعم المجتمع الدولي؟ اين هذا الدعم لمشروع الدولة الكوردية؟ الم يكن المجتمع الدولي صريحا بما في الكفاية في رسالتهم الموقعة من قبل الاتحاد الاوروبي الموحد و المدعوم من قبل امريكا ، فيما يخص موقفهم الواضح و الصريح في دعوة قيادة الاقليم بالتخلي عن فكرة الاستقلال و بما معناه ان تحافظ على مكتسبات الاقليم التي يرونها تحقق المطلوب كفاية؟ مالذي تغير هنا؟ هل هناك وعد ترامبي؟
هذا و اسباب اخرى كثيرة تدفعنا الى ان نتسائل لاجل ماذا هكذا استفتاء، ان لم يكن استفتاء من اجل الاستفتاء ...؟



7
ازمة اقليم كوردستان الى اين؟
بقلم وسام جوهر
السويد 2016-07-04

الكورد او بالاحرى حركات التحرر الكوردية و لحظها العاثر ابتلت منذ ارهاصاتها الاولى بمرض مزمن اسمه ضرب الجذور في ارض العدو في الجانب الاخر لتحرير الشعب في هذا الجانب. و عليه فعندما انشطر الحزب الواحد الاوحد الى عدة احزاب ذهب كل كيان جديد الى حضن من الجانب الاخر. اذ منذ انتكاسة الحركة التحررية الكوردية على اثر اتفاقية الجزائر في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ضرب البارتي جذوره الحيوية في انقرة بينما زرع اليكتي بذرته في طهران و بذلك يمكنك القول ان اكبر الحزبين في كوردستان العراق ذهب كل منهما و كشركة الى تامين شركاتهم في كل من طهران و انقرة ....وهذا هو جذر المشكلة ...
اذن فكل المسألة هي اصلا تكتيكية لا استراتيجية ، وقتية لا دائمية ، ولا منطقية ابدا ... فاين المنطق في ان تستقل مثلا باقليم كوردستان العراق و انت تفتح جبهة عدائية مع بغداد و انت اصلا لست مستقلا و لاصاحب قراراتك بل ملف امنك القومي في انقرة و طهران؟
كل هذا الكلام عن الاستقلال منذ سنين ليس الا ضحكا على الذقون ومادة دسمة للدعاية السياسية للاستهلاك المحلي. باي منطق يدعك واحدا مثل السيد اردوكان ان تستقل من بغداد لتصبح له جارا كورديا وهو يعادي كل مااسمه كوردي في عقر داره؟ و باي منطق تتوقع من طهران الملالي ان تبارك قيام الدولة الكوردية وهي التي قالت منذ البداية لاكرادها لا حاجة لكم في دولة قومية طالما ايران هي دولة اسلامية تسع المسلمين جميعا؟
اذن كل هذا الكلام المحلي في اتهام البعض محليا في افشال مشروع قيام الدولة الكوردية ليس صادقا وهم يعلمون جيدا ان نجاح هذا المشروع ليس باي حال من الاحوال ممكنا بل مرهون بالمصالح الدولية و الاقليمية ولا تجد ما يؤشر الى هذا الاتجاه.
الديمقراطي الكوردستاني لا يستطع التنصل من مسؤوليته لكونه حزب السلطة الفعلية، فبيده استقرت كل المناصب و المسؤوليات الحيوية من رئاسة الاقليم بسلطاته الشبه مطلقة و رئاسة الحكومة، و ملف الامن القومي، قيادة البيشمه ركه، ووزارة الداخلية ولم تتعدى شراكاته مع الاخرين هذه الحدود المقدسة. اذن فلا مناص من ان يتحمل القسط الاكبر من مسؤولية الازمة الخانقة، خاصة وان الاحزاب الاخرى وتحت سوط الاخلاص للقضية القومية ساندت الحزب بتركها لمطبخ القرار السياسي الحيوي له (البارتي) في صيغة ذكرتنا بايام البعث عندما كان يطالب الاحزاب الاخرى الى الاعتراف به كحزب قائد ....
الاتحاد الوطني هو الاخر شريك و شريك فعلي في وجوب تحمله مسؤوليته السياسية و الاخلاقية فبدون شراكته الاستراتيجية مع البارتي كل هذه السنين لما وصلت الامور الى ما هي عليها اليوم ...اما موقفه الغير المساند لمشروع انفصال الاقليم، فكلام حق يراد به في الحقيقة باطلا ...صحيح جدا ان الوصول الى علاقات مميزة مع بغداد لهو افضل بكثير الان من الشروع في مشروع مغامرة الانفصال ... لكن الحقيقة تبقي ان خياره اي خيار الاتحاد الوطني ليس متروكا له بل تقرره في النهاية طهران ... وطهران هي التي لا تدعه ان يكون جزءا من هذا المشروع ، علاوة على خوفه الشديد من قوة وهيمنة الاصفر على مقدرات السلطة في الاقليم وفي ذلك شيء من الحق.، مثلما لا يملك هذا القرار، الديمقراطي نفسه.
اذن اين المخرج؟ الحل الوحيد هو مراجعة الحسابات من قبل الجميع والاقرار بان كثيرا من عوامل توازن المعادلة السياسية في العراق و المنطقة قد تغيرت و العمل على النزول من ابراجهم العاجية العالية لكي يساوموا ويشركوا و يشاركوا في طرح برنامج سياسي شامل بما في ذلك تقسيم السلطة السياسية بشكل عادل ومنصف وفصل الجيش و الامن عن المؤسسة السياسية التي ستاتي وتذهب لكن المؤسسات الامنية هي باقية وتدار من قادة مهنين ومتمرسين، وطرح برنامج اقتصادي للنهوض بعملية التنمية ناهيك عن اعادة صياغة سياسة الاقليم مع بغداد بقدر اعلى من الوطنية والواقعية وبسياسة اقل استفزازية واقل ابتزازية.
اعتقد لقد ان الاوان ان ينظفوا اربيل و الاقليم من مشايخ الذل و الخيانة الوطنية واشباه السياسيين من عبيد الدواعش لان هذه النماذج ليست الا اوراق سياسية مفلسة تكلف الاقليم اكثر مما يدرون اليه. كما ينبغي الاسراع الى تحسين علاقات الاقليم مع العمال الكوردستاني فالعداء اليه و محاربته لعيون تركيا لن يجلب على الاقليم في النهاية سوى الدمار و الخراب. كما ويتعين على الاقليم الى ايجاد اطراف سياسية سنية معتدلة لخلق حالة توازن سياسية صحية فامثال علي حاتم سليمان و النجيفي ليسوا الا فقاعات سياسية انهارت ولا يجب ان يعول عليها... وكلام مفيد اخير ... بغداد على علاتها شريك افضل من طهران و انقرة مع تحفظنا على دور ايران المهيمن على بغداد ....


8
استقلال كوردستان على المحك
بقلم وسام جوهر
السويد 2016-06-28

لم يكن خافيا على احد بان سياسة السيد مسعود البارزاني و منذ مؤتمرات صلاح الدين و لندن, قبيل سقوط نظام بغداد، كانت ان ينتهي الامر و باسرع ما يمكن الى انفصال الاقليم من العراق، ولم يبذل الرجل جهدا في ان يخفي الامر، ولم يدخر جهدا في العمل الى هذا السبيل، رغم كل العوائق التي اعترت هذا الطريق منذ الارهاصات الاولى لجمهورية العراق الثالثة .
لقد حقق السيد مسعود البارزاني علي راس هرم الحزب انجازات و مكاسب كبيرة للاقليم و لحزبه على حساب بغداد و الاحزاب الكوردية الاخرى، متبعا سياسة فريدة نجح الى حد كبير في تقزيم كل من وقف في طريقه .... السياسة تشبه في بعض جوانبها الرياضة، فاذا كان من الصعب الصعود الى القمة فان الاحتفاظ بها اصعب بكثير ...هذا ما يبدو الان يحصل لهذا الحزب الذي صعد الى اعلى ما يمكن ان يصله اي حزب سياسي في عراق اليوم، اذ يبدوا انه يعاني من صعوبة الحفاظ على مكاسبه ... والسؤال يا ترى لماذا؟
انا الرأي عندي انه انجرف الى مطبة الغرور و الجشع السياسي مع تيار النجاحات التي فاقت بكل تأكيد تصورات قيادة الحزب نفسها، اذ اصبح الحزب بكل امكانياته العسكرية و الاقتصادية عملاقا سياسيا كوردستانيا و عراقيا و بات من الطبيعي ان يخشاه الاخرين …
كان على الحزب ان لا يقع ضحية غروره، في الكثير من المتاعب مع الاخرين. فمحليا ابتعد رويدا رويدا من اليكتي الشريك السياسي الذي اشتراه و صعد على اكتافه الى القمة، ثم وقع في فخ حركة كوران في الانجرار الى المواجهات و المناكفات العلنية و الحزب اصلا لا يتمتع بعلاقات سياسية جيدة مع الاحزاب الاسلامية في الاقليم..!
على الصعيد القومي برأينا انتهج الحزب نهجا لم يكن موفقا بتدخله في سوريا اذ فتح على نفسه حبهتين في ان واحد النظام السوري و حزب العمال الكوردستاني المتحالف مع منافسيه في الاقليم ...وبذلك شتت قوته في اكثر من جبهة ... لم نكن يوما مطمئنين على علاقة الحزب مع تركيا و اردوكان في علاقة اقل ما يقال عنها غريبة عجيبة فيها الكثير من عنصر المغامرة، مهما حاولت فهمها و تبريرها لضرورات مصلحة الاقليم. اذ ليس بمقدورك الا ان تشك في سلامة هذه العلاقة على المدى الابعد، على الامن القومي الكوردستاني والحزب في غروره اخفق في احتضان مكونات وفية له كالايزيديين و الفيليين....
ما كان للسياسة الازدواجية التي مارسها البارتي مع احزاب العراق الطائفية ان تستمر الى ما لا نهاية قبل الانهيار ... فيوم تحالف مع الشيعة على السنة ويوم تحالف مع الشيعة على الشيعة، بدلا من التعويل على سياسة اعمق بعدا و اكثر تناغما مع الظروف الاقليمية و الدولية السائدة. لقد انتهج الحزب مع بغداد سياسة تتحمل الكثير من النقد، اذ كانت سياسة ازدواجية يشارك مع السلطة في بغداد و يبتزها سياسيا و اقتصاديا في ذات الوقت ثم انتهج سياسة خارجية تعاكس بغداد في 180 درجة …!
فبينما سائت علاقة بغداد مع انقرة، ذهب الحزب الى التحالف مع اردوكان وبينما ساندت بغداد النظام السوري ذهب الاقليم الى عكس الاتجاه وبعد ان خسر في تحقيق مكاسب في كوردستان سورية ضيع على نفسه المشيتين في سوريا، و بينما اتجهت بغداد الى تحسين علاقاتها مع موسكو مع الاحتفاظ مع علاقات جيدة مع امريكا ذهب الاقليم تحت قيادة البارتي الى الارتماء الكلي في الحضن الامريكي و ما حاجة الاقليم بعدها الى موسكو ! اما علاقة الاقليم المميزة مع الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص فحدث ولا حرج اذ ان العالم شبه متفق على ان لهذه الدول صلات مع داعش عزز الاقليم علاقاته مع هذه الدول ضمن تحالف اقليمي سني يقوده الزعيم اردوكان، وواضح ان سياسة الاقليم تلخصت في ، ان كل ما يضعف بغداد يصب في مصلحة اربيل …! انها بحق سياسة تتحمل قراءة نقدية ضرورية ، في اعتقادنا كان التعويل على بغداد الضعيفة محليا سيصب في مصلحة الاقليم اكثر بكثير ..!
ثم هناك ثمة امر خطير تجاوزه البارتي في نهجه نحو الانفصال وهو ترميم البيت الكوردي جديا و اشراك الكل الكوردستاني في مشروع الاستقلال او حتى من عدمه و ايجاد مشروع بديل ضمن البيت العراقي … للاسف انفرد الحزب تحت قيادة السيد مسعود البارزاني في احتكارالمشروع و اتبع سياسة كل الطرق تؤدي الى الاستقلال وليكن الثمن ما يجب ان يكون .. مما خلق ارضية كوردستانية و حتى كوردية غير ملائمة ابدا مع تطلعات الاستقلال ...وهذا ما نراه واضحا هذه الايام و تجسد في تقارب شديد بين الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة تغيير “كوران” و من ثم تقارب علني مع بغداد خارج التوحد الكوردي الشامل. وهذه ستشكل عقبة العقبات في طريق الاستقلال … لان هذا الطرف لا يجد امنا على سلامة وجوده ونفوذه في كوردستان تحت قيادة البارتي و
سياساته الانفرادية و الاستبدادية حسب مفهم الخصوم… ثم ان الخصوم لهم رؤية مخالفة اساسا فيما يخص مسألة الانفصال. اذ يجدون ان اقليما شبه مستقلا “دولة في دولة” الان يخدم المصلحة الكوردية اكثر من استقلال شكلي مرهون بالدرجة الاولى في ايادي غير امينة في انقرة ، هذا اذا كان الاستقلال ممكنا اساسا .
يبدوا ان مشروع الاستقلال يتعرض الى هزات عنيفة هذه الايام فها هي جبهة السنة الاقليمية تنهار على راس قادتها من اردوكان و ملوك و امراء الخليج وها هي روسيا و ايران تخرجان باحسن النتائج ... وها هي ايران تدفع اليكتي و الكوران الى بغداد لقطع الطريق على اية محاولة لاستقلال الاقليم عن العراق...و لطالما قلنا كل هذه السنين ان العائق الاكبر في طريق الاستقلال الكوردي انما هو كوردي بامتياز ..فبينما تذهب رؤية البارتي الى ان الاستقلال اولا و اخيرا و من ثم نبحث محليا عن مشاكل الدولة الكوردية، ترى الاحزاب الاخرى ان في ذلك مغامرة كبرى في دولة كوردية مستقلة تحت نفوذ ديناصور سياسي اسمه الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولهم من تجربة الحكم الذاتي في استحواذ البارتي كل هذه السنين على كل المناصب الفعلية ،خبرة سيئة و عليه فان السورانيون من سليمانية ليسوا مستعدين الى مغامرة سياسية تمحي وجودهم ناهيك عن الارتباط الوثيق بين سوران و ايران على غرار العلاقة الحميمية بين بهدينان البارتي و تركيا… و الحق يقال ان الاتحاد الوطني يحمل منذ الارهاصات الاولى شعورا وطنيا عراقيا امتد اليه من بدايات انشقاق مام جلال و جماعته على البارتي في بداية ستينيات القرن الماضي، هذا الشعور الوطني ربما كان بكل تاكيد نابع من امر واقع حال، فلم يكن بمقدور هذا الخط السياسي المنشق ان يطمئن علي سلامة وجوده في ظل البارتي الاقوى عسكريا، فاتخذ هذا الخط الكوردي الجديد لسلامة امنه القومي، تأمينات سياسية في بغداد و طهران.
ومع انهيار تركيا الاردوكانية سياسيا، و سقوط سعودية في المستنقع اليماني و فشلها الذريع في اسقاط النظام السوري و افشال تجربة العراق لا ندري مدى القيمة السياسية المتبقية لدى حلفاء البارتي اقليميا في مساندة مشروع كوردي استقلالي...! اضافة الى كل ما تقدم فان الموقف الدولي ليس ابدا مع استقلال كوردستان فلهم مشاكلهم و لا يرى المجتمع الدولي هذا الاستقلال في مصلحة استقرار المنطقة و مصلحته في ذلك، ولعله من نافلة القول ان التعويل الكلي للبارتي على امريكا و تجنب روسيا بل الى حد ما اتخاذ موقفا متشددا منها، لم يكن بالامر الموفق . يبدو ان مشروع استقلال الاقليم بات على المحك و الايام القادمة حبلى بكل تأكيد باخبار تمس مصير المنطقة باكملها.

9
يزدا بين الطموح و الواقع

وسام جوهر

بلا شك تعد النكسة الايزيدية في سنجار في الثالث من اب الاسود نقطة تحول تاريخية في حياة المجتمع الايزيدي في العراق و
كوردستان. الماساة و الفاجعة كانت اكبر بكثير من كل التخيلات و الانتهاكات قد تجاوزت كل القيم الانسانية. سيسجل التاريخ هذا الحدث البشع كنقطة عار على جبين كل من تسبب في هذه الجريمة بشكل او باخر. وجد الايزيديون انفسهم متروكين لوحدهم يواجهون مصير بقائهم من عدمه في ارض الاباء و الاجداد ... تكونت جماعات و جمعيات و منظمات هنا و هناك تحاول ان تجد مخرجا للازمة، والحق يقال لم تكن ظروف عمل هذه المجموعات تترك الكثير من الخيارات امام النشطاء من بني ايزيدا .... و بعد ان كاد اليأس ان يشل من قوى المجتمع الايزيدي برزت الناجية الناشطة نادية مراد لتحمل كل المعاناة على اكتافها متسلحة بشجاعة فاجئت الكل و الجميع، وهي تضع وجها للضحية المجهولة، وجها يلمسه المجتمع الانساني و يرى فيه كل الالام و المعاناة التي تعرض لها السنجاري الايزيدي ... ففتح لها ابواب المجتمع الدولي كما لم يحلم به احدا ... لقد صالت و جالت هذه الفتاة السنجارية الايزيدية من قرية كوجو المفجوعة، في عواصم العالم تطرق ابواب صناع القرار في المجتمع الدولي تحمل اليهم رسالة مجتمع صغير امن مسالم تعرض الى اقصى و اقسى درجات الظلم من قتل و سبي و تشريد دون ذنب ... اذن شائت الاقدار ان تكون نادية المهدي المنتظر لتضع الايزيديين على طاولة المجتمع الدولي ... واي ابداع ابدعت الفتاة التي كانت قد خرجت للتو من اتون الجحيم تسرد قصتها و قصة اهلها و شعبها المرة تلوى الاخرة دون كلل او ملل مما نالت اعجاب الناس اينما حلت. قلة من كان يعلم في الايام الاولى ان خلف نادية تقف مجموعة من الشباب الايزيدي الغيور ... مجموعة انفلقت من الكل الايزيدي الذي تاه في نقاشات بيزنطية عقيمة تلف و تدور في حلقات فارغة تكيل التهم لهذا و ذاك ، يتخبط في جراحه. هذه المجموعة التي نعرفها اليوم تحت اسم يزدا انتهجت نهجا عمليا براغماتيا يركز الجهد على تقديم العون الملموس و الفوري للمحتاجين و المعوزين. نعم شكلت مجموعة يزدا و خلف الكواليس فريق عمل يدعم نشاط نادية مراد و يعمل في ذات الوقت على ترسيخ دعائم عمل و نشاط ايزيدي مؤسساتي عالمي واجبه و غايته الكبرى ان يكون لوبيا حقيقيا يدعم القضية الايزيدية محليا و اقليميا و عالميا. براينا لقد نجحت يزدا رغم التحديات و رغم الاحباط الذي كان يسود على المجتمع الايزيدي وقدمت في فترة و جيزة ما عجز الكثيرون لسنين و سنين.
على الذين ينتقدون يزدا لسبب او لاخر ان يطرحوا بديلا افضل ... اتمنى على المجتمع الايزيدي و شبيبته على وجه الخصوص التخلي من كل شوائب الثقافة الانهزامية وان يحتكموا الى العقل لا العاطفة في نقد كل مشروع خيري يهدف الى مد يد العون الى المحتاجين. ليس من العقل بمكان ان تجروا يزدا الى نقاشات و صراعات دونكشيتية في امور سطحية و شكلية ... ان تعتز بهويتك فذلك حق مشروع لا بل واجب على كل ذي عقل، و لكن ان يتحول هذا الاعتزاز الى مواقف متشنجة و متعصبة تحت يافطة القومية الايزيدية وعلم ايزيدخان و تحرج منظمة انسانية كيزدا بان تاخذ موقفا من هذا المصطلح و طروحاته السياسية فانك بذلك و من حيث تدري او لا تدريا تضع العصا في دواليب الحركة .... لا يزايد علينا احدا في مسالة القومية الايزيدية ، اذ اوضحنا راينا في هذه المسالة تفصيلا ووضوحا و قبل سنين ولا زلنا من ذلك الراي .. اي الايزيدية هوية جامعة لهذا المكون دينا و ارضا و قومية، وشاء من شاء وابى من ابى ... لكن نذكر بان القومية مفهوم سياسي و جديد في تاريخ الانسانية و عليه فالمتشدد الايزيدي على القومية انما يثبت ما نقول بان القومية مصطلح سياسي اكثر مما هو اجتماعي. بينما تنتهج يزدا نهجا مدنيا انسانيا براغماتيكيا لتضغط على اصحاب القرار السياسي محليا و اقليميا و دوليا ليس من الحكمة و الانصاف ان نجرها الى متاهات سياسية ... فيزدا ، علي الاقل كما اريدها انا و اتمنى على قادتها ايضا، تتعامل مع الدول و الحكومات والهيئات و المؤوسسات، دون ان تكون هي حزبا سياسيا ...و عليه ليس من مصلحة القضية الايزيدية ان ندفع بها الى احضان الاصفر او الاخضر او اي لون سياسي اخر ... بل عليها ان ترى و ان تتفاعل مع كل الوان الطيف السياسي ...اتمنى على قادة يزدا الثبات على نهجهم هذا ... و حسنا فعلت يزدا وهي تعلن على لسان الاستاذ مراد انها اي المنظمة عملية و من ادراكها ووعيها لحجم المصيبة ، فهي لا تنصح و لا تمانع الايزيدي من الهجرة اذ تترك ذلك القرار للانسان الفرد وهي تقدم له المساعدة في كل الاحوال و حسب الممكن المستطاع ...كما اسجل اهمية اصرار يزدا على عدم التنازل عن ارض ايزيدخان تحت اية ذرائع و اشكالات ...
قبل ان نحكم على الغير علينا ان ندرك بان الظروف المحلية الاقليمية صعبة جدا وهي بالكاد تاخذ الصوت الايزيدي في المعادلة السياسية و توازناتها السائدة ... و ليس هناك افضل من الوسطية لتكون الساحة السياسية بكلها مفتوحة للعمل الانساني المدني و سيكون من الغباء جدا ان تعادي المنظمة اية جهة سياسية عدا قوى الشر و الارهاب طبعا ... السياسة ليست اخلاقيات بل فن الممكنات لتحقيق المصالح و عليه فالسياسيون جميعهم في الشرق و الغرب يصيبون و يخطاون ... و ان كنت معاتبا لرفيقك في كل الامور فلن تجد الصديق الذي لا تعاتبه ... اي كان موقفك و تقييمك للكارثة لا بد لك من التعامل مع الدول و الحكومات فليست بالصراخات العاطفية تحقق ما تصبو اليه بل بالعمل الجاد و ليس نادرا بالديبلوماسية و كل ما يتاح لك من اليات العمل المشروعة.
على يزدا من جهتها ان تخرج من طور الصدمة و الارتباك وان تتحمل مسؤوليتها في احتواء الانسان الايزيدي وهمومه و مشاكله و ان تعمل على اساس "ساعد الناس لكي يساعدوا انفسهم" ... نفهم ان بعض من مسؤولي يزدا مرتبكين الى حد ما خوفا من ان يتم اختراق يزدا من عناصر لا تشاطرهم الرؤية ... لكن هذا الخوف لا يجب ان يؤدي الى شلل وتقوقع في العمل.
حذارى من السقوط في نرجسية على اثر النمو السريع و الكبير ليزدا و في الوقت الذي نبارك الوجه الشبابي و النسوي للمنظمة نحذر يزدا من المبالغة هنا الى حد تنزلق فيها المنظمة الى الجانب المقابل للتطرف و التمييز ... فالانسان هو الاس و الاساس بغض النظر عن الشكل و الجنس و اللون و الى غير ذلك من الصفات الثانوية الاخرى.
اريد ان تكون يزدا رافدا من روافد النهضة الايزيدية التنويرية لبناء الانسان الايزيدي الجديد في ظل الايزيدية الجديدة و المتجددة ...وهناك الكثير و الكثير من العمل لكي يتحقق هذا المشروع العملاق.... اشد على كل يد في يزدا او في اي تشكيلة او صيغة عمل تعمل على تحرير الانسان من عبوديته نحو افاق مستقبلية مشرقة ...

10
البارزاني يخير الايزيديين ويا ليته لم يفعل

بقلم وسام جوهر
السويد 2016-05- 15

لقد اثار لقاء السيد مسعود البارزاني مع مجموعة مختارة من الكوادر الايزيدية في حزبه الى جانب بعض من وجهاء سنجار تسائلات كثيرة في الشارع الايزيدي. بما انه لم ينشر رسميا ما دار في اللقاء بات مصدر المعلومة الوحيدة لدينا تلك التسريبات التي تم تداولها في الايام القليلة الماضية. و حسب هذه التسريبات فان السيد مسعود البارزاني قد ضاق ذرعا بوجود فصائل عسكرية تحسب على حزب العمال الكوردستاني في سنجار بشكل او باخر. تقول التسريبات انه خير الايزيديين في سنجار بين مقاتلة هذه الفصائل الى جانب البيشمه ركه او انه سيقدم على سحب قوات البيشمه ركه من سنجار….ويا ليته لم يفعل!
اولا لا نعلم ان كان السيد البارزاني يتحدث بصفته رئيسا لاقليم كوردستان وقائدا عاما لقواتها المسلحة ام انه تحدث بصفته رئيسا للحزب الديمقراطي الكوردستاني. اي كان الامر فانه تحرك خاطيء توقيتا و اجراء.
لماذا؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح … نعم لماذا يعطي السيد مسعود هذه الاولوية لاشكالية سياسية يمكن حلها بالطرق السلمية ؟ ولماذا هذا التصعيد في احرج الظروف التي يمر بها الكل و الجميع ، و قوات داعش الارهابي تطرق الابواب ليلا ونهارا؟
هل كان الايزيدي السنجاري سببا في احداث الفراغ السياسي و العسكري في سنجار؟ ام ان انهيار منظومة كوردستان الامنية و العسكرية هناك كان سببا في خلق هذا الفراغ؟ ان ملىء هذا الفراغ من قوى و فصائل سياسية و عسكرية متنوعة امر طبيعي وما هو الا وليد الفاجعة البشعة. اين ذهبت وعود السيد رئيس الاقليم بتشكيل تحقيق في ذلك الانهيار و محاسبة المقصرين؟ لماذا لم يطالب السيد الرئيس عشية تلك الفاجعة، الايزيديون السنجاريون بمقاتلة الدواعش الى جانب قوات البيشمه ركه؟! اين العدل في تخيير الازيدي بين الطاعون و الكوليرا؟ قد اقفلت عليهم باب بغداد و هو مفتوح لكم على مصراعيه! قد نصبتم انفسكم اولياء على مصيرهم و تحكمتم فيهم في كل شاردة وواردة ، واودعتموهم في امن وامان، و داعش على ابواب سنجار و كل ايزيدخان و البقية قصة تراجيدية بات العالم كله يعرفه و يتداوله!
قد ضقتم اليوم ذرعا بوجود العمالي في سنجار!…. نفهمكم جيدا و لكن من كان السبب في هذا الوجود؟ الايزيديون؟ ام انتم بسياستكم الدونية للايزيديين؟ هل يعقل انكم ابيتم الا ان تروا مكونا كاملا باحزانه و همومهم من خلال عيون نفر قليل من الذين اترستم جيوبهم بالدولارات و اغدقتم عليهم مناصب شكلية كارتونية عمرها لم تخدم الايزيدي البائس و خاصة في سنجار الضحية.
كان الايزيدي وفيا لكم شخصا و عائلة و حزبا و يرون في عائلتكم الكريمة صمام امنهم و امانهم منذ انطلاق حركة التحرر الكوردية و الى ايامنا هذه ، لكنهم يا سيادة الرئيس قد خاب ظنهم كثيرا في السنوات الاخيرة وهذا كلام لا ينقلوه اليكم كوادر حزبكم من بني ايزيدا و جنابكم يعلم لماذا اكثر منا… لانهم ضحية ثقافة التملق حرصا على مصالحهم. لقد تكررت الماساة على الايزيديين و ما من مرة قدمتم احدا الى محاكمة عادلة. كل هذا ، وهذا ليس سوى غيض من فيض، كان سببا مباشرا و غير مباشرا لما حصل في سنجار بعد يوم الثالث من اب الاسود.
باي منطق و باي انصاف تطالبون اليوم، السنجاري المسكين و حتى البيشمه ركه الى اقتتال اخوي ...؟ هل نسينا ماسي الاقتتال الاخوي الاخير؟ سنجار لازالت في معظمها ترزخ تحت الاحتلال الداعشي فلما الاسراع الى قتال من يشارككم في محاربة عدو ارهابي شرس يسحق الكل و الجميع لولا المساندة الدولية الغير المحدودة.
هناك ما لا تحصى و لا تعد من المشاكل الخطيرة في الاقليم و العراق تستحق اولية التعامل معها … بالامس كادت الدواعش ان تخترق خطوط اقليم الدفاعية في ثلاثة محاور في سهل نينوى وكنا قاب قوسين او ادنى من تكرار فاجعة سنجار في قرى و مجمعات ايزيدية في خط التماس مع الدواعش في ختارة و دوغات وغيرهما، ولولا التدخل السريع و الفعال لقوات التحالف الدولي لاصبحت دهوك مهددة مباشرة . هل يعقل اذن ان نجند لمقاتلة من هرع الى نجدتنا و ارضنا يسلب و اعراضنا تنتهك و الغاصب المجرم يقف على ابوابنا؟ لماذا هذا الاصرار على اخراجهم من سنجار وهم متواجدون فيها اصلا تماشيا مع تفاهمات اقليمية و دولية؟ والا كيف تفسرون لنا الدعم الامريكي لهم؟ لماذا هذا الاصرار على الكيل بمكيالين؟ تضيقون ذرعا بقوة سياسية كوردية بينما ترحبون و تستدعون قوات تركية الى قلب كوردستان و ايزيدخان في بعشيقة و بحزاني رغما عن بغداد المنبطحة. اذا كانت القوات التركية تعزز امن الاقليم فلما لا يستقيم هذا مع اخوتكم في الدم و المصير؟
التاريخ لا يتكرر وعليه لن تعود سنجار الى ما قبل الثالث من اب 2014 … لا نقول ان حال الايزيديين سيكون افضل في ظل هذا الحزب او ذاك وانما نقول لا يمكن لاية جهة سياسية احتكار مجموعة بشرية كاقطاعية سياسية مملوكة لها.
على قيادة ما تسمى بقوات حماية ايزيدخان ان تتحمل مسؤوليتها الانسانية و الاخلاقية و الخروج من ضبابيتها التي باتت خطرا على الايزيديين البؤساء, اذ ليس من العقل و الحكمة اللعب على عواطف الناس البسطاء المنكوبين… على هذه القيادة كشف كل اوراقها السياسية و بكل صراحة ووضوح فان الامن القومي الايزيدي لا يتحقق بالخطب الرنانة و لا حتى باعلام ترفرف هنا و هناك … فهناك مثل يقول حدث العاقل بما لا يعقل فان صدقك فلا عقل له. ليس معقولا و لا مقبولا هذه المغامرة السياسية بمصير شعب بات يشرف على الهاوية …. من اين لكائن ايزيدي من كان تمويل الاف من المقاتلين بالاكل و الملبس ناهيك عن السلاح … و اخشى ما اخشاه ان تتكرر ظاهرة السيدة فيان دخيل مرة اخرى … واهم ويوهم من يخيل للاخرين بان التمويل الايزيدي الذاتي ممكن. اذن فلنبدء بالسيد القائد الاخ حيدر ششو ونساله : كيف يستقيم الامر في ان تكون قائدا لقوة عسكرية مستقلة قوامها الالاف من المقاتلين و تتمتعون بعضويتكم في اللجنة المركزية للاتحاد الوطني الكوردستاني؟! اين الاستقلال؟ ليس هناك قوة سياسية في العراق و كوردستان مستقلة، بل تعيش جميعها و دون استثناء في ظل قوى اقليمية و الى حد ما دولية فكيف لاضعف حلقة في النسيج العراقي و الكوردستاني ان تكون مستقلة؟ هذا يتركنا امام امرين لا ثالث لهما، فاما ان الظاهر لا يطابق الباطن او اننا في مغامرة سياسية انتحارية؟ بني ايزيدا في حاجة الى مشروع سياسي يتبناه عقلاء القوم و حكمائه عبر كل الحدود السياسية لايجاد مخرج امن من اخطر مرحلة تاريخية على مر الزمن.
خلاصة القول نرى ان الصحيح ليس الدعوة الى مجابهات مسلحة وتصفيات سياسية عسكرية، بل الصحيح هو السعي الى ايجاد الحلول التوافقية المعقولة. ونرى في التوجه الى الادارة الذاتية المحلية لسنجار، على ان يصار الى دفتها اشخاص مشهودين لهم بالكفائة و النزاهة و المقبولية الاجتماعية، خطوة في الاتجاه الصحيح لنزع فتيل الفتنة الداخلية التي ان تفجرت لن يكون احدا بمأمن منها.
و اخيرا، اذا كان ثمن تجنب اقتتال داخلي هو سحب قوات عسكرية معينة من شنكال فبها … و لنرى عندها الخاسر الاكبر...


11
قوة حماية ايزيدخان تحت المجهر
بقلم وسام جوهر
السويد 2016-04-11

منذ فترة وانا افكر ان اتناول موضوع المقال هذا، لكنني وددت ان اعطي نفسي بعض الوقت عسي ان افلح في لملمة ما يلزم من اشلاء الصورة، لايفاء الموضوع حقه لانه موضوع شائك و حساس و حيوي للمكون الايزيدي .
قد علمنا يوم الثالث من شهر اغسطس اب 2014 ان سنجار و ايزيدخان لن ترجعا الى ما قبل هذا التاريخ المشؤوم اية كانت التطورات اللاحقة لان هول الكارثة و حجمها و عمقها لم يتركا مجال للشك بان هذا اليوم حفر في وجه التاريخ، نقطة انعطاف كبيرة… و السؤال كان و لا يزال الى اين يؤدي هذا المنعطف بالمكون الايزيدي؟
كي لا نعيد محطات سنجار و الايزيديين مع القيادة الكوردية في الاقليم و قيادة الحزب الديمقراطي صاحب السلطة و النفوذ في ايزيدخان، نكتفي بالقول ان فاجعة سنجار وانهيار المنظومة الدفاعية هناك، بشكل مباغت و دون مقاومة، قد اطلق عنان التحليلات و التفسيرات، و بالمجمع العام فقد حمّل الشارع الايزيدي الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسؤولية الانهيار و الكارثة كما حمّل طبعا الدواعش الانذال مسؤولية الجرائم البشعة بحق الايزيديين الامنين.
براينا كمتابع للشأن السياسي العراقي و الكوردستاني فان هزيمة البارتي في سنجار و بعشيقة و بحزاني و مناطق اخرى في سهل نينوى كانت نتيجة حتمية لممارسات و سلوكيات سياسية خاطئة جدا ...سلوكيات بنيت في اسها و اساسها على التعامل مع المكون الايزيدي بكثير من الدونية و كثير من شراء الذمم لدى مفاتيح ايزيدية في عدد من اشباه المثقفين و اشباه الرجال من زعامات دينية و اجتماعية و من ثم تحويل الايزيدي الجائع المسكين الى مرتزق يموت و يحيا بفتات الحزب و دراهمه. واخر مهزلة مارسها الحزب في سلوكيته الدونية مع المكون الايزيدي هو ترشيحه و مع شريكه السياسي الاتحاد الوطني الكوردستاني ما يربو على السبعين من المرشحين من بني ايزيدا للمشاركة في اخر انتخابات البرلمان العراقي رغم ان عدد نسمة الايزيديين بالكاد تتجاوز النصف مليون !!! ولا احسبني غير منصفا للاتحاد الوطني الكوردستاني و نحن نحمّله شراكة مسؤولية تردي الامور في كوردستان عموما و ايزيدخان ليس استثناء لانه خدم حزب السلطة في كوردستان باعتباره حزبا مساندا مقتنعا بغنائمه في المناصب و الاموال في كل من بغداد و اربيل … علاوة على ممارسته هو الاخر سياسة شراء الذمم و تحويل الناس الى مرتزقة يعتاشون على الحزب في سابقة فريدة من نوعها في كل العالم ...اذ في كل العالم يمول الانسان الحزبي حزبه بالاشتراكات و التبرعات الا في كوردستان الحديثة حيث الاحزاب تمول الاعضاء … وهيهات لمن يقول للحزب من اين لك هذا؟!
عودة الى سنجار… بعد الفاجعة انفجر الوضع المتأزم اصلا كجرح متقيح فنادى الكل الايزيدي، و نادى الكل السنجاري و بصوت واحد … لا عودة الى ما قبل الثالث من اب بعد اليوم … فيا ترى هل فهمت اربيل و على راسها قيادة الحزب الديمقراطي تلك الرسالة؟ بكل تأكيد … لا .. لم تفهمها بل على العكس تجاهلتها قيادة البارتي وركزت اهتمامها عل امتصاص الغضب و الحزن، فسارعت الى حلول ترقيعية كعادتها و طبطبت على بعض الاكتاف الايزيدية تحت الطلب، و وعدت الايزيديين بمحاسبة المقصرين اشد حساب اي كان المقصّر… مرت الايام و تماطلت قيادة الاقليم حزبا و حكومة تعزفان على الوتر القديم في تسويف الامور ووضعها في سلة المهملات… اذ قالتا مخاطبة الذات : ما هي الا ايام معدودات و الايزيدي ينسى كل شيء و ترجع حليمة الى عادتها القديمة … لكن الايام ها هي تبرهن خطأ تلك الحسابات ...لماذا؟ لان الكثير قد تغير في المحيط الجغرافي السياسي … تعقد المشهد السياسي في سنجار الى ابعد مما تخيلته قيادة البارتي.
كي نفهم هذا التعقيد السياسي علينا ان نرجع قليلا الى الوراء ...لقد سبقت فاجعة سنجار سلسلة من التوجهات و القرارات السياسية المغامرة لقيادة الاصفر … يبدو لنا ان النجاحات السياسية السريعة و الكبيرة و التي حققها الديناصور الاصفر على ارضية مراهنة الامريكان عليه في العراق ، كان سببا في الحقيقة الى تكاثر خصومه محليا و اقليميا وحتى دوليا.
لقد مارس الحزب الديمقراطي الكوردستاني سياسة براغماتية مذهلة ضرب بها الكل بالكل فانشق اكبر منافسيه المحلين الى نصفين ضعيفين (خروج كوران من اليكتي) … وضرب السنة بالشيعة ففلش العروبيين ليخروا خاشعين تحت عباءة الحزب في اربيل بعد ان كانوا اشد و الد اعدائه، ثم رجع الاصفر ليضرب الشيعة المالكية بمريديه من العرب السنة و فصائل شيعية اخرى ثم انتعش محليا على حساب التناحر السوراني السوراني. اما الاحزاب الاسلامية فلم تكن مسالة تدجينهم بالامر الصعب ابدا طالما الامر لا يتجاوز منصبا وزاريا شكليا و حفنة من دولارات النفط فبها ولما لا؟ فكان للاصفر جند الاسلام مجاهدين مطيعين… ورئاسة دولة و حكومتها بقت ملكا في قبضة الديناصور الاصفر دون منازع… فمهد الطريق الى انقرة لتحالف كوردي تركي عجيب غريب بكل المقاييس الا بمقاييس الفساد والمليارات، فاردوكان مشهور كرجل ابتزاز اشبه بعصابة مافيا منه الى رئيس دولة، متحذلق و متقلب مزاجي من الطراز الاول، فما ان اشتم رائحة النفط الكوردي العراقي يضخ اليه شبه مجانا عمل على اعماء البصيرة لصالح الجيب الاردوكاني وان عن طريق اردوكان الابن او جماعة من الصعاليك حوله، وما اكثر الصعاليك هذه الايام، فدخل حلفا مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني … حلفا ما كان منه الا ان يكون على حساب الاخرين ! اذ التقت المصالح السياسية و الاقتصادية ...اما السياسية فكان التقاء المصالح على خصم مشترك كي لا نقول عدو مشترك … نعم الحزب العمالي الكوردستاني PKK ...الذي لم يعد يهدد اردوكان و تركيا فحسب بل ايضا نفوذ الديناصور الاصفر في غرب كوردستان التي اراد ابتلاعها في خضم الفوضي التي اجتاحت سوريا، لكنها عصت عليه و سبقه الى الابتلاع ال PKK, بعد ان قدم له بشار الاسد الشمال السوري على طبق من ذهب نكاية بتركيا و الحزب الديمقراطي الكوردستاني العراقي، لكي يفاجيء الكل و الجميع فكانت صدمة و خيبة امل كبيران للتحالف الديمقراطي الاردوكاني. وبينما كانت الخطط تحاك في انقرة لاخراج ال PKK من جبال قنديل فاذا به يسيطر على كامل كوردستان الغربية و اكثر، و كأن كل ذلك لم يكفي دخل الماركسيون اللينينيون (PKK) سنجار، بعد ان هزم منها الديناصور الاصفر، ووجد ال PKK موطيء قدم له في قلب ايزيدخان و في جغرافية ممتدة لجمهوريته الغربية …! و بعد ان ابدت قوات ال PKK صمودا بطوليا في وجه الاسطورة الدواعش في كوباني فرض نفسه على الساحة العسكرية و السياسية فحقق نصرا و نجاحا فاجيء الجميع اذ حصل على الدعم الروسي و الامريكي معا ...بعد ان كان حزبا ارهابيا على قوائم الغرب !!! اذن دخل ال PKK سنجار من اوسع ابوابها فحمل الايزيديات السلاح معه قبل الايزيديين مستقبلينهم كمحررين لا فاتحين و كانهم بذلك خلعوا نير التسلط و الاحتلال جراء القمع السياسي الذي تعرض له الايزيديين في السنوات السابقة. هنا اعني بهذا الالتفاف الجماهيري في سنجار حول ال PKK.
من جهة اخرى وجد شيعة بغداد نافذة مباشرة تفتح لهم و لاول مرة في سهل نينوى، كما وجد الاتحاد الوطني الكوردستاني فرصته الحقيقية في تثبيت قدم له في بهدينان و علي ارضية جديدة من نافذتها سنجار، و في امتداد جغرافي عسكري مع حليفه المقرب ال PKK . اذن في سنجار التقت مصالح خصوم البارتي اجمعين، الايزيديون الغاضبون الذين ذاقوا القمع و الحرمان من سياسة البارتي الدونية لهم، بغداد التي سئمت من هيمنة البارتي على سهل نينوى و سياسته التسلطية، ال PKK الذي قدمت له سنجار على طبق من ذهب، و الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي وجد في سنجار المحل المناسب للم شمل الحلفاء و الاصدقاء … اذن كيف يتم نسج كل هذه المصالح التوافقية ضد هيمنة البارتي؟ يبدوا ان النسيج اسمه قوات حماية ايزيدخان …! نعم هذا هو الوليد الجديد للتحالف الخماسي (ايران، بغداد الشيعية، سوريا، PKK ، الايزيديون" الحيدريون") . من هنا ولدت قوة حماية ايزيدخان لكل طرف فيها مصلحته البينة و الواضحة و لكل دوره في الاداء … فالواجهة ايزيدية و بعلم ايزيدخان و تحت اسم قوة حماية ايزيدخان و التمويل بغدادي على اعتبار ان القوة هي ربيبة للحشد الشعبي مما يسهل من الوجهة القانونية و المالية تمويل قوات حماية ايزيدخان اما دور ال PKK فهو توفير القوة و الحماية العسكرية للايزيدخانيين ولكي يكون ذراع بغداد العسكري الايمن في سهل نينوى اذا ما لزم الامر و اما الاتحاد الوطني الكوردستاني فدوره يكمن في المدى القصير علي توفير الهوية الكوردستانية العراقية لهذه القوة و على المدى البعيد لتحل محل البارتي اذا ما كتب لطموحه هذا، النجاح. اما ايران فستوفر الدعم الاقليمي و الدولي من خلال روسيا.
تصريح السيد علي عوني:
على ضوء ما تقدم نقرأ تصريح القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد علي عوني، اذ يقول : "أن حيدر ششو الموالي لحزب العمال الكردستاني ‹PKK› «يعمل وفق أجندات معادية للكرد ويدعمه حكومة العبادي والحشد الشعبي الشيعي»." ...انتهى الاقتباس.
السيد عوني يصيب في موالاة السيد حيدر ششو ل PKK ، كيف لا وهو اي السيد حيدر ششو عضو في اللجنة المركزية للاتحاد الوطني الكوردستاني الموالي و المقرب جدا من كل من ال PKK و ايران و حتى شيعة بغداد و ان بشكل اقل علانية.
و لكن ان ينعت السيد علي علوني، حيدر ششو بالعمالة لجهات معادية للكورد ...فقد يدان السيد عوني نفسه من فمه. ما هي الجهة المعادية للكورد هنا؟! السيد ششو عضو قيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني الشريك السياسي للديمقراطي الكوردستاني والطرف اكثر اعتدالا تجاه البارتي في السياسة المحلية … فهل يعقل ان يتهم السيد عوني الاتحاد الوطني بمعاداة الكورد؟ طبعا لا ..! الحزب العمالي الكوردستاني هو الطرف الاخر الذي يتعامل معه السيد ششو و ان من نافذة اليكتي … فهل يعقل ان يصف ال PKK بالاجندات المعادية للكورد؟!! مهما اختلفت الايديولوجيات السياسية ليس من المعقول اتهام ال PKK بمعادات الكورد… بغداد تتعامل مع السيد ششو … اقصد بغداد الشيعية … كيف يمكن وصفهم بالمعادات للكورد … والكل يعلم ان، لولا شيعة بغداد لما حقق الديناصور الاصفر كل هذه المكتسبات … فما الذي جعل الشيعة الان اعداء للكورد؟! لماذا حلّ لحزب السيد عوني ما يحرّم على الايزيديين و ششو هنا؟
اذن لم يبقي احتمال معقول لقصد السيد علي عوني هنا الا وهو ان السيد ششو يعمل وفق اجندات مخاصمة "معادية" للحزب الديمقراطي الكوردستاني وليس الكورد و شتان بين الاثنين طبعا… عندها نؤيده في الراي … نعم قوة حماية ايزيدخان وجدت كتحصيل حاصل لاجتماع مصالح اطراف سياسية لطالما احست بانها تحارب من قبل الديمقراطي الكوردستاني فاجتمعوا على مبدء قديم معروف "عدو … عدوي … صديقي" …
يمضي السيد علي عوني فيحذر السيد ششو من ان هذا المشروع تقف خلفه ايران اذ يقول في تصريحه ل ARA News:
«أن حيدر ششو يتحرك بحسب مقتضيات مصلحة المخابرات السورية – الإيرانية بهدف الضرب بمكونات إقليم كردستان العراق» ...انتهى الاقتباس.
هنا يصيب السيد عوني في تشخيص احتمالية دعم ايران للمشروع لمصالحها السياسية … ولكن ماذا عن تحالف حزب السيد عوني مع تركيا الاردوكانية؟ و ماذا عن استدعاء حزبه للقوات التركية الى ارض بعشيقة و بحزاني؟! ماذا تريد تركيا من اقليم كوردستان؟ لم شمل مكوناته؟! مساعدة الكورد على الاستقلال؟ لا اعتقد و لا يعتقد بذلك عاقل. اذن فالمسألة في نهاية المطاف هي مصالح حزبية ويا ليتها سياسية تصب في الامن القومي الكوردستاني…
لماذا ظهرت قوة حماية ايزيدخان؟
هذا هو السؤال الاهم الذي يوجب على قيادة الاصفر ان تسأل نفسها، لماذا وصلت الامور الى هذا الحد؟ نحن من جانبنا وبتحليلنا المتواضع نرى ان البارتي لا يلوم الا نفسه بالدرجة الاولى و الاخيرة … ان الذي اوصل البارتي الى المأزق السياسي الذي يجد نفسه فيه ليس في سنجار و ايزيدخان فحسب بل في عموم كوردستان ..هو جنون العظمة الذي اصاب هذا الحزب بعد المكاسب السياسية و المالية الهائلة و بمدة زمنية قصيرة. فقد بوصلته و تماسه مع جماهيره الاوفياء . مارس سياسة الضغط و الابتزاز مع بغداد، مارس سياسة فرق تسد، التخلص من الشركاء فور انتفاء الحاجة اليهم، تملص الاصفر من شراكته مع اليكتي الذي ضحى بالكثير من اجل شراكته مع البارتي و كاد ان ينتهي تماما بسسب تلك الشراكة. ضرب الشيعة بالسنة و العكس بالعكس. اما تعامل الحزب مع الايزيديين فحدث و لا حرج ...تعامل معهم بدونية و استخفاف ...اهمل محاسبة حرق المقدسات الايزيدية في شيخان في وضح النهار… تعامل باهانة كبيرة مع الايزيديين في ملف الطفلة سيمون … و تكرر الشيء ذاته في سنجار اذ لم يحاسب احدا في تلك الفاجعة ؟ كل هذه الاحداث اجتمعت فاكتملت الصورة لدى المكون الايزيدي بان ثمة خلل كبير في رؤية الحزب لهذا المكون … كل هذه الاسباب و اسباب اخري كثيرة دفعت بالايزيديين اخيرا الى هذا التجمع الجديد وهو ينطلق من: ما سنجنيه من التجربة الجديدة لا بد له ان يكون اكثر من الصفر على الشمال الذي كانت حصته المثبتة لدى القيادة الكوردية عموما و البارتي على وجه الخصوص … حذرنا و معنا الاخرون، الحزب الديمقراطي الكوردستاني من هذه السياسات الخاطئة تجاه المكون الايزيدي الوفي له لكن القيادة البارتية ابت الا ان تمضي في كبريائه و تعاليها على الكل و الجميع … وها هي النتيجة … و بات الموقف في سنجار مفتوحا على كل الاحتمالات.
املي من هذا المقال ليس ان ادعم طرفا سياسيا على حساب طرف اخر بل ان اضع بين يدي القاريء العزيز رؤيتنا المتواضعة بغرص حوار هاديء هادف ليس الا …
وللحديث صلة ربما اتينا بمقال اخر نتناول قوة حماية سنجار ايزيديا اي من وجهة نظر المكون الايزيدي ...نتناول فيه هذا المشروع بجوانبه السلبية و الايجابية اذا ما تبين هناك حاجة لهكذا مقال.


12
اعادة بناء الانسان اليزيدي ، New Ezidism
بقلم وسام جوهر
السويد 15/03/2016
اليزيدية شعب لا يربوا عدد سكانه على المليون نسمة في جميع انحاء العالم، حيث يسكن في العراق ما يقارب من نصف هذا العدد و يعد العراق مركز تواجده و قلب وطنه التاريخي و في كوردستان العراق تقع لالش اقدس اماكن اليزيدية. الى الامس القريب جدا كان بالكاد اهل العراق يعرفون بوجود اليزيدية في العراق باستثناء الاقوام و المكونات الثي تجاورهم السكن. اليزيدية شعب تقوقع على نفسه لحماية ما تبقى من وجوده من الفناء، بعد ان تعرض الى حملات ابادة جماعية طيلة القرون الماضية.
لقد ادى هذا التقوقع و الانعزالية بسبب الظروف القاسية جدا الى خلق سلوكيات لدى الانسان اليزيدي اقل ما يقال عنها هو تميزها بفقدان الثقة بالنفس و بالاخر معا وبات يساير كل من يستلم سلطة البلد الذي يعيش فيه اليزيدي، لا يرجوا من السلطة اكثر من حق البقاء لحين لا يعلمه احدا.
لقد كان اليزيدي بسبب عقيدته التي تختلف عن عقيدة الاديان الابراهيمية في مسائل الكون و الخلق والخليقة و حتى النظر الى الانسان و الانسانية، فريسة سهلة للحكام الطامعين الذين بدون جهد جهيد كانوا يجهزون جيوش الله للاغارة على "الكفار" .
ظن اليزيدي ان قيام الحركة التحررية الكوردية في بداية ستينيات القرن الماضي ستكون نقطة انعطاف تاريخية في حياته و لاحقا فعل اليزيدي الشيء ذاته عندما برز نشاط الحزب الشيوعي العراقي في مناطقهم اذ انخرط الكثيرون في صفوف هذا الحزب الماركسي الاممي. و اذا ما نظرنا اليوم الى ما الت اليه الامور نجد انه لم يحصل من الحركتين سوى خيبة امل كبيرة و كثير من الدماء التي سالت و فاجعة شنكال طبعا فاقت كل التصورات في بشاعتها و همجيتها وقساوتها اذ خسر اليزيدي حرفيا بين ليلة و ضحاها كل شيء و عزيز ... بدء كل شيء بغدر لا يفهم و لا يغتفر، انهارت كل المنظومة الدفاعية لاربيل في شنكال دون اية مقاومة سميت بعد ذلك بالانسحاب التكتيكي ..! اما بغداد فحدث بلا حرج ، اتخذت موقف المتفرج و كأن الامر لا يعنيها ...الاف من السبايا تم اغتصابهن بارذل الاشكال و بيعهن في ساحات المزاد العلنية في عصر الانترنيت و الاف من القتلى، و اطفال سيقوا الى معسكرات التدريب الارهابية... مع انهيار هذه المنظومات انهارت منظومة القيم الانسانية لدى اصحاب القرار في العراق و كوردستان ...ما اصاب اليزيديون في سنجار كان فريدا بكل المقاييس فلم يصيب احدا من قبل ذلك و لا حتى من بعد ذلك. لقد افترش الناجون الطرقات و الساحات في دهوك و اربيل و السليمانية و هنا حدث ما يلزم كل منصف بأن لا يخلط الحابل بالنابل و الابيض بالاسود، فلقد هب الشعب الكوردي الى ايواء ونجدة المشردين تدفعهم انسانيتهم و قيمهم الانسانية وذلك على عكس القيادات السياسية التي اصابها الشلل لهول الكارثة التي بكل تأكيد فاقت كل تصوراتهم و حساباتهم ....
يتفق المحللون و المؤرخون على ان الثالث من اب 2014 المشؤوم تشكل نقطة تحول تاريخية في حياة اليزيدية لما هو قادم من الايام ... لقد وجد اليزيدي المنكوب نفسه وحيدا تركه الكل و الجميع في محنته بمن فيهم اميرهم القابع في هانوفر . فامتثل اليزيدي لعقله الجماعي الى التوجه الى ما وراء البحار بحثا عن وطن جديد تاركا خلفه كل ما ورثه و امتلكه من اسلافه ... وهو يدرك جيدا ان لا سبيل للنجاة الا الهروب الى ديار الانسانية في الجانب الاخر من الكرة الارضية.
خطوة كبيرة كهذه تواجه لا محال تحديات جمة في مسيرة حياة الانسان اليزيدي و هنا في راينا بدأت رحلة تجديد اليزيدية عقيدة و شعبا. ولكي يكتب لليزيدية الجديدة النجاح لا بد لها ان تصاغ بهيكلية جديدة تستند على اعادة بناء الانسان اليزيدي الحديث الذي يتحتم عليه الاندماج في المجتمع الجديد دون الانصهار فيه ...فما هو السبيل الى بناء الانسان الجديد؟
في رأينا ان اولى اولويات هذه العملية تتطلب من الانسان اليزيدي ان يعي على ما هو عليه و ان يدرك ان لا مفر من التغيير الذي سيجبره ان هو اراد ان يتجاوزه و عندها سيتحقق التغيير بشروط التغيير و رغما عن الذي يقف حائلا دونه...فالاجدر بالانسان اليزيدي ان يحالف التغيير لكي يكون بشروطه هو او على الاقل ليكون الى حد ما شريكا في عملية التغيير. انطلاقا من استيعاب ضرورة التغيير، على اليزيدي ان يتجرد من بعض العادات و التقاليد التي اكل عليها الدهر و شرب و اذا كان المحيط القديم يشكل مانعا كبيرا في طريق اليزيدي نحو التغيير و التطور ها هي فرصته الذهبية للتخلص من تقاليد و اعراف اقل ما يقال عنها انها لا تتوالم و تنسجم مع القيم الانسانية التي تشكل سببا في منحه وطنا جديدا و فرصة حياة جديدة ...
على اليزيدي مثلا ان يمتثل لكل قوانين الدولة التي التجيء اليها حاله حال مواطنيها الذين فتحوا له قلوبهم قبل ابوابهم و لا خوف في ذلك و لا هم يحزنون اي لا حاجة لليزيدي ابدا في البحث عن قانون الاحوال المدنية الخاص به ....اذ لن يكون باي حال من الاحوال افضل من القانون الذي يسود البلد و يشمل الجميع سواء اكان في حقوق الطفل او المرءاة او المواطن اي "حجاجو نجا بحجيدا و بيلافين خو ندرينا بريدا حج اوا يا تو تيدا ...." بمعنى لا تتعب نفسك و تسلك طريقا بعيدا الى الحج ... فحجك هو الذي انت فيه .
على اليزيدي ان يعيد النظر في تقييم الامور و الاشياء و على سبيل المثال لا الحصر طبعا ان يتوقف فورا من تطبيق قبض المال مهرا لابنته انه بحق عادة قبيحة جدا علاوة على انها جريمة قانونية في بلدك الجديدة تحاكم عليها بشدة و لن تسعفك اية ادعاءات بانك انما تمارس العادات و الاعراف ...اذ لا مجال في وطنك الجديد لقبول ما يراه القانون جريمة فهناك تنتهي حدود السماح و احترام الدولة للعادات و التقاليد ... على اليزيدي ان يتوقف فورا من عادة حق ابن العم على ابنة العم في الزواج منها رغما عنها و من عادة خطف البنات عنوة....عادة قبيحة على اليزيدي ان يتخلص منها، فمن المحزن جدا ان نرى في الاوطان الجديدة ان تمارس هذه العادة و تؤدي احيانا الى تراجيديا حقيقية تقتل فيها البنت المسكينة غدرا و غيلا. اشجّع الشباب ان يبلغوا عن حالات المهور كي ياخذ البعض جزائهم و يصبحوا درسا و عبرة للاخرين ...اكثر ما يحزنني هنا ان تجد رجلا متعلما و مثقفا يعيش عشرات السنين في دولة مثل المانيا ثم يقدم على عمل مخزي بقبض مال كمهر ابنته ...انها عملية بيع لا اقل و لا اكثر يقبض المال كما يقبضه في بيع اي سلعة ... هذا لايليق بالانسان و قطعا لا يجد محله في كيان الانسان اليزيدي الجديد.
هناك عادات و تقاليد على اليزيدي التخلي عنها لا مجال لذكرها هنا. على اليزيدي ان يتخلص من عقدة النفس و ان يتجرء في اعادة الثقة بالنفس و ان ينتصر على خوفه المتوارث من الاسلاف. ماهية الانسان اليزيدي الحديث يجب ان تكون انسانيته و كل ما عداه يصبح ظاهر شخصيته بما في ذلك الدين و العقيدة اذ لا مقدس يجب ان يعلو على الانسان ... ففي نهاية المطاف يفترض ان يكون الدين في خدمة الانسان و ليس العكس..ولما لا ؟ فمن خلق من؟ و من هو الاصل؟ الدين ام الانسان؟ ليس في الدين اليزيدي و لا حتى في اي دين اخر ما يستطع ان يدعي بان الدين خلق مريديه ..! بل كان الانسان في الاصل وهو اي الانسان من خلق الدين من وعيه و بعقله ظنا منه انه سيخدمه فانقلب عليه ليستعبده لمصلحة حفنة من المرتزقين الكسالى الذين اعتاشوا و يعتاشون على كدح الاخرين باسم الدين و الله معا. ما يعزز ضرورة بناء الانسان اليزيدي الجديد على الانسانية اكثر من كل ما عداه لانه لم يعد مرتبطا بالجغرافية الواحدة كما كان في قديم الزمان بل اصبح منثورا على جفرافيات عديدة و متباعدة مما يقلل من اهمية الجغرافية في هويته الجديدة اذ لم تعد القرية وحدته الجغرافية المترابطة مع القرى الاخرى ...لقد اصبح اليزيدي مدينيا، من ابناء المدينة، الملتيمليونية اليوم ...فليس هناك ما هو اكثر طبيعيا اذن ان يعيد اليزيدي بناء شخصيته على اساس انسانيته اولا و من ثم يعززها بموروثه التاريخي المصفى من كل ما يشذ عن الانسانية و قيمها.... الانسان اليزيدي الحديث ملزم بان يتسلح الى جانب العلم طبعا بتاريخه و ماهية عقيدته كجزء من ثقافته العامة لا للتطرف الديني و التعصب القومي. النخب الفكرية و الثقافية مطالبة اليوم و اكثر من اي وقت مضى ان تتحمل مسؤولياتها التاريخية و الاخلاقية في هذه المسيرة الشاقة و المهمة و عمل كهذا لا يتحمل التأجيل و افضل بكثير من النقاشات السفسطائية في محاولات يائسة بائسة لاعادة تشكيل مجالس يزيدية حان وقت رميها في مزبلة التاريخ، و لا يغركم او يخدعكم احدا بان مجالس جديدة ستكون افضل من القديمة ففي ذلك اما جهل للقائمين بها او تجاهل و سيان الامر. كل تغيير يبد من الفوق بأتجاه القاعدة في هيكلية التمثيل الديني او السياسي اليزيدي لن يكتب له النجاح لسبب بسيط لانها عملية تتعارض مع قوانين التغيير الطبيعية ...واهم و ساذج او مخادع من يدعي بان احداث التغيير في هيكلية الامارة و مجلسها و هيئاتها الروحانية و شبه الروحانية ممكن. يتغير الله و لا تتغير هذه الهيكليات باجتماعات و قرارات ... و أمر الذين يسعون هذه الايام الى التسابق في تشكيل مجالس يزيدية اعلى و سفلى و مستقلة و بديلة لتحل محل المجالس الحالية، ليس بافضل من اخواتها القديمات، لماذا؟ ببساطة لانها تبدء من الاعلى الى الاسفل Top Down Method وتعارض قوانين التغيير الطبيعية.... لا بديل لاعادة بناء الانسان اليزيدي الجديد ...
الانسان المتحرر و المبدع الخلاق، هو الذي سيخلق كل جديد يلزم و سيبدء من الاسفل بأتجاه الاعلى Down Top Method نعم هكذا يجب ان تكون نقطة انطلاق بناء الانسان اليزيدي الجديد الحديث و المبدع الخلاق وهو وحده القادر على خلق اليزيدية الجديدة او ما نسميها ب New Ezidism . يبقى الجانب السياسي موضوع اخرا لا يجوز ان يخلط اوراقه مع الهوية اليزيدية ...و اذا كان على اليزيدي هنا ان يكون حذرا جدا من الانخداع بصور سياسية جديدة قد تظهر له على الساحة بخطابات جديدة و وجوه جديدة فعلى من يقدم على هكذا مشروع ان يعي ما يفعل و ان يفكر مرتين قبل الاقدام على اي عمل غير مدروس كي لا يصبح "ضربة في الهواء" على احسن تقدير ... معادلة الشرق الاوسط السياسية، و العراقية جزء منها معقدة جدا و بالكاد تترك فسحة عادلة للوجود اليزيدي دون ان يكون في الموقع الدوني و المستغل ... فاية محاولة لخلق كيان سياسي يزيدي جديد خارج فلك القوى السياسية المهيمنة من بغداد الى اربيل بالكاد بات ممكنا و اخشى ما اخشاه ان يلدغ اليزيدي من الجحر اكثر من مرة و دون الخوض في التفاصيل لا ارى كل بريق ذهبا اذ قد يكون البديل اسوء بكثير ... و احسن ما يفعله اليزيدي هو ان يركز ماله و جهده على اعانة المحاتجين فوريا و كذلك في عملية اعادة بناء الذات الايزيدية الجديدة لخوض معركة الحياة بفكر متجدد و برؤية عميقة و بالعقل لا العاطفة.


13
مؤتمرات المصالحة و حوارات الاديان تجسد الطائفية و لا تعالجها
بقلم وسام جوهر
السويد 15‏/02‏/2016
منذ حلول الكارثة على الشعب العراقي بابتلائه بنخبة الاقطاعات السياسية المتجذرة في اعمق اشكال التعصب الديني و المذهبي و القومي، ونحن نسمع و على طول الخط بدعوات و مؤتمرات المصالحة الوطنية مرة في بغداد و ثانية في اربيل وثالثة في السليمانية و اخرى خارج العراق.
وكأن مؤتمرات المصالحة الوطنية قد حققت المبتغى فاوجدوا الحاجة الى ما تسمى بحوار الاديان و التعايش السلمي بين الطوائف، في كلام ظاهره براءة و عسل و باطنه دجل في دجل.
اصحاب هذه الدعوات يريدون ذر الرماد في العيون بظاهر بريء وواقع عمل خبيث، لانهم بدعواتهم هذه يريدون ان يبرئون ذمتهم من كل هذا الشر الذي اصاب شعوبهم بفعل سياساتهم الفاشلة، بسبب خباثتهم في استغلال الدين و المذهب و القومية ابشع استغلال، كاقصر الطرق و ارخصها (بالمعنى المزدوج) الى ترسيخ قبضتهم على السلطة و فرهدة الدولة والشعب دون ان يرمش لهم جفن.
من هم من يتصدرون هذه المؤتمرات و الحوارات؟ هم في الغالب اما من صميم طبقة الاقطاع السياسية او من حاشيتها من المرتزقين على فتات نعمة هذه الطبقة الا ما ندر من نذر يسير بالكاد تترك له فسحة من حرية الراي .  هي ..هي نفسها الوجوه تتكرر بحيث بات الشعب يعرف هذه الوجوه و الاسماء سلفا ...!
ثمة شيء اخر و ربما  الاهم ، من يتصالح او يتحاور مع من؟ اذا كانت المصالحة تهدف الى تصالح الفرقاء السياسيين الطائفيين فليعالجوا هذه المصالحات ضمن واجباتهم و مسؤولياتهم و بممارسات و اليات العمل السياسي. و اذا كانت المصالحة تستهدف الانسان المواطن فاين تمثيله في مؤتمرات المصالحة؟ انه مغيب بامتياز ويمثل كما اسلفنا اما بسياسيين نشطاء او منافقين انتهازيين يسعون الى الشهرة و مليء الجيوب الصغيرة جدا طبعا قياسا الى جيوب المنتفعين منهم التي امتلأت بالمليارات.
حوار الاديان و التعايش السلمي بين الاديان و الطوائف...! مهزلة اخرى من تمثيليات اصحاب الاقطاعات السياسية في مسلسل الضحك على الذقون. من يحاور من؟ ولماذا؟ ومن هم المتحاورون؟ الاديان و المذاهب و الطوائف والقوميات العراقية و على مستوى المواطن و المواطنة متواجدة ومتعايشة مع بعضها منذ مئات السنين. فعلى سبيل المثال لا يشهد تاريخ الصراع الكوردي في العراق ان الاكراد انتقموا من العرب كعرب بل انحصر نضالهم العسكري ضمن مقارعة اجهزة الدولة المسلحة ، اذ يقال ان الطيار الاسير الذي قذف مدرسة اطفال في قلعة دزة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي بالنابالم تم اطلاق سراحه لاحقا. ولم نشهد يوما ان العرب في مكان ما و كشعب قتلوا اليزيديين او المسيحيين و لا سنة نينوى مثلا ارتكبوا مجازر شعبية بحق شيعة نينوى. ان اي اعتداء على طائفة بالعموم لم يكن معززا من قبل طائفة اخرى وانما عملا من اعمال السلطة الحاكمة الخبيثة كما كان الامر سابقا و كما هو الامر عليه اليوم.
من هم من يشتركون في حوارات الاديان و مؤتمرات التعايش السلمي؟ هي .. هي تكاد تكون الوجوه نفسها، تتكرر من مؤتمرات المصالحة الوطنية، اي السياسيين انفسهم او المعتاشين من حاشيات السياسة وهوامشها في سعي الى بعض من الجاه وقليل من المنافع المادية. وجوه سنية تعرف جيدا الوجوه الشيعية المشاركة وهي كوجوه عربية تعرف جيدا الوجوه الكوردية و كل هذه الوجوه تعرف الوجوه الاقلية المنتقية انتقاء دقيقا، من وجوه الاقليات، وجوه باتت بين قاب قوسين او ادنى ان تتكلم عن اقليات شردت و شتت بين عواصم العالم، اقليات لم يعد لها وجود على ارض الوطن فما الغاية اذن من الحوار بعد خراب سنجار و تلعفر و الطوز و الرمادي و الموصل و...و ؟! من حوار الاديان نفهم او يفترض بها ان تكون حوارا على مستوى العقيدة بهدف التقليل من التشنجات و ازالة سوء الفهم لبناء جسور العبور الى عالم الانسانية. لكن اين هذه الحوارات من كل هذا؟ مجموعة سنية تصافح اخرى شيعية و الاثنتان تصافحان اخوتهم في المجموعة الكوردية و الكل يصافحون مجموعات الاقليات و طبعا كل هذا امام كاميرات الفضائيات و ميكرفوناتها في مسرحية بائسة. لان بين هذه المجموعات المشاركة لا يسود سوى الوئام و المجاملات فهي اذن مصافحات زائدة لا يراد منها سوى كنس القذارة تحت السجادة.
مشكلة العراق لا يتم حلها بهكذا مسرحيات بل بفهم جذور المشكلة اولا و التعامل الشريف في فرز اليات المعالجة. العراق يعاني من ازمة الثقافة قبل اية ازمة اخرى لان الثقافات العامة للشعوب هي التي تفرز كل ما يليها من نتاجات سياسية ودينية و مذهبية و قومية ....الخ.
لماذا لا نرى اجهزة الاعلام العراقية و الكوردستانية تمارس دورها المسؤول في تسليط الضوء على نشاطات منظمات المجتمع المدني ودعمها، التي تدار في الغالب بجهود المتطوعين؟ لماذا لا نرى ندوات تنويرية كان نرى فيها و على سبيل المثال لا الحصر ناشطا يزيديا او منظمة مجتمع مدني يتناول اليزيدية شعبا وعقيدة تساعد في ازالة الفهم الخاطيء لدى الغالبية الساحقة من القلة القليلة من العراقيين التي تعرف اصلا شيء عن اليزيديين؟  لماذا لا نرى ندوة شعبية تعرف المجتمع العربي بقضية الشعب الكوردي كقضية شعب بغض النظر عن سياسات قادة الكورد التي تصوب و تخطاء، يهدف الى فهم صحيح لصراع الكورد الذي يجب ان لا يستهدف ضعف العراق دولة و شعبا بقدر ما يسعى الى تحقيق المشروع له. لماذا لا نرى حوارات شعبية سنية شيعية تتجاوز مسالة قميص عثمان وضلع فاطمة الى الفصل بين الماضي و الحاضر ناظرا الى المستقبل. حوارات تهدف الى خلق مقومات التعايش السلمي على قواسم مشتركة في الانسانية و المواطنة بدلا من تازيم المتازم في خلافات عقائدية يتم مزجها في رؤى سياسية متخبطة لا تنتج في المحصلة سوى المزيد من الاحتقان الذي يشكل في النهاية تربة خصبة لممارسات بشعة بحق الانسان كالتي شهدناها على يد داعش و اخواتها من الالوان و الاشكال ما لم ينزل بها سلطان.
لقد ان الاوان للعراقي ان يتخلص من عقدة المظلومية المذهبية و القومية على حد السواء. فاما الشيعة فلا يتمتعون بحقوقهم السياسية كاملة فحسب بل يقودون العمل السياسي. وعليه ليس من المنطق ان يستمر السياسي الشيعي في عقدة المظلومية لانها تعمي له البصيرة. واما الكوردي فعليه التحرر من عقدة المظلومية القومية لانه اليوم قد قطع في مشواره شوطا لا يستهان به رغم انه لم يصل الى نهاية المطاف وانه اليوم ليس فقط مشاركا في العملية السياسية في بغداد بل يكاد ان يقودها من الناحية العملية . و على ساسة الكورد ان يتحرروا من عقدة المظلومية و التركيز على العملية السياسية من باب الممكنات و السياسات الواقعية بدلا من اختلاق الازمات و الممارسات الانفصالية ... والانفصالية ليس واقعا على الاقل في الوقت الراهن .... ما الضير ان يكون الجميع عراقيين لحين ساعة الفراق اذا كان لا بد منها؟ لماذا لا يكون فراقا وديا حضاريا يترك ابواب الجيرة على اساس المصالح المشتركة مفتوحة على سعتها ورحابتها؟ اذا كان هذا ممكنا حسب بعض القرا ئات الكوردية مع تركيا فلماذا لن يكون هكذا مع عراق عاش فيه الكوردي بحلوه و مره كل هذه الازمنة الغابرة؟
ان التشبث بعقدة المظلومية لا محال يسبب عمى البصيرة و التخبط في صنع الحاضر و المستقبل معا.
ان التغييرات الحقيقية التي تصب في خدمة تطور المجتمعات يجب ان تكون متجذرة في عمق وعي الانسان الفرد، الانسان المواطن. عندها فقط نكون قد غيرنا في الثقافة المتأزمة للجماعات و الطوائف، نكون قد بنينا الانسان الصالح الجاهز لقبول لا بل اداء دوره الفعال في اجتياز الازمات الاخرى و على رأسها الازمات السياسية. اما ان ياتي الحل من الفوق الغارق حد الاذنين في صنع هذه الازمات فمحكوم عليه بالفشل. هكذا هو المنطق وهكذا يعلمنا العقل السليم.
المصلح الحقيقي لا يصرف الملايين على مؤتمرات النفاق و الدجل بل يعتني ببناء الانسان الصالح في سعي الى تحرير الانسان المواطن من عبوديته الدينية و السياسية على حد السواء .... الدين في اسه واساسه مبني على معادلة تحقير الانسان معادلة العبد و المعبود العبد الذي لا يفترض به سوى ان يكرس كل حياته الدنيوية لخدمة المعبود الذي في احسن الاحوال يرضي عن العابد المقهور وبصك مؤخر الى اجل مجهول. اي معبود جبار هذا الذي يحتاج الى تخلي الانسان عن كل ملذات الحياة الدنيا في عبودية مسلم بها دون راي ولاهم يحزنون؟ وعندما تاتينا احزاب سياسية مؤدلجة بشكل عام و دينيا بشكل خاص يصبح من المنطق والواجب ان نتسائل: هل حقا تعامل هكذا احزاب، الانسان بقدسية يستحقها؟ طبعا لا... لانها لاتحيد عن رؤية الدين او القومية او اية كانت الايديولوجية التي اسست هذه الاحزاب و تبلورت حول محورها، اي ان الانسان يصبح عبيدا لا يستحق  سوى رضى هذه الاحزاب و قادتها المقدسين كظل المقدس الاكبر على الارض. انطلاقا من هذا الفهم تنطلق هذه الاحزاب في ان تفعل ما تشاء ، وهي مشيئة المقدس الاكبر، مع الانسان المحكوم عليه بالعبودية منذ ايام سومر و بابل .. فكر تسلل الى عقول قادة اليوم من خلال عقائد دينية متسلسلة. وذلك هو جذر الشر وليس امام الانسان الذي يملك عزة النفس و كرامتها سوى التحرر من جذر الفكر الشرير اي كان تجسيده. تحرير الانسان لم يتم ولن ياتي بالترقيعات و التحايلات السياسية الخبيثة بل من بوابة الفكر الحر الواعي المدرك لصيرورة التاريخ البشري منذ ملايين السنين. لسنا بحاجة الى هكذا مؤتمرات تلتهم من خزينة الدولة الشبه الخاوية دولارات و دنانير من الاولى بها ان تنتهي في جيوب لم تستلم رواتبها منذ شهور ... و اذ كانت الناس بحاجة الى مؤتمرات فلتكن مؤتمرات حقيقية لباحثين و اخصائين يسعون الى اخراج الوطن من عنق الزجاجة من خلال ابحاث و طروحات ورؤى تناقش بحرفية وتنتهي بتوصيات واقتراحات لاصحاب الشان تاخذ بها في عملية تغيير لا بد منها. و لتكن ندوات شعبية تقيمها نوادي ثقافية و منظمات مجتمع مدني لا تعتاش على الاحزاب السياسية وخاصة احزاب السلطة بل تتمتع بدعم الدولة كحق من حقوق المواطنة. الوطن يحتاج الى مؤتمرات لا يرى فيها المواطن استقطابات طائفية كما هو الحال مع مؤتمرات المصالحة الوطنية ومجالس و مؤتمرات حوار الاديان و التعايش السلمي التي تجسد الطائفية و لا تعالجها. 



14
المفكر اياد جمال الدين جسر بين الديني و الدنيوي
بقلم وسام جوهر
السويد 13‏/2‏/2016
عندما نتكلم عن ثقافة الشعوب و المجتمعات انما نعني بها مجمل القيم الانسانية لدى هذه الشعوب و المجتمعات البشرية و المتجسدة في ممارسات هذه الشعوب المتنوعة في كافة مناحي الحياة الاجتماعية و السياسية و الفنية و غير ذلك.
منذ ان وجد الوعي لدى الكائن الحي على شكل انسان وجد الدين و السياسة بشكل او باخر. لكي لا نحد عن موضوع اليوم دعونا نركز على الوضع السائد في الشرق الاوسط هذه الايام، و العراق نموذجا.
لاول مرة منذ سقوط نظام البعث في العراق في التاسع من نيسان 2003 بدء العقل العراقي وبجدية خطيرة يتحسس ماساة النهج السياسي الخاطيء الذي حل بديلا للنظام السياسي الراحل، دون ان يفهم بان النظام السابق مفقود بل كان رحيله واجب لا مفر منه. لا شك ان النموذج السياسي الديني المذهبي و حتى القومي وصل في العراق الى طريق مسدود وهو على شفير الهاوية. هنا برزت مشكلة كبيرة امام الباحثين عن بديل يقود الشعب المسكين الى بر الامان و شواطيء الانسانية حيث الانسان المعاصر يعيش نموذجا يحقق للانسان قدرا مقبولا من قيمته الانسانية في مجمل حقوقه و استحقاقاته كمواطن.
و الحالة هذه ليس امام المفكرين و السياسيين الكثير من الخيارات بعد ان بات مسالة ترقيع المرقع شبه مستحيلة. ليس غريبا ان تطرح العلمانية نموذجا لبناء دولة الانسان المواطن و ليس دولة الفئة و الطائفة. من اهم تحديات نموذج العلمانية هو انها تثير و دون وجه حق لدى عامة الناس فكرة الالحاد و عداوة الدين ...و ليس هناك اكثر خطاء من هذا الادعاء. العلمانية غير الالحاد، فالعلمانية رؤيا لبناء دولة العدالة و المساواة على اساس المواطنة و ليس الدين و المذهب و لا حتى القومية، من خلال فصل الدين عن الدولة مع مسؤولية الدولة العلمانية في حرية الدين و العقيدة الى جانب كافة الحريات الاخرى. اما الالحاد فهي مسالة تتعلق بالعقيدة و الملحد لا يؤمن بالله الخالق على الاقل الله الخالق الديني ... بينما العلمانية كما اسلفنا لا تتطرق الى العقيدة طرا بمعنى ان العلمانية تعنى بالشؤون الدنيوية لا الدينية.
السؤال الاهم من المهم ها هنا: كيف نوفق بين الدولة المدنية و حق المواطن في حقوقه فيما يخص حرية العقيدة و ممارسة شعائرها الدينية؟
المفكر العراقي اياد جمال الدين فيما يطرحه من افكار ورؤى هذه الايام بهذا الاتجاه يجسد و بشكل رائع هذا التوفيق. الرجل يقول انه مسلم و لكنه ليس اسلامي ... و طبعا شتان بين هذا وذاك ... فاما كونه مسلم فانه رجل مؤمن بعقيدة الاسلام ويؤدي شعائرها في الصوم والصلاة و الحج و الزكاة ... بمعنى انه ليس ملحدا. واما كونه لا اسلاميا فالذي يعنيه الرجل انه علماني (لايؤمن بالاسلام السياسي) ... نعم علماني وهنا يكمن جمال فكر السيد اياد جمال الدين لانه يجسد امكانية التوفيق بين ان تكون انسانا مؤمنا بالله و بعقيدتك الدينية و بين ان تكون سياسيا مؤمنا بالعلمانية كافضل رؤية لبناء الدولة المدنية التي تعني بالشؤون الدنيوية و ليس فقط لا تعادي الدين فحسب بل تضمن حق مؤمنيه في تبنيه و ممارسة شعائره الا ما كان منه في الضد من حقوق لوائح الانسان العالمية.
هنا يصبح كل كلام من نوع "علماني معمم ..!" من باب السخرية او الجهل لا معنى له لان العلمانية فكر ليس له علاقة بزي الانسان. فكما ان للطبيب او المحامي او العامل الحق في ان يكون سياسيا دون ان يثير ذلك تسائلا او استغرابا، يجب ان يحق لرجل معمم او انسان مؤمن بعقيدة دينية الحق الكامل في ممارسة السياسة بشروط السياسة طبعا لا الدين المعين. هذا ما يفهمه السيد اياد جمال الدين خير فهم و يريد ان يكون مثالا تطبيقيا على ارض الواقع وبذلك يعزز حقيقة العلمانية التي لاتحرم اي انسان من حق ممارسة السياسة ولا تحارب العقيدة عندما تبقى شئنا روحيا بين الانسان الفرد و الله من خلال دينه.
لقد نجح الاسلاميون الى حد كبير طيلة الازمنة الماضية في التشويش على فكر الانسان بخلطهم لاوراق العلمانية مع الالحادية ...لكن الامور بدأت تتغير الان في زمن الانترنيت و في زمن بروز شخصيات مفكرة من وزن السيد جمال الدين و السيد المفكر العراقي احمد حسن القبانجي ... كيف لا و العراق مهد الفكر الانساني وحضاراته الاولى ففي العراق ولدت الكثير من الافكار الدينية و الصوفية و الفلسفية والعلمية فلا نستغرب ان ياخذ النموذج العلماني شرارته من عراق الفكر والحضارات وصولا الى التعايش الايجابي بين الديني و الدنيوي و جسورا من نوع السيد اياد جمال الدين والسيد احمد القبانجي تستحق كل التقدير والاحترام ومن على هذه الجسور وحدها يمر طريق المستقبل الواعد.


15
قراءة في رسالة عادل مراد الى شعب كوردستان
بقلم وسام جوهر
السويد 11‏/2/2016

في رسالة موجهة الى شعب كوردستان ومنشورة على صفحات الانترنت، يتحدث السيد عادل مراد سكرتير اللجنة المركزية للاتحاد الوطني الكوردستاني عن جملة من امور الساعة التي تخص حالة الاقليم وازماته السياسية و الاقتصادية.
ما دفعنا الى قرائتنا هذه هو ان عادل مراد ليس كاتبا او محللا سياسيا فحسب بل هو سياسي مخضرم كان دوما في مقدمة الصف السياسي الكوردي الاول منذ ايام شبابه وهو اليوم ليس اقل من ابرز قيادي الاتحاد الوطني الكوردستاني في منصبه كسكرتيرا لللجنة المركزية لواحد من اعرق و اكثر الفاصئل السياسية الكوردية نفوذا في الساحة الكوردية عموما و اقليم كوردستان العراق على وجه الخصوص.
و عادل مراد علاوة على ما تقدم شخصية سياسية مثقفة وبراغماتيا حاذقا، لو قدر له ان يلعب دوره السياسي كما يريد ويرى لراينا تغييرات واقعية في اتجاه طموح الشارع الكوردستاني، الا انه مقيد الى حد كبير من قبل صقور حزبه الذين يعيشون في زمن العقلية البارتيزانية و نمط القيادة العشائرية و العائلية مما قيد و يقيد كثيرا الانتقال الى مرحلة جديدة من العمل السياسي في كوردستان الحاضر و المستقبل.
بدون توطئات و مقدمات او لف و دوران يذهب الاستاذ عادل مراد الى امر في غاية الخطورة عندما يصدر حكمه القاسي على حكومة كوردستان و احزابها باعتبارها فاقدات حق التبجح باسم الشعب وا دعاء تمثيله اذ يقول:  "... لا اعرف كيف ابدأ حديثي ومن اين ابدأ وهل بقي للكلام من معنى، في ظل المأسي والولايات والمعانات اليومية التي يشهدها المواطنون في اقليم كردستان، بعد ان فقدت الاحزاب والحكومة ومؤسساتها الحق في التبجح باسم الشعب وادعاء تمثيله.   ... " انتهى الاقتباس.
الشيء المثير والواضح جدا ان السيد عادل مراد القيادي في حزب متنفذ لا يستثني حزبه من هذا الحكم ....و الحق يقال كدت ان اسميه ب "مشعان الكوردي" اذ كما هو معلوم ان السيد مشعان الجبوري النائب البرلماني العراقي اثار جدلا كبيرا بتصريحاته الاخيرة عن الطبقة السياسية الفاسدة دون ان يستثني نفسه من الفساد، تصريحات سرعان ما استدرك و رجع ليقول انه لا يعدها رشوة او فسادا لانه اخذ الملايين دون ان يغلق ملف النزاهة الذي كان قد فتح بحق مسؤول ارشى مشعان الجبوري كي يغلق له ملف عليه لدى لجنة النزاهة البرلمانية. وكآننا امام موضة سياسية جديدة يراد منها السياسي تبرئة الذمة من خلال اطلاق الاحكام العامة الشاملة. فماذا يريد السيد عادل مراد من هذه الرسالة؟
يمضي السيد مراد ليقر بان قادة ومسؤولي الاقليم قد تحولوا الى انتهازيين و تجار حرب واثرياء بطرق غير شرعية وعلى حساب الشعب الصابر المعدوم....! فيقول:  " .... لم نكن نعلم حين ذاك باننا سنتحول في عيون الشعب الى تجار حرب انتهازيون يبنون قصورا وفلل في كردستان واوربا وامريكا، يرتفعون بالابراج ونطاحات السحاب بالسحت الحرام وغسيل الاموال، على حساب المعدومين الصابرين على المحن من ابناء شعبنا ..." انتهى الاقتباس ...
انه كلام قاسي حقا و يستوجب التوقف عنده ...ها هو قيادي في حزب لا يستطيع باي حال من الاحوال ان يتنصل من مسؤولية الوصول الى الحالة التي يحاول الان السيد عادل مراد ان يثور ويتمرد عليها وكانه خارج النخبة السياسية في الاقليم. مهما حاولنا ان نكون منصفين لا يمكننا وصف هذا الكلام اكثر من كلمة حق يراد بها باطل مع ان الرجل يستحق الثناء لجرئته و صراحته اي كان غرضه الحقيقي. اضف الى ذلك فان ثقافة ازدواجية الاخلاق السياسية ليست غريبة على الاتحاد الوطني الكوردستاني ...هذه الازدواجية  نقرأها دون جهد كبير على طول الخط فهو اي الاتحاد يأكل مع الذئب و يلطم مع صاحب الشاة ...هل نسى السيد عادل مراد ام يريد ان يتناسى شراكة حزبه في زواج سياسي حميم مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ... شراكة اوصلت رئيس حزبه وقائده مام جلال الى كرسي رئاسة جمهورية العراق التعددي و لفترتين متتاليتين و أوصلت الاقليم على ما هو عليه من حالة مزرية؟! شراكة املكت حزبه او على الاقل قيادات حزبه اسيا سيل وما ادراك ما اسيا سيل؟! شراكة سببت في كل فساد و ثرائات غير مشروعة لقيادات و مسؤولين كبار في الاقليم و حزبه ليس  استثناء باي حال من الاحوال .... شراكة اغضبت شارع الاتحاد  الوطني غضبا تجسد في ضربة كادت ان تعصف بكل الاتحاد الوطني نضالا وتاريخا عندما انشق احد ابرز قيادي الاتحاد و مؤوسسيه السيد نوشيروان مصطفى في معارضة جديدة باسم "حركة التغيير او كوران"  ..
.لوكان كل ما ينتقده القيادي عادل مراد ينتمي الى الماضي في يوم كتابة رسالته لاختلف الامر، على الاقل بعض الشيء، الا ان الطامة الكبرى فان السيد كوسرت رسول و السيد قباد طالباني وريث الحزب و اخرين من قياديي الاتحاد يتنعمون بمناصبهم الادراية في الحكومة التي يعدها السيد عادل مراد غير شرعية ......!  هل اصبحنا ميكافيليين الى هذا الحد استاذ عادل؟ الاتحاد الوطني يمسك العصا من الوسط في واحد من اصعب الظروف التي يمر بها الاقليم ولا يرتقي ابدا الى مستوى التحديات و الى مستوى تاريخه النضالي الطويل ....بل اصبح كالحا دون لون ...فلا هو قوة في السلطة و لا هو معارض لقرشين!
هل خال للسيد عادل مراد ومعه قيادات الاتحاد دون استثناء انه حقا فقد الكثير من الدعم الشعبي بسبب هذه الازدواجية و البراغماتية التي لم تعد تنطلي على المواطن المسكين ...الاتحاد الوطني ارتضى لنفسه دور الحزب المساند لحزب السلطة و خلق بذلك شرعية الحزب القائد مقابل امتيازات مالية و مناصب سياسية و حكومية شكلية ...اليس هذا هو بالضبط ما يعنية السيد عادل في كلمته ب "تجار الحرب ..." ؟.
يتباكى السيد عادل مراد على بطون و جيوب البيشمه ركه الخاوية و لكن اين هذا الموقف الواجب من حزبه في هكذا حالة؟ ماذا كان موقفه و الاتحاد معه طبعا عندما منع وزير البيشمه ركه ذاته من ممارسة عمله؟ طبعا الصمت كان الموقف... لماذا؟ لان الانتهازية الحزبية هكذا اقتضت في انتهاز الفرصة باضعاف حركة التغيير و المعارضة السياسية لا لشيء،  سوى لاضعاف واذلال المعارضة السياسية اللامعارضة طبعا.  لا يدفعه اي الاتحاد سوى الانتقام السياسي وتصفية الحسابات في صمته وسكوته، موهما نفسه و متوهما بان المعارضة اذا ما اذلت اليوم، فانه بمأمن من الاذى ناسيا ان الغد لقريب للاتحاد نفسه في هكذا سيناريو.... كيف يفوت هكذا امر حزب و قادة من طراز السيد عادل مراد؟؟؟  انت ليس امامك الا ان تختار بين ان تؤثر في حكومة ان شريك فيها مؤديا دورك السياسي و الاخلاقي او انك تترك هذه الحكومة اذا كانت حقا تتسلط على رقاب الشعب. نشاطر السيد مراد رؤيته فيما يخص سياسات قادة الاقليم التي فيها كثيرا من المغامرة في انغماسها في محاور سياسية اقليمية و دولية ...و نعم ان الاملاءات الخارجية لا تصب في مصلحة الامن القومي لكائن من كان ... ولكن ماذا عن ايران و العلاقة المصيرية التي تربط الاتحاد بها؟! هل من لم يتذكر كيف ان مام جلال عبر عن حميمية هذه العلاقة ايام كان رئيسا لجمهورية العراق و استقبل السيد رفسنجاني موصفا زيارته للعراق بزيارة خير و بركة ...مهينا بذلك منصب الرئاسة و الدولة العراقية ....اذ هل رأيتم ان رئيس دولة يتملق الى هذه الدرجة لرئيس زائر وضيف له ...؟!!! يا ترى لماذا؟
الحريص على امن قومه بحق لا يرهنها لكائن من كان ...تركيا او ايران .. وحتى امريكا. من بلوغ السيل الزبى و طفح الكيل الذي يحذر بهما السيد عادل مراد في ايحاء واضح للحزب الديمقراطي الكوردستاني نقراء او نسمع اجراس خطيرة تدق و ان الانقسام الذاتي للاقليم على نفسه اقرب الى الواقع اليوم من انفصاله و استقلاله عن بغداد ما لم يتحلى الجميع بما فيه الاتحاد الوطني مسؤولياته لتجاوز الازمة الخطيرة التي تهدد تجربة الاقليم برمتها، فمصير العراق و الاقليم على كفوف عفاريت كبار تتناطح ولن تتردد في اية لحظة في للتخلي عن هذه الفئة او تلك ساعة ما انتفت مصالح امنها القومية فيها.
اي كلام من نوع التنصل من المسؤولية لا يمكن له ان يكون جزء من الحل بل جزء من المشكلة.... و كلمة اخيرة فان وضع و حال الاتحاد الوطني الكوردستاني يذكرني بحال الحزب الشيوعي العراقي وخاصة في النصف الاخير من سبعينيات القرن الماضي عندما كانت قياداته تغرد في واد و قاعدته الجماهيرية المخلصة الوفية في واد اخر و كلنا نعرف ما الت اليه الامور لاحقا لواحد من اقدم الاحزاب السياسية في المنطقة وليس العراق فقط.... الاتحاد الوطني في امس الحاجة الى اعادة حساباته السياسية و بجرئة سياسية بمستوى الحدث قبل فوات الان.

16
تعقيب على : التصيّد بالمياه العكرة مهنة الصيادين الفاشلين ـ نيحيرفان شيخ شامو
بقلم وسام جوهر
السويد 10‏/2/2016

نشر السيد نيجيرفان شيخ شامو على صفحة بحزاني نت و تحت عنوان ـ  التصيّد بالمياه العكرة مهنة الصيادين الفاشلين ـ تطرق فيه الى جملة من الامور التي تخص الملف الايزيدي الشائك و الحسّاس جدا. في النادر جدا ان اعقب على مقالات الاخرين لكن بغرض الفائدة و القاء الضوء على ما يستوجب ذلك، نخرج عن القاعدة و كما هذه المرة لكي نعقّب على ما جاء في المقال ولمن لم يقراء المقال اتمنى الرجوع اليه قبل قراءة  التعقيب لان في ذلك انصاف بحق المعقب عليه: http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?t=115637
من يتابعنا يعلم جيدا اننا نتحاشى الاسماء فيما نطرحه كلما كان ذلك ممكنا لكي لا نحمل موضوع الطرح ما لا يتحمله و لكي نبتعد عن شخصنة الامور  فبعد كل هذا و ذاك فان ما يهمنا هي المواضيع و الاراء والرؤى لا الاشخاص بحد ذواتهم.
و عليه فانني لم و لن اقيّم اي ناشط او سياسي بالاسم بل اركز على القضايا بتجرد من الاسماء.
لم افهم يوما كيل الشتائم لاي كان و لا احبذ ان يحدث هذا على اية صلة بما ننشره و ارى مقابلة الراي بالراي و الحجة بالحجة هو الاسلوب الحضاري الوحيد الذي يجب ان يلتزم به الجميع.
و الان لا يهمني كثيرا ما ذكر في المقال فيما يخص مسالة الترشيح لجائزة نوبل و كل ما تعلق بالمسالة ... لانني و بكل بساطة لم اجد ان ما طرح بهذا الخصوص يستحق كل هذه الزوبعة الكلامية و الاعلامية لانني على اطلاع بحيثيات جائزة نوبل واليات عملها ...
يتسائل الاستاذ نيجيرفان عن سبب عدم استغلال الفتاة الايزيدية نادية مراد الفرصة التي اتيحت لها وبدعم من السيد شيخ شامو رئيس مركز لالش الثقافي، لزيارة رئاسات الاقليم الثلاثة  بقوله: " ..... فان ابواب الرئاسات في اقليم كوردستان وباعلى مستوياتها كانت مفتوحة طوال اسبوعين من الشهر الماضي للقاء نادية بناءا على طلب منها عن طريق اهلها، علما ان اهل نادية والمقربين منها يدركون جيدا دعم والدي الشيخ شامو لها ولذويها جميعا قبل ان تظهر على مسرح الاحداث، وهنا اسال نادية والفريق المقرب منها لماذا لم يستغلوا هذه الفرصة كي يقفوا على حجم الدعم من قبل القيادة الكوردستانية؟ وما هو سر او سبب عدم استغلال هذه الفرصة؟ ......" انتهى الاقتباس.
حسنا ساحاول ان اجيبك على سؤالك بما نفهمه واستنادا على مسلسل الاحداث بعد ما حلت الكارثة على سنجار و كل ايزيدخان و بعد ان حلت الفاجعة بكل اهل كوجو و عائلة الفتاة المسكينة نادية مراد.... نعم هل يعقل ان فتاة منكوبة  ترفض فرصة اللقاء باعلى مصادر القرار في كوردستانها لو انها رات في ذلك معنى ؟ هل تسائلت مالذي جناه اهل نادية و ايزيديتها من كل اللقائات الايزيدية و على اعلى مستوياتها بقيادات اربيل؟ الم يعد السيد مسعود البارزاني رئيس هرم السلطة في الاقليم منذ اليوم الاول لفاجعة سنجار  بالتحقيق عن الامر و محاسبة المقصرين؟! الم يجدد هذا في اكثر من لقاء في بدايات الامر ؟ اين تلاشت كل تلك الوعود؟ هل سالتم ما سر رفع الشارع الايزيدي للفتاة الضحية لابشع جريمة انسانية اقترفت بحقها و بحق اهلها و شعبها، الى مقام التقديس؟ الاجابة بسيطة جدا ...الايزيدي بالعموم فهم الامر و ادرك خطورة الامر بعد راى الموت وجه لوجه و بعد ان اصبحت قضية بقائه على ارض ايزيدخان من عدمه مسالة وقت. في البداية رفع الايزيدي من تباكى عليهم في مسرحيات سياسية في غاية الدقة اخراجا و ادء، الى مقام الامراء ...ولكن رويدا رويدا اكتشف الايزيدي المسكين ان الزيارات المكوكية لعواصم العالم في مؤتمرات لا تحصى و لا تعد لم تكن في احسن الاحوال تنظر الى الجرح الايزيدي النازف الطاريء  الا بعين مفتوحة و اخرى مغمضة ....هنا وهنا سقط الامراء بعد ان خذلوا البسطاء المنكوبين ... كانوا يقايضون الدم و الاعراض بالسلاح ...و لمن؟ و لماذا؟ و بعد ماذا؟ صحيح جدا ان الدواعش الانذال هم من نفذوا ابشع الجرائم بحق نادية و اهلها ...ولكن صحيح جدا ايضا هناك وعلى اقل تقدير نصف الحقيقة غيبت لصالح غايات سياسية و على حساب الدم و الوجود الايزيدي..... و عندما شاء القدر ان تكون نادية ذلك الوجه الذي يمثل كل عذابات شعبها تعبر عنها بكل صدق وبراءة الغير المتلوثين بلا اخلاقيات السياسة، وجد الايزيدي في نادية مراد صوته الحقيقي على منابر العواصم العالمية ... فهي لم تنادي بالتسليح السياسي بل تكلمت بلغة السلام هي لم تناور ولم تحرّف لان ما فيها كان يكفيها و زيادة، لتضع الضمير الاقليمي و العالمي امام مسؤولياته الاخلاقية وهي التي وضعت اسم الايزيدي على خارطة العالم ضحية و هوية .... لقد ادركت المسكينة نادية حقيقة في غاية الاهمية رغم بساطتها وهي اذا كان عشرات من الكوادر السياسية المحسوبة على المكون الايزيدي لدى احزاب السلطة و النفوذ في اقليم كوردستان لم تفلح في ايصال ما يتكلم به الشارع الايزيدي الى قياداتهم فانها حتما لن تفلح مع قيادات الاقليم بما هو مطلوب من هذه القيادات. هل كنت اربيل ستمنحها رتبة مقدم على غرار النقيبة خاتي؟
اما بخصوص من هم حول نادية في اسفارها وترحالها فحسب علمي، هم اناس و نشطاء عاديون وليسوا بسياسيين ولا هم يحزنون ... اناس دفعتهم غيرتهم  و شعورهم بالمسؤولية الاخلاقية في ان لا تذهب كل هذه الدماء و هتك الاعراض  دون سدى ...يتحملون في الغالب مصاريف سفرهم من مالهم الخاص وذلك على عكس الذين يتنعمون بنعمة السيد السخية.
لا تقلق استاذي الفاضل لن ينتقد احد لدية ادنى حد من القيم الانسانية نادية الجريئة التي عرّت المجرمين اكثر مما فعلها الكثيرون وتذكر ان القضية هي من اختارت نادية وليست هي من اختارتها...وذلك على عكس السياسيين المهنيين الذين اختاروا القضية طريقا الى الجاه والمال.
و الان وصلنا الى ما حقا دفعني الى هذا التعقيب وهو مسالة منح السفير السعودي في بغداد درع لالش على يد سياسيين بالنيابة عن الايزيديين ...! اذ يقول الاستاذ نيجيرفان شيخ شامو:
" ... ومن الغرابة بمكان ان يتم انتقاد الشيخ شامو لتسليمه شعار مركز لالش الى السفير السعودي في العراق بعد ان اكد سعادة السفير دعمه للحصول على فتوى من رجال دين سعوديين بالضد من جرائم داعش بحق الايزديين، بينما كانت الناجية نادية قد طلبت لقاء الملك السعودي ولم ينتقد احدا ذلك الطلب بل انتقدوا الرفض من قبل الجانب السعودي ....."  انتهى الاقتباس.
هنا نرى ما يلزم لفرز الغث من السمين ...! هناك مثل يقول حدث العاقل بما لا يعقل فان صدقك فليس له عقل ....! هل حقا تتساوى مسالة طلب نادية مراد مقابلة العاهل السعودي بصفته خادم الحرمين علاوة على كونه رئيسا للدولة السعودية ، لتضع امامه مآساة اهلها اسوة بالملوك و الرؤساء الاخرين، و مسالة تكريم السفير السعودي  بدرع لالش؟.... اين الخطاء في طلب ناديا هذا لكي ننتقدها؟؟؟ هل ساومت على اهلها بذلك! اما ان يكرم سفير السعودية باسم الايزيديين و من مركز ثقافي ...فهذه مسالة اخرى تثير ليس فقط الغرابة و الدهشة بل العديد من الاسئلة .... اين المنطق في" ارشاء" السفير السعودي بهذه المكرمة  لتشجيعه على التاثير على بعض من شيوخ السعودية باستصدار فتاوي تصب في صالح الايزيديين البؤساء!!!! اين كان السفير السعودي و سعودية كلها منذ يوم الفاجعة؟ الا ترى فرقا شاسعا بين السعودية ملكا و سفيرا و بين دولة الكويت مثلا؟ ثم لماذا هذا الطريق الملتوي ...؟ الم  يحل هذه الايام السيد مسعود البارزاني و بصفته رئيسا لاقليم كوردستان، ضيفا على السعودية و ملكها؟ فلماذا لم يطلب من صاحب القرار و القصاص في السعودية باستصدار هكذا فتوات؟ ام كان في مهمة اكبر بكثير من الايزيديين و همومهم؟
اغلب الظن ان هذا التكريم سيفهم من الشارع الايزيدي تملقا سياسيا لاربيل وهي اصلا في غنى عن هذا التملق و الدعم ...لان دور السعودية في الاقليم لم ولن يتاثر بهكذا مجاملات ايزيدية ليست في محلها وما كنت سانصح فاعليها ان يقدموا على هكذا غباء سياسي حرصا علىيهم و على امة ايزيدا.
 ثم يمضي المقال: " ....  والفت الاهتمام ايضا الى ان جائزة لالش 2014 ما زالت بدون صاحب، واؤكد هنا ان والدي الشيخ شامو كان قد ذكر اكثر من مرة انه في حال عودة نادية مراد الى كوردستان سيتم ترتيب ما يشبه الكرنفال وبحضور شخصيات حكومية وحزبية ورسمية لمنح هذه الجائزة السنوية لها....." انتهى الاقتباس
ياسلام ...نحن دخلنا عام 2016 و جائزة لالش لعام 2014 لم تمنح لاحد ومخطط لها ان تمنح للفتاة المسكينة نادية مراد ؟!اعتقد انه يقصد عام 2015 ، على اية حال لا يهم و لكن المهم انها ليست فكرة سديدة لسبب واكثر من سبب ... لو كنت في موقع النصيحة لنادية لاشرت عليها بالترفع عن هذه المكرمة التي ستؤذيها اكثر مما ينفعها .... اقترح ان تمنح الى شخصية ايزيدية مكافحة في المجال الثقافي ويا حبذا من خدم قضيته الايزيدية كورديا وما اكثرهم.
وفي الختام ليس كل من خالفنا الراي يتصيد بالضرورة في المياه العكرة ..... والتاريخ يفرز الصياد من الفريسة سواء كان في المياه او على اليابسة....


