عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - abdalla_maroki

صفحات: [1]
1
دوش بارد لزوعا من المنظمة
تختلف رؤيا كنا عن رؤيا  غيره , فالقضية الآشورية محذوفة من النسخ الحديثة لتراث المنظمة الاثورية الديمقراطية التي يتميز موقفها بالجهل بصفة رئيسية , وهو وضع غير ملومين عليه .
في بداية الرؤية للمنظمة يتبدى شكل يبعث على الخوف ( الحكم الذاتي ) فتظهر الحرص والعمل والنضال من اجل تحقيقه , ولكن بأدوات كردية وعقول متخلفة ومباعة .
الحكم الذاتي الآشوري للعلم  ؟ تم تطويقه بقميص حديد من الصناعة الكردية وتحول المسؤلين في المنظمة إلى موئل الحمائم الوادعة في سبيل السلام , توقعنا أن يهيئ لنا الرجل مفاجئة كريهة ( موشي ) تزرع في الشمال وتنبت هنا ليمارس طقوس الانحناء حولها .
قادة الشمال يكذبون في كل شيء يمس الآشوريين حاضرهم أو تاريخهم حياتهم مماتهم , فاتفقوا مع الفصائل البالية وطلبوا منهم أن يطبعوا قبلة الموت على جبين يونادم كنا قبل أن يعطيهم مبادرات جديدة قابلة للحوار , وراح الموقف الآشوري يتراقص على لهيب النار الكردية وانساقت بعض الحركات الآشورية وراء فراغ ما يحدث بين حين وآخر , مما يضطر الأكراد إلى إعادة إنتاج الأزمات في الشمال واحدة بعد الأخرى بغض النظر عن تبدل اللاعبين أحيانا , فسياسة الإخضاع تأتي بعد أزمة, إما سياسة التوازن التي يمارسها الأكراد تنفي احتمال وقوع الأزمة من أساسها , رافق ذلك تحديد كثافة القومية الأشورية وتحجيم دور المؤسسات مع توسيع دائرة النفوذ الديني وضبط تفاعلات المنطقة على شكل هجرات إلى أوربا أو على شكل صدمات .
الآن قضى كل شيء فالإخوة القوا المنشفة وتركونا نرقص على الحلبة بحثاُ عن غريم لاعتقادهم بان البؤر الساخنة تبرد بسرعة , فيتوجب علينا أن لا نطيل التسكع تحت منحدرات القمم بل بقضاء وقت أطول في حفر قنوات جديدة فعالم الشمال لم يعد يضيء فيه غير الإرهاب , وفتح أو إغلاق صنبور الإرهاب في المنطقة سيكون منه , لان أمريكا وضعت لكل حاكم هناك الثمن المعقول . فالقيادات دوماً تفقد البوصلة ويعتريها الوهن وتتكئ على الخارج بعد أن تتقاذفها التموجات إلى المجهول فتحصل التسويات العفنة على حساب الشعوب الأخرى .
فالأكراد في الشمال يعتقدون في الوجود الآشوري انه وجود فراغ يشغله بعض من البشر ولهذا فما من داع إلى العذاب الخلقي عند إسقاط الآلة الحربية الجماعية فوق ذلك الفراغ , فروح التوحش التي يتحلى بها الأكراد تحافظ على نفسها عبر الابتسامة الصفراء , فرائحة الدماء الساخنة الآشورية ما زالت تثير لعاب الأكراد , ولكن ليعلم الأكراد أيضا إن المشكلة الكردية هي الأخرى بقيت كعملية جرح مفتوح عليها أن تلتئم ومن ثم تفكر بغيرها , فالعقل الكردي عقل وحشية كواسر مفترسة تسيل الدماء من أفواهها حول وليمة اسمها كل ما هو نافع فهو مشروع , بحيث يحولون القضية الآشورية إلى قضية شخصية ومن ثم تصبح قابلة للتبخر والتلاشي .
ختاماً لم يحصل أن بلغ تحوير الإعلام وتمويهه وتشويهه وتركيبه بمستوى المونتاج الذي بلغه , وقد مثل إسفافا فكرياً وهبوطاً أخلاقيا أهان كل قارئ , ما حاول الأكراد أن يدمره منذ سنين دمرته المنظمة ببيان , وعليه تتحدد واجباتنا في مهام تكون في إطار التصور التالي :
1-   تشديد الحملة ضد الهيمنة الكردية وشجب خضوع البعض للأكراد وكشف القناع عن وجه الأكراد البشع
2-   مواجهة الاختراق الكردي للعقل والفكر والإعلام الآشوري وفضح هذه السياسات في كل مجال
3-   اعتبار الديمقراطية كمرجع لا يقبل التنازل عن السيادة خاصةً عندما يتصل الأمر باتخاذ قرارات تمس المستقبل و المصير
4-   عدم الياس من المضي على تحقيق التواصل الشعبي في مواجهة ما يفرضه الحكام في الشمال من قطيعة وتقطيع لأوصال الآشوريين
5-   استمرار التمسك بالثوابت القومية وهي معروفة ولا يجهلها احد لأننا لا نريد أن نحصد بالنهاية جواً من الوحشية .
                                           عبد الله ماروكي


2
             و ::) "
                                                                                               "لقد انقضى افضل ما في زماننا
                                      وراحت المؤامرات,و النفاق ,و ضروب
                                                         الفتنة الهدامة تتعقبنا بضجيجها
                                                                          حتى القبر.
قدر الاشوري اليوم ان يحمل صليبه على كتفه ويسير وسط حجر الافاعي وحقول الا لغام . وبين اكاذيب واباطيل تحولت عبر التاريخ الى حقائق ورايات وضعت داخل مناطق حدودية محرمة .
فالامة الاشورية باتت الشماعة , التي يعقلون عليها هزائهم وانكساراتهم فنحن خونة وكفار وأعداء للأنسانية والعيش المشترك .فيتسألون ليلأ ونهارا لماذا يبقى هذا الشعب حيأ...من هذا المنطلق يبحثون عن ادوات حديثة للتخلص منا ,يريدون وبكل ادب واحترام ان نخلي الارض نهجر نرحل ندفن لايهم ,المهم ان يتم القضاء علينا ,مستخدمين كل الوسائل ا لانسانية لديهم من قمع وقهر واغتصاب .فلم يعد يعجبهم هذا البقاء يلجؤن الى القتل والهدم واسلوب الخيام ايام النكبات والاغاثة ,علنا نفهم مرة ثانية بانهم لايريدون الحياة لنا . 
الكل في العراق يعلم من وراء هذه الا عمال والكل يدين ويندد على الفضائيات ويقر بانه في حال اكتمل التحقيق سيتم الاعلان عن النتائج كا ئن  من  كان ورائها ... ولكن تمضي الايام وتنتهي المأساة بماساة اخرى وننسى ماجرى ويدخل التحقيق في متاهاة الزمن ونبدأ بدورنا نفكر بمصائب تا لية .فالذاكرة القديمة للشعب الاشوري تعود للوراء متذكرة ايام السلم واهوال المذابح والفرمانات وتقيس الذي جرى بالقادم وتحلل النتائج فتجد بأن الاعداء هم هم انفسهم لايتغيرون
,فقط نوع السلاح يتغير ,  المهم ان نموت مهما كلف الثمن و نرحل عن وجوههم سوى أكانوا  فرسا او اكراد او اتراك .فلم يعد يتصور هؤلاء  الاقوام وجوهنا صامدة مشرقة  بينهم  .
انهم يحلمون بعصر الفتوحات وا0حتلال بلاد العالمين  وعودة الزمن الى الوراء ففي اذار من عام 1959 واثرا الانقلاب  الفايشل للشواف .استبيحت مدينة الموصل من قبل الاكراد  والمؤيدين لقاسم ,وزود الاكراد الشوعيين  القادمين يقطارات السلام بالسلاح,وغرقت المدينة في بحيرة من الدم و الاحقاد ومن ناحية ثانية كان لسنة المدينة المتعصبين
 والمحسوبين على التيار القومي ممارسات ا نتقامية ضد المسيحين الذين غادر بعضهم الموصل حينما تاكدوا من حدود قدرة الدولة على حمايتهم .
و اليوم ما يجري جزء من التاريخ يعيد نفسه و باساليب متطورة .بالمقابل نجد التركيز الاعلامي  المكثف الموالي للاكراد والمحسوب  على الامة الاشورية زورا و بهتانا يتجه نحو شعارات الديمقراطية والحرية لكافة الاقليات .علما بان الواقع غيرذالك بتاتا فلقدزاد نفورنا ,اذا لانجد غير القتل والسحل على ايقاع  الاهازيج تارة والرقصات الشعبية تارة  اخرى .فمن يعيش في الشمال يشهد علىا المرحلة الدموية ,ويشهد على استباحتهم للدم الاشوري بكل براءة ,لا يمكن لها الا ان يتذكر ها في المستقبل في الم وخوف واشمئزاز .
فما كنا نكتبه عن الحريات لم يعد كونه لغوا ثقافيا و حزبيا او استخداما لمصطلحات درجة الاحزاب على مخاطبة الناس بها .فالحوادث الدموية حيال الاشوريين كشفت عمق التشوه الذي اصاب الشخصية السياسية العراقية  فانتقلت مرة جديدة الولاءات الى ولاءات فردية ومذهبية.
وكان السبب يعود الى الخلل في الفكر القومي  والعقل السياسي للعرب و الاكراد .فضلا عن التعابش المرضي  بين الحداثة والتقليد وما افرزه من نهج انتهازي نفعي , وهالني ان ارى التخلف يجدد نفسه ,وكان الزمن ثابت متجمد ,بل كاننا في المنطقة احزابا وقيادات وجمهور نعيش خارج الزمن وتزداد المضايقات المتعصبة علينا دينيا وقوميا ,فيستمر التصحر المسيحي يوما اثر يوم  ويبقى الربف يرفد المدينة بلتعصب  الاعمى  فتغيب الثقافة  الاشورية  ويكثر التنظير للاضطهاد وحتى الابادة . وهكذا تشعر بالانقباض يوم تسمع الاخبار ,فابخرة البارود والموت تفوح منه ,ونحن نلهث وراء الاحداث حتى نستيطن مكر الاعداء الذي لاحدود له .وقدرته على الخداع والغدر, فلو استطاع الاكراد اليوم  ان يحجبو ا الشمس  عن الاشوريين  لفعلوا  فقد اعماهم الحقد علينا .
غريب امر هذا  العراق !! المنذور منذ نشاته لقيامتين  قيامة الحدائق المعلقة و. قيامة الخراب , يجد نفسه  في القيامة الاولى منبعا حضاريا يزهو بشعاعه  على الامم . وفي الثانية كبشا ذبيحا  تحوم السكاكين حول عنقه من كل الجهات . ينزف بكل ما يملك من طاقة على بذل الدماء ,يعيش الام المخاض , يغتبط وسط  اوحاعه . يريد ان يشهد تباشير افول القتلة  الى حظائرهم او الانتحار ويعيش بقية الدهر  مستقرا .
ولكن هيهات وكان لعنات اليهود ما زالت تلاحقنا .......
                                                               عبالله ماروكي
                                             


