عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - حامد الجبوري

صفحات: [1]
1
الشاعر الشعبي ساسون اليهودي :
حامد كعيد الجبوري
العراق / بابل / الحلة
      يتداول الكثير من متذوقي الادب والتراث الشعبي الأبوذيات والدارميات وحتى الموالات وينسجون لها القصص من مخيالهم الخصب لتحبيب تداولها بين المتذوقين . قبل أيام بعث لي أحد الاصدقاء فديو يتحدث فيه احد الشعراء عن قصة نسجتها مخيلة الناس وتداولتها الألسن حتى عدت من المسلمات، وحقيقة وجدت ان القصة مختلقة وغير مترابطة الأحداث، وفيها الهنات التي قادتني لتكذيب ما ورد فيها، ومن المؤكد لا يمكن تكذيب كل ما ورد في التسجيل المصور، ومعلوم للجميع أن الادب والتراث الشعبي يتداول شفاهيا ، ويحفظه الرواة وعشاق التراث، ولم يتم تدوين ذلك التراث الضخم الذي لو دوّن لأصبح سفرا جميلا وحكايات فيها الكثير من العبر.
         الشاعر الشعبي ساسون اليهودي ولد في محافظة بابل / ناحية الكفل نهايات ١٨٩٩ م او بدايات ١٩٠٠ م ، واغلب العوائل اليهودية تعد من الاغنياء وملاك الأراضي والاطيان، انتقل والد الشاعر ساسون لمحافظة الديوانية عام 1919 م بعد أن عجز عن شراء الأراضي الواسعة لاستثمارها زراعيا وتجاريا ، لأنها اصلا مملوكة لكبار ملاكي اليهود في بابل، وحين استقر بهم المقام في الديوانية / ناحية الشامية يقول الاستاذ مدير مركز الذاكرة الموسوعية في الديوانية (غالب الكعبي) أن عائلة ساسون اليهودي اشترت أكثر من نصف الأراضي الزراعية العائدة لناحية الشامية مع بعض من العوائل اليهودية الأخرى، واشتهرت زراعتهم بالحنطة والشعير والرز ( العنبر) ، وبدأت تصدر الفائض من الرز لخارج العراق وبماركة خاصة لتلك العوائل اسميت حينها شركة (الخلاصچي) نسبة لاحد العشائر اليهودية هناك ، كما نشرت ذلك صحيفة المدى بعددها ١٤٤٥ الصادر في ١٤ / ٩ / ٢٠١٥ وتحت عنوان (ذكريات العم ساسون واثار اليهود).
       يروى عن الشاعر ساسون الكثير من المواقف الشعرية الطريفة ومنها، علم الشاعر ساسون ان احد شباب اليهود تعلق قلبه بفتاة قروية مسلمة، تم اللقاء بين العاشقين لأكثر من مرة، وتعلق أحدها بالآخر، والظاهر ان القروية انتبهت للخطأ الذي وقعا فيه، فقالت لحبيبها يجب أن نفترق إذ لا مجال لزواجهما، بل يعد ضربا من الجنون ، وقالت له من المحال ان يوافق اهلك اليهود من زواجك من مسلمة قروية، وكذلك لا يوافق اهلي المسلمون من الزواج منك وانت على غير ديننا، قال العاشق لحبيبته لماذا وضعت هذه المعرقلات بطريقنا، دعي الأمر كما يريد الله، وفعلا خطبها لأهلها وامتنع الاهل من تزويجها، بل زفت لابن عمها عروس، بعد زواجها من ابن عمها وانجابها لأكثر من طفل ، علمت ان حبيبها اليهودي اصيب بمرض عضال، وبعث لها بيتا من الدارمي يقول فيه،
عندك عوض لبتوت گلبي من اداعيك
مو خلِّصن تگطيع من ونتي عليك
ويقال ان ساسون اليهودي هو الذي كتب ذلك الدارمي على لسان العاشق المريض ، وطبيعي ينتظر العاشق الرد، ومعلوم أيضا ان وزن شعر الدارمي يسمى غزل البنات او شعر البنات، ويمتاز شعر الدارمي بتكثيف المعنى ووضوح الغاية ، فكان جواب المعشوقة التي ذهبت للمقهى الذي يجلس فيه الشاعر ساسون وسألت عنه، فقيل لها انه ذهب صباح اليوم لمركز لواء الديوانية، وعادت في اليوم الثاني ووجدت الشاعر ساسون وسلمته الجواب الذي قالت فيه،
شنهو العوض لبتوت گلبك تريده
ما سنت العربان للچتله بيده
وهنا لابد من التوضيح، تقول لعاشقها انت تريد العوض عن ما اصابك، ولكن عليك ان تتذكر اني قد نهيتك وقلت لك أمر زواجنا مستحيل، لذلك ليس لك عندنا اي تعويض مادي او معنوي، لأنك كمن نحر نفسه بيده، ومعلوم أيضا ان للعشائر العراقية قوانينها الصارمة وتسمى ( السانية او السنينة)، بمعنى ان العشائر وضعت الغرامة لمن يقتل النفس، او يسرق، او ينهب - يهرب بمعشوقته وبموافقتها - حبيبته، لكل ذلك وضعت السنائن العشائرية، وبما ان العشائر لم تضع غرامة لمن يقتل نفسه فعليك ان تحمل وزر ما جنيته بنفسك، نلاحظ هنا كيف صيغت القصة بهذا الشكل الذي يكتشف بساطة موضوعه بل سذاجته اي متمعن، فليس من المعقول ان تتنقل المعشوقة باحثة في مقاهي المدينة لتسليم ردها عن رسالة الحبيب السابق، وهي ابنة عشائر تعد هكذا تصرف معيب، بل وتعاقب عليه بقتل العاشقة.
    ويروى ان الشاعر ساسون اليهودي وبمناسبات الزيارات لضرائح الائمة والأولياء كان ينقل الزائرين بسيارات الحمل التي يمتلكها مقابل أجر معين ، وفي إحدى الزيارات لمدينة كربلاء تعطلت السيارة في الطريق الترابي الموصل من الشامية لكربلاء، ومعلوم آنذاك قلة وسائط النقل بل كانوا يعتمدون على الحيوانات كالجمال والخيول والبغال والحمير عبر قوافل محمية من بعض الرجال، خوفا من قطاع الطرق والسراق، هنا وبعد تعطل السيارة نظر الشاعر ساسون إلى الزائرين مرتجلا هذا الدارمي فقال
ماينفع الطك بيه نوّخ ذلولي
عد رأس ابو السجاد ربعي اندعولي
يقول هذا حدي معكم أيها الزائرون وما عليكم إلا أن تنقلوا سلامي للأمام الحسين عليه السلام متمنيا لكم سلامة الوصول ، قال له أحد الزوار حاول أن تجد سبب عطل السيارة، وحاول اصلاحه، وفعلا أخرج عدته وبدأ يفتش عن عطل محرك السيارة وسرعان ما اهتدى لذلك، واصلحت السيارة وعاودت مسيرها متوجهة لكربلاء الحسين عليه السلام.
        عام ١٩٤٨ بدأت الحكومة العراقية تسفير اليهود العراقيين بعد أن اسقطت عنهم الجنسية العراقية تنفيذا لاتفاق مبرم ، والكثير من اليهود العراقيين هجروا قسرا لدويلة إسرائيل، والكثير أيضا من اليهود حاولوا البقاء في العراق حيث بيوتهم واملاكهم وأموالهم الغير منقولة ، ومنهم ساسون اليهودي، الذي حاول أن يختبئ ولكنه لم يفلح، وحين وصول الشرطة الملكية العراقية لداره اُخرج عنوة من الدار، فخاطب جمع الناس حوله قائلا هذا الدارمي،
أُماطل اويّه الروح عاوني يل مار
ما ترضه تمشي الروح ومچلبه بالدار
        ويذكر أيضا ان الشاعر ساسون اليهودي كان يبعث بنتاجه الشعري الغنائي لدار الإذاعة العراقية، وغنى له المطرب الريفي الراحل داخل حسن أكثر من اغنية.
      بعد عام ٢٠٠٣ وسقوط صنم الدكتاتورية يقول الباحث الكعبي ان احد اولاد الشاعر ساسون زار مدينة والده والتقى ببعض جار بيتهم وهو يحمل معه سندات ملكية عقاراتهم الكثيرة.
ملاحظة :
وجدت من يقول ان عائلة ساسون اليهودي انتقلت من الحلة / الكفل لمدينة السماوة عام 1919 ولم تستقر فيها ، وانتقلت بعدها لمدينة الشامية ، وتم شراء الكثير من الأراضي الزراعية ، واوكلوا مراقبة ومتابعة واملاكهم لأشخاص يسمون ( السراگيل) ، واستقر بهم السكن في مدينة الديوانية، واعقب الشاعر ساسون ولدين هما صالح وعزت.


2
عرض كتاب
السيد ضايع كريم
شهيد انتفاضة آذار الخالدة :
حامد كعيد الجبوري
صدر عام ٢٠٢٣ وعن دار الصادق الثقافية كتاب ( السيد ضايع كريم ال مجدي شخصية اجتماعية حلية.. متعددة المواهب) لمؤلفه السيد عدنان محمد الحسيني، ويقع الكتاب بواقع ٣٠١ صفحة من الحجم الكبير ومعزز بملحق للصور والوثائق.
لم يقسم الكاتب كتابه لفصول بل كانت رؤيته ان يضع جدولا للمحتويات فوقع الكتاب تحت عناوين مختلفة تبدأ من التوطئة وتنتهي بمصادر الكتاب، وكتب توطئة الكتاب التي أجدها الرأي الشخصي للأستاذ شاكر الحلي بحق المغفور له السيد ضايع ال مجدي ، وكل فقرة من المحتويات لها مداليلها بحياة الشهيد الراحل المترجم له.
صدقا أجد ان شخصية الشهيد السيد ضايع تولد عام ١٩١٢ م غرائبية ومن الصعوبة ان تكرر ، وهب الله هذا الرجل ميزات لم تمنح لغيره، تعلم القراءة والكتابة عند ما يسمى (المله)، وبعد أن اتقن القراءة والكتابة بدأ يقتنني الكتب وأصبح قارئا  له صفحة خاصة عند مكتبة الفرات لصاحبها مهدي السعيد ، كما نقل لي ولده الباحث والمترجم صلاح السعيد، نشأ الرجل رحمه الله على حب الزراعة وما يتعلق بها، ونشأ على حب الناس والبذل لهم بالنصح والعمل والمتابعة، حباه الله جلت عظمته بميزة الشجاعة والقيادة والحكمة والسخاء والذكاء ، حياة هذا الرجل تعد من النوادر وتستحق شخصيته ان تدرس وتدرس، استفاد من بحبوحة العيش وسعة ذات اليد ان ينشأ الكثير من المشاريع التي تخدم اهل قريته ،وبالمقابل تدر عليه ربحا اضافيا لما يكسبه من زراعة بساتينه. أنشأ مطحنة لطحن الحنطة والشعير والغريب انه هو الذي كان يشتري ويجهز وينصب محتوياتها دون الاستعانة بذوي الاختصاص  ، وبعد أن اكمل تنصيبها عمد لتعليم بعض الشباب من قريته ولقاء اجر مجزي لإدارة تلك المطحنة، بعد أن اكملت المطحنة وبدأت تعمل ابتكر ان يضع لها مشروعا تكميليا، وبعد أن ابتاع ما يتطلب لمشروعه ووضع ( تربونات ) لإنتاج الطاقة الكهربائية ،وتنصيب أعمدة من جذوع النخيل لتنوير اغلب بيوتات قرية الحصين بالمصابيح الكهربائية، المطحنة ومشروع الكهرباء نهاية عقد الأربعينات من القرن الماضي، وحدد السيد المؤلف العام ١٩٥٠ لتلك المطحنة وما يتعلق بها . وتستمر أعمال هذا الرجل لينشأ مدرسة ابتدائية ومفاتحة مديرية تربية بابل لتعيين الكادر التعليمي بعد أن اكملت صفوف المدرسة. واجد أجمل مشروع عمله الشهيد السيد ضايع هو ( الطبگه) وهي وسيلة عبور بين ضفتي نهر الفرات من قرية الحصين لقبالتها قرية الدبلة والتي هي أقرب لطريق ديوانية حلة المعبد، علما ان قرية الحصين لم تكن تربط للحلة إلا بطريق ترابي لا يمكن أن يستخدم أثناء فترة الشتاء والامطار، فكرة المشروع ترتكز لقواعد فيزيائية حيث يستفيد من قوة تيار الماء لتحريك ( الطبگة ) من ضفة لأخرى .
ومشروع بحيرة الأسماك التي أنشأت على الطريق العام بين الحلة والديوانية يعد من المشاريع السياحية أيضا حيث كانت عوائل الحلة ترتاد البحيرة ايام الأعياد والعطل الرسمية، وهنا بودي التركيز على كيفية حصول الأسماك على الغذاء المعد لها، ومعلوم ان بحيرة الأسماك كانت المشروع الأول لتربية الأسماك في العراق أنشأ من قبل السيد ضايع، ومعلوم أيضا آنذاك لم تك بعد موجودة معامل انتاج العلف البروتيني لها، لذلك ابتكر السيد ضايع انتاج البروتين بطريقته الخاصة، بدأ يجمع فضلات الحيوانات وبخاصة الدجاج ويرمي بتلك الفضلات بغرفة خصصت لذلك ، ومن ثم ترش بالماء وتغطى بأكياس الجوت وتترك ليوم او يومين ومن ثم ترفع الأكياس فتجد ملايين الديدان ملأت تلك الغرفة، فتجمع الديدان مع الفضلات وترمى في الماء كعلف للأسماك. مشاريع الرجل كثيرة جدا آخرها صناعة الطابوق.
لم يقتصر عمل الشهيد السيد ضايع على ما ذكر فهو فلاح اكتسب خبرته فطريا، وبرز كأفضل فلاح ومنتج لأنواع التمور والاعناب في الحلة وكذلك في بقية المحافظات العراقية، شارك في الكثير من المعارض الزراعية وكانت له الأسبقية بذلك. مرة ابتاع جهاز (مكرسكوب) طبي لمتابعة ومعاينة بعض الأشجار التي تصاب بالآفات الزراعية، حسّن وكثّر الأصناف الجيدة من الاعناب والتين وبعض المنتجات الأخرى ، ويعد الرجل اول مبتكر لعملية الترقيد الهوائي ، والتي حصل بموجبها على شهادة دكتوراه فخرية من إحدى الجامعات الأمريكية آنذاك. كان الرجل رحمه الله مُنظما بكل شيء حتى وجد ولده السيد عامر سجلا خاصا لوزن السيد ضايع ، مثلا كان وزنه عام ١٩٦٠ ٦١ كغم، وعنده سجل خاص لتوزيع الهدايا لأصدقائه من محصول العنب والبرتقال والعرموط والتمر. في حياة هذا الرجل الكثير من الطرف التي كانت تحدث في المضيف الذي يجمع فيه اهل قريته، وهنا لابد لي أن أشير إلى موضوعة كتبتها ونشرت حينها في جريدة الصباح العراقية، ذكر السيد عدنان ان المصدر الذي اعتمدته نقل لي خطأ اسم صاحب الأبيات التي هتف بها صبيان القرية بعد أن صادر منهم السيد ضايع (طكاكياتهم)، بل أجد ان المصدر الذي اعتمده السيد عدنان غير موثق جيد بدليل الخطأ في وزن الشعر المنقول ص ٧٩ ( طبينه لمضيفك يبو عامر هام يردم هام)، وهنا ( يبو عامر) زائدة وجودها يخل بالميزان الشعري، وكان المصدر الذي زودني بالمعلومة هو الدكتور السيد حازم السيد سليمان الحلي أطال الله بعمره وهو صديق للمترجم له .
  الحديث عن السيد ضايع طويل ونافع ومفرح ، وحسنا فعل السيد عدنان محمد الحسيني هذا التوثيق والجهد الكبير الذي يشكر عليه.
اخيرا بقي علينا أن نقول عن رحيل هذا الرجل الذي يعد من الشخصيات الاجتماعية والوطنية والوجوه الحلية البارزة فقد وجدت رفاته بعد رحيل صنم الدكتاتورية لمزبلة التاريخ مع الكثير من الشباب الذين تم اعدامهم بمعسكر المحاويل ،ودفنوا بمقابر جماعية كبيرة ،وتم التعرف على رفاته بواسطة السكين التي كان يطعّم فيها الأشجار في احد جيوب ملابسه التي كان يرتديها، رحم الله السيد ضايع ويسكنه فسيح الجنان.
حامد كعيد الجبوري

3
المنبر الحر / يوم الكَسْلَه :
« في: 19:13 14/07/2023  »
يوم الكَسْلَه :
حامد كعيد الجبوري
معلوم ان العيد هو يوم واحد سواء لعيد  الفطر او عيد الأضحى، واغلب الدول الإسلامية والعربية أضافت لعيد الفطر يومان، ولعيد الأضحى ثلاثة أيام، والبعض من الدول الإسلامية تكتفي بيوم واحد للعيد.
هنا في العراق اعتاد الناس ان يكون عيدهم اكثر من ذلك كما أشرت، وفي اغلب المحافظات العراقية ومنها الحلة الفيحاء وخاصة نحن الأطفال الذين كنا ننتظر لحظة حلول العيد لما فيه من ملابس جديدة ولما فيه من مصروف إضافي يمنح لنا صبيحة العيد، ولما فيه من فرحة اللعب بتلك الوسائل البدائية، المراجيح التي تصنع من جذوع النخيل، ودواليب الهواء البسيطة، وامتطاء الحمير والبغال والخيول لمن تجاوز عمره العشر سنوات ، وكل ذلك لقاء مبالغ زهيدة جدا جدا، ولا ننسى الحلويات البدائية أيضا والمصنعة محليا دون رقابة صحية، الحلقوم، و ( چعموص الملك)، و ( ز...ب القاضي)، والشعر بنات، والمصقول، والكركري، وابو العسل، والحلاوة الدبسية، والحلاوة الشكرية، والعنبر ورد ، وغيرها، وكنا كأطفال حين ذاك لا نكتفي بثلاثة ايام لعيد الفطر، ولا أربعة أيام لعيد الأضحى، وكنا نضيف يوما - هكذا وجدناه - اخرا اطلق عليه  ( الكسله) وأصبح عرفا مجتمعيا ، ولا اعرف كيف تم اختيار منطقة الطريق المؤدي لمقام نبي الله أيوب عليه السلام مكانا لتجمع صبيان الحلة وبناتها فيه، المكان لايزال قائما بمنطقة باب المشهد قريب لسجن الحلة القديم، وكان عبارة عن بساتين غناء، وسواقي ومجرى مياه تأتي من نهر فرات الحله، صيفا نستظل بشجر السدر وشجر التوت وشجر المشمش ، وشجر  التين، واكيد تغيرت معالمه كثيرا الآن وأنشأت البيوت الحديثة على تلك البساتين العامرة ، وفيه أيضا مقر غرفة تجارة بابل الآن ، والغريب لاتزال التسمية باقية وليومنا هذا (نزلة العيد) ، مثلا حين تستأجر سيارة تقول له اريد الذهاب ل(نزلة العيد)، واغلب سواق السيارات يعرفون المكان ويوصل الزبون اليه.
في يوم الكسله نجد الصبيان موزعين بين المراجيح ودواليب الهواء، واذكر ان لعبة المرجوحة لها سعر فلسان - عملة نقدية عراقية أصغر منها فلس واحد لونهما احمر -، وكان صاحب المرجوحة يتقاضى المبلغ المذكور لقاء (١٥) هزه، والجميل ان الأطفال يحسبون، واحد، اثنان، ثلاثة، وبعض الاحيان يختلف العد فيمنح صاحب اللعبة هزات اضافية من عنده، وإن لم يختلف العد فيرفع الأطفال أصواتهم ( عمي جماله) فيضيف من عنده هزات أخرى. والشباب هناك يتحلقون وينشدون الاغاني التراثية بمصاحبة آلة عزف تصنع من أعواد القصب تسمى ( المطبك)، وكم هالني احد العازفين بذلك المطبك الذي لا ينقطع صوته نهائيا, بعد أن تعلم العازف فن العزف عليه بالشهيق والزفير بآن واحد ، والشباب حوله يمارسون لعبة الجوبي والذي تتخلله الاغاني الخاصة، ( ع الجوبي الجوبي الجوبي والحنه لاخت ثوبي)، وبعض الأطفال يركبون العربات الخشبية التي تجر بالحمير او الخيول، البعض من الأطفال يرددون اناشيد جماعية عفوية وكأنهم كورس، يقول الراحل المرحوم (لطيف بربن) سلطان الظرفاء وهو يرتدي العقال والكوفية، سمعت مجموعة من الأطفال وهم يرددون ( ابو عگال بطنه قبض دينار حاصر طي....زه)، يقول استوقفت عربة الأطفال وأعطيت لهم العيدية القليلة (فلس و فلسان) لكل واحد، وقلت لهم اريد ان اعلمكم اغنية جديدة لقاء هذه العيدية، وافق الأطفال على ذلك وقال لهم قولوا ( يبو اعگال لتهتم تره الأفندي قندره)، وسرعان ما تلاقفتها جموع الأطفال واصبحت انشودة رديفة للأنشودة الأولى.
حين كبرنا وتجاوزنا مرحلة الابتدائية  لم تعد تلك الألعاب تستهوينا كثيرا، والجميع يعلم أن الحلة تعد بلدة متحضرة أنشأت فيها دور السينما الصيفي والشتوي، وأيام الأعياد تأتي للحلة مجاميع الشباب من محافظة كربلاء ومحافظة النجف والديوانية، وكانت دور السينما في بابل تتنافس بجلب الأفلام الحديثة والأكثر رواجا، فتزدحم دور العرض من الشباب الحلي وضيوفهم من المحافظات المجاورة، وآنذاك كان في الحلة اكثر من سينما ( سينما بابل وسينما الجمهورية وسينما الفرات الصيفي).
     من المؤكد لا يتساوى أولاد الاغنياء مع أولاد الفقراء بملبسهم ، علما ان جميع الآباء يحرصون ان يشتروا لأولادهم  الملابس الجديدة، الفقراء يشترون الدشاديش البسيطة الرخيصة الثمن، ويذهب بنا اباؤنا للخياطين الذين لم تكن لديهم آنذاك آلة قياس الطول او ما تسمى (اولچه)، فيقيس الخياط لنا قياس طول الدشداشة وطول اليد  بكف يده، واغلب الأحيان تكون القياسات غير متقنة، وسعيد الحظ الطفل الذي يستلم دشداشته قبل حلول العيد، وبعد نهاية اخر يوم من كسلة العيد الصغير تستعيد أمهاتنا تلك الدشاديش الجديدة وتخزن  للعيد الكبير عيد الأضحى، واجمل ما في ذلك الاهزوجة الجميلة التي ترددها الأم وهي تجمع من أولادها وبناتها تلك الدشاديش وهي تردد ( راح العيد وهلاله وكلمن رد على جلاله)، اما الاغنياء فلا تأخذ ملابسهم الجديدة وكنا نغبطهم وهم يأتون بها لصفوف الدراسة معنا.
تأريخ بسيط وألعاب وأغاني فطرية ضاعت بزحمة التمدن، زحمة التغيير والموبايل ووسائل التواصل حتى فقدنا  أثر العيد ومتعة فرح الأطفال أيامنا الان.

4
الشاعر الحاج زاير الدويج رحمه الله وبعضا من نوادره وسرعة بديهته   :
حامد كعيد الجبوري
العراق / بابل

امتاز الشاعر الحاج زاير عن بقية شعراء عصره بشدة ذكاءه وكثرة نوادره وسرعة بديهيته، ومما ينقل عنه الكثير من النوادر والطرف والقصائد التي تبرهن على صحة ما ذهبنا اليه :
١ :
صباح يوم الغدير كما هو معلوم يذهب الكثير لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام , والناس تتسابق لدخول الصحن الشريف ومعهم الحاج زاير وهو يهم بالدخول سقط عقاله للأرض ولم يقدر على الانحناء لغرض استخلاصه خوفا من أن تسحقه أقدام الزائرين فقال مرتجلا
يامن ابابك ركاب الكاصدين اعكال
وبيوم صفين سيفك للجيوش اعكال
لاعاد جفك لعند التايهات عكال
جيت اشتكي الحال واطلب من كنز مالك
واللي يودك فلا ايمسه لظه مالك
اليوم يابا الحسن مني عذر ما إلك
السبب شنهو ابابك ايروح مني اعكال
٢ :
 كان الحاج زاير والشاعر السيد  مرزه السيد سليمان الحلي يترافقان لزيارة شيوخ العشائر العراقية لإقامة شعائر عاشوراء الحسين عليه السلام ، وتعد تلك خدمة يحصل عليها الخطيب والشاعر على مبالغ مالية   تعين على متطلبات الحياة ، وربما يحصلون على هدايا  لهم من شيوخ العشائر آنذاك ، وحقيقة كان السيد مرزه خطيبا وشاعرا له حضوره في الحلة والنجف وكربلاء ، ذات مرة رافق السيد مرزه صديقه الحاج زاير لأن الأخير يذهب  لاحد مشايخ ال فرعون في ريف مشخاب الديوانية كعادته أثناء حصاد الرز – العنبر - للحصول على ما يسمى ( شكاره) وهي الهدية , وتكون اما رز او حنطة او شعير او تمر ، الغريب ان الشيخ مضيفهم لم يستقبلهم بحفاوة ويولم لهم ويدعو أبناء عشيرته لمقدهم كعادته كل سنة، استفسرا من الشيخ عن سبب همه وانشغاله عنهم فقال لهم معتذرا ان ابنه وريث المشيخة يعشق امرأة تبيع  اللبن بسوق المشخاب، معلوم ان أإلب بائعات اللبن ينتمين إلى قبائل المعدان ويطلق العامة عليها ( دبيه) ، ومعلوم أيضا ان هذه القبائل تعود جذورها لدولة  الهند ، قالا يا شيخ هذه مسألة بسيطة ونحن سنتحدث مع المحروس ولدك ونقنعه بالعدول عن فكرته، وفعلا جلسا مع ابن الشيخ ليقنعاه بما عزم ابن الشيخ عليه، إلا أن الشاب ابن الشيخ أصر وبشكل غير طبيعي بوجوب زواجه من تلك المرأة، حاولا مع الشاب كثيرا ولم يفلحا ابدا، قرر الحاج زاير والسيد مرزه ان يطلبا من الشاب ان يريهما تلك الفتاة فإن كانت جميلة يحاولا اقناع الشيخ بزواج ابنه، فرح الشاب بهذا العرض لأنه على ثقة ان حبيبته جميلة جداً ، أما الحاج زاير ورفيق سفره أضمرا في داخلهما ان الفتاة لابد وأن فيها عيبا ما، ربما يجدا العيب في  انفها او فمها او لونها او طولها، صباحا اصطحب الشاب ضيفا والده لسوق المشخاب وكانت الفتاة تفترش ارض منتصف السوق لتبيع منتجاتها من الحليب، صاروا جميعا قبالتها وقال لهم الشاب هذه حبيبتي ( صبحه)، تسمر الرجلان بمكانهما وبدأ أحدهم ينظر للآخر وينظرا للفتاة وينظرا للشاب العاشق، صفق الحاج زاير يده على الأخرى وقال مخاطبا صديقه السيد مرزه الحلي ( داده خي عونه الشبكها)، واردف قائلا ( من تطب السوك صبحه / تصيبه للدلال فرحه / جيت اعاملها الوكحه / غطت الروبه ابطبكها / داده خي عونه الشبكها)، لم يتأخر السيد مرزه بالإجابة فأرتجل وقال ( من تطب السوك تصدع / والحجل بالساك يلمع / يا رفاكه شلون تشبع / دورة المحبس حلكها / داده خي عونه الشبكها)، عادا لصديقهما الشيخ وقالا له ( شيخنه يا شيخه يا حلال يا مال هذي اذا انت شفتها لازم تتزوجها)، ولم نقف على نهاية القصة ولا نعرف هل تزوج الشاب من حبيبته ام لم يتزوج .
 ملاحظة :
يعد هذا الوزن او الطور من مبتكرات الحاج زاير الدويج واخذه منه الشعراء ونظموا على غراره، ومن المعروف ان المبتدأ بالوزن او الطور وبعد أن ينشأ المطلع عليه أن يردفه ببيت اخر كما لمسنا ذلك في مطلع الحاج زاير والبيت الذي يليه.
٣ :
في النجف الاشرف آنذاك اشتهر الحاج زاير بحفلات السمر وصار مطلوبا للعوائل النجفية وعوائل الالوية المجاورة للنجف الاشرف ، ويطلب منه أحياء  حفلات الاعراس وحفلات ختان الأطفال، واغلب القصائد التي كان يرددها مع مصاحبة فرق شعبية تستخدم الطبول والدفوف ( الرق) وتعد من  لوازم الحفل، نهي الخبر للمرجع الديني السيد كاظم اليزدي ان الحاج زاير رجل لهو وطرب وقصائد تتغزل بالمذكر لذا أصدر تعليماته – فتوى - بحرمة استدعاء الحاج زاير لأي حفل يقام، ومرت أشهر وهو على هذه الحال ، مقاطع من قبل الناس التزاما برأي المرجع حتى ضاق به العيش .
احد الليالي سمع الحاج زاير ان احد علماء الدين من آل الحمامي لديه حفل وليمة عشاء لمناسبة زواج احد أولاده، استغل الحاج زاير الدويج هذه المناسبة وحضر لها مع من حضر من أهالي النجف الاشرف، وكان السيد الحمامي قد هيأ مكانا لعلية القوم من رجال دين ورجال مجتمع، وهيأ مكانا اخر لعامة الناس، وكان السيد الحمامي يرتدي ( دشداشة حرير) ويتجول بين المدعوين عامة، تحرك نحوه الحاج زاير وقال له، (سيدنا هاي خوش مناسبة وأريد اذكر ال البيت عليهم السلام شنو رايك)، قال له حسن تفعل تفضل، والحقيقة ان السيد لم يكن يعرف من هو هذا الرجل، وبدأ الحاج زاير يصفق بيديه ويقول ( جدك عبرها بذرعانه)، ويعني الحاج زاير ان جد السيد الحمامي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد بلّغ برسالة السماء ونقل الناس من ظلمات الجاهلية لنور الإسلام ، بعض الناس الحضور سارع للسيد وأخبره ان هذا  الشاعر قد نهى السيد المرجع من الاستماع له ولقصائده الماجنة، قال السيد الحمامي لا أجد في كلامه الا مدحا لرسول الله ولآله الأطهار، صباح اليوم التالي استدعى السيد اليزدي بعد أن نمي له خبر حفلة العرس التي احياها الحاج زاير، وبعد أن اخبره السيد الحمامي ان الشعر الذي قاله الحاج زاير ما هو الا اهازيج تتغنى بحب رسول الله وعترته الطاهرة فما كان من السيد اليزدي إلا أن يرفع الحضر عن حفلات الحاج زاير طالما هي هكذا وبهذا السياق.
٤ :
(اكعدي كعود يم طنه)
من المهن التي زاولها الحاج زاير هي ضمان بساتين النخيل من الملاكين الكبار، وكان الحاج زاير يذهب لبساتين النخيل ويتفحص التمر ونوعه وكميته ويقدر كم يكون الناتج، وعلى ضوء ذلك يعطي مبلغا معينا يتفق فيه الطرفان الضامن ومضمن البستان، فترة جني التمر والذي يسمى ( الكصاص)، يستأجر مجاميع من النساء يجمعن التمر الذي يسقط للأرض  بعد أن يجنيه شخص يتسلق النخلة يطلق عليه ( الكاصوص)، واصطلح الناس على تسمية مجاميع النساء ب ( الطواشات) ، وحين تكون البستان كبيرة يستأجر اكثر من مجموعة لذلك الغرض، وكان شخصيا يشرف ويشارك الجميع بهذه المهمة، وحدث ان أحدى الطواشات أحدثت - خرج منها ريح سمعه الجميع- وكذلك سمعه الحاج زاير الذي لم يتمالك نفسه من الضحك ولم يستر فعلة الطواشة بل أنشأ يقول ومجاميع النسوة يرددن معه ( اكعدي كعود يم طنه)، وهذا يعد المطلع للقصيدة ومن ثم يردد من المجموعة – الطواشات - بعد كل بيت شعري يقوله، ( اكعدي كعود ونهابج / لعنة امج عله الجابج / حركتي البيت بطوابج / الماي منين اجيبنه / اكعدي كعود يم طنه).
٥ :
في زيارة الأربعين ينطلق زوار سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام سيرا على الأقدام من المحافظات المحيطة لكربلاء المقدسة، وكان الحاج زاير يمارس هذا الطقس وينطلق من مسقط رأسه في برس مع مجاميع الزوار من الرجال والنساء، ويروى انه وفي أحد السنين انطلق وهو يردد قصيدة واحدة وصولا لكربلاء الحسين، والعجيب انه اختار قافية نادرة وصعبة الحصول على مفرداتها، ( نحسب على حسين اخطو)، ولم تقع بيدي بعض ابياتها ويقال ان الشيخ الخاقاني قد ذكر بعضا من ابياتها بمجموعته الشهيرة، واستطعت الحصول على بيت واحد لا غير  حيث يقول ( جيته ودموعي تتره/ كضينه عمرنه  ابحسره / والروح يدري كشره / تنظر الذوله الحطو / نحسب على حسين خطو).
٦ :
جلس الحاج زاير بمقهى عامة مع صديقه الشاعر محمد آل غضب وهما يحتسيان الشاي ، مرت من أمامهم امرأة تدعى (ثجيله) تحمل بيدها وردة، وربما كانت تتعمد السير وبيدها الوردة وأمام مقهى عام ، وأمام شاعران تعرفهما جيدا، بعد أن اجتازت المرأة المقهى قال الشاعر محمد آل غضب هذا البيت من الابوذية مرتجلا :
خشف هذا محله ومحل ورداه
رمه چبدي بسهم العين ورداه
شفت ورده تشم يا ناس ورداه
شفتها عد ثجيله هل السجيه
..
فرد على ابوذيته الحاج زاير بهذا البيت من الابوذية والذي هو أكثر عمقا وأكثر ترافة ورقة من قول صاحبه :
ثجيله احلفت يمحمد بيدها
وتشجي من كثر همك بيدها
جذبت يومن كلت وردتها  بيدها
عيونك سوربت والورده هيه
                   ...

5
مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية بنسخته العاشرة 2023 وشهادة بابلية :
حامد كعيد الجبوري
خلاف المعهود بتغطية اي فعالية ثقافية او رياضية او علمية  يبدأ من حفل الافتتاح، وهنا ابدأ من حفل الختام ليس لأهميته وحسب، بل للكلمة القيمة التي ألقاها المستشار الثقافي لدولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني،  نقلها الدكتور عارف الساعدي والذي شكر الجمع الذي امتلأت به وغصت مدرجات المسرح البابلي في مدينة بابل الأثرية، يقول الدكتور الساعدي والذي كان أحد المدعوين لمهرجان بابل بنسخته  الأولى عام ٢٠١٢ م وقبل أكثر من احدى عشر سنة، (كنا ننظر للضيوف الأجانب وكأنهم قادمون للعراق من المريخ) ، العراق آنذاك بؤرة ارهاب استقطبت كل وحوش الرذيلة، واشاد الدكتور الساعدي بالجهود الكبيرة التي بُذلت لنجاح فعاليات المهرجان الذي بدأت فعالياته من يوم ١ - ٨ آيار ٢٠٢٣ ، وأشار إلى إهمال حكومات بابل المتعاقبة في تهيأت المستلزمات الإضافية لنجاح المهرجان من فنادق وعجلات تقل المواطنين لمسرح فعاليات المهرجان المنوعة ، وتفتقد مدينة تاريخية عريقة كبابل لفندق واحد يأوي له ضيوف المهرجان، وشكر ممثل دولة رئيس مجلس الوزراء كافة ضيوف المهرجان، وكافة العاملين خلف الكواليس لإنجاح هذه الفعالية الثقافية المائزة، حديث الدكتور الساعدي ذكرني  بمقطوعة للشاعر ابراهيم المصري استللتها من ديوانه الشعري (الديوان العراقي) والذي شارك أيضا في مهرجان بابل الأول للثقافات والفنون العالمية بدورته الأولى ودورته العاشرة أيضا ، يقول ابراهيم المصري ”رغم اننا صوبنا الكاميرا على عاشقين في قبلة صباحية، على شاطئ دجلة الا اننا وحينما شاهدنا الشريط، لم نشاهد القبلة، الكاميرات المتلصصة، لا تلتقط الاجمل في العراق”، واعقب الدكتور الساعدي كلمة رئيس المهرجان الدكتور علي الشلاه الذي بان على وجهه آثار التعب لجهد تواصل لأكثر من ١٠ ايام متواصلة، وهو يستقبل ضيفا ويودع اخر، غير الأشهر التي سبقت المهرجان وهو يعيد ذاكرته ويهيأ لمن ستتم دعوته لمهرجان بابل بنسخته العاشرة، حتى تناسى بفرحه الغامر نجاح المهرجان  عمليته الجراحية فوق  الكبرى التي  كادت تؤدي بحياته لا سامح الله، بدأ الشلاه كلمته القصيرة المركزة والتي حملت من العرفان والجميل ما لا يمكن أن يوصف ( انتم أهل بابل السبب الأول لنجاح فعاليات مهرجانكم البابلي، انتم اول من يستحق الشكر، شكرا لكم اخوتي وأصدقائي البابليين وانتم تتابعون فعاليات المهرجان المتواصلة) واردف قائلا  (  بمشاركة ٥٠٠ مبدع عراقي وعربي و٨٦ مبدعا اجنبيا في فنون الشعر والسرد والتشكيل والمسرح والسينما والندوات الفكرية والثقافية ، ان هذه الدورة كانت استثنائية بكل المقاييس فهي الدورة العاشرة وتزامنت مع الذكرى العشرين لسقوط الدكتاتورية والخامسة للنصر العراقي على داعش) ، وقدم شكره أيضا لكافة رعاة المهرجان بدءً من دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني مرورا بشركة اسيا سيل ومجموعات المصارف الداعمة، ومعامل باب الأغا، وجامعة المستقبل وشركة اتصالات ، والفضائيات كافة، وكافة الإعلاميين والصحفيين والضيوف الكرام، وكافة القوى الأمنية التي واصلت ليلها بنهارها لتأمين الحماية للضيوف الكرام، وعرج الشلاه بكلمته على دورة كأس  الخليج العربي الكروية ٢٥ التي أقيمت على ملاعب البصرة الفيحاء، والتي فتحت الباب للعالم ولدول الخليج العودة للحضن العراقي الذي لا يمكن أن يتجاهله احد، وما هذا المهرجان البابلي إلا تذكرة للعالم العربي والعالمي بأن العراق امن مطمئن يفتح قلبه قبل ذراعيه لأي وافد كريم، وكانت فقرات  حفل الاختتام لمهرجان بابل مميزة ولا يمكن نكران ذلك.
وضع الدكتور  الشلاه عنونة لمجمل مهرجاناته العشر ( كلنا بابليون)، فبابل الحضارة، بابل القوانين، بابل العمران، بابل اول حرف كُتب فيها ومنها تعلمت الدنيا أسرار الحرف والكتابة والإبداع.
 قدم المهرجان في ثمانية أيام متتالية بجلسات عديدة عصرا ومساء وليلا  ٦٤ فعالية مختلفة، لم تستثن احدا ولا فنا توزعت بين مركز الفعاليات الرئيس، والمسرح البابلي، وقاعة مردوخ وكلية الفنون الجميلة / بابل، وقاعة نقابة فناني بابل .
 ونجح المهرجان بوضوح من خلال الاقبال الشديد على جميع فعالياته دون استثناء، لقد اثبت المهرجان بأن الفعاليات الثقافية الرصينة يمكن أن تحقق حضورا لدى المتلقين اذا قدمت بطريقة رصينة ومشوقة وعبر اسماء ثقافية وفنية كبيرة، لقد تأكد عودة العراق المبدع إلى المشهد الثقافي العربي والعالمي بثقة وتفاعل إيجابي وها هو العراق القادم المختلف اثبت ريادته الثقافية عربيا وعالميا .
أسماء أعلام الثقافة العراقية والعربية والعالمية لا يمكن أن تعد او تحصى، رموز ثقافية وفنية وادبية، ندوات شعرية، وحلقات دراسية، وعروض سينمائية، وعروض مسرحية تمتع بها الجمهور الذي تابع المهرجان طيلة ايام انعقاده.
وشخصيا لاحظت مدى اهتمام سكرتير المهرجان الدكتور سيف الشلاه الشاب الذي لا تكاد تراه الا وهو يجيب عن أسئلة الضيوف، ويتابع متطلباتهم، ويستقبلهم بمطار بغداد الدولي ويصحبهم حيث فعاليات المهرجان، شاب طموح أتقن واجبه واداه على أفضل وجه.
اختم واقول لمن فاته الحضور هذا العام والأعوام الماضية فأنت مدعو لمهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية بنسخته الحادية عشر التي ستعقد العام القادم ٢٠٢٤ بإذن الله.

6
مهرجان بابل ومغنية الحي تطرب :
حامد كعيد الجبوري / العراق / بابل / الحلة
   أختلف مع المثل العربي  الشهير  ( مغنية الحي لا تطرب) فقد لمست ان المهرجان الكبير الذي أعُد له اعدادا موفقا قد أخذ الحيز الكبير الشاغل للمجتمع البابلي الحلي المنفتح على الثقافة والفنون العربية والعالمية  ،وليبرهن مدنية بابل وحضارتها الممتدة لعمق التاريخ وتأكيدا لنجاح فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون والآداب العالمية بنسخته التاسعة، وبرغم عدم اكتراث الحكومة المحلية في بابل لدعم المهرجان سواء بوصول المواطنين لمنتجع بابل الذي أوصد أبوابه من خلال تعريفة الدخول لمنتجع بابل، أو وسائل دعم أخرى ، ورغم ان المبلغ ٣ آلاف دينار يعد رمزيا للفرد الواحد، ولكنه يشكل عبئا ماليا على أصحاب الدخل المحدود لعائلة تتكون اكثر  من الزوجين ، وحال لعدم دخول الكثير من الأسر الراغبة بالحضور لمهرجان بابل والذي استمرت فعالياته ١٠ أيام متتالية ١٧ - ٢٦ آذار ٢٠٢٢ ، توزعت بين معرض الكتاب الذي شاركت فيه أكثر من ٦٠ دار نشر عربية رصينة،وبين الجلسات الشعرية لعدد من الشعراء الأجانب والعرب والعراقيين ، والجلسات النقدية والتعريفية وتواقيع كتب صدرت حديثا للكثير من الشعراء والنقاد ، ناهيك  عن العروض المسرحية من دولتي تونس والأردن الشقيقتين، ومسرحيتين عراقيتين بابلية وبصرية، غير الفعاليات الأخرى من مطربين عراقيين وسوريين واردنيين وسودانيين وايرانيين واتراك  وأذربيجانيين .
     في أمسية ركزت عمق التلاحم الثقافي والمعرفي ،ومن باب العرفان بالجميل لسوريا فقد كانت جلسة دمشقية، تحدث فيها مبدعون عراقيون عن ظروف تواجدهم بدمشق وما قدمته الحكومة السورية من حضن آمن وداعم للمثقفين العراقيين، وكان من المفترض أن يدير الجلسة الدكتور الناقد محمد الحوراني رئيس اتحاد أدباء وكتاب سوريا إلا أن ظرفا صحيا اعاقه عن الحضور، وبعث رسالة شكر أوضحت  رؤية المثقفين السوريين وتلاقحهم مع مثقفي العراق ومن مختلف الاتجاهات السياسية، نقلت رسالة الاعتذار الأستاذة الشاعرة ليندا إبراهيم.
   شخصيا أجد مجمل الفعاليات بكفة الشكر والعرفان للقائمين على نجاح أعمال المهرجان، والرسالة التي خص بها بابل وأسرة المهرجان المثقف والشاعر والمفكر العربي السوري ادونيس بكفة أخرى، ومعلوم للجميع من هو ادونيس ومكانته الثقافية المرموقة عربيا وعالميا ،وتوجيه رسالة محررة من قبله لجمهور المثقفين والجمهور البابلي وقراءة أكثر من مقطع لقصيدته (الوقت) المثيرة للجدل سجلت (فيدويا) مع وضع شعار  مجسم المهرجان على الطاولة التي يجلس خلفها، واستمع للرسالة جمع كبير احتشد على مدرجات المسرح البابلي الذي أقيمت فيه اغلب الفعاليات الفنية .
     جهد استثنائي كبير جدا لا طاقة لعدد من القائمين على إدارة المهرجان من النهوض بها ولكنهم نجحوا نجاحا ملفتا كما رأيت ولمست ، ليس سهلا ان توجه دعوة ل ١٢٠ مثقفا عالميا وعربيا وعراقيا يعيش في خارج العراق، غير المشاركين من المثقفين داخل العراق، وهنا أشير لحجم الأموال التي صرفت لتذاكر طيران ،واجور فنادق خمسة نجوم  ،واجور  نقل داخل العراق ،ومصاريف أخرى هدايا نقدية للمشاركين، قبالة قلة المال المقدم من الداعمين للمهرجان إزاء المصروفات المالية التي ذكرتها انفا .
       لم تطرق أسرة المهرجان ممثلة برئيسه الدكتور علي الشلاه  أبواب الحكومة العراقية ، ولا أبواب الأحزاب السياسية لدعم فعاليات المهرجان ماديا حفاظا على استقلالية القرار ، وضمان عدم التدخل لفرض رغبات حزبية أو حكومية تؤطر لصالح الجهات التي ذكرت ، ولا يخفى على اللبيب أن مجمل فعاليات المهرجان أضافت للعراق وللعراقيين  ورؤية عالمية وعربية جديدة تضاف لإرثه الحضاري الكبير  .
     ربما انتصر كثيرا لأمسية الشعر الشعبي الذي أراد لها وتحدث عنها الدكتور علي الشلاه رئيس المهرجان ،داعيا المؤسسات الثقافية الرسمية والجامعات العراقية النظر بعين الحقيقة لهذا الضرب الثقافي الذي بسط بهيمنته حضوريا على المشهد الثقافي العراقي الشعبي لو  صح لي هذا التعبير، كانت جلسة أعدُها عين قلادة المهرجان وواسطة عقده .
       كل مهرجان صغيرا ام كبيرا لا يخلو من بعض هفوات غير مقصودة، والهفوات التي ربما أشير لها ممثلة باختيار مكان معرض الكتاب اولا ،ومكان عقد فعاليات المهرجان ثانيا، علما ان المكان واحد وداخل منتجع بابل، وذكرت كيف لاقى المواطن البابلي والمواطن القادم من المحافظات العراقية الأخرى صعوبة الوصول لمنتجع بابل، ناهيك عن الطوق الأمني المبالغ فيه كثيرا مما  عقد سبل الوصول للفعاليات، واقترحُ للسنين القادمة ان نجد المكان الذي يليق بمهرجان بابل وجمهور بابل ومثقفي بابل.
     وميزات المهرجان كثيرة جدا يمكن المرور عليها سراعا وهي التلاقح المعرفي والثقافي بين مثقفين عرب وأجانب، تحاورتُ مع الدكتور الروائي واللغوي التونسي شكري المبخوت ونقل لي كيف تلقى تحذيرا بمقدمه للعراق، وقالوا له أن العراق لا يزال بؤرة للإرهاب والذبح الطائفي المقيت، ورأى ولمس غير ذلك وسيعود لبلاده مرآة ناصعة لما وجده عند  العراقيين الذين احتفوا به وكرموه ، وليس رأي الدكتور المبخوت لوحده ،بل هو رأي كل الضيوف العرب والأجانب .
ولا يمكن إلا أن نقف أمام التجربة العربية المصرية  الكبيرة ممثلة بالمخرجة إيناس الدغيدي وحديثها بندوة مركزة عن رؤياها لإخراج الأفلام المصرية العالمية ،وانتقائها وتركيزها على النهايات الاخلاقية بمشروعها للإخراج السينمائي .
        كحلي بابلي ومن باب العرفان بالجميل اشكر أسرة المهرجان الذين تواصلوا مع المثقفين ،وتوجيه الدعوات لهم ،وعدم التقصير بتقديم الخدمات المطلوبة للضيوف الأعزاء ، وأخص بالذكر  الدكتور علي الشلاه رئيس المهرجان والدكتور سيف الشلاه وكافة الأصدقاء من أسرة المهرجان  الذين كان لهم البصمة الواضحة لنجاح فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون والآداب العالمية بنسخته التاسعة.


7
عروة بن الورد والعراقيين :
     الجميع يعرف أمير الصعاليك عروة بن الورد فلا لزوم لذكر أخباره ، وأجد ان العراقيين اليوم بحاجة له أو لمثله لتستقيم أمورهم ، وهنا أذكر واقعة مرت به واتخذُها نموذجا لموضوعتي.
هزأ يوما أحد عيون القبائل بعروة بن الورد حين رأى نحول جسمه ورثة ملابسه، فما كان من عروة الصعاليك إلا أن يجيبه ببعض أبيات خلدت وليومنا هذا :
وإِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافي إِنائِكَ واحِدُ
أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى
بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ
أُقَسِّمُ جِسمي في جُسومٍ كَثيرَةٍ
وَأَحسو قَراحَ الماءِ وَالماءُ بارِدُ
يقول عروة يا هذا أنا لست مثلك أنا لا أتناول طعامي إلا ومعي من يشاركني ذلك الطعام، ومن الذي يشاركني طعامي غير الرجل (العافي) - السائل - الذي يطلب الرزق من الناس، وأنت لا أحد يشاركك طعامك لذلك هزلت أنا وأصابتك البدنة أنت .
الغريب أن هذا الرجل العافي الذي كان يتفتت موائد رؤساء دول العالم ويستعطفهم حتى مكنوه ليتقلد أمور العراقيين ورقابهم ، فسنوا لهم قوانينهم التي ميزتهم وأصبحوا الأسياد بعد أن كانوا مجموعة من الصعاليك قدموا للعراق من هنا وهناك، ومن تلك القوانين التي سُنت لصالحهم مسألة الرواتب والرواتب التقاعدية، ٨٠ مليون دينار عراقي ما يعادل ٣٥ الف $ شهريا للرئاسات الثلاث لكل واحد منهم ، ما يعادل ٢٥ الف $ تقاعد شهري للوزير، ما يعادل ١٨ الف $ تقاعد شهري لعضو البرلمان، ولو أردنا ان نجمع عددهم منذ العام ٢٠٠٣ م سقوط بغداد بيد المحتل الأمريكي السافل وننتظر ل ١٥ سنة قادمة لوجدنا ان ميزانية العراق الخرافية قياسا لدول جوار العراق لا تكفي لرواتبهم فقط، تناولت تلك هذه المسميات ولم اذكر المدراء العامون ووكلاء الوزارات وكبار ضباط الجيش والشرطة، وللتذكير اقول كان عدد من يحمل رتبة فريق على عهد الطاغية المقبور لا يتجاوز ال ١٠ أو ١٢ ضابط لا غير، والان ونحن بنهاية العام ٢٠٢١ أصبح عدد من يحمل تلك الرتبة ينيف على ال ٢٠٠ شخص غير من أحيل للتقاعد ، وبالمقابل نقيس متوسط راتب الموظفين والمتقاعدين فسنجده شئ مضحك جدا، الحد الأدنى للراتب التقاعدي ٥٠٠ الف دينار عراقي، ما يعادل ٣٠٠$ دولار فأين هذا الراتب البخس من تلك الرواتب الفلكية، ألم أقل لكم ان العراقيين بحاجة لعروة بن الورد الجاهلي المتنور ليقود المجاميع العراقية ضد متخلفي الساسة وعبادها ويعيد الحق لنصابه .
حامد كعيد الجبوري


8
المنبر الحر / ( عبد العمص)
« في: 19:28 03/11/2021  »
( عبد العمص)
شخصية غرائبية :
تمتاز الحواضر أي حاضرة كانت بشخوص تترك أثرا ما عند تلك الحاضرة.
خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي كانت الحلة تعج بأشخاص تعد غريبة عن السياق العام للمجتمع الحلي، لا أتحدث عن أغنياء الحلة ولا شعراءها ولا علماءها ولا مثقفيها ولا تجارها ، بل أتحدث عن شخصية يعرفها كل الحليين، بل ويتندر أهل الحلة بالحديث عنها وذكر نوادرها وطرفها، انه المرحوم ( عبد العمص) ، مجنون عاقل، لا عمل له، يعيش على ما يمنحه له الناس، لا أعرف اسمه الكامل، ولا اعرف لأي عائلة ينتهي نسبه، ولكني أعرف أنه كان يشيع  الفرح والضحكة في أي مكان يمر به.
رجل بملابس رثة وقذرة، اسمر البشرة، يترك شعر رأسه وذقنه  بلا حلاقة، وحين يعطف عليه أحدهم يحلق رأسه وذقنه على نفقة ذلك المحسن، لم يكن له بيت يسكنه وكان يقضي أكثر وقته متنقلا بين المساجد والحسينيات لا لغاية التعبد، بل كان يحضر لبعض المحاضرات الدينية بسبب ان القائمين على تلك المحاضرات يقومون بتوزيع الطعام والسكائر مجانا، يقول الأستاذ حسين إبراهيم كان ( عبد العمص) يقضي لياليه بمقهى ( محمد الهبش) في محلة (الأكراد)، وبعد وفاة صاحب المقهى أصبح مكانها معملا للنجارة وترك المعمل  لاحقا وأصبح عبارة عن خربة استغلها ( عبد العمص)  للمبيت، اغلب الأحيان يسير حافيا، يحمل بيده عصا غليظة له فيها مآرب لا تحصى، حين يسير في الطريق العام أو الأزقة يتبعه جمهرة من الأطفال يرمونه بالحجارة، وفضلات الحيوانات، والحصى، وقشور الرقي، وغيرها، مرة تراه يركض خلف الصغار ليصدهم عنه بعصاه أو ما تيسر له من قطع الطابوق أو الحصى، ومرة تراه يهرب أمامهم وكما يقال ( الكثرة تغلب الشجعان)، كانت حجارته التي يرميها على الأطفال وغيرهم  لا تخطأ هدفها إلا نادرا، حدثني الصديق الفنان ( فاضل شاكر ) قائلا، كنت ضمن مجموعة أطفال نلاحق المرحوم ( عبد العمص) ونكرر بصوت منغم ( عبد العمص عموصي، عبد  العمص عموصي)، ومجموعة أطفال أخرى تقول ( عبد العمص طك ومات / شايل بجيبه عانات)، ومجموعة أخرى تقول ( عبد العمص راح يزور / جلب بطي.. عصفور)، ومجموعة أخرى من الأطفال يرددون ( عبد العمص طي.. ملص، عبد العمص طي.. ملص)، يقول الأستاذ فاضل لحق بنا بعصاه وهربنا أمامه، يقول وقفت خلف عمود الكهرباء وحاولت ان يكون جسدي النحيف خلف ذلك العمود، ولكن تسديدة ماهرة من ( عبد العمص) أصابت رجلي التي كانت ظاهرة من خلف عمود الكهرباء، ويقول أصابني بركبة رجلي وسقطت للأرض، وكانت إنسانية العاقل عبد العمص تغلبت على جنونه فوقف أمامي وقال ماذا فعلت لك يا فاضل؟، ويقول حملني وأوصلني لبيتي وقال لي هذه المرة سماح والمرة القادمة أشكوك لأبيك.
كانت لعبد  العمص  صداقة غير متجانسة  مع مدير تجنيد الحلة المرحوم  العقيد (أبو شعاع) ، كثيرا ما كان مدير التجنيد يجلس عند صديق له يعمل حلاقا بشارع المكتبات، وحين يمر العاقل عبد العمص يناديه مدير التجنيد قائلا ( عبد، عبد) وحين يسمعه يدخل لذلك المحل ويجلس جنبه ويبقيان يتحدثان ولمدة طويلة كأي صديق وصديقه، ويذكر ان مدير التجنيد نقل إداريا إلى مديرية التجنيد العامة في بغداد، وكانت لأحد الحليين معاملة في التجنيد العامة لم تنجز، ويقال أن صاحب المعاملة استنجد ب عبد العمص واستأجر له سيارة وذهب به لبغداد، وفعلا استطاع أن ينجز المعاملة بوساطة عبد العمص صديق مدير التجنيد العقيد أبو شعاع .
      حدثني المرحوم الأستاذ ( عطا الشمري) ان المغفور له عبد العمص كان يدخل لمقهى السيد (شاكر رحمه الله)، ومقهى السيد شاكر تعد اكبر مقاهي الحلة مساحة وأكثر جلاسا من بقية المقاهي، يدخل عبد العمص وهو يردد، ( كرامة لله تصدقوا عليّ، كرامة لمحمد وآل بيته تصدقوا عليّ) ، فيدفع له البعض من الجلاس مبالغ زهيدة جدا ولكنها كانت تشكل مصدر عيشه اليومي، يدفعون له ( فلس أو فلسان  أو عانة - عملة حديدة بقوة شراء ٤ فلس)، شاهده  أحد رواد المقهى وأخرج من جيبه عملة ورقية جديدة ( ربع دينار)، وقال له(عبد ) قل ببركات فلان وهذا الربع هدية لك، - الربع دينار تعد عملة ورقية تعدل قيمة عمل يوم كامل لعامل البناء آنذاك، الربع دينار خمسة دراهم، والدينار ٢٠ درهم أيام ذاك - نظر عبد العمص للربع دينار وقال مخاطبا المتبرع، ( أنت وربعك وفلان وزب....)، فلان احد شيوخ العشائر الظلام حينها .
       ونقل لي الصديق الباحث والرياضي (محمد هادي) يقول، الساعة التاسعة ليلا مر عبد العمص بشارع المكتبات الذي كان قلب الحلة آنذاك، وحين وصوله لمحل بيع (الكبة) صفع صاحب المحل قفى عبد العمص حتى أخرجت صوتا سمعه الكثير، نظر عبد العمص لصاحب المحل وقال له، هل أتتك مني أذية ما، هل دخلت محلك وأكلت ولم ادفع لك الثمن، لماذا ضربتني وانا لم اسئ لك، لم يجب صاحب المحل على تلك الأسئلة، محل بائع ( الكبة) بداية زقاق سوق بيع المشروبات الروحية، وكان سوق بيع المشروبات الروحية خاليا من المتبضعين لتأخر الوقت ، وجد قطعة من مخلفات صناديق المشروبات الروحية (
كارتونة)، وضعها أرضا، نزع سرواله الداخلي - إن كان يلبس السروال - تقرفص وتحته الصفيحة الكرتونية وتبرز  عليها، رفعها بيده، وقف قبالة مطعم الكبة، رآه صاحب المطعم فقال له (عبد) نحن أصدقاء وأنا كنت امزح معك، ارمي ما بيدك وادخل المطعم وأقدمُ لك الطعام مجانا، لم يلتفت عبد العمص لحديث صاحب المحل - صاحب المحل معروف لي ومعروف للكثير - وتقدم لمدخل المطعم ورمى ما بيده  للأعلى صوب المروحة السقفية التي وزعت تلك القاذورات - البراز - على كل ركن وكرسي وقدور للطبخ، أراد صاحب المحل ان يعاقب عبد العمص ولكن تدخل الكثير ومنعوه وقالوا أنت من ابتدأت والرجل جاء بالرد عقوبة عما فعلته به.
يقول الأستاذ (عماد جبار) انه شاهد مجموعة من الناس يراجعون مستشفى الرمد التي كان موقعها قبالة باب حديقة النساء، البعض منهم يخرج وقطعة من القطن والشاش تغطي إحدى عينيه، نساء ورجال على هذه الشاكلة، يقول مر  ( عبد العمص) وشاهده هؤلاء المرضى، فقال أحدهم مخاطبا عبد العمص ( اعور، اعور، اعور) - الأعور فاقد العين -، يقول الأستاذ عماد جبار نظر لهم ( عبد العمص) وهز يده وكأنه يهزأ بهم ولم يتكلم بأي كلام.
   يتحدث أهل الحلة عن حادثة نسبت ل ( عبد العمص) ونسبت إلى العاقل الذي ساتناوله لاحقا ( ابو  حيه) ، خلاصة الحادثة أن (عبد العمص) شج رأس احد الصبية بعصاه، وقدم والد الصبي الشكوى ضد عبد العمص عند شرطة الحلة، استدعي عبد العمص لمركز الشرطة وقال له الضابط الخافر، هل أنت من شج رأس هذا الصبي؟، قال نعم، قال الضابط لماذا فعلت به هكذا؟، قال عبد العمص للضابط سيدي قل ( اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد)، قال الضابط ( اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين)، قال له عبد العمص قل ثانية يرحمك الله، ردد الضابط ما أراد منه، قال عبد العمص للضابط قل ثالثة سيدي، أعاد الضابط الصلاة والسلام على محمد وآله، قال عبد العمص الرابعة كرامة للنبي وآله، قال له الضابط كفى أنا أحقق معك أم اجلس في مجلس ديني، قال عبد العمص للضابط، سيدي الصلاة على محمد وآل محمد فيها الكثير من الأجر والثواب وانت تثاقلت منها وجزعت، كيف بي وأنا من الصباح إلى المساء يردد خلفي الأطفال والصبية ( عبد العمص عموصي)، يقولون أن الضابط ضحك كثيرا وخاطب والد الصبي قائلا ابعد ولدك عن مضايقة هذا الرجل وإلا سأودع ولدك سجن القاصرين وأحيله للمحاكم المختصة.
ومن أطرف ما يروى عن (عبد العمص) حين يمر قبالة مقهى ( ابو سراج) التي تقع مباشرة على شط الحلة، مجاورة لجسر الحلة القديم، يسمِعُهُ احد رواد المقهى أو أحد المارة قائلا ( ما عنده، ما عنده) وتعني أن عبد العمص لا يمتلك كبقية الرجال من عضو الذكورة ، ويعلم عبد العمص انه هو المقصود بهذا الكلام، وفعلا هو المقصود فيسارع لرفع - دشداشته - ثوبه، والرجل رحمه الله نادرا ما يرتدي السروال الداخلي، ويهتف بأعلى صوته، ويلف بجسده ليري الجميع ويقول ( هذا عندي، والله عندي)، فتبرز عورته وشعر عانته الكثيف وتبتعد عنه النسوة مذعورات من فعله المشين، ويسمعُ أصوات التأنيب من السائرين أو من الجالسين بالمقهى، ( عيب يا عبد استر عورتك يا عبد).
تحمل المرحوم (عبد العمص) الكثير من الأطفال وأيضا من بعض الكبار من أهالي الحلة، قرر أن ينتقل لبغداد لعله ينهي هذه المضايقات، وفعلا انتقل لبغداد نهاية ستينيات أو  بداية سبعينيات القرن الماضي كما أخبرني بذلك الأستاذ (د. مؤيد الطائي) ، وغالبا ما  كان يتواجد بمنطقة علاوي الحلة، والظاهر ان اهل الحلة لم يتركوه فحين يراه احد الحليين يمزح معه بما لا يحب ذلك ( عبد العمص)، يقول الأستاذ جليل الجباوي عام ١٩٧٦ كنت عائدا للحلة ووجدت (عبد العمص) هناك في بغداد قرب - كراج - مآرب الحلة ، وسمعت بعض المارة يخاطب (عبد العمص) ويقول له ( ٢٣، ٢٣)، ويقول سمعت جواب ( عبد العمص) يصرخ بوجه ذلك المار ويقول ( ٣٢،٣٢) وهو يرفع دشداشته - ثوبه - كاشفا عن عورته.
رحم الله الراحل عبد العمص الذي كان مروره مصدر ابتسامة للكثير، ورحمه الله ونحن نستذكر نوادره وطرفه.
حامد كعيد الجبوري

9
إياكم وشتم الأحزاب  !

حامد كعيد الجبوري

أيلول عام ٢٠١٠ م دخلت لأحد مقرات الأحزاب في محافظة بابل للحديث مع رئيس ذلك الحزب بشأن مهرجان شعري مزمع إقامته ، ووجهت فيه الدعوة لشعراء لا يواكبوا التغيير الذي حدث في العراق ، لم أجد مسئول ذلك الحزب ، ووجدت أحد أعضاء مجلس محافظة بابل المنتمي لذلك الحزب جالسا بمكتب رئيس الحزب ، بعد نقاش معه ومحاولة إقناعه بالعدول لم يستجب ، ودار بيني وبينه حديث لا يخلو من الحدة بين الطرفين ، وبعد شد وجذب أمر حراسه الشخصيين إخراجي وطردي من مكتبه ، احترمت نفسي ونهضت بعد أن جذبني الحارس من يدي لإخراجي ، وعضو المجلس يحاول دفعي خارج مكتبه، بل ويحاول ضربي وأنا ادفعه بيدي دفاعا عن نفسي ، لم يكن بيدي حيلة إلا الخروج وسب ذلك الحزب الذي يعد واجهة لحزب ما ، أو هكذا يتراءى للناس ، لا أعرف لمن ألجأ ، وليس لي سند من اي شخص أو مسئول حكومي ، أو حزب أو تكتل داخل مدينة الحلة ، كنت معتقدا ومعتمدا على التغيير الذي حدث بعد ٢٠٠٣م ، واعتقادي الخاطئ بأن العراق الجديد دولة ديمقراطية تحترم قراراتها التي شُرعت بعد التغيير ، كنا ننتظم بعض الأصدقاء ومن مختلف الاتجاهات السياسية، وحتى المذهبية بمجلس للسيد (حسام علي الشلاه) يوميا وكل مساء ، وكان السيد حسام الشلاه يكلفني بإدارة ذلك المجلس ، قلت لنفسي لأنقل لأصدقائي ما حدث ولنخرج برأي واحد بشأن ما حدث لي اليوم ، حدثتهم بما جرى دون زيادة أو تلفيق ، أو دفع الخطأ عني لدخولي ذلك الحزب - الواجهة للحزب المعني - ، والتحدث معهم بشأن يؤمن به الجميع كما كنت أتصور ، لاحظت الأصدقاء وردود أفعالهم ، سمعت الكثير يقول انك مخطأ ولماذا تزج نفسك بشأن لا يعنيك ، بل وأحدهم سمعته يهمس مع من يجلس جنبه قائلاً ( حيل بيه ويستاهل) ، كان أحد الحاضرين شخص لم تربطني به أي علاقة حينذاك ، قال لي ( لا عليك أنا سأتحدث مع أحد المحامين بشركتي وأكلفه برفع دعوى قضائية ضد ذلك الشخص ، وأنا أتكفل كل أجور المحاماة ) ، شكرته حينها وقلت له لا داعي لإقامة دعوى الآن، وأنتظر ما تؤول له الأمور ، الشخص أصبح لاحقا من أعز الأصدقاء وأطيبهم وهو المهندس الاستشاري (سليم الربيعي) ، وبتلك الليلة أيضا قال صديق آخر ، غدا سأذهب لمركز شرطة حي بابل ، الذي يقع وسط بساتين الصوب الصغير من الحلة، واستعلم منهم ربما هم أقاموا ضدك الدعوى باقتحام مقرهم وسبهم علنا وأمام الشهود ، حراس عضو مجلس المحافظة ، انه الصديق العزيز سيد جواد وتوت ، س ١١ مساء من نفس اليوم الأربعاء اتصل بي القاضي- ( اعتذر عن ذكر اسمه)-، وقال لي أن صديقه قاضي التحقيق - ( اعتذر عن ذكر اسمه أيضا ) وهو صديق لي كذلك - اتصل به قائلا ، قل لحامد أن لا ينام بداره لأني اليوم الأربعاء مساء أصدرت أمرا بالقبض عليه لوجود شكوى ضده ، وقل له أن يهيأ أمره ويذهب لمركز الشرطة على أن يجلب معه كفيل لكي يطلق سراحه ، كان توقيت إلقاء القبض مدروس بعناية، صدر أمر إلقاء القبض ليلة الخميس، وبعده الجمعة والسبت أيضا عطلة، بمعنى بقائي موقوفا للأيام التي ذكرتها، ليلتها تركت بيتي وذهبت ضيفا عند بيت أهلي ، تواصلت عبر الهاتف مع السيد جواد وتوت وأخبرته بصدور أمر إلقاء القبض ضدي ، صباح اليوم التالي الخميس ذهب سيد جواد وتوت لمركز الشرطة المعني ، وفعلا وجد أمر إلقاء القبض، والغريب أن الدعوى لم يرفعها عضو مجلس المحافظة شخصياً ، بل كلف بعض الأشخاص المعنيين بالمهرجان لإقامة الدعوى ضدي ، قلت لنفسي لنجرب الوصول كما وصل بسلطته عضو مجلس المحافظة ، الظاهر أنهم أقوى حتى من القانون ، ذهبت للصديق والأخ رئيس غرفة تجارة بابل المهندس الاستشاري (صادق هاشم الفيحان المعموري) ونقلت له كل التفاصيل ، وبدوره اتصل عبر الموبايل مع السيد (كاظم مجيد تومان) الذي كان يشغل رئيس مجلس المحافظة ممثلا للتيار الصدري حينها ، سمعت الصديق صادق قد نقل كافة التفاصيل لرئيس مجلس المحافظة ، قال لي اذهب له الآن لمكتبه فهو ينتظرك ، وفعلا دخلت عليه وقال لي لا عليك نفذ أمر إلقاء القبض وستخرج بكفالة ، وسنوكل لك محامي من التيار للدفاع عنك ، قلت لنفسي لأحشد معي كل الأحزاب والتيارات ، ذهبت للجميع ولم احصل منهم سوى الوعود الفارغة ، همس لي أحد الأصدقاء وقال لي عليك التواصل مع الصديق المهندس الاستشاري (عامر جابك) فهو صديق شخصي لرئيس تنظيم مقر ذلك الحزب ، وفعلا تواصلت معه ، وأخبرني أن الدعوى غير مقامة من قبل عضو المجلس ، بل مقامة من غيره، ولا سلطة له عليهم ، وأنا عائد لبيتي ظهيرة ذلك اليوم التقيت الصديق الفريق الركن (محمد رضا ال حيدر) وحدثته بما دار ، وقال لي سأخبر دولة رئيس الوزراء بما جرى، وأعتقد أن الرجل صادق لأنه يشغل منصب المرافق الأقدم لرئيس مجلس الوزراء حينها ، والتقيت وبمحض الصدفة مع الصديق الناشط المدني القاص (سلام حربه) ، وقال لي أن التيار الديمقراطي معك بكل ما تخطو ، خطرت لي فكرة وهي الذهاب لمحافظ بابل ووضعه بالصورة ، اتصلت بالمرحوم الصديق عضو مجلس المحافظة المهندس (حامد الملي) رحمه الله ، الرجل قال لي الليلة نذهب لبيت المحافظ ، وفعلا ذهبت مع المرحوم حامد ، وأخبر المحافظ بالموضوع ، لم تكن لي أي علاقة أو حتى معرفة مع المحافظ ، انه المحافظ النزيه الطيب السيد ( سلمان الزركاني) الذي لم يحتمل حجم فساد أحزاب السلطة فقرر الاستقالة عام ٢٠١١م ، قال لي الأحد س ١٠ صباحا تحضر لديوان المحافظة ونكمل الإجراءات القانونية ، س ١٠ صباحا جلست بمكتبه واتصل بمدير مركز شرطة حي بابل ، وقال له أن المطلوب أمر إلقاء القبض عليه صديق ويستحق أن نقف معه ، وأمر سائقه الشخصي بإيصالي لمركز الشرطة ، استقبلني مدير مركز شرطة حي بابل ودونت أقوالي وقال الآن سيرافقك احد أفراد الشرطة للذهاب لقاضي التحقيق متهما، ويفترض أن يضع الجامعة الحديدية  لتكبيل يديّ ، بهذه اللحظات دخل علينا العقيد الحقوقي - اللواء لاحقا - ( فاضل السهلاني ابو وائل) مدير حماية ديوان محافظة بابل حينذاك ، بعد السلام علينا أنبني كثيرا وقال لي لماذا لم تخبرني بهذا الأمر المهم ، لم أجد الجواب المقنع حينها فصمت ، قال لصديقه مدير المركز أنا سأنقل الصديق المتهم حامد بسيارتي الشخصية لو تسمح؟، قال له لك ما تريد ، وذهب بي إلى قاضي التحقيق وبيده أوراق الدعوى ، وقبل دخوله على القاضي تأكد من وجود الكفيل الذي سيتولى كفالتي ، وهو أخي مختار محلة (الخسروية) ، ثواني وخرج من غرفة القاضي الذي لم يطلب دخولي له ، بل همش على الأوراق ( يكفَّل) ، تم إجراء اللازم وأحيلت الأوراق التي يتابع مجرى أمورها عضو مجلس المحافظة خصمي ، واستقرت عند قاضي الجنح بتهمة السب والشتم والتشهير بأشخاص بعينهم ، لم يتوقف السيد الزركاني عن متابعة الدعوى التي أصبحت جنحة، وربما يصدر الحكم ضدي ، تواصل مع الأشخاص مقيمي الدعوى القضائية وأقنعهم بالتنازل ، وحدد يوم المرافعة وحضر الخصوم الذين استقروا على رأي التنازل، صديقاي القاضيان الذين ذكرتهم، اتصلا بالقاضي المختص ولا اعرف ما دار بينهم ، قبل الدخول لصالة المرافعة جاءني أحد المحامين وطلب مني توكيله، لأنه مكلف بذلك من قبل مكتب التيار الصدري، قلت له لا احتاج المحامي اولا ، ولست منتميا للتيار الصدري، بل وأكثر انا شخصيا على غير توافق مع كافة التيارات والأحزاب الدينية ، قال الرجل نحن معك يا صديقي فشكرته لموقفه النبيل ، دخلنا للقاضي وتم الصلح ، خرج خصومي من غرفة القاضي وبقينا وحدنا وقال لي هل شتمتهم فعلا ؟ ، قلت  أستاذ شخصيا لم أشتم هؤلاء بل شتمت الحزب الذين ينتمون له ، خرجت من المحكمة بعد أن أبطلت الدعوى بسبب الصلح ووقوف بعض  الأصدقاء  .