17
السيد مسعود البارزاني و استفتاء الاستقلال ...!
بقلم وسام جوهر
السويد 08‏/2/2016

مرة اخرى و عشية احتفالات نوروز وكما جرت العادة يصرح السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، عن نيته او رغبته في اجراء استفتاء شعبي لمواطني كوردستان حول موضوع استقلال كوردستان، لقيام اول دولة قومية كوردية ، هذا اذا ما استثنينا جمهورية مهاباد في الشمال الغربي من ايران في عام 1946 والتي لم تدم اكثر من 11 شهرا و لم يدعمها سوى الاتحاد السوفيتي لغايات سياسية بحتة..
في ظل الظروف الطبيعية فليس ثمة ما يدعوا الى الدهشة و الاستغراب لان حق تقرير المصير مكفول في كافة الشرائع المعروفة بما في ذلك لوائح حقوق الانسان العالمية و في بنود المنظمات الدولية. ولكن ما هو الطبيعي هذه الايام في كوردستان و العراق و حتى في الدول الاقليمية التي يمسها هكذا طرح؟!
لقد دئب قادة اقليم كوردستان وفي مقدمتهم فخامة رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني على الايحاء باستقلال الاقليم و كآن مسالة الاستقلال و الانفصال عن العراق متروكة بالتمام و الكمال لرغبة قادة الاقليم. الملمون بالشان السياسي في الاقليم و العراق يعلمون جيدا بانه لو كان الامر هكذا لانفصل الاقليم في نفس اليوم الذي فيه سقطت حكومة بغداد و معها الدولة العراقية في نيسان 2003.
الحقيقة التي يعرفها الجميع و قادة الاقليم اكثر من غيرهم ان مسالة استقلال الاقليم ليست مرهونة لا بحق الكورد المشروع و لا برغبة قادتهم بل تتعلق و بشكل وثيق بمجموعة المصالح الدولية و الاقليمية وبتوازن المعادلة السياسية في الدول الاقليمية و خاصة تلك التي يعيش فيها الكورد كاقليات محرومة من ابسط حقوقها المشروعة كالعراق و تركيا و ايران و سوريا. وبكل تاكيد فان مسالة الاستقلال لا يمكن ان ينظر اليها بمعزل عن احوال السياسة محليا على مستوى اقليم كوردستان نفسه.
المعطيات تشير الى ان توقيت الاستفتاء في غاية من السوء و الخطآء.
 
بكل تاكيد فان تشابك المصالح الدولية في هذه المنطقة  و ما يتبع ذلك من ضرورة توازن المعادلة السياسية الدولية تشكل عقبة رئيسية و حقيقية في طريق استقلال الاقليم. الحالة هذه نكاد نجزم بان قادة الكورد في الاقليم و على راسهم السيد مسعود البارزاني يدركون جيدا ان موضوع الاستقلال غير واقعي وذلك لسبب و الف سبب، وعليه يبقى السؤال الذي يطرح نفسه و بالحاح ... يا ترى لماذا هذا الاستفتاء؟
الامر واضح جدا بان السيد البارزاني يريد من اعلان نية اجراء استفتاء الاقليم ان يرسل اكثر من رسالة و لاكثر من جهة.
محليا:
اما داخليا فان مشاكل الاقليم السياسية و الاقتصادية في وضع سيء لكي لا نقول خطير... لعله على راس قائمة ازمة الاقليم نجد الفراغ الدستوري الذي يخيم على الاقليم، حيث ان رئيس الاقليم  يمارس سلطاته حاليا كامر واقع بعد ان انتهت فترة تمديد الرئاسة له في 20 اغسطس الماضي 2015 دون التوصل الى اتفاق سياسي او الدخول في انتخابات رئاسية جديدة.
موظفوا الاقليم لم يستلموا رواتبهم منذ شهر ايلول الماضي و الاعتصامات اصبحت جزء من المشهد السياسي و بات الامر يهدد بالانفجار اذا ما استمرت الحالة على ما هي عليها الان ... بنك كوردستان من الناحية العملية مفلس طالما كان غير قادر على صرف ايداعات المواطنين حسب حاجتهم .... و علاوة على كل هذا انهارت اسعار النفط فلم يعد بمقدور النفط ان يكون ذاك الينبوع الذي يدر على الاقليم ملايين الدولارات ... اما المناخ السياسي في الاقليم فانه على شفير الهاوية واقل ما يقال فيه ان القوى السياسية منقسمة على امور ليست بالثانوية و لا يمكن اخفائها تحت سجادة الخطاب القومي العاطفي ...ساسة الاقليم منقسمين على فريقين يختلفون على شكل ومحتوى الدستور في امور مهمة جدا كمسالة تحديد السقف الاعلى لعدد فترات رئاسة الاقليم وحاجة الاصلاح في صلاحيات رئيس الاقليم الشبه المطلقة من عدمها.  ان ما صرحت بها كتل نيابية كوردية في برلمان العراق لهو تعبير واضح لعمق الخلافات السياسية في الاقليم ... اذ صرحت هذه الكتل بضرورة تفعيل عملية البحث و التفتيش لجرد اموال وممتلكات الزعماء و المسؤولين في الاقليم و العراق ونزولا الى درجة المدير العام، في الخارج و التحقق من مصادر هذه الثروات لهم و لعوائلهم و اقربائهم، في تلميح الى قيادات كوردية متنفذة.
الحالة هذه ... اميل الى الاعتقاد بان الاقليم ليس متفقا في الذهاب باتجاه الاستقلال ، على الاقل في المرحلة الحالية و ان اي اصرار من جهة سياسية معينة  ستكون مغامرة سياسية قد تؤدي الى انقسام الاقليم على ذاته في ادارة تؤيد الانفصال رغم كل شيء و ادارة ترى المصلحة القومية في بقاء الاقليم ضمن العراق التعددى، على الاقل حتى اشعار اخر حيث تتوفر الاجواء السياسية المناسبة محليا و اقليميا و عالميا..
اقليميا:
اما اقليميا ...فان الامر على اقل تقدير لهو اعقد من الوضع المحلي للاقليم ...السؤال هاهنا : على ماذا يعول من يريد الذهاب باتجاه الانفصال؟ هل يعقل ان تصفق تركيا الاردوكانية لقيام الدولة الكوردية على حدودها الجنوبية الملتهبة !!! الاجابة على هذا السؤال تحتمل امرين اولهما قبول السيد اردوكان بالامر وعندها، ليس عاقلا من يصدق بان شروطه لن تكون اقل قساوة على الكورد من تلك السائدة اليوم في اقليم كوردستان العراق. اي انه قبول مرهون بان يكون الاقليم امارة كوردية تركية من الناحية العملية. اما اذا كانت الاجابة بالنفي فسيكون الامر على غاية من المغامرة بالمكاسب المتحققة لحد اليوم، لان الاقليم او بالاحرى الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيجازف بحليف فاعل وحيد له في المنطقة ...و الراي عندي ان الحزب لن يقدم على هكذا مغامرة ..
اما ايران التي خرجت للتو من العزلة الدولية و التي فتحت بوجهها ابواب العالم الذي يرى في ايران استثمارات و مزايا اقتصادية هائلة علاوة على انها خرجت منتصرة في معارك الشرق الاوسط السياسية الى جانب حلفائها ... كل هذا يجعل ايران اليوم اقوى من ايران الامس، و اذا ما اضفنا العلاقة المصيرية التي تربط جهات سياسية في اقليم كوردستان العراق مع طهران ناهيك عن الدور الفعال لايران في بغداد و نفوذها الشبه المطلق على شيعة العراق، لن يبقى لنا الا ان نستنتج بان ايران بالكاد ستصفق و تسهل عملية استقلال الاقليم خاصة اذا ما اضفنا بعدا اقليميا اعمق يخص تقارب اقليم منفصل مع تركيا صاحبة الصراع التاريخي الازلي مع ايران.

اما سوريا فليس لديها سوى ما يجعل الشائك اكثر تعقيدا فهي و كرد على التدخل التركي واقليم كوردستان في شؤونها الداخلية قد انتهت الى تفاهمات سياسية غير معلنة عنها مع حزب العمال الكوردستاني المنافس الاقوى لقوى الاقليم السياسية على الساحة القومية و على وجه التحديد للحزب الديمقراطي الكوردستاني. مجرى الاحداث على ارض الواقع قد جعلت من حزب العمال الكوردستاني قوة سياسية و عسكرية لا يستهان بها. اذ تبين انه من انجح الفصائل العسكرية في مواجهة قوات داعش مما فرض نفسه على الساحة الاقليمية وفي معادلة السياسة الدولية و دخل عمليا في التحالف الشرقي (روسيا، ايران، سوريا) ...ساذج من تصور بان هذا الفصيل الثوري سيقبل باي استقلال يشعر بانه على حساب مطامح الشعب الكوردي عموما و اكراد تركيا على وجه التحديد.
هل حقا من الحكمة ان يعول دعاة الاستقلال على الخليج و السعودية في مقدمتها؟!  نرى في ذلك مغامرة سياسية لا يجرىء عليها سوى من كان ناويا على الانتحار السياسي.... فالسعودية متورطة في اليمن ايما تورط  ...وهي اي السعودية تبحث اليوم عن مخرج لها في سوريا يحفظ لها ماء الوجه ...و السعودية متهسترة هذه الايام من الانفتاح العالمي على عدوتها الكبرى ايران بعد ان كانت تحلم بجر امريكا و الغرب الى تورط من نوع التورط العراقي ...الا ان حساباتها فشلت تماما ...فلا الغرب هاجم ايران و لا اسقط لها النظام السوري ....و الان ما هذا الذي ستجنيه السعودية من تحديها الكثير و الكثير من اجل سواد عيون الكورد ؟ هل يا تري بين قادة الاقليم من حقا يراهن على ان يكون الاقليم الشرطي السعودي على حدود ايران الشمالية الغربية؟ نرى في هكذا اعتقاد احلام وردية.
مما تقدم وهناك المزيد و المزيد الذي يصب في خانة الاعتقاد الشبه الجازم بان قيادة الاقليم في اعلى هرمها تدرك اكثر من غيرها بان الاستفتاء ليس الا مورفين (مخدر) قومي عاطفي يراد منه تهدئة النفوس المضطربة و الغاضبة على سياسات الاقليم الفاشلة ...وهذا الادراك نقراه من تعليقات السيد البارزاني حينما يقول بان الاستفتاء، او نتيجته المتوقعة لدى الجميع بان الاكثرية الساحقة سيجيبون بالنعم، ليس ملزما لقيادة الاقليم ....اذن لماذا هذا الاستفتاء الغير الملزم، و الداعين اليه يعرفون مسبقا نتائجه ؟
هذه الدعوة ليست الا زوبعة في فنجان الاقليم المضطرب جدا وتمويه للراي الكوردي العام و تصريف لاهتماماته من ضروريات المرحلة الى احلام اليقظة ... نرى من الاولى، العمل الجاد و الجدي في تناول مشاكل الاقليم السياسية المتآزمة من اجل توحيد الخطاب الكوردي السياسي اولا و كقاعدة صلبة نحو مسالة الاستقلال ....
من الاولى حل مشكلة رئاسة الاقليم و صرف رواتب البيشمه ركه و الموظفين و محاربة الفساد الذي ينخر جسد الاقليم نخرا ... من الاولى انتهاج سياسة اقل تصادمية مع الشركاء و اكثر تصالحية ...متى تبدء مرحلة بناء دولة القانون و المؤسسات ...اوليس كافيا فترة الثلاث عقود ، على الاقل للبدء بهذا الاتجاه؟ 
عراقيا:
بغداد اليوم ليس بغداد 2003 فلقد تغير الكثير و الكثير سياسيا و اقتصاديا, فمياه غزيرة جرت تحت الجسور منذ ذلك التاريخ، فهي لا ترى ما تخسره اكثر مما فعلته في تصادم محتمل و من اي نوع كان في المستقبل ... ليس بمقدور بغداد حتى و ان ارادت ان تكون سخية تجاه الاقليم لعيون علاقات شخصية سياسية اصبحت جزء من التاريخ و بغداد تعاني هي نفسها من ازمة انهيار اسعار النفط مما يجعلها بدون شك اكثر تزمتا مع الاقليم.
عرب العراق اعني سنة العراق، سيجدون انفسهم تحت هكذا طرح بين خيارات احلاها مر ...بين استقلال ابعد الى الخيال منه الى الواقع و بين ان يصبحوا اقلية في اقليم كوردستان السني وهذا امر في غاية التعقيد لاسباب قومية و تاريخية...او بين الاصطفاف مع شيعة العراق ضد توجهات الاقليم و ذلك امر على صعوبته ممكن الحدوث في عالم السياسة ....
اذن و بالمختصر المفيد لا يمكن فهم تصريحات السيد مسعود البارزاني بخصوص استفتاء الاستقلال، سوى محاولة لصرف الانظار عن مشاكل الاقليم الحقيقية و المتازمة جدا، و تسويف لهذه المشاكل بدلا من مواجهتها وفتح ابواب الشراكة السياسية الفعلية على الفرقاء السياسيين في الاقليم الذي يمر بمرحلة مصيرية صعبة و خطيرة تحتم على الجميع تحمل مسؤولياتهم  السياسية والاخلاقية للخروج من عنق الزجاجة ....

18
كُنتِ خَيْرَ رؤيةٍ أُخْرِجَتْ  لِلنَّاسِ... تَأْمُرينَ بالتعددية
بقلم وسام جوهر
السويد 13‏/1‏/2016

العلمانية بصفتها رؤية سياسية، تطرح نظاما يهتم بشؤون المواطنين من خلال دولة مدنية حديثة. العلمانية تنطلق في رؤيتها السياسية من خبرة الانسان من تجاربه السياسية السابقة من ايديولوجيات اخرى و في مقدمتها ايديولوجيات سياسية ثلاثة، الا وهي الدينية و الاشتراكية الشيوعية و القومية الى جانب اطياف و تفرعات شتى من هذه الايديولوجيات.
العلمانية هي وليدة الفكر البشري عندما يبدع في اجمل صوره في اجواء الحرية، وهي نتاج العقل البشري الجمعي ، ولقد نمت العلمانية وتطورت تناغما وانسجاما او تجسدا لنظرية التطور و التغيير المادية والجدل الدياليكتيكي، بمعنى ان العلمانية ليست الا نتيجة حتمية او كما  اود ان اعبر عنها بانها تمثل نقطة الانقلاب للتغيرات الكمية و التي فيها تتحول هذه التراكمات الكمية الى التغيير النوعي في صورة رؤية سياسية جديدة و حداثوية هي العلمانية ..
اذن فان العلمانية و طبقا لهذا الفهم ليست الا تعبيرا عن عالمية الفكر البشري و طبيعانيته و تتماشى مع العقل و المنطق وليست حدثا طارئا على الفكر البشري وهي قطعا ليست نزهة او نزوة فكرية عابرة رغم المحاولات الشرسة من قبل اعداء العلمانية وخاصة الدين السياسي الذي يجد موقعه المريح مهددا من قبل رغبات التجديد و التغيير لدى الانسان المعاصر الذي بات في حكم الممسوخ و المتلاشي.
الفرق الجوهري بين العلمانية و الدين السياسي و حتى الايديولوجيات السياسية الاخرى و ان بدرجات متفاوتة الحدة، هو انها اي العلمانية تنطلق من الانسان كونه الاصل و المقدس او انها تستعيد الوضعية الصحيحة للمعادلة السياسية الواقفة على راسها وقدماها في الهواء لدى الدين السياسي، بحيث تستقر و تقف على قدميها و كما يجب.
الدين السياسي يفرغ الانسان من قدسيته و من حقه الكامل في حياته الدنيوية لصالح آخرة  ليس لاحد بما فيه الدين اي سلطان عليها ولا حتى برهان لوجودها. بالمجمل يمكننا القول بان الدين السياسي يمجد الغائب و الغيبيات و يقدسها بينما يحقر الانسان و يجعله عبيدا ذليلا في علاقة العابد و المعبود (الاعتراض هنا على استغلال هذه العلاقة الروحانية سياسيا) ... لقد وصل الفج الديني الى حد ان جعل من المؤمن يعتقد واقعا ان الاخلاق لا يمكن اكتسابها الا من نافذة الدين و ما هذا الا هراء في هراء لان الاخلاق هي من صنع الانسان وهي الاخرى تتغير مع الزمن حال كل الموجودات..بمعنى ان الاخلاق اصلا لا تصلح ان تكون من الثوابت بل ان لكل زمان ومكان اخلاقياتهما، وعليه فان الدين بالكاد يصلح حاضنا للنظام الاخلاقي لطبيعة الدين الجمودية فكل شيء في الدين ثابت لا يتغير.
الواقع يؤكد لنا و بشكل لا لبس فيه بان انسانية الانسان تتحق و دون اية صعوبات خارج الدين، ولست اعني بان لا صلاح في اية جزئية في النظام الاخلاقي الديني طبعا و يا ليت الدين يقف عند حدود العقيدة و المسائل الكونية و الخلق و الخليقة دون اسقاط احكام الغيبيات على القوانين الوضعية بقوة العقيدة وبطش الاله المؤنسن.
 ان ما يميز رؤية سياسية عن غيرها انما هي ماهية قيمها ومبادئها و اليات ممارسة السياسة عمليا ... ليس خافيا على الانسان الحديث مدى الهوة بين رؤية و اخرى وعليه كان من الطبيعي و المنطقي ان تتصارع هذه الرؤى فكريا و في غالب الاحيان اخذت و وتاخذ هذه الصراعات اشكالا دموية مرعبة تصل الى حد الفناء والاقصاء وهذا معيب جدا للكائن البشري الذي بسلوكياته هذه انما يثبت عدم تحرره من عالم الحيوان و يؤكد ما ذهب اليه حقيقة، تشارلز داروين في نظريتة حول الاختيار الطبيعي و الذي فيه الكثير من القسوة، و بلاء الانسان يكمن في انه لم يتحرر من فلك نظرية الاختيار الطبيعي بعد، بل و بكل اسف يجسدها في كل يوم في العراق و في سوريا و افغانستان و باكستان و نيجيريا و اماكن عديدة اخرى و قوى عظمي ليست استثناء.

تتبنى العلمانية نظرة الفلسفة المادية في ان كل شيء متغير و كل شيء مرتبط بكل شيء و ان الشيء هو ..هو وهو ليس هو في نفس الوقت و الشيء يحمل بذور فنائه في داخله. يترتب على هذا ان العلمانية لا تتعامل مع المطلقيات و من الجدير بالذكر هنا انها لا تهتم اصلا بالغيبيات و المسائل العقائدية في الدين. فمسالة وجود الله من عدمه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لا شان للعلمانية بها لان العلمانية هي رؤية دنيوية يهمها الانسان وشؤون حياته الدنيوية، اما الدين و الله و ما لهما و بينهما و بين الانسان من علاقة فذلك شانهم.
واهم و متوهم من يسند الى العلمانية ضدية الدين و محاربته. العلمانية تتقاطع حتما مع الدين السياسي او على وجه ادق الجانب السياسي من الدين و على قدر انخراط الدين في السياسة وهنا وهنا فقط يحدث و كامر طبيعي تصارع الافكار ولكل من الدين السياسي و العلمانية كامل حريته و حقه في تقديم رؤيته كبديل افضل.
الاشكالية التي تحدث هنا هي في الحقيقة ليست مبدئية بل هي اشكاليةعملية بامتياز في تنافس العلمانية و الدين السياسي على السلطة السياسية ... اذ ما هي قواعد اللعبة السياسية المشتركة والتي يقبل بها الطرفان؟
مشكلة الدين السياسي في السياسة العملية لا تكمن في ان الدين بحد ذاته لا يصلح للسياسة ...لا ابدا...ولكن المشكلة تكمن في دخول الدين السياسي بكليته حلبة الصراع السياسي ...اعني بجانبه العقائدي ايضا و ليس الدنيوي (الشريعة) فقط، وهو بكامل لباسه المقدس كورقة نقض الفيتو يشهرها متى و انى ما ضاقت به السبل و دون ان يقر للجانب الاخر نفس الحق، وهذا ما يجعل العملية السياسية  عرجاء.
اذن فالدين يطرح نفسه نظاما سياسيا للدنيا و الاخرة على حد السواء  بينما تطرح كافة الرؤى السياسية الاخرى نفسها انظمة للحياة الدنيا و تشتغل مع القوانين الوضعية حصريا...قوانين لا تلبس رداء القدسية الثابت اللامتغير بل تعمل ضمن منظومة التغيير المستمر.
لكي نفهم اشكالية الثابت و المتغير  قد يحتدم الصراع السياسي بين الفريق العلماني و الديني على مسالة الميراث التي تنظمها الشريعة بتفاصيل دقيقة و بشكل يتعارض تماما مع رؤية العلماني ....هنا قد يتبادر الى الذهن حسنا ندع الاكثرية تقرر طبقا لمبادىء الديمقراطية .... ياليت الامور كانت بهذه البساطة، لان الديمقراطية لا يعني بها اضطهاد الاكثرية للاقلية بالغلبة العددية بل هناك اساسيات يجب ان يكفلها الدستور للمجتمع الديمقراطي الا وهي ضمان الحقوق الاساسية لمختلف تجليات الاقليات اعني القومية و الدينية و العرقية ...الخ
لقد راينا مثالا بل امثلة حية على ظهور هذه الاشكالية في واقع الحال، ففي الجزائر دخل الاسلاميون الانتخابات مستمتعين و مستخدمين حقهم الديمقراطي وفازوا فيها و اعلنوا على الفور نيتهم في الغاء الديمقراطية ...!!! مما حدى بالمنظومة العسكرية في البلد الى التعامل معهم عسكريا و ابعادهم من هذا الحق الذي اسيء استخدامه. و تكررت التجربة في مصر عندما وصل اخوان المسلمون الى دفة الحكم و تولى السيد مرسي رئاسة مصر، حيث لم يتاخروا كثيرا في ممارسة ما ينافي الديمقراطية ومباديء  التعددية، في اعمال اجرامية بحق القبطيين في مصر وكادت الامور ان تفلت من عقالها لولا يقظة المؤسسة العسكرية بقيادة السيد عبد الفتاح السيسي الذي عالج الموقف بحنكة سياسية عالية.... اذن فالديمقراطية و اسس بناء الدولة المدنية وفق النظرة العلمانية لا تعني بتاتا الاحتكام بشكل اعمى الى الكثرة العددية كيفما شاء.
بكل اسف قدم العراق الجديد اسوء اشكال التعددية بحيث بات لا مناص من القول بان حال الاقليات العراقية المختلفة لم يكن على هذه الدرجة من السوء في ظل الديكتاتورية المقيتة ...وهذا معيب جدا لقادة العراق و اقليمه الكوردي على حد السواء...هذا النموذج السيء اتى بسسب تجميع الذي لا يجتمع ... المحاصصة الطائفية عمرها لم و لن تجتمع مع مفاهيم التعددية و العدالة الانسانية لان هذا النموذج السيء لا يتخذ من المواطنة معيارا لحقوق الانسان بل اتخذ ويتخذ من الطائفة معيارا و من الحزب دينا.
تعتبر التعددية ركن اساسي من اركان العلمانية، على اساس قبول الجميع على قدم المساواة في الحقوق و الواجبات و بغض النظر عن اسباب هذه التعددية ، فكرية اكانت ام عرقية او دينية و الى غير ذلك من اوجه.
تشكل الحرية ضلعا مهما من اضلاع هيكلية العلمانية. للفرد و الجماعات حرية التفكير و الراي والعقيدة طالما مورست الحرية ضمن حدودها الدستورية و دون التجاوز على الحريات العامة و حريات الاخرين قسرا و اضطهادا.
العلمانية تتبنى الية الديمقراطية في التداول السلمي للسلطة السياسية و في العمل السياسي وتنبذ العنف السياسي بكافة اشكاله.
هل هناك فرق بين العلمانية و الالحادية؟ نعم هناك فرق مهم و عملي بين الالحاد و العلمانية ...رغم ان الكثيرين يجهلون او يخلطون عمدا الاثنان معا ... العلمانية لا تدعوا الى فصل الانسان من الدين بل الى فصل الدين من الدولة بمعنى عدم جواز وقوع الدولة تحت تاثير الدين لان في ذلك اشكالية كبرى في بناء الدولة المدنية التي تتبنى التعددية مبداء اساسيا بين مبادىء الدولة الحديثة. هذا لا يعني ان العلمانية ترفض كل ما في الدين من قيم اخلاقية قد يصلح بعضها و قد لا يصلح البعض الاخر للاستئناس بها في تشريع قوانين الدولة المدنية و من الجدير بالذكر ان العلمانية ترفض فكرة ان الدين وحده مصدر الاخلاق بل تؤمن بان الاخلاق ممكنة جدا خارج الدين وعليه ليس كل متدين خلوق بالضرورة و ليس كل علماني او حتى لاديني غير خلوق بالضرورة و ربما الاهم من كل هذا فان الاخلاق مسالة نسبية لا مطلقية فما يعيب هنا قد لا يعيب هناك و العكس صحيح وما يعيب اليوم ليس بالضرورة ان يكون معيبا غدا ايضا ... لعله كان من نافلة القول بان الانسان سابق في منظومته الاخلاقية على الدين الذي اختطف من الانسان نظامه الاخلاقي وحوره و اعاد صياغته تسخيرا لخدمة الدين قبل الانسان وهذا ما نراه جليا في غلبة المحرمات و الممنوعات على نظام الاخلاق الديني و بالكاد ترى حديثا عن المباحات و المسموحات! لو دقق المرء اخلاقيات الدين لوجد و دون عناء  كثير التناقضات الغريبة العجيبة فعلى سبيل المثال تجد ان الاسلام في منظومة اخلاقياته يعد و يوعد الشيء ذاته في عملية معكوسة غريبة عجيبة ،اذ يتوعد كل من يتعامل مع الخمر و الجنس (خارج اطر الشريعة طبعا) و يرجع و يوعد المؤمن بانهار من الخمر وجنات خلد فيها ما طاب له من حور العين و الجنس وبوفرة وغزارة !!!! هل من يجراء على ان يتسائل كيف يستقيم الامر هنا، في ان يكون محرما في مملكتنا ما هو حلال في مملكة الله ...!
الالحاد شيء اخر تماما  اذ يبدء  من حيث تنتهي حدود العلمانية.... اعني ان الالحاد يعتني بالغيبيات وهو الطرف النقيض للدين اذ ان الملحد لا يؤمن بالله الديني اي انه لا يؤمن بوجود الله على الاقل كما تصفه ما تسمى بالاديان الابراهيمية. اذن فان الملحد منشغل بالاسئلة الكونية و الوجودية من الناحية الفلسفية البحتة وقد تجد الملحد بين كافة الالوان السياسية و ليس العلمانية فقط. فكما شددنا على الامر سابقا فان العلمانية رؤوية دنيوية خالصة تاركة المسائل الروحانية و الغيبية و الوجودية شانا فرديا خالصا في حدود العقيدة، و الاكثر من هذا تضمن العلمانية حق الفرد و الجماعات في ممارسة شعائر و طقوس عقيدتها بحرية غير منقوصة الا ما تعارض و بشكل فج مع الحريات العامة و لوائح حقوق الانسان. فمثلا قد ترى دولة علمانية ان ظاهرة ختان الاناث تتضارب مع حقوق المراة وتراها ظاهرة فجة و جريمة ترتكب بحق المختونة، فتلجاء الى تجريم عملية ختان الاناث رافضة بذلك تماما مناشدة الوالدين حقهما في التراث و العادات و التقاليد.
لدينا الراي بان العلمانية قادمة لا محال وذلك رغم كل تخرصات هلوسة الدين السياسي الذي يلجاء الى الاساليب الملتوية في التشويش على عقل الانسان الذي بدء  يصحو من عالم الدين السياسي المليء بالاوهام و الخرافات.
وكلام مفيد انني حاولت ان اكون واضحا بانني لم ابغي ان اتناول الدين كدين و نسجل احترامنا و دون تردد لحق الانسان في عقيدته الدينية او المذهبية  في الامور الروحانية ومسائل الكون و الخلق و ما تناولناه يخص السياسة في الدين وهنا ليس للدين السياسي الا ان يحترم حقنا في الراي وان اختلفنا معه لان السياسة شآننا جميعا و مصيرنا جميعا ولا ينبغي ان نلبس السياسة ثوبا مقدسا لا يليق بنا و لا بها.
اخيرا وليس اخرا... كفانا مسخرات وتمثيليات سياسية مضحكة مبكية ... وكفانا ضحكا على الذقون ... تحلوا بما يكفي من الشجاعة و الضمير الانساني ايها الساسة و القادة واسلكوا طريقا اثبت جدارته وتفوقه على كل الطرق الاخرى، رحمة بالانسان الذي عانى ما لتطيقه الجبال ...العلمانية هو الحل و كل تاخير انما هو استمرار لمشقة الانسان ومعاناته و كل تاخير يجلب المزيد من الخراب و الدمار وزهق الارواح. اعلموا ان حاجة الله فيكم هي غير حاجة الانسان فيكم وكل خلط ليس الا جهلا او تجاهلا ولست ادري ايهما هو الاسوء  وحذاري ...حذاري ايها العلماني من التدين او الاصولية في العلمانية و كنت (العلمانية) خير رؤية اخرجت للناس تامرين بالتعددية وتنهين عن الظلم وتؤمنين بالحرية ......


19
العلمانية خير رؤية لبناء الدولة
بقلم وسام جوهر
السويد  11‏/1‏/2016
منذ ان استوطن الانسان لينتقل من مرحلة البداوة و الترحل الى مرحلة الاستقرار و الزراعة و الانتاج، وجد حاجته الى بناء الدولة كاداة لتسيير شؤون حياته اليومية في قالب يوفر له الامن و الامان و العدالة.
شهد التاريخ البشري انماطا و اشكالا عديدة لبناء الدولة، و بلاشك فان الدولة الدينية قد اخذت قسطا كبيرا من نصيبها في التسلط على الدولة.
اي كان شكل الدولة او نمطها فان الغاية الاسمى لها يجب ان تكون تحقيق العدالة الاجتماعية لمواطنيها و السعي الى تحقيق حياة حرة كريمة مزدهرة، فيها يتساوى المواطنون في الحقوق و الواجبات و دون تمييز بسبب العرق او الدين او الجنس او اللون او كل ما يماثل ذلك. هذا يعني ان من اهم واجبات السلطة هو الحرص على التعددية في المجتمع بكل اشكالها قولا و فعلا. قد يقول قائلا بان هذا مفهوم و بسيط ..فاين هي الاشكالية اذن؟  حسنا الاشكالية تقع في النهج الذي يسلكه الانسان سبيلا الى بناء هذه الدولة، و ذلك لعمري اسهل قولا و اصعب فعلا.
كما هو معلوم فان العالم الاسلامي عموما و العربي منه على وجه الخصوص و تحديدا الشرق الاوسط، يشكل مسرحا داميا هذه الايام  لصراعات بناء الدولة ... حيث ان فرقاء الدين و القومية من اهل السياسة يشكلون الاطراف الرئيسية  لهذه الصراعات و المناطحات الدموية الشرسة، و تزهق  بسبب ذلك المئات من الارواح يوميا.
في العراق حيث اسقطت امريكا و بالتحالف مع المعارضة العراقية انذاك، الدولة العراقية اذ لم تكتفي باسقاط النظام الحاكم وبذلك فتحت باب الجحيم على العراقيين و العراق معهم. 
بسقوط الدولة العراقية بات لزاما على حكام العراق الجدد ... قادة معارضة الامس ان يشيدوا الدولة البديلة ...لقد وجدوا انفسهم امام تحديات جمة و ادركوا انه لن يكون رقصا على الورود ... اذ سرعان ما طفح الى السطح كل تناقضات المجتمع العراقي بكل اشكالها القومية و الدينية المذهبية و الطبقية ... السؤال الاكبر و الاهم الذي بات لزوما على ساسة العراق الجديد هو تحديد شكل و اسس و دعائم الدولة الجديدة. في الحقيقة لقد ساورنا الشك منذ الايام الاولى فيما يخص توجهات هذه القوى السياسية و رغبتها الحقيقية في اعادة بناء الدولة العراقية طرا ...!
لاشك لو كان الامر متروكا لهذه التوجهات لاختارت منذ اليوم الاول طريق التقسيم ظنا منها انه الطريق الاسهل الى بناء دول احادية اللون و الطعم و الرائحة... فما حاجتها بدولة تعددية واحدة و كل ما يترتب على ذلك من جد و كد و عمل !!!
لكن و لسوء حظ اشباه السياسيين في العراق الجديد فان الرياح هبت بما لا تشتهيها السفن ... بل اصطدمت احلامهم و اوهامهم بمصالح السيد الاكبر امريكا و مصالح اقليمية لا يناسبها فكرة التقسيم .... فاجبرت هذه القوى الخارجية قادة العراق العظيم الى خيار الدولة الواحدة رغما عنهم جميعا دون استثناء.... كيف السبيل اذن الى بناء العراق التعددي ؟
براينا وضعت الاحداث، العراقيين عموما و ساستهم على وجه التحديد على مفترق الطرق ...و امام الامتحان الصعب ...
القلة القليلة من عقلاء القوم وجدوا فرصة العراق و العراقيين في بناء الدولة المدنية الحديثة على انقاض الدولة القديمة و التجربة الفاشلة و نادوا بهذا الخيار حالمين في الاستفادة من تجارب الاخرين كالمانيا و اليابان بعد خروجهما من الحرب العالمية الثانية بخراب شامل ... الذي حصل ان العراقيين قادة و شعبا ضيعوا على انفسهم الفرصة التاريخية الذهبية ... فادخلوا الانسان العراقي في حالة اسوء بكثير من حالته السابقة من حيث ان زاده و منذ الايام الاولى هو القتل و التشريد و التجويع و كل اشكال الماسي و الويلات....
لا يمكن لعاقل ان يستنتج سوى ان العراقيين نموذجا لهذا العالم الاسلامي العربي الشرق اوسطي لازالوا و الى ابعد الحدود اسرى ثقافتهم اللاثقافة ... اكدوا بالبرهان و التجربة انهم متخندقون و بالروح و بالدم يفدون روح الانتقام و الثار باسوء اشكاله الطائفية القومية و المذهبية ... اكد العراقي و يؤكد يوميا ان التاريخ ها هنا يتجدد كل يوم يابى النسيان. فالكوردي متخندق امام العربي و العربي متخندق على نفسه في صراع مذهبي ازلي ...! بات الهم الكوردي الوحيد هو الانفصال باي ثمن كان رغم ان قادة الكورد يعلمون اكثر من غيرهم ان ذلك خيارا ابعد الى الواقع مما يسوقونه للاستهلاك السياسي المحلي ..و ظل الزعل على احقية الامامة او الخلافة قبل ١٤ قرون هو الفيصل و المبدء في التعايش مع الاخر ...هل هناك اسوء من هذه العقلية في تولي مسؤولية بناء الدولة التعددية؟! المرة تلوى المرة يسقط الانسان الشرقي ضحية ضحالة فكره التعصبي الجاهل و يشوش على الانسان الفرد فكره، فيستمر في حالته الممسوخة مستغلا ذليلا مهانا.
نتسائل هنا: ايهما هو الاهم للانسان الفرد و المواطن شكل الدولة و ماهيتها ام لونها القومي او المذهبي؟ هل حقا ان الدولة ذات اللون الواحد هي الضمانة الحقيقية لسعادة الانسان؟ على سبيل المثال و ليس الحصر: هل يجب حقا ان يختزل كل الهم و الطموح الكورديين في اقامة دولته القومية فحسب ايا كانت درجة مدنية هذه الدولة؟ هل من الانصاف ان يزج بالانسان الشيعي في صراعات انتقامية لصالح ايران ضد اخوته في المواطنة و الى حد كبير في الدين الواحد؟ هل من الانصاف ان يسلم امر و مصير السني الى عواصم عمرها ما ارادت الا تدمير العراق وتفكيكه؟ متى يفهم العراقي ان الدين ليس الخيار الصحيح لبناء الدولة و حيث ان الدين قد فشل في كل تجربة سابقة و في كل زمان و مكان ... الم يفشل الخلفاء الراشدون انفسهم ؟ الم يقتل منهم ثلاثة من اربعة  و على يد المسلمين انفسهم؟ الم تفشل الدولة الاموية بعد ما يزيد على التسعين عاما؟ الم تفشل الدولة العباسية (العجمية التركية) و ان دامت اكثر من اربعة قرون في معظمها قتل و قمع و احتلال .. الم تفشل الدولة العثمانية؟
من يريد ان يعيش في دولة كايران او افغانستان او باكستان ناهيك عن الدولة الاسلامية تحت حكم شرذمة من المجرمين القتلة يعيشون في هلوسات واوهام متاملين في عودة تاريخ ولى الى غير رجعة؟
اذا كان الاقليم قد توجه في بناء دولته توجها قوميا فهذا وحده لا يكفي ابدا ...اذ ان دول كايران و افغانستان و باكستان هي في الاساس دول القومية الواحدة و لكن اين الصالح في تلك التجارب؟ تجربة الاقليم دخلت عقدها الثالث و ليس في الافق ابسط قواعد و اسس الدولة المدنية، اذ لا يكفي ابدا ان تعارض او تحارب الاحزاب الدينية لتكون على الطريق الصحيح في بناء الدولة المدنية ...ما فائدة ان تكون من دعاة الفصل بين الدين و الدولة، و انت تتدين في السياسة بان جعلت من الحزب دينا و من القائد نبيا معصوما و من نهج الحزب كتابا منزلا...
اي كان توجه العراقيين ... نحو دولة تعددية واحدة او دويلات قومية و مذهبية سيجدون ان لا مناص في نهاية الامر من ان العلمانية هي الخيار الصحيح لبناء الدولة المدنية.
العلمانية لا يجب ان تفهم جهلا او مغالطة بانها نقيض الدين لانها ليست كذلك ابدا ... لذلك فانت لست علمانيا ايها السياسي المحترم فقط لانك من دعاة اقصاء الدين من السياسة ... العلمانية رؤية في بناء الدولة المدنية الحديثة كافضل ضمانة لتحقيق انسانية الانسان دون تمييز ....
رغم مضي مئات السنين على ظهور العلمانية لازال الانسان في العالم العربي و الاسلامي بغالبيته يجهل معنى العلمانية او يفهمها على غير حقيقتها، و القلة القليلة من دعاتها يحاربون بابشع الطرق و الوسائل.
العلمانية ليست الحادا و ان كان جائزا و جاريا ان الملحد في الغالب علماني، ولكن ليس كل علماني بالضرورة ملحدا ... العلمانية لا تسعى الى تجريد الانسان الفرد من الدين بل على العكس فان المجتمعات و الدول العلمانية هي التي توفر افضل الحريات الدينية للمواطنين و لسنا نبوح سرا هنا فانظر و قارن التسامح السعودي او الايراني مع الاديان و المذاهب الاخرى، مع التسامح الالماني او السويدي ...!
العلمانية تنادي بفصل الدين عن الدولة وهذا امر اخر تماما ...اما لماذا هذا المبدء...؟ بكل بساطة لان التجربة البشرية على مرز الزمان اثبتت ان لا سبيل الى بناء الدولة المدنية اذا ما كنت الدولة متدينة ... لقد اصر الاسلاميون في العراق على تثبيت الاسلام دينا رسميا للدولة و تم لهم ذلك رغم ان الدولة شخصية اعتبارية و لا احد يفهم واقعا معنى ان الدولة التعددية لها دين رسمي !!! شيء مضحك حقا ...! ثم اتت الصفعة الدستورية بعدها دون تاخر في ما مفاده انه لا يجوز سن قوانين تتعارض مع ثوابت الاسلام و احكام الشريعة ... و لكي لا يزعل الاخرون قالوا حسنا نكتب ايضا ... لا يجوز سن قوانين تتعارض مع اللوائح العالمية لحقوق الانسان و الطفل و المراءة .!!! يا سلام ... و كان الشريعة الاسلامية و لوائح حقوق الانسان العالمية في تناغم ووئام !!! ... على ماذا يدل هذا؟ يدل قطعا على عدم جدية السياسيين في بناء هذه الدولة ...
ارايت عزيزي القاريء اشكالية او اشكاليات بناء الدولة المدنية تحت هيمنة او حتى تاثير الدين؟ مثال بسيط جدا ... في دولة تعددية كالعراق هناك و علاوة على المسلم، المسيحي و اليزيدي و الصابئي و غيرهم يا ترى كيف تتحقق التعددية الكاملة و الحقة اذا لم يكن من حق المواطن الغير المسلم ان يكون رئيسا او حاكما في احدى المحاكم ...وفي ذلك تعارض مع الشريعة .. تعدد الزوجات لا يعد مقبولا طبقا لكل لوائح حقوق الانسان العالمية و منعها يتعارض مع الشريعة...! وهلما جرا ...
اوليس من الافضل اذن، ان يكون هناك قانونا واحدا يسري على الجميع دون تمييز؟   
مشكلة الدين في السياسة انه جامد لا يعرف سوى الثوابت بمعنى انه يرفض التغيير و المتغيرات واما السياسة ففن و علم التعامل مع التغيرات و المتغيرات ... السياسة اخذ و عطاء ... اخفاقات و نجاحات ... و الدين لا يعرف للاخفاقات اسما ... السياسة عمل و نقد و انتقادات دون ادنى حد من القدسية فالكل و الجميع موضوع نقد و انتقاد واما الدين فكله مقدس لا يترك حيزا للنقد و الانتقاد ... ان مثل الدين هنا كمثل لاعب كرة قدم يصر على اللعب مع الاخرين و لكن بشروطه هو لا شروط اللعبة ...فكيف يكون هذا؟


20
بئس التسيس في الدين و التدين في السياسة
بقلم وسام جوهر
السويد  6‏/1‏/2016
بلا شك ان الدين و السياسة يعدان من اكثر الظواهر الاجتماعية تاثيرا على حياة الانسان اليومية في صغار الامور و كبارها، و عليه فكلما كان فهم الانسان فردا و جماعات اكثرا وعيا و نضجا للدين (السياسة) كلما كان ذلك لصالح خير الانسان و العكس صحيح.
اذا ما نظرنا اليوم الى المجتمعات البشرية المختلفة في الشرق و الغرب سنلاحظ بكل تاكيد تباينات شديدة في مستويات هذه المجتمعات الحضارية المختلفة من تقدم علمي و ثقافي عام... و ليس المرء بحاجة الى عبقرية ليفهم ان هذه التباينات انما هي انعكاسات للتباين في الوعي السياسي او الديني بين هذه المجتمعات دون ان نقصد مقارنة بين الاديان بحد ذاتها طبعا ... بملكة عقلية قليلة يعلم المرء ان هناك فرقا شاسعا، على سبيل المثال و ليس الحصر و الامثلة تضرب و لا تقاس، بين بلد مثل المانيا و بلد مثل العراق او سوريا ...لكن السؤال هاهنا يا ترى لماذا هذا الفرق الشاسع؟، ونحن نعلم جميعا ان العراق و سوريا يعدان مهد الحضارات الاولى و لسنا هنا في حاجة لتعداد رقي الحضارات السومرية و البابلية بقياسات تلك الفترة الزمنية....
السياسة و الدين كلون سياسي هما اداة بلورة المجتمعات البشرية وتطويرها و كلما نجح الانسان في حسن التعامل مع هذه الاداة كلما انعكس ذلك على رقي المجتمع ...نعم هذا هو سر التباينات السالفة الذكر...
ليس نادرا ما نسمع او نقراء لمن يقول كلاما من نوع "الدين لله والوطن للجميع... او نطالب بفصل الدين عن الدولة او السياسة ... او يتكلم البعض عن الاسلام السياسي و كانه هناك شيء اسمه الاسلام اللاسياسي ... الخ من هذا النوع من الكلام او ما يشابه ذلك ...!" .
ان هكذا كلام لهو مغالطة ما بعدها مغالطة و ان كانت عن جهل احيانا خاصة عندما ياتي على لسان عامة الناس، لكنه كلام خطير عندما يسري على السنة السياسيين و المثقفين بشكل عام لان في ذلك مكر لغايات سياسية بحتة ... لكي نفهم هذا علينا ان نركز على من هم الذين ينشرون هذه المغالطة ... انهم سياسيون من اللون السياسي اللاديني و القصد هو اقصاء الراي الاخر (الدين السياسي) ... هذا امر في غاية الاهمية ان يعيه الانسان الفرد كي لا يتم استغلاله سياسيا.
هذا يدخلنا في مسالة الدين و السياسة ...ارى لزاما على الانسان ان يعي ماهية الدين و السياسة كاداة يسعى بها الى تنظيم كل شاردة و واردة في حياة الانسان ...عامة الناس و خاصة في مجتمع كالمجتمع الشرق الاوسطي  و العراق خير مثال، تتعامل مع مفهومي الدين و السياسة و كانهما ضدين مختلفين ...وفي هذا الفهم الخاطيء تتجذر ماساة الانسان والاوطان. فهذا يقدم الدين بديلا للسياسة و ذاك يسعى الى العكس... و الحق يقال ان لا فرق بين هذا و ذاك اذا ما تسيس الانسان في الدين او تدين الانسان في السياسة.
ببساطة و دون تعقيد فان الدين ليس الا لونا او تجليا من تجليات السياسة او لنقل ليس الدين سوى ايديولوجية سياسية بين الايديولوجيات السياسية الاخرى كالايديولوجية الاشتراكية الشيوعية او الايديولوجية القومية او الايديولوجية الوطنية. رجالات الدين يطمسون هذه الحقيقة في الغالب قدر الاستطاع و تلك هي خديعة سياسية يراد منها مصالح سياسية بحتة.  الراي عندي ان لا دين بمعزل او تجرد عن السياسة، اذ كيف يكون هذا ممكنا و الدين هو لون من الوان السياسة.
لكل من هذه الايديولوجيات طبعا اساليبها و ادواتها من نظريات و برامج دعائية و كل المستلزمات الضرورية للوصول الى دفة السلطة بغية تطبيق برامجها التي ترسم للانسان المواطن خريطة حياته بادق التفاصيل الممكنة.
التاريخ البشري يبين لنا بان الدين كلون سياسي هو سابق في الظهور على كل الالوان السياسية الاخرى و ذلك بزمن طويل جدا، اذ ان الانسان قد لجاء الى هذا اللون السياسي منذ الارهاصات الاولى للتجمعات البشرية ... من التاريخ نفهم ان الدين قد اختطف النظام الاخلاقي العام من الانسان ليجعله مادته الاساسية في التحكم بالانسان. لقد مر على هذا الانقلاب الديني زمنا طويلا جدا بحيث بات الانسان الفرد بالكاد يفرق بين الدين و الاخلاق او بالاحرى تفهم عامة الناس في بلد كالعراق او سوريا مثلا ان مصدر الاخلاق كنظام اجتماعي هو الدين بدون منازع ...! هذا هراء طبعا و ليس هناك ما هو ابعد من الحقيقة ... اس المشكلة و اساسها هنا هو ان الدين كان له تربة خصبة في قلب الامور راسا على عقب ...اذ جعل من نفسه الاصل ثم احاط نفسه بقدسية  مدججة باساطير و قصص و خزعبلات خرافية...واحتقر الانسان و جعله عبدا مسلوب الارادة ...انسانا ممسوخا ... بينما الاصل هو الانسان المقدس الذي لا يجب ان يكون هناك ما هو اقدس منه ... ولك  ان تسآل ..من هو سابق الوجود على من؟ الانسان ام الدين؟ من خلق من ؟ الانسان ام الدين؟ و كل عاقل يجيبك ... الانسان طبعا هو الذي انشاء الدين، و الانبياء و دون استثناء ما كانوا الا بشرا ... فلما يصبح الانسان الاصل الخالق عبيدا و اسير نتاجه؟.
تخيل معي لو ان الانسان العراقي مثلا كان على مذهب  الانسان هو الاصل و الانسان هو المقدس ... هل كان عندها سيقدم على ولو جزء يسير من الجرائم البشعة بحق اخيه الانسان الكائن المقدس؟ ! انا اشك تماما بذلك ...لا ارى منطقا ولا عقلا و لا تعقلا في ان يغتصب او ينحر انسان، يقدس الانسان و الانسانية على كل ماعداهما، انسانا اخرا او ان يقدم الى ايذاء نفس بشرية واحدة.
يكفينا ان نفهم ان الدين سياسة قد فشل فشلا ذريعا لمنع هذه البشاعات ليس بين بني البشر من مختلف الطوائف و النحل فحسب بل حتى بين ابناء الدين الواحد او المذهب الواحد ...! صحيح جدا ان تنظيم الدولة الاسلامية يقف اليوم على راس قائمة الجرائم الانسانية  البشعة التي ارتكبت بحق العراقيين و السوريين لكن ايضا صحيح جدا ان المئات و الالاف من الارواح و الاعراض زهقت و انتهكت من قبل الاخرين من غير الدواعش على اختلاف مشاربهم... وصحيح جدا ايضا ان السياسة بالمجمل هي من تتحمل مسؤولية الدمار الشامل الذي اصاب هذين البلدين ... اي ان الالوان السياسية القومية و غيرها هي الاخرى شريكة في هذا الفشل المدمر و ليس من الحكمة بمكان ان يسمح لها ان تنجوا بنفسها من المسؤولية باتخاذ تنظيم الدولة الاسلامية شماعة لها.
رغم كلامنا المتقدم عن الدين كلون سياسي لا اريد ان يفهم بانني ومن حيث المبدء ضد هذا اللون السياسي ...لا ابدا ...ارى ان كل الالوان السياسية يجب ان يكون لها نفس القدر من الحرية...ولكن " و بتشديد كثير على كلمة ولكن" لا يجب ان يكون لاي لون سياسي  اية مفاضلة او حصانة على حساب الالوان و الطوائف السياسية الاخرى ..ففي دولة او وطن تسود فيه الثقافة الدينية ليس من المقبول اقصاء القوميين و الوطنيين و العلمانيين ... وفي مكان تسود فيه الثقفة القومية لايجوز ابدا الغاء اللون السياسي الديني او اي لون اخر...و لايجوز ان يعد ذلك ان حصل، تسامحا سياسيا. لانني ارى في كلمة التسامح تكابر و كذلك لان الحرية حقا مشروعا من حقوق الانسان الفرد.
اذا كانت ظاهرة التدين "بالمفهوم الاصطلاحي للكلمة" سمة و ماهية  ، هذا اللون السياسي الذي يسمى بالدين ... ارى ان المشكلة الكبرى تكمن في ان الالوان السياسية الاخرى و مع الزمن و تدريجيا هي الاخرى تلونت بالتدين ظاهرة و ممارسة، و بذلك قد استوت كل الالوان السياسية ..مما جلب و يجلب الكارثة على الانسان الذي يفقد في ذلك معنى و قيمة حريته في العمل السياسي الخلاق ... اذ ما جدوى ان يعمل الانسان اليوم في بلد كالعراق في الدين سياسة او ان يتدين في حزب قومي او حتي علماني؟! كل تدين هو سيء...بمعنى ان لا خير في ان يعيش الانسان على النقل بدلا من العقل... ليس من الحكمة بمكان ان يحتفظ اللون الديني للسياسة بقدسيته بل يجب ان يرضخ و كالاخرين بالتمام و الكمال لشروط العمل السياسي و ليس هناك من معصومية في العمل السياسي و لا محرمات و لاممنوعات لا تخضع للنقاش و التشكيك و التمحيص.
الانسان الفرد حر بما يؤمن او لا يؤمن طالما كانت افعاله و تصرفاته و تفاعله مع الاخرين ضمن الشرائع و الدساتير المتفقة عليها في المجتمع لا المنزلة تنزيلا و تقديسا مفروضا عليه فرضا.
لا يضرني ان يؤمن اخي الانسان بحجر او بخرافة ان شاء... طالما امتنع عن فرض ايمانه هذا علي فرضا ... لا يجرحني ان يؤمن احدهم بقصة خرافية كقصة ادم و حواء طالما كنت في منئا عن ايذائاته و احكامه بحقي في الامر.
المجتمعات الانسانية المتضررة اليوم بامس الحاجة الى اعادة حساباتها الفكرية قبل السياسية منطلقا الى رحاب الفكر الابداعي الخلاق بعيدا عن الخرافة و التبعية الفكرية و الجمود الفكري. لقد ان الاوان الى تبني منظومة اخلاق عامة متجذرة في كيان الانسان الفرد تجذيرا وعن وعي و ادراك لا عن نقل و تلقين وقهر و اضطهاد....متى يدرك الانسان التعيس ان لا غاية معينة للحياة اكثر من ان يعيشها الكائن الحي ..الان و هنا ... و على افضل شكل ممكن ...ان مثل من لا يتفاعل و يعيش حياته الدنيا  على افضل وجه ممكن، كمثل من رهن كل ما لديه مقابل صكوك لا رصيد لها. اذا كان الدين قد فشل على مر التايخ  ان يكون خيارا سياسيا نافعا فان ما ال اليه الانسان الحديث من تدين في السياسة ليس باي حال من الاحوال خيارا افضلا ، فبئس التسيس في الدين و التدين في السياسة.


21
نادية مراد ... شاهد على العصر
بقلم وسام جوهر
السويد 31‏/12‏/2015

نادية مراد ... فتاة ايزيدية يافعة في عمر الزهور كانت بكل تاكيد غارقة في احلامها كانسان و كامراءة  تتطلع و تطمح الى تعليم و الى بناء عائلة ، غير عالمة بما كان يضمر لها القدر الظالم المظلم على يد قتلة مجرمين يحملون اسم "داعش" و اكاد اجزم انها لم تكن تعرف حتى ما يخفي خلف كلمة "داعش".
في ليلة سوداء من ليالي Agust 2014 وقعت اسيرة و معها المئات من النساء الايزيديات لا حول لهن و لا قوة بيد ثقافة تشمئز منها النفوس التي تتحلى باقل قدر من الانسانية و الاعراف و الاخلاق العامة.
واخيرا تمكن صوت المعاناة ان يشق طريقه الى العالم الحر ... نادية مراد فتاة ايزيدية عراقية تستحق كل التقدير و الاحترام  لشجاعتها و جرئتها.
تحية اجلال و احترام لكل فرد او جهة ساعدت نادية مراد سواء كان في تسهيل هروبها من الانذال السفلة  او وضعها على اتصال بالقنوات التي اوصلت صوتها الى العالم الحر بعيدا عن كل اشكال التزييف و التحريف و الاستغلال.
عندما يستقبل رئيسا كسيادة رئيس جمهورية مصر السيد السيسي انسانة تعرضت الى ابشع انواع التنكيل و الاضطهاد، انما يفهم هذا القائد جيدا ان معانات شعبه هي من معاناة نادية الايزيدية .نادية العراقية و ربما قبل كل هذا و ذاك نادي الانسانة ... نهني الشعب المصري على بصيرته الحكيمة و التي تجلت في هذا الموقف الانساني الشريف وهو الموقف الصحيح و المراد من كل انسان.
نعم يفهم السيد السيسي و يفهم معه شعب مصر ما اصاب نادية مراد و قريتها الامنة كوجو و سنجارها الضحية و شعبها الايزيدي المغلوب على امره وهو يقارع الوحوش الدواعش و اشباههم في عقر داره ... بالامس وجدت مصر نفسها قاب قوسين او ادنى من ان ينال منها و من حريتها ، اخوات الدواعش و اذيالها لولا يقظة شعب مصر الحر ولولا تحرك القائد السيسي في اللحظة الحاسمة. نتذكر تلك المشاهد المرعبة حيث راينا كيف تعاملت قوى الشر مع الناس الابرياء و قذفت بهم احياء من الاسطح و كيف احرقوا الكنائس القبطية و اشعلوا نار الفتنة الطائفية تمهيدا لجر مصر و شعبها الكريم الى مهالك لا يحمد عقباها.
 تحية الى قناة البغدادية و مديرها السيد الفاضل حسين الخشلوك و السيد انور الحمداني لتعاملهم الوطني و الانساني مع معاناة الفتاة الايزيدية العراقية و من خلالها معاناة شعب باكمله. نعم استاذ انور ليست نادية واخواتها من فقدن الشرف ....بل فقدوا الشرف من تجراء على تدنيسهن، و فقد الشرف كل من كان يفترض به ان يدافع عن نادية و عن كوجو و عن تلعفر و عن مسيحي الموصل و عن كل انسان عراقي، ولم يفعل. فقد الشرف كل من نافق و تاجر بالحقيقة من اجل حفنة من الدولارات او منصب تافه.
تحية الى يونان و شعبها الكريم  و رئيسها يستقبل نادية مراد السفيرة الحقيقية لمعاناة شعبها ...
نادية مراد شاهد على العصر ...شاهد حقيقي دون رتوشات و تحريفات و خزعبلات اذت الحق الايزيدي كثيرا من خلال ابواق سياسية دعائية دون ادنى حياء و خجل ... توهم المنافقون اذ صدقوا بان الشمس يخفيها الغربال... اين فلانة و علانة من نادية مراد ...و اللبيب تكفيه الاشارة.
لقد اختزل معاناة شعب باكمله في معاناة نادية مراد ...نادية مراد وضعت وجها لمعناة العراقيين جميعا دون تمييز ولم تطالب سلاحا لهذا او ذاك ... نادية مراد لم تغتال الحقيقة لاجل المال او المنصب ...
الجرح الايزيدي السنجاري لا زال عميقا و ينزف دون هوادة رغم ابواق الدعاية السياسية الكاذبة.... كل يوم يفقد المجتمع الايزيدي المئات من افراده  الى شواطيء العالم بحثا عن وطن ويفر له حيزا على هذا الكوكوب ... بين اليوم و اليوم ياخذ البحر نصيبه من الارواح البريئة ...لماذا؟
ندخل العام الجديد و لازلنا نحمل نفس الاسئلة التي طرحت نفسها بقوة يوم الثالث من اب 2014 ... لماذا وقعت الكارثة؟ ولماذا اخذت تلك الابعاد البشعة؟  لازلنا نتسائل:  اين هي الوعود التي اوعدتنا بها بغدا و اربيل؟  اين ذهبت تلك الوعود في محاسبة المقصرين ... اي كان؟  الحق يقال لقد اغتيلت سنجار مرتين مرة  باحتلالها من قبل الانذال السفلة و مرة لاستغلال دمها و كرامتها في معادلات سياسية قذرة. لقد تم استلاب حق المنكوبين عالميا، وكل ذلك بسواعد ايزيدية مارقة، من خلال تحركات مكوكية على المسرح السياسي العالمي، اقل ميقال عنها مشبوهة.  و احدثوا ضررا في الجسد الايزيدي لا يقل عن الكارثة نفسها و ذلك على المدى البعيد.
من هنا و من هنا ياتي اهمية و رمزية صوت كصوت نادية مراد  وهو بكل تاكيد صوت من صميم المعاناة وشاهد على العصر يسجل في التاريخ و الى الابد... لك يا نادية كل المحبة و التقدير و انت توجهين صفعة قوية على كل وجه قدم نفسه زيفا وجها ايزيديا اذرف دموع التماسيح على الجسد الايزيدي المغتال.

22
لا تعارض بين الادارة الذاتية و استقلال الاقليم
بقلم وسام جوهر
السويد 07‏/01‏/2015

لقد وجدنا و منذ سنين بان فكرة الادارات المحلية على اساس نظام الادارة اللامركزية هو الانسب لعراق ما بعد انهيار نظام البعث و هذا بدون شك يصح لكوردستان الاقليم الشبه المستقل على حد الوسواء.  في الاونة الاخيرة ظهرت افكار تنادي بهذا الاتجاه فولدت ردود افعال  متشنجة و متشددة من شخصيات سياسية قيادية في احزاب السلطة على مستوى كوردستان. نقراء بين الاسطر بان هذا انما ينبع من الخوف من تقاسم السلطة عموديا مع الاخرين على حساب هرم القيادات المركزية التي تميل الى التفرد بالسلطات الى اقصى الدرجات. هذه ليست الا عقلية غير ديمقراطية تستحيل عاجلا ام اجلا الى عقلية استبدادية و انظمة شمولية ديكتاتورية ترفض عقلية مشاركة و تداول السلطة السلمية مع الاخرين.
في اكثر الانظمة السياسية المتطورة و الحديثة و المستقرة و ذات الخبرات الزمنية الطويلة، نجد تقسيم السلطة علي اساس النظام اللامركزي بحيث تنقسم السلطة في الدولة عموديا بين سلطة مركزية شاملة للدولة و اخرى محلية يتمتع فيها الاقليم او المحافظة او ما دون ذلك جغرافيا بادارة ذاتية تشمل في الدرجة الاساسية، مسؤولية الخدمات العامة لمواطني المنطقة، كالخدمات الصحية و التعليمية و الطرق المحلية الداخلية. هناك برلمان او ادارة محلية منتخبة من قبل ناخبي المنطقة انتخابا مباشرا، ويتمتع البرلمان المحلي بسلطات تشريعية و تنتفيذية. اما السلطة المركزية تمارس صلاحياتها للامور المشتركة للوطن ككل مثل السياسة الخارجية و الجيش و البريد و الاتصالات و غيرها.
قياسا على ما تقدم، اتسائل اين الضرر من انشاء هكذا نظام في كوردستان كاقليم اوكدولة؟ اين التضارب بين ان تدار مناطق جغرافية معينة كادارات محلية و ان يكون للاقليم ادارة مركزية تهتم بالامور المركزية الاختصاصية؟ اين الضرر من ان يكون لايزيدخان او سنجار او دهوك او كرميان ادارة محلية ذاتية قريبة من المواطن و بين ان يبقى الاقليم موحدا.
انا لا افهم لماذا يصر الانسان الشرقي على النسخ لا العقل في تداول الامور! لماذا يتوجب على الكوردي ان ينسخ الفارسي او العربي في بناء دولته و نظامه الجديد؟ لماذا لا يستفيد من الخبرات الناجحة في عالم ناجح سبقه الى الامر بمئات السنين؟ لماذا هذا الاصرار و التشبث في حصر السلطة بايادي قليلة جدا من شعب يتالف من عشرات الاطياف و الاشكال و الالوان ، و في نهاية المطاف تنتهي السلطة كلها في يد القائد المبجل؟
الضرورة في هذا الصدد تجعلنا ان نعرج قليلا على اخر التصريحات التي اتت من قيادي بارز في احدى احزاب السلطة في الاقليم، و ذلك من باب النفع العام ليس الا. ان المناداة بنظام اللامركزية بشكل عام و لصالح سنجار و ايزيدخان بشكل خاص لا يعني باي شكل من الاشكال العودة الى القرون الوسطى لا بل ان التشبث بالنظام المركزي الشمولي انما يعود الى ازمنة ما قبل القرون الوسطى ازمنة الامبراطوريات و القياصرة. و ليس فاشلا من يبغي التغيير و الاستفادة من التجارب البشرية الناجحة، بل جامد من يمانع التغيير و التاريخ يشهد على سقوط الانظمة الشمولية و ان بعد مئات السنين. و هنا لا ارى ضرورة الربط بين المناداة بالنظام السياسي الاداري اللامركزي و عرقلة وصول الاقليم الى الاستقلال ، فهذا لا يمنع ذاك بل يدعمه و يرسخ من دعائمه لكي لا تكون ولادة مشوهة.
لا افهم ان يربط السياسي القدير بين عدم امكانية تحرير قرية في شمال كوردستان و المناداة بالادارة الذاتية لسنجار!!! هذا مردود على السياسي الفاضل و بقوة.... لقد خسرتم سنجار بكلها و كاملها خلال بضعة ساعات فقط و دون مقاومة تذكر رغم انكم تملكون عدة و عتادا و اموالا خيالية مقارنة بابناء سنجار المساكين الذين ارغموا على البحث عن اسلحة من الزمن العثماني للدفاع عن النفس و حسب علمي حتى هذه الاسلحة استوليتم عليها!! ثم مهلا سيدي الفاضل فلا يضر قليلا من التواضع و انكم تتحدثون عن تحرير بضعة قرى من قرى سنجار...! يعلم الجميع انكم لم تحرروا شبرا واحدا الا بعد ان اغرقكم العالم بالاسلحة نوعا و كما ...و لم تتقدموا شبرا واحدا لولا الطيران من ٣٢ دولة دك و يدك الداعشيين، وهو الصحيح، ليلا ونهارا! فما علاقة قابلية التحرير بحق المناداة بحقوق المواطنة واستحقاقات المواطن؟
و اخيرا من فمكم نلزمكم ....نعم نتفق معكم سيدي السياسي الفاضل ان...ما من حق احد ان يقرر ضد ارادة جماهير شنكال ...! و لكن كيف تفهم انت و كيف يفهم غيرك مكمن هذ الارادة حرا و نزيها؟ اكاد اجزم ان ارادة جماهير سنجار حسب فهمكم ليست الا ما يعبر على لسان او السنة تطابقكم الراي و الارادة لا غير، كالذي و للاسف الشديد سمعناه قبل ايام على لسان تبين على الفور انه لم يعبر عن ارادة الجماهير السنجارية رغم موقع هذا اللسان ...اذ لا يصح الا الصحيح... و الصحيح هنا هو اللجوء الى استفتاء شعبي حر نزيه تعبر فيه جماهير سنجار عن ارادتهم الحقيقة و بعيدا عن الترغيم و الترغيب. عندها يتحتم على الجميع القبول بما تفرزه صناديق الاستفتاء.
بكثير من التواضع ، انا الراي عندي بان على القيادات الكوردية السياسية ان تستلهم العبر وان تستنبط الدروس من تجربة سنجار و ان تعمل على اجراء الاصلاحات و التغييرات الضرورية. ان الاستخفاف بما حدث و المرور عليه مرور الكرام و محاولة طمس الذي حدث في نشوة انتصارات عسكرية باستعادة ما تم احتلاله ، لن يجدي نفعا و ليس بكاف. ان تطرد الداعشيين فلعمري ما ذاك الا شيئا وما يلحق و يتبع ذلك الا شيئا اخر.... فانما الامور تقاس بخواتمها.


23
الحكم الذاتي لايزيدخان و لا يصح الا الصحيح
بقلم وسام جوهر
السويد 04‏/01‏/2015

ليس خافيا على المهتمين بالشان العراقي بان مؤشر مستقبل الاقليات العراقية، العرقية و الدينية يشير و بشكل لا لبس فيه نحو المستقبل المجهول، و ذلك على احسن تقدير. لقد صار حالها من سوء الى اسوء، اذ تم سحقها بين حروب و معارك القوى العراقية السياسية الرئيسية الثلاثة، و كآن لا وجود لهذه المجموعات البشرية.

الايزيدية نموذج و شاهد حي او على الاقل "شبه حي" على ما تقدم من كلام. منذ الارهاصات الاولى لقيام عراق ما بعد حكم البعث و صدام حسين، ظهرت على السطح بوادر مخيفة فيما يخص حقوق بني ايزيدا الذي وضع قادته كل البيض في سلة القيادة الكوردية ثم ناموا و غطوا في نوم عميق نهضوا منه بين الحين و الحين لقبض حفنة من الدولارات. توالت النكسات و غابت الحقوق و الاستحقاقات،  و استمرت قيادات بني ايزيدا في تجنيد مريديهم فحولوا شعبا باكمله الى جيش من الطبالين و المصفقين الى ان حلت الكارثة في سنجار اولا و في بقية ايزيدخان ثانيا.

سكتت هذه القيادات و صمتت الابواق برهة من الزمن لهول الكارثة و بشاعتها. رويدا رويدا ظهرت الى السطح هذه الشخصيات مرة ثانية مستغلة التحرك العسكري لقوات كوردستان نحو سنجار و استعادة بعض القرى الايزيدية الى حاضنة كوردستان سعيا الى ارجاع عقارب الساعة الى الوراء نحو الامس القريب. صار البعض يصفق للمحرر الذي لم يتحرك ساكنا الا بعد كسب الحشد العالمي من ٣٢ دولة مستغلين خراب ايزيدخان.

بين هذا و ذاك هناك ما يخيف و يقلق من العودة بالايزيدي المسكين الى المربع الاول، مربع عشية الثالث من اب العام المنصرم. سنجار لا تعود الى المربع الاول و ايزيدخان لا يجب لها ان ترجع الى المربع الاول، اذا كان مقدرا لشعب ايزيدا البقاء. قد يبدوا للوهلة الاولى ان الحل عسكريا ، لكن العين الثاقبة لا تخطآ بل ترى ان الحل لن يكون الا سياسيا مثلما هو الحال للعراق بكله. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم كما في الامس: اين هو مشروع ايزيدخان السياسي للحل العادل و النهائي؟
اين هي القيادات الايزيدية السياسية و الدينية و الاجتماعية من كل هذا؟ نظرة تحليلية و بانصاف تفضح لنا حجم الماساة حيث التخبط السياسي سيد الموقف.

ما اشبه المسرح العراقي اليوم بمسرح المنطقة ابان نهاية الحرب العالمية حيث انهارت الامبراطورية العثمانية بعد هزيممتها على يد قوات الحلفاء،  اذ سارع الكل و الجميع الى تحقيق نوع من الذات و الاستقلالية فقامت دول و اخفقت امم في تحقيق المرام. كل المعطيات تشير الى لا عودة  العراق مرة اخرى الى دولة مركزية تضطهد فيه اقلية، اكثريات و اقليات اخرى بل ان بقاء العراق و على افضل تقديرسيكون كدولة تتالف من كونفيدراليات ترتبط مع بعضها بعلاقات شكلية هشة و بالمركز بعلاقات بروتوكولية هزيلة يخرج منها كل كونفيدرالية في اقرب فرصة تحين لها.

ليس من الحكمة بمكان ان يغيب هذا الامر لشريحة من شرائح النسيج العراقي و امة ايزيدا ليست استثناء. انها الفرصة الاخيرة لكي ينتهز الفرصة و بكل عقلانية لتحقيق الحد الادني من تحقيق الذات و ارساء اسس فرصة بقائه على ارض الاباء و الاجداد. انها حماقة سياسية ما بعدها حماقة، الرجوع الى الامس القريب الغادر غير مستفيدا من التجربة السابقة و التي كادت ان تعصف بالوجود كله. من يظن و يعتقد بان اربيل او بغداد ستكفل حق هذا الشعب طواعية واهم و متوهم جدا. هناك قوى سياسية تتصارع فيما بينها للاستيلاء على ايزيدخان ، فبغداد و مثلها اربيل تحاول ضم ايزيدخان بارخص ثمن ممكن و كوردستانيا او كورديا، هناك ثلاث قوى سياسية تتصارع لهذا الغرض. فاما الحزب الديمقراطي فيسعى الى العودة الى المربع الاول و كان شيء لم يكن و يفهم ان ايزيدخان تشكل جزءا طبيعيا من منطقة نفوذه، و اما الاتحاد الوطني الكوردستاني فيجد فرصته في تقوية نفوذه على حساب غريمه التقليدي، ثم يجد الحزب العمال الكوردستاني فرصته الذهبية في ارساء قدمه في ايزيدخان بشكل عام و سنجار بشكل خاص مستغلا التذمر الايزيدي الكبير من الحزب الديمقراطي بوصفه صاحب السلطة الفعلية في ايزيدخان منذ سقوط نظام البعث في بغداد. يتوجب اذن على بني ايزيدا ان يدرك كل هذا و ان يعي حجم الخطر في الانزلاق الى اقتتال داخلي لصالح كل هذه الجهات المتخاصمة. هناك و للاسف الشديد ما يشير الى "جحشنة" بني ايزيدا  بمعنى تجيشه في خدمة مصالح سياسية تهضم في نهاية المطاف حقوق و فرص بقاء هذا الشعب المسكين.
قد يظن احدا ما بان التسلح الايزيدي هو الحل و لكن لا قيمة لاي عمل عسكري لا يستند على فكر و طرح سياسي ناضج بمسوى التحدي و الطموح في احرج مرحلة تاريخية لبني ايزيدا. ان اي مشروع سياسي من هذا الطراز لا بد ان يؤسس على شعار الحكم الذاتي لايزيدخان، اذ لا يصح الا الصحيح. و الصحيح هو ان هكذا ادارة ذاتية في ظل عراق كونفيدرالي و كوردستان اكثر ديمقراطية و فيدرالية مما هي عليها الان بكثير، هو الضمانة الحقيقية لتحقيق فرصة بقائه اولا و تحقيق الامن و الامان ثانيا و تحقيق عيشا رغيدا و حياة بعز و كرامة.
  .

24
الايزيدية: شعب تامر عليه حزبه و غدر به اميره و تناسته دولته
بقلم وسام جوهر
السويد 4‏/9‏/2014


ليس خافيا على المراقبين و المحللين و المتابعين للشان الايزيدي بان هذا الشعب منذ مئات السنين يقارع الظلم و العدوان بسبب تشبثه بهويته التي لا تروق للبعض العنصري الشوفيني. انه شعب ال ٧٢ فرمانا من اجل ابادته. انه لمن المعيب جدا ان يهدد في بقائه اليوم و في عصر الديمقراطيات و الانترنيت و غزو الفضاء شعب مسكين لا تتعدى نسمته في العراق ٦٠٠ الف و العالم كله المليون!
من المعيب جدا على العراق التعددي ان يتعرض هذا الشعب المسكين في هذه الايام الى ابادة جماعية و بغداد غارقة في نومها عنهم. من المعيب جدا لكوردستان ان تكون قيادتها سببا رئيسيا في عمليات الابادة الجماعية التي نفذت على ايدي القتلة المجرمين تحت راية الله! عار على القيادة الايزيدية من اعلى هرمها و ذيولها ان تكون يدا في مؤامرة دنيئة حاكت و تحاك اليوم من اجل ابادة شعبها. من المخازي لمن يحسبون على النخبة المثقفة ان تسمح لنفسها ان تكون اداة في هذه المؤامرة، يفضلون فيها التحزب و الحزبية بتملقهم المشين لمن يقف خلف هذه الفاجعة على مصير شعبهم.
الشعب الايزيدي المنكوب مشغول بان يجد كسرة خبز يتنعم بها عليه انسان شريف هنا و هناك، وهو مشغول في البحث عن عزيز مفقود، و مشغول بمواساة نفسه بنفسه في زمن غدر فيه بهم من كان يفترض به ان يحميه، ان يقوده الى بر الامان ، ان يكون جارا مساندا عند الشدة. و بينما البؤساء الايزيديون مشغولون بكل هذا، نرى ان المعركة الشرسة ضد بقائه تدار في الخفاء و خلف الكواليس و على المسرح الدولي قبل المحلي ، كحلقة اخرى و كخطوة مكملة لخطوة الجينوسايد في سنجار.
قد يكون مفهوما ان تقود هذه المعركة الخبيثة من قبل جهات كانت هي نفسها التي مهدت لعملية الابادة الجماعية من خلال توافقات و تحالفات سياسية مشبوهة و من خلال خطط سياسية خبيثة قدم فيها الشعب الايزيدي برمته كبش فداء لمصالح عسكرية و سياسية في الحصول على الدعم الادولي. من السهل ان نفهم بان المعركة الديبلوماسية الخبيثة و الهادفة الى استئصال شأفة المكون الايزيدي في العراق، انما تدار من نفس هذه الجهات السياسية، ولكن ليس من السهل بمكان ان تفهم بان اقرب المتحالفين مع هذه الجهات هي راس الهرم الايزيدي و حفنة من المارقين المحسوبين على المثقف الايزيدي، عمت حفنة من الدولارات و جاه بئس به، مبني على جماجم الفقراء، بصيرتهم.
ليس في مكان اخر في العالم تجد هكذا حلف خبيث يتكالب على فرصة البقاء لشعب مسكين لا جرم له سوى انه يريد العيش بسلام و امان و بعزة و كرامة لطالما يفتقدها العملاء.
بعد ان حلت الكارثة بامة ايزيدا و سبي منها ما سبي و قتل من قتل و شرد الكل الباقي ليجد نفسه في العراء بين ليلة و ضحاها لم يبقى لديهم سوى ابواب الانسانية على المسرح الدولي. فهبت ابناءهذه الامة المفجوعة و من المهاجرين من قبل، الى تلبية النداء، نداءالضمير و الشرف ، فعمت مظاهرات صاخبة مدوية تعبر عن عويل الثكالى و انين  الالم و بكاء الاطفال الجياعة، في عواصم العالم من اوروبا الى امريكا، صرخات تستغيث الضمير العالمي لنجدة القلة المتبقية من شعب منكوب تامرت عليه دولته و غدر به  اميره و قيادته. سرعان ما اكتشفنا ان العدو اكبر و اشرس و اخبث مما كنا نتصوره، اذ وجدناه و عملائه خلف الكواليس يديرون حربا شعواء لتضليل الراي العام العالمي بتباكيهم على سنجار و ايزيدخان، وجدناهم دون ادنى حياء وخجل يذرفون دموع التماسيح على المنكوبين، يقايضون دمائهم و شرفهم بالسلاح و الدعم السياسي للقيادة الكوردية.
وجدنا اميرا يلعب بكل خبث على الحبلين فمن جهة اناط بابنه مسؤولية الحفاظ على مصلحة العائلة لدى الحزب الديمقراطي الكوردستاني هناك في الوطن، و اما هو فتبنى مسؤولية تمويه الناشطين الايزيديين في الخارج و الذين يكدحون ليل نهار في حرب شعواء لا توازن في موازيين القوى مع العدو. الامير يعمل و بكل مكر على تخدير المجموعة الدولية و يتظاهر بانه يتفهمهم و يتفهم الشعب و مطاليبه، ثم تراه في حقيقة الامر و الواقع شريك اساسي مع قوى الشر و خير دليل على هذا كيف انه يتنصل من كلامه ووعوده امام المجموعة الدولية، اذ كان قد وعدهم بانهم سيستقدمون المجلس الروحاني الى المانيا و سيكون تسمية اعضاء الوفد القادم الى الامم المتحدة و امريكا بالتحاور و على اساس مقبولية كل عضو من الشارع الايزيدي.
الذي حصل تبين انه و كعادته اسير الحزبية و التحزب فبات عبدا مطيعا متنازلا عن كونه اميرا مكرما من اجل حفنة من الدولارات التي لا تملىء الجيب مهما كثرت. تبين انه في الواقع انما نفذ املاءات الحزب فسمى اعضاء الوفد الاصفر ضاربا عرض الحائط تفاهماته ووعوده للمجموعة الدولية. ادناه نعرض على القاريء العزيز هذه الاسماء ليحكم بنفسه مدى مقبولية كل عضو من الشارع الايزيدي!!!
واخيرا و ليس اخرا ليس سهلا ان تكون شعبا مستضعفا تامر عليه حزبه و غدر به اميره و تناسته دولته

اسماء الوفد "الايزيدي" البارتي الاميري الى الامم المتحدة و امريكا
1.   دخيل قاسم حسون
2. بهزاد رئيس القوالين
3. كريم سليمان
4. حازم تحسين
5. بابا شبخ
6. دكتور بير ممو
7. زيد حجي ميرزا
8. نوري احد شيوخ عشيرة الهبابا في سنجار
9. احمد اسماعيل احمد مطو
المطلوب من الشعب الايزيدي الان عموما و شبيبته خصوصا ان يبين للعالم اجمع بان هذه القيادة المارقة لا تمثل ارادته و بانها فاقدة لشرعيتها في تمثيله منذ ٣ اب ٢٠١٤. اتمنى على المجموعة الدولية ان تعي و تدرك حجم الخطر القادم وان تسارع الخطى لطرح مشروعها السياسي الهادف الى هيكلية سياسية جديدة تمثل ارادة الشعب الايزيدي، هيكلية تبدء بفصل الدين عن السياسة تماما.




25
فاجعة سنجار ...ضرورة التمييز بين الابيض و الاسود
وسام جوهر
السويد 27‏/8‏/2014

بلا شك ان ما حل بسنجار لهي كارثة انسانية بكل المقاييس اشتركت جهات عديدة في جريمة الابادة الجماعية الممنهجة ضد المواطنين المسالمين في سنجار.
ان حجم و هول الكارثة كان صدمة كبيرة هزت المشاعر من اركانها التي عبر عنها على مستوى الفرد و ايضا على المستوى الجماعي ، و باشكال و درجات مختلفة. احدى هذه الاشكال جاءت على لسان افراد شباب سيطرت العواطف الجياشة على العقل. هذا مفهوم اذا ما اخذنا عمق الجرح و اعمارهم بعين الاعتبار. مع جل احترامنا لهذا الالم و تفهمنا لعمق الحزن و كاخ اتوجه اليوم الى شبيبتنا برجاء متواضع ان يتجنبوا التعميم في توجيه الاتهامات و احيانا الشتائم. ان التعميم هذا سواء كان على مستوى الاسلام كدين او الكورد او العرب كقومية ، اولا و قبل كل شيء لا يخدم القضية الايزيدية بشكل عام و السنجارية منها بشكل خاص، و ثانيا انها ليست صحيحا  ابدا.
ليس من المعقول و لا من المصلحة ان يتهم الاسلام كدين و الا كيف تفسرون الادانات التي ظهرت على مستوى افراد و شخصيات دينية اسلامية رغم قلتها. من الضروري جدا ان نميز بين الابيض و الاسود و بين الخير و الشر.
ليس من العقول ابدا ان لا نميز بين االكورد كقوم و قومية و بين القيادات الكوردية السياسية. من حق اي واحد ان يكون له وجهة نظره السياسية تجاه هذا الحزب او ذاك، اما ان نضع علامة المساواة بين قوم و حزب معين فهذا هو الخطآء بعينه.
شخصيا اسجل شكري و تقديري العميقين لكل من ساهم في تقليل معاناة المشردين من بني ايزيدا عموما و السنجاريين على وجه الخصوص فالشكر موصول لاهالي زاخو و دهوك و السليمانية و اربيل و كل مكان شارك اهاليها في التخفيف عن معاناتنا. نشكر كل انسان عربي او عشيره عربية كان لها موقفا مشرفا او مساهمة في التخفيف من معاناتنا.
لا نتهم الاسلام كدين بل المتطرفون ممن يحسبون عليه و تحت رايته يقترفون ابشع الجرائم. المسلمين في العصر الحديث في دول كالعراق ابتعدوا كل البعد عن هكذا ممارسات بشعة لا تمت للعصر بصلة. لم نلمس توقا لدى المسلمين في الدولة العراقية و لا لدى حكومة الاقليم الى تطبيق الاسلام كما في ايامه الاولى بل حاولو مراعاة المواطنة و حرية المعتقد. هذه الممارسات المتطرفة و المجرمة غريبة على المسلم العراقي عربيا او كرديا كفرد و ثقافة حيث عشنا جنبا الى جنب معهم دون التخوف من هكذا اعتداءات و ممارسات. نعم حصلت احيانا نزاعات عشائرية هنا و هناك الا انها لم ترتقي ابدا الى هكذا خروقات لا اخلاقية.
ان التعرض للاسلام بالعام كدين و للعرب او الكورد كقوم بسوء يقع خارج ثقافتنا كايزيديين، علاوة على ان هذا التعرض لا يصب بالمطلق في خدمة قضيتنا.
كما احذر البعض من بني جلدتنا و المحسوبين على السياسيين و الاعلام الايزيدي الكف، عن اثارت النعرة الطائفية باتهامهم للعرب كقوم و باسلوب مفضوح تفوح منه رائحة التملق السياسي للاحزاب الكوردية، اذ ليس كل العرب داعشيين فبينهم من شرد و قتل و انتهكت اعراضه على يد السفلة الداعشيين. ان كنتم منصفين و جريئين وجهوا اتهاماتكم الى هذا الحزب العربي او ذاك بدلا من لهجة عنصرية شوفينية لاتخدم اهلنا و قضيتنا.
ختاما اهيب بشبيبتنا مراعاة هذا التمييز احتراما للحق و الانصاف اولا و احتراما لكل مسلم عربي او كوردي قد هب لمساعدة اهلنا المشردين ثانيا، رغم الالم الذي يعتصر القلب ..
 


26
قوات كوردستان تقهر مظاهرة سلمية للبؤساء المشردين!
وسام جوهر
السويد 20140822

اولا نحي المتظاهرين المسالمين الابطال الذين نجحوا اليوم ايما نجاح في اسقاط القناع الزائف من حكومة كوردستان و قيادتها.
لقد هجمت قوات كوردستان على المتظاهرين المسالمين بشراسة و بطش و كانهم يقارعون عدوا يهدد امن الكورد و كوردستان.
يا للعار تتمرجلون على الناس البؤساء التي تظاهرت بكل مدنية و تمدن لتضع صورة كارثتها امامكم و امام الراي العالمي.
تتمرجلون على البؤساء الغير المسلحين و تستغيثون بالعالم لنجدتكم من بطش الاخرين.
اين كنتم يا ابطال قبل ايام حينما وقفت قوات داعش على مشارف اربيل؟
اين كنتم حينما انهزم خير ما بكم في سنجار و زمار و كل مكان هاجمكم الداعشيون؟
بحياتكم ما تمرجلتم الا على شعبكم الذي تجرء في النادر ان يقوم بمظاهرة سلمية هنا و هناك.
لقد نجح الابطال المتظاهرين في فضحكم و كشف المستور القذر منكم.
هذا يجعل ايها المساكين الوحدة و التوحد امرا لا مفر منه لتوحيد الخطاب الايزيدي نحو العالم. ليرى العالم كيف من تسلح منه بحجة الدافع عنا صار يستخدم سلاحه بوجهنا.
ليعلم العالم ان لا امان لنا في ظل هكذا عقلية متغطرسة اصابها جنون العظمة.
اية عظمة هذه؟ اصحوا و انظروا الى العالم من حولكم يا ظالمين! ...في كل تهديد صغير كان ام كبير تبكون للعالم و تستنجدون به. فعلام هذه المرجلة على الضعفاء الذين بات قدرهم العيش في ظل رحمتكم الغائبة؟.
Kurdiska styrkor går till våldsam och brutalt ingrep mot de fredliga ezidiska demonstranterna i staden Zakho idag lördag den 23 Aug. Det enda krav de hjälplösa eziderna hade var att be omvärlden om skydd då Erbil och Bagdad misslyckat att göra det.
Vi vädjar omvärlden att fördöma denna grymma handling mot maktlösa ezider i Kurdistan. Vi vill att världen ska se att de vapen som Kurdistan just fått har kommit till användning mot egna ...är detta rimlig?
Stoppa vapen leveransen till Kurdistan och hjälp de hundra tusen tals hemlösa som är på flykt undan död och terror och saknar skydd och alla andra förnödenheter.


27
الشعب يريد اسقاط النظام!
بقلم وسام جوهر
السويد 20140821
دعوة الى الاعلان عن سقوط الامير و الامارة و مجلسه الروحاني و هيئته الاستشارية.
ايتها الاخوات و الاخوة من بني ايزيدا الاحرار.
لقد طفح الكيل و كفى فلم نعد نتوسم اي خير من الامارة و الامير و مجلسه الروحاني. لقد نهجوا منذ سنين خطا لا يخدم مصلحة الشعب الايزيدي المسكين، خطا لم يخدم سوى جيوبهم و مصالحهم الفردية. نادت الاصوات و تعالت لتلفت انتباه هذه القيادة الى نهجها الخاطيء، الا انها اهملت و تجاهلت و اصرت على التعامل مع ارادة الشعب بدونية قل نظيرها.
انكم ايها الاحبة تواجهون بلا شك اكبر و اخطر تحدي واجهته امة ايزيدا في تاريخها. لقد تعرضتم الى "نمان" هذه المرة و ليس فرمانا اخرا و مع ذلك تابى هذه القيادة الا ان تطأطأ الرأس وتهين مشاعرنا.
صدق من قال ان كنت لا تستحي فافعل ما تشاء ....! الحقيقة لا يدري الانسان ..ان يضحك ام يبكي ...هذه اهانة لا تقل عن الكارثة و جعا و الما. هذه هي القيادة نفسها التي اوصلتنا الى ما نحن عليه....هذه هي القيادة التي اذلت نفسها و اذلتنا علي طول الخط. لا يا جبناء ...ما هذا الذي يخيفكم بعد لتتملقون؟ لا ... ليس الخوف هو الذي يدعوكم الى الخنوع. لقد اقتنعت الان انكم انما تتاجرون بدمائنا و عرضنا و كلنا.
اي امير هذا؟ و اي مجلس هذا؟! تشكرون و جثثنا في سنجار متروكة في الشوارع و لا نعرف مصير المئات من نسائنا و البقية الباقية تفترش الطرقات و الساحات! تشكرون  كوردستان على ماذا؟ هل زار وتفقد رئيس كوردستان شعبنا المنكوب ليواسيهم و يخفف من المهم معنويا؟ هل صدر بيان رسمي من برلمان كوردستان يستنكر الابادة الجماعية؟ هل شكلت لجنة تقصي الحقائق لدراسة الفاجعة؟ تشكرون المجتمع الدولي على تسليحه لكوردستان التي ابت ان تسلحكم للدفاع عن شرفكم و ارضكم! تشكرون العالم لتعويضه عن دمنا و عرضنا باسلحة ثقيلة لكوردستان، و لتقديمه الدعم السياسي لكوردستان؟ اين حقوق و استحقاقات المذبوحين و المشردين و المغتصبين؟ تشكرون على قطعة خبز بالكاد تشبع البطون الجائعة. نعم شكرا لكل انسان كوردي او عربي تعاطف مع محنتنا و ساعد المنكوبين و هذا بحث و مبحث اخر كان من الافضل الرجوع اليه لاحقا لا الان.
عيب و الله عيب عليكم ان تكونو بهذا المستوي من الانحطاط و الدونية.
انا بالنسبة لي شخصيا افهم و اعتبر ان هذه الوثيقة "رسالة الشكر التي اعلنتموها" انما هي ادانة صريحة بحقكم و عليه وبقدر ما يتعلق الامر بنا نعلن:
سقوط الامير و الامارة. حل المجلس الروحاني حتى اشعار اخر يقوم فيه الشعب الايزيدي بتشكيل قيادة ايزيدية على اسس مدنية و حضارية.
سقطت اللجنة الاستشارية مع اميرها.
نعلن للعالم اجمع ان هذه الشخصيات و الهيئات لا تعبر عن ارادة الشعب الايزيدي بل تعبر عن نفسها.
عاش الشعب الايزيدي الابي حرا
عاشت ايزيدخان حرة
عاش قوى الخير التي تساند الشعب الايزيدي المنكوب في محنته.
وسام جوهر
الكاتب و المحلل السياسي
السويد  20140821


28
رئيس الوزاء العراقي القادم
بقلم وسام جوهر
السويد 2014-07-24

اريد اشوف اللي يتجاوز دولة القانون لكي لا نقول المالكي! السياسة غير العواطف و التمنيات ... السياسة فن الممكنات ... ليس بالتمنيات تتجاوز قائمة حققت فوزا انتخابيا كبيرا ... ليس بالامر الهين ان تقزم المالكي و قد حصل في بغداد فقط على ما يقارب ال ٧٥٠ الف صوت! من يعول على الصدريين و الحكيميين في شق البيت الشيعي و تفكيكه اولا و ازالة المالكي و دولة القانون ثانيا، متوهم و تقوده التمنيات اكثر من الواقع . المؤامرة الاخيرة ...انكشفت اسرع مما توقعها اطرافها و ستتفكك قريبا ...و سترون ان الخاسر الاكبر ..هذه المرة ايضا و كسابقاتها هو المكون السني المسكين الذي ابتلى بسياسيين مارقين، ما حركتهم سوى مصالحهم الشخصية و اظهروا غباء سياسيا ما بعده غباء ...! تحالفوا  مع اطراف اقل ما يقال عنها لا تريدهم بل تسعى الى ازالتهم اليوم قبل غد. لم تعد للاقليم  مشكلة حقيقة مع بغداد سوى تطبيع العلاقة مع الشيعة و اعطاء الشيعة ضمانة البقاء ضمن العراق الموحد في الوقت الحاضر ...و كانه لهم خيار غير ذلك في الوقت الحاضر. ان يعول احدهم على تركيا في قيام الدولة الكوردية اقرب الى الحلم من الواقع ...اسرائيل دخلت الحلبة بشكل علني و لاول مرة في التاريخ تعلن مساندتها لتقسيم العراق و لها في ذلك مصلحتها قبل كل الاطياف العراقية بضمنهم الكورد، فهي تبغي ضرب تركيا و ايران كقوتان اقليميتان تنافسانها الهيمنة على الشرق الاوسط. انا لا استبعد ابدا ان يكون السيناريو الاقوى للمشهد السياسي العراقي القادم ان المالكي يبقي لولاية ثالثة، خاصة و ان الكورد في نهاية الامر يعلمون جيدا ان اهم مشاكلهم مع بغداد قد تم حلها مبدئيا و كامر واقع بعد احداث الموصل و كركوك و بعد ان ضمنوا تصدير النفط و بيعه دون موافقة بغداد ...
اتوقع ايضا ان السيد اسامة النجيفي و اخية اثيل قد ضيعا  المشيتين ... اذ انقلب عليهم و سينقلب عليهم حلفائهم المحليين و الاقليميين و انتهى زمانهما في المواقع السيادية على حساب المكون السني و لكن و للاسف الشديد بعد خراب الموصل!
لهذه الاسباب و اسباب عديدة اخرى فانني اتكهن وبنسبة ٩٩ بالمائة ان رئيس الوزراء العراقي الجديد اسمه نوري المالكي وان المكون السني سيلتهي الان في معركة داخلية بسبب المشاركة في العملية السياسية من دونها. المكون السني وقع ضحية المؤامرة. الكورد حققوا نصرا سياسيا كبيرا و هذا واضح في ظاهره لكنه يجابه مرحلة صعبة جدا على مختلف الاصعدة دوليا و داخليا وعراقيا و حتى اقليميا. فدوليا و اقليميا ليس هناك نية حقيقية لاصحاب الشان في مساندة قيام الدولة الكوردية في الوقت الحاضر على الاقل و من تصور او عول على تركيا في هذا الشان متوهم. ان قيام الدولة الكوردية في الوقت الحاضر لا يتلائم مع المصالح الدولية و الاقليمية . ان عدم توفر الدعم الدولي يمكن ان نستشفه من تصريح فخامة الرئيس مسعود البارزاني وهو يقول سنعلن الدولة حتى في حالة لم توافق الولايات المتحدة الامريكية! ان اجراء الاستفتاء على الانفصال يراد منه ورقة ضغط على بغداد في الجولة السياسية القادمة و في نفس الوقت كورقة ضغط على الراي العام العالمي. اما داخليا و بعد زوال "العدو" المشترك ، بغداد، ستبرز الخلافات الداخلية على الشراكة الحقيقية لادارة الاقليم و هناك الكثير من الخلافات قد اجلت من باب المصلحة القومية و التوحد تجاه بغداد و هذا ما لا يمكن الاستمرار معه الى الابد بل عاجلا ام اجلا لا بد من الاصلاحات السياسية الحقيقية و الشراكة الحقيقية في تقسيم السلطة ناهيك عن محاربة الفساد.
البيت الشيعي ليس له الكثير من الخيارات سوى التوحد ضد الخطر الداهم من كل صوب و حدب و ستظهر خلافاته الداخلية بعد استقرار الوضع الامني بعض الشيء.   

 

29
العراق يقف على مفترق الطرق

بقلم وسام جوهر
السويد 2014-06-23

ان تسارع الاحداث و تطورها منذ العاشر من الشهر الجاري تشير الى ان مصير العراق بات على المحك. نحن بدون شك نشهد ما يمكن تسميته ببلقنة العراق و قد دخل العراقيون مرحلة الفرز الطائفي و تصحيح و تعزيز الحدود العرقية الطائفية تمهيدا للمرحلة القادمة في الانفصال النهائي بتقسيم العراق الى ثلاث دول، او على الاقل الى ثلاث كانتونات تنتظم في كيان كونفيدرالي يجمعهم في دولة شكلية لا لرغبة العراقيين فيها بل تماشيا مع المصلحة الاقليمية الدولية.
كوردستان:
لقد تحرك الاقليم سياسيا و عسكريا بشكل فوري و ذكي، لتعزيز موقعه الجيوسياسي لكل ما هو قادم من التطورات، اذ سيطرت قوات البيشمه ركه الكوردية على كافة المناطق المتنازعة عليها مع بغداد، بما في ذلك كركوك و مناطق واسعة اخرى. لقد بات قادة الكورد من الان يؤسسون اية مفاوضات او حلول سياسية قادمة على قاعدة واقع امر الحال. لا شك ان كوردستان كجزء من العراق هي الاقرب الى الاستقلال عمليا، فكل ما يمنع الكورد من اعلان دولتهم المستقلة هو العامل الاقليمي الدولي .
كل التقديرات و التكهنات تشير الى ان الكورد سيرفعون من سقف مطالبهم و شروطهم في البقاء ضمن العراق الموحد المفروض عليه خارجيا، لكي لا يكون اقل من الكونفيدرالية و سيدفعون بكل تاكيد نحو اقامة الاقاليم الشيعية و السنية ليضع العراقيون و الى الابد نهاية لعراق ايام زمان ، عراق الطائفة او المجموعة الذي يقهر الاخرين.
شيعستان:
بتقديرنا ان الشيعة كمكون يشكل اغلبية عددية في العراق و كقوة سياسية رئيسية في العراق الجديد، فشل في استيعاب مقومات الدولة الجديدة، و استهلو المرحلة الاولى و للاسف الشديد بالارتماء في الحضن الايراني اكثر مما يتحمله عراق الطوائف و الاعراق، و فشل في الارتقاء الى مستوى تجاوز رغبة الانتقام من الكثيرين من الضباط و العسكريين و القياديين من منتسبي جيش النظام السابق، مما ادى عمليا الى معاقبة مكون باكمله بجريرة نظام ديكتاتوري لم يسلم من بطشه اقرب المقربين اليه. العراق الجديد لم ينهج مسلك ـ عفى الله عما سلف ـ اسوة بتجارب عالمية عديدة مرت بها امم، مثل روسيا الاتحادية و نظام جنوب افريقيا و غيرها من الامم التي تغلبت على غريزة الانتقام وشرعت تاريخها الجديد بالاكتفاء بازالة الانظمة القمعية و حافظت على هيكل الدولة و استطاعت بعدها و بكفائة عالية ان تنهض باممها في ظل انظمة سياسية جديدة ادارت ظهرها الى القمع و الارهاب اسلوبا في الحكم.
قراءة في المشهد السياسي الشيعي بعد احداث الموصل تشير الى عدم استيعاب المكون الشيعي حقيقة و حجم الكارثة التي حلت بهم كمكون و بالعراق كدولة تحت قيادتهم. القيادات الشيعية مستمرة في نكران ما حدث و التعويل على الحل العسكري رغم ان كل المعطيات على ارض الواقع تشير الى لا واقعية هذا الامر. اكثر من ستة اشهر مرت على احداث الرمادي و فلوجة و الجيش العراقي بكل عظمته و عدده و عدته لم يتمكن من القضاء على المسلحين بغض النظر عن هويتهم او هوياتهم السياسية، فكيف سيتمكن جيش منهار و بغض النظر عن اسباب الانهيار، من استعادة مدن و محافظات كاملة اقل ما يقال عنها ان الوضع الامني و السياسي و العسكري فيها شديد التعقيد؟
كل ما نشاهده في بغداد هو الاناشيد الحماسية المتكررة و طوابير المتطوعين و المجاميع التي تقدم عروضا في الرقص على الاهازيج الخطابية الحماسية، و انسحابات عسكرية تكتيكية على حد وصف بغداد، الا انها اقرب الى حقيقة انقاذ ما يمكن انقاذه للدفاع عن حدود شيعستان. لا احد يتسائل كيف لهذه الجموع الذي يتم اقحامهم في عجالة، في معارك شرسة ان تصد هجمات عسكرية بالكاد يقف في وجهها الجيوش النظامية. لو ان المعارك و الحروب كسبت بالاعداد، لما فشل جيوش صدام حسين في حروبه الطائشة و لو ان الحروب تكسب بالكثرة العددية هذه الايام لما تقهقر فرق و فيالق امام مؤامرة و اول هجوم عسكري عليها. المتتبع للمشهد العسكري هذه الايام يجد ان بغداد من الناحية العملية انما تركز كل جهدها على حدود شيعستان التي ستمر الى الشمال من سامراء اذا ما تم لهم ذلك. هذا واضح من زيارات القادة الى قاطع سامراء و انسحاب القطعات العسكرية  من مدن الانبار و تاخرهم، بل اخفاقهم بمد اهالي تلعفر و لواء ابو الوليد بالتعزيزات الكافية بعد بسالة و صمود كبيران،  و كأن جماعة بغداد في قرارة النفس قد قبلت بامر واقع و بان الشيعة انما يريدون التخلص من وجع الراس السني بشقيه العربي و الكوردي.
سياسيا فان خطاب بغداد هو الابعد من الواقع الجديد الذي تجاوز الانتخابات و نتائجها الاخيرة في نظر الاخرين من الشركاء سواء كان الكورد ام السنة. بغداد تدعوا الى انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان و الى الالتزام بجدولة العملية السياسية في اختيار رئيس البرلمان و رئيس الجمهورية و لاحقا رئيس الحكومة  و الحكومة نفسها على اساس و مبدء الاغلبية السياسية ، و كأن شيء لم يكن ! و كأن العراقيين عمرهم سيقبلون بحكومة الاغلبية!
سنستان:
لا ريب في ان المشهد السياسي في سنستان هو الاكثر ضبابية و هيلاميا و فوضويا و الاصعب فهما على المحللين و المراقبين ناهيك عن المواطنين. من هو سيد الموقف في سنستان؟ هل الدواعش؟ ابناء العشائر الثائرة على التهميش و الاقصاء؟ ام المجموعات المختلفة من الجيش السابق؟ مشكلة المكون السني الاساسية تكمن في التباس الامر عليهم وعلى غيرهم لفهم هذا التزاوج بين الدواعش و شركاء العملية السياسية و رافضيها بفصائل سنية متعددة، و الذين لا يشتركون مع البعض سوى بالعداء  لنظام المالكي كما يعبرون. لا احد يستطع التكهن بما هو ات  بعد مرحلة التخلص من سيطرة بغداد العسكرية؟  اسئلة برسم الشارع السني لا اجوبة لها تلوح في الافق القريب. ماذا بعد، لنقل: تحرير اراضي سنستان؟ هل يريدون اقامة الدولة الداعشية؟ هل يريدون انشاء  اقليم سنستان على غرار كوردستان و يريدون البقاء في عراق فيدرالي او كونفيدرالي؟ اين هي المقومات الاقتصادية لاقامة دولة سنية ؟
الحل؟:
تاريخ العراق البعيد و القريب و خاصة تجربته الاخيرة بعد سقوط النظام السابق، يشير الى فشل كل المحاولات القسرية و غير القسرية في اقامة وطن و دولة على اساس هذه الثقافات الرئيسية الثلاثة، والتي تختلف فيما بينها اكثر بكثير مما تتفق و تتوافق، و تتناحر اكثر من ان تتعايش.  و لا ياتينا احدهم ليكرر لنا الدجل الذي سئمنا منه، باننا كلنا عراقيين و لا فرق بيننا و الى غير ذلك من الترهات لان الواقع العملي من سلوكيات وممارسات، يثبت و بشكل لا لبس فيه العكس.  فعلى سبيل المثال سمعت مرة السيد رئيس االوزراء نوري المالكي يقول انه شيعي قبل ان يكون عراقيا و انني على يقين هكذا هو الحال مع القادة الاخرين من السنة و الكورد، وهكذا هو الحال مع كل عراقي بعمومه فان ولائه للدين و المذهب و القومية قبل الوطن ، فكيف يبنى وطن علي هذه الثقافات و الاساسات؟
العراق و بكل المقاييس و بكل تاريخه و ثقافاته و سلوكيات افراده  انما وصل الى نهاية الطريق الواحد و يقف اليوم بكل جلاء على مفترق الطرق و على ساسته و من باب المسؤولية الاخلاقية و الانسانية ادراك هذا و العمل على حقن الدماء التي تسيل بلا معنى. لقد سبقتنا شعوب اوروبا الشرقية في هذا المنحى و ها هي اليوم تعيش جنبا الى جنب دولا و شعوبا في امن و سلام.
راي الشخصي ان الاوطان التي يراد منها ان تبنى على التعدديات الثقافية و العرقية و الدينية يجب ان تقام على الولاء للوطن قبل كل ما عداه و ان يكون انظمتها السياسية فوق كل هذه الاعتبارات، تضمن لكل المواطنين حريتهم في كل المجالات و حقوقهم دون تمييز. لكنني اقر و اعترف ان تجارب العراق على مر مئات بل الاف من السنين يثبت لنا ان هذا ليس الا حلما يساور السفهاء.
عليه فان الطلاق اخير من زواج بائس فاشل فيلذهب كل في طريقه و يقابل مصيره لوحده و ليتحمل مسؤولية مستقبله و امنه و امانه و ازدهاره بنفسه. لا اعتقد على اية حال ان طريق الاستقلال و الانفصال لاي فصيل من هذه الفصائل مفروشا بالورود ، ولكن بعد ان سالت انهار من الدماء بين ابناء ما يسمى بالبلد الواحد ، ان الاوان لان يمشي كل في سبيله.
و اذا كانت المصالح الاقليمية الدولية لا تسمح بهذا الطلاق الحر الكامل فليتحول العراق الى كونفيدرالية تجمع هذه الفصائل ضمن اطار زواج شكلي لحين تسمح الظروف الاقليمية و الدولية بالانفصال التام.