3
 نسطور   قس مبارك   وراهب يستحق التبجيل

قبل الخليقة كان يسير في الفضاء الله-الملائكة –الشيطان 0و لانعلم كيف بدا الكون  فنردد السؤال, وهل خلق الله الانسان ام العكس؟عادة الانسان في كل عصر يخلق له الهة على هواه.فالهه دوما رواه و احلامه المستحيلة ومناه و كيفما تذكر الله فتذكر الشيطان الذي لا يفعل الا القبائح .بنظر الانسان فعلق الشيطان على ذلك بانه خلق الطاؤوس .وبعد ذلك الزمان بدئنا نبحث عن الله الغير المنظور و من اجله اصبحنا نسجد للمسيح المنظور مدركين انهما شخصان .
اذا يتبار الى الذهن دوما خرافات فنقول ؟ترى هل يعمل الله  او هل يعرف الحمار ربا للكون ,لانه لكل امرئ شيطان,وبعدها نسال هل قام المسيح حقا من بين الاموات !وكيف له وهو الاله ان يموت بايدي البشر , هل الانسان  قادر على قتل الاله و تعذيبه وتعليقه بالمسامير فوق الصليب!! نفكر ذلك طبقا لما وصمونا به  باننا نحن البشر ورثنا الخطيئةعن ادم  وبالتالي النزوع للحطيئة و الاستعداد لها .هذا قاموسنا (الشك)لاعتقادنا باننا وصلنا الى الدارة الثالثة من نظرية اوغيست كونت 0 الدارات الثلاث الاهوت  -الغيبية –اليقينية  و لاننا لا نريد ان يكون دوما طعامنا مبارك  ومطهو بالمزامير على نار التسابيح الهادئة فالموت لا معنى له انما المعاني كلها في الحياة.فلا يخوفنا احدا و يضحك علينا  و يرثنا ملكوت السموات و لا شيطان متجسد فينا (خرافة )لان موت المسيح (قتل المسيح)هو السبيل الوحيد للطلاق او بمعنى اخر تخليص البشريةمن اليهودية  لان الاله في التوراة غير الله في الانجيل  في التوراة كان منهمكا" مع البشر بهمومهم  فكان لابد من اعادته الى السماء ثانية كل هذه المقدمات لنذكر بعض الكلمات عن نسطور التاءه بين الهرطقة و الايمان .....
نسطور قضى طفولته في مرعش وشيئا من شبابه في انطاكية حتى وصل الى عمر يناهز ال(41) عام ,وكان يطلق عليه اسم القس يوم كان الاسقف تيودور المصيصي حيا ,وتميز نسطور بخفة حديثه حيث يقول كلنا خرافا ضعاف في حظيرة الرب و في هيئته وقار و طيبة اصيلة عيناه واسعتان لونهما مشوب بالخضرة وعسلية  وفيهما شغف و ذكاء في وجهه الابيض حمرة خفيفة و في لحيته الانيقة اصفرار لطيف و قليلا من الشعر الابيض الذي يزبده بهاءا.في سيمته صفاء  رباني .يفتقر اليه كثير من الرهبان الكبار منهم والصغار .ويعتبر نسطور نموذجا سماويا لما يجب أن يكون عليه رجل الدين .
عندما كان يصلي كأنه كان يناجي ملائكة السماء ويوم سؤل عن الديانات القديمة هل هي كلها شر ؟ أجاب بأن الله لا يخلق الشر و لا يفعله ولا يرضى الله به الله كله خير ومحبة لكن أرواح الناس كانت تخطئ الطريق في الأزمنة القديمة , حين يظنون أن العقل كافي لمعرفة الحقيقة , من دون خلاص يأتيهم من السماء ويتابع نسطور عن يسوع هل هو الله ؟ أم إنه رسول الإله ؟ فيقول المسيح مولود من بشر و البشر لا يلد الألهة .
كيف نقول إن السيدة العذراء ولدت رباً ونسجد لطفل عمره شهور لإن المجوس سجدوا له ! المسيح معجزة ربانية و إنسان ظهر لنا الله من خلاله وحل فيه ليجعله بشارة الخلاص وعلامة العهد الجديد للإنسانية أما المعمودية التي أعتبرها الكثيرين طريقا ً للخلاص فنقول بإنه في المسيحية كثيرون أعتنقوها دون عماد وصاروا مع الأيام أساقفة ! أمبرزيوز أسقف ميلان ونيكتاريوس أسقف القسطنطينية لم يعمد إلى يوم رسم أسقفين , قسطنطين نفسه الأمبراطور لم يعمد إلا على فراش الموت وهو الملقب بمحبوب الإله و حامل إيمان ونصير المسيح ! . وفيما يخص أعمال العنف التي كانت تجري في مصر يقول نسطور : حياتنا مليئة بالألام و الأثام أولئك الجهال إرادوا الخلاص  من  موروث القهر بالقهر ومن ميراث الاضطهاد بالاضطهاد فذهب الناس الأبرياء ضحية فاليشمل الرب أولئك المظلومين بعطفه .
أما موقف نسطور من أريوس يقول : الحقيقة أن الأمر كله تلبيس بأبليس هو المحرك الرئيسي لكل ما جرى في مجمع نيقيا أعني بأبليس شيطان السلطة الزماني التي تغلب سكرااتها الناس فينازعون الرب في سلطانه ويتمر غون فيما بينهم فيفشلون وتذهب ريحهم بددا وتغلبهم أهوائهم فيتخاصمون ويخالفون روح الديانة سعيا لامتلاك حطام الدنيا الفانية ما جرى في نيقيا باطل ومن فوقه باطل فالأمبراطور قسطنطين كان متعجلا لإعلان ولايته على أهل الصليب . حتى أنه لم يصبر على دعوته المسكونية للجميع إلى حين إكتمال مدينته الجديدة القسطنطينية فعقد المجمع في القرية المجاورة نيقيا التي كانت لسوء أختيار موضعها تسمى أيامها مدينة العميان وقبلها بعام واحد كان هذا الأمبراطور يقضي حياته مشغولاً بامر وحيد هو تثبيت سلطانه بالحرب ضد قدام رفاقه العسكرين ولما انتهى من حروبه إلى الظفر بهم أراد الظفر بالولاية الدينية على رعاياه فدعى كل رؤساء الكنائس في المجمع المسكوني وأدار جلساته و تدخل في الحوار اللاهوتي ثم أملى على الحاضرين من الأساقفة و القسوس القرارات مع أنه في ما أظن لم يقرأ كتابا واحداًً في اللاهوت المسيحي ! بل نه لم يكن يعرف اللغة اليونانية التي كان يحتدم بها الحوار اللاهوتي بين الاساقفة في نيقيا .
ولم يكن مهتماً أصلا بالخلاف بين القس أريوس و أسقف الأسكندرية في زمانه أسكندر , يظهر ذلك من رسالة الأمبراطور إليهما التي يصف فيها خلافهما حول طبيعة المسيح بأنه خلاف تافه وسوق وضيع ! ويؤكد عليهما أن يحتفظا بآرائهما ولا يشغلا به الناس الرسالة مشهورة وفي الأسقفيات نسخ منه , بعد ذلك  أنتصر الأمبراطور للأسقف اسكندر ليضمن قمح مصر ومحصول العنب السنوي و حرم الراهب أريوس وحرم  تعاليمه كي يرضي الأغلبية ويصير بذلك نصير المسيحية لقد ضيع الأمبراطور قسطنطين كلمة أريوس مثلما ضاعت على يد من أدعوا وقتها  بأنهم أتباعه .
ويتابع نسطور قائلاً إنني أدرك ما يعلمون , اللاهوت في الأسكندرية فيعدون أمر أريوس و أرائه هرطقة ولكنني أرى الأمر من زاوية أخرى , زاوية انطاكيا إن شئت وصفها بذلك فأجد إن أريوس  كان رجلاً مفعما ً بالمحبة و الصدق و البركة إن وقائع حياته وتبتله وزهده كلها تؤكد ذلك أما أقواله فلست أرى فيها إلا محاولة لتخليص ديانتنا من أعتقادات المصريين القدامى لقد أراد أريوس أن تكون الديانة لله وحده لكنه ترنم في زمانه بلحن غير معهود مثله معترفا بس الظهور الإلهي في المسيح وغير معترف بإلوهية المسيح , معترفا بأن يسوع أبن مريم الموهوب من الإنسان وغير معترف بشريك لله الواحد .
ولم يخرج أريوس عن إجماع أهل زمانه.
إنه أكتوى بنيران الأسكندرية ولما دعاه الأمبراطور من منفاه الطويل بأرض القوط ( أسبانيا ) ليوفق قسراً بينه وبين أسقف الأسكندرية كي يضمن هدوء الحال ويرضي المدينة العظمى فتم أغتياله بالسم في يوم السبت 336 م قبيل الغروب والذي حدث أن أمبراطور الأسكندرية أبتهج وأرتاح قسطنطين لموت أريوس الذي تنصل منه أتباعه وأصدقائه و أدانوه جميع الأساقفة .
فينتقل نسطور بعد ذلك إلى معنى المعجزة و التفكير الإلهي في أنطاكي فيقول : نحن نؤمن بقلوبنا ونقر بالمعجزة الربانية ثم نعمل عقولنا لنرتقي بالإنسان إلى حيث أراد الرب . نحن نؤمن بأن المعجزة لا تكون معجزة إلى لو وقعت على سبيل الندرة وإلى فإن تكرارها وتواليها سوف يخرجها من باب المعجزات . لقد تجسد الرب مرة في يسوع المسيح يرسم طريق للأنسانية للأبد . فلا ينبغي لنا العيش في المعجزة ذاتها , و إنما في الطريق الذي رسمته فلا ينبغي لنا في المعجزة ذاتها وإنما في طريق الذي رسمته و إلا فقدت  معناها ...  القلب يبقى نور الإيمان ولكن ليس لديه القدرة على البحث و الإدراك وحل المتناقضات . ثم أشار نسطور بيده نحو شباك إحدى الصومعات حيث تظهر قبة كنيسة القديسة هيلانة و أضاف إلى كلامه أنظر إلى عظمة هذه الكنيسة بقلبك يمتلئ بالأيمان , ثم عرف إن القديسة قامت ببنائها , وهي هيلانة أم الأمبراطور قسطنطين . كانت في ابتداء أمرها ساقية في  مواخير الرها  .. كيف لنا أن نفهم ذلك التحول في سيرة الأمبراطور و أمه . إلا بالقياس على معجزة السيد المسيح أو المعجزة تحدث على سبيل الندرة ونحن نؤمن بوقوع النادر , ثم نعمل العقل و القياس في الظواهر حتى نفهمها ونحدد تناقضاتها وهكذا الحال مع بقية الأمور نؤمن ثم نتعقل فيتأكد إيماننا . هذا هو طريقنا فالذي يجري في الأسكندرية ( أمور الحرم ) لا شأن للديانة به .. إن أول دم أريق في هذه المدينة بعد انتهاء زمن الاضطهاد الوثني  لإهل ديانتنا كان دماً مسيحيا أراقته أياد مسيحية . في  قتل الأسكندر أنيون الأسقف جورجيوس أسقف مدينتهم لأنه كان يوافق على بعض أراء أريوس وقتل الناس بأسم الدين لا يجعله دينا إن الدنيا التي ورثها ثيوفيلوس و وارثها من بعده أبن أخته كيرلوس . فهؤلاء أهل سلطان لا أصحاب إيمان أهل قوة دنيوية . لا محبة دينية فهؤلاء ليسوا برهبان فالرهبان لا يقتلون و إنهم يمشون على الأرض هونا متبعين خطا الرسل و القديسين و الشهداء .
فبعدما ساءت صحة تيودور الأسقف كان الامبراطور ثيودوروس الثاني حدث نسطور في أمر الكرسي الاسقفية بالقسنطينة لرسامته هنالك و كان عمره آنذاك 47عاما. و هو غير مرتاح للرسامة لانه يرفض التقرب من السلطات الزمنية فان فيهم ما فيهم. ففي عام 428 م توفى ثيودوروس الثاني وانتقل نسطور الى القسنطينة في الربيع ورسم هنالك اسقف وواقفالاحوال جيدة حتى دخل عام 430م ففي تلك الايام احتدم الخلاف بين الكبار وسنأتي  لاحقا على سرد كلمات نسطور في الرسامة.
في اواخر 429م تجمعت الغيوم المنذرة بالعواصف لذا كانت تاتي من القسنطينة اخبار غير ريحة .من ذلك ان الاسقف نسطور عقد هنالك مجمعا محليا , جرد فيه بعض القسوس وسن رتبتهم الكنسية وحكم عليهم بالطرد لانهم لم يوافقوه على رايه  القاثل ان العذراء مريم ز  هي امة المسيح "خريستوتوكوس " واصروا مجتمعين
على ما يعتقدونه ويعتده عوام الناس من ان العذراء هي ثيوتوكوس . يعنى ام الله كما إن نسطور هدم كنيسة للاريوسين في القسنطينة و استصدرا قرارا من الامبراطور بمطاردة اتباع اريوس .............
و اعلن الحرب على إتباع كنيسة الأنصار وحكم عليهم بالهرطقة الخروج من حظيرة الإيمان القويم!
"يرفضوا التائبين العائدين الى المسيحية بعد انتهاء عصر الاضطهاد"
في تلك الاثناء وصلت رسائل من الاسكندرية من الاسقف كيرلس الى نسطور ضد نسطور المعنونة باسم"الناطق باسم القديس مرقس  الرسول تتلوها اللعنات الاثنتا عشرة التي كتبها كيرلس ضد نسطور!
الرسالتان الاولى و الثانية فيهما  استفسارات خانعة مستنكرة كتبها كيرلس بخصوص ما نقل اليه عن نسطور من افكار القصائد عوام المسيحين وخوصمهم , خاصة اعتقادهم ان العذراء مريم هي ةالدة الاله !
و قرات الرسائل بحضور رابولا و يوحنا الانطاكي ورابولا كان قد ترجم الانجيل من اليونانية الى السريانية و انقلب  في النهاية على نسطور "اما الرسالة الثالثة التي تتلوها اللعنات الاثنتا العشر كانت هي الاشد لهجة و الاحد تهديدافي اللغتين ! كانت الرسالة تبدأ هكذا ! كيرلس والمجمع المنعقد بمصر , يبعثون الى  الموقر جدا في الخدمة . نسطور...هنا علق الاسقف يوحنا الانطاكي ساخرا . بما معناه
ان الاسقف كيرلس يبدا دوما مهذبا !.......... رد عليه نسطور بقوله :هي حيلة يا نيافة الأسقف لانه يبدا على  ومخاطبتي بصفات التبجيل يثير حفيظة الناس , ثم يد و احتوت عوهم بعد ذلك الى الازدراء فيلعنوني لمروقي, ويسجلونه لادبه ......... قرأت الرسالة على فقرات عنيفة ضد نسطور  . بدات بقول كيرلس له : ان نسخ شروحاتك. قد انتشرت بين الناس فأي حساب سوف يكون لنا جراء الصمت عليها . و كيف لا يكون ضروريا ان نتذكر قول المسيح" لاتظنوا اني جئت لالقى سلاما على الارض , ما جئت لالقى سلاما على الارض بل سيفا جئت لا فرق.و توالت الرسالة : لن يكون كافيا لتقوك.الإقرار