10
محطات جمالية في..
( منمنمات دمشقية )
الشاعرة ليندا إبراهيم
                                             
قراءة / حامد كعيد الجبوري
       صدر عن وزارة الثقافة السورية / الهيئة العامة السورية للكتاب ( منمنمات دمشقية) وهو ( نصوص في الحب والحنين) للشاعرة ( ليندا إبراهيم)، برقم إيداع ٨١٨،٠٤ إ ب ر م /، عام ٢٠١٩ م، مكتبة الأسد.
يقع الكتاب ب ١٣٦ صفحة من الحجم المتوسط وبورق يميل للاصفرار، واشتملت المنمنمات على ثمانية فصول إبداعية غير الإهداء ، صلاة لأجل سوريا، نصوص في الحب والحنين، فرح أقصى.. أقل، قمر الشمال، أمي، قصيدة القصائد، للرجل الأخير في حقول الغبطة ، وأخيرا، أيها الشعر .
     صمم الغلاف (عبد العزيز محمد) الذي لم أجده موفقا تمام التوفيق بالتصميم ، وأسجل أكثر من ملاحظة بتصميم الغلاف ، كنت أتمنى على المصمم أن يعرف معنى المصطلح (منمنمات) وجذره الإسلامي ، والتي كانت المنمنمات تزين قصور خلفاء بني أمية وبني العباس ، وهي زخارف أبدع بها النقاشون المسلمون، فزينت بها قصور الخلفاء، والمنمنمات لغة تعني أكثر من معنى ، ومنها ما تتركه الرياح من أثر على التراب أو الرمال، إذن لم اختار المصمم جسرا معلقا من الإسفلت ، ونافورة ماء ربما رأيت شبيهتها بساحة الأمويين بدمشق ، وترك الحارات الدمشقية القديمة وأزقتها ، وشناشيل بيوتها الأثرية ، وجامعها الأموي، ومراقد أولياءها، ومرافقها التاريخية الشاخصة ، ثم لم اختار اللون البنفسجي للغلاف ، حتى أنه أعطى بياض البياض الياسميني الدمشقي لونا بنفسجيا غامقا  وبلونه الفاتح ، ثم أعطى اللون البنفسجي الغامق لعنوان النصوص المثبت على الغلاف ، ولم يبرزها بلون ابيض، أو حتى اللون الأسود .       
     أعتاد الشعراء والمؤلفون والكتاب أن يكتبوا إهداء ما ينتجونه من إبداع بأقلامهم ، واختارت الشاعرة ليندا إبراهيم إهداء منمنماتها الدمشقية قصيدة لشاعر رومانسي وروائي وصحافي من رومانيا، ( ميهاي إيمينسكو)، عاش ومات في القرن الماضي ، واحتملُ أن ما تريد قوله أتى على لسان الشاعر الذي حوّل الثوابت الفلكية الكونية لنص شعري ، (إلى النجمة التي أشرقت..
درب طويل جدا
آلاف السنين احتاج الضوء كي يصل إلينا..
من الممكن أن تكون انطفأت في الدرب..
منذ زمن طويل.. في البعد الأزرق ) ، وتخلص  وهو ما تريده ، ( كذلك هو الحب..
يغيب في الليل المعتم العميق
ضوء حبنا الذي انطفأ
مازال يتبعنا بعد الذكرى) . 
       تبدأ الشاعرة ال (منمنمات) ب ( صلاة لأجل سوريا)، وبداية موفقة جدا ، من لا يصلي لسوريا الياسمين ، وعندي شخصيا لا صلاة لمن لا يصلي على سوريا ، ( أشهد أن لا حب إلا للشام
أشهد أن الشام حبيبة الله..
حيّ على الشآاااام...
حيّ على الشآم )،
 نصوص ( منمنمات دمشقية) كتب جميع ما جاء فيها بلغة نثرية ترتقي لمصاف الشعر ، ومن نافل القول التذكير  أن الشعر الذي وصل لنا بدءاً مموسقا - موزون - وبقافية واحدة، القصيدة العمودية ، والبشر بطبعه ميال للتجديد والابتكار، فجاء التغير الحداثوي، ولعب بشكل القصيدة ، وأطلقها من قيد قافيتها السياب بدر على رأي، والملائكة نازك على رأي آخر، وسميت قصيدة التفعيلة ، أو - الشعر الحديث -، ولم يقف الشعراء عند حدود حداثتهم تلك فابتكرت قصائد الشعر الحر ، وثم لما بعد الحداثة ابتكرت قصيدة النثر، وأخذت مسميات كثيرة ، الشعر المنثور، النثر الفني، الكتابة الحرة، الجنس الثالث، النثيرة الخ، والجميل أن لا يحاول جنس من أجناس الشعر إلغاء الجنس الذي ما قبله ، بل الكثير من الشعراء تبني جميع الأجناس الأدبية الشعرية وكتبوا فيها ، كما هو عند الشاعرة ليندا إبراهيم ، واذكر جوابا للشاعر العراقي (مصطفى جمال الدين) عن رأيه بالشعر الحديث فقال ، ( يولد الشعر كيف شاء وتبقى الـخمر خمراً مهما استجد الإناء ) والجميل أيضا أن لكل جنس أدبي كتابه ، وله من يقرأه ويعجب به ، وظهرت دراسات متأخرة تذهب إلى أن القصيدة العمودية سوف لن تصمد أمام التيارات الحداثوية الجديدة ، واجد أن ذلك زعما لا يصمد أمام الحقائق كما أجاب الشاعر جمال الدين، وبين أيدينا (منمنمات دمشقية) كتبت بجنس قصيدة النثر مسبلة عليه ، ترافة، وطرواة، ورقة، ولغة الشاعرة ليندا إبراهيم الصافية البعيدة عن اللحن والعجمة ، وإن وجدنا هنا أو هناك شطرا مموسقا فلا يقدح عند القراء بآليات قصائد النثر.
   هكذا أحبت الشاعرة دمشقها، وهكذا تتغنى بها، ( طفلة من حنين... أدرج على طرقاتك وكل شئ من حولي شاهق كدهشتي بك : الحارات، الدروب) ، وسايكولوجية الشاعرة يعيد بذاكرتها، ( المخيم الفلسطيني...، جارتنا (( ام عادل)) الحورانية، الداية (( أم إبراهيم))،.. وطرقات المخيم التي باتت كحلم في الحلم)، وتأنف الشاعرة ذكر من تسبب في القبح الذي عبث بدمشق من الوحوش البشرية التي باعت القيم والتأريخ بحفنة دراهم، وقّع على دناءة النفوس من استلم ذلته بخراب بلاده ، ولا تشكو بل تتمسك بشرف وصبر ، ( وأبناؤها الشهداء يُضوِّؤُن فجرها الآتي) ، وتستعير من القرآن الكريم ، ( لا الشمس ينبغي لها أن .. تغيب ، ولا ليل بعد الآن )، وتعرج، ( لفرط روحي.. نسيت..، وبكيتُك... يا وطن الروح)، ومن لا يبكي هكذا مواقف.
       بين الخطاب المباشر الممجوج، وبين الخطاب الرمزي، بل الموغل بالرمزية، تضيع منا الكثير من جماليات القصائد، ولست براغب ذكر من يتبنى الخطابين، وما اكترهم ، شاعر الرمزية يطوق القارئ بطلاسم لا يقدر على تأويلها حتى الشاعر نفسه، وشاعرتنا ليندا إبراهيم تختار الوسطية وتلك لعمري فرط ذكاء وفطنة ، الشاعر إنما سمي بشاعر، لشعوره بما يحيط من حوله، والشاعر المتمرس الذي خبر مشاعر الناس ويكتب لهم، بلغتهم، بعاطفتهم، برؤاهم، بما يصارعون، وتلك رسالة سامية للشعر وللشعراء، ( أيها الشعاع الذي بقلبي..، أيها النور الذي بروحي...، أيها الضياء الذي في شغافي..، الثُموا حرير وجنتيه..، وقبِّلوا تبر عينيه..) ، حين تطيب النفس يبدأ الغناء، ( ومن طقوس الزهر... أن يتمشى عبيره أنى تطأ خطاك.. ذلك السر.. بين عينيك وروحي.. لا تدركه العصافير)، فالعصفور بطبعه سريع التنقل بين غصن وآخر، ( الفراشات أذكى..)، الفراشات تقف على الزهر، وتتوغل لتويج الزهرة وتمتص الرحيق، بل وتذهب لأكثر من ذلك، ( فراشاتك عالقات بقميصي)، ولا تصل فالشاعرة خبأت الرحيق بمخبأ آخر، ( وهناك... حيث سدرة منتهى الحب..، سأحيا ما تبقى لي من حنيني بعيدا عن عذابك)، ولا تقدر على ذلك، ( لقد قطعت إسار الشوق..، وكسّرت قيود المحبة..، وهاهي ذي روحي تحلق إليك)، ( الدرب إليك أقصر مما توقعت..، بل.. كيف يكون ثمة درب وانت بي) .               
      لم تخل المنمنمات الدمشقية من ميثولوجيا الأساطير الدمشقية، وأساطير كونية أخرى ، كيف لا وسوريا اليوم فيها أكثر من ٤٥٠٠ موقع آثاري ’ بدءاً من العصر الحجري مرورا بالعصر الفخاري وصولا ليومنا الآن، ( أتذكرك.. كأحد جيوش (الإسكندر) المنكسرين أمام روحي)، و(تأتي فارسا من ملاحم روما.. أو الياذات الإغريق)، وستنتظر الشاعرة حبيبها، كما انتظرت ( بينيلوبي) زوجها ( اوديسيوس) القائد الذي أقترح الحصان الطروادي الذي دخل حاضرة طروادة، وهزم الطرواديين ، كما جاء في الأساطير الاغريقية في أوديسا هوميروس، وبينيلوبي تعد رمز الوفاء الذي تسلكه الشاعرة ليندا، وبينيلوبي حفظت عهد زوج غاب طويلا عنها وترك بحجرها طفلا رضيعا، وعاد اوديسيوس ووجد ابنه شابا ، وهي ( هيلين)، وهي (أثينا)، وهي ( المجدلية)، وهي العاشقة ( زليخا)، وتحلم بثوب اللقاء، وتنسجه على ما تشتهي، وتعيد تكوين وبعث حبيبها، لتهبه اللذة المشتهاة والحنين، وتصحو من ذلك الحلم ، ( سارفو روحي المتهرئة من عذاب انتظارك.. وأنضو عنها الثوب تلو الآخر .
         لابد وأن نختم محطات الجمال المنمنة بقصيدة أمي، وأجد أن الشاعرة بوتقت لغتها بنار الفقد ، وصبته لغة حنين مصفاة ، خالية من الحشو ، وغلفت الموت بمسحة القداسة وأحاديث ومرويات عقائدية، استخلصت لنا بمرويات الغياب الأبدي، ( انتبهت روحك وسارت وراء مليكها حيث النور الذي يستحق ويحتفي بنور روحك..)، وتتحدث عن عذاب أمها، وصراعها مع المرض الذي واجهته راضية بقضاء الله ، مرضية لتمضي روحها خالصة للبارئ الكريم، ومرويات الميثولوجيا الدينية - لكل الأديان تشترك بذلك - أن المتوفى يضحك لضيفه - مليك الموت - ويرحب به ( أهلا بك على رحب الروح وسعتها )، إن كانت أفعاله مرضاة للبارئ، ومرضية لعباده، ( كنتِ تبسمين لطيف ما.. خيال ما.. مليك ما.. لا يراه احد غيرك..)، وإن افترضنا أن الراحلة لم تترك وصايا مدونة، فيكفي بريق روحها، وفطنة قلبها، ليعلما الشاعرة كيف، ( يُخلصُ الجسد للروح.. الفاني للباقي..، التراب للنور)، وكل لحظة تتنفس أمها، وتفتح رئتيها علها تحتويها، ولا تهرب منها لحظة الشهقة الأخيرة، ( ها أنذي روح تهوِّمُ بلا جسد، عند مفارق النسيم الشذية تزاور روحك .
ليندا إبراهيم / ببلوغرافيا :
ليندا سلمان إبراهيم
مواليد دمشق / إجازة في الهندسة
صدر لها :
لدمشق هذا الياسمين / مجموعة شعرية
فصول الحب والوحشة / مجموعة شعرية
لحضرة الرسولة / مجموعة شعرية
أنا امرأة الأرض / مجموعة شعرية
لسيدة الضوء / مجموعة شعرية
على الجسر العتيق / سرد
الجوائز التي حصلت عليها :
جائزة المجاهد الشيخ صالح العلي / سوريا
جائزة مسابقة أمير الشعراء  - الإمارات العربية المتحدة
جائزة نازك الملائكة / العراق
جائزة عمر ابو ريشة / سوريا

11
عرض كتاب :
( التحكيم  في عقود الاستثمار الأجنبية)
عرض / حامد كعيد الجبوري
صدر عن دار الفرات للثقافة والإعلام - العراق - بابل كتاب التحكيم في عقود الاستثمار الأجنبية للباحث المهندس الاستشاري (صادق هاشم الفيحان المعموري) نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة بابل ، يقع الكتاب ب ٢٣٦ صفحة من الحجم المتوسط ، بغلاف تم تصميمه من دار الفرات ، وبرقم إيداع ١١٤٢ بدار الكتب والوثائق ببغداد .
قسم الباحث كتابه لخمسة فصول غير الإهداء والمقدمة.
في الفصل الأول ( ماهية التحكيم) ، تعرف التحكيم ، وخصائص التحكيم، وأنواع التحكيم.
وفي الفصل الثاني ( اتفاق التحكيم وصور الاتفاق وفروعه، وأشتمل على مباحث كثيرة منها، اتفاق التحكيم في عقود الاستثمار، مشارطه التحكيم ، الإحالة إلى وثيقة أخرى تتضمن شروط التحكيم، والمراسلات المتبادلة، وشروط صحة اتفاق التحكيم، وجانب مهم في هذا الفصل تحت عنوان ( قواعد التحكيم في النظام القانون العراقي والاتفاقيات الدولية)، وأنواع المحكمين في قانون المرافعات المدنية العراقية، و (أنواع المحكمين).
وجاء في الفصل الثالث كيفية تشكيل الهيئة ، ورد المحاكم ، والتكاليف والرسوم.
في الفصل الرابع / قرار التحكيم، وإثبات الوقائع، وتحديد المسؤولية، وحكم التحكيم، وكيفية إبطال الحكم، وصولا لتصحيح القرارات المتخذة من قبل لجنة الحكام، وهل يحق الحجز الاحتياطي، والطبيعة القانونية لقرار التحكيم.
الفصل الخامس تناول الحجية والتنفيذ لقرارات التحكيم .
ويتحدث المؤلف عن مشكلة البحث، ( إن عقود الاستثمار الأجنبية غالبا ما تكون بين أطراف ينتمون لدول مختلفة، حيث تختلف القوانين في معالجة المشاكل التي تحدث بين أطرافها جراء التنفيذ)، لذلك يلجأ الخصوم المستثمرون إلى التحكيم.
يقول المؤلف، ( أن التحكيم في العصر الحديث ليس بظاهرة مستقلة وجديدة بجذورها عن الماضي)، ويستطرد في مؤلفه ويقول، ( لقد عرفت الحضارات القديمة التحكيم منذ أقدم العصور، كالسومريون واليونان والرومان والهنود)، وسيلة لفض النزاعات ووضعوا أسسا وقواعد لذلك.
واجتزأ الكاتب مقولة ل (أرسطو)  في مزايا التحكيم، (يستطيع أطراف النزاع تفضيل التحكيم على القضاء، ذلك إن المحكم يرى العدالة بينما لا يعتد القاضي إلا بالتشريع) المصدر الموسوعة الحرة للتحكيم د. محمد وليد منصور.
ويذهب المؤلف أن عرب الجاهلية عرفوا قواعد التحكيم ووضعوا له أسسا تسمى عندهم ( المنافرة)، وعند صدر الإسلام نزلت أية كريمة تقر مبدأ التحكيم، ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)، وتجسدت لغة التحكيم وإقرارها إسلاميا كقوله تعالى (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها).
ويخلص المؤلف أن الدول الأوربية عرفت موضوع التحكيم بوقت مبكر، وصدر أول تشريع فرنسي عام ١٥٦٠ م يوجب التحكيم في القضايا التجارية ودعاوى الإرث والقسمة.
في العراق وفي العهد العثماني صدرت مجلة الأحكام العدلية ١٨٦٩-١٨٧٦ م والخاصة بمعاملات الناس وقد استقيت من الشريعة الإسلامية وفق المذهب الفقه الحنفي واعتبر نافذا استنادا للمادة ٣٨ من القانون المدني العراقي رقم ٤٠ لسنة ١٩٥١م، واعتبر التحكيم مرحلة راقية وصلت لها الجماعات البشرية بعد أن كان الحق هو القوة.
المؤلف ببلوغرافيا :
مواليد بابل ١٩٦٢
بكالوريوس هندسة مدنية
ماجستير إدارة المشاريع الهندسية
بكالوريوس قانون
بكالوريوس علوم عسكرية
رئيس غرفة تجارة بابل
نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية
عمل مديرا للقسم الفني بلديات بابل ١٩٨٩
وكيل مدير بلدية الحلة ١٩٩٦
عضو نقابة المهندسين العراقيين
عضو نقابة المحامين العراقيين
عضو اتحاد الحقوقيين العراقيين
رئيس مجلس الأعمال العراقي الروسي /الجانب العراقي
ناشط مدني وداعم للتظاهرات الاحتجاجية

12
زاوية الشعر الشعبي / بير يوسف
« في: 22:39 11/05/2020  »
                   (  بير يوسف )
                                     حامد كعيد الجبوري
 ....
گُلّي يا گلي حبيبي
وگلي من گلي زعل
والورد ما دام يزهر
ياسمين وسندس وچوري
وشقائق....
غيوم تمطرني أمل
إسأل گليبي يحبگ
أسأل گليبگ أحبگ
غمّض عيونگ تراني
بفرحة خدودگ تراني
أرتوي بحبگ وأفيض
وأنزل بشفتگ عسل
بنومتگ...
حارس أحلامگ
بيقضتگ...
عيني عليگ
تحزن احزنلگ بچي
وتمسح دموعي دمعتگ
وأوگع بطولك طواويس وحمامه
وأمتلي بشوگگ هلاهل
وأنسه ميؤوس الحچي
بيا بحر عشاگ مزروع المحار
عاشگ وعاشگ غصت گل البحار
بگل شواطي البحر الأبيض
الفاو وبشط العرب
لؤلؤة شيخ الزهر
الليل ياخذني حنيني
والتقاة البيك تمنعني أعترف
آنه ابن البير خواني ١١ عاشگ وصال
الشمس والگمر سجدولي صبر
شوگگ بروحي غميچ
بلا أماني و ما أعف
ولا (زليخا) تحط وصالگ
وأشتعل ألف وألف
بهيده تهمسلي تعاااااال
وين ما ترحل أجيگ
للسمه جناح وأچيك
ترضه ما ترضه حبيبي
وگلي من گلي زعل
للدعاء الوصل أيدي
وبسماء الفرح للعشاگ
إلگ عمري ابتهل
....
9 آيار 2020‪ م

13
صبراً يا عراق
حامد كعيد الجبوري

هذا أول وطن بالكون ما يرتاح
يتـجَــرع أسـمـوم ولا عـرف راحه
وهذا أول وطن ويلاده محرومين
وتحت رجلَه الذهب من النفط واحه
وهذا أول وطن ويلاده ميلعبون
ولا شايـف حديقـه وحـبل مرجاحه
عيد الله يمرهم ما يشوف العيد
يعيّد بالمـكـابـر يوم مـصــباحه
عرف طعم الحزن من الهدوم السود
وخرسات الهلاهل دمعته نياحه
هلاهلهم صبر وكلوب مجمورات
ونبرات الحزن تسمعها بفراحه
حالت يا عراق وبعد عيب أتجيب
ولا نشمي أنتخاك ويترس الساحه
ولاصاحب بخت ويصيح بيك الله
ويسرج للخيول ويبرز أرماحه
ولا يحصل حليم ويكشف المغموت
من أيد الحرامي أيردلَه مفتاحه
(آدم) موغشيم ولا بهل (حوه)
و(أبليس) الكدر يغويه بتفاحه
ولا ينفض ترابه وينتهض (شعلان)
مكواره أبيمينه وغيرته أسلاحه
***
ما طاح الصنم طلعت أصنام أهواي
جابوهه أبعراضه وركصه ورداحه
دخيلك يا وطن زوع الكراسي السود
خُراعة الخُضره أموات وشباحه
(يوسف) أخوته البير الغدر ذبوه
ودم الذيب طرَز زوراً أوشاحه
أنباركلك (ييوسف) ماكلاك الذيب
وماكول العراق أبعين الكباحه
هذا أول وطن للمذبح أيجروه
متخله أعله قبله أولده ذباحه
***
صبراً يا عراق الصار كله أيهون
بعد كاعك بجر بيدين فلاحه
عالي النخل شامخ ما يدنك راس
ويرفض كل عميل أيصير لكاحه
غربيل الوكت يفرز الشين أيطيح
وعرفتهه الفريسه أدموع تمساحَه
لهيب العاصفه أبصدر الزلم ينصد
وأذا غصن انكسر ميموت سباحه
شد صاري العزيمه وصارع الامواج
توصل للشواطي أبغير ملاحه
عفه صبرك عراق أشكد شفت أهوال
وتحسبها نزيزه وبركه ضحضاحه
من تطلع شمسنه يختل الخفاش
ومتهاب الاسود أجلاب نباحه
أمام أنت العراق الكون بيك أيطوف
ومن حيدر تهب نسمات قداحه
كاعك للشهاده وعمقك التاريخ
ونبراسك طفوف وضمه بجناحه
ماطاح (الحسين) أبكاعك أتياهه
رسم درب البطوله أفكار فواحه
خضر من دماه مشكات للأ جيال
أبكل كطرة دمه من نزفة جراحه
***


14
الدارمي أو غزل البنات :
سندس زهر ليمون لو ياسمينه
النحل ما ينلام من يمر بينه
الدارمي من البحر المجتث، ( مستفعلن فعلان مستفعلاتن)، أو تأتي (مستفعلاتان بدل مستفعلاتن) ، وسمي بالدارمي وكما يزعمون أن أول من قاله شابة من بني دارم ، وحين بحثت بجذور القبائل العربية وبخاصة العراقية لم أجد قبيلة أو عشيرة تنتهي لبني دارم ، وجاء بالسيرة الحلبية أن وفدا من بني تميم حضر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم الأقرع ابن حابس فقال ، إني والله يا محمد قد قلت شعرا فاسمعه، فقال له صلى الله عليه وسلم هات أنشد ، فقال
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا
إذا خالفونا عند ذكر المكارم
وإنا رؤوس الناس من كل معشر
وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا حسان فأجبه ، فقال حسان :
بني دارم لا تفخروا إن فخركم
يعدو وبالا عند ذكر المكارم
وذكرت مصادر عديدة هذه الحادثة وما قيل فيها ، وما يعنينا بهذه الحادثة ذكر بني دارم ليس أكثر ، وهي بهذه الحال تعد بطنا من بطون تميم القبيلة العربية المعروفة.
وأورد الدكتور هاشم العقابي رأيا لم يعزز بوقائع ثبوتية ، يقول الدكتور هاشم العقابي بحلقة مسجلة لفضائية الفيحاء العراقية أن شعر الدارمي وجد له جذر بلقى ورقم طينية أثناء التنقيبات في طلول مدينة بابل التاريخية المعروفة ، ويقول أن الباحث الحلي طه باقر الذي كشف أسرار اللغة البابلية وترجمتها وجد ميزانا عروضيا يحاكي وزن شعر الدارمي ، ولم يورد مثلا لذلك  .
وأخذ الدارمي مسميات كثيرة جدا، منهم من أسماه بشعر البنات أو غزل البنات، وسبب تسميته هذه أن أغلب الشواعر كتبنه لسهولة وزنه، وكثافة معناه،
ظلمه ودرب عاثور ليلة شته وغت
روحي اشتهت ملكاك عتتني الك عت
وأغلب المرويات من الشعر الدارمي مجهول قائله .
في محافظات الفرات الأوسط العراقية يسمى شعر الدارمي ب(البستة)، وسبب هذه التسمية أن شعر الدارمي وزنه راقص ويصلح للإنشاد بشكل جماعي أو بشكل فردي،
ربي استر اعله هواي من ممشه الغروب
زغير وخاف عليه وما ساحك دروب
ووجدت أن شعراء محافظة بابل كانوا يوشحون شعرهم من الابوذية ببيت من شعر الدارمي يسبقه لذلك أسموه ( الموشح ) ، والتوشيح هنا يعني أن الشاعر قبل أن يقرأ بيته من الابوذية يقرأ بيتا من الشعر الدارمي كمقدمة أو توضيح لشعره ، يقول الشاعر الراحل ( محمد علي بنيان ) الحلي مخاطبا صديقه الشاعر ( عبد الحسين صبره ) الحلي ، حين رأى أن سفرة الطعام أمام محمد علي ولم يأكل منها شيئا، فقال لماذا لم تأكل وقد برد طعامك؟، فأجابه قائلا،
ها ديه* زادي اللوم يحرم عليه
من خوّتي انصابيت والبيه بيه
*ديه تعني خويه وربما هي من مفردة دادا فصغرت ، واردفه ببيت من الابوذية يقول،
مناچل..
تصيب الروح مو نچله مناچل/ نكبات
وهيه وهيه وياهه مناچل/ لا أتعب
غير يكون إلي ألتذ مناچل/ حين الاكل
أشوف الزاد ما بيه كل مزيه.
حين نضع الشعر الدارمي أمام النقد، فسنجد أن لون شعر الدارمي مكثف بمعانيه قليل بكلماته ، يعبر عن خوالج النفوس ويصل معناه بيسر تام للمقابل ، وأجد أن الدارمي يصح أن نطلق عليه شعر الومضة التي شاعت كثيرا هذه الأيام سواء على صعيد الشعر الشعبي المحكي ، أو على صعيد الشعر العربي الذي يكتب باللغة الفصحى.
كل هذه المقدمة جاءت بسبب صورة جميلة لإحدى الصديقات وضعتها على صفحتها بالفيس بوك ، فقلت لها بيت دارمي وعلى لسانها ، وكأنها تجد نفسها جميلة، وهي فعلا جميلة ومثقفة تستحق منا الإشادة بمنجزها الإبداعي ، فقلت بلسان حالها،
سندس زهر ليمون لو ياسمينه
النحل ما ينلام من يمر بينه
وأردفت بيتا آخر من شعر الدارمي وقلت ،
رصعة حسن ريحان خدك يشامي
والعسل بين شفاك وگليبي ظامي
....
حامد كعيد الجبوري
العراق / بابل

15
المنبر الحر / ( عارات السياسة)
« في: 15:03 03/05/2020  »
( عارات السياسة)
مهداة إلى شهداء الوطن من الحشد الشعبي والقوات المسلحة الذين سقطوا ليلة ١-٢/ 2020 دفاعا عن العراق وشعبه المظلوم ...
عارٌ عالسياسة وعالسياسين
زرعكم صوفر وحدوا مناجلكم
ما برء احد منكم وحق الكون
هجمتوا بيوتنه وتزهي منازلكم
ركضتوا عالكراسي بمالنه المسروق
تقاسمتوا الغنيمة ونلتوا حصتكم
(سنتكم) دواعش (كرد) تشعل نار
و(شيعتكم) غدر ما تعرك كصصكم
ما بين الذبح والبوك والنيران
مظلوم الشعب يعرف مهازلكم
انتظرناكم عمر يتعمر المهدوم
زيدتوا الخراب وما يصح منكم
خليتوا الشعب يترحم الهدام
وأقسم ما يحبه ولا يجاملكم
بيزيد الطاغية الحجاج لو فرعون
أقيس بيا رذيل وبيش اقارنكم
سمعتوها المنابر تصدح الأصوات
ويلعن بالشتيمة أمريكا ويذمكم
بساحات التظاهر ساحة التحرير
وصوت المرجعية بسوء تذكركم
ما بيكم أصيل وينتصف للناس
أجيتونا بخراب وسودة نيتكم
***
يومية العزه يوميه جم عريس
منصوبه الچوادر من فعايلكم
شبان الوطن طلكوها للذات
وبحزام الفتاوى أيصد دواعشكم
جرح سبايكر بعده الجرح ما طاب
وضحايا نينوى وتيجان امارتكم
معلوم التواطئ صار أمر مكشوف
بكل خطوة خيانه الله فاضحكم
***
يا حشد الشعب يا جيش يا قوات
ثارات الشهادة ابشرف شاربكم
الزلم ما تنكسر وانتوا يرفعة راس
اليتامه والأرامل تنخه رايتكم
كفو ونعمين منكم يا سواد العين
َمعكود النصر تشهد مواقفكم
رايات الوطن ما تنكس والله
بهلاهل للنصر نسمع بنادقكم
***
حامد كعيد الجبوري
2 آيار

16
المنبر الحر / صبراً يا عراق
« في: 21:50 01/05/2020  »
صبراً يا عراق
حامد كعيد الجبوري

هذا أول وطن بالكون ما يرتاح
يتـجَــرع أسـمـوم ولا عـرف راحه
وهذا أول وطن ويلاده محرومين
وتحت رجلَه الذهب من النفط واحه
وهذا أول وطن ويلاده ميلعبون
ولا شايـف حديقـه وحـبل مرجاحه
عيد الله يمرهم ما يشوف العيد
يعيّد بالمـكـابـر يوم مـصــباحه
عرف طعم الحزن من الهدوم السود
وخرسات الهلاهل دمعته نياحه
هلاهلهم صبر وكلوب مجمورات
ونبرات الحزن تسمعها بفراحه
حالت يا عراق وبعد عيب أتجيب
ولا نشمي أنتخاك ويترس الساحه
ولاصاحب بخت ويصيح بيك الله
ويسرج للخيول ويبرز أرماحه
ولا يحصل حليم ويكشف المغموت
من أيد الحرامي أيردلَه مفتاحه
(آدم) موغشيم ولا بهل (حوه)
و(أبليس) الكدر يغويه بتفاحه
ولا ينفض ترابه وينتهض (شعلان)
مكواره أبيمينه وغيرته أسلاحه
***
ما طاح الصنم طلعت أصنام أهواي
جابوهه أبعراضه وركصه ورداحه
دخيلك يا وطن زوع الكراسي السود
خُراعة الخُضره أموات وشباحه
(يوسف) أخوته البير الغدر ذبوه
ودم الذيب طرَز زوراً أوشاحه
أنباركلك (ييوسف) ماكلاك الذيب
وماكول العراق أبعين الكباحه
هذا أول وطن للمذبح أيجروه
متخله أعله قبله أولده ذباحه
***
صبراً يا عراق الصار كله أيهون
بعد كاعك بجر بيدين فلاحه
عالي النخل شامخ ما يدنك راس
ويرفض كل عميل أيصير لكاحه
غربيل الوكت يفرز الشين أيطيح
وعرفتهه الفريسه أدموع تمساحَه
لهيب العاصفه أبصدر الزلم ينصد
وأذا غصن انكسر ميموت سباحه
شد صاري العزيمه وصارع الامواج
توصل للشواطي أبغير ملاحه
عفه صبرك عراق أشكد شفت أهوال
وتحسبها نزيزه وبركه ضحضاحه
من تطلع شمسنه يختل الخفاش
ومتهاب الاسود أجلاب نباحه
أمام أنت العراق الكون بيك أيطوف
ومن حيدر تهب نسمات قداحه
كاعك للشهاده وعمقك التاريخ
ونبراسك طفوف وضمه بجناحه
ماطاح (الحسين) أبكاعك أتياهه
رسم درب البطوله أفكار فواحه
خضر من دماه مشكات للأ جيال
أبكل كطرة دمه من نزفة جراحه
***


17
قرأت لكم 18
ميلو مشهور عبيد
كاتبة وشاعرة سورية
خريجة معهد نفط اختصاص تكرير بترول لكنها برعت بتكرير الكلمة
نشأت في بيئة
_ جغرافية خضعت لكثير من الصراعات والإحتلالات والاستعمارات (بلاد الشام والرافدين)
_ عائلية اسرية كان لها فكرها الخاص في التحرر والنضال الوجودي، اهتمت بالأدب ليقينها ان الكلمة هي مفتاح الوعي
من هاتين البيئتين اكتسبت دراية بكيفية التعامل والإهتمام بالمحيط لنشر الوعي والنهوض.
قدمت الكثير من المقالات والنصوص والدرسات التحليلية / النقدية في معظم الجرائد والصحف االكترونية والورقية، والتي كان لها دور كبير بإعداد قاريء غير استهلاكي والأخذ بيده وتعليمه كيفية تفجير الكلمة والغوص بمعانيها.
شاركت مع نخبة من مثقفي الشعوب العربية بالموسوعة الأدبية / منارات/والتي كان لها حضور وازن في معرض الكتاب بالقاهرة .
وقريبا سيصدر لها كتاب (خاص ) يهتم بسيميائية النصوص التشكيلية ودلالاتها


قرأت لها
سبات :
أكثر ما يرهق الفكر ويعيقه هو ( السبات ) ويتجلى بعدم الإستجابة(للآخر الفكري) وبالتالي بيئة حاضنة عقيمة سبات كان بمثابة فجوة فصلت الاجيال المتعاقبة عن بعضها البعض ودفعتها بغربة عن البعض الآخر ، فلو تتبعنا مسيرة الانتاج الإصلاحي الفكري لأرعبتنا تلك الهوات ، الفجوات المعرفية التي اندرست في لججها معالم التواصل والتتابع والتلاحم والتلاقح والتخاطب والتناغم والتساوق ووو...الفكري ، متى يتنبه الفكر الإصلاحي إلى وجوب إنهاء الهدنة (السبات ) والإبتداء بالنهوض .
--------------------------------------------------------------


هوة مستحكمة :
هي هوة مفتعلة أو مصطنعة من قبل السلطة المؤسساتية (الفكرية) لقلة وثوقها باﻹختبار الوجودي الفكري (فردي .جماعي ) فتلجأ إلى رص ودعم الفكر ورصفه بإطار عقائدي( انظومة كيانية ) فيستحيل على المفكر أو الحالات الفكرية الفردية ، أن يشبك هذه الأنظومة بعصارة إختباره فيتولد نوع من
الإنفصام المعرفي بين ما تقرع به طبول هذه الإنظومة(المؤسساتية ) وبين ما يستبطنه في اختباراته الوجودية من حقائق يقينية ملزمة ،فينشأ تباعد ومعارضة حادة تدفع المفكر لمواجهة هذه العصمة العقائدية (الأنظومة الفكرية ) المتعشبقة بأطراف أهدابِ الوديعة الفكرية الأولى ....
---------
الانتماء :
يجعل الفرد يذهب بعيدا ، يغامر إلى ما بعد الحرية من غير أن يوقعه ذلك في الإنغلاق والإنكماش ، أن تدع الآخر الجغرافي ( الوطن ) يجتاحك
- لا يعد تقوقعا (فكراقلميا) لك
- ولا ظلام زنزانة انفرادية بل هو حب يحيي هو استحواذ ايجابي ،ظلام يسمح لنور الذات أن تعرف طريقها باتجاه خدمة وحب هذا الوطن والتفاني في سبيله
- ولا احتلالا ولا غزوا لوعيك وفهمك وإنما هو أنساغ تمدك بأسباب البقاء وأسباب الصراع معا لتكون كبذرة تموت( فردا) لتحيا من جديد( وطننا) .
هذه هي فضيحة الانتماء الحقيقي الذوبان والاندياااااح لتكون / بهلول وطن ، انتماء أكبر بكثير من خرق الدساتير والقوانين والحياة المؤنظمة والممنهجة
-------------------------------------------------------------


الثقافة :
محصول تراكمي يتناسب طردا و المكزمان وكونها تتعلق بالإنسان فهي تتبع تطور فكره و وعيه وبالتالي لا ثبوتية ثقافية كون الإنسان في حالة نمو وتطور ....هذا من المفترض
لكن ما يجري أن الثقافة لتقوم يجب أن يكون هناك تثاقف /أي تفاكر مع الآخر والتعامل والانخراط وهذا للأسف علة الفكر الشرقي فهو يخاف الآخر ويصر على إنتاج ثقافي بمعزل عن الآخر لذلك تكون الثقافة العربية غير مكتملة مجترة تكرر نفسها .....
الثقافة دائرة معارف مهما دار العقل البشري في فلكها لا يمكن له أن يبلغ ذروتها
- الحياة ثقافة يبدأ الطفل يكتسبها مع أول لفظة ينطقها لذلك يرجع الموضوع من أصغر خلية مجتمعية / العائلة / إلى أكبرها / المؤسسات / ...


الوعي الإجتراري ....
إحكام القطيعة بين الوعي الجمعي والمؤثرات الخارجية وخاصة الأدبية هو ما يخلق وعي اجتراري ينشغل بالماضي لعدم انفتاحه على العالم ...وهذه القطيعة تسببها بقصد أو بغير قصد الايديولوجيات السلطوية المتحكمة حيث تعمد إلى نحت شخصية المجتمع وتربية وعيه وفق أطر ممنهجة ومؤنظمة تخدم المصالح الضيقة / لا شمولية انسانية فيها ، تؤدي بالنهاية إلى حياة مجتمعية ممجوجة رتيبة مولدة لحركة دائرية لا تتوقف ابدا فهي تغذي نفسها بنفسها دون أي اضطراب وهذا ما يدعى بالسبات الفكري لأمة من الأمم أو لشعب من الشعوب وان حصلت بعض الإضطرابات فهي تحدث ربما كل مئة عام ودون نتيجة تذكر
...

التثاقف ؟؟
التثاقف على وزن تفاعل والتفاعل يكون عادة بين مختلفين لينتجا شيء جديد ما ، فعل ما ، قول ما ، وعادة يحمل المنتج الجديد صفات الأقوى وما دمنا الأقوى والاغنى والأثرى فلما نخاف .
اتخاذنا قرار عدم التأثر جاء لمصلحتهم ولاحظ كيف انهم يدعمون هذه الفكرة وذلك من أجل كسر رجلنا حتى لا نرى وندرك خوائهم وثانيا ليمنعونا من حجز موطئ قدم لنا في الساحات العالمية .....يريدوننا هكذا مغمضين حتى لا نثور وننتفض ويلحق بنا الغرور بما نملكه ، يريدوننا كنز دفين يسربونه قطعة قطعة يثروون به ويبنون عماراتهم المعرفية ووووو
لما لا نجاهر ببضاعتنا لما لا نقتحم اسوارهم لما لا نقبل النزال المعرفي في عقر دارهم المعرفي .....ونصنع لنا مصطلاحاتنا العلمية الخاصة بنا بحروف عربية نجبرهم على إستخدامها كما هم يجبرون طلبتنا وعلماءنا وادبائنا ووووو على استخدام مصطلحاتهم لعلومنا بأحرف لغتهم ....
الأمة التي لا تتأثر بالمعطى الخارجي الثقافي مهما كانت درجته تبقى راكدة
----------------


التردد
سببه الوحيد والاوحد القمع بكل أشكاله / المعنوي .الاجتماعي .الاقتصادي ......السياسي . الفكري ....الموسيقي .....إلخ
والقمع هو حصيلة سلسلة دائرية لا بداية لها ولا نهاية / الأسرة أو لنقل العائلة . المحيط الصغير أو لنقل الحارة أو المدينة . الحكومات المؤسساتية الممسكة بزمام الأمور وبالتالي كونها الممسكة اذا البدء منها ...وهكذا تبدأ الجدلية والسؤال على عاتق من المسؤلية الأسرة ( أصغر خلية ) أم على المؤسسات / الوطن ( أكبر خلية) في جعل التردد ظاهرة أو ثقافة جمعية تتسم بها الأمة أو الشعب أو. .الخ لدرجة أنه يصبح / التردد نمط سلوكي لا يشعر أحد به على أنه حالة قمعية / مرضية ، أخطر أنواع القمع هو الفكري فعندما تشل الفكر يعني أنك حصلت على فرد دون رصيد معرفي يتردد بالقول والفعل ...
وعليه فإن التأني شيء والتردد شيء آخر فالمتأني هو من يملك المعرفة والمتردد هو من لا يملكها لأنه واقع تحت نير قمعي
--------------------------------------------------------------
الوطن .....
مثله مثل أي خلية مجتمعية بشرية كبيرة كانت أم صغيرة معرض للإهتزازات والزعزعات ولخطر الانحلال والتفكك والانقسام فمتى دخلت القوة والمال والإستئثار بالقرار يطل الاحتكار برأسه ناشرا الفوضى مطلقا العنان للفساد فيكثر البؤس والاستغلال نتيجة لسوء في التخطيط والاستخدام ...
وللخروج من هذا التييه والضياع علينا بالفقراء والعمال والفلاحين وصغار الكسبة والطبقات المتوسطة فهم وحدهم الذين يجعلون الوطن يلتزم بولائه إلى دعواته بالاحتواء والتبني ...فالوطن الذي لا يعد حضنا للمواطن يفقد هويته الرعوية ،ويصبح أسير الخلافات ،وسيركا لألعاب القوة
الأوطان تتشكل بطريقة ترفع من كرامة كافة مكوناته كي لا يقع شقاق فيتصدع جدار الوطن ، ولتهتم هذه المكونات ببعضها البعض
هذا هو المنطق المعقول ....يعطي المواطن للوطن لكي يكون الوطن باعتباره الهوية ،ويبقى دائما وابدأ مكانا للقلق عليه ، وللمحبة ، وللحرية ، وللسلام ،وللعدل ، مكانا للنهوض المتدحرج ..... للحياة
------------------------------------------------------------
بالمختصر المفيد / ومضات
1 - حبر سري -
ساجمع رياحي
وابتلع عواصفي
واختفي بسلام
مبتسما''


2 - جاء المد -
استبشرنا خيرا''
لولا المشانق
لمتنا غرقا''


3 - خزعت
وبان العري
واليد مازالت تأمل
ببقايا وعد
-أفواه الجيوب -


4 - رصاصة خائبة
عافت الرأس وأصابت الكتف
- ثورات عربنهضوية -


5 - برمائيا''
لا يعني أنك ستعمر طويلا''
الرئة مثقوبة


6 - النفاق
هذيان
الحرارة بريئة منه


7 -الصيد الثمين
فحولة كاذبة
أغلب الطرائد مخنثة




18
قرأت لكم / 17
راسم الخطاط / شاعر شعبي عراقي
شهادة متأخرة :
راسم الخطاط والنضوج المبكر :
عام ٢٠٠٠م أو ربما قبل هذا التأريخ بسنتين كنت التقي بصديق يكتب الشعر، قال لي هل تعرف الشاعر راسم الخطاط؟ قلت لا أعرفه، قرأ لي نصا جميلاً يحفظه ل (راسم) ، وبمحض الصدفة مر بالسوق الشاعر راسم الخطاط وتم التعرف عليه، علمت أن له محلا يزاول فيه مهنة الخط بمدينة الثورة في حلة العطاء، بدأت أتردد عليه ونقرأ لبعضنا ما نكتب وبدأت محطة الصداقة والزمالة مع المبدع الشاعر راسم الخطاط، راسم الخطاط يرسم بريشة حروف تجسد معاناة شعبه واحزان أهله المتجذرة بتراب الوطن وماءه وحتى بغذاءه، اتذكر عام ٢٠٠١م وجهت دعوة لبعض من شعراء بابل لأمسية أعد  وهيأ لها الشاعر الكبير عودة ضاحي التميمي، ترافقنا بصحبة الصديق الشاعر الكبير كريم النور والشاعر المبدع راسم الخطاط وحامد كعيد الجبوري، كانت أمسية تركت أثرا طيبا عند شعراء كربلاء المقدسة، قرأ فيها راسم الخطاط بعضا من ومضاته التي تشي بموقفه من النظام السابق، واتذكر تماما أن شعراء كربلاء أطلقوا حينها لراسم الخطاط لقب ملك الومضة، (الدمعة قطرة ماي لكن من تطيح توكَع آلاف القصص وياهه)، بعد سقوط صنم الدكتاتورية وكنا نأمل خيرا بالقادم الجديد، وسرعان ما اتضح أن لعبة الكراسي ومصالحها لم تكن بحسبان غالبية الشعب العراقي، وكشّر ساسة الصدفة الجدد عن أنيابهم واغرقوا البلاد بصراعات طائفية لم يحصد منها الشعب سوى الخيبة والحسرات ودموع الأيتام والثكالى، (أنا بهذا الوطن يادنيه سلطان
 بنات الجان تخدمني اببلاطي
أغسل بالعطر واثيابي الوان
وابدل وكل وكت قاطي ورباطي
ولولدي اسجل كل شخص بير
 لأن اولى الدول نفطي احتياطي
ولكَيت ابني بعد ما اني فزّيت
 عاف المدرسه ويلم قواطي)، لا تعقيب لما كتبه الصديق المبدع راسم الخطاط، الومضة تؤشر بوضوح تام لمعاناة فقراء العراق جراء سياسات الفساد الممنهج من ساسة الصدفة وسراق المال العام، راسم الخطاط حين يكتب حتى الغزل يشعرك أن هذا العشق يلاقي ذات القيود التي سجنت مقدرات البلاد والعباد بأيدي (زعاطيط) السياسة،
 (عاجبني ارسمك شمع
جي كلك انته ضوه
عاجبني ارسمك شمع
بس انته من تشتعل اكره اشوف الدمع
طالب ترك مدرسه بلكن يعيّش هله
شبعن جفوفة بجي
وماعرف شنهو الشبع)،
 هناك مثل شعبي يقول ( يعلم اليتيم على البچي)، هذا المثل أجده ينطبق على شاعرنا الخطاط،
 (لاتعلمني الحزن بويه اني ناي
اول دروسي الك دمعه وجرح
لاتظن الساكت المايحجي خوف
كلمة البركان من ينطق ذبح)،
حين تقرأ لا تعلمني البچي تجد الإشارة واضحة بكل معالمها، وتجد فيها الاعتداد بالنفس، وتجد نصيحة الشاعر لشعبه، راسم الخطاط لم يأخذ فرصته الطبيعية كشاعر يشار له إلا بعد التغيير ، وأعني عام ٢٠٠٣م، ومع ذلك لا تزال تجربته محاطة بالكثير من العوائق التي لا سبب له فيها ، بل حنق البعض وترفعه عليهم ، وهذا ما ينبغي له فعله ولم يتراجع عنه ، اتمنى أن نقرأ ملحمته الكبيرة التي جسدت شخصية جبل الصبر زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعنها  وأرضاهما ، ولنقرأ سوية بديوانه البكر تجربة شاعر شاكس ويشاكس كل سيئ بهذا المجتمع الذي يريد له العقلاء وهو منهم أن يرتقي سلم التمدن والتحضير، الخطاط فاز بعضوية الهيئة الإدارية لجمعية الشعراء الشعبيين المنحلة أبان الحكم الشمولي،  واعفي من منصبه لأسباب يعرفها من عمل بتلك الجمعية حينذاك، بعد سقوط النظام السابق كان من أوائل المؤسسين لجمعية البيت العراقي للشعر الشعبي وترأس فرع بابل أكثر من دورة .
استدراك :
بلحظات الضعف ، والانكسار ، والإحباط ، تتأرجح موازين الثبات بين الصمود والهروب ، بين الحلم والحقيقة ، بين العسل والمر ، وهاهو صديقي الشاعر المبدع ( راسم الخطاط ) يوجه لي قاضيةً بحلبة الوطن فماذا أرد عليه ؟ ، لا أدري !!! .
حامد كعيد الجبوري
-----
يقول لي راسم الخطاط حين أكملت معاملة الهجرة لخارج العراق ...

الى صديقي الذي يبحث عن وطن آخر .
راسم الخطاط
...
لوين تريد
يبو حجي الحلو ومزعّل التغريد
لوين تريد
يا واهس قصيدة تعيش
ويّ الريح
مثل طفله ... وشعرها
أتهده يوم العيد
لوين تريد ... لوين تريد
من فرط المحبه ...يطيح
دمع العين
وضلوع الصدر
ما حبست التنهيد
لوين تريد
مو تدري السنين
وخلصت طشار
تدور عالفرح
تالي العمر شيفيد
مو ندري السنين
أمذيرات هواي
مثل ... لمة فخاتي وحوم
وسط البيد
لوين تريد
.....
حامد كعيد الجبوري
رئيس جمعية البيت العراقي للشعر الشعبي
المركز العام

19
قرأت لكم 15
رولا حداد / شاعرة سورية
مواليد حلب حاصلة على إجازة في الآداب قسم اللغة الانكليزية و دبلوم دراسات عليا بالنقد الأدبي من جامعة حلب ..تزاول  مهنة التدريس ..كاتبة و مترجمة.. تكتب قصيدة النثر و الشعر المحكي السوري و قصيدة الهايكو ..وثّقَت معظم نصوصها  في مواقع أدبية الكترونية و ورقية
لها في الشعر المحكي

مع كل شقّة فجر
بشرب وجهَّكْ مع قهوتي
و بسرعة بيصير الهيل
يرقّصْ رموشك بحضرتي
وبيضلّو يلفّو و يدورو
لَيوقعو بكعب فنجاني
وبْهزّي صغيري من أيدي
ولخبيهم من عيون حبقتي
بقْلُب نهارهم ليل
ليركبو مراجيح و يتزحلطو
عَ حيطان عتمتي
و شوي شوي بجَلّس الفنجان
و بّصبص عَ رسم خطواتن
و بلمح البصر بينتفخ صدر الكلمات
و بتنفجر الحروف مدردرة عَ طرقاتن
و لَشيل العتمة الغافية ع أرض فنجاني
ببصم و بتطلع هالة نور قدامي
هيدا وجّهك كنت مضيعتو بالبن
و بفجر ضحكتك... لاقاني


-----

ولها بالمحكي ايضا


قْلّي دَخْلك... شو بعمل بحالي
عيونك تَمللي... قاعدي قبالي
أجا الخريف... وهَرّ عن أمُّو الورق
و بعدا عيونك...ما فارقت خيالي
بتبَوّس حيطان غرفتي كأنَّها مزار
بتْشمشمْ تيابي
بتغطُس ْ بحبر وراقي المجعلكة
و بتتعمّد... بعطر كلماتي
و شوي شوي... بتْعربشْ
ع َ شرشف سريري
لتشحدْ من شفافي تنهيدي
ومن عيني دمعتي
خلص استحي... و فْلِّي
اتركيني... اغرقْ بغفوتي
جَهْجَه الضو..
و القمر خَفِّت ْ رهجتو
وكانون عَ البواب
راصدْلي... كل سقْعتو...
----

وتكتب قصيدة النثر أيضا

مرهونةٌ له.. أناملي
فكلُّ حفنة حروف تعجنُها
تختمرُ قصيدة عشقٍ
تفرُّ لاهثةً لاقتناص أنفاسها الأولى
من فضاء عينيه
آه ثمّ آه... من هذي الأنامل
بلا ارتواء...ٍ تهذي به
بلا مرساة...ٍ تَبخُر إليه
كُفّي.... كُفّي...
عن دَلْفِه في روحي
وإيقاظه في دمي
فلا شمس... و لا قمر
لا ريح........ و لا مطر
سيحمل رائحته إليكِ
إذا....
تعمّدي بماء التوبة
ولا تعودي لاقتراف البوح
و لكن....
إنْ غافلتنيِ وعُدْتِ...
أُنقلي شوقي إليه..
-----
ولها أيضا

صباح العيد...
يستيقظ بهمّةٍ...
يغسل تضاريس وجهه و الأخاديد
يسرِّح خصلات شعره حتى النهايات
يرتدي ثيابه الفخمة الجديدة
ويندفع مسرعاً باتجاه الشارع
ينحني باحترام لسيدة عابرة
يربِّت بثقة على كتف شاب
منتشٍ بالحياة
يطبع قبلة على وجنة صبية جميلة
يخطف حجر النرد من يد رجل عجوز
ويرميه في طاولة الزهر
ينثر بريقه في عيون ولدٍ
يراقب المارة ..
ثم يغادر..و قهقهاته تملأ المكان
يالك من وغد سعيد
أيها الحزن
-------


20
قرأت لكم 14
محمد الشمري شاعر شعبي عراقي
محمد رحيم نجم الجدوعي الشمري
عضو مؤسس لجمعية البيت العراقي للشعر الشعبي
متزوج وله ست اطفال خريج الدراسة الاعدادية تأثر كثيرا بالشاعر عبد الامير الفتلاوي البداية عام ١٩٩٠ بدأ في الكتابه وتتلمذ على  الشاعر سيد نور الحسيني الكوفي وعرف بحور الشعر والأوزان ومنذ تلك الفترة اصبح شاعر مدينة الكفل
عضو جمعية الشعراء الشعبيين في بابل سابقا ولا حقا جمعية البيت العراقي للشعر الشعبي
وكانت له لقاءات مع القنوات الفضائيه كقناة كربلاء الفضائيه وقناة الانوار والمقدم حمزه حسين مطر وقناة المسار المقدم علي سلمان غالي وقناة العراقية المقدم الشاعر سمير صبيح وقناة المسيرة وقناة صلاح الدين وقناة النعيم الفضائيه وقناة الشعائر الفضائية
كتب يقول
خلك شاعر
انكل اجدامي امكابر من افوت...امشي يمك واني كل طولي جرح
تشوفني امفتش واجي ومشي واروح...بس وحكك طافي بعيوني الصبح
ومن كثر ما عودتهه اعله الجراح...بركبتي مااهيس الام الذبح
انه عندي المحنه تسيارة نهار...جرح البكلبي اداويه بالملح
مااورج سري لواقرب صديق...السر اذا يعبر الواحد ينفضح
انه ما خاف اعله سري من الصديق...خاف لا شامت يوجهلي قدح
ولذلك اعبر المحنه ابمرار ... وارجع الذاكرتي وانطيهه مسح
احزان وجهي انزعهه البسهه ابكفاي...كلبي صاير فحمه بس وجهي سمح
ازرع ابخلكي وفه للاصدقاء...خلكي اطول حتى من خلك الفلح
اكشخ بشعري مثل صاية اشيوخ...من اشر بيدي تفتهمه الشرح
تستغلني اتريد جيه كالو فقير....على اجتافي اتريد تبنيلك صرح
مااطب للمعركه وبلا خوف...ومنها مااطلع ومكسور الجنح
اسهام يم عتبه اجدامي اتكسرت...وانه واكف منتصب مثل الرمح
من جواب العاقل ايحير السؤال...السؤال ابحكمه لازم ينطرح
اليشير اصحابه من ياخذ قرار...الربع كامو يسموا منبطح
الحسن من طلع رايح للقتال ...والخيانه الفرضت اعليه الصلح
اصيل انته واضل انه وفيلاك
ومثل نخله انه اسديلك وفيلاك
اذا هجمت علي خيلك وفيلاك
ابابيل السمه تفزع اليه
وله أيضا
حرت ارد ادخل التاريخ من ياباب...وياباب اليوصل للعلى صرحه
افتش عن حقيقة حب علي الكرار...ردت عندي الحقيقه اتصير متوضحه
شفت امقفله البيبان بالسركاط ...بس باب الصميده اكبالي منفتحه
كلت بسم الله لني داخل امن الباب...بساتين العلم جدامي متفتحه
تلكت حيرتي باكورت التاريخ...تكلي ياهله بالمعتني ومرحه
كول اشعندك وشتريد والمن جاي...وخفايه اهواي لنهه اكبالي منطرحه
اهنا نهج البلاغه اهناك ذاك اكتاب ...عن حرب الجمل يوم الغدر طلحه
سكنة حيرتي وصرت انشد التاريخ...اريدك حب علي للوادم اتشرحه
كال اسمع انه ابتفصيل مااكدر...اخافن من اقصر ارتكب جنحه
علي كبلي انخلق وارجعله من احتار ...خاف اتكول غالو شيعته ابمدحه
اذا نهج اابلاغه امن انكتب لليوم...حتى اهل المراتب داخو ابشرحه
واذا كلنه الزهد يازاهد اليدناك...كرصه امن الشعير اليابس وملحه
شفت بيك الكرم مولاي بالقرآن ...تنطي الضيف وانته الشحتك شحه
وايد الزهره ورمت ماشكت لانسان...من كثر العمل والطحن بالرحه
كفلت ايتام يابن الكافل الاسلام...يابن سيد قريش وسيد البطحه
لوسرت الحرب تكتنفك الاملاك...جبريل الامين ايضلك ابجنحه
ضيغم بالحروب وراهب المحراب...صلب لين عجيب وشرعتك سمحه
الك تشهد شمسهه الردت امن امغيب...ماطر ليل وانته النايم ابصبحه
علي ابخيط الصبح يلظم نجوم الليل...صفن بيدك يحيدر بالفرض سبحه


وحين فجرت الحدباء  كتب يقول

التوه خصر المسله وحومرابي اغتاظ...وحداد اعلنو بالوركاء شامل
يوم الي سمعنه انثلمة الحدباء...نخل البصرة صبح كله ذابل
انه طولي حضارة وعرضي الافاق...انه سومر ابوي وامي بابل
وانه اترابي مقدس ينحلف بيه...ماتدنس اترابي شما تحاول
وانه ماانهزم راية نصر فوكاي....لان غيرة علي الكرار شايل
انه عندي الصمت بالمعركه سلاح ...انشد بالسكوت اشكثر كاتل
انه من اختنك اتنفس البارود...وغيمي اعله العده يمطر قنابل
وانه نفس المهارة امنصعد اعله الخيل...واذا انزل واحارب وانه راجل
واذا انطي الظهر ماتعني مهزوم...استصغرك معناته امنقاتل
عراقي انه اسد وسط الميادين...باسل منولد من ظهر باسل
بعثنه اول طلايع صحتوا ميلشيات...خايف واتهامك جان باطل
ناس اللي اجت عافت البسطيات...ترس ريته دخان المعامل
ولو تصدر الفتوى بالجهاد العام...ثق عالي اصلكم ينكلب سافل
وحك جف الوكع عطشان يم ماي
اودعك جسد بس الروح يم ماي
نذر لو فاتت اجنازتك يم ماي
بتشيعك اطشن واهليه


21
قرأت لكم 12
الشاعر د.  وليد جاسم الزبيدي
التولد/ العراق- بابل/ 1956م.
العنوان: العراق ـ محافظة بابل- قضاء المحاويل.
عضو اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق. / عضو رابطة الأدباء العرب/ عضو اتحاد المؤرخين العرب/ عضو رابطة المبدعين العراقيين/ عضو رابطة الأكاديميين العراقيين/ عضو الاتحاد الدولي للشعراء والأدباء.
التحصيل الدراسي: - خريج الجامعة المستنصرية/ كلية الإدارة والاقتصاد للعام الدراسي 1976/ 1977م.
بكالوريوس لغة عربية –جامعة بابل/ كلية التربية-قسم اللغة العربية للعام الدراسي 1999/ 2000م.
ماجستير تحقيق مخطوطات عربية/ جامعة الدول العربية/ معهد التاريخ العربي- للعام الدراسي 2005/2006م.
دكتوراه تراث فكري –جامعة الدول العربية/ معهد التاريخ العربي – للعام الدراسي 2008/2009م.
التخصص الدقيق: أدب عباسي.
الإصدارات: 1-ديوان خرافة المرايا- مكتبة الأدباء/ بابل سنة 1995م.
2- ديوان حصى الانتظار- مكتبة الأدباء/ بابل 1998م.
3- كتاب جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام/ دراسة وتحقيق مخطوطة- دار الضياء للطباعة- النجف الأشرف سنة 2010م.
4- كتاب (ذاكرة المكان) دراسة اجتماعية، دار الضياء- النجف الأشرف سنة 2010م.
5- ديوان محارتي/ دار كنوز المعرفة/ الأردن سنة 2011م.
6- كتاب نقدي( أوراق ورأي)- دار كنوز المعرفة / الأردن 2012م.
7- كتاب (محمد مهدي البصير مؤرخاً) دار تموز-دمشق سنة 2013م.
8- ديوان (تغريدات نخلة)- المركز الثقافي بابل- القاهرة سنة 2014م.
9- كتاب نقدي (فانتازيا النص في كتابات وفاء عبد الرزاق) دار العارف- بيروت سنة 2015م.
10- كتاب (كمامة الزهر وفريدة الدهر) – دراسة وتحقيق مخطوطة/ دار الميزان – النجف الأشرف/ سنة 2015م.
11- ديوان (أيقونات على مكتب الذاكرة) –عن المركز الثقافي بابل-دمشق- القاهرة سنة 2017م.
12- ديوان (مرايا الورد) –مؤسسة نجيب محفوظ- القاهرة / سنة 2017م.
13-دراسة نقدية (الظاهرة الأدونيسية بين الأصالة وآفاق الحداثة- دراسة في كتاب ديوان الشعر العربي-) دار السكرية/ القاهرة /2018م.
14-ديوان ( أناشيد الرّائي)- دار السكرية/ القاهرة، 2019.
الكتب المشتركة /
1-كتاب (الحُسين) في الشعر الحلي- جمعه: د. سعد الحدّاد/ المكتبة الحيدرية-ايران-2015م.
2-كتاب(الامام الحسن-ع- في الشعر الحلي المعاصر) جمعه: أ.د. أسعد محمد علي النجّار، مؤسسة دار الصادق-بابل، 2017م.
3-كتاب( الاستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك-حياته ومساراته التربوية والثقافية)- للباحث: محمود كريم الموسوي، دار الأرقم للطباعة، 2013م.
4-كتاب (صباح الحلة) ، جمعه: د. عامر صباح المرزوك، دار الفرات للثقافة-الحلة، 2016م.
5-الكتاب الشعري لمهرجان (ميزوبوتاميا) العالمي، في جمهورية صربيا، جمعه: الاعلامي والشاعر المغترب: صباح الزبيدي، 2019م.
6- الكتاب الأدبي العالمي (لكي لا ننسى) عن جمعية الصداقة الصربية- العراقية، 2019م.
7- ديوان ( جنائن معلّقة) ، اصدار مجلة ( أمارجي الأدبية)، بغداد، 2019م.
8- كتاب( شهريار في بغداد) لمجموعة من الأدباء العرب، اصدار مجلة (أمارجي الأدبية) ، 2019م.
9- ديوان شعري مشترك/ على خُطى الثائرين/ مجموعة شعراء مؤسسة فرسان عمود الشعر الثقافية- بغداد/ دار أفاتار للطباعة والنشر- 2019م.
10- ديوان شعري(مرايا وطن) / مشترك/ نصوص وقصائد بابلية لإنتفاضة تشرين/ شعراء بابل/ دار الفرات للثقافة والاعلام-بابل/ العراق- 2019م.
وردت سيرتي الذاتية العلمية وترجمتي في عدة كتب:
1- معجم المؤلفين والكتّاب العراقيين(ثمانية أجزاء)، د. صباح نوري المرزوك، بيت الحكمة-بغداد، 2002م.
2- ديوان الحلة، انطولوجيا الشعر البابلي المعاصر، د. سعد الحداد، المركز الثقافي للطباعة والنشر، 2012م.
3- تراجم شعراء بابل في نصف قرن، د. سعد الحداد، مؤسة دار الصادق-بابل، ط2، 2012م.
4- أرجوزة المحبة والوفاء في تراجم أعلام الحلة الفيحاء، أ.د. أسعد محمد علي النجّار، دار الفرات للثقافة والاعلام-بابل، 2014م.
كتب تحت الطبع:
-كتاب غزل المحبين، للشيخ مرعي المقدسي (ت1033هـ)، دراسة وتحقيق.
-ديوان شعر.
-كتاب الشراكسة ، للشيخ مرعي المقدسي، دراسة وتحقيق.
المشاركات/
-المشاركة في أماسي وبعض مهرجانات اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين والمشاركة في مؤتمرات علمية في جامعات: بابل- كربلاء- البصرة – واسط. ومؤتمرات المخطوطات العربية في العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين.
-المشاركة في المؤتمر العالمي للغة العربية في دبي/ الامارات العربية نيسان 2017م/ و2018م.
-المشاركة في مهرجان (لم الشمل العربي) مهرجان الشعر العربي في القاهرة- دار الأوبرا المصرية للفترة من 20- 24 آب/ اغسطس 2019م.
-المشاركة في مهرجان الشعر العالمي في دولة صربيا آب 2019م والحصول على الشهادة الذهبية للمهرجان.
-المشاركة في مهرجانات مؤسسة عمود الشعر العربي ببغداد، ومجموعة شعراء المتنبي.
الترجمــــــــــــة/
- تمت ترجمة قصائدي الى اللغات: الانكليزية- الفرنسية- الألمانية- الاسبانية-الصربية- الأمازيغية- الكردية.


كتب يقول
جرسُ السكوتِ..!
إنّي أشُكُّ بأنّ حرفيَ قدْ نَفَدْ..
وكطيبِ شوقكِ لا يُجارى من أحدْ..
منذُ التقيتُكِ والسّكوتُ مصاحبي
لا همسةً للروحِ قد تحيي الجسدْ..
جرسُ السكوتِ وثورةٌ في صمتهِ
قدْ أحرقَ الأوراقَ في جزرٍ ومَدْ..
لا وقتَ عندي للهروبِ وإنّما
قيدي لساني، واحتباسٌ، أو، كمَدْ..
فالحُسنُ بعدَكِ منْ سيضرمُ نارَهُ
بذوي اللّحاظِ الفتكُ إنْ غابَ الأسدْ..
هل في السؤالِ لجاجةٌ أو خاطرٌ
إنّي اليكِ وشدّني حبلٌ مسَدْ..
باللهِ يكفينا الجدالُ تعفّفاً
رفقاً فأنّي قدْ يضيقُ بيَ البَلدْ..
ولأن ستمطرُنا السماءُ ملامةً
هل غادرَ العشقُ الجميلُ بلا وعَدْ..
إنّي أغارُ وغيرتي كتوهّمي
ماذا سأكتبُ-ليتَ شعريَ-قدْ كَسَدْ..
لو كنتُ أقدرُ أن أكونَ كسَوْرَةٍ
في البحرِ لا أُبقي على موجٍ أحدْ..
فكفى دلالاً لا أطيقُ تجمّلاً
ونزفتُ صبراً لا يطاوعُني الجَلَدْ..
وله أيضا
الّذنبُ ذنبي..!
لمّا درتْ إنّني أشتاقُ طلّتَها
راحتْ تُعلّلُ هجراً ثمّةَ احتجبتْ..
وعلّها أوجسَتْ خوفاً يلازمُها
من فرطِ ريبتِها شكٌّ فهلْ هربتْ..؟
لم تدرِ أنّ ضلوعي لم تعُدْ قفصاً
فالقلبُ حطّمَ أغلالاً وما رغبَتْ..
والنّارُ صبّتْ لها زيتاً وساوسُنا
لمّا يجلجلُ فيها الشّكُّ أو غضبتْ..
صارتْ تعاندُني إنْ هيّجتْ وَلهي
ألاّ تطيعَ صباباتٍ بنا التهبتْ..
ألاّ تُصيخَ لوجدٍ بثّ في وجعٍ
نوحَ الحمامةِ للسجّانِ قدْ ندَبَتْ..
أوْ لا تُجيبُ نسيمَ الفجرِ دغْدَغَها
بعضُ التحايا مع الأشواقِ إذْ كُتَبَتْ..
لا، لن تُبالي بما يهمسْنَ من قصصٍ
بينَ المجالسِ من أخبارِنا صخبتْ..
ماذا ترومُ وقدْ أودتْ بجارحتي
تبكي الشّفاهُ وكأسُ الغدرِ قدْ شَرِبَتْ..
ماذا ترومُ وهذا الهجرً تيّمني
يُتْمٌ أعيشُ بما ألقتْ وما نهَبَتْ..
والذّنبُ أنّي أصونُ الحُبّ أعشقُها
إنْ كانَ ذنباً مناجاتي ولا عَتَبَتْ..
شكراً إليكِ لبلوى قدْ بُليتُ بها
شكراً وشكراً لريمٍ ذنبُها كذِبَتْ..!
وله
بقايا سؤالٍ..؟!
سلامٌ على الحُبِ في إسمِهِ..
على كل حرفٍ على رسمِهِ..
وفي كلّ دربٍ صدى خطوهِ
وفي كلّ شدوٍ سنا نظمهِ..
وفي كلّ نبضٍ نبتْ آيةٌ
تحدّتْ وعادتْ الى رحمِهِ..
وقدْ باتَ فينا اختلافُ الهوى
نشيداً لحربٍ وفي سلمِهِ..
على كلّ جُرحٍ سما جُرحُنا
ونابتْ دمانا فدى صومِهِ..
وإنْ شحَّ يوماً رفيفُ الجوى
فكُلّي وبعضي قِرى حِلمِهِ..
ففي كلّ علمٍ أتى غرسُهُ
وعلمُ البرايا ندى علمِهِ..
وفيهِ التّقى والنّهى والهُدى
ويأتي بلاءً على قومِهِ..
أيا حُبُّ رفقاً فقد كدتني
وكادتْ بيَ الخلقُ من ظُلمِهِ..
تحدّيتُ فيكَ المنايا الرزايا
وكُنتُ الملاماتِ في لومِهِ..
وإنْ كانَ فينا بقايا سؤالٍ
فهلْ من سبيلٍ الى فهمِهِ..
لماذا الطريقُ الذي نقتفيهِ
كشيخٍ توحّدَ في يُتمِهِ..؟!
------
وله
بغـــــــــــــدادُ......!
بغدادُ هلْ لي من مُنىً ورِغابِ..
إنّي أزورُكِ والهوى متصابي..
قدْ كنتِ أخبرَ بالخلودِ مهابةً
وبألفِ ليلٍ كُنتِ خيرَ كتابِ..
يا ملتقى الأدبِ الأصيلِ ثقافةً
يا خيرَ نادٍ في بديعِ روابـــي..
يا منهلَ الابداعِ صفوَ تجاربٍ
يا خيرَ ايقاعٍ لخيرِ جـــــوابِ..
بغدادُ والنهرُ الجميلُ كلوحــةٍ
تُنبيكَ فجراً بعدَ ليلٍ كــــابي..
تُنبيكَ أنّ لنا شموخَ حضارةٍ
آثارُها قبسٌ بكفّ شــهابِ..
وتمدّنٍ وتلـــــــــــــوّنٍ وتبغـــــــــــــــدُدٍ
وتصوّفٍ في حلقةِ المحرابِ..
وتمرّدٍ وتصعلكٍ في حــــــــانةٍ
وغناءِ سكرٍ في انتشاءِ خوابي..
بغدادُ والشعراءُ منكِ تعلّمــوا
حُبّ الحياةِ وحَيْرةِ الألبـــــــــابِ..
وتطاردوا وتساجلــــوا في حُسنها
وترقرقوا غزلَ المها برِكابِ..
والجسرُ ظلّ حنينَهم لرصـــافةٍ
تنأى وتقربُ في مِجَنّ سرابِ..
في الكرخِ شوقٌ يفتديكِ صبابةً
لا، لنْ يحيدَ ولا أظنّ يُحابي..
وسنلتقيكِ حبيـــــــــــبـةً ونديمـــــــــــــةً
وستنهضينَ برغمِ كلّ خــرابِ..
-----
وله
موعدٌ في تظاهرة..!
سيكونُ موعدُنا غداً بتظاهرةْ..
وسألتقيكِ مع القصيدةِ شاعرةْ..
نأتي مع الشعرِ الجميلِ نئزّهُ
ونشيدِ عشقٍ في ليالٍ ساحرةْ..
ما تلبسين هو الجمالُ بعينهِ
ما تحملينَ بكلّ نفسٍ عامرةْ..
كَتِفاً لكتْفٍ والجموعُ تشدّنا
ونضوعُ طيباً في جموعٍ هادرةْ..
قولي: لكَ الحبُ، الوفاءُ، وعفّتي
قولي فبعضُ القولِ شمسٌ سافرةْ..
هاتِي يداً كي ما أشدّ بها يدي
فالخوفُ ولّى من عهودٍ غابرةْ..
والإبتسامُ على الشّفاهِ حكايةٌ
كانتْ شفاهاً للجياعِ الثائرةْ..
بلْ والظلالُ تقاسمتْ أحلامَنا
وتدافعتْ فينا رغابٌ حائرةْ..
لمْ أنسَ قمعاً والهراواتُ الّتي
جالتْ علينا كالنسورِ الكاسرةْ..
حتى الرّصاصُ بكى لصرخةِ ثائرٍ
عُرُسٌ أتى الشّبّانُ لا لمظاهرةْ..
زَفّوا الى الوطنِ الجريحِ حياتَهم
فالحبُ أقوى من أكفٍ غادرةْ..
وتسارعتْ دقّاتُ قلبِ مُتيّمٍ
فتلعثمتْ وتنهّدتْ بمكابرةْ..
حملتْ جراحاً والدماءُ ثيابُها
قالتْ: أماماً فالبلادُ محاصرةْ..
رفضتْ خنوعاً والجراحُ تلوكُها
ومُلثّمونَ رصاصُهم في الخاصرةْ..
كُنّا التقينا والحياةُ نشيدُنا
ثمّ انتهينا عند حُسنِ الآخرةْ..
-------


22
قرأت لكم 11
الشاعر صلاح عواد عبيد / شاعر شعبي عراقي
الاسم الفني صلاح عواد
من مواليد محافظة بابل/قضاء المحاويل
عضو مؤسس لجمعية البيت العراقي للشعر الشعبي
رئيس منتدى الشاعر الكبير الراحل طه اتميمي
له
حان الآن موعد يوم الحساب
مشينه وياكم لحد بيع البساط
بعد ما بينه صرنه ابضلكم تراب
حبسنه الدمعه حرمه أبيت العيون
انكشف هسه سترها وكظت الباب
حوافر خيلكم داسن عالحسين
وشمركم للسبايا ابكربله اشجاب
واحدكم توضه ابدم الأطفال
وصليتو وصفه الدينار محراب
كعدتو اعله الكراسي ابهيئة اصنام
وبدين المدري ياهو اصبحتو لعاب
جذاب اليكول اعتابنه ايطول
تره وياكم جزت مرحلة العتاب
نصيح الجتف هدل والحمل مال
ولگينه البرلمان ايعلل اسباب
المفروض الشعب يسكت لما انگوم
نسد باب العراق ابوجه الإرهاب
اذا مناك اجيت وبايع السيف
شني اتقشمر علي شايلك اگراب
موش ارهاب هذا اليكتل الناس
تره افراك الخبز عدنه اكبر ارهاب
الشعب بالمحنه حابس روحه بالبيت
تعال انطيني واحد دگ علي باب
المكابر بينه غصت واليتم زاد
يمته نشوف موقف من الاحزاب
الحصه اتبخرت ماندري لاوين
وسكتنه وگلنه يرجع باجر الغاب
انزه من علي سويتو هارون
وابن ملجم علنتو من اشرف انساب
لا يطلع المهدي البيت مامون
وكتاب الله انمسح من فوكه التراب
واحدكم إله أصحابه سووه
بس عوزه نبي ويحتاجله كتاب
كتال اهلي يمكم ليلته ايبات
صار اسنين سيفه ايحز بالرگاب
محتاجين موقف موحجي السان
السياسي الماصدك كلوله جذاب
اذا كلما نفك العين حجاج
دبشرني لون نلكاه لابو اتراب
وله أيضا
اسنين والوادم كلتني لمستحاي
فارش امتوني واعبر بالوراي
الجان بي خير العطش هسه اتبعوه
النهر كله تريده جي عنوانه ماي
وانه هسه اعرفت ليش يكول ابوي
بعمري ماصديت للماعنده راي
وكالي اشرحلك درس وافتهمه زين
اليرفس بصدر الگصب كاتله ناي
البده طاست ماي ذابحله رضيع
الساهم بگطع الشجر تابوته جاي
الينطر الصيده لحد متحط غشيم
كون اطك اجناحها وهيه ابسماي
كون افج الماي واعبر مستراح
ومايهمني الجان فرعون ابگفاي
وگال بالك للغشيم اتگله صار
وعلى اعدام الشمس لاتاخذ قرار
المشه ابسد الحايط ابنادم ثكيل
موشرط هذا البشر مطلوب ثار
وگال بالك تبتسم يم گبر امام
اليوصل العباس كون اصوابه حار
اليستحي امن الله البشر تنظرله نور
النيته سوده امبين ابوجهه الصفار
اليفرش الوادم درب خاطر يفوت
هذا اول من يطگ ظهره القطار
لاتحط واهس صفنتك بالنجوم
راح تجفل لوطلع وجه النهار
اليحلم ابقصر الاماره انطي مجال
وشوف يخلص عمره مايملكله دار
وله ايضا
ماكتلي الفراك اشگد
عفتني ابجفن ماينسد
حنين البيه عده الحد
بردت والصليل اشتد
صفنت والونين انهد
وعالمغيسل غصن زيتون وتمدد
اجه لعيد وعزيز الروح ماعيد
وكت خلاني اعيش ارمد
واتوجه اعله باب الدار
اذا عالعتبه ردت اصعد
متت وجنازتي بلاراي
جثه بكاع هيمه وخاف مالي احد
واسولف للجسد بسكوت لاتبرد…
فشله لعاش امس تنور
لوشح الحطب من حضنه يتبريد
شگللك تعال… منين افكلك باب
بلع ريجه التراب وخلص بابه انسد
طبع بالمگبره تاخذ وماتنطيك
شيرجع العزيز البالثره اتوسد
الملمهن سوه وانثرهن اعله الكاع
مودمعات اهيس سطره فوك الخد
تكظني المغربيه احجي اشيجي اعله البال
موسفان طبعي اشجابني اعله المد
ويني اوين تابوت وجفه وجناز
ويني اوين دمعه اعله المشه ومارد
جنت بيه ابتسامه بكل مسامه تفوت
وعفت بيه جوادر مالهن كل حد..
عشت حال اليتيمه الثوبها امسرد
عشت حال الوحيده وبيتها اتفرهد
عشت جثه بغيابك وامشي فوگ الكاع
يمحبوبي اليعرفك يفهم المقصد
وله ايضا


جنت جثه وبدي حطيتلك روح
واعرف اشلون اموتك بيدي واحييك
شعلتك نار وانته الكلك ارماد
ومثل ماوجريتك راح اطفيك
جنت تنزف خجل من توكف وياي
واشوفك ترتعد لوردت امر بيك
شعجب من بير گصتك وشل الماي
ونزعت المستحه الجانت تغطيك
ماجان بنخلتي اتمرجح الريح
بمزاجي انزع تمر من عثكي وانطيك
تمرعد ثوب كلبي امن السجاجين
غشيم وجبت جرحي وجيت اراويك
شفت وجهك ضحك مثل المجانين
عليه وماكلتلي اشمالك اشبيك
شني سيفك عليّ بس كلبك وياي
لومن تيهوك اتريد ادليك
نعم شلتك دمع مابين العيون
بس دمعه اشوكت مااريدن ابجيك
تحذر صفره اجتك تكتل الريح
ورق بابك يخنكك مايحاميك
انكسر سد مستحاي وفاض العتاب
جرد خركة اشراعك ماتنجيك
سهله وتنطعن بجفوف الاجناب
بس صعبه اليطعنك منك وبيك
.....


23
قرأت لكم 10
سونيا الفرجاني
شاعرة تونسية
متحصلة على الأستاذية في التاريخ من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس
نشرت قصائدها بعدد من المجلات والجرائد العربية والدولية
شاركت بعدد كبير من التظاهرات الشعرية المحلية والوطنية والعربية
تحصلت على جائزة المخطوط عن كتابها"آمرأة بن باندو" في مسابقة الدكتور عبد القادر بالشيخ
تحصلت على الجائزة الاولى في مسابقة الشعر والادب محمد الحليوي في دورتها الاولى بالقيروان 2017
عملت بالإعلام في إذاعة أوليس أف أم في جربة
عضو في جمعية التنشيط الثقافي بالمركز الثقافي المتوسطي بجربة
مديرة بيت محمود درويش للشعر بجربة ومؤسسته
مثلت تونس في سوق عكاظ للشعر بالطائف 2015
:حلّت ضيفة على بيت القصيد مع الشاعر زاهي وهبي في 2019
لها أربع مجاميع شعرية
صباح الخزامى:1998
آمرأة بني باندو، الصادر عن دار برسبكتيف للنشر ضمن سلسلة موسوعة الشعر التونسي الحديث2016.
و:"فساتين الغيب المزررة" عن الهيئة المصرية للكتاب
,و:ليس للارض باب وسأفتحه عن دار زينب للنشر.
كتبت :
:عنقود الثلج
أتسلّق الأشجار القصيرة ،لأنجو بنفسي.
لكنّني أسقط مع اللّحاء.
أسقط،وتتآكل صور وجهي السيّئِ المزاج.
يتأرجح غضبي ،على أجنحة الحلازين المشوّهة ،
عبث الإنسان الضّخم بأحلام المحيط، ويقظة الريش في كتفيْ طير مريض.
نكث وعده وقصّ الورقة الأولى
على حجم قنديل بحر،فاحتجّ الماء،وتأجج حزني.
الطقس بارد ،بالكاد يحمل شمسه على ظهره.
لكنّها تدحرجت فجأة ،
وقعت عن مسافة حافرين بيني وبينها.
قلقي الثقيل يطول،
فأربطها من العنق ،وأركض.
بساق واحد أركض.
الجرح لا يقفز ،يوجِد سيقانه النحيلة ،ويهرول.
لولبيّ هذا الطريق الضيّق الذي يؤدّي إلى ربوة خلف الأرض.
سأعبره.
غدا أصعد إلى الكهف،
لأرتّب أسماء الحوت ،وألواح الشّتائم التّي حفظها الإنسان .
لم ترتطم التّفّاحة بالأرض.
كان الرّجل نائما ،وشهوته الفاسقة ،تتصاعد ،
لكنّ آلهة الحبّ انتبهت،فأسقطت جرّتها على حلمه.
ظنّها تفاحة مباحة،
أغوته الجاذبيّة إلى هوس مستدير.
تحطّم.
سيبقى الصّدى على حاله،
بئرا مهجورة ،تتقاذف الاتجاهات رطوبتها.
لم أكن في غرفتي بالحجْرِ،كنت أملأ الدّلو،بما يقتضيه نهر صغير،
يسير على جنبات وجه.
كنت فقط،أحمل الأحياء إلى الأحياء الآمنة ،وأشاهد في قلق أخطاء الثّلج.
قالت لي امرأة قصيرة ،
تشبه الأشباح على بلاط قديم:كيف تصيب العدوى العدم؟؟
لم أكن غيري،كنت أنا
لم أكن شبحا
كنت أنا،
لم أكن غيري،لم أكن شبحا، كنت أنا.
قلت لها:في الفارق الهزيل بين اليقظة والنّوم تحدث العدوى.
تجد الحياة عملا كاملا،بلا إجازة ،ولا تعاقد،ولا تقاعد.
تكتب تفويضها في الّلون الذي يشبه الفجر وتخرج.
هذه العدوى شاردة ،يرافقها غبش المصادفة ،
وتيه الوراء.
ضدّان هي الحياة ،موت كفيف
وميلاد كثيف ،يتقاسم التّفّاحة شطرين،
قنديلأ للأمس
وآخر للغد.
في ملتقى الوقت ،
فوق جذع هناك ،أصل سابقة للطّير ،والظلّ ،وسابقة لحياة على التّخوم.
......
ولها:
قصيدة قوالب النحاس
سكبتُ حبّك في قوالب النّحَاس،
وعلّقت فوقها تماثيل أحلامي،
قلتُ:هذه سنبلة في قشرتها،قربان لعينيه،
وهذه حزمة حلفاء، ملفوفة في ضفيرتي المقصوصةِ
يُقسّمها على حياته،ليوقف متاهته الطويلة،
وينحت نجمة على خارطة غير مستعملة.
قلتُ:وهذه كفّي ،يشرف منها على نفسه،
وأشرف منها عليه،
نقتطع العالم من خطوط يدي
ونستكمل إنشاءه في قُبلة قرب التماثيل.
أكُولٌ هذا الوقت
وشرهٌ آخره.
حاولت أن أصبّ القوالب،أمامك،قبل أن يفتضّ
الصّباح تمائمي،
قلتُ: سيرى باطني في القلاع المسكوبة
وفي عناقيَ المقصوص داخلها قطعا سميكة ناتئة،
قلت:سيشرح جِلدي،وأخطاء البداية في السماء الوسطى،
سيأخذ الغابات من قلقي،
ويقطعها حلقات كبيرة تصلح للميناء وللسّفن.
قلت: وإن يكن،سيراني منهمكة أصْهر مفاتيح الأرض كلّها،
وأصنع واحدا فقط ثمّ أطمره في باطنه.
باطنه الذي يشبه باطني.
لكنّ القوالب لم تتّخذ شكل النّحاس
فاضت على جنباته،
وتجنّبت حجم السّياج.
في الحبّ كما في الغيب ،كما في البيضة الواحدة،
لا يوجد توأم،
كما في رأسي،لا يوجد رأس آخر،.
أحبك،
وأحاول أن أحرس الأحلام وحدي،
والتماثيل،
أتدفّأ بالحرائق ،وأطلّ على الحرس من نوافذ تشقّ كتفي،وتشقّ صدرك المسند إلى حبال بقلبي.
موحش أزيز الأرض تدور في
وقت أكول ، ونحن جائعين،
منهمكين،في تثبيت المسامير على أحلامنا،في مداخل السماء.
إذا سقط الماء،من مزاج الغيمة،
لن تقع أحلامنا،
قوالب النحاس ،تخذل شكلها ولا تخفق الوزن على الكفّتين، حبيبي،
فوق كفّك وكفّي، تماوج الحُبّ ذهبا ساخنا،
وأرطالا مرصّعة ،
نفخنا ،
ونفخت أحلامنا.... :
سبيكة العالم جاهزة.
على شرفة النّشأة وزن ثقيل،
على الجانبين ،سنبلة تخرج من قشرتها
حزمة حلفاء،تغادر مجازها
وقرابييين ،قرابييين،قرابيين.
تعبّد حبيبي،
إنّ اليمامة تنقر التاريخ.
العنوان:البئر من النافذة
هكذا بكل انفلات لغويّ
بكل ضياع وبكل عري
أحبّك كثي
أحبك كثيرا،را،
وأركض وحدي ،لا وجهة لي.
التّاريخ ،وردة التّراب القذرة،
لن أتّجه صوبها،ولن أفاوض بصوت ناعم.
سأختبئ في ثياب الإمبراطور الباهتة
وفي شعره اللولبيّ،المحشوّ بالقمل.
حين أملّ،سأركض خارجه،
دون أن أربط خيوط الحذاء المتّسخ،
سأتركها،تقرع الموسيقى
على الإسفلت،وعلى ساقي،
كيْ أزعج خلفي.
الأشجار على الطريق ،
لا تكلّمني،
وإن كلّمتني سألعب معها دور الآلهة
سأختفي،
مرتعشة
ثملة
وغريبة ،كأنفاس مسترجعة.
أنا فارغة ،
أشعر أن ما يجري على الأرض برمّتها،
يمرّ بجسدي،
ويهبط المتعبون فيه بباخرة
ترسو على ركبتيّ.
أنا فارغة،
الكلمات على شكل دمية منتوفة بعينين مثقوبتين،
الحبّ ،
يكدّس مزاجه فوقي
قربانا للوطاويط
والغيب ممتلئ بالانتظار.
هذه الأسوار جالسة في ألفة معي
كأنها حبل وأنا سطل بئر مكسور.
أنا أحبك،
لا أكذب،
العالم يكذب
لا يعرف أوّله وآخره
لا يعرف أين يذهب الأموات
ولا يعرف كيف يستيقظون حين يجوعون،
لا يعرف أين يدفنون أحياءهم.
وكيف يعودون من المنفى.
أسمع صوتي
العالم لا يسمع
العالم لا يرى
العالم لا يعرف
العالم يكذب.
أنا أحبك،
صوتي لا يهم كثيرا
رصصته في قاموس مركون في الرفّ،
لن تعبث به اللغة المريضة
ولن تغيّر اتجاهه العصافير المهاجرة،
و أنا أحبك،
سأصل على الدوام إلى هذه النتيجة
سواء أخفقني الحساب أو أتقنتني الفيزياء.
تسقط أصوات كثيرة
وتسقط معها أسماء مجلجلة،
تهزّ الليل في أوّله،و تهزأ من "قلم الفحم "
أضاء ألوانا لا تدنو.
أحنو على الوقت،أو أدنو
لكنّ
الوقت لا يكفي لأحبك بعدد العظام في جسدينا ،
يدبّ على الأرض
كالأناشيد في المعابد ،
ويعاند.
أحبك،
أتذكّر،
ولدت على هضبة في بيرصا
بعد يومين من قصّ جلد الثور،
دائما كنت أحبك
وأفكّر فيك كأنك خليّة مبرمجة في دوران الليل على النهار،
وفي دوراني.
أفكّر فيك حتى في الوقت الذي تمزّقت فيه تنّورتي ،الزرقاء.
كنت أركض خلف الطّائر الذي حطّ فوق البرج،
كنت أعرج
تقلّص طولي
وكنت ألهج
"ألهج بآسمك"
وأضمّد خدش الجدار.
الحياة وجيزة
والحب متفرّج مورّط في الوقت ،
وأنا قبل أن أذهب للحب
بالكاد تركت ماء في الكأس.
سأرشّه بفمي على عينيه
فأنا ماء
وأنت ماء
والحب ماء
لكن الأرض تشرب سريعا.
..............
....ولها
إهداء:إلى فروغ فرّخزاد،وإلى حياتي
سماوات متّكئة على بعضها،
مختومة بالحلم،
ومخفيّة بالزجاج.
خلل في الحقيقة أو ملل فيها
لا أجرؤ على أبعد من هذا الآن،
لكن غدي طازج ،أشربه على مهل،
فيتبقّع على عجل بلاط بسقيفة جدي ، وبغرفته تتساقط قشور جدار.
تلك الطفولة،آختفت،قبل أن يفور الشعر وأجمعها،
استباح الماضي حياتي،واتّكأ على طائراتي الورقيّة
وألعاب الرّمل
وعلى الدوّامة والخيط،
وعلى حبل قفزي المرتخي،
وحده أخي،لملم ركضه اليوميّ في كرة ،وقذفها خلف السّياج.
أنا كنت أمشي كنمل في الظهيرة،داخل سور البيت،
أفترش حكاياتي الخجولة ،وأحرسها بساق واحدة،
فتذبل
وأجمعها،حشائش تصلح لقهوة في الحنين .
كان اليقين صباحا باكرا،تذهب برودته سريعا،
ويغشاه الخوف ،
أتحرّك ببطء داخل لغتي،
حجمي ضئيل والعالم كرة منتفخة على قدم أخي،
وعلى الغد، فلم أستطع رفعها.
طفولتي ردهة صاخبة،
كفكرة في معبد كبير
يسرقها صمت الآلهة
وطيف الحلم على قميص نوم .
سماءاتي متّكئة على بعضها ،أتسلّقها بأسنان هشّة
وأضراس عقل مخلوعة،
وفم يبتهل مرتجفا ويغنّي خجولا.
لو أنك يا شعر جئت باكرا
لصلّينا معا أمام النجوم التي جزعت من مكائد السماء فسقطت دون أن تؤذي نوافذنا.
لو أنك كنت أسهل
أو أوضح
أو أكثر لطافة،لأخفينا الكنز وراء الزجاج
والسياج
ووراء الغابة الهرمة،
ثم آوينا ،إلى المجرّة الضاحكة.
........
فروغ فرّخزاد شاعرة ايرانية تولد 1935






24
قرأت لكم 9 :
ميساء زيدان
شاعرة سورية

ولادة اللاذقية 9-4- 1970.
حاصلة على دبلوم فنون نسوية.
كتَبتْ الشعر في سن مبكرة.
لها ثلاثة دواوين هي:
الأول لا شريك لك في القلب ط1 سنة 2015،
والثاني: مهرًا لحريتي ط1 2016، والثالث : أراجيح الشعر 2018،
ولها اثنان آخران لم يتم طبعهما. وثلاثة دواوين مشتركة مع شعراء آخرين عرب: حديث الياسمين ط1 سنة 2015،.
والثاني حديث الياسمين للشعر العمودي ط1 سنة 2017،
والثالث: همسات على أجنحة البحر ط1 سنة 2018.
عضو في جمعيات خيرية نسائية في اللاذقية.
شاركت في العديد من المهرجانات الأدبية والوطنية.
نشرت لها كثير من الصحف والمجلات المحلية والعربية والعالمية.
كتبَ عدد من النقاد السوريين والعرب دراسات نقدية نُشرَت في المجلات والصحف المحلية والعربية والعالمية،
تُرجِمت قصائدُها إلى أَكثر من لغة عالمية منها الانكليزية والفرنسية والروسية والأمازيغية والكردية .
وجهت لها دعوة لزيارة العراق من قبل وزارة الثقافة العراقية وفعلا زارت العراق في بداية شهر آب من سنة 2018م وأقامت الأماسي والأصابيح الشعرية في بغداد وبابل وكربلا والنجف لمدة شهر كامل.
القصائد...