 

30
نكسة الموصل: استنتاجات و تداعيات

بقلم وسام جوهر
السويد 2014-06-18
ان ما حصل في الموصل كانت مؤامرة اقليمية محلية اشتركت فيها جهات عديدة اريد منها خلط الاوراق و الالتفاف على العملية السياسية بقطع الطريق على الانتقال الى مرحلة جديدة من مراحل الانتقال الى الممارسة الديمقراطية الطبيعية، اعني هنا محاولة الانتقال من حكومات الشراكة و التوافقيات السياسية المقيتة الى حكومة الاغلبية السياسية.
محاولة الانتقالة هذه بثت الرعب في صفوف اصحاب الاجندات السياسية الخاصة بتدمير العراق دولة و حكما. تحركت اقطاب المؤامرة ووضعت فيما بينها اسس توزيع ميراث العراق بشكل يذكرنا بجماعة الحلفاء ابان الحرب العالمية الثانية عندما وضعوا اسس اوروبا الجديدة.
انه لمن دواعي الحزن ان لا يعي العراقيون جميعا ان الحل الصحيح و الخيار الافضل ان يكون هذا الحل عراقيا اي كان هذا الحل. الامم ترعى مصالحها بالدرجة الاولي و الاخيرة. فامريكا لن تتدخل الى هذا الجانب او ذاك الا بما يتوافق مع مصالحها الاستراتيجية و كذلك ايران و تركيا و جارات السوء السعودية و قطر.
سيتذكر التاريخ احداث الموصل كمحاولة انقلابية فاشلة قامت بها جماعة من الاخوة الاعداء، حيث لا مشتركات بينها اللهم اسقاط المالكي او في الحقيقة الدولة العراقية، و كل له في ذلك مصلحته الخاصة التي بكل تاكيد ستتعارض مع بعضها سرعان ما تحقق لها سقوط بغداد لا قدر الله.
من يتحمل مسؤولية تطور الاحداث لكي يصل الامر الى ما وصل اليه؟ بكل تاكيد ليس هناك من طرف واحد يمكن الاشارة اليه كسبب وحيد فيما الت اليه الامور، فمحليا الكل السياسي الشيعي ـ الكوردي ـ السني يتحمل المسؤولية الوطنية في اخفاقهم للوصول الى اليات سياسية مقبولة و عادلة للجميع، اذ راح كل طرف الى كسب المزيد و المزيد من الامتيازات على حساب الاطراف الاخرى و اصبح لكل من هذه الاطراف الرئيسية الثلاثة عراقه الخاص به و بات على الاخرين ان يعيشوا في عراقه بشروطه! فاصبح لنا العراق الشيعي و الكوردي و السني ، و مع ذلك انتهجت النخب السياسية نهج النفاق و الدجل السياسي من خلال مجاملات سياسية اخفت المشاكل و الاختلافات الحقيقية الكبيرة بين هذه الجهات الثلاثة ، اي انها اخفت القمامة تحت البساط لتتعفن لاحقا.
الطريف في الامر ان المعطيات تشير الى ان احداث الموصل ستاتي بنتائج عكسية تماما لما اريد لها من قبل القائمين على مشروع المؤامرة التي كما اسلفنا استهدفت المالكي. الوضع يذكرني بايران ابان سقوط الشاه و عشية الحرب العراقية الايرانية حيث ان الايرانيين كانو قد استشعروا خيبة الامل في ثورتهم ، فجائت الحرب العراقية الايرانية ، اي كان السبب او المقصر ، لتقدم طوق نجاة لحكم الملالي في طهران على طبق من الذهب، اذ سرعان ما اتحدت الجماهير خلف الدولة و نظام الحكم لتواجه العدو المشترك. ما اريد قوله ان الذين استهدفوا المالكي من شيعته قبل الاخرين قد قدموا للمالكي خدمة كبيرة جدا ، فها هو البطل الوطني و المذهبي على حد السواء تتوحد خلفه الطائفة و الوطنيون وهو يقارع الداعشيين ! و هاهو يحصل دعما من المرجعية الشيعية ما لم يكن يوما يحلم بها, و ها هو يخرج منتصرا مرة اخرى من الزوبعات السياسية العراقية المفتعلة.
 و ها هي ايران و امريكا تجددان دعمهما للعراق و المالكي. و ها هيا اوروبا و روسيا تجددان دعمهما للعراق. ومن يشك في هذا فليفسر لنا سبب الاستدعاء الفوري لايران للسيد نيجيرفان البارزاني الى طهران. بكل تاكيد حملته رسالة الى قيادة الاقليم و الاكراد عموما تحوي امور في غاية الخطورة. رسالة تبين اين تمر خطوط طهران الحمر، من انها لن تقبل تحت اية ذرائع كانت دعم الكورد لاقامة الاقليم السني (البعثي) و اتوقع انها احتوت ايضا بان لا مجال لتطبيق سياسة الامر الواقع بضم كركوك و مناطق اخرى و بان على الاقليم اعادة كافة الاسلحة و المعدات العسكرية التي استولت عليها قوات البيشمه ركه بعد انتكاسة الموصل و كركوك.
امريكا اصبحت اكثر وضوحا الان في التزامها بالاتفاقية الامنية المشتركة، و كل المؤشرات تؤكد بان يكون الدعم الامريكي على شكل توجيه ضربات جوية على تجمعات الارهابيين و ذلك بالتنسيق مع القيادات العسكرية التي انتقلت من الدفاع الان الى الهجوم.
اذن اولى و اهم تداعيات مؤامرة الموصل، ان خرج المالكي بطلا للوطن و المذهب، بينما اختلطت الاوراق مرة اخرى على المكون السني المسكين الذي في غالبيته يطالب بحقوق مشروعة ، الا ان البعض من قياداته الفاشلة زاوجت حراكه الشعبي مع المجاميع الارهابية و افقدت المكون حقه المشروع في حراكه الشعبي.
اما سلطان تركيا اردوكان فلقد اضاف بكل تاكيد فشلا سياسيا اخرا الى سجله الحافل بالاخفاقات و الهستيريات السياسية، فهو الذي افسد على تركيا اقترابها من مشروع الاتحاد الاوروبي، وهو الذي افقد تركيا علاقاتها التاريخية المميزة مع اسرائيل وهو الذي اغتال علاقات تركيا مع العراق و سوريا و دول عربية اخرى، وهوالعاجز عن الاتيان بحل للقضية الكوردية في تركيا بل على العكس يحاول بكل خبث خلط الاوراق الكوردية لتاجيج الخلافات و تازيمها بين الاطراف السياسية الكوردية المختلفة. لقد فشل اسلافه قبله في ابتلاع ولاية الموصل و سيفشل هو الاخر في ذلك.
لن يكون عراق ما بعد نكسة الموصل ، العراق ما قبله ابدا. سيتم اعادة بناءالجيش العراقي على اسس مختلفة تماما يستبعد منها التوافقات و الترضيات السياسية و سيعاد النظر بالتحالفات السياسية، و لا استبعد تحالفات سياسية جديدة تشكل خارطة سياسية جديدة. كل المعطيات تشير الى ان العراق كوطن للجميع خرج مرة اخرى منتصرا على الاجندات الخارجية الهادفة الى تدميره.
 

31
سقوط الموصل قراءة تحليلية
بقلم وسام جوهر
السويد 2014-06-14
 سقطت الموصل ثاني اكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد في العاشر من يونيو الحالي بيد مسلحين حملو رسميا و اعلاميا اسم قوات داعش اختصارا لما تسمى بالدولة الاسلامية في العراق و الشام. ان الكيفية التي سقطت بها الموصل و من دون قتال يذكر ادهش العالم نطرا لحجم القوات العراقية الامنية في المدينة، بمختلف صنوفها من جيش و شرطة و غيرها! تسارعت الاحداث و تناقلت الاخبار بسرعة البرق عما يمكن فهمه وتسميته بانهيار الجيش العراقي اولا و الدولة العراقية ثانيا.
كمراقب للوضع السياسي و الامني في العراق اذهلتني امور اخرى غير اخبار السقوط و الانتشار "الداعشي" السريع الذي لا يمكن فهمه في قوته العسكرية الجبارة التي نزلت عليه كوحي من السماء بين ليلة و ضحاها!
اولى هذه الامور هو تناغم الحملة الاعلامية المحلية و الاقليمية الشرسة مع نجاحات داعش على الارض، و اذا ما اضفنا هذا الى تحركات و سلوكيات المشهد السياسي العراقي نفهم ان ثمة شيء ما يدور خلف الكواليس ...ثمة ما هو اكبر من داعش نفسها و انتصاراتها الميدانية.
الكل يعلم جيدا ان داعش لا تملك ادنى مقومات الاحتفاظ بهذه المناطق الشاسعة ناهيك عن عدم قدرتها في ادارة هذه المناطق، و لا ننسى ان هذا التنظيم لا يملك شعبية لدى السواد الاعظم من السنة قبل الشيعة. بدون شك ان المشهد السياسي العراقي شائك و معقد تتقاطع و تلتقي فيه المصالح السياسية عبر استقطابات سياسية غريبة عجيبة، ثم تمتد هذه المصالح الى عمق العراق الاقليمي في دول جوار اقل ما يقال عنها اتخذت و لا تزال تتخذ من العراق كبش فداء لتناحراتها السياسية.
المشكلة في فهم ما حدث في الموصل و تباعا في كركوك و ديالى و صلاح الدين ان، المرء بامكانه توجيه اصابع الاتهام الى اكثر من جهة محلية و اقليمية و بنفس القدر من المنطقية تقريبا. بمعنى اخر فان مشهد الاحداث الاخيرة يحتمل اكثر من سيناريو.
لنبدء بسيناريو السيد نوري المالكي الفائز الاول بقائمته ائتلاف دولة القانون، هناك من يقول ان له مصلحة في خلط الاوراق لتجاوز عقبة و جبهة الممانعة في وجه الولاية الثالثة له. طبقا لهذا السيناريو سيدخل في مرحلة اعلان حالة الطواري و يجهض بها المقاومة السياسية التي بدئت تتشكل من الشيعة قبل الكورد و السنة. يضاف الى هذه القراءة ان هناك خط شيعي عام يتجه نحو ترك وجع الراس السني الكوردي و العربي و الاتجاه نحو تاسيس الدولة الشيعية و حدودها الشمالية تشمل سامراء. و اذا ما امنا بسيناريو السيد المالكي لا يمكن عندها التغاضي عن ان يكون له فيه رسالة الى معارضيه من الشيعة في المجلس و التيار الصدري ليسبقهم الى التنازلات و المساومات السياسية للكورد و السنة، ناهيك عن وضعهم امام امر واقع لرص الصف الشيعي حوله امام تهديد امني خطير بات يهدد مقدساتهم في عقر دارهم في كربلاء و النجف!
بمجرد نشر الخبر و نزوح نصف مليون موصلي تحركت قوات البيشمه ركه  لتعيد رسم حدود تواجدها الجغرافي في كركوك و ديالى و الموصل بشكل يمكن تسميته بحسم ملف المادة ١٤٠ لصالح الاقليم  كامر واقع. هذا مكسب كوردي تاريخي بكل المقاييس و سيشكل بكل تاكيد خطوة و عاملا مهما من عوامل اعلان الدولة الكوردية سرعان ما يتحقق الدعم الدولي لذلك و هنا لا بد من الاشارة الى توقيت الزيارة الطويلة لفخامة رئيس الاقليم مسعود البارزاني الى دول الاتحاد الاوروبي.
سيناريو العرب السنة و بعض من قياداته التي لم تحقق نتائج انتخابية على مستوى طموحاتها كمتحدون للاصلاح الذي بدء عليها علامات التفكك لصالح المالكي في انشاء حكومة الاغلبية السياسية، اي ان خلط الاوراق تصب في مصلحة هذه القوى السياسية التي خسرت جزءا كبيرا من نفوذها السياسي. ما يعزز هذا الراي هو خلو شوارع الموصل بعد يوم من الداعشيين الذين و كان الارض قد ابتلعتهم لنرى ما يسمون بمسلحي ثوار العشائر المنتفضة ضد المالكي! و ما هروب السيد اثيل النجيفي الى اربيل سوى مسرحية رديئة يراد منها ذر الرماد في العيون!
الاتراك: انا الراي عندي بان لتركيا دورا كبيرا و حاسما في الاحداث الاخيرة بما في ذلك سقوط الموصل و ما قضية احتجاز الدبلوماسيين الاتراك و القنصل التركي في الموصل الا تمثيلية بائسة يراد منها اولا صرف الانظار و الشبهات عن تركيا و ثانيا لاعطاء تركيا  ذريعة شكلية لكسب دعم الناتو في تدخل تركي عسكري في العراق عموما و الموصل خصوصا، و هنا نعني ولاية الموصل التي تشمل اضافة الى محافظة نينوي و دهوك ايضا كل من اربيل و كركوك و السليمانية، في المفهوم و الطموح التركي الذي لم يمت يوما في استرجاعها على اساس انها ولاية مستقطعة منها غدرا !!!
الخليج: بدون شك للخليج و السعودية مصلحة و هدف في اضعاف الدولة العراقية اية كانت قيادته سنية ام شيعية،  و الخليج بقيادة السعودية قد اثبت هذا سابقا في اسقاط البعث القومي و ها هي السعودية اليوم تلعب دورا رئيسيا في ضعضعة اوضاع العراق "الشيعي" و لا ننسى دورها في سوريا، و كل هذا خدمة لتعزيز امنها القومي من الخطر الفارسي الايراني.
الكورد: الكورد يجدون انفسهم في موقف شائك و صعب فمن جهة انها فرصة ذهبية لضم مناطق ما تسمى بالمادة ١٤٠ و في مقدمتها كركوك النفطية ، و هذا ما قاموا به فعلا ليضيفوا مكسبا سياسيا كبيرا و مهما جدا الى مكاسبهم السابقة و ليعززوا موقعهم التفاوضي المستقبلي بخصوص مستقبلهم مع بغداد في خياراتهم بين التحول الى الكونفيدرالية و الاستقلال التام اعتمادا على الموقف الدولي من الاستقلال. كل المعطيات تشير الى ان الكورد مرة اخرى يخرجون من المعمعات العراقية كطرف رابح وحيد.
السنة: هل انخدعوا السنة مرة اخرى في اللعبة السياسية؟ انا براي الشخصي هذا هو السؤال المهم و انني على يقين بان الايام القليلة القادمة ستكشف لنا ملامح الاجابة على هذا السؤال. السنة يعلمون جيدا ان مسالة التعايش مع الاكراد مسالة مجربة سابقا و انهم في الحقيقة اشد مقاومة لطموح الكورد اذا ما سنحت لهم اقل فرصة لذلك و يعلمون جيدا ان الكورد يدركون ذلك بعمق. و هاهم او على القل بعض قياداتهم السياسية الكارثية تريد القضاء على كل الفرص للتعايش مع الشيعة في وطن واحد و هم اي السنة في النتيجة سيجدون انفسهم في احضان تركيا المعروفة بتاريخها الطويل في قهر الامم و الشعوب الاخري.  اذا كانت كوردستان لها وضعها الخاص جغرافيا تاريخيا اجتماعيا و ربما الاهم اقتصاديا في امكانيتها في العيش كدولة مستقلة لا ارى اين هي امكانيات سنة العراق من العرب في اقامة دولتهم المستقلة؟ او حتى اقاليمهم؟
ان القيادات السياسية السنية لم تجلب على المكون السني سوى الاخفاقات و ذلك بسبب عدم امتلاكها لقرارها السياسي بحد ادنى من الواقعية و المقبولية بل جعلت من نفسها تابعة الى هذه الجهة او تلك. محليا بدئت بمعاداة الكورد و الاقليم فخسرت في رهانها امام التلاحم الكوردي الشيعي، فرجعت و راهنت محليا على الكورد في اسقاط اكبر و اقوى فصيل شيعي في العراق، و المصيبة ان الكورد كانوا يدركون جيدا ما هو ممكن من غير الممكن من ذلك المشروع بينما وقعت القيادات السنية في الفخ السياسي. لكي نفهم هذا علينا ان نتخيل المشهد السياسي لقادم الايام حيث يتم دحر الداعشيين و بكل تاكيد لن يتراجع الكورد عن مواقعهم الجديدة، و ان مشاكلهم مع بغداد في اهمها قد انتهت و قدم لهم الحل على طبق من ذهب، و الحليم يفهم من الذي خرج من المولد من دون حمص!
الشيعة: على ساسة الشيعة ان يراجعوا حساباتهم و ان يتخلوا من ثقافة المظلومية و الثار التاريخي ...فعلى سبيل المثال لا يليق بجيش يفترض به ان يكون وطنيا ان يكون له سلوكيات مذهبية، اذ و للاسف الشديد وجدنا مشاهد راقصة لجنود عراقيين في الانبار "شيعة" يرددون هتافات و شعارات نصر تحتوي على مفردات مرفوضة تماما ...لانها تنم عن الثارات المذهبية و هذا امر يعاب عليه كل القيادات العراقية الشيعية، السياسية و العسكرية. على الشيعة ان يثبتوا انهم قادرون على ادارة الدولة على اساس المواطنة بعيدا عن السلوكيات الطائفية بكل اشكالها. على الشيعة من سياسيين ان يخففوا عن كاهل السياسة ببعض من الدين و ان يهتموا بعض الشيء باليوم و الغد اكثر من الامس و ان يتحرروا من عقدة المظلومية التاريخية و ان يستفيدوا من اخطاء ايران التي باتت تدرك حجم خطئها السياسي و تحاول الخروج من ازمتها السياسة. ففي مصلحة شيعة العراق ان يتالفوا و يتعايشوا مع الاخرين و خاصة السنة من ان يصبحوا تابعين لايران الفارسية قبل المذهبية.
هناك بدون شك ثمة التقاء مصالح في ما حدث مؤخرا في العراق، و سقوط الموصل تحديدا....و اذا اردنا تلخيص الراي بامكاننا القول ان هناك مشروع اقليمي سني بقيادة تركيا ويشمل العرب و الكورد اضافة الى الاتراك، يواجهه مشروعا سياسيا اقليميا شيعيا بقيادة ايران و يشمل كل من العراق الشيعي و سوريا و كل من الجنوب اللبناني بزعامة حزب الله، و حركة حماس الفلسطينية.
لا اظن اننا نخطأ في القول بان المحور السني مني بهزيمة كبيرة في سوريا بعد المبادرة الروسية المشهورة في سحب البساط من تحت اقدام الامريكان في تحقيق حلم المحور السني باسقاط سوريا، الامر الذي اذا ما كان قد تحقق لكان بداية انهيار المحور الشيعي. هذه الهجمة الاخيرة و سقوط الموصل ما هي الا محاولة من المحور السني لاعادة الكرة على المحور الشيعي ، هذه المرة في توجيه الضربة القاضية الى العراق عموما و الشيعي خصيصا و ذالك بازالة المالكي كقيادة سياسية شيعية لطالما وقفت حجر عثرة في طريق تحقيق المشروع السني التركي الخليجي. ما يعزز راينا هذ هو ان هذا الامر لم ينطلي على ايران و المرجعيات الشيعية التي سارعت الى دعوة الشعب الى التطوع في صفوف الجيش و تصريحات الرئيس الايراني بان ايران لن تقف مكتوفي الايدي تجاه ما سماه بالعنف و الارهاب في العراق.
 
 

32
و اخيرا انتفضت ايزيدخان!
بقلم وسام جوهر
السويد  20140513


 قبل ايام انتفضت خانصور حيث تحدى شباب ايزيخان ، صناديد سنجار التي يشهد لها التاريخ بطولاتها في الوقف بوجه حملات الابادة التي كانت تستهدف هويتها و ارضها. من المؤسف جدا ان نؤكد خيبة بني ايزيدا في عموم ايزيدخان في قيادة الاقليم وذلك على الرغم من التحسن و التطور الهائل لوضع كوردستان. لقد بات الاقليم دولة مستقلة من الناحية العملية و تتحكم قيادته بمقدرات مالية هائلة سواء كانت على شكل حصة الاقليم  17% من ميزانية العراق او من موارد الاقليم التي لا يستهان بها.
هناك مفارقات عجيبة غريبة في الاقليم ، منها ان قيادة الاقليم تمارس اعلاما مركزيا يخدم الحكومة و الحزب الحاكم كليا تاركا فسحة قليلة جدا للاعلام الحر المستقل الذي عليه ان يعمل تحت قوانين صارمة, و يعاني على الدوام من مضايقات شتى. لقد دأب الاعلام المركزي على اعطائه وجها زاهيا لحقوق الاقليات في الاقليم الى درجة، قرأنا قبل ايام ان احدهم يصف كوردستان كافضل مكان في الشرق الاوسط لتعيش فيه الاقليات !
انا لا ادري على ماذا قاس صاحب هذا الراي قراره هذا ! اذا قاس على ممارسات الارهاب الداعشي و اخواتها في مناطق معينة من الشرق الاوسط كسوريا ومناطق نينوى و غرب العراق ، فاكيد ان الاقليم اكثر امنا و امانا للكل بما في ذلك الاقليات ! السؤال الاهم هاهنا هو: هل يقوم و يقعد حق الاقليات في انهم لا يقتلون على طريقة الذبح الحلال؟ هل تكتمل حقوق الاقليات مثلا في حرية ممارسة شعائره الدينية؟ ! هل تكمن حقوق مكون كالمكون الايزيدي مثلا في ان يشترك بكامل حريته في الانتخابات شريطة ان تنتهي ثمار ذلك في سلة الاقليم و تحديدا سلة الحزب الحاكم؟! هل حقق الايزيدي المسكين حلمه الكبير في كوردستانه بانتشار مراكز ثقافية في كل قرية الى جانب مقرات حزبية تتفاعل مع بعضها كابواق دعاية حزبية؟!
التاريخ يثبت لنا ان الحكام الذين استهانوا بعقول و همة و تعطش شعوبها الى الحرية و العدالة الاجتماعية انما توهموا و لفظتهم شعوبهم في النهاية، ولو دام للظالم لدام لغيرهم من امثال صدام حسين و القذافي و ماركوس في فيلبين و بينوشي في شيلي و الرفاق اريش هونيكرفي المانيا الشرقية و نيكولاي شاوشيسكو في رومانيا و القائمة تطول. اين هم الان.؟
ان الشعب الايزيدي اعلن و بكل قوة ووضوح لا لبس فيه استيائه و رفضه لمزيد من هضم الحقوق في اقصائه و تهميشه مستغلين غياب قيادته التقليدية و احيانا عمل هذه القيادة الى جانب من يستلب حقه. ها هو الشباب الايزيدي قد انتفض بالامس في خانصور و اليوم في مجمع جزيرة و غدا في المانيا و اتمنى ان لا تخذل الشيخان و بعشيقة و بحزاني اخوتهم في سنجار البطلة بل ينهضون وثبة رجل واحد ، اذ قد طفح الكيل . اننا بكل تاكيد نشهد هذا الحراك الشعبي الذي طال انتظاره. اليوم قد تيقن شباب ايزيدخان بان القيادات التقليدية و الكادر الايزيدي السياسي من عمال احزاب السلطة ، من المارقين قد اوصلوا حال ايزيخان الى الحضيض حيث يعامل شعب ايزيدخان بدونية يعيش على فتات من كتب لنفسه و بنفسه حق التسلط على رقاب الناس.
نحذر شبيبتنا الواعية ان لا تسلم امرها بيد المارقين اي كانت صفاتهم و ان لا ينخدعوا بمناورات سياسية و ان لا يخوفهم اعتقالات هنا و هناك بالكاد تغير شيء حيث ان المنزل بات سجنا من الناحية العملية.
اتمنى ان يعي المزيد و المزيد من بني ايزيدا ان هذه هي فرصتهم و ان يهبوا لدعم المتظاهرين المسالمين، و ليعلموا اننا نعيش اليوم في عالم اصبح كله قرية صغيرة. كفانا دجلا و نفاقا سياسيا من قيادة الاقليم في الكيل بمكيالين...فتراهم دعموا و ساندوا حق الاخوة في المكون السني في تظاهراتهم السلمية المشروعة بكل تاكيد، لكنهم في ذات الوقت استثقلوا و استكبروا على الايزيدي حقه في التظاهر السلمي ضد الارهاب الذي يحصد ابنائه كالخرفان! قيادة سمحت لاحزاب سياسية دينية ان تعمل في كوردستان لا بل تحالفت احزاب السلطة اليوم مع هذه الاحزاب، و في ذات الوقت تكفر اي نشاط سياسي بين بني ايزيدا ما لم يكن ذيليلا ذليلا لاحزاب السلطة لا بل كفرت الحركة الايزدية و تمنع امينها العام من زيارة ايزيدخان. هل حقا ليس من معنا فهو ليس منا؟
لقد تحدثنا عن مخاطر هذه السياسة الدونية التي تعامل بها احزاب السلطة في الاقليم بني ايزيدا و لم تتجاوز في احسن حالاتها منصب كارتوني وهمي هنا و هناك و بضعة كراسي برلمانية يا ليتها لم يجلس عليها ايزيدي واحد لانها اذت الشعب الايزيدي اكثر بكثير مما افادته. هذه السياسة العوجاء الغير العادلة هي السبب وراء استمرار نزيف ايزيدخان الدائم في هجرة ابنائها الى الخارج بعد ان يأسوا من كوردستاهم التي لطالما حلموا بها حلما جميلا ستحتضنهم و سينعمون فيها بما حرموا منه منذ بداية التاريخ. و ان الغالبية العظمى من الباقين لا اخيار لهم سوى الارتزاق من الحزب القائد او العمل في البارات و المطاعم ليخدم اخيه الذي بات سيده في بيته!
متى تصحي القيادة الكوردستانية الى حالة اللاحال؟ لا يعقل ان يشعر مكونات و شرائح كاملة من شعب كوردستان انها مهمشة و من درجات ادنى، لا لشيء اللهم انها لا تنتمي الى الدين الصحيح والمذهب الصحيح والعشيرة الصحيحة! الفيليين مثلا اخر و حالهم حال بني ايزيدا خاب ظنهم و املهم في كوردستانهم و ادت سياسة الاقليم الفاشلة الى احتوائهم، فذهبوا منقسمين اليوم بين من التجأ الى البديل المذهبي و منهم من التجأ الى البحث عن هوية جديدة ما كان يحتاجه الى الامس لو ان من يحكم  باسم الهوية قد تحلى بحد ادنى من العدالة الاجتماعية.
يا ترى هل ستعي اخيرا قيادات الاقليم ان الايزيدية ليسوا عشيرة كوردية يحكمها اغا مارق يبيع العشيرة و ما فيها من اجل حفنة من الدولارات. على العكس تماما الانسان الايزيدي اثبت تاهله و جاهزيتته لان يمارس حريته و حقه بكل تمدن و مدنية بعيدا عن كل اشكال التطرف و التخلف الاجتماعي اذا ما توفرت له الظروف السياسية من عدالة و مساواة. انه لم و لن يصوت كما يريد هذا او ذاك و ليس من مريدي المرجعيات التي تسيره في كل صغيرة و كبيرة انه انسان يعشق الحرية و الاستقلالية لا يريد سيدا على نفسه. لن يكون بعد اليوم بمقدور حزب ما ان يستغل شعب ايزيدخان كله في امير او شيخ او رئيس عشيرة. كل المعطيات باتت تشير ان الانسان الايزيدي بدء يستعد بكل جد و جدية لان يترك كل اشكال العبودية خلفه ، ليستلم زمام امره بيده. اتمنى على النشطاء بشكل عام و السياسيين الاحرار بشكل خاص ان يتجاوزوا كل اشكال الانانية الضيقة و العقلية الفردية ليوحدوا الكلمة و الخطاب في احرج الظروف و ليخرجوا في نهاية المطاف بجبهة سياسية تملك ارادتها السياسية المستقلة و ترفع شعار الحكم الذاتي لايزيدخان و حق شعبها في هويته و ارضه كشعارات مقدسة لا يساوم عليها.
نحي المتظاهرين و نطالب الجهات المسؤولة التعامل معها بتمدن و عقلانية و ان تسارع الى تلبية مطاليبهم المشروعة و عدم اللجوء الى استخدام العنف او اية وسائل قمعية اخرى مستفيدة من تجارب الاخرين في التعامل الخطأ مع الشعوب المنادية بحقوقها.
نطالب بغداد لان تتخذ موقفا صريحا وواضحا من معاناة الشعب الايزيدي فاما انهم عراقيون و لهم ما لغيرهم و عليهم ما على غيرهم، و عليه التحرك الفعال لحل مشاكلهم المؤجلة الى المستقبل دوما و ابدا. او ان تعلن برائتها من هذا الشعب و عندها عليها ان ترفع يدها تماما عن ايزيدخان.  لا يعقل يا بغداد ان يعيش مكونات و شرائح كاملة رهينة تواقات حزبية و يتم استغلالها بابشع الصور. نطالب بغداد ان تتحرك و بدون تاخير لتقديم الحماية للشعب الايزيدي و العمل على التعامل الفوري لحل ماساة المزارعين المنكوبين في ناحية ربيعة بعد ان فقدوا لقمة عيشهم من خلال التعويضات الفورية و تامين ارجاعهم الى اماكن عملهم..
 لقد ان الاوان لاربيل و بغداد ان يحسموا خلافاتهم الحدودية على ان يكون للشعب الايزيدي كلمته الحرة و المستقلة في كل حل يمس مصيره و مستقبله. انبه الشعب الايزيدي الا مغبة عدم الانتباه الى حسم هكذا ملف يمس امنه القومي دون ان يكون شريك صنع قراره و ان يرفض وصاية البعض من جهات قد باعت نفسها سلفا لارادات سياسية معينة مقابل حفنة من الدولارات.
واخيرا انتفضت ايزيدخان لتقول كلمتها و لتعلن ربيعها بنفسها و لتسترجع ارادتها المسلوبة ....و ليعلم الذين لا يريدون ان يعلموا بان الشعوب المقهورة لابد لها ان تتحرر في نهاية المطاف فالانسان بطبيعته يعشق الحرية و يسعى اليها غاية لسعادته بعز و كرامة.

33
النهوض خير من البكاء ... و العمل افضل من الاستجداء
بقلم وسام جوهر
السويد 2014-05-03

 لا يخطأ المراقب في تلمس الكم الهائل من الغضب الايزيدي الممزوج بكثير من الاهات و التحسر و خيبة الامل على ما كان متوقعا من نتائج في انتخابات البرلمان العراقي التي جرت قبل ايام. ففي الوقت الذي نفهم سبب هذه المشاعر المؤلمة، ندعوا من داهمته هذه المشاعر ان يحتكم الى العقل تاركا العاطفة جانبا. العقل و المنطق يقولان ان ما هو حاصل لا يحيد عن قواعدهما بشيء بل هو ما يجب ان يحصل وفق كل اسس العقل و المنطق.
علام كل هذا التحسر؟ كم مرشحا من الذين لن يحالفهم حظهم، غرد خارج السرب السياسي الذي لطالما خذل المكون الايزيدي؟ لقد كان للوجود الايزيدي تحت قبة البرلمان حضورا عدديا جيدا في الفترة المنتهية الان، و لكن ما الذي جناه المكون من ذلك الحضور؟ الازمات التي مر بها المكون شواهد حية على ما نقول ناهيك عن الخدمات العامة التي غابت غياب مرشحي المكون من شوارعه.
هل من يملك معطيات بان مرشحي هذه الدورة كانوا قد استحصلوا على وعود من احزابهم تشير الى تصحيح ما انحرف سابقا من المسار؟ هل من يتصور بان البرلماني العراقي و الايزيدي ليس استثناء، اكثر من رقم في حسابات قائد الضرورة ؟ اذن و الحالة هذه فان كل القرار السياسي يطبخ في مطابخ القائد و يقدم في صالات البرلمان على ارشاداته دون انحراف قيد انملة.
عودة الى المكون الايزيدي و مدى خسارته الحقيقية في النقصان العددي من بني ايزيدا في البرلمان العراقي، اكاد اجزم ان وجوده من عدمه سيان. يبدو لي ان الناخب الايزيدي بدء يعي حجم خطأه في رهانه السياسي، و بدء يتغلب على خوفه من التسلط و الاستبداد. اريد ان اقرأ من الان عدة رسائل قوية وجهها ناخب ايزيدخان الى جهات مختلفة سنرجع اليها قريبا لنتناولها بمزيد من التفصيل في باب دروس و عبر ... دلالات و استنتاجات.  سترينا قادم الايام باننا على عتبة ربيع ايزيدي هاديء بطيء لكنه مؤكد.
لقد طفح الكيل مع التعامل الدوني المدروس لمكون شاء القدر و التاريخ و الجغرافية ان يراهن على جهات سياسية تابى ان تفهم الواقع المتغير من حولها بل عاشت و تعيش على التعالي و الاستكبار، تظن بانها في مأمن من التغيير و الاصلاحات.
انه لمن المؤلم ان نرى كوكبة من الطاقات الفكرية و السياسية، يتم حرقها في الهواء الطلق. لا ارى ان البكاء على ما لا يستحق البكاء عليه يجدي نفعا. اتمنى على المهتمين بالشأن الايزيدي ان يراجعوا الحسابات بدقة. لا بديل لتغير البوصلة السياسية لتصحيح المسار. تاريخ هذه القوى السياسية يفضح لنا ماهية فكرها التسلطي و استعدادها للتنازل عند الضرورة القصوى و خير مثال و شاهد على هذا تطور علاقاتها مع قوى سياسية اسلامية اركعتها للمساومة و للشراكة في السلطة الى درجة انها باتت ترفض النشيد الوطني الكوردي “ اي رقيب” بذريعة ان كلمات النشيد تخالف قيم الاسلام مما اجبروا برلمان كوردستان للاكتفاء بالعزف دون الغناء!  ولا ادري كم من الوقت سيستغرق قبل ان نسمع مطالبات بالغاء احتفاليات نوروز بنفس الذريعة!
الشارع الايزيدي في تقديرنا بات جاهزا لحراكه الشعبي السلمي مطالبا حقوقه و استحقاقاته، اذ كفاه مذلة و تهميشا و تطنيشا. امة ايزيدا بحاجة الى طرح مشروع سياسي كامل متكامل يرفع راية حقوقه الدستورية في حقه في الادراة الذاتية على جغرافية ايزيدخان التي يجب ان  يحافظ عليها من التغيرر الديموغرافي المستمر. ان محنة الشعب الايزيدي هي اكبر بكثير من ادخال بضعة ايزيديين الى هذا البرلمان او ذاك دون اية اعتبارات مادية ملموسة على ارض الواقع. الايزيدي صاحب قضية يتحداها ارادات سياسية متنفذة تملك الكثير من القوة عسكريا و ماديا، و عليه لا يجوز الاستهانة بهذا التحدي. ولكن في المقابل لا يجوز الركوع امامه مستسلما الى الخوف الغير المبرر.
الكل مطالب للتباحث و التحاور للخروج بمشروع سياسي يوزازي مستوى التحدي و الطموح، مشروع يتجاوز الخطابات الانشائية الى مرحلة العمل السياسي الفعلي الذي لابد له ان يتبلور في جبهة سياسية موحدة اذا ما اراد المهتمون بالشأن الايزيدي ان يحققوا الحد الادنى من الذات الايزيدية المستقلة، و اذا ما اريد لبني ايزيدا الحد الادنى من حقوق المواطنة على اساس العدالة الاجتماعية في الحرية و الكرامة و العيش الرغيد.
هكذا عمل سياسي اذا ما اريد ان يكتب له النجاح لابد له ان يتمحور حول الهوية الايزيدية الكاملة و الغير المنقوصة كشعب يشكل الدين الايزيدي جزء من هويته الشاملة. لا نرى اساسا سياسيا اكثر ملائما على مستوى الوطن عموما و ايزيدخان خصوصا، من ان يؤسس هذا العمل السياسي بحيث يكون رافدا من روافد القوى السياسية الوطنية و العلمانية الليبرالية في كوردستان و العراق، و ان يكون لشبيبة بني ايزيدا دور فعال في هذا المشروع السياسي.
لقد ان الاوان ان يقتنع الايزيدي ان طريق الانانيات الفردية و العمل الفردي بمجمله قد ادى به الى طريق مسدود و لابد للجميع ان يبحثوا عن صفحة جديدة يرسم فيها خارطة طريق واضحة المعالم و الاتجاه. احمل رؤساء العشائر و وجهاء المجتمع الايزيدي بكل اطيافه مسؤولية مراجعة الذات و التخلي عن استراتيجية لا تؤدي بهم جميعا في نهاية المطاف الا الى افاق مدمرة يندمون عليها ساعة لا يفيدهم الندم. لا باس ان تنهض الامة متاخرة من ان لا تنهض. هل يعقل حقا ان تباع ايزيدخان بتاريخها و ارثها و موروثها بحفنة من الدولارات؟  فالنهوض خير من البكاء و العمل افضل من الاستجداء.

34
خسر المرشح بجدارة و فاز الحزب بشطارة
بقلم وسام جوهر
السويد 2014-05-02

 كل المؤشرات المتوفرة تؤكد النتيجة الكارثية المتوقعة لمرشحي بني ايزيدا. قراءة سريعة في تاريخ الانتخابات و الترشيحات البرلمانية كوردستانيا و عراقيا، تبين لنا بوضوح لا لبس فيه انحدار مسار التمثيل الايزيدي نحو الدرك الاسفل . اذا ما تبين صحة المؤشرات المتوفرة لدينا اليوم نكون امام محنة تمثيل سياسي خطيرة، و ما هو اخطر و اكبران الفوق الايزيدي قد فقد الحد الادنى من الدراية السياسية و معها الحد الادني من عزة النفس ناهيك عن الشعور بالمسؤولية.
لدى كل مصيبة يسأل و يتسائل الايزيدي المسكين  عن سبب الكارثة فيجد ان تساؤلاته هي اكثر من الاجابات. بما ان النتيجة الكارثية كانت متوقعة سلفا، فلا منطق في ان يتسائل المرء: كيف حصل الذي حصل؟ بل يصبح السؤال المهم : كيف لا يخسر المرشح الايزيدي هذه الخسارة المنكرة التي يستحقها بجدارة ، لا شماتة باحد طبعا بل من باب الانصاف.
كيف لا يخسر المرشح الايزيدي وهو يدخل اللعبة السياسية من اقذر ابوابها غير مسلحا اللهم بالكثير من الانانية و الجشع و في بعض الحالات بالكثير من الغطرسة و الثقة المفرطة بالنفس.
ليس هناك ما هو اغبى من ان يدخل المرشح الايزيدي الانتخابات بعيدا عن حسابات سياسية دقيقة في عراق و كوردستان بات فيه كل شيء هيلامي متحرك يتغير على الدوام. كيف لا يخسر المرشح الايزيدي وهو يدخل المعركة بتناقض كبير فهو من جهة يعول على انتمائه الايزيدي كليا و في ذات الوقت يرفع راية سياسية لطالما خذلت الناخب الايزيدي المسكين. اين برامج مرشحي بني ايزيدا؟ في احسن الاحوال زايدوا على البعض في اغراق سنجار و ايزيدخان بالخدمات من كل لون و طيف و كأن الناخب الايزيدي لا يدرك اليوم جيدا كذب ذلك، لا لان المرشح لا يريد بل لانه غير قادر على ذلك.
انه معيب و مخزي ان تكون الدعاية الانتخابية لمرشحي بني ايزيدا الذين بلغ عددهم 65 مرشحا او اكثر، مليئة بوعود عسلية كاذبة و حاولوا شراء الذمم من خلال اغداق الهدايا و العزائم على شخصيات ووجهاء عشائرية اجتماعية اعتادت على الارتشاء و الارتزاق على حساب الهوية و القضية.
محبط و محل اسى و شجون ان خلى برنامج مرشحي بني ايزيدا من امور و ملفات سياسية و امنية و اقتصادية مهمة لايزيدخان و للناخب الايزيدي.هل تكلم احدهم عن ولو وعد انتخابي مهم واحد من حزبه الذي رفع رايته ؟ هل تفوه مرشحا واحدا ليعبر لناخبي ايزيدخان بموقفه من ملفات سياسية مهمة كملف الادارة الذاتية لايزيدخان، او ملف المادة 140 او استحداث محافظة سنجار او موقفه من مشروع اقامة اقليم نينوى ناهيك عن رؤيته السياسية في مستقبل ايزيدخان عموما.
المرشح الايزيدي اخذ ترشيحه بكثير من البساطة و التبسيط و بقليل جدا من الشعور الضروري لكبر حجم المسؤولية فوقع فريسة الفخ السياسي للديناصورات السياسية. لو نظرنا الى الاساليب التي اتبعتها الاحزاب السياسية الفاعلة على ارض ايزيدخان في الاستحواذ المجاني و شبه المجاني لوقفنا على تفنن هذه الاحزاب في تغيير الاساليب التي تناغمت مع المرحلة الزمنية، لتبلغ ذروتها في المناورة السياسية الحالية. غبي كل من لا يرى او لا يريد ان يرى حقيقة اللعبة السياسية.
لقد حذرنا و معنا الاخرين من اللعبة و المناورة السياسية الخبيثة التي تحاك للايقاع بالتمثيل السياسي الايزيدي في اكثر الفترات البرلمانية حساسية و حرجا. اذ من المتوقع ان تشرع و تستصدر قرارات سياسية مصيرية للعراق و كوردستان ككل و لبني ايزيدا على وجه الخصوص. من هنا يكتسب التمثيل الايزيدي السياسي الحقيقي اهميته و من هنا تحديدا اتت مناورة اقصاء هذا التمثيل باسلوب سياسي محترف و محنك بحيث يحقق الهدف و في ذات الوقت يتجنب الغضب الايزيدي الذي يتبناه الايزيدي ذاتيا مرضيا فيقول الذنب ذنبنا لاننا رشحنا كما هائلا من المرشحين اما الاحزاب السياسية فلم تقصر معنا بل اكرمتنا بغزارة المرشحين منا !!!! يا له من غباء و يا لها من سذاجة ما بعدها سذاجة. نجح المرشح الايزيدي ايما نجاح في استثمار علاقته الاجتماعية من قرابة و صداقة و معارف و اصدقاء لدفع الناخبين الى صناديق الاقتراع و ليضع جهده اوصوات من وضعوا ثقتهم فيه وهو صاغرا في سلة  من اعتاد على جني هذه  الثمار المرة تلوى الاخرة مجانا.
هنيئا للفوق الايزيدي هذا الفشل العظيم يضيفه الى سجله الحافل بالفشل و الخذلان ...الديمقراطية هي وعي قبل ان تكون ممارسة و عليه تبقى العملية السياسية عرجاء الى حين يعي الناخب قيمته و يحسن استخدام حقه الدستوري.
خسر المرشح بجدارة و فاز الحزب بشطارة ...سقط الشعب و عاش القائد ....!

35
حكومة الاغلبية بثقافة طائفية !
بقلم وسام جوهر
السويد 2013-04-29

يخوض الشعب العراقي هذه الايام معركة انتخابية شرسة لفرز ممثليه في البرلمان العراقي لاربعة سنين قادمة. كثيرة هي الثوابت و قليلة هي المعطيات الجديدة. غالبية الوجوه تتكرر دورة بعد اخرى و الخطاب السياسي في معظمه هو نفسه يتالف عن شعارات رنانة فارغة و ضبابية لا تتناول مشاكل العراق و العراقيين الحقيقية. الاستقطابات السياسية هي ذاتها طائفية بامتياز اذ لا يزال المشهد العراقي السياسي اسير استقطابات سياسية قومية و مذهبية، و لا يزال كل قطب من هذه الاقطاب منقسما داخليا الى اقطاعات سياسية بامتياز. الشعب العراقي نفسه لا زال اسير ثقافته الطائفية و يدين بالولاء لهذه الاقطاعات و الاقطاب و لا زال يمجد قائد الضرورة و منقذ الامة و القومية و المذهب.
الجديد هذه المرة، ان الكل ينادي بالتغيير و يقر بفشل النموذجين السابقين، اعني حكومة الوحدة الوطنية و حكومة الشراكة الوطنية وليدتا السياسة التوافقية المحاصصية التي اوصلت العراق و العراقيين الى طريق مسدود! اذن هناك اقرار من الجميع بالفشل و ان كنا نفتقر الى شجاعة سياسية او حتى اخلاقية لكي يقر احدهم بمسؤوليته و لو جزئيا لهذا الفشل طالما هناك رمز يعلق عليه الجميع قذارته السياسية الا وهو رمز رئاسة حكومة الشراكة الوطنية. شراكة ارتوى منها الجميع دون استثناء و تراهم ينددون بها اليوم دون استثناء.  هؤلاء هم من ابتكروا للعراقيين اليوم الدواء السحري  للخروج من الازمة المحاصصية الطائفية. نحن نتكلم عن حكومة الاغلبية السياسية التي بات ينادي بها الفرقاء جميعا! 
كلام سليم و جميل و طبيعي في ظل الاجواء الديمقراطية الصحيحة و التي تتميز من بين ما تتميز بها من استقرار امني و سواد ثقافة الوطن و المواطنة الحقة بين الناخبين و وجود قانون الاحزاب الذي ينظم طبيعة عمل هذه الاحزاب، فيما يخص برامجها السياسية و مصادر تمويلها و الى غير ذالك من ضروريات و اولويات تشكيل حكومة الاغلبية السياسية و فرز معارضة سياسية قوية.
اين العراقيون من كل هذا؟ بل ربما كان السؤال الاهم هو: اين هذه الاحزاب السياسية الطائفية من العمل بحكومة الاغلبية السياسية؟! لا نحتاج الى عبقرية لنقرأ صعوبة تحقيق هذا الامر من رحم فكر عراقي سياسي طائفي. المواطن العراقي و بكل اسف طائفي يوم الحسم فبالكاد تجد كورديا يصوت خارج قائمة الاحزاب الكوردية و بالكاد تجد شيعيا يصوت خارج فلك الاحزاب الشيعية و بالكاد تجد سنيا عربيا يصوت حتى للمذهب خارج القومية و هكذا ...!  ماذا يعني و ماذا يعكس هذا؟ بكل بساطة هذا يعكس ثقافة الشعب العراقي الطائفية و يعزز و يرسخ نفوذ و سطوة الاحزاب السياسية الطائفية على حساب القوى السياسية الوطنية التي لا يحسد على وضعها.
ان الانتقال الى ثقافة حكومة الاغلبية السياسية اصعب عملا منه قولا، لانه تحد كبير لمن ولد و تربى على ثقافة استحواذية سلطوية استبدادية تلغي الاخر و تقصاه،  ثقافة لا تعرف للحوار معنى. شر البلية ما يضحك ..! الكل يتبنون التغيير و يعلنون عن رغبتهم في الانتقال الى نمط حكومة الاغلبية السياسية و لكن لا احد يفصح او حتي يلمح لنا عن شكل التحالفات الممكنة لتحقيق هدف المرحلة الاسمى!
في الحقيقة يتسم الخطاب السياسي العراقي عشية الانتخابات البرلمانية بكثير من الجبن السياسي النابع من القلق الكبير الذي يعيشه الاطراف السياسية المهيمنة. لناخذ بعض الامثلة ليس من باب الحصر بل الاستدلال ليس الا.
المجلس الاعلى السلامي بزعامة سماحة السيد عمار الحكيم اتخذ موقفا سياسيا يوصف بالمنزلة بين المنزلتين من مسالتين سياسيتين مهمتين ، اعني الموازنة و احداث الرماد ناهيك عن عزف المجلس على وتر اقلمة البصرة و عن موقفه المسكوت عنه تجاه ملف خلافات المركز و اقليم كوردستان. المجلس لم ينضم الى جانب الكورد و لا الى جانب العرب السنة كما انه لم يتخذ موقفا معارضا واضحا من سياسة دولة القانون ، كل ذلك خوفا من ردود الشارع الشيعي. و المجلس ذاته رغم الحملة الدعائية التي اخذت طابعا يذكرنا بحملات الانتخابات الرئاسية الامريكية، لم يوضح للناخب العراقي عموما و الشيعي خصوصا موقفه الصريح من ملفات النفط و البيشمه ركه مع الاقليم؟!! و لم يوضح موقفه و كيف سيتعامل مع ملفات المكون السني عموما و الرمادي على وجه التحديد؟ هذا الموقف اللاموقف يشمل و من باب الصدق و الامانة التيار الصدري و تيار الاصلاح الجعفري على حد السواء؟! ان تنتقد خصم سياسي و تتهمه بالفشل فهذا  امر ...و ان تاتي ببديل سياسي فهذا امر مختلف تماما! هذا ما فشلت فيه حسب راي الاحزاب الشيعية التي تنافس و تقارع السيد نوري المالكي على دفة الحكم.
الاحزاب الكوردية هي الاخرى تدخل هذه الانتخابات بمعطيات صعبة جدا فهي اليوم مشتتة و متناحرة اكثر من اي وقت مضى ، فها هي تدخل شهرها الثامن في عجزها عن تشكيل حكومة توافقية منذ اجراء انتخابات الاقليم البرلمانية. ففي الوقت الذي يسجل التيار الاسلامي السياسي تقدما في كوردستان نرى تراجعا واضحا للتيارالقومي حيث وصل الى حد تصدع احد اهم اطرافه الذي بات يصارع من اجل البقاء.
الجبهة العربية السنية تخوض الانتخابات بعد انهيار سياسي شبه تام على اثر الفشل الذريع لقيادات القائمة العراقية. لعلها الجبهة السياسية الاصعب تكهنا و ربما الاكثر توقعا بمفاجئات ربما اصبحت المفتاح الى التحول الى حكومة الاغلبية لانها جهة سياسية مفتوحة اليوم على كل الاحتمالات و هي اقرب الى دور بيضة القبان من قطب سياسي بذاته. هذه الجبهة السياسية تمسك منذ فترة ليست بالقصيره العصا من الوسط بين الشيعة و الكورد.
السؤال الطبيعي هاهنا: ما هي حظوظ تشكيل حكومة الاغلبية السياسية في عراق اليوم؟ الاجابة المباشرة هي، ان هذا امر يتوقف تماما على درجة التصدع السياسي الحاصل في البيوتات العراقية السياسية القومية المذهبية، و كذلك على درجة تناغم هذا التصدع مع المصالح الاقليمية و الدولية في العراق.
لابأس ان نتجرء بتكهنات اولية حول السيناريوهات السياسية المحتملة على مسرح حكومة الاغلبية السياسية. احد هذه السيناريوهات بكل تاكيد ستتمثل في عودة المجموعة صاحبة مشروع  “سحب الثقة من المالكي” سابقا، الى الظهور من جديد لمحاولة تحقيق الهدف المؤجل في استبعاد ائتلاف دولة القانون عن دفة الحكم او على الاقل منع عودة شخص السيد نوري المالكي في ولاية ثالثة تكون كارثية على هذه الاطراف اذا ما تم له ذلك في ظل اغلبية سياسية يتفرغ بها الى تنفيذ ما لم يتم له سابقا من برنامجه السياسي! على الورق نرى ان اطراف “مجموعة اربيل” تشترك في خصومتهم للمالكي. و هي ان تحالفت، فانما تتحالف في المقام الاول على اساس “عدو عدوي صديقي” المشكلة هنا ان هذا المبدأ اثبت تاريخيا انه غير نافع في غالب الاحيان و لعل الشعب العراقي يعاني منه اليوم في تجربة فرقاء اليوم مع نظام البعث السابق في العراق. هناك ملفات ساخنة و تضارب مصالح في درجة كبيرة من الاهمية بين هذه الاطراف لم يلوح لنا اي طرف كيف سيتعامل مع هذه الملفات؟
السياريو الثاني و بنفس القدر من الواقعية و الاحتمال هو ان يقود أئتلاف دولة القانون بزعامة السيد نوري المالكي جبهة سياسية تفاجىء الكثيرين باطراف سياسية متنوعة من مختلف اطياف الشعب العراقي. لعل اهم صعوبة في هذا المنحى تكمن في مدى نجاح “دولة القانون” في المعركة الانتخابية، خاصة و ان الائتلاف اخفق بعض الشيء في تحقيق نتائج توازي الطموح في اخر انتخابات مجالس المحافظات. ان فوز الائتلاف بما لا يقل كثيرا عن ٩٠ مقعدا سيجعل منه بكل تاكيد رقما صعبا و اتكهن عندها بنجاحه في لملمة ما يكفي من المتحالفين لتشكيل حكومة الاغلبية السياسية. نجاح “دولة القانون” من عدمه يتوقف على حكم و تقييم الناخب الشيعي بالدرجة الاولى على تعامله مع ملف الغرب السني و الى حد كبير في مدى نجاح جماعة اقلمة البصرة.
و يبقى الرقم الاصعب في عراق اليوم كل من ايران و الولايات المتحدة الامريكية فلهما الكلمة الفصل في تحديد هوية العراق السياسية بما في ذلك شخص الحاكم. لا نري ما يشير الى تخليهما عن المالكي و التاريخ القريب يشير الى مقبولية المالكي لدى محركي السياسة في العراق.
ساذج من يتصور ان تشكيل حكومة الاغلبية السياسية يخلو من مجازفات و ازمات قد تتفجر بشكل يجبر الفرقاء الى العودة الى التوافقية ...فان اي مكون من مكونات الشعب العراقي الرئيسية الثلاثة او لنكن اكثر دقيقين ، ان اية جهة سياسية مهيمنة على مكون من هذه المكونات الثلاثة ، اذا ما وجدت نفسها في موقع المعارضة السياسية ستعمل ما بوسعها في عرقلة مشروع الاغلبية و قد نكون امام ازمات و صراعات عنيفة.
نتمنى على الجميع الاحتكام الى العقل و الحكمة في التحول الى نمط سياسي حضاري مجرب من قبل الشعوب في التداول السلمي للسلطة على اساس السلطة و المعارضة، و لكل منهما حقوق وواجبات.


36
انتخابات البرلمان العراقي ايزيديا بين الطوح و الواقع
المحلل و الكاتب السياسي
وسام جوهر
السويد 10‏/4‏/201410

 قلما ترددت في الكتابة عن موضوعة كهذه خشية من الخلل في التوازن بين الموضوعية و الانصاف و ذلك لاهمية و حساسية المشاركة الانتخابية لابناء المكون الايزيدي، ناخبين و مرشحين. الواجب يحتم علينا ان لا نفرط بقول كلمة الحق لصالح المجاملات والملاطفات، و في ذات الوقت ان نكون واقعيين و منصفين مع المرشحين و على قدر الظروف الموضوعية التي تحيط بهم من مساحات ضيقة من مستلزمات الدخول في معترك المعركة الانتخابية.
 انني على يقين بان المكون يحتوي امكانيات و قامات من كلا الجنسين لكي تقدم للبرلمان و الحكومة طاقات و شخصيات سياسية و حكومية من الطراز الاول، اذا ما  توفرت لهم حرية العمل السياسي خارج دائرة الاحتواء  السياسي التي اقزمت هذه الطاقات و الكفاءات. لكي نكون صادقين ارى بين مرشحى المكون الايزيدي الكثيرون ممن ينتمون الى الطراز الاول سالف الذكر. و مفرح جدا مشاركة المراءة  الايزيدية وتستحق كل الدعم و التشجيع.
 كمراقب سياسي و كمختص الى حد كبير في الشان الايزيدي السياسي كنا نتمنى ان لا تكون المشاركة الايزيدية بهذه العفوية و الفردية الانفرادية و بهذه الفوضوية و كأن المرشحين الايزيديون يتقدمون بطلباتهم للتعين بدرجة وظيفية ، بمعنى اخرلا نتلمس و بكل اسف شديد البرنامج السياسي الذي تتطلبه المرحلة الحرجة.
 اننا نفتقر في هذا المشهد الغير المنظم الى الرؤيا السياسية الناضجة و المتبلورة و التي ترتقي الى مستى التحديات في امور وجودية لهذا المكون، امور يمكن تلخيصها في ان المكون صاحب قضية سياسية تستحق و تتطلب من ابناء المكون طرح هكذا مشروع سياسي استراتيجي يحدد و يرسم خارطة طريق لمصير و مستقبل ايزيدخان في كوردستان و عراق الغد. الحفاظ على ديموغرافية ايزيدخان و تبني شعار الحكم الذاتي لايزيدخان و ضمان حرية و حق مشاركة المكون في اي قرار سياسي يمس جوهر هوية المكون و مصير ايزيدخان، هذه مسائل جوهرية و يجب ان تكون جوهرية للناخب و المرشح الايزيدي معا، و اكثر بكثير من ان يوعدنا مرشح ايزيدي هنا و هناك بتبليط شارع او انشاء جامعة في سنجار او مستوصف هنا و هناك و الكل يعرف ان ذلك ليس من اختصاصات البرلمان و البرلماني.
 المكون الايزيدي يدفع بمرشحيه الى قبة البرلمان ليكونوا عيون ساهرة على حق المواطن الايزيدي دستوريا و تشريعيا و كذلك ليكونوا لوبيا سياسيا يضغط بكل قوة على مركز القرار السياسي و الحكومي لدى احزابهم السياسية التي حصد اصوات ناخبي هؤلاء المرشحين و بخلاف ذلك يكون المرشح قد خدع من حزبه و خدع ناخبيه  و بأس هكذا تمثيل.
انا و بكل اسف اشك في ان مرشحينا الافاضل، قد استحصلوا على اية وعود سياسية من احزابهم كشرط لدخولهم معركة الترشيح بل هناك قسم ليس بالقليل من المرشحين ممن دخلوا الحلبة بالواسطات و التوسطات  فكيف لهم ان يتفاوضوا مع احزابهم. هذا محل احباط بحق. المكون الايزيدي يدخل هذه المعركة الانتخابية و كسابقاتها بارديء الاسلحة و بدون بوصلة سياسية رغم انه يدخل بجيش من المرشحين قوامه ما يقارب ال 90  مرشحا و مرشحة لمكون لا يتجاوز نسمته النصف مليون!.
اذا ما نظرنا الى مشاركة المكون الايزيدي ما بين الطموح و الواقع ستتجلي لنا امور كثيرة في غاية الاهمية لليوم و للغد و بعده. الطموح كان و لا يزال ان تعلم الايزيدي المسكين الدرس بخروجه من المولد دوما من غير حمص. كنا قد عبرنا عن املنا في ان يعي الشعب الايزيدي ناخبين و قيادات دينية و عشائرية و سياسية خطورة المرحلة على مستقبل ايزيدخان. فشلت القيادات و النخب السياسية الايزيدية في تقديم الاهم على اللامهم.
الواقع الايزيدي طرح ما يغاير الطموح بدرجة كبيرة.  انه لامر محبط جدا ان هيمنت المصالح الفردية الشخصية الضيقة على حساب برنامج سياسي شامل على مستوى ايزيدخان. مرة اخرى سمح الايزيدي لنفسه ان يكون اداة تنفيذية في مؤامرة سياسية على هويته و وجوده. كل مرشح لا يملك في راسه اكثر من شيئين اولهما انه الاوفر حظا في الفوز من بين المنافسين و ثانيهما خوفه مما هو ات في حالة فوزه و كيف سيبرر فشله في تحقيق ما وعد ناخبيه، لانه في قرارة نفسه يعلم جيدا ان كل ما وعد به انما مرهون بمصالح تلك الجهات السياسية التي خدم النائب تحت رايتها دون ان يفرض عليها الحد الادنى من الوعود...
 المرشح الايزيدي متطوع سياسي في خدمة الغير. الاحزاب السياسة الكبرى تعلم جيدا ما هي فاعلة في استيعاب هذا الكم الهائل من المرشحين، فعلى سبيل المثال يعلمان جيدا الحزبان الكورديان الديمقراطي و اليكتي ان العدد الهائل من مرشحي الايزيدية في محافظة نينوى ليس الا ورقة انتخابية رابحة لهما من خلال امرين مهمين ..الاول: ان تجنيد هذا الكم الهائل من المرشحين من المكون الايزيدي سيدفع بنسبة كبيرة جدا من الناخبين الايزيديين الى صانديق الاقتراع بحكم الضغط العائلي و العشائري من قبل المرشح على اهله و ذويه و اصدقائة و معارفه في الوقت الذي فقد الناخب العراقي عموما و الايزيدي تحديدا الرغبة في المشاركة بعد تكرر الخيبات: الامر الثاني هو ان تشتت الاصوات بين العدد الكبير من المرشحين يضعف مكانة المكون و مرشحيه و حظوظهم دون المساس بحصة الحزب بل على العكس تعزز  حظوظ الحزب في الحصول على اكبر عدد من المقاعد الممكنة. هذا يعني اننا على موعد مع ضجة و خيبة امل جديدة في الثلاثين من نيسان الجاري.
قد يقول قائل لماذا لم يدخل المكون بجبهة سياسية موحدة ليستغل ثقله الانتخابي في نينوى افضل استغلال. قول منطقي و طبيعي و يدخل ضمن الطموح السالف الذكر ، السبب في عدم حصول هذا، هو الواقع الشائك الذي منع و يمنع المكون من تبني مشروعه السياسي كحق دستوري. هذا الواقع وليد اسباب موضوعية و اخرا ذاتية.
فاما الموضوعية فان قسم كبير من ابناء المكون مرتبطين سياسيا بالحزبين الكورديين و على وجه الخصوص الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ارتباطا في معيشتهم و قوت اطفالهم  و ان كان هناك من هو مرتبط لاسباب و قناعات سياسية ايديولوجية طبعا. سبب اخر ان سلطة الاقليم قد حرمت حق العمل السياسي الايزيدي المستقل عنه دون كل المكونات الكوردستانية الاخرى .
 بغداد المنقسمة على نفسها مذهبيا لم تقدم الحد الادنى من الدعم لاطياف الشعب العراقي في نينوى و هذا التقصير يشمل المكون الايزيدي بامتياز، و هذا ما حصل عندما امتنعت بغداد من تنفيذ و صية المحكمة الاتحادية في تخصيص عدد مقاعد برلمانية للمكون الايزيدي و بشكل يتناسب مع نسبته السكانية، فراحت مقاعد الكوتا الايزيدية الى اربيل الوصية على المكون الايزيدي القاصر!
المحيط الاقليمي للعراق هو الاخر لا يرى مبررا من دعم المكون الايزيدي سياسيا و على حساب امتدادات الجهات الاقليمية المذهبية القومية في العراق. يضاف الى هذه العوامل الموضوعية التي تحد من تبني المكون مشروعه السياسي الخاص به، اللوبي الايزيدي الغائب من الساحة الدولية لاسباب في اهمها تشتت الجالية الايزيدية في المهجر سياسيا بسبب ولائات ابنائها السياسية المختلفة.
هذا العامل ينقل بنا الى العوامل الذاتية التي حالت دون تحقيق الطموح الايزيدي السياسي في تبني قضيته المشروعة. سلوكية الفرد الايزيدية تعاني من افات الانانية الفردية و الشعور بالدونية تجاه الاخر و عدم استعداده للتضحية ببضعة قروش او ساعات ناهيك عن التضحية بما هو اغلى من هذا... كل هذه العوامل و اخرى ايضا ادت في نهاية المطاف الى عدم طرح تنظيم سياسي مؤهل لحمل وزر المسؤولية التاريخية الكبرى.  لحين يتم التغلب على العوامل الذاتية لن يكون هناك تغيير في العوامل الموضوعية و سينتقل الايزيدي من سوء الى اسوء ...
شخصيا لن اشارك في الانتخابات هذه المرة لاعبرعن احتجاجي ضد الدونية التي عومل بها هذا المكون و لكي ارسل رسالتي المتواضعة لصناع القرار السياسي  و مالكيه ... الى هنا و كفى ...  فان لم اكن كفئا  لكي اكون سيدا فلا ارضى على نفسي ان اكون عبيدا و هذا هو اضعف الايمان ...و ليعذرني كل مرشح لا اشك في شخصه و لا نيته و لا قدراته ... لكنني اشكك في النظام السياسي الاحتوائي.


37
الانتخابات البرلمانية العراقية: مهزلة مضحكة مبكية
وسام جوهر
السويد 9‏/4‏/2014

 في مثل هذا اليوم من عام 2003 سقط نظام البعث الصدامي على يد قوات الغزو الامريكي، و قيل للشعب العراقي انهم سيدشنون عراقا جديدا، عراقا ديمقراطيا تعدديا و فيدراليا. مرت السنين و العراقيون اليوم ابعد ما يكونوا من الديمقراطية .  العراقيون على موعد مع التمثيلية الانتخابية البائسة في الثلاثين من شهر نيسان الجاري ليبصموا  مرة اخرى ورقة تشريع الفساد و المحاصصة و تعميق التقسيم الطائفي القومي و الديني المذهبي. وجوه نيابية تتكرر في غالبيتها و لا جديد تحت الشمس ... هي نفسها عقول معطلة من الاساس في نظام سياسي فاسد لم يفلح اللهم في دفع الامور من سيئها الى اسوئها...المليارات تتدفق الى جيوب فئوية متسلطة من شمال العراق حتى جنوبه و الشعب يزداد تملقا و دونية يقبل ايادي اصحاب السموات و الفخامات والشيوخ. نظام سياسي عشائري طائفي حول شعبا باكمله الى مرتزقة و شحاذين مغسولين من ادنى حدود العزة و الكرامة، يعيشون على فتات ديكتاتوريات انتجها العراق الجديد. صدق من قال لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. طالما استمر العراقي في ولائه السياسي الاعمى للمذهب و القومية، عبدا مطيعا ذليلا لن يتغير من حاله و احواله شيئا.
انظروا الى حال البلد لتفهموا ان كان في حالة اجراء ما تسمى بالانتخابات البرلمانية ! هل رايتم بلدا في هذه الحالة المتردية من الامن يقدم على الانتخابات  انها بحق مهزلة مضحكة مبكية... حرب اهلية داعشية تدور في قسم كبير من البلد، ناهيك عن عجز النظام السياسي في تمرير موازنة الدولة في برلمان سارع بالامس، العراقي الساذج الى دفع كوكبة من الفاشلين الى قبته.
اتعجب لضحالة الوعي السياسي لابنا هذا البلد ..تكلموا كل هذه السنين عن البرلمانيين و ها هم يعيدون نفس الاسطوانة المشروخة : انتخبوا فلان  فهو خير من يمثلكم و لا تنتخبوا علان الذي لم ينجح في كذا و كذا ...! هل من قال كيف سيحقق فلان كذا و كذا؟ هل من سأل نفسه لماذا لم يفلح علان في تقديم هذا و ذاك؟؟؟ هل حقا ان  لمؤهلات النائب البرلماني العراقي من قيمة في صنع القرار السياسي؟؟ هل للبرلماني العراقي دور سوى الحضور او التغيب من جلسات البرلمان باشارة من اصحاب السمو؟ او الركض الى المايكروفونات ليلقي كالببغاء ما تم تلقينه سلفا من حضرة صاحب الجلالة رئيس الحزب؟ هذا هو السؤال الجوهري... التجربة التاريخية العراقية تثبت لنا بان البرلماني موظف مستعبد مستبعد يتمتع بامتيازات لا يستحقها لانها تفوق ما ينوط به ، من اداء شكلي فاشل، من قبل صناع القرار خلف الكواليس. اذن لا يهم اي مرشح ينتخبه المواطن العراقي فسيان الامر بين عبيد امي و عبيد متعلم. الاعلام العراقي هو الاخر مقصر و فاشل في غالبيته لسببين رئيسيين اولهما انه اعلام الحزب و الطائفة قبل الوطن و المواطن و ثانيا لعجزه في تسليط الضوء على اوكار السلطة السياسية الحقيقية في دهاليزها المظلمة بل عمل في خدمة المختبئيين من سماسرة السياسة بالقاء سبب الفشل على البرلماني الذي بات شكلا كارتونيا قبيحا في نظر المواطن. هذا دجل و فشل اعلامي بامتياز... واضح وضوح الشمس ان البرلمانييين مامورين من بضعة قيادات سياسية تتحكم فيها حفنة من القياديين المستبدين الديكتاتوريين، يجلسون بعيدا عن البرلمان في قصورهم الفخمة يتمتعون بكل وسائل الراحة و الامن و الامان.
العملية الانتخابية في العراق باتت هي الاخرى ممارسة ترسخ الفساد و العشائرية و الطائفية و لعل بيع الاصوات علنا اقبح وجه لهذه العملية. اين قانون الاحزاب السياسية؟ هل يعقل ان لا تعرف الدولة مصادر تمويل الاحزاب السياسية؟ من اين للكتل السياسية المهيمنة على المشهد السياسي كل هذه الاموال لتجند جيوشا من المرتزقة و لتمول شبكات الاعلام الحزبية من قنوات تلفزيونية و اذاعات و صحف و جرائد  و مارقين و متملقين.
قالوا غيرنا قانون الاتنخابات ليكون اكثر عدالة في اعطاء القوى و الاحزاب السياسية الناشئة الصغيرة فرصة ولو ضئيلة، لكنهم لم يلبثوا وان  احتالوا على القانون ليسترجعوا بيمينهم ما اعطوه بيسارهم و ذلك من خلال دخول الكتل و الاحزاب السياسة الكبيرة باكثر من قائمة في الانتخابات ! يا لها من لا اخلاقية سياسية قبيحة. يا للعيب يتامرون على المستضعفين من قوى سياسية و مكونات شعبية و من اقليات عراقية و الايزيدية نموجا لهذا الغدر و التامر السياسي على حقه و استحقاقاته السياسية في فرز ممثليه الى المشهد السياسي.
الارهاب يسيطر على مساحات شاسعة من ارض العراق و الجيش المليوني غير قادر على حسم المعركة و الكتل السياسية منقسمة بين من يغازل داعش و شبيهاتها، و لا اباليين  و رافضين مستنكرين حتى و صل الامر الى ان الارهاب قطع المياه من الناس في وضح النهار ليسجل ضربة قوية على الامن الوطني. الوضع الامني المتردي بات قاب قوسين او ادنى من الحاجة الى حل البرلمان الذي لا يحل و لا يربط بل اصبح جزءا من المشكلة، و الى اعلان حالة الطواريء و الغاء الانتخابات و اعادة بناء مجمل العملية السياسية من جديد و على اسس وطنية حقيقية .
مشكلة العراق و العراقيين تكمن في تشبثهم بنموذجين سياسيين من اسوء النماذج السياسية تاريخيا و تجاوزهما الشعوب المتطورة، اعني النموذج القومي و الديني ، فشمال العراق المتمثل في اقليم كوردستان يتبع نموذجا قوميا صارما بينما معارضته السياسية هي دينية صارمة. اذا ما انتقلنا الى الغرب السني سنرى انه اعطى العراق افشل تجربة سياسية قومية و انتقل اليوم الى النموذج الديني ! اما جنوب العراق الشيعي فهو نموذج ديني مذهبي بالكمال و التمام مرجعيات متنازعة فيما بينها و الكل الشيعي غير قادر على قيادة العملية السياسية في بناء دولة شبه مدنية و النموذج الشيعي متقوقع في نموذجه المسياسي المذهبي سلطة و معارضة. كيف اذن يبني العراقيون وطنا جديدا؟!  العراقيون بحاجة الى اعادة بناء الانسان العراقي من جديد ... انسان يعي قيمه الانسانية في انسانيته و مواطنته قبل  اي شيء اخر، فليس بالانتخابات السياسية التمثيلية تبنى الاوطان.

38
مجيء الشيخ عدي بن مسافر الى لالش ... دلالات و استنتاجات
وسام جوهر
السويد  2014-03-27
عندما تطرح فكرة اصلاحية تمس اقل تماس الدين و عالمه المقدس المفترض المفروض ليس الا ... لا تتوقع بطبيعة الحال ان يفهمك، و لا حتى يتفق معك كل من احتك بافكارك. لا يزعجني ذلك ابدا ...ما يزعجني كثيرا ...عندما لا يكون الانسان الذي يعارض فكرك صادقا مع نفسه في اختلافاته معك قبل غيره. يزعجني حقا عندما يفرز سمومه في كل مستحضر يراه لا يتوافق مع افكاره الجامدة التي اكل عليها الدهر و شرب. ناهيك عن ان جل ما يعتبرونه ثوابت ما هي في الحقيقة الى وهم لا وجود له، اللهم في ادمغة فئة من الديماغوجيين الشعبويين والذين يستغلون العاطفة الدينية لدى الناس الابرياء من خلال خطاب سطحي ساذج و بسيط..
يكلمونك عن الثوابت الدينية، ثوابت لا يمكن لها ابدا ان تكون ثوابت، لان ذلك يتصادم مباشرة مع المنطق و التاريخ و الحقائق ...
فكر معي ايها القاري العزيز و ليفكر معنا كل العقلاء من غير المصابين بداء الغرور الفارغ. كيف يستقيم الامر مع اقوال فئة نصبت من نفسها مدافعين عن الدين من خطر الكفار!، و هم يغالطون انفسهم و يغالطون العقل و المنطق و يغالطون التاريخ و حقائقه تملقا الى للشعبوية لدي الانسان الايزيدي المغلوب على امره....
التاريخ الايزيدي يقول مثلا ان الشيخ عدي اتى من بيت الفار من اعمال بعلبك الى لالش حيث استقبله الايزيديون الذين كانوا على موعد مسبق معه ...
قرأت في بحث قيم للاخ الكاتب ال د .عدنان زيان فرحان و المنشور حاليا على صفحة بحزاني نت تحت عنوان "تاريخ الامارات الكوردية الايزيدية" ما يبين و يدعم كلامنا حول حقيقة مجيء الشيخ عدي الى الايزيدية في حوالي سنة ١١١٠ م، لا بل يذكر الاخ الدكتور بكل وضوح ما يعنيه الكل الايزيدي ضمنا، لكنه يتجنبه قولا ، الا وهو دخول الشيخ عدي العقيدة الايزيدية بعد ان تبنى و امن بفكرة طاؤوس ملك و المقصود هنا فكرة الخير و الشر التي تشكل جوهر، لا بل جوهرة العقيدة الايزيدية التي امن بها الشيخ عدي. لكم هذا الاقتباس من بحث الاخ د عدنان زيان :
 << ..... ويذكر الكورد الايزديون ان الشيخ عادي الهكاري اعتنق الديانة الايزيدية وآمن بعقائدها القديمة معتمدين على نص ديني يقول فيه الشيخ عادي بن مسافر الهكاري.
ذ دةرةجىَ هةتا دةرةجىَ
شيَشمسة خودانىَ فةرةجىَ
ئةم دىَ دةست ودامانيَت شيَشمس تواف كةين
شونا كةعبة ... وحةجىَ >>
انتهى الاقتباس.
 انا لا افهم منبع كرامات الشيخ عدي بن مسافر بمعزل عن ايمانه بطاؤوس ملك و عقيدته التي وصفتها انا بالقطبية على عكس الثنوية الكونية في الديانات الابراهيمية الاخرى او بمعنى اخر ان الخير و الشر متحدان لا منفصلان،  و لا لاحد منهما و بمستغن عن الاخر قائمة  تقوم...! النص الايزيدي صريح (النص اعلاه) بان الشيخ عدي يقر باحلال لالش محل كعبة الله حجا له كما كان للايزيديين من قبله وقبل مجيئه!!!
لا ابوح سرا و لا انا ات بجديد ان قلت ان الشيخ عدي، و تحت يافطة "الحد و السد " قد اسس ما يمكن تسميته بعقيدة جديدة من خلال التزاوج بين العقيدة الايزيدية التي تمتد بجذورها الى عمق حضارة وادي الرافدين و فكره الصوفي العدوي. بل اصبحت الايزيدياتي في مظهرها طريقة صوفية عدوية لها شيخها و طريقتها و مريديها. و هذه هي الاركان الثلاثة او اعمدة اي طريقة صوفية. الفريد هنا مقارنة بالمتصوفين الاخرين هو هذا التلاقح الصوفي الايزيدي عمليا و على ارض لالش.
 لا ينسى كل عاقل ان الشيخ عدي لم يكن وحيدا طبعا في افكاره الصوفية و لم يكن من الاوائل بل كان من اللاحقين منهم، فلقد سبقوه كثيرين  في تلك الحقبة الزمنية التي تصدى البعض تحت اسم الصوفية فكرة الخير و الشر في المفهوم الاسلامي.
لقد وجد المتصوفون بعرفانهم و عقلهم ان العالم الاسلامي قد وصل الى طريق مسدود فيما يتعلق بفكرة الخير و الشر الذي اتخذ اكثر الاشكال تطرفا لدى الاسلام مقارنة باالاديان التي سبقته. و على وجه الخصوص فكرة الشيطان الاسلامي الذي تجاوز الحد الادنى من المعقولية ...رفض الصوفيون هذه الفكرة، اعني فكرة لعن الشيطان و رجمه و اتخاذه شماعة لكل الاخطاء و الخطايا و قالوا بان ذلك ليس سوى تهربا من المسؤولية و دعوة الى الكسل.
انا الراي عندي بان هذا التجنب الصوفي لفكرة الشيطان الاسلامي عموما و رجمه على وجه الخصوص تكاد تتطابق مع العقيدة الايزيدية التي يذهب ابنائها الى اكثر من هذا التجنب بحيث شمل التجنب الايزيدي حتى ذكر اسم الشيطان ...الامر الذي فسره كل من اراد ايذاء الايزيدية و عن غاية مرصودة ، على اساس الايزيدي يعبد الشيطان !!! هذا الظلم المتعمد قد كلف ابناء العقيدة الايزيدية انهارا من الدماء غدرا و بهتانا. لقد ان الاوان للايزيدي ان يفهم جمال و حقيقة و قوة عقيدته و ان يتعرف على الغث من السمين. ان يتسلح باركان عقيدته الحقيقية سلاحا فكريا قويا للدفاع عنها و تعريف العالم بها على حقيقتها لا حقيقتهم. هذه هي الحداثوية التي نريدها اصلاحات ضرورية.
بالعودة الى الصوفية، فلم يكن حال رجالاتها بافضل من حال الايزيدي المسكين بل حصد الفكر الاسلامي الشمولي منهم فطاحل العقل البشري من عقول و مفكرين كبار و بابشع الطرق من تقطيع الاوصال و حرقها و صلب الجثث  كما هو الحال مع جريمة قتل الصوفي حسين بن منصور الحلاج(٨٥٨م \ ٩٢٢م).
لا اظنني اغالي ان ادعيت بان المتصوفين انما تبنوا و من حيث المبدأ فكرة العقيدة الايزيدية عن مفهوم الخير و الشر و من هنا يرد ذكر الكثيرين من ضحايا هذا الفكر من المتصوفين في النص الايزيدي من امثال حسين الحلاج و بايزيد البسطامي و مير ابراهيم ادهم و حتى اتحاد الشيخ عدي مع الايزيدية و عقيدتهم، لا يمكن ان يفهم خارج هذا السياق التاريخي.
عليه من الغباء جدا التزمت بسذاجة و سطحية عاطفية في محاربة العقل لصالح جهة النقل الاعمى، بل نرى لزاما على كل من يريد فهم العقيدة الايزيدية فهما حقيقيا عميقا ان يفهم التصوف عموما و الاسلامي منه على وجه الخصوص، اضافة الى فهم النص الايزيدي بعيون متفتحة و بعقل اكثر تفتحا منها و بحيادية سياسية كاملة بعيدة عن كل التملقات السياسية المادية الزمنية. على الباحث عن الحقيقة و الحريص على العقيدة ان يرجع الى مجيء الشيخ عدي الى لالش ففي ذلك دلالات و استنتاجات لا يصح التغاضي عنها.
الاصلاحيون لا يريدون نسف الدين و لا ايذائه رغم ادعاءات كل البهلوانيات التي ناصبت الاصلاحيون العداء دون وجه حق. نريد تفعيل العقل في فهم النقل لا نسفه.
باي حق و على اية حقائق تاريخية تستندون اذن في محاربة الاصلاحات التي تشكل جزءا  من ديناميكية و حيوية هذه العقيدة، و خير مثال و دليل هو مجيء الشيخ عدي بن مسافر نفسه  داخلا للعقيدة و مصلحا لها ...غير الشيخ ما كان فيها و غير من سننه ايضا هو و غير فيها من جاء من بعده. هذا الامر يفند تماما فكرة الجمود العقلي لدى الايزيدي اصلا، بل على العكس ها هو الشيخ نفسه صاحب الحد و السد دخل العقيدة ؟؟؟ اذن ما الجديد و الغريب في الانفتاح بعد ما يقارب الف سنة من حدوثها؟!! التزاوج بين الطبقات كان جاريا قبل مجيئه و حدث في عهده ايضا فما الكفر في طرحها في زمن العولمة و الانترنيت؟؟؟ لا خير في امة طغى عليها ثلة من اصحاب العقول المعلبة الجامدة يتباكون على ماض لا يفهمونه على حقيقته.
و كلام مفيد: قد نكون مغتربين لكننا لن نكون ابدا غرباء على هويتنا الحقيقية.


39
على ماذا تراهن قيادة اقليم كوردستان في تصعيداتها مع بغداد؟
وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2014-03-21

 عشية اعياد نوروز العام الماضي اوحى فخامة الرئيس مسعود البارزاني الى العالم بان الاقليم مقبل على اعلان الانفصال النهائي من العراق و اقامة الدولة الكردية لاول مرة اذا ما استثنينا جمهورية مهاباد. حلت اعياد نوروز و تخلفت تلك البشرة! تكرر الامر هذه السنة ايضا اذ صرح فخامته بان للاقليم امكانيات و ما يفاجيء المركز في اشارة او تصريح مبطن لاعلان الانفصال هذه السنة.
ساذج من يتصور ان هذه الخطوة ممكنة على ارض الواقع لسبب و الف سبب، و سنتطرق على بعض من هذه الاسباب في السطور التالية. منذ شهور و النزاع و التراشقات السياسية على اشدها بين الاقليم برئاسة كاك مسعود و المركز بقيادة السيد نوري المالكي. بالكاد يرى المراقب شيئا مهما واحدا يتفق عليه الطرفان، اللهم في عدم فتح ملفات يتهم فيها الطرفان بعضهما البعض.
ازمة الموازنة الحالية و مقاطعة التحالف الكوردستاني و بالتنسيق مع متحدون ، لجلسات البرلمان ليست الا واجهة لمسائل جمة يختلف عليها الطرفان. الاقليم و بغداد يعيشان حياة شبه منفصلة و ليس بمقدور اي طرف منهما التنازل  بما يرضي الطرف الاخر ...انه بحق قفل الموت ...! اذا تمعنا النظر في مجرى الاحداث على الساحة العراقية منذ سقوط بغداد في ابريل عام ٢٠٠٣ سنرى ان الفترة الاولى يمكن وصفها بعصر اقليم كوردستان الذهبي، اذ ان تحقيق المكاسب اتى على اطراد مستمر دون اية مصاعب تذكر.... في الفترة الاخيرة يبدوا ان الامور قد اختلفت كثيرا ....الى درجة يمكن القول بات لزوما على الاقليم في الوقت الحاضر الحفاظ على مكاسبه بدلا من الاستمرار في التصعيد نحو ما ليس بالممكن في الوقت الراهن.
نتسائل على ماذا يراهن الاقليم في تصعيد الموقف مع بغداد من خلال تهديدات مبطنة مرة بالانفصال و مرة بقطع المياه و مرة بمنع تصدير النفط العراقي عبر اراضي الاقليم بعد ان تعثر تماما عملية تصدير النفط عبر تركيا متجاوزا بغداد. الكل يعرف ان لااجرا من هذه الاجراءات ممكن على ارض الواقع و الا لكانت قد نفذت دون المرور بمرحلة التلويح و التهديد.
الاقليم انحاز مع القائمة العراقية (متحدون) اقليميا الى جبهة الحلفاء بزعامة تركيا و سعوديا و قطر المدعومة من امريكا حسب حاجتها الانية ،ليجد نفسه وجها لوجه امام المعسكر "الشرقي" بزعامة روسيا و ايران و شمل ايضا سوريا و العراق المركز و بشكل غير مباشر الصين ايضا.
امريكا و قطر:
الذي حصل في الفترة الاخيرة ان جبهة الحلفاء تصدعت و هي على شفير الانهيار. اما امريكا فقد تراجعت من ضرب سوريا و اكتفت بتجريد سوريا من سلاحها الكيمياوي الذي كان يشكل خطرا او على الاقل انزعاجا لامن اسرايل... فسارعت سوريا الى دفع ثمنا رخيصا لامنها القومي بان تنازلت عن مخزونها الكيمياوي دون ان يؤثر ذلك على قدرتها في مواجهة الارهاب المصدر اليها من جبهة الحلفاء. ثم توالت النكسات على جبهة الحلفاء، اذ فرضت امريكا على قطر تغيير القيادة فتنازل الامير الشيخ حمد لابنه وولي عهده الشيخ تميم و تم استبعاد وزير خارجية قطر محمد بن جاسم في اشارة واضحة لقطر على علاقاتها المشبوهة مع القاعدة و الجماعات الارهابية الاخرى.
السعودية و قطر:
 اما السعودية  فلم تستطع ان تخفي خيبة املها و فشل سياستها اذ تراجعت عن كرسيها الغير الدائم و الحمد لله ،في مجلس الامن بعد ان قبلت به اولا...فذهب الكرسي الى الاردن. ثم رات السعودية نفسها مجبرة على تشريع قانون الارهاب و هددت مواطنيها من القاتلين في الخارج بعقوبات صارمة و امهلتهم فترة اسابيع للرجوع الى الوطن ليستفيدوا من امن ملكي.  نكسة حقيقية اخرى اصابت جبهة الحلفاء اذ تصدعت علاقات دول مجلس الخليج مع قطر و انتهت الى سحب سفراء كل من السعودية و بحرين و الامارات من الدوحة عاصمة قطر في اتهام صريح لها بتدخلها في شؤون دول المجلس الاخرى  و طالبت هذه الدول قطر بالكف عن ممارساتها المزعزعة لامن هذه الدول و بابعاد القرضاوي مفتي القلاقل و الفتن و بايقاف دعمها للاخوان المسلميين في مصر.
تركيا:
اما زعيمة الحلفاء تركيا فحدث بلا حرج ... انهارت كل احلام اردوكان على راسه، فبات مطاردا ملاحقا متهما بالفساد و بانتهاج سياسة خارجية مضرة لتركيا مع جيرانها، و بات مصيره السياسي قاب قوسين او ادنى. ان اشد منافسيه ليس باقل من اقرب المقربين اليه حزبيا الا وهو رئيس جمهورة تركيا عبدالله كول الذي وضع كرسي اوردكان نصب عينيه. لقد فشل اردوكان على كل المحاور و خاصة في سياسته الخارجية التي افقدت تركيا علاقات جيدة مع السواد الاعظم من جيرانها في مقدمتها ايران اضافة الى سوريا و العراق ناهيك عن اسرائيل التي كانت ترتبط بتركيا بعلاقات مميزة. و لعل اهم دليل على انهيار الامور على راس اردوكان هو اضطراره للتنازل عن المعارضة السورية التي لطالما كان محركها و متبنيها. لقد اعطى اردوكان المعارضة السورية مهلة شهر واحد لمغادرة الاراضي التركية !!! يا سلام ما اشبه اليوم بالبارحة عندما طلب يومها الاسد من حزب العمال الكوردستاني مغادرة الاراضي السورية لصالح تركيا الاردوكانية!
اقليم كوردستان:
اما اقليم كوردستان فلم تهب الرياح بما تشتهيه سفنه ابدا بعد ان انهارت قوى جبهة الحلفاء و خاصة شريكه و حاميه الاقرب  السيد اردوكان الذي وضع الاقليم جل بيوضه في سلته، لكي لا نقول كل البيض. اي سياسة امن قومي هذه ، تقوم و تسقط على اكتاف رجل متقلب و متخبط سياسي مزاجي مثل اردوكان؟ هل حقا سيخاطر اردوكان او تركيا بايران و العرق و سوريا لصالح اقليم كوردستان؟ سؤال يفرض نفسه على من يعول على تركيا كل امنه القومي. بالامس القريب جدا كان السيد اردوكان يتباكى على تركمان العراق و يحرك جيشه باتجاه حدود كوردستان مهددا احتلال كركوك لحمايتهم و اليوم لا تسمعه يتكلم عنهم ابدا و كانهم اختفوا تماما من العراق و كوردستان!!! بالامس تخلى اردوكان عن اتفاقيته مع اسرائيل ثم تخل عن اتفاقياته مع الاسد و تخلى عن اخرى مع العراق. او ليس من المنطق ان يتردد الاقليم كثيرا قبل ان يعول على هكذا شخص و نظام؟ متوهم جدا من يصدق ان تركيا و اردوكان على وجه التحديد سيقبل يوما ما بقيام دولة كوردية، وساذج من يتصور ان اطماح تركيا تمتد الى غيراعادة امارة كوردستان العراق "ولاية الموصل الكبيرة في عهد العثمانيين"  الى حاضنة تركيا.
ان الازمات و المشاكل التي تعرض لها حلفاء الاقليم الاقليميين تركت اثرا كبيرا على وضع الاقليم مع بغداد.  الاقليم نفسه تعرض الى ازمات حادة في مقدمتها انهيار الاتحاد الوطني الكوردستاني احد اعمدة سياسة الاقليم منذ شراكته الاستراتيجية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني و صعود حركة كوران احد اقطاب المعارضة السياسية الرئيسية في كوردستان. التيار الاسلامي السياسي هو الاخر يتقدم رويدا رويدا. لقد بات واضحا ان المعارضة الكوردية لها راي مخالف الى حد ما مع سياسة رئاسة الاقليم مع بغداد مما يفتح الباب على كل الاحتمالات بعد انتخابات برلمان العراق في نهاية ابريل القادم.
 اذ هناك مؤشرات الى امكانية التوجه عراقيا الى حكومة الاغلبية الشيء الذي اذا ما تحقق سيفرز خارطة سياسية جديدة و تحديات جديدة للاقليم. لقد فشل الاقليم في سياسته في غرب كوردستانلصالح غريمه الاول حزب العمالي الكوردستاني الذي حقق نجاحا مفاجئا للجميع وهو الان يدير كواقع امر اقليم كوردستان الغربية كمنطقة ادارة ذاتية. و كان من بين ضحايا فشل سياسة اقليم كوردستان العراق في غرب كوردستان، فشل عقد المؤتمر القومي الكوردي الذي كان قاب قوسين. فشل الاقليم لانه انتهج سياسة احتوائية ترضية لتركيا قبل كل الاعتبارات الاخرى.
امريكا و اقليم كوردستان
 امريكا هي الاخرى ليست لديها النية في اعطاء الاقليم الضوء الاخضر للانفصال و بدون هذا الضوء يبقى الامر محال و التلميحات دون اية قيمة. لقد عبرت امريكا بشكل لا لبس فيه هذه الارادة او الارادة اذا جاز التعبير، عندما اعتذرت عن استقبال فخامة رئيس اقليم كوردستان في زيارة كانت مقررة سابقا و الانكى من هذا ان الخارجية الامريكية عللت ذلك بان الظروف في الوقت الراهن غير مناسبة، و تبين لاحقا ان حزبا السلطة في  الاقليم موجودان في قائمة الارهاب لدى امريكا .!!!! امر مؤلم و محبط و الى حد ما هزلي. قيل ان ذلك مجرد امر شكلي سببه عامل النسيان اذ نست امريكا حذف اسم الحزبين من القائمة السوداء !!! اضف الى كل هذا مشكلة الفساد المستشري في الاقليم كل هذه السنين و على الرغم من اعلان الحرب عليه اكثر من مرة، فلم نسمع يوما ان مسؤول ما قد قدم الى دور القضاء ليجيب على سؤال برسم الشارع الكوردي: من اين لك هذا؟
 لقد نجح البرلمان العراقي في عقد جلسة للقراءة الاولى للموازنة رغم مقاطعة التحالف الكوردستاني للجلسة و كل المعطيات تشير الى ان الموازنة سيتم تمريرها في نهاية الامر سواء شاركو الكورد ام قاطعوا مثلما فعلوها في السنة الماضية....! و يبدو  و كان التحالف و قيادة الاقليم بدت تدرك ذلك الان جيدا فبادروا بما سموها مبادرة حسن نية اذ عرضوا على بغداد ان يصدروا ١٠٠٠٠٠ مائة الف برميل يوميا و عن طريق شركة سومو العراقية لحين الوصول الى اتفاق نهائي. و انا براي ما هي هذه المبادرة الا تراجع للحفاظ على ماء الوجه بعد ان صعدوا الرهان عاليا و بعد ان تيقنوا ان تركيا غير قادرة على تجاوز الراي العام العالمي و خاصة امريكا التي عارضت تصدير النفظ دون موافقة بغداد. الاقليم يخطاءالمرة تلوى الاخرى في حساباته مع السيد نوري المالكي الذي فاجىء الجميع في كل مرة بانه مناور سياسي محنك لا يجب الاستهانة به، اصف على ذلك طبعا انه مدعوم من قبل القوى التي تحرك الخيوط السياسية في العراق.
معسكر الشرق:.
و كان كل هذا لا يكفي نرى على الجانب الاخر في المعسكر الشرقي قد تحققت انجازات كبيرة فسوريا اصبحت تدحر المجاميع الارهابية و تحرر مدن و قرى سقطت بيد الارهاب، و خرجت سوريا منتصرة من جنيف ٢. اما ايران لولب و محرك المعسكر هي الاخرى حققت انتصارا كبيرا في ملفها النووي مع الغرب  و اصبحت تستقبل زعماء و قادة الغرب من الان لتهيئة الارضية للمرحلة القادمة حيث مليارات الدولارت تنتظرهم في ايران الغد القريب. روسيا نجحت اولا في ملف سوريا نجاحا باهرا ثم توجت هذا الانتصار بضمها شبه جزيرة القرم الاوكرانية الى روسيا بشكل استعراضي مهين للمعارضين الذين يهددونا روسيا بعقوبات يعلم الجميع انها لا تقدم و لا تؤخر.
كل هذا و قادة الاقليم يتكلمون من موقع القوة مع بغداد و يلوحون باجراءات لا تتوقعها بغداد !!! هل سينفصل الاقليم و كل ما في الوجود ينفي امكانية ذلك على الاقل في الوقت الراهن؟ سيبقى السؤال على ماذا يراهن الاقليم في لغته التصعيدية؟ هل ان هذا الا للدعاية الاستهلاكية المحلية على اعتاب الانتخابات البرلمانية العراقية ؟ الايام القليلة القادمة كفيلة بالاجابة على هذه التساؤلات.