معنا بقانون الايمان الذي ارسى بالروح القدس في مجمع نقية العظيم اثناء الازمةالحرجة. انك لم تفهم ولم تفسره تفسيرا صحيحا , وانما بطريقة منحرفة ولا بد لك من الاعتراف بان تعاليمك ممقوتةوكافرة ويتابع كيرلس كلماتها النارية في الرسالة الموجهة الى نسطور ويقول : اننا نقر  بكل تاكيد بان الكلمة اتحد بالجسد اقنو ميا , ولذلك نسجد لابن واحد الرب يسوع المسيح .فلا نجزى ولا نفصل الانسان  عن الله .. المسيح والقدر  ابن و رب .. فهو اله الكل ورب الجميع , و ليس  هو عبدا  لنفسه  ولاسيدا لنفسه.
ولم يبق في الرسالة غير السطور المعنونة باللعنات الاثنتي عشرا .كانت الاولى فيها تقول:من لا يعترف
بان المسيح " عمانوئيل " هو الله بالحقيقة و من ثم فان العذراء هي والدة الاله, فليكن ملعونا وكانت كل اللعنات تنتهي بقوله ان الذي يخالفه فيما يقرره من عقائد .فليكن ملعونا ..ملعونا...  وعلى هذا النحو سارت الفقرات الأثنتا عشرة.
بعد الانتهاء من قراءة الرسائل ، كان نسطور يقلب يده اليمنى في الهواء ، وقد مط شفته السفلى  استهزاء وتعجبا  0من الكلام  الذي لم تكن هذه ,بالقطع ,هي المرة الاولى التي يسمع فيها .....هنا حدث رابولا نسطور بقوله ...له تعتقد ان كيرلس اخبر الامبراطور في هذا العمر ؟ يرد عليه نسطور نعم يا رابولا المبارك كتب اولا رسالتين الى بو للكيريا اخت الامبرطور الكبيرة و الى يو دكيا  الامبراطورة لما يعلمه من نفوذها .ثم كتب الى الامبراطور رسالة طويلة ,على ظهرها توقيعات عشرات القسوس و الاساقفة .رجال القصر اخبروني بذلك و لكن الامبراطور لم يرد عليه بعد و اظنه لم يرد .فجاة انبرى الأسقف انسطانيوس .و انطلق من فمه الكلام كما تنطلق  السنة اللهب .فلنقاوم  على الفور  هذا العدوان ,و لنقف في وجه جميع المارقين  القائلين بان العذراء هي ام الاله .فالعذراء امراة من النساء مجرد امراة من النساء , ومن المستحيل ان يولد الله من امراة  اما رابولا فكان مترددا  ونصح نسطور بمهادنة  الاسكندرانيين  فرد عليه نسطور قائلا لن اهادن  في هذا الامر  ابدا ,و ليكف كيرلس عن وهمه  المريض  بانه حامي الايمان في الارض . تدخل الاسقف يوحنا الانطاني محاولا بلطف تهدئة  نسطور , و لكن راحت محاولته من دون جدوى  بعبارات من مثل لا تغضب يا اخي المبجل نسطوريوس ,فيتسلل الشيطان الى عقلك و يكدر ذهنك الصافي ....ولكن نسطور لم يهدا غضبه و كان يرد عليه بما معناه ..اذا لم نغضب من اجل عقيدتنا ....تسلل الشيطان الى قلب هذه  الديانة وروحها .في هذه الاثناء كان هناك تقارب بين روما و الاسكندرية و تبادل المراسلات  بينهما ,اتفقا على نبذ  اقوال نسطور ,ولما سمع رابولا باخبار التقارب  قال هذا التقارب مؤقت و هدفه  اضعاف اسقفية القسطنطينية  في شخص الاسقف نسطور !اما رسالة نسطور  في تحريم لفظ  ثيوتو كوس  فقد ارسل الى الكنائس الشرقية , ومن المستبعدانها وصلت الى الكنائس و الاديرة المصرية .و لا ترجمت الى القبطية .اضاف رابولا بما معناه بانه يعتقد بان الذي وصل الى الاسقف كيرلس فاثاره ,هو انباء الخطبة التي القاها  المبجل نسطور
. .حيث قال يسوع انسان  وتجسده هو مصاحبة بين الكلمة الابدية  والمسيح الانسان. ومريم  هي ام يسوع الانسان ,ولا يصح ان تسمى والدة الاله ,ولايجوز ان يقال لها :ثيو توكوس ! وفي الاصل اراء نسطور هذه كانت  في الاصل اراء الاسقف تيودور المصيصي .عندها كتب الاسقف الانطاكي ردا على رسائل
كيرلس وناقش الامر معه مثلما فعل من قبل نسطور  لكنهم لم يصلو الى اتفاق , والان يريد الاسقف نسطور الرد على لعنات اسقف الاسكندرية بلعنات مضادة ,وكثيرون نصحو نسطور بان لا يتحدا كنيسة الاسكندرية فرفض ذلك نسطور وقال بانه لا يتحدا احدا ولكن كيرلس يريد ان يعلن وصايته على جميع الكنائس للعالم.وراح نسطور يعيد ,بانه لايجوز تسمية العذراء والدة الاله ,فهي امراة قديسة  و ليست اما للاله  ولا يجوز لنا الاعتقاد بان الله كان طفلا يخرج من بطن امه بالمخاض ,ويبول في فرشه فيحتاج الى القماط ,ويجوع فيصرخ طالبا ثدي والدته ........وهل يعقل الاعتقاد بان الله كان يرضع من ثدي العذراء,ويكبر يوما بعد يوم فيكون عمره شهرين ثم ثلاثة اشهر ثم اربعة  !الرب كامل , كما هو مكتوب فكيف  له ان  يتخذ  ولد  ومريم العذراء انسانة انجبت من رحمها الطاهر  بمعجزة الهية وصار ابنها من بعد ذلك مخلصا للانسان ....صار كمثل كوة ظهرت لنا انوار الله من خلالها او مثل خاتم ظهر عليه النقش الالهي,وظهور الشمس من كوة لا يجعل الكوة شمسا كما ان ظهور النقش  على خاتم لايجعل من الخاتم نقشا ..ل5قد جن كيرلس تماما وجعل الله  واحدا من ثلاثة!
ونظر المبجل نسطور في عيني الموجودين معه وقال ما معناه : هل في ما أقرره أي شيئ عجيب أم إن العجب مما يقوله كيرلس و أشياعه ؟ إن الخطر أبعد و أهم من لفظة ثيوتوكوس التي يتسلى الجهلة و العوام بترديدها فالأمر يتعلق بحقيقة الإيمان وبقدرة هذا الدين على مخاطبة قلب الإنسان وعقله في كل زمان ومكان . إن الوثنيين يهزئون من إسرافنا في الخرافة , وسيأتي بعد هؤلاء المستهزئين بنا مستهزؤون منا , يسخرون من تلك الأوهام ويحاولون طرحها فيطرحون الديانة بجهالتهم إن البشارة و المعجزة الإلهية سر نادر , لو أفرط فيه سيفقد معناه ونفقد الإيمان وتضاد العقل ! وسئل نسطور في حال أمتد الخلاف مع كيرلس لأكثر من ذلك , هل سينصره  بقية الأساقفة ؟ فكان رده : الأساقفة كثيرون في الأرض شرقا وغربا  و أهوائهم شتى , فالله هو الناصر و المعين وكان مقصود السؤال هو الأسقفين يوحنا و رابولا لإن يوحنا كان مخلصا  بينما رابولا كان خائنا لأفكارنسطور و لا يعرف ماذا ينويه  و لا يمكن التفاوض مع كيرلس أو محاججته لإنه لا يقبل بالأصل أي حوار فأصل الأسكندرية لا يرحمون ولا يخشون عقابا على أفعالهم فقتلوا أهل العلم من سكان المدينة ولم يعاقبوا وقتلوا قبلها أسقف مدينتهم جورج الكبدوكي , فرموه في الشارع , فخنع الأمبراطور جوليان و هو المرتد من المسيحية , عن عقابهم , و أكتفى بقوله في مرسوم أمبراطوري فاضح . إنه سيعفوا عنه إكراماً لمعبود الأسكندرية سيرابيس ! في تلك الأثناء لم يقع أي مكروه للقسطنطينية مباشرة وخاصة للأسقف نسطور إن الأمبراطور وافق على عقد اجتماع رؤساء  الكنائس في العالم للنظر في عقيدة نسطور وسوف يعقد الاجتماع قريب مدينة أفسس ,
إن الخلاف حول طبيعة المسيح هو جوهره دينيا و ان الجوهر ذاته دقيق و مشكل وينذر بالانشقاق و الفرقة بين الرهبان , والكل مختلفون في هذا الأمر المصريون مصرون على أن الله تجسد بكامله في المسيح من يوم صار ببطن أمه .
فلا انفصال في المسيح بين الألوهية و الإنسانية فهو إله ورب كامل وتام ولا ناسوت له مستقلا عن اللاهوت . لم يتحول إلى طبيعة إلهية ولم يتحول الله إلى طبيعة الجسد حتى حين كان المسيح طفلا مقمطا وفي هذا الموضوع يقول كيرلوس أسقف الأسكندرية : كلمة الله أتحد أقنوميا بالجسد , فهو إله الكل ورب الجميع , وليس عبدا لنفسه ولا سيد لنفسه هو مثلنا مولود تحت الناموس, مع أنه أعطى الناموس , كإله ... هوأقنوم واحد , شخص واحد طبيعة واحدة , إنسان و إله أبن ورب .. وحيث أن العذراء القديسة ولدت جسديا , الله متحدا في الجسد حسب الأقنوم . فهي والدة الإله وبهذه العبارات نجد  بابا كيرلس بليغ ويعرف ما يقوله وهو لن يتراجع أبداً ولن يرجع الأسقف نسطور أيضا عن الذي يعتقده من أن الله اخذ يسوع مجلى له , ومن أجل الله غير المنظور نسجد نحن للمسيح الأخذ الذي هو كلمة الله و المسيح الإنسان المأخوذ الذي يدعى بأسمه الذي أتخذه . وحتى لو أتفقوا سابقا فإنهم سوف يختلفون حول إقنوم الروح القدس , الغامض و المحير ولن يعتقد أحدهم بغير ما أعتقده سلفا فلا يبقى الاالمواجهة , ومن ثم الأحتدام , ثم الحرب ... فتذهب ريحهم وتتمزق
روحهم ...  فهل كان يسوع المسيح يقصدها , حين قال إنه جاء ليلقي في الأرض سيفا !
من هنا نحد بان الديانة دين فادح  لا يمكن لاحد ان  يوفى به.ديانتنا تديننا .تدين من دان بها باكثر مما تدين غير المؤمنين .وتدين ايضا غير المؤمنين !الكل مدان الكل ضال . والاب السماوي اقنوم مفارق  محتجب  خلف هذه الاعتقادات كلها ,وهو لايظهر لنا بتمامه ,لاننا لا نقدر على الاحاطة بظهوره التام  . هو فوق لفظ الاقنوم و فوق كلمة الطبيعة وفوق ادراكنا .هو بعيد عنا و نحن بعيدون عن بعضنا لاننا جميعا مرهونون باوهامنا الاقنوم ذاته وهم غامض اخترعناه و صدقنا ه واختلفنا فيه ولسوف نحارب بعضنا دوما من اجله وقد ياتي يوما يكون فيه لكل انسان اعتقاده الخاص المختلف عن اعتقاد غيره فتنمحي الديانة من اساسها وتزول الشريعة .
هنا نذكر ان انهار الدم تدفقت في الاسكندرية بعدما تنيح أسقفها كيرلس و امعن اهل الصليب في تخريب المدينة وقتل غير المسيحين من اليهود و الوثنين بل تعد الاسكندرينين على اسقف مدينتهم برو متيريوس  ومزقوه اربا واحرقوا جثته وقاتلو ايضا اسقف الاسكندرية طيمو ثاوس
وتبلغ ان مجمع افسس سيقعد بحضور اسقف الاسكندرية كيرلس واسقف اورشليم  و جماعة من القسوس ,قرروا عقد المجمع بدون حضور نسطور ..وكيرلس هو راس كنيسة الاسكندرة المرقسية وكلمة مرقس تعني ضمن ما تعني.. المطرقة الثقيلة (المرزبة ) وسوف تنهال هذه المرزبة الاسكندرية على راس نسطور وستهتر كل الاديرة الكنائس التابعة لاسقفية انطاكية ...سيكون المجد الاسكنرية وحدها .حتى روما العميقة ستنزوي وتموت مثل كل المدن القديمة ....بادر الاسقف كيرلس وعقد المجمع قبل وصول الامبراطور وسط هتافات الهبان المصريين وعامة الناس ....تراس كيرلس المجمع وجمع توقيعات جماعة من الاسقفة والقسوس  على قرار كنسي بعزل الاسقف نسطور و حرمه !..الاسقفان يوحنا الانطاكي و نسطور عقدا مجمعا اخر بعد ايام في البلدة ذاتها وجمعا توقيعات من الاسقفة والقسوس على قراري عزل الأسقف كيرلس و حرمه,لما وصل الامبراطور من القسطنطينة ومعه بابا روما غضب مما جرى  وقرر مع مجمع من الاساقفة و القسوس عزل الاسقفين الكبيرين وحرمهما !صار نسطور و كيرلس محرمين  مطرودين من رتبة الاسقفية معزولين عن الكنيسة .فاعتبرذلك صخب الدنيا واطماعها  التي اماتلت القلوب وانتهى الامر بعد ذلك الى عقد مجمع براسة الامبراطور وبابا روما(يوم عيد القيامة )وكان الشيطان يصطخب في افسس فحرم نسطور المبجل.
في ا فسس لم يعد نسطور ذاك الاسقف المبجل تم حرمه ونفيه وحرمت افكار الاسقف تيودور المصيصي
فجع الكثيرين مما صدر من افسس واهتز ايمانهم واضطربت قلوبها نتيجة المقررات التعسفية لان الناس يؤمنون ببشارة يسوع  وتوقير العذراء المقدسة سواء هي ام الاله ام ام المسيح ويعرفوا العذراء في قلوبهم لا باقوال اللاهوتيين ولا بمذاهبهم وصاغوا بعد ذلك في افسس قانون الايمان  وفي الختا م نجد ان اليهود اهانوا فكرة الالوهية التي اجتهدت الانسانية طويلا كي تصوغها  حضارات الانسان القديمة علت بالاله .و اليهود جعلوهوا في توراتهم منهمكن مع البشر فكان لابد من اعادته الى السماء ثانية…وهكذا جاءت المسيحية لتوكد وجود الله مع الانسان في الارض في شخص المسيح ,ثم ترفعه مستعينة بالاساطير الى موضعه السماوي الاول .بعدما ضحى الاله بنفسه من اجل خلاص البشر من خطيئة ابيهم ادم.. فهل انمحت الخطايا بعد المسيح وهل صعب على الله ان يعفو عن البشر بامر منه  من غير معانات وصلب مهين , وموت غير مجيد ,وقيامة مجيدة
 