( أهديتهُ طوق ياسمين)
أعطيتهُ القلبَ لا خوفاً ولا طمعا
إلا صبابةَ هيمانٍ بهِ ولعا


حَملتهُ الحبَّ أضعافاً مضاعفةً
لو حُملتْ جبلاً لاندكَ مُنصدعا


حيرى و يأخذني إحساسُ مُشفقةٍ
ماذا أعلقُ لو هذا الفتى صُرعا


أدري بما فيه من وجدٍ يُؤَرقُهُ
يذويهِ لكنهُ ما ملَّ أو جزعا


باقٍ و مطحنةُ الأيامِ تطحنهُ
علاً تسقٍيهِ من أرزائها جُرعا


ذابتْ عرى الصبرِ و انفلتْ عزيمتهُ
و أسرعَ الهم يرميهِ بما وسعا


قفرٌ لياليهِ لا أنسٌ بوحشتهِ
يجترُ في نفسهِ الآهات و الوجعا


إلا طيوفُ هوىً شطَّ المزارُ بهِ
تترى فتمنحهُ للفجرِ مُتسعا


مذْ غادرَ الرَّبعَ أوضاعي مْبعثرةٌ
والقلبُ غادرَ أحشائي و ما رجعا


ليتَ المقادير إذ غالتْ بفرقتهِ
عادت و قد أوصلتْ ما كان قد قطعا


هو اختياري ولن أرضى بهِ بدلا
و بدري التم في وسطِ الدجى سطعا


لا فرقَ الدهرُ مابيني وبين هوىً
عشتُ السعادة في عطفيهِ و المتعا


زينُ الرجالِ فتى الفتيانِ هيبتهُ
إنْ طلَّ في محضرٍ كلٌّ لهُ خضعَا


كلتا يديهِ نعيمٌ دائمٌ و حمىً
في ظلهِ ما عرفتُ الخوفَ و الهَلَعَا


هو الجوادُ الذي فاضتْ فضائلهُ
عنْ كلِّ ما قيلَ في الأجوادِ أو سُمعا


سألتُ ربي شيئاً من مواهبهِ
يزيدني في الهوى ما كانَ قد منعا


عمري تقضى بحرمانٍ و مَسغبةٍ
والآن ما ضاعَ مني اليومَ قدْ رجعا
......
ولها أيضا
هي الشام
***


يَا سَـــــــــــــائِلي عَن مَذهَبــــــي وَإِمَـــــــــــامِي
فَهُمَـــــــــــا انتمــَــــــــــائِي للتـُّـــــــرَابِ الشَّــــامِي


هُوَ مَوئِلــــــــــــــــــي هُوَ مَأمَنِــــــــي وَدَرِيَّتِـــي
لفَـــــــــــــــــــــــــــوَادِحِ الأَيَّــــــــــــــــــامِ وَالأَعْــــــــــــــــوَامِ


بَلَــــــــــــــــدُ الكَرَامَــــــــــــــــــــةِ وَالإِبَــــــــا لَا يَنْثَنِي
لِمَكَائِـــــــــــــــــــــــدِ الأَشْـــــــــــــــــــــبَاهِ وَالأَقْــــــــــــــــزَامِ


دَارَت عَلَيـــــــــــهِ المُوحِشَــــــــــــاتُ بِهَجْمَــــةٍ
وَتَكَالَبَــــــــــــــــتْ فِي قَسْــــــــــوَةٍ وَخِصَـــــــــــــــامِ


تَســــــــعَى بِغِــــــــــــــلٍّ فَـــــــــــــــــادِحٍ وَضَغِينَــــةٍ
لَم يَحتَـــــــــــــــــويهَا مَنطِــــــــــــــــــــقُ الأَفهَـــــــــامِ


لَكِنَّمَــــــــا أَبَـــــــــــــــتِ المُــــــــــــرُوءَةُ أَن تُـــــرَى
كَمَكَبـَّـــــــــــــــــــةٍ لِحُثَــــــــــــــــــالِةِ الأَقْـــــــــــــــــــــــــــــوَامِ


لَبَّتْ تُؤَيِّـــــــــــــدُهَا السَّـــــــــــــمَاءُ بِعَزْمَــــــــــــــةٍ
مَشْـــــــــــــــــــــهُودَةٍ فِي سـِــــــــــــفْرِهَا المِقْـــــــــدَامِ


رَدَّتْ فُلُــــــــــــولَ الطَّامِـــــــــــــــعِينَ وَصَيَّرَتْ
أَحْلَامَهُــــــــمْ نَسْــــــــــــــــــــجًا مِنَ الأَوهَـــــــــــــامِ


أَرضٌ وَعِطْــــــــــرُ اليَاسَـــــــــمِينِ عَبِيـــــــرهَا
مَـــــــــــــلَأَ الفَضَـــــــــــــا بالحــُــــــــــبِّ وَالأَنسَــامِ


وَرِياضُــهَا مَحضُ الجَمَـــــالِ وَسِحْـــــرُهَا
مـَــــا لَيسَ يَبــــــــلُغُ وَصْـــــــــــــفَهُ إِلهَـــــــــــامِي


هِيَ دَوحةٌ رَعَـــــتِ المَشِيئَــــــةُ غَرسَـــــــهَا
بِرَوائِـــــــــــــــــــــــــــــــــــعِ الآلَاءِ وَالإنْعَـــــــــــــــــــــــــــامِ


سُــــــــــــــــــوريَّتِي وَلَكِ القَصِيـــــــــــــدُ تَحِيَّــــــــــةً
مَشْـــــــــــــــــفُوعَةً بِمَحَبَّتِي وَسَـــــــــــــــــــــــــــلَامِي
عودة السنونو
***
ولها أيضا...
سَــــــــحَابَاتٌ مِـــــــنَ الوَجَــــــــــعِ العَمِيــــــــــــــقِ
تَغَشَّــــــــــــــــــــــــــتنَا وَزَادَتنــــــــــــــا بِضِيــــــــــــــــــــــــقِ


عَلَى فَقــــــــــــــــدِ الأَحبَّـــــــــــةِ مِن مَنَــــــــــــــافٍ
لِخَـــــــــــــوفٍ كَانَ مِن خَطَــــــــــــرٍ مَحِيـــــــقِ


وَمِن تَــــــــــــــــــــــــــــــركِ المَرابِــــــــــعِ نَادِبَـــــــــاتٍ
لِابــــــــــنٍ أَو لِخــــــــــــــــــلٍّ أَو صَديــــــــــــــــــــــــقِ


مَضَــــــــــوا عَنَّا وَذِكـــــــــــــــــــرَاهُم شُجُـــــــــــونٌ
تُثِيـــــــــــرُ الوَجـــــــــدَ فِي القَلـــــبِ الرَّقِيــــــــــقِ


وَتَهَتَتِـــــــــنُ العُيـــــــــــــونُ بِفَيــــــــــــضِ دَمـــــــعٍ
مُعَبِّــــــــــــــــــــــــرَةً عَــــنِ الأَلَــــــــــــــــمِ العَمِيـــــــــــقِ


تَصَرَّمَــــــــــــت السُّنُـــــــــونُ وَهُم أُسَــــــــــــارَى
لِقَهــــــــــــرِ البُعــــــــدِ فِي الزَّمَـــــنِ الصَّفِيـــقِ


فَكَــــــــــــــــم قَلـــــــــــــــــــــــــــبٍ لِوَالــــــــــدَةٍ تَفَــــــــــــــرَّى
وَعَينَاهَـــــــــــا عَلَى شَبَـــــــــــــــــحِ الطَّريـــــــــــــقِ


عَسَى وَلَعـــــــلَّ فِيــــــهِ بَعــضَ بُشـــــــــــــــرَى
تُعِيــــــــدُ النَّبـــــــــضَ مَـــــا بَيــــــنَ العُــــــــروقِ


وَيُشــــــرِقُ بَعــــدَ طُــــــــولِ اللَّيـــــــــلِ فَجـــــــرٌ
وَتَـــــــــــزدَانُ الأَزَاهـــــــــــــــــــرُ بِالرَّحِيــــــــــــــــــــــقِ
.....


25
قرأت لكم 8 / الشاعر علي السامرائي
علي محمد خلف
الاسم الفني/علي السامرائي
من مواليد محافظة صلاح الدين/سامراء
التحصيل الدراسي/بكلوريوس تربية لغة عربية
عضو المكتب التنفيذي لجمعية البيت العراقي للشعر الشعبي/المركز العام
رئيس فرع جمعية البيت العراقي للشعر الشعبي/فرع صلاح الدين
رئيس منتدى سامراء للشعر الشعبي
(قصيدة للوطن)
فرق مابين واحد
قائد..ومقيود..
والچلمة الثگيله
تريد بس رجال..
لهنا ياوطن انتهت..
واترجاك
امسح رقمي وامسح
كلشي بالجوال..
ولتخابر بعد
وتگلي طحت بضيج..
عشنه بجالك..
شحصلنه من الجال..؟؟!
تفگتي إعله الچتف..
من سنة الثمانين..
وبالالفين چتفي
من الجنايز مال..
صبغو بس حياطين
الملاهي البيك..
والسياب شوفه
مزنجر التمثال..
چنت جاهل واشوفك
هيبة بالتاريخ..
شكبر بالي
واشوفك اكبر من البال..
(قصيدة وجدانيه)
مالي واهس..
وآني واصل خيط خلگي..
وباقي شفة متاني كاس.
الشجرة عنوان الخطيئه..
خلفت واحد لقيط..
ومن كبر جازة الوفه
وردلهة فاس..
بالحياة اكبر تجارب..
والتناقض بالبشر كلش چبير..
وبالمقابل قله حيل من البشر تلگاهة ناس..
المظاهر ﻻتغرك..
بالنظر كلهم خَضار..
اوسترو إگلُوب الخريف
وبدلو كل ورِگه ياس..
حتى بالعِله اختلاف..
حسب مفهوم المغثه..
تلگه واحد..
شايل العله إعله گلبه..
وتلگه واحد من كثر ماعنده عله..
يوگع من العله راس...
(قصيدة غزل)
ضمي خصرچ..
هو إذا يوگف عدل يكتل عشيرة..
الله يستر لو يمر بس مره مايل..
بالقوانين الجديده الطلقه عنوان البرائه..
وكل خصر يعتبر قاتل..
انتي شنهي امرايه وجهچ؟؟
كلشي يمچ شفته ذابل..
آني واصل فوك ال30 عمري..
وما أحس ابروحي واصل.
اشتهي اللعب الشوارع لو شفت ظلج يمرني..
يعني باقي ابروحي جاهل..
رحمة لأمچ غطي طولچ ..
عود وكت الليل اطلعي..
لو البسيلچ عبايه..
أحنه فقره وطولچ مسوي مشاكل..
وله ايضا
صار مدري شگد..
مثل ما آني عايش..
مامشيت بسد جهال..
ولا صرت ويه العبيد..
ما أمد چفي إعلة صيدت
غيري فشله..
معلم اگنص عالبعيد..
بوكت ماچان العشگ بس بالرسايل..
نگّضَت ساعي البريد..
وله أيضا


تدري البيت هم يغار..
هم تنزل ادموعة بساعة التندار..
من يكبر خطية البيت
ويصيرن حياطينة مثل چف أُمي
لو نكتب عليه للبيع..
لو ينكتب هذا الدار للإيجار..


26

قرأت لكم 6

ميادة يونس الأشقر
سوريا- حماه – الغاب
كاتبة وناشطة في المجال الثقافي والإنساني
درست الحقوق في جامعة دمشق
حاصلة على شهادة تحكيم قانوني دولي ومحلي
عضو في دار مدى الثقافي التابع لوزارة الثقافة السورية
نشرت قصائد في عدة صحف منها الأهرام المصرية والدستور العراقية والبناء اللبنانية والإسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب وجريدة أخبار الخليج البحرينية وغيرها
ألقت قصائد في المراكز الثقافية والمنتديات ومقابلات إذاعية كإذاعة دمشق و صوت الشعب وإذاعة صوت العرب في القاهرة وإذاعة سوريانا في دمشق
وكتبت مقالا عن رمضان في سوريا في مجلة العربي الأهرام
وكان حوارا معي في جريدة القاهرة وصحيفة الجريدة الكويتيتة
.....
قافية السلام


سلام لأيلول
لموسيقى الأمطار الشقية
لأنامل السماء المرهفة
لعزفها المنفرد
على أعصابنا المشدودة
سلام لعباءة جدي المضاءة
بالتسابيح
لصلاة صمته...
لعكازه المترف بالتعب
سلام للشجن
يغفو بين أمواج صوته
سلام لجدة معطرة أيامها بالحنين
تضفر الشعر أحلاما و سنابل
لتعقده بالياسمين
لحكاياتها تحرس طفولتنا
سلام للحساسين والقبرات
تتسابق لحقلي كتفيها
سلام لأب يعلمنا
كيف نتنفس عطرا وننطق زهرا
سلام لكلام في عينيه
لم يقل
يضيء عتمة اللغة
فيحضرنا صمت
خاشع للمعنى
يبني فينا
مدينة سلام و رؤى
سلام لأم
آيات قلبها أسرار خصبة
تحت سقف رضاها
تنمو الكروم وتنبثق الينابيع
سلام لعاشق
يرتل سيرة العطر
فجراً
علَّ فصل الحب يصحو
في حدائق الحبيبة
سلام للراحلين
لعطر احتراق بخور انفاسهم
المعتق في المرايا
سلام لقمح
تصحو فيه المآذن
ترش وجه الأرض بصوت السماء
سلام للزيتون
يصحو فيه حبر البطولة
قناديل وقصائد
لا سلاما لمن
يسرق الاقمار من الشرفات
ومن يطفئ النجوم في عيون الاطفال
ومن يسرق الجلنار من وجه الجميلات
والسكاكر والدمى من أعيادنا
..................................
ولها
مولاي
أنا ميادة يامولاي


هبني سفراً ـ كما ـ


سفر العطر في الياسمين


لنقائي


كما سفر الزيت في الزيتون


لوقاري


وكما سفر القمح في الرغيف


لإيماني


هبني يامولاي


سفراً يتجسد القداسة والثراء


سفراً يعطي أكثر مما يأخذ


سفراً يلقنني


كلمات الأرض وموسيقا السماء


سفراً أنشر فيه


ثقافة النور بحروف من شغف


سفراً يآخيني


مع الماء والتراب


يصاحبني مع الثريا والرؤى


سفراً أبصر فيه الإنسانية


سائرةً على قدمين


هبني يامولاي


كل هذه الأسفار
لأنقش الدهشة
على وجه هذا الكون
ف يورق الصباح
أغنية وابتهال
......

ولها أيضا....
ارتقاء مقدس
أيها الشهيد :
رحيلك يهدينا
قصائد نور
أشرعتها زرقاء
أبواب أمل
مفاتيحها الصبر
يعرش عليها الفرح
أشجارا باسقات
كأنت ....
أيها الشهيد :
إنّا نحب رحيلك
على طريقة الشمس
وحضورك
على طريقة القمر
ونعشق أسراب فراشات
تحلق أبدا
بحثا عن زهر بلون عينيك
و حمائم الأموي
لاتزال تنقر
قمح النصر من يديك
أيها الشهيد :
يامن اقتلعت الشوك
والرصاص
من جسد الحياة
كيف لملامحنا
أن تشبه
يوسف وجهك
كيف لحضورنا
أن يشبه
صلاة خشوعك
كيف لأنفاسك وذكراك
أن تشعل
موقد الشوق والحنين
في صدورنا
كيف للنسور أن تقاوم
قمم مرقدك الشامخة
أيها الشهيد :
طيفك يلبس الريح
فينشر رائحة وضوئك
وعبق تسابيحك
فأنت القبلة
وأنت الجهات
ميادة يونس الاشقر
..

ولها أيضا...


نبض


حين أراكِ يقف’ الزمان
أعيشك عشقاً
عناقاً ونبعاً
ألمُسُ روحي أشدُّ يديك


يغار’ المكان
لأَنّي الحبيبُ الرفيقُ الصديقُ
ويصدحُ شجرٌ ليملأَ كوني
اخضراراً وشعرا


سلامٌ عليكِ ....
نوراً ونغما ..وعمقاً و صدقا
يابنتَ قلبي ياشوقَ أمي
ياعطرَ طفلي شروقاً وأملا
خلوداً وأكثر


وحين أراكِ أراني ثرياً
يُؤَذّن نبضي
أُحِبُّ أحب
أحبُّ وأكثر


وتبني بصدري
صرحَ سلام
ألقاكِ فيه
وتعلو الزنابق
حتى نغدوَ
حبيباً واحداً
وحين أراكِ يقف الزمان
أعيشُك طفلاً
نوراً و عطراً
أعيشك نبعاً
فكراً وصمتاً
................

ولها أيضا....


جلالة الموت
.....
إيهٍ يا جلالة الموت
إنّني أُبَجّل اختيارك
أُبَجّل ذوقك
حين تختار
أشجارنا الإنسانية الباسقة
وتقطف ثمارها بأيديك الماردة
التي ترفع صولجان القدر عالياً
صمت المقابر يرسم سطوتك
في أفق الوجد
حين تبدو دموعنا لؤلؤاً منثوراً
على صدرك الواسع
أيّها المعلم الجليل
لقد تعلمنا منك
لغة التراب
تلك التي تنزف
قصائد وخطباً
وأسراب طيور مهاجرة
تحلق باتجاه شمسك البعيدة
مخلفة وراءها
حدائق يتيمة و قلوباً مثلومة
وكم يزدحم الكلام في أعماقنا
أنهاراً محبوسة
لأنَّ لسان التراب يقول كل شيء
هل يكفي بخور وماء ورد
عطراً لفقداننا وانتظارنا
على حافة الزمن
هل يكفي شارع مهجور
لخطى الذاكرة
التي ثقبتها الحرب وتسربت منها الأزمنة
أيها المعلم الجليل
ياجلالة الموت
أنت أدرى بما في أعماقنا من حياة
نحن الصاعدين إليك
مع نسغ الشجر الصاعد
ماءً و دماءً وكلام
.......

ولها أيضا.....

قداسة
دَعْ كُلَّ ماءٍ في حديثك
يبني حضارةً داخلي
دَعْ كلّ نار في حديثك
تهدم جاهلية داخلي
طوبى لِمَن
يوقع اسمه
بالماء تارة وبالنار تارة أخرى
دعني أمتلئ بالخلود
في حضورك والغياب
دعني أمضي نوراً
أحلق في السماوات
أُسابق الريح والظباء
لأعود بالألحان وأسرار الغاب
والأغنيات
كن كريماً في الدموع والضحكات
كن المواسم والأعياد والأشياء والأسماء
وصوت الدعاء
كن العناق حين أسافر
مع الحكاية والرواة
دع نفسي تحدثني أنني أنت
وحاورني كمَنْ يدخل
مدن الله
دع الأمل والدهشة جناحيَّ
ولا تدع الوهن يسرقك
فأنا مبتلة بالوجد
وأنت رئة الوقت
وفضة القمر على جسدي
آه ...وأنت هناك
ياصاحب اللحن والصوت
ترفق حين تنشدني
فالروح تسمو
والوقت ينزف أقمارا
والمعاني فجر تجلَّى في مخيلتي
وإنَّ .. إنَّ الصمت في بهائك
يجعلني
أُصَاب بالياسمين


27
غزوان فيصل
الشاعر غزوان فيصل
مواليد بغداد ١٩٧٩ سكنة ميسان
متزوج وله ٥ اطفال
عمل الأمين المالي لجمعيه الشعراء فرع ميسان
نائب رئيس أتحاد الشعراء الشعبيين
رئيس رابطه سحر القلم
رئيس رابطه روح الله
رئيس جمعية  البيت العراقي للشعر الشعبي في ميسان
شارك في اغلب المهرجانات الوطنيه والحسينيه في بغداد والمحافظات وكذلك أغلب البرامج التلفزيونيه
كتب ...

................
كل شجره  :
كل شجره اسئلت عنك...
...البستان
...الحراس
وارد هدومي بس تراب
انكتهه بشليل الماي
اريد ابني جواب الناس
انام وتمطر سوالف
واتبلل حجي وضحكات
يواهس تشبه الوهواس
شحلاتك من تجي ببالي
...يصبحيه
كعدنا بعتبه طيوفك
ذبلنا السهر والكاس
وين الكاك...
ظهريه الشمس صعدت على جتافي
وانه معيدي غشيم بنص الولايه
درابينك جمر تنداس
حافي والجمر ينداس
واتنفس هوى البيبان
يانسمة هوى بارد تطك بالراس
غشيم وكمت ادك حيطان
يهلبت تسمع جفوفي
يهلبت من احط روحي على الحيطان
تسمع كل حجي بروحي
واسولف قصتي للكناس
يهلبت شاف خطواتك
بخطواتك ندى من تفوت
ولاشافك احد رديت
اسولف قصتك لروحي
نيشان الشمس بالراس
...


...... الى القطعه الاشد حراره في الشمس
{كريم منصور}
صوتك حمامه من المجر عبرت على الكيعان بعيون السلف
والشوك مو مثل المضه الشوك اختلف
صوتك اثر ظل بالنفس
يمسح تجاعيد الحرب ويشيل من عدهه السرف
صوتك ابنيه امكحله باول كحل
والعرس باجر من يجي يحني الرجل
والبرد مربينه جرح
طيبنه مر بينه دفو
غني اعله باجر ياترف
البس تعالو استهلكت كلهم اجو
وشلون جيه من اجو
لافاد وياهم شعر ولافاد وياهم غنه
مستحسف الكاسيت ضميته انه
مستحسف امي وخوفهه
حركت اوراق المدرسه
وتكلي جوز من الكفر
بتنورنه يطيح الخبز
روح القصايد بالجمر
موشاعر التنور
بس يقرى شعر
وشرد انا اكلك عالاجو
وشلون اجو
شككو ثوبك ياوطن
ثوب الورد
وثوب القنابل فصلو
خلونه عالحيطان نتطشر جثث ومحد يلم
خلو ايتام بكل يتم
خلونه نبجي اعله الحرب
ومانفرح بطاري السلم
مشطنه دمك ياوطن
دمك سرح ماينلزم
يايمه ابوس جفوفج الحركت قصايدنه امس
يايمه ذوله استهتروا
كامويقسمون الشمس
الابنيه ردت من وكت
ماتحلم بليله عرس
صارت غروب ومااجه
المحبوب باحضان الحبس
لا ياكريم الصوت لاتغني بعد البس تعالو استهلكت كلهم اجو
وشلون جيه من اجو
يامن عساهم لااجو
يامن عساهم لااجو
....
وله ايضا
بعدني اعلى الدرب انتظر جيه شوك
الليل شكــــــــــد طويل يمهد لصبحه
يتيم الوعـــــــــــد بعدك فدوه لاتنساه
راســــــــــه اخلاف جفك محد يمسحه
ردتـــــــــك بس تجي نتعاتب انا وياك
مـــــــــــــــرات الجرح يتونس بملحه
ولاتهتم للاجــــــــــو والراحو من بعيد
اثرهم عــــــــــالدرب بجفوفنه نمسحه
البشفته غجر مــــــايستحي من الناس
جلمته حزام لبست عالخصــــــر وكحه
ولاتسمــــــــع جلمته باذنك بنات بيوت
الحجـــــي مثل الشرف مانكدر نصلحه
البــــــــدوي بخيمته مايسكت من الليل
اذا مـــــــــاعنده ضيف يسولف لجرحه
ولااتعـــــــــــــب عيونك خلهم يطيرون
المــــــــــــــــايملك جذر لاتحترم جنحه
جرب مـــــــــــد ايديك وصافح الشيطان
يترك بيهه نــــــــــــــار شتعتقد سبحه
مرجوحه انصبتلك فــــــــارغه وهزيت
فكرت احـــــــط طيفك بس خفت يصحه
0000



28
زاوية الشعر الشعبي / كل شجره :
« في: 12:39 19/04/2020  »
كل شجره  :
كل شجره اسئلت عنك...
...البستان
...الحراس
وارد هدومي بس تراب
انكتهه بشليل الماي
اريد ابني جواب الناس
انام وتمطر سوالف
واتبلل حجي وضحكات
يواهس تشبه الوهواس
شحلاتك من تجي ببالي
...يصبحيه
كعدنا بعتبه طيوفك
ذبلنا السهر والكاس
وين الكاك...
ظهريه الشمس صعدت على جتافي
وانه معيدي غشيم بنص الولايه
درابينك جمر تنداس
حافي والجمر ينداس
واتنفس هوى البيبان
يانسمة هوى بارد تطك بالراس
غشيم وكمت ادك حيطان
يهلبت تسمع جفوفي
يهلبت من احط روحي على الحيطان
تسمع كل حجي بروحي
واسولف قصتي للكناس
يهلبت شاف خطواتك
بخطواتك ندى من تفوت
ولاشافك احد رديت
اسولف قصتك لروحي
نيشان الشمس بالراس
...


...... الى القطعه الاشد حراره في الشمس
{كريم منصور}
صوتك حمامه من المجر عبرت على الكيعان بعيون السلف
والشوك مو مثل المضه الشوك اختلف
صوتك اثر ظل بالنفس
يمسح تجاعيد الحرب ويشيل من عدهه السرف
صوتك ابنيه امكحله باول كحل
والعرس باجر من يجي يحني الرجل
والبرد مربينه جرح
طيبنه مر بينه دفو
غني اعله باجر ياترف
البس تعالو استهلكت كلهم اجو
وشلون جيه من اجو
لافاد وياهم شعر ولافاد وياهم غنه
مستحسف الكاسيت ضميته انه
مستحسف امي وخوفهه
حركت اوراق المدرسه
وتكلي جوز من الكفر
بتنورنه يطيح الخبز
روح القصايد بالجمر
موشاعر التنور
بس يقرى شعر
وشرد انا اكلك عالاجو
وشلون اجو
شككو ثوبك ياوطن
ثوب الورد
وثوب القنابل فصلو
خلونه عالحيطان نتطشر جثث ومحد يلم
خلو ايتام بكل يتم
خلونه نبجي اعله الحرب
ومانفرح بطاري السلم
مشطنه دمك ياوطن
دمك سرح ماينلزم
يايمه ابوس جفوفج الحركت قصايدنه امس
يايمه ذوله استهتروا
كامويقسمون الشمس
الابنيه ردت من وكت
ماتحلم بليله عرس
صارت غروب ومااجه
المحبوب باحضان الحبس
لا ياكريم الصوت لاتغني بعد البس تعالو استهلكت كلهم اجو
وشلون جيه من اجو
يامن عساهم لااجو
يامن عساهم لااجو
....
وله ايضا
بعدني اعلى الدرب انتظر جيه شوك
الليل شكــــــــــد طويل يمهد لصبحه
يتيم الوعـــــــــــد بعدك فدوه لاتنساه
راســــــــــه اخلاف جفك محد يمسحه
ردتـــــــــك بس تجي نتعاتب انا وياك
مـــــــــــــــرات الجرح يتونس بملحه
ولاتهتم للاجــــــــــو والراحو من بعيد
اثرهم عــــــــــالدرب بجفوفنه نمسحه
البشفته غجر مــــــايستحي من الناس
جلمته حزام لبست عالخصــــــر وكحه
ولاتسمــــــــع جلمته باذنك بنات بيوت
الحجـــــي مثل الشرف مانكدر نصلحه
البــــــــدوي بخيمته مايسكت من الليل
اذا مـــــــــاعنده ضيف يسولف لجرحه
ولااتعـــــــــــــب عيونك خلهم يطيرون
المــــــــــــــــايملك جذر لاتحترم جنحه
جرب مـــــــــــد ايديك وصافح الشيطان
يترك بيهه نــــــــــــــار شتعتقد سبحه
مرجوحه انصبتلك فــــــــارغه وهزيت
فكرت احـــــــط طيفك بس خفت يصحه
0000
غزوان فيصل
الشاعر غزوان فيصل
مواليد بغداد ١٩٧٩ ساكن مدينه العماره
متزوج وله ٥ اطفال
عمل الأمين المالي لجمعيه الشعراء فرع ميسان
نائب رئيس أتحاد الشعراء الشعبيين
رئيس رابطه سحر القلم
رئيس رابطه روح الله
رئيس جمعية  البيت العراقي للشعر الشعبي في ميسان
شارك في اغلب المهرجانات الوطنيه والحسينيه في بغداد والمحافظات وكذلك أغلب البرامج التلفزيونيه


29
قرأت لكم 5 :
سامر زكريا
طبيب أسنان وشاعر سوري
أسس مجموعة الهايكو سوريا على فيسبوك عام ٢٠١٣
له كتب :
الهايكو العربي العدد الأول ٢٠١٦ والثاني ٢٠١٧ والثالث ٢٠١٨
له كتاب رقصة الهايغا مع الهايكو ٢٠١٨
له قيد الطبع كتاب الهايكو الرابع وكتاب الكوخ الجبلي (ترجمة مشتركة عن الروسية)
يكتب القصيدة العمودية والتفعيلة والشعر المحكي / الشعبي
....
حضورُها في غِيابِ الوَعْيِ مُفتَرِسي غيابُها يحقنُ الأشياءَ بالخرَسِ
عبيرُها يُبدِعُ الآمالَ مِنْ عَجَلٍ كزَخَّةِ العِطْرِ في قَيْلُولَةِ الحرَسِ
نسيجُها يشبِهُ الإعصارَ، يُشبِهُني نشيجُها كانهمارِ الرّيحِ عنْ فرَسِ
خُدودُها الشَّمْسُ إن غابَتْ، وَإنْ حَضَرَتْ
توَهَّجَ اللَّيْلُ كاللألاْءِ بِالوَرَسِ
ألوذُ بالنارِ في تمّوزِ غَضبَتِها وأتَّقي البَردَ في كانونِها القَرِسِ
وَجِيبُها كانبِلاجِ الصُّبْحِ مِنْ شَفَقٍ كشهقَةِ الوَجْدِ في غَيبُوبَةٍ شَرِسِ
تُبَدِّدُ الفِكْرَ مِنْ ذِهني مُبارِحَةً كجَوْلَةِ العَصفِ إذْ يَخلو بمُندرِسِ
شَهيقُها الصَّمتُ للأوتارِ يصقلُها زَفيرُها الريحُ بينَ الجِيْدِ والجرَسِ
تُخاطِبُ الكَونَ مِن عَلياءِ بَسمَتِها فتُعْجِزُالحَرفَ في المَنطُوقِ والطُّرُسِ
بلَحْظِها تُولَدُ الأطيافُ مِنْ عَدَمٍ فيُذعِنَ القَوْمُ مِنْ لاهٍ .. وَمُحتَرِسِ
لا تظلمُ الخلقَ بل بالكِيِّ تُنصِفُهُم فيَستَوي الأمرُ بينَ الفَدْمِ والكَرِسِ
سامر زكريّا
(إن غابت : الشمس
إن حضرت : الموصوفة في القصيدة
الورس : نبات قرني أحمر جميل يستخدم في الصباغة
مندرِس: مكان ذهبت معالمه وبقي منها الآثار
الطّرُس : الصّحُف
الفدم :شديد الغباء
الكرس : واسع الحكمة)
.....
بِتْذَكَّرُنْ: ١٦ أو عِشْرِيْن..
متْل البَنَفسَج بالتَّلْج
ناطِر شي نَسْمِة تْهِبّ
ويْجِنّ الطَّقس
بالحُبّ
وعَ كلّ النّْهار يْفُوْح ..
متْل الشِّتِي ال رَوّى المَرْج
ناطِر تَتِخلَصْ نَوبْتو
ويحمُل حَنِيْنو بجِعبْتو
ويْرُوْح ..
أو مِتْل نَغْمِة حايْرَة
عَم تِنْطُرا للرّيْح
تِلْحَق فَرَاشِة طايرَة
وتصيح
وما عِدْت أعْرِف يا تَرى
لمّا انزاح الشّال
شي شِلْح زَنْبَق بالشِّتِي
نَشَّف دْموعو وماْل
ولّا اهتَزِّتْ مِشْمْشِة
بْمُوّال ..
يا رَيْتني وبآخرو تِشريْن
عَدَّيْتْهُن .. ١٦ أو عِشْرِيْن ؟
كانُوا الصّبْح هالشّامات
عَ زِنْدا اليَميْن ..
....


30
قرأت لكم 3:
حلا الكاتب
شاعرة شعبية عراقية
الشعر الوجداني ...
قصيدة النوارس
يالماخذ حلم عمري الليالي تدور
يالماخذني وردة وذابني بتنور
ناطرتك مناطر آخ ،،،،،،للملچوم
يالبايگ ضحكتي بحجة الناطور
جرحي بطول عمرك فرق ماخليت
الوذ بمستحاي من الخلگ مجبور
عشت ليلي گمر وادري الظلام يشوف
وانه الغرگ عمره وادري عشگك هور
ناشف والنوارس خضر ماتت بيك
ماترحم مگابر شوغت العصفور
عالمسودن تخل چلمة البيها عتاب
مامش خلك صافي يونس المكسور
وقصيدة للوطن :
وطن يبتدي بچلمة وينتهي بلچمة
وشعب محد مفسرة ومحد يفهمه
من الجرح الجرح والموت بينه يطوف
احنه اول شعب عاش اعله گد اسمه
واحنه اول شعب نختار بس نحتار
نفسه اللي نعضه نرجع نسلمه،
واحنه اول وطن نبني ونعمر گبور
زلمة اليندفن ب 18زلمة
طرينه العمر طرت هوئ بسرداب
وصبرا ياوطن عشنه اعله هالچلمة
....
قصيدة غزل :
لمني طش واهس سماري اعله الچفوف
وهدلي متنك خل اشبع احضاني شوگ
وجيسني بواهس نده وخليني اعيش
تناوشتني بنظرتك وادريها بوووگ
وافطم حروف العشگ عن كل ظلام
اكثر الچلمات من نحجيها ضوگ
وخلي بيني وبينك حچاية وسلام
انه اعرف چفوفي بس ألمن تلوگ
يجيبك الله ومن تجي جيتك حلال
مفرهدات سنيني يمك كظها شوووگ
...
حلا الكاتب
حلا عماد حسن العيساوي
الاسم الأدبي //حلا الكاتب
مواليد النجف الاشرف /قضاءالكوفة
*عضو المكتب للتفيذيي لجمعية البيت العراقي للشعر الشعبي فرع النجف
عضو جمعية الشعراء الشعبيين في النجف
*مديرة منتدى نوارس للشعر الشعبي النسوي في النجف الاشرف
*مذيعة نشرة اخبارية لقناة النجف الاشرف
*مقدمة برنامج مراية شعر لأذاعة الفرات
*مقدمة برنامج سوالف اف ام لأذاعة الغدير
*عضو نقابة الصحفيين العراقيين
*صاحبة اول انجاز نسوي واقامة مهرجان لدعم مرضى السرطان في النجف.
المصدر :
لقاء عبر الإنترنت


31
قرأت لكم 2 :
بطرس كرامة
شاعر سوري
يا ظبية البان بين الرند* والخزم*
ترعى الحشاشة كفي العتب لا تلمي
واغمدي سيف جفن قد سفكت به
دمي بلا حرج من قال حل دمي
جاورت قلبي فرفقا فيه من تلف
ان الكرام تحامي عن جوارهم
لا اتقي الله في صب اخي وصب
لم يشفه غير لثم القرط والخزم
إني رضيع الهوى لا أرعوي أبدا
وما رضيع الهوى العذري بمنفطم
من لي بذات دلال ان شغفت فلم
تشغف وإن رمت قربا فهي لم ترم
غراء يخجل بدر التم ان سفرت
عن خير مبتسم بالدر منتظم
هتكت في حبها سري وهان دمي
وعيل صبري على ما فاتها ندمي
حوريةٌ فعلت أجفان مقلتها
في مهجتي فعل ماضي الحد بالقلم
وعنبر الخال في ورديّ وجنتها
بعقرب الصدغ يحمي لثم ملتثم
ما البدر ان برزت ما الصبح ان سفرت
كالشمس مذ لمحت في حندس الظلم
ما المسك ان نفحت ما الظبي ان سرحت
ما السيف ان نظرت في طرفها السقم
في كفها شرك يصطاد افئدة
فكم فؤاد بهما قد صار ذا ألم
جاءت تجرعني صدّاً فقلت لها
جودي بما شئت اني غير مهتم
...
وله
ماست فازرت غصون البان بالميل
نجلاء كم فتكت بالأعين النجل
لها المنازل من قلبي منزهة
عن ساكن غيرها ما لي وللبدل
من لي بهيفاء ان قامت فتحسبها
قضيب بان على دعص من الرمل
فرعاء لمياء ذات العجب يا عجبي
من الظبا وتصيد الأسد بالمقل
شكوتها الهجر فازدادت وقد عذلت
وليس منها بعدل سرعة العذل
فإن لحاني عذولي بالهوى جدحا
وإن تصدى فما قلبي بمعتزل
أيا ابليس فإني لا أرى بدلا
عنك وان تقطعي حبلي وان تصلي
وما لفكري سوى تذكار ما سلفت
من الويلات بين الضم والقبل
والصبر أجمل لي كي يشتفى وصبي
وعلّ تقضى حقوق للهوى قبلي
وعل تقضى وعود بتّ أرقبها
وإن يحالف بين القول والعمل
ما ضرني حادثات الدهر إذ خطرت
كلا ولا ابتغي في الحب من حول
وليس ضائرني من بات يعذلني
فما سولت وصبغ الشوق لم يحل
......
هو بطرس بن إبراهيم كرامة، من أعيان حمص، ولد فيها سنة ١٧٧٤م، وتوفي عام ١٨٥١م، ونشأ وتأدب فيها، ثم حدث اضطراب واضطهاد للطائفة الكاثوليكية، وكان عمه المطران أرميا كرامة على قلاية دمشق، ارتسم عليها سنة ١٧٦٢م، فقدِم السيد أرميا المذكور إلى حمص، ونزل ضيفًا على أخيه إبراهيم.
ووفد في تلك السنة على حمص مطران من السريان الكاثوليك أصله من (صدد)، ولم يقبله السريان اليعقوبيون، فنزل على المطران أرميا في بيت أخيه إبراهيم، وأقام القداس هناك بضعة أيام، ثم سافر إلى الجبل، فاغتاظ من ذلك شيخ صدد، وأغرى مسعود أغا سويدان حاكم حمص — يومئذٍ — أن يشكوه إلى بطل باشا عند قدومه إلى حمص، ويقول له إن إبراهيم كرامة جعل بيته كنيسة، ويشكو سائر الكهنة الكاثوليكيين اضطهادًا للكاثوليك على الإجمال، فقبضوا عليهم وسجنوهم وأهانوهم وضربوا عليهم مالًا لا يخرجون إلا بعد دفعه، فجمعوه ودفعوه، فكره إبراهيم الإقامة في حمص بسبب ذلك، فخرج إلى عكا مع ابنه بطرس، ومنها إلى لبنان.
وكان بطرس ذكيًّا من حداثته، يقول الشعر ويحسن اللغة التركية، وكان ذلك عزيزًا في تلك الأيام. واتفق أن الأمير بشير الشهابي الكبير أمير لبنان الشهير احتاج إلى من يُعلم ولديه خليلًا وأمينًا، وبلغه خبر بطرس المذكور فاستقدمه إليه سنة ١٨١٠م، فرأى من كفاءته وتعقله ما حببه إليه، فقربه وجعله معتمدًا من قبله في المسير إلى عكا إذا اقتضت الحاجة مخابرة واليها.
وكانت — وقتئذٍ — خزينة حكومة لبنان بلا نظام، فوضع لها القوانين ورتبها على أسلوب أعجب الأمير بشيرًا، فرفع منزلته وجعله كتخداه؛ أي: نائبه، فأصبح نافذ الكلمة، لا يراجعه الأمير في أمرٍ أحبه، فوقعت في القلوب هيبته، وانتشرت شهرته. وما زال يدبر أعمال لبنان بحكمة وسياسة حتى قضت الأحوال بنفي الأمير بشير سنة ١٨٤٠ إلى الآستانة، فرافقه المعلم بطرس، وكان له أكبر تعزية في تلك الغربة، وتقرب هناك من رجال الدولة فتعين مترجمًا في المابين الهمايوني، وما زال في ذلك المنصب حتى توفي سنة ١٨٥١م.
وكان (رحمه الله) شاعرًا مجيدًا كثير المحفوظ، متوقد الذهن فصيح اللسان، بليغ القول مهيبًا مكرم الجانب، وله مصنفان لم يطبعا، وأما منظوماته فهي في ثلاثة دواوين؛ أحدها منظوم في سورية، والثاني في مصر، والثالث في الآستانة، وقد طبع منها ديوان سنة ١٨٩٨م، وأكثر ما فيه من منظومات سورية عدد أبياته نحو سبعة آلاف بيت، أكثرها في مدح الأمير بشير ووصف أعماله، ومدح من عاصره من الأمراء والعظماء، ومكاتبة الشعراء الأدباء؛ من ذلك قوله من قصيدة غزلية:
فتن القلوب وقد تمنطق خصره من أعين العشاق أي نطاق
أمسى يداعبني بورد خدوده لما رآه يفيض من آماقي
يفترُّ عن درٍّ فأبكى مثله لله در الطرف من سرَّاقِ
وقال يصف رشحًا ألم به:
وليلة بتُّ أشكو الرشح من ضرر حتى فنيت وحال الحال وانسابا
قالوا أترشح يا هذا فقلت لهم كلا ولكنَّ أنفي صار ميزابا
كأن عيني عين الماء في هطل وصار أنفي دلو الماء صبَّابا
.....
بُطْرُس إبراهيم كَرَامَة (1188 - 1267 هـ / 1774 - 1851 م) شاعر سوري
....
مصدر البحث كتاب الديوان الذي يحوي على الكثير من الشعراء العرب يقع ب ٣٠ جزء / ب١٥ مجلد
*: الرند شجرة من فصيلة الغار طيبة الرائحة تنبت في سوريا وخصوصا الساحل السوري ولبنان وفلسطين.
الخزم *: نوع من الأشجار يصنع من لحاءها الحبال


32
قرأت لكم  4
نرجس عمران
شاعرة سورية
بعض الريم 
 أشتاق إليكِ ....
رفيقةَ كتبي صديقة لُعبي
وبعضُ الشوق كل العلقم أعودُ إليكِ ...
برفقة حبي لأسكت تعبي ....
وبعض العود ....كم يتألم ؟
! ألومُ فيكِ ......يُتم الدرب
. لامن عتبي ... فهذا ذنبي وبعض اللوم
... لا لايرحم أكتب فيكِ ؟؟
 قصائد طربي وفوضى شغبي وبعضُ الكتب
لا لا تفهم أنساقُ إليكِ ...
 بذيل الشهب وقصص العجب وبعضُ السوقِ ...
 لا يتقدم أنادي إليكِ
...ونار الحطب تغرف لبّي وبعض الصوت لا يتكلم
 .. طرقتُ بابي ...بكف الغيابي أردت جوابي ...
أن يتسلم ردا منك .........
يقول عنك بعض الريم بشر لو تعلم !!
أقرا فيك .... معنى الطيب أريد عذابي ...
 أن يتوهم بأنك قربي .....
 بإذنك ربي وبعضُ الغيابِ
...لايترمم أحارب فيكِ ...
حنين الحقب أجدني أسبي ..
أ ُنس الدرب وبعض الحنين ...
نار جهنم أعود إليك .....
وأحمل ذنبي بأنكِ كربي .....
الذي لا يهزم فأنتِ ثوابي ..
كمثل العقاب كمثل شبابٍ ....ي
شّبُ إذ يهرم نرجس عمران سورية
وتكتب الشعر المحكي ايضا ولها
#خليك_بالبيت #كورونا ...
خليك بالبيت .....لاتفكر منو تطلع
إذابالكورونا ابتليت ...مابعود الندم ينفع
خليك بالبيت .......دخلك هالنصح اسمع
عن حالك إذا عديت .....لي حولك شو ذنبو يوقع
خليك بالبيت ........ بهالقصة لاتفكر
تمزح حتى لو منو مليت ....أريحلك من لحظة توجع - -
مين بيعرف وعاسكيت .....
حتى ومن دون الجرح ممكن تلقط هالفيروس ......
ومنك ما بيعود يشبع إيامك راح تبقى كابوس ....
يا حوينة هاك الصحة لكانت على رأسك تاج .......
رميتو من أول قحة خليتا تبقى صولو فاج ......
تغنيا بالمصحة بتنده ..أمانة محتاج ........
وماتلاقي بحلمك فرحة بتنده ..
أمانة لبوني ..........
فورا بتلبيك البحّة ما تقول وقتا خذلوني ......
كانت بجمل النصيحة شو منا العيشة مرضان ......
تخدم حالك مو حسنان أهلك لي عْدِيتن كمان ......
بحسرة نارن رح تولع بلا أرجلية بلا طلعات .......
بيبيتك قضي الأوقات خلي كتابك بين دياتك ......
وبليمون المناعة ارفاع إيديك غسلهن دورية .......
مثنى وثلاث وأ رباع ومضمض تمك بالميي .........
وجواتا الملح وضاع وضرب المتة لما بتقطع .......
أمانة جددها وانقاع وبالتسخين الريق بتبلع ......
.وبلش بالرغفة ارقاع الكورونا منك راح تفقع .......
ولحق جثامينا جماع هيك هيك من الإيمان ........
.النظافة ..عنا قالوا لاتحسب حالك خسران ......
 الكسبان بيحفظ حالو هي فترة ....
وبتعدي .........بإيمانك ..بالإستغفار
 بتخليا ما....تهدي...................و تمرق ماتترك أثار
هي فترة ورح تمضى ...... بالصبر ....
بالإهتمام بتخليا عليك تمر .............
و ما تحس بأي آلام اسمع هالكلام منيح .........
بتحمي حالك والبلد هالغيمة عنك بتزيح .........
وبتحكي لولد الولد خليك بالبيت ........
بالصحة لا.....تتجبر
بكرى إذا انعليت .....
مابيعود كسرك يتجبر
عنو قالوا ملعون ........
وما لاقوا لسا دواه مجنون إذا بتكون ......
مستهتر حتى بشكواه على حالك إذا بتمون ....
ساعد بشوية وعي القصة فورا رح بتهون ...
ونخلص منو من بلاه ساعدهم ...
إذا حبيت ....وبس خليك بالبيت…..
……………
قومي قومي تكحلي بحبي وحمري شفافك من دم لي بعبي ...
قومي تحممي بدمعي وتمخطري عاوجعي تا تتعبي قومي سرّجي خيالك ....
بضمة شوق منعنسة واسرحي آد مابدالك .....
بهمس الدفا تتنعسي قومي صبي هالإحساس نشفانة عروق ...
الكاس أدم هالأرض ماداس.. .....
لولا حوى لا لا تنسي قومي عبالي تعومي .........
عابحر حبري قصيدة وإن تقّلتْ العيار لومي ......
بس قومي تعبت التنهيدة قومي اشلحي الهموم والبسي لون الكروم وعشفاف الجنون دايم دوم....
إذا بتريدي خلينا تغريدة نرجس عمران سورية
ولها ايضا


وشاية
غدا سأشي للنهار بأنك أنت الذي قطعت جسده
 إلى أجزاء تنزف الحنين من كل مرفق
وفرقت بين ساعاته فبات نهارا من ليل ساهد
وسأشي لليل بأنك سرقت صحوة النهار
وأسكنتها ظلمته وألبستها وحشته
وخلعت عنها سكينته
فبات يعج بقوافل فوضى وجيوش من أرق
تتجهز فيه حروب الشوق
تنتهي إلى هدنة مستعرة وهكذا دواليك ..
وتخلص إلى النصر على الشوق بالأشواق
 فبات ليلا من نهار الزاهد
غدا سأشي للربيع بأنك لص اللوحات الذي سرق ألوانه
ووأد الحياة فيه قبل لفظها
جعلته ينزفر الشحوب من كل مفصل
 فبات خريفا من اختناق
وسأشي للشتاء أنك أنت من تمطرني في كل يوم
وتغرقني بالحنين صيفا وشتاء
تجلدني بأمطارٍ لا تعرف البلل ..
 ثم تأتيني بهيئة ملاك يسألني من أين لك كل هذه العلل.. ؟!
تعقر سكوني وتتباهى بحضور الغياب
فتشعل النار في قلب الماء
حتى بات صيفا من احتراق وسأشي ...
وسأشي لا لن أشي كي لاتغادرني ..
 أريد أن أهنا بك حتى عذابا
.......
ولها أيضا
مفارق الصمت
 أبللُ الأشواقَ بشوقي فأُغرقها
حين أجالس ذكراك في عقر الثواني
أنا ماعهدتك قناعا يرتديك الغياب
 ليتباهى بك ويجعلك كسراب الفيافي
تراك الأعين فتشتهيك ويوجع ُ الروحَ دبيبك في الوتين
- - أنا ماعهدتُ الماضي يخلد أبدا ليكون حاضري
وغدي ماضيك بسهولةٍ
بدلتَ تراتيبَ السنين كأوراق روزنامةٍ
عشقتِ الفوضى وأعجبها التقديم والتأخير
 فَتُحِينُ أوقاتا أوقاتها ليستْ الحين - -
عهدي بالوطن ترابا
 ... سَكنا وسُكنى وخارطةً من مسافات
 فكيف تَحجّمَ في حضنٍ وثير ؟
أزوره في أوقات الحلم
حتى صار حلمي عتيقا يضاهي الذهب الثمين
- - أنا ماعهدت الإرتواء بماءٍ يزيدنا ظمأً
ولا هو بخيالٍ كان يوما لبشر
 فكيف بك كأسا يرويني ؟ فيسكرني عطشا
.. فأزيدُ .. فأبعثُ من جديد لأبحثَ عنك مجددا في العناوين - -
وعهدي بالروح تخلقُ لشخص ٍ
فكيف تجرأتَ على شخصي وسلبته الروح ..؟
وبتُّ أنا أحيا بك لكن من دونك و دوني و دون معين - - -
يالّلا فظاعة الوحدة تغترفُ قُدور حياتنا
ولا تشبع فتعود لتلتهم كل ما طهاه الصبر
من أمل على عُجالة
وتتركنا مائدة بلا قوت ٍ و بلا طاهين
- -- فأسلمُ للأحوال حالي
 وأكملُ العمر بابتسامة مشلولةٍ
ونظرة عمياء وروح مشردة
على مفارق الصمت تلتمس رأفة الموت والسطر
 .. أن يفيها الحق مما قاله الشعر والنثر
... لكن من أنين
..........
نرجس حيدر عمران دمشق ٢٧_٢ خريجة وزارة الصحة م م ص إختصاص صيدلة النتاج الأدبي # ثلاثة مجموعات شعرية _ أجراس النرجس _بصمات على أوراق النرجس _ تقاسيم على عود النرجس _والنرجس إذا بكى قيد الطباعة #مجموعة شعرية الإكترونية مترجمة للأمازيغية _على أثير النرجس #مجموعات شعرية إلكترونية _لوعة ، مملكة النرجس ، نرجسيات ،وغيرها #مجموعات شعرية ورقية مشتركة عربيا _همسات على أجنحة البحر، ملوك الياسمين ، نداء الروح رسائل حب من طرطوس، لمة شمل ، الجنائن المعلقة ، المعجم المبسط للمبدعين العرب، شهراذ في بغداد .. # كتاب عام عن السيرة الذاتية ونصوص في المقال والشعروالقصة بعنوان _ الملكة وعيون المدينة #مجموعات قصصية ورقية _ في سفر الموت الحائزة على المركز الأول في مسابقة النيل والفرات في مصر الشقيقة #مجموعة قصصية مشتركة عربيا _أحلى القصص على ضفاف الرافدين . # رواية _ الليلة التي تولد بعد #مجموعة من الأغاني _ تكتب موضوعات الحياة المختلفة السلام ، الحب ، الحرب ، الطفولة ، الخيبة ، .... بأساليب أدبية مختلفة _ الشعر الفصحى المحكي، القصة، الرواية ، المقال ، الأغنية #تنشر إلكترونيا وورقيا في العديد من المجلات والجرائد المحلية العربية والدولية _ الراية ، تشرين ،الوحدة ، الأسبوع الأدبي ، آفاق ، الكلمة الحرة ، مدار ، أسرار ،فن الفنون ، الهيكل ،الموعد، الجديد ، المجتمع الورقي ، الوطن ، العروبة ، كواليس، الدستور العراقي ،الهيرالد في استراليا، التلغواف في سيدني ، تدوين ،الواحة ،الفيصل ، البارون ،الكلمة الحرة ،الأنوار فرانشيفال ، مستقبل مصر في النمسا ، ثقافة كل الاخبار .. وغيرها وتصدر في سورية ومصر والعراق ولبنان والجزائر وتونس والنمسا ... و... غيرها _ نالت العديد من جوائز التقدير إبتداء من الشكر والتقدير .. مرورا بالدورع والقلادات وصولا إلى الدكتوراه الفخرية وسفيرة السلام من عدة جهات محلية وعربية ودولية -مهتمة بالشأن الأدبي الثقافي الإنساني _ دكتوراه فخرية وسفيرة سلام وغيرها من ألقاب تكريمية من جهات مختلفة مهتمة بالشأن الثقافي الإنساني عربيا ودوليا # # محررة و مديرة ومسؤولة إدارية ومشرفة وعضوة في مجموعات أدبية ثقافية إنسانية منها _أجراس النرجس ،المصباح، دروب أدبية ،بيت القوافي مهرجان ساكب الدولي ، الواحة ... وغيرها #في رصيدها العديد من المشاركات الأدبية والثقافية والإنسانية في المراكز الثقافية والجهات والفعاليات الأخرى المهتمة بهذا الشأن وعدة لقاءات إذاعية وتلفزيونية وورقية وإلكترونية ... _ مديرة مكتب لعدة جهات إعلامية وإعلانية وإنسانية عربية ودولية في سورية _ مديرة مكتب صدى مصر في سورية _ مكتب مجلة أمارجي السومرية العراقية في سورية _ مكتب برنامج دائرة الإبداع على قناة الحياة المصرية في سورية _ رئيسة منسقة وتنفيذية ( شعر مقال سلام ثقافة ) سفيرة للنوايا الحسنة وثقافة العالم قدفي سورية من قبل ihm _ مدير إقليمي لهيئة جاني في دمشق من أجل السلام والعدالة بين الأمم _ مستشارة دولية للإبداع ونائبة رئيس المجلس الأعلى للأمن الصحي والصيدلاني من قبل IEP و IOSPH _ مستشارة ثقافية لمنظمة أجنحة السلام في سورية # العديد من المشاركات الادبية والثقافية في مختلف المحافظات العربية السورية ومشاركة ثقافية دولية في مهرجان ساكب الدولي والعديد من اللقاءات


33
رَأيْتُ المَرْءَ تَأكُلُهُ اللَّيَالِـي / كَأكل الأرْضِ سَاقِطَةَ الحَدِيدِ
قرأت لكم :1
أرطاة بن سُهَيةُ :
أرطاة بن سُهَيةُ ، وسهيّة أمه وهو أرطاة بن زُفر بن عبد الله بن مالك بن سوَاد بن ضمرة الغطفاني المزنيّ الشاعر ،قال المَرْزَبَانِيُّ في معجمه: أرطاة بن سُهيَّة يكنى أبا الوليد،
وقال أبُو الفَرَجِ الأصْبَهانيُّ: كانت سُهيّة أمَة لضرار بن الأزور، ثم صارت إلى زفر؛ فجاءت بأرطاة على فراشه ، فادعاه فراش ضرار في الجاهلية ، فأعطاه له زُفر؛ ثم انتزعه قَوْمُه منه، فغلبت عليه النسبة إلى أمه  ، أدرك الجاهليّة، وعاش إلى خلافة عبدالملك بن مروان ، قال هِشَامُ بْنُ الكَلْبِيِّ: أخبرنا محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال: دخل أرطاة بن سُهيَّة المزني على عبدالملك بن مروان ، وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة ، فعلى هذا يكون مولده قبل البَعْث بنحو من أربعين سنة ، وقال المَرْزَبَانِيُّ في معجمه: أرطاة بن سُهيَّة يكنى أبا الوليد، وكان في صدر الإسلام؛ أدركه عَبْدُالمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ شيخًا كبيرًا .
•   دخل أرطاة بن سهية على عبد الملك بن مروان، فقال له: كيف حالك يا أرطاة؟ وقد كان أسن فقال: ضعفت أوصالي، وضاع مالي، وقل مني ما كنت أحب كثرته، وكثر مني ما كنت أحب قلته. قال: فكيف أنت في شعرك؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما أطرب ولا أغضب ولا أرغب ولا أرهب، وما يكون الشعر إلا من نتائج الأربع، وعلى أني القائل:
رأيت المرء تأكله اللـيالـي كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبغي المنية حين تأتـي على نفس ابن آدم من مزيد
واعلم أنها ستكـرُ حـتـى توفي نذرها بأبي الـولـيد
•   فارتاع عبد الملك ثم قال بل توفي نذرها بك ويلك! مالي ولك؟ فقال ل اترع  يا أمير المؤمنين فإنما عنيت نفسي وكان أرطاة يكنى أبا الوليد فسكن عبد الملك ثم استعبر باكياً وقال أما والله على ذلك لتلمن بي ، دخل أرطاة بن سهية على مروان بن الحكم لما بويع له بالخلافة وفرغ من الحروب التي كان بها متشاغلاً. وصمد لإنفاذ الجيوش إلى عبد الله بن الزبير لمحاربته، فهنأه وكان خاصاً به وبأخيه يحيى بن الحكم، ثم أنشده :
تشكى قلوصي إلي الوجـى
تجر السرج وتبلي الخدامـا
تزور كريماً لـه عـنـدهـا
يدٌ لا تعد وتهدي السـلامـا
•   كان أرطاة يهاجي شبيب بن البرصاء، ولكل واحد منهما في صاحبه هجاء كثير، وكان كل واحد منهما ينفي صاحبه عن عشيرته في أشعاره، فأصلح بينهما يحيى بن الحكم، وكانت بنو مرة تألفه وتنتجعه لصهره فيهم. فلما افترقا سبه شبيب عند يحيى بن الحكم؛ فقال أرطاة له:
رمتك فلم تشو الـفـؤاد جـنـوب
وما كل من يرمي الفؤاد يصـيب
وما زودتنا غير أن خلطـت لـنـا
أحاديث منهـا صـادق وكـذوب
•   كان شبيب بن البرصاء يقول : وددت أني جمعني وابن الأمة أرطاة بن سهية يوم قتال فأشفي منه غيظي. فبلغ ذلك أرطأة فقال له:
إن تلقني لا ترى غيري بناظـرة
تنس السلاح وتعرف جهة الأسد
ماذا تظنك تغني في أخي رصـد
من أسد خفان جابي العين ذي لبد
•   كان لأرطأة بن سهية ابن يقال له: عمرو، فمات، فجزع عليه أرطأة حتى كاد عقلة يذهب، فأقام على قبره، وضرب بيته عنده لا يفارقه حولاً. ثم إن الحي أراد الرحيل بعد حول لنجعة بغوها، فغدا على قبره، فجلس عنده حتى إذا حان الرواح ناداه: رح يا ابن سلمى معنا! فقال له قومه: ننشدك الله في نفسك وعقلك ودينك، كيف يروح معك من مات مذ حول؟ فقال: أنظروني الليلة إلى الغد. فأقاموا عليه، فلما أصبح ناداه: اغد يا ابن سلمى معنا، فلم يزل الناس يذكرونه الله ويناشدونه، فانتصى سيفه وعقر راحلته على قبره، وقال: والله لا أتبعكم فامضوا إن شئتم أو أقيموا. فرقوا له ورحموه، فأقاموا عامهم ذلك، وصبروا على منزلهم. وقال أرطأة يومئذ في ابنه عمرو يرثيه:
وقفت على قبر ابن سلمى فـلـم يكـن
وقوفي عليه غير مبكـى ومـجـزع
هل أنت ابن سلمى إن نظـرتـك رائح
مع الركب أو غادٍ غداة غـدٍ مـعـى
أأنسى ابن سلمى وهـو لـم يأت دونـه
من الدهر إلا بعض صيف ومـربـع
كان أرطأة بن سهية يتحدث إلى امرأة من
بنو غنى
يقال لها وجزة، وكان يهواها ثم افترقا وحال الزمان بينهما وكبر أرطأة، ثم اجتمعت غني وبنو مره في
دار، فمر أرطأة بوجزة وقد هرمت وتغيرت محاسنها وافتقرت، فجلس إليها وتحدث معها وهي تشكو إليه أمرها، فلما أراد الانصراف أمر راعيه فجاء بعشرة من إبله فعقلها بفنائها وانصرف وقال:
مررت على حدثي برمان بعدما
تقطع أقران الصبا والوسـائل
فكنت كظبي مفلت ثم لـم يزل
به الحين حتى أعلقته الحبـائل
وقال
أبو الفرج الأصفهاني
: وقد ذكر أرطأة بن سهية وجزة هذه، ونسب بها في مواضع شعره، فقال في قصيدة:
وداوية نازعـتـهـا الـلـيل زائرا
لوجزة تهديني النجوم الطـوامـس
كان كل شيخ من بني عوف من بنو مره يتمنى أن يعمى (وكان العمى شائعاً في بني عوف كلما أسن منهم رجل أصابه العمي) فعمر أرطاة ولم يصب بالعمى ، فكان شبيب يعيره بذلك وأنه ليس من بني عوف . ثم مات أرطاة وعمي شبيب، فكان يقول بعد ذلك: ليت أرطاة عاش حتى يراني أعمى فيعلم أنني عوفي .


المصدر:

شعر أرطأة بن سهية المري (من شعراء العصر الأموي)
المؤلف : د. شريف علاونة


34
نشيد القلوب...
نغني للجمال ليندحر الظلام....
( يا حنة يا حنة)
بطاقة الدخول ...
( حين تطرق أبواب الستين الخاوية مزامير الصبر ، تغني الأرواح نشيد العشق فيزهر الياسمين ) .
القصيدة :
عمري يم باب الحلم
شجرة...
شجره زيتونة ربيع
ياسمينة شام مليانة دلال
طيف مرها..
ولبست ثياب العصاري
وشافت الدنيه ( كناري)
والضّوه فجَّر حنين
هبت النسمات صُبح الله العليل
سِعد يتهاده قُرنفل
والسمه طشت هلاهل
والمطر..
المطر نيسان والدنيا خضار
نسمة من هناك هبت ...
نسمه..
من ذاك البحر
شاطي البعيد
النسمه مرسال الحبايب
(بابل) تضيِّف حضارة
صوغة من جوري وحبق*
شيوخ... من شيخ الزهر
روحي خطابة اجتكم
تغني كل ذيج المسافة
( سلاماااااااات.. ريتك سلامات )
ياحبيبي الدنيا ( مته)*...
وكاس من نهر النبع
والنخل يفرش سعفته
ويحضن الليمون والجوري الترف
الزفه من شط العرب
حنة ( الفاو)..
وصبر عمر المواني والسفن
الحنة من شوكي البديك
الحنة يا قطر الندى
(الحنة ياحنة ياحنة
يا قطر الندى
يا شباك حبيبي
ياعيني جلاب الهوى)*
...
*: الحبق : نبات الريحان تسمى الحبق بسوريا
*: المته : عشب يستعمله أهلنا في سوريا كشراب يشبه الشاي
*: اغنية قديمة لشادية
ح ا م د
نيسان ٢٠٢٠

35
طقوس مجتمعية؛
( ليلة النصف من شعبان)
كتب لي أحد الأصدقاء من سوريا الشقيقة مهنئا بفرحة النصف من شعبان ، ومن عادات وتقاليد المجتمعات الإسلامية الإحتفال بهذه الليلة ، سألته ما تعني ليلة النصف من شعبان؟، قال لا أعرف ما تعني ولكننا كعائلة نحتفل بهذه الليلة ونجتمع لمائدة من الحلوى والفواكه هيأت لذلك ، وقال أنها ليلة مباركة نزل فيها القرآن الكريم ، واعتذر عن إكمال الحديث بعد أن قال لي هي ليلة مباركة وكفى ، ومسألة نزول القرآن بهذه الليلة يدحضه القرآن الكريم ، فليلة القدر بالعشر الأواخر من شهر رمضان الكريم ، وهي أيضا موضع خلاف عند طوائف المسلمين، ومما يروى عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله (تحروها في العشر الأواخر)-ربما الحديث الشريف جاء بإسلوب آخر- ، وحقيقة حين أخضع المسألة وهذا الحفل للتحقيق التاريخي لا أجد له قاعدة وسندا يرتكز لمنهج بحثي ناهض ، منهم من يروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قولها مرفوعا عن النبي العظيم بما معنى ، ( يطّلع الله بهذه الليلة ويغفر للمستغفرين ) ، ولذلك أطلق البعض من المسلمين على تلك الليلة ليلة ( المحية)، وواضح أن التسمية مستوحاة من محو الذنوب، ومما نقل عن أئمة المسلمين ولا ادخل بالتفاصيل الخلافية بين أئمة المذاهب الإسلامية وأنها ( بدعة ، وكل بدعة ظلالة ، والظلالة في النار) حديث شريف ، والغريب أن أئمة المسلمون يجوزون الذبح والتهجير والسرقات ولا يجوزون الفرح الذي تبتكره وتخلقه الشعوب للتخلص من الدرن الذي الصقوه بالجسد الإسلامي الممزق .
وسط وجنوب العراق يحتفل بمراسيم وطقوس ليلة النصف من شعبان ، ويروى عن المصادر الشيعية أن هذه الليلة هي ليلة ولادة الإمام الثاني عشر من أئمة الشيعة ، خمسينيات القرن الماضي كنا أطفالا ننتظر هذه الليلة التي تعد عيدا ك عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك ، بعد صلاة العشاء يتحلقون الأطفال على شكل مجاميع صغيرة قد تصل إلى أكثر من ٥ أو ٦ أطفال ، أعمار متقاربة يحملون الدفوف والطبول ويطرقون أبواب المحلة ، مجموعة ينشدون بصوت طفولي جميل ، ( الله يخلي الزغيرون)، ومجموعة أخرى تقول ( آمين)، وتستمر، ( الله يخلي الزغيرون، آمين، وبجاه الله وإسماعيل، آمين، هالوحيد لمه، آمين، بكليبها تضمه، آمين، مد ايدج مد ايدج، تقول المجموعة الثانية ( الله ايخلي وحيدج) ، ولو كانت الأم لها اكثر من ولد فتقول المجموعة الأولى،( مد ايدج للمطبعة) فتقول المجموعة الثانية ( الله ايخلي الأربعة)، ولان العوائل بيوتها متلاصقة ، والبعض يعرف البعض الآخر ، لذلك نجد أن المجموعة التي تطرق أبواب المحلة يعرفون من موجود بتلك البيوت ، وهذا البيت يعرفون انهم من أغنياء المحلة، ولهم ولد واحد ، فينشدون بما يلائم تلك العائلة فيقولون ( مد ايدج، مد ايدج)، فتقول المجموعة الثانية ( سبع محابس بيدج)، أو (مد ايدج، مد ايدج)، تجيب المجموعة الثانية، ( الله يخلي وحيدج)، بعد نهاية الجولة ، ونهاية المسير تلك البيوت نجلس ونعد ما جمعنا من مال وهبته لنا تلك العوائل ، ويقسم بيننا بالتساوي ، وسمعت أن في بعض المحلات نجد أكثر من مجموعة من النسوة يمارسن طقوسهن كما هم أطفال المحلة، ويقال أن تلك النسوة لهن غرض بذلك، هذه لا تنجب، وتلك لا تلد إلا البنات، وأخرى زوجها يريد الزواج بغيرها، ووو الكثير من هذه المداخلات، ربما البعض من يقرأ يحسبنا متسولين نطرق بيوت الناس لكسب المال ، الحقيقة هي ليست كذلك ، بل هي طقوس مجتمعية توارثناها جيل عن جيل ، وكنت اقول مع نفسي ربما ستمحى وتنسى مثل هكذا أفراح يخلقها البشر ، ولكن حين كبرت وجدت نفسي أقف عند باب داري، وانتظر الصبية بطبولهم ودفوفهم وهم ينشدون بصوت الطفولة البرئ الملائكي واعطي لكل مجموعة ما يستحقون من المال ، بعد سقوط صنم الدكتاتورية أخذت هذه الطقوس منحى آخر ، ربما هي خلق فرحة وسط المتراكم من الكبت الذي طال العراق بسبب ساسة الصدفة، الغناء حرام ، الموسيقى حرام، في مثل هذه الليلة تجتمع العوائل على شاطئ نهر الحلة، يفترشون الحدائق والبساتين، وتتصاعد في السماء الألعاب النارية، وينزل الشباب لنهر الحلة موقدون شموع الغائب أو تسمى شموع الخضر، توضع العوائل الشموع بعدد أفراد الأسرة على خشبة، وترسل في الماء، هذه السنة عام ٢٠٢٠ حرمنا ممارسة هذا الفرح بسبب جائحة كورونا وفايروس ساسة الصدفة نجانا الله منها ومنهم .
صور من أرشيف العام الماضي ونهر الحلة وشموع الخضر .

حامد كعيد الجبوري
العراق / بابل

36
المنبر الحر / ( سته وثمانين فرحة )
« في: 22:59 29/03/2020  »
( سته وثمانين فرحة )
تهنئة لكل الصديقات والأصدقاء، والرفاق ولصديقي الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة ذكرى عيد تأسيسه الميمون ...
ستة وثمانين فرحه.. .
ستة وثمانين نخلة...
ستة وثمانين عيد...
ستة وثمانين برحية شمع
الزمن شيّب اگبالك
وأنت زاهي ..
بثوبگ الأحمر يرفرف
حيل شاب...
وعزم يوميه جديد
إيدك اليمنه فرات..
اليسره دجله..
جفوفگ بشط العرب
تغرف الماي الزلال
يروّي للعطشان چودگ
گطره گطره...
گطره گطره...
يفيض طيبگ
من حقول الحنه تبدي
( الفاو)...
ل(السيبه) وبساتين العَنب
زقزقة عصفور عشگ
وبلبُلگ يصدح طرب
(بنگرة السلمان) ذكرى
ونفق...
نفق للثاير بنيت
قلعة (الحلة) وسجنها
فتّحت بالظلمه نور
وبقطار الموت يمشي
يمشي يمشي..
حبه حبه...
السچه تزرعها ورد
خضّرت بستان روحگ
ياسمين وحنطة سمرة
من (السماوة) ل(رقم واحد) للسجن
گل خناچرهم ، مشانقهم سراب
الدم شيوعي..
رسم باللوحه ( فهد )
الدم شيوعي...
شمَّس الدنيه ( سلام )
وذاب تمثال الثلج
وضحكت الدنيه ربيع
واحد ثلاثين آذارك شقائق
والعتب...
ما ظل عتب
ساحة التحرير ثورة
ساحة التحرير وردة
وردة حمرة...
زوگت شفة عرايس للحزب
بساحة الحرية وبگل الوطن
صوت واحد..
ينهدم عرش الظلام
صوت واحد...
من الظلم يشرق عراق
بيوت يبنيها الفقير..
مدرسة ومرجوحة وحديقة
والحلم...
گلش چبير...
والحلم امنوَّر عراقي ...
ليلو وگلايد سنابل
وترجع الفرحه هلاهل
والوطن...
حر النشيد
والشعب...
يفرح سعيد
يا حبيبي الدنيه ضاگت
وخلگگ الواسع ضمير
خلگگ..
الواسع..
ض.. م.. ي.. ر
......
حامد كعيد الجبوري

37
المنبر الحر / ( ست الحبايب )
« في: 19:24 26/03/2020  »
( ست الحبايب )
تعمدت أن لا أكتب أو انشر اي شئ لعيد الأم يوم ذكراه ، ليس لغاية ما ولكن لا أريد أن يضيع المنشور بزحمة وجمال ما كتبوا الصديقات والأصدقاء ، وكثيرون نشروا صورا لامهاتهم رحمهن الله جميعا ، وكتب الصديق الشاعر المبدع عماد المطاريحي لأمه ،
( ومن نغيب..
توگف عله الباب صفصافه حزينه
تظل تدعي ..
وتظل تدعي ..
ربي يرجع بالسلام
مره رديت ولگيت مبيّض بچفها الحمام !!! ) ، سألت الشاعر عن هذه القصيدة وظروف كتابتها ، قال كل حرف فيها كتبته لواقع عشته مع الراحلة امي ، ومرة جلست قبالة امي وقرأت لها ما كتبته أنا ، ( يا نسمة فجر والدنيه كيظ الكيظ / يا مچمن ترافه تفيض بالحنه / تمنيت الشفاف تصير بالرجلين / أبوس تراب بيتچ والكحل منه) ، حينها نظرت لي رحمها الله بفرح شديد ، وكانت قصيدتي تقع ب ١٦ بيتا فقط ، قالت لي اسعدتني كثيرا واتمنى على الله أن يديم لك صحتك وسعادتك ، وقرأت على صفحة الشاعرة المبدعة ليندا إبراهيم قصيدة لأخيها الشاعر المفوه يزدشير إبراهيم ، كتبها بعد مضي ست سنوات من رحيل والدته رحمها الله ، والشاعر هنا يتذكر وصايا أمه والتزامه بتنفيذها ،
( في كلِّ زاويةٍ من البيتِ الذي
شَيَّدْتِهِ أثرٌ يصيحُ الآنا
لاتُهمِلُوا... لاتكسَلُوا... لاتبخلوا...
لاتكرهُوا حَجَراً ولا إنسانا
كُونُوا كما ربَّيتُكُم وغَذَوْتُكُمْ
نبعاً يفوحُ عطاؤه إحسانا
ترتاحُ نفسي في حِمَى الخَلَّاقِ إن
أرضَيْتُمُ المعبودَ والوِجْدانا
هذي وصاياها تُدَغدغُ مسمعي
ربَّاهُ فارحَمْها ولن تنسانا) ،
كل من ذكرتهم وما سأذكر شعراء تركوا لنا عواطفهم بشعرهم الصادق المؤثر، ولكن لم نقرأ، أو بالدقة لم أقرأ انا شخصيا قصائد لشواعر قصائد للأم ، ولا اختلف أن الشواعر الكثيرات كتبن لامهاتهن ، ووجدت الكثير من تلك القصائد عبارة عن نظم يفتقر للكثير من العواطف الإنسانية ، ووجدت في قصيدة الشاعرة السورية المبدعة الأستاذة ليندا إبراهيم نصا للأم عنوانته ( المنيره)، اعتقد ان امها اسمها (منيره) ، في قصيدة المنيرة تستعر عواطف البنت التي غاب عنها سندها، وموضع سرها، وحضن ملاذها، ومنديل دمعها، وموسيقى ضحكتها، وبراعم شجرتها، وووو، وبهذا تميزت قصيدة البنت على قصائد الولد، أنثى تخاطب امها وهي العارفة بأسرار الأمهات، ولا أقدر أن أختار لكم من القصيدة الا ان أوردها بكاملها ، والقصيدة عقد أن انفرط ضاع وضاع معه الجمال ، كُتبت القصيدة لضروف خاصة لا أزعم معرفتها ، ويمكننا أن نستخلص ذلك الضرف من خلال القصيدة،
( " المُنيرة .. "
وهيَ التي مُذْ أذَّنَ الملكُوتُ في بالِ الزَّمانِ باِسْمِهَا، سَجَدَتْ لحَضْرَتِهَا المَواسِمُ والكُرُومْ..
وهي التي مُذْ عرَّشَ الظِّلُّ اللَّطيفُ السِّرِّ في دوحاتها، انبثقَتْ بكَامِلِ وَردِهَا، وَتَلَألأتْ كَزَبَرْجَدِ الإصباحِ، وامتلأ النَّسيمُ بِطَلعِهَا، زيتونةً قُدسِيَّةَ الإثمَارِ، والأسرَارِ.. والنُّورِ العظيمْ..
وهيَ التي ألقت لعرَّافِ الجمالِ بأبجديَّاتِ البنفسجِ عند بالِ الرِّيحِ، فازدحمَ القرنفُلُ قربَ ماءِ عُيُونها..
وهي التي مُذْ كَوَّنَ الرَّبُّ العليُّ ممالكَ التَّكوين، صَلَّى لانبثَاقِ أريجِهَا لوزٌ وتينْ...
وهي التي لِغِنَائِها قربَ الحُقُول مَوَاسِمُ الرُّمَّانِ، غزلانٌ تَهَادَى في السُّهوبِ السُّمرِ، أحزانُ المواويلِ الشَّجِيَّةِ، عُتِّقَتْ باليَاسَمين...
مُذ عَلَّمَتْنِي رَسْمَ وجهِ الخُبزِ في الأعيادِ، ميقاتَ اليَتَامَى في الدُّرُوبِ، وأنشَدَتْ قُربي نشيدَ الخِصبِ والجُوعِ المُعلَّلِ بالأماني...
كانتْ تقُومُ العمرَ لي مهدَيْ أراجيحٍ، وقامةَ راهبٍ من أخضَرِ التَّكوين، عَيْنَيْنِ ائْتَمَنْتُهُما على أسرارِ رُوحي...
أبداً أُحاولُ قمحَها العالي، وأدَّخرُ القوافي سُنْبُلاتٍ يانعاتٍ أخصَبَتْ منْ ماء عينَيْهَا، وأستبِقُ الشَّذا لفَرَاشِ كفَّيها، أهيلُ مواكبَ النُّورِ الخضيلةَ فوق مِصْطَبَةِ التَّرَقُّبِ، قربَها، فلعلَّ قافلةَ الزَّمانِ تعيدُ أبناءَ الحياة الراحلين..
كمْ رتَّبَتْ في بالها كُلَّ المَواعيدِ الشَّذيَّةِ بانتظارِ هُطُولِهِمْ، نَطَرَتْ مَكَاتيبَ الدُّمُوعِ على دُرُوبِ إيابِهِمْ، ومضَتْ لتَحْرُثَ ذلكَ القلقَ المُسافرَ قربَ أدْيِرَةِ الحَنينِ، تبُثُّ أعشاشَ العصافيرِ اليتيمة شجوَ شجوِ حنينِها...
يا صَدْرَها مَأوَى قُلُوبِ الخَائِفِين...
يا كفَّها كم بِتَّ تعجن خيرَ أيَّامي، وتُطْعِمُني رغيفَ النَّاجِحِين...
أو دَمْعُهَا ؟ ياااااااا دَمْعَهَا... كنزُ الفقيرِ...
وراحتاها: سهلُ قمحِ الجائعين...
وهي التي صَلْصَالُهَا نورٌ..
وفَائِضُ رُوحِهَا ضَوءٌ..
وسَلْسَلُ دَمعها حِبرُ اليَقينْ..
وهي العليَّة، والسَّمِيَّةُ، والأمينةُ، والرَّؤُومْ...
وهي "المُنِيرَةُ "...
شمسُ دربِ التَّائهين...
٢٥ آذار ٢٠١٤ ).
هل من باب المصادفة أن تنجز عربيا ٣ اغاني للأم خلال بداية ومنتصف ونهاية خمسينيات القرن الماضي، لا أعتقد إلا أنها مباركة السماء للأمهات .
1 : صدر للشاعر اللبناني رشيد معلوف عام ١٩٤٤م ديوان شعري ضمنه قصيدة للأم ، ربي سألتك ، وكعادة الرحابنة تم انتقاء تلك القصيدة وتم تلحينها ، وغنتها الفنانة اللبنانية الأسطورة فيروز عام ١٩٥٤ أو ١٩٥٥،
تقول كلماتها :
(ربي سألتك باسمهن ان تفرش الدنيا لهن
بالورد ان سمحت يداك وبالبنفسج بعدهن
حب الحياة بمنّتين وحبهن بغير مِنّة
نمشي على اجفانهن ونهتدي بقلوبهن
فردوسهن وبؤسهن ببسمة منا وأنه
سمارنا في غربة الدنيا وصفوة كل جنه
ربي سألتك رحمة وجه السماء ووجههن
فامسح بانملك الجراح وردّ أطراف الأسنة
لتطل شمسك في الصباح وكل أم مطمئنه).
2 : (غريبة من بعد عينج ييمه) :
يقول الملحن العراقي الكبير الراحل عباس جميل، التقيت الشاعر الراحل عباس العزاوي منتصف خمسينيات القرن الماضي ، وبالتحديد عام ١٩٥٦م، وقرأ لي قصيدة معنونة للأم، يقول عباس جميل كانت القصيدة جميلة ولكنها حزينة ولا أجد لها صوتا ليغنيها فاحتفظت بها ، يقول عباس جميل توفيت ام المطربة العراقية الكبيرة الراحلة زهور حسين، وبعد نهاية الدفن، ومضي اسبوع او اكثر ذهبت لدارها لتعزيتها لفقدان والدتها ، قالت لي هل لديك اغنية للأم ، قلت لها نعم وهي عندي ما يقارب الثلاث سنين ولم أجد من يغنيها، قالت له انا أغنيها، يقول قلت لها غدا اتيك لتحفظي النص واللحن ، ويشاع أن الراحل عباس جميل كان يحب الراحلة زهور حسين ، وفعلا في اليوم الثاني وحسب الموعد المقرر بدأ الملحن على تدريب المغنية ، ويقول كانت بكل كلمة تبكي ، وقبل اربعينية والدتها غنتها بأداء مميز لا يقدر عليه إلا زهور حسين رحمهم الله جميعا ، المغنية والملحن والشاعر ، وغنتها الراحلة عام ١٩٥٨ أو ١٩٥٩ م، تقول كلماتها،
( غريبة من بعد عينج يايمه محتاره بزماني
ياهو الليرحم بحالي يايمه لو دهري رماني
حاجيني يايمه فهميني يايمه
غريبه من بعد عينج يايمه
يمه محتاره بزماني
,,,,,,,,,,,,
كلبي لو فرح انت فرحتي كبلي ياحبيبه
ترد الروح لو يمي كعدتي يالريحتج طيبه
حاجيني يايمه فهميني يايمه
غريبه من بعد عينج يايمه
محتاره بزماني
,,,,,,,,,,,,,,,
اريدج دوم لا تغيبين عني ياروحي يايمه
عذابي لو كثر ويزيد وني من يسمع الجلمه
حاجيني يايمه فهميني يايمه
غريبه من بعد عينج يايمه
محتاره بزماني
,,,,,,,,,,,,
كضيتي لاجلي ايام وليالي سهرانه عليه
لو شفتي الالم اثر بحالي رضيتي بالمنيه
حاجيني يايمه فهميني يايمه
غريبه من بعد عينج يايمه
محتاره بزماني)
3: ( ست الحبايب) :
يقول الشاعر الكبير المصري حسين السيد يوم ٢٠ آذار ١٩٥٩ ذهبت للمباركة لأمي بعيدها، ووصلت شقتها الذي يقع بالطابق الخامس، وكان المصعد الكهربائي عاطلا، وفوجئت اني نسيت اجلب هدية امي، ولا قدرة لي على الرجوع ونزول ٥ طوابق، يقول وقفت على باب شقتها وكتبت هديتها كلمات اغنية ست الحبايب، ويقول اخذ موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تلك الكلمات وشرع بتلحينها ، وكانت من أجمل ما لحن، وغناها بصوته الجميل، وثم قرر أن يعطيها للفنانة السورية المصرية فائزة أحمد ، وسمعت بلقاء متلفز مع الفنان محمد عبد الوهاب تحدث فيه عن ست الحبايب، فقال أفضل من أداها هي الفنانة فائزة، وتقول كلمات الأغنية:
(ست الحبايب ياحبيبه يا اغلى من روحي ودمي
ياحنينة وكلك طيبة يارب يخليكي يا أمي
زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي
ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي
انام وتسهري وتباتي تفكري
وتصحي من الآدان وتيجي تشقري
تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي
أنا روحي من روحك أنت وعايشه من سر دعاكي
بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة
وتحسي بشكوتي من قبل ماأحس أنا
يارب يخليكي ياأمي…).
الكثير من الشعراء كتبوا للأم واحسنوا ، والكثير تغنوا بالأم وبحبها وعطفها وحنانها، ولكن ما كتبته هنا يعبر عن وجهة نظر شخصية، ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
حامد كعيد الجبوري

38
المنبر الحر / سلامات ريتك سلامات
« في: 22:48 18/03/2020  »
سلامات ريتك سلامات
حامد كعيد الجبوري
بعد هروب الشاعر الحلي الكبير الراحل كاظم الرويعي من العراق واستقراره في عمان عاصمة مملكة الأردن ، عمل بصفوف المعارضة العراقية وبالتحديد مع جبهة الوفاق الوطني العراقي التي يتزعمها السياسي ( أياد علاوي) ، والجميع يعلم أن الشاعر تعرض لحادث دهس يشاع انه مقصود ترك عنده عوقا بساقه الأيمن ، وشخصيا تعرفت على الراحل الرويعي سبعينيات القرن الماضي من خلال جمعية الشعراء الشعبيين فرع بابل ، واعلم انه من قضاء المدحتية ، واعرف انه يساري الهوى والمعتقد ، وقد كتب اغنية ( يا عشگنه) التي أداها الفنان الراحل فؤاد سالم والفنانة شوقية بإحدى الأوبريتات التي كانت تغنى يوم ٣-;-١-;- آذار ذكرى عيد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي :
يا عشگنه
فرحة الطير اليرد لعشوشه عصاري
يا عشگنه
من سوابيط العنب ونحوشه عصاري
وگاعنا فضه وذهب واحنه شذرها
وشحلات العمر لو ضاع بعمرها
يا عشگنا يا عشگنا يا عشگنا
وبعد أن استقر شاعرنا الراحل الرويعي بعمان وبدأت سيوف الغربة تضيق على رقبته، ويأكل الحنين والشوق قلبه وروحه ، بدأ يكتب ما نسميه قصائد الشوق والحنين ، كتب قصيدته ( ربيانه ) واستذكر فيها الزوج والأخوة والصحبة والمدينة التي تغفو على نهرها المسمى ( الربيانه ) يقول فيها ،
الچ بگليبي بيدر شوگ ...
وچروح او عتب وايمان
احبچ من گلب والسان
احب ارياضچ الخضرة ... احب الغيد والخلان
اولو هب هوه ( ربيانه ) يروي كل چبد عطشان
يگحل گل جفن نعسان
اومن يتمايل الريحان ..
من خمر العشگ نشوان....
وكتب قصيدته التي غناها الفنان (حميد منصور) ، ولحنها الفنان (السماوي) ، والاغنية بدء لم تسجل بإسم الشاعر الرويعي لأنه معارض للنظام وهارب خارج العراق، ونشرت مجلة السنبلة النجفية خبرا مفاده أن الرويعي كانت تربطه علاقة صداقة بشاعر العرب الأكبر ( محمد مهدي الجواهري)، وتذكر المجلة نقلا عن عائلة الجواهري الكبير، انه كان يختلي لنفسه بأحد غرف البيت ويستمع لحميد منصور، ويبكي كما يبكي اي مغترب يحن لداره وصحبه واحبته، بل ويقولون حين يصل المغني إلى ( التمت بروحي المحنه واشتهيت اخبارگم)، يقولون كنا نسمع نشيج بكاء الجواهري، توفي الراحل الرويعي عام ٢-;-٠-;-٠-;-٢-;- م بعمان ولم يشهد ما شهدناه من أكذوبة الديمقراطية التي أتى بها من جاء على ظهر الدبابة الأمريكية، بعد سقوط صنم الدكتاتورية عام ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;- م بدأت بتقديم برنامج ( بستان الشعر الشعبي) من إذاعة بابل التي يصل مدى بثها لدائرة نصف قطرها يزيد على ٢-;-٠-;-٠-;-كم، إحدى المرات اتصلت بي مستمعة على البث المباشر وشكرتني لأني قرأت نصا للشاعر الراحل كاظم الرويعي، وقالت لي انها سوف تبعث لي مع قريب لها، الديوان الشعري الوحيد الذي أصدرته حركة الوفاق الوطني تخليدا للشاعر الكبير الراحل كاظم الرويعي، وقالت لي انها زوجة الشاعر الراحل رحمه الله، وعلمت من ابن اخت الشاعر الرويعي أن خاله لم ينجب من زوجته طفلا، وكنا نحن أصدقاء الراحل نكنيه بأبي تمام،
كلمات أغنية ( سلامات)
ألحان /عبد السماوي
غناء / حميد منصور
كلمات / كاظم الرويعي
ويهديها الرويعي ويقول (إلى كل بعيد ومغترب) أهدى هذه الكلمات....
سلامات ابعث سلامات
ويه الرايح ويه الجاي ابعث سلامات
سلامات سلامات ريتگ سلامات
صبح ومسى يهواي ريتگ سلامات
تجينا ردتگ تجينا
راحت واجت الايام ردتگ تجينا
وعلينا علينا بس مر علينا
اتورد الاحلام من تمر علينا
المواويل تحلى المواويل
حبگ يطيب غناي تحلى المواويل
القناديل تضوي القناديل
جيتگ يضي العين تضوي القناديل
الاگيه بس كون الاگيه
وبعيني اضم هواي بس كون الاگيه
تراضيه .. وعيني تراضيه
وارسم بعيني عتاب وعين التراضيه
الملامات الملامات لولا الملامات
شوگگ بعد ميعود لولا الملامات
سلامات سلامات حبگ سلامات
يبقى ندى وورود حبگ سلامات .