40
الاصلاحات بين الدين و الايمان
وسام جوهر
السويد 2014-03-19
للاسف الشديد لقد شوه البعض من فكرة الاصلاح و التغييرات ايزيديا، بحيث ولد لدى الكثيرين الخوف من تغيير الدين او نسفه او هدمه ...! بصفتي من دعاة التغيير وددت ان اعبر لكل متابع و مهتم عن لب فهمي لمسالة التغيير، عسى و لعله نفهم من بعض كما يجب و كما هو في صالح القضية التي لا نختلف عليها. انا بتصوري و فهمي ارى ان الهوية الايزيدية هي ليست العقيدة فقط بل ان العقيدة هي جزء منها، فالهوية تشمل ايضا الارض (ايزيدخان) و تشمل التاريخ و التراث من موسيقى و ادب و كل ما يرسم و يحدد الهوية الايزيدية، بمعنى اخر فالايزيديون هم شعب قبل ان يكونوا مؤمنين.
 و الان و فيما يخص الاصلاحات و التغييرات، فلقد تجدد الموضوع كحوار هذه الايام بعد ان جدد الاخ و الزميل بدل فقير حجي التغييرات بشكل عام و استحداث الطبقة السابعة بشكل خاص، و قدم الرجل ما يعزز و يبرر طرحه حسب وجهة نظره، و من لم يتطلع على طرحه فليراجع على صفحات الفيسبوك و بحزاني نت.
راي الشخصي كاصلاحي و كما بينت خلال هذه الايام باختصار: انني اؤيد الاصلاحات و التغيير من حيث المبدأ، كما ارفض كل اشكال الارهاب الفكري ضد اية فكرة ما لم تكن فكرة ارهابية طبعا. انني اختلف مع الزميل العزيز بدل فقير حجي بنقطتين رئيسيتين فيما يخص موضوع الطبقة السابعة. اولا ليس ممكنا عمليا ان تجد الجهة الايزيدية التي ستستحدث هكذا طبقة و تغيير من خلال فتوة او قانون، كائن من كانت هذه الجهة، بما في ذلك سيادة الامير نفسه و مجلسه الروحاني، مع جل احترامنا لهم جميعا، لان في ذلك انتحار اجتماعي و ديني، هذه من الناحية العملية. و لنفرض جدلا ان جهة معينة استحدثت الطبقة السابعة التي ستكون منزلة بين المنزلتين، اي ان ابناء هذه الطبقة حسب رؤية الزميل بدل، سيكونون شبه ايزيديين، و شبه مقبولين و شبه منبوذين و هذا ما لن يقبل به على نفسه اي شخص ايزيدي او خارجي داخل الى الملة، اذا ما كان لديه الحد الادنى من عزة النفس.
انا بتقديري لسنا بحاجة الى اتخاذ اجراء معين لتنفيذ الاصلاحات و التغييرات التي تمس الانفتاح الايزيدي داخليا بين طبقاته، و خارجيا على الخارج الايزيدي، بل ندع الزمن و التغيير الطبيعي ياخذ مجراه ... و في الحقيقة فان هذا التغيير انما جار الان شئنا ام ابينا، و لكن متى تبلغ هذه التغييرات تلك الدرجة التي سيفهمها و يقبل بها الايزيدي كامر واقع،  فلا احد قادر على التكهن بذلك، و لنا من متغيرات شملت الملبس و الماكل تجربة حية ماثلة امامنا اليوم. اذ لم تحدث هذه التغييرات  بفتوى و لا بقانون.
هكذا سياتي يوم الانفتاح الايزيدي داخليا و خارجيا و قد لا نراها نحن، لكنني على يقين بان هذا سيحصل  عاجلا ام اجلا.
بقت نقطة مهمة اود ان اشير اليها ..الا وهي ان نقف على ما هو جوهر الدين و ثوابته من غيرها قبل ان نكون مع او ضد التغييرات. سمعت الكثيرين من الاخوة المتداخلين في الحوار يدعون بان الاصلاحات لا يجب ان تشمل ثوابت الدين فهذا ما لم يحصل من قبل لديانات اخرى!!! في الحقيقة هذا ادعاء خاطيء ... لان الاصلاحات قد شملت لب عقيدة كل الاديان الابراهيمية بما فيها الاسلام  الاكثر تشددا من جميعها.
فيكفي ان ننظر حولنا لنري اتجاهين رئيسيين في الاسلام ، اعني السنة و الشيعة الذان يختلفان فيما بيهما بما يكفي ان يعتبرا دينان منفصلان او اصلاحات او تغييرات جوهرية بامتياز، بحيث ان كل طرف يشكك في اسلام الاخر . هذا طبعا ناهيك عن اربعة مذاهب سنية رئيسية و عشرات المذاهب و الطوائف المتفرعة من هذه التقسيمات الرئيسية . و غالبا ما تكفر فرقة منه الفرق فرق اخرى !!! ما كل هذا سوى اصلاحات في لب عقيدة الاسلام بحيث يصعب على المرء ان يقف على شيء اسمه الاسلام بل اصبح هناك اسلامات عديدة.
المسيحية التي هي بحد ذاتها اصلاحات و تغييرات جذرية في صميم اليهودية، هي الاخرى تعرضت الى اصلاحات في لب المسيحية فكانت النتيجة عشرات المذاهب و الطوائف و ربما اخر صيحة في هذا المجال اتت من رأس الهرم الكاثوليكي بان اقر بنظرية داروين، اي ان الكنيسة قد تراجعت عن رايها بعد كل هذه القرون و استبعد البابا فكرة الجنة و النار و اعترف ان قصة ادم و حواء مستقاة من الاساطير السومرية البابلية ...!! ما هذا كله الا اصلاحات في ثوابت المسيحية.
 انا براي الشخصي علينا ان لا نمزج بين الايمان و الدين، فالايمان هو الثابت وكهنة الدين احتكروا الايمان و استولوا عليه و اضافوا اليه مسائل دنيوية من باب النظام الاخلاقي، الشيء الذي تجسد في الشريعة باوضح اشكالها لدى الاسلام نموذجا. هذا التزاوج القسري بين الايمان و الاخلاق انتج مولودا مشوها اسمه الدين الذي انسن الخالق و روضه بما يتجانس و مصالح الكهنة و كل من يستغل هذا المولود لاستغلال الانسان ابشع استغلال. فتحول الانسان الحر السعيد في علاقته الروحية المباشرة مع الخالق من خلال تلك الاصرة النقية الجميلة الايمان، الى عبد ذليل محتقر في علاقة مع اله مؤنسن، سيد و من خلال وسطاء جعلوا عقل الانسان مفتعلا معطلا عن الفعل، لا يجيد سوي النقل و التقليد الاعمى.
نرى انه كلما كانت الشريعة في العقيدة اكثرشمولية و تفصيلا، كلما كان ذلك على حساب حق الانسان في الحياة الحرة الكريمة في هذه الدنيا، و كلما قل جانب الشريعة في الدين كلما تطابقت تلك العقيدة و تجانست مع الايمان وكلما رفع شان الدين بذلك.
 كل ما يمس الدنيا ليس جزء من الايمان و الدين الحق


41
يختزلون الانسان في الدين ... و الدين في اللادين!
وسام جوهر
السويد2013-03-15

قلما تجد شعبا عانى من العزلة و الاضطهاد كالشعب الايزيدي، شعب الله المنسي. تنبش في مصادر التاريخ  و المخطوطات دون جدوى لا تفلح ان تجد شيئا يستحق القراءة، فجله ساذج ملفق و غير منصف بل عدائي في معظمه. كتب عنهم البعض و نقلوا عن بعضهم البعض فازادوا في الطين بلة. يخال للمرء و كان التاريخ متامر على هذا الشعب المسكين. عاش الايزيديون او ما تبقى منهم من تلك الفرمانات و الحملات اللاانسانية و التي استمرت لمئات من السنين، زمنا طويلا في عزلة شبه تامة يداوون جراحهم.
لقد ادى هذا الانعزال الى كارثة حقيقية في مختلف مناحي الحياة من تعليم و صحة و اقتصاد ناهيك عن تنزيلهم الى ادنى درجات المواطنة. لقد ترك كل هذا شرخا كبيرا في شخصية الايزيدي فولدت لديه غريزة الخوف من كل مايحيط به و فقد الثقة بكل الخارج الايزيدي، فامتنع عن التعليم خوفا من ان يكون التعليم وسيلة تبشيرية تهدف الى سلبه بعقيدته. فكانت النتيجة ان بقى المجتمع الايزيدي غارقا في الامية حتى بداية الستينات من القرن الماضي حيث بدء نفر قليل من الارتواء من منابع العلم و المعرفة.
ربما كان اول و اكبر تغيير ديموغرافي ايزيدي حصل في الشرق الاوسط ،هو نزوح الايزيديين من تركيا الى المانيا التي كانت تنادي الايدي العاملة على اثر الحرب العالمية الثانية المدمرة لالمانيا، فكانت النتيجة ان الموجة الاولى من المغتربين الايزيديين شملت كل الوجود الايزيدي في تركيا. في بداية الثمانينات و على اثر حروب صدام حسين الكارثية حتى بدايات التسعينات، كان لايزيدية العراق موعدا مع الموجة الثانية التي اخذت طابع الهجرة الجماعية في تسعينات القرن الماضي. و على التوازي نزح ايزيدية سوريا و ارمينيا الى الغرب هربا من الظروف القاسية التي حلت في تلك البلدان على اثر تقلبات سياسية كبيرة. مع بداية الالفية الثالثة اصبحت المانيا الاتحادية ثاني بلد ايزيدي بعد العراق و دولة السويد تكاد تصبح ثالث دولة من حيث عدد المهاجرين الايزيديين.
هنا حصل شيء او بالاحرى تغيير لم يكن ليفطن له الكثيريين و هم منشغلين بهمومهم اليومية يرزخون تحت طائلة من الظروف القاسية من ديون هائلة و اهل في الوطن الام في حاجة يومية الى مساعدتهم ناهيك عن صعوبات التاقلم مناخيا، ثقافيا وهم في غالبيتهم اميين ضحايا الظلم التاريخي الذي لحق بهم. فمع مرور السنين تحسنت اوضاعهم و كبر الجيل الثاني من ابنائهم و اختلط مع الجيل الثالث من ولادة الاوطان الجديدة.... كل هذا افرز تحديات جديدة لا تقل عن سابقاتها. كيف يحافظ الايزيدي على هويته و ارثه و كيف يوفق بين هذا و ان يكون مواطنا في بلده الجديد له ما لغيره و عليه ما عليه؟
الاجيال تتوارث الثقافات من الاباء في بيئاتها التاريخية بشكل ديناميكي و طبيعي فالطفل الايزيدي مثلا في ختارة او سنجار او بحزاني يتلقى عناصر الهوية الاجتماعية الدينية الوطنية على مدار الساعة ليلا و نهارا في المنزل كما في المدرسة و كما في الشارع وفي المسرات و الاحزان، يحج لالش على الاقل مرة كل سنة. اين هذه البيئة في المانيا و السويد و كل الخارج ؟ و حتى في بيئته التقليدية يتعرض الانسان الايزيدي الى عواصف من التاثيرات الخارجية من خلال التلفاز و المسلسلات التركية الرخيصة و عالم الانترنيت ، فلم يعد الايزيدي اسير قريته التي كانت الى الامس القريب عالمه و كل العالم من حوله.
ان يعمل الايزيدي في بارات بغداد و البصرة و اربيل و السليمانية كعامل اجير او حتى صاحب متجر صغير و عائلته في ايزيدخان فهذا شيء.... لكن ان يهاجر الايزيدي و عائلته الى ديار الغربة فهذا شيء اخر.... انها ليست نزهة صيفية يعود بعدها الى ايزيدخانه غدا او بعد غد ....انه انتقال و تحول و تغيير الى الابد....بعد جيل او جيلين سيكون للايزيدي الغربي ذاته و شخصيته الجديدة في الكثير منها غربية كما هي في الكثير منها اليوم عراقية و كوردية و سورية و جورجية. هذه حقائق و ليست تمنيات او مطالبات من جانبنا كما يحلوا للبعض ان يسميها اليوم.
كيف تريدون ان يعيش الايزيدي الغربي في قلب الحضارة الغربية و بعقلية و احكام زمن قديم اصبح من الماضي البعيد. يبدوا لي اننا، و كما كانوا دعاة التغيير في كل الازمنة و في كل الثقافات، نواجه التحدي الكلاسيكي من دعاة الجمود على اساس، هكذا عاش ابائنا و اجدادنا فلما التغيير اذن؟؟ بالامس القريب كان ضربا من الخيال ان تلبس الفتاة الايزيدية في قريتها البنطلون او ان يحلق الشاب الايزيدي شاربه .... انظروا الان الى حفلة عرس ايزيدية في ايزيدخان و ستفهمون حجم التغيير، الذي ما ان وصل نقطة التراكمات النوعية لم يعد ممكنا عندها لكائن من كان ان يقف بوجهها ....هذا هو التغيير الطبيعي الذي نعني به نحن، فانه كامواج السونامي يجرف كل ما يقف في طريقها.
ان وجود الطبقات من عدمها لا يغير من ماهية العقيدة كما  يتخوف البعض  فلكل زمان مقوماته و متطلباته. فهي مستحدثة اصلا على العقيدة و على يد الشيخ الجليل عدي بن مسافر، اي ان العقيدة الايزيدية الحقة عاشت من دون الطبقات قبل ظهورها.
في الحقيقة ان << السد و الحد>> ما هو الا <<شريعة>> وضعية يراد منها تنظيم حياة الناس الدنيوية و لكي تكتسب السلطة تم ربطها بالحياة الاخروية.  في الماضي الذي كان له مقوماته و ضروراته كان للشيخ و البير دورا مهما بكل تاكيد...كان دوره مهما و لهذا خصص له منصبا و خصص له راتبا <<ماش ـ معاش>> سماه ب <<الرسم ـ الزكاة>> لكي يكون متفرغا الى امور الدين، ولكن اين نحن من كل هذا اليوم؟ كم شيخا او بيرا يعيش اليوم على  <<رسوم>> المريد. كم شيخا يحفظ نصا دينيا؟
المشكلة كل المشكلة تكمن في تقديس اللامقدس على حساب المقدس. انا اتسائل ما قيمة الدين ايا كان هذا الدين من غير الانسان؟ لاجل ماذا وجد الدين؟ و من هو هذا الذي خلق الدين؟ لقد عاش و يعيش الانسان من دون الدين، و لكن اين هو الدين الذي يعيش من دون الانسان؟ !!! انا لا ادعو هنا الى الالحاد طبعا ، و لكن اريد ان اذكر بقيمة و قدسية الانسان في هذه العلاقة التي شوهها الانتهازيون المنتفعون من الدين. الدين كالسياسة وجد او من المفروض به انه وجد ليسد جانبا من احتياجات الانسان التي يمكن تقسيمها الى حاجات مادية و اخرى نفسية روحية او سميها ما شئت... حتي الدين يؤكد على هذا اذ يقر بان الانسان خلق من المادة (الطين) و الروح (نفس الله )...... لقد حاول الانسان منذ بدايات وجوده او وعيه على وجوده ان يفهم كل ما حوله من ظواهر الطبيعة...و جاء بتفاسير او اجوبة عديدة لاسئلة كثيرة تحدته
التاريخ يبين لنا اتجاهين رئيسيين في هذا المنحى، الاتجاه الميتافيزيقي (ما وراء الطبيعة) الذي يقول بخلق الكون من قبل خالق يقع خارج الزمان و المكان، هذا هو الاتجاه الديني الذي في اهمه يحقر الدنيا و الحياة الدنيوية لصالح حياة اخروية لا احد راها و ليس لدعاة هذا الفكر اي دليل او اثبات و لا ضمان لوجودها. يمنحونك مقعد انتظار في هذه الدنيا الى جنة لا وجود لها الا في مخيلة المستفيدين و المنتفعين من الدين على حساب “المريد” المسكين المقهور.
الاتجاه الفكري الثاني للانسان تجلى في رؤية مادية ترى ان المادة ازلية لاتفنى و لا تخلق من العدم و هي الاصل ، اصل كل الظواهر من جماد و حياة. هذا هو الاتجاه العلماني و الذي يستند الى العلم و مبدء التجربة و البرهان، يطالب نفسه بالبرهان قبل ان يطالبه غيره بذلك. هذا الاتجاه الفكري العقلاني و على عكس الاتجاه الميتافيزيقي الذي يستند على الغيب و الاسطورة دون دليل او برهان.
الاتجاه المادي العلماني، يقدس الانسان ولا يرى فيه عبيدا لاحد، لا يؤمن بالغيب و لا بالاخرة و يوم الحساب ، الحساب على ماذا؟! هذه هي الحياة الوحيدة التي يعيشها الانسان الفرد بشكلها و صيغتها الفردية الحالية مرة واحدة، وعلى الانسان ان يستمتع بها و ان يعيشها على افضل وجه ممكن دون تحويلها الى جحيم على الارض لصالح وعود لا احد يضمن تحريرها.
اصحاب الاتجاه الديني يربطون بين الاخلاق و الدين و بشكل يخال اليك بان لا وجود للاخلاق دون الدين، او ان الدين هو خالق الاخلاق !!! في الحقيقة هذا ادعاء غير صحيح، فالتاريخ يثبت لنا ان الانسان في بدايات التاريخ و الى زمن متاخر جدا لم يكن يربط بين الدين و الاخلاق بل كان اخلاقيا قبل ان يكون متدينا و كان مصدر اخلاقه، الانسان نفسه ـ ضميره ـ  و بيئته الاجتماعية و علاقاته بالاخرين فيها. الانقلاب الديني على الاخلاق و اختطافها و استغلالها لصالحه بدء مع النبي زرادشت و بلغ ذروتة في الديانات الابراهيمية و على وجه الخصوص في الاسلام كاخر ديانة ظهرت في الشرق.
ماساة مفهوم الاخلاق في المنظور الديني في الشرق تتجلى في اختزال النظام الاخلاقي كله في امور محدودة و محددة يعظمها و يقدسها على حساب امور و اخلاقيات اكثر اهمية و قداسة. فالشرف و كل الشرف اختزلته الثقافة الشرقية اسيرة الثقافة الدينية ، ليسكن بين فخذين. اما امور اخلاقية كالصدق و الامانة و حقوق الانسان و الى غير ذلك من الاساسيات لبناء المجتمعات المزدهرة فيكاد ان يكون مفقودا لدى انسان هذه الثقافات. سياتيك احدهم باية قرانية او قول من اقوال الايزيدية ليقول لك، قال الله سبحانه تعالى كذا و كذا ... و حرم كذا و كذا..! جميل جدا ليكن كذلك لكننا نجد من بين النصوص الدينية ما يدعو الى عكس ذلك تماما و التاريخ يثبت لنا ان انبيائه قتلوا الناس لاختلافهم معهم، لا بل يعظم الدين من شان القاتل و يمجده و يوعده جنات الخلد كثناء لخدماته الجليلة في قتل اعداء الله من الكفرة  الذين لا تطالهم يد الله دون جنده!
ان الفساد الخلقي و الاخلاقي المتفشي في ظل هذه الثقافات ما هو الا دليلا على مادية طبع الانسان و اصله ، فتراه يكذب و يقتل و يحتال و ينافق من اجل المنافع المادية من اموال و مناصب و مزايا اخرى. نحن لا ندافع عن هذه الصفات طبعا ، على اساس مادية الانسان، بل على العكس نرى على عكس هذا الانسان، هناك الانسان الغربي “الكافر” نموذجا لا يكذب، يكد و يعمل بجد و اخلاص، و هو لا يفعل كل هذا خوفا من نار جهنم الابدية اذا سرق او كذب او قتل نفس ، بل يمتنع عن كل هذا لانه و بفطرته و عقله يدرك ان الامتناع عن كل ذلك يخلق له و للاخرين مجتمعا امنا يحقق له افضل ظروف الحياة الدنيوية، الحياة الوحيدة التي يعرف بانها بكل تاكيد يعيشها الان.
ولعل اتجاه الهجرات البشرية الحدية تثبت لنا كل هذا بشكل لا لبس فيه. نرى اصحاب اولى الحضارات الانسانية و ب “فضل” الثقافات الدينية الفاشلة، يقصدون ديار “الكفار” طلبا الامن و الامان و ضمان كل سبل الحياة لهم و لاطفالهم، رغم ان بلدانهم الاصلية تحوم على بحار من الذهب الاسود.  من الجدير بالذكر ان حال الانسان الغربي في ظل الثقافات الدينية بشكل عام و الديانة الابراهيمية المسيحية بشكل خاص، و الى الامس القريب لم يكن بافضل من حال اخيه الشرقي، قبل ان ينتفض على تلك الثقافه وقبل ان يميز بين ما ل لله و ما للانسان، فاعاد تعريف الدين و لم يلغيه .وغير في نظرته الى الدين و لم يغير الدين. تحرر من سلطة الدين دون ان يترك الدين.
ان اللجوء الى السخرية و الاستهزاء بالمصلحين و التغيير، و العزف على وتر العاطفة الدينية ليس بجديد ، فالناس استهزئت برسلها و انبيائها و نعتتهم بالمجانين و المعتوهين. من ينكر التغيير او يعاديه فليفعل ذلك و يعيش في عالمه الوردي الذي لا وجود له الا في مخيلته. اما التغيير فمحكوم ، وهكذا كان دوما، و هكذا هو اليوم و غدا، بظرفي الزمان و المكان وهو جار من غير توقف كالرياح التي تهب من غيراذن.
بالامس كان الدين وكل الدين في لبس الابيض و ال”توك ـ طوق”، و في الشارب و في عدم الاحتكاك جنسيا خارج الدين ...و في ... و في ... و اليوم ليجاوب المستهزئون والمثاليون ممن جعلوا من انفسهم خلفاء الله و الدين على الارض، كم ايزيديا عاش خارج محيطه التقليدي، قادر اليوم علي ان يضع يده على قلبه و يحلف بشرفه و اقدس ما عنده انه لم يخالف احدا  او جل هذه الخروقات لل “ سد و الحد”.
بالمناسبة فالسد و الحد كلمتان عربيتان لا غبار عليهما و الاثنان لا تعنيان اكثر من معنى الحد من حرية الانسان ....طبعا لن يتاخر جند لله في الاستهزاء بكلمة الحرية فليس هناك من شيء يعادي فكرهم كالحرية، فزادهم نابع من حصر حريات الاخرين “المريدين “، بالمناسبة فان  كلمة <<مريد>> هي الاخرى عربية و تعني و حسب معجم المعاني << تابع، متعلم على شيخ، المريد رتبة صوفية، فهو من مريديه اي من اتباعه و انصاره>>  ،فثالوث الصوفية هو الشيخ و الطريقة و المريد.
لا محال ان الانسان المبالغ في الدين اي دين كان سيقع في فخ الدجل و النفاق اذ تراه يقول شيئا و يفعل الكثير غير ذلك، ولسنا بحاجة الى تسطير الامثلة التي لا تحصى و لا تعد، فدعك عن المريديين، فالانبياء “المعصومين” فعلوا ذلك، فما بالك بمن يعيش في الغرب هربا من الشرق الذي يقدسونه في ما لا يقدس.
المتباكون على الدين ..يختزلون الانسان في الدين والدين في اللادين ...يا لها من محنة عقل ينتحر في عشق الغيب !
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


42
تعقيب على: الايزيديين و الاصلاح، للاخ و الزميل بدل فقير حجي

بقلم وسام جوهر
السويد 12‏/03‏/2014
بداية اسجل شكري و احترامي للاخ و الزميل بدل فقير حجي مرتين ، مرة لاهمية الموضوع، و اخرى لجرئته في طرح الموضوع وهو يعلم سلفا حجم المشقه و المعانات التي سيتعرض اليه من قبل البعض جهلا و البعض الاخر عمدا. اقول هذا بعيدا عن المجاملات، اولا لانني لا اجامل في مثل هذه الامور و ثانيا لست بحاجة الى ادنى مجاملة مع كاتب من طراز الاخ بدل و خاصة تربطنا به علاقة صداقة اساسه الاحترام، فلست قلقا ان اختلفنا معه في الراي.
بلا شك فان موضوعة الاصلاح هي مهمة بقدر ما هي ضرورية، و تشمل هذه الحاجة الملحة جوانبا عديدة، منها موضوعة “الطبقة السابعة” كما يعبر عنها لاخ بدل ، او موضوعة الانفتاح كما اريد ان اسميها انا.
نتفق مع الطرح فيما يخص الغياب التام لهرم القيادة الدينية و تقاعسها و هروبها من الواقع و تركت الدين يدبر امر نفسه بنفسه، مما ترك الدين و مؤمنيه عرضة لاجتهادات لا تسلم من تحريف النص و الزيادة و النقصان فيه، ناهيك عن تسييسه. اذن فمن اولى اولويات التغيير و الاصلاح ايجاد هيكلية قيادية جديدة ترتقي الى مستوى التحديات.
لنعود الان الى موضوعنا الرئيسي استحداث “الطبقة السابعة” كاصلاح لجزئية الزواج خارج الطبقه و الدين، من “الحد و السد” الايزيدي الذي يشمل من بين ما يشمل عليه الزواج حصريا ضمن الدين اولا و ضمن طبقات الزواج الايزيدية ثانيا يسوق الاخ بدل امثلة تاريخية مهمة، انني على يقين بانها غائبة على السواد الاعظم من بني ايزيدا، لياخذ منها سندا الى جانب عوامل اخرى يبرر بها الحاجة الماسة الى التغيير. اتفق تماما مع الطرح و من حيث المبدأ على ضرورة الانفتاح الايزيدي الداخلي و الخارجي.
التغيير كالنهر الجاري لا يتوقف، فهو جاري خارج ارادتنا و رغما عنا ، بكل بساطة لان التغيير سمة الطبيعة و الانسان و الدين ليس استثناءا. قلنا سابقا و نكرر القول هنا باننا اليوم نتكلم عن مجتمعات ايزيدية و ليس مجتمع واحد لكل مجتمع تربته و خصوبته و عوامله البيئية للبذرة الايزيدية التي نبتت فيه.
في الحقيقة ان طرح الزميل بدل في استحداث الطبقة السابعة ليس الا دعوة الى الانفتاح و كسر حاجز الدخول الى المعتقد من خلال بوابة التزاوج، الا انه، و كما يبدو لي، يقترح اصلاحا وسطيا مرنا على امل ان يكون مدخلا سلسا الى الدين من إالبوابة السابعة . نتفق مع الاخ الزميل مبدئيا ، و نختلف معه في الحل، لماذا؟. اولا، لا يستقيم المنطق ان تستحدث طبقة جديدة تضيفها الى الطبقات الموجودة سلفا و التي نحن و اياكم بهدف تجاوزها!! فلماذا نخلق طبقة و نختزل طبقات زواجية موجودة ؟؟ ثم هناك اعتراض اهم من ذلك، الا وهو ان تسكين الناس في طبقة جديدة كمنزلة بين منزلتين امر غريب و فيه الكثير من الدونية لن يقبل بها احد على نفسه، ان كان لديه الحد الادني من عزة النفس.. لنرى ما يطرحه الزميل بدل نفسه بهذا الخصوص:
 <<ان هذه المجموعة (الطبقة ) قد جعلت نفسها امر واقع في المجتمع الايزيدي و ترفض الوصاية و التفويض و الترخيص من اي طرف او جهة كانت لاجل منحها الهوية ، كونها لاتحس و لاتشعر بانها جسم غريب في كيان الايزدياتي و هم يؤمنون بطاووس ملك و الشيخ ئادي كفلسفة و اخلاق و روحية الانتماء للهوية و المجتمع الايزيدي موجودة و مترسخة في فكرهم و مشاعرهم و لكن بالطبع ليست بنفس السلوك و العقلية و الذهنية الموجودة لدى الناس الاعتياديين او المحافظين نسبيآ و التي تنحصر في اطر ضيقة الى حد ما>> ...انتهى الاقتباس
كلام جميل جدا و صريح وواقعي و معبرعما ذهبنا اليه، عندما قلنا بان لا احد يقبل على نفسه ان تسكنه الطابق السابع من البيت الايزيدي ...! فما يخص الطرف الايزيدي من ثنوية الظبقة السابعة، ههنا لا يرى ان خياره في الزواج من شخص غير ايزيدي   يعد اي انتقاص من ايزيديته باي شكل من الاشكال طالما ان شريك حياته و ثنويته لم يفرض عليه اعتناق عغيدته بل دخل اما بقبول و تبني العقيدة الايزيدية او دخل الحياة الزوجية دون اي اعتبار لاية عقيدة دينية ، اذ ما من احد يطالب اي كان بان يؤمن بعقيدة كشرط للمواطنة او الانسانية ، فذلك شان فردي محض.
ان العقيدة الايزيدية شانها شان اية عقيدة اخرى، هي مسالة اعتناق و ايمان قبل ان تكون مسالة ولادة ، او على الاقل ، يجب ان تكون هكذا. و عليه فمرحبا باي انسان يؤمن بهذه العقيدة و لا يصح ان يحتكرها احد ...العقيدة مثلها مثل كل الافكار التي تصبح ملك كل البشر. ما اريد قوله لقد ان الاوان لان تنفتح العقيدة الايزيدية و الايزيديون بالاحرى على العالم الذي هم جزء منه و لتصبح عقيدة عالمية يصب فيها روافد انسانية جديدة بكل ما ستصحبها معها من طاقات جديدة و خلاقة تساهم دون ادنى شك على ديمومتها  وتطورها و بقائها .
هذا  تغيير جاري و يجد نفسه في مرحلته التراكميه و سيبلغ قريبا في تقديرنا مرحلة التغييرات النوعية اي سيصبح امرا واقعا كما هو اليوم امر واقع ان الايزيدي تجاوز الكثير من المحرمات و الممنوعات فيما يخص الامتناع عن بعض الماكولات كالخس و الفاصوليا و القرنابيط و لحم الخنزير و السمك الذي يتفق العلماء و الاطباء على ضرورة اكله على الاقل يومين في الاسبوع، ناهيك عن اللبس فبات الايزيدي يلبس الازرق قبل اي لون اخر دون يرمش له طرفة عين. يعبر الاستاذ و المفكر الاسلامي الليبرالي احمد حسن القبانجي عن مثل هذه الامور بقشور الدين، حيث ان الدين هو قبل كل شيء ايمان و حاجة نفسية قبل اي شيء اخر.
لا ارى بان من يسميهم الاخ بدل بالطبقة السابعة الموجودة اليوم كامر واقع، بحاجة الينا لكي نرسم لهم الشروط ...فايزيديتهم لا تقل عن ايزيدية اي شخص ايزيدي اخرمن حيث الشعور و الحس و الايمان، و ايزيديتهم حق مشروع لهم لا ياخذها مثلما لا يشرعنها احد...ان كنا مصلحين حقيقيين و انني لا اشك طبعا قيد انملة بكون الزميل بدل مصلحا حقيقيا ، فلندعو جميعا الى الانفتاح دون هكذا طبقات وسطية غريبة، و دون الخوف من الضياع في بحر المنتمين الجدد، لان هكذا خوف مع كل الاحترام نابع من قصر نظر، لان الانسان الغربي لا يعير كثيرا من الاهمية الى الدين بل يضع الانسان و القيم الانسانية فوق كل القيم ...اما الدين فبات له ارثا تاريخيا لا يتدخل في صغار امور حياته اليومية.
انني على يقين بان الاجيال القادمة من بني ايزيدا في الخارج الغربي سيكونون ايازيديين اكثر منا و سيبحثون عن تاريخهم و عن تراث ابائهم لان في ذلك تقوية لهوياتهم الوطنية و سيفعلونها بحب و ايمان عميقين بعيدا عن مخالب السياسة و دهاليزها المظلمة و بكامل الحرية و سيقفون على حقائق عن هويتهم و عقيدتهم لم نحلم بها نحن و ابائنا يوما.
لغة الام الكرمانجية الحالية مهمة و لكن لا تقف الهوية بها و تسقط من دونها ...اذ اننا نتكلم قريبا عن لغات ام للايزيدي و ليس لغة ام واحدة فستصبح الالمانية و السويدية و الانكليزية و غيرها من اللغات، لغة ام للايزيدي الالماني و السويدي و الامريكي ...الخ.
قريبا ستكون هناك مؤلفات بهذه اللغات العالمية من بني ايزيدا في اوطانهم الجديدة و باحثين من بينهم على المستويات العالمية و سيوفرون ترجمات و تفسيرات للنص الايزيدي و لاهوته، فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون.الشعوب الحية شانها شان المياه الجارية التي تشق طريقها الى مسعاها، مهما كانت العوائق التي تعتريها في طريقها.
خلاصة القول ليس هناك من يجروء، اي كان موقعه في الهرم الديني الايزيدي على تشريع اصلاح من هذا النوع و نفهمهم جيدا في ذلك و عليه نرى بان التغيير يجري بيننا كجريان دجلة و الفرات دون توقف.
اقدم شكري العميق مرة اخرى للاخ الزميل بدل لبحثه القيم و الغني بالمعلومة التاريخية و الدينية و لطرحه حوار مهما.

43
تساؤلات برسم الشارع الايزيدي حول دعوة الاكاديمية الايزيدية في هانوفر الى السيد اثيل النجيفي
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 19‏/02‏/2014

 من المنتظر ان يحل السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى ضيفا على الاكاديمية الايزيدية في مدينة هانوفر الالمانية و ذلك بدعوة منها و اخواتها في منشن و بلافيلد. ليس لدينا شك بان هذه الدعوة انما وجهت الى السيد النجيفي بحسن نية و صافية صفاء القلب الايزيدي الذي يبدوا انه لا يميز بين الصديق و غير الصديق خاصة في احلك الظروف و احرجها و في ظل التقلبات السياسية المتسارعة. ان الاكاديمية الايزيدية بصفتها كمنظمة مجتمع مدني لها كل الحق ان لا تغلق الابواب على السياسيين الفاعلين في ساحة ايزيدخان، و لكن على المرء ان يكون حذرا جدا في اختيار المدعويين و توقيتات الزيارات. بكل امانة فاجئني امر هذه الدعوة التي اراها بكل صدق و امانة غير موفقة في اختيار الشخصية السياسية اضافة الى التوقيت.
لقد اكدنا مرارا ان معركة الايزيديين “معركة تل قوينجق” العصر انما تدار رحاها الان في نينوى ، لقد هزم الايزيديون يومها 1832 امام جبروت طاغية سوران محمد مير راوندوزي، على ابواب الموصل التي اوصدت امام الفارين الملتجئين اليها من اطفال و نساء و شيوخ. فكانت النتيجة، ابادة جماعية قدرت ب 95% من الايزيديين اي لم ينجوا منهم سوى 5% معظمهم بعد ان سبحوا دجلة الى الجانب الاخر. السؤال الاهم اليوم هو: هل للايزيدية ان يخسروا معركتهم مرة اخرى؟ الاجابة بحكم الحد الادنى من المنطق لا ، و يجب ان تكون، لا. هذا يعني ان على الايزيدي ان يحسن تعبئته و اختيار الحلفاء و تشخيص مكامن الخطورة كحد ادنى لسياسة امن قومي ايزيدي تساهم في ضمان بقائه.
لنرجع الى الماضي القريب جدا و ننبش في ملف الاحداث في نينوى ايزيديا...مالذي حدث؟ و مالذي كان من المفروض ان يحدث؟ نجده ملفا مليئا بالاخفاقات و خيبات الامل سببه الاول غياب المشروع الايزيدي السياسي و استغلال القيادة الكوردية الايزيديين سياسيا ايما استغلال. اذ اخذت هذه القيادة من الايزيدي اضعاف مضاعفة مما اعطته و تبين بشكل لا لبس فيه ان قادم الايام في فلك هذه القيادة السياسية الكوردية هو اخطر على الوجود الايزيدي طرا. لنا من اخر تجربة سياسية في نينوى درسا بليغا لا بد للشعب الايزيدي ان يتعض منه ... فكما هو معلوم فان الايزيدي المسكين خرج من مولد انتخابات محافظة نينيوى الاخير من غير حمص. لقد خرج الايزيدي خاسرا كبيرا من تلك الانتخابات على اثر مؤامرة سنية، اطرافها الحزبين الكورديين البارتي و اليكتي و حليفهما المدلل هذه الايام النجيفي و قائمته المتحدون! اتفقت هذه الاطراف خلف الكواليس على ان وضع الموصل لا يتحمل مناصب تنفيذية يتبوئها ايزيدي !!! و من له راي اخر فليفسر لنا مسرحية اخراج مرشحين ايزيديين فائزين  من المشهد لصالح القرابة و النسابة و تصفية الحسابات السياسية الداخلية ضمن البيت الكوردي في نينوى و بطبيعة الحال لصالح النجيفي الذي ضمن كرسي عرش نينوى اربعة سنين اخرى حتى و ان كان على حساب من اوصلوه يوما الى دفة الحكم.
 تساؤلات برسم الشارع الايزيدي المغدور نطرحها على الاكاديمية الايزيدية في هانوفر و علي ضيفها السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى. مالغرض من هذه الزيارة؟ ستجيبنا الاكاديمية بكل تاكيد دعونا نسمع السيد المحافظ و نتعرف الى ما في جعبته !  احقا لا تعرف الاكاديمية ما في جعبة السيد المحافظ!!!
على الايزيدي و انطلاقا من التاريخ القريب للسياسي اثيل النجيفي ، الحذر و كل الحذر و الحيطة كل الحيطة منه و ان لا ينخدعوا بكلامه المعسول. بكل اسف و بكل صراحة و دون ادنى مجاملات نقول بان اثيل اليوم هو ليس اثيل الامس بل يختلف عنه كليا...انه من خيب امال ناخبيه قبل غيرهم و هذا ما جعله ان يرمي بنفسه في احضان اربيل بدون قيد او شرط و على اساس، كل الطرق  تؤدي الى الكورسي الذي يؤدي الى الجيب. اذن نحن نتكلم عن سياسي انتهازي متقلب يصعب البناء علي وعوده.
هناك الكثير حول السيد المحافظ ما يثير الشكوك في مصداقيته. لماذا لم يبادر الى فكرة توسيع صلاحيات الاقضية تمهيدا لانشاء اقليم نينوى، قبل مبادرة بغداد الى استحداث محافظات جديدة منها محافظة سهل نينوى و سنجارالتي تلوح في الافق؟ كل المعطيات تشير الي ثمة مشروع خلف الكواليس تحاك خيوطه للالتفاف على فرص ايزيدخان في محافظات تتمتع بحكم ذاتي.
السيد اثيل النجيفي متحالف مع التحالف الكوردستاني في نينوى  و هذه معلومة في غاية الاهمية اذ ان وجوده السياسي مرهون بهذا التحالف و عليه فمن الاولى دعوة ناس من الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى الزياره لانه يتحكم بمصير نينوي اليوم اكثر من السيد النجيفي. اذا كان السيد النجيفي صادقا في قبوله بقيام محافظات سهل نينوى و تلعفر و على الارجح سنجار لاحقا فليكن قبوله غير مشروطا باقامة اقليم نينوى بل يترك تلك المسالة الى مرحلة لاحقة تقرر كل محافظة بما فيها نينوى، الانضمام الى هذا الاقليم او ذاك او حتى بقائها خارج اي اقليم، الخيار الذي نراه الافضل لسكان هذه المحافظات و هي تتمتع بصلاحيات واسعة كمحافظات ذات حكم لامركزي مع بغداد.
 


44
استحداث المحافظات بين مطلب جماهيري و رفض سياسي
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 26‏/01‏/2014

كما كان متوقعا فلقد انقسم العراقيون بين معارض و مؤيد لقرار مجلس الوزراء العراقي الخاص باستحداث محافطات طوزخورماتو و تلعفر و سهل نينوى و النية في استحداث محافظة فلوجة، و من الجدير بالذكر ان المجلس كان قد قرر قبل ذلك باستحداث محافظة حلبجة القضاء التابع لمحافظة السليمانية دون ان يثير ذلك اية ضجة تذكر! فما الجديد اذن الان ليصبح ازمة تضاف الى ازمات العراق الكثيرة و الشائكة؟ هذا ما سنحاول ان نتناوله في مقالنا هذا لنقف عند دوافع الاستحداث و حجج المعارضة لاستحداث هذه المحافظات.
 صاحب القرار يبرر القرار على اساس ضرورة ادارية و امنية من اجل تسهيل تقديم الامن و الخدمات لمواطني هذه المناطق، هذا على المستوى الاعلامي و الرسمي، نافيا بذلك ان يكون القرار بدوافع سياسية. في الحقيقة لا يحتاج المرء  الى تامل عميق طويل ليدرك بان القرار لا يخلوا من دوافع سياسية، خاصة اذا ما اخذنا في الحسبان النزاع السياسي المؤجل و المرحل الى عدد كبير من اللجان في سعي نحو الهروب الى الامام. هذا الامام الذي يبدو ان الاطراف المتنازعة بدات ترى مشارفه تلوح في الافق القريب. الكل يعلم بان اقليم كوردستان كان قد عزز موقعه على ارض الواقع و كواقع امر على بغداد في ظل الاحتلال الامريكي للعراق و انهيار الدوله العراقية بالتمام و الكمال. ورثة بغداد من غير الكورد لم يكن لهم خيار بل القبول بامر واقع مرحلين التعامل مع القضية الى الامام. مع تفاقم ازمات المركز مع الاقليم و اقتراب الانتخابات البرلمانية التي وفق كل التقديرات ستكون الاصعب على الكتل السياسية الكبيره، كل ذلك يدفع بالاطراف السياسية الى تعزيز مواقعها السياسية. و من هنا هذا القرار في استحداث محافظات جديدة على جغرافيات متنازعة عليها، و من هنا ايضا معارضة القانون الذي يشكل تهديدا سياسيا حقيقيا على طموحات المعارضين السياسة في هذه المناطق.
راينا الشخصي يكمن في ان القرار  يحمل جانبا ايجابيا مهما في التعامل مع ملف حقوق الاقليات العراقيه المغدوره سياسيا.  و سنحاول ان ندافع عن وجهة نظرنا هذه من خلال تناول اهم حجج المعارضة لاستحداث المحافظات على جغرافيات الاقليات العراقية المتنوعة.
لقد جاء القرار سياسيا و باغراض دعائية:
لقد جاءت المعارضة سياسيا و كما كان متوقعا من الجانب الكوردستاني اضافة الى كتلة و شخص السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى و المتحالف سياسيا مع الاكراد بعد ان كان من اشد المناوئين لهم! لنري ما هي اهم هذه الاعتراضات و الحجج و لنقف عندها لنرى الغث من السمين. يا ترى بماذا يجيب الرافضين على تساؤلات حول الابعاد السياسية لتحويل حلبچة الى محافظة  بهدف اضعاف محافظة السليمانية لصالح اربيل وفق حسابات سياسيه دقيقه؟. اذا كان ردهم بان ذلك يعد تكريما لحلبجة المنكوبة فليححدوا لنا مدينة عراقية غير منكوبة بشكل او باخر فعلى سبيل المثال هل تقل منكوبية سنجار او طوز عن منكوبيه حلبجه؟ مع فارق ان حلبجة قد اخذت، و يجب ان تاخذ، الكثير من الرعاية و العناية مقارنة بمدن اخرى منكوبة . و لكن هل يجوز ان يصبح  ما هو حلال على احد حرام على الاخر.
يقول المعارضون بان القرار جاء سياسيا و باغراض دعائية انتخابية ! قرارات الدولة في كل مكان و زمان هي سياسية بصيغة او  باخرى... ثم ان القرار صادر من مجلس رئاسة الوزراء مع التاكيد على كلمة مجلس، هذا من جانب و من جانب اخر فان المعارضون يشكلون جزءا من الحكومة و لا يستقيم الامر معهم ان يكونوا شركاء القرارات التي تصب في مصالحهم الحزبيه و يكونوا في المعارضة ضد ما لا يتناغم مع طموحاتهم السياسية ... فالشراكة تستدعي ان تكون مع الشريك في السراء و الضراء. اما ما يخص تهمة الدعاية السياسية فهذا مردود عليهم و على الجميع، فللسياسي حقه المشروع ان يستفيد سياسيا من قرارات تلقي قبولا و ترحابا من ناخبيهم و لسنا بحاجة لعد الامثلة التي يمكن ان تحسب عليهم استنادا على ذات المعيار. نذكر المعارضين بان معارضتهم هي سياسية بامتياز و عليه فهي مردودة عليهم.
لا يخدم مصلحة جماهير المنطقه قوميا مذهبيا و دينيا والمتعايشة فيما بينه:ا
اعتراص تلخص في ان القرار جاء متعارضا مع مصلحة جماهير المنطقة مذهبيا قوميا و دينيا و يتعارض مع التعايش السلمي الذي تنعم به جماهير المناطق المشموله بهذا القرار المجحف بحقهم على حد زعم هذا الراى المعارض. مرة اخرى هذا كلام مردود عليهم فاولا ان الذي اعطاهم الحق في ان يعبروا عن مصلحة الجماهير هو ذاته الذي يعطي ذات الحق لبغداد في التعبير عن مصلحة الجماهير ناهيك عن الجماهير انفسها، فهل خطر في بالهم مثلا ان يحتكموا في معارضتهم الى حكم الجماهير من خلال استفتائات شعبية حرة  نزيهة و تحت اشراف جهات دولية غير منحازه و بعيدا عن كل اشكال الترغيب و الترغيم؟ ام انهم يمنحون انفسهم كما هم فاعلون اليوم في مصادرة حق تقرير المصير لهذه الجماهير التي هي تكاد تكون في مجملها اقليات عراقية مغبونة و محرومة من ابسط حقوقها الدستورية في الادارة الذاتية ناهيك عن صنع القرار الوطني!. يا حبذا لو قالوا لنا كيف تكون محافظة “تركمانية” ضد التعايش السلمي مع محافظة “ايزيدية” او إعربية سنيةإ او كوردية جارة لها ضمن اطار الدولة الواحدة؟ او لسنا جميعا ندعي بالانتماء الى الوطن الواحد ؟ ام ان هناك غايات خفية خلف ما يتظاهرون به؟على العكس مما يدعون الجيره تصبح اسهل و افضل عند رسم حدود واضحة بين لكل طرف ما له و ما عليه، بدلا مما هو عليه الامر اليوم فالاقليات دون استثناء مغدوره  في تمثيلها السياسي بسبب التداخل بين الحدود و السبب دوما هو ذات الاخ الاكبر الذي غالبا ما يتكلم من فوهة السلطة و المال الوفير. اذا كان الاقليم يصر على رسم الحدود النهائية بينه و بين المركز كحق شرعي و دستوري فاين لا دستورية و لا شرعية حق المكونات في رسم حدود جغرافياتها ضمن وحدات ادارية تتمتع بحكم ذاتي؟!
القانون يتعارض مع بنود المادة 140 !
حجة يراد منها عرقلة هذا الاجراء فحسب. المادة 140 من الدستور العراقي تشير الى مسؤولية السلطة التنفيذية في تظبيق بنود المادة ٥٨ من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية، كما تشير المادة الى ان التنفيذ يبدء بمرحلة التطبيع و بعدها الاحصاء ثم ينتهي اخيرا باستفتاء في كركوك و باقي المناطق الاخرى المتنازعة عليها لتحديد ارادة مواطنيها في مدة اقصاها الحادي و الثلاثون من كانون الاول سنة الفين و سبعة! اين التعارض بين استحداث المحافظات المعنية و تطبيق هذه المادة في ظل توفر حسن النية؟ طالما ان المادة 140 تشدد على استفتاء يحدد فيه مواطنوا المناطق المشمولة، رغبتهم في العائدية لهذا الطرف او ذاك، فليس هناك ما يدعوا الى الخوف المبالغ؟  و لعله من نافلة القول هنا بان على ابناء هذه المناطق الا يفرطوا بهذا الحق الدستوري تحت اية ذرائغ و ضغوط سياسية كانت، حتى اذا لزم الامر المطالبة الدولية في الحفاظ على هذا الحق مع ضمان حرية ممارسته في ظل اجواء استفتائية سليمة جدا. ملخص الكلام هنا ادعوا ابناء المناطق المحرومة الى انشاء محافظاتها و التمتع بمنافعها الخدمية و الامنية لحين حلول تطبيق المادة 140. فطالما كانت الكلمة الفصل و الاخيره للموطنين و لطالما انكم المعارضون حريصون على هذا الحق فاين المشكلة عندها؟ فليختاروا الانتماء الى هذا الاقليم او ذاك فذلكم شانهم،  ام هناك صفقات سياسيه و توافقات خلف الكوليس تنتظر اهل هذه المناطق؟ في نهايه المطاف لا يصخ الا الصحيح. بالمناسبة هناك جانب كبير من اطراف العملية السياسية ممن يعدون ان المادة 140 قد انتهى مفعولها بمرور التاريخ المحدد 20071231.
صعوبة تمويل المحافظات الجديدة :
اية حجة واهية و غير منطڤيه هذه ؟ كل ما في الامر ان يتم اعادة احتساب حصص المحافظات و ياخذ كل محافظة نصيبها القانوني. اما ان عملية الاستحداث ستجلب تكاليف اضافية ..!. فنعم لكنها في المقابل ستكون هذه التكاليف مبالغ استثمارية يعود بالنفع الكبير على المواطنين في فرص عمل مباشرة و غير مباشرة ناهيك عن منافع اخرى جمة.
نحن مع الاستحداث و لكن ليس الان:
يا سلام على الحجة! يدعون ان هناك ملفات و قوانين عالقه في اشارة واضحة الى قانون النفط و الغاز و المادة 140 السالفة الذكر، اضافة الى ملفات عالقه اخرى بين الاقليم و المركز. الى متى تستمر التضحية اللاانسانية بمصائر و احوال مواطني هذه المناطق في ظل خلافات الاقليم و المركز السياسيه، و الاقليم لا خوف عليه و لا هم يحزنون غارق في المليارات من الدولارات التي تتساقط عليه من كل حدب و صوب. اين هي مسؤولية الاقليم و المركز الاخلاقيه تجاه مواطنين مغدورين في حقهم الدستوري؟ نحن نقول استحدثوا و ليكن اليوم قبل غد وتصرفوا ما شاتم في حل خلافاتكم السياسية انى و كيفما تشاؤون و كفى اهل الكهوف عفوا اقصد اهل المناطق الخضراء و الزرقاء ان يكونوا اكباش فداء في صراعاتكم  السياسية.
ان مقدمي الطلب ليسوا من ذوي الاختصاصات الصحيحة!
يشيرون في ذلك الى وزير الشباب و اخر من له علاقة بامور الحج و العمرة ! ما علاقة الاختصاص بالطلب؟! اولا هؤلاء مواطنون من ابناء المحافظات المشمولة و هذا وحده يجب ان يكون كافيا لانهم في ذلك انما يمارسون حقا دستوريا مكفولا لهم كما لغيرهم. ثانيا فليس هم من سيبنون المحافظات لنطالبهم باختصاصات فنية او ادارية محددة.
الاستحداثات طائفية تستهدف وحدة العراق في تقسيمه لاحقا!
في الحقيقة لا يعرف المرء كيف يرد على هذه الحجة السخيفة. يبدوا ان مؤيدي هذا الراي اما يجهلون او يتجاهلون حقائق خطيرة في مسالة تقسيم العراق من عدمه. اولا اننا نتكلم عن اقليات هنا تدين بالولاء الشديد للوطن و لا يزايد احد عليهم في الوطنية علاوة على،  و اني استحلفهم بالله عليهم،  اين هي مصلحة التركماني او المسيحي او الايزيدي في تقسيم العراق الذي يتشدقون بحرصهم عليه ! و من هو الذي يخاطر و يعمل ليلا و نهارا في تقوية الاستقطاب الطائفي القومي المذهبي، الخطر الحقيقي على وحده البلد. فليتفق اهل المذاهب من الدين الواحد اولا و لتتفق بعدها القوميتان الرئيسيتان ثانيا و ليطمئنوا بعدها نائمين قريري العينين من كل خطر اقلياتي على وحدة العراق. لا حاضنة و لا مدافع للاقليات سوى الوطن فباي منطق يساهمون في اي مشروع تقسيمي. من يقف خلف المشاريع التقسيمية للعراق منذ المؤتمرات التى سبقت الاحتلال الامريكي ؟ بكل تاكيد لم تكن الاقليات العراقية المسكينة طرفا منها.
كلمه حق:
الحق يقال ان قرار الاستحداث اجراء صحيح و مطلب جماهيري بمعارضة سياسية. نرى ان الاجراء يصب في خانة تحقيق العدالة الاجتماعيه في منح الاقليات العراقية الحكم الذاتي في ادارات محلية لا مركزية تتبع ذات الدولة التي يتبع اليها المعارضون,  و على من يعارض هذا الحل ان ياتينا بافضل منه. فباي حق يبصمون هذه الادارات بالطائفيه بينما اقاليم كاملة قائمة على اساس الانتماء العرقي القومي و حتى العراق كله مستقطب جقرافيا على اسس طائفية لا نري في ذلك عيبا و لا مشكلة بل على العكس في ظل توفر النية الحسنة و المبنية على القيم الانسانيه الصحيحة، نرى ان هذه الاستقطابات تصبح ذو فعالية ادارية حقيقية في تشريع و تنفيذ القوانين الوطنية و المحليه بشكل تتناغم فيه متطلبات و احتياجات المواطنين من الطيف العراقي المتعدد...فعلى سبيل المثال لا الحصر فان شانا كشان الاوقاف و قوانين الاحوال الشخصية  يكون من الاسهل التعامل معه ضمن الادرات المحلية بدلا من تشريعات وطنية شاملة تعقد امورا، العراقيون في غنى عنها.
ان اي تعامل مع الاقليات العراقيه لا يضمن لها حقوقها الدستورية و في مقدمتها الحفاظ على ديموغرافية مناطقهم يعد طموحات توسعيه استغلالية مرفوضة لانها على المدى القريب و بكل اسف سيؤدي الى استئصال شافه هذه الاقليات من وطن ما عرفوا غيره وطنا منذ فجر التاريخ ...فباي حق يصح حرمانهم من فرصة بقائهم. طالما جاء الرفض بشكله الرئيسي من الاقليم فليبادر الاقليم الى استحداث محافظة على مناطق ايزيدية الاقليم في مجمع خانك امتدادا الى الىمناطق الهويرية اضافة الى شاريا و المناطق الاخري و بذلك يعلنون عن حسن نية صافية تجاه المكون و ينافسون بذلك بغداد التي سبقتهم ...! ام ان ذلك ايضا فكره طائفية بحجة انهم اكرادا اصلاء واجراء كهذا  اصبح على الفور  مسالة طائفية مقيتة ! الغريب انى ما تعلق الامر بحقوق الايزيدية  قالوا ما الفرق فكلنا كورد ! و نحاججهم كم هم عدد وكلاء الوزراء او المدراء العامون او رؤساء الاقسام في الجامعات و دوائر الدولإ المختلفه من شرق كوردستان الى غربه ! او لديكم معاير افضل تقاس بها حقوق المكون؟ فاذا كانت الاجابة بلا ... فكفانا هذه المعاير الغير العادلة .. و اذا كانت الاجابة بنعم فهاتوا بها اليوم لماذا تنتظرون؟ ها هي بغداد تحرجكم و تحرج ايزيديتكم الاصلاء...ام انكم مطمئنون من طاقم الطابور الخامس الايزيدي الذي لطالما قدم خدمات المكون مجانا مقابل حفنة من الدولارات.
المكون الايزيدي و الاستحداثات:
هنا يمكننا القول بان المكون  في مجمله تفاجيء بهذه القرارات و مع ان الغالبيه العظمى يرون فرصة و انفتاحا حقيقيا على ملفهم المجمد المنسي فراح القسم ينشط في هذا الاتجاه. ما اثار دهشتي و استغرابي  هو القراءة الخاطئة من بعض الشخصيات و الجهات الايزيدية التي سارعت بل استعجلت في حكمها السلبي على هذه الاستحداثات فذهبوا يعارضونها بذرائع واهية تنم عنها ان الوضع الحالي للايزيدية افضل مما لو استحدثت هذه المحافظات! استنتاج غريب و خوف غير مبرر يضعهم الى جانب من يقف بالضد من تطلعات المكون الايزيدي الى اداره حكم ذاتي يضمن لهم بقائهم و ادارة مصيرهم بانفسهم. املي ان يراجعوا قراءة المشهد السياسي العراقي المتحرك المتغير ليروا بانهم مخطآون  من حيث يدرون او لا يدرون ... المكون الايزيدي بحاجة الى حشد الصفوف و توحيد الخطاب و الكلمة متجاوزا كل الخلافات الشخصية و الانانيات الفردية فمصلحة المكون العامه تلزم ابناء المكون دون استثناء التحرك متوحدين و الا سيلعن التاريخ من كان سببا في اهدار فرصتهم التاريخية.


45
استحداث المحافظات استحقاقات دستورية و اجراءات جريئة.
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي

السويد 23‏/01‏/2014
لقد اقدم مجلس الوزراء العراقي على خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح نحو اعادة تنظيم العراق اداريا و جغرافيا بشكل يتناغم مع التحديات السياسية و الادارية التي اثقلت كاهل المواطن العراقي. ان التقسيمات الجديدة تتميز بقراءة سياسيه ذكيه و لقد اتت بدون شك في الوقت المناسب. العراق مقبل علي حسم ملفات عراقية عالقة قد وقفت عائقا حقيقيا في طريق تنمية العراق عموما و العراق من غير الاقليم خصوصا.
بلا شك ان هذه القرارات اثارت جدلا سياسيا من قبل بعض الاطراف السياسيه التي ترى ان هذه الاجراءات لا تتماشى مع طموحاتها السياسية الطائفية على حساب الاطياف الاخرى و على وجه الخصوص الاقليات العراقية المختلفة. لا نرى عيبا و لا خطاء في انشاء محافظات على اساس المكون بل على العكس فان هذا الاجراء هو عين الصواب في عراق مستقطب طائفيا جغرافيا و حتى سياسيا. فاذا ما نظرنا الى التوزيع القومي المذهبي على جغرافية العراق سنرى الكورد  في الشمال و العرب السنة في ما يسمى بالمثلث السني في غرب و اجزاء من وسط العراق، كما نرى ان المكون الشيعي بغالبيته الساحقة مستوطن في وسط العراق ليمتد جنوبا ليشمل كل الجنوب. ما نريد القول هنا لمن يعترض على استحداث محافظات على اساس مكوناتي بان العراق بمحافظاته الحالية انما مستقطب عرقيا فلا جديد هنا اذن. اذا كان منطق منكوبية مدينة يشكل اساسا مقبولا لقبول فكرة تحويل المدينة الى محافظة فان هذا المنطق انما يضيف سببا اخرا على حق المحافظات المستحدثة و التي ستستحدث قريبا لانها مناطق منكوبة بكل المقاييس و هذا على سبيل المثال يشمل كل من طوز و تلعفر و فلوجة ناهيك عن سنجار المنكوبة منذ مئات السنين و هكذا باقي مناطق الاقليات العراقية. لا نرى سبيلا افضلا من احقاق الحق تجاه هذه الاقليات التي تعد جزءا اصيلا من الشعب العراقي، من ان تمنح ما يكفل لها الدستور العراقي من الادارة الذاتية التي تشكل الضمانة الحقيقيه لبقائهم من خلال الحفاظ على تراثهم و لغاتهم و عاداتهم ضمن اطار الدولة الواحدة جنبا الى جانب مع المكونات العراقية الاخرى. لا نتفق مع البعض الذي يعترض على هذه الاستحداثات بحجج الخوف على العراق من التقسيم، و نطمئنهم بان لا خوف على تقسيم العراق من قبل اقلياته و لا هم يحزنون لان هذا الاقليات هي الاكثر تضررا من اي تقسيم محتمل و بان العراقي الاقلياتي وطني بالفطرة و بامتياز.
لا محال هنا ان كل من يقف ممانعا لهذه الاجراءات انما لا تسره ان تتمتع الاقليات العراقية بحقوقها المشروعة لغايات سياسيه استحواذية لا اكثر. حق تقرير المصير يجب ان يكون مكفولا للجميع بغض النظر عن الحجم صغر ام كبر.
اضافة الى المزايا السياسيه نرى بان استحداث المحافظات تجلب معها مزايا اقتصادية و ادارية كثيرة اذ توفر فرص عمل كثيرة و تسهل عملية تقديم الخدمات بشكل اكثر فعالية، كما ستساهم كثيرا في محاربة الفساد بكل اشكاله. اننا على يقين بان الامر سيؤدي الى تحسين العلاقت بين مختلف المكونات، بعد ان يتم تفكيك التداخلات و التدخلات في شؤون البعض الاخر و سيكون عاملا مساهما في رفع الكثير من الغبن عن كاهل الاقليات العراقية. من الجدير بمكان هنا ان نؤكد بان صحة و شرعية هذه الاجراءات لا تقف براينا عند الاقليات العراقية وعلى اساس المكون ، بل اننا لا نرى ان استحداث المحافظات علي اية اسس اخرى من شانها تحسين امن و عيش المواطن العراقي، امرا ضروريا فحسب، بل حقا دستوريا للمواطن العراقي وواجب دستوري و اخلاقي للدولة.  قد يحاجج البعض على ان هذه الاجراءات انما هي من باب الدعاية السياسية لحزب السيد رئيس الوزراء... طيب اولا اذا ما قبلنا بهذا الراي نكون قد اسسنا لمبدء خطير جدا وهو تكبيل يد احزاب السلطة من القيام باي شيء يرد بالمنفعة على المواطن بحجة او بتهمة الدعاية السياسية الحزبيه ! اضف الى ذلك فان الدعاية السياسية المباشرة و غير المباشرة و ضمن اطر و قيم محددة حق مكفول للحزب السياسي، سواء كان هذا الحزب في السلطة او المعارضة، و لا توجد انظمه سياسية تحرم و تجرم ذلك باستثناء الانظمة الشمولية الديكتاتورية طبعا.
الغريب و ربما اغرب رد فعل على هذه القرارات اتى من السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى، اذ هدد باعلان نينوي اقليما في حال استحداث محافظات جديده على حساب الحدود الجغرافية الرسمية لمحافظة نينوى! صحة نوم يا سيادة المحافظ! قريبا لن تحكم اكثر من جغرافية مدينة الموصل على احسن تقدير. اين سيادتكم من قراءة المشهد السياسي؟ باي حق و باية شرعية و باي سلطة تفرض هيكلية اقليم على الاخرين؟  اذا كانت هذه التصريحات من باب الدعاية السياسيه فان اهل نينوى قد تعلموا الدرس منكم فيوم تتبنون خطابا قوميا عروبيا مشحونا ضد الكورد و يوصلكم ذلك الخطاب الى دفة الحكم بكل امتيازاته و نعماته و يوم انكشفت الحيلة و اصبحتم على يقين من ذلك ذهبتم تتحالفون مع الكورد لا لاجل عيون النيناويين و لا حتى المصلاويين منهم بل من اجل عيون الكرسي الذي وقعتم في غرامه كسائر و غالب حكام الشرق الاوسط و العراق ليس استثنا! اما اليوم نراكم يا سيادة المحافظ قد اصبحتم “اقاليميا” حريص على وحده نينوى ! لمن و لمصلحة من؟ اذا كان في الامر ما في صالح ابناء نينوى بمن فيهم ابناء تلعفر و سهل نينوى و سنجار و الشيخان و كل الاخرين فانهم بلا شك قادرون على الدخول في اقليم فيدرالي و على اسس صحيحة و متوازنة تكفل حق و استحقاقات الجميع و على اساس المصالح المشتركة و سيفعلون كل ذلك من غير مساعدة منكم.
كل المؤشرات توحي الى اننا في العراق بدئنا مرحلة الغربلة الطائفية النهائية لكمونات  العراق ليتالف العراق من وحدات ادارية  مكوناتيه بعد ان تيقن العراقيون بان افضل الممكنات هو ان يدير كل مكون شؤنه اليومية في ظل دولة كونفيدرالية تشرف على الامور المشتركة العامة كالسياسة الخارجية و الجيش و الخدمات العامة الرئيسية كسكك الحديد و المطارات و البريد و غيرها ... دولة لا تتدخل في شؤون المواطن اليوميه بل تقدم له الامن و الامان و تشرف على عدالة توزيع الموراد.
خلاصة القول مهما كان من الامر فان هذه الاستحداثات ليست الا استحقاقات دستوريه و اجراءات جريـئة اكاد اعدها من افضل الاجراءات في طريق بناء عراق المستقبل. لا نعد هذا نصرا لحزب او شخص معين بل نصرا لكلمة الحق و لكل عراقي يؤمن بقيم المواطنة الحقة على اسس القيم الانسانية و يؤمن بالعدالة الاجتماعية للجميع دون استثناء. فبكل تاكيد ولى و انتهى زمن الديكتاتوريات الفردية و الجماعية و لن يكون بمقدور احدا من الفئات العراقية الرئيسية الثلاثة ان تحكم الفئات الاخري رغما عن مشيئتها.



46
برقية تهنئة الى سمو امير الايزيدية في العراق و العالم !
بقلم وسام جوهر
اسمحوا لي يا صاحب السمو لاتقدم اليكم و من خلالكم الى مجلسكم الروحاني الموقر و مجلسكم الاستشاري بكافة اعضائه الخمس و العشرون و الى كافة المناضلين من البرلمانيين و السياسيين الايزيديين في الاحزاب الفاعلة و المفعولة بها، هذا الانجاز الرائع و الذي حققتموه لبني ايزيدا في تثبيت حقوقهم و استحقاقهم في وحدتهم ارضا و شعبا في ايزيدخان اقليما ووحدة ادارية متماسكة تحت قيادتكم الحكيمة.
 منذ سنين حاولنا و معنا الاخرون ان نلفت انتباه بني ايزيدا الى ما هو قادم من الايام و ما قد تحمله هذه الايام من قرارات سياسيه كارثية على فرص بقائه بتفتيته على جغرافيات عراقيه قادمه اشبه بدول مستقله. اتسائل و معي الشارع الايزيدي اين انتم مما يحدث؟ هل ستنادونا الان باعلان سنجار امارة عفوا اقصد محافظة ؟ لقد سبقكم البرلماني القهرمان السيد محما خليل في ذلك ... لا ضير في ذلك فان تم لنا الامر ...اناشدكم ان تنصبونه محافظا على سنجار هذا طبعا اذا لم تجد للمنصب احدا من اقرب المقربين يا سيادة الامير، فالمقربون اولى بالمعروف. ماذا عن ايزيدية الولات شيخ؟ اقترح ان نرحل القلة المتبقية من ايزيدية مقر الامارة في عين سفني الى مقر الامارة الجديد في دهوك او بليفيلد لتنادوا بعدها باعلان محافظتين ايزيديتين احداها باسم محافظة سه ركند و مركزها باعدرا ميرا و الثانية محافظة بن كند و مركزها ختارة مه زن هذا بعد اذن اخوتنا في كل من دوغات و سريشكة و مجمع الرسالة اقصد مجمع بابيره، و بعد ان نحل اشكالية انتماء بن كند الى قضاء تلكيف التي اصبحت جزأ من محافظة سهل نينوى و مركزها الحمدانية، لكنني على يقين بان اخوتنا في المكون المسيحي سيفهموننا و لن يقفوا عائقا في طريق حلمنا و هم في نشوة حلمهم المتحقق و الذي نباركهم من الاعماق في ذلك. لما لا تذهبون قدما و تنادون اربيل لاعلان محافظة خانك و مركزها خانك و لتشمل ما تبقى من جغرافية بني ايزيدا و التي لم يتم شملها في  المحافظات الايزيدية السالفة الذكر و الانشاء.
بهذا يا سماحة الاميرو يا ايها السادة الكرام تكونوا قد  انشاتم اربعة محافظات ايزيدية خالصة يحق لها حسب الدستور العراقي الكريم انشاء اقليم ايزيدخان نصبح فيه اسيادا على مصيرنا نستخرج و نصدر ثرواتنا من نفط و غاز بانفسنا و لصالحنا و نعيش في نعيم و رخاء جنبا الى جنب مع اقليم كوردستان الذي لن يتردد في تقديم كل العون و المساعدة مستفيدين من خبراتهم الطويلة. اننا على يقين بانكم ستستثمرون حكمتكم و علاقاتكم التاريخية الحميمية مع اربيل في انشاء افضل علاقات الجيرة على اساس المصالح المشتركة لما فيه خير الطرفين.
دمتم لنا سندا و ذخرا نسير تحت قيادتكم الرشيدة من هزيمة الى هزيمة
التوقيع
شعب ايزيدا الغارق في نومه
ايزيدخان: في الحادي و العشرين من  كانونا باشي (كما في باش كه فتي) 2014


47
الايزيدية: محنة شعب مغيب في ظل قيادة غائبة
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 10‏/01‏/2014

مدخل لا بد منه:
كثيرة هي التشابهات و التقاربات بين الانسان، هذا الكائن الاجتماعي و اخوانه و اخواته من عالم الكائنات الجماعيه الاجتماعية الاخرى، الى درجة توجه فيها الانسان الحديث الى دراسة سلوكيات و خصائص عالم الحيوانات و الطيور و الحشرات بغية الاستفادة منها في ابتكاراته و اختراعاته العلمية في مختلف مجالات الحياة. ما يهمنا اليوم هو سلوكية العمل الجماعي و وحدة الصف كاستراتيجية في صراع البقاء. لناخذ الاسد نموذجا و مثالا لصراع البقا من خلال العمل الجماعي المنظم. فكما هو معلوم فان الاسد يعيش في مجموعات منظمة جدا يعي فيها كل فرد ما له و ما عليه. فللمجموعة قيادتها و عمالها و فرسانها... تعي المجموعة جيدا واجب طاعة القيادة مثلما تعي منافع هذه الطاعة عليها ...كما تعي جيدا قيادة المجموعة ما عليها ان تقوم به ثمنا لهذه الطاعة و الامتيازات الاخرى و التي تتنازل عنها المجموعة لها ...كما انها اي القياده تدرك جيدا عواقب فشلها في عملها. هكذا تعزف سيمفونية عالم الاسود و هكذا تحافظ الاسود على بقائها من خلال هيكلية منظمة في غاية الدقة و من خلال اتقان كل فرد من افراد المجموعة دوره وادراكه لحيوية هذا الدور. ان نجاح مجموعه الاسود متوقف على مدى نجاح كل فرد في التفاعل البناء في العمل الجماعي الكفيل وحده في ضمان بقاء المجموعة و الافراد من خلاله.
منذ الساعات الاولى من سقوط نظام البعث و معه الدولة العراقية برمتها في نيسان ٢٠٠٣ ، بات جليا للكل و الجميع بان الاستقطابات القومية و المذهبية باتت منهجا جديدا للعمل السياسي القادم . فتبلورت اقطاب سياسية رئيسيه ثلاثة و بقت الاقليات العراقيه في حيرة من امرها لا تكفي في ذواتها ان تكون اقطاب سياسيه و لا تجد خيمة طبيعية تنتمي اليها في ظل قاموس المفردات و الولائات الجديدة... لقد كانت الازمة على اشدها لهذه الاقليات و كان عليها ان تفرز قيادات سياسية تفرز بدورها استراتيجيات سياسية بمستوى الحدث و التحديات. و تباينت الاقليات العراقيه في درجات نجاحها. المكون الايزيدي موضوع مقالنا هذا سجل اكبر فشل في فرز قيادات سياسية بمستوى الحدث لا بل فشل المكون الايزيدي في فرز حتي شبه قيادات ناجحة. هذا الفشل يقف خلف ضياع فرصته و معها حقه و استحقاقاته، لنشهد اليوم حالة ماساوية لهذا المكون المفعول به في كل المناسبات. من يتحمل مسؤوليه هذا الفشل؟ لكي نفهم ذلك علينا ان نقرآء مشهد حال التمثيل السياسي الايزيدي. لسنا بحاجة الى عبقريه و لا حتى نصف عبقريه لنرى بكل وضوح ان قلة قليلة جدا سجلت نفسها ممثلة شرعية لمصالح كثرة صامتة غائبة و مغيبة. قلة اعتادت منذ ازمنة على ان قيادة المجتمع الايزيدي هي مضمونة لها باسم شرائع الله و تعي هذه القلة بانها اقل القيادات كفائة و انتاجا مقارنه بكل قيادات العالم الدينية و الدنيوية مثلما تعي بانها في مناى عن التغييرات و الاصلاحات طالما انها ظل الله على الارض و طالما انها تمتعت بسكوت الكثرة المستغلة! بعد سقوط دوله البعث برزت قلة من نوع جديد ... قلة من المثقفين الانتهازيين ادركت اهمية تحالفها او على الاقل تالفها مع القلة التقليديه و تحت رمز راس الهرم. تحالفت هاتين القلتين مع بعضهما في تحالف شرير اضفى فيه كل قلة شرعية على تمثيل القلة الاخري لمصالح الكثرة المغيبة. عملت هذه القلة المتحدة  و راس هرمها ليس استثناء بل نموجا و مثالا في الانانية و الانتهازية، على تحقيق مصالح فردية خجولة على حساب المصالح العامة. و لا احسبني بحاجة الى ذكر امثلة كثيره و معروفة للجميع في تقديم مصلحة الجيب و القريب على حساب الحقوق و المستحقات العامة.
لقد عملت و لا تزال تعمل هذه القلة المتحدة على كسب رضي السلطة دون رضى الكثرة التي على حسابها تحقق هذه القلة امتيازات و مكاسب لا تستحقها. ان رضى الجهات الاخرى عن هذه القلة ليس الا رضى السيد من العبد المطيع و لا تحصل هذه القلة منه سوى فتات مائده الاسياد ليصبح سعرا بخسا للكثره التي تباع للاسياد.
كل هذا يحدث بسبب الثقافة الانهزاميه و الشعور بعقدة النقص تجاه الاخرين مما يولد شعورا بالوهن و الضعف و يتم تبرير كل ذلك باسم الواقع وباسم امر واقع هم صانعوه! لقد عملت و تعمل هذه القلة و بكل ما لديها من اساليب على ترسيخ هذه الثقافة الانهزامية لانها السبيل الكفيل في الحفاظ على مصالحها الفردية.
في ظل هذه الاجواء المثالية للجهات السياسة الفاعلة نجد ان هذه الجهات لم تكن اغبى من ان تستغل هذه الاجواء و ان تستثمر فيها لتحقق منافع دون مقابل يذكر... فسارعت هذه الجهات السياسيه الى قبول هذه القلة الايزيدية ممثلة شرعية للكثرة العامة من الناس و هي اي القيادات الكوردية تعلم جيدا بعدم شرعية هذا التمثيل ...فهذا تمثيل باقل التكاليف على القيادات الكوردية على الاقل في المدى القريب. تلك هي اذن محنة شعب مغيب في ظل قيادة غائبة عن مسرح الاحداث ...و بات الشعب فريسة تحالف غير مقدس بين سلطة لا تبال و قلة فرضت نفسها على كثرة مقهورة و مسلوبة الحقوق.
السؤال ها هنا يصبح اذن : ما العمل؟ و ما هو السبيل الى الخروج من الحالة ؟ الخطوة الاولى تبدآ في تقديرنا بالوعي على حالة اللا حال...  اذ لا يغير الله ما بقوم ما لم يغير القوم ما بانفسهم ... اي لا بد من التغيير المبني على النهضة و الوعي... ان اول التحديات في سبيل الخلاص هو التغلب على السلوكيات النابعة من الثقافة الانهزاميه و التغلب على الانانية و البدء بقبول الاخر من بين بني الجلدة و التسلح بقدر كافي من الايمان بعدالة القضية .... كثيرون هم من يجلس وحيدا و يفكر مثلنا و مثل غيره الا انهم سرعان ما يستسلمون الى الامر الواقع و تخار قواهم امام جبروت الظالمين و مقدراتهم و قدراتهم المختلفة. هذا هو عين الخظاء.. التاريخ مليء بامثلة فيها قلة امنت بقيم و مباديء انسانيه فتبنتها رسالة حق و كفاح ضد الظلم و الطغيان ... قلة هذا منطلقها يحق لها و في ظل ظروف خاصة كالتي يمر بها الشعب الايزيدي هذه الايام، ان تشعر بشرعيتها في تمثيل مصالح الكثرة التي ستلتحق بها على دفعات و مع الزمن لتلتحم القلة و الكثرة في صيرورة موفقة في احقاق العدل و المساواة في اجواء تمثل فيها القلة و بشرعية كاملة، و ذلكم هو عكس ما هو عليه الحال اليوم ... وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بالايمان و الثبات و الصبر و العمل الدؤوب.


48
البارزاني ... الرهان الكوردي الذي لايخسر !
بقلم وسام جوهر
السويد 2012-05-17

لقد كان تسلم فخامة رئيس اقليم كوردستان رئاسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مؤتمره التاسع المنعقد في تشرين الثاني 1979, نقلة نوعية ومنعطفا حقيقيا في تاريخ الحزب وجاء متوازيا مع متطلبات المرحلة والظروف الحرجة للحزب و الحركة الكوردية بشكل عام. وبعد قيام المنطقة الامنة في كوردستان العراق وبدأ تجربة الادارة الذاتية اظهر السيد مسعود البارزاني صفات قيادية متميزة شهد له القاصي و الداني.
بعد سقوط نظام البعث في نيسان 2003 برز مسعود البارزاني كقائد سياسي محنك يتعامل مع الاحداث بدراية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحركات الكوردية, ومن نافلة القول ان نذكر هنا الدور القيادي الناضج والناجح الذي ابداه فخامة رئيس جمهورية العراق و الامين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني, مام جلال الطالباني, حيث تلمسنا تناغما غير معهودا لدى القيادات الكوردية مما اسفر عن تحقيق منجزات كثيرة ومهمة للاكراد بكافة المقاييس.
ومع مرور الايام اظهرت قيادة كاك مسعود قدرات سياسية جعلته من انجح القادة السياسيين في المنطقة ومن اشهر واهم انجازاته, تعامله الذكي مع تركيا المعادية للاقليم وتحييدها مع الزمن لابل تحالفها اخيرا مع اكراد العراق. توطيد علاقات اكراد العراق مع معظم الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج بعد ان كان العالم العربي يرفض حتى قبول مفردة كوردستان. استقل بالاقليم من الناحية العملية حيث لا ادري ما هي شروط الدولة ان لم تكن سيادتها المطلقة على السلطات الرئيسية الثلاثة, وعلم, ودستور, وميزانية, وجيش وشرطة وكافة الاجهزة الامنية الاخرى والقائمة تطول. يضاف الى كل ذلك وقوع الاقليم خارج اية سلطة مركزية, لا بالعكس فقد جعل من اربيل مفتاح الحل العراقي والتقاء الفرقاء لحل العقد السياسية.
عقدة مستعصية ومزمنة بقت تشكل صداع قيادة الاقليم الا وهي مشكلة كركوك وما تسمى بالمناطق المتنازعة عليها. ثم ظهرت مشكلة النفط والغاز التي اصبحت القشة التي اقصمت ظهر البعير حيث ارتطمت ارادة الاقليم مع ارادة المركز في بغداد و بشكل خاص ائتلاف دولة القانون بقيادة السيد نوري المالكي, الذي برز على الساحة السياسية العراقية كقائد شيعي متميز يملك قدرات وقابليات وطموحات سياسية غير معهودة في المعسكر الشيعي الذي يعاني من قلة الخبرة السياسية. لقد اثبت المالكي انه رجل المناورات السياسية واجتياز الازمات بشكل يشهد له القاصي والداني. لقد استطاع السيد نوري المالكي ان يكون خيار ايران الاول وما ادراك ما هو خيار ايران الاول في العراق.! وبقدرة عجيبة استطاع ان يكون في ذات الوقت خيار امريكا الاول في العراق....اليس غريبا امر السياسة؟!
اذن اصبحنا امام قوتين رئيسيتين ومتضادتين في العراق قوة تريد البقاء واخرى تريد الاطاحة بها....اقليم...مقابل المركز.....حزب مهيمن هنا ....مقابل حزب مهيمن هناك....قائد بلا منازع في الاقليم...يوازيه قائد في المركز ويعاكسه في الاتجاه. قائد يريد استقلال الاقليم وانفصاله متى ما سنحت الفرصة, والى حين ذلك الوقت يريد حكومة وادارة مركزية تشريفية وقيود وتحديدات كثيرة على القيادات المركزية كتحديد عدد فترات رئاسة الوزراء في المركز. وعلى الجانب الثاني نرى قائدا مركزيا يسعى جاهدا السير بعكس الاتجاه, يريد مركزا قويا,و لايريد انفصالا ولا دولة في دولة. انه حقا صراع الاضداد.
ان ما يدور بين الرجلين ليس صراعا شخصيا بل صراعا ايديولوجيا وسياسيا عميقا...انه صراع الكورد مع المركز...صراع بقاء وقيام الدول من عدمها. احسب ان هذا الصراع كان سيحتدم كائن من كان في موقع الرجلين. كأن الفريقين قد اقتنعا بان الاخر عقدة لا تحل الا بازالتها نهائيا مما ادى الى خطاب متشنج ومفتوح. المالكي عزز جبهته الخارجية منطلقا من ايران وسوريا وامريكا وجبهته الداخلية متكا على التحالف الوطني ما عدا التيار الصدري وفي الخفاء كتل وشخصيات برلمانية و سياسية بما في ذلك من القائمة العراقية.
السيد البارزاني هو الاخر اسس لجبهة خارجية منطلقا من تركيا, دول الخليج وداخليا الاحزاب الكوردية اضافة الى تحالف تكتيكي مع كل من القائمة العراقية و التيار الصدري. لحظة كتابة هذه الاسطر ينتظر المراقبون ما تخبئه الايام من احداث هذه المعركة خاصة ونحن اليوم نشهد اليوم الاخير من مهلة اجتماع اربيل الخماسي وورقة سماحة السيد الصدر في تنفيذ كافة ما تبقى من بنود اتفاقية اربيل في نهاية ايلول 2010.
السؤال الكبير والمحير هو: ما هو اللغز في اقدام السيد مسعود البارزاني الى اتخاذ هذه الخطوة و بالذات في هذا التوقيت, وهو صاحب كل ما اسلفنا ذكره من خبرة و دراية سياسية؟ اغلب الظن انه يعلم جيدا ما هو فاعل وانه يتربع على خطة محكمة مضمونة النتائج. ليس من الحكمة قراءة الامور بظواهرها  عندما يتعلق الامر بكلام السياسيين, بل نحتاج الى شيء من التاويل.
ليس مستبعدا ان يكون المالكي هو المستهدف ظاهريا و القائمة العراقية و التحالف الوطني بما فيه المالكي باطنا.
بالتاكيد لم يكن هذا التحرك بمناى من الاستجابة الى الضغط السياسي الداخلي المتمثل بمعارضة غير سعيدة على اقل تقدير, ونشاط التيار الاسلامي المتشدد متزامنا مع استفحال الفساد الاداري في الاقليم. يضاف الى ذلك الضغط الشعبي المتحمس الى قيام الدولة الكوردية خاصة من اوساط ترى انها الفرصة الاخيرة و المناسبة لهذا الاعلان. اكاد اجزم ان العامل الخارجي حاضر في اتخاذ قرار التصعيد وخاصة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية وقطر, وكذلك تركيا بقيادة اوردوكان. لاننسى هنا احتمال محاولة استثمار تذمر خصوم المالكي في مقدمتهم القائمة العراقية والتيار الصدري . هناك من يقول بان الاقليم وبقيادة فخامة الرئيس مسعود البارزاني يعلم جيدا عدم امكانية الاطاحة بالمالكي. لماذا اذن هذا الخض الكوردي للقدور؟
تجربة الاقليم مع المركز زاخرة بمهارة وذكاء الاقليم في الدفع بمواقعه الى الامام و احكام قبضته على زمام الامور و بنفس وصبر, فلا بد من جديد ادى الى شروع هذا الصراع المفتوح. الامر يتحمل تكهنا بان نكون اما خطة كوردية محكمة ومضمونة النتائج والعوائد...! لكي نفهم ذلك علينا ان نقيٌم النتائج التي لاتحتمل الا ان تكون واحدة من الاثنين فاما النجاح في الاطاحة بالمالكي, وهو المكسب المعلن عنه بحد ذاته, واما الفشل في الاطاحة بالمالكي, فيكون المكسب السياسي هو اضعاف كل من الجبهة الشيعية و العربية السنية. وهو مكسب لايقل اهمية من ازالة المالكي وهو مفيد لما هو قادم من الايام. ان التماسك الطائفي كما هي عليها الحالة الان يبقى تحديا كبيرا في طريق حسم ملفات الاقليم العالقة مع المركز وذلك على عكس تفكك هذه التماسكات.
السؤال الاخر الذي لايقل اهمية هو: ما هي نسبة ملوحة نجاح معركة ابعاد المالكي؟ هناك ما يشير الى الاتجاهين معا....فما يشير الى نجاح المحاولة هو الانشقاق الواضح في الصف الشيعي ولاول مرة بخروج التيار الصدري ذو الوزن الثقيل من الصف الشيعي واصطفافه على الضفة الاخرى قوميا ومذهبيا في ان واحد. يضاف الى ذلك تسرب شائعات عن تذمر قيادات في حزب الدعوة من المالكي  وانشقاق وشيك في صفوف الحزب والراي عندي انها شائعات مبالغة فيها وربما كانت من باب الدعاية المضادة.
في الجانب الاخر هناك ما يشير الى بقاء المالكي, اذ نرى تماسك التحالف الوطني خلف المالكي, التخوف الكبير داخليا وخارجيا لدى قوى مؤثرة من الفوضى التي قد تندلع على اثر ابعاد المالكي حاليا. هناك احتمال كبير جدا لانشقاق كبير في صفوف القائمة العراقية اذا ما اقدمت قيادة القائمة مع حلفائها على مغامرة سحب الثقة من المالكي, حيث هناك تذمر يكاد يلمسه المرء في صفوف مؤازري وبعض قيادي القائمة العراقية. لقد بات هذا التذمر جليا بعد زيارة السيد نوري المالكي الاخيرة الى مدينة كركوك.
هناك احتمال كبير ان ما حشدته جبهة الحلفاء التكتيكيين لاسقاط المالكي تاتي بمردودات عكسية على هذه الجبهة , بخلق تعاطف شعبي مع السيد نوري المالكي كمدافع عن وحدة الوطن.
الرأي عندي ان الاكراد حققوا مكاسب ومنجزات لا يستهان بها وكل ما هو ممكن حاليا وكان من الاجدر التركيز على تثبيت ما انجز والحفاظ عليه,  و الالتفات الى الجبهة الداخلية التي تعاني من مشاكل حقيقية لا يمكن التعامل معها الى الابد بتكابر وتعالي وتجاهل. ان اكثر ما يهدد الاقليم ليس قطعا بغداد و لاحتى المالكي. ما يهدد الاقليم وتجربته هو مقدار نجاح ادارته. متى يتجه الاقليم الى بناء مؤوسسات الدولة؟ متى يتم فصل السلطات الثلاثة بشكل ملموس؟ متى يتم اشراك المعارضة في صنع القرار السياسي المصيري داخليا وخارجيا؟ متى تختفي المحسوبية والمنسوبية؟ متى تبدأ معركة الحسم مع الفساد المستشري في مفاصل الادارة؟
الاكراد وضعوا علاقة تاريخية متينة مع الشيعة وخاصة المجلس الاعلى على المحك بعد ان تحولوا من محايدين الى طرف في النزاع الشيعي. التاريخ اثبت اكثر من مرة فشل الرهان الكوردي على خصومهم لكي لا نقل اعدائهم وعليه فان المشروع الكوردي في هذا التحرك في اعتماده على تركيا و القائمة العراقية الضعيفة ذات المستقبل الغامض, لاتخلوا من عنصر المغامرة.
والان لنرى الى اين يميل الامر..لقد كسب المالكي الجولة الاولى في نجاحه في عقد مؤتمر القمة في بغداد رغم مقاطعة خليجية منسقة,  دعما لجبهة خصومه الداخلية. لقد كسب المالكي جولة الهاشمي باصراره على عدم تداول مشكلة الهاشمي سياسيا رغم كافة الضغوط السياسية من الاخرين فكانت النتيجة ان  غادر الهاشمي الاقليم مخلفا ورائه خرابا سياسيا لانه بكل بساطة كانت ورقة سياسية منتهية الصلاحية. و نجد ان الاتراك تورطوا فيه ايضا و مؤشرات مهمة تشير الى ان تركيا ادركت ورطتها وهي ستعمل قريبا على التخلص من الهاشمي لانها ايقنت انها انما تواجه مسالة قضائية بحتة وان حلفاء الهاشمي في قائمته انفسهم مستعدين للتضحية به بعد ان بات ثقلا على كاهل خارت قواه في صراعه الدائم من اجل البقاء. اما ملف السيد صالح المطلق فيبدوا ان حلا ما يلوح في الافق ات من التحالف الوطني واكاد اجزم انه باق في منصبه علاوة على احتمال كبير لقدومه الى تمرد من نوع ما على القائمة العراقية محاولا انقاذ ما يمكن انقاذه و الاستفادة من الفراغ السياسي الحاصل في حيز قيادة القائمة العراقية المتخبطة في صراعها من اجل البقاء.
اما فيما يخص جولة الذهاب الى الانتخابات المبكرة, فيكفي ان نرى من هو المتحمس الاكبر للذهاب الى صناديق الاقتراع مبكرا لنعرف من الذي كسب هذه الجولة....العراقية هي الاكثر تخوفا من ذلك لماذا ؟! لانها تدرك جيدا حجم الهوة بينها وبين قاعدتها الشعبية اضافة الى علمها بزيادة شعبية المالكي بحكم نجاحه في التعامل مع المشكلة على اساس كونه الحامي لوحدة العراق.
في جولة الاجتماع الوطني, نرى ان المالكي يصرح ويدعوا الاخرين ليل نهار الى عقد هذا الاجتماع في بغداد بل يتحداهم جميعا في طرح كافة المشاكل على طاولة البحث.....السؤال كيف نفسر عدم استجابة الاخرين؟ فان تم عقده فهو نجاح بحد ذاته للمالكي..وان لم يتم عقده فهو على الاقل ضمان للمالكي على انه لاجديد تحت الشمس.
وسام الجوهر.

49
تكهنات في مستقبل الشرق الاوسط؟
وسام جوهر
السويد2013-11-24

تمر منطقة الشرق الاوسط الحبلى بمخاض عسير من الصعب جدا التكهن بالولادة المرتقبة. ارى بان هذه الولاده لا تتم الا بعمليات قيصرية و جراحيه و سيصاحبها الكثير من النزيف و التعقيدات مع احتمال كبير في خروج المريض بعاهات مزمنة. ستكون ولادة تعددية بكل المواصفات و المقاييس ، بعضها ولادات سليمة لكن اغلبها مشوهة.

فيما يخص العرب نتحدث عن عرب الخليج و ما تبقى من العرب، و اما عرب الخليج و في مقدمتهم السعودية و قطر فسيرجعون الى المربع الاول يقبع فيه اصحاب الجلالات على عروشهم الذهبية تخدشهم شوكة النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، و يؤرقهم تنامي قوة و نفوذ جارتهم الشيعية. نجح الخليج في احداث فوضى و دمار شامل في المنطقة لكنهم فشلوا في استثمار ذلك لنقل مواقعهم اقليميا الى الامام. بل رجعت دول الخليج الى التسلسل الاخير في سلم امم المنطقة. الخليج سيستمر العيش في منطقة الظل بل ظل الظل معتمدين في امنهم القومي على الغرب الذي لن يحسب لهم حساب. هذا هو ثمن تقرب الانظمة الخليجية الى الارهاب السلفي الوهابي في مشروعهم السياسي، فالغرب ليس اغبى من ان يرى ان مصلحتهم تقع في الجانب الاخر من الخليج.
مصر: فيما يخص مصر اعتقد انها ستحقق استقرار سياسيا نوعا ما و ستشيد نظاما سياسيا اشبه ما يكون بالنظام التركي السابق المبني على تقاسم السلطة بين جنرالات العسكر و السياسيين و سيكون للليبراليين دور حاضر في قادم الايام في مصر كدولة عربية وحيدة فيها يمارس التيار العلماني الليبرالي او على الاقل الديني المعتدل دورا مؤثرا على الحياة السياسية. بمعنى اخر طارت احلام تركيا هنا في انشاء مصر اردواوغلووية، مثلما تلاشت احلام الاخوان المسلمين هنا في القاهرة
ليبيا: و ما ادراك ما ليبيا... اخشى ان ليبيا ينتظرها مصير صوماليا . كل المؤشرات تشير الى استمرار تفكك ليبيا الى مقاطعات تسيطر عليها قبائل و عشائر و زمر و عصابات مختلفة. فلا تكوينة ليبيا السكانية و لا ثقافتها تساعدان في بناءالدولة المدنية المعاصرة. لن استغرب اذا ما تحولت اجزاء من صحرائها الى مرتع لانتاج الارهاب الذي سيصدر الى دول المنطقه مجانا!
 سوريا و لبنان: مصير لبنان كان و سيبقى مرتبطا و بشكل توامي سيامي مع مصير سوريا. فسوريا هي قدر لبنان. من الصعب جدا التكهن بمصير سوريا و هذا ما قلناه في مقالنا “في سوريا تحسم المعركة المصيرية” و ذلك لاهمية سوريا الجيوسياسية الفريدة. ان الراي عندي بان نظام الاسد سيركب العاصفة و سيبقى و ان كان بحلة جديدة. مع شديد احترامي للشعب السوري و دمائه الغزيره التي سالت في طريق التعطش الى الحرية، لقد سرق بثورته منذ اللحظات الاولى لا بل لم  يكن الا طريق الاوهام رسمته له قوى ما كانت تريد لهم الخير، قوى صدرت مشاكلها الداخلية الى سوريا. قوى سوقت الديمقراطية الى سوريا و شعوبها احوج من السوريين الى بضاعتهم الفاسدة. سوريا ستخرج منتصرة على قوى الارهاب و ان كانت منهكة القوى. هذا ما اراده الغرب، تفكيك سوريا عسكريا و اقتصاديا لكي لا تشكل ادنى تهديد على امن اسرائيل . لا استغرب ان راينا في المستقبل القريب سوريا تدخل مفاوضات سلام و تسوية مع جارتها اسرائيل. اما العلاقة مع تركيا فلن تتحسن بعد الشرخ الكبير الذي اصاب هذه العلاقة خاصة في ظل تركيا الاردواوغلية التي فقدت الكثير من مصداقيتها على مسرح العلاقات الاقليمية. لا ارى ان غرب كوردستان سيححق اقليما شبه مستقلا على غرار اقليمم كوردستان العراق فشتان بين سوريا و العراق و شتان بين اليوم و الامس.  لكنني اتوقع تحسن علاقة النظام السوري مع الاكراد عبر الاتحاد الديمقراطي الكوردستاني و حلفائه اذ في ذلك مصلحة الطرفين و كان التاريخ يعيد نفسه اذ رجع اكراد تركيا الى سوريا من بوابة القامشلي و في استقبالهم النظام السوري ليشكلون وخزة مؤذية لتركيا. من الارجح ان تصير منطقة الادارة الذاتية المعلنة في غرب كوردستان الى منطقة حكم ذاتي اشبه بالحكم الذاتي لكوردستان العراق في سبعينيات القرن الماضي.
تركيا: لن يفتح لها ابواب اوروبا و ضيعت المشيتين فهي ضيعت حليفتها القديمة اسرائيل و لم يسمح لها العرب اعادة امجاد الماضي في السيطرة عليهم. تخبطت تماما في احداث ما سميت بالربيع العربي. لقد تاخرت دوما خطوة او خطوتان ثم سارعت تركيا الى ان تتقدم المسيره الى سوريا فوجدت نفسها متورطه فيها  لا ترى سبيلا الى الخروج منها. ستستمر في حلمها مع اكراد العراق لاعادة ولاية الموصل الكبرى الى احضان الام، ساعية الى  جعل البارزاني اميرا على كوردستان و بديلا لاوجلان و العمال الكوردستاني. ستصطدم تركيا بمقاومة شديدة، و سيدفع الكورد ثمن باهضا في تبديد حلم دولتهم الكوردية على حدود كوردستان الكبرى.
ايران: اتكهن باننا سنرى انفراجا قريبا لعلاقات ايران مع امريكا و تبعا لذلك مع الغرب باجمعه. لقد وظفت ايران ازمات و صراعات المنطقه خير توظيف و خرجت منتصرة كقوة اقليمية يحسب لها الف حساب. فتسوية ملفها النووي بات في متناول اليد و سيرفع عنها الحصار تدريجيا. سنرى تهدئه حقيقية لها مع اسرائيل و ان كانت ستتراشق اعلاميا للاستهلاك المحلي. ايران احكمت قبضتها على المنطقة و ضمنت مصالحها القومية تحت رداء المذهبية. 
 العراق: وجع راس الجميع هذا الجرح النازف الى الابد... بلد الشقاقات و النفاقات... بلد الحروب و الانقلابات و كآن الله قد اعطى العراقيين بيد و اخذ منهم بالاخرى.  اتوقع ان نرى تصدعات و انهيارات في التحالفات الحالية و سنرى في القريب العاجل ما قد يكون بداية تفكك الائتلافات المذهبية و القومية الثلاث.  هذا يرجع الى اشتداد المنافسات و الصراعات الداخلية التي تكاد تمس حد الانفجار. فالمجلس الاسلامي الاعلى ليس بامكانه ان يتحمل هزيمة انتخابية اخرى بسبب دوره التصالحي الواعظي بل سيتطلع الى العودة الى سابق عهده كقوة سياسية فاعلة ... اما الصدريون فهم من اكثر الاحزاب الشيعية تذبذبا، قلقا و مقلقا و نتوقع منهم الاقدام الى تحريك المياه الراكدة في برك المذهب السياسية، وربما كان من اول المنضمين الى تحالفات سياسية عبر الحدود المذهبية خاصة اذا ما ترائى لهم بوادر تحقيق حلم السلطة . اما الجعفريون ربما اختاروا الطلاق النهائي من المالكيين لانها علاقة جعلت الجعفريين يعيشون في منطقة الظل و احسب انهم سيتحالفون بشكل اقوى مع الحكيميين. بالنسبة لدولة القانون فان اغلب الظن عندي انهم لن يعيدوا انفسهم هذه المره و اتوقع تغيرات كبيره في حزب الدعوة قد تصل الى اعلى هرم القيادة. القائمة العراقية اصبحت في خبر كان و اتوقع ان اطرافها ستتوزع بين ثلاث اتجاهات الاول يستمر في العزف على الوتر القديم و الثاني يتجه شمالا الى اربيل و اما الثالث سيتجه جنوبا الى المالكيين. هذه القائمة ضيعت فرصتها في عصرها الذهبي مثلما ضيعت العرب فرصتها التاريخية بسقوط الدوله الاموية على يد الفرس، و مثلما ضيع الحزب الشيوعي العراقي فرصته الذهبية على يد قيادات ضعيفة ابتلى بها حزب امتلك قاعدة جماهيرية من خيرة القواعد  الحزبية.
كوردستان: بلا شك فان الاقليم قد حقق نجاحات سياسية بعيدة المدى على حساب بغداد المنقسمة على ذاتها في صراعاتها التاريخية العقيمة. فبينما بغداد تصارعت و لاتزال تتصارع على احقية هذا من ذاك في الخلافة قبل اكثر من ١٥٠٠ عام استمرت كوردستان في تشييد بنيتها التحتية المتينة نحو الاستقلال الاتي لا محال. يمكننا القول بان الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة فخامة الرئيس مسعود البارزاني قاد و يقود مشروع الدولة الكورديه حسب منظوره و على اساس مرحبا بمن يتفق و رؤية الحزب و ليفعل الاخرون ما يشاؤون. يبدوا لي ان الاقليم سيعيش في القريب العاجل فيدراليتين في ان واحد ... فيدرالية ظاهرية مع بغداد و اخرى عملية فعلية مع انقرة و بشكل و كان التاريخ يعيد نفسه هنا ايضا، و ما اشبه اليوم بالبارحة ! اختلفت التسميات و بقيت المسميات، فامارات الامس  امست اقاليم اليوم.
سنرى توترات عديده و حادة في الاقليم و لا استبعد تقاربا كورديا مع بغداد كردة فعل على تقارب البارزاني المنفرد مع تركيا خاصة وان السليمانية تملك عوامل عديده، منها سياسيه و اخرى تاريخية و حتى جغرافية في عدم انسجامها مع بهدينان. ما اقصده اننا سنرى ازمات حادة في اقليم كوردستان بسبب تراكمات داخلية لمشاكل اهملتها القيادة لصالح امور خارجية. اتوقع ان تطرح فكرة اقاليم المحافظآت كمخرج لسليمانية من المازق السياسي مع اربيل.
المناطق المتنازعة عليها: اتوقع ان تحل مشكلة انتمائها بصفقات سياسية علي اساس لا غالب و لا مغلوب، سوى اهل هذه المناطق الذين و بتقديرنا سيتم تشتيتهم بين بغداد و اربيل، مخلفة اثار كارثية على فرص بقاء هذه المكونات.
و اخيرا بقى لنا ان نقول ما هي الا تكهنات في المستقبل السياسي ...تكهنات تحتمل الصواب و الخطآ على حد السوا ء.ا
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


50
في سوريا تحسم المعركة المصيرية!
وسام جوهر
السويد2013-11-22

من المعروف ان منطقة الشرق الاوسط كانت و لم تزل من المناطق الملتهبة، فما ان تخمد فيها نار حتى تشتعل فيها اكثر من نار.
باختصار شديد هناك جملة من العوامل التي تداخلت مع الزمن لتجعل هذه المنطقه حبلى بالصراعات الدمويه على اشكالها المختلفه. فهناك العامل القومي، حيث تسكن هذه المنطقة خمسة امم رئيسية الا و هي الاتراك و الفرس و العرب و اليهود و الاكراد اضافة الى عدد يكاد لا يحصى من الاقليات من مختلف الاطياف و الاشكال. هناك ايضا العامل الديني و الذي في تداخله مع العامل القومي قد شكل محاور صراع قاتلة منذ قرون و الى يومنا هذا. العامل الثالث هو العامل الاقتصادي و المتجسد في الثروات الهائلة و على وجه التحديد الذهب الاسود في العصر الحديث حيث تعوم هذه المنطقة على بحار من هذه الثروة الحيوية الاستراتيجية. هذا العامل الاخير انتج عامل اخر لا يقل اهمية ان لم يكن الاكثر فعاليه في حرب المحاور و عدم استقرار المنطقة، نعم اتكلم عن العامل الخارجي المتجسد في مصالح العالم الاقتصادية الاستراتيجية في هذه المنطقة, و بصورة خاصة امريكا و حلفائها الاوروبيين و لا ننسى دول اخرى لها مصالح حيوية كروسيا و الصين و اليابان.
 ان الحرب الدائرة هي بكل تاكيد امتداد لتاريخ المنطقة و لسنا بصدد تناول التاريخ في مقال كهذا و انما نختار انتصار الثوره الاسلامية الايرانية في ايران في اواخر سبعينيات القرن الماضي، و قيام الجمهوريه الاسلامية الشيعية, كبداية معقولة لما يحدث اليوم من صراعات دموية في هذه المنطقة. ان سقوط الشاه الحليف الاقوى للغرب و حارسها الامين شرطي الخليج و الصديق الحميم لاسرائيل قد احدث خلل في توازن القوى، و كان لا بد من عمل شيء لاعادة هذا التوازن، فكانت الحرب العراقية الايرانيه للوقوف بوجه المد الايراني الشيعي.  لم يكن عبثا ان سمى صدام حسين تلك الحرب بقادسيه صدام تيمنا بقادسية سعد بن ابي وقاص يوم انتصار العرب تحت راية الاسلام و اسقاطهم فخر الامه الفارسيه في امبراطوريتهم. اذن فان الحرب العراقية الايرانية كانت في ظاهرها حرب بين دولتين لها مشاكل حدودية و تدخل في الشان الداخلي، و لكن في باطنها كانت حرب بين العرب و الفرس و لبست الحرب ثوبا دينيا مذهبيا اليوم كما في ايام الغزو العربي الاسلامي لايران المجوسية! من الجدير بالذكر ان دول الخليج دخلت الحرب بشكل غير مباشر بل من بوابة العراق الذي كان سيشكل الى جانب ايران تهديدا خطيرا على امنها القومي. و الحق يقال ان دول الخليج خرجت كرابح وحيد من تلك الحرب الكارثية على العراق و ايران على حد السواء. ما ان وضعت الحرب اوزارها حتى دخلت المنطقة مرحلة ما استطيع تسميته بمرحلة تفكيك الدول و اسقاط الانظمة ...و كان العراق بنظامه الديكتاوري الصدامي خير مرشح ليكون نقطة الانطلاق حيث اجتمع الكل و الجميع على ضرورة اسقاطه . ما ان سقطت بغداد حتى تبين للمراقبين بان المنطقة انما تتعرض الى مؤامره دولية اقليمية الهدف منها اعادة رسم  خريطة هذه المنطقة من خلال تقسيم الدول الى دويلات و اقاليم شبه مستقلة و على اساس مقولة “ان اردت ان تاكل فيلا بكامله عليك بتجزئته اولا”. بعد العراق اتى الدور الى تونس و ليبيا و اليمن و مصر و اخيرا سوريا التي فاجئتهم و اصبحت حجر عثرة حقيقيه في طريق احلامهم. 
بدات الانظمة تتهاوى و تتساقط بشكل مذهل و ملفت للنظر تحت زخم الهجمة الشرسة. انظمة لطالما حكمت شعوبها لعقود من الزمان لم تصمد في بعض الاحيان اكثر من بضعة ايام!  كيف هذا؟ كيف لا و ان المهاجم تحالف دولي بزعامة امريكا و اقليمي بزعامة دول مثل السعودية و قطر و تركيا علاوة على الارضية الخصبة في هذه الدول ذات الشعوب المظطهدة المتلونة بكل اشكال.
لا احسبني ابالغ اذا ما قلت ان كل الطرق تؤدي الى سوريا وفي سوريا سيكون الحسم فمن ينتصر في سوريا ينتصر في الشرق الاوسط. لقد اجتمعت كل القوى المتصارعة و تقاطعت المصالح و التقت. سوريا الرسمية و التي يحكمها نظام الاسد تكتسب اهميتها الاستراتيجية السياسية لاكثر من سبب. سوريا تتالف من اكثرية سنية و العديد من الطوائف القومية و الدينية الاخرى، و يحكمها اقلية علوية شيعية .  هذه الخاصية جعلت النظام السوري ان يدخل تحالفا شيعيا استراتيجيا مع ايران الشيعية منذ قيام جمهورية ايران الاسلامية و هي اي سوريا اليوم تشكل حلقة مهمة جدا في سلسلة محور ما عرف بالهلال الشيعي الممتد من ايران و ينتهي بجنوب لبنان و حزب الله، و مرورا بالعراق “الشيعي”  و سوريا العلوية. اذن فان سوريا دولة محورية في الصراع السني_الشيعي المتالف من دول الخليج و تركيا و حكومة اقليم كوردستان العراق من جهة و كل من ايران ، العراق، سوريا، حزب الله اللبناني و حماس من جهة اخرى. يضاف الى ذلك ان المحور السني يشكل جزأ من محور الغرب بقيادة امريكا و المحور الشيعي يشكل جزأ من محور عالمي اخر بقيادة روسيا و الصين. هذه المحاور و المصالح هي التي تقف وراء سر صمود سوريا و عدم سقوط دمشق على غرار تونس و ليبيا و القاهرة. بمعنى اخر فان سقوط و انهيار النظام السوري هو انهيار الهلال الشيعي باكمله بما في ذلك ايران .... و سقوط ايران و سوريا ستكون الهزيمة النهائية لروسيا و الصين حيث ان سوريا علاوة على ارتباطها بعلاقات سياسية استراتيجية تاريخية مع روسيا فهي تشكل المحطة المتبقية الوحيدة لروسيا و الصين في هذه المنطقة الحيوية و عليه فان سقوط سوريا سيكون كارثيا لروسيا و هزيمة ساحقة لها تفقد مصداقيتها في العلاقات الدولية.
روسيا تدرك ذلك جيدا و تعلمت الدرس من المناورات الامريكية في افغانستان و العراق و ليبيا و الدول الاخرى، فذهبت روسيا تدافع عن سوريا دفاعا مستميتا و ايما نجاح نجحت روسيا و معها ايران في لعب اوراقهما السياسية. سبب اخر لتعثر مشروع اسقاط النظام السوري  نراه في تردد امريكا و عدم رغبتها الحقيقية في الدخول في حرب اخرى رغم الضغوطات السعودية و التركية، اذ راينا كيف ان سعوديا زعلت من الموقف الامريكي الاخير بعدم اعلان الحرب على سوريا ، فذهبت سعودية تعتذر لمجلس الامن، للمقعد الغير الدائمي الذي منح لسعودية، تعبيرا لخيبة املها و احباطها من مجلس الامن الذي لم يشن الحرب على سوريا تماشيا مع المشروع السعودي التركي و حلفائهم في السيطرة على المنطقة.
لماذا يا ترى تراجعت امريكا بعد ان كانت على قاب قوسين او ادنى من ورطة جديده من ورطات حروبها الفاشلة ابتداء من افغانستان و العراق و ليبيا؟ . امريكا وجدت نفسها مرغمة على ابتلاع الحقيقة المرة في ان حروبها الكارثية انما اتت بنتائج عكسية، فذهبت تفكر مرتين و ثلاث مرات قبل الشروع في مغامره جديدة. في هذه الاثناء قرر مجلس العموم البريطاني و تحت الضغط الشعبي الكبير الى عدم تفويض السيد كامرون في الشروع بحرب ضد سوريا. هذا الرفض علله الراي العام البريطاني بانه لا يريد تكرار تجربة فضيحة احتلال العراق. هذا الموقف جعل كامرون ان يتراجع هو الاخر. في مقابل هذا تحركت كل من روسيا و سوريا و ايران و حتى العراق بذكاء لتتقدم بمواقعها، فاما روسيا فقد اسرعت الى سحب البساط من تحت قدم المعسكر الغربي و حلفائهم بان طرحوا تفكيك و تدمير السلاح السوري الكيمياوي و بادرت سوريا مسرعة الى قبول هذا الاقتراح. في ذات الوقت بادرت ايران الى ابداء مرونة غير معهودا في ملفها النووي فتحول الاهتمام و الانظار الى ملفي نزع السلاح الكيميائي و الملف النووي. و بين ليلة و ضحاها تلاشت كل التهديدات العسكرية لشن الحرب على سوريا! انا الراي عندي بان الاقتراح الروسي لم يكن من غير توافقات خلف الكواليس، اذ ان اوباما اصطدم بمقاومة شديدة من الكونكريس الامريكي الذي هو الاخر لم يجد نفسه راغبا في تكرار تجربة العراق المريرة. ففي الحقيقة جاء المقترح الروسي الذكي لينقذ اوباما اكثر من بشار الاسد. لقد جاء الاقتراح ليكون مخرجا مشرفا للسيد اوباما و حفاظا على ما وجهه ناهيك عن انقاذه من تلطيخ سمعته كحائز على جائزة نوبل للسلام.
حزب الله هو الاخر نجح في اختيار التوقيت المناسب للدخول الى سوريا و ابلى  بلاء حسنا في محاربتها التجمعات الارهابية و دحرها. اما بشار الاسد فلقد نجح هو الاخر في الحفاظ على الحزب و الجيش من التفكك. بحق اعطى بشار الاسد درسا سياسيا لاردوكان و داود اوغلو بتحركه الذكي في التعامل معهما ، اذ بادر الى تفاهمات سياسية ذكية مع حزب العمالي الكوردستاني بثوبه السوري ( حزب الاتحاد الديمقراطي) ادت هذه التفهامات الى تداعيات خطيرة في جبهة اعدائه ، حيث احدث شرخا خطيرا في صفوف اكراد سوريا بين موالين للمعارضه السوريه و تركيا و اقليم كوردستان العراق و بين معارضين لهم. في نفس الوقت ادت هذه الخطوة الى اعطاء تركيه لسعه بككية لاذعة فجعل العمال الكوردستاني يفصل بينه و بين انقرة.
مرة اخرى تسجل تركيا الاردواوغلية فشلا ذريعا في سياساستها المتخبطة. ضحت بعلاقاتها المتينة و التاريخية مع اسرائيل طمعا ببترول العرب و سوقهم الاقتصادي و حنت الى الماضي العثماني و ها هي بغبائها تضيع الحسبتين!
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