                       القامشلي _عبدالله ماروكي

4

أننا نعيش حاليا "كأفراد في المنظمة الأثورية " مستقيلين عن أي ارتباط سياسي أو حزبي ,عالما مشحونا بالنزاع والتعقيد . و يزيد شعورنا حذرا من هذا الوضع حقيقة تتجلى في أن الأخلاقية التقليدية تخضع  لانتقاد عنيف  ومما يؤسف له أنه نادرا ما يسمع احدنا مطالبا حول موضوعية تلك الأحكام الأخلاقية .بل على الأغلب إن مثل هذه القيم تنسب إلى الضغوط المختلفة للمجتمع , أو أننا نختارها لأنفسنا ويعتبر عدم الاتفاق الحاصل حول هذه القيم الأخلاقية امرا هاما و اساسيا  يجب الأنتباه اليه والعمل على ايجاد الصيغ المقبولة لتفادي تطورها و انعكاسها في المحصلة على أبسط و أتفه الأمور  , كما انا ما يتلو عدم  الأتفاق  هذا من مشاكل ينظر اليها على أنها أمور فلسفية . ذلك لأن القيم الأخلاقية هي مجال الأهتمام الخاص للحكمة الفلسفية .
غير أن القليل منا من هم فلاسفة حكماء . وبما أن خبرة الكثير حول هذه الأمور و حول ما ينتمي اليها من مشاكل محدودة , فان معنى  ذلك  أن امكانية حدوث السخط كبيرة .و نحن بحاجة لأن نعرف و أن نفهم الكثير عما يجري حولنا  لكي  نضع تفسيرا للمشاكل المحددة التي  تحيق بنا اجتماعية كانت ام سياسية . وقد يكون من المستحسن كثيرا ان لا يسمع ترك الأشياء تحل نفسها بمرور الوقت . وبما أنه  لم يولد أحدا منا من لجات الجحيم وان أمنا جميعا ولدتنا احرار نتعلم بتقادم الأيام والسنين فلا حاجة بنا أن نرفض بعضنا البعض , و ان ندخل الأحقاد والضغائن بيننا ,فهذه الأيام الجميع من حولنا  يرغموننا أن نهدي أحلامنا للقردة , و كأننا مشتقات بشرية تباع هنا وهناك .
و يصفق البلهاء منا  من دون انقطاع لما هو حا صل لنا ...
فرغم ذلك  سنظل نكتب " مرثية زمن " على انفسنا , لأننا لم نعد نجد موطئ قدم لرؤوسنا  حتى على أرصفة العدم . والجميع يرشقنا  بالحجارة و النار و السباب بداخل المنظمة  الأثورية المغتصبة . و ذلك ضريبة لعدم تحولنا الى أدوات مطيعة . مستخدمين ضدنا
كل وسائل الترغيب و الترهيب  بشكل غريزي  لمسح الذاكرة القومية و الأنتماء التي يريد البعض ان يستخدمها في المستقبل
أيضا بطرق واعية ليحقق سيطرته على مقدرات المنظمة الأثورية
بدون منافسة لتظل الأرادة الأشورية حبيسة افكارهم فقط ......
وخطيئتنا   لم تعد تغتفر  الا بقرار منهم  , واصلاح ذات البين  لن يكون الا على ايديهم الملططططخة  ..... فعليه نؤكد بأنه لا يجوز ابدا  لمتشردين ومتسكعين يقتاتون من أموال  المنظمة الأثورية  ان يعرفوننا و يدلوننا على الطريق الصحيح .
فالعمل القومي طريقه واضح و لا يحتاج اكتشافه الى عناء  كثير
و لا الى  قناديل ليلية لتنير الدرب , فالتذاكي و التباكي عندهم  لايجعل الهزائم نصر .
وما الخطوات الاستعراضية الاخيرة الا سكرات الموت والنهاية ...
لأنه لا يتقنها الا  بهلوان سياسي يلعب على الحبال , ولكن اعتقد يأنه غير قادرة كل الجرعات الاولية على انقاذ المنظمة الأثورية من الغرق . ربما يشعرون هذه الايام بانهم محاصرون و مهددون من الداخل و فاشلون بالتعامل مع الخارج اكثر من أي وقت مضى
فلا انعقاد المؤتمر  والتمسك بأذيال الغير قادرة على انقاذهم
فلقد طفح الكيل فلا بد من البحث عن اليات جديدة تعيد للعمل القومي رونقه  وجماله بعيدا  عن المهاترات و الانتماءات الغير مبررة للقضية الأشورية مع قضايا اخرى فاشلة .
                                             
                                             عبد الله ماروكي

5
المنبر الحر / القدر
« في: 15:24 05/01/2008  »
القد............ر
ويعني ب"القدر" كل مالا يتوقف  على إرادة البشر  , "لست أجهل مطلقا بأن كثيرا من الناس فكروا ومازالوا يفكرون بأن الله و القدر يديران أشياء هذا العالم بطريقة لا يتمكن معها كل التعقل الإنساني من توقيف مسارها  أو تنظيمه , ومن ثمة يمكن الاستنتاج بأن من غير المجدي الاهتمام يذلك بكثير من المشقة , وأن الأمر لا يستدعي سوى الرضوخ وترك كل شيء يسير حسب القدر ....."و أنا نفسي أثناء تفكيري في ذلك بضع مرات توصلت جزئيا لهذا الرأي " . ومع ذلك لم استطع الافتراض بان تتحول حرية الاختيار لدينا إلى لاشيء , و أتصور بأنه قد يكون من الصحيح إن القدر يتصرف في النصف من أعمالنا , ولكنه يترك النصف الأخر تقريبا تحت سلطتنا .
لقد تميز العصر الأخير للمنظمة الأثورية بالاستبداد و أيده بذلك البعض تأيدا كاملا , وجميعهم  متفقون على نقطة : إنما على طبع الرجال الذين في القيادة و ليس على أي شيء أخر تتوقف الطريقة التي تتم بها السيطرة على الناس : سواء أكانت عادلة أم جائرة قاسية أم رحيمة , ويعود كل شيء في نهاية المطاف بالنسبة للقواعد إلى ميزة شخصية " طبع الشخص الذي يحكم".وبما إن الطبيعة أعطت للناس وجوها مختلفة , وهبتهم أيضا عقلا مختلفا وأفكار مختلفة . ينتج عن ذلك أن كل شخص يتصرف وفقا لعقله و فكرته , لكن عيب الشخص هو تكريس النمط الخصوصي " الأناني" .
و من المؤكد  بان قادة الماضي قادوا العمل السياسي بطريقة أكثر إنسانية  و إذا صح القول بأنهم احترموا قواعدهم بدافع قومي  وأنساني  وعرفوا كيف يفرضون احترامهم .إن الاحترام نفسه خاضع لشروط ,ومن هذه الشروط بأنهم أدركوا بان الجماهير  الأشورية لم تعد في حاجة إلى تحمل جور قائد مستبد ,أو شخصا متوجا بانتصارات وهمية ,بل قائد يعتبر نفسه خادم للأمة .هذا التصور تم القضاء عليه في عصر التنوير الأثوري الفاشل ,وانتهى سريعا من قائمة الأولويات ...
وبما إن نظام الأشياء حاليا تغير فان الشخص الذي يتوافق سلوكه مع عصره, يتمكن من تحقيق كل أمانيه يكون سعيدا ,وعلى العكس فالذي ينفصل بإعماله عن العصر يكون شقيا ومغضوبا عليه .
ومن الخطأ التأكيد بان طبيعة البشر تبقى هي ذاتها مع تغير الزمن ,وليس على طبائع المسئولين في المنظمة تتوقف إرادة حكمهم بالعدل أو من دونه بالتعصب أو بالتسامح ,لان مذهب خلود الطبائع هو مذهب خاطئ .
فالكائن الذي يمسك اليوم بإدارة جزء كبير من قضايا المنظمة الأثورية هو احد اثنين ,روح موهوبة أو غير موهوبة ,ولا وجود إلا لهذين الاحتمالين ,ونستطيع إن نحكم بان الحالة الأولى غير متوفرة نهائيا ومعدومة لأنها تتطلب أصالة وهي غائبة ,دون بدع مصطنعة ,لان الذي يحتقر الرفاق ويعاملهم معاملة الأرقاء البائسين يكون ملزم باهانتهم كي يحكمهم ليكون عظيما بين أقزام .ومثل هذا الطبع لا يتألم من رؤية الفساد ولا يعرف معنى للهزات .قد يصرحون الذين معهم بأننا يحكمنا سيد كاره للناس أفكاره خسيسة دنيئة تؤرقه اقل يقظة من قوة مستقلة ,غير أهل لان يسمع "دون قلق "حديثا في الدين أو الأخلاق أو تسامي النفوس ,لان اهانة البشر وحطتهم تمثل  امله الوحيد في الخلاص والسيطرة