39
( الرصعة أو الغمازة عند الشعراء )
حامد كعيد الجبوري
حاولت أن أجد للرصعة جذرا بلغتنا العربية فلم أجد ، ووجدت من يقول أن الرصعة هي تجويف أو تقعر أو نقرة في الخد تبرز للناظر حين يضحك بملإ شدقيه ، وتسمى الرصعة عند أهلنا في سوريا ب الغمازة وأعتقد أنها باللهجة المحكية السورية أقرب للفصحى من اللهجة العراقية والتي تسمى عندهم - العراقيون - الرصعة- ، والغمازة لمن لا يعرف هو تشويه خَلقي محبب عند من يحمله وعلامة للحسن وجلب النظر ، بل ويتمناه الكثير رجالا ونساء ، وغالبا ما تكون هذه الرصعة في الخد أو في الذقن أو في الرقبة ، وتغزل الشعراء بتلك الرصعة في خدود الحسان ، ولم أحصل على الكثير من الشعر العربي يتغزل أو يصف تلك الرصعة ، وفي هذا البيت ربما يشير الشاعر للخد المبتسم دلالة على الرصعة:
إِنْ تَشْرَبِ الرَّاحَ فَاِشْرَبْ مَعْ ذَوِي أَدَبٍ
أَوْ ذِي جَمَالٍ صَقِيلِ الْخَدِّ مُبْتَسِمِ
ووجدت أبياتا ل بن المعتز الشاعر يوصف الرصعة بالتفاحة المقضوم جزءا منها ويقول :
تفَّاحةٌ معضوضةٌ / كانتْ رسولَ القُبَلِ
كأنَّ فيها وجنةً / تنقَّبتْ بالخَجَلِ
تناولتْ كفِّي بها / ناحيةً من أملي
وتغزل الشعراء برصعة الحنچ - الذقن - قال مظفر النواب الرمز العراقي الوطني الشريف :
تأمل بينه يحبيب
رصعة الحنچ في گمره
نسيت الروح يا يمه
بطبگة الترف والزهرة
شدهني وتلها من أيدي
وعگدها بطارف الغتره
يروحي شگثر عاگولج
والمگاتل على الگطره
الطبگة/ وسيلة بدائية للنقل المائي
العاگول / نبات بري يسمى العاقول
وشاعر آخر يقول متغزلا برصعة خد من أحب :
يم رصعة حنچ...
يم احچول..
يم خرخاش...
يم شيله... يبت الهور..
اسمعيني يسمره طين يگحيله
ولي انا نص قديم كتبته اتغزل واقول :
يا يمه اشتگيلچ
حبيبي بطارف عيونه
نظرلي وفات من هناااگ
ابتسملي بشفته العناب
ورصعة حنچه ضحگتلي
وحين نستذكر رصعة الخد وما قيل فيها نقرأ بالمحكي السوري :
ألذ منظر مُمكن تشُوفه عيونيّ
لما تضحك و تبان غمازتك
وآخر يخاطب حبيبته ويقول :
إضحكي الله ما خلق غمازتك عبّث
وهذا محكي آخر وابداع من قال :
نعم رصعة حنج بس تحفر گلوب
ومحكي آخر يطلب من حبيبته أن تقسم ولكن بمن ستقسم :
بحق غمازتك والجمّال الي ف مبسمك
ماظُن إن العبُوس يجوز لك
وشخصيا كتبت عن غمازات الخدود وقلت على وزن الدارمي العراقي ( مستفعلن فعلان مستفعلاتن) :
خدودگ زهر رمان تزهي بغمازات
والقلب لو مر بيك ما لومه لو مات
وعلى حد علمي واطلاعي لم أجد من كتب برصعة الرقبة / الجيد / النحر - وهو مكان وضع السكين لنحر الذبائح - سوى الشاعر الرمز العراقي الوطني مظفر النواب :
ولساع مشدوده شبگتگ عالخصر
والرگبة من تلتاف للبوسه چسر
بس انت تدري شلون رصعة بالنحر
والشته شال شليله من يمنه عبر
وسألته عنك
يا شته العشاگ
ما عندگ خبر
وگ يا شته العشاگ
ما عندگ خبر
......


40
عرض كتاب حواريات مع المتنبي  :

حامد كعيد الجبوري
       صدر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة كتاب حواريات مع المتنبي لمؤلفه د. عدنان عبد الكريم الظاهر السريراتي، يقع الكتاب ب284 صفحة من الحجم الكبير، قدم للكتاب الشاعر جبار الكواز، ( تداخل الرؤى وانكشاف الواقع سرديا)، يقول الكواز في مقدمته (( تشكل ظاهرة الدكتور (الظاهر) مؤشرا مميزا من خلال الإطلاع على منجزه الإبداعي والبحثي واتجاهات هذا المنجز، بشقيه العلمي والأدبي، فهو عالم في مجال تخصصه وأديب لامع، شكلت آراؤه وبحوثه في هذا المجال مفتتحا للتأويل لأنه أولا يتيح دراسة مجالات رحبة لإقامة رابطة تأويلية في علاقة المنجز العلمي بالمنجز الأدبي، وهو الذي عرف بقوة حافظته، وعمق ذاكرته، ودقة تشخيصاته منذ أيام صباه إلى ما شاء الله له من طول العمر بإذنه تعالى)) ، وتحدثت د. سناء الشعلان عن الدكتور الظاهر بتقريظها لكتاب الظاهر الحواريات ( الحقيقة هو ليس أبا لي فحسب، وليس شاعرا لا أكثر، وكذلك لا يمكن اختزاله في توصيف ينحصر في كاتب أو ناقد أو أستاذ جامعي، أو منظر سياسي، أو مرب أو كائن جمالي يقتات النبل والمحبة والخير والسلام، هو كل ذلك وخليط منه هو باختصار ) .

قسم الدكتور الظاهر كتابه لجزأين ، الأول جدل على ضفاف دجلة والفرات، الجزء الثاني المتنبي في ميونخ، وكلا الجزأين يحاور الكاتب شاعرنا المتنبي بحوارات أدبية مرتكزا على دراسته النقدية لشعر وحياة المتنبي، مستحضرا حوادث ومواقف وأماكن مر بها الشاعر المتنبي شاغل الناس ومالئ الدنيا أو العكس مالئ الدنيا وشاغل الناس ، وهذا لا يتأتى إلا من خلال دراسة واعية لشعر المتنبي وتحليله واستخلاص الرؤية النقدية ، ودراسة واسعة لما كتب عنه عراقيا وعربيا وآراء للمستشرقين، والجميل في حواريات الظاهر مع المتنبي مقارنة ومقاربة شعر المتنبي بمن سبقه من شعراء العرب ، وبشعراء من جيله ، ولشعراء جاءوا بعده ، الجواهري، شوقي، السياب، البياتي، ادونيس، نزار قباني وغيرهم، وفي الكتاب إشارات تاريخية عاشها المتنبي في بلاط الحمداني أو الاخشيدي كافور، الجميل بكتاب الظاهر انه يعكس واقعنا المعاصر على أحداث وشعر قاله المتنبي ( (أكلما اغتال عبد السوء سيده / أو خانه فله في مصر تمهيد) ، سألته بالله عليك أبا الطيب من قصدت بهذا البيت؟، قال والله ما قصدت إلا السيد محمد أنور السادات)).
       في حواريات الظاهر مع شاعره الأحب المتنبي يحاوره ويخبره عن شخوص وأماكن عاشها الظاهر أو عاشها المتنبي، قال للمتنبي ( لذا وصفوك بعد موتك بأنك مالئ الدنيا وشاغل الناس، قال تقصد بعد رحيلي أو غيابي، فأني لم أمت وسوف لن أموت، ولست بحاجة إلى أهرامات فرعونية تقيني من الحر والبرد والمطر، وتكف عني لصوص أقنعة الذهب، أنا لست مومياء محنطة، أنا الحي الدائم، أنا الحق وأنا المتنبي وكفى)، وأجد هنا أن الدكتور الظاهر أعطى رأيه الشخصي المستخلص من دراساته لشعر وحياة المتنبي وتأثير تلك الحياة بقناعة الدكتور الظاهر ، ويحدثه مثلا عن شخصية غرائبية في الحلة مركز محافظة بابل، شخصية عرفها أبناء الحلة ( محمد الهبش) صياد الأفاعي ومفترسها ، يحدثه عن المطرب الحلي المعروف سعدي الحلي، ويسيح مع المتنبي مع مغنين فلكلوريين، وقراء مقام.
      في كتاب الظاهر تجسيد للرؤى السريالية حيث يذهب بالمتنبي إلى ما فوق الواقع والمتخيل اللاشعوري ، ويحاول الدكتور الظاهر أن يتقمص شخص المتنبي تارة، ويجعل من المتنبي عدنان الظاهر الذي هاجر أو هجر من عراقه فترة انقضاض الطاغية المقبور صدام حسين على قوى اليسار الوطنية تارة أخرى ، ويجعل من المتنبي مدرسا في ليبيا، بل ولاجئا في معسكر رفحا السعودي ، الغريب ان الدكتور الظاهر لم يذكر الطاغية المقبور صدام حسين ولم يسمه إلا مرة واحدة وبشكل عرضي ليس أكثر ، وتارة أخرى يحاكيه، وتارة أخرى يجعله شخصا ثالثا بينهما.
     في ألمانيا وفي بريطانيا وهولندا التي زارها الدكتور الظاهر يصحب خياليا الشاعر المتنبي العظيم معه، يدخلان سوية للمكتبات العامة ويلتقيان بمديري تلك المكتبات ويتحاوران معهم، ويدخلان المقاهي والمتاحف والمتنزهات والبحيرات، وما يدور بخلد الدكتور الظاهر ينقله على لسان المتنبي، مؤيد، ومعارض، ومنتقد، وموجه، ومستنكر .

    في الكتاب الكثير من المفاجئات التي لا أريد أن أفسد متعة القارئ بذلك الكتاب التوثيقي السياحي ، الثقافي  المهم كما أرى.

ببلوغرافيا  :
عدنان عبد الكريم الظاهر السريراتي
دكتوراه كيمياء وبروفسور مشارك.
ولد في مدينة الحلة / بابل / ١٩٣٥م.
يقيم حاليا في ميونيخ.
تخرج في دار المعلمين العالية جامعة بغداد ١٩٤٨م وحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء جامعة موسكو ( متمتعا بإحدى زمالات الوكالة الدولية للطاقة الذرية) سنة ١٩٦٨م.
له أبحاث في حقل كيمياء التحولات النووية جامعة كاليفورنيا الولايات المتحدة الأمريكية.
أكاديمي زائر في قسم الكيمياء جامعة ويلز البريطانية.
باحث علمي مشارك جامعة شفيلد البريطانية
عمل في التعليم الثانوي العراق بابل ١٩٥٨-١٩٦٢.
عمل بجامعة بغداد مدرسا للكيمياء.
أستاذ مشرف لطلبة الدراسات الأولية والعليا وعضو لجنة الدراسات العليا قسم الكيمياء ١٩٧٠-١٩٧٨
صدر له :
ديوان شعر ( إحساس يصيب الهدف) ١٩٦٠.
ديوان شعر باللغة الإنجليزية لندن ١٩٩٨
ديوان ( رمل وبحر) دمشق ٢٠٠٠
كتاب في الشعر باللغة العربية والإنجليزية والألمانية ٢٠٠٠ميونخ.
كتاب (نقد وشعر وقص) ٢٠٠٠ القاهرة
دراسات عن المتنبي والمعري والجواهري والسياب وغيرهم نشرت في صحيفة الزمان التي تصدر في لندن.
كتاب ( العرب وكيمياء الذهب) دار نشر ألمانية

41
المنبر الحر / (على الجسر العتيق)
« في: 19:14 22/08/2019  »

عرض كتاب :
(على الجسر العتيق)
حامد كعيد الجبوري
         صدر عن دار ( ماشكي ) للطباعة والنشر والتوزيع / العراق / الموصل كتاب ( على الجسر العتيق) للشاعرة والأديبة السورية ( ليندا إبراهيم)، ويقع الكتاب ب 82 صفحة من الحجم المتوسط وبغلاف جميل صممه الفنان ( محمود بهجت)، يحتوي الكتاب على 12 قصة مستوحاة من الواقع السوري الذي عاشته الكاتبة. قدمت دار ماشكي الناشر للكتاب، (( يتأثث الكتاب السردي على الجسر العتيق) للشاعرة ليندا إبراهيم بالذاكرة والحزن والحنين في لغة شعرية تسعى إليه الجمالي والمعرفي بفاعلية مؤثرة تمنح التكوينات النصية ودلالات أكثر خصوبة في تجسيد الصراع بين ال ( أنا) وال( آخر) عبر الكشف عن المخفي والمستور والمحجوب، تقدم ليندا إبراهيم سردها الذاكراني أحداثاً وشخوصاً يشرقون بالدمع الفائض، ويطلقون العنان لاسترجاعاتهم التي تغادر الحاضر، لتضج بفضاء يمتد من الطفولة وحتى الراهن) ).
       تعترف الكاتبة والشاعرة ليندا في تمهيدها لسردها (على الجسر العتيق) ظهور هذا النوع من الكتابة الأدبية لديها، ( عندما بدأت بكتابة مقالات لزاوية الشؤون الثقافية في إحدى أهم وأعرق الصحف السورية وهي صحيفة الثورة السورية)، وتأتى اهتمامها هذا، ( مع أزمات أوطاننا المتتالية المتعمقة جيلاً إثر جيل، ومع ما شهدناه من تداعيات شردت وفتت وقهرت وهجرت إنساننا وأخانا في الوطن، بات لزاماً على قلم كل كاتب وطني شريف غيور أن يوثق ويكتب ويعالج ويعاين كل ما يمر به وطنه) .
      زارت الشاعرة ليندا إبراهيم العراق مرات متتالية، المربد، بغداد لحصولها على تكريم من وزارة الثقافة العراقية لفوزها بجائزة (نازك الملائكة)  2014، ودعيت للموصل الحدباء للمشاركة بمهرجان أبي تمام بنسخته الأخيرة لعام 2018 م، وهناك وهي تعبر الجسر للذهاب لجامع النوري، ومنارته الحدباء هالها ما شاهدته من خراب لم يطل أي مدينة بالدنيا، كما في الموصل فكانت قصتها التي أخذت اسم الكتاب ( على الجسر العتيق)، وترى الكاتبة ليندا إبراهيم أن العراق، ( نسخة طبق الأصل عن بلدي سورية، الإنسان والتاريخ والحضارة والأرض ورائحة الأرض عطر هذه الأرض، طيبة الإنسان فيه، إبداعه تفوقه واقعه المعيش وهمومه، حتى وجع النخيل عانقه ألم ياسمين بلدي الشام ، رأيت أوغاريت تحاكي سومر وبابل، الجزيرة السورية امتداد لخصب الرافدين، وحلب تناجي الموصل، تماما كما بغداد تضارع دمشق هوىً ومجداً وتاريخاً وأحداثاً)، وترى الكاتبة ليندا كما يرى العقلاء أن الشعر والثقافة والجمال من يقهر الجغرافيا والفلوات الشاسعات، حيث لا حدود ولا حواجز مفتعلة، ( بل كان ما يؤرق "ابن الكوفة"، "المتنبي" فتاةٌ في حلب، وما يؤرق "فتى حمدان" تحرير ثغوره من الروم، فإذا الهم نفسه والأرق نفسه لأن المصير واحد).
         بديهي أن الشاعر حين يسلك القص والسرد والرواية يختلف عن القاص والسارد والراوي الذي ابتدع لنفسه ذلك النمط الثقافي المعرفي ، هذا الاختلاف بطريقة الصياغة لمنجزه الإبداعي الجديد، نلاحظ تقارب ومقاربة الجمل والمقاطع بلغة تكاد تكون مدوزنة عروضياً، وكأن الشاعر القاص يكتب سرده منطلقاً من خلفيته الشعرية، برقتها، وتركيز معانيها، وسبك مفرداتها ، ليشد القارئ دون أن يفقد وحدة الموضوع الذي يكتب فيه.
            12 عنوان سردي يمكن أن نعده مشاهدات عاشتها الكاتبة، ويمكن أن تتقمص في الكثير منها شخصية ما من شخوص القص، وربما تأخذنا الكاتبة ونلج معها سوية لأقاصي الذات المشبعة بحب الناس والوطن الياسميني الدمشقي، ونقرأ في (( أيلول دمشقي)، ( تقول له على شرفة مطلة من قاسيون، حيث دمشق مضاءة بقلوب عشاقها، ونور أوليائها، وشغف نسائها الحسناوات، فيضحك ممازحاً: وبفساتينهن الملونة كعواطفهن، كليل دمشق هذا..) ).
        تتمنى الكاتبة ليندا إبراهيم أن تزال الحدود المفتعلة مصلحياً، والتي رسمتها الأطماع التوسعية المشرذمة لأمة ابتليت بطواغيتها من ساسة جوف ،  وتلتقي بحبيب عمرها ، ( هناك حيث جلسنا على ضفة الشوق، حيث الحديقة، بمقاعد عشاقها، تضيف لحلمنا حلما آخر ببيت جميل يطل على دجلة لا مكان فيه إلا للورود الجورية الحمراء، والياسمين الشامي...).
         لا أريد أن أطيل بعرضي لكتاب (ليندا إبراهيم) لكي لا يفقد لذة القراءة لمن يحصل على كتابها ( على الجسر العتيق).
ببليوغرافيا :
 ليندا سلمان إبراهيم
مواليد دمشق
الشهادة / مهندسة
 العمل : وزارة الثقافة السورية
 عضو اتحاد الكتاب العرب - جمعية الشعر
عضو نقابة المهندسين السوريين
 شاعرة وأديبة مشاركة في العديد من المهرجانات الأدبية والفعاليات الثقافية على مستوى سورية والدول العربية
صدر لها :
 لدمشق هذا الياسمين شعر / 2013 م
 فصول الحب والوحشة شعر / 2013 م
لحضرة الرسولة شعر /2016 م
 أنا امرأة الأرض شعر /2016 م
 لسيدة الضوء شعر / 2018 م
منمنمات دمشقية شعر / 2019 م

42
ج٤ / انتفاضة آذار الخالدة مالها وما عليها :
غروب يوم 3 آذار :
      قبل غروب يوم 3 آذار كانت الحلة  وكافة دوائر الدولة المنهوبة على يد المندسين خالية من حزب البعث ومن رجال الشرطة أو القوات الأمنية،المنتفضون الثوار يأنفون من أفعال السرقة وما إليها ،  مشاهدات كثيرة لا يمكن حصرها وتوثيقها، شعور الناس مختلف عن شعورهم يوم أمس، يشعرون بأنهم قد نالوا حريتهم بعد سقوط مدينتهم بأيدي أناس لم يعرفونهم أو يشاهدونهم، ولابد للإنسان أن يتساءل، من يقود الناس؟، ومن هم المنتفضين؟، ومن هي قياداتهم الميدانية والسياسية، أسئلة لا جواب لها الآن، وربما غدا سيتكشف الأمر أكثر    ويتضح المبهم، والشئ الملفت عن ماهية ذلك الشعار ومن الذي أطلقه ( ماكو ولي إلا علي ، ونريد قائد جعفري ) ، لا نعرف كيف أطلق ومن الذي مهد لذلك .              قبل صلاة المغرب دخلت لغرفة والدي المريض المقعد، والذي كان يتابع ما يدور عبر أسألته المتكررة لي أو لأخوتي، قلت له هنيئا لك أبي وأنت تشهد نهاية حكم صدام الطاغية، قال لي هل قتل صدام؟، قلت له بغداد لا تزال بيد صدام وقواته تمسكها بطوق حديدي، ابتسم والدي رحمه الله ابتسامة استغراب وقال، بغداد لم تسقط وصدام لا يزال فيها، إذن لم هذا الفرح والتهنئة، وقال يا بني وهو يتمثل قول الشاعر ( لا تقتل الأفعى وتترك رأسها، إن كنت شهما فألحق رأسها الذنبا)، وجدت حديث الصدق والحكمة عند والدي العجوز رحمه الله.
        لم نتطرق بما مضى عن الطعام ومن أين نحصل عليه، ولم تكن الأمور متوقعة لما سيحدث، لذلك كل العوائل الحلية الفقيرة والمتوسطة كانت تشتري ما تحتاجه يوميا أو بين يوم وآخر، الكهرباء مقننة وتعطلت أغلب محطات توليد الطاقة، بل توقفت تماما عن إنتاج الطاقة الكهربائية بسبب قصف قوات التحالف ، أبراج الهواتف الأرضية والبدالات الأرضية قصفتها الطائرات الأمريكية وعطلتها عن العمل ، لا تسعفني ذاكرتي كثيرا متى بدأ القصف الجوي والصاروخي على بغداد وبقية المحافظات، ربما يوم 14 أو 15 شباط عام 1991م بدأت قوات التحالف تطال المرافق العسكرية العراقية بطائراتها وصواريخها الموجهة .
        يقول بوش الابن بمذكرات صدرت له بأنه كان يرقب القصف الجوي على بغداد من شاشة التلفاز هو ووزير دفاعه ( دك جيني) وزوجة الرئيس، ويقول أن الغاية لم تكن احتلال بغداد وإسقاط نظامها ، ولكن إن بقي صدام حسين حيا فسوف يخرج منتصرا لأنه حي، ويقول أيضا أن قافلة لركب صدام حسين أطالتها الطائرات الأمريكية ولكنه لم يقتل ، ويصف بوش صدام حسين بأنه حذر وكثير التنقل ، وتغيير الموقع الذي يكون فيه، ومن جانب صدام حسين فقد هيأ صواريخه  سكاوت وأطلقها كما اعتقد يوم ١٨ شباط تجاه دويلة إسرائيل اللقيطة، وتسارعت الأحداث، وأطلق صدام حسين وجبة أخرى من الصواريخ لم تصب أهدافها بدقة  حينها كما تصرح وكالات الأنباء ، رغم تأكيد بيانات القيادة العسكرية بأنها حققت أهدافها بدقة متناهية ، وعلى وجه السرعة أرسل بوش صواريخ باتريوت الاعتراضية لدويلة إسرائيل،  وهاتف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وابلغه التريث بالرد على الصواريخ العراقية، - ( معلوم أن العراق بعد عام 2003 م عوض دويلة إسرائيل بملايين الدولارات بموجب قرارات دولية ، وكذلك لدولة السعودية ودولة الكويت ، ودول أخرى _ )   ، وتحادث أيضا هاتفيا  مع الرئيس الروسي كاربجوف بهذا الشأن أيضا، وأوفد الرئيس الروسي حينها وزير خارجيته ليلتقي صدام حسين، الأمور تتسارع، وأنا أورد ما اختزنته ذاكرتي وعلى وجه السرعة أيضا، وصدر قرار من الأمم المتحدة بوجوب خروج العراق من دولة الكويت، وأعلن العراق موافقته على الانسحاب، وبدأ الانسحاب يوم ٢٦ شباط 1991م، ويقول شوارسكوف قائد القوات المتحالفة حينها بأنه اقترح على وزير الدفاع الأمريكي دك جني أن يكون قصف قوات التحالف لمدة أسبوعان على المرافق العراقية قبيل الهجوم البري ، وكان له ما أراد، ويقول شوارسكوف رغم موافقة العراق على الانسحاب فقد دمرنا 3 ألوية من الحرس الجمهوري العراقي وهي تنسحب من دولة الكويت.
       لقد دمرت قوات التحالف غالبية الجسور العراقية وهي تزعم أن هذه الجسور تخدم القوات العسكرية خلال التنقل، وأثناء انسحاب القوات العراقية من دولة الكويت صدر الأمر لها بإحراق أبار النفط الكويتية وكان ذلك يوم 26 شباط،  لم تجلب الرياح دخان الحرائق للعراق لأن الريح حينها كانت ريحا جنوبية، وتغيّر مسار الرياح وأصبحت شمالية بعد يوم 1 آذار فأغرقت المحافظات الجنوبية والوسطى بظلام دامس.
      الحدث المهم الذي يستذكره العراقيون هو قصف ملجأ العامرية فجر يوم 14 شباط من قبل طائرتان أمريكيتان نوع f117 بقنابل ذكية، متذرعين بوجود صدام حسين أثناء قصف الملجأ، وأدى القصف لقتل 400 مدني عراقي بين رجل وامرأة  وطفل، ويروي البعض أن صدام حسين قد غادر ملجأ العامرية قبل قصفه بدقائق معدودة.
       نفذ كل ما اختزنته العوائل العراقية من لحوم وخضروات ولم يبق لهم سوى الدقيق والرز والعدس والسكر والشاي الذي كان يوزع ضمن مفردات البطاقة التموينية، أيام مرت ثقيلة ومريبة ، رغم أن الكثير يعتقدون بأنهم قد نالوا حريتهم وانتهى نظام دكتاتور قاتل.
حامد كعيد الجبوري
يتبع ج5

43
انتفاضة آذار الخالدة مالها وما عليها :
ج2:
شرارة الانتفاضة                                            :
عادت القطعات العراقية المنسحبة والمذعورة من قصف طائرات التحالف بشكل عشوائي ، لم يستطع قادة الجيش العراقي الانسحاب وفق خطط مدروسة مما حول الانسحاب إلى هزيمة نكراء، لم يتمكن حتى آمر الحضيرة السيطرة على أفراد حضيرته، قتل الكثير من الضباط والجنود بقنابل الطائرات والصواريخ الموجهة، دمرت الآلة العسكرية بشكل غريب، والداخل للبصرة من دولة الكويت يصل لساحة كبيرة فيها نصب جداري للقائد المهزوم صدام حسين ، ساحة سعد ، الناس تنتظر أبنائهم الفارين من جحيم القنابل، الناس ربما يزيدون على الحد المتوقع عشرات الآلاف ملأت ساحة سعد وامتدت صوب مقترباتها ، بهذه اللحظات وصلت دبابة من طلائع الجيش المنسحب من الكويت لساحة سعد، لا يعرف أحد من هو سائق الدبابة، ولا يعرف أحد من هم أفراد طاقمها، وربما يقودها احد الضباط أو أحد ضباط الصف، تلك الدبابة المنسحبة أراد طاقمها أن ينتقم لهدر كرامة العراق والعراقيين والجيش العراقي، لذا وجه مدفع دبابته للصورة الجدارية للطاغية المقبور بساحة سعد وأطلق عليها قذيفة أتبعها بالسب والشتم لصدام حسين، كانت ساحة سعد حينها عبارة عن فوهة بركان تنتظر لحظة الانفجار، وفعلا كانت تلك القذيفة هي شرارة الانتفاضة الأولى، يقال أن فجر 1 آذار عام 1991م بدء انطلاق الشرارة، ويذهب البعض إلى أن يوم 2 آذار هو بدء الشرارة، والحقيقة هي يوم 1 آذار ، وهناك حديث آخر تم تناقله حينها بأن قضاء الزبير السني هو الذي أشعل شرارة الثورة يوم 1 آذار، وعلى كل الوجوه فإن مطلق الشرارة الأولى لم يحدد مذهبه بل حددت هويته الوطنية، كما حددت الهوية الوطنية لقضاء الزبير، وسرعان ما امتدت نيران الانتفاضة لتسقط كل مقرات حزب البعث المنحل في محافظة البصرة، وهروب أعضاء الحزب الكبار لمناطق مجهولة، وتمت سيطرة الثوار على كافة مرافق الدولة في البصرة، بما في ذلك المقرات العسكرية ومقرات قوى الأمن الداخلي والشرطة، نشط المندسون وضعاف النفوس والسراق لنهب دوائر الدولة ومخازنها، لم يجد المنتفضون في زنزانات الأمن والاستخبارات ومراكز الشرطة أي سجين سياسي، بل وجدوا المحكومين والموقوفين بقضايا جنائية، وهذا يدلل على الكثير من المعاني والتأويلات، ولم يستطع أحد حينها أن يحدد أفراد الانتفاضة ويميزه عن غيره، لذلك أطلقت التهم الكثيرة على المنتفضين إنقاصا لدورهم الوطني البطولي، ويقال أن قيادة الجيش المهزوم مع قيادات الحرس الجمهوري أغلقوا عنوة وفرارا مقراتهم الميدانية الموزعة بين ( الدريهمية) وما يحيط البصرة من مناطق، وفتحوا مقراتهم  في قضاء القرنة، ولكن سرعان ما وصلت شرارة الانتفاضة للقرنة منتقلة من ناحية الهارثة وهكذا لم يبق أي تواجد لمقرات الجيش العراقي ، وانسحب القادة تجاه بغداد متنكرين بالزي المدني، وآخرون يقولون أن القادة اختبئوا هنا وهناك ينتظرون ما تؤول له الأمور.
أجرت إذاعة مونتكارلو الفرنسية لقاءً مع العميد الركن عبد المنعم يسر الغافقي، والعميد الركن عملت معه في فرقة 19 في قاطع الكشك البصري، وكان حينها رئيس أركان الفرقة، وكنت مقدم لواء مدفعية الفرقة 19، لم أعرف عن توجهات الرجل السياسية وما يخفيه بصدره، بل كنا سوية بحلقة حزبية واحدة، تسمى خلية المؤيدين، هذه كانت درجتنا الحزبية مؤيد، وهي أقل درجة حزبية لا يحق لها ترديد الشعار الحزبي أثناء الاجتماعات المتفاوتة ، و ( يكذب كل ضابط في الجيش العراقي يقول لم أكن منتميا لحزب البعث العربي الاشتراكي)، يقول الغافقي لإذاعة مونتكارلو ، لاحظت عدد الضباط والمراتب والأسلحة والآليات فوجدتها كافية للتحرك اتجاه بغداد، ويضيف قائلا لابد أن تلتحق بنا وحدات أخرى أو جنود فارون ونحن متوجهون صوب بغداد، وفعلا تحركوا ووصلوا محافظة الناصرية عبر الطريق السريع ، فوجدوها محررة بالكامل من قبل الثوار، وقتل بعض البعثيين ومنهم ما يسمى أمين سر فرع ذيقار لحزب البعث العربي الاشتراكي المجتث ، ويضيف قائلا حين التفت إلى الوراء وجدت أن قواتي المتحركة لا يستهان بها، فقرر الغافقي قسم قواته لقسمين، الأول يتوجه من الناصرية تجاه الكوت، والقسم الثاني يتوجه صوب محافظة السماوة، وانتقل مذيع مونتكارلو بهذه اللحظات لإجراء لقاء ولنفس البرنامج مع وزير الخارجية العراقي المعين توا ( محمد سعيد الصحاف)، الذي علق بعمان عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية، ووضح حينها الصحاف انه لم يستطع الوصول لبغداد بسبب القصف الأمريكي على بغداد أثناء دخول قوات التحالف لدولة الكويت لغرض تحريرها من الجيش العراقي، وكما معلوم عن الصحاف الإعلامي والسياسي المخضرم، تحدث عن أن بغداد وقادتها باقون وان مصير بوش الرئيس الأمريكي إلى الزوال، وأن صدام حسين أبقى من بوش، ويعود مذيع مونتكارلو للغافقي ليقول ، اصطدمت قواتي بالقوات الأمريكية التي كانت محمولة بطائرات الهليكوبتر ، ويقول كنت أتوقع من هذه القوات ويعني الأمريكية أن تعيننا بالسلاح والعدة ، لغرض إسقاط النظام الذي يصرحون بأنهم قادمون للإطاحة به، ويقول إن الغريب أنهم اقتادوني أسيرا.
حامد كعيد الجبوري
يتبع ج3

44
إنتفاضة آذار الخالدة مالها وما عليها:
ج1
تمهيد :
      لا أدعي بأني ساهمت في انتفاضة آذار الخالدة عام 1991م، وليس سهلا أن تسترجع ذاكرتك التي بدأت تصدأ وتسترجع أحداث 28 سنة انصرمت بخيرها وبشرها، ومن المؤكد ستكون التواريخ التي أذكرها معتمدا على تلك الذاكرة، ولا أراجع ما نشره غيري وأجعله حجة لي وعلي ، ولا أحد يقدر أن يقنعني بأن الانتفاضة مهدت لها وفجرتها وقادتها أحزاب كانت تمارس نشاطها السياسي خارج الحدود العراقية، مع استثناء الشمال العراقي لوجود قادته السياسيين معهم سواء بالمدينة أو بأعالي الجبال، ولا أعترف بأن المنتفضين لهم أجندات وعلاقات بسياسيين عراقيين أو أجانب، ولا أركن لحديث من هنا وهناك بأن الانتفاضة كانت لها قيادات سياسية أو اجتماعية أو دينية، وقناعتي الشخصية أن المسميات التي ذكرتها من أحزاب وأسماء ورجال دين هم الذين كانوا السبب الرئيسي بتشتت قوى المنتفضين وإعطاء المسببات لأمريكا والسعودية والنظام الفاشستي، الممثل بالطاغية المقبور صدام حسين لقمع تلك الانتفاضة بشكل وحشي سادي،، لم يشهده العالم أجمعه، وأطلقت لصدام حسين يده بوأد الانتفاضة مستعينا بحرسه الجمهوري وقواته الخاصة، ومخابراته واستخباراته، وبمساعدة مستميتة من مقاتلي منظمة مجاهدي خلق بزعامة مسعود رجوى، وطائرات الهليكوبتر العراقية والأمريكية ، وهكذا فقد أخمدت الانتفاضة التي بدأت يوم 1 آذار، واستمرار القمع الوحشي الحيواني للربع الأول من شهر نيسان 1991.

أسباب الانتفاضة :
       لا يخفى على الجميع ما كانت عليه حياة العراقيون فترة الحصار الذي فرضته أمريكا من خلال الأمم المتحدة من جوع ونقص الخدمات، وصعوبة الحصول على الدواء والغذاء، وتسلط زبانية القائد الضرورة، وتحجيم دور البعثيين، وفرض سلطة المخابرات والأمن وحكم العائلة الفردي، والسبب الذي أجده قد زاد الطين بله هو دخول بل غزو الجيش العراقي دولة الكويت بأمر من صدام حسين، واعتبارها المحافظة 19 وتسميتها محافظة النداء، ومن ثم إصدار القوانين الدولية بوجوب خروج العراق من الكويت، التي لم يعرها صدام حسين أهمية، وثم تشكيل قوة دولية شاركت فيها أغلب الدول العربية، وفعلا أخرجت القوات العراقية من الكويت بصورة مذلة ، وتدمير الآلة العسكرية العراقية، وانسحاب الجيش العراقي وقوات الحرس الجمهوري والجيش الشعبي الذي شكل من فقراء الناس، وبدأ قوات التحالف قصف كل التجمعات المنسحبة جماعات أو فرادى من الكويت صوب الحدود العراقية، وتوقيع العراق المخزي مع قائد القوات البرية الأمريكية ( شوارسكوف) ووزير الدفاع العراقي الفريق سلطان هاشم بخيمة صفوان، وتدخل وزير الدفاع السعودي مشيرا على شوارسكوف بوجوب نزع رتبة الفريق سلطان هاشم، ونزع نطاق ( بنطاله ) بصفته قائد الجيش المهزوم، إمعانا وتشفيا بإذلال العراق من خلال وزير دفاعه، ويقال أن شوارسكوف رفض مقترح وزير الدفاع السعودي، وبعد سماع العراقيين ما حل بجيشهم وأبنائهم، وحينها تواجد في البصرة مئات الآلاف من العراقيين مستفسرين عن مصير أبنائهم الجنود أو الضباط أو منتسب ما سمي وقتها بالجيش الشعبي، كل هذه المسببات مجتمعة أدت إلى إطلاق شرارة انتفاضة آذار الخالدة، انطلاقا من ساحة سعد في البصرة ظهيرة يوم 1 آذار عام 1991م.
يتبع ج2
حامد كعيد الجبوري

45

المراهقةُ وبائعة الخبز الحسناء !!!
اعترافات متأخرة جدا جدا...
حامد كعيد الجبوري
العراق / بابل
        لا أعرف سببا وجيها للاعتراف، ولماذا أسطر هذه الاعترافات بعد سني العمر الموحشة والموشحة بالخسائر والنكسات؟، ربما الشعور بالذنب، وربما شعوري بالوصول لمحطتي الأخيرة، وربما هي مجرد اعتراف للتخلص من عقدة كتمانها الطويل..
...
         عام ٦٧_١٩٦٨ كنت طالبا بإعدادية الحلة للبنين الخامس الإعدادي الفرع الأدبي، ٣ أيام الدوام صباحي، و٣ أيام مسائي، العمر ١٧_١٨ سنة وهذا العمر لا يعد عمر المراهقة بل يتجاوزه لعمر الشباب، الحلة مدينة مغلقة متحضرة مدنية، ولكن يصعب إنشاء علاقات حب لظروف كثيرة، منها ديني، ومنها عشائري، ومنها مجتمعي، ومنها طبقي ، بل وأغلب علاقات الحب بين الشباب لم تتوج بالزواج، وأعرف الكثير من أصدقائي لا يزالون يتذكرون حبيباتهم بحسرات وخيبة، بيتنا يقع بمنتصف بستاننا الذي استملكتها الدولة عام ١٩٥٨ م، الاستملاك مجزي جدا وحول عائلتي من عائلة شبه فقيرة إلى عائلة تسكن بيتا حديثا في الجانب الصغير لحلة بابل والأهل والوطن، كنت أذهب إلى مدرستي بدراجة هوائية نوع ( هيركلس) اشتريته من جمعية المعلمين بهوية خالي المدرس وبسعر ١٨ دينار عراقي ، نهاية الدوام الصباحي أو المسائي أنطلق عائدا لبيتنا، ولابد من عبور الجسر المسمى القديم، وحين تعبر الجسر تجد بائعات الخبز ، وبائعات منتجات الحليب وخاصة (القيمر) البلدي ( القشطة) يجلسن واحدة جنب الأخرى في كلا الجانبين للجسر، أعمارهن متفاوتة، ليس بالجميلات ولا القبيحات، ومنهن - القليلات- أقمن علاقات مشبوهة مع هذا أو ذاك لكسب المال ، إحداهن ( عوراء) كريمة عين ذبحها أخوها لأنها حملت سفاحا، ومؤكد أنهن فقيرات للمال ولجأن لهذا العمل المتعب والمضني، عمل تتعامل به تلكن النسوة مع رجال أغلبهم يبحثون عن اللذة الحسية بسبب السمعة السيئة التي طالت تلك الشريحة المجتمعية ، الأمهات ينجزن الخبز بالبيت ويرسلن بناتهن أو أخواتهن لبيع المنتج في الأسواق ، يوضع الخبز بطبق - طبگ - مصنوع من سيقان نبات السوس، وينسج فوقه من خوص-أوراق- سعف النخيل، يضعن بائعات الخبز بهذه الأطباق أمامهن وينتظرن الرزق الحلال، قليلون من يشتري الخبز من الأسواق، غالبية البيوت تمارس النسوة هذا العمل يوميا، وبعض الأحيان يطرق بابك الضيف وتلجأ لشراء خبز السوق، غير المحبوب، وغير المرغوب فيه ، مرة بعد مرة أجد فتاة لا أقدر أن أصفها الآن، ربما خدعتني ذائقتي آنذاك، وربما لم أشاهد أجمل منها خلال سني عمري ، تصورت أن نار التنور قد ألهبت وجنتيها، وتلحظ بخدها ما يجذبك لها ، سمراء أقرب إلى البياض، بل (حنطية) البشرة، ولا ألذ من حنطة الفقراء ، عينان سوداوان مذعورتان خوفاً من عيون الرجال المفترسة ، شفتان لم يتعرفا على التطرية كما يقول مالئ الدنيا وشاغل الناس المتنبي العظيم ( وفي البداوة حسن غير مجلوب) ، شفتان وكأنهما مطليتان بلحاء ساق شجرة الجوز، وهذا اللحاء يلوّن الشفاه باللون البني الغامق، سرعان ما يتشقق على الشفاه وينزع بقليل من الزيت لتطريته ، ويسمى باللهجة العامية ( ديرم)، تضع فوق رأسها غطاءً يسمى ( شيلة، وعصبة من قماش الحبَر اللامع )، نحيفة بصدر نافر، لم أرى طولها بعد ، كل يوم نهاية الدوام ظهراً أو مساءً أقف دقائق قبالتها، وأطيل النظر لها، وتبادلني نفس النظرات، تبتسم لي وابتسم لها، خائف أن أتقدم لمكان جلوسها وسط البائعات، لا امتلك الشجاعة لمواجهة نظراتها وابتساماتها، سبحان الله حين تبتسم أرى لميض أسنانها البيضاء، المتراصة، المتناسقة، الجميلة ، مرة وبحركة إصبعها تقدمت نحوها، ركزت دراجتي الهوائية لمسندها، وقرفصت أمامها، وكلانا يرتعش خوفاً ورهبة لسر لا نعرفه، قلت لها أريد رغيف خبز؟ ، مدت يدها المرتعشة لتبحث لي عن أجود رغيف، وقالت رغيف واحد؟، لماذا، قلت لها والدتي أو أختي الكبرى هي من تقوم بمهمة الخبز، أخرجت من جيب بنطالي ( ٥) فلوس سعر الرغيف، فقالت لي معيب ما تفعله، وهل هذا جزاء وقوفك كل يوم هنا أمامي، وجدت الأمر سهل جدا، لم يلحظ احد وقوفي عندها، ولا حتى النساء الجالسات لجنبها، شكرتها وودعتها وقالت لي كل يوم انتظر قدومك وافرح لرؤيتك، لا تقطع عني وقوفك أمامي ، وفعلاً كنت كل يوم اسلم عليها وترد سلامي وتسلمني رغيف الخبز الذي أصبح ذريعتنا للحديث اليومي، مرة حظر زميل دراستي المرحوم القاضي ( عبد الأمير حسين النجم )، قلت لها اليوم أريد رغيفين، وأخرجت مبلغ الرغيف الثاني ورفضت المبلغ أيضا، قال لها صديقي خذي المال انه حقك، قالت لا تحشر نفسك بهذا الموضوع، كانت ظهيرة، ذهبنا أنا وصديقي لمحل بائع المخللات ( الطرشي) الملقب ( ابو زنوح) واشترينا ب(١٠) فلوس من المخللات واشترطنا أن يكون من ( الخيار - والشونذر - وثوم العجم)، اقتسمنا أنا وصديقي المخلل مع الرغيفين، وما ألذ الرغيف وأنت جائع، تطورت علاقتنا كثيرا ونحاول إيجاد فرصة إلى اللقاء، بعض المرات أجدها تنتظرني وقد باعت كل خبزها ، هاهي تسير أمامي مرة، ومرة أسير خلفها، لم تكن بالطويلة العيطاء، ولا القصيرة المذمومة ، الغريب لم اسألها عن أسمها طيلة هذه الفترة إلا حين سألتني ما أسمك؟ قلت لها حامد، قالت اسم جميل، قلت ما أسمك؟ قالت أحزر ما هو اسمي؟ قلت لقد أسميتك أنا حورية لأنك أسم على مسمى، وحورية من الجنان ، قالت لا، قلت إذن جميلة، قالت لا أيضا، قلت حوراء، وقالت لا، وتذكرت لحظتها إن البسطاء الفقراء لا يحسنون حتى تسمية أولادهم أو بناتهم، قلت قولي ما أسمك؟ خرجت حروف أسمها متلعثمة بين لسانها وشفاهها، وقالت وهي تنظر لطبق الخبز أسمى ( فليحة) وأطرقت خجلاً والعرق يتصبب من جبينها ، وعيناها تحبسان دمعة فرح لا أقدرُ مداه وسعته ، حدقتُ بعينيها طويلاً وقلت اسمك جميل لأنه مشتق من الفلاح، أتضح لي من خلال جلستي بل جلساتي  المتكررة أنها أمية لا تحسن القراءة والكتابة، قالت غدا خميس ومدرستك تنتهي مساء ، إذن هي تعرف حتى أوقات دوامي، الوقت شتاء وليله طويل ، والليل ينزل في الشتاء مسرعا ليس كبقية الفصول ، والخميس نبيع فيه خبزنا مبكراً ، وغدا أحاول إقناع أمي أن لا تزيد كمية الخبز، قلت لماذا ؟ قالت غداً تعال وسنحاول أن نسير في أزقة محلة الوردية الضيقة، والأزقة بلا أضواء أو سراج، فرحت جدا وقلت غداً سأنال كل شئ، ولكن أين ؟ وكيف ؟ وهل ستوافق أم تتمنع؟ مساء يوم الخميس لم أجلب معي دراجتي الهوائية، وقفت قبالتها منتظرا حلول الظلام، ووجدت طبقها فارغا من الخبز، أشرت لي بيدها أن أذهب فذهبت ولاحظت أنها تتبعني، اخترقت سوق الصوب الصغير ووجدت بعض المحلات على أبواب الإقفال، إذن الوقت غير مناسب كليا، الناس تعود لبيوتها هذا الوقت، بقيتْ تتبعني وأنا أسير متجها إلى محلة ( الخسروية)، بيوتها حديثة ولكن شوارعها مضاءة بالمصابيح لا تنفع غزوتي المجنونة ، إذن لا خيار سوى أزقة محلة الوردية الضيقة كما قلت ، وغير المضاءة أيضا، وعدت أدراجي وهي تسير خلفي لأزقة محلة الوردية، محلتي، خففت السير وأصبحت قريبة لي جدا ، سرنا بزقاق ( الشيخ) ، وأزقة (البياتيين)، لا أقدر أن أتخذ أي قرار، ومسكت يدها فدب الدفء بجسدي المرتعش، قالت لنسرع المسير لأن أمي تحاسبني على التأخير عن موعد عودتي للبيت، ولكن أين بيتهم ، كانت بيوت هؤلاء الفقراء عبارة عن أكواخ من سعف النخيل، والحصر المصنوعة من نبات سيقان القصب للسقوف، أكواخ متلاصقة مع بعض، كل كوخ فيه عائلة كادح أو كاسب أو بيت لبائعة الخبز، بستان صغيرة لا تتجاوز مساحتها عن الدونم الواحد ( ٢٥٠٠ م٢)، مستأجرة من أحد الأثرياء الملاكين أسمه ( سليم بيك) رحمه الله لقاء مبلغ قليل من المال ، كانت خطواتنا بطيئة ومحسوبة، وأكثر من شخص يعرفني واعرفه أرتاب بمسيري معها، وصلنا لأطول زقاق ضيق وأظلم، إنه زقاق ( آل العلاق ) ، يجاوره زقاق آخر ضيق أيضا زقال ( آل السرحان)، يبدأ زقاق السرحان ببيت العم الوجيه الشيخ عباس ( آل غلآم ) عم الصديق المغترب ذياب آل غلام ، يتوسط زقاق ( آل العلاق ) بيت السيد ( عيسى العلاق )  والد الشهيد الشيوعي المثقف والسياسي المبكر الصديق ( أحمد السيد عيسى )  الذي يكبرني بأربع سنوات رحمه الله، في الظلام جذبتها لصدري ودفعني عنها خفقان قلبها البريء، طبعت قبلة على خدها الذي وجدته أترف وأرق من الزبد ، أردت تقبيل شفتيها، وصلت شفتاي لفاها، ويا لها من شفتين ، أفلتت يدها من يدي عنوة وقالت بيأس ( ليس هذا هو الحب يا حامد) وغابت بظلام الزقاق ، وفعلاً لم يكن ذلك حباً صادقاً بل طيش شباب، ورغبة آنية ، في اليوم الثاني لم أجدها تجلس مكانها مع بائعات الخبز، ثالث يوم لم أجدها، الظاهر أنها غيرت دورها ببيع الخبز لأنها تعرف أوقات دوامي ونهايته، وربما تترك المكان فترة خروجي من المدرسة، بعد أيام وجدتها تجلس بمكان بيعها للخبز، لم تعد نظراتها تشبه نظرات الأيام التي خلت ، وسؤالي لنفسي قبل سؤال القارئ الكريم ، لو كانت (فليحة) بائعة الخبز الجميلة ابنة وجيه؟ ، أو ابنة عائلة حلية معروفة؟ ، هل سأختم صبونتي معها بالزواج؟، وهل سأعاملها كما تعاملت مع بائعة الخبز ( فليحة ) ؟، يا لقسوة الدنيا، وقسوة قلوبنا على فقراء الله، أليس الفقراء عيال لله؟، ترى هل حفظنا الله بعياله؟!. لا والله لم نحفظ عيال الله، أنا أتحدث عن نفسي وأعني الكثير من القراء .
ملاحظة :
     يقال الاعتراف بالذنب فضيلة، القبلة - البوسة - لا تعد من كبائر الذنوب وربما توصلك للكبائر، وأنا هنا اعترفت بذنب صغير جدا آنذاك، وقد لا يعد ذنباً أيامنا السوداء هذه، الغاية من الاعتراف إيصال صوتي من خلالكم صديقاتي وأصدقائي، أخواتي وأخوتي لساسة الصدفة وتجار الحروب وبائعي الوطن الجميل أن يعترفوا ولو بداخلهم المريض أنهم ارتكبوا كبائر الذنوب إلا وهي بيع الوطن والمواطن، سرقت ونهب الأموال العامة، ليعترفوا بذلك ويكفروا عن ذنوبهم بترك العراق للعراقيين وأهله الشرفاء الوطنيين ويغادرونا من حيث قدموا صغارا أقزاما لأسيادهم، والعراق من وراء القصد.
إيران / مشهد ليلة فجر يوم السبت ٢٢ / ك١ / ٢٠١٨م

46
زاوية الشعر الشعبي / باجر عييد
« في: 04:06 27/01/2019  »
                            ( باجر عييد ) ...
                                               واقع حال العراقيين كما يقول الشاعر...
         كالعيس في البيداء يقتلها الضما
                                والماء فوق ظهورها محمول
....
صدك  باجر عيد عمي؟
وليش باجر عيد عمي؟
عيد! ...
وبراس السنة
والسنة هم عدها راس؟
أعيون وإيدين ولسان؟
عمي هم عدها عقل؟
وتعرف بحال الفقير؟
وليش تحسبني أجدي؟
بست كل أيد المعامل...
وما حصل عدهم شغل
عمي أصبغلك حذاءك؟
هاك أخذ مني ( كلينكس )
بربع دينار أشتريته
أقبل شيطلع امنيدك...
رزق من الله حلال
عمي لو تعرف بحالي
جان تعذرني وكلت حكك فقير
أمي يا عمي الفجر لبست عبايه
طلعت وكالت عليك أتوكلت..
رب الفقير
أمي ما راحت بعيد...
هناك أمي
شوفها بذيج الزباله
أتلم قواطي فارغه وتترس كواني
وكبل متغيب الشمس...
تتناني غاااااد
آنه أكبر ولد عدها
والولد يا عمي عون
على ظهر أمي وظهري
نشيل كل ذيج الكواني
عمي ما عندي أبو
جان أبويه يشيل كل ذاك الحمل
عمي لو تعرف أشتاكل من تجوع؟
تجمع الصمون من بطن الزباله
وتكسم الصمونه لو تدري يعمي؟
تكسم الصمونه تنطيها الجلب...
تكول أمي...
الله ما يرضه يخلي
جلب ج
ايع بالعراق...
والله ما عندي أبو
جان أبويه يرجع أمتلل شليله
وأمي من تذكر أبويه...
عيونها تغرگ نواعي
تكلي يوليدي أبيّك...
شال رشاشة كرامة...
وفزّع ينصر للعراق
مات أبويه...
وكبرت أكروش الكراسي...
كبرت بدم الشهيد
عمي تسمحلي بسؤال؟
أسمع يكولون لتجدي حرام؟
والله مو آنه اليجدي...
شلون أجدي...
عيب وزنودي شباب
آنه أبيع الماي للعطشان أبيع
والشمس حركتلي وجهي
وأبد ما عفت الشغل
و(ترفكلايت) الشاهد
حافي ما أملك نعال
عمي بس هذا السؤال...
آآآآخر سؤال؟
تكول أمي البرلمان...
قوط، ورباط، وعمايم...
سّن قوانين وكسر ظهر الفقر
شوف يا عمي أنكسر ظهر الفقير..
ومنكسر ظهر الفقر...
عمي تسمحلي نسيت أتذكرت
والعذر لله سؤال ...
أنت هم تعرف (علي)
آنه يوميه أنتظر هلبت يمر
أبد ما مرلي (علي)
ولا مسح بيد الله راسي..
كلي وين ألكاه وأزوره
وأشتكيله من الحكومه...
... والفقر
أسمعت من واحد معمم
يحجي عن طيبة (علي)
(علي)...
هم مثل حالي فقير...
وصار ريس...
وجمع كل فقره البلاد...
آنه هم أسمى علي ...
ليش لا تضحك عليّه...
باجر أكبر...
أكبر أكبر
وأذبح بصارم (علي) راس الفقر
ولا أخلي يعيش ببلادي فقير
ولا أخلي يعيش ببلادي فقير
......
حامد كعيد الجبوري
٣٠ / ك١ / ٢٠١٨م

47
الجبهة السورية وهضبة الجولان / قاطع الجيش العراقي
الجزء الرابع :
تابعنا مسير وحدتنا متوجهون نحو محافظة درعا التي تبعد عن العاصمة دمشق حوالي 120 كم ، كانت وحدتنا تسير قاطعة شوارع العاصمة دمشق والشعب السوري عبارة عن خلية نحل، الشباب الخريجون وطلاب الكليات متطوعون لرفد الجبهة وما تحتاجه من المقاتلين والخدمات اللوجستية، الشابات الخريجات وطالبات الجامعة والمدارس الثانوية متطوعات للعمل في المستشفيات التي استنفرت بكاملها لعلاج المصابين من القوات المسلحة، الشيوخ من الرجال والنساء والأطفال أصطفوا على أرصفة الشوارع التي تمر بها الوحدات العسكرية وأكثرهم يحملون بإيديهم ( العيش السوري) الخبز والجبن والزيتون وهي وجبة مغرية لنا نحن الذين لم نأكل من يومين سوى الوجبات الجافة والمعلبة التي تعتبر من أساسيات المعارك وخزين الوحدات العسكرية من الأرزاق الجافة ، هكذا تسميتها عسكريا ، موقف حين يراه الإنسان يشعر بالزهو وهو ينتمي لهكذا شعوب وهكذا أمة ، لابد وأن العيون تذرف دموع الفرح وانت تشاهد الصبايا والصبيان والأطفال والنساء والشيوخ يصفقون ويهتفون للجيش العراقي العظيم.
كنت أتصور أن وحدتنا العسكرية تسير على غير هدى، أعني تشتت القطعة العسكرية بسبب الأوامر بسرعة المسير، ولكن خلال هذه التوقفات القليلة عرفت أن كتبيتنا تسير ويتقدم الرتل أمر كتبيتنا يليه مقر الكتيبة ثم البطارية الأولى والثانية والثالثة وساحبة مدفعي آخر الرتل تتبعني القدمات الإدارية للكتيبة ولكل بطارياتها .
موقف لاينسى ولا ينسى :
قبل نهاية الطريق الذي سيوصلنا لطريق السويداء - درعا بقليل وخيوط الشمس بدأت تختفي قليلا، وفجأة أنقلبت العجلة عسكرية مرسيدس وهي العجلة التي تسحب المدفع الخامس من فصيلي لأسباب أجهلها ، المدفع عيار متوسط D30 وأنا أشاهد ذلك على نهاية التبليط يمين الشارع الذي يوصلنا لدرعا، هي أمامي الآن كيف مالت ، نعم انها تميل وتميل واستقرت العجلة المقلوبة على كتفها الأيمن، أستقرت على كومة من الرمل أو التراب، ربما ارتفاعه بحدود 50- 60 سم، سقط الجنود أرضا وهم يرتدون كامل تجهيزاتهم العسكرية من خوذة الرأس إلى البندقية (السيمينوف) عيار 7،62ملم متمنطقين بزمزمية الماء، ياربي هذه صناديق العتاد الحي تهاوت واحدة بعد الأخرى، هرب الناس رجالا ونساء مبتعدين عن الخطر لا إراديا، أنا أدرك لو تسقط القذيفة على الأسفلت أو على أي جسم صلب ويصطدم بالكبسولة ستكون كارثة لا يدركها أو يتداركها سوى الخالق العظيم سبحانه وتعالى، لم تنقلب العجلة أكثر مما قلت واستندت على كتفها الأيمن على تلك الكومة من التراب أو الرمل ، أستقرت صناديق العتاد واحدا فوق الآخر وكأنها تل من الخشب متصلا بما تبقى من صناديق العتاد في الساحبة المرسيدس ، 44 قذيفة مدفع يسمى عتاد الخط الأول وعتاد الخط الثاني جاهزة للرمي، كل قذيفة وزنها 46 كغم، وكل صندوق يحتوي على قذيفة واحدة مع خرطوشة مصنوعة من مادة البرونز مليئة بالبارود الحي وزنها مع البارود 36 كغم، الصندوق الخشبي بطول 75 سم وعرض 50سم وبإرتفاع 40 سم، أستقرت العجلة، هرب الناس بعيدا ولم تهرب من حادث إنقلاب العجلة سوى إمرأة واحدة بعمر 40-50سنة تقريبا وهي تصرخ ابنتي تحت العجلة المقلوبة ، لم يحدث انفجار والمدفع لم ينقلب مع العجلة ولاتزال عتلة سحب المدفع بمكانها المخصص للسحب، هرع الناس لنجدة الجنود بعد أن اطمأنوا أن الساحبة لا تشكل خطورة كبيرة عليهم، ربما هذا تصورهم، وربما هرعوا بدافع وطني إنساني وهذه هي الحقيقة، حين سمعوا صوت المرأة ( ابنتي تحت العجلة) ، قرار حاسم وسريع يجب أن اتخذه ولكن كيف اسيطر على هذا الجمع الذي تطوع لا إراديا لنجدتنا، صاح أحدهم إسمعوا إنصتوا الصبية تبكي، وانا بدوري اصرخ أزيحوا صناديق العتاد بهدوء، إياكم ورميه خوفا من حدوث أي طارئ، بدأ الرجال يرفعون الصناديق ويركنوها بالترتيب بمسافة لاتبعد عن العجلة المقلوبة سوى أمتار، تعالى صوت بكاء الطفلة، حمدا لله انها حية ولكن لا نعرف هل مصابة أو لديها كسر بمكان ما، يا سبحان الله، يا للعجب العجاب وصلنا للطفلة التي قدرت عمرها 5-6 سنة ولم نجد فيها أي خدش أو جرح أو كسر، كانت وكأنها نائمة بين صندوقين للعتاد، المسافة بين الصندوقين بحدود 30 أو 40 سم، لا إراديا نحن العراقيون نصلي على محمد وآل محمد، أهلنا السوريون يرددون الله أكبر الله أكبر، الآن وبعد نجاة الطفلة تذكرت اني لم أبلغ أمر البطارية بذلك، ذهبت لعجلتي التي لا تبعد عن الحادث سوى بعض أمتار ولم أجد العريف السائق شهيد داخل العجلة، ومؤكد هو مع من يحاولون تقديم المساعدة لعجلة المدفع المقلوبة، أخبرت أمر البطارية لاسلكيا بما حدث وقال لي أنا قادم إليك، عدت لأقف قرب العجلة المقلوبة وهالني ما رأيت، أيعقل هذا، يا رب صحيح ما أرى، عدد كبير من الشباب والرجال يحاولون رفع العجلة لتعود كما كانت ، قلت لهم ليس هكذا رجاءً دعونا ننتظر عجلة إنقاذ لرفعها، قالوا ومتى ستأتي هذه العجلة، إذن هم مصممون على إنجاز ما يفكرون به، قلت أخواني أولا علينا أن ننزل صناديق العتاد من العجلة ليخف وزنها، بمجرد سمعوا الرأي الذي قلته وماهي الا دقائق وساحبة المدفع المرسيدس فارغة من كل شئ، بدأ الشباب يرددون واحد اثنين ثلاثة أرفع، تكرر ذلك أكثر من مرة ومرة وهاهي الساحبة تعود واقفة على إطاراتها مرة أخرى، شئ لا يصدق حتى بأفلام الأكشن، دقائق وعادت صناديق العتاد للساحبة ، هنا جاء لي العريف الآلي شهيد ليقول لي، ( سيدي الساحبة تسرب إلى الأرض وقودها سأسحب لها من ساحبتي الكازوويل للتعويض)، قلت له أذهب وبسرعة، في الأجزاء السابقة لم نحدثكم عن معاناة الضابط الآلي لتوفير الوقود لعجلات الكتيبة، ولم نتحدث عن معاناة المقطورات التي تملأ وكيف تملأ ومن أين تملأ بالبنزين أو بالكازويل، هذه ليست مهمتنا كضباط مدفعية بل هي من واجبات الضابط الآلي ومعاناته الشخصية، وللتاريخ أقول أن محطات التعبأة الحكومية سواء كانت في العراق أو سوريا قد صدرت لها الأوامر بخصوص ذلك لقاء مستندات رسمية توقع من قبل الضابط الآلي ومسؤول محطة الوقود، قبل أن يعود شهيد توقف الضابط الآلي الملازم ثاني تموين ونقل قاسم ولا اذكر أسم أبيه وملأ خزان ساحبة المدفع، أدار سأئق الساحبة المحرك لتشغيل الساحبة ولم تشتغل، المرة الثانية ولم تشتغل، بهذه اللحظات عاد العريف شهيد الرجل النؤوم وقال مخاطبا الضابط الآلي سيدي كيف تعمل دون أن نجري عملية( التنفيس) والرجل أسماها ولكن الحادث قبل 45 سنة ونسيت، وربما اتذكر انه قال كلمة ( نوزلات)، نعم نوزلات تذكرتها بدقة، أجرى شهيد تلك العملية وبدأ يضخ بعتلة يدوية بنفس النوزلات صعودا ونزولا حتى تساقطت قطرات من الكازوويل على الأرض، قال شهيد لزميله السائق أدر المحرك الان، يا رب انها تشتغل مرة أخرى، حمدا لك ياربي، وصل أمر البطارية الان والساحبة على الشارع العام ومحركها يعمل وصناديق العتاد عادت لمحلها، بعض الجنود تضرر أو قل تأذي قليلا من هذا الحادث، ربما أبالغ لو قلت ان كل هذا حدث بأقل من نصف ساعة ، قال أمر البطارية أين الساحبة المقلوبة؟، قلت هاهي أمامك ولاحظت علامات الدهشة بادية على محياه، لف حول الساحبة وانا معه ووجدنا أضراراً لا تكاد تذكر، قال لي حين نستقر حرر تقريراً بذلك الحادث؟، قلت أمرك سيدي، وتابعنا مسيرنا صوب محافظة درعا وهذا الليل قد أرخى سدوله على شباب من العراق يقطعون 1300 كم ليدافعو عن مقدساتهم ووطنيتهم وعروبتهم وتاريخهم المشرف، تاريخ الجيش العراقي الباسل.
حامد كعيد الجبوري
ضابط عراقي متقاعد
يتبع الجزء الخامس رجاءً


48
الجبهة السورية وهضبة الجولان / قاطع الجيش العراقي  :
الجزء الثالث :
مالم يكن في الحسبان :
بعد اجتيازنا الحدود السورية اختلف الجو كثيرا ونحن نسير بصحراء رملية ودرجات الحرارة تنخفض ليلا وبداية النهار، العريف شهيد النؤوم صامد ويستغل فرصته عند أي مثابة للتوقف والاستراحة، لاحظت التعب والإرهاق واضح تماما على ملامح العريف شهيد، قررت مساعدته بسياقة العجلة بدلاً عنه، وتعلمت السياقة بدورة داخلية بمعسكر المحاويل لمدة 10 ايام أشرف عليها أمر سرية التموين والنقل النقيب الألي ( مهدي كاظم العزاوي)، وفعلا استلمت سياقة العجلة المرسيدس والتي تسحب مدفعا خلفها، حوالي ساعتين والعريف شهيد غط بنوم عميق، إجتازتنا سيارة عسكرية صغيرة يجلس بمقعدها الخلفي العميد المدفعي (محمد سليم أحمد) أمر مدفعية الفرقة المدرعة الثالثة ووقع نظره بنظري مباشرة، ابطأت عجلة أمر المدفعية وسائقها يؤشر بيده لتخفيف السرعة إلى أن توقفنا سوية، ترجل مرافق أمر المدفعية من العجلة ووقف أمامي وأدى لي التحية وقال تفضل سيدي أمر المدفعية يدعوك، وصلت لعجلته وقد فتح باب العجلة منتظرا لي، وقفت أمامه وأديت له التحية وردها ونزل من العجلة وابتعد عن السائق والمرافق بمسافة لا يسمعون الحديث، قال لي بلهجته المصلاوية ( كوي ملازم حامد يسوق العجلة فماذا يفعل السائق؟ كيف تسمح لنفسك أن تكون سائقا وانت الضابط ؟، حاولت تبرير الموقف فلم يقبل عذري، قال لي ( أنشر نفسك ثلاثة أيام قطع راتب وخبر أمر بطريتك بذلك؟) قلت له أمرك سيدي وركب عجلته وغادرني، عدت للعجلة واستعلم مني العريف شهيد ماذا حدث سيدي؟، قلت له لا شئ ولكنه حدس مادار بيننا بدليل اني قلت له تعال استلم قيادة العجلة، حزنت كثيرا لهذه العقوبة التي استحقها ولا استحقها، والعقوبة ستؤخر ترقيتي لرتبة ملازم أول ستة أشهر، علما أن ترفيعي للرتبة الجديدة سيكون في جدول 14 تموز 1974، اتصلت بأمر بطاريتي واعلمته الموقف والعقوبة، بعد أقل من ربع ساعة أتصل بي عبر اللاسلكي الملازم الأول الإداري ( عبد زيد سيد حسين الموسوي) قائلا لي لا تخاف ولا تخشى وسأنشر عقوبتك بأوامر القسم الثاني واذهب بها شخصيا لأمر المدفعية وأكيد سيلغي العقوبة واشرح له ضروف العريف الألي شهيد، وفعلا تم ذلك بعد يوم من الحادث والتقى الضابط الإداري بأمر المدفعية وقال له هل نشرت عقوبة الملازم الثاني حامد كعيد الجبوري؟، فقال له نعم سيدي، قال له هل بعثت البريد للمدفعية والفرقة؟، قال له لا سيدي نحن بحال حركة وتنقل ، فقال له أمر المدفعية لا تنشر عقوبة الملازم حامد لأنه ضابط كفوء ولكنه أخطأ، قال له الضابط الإداري سيدي لو تعرف الظرف لعذرته، قال وماهو الظرف قال المشكلة ان العريف الآلي شهيد ينام وهو يحدثك، قال ولماذا لاتحيلونه إلى لجنة طبية؟، ولماذا لم يتم استبداله لحد الآن؟ والله لو كنت بمكان الملازم حامد لفعلت مافعله، وانتهت على الخير. حوالي الساعة الثانية بعد ظهر يوم 9 تشرين الاول وصلت طلائع كتيبتنا مشارف العاصمة دمشق ولم تكن لنا مثابات نظامية والتواصل واللقاء مع الضباط والمراتب منقطع، لا نعرف أين وصل مقر كتيبتنا، ولا نعرف أين وصلت البطارية الأولى والثانية، ولا اعرف بالتحديد أين وصل أمر بطاريتي النقيب المدفعي محمد نواف الفرحان الدليمي وكان تواصلي مباشر مع أمر بطاريتي من خلال أجهزة المخابرة ( اللاسلكي) ، الفصيل الثاني من البطارية الثالثة بقيادتي وأنا بجنب السائق العريف شهيد تتقدمني عجلتان لسحب المدفع الرابع والمدفع الخامس وانا مع المدفع السادس لكي اطمأن على وصول مدافعي دون أن تتأخر لعارض ما وكما اسلفنا بخصوص الإطارات أو عطل اي عجلة، الساعة الثالثة تقريبا شاهدت حريقا يرتفع سنى ناره عاليا وترى بالعين المجردة ومن مسافة بعيدة، وحين وصولي لمصدر النار وجدته ينبعث من محطة لتزويد الوقود مدخل العاصمة دمشق أشعله المتطوعون عمدا للتمويه على أن المحطة قد قصفت من قبل الطائرات المعادية سابقا، والحقيقة هي اسلوب خداع قديم لا يمرر على الطائرات الحديثة ، الغريب أن الحياة عادية داخل محطة الوقود وبعض السيارات تقف لتملأ خزانتها بالوقود، بهذه اللحظات لاحظت الرجال يتركون محطة الوقود مسرعين ورافعي رؤوسهم صوب السماء، إذن هي غارة جوية تستهدف العاصمة دمشق ، ثم لاحظت المدفعين اللذان يسيران أمامي متوقفان أيضا قبالة محطة التعبأة، توقفنا أيضا وبصافرتي أمرت المراتب والسواق بالتفرق بإبعاد المدافع لكي لا تشكل هدفاً للغارة الجوية الإسرائيلية، تحرك نحونا شباب يرتدون ملابس عسكرية بلا غطاء رأس وهم يقولون لي بلهحتهم السورية ( ماذا تفعل يازلمة؟ ولماذا توقفتم عن المسير؟)، قلت له إنها غارة معادية ونحن طبقنا اللوائح العسكرية، قالوا ( يسيدي وهل تقدر الطائرة المعادية الوصول للمدافع أو لمحطة الوقود)، وانا اتحدث مع هؤلاء الشباب صرخ أحدهم ( أنظر يسيدي أقتربت طائرة معادية)، وفعلا شاهدت طائرة معادية لم أعرف ماهي ويقال انها ( فانتوم) وبهذه اللحظات انطلق صاروخ أرض جو متعقبا للطائرة التي حاولت الخلاص من الصاروخ، الشباب يهتفون ارتفعت الطائرة، انحرفت يمينا، رجعت يسارا ويصرخون ( يا الله، يالله)، لحظة عصيبة للناظر، لحظات كأنها زمن، هل ستفلت الطائرة المعادية؟، هل ستصيب هدفها المحدد وتدمره؟، وهل وهل؟، أشتعلت النار بكبد السماء، وتشظت تلك الطائرة لقطع تناثرت هاوية من السماء إلى الأرض، توجه الشباب لي ويقولون لي أرأيت بعينك ما فعل الصاروخ (السام) بطائرة اليهود، قلت لهم هل أنتم متطوعون للعمل؟، قالو نحن طلاب كليات التحقنا طوعا لمساعدة جيشنا السوري البطل بمهام كثيرة ، واصلنا المسير ولكن إلى أين لست أدري ولا أعرف طرق الشام، اتصلت بأمر بطاريتي واستعلمت منه عن الطريق وجاءت الإجابة اسأل ليدلوك على الطريق المؤدي إلى محافظة درعا، فرحت لاني سأرى محافظة درعا ثانية، المحافظة التي عملت فيها لمدة سنتان متتاليتان، وفعلا سألت عن الطريق وما أكثر من يدلك عليه.
حامد كعيد الجبوري
ضابط متقاعد
يتبع بإذن الله


49

الجبهة السورية وهضبة الجولان :
الجزء الثاني...

نحن بصدد ذكريات شخصية من ضابط برتبة صغيرة ملازم ثاني وليس له إطلاع أو دراية عن قريب أو بعيد بما يخطط، تتحدث الوثائق أن إجتماعا عقد بين المرحوم حافظ الأسد الرئيس السوري مع أنور السادات الرئيس المصري الراحل رحمه الله وتم الاتفاق بينهما على استعادة شبه جزيرة سيناء من قبل القوات المصرية، وإستعادة هضبة الجولان السورية التي احتلتها دولة إسرائيل المسخ مع شبه جزيرة سيناء عام 1967 م، وتقول الوثائق أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد هو الذي اقترح تاريخ الهجوم وبوقت واحد على سيناء والجولان يوم السبت 6 تشرين بعد الظهر لمصادفة عيد الغفران اليهودى، وبالمقابل يصادف 11رمضان للمسلمين، وحقيقة كان توقيتا عسكريا دقيقا وذكيا جدا يحقق مبدأ المباغتة بشكل دقيق ، وبقي الأمر قيد الكتمان عند الرئيسين ولم يبلغا بذلك حتى الملك حسين عاهل الأردن لأسباب كثيرة وأغلبها مجهولة، وكذلك لم يتم إبلاغ الحكومة العراقية بالهجوم أو موعده أو الإستعداد له علما أن الجيش العراقي يعد ثالث جيش بالتسليح حينها بعد مصر وسوريا، والعراق حينذاك على خلاف دائم كما هي عادته مع سوريا ومع دولة إيران الشاه بسبب شط العرب والتدخلات الإيرانية بالسياسة العراقية، ولا ننسى أن بعضا من الوحدات العسكرية العراقية مشغولة لمقاتلة الكورد وحينها يسمونهم ( الجيب العميل) ، ووصل إلى العراق عام 1972 م الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري ليستطلع رأي القيادة العسكرية في ما لو نشبت حربا عربية إسرائيلية، وقد تريث الرئيس العراقي أحمد حسن البكر بالإجابة ولم يعد بشئ للشاذلي بسبب المشاكل مع إيران وربما الوضع الداخلي أيضا، واستطاع الفريق الشاذلي الحصول على سربين لطائرات ( هوكر هنتر) البريطانية الصنع ووصلت نهاية عام 1972 لمصر وقسم منها عاطلة وتولت القيادة العسكرية المصرية من إصلاحها. فجر يوم 8 تشرين أجتمعنا ضباط كتيبتنا بمؤتمر توجيهي مع أمر كتبيتنا المقدم المدفعي ( صلاح الدين بهجت الخيلاني)، وكانت البرقيات والأوامر تصل تباعا عبر أجهزة الإتصالات اللاسلكية، أوجزنا أمر كتبيتنا بمهامنا وأكد على أوامر القيادة بضرورة مواصلة السير دون توقف لنصرة الجيش العربي السوري الذي تقدم داخل هضبة الجولان، قبل إنصرافنا نظر لي أمر كتيبتي نظرة أبوية وقال لي ( مبروك ملازم حامد حصلت موافقة مديرية الاستخبارات العسكرية على زواجك، وهمشت الكتاب الذي قدم لي مع بريد يوم 6 تشرين بكلمة مبارك )، حقيقة فرحت جدا بورود كتاب الاستخبارات العسكرية الذي قدمته قبل 4 أشهر للموافقة على الزواج، وكان الضابط العراقي حينذاك لا يستطيع الزواج الا بعد استحصال موافقة مديرية الاستخبارات العسكرية للتدقيق بأخلاق وشرف وسمعة الزوجة وعائلتها أيضا، تمنيت أن أخبر حبيبتي بتلك الموافقة، وتمنيت لو انها وصلت قبل شهر لكنت قد تزوجت ممن أحب. بدأت رحلة المسير وصعوبات التنقل ووعورة الطرق النيسمية، توثقت علاقتي بالجندي الاحتياط أحمد عيد أحمد الذي ألحق بالفصيل الذي أقوده الفصيل الثاني، البطارية الثالثة كتيبة مدفعية الميدان ال19، ولكل ضابط منصب آخر يمارسه أن أقتضت الضرورة العسكرية ومنصبي الثاني أو الاحتياط هو ضابط الرصد الثاني ، وأحمد لديه خبرة تفوق خبرة أقرانه من المراتب، وكلما توقفنا بمثابة للإستراحة وبعد 5 دقائق يجلب لي أحمد عيد قدحا من الشاي مع ال( صمونة) والتي أسميها صمونة الشرف، ( الصمون لمن لايعرفه من أهلنا العرب هو خبز حجري) ، شارفنا الوصول للحدود السورية واجتزناها بعد ظهيرة يوم 8 تشرين، واستمر بنا المسير دون توقف هكذا وردت الأوامر العسكرية، تسير قطعتنا العسكرية دون دليل سوري ومعتمدين على الخرائط العسكرية التي استلمناها من مدفعية الفرقة المدرعة الثالثة وأمر المدفعية من خيرة ضباط الجيش العراقي ( العميد المدفعي محمد سليم أحمد)، وأمر المدفعية ذكي جدا يحفظ أسماء ضباط وحدات مدفعيته كاملاً، ويعرف أسماء ضباط الصف الأكفاء، وهو يعرفني بالشكل والاسم لاني فزت بجائزة أفضل ضابط رصد بمعسكر رمي المدفعية السنوي الذي يقام في سلسلة تلال الطار قرب صحراء الأخيضر ، نهار وليل يوم 8 تشرين كتيبتنا تواصل السير صوب سوريا دون توقف او نوم أو استراحة، فجر يوم 9 تشرين ورتلنا مستمر بالسير شاهدنا سيارة عسكرية صالون نوع فولفو تقف جنب يمين الطريق وشخص يلوح بيده للإسراع والحث على المسير، أبطأ شهيد سائق شاحنتنا المرسيدس بالسير وأصبحت الشاحنة شبه متوقفة فإذا بي أكون قبالة المرحوم الفريق الأول الركن ( عبد الجبار شنشل) رئيس أركان الجيش العراقي، وأقسم بالله ان صوته يرن بإذني الان وهو يقول ( وليدي وليدي أخوانك لواء ال12 على مشارف الجولان، ابوي أسرع عفية وليدي) وأقسم بالله العلي العظيم وبرسوله الكريم ان عيناي الآن غرقت بالدموع ولن أقدر على الكتابة، أديت له التحية وأنا راكب بالشاحنة التي تسحب احد مدافع فصيلي الثاني.
حامد كعيد الجبوري
ضابط عراقي متقاعد

يتبع رجاءً

50
الجبهة السورية وهضبة الجولان : الجزء الأول
عام 1973 كنت ضابطا صغيرا برتبة م أول ووحدتي العسكرية مقرها معسكر المحاويل في محافظة بابل، ومعسكر المحاويل تتواجد فيه كتائب المدفعية المأتمرة للمقر العام إلا كتبية مدفعية الميدان / 19 من تشكيلات الفرقة المدرعة الثالثة، ومقر الفرقة في محافظة صلاح الدين، وكتيبة 19 بإمرة اللواء المدرع السادس ومقره في معسكر المسيب محافظة بابل. 20 /9 / 1973 التحقت بدورة القتال في مدرسة قتال الفرقة المدرعة الثالثة ومقرها في معسكر الحبانية محافظة الأنبار، كنا مجموعة من الضباط برتب متقاربة واقدمنا عسكريا الزميل م أول مشتاق طالب الجبوري، الخميس 4 /10 وبعد نهاية الدوام تركنا معسكر الحبانية كل إلى بيته وعدنا الجمعة ليلاً، السبت بعد الظهر علمنا من خلال إذاعة جمهورية العراق بأن مصر وسوريا شنتا هجوما واسعا كل بجبهته، قبل نهاية الدوام صدرت الأوامر بتأجيل الدورة والالتحاق كل لوحدته العسكرية، وصلت إلى معسكر المحاويل الساعة الثامنة ليلا مساء يوم 6 تشرين ووجدت كتيبتي التي انتسب لها مهيأة العدة والعدد للذهاب إلى سوريا والمشاركة مع إخوتنا أبناء سوريا بمعركة تشرين، ومن الجدير ذكره أن القيادة العسكرية العراقية لم يكن لها أي علم بالمعركة وتفاصيل حدوثها، وكان الواجب الوطني العربي يدعوا للمشاركة، فجر يوم 7 تشرين بدأت رحلتنا الشاقة صوب سوريا وكان على كتيبتنا أن تصل إلى معسكر h3 وتعسكر فيه ليلة واحدة كمرحلة أولى، يتصور البعض أن مسألة حركة قطعة عسكرية بمستوى كتيبة مدفعية ميدان 18 مدفع d30 شئ يسير، والحقيقة انه شئ صعب ومحال جدا، بسبب عدم وجود ناقلات لنقل المدافع عليها، وكل الناقلات العراقية توجهت لنقل الدبابات الروسية المجنزرة لنقل اللواء 12 واللواء الثامن واللواء السادس، ومدافع الميدان لا يمكن أن تسير على الطرق المعبدة أكثر من 30 كم ثم تأخذ استراحة لمدة ساعة وتباشر المسير، السبب ان إطارات المدافع من النوع المكبوس ( لايوجد هواء بداخلها)، وهذه الإطارات ترتفع درجة حرارتها أثناء المسير وتنفجر ويخرج منها مايشبه القار السائل، والمرحلة الأولى هي من المحاويل ثم بغداد ثم الأنبار ثم وصولا إلى h3، وهنا حددت المسير لكي يعرف القارئ الكريم ان كل هذه المسافة التي هي بحدود 250 كم تصل إلى الرمادي وبعدها يصبح الأمر أكثر سهولة، والصعوبة هي أن المدافع لايمكن أن تسير خارج الطريق المعبد الذي يسبب ارتفاع بدرجة حرارة الإطارات جراء الاحتكاك، ولايمكن اخذ الطريق الترابي بسبب وعورته اولا ووجود القصبات المدنية التي تحيط بالشوارع ثانيا ، وكان لكل مدفع إطار احتياطي واحد، ونفذت كل إطاراتنا الاحتياطية، وبدأنا نسير على الطرق والاطار يقذف حممه، ليلا وصلنا إلى معسكر الورار وبقي أمامنا 100 كم اوأكثر بقليل، الطريق من الأنبار إلى مفرق ابو شامات أصبح أكثر سهولة بسبب الأرض الرملية والوقت ليلاً وجو الصحراء ليلاً يختلف عن جو المدن، كنت اركب عجلة حمل كبيرة ( لوري مرسيدس) ويسوقها (العريف شهيد) وهو من أهالي النجف، وربما يسأل احد كيف تتذكر هذا الاسم؟، وفعلا لا يمكن حفظ الأسماء وخاصة لضباط الصف أو الجنود لأنهم كثيرون جدا، وسبب تذكري اسم هذا الرجل بسبب إصابته بداء النوم، الغريب يحدثك بشئ ما ولا يكمل حديثه وتأخذه غفوة، لذلك قررت أن أركب معه بسيارته التي تسحب مدفعا عيار متوسط مدى قذيفته 22 كم، والعجلة التي تسحب المدفع محملة ب44 قذيفة مدفع تنفجر بأي لحظة لو لامست كبسولتها اي جسم صلب وبصورة عمودية، إضافة لوجود 9 جنود قداحين يعملون على المدفع، ركبت جنبه وعيني لاتفارق النظر لعينيه، الغريب أن الرجل متماسك رغم بدانته وقال لي ( سيدي تستطيع النوم لأني واعٍ وصاح جدا) ، حقيقة ضحكت وقلت له انت كذاب إذن كنت تحتال علينا بالنوم فقال ( اقسم اني مريض ولو توقفنا لحظة واحدة فسأنام خلالها)، لم اصدق قوله وكنت ارقبه عن كثب، كنا نسير ساعة ونتوقف بمثابات معلومة وفعلا كان يغط بنوم عميق كلما توقفنا، الساعة الثانية فجر يوم 8 وصلنا إلى مثابتنا الأولى.
إستدراك لابد منه:
 حين بدأت الحرب أعلنت القيادة العسكرية العراقية بوجوب التحاق المواليد التي أصبحت أعمارهم 18 سنة، وتم دعوة مواليد 1946 لخدمة الاحتياط، وصلت قطعتنا العسكرية إلى مدينة الفلوجة ووصلنا الجسر الذي يربط شقيها، جسر حديدي صغير لايسمح بالذهاب والإياب بوقت واحد لضيق الجسر، قطعت شرطة المرور طريق العبور للسماح للقوات المسلحة بالعبور حصرا، وحين عبرنا الجسر استوقفنا شاب طويل القامة ضعيف البنية ابيض البشرة، صرخ السائق العريف شهيد سيدي انه الجندي( أحمد عيد)، قلت له هو جندي بكتيبتنا؟، قال نعم، قلت لم أراه من قبل؟، قال إنه احتياط من مواليد 1946، وقفت عجلتنا أمامه وقلت له ( أحمد) اذهب للتجنيد وهم يسوقونك حسب اوامرهم، قال لي سيدي اذهب للتجنيد ويرسلوني بكتاب لكم وكم تستغرق هذه المدة ارجوك اريد الالتحاق معكم الان، قلت له لا يحق لي ذلك، قال سيدي انا اركب معكم على مسؤوليتي الخاصة، قلت له لايجوز ذلك نحن نمتثل للأوامر العسكرية، قال طالما هي كذلك ارجوك اتصل بأمر البطارية الثالثة واستطلع منه الخبر، فعلا اتصلت عبر جهاز اللاسلكي مع أمر بطاريتي النقيب (محمد نواف فرحان العفتان الشرجي الدليمي) ، قال لي انا اعرف هذا الجندي وهو من قبيلتي وان لم يلتحق معنا سيشكوني لشيخ القبيلة وهو والدي، وقال لي لحظة اتصل بأمر الكتيبة ( المقدم صلاح الدين بهجت الخيلاني) وجاء الأمر ليلحق بالكتيبة البطارية الثالثة وفعلا التحق بنا الجندي الاحتياط ( أحمد عيد أحمد) ولا تنسو انه من أهل الفلوجة وسيكون له حدث مهم باستذكاريتي هذه.