51
اهذا لطم على الحسين ... ام على الهريسة !
وسام جوهر
السويد2013-11-07

بعد ان شاهدت المقابلة الصحفية للبرلمانيه الست فيان دخيل من التحالف الكوردستاني، بخصوص مقاعد كوتا المكون الايزيدي ، وجدت ضرورة في ان ادلوى بدلوي لاهمية الموضوع راجيا من الست فيان رحابة الصدر لاختلافنا في الراي معها و ساترك العواطف و المجاملات جانبا مع جل احترامنا لها و لزملائها. انا انسائل ان كان هذا البكاء على الحسين ام على الهريسة؟! لو اتى هذا الكلام من شخص عادي بدافع العاطفة و الحماس لما توقفت عنده و لما اكتسب اهتمامي .... و لكن ان ياتي هكذا كلام من ست مثقفة و سياسية برلمانية تملك ملكة فكرية و لغوية نفتخر بها كايزيديه ، يجعل واجب التوقف عند كلامها لزوما.
جميل انها خرجت مع زملائها من قاعة البرلمان احتجاجا على تهميش الحق الايزيدي ! لكن لنا تساؤلات تستوجب منها الاجابة؟ هل خرج معهم و لو عضو برلماني اخر من التحالف الكوردستاني و من غير الايزيديين؟ حسب علمي لم يحدث هذا ! لماذا؟ اوليس الايزيدية اكرادا؟ اوليس باصوات الايزيديين وصلت الست فيان و الاخرين من زملائها ليكون جزء من طاقم التحالف الكوردستاني؟ اين مصداقية التحالف اذن؟ الست فيان تعلم اكثر مني و من غيري بان في بغداد لا يتم اقرار و لو قانون واحد ما لم يحصل على مباركة التحالف الكوردستاني مسبقا و هذه المره لم تكن استثنائا ابدا ... اي بمعنى ادق فان الست فيان و معها كل اعضاء التحالف الكوردستاني صوتوا على “ اسوء قانون اقره البرلمان العراقي في تاريخه” على حد زعمها. يا ترى هل يشمل نقدها التحالف الكوردستاني ايضا كشريك حقيقي لاستصدار هذا القانون الذي همش الحق الايزيدي؟ خاصة و ان الكورستاني كان قد اركع الاخرين لارادته في استحصال مقاعد اضافية للاقليم ناهيك عن المقاعد التعويضية. هذا يثير الشكوك لدى الكثيرين من ان الكوردستاني انما لعب لعبة مزدوجة في مسالة مقاعد الكوتا للمكون الايزيدي ... لا يخرج منها الا رابحا ... وهذا ما حصل بالفعل اذ تنازل عن كوتا الايزيديين و الفيليين ليضمن مصالحه السياسية في التعديل المقترح.  الا ترى الست فيان و زملائها بانهم يمثلون المكون الايزيدي في برلمان العراق كما هم الان و مثلما راه التحالف الوطني و القائمة العراقيه ... و لهذا لم  يوافقوا على منح الايزيدية و الفيلية تمثيلا مركبا و متكررا و براينا هذا هو عين المنطق... ام اننا اصبحنا الان نتكلم عن نوعين من الايزيديه ...ايزيديه التحالف الكوردستاني و ايزيدية الايزيديه؟؟ عندها تكون الست فيان امام مشكله خطيره اذ تقر بان المكون الايزيدي شيء و الكورد الايزيديين شيء اخر !
ثم اننا نتسائل عن موقف برلمانيينا لو ان الشيعة جدلا طالبوا بمقاعد كوتا للصدريين او الحكيميين ...او لو ان السنة طالبوا بمقاعد كوتا للشمر او الدليم !  ما هذا الذي يعطي للايزيدية و الفيلية هذه الخصوصية في بغداد و تنفي عنهم في كوردستان؟!  بكل امانة لا حق اللهم سوى المصالح الحزبية التحالفية باعتباره اي التحالف الكوردستاني المدير لشؤون الايزيدية القاصرين... و ان مقاعد كوتا محتملة للمكون الايزيدي ستنتهي بشكل و الف شكل الى سلة التحالف ديناصور المشهد السياسي العراقي.
ان حرص برلمانيينا سيدمي القلوب لو اتصف بقليل من المنطقيه و المصداقية و بقليل من احترام العقل و الذكاء الايزيدي ...! اين التمثيل الايزيدي الرمزي في برلمان كوردستان ؟ و اين كل هذه الدموع و الحماس و الشجاعة  لوصفه باسوء تشريع في تاريخ كوردستان... ان يخلو برلمانه من كورده الاصلاء! ام ان الايزيديه في كوردستان هم اكراد و بس ... و في العراق اكراد و ايزيديه ... ليكون اكرادا بتكرير و تربيع في بغداد !   تشير الست فيان و معها زملائها باصابع الاتهام الى الذئب الشيعي السني الذي اكل معه التحالف الكوردستاني وليمة حق المكون الايزيدي المسكين و الذي كعادته بات يصفق بدافع العاطفة لمن قتل القتيل و مشى في جنازته كاكثر اللاطمين !!! اتقوا الله و كفى ذر الرماد في عيون باتت تشرف على العمى...! متى يحين الوقت لان تقولوا الحق كما هو ولو مره واحدة ....قفوا بوجه من خذلكم و خذل من اجلسكم على كراسيكم و انتم طلاب حق ....عندها سنصفق لكم  بعقولنا قبل قلوبنا ....الى متى يبقى هذا المكون المسكين البقرة الحالوبة من غير حقوق؟ كيف لنا ان نتهم بغداد و قد وضعنا كل ما نملك و ما لا نملك من بيوض في سلة اربيل؟ في كل بلدان العالم يطالب الناخبون ممثليهم من البرلمانيين بحقوقهم و الذين بدورهم يلتجاون الى احزابهم و قادتهم ....و هذا ما نتوقعه من برلمانيينا الافاضل ....نريدهم ان يبكوا على الحسين لا على الهريسة و حسين الشهيد المظلوم هنا هو حق المكون الايزيدي ...الايزيدي الذي خرج من كل مولود صفر اليدين.....!
بقى لنا ان ننتظر لنرى  ان كان حقا سيطعنون هذا القانون  و على الضد من ارادة الثلاثي السياسي الذي اذا قرر شيء اصبح هو المكتوب الذي لا هروب منه.
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


52
اجاباتي على تساؤلات حول  : دموع التماسيح على كوتا المكون الايزيدي

بقلم وسام جوهر
الكاتب والمحلل السياسي
السويد2013-11-06

في الغالب اتجنب الرد على التعليقات تجنبا للوقوع في سجالات، المرء في غنى عنها. يقولون ان لكل قاعدة شواذها و الاصح استثنائاتها، واستثنائي في الرد ياتي عندما ارى قيمة حوارية تغني المادة المتناولة و تغذيها سواء اكانت المداخلة من الراي او الراي الاخر. من هذا المطلق قررت الاجابة على تساؤلات احد القراء على مقالنا المشار اليه و ذلك من على صفحة موقع صوت كوردستان الغراء. بداية اشكر الاخ احمد الشنكالي صاحب المداخلة و له كل الاحترام في الاختلاف  في الراي معنا و نتوسم فيه رحابة الصدر مثلما نحن تلقينا ارائه برحابة صدر.
لكي لا اكرر ماكتبه السيد احمد ، للقارىء العزيز الراغب في قراءة المداخلة ان يراجع المادة على الرابط التالي:
http://www.sotkurdistan.net/index.php?option=com_k2&view=item&id=31904D8%AC%D9%88%D9%87%D8%B1&Itemid=273#comment54304
شكرا للسيد احمد لاقراره بانني املك قابلية الكتابة. انا حينما اكتب لا اكتب بالضد عن احد بمن فيهم الكورد. انا افرق بين الكورد كشعب و التحالف الكوردستاني كجهة سياسية فاعلة و مؤثرة في العراق و صاحب السلطة المطلقة في كوردستان. صفته السياسية هذه تعطينا كل الحق ان نتفق او نختلف معه و اننا لا نقيم التحالف مرة واحدة و ككل بل نتناول اعماله السياسيه و خاصة تلك التي تمس حياة الناس و المواطنين بشكل مباشر.
انا الراي عندي بان التحالف الكوردستاني يتكلم بلسان مشطور و للاسف كعادته في مثل هذه المناسبات، لماذا؟ الكل يعلم بان التحالف الكوردستاني هو شريك فاعل و رئيسي في سلطة بغداد و ذلك بدليل و الف دليل فله مناصب رئاسية و وزارية مهمة جدا ناهيك ان ما من قرار سياسي مهم او حتى شبه مهم وتم اقراره في بغداد دون مروره و مباركته في اربيل سلفا. وجدنا السيد فؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف الكوردستاني بين اوائل المهنئين و المفتخرين بهذا الانجاز الذي وصفه بالرائع ! اذن كيف يستقيم الامر هنا؟ من جهة تصنع القرار مع الاخرين و تصفه انجازا رائعا ثم تبكي او تتباكى علن الحق الفيلي و الايزيدي المغدور؟! لا بل تتهم التحالف الوطني بالوقوف خلف هذا الغبن !!! لماذا لم يخرج و لو برلماني واحد من التحالف الكوردستاني من غير الكورد الايزيديين من قاعة البرلمان ، احتجاجا على هذا الغبن؟ لماذا لا يقر التحالف الكوردستاني المتباكي في بغداد هذا الحق الايزيدي في اربيل باعطائهم و لو مقعد كوتا واحد في برلمان اربيل من باب ضمان وجود تمثيل سياسي من ابناء المكون الايزيدي و الفيلي كاقليات في كوردستان؟ لماذا و لمصلحة من الكيل بمكيالين؟ التحالف الوطني و معه الاخرين لم يوافقوا على مطالبة التحالف الكوردستاني بمقاعد كوتا للايزيديين و الفيليين لانهم ليسوا اغبياء الي درجة لا يقراؤن لعبة الكوردستاني السياسية لضمان مقاعد اضافيه ستنتهي في نهاية المطاف في سلة الكوردستاني بشكل او باخر... و الوطني يدرك ذلك جيدا  و يرى التمثيل او لنقل الوجود الايزيدي الكثيف في برلمان العراق من خلال التحالف الكوردستاني الذي ابى ان يقبل الايزيديين و الفيليين سوى اكرادا اقحاح ...فكيف يوافق الاخرون على اعطاء تمثيلين في ان واحد ؟ اين المنطق و العقل في ذلك؟
فيما يخص عدم كتابتي عن النجيفي "المجرم" السبب في ما يصيب الايزيديين في الموصل على حد زعم السيد احمد شنكالي .... اقول انا لا ارى السيد النجيفي مجرما و لا غيره من السياسيين و اكن لهم جميعا الاحترام و ان كنت لا اتفق مع ما لا اراه صحيحا...هذه من جهة و من جهة اخرى تناولت اكثر من مرة سياسة الاخوين النجيفي بصفتهم القيادية في القائمة العراقيه و اكرر بلا حرج بانهم يتحملون جزأ كبيرا من الفشل الذريع لقائمة حصدت اكثر الاصوات في الانتخابات السابقة.... كيف يستقيم الامر مع التحالف مع "المجرمين" في اسقاط الاخرين؟ و كيف تريدنا ان نقيم التقارب و التعاون السياسي بين التحالف الكوردستاني و النجيفي في الاستحواذ على السلطة في الموصل و التي فيها تم تحجيم التمثيل الايزيدي بشكل مهين؟؟؟
انا بطبيعة الحال مع الحقوق المشروعة للشعب  الكوردي بما في ذلك حقه في تقرير المصير... لكنني لا ارى ان تقارب الكوردستاني مع تركيا على حساب العراق يصب في مصلحة الشعب الكوردي و العراق.... بقاء الكورد ضمن العراق افضل بكثير من التبعية العثمانية ... الكورد في العراق الجديد يسرحون و يمرحون سياسيا كيفما يشائون بل يمتلكون السلطة  الحقيقية كشركاء في بغداد علاوه على سلطتهم المطلقه على كوردستان في الادارة الذاتيه المستقلة.....لا ارى ان الازدواجية السياسية التي ينتهجها التحالف الكوردستاني على مستوى العراق سياسة صحية. اذ تراه على النقيض من سياسة العراق الخارجية في جميع المحافل و المواقف المهمة....؟
لا ارى انها سياسة سليمة ان تاكل مع الذئب و تلطم مع الضحية و ان تقتل القتيل و تمشي باكيا في جنازته ..! انا لا يهمني اصول المجموعات البشرية الاثنية و العرقية ...ففي نهاية المطاف كلنا بشر و ننتمي الى هذا الجنس من المخلوقات... و ارى ان السياسيين من التيارين الديني و القومي انما يستغلون العواطف البشرية في  السياسه كاقصر و اسهل الطرق الى السلطة و احتكارها و البقاء هناك الى الابد.... انا يهمني بل يهمني كثيرا الافعال السياسيه التي تمس قيم الانسان في حريته و حقه المشروع في الحياة الحره الكريمة في ظل دولة القانون التي تحقق العدالة الاجتماعيه للجميع بغض النظر عن الدين و القومية و الجنس و اللون.... اين انت و اين نحن من كل هذا في ظل تجربة كوردستان التي دخلت عقدها الثالث؟ اين الشيخان و سنجار و بحزاني و حتى ايزيدية الاقليم من التطور الهائل في اربيل ؟ ايزيدخان تخسر يوميا جزأ من جغرافيتها في عمليه التصحر السياسي بقيادة التحالف الكوردستاني.... مدارس و مستوصفات ايزيدخان في حالة يرثى لها ....و المليارات تتدفق على اربيل من بغداد و من المنافذ الحدوديه و من انتاج النفط محليا ....اين نحن من بناء دولة المؤوسسات في كوردستان.... اين القضاء و الجيش و الاجهزة الامنية المستقلة من الحزب القائد؟ لمصلحة من يطالب التحالف النظام الرئاسي بصلاحيات شبه مطلقة لكوردستان بينما يقر النظام البرلماني للعراق؟ لمصلحة من يطالب بتحديد منصب رئيس الوزراء في بغداد بفترتين بينما التف على هذا الاسحقاق في كوردستان؟ اين وصلت معركة الفساد التي اعلنها فخامة رئيس الاقليم؟ كم سياسيا او مسؤولا تم تقديمه لحد اليوم الى العدالة؟ .... و اين و اين .....؟
يخيفني كل هذا و من هنا نظرتنا الانتقادية من باب الحرص و ليس العداء لان ما يجري في و تصير اليه كوردستان يهمني و يهمنا جميعا.... اذا كان كل هذا لا يخيفك او غيرك فذلك هو شانكم .....

الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


53
دموع التماسيح على كوتا المكون الايزيدي
بقلم وسام جوهر
الكاتب والمحلل السياسي
السويد2013-11-05

يتميز المشهد السياسي العراقي بكل ما يتبادر الى الذهن من صفات و ظواهر الفشل و بكل ما لا يتبادر الى الذهن منها. السمة الرئيسية لهذا المشهد تكمن في دجل النخبة السياسية المهيمنة على ارادة الشعوب العراقيه. متوهم كل من ظن ان ساسة العراق الجدد يهمهم بناء او اعاده بناء دولة العراق ليكون عراق الجميع فوق كل الاعتبارات القومية و الدينية المذهبية.
الشيعة يريدونه عراقا شيعيا ثم لم يلبثوا ليتخاصموا فيما بينهم على العراق المالكي و الصدري و الحكيمي و الجعفري! واما العرب او العرب السنة فيريدونه تارة عراقا عربيا و تارة اخرى عراقا سنيا! اما الاكراد فلا يريدونه سوى عراقا ضعيفا هزيلا متفككا يضمن لهم امن و سلامه العبور الى الطلاق فور توفر الظروف العالمية و الاقليمية!
اذن فلا غرابة في غرابة المشهد السياسي العراقي....العراق بات لهذه الاطراف الثلاثة زواج اكراه مفروض عليهم من الخارج و سينتهي الى الطلاق و الافتراق متى ما سنحت الفرصة.
يحكم العراق داخليا، و بقدر ما يسمح لساسته من اسيادهم في الخارج ، توافقيا و محاصصيا و ذلك فوق كل القيم السياسيه و الانسانية . يكتبون الدستور و يحرفونه بالاتفاق ...ينهبون و يسلبون بالاتفاق....يتحالفون و يتخاصمون بالاتفاق...لقد بات الاتفاق سيد المشهد.
منذ فترة اشتدت الخلافات السياسية المفتعلة بين الفرقاء الاخوة الاعداء حول قانون الانتخابات الجديد ...! و ما يهمنا في مقالنا هذا من الموضوع هو مسالة مقاعد الكوتا للمكون الايزيدي الذي يتمتع بمقعد واحد و كانت المحكمة الاتحادية قد اقرت بما يعني زيادة عدد هذه المقاعد الى خمسة مقاعد. اتفق الاخوة الاعداء و كعادتهم في تقسيم الغنائم على الخروج من المازق المفتعل... و من بين ما اتفقوا عليه هو الغاء الزيادة الانفة الذكر ليبقى المكون الايزيدي المسكين على مقعده الرمزي!
ما يثير السخريه ليس هذه المناورة الرخيصة من الفرقاء السياسيين، بل كل هذا الكم الهائل من دموع التماسيح علي هذه الكارثة الوهمية! لنبدء باكثر الباكين على هذه الخسارة  !!! البرلمانيون من التحالف الكوردستاني من ابناء المكون الايزيدي. مسرحيه هذه المجموعة بدآت برفضهم لمفهوم مقاعد الكوتا للمكون الايزيدي لانهم اكرادا اصلاء و عليه لا حاجة للمكون الايزيدي لاي تمثيل برلماني خارج البيت الكوردي الذي هو بطبيعة الحال بيت الحزبين المتحالفين...و كل تغريد خارج السرب الكوردي يعد نشازا حسب رؤيتهم....فمعلوم للجميع ان سواهم، هم من يقف خلف استصدار قرار المحكمة الاتحاديه الخاص بزياده عدد مقاعد المكون الى خمسة.
عندما اشتد الصراع علي غنيمة المقاعد البرلمانية ...تحرك برلمانيوا التحالف الكوردستاني من الايزيدية بشكل مثير للدهشة و اصبحوا بين ليلة و ضحاها برلمانيوا هذا المكون !! يطالبون بحقوق و استحقاقات المكون الايزيدي في مقاعد الكوتا !!!! لماذا؟ الاجابة طبعا واضحة وضوح الشمس بكل تاكيد لم يتحركوا الا بارادة و باوامر قيادة التحالف الكوردستاني لسببين رئيسيين ...اولهما ...الدعاية السياسيه الاستهلاكية المحليه بين ابناء المكون الايزيدي و نحن علي ابواب الانتخابات القادمة. ثانيهما من الاسباب ان التحالف الكوردستاني يعلم جيدا بان مقاعد كوتا الايزيدية  في جمهوريته  لن تخرج عن دائرة نفوذه بشكل او اخر. سبب اخر كان يقف خلف تلك المطالبة المفتعلة هو استخدام هذه المطالبة وقودا لالة المفاوضات و الصفقات ...و هذا ما تحقق فعلا اذ تنازل التحالف عن مقاعد الكوتا بعد ترضيته بمقاعد كوردية نظيفة و اكثر عددا و اقل وجعا للراس ....فطز و الف طز بمقاعد المكون الايزيدي !
ان خروج  برلمانيوا التحالف الكوردستاني من ابناء المكون الايزيدي من قاعة البرلمان على اثر اقرار توافق الاخوة الثلاث على القانون الجديد  مشهد مضحك مبكي ...مضحك لان الايزيدي المسكين بات يفهم المسرحيات السياسية من هذا العيار فهو يعلم علم اليقين بان هؤلاء البرلمانيون ما كانوا ليخرجوا لولا اعداد المشهد التمثيلي لهم من فوقهم السياسي سلفا...!
سمعت بعضهم يهدد بطعن القانون الجديد امام المحكمة الاتحادية ! لماذا يا ترى يتصرف هذا البعض و كانه بات يملك ارادة سياسيه "ايزيدية" مستقلة ! اولا لن يقدموا على هذه الخطوة بمعزل عن اوامر فوقه السياسي التحالفي .... و ثانيا... لما لا و قد ضمن التحالف  ما ابتغاه ... فلما لا يراهن على الحصان الايزيدي مرة اخرى وهو اي التحالف يعلم انه رهان رابح في كل الاحوال ... فان كسب هذا الحصان رهان الطعن فمرحبا و الف مرحبا بمقاعد اضافية مهداة  من المكون الايزيدي المطيع ...و ان خسر الحصان الايزيدي رهان الطعن   سيوجه التحالف الغضب الايزيدي نحو غيرهم و هذا مكسب بحد ذاته لا يقل اهمية عن الاول.
المشهد مبكي لانه يكشف عورة  و ضحالة الوعي السياسي لدى الناخب العراقي عموما و الايزيدي تحديدا....لانه لا يتعلم الدرس بل يزداد مهارة في البكاء و التباكي و الندب على الحظ التعيس!
خرجوا من البرلمان يذرفون دموع التماسيح، احتجاجا على الغبن الذي لحق بالمكون الايزيدي ! نتسائل و معنا الكثيرون لماذا لم تستقيلوا من قائمتكم ان كنتم جادين في بكائكم؟ او ليس التحالف احد الاطراف الرئيسية لاقرار القانون الجديد؟
من افواهكم ندينكم ... انكم من اكثر الرافضين للتعديلات التي تخدم القضية الديمقراطية بشكل عام و حقوق المكونات الصغيرة بشكل خاص... فمثلا سمعناكم تعارضون مقترح الدوائر الانتخابية المتعدده و التي على الاقل تخفف بعض الشيء من استبدادية رئيس الكتلة و الحزب في تعيين المرشحين الموالين لهم في البرلمان ! المكون الايزيدي على سبيل المثال لا الحصر يحقق طموحاته السياسية في العدالة الاجتماعية ، من خلال هذا النظام  و بصورة افضل بكثير من بضعة مقاعد الكوتا التي على احسن حال  تضمن رواتب و امتيازات لبضعة اشخاص غير قادرين على التفاعل المؤثر على المعادلة السياسية العراقية المعقدة.
علاوة على ما تقدم ستعمل مقاعد الكوتا علم تمزيق القليل المتبقي من وحدة الصف و سيتم اجهاض هذه المقاعد بالف صورة و صورة. فلا داعي للبكاء و التباكي على ما لا يستحق البكاء عليه... استثمروا الطاقة في البحث عن الهوية الضائعة المضيعة و كونوا و طنيون في السياسة ...انخرطوا في السياسه من بابها الوطني العلماني الليبرالي الواسع دون ان تكونوا قليلي الصبر و عديمي الثقة في الحق. كفي دعما و مساندة للطائفية بكل اشكالها القومية و الدينية و العشائرية.
كن ما تشاء في العقيدة و الاثنية ...سنيا ..شيعيا...ايزيديا...كورديا...عربيا  ...و لكن كن عراقيا ...كوردستانيا ...في الوطنية فلا تبنى الاوطان الا حول الوطنية الصادقة و بوسائل و ادوات علمانيه ليبرالية حقيقية......تستمد قوتها من القيم الانسانية التي تحقق عزة و كرامة الانسان التي تعلوا و لا يعلى عليها شيء......

wisam01@gmail.com


54
الغاء الرواتب التقاعدية  قرار جدير بالاحترام

بقلم وسام جوهر
الكاتب والمحلل السياسي
السويد2013-10-25
من شدة الضيم و الحرمان و القمع و سلب الحريات صفق العراقيون للاحتلال الامريكي المتحالف مع دول الخليج، هذا الاحتلال المبارك من قبل ما تسمى يومها بالمعارضة العراقية السياسية و التي كانت قد تجذرت في العمق الاقليمي المحيط بالعراق. نعم صفق العراقيون ظنا منهم بان القوى السياسية المعارضة ستاخذ بهم الى بر الامان و الى حيث الحريه و الازدهار و التقدم. لقد حلم العراقيون بالكثير و شاهدوا نهاية ديكتاتورية لطالما سلبتهم انسانيتهم في حريتهم لكنهم لم يحلموا بان الاحتلال انما كان بداية النهاية للدولة العراقية.
منذ اليوم الاول اتضح ان تمزيق العراق كان هو المشروع الحقيقي و ليس اسقاط النظام، فسقطت بغداد و سقطت معها الدولة العراقيه فسمحت قوات الاحتلال للناس ان تنهب دوائر الدولة و موئسساتها و لم ينجوا من ذلك حتى الارث الحضاري في المتاحف.  كان من اولى قرارات الحاكم الامريكي بريمر ان حل الجيش العراقي اضافة الى كافة الموئسسات الامنية من شرطة و غيرها.... تزاحم و تنافس قادة العراق الجديد لكسب رضا السلطان الجديد عسى و لعلهم يحققون مكاسب سياسية على حساب حلفاءالامس.
ان الغاء قانون الخدمة الالزامية كان ضربة في صميم الدولة العراقية اذ لا ارى دولة تحترم نفسها لا تتبنى الخدمة الالزامية التي تشكل ركن اساسيا من اركان الدولة. لماذا اذن تم حل الجيش و الغاء خدمة العلم ؟ الجواب واضح لا لبس فيه، لان الفرقاءالسياسيون كان لهم مشروعهم الطائفي الذي في نهاية المطاف من المؤمل به ان ينتهي الى التقسيم. فما حاجه الطائفيين بجيش نظامي محايد و خدمة علم، و الميليشيات الحزبية تضمن لهم هيمنتهم السياسيه؟!
مرت الايام و بدآ العراقي حائرا من امره و هو يرى كيف انه  سرق ، بضم السين و كسر الراء،  باماله في الحرية و العيش السعيد ، اذ بات الفساد ينخر الجسد حد العظام و فاق كل حدود الحياء ناهيك عن القتل و المفخخات التي اصبحت الزاد اليومي للعراقي المسكين. الامتيازات التي منحت نفسها بنفسها الرئاسات الثلاثه خياليه تستهر بكل القيم. على سبيل المثال لا الحصر ضمنوا لانفسهم رواتب تقاعدية خيالية و من دون وجه حق..... كيف يصح ان تضمن راتبا تقاعديا بعد “خدمة” لبضعة سنين لا ترتقي الي الحد الادني من المستوى المطلوب؟!
قلة هي الاخبار السارة من العراق....و العدالة الاجتماعية بكل تاكيد عملة نادرة......من هنا يكتسب خبر الغاء الرواتب التقاعدية لمن لا يستحقونها من قبل المحكمة الاتحادية الموقرة اهميته. انه بصيص امل و ان كان خافتا في ظلام ليل الظالمين. ان ردة فعل البعض ممن يفترض بهم  ان يكون قدوة جاءت مبكية مضحكة.....نعم يا للعار لنائب برلماني يبكي و اخر يشتم لحق لم يكن حقا من باب الحق. اي كان الغرض من وراءالنائب و كتلته النيابية التي تقدمت الى المحكمة الاتحادية لتحقيق هذا الانجاز فانهم يستحقون كل التقدير و الاحترام ، فبعد كل هذا و ذاك نراه من حق السياسي في تحقيق مصالحه السياسية في ظل المصلحة العامة و ليس على حسابها.
اما الشاتم و الباكي انما يكشف عن عورته السياسية و عن ضحالة القيم السياسية.....السياسي الذي ينظر الى نفسه موظف دولة، سياسي فاشل بكل المقاييس لان الواجب السياسي انما تكلفة و موضع ثقة يضع فيها المواطن امله و طموحاته بين يدي السياسي.....فتبا للسياسي الذي يخون هذه الامانة و هنيئا للمواطن العراي هذا النصر و الاحترام للمحكمة الاتحادية التي تشكل الخندق الاخير للدفاع عن حصن المواطن و كرامته.
الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


55
الاتحاد الوطني الكوردستاني  يحتضر !
بقلم وسام جوهر
الكاتب والمحلل السياسي
السويد2013-10-24

كما هو معلوم لقد قام الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة مام جلال في منتصف سبعينات القرن الماضي و على اثر انهيار الحركة الكوردية القومية التحررية بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة القائد الكوردي، المرحوم مصطفى البارزاني و كنتيجة فورية لاتفاقية الجزائر بين العراق في ظل حكم البعث و بين ايران الشاهنشاهية وذلك في اذار عام 1975. ان قيام الاتحاد الوطني الكوردستاني في الاول من ينيو من نفس السنة اي 1975 و ببضعة شهور فقط من بعد الانتكاسة الكبرى، و من خلال دمج ثلاثة من اهم حركات التحرر الكوردية انذاك على ساحة كوردستان العراق، انما شكل رمزية عالية للملمة الذات الكوردية السياسية المشتة المنهارة، حيث الشعور بالاحباط و خيبة الامل. لقد حقق الاتحاد نجاحات سياسية و عسكرية يشهد لها. لقد فقد الحزب الديمقراطي الكوردستاني الان هيمنته المطلقه و البديهية لزعامة حركة التحرر القومية الكوردية في كوردستان العراق لاول مرة منذ تاسيسه ليعيش الواقع الكوردستاني حالة من التعددية السياسية كآمر واقع. السؤال الذي طرح نفسه في تلك الظروف كان بطبيعة الحال اذا ما كان الاتحاد سيحل تماما محل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ام ان الحزب سينهض من جديد و في هذه الحاله كيف سيكون حال المشهد السياسي الكوردي. لقد حدث ما حدث اذ انتفض الديمقراطي الكوردستاني مستلهما روح المقاومة من الحاجة الماسة لدى الشعب الكوردي. للاسف حدث صدامات و اقتتال داخلي راح ضحيتها الالاف من المقاتلين الكورد من ابناء البيشمه ركه من كلا الطرفين مما ادى الي ضعف الحركة الكوردية التي باتت الان تواجه حكما ديكتاتوريا و عسكريا من اشرسها وحشية في عراق السبعينات الذي حقق نجاحات اقتصادية كبيرة على اثر تاميم شركات النفط العالمية العاملة في العراق انذاك، مما ادى الي ملىء ترسانة بغداد العسكرية بمختلف انواع اسلحة الدمار الشامل. على الرغم من كل ذلك استطاع الاتحاد الوطني الكوردستاني ان يثبت قدمه ليرغم لاحقا غريمه الحزب الديمقراطي الكوردستاني لقبول التعددية السياسية كامر واقع.
في اواخر شهر اذار و بداية شهر نيسان من عام 1991 كان نظام البعث تحت قيادة صدام حسين الديكتاتورية قد خرج للتو خاسرا مهزوما من الكويت فانتفض العراقيون كوردا و عربا، املين التخلص من الحكم الصدامي الذي شن حملات شرسة على عموم كوردستان، ادت الى الهجرة المليونيه عبر الحدود التركية و الايرانية, الامر الذي حرك الراى العام الغربي ليحرك صانعي القرار، فكان صدور قرار مجلس الامن المشهورتحت رقم 688 في 5 نيسان عام 1991 ليتبين لاحقا بانه بداية حكم و ادارة ذاتيه حقيقية للكورد مستقلين تماما من العراق من الناحية العملية. لقد تقاسم الاتحاد و الديمقراطي ادارة الاقليم بادارتين احداهما في اربيل و الاخرى في السليمانية.
 في عام 1994 نشب الاقتتال العنيف بين الاتحاد الوطني الكوردستاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليصل الامر في عام 1996 ان يستنجد الاتحاد بايران و ان يستنجد الحزب الديمقراطي الكوردستاني ببغداد فكانت النتيجة ان سيطر الديمقراطي على اربيل عاصمة الاقليم بينما احتفظ الاتحاد بسيطرته علي السليمانية. استمرت حالة الانقسام و الاقتتال الكوردي الى ان تدخلت امريكا لتجبر الطرفان على التوقيع على اتفاقية واشنطن عام 1998. على اثر هذه الاتفاقية دخل الطرفان شراكة سياسية فريده من نوعها تقاسم فيها الحزبان سلطة الاقليم طبقا لمبدآ الفيفتي فيفتي، اي مناصفة.
مرت الايام و تطورت الاحداث و تعقد المشهد السياسي العراقي و فيما يخص الاتحاد الوطني الكوردستاني لم تهب الرياح كما اشتهته سفنه بل و على العكس تبين ان شراكته مع الديمقراطي هذا العملاق و الديناصور السياسي، باتت عبئا ثقيلا عليه خاصة بعد انشغال امينه العام مام جلال بمنصب رئيس جمهورية العراق هذا المنصب التشريفي الذي نجح الحزب الديمقرطي الكوردستاني بذكاء في اسناده الى مام جلال ليحقق غايتين في ان واحد، الاولى ان يكون كوردي على راس هرم احدى الرئاسات العراقية الثلاثة و الغايه الثانيه و بتقديرنا الاهم من الاولى ابعاد مام جلال من المشهد السياسي الكوردي و الهائه عنه بشكل ينم عن ذكاء سياسي خارق وهو يعلم جيدا تاثير ذلك و مردوده على الاتحاد الوطني الكوردستاني الحليف الخصم.
ماساة الاتحاد الوطني الكوردستاني هي ماساة حزب شرقي عراقي يقوم و يسقط بقيام و سقوط قائد الضرورة ! لقد وقعت قيادة هذا الحزب في شرك تحالفه الغير المتوازن مع الديمقراطي الكوردستاني الذي نجح المرة تلوى الاخرى بان يفرض ارادته على قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني وهذا ما يتجلى بوضوح لا لبس فيه كيف انه احتفظ بمنصب رئيس الاقليم طيلة هذه الفترة. ليس هذا فحسب بل ايضا بمنصب رئاسة حكومة الاقليم من الناحية الفعليه و العملية! حدث كل هذا و قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني ملتهية بملذات السلطة في بغداد و كوردستان و ما تدر عليهم من منافع مادية.
لقد وصل تذمر الكثيرين من ابنا الاتحاد بمن فيهم بعض من قياداته الي الانشقاق بعد ان يآسوا من مناداة الاصلاح من دون جدوى فكانت ولادة كوران اي حركة التغيير بقياده نوشيروان مصطفى الرجل القيادي الثاني في هرم الاتحاد الوطني الكوردستاني. خظآ جسيم اخر وقعت فيه قيادة ما تبقى من الاتحاد الا وهو عدم اخذ هذا الانشقاق محمل الجد لنرى كوران تجتازه في انتخابات الاقليم التي جرت الشهر الماضى.
هناك مثل يقول تعددت الاسباب و الموت واحد....كثيرة هي اسباب سقوط الاتحاد الوطني ليحتضر اليوم و يواجه مصيره وجه لوجه. لعل اهم هذه الاسباب هو تشبث مام جلال بالسلطة رغم تقدم العمر و اعتلال الصحة و براينا ما كان ينبغي لفخامته ان قبل بفتره رئاسية ثانيه حيث اصبحت مسمار نعش قيادته و حزبه. كان الوقت مناسبا و قد حان من زمان ان يترك السياسه و ان يفسح المجال هو و معه الاخرين من قيادي الاتحاد لغيرهم من الجيل الصاعد..... لكن هذه هي احدى كبريات ماساة قادة الشرق السياسيين لا يفصلهم عن الكورسي سوى الموت!
بلا شك جاء سقوط الاتحاد في وقت لا يحسد عليه و يصارع رآس هرمه من اجل البقاء، هذا اذا كانت فخامته لازال على قيد الحياة حيث الكثير من المعطيات و الدلالات تشير الى عدم بقائه على قيد الحياة و لقد اتفقت مصالح الكتل السياسية العراقية و الكوردستانية المتنفذة على قبول ما هو ليس مقبولا و ليس دستوريا الا وهو بقاء منصب رئيس دولة حالها حال العراق المضطرب سياسيا و امنيا طيلة هذه المدة شاغرا ....يضاف الى ذلك جعل موضوع تفقد فخامته شآنا عائليا بحتا !!! كيف يصح ذلك ؟ انه رئيس دولة و موضوع زيارته و الوقوف على امر صحته شآن وطني بامتياز .....و السؤال ههنا يا ترى لماذا قبلت و تقبل القيادات العراقية و الكوردستانية بهذا الامر اذا لم يكن ذلك في خدمتهم؟ الاتحاد الوطني الكوردستاني يحتضر و فقد شراكة سياسية كلفته و كوردستان معه الكثير. لقد تحول الى حزب مساند في ساحة سياسية فيها من الاعداء و الخصوم اكثر بكثير من الحلفاء و الاصدقاء.
الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


56
الوقف المسيحي الايزيدي الصابئي ...ضرورة الحوار الاخوي
بقلم وسام جوهر
السويد 2013-07-06-
يبدو ان النائبين  الايزيديين السيدة فيان دخيل والسيد شريف سليمان من قائمة التحالف الكوردستاني قد امسا اصبعا  متقيحا عندما اثارا موضوعا في غاية الحساسية الا وهو مسالة اعادة النظر في هيكلية ادارة الوقف بشكل يحقق الانصاف و العدالة في ملف ادارة هذا الوقف.   
قبل كل شي ارى ان علاقة الجيرة التاريخية اضافة الى علاقة المواطنة التي تربط المكونين تحتم علينا جميعا الابتعاد عن التشنج و العاطفيه و المزايدات السياسية و نحن نتناول امرا في غاية الحساسيه و خاصة في ظل الظروف الراهنة في العراق الجريح. ما يجمع المكونين اهم من بضعة مناصب ادارية. نحن جميعا مدعويين الى ترجيح العقل على العاطفة و التعصب.
قلما اشاطر الراي مع الاخوات و الاخوة من النواب الايزيديين من قائمة التحالف الكوردستاني فيما يتعلق الامر بالشان الايزيدي و لكنني ارى ان اتفق مع النائبين هذه المرة لا بل ادعمهم في المطالبة بحق المكون و يا ريت لو انهم لا يقفوا على اية حدود سياسية في المطالبة بحق المكون. ما لا يجوز هنا ان يحاول احدهم جعل الامر كمقارنه بين الاديان و توزيع المناصب علن هكذا امر خاطيء.
حسب علمي فان المشكله تكمن في انزعاج ايزيدي في كونه يشعر بانه مهمش في تبؤ المناصب الادارية في الوقف بشكل منصف و متناسب مع حجمه السكاني و بين انزعاج مسيحي من هذه المطالبة. تقصيت الامر بعض الشيء و تبين لي بآن الانزعاج الايزيدي ليس نابعا فقط من عدم  تبوئهم منصب رئيس الوقف بل يكمن في عدم عدالة توزيع المناصب الاخرى و هيمنة رئيس الوقف الحالي بعدم اشراك الاخرين في صنع القرار.
الوقف حسب معلوماتي المستقاة من مطلع يتكون من الرئيس و نائبين و مفتش عام اضافة الى ثمانية مدراءعامين منهم مدير عام ايزيدي واحد فقط و اخر مثله صابئي و البقية كلهم من الاخوة من المكون المسيحي ! اين العداله هنا؟ و اين ما يدعوا البعض الى الانزعاج من طلب النائبين الايزيديين في تحقيق العدالة في المشاركة الحقيقية في صنع القرار الذي يشمل الجميع؟
 لست مع تاجيج الوضع من اية جهة كانت بل مع ضرورة الحوار الاخوي وعليه اناشد العقلاء من الطرفين  لايجاد حل عادل و مشرف للطرفين و ذلك من خلال حوار اخوي يرتقي الى مستوى العلاقه الاخوية الحميمة بين ابناء المكونين.

57
المكون الايزيدي بين التحجيم و افاق المستقبل في نينوى؟
بقلم وسام جوهر
السويد 2013-07-01

لا اظن انني ابالغ ان قلت بان حديث الساعة في ايزيدخان هذه الايام هو الاصوات التي غيبت! و السؤال المهيمن على الشفاه هو : اين ذهبت هذه الاصوات ؟ وكبف؟ و لماذا؟  ما يفهمه الناخب الايزيدي المسكين ان فلانا حصل على كذا الف صوت و فلانة حصلت على كذا الف صوت و مع ذلك لم يفوزوا ! بل فاز فلان الكوردي المسلم رغم حصوله على كذا مائة صوت !
ما لا يفهمه او لا يريد ان يفهمه هذا الناخب المسكين الذي صدرت له الاوامر بالخروج في المظاهرات الاحتجاجية ضد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات , ان المفوضية بريئة من تغييب هذه الاصوات برائة الذئب من دم يوسف. محنتنا تكمن في ثقافتنا الفاشلة في عموم الشرق الاوسط. العالم العربي رزخ تحت الانظمة الديكتاتورية التي فشلت في تقديم ابسط مقومات العدالة الاجتماعية و الرخاء الاقتصادي و مع ذلك كانت الشعوب العربية دوما تخرج بمظاهرات التاييد للديكتاتوريات تهلهل و تمجد الديكتاتور و نظامه الفاسد  و تندد باسرائيل و الصهيونية العالمية و الاستعمار الذي كان طبعا يقف خلف تخلف هذه الشعوب!
خرجوا الايزيدية المساكين او اخرجوا الى مظاهرات تمثيلية مبكية محزنة يحملون لافتات التنديد بالمفوضية التي سموها طبعا بالغير المستقلة يطالبونها باعادة فرز الاصوات في محطاتهم لانهم مغدورين و مستهدفين و كالعادة كايزيديين! اولا ان يخرج الايزيدي في مظاهرة يطالب بها حقه المغدور من قبل سلطات الاقليم هو ضرب من الخيال و اذا ما تظاهروا فانما يتظاهرون بما يتناغم و رغبة وارادة سلطات الاقليم. الكل تعرف جيدا لماذا تم الغاء هذا الكم الهائل من صناديق الاقتراع في هذه المناطق تحديدا.
هذه التظاهرات ما هي الا تمويهية يراد منها الضحك على الذقون التي يبدو انها لن تشبع ضحكا يوما ما. لكي نفهم عملية قرصنة الاصوات الايزيدية علينا ان نرجع قليلا الى الوراء عشية اجراء هذه الانتخابات حيث اتفق الكل و الجميع من سياسيين و مراقبين و محللين بان انتخابات نينوى ستفرز مفاجئات مهمة.  هذه التنبؤات لم تات طبعا من الفراغ بل استندت الى واقع ساد الاجواء السياسية لمحافظة نينوى طيلة الفترة الانتخابية السابقة. لم يكن من الصعب عشية هذه الانتخابات التكهن بان عصر الحدباويون قد انتهى و انهم مزقوا المكون العربي شر تمزيق و فتتوه. ولم يكن من الصعب التكهن بان قادة التحالف الكوردستاني على دراية تامة بحال المكون العربي في نينوى وبات واضحا انهم يخططون للمرحلة الجديدة بدقة و عناية مستفيدين من اخطائهم السابقة. لم يعد سرا اليوم ان تجربة التحالف النيناوية مع مرشحي ايزيدا لم تكن بدون مشاكلها و صراعاتها. اذ اظهر على الاقل قسم منهم الرغبة و الطموح الايزيدي في تبوء مناصب ادارية توازي الحجم الايزيدي (8 مقاعد اضافة الى مقعد الكوتا انذاك) في حكومة نينوى السابقة مما ادى الى مشادات كلامية لم تحسم الا بعد تدخل القيادة الحزبية لينتهي الامر الى ما انتهى اليه من كارثة حقيقية في ضياع او تضييع فرصة تاريخية على المكون الايزيدي ليلعب دوره الفاعل و المستحق في ادارة المحافظة. لعل اهم دليل على ما تقدم هو عدم اعادة ترشيح قيادة التحالف ولو مرشح ايزيدي واحد من الدورة السابقة؟
قيادة التحالف الكوردستاني بتجربتها و خبرتها و حنكتها السياسية لم تكن هذه المرة اغبى من ان لا تسمح باي حال من الاحوال بحجم و كثافة ايزيدية تهدد توازن معادلتها السياسية لنينوى و خاصة و اننا مقبلون على مرحلة حاسمة لمصير ما تسمى بالمناطق المتنازعة عليها! و السبيل الى تحجيم المكون الايزيدي جاء بخطة ذكية تم فيها ترشيح عدد كبير من ابناء المكون ليتم  مناورتهم بعد ذلك باسلوب اذكى  وذلك بالقاء اللوم على المفوضية التي لا تملك القدرة باي حال من الاحوال في التلاعب بهذه الكمية الهائلة من الاصوات التي غيبت بتهمة التزوير التي لم تعد تخفي على احد.
ما يدعوا الى الاسى هو استمرار قيادة التحالف في تعاملها الدوني مع المكون الايزيدي الذي بدوره مستمر في سباته العميق. لكي يفهم الفرد الايزيدي قيمة فرصته التاريخية في نينوى العراق الجديد تعالوا معي في جولة سريعة في عالم الارقام التي افرزتها هذه الانتخابات لكي تفهموا مقدار التحجيم و الغبن الذي تمارسه قيادة التحالف مع المكون الايزيدي. في ضوء النتائج الاخيرة نجد ان نسبة التمثيل الايزيدي يتمثل في مقعد كوتا اليتيم و هي بالتمام و الكمال تعادل 2.56% من حكومة نينوى المحلية ! و تخيلوا معي الان ...ماذا لو دخل المكون الايزيدي الانتخابات لنقل بأئتلاف ايزيدي لكي لا نقول بكيان سياسي واحد و موحد ....و كل المعطيات تشير الى امكانية الحصول على 9 مقاعد ايزيدية-ايزيدية ! ما معنى ذلك بلغة الارقام و التحالفات السياسية و خاصة و قد تم توسيع صلاحيات مجالس المحافظات و الحكومات المحلية لتقوية النظام اللامركزي في العراق؟ بكل بساطة ايها الايزيدي المسكين انك كنت ستصبح اكبر كتلة نيابية في محافظتك بتلك المقاعد التسعة اي 23.08% تليك اكبر كتلة عربية ب 8 مقاعد اي 20% بينما كتلة التحالف كانت ستصبح بدونك هامشية بمقاعدها ال 3 و بنسبة 7.69% في ثاني اكبر محافظة عراقية يعادل احتياطي نفطها احتياطي دولة ليبيا !!! كانت الكتل ستاتيك تطلب منك التحالف بدلا من انك اليوم تشحذ و تشحذ دون نتيجة.
لقد تاخر العقل الايزيدي كثيرا في العراق التعددي التوافقي لكن الفرصة لا تزال قائمة وان اصبح الوقت ينساب منه بين اصابعه ...انها مجرد فكرة قد تصلح لحلم جميل يتوقف تحقيقه من دونه على همة الانسان الايزيدي و قادته من مرجعيات دينية و نخب سياسية و مثقفين و مفكرين للاخذ به من تحجيم حقير الى افاق المستقبل المشرق ...مستقبلا يكون فيه سيد نفسه و قراره اسوة ببقية اخوانه في المواطنة و الجيرة و الانسانية.

58
الحكم الذاتي لايزيدخان
وسام جوهر
السويد 2013-06-15

اذا ما نظرنا قليلا الى الوراء و الماضي القريب للمكون اليزيدي في العراق نراه و للاسف يعكس تاريخا مأساويا وينذر بمستقبل اسوء من ماضيه بكثير اذا ما ترك الحبل على الغارب. لقد عول المكون اليزيدي راغبا و مرغما على تجربة الاقليم كثيرا لرفع الغبن عنه وادى واجبه على اكمل وجه في كل المعارك الانتخابية و ابلى بلاء حسنا بنسب مشاركة عالية. كما هو معلوم فان حكومة الاقليم و من خلال احزابها و طبيعة المجتمع الكوردستاني اضافة الى عوامل تعود الى سياسة الاقليم الخارجية , استطاعت ان تحقق وضعا امنيا جيدا قياسا الى بعض المحافظات العراقية الاخرى. المكون اليزيدي رغم كل ذلك الاستقرار انتكس امنيا اكثر من مرة , ففاجعتا شنكال و عمال الغزل و النسيج في الموصل ماثلتان في الذاكرة...تلتهما اعتداءات الشيخان و زاخو و اخر انتكاسة كانت حادثة اغتصاب الطفلة اليزيدية سيمون. هذه من الناحية الامنية. من ناحية الحقوق و الاستحقاقات توالت الانتكاسات الواحدة تلوى الاخرى ففقد المكون تمثيله الوزاري في حكومة بغداد, ثم تناقص عدد اعضاء البرلمانيون من المكون اليزيدي في برلمان كوردستان من 3 في دورته الاولى الى 2 و اخير الى برلماني واحد فقط اليوم و كل المعطيات تشير الى فقدانه هو الاخر في الانتخابات المقبلة و ليس هناك من كوتا لليزيدية في برلمان كوردستان. لقد فقد المكون مقعده الوزاري ايضا في حكومة الاقليم و بعد ضجة وعدوا المكون بوزارة بقت نائمة على الرفوف لحد هذا اليوم. ما لبث ان تم انتخاب 8 من المكون اليزيدي لمجلس محافظة نينوى في الدورة السابقة, حتى جاء القرار من اربيل ليحولوهم الى جيش ايزيدا المعطل في نينوى و حرم المكون من ابسط الامتيازات و الخدمات. انتكاسة كبيرة هي الاخرى تمثلت في ضمان الهوية اليزيدية و حقوقها في دستور الاقليم...اذ لم يرد حتى ذكرهم كمكون او شريحة اجتماعية على قدم المساوات مع الاخرين بذريعة انهم اكراد و اكتفى المشرع بالاشارة الى ضمان حرية الاعتقاد للجميع كاليزيدية و الاخرين...! عندما حدث مع الطفلة سيمون ما حدث اكتشف المكون اليزيدي هشاشة القانون في حمايتهم و معتقداتهم و حرماتهم و اطفالهم على ارض الواقع....القانون لم يستطع حماية الطفل من الاستغلال الجنسي و لم يستطع حماية المكون من تبديل عقيدة اطفاله بل تم تسويف القضية من خلال مناورة سياسية و رسالة واضحة مفادها دعوا الامور تجري الى عالم النسيان و التهميش.
تدهور التعليم في مدارس ايزيدخان من شنكال الى الشيخان اذ غيرت مناهج التعليم من اللغة العربية بين ليلة و ضحاها دون اخذ راي و رغبة احد بنظر الاعتبار...تكددس الاطفال في المدارس بشكل غير انساني فانعكس سلبا على مستوى التعليم. ايزيدخان انتكست من الناحية التعليمية الى درجة انها ستعاني الى اجيال قادمة. بدلا من تاسيس نظام الرعاية الاجتماعية لمساعدة المعتازين و المعوقين و المسنين و الفقراء تم تحويل شرائح واسعة من ابناء المكون الى مرتزقة تعتاش على مساعدات حزبية و ما من احد سئل و يسال من اين لك ايها الحزب كل هذه الاموال؟!
ان فشل المرجعية اليزيدية في ان تلعب دورا مؤثرا في تثبيت موقع المكون و ايزيدخان على الخارطة السياسية بل انقسمت هذه المرجعية و قسمت معها المكون اليزيدي في ولائاتها السياية فبات قطب ينتمي الى حزب سياسي و القطب الاخر الى حزب سياسي اخر و اقحموا الدين في السياسة و السياسة في الدين.
خلاصة القول تراجع وضع ايزيدخان من سوء الى اسوء في ظل غياب خطاب سياسي ناضج بمستوى الطموح و التحديات وبات المكون على وشك ان يضيع الخيط و العصفور معا. بتصورنا و لحسن حظ ايزيدخان ان الوقت لم يعد متاخرا جدا و اذا ما توحدت الجهود الخيرة و تبلورت منها ارادة حديدية تؤمن بالذات اليزيدية و بحق هويتها في الوجود, فانني على يقين بان مثل هذه الارادة قادرة على فرز تصور سياسي كامل الرؤيا في رسم صورة المستقبل لايزيدخان في عراق الغد. على المكون اليزيدي ان يخرج بخطاب يزيدي موحد تحت شعار الحكم الذاتي لايزيدخان بغض النظر عن انتمائها الاداري و الجغرافي اي ان حق تقرير المصير في الحكم الذاتي اهم من الانتماء الى الاقليم من عدمه....! على ايزيدخان ان ترفع هذا الشعار و تاخذ منه خطا احمرا. اي طرف يؤمن حقا بحق ايزيدخان في الحكم الذاتي لن يكون بمقدوره ممانعة و مصادرة هذا الحق الطبيعي و كل من يرفضه انما يرفضه بدافع سوء نية لا محال. الحكم الذاتي هي الوسيلة الوحيدة الى ضمان بقاء المكون اليزيدي في العراق كمواطنين من الدرجة الاولى. هذه المطالبة لا تتعارض ابدا مع روح دستور العراق الفيدرالي اللامركزي. ايزيدخان تستوفي كافة الشروط الموضوعية لان تكون وحدة ادارية محلية ضمن العراق مباشرة او غير مباشرة ضمن الاقليم.
ما ضاع حق ورائه مطالب....   

 

59
الامير لا يمثل راي الشعب اليزيدي ...في مسالة دستور الاقليم
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-06-10

اولا و قبل كل شيء اود ان اوضح شيء بكل صدق و امانة, انني غالبا ما ادع المشاعر و العواطف جانبا عندما اكتب عن شيء لكنني اقر هذه المرة بانني اكتب بمرارة و بالم و كم تمنيت ان لا يصل بنا الامر الى ان نخرج عن صمت, لطالما اعتبرناه في خدمة وحدة الخطاب و الكلمة للمكون اليزيدي, وان تعلق الامر هذه المرة بسماحته الذي اكن له كأمير و شخص جل التقدير و الاحترام لكن حرية الراي اهم من كل ماعداه فالانسان الذي يضحي بحريته انما يتنازل عن حقه في الحياة.
كما هو معلوم ان الصراع السياسي محتدم في اقليم كوردستان بين حلفاء و شركاء الامس من جهة و بين احزاب او بل الاحرى حزب السلطة من جهة و بين ما تبقى من الفرقاء السياسيون من جهة اخرى. انه صراع الموت من اجل السلطة ! يبدو ان مسالة طرح الدستور للاستفاء من عدمه اتخذت رمزية هذه الصراع من اجل قمة الهرم السياسي في كوردستان العراق.
ما يهمنا في مقالنا هذه الورقة اليزيدية النائمة المعطلة و التي لا ينتبه اليها الحزب الحاكم و لا يعيرها اية اهمية الا عند الحاجة كما تعودنا عليها سابقا في الاستفتاءات و الانتخابات جميعها , مقابل لا شيء طبعا. كل هذه السنين مالذي جناه اليزيدي المسكين من اداء الخدمة الالزامية؟ نعم لقد حصل "الكورد الايزيديون" على وزرات وهمية, ووعود بوزارات لم ترى النور, رعاية و حماية ناكحي قاصراتهم رغم عن الامير و نداءاته و نداءات شعبه و صراخاتهم و مظاهراتهم ...!
لا ياسمحاحة الامير , استمحيك عذرا و لكن ما هكذا تورد الابل؟ استمع ولو مرة واحدة الى صوت شعبك الصامت المقهور و عبٌرعنه بشجاعة تليق بامير لهم في العراق و العالم. الم تسال نفسك لماذا اتوك الى المانيا يطلبون منك التدخل في شأن سياسي محض؟ ايفترض بامير ان يتدخل لصالح طرف سياسي ضد طرف اخر؟ هل حقا من واجبك ان تناصر قوة سياسية على اخرى باسم الشعب اليزيدي؟ لماذا لم ياتوك بحل يحفظ لك و لشعبك ماء الوجه في قضية الطفلة اليزيدية التي اغتصبت في وضح النهار و غيروا عقيدتها رغما عنك و عن شعبك؟ لماذا لم يردوا على ندائاتكم و نداءات سماحة نائب الامير فاروق بك و الاخرين؟ الم تكونوا وقتها "الكورد الايزيديين" ام ماذا؟ اتريد يا سماحة الامير ان يفهم منك شعبك بانك تكافيء اليوم من اغتصبوا صميم طفولتهم
يبدوا ان تصريح سماحة الامير لم يكن دقيقا حسب الطلب ليخرج مستشار المجلس الروحاني اليزيدي عفوا اقصد "المجلس الروحاني للكورد الايزيديين" , ليثبت النقاط على الحروف بشكل لا لبس فيه حيث قال الرجل "نحن الكورد الايزديون مع ان يتم  طرح الدستور للاستفتاء ....." وهيهات له ان يقول نحن الايزيديون دون ان يسبقها بكلمة الكورد, صرح و كانه مخول ان يعبر عن راي شعب بكامله على اختلاف توجهاتهم السياسية !!!! ما علاقة المجلس الروحاني بالسياسة اصلا؟! لماذا هذا الاصرار في اقحام الدين في السياسة لمصالح جيوب اشخاص اختاروا بعضهم البعض للهرم الديني.؟
ليس هناك من شخص , كائن من كان ان يتكلم باسم مكون كامل, و يختزله لمصالحه الشخصية. لقد طفح الكيل و لا بد لهذا الشعب ان يقول كفى استغلالنا سياسيا و كفى كتاجرة بهويتنا و مصالحنا و حقوقنا و استحقاقنا.
اناشد اصحاب الضمائر الحية و على وجه الخصوص الشبيبة اليزيدية ان يضعوا بصمتهم على صرخة الحق هذه لتكون رسالة قوية الى الهرم اليزيدي الديني لان يبتعد من السياسة و المتاجرة السياسية. خيروهم بين ان يكونوا رجال دين او سياسة لا تجار دين في سوق السياسة. المجلس الروحاني بهيكليته الحالية مختزل تماما في شخص سماحة الامير الذي عين او تم تعيين مجموعة من المستشارين له من قوى سياسية متنفذة تراهم ناشطون سياسيون و مستشارون للمجلس الروحاني ...!!! عجيب امر هذه الامة..!
"الكورد الايزيديون" شانهم شأن الكورد غير الايزيديين و شان كل الكوردستانيين , هناك فيهم من يقف مع طرح الدستور للاستفتاء و هناك من يقف مع ارجاع الدستور الى البرلمان بغرض التوافق السياسي اولا و من ثم طرحه الى الاستفتاء؟ 
 

60
زيارة المالكي الى اربيل ... بين التحدي و التفاهم
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-06-06

اعلن مكتب دولة رئيس مجلس وزراء العراق عن عزم سيداته لعقد الاجتماع الدوري القادم  لمجلس الوزراء العراقي, في مدينة اربيل وذلك في يوم الاحد القادم. السؤال الذي يطرحة المراقبون على الفور هو مغزى و دلالة هذه الزيارة. السؤال يكتسب اهميته نظرا لحساسية  و توتر الاجواء السياسية العراقية بشكل عام و توتر العلاقة بين بغداد و اربيل بشكل خاص و على وجه التحديد بين قطبين سياسيين رئيسيين يكاد ينفرد  كل واحد منهما في قيادة العملية السياسية على طرفي المعادلة السياسية بين بغداد و اربيل.
ان الصراع البارزاني المالكي هو صراع الاضداد بكل المقاييس و المستويات. انه صراع بين شخصيتين كاريزميتين و سياسيين محنكين شاء القدر ان ينتميان على طرفي النقيض من المعادلة السياسية الواحدة. انه صراع بين ارادتين متعاكستين على 180 درجة. صراع بين مركزية الدولة العراقية الموحدة ارضا و شعبا واستقلالية الاقليم الى اقصى الحدود كخطوة حتمية لا محال في طريق الانفصال عن العراق. ولسوء حظ العراقيين و الكوردستانيين على حد السواء اصبح هذا الصراع وجها للصراع الشيعي السني بقيادة ايران من جهة وتركيا و قطر و السعودية من جهة اخرى.
من الجدير بالذكر ان لكل واحد من الرجلين مشاكله و همومه و تحدياته الداخلية التي تتكاثر و تنمو لكل يوم يمر. فمن جهة لم يعد هيمنة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة فخامة كاك مسعود البارزاني امرا مسلما به كما جرت العادة على عقود من الزمن بل نرى اليوم تصدعا واضحا بينه و بين اكبر حلفائه الاستراتيجين اعني الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي انتبه الى حاله و هو على وشك الاضمحلال في ظل حليفه الديمقراطي الكوردستاني و هيمنته و قائده على مجمل العملية السياسية في اربيل. من ناحية اخرى اشتدت المعارضة المتكونة من حركة التغيير كوران و الحزبين الاسلاميين خاصة بعد تحالفهما الاستراتيجي الاخير مع كوران و كل المعطيات تشير الى احتمالية انضمام الاتحاد الوطني الكوردستاني الى جبهة المعارضة بغرض كسر الهيمنة الشبه المطلقة لشخص البارزاني و حزبه على مجمل العملية السياسية في كوردستان. لا ننسى مشكلة الفساد التي يتكلم عنها الكل و الجميع  خلف الكواليس و ما من ارادة حقيقية للحد منها. تخلف الاقليم في بناء الدولة المؤسساتية هي الاخرى مشكلة حقيقية تواجه قيادة الديمقراطي الكوردستاني. التقارب الكوردي التركي بزعامة كل من البارزاني و اوردوكان لا يخلو هو الاخر من تحديات و علامات استفهام كبيرة لا يتجرء احدا على التكهن بانعكاسات هذا التقارب او التحالف على مستقبل كوردستان و العراق.
على الطرف الاخر نرى ان السيد نوري المالكي هو الاخر يعاني و يواجه تحديات عديدة و خطيرة. فهو على الجبهة "الخارجية" في صراع الموت مع الاكراد و القائمة العراقية  التي تحولت من صراعها السياسي الحاد مع الاكراد الى التحالف معهم في مشروع اسقاط المالكي. اما على صعيد الجبهة الداخلية نجد التيار الصدري و على راسه شخص سماحة السيد مقتدى الصدر قد اعلن على المليء خصومته و عدائه السياسي للمالكي و حزبه الى درجة انه اصطف خارج جبهة المذهب ضده.
لقد انتهى زمن المجاملات السياسية و دخلنا مرحلة حسم قضايا سياسية رئيسية و مهمة مما يصعد من وتيرة صراع الاضداد حيث ان كل طرف يبحث عن تحالفات و شراكات و اليات لتحقيق مشروعه السياسي.
على خلفية هذا الصراع المميت و بين شد و جذب تاتي هذه الزيارة الى عاصمة الاقليم اربيل , فيحاول كل طرف اعطاء هذه الزيارة اشارات و دلالات تستقيم مع رؤيته و مشروعه و هيبته و هيمنته السياسية.
لا شك في ان دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي يتحرك في هذه الزيارة بخطوة سياسية ذكية يحرج بها الكورد و على وجه الخصوص القيادة السياسية بزعامة فخامة رئيس الاقليم كاك مسعود البارزاني. يريد ان يرسل اشارة واضحة و دلالة لا لبس فيها انه ماضي في مشروعه الوطني الذي يرفض كل انواع التقسيم و الانفصال و يجسد هذا في تاكيده على ان هذه الزيارة هي لعقد الاجتماع الوزراري في مدينة اربيل بصفتها مدينة عراقية حالها حال البصرة و نينوى وغيرها من المحافظات الاخرى. لاشك انها رسالة سياسية قوية و في الحقيقة فيها من التحدي اكثر من التفاهم.
اما الكورد ادركو و فهموا جيدا قبل غيرهم المغزى السياسي لخطوة السيد المالكي هذه و لتفادي الصدام و التقاطع سارعوا الى التعامل مع الوضع المحرج بذكاء سياسي لا يقل عن دهاء المالكي , فاعلنوا على الفور بان دولة رئيس الوزراء الاتحادي مرحب به في تراس الاجتماع الوزراي المشترك, ملمحين بذلك و كانهم هم الذين بادروا الى هذا اللقاء و انها تاتي تلبية لدعوة منهم و انها ليست مفروضة عليهم كامر واقع ! لم يتاخر السيد المالكي في الرد على هذا  بلغة سياسية  واضحة مؤكدا بان زيارته لم تات بتلبية من الكورد بل تاتي في اطار روتيني لعقد اجتماع مجلس الوزراء في اية مدينة عراقية, ثم اضاف  و صرح بما يوحي الى ان اي لقاء بفخامة الرئيس البارزاني او اية شخصية اخرى انما سياتي من باب انه مستعد للقاء بكل من يريد اللقاء به لكي لا يفهم احدا بانه ذهب الى اربيل بغرض اللقاء بخصمه الرئيسي الذي تفادى النزول الى بغداد اخيرا لكي لا يفهم انه نزل الى بغداد و المالكي.
لا ننسى اننا مقبلين على الانتخابات القادمة مما يجعل السياسي المحنك يحسب الف حساب لك خطوة يقدم عليها لوضعها في ميزان الدعاية الانتخابية بكل عناية. المالكي الذي خرج قويا من معارك سحب الثقة و المظاهرات التي دعت الى اسقاطه بكسبه نفوذ وتواجد لا يستهان به في مناطق خصومه و اعدائه السياسيين بعد ان مزق القائمة العراقية شر تمزيق لغبائها السياسي. المالكي يريد اليوم ان يتوج هذه الانتصارات بالذهاب الى ارض الكورد التي بدت خارج سلطته و سلطة بغداد بالتمام و الكمال منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003. هذه اول مرة يقوم بها حاكم بغداد منذ ذلك التاريخ بزيارة الى كوردستان دون توافق و ترتيب مسبق مع الكورد. هذه الاشارة لا تمر دون انعكاسات و دلالات واضحة على الشارع السياسي العراقي برمته.  بقى ان نرى ان كانت حنكة الطرفين قادرتان على استغلال الفرصة لايجاد مخرج من الازمة الحالية على اساس لا غالب و لا مغلوب في صراع الضدين.
  مهما يكن من الامر فاننا مقبلون على تقلبات و اصطفافات سياسية جديدة  قد ترسم خارطة سياسية جديدة على ضوء المؤشرات في اقامة تحالفات سياسية اكثر وطنية عبر الحدود المذهبية وربما القومية. خير شاهدين على هذا هما الكلام هذه الايام عن تشكيل جبهة الانقاذ الوطني بزعامة المالكي و معه السيد صالح المطلك و تتضمن 30 كيانا سياسيا من مختلف الطوائف. و كذلك التقارب الاخير بين الاكراد و قسم من قوى القائمة العراقية خاصة النجيفيين و اياد علاوي, و التيار الصدري الذي لن يتوانى بتقديرنا في التحالف مع اية قوة تريد اسقاط المالكي ما لم تكن لايران السلطة على هذا التيار.

61
تعقيبا على : "مسلسل اضطهاد الايزيديين يتواصل ... للاستاذ عبد الغني يحي"
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي

السويد 2013-06-01
قراءت مقال الاستاذ عبد الغني علي يحي بعنوان "مسلسل اضطهاد الايزيديين يتواصل و يتخذ طابعا قوميا و دينيا و طبقيا". قرأت المقال على صفحة صوت العراق الالكترونية, هذا الموقع الذي بحق اكن له و للاستاذ عبد الغني كل الاحترام. ما كتبه الاستاذ حول فاجعة مقتل تسعة من العمال اليزيديين في منطقة زيونة في بغداد في 2013-05-14, لفت نظري بصفتي مواطن و كاتب مهتم بالشان العراقي و الكردستاني عموما و اليزيدي خصوصا. جملة اشياء تستحق الوقوف عندها لكي نحاول ان نلقي الضوء على جانب مظلم من تاريخ و حاضر و مستقبل هذه الشريحة من المجتمع العراقي. اما التاريخ فسندعه بماساويته يقع خارج موضوعنا اليوم, وساركز على حاضر و من نافذته ربما الى حد ما مستقبل هذا المكون العريق من مكونات الشعب في العراق و كوردستان.
اول ما لفت نظري بطبيعة الحال عنوان المقال و اتخاذ الاضطهاد اليزيدي طابعا قوميا و من ثم دينيا و اخيرا طبقيا..! كنت اتسائل يا ترى هل حقا قتلوا العمال المساكين لكونهم اكرادا و من ثم كونهم "اكرادا ايزيديين" و كونهم ايضا عمالا؟! الغريب ان الاستاذ الفاضل لم يذكر في مقاله كلمة  "ايزيدي" و لا مرة  الا و سبقها بكلمة "كورد" الا في عنوان المقال ...لماذا ..؟
يستهل مقاله ب " في 2013-05-14 اضافت العنصرية الحاقدة و التعصب الديني الاعمى ضد الكورد الايزيديين الكادحين و الابرياء ...."  اذن الجاني هو العنصرية الحاقدة و التعصب الديني و بما ان الجريمة وقعت ضد " الكور الايزيديين" فبالتاكيد هذه العنصرية هي عربية و التعصب الديني يراد منها مذهبية معينة. من المحزن جدا ان يتم استغلال فاجعة عمال بسطاء وقعوا ضحية الارهاب الاعمى الذي يحصد العراقيين دون تمييز من اجل السلطة السياسية و الاستحواذ على مقدرات العراق, من اجل الدعاية السياسية الرخيصة.   هل حقا قتلوا المساكين لانهم اكرادا ؟؟؟ اذن كيف يفسر لنا استاذنا الفاضل تواجد الكورد بالالاف في بغداد و هم يمارسون شتى انواع المهن من تجارة و غيرها ناهيك عن عشرات الالاف من الاكراد الساكنين في بغداد دون ان يتم جريمة قتل بحقهم كاكراد...! لا يا استاذ عبد الغني, البؤساء قتلوا لان اللاعدالة الاجتماعية في كوردستانك و كوردستانهم و من ثم في عراقكما معا ضيقت سبل العيش امامهم فلم يبقى لهم سوى ان يختاروا ما تبقى من مهن و ان كان الثمن حياتهم فكان قدرهم انهم اختاروا العمل في مخازن بيع المشروبا الروحية في بغداد و باجازات رسمية من الدولة التي و للاسف مهما عملت و تعمل فهي مقصرة في القضاء على الارهاب الذي لا دين له, وهذا التقصير في النهاية حاصل محصلة الكل دون استثناء بمن فيهم الاكراد الذين يشتركون في هذه الحكومة الى جانب الكل السياسي الاخر. لا يجوز جعلها جريمة من المركز بحق الاقليم و الكورد ...! هذا ما يرفضه الواقع قبل المنطق.
يا سيدي الفاضل تكرمت و اسردت جريمة مقتل 24 عاملا يزيديا من عمال غزل النسيج في الموصل , و كذلك المفخخات التي احدثت كارثة في سنجار و ربطتهما بخوف اليزيدية و لجوئهم الى كوردستان التي فتحت ابوبها لهم و لطلبتها في تلميحة دعائية سياسية واضحة لا لبس فيها. سيدي الفاضل ما تكرمت به صحيح جدا انها جرائم بشعة و صحيح جدا ان الكثيرين من اليزيدية قاطعوا دراساتهم الجامعية في الموصل خوفا من الارهاب و لكن قولك ليس الا كلمة حق يراد بها باطل....و الا لما نسيت او تناسيت الهجوم على مقدسات و اماكن المكون اليزيدي في شيخان و في وضح النهار عندما هاجمت المئات من الاكراد الهائجين لا لسبب بل لان كوردية مسلمة اقلت سيارة يسوقها "كوردي يزيدي", في مدينة عين سفني مركز قضاء الشيخان اماكن و مقدسات اليزيدية و اضرمت النار فيها و بضمنها بيت امير اليزيدية امام اعين البيشمه ركه و الاجهزة الامنية المختلفة دون ان يتدخل احد لوقفها لحين ادى الهجوم مغزاه في تخويف و بث الرعب في قلوب اليزيدية المساكين لكي لا يفكروا باستقلالية في قرارهم السياسي. من كانوا من هجموا ؟ الم يكونو عنصريين حاقدين ؟ ام ماذا؟ بالمناسبة لم يكن احدا منهم ملثما و لم ينهزم احدا منهم ! ماذا حدث  بعد ذلك؟ هل قدم احد منهم او من المسؤوليين الامنيين الى المحاكمة؟ طبعا لا و انت تعرف جيدا ان الوحيد الذي تم محاسبته هو الشخصية اليزيدية المعروفة و الذي كان قائمقاما للشيخان حينها رغم عدم تواجده في مركز القضاء في ذلك اليوم؟ ماذا كنت ستقول يومها لو ان بغداد اتهمت الكورد و الاقليم باضطهاد العراقيين اليزيديين ؟ انني متاكد لقلبت انت و الكثيرين معك الدنيا ولم تقعدوها و لاعتبرتموهم يثيرون القلق و الفتنة في كوردستان؟ و ماذا عن احداث زاخو و دهوك حينما هاجمت جماعات مسلحة محلات عمل المسيحيين و اليزيدية و اضرمو النار فيها...مالذي نساك تلك الاحداث يا سيدي الكريم؟ الم تكن هي الاخرى عنصرية حاقدة ؟ ام ماذا ؟ و لماذا نسيت ماحدث للطفلة اليزيدية سيمون ذات 11 عاما و تم اختطافها في وضح النهار في منطقة شيخان ذاتها  في بداية العام الجاري؟ ماذا حصل لها يا سيدي الكريم؟ ماذا كانت تلك الحادثة؟ قصة غرام بين كوردي و كوردية... ثم ماذا ...! ؟ ام ماذا كان؟ جريمة بحق الطفولة؟ جريمة بحق العرف و التقاليد و الجيرة و القيم الانسانية؟ ماذا حصل ؟ انا اقول لك ماذا حصل ... الاثنان في رعاية دولة رئيس وزراء الاقليم ولا احد يعرف ماهية هذه الرعاية اللهم انها تسوييف لحق مغدور ولطفولة مغتصبة مرة في طفولتها و انسانيتها و مرة في عقيدتها. مذا كنت و الاخرين معك ستفعلون لو ان الجاني كان عربيا؟؟؟ و الله لكنتم تقلبون الدنيا مرة اخرى و لن تقعدوها .... التاريخ السلطوي للعرب في ايزيدخان يشهد الكثير من الظلم و الترحيل و مصادرة الاموال , بسبب كورديتهم, لكنه لا يحدثنا عن انتهاك الاعراض بهذ ه العنجهية و التعالي. سئمنا من كيلكم بمكيالين . طالبوا انفسكم بما تطالبون الاخرين به و كل شيء سيستقيم عند ذلك لا محال. اين كوردية اليزيدي في العدل و المساواة؟ مالذي جناه اليزيدي من كونه جنديا مجهولا مطيعا يخر من جحوره يوم يلب النداء لانقاذ اخية الكوردي . الكورد يتمسكون بالدستور العراقي في تحقيق مشروعهم السياسي؟ جيد و لكن مالذي جنى اليزيدي المسكين من انجاح الاستفتاء على الدستور في نينوى؟ تم مكافئتهم بجيش ايزيدا المعطل في مجلس محافظة نينوى. تطالب باسناد حقيبة وزارية لليزيدية و انت تعلم جيدا الوعد النائم بتلك الحقيبة الوزارية على رفوف دولة رئيس وزراء كوردستان منذ شهور ....؟ يا سيدي لا نريد حقيبة وزارية تسند في نهاية المطاف الى يزيدي يرشح من قبل شلة من المنتفعين و عليه ان يكون مطيعا لا يخدم اليزيدية الا بذر الرماد في العيون. نريد دولة القانون و المساواة لك و للاخرين اولا و من ثم لنا. هكذا نحن نطلب الخبز و الرزق لغيرنا قبل انفسنا. نريد دولة مدنية حديثة لا دولة عشائرية دينية قومية ينخر جسدها الفساد و المنسوبية ولا تصون ابسط حقوق المواطنة في الحرية و الكرامة على اساس القيم الانسانية.

62
بغداد على مفترق الطرق
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-05-19

 في يوم الرابع عشر من ايار الجاري هاجمت مفرزة من "جند الله" العمال البؤساء في محال بيع الخمور, في منطقة الزيونة في بغداد العاصمة, و قتلو بوحشية و دم بارد تسعة من المساكين اضافة الى عشرات الجرحى بينهم مواطنين في المنطقة. لقد اثار هذا العمل استياء الشرفاء من مختلف الشرائح. من الطبيعي جدا ان يكون هناك ردة فعل من الدولة, برلمانا و حكومة و معارضة سياسية لانها جريمة شنعاء تمسهم بكل المقاييس. كون هؤلاء البؤساء جميعهم ينتمون الى المكون اليزيدي في العراق لانراه دافعا و لامبررا لان يتم استغلاله سياسيا من قبل اية جهة كانت ونرى ذلك دليلا على الافلاس السياسي لاستغلال ارواح الضحايا المساكين لاغراض سياسية بحتة. لقد تم تصفيتهم بكل بربرية و جبن على اياد, اقل ما يقال عنها انه اعداء الانسانية و كل ما يمت لها بصلة. ما يهمنا ان نؤكد و يتفق معنا الغالبية العظمى من الشارع اليزيدي بان هذه العملية الجبانة لم تستهدفهم لكونهم يزيدية بل لانخراطهم في بيع الخمور. هذا لا يجب ان يفهم باننا نحاول تبرير ما فعله القتلة المجرمون بل نطالب الجهات الامنية بمتابعتهم وانزال القصاص العادل بحقهم.  مرفوض تماما كل اشكال المزايدات السياسية و التباكي خاصة من اصوات سكتت بالامس عن اغتصاب الطفلة ذات الاحدى عشر عاما في وضح النهار الم تكن سيمون يزيدية او كردية يزيدية؟؟؟
الحق يقال ان البؤساء الذين سقطوا ضحية عمل اجرامي تثير مسالة اكبر من المزايدات السياسية الرخيصة قالسؤال الكبير ههنا هو اي طريق تسلكه بغداد وهي على مفترق الطرق. على السياسي العراقي و المعارضة السياسية ليس استثناء و شركاء العملية السياسية من الكورد و السنة يقفون على قدم المسؤولية في صنع هذا الخيار. اي طريق سيسلكه السادة الحكام من شمال العراق الى جنوبه ؟ طريق قندهار و افغانستان ام طريق الدولة المدنية , طريق كرامة الانسان والانسانية.؟
من الجبن ان لا يختاروا فلا يجوز كما اشرنا الى ذلك في مقالنا السابق "كلام معقول في اللامعقول", الجمع بين لايجوزين في دستور الدولة العراقية. فاما نريد للعراق ان يكون افغانستان ثانية, فليعلن حينئذ السياسي بكل جرئة ذلك, لا ان يختبيء و جبنه خلف الفقرات الغامضة الجامعة بين طرفي النقيض. واذا كان الامر كذلك فلتخرج الاحزاب السياسية العراقية الى المليء تعلن قيام الدولة الاسلامية في العراق ودستورها الشريعة و احكامها بحذافيره و لنرى اولا, اي اسلام سيتفقون عليه و من ثم لنرى من, من شرائح المجتمع العراقي التي سترفض هذه الدولة؟!
واذا ما اردوا و نريد عندها نحن معهم سلوك طريق الدولة المدنية للحاق بركب التطور و التقدم لتحقيق العدل و العدالة الاجتماعية في ظل صيانة كرامة المواطن العراقي على قدم المساواة بين الجميع و على اساس ما للله للله و ما للمواطن للمواطن.
من المؤسف ان ترى مجموعات اجرامية, ما تستند اليه من كلام منسوب الى الله في كتاب مقدس منزل من السماء لدى الغالبية العظمى من سكان الدولة العراقية اعني المسلمون. هذا يحتم على كل مسلم حريص على دينه, بغض النظر عن موقعه ان يعلن موقفه من هكذا اعمال اجرامية. على المسلم الحريص على الاسلام و سمعةته ان يقف بوجه الارهاب بكافة اشكاله و خاصة الارهاب الذي يتستر خلف لافتات الاسلام. لقد ان الاوان للمسلم ان يخرج عن صمته وكأن الامر لايعنيه , لان الامر يعنيه اكثر من غيره. لقد حان وقت مراجعة الامور واعادة تحليلها وتقييمها للوقوف على مكامن الخلل. لقد مر على نشأة الاسلام ما يربو على 1500 عاما و قد حصل الكثير من التغيير في العالم و في عقول الناس وليس من شيء على الارض يقع خارج الزمان و المكان فلكل زمان و مكان قيمه و اسسه ومبادئه لتنظيم علاقة الانسان بالانسان و علاقة الانسان بالدولة. اننا نعيش عصر اصالة الانسان, هذا الانسان الذي بات يدرك اكثر و اكثر انه الاصل و يعي حقوقه اكثر و اكثر و لايسمح لكائن من كان ان يمسخه و يذله و يحتقره.
اما بالنسبة للعقول المتحجرة فماذا تقول لهم؟ لقد ولى زمن فرض الارادة بالترهيب و العنف...اننا نعيش عصر الانفتاح و التنوير ...عصر العقل و العقلنة...الانسان الفرد يعلم جيدا ما هو الحلال و الحرام. انه يلفظكم حراسا و جنودا و حكاما على الارض نيابة عن الله الذي لا وجود له الا في مخيلتكم . فبئسكم وبئس الله الذي قتلتم باسمه صباح من ختارة و بيبو و وليدو سفيان و مازن و مؤيد و سلمان و ثامر من دوغات و سربست من بوزان لا لسبب  او جرم ارتكبوه سوى اضطرارهم لكسب لقمة العيش بعد ان قطعت لا عدالة المجتمع بهم كل السبل و اجبرتهم على اقتناء اية فرصة عمل تتوفر لهم. سيكبر غدا و بعد غد صباحا ووليدا و ثامرا و كل المغدورين اصوات صاخبة منتفضة بوجهكم ووجه عقيدتكم الزائلة لامحال, فلو دام للجبروت لعشنا الى يومنا في ظل طواغيت لفظهم التاريخ الى مزبلته. متوهم منكم من ينتظر العشاء مع الرسل و الانبياء في جنات لاوجود لها الا في اوهامكم المريضة.  فيا لكم من بؤساء اشقياء تفعلون ما لا تعون و تعون ما لاتفعلون.

63
كلام معقول ...في اللامعقول
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-05-17

كثير هو ما يقرن باسم العراق و فيه الصالح و الطالح. يقال عن العراق انه مهد الحضارات و ام الكتابة و ... الخ مما ينسب الى العراق العظيم..! للاسف الشديد انه كلام ينقصه الكثير من الحيادية و الواقعية. الحق يقال انني في العقود الاخير سألت نفسي اكثر من مرة اين هي هذه العظمة ؟ هل كانت و اندثرث؟ ام انها لم تكن موجودة اصلا؟ لمن يقرأ تاريخ العراق البعيد و القريب يكاد يشكك بهذه العظمة. انه تاريخ دموي و ثقافة تصفوية كاقصر الطرق لحسم الحوار. ما هو تراجيدي هو ان نرى صحة و سريان هذه الثقافة الارهابية حتى في عصور التقدم العلمي الحضاري حيث ان صفة الاستبداد و الفكر التسلطي لم تكن غائبة في يوم من الايام. لانجد ولو تحولا واحدا في الفكر السائد لصالح العقل و العقلانية بل يفضح التاريخ لنا بانه زاخر بالتقلبات و الانقلابات الدموية بحيث اتى ديكتاتور ليحل محل ديكتاتور اخر ليبدأ مسلسل جديد من الانتقام و تصفية الراي و الراي الاخر. بكل تاكيد و بكل اسى نسجل ان اخر تحول بازالة واحدة من ارعن الديكتاتوريات في عام 2003 لم يكن استثناء بل غير هذا الفكر الشمولي العنفوي قناعه لا اكثر وصرنا نجد وجوه عديدة ترمز الى هذه الثقافة الفاشلة بعد ان كنا قد تعودنا على وجه الديكتاتور الفردي. الغريب ان كل من هذه الاوجه يتهم الاخرين بالديكتاتورية ويعد نفسه مصلحا ديمقراطيا يمثل الخير ضد الشر. لو قارنا تاريخ العراق و الشرق اوسط الاسلامي مع حضارات و مجتمعات اخرى كانت يوما تحج الديار العراقية طلبا للعلم و المعرفة قد قطعت اليوم اشواطا و اشواطا في التقدم في كل مناحي الحياة بدون استثناء. السؤال ههنا كيف حدث هذا ؟ و لماذا بقت مجتمعاتنا تحفر نفسها اكثر و اعمق في رمال التخلف مع مرور الزمن؟ اذا كان لا بد من ايجاد فرق او عامل رئيسي واحد يشكل سببا في هذا الاختلاف الهائل بين الطريقين, فلا اجد مرشحا اكثر طبيعيا وواقعيا من الدين. نعم الدين و المتدينين الذين وجدوا ضالتهم في ثقافة الدين للهيمنة الفكرية وذلك عن طريق ممارسة الارهاب الفكري جنبا الى جنب مع الارهاب الجسدي. العالم المتحضر تخلص من كابوس الدين لقرون خلت وحل العقل و العقلانية محل المقدس الزائف و المتغطرس. فكان لهم ان حرر الانسان من التبعية الفكرية فحولته من انسان مقهور الى انسان مبدع و خلاق و النتيجة غنية عن التعريف اذ غزا هذا الانسان الفضاء و حقق رخاء و تقدما للانسان. انهم بكل بساطة صححوا ما كان خاطئا ...أعادو للانسان اصالته المسلوبة من قبل المقدس وجعلوا الانسان هو المقدس بدلا من الدين المقدس زيفا ووهما. هل من فكر مرة ... ما قيمة الدين اذا كان سعره و ثمنه انسان مقهور ممسوخ ؟ ايعقل ان يكون الانسان عبيدا...لكائن من كان؟ احقا وجد الانسان من اجل الدين و عبوديته ؟ ام ان الدين من المفروض ان يكون في خدمة الانسان كما هو العلم؟ انا لا اقدس من يستعبد الانسان و يحقرة و يحتقره. لا مقدس لدي سوى الانسان الحر المبدع. بالامس قتل و ببربرية و دم بارد عشرة من الشباب العاملين في محلات عملهم لبيع المشروبات...لماذا؟ انني على يقين هذا السؤال يقسم القراء الى فريقين او ربما اكثر. فريق يقول و يهلهل مترددا صيحات التكبير ...انهم يستحقون هذا المصير لانهم يبيعون ما حرمه الله...!!! وفريق يدين هذا العمل ويعده اجراميا. و ربما فريق اخر يدين الجريمة و يلوم العمال الضحايا لعملهم هذا رغم المخاطر التي تحيط بهم. يهمني كثيرا الفكر الذي يمثله فريق التكبيريين . اقر انه ليس من السهل ان تاتي بكلام معقول في هذا اللامقول من الفكر الارهابي. لسنا بحاجة لان نكون علماء نفس و لا باحثين مختصين لنؤكد حقيقة لا تقبل الجدل الا وهي ان الذي يمارس العنف بكل مستوياته و اشكاله انما يفعله تعبيرا عن شعور هائل بالنقص لمواجهة الراي الاخر فيسلك اقصر الطرق واسهلها لحسم الموقف لصالحه لعلمه بضعفه وضعف حججه و عقله. نعم هذا هو واقع ماساة الانسان الشرقي الذي ابتلى بهذه العقلية اللامعقولة...فسقط ضحية فكر ديني ارهابي تسلطي دموي. لكي يبرر الارهابي افعاله الشنيعة , يلجيء مرة اخرى الى اقصر الطرق وارخصها حرفيا ....فخلق هو الله و انسنه هو بنفسه على مقاييسه الدنيوية... فكتب له كتابا وانزله نيابة عنه ...و بات يتكلم عنه و نيابة عنه....وشرع نيابة عنه احكامه وشرائعه المقدسة....و بطبيعة الحال نصب من نفسه جنديا و شرطيا و حارسا مدافعا امينا عن الله المؤنسن الضعيف الغير القادر عن الدفاع عن نفسه...! يا له من مسكين مغلوب على امره هذا الله في حربه ضد الكفار و المشركين, لولا بسالة و شجاعة جند الله الذين لا يترددون في يحولوا انفسهم الى مفخخات بشرية تمزق الانسان اشلاء لرضى الله السادي المتعطش الى دماء اعدائه ...! يا لها من فلسفة و عقلية تشجع الانسان الى القتل ...فان قتل فله ثوابه و مكافئته في الاخرة من دعارة و كحوليات تجري انهارا تحت اقدام الناكحين للعذاري و الصبيان...! اخرة لم يتم اثباتها الا في مخيلتهم الضعيفة الفاشلة.
حكام العراق يعانون من دجل ونفاق سياسيين بامتياز...فهم من ناحية ثبتوا في مقدمة الدستور ان دين الدولة الرسمي هو الاسلام... دون ان يسالهم احدا..او ان يرهقوا هم انفسهم بتوضيح ماذا يعني ذلك ان دولة لها دين....! ثم سارعوا ايضا الى تثبيت فقرات تتعارض مع بعضها وضوح الشمس ...فمن جهة ثبتوا في الدستور ..ان لا يجوز سن قوانين تتعارض مع ثوابت الاسلام و احكامه...ومرة اخرى ما من احد يعلم مثلا اي اسلام هو المقصود هنا, الشيعي ام السني ...النقشبندي ام الحنبلي ام الجعفري؟؟؟ و من جهة اخرى ثبٌتوا ايضا بان لا يجوز سن قوانين تتعارض مع لائحة حقوق الانسان العالمية...!!! ياه ... يا لها من سخافة و سذاجة لا يقبلها عقل و لا منطق ...! كيف يتم التوفيق بين اللايجوزين ؟! الحكومة و البرلمان العراقيين يطغي عليها الاحزاب الدينية بكل اطيافها و من كثرة المتدينين لم يكمل قبل سنة او سنتين ذات مرة النصاب القانوني لعقد جلسة البرلمان بسبب كثرة المحجين من اعضاء البرلمان...يا سلام ...على البرلمان العراقي ...ما كثرة اهل الله فيه...! على اية حال و الحالة هذه لماذا لايستطيعون غلق كافة محلات المشروبات و منع تام لاستيراد وبيع وشرب الخمور؟؟؟ اوليس هذا دجل واضح؟  انه تصرف جبان من الحكام ان لايدافعوا عما يشرعون. من الجبن و غياب الشيم والقيم ان تقتل ساعي البريد وان تجبن من مواجهة محرر الرسالة اليك. من هم من يتناولون الخمر في العراق من شماله الى جنوبه؟  كم هي نسبة المسلمين في العراق ككل؟ بكل تاكيد لا تقل عن 95% من سكان العراق و عليه من هو المستهلك للخمور؟؟ الشجاعة تقتضي ان يعيد المشرع و المحرم حساباته و يفهم سبب فشله في امتناع الناس من الخمر لا ان يقتلوا من يبيعها... انني على يقين بان شارب الخمر يعلم جيدا ما يقول المقدس لكنه في اعمق اعماقه يعلم بان الحلال و الحرام انما من شان الانسان و ليس شان مقدس فرض نفسه على الانسان فجعله عبدا حقيرا لا يصلح الا لقضاء حياته الدنيوية في الصلوات و مراسيم دينية لا تحصى و لا تعد ...! هل من تسائل ماذا تبقى من معنى من حياة الانسان في هذه الدنيا؟ 

64

مشروع ايزيدخان السياسي بين الطموح والواقع  ج 2
بقلم الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
السويد 2013-03-17


يبلغ عدد سكان محافظة نينوى حوالي 3.353.875 نسمة حسب المعلومات المسربة من الجهات المختصة ومن المؤمل ان يتنافس على 39 مقعد مخصص لمجلس محافظة نينوى 29 أئتلافا و كيانا سياسيا, يقدر عدد الناخبين حوالي 1.600.000 ناخب. تتالف نينوى من الناحية الادارية من 8 اقضية هي الموصل – الحمدانية – الحضر – الشيخان – تلكيف – سنجار – تلعفر - بعاج.
اما الكيانات والشخصيات اليزيدية خارج الاحزاب و الكيانات الحزبية الكوردستانية والعراقية فهي: الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم 532 وحزب التقدم الايزيدي 536 و التجمع الايزيدي الحر 534 و الجبهة الديمقراطية الايزيدية 535 وحزب طريق المستقبل الايزيدي 524.
هناك اليوم 90 دولة يقل عدد سكانها عن سكان نينوى ووجدت اقرب دولة في نسمتها الى محافظة نينوى هي دولة الكويت كما وجدت ان نسمة قطر تساوي تقريبا نصف سكان نينوى...ويقال ان احتياطي نفط محافظة نينوى يعادل احتياطيات نفط دولة ليبيا...فتخيل الامكانيات الهائلة في هذه المحافظة اذا ما اسلمت من التقسيم والتشتيت واذا ما انعمت بادارة محلية مخلصة تعمل على اساس وضع القيم الانسانية والعدالة الاجتماعية, على اساس المواطنة الحرة فوق كل الاعتبارات القومية والدينية والمذهبية. وجدت ايضا حوالي 40 دولة او كيان مستقل ممن لا يتجاوز عدد سكانها نسمة اليزيدية في العراق...! المتمعن يرى الفرصة والامكانيات الهائلة للمكون اليزيدي في هذه المحافظة اذ يقدر نسبتهم حوالي 20% من سكان المحافظة. يبقى بطبيعة الحال ان يستحسن المكون استخدام قوته لصالحه وهذا امر اصعب مما يتصوره المرء في ظل الظروف السياسية الشائكة في العراق من تناحرات وتطاحنات سياسية تكاد تتحول في اية لحظة الى تطاحنات وتصفيات عسكرية على شكل حرب اهلية قومية ومذهبية بين الاطراف الرئيسية الثلاثة. هذا كله لا يجب ان يتخذ ذريعة للاحباط واليأس, اذ رغم كل الصعوبات هناك امل قوي بان ينهض المكون ويستفيق على حاله وان يلملم شتاته حول استراتيجية سياسية حقيقية وفعلية توازي مستوى الحدث...هذه الاستراتيجية يجب ان لاتتمركز حول الكورسي بل حول ضمان البقاء و الامن القومي اليزيدي بالدرجة الاولى وعليه فان التالف والائتلاف السياسي امر مفروض على الكيانات السياسية المتواجدة في ساحة المكون والاتية في قادم الايام...هذه الكيانات عليها ان تعي بانها جميعا معنية برص الصف دون تكابر او انانية شخصية او حزبية...وهي معنية في الدخول تحت خيمة سياسية "يزيدية" واحدة تحمل راية النضال نحو الهدف المنشود الذي يعلو و لايعلو عليه شيء...العمل السياسي يجب ان يملك رؤيا واضحة وتصورات كاملة بجزئياتها بما يشمل كافة المستويات. فعلى مستوى الايديولوجية نرى من الضروري ان تكون هذه التنظيمات علمانية ليبرالية وابعد ما تكون من حشر الدين في السياسة وان تكون بالدرجة الاولى جزءا من التيار العلماني الليبرالي الكوردستاني والعراقي وعلى مستوى التكتيكي على هذه التنظيمات ان تتحالف و تأتلف بما يخدم قضية شعبها السياسية الكبرى. المهمة السياسية تقتضي فرز اليات عمل فعالة. نرى من الضروري جدا التركيز على ضرورة قبول الاخر بعيدا عن الانانية الفردية الضيقة وان يكون على اساس اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب. على اليزيدي التحول من عقلية الغنم الى عقلية النمل لكي يكون بمستوى التحدي...فكما هو معلوم ان الغنم تتصرف بانانية وغباء, فعندما يهاجم ذئبا واحدا قطيع من الاغنام تحاول كل غنم النجاة بنفسها من خلال التدافع الى المركز وهي تفكر في قرارة نفسها دعه اي الذئب المهاجم ياخذ غيري والذي يحصل ان يأخذ الذئب ضحيته ولا يهمه اي فرد من القطيع الغبي هذه الضحية تكون...يمر يوم او يومين فيرجع الذئب الى نفس القطيع الغبي وتتكر الماساة ...وهكذا حتى ياخذ الذئب اخر غنم و "اشطر" غنم من القطيع...! والان قارن هذا الغباء مع "ذكاء" او غريزة البقاء لدى خلية نمل عندما يهاجمها عدو....! النمل يفكر عكس الغنم وبتفكير جماعي تهاجم كل نملة العدو تحت شعار "لماذا لا اهاجم انا" ومجموع هذا التفكير يولد الهجوم الجماعي فيزرع الذعر في قلب المهاجم الذي في الغالب يضاهي حجم النملة الواحدة بعشرات الالاف من المرات...فيتراجع المهاجم مهزوما تحت الارادة الجماعية الموحدة. ماساة المكون اليزيدي تكمن في انه قد تبنى وبسبب تراكمات وويلات ومصائب تاريخية عقلية الغنم...وانه الان امام فرصته التاريخية الاخيرة ولا محال فانه زائل اذا ما استمر على عقليته الحاليه و عليه الانتقال الى عقلية النمل اذا ما اراد لنفسه البقاء.