   عبد الله ماروكي






6
ماذا فعلنا يا إلهي

إن مسيرة التاريخ البشري قد حفرت , عبر ألاف السنين , أخدوداً عميقاً في جبين الأرض حتى لا تنساب جميع الأنهار إلا في هذا السيب , في طريقها إلى مصبها , لا سيباً أمام أي شعب من الشعوب سوى التجربة الذاتية , وما من شعب يستفيد من تجارب الشعوب الأخرى .
ونحن علينا أن نقلع أشواكنا بأظافرنا. لما كان علينا أن نتحمل كل هذا الزمن ؟ لماذا كان علينا أن نكبوا ونحبو , لماذا نحن غرباء ... وهل أرض الرافدين تنسانا ...
ها نحن غرباء عن هذا العالم إلى الأبد , متناثرين مثل سرب من الحجلان , نيران أخرى جاءت تشتعل في قرانا , تتحدث عن إله أخر بلغة أخرى , أين نمضي باحثين عن أوطان وهمية ؟ يا عصر الآلام  الغرقى بالدم من كل الجهات , أردنا أن نوسد رؤوسنا على صخور مراعينا , أن ننام على أطول حلم باللقاء الموعود , فاقتلعونا وجعلوه علينا حرام .لا في نوم ولا في قيامة, أردنا أن نعيش معتصمين بحبل الصبر , بشوك الصبر , بالصبر المخدر , هذا السلاح الوحيد الذي يبيح به الآباء مقتل الأولاد ...
ما تتركوننا ننام كي نحلم وما تركونا نعيش بالصبر ..أيقظونا على مجرد اللقاء , أيقظونا ! جعلوا عيشنا طيش, قصروا عيشنا حتى ضاق عن لحظة صبر, أصبح الصبر هو القبر, ما أضيق العيش الذي يضيق عن الصبر.
أصبحنا نرى الشمس تغرب, ولم تعد تشرق علينا, حتى المغيب بات يحبس أنفاسه معنا.حين يرى الجثث المكومة حصيلة اليوم الدامي, في الأزقة وعلى ضفاف الأنهار, إنهم ليسو إرهابيين بل جثث أبرياء ولا متسللين ولا مسلحين. بات المجرمون يدخلون حرمات المنازل بدون إذن ٍ يحطمون الأبواب ثم يزعقون حتى يتقيئوا أدميتهم , ولا يشخصون سوى الجثث , يثيرون المشاعر على الطريقة العصرية  يمتحنون الأعصاب , فحربهم " إبادة " لا تعود بل تأتي , فما من حرب إلا جديدة حتى ولو استعملت فيها الأسلحة القديمة , الضحايا جديدة في كل حرب , والقتيل لا يقتل مرة ثانية , و القذيفة بعد إطلاقها لا ترد ولا تغسل ولا يعاد استعمالها .
وفي المهاجر نستعطف الغرب وضمائر شعبه , ذاك الضمير النقي اليوم لطخ ذات مرة بدمائنا .. وغسلوه بالدموع ودماء شعوب أخرى .. حتى يطهر .. وهم أنفسهم عيشوا شعبنا عراة.. وقلبوا الأرض عراة, قبلوا جراحهم العارية ناموا عراة إلا من أحلامهم ... أصبحنا هنود القرن الحالي الحمر , فقط طبقات الزهور تتكلم علينا فوق الأضرحة نعيش مسلوبي اللقمة .. يموت الطفل الأول ننتظر الثاني ويموت الثاني فننتظر الثالث ...
حتى نموت جميعاً ؟! مسلوبي الأرض و الوطن بانتظار أن يستيقظ الضمير إن بقي ضمير في الكون .


            عبد الله ماروكي


7
قراءة لأحوال المنظمة الآثورية

نشر الوثائق الهامة , بات ضرورة , ربما تكون من أهم ما يمكن مناقشته في الأمور الخلافية .
فللمرة الأولى نجد فيها الموقف الذي اتخذه بعض الرفاق ضد بعضهم البعض شخصيا .
فإزاء هذه الخطة ومنذ بداية النشاط التحريضي ضد المنظمة الآثورية من طرف واحد وبصراحة مرة وصارمة يتكرر . إن الصرامة القاطعة التي حلل بها الأخطاء الفردية والتصلب الذي تورد فيه استنتاجات أو نقاط الضعف لم تعد بالإمكان أن تجرح أحدا . فلم يبقى في المنظمة من الرجال الأصليين إلا في الخارج , بصورة أنقاض منفردة .
بل إن واضعي سياسات المنظمة قد تخلوا عن الردود , باعتبارها أمورا غير مرضية إطلاقا .
وحيث هنا لا يفيد الحذف في التعابير والتقديرات القاسية ببعض الشخصيات من قبل الأخريين ,
التي كان بالإمكان التعويض عنها بنقط . فان عنف اللهجة الذي نجده أحيانا إنما نجم عن اعتباريين :
الأول : كون الطرفيين كانا ملتحمين في العمل كثيراً . فكان لا بد لتراجع احدهم أن يبعث الاشمئزاز في الطرف الأخر .
ثانياً : اعتبارنا مسؤوليين عن كل ما يجري من تراجع في العمل , ولذا كان لا بد لنا أن نتوقع أن تـنسب إلينا أبوة أية انحرافات .
ولكن هذين الاعتبارين قد بطلا اليوم , كما بطلت في الوقت نفسه كل التكهنات المزيفة .
فبعد مطالعة الملاحظات الانتقادية , لم نجد لذة خاصة في خربشة كمية من الورق , ولكن هذا كان ضرورياً لكي لا يستطيع الرفاق الذين حررنا هذا من اجلهم . أن يفسروا انتمائنا تفسيراً خاطئاً . لأنه سيترتب علينا تدابير يجب اتخاذها , وهذا المسعى ضروري لأنه تروج في الخارج إشاعات كاذبة . يغذيها أفراد من التنظيم وتزعم إننا نوجه من هذا وذاك سراً . ولا يسمح لي واجبي بان اعترف وان بصمت دبلوماسي , إن كل خطوة نخطوها من البداية الانفصال لم تكن موجه ضد احد , والظروف إن لم تكن تسمح فقط كان من المترتب عقد اتفاق على الأقل من اجل العمل المشترك ... بدلا من تأجيل هذا الأمر إلى مرحلة أخرى , أطول زمناً .
فلو قيل لهم " المنظمة " منذ البدء بأنه لن يقدم احد على أية مساومة حول المبادئ لكان ترتب عليهم طبعاً الاكتفاء عمليا لبرنامج تنظيمي بغية القيام بعمل مشترك , ولكن بدلا من هذا يسمحون لأنفسهم بان يأتوا مسلحين بتفويضات ويعترفون بمفعولها الإلزامي , ويستسلمون ويضعون أنفسهم تحت رحمة قرارات وهمية هم أنفسهم بحاجة إلى المساعدة لحلها , وزيادة في الطين بله . سيعقد هؤلاء مؤتمرهم قبل المؤتمر التوفيقي  , والجلي انه كان ثمة سعي إلى درء أي انتقاد والى منع المنظمة بالذات من التفكير في المسألة . لكنهم دائماً يخطئون ويعتقدون إن النجاح العابر لا يكلف غالياً جداً .
يسألننا رأينا في كل هذه الحكاية , حكاية التوحيد , ولكن نصيبنا من هذه الحكاية لسوء الحظ هو كنصيبهم تماماً . ولذا فنحن أيضا لا نعرف إلا ما تفيدنا به الأقاويل . فان رفاقنا غالباً ما مدوا يدهم وعرضوا المصالحة , أو على الأقل التعاون , وغالباً ما صدوا بوقاحة من الجميع . إلى حد إن أي طفل كان بوسعه أن يستنتج انه إذا كان هؤلاء السادة يأتون إلينا عارضين المصالحة , فلأنهم واقعون في مأزق . وبما إن طابع هؤلاء أصبح معروفاً جيداً , فانه من واجبنا أن نستغل المأزق الذي الو إليه . لكي نحصل على جميع الضمانات الممكنة بصورة يستحيل معها على هؤلاء السادة أن يعززوا من جديد مواقعهم المتزعزة . ولذا كان ينبغي أن نستقبلهم بأشد ما يكون من البرودة والحذر . وأن نعلق قضية التوحيد على درجة الاستعداد التي يبدونها للتخلي عن شعاراتهم , فالشرط الأول للتوحيد كان أن يكفوا عن أن يكونوا انعزاليين , وهذا يعني , إنه ينبغي عليهم إن لم يتخلوا تماماً عن هذا الترياق الشافي الشامل الذي يسمونه مساعدات " تفرغ " ومناصب . أن يعتبرونه على الأقل تدبيراً انتقالياً وثانوياً . بين كثير غيره من التدابير الممكنة . وثاني شروط العودة هو العودة الغير مشروطة , فعلاً مبدأ مرفوض تماماً في الوقت الحاضر . مبدأ ينكره الجميع بأصعب الأحوال , والآن أصبح من الممكن التمسك بهذا المبدأ بنفس الحزم والقوة . 
وبديهي إنه لم يكن من الضروري التحدث عن الآثورية بصفتها منظمة , ولكنه كان يبغي على الأقل عدم التراجع عن البرنامج . والقول في هذا الصدد على النحو التالي تقريباً :
بالرغم من إن المنظمة الآثورية تعمل قبل كل شيء ضمن حدود معينة وليس من حقها أن تتحدث باسم الأمة قاطبة . وليس من حق المكتب السياسي , أن يتحدث باسم الجماهير وليس من حقه بالأحرى أن يدلي بآراء خاطئة , فانه يدرك مع ذلك تضامنه مع الجميع سيكون مستعداً له على الدوام لان ينفذ في المستقبل . ومثل هذه الواجبات موجودة حتى ولو لم يعلن التنظيم عن ذلك . وهذه الواجبات هي مثلاً تقديم المعرفة السياسية والنفسية ومنع التشهير والمقاطعة الخ . واتخاذ التدابير اللازمة لكي تطلع هيئات المنظمة على أحوال الشعب والتحريض ضد اللذين يثيرون القلاقل والفتن أو قد يثيرونها . وفي أحسن الأحوال ليست مساعدة القيادات سوى تدبير من اجل بلوغ الهدف " تمهيد السبيل إلى حل المسألة الاجتماعية قبل السياسية .
كأنما لا تزال ثمة بالنسبة إلينا وفي المجال النظري , مسألة اجتماعية لم تحل ! ولذا عندما يقال إن المنظمة الآثورية ترمي إلى إلغاء العداء وبالتالي إلى محو مظاهر الاحتقان .   
المنظمة كانت لنا بمثابة مدرسة لا تستطيع خنقها أية قيادة مهما بلغت قساوتها , ذلك ما فعله أصحابنا . إرضاء للكبار ولكن عم تنازل هؤلاء ؟ إن حاصل التنازل هو إنه يبرز في المنهاج عدد كبير من المطالب الديمقراطية , المشوشة جداً . التي قسم منها يرد لمجرد إنه على الموضة , هذا إذا كان له أي تأثير بوجه عام ثم إنه ليس ثمة إشارة واضحة لكل حرية , ونعني به أن يكون كل ملتزم مسئول عن أعماله الرسمية .
إن البرنامج الرسمي للمنظمة الآثورية يتسم على وجه العموم بأهمية اقل مما تتسم به أعماله , ولكن البرنامج هو دائماً بمثابة راية ترفع أمام أنظار الجميع . وعلى أساسها يرى الآخرون إلى المنظمة الآثورية , ولذا ينبغي في مطلق الأحوال ألا يكون البرنامج خطوة إلى الوراء ... وفضلاً عن ذلك , فاني مقتنع بان توحدنا على مثل هذا الأساس لن يدوم طويلاً . فهل يقبل خيرة رجال لنا بان يرددوا في خطبهم أقوال أسيادهم . تلك الجمل التي حفظوها على ظهر قلب ؟ إني كنت أود أن أرى الرفاق اللذين عادوا منصرفين إلى العمل , لكن العكس القيادة كانت مصرة مثل شايلوك " رطل من اللحم البشري " لذا فان الانشقاق آت . ونكون قد جعلنا أعضاء المكتب السياسي ومن لف لفهم في عداد الشرفاء من جديد . وسنخرج من الانشقاق اضعف مما مضى ويخرجون هم أقوى . وسيفقد التنظيم نقاوته السياسية . ولن يستطيع أبدا أن يناضل بتفان , وإذا ادع المكتب مرة أخرى إنهم التنظيم الحقيقي الوحيد , فان أنصارهم سيكون في متناول يدهم وهم ادعاءاتهم ومزاعمهم عندها فان جميع التدابير لن تسمح في لجمهم ومطالبتهم بتطبيق الديمقراطية " لأني كنت اعلم إنهم سوف يتخلون عنكم في اقرب فرصة ممكنة " .
فلقد تبين إن المخاوف كانت في مكانها , وستزود الخصوم بأسلحة باطلة لا أساس لها . طبيعي انه يمكن دائماً إشاعة الافتراءات الحاقدة لمناسبة وغير مناسبة .
ولكننا نرى على كل حال إن هذا الانتقاد الذاتي الصارم قد احدث في الاختصام وحشة بالغة
فقد أدركنا أنه لا بد إن بعضهم سيمس في البدء بصورة مزعجة , غير انه كان لا مناص من هذا . وأهمية العرض تفوق كثيراً هذا الإزعاج وكنت اعرض بان التنظيم يتمتع بما يكفي لتحمل هذا الانتقاد . وكنت على يقين أيضا أن يتحمل هذه الصراحة , ومن جهة أخرى نستخدم الانتقاد بوقاحة دون أن نسمي أحدا , لقد أصبح المكتب السياسي ملكياً أكثر من الملك , فإذا كان لم يخضع للانتقاد في مرحلة ما , فلقد آن الأوان لهذا الانتقاد أن يستعيد حقوقه ويستوضح , لا يمكن لأحد أن يصبح " كريدو " " قانون إيمان " في المنظمة الآثورية , فالحب والتفضيل لمحيط من أناس مشبوهين ومباعين يمكن استغلالهم مجرد أدوات والتخلص منهم فيما بعد هي مسألة وقت , ولقد كانوا ديمقراطيين مبتذلين وآثوريين دمخين , يتسمون بميول فارغة واضحة المعالم , يتشابهون في مواقفهم التحريضية الخاطئة على وجه العموم , إلى حد انه يكاد يستحيل فصلهم عن بعضهم البعض . أولئك اللذين اغتاظوا من أي تطور فكري وعقائدي , فضلاً عن إنهم ينظرون إلى النشاط القومي بنظارات وردية . ولكن الانتقاد التاريخي لا يسعه أن يتسمر إلى الأبد احتراماً لمثل هذه الأوهام . فلا بد من تحطيم أسطورة الوهم لديهم إلى الأبد . هو انه لروعة حقاً إن ارتفعت أصوات في الكتل الآثورية المتفرقة تطالب بفرض الرقابة عليهم . فما هذا ؟ شبح دكتاتورية , التي كانت ضرورية في أوقات أو أيام معينة أما اليوم فلم تعد تفيد بشي , ومن المحتمل أن نجيب عليهم بلهجة ودية قدر الإمكان , إن خضعوا نزواتهم الخاصة لأغراض قومية . عندئذ الأمر سيقتصر على إصلاح بعض المزاعم الخاطئة كقولهم إننا كنا دوماً ضد التوحيد , وان الأحداث أثبتت بأننا على عكس ذلك وهذا بديهي .
                                           