حامد كعيد الجبوري
ضابط عراقي متقاعد

51
المنبر الحر / يبن فقره العراق
« في: 17:23 29/07/2018  »
( يبن فقره العراق )
قصيدة مهداة للشهيد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله

حامد كعيد الجبوري
14 تموز 2018 م
...
أبدي أمنين أبدي ويا شعر أرثيك
وأنه الشفت الزلم أقزام جدامك
تسع تشهر عدل (كيفية ) تطلك بيك
حمل شالت ثكيل أبثكل أحلامك
يبن فقره العراق و( قاسم)  النجار
بجاكوج العراق أيبسمر أحلامك
شد صبر الفقير الصبرك النيران
شد صبر أبصبر وعكدها بحزامك 
...
عشت بيا زمان ويا كتاب قريت
وأعرفت الحقيقة ورفت أعلامك
خليت العراق بعينك وداريت
وعلّمت الرجوله أدروس لزلامك
عفيف وطاهر ومخلص نظيف الإيد
ويحيل الدهر ما يلحك صيامك
مدرستك علي ومنهاج أبو الثوار
أبكثر حكمه العداله وأربعه أعوامك
عصب عينه الرذيل القاتل المأجور
وكابلت الرصاص عيونك لثامك
صحت عاااااش وتوقف كلبك الناعور
عدموا للعراق بيوم إعدامك
...
بقت أسرار نامت والزمن ميبوح
سكرتير الحزب وياك جدامك
مو قصدي الشهادة والشهادة تلوك
وبصدر الشيوعي وسامه ووسامك
( سلام ) وبينك أشصار وعاهدك عالموت
الشيوعي اللبس ثوبه من دمه أحرامك
( سلام ) الخله حزبه للوطن معبار
والدم للركب من هامته وهامك
( سلام ) بن الوطن راد العراق يصون
شعبه وثورته وأحلامه وأحلامك
تاريخك حزب وأثنينكم تاريخ
ما ينفصل سركم فكره وألهامك
...
أقارن بيش أقارن والمحال يكون
وللساع الفقير يعيش بنعامك
جم ثورة بنيت وجم قصور أسكان
وجم معمل يدور بعذبة أنسامك
وزعت القصور وما ملكت البيت
الويلاد الشعب ما كلت خدامك
بنيت شكد بنيت وما قبلت يكون
يتعنّون بأسمك واجب إكرامك
صوّرك بالكمر بكلوب كل الناس
وبحفره ذليل وعفن صدامك
...




52
الانتخابات العراقية وقذارة اللعبة الديمقراطية ...
( عشنا وشفنا وبعد نشوف )
حامد كعيد الجبوري
        الشعوب دائما وأبدا تنشد الحرية والديمقراطية وتتوق لها  وهذا  شئ مفروغ منه ولا جدال فيه  ، ولا أعتقد أن الديمقراطية تجد حاضنتها الطبيعية أن مورست والبلد أي بلد يقع تحت احتلال أو وصاية كما هو في العراق الآن ، وأزعم أن البلد وأعني العراق يعتبر منزوع الإرادة ، وإرادته تسخر وتدار من خلال أكثر من دولة تحيط به ، أو دولة تدعي تحريره ، ولي شواهد كثيرة بذلك لا أخوض فيها .
      انتخابات العراق البرلمانية حددت بمرسوم جمهوري 12مايو 2018 م وبعد هذا الإعلان بدأت قوائم الحيتان تتسابق لكسب ود الناخب ، وشراء ذمم الناس أن لم نقل شراء أصواتهم ، وتعالت خطابات رجال الدين بمختلف تفرعاتهم للترويج وحث الناس للانتخابات تصريحا وتلميحا ، ( المجرب لا يجرب ) وكأني اشتريت سيارة موديل معين وظهرت عيوبها فعليّ أن أستبدلها بشركة أخرى ، وبعد أربع سنين ستظهر عيوب جديدة  لتلك السيارة وأستبدلها بماركة أخرى وهكذا ، ويحق لي أن أقول لماذا لا تعلنها المرجعيات الدينية صراحة وتسمي الأشياء بمسمياتها ، أو تشكل قائمة انتخابية تدعوا مقلديها لهؤلاء لانتخابهم  ، وحتما ستقول المرجعيات ليس ذلك من اختصاصنا ، ولا ننسى أن هؤلاء ساسة الصدفة لولا فتاوى مراجع الدين لم يصلوا لواجهة السلطة .
      قريبا ستنطلق الدعاية الانتخابية مؤذنة  بالترويج للمرشحين  ولقوائمهم  ، الأحزاب الصغيرة وقليلة المال ، وقليلة التمثيل بالحكومة المركزية أو الحكومات المحلية ستحافظ على مواقعها وتمثيلها الطبيعي ، وكل حزب أو تكتل أو تجمع يعرف حجمه ومقاعده ، ورحم الله من عرف حجم نفسه فأثابها ، ومن المحتمل أن هذه الأحزاب الصغيرة ستفقد بعض أصواتها لصالح الأحزاب الأكبر ، وحديثنا ينصب على الحيتان من القوائم ممن لها تمثيلها وسطوتها ومقاعدها في الحكومة والبرلمان والوزارات والحكومات المحلية ومجالس المحافظات ، وهذه الأحزاب تسعى لكسب الأصوات الجديدة لتزيد عدد مقاعدها وممثليها وزيادة مكتسباتها لتستحوذ على ما تبقى من المال العام  على حساب أصوات الأحزاب الضعيفة والمهمشة ومن الشباب الجدد الذين حصلوا أخيرا على حق التصويت لبلوغهم السن الذي يسمح لهم بالتصويت ، ووسائل هذه الحيتان  لا تمت للأخلاق وللديمقراطية بشئ  ، أحزابنا العلمانية مشتتة ولا تجتمع على مائدة حب الوطن ، ويفرقها أطماع السلطة وغيرها ، وأحزابنا الإسلامية لا تؤمن بالديمقراطية ولكنها تؤمن بها وسيلة لتصل لمبتغاها ،  وبعد أن ازدادت هذه الأحزاب – الحيتان -  خبرة للوصول لصوت الناخب ابتكرت ألاعيب جديدة أقذر من سابقاتها  ، قائمة كبيرة راقبت الانتخابات بشكل متفرس للسنين وللدورات الماضية ، وعرفت  حجم المرشحين السابقين وما جمعوه من أرقام ، ولغرض وصول قائمته الجديدة للعتبة الانتخابية التي قدروها  بشكل تقريبي بدأت عملية شراء أولئك المرشحين مقابل مبلغ مجزي من المال ، وهذه عملية أسهل من شراء أصوات مفردة  ، فلان من الناس حصل على 3000 صوت في ما مضى وسعره يختلف عن فلان الذي حصل على 1000 صوت ، والمبالغ المقدمة للمرشح الذي سيدخل القائمة ليست أرقاما قليلة فبعضهم يحصل على 50 مليون دينار عراقي  والبعض يحصل على مبلغ أقل وكل حسب سعر أصواته  ، وهذه الأيام تعد موسم عمل شيوخ العشائر ممن يرتضي لنفسه أن يكون ذيلا لغيره ، ولا أنكر وجود بعض الشيوخ ممن يأبون على شرفهم وشرف عشائرهم هكذا بيع مخزي ، بعض من شيوخ العشائر يعد الكثير من المرشحين أن أصوات عشيرته له ، ومن الطريف أذكر أن شيخ عشيرة قبض مبلغا من المال من أحد المرشحين واعدا إياه أن يحصل على كذا صوت من المركز الانتخابي المعين ، بعد فرز الأصوات أتضح أن شيخ العشيرة لم يجلب لذلك المرشح سوى بعض أصوات لا تذكر ، فما كان من المرشح القوي وصاحب السلطة والسطوة سوى استرجاع المبلغ المقدم منه لشيخ العشيرة  ، المرشحون يدفعون مصاريف باهظة لشيوخ العشائر ليعملوا  ولائم تنحر فيها الأغنام والأبقار ويدعى لذلك المنتخبين المؤملة أصواتهم ، ويقال أن سعر الصوت الواحد ببعض المحافظات العراقية وصل الى 250 دولار أمريكي ، و( عشنا وشفنا وبعد نشوف ) كما يقول المنلوجست العراقي الراحل عزيز علي .       
 

53
( سولف عالعراق )
( ومن الضحك ما قتل )

سولف عالعراق أشما تريد تكول
 التقشف عالشعب والحجي ما مشمول
*
الحمد لله البلد مليان بالحجاج
 البيت الله الحرام أيفوجون أفواج
أبن ملجم يحج وحج أله الحجاج
 الاسم نفس الاسم ويبدلون أشكول
*
صدام الصنم كال أشتراكيه
 وكالوها الجماعه دوله دينيه
أحكام وشرع سنيه شيعيه
 وآداب التخلي شلون من أنبول
*
النكاح الدرس الأول متعه لو مسيار
 أحكام وعباده ومختلف أخبار
بسم الله يسبح ينخه يا ستار
 زاهد بالعلن والسر ركص وطبول
*
من كثر العباده وجهه يسطع نور
 سوده كصته ومحبس خرز بلور
بأموال الفكر يبني فلل وقصور
 ويبوس ايده شكر للنعمه خاف تزول
*
الدشداشه قصيره وقصّر السروال
 واللحيه طويله وغتره ماكو عكال
من جيب الفقير أيفرهد الأموال
 يحلبهم حلب كلما يريد ينول
*
أخذونه وخيذه الشيعه والسنه
 خادم الأجنبي ويمن علي منه
البوك وحرمنه والذبح جاب ألنه
 القاصه أتقاسموها وحملوها أعدول
*
حيل وببو زايد عالشعب وأكثر
 يسولف عالفساد ويحجي يتشطر
ومن تصير فزعه يختل أتكتر
 نايم للظهر ويريد غيره يصول
*
هيهات المذله وبالمذله ينام
 الحريه بعيده المشتغل خدام
فك قيدك وحرر روحك الأوهام
 فل حزام صبرك عالمرائي صول
*** 
حامد كعيد الجبوري
بابل / العراق



54
زاوية الشعر الشعبي / ما أبچيك
« في: 19:29 02/10/2017  »
ما أبچيك
حامد كعيد الجبوري

( هكذا وجدت الحسين وقرأته إباءً وشموخ )

ما أبچيك ...
          وعيوني نهر تيزاب
الدمع مثل الشمع ..
                  ما ينسمع نوحه
بسكوت الشمع يبجي ...
                       ويضوّي دروب
ويصدّع أجبال وينخر سطوحه
ما أبچيك ....
                  ميزان الدمع وهمان
                       نعم أنعاك ثائر شيّد صروحه
نعم أنعاك ثائر ...
                        قدوة الأجيال
يسحك للقمم ما يرضه بسفوحه
ولا أرثي أبشعر صوت الضمير
                                ... يصيح
مقارنة الدماء أبشعر مفضوحه
يا أول وآخر ما يصير حسين
                        مثلك يعتلي وتتسيد جروحه
براكين الدماء الكبرت ...

                               قرآن
تذل صوت السيوف أبغمد مبحوحه
علمت الزلم ...
              تتراكض أعله الموت
تشد حبل المشانق لعب مرجوحه
عبد الله طفل ....
                         يكتب دماه تاريخ
دين الله مال ... وسنّده بروحه
***
يا كعبة الشوك وقبلة الأحرار
الزمن جيده لويته
                   ..وخرّست بوحه
سيفك ( لا ) هتف ..
                وتهاوت التيجان
دم طيّح عرش للواعي...
                        مشروحه
نفسك أخوتك ويلادك وأنصار
أطفال وحريم وجثث مطروحه
عرك وجه العرش ... بشفافك الترتيل
يغرَّك بالخجل يقراك أطروحه
أن يرضيك هذا ...
                  أخذ ما يرضيك
المرضاتك تهون دمانه مسفوحه
أهتز عرش الجلالة
              ..ونزّل السجيل
أبابيل وكلت ما ريد
                     ..مسموحه
عجبت الملك والأنبياء شهود
نفّذت العهد و أموقع اللوحه
راس الدين عالي
                      ...براسك المرفوع
لوما عالي راسك
                      لو ما عالي راسك
                                    ...چثته مذبوحه
***





55
( أنت كالكلب ، وإياك أعني )
حامد كعيد الجبوري / العراق / بابل
     دخل علي بن الجهم 188 - 249  هـ الشاعر البدوي بملابسه الخشنة الرثة ، وشكله المتجهم مدينة بغداد وهي حاضرة الخلافة العباسية ، سمع الشاعر الجهم الناس يقولون  أن الخليفة المتوكل يغدق على الشعراء والمداحين ، فدخل لقصر الخلافة مبتغيا مدح الخليفة لكسب المال ، أصغى بن الجهم لشعراء البلاط وهم يمتدحون المال عند خليفتهم فنهض من مكانه وقال يا أمير المؤمنين أسمح لي بالقراءة ، وقرأ ( أنت كالكلب في حفاظك للود / وكالتيس في مقارعة الخطوب / أنت كالدلو لا عدمناك دلواً / من كبار الدلا كثير الذنوب ) ، والدلا هو ما يشبه الصاع الكبير ينتهي بقاع البئر ويربط بحبل لسحب الماء ، وكثير الذنوب تعني كثرة ما تحويه من الماء  ، وبرواية أخرى ( من كثير العطايا كريم وهوب ) ، والرواية الأولى أدق مصدرا ، شاط الخليفة غضبا ولحظ الحراس وسياف القصر ذلك فاستلوا سيوفهم وأحضروا  النطع – فراشٌ من الجلد يوضع لمن يقطع رأسه كي لا يلوث السجاد الدماء -  ورموه أرضا وكُتِّفَ الشاعر بالقيد ليذبح علنا أمام الأشهاد ، سأل الخليفة المتوكل العباسي الشاعر وأجاب ، بعد الإجابة عرف الخليفة أن الشاعر بدوي ، ولا أقرب للبدوي من الكلب والبئر والدلاء فقال أتركوه ، وأمر إدخاله الحمام ، ومنحه كسوة مناسبة ، وبيت على نهر دجلة ، وجارية ، شرب الشاعر عذب ماء دجلة ، وخالط الناس ، وشرب المدامة فتغير طبعه ومنطقه ، وصح حدس الخليفة بهذا البدوي الشاعر ، وما هي إلا شهورا قليلة فكتب ( عيون المها  بين الرصافة والجسر / جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري / أعدن لي الشوق القديم ولم أكن / سلوت ولكن زدن جمرا على جمر ) ، ولأننا عرَّجنا على الكلب الذي مُثل به المتوكل العباسي فيقال أن للكلب عشر صفات من المؤمنين أوردها الحسن البصري والأصمعي وغيرهم الكثير ، وأعطى سبب تحبب الصفة  عند الكلاب ، وصفات الكلب كما أوردوها  أولها : ليس له مقدار بين الخلق وهو حال المساكين ، وثانيها   :  أن يكون فقيرا ليس له مال ويكون صفة المجردين ، وثالثها :  ليس له مأوى معلوم والأرض كلها بساط له وهو من آداب المتوكلين ، ورابعها : أكثر أوقاته جائعا وهو من آداب الصالحين  ، وخامسها : إن ضربه صاحبه لا يترك بابه وهو من علامات المريدين ، وسادسها : لا ينام من الليل إلا اليسير وذالك من صفات الخاشعين، وسابعها : أن يطرد ويجفى ثم يدعى فيجيب ولا يحقد وذلك من علامات العاشقين ، وثامنها : أكثر عمله السكوت وذلك من علامات المرتاضين ، وتاسعها  :   يرضى بما يدفع إليه صاحبه وهو حال القانعين  ،  وعاشرها : إذا مات لم يبق له شيء من الميراث وهو من مناقب الزاهدين    .
     ومما رويّ لي عن عزة النفس والكبر وحفظ الود عن الكلاب  من بعض الأصدقاء ثلاثة حالات استوقفتني كثيرا  تختزنها ذاكرتي ، 1 : أحد التجار المترفين يسكن في بيت منيف كبير في كرخ بغداد ، وكان له كلب يحرس داره ، ومن عادات التجار تعطيل محلات تجارتهم أيام الجمع ، وعصر كل جمعة يخرج التاجر من بيته وبيده مسبحة ثمينة ليجلس مع أصدقائه في مقهى لا تبعد كثيرا عن بيته وتطل على دجلة الخير ، حين يخرج يتبعه الكلب ويقرفص قبالة المقهى التي يؤمها صاحبه، ويعود مع صاحبه ، هرم الكلب وأصبحت ساعات نومه أكثر من ساعات يقظته ، طرده صاحبه من البيت ورماه للشارع وأغلق باب داره ، لم يبرح الكلب بيت التاجر وكان يذهب ليجد قوته في المزابل القريبة ويعود الى حيث دار صاحبه ، ولم يترك مرافقة صاحبه وهو يجلس أيام الجمع مع أصدقائه ، الظاهر أن أحد اللصوص كان يخطط لسرقة المسبحة الثمينة من يد التاجر ، وفعلا ركب اللص دراجة هوائية وخطف المسبحة من يد التاجر وهرب مسرعا ، صرخ التاجر بأعلى صوته ( حرامي – حرامي ) ولم يستطع اللحاق باللص لبدانة التاجر  ، ركض الكلب خلف دراجة اللص ، وعضه من رجله ، وأسقطه أرضا  وهم بالهجوم على اللص ، واللص  يعرف أن هذا الكلب يملكه التاجر ، وخاف من وصول التاجر له ، وربما يمسك ويسلم للشرطة ، فما كان من اللص إلا أن يرمي المسبحة ، ألتقط الكلب المسبحة وعاد  لصاحبه وبين أسنانه المسبحة وأخذها التاجر من فم الكلب ، لم يذهب التاجر بعد الحادثة الى المقهى وعاد لبيته ، حين وصل لباب الدار مع الكلب الوفي ، وفتح الباب وقال لكلبه تعال وعد لمنزلك ، نظر الكلب للتاجر نظرة احتقار واشمئزاز وهز بذيله وغادر المكان ولم يعد للجلوس أمام باب الدار ثانية ولم يعد نهائيا .
     الحالة 2 : صديق شيخ عشيرة يقول كان عندي كلب شجاع وأمين وذكي جدا ، يقول كنت أميز نباحه ولماذا ينبح ، أن كان ينبح لضيف أو للص أو لخطر يدهم القرية ، يقول صديقي شاخ الكلب عندنا وأصبح كثير النوم ، والأكثر أن أولاد الكلب وذريته كانوا يقسون على الكلب الكبير ويحرمونه حتى من الطعام ، وكنت أنهره وربما أفرد له طعامه فيسرقونه منه أيضا ، يقول بعد أيام افتقدت وجوده وسألت عنه أولادي وقالوا لا ندري ، اختفى الكلب يوم ، يومين ، أسبوع ، شهر ، فقلت لنفسي ربما مات بمكان ما ، يقول كان بستان  أختي المتزوجة يبعد بحدود 2كم عن بيتنا ، قلت اليوم سأزور أختي وأتناول طعام العشاء معها ، حين وصلت لدار أختي فاجئني كلبنا الهرم عندها ، ولاعبته وقلت له سألت عنك كثيرا حتى ظننتك مت ، والكلب المسكين يرمي بنفسه على أقدام صديقي الشيخ ويعبث بأطراف إزاره ويحمحم له ويهز ذيله فرحا لرؤية مربيه ، يقول بعد تناول طعام العشاء عدت ماشيا لبيتي ، ورافقني الكلب بمسيري ، وكنت فرحا بعودته ، قبل خمسين مترا عن بيتي وقف الكلب عن المسير ، قلت له تعال لا تخف فسأفرد لك مكانا خاصا لا يصل فيه إليك بقية الكلاب ، لم يتحرك من مكانه ، وأعدت عليه الحديث ولم يستجيب ، ضربته بعصاي ضربات خفيفة على ظهره ولم يستجيب ، يقول قلت للكلب ( أذهب فإنك لا تستحي وتترك بيتك ، وتخاف من ولدك ، والأكثر تذهب دخيلا لبيت غريب لا تعرفه ) ، يقول عدت لبيتي ونمت ليلتي ، وخرجت لقضاء أعمالي  ونسيت الكلب ، بعد أيام تذكر الشيخ كلبه وقال ابحثوا عنه ولم يجدوا ، طلب من أحد أولاده الذهاب لبيت عمته ليسأل عن الكلب وعاد وقال لوالده لم أجد الكلب عند عمتي ، يقول خرجت للمكان الذي توقف عنده الكلب ورفض الدخول معي للبيت فلم أجده ، يقول شممت رائحة كريهة فتوجهت نحوها ، ووجدت الكلب مختفيا بين فسائل نخلة وهو ميت ، يقول عدت للدار حزينا لأني لم أتفقده أو أذهب له بطعام .
     الحالة 3 : صديق  يسكن بأطراف المدينة ويخشى من الأطفال أو اللصوص تسلق سياج الدار لسرقة أي شئ من حاجيات المنزل ، وصديقي من المربين لطيور الزينة  ، جلب كلب صغير وضعه بشرفة الدار المطلة على الحديقة ، كبر الكلب وأصبح وسيلة تنبيه للرجل ، وفعلا كان الرجل يميز نباح الكلب أن كان لمن يمر عابر سبيل  ، أو لمن يحاول تسلق سياج الدار ، أحد أصدقاء الرجل  قال له أن كلبك ليس من فصيلة جيدة وسأعطيك كلبا من عندي وهو كلب يسمى (     Wolf dog ) ، وقبل أن يجلب الكلب الجديد أخذ الكلب القديم بسيارته ورماه بمكان بعيد جدا عن بيته ، عاد الرجل لبيته فوجد الكلب القديم قد وصل للبيت قبله ، فقال لنفسه ليبقى خارج الشارع ، وكان الكلب مرابطا بباب الدار ويأكل مما يرميه له أصحاب الدار ، جلب صديقي الكلب الجديد ووضعه بنفس الشرفة فأنتبه الكلب القديم أن كلبا جديدا حل مكانه ، رمق لصديقي بعينيه ورفع رأسه للشرفة وغادر المرابطة بباب الدار ولم يعد لها وليومنا هذا .
     بعد التغيير وسقوط صنم الدكتاتورية البغيضة كتبت بيتين من الشعر الشعبي تلخص ما أريد قوله في هذه الموضوعة ، ( عجيبه عالجلاب التنبح بهل اليوم / نزع ثوب الجلاب وصاير بريكي / ربيت الجلب يحرسني .. ملخني! / وبثوبه يهز لو شاف أمريكي ) ، - بريكي ملابس شبابية يمتاز بلبسها بعض الشباب عديمي الذوق والأخلاق –  ، وبنفس إطار هذه الموضوعة ( غزالة ) زوجة شبيب الخارجي أحد كبار الخارجين على بني أمية ، وأستحل الكوفة أيام إمارة الحجاج الثقفي ،  وهو ( شبيب بن يَزيد بن نعيم بن قيس الشيباني )  ، وكانت زوجته ( غزالة )  قد نذرت لو مكن الله لزوجها الكوفة فستصلي ركعتي شكر لله في مسجد الكوفة ، ووفت غزالة نذرها وصلت ركعتين قرأت في الأولى سورة البقرة كاملة ، والركعة الثانية سورة آل عمران ، فهزأ شعراء الكوفة من جبن أميرهم الحجاج الثقفي وكتبوا شعراً ، ( أسد علي وفي الحروف نعـامة / فتخاء تنفر من صفير الصافـر / هلا برزت إلى غزالة في الوغى / بل كان قلبك في جناحي طـائر ) ، وموضوعنا له علاقة والعاقل .                                                                           
                                                       









                           







56
أدب / ( صافيتا )* ...
« في: 21:46 25/12/2016  »


(صافيتا )* ...


( حديث يستوحي الهواجس من العدم )


حامد الجبوري

أستيقظ ..   
ليس في العمر متسع  للنوم
يمم وجهك شطر الينابيع 
نبع  ( متي )1  و( صالح )1
صافيتا ...
لؤلؤة في جيد حسنائك ...
القادمة من عمق التاريخ
                       وعمق الحاضر
                                والحلم الأزهر في عينيها
برج (صافيتا ) ليس عصيا
سلالمه  بخطى عاشق 
حسنائك ( سنديانة ) شربت ..
                 ماء الحسن والدلال
حسنائك ثغر من كروم ( صافيتا )
أستيقظ أيها المدثر
العمر على مرمى  قلب..
 يتشبث بآخر قطرة ...
                          حب
أستيقظ
وأصحب ( صافيتا لمغارة ) عمرك الموشح بالهزائم 
وحروب الساسة الجوف
أستيقظ
وماء ( ميخائيل )2 طهورا وملاذا
وأطلب لجوء العمر لمغارة ( الضوايات )3
وأسرق من مبسمها
آه ما أجمل أن تسرق ..
قبلات العشاق
لا تيأس ...
الصبح  قريب  آت
لا تيأس..
وشمس الله تبزغ في قلب ( صافيتا )  ..
 ستزهر ( صافيتا )..
 ( زيزفونتك ) بورق الجنة
وأزهار الفردوس 
آه يا ( صافيتا )
الشعرُ غذاءٌ
وبعض من شعرك يا (صافيتا )
أيقض الهواجس المنسية
بالبركان
...
صافيتا : منتجع سوري يبعد عن محافظة طرطوس 35 كم
1 : نبعان في ضاحية صافيتا
2 : كنيسة في مركز ضيعة صافيتا
3 : مغارة تشبه مغارة جعيتا

   

57
( خصائصُ الأسلوب والجهد الجزائري ) 
قراءة في كتاب ( خصائص الأسلوب في شعر حسين قسام النجفي )
                                                             
حامد كعيد الجبوري
    يعزفُ الكتابُ والباحثون والنقادُ الكتابة عن الشعر الشعبي العراقي إلا ما ندر جدا جدا ونضع خطا تحت ما ندر ، وتبرير ذلك برأيي الشخصي أن المعنيين الذين ذكرتهم يعتقدون بدونية الشعر الشعبي العراقي وعدم أهليته للدراسة والبحث ، والكتابة عنه وله يعتبر عندهم ضرباً من الاستخفاف أو عدم الأهمية ، أو لأنهم لا يستطيعون خوض غماره وأمواجه المتلاطمة التي ستغرقهم دون تحقيق أي شئ أو منجز ثقافي يشار له ولهم لاحقا وبالتالي أهملوه ، ناهيك عن المفهوم الطبقي الذي نعتوا به الشعر الشعبي وأسموه ظلما بشعر العامية ،  ولا أخفي أن الموروث الشعبي العراقي كما بقية أبواب الثقافة والفنون عامة فيه من الغث الكثير ، وبالمقابل فيه من السمين أيضا مما يثير شهوة الكتابة عند ال( ما ندر ) جدا كما أشرت إليه أنفا ، لذا نجد في بعض الصحف العراقية موضوعا نقديا من صفحتين أو أكثر لملئ فراغ تلك الصحيفة أو تلك ، وحتى في صحيفة طريق الشعب تعطي للأدب الشعبي صفحة واحدة في الأسبوع ، وأنا أجده قليل جدا هذه المساحة الضيقة ، ومن النادر أن نقرأ فيه موضوعة بحثية متكاملة الأغراض والمفاهيم النقدية ، أو دراسة  تفصيلية رصينة لتراثنا الشعبي الغزير ، وما صدر عن دار الينابيع عام 2010 م ( الثورة النوابية ) لحسين سرمك أجده المنجز الضخم عن ما كتبه الشاعر العراقي الرمز مظفر النواب ، وكنت أرقب دراسات أخرى لنفس الناقد أو غيره عن تجارب عراقية شعرية شعبية لا تقل إبداعا ووطنية وجماهيرية عن تجربة رمزنا النواب ، مع تحفظي عن ذكر أسماء الشعراء كي لا تثار تساؤلات حولها لأني أتعامل مع النص كونه عملا إبداعيا لا غير ، وربما صعوبة توثيق الثقافة الشفاهية الشعبية المتداولة حالت دون التصدي والكتابة عن الموروث الشعبي العراقي  كما قلت .
      أجد أن الخلفية السياسية للصديق مزاحم الجزائري هي التي دفعته صوب الكتابة عن شاعر هزلي أستحوذ على الإعلام الشعبي اللساني حقبة الثلاثينات والأربعينات وبداية خمسينات القرن الماضي ، فخلفية مزاحم الجزائري السياسية تُعنى بالأدب الشعبي عامة والشعر الشعبي خاصة ، بل وتعتبر قصائد البعض من الشعراء منشورات سرية تتداول عند مختلف شرائح المجتمع العراقي ، وقصائد مظفر النواب  مثلا لذلك ، ولليسار العراقي وبخاصة الحزب الشيوعي العراقي يدٌ بيضاء في تسليط الأضواء على بعض من الشعراء الشعبيين  الذين وجد فيهم الحزب الشيوعي العراقي جذوة شعرية يمكن من خلالها تبني تلك الظاهرة المميزة وصقلها وإبرازها بإطار وطنيتها التي تحمل ، ليصبحوا بعد ذلك من أبرز شعراء ستينات وسبعينات القرن الماضي ، ومثال ذلك كراس ( أغاني للوطن والناس ) طبع بعد احتفالية العيد الأربعين للحزب الشيوعي العراقي 1974 م ، وضم بين دفتيه ( 32 ) قصيدة لشعراء لا يزال يشار لهم وليومنا هذا بتجربتهم الفريدة المميزة ، وأسلوبهم الحداثوي ، وتداخلهم بصفوف شعبهم ونقل معاناة الوطن وأهله ، ويُتهم الحزب الشيوعي زورا أنه يخلق الرموز الشعرية منطلقا من شخصنة ذاتية لأسماء بعينها ليبرّزها وتصبح واجهة إعلامية للحزب وقيادته ، وهذا زعم مرفوض  ودليلي أن كل الأسماء التي تعرفون وأعرف من شعراء شعبيين هم منجزٌ إبداعي سبروا أغوار المفردات الشعبية وقدموها على صحن ثقافي شعري ممتع للذائقة الأدبية القارئة ، فأحبَ الناسُ تلك القصائد وحفظوها واستدلوا بها على عظيم تلك التجربة السبعينية حينها .
           و ( خصائص الأسلوب في شعر حسين قسام النجفي ) عمل وجهد ليس بالقليل للباحث والشاعر مزاحم الجزائري ، وقراءة  الجزائري واقعية انطباعية بنيوية لقصائد شاعر ترك لنا ثلاثة دواوين شعرية ( سنجاف الكلام ، قيطان الكلام ، محراث الكلام ) ، وربما يعتقد البعض بمكان ما سهولة الدراسة لقصيدة شعبية مباشرة ، تخلو من الرمزية لتفصح عن مكنوناتها ومعانيها العفوية كما يحلو للقارئ تسميته ، وهذا يخالف حقيقة قصدية الشاعر ورمزية سخريته اللاذعة وإشاراته في ما يقول ، وأستطاع الجزائري أن يناقض ما يدعيه البعض وأخرج لنا رؤيا وحقائق قصائد ( قسام النجفي ) وقصديتها بتسفيه أفكار مجتمعية بالية طبع الكثير من عامة  الناس وجبلوا عليها .
         العربية لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك ، حقيقة تركها لنا النحويون ، فلا يستطيع أحد منا قراءة أي بيت من الشعر الفصيح دون أن يشكل الحروف – الضمة ، الفتحة ، الكسرة ، السكون ) ، ( حييتُ سفحكِ ظمأناً ألوذُ بهِ / لوذَ الحمائمِ بينَ الماءِ والطينِ ) ، من  يستطع قراءة البيت دون تحريك الحروف في البيت أعلاه ، ومن المؤكد لا يستطيع ،  ومن هنا تأتت جمالية ورفعة اللغة العربية في تحقيق غاياتها ومراميها ، ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) سورة فاطر ، فلو قلنا اللهُ بدل اللهَ لأختلف المعنى كاملاً ، فالكسرة أو الفتحة تغيير بالمعنى وضياع ما أراد الشاعر أو الناثر ، لذا أنبرى العروضيون وقعدوا القصائد الشعرية الفصحى ، ووضعوا لها ميزانا عروضيا يحتكم إليه ، أما الشعر الشعبي ولعدم قبول الحركة على الحرف الأخير من الكلمة لذا أصبح من الصعوبة بمكان إخضاع القصائد الشعبية للميزان العروضي الفراهيدي -  رأي شخصي -  ، يقول النجفي ( شاربله كونية دوه / وأثلث حكك شربت نوه / ياكل شمس يشرب هوه / من إذنه يطلع دخان ) ، في هذا المقطع وببقية القصائد الشعبية لا نستطيع أن نحرك نهاية المفردة الشعبية ، كما في بقية القصائد الشعبية عامة ، ولو أخضعناها للحركة أضعنا وزن القصيدة واختلفت معانيها على الفهم والتمييز ، وبجهد كبير ودراية عروضية للجزائري أخضع قصائد ( قسام النجفي ) للبحور ( الفراهيدية ) وأشار لوزن تلك القصيدة بما يقابله من الشعر الفصيح ، ومؤكد أن الجزائري ليس الوحيد بهذه التجربة بل سبقه الكثير لتقعيد – الوزن -  القصائد الشعبية ، وهي محل خلاف كبير بين العروضيين ، والطريقة المثلى عند غالبية الشعراء الشعبيين اعتماد وسيلة الأذن الموسيقية ، وأجدها وسيلة خاطئة توقع الشعراء بالخلط بين الأوزان الشعرية المتقاربة بتفعيلاتها العروضية ، إلا إن كان الشاعر الشعبي يمتلك أذنا موسيقية واعية وهذا ما يندر .
      قسم الباحث ( مزاحم  الجزائري ) منجزه ( خصائص الأسلوب في شعر حسين قسام النجفي ) الى ثلاثة فصول غير المقدمة والتمهيد والخاتمة ، الفصل الأول : مضمونية البنية الإيقاعية وفيه مباحث شتى ، الفصل الثاني : مضمونية اللغة والأساليب الفنية وفيه مباحث أخرى ، والفصل الثالث : مضمونية الصورة الشعرية وكذلك يحتوي على مباحث عدة .
     لم يغفل الباحث من إيراد بعض القصائد و( الموالات )  و( الأبوذيات ) و( الهوسات )  الساخرة للشاعر ( النجفي ) مما تضيف متعة للقارئ ، ويجعله مسترسلا لقراءة كل المباحث التي أوردها الجزائري ، ومن طريف ( الهوسات ) يقول النجفي ساخرا ، ( أحنه صدك وأحنه نحرث المحروث / منخلي على وجه الأرض ملغوث / إلنه يوم نهجم بيه على البرغوث / ( والحرمس هد أعله رجاله ) .   
     جهد لا يسعنا إلا أن نشكر الصديق الجزائري الذي فكك قصائد ( حسين قسام النجفي ) وأخضعها لميزانها العروضي ، وأستخرج لنا من قصائد النجفي الجناسات والطباقات بموسيقى القصائد  للشاعر ، ومضامين البنية الإيقاعية ، ومضامين اللغة وأساليبها ، ومضامين الصور الشعرية الفكاهية والساخرة ، ومضامين الصور الشعرية السريالية  ، مبارك للباحث ( الجزائري مزاحم ) هذا العمل والجهد والمثابرة .             

58
قراءةٌ وعرض ديوان شعري
 ( لدمشق هذا الياسمين )
                                                               
حامد كعيد الجبوري
      ضمن سلسة الشعر ( 2 ) لعام 2013 م / منشورات إتحاد الكتاب العرب دمشق صدر ديوان شعري ( لدمشق هذا الياسمين ) للشاعرة ( ليندا إبراهيم ) ، والديوان يقع ب 100 صفحة من الحجم المتوسط أخرجتهُ فنياً  ( وفاء الساطي ) ، يحتوي الكتاب على 29 قصيدة من ضمنها قصيدة الإهداء ، 9 قصائد عمودية و 20 قصيدة التفعيلة  .
      ومجموعة الشاعرة ( ليندا ) الشعرية مستهلةً تهديها ، ( السلام على الشعر / مني على الشعر أزكى السلام ) ، وتسترسل  ( على مفردات من النور / جئن كدفق الغمام ) .
     سئلَ أحد الأعراب الشاعر المتصوف الحلاج – ( أبو عبد الله حسين بن منصور الملقب بالحلاج 244 هـ  – 309 هـ  ) –  ما في جبتك ، فأجابه الحلاج ( ما في جبتي غير الله ) ، وبسبب هذه الإجابة أتهمَ الحلاج بالزندقة وشنق بحضور جمع كبير من عامة الناس ، ولأن دمشق الحاضرة العربية التي احتضنت الفكر العربي واليساري ، وقدمت الكثير للشعوب العربية وللإنسانية ، لذلك تكافَئُ من بعض الدول ( المتأسلمة ) والمستعربة لطمر هذه الجذوة الفكرية  والحياة المدنية التي ألفتها الشام منذ أسست ومصرت وليومنا هذا ، وتنبري الشاعرة ليندا ومعها من أحبَ الحياة والضياء والزهور للدفاع عن معشوقتهم ومقدستها الشام لكي لا تُشنق كما شنق الحلاجُ الذي قرأتهُ بتمعن وروية ، وتحاولُ محاكاة عشقها المتوحد مع ذاتها الدمشقية التي جبلت عليها ، ( ولها من الفردوس ، حورٌ مائسات ، عند غوطتها ، يفحن شذى ، على عتباتها ) ، ولأن الشام ودمشقيتها التي ألفت وتآلفت  ، ( مآذن النجوى ، نواقيس التذكر ، هيكل الإيمان ، محراب اليقين ، تهجد النساك ، في غرفاتها ) ، وتجزم الشاعرة ( ليندا ) أن دمشق عصية على أن يطمس ذكرها ويمحى تاريخها العريق ، ( دمشق بادئة الزمان ومنتهاه ، المصطفاة من المدائن روحها وصفاتها ) .
     يمكننا أن نحيل قصائد ديوان  الشاعرة ( ليندا ) لعدة أغراض شعرية ،  القصائد الوطنية ، الوجدانية ، الذاتية ، قصائد الغزل ، ولا أتمكن كقارئ ومتذوق لما تكتبه ( ليندا ) أن أقتطع بيتاً وأكتفي ويكتفي معي القارئ بتشكيل حصيلة أدبية ورؤية لوحدة موضوعة القصيدة إياها ، القصيدة عند الشاعرة سلسة متواصلة إن تفرطَ عقد جمانها أضعنا مضمونها وشتتنا حبيبات مسبحة قصيدتها وما تريده الشاعرة  بكل بيت من الشعر ، بل وفي أي شطر من قصائدها ، وبخسنا حقها  في ما تريد إيصاله لمتلقيها ولمتذوقي ما تكتبه .
     ( من أين أبتدئ الغناء / ولمن سأهدي قبلتي الأولى ) ، ونتخطى عتبات حنينها في قصيدتها ( أمي )  لنصل ، ( وكل ما في الكون أبيض جاء / من وجهٍ لأمي / كان شمسا صيغ من ذهب السنابل  ) ، وحين تغادرها طيوف ملائك أمها التي حطت على شرف السماء تقول ، ( طوبى لها / اليوم أبتدئ الصلاة لوجهها / واليوم أبتدئ الغناء ) .
      أحاول جمع بعض شذرات من ديوان ( لدمشق هذا الياسمين ) أجلي بها ركام إسفاف ما تسمى قصائد البعض من المتشاعرين ،  وما أكثر أدعياء الحرف الذين أساءوا للذائقة الأدبية وشوهوها ، فالحرف والقصيدة عند الشعراء – الشعراء - محراب مقدس لا يلجون عبابه إلا على دراية باللغة ونحوها ، والبحور العروضية وميزانها ، مستثنى من ذلك القصائد المنثورة .
      من قصيدة سورة الحب ، ( رباه هذا الحب يشبهني / ومنذ الصبوة الأولى / أسبح باسمه / أني أنا الأنثى التي أرخت جدائلها / على عرش القصيدة ) ، وتقول ( أنا فتنة الأنثى / تفيض على مدارج دوحها عطرا / وينسكب الغمام ) .
      في قصيدة ( خالقة ) تؤنب الشاعرة مخلوقها الحبيب وتزدريه ، وعلى النقيض تعد – تحسب -  له أفضالها عليه لتمجيده وإعلائه ، ولأنها الربةُ تجده أقل شأنا منها فتترك مخلوقها قائلة له ، ( أمجد ما خلقت / وقلت / يا روحُ استريحي من عناء الخلق / ثم منحتك الاسم الجليل ) .
      من حزنها في قصيدتها ( أغنية الشتاء ) فالى من تهدي شتائها الحزين ، بعد أن عتّقوها بقارورة الصمت ، وزفوا لها الظلمَ والظلام بسنين ربيعها لتجترح قوتها من طاهر جرحها وتسد جوع حنينها  بدفاتر حبها العتيق ، ولتكتب رثاء الاشتياق والبعد والوصل والصد والعشق والشهد المرير ، و ( حشدتُ حروفي مواكب نور / تشيِّع هذا الأمان الخؤون ) ، ولم تيأس بل ( وتهدي لأفئدة العاشقين / غناء ورود شتائي الحزين ) .
      في قصيدة ( نقش حناء على صدر السويداء ) تؤطرها ( الى سويداء القلب وشامة الوطن ) فتقول ، ( أتيت فأنسكبي برداً على كبدي / يا حنطة القلب يا دنيا من الأبد / أتيت أحمل قلبي ديمة هطلت / على ذرى صدرك المزدان بالبرد / وفي يدي بعض حناء سأنقشها / على ترائب فيهن الجمال ندي ) ، وتؤمن الشاعرة بأن شامها والسويداء بنيت ، وعَلت وبقيت ، وقاومت لأنها ( بصرح من المجد / جدرانه عمِّدت / بدم الشهداء ) ، ولذلك أضحت السويداء الكبيرة والشام الأكبر ( وطناً شامخاً / وأرضاً تضج / نخيلا وقمحا ) ، وأضحت حاضرة إنسانية ( وعشا لعصفورة / ويمام ) .
       الحلول في الذات الخالقة لا يعد سبة أو ذنباً ليرمى صاحبه بالزندقة أو الكفر كما أرى وأفهم ،  ( يا عبدي أطعني تكن مثلي ، تقل للشئ كن فيكون )  ، وهي غير الاعتقاد بحلول الخالق بالذات المخلوقة عند أهل المنطق والروحانية وهو الكفر كما يروون ، وفيه اختلافات فقهية عند مذاهب المسلمين لست بصدده  ، ووجدت بعض الإيحاءات والإشارات والشطحات الصوفية نقرأها ببعض قصائد الشاعرة ( ليندا إبراهيم ) ومنها قصيدة ( صوفيات ) ، وقصيدة ( هائم ) ، وقصيدة ( مقام الهوى ) ،  وقصيدة ( نفحات ) ، وبعض أبيات متفرقة بمنصوص قصائد الديوان ، من قصيدة نفحات نقرأ ، ( ففي فؤادي خوابٍ من سلاف هوى / مذ عتقت في دنان الحب أعضائي / ومذ تعرفتُ في قلبي ثمالته / أبصرت في لوحهِ العلويَّ أسمائي / .... حيث الطيوفُ غريراتٌ مولهةٌ / بالعشق تسكن بين الحاء والباء / هذا هو الحب إذ أحيا به وله / فأن فنيت ففي أيديه أحيائي ) ، ومن قصيدة مقام الهوى ، ( سفري طويل / والقصد دوحك / والشمول ) ، وفي قصيدتها ( نفحات ) أكثر من تسائل وإجابة واعتراض ، القصيدة في شطر بيتها الثالث تقول ، ( هو الله يأتي بالزمان وأهله ) حقيقة لا مناص منها  ، وتتساءل في عجز نفس البيت وكأنها تقول لماذا ، ( وتهوي عليهم بالمنون معاوله ) ، وتستعجب بقولها في البيت الخامس من نفس القصيدة ، ( وتحصد كف الموت أرواحنا غدا / كأنا لديه حقله ..وسنابله ) ، وتمضي متسائلة وصولاً لقناعة الوجود المطلقة فتقول ، ( وإما تجلى الله للروح أترعت / من المطر القدسي ما شاء وابله ) ، ولا يفوتها وهي بهذا المحتدم من الرؤى والقناعات والتساؤلات أن  تشير لذاتها ، ( بروحي مسيح الحزن ضجت جراحه / وجسمي من الأرزاء ينهدُّ كاهله ) ، لتخلص خاتمة لمعشوقتها الشام فتقول ، ( عليك أيا أم الزمان سلامنا / إذا بيرق بالنصر لاحت أوائله / فشام الدنى أرضي وفيها ملاعبي / تسامق فيها المجد صرحاً تطاوله ) .
    بين هذا وذاك من الإغراض الشعرية تشكلت عند قراءتي المتأنية لديوان ( لدمشق هذا الياسمين أن الشاعرة كانت بقصائدها ، واختياراتها ، وبحسن معانيها ، وجزالة ألفاظها موفقةً ، وأزعم أنها غير موفقة مع من تحب ، ودليلي لذلك مسحة الحزن ، ولؤلؤ الدموع والأسى  الذي يفيض من جوانب قصائدها الذاتية ففي قصيدة ( المرض الأخير لأبي الطيب المتنبي )  ، ( روحي / تكابد وجدها الأقصى / وعمري طاعن بالحزن ... قلبي مطفأ القنديل / لا زيت فيسرج هذه النفس الجموح / ولا بقايا من عراق الروح / أو ذكرى حبيب   ) .
     الحزن يؤججه الانتظار ، الرغبة ونقيضها ، اللقاء والصدود  ، الدفء والثلج  ، الأنوثة المحترقة ، الخذلان والخسارة  ، تجتمع بين سطور أبيات قصيدة ( أرق ) ، ( قلت سأسرج / القمر المسافر / كي يراني أجمل امرأة ، وأوقد رغبتي / كي يهتدي لحقوله العطشى / وينثر شجوه الحاني على قلقي .
       لدمشق هذا الياسمين ديوان شعري ينبأ عن طاقة شعرية إبداعية في زمن يندرُ أن تجد شاعرة تحسن لغة التخاطب ، بلغة عربية غير ملحنة ، فضلا عن بعض الشعراء أيضا  ، ولا غرابة أن الشاعرة ( ليندا ) تتقن اللغة العربية ونحوها ، الشعر وأوزانه ، لأن جذورها المعرفية تتصل بعراقة عائلتها التي أنجبت الكثير من المشايخ ، الذين تعتبر اللغة العربية حبلَهم المتصل بالدين والمعتقد ، وتمتلك الشاعرة أذنا موسيقية تمييز فيها عروضيا بين هذا البحر وتلك التفعيلة ، لذا نجدها تكتب قصيدة التفعيلة من بحرٍ تختاره ، وربما نجد بنفس القصيدة مختارةُ البحر أبياتا عمودية ، وهذا بزعمي  متأتياً من إتقان نحويٍ وعروضي ، أبارك للشاعرة ليندا إبراهيم هذا الفيض من الياسمين الذي أغرقني بفوحان عبيره الياسميني .   
     ببلوغرافيا :
ليندا سلمان إبراهيم
شاعرة و أديبة - مواليد دمشق
الشهادة : الهندسة – جامعة تشرين
العمل : وزارة الثقافة السورية - مديرية ثقافة طرطوس
مكان الإقامة : سوريا –  محافظة طرطوس ..
عضو اتحاد الكتاب العرب – عضو جمعية الشعر
عضو نقابة المهندسين السوريين
عضو لجنة التمكين للغة العربية
عضو جمعية العاديات الثقافية الأهلية
الجوائز :
-   جائزة المجاهد الشيخ صالح العلي الشعرية 2001
-   جائزة مسابقة أمير الشعراء 2013 /دولة الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي /
-   جائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي العربي /بغداد / العراق/ 2014
-   جائزة عمر أبو ريشة للشعر العربي سوريا 2016
صدر للشاعرة  ...
1-   "لدمشق هذا الياسمين" مجموعة شعرية صادرة عن اتحاد الكتاب العرب –سوريا 2013
2-   "فصول الحب و الوحشة" مجموعة شعرية صادرة عن وزارة الثقافة السورية 2013
3-   "لحضرة الرسولة" مجموعة شعرية صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2016





   
 
       


59
حكاية دارمي :
                  ( متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه )
      قلت في المواضيع السابقة عن حكايات ( الدارمي ) وتخطيت حينها بل تجنبت ولا أزال الحديث عن الميزان العروضي ( للدارمي ) لأن القارئ الكريم لا يبحث عن ذلك ولا يعيره اهتماما ، ولمن يبحث عن ذلك يجده بسهولة وبسر ، والكثير من الباحثين كتبوا عن جذور ( الدارمي ) ولماذا أطلق عليه بال( الدارمي ) ولماذا سميَّ بشعر البنات أو غزل البنات ، وأغرب رأي سمعته نقله الدكتور هاشم العقابي قائلا :  أن جذور الدارمي وجدت بمدونات ولقي بابلية .
    الحكايات التي تنقلها لنا أمهاتنا أو جداتنا قبل نومنا والتي تسمى ( السوالف- السالوفة  ) ، وأغلب هذه الحكايات مرويات شفاهية تختزنها الذاكرة الجمعية لبعض الناس ، والكثير  من هذه الحكايات ربما من نسج ( الحكاواتين ) أنفسهم تضاف لقصة ابتدعوها أو  زينوا حقيقتها بشئ من خيالهم لتحبب وتحفظ عند الناس ، ولا أقول أن غالبيتها غير واقعية ، ومن هذه الحكايات قصة شاب أحب فتاة من أقرانه ، وبادلته المرأة بمشاعرها ، وكانت لهما بعض لقاءات بعيدة عن أعين الأهل ورقابة الناس ، وبعض الأحيان يتبادلان النظر لبعضهما كلما خرجت المعشوقة لواجب أو لعمل ما ، والمجتمعات القروية وحتى مجتمعات المدينة لا تنصف الأحبة والعشاق باللقاء حيث القيود المجتمعية والمعتقدات العشائرية قد تؤدي لقتل الفتاة من قبل أهلها وحتى من رجال عشيرتها إن عجز الأهل عن القتل ، اتفقا العاشقان على الزواج ريثما يستطيع العاشق جمع ( السياك ) المال لإتمام الخطبة ومراسيم الزواج ، سنة أنقضت أعقبتها أخرى والرجل يعمل لجمع المبلغ الذي سيكفي لزواجه ، وتقدم أحد أولاد الميسورين – الأغنياء – لخطبتها ووافق الأب والأخوة على ذلك الزواج ، وقبل أن يشيع خبر ذلك الزواج عرف العاشق بأن حبيبته قد وافق أهلها على زواجها ، وبمحض الصدفة خرجت المعشوقة لتؤدي بعضا من متطلبات عملها اليومي ، لحظها حبيبها فنظر لها نظرة استنكار وتساؤل  وأطلق زفيرا وتأوها سمعته المعشوقة فقالت له على الفور
                        أمن يبعد العين لف راسك ونام 
                        لمن تمر وتكول إلمن هالعظام
ويقال أيضا أنها قالت له باسم والده  ( أمن يبن ريحان ) ، والبيت واضح لا يحتاج للتبيان ،  وللتوضيح  لمن لا يعرف المفردات الشعبية العراقية أقول أن المعشوقة تريد أن توصل رسالتها لحبيبها وتقول من المحال أن تقترن بغيره وستموت ويبلى جسدها وتصبح عظاما وهي متمسكة بحبها وبحبيبها ، وتمر الأيام وتهدد بالقتل من أهلها إن خالفت رأيهم بالزواج ، وفعلا تزوجت الرجل الغريب الذي لا تعرفه خوفا من العقاب  ، بعد زواجها وكعادة الزوجات زيارة الأهل ربما كل أسبوع أو حين يمرض أحد أفراد أسرتها ، مرة التقت وجها لوجه مع حبيبها ، لم يكن الحبيب يعرف قول الشعر مثلها فاستعان ببيت ( ( دارمي ) يحفظه وردده لها
                     جا وينه حجيك ذاك وأزماطك ألنه
                     عادينه كل الناس حتى اويه أهلنه
وأوضّح وأقول أن الحبيب عاتب حبيبته وكيف وافقت على الزواج من غيره وهما قد تقاسما – بمعنى أقسم أحدهما للآخر بالمقدسات - أن لا يخون أحدهم الآخر ، هنا وقفت قبالته متحدية كل شئ وكل العواقب  وأجابته ببيت من الدارمي قائلة
                    جابوني بالمكوار طكه أعله طكه
                   متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه
وحقيقة أن ( الدارمي ) يفضي عن سباكة شعرية متخصصة ، ناهيك عما يحتويه من معنى عميق جدا ومقاوم وصادم لكل الترسبات المجتمعية التي قيدت به الفتاة العراقية حينذاك ، وهنا أجد لزاما للتوضيح ، تقول المعشوقة لحبيبها لا تعتقد بأن زواجها كان شئ سهل ، بل أنها أجبرت على ذلك عنوة وزفت لزوجها وهي تضرب ب ( المكوار ) وهو عصا غليظة تنتهي أحدى أطرافة بكتلة من القار الأسود ، ولم تضرب مرة واحدة بل مرة بعد أخرى وتساق كما البهيمة وتجبر على الدخول لبيت الزوج ، ومع ذلك الإجبار لم تمكن الزوج من نفسها ولا تزال محتفظة ببكارتها بدلالة القدر المجازي  الذي لم تُمكن الزوج من الأكل منه
                        متكشف ومنضاك جدري أعله غلكه 
   
   
   

60
من التراث الشعبي ...
حكاية ( دارمي ) !!!
( أنهض وأكع للكاع وأتوجه وأنهض ... )
     ( الدارمي ) فن من فنون الشعر الشعبي وقد يسميه الكثيرون ( شعر البنات ) أو غزل البنات ، لا أريد الخوض في الميزان العروضي ل ( الدارمي ) لأن أغلب القراء غير مهتمين إلا بمنطوق ( الدارمي ) ، هناك ملاحظة مهمة وهي أن الذائقة الناقلة للشعر عموما قد تضيف من عندها الكثير لترغيب الناس على متابعة ذلك البيت من الشعر ، وبعض الأحيان يحورون ويستبدلون بعض المفردات لتتلاءم مع منطوق ما حوروه أو استبدلوه .
     يحكى أن فتاتين تربطهما علاقة صداقة وكانتا كثيرا ما تستودع صديقتها وتستأمنها على أسرارها ، وكانتا كل واحدة منهما تعشق شابا من أقرانهما ، و تقدم أحد أقارب واحدة منهن وخطبها لنفسه ووافق الأب على زواجها وحرمت الزواج ممن أحبها وأحبته ، والمفارقة أن هذا الزوج لا يسكن بنفس قرية أو مدينة الحبيبة ، وهكذا أبعدها الزواج عمن أحبته ، وضاع عليها أخبار حبيبها وأخبار صديقتها بل حتى أخبار أغلب معارفها وأقربائها .
       الصديقة الثانية تقدم حبيبها لخطبتها فرفض أهلها تزويجها متعللين بأسباب واهية كثيرة ، وتقدم ثانية فرفض ، وثالثة فرفض حتى أشيع بين أهل القرية حكايات نسجوها زورا وبهتانا عنهما ، لذا  أحجم الكثير من الشباب ممن سمع بالروايات الموهومة عن التقدم لخطبتها ، وتزوج حبيبها من امرأة غيرها وبقيت تحتفظ بصدرها حكاية عشق أطفأت  للأسباب التي ذكرت ، بعد مضي سنين طوال وفي أحد المآتم في قريتها وكانت بمحض الصدفة حاضرة له الصديقة المتزوجة بعيدا عن بلدتها وأهلها ، ووجدت صديقتها جالسة مع النسوة المعزيات فجلست بجوارها وقد أخذ الزمان منها ومن صديقتها مأخذه ، وقالت المتزوجة لصديقتها ( شلونج ديه ) ، و( ديه ) تعني ( خيه ) و هذا التحوير أستخدمه الكثير من الشعراء الشعبيين ب(أبو ذياتهم ودارمياتهم ) ويقال أن سبب ذلك يئول لرغبتهم بإطلاق مفردة ( ديه ) لأنها تعني اليدين ، واليدان لا يستغني عنهما الإنسان لتأدية أي عمل يناط به ، لذلك أشتقه الشعراء من هذا الباب فالأخ والأخت هما اليدان اللتان تعينان على إتمام كل المهام ، وحين سمعت الصديقة هذا السؤال من صديقتها المتزوجة أطرقت الى الأرض وأغمضت عيناها وبعد هنيئة رفعت رأسها صوب صديقتها ، وعيناها تحبسان دمعة ترقرقت بمحاجرها وأنشدت تقول ،
 ( أنهض وكع للكاع وأتوجه وأنهض / ما خله عظم صحيح رضني العشك رض ) ،
ووجدت هذا ( الدارمي ) متناقلا بين الشعراء وحفاظ التراث الشعبي بتحوير مفردة واحدة وهي ( العشك ) ، الأصل كما يروى ( رضني الدهر رض ) .   

61
مقطعان صغيران وقصيدة للعيد 82 للحزب الشيوعي العراقي
المقطع الأول مهدى الى الرفاق والأصدقاء المعتصمين بساحة التحرير وبساحات التظاهر في المحافظات العراقية
**
دنيه وصفت للطرطره/ الحفاي والمتغتره
المتسننه المتشيعه/ المتهوده المتنصره
أمي اليقود القافله/ ويستبعد المتحضره
ياهو التسأله يدعي/ أمحصل شهادة دكتره
والجان عاكب بالضعن/ هسا تخلف ليوره
صدام لبسنه النعل/ ونتعير أبهل المسخره
واللي تنيناهم عمر/ نزعونه حتى القندره
****
المقطع الثاني مهدى للرفاق والأصدقاء المهنئين بالعيد ال 82
للحزب الشيوعي العراقي
**
أحنه الفرح والطيبه/ وأحنه للمجد عامود
سوينه الفكر نبراس/ حراس الوطن وحدود
المشانق بيها بصمتنه/ واضح ما يريد شهود
شيوعي أموقع أبدمه/ وتاريخ الحزب موجود
ثقافتنه ابفكر موسيف/ ومرات الحزم مريود
عمرك ثاني  وثمانين/ وجناتك حمر وخدود
نناطر عيدك الميه/ وعزمك عالشباب يزود
بناتك هلهلن نشوة/ ورفاقك نخوتك وزنود
باجر نحصد الفرحه/ ونذب الثياب السود
وأنطش الفرح شدات/ على راس الوطن وورود
أهدي الكل محب بوسه/ وبوسه الخد ( أبو داوود )
***
ديوان البخيت
قصيدة العيد 82 للحزب الشيوعي العراقي
يالشايل همومك والفرح عالباب/ يا يوم الـتبسم ثكلت أهمومك
عرفتك بالزغر هسا أبعمر شياب/ ما شـفـتك أمعيّد سود بهدومك
مـلجوم الجرح لسه الجرح ما طاب/ تزداد الجروح أجروح كل يومك
حـبيت الجنوب أبنخلة السياب/ ومن كاع الشمال أورودك أشمومك
لا هادنت ظالم لا بست أعتاب/ ولا دنكت راسك ربعك وكومك
فراشك مو حرير أفراشك العطاب/ نايم مطمئن أمشردغ بنومك
لا عاكك  شتانه ولاشمس نص  آب/ خاويت الشغيله وفلحك أنجومك
بُهرني بيرغك من شفته كله أخضاب / من دم الرفاق ونزفة أدمومك
**
تعلمت الشعر والمدرسه النواب/ قريت ( أم وبراءه  ) وبانت أرسومك
ومشت دربك رفاقك والدرب تيزاب/ تهتف عالمشانق مجدت أعلومك
وغيرك بايع الأوطان والأحباب/ يسبح بالرذيله ولا رخص سومك
ينوجولك غدر ويكشّرون أنياب/ لا عفت الفريضه ولا بطل صومك
يا عالي البخت هذا الدهر دولاب/ لاويت الزمان أبحيلك أوزومك
يالتندل طريق الشعب باب أباب/ تجوّح كل جرح عطابة أكلومك
 ** 
حـبيت الكصـب والحـلفه واللبلاب/ مسكين ويتيم أيصير مخدومك
تحب كل البشر تدريه من أتراب/ متحابي أخو ولاخال لاأعــمـومـك
أكصدت درب الشهاده أتصير ألك محراب/ وحـبيت العراق ومحد أيلومك
جـافيت السيوف وثقفت بكتاب/ وحدت للسيوف أبشعبك أخصومك
حـمـامـات السلام أتوكر أعله أحراب / ميهمها الذبح تستنطر أقدومك
مـهـظـومه الشطوط الجاورت أجـناب/ فرات ودجله ناشف ينتظر ديمك
يديوان البخيت ويا مضيف أطياب / يربعة كل عشيره أكليطهم دومك
***
يمدوخ الدنيه وتاج للأحزاب/ كلها غيوم صيف وتمطر غيومك
يبو الأيد النظيفة ولا خنت بحساب/ ربيت الرفاق أبهذا مفهومك
نبراسك (سلام ) وخيرة الأصحاب/ ( فهد صارم ) وفه وماخاب تعلومك
يا واسع الراي أبفكرك الثقاب/ يا صدر المضيف الغير لملومك
شل جرحك يغانم لا يصير أعـتاب/ شد أيدك الشعبك كومك أترومك
بعدنه أبصف شيوعي وللفكِر طلاب/ شيطان البزرنه ونجلي كل ظيمك
***













62
                                

 هيهات المذلة

ألقيت في تظاهرة يوم الجمعة 26 شباط 2016 بابل / ساحة الحرية

حامد كعيد الجبوري


ما خايف أمس شتظن أخاف اليوم
 أكو براسي أماني ولازم أوصلها
تهديدك جُبن ميهز شَعَر زعطوط
وتهديد الجبان العقل يهملها
شجاك وترتعش وتخاف من جلمات
جلمات الشرف تيجان زلزلها
أكو بعض القصايد دوخت سلطان
 وتهاوت عروش وخلد كايلها
مثل أم وبراءة ودجله أم الخير
 وخَـيّال الشعر يسرج أصايلها
حسبالك أخاف وأختل بسرداب
 وأركعلك خشوع وروحي أبذلها
المراجل للزلم والشاهد التاريخ
أسماء بذهب مخطوطه سجلها
قاسم والشهادة تلوك للثوار
سلام وللوطن عيناه كحّلها
قطار الموت بعده أيسج قطار الموت
وسجن الحله نور النفق شع ألها
مو جيفاره واحد جم بطل صنديد
وأحبال المشانق روح سايلها
هيهات المذلة وهذا صوت حسين 
رّج الدنيه دمه وشمسه نندلها
هيهاتك دجَل وأتكشف المستور 
هيهات المذله  الشعب كملها
أبكل جمعه هنا تتوافد الأحرار
ونتظاهر سلم دستور يكفلها
أبكل جمعه هنا نفضح سياسي الزور
ونكشف للحقيقة ابذلته أنذلها
أبكل جمعه هنا ويطالب الجمهور
 ابقصيدة للوطن هيهات أخذلها
           ***
كافر وصّفتني ونعم كافر بيك
 مو كافر بربي وهاي تجهلها
لا بعت الوطن لا خنت طيب الناس
وهاي أفضل عباده الله يقبلها
شنو فضلك عليه وشلت خشمك فوك
 طيحت الصنم ؟ مو أنت محتلها
وأستورثت ملكه وما خزن صدام
 قصوره وسلطنه آخرها وأولها
نعم طاح الصنم بس الظلم ما طاح 
 وفوك الظلم بوك أمريكي سهلها
لا قاصه بقت صار الوطن فرهود
 حرام أعله الشعب ولحزبه حلّلها
أفنديه وعمايم والجباه السود
 حيّ أعله النهب وبجيبه ختّلها
أخشوشن يا شعب ليميعك الجكليت
 وبطنك بالنساتل لا تنستلها
أخشوشن يا شعب شتفيدك النفطات
 وجيوب السياسي البوك ماملها
أتلَّطعش عام أنهبتوا مليارات
 وببنوك الغرب مو يمنه نزلها
وأبطال الحشد طلكوها للذات
 من أجل الوطن إرهاب قاتلها
شيصير السياسي وبيه نزيد اللوم
 شيقدم بعد للناس دللها
من أجل الشعب يتعاقد أبصفقات
 وقاصاته أنملت  دولار طب ألها
مخططكم وضح مرات بالإصلاح
 وتكنوقراط مره وجر مهازلها
وتوجيه المراجع دسته بالرجلين
 السوالك كراسي الشوفتك ملها
عرب دنبوس أقسم مو عرب ناموس
 الصنعوكم أوادم خير رد ألها
تهددني أبوعيد وآنه عاشك موت
 الشهاده أتزوكت حلت جدايلها
الحكم بسم الشعب نجبركم أترحلون
 من يغضب شعب تيجان يزبلها
         

63


 حرامية الخضرة


حامد الجبوري

القصيدة التي ألقيتها بساحة الحرية في تظاهرة بابل عصر الجمعة 19 شباط 2016 م
شلع كلكم شلع صم خيسه ما تسوون
صدام القذر قندرته تسواكم
سواد وجوهكم بيض وجه طاغوت
وسوده وجوهكم يوم انتخبناكم
ما منتخب منكم كل قزم والله
الشريف أبن الوطن ميصير وياكم
جنتوا املطلطين وخدم هذا وذاك
وقبلناكم مضض سم وجرعناكم
بياعة سبح وحروز والدعيات
فتاحة الفال الجذب سواكم
شهادتكم ختم فسفوره والتوقيع
سوك مريدي شاهد دكتره أنطاكم
بسجلات الشرف دققنه بالأسماء
ما ألكم أسم بالذله نلكاكم
تسولف عالنزاهة وطبعك التزوير
وصناديق أنتخاب الغشها خلاكم
خذلتو للشعب بالواحد وتسعين
وعفتوا للشعب مذبوح يفداكم
أسيادك تفضحك شاهدي التاريخ
وﻻ محتل ينفعك نعرف إدواكم
بري منكم عمر وحسين والعباس
وخجل منكم محمد عار سماكم
عكارب للعكارب بس علاج يفيد
تحت رجل الشعب يسحك بلاياكم
حرامية الخضره حسابكم معروف
مثل صدام حفرة وعفنه تتناكم
**
قسمتو الوطن نصين للإرهاب
ونص ألكم غنيمه وبوك جازاكم
ولدكم عالغواني أفترت البلدان
ولد الخايبه بكبوره علاكم
بعتو للعراق الناس والتاريخ
المحتل يشتري ودولار راواكم   
وأنطاكم كراسي وسلطك عالناس
عبيد الأجنبي الخدام تسواكم
واحدكم فده للسرسريه يروح
وحتى السرسري متشرفه طرواكم
غلطان الشعب ويطالب  بإصلاح
بعتونه برخص غلطه وشريناكم
تخاف من الشعب وتريد تبني السور
أبغداد وتظن السور حاماكم
ما يرجع الحك الماوراه طلاب
وإزلام الوطن تاريخه ينخاكم
بعد مكوار جدي ورايته وشعلان
وجيفاره الشعب ثارات تتناكم
من البير نطلع والعراق بخير
مثل يوسف شعبنه يصيح بشراكم
بساحات التظاهر ساحة التحرير
الشمس باجر تهل جيفه وكنسناكم
**


64
زاوية الشعر الشعبي / يهتز العرش
« في: 00:10 30/11/2015  »
( يهتز العرش )
حامد كعيد الجبوري
*** 
محمد والمسيح وأنبياء الله
ألواح وزبور أنجيل والقرآن
نزلهن الخالق هذا يشبه ذاك
غايتهن فضيلة أتقوم الإنسان
التوراة ومعابد من بيوت الله
ناقوس الكنائس يشبه الآذان
الله الابن روح القدس شيريد
حيّ اعله الفلاح وعمروا الأوطان
ما قطعت النخلة مريم العذراء
هزتها أبحنان وفاضت بوجدان
محمد من يمر كاع الموات تعيش
ومن يدعي الغيوم أتغرك الوديان
علي يكطر مروءة أيقدس المخلوق
ويكرم قاتله ويعامله بإحسان
عيشه وفاطمة عاشوا بنفس البيت
عمر حبه المحمد فضّل الحسنان
عيسى ما ذبح ما فخخ المخلوق
صعد فوك الصليب وعلّه عالتيجان
يهتز العرش قطرة دماء تسيل
ويبجي عالبشر تتذابح الخوان
الله السلام الله ورد الياس
الله ابمحبه أوجد الأديان
الديانه واحده مصدرها من الله
الكراهية وحقد من نزعة الشيطان
**** 
بيروت / 2015 م 
 


65
إضاءة
إصلاحٌ أم ضحك على ذقون البلهاء ؟
1: القراءة الأولى
    أعتقدَ الكثير أن السيد ( العبادي ) هو رجل المرحلة الذي سيكون على يديه خلاص العباد والبلاد من آفاتها السياسية والاجتماعية وغيرها من البلايا المخبئة تحت عقول الجهالة من الساسة ونظرائهم ، وخرجت التظاهرات العارمة مؤيدة لرئيس وزراء العراق ، وسمعت أكثر من فضائية عراقية تصف السيد العبادي بأنه ( سيسي ) العراق ومخلصه ، ومقدم برنامج سياسي سمعته شخصيا يقول أن ما حصل عليه ( العبادي ) من تأييد لم يحصل على مثله (( علي بن ابي طالب ( ع )) ، ويقف خطيب المرجعية وممثلها في  كربلاء  كل جمعة يطالب الحكومة والبرلمان بالإصلاح وداعيا الناس لمؤازرة ثورة الإصلاح وديمومة استمرارها ، موصفا موقفهم وخروجهم كل جمعة بثورة إصلاحية سلمية  ، وتخرج الملايين من العراقيين بين ملبية لدعوة المرجعية ، وبين من ينتصر لنفسه ولبلده وناسه ، وتمر جمعة تعقبها أخرى والحال على ما هو عليه دون الحصول على مفردة إصلاح واحدة تهدأ من ثورة الشارع الذي عرفَ أن ما قدمه ( العبادي ) ما هي إلا حلول ترقيعية لا يمكن أن تنهض ببلد خُرب وسُرق بتعمد واضح للجميع ، وتتلاحق الحلول الترقيعية  لتطال بعض الشرائح التي منحتها أحزاب السلطة مرتبات ومميزات يحلم بها من يعيش خارج العراق وببلدان متطورة ، وهنا تبدأ صراعات المصالح بين أحزاب السلطة ومنتفعيها ، وبين الشريحة الكبيرة من الموظفين البسطاء التي لا تسد رواتبهم عشرة أيام من الشهر ، ويحار ( العبادي ) بما سيفعله بعد أن رفعت كتلته التي أتى منها وبعض الكتل الأخرى طلباتهم بسحب التفويض منه ، وإنهاء حياته السياسية كرئيس لمجلس الوزراء ، وهذا يدلل على أن مطالب المتظاهرين والوطنيين العراقيين بعدم جدوى هذه الترقيعات ، وإنما يراد لثورة حقيقة تقتلع جذور الفساد ، وتعديل للدستور الذي وضعت به الكثير من المعرقلات لأسباب يدركها المشرع الأمي ، وتعديل بالقوانين الانتخابية التي فُصلت على مقاس السراق ولصوص السياسة ومتخلفيها ، وأن لم يستطع العبادي تحقيق ذلك فعليه أن يعتذر للشعب ويقدم استقالته حفاظا على تاريخه وتاريخ عائلته ، والسؤال الذي أضعه لنفسي قبل الآخرين هو من هو البديل عن العبادي لهذه المرحلة ونحن تحت سقف الاحتلال ؟  ، وسقف المصالح الذاتية ؟ ، وسقف المصالح الدولية ؟ ، للإضاءة ... فقط   .   

66


حامد كعيد الجبوري

أقيمت مجالس العزاء على الإمام الحسين ( ع ) يوم استشهاده في العاشر من محرم سنة 61 هـ - 680 م في الخيمة التي ضمت من تبقى من العترة الطاهرة من نساء وأطفال وبحضور الإمام زين العابدين ( ع ) ، حيث كان الأطفال يبكون والنساء تنوح ، ولما وصل موكب السبايا الى الكوفة كانت السيدة زينب بنت الإمام علي بن ابي طالب – عليهما السلام – تلقي خطبتها التي بينت فيها ملامح الثورة الحسينية وأهدافها ، وفضحت بن زياد والي الكوفة وأعوانه الذين انحرفوا عن جادة الصواب فأراد الإمام الحسين ( ع ) أن يوقف هذا الانحراف وأن يعيد الأمة الى سابق عهدها من نصاعة الإيمان ، ونقاء النفوس ، وكان المجلس الثالث في عقر دار الفسق والمجون حيث أبن آكلة الأكباد معاقر الخمر وجليس القرود ، وفي هذا المجلس وقف الإمام زين العابدين ( ع ) وقفة بطل هصور يسطر كلماته التي كشف جور بني أمية وفسقهم ومجونهم بعبارات بليغة كان لها وقعها المؤثر في نفوس الجالسين فأنقلب السحر على الساحر كما يقولون .
وأستمر الإمام زين العابدين ( ع ) يعقد مجالسه الحسينية في المدينة طوال سني عمره ، وتابع أبناؤه المعصومون سيرة أبيهم في إقامة مجالس العزاء ، واستذكار واقعة الطف ، وكان الشعراء يفدون على أئمة الهدى ينشدونهم قصائد الرثاء وهم في حالة حزن وبكاء ومن وراء ستار ، وكنّ العلويات الطاهرات يبكين جدهن وما لاقى من عنت بني أمية .
وتذكر الروايات التاريخية أن البويهيين أقاموا أول مأتم في بغداد سنة 352 هـ - 866 م ، ويومها أمر معز الدولة الناس بغلق الأسواق ونصبت فيها القباب وخرجت النساء باكيات نائحات .
والمواكب الحسينية في العراق تنشط وتضعف بحسب مواقف الدولة ، فكان بعض الخلفاء يمنعون إقامتها ويعاقبون من يحييها فكان الناس يقيمون الشعائر سرا في سراديب البيوت أو في مساجد خارج قصبات المدن بعيدا عن عيون السلطة وأعوانها .
وحين سيطرت الدولة ( الإيلخانية ) على العراق وأعلن سلاطينها التشيع سمحوا بإقامة المواكب الحسينية وتنفس أحباب أهل البيت الصعداء وأخذوا يحييون ذكر عاشوراء علنا ، واستمرت هذه الحرية زمن ( الجلائريين ) و ( الصفويين ) ، أما في العهد العثماني فكان الأمر يتأرجح بين الموافقة والمنع بحسب السلطان الحاكم ، ويمكن القول أن حرية إقامة هذه الشعائر كانت على أوسع أبوابها زمن السلطان سليمان القانوني والسلطان عبد الحميد الثاني اللذين أعطيا الناس حرية إقامتها وتذكر مصاب الإمام الحسين ( ع ) في كربلاء .
إن هذا المنع كان ينفذه كل حاكم جائر وسلطان طاغ ، لأن ثورة الحسين ( ع ) انطلقت أساسا لفضح الطغاة ، وتعرية الجائرين ، وأن صوته المقدس يعلو في الآفاق فيخيفهم ويرعبهم ، وكانوا يعتقدون أنهم بهذا المنع ينهون قضية الإمام الحسين ( ع ) الى الأبد ، وما دروا أنهم كلما تمعنوا في المنع أزداد بريق الذكرى أشعاعا وتوهجا .
ومدينة الحلة بعد تمصيرها سنة 495 هـ كان حكامها يعتنقون مذهب آل البيت ( ع ) فكانت المجالس تقام علنا أيام عاشوراء وصفر في المساجد والجوامع وكانت المسيرات الى كربلاء يوم أربعينية الإمام الحسين ( ع ) مستمرة ، إلا أن الأمر أختلف بعد انتهاء السلطة المزيدية أذ كان الموقف فيها يتوقف على طبيعة الحكم في بغداد ، وهذا الحكم يستند الى نوع الحاكم في مسيرته وسيرته .
كانت المواكب الحسينية الحلية تقام بأسماء محلاتها ، فهناك موكب محلة الجامعين وآخر لمحلة المهدية وهكذا ، وتنطلق في اليوم الثالث من شهر محرم الحرام الى العاشر منه يوم استشهاد الإمام الحسين ( ع ) وهي على نوعين ، مواكب ( السلاسل ) ، وتخرج عصرا ، مواكب ( اللطم ) تخرج ليلا ، وتنطلق هذه المواكب من أحد مساجد المحلة متجهة الى شارع المكتبات ونهاية مسيرها الى مضيف ( السيد محمد القزويني ) ، ثم تحولت الى حسينية ( أبن طاووس ) حيث يقوم ( رادود المحلة ) بإلقاء قصيدة و ( لطمية ) ، وكل موكب ينطلق بوقت مخصص له ، ويرافق المواكب مشاهد ( الشبيه ) وهي ممارسة وفدت الى العراق من إيران في نهاية القرن الثامن عشر حيث كان الإيرانيون يمارسون هذه الشعيرة في مواكبهم التي تنطلق في كربلاء المقدسة .
كان الحليون يمارسون شعائرهم في شهر محرم الحرام بحرية أبان الاحتلال الانكليزي ، أما في عهد الحكم الملكي فكانت تتأثر بالضغوط السياسية للوزارة على الشيعة ، فمرة كانت الوزارة تتشدد في إقامتها وتمارس الرقابة عليها ، وتارة تخفف من تلك الرقابة وتعطي فسحة من الحرية لمن يمارسها ، وفي عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ظلت المواكب تمارس شعائرها بحرية تامة دون تدخل حكومي ، وفي زمن عبد السلام محمد عارف مورست ضغوط على تلك المواكب ، ومنها أستحصال الموافقات الأمنية المسبقة والتعهدات المكتوبة بعدم الإخلال بالأمن أو تسييس شعارات المواكب ، ومنع تحركها في الشوارع ، ومنع مظاهر التشبيه و (التطبير ) ، إلا أن أصحاب المواكب لم يلتزموا بتلك القرارات وظلوا يمارسون شعائرهم بحسب رغبتهم وإرادتهم ، وفي عهد عبد الرحمن محمد عارف ظهرت حرية تامة في ممارسة الشعائر دون تدخل السلطات ، ولما جاء البعثيون الى السلطة سنة 1968 م سمحوا بادئ الأمر بإقامة تلك الشعائر مع بعض الإجراءات التعسفية التي تحد من حرية تنقلها ومنع بعض ما يرافقها حتى منعتها منعا نهائيا أواسط سبعينيات القرن الماضي ، وكانت تعاقب بشدة من يقوم بها ، حتى تصل العقوبة الى الإعدام في كثير من الأحيان ، فلجأ الحليون الى ممارستها سرا في دور بعيدة عن أعين السلطة وكانت القصائد التي تلقى في تلك المجالس مضمونها النقد للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتختمها في رثاء الحسين ( ع ) وشهداء الطف عليهم السلام .
أن الحليين حين يقومون بتلك الشعائر أنما يعبرون عن ولائهم لأهل البيت الأطهار ويظهرون حزنهم وأساهم على ما أصابهم من جور الطغاة وظلم البغاة لذلك نراها تحمل قيما سامية ومعاني نبيلة وأكدت الصفات الفاضلة للمؤمن النقي المخلص في عبادته دون رياء أو تزلف ، وفي الوقت نفسه تكشف أفعال الطغاة الخسيسة وأعمالهم الدنيئة وصفاتهم الرذيلة في تذكر كل ظالم بنهاية أجله المحتوم كما انتهى الطغاة من قبل من أمثال معاوية ويزيد وغيرهما .
وظهرت في الآونة الأخيرة وخاصة سنين ما بعد تغيير النظام عام 2003 م ممارسات تسئ كثيرا لهذا الطقوس الدينية التي كانت تخلو من أي فعل يشوه حقيقة النهضة الحسينية التي اهتدى بفكرها وقيمها الكثير من ثوار الدنيا ، وهذا أستدعى وشجع بعض الأصوات المذعورة ، والأقلام الرخيصة لتشوه متعمدة ولغايات طائفية مقيتة لتذكي الخلاف بين الطوائف الإسلامية .

67
.... أعدَل !!!
 حين تكثُر الشبهات ، يشكك بالعدالة !!

حامد الجبوري
[/color][/u]



سد شبابيج الضوه ..
                 الشمس للرايد يعيش
وطفي نيران الحلم  ...
أنت ميت ...
            وما يمر الطيف بعيون ..
                                  الجثث
وسدها ...
سدها بابك ..
          راح ارجعلك ضحكتك
                       وانت ذاخرلي  الحزن
أخذ حريتك حلال  ...
ومو حلال ...
                    بالصلافه البيك تبنيلي !!
                                    بهجرانك سجن
العشك عادل ..
للكلوب الصافية التنبع زلال 
الله عادل ..
ما يسد باب المحنه
ولا حمل بالروح يبقه
الله يفتح  .. 
ألف باب ..
الله بيّه...
.. الله بينه الممتحن !!
                             