65
مشروع ايزيدخان السياسي بين الطموح والواقع  ج 1
بقلم الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر

السويد 2013-03-09
اخترت ان ابدأ سلسلة حلقات مشروع ايزيدخان السياسي بين الطموح والواقع بابيات شعرية مشهورة للشاعر التونسي المعروف ابو القاسم الشابي:
اذا الشعب يوما اراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ... ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة ... تبخر في جوها واندثر
كما هو معلوم اننا في مقالات سابقة حددنا هدف المشروع السياسي اليزيدي في اقامة الامارة اليزيدية بمعنى نوع من الحكم الذاتي الحقيقي على حدود جغرافية ايزيدخان وعلى اساس السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية واجهزة امن وشرطة محلية للحفاظ على امن الموطن. نرى في ذلك, الضمانة الحقيقية الوحيدة في عراق اليوم لبقاء المكون في العراق.وفي سلسلة من المقالات القادمة سنتناول موضوعة السبيل الى مشروع ايزيدخان السياسي بين الطموح والواقع لتحقيق الهدف المنشود. بداية لا بد لهذا المشروع ان ينطلق من معطيات المشهد السياسي العراقي والكوردستاني ولا بد له ان يجد محله وموقعه في هذا المشهد بشكل يضمن له نجاح برنامجه السياسي على افضل وجه ممكن ولا بد ان تكون الياته السياسية مبنية على معايير واسس سياسية محترفة تضمن مصالح الشعب اليزيدي على احسن وجه ممكن دون الخضوع لاعتبارات دوغمائية. من الناحية النظرية الايديولوجية نرى ان ينتمي هذا المشروع الى الصف العلماني الليبرالي والقوى الوطنية بعيدا عن الايديولوجية القومية والدينية, اما من الناحية العملية والتكتيكية عليه اتخاذ الحيطة والحذر في التحالفات السياسية بحيث يتحاشى الذيلية والتبعية.
تبقى في مشروع سياسي يعتد به ويحترم نفسه, الغاية الاسمى حرية الانسان حيث انها المفتاح الى العدالة الاجتماعية وتكافيء الفرص للجميع في مجتمع يسوده الرفاهية والتقدم و ينعم فيه افراده بحياة حرة كريمة. لا ديمقراطية بدون الحرية كما هو حال العراق وكوردستان اليوم. فالديمقراطية لا تعني ان يضع الناخب صوته في صناديق الانتخابات كل فترة زمنية محددة وهي قطعا لا تعني امتلاك احزاب متنفذة اشبه بدول مستقلة لهذه الصناديق بحيث لا يخرج منها ما لا يسر هذه الاحزاب. ما فائدة الانتخابات وحرية الفرد مصادرة بشتى طرق الترغيب والترغيم؟ ما جدوى ان تخير الناخب وهو لا يملك المعلومة الصحيحة هول المنتخب؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر لا نرى مناظرات تلفزيونية بين قادة الكتل او رؤساء الاحزاب السياسية المتنفذة وذلك حق انتخابي من حقوق المواطن...! السبب هو ان رئيس الحزب في الثقافة العراقية والكوردستانية السياسية الفاشلة محاط بهالة من القدسية ففخامته معصوم من الخطأ ولهذا لا يعرض لهذه المغامرة في مناظرة تلفزيونية مباشرة على الهواء...انا الراي عندي ان هذا انما نابع من جبن سياسي وعن شعور زائف بكمال الشخصية لدى هؤلاء.
ان اول تحدي حقيقي وهو في الحقيقة يطرق على الباب اليزيدي الاهو الموقف الحازم من التعداد السكاني القادم في العراق وخصوصا حقل القومية؟ لكي نكون واضحين وبدون لف ودوران نرى ان يدون في خانة القومية "يزيدية" او "ايزيدية" وفي خانة الديانة "يزيدي" او "ايزيدي" وخلاف ذلك انتحار سياسي قاتل لا تغفر له الاجيال اليزيدية القادمة. فالاساس والاهم هنا هو تثبيت الذات وهويته الاجتماعية الخالصة ومن ثم الانتقال الى العمل السياسي المحترف لايجاد موقعه في البيت العراقي الكوردستاني ومرة اخرى مع التشديد على اتخاذ القرار السياسي الذي يضمن استقلالية هذه الهوية وديمومة وجود الشعب اليزيدي العراقي الكوردستاني. شخصيا ارى ومن باب العدالة ان لايجري هذا التعداد في ظل الظروف الامنية الغير المستقرة في العراق عموما و في ايزيدخان خصوصا . ان اي تعداد في ايزيدخان خارج مراقبة جهات دولية محايدة وفي ظل تواجد قوات امنية وعسكرية غير محايدة يعد ضربا من الانتحار وسلبا واضحا لارادة شعب ايزيدخان. هذا هو اول تحدي سياسي حقيقي واول معيار للناخب اليزيدي في استخدام صوته الانتخابي من اجل الذات اليزيدية واعتبارا من انتخابات مجالس المحافظات المقبلة في شهر نيسان القادم. التعداد السكاني القادم هو اللبنة الاساسية في الهدف المنشود وان اي اخفاق فيه لا سمح الله يشكل عقبة حقيقية في طريق المشروع اليزيدي برمته وعليه من الغباء المطبق الاستخفاف بالتعداد السكاني. ان تثبيت اية قومية سوى القومية اليزيدية في حقل القومية في سجلات الدولة تكون لها اثار عملية حقيقية منها مسالة الانتماء الاداري كنتيجة للتعداد بحيث يتم القفز على اجراء الاستفتاء بحيث ستستخدم الجهة السياسية المنتفعة سجلات النفوس سندا قانونيا لضم ايزيدخان الى ادارتها..وساعتها سيرى اليزيدي اصالته هنا وهناك!!!!
التحدي الثاني للمشروع اليزيدي سيكون بطبيعة الحال اختيار الشكل و الانتماء الاداري الافضل للشعب اليزيدي وهنا تتعدد الخيارات والحذر ان يوهم اليزيدي بان لا خيار له سوى هذا الخيار او ذاك من دون الخيارات الاخرى. على افتراض ان الخطوة الاولى تحققت في تثبيت الهوية اليزيدية الخالصة, على المشروع اليزيدي دراسة الخيارات المتاحة امامه فيما يخص الادارة المحلية المستقلة او المتالفة والمتحالفة وربما المركبة من الاثنين. فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن له ان يختار اقامة حكم ذاتي كاقليم ايزيدخان ضمن العراق او حكم ذاتي ضمن اقليم كوردستان او ان يقيم ادارة محلية مع مكونات اخرى من مكونات سهل نينوى كالمسيحيين والشبك والتركمان. ارى ان اشدد الى ان بقاء مناطق ايزيدخان ضمن محافظة نينوى هو خيار بحد ذاته يستحق الوقوف الجدي عنده نظرة للنسبة السكانية ذات الوزن السياسي لليزيدية في المحافظة وسنتطرق الى هذا الامر بمزيد من التفصيل في الجزء الثاني.

66
سيمون تضع كوردستان بين خيارين احلاهما مر
بقلم وسام جوهر
كاتب ومحلل سياسي
السويد 2013-03-01

الم نقل ان سيمون الطفلة اليزيدية ذات ال 11 عاما قد وضعت الجميع على المحك؟  لقد نقل موقع اوينة نيوز عن دولة رئيس وزراء اقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني قوله " ان قضية سيمون تحمل في طياتها جوانب سياسية ودولية و قانونية و من الناحية الانسانية فانهم امام مسؤولية كبيرة وعليه فانهم يتعاملون بكل جدية مع القضية واضاف السيد البارزاني بان سيمون الان هي في رعايتهم وحمايتهم وبانهم في الوقت الحاضر لا يستطيعون اتخاذ اي قرار". انتهى الاقتباس
ماذا يعني هذا الكلام الذي يحمل في طياته الكثير من الالغاز والضبابية ...نعم يا سيادة رئيس الحكومة ان قضية سيمون تحمل في طياتها الكثير من الجوانب ولها ابعاد دولية وانسانية وسياسية وقانونية. لو كانت سيمون في دولة ديمقراطية مدنية تمتلك دستورا وقوانين مدنية تضمن العدالة الاجتماعية للجميع, لما اثارت كل هذه الضجة والتساؤلات والتعقيدات...بل لانتهى الامر بكل بساطة لدى السلطات ودوائر الخدمات الاجتماعية المختصة ....اذن ما السبب ان اتخذت قضية سيمون كل هذه الابعاد؟ الاجابة نجدها في هشاشة الدولة الغير المؤسساتية وتبنيها دستورا ضبابيا مفخخا مليئا بالتناقضات ومزيجا معقدا من الدين والعشائرية والدولة....ففقرة في الدستور تقر بعدم جواز سن قوانين تعارض احكام الاسلام وثوابته وفقرة اخرى تقر بعدم جواز سن قوانين تعارض لاوائح حقوق الانسان والمراءة والطفل....! وقضية سيمون اصبحت التحدي الذي اتاهم من حيث لايتمنونه...قضية سيمون تمس قانون حماية الطفل وحقوقه...وقضية سيمون تمس احكام الشريعة الاسلامية وقضية سيمون تمس القانون ...وهي تمس مشاعر مكون بكامله وتثير قلقه ومخاوفه في ظل غياب القانون و العدالة الاجتماعية وعليه اتخذت جانبا سياسيا...  لوائح حقوق الطفل لا تجيز زواج القاصرات و لا تغيير العقيدة لهن....بينما تجيز ذلك احكام الشريعة الاسلامية....والدستور يقر الاثنان!!! سيمون اوقعت الحكومة بين خيارين احلاهما مر...فهي من جانب لا ترى رغبة في التصادم مع الاسلاميين وتخشى من استغلال ذلك من قبل المعارضة السياسية ....ومن جانب اخر لاتريد الحكومة التصادم المباشر مع المعسكر الاخر المتكون من المكون اليزيدي وخاصة الجزء الخارج في المهجر الذي وضع ملف سيمون لا بل ملف القضية اليزيدية على طاولة المجتمع الدولي والراي العام العالمي الذي بكل تاكيد يتعاطف مع الشعب اليزيدي في محنته هذه ناهيك عن الزخم السكاني والانتخابي الكبير والاستراتيجي للمكون اليزيدي لاحزاب السلطة بشكل عام والحزب الديمقراطي الكوردستاني بشكل خاص....
عندما نشر صحفي دانماركي صورة كاريكاتيرية ساخرة عن نبي الاسلام محمد اقام البعض الدنيا ولم يقعدوها فخرجت مظاهرات اقل ما يقال عنها انها كانت غير سلمية ومورس ضغط كبير على الدولة الاسكندنافية الصغيرة دانمارك وهددت جهات عديدة الى ضرب مصالحها الاقتصادية بمقاطعتها ...فوقفت تلك الدولة التي لا يربو عدد سكانها البضعة ملايين بجانب حرية الانسان والفرد وتشبثت بدستورها ومدنيتها شامخة تابى الرضوخ الى غير القانون فوقف معها العالم المتحضر.  والان يا سيادة الرئيس اذ نقدر لكم تعاملكم الحذر مع القضية لايصح في نهاية الامر الا الصحيح...والصحيح لليزيدي هو ان لا مساومة على ما لايساوم عليه..وموقفه واضح وضوح الشمس التي تزين راية كوردستان...انه يحتكم الى العقل والقانون الذي لا يتعارض مع لوائح حقوق الانسان والطفل العالمية... ولا نرى بدا من مراجعة الدستور الهش واحقاق التوازن في معادلته المختلة على اسس الدولة المدنية العصرية.

67
قصة تبين روعة القيم الانسانية ... في ظل العدالة الاجتماعية
بقلم وسام جوهر
كاتب ومحلل سياسي
السويد 2013-02-26

هذه قصة Sabuni Ana Nyamko ,امراة افريقية تبين روعة القيم الانسانية في ظل العدالة الاجتماعية في مجتمع يتبنى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية في نظامها السياسي الذي يكفل تكافيء الفرص للجميع دون تمييز شوفيني بسبب القومية او المذهب او الجنس, فمن هي هذه الانسانة وما قصتها لعلها تحرك العقل لدى بناة مجتمعنا العراقي والكوردستاني ليراجعوا حساباتهم الطائفية والعشائرية التي اكل عليها الدهر وشرب. بل لعل هذه القصة  تؤثر في المواطن الطائفي الذي يضع صوته وحريته في جعبة الطائفيين على حساب القيم الانسانية والمواطنة الحقة حيث الخيمة الصحيحة للجميع.
ولدت Nyamko وحسب المعلومات المستقاة من صفحة الويكيبيديا وليس لدي ما اشك في صحتها, في 31 مارس 1969 في المهجر وتحديدا في جمهورية بوروندي حيث كان والدها لاجئا سياسيا من جمهورية كونغو كينساشا. التجات Nyamko الى السويد في عام 1981 مع عائلتها وهي في الثانية عشر من عمرها. درست القانون والاعلام ثم ادارة اعمالها الحرة بين الاعوام 1991 الى 1994. انظمت الى صفوف حزب الشعب الليبرالي وانتخبت عضوا في البرلمان السويدي عام 2002, ثم انتخبت في عام 2004 الى الهيئة القيادية للحزب المذكور. اصبحت في عام 2006 وزيرة الاندماج والمساواة في الحكومة السويدية الجديدة انذاك وفي عام 2010 اصبحت نائبة وزير التعليم اضافة الى وزارتها وظلت في مناصبها الوزراية حتى اعلنت هي استقالتها في 21 يناير 2013 لتترك السياسة وترجع الى حياتها الطبيعية مطرزة بذلك مثالا جميلا للسياسي الحقيقي الذي لا يتشبث بالكورسي لحين يلفظه الكورسي.
ان الطائفية والتعصب القومي والعشائري هي اتعس الطرق واسؤها لبناء المجتمعات والدول الحديثة....انه لمن المخزي ان ننكر على مواطن عراقي الجنسية العراقية وهو مولود في العراق اب عن جد لاسباب طائفية وسياسية مقيتة؟ Nyamko ولدت في المهجر واغتربت الى السويد فتجنست وتعلمت وتبرلمنت وتوزرت دون ان يشكل جنسها او اصولها الافريقية الغريبة عائقا في طريق ابداعها فابدعت المرأة ففادت واستفادت....بينما نرى خلو القيادات الحزبية في العراق وكوردستان من ابنائها الاصلاء لاسباب طائفية بحتة.
سيقول قائل, تلك هي السويد وهذا هو العراق "العظيم" وهذه هي كوردستان؟ نعم ولكن السويد لم تكن كما هي اليوم منذ الخليقة فهي لها ايضا تاريخها الدموي والمشاكس و المليء بالخرافات وسيطرة الدين ورجالاته القساة الذين كانوا يحكمون بيد من حديد. مالفرق اذن بين هذه التجربة وتجربة بلد كالعراق مهد الحضارات والعلم....الفرق نجدها في الثقافة...ان الثقافات الفاشلة لا تولد سوى انظمة اجتماعية فاسدة والتي بدورها تفرز انظمة سياسية افشل منها...وهذه الانظمة السياسية بدورها تصون وترعى الفساد ...فتولد انظمة اجتماعية فاسدة وتكتمل حلقة الشر المغلقة....! اذا ما اردنا التحرر من هذه السلسلة المغلقة علينا العمل على كسر حلقة من حلقاتها ...وليس من بديل لذلك سوى التحرر الفكري وتغليب العقل على العاطفة والفكر على الروتين والتقليد...لا امل لنا جميعا الا بالتحرر من الافكار الطائفية بكل انواعها الدينية والمذهبية والقومية والعودة الى الاصل الحقيقي وهو الانسان كما يقول المفكر الاسلامي الليبرالي المتنور احمد حسن القبانجي حينما يقول ان الاصل يجب ان يكون الانسان وليس العقيدة...كما هو الحال في مجتمعاتنا المتدينة اذ يترتب على هذا الكثير من الامور وكل ما يتعلق بحقوق الانسان.
وفي انتظار ميلاد "الوزارة الايزيدية اليتيمة" وتعين كوردي اصيل على راسها دعونا نتامل قصة Nyamko الافريقية الولادة والمغتربة التي تجنست وتوزرت في السويد على اساس القيم الانسانية وليس على اساس اصالتها السويدية او المسيحية.

68
نداء الى الجاليات اليزيدية في المهجر....قاطعوا لجنة اوقاف برلمان كوردستان
وسام جوهر
كاتب ومحلل سياسي
السويد 2013-02-25

سيقوم وفد لجنة الاوقاف في برلمان كوردستان بزيارة الى بعض من المدن الاوروبية لغرض الالتقاء بالجاليت اليزيدية في هذه المدن للاستماع الى الاراء والمقترحات التي تخدم كوردستان عامة واليزيدية خاصة على حد تعبير الخبر المنشور على صفحت بحزاني نت الغراء!.  صحة نوم يا برلمان كوردستان .... صحة نوم يا لجنة اوقاف برلمان كودستان.... العالم كله عرف ارائنا ومقترحاتنا...وانتم بحاجة لوفد ياتي من كوردستان الى اوربا للاستفسار ؟؟؟!  الشعب اليزيدي عندكم وامام اعينكم وتحت رحمتكم يوميا... زوروهم في قراهم لتروا الحيف والظلم....زوروا شنكال وقفوا على حالها...نحن في اوروبا لاينقصنا شيء سوى ما ينقص اهلنا في كوردستانكم..واذا كنتم خائفين من مواجهة الشارع اليزيدي هناك... يكفيكم طابور من البرلمانيين و اعضاء المجالس ومستشاريين ناهيك عن مديرية شؤون اوقاف الايزيدية لديكم وانا على ثقة بانها قد وضعتكم في الصورة لغليان الشارع اليزيدي.
هناك مثل يقول ان لم تستح فافعل ما تشاء....!   اية اقتراحات واية اراء يريدون الاستماع اليها...قاطعوهم ايتها اليزيديات الشريفات و ايها اليزيديون الشرفاء....هذا هو امتحانكم الاول بعد الدروس ...ان استقبالكم لهم تاكيد منكم لمشروعية تعاملهم الدوني مع قضيتكم الكبرى وتسويف قضية سيمون نموذجا. دعوهم يرون كيف انكم متوحدين في الدفاع عن عزتكم وكرامتكم...ان مقاطعتكم له هو اضعف الايمان والحد الادنى مما يتوجب عليكم فعله دفاعا عن بقائكم. حضوركم لندواتهم  ...مذلة ما بعدها مذلة....
لقد قلتم لهم منذ سنين عن ظلمكم وتهميشكم واقصائكم....لقد قلتم لهم على اثر فاجعة اغتصاب اطفالكم...لقد قلتم لهم وصوتكم يدوي منذ شهرين شوارع امريكا واوربا...تنادون بالاحتكام الى العدل والقانون....لقد ملئتم صفحات مواقعكم ومواقع غيركم بالنداءات والتوسلات دون جدوى لحد الان. قوبلتم بالتكابر والدونية....سيمون لازالت بعيدة عن اهلها بانتظار ماذا؟ سمعنا هناك اقتراح لدعوة بضعة شخصيات يزيدية و مجموعة من رؤساء عشائر كوردية لعقد ما يسمونه "ميثاق شرف" من شأنه الحد من التجاوزات الاجتماعية ....! نحن بطبيعة الحال نؤيد ونشجع كل الجهود المساندة لخدمة المجتمع....لكن يبقى تساؤلنا ...ما هو موقف الدولة؟ نريد دستورا ودولة تضمن لنا تعايشنا السلمي وامننا واماننا على ارضنا وعرضنا....
 

69
امارة ايزيدخان ...هو الحل ...الجزء الثاني
بقلم وسام جوهر
كاتب ومحلل سياسي
السويد 2013-02-23

برأينا ان قضية اليزيدية هي في الاساس قضية حقوق مغدورة وتهميش وتقصير...والعلة وللاسف الشديد تكمن في "ايزيدية" اليزيدية. عند هذه الحالة ما هو السبيل الى معالجة الامر في عراق طائفي بحت مستقطب سياسيا حول الطائفية القومية والمذهبية من قبل الاطراف السياسية الثلاثة الكبرى, الا وهي الشيعة والكورد والعرب السنة.....في الحقيقة تكمن ماساة الشعوب العراقية اليوم دون اسثناء في غياب العقل لصالح العاطفة وفي غياب الولاء للوطن لصالح الولاء للقومية والمذهب. اذن الشعوب العراقية هي طائفية بافعالها اليوم بامتياز حيثت نجحت الاحزاب القومية والدينية في تسويق بضاعتها السياسية بالكيفية التي تناسبها. اذكروا  لي حزبا عراقيا او كوردستانيا واحدا قدٌم برنامجا سياسيا شاملا قبل الانتخابات يتحدث عن الاقتصاد والخدمات وما شابه ذلك! اذكروا لي حزبا عراقيا او كوردستانيا واحد غير مختزل في قائد الضرورة...! كم عراقيا من زاخو الى البصرة صوت لغير احزاب طائفته؟ اذن فمشكلة العراقيين جميعا تكمن في نفاقهم السياسي. اذكر مثالا لاحصرا حزب ينتقد رئيس حزب اخر ويتهمه بالديكتاتورية وينادي بتحديد فترة منصب رئيس الحزب المذكور بفترتين انتخابيتين وباثر رجعي...لكنه في ذات الوقت يتجاهل تربع رئيسه على العرش الى يوم القيامة...لماذا؟ في العراق وكوردستان نعاني من ازمة ثقافة ومن ازمة قيم...فكيف السبيل الى بناء الدولة واحقاق العدالة الاجتماعية بغياب هذه الثقافة؟ كيف تبنى الديمقراطيات وكبريات احزاب السلطة تضمن سلطتها الى حد كبير بتزوير الانتخابات....انه عار ما بعده عار. في خضم الفوضى السياسية من الطبيعي جدا ان نلتفت قلقين على مصير الاقليات عموما والمكون اليزيدي خصوصا...وقضية المكون هي ليست في كونه قومية او لاقومية او في اسم هذه القومية. قضية اللاعدالة الاجتماعية هي القضية المحورية هنا....ان كان اليزيدي ينبع من اصول عربية او كوردية او داسنية او ميدية هذا ليس جوهر المشكلة وذلك امر متروك للباحثين والمؤرخين وعلماء الاثار وغيرهم من المختصين. نحن نتكلم عن حالة سياسية قلقة وعن معادلة سياسية ايزيدية كوردستانية مختلة التوازن. فليقر من يشاء من اليزيدية بقوميته الكوردية مهما يريد ...لكن تبقى القضية الرئيسية كما هي. لقد مضى من الزمان ما يكفي لتقييم المكون اليزيدي لتجربته السياسية مع الاحزاب القومية الكوردية وهذا حق دستوري مكفول لكل مواطن. فكما ان حق التفكير والعمل السياسي مكفول للكوردي المسلم الاسلامي التوجه سياسيا فلابد ان يكون هذا الحق مصانا لليزيدي الذي يريد العمل السياسي خارج السرب القومي السياسي...وبخلاف ذلك نتحدث عن ظلم واجحاف لحقوقه المشروعة. انا لااقصد حزب سياسي يزيدي ديني ابدا فانا سعيد جدا بخلو العقيدة اليزيدية من الاحكام والشريعة التي تعقد الامور الدنيوية وتقف حائلا في طريق بناء الدولة العصرية. ما اعنيه ان الديانة اليزيدية قد انعمت على معتنقيها بخلوها من الامور الدنيوية ولست ابدا مع اقحام هكذا امور في الدين او بالاحرى اقحام الدين في السياسة. اذن تبقى هنا الهوية اليزيدية باقية بكل المقاييس فبعض يسميها بالخصوصية اليزيدية والبعض الاخر يصفها بالكورد الايزيديين وهناك من يصفها بالقومية اليزيدية....لايهم ...ما يهم اننا امام هوية خالصة مهما تفننا في التسميات فالانتماء الى الهويات الاجتماعية هو انتماء فطري قلبي وايماني قبل ان يكون اي شيء اخر.
طرحنا تصوراتنا على خلفية تقييمنا للتجربة اليزيدية السياسية منذ قيام "دولة الاقليم في كوردستان العراق" في بداية تسعينات القرن الماضي فوجدنا خللا كبيرا وخطورة اكبر يجازف المكون اليزيدي زواله اذا ما استمر الامر على منواله الحالي. الهوية اليزيدية,  او خصوصية اليزيدية لكي لاندع المجال لمن يحاول صرف النظر عن جوهر القضية الى نقاش اكاديمي عقيم, محددة بماذا؟ اذا لم يشكل ارض ايزيدخان جزءا مهما من هذه الخصوصية او الشخصية؟ انا ارى ان ضمان ايزيدية ارض ايزيدخان اهم بكثير من حق اليزيدي في ممارسة طقوسه وشعائره الدينية فليس ما هو اقدس من الارض واهم منه في بناء هوية الانسان. طيب الواقع الاليم يحدثنا بان رقعة ايزيدخان تتقلص لكل يوم يمر...لماذا؟ نريد ضمانات لعدم حصول هذا الامر...انه ليس بعمل اخلاقي ان تهضم حقوقك وتبقى على حافة الفقر بينما يصبح اخوك في المواطنة اكثر ثراء لكل يوم يمر ثم يستخدم ثرائه الغير العادل هذا لشراء ارضك حيث يدفعك جوعك الى بيعها....! اية قيم اخلاقية تقبل بمثل هذه الاخوة؟؟؟  اذن مهما كانت تسمية الهوية اليزيدية نحن امام غريزة تدفع بالمرء الى التفكير للخروج برؤى وتصورات لعمل ما من اجل البقاء....طرحنا فكرة ان "الامارة اليزيدية ...هو الحل" فحركت الفكرة العقل والغريزة فكانت ردود افعال اكثر من المتوقع بقترة قياسية....بطبيعة الحال وجدنا فائدة في متابعة الفكرة حيث ان الفكرة هي اساسا على بساط الحوار والنقاش...بداية أوكد على ان مصطلح الامارة في مقالنا السابق لم يكن الا رمزيا اي ان المهم هو نوع من الحكم الذاتي ولم اقصد الاستقلال بالضرورة و الانفصال من كوردستان او العراق...انا ابدا لم اقصد من مصطلح الامارة ما قد يوحي الى احياء امارة شيخان تحت تسمية ايزيدخان وتحت امرة امير حاكم على شاكلة ايام زمان...! انا اقصد حكم ذاتي حقيقي على اساس حكم الشعب للشعب ...حكم يضمن للمكون اليزيدي فرص بقائه بتشريعات وسلطات تنفيذية وقضائية...حكم فيه الدين مفصول عن الدولة او الادارة. انا لاتهمني الصفات الاكاديمية النظرية البحتة ومن الغباء السياسي الاختفاء في مناقشات نظرية بحتة على حساب حقوق المواطنة والعيش الكريم في ظل العدالة الاجتماعية....بعدها ليعتز كل بعقيدته وباصوله العرقية وبتاريخه كما يشاء. كل المؤشرات والمعطيات تشير الى تقسيم العراق بشكل او باخر...طيب ايعقل ان يراهن مكون كامل مصيره في تجربة غير موفقة دون ان يكون له رؤية واستراتيجيات تهم خصوصيته؟ المكون مضطر للتعامل مع التحديات التي باتت تطرق على الباب؟ هل سيكون الانتماء الى هذا الطرف او ذاك؟ ولماذا؟ وما هي الضمانات؟ وما هي الحقوق التي ستضمن؟ وما هي الوسيلة للتفاوض على حقوقه؟ ليس من العدل ان يقرر هكذا امور اناس حزبيين ومتحزبين في طرف سياسي دون اخر؟ هل من المفيد اجراء استفتاء شعبي يزيدي عام؟ وكيف سيتم هذا الاستفتاء ليكون عادلا ومنصفا؟ اين اليزيديون وقادتهم من كل هذا؟ امير يتربع في دولة اجنبية لانعرف ان كان لاجيء سياسيا ام ماذا؟! وشعب حائر في امره بعيدا عنه بعشرات الالاف من الكيلومترات....رؤساء عشائر يزيدية في عراق وكوردستاني عشائري اكثر من اي وقت مضى قد فقدوا زمام امور العشيرة! سياسيين يزيديون وبرلمانيون في واد وشعبهم في واد اخر...! مثقفين يبحثون عن الكراسي اكثر من حلول الماسي...! رجال دين احتاروا في امرهم وامر رعيتهم...لا يحلون ولا يربطون بل كلهم مختزلون في شخص او شخصين وقطعا لا يتعدون اصابع اليد الواحدة....! شبيبة مصدومة من هول التشرذم والكارثة ومن بئس الموروث الثقافي والسياسي من المعمرين والمنتفعين....!  انها فوضى بمعنى الكلمة . ما يدعو الى التفائل رغم كل ما تقدم هو يقظة الشبيبة مندفعين بالفطرة ومسلحين بالعقل للتفاعل مع هذه الفوضى وجعلها فوضة خلاقة تتحق منها الذات اليزيدية الجريحة المغيبة.


70
امارة ايزيدخان ...هو الحل
بقلم وسام جوهر
الكاتب والمحلل السياسي
السويد 2013-02-13

توطئة لا بد منها:
عندما اقدمت امريكا وبمباركة الغرب على اسقاط نظام البعث في العراق بذريعة تهديده لنظام الامن العالمي وذلك بامتلاكه للاسلحة النووية, صفق العراقيون للمحتل قبل الغير متشوقين الى بعض من الحرية وقليل من الهدوء بعد سنين عجاف ادخل فيها البعث العراق في حروب وحصارات مدمرة. امريكا كانت تعلم علم اليقين خلو العراق من الاسلحة النووية. اذن يبقى السؤال لماذا تم احتلال العراق. سؤال , نحتاج الى بحوث للاجابة عليه بالتفاصيل والتشعبات والتفرعات. بكل تاكيد لم يحث كل ذلك بمعزل عن نظرة استراتيجية بعيدة المدى. العراق بلد نفطي يملك اكبر احتياطيات النفط في العالم على المدى البعيد, اذ يقال انه البلد الوحيد الذي سيضخ النفط فيه 100 عام بعد ان يستنفذ في الاماكن الاخرى.  اذا ما اضفنا الى ذلك مساحة العراق وخصوبة القسم الكبير من اراضيه والمورود البشري بارثه الحضاري و الانساني وكون العراقي مبدع وخلاق اذا ما توفرت له الظروف والمقومات المناسب لادركنا الاهمية الاستراتيجية لبلد كالعراق و لادركنا مخاوف الغرب من احتمالية نهوض بلد كالعراق يوما ما. اذن فالغاية الاساسية من احتلال العراق لم يكن ابدا العثور على الاسلحة النووية وثبت ذلك وفضح امرهم. لم تات امريكا من اجل سواد عيون الكورد وهي التي غاضت الطرف عن حلبجة وقت حدوثها. وامريكا لم تسرع الى العراق لنصرة مظلومية الشيعة وهي ذاتها التي وقفت وراء تحريك الشيعة ثم قررت ان تخذلهم لاحقا ودعت صدام يفعل فعلته بهم. امريكا اثبتت بالبراهين انها استهدفت العراق في المقام الاول كدولة  وليس كنظام حكم. هذا واضح جدا من قرارات الحاكم الامريكي بول بريمر الذي حل كافة مفاصل الدولة العراقية وراينا مشاهد محزنة في شوراع بغداد في بعض من مناحيها جعلتنا نستذكر من التاريخ ايام الغزو المغولي الذي استهدف حضارة بغداد.رأينا تفريغ وزارات الدولة ومؤوسساتها من ممتلكاتها ووثائقها....وكاننا نشاهد فلم عن غزوات النهب والسرقة....احزاب سياسية نهبت ممتلكات الدولة واستولت عليها كغنائم حرب وهي تحتفظ بها الى يومنا هذا...! لماذا حدث كل ذلك منافيا لكل الاعراف والموايثق الدولية التي تحمٌل سلطة الاحتلال مسؤولية الدولة. الاجابة المنطقية لايمكن لها ان تكون غير مشروع تمزيق العراق وتفتيته. المحتل لم يات اعتباطا بل كان قد درس مقومات نجاح مشروعه فوجدها في التناقضات التي يحملها العراق في احشائه....لعل اهم هذه التناقضات الصراع الشيعي السني المؤجل والذي بدأ منذ اكثر من الف عام ولااحد قادر ان يتكهن بان ينتهي يوما ما...! التناقض الاخر والكبير الصراع الكوردي العربي منذ ان تاسست الدولة العراقية الحديثة ولن يكون له حلا نهائيا الا بالطلاق والافتراق. من هنا طرح جون بايدن ومنذ البداية مشروع تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات, دويلة شيعية في الجنوب, واخرى سنية في الغرب و كوردية في الشمال. بذلك يكون الحلفاء قد حصل كل منهم على غنيمته. فالاكراد يحققون حلمهم التاريخي بقيام دولة كوردستان, والشيعة كذلك في قيام شيعستان في جنوب العراق حيث الارض التي قامت علبها دعوتهم قبل اكثر من الف سنة. اما السنة العرب فيجردون من امتيازاتهم ولهم الاكتفاء بدولتهم القومية في غرب العراق. هذا ما هو معد للعراق منذ ان قررت امريكا احتلال العراق. اذا التطورات التي طرأت على العراق منذ سقوط بغداد في نيسان 2003 تقطع الشك باليقين على اننا ماضون لامحال الى تقسيم العراق بشكل او باخر.... ان عراقا لايريده احدا من اطرافه الا اذا ضمن له السيادة محكوم بالفشل.
ما علاقة كل ما تقدم بدولة ايزيدخان؟ اذا كان العراق ماض الى الزوال في هيئته القديمة يصبح السؤال الطبيعي للاقليات العراقية المختلفة ان تبحث عن مكان امن لها في زاوية من زوايا العراق الجديد. بكل تاكيد تتعدد الحلول وتضاهي في عددها اضعافا مضاعفة عدد هذه الاقليات. هناك امور وهموم تشترك فيها هذه الاقليات واخرى تخص هذه الاقلية دون الاخرى. موضوع بحثنا يخص المكون اليزيدي الذي وللاسف كبى كبوة حقيقية في بداية مشواره على مسرح المشهد السياسي العراقي الجديد, عندما تنازل عن هويته المستقلة لصالح الهويات الاخرى. في ظل ما تطرقنا اليه نرى ان الهيكليات العراقية الجديدة تتمحور كل منها حول هوية اجتماعية معينة. فاما الاكراد ملتجاين من الاساس الى الهوية القومية محورا لكيانهم المنشود, واما الشيعة فهويتهم منذ قيام التشيع هي المذهب الشيعي وعليه ستقام دولتهم الشيعية. والسنة تبقى هويتهم كما هي, القومية العربية رغم تقدم القوى الدينية لديهم.
الاقليات في ظل هذه التطورات الاتية لامحال تجد نفسها في موقع لايحسدون عليه. هل من الافضل لهذه الاقلية او تلك ان تتخذ زاوية في هذه الدويلة او تلك؟ هل ستتحد هذه الاقليات في اتحاد فيدرالي اقلياتي تكمل بعضها البعض وتعيش بوئام وسلام؟ ام انها تصبح اقمارا تدور في فلك الدويلات الثلاثة كل واحدة تجذبها اليه؟ سيناريو اخر وارد بل نراه ضروريا وهو ان تبحث كل اقلية عن فرصها في تحقيق الذات في كيان مستقل رغم القلة العددية.
سنركز على اليزيدية موضوع بحثنا لنطرح جملة من الافكار التي عساها ولعلها تجد اهتماما لدى من يهمه الامر والشأن لتتدارس وتتحاور حولها بهدف طرح الاليات والسياسات الضرورية في قيام "الدولة" اليزيدية اسوة باخواتها الكوردية والشيعية والسنية والكلدانية او الاشورية....الخ. بطبيعة الحال اخترت مرادفة "دولة" مثالا لاحصرا  , هذا الكيان قد تكون امارة يزيدية كما طرحها الكاتب والاعلامي المحترم عبد الغني علي يحي وبشكل عقلاني وجميل في مقاله الموسوم " البيان الايزيدي – اقامة امارة للايزيديين حل منصف لقضيتهم العادلة" , او ادارة محلية, حكم ذاتي. لايهم الاسم طالما تكلمنا عن نظام سياسي متكامل له سلطاته التشريعية والقضائية والتنفيذية. هذا الكيان  يشكل الضمانة الوحيدة في الحفاظ على ديمومة اليزيدية كشعب له كل مقوماته الداخلية اذا ما سمح  له محيطه الخارجي. اليزيدية لهم لغتهم الكرمانجية وجغرافيتهم الواسعة التي تضاهي دول وامارات عالمية ونسمة تضاهي دويلات مستقلة, و لهم تراثهم وتاريخهم وارثهم الديني الواحد الموحد. بمعنى اخرى يستوفون شروط الهوية المستقلة بامتياز. لهم ما يكفي وزيادة على ذلك ليثبت انهم شعب له مميزاته وصفاته المستقلة بذاته.  في سيناريو تقسيم العراق لايحق لاي طرف ان يكون وصيا على اي طرف اخر بل لابد ان توفر حرية الاختيار للجميع. ارى ان اكبر خطر على تفويت المكون اليزيدي على نفسه هذه الفرصة التاريخية سيجده في داخله متمثلا بالطابور الخامس والمتملقين و الكولابرادورر (المتعاونين من بني الجلدة مع الخارجين). احسب ان العامة من الشعب اليزيدي وشبابه بشكل خاص يرى ما نراه وانه متحمس ومتلهف الى الحلم المنشود في العيش في كيانه بسلام وامان . يا ترى هل ان الاوان للنخبة من امير و سياسيين ومثقفين ورجال دين, ان يرجعوا حساباتهم وتقييماتهم وان يقيٌموا التاريخ من جديد ؟ بتقديرنا المتواضع ,اليزيدية مقبلون على اتخاذ اصعب قرار في تاريخه الحديث وانه ان لم يتهيء له بجدية يجازف بارتكاب حماقة تصبح لامحال بداية النهاية له على ارض ابائه واجداده. غبي من يعتقد بانه محمي من قبل اي كيان اخر يدخل فيه تابعا متبوعا. على النخبة ان تتخلى عن مخلفات وتراكمات الماضي من انانية شخصية ومن لهث وراء الكراسي والوزارات التافهة و مقاعد برلمانية كارتونية. نحن نتكلم عن مصير شعبا بكامله وفرص بقائه من عدمه. اليزيدية اصحاب قضية وقضيتهم هي قيام كيانهم المستقل ولابديل لذلك...انهم في منزلة كن او لاتكن. وحدة الصف وتوحيد الخطاب والقفز على الاختلافات في الراي تعد من ضروريات المرحلة. اما امير اليزيدية ولرمزيته ولارثه التاريخي مطالب اكثر من اي وقت مضى وبكل جدية هذه المرة القيام بدوره كقائد وملهم او ان يتنحى جانبا لصالح هيكلية جديدة في الهرم اليزيدي الذي بات بامس الحاجة الى قيادة تواكب العصر وترتقي الى مستوى التحدي الذي لايستهان به.
ان يضع مكون امنه وامانه مرهونا باشخاص وعوائل محددة معدودة رغم دورها القيادي اليوم ومع جل تقديرنا واحترامنا لهذه العوائل والشخصيات, لهي مغامرة كبرى من النظرة الاستراتيجية والمبدأية. لا احد يشكك في تعاطف القيادة البارزانية  وتعاطف شخص مام جلال مع المكون اليزيدي. لكن معادلة الامن القومي اليزيدي تبقى مختلة ومهزوزة ما لم يتم الاستناد فيها الى هيكلية دولة مستقرة لها النية والقدرة في تقديم هذا الامن. لنا هذه الايام من قضية الطفلة اليزيدية خير مثال حي على ما نقول...لن نكون منصفين ان ادعينا بان القيادة البارزانية لاتريد   ان من لايرغب او لايستطع حماية اطفالهم وعرضهم وارضهم كيف يكون الضامن للبقاء اليزيدي؟ ليقل البعض المتملق ما يشاء نحن لانتكلم بالعاطفة بان تقدم حلا منصفا وعادلا يرضي المكون اليزيدي ولكن مع ذلك نتلمس من ادارة الاقليم عدم الجدية في التعامل مع القضية, لماذا؟ بكل بساطة لان القيادة على سلطتها مرغمة على مغازلة الخلل الكبير في البنية التحتية متمثلة بالشريعة الاسلامية وتقدم التيار الاسلامي المتطرف في كوردستان. هذا بفضح بجلاء هشاشة كوردستان في تقديم الامن والامان على شاكلتها الحالية وتفرض على اليزيدي البحث عن هيكلية وكيان جديد يضمن له هذا الامن.ل بعين العقل. انظروا الى الغزوة الحقيقية على الهوية اليزيدية...لقد اختفى اللباس اليزيدي التقليدي تماما لصالح اللباس الكوردي التقليدي....ليس هناك اي دعم لموسيقانا وتراثنا الموسيقي بل على العكس اصبح عرضة للتحريف والسرقة المبرمجة انظرو الى الحان وانغام موسيقانا التراثية والكلاسيكية كيف انها افرغت من كلماتها لصالح كلمات سياسية ثورية فافقدتها قيمتها التاريخية والفلوكلورية. انظروا الى اعيادنا واقدس مراسيم الاحتفالية بهذه الاعياد كعيد سه ري صالي وعيدا روزيا باتت هذه الاحتفاليات مفرغة من الكثير من محتوياتها مرة اخرى لصالح الدعاية الحزبية لتتحول الى مهرجانات سياسية يمارس فيها التملق الحزبي باقبح اشكاله....لاارى طعما في رفع الاعلام وصور الاشخاص في مناسبة دينية بحتة مارسها ابائنا واجدادنا على مر الاف السنين فورثناها لنسيئ ادارتها......! كل هذه مجرد امثلة على الغزو الممنهج لاخفاء الهوية اليزيدية مع الزمن وفي النهاية اذا ما استمر الامر كما هو عليه سيخيٌر اليزيدي بين ترك اخر معاقله"العقيدة" لصالح عقيدة الاكثرية من القوم او ترك البلاد ساعتها يندم المسكين على حظه وغبائه....ساعة لايفيد الندم.
الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


71
حكومة الاقليم من الصمت...الى الاستفزاز
وسام جوهر
كاتب ومحلل سياسي
السويد 2013-02-11

منذ لحظة خطف الطفلة سيمون بدأت سلطات الاقليم المعنية بالتخبط والمماطلة في نية مبيتة واضحة للمتابع الذي قراء المشهد بتمعن وبحد ادنى من الشعور الانساني. مضت الابام وتوالت الاسابيع وكوردستان غارقة في  صمتها....تعالت صيحات وصرخات المستضعفين من جيش "اكراد تحت الطلب" اميرا , ومثقفين, و عامة الناس. لم يحصل شيء الى ان اقدمت قناة ال KNN الى مغامرتها بنشر ذلك التقرير الذي اثار موجة من ردود الافعال المتباينة. خرج البعض من صمته ليقيم الدنيا ولم يقعدها وذهبوا يسترسلون في نظريات التامر بين حركة التغيير و الاسلاميين وما الى ذلك من الامور وكأن قناة KNN هي التي كانت تقف خلف كل شيء . مضت الايام وجائت البشرى على لسان السيد شيخ شامو رئيس مركز لالش الثقافي والذي كان قد تراس اجتماعا ضم ما يزيد على 70 نفرا من مثقفي وشخصيات ووزراء سابقيين ايزيديين. صرح الشيخ ما لم يفهمه الكثيرين ونتسائل ان كان سيادته فهم ما صرح به. قال لمكون كامل يراقبه وهو حابس الانفاس القضية اصبحت تحت السيطرة ...! انها في رعاية سيادة الاخ نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة الاقليم....! واو...تنفس القوم الساذج الصعداء...! انتصرت ارادته ...وانتصر الحق....الم نقل....ان القبادة والحكومة س..و..س!!
عندما قلنا تمهلوا يا ناس هناك تسائلات تفرض نفسها....ثمة شيئ يثير الشكوك ولا يبعث الاطمئنان....قال البعض اننا ...كذا ...وكذا... طيب, مضت الايام والصمت مستمر وما من جديد تحت الشمس...لماذا؟
 اليوم الحادي عشر من شباط 2013 اطلت علينا العزيزة "روداوا" على ما اعتقد بمعنى الحدث...حيث فاجئتنا جريدة روداوا بخبر مصور وكأن سيمون وحسن نصرالله يتمتعان باجازة شهر عسل في مصيف صلاح الدين. لمن لايعلم نقول وحسب علمي فان جريدة روداوا مقربة الى السلطة وتحديدا شخص السيد رئيس الوزراء راعي القضية...!
انها نقلة نوعية في موقف الحكومة من الصمت والحياء والحرج الى التحدي واستفزاز المشاعر تمهيدا للمرحلة الاتية و الكل بات يقرا المشهد....لقد كشفت الاوراق. تحت الصورة نقرأ عبار "سيمون داود الفتاة الكوردية الايزيدية والتي ذهبت مع شاب من عشيرة كوران باسم حسن نصرالله قد صرحت لروداوا: انها لن تعود الى والديها ابدا. ثم تقول روداوا ان والدها قد صرح بانه متمسك بها حتى لو انجبت سيمون منه 10 من البنون"
اذا كانت ال ك ن ن قد استغلت سيمون بالامس لاغراض سياسية , نتسائل ما هو غرض روداوا اليوم من نشر خبرها المصور عن سيمون؟؟؟
انظروا الى القباحة والى التحدي واقرأوا لهجة المتكابر مع المستضعف. روداوا الغالية لم يفتها ان تؤكد على ان سيمون كوردية ايزيدية وهذه مهداة الى الكورد الاصلاء ! ثم لم يفت روداوا ان تسقط صفة الكوردي والمسلم (صحفيا) عن حسن نصرالله في الوقت التي لم تنسى صفته الكورانية وكانها بها تقول ان كورانيته هي التي تقف وراء الحدث واما كورديته فهي بريئة...!
عال..العال...لقد كشف المستور...وطز ...والف طز في من طزنفسه...ولا كرامة لمن لايصون كرامته...مبروك على الكورد سلطته وجبروته...ومبروك على اليزيدي ...غبائه...وجبنه....
ماذا تقولون الان يا من نسب كل شيء الى كي ن ن ...ها هي روداوا....قد فعلت ذات الشيء ....؟ هلموا نبعث ببرقيات التهنئة الى عريس الامة وانني على يقين بان روداوا لن تتاخر في نشرها مجانا..! بالمناسبة هناك مقولة بين اليزيدية اراها مناسبة لاختتام مقالي هذا. المقولة: يقول فيها اليزيدية واصفا علاقته التاريخية بالكوردي "دبيزمي خالو..خالو .او دبيزامن كريف كريف". قريبا سينادوننا ابناء حسن نصرالله الكوراني من سيمون الكوردية الايزيدية  "خالو...خالو" وبذلك نكون قد حققنا نصرا تاريخيا ...في اجبارهم في نعتنا بخالو...خالو!


72
نداء الى الاقلام الحرة والنشطاء الاحرار
وسام جوهر
الكاتب والمحلل السياسي
السويد 2013-02-10

ايتها الاقلام الحرة ويا ايها النشطاء الاحرار ويا ايتها العيون الساهرة  لاتخدعنكم الاخبار الاخيرة حول وضع جهة معين يده على ملف الطفلة اليزيدية المغتصبة. اقرأوا الخبر واستمعوا اليه اكثر من مرة لتروا ان ثمة شيء يثير الشكوك. الخبر مصنوع ومعلب ومسوٌق بحرفية عالية. لايفهم من الخبر ان حسن نصرالله في قبضة العدالة بل ان السيد رئيس الوزراء قد وضع يده على الملف!! لااحد يعرف ماذا يقصد بذلك! كان من الواجب على الاقل اخلاقيا واحتراما لمشاعر المكون ان يصل الخبر الى سماحة الامير قبل غيره....حسب علمي فان الامير لايعلم اكثر مما يعلمه الاخرين لحد هذه اللحظة. ماهي الرسالة التي تم توجيهها الى الامير؟ ان الحكومة ليست راضية عن موقفه الرافض لتسويف القضية ....انه خطأ يضاف الى اخطاء اخرى فسماحة الامير يتمتع بتاييد شامل وعام بشكل لم يسبق له مثيل وان اية رسالة تحاول تقديم جهة محسوبة على اليزيدية على مقامه وموقعه محاولة فاشلة مقدما. يبدوا ان ثمة محاولة لتسويف القضية وحلحلتها خارج اطار القانون على عادة كوردستان العشائرية....وهذه كارثة كبرى...
يبدوا ان الايادي الخفية بدأت تنشط لتسويف هذه القضية حيث قرأت قبل قليل خبر تاجيل مظاهرة جنوب السويد الى اجل غير مسمى بذريعة ترقب التطورات في الايام القادمة. مع جل احترامنا ارتكبوا الاخوة خطأ فادحا هذا اذا كان الاجراء بعيدا عن تاثير الايادي الخفية التي مارست ضغطا لافشال المظاهرة. كان من الواجب على الاخوة المجتمعين من ممثلي هذه الجمعيات المضي قدما في ممارسة الضغط لان لاشيء يشير الى معالجة القضية....قرار مؤسف وتراجيدي ويبعث رسالة سيئة . اناشد الاخوة ان يراجعوا قرارهم وان ينفذوا مظاهرتهم باقرب فرصة ممكنة وهو عين الصواب....لاتخذلوا من هم بامس الحاجة اليكم في هذه الايام الحرجة من تاريخنا.
كما اناشد الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في المضي قدما في اقامة مظاهرة او اعتصام امام البرلمان الاوروبي باسرع وقت ممكن....ندائي الى الاخوات والاخوة في امريكا ان لايقعوا في الفخ بل ان ينفذوا مظاهراتهم وانشطتهم...فلا حرب خسرنا ولامعركة ربحنا لحد الان...من الخطأ القاتل ان يصيب الاحرار اليأس والملل بل ان من يدافع عن صميم هويته وشرفه يكافح بدون كلل وملل حتى يتحقق العدل ويسود القانون.

73
قراءة اولية في خبر العثور على سيمون
بقلم وسام جوهر
الكاتب والمحلل السياسي
السويد 2013-04-08

حسب ما جاء على لسان السيد شيخ شامو رئيس مركز لالش الثقافي يبدوا ان سلطات الاقليم قد عثرت على سيمون وخاطفها حسن نصر الله. نعم عثر عليهما لانني لم اسمع في تصريحه شيئا يدل على معنى القاء القبض. اولا وبداية نسجل فرحنا باي تقدم يحصل في ملف سيمون و على اساس ان اي شيء خير من لاشيء. ان اي تقدم انما يعود الفضل الكبير الى النهضة اليزيدية بكافة اطياف المكون دون استثناء ومطالبته بان لا شيء يحقق العدل ما هو دون تطبيق القانون بحذافيره ودون اي تسويف للقضية.
اعلان الخبر جاء على شكل مسرحية سياسية معد لها سلفا....مسرحية من نوع فلم هندي رديء. قبل ايام اعلن عن قيام اجتماع لاكاديميين وشخصيات يزيدية في لالش حول قضية سيمون. واليوم تبين ان هذه الشخصيات انما اعضاء في مركز لالش الثقافي وشخصيات اخرى محسوبة على الفوق اليزيدي الكوردي ليتحركوا في الوقت الضائع للحفاظ على ما امكن من ماء الوجه.
يا لها من صدفة عجيبة, فبينما كانت هذه الكوادر والشخصيات جالسة تتناقش فيما بينها لتحرير نداء او خطاب الى حكومة الاقليم جاء الخبر من الفوق الكوردي ليزف بشرة العثور على سيمون وعلى لسان مركز لالش الثقافي....!
انا لم استطع ان اقراء بين الاسطر ان احدا قال ان الخاطف في قبضة العدالة. كل ما فهمناه ان القضية اصبحت في رعاية السيد نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة الاقليم....فماذا يعني كل ذلك؟ سؤال وجيه ويطرح عدة اسئلة اخرى. اين هي سيمون؟ ما هي الاجراءات التالية؟ ماذا عن القانون؟ ماذا عن سن قوانين تحد قانونيا هكذا جرائم؟ ولعل اهم سؤال. هل تعلم المكون اليزيدي الدرس؟ وهل دقت لديه اجراس الخطر؟ كيف سيتم التعامل مع اللاعدالة الاجتماعية السائدة؟ لا ارى ان قضية المكون اليزيدي تنتهي عند قضية سيمون مهما كانت نتائج هذا الملف...الايام القليلة القادمة حبلى بالاخبار .......مهما كان من الامر فلا حل... لايضمن ارجاع الطفلة الى اهلها و لاحل... لايضمن محاسبة المجرم. ولا مساومة على ما لايساوم عليه.....

74
لملمة الذات اليزيدية المتشتة
بقلم وسام جوهر
الكاتب والمحلل السياسي
السويد 2013-04-05

لقد قلنا في مقال سابق بان سيمون الطفلة الصغيرة قد وضعت الجميع على المحك. دعونا ان نعود الى تفرعات هذا المحك وابعاده وتداعياته على الذات اليزيدية المتشتة. لا احسبني ابالغ ان قلت: ان اتفق اليزيديون على شيء اليوم, فانهم متفقون على تشرذمهم وتفتتهم و افتقارهم الى قيادة وخطاب موحد. لنعد قليلا الى الوراء ونعيد النظر فيما ادى بنا الى ما نحن عليه الان. بالتاكيد هناك اسباب وعوامل عدة ادت مجتمعة الى وضعنا المزري لنرى كل ماسينا تختزل وبامتياز وبرمزية عالية الدقة في انتهاك العرض اليزيدي في طفولته. لكم نادينا خلال هذه السنين وحذرنا من مغبة وضع البيوض في سلة واحدة ومن السماح لهم الى جر اليزيدية الى حلبات وجولات صراع تناسبهم وتمنحهم الافضلية....! اليزيدية شعب عاطفي تحركه العواطف في الغالب و العقل في النادر, والحق يقال شانه في ذلك شأن بقية الشعوب العراقية. لقد الهوا اليزيدية بمسالة عاطفية نظرية بحتة. ان امعنا النظر نرى انهم حادوهم اي اليزيدية عن ساحة صراع حقوقهم المشروعة. اذ تم الهائهم بصراع الانتماء القومي ونجحوا بامياز في ضرب اليزيدي باليزيدي حيث بات القسم الكبير من اليزيدية قوميين اكثر من القومية ذاتها. اذ رفعت القومية الى مطاف الهوية اليزيدية بما فيها العقيدة لا بل اعلى منها لدى البعض اليزيدي. مضت السنين والذات اليزيدية تتناحر في صراع يزيدي ...يزيدي.. دينكوشوتي مفتعل لهم فيما اذا كانوا اكرادا...عربا...ام يزيدية و بس؟؟ بين الحين والحين الهوا اليزيدية بمسائل لاتمت الى واقع حالهم المزري بشيء كما هوالحال في نقاشات الهائية بحتة في مسالة ...هكارية....واموية الشيخ عدي بن مسافر....! لم يفطن اليزيدي المغدور الى ان هذه المسالة لااهمية لها على الاطلاق و ليكن الشيخ الجليل امويا او هكاريا....ثم ماذا؟؟ هل ان عربية نبي الاسلام جعلت من الاكراد عربا؟ فقياسا على ذلك ان هكارية الشيخ الجليل لاتثبت كوردية اليزيدية مثلما ان امويته لاتثبت عروبة اليزيدية...والحقيقة ان اليزيدية قد اتخذوه وقبلوا به شيخا عاما اي انه لم يكن معتدا به من قبل اليزيدية فقط. اما كون اليزيدي عراقي حاله حال اكراده فكان ذلك محرما عليه وعلى تماس مع خط الامن القومي الكوردي الاحمر....! نتساءل اليوم لمصلحة من؟ ورأينا ونراه كل يوم ان الكوردي... عراقي بامتياز بقدر ما تحقق له عراقيته مصالحه القومية. كان التعامل مع الموصل بعدما عطلوا جيش ايزيدا فيها خطا احمرا...واليوم تراهم اي الاكراد قد تحالفوا مع موصل النجيفية وعلى راي الاستاذ هوشنك بروكة "طز في اليزيدية" ولما لا؟ طالما استحسن اليزيدية ان "يطزو" انفسهم في خدمة غيرهم. سارع اليزيدية الى كورديتهم المرة تلوى الاخرى ليعلنوا انهم اكراد تحت الطلب وذكٌروا الوصي عليهم بانهم " ايزيدينا...جلك سبينا...بقتي ناني جه هي درازينا..." فكان لهم قطة من خبز الشعير ...فهلهلوا  وصفقوا ... وحمدوا ... وشكروا... وسكتوا . هل تتحقق العدالة الاجتماعية من كون الفرد ينتمي الى هذه القومية ام تلك؟ ام ينتمي الى هذه العقيدة ام تلك؟ بالطبع كلا... فالعدالة الاجتماعية انما تتحق من خلال نظام سياسي يؤمن بهذه العدالة الاجتماعية ويعمل على تحقيقها من خلال برامج سياسية عملية. السؤال ههنا اين اليزيديون من البحث عن كل هذا؟ كل شيء مصالح ...السياسة نفسها مصالح بحتة....فمتى يفهم اليزيدي اين تكمن مصالحه؟ ومتى يتعرف اليزيدي الى نقاط قوته ليستثمرها لمصالحه المشروعة؟ متى يتوقف اليزيدي بل المثقف اليزيدي من المتاجرة بقضيته العادلة؟ ومتى يصحى اليزيدي على ان صوته يباع باسعار دونية...دون سعر السوق؟ اسئلة نطرحها لدغدغة العقل اليزيدي الغائب المغيب عساه ان يستفيق من سباته العميق....وعساه ان يسرع الى اللحاق بقافلة الخلق و عسى ولعله يلملم الذات اليزيدية المطشرة ويجني الحد الادنى مما يحقق له عزته وكرامته و حقوقه واستحقاقاتها.

الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
wisam01@gmail.com


75
قناة ال KNN وقضية سيمون ....كبوة مهنية...ام صحوة صحفية؟

وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-02-02

بلا شك ان التقرير الذي بثته قناة ال KNN حول قضية الطفلة اليزيدية المخطوفة سيمون اثارت موجة من ردود الافعال من كل حدب وصوب. ما دفعني الى الرجوع الى هذا الموضوع مرة اخرى هو ملاحظتي بان البعض الصامت منذ لحظة حدوث هذه الجريمة ظهر الى العيان يذرف دموع التماسيح على سيمون محاولا شر غسيله على حبال ال KNN متناسيا الاسباب والملابسات و التي ادت الى ما الت اليه الامور.هذه محاولة ذكية لتحويل القضية من جوهر المشكلة الى صراع دينكوشوتي بين قوى سياسية مختلفة.
كم تمنيت انا شخصيا لو ان الاخوة في قناة ال KNN في اليوم الاول من حديثنا لم يكبو تلك الكبوة المهنية اولا في نوعية التقرير وثانيا لو انهم فسحوا المجال للجانب اليزيدي ليضع الامور على بساطتها امام الراي العام. على اية حال لقد حصل ما حصل ولم نكن من المتخلفين لتوجيه النقد لا بل كان نقدنا لاذعا. فما يهمنا جميعا يجب ان يكون الخروج من هذا المازق بشكل عادل.
مهما كانت ارائنا حول هذه الجهة او تلك لا يجب ان نتعدى الى حدود التسقيط السياسي او ما شابه ذلك. استغرب ان البعض قد وجد ضالته في هذه القناة دون ان يكلف نفسه عن سبب صمت كوردستان الرسمي وغير الرسمي قبيل دخول هذه القناة على الخط. مهما كان نقدنا لجهة معينة لا يجب ان نغمض عين ونرى بالاخرى فقط.
علينا ان لاننسى بان قناة ال KNN تعود الى طرف من اطراف المعارضة السياسية في كوردستان ولم ارى قط معارضة سياسية تصفق وتهلهل لاحزاب السلطة وتغمض عن اخطائها بل ان واجب المعارضة حتى في البلدان الديمقراطية هو مراقبة عمل الحكومة واحزاب السلطة وكل ذلك منظم بمجموعة من القوانين والاعراف المهنية والاخلاقية.
اذا كان هناك تقصير او خلل في التعامل مع مثل هذه القضية فان السلطة باجهزتها المعنية تتحمل المسؤولية الاساسية. ماذا لو ان السلطة خرجت بما تهديء النفوس منذ البداية. لمصلحة من ولماذا تخلف البرلمانيون اليزيديون في احزاب السلطة عن التحدث عن هذه القضية التي تمس صميم الهوية اليزيدية؟ لمصلحة من صمت رجال الدين في كوردستان ؟ لماذا صمت الاعلام الكوردي برمته؟ ما سبب عدم الرد على رسالة سمو الامير اليزيدي لحد هذا اليوم؟ هل من تسائل ذلك عن فوقه الكوردي؟ هل يعقل ان تكون ال KNN هي التي منعتهم جميعا؟ ماذا لو ان KNN هي الاخرى سكتت وصمتت؟ ماذا كان بوسعنا ان نفعل وقد اغلقت كل الابواب بوجهنا....نادينا وما من حياة في من نادينا. اهو قدرنا ان نسكت عن الظلم؟ اهو قدرنا ان يلتفت الفوق الينا في الوقت الضائع ليرضينا بما لايقبل به العقل والمنطق؟ اين هي تلك الوزارة التي كانت ستمسح دموعنا؟ الا يكفينا ما فينا؟ متى نملك انفسنا نحن؟
هنا اتساءل, ماذا لو تبين مع الزمن ان كبوة مهنية من قناة فضائية قد تكون صحوة اعلامية. فالى متى نهرب جميعا الى الامام؟ انني على يقين باننا كنا سنواجه هذه التحديات المؤجلة عاجلا ام اجلا. هل يحق الزواج من القاصرات الغير المسلمات دون موافقة ولي الامر؟ هل يحق للقاصر الغير المسلم ان يغير عقيدته الى الاسلام؟ كيف سنصون حرية العقيدة؟ وعشرات من الاسئلة الاخرى التي كانت ستشق طريقها الى النور.
كمواطنين نتوجه بالدرجة الاولى في اوقات الشدة الى من وضعنا فيهم ثقتنا واصواتنا, وانا شخصيا نادم كل الندم لمن وضعت فيه صوتي, عندما يخذلوننا عليهم ان يكون مستعدين من ان خصومهم سيستفيدون حتما من اخطائهم, وهذا حق مشروع ضمن اسس واعراف وحدود و اطر محددة طبعا. هذا هو حال الديمقراطيات ...احزاب سلطة وقوى معارضة وحوارات واختلافات في الراي والرؤى تضيق وتتسع وكل ذلك في خدمة المواطن.
على اية حال علينا الالتزام بما بدأنا به جميعا,  الا وهو ترجيح العقل و الاحتكام الى القانون لياخذ مجراه بفاعلية ودون تلكأ او تباطيء او مساومة على ما لايساوم عليه. ان ما حدث جريمة ضد حقوق الطفل و الانسان بكل المقاييس. فاما نكون امام قوانين صارمة بهذا الشان تطبٌق على الجميع دون تمييز او اننا امام فراغ قانوني وهذا ما يستوجب سن ما يلزم من قوانين.
ان الذين ينادون بعدم ارجاع الطفلة والرجل الى اهلهما بحجج واهية لايصدقونها هم انفسهم, انما يريدون تعقيد الامور امام الحكماء والعقلاء لايجاد مخرج من هذا المأزق الحقيقي قانونيا, شرعيا, و عشائريا.
المكون اليزيدي لايمكن له القبول بما قد يكون بداية النهاية. اية عدالة يجدونها هؤلاء في نكاح القاصرات؟ وفي تغيير العقيدة للاطفال؟ لانص في العقيدة اليزيدية تمنع من يريد الخروج الى عقيدة اخرى, لكن الواجب الاخلاقي و الانساني يفرض علينا جميعا كاباء وامهات ان نربي وان نصون اطفالنا عن كل ما قد يندمون عليه لاحقا طالما لم يبلغوا سن الرشد.
اذن فالقضية بسيطة لمن لايريد تعقيدها والقضية لاتستوجب تسيسها و لاتتدينها. طفلة صغيرة لاتملك حق اتخاذ قرار تغيير العقيدة و لا حق الزواج دون ولي الامر مهما قالت او مهما قوٌلوها. لا يجب ان تطالبوا الغير بما لا ترضوه لاطفالكم.
الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
wisam01@gmail.com
 
 

76
سيمون ...وضعت الجميع على المحك
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-01-29

ان قضية خطف الطفلة اليزيدية سيمون قد هزت وحركت الكثير. لقد وضعت سيمون الجميع على المحك و حركت الكثير من المياه الاسنة ففاح منها روائح كريهة. سيمون هزت اركان المجتمع اليزيدي الغائط في نومه العميق. فاق اليزيديون على واقع مؤلم ومرير ليفهم ان ليس كل ما يلمع فهو ذهب. ما هذا الذي يحدث من حولي ذهب اليزيدي المندهش يسأل نفسه....طفلة يزيدية في الحادية عشرة من عمرها تخطف في وضح النهار؟....تهرب مع رجل مسلم متزوج بائع متجول؟ ....اختطفت...هربت... خدعت (بضم الخاء) ....سيان الامر ليبقى السؤال هو...هو... لماذا؟ والسؤال يثير السؤال لينتهي الامر باليزيدي الى اسئلة لطالما عرفها... تجاهلها...اخطأ التعامل معها ....ولكن ها هي سيمون الطفلة تضعه على المحك.
اذا كانت سيمون قد اختطفت ....يبقى السؤال ...لماذا؟ هل اختطفت لتصبح ضحية لعبة سياسية قذرة يراد منها الانتقام المزدوج...هل ثمة اطراف سياسية لها المصلحة في الانتقام السياسي من الضحية واقصد هنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني و اليزيدية الذين صوتوا له يجلهم؟ ما يتحدث لصالح هكذا سيناريو و للاسف الشديد هو الدور الذي لعبته قناة ال KNN التابعة لحركة كوران يشبه تماما الدور الذي لعبته و تلعبه قناة الجزيرة القطرية في اثارة المشاكل لدى الاخرين. هذه القناة ابت الا ان لاتكون حيادية في تناول القضية. حاولت مرارا و من دون جدوى ان ابين ضرورة افساح المجال للمجتمع اليزيدي ليعرض قضيته على شاشتهم امام الراي العام لطالما اختارت القناة بث موضوع في كثير من الحساسية.
 تلمست ممن تحدثت معهم اللارغبة في تناول قضية سيمون على اسسها وابعادها الحقيقية  رغم الكثير من الكلام المعسول منهم ومن نوع "كلمة حق يراد بها باطل". انها محاولة  بائسة ورخيصة ومفضوحة و منذ اللحظة الاولى من قبل الخيريين و المتنورين من الشباب اليزيدي الذي بات يقراء المشهد بعيون متفتحة هذه المرة ومتحفزا من جرحه العميق. هذا لا يبريء باي شكل من الاشكال الشريك اي الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي تاخر و تلكيء وتخبط وتماطل واستخف بمشاعر وقلق شريكهم. تكابر الحزب في تعامله مع القضية واستخف بها اذ اراد لقضية سيمون الطفلة ان تكون قضية خطف عادية وذلك شان المحاكم والقضاء....طيب المشكلة ان قضية سيمون لم تكن عادية باية مقاييس كانت.
اتسائل و الشارع اليزيدي الغاضب معي مالذي منع الحزب قيادة وكوادر وقواعد الى هذا الصمت والتعتيم....وهذا واضح وجلي من غياب اي بيان من اي مستوى حزبي او حكومي من شانه تهدئة اليزيدية....وواضح وضوح الشمس من الصمت القاتل للنواب اليزيديين في بغداد الذين باتوا يزورون بيوتنا يوميا غير مدعويين من على شاشات الفضائيات, يتسابقون في تصريحات عن كل صغيرة وكبيرة حتى تسائلنا لوهلة ان كان لنا نحن اليزيدية عداء لانعرفه نحن العامة مع فخامة رئيس الوزراء نوري المالكي لا سمح الله وذلك لشدة تحامل البعض من نوابنا اليزيدية عليه وهم يحاولون جهدهم لضمان الترشيح القادم على الابواب... فلا ضير في ان يكونوا ملكيين اكثر من الملك واكرادا اكثر من الكوردايتي نفسها...غابوا او غيبوا في قضية سيمون....انه في تقديرنا خطأ فادح ارتكبوه الجميع و لاضمان لهم في اعادة الترشيح سوى التزوير في ظل الهيمنة و النفراد والتفرد بالسلطة ....ولكن الى متى....؟
ما من احد طالب الحزب و السلطة صنع المعجزات ...كان سيكفي القليل ...القليل من البلسم على الجرح اليزيدي العميق...كلمة مواساة وتضامن....اجابة او رد رسمي على رسالة راس الهرم اليزيدي المتمثل بسمو الامير الذي طالما كان السبٌاق الى نجدة كوردستان....اذكر من نسى او تناسى دوره ودور اليزيدية في انجاح الدستور العراقي الذي منح كوردستان و الاكراد ما لم يحلموا به يوما....ما هكذا تورد الابل يا اربيل....!
لاشك في ان التيار الاسلامي المتشدد يحقق انتصارات بفضل اخطاء الاحزاب الحاكمة ومن اهم هذه الاخطاء تباعد احزاب السلطة وقياداتها من قواعدها الوفية عبر التاريخ لا بل تجاهل هذه القواعد و اليزيدية والفيلية خير شاهد على ما نقول. خصوم الحزب كثيرون وليس للحزب طاقة في دفع حلفائه ومؤازريه الى احضان الخصوم. نقولها من باب الحرص ولايماننا بان تدارك الامر ممكن وان تاخر كثيرا.
ها ان سيمون الصغيرة قد وضعت الحكومة و الحزب على المحك....فقضية سيمون تعدت ومنذ اللحظة الاولى كونها جريمة خطف انسان لاخر....كوردستان الان مطالبة و الضغوط تنهال عليها من كل حدب وصوب ....من الاصدقاء قبل الاعداء ...في سن قوانين مؤلمة لكنها ضرورية لحماية الاقليات....ان السماح في تغيير الدين للقاصرات والزواج منهن يتعارض تماما مع الدستور ولائحة حقوق الطفل والانسان ناهيك عن كونها مشكلة اخلاقية لا يستهان بها....فما العمل يا كوردستان...هل ستمضين الى مطاف الدول المتمدنة ام ستركعين امام المد و الشد الاسلامي وتبيحين اغتصاب الاطفال؟....خياران احلاهما مر....!  اترين يا كوردستان كم غاليا اصبح مهر سيمون الصبية؟
سيمون وضعت الاسلام ورجال دينه في كوردستان على المحك....لا بد لهم الان من اتخاذ موقف صريح مهما كان مؤلما...هل ستستمرون في صمتكم وذلك ايماء على القبول باسلمة الاطفال ونكاحهن ما طاب لكم من يزيدية ومسيحيين؟ ...ام انكم ستخرجون من جحوركم المظلمة لتسعفوا الاسلام قبل سيمون, لتعلنوا ان "لا اكراه في الدين" وان الاسلام دين المحبة والتسامح وان نكاح القاصرات والاطفال امر مشين وان كانوا من غير المسلمين؟ نعم لقد نزل الوحي على سيمون رسولا يحذر ناكحي الاطفال والقاصرات .
سيمون وضعت العرف العشائري على المحك...عشائر لطالما عاشت بوئام وسلام مستمتعين علاقات الجيرة الطيبة و عشيرة سيمون وعشيرة كوران خير مثال على ذلك....فلمن لايعرف نذكر بان المرحوم مشير اغا والد السيد بشار رئيس عشيرة الكوران, وجد هو ومجموعة من رجاله في الستينات من القرن الماضي احضان يزيدية ,في قرية خورزان, دافئة مدافعة عنهم من بطش السلطات الحكومية انذاك حيث كان المرحوم محكوما بالاعدام...وحكي لي ان عائلة جد سيمون كانت من بين العوائل التي فتحت ابوابها لهم....اهكذا تورد الابل يا كوران؟  انتم مطالبين ايضا باعلاء شان كلمة الحق و لامبرر لعرقلة القانون خاصة وان الامر ليس عشائريا..
سيمون الطفلة تضع المجتمع اليزيدي على المحك. فما فات قد مات وما هو ات لامحال وما جاز بالامس لايجوز. بات جليا ان المجتمع اليزيدي لم يعد قادرا على مواجهة التحديات وهو متشرذم متفتت غير موحد الكلمة والصف. فالانتماء بالولادة  الى اي دين كان لم يعد كافيا في عصر الانترنيت و الفضائيات و "مهند" و "علمدار" وغيرها من مسلسلات التفسخ الاخلاقي. فاين نحن اليزيدية من كل هذا؟ نرى تغييرات كثيرة ومتسارعة دون ان نرى تغييرا. لنكن صريحين من باب الحرص....كم يزيدي يحفظ دعاء او حتى شهادة الدين؟ كم يزيدي يعرف شيء من تاريخه واصوله ؟ كم يزيديا يعرف شيء عن طبقات الشيوخ و الابيار وعن المحرمات والممنوعات واسبابها ناهيك عن الاعياد ومعانيها؟ في غياب كل ذلك كيف السبيل الى الاعتزاز بهويته والتشبث بها؟
ها هي سيمون قد وضعتنا وجه لوجه ازمتنا الحقيقية ....اننا حقا بحاجة الى الاصلاحات والتغييرات الحقيقية لاتمس جوهر وماهية الدين بل كل ماحوله من تراكمات باتت تثقل كاهل الهوية وفرصها في البقاء. الى متى نخسر ابنائنا وبناتنا الى الاخرين...؟ ما المانع من اعادة النظر وتقييم الزواج المغلق؟ الدين اي كان هو في الاساس لايجوز ان يكون حكرا على مجموعة بشرية معينة, فمن امن بالعقيدة اليزيدية ورمزها طاؤوس ملك لما لا؟ ولكي لا نتصادم مع الاسلام الاحادي الجانب في هذا المضمار نستثني المسلم من هذا الانفتاح ونعمل على ايجاد ميثاق شرف وعمل مع الاسلام على اساس ان لا اكراه في الدين.
ان استمرار اليزيدية على انغلاقهم المحكم في هذا العصر امر يجاري الانتحار وها هم قد استطونوا دولا في غاية التقدم الحضاري العلماني, دولا وضعت حدودا فاصلة بين الدين والدولة...انظمة قانونية يتساوى امامها الجميع "شريعة" واحدة لا شرائع بعدد الاجناس والاشكال.ها هي عزيزي القاريء سيمون الرسول المبعث الينا لننفض عنا غبار الزمن ولننتفض على واقعنا قبل ان يلهمنا واقعنا في نومنا. فهل ياترى ستصبح سيمون شرارة الربيع اليزيدي ام انها سحابة غيم صيفية؟.
وكلام مفيد "لامعركة خسرناها.... ولا حرب كسبناها".
الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر
wisam01@gmail.com
 
 

77
ثم ماذا بعد تقرير قناة KKN عن سيمون الطفلة.

وسام جوهر
السويد 2013-01-28
كنت قد تحدثت اليوم مع المسؤول عن بث التقرير الاخباري الخاص بسيمون, في قناة ال KNN وكنت في قرارة نفسي متردد فيما اذا كان سيخدم القضية, فشددت على اهمية اعطاء الفرصة للجانب الاخر اليزيدي لكي يطرح وجهة نظره .
من المؤسف حقا ان التقرير عرض قضية سيمون على انها قصة حب وغرام وموعد مع الاسلام قبل حسن نصر الله ...! بدا لي التقرير منحازا ويستهدف الضحية ليجعلها جلادا. قضية سيمون تبقى هي قضية جريمة بحق الطفولة. التقرير لم يغير او يثبت بلوغ سيمون السن القانونية. كان من الواضح انهم قوٌلوها ما قالت والا فكيف يعقل ان طفلة في ال 11 عشر و حتى ال 15 عشر على حد زعمهم ان رفضت زواجا مزعوما ,انكرها اهلها لي جملة وتفصيلا,  بسبب موعدها مع الاسلام...! من الغريب جدا انها لم تقل انها كانت على موعد مع الحب وحسن نصرالله!!! واية جسور هذه التي ينادي بها حسن نصرالله...ايريد من اليزيدية تقديم اطفالهم جسرا الى ملذاته ويؤخذ بالاحضان على جميله؟؟!  انهم يريدون من فبركة التقرير اقحام الدين في القضية لخدمة اجندات سياسية لا غبار عليها.
اننا بهذه المناسبة نكرر دعوتنا ومناشدتنا الى سلطات الاقليم وعلى راسهم فخامة الرئيس كاك مسعود البارزاني لاحتواء الموقف قبل فوات الاوان. بات جليا وواضحا ان ثمة اجندات تقدم اليزيدي كبشا للاساءة الى كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني وقيادته قبل اليزيديين. ان الشارع اليزيدي مستاء من الصمت والتعتيم الرسمي فتساوره الشكوك في عدم جدية السلطات في التعامل مع هذه القضية الحساسة جدا. بعد هذا التقرير لم يعد مبررا للالتجاء الى الديبلوماسية الصامتة بل بات ضروريا التعامل مع القضية بكل شفافية. الجانب اليزيدي يؤكد موقفه الثابت ومنذ اليوم الاول بان سيمون طفلة دون السن القانونية وعليه فان اي قرار منها بتغيير الدين او الزواج يعد  باطلا وكل ما يترتب على باطل فهو باطل. المكون اليزيدي يرفض ربط هذه الجريمة بما حدث في حالة دعاء جملة وتفصيلا . ويذكٌر بان ما حصل لم يكن بفتوى او اي مستند ديني بل كانت تراجيديا عائلية اجتماعية تم استغلالها انذاك من قبل من اراد الاساءة الى اليزيدية وهذا كان جليا من الادانات الشاملة انذاك لقتل دعاء ابتداء من سمو الامير و سماحة البابا شيخ ونزولا الى عامة الناس. اذن محاولة الربط بحادث دعاء في غير محله وهي ليست سوى محاولة بائسة للتستر على ابشع جريمة وهي خطف طفلة ومن ثم اسلمتها و الزواج منها...انه امر مناف لكل القيم والشرائع بما فيها الاسلامية. ما من احد يجبر يزيديا في اعتناق عقيدتها ضد ارادته فلا اكراه في الدين لدى اليزيدية بمعنى لو كانت سيمون بالغة لاختلف الامر تماما . محنتنا تكمن في ان سيمون طفلة مهما قالت ومهما فعلت ومهما بدت من المظهر وان كل من يعمل او يحاول ان يغير الامر انما يريد تازيم الوضع لاجندات شريرة. مرة اخرى نجدد التزام اليزيدي الثابت بالتجائه الى القانون ليكون الحاسم في الامر وما من احد هدد احدا بالقتل او الثار. اليزيدية انما يدافعون عن اقدس ما لديهم وهو اطفالهمو عزتهم وكرامتهم. فمن يساوم على كل هذا؟ وكوردستان مطالبة طبقا لكل الشرائع والقيم بتحقيق هذا العدل وهذه الحماية للمواطنين عامة و المستضعفين منهم خاصة. لانريد الارتكان الى ان كوردستان لا سمح الله عاجزة او غير راغبة في هذا الامر بسبب كون الضحية من المكون اليزيدي فتلك هي كارثة لا يحمد عقباه. وعليه فان الكل مطالب لتسهيل تحقيق العدالة. ولقد ان الاوان حقا لرجال الدين الاسلامي في كوردستان ان يعلنوا موقفهم بل رفضهم لاجبار او حتى استدراج وتسهيل امر القاصرات من الاديان الاخرى على الزواج و الاسلمة...فذلك لا يخدم الاسلام و لايخدم كوردستان وتطلعاتها الى بناء دولة مدنية متحضرة.
انه ليس صراعا بين الديانات بل صراع بين الخير والشر.
الكاتب والمحلل السياسي
وسام جوهر.
 

78
رسالة مفتوحة ...الى السيد بشار مشير اغا رئيس عشيرة الكوران
السيد بشار مشير اغا رئيس عشيرة الكوران  المحترم
تحية طيبة و اما بعد:
اناشدكم بصفتي كاتب وناشط سياسي اولا وكمواطن يزيدي ثانيا. نثمن عاليا اعتذاركم لما بدر من شخص شائت الاقدار ان ينتمي الى عشيرتكم. جميل جدا كل ما تفضلت به من التاكيد على التعايش السلمي و الاخوي على اساس الاحترام المتبادل للمشاعر و القيم والاعراف المتداولة. ان ما حصل بحق الطفلة سيمان يا سيدي الفاضل انما هي جريمة بشعة بحق الطفولة والانسانية ومنافي لكل القيم و الاخلاق العشائرية ناهيك عن القيم السماوية. انه عمل يسيء الى كل ما هو صالح و خير. المكون اليزيدي مسالم بطبعه وثقافته, يكن الاحترام لطقوس وشعائر الاخرين. انه قلق وخائف من صمت الحكومة ومؤسساتها الامنية و القضائية ولعلكم تتفهمون هذا الخوف الذي بدأ يتحول الى امتعاض وغضب . نحن و كاياكم مجتمع عشائري لنا قيمنا ومقدساتنا وكرامتنا فعرضنا كارضنا غالية عزيزة علينا.
لانريد شيء سوى الاحتكام الى العدالة في المحاكم لانزال القصاص العادل بحق من اجرم بحق طفلة بريئة برائة اية طفلة في كوردستان وكنا سنحتج بنفس الشدة و العزيمة لو كانت الطفلة مسلمة او مسيحية.
نتوسم فيكم النية الصافية و الصادقة للتعاون مع اجهزة الدولة المتخصصة في احقاق العدل بارجاع الطفلة الى اهلها وذويها ولياخذ الجاني جزائه طبفا للقانون الذي علينا جميعا ان نحتكم اليه من اجل سيمان ومن اجل كوردستان ومن اجلنا جميعا.
بوركت كل السواعد الخيرة في وقت الشدائد والمحن وليوفقنا الله جميعا في اعلاء شأن كلمة الحق.

الكاتب و الناشط اليزيدي
وسام جوهر
السويد 2013-01-25


79
الامن القومي اليزيدي ... بين الضرورة و الواقع
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-01-24

سبق وان تناولنا موضوعة الامن القومي اليزيدي في مقال بجزئين وذلك بتاريخ 2012-06-28, يجده القاريء العزيز على الرابط التالي على صفحة بحزاني نت الغراء. انصح بقرائته او اعادة قرائته كما اتوسم في النخبة اليزيدية الغيورة حوارا جادا حول هذا الموضوع واخص التيار اليزيدي الليبرالي بالحاح اخوي.
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?39299-%E6%D3%C7%E3-%C7%E1%CC%E6%E5%D1-%C7%E1%C7%E3%E4-%C7%E1%DE%E6%E3%ED-%C7%E1%C7%ED%D2%ED%CF%ED-...-%C8%ED%E4-%C7%E1%D8%E3%E6%CD-%E6-%C7%E1%E6%C7%DE%DA-%CC2&highlight=%C7%E1%C7%E3%E4+%C7%E1%DE%E6%E3%ED+%C7%E1%C7%ED%D2%ED%CF%ED
ان تاريخ الشعوب و الامم مليء بالتجارب الفاشلة و الناجحة في هذا المضمار  ولعل تجربة اكراد العراق خير و اقرب واكثر تجربة ماثلة اليوم امامنا كشاهد على الحالتين حيث يخبرنا التاريخ عن الانتكاسة تلوى الاخرى لحركات التحرر الكوردية بسبب فقدانها كليا او جزئيا لسياسة الامن القومي الكوردي.  ومن جانب اخر نعيش اليوم تجربة اقليم كوردستان كمثال حي على نجاح الامم التي تتبنى سياسة امن قومي بوعي وعزيمة. لعلني في غنى عن سرد المكاسب التي غنمتها هذه السياسة.
نشهد عراقا تتسارع فيه التقلبات و التطورات السياسة وعليه فان فترة  ستة اشهر والتي تفصلنا عن مقالنا السابق قد اثبتت وبكل اسف شديد الكثير من مخاوفنا على مستقبل هذه الامة. يعد الباحثين و المحللين السياسيين, الاكراد الطرف الرابح الاكبر على ساحة المشهد السياسي العراقي وانا  اذ اؤيد هذا الراي بدون تحفظ, اعزيه الى سياسة كوردية جديدة و متجددة دعامتها الاساسية الامن القومي الكوردي المتكامل بجوانبه الاقتصادية و العسكرية اضافة الى الجانب السياسي و الجغرافي. بطبيعة الحال لاتروق هذه السياسة الكوردية الاطراف الاخرى و التي تتهمهم اي الاكراد باتباع سياسة مزدوجة ومتناقضة على الصعيد المحلي مقابل المركزي...هذه مشكلتهم اي مشكلة الخصوم ولايحق لهم تعليق فشلهم على شماعة نجاح الاخرين. والذي يهمنا في اطار موضوعنا الامن القومي اليزيدي هو السياسة الازدواجية و التي تمارسها القيادات الكوردية المتنفذة محليا تجاه اقليات كوردستان والمعارضة السياسية الكوردستانية. احزاب السلطة الحاكمة في كوردستان تحتكر السلطة السياسية باساليب اقل ما يقال بحقها بأنها غير ديمقراطية...رغم الانتخابات الشكلية المتكررة و التي باتت و للاسف تضفي الشرعية على هذا الاحتكار السياسي المضر على المدى البعيد. الديمقراطية الحقيقية لاتتحقق فقط  باجراء انتخابات وادلاء الناخبين لاصواتهم...اذ ان وضع الناخب لصوته في صندوق الانتخابات ليس الا جزءا يسيرا من مجمل ممارسة العملية الديمقراطية الصحيحة....ان عدم وجود وتوفير تكافىء الفرص للقوى السياسية المختلفة يعد خرقا لاهم مبادي و اسس الديمقراطية الحقيقية ....فعلى سبيل المثال و ليس الا...يعد الحزب الديمقراطي الكوردستاني ثاني اغنى حزب في العالم ولا اظن ان موارد حليفه في احتكار السلطة السياسية, الاتحاد الوطني الكوردستاني بحاجة الى جمع التبرعات و الاشتراكات الحزبية من اعضائه ومؤازريه...وهل من احد قال لهما من اين لكما كل هذا؟!  بهذه الامكانيات المادية الهائلة تخوض وتشرف هذه الديناصورات السياسية على الانتخابات متنافسة بها القوى السياسية الاخرى ناهيك عن سيطرتها الكاملة وبفضل سلطتهما السياسية و المادية على كافة وسائل الاعلام من فضائيات و اذاعات وجرائد ناهيك عن جيش من المنتفعين من فتات خيرات الاقليم الهائلة (يقال ان واردات مدخل ابراهيم الخليل الحدودي وحده تقارب ال 4 مليار دولارو ناهيك عن مليارات بغداد و مصادر اخرى). اضف الى ما تقدم الهيمنة الكاملة لاحزاب السلطة على الجيش (البيشمه ركه) و الشرطة و قوات امن الاقليم الاساييش. اين نحن اذن من تكافيء الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية في ممارسة العملية الديمقراطية على اساس التنافس الحر الشريف؟!!! ان مردود هذا الاحتكار السياسي يشكل كارثة وعلى المدى البعيد على الامن القومي الكوردي ناهيك عن اثار مدمرة على امن الاقليات عموما واليزيدية خصوصا. ان سلامة الامن القومي لاية امة كانت انما مرهون بمدى سيادة العدالة الاجتماعية, الضمان الوحيد لاستقرار حالة الامة, و هذا الاستقرار يشكل دعامة الامن القومي الرئيسية .
الفترة الماضية قطعت الشك باليقين بان الرهان اليزيدي على الغير في ضمان امنه القومي مخاطرة لا يغفر له التاريخ...لقد الان الاوان ان يقيٌم هذا الشعب الفترة الماضية بسلبياتها وايجابياتها, وانا الراي عندي بان الوقت بدء يستنفذ و بان الامن القومي اليزيدي بات اكثر ضرورة من واقع. على اليزيدية ان لا يضيعوا فرصتهم التاريخية في استثمار قوتهم بذاتهم و لذاتهم المغيبة. اما السبيل الى هذا فساتكره مطروحا لحوار شامل وبناء. وعلى اساس ان الامن القومي اليزيدي يهمنا و يخصنا جميعا دون استثناء و ليس حكرا على فئة دون اخرى.
فالى حوار قادم اناشد كل الخيريين من نشطاء هذا المكون واصدقائه ومحبي احقاق العدالة الاجتماعية من اجل عراق و كوردستان افضل يوفران الحياة الحرة الكريمة على اساس المواطنة دون الانتماءات الاخرى.
و كلام مفيد "ما نهضت امة تنفض عن ذاتها الغبار و انتفضت...وقد غدرها التاريخ"

80
رسالة مفتوحة ...الى امير اليزيدية سماحة تحسين سعيد بك اطال الله في عمره
سيدي المير احمد الله على صحتكم واسال الله ان يدوم لك دوام العافية و اما بعد.
اتوجه اليكم و من خلال مقامكم الكريم وسماحة البابا شيخ دام ظله الى كافة اعضاء المجلس الروحاني الاعلى و الى كافة  رؤساء العشائر اليزيدية ووجهائهم لانقل اليكم قلق شارعنا اليزيدي على ما حصل بحق الطفلة اليزيدية البريئة سيمان يوم التاسع من يناير الحالي. الشارع يغلي من هول الجريمة و بشاعتها ووقاحتها....مرت الايام سيدي المير و لا شيء في الافق يطمئن النفوس ...نقف مستغربين متسائلين عن سبب التعتيم الاعلامي الكوردستاني من جهة و الصمت الكوردستاني الرسمي رغم الكم الهائل من التواجد الحكومي و الحزبي الكوردستانيين في منطقة الجريمة. ان بيان الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي الذي صدر اليوم  مساندين فيها رسالتكم الى فخامة رئيس الاقليم كاك مسعود البارزاني, حملت في طياتها ما يثير القلق في ان محاولاتهم في الديبلوماسية الصامتة في ارجاع الطفلة الى اهلها قد ارتطمت بعنجهية الغادر المتكبر وهذا ما لايبشر بالخير...وهذا ما يفرض علينا جميعا ان نرص الصفوف خلف قيادتكم الحكيمة رمزا في قيادة سفينة شعبك الى بر الامان.
سيدي المير معكم امي..وابي...معكم غصن الزيتون ...معكم كل غيور شريف في المطالبة باحقاق العدل و الانصاف. انني على يقين بانكم قد وضحتم بان الخط الاحمر قد بات وشيكا على اجتيازه. والله لو انزلوا هذا الظلم على جبل لتصدع....فكفى سبي نسائنا و كفى اباحة هتك اعراضنا فالموت بعز لهو اهون الف مرة من العيش بذل.
معكم الجميع في رفض المساومة في ما لا يساوم عليه ...نحن شعب الملايين من الضحيا دفاعا عن كرامتنا ومقدساتنا وعلى كل من تسول له نفسه غير ذلك ان يراجع حساباته اكثر من مرة...
نصيح خلف قيادتكم الحكيمة لا...و الف لا لمزيد من انتهاك الحرمات و الحقوق... فلنا ما لهم و علينا ما عليهم.
وفقكم الله سيدي المير في اعلاء شان كلمة الحق.
ولدكم
الكاتب و الناشط اليزيدي
وسام جوهر
السويد 2013-01-24.

81
مطالب اليزيدية في قضية اغتصاب الطفلة سيمان

بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-01-23

بدون شك هزت قضية سبي الطفلة اليزيدية سيمان اركان المكون اليزيدي لسبب والف سبب. فهي جريمة بشعة لانها وقعت على طفلة بريئة مهما قيل فيها و عنها ودورها او رضاها من عدمه. انها جريمة تثير قلق ومخاوف حقيقة بان تكون بداية النهاية, اذ وكما هو معلوم لدى الجميع بان اليزيدية قد اتخذت من حصر الزواج داخل المكون لا لاسباب عنصرية شوفينية بل كاسلوب مدني للحفاظ على هويته. اذن تتعدى هذه الجريمة حدود الجريمة الفردية الى جريمة بحق مكون باكمله.
قراءة في المشهد اليزيدي و الكورستاني  لحد الان, لا يترك مجالا للشك في بعض الاستنتاجات على الصعيدين اليزيدي و الكوردستاني شعبا و حكومة. اذ تصدٌر المشهد اليزيدي المحتج اميره , كتٌابه و اعلاميه وتخلف عنه برلمانيه وسياسيه مع بعض الاستثناءات القلية وهو امر مرعب, معيب و لايدل الا على الجبن السياسي مع اعتذاري الشديد. فان كانوا يعون حجم المصيبة فتلك هي مصيبة كبرى وان كانوا لايعونها فالمصيبة اكبر. قضية سيمان وضعت العلاقة اليزيدية الكوردية و الكوردستانية على المحك.
فيما يخص ردة الفعل الكوردي بشكل عام والحكومي بشكل خاص فانه بكل صراحة دون المستوى المطلوب و نشم منه رائحة تسويف الامر. نسمح لانفسنا ان نضع اما الراي الكوردستاني شعبا وحكومة بان الحل الوحيد و العادل يكمن في:
1 محاكمة الجاني وكل من تعاون معه سابقا او لاحقا طبقا للقانون العراقي/الكوردستاني ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بحرمات وشرف الاخرين.
2 ارجاع الطفلة سيمان الى اهلها دون اي تاخير او تردد او قيد او شرط.
3 سيمان بريئة لانها طفلة وقاصرة مهما قيل عنها او قوٌلوها والذنب كل الذنب يتحمله منفذي و محرضي و مشجعي ومؤيدي هذه الجريمة البشعة.
4 تعويض سيمان واهلها للاذى الذي لحق بهم وتقديم الدولة لكل المساعدات المادية و المعنوية لتسهيل اجتيازهم لهذه المحنة.
5 سن القوانين الرادعة اذا ما لزم الامر لمنع حدوث هكذا جريمة في المستقبل.
6 ان يكون للدولة راي صريح وواضح و على اعلى المستويات في هذه القضية لعمومية طبعها واهميتها القصوى لمكون باكمله.
7 لا احد يملك حق المساومة على ما تقدم كائن من كان بضمنهم والديها وسيادة الامير واستمحيهم عذرا لان سيمان تخصنا جميعا و هي طفلتنا جميعا.
المكون اليزيدي وان كان مستغربا وخائفا من صمت كوردستان يتوسم في فخامة الرئيس كاك مسعود وكوردستانه شعبا وحكومة, خيرا ورغبة صادقة في احقاق العدل دون الحلول النصفية فهي جريمة لايستوعبها صلح عشائري او حل يستند على مبدأ الامر الواقع. نتمنى ان يكون الحل عاجلا و كورديا وكوردستانيا بالدرجة الاولى...فاذا لزم الامر لا سمح الله فلن يتردد المكون في نصرة القضية وتحويل ملفها الى بغداد ...والى المحافل الدولية ....
راي المتواضع ان ينتظر الشارع اليزيدي بضعة ايام اخرى,  رد فخامة الرئيس كاك مسعود على رسالة سيادة الامير تحسين سعيد بك وردة فعل الاجهزة الامنية و القضائية واجرائاتها. عندها يكون لكل حادث حديث.

82
ما سر صمتك يا كوردستان عن اغتصاب طفلة يزيدية؟
بقلم وسام جوهر
كاتب و محلل سياسي
السويد 2013-01-20

بعد فترة من الانقطاع عن متابعة الشأن العراقي عموما واليزيدي خصوصا رجعت لارى مفاجأتين بل فاجعتين تمسان الصميم اليزيدي المغيب في كوردستانه الغائب. المني كثيرا رحيل الزميل و الصديق العزيز حسو نرموقائممقام قضاء الشيسخان بهذه الطريقة الغريبة و المفاجئة. لذويه و محبيه و اصدقائه الصبر و السلوان ولروحه الطاهرة جنات الخلد. اكاد اجزم بان يكون لنا عودة الى هذا الرحيل الغامض. اما الفاجعة الثانية فهو خطف الطفلة اليزيدية البريئة سيمان ذات ال 11 عاما على يد الغدر في وضح النهار. لست ادري من اين ابدأ ...!
ان تكتب في الشان العراقي عموما و اليزيدي خصوصا ...هو ان تكتب عن الماساة التي لانتهي...يحاول المرء ان يكون موضوعيا في تناول اللاموضوعي و هادئا في التعامل مع العاصفة...ولاعاطفيا في الكلام عن سحق العواطف و المشاعر...! ليس من السهل كل ذلك لكننا حاولنا جهد الامكان ان نسيطر على عواطفنا و مشاعرنا و غضبنا عندما كان ذلك مبررا في اكثر من مرة.
لكنك كيف تتعامل مع شأن يمس صميم الهوية و الوجود...؟ كيف تتناول حاضرا ياخذ بك الى ماضي مؤلم لطالما حاولنا وضعه على رفوف التاريخ كي نتطلع الى مستقبل افضل ؟ كيف تتحدث عن حاضر مظلم و عن غد مبهم؟ الجرح اليزيدي عميق ومتقيح و يا اسفاه اعمق من ان يفهمه الفوق اليزيدي الغائب المغيب. متى تستفيق الضمائر ...ومتى تتفتح العيون الغامضة... بالامس خطفوا المسكينة "ميمي" و اليوم سيمان وغدا من ؟؟؟. ومن يتسائل عن من تكون "ميمي" فهي تجسٌد و تلخص قصة السبي اليزيدي و انتهاك عرضه في الماضي على يد جد من انتهك هذا العرض في مجمع شيخكا يوم التاسع من يناير الحالي ....مقلدا بذلك مرجعيته وجده يومذاك عندما اخذ بيد ميمي لياخذها عنوة من اخيها و اهلها بعد خسارتهم معركة الدفاع عن النفس, على يد جد غول شيخكا...وميمي وقصتها حقيقية حقيقة ما حدث في شيخكا و ليست من نسيج خيالي بل سمعتها من رجل كبير السن ضليع بالشان اليزيدي كان قد سمعها هو الاخر من السلف. يقال ان ميمي ابت الخنوع و الخضوع استسلمت دون تتاسلم ثم ثارت ومزقت ثوب الذل و المذلة و ابت ان تساوم على الشرف اليزيدي فكان لها انتقامها و حريتها ولاهلها وشعبها العزة و الكرامة....ولذكراها تحية و الف تحية فهي خالدة الى الابد في ذاكرة الباقي المتبقى من فرمانات اجداد غول شيخكا...فما اشبه اليوم بالبارحة.
الشارع اليزيدي ليس مستاء مما حدث ...الشارع اليزيدي غاضب ...لايدين ما حدث بل يرفض ما حدث...لا يستنكر بل يطالب بوضع الاوراق على الطاولة...كفى  طبطبة على الاكتاف و تسويف ما يمس جوهر هويته. اذا كان البعض من الفوق الايزيدي قد ارتضى لنفسه الخنوع جبنا وجشعا فلا زال هناك من لا يساوم على عرضه و شرفه و اطفاله و مستقبل وجوده من عدمه.
انه عار و من ثم عار على كل البعض اليزيدي الصامت ...فهل هناك اعز من الذي اغتصب ؟ علام هذا الجبن؟ و كيف لا يتجرأ صعلوكا كغول شيخكا وهو لا يخشى عاقبة و لا لومة لائم....
نتذكر كيف اقاموا الدنيا ولم يقعدوها... لا لشيء سوى ان واحدة منهم اقلٌت سيارة يقودها واحد من الاخر!!!!
اين الاعلام الكوردي و الكوردستاني من جريمة كهذه بحق طفلة بريئة...؟ اين هذا الاعلام الذي ملىء الدنيا صراخا و عويلا بكاء على "دعائهم" المغدورة.؟!
اين الكادر الايزيدي القومي الكوردي ؟ اين الدولة واين هي كوردستان من كل هذا ؟ اين الحزب و القضاء و القائد من كل هذا؟ اليزيدي يطالب حماية الشرف قبل فتات الخبز...
اناشد كل غيور و حريص على كوردستانه ان يكون بمستوى المسؤولية و الحدث وان يعمل من اجل احقاق العدل و انزال القصاص العادل بحق المجرمين....ان اي تهاون و تسويف لهذه القضية سيكون له اثار لا تحمد عقباه.
اناشد المجتمع الايزيدي في المهجر الى اقامة المظاهرات من اجل سيمان ...من اجل الحق...من اجل نصرة المظلوم...من اجل البقاء اليزيدي....من اجل ....كوردستان....من اجل العراق.
ان الصمت الكوردي الرسمي و غير الرسمي عن هذه الجريمة لامر مخيف جدا ....انه نذير شؤم...لما هو ات من الايام....الشارع اليزيدي يقف حائرا متسائلا عن سبب حدوث مثل هذه التجاوزات على ماهيته وخصوصيته من طرف معين...اليزيدي عاش ويعيش بسلام مع اخوته في المواطنة من عرب و مسيحيين وتركمان ويهود سابقا بالاضافة الى الكورد بطبيعة الحال دون ان يتعرض الى هكذا ظلم واستهتار حتى في زمن الدكتاتوريات...! ما هذا الذي يحدث؟ لماذا و لمصلحمة من؟ اهي مجرد صدفة تتكرر...من جانب واحد.وان كان ما يتكرر لا يعد صدفة....؟ اهو برنامج منظم يراد منه ارهاب وتشريد اليزيدي من ارضه ووطنه؟ نتسائل ومعنا الشارع اليزيدي هل كان سيحدث ما حدث في شيخكا لو تم محاسبة من اضرم النار في مقدسات اليزيدي و بيت اميرهم في وضح النهار...؟! عندما تهجم الملا فرزند في وضح النار على اليزيدية ومعتقداتهم لم يجد رادعا و لا معاتبا من الفوق الكوردي ...لماذا؟ هل بات العرض اليزيدي مباحا؟ يؤلمني حقا محاولة البعض اليزيدي في توجيه اصبع الاتهام الى جهات خارجية تستهدف كوردستان...وكانهم بذلك من حيث يدرون او لايدرون يبرؤون الجاني ويبررون العلة....المسالة شان داخلي بحت يعكس بل يجسد حقيقة التهميش و الاقصاء و النظرة الدونية الى اليزيدية, وخير شاهد على هذا هو مرور الفاجعة تلوى الاخرى دون حساب او كتاب.
يا سيادة رئيس الاقليم و بصفتكم رمز القانون و العدالة مطالب بالايعاز الى السلطات الامنية و القضائية  باحقاق العدل في هذه القضية... ولا عدل... و لاانصاف هنا... الا بارجاع الطفلة الى اهلها و انزال القصاص العادل بحق المجرم كي يكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالقيام بمثل هذه الاعمال الاجرامية المنافية لكل القيم و الاعراف.
انكم يا سيادة الامير اليزيدي مطالب بان تتحرك بكل ثقلك و على اعلى المستويات من اجل طفلتكم سيمان...من اجل الرعب و الخوف السائد بين ابناء رعيتك بعد هذا الاعتداء السافر في وضح النهار.
انكم يا سادة يا كرام من برلمانيين وكوادر حزبية مطالبون بالدفاع عن من وضع فيكم صوتهم وثقتهم ...امالهم...ومستقبلهم ...ان سكوتكم عجيب غريب...اهذا ما وعدتم من وضع فيكم الثقة و الامل؟
صامت هو القضاء الكوردستاني...وصامت اجهزة الامن و الحزب...فما سر صمتك يا كوردستان عن اغتصاب طفلة يزيدية؟.



83
نعم ... يا اردوغان ...انهم لا يمتون بصلة الى "الله-كم"
بقلم وسام جوهر
السويد 2012-10-27

مرة اخرى يتخبط السيد اردوغان في تصريحاته السياسية الغير الموزونة و ما اكثرها ...هذه المرة هاجم و من دون وجه حق شريحة من النسيج الاجتماعي لمنطقة الشرق الاوسط  الا وهي اليزيدية, وذلك تحت ذريعة الهجوم على الاكراد وتحديدا حزب العمال الكوردستاني. كان من الاجدر بالسيد اردوغان بصفته كسياسي و رأس السلطة التنفيذية ان يحصر هجومه في الاطار السياسي دون التعميم المجحف بحق عقيدة عرفت الله بقرون قبل اجداده و اسلافه الذين لم يهتدوا اليه الا من خلال "نعمة الاسلام" عليهم.
من هو اردوغان ؟ وما هي خلفيته؟ اسئلة تفرض نفسها  بغية ان نفهم كلاما بهذا القدر من الهسترة و الاستهتار...انه تلميذ لمعلمه وسيده نجم الدين اربكان...هذا السياسي التركي من مواليد 1956 و الذي اسس في العام 1970 حزب النظام الوطني كاول حزب سياسي يحمل الهوية الاسلامية  منذ انهيار الامبراطورية العثمانية وقيام الدولة التركية العلمانية في العام 1924 على يد مؤسسها كمال اتاتورك. لقد اسس اربكان خمسة احزاب اسلامية الى حين وفاته عام 2011. تم حضرها جميعا كما تم ايداعه السجن على اثر الانقلاب العسكري عام 1980 في تركيا على يد السيد كنعان ايفرين.
نعم هذا هو السيد نجم الدين اربكان الذي ارسى دعائم التطرف الاسلام السياسي في تركيا و لاحقا في عموم الشرق الاوسط وهذا هو الاب السياسي الذي نشأ وترعرع في احضانه السيد رجب طيب اردوغان الذي وصل الى دفة الحكم ورئاسة الوزراء عام 2003 بعد مناورات سياسية عديدة ربما اخرها رفع المنع المفروض عليه من قبل اشهر اعوانه السيد عبدالله غول الذي رفع الحكم عن اردوغان بعد ان كان محروما من العمل السياسي و الحكومي على اثر حكم قضائي بحقه بسبب التحريض...!
الرجل يعاني من انفصام في الشخصية السياسية وهذا ما نراه جليا في تخبطاته و مواقفه السياسية المتناقضة المتقلبة و الغير المدروسة. على سبيل المثال لا الحصر نذكر كيف انه امتنع من عبور القوات الامريكية لتركيا في غزوها للعراق و في ذات الوقت اجبن من ان يترك حلف الناتو بزعامة امريكا....!
اقدم على تعزيز العلاقات مع نظام الاسد في سوريا في محاولة لسحق المعارضة الكوردية بزعامة حزب العمال الكوردستاني ثم بعد ان افلح في الضغط على سوريا التي ابعدت السيد عبدالله اوجلان من الاراضي السورية وسحبها الدعم من الحركة الكوردية التحررية  نراه اليوم لا يتردد في اثارة القلاقل و المشاكل للنظام ذاته...!  استمر في تاييده لنظام القذافي حتى اللحظات الاخيرة لينتقل الى صفوف المعارضة الليبية دون حياء او خجل....! من جهة يريد قيادة الامة الاسلامية, على الاقل السنية منها...وفي ذات الوقت يتوسل على ابواب اوروبا المسيحية "الكافرة" ليدخلها بسلام...! حارب الادارة الكوردية في اقليم كوردستان بكل ما أوتي من قوة ...ليتراجع بعد ذلك بل ليتخذ من الاقليم حليفا سياسيا في المحور السني التركي العربي الكوردي  "الامريكي"  ضد المحور الشيعي الايراني العراقي السوري اللبناني الفلسطيني.
لا شك ان السلطان اوردوغان و من قبله معلمه اربكان باشا يريدان للتاريخ ان يعيد نفسه ليكرر لهم امجاد الماضي وهذا امر يثير الى الشفقة فالتاريخ لن يعيد نفسه و الدين بشكل عام و الاسلام ليس استثناء, فشل في بناء الدولة الباقية و المواكبة للعصر...وحتى القومية قد افل نجمها في بناء الدولة المدنية المتمدنة ...دولة العدالة و التنمية....
نعم يا سيد اردوغان ...محق انت في انهم, اي اليزيدية لا يمتون بصلة الى "الله" الذي انت تمت بصلة اليه ....ان ال "الله"  اليزيدي يختلف كليا عن "الله-ك" ....
هذا هو ال "الله" اليزيدي يا سيد اردوغان يدعوه الى الخير و المحبة و السلام و الوئام واحترام الذات الانسانية وقيمها ....يدعوه الى التحلي بالحياء كاساس متين لنظامه الاخلاقي ...فمن يعرف الحياء لا يضرب الاعناق...لا يفخخ و لا يفجٌر...ومن يعرف الحياء لا يسرق ...و لايسبي...ولا يشرد..ولا ينكر على الاخرين عزة النفس....فاين انتم وتاريخكم من كل هذا؟ تاريخكم دموي يحمل وصمة عار تلك المذابح الجماعية بحق اليزيديين و الارمن و الاخرين من خلق الله الحقيقي.
ان كنت تحمل قليلا من الحياء عليك ان تسرع الى تقديم الاعتذار لمن اجحفت بحقهم... ولما لا تقدم الاعتذار لهم نيابة عن اسلافك الذين اراقوا دماء رجالهم و اطفالهم و انتهكوا الاعراض لا لذنب اقترفوه اللهم انهم امتوا بصلة الى "الله" الحقيقي الواحد الاحد وابوا ان يتنازلوا عن ارضهم.