                                              عبد الله مار وكي 

8
                         مدمنون على ذبحنا

بموت الكهنة يتذكر المهاجرون موتانا يصدرون بيانات التنديد  يطلبون الرحمة والشفقة يصلون من اجلنا ليل ونهار وبانتهاء مراسم الأربعين ينسون شعبنا  يرزح تحت الاحتلال والبطش وسيف الإسلام نذبح في كل شبرا  من ارض العراق لا  لشيء  إلا لأننا  أشوريون نقدم الشهيد تلو الشهيد  ولا يتذكرنا احد  لا يمضي يوما و إلا ويسقط شهيدا لنا في ارض العراق لا قيمة إنسانية له في  وسائل الإعلان وبين أهل العمائم المقدسة  نعم  نحزن لسقوط الشهيد إن كان رجل دين ولكن نحزن أيضا وبحرقة على سقوط شهيد لنا يؤدي خدمة قومية لا تظلموا الشعب أكثر مما هو مظلوم سيوف الإرهاب على رؤوسنا والجزية ملاذ امن  وخطف واغتصاب النساء هواية قديمة عادت تمارس من جديد . 
نقاط الضعف فيهم هي تلك ,علينا أن نبحث في الوسائل والسبل لا نريد القداديس و القرابين على أرواحنا ونحن أحياء يكفي فخرا       لكم هذه الأيام إنكم  صدرتم لنا خلافاتكم المذهبية التي نسيناها منذ عهود عمن تنبشون عن أسماء عوائكم ولكنكم اخترتم ارض الله الواسعة وأوطان كثيرة ولغات متعددة . 
عن أثار أجدادكم لا تخافوا عظام وجماجم لا تحصى حديثة وقديمة  سوف تفتخرون بها وتتسامرون في لياليكم, وعلى شاشاتكم الكريمة ترون جثث أقاربكم .... ارحمونا يرحمكم من في السماء..... لم يعد الشعب بحاجة إلى مواعظكم  دعو أهل الوطن يتفقوا على ما تبقى لنا  أن يتفقوا عليه ويتضامنوا  حول المصير  لأنكم في النهاية لن تجدوا أثرا لمقابرنا .... جدودكم .... فأين جدودنا؟ نقتل في هذه الأيام صمتا والصمت لا يمكن إسكاته !و صمتا لا يسبر غوره سوى القاتل ....دعو أمهاتنا الثكلى تتكلم واصمتوا انتم.... اليوم نكنس من ارض الوطن ماذا نقول لكم عودوا يا أولاد إلى دياركم أنهم يقتلوننا بالتسلسل  لا تخافوا لأنهم اليوم ينبشون القبور يلاحقوننا على الأجداد ...العظام ... جماجم على أسماء المدن  لا يحترمون أمواتنا ماذا نقول لكم مكانكم محفوظ إننا نقايضكم بحق الأرض والسماء مقابل ماذا تركتم الأرض و الأهل والوطن لتشمتوا بنا  لتفرحوا على أحزاننا أم لترسلوا لنا مئة ليرة وتعتقدون أنكم تنقذون شعبا من الهلاك .
حاضرنا غائب ومستقبلنا تحفة أثرية  ستبحثون عنا كإبرة بين أكوام القش بين ربوعنا نجهش بالبكاء على فيض أمل أو فيض من آلم  لم نعد نعرف؟ 
يريدون منا أن نترك أوطاننا, يذبحوننا أمام أطفالنا  انه نظام أهل الذمة يقتلوننا ولا يدعون الأمهات الثكلى  تتكلم لا نعرف أي نشيد ننشد للمساء للشهداء للوطن  .
أكلتنا العروبة منذ عقود وها هو الإسلام يتركنا نشيخ  نصبح انتيكا نتفرج على أنفسنا وعلى عجائب الزمان وهم أكلتهم التراخوما والوحيدون الذين تبصر عيونهم هم أطفالهم وأولئك سوف يتعلمون قريبا دبحنا كالنعاج وبحزب الدستور كله بحسب الدستور ويصلون على رؤوسنا بالروح بالدم إننا بعيونهم العمياء رجسا للشيطان جيل وقح أمرنا شورى بينهم  لديهم جلادين فوق الدستور فلا خوف على أولادنا فالدستور هو الجلاد  يعتبروننا بضاعة مستوردة لا نتفق وتقاليدهم سنظل على هامش الحياة ... نبحث عن جيل جديد ... لن نقطع الأمل فهو البديل ولكن هل من بديل .
هل تظل ذاكرة الشعب عذراء من جيل إلى جيل  حتى ولو لم يبق مغتصب عبر الزمن  الغاصب . أصبحنا لقمة سائغة ... آكلة لحوم البشر العصريين في العراق يلتهموننا بالشوكة والسكين , هل قيض لهذا الشعب المبتلي أن يعود على التجربة من أولها  هل ينسى وطنه ؟  لا , لا ينسى وطنه فالوطن لا ينسى ولا يحمل على الظهر في حقيبة حتى ينسى في محطة أو يلقى على الظهر تعبا ليس الوطن كالنفس إنما الوطن كالتنفس وحال الوطن كحال إنسان الوطن لا يختار إنسانيته بل يولد إنسانا . باقون نحصي الدقائق  والساعات والأيام والسنين في هذا الزمن الضائع علينا خلع جلد الضحية و نحمل البندقية لنحفظ الأبرياء والآباء والأجداد  ثمنا لحريتنا ونخفف العبء  , لقد ارخص الإرهاب نفوسنا حتى أصبحنا نشعر بان استمرار حياتنا في الوطن خيانة لأننا لم نعد نجد من يحمينا , وأوطاننا ضاقت بنا وأصبحنا عبئا على المجتمع فقط بطون الأرض لنا حرام علينا إن ندفن بكرامة... نستعيد الماضي لا لكي نفتح جراحات بل كي لا تذهب التجربة هباء ولا تعود الذاكرة عذراء أشبه بذاكرة طفل إذ لم نر الحاضر لا نستطيع إن نرى المستقبل إن أمرا واحد يقلقنا هو أن ننتظر الانفجار قيام الساعة , أن ننتظر ساعة لا يعود فيها الحال محتملا يصبح الماضي البشع أمرا جميلا فيحتمل الاسوء منه  حتى إذا مضى يصبح هو أيضا أمرا  جميلا  فهذه الأيام لا نموت بشلل الأطفال والوباء فكل يوم نرسل لهم كشفا بشهدائنا نعلمهم أننا نموت بالذبح والرصاص .   


عبد الله ماروكي

9
المنبر السياسي / ضرورة الانتماء
« في: 18:32 30/06/2007  »
ضرورة الانتماء

يقول الشاعر الفرنسي فرانسوا فيلون : لا أثق إلا بما هو أكيد ...... فالأشياء الواضحة بالنسبة لي غامضة ولا تريبني إلا الحقيقة .... ولا استمد معرفتي إلا من صدفة عمياء فإذا ربحت كل شيْ فسأتقاعد مع الخاسرين .
الكثيرين يعتقدون إنهم مؤثرين بينما في الحقيقة تجدهم مدفوعين نحو إعلان الإفلاس السياسي إن محاولات الإنسان الانسلاخ عن دائرته لا يمكن أن تثبت إلا حقيقة واحدة هي إن الإنسان ينتمي بطبعه وان اللا انتماء المستديم علة اجتماعية وظاهرة نفسية مرضية.
ودلائل اجتماعية الإنسان وفيرة , شعوره بالحنين للجماعة عندما ينأى عنهم هو تذكره الأيام الحلوة العابرة .... ونسيانه كل ما هو سيْ وقبيح في مجتمعه ثم شعوره بالقلق والخوف الغامض كل ذلك يؤكد إن ا لإنسان مربوط بأواصر الاجتماع والانتماء. كذلك فان التماسك مع المجموع واحترامه والاقتداء به يقلل من وطأة الصدمات والأزمات . أما اللا منتمي فهو الذي انتحى ناحية قصية من محيطه ثم ينظر إلى جماعته ويقارنها باتجاهاته وميوله ورغباته فيقرر أن يفصم أواصره بها ويطمس معالمها من عقله ويمحو بصمات ثقافتها في روحه  ويمج ما رضعه منها من مثل وتقاليد في نوبة من تحد أو طيش أو حماقة صبيانية أو بدافع من الشعور بالخلو والحيرة والفوضى ... وقد يفعل ذلك لان ناحية أو أكثر فيها لا تلاءم ذوقه فيتركها استنكاراً ليس إلا وقد يفعل ذلك لأنه يعتقد إن عليه أن يحدث تغييراً أو إصلاحا في تلك الجماعة فيتركها فترة من الزمن أو يهاجمها ناقداً .
فالانتماء إذ لا يتعدى أن يكون رغبة في التعبير عن السخط أو مظهراً من مظاهر الضياع والفوضى أو رغبة  في الإصلاح والتغيير , واللا منتمي يشعر بالغربة وينعزل ويفكر ليعود إلى جماعة يحاول تغيير ما بها ويعبر عما قاله أرخميدس يوماً أعطني مكاناً خارج الأرض وأنا أحرك الأرض . أي انه لا ينتمي لفترة من زمن لكي يحرك ويفيد وعليه فانه مستحيل بمعنى أن اللا منتمي إذا خرج عن جماعته فلا يلبث أن ينتمي إلى جماعة أخرى , عندما ينفصم الفرد عن جماعته ويبتر وشائج التعاطف وروابط المسؤوليات ... أو عندما يحاول خلع جذورها التاريخية فيه فانه لا يلبث أن يجد نفسه بين جماعة غير تلك التي تركها بل سرعان ما يدرك انه خلع بزة يرتدي أخرى : فالسياسي الساخط يشعر ويفتخر بوجوده وفاعليته وعظمته في ذاته أراح يتهم الآخرون بوجود الآخرين . وتوسيع آفاقهم الفكرية فهو يكتب وينتج لغيرة ويتمنى لو أن غيره امن بما يقول .... وهو يتلمس وجود الآخرين ومؤازرتهم له من خلال التلاحم ولا أخاله يتمادى في سعادته إذا أدرك يوماً انه يكتب لنفسه فقط , فلعله يعيش على أمل دفين هو إن الأجيال القادمة ستهتف له . أما المصلح فانه إن كان قد تجرد وتباعد عن الجماعة فلكي يغير ما بها , غالباً ما يعتزل لفترات متقطعة كي يتأمل ويفكر ويصلح , فالمصلح يقوم بدور القيادة ويحقق له أتباع ومريدين وتنشأ جماعة جديدة تنتمي له وينتمي إليها . فإذا كان قد توصل إلى إحداث التغيير بـ " لا انتمائه " الوقتي فانه ما لبث أن عاد ثانية إلى انتماء جديد .
أما الانتماء والالتزام : الالتزام وجه أخر من الانتماء فالمنتمي ملتزم والتزامه ضريبة انتماءه فالسياسي والموجه الذي خلق كياناً جديداً من جماعة وأتباع يلتزم أمامهم بما دعا إليه , فالالتزام يمكن أن يكون التزاماً أخلاقيا أو فوضوياً وعندما نتحدث عن السياسي الملتزم فأن ما نعني به أن يؤدي واجبه نحو الجماعة التي يعمل أو ينبع منها وعندما يدعو البعض إلى مبدأ الالتزام فإنما يذكرون الغافلين بواجباتهم الطبيعية لأن الفرد الذي يعيش بين جماعة ويحتمي بها ويعيش عليها روحياً وعقلياً ... ثم يصمت ويغفل ويغفو ... أنما يقوم بدور الطفيلي الذي يأخذ ولا يعطي ... والتبعية التي لا فكاك منها يجب أن تخرج عن نطاق الاتكال والتكاسل .
بقي أن نقول إن البشرية يهمها أن يكون الانتماء إنسانيا وان يكون الالتزام أخلاقيا نافعاً ولا جدوى من ادعاء اللا انتماء إذ هو وهم يتخيله المتمردون أو الحائرون أو المتطفلون .
                                                   عبد الله ماروكي