68
إضاءة
( بين الموصل والجولان )
حامد كعيد الجبوري
         سقطت مدينة الموصل الحدباء يوم  9 – 6- 2014 م وأصبحت تدار من قبل منظمة ( داعش ) الإرهابية  ، ولا تحتاج لمحلل عسكري عبقري ليكتشف سبب سقوطها ، ونحن كعسكريين قدامى ندرك تماما أن الموصل لم تسقط بسبب بضع جنود أو ضباط من صغاري الرتب ، وندرك أيضا أن الموصل سقطت بفعل قيادات سياسية وعسكرية هزيلة خانت شرف مهنتها وشرف العراق والعراقيين .
        بعد سقوط الموصل هبت المجاميع الوطنية من الكتاب والشعراء ليوثقوا ، وليشدوا من عزم المقاتلين الذين تركوا سلاحهم غنيمة سهلة لمنظمة أقل ما يقال عنها أنها منظمة دموية ، وكتبوا الأناشيد الوطنية باللغتين الفصحى واللهجة العراقية المحكية ، وكتبتُ نصا غنائيا وعرضته على رئيس نقابة فناني بابل السيد ( زهير المطيري ) ، ولم يتأخر دقيقة واحدة ، وطلب عقد اجتماع فوري مع الفرقة الموسيقية لنقابة فناني بابل  وأشركني بذلك اللقاء ، ونوقشت كلمات الأنشودة وفرحوا بكلماتها لأن فيها حماسة وفيها استذكار لماضٍ عراقي وتاريخ حافل بالبطولات والتضحيات ، وأصر الفنان ( حسين السلطاني ) بأنه سيلحن كلمات الأغنية التي أعجبته كثيرا ، اليوم الثاني بدأنا التدريب لإنجازها ، اليوم الثالث أصبحت شبه جاهزة للتسجيل ، أتصل الأستاذ نقيب الفنانين بالفضائية العراقية لتسجيلها ، وفعلا حضر كادر الفضائية العراقية ، وسجلت الأنشودة بصوت أكثر من 20 فنانا وشاعرا ، وشجعت إدارة محافظة بابل ممثلة بمدير إعلامها السيد ( مراد البكري ) وحضوره شخصيا معنا للتسجيل ، فوجئنا برفض العمل لأسباب فنية كما تزعم إدارة الفضائية العراقية في بغداد ، تحركنا بطريق آخر وهو تسجيل الأنشودة بمكان آخر قبالة بوابة ( عشتار ) في آثار بابل ، وبكاميرات فضائية بابل العائدة للمحافظة ، وسجلت بإخراج مميز كما قالها المختصون ، وتم تسليم شريط التسجيل للفضائية العراقية ورفض العمل أيضا ، تدخل نقيب الفنانين الفنان ( زهير المطيري ) مع مراجعه الإدارية وأتصل بي قائلا ، أستاذ حامد هل تستطيع رفع كلمة ( الجولان ) من الأنشودة ؟ ، قلت له ذلك شئ يسير جدا ، ولكن هذا لا يحدث ولا يمكنني أن ألغي تاريخا كنت جزءا منه يا أستاذ ( زهير ) ، وهكذا لم يكتب لهذه الأنشودة أن ترى النور لأن القائمين على قيادة البلاد يخشون كل شئ وطني شريف ، ولأنهم لا يملكون جذورا تاريخية زاهية ، وليس لهم  تاريخاً أبيضاً وبطولياً للجيش العراقي البطل ، للإضاءة ....... فقط . 
المرفق كلمات الأنشودة
    ( تاج الراس )
حامد كعيد الجبوري
**
أتحزم وأعبر عالكلفات
 مو أول مره الصعبات
أكتب تاريخك من دمك
 وبلادك تتنخه بأسمك
وأنت معلم عالشدات 
 أتحزم وأعبر عالكلفات
**
تاريخك تاريخ أيشرف
 بالفاله وراية شعلان
يا تاج الراس وغيرتنه
راويهم يوم ( الجولان )
زلزل يا شعبي كيعانك
 بالفرحه تهلهل نسوانك
وأنت معلم عالشدات 
 أتحزم وأعبر عالكلفات
**
يعراق وحارسكم الله
 منصور وجيشك مغوار
والخاين ميظل بكاعك
 للخاين  سيفك بتار
لا تتهاون يبن الملحه
 زيد الهمه وجيب الفرحه
وأنت معلم عالشدات 
 أتحزم وأعبر عالكلفات
**
نادانه الواجب لبينه
 شبان وشيب ونسوان
يعراق وكاعك بيت الله
 نفديلك حتى الرضعان
ويلادك ويلاد الغيره
 شد حيلك والهجمه جبيره
وأنت معلم عالشدات 
 أتحزم وأعبر عالكلفات
**


 

69
إضاءة
( سياسة التسويف والمماطلة سببت اعتداءاً على المتظاهرين  )
حامد كعيد الجبوري
       18/ 9 / 2015م ستكون الجمعة السابعة على التوالي ونحن نتظاهر في ساحة التحرير في بغداد أو في ساحات الحرية في بقية المحافظات التي بدأت تستاء مما يمر بعراقنا المنكوب بساسة لا هم لهم إلا الإثراء على حساب الفقراء والمال العام ، وكل جمعة نخرج منددين بالفساد وحيتانه ، ومطالبين بإجراء إصلاحات جذرية خدمة للمواطن والوطن ، وأجد أننا أسرفنا كثير بتعويلنا على أن السيد ( العبادي ) يمكنه أن يصحح مسارا معوجا ومنذ أثني عشر سنة ، ولم نكن مخطئين حين فوضناه لإجراء الإصلاح كما نريد ، لكن الرجل وكما أجده ليس رجل مرحلة ، ولم يتقدم خطوة واضحة وحقيقة للإصلاح ، وبما أني من محافظة بابل ستكون إضاءتي مستمدة من الواقع البابلي مقرونة بمطالب جماهيرية واسعة  وصلت للمسئولين في المحافظة ، وعلمت بغداد بها من خلال وفد اختير من قبل رئاسة الوزراء لنقل الحقائق لهم ، ولكن ما ذا حدث بعد ذلك ، قدم الوفد معلومات تكاد تكون مؤكدة ، وأقول تكاد لأنها لم تصل للقانون العراقي ليبت في مشروعيتها من عدمه ، ملفات فساد داخل الحكومة التنفيذية وبين السلطة الرقابية وأعني مجلس المحافظة ، دخلت المعلومات من الأذن اليمنى وخرجت من اليسرى دون أن يوعز رئيس الوزراء العبادي أو من ينيبه للقاء الوفد البابلي ، ليس بإقالة المحافظ  بل أحالة ملفات الفساد الى القضاء ليس إلا  ولم يفعلها الرجل ، وكذلك ملفات فساد أخرى في مجلس المحافظة ، وما فعله رئيس الوزراء أثار حفيظة المتظاهرين ، وكانت جريمتهم  وضعهم لافتة على باب محافظة بابل مكتوب عليها ( مغلق بحكم الشعب الحلي ) ، ومثلها في مجلس المحافظة فتدخلت قوات مكافحة الشعب الحلي وأبرزت عضلاتها ضد المتظاهرين السلميين وفرقتهم بخراطيم المياه  ، والعصي الكهربائية ، والرصاص الحي .
    نخلص مما تقدم أن السيد العبادي عاجز عن مواجهة حيتان الفساد ، وتجار الدم ، وبائعي الضمائر والوطن ، وليس لنا إلا حلولا مستقبلية ، ربما إعلان حالات العصيان المدني ، أو الاستنجاد بمحتل العراق وأعني الأمريكان ، فمن أتى بهذه الإمعات يستطيع أن يعيدها من حيث أتت ، وهذا ما لا يرتضيه إباء الشعب العراقي أن يطلب نجدة محتل سبى العباد والبلاد ، لله درك يا شعب العراق ،  للإضاءة ..... فقط .     

70
المنبر الحر / من يشتري !!!
« في: 10:51 06/09/2015  »
إضاءة
من يشتري !!!
حامد كعيد الجبوري
الكثير يشكك بما قدمته مستشارة ألمانيا الكافرة ( ميركل ) من مواقف إنسانية تجاه الكثير من السوريين والعراقيين والليبين ، ويقولون أيضا أن هناك مؤامرة كبرى لإفراغ هذه البلدان من عناصرها الشبابية لغايتين ، الأولى تسهيل مهمة دخول ( الدواعش ) لتلك البلدان ، وكأنما ( داعش ) غير متواجدة وتتحكم بمدن وأراضي عربية واسعة ، والغرض الثاني بزعمهم أن تبقى هذه البلدان بلا عقول شبابية منتجة بعد هجرة الشباب ، علما وكما يقولون أن البلدان صرفت الكثير من أموالها ليتخرج أغلب هؤلاء الشباب ليرفدوا ويفيدوا بلدانهم .
    الهجرة لم تكن ظاهرة حياتية بدأت بعصرنا الحالي ، الهجرة بدأت قديما ، السيد المسيح جاب العالم مهاجرا ، أغلب الأنبياء والرسل هاجروا ، نبي الله موسى عليه السلام هاجر ، بل أن الخالق أمر الناس بالهجرة إنقاذا لشرفهم ولمعتقدهم ولمالهم هربا من جور السلطان الظالم ، (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) النساء 97 ، وهذا ما فعله النبي محمد صلعم حيث أمر أصحابه للهجرة وألتحق بهم لاحقا ، وحياة علي بن أبي طالب عليه السلام أنموذج للحياة الإنسانية ، ولد بمكة المشرفة ، وأنتقل للمدينة المنورة ، وبعد فتح مكة لم يعد لها بل آثر البقاء في المدينة المنورة ، وأنتقل الى العراق وعاش فيه وأستشهد ، وفي رواياتنا الإسلامية مقارنة بين المسلم الجائر والكافر العادل فرجحت كفة الكافر العادل على كفة المسلم الجائر ، وهذه مدنية السلطة وتدويلها .
سئل الشاعر صفي الدين الحلي ما يبقيك هنا بدار الفقر والعوز وأنت تستطيع الذهاب حيث تشاء فأجابهم بهذه الأبيات ،
بلاد ألفناها على غير رغبة / وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لاهواءها/ ولا ماءها عذب لكنها وطن
ولكن الصفي هاجر وترك مدينته الفيحاء الحلة .
 ومما ينسب لعلي عليه السلام هذه الأبيات التي تحث وتشجع على الهجرة يقول
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفـرج هم واكتـساب معـيشة
وعلـمٌ وآداب وصحبة ماجد
وإن قيـل في الأسـفار ذل ومحنة
وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فمـوت الفتى خير لـه من مقامه
بدار هـوان بين واش وحاسد
فموت الفتى خير من مقامه بدار الهوان التي فرضها الحكام على شعوبهم المقهورة ، وكما يقول الرمز العراقي مظفر النواب ( فالوطن العربي الممتد من البحر الى البحر ، سجان يمسك سجان ) .
 ومما ينسب للإمام الشافعي ِرضوان الله عليه هذه الأبيات ،
ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ
مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمةً
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ
والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ
-------   
     

71
أدب / ثوب جدي وثوب أبوي
« في: 22:31 17/08/2015  »


 ثوب جدي وثوب أبوي


حامد كعيد الجبوري


كالو هدومكم عتيكة
           ومولحت من الشمس
                   ليش ما تلبس جديد
                        الناس بدلت
                              كلشي بدلت
                                    بيوت بدلت
                                           بدلت حتى شكلها
وأنت .........
وانت بعدك عالعتيك
      لبسوا القاط ورباط
              هدومهم من الحرير
                       اتشوفها...
                            تبرج ضوه ...
القاط  بس مره يلبسه ..
                   ومن ينزعه ..
                               عيب ..
                             عيب ينطيه للفقير
                                       المسج فوك هدومه ينثر
                                    وآنه أشم بيها العفن!!!
واعترف...
       اعترف ثوبي عتيك...
            ثوبي أبيض ...
                   أبيض ... وما عندي غيره
                        ورِّث من جدي الأبويه
                           وأبني ينطيه الحفيدي
                                  ابكل صباح الله اغسله
                             وريحته ......
                                      ريحته...
....                                   تراب الوطن
.....                             
ح ا م د
آب 2015 م

72
إضاءة
( محبتك هاي من الله ... ) !!!
حامد كعيد الجبوري
     لست بصدد استعراض آراء المفكرين الاجتماعيين بشأن الشخصية العراقية وأشكالياتها ، ومن يبتغي ذلك يراجع مؤلفات العلامة الدكتور علي الوردي  ، وهناك مقولة تنسب لملك العراق فيصل الأول يقول فيها أن العراقيين أقوام تجمعوا من شتات .
    الشخصية العراقية شخصية مربكة ٌ ومرتبكة ، هذا ما وجدته شخصيا وطبقته على رغباتي الفردية ، دراسية ، عائلية ، وحتى القناعة بشخصيات سياسية حكمت العراق أو الوطن العربي أو شخصيات عالمية سياسية ، مجتمعية ، مثقفون ، فنانون ، وهكذا .
        بعد استلام ( صدام حسين ) رئاسة الجمهورية من ( أحمد حسن البكر ) بالطريقة التي نعرفها جميعا ، وللتاريخ أن البكر لم يوافق حينها على أن تنشد له الأغاني أو القصائد ، وبعد إلحاح كبير من قبل ( محمد سعيد الصحاف ) أستمع لقصيدة الشاعر الشعبي ( فلاح عسكر ) التي يقول فيها ( منذور كل العمر لعيون أبو هيثم ) وسمعناها من خلال إذاعة جمهورية العراق ، ولو أردنا إحصاء  القصائد والأناشيد التي قيلت للطاغية المقبور ( صدام حسين ) لما استطعنا إحصائها لكثرتها ، وبالمناسبة لم يكن النظام حينها يجبر أو يلزم أحد أن يكتب لصدام ، ولكن الإغراءات المالية والهبات والعطايا دعت الكثير أن تكتب وتغني وترقص له ، وهذه هي الشخصية العراقية المأزومة والمربكة كما قلنا ، الكثير من القصائد والأغاني لصدام اشتهرت ومثل ما يقولون ( طكت )  ومن هذه الأناشيد أنشودة ( محبتك هاي من الله يصدام / دعينا واستجاب الله يصدام ) .
   بعد سقوط صنم الدكتاتورية استمعت لرأي سمعته من إذاعة وفضائية ( البي بي سي ) يقول قبل يوم كان العراقيون يغنون ويتغنون بقائدهم مرددين ( كل العراق ينادي / صدام عز بلادي ) ، تقول ( البي بي سي ) وكما شاهدنا وسمعنا تغيرت هذه الأهزوجة الى ( كل العراق ينادي / صدام باع بلادي ) .
  ما أشبه اليوم بالبارحة نفس الشخوص الذين غنو لصدام أنشدوا لمن أتى بعد التغيير ، وسبحان الذي غيّر الناس الذين يقولون أن ( المالكي ) هو مختار العصر ، هم نفسهم أطلقوا عليه ( هالكي العراق ) ، وهم لا غيرهم أنشدوا ( محبتك هاي من الله يصدام ) ، أو ( يعمار ) ، أو ( يحيدر ) .
   أحد الشعراء المعاصرين يقول ( لابد من صنم لكي نموت دونه ونسبق الأمم ، الموضوعة طويلة وفيها شواهد كثيرة ، للإضاءة ...... فقط .

73
إضاءة
( يا غريب الدار ) ،وجع أغنية عراقية !!!
حامد كعيد الجبوري
      اتصل بي هاتفيا  الصديق الراحل ( رءوف سعيد  الطاهر ) قائلا أن ( كمال السيد ) رحمه الله سيكون ضيف سهرتنا هذه الليلة قادما من مدينة الناصرية ، وكان الراحل الطاهر قد عرفني بالملحن ( كمال السيد ) نهاية سبعينيات القرن الماضي في مدينة الناصرية حيث عمل الطاهر في أستوديو بغداد للتصوير قبل عودته لمحافظته الأم بابل ، ، جلسنا بباحة حديقة ( الطاهر ) الخلفية وحضر الراحلان  (( جاسم الصكر ) و( جعفر هجول )) ، وبدأت سهرتنا بحديث عن أغنية جديدة أكمل وضع لحنها ( كمال السيد ) ، وقرأ كلمات أغنيته الجديدة التي كتب كلماتها الراحل ( زامل سعيد فتاح ) ، واخرج ( كمال ) عوده وبدأ يوزن أوتاره وارتفع صوته ( يا غريب الدار عن دار اﻷهل ) ، خيّم  الصمت جلستنا بعد أن أكمل ( كمال ) غنائها ، لم يتحدث أي منا معقبا أو مستفسرا ﻷن الجميع اخرج منديله ليمسح عن عيونه دموعها ، أما أنا فلا غرابة أن أقول أجهشت بالبكاء ، ربما لأني أكتب الشعر وأحس معاناته أكثر من غيري.
       يا الله نعيش الغربة ونحن بأوطاننا وبين أهلنا وأحبتنا ، كانت أغنية ( غريب الدار ) بدايات أعوام السبعينيات من القرن الماضي والأغنية من كلمات الراحل ( زامل سعيد فتاح )  وغناها الصوت العراقي الشجي المغترب ( قحطان العطار ) ، يا الله  لم يبق شاهدا على ما أقول إلا  أنا وبقايا رماد ذكريات لا أعرف هل هي مرة أم حلوة ،  كلهم رحلوا للدار الأخرى وبقيت غريبا في وطني ولوحدي وسط هذه الأكوام  من القذارات البشرية والخسارات المتلاحقة والمزمنة لهذا الشعب المسكين و لهذا الوطن المستباح .
           لقد طال انتظارنا ولم نعد نرقب الفجر الجديد كما قالها زامل رحمه الله (فجر جيتك واحنه المتانيها ) ، بل نرقب الرحيل لنلحق بركب أصدقائنا الغرباء بدءاً ونهاية .
كلمات أغنية يا غريب الدار
....
يا غريب الدار عن دار اﻻهل
هاك لهفة شوك معتز بيها
هاك بوسة العينك الحلوة كحل
بيها شوف احبابك وناغيها
.....
من نواعير الغفت حدر النخل
من ثنايا الهور من برديها
هاك وادري بدمعتك ترفه وتهل
وادري بيك ابمستحه اتباريها
......
هاك وادري الغربة ابد ماتنحمل
وادري بيك ابحيلك اتلاويها
اشما ثكل ظيم الوكت باجر يطل
فجر جيتك واحنه المتانيها
.......
رابط الأغنية على اليوتيوب 
https://www.youtube.com/watch?v=YVQ3BOHD01A

74
إضاءة
( الشابندر ) وبعد خراب البصرة !!!
حامد كعيد الجبوري
       حين نتحدث ومعنا البعض من المتتبعين لشأننا العراقي لا يؤخذ ما يطرح بواقع جدي ، وحين يتحدث أي مسئول صغر أو كبر ينظر ويدقق ويمحص بما يقوله ، وبزعمي أن هذا بسبب القراءة المخطئة التي أجبرنا على قبولها عبر حقب دكتاتوريات وثقافات كرست مناهجها السياسية والدينية والعرقية لغايات تم الوصول اليها بسبب تجهيل السواد الأكبر من الناس .
    في لقاء لفضائية العهد مع البرلماني السابق ( عزت الشابندر ) استمعت لجزء منه صباح يوم الخميس 2/ 7 / 2015 م  ، وبعيدا عن الرأي الشخصي بهذا الرجل أحيل نفسي للمثل الذي يقول ( خذ الحكمة ولو من أفواه المجانين ) ، مع اعتذاري الشخصي له وكما يقال أن الأمثال تضرب ولا تقاس ، يقول بهذا اللقاء أن الشيعة لم يستفيدوا – وهذه حقيقة - من التغيير بعد 2003 م إلا بمسألتين وهما ( اللطم أولا ) ، فللشيعة أكثر من عشرين مناسبة تتوزع بين الوفيات والولادات ، وبهذه المناسبات تتعطل الحياة بشكل كامل في الحواضر الشيعية بسبب تعطيل الدوام الرسمي بتلك الحواضر ، و ثانيا المسير من البصرة الى كربلاء المقدسة بمجاميع مليونية ، ويضيف ( الشابندر ) أن السرقة شرعنت والحرام أصبح حلالا ، والساسة يكذبون هم مسلمون نعم ولكنهم ليسوا بمتدينين ولا يعرفون الله ، لم يقدموا أي شئ للفقير ، بل لم يقدموا أي شئ لمن ينادون بمظلمتهم ويعني الشهداء ،  وسأله مقدم البرنامج عن سقوط محافظة الموصل وتداعياتها فكانت إجابته ليقولوا لي كيف هرب أكثر من 1000 سجين من معتقل أبو غريب المحصن ، ويستقلوا حافلات مهيأة ويصلون الى وادي حوران وحكومة الخضراء نائمة ، حين يجيبون عن سؤالي سأقول لك كيف سقطت الموصل ، وتحدث عن خيوط تحاك للسنة وهي أما قبولهم بإقليم سني أو ستنشأ ( داعش ) دولتها من الموصل الى وادي حوران ، وينهي حديثه قائلا لا أمل له بالإصلاح ألا الله  ، لأن الله مع العراق  فالكون أرض الله والعراق كعبته .
    تنقل السيد ( الشابندر ) عبر حياته السياسية التي عرفناه بها منذ 2003 م مع أكثر من قائمة انتخابية ، وفي كل مرة يقول أنه سياسي مستقل ، كان مع قائمة أياد علاوي بصفته المستقلة كما يقول ، وأنتقل بالدورة التي أعقبتها مع قائمة المالكي ومن الداعمين له وبشدة وبصفته الشخصية كما يقول ، ولا أذكر هل رشح نفسه مع التيار الصدري أو غيره في الانتخابات الأخيرة ، وآخر ما تكلمه السيد ( الشابندر )  الذي أتوقع أن يرشح لاحقا مع الشيخ ( الخزعلي ) بدلالة بسيطة أن ( الشابندر )  الآن أصبح مؤمنا بالنظام الرئاسي الذي يؤمن ويدعو علانية له الشيخ (الخزعلي ) ، وقال أن النظام البرلماني المعمول به الآن سيبقى آلاف السنين لو بقي كما هو الآن بدون تعديل ، ولا أعتقد أن الشيخ ( الخزعلي ) سيوافق على ترشيح ( الشابندر ) لتذبذب مواقفه بين هذا وذاك ، وسؤالي للسيد ( الشابندر ) لقد تأخرت كثيرا وكما يقال بعد خراب البصرة أستاذنا الفاضل ، أقترح على حضرتكم أن تدخل الانتخابات لوحدك لأني أجد الكثير ممن يحملون الأفكار والرؤى التي طرحتها بهذا اللقاء وبغيره ، للإضاءة ....... فقط .   



75
هـــا ... بيروت


حامد كعيد الجبوري





هــا .. بيروت ..
              هـــا بيروت .. هـــا بيــــــــــــروت ..
هــا .. يم الصنوبر والأرز والياس
           هــا .. يم الزيزفون ، الجوري والريحان
                         هـا .. يم الغناوي والشعر والناي
( فيروز ) الفجر تغبش
كبل خيط الشمس تضوي
يفززها الحنين وشهكة القداح
( على جسر اللوزيه .. تحت أوراق الفيه )
يهب أبراسها الغربي
          يـّنعسها الفرح وتنام
تغفــــــــــــه .. تغفــــــــــــه .. تغفــه ..
                                 وما رجع ( شادي )
جبال من الثلوج وما رجع ( شادي )
           اسنـــــــــــيــــــن وما رجع ( شادي ) ..
                             تمثال الثلج من الدمع منحوت
                                                         هــا بيروت ..
هـــــا بيروت ..
  خدودج والعسل والهيل
                     جفنج والكحل والليل
                         تتمايل غـنج يا زهرة الرمان
اليشرب ...
                 اليشرب ماي شفتج
                              يسكر وميموت
                                          هــا .. بيروت ..
هــا .. بيروت ..
       خذيني ( النصري شمس الدين )
         يغني الميجنه ..
                     والميجنه أتغني
                      ( ريح الشمالي يا نسيم بلادنا )
                                  هــا .. بيروت ..
شمة ياسمين وزخ مطر هادي
           النده فوك النبع وينكط بروحي
                       صعد ( قوس القزح ) فوك السمه العالي
لزم بيده النجم وهلالج أيلالي
( وديع ) ....
              ( وديـــــــــع ) أيسلطن ويطرب
                        وأطرب حــــــــــــــــيل .. كلش حيل ...
                          ( خود ليلى بنت ضيعتنا ) !!!
وليلى تمنعت متعاشر الشياب
دخلك يا ( وديع ) أتغني للحلوات
غناك أيكعد الميتين
                   ولا كلب الصبيه يلين
عمري .........
                       عمري ويمشي عالستين
                    ( تراجيج ) كليبي والضلوع أبتوت ..
                                                  هــا .. بيروت ..
هـــــــا بيروت...
الشعَر فوك المتن والكذله شمس الله
وأسم الله على حسنج طولج  أسم الله 
يا أترف صبيه والخصر تعبان
شايل ثكل نهدج  والنهد ريان
أغنيلج عتابه ، نايل وموال
خطابَه جبت نهر الفرات وجيت
دجله وحامورابي بابل وآشور
الجناين ، والمسلة  ، وكل سحر عشتار
جبت ( ياس )  أعله أهلج هيبته (أعكاله )
( مدللين يلوك لحبابي الدلال )
( عزاز عدنه ) أيغني أعذب صوت
                                    هـــــــا .. بيروت
هـــــــا .. بيروت
أسولفها بصراحه وما أخاف اللوم 
خمرتج والسهر وعيوني بيج تحوم
هلبت والبخت وأحظه بوصالج يوم
أحلفج ( بالزبور وختمة القرآن )
 (بالإنجيل بالتوراة ) ...
بعد بيه عمر وأتمشه عالروشه 
وأصعد صخرة العشاك
وآخر كاس عمري وأنتخي الطيبين 
يا كل الفرح يا جمعة الخلان
دخلكم يا أهل ( لبنان )
رجف كلبي ويحن البابل التاريخ
للحله العشك باب الفرح مفتوح
وعلى ( دبك )  الصبايا وركصة الجوبي
(عالندا الندا الندا / الورد مفتح عا خدا / وان ما عطيوني ياكي / يجبال العالي لهدا)
**
يرجال ويا أخت رجال / بالغيره مضرب أمثال
محروسه سهولج وجبال / وللعايل نقطع يده
**
معروفه بالشده ولين / أبطال أزلام وسمحين
بجنوبج مفتوحه العين / الباروده تغازل زنده
**

هـــــــا .. بيروت
             أسولفها  بصراحه وأكشف المغموت
                            أحجي بصوت عالي والعذول يموت
                                                لو بسكوت أهمس .. .
                                                         طيب البسكوت   
هـــــــا .. بيروت
                    هـــــــا .. بيروت
يريدون بحقد يلغون بيج الطيب
ويصلبون المسيح وتنسبي العذراء
ويلغون الكنيسه البيه ذكر الله
الله .. المحبه والفرح والغنوه والأفراح
الله ..السلام ونشوة القداح
الله ..الأمان البلبل الصداح
غنوة بصومعة توراة ..
             جامع يقرأ القرآن  ...
                          ناقوس الكنائس بالكلب يصدح
( سمراء من قوم عيسى من أباح لها * حب أمرءٍ مسلم قاسى بها ولها )
هـــــــا .. بيروت
                    هـــــــا .. بيروت
دنيه ولفلفتنه وصرنه بطن الحوت
           لو نتحد واحد نمنع الشدات   
                    لو موته نظل ونحضّر التابوت
                    لا بيروت ... لا بيروت ... لا بيروت
                                              نسحك عالمنايا ونلوي فج الموت
                                      ها بيروت ..... ها بيروت ... ها بيروت


 العراق / بابل 2015 م
 قرأت في المركز الثقافي العراقي / بيروت / نيسان 2015


   

 



 

76
إضاءة
انهيار العراق والوصاية الدولية  !!!!
                                             
حامد كعيد الجبوري

    بسبب الضبابية التي تكتنف الوضع المأساوي العراقي ، وبسبب الصراع المفتوح على كافة الأصعدة ، سياسية واجتماعية ودينية وثقافية ، وبسبب الأهواء الخارجية والداخلية  التي تتقاذف أمواج البلد المنهار ، وصلت سفينة العراق لحافة الغرق المؤكد ، كل هذه الأسباب جعلتني أتوقف وأرصد ما يدور حولنا منذ سنة تقريبا ، توقفت خلالها عن الكتابة بمواضيع تخص السياسة ورجالاتها ، ولحضوري مجالس ثقافية وسياسية واجتماعية تحضر لها وفيها رجال سياسة وثقافة أحيانا ، ولست بصدد ذكر أسمائهم لأني على قناعة كاملة أن هؤلاء مجرد أرقام لاتسمن ولا تغني من جوع .
    يقول السيد البرلماني أن الدولة العراقية باتت منهارة بشكل أكيد ، لا جيش يعتمد على قوته  لذلك ضاعت الموصل تلتها صلاح الدين وأخيرا الأنبار ، ويضيف أن قوى الأمن والشرطة ما هي إلا مجاميع تستلم الرواتب نهاية الشهر لا غير ، ويقول أيضا أن خزينة الدولة خاوية وبالكاد يمكن تسيير الأمور ، ويؤكد الرجل أن الخزينة خاوية بسبب السرقات وسبب المشاريع الوهمية ، ويقول ربما لا تستطع الدولة تسديد رواتب الموظفين بداية الشهر التاسع من هذا العام 2015 م ، ويعترف أيضا ويقول لولا الحشد الشعبي لكان قيادات ( داعش ) تحتسي الشاي في الخضراء ، ويقول أيضا أن الدولة لا مال عندها لتغطي تكاليف عمل الحشد الشعبي الذي لا يزال يعمل بدون رواتب ، ويقول أيضا أنه كُلف بالحوار مع قيادات الحشد بهذا الخصوص ، ويقول أيضا لا يوجد في البرلمان العراقي أكثر من خمسين برلمانيا يمكن أن نعدهم من السياسيين والبقية لا علاقة لهم بما دار وسيدور في العراق ، وله وأعني البرلماني رأي بوزير المالية ، وسأله أحدهم عن أسباب تدهور أسعار الدولار مقابل الدينار العراقي ؟ ، كانت إجابته صادمة للجميع حيث يقول أن المتحكمين بسوق الدولار لا يتجاوزون العشرة ، ولكن هؤلاء العشرة ورائهم أجندات سياسية خارجية وداخلية كما يقول ، ويقول الرجل لا تستطيع الدولة بكل ما أوتيت من قوة السيطرة على حال الدولار ، ويقول هو أيضا سوف تكون للدولة وقفة مع هؤلاء لاحقا .
     من كل ما عرضه السيد البرلماني الذي أحتفظ بتسجيل حديثه ( فديويا ) وصلت الى قناعة شخصية أبديتها للبرلماني قائلا له ، ( يتضح مما تحدثت به أننا كعراقيين يفترض بنا أن نطالب وبقوة ، نطالب الأمم المتحدة أن تضع العراق تحت الوصاية الدولية لأن العراق يفتقر الى رجال سياسة وطنيين يستطيعون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ) ، تصوروا حالة اليأس الذي وصلنا لها وبدأنا نطالب بوضع العراق تحت الوصاية الدولية ، لله درك يا عراق ،  للإضاءة ... فقط .

77
أدب / حامد يا صدر المضيف
« في: 03:44 06/04/2015  »

حامد
يا صدر المضيف


مهداة للحزب الشيوعي العراقي بعيده الواحد والثمانين
حامد كعيد الجبوري
المقدمة
أحنه الطيب والطيبه
وأحنه للمجد عامود
سوينه الفكر نبراس
حراس الوطن وجنود
المشانق بيها بصمتنه
وتاريخ الحزب موجود
شيوعي أموقع أبدمه
واضح ما يريد شهود
ثقافتنه ابفكر موسيف
ومرات الحزم مريود
عمرك ( واحد ثمانين)
وجناتك حمر وخدود
ننطر عيدك الميه
عزمك عالشباب يزود
بناتك هلهن نشوه
ورفاقك نخوتك وزنود
باجر نحصد الفرحه
ونذب الثياب السود
ونطش الفرح بوسات
على راس الوطن وورود
أهدي الكل محب بوسه
وبوسه الخد ( أبو داوود) 1
***

القصيدة
هد عنان صبرك وأرسم النيشان
وشل عطاب جرحك جرحك أشكبره
يالطولك عراق وحزنك النهرين
شك زيج الظلام وثوب اليستره
هواديدك زلم وحزام فوك حزام
بس تومي أبيمينك تركض الفقره
شتالك مو صباخه ترابك الحري
حصادك هذا أوانه وراجت البذره
ذرينه السنابل والبيادر خير
وعيون الرفاق أتحرسه وتنطره
ذمه للمساحي وللفلح حوبه
والخالف حقيقه التعبك أينكره
شلت دجله وفرات ابجود للعطشان
وبجفك منحته وطيبتك نهره
يا صدر المضيف وهيبة الديوان
يمهوال العشاير هوسته وشعره
أنسد باب الضمير وسودوها كلوب
وعراقك بالجحيم وغضوا النظره
أعد سنين عمرك ( واحد ثمانين )
وبعد حيلك شباب أوجنتك حمره
*
يا راية عراضه وبيرغ الثوار
وفريضه للرجال الترتوي أبفكره
يكتاب النضال ومدرسة أجيال
اليحط أيده أبيمينك يربح السفره
سنينك مو ترافه والسنين أعجاف
أشما تاكل أبولدك تنفتح زهره
سلام وحازم وسعدون تاريخك
يا صبر العراق الما جزع صبره
يحفرولك غدر يردون بيها أتطيح
والينوي يغدرك طاح بالحفره
جم دجال عايش عالسحر والفال
يطش الخرز دربك رد عليه سحره
مقفول الفرج والناس تاكل ناس
ولا شمعة أمل بالهندس أنطره
وزعوها فجج وتقاسموها أفخاذ
وبثياب النزاهه أيفرهد ويقره
حملنه جبال هم من الأمس لليوم
وكلوب التحبك تلتهب جمره
وّج بركان عزمك حشم النهران
زلك كل الشرايع من هنا العبره
*
آذارك ربيع وبلبلك غريد
وجويريد وله وطكت الشجره
دم ( صويحب) وحك المناجل ثار
بخيت ( صويحب )ودم الفلح حضره
مطارق للغضب نزل على السندان
وبوجه المعامل تضحك أتسره
هد عنان صبرك فرح المحزون
الشمس جيب بيمينك يسرتك كمره
ومراجيح العراق أتلعب الأطفال
وهلاهل من بناتك هلهلن بشره
*
1 : أبو داوود / سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وكان حاضرا في الاحتفالية

78
إضاءة
( سالوفه عجايز والعاقل يفتهم )
حامد كعيد الجبوري
        جان ياما جان في قديم الزمان أكو  3 خوان  ، كل واحد ساكن ديره  وبيناتهم زيارات وطلعات وسفرات ، وجان ابوهم الحاكم ظالم وحرامي كلب ابن كلب ويذبح عالشبهه ، بس ضابط الأمور وكلها تخاف من سيفه وميطير طير بضبابه  ، المهم الحاكم مات وبقت اﻻمور فلتانه وراه ، واحد من ذوله الخوان ميعرف يشتغل بس حرامي وترس جيوبه بمال الحرام ، اﻻخو الثاني اشتغل سلاب وذباح  ويذبح عامي شامي كلمن يفوت من يمه ، اﻻخو الثالث عطال بطال ﻻ شغل وﻻ عمل لأن الكاع الكاعد بيها كلشي موجود ، مي وفواكه وزراعه وجبال وكلشي وكلاشي بيها  ، وأستمر الحال وكلمن يهادد على أخوه ، فد يوم اشتهت مرت اﻻخو العطال بطال أتشوف أخوة رجلهه وكرايبها شلون عايشين شلون مدبرين أمرهم ، ويجوز أستغفر الله رجلها دزها على أخوته عنده غايه بيها ، المهم أجت وصارت جيتها يم الذباح ومرت من يمه وسلمت عليه  ، الرجال يا غافلين ألكم الله بس شافهها سلم عليها وسألها عن أخوه وشلون عايش وعزمها أبيته ، ومن أتعذرت وما قبلت تتأخر كلها الله وياج مرت اخويه سلميلي على اخويه وعلى ويلاده ، ونفس الشي مرت على  اﻻخو الحرامي وسلمت عليه وسلم عليها وما قبلت يعزمها وتتعطل على رجلها وينشغل باله عليها  ، من رجعت الحرمه لرجلها سولفتله عن كرم اخوته وشلون عايشين من وره البوك ومن وره الذبح والتسليب  ومنشنشين بمال الحرام  اشو رجلها  ﻻ محزوز وﻻ ملزوز جر خنجرك واكتل مرتك وصاح ألله واكبر اخوتي باكو فلوسي وفلوس مرتي والنوب رجعتلي حامل ، صاحت العشاير على أخوته وكالت عمرنه ما سمعنه هيج اخوة يسوون بخوهم هيج فاينه من عمت عينكم على هاي الدكه الرديه ، وفوكاهه العشاير  فرضو عليهم فصل ( ضريبة ) على ساينة العشاير ، وحشه كدركم اﻻخو الحرامي دفع كل الفلوس البايكها وما كفت ، وقسطت شيوخ العشاير دين بركبته يدفعه كل راس شهر ، ونفس الشي ويه اﻻخو الذباح السلاب  ، وما أطولها عليكم اﻻخو الثالث ذكي وداهيه وفطن  فرهد مال اخوته وحط رجل على رجل وكام يضحك على أخوته القشامر تعرفون ليش ؟ اني اكلكم ليش ، ﻻن ذوله اﻻخوة كل مالهم اللي ورثوه حرام جمعه الحاكم الظالم  أبوهم من دم الفقره ، وأكيدن مترجع خوتهم مثل كبل اﻻ يفكرون شلون يرجعون للفقره حقهم ، ويخلصون ركابهم من فريضة العشاير  ، وتعيشون وتسلمون ، للإضاءة ............ فقط
 .

79
إضاءة
( وعلى هذه وقس ما سواها )!!!
حامد كعيد الجبوري
( 1 )
      حدثني أحد أصدقائي الثقاة عن طرفتين أحببت تدوينهما لأنهما منطلقان لواقع اجتماعي وديني وأنساني خطير  ، يقول صديقي أن أخاه الأصغر  – وهو صديقي وزميل دراستي أيضا - هرب من العراق بعد انهيار ما تسمى ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) ، ولأن أخاه وكما  عرفته  منتميا لحزب يساري عراقي ، وعانى صديقي من كثرة الاستدعاء للدوائر الأمنية ، لم يعرف صديقي أين أستقر بأخيه المقام ، ولم تكن الاتصالات اللاسلكية والسلكية و ( الإنترنيت ) كما هي عليه الآن ، ولم تكن أيامها خدمة ما يسمى بالتواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) ،  وكان العراقيون كبقية المسلمين يسافرون للديار المقدسة لأداء فريضة الحج أو العمرة عبر منافذ كثيرة أهمها الأردن أو السعودية أو سوريا بعد تحسن العلاقات السياسية معها ، همس أحد العائدون من الديار المقدسة لصديقي ( ح ) أن أخاه ( ر ) كلفه بنقل رسالة له ولعائلته بأنه موجود بمملكة ( السويد ) ، ومن حسن الصدف أنه موجود الآن بسوريا لمسألة تخصه وأعطاه عنوان أخيه في السويد لأنه سيعود لها قريبا ، لم يكترث صديقي ( ح ) بهذا العنوان ولم يكترث بالمعلومة التي وصلته خوفا من ( الحايط أله أذان ) ومزق الرسالة وجعلها ككرة ورق ورمى بها الأرض أمام حاملها وشكره عن ذلك ، بعد هنيئة عاد صاحبي للكرة الورقية وأخذها بعد تيقنه من أن ناقل الرسالة قد غادر ذلك الزقاق ، وبدأ مشواره لجمع المال ولإصدار جواز السفر لقاء مبلغ ( 400 ) ألف دينار علما أن راتب المعلم هو ( 3000 ) آلالاف دينار ، سأله ضابط الأمن لماذا تحتاج لجواز السفر ؟ ، أجاب صاحبي أصبح عمري أكثر من ستين سنة وأحببت الذهاب لتأدية مناسك العمرة ولزيارة قبر الرسول الأعظم محمد ( ص ) ، بداية العام 2000 م حصلَ صديقي على جواز سفره وغادر  متجها لدمشق ومنها أتصل بأخيه في السويد عبر الهاتف وما هي إلا أيام حتى التقيا في دمشق قرب ضريح السيدة ( زينب ) عليها السلام ، وحدد موعد اللقاء بعد عودته من الديار المقدسة في السعودية .
    جاء ( ر ) مستصحبا معه زوجه وأبنه البكر وهو بعمر 13 سنة ، من المؤكد لقاء أخوي عائلي حميم جدا ، الطفل ( نوار ) لا يحسن العربية ولكنه تعلق بعمه كثيرا ، يقول صديقي أحد الصباحات رأيت ( نوار ) عصبيا جدا وهو يحادث والده غير مقتنع بما يقول الوالد ، يقول صديقي سألت أخي عن ما يحدث ؟ ، فقال لي أني أوعدته أن أقدم له هدية وهي عبارة عن قرص ( سيدي ) لأحد المغنين ( السويدين ) ، وكان هذا الوعد هناك في السويد ولكن ( نوار ) يريده الآن ، يقول صاحبي قلت لأخي لنفتش هنا ربما سنجد ضالة الصبي في محلات التسجيلات قرب السيدة ، وفعلا فتشنا عن ذلك القرص وأرشدنا أحد أصحاب المحلات الى أكثر من محل في دمشق ( ساحة المرجه أو السبع بحرات  ) ، يقول ذهبنا لدمشق وفعلا وجدنا القرص عند أحد المحلات وبسعر أزهد مما هو عليه في السويد ، فرح ( نوار ) بهديته وقررنا العودة لشقتنا في السيدة ولكن الذي حدث شئ غريب ، بدأ ( نوار ) يجادل والده بشكل مرعب ومخيف ، ولاحظت أن أخي أخذ ذلك القرص وعاد الى صاحب المحل وأرجعه وأستعاد مبلغ القرص الزهيد ، فرح ( نوار ) بإعادة القرص ( السيدي ) ، يقول صاحبي سألت أخي عن هذه الملابسات فقال لي أن ( نوار ) دقق في القرص ووجده مسروقا كما يقول الصبي ، قلت له كيف سرق ؟ ، أجاب بأن القرص لا يحمل عبارة ( حقوق النشر ) ، قال صاحبي لأخيه ما هي ديانة ولدك ( نوار ) ؟ ، قال له أن نوار بلا دين ، قال لأخيه أن لم يكن لولدك دين فلماذا أعاد القرص ؟ ، أجاب أن دين ( نوار ) هو القانون ، ولأن القانون لا يسمح باقتناء المسروقات وتداولها  لعدم حمله عبارة ( حقوق النشر ) ، لذلك لم يتقبل الصبي أن يكون ضد قانون دولته ، يقول صاحبي قلت لأخي القانون في السويد ونحن الآن بسوريا فلماذا لم يأخذه ؟ ، أجابه أن هذا القرص مسروق من السويد ومن مغني سويدي والصبي ملتزم بقانون دولته التي منحته جنسيتها ، وكيف يجرأ أن يدخل شئ مسروق الى السويد ، يقول صاحبي أكبرتُ ذلك الصبي وضحكت بداخلي كثيرا .
( 2 )
    بعد ألاحتلال يقول صاحبي هيئت لي الفرصة لحج بيت الله الحرام ، وبعد أداء المناسك والعودة للعراق برا وبفصل الشتاء ، ومعلوم أن مكة المكرمة جوها لا يحتاج الى الملابس الشتوية ، وأثناء الطريق الصحراوي الطويل بدأ البرد يصلي عظامنا ، والسيارات غير مكيفة ، وحين مرورنا بإحدى النقاط الحدودية السعودية حصلنا على ( بطانيات ) واحدة لكل حاج ، وفعلا خدمتنا كثيرا هذه ( البطانية ) ، يقول صديقي توقفنا لقضاء بعض ضروريات السفر وتركت ( البطانية ) على مقعدي كبقية المسافرين  ، بعد ساعة عدنا جميعا لسيارتنا وفوجئت بأن ( بطانيتي ) غير موجودة على المقعد ، سألت رفاق سفري ولم أحصل على نتيجة ، وسألت سائق السيارة هل تركت السيارة دون أن توصد أبوابها ؟ ، أجابه السائق ( عمي أنتو كلكم نزلتوا وأني نزلت وقفلت السيارة وتعشيت وصليت وأجيت ) ،  يقول صاحبي أجزمت بأن يدا ما كانت تحج بيت الله الحرام قد وصلت لبطانيتي واستحوذت عليها ، يقول صاحبي كان باستطاعتي أن أطلب تفتيش الحجاج كافة ولكني آثرت السكوت والاصطلاء ببرد الصحراء القاتل ، ( وعلى هذه وقس ما سواها ) ، للإضاءة ..... فقط     

80
إضاءة
المجتمعات المتخلفة ومن ينهض بأعباء إصلاحها ؟؟؟
حامد كعيد الجبوري
    يقولون أن الله أنزّل (124) ألف مرسل ونبي ليصلح شأن عباده ولم يفلح هؤلاء الأنبياء والمرسلون للوصول بمجتمعاتهم لما أراده الله ، وليس هذا قصورا بأنبياء بهم ولكننا نحن البشر لا نطيق صبرا على ما يرسمه الله لنا ، لذلك أفشلنا المشروع الرباني ، وهناك طرفة تقول أن الله نظر لأرضه وعباده فوجدهما يتخبطان بشرورهما وقبحهما  فجمع أنبيائه ورسله وقال لهم  قراره بإرسالهم الى الأرض دفعة واحدة ليصلحا من حال البشر ، وهنا تحدث عيسى ولم يصطبر  قائلا ( يا رب لم ترسلنا دفعة واحدة ونحن متأكدون أننا سنلاقي من البشر أنواع العذاب والاستهزاء والسخرية بنا ، أقترح عليك ربي أن تنزل أنت لخمسة دقائق وتنهي مأساة  البشر ) ، قال الرب لعيسى ( ماذا تقول ، أنا لم أنزل الى الأرض واتهمت بمواقعة أمك مريم فولدتك أنت يا عيسى ) .
       والسؤال الذي أطرحه للجميع ولي شخصيا ، من هو الذي سيصلح أحوال البشرية ليصل بها الى حيث المثالية الأفلاطونية ، ولأنني من العراق سأكرس مداخلاتي عن المجتمع العراقي ومن سينهض بأعباء إصلاحه .
    شريحة المثقفين هل لها القابلية على أصلاح مجتمعاتها  ؟ ، سألت وسأجيب نفسي وأقول أن هذه الشريحة التي قد تشكل نسبة 2 - 5 % من المجتمع العراقي لا يمكنها أن تصلح مجتمعها ، لأنها هي تحتاج الى الإصلاح أكثر من غيرها ، ودليلي أن هذه الشريحة لم تستطع إيصال مثقف واحد منها الى قباب البرلمان أو الوزارات بما فيها وزارة الثقافة ، ومن لا يستطع ذلك لا يستطع أصلاح مجتمع والتأثير فيه .
   شريحة التجار والأطباء والصيادلة والمهندسين ورجال الأعمال طبقة ميئوس منها ، باستثناء القليل جدا ، لأنها طبقة لا علاقة لها إلا بجمع المال والتلذذ بهذه المتعة .
    شريحة الأحزاب العلمانية والدينية – باستثناء لا يكاد يذكر - ، أجزم أنها أحزاب أسست لغرض تسهيل الوصول للسلطة ، وخزانة الدولة ، معتمدة على دهاءها وخبثها واستغلالها أكتاف البسطاء والفقراء والسذج ، ولدي الكثير من الأسماء من منتمي هذه الأحزاب قد أودعوا السجن بتهم فساد مالي وأخلاقي وإداري .
     شريحة عوام الناس من الفلاحين والعمال والحرفيين والباعة المتجولين ؟ ، همومهم تنحصر بكيفية كسب قوتهم ولا علاقة لهم من سيصل للكرسي علماني أو إسلامي ، وليس لها قابلية التأثير والتأثر لإصلاح مجتمعها الممزق .   
   ثم ألا يفترض أن تكون الدولة هي التي تنهض بأعباء هذه المهمات ، ولكن واقع الحال أن الدولة وعلى مدى عقد من الزمن هدرت العشرات من المليارات بين السرقة والاستحواذ وتغليب المصالح الذاتية على الصالح العام ، وتهشيم وتمزيق الوطن وبناء صروحها وأحزابها الهشة من هذا الشتات الممزق .
    وسؤال أخير أضعه للنقاش وهو أليس من الأجدر أن تنهض المرجعيات الدينية عامة ، والإسلامية  – بشقيها – بعملية إصلاح مجتمعي ؟ ، وسأكون صريحا وأقول أن هذا المسمى لا قدرة له على إصلاح المجتمع ليس قصورا في الفكر – مسيحي ، يهودي ، صابئي ، مسلم وبقية أديان -  ولكن الغايات المالية تكمن وراء عدم بل استحالة أصلاح المجتمعات بهذه الشرائح التي لبست الدين ستارا لأغراض دنيوية وليس دينية  ، ولو كانت موضوعتي غير إضاءة لسردت الكثير عن الملابسات والتداخلات والأستذكارات عن هذه الشرائح الدينية واستئثارها بأموال العوام والفقراء .
    من المؤكد أن الجميع على يقين أن المؤسسات التعليمية – العراق -  هي المرجحة للنهوض بأعباء عملية الإصلاح المجتمعية ، لكن هذه المؤسسات أريد لها التخريب المتعمد لتصل الى هذه الهاوية السحيقة ، بدءا من الخراب في المؤسسات التعليمية بسبب الحروب التي زج بها البلد وصولا الى ما بعد سقوط الصنم ومسك المؤسسة التعليمية من أناس جهلة ولا خبرة لهم في أساليب قيادة هذه المؤسسة المهمة والمؤثرة جدا ، أذن من سيحمل هذا العبء الخطير والثقيل والبلد أصبح بحاجة ل(124) ألف مرسل ونبي ومصلح كما أرى ، للإضاءة ........ فقط .         
 


81
إضاءة :
صبراً أيها السوريون أن موعدكم الحياة !!!
حامد كعيد الجبوري
       لا أخوض بحديث السياسة ومهاتراتها وسمومها وعقاربها وسماسرتها ، ولا أتحدث عن ديانة أو مذهب أو عقائد وما تنتجه من حروب واقتتال ساذج ، ولا أتحدث بقومية ولا عرق تذبح البشرية به وله ولأجله ، حديثي من جانب أنساني واحد لا غير ، هل يعقل أن بلادا صغيرة وجميلة ووادعة كسوريا تكون غرضا لكل قطاع طرق الدنيا  ، وغرضا لكل وحش وناب وظفر في غابتنا التي نعيش ، أيعقل أن تكون أول عاصمة مدنية في الدنيا حلماً لكل خنجر وسيف وقذيفة مأجورة وموتورة ، أيعقل أن تتضافر كل قوى الظلام والوحشية والهمجية ضد ست ( الستات ) وعروس الأوطان دمشق ليمزق فستان فرحها الأبيض ، وتقف الدنيا تتفرج وتستمع وكما يقول الرمز العراقي النواب الكبير ( فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها وسحبتم كل خناجركم ، وتنافختم شرفاً ) ، حتى هذه يا نوابنا الكبير فقدناها ولم يعد عربيا تسمع له صوتا منددا لما فعله وأججه أسلافهم وما أنتجه فكرهم المشوه  ، أيعقل أن الساحرة الفاتنة التي تهدي عشاقها الياسمين الشامي والنرجس على ضفاف بردى تعاقب بكل هذه الوحشية والحيوّنة ، أيعقل أن تكمم كل الأفواه ولا أحد يفلت كلمة لهذا الشعب العربي الإنساني العظيم ، ماذا ولماذا يعامل الشعب السوري هكذا وبهذه الهمجية والتترية ، ألانه يرفض المشاريع الظلامية التي تبتلع تاريخه المشرف في كل ميادين الإبداع الإنساني ؟ ، لا أتحدث عن حكومة أو حكومات ، ولا جامعة عربية فقدت مصاديق وجودها ولما أسست له ،  وأتحدث عنا نحن الشعوب التي أمنت بأن الجمال تصنعه الحياة ، أمنا بأن الحب يخترق المكنونات ويخلق المعجز ، أمنا نحن الإنسانيون  بخلق الحياة ونعيشها ونبدع فيها وسط هذه الأكوام من النفايات السياسية الآسنة ، نريد أن نصنع نحن الشعوب المقهورة المعذبة وسيلة صادمة لكل من يتاجر بإنسانيتنا عروبيون وغيرهم ، تجار حرب وتجار موت وتجار حياة  متهرئة صدئة ، ومن هذا المنبر الإعلامي الواسع أدعو كل إنسان يحترم إنسانيته ويقدسها أن نجد حلا للمأساة السورية الكبيرة ، حلا يساهم ولو بشكل لا يرفع الظلم والحيف كثيرا عن معاناة الشعب السوري النازح من دياره ، والشعب السوري الباقي على قيد النزوح ، لنساهم بمبلغ حتى وأن كان رمزيا وكل على قدر مستطاعه ، لقد تدهورت حالة الليرة السورية حتى لم تعد تكفي لتغطية حاجة العائلة ، الحاجيات الأساسية للحياة  ، لننقذ أهلنا وأحبتنا وأصدقائنا وأمهاتنا وإبائنا السوريين ، لا أملك آلية بعينها لتنفيذ ما أصبو له وأنا على يقين قاطع أن هناك الكثير من الطروحات  المنطقية لتفعيل هذا الدور الإنساني عندنا ، غايتي الشعب السوري ، ووسيلتي الإنسان بما تحمله هذه المفردة من معاني سامية وعظيمة ، شكرا لكل فكرة ترفد هذا المشروع وتؤطره ليصبح واقعا ملموسا ، شكرا لكل من سيسهم حتى بشد يده على أيدينا  ، للإضاءة ........... فقط .     


82
( جامعة بابل ) ورحم الله أيام الطاغية المقبور !!!!
الى معالي وزير التعليم العالي
حامد كعيد الجبوري
    التغيير الأمريكي الذي اسقط  الطاغية المقبور وأستبدله بأسماء لا حصر لها وعد ، علمانيون وإسلاميون وأحزاب وقوى وطوائف وجيوش محتلة تلهث بألسنتها المدلاة لكعكة العراق وتقسيمها ، يقال أن صديقين متجاوران ببيوتهما لا يفترقان إلا لأوقات الراحة والنوم ، ومن عادة البيوت الشرقية سابقا النوم في السطوح هربا من حرارة الصيف وعدم وجود التيار الكهربائي أيام زمان ، في أحد الصباحات الصيفية التقى الجار جاره دون تحية الصباح ، أستغرب الجار من فعلة جاره وصديقه ، اليوم الثاني التقيا ولم يسلم أيضا ، أستوقفه صديقه مستفسرا عن هذه الجفوة غير معروفة السبب ، فقال الجار  الغضبان لجاره ألا تعرف السبب ؟ ، أنام على سطح داري وديكك ينهض مبكرا قبل أذان الفجر ويقلقني ويزعجني بصوته النافر ؟ ، أهذى حقوق  الجار ؟ ، ضحك الجار صاحب الديك كثيرا وقال لصديقه هذه مسألة بسيطة جدا ، اليوم سيكون الديك وليمتك على الغداء ، وفعلا اجتمعا سوية وأكلا الديك المستهتر بحقوق الجيرة ، فجر اليوم التالي سمع الجار عشرة ديكة أو أكثر تصيح بأصواتها النشاز مسببة أيما قلق لذلك الجار ، لم يحتمل الرجل هذه الإهانة المتعمدة وطرق باب جاره قبل طلوع الشمس وهو يدمدم غضبا من جاره وصديقه ومن هذه الديكة اللعينة ، خرج الجار صاحب الديوك فبادره صاحبنا متبرما ومتسائلا عن ما حدث ، أجاب الجار بهدوء تام يا أخي أنت أردت أن أخلصك من الديك فخلصتك منه ،  ولكن لي ديوك أخرى أصغر منه وكان ديكنا الكبير قامعا لها بشدته وقسوة منقاره  ( صاكرها ) وما أن عرفت الديكة أن بطلها أكلناه ورمينا بعظامه لقطط دارنا حتى شمخت بأنفها واستأسدت جميعها طالبة قيادة فصيل الدجاج والديوك الصغيرة ، ............  هذا هو حالنا بعد سقوط صنم الديكتاتورية لمزابل التاريخ .
     عائلة فقيرة جدا مكونة من خمسة بنات وطفل صغير يسكنون في بغداد  ، مات أبوهم عام 2006 م بداية الاحتراب الطائفي ، ولم يكن الوالد موظفا ولا يملك بيتا في بغداد فعمدت أمهم العودة بأيتامها لبيت أبيها الذي تشغله ثلاثة عوائل من أخوتها ، وعاشت بينهم كأي أرملة فقيرة ، ومن حسن حظها وسوءه أيضا أن تكون بناتها من المتفوقات دراسيا ، تخرجت أبنتها الأولى ولم تجد عملا كبقية العراقيات والعراقيون ، أبنتها التالية نجحت بتفوق وحصلت على معدل 7 / 97 سبعة وتسعون وسبعة بالعشرة للعام الدراسي 2014 م  ، ومعدلها هذا لم يؤهلها لكلية طب بابل وقبلت بكلية طب ميسان ، تبرعت أنا لأخذها الى ميسان وتسجيلها رسميا ومحاولة استضافتها لمحافظة بابل معتمدا على جملة من العلاقات الاجتماعية لي مع الكثير من الأساتذة والمسئولين ، وفعلا أتيت بكتاب رسمي من جامعة ميسان لجامعة لبابل ، وقدمت لها عريضة عطف والتماس لرئيس جامعة بابل شارحا كل تفاصيل حياة هذه الصبية المتفوقة ، وذكرت له أن عمادة كلية الطب في بابل قبلت استضافة طالبين عندها بموافقة رئيس الجامعة وعميد الكلية الطبية ، وكل محاولاتي باءت بالفشل ، طرقت أبواب وزارة التعليم العالي فأجابني أحد مسئولي التسجيل قائلا ليس من حقنا التدخل بعمل رؤساء الجامعات ومنحناهم الصلاحية الكاملة بالنقل والاستضافة ، وبجهود أحد الأساتذة الشرفاء من محبي الفقراء والعلم  الذي أنتصر لهذه الطاقة العراقية وتدخل شخصيا وقبلت بكلية طب أخرى غير بابل ، ولا أريد ذكر أسم الطالبة ولا المحافظة ولا الأستاذ الذي ساعدني باستضافتها  لأني أيقنت أننا في غابة يتحكم فيها المثل الشعبي المشهور ( ألك يا طويل الأيد ) ، وأيقنت أيضا أن الرئاسة للرئيس ، والوزارة للوزير ، والدائرة للمدير ، يتصرفون بها كيف ما يشاءون  ، وليس هناك رقيب أو حسيب بعد أن غلفت الضمائر ( بسلفون الديمقراطية الجديدة ) ، ورحم الله أيام الطاغية المقبور الذي كان قد رسم خطوطا لا يستطيع أحد تجاوزها خوفا من سوطه وسطوته  ،  ولم نكن نسمع أو نجد تصرفا دون حساب ، لأن العراق سابقا هو عراق ( صدام حسين ) وويل ثم ويل  لمن يمد يده لقاصة الصدام المقبور  ، ومن  يحاسب الآن والجميع أشترك بكعكة العراق وقسمتها .
       سؤال أخير أضعه أمام معالي السيد وزير التعليم العالي ، وأمام العقول الحلية من الأساتذة والمربين وأقول ، ألا يوجد في الحلة أستاذا كفؤا يقود دفة رئاسة جامعة بابل ولا يقبلون باستيراد أستاذ من غير محافظتهم ؟ ، ونصيحة مخلصة أخص به هؤلاء العلماء الأساتذة من محافظة بابل  وأقول لهم لا تبقوا دون انتماء للأحزاب الدينية أو العلمانية ، لأنكم سوف لن تكونوا عمداء كليات ، ولا رؤساء جامعات أن لن تنتموا لهذه الأحزاب التي مزقت كل شئ في العراق بدءا من نسيجه المتخلخل ، نهاية لعلومه وآدابه وقيمه التي تتأرجح بين  هذا وذاك .
نسخة الى
------------   
رئاسة جامعة بابل
رئاسات الجامعات العراقية
مكتب المفتش العام بوزارة التعليم العالي
الصحف العراقية
مكتب قناة الحرة عراق               

83
زاوية الشعر الشعبي / كعبة الشوك
« في: 18:54 04/11/2014  »
( كعبة الشوك )
حامد كعيد الجبوري

( هكذا وجدت الحسين وقرأته إباءٌ وشموخ )

ما أبچيك وعيوني چمر تيزاب
الدمع مثل الشمع ما ينسمع نوحه
بسكوت الشمع يبجي ويضوّي دروب
ويصدّع أجبال وتنخر سطوحه
ما أبچيك ميزان الدمع وهمان
نعم أنعاك ثائر شيّد صروحه
نعم أنعاك ثائر قدوة الأجيال
يسحك للقمم ما يرضه بسفوحه
ولا أرثي أبشعر صوت الضمير يصيح
مقارنة الدماء أبشعر مفضوحه
يا أول وآخر ما يصير حسين
مثلك يعتلي وتتسيد جروحه
براكين الدماء الكبرت قرآن
تذل صوت السيوف أبغمد مبحوحه
علمت الزلم تتراكض أعله الموت
تشد حبل المشانق لعب مرجوحه
عبد الله طفل يكتب دماه تاريخ
دين الله مال وسنّده بروحه
***
يا كعبة الشوك وقبلة الأحرار
الزمن جيده لويته وخرّست بوحه
سيفك ( لا ) هتف وتهاوت التيجان
دم طيّح عرش للواعي مشروحه
نفسك أخوتك ويلادك وأنصار
أطفال وحريم وجثث مطروحه
عرك وجه العرش بشفافك الترتيل
يغرَّك بالخجل يقراك أطروحه
أن يرضيك هذا أخذ ما يرضيك
المرضاتك تهون دمانه مسفوحه
أهتز عرش الجلالة ونزّل السجيل
أبابيل وكلت ما ريد مسموحه
عجبت الملك والأنبياء شهود
نفّذت العهد و أموقع اللوحه
راس الدين عالي براسك المرفوع
لوما عالي راسك چثته مذبوحه
***




84
المنبر الحر / أوراقٌ مربدية !!!
« في: 19:48 30/10/2014  »
أوراقٌ مربدية !!!

حامد كعيد الجبوري
       ( المربد أفق أبداع يتجدد ) ، تحت هذا الشعار وبدعم من وزارة الثقافة العراقية ، وحكومة البصرة المحلية أقام اتحاد أدباء البصرة مهرجان المربد الحادي عشر للفترة من 18 – 22 تشرين الأول  2014 م ، دورة الشاعرة المبدعة ( لميعة عباس عمارة ) ، وقد تحدث الكثير من الأدباء والمتلقين عن الكثير من الانتقادات السلبية التي وصلت لحد القول أن لا فائدة من عقد مثل هذه المهرجانات ، ولست هنا بموقف المدافع أو المتصدي للدفاع لمثل هذه التقولات ، فلست موظفا بوزارة الثقافة ، ولا موظفا بحكومة البصرة المحلية ، ولا عضوا في اتحاد البصرة ، أو الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، لأسباب لست بصدد ذكرها وتبريرها الآن ، وأجد لزاما عليّ أن أسجل بعض النقاط إيجابا أو سلبا متوخي الدقة والحقيقة والضمير الثقافي العراقي لا غير .
الورقة الأولى
تساؤلات :
     يقولون أن العدد المدعو للمهرجان أكبر من طاقة واستيعاب البصرة واتحادها ؟ ، وسأجيب عن هذا التساؤل بالنقض وأقول أن العدد المدعو أقل بكثير عما تستوعبه محافظة البصرة ، الفنادق متوفرة ، وخدماتها جيدة أو فوق المتوسط ، ومطاعم البصرة كثيرة ونظيفة ومميزة ، نعم لا يمكن جمع الوفود بفندق واحد لأسباب كثيرة ، أولها أن الفنادق الأهلية لا تخلي غرفها من أجل مهرجان مدته خمسة أيام ، والفنادق أسست على مبدأ الربحية  وهي غير معنية بضيوف المربد أو غيره ، والفنادق المرشحة متقاربة ولا تبعد واحدة عن الأخرى بأكثر من 100 م ، ولست منحازا للهيئة الإدارية لإتحاد البصرة فقد قدموا من الخدمة لضيوفهم الكثير  بدءا من رئيس الإتحاد ومن سانده من أعضاء هيئته الإدارية ، وبعض من المجلس المركزي للإتحاد العام .
     يتهامس الكثير لماذا عدد  محدد من ضيوف المربد العرب حُجز لهم بفندق ( شيراتون البصرة ) ؟ ، ولماذا لم يعاملوا كما عومل هؤلاء الضيوف ؟ ، وهل الأسماء المدعوة تستحق الوقوف على منبر المربد العتيد ؟ ،  أقول يفترض على وزارة الثقافة واتحاد البصرة  والمركزي أن ( يجبوا الغيبة عن أنفسهم ) ، ولكي يتخلصوا من التقولات غير المفترضة أن يعامل الأديب العربي كما يعامل الأديب العراقي ، لأن الجميع هم ضيوف على البصرة الفيحاء أولا ، ولتتلاقح الأفكار بينهم ، وزيادة الأواصر المعرفية بين المثقفين العرب والعراقيين ثانيا ،   وبخصوص الأسماء التي حضرت من النساء والرجال فنحن كعراقيين نتقدم لهم بالشكر لكسرهم طوق الحصار الثقافي الظالم على عراقنا الحبيب ، وكانت أسماء حاضرة يمكن أن يكون لها شأنا ثقافيا مستقبلا ، الشاعرة السورية الفائزة بالجائزة الثانية لنازك الملائكة  ( ليندا إبراهيم ) ، وغيرها ، وغيرهم ، ونقاد عرب معروفين ، فماذا نريد أكثر من ذلك طالما أن الأسماء الكبيرة تحجم عن تلبية دعوة المربد ، وعدم حضور بعض الشعراء العراقيين أثار تسائلا كبيرا بين المربديّن ، لأن هذه الأسماء كان لها حضورا فاعلا في المرابد السابقة .
      تسائل الكثير لماذا لم تسند عرافة حفل الافتتاح كما المرابد السابقة لما بعد سقوط صنم الدكتاتورية للشاعر ( عبد السادة البصري ) وأسندت للشاعر ( عمر السراي ) ؟ ، مما أثار الشك والغرابة ، وربما أن جهة معينة أرادت أبعاد الشاعر عبد السادة البصري عن هذه المهمة التي كان ينهض بها في المرابد السابقة ، ومما يزيد في تلك الشكوك أن البصري لم يسهم كشاعر في أي جلسة شعرية مربدية ، و كان البصري حاضرا بكل فعالية من فعاليات المهرجان بدءا من الاستقبال وصولا ليوم حفل الاختتام ، ورغم علاقتي الوطيدة به لم أجرأ على سؤاله عن أسباب ذلك ، والبصري  كما عهدته مميزا بقيادة دفة العرافة في أغلب المناسبات المربدية وغيرها ، ولا أنكر أن الشاعر والإعلامي ( عمر السراي ) كان رائعا بعرافة الحفل لغة ، وأداءً ، وصوتا ، كيف لا وهو الذي سبر أغوار اللغة ، درسها  ودرَّسها ، وكتب بها شعرا ونثرا ، وصاغها بمقدمة شعرية محبوكة ،  وقدمها بصوته الرخيم الذي   فرض علينا الإنصات له .
       يتساءلون عن سبب أقامة أمسية شعرية بحديقة  ( الحرية ) معتبريها سبة على المهرجان وقيادته ؟ ، وأجد أن هذا الطرح غريب وساذج ، ولا يحتاج للكثير من التبرير ، ومعلوم أن الحملَ الملقى على عاتق المثقف هو النهوض بالمستويات الثقافية والوطنية لعموم المتلقين ، وبما أن الفضائية العراقية تتبعُ المسئول الحالي الذي لم يدأب على حضور جلسات المربد لأنه غير معني بها ، فمن المنطقي أن ينتقل المثقف من القاعات المغلقة التي لا توصل صوتا الى القاعات المفتوحة  لتصل الى الكثير ، وليكون المواطن وجها لوجه أمام المثقف الذي يريد سماعه مباشرة أفضل من عدم سماعه نهائيا .   
    تسائل وجدته عند بعض  المربدين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وهو ، قبل ختام المهرجان توزع شهادات المشاركة على المشاركين والحاضرين ، مع مبلغ متواضع من المال يعتبروه أجرة نقل للمشارك والمدعو ، في مربد عام 2014م لا أعرف كيف اختيرت الأسماء للحصول على المبلغ المقرر ، قالوا أن المبلغ يوزع للمدعوّين رسميا فقط ، ومن ظهرت أسماءهم في الصحف الرسمية العراقية ، ولكني لم أجد ذلك واقع حال دقيق  فقد منحت أسماء غير مدعوة للمهرجان ، ولم نقرأ أسمائهم بالصحف بهذا المبلغ المتواضع جدا ، وسأل أحد المدعوين  المسئول عن صرف المبلغ فأجاب لقد نفذت سيولتنا المالية وسنسحب من المصرف لاحقا ونبعثها لكم ( حوالة ) بريدية  لمقرات اتحاداتكم في المحافظات ، أتمنى أن يلتزموا بذلك تلاشيا للكثير من التقولات غير المرغوب فيها ، ولكي لا تحسب على المثقفين كما حسبت على السياسيين .
الورقة الثانية
رأي ومقترح :
     حضر الشعراء وغاب الشعر ، هكذا يتحدثون ، وهذه فرية لا صمود لها على واقع ما سمعناه من قصائد ، نعم القليل من الشعراء توفقوا بتقديم نصوصهم التي يستحق الوقوف عندها ، كاظم الحجاج ، عارف الساعدي ، ليندا إبراهيم ، يحيى السماوي ، حيدر الحمامي ، عمر السراي ، عدنان الفضلي ، وفاء الربيعي ، وعذرا أن خانتني ذاكرتي ،  ومؤكد أن هناك قصائد يمكن سماعها ولا يمكن الوقوف عندها ، والسؤال الذي أود طرحه ،هل المربد معني بتقديم هذا الكم من الشعراء ؟ ، أم معني بتقديم السمين من القصائد ؟ ، سؤال أضعه أمام الهيئة التحضيرية للمرابد اللاحقة ، وأجد الجلسة التي يقرأ فيها عشر شعراء أفضل بكثير من أن تستمع ل 28 شاعرا بجلسة شعرية واحدة تصاب بنهايتها بالغثيان ، وليس دعوة الشاعر ضمان بأنه سيرتقي منصة المربد ، ولماذا يطالب الجميع بالقراءة  ويوافقون أن يكونوا العدد 28 .   
      لاحظت الكثير بل الغالبية العظمى من المدعوين لا يعيرون انتباها لمنصة المربد ولمن يعتليها ، الأحاديث الجانبية كثيرة وكأننا في مقهى عامة وليس بحضرة مربد منتظر ، رغم نداءات عريف الحفل المتلاحقة ، وكان أحدهم يجلس بجنب الأستاذ ( فاضل ثامر ) رئيس الإتحاد وهو مسترسل بحديث لا أعرف كنهه ، وكنت أجلس أمامهم ، حاولت تنبيهه بلفت رأسي نحوه ولكنه لم يستلم الإشارة ، حاولت ثانية وهو مصر على حديثه ، أخرجت  ( كامرتي ) متذرعا بها ، واستأذنت الأستاذ فاضل بالتقاط صورة لهما وخاطبتهما قائلا  ، أعتقد أن مكان الشعراء ليس في هذه القاعة بل خارجها ، لأن الشعراء – بعضهم - هم من يفسدوا علينا متعة الاستماع لما يقال ، لاحظت علامة الرضا من الأستاذ فاضل ولكن صاحبنا لم يلتفت لذلك وأستمر بحديثه ، وأعتقد أن الأستاذ فاضل ثامر ترك مجلسه جنبه لهذا السبب .
الورقة الثالثة
صك الغفران :
    في جميع المحافل الأدبية والشعرية تجد نفس الشخوص ونفس الوجوه   وكأن هؤلاء يحملون صكوك الغفران لهم ولما يُسطرون ، الإتحاد وفي جميع المحافظات العراقية غني بطاقات أبداعية ملفتة للمتابعة وللإصغاء وغير مسموعة من الكثير  ، ولم يهيأ لها المجال إعلاميا لتأخذ حيزها الإبداعي ، وهم مدعاة فخر لإتحاد جذوره متأصلة بثقافتنا العراقية والعربية ، أتمنى أن تكون الفعاليات اللاحقة تأخذ هذا الطرح بعين الاعتبار ، وبعين أبوة ينهض بها اتحاد الأدباء والكتاب في العراق .   
الورقة الأخيرة
أمنية :
      لا يمكن إلا أن أقول أن الهيئة الإدارية في إتحاد البصرة عملت وقدمت من الجهد الكثير الكثير ، ولم يكن هذا الجهد مقدما أيام المربد فقط ، بل كان ثمرة اجتماعات ولقاءات ودراسات كثيرة ومتواصلة لشهور عدة قبل انعقاد المربد ، وأمنيتي تتلخص بإضافة جهد قليل ليكبر جهدهم المقدم من خلال تفعيل  دور اللجنة الإعلامية ولجنة التشريفات واللجان الأخرى ، وأتمنى أن يكون عضو هيئة إدارية من إتحاد البصرة ساكنا مع ضيوفه الموزعين على الفنادق المستغلة لضيوف المهرجان ، وليرفع عن كاهل الضيف معاناة السؤال أين تعقد الجلسة ؟ ،  وساعة عقدها ؟ ، وليس ذلك صعبا فقد وجدت أكثر من عضو هيئة إدارية في هذا الفندق وذاك ، والفندق الذي كنا فيه نضطر الذهاب لتلك الفنادق والسؤال عن ما نريد ، صحيح أن البرنامج قد وزع ونشر في صحيفة المربد وعلق البرنامج بصالات بعض الفنادق دون فندقنا .
أمنية أخيرة :
   أتمنى على وزارة الثقافة العراقية ، وحكومة البصرة المحلية أن يكون دعمها المالي والمعنوي أكثر بكثير مما قدم ، لأن الثقافة تحتاج الكثير لتقدم الأفضل ، ورغم ذلك فقد قدم المربد ثقافيا أكثر مما قدم له .     
   

 
     

85
( المضيف ) اجتماعيا وأخلاقيا  !!!
الشيخ ( رعد علاوي حسين الدليمي ) أنموذجا ...

    تربطني بالأستاذ الشيخ ( رعد علاوي ) أكثر من رابطة سأنكفئ عنها رغم اعتزازي وتمسكي بها ، ولأن سمعي طرقه ما يخدش قناعتي  لذلك أجد لزاما عليّ تأدية حق لا أريد التفريط به مطلقا وهو حق الصداقة ، وحق آخر نسميه نحن من يحترم جذوره وأصوله ( الملح ) ، ورب متسائل أو متطاول يذهب بعيدا بظنونه لذلك أوضح له ، أنا متقاعد وعندي ما يكفيني من القناعة ولا أحتاج شيئا لي أو لعائلتي الصغيرة وليس أعلانا مدفوع الثمن  .
     لم أعرف الشيخ رعد علاوي الدليمي اليوم ، أو قبل سقوط  صنم الدكتاتورية ، والدانا رحمهما الله أصدقاء وانتقلت هذه العلاقة منهما ألينا ولبقية إخواننا من العائلتين ، ولا أحب الدخول بتفاصيل أكثر توطيدا لآصرة عائلتينا .
    بدءا وبعد تغيير النظام الشمولي في العراق علت أصوات تقول أن ( رعد علاوي الدليمي ) عضو قيادة شعبة للحزب المنحل ، وآخر يقول عضو قيادة فرع ، وضابط كبير في المخابرات العراقية سيئة الصيت والسمعة ، ولست هنا شخصيا مكذبا لهذه الأباطيل ولكن أُذَكِرُ بما أقرَتهُ دائرة المسائلة والعدالة حين رُفعت لها معلومة تقول بذلك ، مضيفة أن ( الدليمي ) عضو مجلس وطني سابق أيام نظام الدكتاتورية ، وبذلك فقد فُندت تلك الأقاويل من قبل دائرة المسائلة والعدالة ، وأنا سأصحح بعضا مما خفيّ على صاحب المعلومة وأقول له ، نعم أن الشيخ ( رعد  علاوي حسين الدليمي ) رشّحَ نفسه لسباق المجلس الوطني وبصفته الشخصية المستقلة مقابل الكبار من القيادات الحزبية للبعث المنحل في محافظة بابل ، وفاز بأعلى من أصوات المرشح المركزي للحزب المنحل  آنذاك ولا أريد ذكر أسمه ، وحصد الشيخ رعد علاوي الدليمي ( 26 ) ألف صوت مقابل ( 20 ) ألف صوت لمرشح الحزب ، ومعلوم أن الحزب المنحل يبلغُ تنظيماته الحزبية بوجوب انتخاب المرشح المركزي للحزب ، وهكذا فاز الشيخ ( رعد علاوي الدليمي ) بعضوية المجلس الوطني العراقي ، ولا أنكر أن عشيرته وإخوانه وأصدقائه كانوا العون الحقيق لوصوله للمجلس الوطني ، والرجل أدى ما يتوجب عليه من حق المعارف أولا  و الصداقة ثانيا والقرابة ثالثا ، وبذلك كسب ود واحترام أبناء مدينته الحلة الفيحاء .
    بعد السقوط مباشرة وبمحض الصدفة كنت عضوا في مجلس لإدارة واختيار مجموعة من الشيوخ لتأسيس مكتب يظم عشائر محافظة بابل ، وليس بمحض الصدفة أن يتبوأ الشيخ ( رعد علاوي حسين الدليمي ) مركزا متقدما مع شيوخ المحافظة .
شهادة اولى :
      بعد تشكيل مجلس الحكم وتوزيع الحقائب الوزارية وتبوأ السيد ( مفيد الجزائري ) حقيبة وزارة الثقافة العراقية كأول وزير للثقافة بعد التغيير ، كان الشيخ ( رعد علاوي الدليمي ) وبحكم وظيفته مديرا للسياحة سابقا فقد عُين مديرا عاما للإدارية والمالية بوزارة الثقافة ، وبدأت الأصوات ذاتها تكيل التهم وتلصق الأباطيل للأستاذ ( رعد علاوي ) ، وأستغلَ غياب السيد الوزير الجزائري لخارج العراق وأجمع الكثير لإزاحة ( رعد علاوي ) عن طريقهم ، وعلم السيد ( الجزائري ) بما يحاك ( للدليمي ) فأتصل من خارج العراق وأصدر أوامره بعدم اتخاذ أي أجراء بغيابه ، وعمل السيد رعد علاوي بإخلاص ومهنية متناهية مع وزارة الثقافة ومع كل وزراء الثقافة بنفس درجة الإخلاص والتفاني ، ولا أدعي بأني الوحيد الذي سمع السيد الجزائري وهو يشيد بعمل السيد ( رعد علاوي الدليمي ) .
شهادة ثانية :
   جمعني مجلس مع أحد وكلاء وزارة الثقافة العراقية وبحضور جملة من المثقفين والشعراء ووجوه عشائرية ووجوه مجتمعية ، يقول السيد الوكيل أن تعليمات صدرت من وزير الثقافة بتوسيع صلاحيات بعضا من وكلاء الوزارة ، ويقول كنا سوية مع السيد الوزير فوجه كلامه لي ( لقد أعطيناكم صلاحيات أوسع مما كانت عليه ) ، أجاب السيد الوكيل وزيره قائلا ( وما فائدة توسيع الصلاحية وحارس المرمى ( كاكه )  رعد علاوي الذي لم يدخل لمرماه هدفا واحدا حتى وأن كان ضربة جزاء ، وكاكه رعد يضع ملوكا ويستخلف آخرون بوزارة الثقافة  ) ، هنا خاطبت الأستاذ رعد علاوي الدليمي قائلا ( بأذن الله لن يدخل لمرماك هدفا من أي جهة كانت ) ، أجابني الرجل ( بأذن الله لن ولم ولا يدخل هدفا لمرماي طالما أنا متيقظ ومستعد لذلك ما حييت ) .
     من هنا أوضح أن المضايف العشائرية ليست مجرد لقاءات وتداول شؤون العشيرة ومتطلبات رجالها ، المضيف العشائري الذي نبتغيه أن يكون داعما حقيقا لكل سمة أخلاقية  ، ومؤازرة للثقافة بكافة ميادينها ، ومعززا لإذكاء الجذوة الوطنية لدى أبناء العشائر بعد انحسار الكثير من الثوابت المجتمعية والقيم الإنسانية ، وهذا ما نهض بحمله مضيف الشيخ ( رعد علاوي حسين الدليمي ) ، ليس لوحده بل أخوته وأبنائهم ورجال عشيرته ، ورأيت الكثير من المرشحين لمجالس المحافظات أو للبرلمان العراقي وهم يزورون مضيف الشيخ الدليمي لمؤازرتهم انتخابيا ، وفعلا أنتج هذا المضيف أكثر من عضو مجلس محافظة ، وعضو برلمان ولدورات متعاقبة ، ومن المؤكد سيثار سؤال وهو أن المضيف العشائري يدعم أبناء العشيرة الجيد والسيئ على حد سواء ؟ ، وجوابي ليس هناك أرجحيه لمرشح على آخر بسبب انتمائه العشائري في هذا المضيف على أقل تقدير ، وسمعت من الشيخ رعد علاوي وهو يوجه أبناء عمومته لانتخاب الأصلح والأكفأ من بين المرشحين ، وهذه هي مسئولية المضيف الاجتماعية  .
    وأخيرا أقول أن المسئولية الأخلاقية للمضايف العراقية هو أنتاج رجال لا يدخل لمرماهم هدفا يسئ لسمعة تلك العشيرة وأبنائها ، وبخاصة أن كان ذلك الرجل شيخا محترما عند أفراد عشيرته .       
   

86
( فلو أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي )
حامد كعيد الجبوري
الى /
فخامة رؤساء جمهورية العراق حفظهم الله
دول رؤساء وزراء العراق حفظهم الله
دول رؤساء البرلمان العراقي  حفظهم الله
معالي وزراء العراق حفظهم الله
مجاميع السادة البرلمانيون بلا استثناء
الموضوع / متطوعو الدفاع عن العراق
   حينما تضعون رؤؤسكم على وسائد النوم هل يغمض لكم جفن ؟ ، وحين تتناولون طعامكم هل تفكرون بالجياع ؟ ، وهل تقولون كما أطلقها علي ( ع ) مخاطبا عامله على البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري رضوان الله عليه ( لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له فى القرص ، و لا عهد له بالشّبع أوَ أبيت مبطانا و حولى بطون غرثى ، و أكباد حرّى ) ؟ ، وحين تقبضون رواتبكم الخرافية هل تفكرون بأن هناك أناس لم يقبضوا  درهما من دولتكم الكارتونية ؟ ، وهل تحملون أنفسكم وأحزابكم سبب خراب العراق ودماره ؟ ، وهل تلعنون أمريكا وصدام وتلعنون أنفسكم كما يفعل العراقيون ؟ ، وهل تعتقدون أن هناك من يستطيع تمزيق العراق كما فعلتم ؟ ، ألا يرف لكم جفن وترق لكم دمعة وأنتم تسمعون ناطقكم قاسم عطا الذي يقول هناك 11 ألف مفقود ؟ ، متى ( ترف الشوارب ) كما قالها طاغية العراق المقبور سابقا ؟ ، ألا ترون أن جيش أحزابكم وكتلكم السياسية لا يقدم ولائه ألا لأحزابكم ورموزها السياسية ؟ ، ألا تتقدمون بالشكر لمن وقف لكم وساندكم وقدم دمه من أجلكم ؟ ، لولا هذه الحشود الشعبية التي لبت نداء وطنها لكنتم الآن في بلدانكم وجنسياتكم التي أتيتم منها ، حملوا السلاح وقاتلوا وصمدوا وأوقفوا الإرهاب ومنعوه من أن يتقدم ويحقق أغراضكم التي رسمتموها مع أسيادكم ؟ ، هؤلاء المتطوعون لم يكن بحسبانهم أن يكونوا جزءا من منظوماتكم العسكرية والأمنية ، كان همهم الحفاظ على المقدسات والأعراض والذمم المجتمعية ، خدموا لمدة ثلاثة أشهر دون أن يقدم لهم فلسا واحدا من خزينتكم أيها السراق ، ولم يكن بحسبانهم أن تصل الدناءة والخسة بأن يحرموا حتى من تقديم وجبات الطعام للأشهر اللاحقة ، طالبهم الضابط الإداري بكتاب رسمي ورده من مرجعيته الإدارية أن عليهم دفع مبلغ تسعون ألف دينار عن كل شهر قادم ، هؤلاء ذنبهم أنهم لم يكونوا ضمن الحشود التي دعت أليها الأحزاب الدينية ، وشكرا لتلك الأحزاب الدينية التي تكفلت بدفع رواتب ومستحقات متطوعيها كمنظمة بدر ، حزب الله ، متطوعي سرايا السلام ، عصائب أهل الحق ، كتائب الحشد الشعبي ، هؤلاء أرادوا تلبية النداء الذي وجهته المرجعيات الدينية ، أرادوا أن يكونوا ضمن هيمنة وأشراف القوات المسلحة العراقية ، وصدَقوا ما قاله دولة رئيس الوزراء منتهي الصلاحية حيث أمر بتخصيص 500 ألف دينار لكل مقاتل ، مضافا لها 125 ألف دينار مخصصات الطعام ، فأين جيش مكتبكم يا دولة رئيس الوزراء ليتابع أوامركم الصادرة ، أم أوامركم للإعلام فقط  ؟ ، وأين المرجعيات الدينية التي لبى الناس نداءها ؟ ، وأين خطباء الجمعة سنة وشيعة ليطالبوا بحقوق هؤلاء ومثلهم من متطوعي  الصحوات  التي حاربت وتحارب الإرهاب  ، ( فلو أسمعت لوناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ) .
استدراك : شكرا لكل من حمل السلاح دفاعا عن العراق ووحدته ومقدساته ، شكرا لكل الشخصيات السياسية الوطنية التي همها أن يعود العراق قويا معافى ، لا أذكر أسما ما لكي لا يعتبر تزلفا لأحد .
   