لا غرابة في عمل كهذا ياتي من شخص كذاك...ولكن الغرابة كل الغرابة في تصرفات البعض اليزيدي الذي بات دون حياء يتاجر بهويته اليزيدية....لقد اقحم هذا البعض اليزيدي السياسة في الدين و الدين في السياسة...وهذا ما جلب و يجلب الكارثة لهذه العقيدة والحليم تكفيه الاشارة .....!


 

84
تداعيات مشروع سحب الثقة على البيت الكوردي
بقلم وسام الجوهر
السويد 2012-07-14
كثيرة هي التقلبات السياسية وسريعة ايضا هذه الايام, على ساحة المشهد السياسي العراقي, فمشروع سحب الثقة عن السيد نوري المالكي متعثر على احسن تقدير, ولقد اصطدم بعوائق من حيث كان متوقعا و غير متوقعا. ان موقف احد اطراف جبهة سحب الثقة ربما شكل المفاجئة الكبرى ولاحقا الحاسمة في تلكأ المشروع. نحن نتحدث عن موقف و دور الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة فخامة مام جلال الطالباني, حيث سجل موقفا تاريخيا ودورا ذكيا عندما قرأ المشهد "بعين عراقية و اخرى كوردية" احسن قراءة, ففطن الى خطورة الخطوة ومغامرتها في الانزلاق نحو الهاوية.
بدون شك اثبت الرجل مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب ثم برهن سرٌ شعبيته الوطنية الواسعة. يتضح جليا دوافع و ابعاد هذه القراءة الاتحادية لمن يقراء لقاء السياسي المخضرم الاستاذ عادل مراد سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني, مع اذاعة خندان. لقد ابدع الاستاذ عادل في القاء الضوء على مكامن الخلل في العملية السياسية في اطارها العراقي العام اضافة الى اطارها الكوردستاني بشكل خاص. ان حقيقة ورود اصوات خافتة هنا وهناك مدعية ان الاستاذ عادل انما يعبر عن رايه الشخصي, لا يغير و لا يقلل من قيمة هذه التصريحات بشيء على حد رأينا. ثم ان الامتعاض الواضح و الشديد من قبل الحليف الرئيسي انما يؤكد التصدع الواضح في الرؤية لدى الحليفين , لكي لا نقل , في جدار هذا التحالف.
ليس خافيا بان تداعيات انشقاق حركة كوران من الاتحاد الوطني كانت قاسية ولعل اهم هذه التداعيات هي ترك الاتحاد يعيش منذ تلك الفترة في منطقة ظل التحالف محاولا استعادة عافيته. اما الان فان ما نراه يبدوا لي صحوة بعد كبوة واستعادة واضحة لتلك العافية التي لطالما ناشدها الاتحاد. هذه الصحوة عبرٌت بشكل لايقبل الشك في دور الاتحاد الوطني الكوردستاني المتمتع باستقلالية وخصوصية واضحة من موقف حليفه الاستراتيجي , الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
ان تداعيات مشروع سحب الثقة من السيد نوري المالكي, على البيت الكوردي قد تكون اكثر خطورة مما يبدوا علية الامر الان. من هذه التداعيات رأينا كشف المستور من عدم وجود تجانس وتناغم الرؤى و المواقف في البيت الكوردي بشكل عام وبين الحزبين الحليفين بشكل خاص. فاما الحزب الديموقراطي الكوردستاني فلقد اختار قيادة مشروع سحب الثقة نيابة عن القائمة العراقية التي تفتقد الحد الادنى من الوضوح في الموضوعية و الرؤية في هذا المشروع بل شخصنته و اختزلته في شخص المالكي مما ترك تداعيات خطيرة على القائمة نفسها و على حلفائها من الكورد و الشيعة. لايزال تباين المواقف والرؤى السياسية بين الحزبين الحليفين من اهم مصادر قلق البيت الكوردي ومكامن الخطورة على تجربة الاقليم . مثال اخر على الاختلافات الرئيسية نجده في الموقف تجاه العراق دولة ووطنا حيث كان و منذ البداية والى يومنا هذا للاتحاد الوطني الكوردستاني ارتباط مغاير مقارنة بحليفه الحزب الديمقراطي الكوردستاني وهذا الاختلاف ينعكس على المشهد السياسي بشكل واضح.
البيت الكوردي يعاني من ازمة وحدة الصف لا بل يقف على مشارف انسلاخات خطيرة ان لم يتم تدارك الامر قبل فوات الاوان, حيث ان مسالة انسلاخ او توجه الحزب الديموقراطي نحو تركيا الاردوكانية المتربصة بالكورد, لانشاء محور اقليمي سني اقطابه الاخرى سعودية وقطر بؤر عدم الاستقرار في المنطقة, و القائمة العراقية من اشد خصوم الرؤية الكوردية,  مسالة خطيرة تستحق التفكير مرتين و اكثر. ناهيك عن انفراجها الواضح من توجه و رؤية الاتحاد الوطني الكوردستاني التي تميل الى المحور الشيعي المتالف من ايران و الغالبية الساحقة من القوى الشيعية الاقليمية. زعامة الاتحاد تشعر بارتياح و اطمئنان اكثر في الحليف الشيعي التقليدي للكورد ويقوم بذلك بقراءة مغايرة لقراءة حليفه الرئيسي و لا اظن بان هذا الاختلاف سيكون دون تداعيات قادمة.
ان الزيارة الرسمية للامين العام لحركة كوران السيد نوشيروان مصطفى الى ايران تشكل مؤشرا مهما في تبلور تحالفات و تنسيقات سياسية قادمة و لن استغرب من تقارب و تفاهمات اتية بين حركة التغيير و حزب الام, الاتحاد الوطني الكوردستاني برعاية ايرانية و من خلال اصلاحات و تغييرات مهمة في مسار اعادة توحيد الصفوف خاصة و ان الفرصة اتية اذا ما نظر اليها من مختلف الزوايا و احسب ان قربنا من اعتزال فخامة مام جلال السياسة تشكل فرصة ذهبية في هذا المنحى و اتكهن بان يكون السيد نوشيروان مصطفى من اقوى الشخصيات السياسية المحتملة لتسلم الراية.
مهما يكن من الامر فان العراق لا محال مشرف على مغادرة مرحلة التحالفات الطائفية و التوافقات السياسية المحاصصية, و الدخول في مرحلة التحالفات السياسية وحكومات الاغلبية و لن تكون سهلة في تطاحناتها و صراعاتها. و البيت الكوردي لن يكون بمناى من هذه التحولات السياسية بل سيكون بحاجة الى اعادة الترتيب و التقييم.
 
وسام الجوهر
كاتب و محلل سياسي
 

85
الامن القومي الايزيدي ... بين الطموح و الواقع  ج2
بقلم وسام الجوهر
السويد 2012-06-29
ان اساليب واليات الحفاظ على هويات الشعوب تختلف باختلاف الزمان و المكان. ففي ظل الادارات العصرية الليبرالية المتمدنة تجد المكونات الاقلية, الكثير من الضمانات الدستورية متجسدة في قوانين ضد التمييز وفي حرية الممارسات الديمقراطية العديدة التي تصب في خدمة الحفاظ على التنوع الثقافي و البشري كاساس من اسس بقاء و تطور المجتمعات. في ظل هكذا ظروف تجد المكونات على اختلاف احجامها و اشكالها تشكل جمعيات و منظمات متعددة الالوان و الاشكال لخدمة مصالح هذه الشرائح. الجمعيات الايزيدية في اوطانها الجديدة هي خير شاهد و مثال على ما تقدم وانني على يقين بان هذه الجمعيات ستزدهر و ستتالق على يد الاجيال القادمة من ابناء الجاليات الايزيدية في اوطانها الحديثة.
في ظل الادارات الديكتاتورية و المستبدة, وفي ظل الادرات العنصرية الطائفية بشقيها القومي و الديني المذهبي,  تختلف الامور تماما. عراق اليوم يشكل نموذجا طائفيا بامتياز وهو في بدايته الى شيء يصعب التكهن به لشدة تعقيد وتشابك وتقاطع الصراعات القومية و الدينية المذهبية. ما يجري في العراق هو صراع الهويات ويفصلنا الكثير من الانتقال الى صراع السياسات. نرى ان الاستقطابات و الاصطفافات هي طائفية بامتياز وان السياسات انما تتبلور وتتمحور حول الهويات وعليه فان الوقوف على هويته يعد من اولويات العمل السياسي لكل سياسي....وهنا...وهنا تحديدا...يكمن موضع الخلل في سياسة الامن القومي الايزيدي...حيث ان الفوق السياسي الايزيدي قد اختلف و تشتت و تصارع و تناحر على الوقوف على هويته. فمن ذهب الى ان يسكن دار غيره موهما ومتوهما بان له عمٌة في الجبل , مثله مثل " دلخو المسكين عندما عقد العزم على الرحيل بعائلته المتكونة من زوجته و طفليه الصغيرين, الى عمته الدب في الجبل, ظنا منه رغد العيش هناك" والذي يعرف هذه القصة من التراث الايزيدي , يعرف النهاية الماساوية لدلخو وعائلته المسكينة....!
هناك من راى ملامح هويته وامن بها وعمل ويعمل جاهدا لبلورة عمله السياسي حول هذه الهوية وهو يعاني ويقاسي ويحارب ,بضم الياء و فتح الراء, بكل الوسائل من الحرمان من الوظائف ووسائل الاعلام و...و. اليهم في التيار الايزيدي الليبرالي الاقرب الى القلب والشارع الايزيدي من غيره نقول صبرا وثباتا وعزما على الايمان, فمتى كان طريق تحقيق الذات مفروشا بالورود.
ان الشرائح المختلفة ضمن هذا التيار مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى القفز على الخلافات و الاختلافات في ظل مصالحة قومية من اجل رص الصف وتوحيد الكلمة وفرز برنامج سياسي ناضج يرتقي الى مستوى المسؤولية و المرحلة و التاريخ كما يقال لايرحم من يفشل.
هناك تقلبات و انقلابات سياسية خطيرة في المشهد السياسي العراقي عموما و النيناوي الايزيدي خصوصا. ليس من المعقول و المقبول ان يتم حسم ملف المناطق المتنازعة عليها في ظل المادة 140 على ضوء ما هو مطروح اليوم , حيث ان الصوت الايزيدي الحر مغيب تماما ومختزل في متبوع سياسي حزبي مرسوم له دوره في سكٌته المسبوكة سلفا لا يسمح له الكثير من فسحة الراي و الرؤيا ما يتجاوز التصفيق و التمجيد والاقرار واضافة الشرعية على لباس ايزيدي مفصٌل له بنظرة دونية.
نسمع ونقرأ كثيرا لراي التيار القومي الكوردي الايزيدي بان في تنفيذ المادة 140 خلاص الايزيدية وتذكرة العبور الى عالم الحرية والرفاهية دون ان يجهدوا نفسهم كثيرا في تفسير ذلك, جاهلين او متجاهلين تجارب الماضي البعيد والقريب التي و للاسف تطرح ما يدعوا الى التشكيك بذلك. هذه الرؤيا في تقديرنا  اقل بكثير من ان تدخل في باب سياسة الامن القومي الايزيدي. برلمانيو هذا التيار ملؤوا الفضائيات و ملوٌها بتصريحاتهم السياسية الملقٌنة و التي تملى عليهم شانهم في ذلك شان اي برلماني عراقي اخر, من قبل رئيس الكتلة والذي في غالب الاحيان بدوره يتلقى الكلمة من قائد الضرورة وصاحب الكلمة في الحزب. لكنهم في تقديرنا فشلوا ايزيديا في توظيف موقعهم النيابي وعلاقاتهم السياسية في تعريف الناس بالهوية الايزيدية وهموم هذا المكون المهمش. يتناسون ان ايزيديتهم و ليس كورديتهم هي التي ساقتهم الى الكراسي البرلمانية سواء ما تعلق في اختيارهم من قبل فوقهم السياسي او الاصوات التي حصدوها , و بكثير من حسن النية, من الشارع الايزيدي. اذ يعلم الجميع بان تلطيف الارقام الانتخابية سمة شائعة ونتسائل الى متى تضمن مثل هكذا سلوكيات نتائج انتخابية حسب الطلب؟
سياسة الامن القومي الايزيدي تكاد تكون معدومة وفي قليلها الموجود تراها مشوهة وتعاني من خلل كبير, فهي على مستوى العراق, اغلق بوجهها الفوق الايزيدي المتنفذ بوابة العراق واوكل امرها الى من لا يملك قراره في اربيل, وهذا امر خطير جدا. اذ من الخطأ ان يحاول البعض الايزيدي ان يكون اكثر كورديا من الكورد في ساحات المشهد السياسي العراقي بل عليه ان يقر و ان يعتز بعراقيته مثلما يعتز بكوردستانيته ولا تناقض في ذلك وهذا هو عين الصواب في ظل راهن واقع الحال. والا كيف يطالب الايزيدي المركز بحقه واستحقاقاته؟ بالامس القريب كان كل صلة بالنجيفيين تعد امر قريبا من الخيانة اما اليوم اصبحا حليفين مهمين من حلفاء الكورد...فما كان لجيش ايزيدا المعطل الاٌ الامتثال للاوامر والذهاب الى اداء الخدمة خلف النجيفي. هذه هي احوال السياسة ومن لا يجيدها يكون من الخاسرين ولن يقبل منه يوم قيام الشأن.
اما سياسة الامن القومي الايزيدي على مستوى الاقليم فهي كارثية لان الفوق الايزيدي سمح لنفسه الارتضاء بمجاملات وطبطبات على الاكتاف...وحفنة من الدولارات في الجيوب... و ببضعة مناصب ادراية فارغة, افرغت النخبة الايزيدية من طاقاتها الفكرية وحيٌدتها والهتها عن المشاركة الحقيقية في صنع القرار السياسي وخاصة فيما يتعلق الامر بامنه القومي وضمان بقاء وجوده ومن ثم حقه في المواطنة الحقة والعدالة الاجتماعية. اتحدى الفوق الكوردي الايزيدي ان كان مشاركا ولو بشخص واحد في صنع القرار الكوردستاني فيما يتعلق بالمادة 140 ناهيك عمٌا خلا من ذلك....!
توالى على منصب قائمقام الشيخان شخصيات ايزيدية مشهودة لها جميعا بالنزاهة و الطيبة و الكفائة ....ولكن مع ذلك حدث ما حدث و لااقصد هنا الاعتداءات السافرة على مقدسات المكون الايزيدي في مدينة عين سفني مركز قضاء الشيخان في وضح النهار من يوم ال 15 من شباط 2007, وعدم محاسبة احد على اثرها باستثناء اقالة القائمقام الايزيدي المسكين و الذي كان غائبا يومها...! ما اقصد هنا وهو الاخطر , التغيير الديموغرافي الكبير الذي اصاب هذه المدينة, حيث كانت نسبة المكون الايزيدي في المدينة لا تقل عن 75% قبل انتقال ادراتها الى الاقليم كامر واقع بعد سقوط النظام السابق, لنرى انها لا تزيد اليوم عن 35% ....! وحال شنكال ليس افضل من ذلك بكثير حيث ان الانباء الواردة من شنكال لاتسر القلب ابدا رغم ان منصب القائمقام مسنود الى شخصيات ايزيدية منذ عام 2003 ولكن ما جدوى ذلك في ظل سياسات خاطئة تتسم بالدونية و الاقصاء و التهميش لتصبح شنكال اليوم اشبه بمستعمرة منه الى مقاطعة محررة.
ان الحفاظ على التركيبة الديموغرافية هي اساس بنيان الامن القومي الايزيدي وضمان بقائه ويجب ان يكون في مقدمات حقوق الشعب الايزيدي كائن من كان الناشط الايزيدي السياسي. رقعة ايزيدخان تنكمش سنة بعد اخرى بعملية اشبه بالتصحر...المكون الايزيدي له خصوصيته وعلاقته  برقعة ارضه القليلة الباقية هي كعلاقة السمكة بالماء. من كان صادقا في حرصه على بقاء وديمومة المكون الايزيدي عليه ان يضمن له ديموغرافيته قبل لقمة عيشه....ومن يشك بذلك فليفسر لنا اذن صراع الاقليم مع المركز....!
كليبرالي في رؤيتي السياسية ارى خللا كبيرا في الحضور الايزيدي في ملف رسم الحدود في نينوى هذه الحدود التي قد ترسم بصفقات وتوافقات سرية تشتت الوجود الايزيدي الى نصفين وتلك هي الطامة الكبرى وفرمان الفرمانات واخرها, ما سيشكل ذلك ضربة مميتة لفرص بقائه, وعليه لا بد من اعتبار هذا خطا أحمرا وعمودا من اعمدة الامن القومي الايزيدي....فما قيمة الوجود الايزيدي "الولاشيخاني" عندها في الاقليم وشنكال تتبع للمركز اليوم والكورد ماضون بكل تأكيد الى بناء دولتهم باقرب فرصة سانحة. الكل الايزيدي كل لا يتجزاء هذا هو روح وجوهر امنه القومي. من يضمن للايزيدية مثل هكذا ضمانات؟  مسالة الامن القومي الايزيدي اكبر واهم بكثير مما يتم التعامل بها ومعها اليوم فهي اكبر من ان يكون لاي حزب كان الكلمة الاولى والاخيرة مع جل احترامنا للاحزاب السياسية. هذه المسالة تتطلب من الايزيدية فرز هيكلية بمستوى الحدث تسهر على تحقيق سياسة امن قومي ايزيدي مقبول. لايجوز باي شكل من الاشكال ان يقتصر التمثيل الايزيدي في هذا الملف من خلال بضعة من الايزيديين المنتمين الى حزب او حزبين, خاصة و انهم من المنتفعين في غالب الاحيان من هذه الاحزاب. الامن القومي يمس الجميع على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم السياسية,  ولانطالب المسؤولين و المتنفذين اكثر مما هو متعامل به في شان الامن القومي الكوردي وان لا يالجؤوا الى الكيل بمكيالين.
نتوسم في سيادة الامير ومجلسه الروحاني الوقوف قليلا عند هذه النقطة وان يدعموا طموحات شعبهم في ضمانات بقائه وحقه في حياة حرة كريمة....وكفى خمولا وخوفا وكفى ارتضاء بالطبطبات على الاكتاف فليست بالمجاملات تحافظ الشعوب على هوياتها وديمومتها. رؤيتنا الليبرالية تتجلى و كبداية في التمثيل الايزيدي الحقيقي في ملف المادة 140, ومن ثم لا بد من فرز سياسة امن دقيقة وعميقة من اجل تقرير المصير.....من يريد ارضه عليه ان يضمن له ما هو مهم للمكون اهمية هذا الارض.
القرار الايزيدي يجب ان يتم في اجواء توفٌر له حرية الاختيار بعيدا عن الترغيب والترغيم لكي لا نقول التهديد....اي انتماء طوعي يخدم الجميع واي الحاق قسري لن يكتب له النجاح. ليس من الحكمة للقرار الايزيدي ان يكون له موقفا مبيتا قبل الدراسة و التقييم و التحليل ومقارنة السلبيات مع الايجابيات, وشخصيا اميل الى عدالة وضرورة اجراء استفتاء ايزيدي عادل ونزيه ليقرر الشعب مصيره وليكون لكل ايزيدي كلمته في شأن مصيري.
بالمناسبة كل ما نتطرق اليه في سلسلة مقالاتنا بشأن الامن القومي الايزيدي يكاد ان ينطبق و بدون اسثناء على حال وحاجة المكونات الاخرى في سهل نينوى واحسب الظن انهم يعانون معانات شبيه بمعانات الايزيدية....ومن المؤسف حقا ان تفتقر هذه او ممثلي هذه المكونات الى تقاربات و تنسيقات اكثر في رص الصفوف و الاليات خاصة وانهم "كلهم في الهوى سوى".   
وسام الجوهر
كاتب و محلل سياسي
 

86
الامن القومي الايزيدي ... بين الطموح و الواقع  ج1

بقلم وسام الجوهر
السويد 2012-06-28

ليس خافبا بان العراق يمر بمرحلة سياسية  معقدة يصفها المتفائلون بالفوضى الخلاقة, بينما يصفها المتشائمون ببداية النهاية للدولة العراقية. لقد دخل المشهد السياسي العراقي مرحلة جديدة مع اطلاق مشروع سحب الثقة من دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي. لقد اتسمت هذه المرحلة بتجاذبات ...تنافرات...انسلاخات...تصدعات...وصراعات سياسية خطيرة ستلقي بظلالها على شكل الخارطة السياسية بل الادارية العراقية القادمة....لا بل احتمال تقسيم العراق الى اكثر من دولة.
من بين اهم النقاط و الملفات الساخنة لكل ما تقدم نجد احتدام الصراع على الارض  وما ادراك عزيزي القاري ما الارض في هذه الصراعات. ملف الارض يشمل كركوك و نينوى. سنترك كركوك على اهميتها القصوى في هذا الصراع لان موضوعنا يتركز على نينوى لسببين...اولهما لانها منطقة نزاع و خلاف بين ادارتين وثانيهما لانها ارض الشعب الايزيدي منذ الازل...وهذا هو محور سلسلتنا من مقالاات" الامن القومي الايزيدي بين الطموح والواقع" املين فتح حوار جدي وبناء مساهمة في عملية النهوض بالواقع الايزيدي المتردي.
ان ما دار و يدور حاليا في الموصل من تجاذبات و تنافرات و تحالفات سياسية جديدة  بدأ يشكل قلقا لدى مكونات هذه المحافظة دون استثناء بغض النظر عن الهويات.  اننا على وشك ميلاد جديد لهذه المحافظة وهناك الكثير من المهم الذي يدور في دهاليز السياسة المظلمة. في ظل كل هذا نرى ان المكون الايزيدي قد استسلم وسلٌم امره للمجهول الذي ابدع ويبدع يوميا في تغييب الصوت الايزيدي الحر من المشاركة الحقيقية و الفعلية في صنع قرار ضمان استمراريته ومن ثم صنع قرار حقوقه واستحقاقاته في حياة حرة كريمة  اسوة بالاخرين.
انه لامر ماساوي ان لايكون هناك سياسة امن قومي للشعب الايزيدي....انها بحق تراجيديا ان يفرط شعب او حتى بعض منه بهويته مقابل حفنة من الدولارات....! متى يفطن الايزيدي العراقي الى مقوماته وفرصته التاريخية في عراق و نينوى اليوم ليضع نفسه على خارطة الشعوب, على الاقل وفاء للملايين من شهداء و سبايا هذه الهوية على مر العصور.؟ ما من شعب بهذا الكم من الضحايا و التضحيات كالشعب الايزيدي وبهذه القلة من الحقوق...! اذن هناك خلل ما في القيادة بمعناها الشامل والواسع بما في ذلك ثقافة وسلوكية الانسان الايزيدي التي الى حد بعيد تشكل منشاء القيادات الدينية الروحانية و الاجتماعية و السياية. لقد تطرقنا الى ماساة سلوكية الفرد الايزيدي و ثقافته في مقال سابق بعنوان "محنة سلوكية الفرد الايزيدي" يجده القاريء على الرابط:
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?35804-%E6%D3%C7%E3-%C7%E1%CC%E6%E5%D1-%E3%CD%E4%C9-%D3%E1%E6%DF%ED%C9-%C7%E1%DD%D1%CF-%C7%E1%C7%ED%D2%ED%CF%ED
ليصحى الايزيدي من غيبوبته و ليعود من منفاه الفكري الى ارض الواقع ليرى انه يشكل كثافة سكانية تقترب من 22% من سكان نينوى وهذا سلاح ومخزون لا يستهان به في عراق اليوم حيث نرى انهيار وتصدع التكتلات السياسية الكارتونية  المنتفخة الى كتل متناثرة تبحث وتفتش عن تحالفات جديدة وهنا تكمن فرصة شعب يفطن الى وضعه المزري و الى التحول من حالة المفعول به الى الفاعل به.
هنا يكمن دور النخبة المثقفة بما فيهم الاكاديميون في طرح رؤى وسياسات وهيكليات و اليات تحقق الذات الايزيدية المخطوفة المغيبة مقابل لا شيء. المعلومات تشير الى ان احتياطيات نفط نينوى تعادل احتياطيات دولة ليبيا التي و بسبب ثروتها النفطية هزت العالم كله. هذه هي الفرصة التاريخية التي لن تتكرر للفرد الايزيدي وان بقائه من عدمه مرتبط بقدرة استحسانه لتوظيف الظروف لصالحه متسلحا بايمانه بهويته و بحقه المشروع. هناك مثل و الامثال تضرب و لا تقاس , " الصبية الجبناء لا يقبٌلون الصبيات  الجميلات".
لقد اثبتت التجارب و برهن الزمن على ان توكيل شان الذات لغير الذات لا يؤدي سوى الى الذل و البؤس....اذ لا سيد على شعب سوى هويته. على الفرد الايزيدي ان يتعلم الدرس و ان يقراء المشهد و ان يتعلم فنون السياسة ليرسم مستقبل اطفاله.  السياسة في نهاية المطاف هي جملة من المصالح, من المفترض بها ان تكون مشروعة وان كانت عملة نادرة في عراق اليوم. اين تكمن اذن المصلحة القومية الايزيدية؟ هذا هو لب و جوهر الموضوع. لقد خسر الايزيديون وقتا ثمينا في الالتهاء بسجالات عقيمة و بصراعات دينكوشوتية تافهة تاركين ساحة صراعهم الحقيقية. ان ما هو ات مخيف جدا ان لم ينتبه الايزيدي قبل فوات الاوان. كل شيء متحرك في عراق اليوم و كل شيء جائز و لا غرابة و لا استغراب فيما يحدث هذه الايام....
لنعود بالذاكرة  الى الامس القريب وتحديدا عشية انتخابات مجالس المحافظات عام 2009 لنستذكر اهم ما اقام و انشاء السيد اثيل النجيفي امبراطوريته النيناوية عليها. ماذا كان برنامجه السياسي الذي حقق له  فوزا كاسحا ليتربع على عرشه, محافظا, متحديا... مستقصيا... متجاهلا لعرف التوافقات السياسية الساري في عراق انذاك؟ الم يكن برنامجه السياسي فارغ المحتوى اللهم من العداء الشديد للكورد و الاقليم...ومن وعود بطرد البيشمه ركه الكوردية من الموصل و 16 وحدة ادارية اخرى, ومكافحة الفساد وتقديم الخدمات للمحافظة عموما ومدينة الموصل, ثاني اكبر مدن العراق و من بين اغناها بالموارد الطبيعية و في مقدمتها النفط, خصيصا.
و الان من و ما الذي تغير  و تحديدا منذ يوم ال 26 من كانون الاول من العام الماضي عندما اقدم السيد النجيفي الى خطوة اللقاء بفخامة رئيس اقليم كوردستان ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني السيد مسعود البارزاني في دهوك؟ هل اتى امبراطور نينوى وحي,ا فادرك حجم خطيئته وغبنه للكورد المساكين وفهم حق تقرير المصير للشعوب, ثم تذكر او ذكٌر بمباديء الاخوٌة السنية على اساس ان "اهل السنة و الجماعة " باتوا مهددين  من قبل الخصم الشيعي القادم من الجنوب ؟ ام ان ثمة شيء خطير يحاك خلف الكواليس؟ فاذا كان ذلك يخيف حلفائه واقرب مقربيه الذين اصبحوا يرفضونه فكيف يهدي بال للاخرين؟
ان ما يدور في اروقة السياسة في الموصل انما يجري كجزء من مشروع ازاحة المالكي الذي يقف حجر عثرة في تحقيق مشروع اكبر من ذلك يمس مصير ابناء المحافظة جميعا بما في ذلك المكون الايزيدي. هناك حديث عن المشروع السني الاقليمي بقيادة السعودية و قطر وتركيا التي باتت تبكي دما على مصالح الاخوة السنة عربا و كوردا من العراقيين...اما انها اي تركيا قد نست التركمان المساكين الذين لطالما هددت الكورد و كوردستان دفاعا عن مصالحهم.
ها نحن نشهد فشل مشروع سحب الثقة وكما كان متوقعا من المراقبين و المحليين لا بل اجزم ان من قاد هذا المشروع كان يعلم جيدا بهذه النتيجة و عليه يبقى السؤال الاهم. يا ترى لماذا اقدمت هذه الاطراف على هذه المغامرة؟ و الجواب نجده لدى مصالح اطراف جبهة اربيل...هذه الاطراف التي في الحقيقة لاتملك قواسم مشتركة سوى الاجماع على ازاحة خصم سياسي يعكر صفوة مشاريع سياسية لاتنسجم و رؤية البيت الشيعي الذي لملم جراحه ووحد الصف مرة اخرى بعد ان ادرك اطراف التحالف الوطني بما فيهم التيار الصدري خطورة المشروع السني القادم من كل حدب وصوب.
القائمة العراقية لخصت جل مشروعها السياسي في العداء و الانتقام من شخص المالكي وظلت طيلة الفترة البرلمانية المنصرمة تبكي على مجلس السياسات العليا الذي تبين انه يتعارض مع الدستور ولم يفكر حينها الفرقاء بصلاحيات مثل هكذا مجلس ...لانشغالهم بتبوء مناصب فضفاضة وان كانت وهمية....تبين لاحقا صعوبة التوفيق بين الامال و الدستور.
الاكراد من جهتهم يرون في ازاحة المالكي بتحالف جديد, الطريق معبدا الى قيام دولتهم القومية وان كانت بين مخالب تركيا الاردوكانية  راعية حقوق الانسان في الشرق الاوسط.....! اما الصدريون تبين لاحقا بانهم كانوا "زعلانيين" بعض الشيء من الاخ نوري المالكي و لم يكن الامرء اسوء من رجوعهم الى الصف وان كان بمساعدة المرشد الاعلى.
واضح ان اكبر الخاسرين من هذه المعركة هي القائمة العراقية التي سقطت ضحية غبائها السياسي بسبب افتقارها الى مشروعها ورؤيتها السياسية الخاصة بها اسوة بحلفائها الجدد. الاكراد دخلوا مشروع سحب الثقة بلعبة مزدوجة اي انهم لن يخرجوا خاسرين. 
الاكراد لهم مقوماتهم التاريخية و الجغرافية والعسكرية التي تضمن لهم البقاء على عكس الاخرين من شركائهم....فها هم قد نجحوا في تمزيق القائمة العراقية شر تمزيق بحيث اصبحت تحتمي بهم و تستقوي بهم على الاخرين بعد ان كانت تقف لهم بالند و العداء بالامس القريب....!
اما المالكي فلقد خرج قويا من هذه الحرب حيث اتته الخدمة من خصومه فها هو يصول ويجول في ارض العراقية ويزداد شعبية يوما بعد يوما لا بل اصبح رمزا وطنيا ....وبدأ ينتقل من الدفاع الى الهجوم حيث بدأ يلوح ويهدد بحل البرلمان و الذهاب الى انتخابات مبكرة وهو في اوج قوته السياسية و الشعبية.....وكلنا نعلم ماذا يعني كل ذلك......!
الى اللقاء في الحلقة القادمة مع تحيات:
وسام الجوهر
كاتب و محلل سياسي
 

87
في العراق جعجعة..... و لا ارى طحنا!

بقلم وسام جوهر
السويد  2012-04-28

تميز المشهد السياسي العراقي في الاسابيع الماضية بالحرب الكلامية الشعواء بين مختلف الفرقاء. ولم تقتصر هذه الحرب بين الخصوم بل امتدت لتشمل الحلفاء ايضا. لقد حدث نقلة نوعية في الحديث و الجدل السياسي العراقي, اذ تخطى السياسيون حاجز المجاملات و لاول مرة و منذ سقوط الدولة العراقية في نيسان 2003. المجاملات هي في الحقيقة جزء من المشكلة و الازمة السياسية في العراق....و المجاملات اخفت ورائها خوف الاطراف السياسية من  التقرب الى البطاطة الساخنة الا وهي ملفات علاقة الاقليم مع المركز بما في ذلك ملف النفط  والغاز وميزانية الدولة وملف المادة 140. على المدى المتوسط و البعيد نرى ان ملف الاقليم مع المركز يشكل خطرا حقيقيا على الجميع ما لم يتم التعامل معه بجدية و بحكمة سياسية. ساذج من لم يرى عمق هذه الازمة التي لطالما تم اخفائها في لجان و اجتماعات و لقاءات و اتفاقيات ثلاثية ورباعية واخرها اتفاقية اربيل عشية تشكيل الحكومة الحالية بعد تعثر طويل.
سعى الكل و سارع الى الخضٌ في القدور العراقية على امل ان يجدوا فيها ما يرضيهم...ولكن ما جدوى الخض في القدور الفارغة....نعم انها فارغة من الرؤى السياسية الحقيقية فارغة من الواقعية ولن تجد فيها ما يميز الممكن من اللاممكن. اتهموا بعضهم بجرائم خطيرة كسرقة اموال الدولة وان جريمة كهذه يحاكم عليها مرتكبيها في كافة النظم السياسية. تكلموا كثيرا و ادعوا كثيرا واتهموا دون هوادة ....ورأينا الجميع يستندون الى الدستور...ويكاد يكون شبه اجماع على عدم التنصل من اتفاقية اربيل....!
جميل جدا....ما هي المشكلة اذن؟ لما لايعودون الى الدستور؟ ان عدم الاحتكام الى الدستور يعزى الى امرين لا ثالث لهما, فاما انهم يدركون بان الدستور العراقي المفخخ هو جزء من المشكلة و ليس من الحل...وامٌا انهم غير صادقين في دعواتهم الى العودة الى الدستور. الى جانب الدستور هناك اتفاقية اربيل والتي طرحها اطراف بقوة كوثيقة و خارطة طريق للخروج من الازمة بينما تحاشى ذلك اطراف اخرى وعزوا ذلك الى تناقضها, اي اتفاقية اربيل, في بعض من موادها او بنودها مع الدستور العراقي....!
الغريب في الامر ان اتفاقية اربيل يحيط بها هالة من السرية اذ انها لم تطرح على الراي العام رغم اهميتها المصيرية للعراق و العراقيين, وذلك على حد ما نفهمه من اطراف هذه الاتفاقية. هل في هذه الاتفاقية ما يخشى منه طرفا او اطرافا فيها؟ هل فيها ما يعارض الدستور؟ اغلب الظن عندي ان في هذه الاتفاقية ما يدرك طرفا فيها زلته  السياسية بالخضوع لنوع من الابتزاز السياسي من اجل الوصول الى غاية سياسية وها هو اليوم  يفتش في ثنايا الدستور ليبرر المستور. اما الاطراف الاخرى فنجدها ممتعضة ممن تتصوره هذه الاطراف, بان طرفا معينا وصل  الى ماربه عن طريق المناورة و المخادعة. لقد اختلط الحابل بالنابل وذهب كل يهدد و يوعد و يتوعد و بات الجميع  يتسابق في الحصول على اكثر ما يكمن من الحصول عليه. داخليا بدى و كان تحالفا او حلفا جديدا على وشك القيام للاطاحة بحكومة المالكي...ولكن؟!.
القائمة العراقية:
القائمة العراقية  و كعادتها اظهرت سذاجة وهسترة سياسية وسارعت الى اربيل تغازل الاكراد وتخلٌت تماما عن موقفها المتشدد من ملفات الاقليم وخاصة ملف المناطق المتنازعة عليها وبين ليلة وضحاها تجاوبت مع القائمة المتاخية وفجأة انتبهت قائمة الحدباء و المتاخية لمصلحة مواطني نينوى...وراينا زيارات مكوكية  قام بها السيد محافظ نينوى اثيل النجيفي, اذ زار سنجار لاول مرة منذ ان تولى منصبه بعد قطيعة طويلة. لما لا ...فكل الطرق تؤدي الى السلطة.  لقد ترائى للقائمة العراقية سرابا فظنٌته سلطة في متناول اليد. ساعة كتابة هذا المقال وردت الانباء عن عقد اجتماع في اربيل بمبادرة فخامة رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني ويشارك فيه فخامة مام جلال , اغلب الظن كقائد سياسي اكثر من كونه رئيس جمهورية العراق, وسماحة السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري و الملفت للنظر انه السياسي الشيعي الوحيد في هذا الاجتماع, السادة اياد علاوي و اسامة النجيفي زعماء القائمة العراقية ثم التحق بهم السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى. احسب ان القائمة العراقية ترمي يائسة ورقتها الاخيرة في اربيل على امل ان تنال من المالكي وهذا هو الخطأ بعينه اذ ان العراقية فقدت وتفقد يوميا المزيد من اعضائها وجمهورها ولو لم يكن الامر في العراق لقامت قادة العراقية بتقديم استقالاتهم وعلى راسهم السيد اياد العلاوي الذي لم يبقى امامه خيارا افضل من تقديم الاستقالة وحفظ  ما يمكن حفظه من ماء الوجه.يستقرأ المرء بان القائمة العراقية في هسترة قياداتها نحو المناصب, مستعدة لتقديم التنازلات لاي طرف كان ما دام الامر يضمن لهم هذه المناصب, فيا لخيبة ناخبي وجمهور هذه القائمة التي ادت اسوء اداء سياسي على الساحة العراقية.

التحالف الوطني(الشيعة):
الطرف الشيعي وان بدى متماسكا وبضغط ايراني علني, يعاني من تناحرات داخلية. فلا احسب ان المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري و الاخرين من اطراف التحالف الوطني الشيعي , ينظرون بعين الارتياح و الرضى لهيمنة دولة القانون وشخص رئيسها السيد نوري المالكي الذي اصبح ظاهرة سياسية بحد ذاته. وعليه فلقد ظن البعض في التيار الصدري ان الطريق بات مفروشا لهم الى كرسي رئاسة الوزراء....وظنوا ان هذا الطريق يمر من اربيل عبر اراضي "العراقية". فبادروا وسارعوا الى اجتماع اربيل السالف الذكر. لكن ايران التي تواكب التطورات العراقية عن كثب كانت قد سبقت الخطوة باحكام التماسك الشيعي واحدثت لقاء بين سماحة السيد ودولة الرئيس ...اين؟ ...في ايران طبعا. والاستنتاج الذي يكاد لايخطأ هو ان البيت الشيعي ملزم بعدم الايغال في اي مشروع يسقط حكومة المالكي...وكيف ذلك وقد دخل الاخير طرفا في الهلال الشيعي الممتد من ايران الى لبنان عبر سوريا و العراق. السؤال هو: ماذ يفعل التيار الصدري في اربيل؟ هل هو طائرا يغرد خارج السرب؟ ام حالما بالقيادة الشيعية؟ ام انه شارك لينقل رسالة التحالف الوطني الغائب الحاضر؟, و ليؤكد للمجتمعين خطوط الشيعة الحمراء خاصة وانه صرح بشكل ينم عن ذلك حينما اكد على ان النفط هو ملك الجميع و لايحق لاي كان التفرد به وكذلك تاكيده على وحدة العراق. اما غياب سماحة السيد عمار الحكيم والمجلس الاعلى الاسلامي يبقى سؤالا بحد ذاته وخاصة وان للمجلس علاقات تاريخية وطيدة مع الاكراد!
التحالف الكوردستاني (الاكراد):
 ليس خافيا ان الشغل الشاغل لقيادة التحالف و خاصة قيادة الاقليم هو الخروج من حالة اللاحالة. القيادة مستائة من مماطلة بغداد في فتح ملفات الحدود و النفط,  حيث ان بقاء هذه المواضيع عالقة انما يشكل عثرة حقيقية في طريق المشروع الكوردي في انشاء كيان الدولة الكوردية المستقلة. من هنا ومن هنا فقط يجب قراءة تحركات قيادة الاقليم لكسر الجمود السياسي نحو حسم علاقة الاقليم مع المركز. ويبدو ان سياسة الاكراد بدات بجس نبض الشارع السياسي فوجدت الحلقة الضعيفة  في القائمة العراقية المنازع الابدي للسيد المالكي ثم استشعرت ودغدغت الحس الطموحي لدى التيار الصدري على امل ان تفلح في ايجاد اغلبية من شانها احلال تغيير في بغداد. كما استفاد الاكراد من شطحة طارق الهاشمي وسارعوا الى ايوائه في كوردستان مما ادى بالعراقية الى الارتماء بنفسها في احضان اربيل...وعلينا ان نرى هذا التقارب في ظل الحراك السني بشقيه التركي و العربي/الخليجي للوقوف بوجه الجبهة الشيعية والتي تتالف من التحالف الوطني وايران وسوريا الاسد و لبنان/حزب الله وانتهاء بحماس الفلسطينية. كأن التاريخ العراقي يعيد نفسه وبتنا نعيش ايام الدولة العباسية في زمن المتوكل ومن تلاه حيث اصبح الخليفة العباسي العوبة بيد الاتراك و الفرس....
القيادة الكوردية لم تقدم على ما اقدمت عليه بمناى من الضغط الداخلي...ووجدت ان عليها ان تفعل شيئا للتفاعل مع جملة من المشاكل الداخلية حيث نمو التيار الاسلامي المعارض....وتذمر الناس من الفساد المستشري ....ناهيك عن رغبة الانفصال و الاستقلال الحاضرة الغائبة لدى عامة الشارع الكوردي....كل ذلك دفعت بقيادة الاقليم الى التحرك و التحريك فحركت كل ما يمكن تحريكه...وطرحت خيار الانفصال من بغداد كورقة ضغط لاحداث تغيير في بغداد.
يبدو لي ان قيادة الاقليم اخطئت التوقيت في اشهار سلاح الاستقلال ومخطيء من يحكم ان الفرصة مؤاتية الان.... فسوريا... ليست ... ليبيا... وليست... تونس....وان امريكا والغرب غير مكترثين بدخول مغامرة جديدة في المنطقة....واستبعد خيارا عسكريا ضد ايران..كما استبعد تجاوبا شيعيا اكثر مما هو الحال واستبعد نضوجا وشجاعة عربية/خليجية لدعم المشروع الكوردي وشغلهم الشاغل هو الخطر و التهديد الايراني. ان الحفاظ على ما حققه الاكراد في العراق قد يكون افضل في الوقت الحاضر من ان يدفعوا بالامور الى حافات محفوفة بالمخاطر.
تركيا:
من يعوٌل على تركيا عليه ان يعيد حساباته الف مرة ومرة فتركيا الاوردوغانية تتخبط سياسيا ورايناها متميزة في ان تخطو الخطوة بالاتجاه الخاطيء...هكذا فعلت عشية الاحتلال الامريكي للعراق وراهنت على الحصان الخاسر ...ورايناها تخطيء في موقفها من ثورة ليبيا لتعارضها بشدة بداية, ثم رجعت الى الصف نادمة خاسرة ماء الوجه....وفي سوريا ...وتحت هاجس تجربة ليبيا تسرٌعت تركيا هذه المرة, فها هي تجد نفسها مرة اخرى تغرد خارج السرب...وقبلها كانت الاوردوغانية سببا في خسارة حليف قوي لها في المنطقة ظنا منها انها تكسب العرب....وهي اليوم بكل تاكيد تخسر العرب....ناهيك عن فشلها في اقتحام ابواب الاتحاد الاوروبي الذي يبدو اليوم ابعد اليها من اي يوم مضى. اذن من يكون ذا الذي يعول على الاوردوغانية والاوغلية التركية؟
ليس في مخيلة اردوغان اكثر من القضاء على اكراده وحزب العمال الكوردستاني و لاترى انقرة وسيلة افضل من اسغلال الاقليم سبيلا الى ذلك. ان الاقليم الذي تعامل مع هذا الملف بحكمة قبل اليوم مطالب باليقظة والحذر فلا احسب ان تركيا ستنظر بعين العطف الى قيام دولة كوردية على تخومها الجنوبية.
.
الخلاصة:
قد يبدو و وكأن سقوط حكومة المالكي اصبح قاب قوسين او ادنى....اما دولة القانون و رئيسها المالكي غير مكترثين بكل ما يحاك او يجري....وكأن المالكي يرتكز على ضمانة و تامين خفي مستور. كل ما جرى في الداخل العراقي لم يكن سوى جعجعة فارغة يدركها المتتبع للشان السياسي العراقي...اذ ان الحل العراقي ليس في بغداد و ليس في اربيل و قطعا ليس في الكوفة.
الحل العراقي اليوم...وكما في الامس رهن صراع طائفي قومي ومذهبي بامتياز, وان من يحرك هذه الخيوط يجلس في الرياض و طهران وانقرة وواشنطن. هذا ما رايناه يتجسد في زيارة قادة المركز و الاقليم الى هذه العواصم و نستنتج من تلك الزيارات بان السيد نوري المالكي باق رغم الجميع...وبان قيام الدولة الكوردية امر غير وارد في الوقت الحاضر.... وبان اي تحالف عربي سني كوردي (مع او دون طرف شيعي محدد)  غير وارد....وان ايران املت وافتت بان المالكي هو الخيار... وان اي شق للصف الشيعي غير وارد. فما لي ارى في العراق جعجعة ... و لا ارى طحنا؟
.
وسام الجوهر
محلل وناقد سياسي


88
انتخب القائمة ... قبل المرشح ... و المقاعد الوطنية ... قبل الكوتا
بقلم وسام جوهر
 السويد 2010-03-04

لا مجال للمثاليات و النرجسيات و العواطف في السياسة. يقال ان السياسة هو فن الممكنات, وفي السياسة هناك مصالح دائمية و لا يوجد اصدقاء و لا اعداء دائميين, فحلفاء اليوم كانوا في غالب الاحيان الد اعداء الامس و العكس صحيح ايضا. مهما حاول البعض من خدع و بدع لايهام الناخب في ممارسة حريته في اختيار مرشحه المفضل و بالتالي الرجل المناسب في المكان المناسب, نرى بان هذه الحرية المزعومة انما هي منقوصة على احسن تقدير.
 ككاتب و محلل سياسي مهتم بالشان العراقي بشكل عام و الايزيدي بشكل خاص نرى لزاما علينا ان ننقل فهمنا للواقع بكل امانة بعيدا عن العواطف و بعيدا عن المواقف المسبقة, بل على ضوء قراءة واقعية تعكس ضرورات المرحلة من العملية السياسية الجارية في العراق. ارى من الاهم ان يسال الناخب العراقي نفسه اي سياسة و بالتالي اي كيان او حزب سياسي سيصوت له قبل ان يسأل نفسه اي مرشح/شخص سينتخبه, وذلك لان المرشح في نهاية الامر لايساوي مثقالا في العملية السياسية خارج منهج و برنامج سياسي يستمد مادته من ايديولوجية سياسية معينة. بالنسبة للناخب الايزيدي عليه ان لايقع فريسة عواطفه و يصبح بالتالي ضحية تفكير طائفي يضره اكثر مما ينفعه وذلك و بكل بساطة لعدم تكافيء مستلزمات الفكر الطائفي بين المكونات الصغيرة و المكونات الرئيسية الثلاثة من شيعة و سنة و اكراد و التي تملك موارد بشرية و مالية و سياسية و علاقات اقليمية و دولية لا يحلم بها مكون صغير كالمكون الايزيدي او الصابئي و حتى المسيحي.
اذن لايكفي معيار الحرص على الايزيدياتي لكي نفاضل بين المرشحيين الايزيديين وانني شخصيا لا اشك بحرص احد من مرشحي المكون الايزيدي على ايزيديتهم و المشكلة او الفرق بين هذا المرشح و ذاك انما يكمن في طريقة تحقيقه للذات الايزيدية و نكون عندها نتحدث عن الاتجاه و البعد السياسي الذي يحقق ذلك, و حينها و على هذا الاساس فقط, نرى عدالة و صحة مفاضلة الناخب بين مرشحيه.
الناخب الايزيدي ومقعد الكوتا:
لقد ذكرنا في مقال سابق لنا رأينا من حيث المبداء بالكوتا, شخصيا لا اؤمن بالكوتا مهما حاول البعض من اعطاء مقعد الكوتا من قيمة سياسية و ان هؤلاء يُحمٌلون مقعد الكوتا ما لا طاقة له به. مقعد الكوتا يبقى مقعدا رمزيا ليس الاٌ. مؤيدي الكوتا و في مقدمتهم مرشحي مقعد الكوتا يبالغون في تضخيم ثقل هذا المقعد اليتيم بين 325 مقعدا, حيث العدد الكلي لمقاعد البرلمان العراقي اعتبارا من هذه الفترة. هذه الطائفة من المرشحين وهم على حد علمي اربعة مقسمين على اربعة اتجاهات مختلفة يشتركون في شيء واحد وهو ان هذا المقعد هو التمثيل الشرعي للمكون الايزيدي! و ليس هناك ما هو اكثر خطأ من هذا الادعاء فهذا المقعد لايعطي شاغره باي شكل من الاشكال تزكية التمثيل الايزيدي في البرلمان العراقي كما يحلو للبعض ان يفهمه وان يفهٌم الاخرين. الايزيدي ليس مختارا بين ان يكون ايزيديا او عراقيا, او بين ان يكون ايزيديا او كوردستانيا, لانه بكل بساطة هو كل ذلك في ان واحد, وهذا يعني ان كافة القوائم و المرشحين يمثلون المكون الايزيدي بقدر ما يمنحها و يمنحهم ابناء هذا المكون من ثقة و اصوات. ما اريد قوله هنا هو ان شرعية التمثيل لا يقررها اسماء القوائم و لا اسماء المرشحين بل الاصوات التي تضع في سلة هذا المرشح او تلك القائمة, و عليه فان المرشح الايزيدي او حتى الغير الايزيدي من قائمة التحالف الكوردستاني او من قائمة اتحاد الشعب او القائمة العراقية على سبيل المثال لا الحصر له نفس الشرعية في تمثيل حق مكونه كتلك التي يمتلكها صاحب مقعد الكوتا.  لماذا اذن مقعد كوتا للايزيدية ؟ بكل بساطة لان المتنفذين من الاتجاهات السياسية الثلاثة ابتدعوا مقاعد الكوتا لتجميل وجه العملية السياسية الطائفية امام الراي العام العالمي.
ارى من الافضل ان يضع الناخب الايزيدي صوته لصالح مرشحه المفضل من بين القوائم المختلفة من ان يضعه على مقعد الكوتا و سيان الامر من يفوز بهذا المقعد, وان تفاوت الامكانيات و القدرات بين المرشحين الاربعة لن يجلب النفع وذلك للمحدودية الكبيرة لهذا المقعد من حيث المبداء وارى هدرا لطاقات المرشح اذا ما شغل هذا المقعد ناهيك عن خيبة امله و امل ناخبيه لاحقا وخاصة من يوحي الى ناخبيه بان الخطاء اليوم يكمن في من يجلس على عرش مقعد الكوتا و ليس في العرش الذي لا سلطان له.
المشهد السياسي العراقي:
نرى وجوب تناول المشهد السياسي العراقي عشية انتخابات البرلمان العراقي في الفترة 5-7  اذار 2010. كما هو معلوم اصبح مفهوم القائمة المفتوحة محل جدل و نقاش و بعدما تدخلت المرجعية الشيعية المحايدة ! اصبحت القائمة المفتوحة مطلبا جماهيريا و للاسف تراجعت قائمة التحالف الكوردستاني امام هذا الضغط الشيعي المرجعي و الاعلامي المركز بعد ان كان له موقفا يفضل فيه القائمة المغلقة على المفتوحة. في ظل هذا المطلب الجماهيري يتم تسويق البرلمان العراقي و اعضائه و كانهم رسل مستقلين تمام الاستقلال من كياناتهم و احزابهم السياسية و كأن ما سيشرع في البرلمان هو حاصل تفاعل و تجميع بين اعضاء البرلمان خارج الارادات السياسية المتمثلة في القيادات السياسية العراقية المتنفذة. من الخطاء الفادح ان يتصور الناخب العراقي بان تصويته لشخص معين دون غيره سيخلق برلمانا يمثل ارادته لان المرشح هو في النهاية ملك لقائمته و لحزبه او تنظيمه السياسي و لن يكون بمقدوره ان يغرد خارج السرب. اذن من الاصح للناخب ان يختار قائمته المفضلة بالدرجة الاولى و من ثم و بالدرجة الثانية مرشحه المفضل ضمن القائمة المختارة وهذا ما نراه جليا في تصميم استمارة التصويت التي توجب على الناخب ان يضع علامة الاختيار امام اسم القائمة اضافة الى اسم المرشح و بخلاف ذلك اصبح صوته ملغيا لا يفيده و مرشحه بشيء, بينما لا يفرض النظام الانتخابي العكس اي لا يلزم اختيار المرشح الى جانب اختيار القائمة بل يكفي للناخب ان يختار القائمة دون المرشح. ان تعلٌق الناخب باسم المرشح دون الاكتراث الضروري لقائمة المرشح هو ركض وراء السراب. ان اصحاب القوائم الفردية لا يعون حجم المسؤولية. مهما كانت خصالهم الفردية و نزاهتهم و حبهم لوطنهم, تبقى الكيانات و الاحزاب و التنظيمات السياسية كشكل جماعي من العمل السياسي هو الطريق الاصح في ممارسة السياسة التي تتطلب ايديولوجيات و طاقات بشرية و مادية لاحداث التغييرات اللازمة في المجتمع. اتعجب ممن يسمي نفسه مستقلا و قد اختار العمل السياسي! مستقل عن ماذا؟؟ هل يعني عدم انتمائك الى حزب او اخر انك سياسي مستقل, ام انك سياسي شانك بذلك  شان الاخرين.
 قبل التصويت, على الناخب ان يسال نفسه اي من القوائم المطروحة تضمن له اكبر قدرا واقعيا من تحقيق الطموح اخذا بنظر الاعتبار الظروف الواقعية التي تحيط و تسيٌر العملية السياسية في عراق اليوم. لااعتقد بان التصويت لهذه الفترة الانتخابية سيتحرر من الولاء للطائفة لصالح الولاء للعراق مهما تبجٌح الجميع بمشروعهم الوطني فلا احد يؤمن بعراق غيره بل بعراقه الذي يضمن له الغلبة على حساب الاخرين. فكل يريد عراقا غير عراق الاخرين , فالعراق الشيعي هو دون شك ليس بالعراق العربي السني الذي بدوره يختلف كثيرا عن العراق الكوردي و هذه العراقات جميعها لا تلبي القدر الكافي لعراق المكونات الاخرى ويؤسفني القول بانني متشائم بامكانية تحقيق المشروع العراقي النرجسي بل ان معظم الدلائل تشير الى ان العراق مشروع فاشل بني اساسا على اسس خاطئة و في النهاية لايصح الا الصحيح. ان كل ما يمنع الاطراف السياسية المتنفذة اليوم, من تقسيم العراق, هو عدم توفر الظروف الاقليمية و العالمية لهذا التقسيم فاستقروا على مبداء الفيدرالية ليكون حلا مؤقتا و مؤهلا لما هو ات من الايام.
الناخب العراقي:
ماساة الناخب العراقي تكمن في اقحامه في انتخابات ديمقراطية لا تمت الى الديمقراطية بصلة لا من قريب و لامن بعيد و الا كيف يستقيم الامر مع مرشح يتربع على هيئة سياسية تمكنه من اقصاء خصومه السياسيين بعيدا عن المحاكم  وعن الجهاز القضائي الذي لاحول له و لاقوة امام الجبروت السياسي المهيمن و الذي لا يخجل من ان يمارس عمله السياسي تحت اسم المسائلة و العدالة. اية مسائلة حصلت؟ واية عدالة طبقت, ومن اية جهة قضائية او حيادية؟. اية ديمقراطية يتكلمون عنها في دولة لا تملك قانونا ينظم فيها عمل الاحزاب السياسية التي في بعض الحالات تملك جيوشا خاصة بها و تتربع على ميزانيات تضاهي ميزانيات بعض الدول و لااحد يسألهم عن مصادر هذه الاموال الخيالية! هناك على سبيل المثال حزب سياسي معروف يقال عنه انه ثاني اغنى حزب في العالم بعد حزب جورج بوش الجمهوري الامريكي! اية مهزلة ديمقراطية و الرئاسات العراقية الثلاثة طائفية محاصصية تتربص بعضها البعض و تشل من ادارة الدولة.
 منذ عام 2003 وبعد سقوط النظام السابق, و العراقي في جميع انتخاباته و استفتائاته ينتخب شيعيته و سنيته/عروبته و كورديته و ..و... قبل عراقيته ومع ذلك ومن حيث يخجل او لايخجل و من حيث يدري او لايدري يذرف دموع التماسيح على العراق العظيم شانهم بذلك شان من يبكي على الحسين بعد ان خذلوه في معركته المصيرية ,و اخشى ان لايكون مصير العراق افضل من مصير سيد شباب الجنة. هكذا ايها الناخب المسكين تذكر بان القرارات السياسية لا تطبخ الا بأيادي معدودة من قيادات سياسية تربعت على راس احزابها منذ الازل و ليس ثمة ما يفصل القائد المبجل عن كرسي القيادة الا مشيئة ربه بشكل او باخر.


الناخب الايزيدي وخيار القوائم الانتخابية:

في ضوء ما تقدم لايصح للناخب الايزيدي ان يكون اكثر ملكيا من الملك و لا اكثر عراقيا من العراق بل عليه ان يكون براغماتيا يفتش عن مصلحته السياسية التي سنتطرق اليها من خلال تناول بعض من القوائم الانتخابية التي تعنيه اكثر من غيرها.
كما هو معلوم هناك ما يقارب ال 40 مرشحا ايزيديا موزعين بين العديد من القوائم, يهمنا منها اربعة و هي التحالف الكوردستاني الذي رشح هذه المرة اكثر من عشرة مرشحيين ايزيديين, و قائمة التغيير التي هي الاخرى لم تبخل على الايزيديين, واتت باربعة او خمسة من المرشحين, ومن ثم القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي و قائمة اتحاد الشعب الشيوعية.
قائمة اتحاد الشعب:
كم تمنيت لو ان الحزب الشيوعي العراقي نهج الدرب الذي سلكه الكثير من الاحزاب الشيوعية العالمية بعد انهيار امبراطورية الاتحاد السوفيتي و المعسكر الاشتراكي. الكثير من الاحزاب الشيوعية راجعت وصححت وعدٌلت وغيٌرت حتى شمل التغيير احيانا اسمائها. انه لامر مؤسف ان تخلٌف حزب كالحزب الشيوعي العراقي صاحب تاريخ طويل و تضحيات جسامة عن عملية الاصلاحات بل سمح لنفسه ان يبقى جامدا ليصبح حزبا هامشيا لا يحقق في الانتخابات العامة ما يقارن بكيانات سياسية شبه مجهولة للشارع العراقي. ما من حزب كالحزب الشيوعي العراقي امتلك قاعدة مطيعة و مؤمنة و منكرة لذاتها وقيادة لم ترتقي الى مستوى قاعدة الحزب الرائعة. الحزب اخفق وطنيا لصالح الاممية ثم فشل امميا وهو بعيد اليوم و بكل اسى, كل البعد من ان يقود التيار الوطني و العلماني في عراق اليوم بل نراه يتخبط بين المجاملات الدينية و القومية على حساب العلمانية و الوطنية. انه حزب غائب رغم ماضيه العريق و لا ارى منفعة من وضع اصوات الناخب الايزيدي في هذه السلة في الوقت الحاضر, و اتمنى ان يرجع هذا الحزب بقوة الى الساحة العراقية وعندها يكون من بين افضل الخيارات للناخب المكوناتي. فيما يخص الحزب الشيوعي الكوردستاني الذي نزل ضمن قائمة التحالف الكوردستاني, ارى انه فائضا لا مبرر له طالما لم يتحرر من موقفه الهامشي على الساحة الكوردستانية بل اصبح حزبا تجميليا للقوى الرئيسية في كوردستان و عليه من الافضل اختيار المتبوع بدلا من التابع.
القائمة العراقية:
هي اقرب الخيارات المتاحة للناخب الايزيدي الى جانب قائمة التحالف الكوردستاني. ما قد يدفع الناخب الايزيدي الى القائمة العراقية هو السخط و الاحباط الذي حصده من الوعود الانتخابية السابقة من قبل قائمة التحالف الكوردستاني . الحنين الى العراق و الموصل قد يدفع الناخب الايزيدي باتجاه هذه القائمة. مشكلة هذه القائمة انها اخفقت في الوصول الى مناطق سهل نينوى و المعروفة باسم المناطق المتنازعة عليها حيث هيمنة احزاب قائمة التحالف الكوردستاني. اذن يؤخذ على هذه القائمة عدم قدرتها على توفير الدعم المركزي اللازم لتقديم ابسط الخدمات لساكني هذه المناطق مما يخلق هاجسا لدى الناخب من ربط مصيره بقوى سياسية غائبة عن واقع حياته اليومية. كيف لقوى سياسية غير قادرة عن الوصول الى مناطق ادارية واسعة من ادارتها الرسمية, ان تدافع و تمثل سكان هذه المناطق؟؟؟ ينطبق على القائمة العراقية و فيما يخص هذه المناطق, المثل القائل, العين بصيرة و اليد قصيرة. ان اي تقارب او تحالف محتمل بين هذه القائمة و قائمة التحالف الكوردستاني بعد اعلان نتائج الانتخابات يفتح الباب لحلحلة مشكلة المناطق المتنازعة عليها مما قد يجعل هذه القائمة خيارا مقبولا للناخب الايزيدي في المستقبل.
قائمة التغيير الكوردستانية كوران:
استبعد هذه القائمة في الوقت الحاضر لاسباب عديدة اهمها ان هذه الحركة و للاسف الشديد وقعت في ما كنا نتوجس منه, وهو ان تحتاج حركة التغيير نفسها الى تغيير مبكر, وهذا ما حصل للاسف حيث اخفقت في استثمار المد الجماهيري بل ذهبت الى السجالات الشخصية لماض لايمكن لقيادات هذه الحركة التنصل منه بجرة قلم. هذه الحركة اصبحت مع مرور الايام اقرب الى انقلاب سياسي حزبي يهدف الى تصفية حسابات حزبية. لااتوقع ان تعيد هذه القائمة النجاح الذي حققته في انتخابات اقليم كوردستان.
 اذا لم يكتب للاتحاد الوطني الكوردستاني ذلك النجاح في المناطق الايزيدية و على الرغم من الامكانيات الهائلة للاتحاد, لا ارى كيف ستنجح حركة التغيير بين الايزيديين بهذه العقلية الانقلابية.؟ التصويت لهذه القائمة هو تصويت على منزلة بين منزلتين وذلك بسبب الغموض في موقف القائمة على الساحتين الرئيسيتين , اعني العراقية و الكوردستانية. مستقبل هذه الحركة مرهون ببروز قيادات ليبرالية حقيقية. ليس كل من نادى بالتغيير فهو مغيٌر.
قائمة التحالف الكوردستاني  372:
القائمة التي حصدت و في جميع الانتخابات و الاستفتاءات السابقة, حصة الاسد من اصوات الناخب الايزيدي. لا ارى ما قد يغير من ذلك و بصراحة ليس هناك ما يستوجب غير ما حدث في المرات السابقة. يبدو لي بان فطرة الناخب الايزيدي تجعله يدرك بانه و على الرغم من خيبة الامل الكبيرة, لا يجد بديلا واقعيا لهذه القائمة عموما و للحزب الديمقراطي الكوردستاني خصوصا. يبدو لي ان التصويت لهذه القائمة هو من بين افضل الخيارات المطروحة. انني و ان كنت لا ارى لزوما للمفاضلة بين مرشحي هذه القائمة عموما و المرشحين الايزيديين خصوصا اراني و من باب الانصاف ملزما بان اعلن ان الاخ حسين حسن نرمو بتسلسل رقم 9 هو من بين افضل المرشحين و يستحق كل الدعم لما يملك من قدرات و ملكات فكرية الى جانب نزاهته واخلاصه لمبادئه و قيمه. على الصعيد الشخصي ادعم ايضا ترشيح الاخ شريف سليمان بلنك بتسلسل 10, لانه يملك نضوجا سياسيا ولانني على يقين بانه لن يخيٌب امل ناخبيه. على مستوى محافظة دهوك ارى ان الاخ فرج ميرزا خدر بتسلسل رقم 1 يستحق بجدارة كل الدعم واعتبره سياسيا مخلصا لمبادئه و قيمه السياسية و الانسانية و لو كنت من سكنة دهوك لوضعت صوتي في جعبته و قائمته بدون ادنى شك.
  نتمنى على الحزب الديمقراطي الكوردستاني و حليفه الاتحاد الوطني الكوردستاني ان يتبنوا برنامجا خدميا شاملا للمناطق المتنازعة عليها الى جانب تبنيهما سياسة اكثر تصالحية مع القوى السياسية المحلية في نينوى, كما نتمنى على هذه القوى بدورها ان تعي بان الاستئثار بالسلطة على اساس الاغلبية لا يخدم المصلحة السياسية العامة في العراق الحالي بشكل عام و في محافظة كمحافظة نينوى بشكل خاص. نتطلع الى تقارب و تفاعل سياسي بين قائمة التحالف الكوردستاني و القائمة العراقية على اساس من المعايير الوطنية الحقيقية.
اذن ننصح باختيار القائمة قبل المرشح الفردي و باختيار المقاعد الوطنية قبل مقعد الكوتا.



89
الايزيدية ... رهائن سياسية ام اصحاب قضية؟
بقلم وسام جوهر
السويد 20091113

عندما تريد ان تتحدث عن اقليات سهل نينوى, لاتدري من اين تبداء حيث تهاجمك الافكار و المشاعر من كل صوب وحدب لتعبر عن الوضع الماساوي لهذه الاقليات. الافكار تتزاحم و تتسابق الى درجة تكاد تفقد السيطرة على ترتيبها و تسطيرها. عمٌاذا يبداء المرء بالحديث, عن جوعهم وعطشهم ...ام حرمانهم من ابسط الخدمات الاساسية....عن رؤوس قطعت واطفال تيتمت ام عن ثكالى و ارامل فاق عدد و نسب مثيلاتهن في العالم اجمع. هل نتحدث عن منازل هدمت على رؤوس البؤساء ام كنائسهم ومزاراتهم ودور عباداتهم التي نسفت و فجرت و احرقت؟ كيف تنسى ان تتحدث عن ضياع جيل كامل بسبب التعليم المتدني و الغير الموجود احيانا. وكأن كل ذلك ليس كافيا ليصيب اقليات نينوى بازمة هوية! لم اسمع من قبل بان هناك في العالم مجموعات بشرية تعاني من ازمة هوية بما في ذلك اكثر القباءل بداءة, كتلك التي تم اكتشافها مؤخرا في غابات الامازون.
في العراق الجديد لم يعد الشبكي شبكيا بل تنظٌر له العشرات من الفرضيات و النظريات حول هويته ولم يعد المسيحي مسيحيا بل هناك جيوش من المتطوعين ليثبتوا اصالة وعراقة الاشورية على الكلدانية او العكس. حال الايزيدية ليس هو الاخر بافضل من الاخرين فهناك طابور من الباحثين و المنظرين ليثبتوا لهم هذه الهوية او تلك. لماذا ياترى هذه الازمة؟ ومن يخلقها؟ للاجابة على هذه الاسئلة علينا ان نتعرف على المستفيد من هذه الازمة و المستفيد ليس الا من ينكر على هذه الاقليات حقوقها الدستورية المشروعة, ولكي تسهل عليهم فعلتهم هذه لابد لهم من التشكيك بهوية المستهدفين لانهم يعلمون جيدا ان لاحقوق بدون هوية و لا هوية بدون حقوق.
ليس خافيا على احد كيف ان حال اقليات سهل نينوى قد تدهور من سوء الى اسوء منذ عام 2003 و لحد يومنا هذا حيث بات انقراضهم قاب قوسين او ادنى.السنوات التي خلت منذ الاحتلال الامريكي للعراق مليئة بشواهد و محطات سوداوية في تاريخ المكون الايزيدي في نينوى و تشكل ماساة كرعزير و سيبا شيخدري في شنكال وجريمة اعدام عمال معمل النسيج في الموصل, محطات تراجيدية يصعب فهمها وما هي سوى غيض من فيض. الايزيدية اصبحوا رهائن سياسية في عقر دارهم بسبب خلاف سياسي قومي لايشكلون فيه ثقلا سياسيا جدير بالذكر.
انتهى حصار العراق و استمر حصار الايزيدية فهم ضحية صراع سياسي يتم التعامل معه بشكل قاسي و بدون رحمة, وهاذا ما يتجلى في الوقع الشديد على الناس الابرياء....السنين تمر و الايزيدية اصبحوا مواطنوا المناطق المحرمة فلا اربيل تاخذهم في ميزانياتها الدسمة و لا بغداد تعدهم في فقرات ميزانيتها المتخمة و لكل طرف حجته الغير المقبولة. باي حق تطحن اقليات باكملها في صراع سياسي لا حل لها عجلا ام اجلا الاٌ بالحوار, لا بالحصار و المقاطعات الادارية.
عندما انتهت انتخابات مجلس محافظة نينوى كان 7 من الايزيدية قد دخلو مجلس المحافظة في سابقة غير مالوفة و كان املنا ان تكون فاتحة خير على الجميع بمن فيه ايزيدية نينوى و لكن سرعان ما تبين ان ذلك لم تكن الا سحابة غيم عابرة. لقد تحول جند ايزيدا في نينوى الى جيش معطل لا توكل له سوى بعض التصريحات السياسية هنا و هناك ليقولون على السنتهم ما لا يريدون قولها بانفسهم. ستة اشهر مضت و الحالة كما هي و الشعب المسكين يدفع فاتورة الصراعات السياسية, وقصبات الايزيدية و الاقليات تحولت الى مدن الاشباح تغادرها يوميا العشرات من فلذات اكبادها للتشرد في شتات العالم. يبدوا ان الحالة المرثية قد ادت الى تمرد واحد من جند ايزيدا ليعلن عصيانه و تمرده على الحالة وانني على يقين ان الرجل وهو الاستاذ حجي حسن بيسو قد انٌبه ضميره وادرك ان وصوله الى المقعد كان في الاساس لخدمة المنكوبين الذين وضعوا ثقتهم فيه وان قرار حزبه الشيوعي بفصله لا يشكل الا وسام شرف له كانسان و كشيوعي حقيقي ينصر الضعفاء و يتمرد على ما هو غير منطقي و انساني. لقد خسروه ولم يخسرهم. انني بهذه المناسبة اوافق الاستاذ والاخ الصديق علي سيدو رشو الراي , في مناشدته للايزيديين من اعضاء مجلس محافظة نينوى ان يحذوا حذو زميلهم في الالتحاق بعملهم لاداء تكلفة الشرف التي اناطتهم اياها, امهاتهم و اخواتهم و اهلهم ليكونوا عيون ساهرة على حقوقهم و مصالحهم. ليس من المعقول ان تستمر هذه الحالة على حساب البطون الفارغة وعلى حساب تفكيك وتشتيت شعب باكمله. بهذه المناسبة نناشد الاستاذ دخيل قاسم حسون قائمقام سنجار ان يراجع قرار منع زيارة الاستاذ حجي حسن بيسو لاهله في سنجار لانه قرار مجحف و غير قانوني بل يتعارض مع الدستور اضافة الى كونه سيضرهم اكثر مما يضر المتضرر منه. باي حق تفرض عقوبات سياسية على مواطن لم يرتكب جريمة أو جنحة وانما مارس عملا سياسيا سلميا وان تعارض مع التوجهات السياسية لحزبه و لغيره. معاقبة الراي الاخر بهذه الصيغة امر غير مقبول وليس من الصحيح استخدام الصلاحيات الامنية و البوليسية لخدمة جهة سياسية في معاقبة طرف سياسي اخر بل ان هذه الصلاحيات و الامكانيات يفترض بها ان تستخدم لاعطاء الامن و الامان للجميع دون استثناء.
في الختام نقول كفى, لقد طفح الكيل وان ما جرى و يجري ليس الا فرمانا بطيئا و اشد العزم على ان كل هذا يجعل من الايزيدية اصحاب قضية و على ذلك يجب ان يتصرفوا. اذن لابد من فرز اليات وصيغ كفيلة بالتعامل مع التحدي وعلى الناشط الايزيدي ان يكون بمستوى المسؤولية و الايزيدية مطالبون بالعمل السياسي الحقيقي على اساس من كل حسب طاقته وقناعاته السياسية و الفكرية ونتوسم في الناشط الايزيدي ان يعي قواعد اللعبة السياسية وان يميز اصدقائه من غيرهم.
و ماجمل من ان اختتم كلامي بهذه الابيات الجميلة من قصيدة ابو الطيب المتنبي:
على قدر اهل العزم تاتي العزائم     وتاتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها     وتصغر في عين العظيم العظائم 

Wisam01@gmail.com

90
ايزيدية العراق و الكوتا ...قراءة تحليلية
بقلم وسام جوهر
السويد 20091111

مرة اخرى يتباكون على حظهم التعيس, ويشتكون من غبن لحق بهم لعدم منحهم 5 مقاعد. هذا هو حال الايزيدية بل حال المتباكين على الشان الايزيدي السياسي. قراءة في ردود افعال المتباكين تبين لنا النفاق السياسي و دجله بين المتباكين على الحصة المهدورة! تراهم يتزايدون على بعضهم البعض ليحمل كل طرف خصمه السياسي مسؤولية ما حدث.
لكي نفهم ماحث علينا ان نفهم ما لم يحدث و لكي نستوعب ما حصل علينا ان ندرك الامور على صحتها. التحالف الكوردستاني يصرح بانه اراد للايزيدية خمسة مقاعد و القائمة الايزيدية المستقلة تشهد للتحالف الكوردستاني دورها المسؤول و الحريص على اعطاء المكون الايزيدي خمسة مقاعد  اسوة بالاخرين!!! والقائمة الايزيدية و على لسان قيادي بارز فيها لاتتردد في تحميل السيد امين جيجو فرحان عضو البرلمان العراقي و رئيس حركة الاصلاح و التقدم الايزيدية, كامل المسؤولية او ربما جزءا منها لانه اي القيادي في القائمة المستقلة لا ينسى بان يحمل الامير و حاشيته و لاندري ان كان يستثنيي منها هيئته الاستشارية ام لا, قسطا كبيرا من مسؤولية ضياع المقاعد التموينية عفوا اقصد البرلمانية.
مكتب شؤون الايزيدية هو الاخر مستاء جدا من ضياع المقاعد الايزيدية رغم بسالة و ضراوة المعركة التي خاضها التحالف الكوردستاني من اجل سواد عيون الاقلية الدينية الايزيدية!!! والمكتب بطبيعة الحال يحمل الاخرين خطيئة الخسارة. اننا قد نفهم و الى حد ما, ما صرح به السياسيون المحسوبين على المكون الايزيدي و على اختلاف اشكالهم, لكنه يصعب الامر بعض الشيء عندما نرى بان بعض من الكتاب الايزيديين وهم يبلعون قصة السالفين ذكرهم و اصبح مثل هذا البعض مثل البعض من المثقفين و الباحثين الايزيديين في ابتلاعهم لقصة طرد ادم من الجنة و ما تبع ذلك من خرافات و ترهات غريبة كل الغرابة على النص الايزيدي, وما نتج من هذا الابتلاع من ماسي على الايزيدية شعبا و دينا, فهي مسالة معروفة للجميع.
مدير عام شؤون الايزيدية في اقليم كوردستان يعبر عن خيبة امله بسبب هدر المقاعد الايزيدية و يقول " لن يعود الايزيديين يحسون بعراقيتهم بعد الان ........"  !  وهذا مسؤول ايزيدي اخر يعبر عن خيبة امله للمقاعد الايزيدية المغيبة وهو السيد مدير مكتب شؤون الايزيدية في اربيل ,وما اكثر من مكاتب شؤون الايزيدية في اقليم كوردستان هذه الايام, "ليس من المعقول ان يحسب للايزيدية كما يحسب للصابئة لاننا نفوقهم بخمس او ست مرات مع احترامنا لهم " ثم يضيف و يقول "القرار فيه اجحاف سيؤدي الى ضعف الشعور باننا جزء من هذا الوطن" الاستاذ درمان ختاري عضو قائمة التاخي في نينوى يقول "الايزيدية لن يعودوا يعتزوا بعراقيتهم بعد الان و القرار شيء مؤسف حقا ...."
مع جل احترامي للسادة اعلاه نتسائل لماذا يا ترى لن يعتز الايزيدية بعراقيتهم بعد اليوم؟ في حين استمروا في اعتزازهم بكوردستانهم على الرغم من عدم اعطائهم ولو مقعد كوتيا واحدا في برلمان كوردستان؟؟ الايزيدي يعتز و بالفطرة بوطنه ووطنيته اي كان هذا الوطن واينما وجد وهو قادر على عدم خلط الشعور الوطني بغباءات سياسية من اية حهت اتت. كنت سافهم هكذا ردود افعال لو كنا نتحدث عن توزيع الحصص التموينية من بطاطا او زيوت او ما شابه و لجاز لنا القول لماذا حصل المكون الايزيدي على طن واحد من الزيوت التموينية وهو يفوق بخمس او ست مرات على المكون الصابئي! هل لسادتي الكرام ان يحدثوننا عن عدد المدراء العامون من الايزيدية في اقليم كوردستان؟ عن عدد وكلاء المدراء العامون؟ عن عدد المناصب الادارية التي منحت للمكون الايزيدي بواسطة التحالف الكوردستاني في ادارات الحكومة الاتحادية؟ الم يصوتوا الايزيدية بنسبة 95% لصالح التحالف الكوردستاني؟ هل نسيتم السيدة بيزار التي ابت ان تدفن طفلها قبل ان تصوت للتحالف الكوردستاني؟ لماذا هذا الكيل بمكيالين. مني الاكراد بهزيمة في بغداد و لكن لم نسمع الدكتور فؤاد معصوم او الدكتور محمود عثمان او اي قيادي كوردي اخر عبر عن عدم اعتزاز الاكراد بعد اليوم بعراقيتهم!!!! بل على العكس من ذلك قالوا بان ما حصل كان نصرا للعراقيين جميعا و نصرا للعملية السياسية و قالوا لم يكن هناك لا غالب و لا مغلوب.
حدث العاقل بما لايعقل فان صدق فلا عقل له. من يعقل بان السيد امين جيجو فرحان كان بمقدوره ان يؤثر على صنع القرار؟ لاننا نعلم جميعا طبيعة العملية السياسية و اين تكمن بؤر صنع القرار. انني على يقين بان السيد امين جيجو فرحان يعلم جيدا بان فرصة اعادة انتخابه تكاد تكون معدومة امام المنافسين له هذه المرة وعليه استبعد انانية سياسية بحتة تراهن على ضمان مقعد فردي واحد. يخطيء من يظن بان امير الايزيدية كان بامكانه التاثير على صنع القرار.   انا عندي الراي بان المشكلة لا تكمن في ضياع مقاعد معينة بغض النظر عن عددها, بل في صلاحية نظام الكوتا من عدمه. الكوتا هي في الحقيقة خدعة سياسية من لدن الاكثريات السياسية الطائفية في العراق الجديد. الاكثريات السياسية الطائفية و للاسف الشديد قد نجحت و الى حد بعيد في فرض او اشاعة الفكر الطائفي بين الاقليات العراقية كما نجحت في تخندق هذه الاقليات طائفيا وهذا جرم لا يغتفر.
ما يحزنني ان الاقليات او بالاحرى من يركضون وراء مصالح سياسية فردية هم الذين يتبنون مشروع الكوتة لا لشيء الا, لانها تضمن لهم و بشكل سهل عملية التمقعد في البرلمان. الكوتا تخدم الاكثريات السياية وتضر بمصالح الاقليات. كيف ذلك؟  لكي نجيب على هذا السؤال ساتناول المكون المسيحي و الذي, وعلى حد قول الاخرين, انصف اكثر بكثير من الاخرين في حصتهم من الكوتا. ماذا سيجني يا ترى المكون المسيحي من مقاعده الخمسة في البرلمان العراقي؟ لنفرض جدلا بان المكون المسيحي سيتوحد و يقف وقفة رجل واحد خلف هذه المقاعد الخمسة لنرى و بعملية حسابية بسيطة بان خمسة من 300 لا يشكل اكثر من 1.5% من مقاعد البرلمان وقس على ذلك امكانياته الديمقراطية في التاثير على القرار؟؟ الاسوء من ذلك هو ان مقاعد الكوتا ستؤدي الى تناحرات سياسية شرسة بين مكونات الكوتا, ليمزق صفوف هذه المكونات الممزقة اصلا في صراعات لانهائية. هناك بعد اخر للكوتا وهو ابعاد ابناء المكونات من العملية السياية الحقيقية بابعادهم من الاحزاب و التنظيمات السياسية على اختلاف ايديولوجياتها وهذا يقلل من ثقل وفرص الاقليات الانتخابية بين الاكثريات السياسية و يؤدي الى تنافر مضر بين الطرفين. نستنتج مما تقدم بان الكوتا تؤدي الى تهميش المكونات و تحييدها سياسيا وهذا هو الغبن بعينه. ليس هكذا تبنى الاوطان....كذا مقعد للشيعة و كذا مقعد للاكراد ....للعرب....للايزيدية....للمسيحيين و هلما جرا. هذا التفكير يؤدي بالجميع الى االهاوية و الى تفكيك الاوطان و الى انقراض حتمي للاقليات و الى عبودية حتمية للشعب.
الان لنرجع الى المنطق او بالاحرى الى اللامنطق في طلب 5 مقاعد للايزيديين.....لاندري على من يضحكون المتباكون ؟ على انفسهم ام على الاخرين؟ تراهم يمسكون العصا من الوسط وهم يقفون برجل في الدنيا ولهم الاخرى في الاخرة.... المتباكون ان اختلفوا سياسيا يتفقون على كوردية بل اصالة كوردية الايزيدية ومع ذلك لا يجدون حرجا في المطالبة بمقاعد ايزيدية خاصة!!! كيف يستوي هذا؟ ان كان الايزيدية اكرادا فليس هناك اصح و اكثر عدالة ومنطقا من ان يكون حالهم حال البقية من الكورد والا جاز المطالبة بمقاعد كاكائية وفيلية وهورامية و...و  وعليه ليس ما هو اغرب من ان يطالب اصحاب هذا الراي بمقاعد خاصة لمكونهم الكوردي تحت اية اسماء كانت. واذا ما اصر المتباكون على احقية الايزيدية على مقاعد الكوتا لن يكون امامهم الا خيار الاقرار بعدم كوردية الايزيدية وهذا مناف لوعيهم وايمانهم. اذن لماذا تراهم يريدون تلك المقاعد الاضافية؟ بكل بساطة لمصالح سياسية بحتة فالتحالف الكوردستاني يراهن على كسب, او على الاقل, كسب ود هذه المقاعد الاضافية خاصة اذا ما ترائى للمكون الايزيدي بان التحالف الكوردستاني هو الذي اهداه هذه المقاعد. نحن نعلم ان 5 مقاعد غير مباشرة كانت ستعني الكثير للتحالف الكوردستاني الذي خرج من تعديل قانون الانتخابات بهزيمة حقيقية وان لم يعترف بذلك.ا لقد اراد التحالف الكوردستاني ان يربط قضية او حل قضية كركوك بتعديل قانون الانتخابات لكنه لم يفلح في ذلك بل اشترطت بغداد على ان لا تشكل نتائج انتخابات كركوك وسجلات ناخبيها باي شكل من الاشكال اساسا لاية قرارات سياسية او ادارية مستقبلية في اشارة واضحة لمسالة ضم كركوك الى اقليم كوردستان, بل اجلت مرة اخرى مسالة كركوك الى المستقبل المجهول و الى حيث لااتفاق على الراي. التحالف الكوردستاني خسر ايضا في طموحه المتمثل في تشريع القائمة المغلقة بل تراجع التحالف الكوردستاني عن مطلبه تحت ذريعة ان القائمة المفتوحة اصبحت مطلبا جماهيريا! و انتكس التحالف الكوردستاني في جعل العراق دائرة انتخابية واحدة حيث تم اقرار 19 دائرة انتخابية واحدة لكل محافظة عراقية واخرى اضافية لعراقي الخارج. تحصيل حاصل لم يكن ما فعله التحالف الكوردستاني قبيل التصويت على تعديل قانون الانتخابات, سوى جعجعة فارغة وزوبعة في فنجان لا لشيء سوى للدعاية الاستهلاكية المحلية. لهذه الانتكاسات انعكاساتها و ثمنها السياسي خاصة اذا ما اضيفت الى عوامل اخرى كالمشاركة الواسعة هذه المرة بشكل عام و من قبل من قاطعوا الانتخابات سابقا, بشكل خاص. الى كل ذلك يضاف تطورات سياسية اخرى  و في مقدمتها نزول قائمة التغيير الكوردستانية التي ابلت بلاء حسنا في انتخابات الاقليم في يوليو تموز من العام الجاري. كل هذه العوامل يدركها التحالف الكوردستاني ادراكا جيدا و يعلم ما هو ات و في ضوء هذه المستجدات نفهم قيمة كل مقعد مباشر او غير مباشر او حتى مقعد صديق, هذا هو سر تباكي التحالف الكوردستاني على المقاعد الايزيدية المفترضة والا طالبناه بمقاعد كوتا ايزيدية في البرلمان الكوردستاني.
اذن عدم حصول الايزيدية على 5 مقاعد كوتية او اكثر ليس امرا كارثيا ولن يكون نهاية المطاف بل بداية لرؤية سياسية ناضجة واملي ان تكون صحوة للايزيدية و للاقليات بشكل عام ليعلموا بان الكوتا لاتكفل لهم اية حقوق سياسية بل ان حقوقهم في المواطنة الحقة يضمنها فقط عملية سياسية مبنية على المواطنة و ليس على الانتماء القومي او الديني او المذهبي. حقوق الاقليات لا يكفلها سوى عدالة اجتماعية حقيقية يستوي تحت طائلها الكل و الجميع. ان العمل السياسي الحقيقي لن تجده الاقليات و الشعب العراقي عموما سوى في داخل الاحزاب السياسية المختلفة وعلى الاقليات ان تنخرط في الاحزاب السياسية التي تملك برامج سياسية وطنية تنسجم و تتفاعل مع طموحات المواطن بغض النظر عن الدين او القومية او المذهب او الجنس او العرق.
ان الاحزاب الوطنية و العلمانية و الليبرالية تشكل خيارا جيدا للاقليات وان الاحزاب الشمولية على اختلاف اشكالها لا تشكل خيارا موفقا للمواطن بشكل عام و للاقلياتي بشكل خاص.
على راي المثل : يقول الاخ المسيحي لو قدر لي ان اختار عقلي بداية... لاخترت العقل الايزيدي المتاخر.......
 

91
الاقليات العراقية و حمى المقاعد
بقلم وسام جوهر
السويد 2009-10-13
ان ظاهرة تعدد قوائم الاقليات العراقية, تعزز الراي القائل بان هذه القوائم قد اصابها  حُمى المقاعد البرلمانية التي افقدتها الرؤيا لترى ما بعد مرحلة التمقعد. يبدوا لي غريبا جدا ان نرى احزابا و تنظيمات لاكثريات سياسية تعيش حالة من الهتستيريا و الذعر لما هو ات و لذلك تراها تتحالف و وتئتلف خشية من انتكاسة انتخابية قد تحل بهم, و في ذات الوقت نرى ان احزاب الاقليات تتناحر و تتسابق لالغاء الاخر من الاحزاب ضمن مكونها دون ان تعي حقيقة وزنها الانفرادي الماساوي خارج حلبتها المكوٌني.
ان قوى الاقليات بنهجها هذا, ام انها تؤكد غبائها السياسي, او تقر انانيتها السياسية و لا ادري ايهما هو الاسوء.  اذن يعوز الخطاب السياسي الاقلياتي عنصرين مهمين اولهما غياب الوحدة و التحالفات الداخلية و ثانيهما الائتلافات الضرورية مع قوائم و ائتلافات اخرى. لاادري كيف لحزب او قائمة منفردة لمكون صغير نسبيا ان تحقق ما تعد به ناخبيه وهي لا تفوز باكثر من بضعة مقاعد على احسن تقدير؟ هذه المعضلة تتضح اكثر اذا ما و ضعنا ما تقدم في عالم تتصارع فيه الاكثريات و تتناطح بشراسة في معركة سياسية محاصصية لا تلتزم بابسط قواعد اللعبة الديمقراطية السليمة بل تسير و فق قانون اشبه بقانون الغابة, منه بصراع سياسي متمدن يستند على الحوار و التداول السلمي للسلطة.
و لرب سائل يسئلنا كيف يستقيم هذا مع ما طرحته سابقا من افكار نحو قائمة مستقلة و ما شابه ذلك؟ سؤال وجيه يستحق الاثارة و استغل الفرصة هنا لتوضيح الفكرة بعض الشيء. انني بطرحي تلك الافكار و على مستوى الشان الايزيدي, انما كنت مصرا على تحقيق العنصرين السالفين الذكر, اقصد القائمة الموحدة و من ثم الائتلاف, و الا انتفت مفعولية القوائم المستقلة للمكونات الصغيرة للمجتمع العراقي, اي ان يكون خطاب المكون موحدا اولا وان يشق المكون طريقه السياسي عبر اصلح البدائل السياسية المطروحة او القادمة, ثانيا. انني اشك بفاعلية التخندقات القومية و الدينية و المذهبية للاقليات العراقية. من هذا المنطلق كنت من بين ما ابتغيه تشكيل ضغط سياسي فعلي على القيادات السياسية الكوردية و كان طموحي في ذلك ان ترى هذه القيادات الخطاب السياسي الايزيدي الاخر الى جانب الخطاب السياسي الايزيدي الكوردي من خلال الكوادر الحزبية الايزيدية في صفوف الحزبين الرئيسيين.
 اليوم ارى ان خيارات الناخب الاقلياتي قد ازدادت عددا, بما في ذلك الناخب الكوردستاني خاصة بعد ان طرحت حركة التغيير الكوردستانية نفسها على الساحة السياسية و بقوة وذلك بدليل الفوز الكبير الذي حققته في انتخابات الاقليم في شهر يوليو تمز الفائت. يضاف الى ذلك بروز تيارات و تجمعات سياسية وطنية و ديمقراطية وعلمانية ليبرالية, على مستوى العراق.
اضافة الى ما تقدم من اخفاقات, نرى بان القوى السياسية لكل مكون قد تخندقت والتهت بحروب دينكوشيتية داخلية كتلك التي رايناها بين ابناء المكون المسيحي على سبيل المثال لا الحصر حيث راينا و للاسف الشديد تناحرات سياسية اشورية كلدانية سريانية لم تجلب لهم جميعا سوى المزيد من الويلات و المشقات و المزيد من الاقصاء حالهم بذلك حال المكونات الاخرى. هذه المطاحنات الغير المبررة افقدت قوى الاقليات المختلفة الدراية السياسية و اعمت بصيرتها و فوٌتت عليها بذلك امور بديهية جدا. نعم فاتت هذه القوى ان الاقليات العراقية تربطها ببعضها البعض و في ظل الظروف الراهنة ما هو اهم من الاختلاف او التنوع الديني و المذهبي و حتى القومي, الا وهو المصير المشترك (اضافة الى الوطن المشترك بطيعة الحال), اذ ان جميع الاقليات العراقية و بدون استثناء مهددة بالانقراض وفق مخطط خبيث يراد منه تفريغ العراق من اقلياته. اذا ما كتب لا قدر الله , النجاح لهذا المشروع الجهنمي لا ارى اية معنى عندها اذا كان هذا الجزء او ذاك هو الاصل لاقلية لم يعد لها وجود.
ان المصير المشترك يُحتٌم على القوى السياسية للاقليات المختلفة في العراق ان تنسٌق و ان تتحالف و ان تتكاتف,عبرحدود الدين و المذهب و القومية, من اجل مشروع بديل, فالاقليات مع بعضها تصبح قوة اكبر بكثير من مجموع قوة هذه الاقليات منفردة. استغرب حقا خلو الخطاب السياسي الاقلياتي من هكذا دعوة. كما اتمنى على قوى الاقليات الفاعلة ان ترفد و بقوة ووعي التيارات الوطنية على وجه العموم و العلمانية الليبرالية منها على وجه الخصوص. لا ارى ملاذا حقيقيا للاقليات سوى اقامة نظام وطني حقيقي يتخذ من المواطنة معيارا اساسيا في التعامل مع مواطنيه.
ان الناخب الاقلياتي مشوش عليه هذه المرة اكثر من ذي قبل, حيث سنرى بكل تاكيد تبعثر اصوات الاقليات بين قوائم و ائتلافات متعددة مما سيفقد المكونات ثقلها الانتخابي و ستتضرر هذه الاقليات اكثر من السابق و تجازف ان تخسر قسطا كبيرا من ثقة و تعاطف احزاب و قوى الاكثريات السياسية وهذا امر لا يجوز الاستهانة به في عراق اليوم.
الناخب الكوردستاني يواجه هذه المرة في انتخابات برلمان العراق بعدا جديدا وهو حركة التغير و الاصلاح التي تهب رياحها على كوردستان. فالى جانب قوى سياسية معارضة سابقة يجد الناخب الكوردستاني نفسه امام خيارات كوردستانية جديدة خاصة و كما يبدو الامر لحد الان, بان القوى الكوردستانية لم تفلح في النزول بمشروع تفاهم مبني على احترام الراي و الراي الاخر.
نري في جعل الساحة المركزية امتدادا للصراعات السياسية الداخلية, فيه الكثير من المغامرة السياسية. 
ان اصرار قائمة التحالف الكوردستاني في الاعتماد على سياسة الاكتفاء الذاتي و التي تستند على التحالف الاستراتيجي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني الكوردستاني, قد يكلف هذه القائمة اكثر مما كلفتها في انتخابات الاقليم في شهر يوليو تموز المنصرم حيث خسرت ما يعادل 46% من الاصوات الى المعارضة على اختلاف اشكالها و هي هزيمة حقيقية مقارنة بحصول هذه القائمة على ما يقارب ال 100% من الاصوات, كما جرت العادة سابقا.
 نرى من الحكمة ان تتحلى قائمة التحالف الكوردستاني بقدر كافي من المرونة السياسية و الاستعداد لاشراك الاخرين شراكة حقيقية و ليست تجميلية احتوائية, و ذلك  من خلال مساومات سياسية بهدف الوصول الى تشكيل شيء من قبيل الجبهة الكوردستانية للدخول في الانتخابات القادمة, فخير لقائمة التحالف الكوردستاني ان تخسر لقوى كوردستانية تشاركها المصير من ان تخسر لقوى اخرى منافسة لها على اقل تقدير. في المقابل على قوى المعارضة السياسية ان لا تجعل من المعركة السياسية الداخلية ان تستمر في ساحات الانتخابات المركزية.
ليس من الحكمة ان يقف خوف القوى السياسية للاقليات, عائقا في طريق اختيارها لائتلافات و تحالفات مع اصلح الاكثريات السياسية التي تضمن للأقليات حقوقها المشروعة على اساس الاحترام الكامل لهويات هذه الاقليات و على اساس الشراكة السياسية الحقيقية. ان وقوف قوى الاقليات العراقية خارج التحالفات و المناداة بالاستقلالية يترك هذه القوى في مهب الريح تاخذ بها الاعاصير الى حيث ما تشاء و لن تحصد من العملية السياسية اكثر من بضعة مقاعد لا توفر لناخبيها اكثر مما توفر لجالسيها.
على المدى المتوسط و البعيد لن يكون هناك طريق سياسي امثل للاقليات من طريق القوى السياسية الوطنية و العلمانية الليبرالية و كافة القوى التي تتمحور في برامجها السياسية على الوطنية قولا و فعلا في تحقيق دولة القانون و المساواة, يسود فيها العدالة الاجتماعية.
 ان انخراط ابناء الاقليات في مثل هكذا تنظيمات سيحقق لها اكثر بكثير من التخندقات الاقلية سواء اكانت على اساس الدين او المذهب او القومية, حيث ان التاريخ زاخر بالامثلة على انظمة سياسية فشلت على المدى البعيد في التمحور على الايديولوجيات القومية و الدينية و المذهبية المتشددة و حتى النصف المتشددة منها. ان قيمة المواطن لايجوز لها ان تحدد على اساس الانتماء القومي او الديني او المذهبي و الى غير ذلك من المعايير الغير المنطقية والغير المعقولة, كما لا يجوز تحديد حقوق وواجبات المواطن على اي معيار اخر سوى معيار الوطن, حيث القاسم المشترك بين الجميع.

92
ايضاح بخصوص مقالنا /مؤتمر القائمة الايزيدية, و امير الايزيدية في قفص الاتهام/
بقلم وسام جوهر
السويد 2009-10-04
مقالنا المذكور اعلاه اثار ردود فعل عديدة منها ما انتقدت و منها ما امتدحت و هذه مسالة طبيعية فمن يكتب يقسٌم القراء الى مؤيديين و معارضين و لا اباليين. وجدت لزاما نشر هذا الايضاح بسبب ورود بعض التأويلات المقصودة و ربما غير المقصودة لتقويلنا ما لم ننطق به و لتحميلنا عداءات و مواقف غير موجودة الا في مخيلة البعض لغاية في نفس يعقوب.
اولا لقد اعتذرت رسميا للاخ العزيز شمدين حسين لقسوتي الغير المقصودة لشخصه و حذفت "عبارة تائه ضائع" و يا ليتني لم اكتبها ولست افضل من ان اعتذر.
الموضوع ليس تغيير موقف بقدر ما ان البعض لا يريد ان يفهم الفرق بين رمزية الامير من جهة و بين تصرفاته و مواقفه السياسية من جهة اخرى.  انا لم اكن يوما عدوا للامير و لا لنجله و لالغيرهم ولي علاقة طيبة مع افراد عديدين من عائلة الامير بشقيها. لقد انتقدت اكثر من مرة الامير او بالاحرى بعض من مواقفه مثل مسالة تشكيله للمجلس الاستشاري الذي لم يكتب له النجاح لاحقا وقادة القائمة الايزيدية من تركوا هذا المجلس لاحقا الى جانب سيادة نائب امير الايزيدية الامير فاروق سعيد بك الذي استقال من ذلك المجلس ايضا. رفضت و لازلت ارفض ان ينتمي الامير الى اي حزب سياسي كان, بل حتى انحيازه لكيان سياسي معين لان مقامه يتطلب منه مواقف عامة و عنده تلتقي الاراء السياسية المختلفة ليبقى دوره مرشدا عاما لا يتدخل في جزئيات السياسة وهذا ينطبق على سماحة الباباشيخ و سماحة رئيس القوالين و كافة رجال الدين. على اية حال اشرت الى ان سمو الامير ليس في موقفي و موقف الاخرين بل انه مطالب بعض الاحيان باتخاذ المواقف الضرورية لمصلحة رعيته حسب قناعاته و قدراته و خبراته و هو يعلم جيدا ان زلة صغيرة منه لا سمح الله قد تسبب كارثة حقيقية لرعيته و عليه لا بد له من ان يصبح كبش الفداء و عندها علينا التريث قبل اصدار الاحكام بحقه و ان صدرنا فعلينا ان نفعلها في صياغ الاحترام و الاداب العامة وهذا امر وسياقات متعارفة عليها في المجتمعات الديمقراطية عندما يتعاملون مع رموزهم كالملوك على سبيل المثال.
 ان من يتراشق, عليه ان يتذكر بان موقفنا من مسالة التعامل مع الرموز و الامير منهم بل على راسهم ليس الاول بل كان لنا ذات الموقف حينما راينا صورة لسموه و هو يحمل دبلوم سلام من مؤسسة امريكية منحته خلال زيارته لامريكا. كانت الصورة غير موفقة براينا اذ كانت توحي و للاسف الى سجين يحمل لوحة عليها اسمه فطلبت من المعنيين الانتباه الى ذلك احتراما لشخص و رمزية الامير. ويوم وردت اشاعات تفيد بان الامير قد اجبر على التخلي عن العكال و ذلك لربط البعض اللباس بالهوية القومية , اعتبرت ذلك تجاوزا على رمز الامير, خاصة هناك عشائر و مجاميع كوردية تتخذ من العكال جزءا من الزي المتداول دون ان يتعرض اليهم احدا فلماذا الكيل بمعيارين؟
لماذا اذن عندما ننتقد احراج الايزيديين لاميرهم بشكل لم نراه صحيحا تقوم الدنيا و لاتقعد؟ ان يتهمني احد بعداوتي للامير او نجله او كوردستان فهذا امر مرفوض و ليس الا محاولة يائسة و دليل على افتقارهم للمنطق في الحوار. ثم ان يقوٌلني اخر بتخويني لغيري اعتبره تجنيا على الحقائق لانني ارفض و من حيث المبداء تخوين الاخرين في الحوارات لان التخوين سلاح العجزة من المحاورين.
 ليبرالي انا, ادافع عن حق خصمي في الاختلاف في الراي معي.
نعم كنت و لا زلت ناقدا للقيادة السياسية و على وجه الخصوص قيادة الحزبين الرئيسيين لنهجهما الخاطيء تجاه مكونات كوردستان على وجه العموم و الايزيدية على وجه الخصوص طالما لم يحصل تغيير على هذه السياسة, وانني من مؤيدي التغيير و الاصلاحات الضرورية في كوردستان و العراق من اجل خلق نظام مؤسساتي ديمقراطي علماني يتخذ من المواطنة معيارا لتوزيع الحقوق والواجبات بدلا من نظام عشائري يستند على الحزب الواحد و القائد الاوحد ويمارس المحسوبية و المنسوبية و يعاني من فساد اداري شنيع.
اما بخصوص مسالة عدم حضوري لاجتماع هانوفر و مشاركتي للقائمة الايزيدية المستقلة, فهذا بحث اخر سيتضح للجميع قريبا اضافة الى كون عدم حضوري يعد حقا مشروعا احتفظ به لنفسي مثلما كان حضور بعض من اخوتي من السويد حقا مشروعا لهم.
 نحن ايزيدية السويد  و الحمد لله نميز بين محورين رئيسيين اولهما امور الجالية في السويد وهو شان ايزيدي محلي و شان مدني نلتقي فيه عبر الانتماءات و الميول السياسية, وثانيهما هو محور النشاط السياسي الخاص بتقديم الدعم لشعبنا في كوردستان و العراق وهنا نحترم الاختلاف في الراي كمسالة طبيعة و هذا ما يفسر حضور البعض و غياب البعض الاخر و بالمناسبة لم يحضر اي شخص يمثل اتحاد الجمعيات الايزيدية بصفة رسمية بل مثل شخصه وله في ذلك حقه المشروع و لا مشكلة لنا مع ذلك.