10
                   في زمن الإدمان على الضجيج
للمثقفين الذين كانوا بالأمس يتطلعون إلى المنظمة الأثورية تطلعهم إلى الأمل المنشود لإنقاذ الشعب الأشوري من الفراغ ة الانهيار والزيف و التجزئة و أصبحوا اليوم يتسابقون  في رفع أصابع الاتهام في وجهها ولا يتورعون – في غمرة غيرتهم عليها و حز نهم لما أصابها – عن تحميلها أوزارا كثيرة لا تدخل ضمن نطاق مسؤولياتها وعن أثقال كاهلها با خطاء  لا حصر لها  ولا عد , بعضها من صنع الظروف الموضوعية وبعضها نتيجة تهاون فئة المثقفين بالذات , و بعضها نتيجة لعوامل محلية ذات إبعاد أضخم بكثير من إن تقارن بطاقات المنظمة الأثورية وقدراتها المحدودة .
للرفاق والعناصر الذين هلل معظمهم  للمنظمة الأثورية  وكبروا لها من بعيد حين بلغت  أوجها و سكتوا عن أخطاءها  التي يعرفونها جيدا واكتفوا  بالتالف والتأييد و لم يحاولوا أن يعقدوا الصلة النضالية المطلوبة  معها و أخفقوا كل الإخفاق في إن يدعموها على المستوى الجماهيري , و أهم من كل ذلك وأقسى منه : لم ينجحوا في تقديم  مثل جيد  لها في صلابة النضال ووحدة الصف ووضوح الهدف .   و حين  تأزمت أوضاع المنظمة ودخلت  مرحلة التراجع الخطير انبرى من يتهمها منهم بأنها ابتلعت دورهم و طغت عليهم , ولذلك لم تستطيع هذه القوى أن تساندها حين بقيت بدون كوادر مثقفة, و الانكى من ذلك أن هذه التسويفات انطلت على  بعض  الضعفاء و اخذوا يرددونها في غمرة انجرافهم مع موجة (النقد الذاتي ) التي انقلبت إلى تنفيس للنزعات المازوشية  المكبوتة   التي لا يستغرب و جودها عند شعب كالشعب الأشوري لم يشهد يوما مشرقا طوال الفترة التي تسمى عادة بالأزمنة الحديثة .
للجماهير الأشورية التي أغرقتها وسائل الإعلام ببحر من المبالغات  و التناقضات و التلفيات وتلاعبت  بعواطفها و استغلت نبلها و طيبتها , و في جميع الحالات إرادتها إن تكون عنصرا سلبيا غير فاعل و لا شأن له  بتقرير  الأمور  و إحداث ذات أهمية أساسية  يتم  التخطيط لها و تنفيذها في غيبته الكاملة بلا مواربة ولا لبس لا بد من العودة إلى الجماهير صاحبة المصلحة الأولى ولابد من التأكيد على أنه من العبث الحديث عن الصمود و البقاء  و أذا لم  يتيح لها أن تقول  كلمتها وان تكون عنصرا فاعلا يمتلك حق التقويم و التقرير و النقد
و بالنسبة للمنظمة الأثورية لم يعد الصمت ممكنا .  لقد حاول الكثيرون الإصلاح من الداخل و صمتوا حين كانت  الأبواق ترتل  الأنغام و الأناشيد لهذه الجهة أو تلك  و لم تكن النتيجة  سوى إمعان الصيغ القيادية  في الخضوع  للعوامل  المحيطة  بدلا  من التمرد  عليها  و محاولة  التحكم بها  أو تعديلها  للصالح العام .
وإزاء  هذا الوضع  لم يعد من خيار سوى اللجوء إلى القوى  الضاغطة  للجماهير حتى تتم  عن وعي  و إصرار ممارسة ضغوط منظمة و هادفة  وملتزمة من شأنها  أن تساند القوى  المتحفزة في داخل  المنظمة  الأثورية الظامئة إلى تحقيق مفهوم  قومي  شريف وتقويم المسيرة و تبني إستراتجية طويلة المدى .

عبدا لله ماروكي

القامشلي -سوريا

11
التحرك الأشوري في مواجهة الواقع و الهموم الخاصة

هذه الأيام نجد أناساً يخلقون من الباطل حقاً ومن الوهم واقعاً , وعلى الطرف الأخر أناساً يفرطون بحقهم حتى يبدوا كالباطل وينحدرون بواقعهم إلى درجة الوهم . وتتشابك علاقات كل من الطرفين مع الناس كما تتشابك العلاقات الداخلية لكل طرف بحيث يصبح أي تعميم حول الوضع في المنطقة نوعاً من التبسيط التعسفي الذي يتضمن نسبة كبيرة من الخطأ .
في وسط هذا الجو المعقد و في بقعة من الأرض تتعلق بها مصالح القوة العالمية من جهة و العواطف الدينية و التاريخية و الخرافية من جهة أخرى يتحرك شعب صغير مشتت لاستعادة حقه الأساسي , حقه في أن يعيش فوق أرضه  وأن يمارس سيادته عليها ضمن الحدود المعقولة لأي شعب صغير .
في مثل هذه المنطقة التي تشعر بأنها مازالت بعيدة عن تحقيق أهدافها السياسية و الاقتصادية والاجتماعية . في منطقة عانى شعبها من ذل هزائم متوالية طوال ربع قرن . في مثل هذه المنطقة يغري الفراغ السياسي و النفسي أي تحرك أشوري بتحميل نفسه أكثر من ما تحتمله المرحلة ويتعجل حرق المراحل ويعطيه من الدوي  والطنين الخاويين ما يجعله هدفاً سهلاً للتورط و الانزلاق و التفتت . إن الخط البياني للحركات الأشورية متشابه بل هو متطابق :
1-   نمو سريع واستقطاب للنخبة الشابة المصابة بخيبة أمل قومية
2-   تمدد باتجاه قطاعات شعبية معينة بفعل تأثيرات خاصة للنخبة ( قبلية – طائفية – وظيفية ) لا بفعل وعي واضح .
3-   بروز تيارات متصارعة شخصية وسياسية أحياناً شبه إيديولوجية وخروج هذه التيارات عن نطاق المسار العام وانتهاء الصراع بالتجزئة و التفتت .
4-   أستعار الخصومة بين الأجنحة المتنافسة و الاضطرار لإعطاء هذه الخصومة أولويات إعلامية ومالية وتنظيمية بحيث تطغى على الأهداف الإستراتيجية .
5-   ما يلي ذلك حتماً من تخبط فكري وسياسي وشعبي يجعل المهمة الأساسية للحركات الدفاع عن ذاتها لا باعتبارها تياراً بل باعتبارها مجموعة أشخاص ارتبطوا برابطة سياسية معينة .
6-   وأخيراً تجد الحركات الأشورية نفسها عاجزة عن التحرك باتجاه أي هدف سياسي أو اجتماعي و في حالات كثيرة تقع في منزلقات الانحراف و التراجع المستمر .
وتتم كل هذه التطورات بسرعة مذهلة تترك أثارها السياسية على أعضاء الحركات نفسها .  ويسهل على المرء أن يتوقع ظهور هذه الأعراض المرضية بشكل أعمق بسبب الظروف الخاصة للشعب الأشوري بسبب التشتت وما رافقه من انقسام  المجتمع الأشوري إلى فئات ذات مصالح متباينة , وكذلك انقطاع الأشوريين عن الممارسة السياسية بسبب ظروف الحكم , وبسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي وضعوا فيها  بحيث اتخذت مواجهة هذه الظروف طابعاً فردياً واسرياً بدلاً من أن تأخذ طابعاً قومياً . وهناك أيضاً عامل أخر تمثل في انقطاع الصلة الحياتية بين الأشوريين وحدة الإجراءات  التي ضربت حول تنقلهم من قطر إلى أخر حتى انعدم الحد الأدنى من الاتصال " إلا مؤخراً " وقد أسهم هذا الانقطاع في تثبيت زوايا نظر متعددة إلى القضية الأشورية .