87
إضاءة
المال الإسلامي والربيع العربي
حامد كعيد الجبوري
     نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين برزت بعض الدول الإسلامية عامة والعربية خاصة كقوة اقتصادية  مؤثرة بمحيطها الإقليمي والدولي ، ونهاية القرن العشرين أصبحت لبعض الدول وخاصة العربية المسلمة موقفا ورأيا بصناعات القرارات الدولية ، ومعلوم أن العربي المتخلف لو ورث مالا ما ليس أمامه إلا أمران أما أن يتزوج على مجاميع زوجاته ، أو يشتري سلاحا لقتل أخيه  ، وهذا ما حدث .
         الدول التي لا نريد الإشارة لها بدأ المال عندها يتضخم ولا تعرف ماذا تصنع به ، اشترت منتجعات وموانئ عالمية لا يحق لأبناء تلك البلدان شرائها ، كدست من السلاح والعتاد ما يكفي لتمويل حرب كونية ، أسست مجاميع من البنوك العملاقة ، أودعت مجمل أموالها في بنوك دول متحكمة بمصير الشعوب  ، ولابد من تلاقي منافع تلك الدول الأجنبية مع مصالح هذه الدول الغنية ، ناهيك عن انحسار الصراع الدولي لصالح قطب قوي واحد ، والأمرُ من ذلك أن تخلف قيادات هذه الدول الغنية جعلتها طيعة لما يرسم لها من قبل البلدان الكبرى ، وهكذا جاء الربيع العربي بتمويل أسلاموي وتوجيه من دهاليز دول تريد أن تفتت شعوب الدنيا لمصلحتها ، بدأ الربيع الإسلاموي بتونس وليبيا وغيرها ، والغريب أيضا أن الدول الغنية المتخلفة هذه بدأت ربيعها مع الدول التي تخالفها فكرا إسلامويا  فأن نجحت بربيعها وهذا ما تريد ، وأن لم تنجح تبدأ بمرحلة غير تلك المرحلة الربيعية المؤدلجة إسلامويا للتغيير ، ويبدأ الصراع الطائفي بين مكونات تلك الدولة وهذا ما حدث في سوريا أولا ، والعراق بعد ذلك ثانيا ، ولا ننسى الحواضن الطائفية التي تهيأ لتلك المجاميع المسلحة مدفوعة الثمن ، والتي تقع ضحية تلك المجاميع الإرهابية فيما بعد ، مع ملاحظة الدول الأخرى التي تسير وفق مناهج الدول العربية الأسلاموية الغنية ، فهي ليست بعيدة عن ربيع عربي أسلاموي قادم على أبوابها أن حاولت اللعب بذيلها كما يقول المثل الشعبي .
     وستسمر هكذا مشاريع ومخططات طالما أن للعالم قطب واحد متحكم لا غير  ، ولا نريد أن نبخس الدور للدولة ( الروسية ) ولكنه دور هش طالما أن روسيا لم تعد كما كانت سابقا قوة لا يستهان بها ( الإتحاد السوفياتي ) ، والمعول على بروز قوة دولية جديدة وربما ستكون الصين الشعبية أو دولة اليابان ، نتمنى أن نجد قوة دولية عاقلة تستطيع كبح جماح من يحاول أن ( يتهتلر ) و ( يتصدم ) بمصير الإنسانية  ، للإضاءة ........... فقط .
 
   

88
زاوية الشعر الشعبي / ومضة شعرية
« في: 19:36 04/08/2014  »
ومضة شعرية
حامد كعيد الجبوري
----------------------   
مصنوعة الكراسي من خشب ميت
حقيقة  واضحه وما نختلف بيها
أتمنى الكراسي تصير من  ( تيفال ) 1
حتى اللي يجي ما ينلزك  بيها
------------------       
1 : التيفال معدن تصنع منه المقلاة الحديثة وله خاصية مفيدة جدا وهي عدم لصق الشئ المقلي بها

89
( ألمن نوجه العتب )

لمناسبة شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

_________

حامد كعيد الجبوري
موال
----
ألمن نوجه العتب والفرج  سده العلي
بسمك علي جلبوا وزوراً بأسمك علي
باطل نهج سيرتك وداس أبصلافه علي
                أبدم البشر يا (علي)  يبني الوطن ساسه
                مهره وحسبنه اله وبكل درب ساسه
                أضمن صلاح الوطن لو  تنصح الساسه
مظلوم هذا الشعب وخصم السياسي علي
                   -----------------
مابين ( الصميده ) والرصيف أسرار..
                     عميقه وأمتلك برهان للفكره
الرصيف أيلم يتامه وأرمله وجوعان..
                      و(علي ) كبته ملاذ وتحضن الفقره
                  ---------------- 
لا تكتب قصيدة وتنتقد مسئول..
                       القصايد للمدح مو للشتم تكتب
وإذا أتعرفه حرامي كول أنظف أيد..
                      وهم شايف سياسي أيسلب وينهب
وإذا يبني قصر من دمعة الأيتام ..
                     الفقره أتبرعتله وعالدمع يركب
وأبد لتظن  يحرمك كهرباء أبيوم..
                    من حرصه علينه أيخاف نتكهرب
وجريمه الحصه ينطي وبالرجل تنداس..
                   وحرام أتخيس عدنه وبالزبل تنذب
( حيدر ) مو سياسي وباك حب الناس..
                   ولأن باك الكلوب أتشرعنت ينسب
ولأن ربك حجبها الدعوة المظلوم..
                      جار الظالم بأحكامه وأستجلب
               --------------- 
المؤمن من جحر ما يلدغ مرتين..
                            سفينتكم خراب وما بعد نركب
سود أوجوهكم بيّض أوجوه هواي..
                            غسلتوا للزنيم العار والأجرب
ما نكدر نقارن بالأمس واليوم..
                            البانيه  الشعب بيديكم أتخرب
كراسيهم خشب وأمريكه أرضتها..
                      طيحت جم عرش بيه حاكمه جلب
يتهدم الكرسي المنبني أبلا ساس..
                          ودمعات اليتامه أمن الجمر ألهب
يرتج العرش من دمعة الأيتام..
                        وعلى أدموع اليتامى الكون ما يحجب
حيدر ما ملك كرسي الخشب هيهات..
                           كلب فوك الكلوب وعرشه يتنصب
                    -------------

دخيلك يا علي طاحت كصص للكاع
                              ومد أيد الرذيله الجائر وأذنب
يستر عالحرامي أيهادن القاتل..                             
                             السيوف أيحدها بينه وللخصم أرنب
تعلمنه الكفخ من كثرة الجويات..
                            دامنه المذله وبيه نتلقب
تتخورس زلمنه الكثرة الطكات..
                            لامومن حجه ولا ثاير أتوثب
ولا صاحب بخت ويصيح بينه الله..
                          ولا تصحى الضماير لا كلب يشغب
دخيلك يا علي ما تحضر الشدات..
                            ياهو الينتخي ويا كرسي يتعتب
مقفول الفرج وأنسدت البيبان..
                            طحنه أبغيرتك ما غيرك أمنتب
دخيلك يا علي (ألمن بعد مذخور)..
                           معسره وطحنه بيها والطفل شيّب
سيفك يا علي المنذور للإسلام..
                          حفاظ الشريعه وباني  للمذهب
--------

90
إضاءة
( نصيحة أتيكيتية ) !!!!!!!!!
حامد كعيد الجبوري
    عندما دخلت الكلية العسكرية كمبتدأ وجدت صعوبة في تطبيق الكثير من مفردات ولوائح وقوانين صارمة وضعت لتلاميذ الكليات العسكرية ، كل اللوائح العسكرية صعبة التطبيق إلا واحدة بالنسبة لي وهي النهوض فجرا لأني فلاح ، الأسبوع الأول ، والشهر الأول لم أستطع إشباع معدتي رغم توفر الطعام وكثرته ، لكن المشكلة تكمن في الدقائق التي نمنح إياها لنكمل طعامنا ، نسمع الأمر تفضلوا فنأكل ، والأمر الكارثة أترك الملاعق ،  الرقابة مشددة علينا ، ومن يرفض تنفيذ الأمر يحجز ذلك الأسبوع بالكلية ، ونحرم متعة اللقاء بأصدقائنا وأهلنا ومن ينتظرنا على مائدة الخميس الليلية ، وهكذا تعلمنا فنون القتال والتاريخ وآداب المعاشرة العسكرية (Etiquette  ) ، والتهام الطعام على عجالة  .
     في المتوسط  بدأنا بدروس جديدة (Diplomatic etiquette ) آداب الدبلوماسية إضافة لما نتعلمه من حرفة العسكرية ، وتخرجنا من الكليات العسكرية نحمل شيئا أوليا عن علم (Etiquette ) ، وسمعت من أصدقاء لي ومن دورتي أنهم أدخلوا دورات غير التي تعلمنا لأنهم عملوا في القنصليات العسكرية ، وفي حادثة طريفة أذكرها وهي زيارة وفد عسكري من دائرة التفتيش لوحدتي العسكرية ، المفتش أقدم رتبة من أمر وحدتي ، بعد انتهاءنا من طعام الفطور وبدأت أقداح الشاي توزع لنا ، لاحظنا أن قدح المفتش يخرج صوت ملامسة الملعقة للقدح ( يخرخش ) ، نظر له آمرنا طيب الذكر وقال له ( أرجوك سيدي أنت تفسد ضباطي ، ألم تتعلم الأتكيت بالكلية العسكرية ) .
         طريق حلة بغداد  100 كم ، أنطلق الباص من مراب – كراج -  الحلة صوب بغداد  ، لا حظ أحد الركاب أن شخصا يعبث بأنفه محاولا أخراج شئ ما ، تكررت المحاولات كثيرا ولم يخرجها من أنفه ، توقف الباص بسبب قطع الطريق من قبل القوات الأمريكية حينها ، طال الانتظار أكثر من ساعة ، تذمر الركاب كثيرا فقال لهم صاحب الأنف ، لا عليكم أخوتي سوف نخرج المحتل من العراق رغما عن أنفه ، انتظروا قليلا وتيقنوا من خروجهم ، أجابه أحد الركاب ( شيخنه بروح أبوك من الحلة البغداد ما تكدر أطلع الكرفوعه متكلي شلون راح أتطلعون الأمريكان ) ، أحد عشر سنة مسكوا السلطة ولم يتعلموا فن ( Etiquette ) ، أنهم يريدون تغليب التصحر على الجمال ، يريدون ( تريِّف ) المدن بعد مدنيتها ، ما هكذا تورد الإبل يا رعاة الأغنام  ،  للإضاءة .......  فقط .       

91
( كش ملك كش الوزير )
حامد كعيد الجبوري
كش ملك ...
               وأخذ الوزير
خلي نتقاسم غنايم ...
يا وزارة تريد أخذها
شرط تنطيني التجارة والنقل ...
                 بالتجارة أنحقق أحلام الكبار
وبالنقل ...
لازم أنعين الفقير
أنشيله فوك ظهورنه الآخر محطه .........
                                          للجحيم وللسعير
ولا تبيع أصواتنه بسوك الهرج 
ردلي صوتي ...
                      أنتو تجار السياسة
وما تعرفون  الذمم ...
وأحنه فقره ....
 الفقير يبيع كلشي....
                   راسه عالي ...
                                  وغيم ميغطي القمم
يبيع مسحاته وعباته
                 يبيع طابوكه عتيكه
                                  يبيع دشداشة عرس
يبيع كلشي ......
                  وما يبيع ...
                              الكاع، تاريخ الرجولة
                                                 الذمه ، مكواره
                                                             وغناوينه أمس
أحنه فقره ...
بينه شارات وعلامه
ومن نسولف ...
                تستحي تغار الشمس 
النخل بيه ريحة شهيد ..
                         الكصب بيه ريحة شهيد ..
                                                الكاع هلهولة شهادة ....
كش ملك كش الوزير ........
                        كش كراسي السود
                                      من دم الفقير
أحنه فقره أفراشنه...
                    دوشك حصير ....
                                   فراشنه.... دوشك حصير
*************** 
14 / 7 / 2014 م
             


92
الحمد لله !!!!!!
حامد كعيد الجبوري
يا مكان ...؟؟
أبيا مكان ؟؟
باجر التفجير يوصل يا مكان ؟؟
يا هو مات ؟؟
ويا هو عاش ؟؟
الحمد لله ..
اليوم كملت النهار
الشكر لله ..
اليوم كملت النهار
وباجر يحلها ....
أيضيف يوم العمر
....ساعات احتضار
الحمد لله ...
نهر سوينه الدموع
دموع نبجي عالشهيد
دموع نبجي عالجريح
والوطن ساحة دمار
الحمد لله !!!
بعد جم محبس بصبعك ؟؟
صيح بات ..
الورد يابس بالشجر
العيون أتصب نفط
كلشي أسود
والسياسة أتخم محار
الحمد لله الانتخاب
وصار عدنه البرلمان
مو مثل ذاك العتيك
الشعب بيده الاختيار
الولاية الأولى مذبوح الوطن
الثانية صارت سوالف
الثالثة بصمة وقار
الموت عالبيبان واكف
ما يفرق يشتغل بسم ألآله
ولا يهمه
يلكط زغار وكبار
الحمد لله اليوم عزراين شفته
بالوطن ناوي أقامه
القادسية الأولى خلصت ...
( يا كاع ترابج كافوري ) ..
وخلفت جيش الأرامل ...
واليتامى تترس عكود الولاية
وللشهادة ...أبنينه حي الشهداء
أحياء للأسرى ..ومجهول الهويه ...
القادسية الثانية ..
أكلت حدود الولاية
والشهيد يشيل وياه الشهيد
أنترست الدنيه مكابر
الحمد لله مات جيراني وصديقي
الحمد لله مات أبن عمي وأخويه
الحمد لله لسه أتنفس بريتي
والنفس ...
نار وشرار
الحمد لله ...
بالوطن يحجي السياسي
وعالوطن تبجي الكراسي
والوطن بيت الأجار
***********

 


93
إضاءة
رئيس كردي لدولة عربية
حامد كعيد الجبوري
     في مجتمع كالمجتمع العراقي خاصة  أو العربي عامة يصعب تصديق أن رئيس دولة ما يحكمها وهو من قومية أخرى أو من ديانة أخرى ، لأسباب كثيرة أولها التخلف لتلك الشعوب وثانيهما عدم توفر المناخ الديمقراطي والثقافي والتعليمي لشعب تلك الدولة ، وفي مجتمع متطور غير مجتمعات دول العالم الثالث لا يمكن الركون الى مثل هذه الحالات لأنها ستنتج ما لا يحمد عقباه ، وهناك تجارب ناجحة لمثل هذه الرئاسات ، أمريكا ، ودول أخرى لست بصددها .
     العراق دولة متعددة الديانات والمذاهب والأعراق ، غالبية الناس من العرب ، يليهم الكورد والتركمان ، لا توجد إحصائية دقيقة لعموم سكان العراق فلا يمكننا تحديد الرقم الصحيح لمكونات الشعب العراقي قوميا ، ولا دينيا ، ولا حتى طائفيا ، وهذه تشكل مادة صراع مقصود ، فالكل يدعي الأغلبية ، ناهيك أن العراق تحيطه بلدان عربية إلا من شماله وشرقه ، وهذا الشمال والشرق لعب دورا ليس محمودا بعد وقبل تغيير نظام الحكم في العراق عام 2003 م ، ويعتبر العرب أن العراق واجهتم ومصدهم ودرعهم الشرقي ، وعزز ذلك صدام حسين بحرب أكلت الأخضر واليابس استمرت ثمان سنوات ، فمن المؤكد أن هذه الدول العربية بمجموعها لا ترغب أن تجد في العراق رئيس جمهورية غير عربي ، وهناك الكثير من العراقيين لا يرغب برئيس كردي أيضا ، ولا أعرف من سن هذه السنة السيئة لنسير عليها ، ومن أعطى حق رئاسة مجلس الوزراء للشيعة دون غيرهم ، ومن أعطى رئاسة البرلمان للسنة دون غيرهم ؟ ، أسئلة كثيرة ليس لها نص واضح وصريح بدستورنا الذي كتب بأيدي أميون لا يعرفون شيئا عن القوانين والدساتير  ، وسمعتها بأذني من السيد ( محمود المشهداني ) الذي قال نحن من كتب الدستور واستطعنا تمرير الكثير من الفقرات على بقية المغفلين .
     ماذا سيحدث لو أعطي منصب رئيس الجمهورية لشخصية عربية سنية يستطيع أن يعيد العراق لصفه العربي ؟ ، وماذا سيكون لو ترأس مجلس النواب شيعي ؟ ، وما ذا سيكون لو ترأس مجلس الوزراء كردي ؟ ، ولو افترضنا أن كل الأطراف ترفض ذلك وتريد البقاء على خطأ أوجدوه هم لمصالحهم الشخصية ؟ ، أعتقد أن الدور حان للطبقات المثقفة ، والشعب العراقي ليطالب بتغيير هذه المقاسات التي لم تعد صالحة للساسة الآن ، لأنهم ترهلوا من أموال الشعب العراقي ويرفضون استبدال ملابسهم القديمة التي أصبحت لا تناسبهم خوفا من الفضائح التي عملوها خلال السنوات ما بعد التغيير ، ولماذا لا يتناوب على هذه الرئاسات الثلاثة دوريا على المكونات الرئيسة للشعب العراقي ؟  . 
    ما طرحته  أعلاه لا يمثل قناعتي الشخصية بل هي تساؤلات تناقلها الناس في ما بينهم ، وقناعتي الشخصية أن الدولة المدنية التي تحترم الطوائف والأعراق والأديان ، تستطيع بناء الدولة العراقية الجديدة بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعرقية ، ولن ولم ولا ننالها بظل هكذا مؤامرات داخلية وخارجية ، للإضاءة ..........  فقط .



94
لأنه يقرأ ويكتب أصبح من حماية الزعيم !!!


حامد كعيد الجبوري
     ( حميد جابر عبود عيسى المطيري ) من مواليد بابل الحلة عام 1939 م ، نجح من الثالث المتوسط الى الرابع الإعدادي ، ولظروف خاصة لم يستطع أكمال دراسته ، أبلغ رسميا بوجوب مراجعة دائرة تجنيد الحلة يوم 1 / 1 / 1958 م لغرض السوق للخدمة العسكرية ، بموعده المحدد راجع دائرة التجنيد وبلّغ بموعد سوقه الجديد وهو 2 / 9 / 1958 م ، صبيحة 14 تموز اندلعت ثورة 58 الخالدة بقيادة الرمز العراقي الشريف الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله ، وبنفس موعد سوق الجندي المكلف ( حميد ) ألتحق الى مركز تدريب الحلة وبدأت صفحة جديدة بحياة الجندي المكلف ( حميد المطيري ) .
مركز تدريب الحلة :
   داخل مركز تدريب الحلة ومن اليوم الأول سأل الضابط من فيكم يقرأ ويكتب ؟ ، أكثر من واحد رفع يده دلالة أنه يقرأ ويكتب ، ولأن ( حميد ) خريج الدراسة الابتدائية ولم يكمل المتوسطة كان أكثرهم وجاهة ومقبولية لذلك جعلوه مسئولا عنهم ، أخبره الضابط أن عليه أن يأخذ مجموعته المؤلفة من ستة أشخاص الى أحدى القاعات وأغلقت القاعة عليهم ، يقول بقينا في تلك القاعة لحدود الساعة الثالثة عصرا ، جاء أحد الضباط وهو يحمل معه كتاب نقلنا الى وزارة الدفاع العراقية ، قادونا الى محطة القطار برفقة عريف انضباط مأمور وأنطلق بنا القطار لبغداد ، وصلوا لبغداد ليلا وكانت سيارة عسكرية تنتظرهم مع آخرين في محطة القطار وباتوا ليلتهم الأولى كحماة للوطن في مقر وزارة الدفاع .
( وصفي طاهر ) يلتقي المراتب في وزارة الدفاع العراقية :
      صبيحة يوم الثلاثاء من الشهر التاسع عام 1958 م كنا وكما يقول حميد مجموعة تصل لحدود 50 جنديا من مختلف المحافظات العراقية ، وبخاصة محافظات الوسط والجنوب  ، كلنا نرتدي الملابس المدنية ، أعطونا ملابس عسكرية وحذاء ( بسطال ) موضوعة بكيس كتاني كبير ، قالوا خذوها معكم وحاولوا إصلاح مقاساتها لتتلاءم مع مقاساتكم ،   واستمعنا نحن الجنود لمحاضرة ألقاها ضابط برتبة نقيب تخص الجيش وكتمان الأسرار والضبط العسكري ،  وبعد أن أنهى محاضرته قال لنا سيأتيكم ضابط وبرتبة كبيرة يريد أن يتحدث معكم ، دخل لنا ضابط طويل القامة جميل جدا يرتدي قميصا نصف كم ( نص ردان ) ، ويضع على رأسه ( السدارة ) ، وبيده عصى يسمونها عصى التبختر استطعت تمييزها ،  أنها غصن شجرة النارنج ، ضحك بوجه الجميع وهو يقول أهلا بكم في وزارتكم وزارة الدفاع العراقية ، وبدأ يسأل منا ونحن مجاميع من أين أنتم ؟ ، قلت له من محافظة بابل ، قال رجال كرام وعشائر شريفة ، مدينة علم وعلماء وشعراء ، وقال لآخر من أين أنت ؟ ، أجابه أنا من مدينة الديوانية ، قال عشائر عربية أصيلة وشيوخ ورجال ثورة ، ولآخر أجابه حيا الله أهل السماوة وحيا الله رجال ثورة العشرين الخالدة ، وقال للآخرين بما تستحق محافظاتهم ، وبعد أكمال هذه التساؤلات قال مخاطبا الجميع ، يا أبنائي أنتم صفوة مواليد 1939 ومواليد 1940 ، وأنتم من يعرف القراءة والكتابة ولذلك  تقع عليكم مسؤولية تعليم أخوتكم الفنون العلمية القتالية التي ستتعلمونها هنا  ، وأوصيكم أبنائي بهذا الشعب فهو منكم وأنتم منه ، لا تذهبوا لهذه المنطقة القريبة من وزارة الدفاع – اسماها لهم -  لأنها مشبوهة تسئ لسمعتكم وسمعة عوائلكم وسمعة جيشكم ووطنكم ، وهناك مهمة عليّ نقلها لكم وهي أن السيد الزعيم عبد الكريم قاسم يحتاج لقسم منكم يكونوا من ضمن حظيرة حمايته فمن يرغب فنحن نرحب به ومن لا يرغب فليس مرغما على أداء هذه المهمة ، الكثير منا وافق على هذه المهمة أما ( حميد ) فلم تحمله قدماه لهذه الفرحة الكبيرة ، سيصبح من حماية الزعيم عبد الكريم قاسم ، شئ عجيب لم يتحققوا من هو ، عائلته ، ميوله السياسية ، حبه وعدم حبه لزعيم الجمهورية الفتية ، ثم قال الضابط الكبير سنعطيكم أجازة من اليوم الثلاثاء وحتى الساعة الثانية بعد الظهر من يوم الجمعة القادم ، سيقدمون لكم وجبة غدائكم وتأخذون نماذج أجازاتكم وتذهبون لمحافظاتكم بحفظ الله ، قال أحدهم للضابط ( عمي شلون أروح لهلي أولا ما أندل وثانيا ما عندي فلوس ) ، ضحك الضابط بوجهه وقال ستوصلكم سيارات عسكرية ( لكراج العلاوي ) ومنها كل لمحافظته ، وسيارة أخرى ستأخذكم  لكراج ( النهضة ) وسنعطي لكل جندي ( دينار ) واحد ، قال أحد الجنود أنا لا أقبل الصدقة ؟ ، أجابه الضابط أنها ليست صدقة وإنما هي دين عليكم تعيدون الدينار عند استلام راتبكم الشهري ، قلنا ومن الذي سيقرضنا هذا الدينار أنت ؟ ، قال أنكم تزيدون على الخمسين جنديا وهذا المبلغ كثير علي دفعه ولكننا سنعطيكم من الحانوت ، وأمر الضابط  الكبير ضابطا أقل منه رتبة وقال له أعط لكل جندي دينار وأحرص على أن يتناولوا طعام الغداء وأرسل معهم من يوصلهم بسيارة عسكرية لكراج ( العلاوي ) وكراج ( النهضة ) ، سأل أحد الجنود ذلك الضابط الكبير قائلا من أنت سيدي ؟ ، أجابه ألم يعلمونكم من أنا ؟ ، قال الجندي كلا سيدي ، قال له أنا المقدم ( وصفي طاهر ) وخرج من القاعة وهو يودعنا قائلا أذهبوا لعوائلكم بحفظ الله .
   أصبح ل ( حميد ) دينار عراقي ، عشرون درهما ، أنه عملة ورقية ذا قيمة ليست بالقليلة مقارنة بسعر كيلو غرام من لحم الضأن بسعر ( 160 ) فلسا آنذاك .
   بدأت رحلة حميد التدريبية ونسب الى الفوج الأول لواء 19 ، أنه لواء الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله قبل الثورة ، وأصبح حميد بصنف المخابرة و عامل بدالة في وزارة الدفاع .
وجها لوجه مع الزعيم عبد الكريم قاسم :
  يقول حميد أخبرني مسئول ( البدالة ) أن الهاتف اليدوي الآلي لأحد ضباط الركن عاطلا وعليك أصلاح الهاتف ( التلفون )  بعد نهاية الدوام الرسمي ، يقول حميد أخذت عدتي للتصليح ( بلايس ، كتر ، درنفيس ، درج ، سلك تلفون ) وصعدت الى الطابق العلوي في وزارة الدفاع ولم أكن بقيافتي العسكرية الكاملة ، وأنا أحاول أن أتتبع السلك للتلفون المعطوب سمعت صوتا من أحدى الغرف ينادي ( يا ولد ، يا ولد ) ، وأعرف أني لست المعني بذلك النداء ، تكرر الصوت لأكثر من مرة ولا علاقة لي شخصيا بذلك ، فتحت باب تلك الغرفة وأصبحت وجها لوجه مع الزعيم عبد الكريم قاسم ، ارتعدت من الخوف بعد أن خاطبني بعصبية واضحة من أنت ؟ ، وماذا تفعل هنا ؟ ، قلت له سيدي أنا عامل البدالة ولدي واجب تصليح هاتف أحد ضباط الحركات ، قال ولماذا لم ترتدي قيافتك العسكرية كاملة ؟ ، أجبته سيدي انتهى الدوام الرسمي ؟ ، أجاب مبتسما ليطمئنني ولكنك لم ينتهي دوامك أنت عامل ( البدالة ) الخفر  ؟ ، قلت أعتذر سيدي ، قال كنت أنادي لماذا لا تجيبني ؟ ، قلت لا أعلم أنك تقصدني أنا ، قال نعم لا أقصدك وأريد ( المراسل ) أين هو ؟ ، أجبته لا أعرف أين هو سيدي ، قال أذهب وأخبره أني أريده ، ذهبت الى الحانوت ولم أجده ، الى مطعم الضباط ، مطعم المراتب ولم أجده ، لبست قيافتي كاملة وذهبت لسيادة الزعيم وطرقت الباب وسمعت الأذن بالدخول وقلت له لم أجد المراسل  سيدي ، قال لقد أضر بنفسه أذهب لمطعم الضباط وأتني بصحن ، وفعلا أتيته بالصحن وقال لي قلت لك صحنين ، أجبته ( والعباس سيدي كتلي ماعون وما كلت ماعونين ) ضحك بوجهي وقال لا عليك ولدي ، ناولني الصحن وناولته ذلك الصحن ، فتح الزعيم ( السفر طاس ) وأعتقد أن هذه المفردة تركية تتكون من كلمتين ( السفر ) و ( الطاس ) أدمجت وأصبحت ( السفر طاس ) لأنها تستخدم أثناء السفر والتنقل ، و( سفر طاس ) الزعيم  فيه ثلاثة أدراج ، الدرج الأسفل فيه ( المرق ) ، والدرج الوسط فيه الرز ، والدرج الثالث العلوي فيه قطع من الخيار والطماطم ونصف رأس بصل واليسير من الخضروات ، ورغيف من الخبز فوق ( السفر طاس )  أخذ ملعقته وبدأ يضع شيئا من الرز بذلك الصحن ، وسكب فوقه قليلا من المرق وقال لي خذه وتغذى به ، قلت له أكلت وجبة الغداء سيدي ، قال لي خذه يا ولدي ، رفعت الصحن بيدي فقال لا لا دع الصحن لي وخذ الباقي ، قلت له لا يكفيك هذا سيدي ، قال لا  فيه الكفاية ، يقول حميد أخذت ذلك السفر طاس وجلست لوحدي خوف أن يشاركني فيه أحد ، الرز نوع ( بصمتي ) ، المرق ( باميا ) ، ولحمة الضأن لا يزل طعمها تحت لساني لأنها لقمة شريفة .
اللقاء الثاني مع الزعيم قاسم :
    يقول ( حميد المطيري ) كنت بواجب الحرس فوق بناية وزارة الدفاع العراقية القديمة في باب المعظم ، وكنت أحمل بندقية ( سيمينوف ) محشوة بعشر أطلاقات حية ، سمعت حركة في السلم الذي يفضي الى السطح وما هي ألا ثواني وأنا وجها لوجه مع الزعيم عبد الكريم قاسم ولم يكن برفقته أي شخص آخر ، وقفت بمكاني وأديت له سلام الأمراء ببندقيتي ( السيمينوف ) والزعيم قبالتي وقف بوضع الاستعداد رادا عليّ سلامي بيده اليمنى ويده اليسرى لصيقة بجسده وعصا التبختر تحت إبطه الأيسر وبحركة عسكرية وكأن أمامه ( كاميرات ) تصوير تلفزيوني وقطعة عسكرية كبيرة ، قال ( جنبك سلاح ، أسترح  ) ، قال أسمك ؟ قلت ( نعم أني الرقم 31829 ج م مكلف حميد جابر المنسوب الى ف1 ل 19 سيدي ) ، وبدأ يسير أمامي وعيونه تتنقل مسرعة بيني وبين الجانب البعيد لضفة نهر دجلة حيث منطقة ( الجعيفر ) وبيده اليمنى عصا التبختر يضرب بها ساقه بحيث أسمع صوت سقوط العصا على جسده فأفز مرعوبا مع كل ضربة يضرب بها ساقه ، قال لي حميد من اي محافظة أنت ؟ ، قلت من الحلة سيدي ، قال منذ متى وأنت لم تتمتع بإجازتك الدورية ؟ ، قلت منذ خمسة أيام أتيت من أجازتي سيدي ، قال أذهب الى المقدم  الركن ( قاسم الجنابي ) وليعطك عشرة دنانير هدية ويمنحك عشرة أيام إجازة ، قلت له شكرا لك سيدي ، وعاد يتحرك كما بدأ بخطوات سريعة ذهابا وإيابا ، لمحني واقفا لأني كنت أريده أن ينزل من السطح فأتبعه فصرخ بي قائلا ألم أقل لك أذهب وخذ جائزتك وأجازتك ، يقول حميد كانت صرخته لي وكأن عشرة أشخاص  رفعوني من مكاني  ووجدت نفسي بمنتصف السلم مرعوبا ، حين وصولي الطابق الأرضي وعند نهاية السلم وجدت المقدم الركن ( قاسم الجنابي ) فبادرني بالسؤال ما بك ؟ ، حكيت له ما دار مع الزعيم فرد عليّ قائلا (( من هو ( دو مانك ) في الحراسة )) ؟ ، وتعني من هو بديلك بنوبة الحراسة فقلت له ج م ( فلان ) ، فقال لي أذهب وسلم له البندقية وانتظرني أمام باب غرفتي ، وفعلت ما طلب مني ودخلت لغرفة مرافق الزعيم وسلمني نموذج الأجازة وعشرة دنانير وهو يقول لنفسه ( والله العظيم الزعيم خلص راتبه وبديت أنطي من راتبي ) . 
شاعر شعبي حلي يلتقي الزعيم عبد الكريم قاسم :
      يقول الجندي ( حميد جابر المطيري ) وقف بباب وزارة الدفاع شاب وسيم مع صديقه قبالة الباب الرئيسي لوزارة الدفاع مقابل محل لبن ( أربيل ) كما يقول حميد ، سألهما الحرس ما تريدان ؟ ، أجابا سوية نريد مواجهة الزعيم عبد الكريم قاسم ، قال لهما الحرس لديكما موعدا للمقابلة ؟ ، أجابا لا ، قال لهما أذهبا أذن من هذا المكان ، ولكنهما أصرا على البقاء ، حاول أمر الحرس أن يقنعهما بترك المكان ولكنهما أصرا على البقاء ، وبلحظات حوار أمر الحرس مع الشخصيين أتت السيارة التي تقل الزعيم قاسم ، هتف أحد الاثنين ( يعيش الزعيم عبد الكريم قاسم ) ، توقفت سيارة الزعيم ونزل من السيارة وسأل الهاتف من أنت ؟ ، وماذا تريد ؟ ، أجابه الهاتف أنا الشاعر الشعبي ( منير إبراهيم الحلي ) وهذا صديقي من الحلة أيضا وأحببنا أن نلتقي بك  لأننا نحبك يا سيادة الزعيم ، قال لهما أهلا بكما تفضلا معي ، وسار معهما صوب مقر عمله بوزارة الدفاع وهو يقول لدي 15 عشر دقيقة أمنحها لكم لأني على موعد مع صحفي أجنبي ، وأستمع الزعيم بغرفته لقصيدة تتغنى بالعراق أنشدها الشاعر ( منير إبراهيم الحلي ) ، قال له الزعيم شكرا لهذه المشاعر الوطنية ماذا تريد أيضا ؟، قال نريد أن نأخذ صورة معك ، وصورا نفسيهما مع الزعيم الشهيد قاسم ، قال الشاعر ( منير ) أريد صورة منك موقعة من قبلك ، أمر بجلب صورة ووقعها له الزعيم ، ضحك الشاعر بوجه الزعيم وقال أريد منك هذا القلم أيضا ، قال الزعيم أنك تستحقه ، وأمر سائقه الخاص بإيصالهم لكراج العلاوي في الصالحية وأعطى لكل واحد منهم خمسة دنانير ، ويقول حميد بعد أسبوع أعطاني المصور صورتين تجمع الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم مع الشاعر الشعبي ( منير إبراهيم الحلي ) وصديقه ، سألت حميد أين أجد الشاعر ( منير ) ؟ ، قال توفى منذ عشر سنوات وكان متزوجا من امرأة مغربية أخذت أولادها الى المغرب بعد وفاة زوجها وتركوا العراق .
موقف بعد العسكرية :
   يوم 11/7/ 1960 م تسرح الجندي ( حميد ) من الجيش بعد أن أكمل سنة وتسعة أشهر ، وتعلم صنعة تصليح الساعات اليدوية وفتح محلا للتصليح .
   يقول حميد عام 2001 م وقف على باب دكاني رجل يرتدي الملابس العربية ( عقال ، وكوفية ، وعباءة رجالية ) ومعه زوجته يتطلعان للمعروض من الساعات ، وكانت ساعة قديمة ماركة ( بتينا ) بوسطها صورة للزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله معروضة مع الساعات ، دخل الرجل لمحلي وسلم وقال ما هو سعر هذه الساعة التي تحمل صورة الزعيم ؟ ، قال له حميد أنها للعرض فقط وليس للبيع ، قال أرجوك أني أريد شرائها ، قلت له أنا معتز بها جدا لذلك لا أرغب ببيعها رغم ما سببته لي الكثير من التساؤلات من جهات كثيرة ، قال الرجل أرجوك أنا من مدينة ( الصويرة ) وكان الزعيم جارنا قديما ، يقول حميد أكراما لهذا الرجل لأبيعها له وعندي غيرها في البيت ،قال حميد للرجل أنها ساعة ثمينة وماركة قديمة وسعرها ثلاثون ألف دينار ، أطرق الرجل وبعد لحظات أخرج لي عشرة آلالاف دينار  وقال هذا عربون الساعة وسأجلب لك المبلغ غدا صباحا بأذن الله ، قال حميد خذ الساعة معك ، فرح الرجل وأخذ الساعة الكنز - كما يعتقد - منتصرا بنشوة الفوز بها  ، صباح اليوم التالي وجدت الرجل جالسا على باب دكاني ينتظر وصولي ، قلت له لماذا تبكر هكذا ؟ ، قال أتيتك لأمرين الأول أن لا أجعلك قلقا بانتظار المبلغ المتبقي ، وثانيا قلت لك أنا جار للزعيم قديما  وهذه الجورة تلزمني بالوفاء بما عاهدتك عليه ، قال حميد للرجل أنك بين خيارين أولهما أن تبقى معي لنأكل طعام الغداء ضيفا عزيزا عليّ ،  أو تأخذ المبلغ المتبقي هدية مني لك ، قال الرجل خياران أحدهما أصعب من الآخر أما البقاء فلا يمكنني ذلك لخشيتي أن تقلق عليّ عائلتي وأعذرني من قبول المبلغ المتبقي وهو حلالك ، أعطى حميد المتبقي من المبلغ لذلك الرجل أكراما للزعيم وهو في قبره المجهول .
   حميد المطيري الآن تاجر يستورد ويبع السلع المنزلية ، ويتمتع بصحة جيدة ، ويبحث عن كل واردة تقال عن قائده الراحل الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله .
     
     

95
إضاءة
الفقراء رصيد الأوطان !!
                                   
حامد كعيد الجبوري
      قراءتي التاريخية المتواضعة وجدت أن أغلب الديانات السماوية الفقراء هم مادتها الأساسية ، أبو ذر الغفاري ، عمار بن ياسر ، عبد الله بن مسعود ، وغيرهم الكثير ،  الأحزاب الدينية مادتها وخامتها الأساسية الفقراء ، الأحزاب العلمانية خامتها وجمهورها الفقراء ، الغريب أن الفقراء يقدمون ويقاتلون ويستشهدون ويجني الأغنياء والساسة الكبار جهد هؤلاء الفقراء ، ( من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن ) ، ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ) ،  والأغرب من كل هذا أنك لا تجد فقيرا واحدا منح منصبا وسلطة ، أو قاد حزبا أو  أصبح رئيس دولة إلا ما شذ .
    الأزمة العراقية التي نعيشها منذ مطلع شهر حزيران 2014 م وجدت أن الفقراء هم من تطوع للدفاع عن الوطن ، وقلة لا تنظر من الميسورين ، سواء أصدرت المرجعيات الدينية فتواها أم لم تفتي ، تزاحم الكثير من الفقراء على أبواب التطوع كأنهم يتزاحمون على وليمة أو سفرة .
       خلال تنقلي بسيارات النقل العمومية التي يستخدمها الفقراء وجدت غالبيتهم يتحدثون عن هم الوطن وما آلت أليه السياسات ، لم يفكروا بمحاسبة المقصر اليوم ، يقولون لتنتهي هذه الغمة أو الأزمة ومن ثم نجلس للحساب مع من أجج هذه الفتنة ومن أوصل البلد لهذا الانزلاق ، وبالمقابل سمعت الكثير من الأغنياء يلعنون من أوصل البلاد لهذه الكارثة ، ويقولون لماذا ندافع عن الوطن المنهوب ؟ ، ومن يستحق أن ندافع لأجله ؟ ، وسمعت شخصيا أحد الأثرياء المتخمين مالا يقول ( ماذا يريد منا داعش أو البعث أو الجيش السابق ؟ ) ، سألبي لهم ما يريدون ، يريدون مالا أعطيهم ، يريدون أبدال مذهبي أو ديني أو معتقدي أبدله وأبقى أكتم بقلبي ما أومن به ، هذا نموذج لغني ميسور وبالمقابل أأخذ مثلا آخر لفقير لا يحصل على قوت يومه بسهولة و يسر ، متزوج وله ثلاثة أولاد صغيرهم بعمر 13 سنة ، أوسطهم يدرس في جامعة بابل ، الكبير عامل بناء ، والوالد له دكان لبيع اللوازم المنزلية ( عطار ) ، صدرت فتوى المرجعية ولأني صديق له أتصل بي هل ستلبي نداء المرجعية ؟ ، قلت له لا علاقة لي بفتوى المراجع فأنا عسكري متقاعد وأجد خطورة تحيق بالبلد لذلك أنتظر القيادة العسكرية لتدعونا نحن الضباط المتقاعدون لتلبية نداء الوطن وأن كان بصفة جندي ، قال لي سأجد أين أتطوع ، وفعلا أخذ معه أولاده الكبار  وسجل أسمائهم كمتطوعين للدفاع عن الوطن ، لم يتصل به أحد من القيادات الأمنية ، وسمع خبرا مفاده أن 500 متطوع سيذهبون غدا فجرا الى بعقوبة ليلتحقوا بالجبهات هناك ، أيقظ أولاده الكبار وقال لهم سوف نذهب مع المقاتلين المتطوعين ، حاولت زوجته ثنيه  وقالت له أذهب أنت ودع الأولاد فالجهاد كفائي كما تفتي المراجع ، لم يلتفت لزوجته وخرج مع أولاده ليلتحقوا مع المتطوعين ، قبل صعوده للسيارات المخصصة قال لولده طالب الكلية أنت أبق لترعى العائلة وتدير دكان العطارة وأحرص على أن تلبي حاجة العائلة ، وفعلا ركب هو وولده الأكبر علما أن أسمائهم لم تكن مدرجة ضمن قوائم المتطوعين المرسلين الى بعقوبة ، اتصلت به على تلفونه النقال وقال لي وصلنا لبعقوبة وعززنا قيادة الشرطة ، ونحن الآن أنا وولدي ندافع عن بلدنا في ناحية العظيم أو على مشارفها ، أتصلت به مرة أخرى قال نحن الآن في معسكر أشرف بعد أن طهرناه ممن كان يحتله من الدواعش ، قلت له ليحفظكم الله وكل الشرفاء أمثالكم ، وخذ حذرك وأجعل أبنك بين حدقتا عينيك كما وضعت الوطن بصميم قلبك  الكبير ، للإضاءة ........... فقط .     




96
( تاج الراس )
الى أبناء القوات المسلحة العراقية
حامد كعيد الجبوري
**
أتحزم وأعبر عالكلفات** مو أول مره الصعبات
أكتب تاريخك من دمك** وبلادك تتنخه بأسمك
حزام ونعبر عالكلفات ** حزام ونعبر عالكلفات
**
تاريخك تاريخ أيشرف** بالفاله وراية شعلان
يا تاج الراس وغيرتنه**راويهم يوم الجولان
زلزل يا ثاير كيعانك ** بالفرحه تهلهل نسوانك
حزام ونعبر عالكلفات ** حزام ونعبر عالكلفات
**
يعراق وحارسكم الله ** منصور وجيشك مغوار
كل خاين ميظل بكاعك ** للخاين  سيفك بتار
لا تتهاون يبن الملحه ** شد الهمه وجيب الفرحه
حزام ونعبر عالكلفات ** حزام ونعبر عالكلفات
**

97


الحمد لله !!

حامد كعيد الجبوري


يا مكان ...؟؟
أبيا مكان الانفجار ؟؟
باجر التفجير يوصل يا مكان ؟؟
يا هو مات ؟؟
ويا هو عاش ؟؟
الحمد لله ..
اليوم كملت النهار
الشكر لله ..
اليوم كملت النهار
وباجر يحلها .... !!!!!!!!!!!!
أيضيف يوم
تزيد ساعات احتضار
الحمد لله ...
نهر سوينه الدموع
دموع نبجي عالشهيد
دموع نبجي عالجريح
والوطن ساحة دمار
الحمد لله !!!
بعد جم محبس بصبعك ؟؟
صيح بات ..
الورد يابس بالشجر
العيون أتصب نفط
كلشي أسود
والسياسة أتخم محار
الحمد لله الانتخاب
وصار عدنه البرلمان
مو مثل ذاك العتيك
الشعب بيده الاختيار
الولاية الأولى مذبوح الوطن
الثانية صارت سوالف
الثالثة بصمة وقار
الموت عالبيبان واكف
ما يفرق يشتغل بسم ألآله
ولا يهمه
يلكط زغار وكبار
الحمد لله اليوم عزراين شفته
بالوطن ناوي أقامه
الحمد لله مات جيراني وصديقي
الحمد لله مات أبن عمي وأخويه
الحمد لله لسه أتنفس بريتي
والنفس ...
نار وشرار
الحمد لله ...
بالوطن يحجي السياسي
وعالوطن تبجي الكراسي
والوطن بيت الأجار
***********

 


98
إضاءة
( جاسم الحلفي ) و ( هيفاء الأمين ) وجهان لشيوعية واحدة !!!
حامد كعيد الجبوري
   يتساءل الكثير  بحسن أو بسوء نية ، لماذا لم يفلح الشيوعيون بالحصول على مقاعد في البرلمان العراقي لعام 2014 م وما قبل هذه الانتخابات ؟ ، هل الخلل في الشيوعية ؟ ، أم الخلل بالشيوعيين ؟ ، ولست ناطقا رسميا  أو مخولا بالإجابة عن هذه التساؤلات من قبل الشيوعيون أنفسهم ، ولكني كأي متتبع لما يدور حولي أضع إجابات مقنعة لي على أقل تقدير ، فلو كان الخلل بالشيوعية فكرا وتاريخا ونضالا ومواقف وطنية لما أستطاع الحزب الشيوعي الصمود بوجه كل الأفكار والمشاريع الظلامية  منذ تأسيسه قبل ثمانون عاما وليومنا هذا ، رغم تسخير كل منابر الخطابة فرادى وجمعا لتحجيم وتغييب دور هذا الحزب الذي قدم للعراق ما لم يقدمه غيره من ضحايا وقرابين على مصارع الحرية والتحرر ، ولا يزال غير المقتنعين بأفكار الحزب ولا أقول عدوا  له السير والحذو بما نهجه هذا الحزب الأصيل ، وجعلوه مضرب مثل لهم يثقفون كوادرهم بما رسمه الحزب الشيوعي للوقوف بوجه الطغاة على مر الحقب من السنين الماضية ، وكلهم يعترفون بأن هذا الحزب وأعني الشيوعي حزب يتخذ من الثقافة وحب الناس والوطن  ديدنا لمسيرته المشرفة ، ولو كان الخلل بالشيوعيين بعدم تواصلهم مع قواعدهم الجماهيرية العريضة ورفاقهم وأصدقائهم فدليل ما حصده المرشحون الشيوعيون كاف لدحض هذا الإدعاء الباطل ، وهناك رأي آخر يقول أن الشيوعيين لا يعرفون ولا يحسنون التعامل باختيار حلفائهم ؟ ، وهنا أثبت رأيي الخاص أيضا وأقول ، هل القيادات الشيوعية بعيدة عن الشارع العراقي ولا تعرف بماذا يفكر الشيوعيون ليصلوا لقبة البرلمان بالطرق التي يتبعها غيرهم ؟ ، وماذا نريد من الشيوعيين ليحصلوا على مجمل أصوات تؤهلهم لقبة البرلمان ؟ ، هل نريدهم أن يتحالفوا  مع كل طائفي مأجور ليحصدوا أصوات المغرر بهم طائفيا ؟ ، أم يتحالفون مع كيانات أخرى لا نعلم مصدرا لتمويلها ؟ ، أم يتحالفون مع دعاة العشائرية والطبقية وتمزيق النسيج المجتمعي العراقي ؟ ، كلا فالقيادة الشيوعية وكوادر الحزب أناس عراقيون يعرفون دهاليز السياسة ومطباتها  ولا يريدون كسب الأصوات بهذه الطرق التي أوصلت العراق لما هو عليه الآن ، أذن أين يكمن الخلل ؟ ، وبرأي متواضع أستشفه من خلال متابعتي الشخصية ، ومن خلال حوارات سياسية مع أصدقاء وغيرهم وجدت أن الخلل يكمن في قانون الانتخاب الجديد الذي أعتمده الساسة الكبار لحصد الأصوات لصالح تجمعاتهم وأحزابهم وكتلهم ,  قانون ( سانت ليغو المعدل ) الذي أستطاع سرقة أصوات الناخبين بهذه الطريقة المجحفة والظالمة تماما ، ولكي تتضح الصورة لنأخذ مثلا مدينة بغداد العاصمة العراقية ، عدد مقاعد نواب بغداد  هو ( 71 ) مقعد ، نستثني منها أثنين ( الكوته ) ، وأثنين أيضا  هما السيد ( مثال الآلوسي ) الذي حصل على قرابة ( 31 ) ألف صوت ، والسيد فائق الشيخ علي الذي حصل على قرابة (  27 )  ألف صوت  ، بقي لنا ( 67 ) مقعد ، الفائزون من هؤلاء هم سبعة رؤساء الكتل الكبيرة فقط ، مضافا لهم بعض أسماء حصدوا أكثر من ( 40 ) و (  50 ) ألف صوت ، وبقية الذين وصلوا لقبة البرلمان حصلوا على أصوات أقل بكثير من ما حصده بعض المرشحين مستفيدين من أصوات رؤساء كتلهم – راجع نتائج انتخابات بغداد وحصول  البعض على 2000 صوت أهلته للوصول لقبة البرلمان ، ورئيس تيار حصل على 10000 ألآلاف صوت - ، ومرشح مثل ( جاسم الحلفي ) حصد أكثر من (  17 ) ألف صوت عراقي ولم تؤهله هذه الأصوات للوصول لقبة البرلمان ، والغريب أن ( الحلفي ) لا يحمل أحدا المسئولية ، ولا يقول سرقت الأصوات وأعطيت لغيري كما صرح للإعلام الكثير من الخاسرين ، وأقتنع بهذه النتيجة ولم يشكك بنزاهة أحد ووجه الشكر لناخبيه ، وتمنى التوفيق لمن يصل لقبة البرلمان ، محملهم مسؤولية الدفاع عن المواطن والوطن ، ومن المؤكد أن ما قاله ( جاسم الحلفي ) ستقوله المرشحة ( هيفاء الأمين ) لأنهما يرضعان من ثدي عراقي واحد ، ومن تربة عراقية وماء عراقي واحد ، وأنا أقول لا كما ستقوله ( هيفاء الأمين ) ، لأني أجد حيفا وظلما كبيرا وقع عليها ، هذه النصيرة الشجاعة ، والمثقفة المنهجية ، التي استطاعت أن تتخطى حواجز الطائفية والعرقية ودخلت الى المضايف العشائرية  ، وعقدت ندواتها التثقيفية لقائمتها في الشوارع والمقاهي والمنتديات العامة ، راكبة صهوة حبها لوطنها ولشعبها وحصدت أكثر من 12 ألف صوت عراقي ذيقاري سومري ، مقابل نساء أخريات وصلن للبرلمان بأقل من 1000 صوت ، وأخيرا أقول يمكن للشيوعيين الحصول على مقاعد كثيرة ولكنهم سوف يخسرون وطنيتهم وتاريخهم النضالي المشرف ، أدعوا من الآن كل العراقيين الوطنيين المخلصين لترتفع أصواتهم عالية للخروج من هذا ( السانت ليغو السئ ) الذي أضر وسيضر بنا وبعراقنا الذي سوف لن ينهض ثانية تحت هكذا ظروف وتعقيدات ودهاليز نفعية ضيقة ،  للإضاءة ........... فقط .   

99
عرض كتاب
( مائة يوم ويوم في بغداد )
حامد كعيد الجبوري
       صدر عن المركز الثقافي للطباعة والنشر كتاب ( مائة يوم ويوم في بغداد ) للكاتبة والصحفية النرويجية ( هوسنا زيرشتاد ) ، ترجمة الأديب ( صلاح مهدي السعيد ) ، ويقع الكتاب ب 336 صفحة من الحجم الكبير و بورق أسمر وطباعة أنيقة ، وصورة الغلاف مستوحاة من حرب تحرير أو احتلال العراق .
       لا أعرف كيف أصنّف هذا الكتاب ، هل هو قصة أو رواية أو مذكرات يومية شخصية أو تسجيل تاريخي أو هو جامع لكل هذا التصنيف بآن واحد ، ومن الملفت للانتباه أن الكاتبة على دراية بتاريخ بلاد ما بين النهرين ، والتاريخ الإسلامي ورموزه الكبيرة ، على النقيض من بعض كتابنا الذين لا يعرفون تاريخ بلدانهم ولا تواريخ العالم الذي يحيط بهم ، وبعيدا عن تنظير المؤامرة ، ودس السم أجد أن الكاتبة عرضت قناعتها الشخصية  مستفيدة من التجارب العراقية القاسية والمريرة ، فأتت أفكارها متناغمة مع أراء الكثير من دارسي المجتمع العراقي وتعقيدات تركيبه الأثيني والعرقي ، ولصعوبة الحصول على الكتاب في المكتبات العراقية حاليا ، ولأهميته ثانيا سوف أسهب بعرض هذا الكتاب  ، قسمت الكاتبة (Asne Seierstad   ) كتابها الى ثلاثة أجزاء الجزء الأول ( قبل ) ، وتعني قبل دخول جيشي الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق ، و( أثناء ) ، و ( بعد ) ، من كانون الثاني وحتى نيسان 2003 م وسقوط الصنم في ساحة الفردوس في بغداد  .
     استأجرت الكاتبة سائقا بموافقة وزارة الأعلام ، وخصص لها مترجمة ومن المؤكد أن هؤلاء ليسوا بعيدين عن دائرة المخابرات العراقية حينها .
 قبل :
     تتحدث الصحفية والكاتبة ( هوسنا ) أنها أتت للعراق موفدة من ثلاثة صحف في النرويج ، السويد ، الدنمارك ، معززة برغبة شخصية لمشاهدة معاناة الشعب العراقي بعد فرض الحصار عليه ، وكيف سيتهيأ العراق  لرد ودحر عدوان أعدته أمريكا لغزو العراق ، استطاعت هذه الصحفية أن تقدم الرشى لكثير من موظفي وزارة الأعلام العراقية حينها ، وهذه الرشى التي تقدم لتسهيل مهمة تجديد سمة بقائها في العراق ، ولقاء مع بعض الأسر العراقية ، ومن خلال هذه الرشى وصلت الصحفية الى مدينة ( الكاظمية ) ومدينة بابل الأثرية ، ومدينة كربلاء معقل شيعة العراق كما تسمي ، وخلال زيارتها لكربلاء استطاعت أن تلتقي ببعض الأسر التي تزور كربلاء لتتحدث معهم عن انتفاضة آذار الخالدة ، الصحافية النرويجية تعرف حجم المعاناة العراقية أكثر من بعض من ساسة البلد الذين وصّفوا تلك الانتفاضة بما يقلل من شأنها ومن دوافعها ومن مردوداتها  ومعطياتها ، تقول  ( ليس فقط الأمام الحسين من ذبح في كربلاء ، فبعد حرب الخليج الأولى أنتفض الشيعة ضد النظام ولبضعة أيام في آذار 1991 م ، انتفضت كل المناطق الشيعية في جنوب العراق ، كانوا يتوقعون الدعم من الأمريكان ، لقد اعتقدوا أن أهدافهم كانت واحدة لإسقاط صدام حسين ، هذه المساعدة فشلت في أن  تصبح حقيقة واقعة ، وعلى العكس ،فأن جورج بوش الأب سمح لعدوه بتحليق الطائرات المروحية فوق القوات الأمريكية لقمع الثوار ، قوات الحرس الجمهوري ، وهي نخبة القوات ، استعملت ترسانتها الهائلة بضمنها الأسلحة الكيماوية لقمع الانتفاضة ) . 
     كلما ازدادت نبرات التهديد لصدام ونظامه ، كان يدعو ( من جانبه دعا صدام حسين الى حرب شاملة في المساجد خلال خطبة الجمعة ، أخذوا يعلّون من شأن الشهادة في الموت ، وخلال بث خطابه عبر التلفزيون الرسمي قبض صدام على سيف علي ، الإمام الشجاع ، لحث الناس على القتال ومقاومة الغزاة ) ، تقول ( هوسنا ) معلقة عما تراه يفعله صدام وهو يحمل سيف علي ،  ( لم أسمع قبلا بأن الإمام كان محاربا بمزاجه ) .
     بعد دخول صدام حسين الى دولة الكويت غازيا ، وفرض عقوبات دولية على الشعب العراقي الذي عانى من النظام والعقوبات على حد سواء ، تستطيع ( هوسنا ) الوصول الى أحدى مقابر بغداد ، وهناك في مقبرة الأطفال ترى الكثير بلا شاهدة قبر ، الآباء يودعون أبنائهم التراب ولا يعودون ، ( على مبعدة منا كان هناك رجل يجلس على حافة قبر يمسح رخامته ، كانت الرخامة مزينة برسومات لأزهار بنفسجية كبيرة على جانب واحد ، وعبارات من القرآن على الجانب الآخر ، شهد - 1 / 7 / 1995 – 3 / 2 / 1999 ، اللوكيميا قال الأب ) .
   تقول الكاتبة أحاول أن ألتقي بأي شخص يمنحني الحقيقة ، ذهبت لمدينة صدام والتي كانت تسمى الثورة كما تقول ، دخلت الأسواق وحاورت الناس ولكنها برفقة ممثل لحزب البعث وآخر من وزارة الإعلام فمن يتبرع برقبته ليدلي بحديث لهذه الصحفية النكرة بالنسبة له ، ولأن الصحفية تريد الحقائق لتنقلها بموضوعية ومهنية أخلاقية فقد دخلت الى شارع المتنبي ، تعرفت على بائع كتب كردي يتحدث الانكليزية ، وعرف ما تريده ( النظام يسحقنا قالها بتأن ، هل تعرفين تاريخنا ؟ ، هل تعرفين ما حدث لهذا البلد ؟ ، أنه أسوأ من الدكتاتورية ، أسوأ بكثير ) ، قالها جلال بائع الكتب الكردي وهو يؤشر بيده صوب حنجرته التي يتوقع قطعها لو عرفت السلطة بحديثه معها .
         دخلت الكاتبة مقهى ( الشابندر ) ، تتلصص من هذا لذاك وقادتها الصدفة لناقد عراقي أسمه ( عصام ) كما تقول ، وعصام جاء من فلسطين وأستوطن العراق ، همس بأذن الصحفية قائلا ( نحن جميعا نحب رئيسنا ومستعدون للموت دونه ، سأكون مجنونا لو رميت بهذا القناع جانبا لقول الحقيقة ) ، وتقول ( هوسنا ) دهشت حين وافق عصام على لقائي خلسة في فندقها في اليوم التالي ، ( لأنني مجنون ، العراق هو مملكة الخوف ، لا أحد يقول الحقيقة وأنت مع المرافقين أو أي عراقي آخر لا تعرفينه ، القليلون سوف يتحدثون أليك لوحدك ، فبمجرد كلمة مشئومة واحدة تقولها لأجنبي تجعلنا نختفي سوية ، البلد كله عبارة عن حفرة هائلة ملعونة ، ونحتاج لمساعدة لكي نلقي حجرا في الحفرة ) .
      تتحدث الكاتبة عن الدروع البشرية التي قدمت للعراق ، صحفيون بعد أن توقفت أغلب المساعي لثني أمريكا عن غزو العراق ، بدأ هؤلاء ولأسباب إنسانية وغيرها القدوم للعراق كدروع بشرية ، وألقى صدام خطابا ترحابا بهؤلاء ، منهم من بدأ الخوف يتسلل لنفسه إذا ما سوف يستخدمهم صدام حسين كدروع بشرية حقيقة ، ويقعون فريسة بين نيران الغزاة أو بين نيران الدفاعات العراقية ، وصرح لهوسنا الكثير منهم لأنها تعرفهم وهم أبناء مهنة واحدة ، واستطاعت هوسنا زيارة أحدى العائلات العراقية برفقة درع بشري فرنسي تعرفه وهناك وبخلوة عن عيون المخابرات العراقية سمعت تلك العائلة تقول ، ( أوقفوا هذا الهراء ، نحن نريد الحرب ، نريد القنابل ، حتى نتخلص من هذا الدكتاتور على الأقل ) .
      بسبب هذا النشاط غير الاعتيادي لصحفية أجنبية لذلك قررت وزارة الإعلام طردها خارج الحدود ، والعودة من حيث أتت  ، تصل الصحفية عمان عاصمة مملكة الأردن وهناك تبدأ رحلتها الجديدة للعودة الى العراق ، متخذة من المال وسيلة سهلة لأغراء الكثير ، وأخيرا تستطيع العودة ثانية لبغداد ، وهذه المرة لفندق فلسطين .
خلال :
      لم تفكر الصحفية بالخوف ولم تكن شجاعة كما تقول لتبرر عودتها ثانية للعراق وتأخذ سمة دخولها وبالمناوبة المسائية من السفارة العراقية بعمان ، خزّنت الغذاء والماء كما يفعل العراقيون ، وشهدت أولى قذيفة تسقط على بغداد ، وشاهدت ما فعله طيران الحلفاء بوزارات الحكومة العراقية مستثناة وزارة النفط من تلك الغارات ، وتنقل لنا الصور المؤلمة لتلك الحرب الشرسة ، أم ( كانت تنوح  محمد أصيب في قلبه ، عباس في صدره ، وحسين في جبهته – أنهم فتية صغار لازالوا في المدرسة ، أرضعتهم من صدري ، أغسل لهم ، ألبسهم أعلمهم الكلام ، أرسلهم الى المدرسة ، مالذي سأفعله الآن ، بوش دمر حياتي ، لماذا يقتل العوائل ؟ لماذا ؟ ) .
     أعلن الصحاف وزير الإعلام العراقي شامخا بأنفه كما تقول الكاتبة ( Asne Seierstad  ) باستخدام أسلحة غير تقليدية ، فكرنا جميعا الصحفيون أذن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل التي أقضت مضاجع الكثير ، ( في ذلك المساء نفسه فجّر أول انتحاري عراقي نفسه ، قاد علي النواني سيارته التاكسي في طريق مغلق خاص بالأمريكان خارج النجف وفجّر السيارة ونفسه معا ، قتل أربعة من الأمريكان ، في اليوم التالي تم أخبارنا هذا هو السلاح غير التقليدي العراقي : قنابل الانتحاريين ) .
     تقول الصحفية بأننا في فندق فلسطين أصبحنا بإنذار مذ علمنا أن مكتب تجنيد الانتحاريين بفندقنا ، ورأينا الكثير يتوافدون لذلك المكتب ، لم يكونوا عراقيون فقط ، بل من جنسيات عربية وإسلامية ، وأوردت صحيفة الثورة العراقية ، ( أياد وفادي السوريين قتلا العديد من الكفار قبل أن يستشهدا ، الآن هما في الجنة منذ 24 ساعة من بداية غارتهما على العدو ، وكانت الحصيلة 23 جندي ، مع خمس وثلاثين دبابة وست حاملات جنود ، وطائرة هيلكوبتر دمرت في هذا الهجوم من قبل هؤلاء المجاهدين )  .
       أثناء شدة القصف والغارات الجوية ترك قسم من الصحفيين عملهم ، وآخرون أجبروا على مغادرة العراق لعدم رغبة المخابرات العراقية ووزارة الإعلام العراقية ببقائهم لذلك وجدت الصحفية ( هوسنا ) نفسها ممثلة ومراسلة لتسع قنوات إعلامية وصحفية ومنها راديو ( لندن ) ، وطلب منها مسئولها مغادرة العراق ولكنها أصرت على البقاء تنفيذا لرغبتها الشخصية لتغطية مجريات حرب الخليج وإسقاط صدام حسين .
      وصلت القطعات الأمريكية لمشارف بغداد ودخلت مطار صدام الدولي والصحاف يتوعد ويكذب الأخبار ، شاهدت من شرفة غرفتها الدبابات تدخل محيط القصر الجمهوري والصحاف يكذب الأخبار ، وفي هذه الليلة أبلغت من السلطات الأمنية بوجوب مغادرة العراق ولا سبيل للبقاء ، في صباح ذلك اليوم وصلت الدبابات الأمريكية الى ساحة الفردوس ، وبدأت عملية إسقاط تمثال صدام حسين ، ( أرتفع التمثال في الثامن والعشرين من نيسان عام 2002 م للاحتفال بعيد  ميلاد صدام الخامس والستين ) ، أذن سقط النظام وسأغادر العراق حين أقرر أنا لا كما أبلغ من مخابرات دولة سقطت .
بعد :
     ( في هذا الوجود الجديد المسبب للدوار ، الكلمات التي تلفظ والتي يمكن مرة أن تقودك للسجن ، كلمات يمكن أن تريك العذاب ، كلمات كان يمكن أن تضع طلقة في عنقك ، كلمات كان يمكن أن تسلبك كل شئ ) .
     ( واحدة من الكلمات هي تحرير ، الأخرى الحرية ، كلمة واحدة هي ، غزو ، الأخرى احتلال ، كراهية ، انتقام ، دكتاتورية ، صدام ، شيطان ) .
     كان في سالف العصر والأوان اثنان من الأصدقاء كانا يعيشان تحت حكم صدام ، كانا يطلقان على نفسيهما أخوان ، كانا يغمغمان عندما يتحدثان ، الدكتاتورية تسود في بغداد ، الخوف يحكم ثم جاءت الحرب ، كان الصديقان يجلسان جنبا الى جنب عندما سقط الصنم كلاهما بكى ، خد أحدهما كان مبللا بالحزن ، الآخر  ذرف دموع الفرح ، ثم تتابعت الكلمات أحدهما أصّر على أن الوطن تعرض للغزو ، الآخر أطلق عليه تحريرا ، كان عامر سني وهو يصّر على أسنانه نحن لا نستحق هذا الإذلال ، أجابه عباس الشيعي بفرح هذا أسعد يوم في حياتي ) .
     كانت الصحفية ( هوسنا ) موفقة جدا بسرد أحداث ما رأت ، ولم تبدي رأيا شخصيا بما دار ويدور وسيدور في العراق ، ومن خلال بعض السطور تجد أن آراءها تتطابق مع بعض من أراء الساسة العراقيون وغيرهم ، ولم تأشر أو تشير على وجود تعاون مسبق بين نظام صدام حسين وتنظيمات القاعدة ، وقد رأت بعينيها وجود مجموعة وصلت الى فندق فلسطين والفنادق الأخرى ، والغريب أن هؤلاء المجاميع لم تغادر الفنادق اليوم الأول والثاني والثالث لسقوط الصنم في ساحة الفردوس ، ثم لم تعد تراهم ولم تعرف الى اين ذهبوا ، وربما من يقرأ ما بين السطور يخلص الى أنه تريد عكس ما ذهبت أليه بخصوص تعاون النظام والقاعدة .
    بعد أيام من سقوط صنم الفردوس جاءت لتدخل فندقها وغرفتها في الطابق السابع إلا أنها فوجئت بمنعها من الدخول من قبل القوات الأمريكية التي دخلت الى الفندق ، ساكن جديد يمنع عنوة ساكن قبله ، وهكذا اضطرت لمغادرة لعراق  مع مجموعة من الصحفيين وبحماية القوات الأمريكية الى عمان .
    شكرا للصديق المترجم الأديب صلاح مهدي السعيد هذا الجهد الرائع وهذه الترجمة والسرد الفني الحرفي الجميل .


   


 

 
 

100
الدولة العراقية لا تسمح بالمذياع !!!


راديو قديم

حامد كعيد الجبوري
   حقيقة لم أتصور أن تقع بيدي وثيقة تدل على أن الحكومة العراقية لا تسمح لمواطنيها باقتناء المذياع ( الراديو ) ، ولم أقرأ أو أسمع من أحد بذلك ، ودلتني الصدفة لوحدها لهذه الحقيقة التي أوردها لكم ، أردت الكتابة عن شخصية غرائبية سبقت إقرانها  وأوانها بالكثير  ، السيد شهيد انتفاضة آذار الخالدة ( ضايع السيد كريم عباس الموسوي ) تولد 1 / 7 /  1910 م والمستشهد رميا بالرصاص بمقابر الحلة الجماعية يوم 23 / 3 / 1991 م ، ووجدت هويته الشخصية ومقتنياته الخاصة مع رفاته بأكبر مقبرة جماعية في العراق ، قرب معسكر ( المحاويل ) في بابل ، وتطوعت شخصيا للكتابة عن هذا الشهيد الذي أعدم رميا بالرصاص وعمره (81 ) سنة ، ومن يشاهد صورته الشخصية لا يعطيه هذا العمر الذي أفناه بحب عمله الفطري كفلاح يشار له ويستضاف من قبل دوائر الزراعة والمعاهد الزراعية ، وجدت لهذا الرجل اهتمامات لا حد لها ، وكل اهتماماته موثقة بأدلة ووثائق حكومية ، أنشاء أول حقل للدواجن بمحافظة بابل ، أنشاء أول بحيرة لتربية الأسماك في العراق ، أنشاء عبارة تربط ضفتي الفرات بقرية ( الحصين ) بطريقة هندسية وفيزيائية لا نعرف كيف توصل بعقليته البدائية ولهكذا نتائج مبهرة وناجحة ، كل ذلك سأورده بملاحق خاصة وموثقة عن هذا الرجل الكبير .
        السيد ( ضايع ) وجيه منطقته ( الحصين ) التي تقع جنوب الحلة وعلى طريقها السياحي الذي يربطها مع ناحية ( المدحتية ) ، عصرا يجلس الرجال حوله ليفيدهم بمعلوماته الزراعية ، ومتابعة شؤون أفراد عشيرته من السادة آل ( أمجدي الموسوية ) ، والسيد ( ضايع ) تعلم القراءة والكتابة عند ( ملالي ) أيام زمان ، ومن يتعلم القراءة والكتابة تنفتح شهيته لمتابعة ما يدور من حوله سياسيا وثقافيا واجتماعيا ، والمذياع هو الوسيلة الشائعة أربعينات وخمسينات القرن الماضي ، ولكن الحلة الفيحاء ليس فيها محل لبيع هذه الأجهزة ، ولأنه مصر على اقتنائه لذا عزم همته وذهب الى العاصمة بغداد ليجلب هذا الساحر الذي سمع به ، وفعلا أبتاع المذياع ( الراديوا ) من محل يقع في بغداد / الكرخ لصاحبه  السيد ( محمد جاسم دباس )  في 25 / 1 / 1945 م ووقع البائع والمشتري على تلك الوثيقة وأشهد أحدهم على صحة البيع ، عاد السيد ( ضايع ) فرحا بمذياعه الذي يعمل ببطارية جافة ( نضيدة ) ووضعه في مضيفه الذي هو أشبه بالمقهى الشعبية ، والرجل رحمه الله كان منفتحا على الجميع ويسمح للنسوة الجلوس خلف إزار يوضع لهن ليستمعن الى ( صندوك العجايب ) كما يستمع رجالهن وأولادهن له ، فوجئ أن أحدهم قد قال له ( سيد تره الراديو ممنوع ووصل الخبر للحكومة ونخاف عليك ) ، في اليوم الثاني ركب الى المدينة وعاد لقريته وهو يحمل معه إجازة ( اقتناء راديو ) ، والأجازة ليست من دوائر الأمن بل من دائرة البريد والبرق والهاتف برقم 365 في 1950 م .
المرفقات


صورة الشهيد السيد ضايع كريم عباس الموسوي


صورة طبق الأصل من وثيقة شراء راديو


صورة طبق الأصل من أجازة راديو

101
المنبر الحر / ( الرورو ) ينتصر !!!!!!
« في: 23:39 29/04/2014  »
إضاءة
( الرورو ) ينتصر !!!!!!
حامد كعيد الجبوري
    جدلية الثقافة والسياسة وما يدور حولهما لا يمكن أن ينتهي صراعهما بوقتنا الحاضر على أقل تقدير ، المثقف يحاول جاهدا أن يجد لمن يتعامل معه أبوابا كثيرة ليوصل المعلومة المفيدة لمن يستحقها ويريدها ، والسياسي يحاول أن يغلق كافة الأبواب ويبقي على ممر واحد لا غير وهو باب تجهيل الناس وعدم وعيها لواقعها  سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو غيره ، لأن المواطن لو عرف بما يدور حوله لما وصل مثل هؤلاء الساسة الفارغون لكراسي كانوا يحلمون أن يقفوا على أبواب أصحاب تلك الكراسي ، ولا أعني بهذا الافتراض العراق فقط ، بل بلدان عربية كثيرة وغيرها من دول العالم تنهج ذات النهج بدرجات متفاوتة .
     قبل يومين استأجرت سيارة لغاية أبتغيها ، لاحظت السائق وملابسه وطريقة حلاقة رأسه الغريبة ، ولأني حريص لاستطلاع رأي الناس لمن سينتخبون ممنيا نفسي بجواب ربما يعكس حالة ثقافة ذلك السائق ، معتمدا على ما رأيته فيه من مواكبة وتقليد لاعبي كرة القدم بتسريحات شعرهم ، فقلت له متسائلا ألا ترى معي هذا الإسراف في هدر المال لأجل ملصقات مؤطرة  بشبكات حديدية  وضعت بكافة شوارع المدينة – الحلة - ؟ ، أجابني الرجل ( أي والله عمي كلش هواي ) ، قلت له لم أجد مرشحا واحدا ترك أثرا جميلا في المدينة كعمل تمثال كونكريتي لأديب أو شاعر أو مثقف أو سياسي حلي بارز ؟ ، أو زراعة بقعة من الأرض بالورود لصالح مرشح ما ، أجابني بذات جوابه الأول ( أي والله عمي ) ، حينها تذكرت المقولة التي تناقلها الناس قبلنا ( تحدث لأعرفك ) ولجأت الى الصمت بعد أن عرفت محدثي ، وقبل أن أصل لنهاية مشواري معه وصلنا لمنطقة تعج بمئات الملصقات لأنها تنتصف المدينة وهنا بادرني السائق سائلا ، ( عمي شتصور شكد صرفوا فلوس على هاي الملصقات الدعائية ) ؟ ، قلت له الكثير من المال ، فاجئني بسؤال آخر ( عمي يعني جم مليون رورو صرفوا الجماعة ) ؟ ، ضحكت بوجهه وقبل أن أنزل من سيارته قلت له أنك تعني ( اليورو ) ؟ ، أجابني ( أي والله عمي هي هاي الرورو اللي خبلتهم ) ، دفعت له أجرته وقلت له سوف لن يتغير في العراق شئ طالما أن الساسة هؤلاء جاءوا للسلطة من أجل هذه ( الرورو ) التي أجنتهم كما تقول ، للإضاءة ........  فقط .     

102
إضاءة
المرشحون وشراء الأصوات والذمم !!!



حامد كعيد الجبوري
    لم يتعظ المرشحون للبرلمان العراقي الذي سيجري انتخابهم نهاية نيسان عام 2014 م من النداءات والمطالبات الشعبية والدينية لعدم اللجوء للأساليب الرخيصة لشراء أصوات المنتخبين ، ولاحظت أغلب المرشحون للبرلمان أصحاب نفوذ وظيفي أو مالي ، القلة القليلة من المرشحين من متوسطي الدخل يعتمدون ويراهنون بفوزهم على طبقة غير مؤثرة من المثقفين والأقارب ، وغالبية المرشحون من قيادات حزبية تدعمهم أحزابهم ماليا واجتماعيا ، وتصنع لهم النشرات الجدارية التي لا يستطيع المرشح الفقير ، أو الحزب الفقير الذي ليس له دعم سلطوي ، ولا دعم مالي خارجي  لعملها ،  وتثقف تلك الأحزاب لجماهيرها وعشائرها ورجال مجالس إسنادها لانتخاب ممثليهم .
     أغلب الناس يسخرون من الطرق والوسائل الرخيصة لمثل هؤلاء المرشحين ، ولم تغرِ المرشح في الوقت الحاضر ( كارت موبايل ) تعبئة رصيد ، ولا ( بطانية ) ، ولا دعوة غداء أو عشاء ، ولا سفرات جماعية مدفوعة الثمن لزيارة أضرحة أولياء الله ، وسمعت الكثير من الشباب يمزحون في ما بينهم لأنهم استغفلوا هؤلاء المرشحين وقبضوا منهم العطايا التي قدمت ، ولكنهم سوف لن ينتخبوا هؤلاء ، ومرشح آخر يستقدم الناس لبيته ويدفع له 100 دولار بعد أن يقسم الناخب بكتاب الله أنه سينتخبه ، ويضحكون هؤلاء الناخبون بينهم ويسخرون قائلون أننا نقسم بكتاب الله ولم نستخدم الفصحى بذلك القسم ، لأنهم يقولون أن القسم لا يصح إلا باللغة الفصحى ، جهل يقابله جهل أكبر ، وأجمل ما سمعته من الناخبين الشباب قولهم ، أتانا مرشح وقلنا له لن تغرينا بما تقدم ولكن لنا ساحة كرة قدم طالتها يد التخريب ولم تعد صالحة للعب ، أعد لنا هيبة ساحتنا وسوف لن ننتخب غيرك ، وفعلا نفذ المرشح ما يريده الناخب ، قلت لهؤلاء الشباب هذا عملكم لا يرتقي للخلق والثقافة ؟ ، ضحكوا وقالوا يا عم هذا غني أصلا فأن فاز بالانتخابات من غير أصواتنا طبعا فسيصبح عضو برلمان وسيعوض الدينار بالمليون لذلك نحن نريد أعادة حقنا منه مسبقا ، قلت لهم الساحة تحتاج لغير هذا ؟ ، قالوا سيأتيننا مرشح آخر  أغنى من المرشح الأول ويشتري لنا ملابس اللعب الخاصة ، وسيصنع لنا الأهداف وسيجري مسابقة بين فريقين على نفقته الخاصة ، ويتكلف بتوزيع هدايا للفائز والخاسر على حد سواء ، قلت لهم وسأهديكم هذه الأبيات من قصيدة كتبتها  لأنها تتناغم رغم عدم قناعتي مع ما تريدون لأني كتبتها هزأ وضحكا على الكثير ،
يا هو اليشتري أني أبيع الصوت
أصيح بالمزاد بخلك دلاله
أبيع بطكه ناكص صوت مو مغشوش
التاجر كل وكت يتحكم بماله
لتكلي حرام وراي مدري منين
المدري ما يجوع ويبحش زباله
لله درك يا عراق ، صبرك صبر الأنبياء ، وحلمك حلم العلماء ، نفط وجوع وفقراء ، للإضاءة ......... فقط .    

103
إضاءة
( ولو أسمعت لو ناديت حيا / ولكن لا حياة لمن تنادي )
صبراً أيها الشهداء !!!!
حامد كعيد الجبوري
   كثيرون فقدوا أبنائهم بأشرف انتفاضة عرفها الشعب العراقي وهي انتفاضة آذار الخالدة ، ونعرف جميعا نحن أبناء الحلة مواقع المقابر الجماعية ولكن من يستطع الوصول أليها ، وما أن سقط النظام الفاشي حتى هرع أبناء بابل لتلك المقابر ونبشوا التراب ووجدوا الآلاف من جثث أبناء بابل ، وغطت القنوات الفضائية العربية وغيرها تلك المأساة الإنسانية الكبيرة ، أطفال لا تزل رضاعتهم بأفواههم ، شباب بعمر الورود ،نساء وكهول ، سيارة ( كوستر ) تحمل 24 راكب بمختلف الأعمار دفنوا مع السيارة أحياء ، وتحدث الكثير من الساسة الجوف أن هؤلاء جنود إيرانيون دخلوا العراق ليسقطوا أو ليساعدوا بسقوط نظام صدام ، وخرست تلك الأصوات ما أن بدأ استخراج جثث الأطفال والنساء ولم يبق لهؤلاء الجوف إلا الخرس .
     اليوم 25 / 3 / 2014 م  رافقت وفدا من الشعراء والفنانين العرب والأجانب لزيارة دائرة الشهداء والمقبرة الجماعية في الحلة لأني من أسرة المهرجان ، مهرجان بابل للثقافات والفنون الثالث ، ويا ليت لم أذهب لهذه المهمة ، دخلنا لدائرة الشهداء واستقبلنا من قبل وكيل مدير الدائرة وحدثنا عن مأساة المقابر الجماعية ، وحدثنا شخص فقد ( 14 )  من أسرته ولم يبق من عائلته إلا هو ، أبوه ، أمه ، إخوانه ، أخواته ، كلهم قتلوا ،  كان عمره سنتان وكفله جار لهم قبل أن يأخذه أقاربه ، قصص لا يمكن أن يصدقها إنسان ، ولا يرتكبها حيوان بحق أبناء جلدته .
    خرجنا من الدائرة صوب المقبرة الجماعية التي لا تبعد عن مركز مدينة الحلة سوى بضع كيلومترات ، باتجاه مدينة النجف الأشرف  مجاورة لمرقد ( أبو بكر بن علي بن أبي طالب ) الذي جرح في معركة الطف وأخذه بعض الأعراب وأتوا به صوب مساكنهم القريبة من ( بورسيبا ) وتوفي من جراحته في هذا المكان ودفن فيه ، هكذا تقول الرواية  ، كان يرافقنا الفنان السوري ( هاني نديم ) ، والشاعرة السورية ( سمر محفوض ) وليس محفوظ كما تريد ، والشاعر اليمني ( أحمد ) ، وشاعر أيراني ( صادقي ) ، وشاعرة أنكليزية أسمها ( أنكز ) بمرافقة زوجها ، وأكرر ليتني لم آت لهذا المكان ، مكان بائس ومهمل ، لا قدسية لشهيد ضحى ينفسه ليجلس ( شعيط ومعيط ) كما يقولها موفق محمد على كراسي أخذوها من دم هؤلاء الشهداء ، الصور الموجودة لم تكلف حكومة بابل المحلية ومجلس محافظتها حتى صبغ الأعمدة الحديدية البسيطة جدا والتي بدأ الصدأ يأكلها ، لم يكلف أحد نفسه ليعبد الطريق الذي لا يتعدى طوله 100 م بمادة الإسفلت أو القار ، ومعلوم أنها مقبرة رمزية فالشهداء السعداء نقلوا لمقبرة السلام ، أما الشهداء المجهولون فدفنوا بهذه المقبرة البائسة ( كومة تراب ) ، ووضعت لهم شواهد عبارة عن صفيحة صغيرة لا تتجاوز مساحتها  15 سم في 15 سم ، مرفوعة عن الأرض بخشبة غرزت في التراب ، فتجدها غير متناسقة وتدل على عدم اكتراث المعنيين بدماء هؤلاء الشرفاء ، بكى الجميع لهؤلاء الذين ضحوا بدمائهم الشريفة ، ووقفت الشاعرة الإنكليزية باكية وبدأت تقطف الحشائش التي نبتت عشوائيا وجعلتها كباقة من الزهور لتنثرها على تلك القبور الترابية .
      أناشد دولة رئيس وزراء العراق ، وبرلمان العراق ، ومجلس محافظة بابل ، وحكومة بابل المحلية ، وكل من له صوت ولا احدد جنس ذلك الصوت ، أن يصار الى إلغاء هذه المقبرة الجماعية كرامة لمن ضحى بدمه وشبابه ليمنحنا حريتنا ، أو نجعلها أفضل من الخضراء التي يسكنونها ، كما هو معمول بالدول التي تحب شهدائها حقا  ولا يصعدون على دماء الأبطال زورا وبهتانا ، ولينظر هؤلاء الذين ذكرتهم جميعا لمزبلة صدام القابع في غار الرذيلة كيف صنعوا له قبرا يباهي به قبور الصحابة والأولياء ، وهل يفضل الجلاد على ضحيته ؟ ،  ( ولو أسمعت لو ناديت حيا / ولكن لا حياة لمن تنادي ) ، للإضاءة .... فقط .       

104
إضاءة
( موسى عمران المعموري ) والأجتثاث المدروس !!!
حامد كعيد الجبوري
      منح الله أحد أقاربي وجاهة ومنصبا إداريا في محافظة بابل بداية سبعينات القرن الماضي ، ولسبب هذه الوجاهة كانت بابه تطرق باستمرار لقضاء مطالب الناس الكثيرة ، تعيين ، نقل ، وساطة مجتمعية وهكذا ، أحد تلك المطالب نقلها لمدير أمن بابل سابقا ، مسألة غاية في البساطة ، تعيين على ملاك مديرية الأمن بوظيفة مخبر أمن  ( سري ) ، لم يتباطأ قريبي عن رغبة صاحب الطلب ، وحدثَ مدير الأمن بذلك قائلا له ، أحد معارفي شاب جيد جدا ، ومن عائلة معروفة تتسم بالوطنية والشرف ، محبوب عند أهله وصحبه وأبناء محلته ، وأرغب في تعيينه عندكم بوظيفة ( شرطي أمن ) ، ضحك مدير الأمن كثيرا لطلب قريبي وقال له ، يا فلان نحن بمديريتنا لا نحتاج لعنصر شريف وطني غيور محبوب ، نريده بأخلاق سيئة ، نريده ساقطا بما تعني هذه المفردة ، وفعلا رفض تعيين الشاب لحسن سيرته وسلوكه .
   سبحان الله بعد مضي السنين العجاف التي عانى العراقيون فيها شتى أنواع القهر ، والتهميش ، والتصفيق لدماء أولادنا التي سفكت هباءً على مذبحة الدكتاتورية البغيضة ، واستبشرنا خيرا بتغيير النظام عام 2003 م ، ومنينا أنفسنا بأماني ليست صعبة المنال على بلد يمتلك الخيرات التي لا تعد ولا تحصى ، والغريب أن التغيير لم يغيّر إلا بالأسماء فقط ، وعذرا أن تجنيت كثيرا بهذه العبارة ، كلنا نعرف جميعا ونرددها جميعا ، ( عراق صدام حسين ) ، وويل لمن يمد يده لخزانة القائد الضرورة ، وويل لمن لا ينفذ أمر الضرورة هذا ، بمعنى أن الخزانة وما فيها كانت لقائدنا المهزوم ، وما يوزعه من فضلات على أقطاب نظامه فتلك مكرمة من سيادته ، وحدث التغيير بإرادة أمريكية وإرادة من سار بركب تلك الإرادة ، وأمريكا الغبية تتوقع أنها ستستأثر ب ( كيكة العراق ) ، والعراقيون وأعني ساستهم ( راضعين ويه أبليس ) ، فطالت أيديهم ( كيكة ) العراق قبل أن تصل لها الأيدي الأجنبية السارقة بزعمهم ، وهم أولى بهذه النعمة من مستعمر محتل ، وما حدث أنها لم تعد تتمكن وأعني أمريكا من أن تجاري من أتت بهم على ظهر دبابتها بسرقة المال العام جهارا ونهارا .
     ( موسى عمران الخفاجي ) مهندس يعمل بالشركة العامة للسيارات ، لا يرغب بوظيفة سيادية كما وصّفها الساسة الجدد ، أجبر من أصدقائه لاستلام منصب المعاون الإداري لمحافظ بابل ، حاول التملص من هذا العرض والمنصب ولم يفلح ، أخبر أصدقائه أنه لا يستطيع أن يتولى منصبا إداريا لأنه يحب عمله كمهندس ، واجهه الجميع قائلون له ، من واجبك الشرعي والوطني والإنساني أن تتقبل هذه الوظيفة ، ثم ألست القائل علينا أن نغيّر المفسد بالنزيه والأمين ؟ ، وهل تخاف أن تتسلم منصبا لتخدم فيه محافظتك ؟ ، وأخيرا أستسلم لأصدقائه وقبل الوظيفة مكرها ، عمل الرجل بما يمليه عليه ضميره وتربيته ألبيتيه ، لا أتحدث عن صفاته الشخصية وسماحته واجتماعيته مع الناس ، بل أتحدث عنه وظيفيا ، بدأت حرب المنتفعين ولا أقول السيئين مع هذا الرجل ولم يستسلم ، ساوموه كثيرا ورفض ، عرض عليه وعلى أقاربه الكثير الكثير من المال لأجل تمرير مشاريع عمرانية لفلان أو لفلان ورفض ، زرعت بداره عبوة ولم يستسلم ، هدد بالتصفية برسائل يجدها على عتبة داره أو بحديقة منزله ولم يستسلم ، ولم يستسلم الصياد من متابعة فريسته أيضا ، ولما لم يجدوا أي وسيلة ترغم هذا ال ( موسى ) عن إصراره القاتل لتأخير مشاريعهم الريعية الربحية ، لذلك استبعدوه بقرار إداري وبهدوء تام وتام جدا ، برر أحد المتنفذون  توافقيا أن ذلك توافق بين الكتل المتنفذة  ، هنيئا لتلك الكتل المتنفذة اجتثاث النزيهين ، وهنيئا لكل أصحاب المشاريع النفعية والمتلكئة ، ولتحيى بابل التي ريّفت بفضل وجهود كتلها التي أعادت الحلة لخمسين سنة الى الوراء كما قالها أحد القادة العسكريين الأمريكيين ( سنعيدكم الى الوراء خمسون سنة ) ، شكرا لليد العراقية النظيفة جدا التي عادت بنا الى الوراء ، وليسقط كل نزيه يعمل لمدينته ، للإضاءة .... فقط .
                     