93
مؤتمر القائمة الايزيدية المستقلة, و امير الايزيدية في قفص الاتهام؟
بقلم وسام جوهر
السويد 2009-10-01
عقدت القائمة الايزيدية المستقلة مؤتمرها الاول  يوم السبت الموافق 26 ايلول سيبتيمبر الجاري في مدينة هانوفر الالمانية. وكانت القائمة قد افادت في وقت سابق بانها ستعقد مؤتمرين اولهما هذا الذي نحن بصدده الان و الثاني سيعقد في وقت لاحق في العراق. على حد ادعاء قيادة القائمة كان الغرض من المؤتمرين هو فرز الاليات و الاستراتيجيات اللازمة لتسمية مرشحي القائمة بكل شفافية و لمناقشة منهج عملها القادم لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية في 16 كانون الثاني يناير 2010.
ان ماتسرب لحد الان من وقائع جلسات المؤتمر و مما ورد عن المؤتمر في مقال للاخت عروبة بايزيد تحت عنوان "مؤتمر القائمة الايزيدية المستقلة هل هي بداية صحوة", يثير الدهشة و الاستغراب.
اولا نتسائل لماذا اقحام او ربط محور قضايا اللجوء في المهجر مع مؤتمر قائمة سياسية تشارك في انتخابات الوطن؟ بطبيعة الحال جاء ذلك لغرض الدعاية الانتخابية دون ان يفهم من كلامنا ان الاخوة في قيادة القائمة المستقلة لا يهتمون بشؤون الجالية في المهجر بشكل عام و في المانيا بشكل خاص, بل على العكس من ذلك فلهم نشاط مشهود له. من المتعارف عليه ان مثل هذه الامور يتبناها منظمات المجتمع المدني في المهجر و ليس احزاب و قوائم سياسية تشارك في العملية السياسية في البلد المعني.
لنقل ان وجود سيادة الامير في المانيا قد تزامن حقا و من باب الصدفة لعقد هذا المؤتمر مما ادى بقيادة المؤتمر الى دعوة امير الايزيدية في العراق و العالم , وقريبا في العالم وحده, الى حضور جلسات المؤتمر الامر الذي لايثير تسائلات بحد ذاته فيما لو التزم المؤتمرون بالسياقات المتعارفة عليها في تنظيم مشاركة و حضور الضيوف. ان ماجرى مع الامير يثير الى الدهشة و الاشمئزاز في ان واحد.
هناك من يقول بان سيادته يستحق ما جرى له وذلك لارتضائه بالاسلوب الذي تم استغلاله و استجوابه و وكأن القائمة الايزيدية المستقلة قد اتت به قابضا في قفص الاتهام ليجاوب على اسئلة يمكن القول عنها كلمة حق يراد بها باطل.
عذرا يا سيادة الامير ما كان عليك القبول بما جرى, كان يكفيك حضورا و كلمة مرحبة ببني جلدتك من المشاركين في مؤتمرهم. كان عليك ان تقف عند حد تهنئتهم في عملهم القادم في خدمة الايزيدياتي و الوطن.
مالغرض من توجيه هذه الاسئلة و بوقاحة بعض الاحيان؟ هل رايتم شريحة اخرى تعامل رموزها الدينية و المذهبية و القومية بهذا الاسلوب و خاصة في المناسبات الرسمية؟ بطبيعة الحال يدرك سيادة الامير و نحن معه بانه لا يليق بمقامه العمل الحزبي و هل وصل الامر بنا الى هذا الحد لياتي تائه ضائع ليلقي بمحاضرة  على اميره عن اوضاع الحبر الاعظم في الفاتيكان دون ان يتحرك شهامة احد من جمهور المؤتمرين؟ هل يعلم المتسائل بان الحبر الاعظم يقف على راس جمهورية مستقلة و على رئس الملايين ممن يقفون وراء النهضة العلمية و الثقافية و الحضارية لعالمنا الحديث؟ وهل يعلم بان عشرات الدول و في مقدمتها امريكا التي حررته من الديكتاتورية تقف خلف حبره الاعظم؟ اين لامير الايزيدية كل ذلك و هو يقف على راس مليون فقط متشتتين في بقاع العالم لا حول و لاقوة لهم. هل فاتنا جميعا ان القوة و العنف هما سيدا الموقف في العراق و من ليس له عمق اقليمي في عراق اليوم يبحث عن امنه و امانه و لا ينطح الحيطان. هل فات الشريحة المثقفة ان ما يجوز لهم قد يكون محرما على اميرهم بل قد يغامر بمصير شعبه.
انني لااشك بنيته و بحرصه على شعبه مهما كانت انتقاداتنا له, لكنني في ذات الوقت اتالم معه لانه امير بلا سلطة و سلطة بلا سلطان, انه بكل تاكيد يتعرض الى شتى انواع الضغوطات و التهديدات و لايستطيع الافصاح عنها حرصا منه على مصير شعبه. كان على سيادته ترك المؤتمر عندما انحرف عن مساره لكن نباهته و كرم خلقه العالي و تواضعه الشديد منعه من فعل ذلك. الامير, استمحيك عذرا ايها الامير , اصبح شماعة سهلة المنال للبعض الفاشل لشر غسيلهم القذر عليه.
الم نكن نحن جميعا و بشكل او باخر من جرد سيادته و معه رجالات الدين من كل سلطة؟ لماذا ياترى نلتجاء اليه بلومنا و بندائنا اياه لمساعدتنا في امورنا السياسية؟ هل يستقيم ان نلوم الامير في انحيازه لحزب سياسي معين و نطالبه في الوقت ذاته ان يساعدنا في عملنا السياسي حتى و ان كنا ايزيديين؟
ان مسالة ترشيح نجل الامير, الامير حازم تحسين لبرلمان كوردستان و فوزه لاحقا بمقعد برلماني, هي في الحقيقة زوبعة في فنجان. نعلم جميعا بان كائن من يكون في ذلك المقعد لن يغير من احوال الرعية بشيء طالما هناك نظام سياسي فاشل و طالما كان الشعب بعيدا عن صنع قراره. يضاف الى ذلك بان الامير اراد ان يرسل رسالة الى من يتوهم من الكوادر الحزبية الايزيدية بانهم من يتمسكون بزمام الامور. من جانب اخر تفضح بل تبرهن هذه التجربة طبيعة النظام السياسي العشائري المزاجي السائد. على اي مرشح اخر سارت مسالة الكفاءة لكي نطالب نحن تسييرها على مرشحنا الوحيد من بين 110 مقعدا؟ انني على يقين باننا نجد من هو اكفيء من اي مرشح من بين هؤلاء ال 110 مرشحا وهذا يصح في برلمانات الدول الديمقراطية على حد السواء فلماذا هذا الاصرار على وجود من هو اكفيء من الامير حازم بين الايزيدية ان لم يكن القصد بدوافع شخصية بعض الاحيان. من يثبت لي بان سيادة مام جلال هو الاكفيء ليكون رئيس جمهورية العراق و من يثبت لي بان السيد نوري المالكي هو الاكفء لتولي منصب رئيس الوزراء, بل نرى من ايده بالامس يطالب بتنحيته اليوم.
اما فيما يخص الشجاعة التي تحلى بها المؤتمرون فلا ارى شجاعة سوى تلك التي مورست ضد امير كريم خلوق. مع جل احترامنا و تقديرنا لسيادة رئيس اقليم كوردستان و رئيس وزراء العراق و لغرض المقارنة ليس الا, نقول هيهات لاحد من هؤلاء الشجعان ان يوجه و بشكل مباشر كلاما من نوع "لا يليق بك ان تكون رئيس اقليم او رئيس وزراء دولة ينخر مفاصلها الفساد الاداري حد النخاع" او "لا يليق بك ان تكون رئيس حزب معين و انت رئيس اقليم" بطبيعة الحال هذا ما لا ابغيه و لكنني اردت الاسعانة للمقارنة, اذ هناك دوما اساليب حضارية و اكثر تمدنا دون ان نضحي بما نريد قوله فاللبيب تكفيه الاشارة و اميرنا و قادتنا لبيبون الى درجة كافية لفهم و هضم الرسالة.
ان مطالبة الامير بالتبرعات و المشاركة في المظاهرات السياسية هو احراج غير مقبول و غير مسؤول. بطبيعة الحال سيعتذر الامير وهو صائب في ذلك و كان عليه ان ينسحب من المؤتمر الذي اراد كسب النقاط على حسابه, و لكن من يدري ربما سمح لنفسه ان يصبح ضحية للايقاع بمن ارادوا الايقاع به.
في الاونة الاخيرة تعالت اصوات تتحدث عن لالش و خيراتها و احيانا بالفاظ و تعابير غير مقبولة مهما بلغت درجة التذمر فلالش و مقدساتنا الاخرى اكبر بكثير من التلاعب بالالفاظ و الكلمات لنبين مهاراتنا اللغوية. لالش بحاجة الى رعاية و صيانة و ادامة و تطوير ولكن من غير الصحيح ان نلاحق شخص الامير بهذ الاسلوب ونعلم جميعا يانه يمارس تقليدا مر عليه من الزمن ما يستوجب علينا الحذر في احكامنا و الفاظنا في دعواتنا الاصلاحية. ان الاموال التي نتحدث عنها تافهة اذا ما وضعناها في سياقها الصحيح. للالش حقوق واستحقاق على الاقليم و العراق و الاثنان يملكون المليارات من الدولارات. فكوردستان وحدها استلمت ما بين 2004 و 2008 مبلغا يقدر ب 34 مليار دولار وهذه تشكل 17% من ميزانية العراق !!!!
نطالب الامير ان يقول لنا من هو الاكثر متضررا المسيحي ام الايزيدي ونريده ان يقر لنا بان للاخ المسيحي امتيازات تفوق على تلك التي يملكها الايزيدي!! اي سؤال هذا و اية امتيازات يملكها المسيحي وهو يشرٌد و يقتل و تفجٌر كنائسه؟ نحن جميعا مضطهدين اقليات و اكثريات و الظالم معروف حي يرزق بين ظهرانينا فلماذا احراج الامير بهكذا سؤال.
واخيرا يبدو لي ان ما اعلن عنه غاية لمؤتمر القائمة الايزيدية المستقلة, ذهب مع الريح و سيان الامر ان كان تعمدا ام تقصيرا؟

94
قائمة التغيير: بداية غير موفقة
بقلم وسام جوهر
السويد  20090823
لقد افرزت انتخابات اقليم كوردستان في يوم 25 تموز يوليو الماضي خارطة سياسية جديدة و احدثت تغييرا فوق التوقعات. ان الجماهير التي صوتت للتغير انما تتوسم في قوى المعارضة السياسية القدر الكافي من الدراية السياسية و الجراءة الضرورية لاحداث التغييرات المنشودة على ارض الواقع.
ان ما شاهدناه و لاحظناه من وقائع الجلسة الافتتاحية لبرلمان كوردستان المنتخب يثير دهشتنا و استغرابنا لبعض الامور الشكلية و غير الشكلية بحيث تشكل هذه الافتتاحية خيبة امل لما حصل من تجاوز على الدستور و الاعراف و السياقات المتبعة. انه لامر مؤسف ان سارت الاحداث بشكل استعراضي للقائمة الفائزة التي جعلت وقائع الجلسة مسرحا و مسرحية رسمت ادوارها مسبقا و ساقت فوق المعارضة المرتبكة سوقا بحيث تم تجاهلها عمليا دون حراك او اجراء!!! ما كان للقائمة الكوردستانية ان تتصرف بهذه السلوكية و اللاابالية لو تهياءت قوي المعارضة سلفا لهذه المراسيم و لو نسٌقت هذه القوى جهودها مسبقا. يبدوا ان قوى المعارضة قد استسلمت للامر الواقع دون محاولة وهذا موضع انتقاد و عدم الرضى لانه تقصير واضح بحق الناخبين الذين دفع بهم الى قبة البرلمان ليكون الصوت الاخر و ليس الصوت الصامت. صحيح جدا ان القائمة الكوردستانية كانت ستفوز بمنصب رئيس البرلمان وربما ببقية المناصب او بالاحرى المواقع البرلمانية الاخرى اذا ما صممت القيادة السياسية لهذه القائمة الانفراد بهذه المواقع, ولكن نرى بان الواجب يحتم على المعارضة ان يكون لها بديل وان لم يؤخذ به, ان يكون لها مرشحيها لهذه المواقع و الا لماذا ياترى ان شقيقة القائمة الكوردستانية, اعني قائمة التاخي تنادي بحقها و استحقاقها الانتخابي في مجلس محافظة نينوى حيث فازت قائمة الحدباء على الاغلبية المطلقة لمقاعد مجلس المحافظة؟ و لماذا تلتجئ قائمة التاخي الى شتى الوسائل لممارسة الضغوطات السياسية من اجل الحصول على استحقاقها الانتخابي؟ انها حقا بداية غير موفقة لقوى المعارضة السياسية بشكل عام و لقائمة التغيير بشكل خاص. لقد اخطاءت المعارضة مرتين, مرة في عدم تقديمها لمرشحيها و مرة لعدم معارضتها اسلوب التزكية الاوتوماتيكة و كان من المفروض ان ينسحب برلمانيوا المعارضة من البرلمان من باب التاكيد على عدم رضى المعارضة لسلوكية القائمة الفائزة ببرز العضلات. لا نرى مبررا مقنعا لعدم مشاركة السيد نوشيروان مصطفى رئيس قائمة التغيير, محضر الجلسة الاولى ان لم يكن لشيء فليكن احتراما لمن وضع صوته لصالح دخول السيد نوشيروان برلمان كوردستان. في الوقت الذي نثمن قراره و الاخرين الاستقالة من البرلمان ليفسحوا المجال للطاقات الشابة و لضرورة تفرٌغهم للعمل السياسي القادم نرى بان السيد نوشيروان و للاسف الشديد سجل هدفا غير مبررا في مرمى فريقه. ان سلوك قائمة التحالف الكوردستاني في الانفراد بكافة المواقع البرلمانية تؤكد مرة اخرى النهج الازدواجي في المعايير و القيم السياسية وعدم التزامها بالقيم و السياقات التي تطالب بها الاخرين, ففي الوقت الذي ملئت قائمة التاخي الدنيا ضجيجا لاستحواذ الحدباء الفائزة , على كافة المناصب و المواقع البرلمانية في مجلس محافظة نينوى, نراها هي نفسها تتبع النهج الاستحواذي مع الاخرين!!! نفس القيادة السياسية تريد للعراق نظاما برلمانيا قويا و رئاسيا تشريفيا, بينما تريد للاقليم عكس ذلك تماما وهلم جرا. 
نتمنى ان تكون هذه البداية الغير الموفقة لقائمة التغيير و المعارضة السياسية, زلة غير موفقة و ان لاتكون باي شكل من الاشكال علامة او مؤشرا  لما هو ات من الايام.

95
انتخابات كوردستان: هل فاز من فاز ... و خسر من خسر؟
بقلم وسام جوهر
السويد 2009-08-01
في صبيحة يوم السبت المصادف 25 يوليو تموز 2009 توجه الناخبون في اقليم كوردستان العراق الى صناديق الاقتراع لينتخبوا رئيسا و برلمانا للاقليم و كل ذلك وسط اجواء تختلف عن سابقاتها على اقل تقدير. للمرة الاولى وجد التحالف الكوردستاني نفسه يواجه معارضة حقيقية خارجة عن دائرة سيطرته المادية و المعنوية. ان استياء الشارع الكوردستاني من التحالف كان واضحا و عبر نفسه عن معارضة سياسية انقسمت بين تيارين رئيسيين اولهما تيار التغيير بقيادة السياسي المخضرم و المنشق من الاتحاد الوطني الكوردستاني, السيد نوشيروان مصطفى و يعد هذا التيار رافدا بارزا وواضحا من روافد التيار الليبرالي العام في كوردستان. اما تيار المعارضة الكوردستانية الثاني فهو التيار الاسلامي و الذي تحالف مع قوى يسارية. و كان جليا ان التيار الليبرالي وجد معقله في السليمانية بينما توطن التيار الاسلامي في بهدينان و دهوك بالدرجة الاولى و هذا بدوره يعد انعكاسا واضحا للتفاوت في الرؤى السياسية بين سليمانية(سوران) و دهوك (بهدينان) مثلما توسطت اربيل بين هاتين المحافظتين جيوسياسيا. و يبدوا ان المعارضة الكوردستانية قد حذت جغرافيا حذو احزاب السلطة  اعني الاتحاد الوطني الكوردستاني  "السوراني" و الحزب الديمقراطي الكوردستاني "البهديناني", بينما ظلت اربيل منطقة نفوذ مشتركة و حتى اسلاميوا كوردستان انقسموا الى اسلاميو سوران و اسلاميوا بهدينان و الاسلاميون يشكلون اليوم جزءا من المعارضة السياسية الحقيقية بعد ان خرجوا من ظل دائرة التحالف الكوردستاني.
انتخابات الرئاسة:
اولا و قبل كل شيء لم يكن هناك ولو شخص واحد لم يتكهن بفوز مرشح التحالف الكوردستاني و الحزب الديمقراطي الكورستاني سيادة رئيس الاقليم الحالي كاك مسعود البارزاني. المعلومات الاولية الغير الرسمية تشير الى فوزه بما يقارب ال 70% من الاصوات و لايسعنا هنا الا ان نباركه على هذا الفوز و نتمنى لسيادته التوفيق في اداء واجباته القادمة. ارى ان الاخرين من مرشحي الرئاسة يستحقون حقا كل التقدير و الاحترام لشجاعتهم ليكونوا رموزا للمعارضة السياسية و ترجمة للعملية الديمقراطية و هم يعلمون جيدا النتائج المتوقعة. المعلومات الواردة من كوردستان تشير الى فوز السيد كمال ميراودلي في السليمانية واذا ما وضعنا هذا الفوز الرقمي في محيطه الواقعي لعلمنا كبر و قيمة هذا الفوز. شخصيا لا ارى ان من فاز... فاز ومن خسر... خسر وذلك لان المرشحين الذين خسروا الانتخابات شكليا فازوا قلوب الجماهير و احترامهم و كانوا جزءا مهما من فوز العملية الديمقراطية وهو الفوز الحقيقي لنا جميعا.
اما فوز كاك مسعود الحقيقي لا اجده في تلك 70%, بل في تلك 30% التي خسرها ليكون اشارة واضحة الى ثمة شيء يستحق التوقف عنده...الى ثمة حاجة لمراجعة الذات وتصحيح ما يلزم تصحيحه من مسار العمل السياسي.
انتخابات البرلمان:
لقد كان الارتباك واضحا لدى قائمة التحالف اذ وجد نفسه و لاول مرة محاصرا بعض الشيء مجبرا على الاعتراف بوجود الفساد الاداري موعدا الناخبين بمحاربته. ووجد سيادة مام جلال الامين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني نفسه امام تحديات حزبية عميقة و خطيرة و فشل في امتصاص المعارضة السياسية داخل حزبه و راينا كيف ان العشرات من قياداته و المئات من كوادره تركت صفوف الحزب لتاخذ جانب التغيير منادين بالتغييرات السياسية غير مؤمنين بوعود قيادة الاتحاد و امينه العام باجراء اصلاحات سياسية شاملة. مع تنامي المعارضة السياسية لقيادة الاتحاد بداء حليفه الاستراتيجي الحزب الديمقراطي الكوردستاني يلوح بما مفاده ان ما قد يخسره التحالف لصالح قائمة التغيير يجب ان يكون من حصة الاتحاد, وكانه اي الحزب الديمقراطي الكوردستاني بمناى عن التغييرات و كانه يمتلك المناعة الطبيعية للاحتفاظ بحصته الخمسينية من ناخبي كوردستان.
بحسب النتائج الرسمية الاولية و التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حصلت قائمة التحالف على 57.34% من اصوات الناخبين بينما حصلة قائمة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى على نسبة 23.8% من الاصوات بينما حصلت قائمة "الخدمات و الاصلاح" و التي تتالف من احزاب اسلامية و يسارية, على 8.12% من الاصوات. بعيدا عن الخروقات و اتهامات التزوير و المضايقات التي مورست ضد المعارضة السياسية حسب زعمها لنلقي نظرة الى هذه النتائج. ليس هناك شك بان التحالف حصل على غالبية تساعدهم في تشكيل الحكومة المقبلة لتقود الاقليم الى جانب مرشح قائمتها الذي فاز انتخابات رئاسة الاقليم بغالبية واضحة.
ان اهم ما اسفر عن هذه الانتخابات هو ان هيمنة الحزبين الرئيسيين في قائمة التحالف قد تعرضت الى هزة حقيقية لا بد لها ان تترك بصماتها على التحالف الاستراتيجي بين حزبي قائمة التحالف, و اننا على موعد لاختبار حقيقي لصلابة هذا التحالف عندما تحين الساعة لتعيين و تسمية رئيس وزراء الاقليم الذي يجب ان يكون من نصيب الاتحاد الوطني الكوردستاني و مرشحه الاقوى حاليا هو السيد برهم صالح, هذا اذا ما تم الالتزام بمداء الشراكة بين الحزبين, لكنه في الوقت ذاته هناك تصريحات و تلميحات رسمية و شبه رسمية تشك ببديهية حصول الاتحاد الوطني الكوردستاني على منصب رئيس الوزراء خاصة بعد الهزيمة النكراء التي تعرض اليها الاتحاد الوطني الكوردستاني في جبهته و عقر داره مما يضعه في موقع ضعيف امام حليفه الذي خرج قويا من الانتخابات قياسا به.
 اننا نشهد ولادة معارضة سياسية حقيقية و فعلية بل ضرورية لبناء دولة القانون و المؤسسات, فاية سلطة سياسية من غير معارضة سياسية حقيقية لا يمكن ان يكتب لها النجاح على المدى البعيد. لكي نفهم حجم الهزة و ابعادها, علينا ان نرجع الى الارقام لنرى بان مناصفة حزبا السلطة ل 57.34% يعني ان كل حزب حصل على 28.67% مقارنة بنسية ال 50% لكل حزب على اساس الشراكة السياسية مناصفة. هذا يعني ان احزاب السلطة تراجعت بما يقارب من ال 42% لصالح احزاب المعارضة الناشئة بامكانياتها المادية و الاعلامية المتواضعة مقارنة بالامكانيات الغير المحدودة لاحزاب السلطة ناهيك عن نضال تاريخي طويل يمتد الى اربعينيات و سبعينيات القرن الماضي!! انه حقا تراجعا كارثيا وان احتفظ التحالف بالسلطة السياسية.
صحيح ان قوائم المعارضة خسرت الانتخابات رقميا بفوزها على 42% الا انني ارى انها في الحقيقة حققت تقدما كبيرا مقارنة ب ال 0% من الناحية العملية سابقا. سيكون من الصعب جدا لاحزاب السلطة السياسية ان تتجاهل المعارضة السياسية بعد الان و انني على يقين باننا سنرى حيوية و نقاشات و مشادات في جلسات برلمان كوردستان القادمة و اننا قد تخطينا مرحلة "موافجين" في الحياة البرلمانية القادمة. ما اتمناه على احزاب المعارضة ان لاتقع في فخ "حكومة توافقية" او اية تسمية اخرى, لانها اي المعارضة ترتكب عندها حماقة سياسية بل انتحارا سياسيا. من الافضل لاحزاب المعارضة ان تمارس معارضة سياسية حقيقية بناءة من ان يتم احتوائها من قبل حزبين لهما تحالفا استراتيجيا لتقاسم السلطة و ما لها.

كوتا الاقليات:
و نحن نتحدث عن نتائج انتخابات الاقليم لابد لنا ان نتطرق الى 11 مقعدا برلمانيا (5 خصصت للمسيحيين وخمسة للتركمان و مقعدا واحدا للارمن) تم اضافتها الى مقاعد برلمان الاقليم عشية الانتخابات و على عجالة. يا ترى لماذا قامت رئاسة الاقليم و قيادة التحالف بهذا الاجراء و لماذا هذا التوقيت بالذات؟ كل الدلائل و المعطيات تشير الى ان هذا الاجراء كان مناوريا يهدف الى تعزيز المصالح السياسية لصالح رئاسة الاقليم و احزاب السلطة. ان هذا الاجراء علاوة على كونه دعاية سياسية استهلاكية للداخل و الخارج, فهي محاولة لاستمالة ابناء المكونات الغير الكوردية و كسب  عطفها و تعاطفها خاصة وان قيادة التحالف ادركت جيدا ما كان ينتظرها هذه المرة من معارضة سياسية علنية و ملموسة فارتأت ان تشكل هذه المقاعد ال 11 الاضافية خطا احترازيا و احتياطيا.
شخصيا ارى بان مبداء الكوتا هو ليس الا خدعة و بدعة من لدن الاكثريات السياسية لتحييد بل اقصاء الدور السياسي لابناء الاقليات و تشجيع التناحرات الداخلية بين ابناء المكونات المعنية بهذه الكوتا. ما نحن بحاجة اليه ليست هذه الكوتا التي تعمق الشعور الطائفي و التخندقات المذهبية و العرقية بل محاربة اللاعدالة الاجتماعية من خلال تفضيل الشعور الوطني على الشعور القومي و المذهبي.
في الختام نتسائل :  هل حقا فاز من فاز و خسر من خسر؟ نترك الايام تجيب على ذلك.....

96
المنبر الحر / دعاء يزيدي...!!!
« في: 00:52 16/06/2008  »
دعاء يزيدي...!!!
بقلم وسام جوهر
السويد 2008-06-15
wisam01@gmail.com

اهدي هذه الكلمات الى الشعب العراقي على مختلف اطيافه دون استثناء. لعلني اعبر عن مشاعر بعض من اخوتي و اخواتي في المواطنة و لعلني افلحت ان الفت نظر سياسي هنا او هناك و املي ان يتحرك ضمير هنا او هناك و مناي ان نجد قريبا نهايه لمعاناة هذا الشعب الجريح.

 اما فولله ان امر الدنيا هذه لعجيب, نحن نعيش زمنا و تحت احتلال دولة يحاكم فيها من يؤذي حيوانا او يقطع شجرة و يغرٌم فيها صاحب مطعم لان زائرا ارتشف قهوة كانت اكثر سخونة مما تحدده القوانين... و في العراق يغتصب و يقتل و يجوٌع يوميا شعبا باكمله ولا يحاكم عليه احدا!!!

بسم السلطة في بغداد و اربيل
اشهد ان لا سلطة الا في بغداد  و اربيل ... و اشهد ان اليزيدية قد ضاعوا بين بغداد و اربيل
أشهد ان قادتنا هم رسلنا الى ابد الابدين ...

لبيكم اللهم لبيكم لبيكم لا شريك لكم في السلطة لبيكم
إن الشكر و الثناء لكم و الدولار و النفط لكم لا شريك لكم لبيكم
يا حكامنا ليس في قلبنا أحد سواكم..تعطون السلطة لمن تشاءوون و المال لمن تشاءوون
تعطون الحصة لمن تشاءوون و تحجبونها عن من تشاءوون....
يا امريكا ليس في قلبي اعظم قدرة منك... يا تحالف
يا بغداد أتينا إليك ملبيين فلا تردينا يا بغداد .
يا اربيل اتينا اليك متوسلين فلا تردينا خائبين.
يا رب ارزقنا الإخلاص في محبتك...و العراق و كوردستان.
يا رب طهر قلوبنا من اللاحزبية و اللاانتماء
يارب احفظ السنتنا من النقد صغيرا كان ام كبيرا
يا رب ارزقنا عملا حتى و ان كان في المقاهي او البارات..في الموصل او اربيل
اللهم أعنٌا على ذكر قادتنا وشكرهم وحسن التصويت لهم 
ما أكرمهم وما أعظمهم يا إلهي وما أرحمهم بشعبهم
 جعلوا التصويت لنا حجة و سنة نثبت بها طائفيتنا
اللهم أكتب للمحتل الرحيل و للعراق السيادة و للاقليم حق تقرير المصير
يارب اعنا لكي نصوم باليوم اربعون... و اجعل خيرا في تنفيذ المادة مائة و اربعون
يارب احفظ لنا العراق و كوردستان و قادتنا هناك
يارب احفظ لنا اميرنا المبجٌل و لجنته الاستشارية الموقٌرة
يارب احفظ لنا وزرائنا و لجاننا الاستشارية و مراكزنا الثقافية
يا رب احفظ لنا باحثينا و كتٌابنا و مواقعنا الاليكتونية.

امين

97
تظاهرة جماهيرية في العاصمة السويدية استوكهولم

تكريما لشهداء مجزرة شنكال تعلن الجالية الايزيدية في السويد عن قيام تظاهرة جماهيرية واسعة في مدينة استوكهولم العاصمة و ذلك في تمام الساعة الرابعة و النصف من يوم الخميس القادم و المصادف ‏23‏/08‏/2007 و على ساحة سركلستوري. نهيب بكافة محبي الخير من افراد وجماعات المشاركة في هذه التظاهرة الجماهيرية لتقديم يد العون و المساعدة للمنكوبين من اهالي سنجار الذين لا حول لهم و لا قوة الا بالله وبكم. للاستفسار يمكنكم الاتصال بنا على البريد الاليكتروني التالي:

wisam01@gmail.com

 

الجالية الايزيدية في السويد

‏19‏/08‏/2007

98
لا يقرأه الاٌ الشرفاء !!

بقلم وسام جوهر
السويد ‏15‏/08‏/2007

اتوجه بكلماتي الى كل عراقي شريف, عربيا كان ام كورديا مسلما كان ام مسيحيا سنيا ام شيعيا مؤمنا ام ملحدا. مساء يوم امس الثلاثاء 20070814 قامت قوى الشر و الظلام باستهداف المجمعات الايزيدية الامنة في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى. لقد قامت ثلة من عديمي الضمير باربعة هجومات انتحارية على مجمعي تل عزير و سيبا شيخدري اضافة الى قصف مدفعي عشوائي. حصيلة هذا العمل الاجرامي لحد الان تعد بالمئات من القتلى و الجرحى التي امتلئت بها مستشفيات المنطقى. لقد قتل المجرمون من كانوا بالامس فقط يهتفون و يرقصون لانتصارات اسود الرافدين. قتلوا من كان يهتف اسم العراق و محمد يونس و هاوار و زملائهم. هدموا منازلهم على رؤسهم وهم اكثر عراقية من العراق ذاته.
قتلو جياعا امنين محصورين في منازلهم لا حول و لاقوة لهم. نتسائل لماذا و ما كان ذنب المواطنين الايرياء الذين لا يفقهون من السياسة شيئا و الذين لم يكونوا يوما طرفا في المعادلة السياسية العراقية المقيته؟
ايها الشرفاء من المسلمين عامة و من مسلمي العراق خاصة لقد ان الاوان ان تدافعوا عن سمعة و قيم دينكم الاسلامي الحنيف الذي لا يمكن ان يقبل بهذه الاعمال البربرية التي تقز لها النفس و تقشعر لها الابدان. اصدروا فتاواكم يا رجال الدين الاسلامي تحرمون فيها اراقة دماء العراقيين جميعا و دون استثناء. باسم الدين يستبيحون الحرمات و الارواح.
مخطئون جدا و مخطئ كل من تسول له نفسه ان يبرر هذه الاعمال الاجرامية بحق الايزيدية على اساس انهم كفار و عبدة ابليس و ما الى ذلك من الترهات. يعرفون ذلك جيدا و اكثر من غيرهم, بان الايزيدي تعرف الى الله جل جلاله بالاف من السنين قبل اسلاف هؤلاء السفلة الذين لا يستحقون الانتماء الى اي دين او نظام اخلاقي.
نعم و بالتاكيد ان الله الذي نعرفه و نعبده ليس ذات الله الذي يامرهم بقتل الابرياء و بقطع الاعناق لان الهنا يامرنا بالصالحات و باحترام الاديان جميعا. عقيدتنا تامرنا ان ندعوا بالخير للاخرين قبل ان نطلبه لانفسنا.
نتسائل و من حقنا ذلك. من منا يعبد الشر و يطيع سيد الاشرار؟؟؟ كم ايزيديا قتل عراقيا اخرا باسم الدين او القومية؟
ليس بجديد ان قلنا بان القيادة العراقية اثبتت بجدارة بانها افشل القيادات السياسية على وجه الارض بما في ذلك القيادات المارقة.قبل اسابيع فقط تم رجم عاملين ايزيديين من باعة الزيتون في احدى المجمعات السكنية التابعة لكركوك و تحت مشاهد جماهيرية هستيرية!!! اين عراقيتكم و اين ذهبت الشهامة العربية الاصيلة و الى اين انتم سائرون بتعاليم الدين الاسلامي الشريف. عار على كل عراقي يتعاون مع مرتزقة من خارج العراق اتوا لتدمير حضارته و سلب العراق و خيراته. لن يرهبنا احدا للتخلي عن هويتنا الايزيدية و لن يرهبنا احد للتخلي عن عراقيتنا و ان كنا اخر من تشبث بعراقيته.


وسام جوهر
كاتب سياسي عراقي
السويد

wisam01@gmail.com

99
وحدة و تماسك الشعب الأيزيدي ... اهم من الأستفتاء
بقلم وسام جوهر
السويد ‏10‏/02‏/2007
wisam01@gmail.com

كما هو معلوم و حسب ما ورد في الدستور العراقي من المنتظر تطبيق المادة 140 الخاصة بتطبيع الاوضاع في كركوك، شنكال، شيخان، تلكيف، خانقين و كافة المناطق المتنازعة عليها بين الحكومة المركزية و حكومة أقليم كوردستان، بحلول نهاية عام 2007 الحالي. ما يهمنا في هذا المقال هي مناطق سكنى الايزيدية من بين هذه المناطق المتنازعة عليها و التي من المقرر تحديد مصيرها من خلال استفتاء بعد تطبيع الاوضاع و اجراء احصاء عام فيها. جميل جداُ ان يتم حل مثل هذه النزاعات باساليب حضارية و ديمقراطية يكون فيها للمواطنين الكلمة الحاسمة. المشكلة تكمن في حقيقة الاوضاع في العراق الذي لم يعد فيه الكثير مما يمكن اعتباره طبيعيا و منطقيا حيث تداخل الكل و الجميع و لم يعد بالامكان تمييز الابيض من الاسود. لم يعد بالامكان تمييز المقاومة من الارهاب و لا فرق الموت من الميليشيات التابعة لأطراف مشاركة في الحكومة و البرلمان كما لم يعد بالامكان من التمييز بين الوطنيين و اللاوطنيين. في سهل نينوى تسكن الغالبية العظمى من أيزيدية العراق حوالي نصف المليون موزعين بين أقضية شنكال و تلكيف و شيخان اضافة الى الجزء الاكبر من الاقليات الاخرى كالمسيحيين و الشبك. مشكلة سهل نينوى منذ الاحتلال الامريكي تكمن في حالة فريدة و عجيبة الحقت ضررا كبيرا بالمواطنين من حيث التهميش و الغبن و ذلك بسبب هذه الحالة التي تقضي بانتمائها الرسمي الشكلي للادارة المركزية و بادارتها الفعلية من قبل حكومة اقليم كوردستان كامر واقع و بشكل ينم عن حقيقة مسلم بها من قبل الادارة المركزية خاصة في ظل غياب الدولة المركزية في هذه المناطق رغم تنعمها بدرجة عالية من الامان مقارنة بباقي مناطق العراق بضمنها مدينة الموصل. مواطنوا سهل نينوى لا يتلقون استحقاقاتهم و اهتمام السلطات بالشكل المطلوب من الاقليم الذي يحاججهم بانتمائهم الرسمي للادارة المركزية و عليه فانهم يقعون خارج اطار ميزانية الاقليم!! و عندما يراجعون الادارة المركزية من خلال محافظة نينوى يتم ردهم باسلوب او باخر مفاده ان مواطني السهل ينتمون من الناحية العملية و كامر واقع الى ادارة الاقليم!! وهكذا و من خلال هذه المسرحية الركيكة نجحت الادارتان في تجريد مواطني سهل نينوى من ابسط حقوق المواطنة. اليس من حقهم اذن التفكير في قيام منطقة ادارة ذاتية استنادا الى ما يسمح به الدستور العراقي؟ سكان و مواطني السهل يعانون من احباط كبير و يعيشون في دوامة لا يعرفون شيء عن مصيرهم ومستقبلهم لانهم بعيدين بل مبعدين عن مراكز القرار من خلال ممارسات و اساليب ذكية من قبل الاحزاب السياسية الرئيسية في الاقليم و العراق حيث تم تعيين نفر قليل من هذه الاقلية و تلك في مناصب وزارية يتيمة هنا و هناك من اجل الدعاية الاستهلاكية الداخلية و الخارجية و لذر الرماد في العيون.بناء على ما تقدم نجد من الضروري جدا مراعاة امور كثيرة تخص عملية الاستفتاء بكافة مراحلها اي بدأ بالتهيأ و مرورا بالتنفيذ ثم انتهاء بترجمة النتائج. بداية لا بد للاشارة الى ان الديمقراطية الحقيقية لاتتحقق من خلال سياقة المواطنين الى صناديق الاقتراع كما فعلته و تفعله ديموقراطيات ال 99,99% كما كانت الحالة مع نظام البعث السابق. ما فائدة الانتخابات اذا لم تعي الغالبية العظمى من الناخبين ما يصوتون عليه و تداعيات النتائج؟ الانتخابات يجب ان تنال مصداقية عالية من حيث نزاهتها كي يثق الناخب و يطمئن بان ما يخرج من الصناديق لن يكون ما قررته مسبقا جهات متنفذة بل ان ما يخرج من هذه الصناديق لن يكون الاٌ ما قررته ارادة الناخبين. لكي يتم ذلك لا بد من الاعداد الجيد بحيث يتم انتقاء المشرفين من المحايدين و بحيث تكون هناك ضوابط و معايير واضحة لقياس كل ذلك و الاحتكام اليه عند الضرورة لاحقا. فيما يتعلق الامر بالشعب الايزيدي فالعملية اكثر من مجرد استفتاء بل يتعداه الى تهديد هويته ووجوده المستمر في العراق و ذلك بسبب الظروف و الملابسات السائدة نتيجة السياسات الخاطئة للجهات السياسية الكوردية و الايزيدية و التي تفرز نفسها ممثلة للشعب الايزيدي. هذه السياسات الخاطئة و التي تمثلت بالتهميش و اللامبلاة و عدم تحميل الملف الايزيدي محمل الجد من قبل الحزبين الكورديين الرئيسيين من جهة و الموقف المتشنج الذي اتخذته الحركة الايزيدية للاصلاح و التقدم تجاه هذين الحزبين كرد فعل عاطفي و مبالغ فيه و من ثم ردة فعل هذين الحزبين المتشنجة تجاه الحركة من حهة اخرى ادى الى خلق مناخ غير سليم للشان الايزيدي. لم يكن هذا الصراع من مصلحة الشعب الايزيدي بل يشكل خطرا حائما في سماء الوجود الايزيدي في كوردستان و العراق اذا اقرينا بان الغالبية من الشعب الايزيدي في شنكال يتعاطفون مع الحركة بينما تفعل الغالبية من ايزيدية باقي مناطق الاستفتاء العكس و لكن الامور قد تتغير ومن الصعب التكهن بذلك مسبقا.ان اجراء عملية الاستفتاء دون الاعداد الجيد له مصاحب بمغامرة تقسيم الشعب الايزيدي الى نصفين خاسرين. ما قيمة الوجود الايزيدي عندئذ في كوردستان دون شنكال؟ شنكال هي الايزيدية و الايزيدية هي شنكال. و ما قيمة شنكال دون شيخان المنطقة و ليس القضاء، حيث لالش و بيت الامارة و العمق الايزيدي او بمعنى اخر فان شيخان هي الايزيدية و الايزيدية هي شيخان. فاذا كان للجميع خطوطهم الحمراء لا بد ان يكون وحدة الشعب الايزيدي و تماسكه في العراق و كوردستان من الخطوط الحمراء التي يجب اعلانها قبل فوات الاوان و مطالب بذلك كل ايزيدي تهمه هويته و امكانية بقائه على ارض الاباء و الاجداد، بغض النظر عن انتمائاته و ميوله السياسية. على الايزيدية ان لايقعوا في الفخوخ بل يعلموا جيدا مخاطر الانقسام و تداعياته على الشعب الايزيدي خاصة و ان كافة المعايير تشير الى ان الاقليم و باقي العراق منذ اليوم اشبه بدولتين من الناحية العملية لان النظام الفيدرالي المقترح للعراق يقضي بعلاقة هشة قابلة للطلاق متى ما سنحت الظروف لذلك. ما يهمنا ان ننتمي ككل بناء على رغبة الغالبية من الايزيدية لكي نحافظ على وحدة و تماسك الشعب الايزيدي كضمانة رئيسية لزيادة فرص بقائنا المستقبلي في هذه المنطقة و على ارضنا المقدسة. اذن هناك حاجة ملحة لفرز اليات تضمن للايزيدية عدم تجزئتهم. هذه الاليات في اعتقادنا مسؤولية كبيرة و لا ينبغي للاحزاب السياسية احتكارها و الانفراد بها بل لا بد من اشراك الشعب الايزيدي من ابوابه الشعبية العريضة بدء بالامير و المجلس الروحاني والمثقفين، ورؤساء العشائر ووجهاء و شخصيات ايزيدية مستقلة و الا جازفنا عملية يعرف الجميع بدايتها و لا يعرف احدا نهايتها و هذا ما لا نتمناه و لا نحمده لشعبنا المظلوم. نرى لزوما على الدولة العراقية ان تفي بواجباتها الدستورية و الاخلاقية تجاه مواطنيها في سهل نينوى عموما و الشعب الايزيدي خصوصا لكي تكون هناك موازنة ضرورية تصب في مصلحة مواطني الدولة و الاقليم. بناء على ما تقدم نناشد الاطراف المعنية ان تتحمل مسؤولياتها على اتم شكل و ان تبادر بمفاتحة الحوار الهادئ بين الاطراف و على اساس احترام الراي و الراي الاخر و عدم الغاء الاخر لان الخاسر الاكبر لن يكون الا الشعب الايزيدي و هذا ما لا طاقة لنا به و عليه دعونا نرفع شعارا: نعم للاستفتاء...لا لتجزئة الشعب الايزيدي ... و المرجعية الوحيدة للايزيدية هو الشعب الايزيدي.

وسام جوهر
السويد [/b] [/font] [/size]

100
على الخطاب الايزيدي ان يسجل حضورا

بقلم وسام جوهر
2007-02-02

في مكان ما في افريقيا يستيقظ صباح كل يوم اسدا و هو يدرك جيدا اذا اراد ان يعيش عليه ان يكون اسرع من ابطئ الغزلان و هناك و في مكان ما في افريقيا تستيقظ صباح كل يوم غزالة و هي تعلم جيدا بان عليها ان تكون اسرع من اسرع الاسود اذا ارادت ان تعيش. هذا هو حال العراق و العراقيون في ظل الاحتلال و القيادات السياسية الطائفية. القيادات المارقة تدرك جيدا عليها ان تكون اشرس من اشرس مواطن عراقي لنهشه و سلبه كما و يعلم المواطن العراقي عليه ان يكون اشرس من الطف قيادي لكي ينجو بجلده. يا ترى هل فاتت الاقليات العراقية كل هذا و هي على قاب قوسين من الانقراض. ان ما نطرحه في هذا المقال عن الخطاب الايزيدي نجده ينطبق الى حد بعيد على الاقليات الاخرى حيث نرى انغماس قواهم السياسية في تناحرات داخلية بينما تنهش الاسود و الضباع بهم جميعا دون تمييز. على الخطاب الايزيدي ان يكون قبل كل شيء ايزيديا بمعنى الاستقلالية من المخاوف و الضغوطات السياسية المختلفة و اضعا مصلحة الشعب الايزيدي العامة فوق المصالح الاخرى. على هذا الخطاب  ان يسجل حضورا فعليا و عليه ان يكون حازما و جريئا بقدر ما هو واضح و عقلاني لكي يتمكن من مواجهة التحديات المصيرية للشعب الايزيدي. لا بد للخطاب من ان يكون مستندا على هويته المستقلة دون وصايات، مناديا الحقوق المشروعة للايزيدية كاملة و غير منقوصة. على الايزيدية ان يستيقظوا قبل فوات الاوان. لقد خسروا الملايين من ابنائه و بناته و خسروا ارضا و تاريخا و خسروا كل شيء و لم يبقى لهم سوى هويتهم كمجموعة بشرية و رغم ذلك نجد من يستكثر عليهم ذلك. سيكون من الغباء ان لم يكن الخطاب الايزيدي في موقعه الصحيح أيزيديا، محليا، وطنيا، اقليميا و من ثم عالميا. ان احد الاخطاء الرئيسية التي وقع فيها الايزيدية و اقصد هنا ايزيدية العراق بالدرجة الاولى هو اتكالهم الشبه التام على جهات سياسية محلية كوردية و ايزيدية اثبتت عدم جدارتها و عدم اهليتها للثقة الممنوحة لها لما لهذه الجهات من قصر النظر و عدم صدق النية. انه خطأ فادح ان يحصر العمل على الساحة الكوردستانية فقط بل كعراقيين عليهم التواجد على الساحة العراقية ايضا و بشكل مباشر و دون اوصياء و ان لا يسمحوا لاحد بمزايدات وطنية و قومية. نعتقد ان التحرك نحو الساحة الوطنية على مستوى العراق ضروري و مفيد في نفس الوقت. الخطاب الايزيدي لا بد ان يشمل التحديات القائمة و في مقدمتها مسالة الهوية و لزوم تصحيح الاشارة اليها على صعيد الدستور العراقي و دستور اقليم كوردستان على حد السواء. ان مراجعة الدستور العراقي قريبا بغية اعادة كتابته تشكل فرصة ثمينة للايزيدية للمطالبة بتصحيح الاشارة الى الايزيدية كدين ليتم الاشارة اليهم كقومية بين ذكر القوميات الاخرى و كديانة بين الاديان الاخرى. بهذا الخصوص علمنا بان هناك مشروع مقدم او سيتم تقديمه من قبل الحركة الايزيدية و ان كان الامر كذلك فما علينا الا ان نبارك جهودها. الشئ ذاته ينطبق على مشروع الدستور لاقليم كوردستان العراق حيث نرى ان الاشارة الصحيحة و العادلة الى الايزيدية يجب ان يتم ذكرهم بين قوميات او مكونات شعب كوردستان اضافة الى ذكرهم بين قائمة الاديان في كوردستان و كل ما عدا ذلك يشكل اجحافا بحق الايزيدية. كفى الايزيدية خوفا و خجلا و انه من الافضل ان يعيشوا بعزة نفس و جياعة مما ان يعيشوا مهانين و جياعة و عليهم بطبيعة الحال ان يعملوا لكي يعيشوا معززين في رخاء.  هناك ايضا مسالة الاستفتاء القادم من بين اهم التحديات المصيرية للايزيدية و لاهميته يتم معالجته في مقال خاص قريبا جدا باذن الله. اتمنى ان نرى قريبا مخاضات و تبلورات سياسية  تفرز الى الوجود جبهة سياسية موحدة قادرة على تبنى الملف الايزيدي بكل معاناته و همومه. الاحداث في العراق اثبتت ان الدول لا تعيش بمعزل عن محيطها الاقليمي و الدولي و عليه لا بد للخطاب الايزيدي ان يشق طريقه بثقة و ايمان بعدالة قضيته الى الساحة الاقليمية ناهيك عن حتمية الساحة العالمية حيث المئات من المنظمات و المؤسسات الدولية و التابعة للامم المتحدة و القوى الديمقراطية المختلفة في العالم. ان وقوع الايزيدية في فخ العقيدة ستجلب عليهم عواقب وخيمة تنتهي في نهاية المطاف الى فقدان الهوية الاجتماعية الكاملة و يتم اختزالهم الى مذهب عقائدي و كل ما يترتب على ذلك من سلبيات و كوارث. ان الوجود الايزيدي المتزايد في دول العالم لا بد له ان ينظم نفسه من خلال منظمات المجتمع المدني التي تعمل على ديمومة الهوية الايزيدية الكاملة و ان تنشط على الساحة الاوروبية و العالمية كلوبي ايزيدي يعرٌف العالم بالشعب الايزيدي و قضيته العادلة و ما ضاع حقا من ورائه مطالب.


وسام جوهر
السويد
wsam01@gmail.com[/b][/font][/size]

101
الهوية الايزيدية و مشروعية القومية
[/color]
بقلم وسام جوهر
2007-01-27


عندما نشرنا مقالنا السابق تحت عنوان "القومية الايزيدية حق مشروع" كنا بطبيعة الحال نعلم مدى حساسية الموضوع لتداعياته السياسية. اثار الموضوع ما كان متوقعا من الردود بين الرافضين و المؤيدين. من بين الرافضين لمشروعية الحق الايزيدي في اتخاذ القومية هوية لذاته المستقلة و جدنا ان اشد المعارضين من الايزيدية اختاروا اسلوب التشكيك في مصداقية الكاتب و محاولة توجيه الاتهامات جزافا بدلا من الحوار و مناقشة الراي. بطبيعة الحال نعلم جيدا كيف كانت رؤيتنا السياسية و نعلم جيدا كيف كان خطابنا القومي ايضا. كما نعلم كيف ان هذا الخطاب و هذه الرؤية كان لا بد لهما ان يتبلورا الى ما هما عليهما اليوم و على ضوء مجمل التطورات الفكرية و السياسية على حد السواء. وجدنا انه بات من الضروري وضع النقاط على الحروف خاصة بعد تسارع الاحداث على الساحة العراقية و الكوردستانية و بشكل يثير قلقنا على الوجود الايزيدي. ليس خافيا على احد التزايد الكبير و المقلق للهجرة الايزيدية من العراق و كوردستان. ان استمرار معانات الايزيدية و الاقليات الاخرى في سهل نينوى تحت مطرقة الحكومة المركزية و سندان حكومة الاقليم كان له حافزا مهما لمراجعة الامور و لاعادة قرائتها لنتوقف على حقيقة الامور فوجدنا ما يؤسفنا حقا. وجدنا سذاجة بريئة في الخطاب الايزيدي السياسي و نحن جزء من هذا الخطاب. محصلة الاحداث السياسية في العراق و الاقليم سلطت الضوء على الكثير من الامور. سالنا انفسنا كثيرا كما فعلته مئات الالاف من الايزيدية لماذا هذا الغبن و التهميش و مصادرة الاستحقاقات. في محاولة الاجابة على السؤال المذكور توصلنا المرة تلوى الاخرى الى ان الهوية الايزيدية كانت السبب الرئيسي في هذا التعاطي. هذا يعزز و يثبت من وجود العامل الموضوعي في اضفاء الشرعية على قومية معينة كتعبير لامة من البشر. ليس خافيا على احد توفر العامل الذاتي لدى الايزيدية حيث ان الايزيدية جميعا يدركون و يعون انتمائهم الى المجموعة البشرية المتميزة بمجموعة من الخصائص كالدين و اللغة و العادات. في اعتقادنا ان الايزيدية لن تحصل على حقوقها الكاملة و ليس فقط حرية الاعتقاد الا اذا انشات خطابها السياسي على بنية هويته الاجتماعية و التي تعاملنا بها نحن و الاخرين لحد الان تحت تسمية الخصوصية الايزيدية دون ان نعلن صراحة ما كنا نعني بها و هذا ما ناشدنا بها اكثر من مرة دون جدوى ربما لان التحديد كان سيجر بنا الى تسمية الاشياء بمسمياتها و هذا ما نفعله الان و لنا كل الاحترام لمن يخالفنا الرؤية ما دمنا جميعا نهدف الى المصلحة العامة. أن هوية الايزيدية ، الايزيدية اهم من لا كوردية او لا عربية هذه الهوية. بطبيعة الحال هذه الهوية هي ليست هوية دينية صرفة بل ان الدين هو انما جزء فقط من هذه الهوية الى جانب الامور الاخرى. في اعتقادنا ان مراجعة الحسابات و مراجعة الذات ليس بالامر المعيب بل ضروري بين الحين و الحين. كما ذكرت في مقالي الاخير بان فكرة القومية في مجتمعنا الشرقي ملقنة على اساس الجمود و كل من يستلم السلطة يملي على الاخرين مقومات و خصائص القومية حسب المصالح السياسية للسلطة الحاكمة. ليس هناك عيب في تطوير الرؤية و لا حتى في تصحيحها ان لزم الامر كذلك، و هذا ما نفعله اليوم و لا ارى في ذلك انتقاصا للموضوع المطروح. انني على يقين باننا نقول ما يفكر به الكثيريين من الايزيدية و بان ما توصلنا اليه نحن اليوم ستجده الجموع غدا و ربما بعد غد. الايزيدية هوية اجتماعية قائمة بحد ذاتها وفقا لكافة المعايير العلمية و ان لم نكن نلتفت الى ذلك قبل اليوم. اذا اردنا ان ننظر الى الامر بيسر من الموضوعية نجد بان القومية ليس الا تعبيرا لحب الامة التي ينتمي اليها الفرد على اساس ان الامة تسمية تطلق على مجموعة بشرية تشترك افرادها مع بعضهم البعض بمجموعة من الخصائص كاللغة و الدين و الارض و العادات اضافة الى توفر شعور ووعي الافراد لهذا الانتماء و كذلك وعي الجماعات البشرية الاخرى للمجموعة البشرية المعنية. لابد هنا ان لا ننسى بان مفهوم القومية له حضور سياسي قوي حيث نعلم بان القومية كايديولوجية تفاعلت مع ايديولوجيات اخرى فعلى سبيل المثال و لدت القومية في احضان الليبرالية في اواخر القرن الثامن عشر و انزلقت نحو اليمين المتطرف في بداية القرن التاسع عشر لتلتأم مع اليسار و الماركسية بعد الحرب العالمية الثانية و لتصبح من الايديولوجيات السائدة لدى حركات التحرر الوطنية في مختلف انحاء العالم بما في ذلك لدى حركة التحرر الكوردية. نرى اليوم بان القومية تالفت مع الديمقراطية و تقبل بالتعايش السلمي معها بعد ان كانت من اشد المعارضين لها يوم ما. عسى ان لا اكون مخطئ ان امنت بانه من الجائز للامم ان تولد من امم اخرى و عليه لا اجد ما يمانع من انحدار اكثر من هوية اجتماعية من اصول مشتركة.
ان البحث عن هذه الهوية و تثبيتها ليس فيها اية معاداة لاية قومية اخرى و لا انكار للكثير من المشترك بين الايزيدية و الاكراد كالعرق اذا ما اسلمنا بحقيقة ان الكثيرين من اكراد اليوم كانو ايزيدية الامس اي ان لا جدال في ان كل كورد مسلم ينحدر من اصول ايزيدية يشترك مع الايزيدية في رابطة العرق اضافة الى اللغة. السؤال المطروح اليوم يبقى هل من حق الايزيدية التمتع بهويتها القومية الخاصة بها ووفقا للمعايير العلمية ام ان الايزيدية هي مجرد عقيدة شانها شان العقيدة الاسلامية بين الاكراد؟؟؟

وسام جوهر
wisam01@gmail.com[/b][/font][/size]

102
القومية الايزيدية ...حق مشروع 
[/color]
بقلم وسام جوهر
السويد ‏15‏/01‏/2007


يقال انه ليس هناك ما اختلف عليه المؤرخون و الباحثون كما اختلفوا على الايزيدية من حيث ماهية العقيدة الايزيدية و اصولهم العرقية والى ما ذلك من الامور. نجد ان هذا الخلاف لايعكس ولا يتطابق مع ما يدين به و يشعر به الايزيدي.
لاغبار لدى الايزيدي على معرفته و احساسه بانتمائه الطبيعي لهذه المجموعة البشرية على مر العصور. الايزيدي لا يشك بهويته الدينية و الاجتماعية انما اشكالية اقرار هذه الهوية تجدها عند الاخرين ممن وضعوا من انفسهم باوصياء على الايزيدية اذ يفرضون هويتهم على الايزيدية لخدمة اجندتهم السياسية. بالامس القريب قالوا للايزيدية بانكم عرب وكذا الحال لشرائح اخرى في العراق كالاخوة المسيحيين. اذن كان هناك عرب مسلمين و ايزيدية و مسيحيين و اخرين.!!
سقطت الطاغية و هبت رياح الديمقراطية و الحرية على الاقل هكذا طرح مشروع العراق التعددي الفيدرالي. سرعان ما تبين ان موت النظام الشمولي لم يحصل دون وريث له ولد في نفس اليوم و سمي بالطائفية و بما ان هناك مقولة مفادها الطفل المحبوب له الف اسم و اسم اصبح للمولود الجديد اسماء عديدة كالوطنية و القومية و الديمقراطية ....الخ. هذه الطائفية اصبحت القاعدة في رسم خارطة العراق السياسية فرأينا استقطابات و اسطفافات سياسية طائفية مذهبية كما هو الحال مع الاحزاب الشيعية و السنية و اخرى قومية كما هو الحال مع الاكراد و التركمان. بين هذه الاستقطابات الرئيسية وجدت شرائح اجتماعية عراقية عريقة بحاجة الى هوية معينة تتمحور حولها عملها السياسي حالها بذلك حال الاستقطابات الرئيسية التي جعلت من هذا النمط السياسي واقع مفروض. تباينت الاساليب و الطرق باختلاف الشرائح حيث وجدنا على سبيل المثال بان المسيحيين استقروا على الهوية القومية عفوا على هويات قومية مثل الكلدان و الاشور و السريان, بينما احتارت شرائح اخرى بين الانتماء الى قوميات ادعت بانتماء هذه الاقليات اليها و بين البحث عن ايجاد هوياتهم الضائعة او المغيٌبة كما هو الحال مع الايزيدية و الشبك. بين الشبك من اراد الاستقرار على الهوية المذهبية و بالتالي الاسطفاف خلف القطب السياسي الشيعي و بينهم من لا شك لديه بكردية الشبك و بذلك كان الاستقطاب واضحا. و جدنا ايضا بين الشبك من نادى بهويته الخاصة به و لله اعلم الى اين ينتهي الامر بهم في نهاية المطاف.
 الايزيدية حيث موضوع مقالنا هذا, لم يكونوا اكثر حظا من اخوتهم الشبك في الاستقرار على الهوية فالجميع بحاجة الى هوية على اساسها توزع الحصة التموينية عذرا الحقوق السياسية و المدنية في ظل نظام طائفي. بين الايزيدية اختلفت الاراء بعدد الايزيدية حول موضوع الهوية مما ولد خطابا مرتبكا شاركت فيه جميع النخب الايزيدية من المهتمين بالشان الايزيدي دون استثناء. هذا الارتباك له اسبابه الموضوعية و غير الموضوعية. لم يكن الموضوع مجرد خيار بل تبين انه حساس يسوده نوع من الحضر و الكبت و اخذ النقاش طابعا متشددا و متشنجا من مختلف الجهات و الاطراف. فبين الفرقاء وجدنا من اراد الاستقرار على القومية الايزيدية تسمية لهذه الهوية و اخرين من رفض غير القومية الكوردية هوية قومية للايزيدية لان الايزيدية على حد زعمهم لا يختلفون بشئ عن الاكراد سوى العقيدة الدينية و يزعمون بان الايزيدية هم ليسوا فقط اكراد بل هم اصل الكورد او الاكراد الحقيقيون و كانه هناك اكراد غير حقيقيون مع الاحترام الشديد للجميع. بين هذين التيارين وجدنا بين الايزيدية تيار ليبرالي وسطي ان صح التعبير اراد للايزيدية الاستقرار على حل وسط و ابتكروا مصطلح "الخصوصية الايزيدية" لاعطاء الايزيدية الحد الادنى من هذه الهوية التي نحن بصددها دون ان يثير ذلك حفيظة التيار القومي الكوردي بشقيه الايزيدي و غير الايزيدي. بعد مرور ما يقارب الاربع سنين على الاحتلال الامريكي للعراق لم نجد تحسنا ملموسا للشان الايزيدي بل على العكس يتحول من سوء الى اسوء بسبب تردي الاوضاع في العراق من جهة و بسبب النهج الخاطئ من قبل الحكومة المركزية تجاه مواطني سهل نينوى من الاقليات من جهة اخرى اضافة الى اخفاق القيادات الكوردية في التعامل الصحيح مع الملف الايزيدي حيث استمرت هذه القيادات في نهجها التهميشي و سياسة الاحتواء و الوصاية. اخفق كذلك التيار القومي الايزيدي من طرح مشروعه السياسي بشكل ناضج و لم يفلح و للاسف الشديد في الدفاع عن فكرته بشكل علمي بل كان سطحيا وعاطفيا و دينيا اكثر مما يستوجب و هذا امر مغفور الى حد بعيد اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار التحديات التاريخية و الحاضرة و الامكانيات الذاتية لشعب صب جلٌ اهتمامه لقرون من الزمان في التفنن من اجل البقاء.مأخذنا على قيادة الحركة و شخص امينها العام هو نزعته الفردية وعدم توفيقه لقراءة الواقع بشكل موفق. كما أن التنازعات المفتوحة بين قيادي الحركة الايزيدية و على صفحات الانترنيت افقدتهم مصداقية كبيرة و كان مؤلما و مضرا للقضية الايزيدية.  هفوات قيادة الحركة هذه كان السبب الرئيسي في اخفاق هذا التيار لوضع الشان الايزيدي على الخارطة السياسية بشكل يتناسب الاستحقاقات التاريخية و الوطنية للايزيدية في العراق و الاقليم على حد السواء.
في اعتقادنا ان الخطاب الايزيدي المرتبك هو السبب الاساسي في تأويل الامور الى ما هي عليها اليوم و ان كافة التيارات الايزيدية السالفة الذكر و دون استثناء تتحمل مسؤولية هذا الارتباك. ربما اختلفت هذه التيارات على كثير من الامور الا اننا نعتقد بانها جميعا تشترك بالخوف الذي يمنع الايزيدية من وضع النقاط على الحروف. هذا الخوف مفهوم الى حد ما كنتيجة لتراكمات تاريخية ماساوية و طويلة شكلت لدى الايزيدية عقدة نفسية ليس من المستحيل بل من الصعب تجاوزها. هناك مثل سويدي يقول ان الصبايا الخائفون لا يقبٌلون الفتيات الجميلات و طالما خافت الايزيدية طالما اصبح هذا الخوف حاجزا في طريقهم الى الذات الحقيقية و الطبيعية و التي بغيابها غابت الحقوق المشروعة.
اذن الحقوق الكاملة لا توجد دون هوية اجتماعية معينة قومية اكانت ام دينية, مذهبية اكانت ام وطنية. هذا يؤدي بنا الى مصطلح القومية و احقية و عدم احقية هذه المجموعة البشرية او تلك في هويتها القومية الخاصة بها. لكي نقرر هذا الحق لا بد لنا من النظر الى مفهوم القومية قبل الحكم على مجموعة بشرية باحقيتها او دونها في امتلاك صفة قومية خاصة بها تجسيدا للهوية الاجتماعية للمجموعة البشرية. للاسف الشديد نجد بان مفهوم القومية السائد في عموم العالم العربي و العراق منه لايتخطى مفهوم القوميون العرب و الذين بدورهم استمدوا هذا المفهوم من الدولة العثمانية و بعدها المفهوم التركي الاتاتوركي للقومية. اذ يتداول مفهوم القومية في العالم العربي على اساس جامد و محدد على عكس الباحثين و العلماء في مجال علم الاجتماع حيث يحدثوننا بان القومية انما مفهوم ديناميكي اي بمعنى لاتوجد هناك قومية واحدة او بالاحرى لا توجد نوع واحد من القومية بل توجد هناك انواع من القوميات!!!
يتفق العلماء ايضا على ان فكرة القومية حديثة العهد و يرجعون جذورها الى القرن الثامن عشر و هناك من يقرن نشوء القومية بالثورة الفرنسية التي اطاحت بالطبقة الحاكمة و نادت بسلطة الشعب للشعب. كان على الثورة الفرنسية عندئذ ان تعرٌف الشعب الذي سيستلم السلطة فولدت فكرة القومية على اساس الوطنية و ليس على اساس الانتماء العرقي او اللغة الفرنسية. كانت هذه الثورة لكافة الفرنسيين من الناطقين بالفرنسية و غير الناطقين بالفرنسية و لم تكن ثورة للناطقين بالفرنسية و الساكنين في كندا او افريقيا او بمعنى اخر اصبح مفهوم القومية الفرنسية مرادفا للوطن و ليس لعرق من البشر. في المانيا اتخذ معنى القومية مسلكا مغايرا لفرنسا عندما استقرت المانيا على العنصر الجرماني في تحديد القومية الالمانية و عليه لم يشمل الاخرين و ان كانوا مواطنين في المانيا بينما شمل الناس في دول اخر شريطة انتمائهم الى العنصر الجرماني!!
من الجدير بالذكر ان مفهوم القومية بغض النظر عن نوعيته لا تجده بمعزل عن المفهوم السياسي الذي يتخذ من القومية  مادة لتعبئة الناس و تجنيدهم لقبول بل تحقيق برنامجا سياسيا يحدد حقوق الناس. اذا كان لا بد من تعريف لفكرة القومية نجد ان الغالبية العظمى من الباحثين يتفقون على تعريف مفاده ان فكرة القومية تسود او متحققة اذا ما توفرت بعض من العوامل. العامل الاساسي يتوفر ان كانت هناك مجموعة بشرية معينة يشترك فيها اعضائها مع بعضهم البعض بخصائص معينة كاللغة و الدين و العادات و التاريخ و الارض. هذا العامل يجب ان يكون مقرونا بعاملين اساسيين اولهما ان تكون هذه المجموعة البشرية واعية لهذا الاشتراك و الكينونة و ثانيهما ان يعي محيط هذه المجموعة تلك الكينونة ويتعاطى مع المجموعة على اساس ذلك الوعي. جميل جدا و تعالو لنرى الى اي حد اذن الايزيدية يستوفون هذه الشروط لكي يكون لهم هويتهم الاجتماعية الخاصة بهم كقومية.
لنبدأ بالخصائص المشتركة فنجد ان هناك ما يكفي من الادلة التاريخية و الواقعية على توفر خصائص اللغة و الدين و الارض و التاريخ و العادات. ماذا بصدد وعيهم بهذا الاشتراك و بهذه الكينونة؟ حسنا هل هناك ايزيدي يشك بذلك وان حاول البعض على اختزال هذا الوعي الى خصوصية الدين لاسباب سياسية هم يعرفونها قبل غيرهم. و اخيرا ماذا عن المحيط الايزيدي ووعيه و تعاطيه مع الايزيدية؟  المحيط هنا يكون المجموعات البشرية الاخرى و ليس الاحزاب و التنظيمات, كالعرب و الكورد و المسيحيين على اختلاف قومياتهم و التركمان. لا شك في انهم يتعاملون مع الايزيدية كايزيدية و ليس كاكراد او عرب او اشور. الم تتعاطى السلطة العثمانية مع الايزيدية كايزيدية وعليه تلك الفرمانات التي كادت ان تنهي الوجود الايزيدي و التي وصلت عددها الى 72 فرمانا معنونة للايزيدية دون الاكراد او العرب على سبيل المثال. كيف نفسر الملايين من الشهداء و كافة اشكال التنكيل و سبي النساء للايزيدية على مر المئات من السنين لتشبثهم بهويتهم الخاصة بهم, ان لم يكن دليلا قاطعا بان هذه المجموعة البشرية وعت قبل الكثيرين انتمائها الى هويتها الاجتماعية.
نستخلص مما تقدم ان القومية الايزيدية حق مشروع بقدر ما هو موجود كحب منقوش في صدور بناته و ابنائه و ان لم يعلنوه خوفا احيانا حاله حال الحب في المجتمعات الكابتة للحريات.
براينا ان تعامل المحيط الايجابي وغالبا السلبي مع مجموعة بشرية معينة يشكل عاملا محفزا في تعجيل بلورة الهوية القومية لدى هذه المجموعة و هذا ما نراه قد تحقق بدون ريب فيما يتعلق الامر مع الايزيدية كمجموعة بشرية.
واخيرا نعتقد بان هذه هي الخطوة الاولى في خطوة الالف ميل و صولا الى الغاية المنشودة في احقاق كامل الحقوق السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية لشريحة عريقة من النسيج الوطني و للحديث صلة.

وسام جوهر
wsam01@gmail.com
السويد[/b][/font][/size]

103
3
دقائق...هزٌت أركان الطائفية في بغداد!
[/color]
بقلم وسام جوهر
2007-01-02
السويد


كما كان متوقعا أصبح نبأ اعدام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين في مقدمة الانباء و التحليلات و التعليقات على صفحات الجرائد و على شاشات التلفزة. بطبيعة الحال انقسمت الاراء و كما كان متوقعا بين من ايد العملية برمتها دون تحفظ و بين من رفضها جملة و تفصيلا ووضع الرئيس الراحل في خانة الشهداء و الابطال و دون ادنى تحفظ. أن مبدأ احترام الراي و الراي الاخر يفرض علينا ان نحترم راي و مشاعر الفريقين.
 ما لم يكن متوقعا ربما كان الاستياء العام من لدن شريحة واسعة من العامة و الكتاب و المحللين الذين في الاصل لم يملكوا اي تعاطف مع الديكتاتور و نظامه الشمولي و لم و لن يبرئوا صدام حسين من التهم الموجهة اليه و ان كانت لديهم شكوكهم في نزاهة و عدالة سير المحكمة ناهيك عن الدقائق الثلاثة التي لم تترك الكثيرين من الناس دون ان تحرك لديهم مشاعر الاستياء و الاستهجان لتوقيت الاعدام و لما جرى على مدى هذه الدقائق الثلاثة حيث موضوع مقالنا هذا.
ما يهمني في هذا المقال الهواجس و المخاوف و التساؤلات التي ولدٌتها عملية الاعدام لدى المحللين و المهتمين بالشان العراقي. لكي لا يكون هناك ادنى شك نود ان نعلن باننا رفضنا و نرفض جملة و تفصيلا النظام الشمولي و الاستبدادي و الدموي السابق و عليه نؤيد انزال القصاص العادل ليس فقط بحق شخص الديكتاتور بل كل من تلطخت اياديه بدم العراقيين انه لمن المؤسف حقا ان الخلل في الية سير المحاكمات و الاعدامات تفوٌت الفرصة على الشعب العراقي في التعامل الضروري و الصحيح مع تاريخه لكي يكون قادرا على رسم مستقبله و الا فما الفائدة اذا ما أستبدل مستبدا بمستبدين و حزبا حاكما باحزاب حاكمة و نظرية قومية شوفينية بنظريات طائفية و متعصبة؟؟؟
دعونا الان ان نتناول الفلم الذي صوًر تلك الدقائق من عملية اعدام صدام حسين و من وجهة تحليلية مبدئية و ليس دفاعا عن الرجل. انه من الطريف جدا ان يخدم صدام حسين العراق و للمرة الاولى وشائت الاقدار ان يحصل ذلك في اخردقائق حياته و دون ان يعلم بذلك, حيث قدٌم له تلك الخدمة النظام العراقي الجديد وعلى طبق من ذهب !!!
لم ارى و لم اسمع بحياتي فلما بهذا القصر يروي قصة بهذا الاحكام و الدقة و ارشٌح عليه هذا الفلم لان ينال الجائزة الاولى  للافلام القصيرة لعام 2006 لافضل سيناريو و اخراج و تمثيل و...و
يحدثنا هذا الفلم بين ما يحدثنا ان الدولة مهزوزة و غير قادرة حتى على اعدام شخص محكوم عليه بالاعدام من قبل محاكم عراقية مستقلة على الاقل هذا ما زعموه, بشكل يحافظ على كرامة و هيبة الدولة و الوطن. الفلم يفضح بان الميليشيا اخترقت كافة مرافق الدولة دون استثناء و بشكل مشابه لحرس الثورة الايراني. الفلم يكشف عدم استقلال القضاء عن السلطة التنفيدية بل الاسوء من ذلك عدم استقلاليته من سلطة الميليشيات.
صرح فخامة رئيس الجمهورية مام جلال على ان الاستعجال في تنفيذ الحكم كان خوف الدولة من تهريب صدام اذا ما بقي في رعاية الدولة!!! دولة كاملة بجيوشها المتعددة من اقص الشمال الى اقص الجنوب غير قادرة على حراسة سجين واحد و لليلة أو بضعة ليالي !!! يا لها من الطامة الكبرى. كيف اذن تنوي هذه الحكومة تسلم الملف الامني لكل العراق من قوات الاحتلال؟؟؟ لماذا لم يطالبوا الامريكان ان يحتفظوا به لبضعة ايام اخرى..؟؟ هل لان الامريكان او غيرهم  فرض عليهم الامر ام ماذا؟ يبدوا انه كان هناك الحاحا و ضغوطا ذاتية  او خارجية اوقعت الحكومة و رئيسها في مطبات هم في غنى عنها فمثلا تشير الدلائل الى عملية خرق الدستور الذي ينص على وجوب توقيع مجلس الرئاسة على امر الاعدام قبل اكتساب شرعية التنفيذ و هذا ما لم يحصل. تنفيذ الاعدام في اول يوم من ايام عيد مقدس ينافي ايضا القوانين السائرة اضافة الى تعارضها مع القيم الانسانية.
تسريب الفلم لم يكن موفقا كما انه يفضح في نفس الوقت غياب السلطة و الحكمة فكيف سمحت السلطات اصطحاب هؤلاء الاشخاص تلفوناتهم المزودة بالكاميرات الى قاعة الاعدام. استغرب انهم لم يتصلوا مع خارج القاعة اثناء التنفيذ و من يدري ربما فعلوا ذلك. سادت القاعة فوضى و ارتباك تام لدى الملثمين و بدا عليهم الرعب اكثر مما بدا على ضحيتهم التي رفضت القناع!! مناداتهم بشعارات طائفية اكدت الهواجس السابقة بان جل العملية من المحاكمة الى الاعدام اريد له ان يكون مشروعا شيعيا و هذا ما يعد اجهاضا و اجحافا بحق الوطنية و بحق المتضررين من كافة الشرائح العراقية الاخرى. المدعي العام كان شيعيا والقضية اعني الدجيل كانت شيعية و الشهود كانوا شيعة و الذين وقعوا على تنفيذ الاعدام و الذين اعدموه كانوا شيعة من يدري ربما كان كل ذلك من باب الصدفة!!!. اذا ما شكلت هذه الدقائق النهاية الرمزية لنظام سابق فأنها حقا كانت 3 دقائق هزت اركان الطائفية في بغداد و العراق الجديد من الجذور حيث سجل السياسيون الشيعة هدفا نظيفا على نفسهم و اضروا بمصلحة الشيعة وطنيا و اقليميا و عالميا. اذا ما ارادت قيادة الاتلاف اصلاح ما امكن اصلاحه عليه بالتحرك السريع في فتح تحقيق للوقوف على الاخطاء التي حصلت و لمحاسبة المقصرين للتعامل مع الصدع الذي حصل و على الدكتور موفق الربيعي مستشار الامن القومي و ليس الامن الشيعي للسيد رئيس الوزراء تحمل المسؤولية بتقديم استقالته.
هذه الحكومة شكلت على اسس سياسية طائفية خاطئة كان الغرض منها الوصول الى توافق سياسي ليس الاٌ!! الحكومة لم يتم تشكيلها على برامج سياسية متفقة عليها من قبل المشاركين كما هي العادة في تشكيل الحكومات. من المؤسف ان تكون الحكومة برمتها دمية بيد القوى الخفية من كافة الفرقاء. السلطة الحقيقية تمارس خلف الكواليس من قبل الامريكان و قوى اقليمية بالدرجة الاولى و من ثم من قبل قوى وطنية خفية بحيث لم يبقى لدولة المالكي سوى القاء الخطابات الانشائية المملة. يريدون نزع السلاح من الميليشيات ...كيف لهم ذلك و هي الحاضرة في كل مكان, تفعل ما تشاء و تابى ما تشاء. أجزم بانهم جميعا يتركون المراعي الخضراء و خلال 24 ساعة, للرجال الشجعان من هذه الميليشيات متى ما تركت القوات الامريكية بغداد و العراق.
 أن ما يفضحه هذا الفيلم يخيفنا كثيرا لفقدان الحكومة لابسط الصلاحيات ولادنى حد من الحكمة و الدراية السياسية ولن استغرب ان كانت هذه بداية النهاية لحكومة المالكي التي تجابه تحديات جمٌة من الاصدقاء قبل الاعداء. لو كنت في موضع استشاري لسيادة رئيس الوزراء لنصحته بالاستقالة. في اعتقادي ان تشكيل حكومة و حدة وطنية حقيقية و ليست حكومة تجميعية, اصبح امرا ملزما اذا ما اردنا انقاذ العراق الذي دفعته الجهالة و الانانية الطائفية و الحزبية الضيقة الى حافة الهاوية. لا جدوى من محاولات انقاذ الحكومة الحالية لان المرض استفحل بها و لايسعفها عمليات جراحية أو تجميلية.
باعتقادنا ان العراق اصبح على مفترق الطرق فاما العودة الى المربع الاول و الغاء الطائفية كمنهج للنظام الجديد وترسيخ دولة القانون و العدالة على اساس المواطنة الحقة كقاسم مشترك وحيد بين جميع مكونات الشعب العراقي من عرب و اكراد , سنة و شيعة, مسيحيين و ايزيديين, صابئة و شبك و كافة الشرائح الاخرى, و اما المضي في الطريق البديل و الذي  لانتمناه لعراقنا العزيز لما لهذا البديل من عواقب و دمار و خراب للجميع دون استثناء.
غيٌرنا و دفنٌا الوجوه و الاسماء و تركنا الافكار تتناسخ في وجوه و اسماء جديدة و ما كان ذلك بنفع يجدي. اما ان الاوان لندفن الافكار؟ علينا تغيير ذهنية الفرد العراقي اذا ما اردنا النجاح في مشروع دولة القانون و العدالة و الحرية و بناء المجتمع المتمدن. علينا اختيار البرامج السياسية و ليس الهوية الطائفية للاحزاب. كفانا تاليهاُ للقادة و كفانا من عبودية للاحزاب فبعد كل هذا و ذاك انما الحزب و القائد من اجلنا و ليس العكس. كفانا ترتيلا للشعارات و الهتافات و الصراخات التي ملئت الدنيا و ملٌته. كفانا نفدي هذا و ذاك لا بالروح و لا بالدم و دعونا نعيش جميعا للوطن.


وسام جوهر
السويد
wisam01@gmail.com[/b][/font][/size]

104
مات صدام ...هل سيعيش العراق؟
[/color]
بقلم وسام جوهر
2006-12-30
السويد


حسب المعلومات الواردة من الجهات الرسمية تم اعدام صدام حسين صبيحة فجر اليوم السبت المصادف ‏30‏/12‏/2006 وتزامنا مع اليوم الاول من عيد الاضحى المبارك.
بطبيعة الحال ينتهي مع اعدام صدام حسين و الى الابد مرحلة من نظام حكم شمولي و استبدادي و فردي قلٌما عرف التاريخ له مثيل. لقد كان بطش و قساوة النظام الصدامي لايترك عراقيا دون نصيب بما في ذلك اقرب المقربين اليه و الذين دفعوا به الى قمة الهرم الحزبي و الاداري, بل لم يسلم حتى افراد عائلته من بطشه و قساوته.
أذا كان صدام قد سقط رسميا يوم التاسع من نيسان عام 2003 عند دخول قوات الاحتلال الامريكية ارى انه في الحقيقة سقط قبل ذلك, يوم خان ثقة الشعب العراقي فيه بل سقط اكثر من مرة دون ان يملك الحد الادنى من عزة النفس ولم ينتهز يوما اية فرصة لانقاذ ما تبقى من الذات و احترام النفس. بطبيعة الحال سجله مليء بالقتل و التنكيل لكافة شرائح المجتمع العراقي من العرب و الاكراد و التركمان و الايزيدية و الشبك و المسيحين و غيرهم.
اقحم هذا الرجل العراق في حرب طائشة مع ايران لمدة 8 سنوات راح ضحيتها قرابة المليون من البشر و انتهت الحرب دون تحقيق اي هدف. كان عليه ان يتنحى جانبا او ينتحر ان كان عسكريا حقا!!! بدلا من ذلك ذهب كعادته يفسر الهزيمة بالنصر!! زج العراق على اثر مغامرة الدخول الى الكويت في اتون حرب طاحنة مع الولايات المتحدة الامريكية انتهت بذبح شباب العراق بشكل ينافي كافة الاعراف و القيم الدولية في الحروب حيث راينا كيف ان القوات الامريكية المتفوقة عددا و عدة تلتقط خيرة شبابنا الفارين و المنسحبين من ارض المعركة بشكل يشبه لعبات التسلية على اجهزة اللعب الاليكترونية دون ان يتحرك لقادة الامريكان ضميرا!!
عندها سقط صدام مرة اخرى كسياسي و قائدا عسكريا و فقد تماما ما تبقى له من كرامة عندما لملم جيشه الخاص من الوية الحرس الجمهوري الذي لم يشترك بطبيعة الحال في الحرب بل كان يراقب الجيش العراقي المسكين من المواقع الخلفية لكي لا يترك المعركة, لقمع انتفاضة الشعب العراقي من الجنوب الى الشمال. مرة اخرى تشبث بالسلطة دون ادنى حياء أو خجل ومرة اخرى باتت اجهزته الاعلامية تسوٌقه على انه القائد و الفارس المغوار ليدمر ما تبقى من العراق من خلال عنجهيتة البعيدة عن كل اسس المنطق في تحدياته و مناوراته الصبيانية مع المجتمع الدولي الذي فرض حصارا مدمرا دام 13 سنة ذهب ضحيتها الالاف من الاطفال و النساء و الشيوخ بسبب تفشي امراض سوء التغذية و شحة المستلزمات الطبية بينما استمر الطاغية و زبانيته في عيشهم الرغيد في قصورهم الفخمة و اي سقوط هذا!
ظن و تامل العراقيون خيرا بعد دخول القوات الامريكية و سقوط تمثال الطاغية في ساحة الفردوس و كان امل العراقيين كبيرا في المعارضة السياسية انذاك و التي كانت في جلها تعيش خارج العراق.
في مقال سابق و بعنوان | العراق من الديكتاتورية الى الطائفية | تطرقنا الى ما الت اليه الامور من الانفلات الامني و الفساد الاداري و انتشار الجريمة المنظمة و التي تتمثل احيانا في كيانات سياسية تشترك في العملية السياسية.
الطائفية كالية لبناء العراق الجديد دفعت بالعراق الى الهاوية. تجدهم جميعا يتكلمون عن الوطنية و العراق بلسان مشطور فكل فريق يضع معايره الخاصة في تعريف الوطنية و العراقية!! للاسف الشديد ادت التناحرات السياسية الضيقة الافق و اللاغية للطرف الاخر الى انتشار الفوضى و عدم الاستقرار. قبل ايام حاول الفرقاء الرئيسيوون في العملية السياسية و بشكل هستيري الى عمل شيء ما يرضي الامريكان الذين باتوا لا يخفون غضبهم و عدم ارتياحهم من سير الامور و العملية السياسية في العراق بل شهرت امريكا عصا التاديب و التهديد في وجه قادة العراق الجدد. على اثر ذلك دعوا الى عقد مؤتمر المصالحة الوطنية و على عجالة تفضح للمبتدئ قبل الخبير ان الامر لم يهيء له بشكل مرضي بحيث اعترف المسؤولون بانهم لم يتحققوا من صدق هوية الجهات التي حضرت المؤتمر من طرف ما تسمى بالمقاومة او المعارضة. تسائل الشارع العراقي و بوجه حق مع من يا ترى كانوا يتصالحون؟؟؟ استمرت الانفجارات واستمرت الاختطافات الجماعية و استمرت اعمال الجريمة المنظمة خلال فترة انعقاد مؤتمر المصالحة الذي انعقد تحت التهديدات الامريكية و في ظل غياب ما يقارب 176 عضوا من اعضاء البرلمان العراقي البالغ عددهم 275 عضوا, جلهم بسبب اداء فرائض الحج. غياب هذا الكم الهائل و الغير المنطقي لاعضاء البرلمان أشلٌ البرلمان تماما اذ كان يفتقد النصاب القانوني لانعقاد جلساته في احرج الظروف. هذا هم سادة العراق الجدد الذين دشنوا نظاما سياسيا جديدا مبنيا على الطائفية المقيتة و المحاصصة الغريبة.  وفي غمرة الهسترة التي اصابت القيادة السياسية الجديدة في العراق و ادراكها بانها على وشك فقدان زمام الامور وخوفها من الغضب الامريكي القادم وجدت هذه القيادة نفسها تفتش عن اي انجاز مهما كان بسيطا لاضافته الى سجل اعمالها الشحيحة فاذا بها ترتكب خطاْ اخر ليضاف الى سجل اخطائها الكثيرة و الكبيرة حينما اقدمت على تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام حسين بسرعة و توقيت زمني غير موفق تماما. لسنا بصدد التشكيك في عقوبة الاعدام وان كنا لا نؤمن بهذه العقوبة من حيث المبدئ لان هذه العقوبة لا تتناغم مع المجتمعات المدنية و المتحضرة. لماذا هذا الاستعجال الى درجة تنفيذه في اول يوم من ايام عيد مقدس؟ كنا حقيقة نتوقع من المسؤولين اظهار قدر من الانسانية و الخشوع لقدسية العيد. يبدوا لي هذه العجالة و هذا التوقيت الغير الموفق قد ادخلت صدام الى التاريخ من باب لم يكن يحلم به فاصبح اسمه مقرونا بهذا العيد و الى زمن طويل ربما الى الابد اضافة الى اثارة التسائلات الكثيرة و التي نرى المسؤولون ملزمين بالاجابة عليها...
هل تم هذا الاعدام و بهذا الاسلوب لجمع النقاط السياسية من خلال محاولة برز العضلات؟ هل فشلت شخصيات قيادية في تهدئة مشاعرها و تغلبت العواطف على العقل؟ هل كان هناك تعمدا في غلق ملفات اخرى جميعاه لاتقل اهمية عن ملف الدجيل ان لم تفقها مع الاحترام الشديد لجميع الضحايا؟ الم يكن هذا نوع من الاهانة و الاستخفاف بملفات حلبجة, الاكراد الفيليون, البارزانيون, الايزيدية, المسيحيون ...ال .. ال ؟؟؟؟ كم من الاسرار دفنت مع الطاغية؟ هل كان حقا تعطش الشعب العراقي الى دم صدام و غريزة الانتقام كبيرة  الى هذه الدرجة بحيث خسرنا الكثير من المعلومات و الاستنتاجات التاريخية التي نحن بامس الحاجة في بناء مستقبل افضل. انني على يقين باننا في القريب القادم سنكتشف جسامة الاخطاء التي رافقت سير عملية محاكمة صدام التي لا يختلف عليها المنصفون و العقلاء بانها تعرضت الى ضغوطات سياسية نشم منها رائحة الانتقام و الاسراع في تنفيذ العقوبة المحددة مسبقا. أن الغالبية العظمى منا اردنا بدون شك اقسى انواع العقاب لجرائمه الشنيعة و لكن الاهم من ذلك كنا نتمنى ان تكون محاكمته فرصة و اسلوبا لاخذ العراق الى المستقبل الافضل من خلال القفز على جروح الماضي و من خلال كشف الحقائق و الدوافع و الاطراف المحلية و الدولية التي كانت لها ضلعا في هذه الجرائم . كل ذلك لاستخلاص الدروس و العبر و ربما لكشف المزيد من المجرمين. بنهاية صدام حسين يقلب العراق دون شك صفحة اخرى من صفحات تاريخه الماساوي املين ان يكون قادرا على فتح صفحة مشرقة و ان كانت الظروف و المستلزمات تثير الشكوك و القلق. بقي ان نتسائل ...مات صدام هل سيعيش العراق؟

وسام جوهر
السويد
wisam01@gmail.com[/b][/font][/size]

105
العراق من الديكتاتورية الى الطائفية
[/color]

بقلم وسام جوهر
السويد ‏10‏/12‏/2006


لكي نستوعب ما يجري في العراق علينا ان نعرف بان للعراق تاريخ دموي لم يعرف للديمقراطية معنى او ممارسة بل اتسم هذا التاريخ بالعنف السياسي و القهر والغاء الرأي و الرأي الاخر والتنكيل والاستبداد.هذه الظاهرة لازمت بشكل او باخر كافة الانظمة و الحكام حتى بلغت ذروتها في ظل اخر هذه السلطات أعني سلطة البعث و على راسها قيادة صدام حسين الكارثية. هذه الشمولية تذكرني ببداية الثمانينات عندما قرات كتابا للكاتبة و الشاعرة السويدية كارين بويه التي ان اسعفتني الذاكرة كانت قد عاشت في القرن الثامن عشر و ما لفت نظري ونال اعجابي الشديد نظرتها الثاقبة و اسلوبها الاخاذ في طرح فكرة عميقة تميزت بقدرة رهيبة في تنبوء الامور مسبقا. لقد دارت فكرة الكتاب حول الاستبداد وتمادي الدولة في قمع مواطنيها الى درجة ان الدولة ابتكرت دواءً اسمته الكاتبة القديرة بمادة الكالبوكاين. و كان هدف الدولة من هذا الدواء هو تجريع المواطن هذا الدواء الذي يملك القدرة على الاستحواذ على الفرد تماماً بحيث ان رقابة الدولة تصل الى حالة مطلقة بحيث يتم سلب المواطن بكافة حقوقه بما في ذلك حقه في عالم الخيال حيث يفضح هذا الدواء المواطن وهو لم يزل بعد في مرحلة التفكير المجرد في احتمالية القيام يعمل لا يرضي الدولة و الحاكم!!! قلت لنفسي سبحان الله كيف ان هذه الفكرة قد اوشكت على ان تصبح حقيقة في بلد اخر الا و هو العراق و بعد مرور المئات من السنين من كتابة الرواية. كاد النظام الصدامي ان يصل الى هذه الدرجة من السلطة المطلقة لولا سقوطه على يد الاحتلال الامريكي في التاسع من نيسان عام 2003 و نجى العراق من كارثة تامة و استبشر العراقيون خيرا بجميع طوائفه و شرائحه باستثناء القلة الخاسرة ممن ارتبطت مصالحهم الشخصية بذلك النظام و بشكل خاص الذين تلطخت اياديهم بالدم العراقي الطاهر. بدء تسويق العراق الجديد تحت راية التعددية و الديمقراطية والفيدرالية ثم بدء ساسة العراق الجدد يتكلمون عن مفاهيم جديدة لم تكن معروفة على الساحة السياسية من قبل, كالتوافقية في بناء الهيكل السياسي الجديد للعراق و ارادو لنا ان نفهم التوافقية على انها ضمانة لصيانة حقوق الجميع دون تمييز بسبب العرق او الدين او المذهب او الجنس او اللون و هل من يرفض مثل هذه المفاهيم؟!
و قبل ان نفهم ماهية التوافقية و ما يعنون بها فعلا سارع مهندسوا العراق الجديد الى تمرير الانتخابات و الاستفتاءات حيث ساقونا الى صناديق الانتخابات دون ان نفهم شيئا سوى التصويت على اساس الانتماء الطائفي بشقيه القومي و المذهبي و كل ذلك و بطبيعة الحال على عجالة و قبل ان يستفيق العراقيون من نشوة سقوط النظام الديكتاتوري السابق ناهيك عن عدم هضمنا للمفاهيم الجديدة. جرت الانتخابات مع هيمنة الخطاب الطائفي وغياب او تغييب الخطاب الوطني بين ليلة و ضحاها دون ردود فعل او تساؤولات في المعسكر السياسي المهيمن كما وغرقت مثل هذه النداءات و للاسف الشديد من معسكر المعارضة على اثر اصوات الانفجارات و المفخخات. فجاءة تعقدت المعادلة السياسية و اختل توازنها لكل يوم يمر و تشابكت الامور بحيث لم يعد المواطن المسكين يفرق المقاومة الوطنية العسكرية و السياسية من الارهاب, من مفارز الموت,من القاعدة و من الجريمة المنظمة. انه لمن المؤسف ومن غير المقبول ان يتم تحت تاثير هذه الملابسات اقتران الارهاب ضمنا بشريحة عراقية رئيسية و نجا من هذه الصفة تصرفات و اعمال ارهابية محسوبة على جهات تشارك في العملية السياسية و الحكومة. كل ذلك اضافة الى عوامل و مصالح اقليمية و داخلية ادى الى تداعيات خطيرة جدا والى تازم الوضع الى حد الانفجار و الى حرب اهلية و ان انكره قادة العراق الجدد. نحن نعيش انفلاتا امنيا تاما في اجزاء مهمة و كبيرة من العراق و العراق يعاني من شحة للمستلزمات الضرورية كالماء و الكهرباء و الوقود في دولة تعد من اغنى دول العالم في ثروتها النفطية. انتشر الفساد الاداري ليشمل العراق برمته من جنوبه الى شماله و افرز هذا الفساد و الجريمة المنظمة طبقة اثرياء جدد على حساب لقمة المواطن المسكين الذي لا يتذكره احدا لحين حلول موعد الاقدام الى صناديق الانتخابات لمنح الثقة و الشرعية لمن لا يستحقونها. دون شك نحمل القوى التكفيرية و قوى الشر الخارجية و الداخلية قسطا كبيرا من المسؤولية لانها سعت و تسعى الى خلق حالة من الارباك و الى ايهام المواطن العراقي بعدم جدارة و اهلية القادة الجدد في ادارة العراق. للاسف الشديد لا نجد ذلك تفسيرا كافيا بل ان قوى الاحتلال و في مقدمتها امريكا بطبيعة الحال ارتكبت اخطاء جسيمة و عديدة لا مجال لذكرها هنا ربما اتينا الى ذلك في وقت لاحق. نحمل القوى السياسية الحاكمة مسؤولية كبيرة في غياب الخطاب الوطني الحقيقي في نشاطاتها و اعمالها بل حتى في تصريحاتها لم تفلح في تسويق العراق و المواطنة بشكل مقنع تفوح منه رائحة الثقة و النية الصادقة. على سبيل المثال لا الحصر اتفقت القوى الرئيسية على ان النظام المناسب للعراق الجديدي هو النظام التعددي و الفيدرالي و تم تثبيت ذلك و اسم العراق الجديد في الدستور العراقي كجمهورية العراق الفيدرالي الا اننا لانرى سوى الاكراد يستعملون هذا الاسم في خطابهم السياسي! لماذا لا نرى الاخرين من جميع الكتل الاخرى يستخدمون هذا الاسم؟ هذا في راينا ان دل على شيء انما يدل على غياب الحد المقبول من الخطاب السياسي المشترك بين الشركاء و الحلفاء. لا اجد من الخطاء ان نتسائل فيما اذا كان ذلك قد يكون نذيرا بعدم و جود النيات الصافية و القناعات التامة فيما اتفقت عليه هذه الاطراف المتحالفة. لقد كان لنا بهذا الصدد هواجسنا منذ البداية عندما راينا التماطل و الانهزام من تطبيق المادة 140 وبحجج واهية. براينا الشخصي عملت الكتل السياسية الرئيسية في العراق على استغلال فرحة العراقيين في ممارسة العملية الديمقراطية التي طالما اشتاق العراقيون لممارستها. هذا الاستغلال لا بد و ان كان مدروسا بشكل جيد لتمرير اجندتهم السياسية على عجالة واضعين بذلك الشعب العراقي امام الامر الواقع. و رأينا على سبيل المثال العديد من الخروقات التي حرمت الالاف من المواطنين من ممارسة حقهم الانتخابي المشروع و راينا كيف ان الهيئة العليا لمفوضية الانتخابات هي الاخرى تقاعست في النظر و بشكل جدي في الشكاوي التي وردت اليها. بات جليا الان ان الكتل السياسية الحاكمة كانت لا تريد من الانتخابات و صناديق الاقتراع شيء سوى اطغاء صفة الشرعية على مشروعهم السياسي و الا لماذا اصبحنا دوما نسمع بان 11 مليون ناخب انتخب حكومة المالكي الشرعية جداً حسب راي هؤلاء؟؟ ما هذا الذي جنيناه من حكومتنا الوطنية و المنتخبة؟ نظرة على واقع حال العراق الراهن و المستجدات الجديدة لا تترك شكاُ بان فهمهم للديمقراطية لايتجانس مع ما هو سائد في المجتمعات الديمقراطية و التي سبقتنا في ذلك بقرون من الزمان حيث ان ديمقراطية حكام العراق الجدد هي ديمقراطية الاغلبية و نحن نعلم بان معيار الديمقراطية الحقيقية يكمن في ضمان حقوق الاقلية و هذا ما لانراه و الذي يشك في ذلك عليه ان ينظر كيف ان العراق على سبيل المثال لا الحصر على و شك ان يتم تفريغه تماماُ من المندائيين كما و نرى الهجرة المتزايدة و بشكل خطير و مقلق لايزيدية و مسيحي العراق و هم جميعا من سكان العراق القدامى و صمدت هذه الشرائح بوجه الطغات على مر الازمنة و حافظت على كياناتها و هوياتها من الضياع, و المؤسف حقا انها تتقهقر و تتلاشى في زمن الديمقراطية و التعددية!!! أن حكومة دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي و الحكومة التي سبقته لم تستطع ان تحسن من الوضع المأساوي للعراق بشئ و كيف لها ان تقدٌم الامن للمواطنين و هي غير قادرة على حماية نفسها ممن تصفهم بالارهاب؟ تراهم على اختلاف الوانهم من الاصفر و الاخضر و الاحمر و الازرق و الاسود و ..و جميعا اصبحوا اسرى المنطقة الخضراء!!!! ماذا نتوقع من حكومة مبنية على اساس الطائفية و المحاصصة؟حكومة تستمد هيكليتها و شرعيتها من تحالفات بين كتل برلمانية على اساس الانتماء الطائفي بدلا من البرامج و الرؤى السياسية المشتركة. حكومة لا تملك جيشا عقائديا بمعنى الولاء للوطن و لا تملك جهاز امني يدين بالولاء للوطن و لا جهاز شرطة يسهر على امن و راحة المواطن. لكي لا يساء الفهم نجد لزاما عليا ان نحيي ابناء العراق الابطال و الشرفاء في سلك الجيش و الشرطة و هم يقدمون اغلى ما لديهم من اجل الوطن وهم بريئين من اخطاء اصحاب و صانعي القرار السياسي. دوائر رسمية تعود الى الدولة يتم خطفها بكامل موظفيها و مراجعيها من المواطنين و في و ضح النهار و على مقربة من مقر رئيس الوزراء و الدولة و الرئاسة تتفرج ساكنة لا تتحررك بل فسرت الامر على انه خلاف بين ميليشات!!! يا لها من مهزلة ما بعدها مهزلة. ليس خافيا على احد بان الاميريكان يعترفون بان النصر في العراق لم يعد ممكنا و نستقراء بين الاسطر بان هدفهم اصبح الانسحاب من المستنقع العراقي مع الحفاظ على ماء الوجه ان امكن و بدون ذلك ان اقتضت الضرورة!! أمريكا باشرت في مراجعة حساباتها و هي تسعى بشكل او باخر الى مغازلة ايران و سوريا و العرب من اجل الخروج من المازق العراقي و ترك العراق و نحن نتسائل بعد ماذا و أي عراق تريد امريكا ان تتركه؟هل ستسلم امريكا مفاتيح العراق لايران و سوريا؟ هل ستدعم انقلابا عسكريا في الخفاء ام ماذا؟ لا يختلف المنصفون و العقلاء على ان اسقاط النظام السابق بحد ذاته كان الانجاز الوحيد الذي سيسجله التاريخ لقوى الاحتلال و من تحالف معه لذلك الغرض. يتكلمون عن تسليم الملف الامني للعراقيين و الحكومة المنتخبة و على اقتصار الدور الامريكي على التدريب و الاستشارة العسكرية!!! هذا جيد تحت سواد المعطيات الطبيعية و لكن اين هي هذه المعطيات؟ أين هذا الجيش و اين قوى الامن و الشرطة التي تريد أمريكا ان تدربها؟؟؟ كيف للحكومة الهشة التكوين و الفاقدة لبرنامج عمل موحد ان تفعل ذلك؟ حكومة يجر فيها فريق بالطول و اخر بالعرض؟ حكومة يعلق فريق عضويته فيها و اخر يههد بالانسحاب كلما و احهتها ابسط التحديات!!! حكومة يحسن مديرها الخطابات الانشائية بشكل افضل من فنون الادارة!! هل لسيادة المالكي ادنى حد من السيطرة على اقرب الميليشيات المقربة اليه في التحالف الذي ينتمي اليه؟ هل للرجل اية سيادة حقيقية على جيوش العراق الجديد و ما اكثرها؟ لن استغرب اذا ما سقطت هذه الحكومة قبل الوصول الى الفترة الانتخابية القادمة و هذا الفشل نسجله لكافة الشركاء السياسيون في هذه الحكومة دون استثناء. كان لنا ديكتاتورا و نظاما مستبدا أسقطوه فصفقنا لهم جميعا كما كنا قد صفقنا له من قبل و اقامو لنا نظاما طائفيا و صفقنا لهم من جديد. لما لا هكذا تعودنا نحن العراقيون نصفق في الذهاب و الاياب. اغتالوا الوطنية الصادقة على مذابح الطائفية المقيته فغدا العراق وطنا بلا و طنيون و ما بني على باطل فهو باطل و للحديث صلة.

وسام جوهر
السويد ‏10‏/12‏/2006
Wisam01@gmail.com[/b][/font][/size]

صفحات: [1]