                                    عبد الله ماوكي  القامشلي/ سوريا

12
التحليل المرحلي ومظاهر الأزمة في الفكر الأشوري   

يمكن تسمية هذه المرحلة " بمرحلة المبادرة " حيث يقوم في كل يوم عدد من الأثوريين بالتدرب على أعمال السياسة , بمعزل عن إرادة الشعب الرسمية , ويمارس هؤلاء بعض النشاطات الجانبية . أثر الانسلاخ عن جسد المنظمة الأثورية و بالتعاون مع نفر من أثوريي المهاجر  مستمرين باتصالاتهم للضغط على قيادة المنظمة الأثورية ونخرها بتعرية بعض الشخصيات و النيل منهم عبر الإساءة .
خلال السنوات الخمسين الماضية شقت المنظمة طريقها بذكاء ومرونة وتخطت عقبات كبرى , وربما تعرضت وهذا ما هو وارد إلى ظروف قسرية أجبرت القيادة سلك طرق ملتوية لا تناسب المرحلة , إلى أن ذلك لا يمنع بأن تتجاوز المرحلة وتعدل من سياساتها لأنه لم تكن لدى المنظمة فكرة دقيقة عن الوضع الداخلي وكانت معظم معلوماتها مستقاة من دوائر ضيقة ومن مصادر غير أصيلة .
حتى ساد المرحلة طرح غير منظم للفكر السياسي ولرؤية خاصة للقضية , و استقى الفكر تبعيته من التحرك السياسي على الأرض فغرق الأشوريين بالأفكار السياسية والخطابات و الوعود والكلمات إلى درجة جعلت الجماهير تطالب بأية ممارسة مهما كان نوعها . وقد فشلت كل القوى في الاستفادة من هذه الظاهرة السيكولوجية حتى أعلنت بدون وعي بأنها ستقلل من الكلام ِإلى أبعد حد لتجعل العمل ينطق باسمها وتطرح أفكاراً سياسية متفرقة بعيدة عن أي طابع إيديولوجي . وانسحب هذا الموقف على المنظمة الأثورية , ويمكن أن تعتبر المنظمة أقل الحركات إن لم تكن أقلها على الإطلاق اعتماداً على البيانات السياسية و الفكر النظري , وقد تحولت هذه الميزة في ما بعد إلى ثغرة واضحة في علاقة المنظمة بجماهيرها إذ إن المنظمة صمتت ولم تكلف نفسها تفسير المواقف بل ولم تعبأ بالرد على اتهامات كثيرة ولاسيما في المرحلة الراهنة التي تعتبر التوعية السياسية فيها بالغة الأهمية . ومهما كان سبب هذه الظاهرة فإن النكوص عن التخاطب يعتبر مقتلاً , لأنه رافق هذا الصمت إسهال في البيانات و المنشورات عند أطراف أخرى كثيرة وسيما عند الأطراف التي كانت ضخامة أقوالهم لا تتناسب إطلاقاً مع ضآلة أعمالهم. وقد ساعد هذا الإسهال على التغطية النسبية لتقصير المنظمة في هذا المجال إذ إن الجماهير الأشورية في المنطقة مازالت تفضل الصمت على الهذيان الذي نسمعه يومياً .
وفيما يتعلق بالملامح الرئيسية للمرحلة فمن الخطأ اعتبار الإعلانات النظرية و الأشكال التنظيمية هي الناحية الأهم , ولا يصح تحميلها أكثر مما تحتمل وبناء الأحكام عليها إذ كثيراً ما تعطى هذه الإعلانات و الأشكال انطباعات مغايرة للواقع ويمكن تلخيص الملامح بالنقاط التالية :
أولاً : العزلة النسبية عند الجماهير : فعلى الرغم من إن فكر المنظمة السياسي طرح نفسه بشدة في هذه المرحلة ولاقى بفضل مرونته و انفتاحه من جهة وطابعه التوفيقي من جهة أخرى قبولاً واسعاً لدى النخبة , ولاسيما تلك التي ظلت بعيدة عن التيارات السياسية و التي كانت تعاني من وطأة العمل السياسي . إلا إنه كان واضحا إن هذه الجماهير وقفت عند حد التأييد الهادئ غير الفعال . ولم تظهر بشكل حاسم استعداداً عملياً للإقبال على العمل ومنحه الدعم المطلوب مع إنها لم تخف إعجابها الشديد بالمنظمة وقد بدا هذا الإعجاب بديلاً وتعويضاً عن العجز .
ثانياً : وقوع العمل السياسي الأشوري فريسة لحملات التشكيك التي استطاعت أن تعيق من سرعة تطوره , وقد اشتركت في حملات التشكيك منظمات رسمية و مؤسسات دينية وحركات شعبية , ومفكرون مستقلون , وكان هذا النوع من رد الفعل الرسمي أمراً طبيعياً لأن العمل السياسي للمنظمة الأثورية فرض نفسه على الساحة باعتباره نمطاً جديداً من الحركة ومن التفكير اصطدم بالجمود المخيم وبأفكار المؤسسات القائمة.
ثالثاً : معاناة العمل السياسي الأشوري من الحصار الإعلامي بحيث كان صوته خافتاً وغير قادر على الوصول إلى أسماع الجماهير و الرأي العام .
وقد تم في هذه المحلة تثبيت بعض السمات الرئيسية للعمل الأشوري بشكله الحالي : 1- فكرة العمل الجماعي أي تجميع جماهيري , غير منظم , وقد كانت هذه الفكرة ثورة على المطلب الكلاسيكي الأشوري بما يحمله هذا الشعار من اعتماد على الغير.
2- التركيز على الخصوصية الأشورية , حتى إن الأمر بلغ درجة المناداة بانغلاقية أشورية . ومن الإنصاف أن نذكر هنا إن التركيز على الخصوصية كان رداً حاسماً على المخطط الهادف إلى تذويب الأشوريين ومن ثم تصفية القضية نهائياً .
 إن ضعف النشاط السياسي في هذه المرحلة يجب أن لا يقلل من تقدير أهميته التاريخية , المنظمة الأثورية هي التي وضعت أسس يقظة الشخصية الأشورية وعملت على تبديد سحب اليأس لأنها دلت الجماهير على أسلوب عمل سياسي مختلف عن الأسلوب القديم ومتميز بخصائص تضمن له البقاء , والمرحلة بعد في مستهلها ولم يتح لها أن تتطور تطوراً متدرجاً .وإن كان قد فتح أمام الأشوريين أفاقاً أوسع بكثير مما كان في حسبانها كما حملها مسؤوليات جديدة.



 عبد الله ماروكي
القامشلي - سوريا

13


منطلقات للمستقبل القريب = في المنظمة الأثورية
رداً على الحركات المناوئة

مع وجود شعباً عظيم كشعبنا. لا يكون حل الأزمة في المنظمة الأثورية بالتخلي عن العمل , كما تحاول بعض الأوساط أن توحي للناس , إنما الحل هو في مزيد من العمل, مزيد من الإصرار  على  الاستمرار  والتصحيح معاً بشرط أ لا يكون أحدها بديلاً للأخر ,فالاستمرار بالممارسة الخاطئة منزلق مميت و الانشغال بالتصحيح قد يؤدي إلى توقف العمل وبالتالي إلى إلغائه , إن المطلوب هو انتفاضة ذاتية في المنظمة تعيد إليها نفسها المفقود وتضمن لها الالتفاف الجماهيري الذي لا بد منه  و الانتفاضة الذاتية لا تحدث بمعجزة كما أنها لا تتم بمجرد توافر النية أو عن طريق الموعظة . بل تحتاج لعوامل وشروط نوعية أهمها وضوح الرؤية من الداخل, والضغط باتجاه التصحيح, لخلق الظروف المناسبة وتوجيه الطاقات بالاتجاه السليم بدرجة كافية من المهارة المرونة
الملاحظ إن معالجة مسألة المنظمة الداخلية, اقتصرت غالباً على مسائل التكتيك اليومي. أما مسألة الخلافات بين الأطراف فقلما يجري التطرق إليها. وإذا جرى ذلك فإنما يجري بصيغ مراوغة شمولية تتجنب التحديد الملموس  . والمشكلة أنه لا يمكن أن يتم إي تحرك صحيح لتحديد مكامن الخلاف,إذا لم يوجدوا في ما بينهم رؤية مشتركة وأهداف مرحلي , حتى لو قدمت لهم أجمل الأفكار وأصحها فإنها تظل حبراً على ورق الواضح أن الثغرات الموجودة حالياً لا يمكن ردمها , إذا لم تتوافر النيات السليمة لأجل ذلك , فكل الأفكار الباطنية ملفعة بالغموض وعرضة لتأويلات كثيرة متمايلة . وإزاء كثرة ما كتب وقيل في المسائل السياسية يخيل للإنسان إن المنظمة إن أختارت لنفسها دور الريادة لم تكن جادة بما فيه الكفاية.
وعلى القادة و المنظرين أن يجدوا أجوبة مشتركة قبل أن يختلفوا على تفصيلات سابقة. و لدعوة إلى تحديد النقاط, لأنه أصبح للمنظمة من التراث ما يسمح بالقيام ببعض المحاولات لتحديد مؤشرات التطور القادمة.
ثم أن المنظمة اليوم في مآزق صعب و هي تحتاج إلى   فرج فوري  لا يصح ربطه عمليا بالاتفاق على جميع النواحي  الأساسية ,و يجب أن يجري العمل في وقت واحد لتطوير المنظمة وتحديد المهمات النوعية و المرحلية ,أي العمل على بلورة مكتسبات المرحلة السابقة "خمسين عام "و تطويرها باتجاه المناخ الملائم لتحقيق الوحدة القومية الشاملة.
و تعد حركة أحياء الشخصية الأشورية في رأس مكتسبات المرحلة السابقة  من تاريخ المنظمة الأثورية و المطلوب الآن الاستمرار في هذه الحركة مع تجنب السلبيات التي  رافقت الإندفاعة  الأولى ... إضافة لذلك لا بد من استثارة الحس القومي و المصير المشترك و الشعور بالاضطهاد وإرادة الرفض في القطاعات المختلفة للشعب الأشوري , على أن تتم هذه الاستثارة ضمن أفق قومي استجابة لطبيعة مرحلة النضال التي يخوضها شعبنا وعلى أن يتوافر الحرص الشديد على عدم المبالغة في تنمية عقد الاضطهاد , وإن يجري تفسير تاريخي إيجابي لمعانات الأشوريين في هذه الحقبة من الزمن... ويقظته باتجاه تولي دور فعال وطليعي , لا باتجاه التمايز الوهمي عن باقي أطياف المجتمع أو بالاتجاه المرخي لإلقاء اللوم عل الغير و التشديد على أن يقظة الشخصية الأشورية  بحد ذاتها حركة متحدية . ولذلك يجب أن تكون حركة واعية وان تحذر من المنزلقات التي لابد أن تحفر لها وتحاول دفعها ضمن المجرى الكاذب .
و الحفاظ على الممارسة الصحيحة للعمل السياسي , بل إنه من الصعب تصور أمكان استمرار الوجود بدون هذه الممارسة وكما ينبغي التركيز على التوحيد .
و الانتقال بتجربة الوحدة القومية إلى صيغ فعالة فمن خلال المشاهدة لحال التنظيمات تبين لنا إن التعدد كان عاملا من عوامل الإخفاق الذي منيت به قضية شعبنا , وقد رأينا إن التجارب التي نفذت حتى الآن كانت ذات طابع تجميعي تلفيقي بما حوته من ممثلي عن جميع الاتجاهات , وبطبيعة العلاقات المبهمة التي تنتظم بينها ومن الصعب أن ينتظر المرء أي تطور ارقي من هذه الصيغة ضمن حدود الخط  التجميعي المطلوب هو الاندماج , وهذا امتحان عسير أن الأوان لان تخوضه الحركات الأشورية وتسعى لإقامة علاقات واضحة موضوعية بينها رغم اختلاف برامجها وذلك ضمن حدود الخطوط المشتركة للمرحلة على أن يقوم من خلف هذا الاتفاق تعاون وحماية متبادلة . كما يتوجب على المنظمة في هذه المرحلة تحديد موقف صارم من التحركات الطفيلية التي ليس لها رصيد جماهيري , ولا نشاط على الأرض , لان المصلحة العامة تتطلب منع ظهور أي تشكيلات جديدة . وحتى لا يكون هذا الكلام كله معلقاً في الهواء يتفق على تحديد معاير معينة لضبط عمليتي التوحيد والتنسيق , و في رأس هذه المعايير الاتفاق على قسط مشترك من التوعية السياسية الداخلية , وهذا الأمر غاية في الأهمية أما على المستوى الجماهيري فقد كان  التسابق يقوم على أداة الأخر وتشويه مبادئه ويرافق ذلك غالباً نرجسية في تقديم الجهة الخاصة  وقد اتخذت هذه الظاهرات شكلاً تخريبياً حيث انهمكت كل حركة أشورية بتنفيذ حجج المنظمات الأخرى وتسفيه منطقها أمام رأي عام يجهل أبسط حقائق القضية الأشورية وكثيراً ما أدى ذلك إلى نفور الأصدقاء وبلبلة مواقفهم .
فقادة العمل الأشوري يلتقون باستمرار حول برامج ونقاط مشتركة ولا كن ممارستهم تتفاوت وتتناقض على أثر كل لقاء . وليس السبب كما يتراءى للآخرين هو دائماً سوء النية المتعمد أو حتى الافتقار إلى الرؤية المشتركة , وإنما هو العجز المستمر عن تحرك القوى و المناصرين اتجاه الأهداف التي يتفق عليها . وهنا نشبه العمل القومي بالسيل الموسمي الذي تجري مياهه على غير هدى وحيث ما وجدت منخفضاً , وأحيانا تتجمع في تضاريس مؤاتية وأحياناً تتشعب ذات اليمين و ذات الشمال . فالمهم ما تفعله أيديهم لا ما تقوله أفواههم وحتى يصبح عم الأيدي منسجماً مع ما تقوله الأفواه لا بد من مواجهة المشكلات بجرأة ودون هوادة . وهنا صلب المشكلة . فإن معظم التنظيمات تشكو من أعراض الهلهلة  التنظيمية و القصور الذاتي , بل إنه عند التحليل يتبين إن المشكلة الراهنة هي مشكلة تنظيمية وإن المرض الأساسي مرض تنظيمي .
وفي أحيان كثيرة  يبدوا فعلاً أن المشكلة هي مشكلة علاقات وإن الحد الأدنى من العلاقة التنظيمية أو الموضوعية يكاد يكون مفقوداً, و الأمور تنفذ فقط بطريق العلاقة الشخصية . وربما كان هذا الأمر من الأسباب الرئيسية للتراجع في العمل السياسي  .
وقد يخيل  للمرء بان تغير القيادات الراهنة  هو الحل المطلوب  وهو المنقذ من الضلال وبدونه لا يمكن السعي لتطوير العمل . وهي نظرية يشارك فيها معظم المثقفين  والمهتمين حتى أصبحت مسألة القيادات تشكل عقدة نفسية ,وهنا لابد للمرء  أن يقول رأيه بصراحة وأن يحذر من تعليق الأوهام على هذه المسألة بالذات لئلا يتمخض الأمر عن خيبة أكبر. أن
مشكلة القيادات مهمة جدا وحساسة ولكنها جزء من مشكلة. و المسألة في جوهرها مسألة علاقات أكثر منها مسألة أشخاص . و التطور الذاتي يجب أن يتضمن تغييراً في القيادات ولكن يجب أن يحدد اتجاه هذا التغيير ضمن معايير واضحة .


                           عبد الله ماروكي

صفحات: [1]