105
( صالح الكواز ) الحلي شاعر السليقة والارتجال
حامد كعيد الجبوري
      قرأت موضوعة عن شاعر الحلة الفيحاء ( صالح الكواز الحلي ) ووجدت سوقَ معلومة أجدها منافية لما قيل فيها عن الشاعر ( الكواز  ) ، والمعلومة تقول أن (  الكواز ) ضليع باللغة العربية ونحوها  ، ولأن  ( أهل مكة أدرى بشعابها ) لذلك نقول ما عرفناه ووثقناه من متداول ورواة شعره ، وما عرف عن هذا الشاعر وأخيه الأصغر ( حمادي الكواز ) ، فلم يكن ( الكوازان ) على دراية وخبرة بعلوم اللغة ونحوها وصرفها وربما الكتابة فيها ، ودليلي لذلك ما تحفظه الذاكرة الحلية عن الشيخ ( صالح الكواز ) ، وتقول الرواية أن الشاعر ( الكواز ) كان يرتاد مجلس السادة ( القزاونة ) ويقرأ شعره عندهم ، وكانوا يريدون إيجاد خطأ نحوي بشعره ولم يتمكنوا من ذلك ، وفي أحدى القصائد التي كتبها للصديقة الزهراء عليها السلام يقول :
       مـا كـان نـاقة صـــالحٍ و فصيلها * بــــــالفضلِ عند الله إلا دونـــــي
وحين قراءة القصيدة أستوقفه أحدهم قائلا ، منذ مدة ونحن نرقب خطأ نحوي بقصائدك وها أنت اليوم وقعت في الخطأ يا شيخنا الجليل ؟ ، قال له ( الكواز ) وما هو الخطأ الذي وقعت فيه ، قال المتتبع للقصيدة أنت تقول ( ما كان ناقة صالح ) ، وبما أن الناقة مؤنثة لذلك وجب عليك أن تؤنث الفعل الماضي الناقص ليكون ( ما كانت ناقة صالح ) ، ولا علاقة لي باختلال الوزن لأني لست معنيا بذلك ؟ ، أجابه ( الكواز ) قائلا هكذا يقول لساني ، قالوا له لنتفحص علماء اللغة فيما أثبتوه وعلنا نجد عذرا لك وتعال لنا صباح الغد ، في اليوم الثاني جاء ( الكواز ) لمجلسهم وقالوا له جميعا ( صدق لسانك يا شيخنا الكواز ) ، قال أحدهم ذهبنا الى ( سيبويه ) ووجدنا عنده ما يتلاءم  مع قولك ، لأن الفعل الماضي الناقص لو دخل على المذكر أو المؤنث العاقل يجب أن يذكر أو يؤنث تبعا لذلك ، وأن دخل على المذكر أو المؤنث غير العاقل فمن حقك تأنيث الفعل أو تذكيره وفق ما تريد ، ولم يكن الرجل عارفا بما وجدوه له من عذر ، وهذا بزعمي دليل على رد من يقول أن ( الكواز ) على دراية بعلوم اللغة وأسرارها .
    وقبالة ذلك كان ( الكواز ) على دراية وحفظ ومعرفة لشعراء الجاهلية ، وصدر الإسلام ، والشعراء الأمويين والعباسيين ، ويحفظ الكثير من المراثي لآل البيت الأطهار عليهم السلام . 
      ولد الشاعر أبو المهدي بن الحاج حمزه عام 1233 هـ في مدينة الحلة الفيحاء وهو من أصل عربي من عشيرة ( الخضيرات ) أحدى قبائل شمر ، وتوفي في الحلة الفيحاء عام 1290 هـ  ودفن في النجف الأشرف ونعاه علماء الدين وخطباء المنابر ورثاه الشاعر السيد ( حيدر الحلي ) بقصيدة يقول في مطلعها :
             كل يوم يسومني الدهر ثكلا * ويريني الخطوب شكلا فشكلا
     ومن طريف شعره هذا البيت الذي أرتجل ويقول فيه :
          ما وشوش الكوز إلا من تألمه * يشكو الى الماء ما لاقى من النار
وفي رواية أخرى ما قاسى من النار ، وحديث هذا البيت أن ( الكواز ) كان يعمل بصناعة الفخار ( الجرار ) ، وما شابهها من صناعات فخارية يدوية  ، و ( الجرة ) عبارة عن وعاء فخاري مصنوع من الطين لحفظ الماء وتبريده أيام الصيف القائظ ،  ، ويطلق على صاحب هذه الصنعة ( الكواز ) الذي يصنع ( الأكواز ) .
     وقفت امرأة جميلة على دكان ( الكواز ) طالبة منه بيع ( جرة ) لها  ، واتفقا على السعر وأخذت ( جرتها ) وذهبت لبيتها ، في اليوم التالي عادت الحسناء قائلة له حين وضعت الماء في الجرة أصدرت صوتا غريبا يشبه الوشوشة ، وبدأ الماء ينساب من مسامات الجرة ، قال لها خروج الماء بقطرات قليلة شئ طبيعي وسنعالجه وسينقطع انسياب الماء شيئا فشيئا ، وأما الصوت الذي سمع فتلك شكوى من الجرة الى الماء ، بقدر ما لاقت من النار عند فخارها ، وفي حديث الكواز تورية واضحة ، وحقيقة الصوت هو دخول الماء الى مسامات الجرة وطرد الهواء من تلك المسامات مطلقا تلك الوشوشة التي ذكرها ( الكواز ) في بيته الشعري .
     وطريفة أخرى تناقلها شيوخ الحلة عن شاعرهم ( الكواز ) ، ومفادها ان الشاعر ( الكواز ) كان على علاقة مع أحد وجهاء مدينة ( الكاظمية ) المقدسة ومن وجهاء ( آل كبه ) ، وكان الوجيه ينزل بدار ( الكواز ) في الحلة أثناء مروره الى النجف الأشرف لزيارة أمير المؤمنين علي ( ع ) ، أو لزيارة كربلاء المقدسة ، وكثيرا ما كان يوجه الدعوة لصديقه ( الكواز ) لزيارة الإمامين الكاظمين ( ع ) ، وربما تستغرق السفرة أكثر من نصف شهر ذهابا وإيابا بسبب عدم وجود وسائط النقل الحديثة آنذاك ، وكانت سفراتهم على شكل مجاميع يستخدمون فيها الحيوانات للتنقل ، في أيام رمضان كان ( الكواز ) ضيفا على صديقه الكاظمي ، وصادف أن وجَهَ الشاعر المعروف ( عبد الباقي العمري ) دعوة أيام رمضان لحضور مجلسه الثقافي لذلك الوجيه البغدادي ، وألح البغدادي الكاظمي على ( الكواز ) لحضور ذلك المجلس الذي يعقده ( العمري ) بمدينة الأعظمية ، لم يقتنع ( الكواز ) بالذهاب لمجلس العمري لأنه لا يعرفه أولا ، ولم تقدم له الدعوة مباشرة ثانيا ، وثالثا وهي الأهم أن ( الكواز ) كان قد ندد بشعر ( العمري ) وشاعر آخر هو ( عبد الغفار الأخرس ) ببيت شعر ذكرهما سوية يقول فيه
         أخرستُ أخرس بغداد وناطقها * وما بقيت لباقي الشعر من باقي
والتورية واضحة في البيت ، وأخيرا أجبر ( الكواز ) على الذهاب لديوان ومجلس الشاعر عبد الباقي العمري ، ومعلوم أن ديوان العمري يؤمه وجهاء البلد من ساسة وتجار ومثقفين ، و( الكواز ) رجل فقير الحال لا يملك من دنياه إلا ساعده الذي يعيل به عائلته ، نظر الشاعر عبد الباقي العمري للقادم الجديد مع مجمل المدعوين ، وربما لم تعجبه ملابس الشاعر ( الكواز ) المتواضعة ، و( الكواز ) يرتدي العباءة العربية والعقال والكوفية ( اليشماغ ) ، وربما سمع ( الكواز ) أطراف حديث الشاعر عبد الباقي العمري مع مضيّف الكواز الكاظمي واستهجان قدومه وملابسه البسيطة ، فقال ( الكواز ) قاطعا حديثهما بهذا البيت من الشعر :
          لو كان ثوبي قدر شعري لأصبحت * تحاك ثيابي من جناح الملائك 
نهض الشاعر عبد الباقي العمري من مكان جلوسه مسرعا نحو جلوس قائل البيت وصاح به صوتا يسمعه الجميع والله أنك ( صالح الكواز الحلي ) .   
   



106
زاوية الشعر الشعبي / حلة الله
« في: 19:27 10/03/2014  »


حلة الله

وداعا أهلنا شهداء مجزرة الحلة صباح يوم 9 / 3 / 2014 م


حامد كعيد الجبوري
 
لا أم لا أبو لا خوه لا خيات
كرابه ما الج  بس الهظيمه
تعلمتي الحزن من هزة الكاروك
ترضعين الصبر سم وحريمه
على مر الزمن  ما مرج العيد ؟
توابيت الزمن تكطر ظليمه
محد مسح راسج والكلوب حجار
 تحفرلج كبر أيد اللئيمه  
خاويتي الجثث بالواحد وتسعين
 المنيه اتصيرلج خل ونديمه
الموت أشكد صلف يتخير الشبان
 ولا أنمدت ألج أيد الرحيمه  
يا ( حله ) أشعجب من فوكج يعبرون
 السياسة السوت أبولدج وليمه
كرت عينكم موت ويخلف موت
 عاشور ولطم غيمه أعله غيمه
غبره وجوهكم يهل الكراسي السود
بالخضراء محمي والشعب هيمه  
يا ( حلة ) الكرم عندج بلايه حدود
 حتى بموت ويلادج كريمه
يا أم الترافه والنهر والطيب
 يتيمه ومن بجه الحال اليتيمه





107
المنبر الحر / عرب وين طنبوره وين
« في: 01:03 12/02/2014  »
إضاءة
( عرب وين طنبوره وين )
حامد كعيد الجبوري
      الكثير لا يعرف هذا المثل الشعبي و ( طنبوره ) زوجة رجل قروي مصابة بعاهة الطرش ، وقد اتفقا سوية كلما أراد حاجته الجنسية منها يفرش عباءته وتستلقي زوجته عليها ويقضيا حاجتهما ، وفي أحد الليالي أغارت عشيرة مناوئة لعشيرة ( طنبوره ) وهرب الكثير بما خف وزنه وغلا ثمنه هربا من الموت المحتم ، وأراد زوج ( طنبوره ) الهرب كأفراد العشيرة ووصل لباحة بيتهم وفرش عباءته ودخل لبعض الغرف ليخرج منها بمدخراته فوجد ( طنبوره ) مستلقية على العباءة وتنتظر  زوجها لقضاء حاجته ، فهز يده ساخرا وهو يقول ( عرب وين طنبوره وين ) .
     وسبب استذكاري هذا المثل الشعبي حالة أعيشها الآن ، صحيح أنا لا أفقه بالسياسة ، ولا أرغب الخوض فيها لأنها وكما أعتقد لعبة قذرة جدا ، ودخلت بنقاش عقيم مع صديق أحبه ، وخلاصة النقاش هو هل أن عليا ( ع ) سياسي كما ساسة هذه الأيام ؟ ، توصلنا لنتيجة مفادها أن أمير المؤمنين ( ع ) وبعرف ساستنا اليوم سياسي أقل ما يقال عنه أنه سياسي فاشل ، وقبالة ذلك نضع السياسي الناجح جدا ( معاوية بن ابي سفيان ) ، وسبب فشل علي ونجاح معاوية هي أن السياسة التي أنتهجها علي ( ع ) سياسة ربانية زرعها محمد العظيم بجذور علي (  ع ) ، لذلك خرج عن طاعة علي الكثير ممن أسلم بل وقاتلوه بسبب سياسته التي أنتهجها .
   واليوم سياسيونا لم يتبعوا السياسي الفاشل ، وذلك شئ منطقي عندهم ، ، وأتبعوا السياسي الناجح لذلك خلقت حروب عبثية أودت بحياة الكثير من أبناء هذ العراق المبتلى ، ولا حل قريب يلوح في الأفق بل سنعود الى ( يا عصر الفواتح يا زمان الموت ) ، وفعلا لا يمر يوم إلا ونحن نودع شهيدا ونجلس نبكيه بفاتحته التي يقيمها أهله ومحبوه .
   لذلك سأكون ( طنبوره ) هذا الجيل ولكني لا أستلقي على عباءة السياسيون الفاشلون بكل ما تعني هذه المفردة وما تحمله ، ولا أقر لهم سرقاتهم المشرعنة قانونا رغم عدم موافقة الجميع على هذه السرقات ، ووصل الكذب فيهم بتبرئهم ممن وقع على قانونهم المسخ ، وكل يدعي انه الرافض له .
    لذلك سألجأ الى التسلية ليس هروبا من واقع لا نستطع تغيره ، بل أقرار بأني وصلت لمرحلة اليأس ، وأنا على أبواب توديع هذه الدنيا  ، ونسيان أو تناسي كل شئ ، والعودة لأيام الشباب ، وكتابة شعر الغزل ، والتغزل بمن أحببت من خلال الفيس بوك لحين حلول الآجل المحتوم ، وليسقط الساسة والسياسيون ، والروس واليابانيون ، كما أطلقها الحلاق الثرثار ، للإضاءة ........... فقط .     

108
إضاءة
الجهاد والمجاهدين !!!
حامد كعيد الجبوري
  ( الجهاد ) ( شرعا ) قتال من ليس له ذمة من الكفار ( المعجم الوسيط المؤلف إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار / منشورات دار الدعوة ) ، السؤال الذي أطرحه للنقاش من جاهد وضد من لمدعي الجهاد ؟ ، وهل يمكن لنا أطلاق تسمية المجاهد لمن كان خارج العراق ؟ ، وماذا نسمي من كان داخل العراق في ظل حكومة شمولية عاثت فسادا في العباد والبلاد ؟ ، أعتقد أن مفردة مجاهد هي كبيرة بكل ما تعني الكبر والبطولة ، ولكن هل كان في العراق رجال يمكن أن نطلق عليهم المجاهدين ؟ ، وللجواب عن هكذا تسائل يحتاج من المجيب الأنصاف والتجرد من كل ما يشوه الحقائق وأن كانت الإجابة غير مرضية للكثير ، نعم كان هناك مجاهدون قدموا دمائهم رخيصة من أجل مبادئ غالية وسامية آمنوا بها وناضلوا من أجل تحقيقها ، ولو أردنا تعداد مثل هكذا قامات خلدت لوجدنا أن العدد لا يتجاوز أصابع اليدين أو أكثر بقليل من ذلك  علمانيون أو إسلاميون ، ولكي أختصر كثيرا لهذه الإضاءة وتوضيح مغزاها أقول حضر أحد الأصدقاء مجلس أحد علماء الدين وهما يتناولان أطراف الحديث  دخل عليهم برلماني إسلامي ، فقال رجل الدين للبرلماني الإسلامي ( ديروا بالكم على هذا  الشعب المسكين ) ، فرد البرلماني على رجل الدين بطريقة لا تخلو من الوقاحة قائلا ( سيدنا يا شعب اللي تعنيه ، هؤلاء جميعا من صفق وطبل ورقص لصدام حسين ولحزب البعث المقبور ، وعلينا أن ننتظر 40 سنة قادمة ليكون هؤلاء قد انقرضوا وننشأ جيلا كما نريد ، ونتخلص من جميع هؤلاء الخدام ) ، سكت رجل الدين مستغربا لما قاله صديقه البرلماني ، والشخص الثالث كان منصتا بشكل جيد لما دار بينهم فتسائل مع البرلماني الإسلامي قائلا ( أنا من حزب الدعوة الإسلامية ، وخريج كلية الفقه من النجف ، وعملت في التعليم الثانوي ، وألقي القبض عليّ وأودعت التوقيف وبتر أصبعي هذا أثناء جلسات التعذيب المسائية ، وحكم عليّ بالإعدام وإرادة الله تحول الإعدام للسجن المؤبد ، وخفف الحكم وقضيت 15 سنة في السجن ألا يمكن أن أتساوى معكم ؟ ، ) ، رد البرلماني قائلا ( كلا لا يمكن ذلك لأنك لو لم توقع لهم على أن تكون أذنا للنظام بل جاسوسا لما أطلق سراحك ، ولو كنت قد أعدمت لقلنا نعم يمكننا أن نعدك منا ) ، نظر الرجل  الى رجل الدين متوقعا أنه سيجيب هذا البرلماني أو يؤنبه لما تفوه به ، وحين عدم صدور تعليق من رجل الدين أستأذنه الرجل ليرد على البرلماني المتهور والمتعالي قائلا له ، ( أسمع ولأنك أمي بكل شئ بما في ذلك الخلق سأقول لك من هو المجاهد ، ولأنك أمي سوف لن أعرّف لك معنى الجهاد لأنك لا تفقهه ، بل سأوضح لك من هو المجاهد ، المجاهد الذي ترك مكة وهاجر الى المدينة بدينه وأشتد عوده وقويت شكيمته وعاد بعد عشر سنين ليفتح مكة ، أما أنتم فلستم إلا هاربون ليس بدينكم بل بدنياكم ، ووطئتم الأرض التي أتخمتكم بعطاياها سواء من الأمريكان أو الأعراب وعدتم بعد مدة على تلك الدبابات الأمريكية عملاء أذلاء تأتمرون لأسيادكم ، ولو كان هناك نظاما وطنيا لقدمكم للمحاكمة ، وأن لم يتم إعدامكم لأعادتكم تلك المحاكم النزيهة الى حيث كنتم في وحل ومستنقعات الرذيلة بدول أسيادكم ، وسوف يأتي اليوم الذي يقتص فيه منكم لما أفرطتم بسفك دماء الناس ، وجعلتم العراقيين طوائف متناحرة ، وسلبتم أموال الناس وهربت بسببكم الى دول أسيادكم ) ، وهنا أنتفض الإسلامي مخاطبا رجل الدين قائلا أتسمح له بإهانتي وأنا ضيفك ؟ ) ، أجابه رجل الدين ولم لم تمنع لسانك وأنت تكيل لنا سيلا من التهم والشتائم والأباطيل ، فما كان من البرلماني إلا أن يغادر المجلس دون كلمات التوديع ، تحية لكل المجاهدين العراقيين الذين كانوا تحت وطأة صدام ونظامه ، وألف تحية لهم وهم يقتاتون سعف النخيل ومخلفات الذرة ممزوجا بشئ من القمح ولم يطالبوا البرلمان براتب جهادي ، للإضاءة ........... فقط .         



109
المنبر الحر / يكولون غني أبفرح
« في: 15:49 25/01/2014  »
(يكولون غني أبفرح )
                                                                                                                    حامد كعيد الجبوري
        لم أجد أفضل من هذه العنوانة لموضوعتي التي أثارها أكثر من صديق تسائلوا  لماذا لا يزال المثقفون – شعراء وكتاب - لا يجسدوا بنتاجاتهم الأدبية التي يفترض أن تشيع البهجة والسرور لدى المتلقي ؟ ، ولربما أشاطرهم نفس الرأي وأضم صوتي لما يقولون ، ولربما أتقاطع معهم وبنفس درجة التأييد التي آمنت بها بطروحاتهم ، وهذا متأتي من حالة الصراع النفسي الداخلي للإنسان العراقي حصراً ، والسؤال إياه مكرر كثيراً ، وحينما سأل الشاعر الراحل (جبار الغزي) بنفس هذا السؤال أجابهم بهذه الكلمات التي أخذها منه الملحن (محسن فرحان) وأسندها بدءا للفنان ( قحطان العطار ) ومن ثم للفنان (حسين نعمه) ليطلقها لحنا لا تزال الذائقة تردده وباستمرار
                   أيكولون غني أبفرح     وآنه الهموم أغناي
                   أبهيمه أزرعوني ومشو    وعزوا عليّ الماي
                   نوبه أنطفي ونوبه أشب  تايه أبنص الدرب
                   تايه وخذني الهوه        لا رايح ولا جاي
                                         أيكولون غني أبفرح
                                  ******
                   دولاب فرني الوكت    وخميت الولايات
                   والغربه صاروا هلي      وخلاني الشمات
                   مابين شوك وصبر       ضاعن أسنين العمر
                                           أيكولون غني أبفرح
                               *************
      والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، لماذا هذا الحزن المتجذر الذي منفكَ ملازماً للعراقيين إلا ما ندر ، أللهواء الملوث بالحقد والضغينة والاستئثار بكل شئ له علاقة بذلك ؟، وهل أن الماء الذي نشربه وتستقيه جداولنا يحال لحزن وألم دائمين ؟، وهل أن التربة العراقية تنتج الهموم لنحصدها كما الحنطة والشعير ؟،ويروي التاريخ  أن الشاعر (الفرزدق) ذهب حاجاً لبيت الله الحرام ، وهناك التقى الأمام (الصادق ع ) ، فقال له أنشدني يا ( فرزدق ) ما قلته بجدي (الحسين ع) ، فبدأ (الفرزدق) يقرأ أشعاره للأمام ، فستوقفه الأمام قائلاً لا يا ( فرزدق ) بل أتلوها عليّ كما يتلوها العراقيون وبطريقتهم ، وكان له ما أراد وجرت عيونه حزناً لجده (الحسين ع) متأثراً بالطريقة التي تليت به القصيدة إياها كما يزعمون ،ومنهم من يقول أن الحادثة إياها جرت مع الأمام زين العابدين (ع) ، وأخر يقول أنها مع الأمام الرضا (ع) والشاعر دعبل الخزاعي ، ولتكن الحادثة مع أي منهم عليهم السلام فهذا يؤكد ما أذهب أليه من أن الحزن العراقي متأصل فينا حد النخاع ، وأشيع عنا هكذا في كل البلدان العربية ولم نستمع لأغنية تطربنا إلا إذا كانت حزينة
               عاش من شافك يبو حلو العيون      صار مده أمفاركينه وماتجون
             لا خبر والبعد طال ألمن أنودي السؤال كلنه مدري أشلون عشرتنه تهون 
ولو أردتُ السؤال قائلاً لو أنكَ استمعت للفنانة اللبنانية الكبيرة (فيروز ) وهي تردد (دخلك ياطير الوروار ) أو (حبيتك بالصيف حبيتك بالشتي) ترى هل تثير لك هذه الأغنيات هما ووجعا  ؟ أم تترك لك حيزاً من الفرح والنشوة  وهي على النقيض من الأغاني العراقية ؟ ، علما أن الأغاني العربية أكثر رقة وجمالية بالمفردة المستعملة ، ومثلاً متواضعاً لذلك (شتريد) ومعناها واضح ولكن ألا تلاحظ معي قسوة وحدة السؤال مقارنة باللهجة الشامية (شو بتريد سيدي ) التي أجدها أكثر رقة من لهجتنا الدارجة، ولا أعرف لماذا أعتقد أن الآلات المستعملة بالغناء العراقي أكثر إيلاماً وحزناً من الآلات الموسيقية الأخرى ، ومثل ذلك (الناي والربابة) اللتان لهما ذلك الإيحاء الخفي لاختراق شغاف القلوب ، ولا أنكر أن البحبوحة المفتعلة التي أرادها النظام السابق حقبة السبعينات خلقت لنا نصوصاً مميزة دالة على الفرح وأشاعته ( ياطيور الطايره ردي لهلي  ياشمسنه الدايره أبفرحة هلي سلميلي ومري بولاياتنه ) أو ( تانيني ألتمسج تانيني يهنا يم طوك الحياوي ) ، أو (يا خوخ يازردالي بذات مالك تالي ، تانيتك ومن حومرت صار الجني العذالي) والأمثلة كثيرة ، ويضاف سبب لما قلناه غير الصراع السياسي الذي شهده العراق ، وتحوله من احتلال بغيض لآخر أبغض ، ومن ظلم الحكام المتعاقبون ظالم يعقب ظالماً آخر (فالوطن العربي الممتد من البحر الى البحر سجان يمسك سجان) كما أطلقها الرمز العراقي الأبي ( مظفر النواب ) ، والسبب الذي أعنيه هو الفقر وشفيعي لذلك ما قاله سيد البلغاء (علي ع) (لو كان الفقر رجلاً لقتلته) لقناعته التامة ما يؤله الفقر على المجتمع عامة والفقير خاصة ، ولدي أكثر من شاهد لذلك متحدثاً عن نفسي بداية ، أنا من عائلة أقل من معدمة فكل الأطفال بعمري – حينها - ينتظرون عيد الله الذي سيحل عليهم – رمضان وعيد الحج – إلا أنا فماذا سألبس في هذا العيد ووالدي لا يملك من دنياه إلا كرامته ، لذا كنت ألتحف حزني ولا أغادر موضعي أيام الأعياد ، وليس لنا بيت إلا غرفة واحدة مستأجرة لا يستطيع دفع إيجارها البالغ دينار واحد سنوياً ، لم أتناول فطوراً طيلة طفولتي إلا الخبز والشاي ، وبعد أن أشتد عودي وأصبحت بالثالث ابتدائي اصطحبني جاري رحمه الله (رديف البنه) معه للعمل في البناء لقاء أجر مقداره (260) فلساً فقط أيام العطل الصيفية لأنفقها على عائلتي ولأوفر منها ملابسي وملابس أخوتي المدرسية ، طفل في الثالث ابتدائي لا يستطيع حمل ( طاسة ) البناء فأوكلوا لي مهمة حمل ( الطابوق ) على قدر استطاعتي ،ورغم فقر آباؤنا وعدم تمكنهم من إعالة أبنائهم فهم ينجبون التسعة والعشرة من الأبناء متأسين بقول الرسول الأعظم ( ص ) الذي يقول (تناكحوا وتكاثروا لأباهي بكم الأمم) ، ولست على قناعة بأصل هذا الحديث ورواته فبأي أجساد عارية سيباهي (محمد ص) الأمم الأخرى ،وأن صح الحديث فيقع اللوم على الميسورين لأنهم لم يخرجوا من أموالهم الصدقات المفروضة ، ولأني الكبير بين أخوتي فكنت الوحيد الذي لا تصبغ ( دشداشته ) بصبغ النيلي أيام العيد أكثر الأحيان ،لأن والدي أضطر لشراء ( دشداشة ) لي بسب أن ( دشداشتي )  السابقة أصبحت أقل من قياسي ولا أعرف من أين أقترض مالها ،  أما ( دشداشتي )  الحالية ستؤول لأخي الأصغر ، والأوسط من أخوتي للأصغر منه وهكذا ،  وسبب صبغ ( الدشاديش ) بصبغ النيلي لنوهمّ أنفسنا على أنها جديدة ، وبعض العوائل تصبغ ملابسها بالأسود أيام عاشوراء لعدم تمكن تلك العوائل من شراء الملابس السوداء الجديدة ، ولكم أن تتصوروا ما يتركه صبغ النيلي على أجسامنا الغضة الطرية ولقد جسدت ذلك شعراً و أقول
             معاميل الحزن فصل علينه أهدوم      ما ماخذ قياس وراسها أبعبه
           وذا ثوب الحزن يطلع كصير أطويل    تبادل ويّ أخوك وبالك أتذبه
وأن أضفت للفقر اليتم المبكر وفقدان المعيل وترك والدك لك حملاً ثقيلاً (كوم لحم) كما يقول المثل الشعبي وبخاصة أن كن إناث فماذا سيكتب الشاعر عن ذلك ولم أجد لذلك أجمل مما كتبه الشاعر الكبير ( كاظم إسماعيل الكاطع) مصوراً نفسه بحلم تسائل معه (أبو الطيب المتنبي) عن أحواله وأحوال الناس فيقول
     سألني عن جديد الشعر هالأيام   والناس أعله ظيم الصابها أشتكتب
       أشتكتب والجديد البي فرح جذاب   والكلك جديد أيفرحك يجذب
      أمي من الزغر تنكل حطب للنار    ويفوّر جدرها ومدري شتركب
     مصباح اليتم صبتلي بالماعون       ومن ضكت الحزن شفت الحزن طيب
 ملحه أهدومنه مالات عشر أسنين  موسمران بس هنه علينه ألوانهن تكلب
  مبعد يا قطار الشوك وين أتريد  إخذنه أوياك بلجي أبدوستك وياهم أنجلب
   أخذني وياك شاعر كل رصيده أجروح  يفتحلك أحساب أبأي مدينة طب
كيف يكتب (الكاطع) للناس وهذا هو حاله والأكثر من ذلك حينما يكبر ويتزوج وينجب يفقد زوجه وأبنه البكر بعام واحد فكتب قصيدة (بير المنايا) يقول فيها
             تغطيت وبعدني الليلة بردان   لأن مويمي أنت فراشي بارد
             وينك يادفو ياجمر الأحزان   أحس أبدمي بالشريان جامد
             يامهر الصبر ماكضك عنان    نسمع بس صهيلك وين شارد
            كل ساع وتكضني جفوف بطران   وأنا جلد العليه أقماشه بايد
وخير من جسد الحزن والألم والمعانات العراقية الشاعر الكبير (عريان السيد خلف) ، ومعلوم أن (عريان) من عائلة شبه ميسورة ووالده سيد قومه ويملك (علوة) لبيع وشراء الحبوب إلا أن صروف الدهر مجتمعة أفقدته أمه رضيعاً ، فكفلته أخته الكبرى وسرعان ما فقدها أيضاً ، وأخذته زحمة العمل السياسي وتصدعاتها ، فنظر للمآساة العراقية بعين شاعريته الكبيرة مطلقاً قصائد عصماء تجسد الواقع العراقي المتردي بكل مفاصل الحياة ، واضعاً نصب عينيه ألآم العراقيين مبتدءاً من ستينات القرن المنصرم وصولاً للانتفاضة الشعبانية -(الحيطان منخل والدروب أحفور ،..... هنا مصحف جلالة هنا حمامة بيت/ هنا وصلة جديلة أبجف طفل مبتور)- ومابعدها ،ولكني سأورد أبياتاً من قصيدة (صياد الهموم) لعلاقتها بموضوعتي
  ضمني أبليل ثاني وحل حلال الخل شحيحه أفراحنه ودكانها أمعزل
البسمه أنبوكها من الآه والياويل      وصياد الهموم أبدفتره أيسجل
حاطنك ضواري أمهذبات الناب      ولا مخلص يعينك لو ردت تجفل
مصخت والضماير غبراها الغيض     وأمتد الدرب وأم الفرح مثجل
 مدنف فوك وكري إبطارف الصعبات  وصكور الروابي العالية أتزبل
مشكلتي الفرح ماعرف بابه أمنين    وبثوب الحزن من زغر متمشكل
ناورني الدمع بأول مدب عالكاع    وناغمني الحزن وّي رنة الجنجل
ضميت الصداقه أجروح تدمي أجروح وحرزت الوفه ولن مايها أموشل
دحل شعرك حبيبي الليل خل أيطول تره خيط الفجر يستعجل أمن أيهل
        وتساؤلكم المشروع هذا لماذا لا يغادر الشعراء القصائد الحزينه واستعاضتها بقصائد مبهجة ؟ ، أتعلمون أن مثل هذا  الطرح أثار حفيظة الشاعر المرحوم (صاحب الضويري) وشنها حرباً ضروس على شاعر كتب قصيدة ناغى بها ما تريدون فقال له مؤنباً وموجهاً وعاتباً عليه لأنه كتب هذا النص فيقول له
         إي يمسعد تضحك بكل السنون    ومن زمان أحنه الضحج ناسينه
         ومن زمان أمشجل وأبره الضعون     واليكع ماليه مهجه أتعينه
        ياعيوني الماجرت مثلج أعيون        وياجفن يركه الدمع صوبينه
        خاف غصن الشوك ينهيه الهلاج    أحنه منحر للهوه أمخلينه
        أذكر الله وحوبت الوادم وراك      المحمي لابد ما تزل رجلينه
        ومن حقي وحقكم أيضاً أن نتساءل ونقول ، هذا الذي أوردناه كان في عهد نظام شمولي دكتاتوري عسكر كل شئ ، ولكم أن تتصوروا الحروب الرعناء التي أقحم فيها الطاغية المقبور العراق والعراقيين ،وأورثهم الضحايا والفقر والقبور الجماعية ، وما أنتجته من قصائد مجدت الموت والظلاميين حتى وصلت هذه العسكرة لكرة القدم (هاي مو ساحة لعب ساحة قتال) ، وبما أن هذه الشرذمة لفظت أنفاسها ورحلت فلماذا تصرون على البقاء على هذه القصائد المليئة بالدماء والموت والذبح ؟ ،وجواباً لهذا التساؤل أقول ، نعم لقد تغيرت الحالة الاجتماعية والمعاشية للشعب العراقي وأصبحنا نمارس الديمقراطية التي لم نعرفها سابقاً ، ولكن هل أن الديمقراطية إياها يمارسها السياسي وهو مؤمن بها ؟ أم أنها مطيته الجديدة لقيادة البلاد والعباد ؟ وبعض من المسئولين الجدد يقول كنا وقت الطاغية (اليحجي أيموت) والأن (إحجي حتى تموت) وهذه مفارقة عجيبة ، فالنظام السابق كمم الأفواه والقادم الجديد سد أذنيه كي لا يستمع لنا ، فلم يبقى للأديب إلا التنديد المباشر او المبطن لتوعية الجمهور لذلك ، والكل يعرف الشاعر الراحل (رحيم المالكي) الذي رآى القادم الجديد غير مكترث بما يريد الشعب ، مانحاً نفسه المميزات التي لم يحصل عليها أغلب الساسة في دول العالم ،ولم يجد الشاعر إلا (حسنه ملص) وهي أشهر من أن أعرف بها ليخاطبها متخذاً من المثل الشعبي (أياك أعني وأسمعي ياجاره) فيقول
       ياهو المنج أشرف حتى أشكيله    ياحسنه ملص دليني وأمشيله
وشاعر آخر (علي الربيعي) يقول (وين أتروح وعدمن تنزل / الخوف أرحم من أبن آدم / أبروحك يتشظه وما يكتل / كلها أبمنجل عمرك تحصد / محد بين أسنينك يشتل ) ، ومرة أخرى يقول (ها ياوطن يابو المراجيح / كل مره ترسم شمس وبحضنك أتطيح / ذابل وصوتك يصيح / لا تطيح ، لا تــــــطيــــح / خشبه أنت أشورطك صرت المسيح) ، ولأن الشاعر (الربيعي) فقير  ولديه ما يسد قوته فقط لذا خاطبه الآخرون ليحسن من حالته المعاشية ولم يجد إلا الدماء ليبيعها ودلالة الدماء هنا الحياة ولكونه أراد الحياة لمواطنيه ووطنه لذا بدء يبيع الدماء لهم فمنع من ذلك لسبب( كالوا نفحص / ردوا بعد أشويه وضحكوا / رجعوه ما ينفع للناس / هذا الصنف إيهبط السوك / نسبة دمكم كله أحساس ) وهذا الدم الحساس لا ينفع مصالحهم ومآربهم الشيطانية ، وشاعر آخر (عماد المطاريحي) إمام الفقراء يقول (آنه أحس نفسي نبي هذا الزمان / معجزاتي هدومي بيض / أبوسط وادم كلها غيم / وماكو ضير من تطالبني أبكتاب آنه قرآني ضمير ) ، ولم يقل هذا إلا بعد تأكده القاطع من أن جيوب الكثير من  الساسة والقائمون على أمور الدولة ملأت بأموال بطرق أغلبها غير شرعية وعن طريق السرقة والشركات الوهمية التي أبتكروها ، وحتى الغالبية من الأحزاب العلمانية والدينية شيعية أو سنية اتخذت من الدين غطاءاً لمصالحها ولكم أن تتصوروا أن النظام سقط منذ سبعة سنيين أي سبعة حجج لبيت الله الحرام وصاحبنا المسئول في الأحزاب الدينية الإسلامية شيعية أو سنية حج بيت الله ثمان مرات ضارباً عرض الحائط فتاوى من أوصله لهذا المكان الذي لم يصل أليه بشهادة جامعية ، وأن أمتلك تلك الشهادة الجامعية فأغلبهم قد زورها على الطريقة الإسلامية  .
        سأختم موضوعتي بالقول مجدداً أن هذه الأرض العراقية لا تلد إلا الألم والعناء وها هو الشاعر (رياض النعماني) الذي غادر العراق هرباً من الدكتاتورية قال لنا نفس مقولتكم (علينا أن نذبح الظلام بالضياء وعلينا زرع شجرة جديدة بدل البكاء على شجرة ذابلة وعلينا أن ندحر الموت بالحياة وأن نوقظ القلوب بالحب لنبني للأطفال سعادة دائمة) وكان يكتب نصوصه الشعرية وهو بعالم الغربة بعيداً عن المعاناة العراقية فيقول ، (من تكبل القداح كله إيهب علي / وثيابي زفة ألوان / عبرتني الشناشيل وهلال المناير والنخل / للكاظم أتعنيت / وأعبرت الجسر / خبرهم أبات الليلة ويّ أمكحل الشمام / وخيار الشواطي  / صفكه وهلاهل / والفرح طول النهر / يامدلول تانيتك عمر / حنيت باب البيت / وبوستك حدر التراجي من الزغر) بهذه الشفافية كتب الشاعر (النعماني) قصائده بالغربة ، ولكنه عندما عاد للعراق مستقراً به ثانية كتب ما نصه (أتباوع على بغداد تبجي ويبجي ليها البجي / بيها الليل حفره والبيوت أكبور / واحد على واحد ميت ومنتجي / كابوس راكس غارك أبكابوس / ياناس وين الناس / وين الهوى وذاك العمر / جنيت يابغداد أدور بيج عنج / تمشي الكهاوي أتدور أبكل درب / أتريد واحد يكعد ومالكت / وحدج وحيده والأحزاب أشكثر) . 
 

110
المنبر الحر / العرب تاريخٌ ...!!!
« في: 21:36 15/01/2014  »
إضاءة
العرب تاريخٌ ...!!!
حامد كعيد الجبوري
    لست يائسا لكنها هي الحقيقة المرة ،وكلما أستذكر أساتذة التاريخ ودروس الوطنية أضحك حد الجنون ، تنتابني قشعريرة فأبصق فوق التاريخ المزيف ، وأشفق على نفسي وعلى الآخرين ، كيف تمرر علينا هكذا أكاذيب ، ( طلعنا عليهم طلوع المنون فطاروا هباءً وصاروا سدى ) ، و ( بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا ) ، أليس هذا ما تربينا عليه ؟ ، لست يائسا لكني أأسف أني أدركت الحقيقة متأخر جدا ، أي تاريخ نتحدث عنه ، وأي قومية عربية يتمشدق بها العروبيون ومن يمشي بركابهم ، قرأت التاريخ العربي فسالت بين جدران مكتبتي الدماء البريئة ، الفتوحات بل الاحتلال الإسلامي لزيادة النفوذ والمال والنساء ، العربي يستهويه  الجنس والمال ، ( خالد بن الوليد ) الذي أستباح مدينة يمانية كاملة – راجع الطبري والمسعودي بترجمة خالد بن الوليد - ، وقتل أهلها ، وقتل ( مالك بن نويره ) ونام بزوجه عروس ، ( بسر بن أرطاة ) – راجع الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر القرطبي / السير والتراجم -   جن بالدم فكان يبعج بطون الناس وهو يسير بطرقات الشام فشكوه الناس الى ( معاوية بن ابي سفيان ) ولولده وأعطوه سيفا خشبيا وجلد شاة مذبوحة علقت بفناء بيته ليضربها بسيفه ليدافع في سبيل الله وينشر الإسلام بزعم التاريخ ، ( أبو الأعور السلمي ) ، ( يزيد بم معاوية ) ،  ( الشمر بن ذي الجوشن ) ، ( الحجاج بن يوسف الثقفي ) الذي يقول عنه الطبري بتاريخه لو أتت كل الدنيا بطواغيتها وأتينا بالحجاج لكفى ، ، الدولة العباسية وما أنتجته من دويلات تركية وفارسية ، والكثير الكثير من هذه الأسماء التي تقيئها الإنسانية ، ( صدام حسين ) ، ( عائلة الأسود ) ، ( آل السعود ) ، وغيرهم ومثلهم الكثير ، تاريخ لا يشرف إنسان ، ولو أخذنا غير الدم وفتحنا أبواب العلوم أريد من يرشدني لأسم عربي ترك بصمة وأثرا علميا ، أبن سينا ، سيبويه ، الفارابي ، أبن المقفع ، تاريخ ليس فيه من النقاء والصدق ألا ما يزكم الأنوف ، ولو دققنا بتاريخنا المعاصر لزدنا بؤسا وتعاسة ، ( أسد علي وفي الحروب نعامة ) ، من باع التاريخ العربي سوى ثوار الأسواق الكسبة الواقفون على أبواب سفارات الدول الكبرى ، الثوار الذين يملئون بطونهم من فتات موائد الدول الكبرى ، وسأختم من حيث بدأ الشاعر العراقي الرمز مظفر النواب
أنت يا رب تغفر للكفر أن كان حرا أبيا
وهيهات تغفر للمؤمنين العبيد
ذلك فهمي ..
وأنت ضمان على ما أقول .
                        للإضاءة ............ فقط . 




111



محمد وأحمد مختار وبشير



حامد كعيد الجبوري



يا يتيم الملك أسرار الوجود
يا أبو الأيتام يا كلب السمح
روضه بين القبر والمنبر أكيد
واليكف ما بينهن هذا الربح
أمتللين أذنوب واليعزم يتوب
أبلا ذنب يرجع وجفته الترتجح
درب معسر موحش ومعتم طويل
الدنيه ظلمه وبسمك أنجيب الصبح
محمد وأحمد مختار وبشير
المصطفه والسار نهجك يفتلح
أتـنور طيبه تزدهي وتشرفت
أبفيض جودك والنكر فضلك جبح
يا وسيع الباب يم بابك رجيت
واليريد الفرج بالدعوه يلح
أنتخيتك وأنتخيتك وأنتخيت
عاصي أجيت أبسيل عطفك أنصلح
**
ميت حي سيوفهم تروي الذئاب
تقترب لله لولادك ذبح
للجريمه أجذور من يوم الوحي
طمطموا والعار سر وينفضح
للبقيع أرمال عاين وأشتكه
لله ودموعه على الشيبه تسح
حصن مرعب والنبي أبوسطه أسير
بيد سجانين مكسور الجنح
أعترف أن الحرم هيبه و جبير
مو أله التعمير لجيوب الفلح
وين زهرائك يبو الزهره البتول
الببيها والحسنين صدرك ينشرح
الجسره صارت سيدي أبيوم الخميس
خذوا رادتهم أبدمكم ينسفح
من ضلع زهرائك ومحسن يسيل
للطفوف الدمه من يثرب نضح
بيت للأحزان تبني وهدموه
جرعوها الويل بوجوه الكلح
والهظيمه سيدي التاكل الروح
عالجبال القمم يتعله السفح
ومن هذاك اليوم نجريها الدموع
وللفرح نتخاصم وما نصطلح
**
وين زهرائك يبو الزهره البتول
أبيا كتر من روضتك مدفونه
بس غبت عنها أبتده فصل العذاب
اليوم مثلك بالحزن مسجونه
يا رسول الله وأميرك جردوه
جلس بيته وبيعته أينكرونه
خضع لله وبوصيتك ملتزم
همته فقاره وتدور عيونه
لولا أمرك كلب عاليها ونهض
وقيد أبقيد الذي أيقيدونه
يا رسول الله أبكلب مدمي وحزين
يريد نلثم تربتك منعونه
يا رسول الله طال الأنتظار
أشوكت غايببنه يحل فرحونه
**







112
إضاءة
إعلان غير مدفوع الثمن
( د مديحة عبود أحمد البيرماني )
حامد كعيد الجبوري
   يقول أصحاب تفاسير القرآن الكريم أن الله جل جلاله أوحى لنبيه إبراهيم عليه السلام قائلا له يا إبراهيم أبنِ لي بيتا ، جمع نبي الله الناس وأتى بمستلزمات البناء وأكمل بناء المسجد كما أمره الله سبحانه وتعالى ، بعد أن أنهى النبي بناء المسجد أوحى له الله ثانية يا إبراهيم أبنِ لي مسجدا ، وفعل النبي ما أمر به ، وتكرر الوحي لمرات عديدة والنبي يبني ما يؤمر به ، كثرت المساجد ولا يزال الوحي يطرق سمع إبراهيم بنفس الأمر ، تحدث إبراهيم مع ربه عن طريق مرسله وقال له يا رب لقد بنيت الكثير من المساجد للناس حتى كثرت وليس فيها من يتعبد ، فجاءه الجواب قائلا يا إبراهيم أنا لم أقل لك أبنِ لي بناءا من الآجر ، ولكن أردتك أن تبني لي بيوتا في قلوب الناس ،  الغريب أن الناس لا تتعظ  من الرسل ومن الكتب السماوية ورأي المصلحين ، ولا يزال الناس يبنون الجوامع والمساجد ودور العبادة دون الحاجة لها ، نجد أكثر من جامع ومسجد غير مأهول بمصليه ، ورغم ذلك يصر الكثير على البناء معتقدون أنها الوسيلة الوحيدة للتقرب لله سبحانه وتعالى ، ولا أريد التحدث بغير حسن النوايا التي احملها لمن يبني هذه الجوامع والأضرحة وما الى ذلك رغم عدم قناعتي بها ، وللحقيقة أجد أن حياتنا اليومية فيها الكثير من الظواهر التي تستحق أن نتعبد لله من خلالها ، وهي أقرب لله سبحانه وتعالى من غيرها  ، فأنا أرى أن بناء بيوت واطئة الكلفة توزع للفقراء أفضل بكثير من بناء صرح يصرف عليه مئات الملايين ولا يدخله سوى نفر قليل من البشر ، وأنا على يقين قاطع لو عاد علي ( ع ) للدنيا ووجد هذا الذهب الذي يطرز قبته لباع ذلك الذهب وحوله الى عملة نقدية وبنى  الدور وأسكنها فقراء الناس ، وربما يتصور البعض أني ضد بناء جامع أو مسجد وهذا خلاف معتقدي ، كنت أتمنى على أصحاب المال أن يكسروا هذه القاعدة ويتوجهوا لبناء مستشفى أو ميتم أو مدرسة أو بئر ينتفع منها الكثير  ، والظاهر أن تربيتنا الشرقية وحبنا للشهرة وبريقها يدفع الميسورين لهذا النهج ، وفعلا كسرت هذه القاعدة ومن امرأة  لا اعرف إلا أسمها ( د . مديحة عبود أحمد البيرماني ) ، وجدت ملصق جداري يقول ( تبرعا من د . مديحة عبود أحمد البيرماني بناء مدرسة نموذجية تتكون من 14 صفا مع ملحاقتها  ) ، حقيقة استغربت لذلك كثيرا  ، ودهشت أكثر لمعرفة الحقيقة في ما أراه ،  اتصلت عبر ( الموبايل ) بأخي مختار تلك المحلة مستفسرا عن ذلك ، وعلمت أن هذه الدكتورة حلية المولد والنشأة ومن مواليد 1938 م محلة ( كريطعه ) ،  ودرست الإعدادية مع البنين لعدم وجود إعدادية للبنات آنذاك ، وتخرجت من الكلية الطبية عام 1961 م وعينت دكتورة نسائية في صحة بابل ، ويقول المختار أنها كانت تسافر كثيرا خلال فترة وظيفتها  وبعد تقاعدها استقرت خارج العراق  وتأتي لزيارة أهلها بين حين وآخر ، ووجدت أن الحلة تفتقر لمدارس نموذجية لذلك قررت أنشاء مدرسة إعدادية نموذجية مع ملحقاتها ، وبدأ التنفيذ وبأشراف مديرية تربية بابل مباشرة ، وكلفت أحد المهندسين لمتابعة العمل ميدانيا ، والعمل مستمر وهو بنهاياته تقريبا ، وعلمت أن المبلغ المتبرع به ( مليون و250 ) ألف دولار أمريكي قابل للزيادة وحسب حاجة البناء ، شكرا لك أيتها الفاضلة وأتمنى أن أطبع على جبين سخائك الوطني قبلة الوفاء والعرفان لأنك كسرت قاعدة نحن بأمس الحاجة لتجاوزها ، للإضاءة ...... فقط .     







113
المنبر الحر / ( الحكومة نزل ) !!!!
« في: 23:32 09/12/2013  »
إضاءة
( الحكومة نزل ) !!!!
حامد كعيد الجبوري
        ( النزل ) المستأجر الذي يستأجر بيتا أو حانوتا وحتى السيارة ، ويقال فلان أستأجر بيتا أو حانوتا أو سيارة ، بمعنى أن المستأجر لا يملك الدار أو الحانوت أو السيارة ، وربما هذا المستأجر لا يملك المال الكافي ليدفع مبلغ أجار المأجور ، فمرة يلجأ الى الاقتراض من الناس ، أو يبيع شيئا من مدخراته ليدفعها للمؤجر صاحب العقار ، وكثيرا ما تحدثت شجارات وتشابك بالأيدي أو السلاح الأبيض بين المستأجر والمؤجر ، وربما يسقط قتلى جراء ذلك الشجار ، ومحاكمنا العراقية مليئة بمثل هكذا خصومات تجدها في المحاكم الجزائية وغيرها ، وغالبا ما يكون المستأجر غير حريص على سلامة العقار المؤجر ، فيبدأ العقار بالتهاوي جزءا أثر جزء ، ويبقى المؤجر صاحب العقار يرمم ما خربه أو تلفه المستأجر ، وقليل جدا من المستأجرين ( النزل ) يهتمون بما يؤجرونه ويلاحظون مكامن العيوب ويقومون بتصليح ما أتلفوه عمدا أم سهوا ، كل هذه المقدمة بسبب وضع مزري أجده هذه الأيام يكثر بمحافظاتنا العراقية ، وبما أننا وبفضل التغيير السياسي في العراق لم نعد نرى إلا المحافظة التي نسكن ، وهذا ما أراده القادم الجديد متذرعا بالإرهاب والطائفية ، ولا أعني كل المحافظة ، بل الجزء الذي نسكنه مجبرون عليه ولا يمكن الوصول لأجزاء المحافظة إلا بعد التي واللتيا بسبب ( السيطرات ) والانتظار الممل ، إذ لا خيار غيره ، ميزانية بلد صغير الحجم والنفوس كالعراق قياسا لبلدان أخرى ، وله ميزانية تعدل ميزانيات دول قطعت أشواطا بمضمار تقدمها ، الغريب أن الوزارات العراقية الحالية تبني دوائر حديثة تتسع لدوائرها الفرعية بالمحافظات وتترك بلا استغلال عقلاني مبرمج ، وندخل لتلك البنايات فنجد غرفا كثيرة غير مأهولة بالموظفين ، ومع ذلك نلاحظ أن تلك الدائرة تستأجر بيوتا من الأهالي لتستخدمها دوائر حكومية لها ، مثلا دائرة صحة محافظة بابل ، بناء حديث ، طوابق متعددة ، على مساحة أرض كبيرة ، ووجود غرف فارغة فيها ، ولكنها تستأجر بيوتا أهلية وتجعلها دوائر حكومية ترتبط إداريا بمديرية صحة بابل ، ومثلا واحدا لذلك والحالات كثيرة جدا ، استأجرت دائرة الصحة / بابل بيتا في حي ( الخسروية ) ، وجعلته مركزا عائدا للمديرية  لتسجيل الوفيات والولادات ، ووزارة العدل أنشأ لها الأمريكان مجمعا قضائيا كبيرا خارج المدينة قليلا ، وتركوا المحكمة السابقة التي تقع وسط المحافظة ، ولا تزال غالبية منشآتها فارغة تماما ، ولا اعرف هل أن كاتب العدل يعود إداريا لوزارة العدل أم لوزارة المالية ؟ ، لأنه وأعني كاتب العدل ترك البناية الحكومية التي كان يشغلها وأستأجر بيتا أهليا وجعله مقرا لكاتب عدله ، ووزارة الداخلية لها بيوتا لا تحصى مستأجرة من الأهالي ، وكذلك محافظة بابل تؤسس  أقساما مستحدثة كثيرة وتستأجر لها بيوتا أهلية أيضا ، وأشك أن هناك أكثر من شبهة فساد مالي بذلك ، السؤال الذي أخلص أليه قائلا هل أن حكومتنا العراقية صاحبة ملك وتتصرف بملكيتها الشرعية  ؟ ، أم أنها ( نزل ) سرعان ما يتركنا ويعود من حيث أتانا ؟ ، سؤال لا أجد له جوابا منطقيا ، للإضاءة ...... فقط .   

114
إضاءة
( نفس الطاس ونفس الحمام )
حامد كعيد الجبوري

   لا أعتقد أن العراقيين قد نسوا الأحاديث التلفزيونية التي كان بطلها الرئيس العراقي المقبور ( صدام حسين ) ، ويعرف الجميع أن لا قنوات ولا فضائيات غير القناة ( 9 ) والقناة ( 7 ) ، ويتولانا أبو ( عدي ) بفلسفته وأفلاطونياته  التي لا يعرفها غيره من خلال هاتين القناتين ، فنذهب لفراشنا يأسين حيث لا مناص من ذلك إلا بالنوم  خلاصا من أحاديث سمجة لا فائدة من الاستماع لها ، الآن أدركت أنه كان يفترض بي أن أرجع لتلك الجلسات وأستمع لها مليا ، ولكن لم أجدها ، ورجعت لذاكرتي التي تختزن الكثير مما تسمع ، في أحد الأحاديث قال ( صدام حسين ) أنه أراد أن يزوّج أبنه عدي ولكنه لا يملك المال الكافي لذلك الزواج ، فعمد لبيع ما يملكه من أغنام وماعز يعتز كثيرا بتربيتها لينفذ رغبة ولده المصر على الزواج ، وحديث آخر قال فيه أن ( عدي ) أضاع بطاقته التموينية وبقي محروما لأشهر منها ، ولحين أخراج بطاقة تموينية جديدة ، وحديث يشبهه حيث يقول دخل ( عدي ) على والدته فرآها تخيط قميصا ل( صدام ) ، فقال عدي لها ما تفعلين يا أماه ؟ ، قالت أن ( ياخة ) القميص تهرأت من كثرة الغسيل والكي ، لذلك عمدت لقلبها لوجهها الآخر صونا لمظهر والدك ومنصبه يا بني ، وصفق العراقيون كثيرا لهذا الحديث الذي يعرفون عدم مصداقيته ، وما أشبه اليوم بالبارحة ، يتحدث دولة رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) للعراقيين قائلا ، خرجت لبيوت التجاوز وشاهدت معاناة ساكنيها فأدركت  أن رواتبنا حرام  طالما هناك أناس يعيشون بهذا الشكل المأساوي ، وهناك بون شاسع بين رواتبنا ورواتب موظفي الدولة العراقية ، ومرة أخرى تحدث عن ولده الذي عجزت شرطة العراق ، وجيشه ، ومخابراته ، وقوات ( سوات ) من ألقاء القبض على شخص أسماه دولته ( رامبو ) ، وأخيرا فاجئنا دولة رئيس الوزراء بوجود صخرة ( عبعوبية ) وضعت لسد تصريف مياه المجاري وزنها ( 150 ) كغم ، ولا أريد مناقشة كيف أدخلت هذه الصخرة من فتحة التصريف ( المنهول ) ، وربما هذه الصخرة التي يراد بها تعطيل عمل الحكومة وسيادة الدولة قد  جمعت أجزاءها ولصقت بمادة ( الصمغ ) لتتكلس تدريجيا ، وحديث آخر لدولة رئيس الوزراء السابق الجعفري الذي أكتشف أن هناك تزويرا بعمليات الانتخاب ، وأكتشف أن من حصل على ( 100 ) صوت يصبح عضوا برلمانيا ويتحكم بمصير بلد كالعراق ، لا أريد التعقيب بل أريد التساؤل قائلا ، لماذا لم يدرك السيد المالكي ، والسيد الجعفري خطورة مثل هذه الأحاديث والتصريحات  إلا قبل أشهر قلية للانتخابات القادمة ؟ ، ولماذا لم يتحدثا للعراقيين من أول يوم تسلما   فيه منصبيهما ؟ ، ( فما حدا مما بدى ) ، للإضاءة .... فقط .   


115
إضاءة ...
( أن كان بيتك من الزجاج فلا ترمي الناس  بحجر )
حامد كعيد الجبوري
  جميلة هي الأمثال الشعبية ، ومعلوم أن هذه الأمثال هي حصيلة سلوكيات و ثقافات شعوب دونتها ، ومن هذه الأمثال المثل الشعبي العراقي الذي يقول ( عيرتني بعارها ولبستني أيزارها ) ، وربما الأخوة العرب غير العراقيين لا يعرفون هذا المثل الذي يقال للشخص الذي يتهم الآخر بسلوك أو عمل مشين ، وهو يمارس ذلك السلوك أو العمل ، أمس 23 / 11 / 2013 م عرضت الفضائية العربية ضمن نشرات أخبارها  لقاءا مع السيد ( صلاح القلاب ) وزير الأعلام الأردني السابق ، ووجه من خلال الفضائية سيولا من الشتائم على العراق ، وسوريا ، وإيران ، ولبنان ، والنفس الطائفي يزكم أنف المستمع لذلك اللقاء  ، وتحدث عن السياسة الأمريكية المتقبلة المزاج والأهواء ، وكأن السيد الوزير قد أكتشف لنا أمبولة ( أنسولين ) ، وهو يعلم علم اليقين – وهو الرجل السياسي والبرلماني – أن السياسة لا صديق ولا عدو دائم لها ، ويعلم أيضا أن المصالح هي التي تتسيد كافة المواقف ، لا أريد أن أدافع هنا عن أحد فلهم إعلامهم ولهم وسائلهم الدبلوماسية للرد ، ولكني أحب أن ألفت نظر الوزير الأردني لحقائق يدركها هو ونحن على حد سواء ، أقول له يا سيادة الوزير أتعلم أن ملككم الراحل الحسين بن طلال ، وقف مع الطاغية المقبور صدام حسين ، وأطلق أطلاقة مدفع طائفي على إيران أثناء الحرب العراقية الإيرانية ؟ ، وهل يعلم السيد الوزير أن مملكتهم عبارة عن خربات بنيت بمال العراقيين وما منحهم صدام من نفط بلا مقابل ؟ ، وهل يعلم أن العراق فترة الحصار المفروض على شعبه المستضعف حكوميا – لا أدافع عن نظام مقبور - ودوليا ، لم تكن بضائعه تأتي إلا من ميناء عقبتهم ، وبحرهم ، وعملتهم ( البريزة ) ؟ ، والغريب أن النظام العراقي الحالي لا يزال يضخ نفط العراقيين لهم بأسعار ودعم لا يحصل عليه أبناء العراق ؟ ، وسؤالي لسيادته حيث يقول أن للعراق –  يستشف من حديثه مخاطبة شيعته وكورده فقط - له علاقات مع دولة إسرائيل ؟ ، وهو يجلس بعاصمته عمان التي يرفرف بسمائها العلم الإسرائيلي ، وتنطلق شركات الطيران الأردنية برحلات يومية منطلقة من عمان الى إسرائيل وبالعكس ، أتمنى عليه ، وعلى من هو بشاكلته ، أن ينظر لما يحدث ببلده قبل أن يتهم الآخرين ، وأقول له أيضا ، أيها الوزير ألا تعلم أن العراق وسوريا الآن ساحة لكل مخابرات الدنيا ، ومخابراتكم الأردنية منها ،لمَ تسمح لتواجد هكذا دول ولا توافق على وجود دولة إيران في العراق وسوريا وجنوب لبنان مثلا  ، وأنا أرفض تواجد أي قدم أجنبية بأي بقعة بالعالم لأن ذلك امتهان لكرامات الشعوب  ، وسؤال أخير يا سيادة الوزير السابق ، لمَ لم يصل الربيع العربي السلفي المشهود لأردنكم ؟ ، ومعلوم أيضا أنكم الحاضنة التي خرجت ( الزرقاوي ) ومن هو على شاكلته  ، دعوة للحكومة العراقية التي أشك أن تفعل بما يريده العراقيون ، أقول لهم ليس النفط العراقي حصة أحزابكم فتفرطون بمال العراق وفق أهوائكم الشخصية ، بيعوا  النفط العراقي  لدولة الأردن كما تبيعونه لأي دولة أخرى ، للإضاءة .......... فقط .   

116
في كرنفال بمناسبة العيد الثمانين

الشيوعيون يعيدون للشعر الشعبي عافية مهرجاناته


حامد كعيد الجبوري
    لا أعرف، وقد أعرف السر الذي يحمله الحزب الشيوعي ليتعلق به العراقيون الوطنيون بهذا الشكل الجدير بالدراسة والتحليل الموضوعي، كيف لا وهو من التصق بالناس وعاش معاناتهم وانطلق من رحمهم، ونطق بآلامهم وآمالهم.
في آذار عام 1974، احتفل الشيوعيون بعيدهم الأربعين، وصدر كراس ضم بين دفتيه (32) قصيدة لرموز شعرية شعبية عراقية تركوا بصمة واضحة على نمط كتابة القصيدة الحديثة، وهؤلاء الشعراء المساهمون في العيد الأربعين للحزب الشيوعي منهم من قضى نحبه، ومنهم من هاجر من بطش النظام السابق ثم عاد لبلده بعد سقوط صنم الدكتاتورية، ومنهم من بقي داخل العراق صامتا، لذلك كان من دواعي السرور أن يساهم من بقي من هؤلاء الشعراء الكبار بهذا المهرجان الوطني الكبير.
   الساعة الرابعة والنصف عصر يوم الأربعاء 30 تشرين الاول 2013، كانت قاعة المركز الثقافي النفطي في بارك السعدون ببغداد على موعد مع المهرجان وقد امتلأت برواد الشعر الشعبي ومحبيه وفي مقدمة الحضور كان سكرتير اللجنة المركزية للحزب حميد مجيد موسى وقياديو الحزب مع حشد متنوع.
 بعد النشيد الوطني والوقوف حدادا على أرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية والوطن والشعب اعتلى المنصة عريف الحفل الشاعر (عبد السادة البصري) الذي أضفى بمختاراته الشعرية الكثير من الحلاوة
 

 

والطلاوة على الكرنفال، وهو شاعر فصيح لكنه وفي يوم الكرنفال البهيج كتب نصا شعبيا جميلا استهل به الحفل: 
(كل سنة من سنين عمرك
ورد جوري وياسمين
كل سنة من سنين عمرك
يكبر ويانه الحنين
كل سنة من سنين عمرك
نكتب بدرب العشك
فرحة وأغاني
للوطن للناس
ننثر واهليه
كل سنة من سنين عمرك
نجدد الحب لطريقك
يا طريق الشعب أنت ويا هويه
يا سلام .. ويا محنه
وطيبة معجونة ويه دمنه
إكبر إكبر
وبعد إكبر ، وبعد إكبر ، وبعد إكبر ، وبعد إكبر
وننتظر عيدك الميه)
ثم قرأ القيادي في الحزب الشيوعي (مفيد الجزائري) كلمة الحزب فقال (شهران ويطل عام الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، ذكرى انطلاق مسيرة أعرق الأحزاب السياسية، وقوى الكفاح الوطني والتقدمي العراقي، وأطولها عمرا، وأحد أكثرها وفاء للشعب وعطاء للوطن، وتضحية في سبيل حريتهما وسيادتهما وكرامتهما وتطورهما وازدهارهما، ودفاعا عن حقوقهما).
وعن رؤية الحزب للشعر الشعبي تقول كلمة الحزب فعبرت عن فرحة الشعراء الشعبيين بهذه الرؤية الوطنية الشيوعية للشعر الشعبي (ويهمنا جدا هنا أن نعود الى العلاقة الحميمة التي نشأت وتعززت بمرور السنين بين حزبنا الشيوعي والشعر الشعبي ومبدعيه. فقد كان الحزب على الدوام حاضنة حقيقية لهذا الشعر ولشعرائه، وداعما ثابتا له ولهم ولنموهم وتطور إبداعهم، حتى تحول هذا الشعر، على يد عدد من كبار مبدعيه الشيوعيين، الى ظاهرة إبداعية متميزة عراقيا، بل وعربيا. ويحق لنا اليوم ان نفخر بالكوكبة المخضرمة من هؤلاء الشعراء، الذين زرعوا بذور رقي الشعر الشعبي العراقي، وأسسوا لمدرسته الحية المتجددة، التي ظل يؤمها وينهل من إرثها الغني العشرات والعشرات من منتسبي أجيال الشعراء الجديدة. كما لا ننسى ان هؤلاء المبدعين الكبار احتضنوا الحزب الشيوعي بدورهم، ووهبوه وقضيته النبيلة ونضاله ومناضليه، أجمل وأروع ما أبدعوا وكتبوا).
 وأعقب الكلمة عزف بهيج على آلة العود لأغنيتي (هربجي وياعشكنه) للفنان (علي حافظ)، وبعده جاء دور الإبداع الصادق، الشعر الشعبي، فاعتلى المنصة الشاعر "نوفل الصافي" بقصيدته (الرسالة العملية لعراق الحب) التي لقيت استحسانا مميزا من الجميع:
(الكره يبطل وضوء
والتبات بحضنه غيبه يغتسل بأقرب نهر
للشوك دافي ـ على الأحوط ـ مرت بجرفه حبيبه
ولو سمعها ـ وإن سهوا ـ
يشطف اذنه نص نهار ابنده تغريد البلابل
اليمس خد الورد
كفارته يزرع حديقه
واليصافح جف جراده .. امنين ماجان
انتماءه وانتماءات الجراده فهو باطل ..
ديه يدفع للسنابل ـ حرك كونيه مناجل ـ
البيوت الخالية من طير للحب ما تصح بيها صلاة
اليطوف الناس بإحرام المحبه
حجته مقبولة ولا يحتاج للكعبه وصول
اليصلي وقبلته رموش الفقير
وما اجه اباله اشحجه اشكال الأمير
شلون ما رايد يكبر خل يكبر
اني أضمنله ابتسامه من الرسول
الدعاء بلا شعر للناس للحب
للأمل ... ما  مستجاب)
ومن الموصل الحدباء شارك الشاعر "فدعم الحيالي"، وبدأ مشواره على المنصة ببيت من الأبوذية:
(سيوف الدهر بالدلال سني
ولا مرة بشماته ضحك سني
شيعي آنه وأخويه الحيد سني
عراقيين بالدم والهوية)
أعقبها بقصيدة جميلة يقول فيها:
(من شفت الضماير عالكراسي تموت
كراسي البيت كلهن موتتهن
شيعت الكراسي ورحت جناز
بكبور الغجر غادي أدفنتهن
رديت وضميري بطوله يمشي وياي
وحصران الكرامة انه فرشتهن)
ومن الناصرية شارك الشاعر "فاضل السعيدي" الذي ساهم بالعيد الأربعين بقصيدة ثبتت له في كراس (أغاني للوطن والناس) وجاءنا بقصيدة جديدة وهي "رغبات عراقية" وفيها مقدمتان يقول بإحداها:
(الحواسم مو فقط من باكوا
الحواسم بالسياسة هوايه
صاروا أبطال لمجرد لافتات
بيها كتبوا احنه جنه الرايه
وهمه ما جانوا ولا جانوا ولا
تنذكر أسماؤهم بحجايه
بالعكس جانوا من أبناء النظام
وهمه جانوا صوت بوقه ونايه)
وانتقل الى قصيدة (رغبات)، ومنها:
(عندي رغبه
أن أسولف عن صديقي
وعن رفيقي
وعن وكاحات الطفولة
وعن أبوي وأمي وأحلامي زمان
وعندي رغبه
أن أزور البرلمان
وأن أكلهم، قدموا شي للشعب
أو عوفوا المكان
وعندي رغبه
أن أحطم البندقية
وأن أسويها كمان) 
ومن (الرميثة) بالسماوة اعتلى المنصة الشاعر "زهير هادي الرميثي" وهو يحمل بين طيات أبياته (بوسات) شيوعيات للحزب ورفاقه:
(جبت من الرميثه الكم
شعر ما تنطفي شموسه
وجبت وياي كلكامش
وساوه وتفكه مطموسه
وجبت شعلان للقاعه
يهوّس للحزب هوسه
اجيت ابكل وفه البيه..
أريد أطبع على اخدود الحزب
...........وأهل الحزب بوسه)
واستذكر الرميثي رفيق زنزانته، في مديرية أمن السماوة، "علي" صباغ الأحذية الذي رُحّل لأمن بغداد عام 1979 وفـُقد منذ ذلك التاريخ:
(بالسجن مره جنت.. دكوا عليه دغار
من جلدي شلعوا جلد.. وجوا ابصدري النار
جلادي مثل الشمر.. يطلبني يمكن ثار
علكني عالمروحه ..وبجفي دك بسمار
كال اعترف شأعترف.. ماعندي كل أسرار
شيوعي وأظل للأبد.. غير الحزب شأختار
كام المحقق كفر.. كال انته ما تنهار
كتله آنه نشوة نخل.. وبروحي أضم جمار
وتعلمت من فهد.. ومحمد وستار
تحت السياط أحتفل.. ودمي شمع لآذار)
ومن النجف الأشرف ساهم الشاعر "ستار الدليمي" بمستهل:
(لاتهديلي سيف اذبح اخوي تريد
وتظل تضحك علي وأتعذب ابضيمي
واحد والعَجل متشابكه ويه الجا
عراق اني وصعب هيهات تقسيمي
المذاهب وحده.. ابد كل فرق ما موجود
سيد موسوي لو سيد نعيمي
فتلاوي علي.. بس ساكن الانبار
وصار ابن النجف ستار الدليمي)
ثم قرأ قصيدته:
(اتصفح وجهي زين وكلب الاوراق
واقراني بتأني بخلك وافي
طالع وجهي.. اخذ منه اعترافات
البكلبي اعله وجهي وموش خافي
مايحتاج سوط وظلم جلاد
ضوكني ملح واخذ اعترافي
انه شايل بعض من طيب الانبار
وعلم المشهد وملحي شنافي
نهر مايي الوفه ماشح عله الناس
وحب الناس مزروع بضفافي
احب الناس كلها وسمح والله
يجافيني الرفيج ومااجافي)

ومن النعمانية (واسط) حضر الشاعر "محمد النعماني" وقرأ:
(صلب ناعور صندل من يلاكي الريح ما يفحط
زلم والحك جتيل بذمته امكمط
اذا يغفه وينام الليل
ما يغفاش ذيب أمعط
طبعنه احنه مراد الله
وطبع يونس يطلعونه ابحلك حوته
اذا ينحط
طبعنه احنه طبع برحي
وابد هيهات جذع النخل ما ينمط
يعربيد الحماد اهنا يالمركط
تره سنونك كلت نابك
بعد شيفيد لمض لسانك اليلعط
تكتر ذوله احنه جبال
يتباهه الصكر فوكاهه لو جل حط
زلم فهد وسلام وكامل وسعدون
واحدهم شهم حرّ عالفخر ينحط)
ومن بابل شارك الشاعر "طه التميمي" متغنيا بحب العراق والحزب الشيوعي ومخاطبا العراقيين الذين سيذهبون لصناديق الاقتراع:
(إحضر إنتخب شوف اليمثلك زين
مرة إصبع تصبغه موش يوميه
تصاوير الوعود الترست الحيطان
وشبعنه جذب واطعمنه صينيه
احسبها عدل واثبتها للتاريخ
وافضح للفساد وكل بلاويه
سونار الضماير كشف وجه الزيف
يعرض صور شعبي ابكل فضائيه
حط نفسك ابمجهر واكتشف ما بيك
وين.. ابيا شريعه تصيد سليه
وممنون امن أغني لشمعة الميلاد
ومبروك الحزبنه ومي سواجيه
يوم الواحد اتلاثين من آذار
مسروجه الشمس بس للشيوعيه)
وجاء دور شاعر آخر ساهم بعيد الحزب الأربعين عام 1974 وحجز مقعدا بالكراس الذي أصبح منشورا تداوله أيادي الشيوعيين والوطنيين (أغاني للوطن والناس)، هاجر هربا من بطش الطاغية المقبور وعاد لوطنه حاملا حبه الكبير لعراقه وشعبه وحزبه، إنه الشاعر "اسماعيل محمد اسماعيل":
(إجت سورة ضمير بريح
وزياك الشمس هدله
اعله بتها تصيح
مفطوم الضوه ...
يود يرضع جروحي
روحي اليا تعب ضويه ونبع روحي
وهيله اعله العطش ينحر نزف روحي
ولمن بيها الدوار التم
نبع من روحها ابنادم
يمزك ثيابها وينبت
خضار ودم)
وأيضا قال:
(اجت يحدي بضواها الريح
ومداور سفرها امناحر النجمات
كل نجمه ابرجها اتطيح
وظل سر العذاب يصيح
يا فو وووووووووووووووووووووو
تتلاكه الزنود
وشوفي يا هو يطيح)
ومن الشطرة (ذي قار) جاء الشاعر "كامل سواري" بقصيدته الشهيرة (مزاد علني)، وقد لبى دعوة الحزب وهو في ظرف صحي حرج وقد تفاعل الجمهور مع قصيدته التي أصبحت هوية له فيقول:
(من يشتري ...
وسط المزاد العلني
اسمي وهويتي ودفتري
قررت اظل بلا وطن
رحال حظي وقدري
قررت اصيرن غجري
ومن يشتري...
قيثارة حبي وعواطف وتري
وشعري وجوازي وحته فيزة سفري
ومن يشتري وسط المزاد العلني
قررت اهاجر عن وطن
طبة مغولي وتتري
وقررت اهاجر عن وطن
بية دخل نازي وبربري
ومن يشتري:
التاريخ كله ويشطب اسم الطبري
ومن يشتري...
اسمي وهويتي ودفتري
وبزمة قميصي الكودري
وجفن جدي الجايبه من الحج دري
لو حطو الشمس بيميني
وبيساري القمري
قررت اظل ابلا وطن
قررت اصيرن غجري)
ومسك الختام كان الشاعر "عمو ناصر" من البصرة، مع قابليته الاستحواذية على الجمهور بأدائه الممسرح فألهب القاعة التي غصت بالحضور استحسانا وتصفيقا وإعادة، وأهدى الحزب الشيوعي باقة من زهوره:
(حزب الشيوعي طعم .. لفه وبطل ببسي
كاعد أبنص القلب.. شتسوي بالكرسي)
وأهدى أيضا:
(حزب الشيوعي محب .. وتحبه كل أحزاب
ولو ردت أبسط مَثل .. مظفر النواب)
وأيضا:
(حزب الشيوعي شهم .. غيره وكرامة وشرف
ولو ردت أبسط مَثل .. عريان سيد خلف)
ثم قرأ:
(نوبات أضمك دمع .. من تنشف دموعي
ونوبات أعلكك شمع .. من يطفن شموعي
وشديت حبك ضلع .. من علكوني الربع
                 .. وانكسرن ضلوعي
كالولي احجي الصدك
كتلهم أحجي الصدك
بس يضوّن اشموعي
ولمن حجيت الصدك
كالولي حجيك جذب
كول النه من يا حزب
كلتلهم شيوعي
كلتلهم شيوعي)
ونزل "عمو ناصر" من المنصة مطوقا بتصفيق الحضور ولحين وصوله لمقعده في قاعة الاحتفالية التي كانت أجمل من الجمال، وألذ من الشهد، وكانت لها نكهة النضال والوطن والحزب وحميم أهلنا الطيبين.




 

117
للوطن والناس نغني في العيد الثمانين ...

حامد كعيد الجبوري
    لا أعرف السر الذي يحمله الحزب الشيوعي ليتعلق به العراقيون الوطنيون بهذا الشكل الجدير بالدراسة والتحليل الموضوعي ، كيف لا وهو من ألتصق بالناس وعاش معاناتهم وأنطلق من رحمهم ، كُلفنا بالاتصال بمجموعة من الشعراء لنستطلع رأيهم و مشاركتهم  بمهرجان وطني للشعر الشعبي يقيمه الحزب الشيوعي العراقي ، ويعلم  الكثير أن الشعراء المساهمون  بأي مهرجان أو تجمع ما يكافئون ، وربما يطالبون بتلك المكافئة إلا مع الحزب الشيوعي العراقي وشعرائه  الذين يجدون أنفسهم مقصرين مهما قدموا للحزب ولتاريخه المشرف ، وأرادت قيادة الحزب الشيوعي أن يساهم شعراء أغلب المحافظات العراقية بهذا المهرجان الوطني الذي يعلن بدأ انطلاقة وأفراح الشيوعيون بعيدهم الثمانين   .   
آذار عام 1974 م  أحتفل الشيوعيون بعيدهم الأربعين ، وصدر كراس ضم بين دفتيه ( 32 ) قصيدة لرموز شعرية شعبية عراقية تركوا بصمة واضحة على نمط كتابة القصيدة الحديثة ، وهؤلاء الشعراء المساهمون في العيد الأربعين للحزب الشيوعي منهم من أنتقل لدار الآخرة ، ومنهم من هاجر من بطش النظام السابق وعاد لبلده بعد سقوط صنم الدكتاتورية ، ومنهم من بقي داخل العراق صامتا ، لذلك وجدنا من دواعي السرور أن يساهم من بقي من هؤلاء الشعراء الكبار بهذا المهرجان الوطني الكبير .
   الساعة الرابعة والنصف مساء يوم الأربعاء 30 / 10 / 2013 م كانت قاعة المركز الثقافي النفطي على موعد مع هذا المهرجان وقد امتلأت برواد الشعر الشعبي ومحبيه وبمقدمة الحضور الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وقياديّ الحزب ، وبعد النشيد الوطني والوقوف حدادا على أرواح شهداء  الحزب والحركة الوطنية وشهداء العراق أعتلى المنصة عريف الحفل الذي أضاف من مختاراته الشعرية الكثير من الحلاوة والطراوة لمهرجاننا الوطني ، والمعلوم أن الشاعر ( عبد السادة البصري ) شاعرا للغة العربية ولكنه وبهذا اليوم كتب نصا شعبيا جميلا يقول فيه، 
كل سنه من سنين عمرك
ورد جوري وياسمين
كل سنه من سنين عمرك
يكبر ويانه الحنين
كل سنة من سنين عمرك
نكتب بدرب العشك
فرحه وأغاني
للوطن للناس
ننثر واهليه
كل سنه من سنين عمرك
نجدد الحب لطريقك
يا طريق الشعب أنت ويا هويه
يا سلام ، ويا محنه
وطيبه معجونه ويه دمنه
أكبَر أكبَر
وبعد أكبر ، وبعد أكبر ، وبعد أكبر ، وبعد أكبر
ننتظر عيدك الميه
ثم دعي الرفيق القيادي ( مفيد الجزائري ) ليقرأ كلمة الحزب فقال (شهران ويطل عام الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. ذكرى انطلاق مسيرة اعرق الأحزاب السياسية، وقوى الكفاح الوطني والتقدمي العراقي، وأطولها عمرا. وأحد أكثرها وفاء للشعب وعطاء للوطن، وتضحية في سبيل حريتهما وسيادتهما وكرامتهما وتطورهما وازدهارهما، ودفاعا عن حقوقهما ) وشكرا للرفيق مفيد الجزائري الذي رفع عن كاهل اللجنة التحضيرية التي امتثلت لرغبة الحزب بعدم أشراك شعراءنا ورموزنا الشعرية في بغداد وادخارهم للمساهمة في المهرجانات اللاحقة التي ستقام في المحافظات الأخرى ، وعن رؤية الحزب للشعر الشعبي تقول كلمة الحزب معبرة عن فرحة الشعراء الشعبيين بهذه الرؤية الوطنية الشيوعية للشعر الشعبي ( ويهمنا جدا هنا أن نعود الى العلاقة الحميمة التي نشأت وتعززت بمرور السنين بين حزبنا الشيوعي والشعر الشعبي ومبدعيه. فقد كان الحزب على الدوام حاضنة حقيقية لهذا الشعر ولشعرائه، وداعما ثابتا له ولهم ولنموهم وتطور إبداعهم، حتى تحول هذا الشعر، على يد عدد من كبار مبدعيه الشيوعيين، الى ظاهرة إبداعية متميزة عراقيا، بل وعربيا. ويحق لنا اليوم ان نفخر بالكوكبة المخضرمة من هؤلاء الشعراء، الذين زرعوا بذور رقي الشعر الشعبي العراقي، وأسسوا لمدرسته الحية المتجددة، التي ظل يؤمها وينهل من إرثها الغني العشرات والعشرات من منتسبي أجيال الشعراء الجديدة. كما لا ننسى ان هؤلاء المبدعين الكبار احتضنوا الحزب الشيوعي بدورهم، ووهبوه وقضيته النبيلة ونضاله ومناضليه، أجمل وأروع ما أبدعوا وكتبوا ) ، أعقب كلمة الحزب عزف منفرد على آلة العود ( هربجي وأغاني عراقية )  للفنان  ( علي حافظ  ) ، وبعده جاء دور الكلمة الوطنية العراقية الصادقة ، الشعر الشعبي  ، وأعتلى المنصة الشاعر الكبير نوفل الصافي بقصيدة لقيت استحسانا مميزا من الجميع يقول نوفل الصافي بقصيدته ( الرسالة العملية لعراق الحب )
الكره يبطل وضوء
والتبات بحضنه غيبه يغتسل بأقرب نهر
للشوك دافي _ على الأحوط – مرت بجرفه حبيبه
ولو سمعها – وأن سهوا –
يشطف أذنه نص نهار أبنده تغريد البلابل
اليمس خد الورد
كفارته يزرع حديقه
واليصافح جف جراده .. أمنين ماجان
أنتماءه وأنتماءات الجراده فهو باطل ..
ديه يدفع للسنابل _ حرك كونيه مناجل -
البيوت الخالية من طير للحب ما تصح بيها صلاة
اليطوف الناس بإحرام المحبه
حجته مقبولة ولا يحتاج للكعبه وصول
اليصلي وقبلته رموش الفقير
وما أجه أباله شحجه أشكال الأمير
شلون ما رايد يكبر خل يكبر
أني أضمنله أبتسامه من الرسول
الدعاء بلا شعر للناس للحب
للأمل ... ما  مستجاب
ومن الموصل الحدباء أعلن عريف الحفل عن مشاركة الشاعر الكبير ( فدعم الحيالي ) ، وبدأ مشواره على المنصة ببيت من الأبو ذية يقول
سيوف الدهر بالدلال سني
ولا مرة بشماته ضحك سني
 شيعي آنه وأخويه الحيد سني
 عراقيين بالدم والهوية
أعقبها بقصيدة جميلة يقول فيها
من شفت الضماير عالكراسي تموت
كراسي البيت كلهن موتتهن
شيعت الكراسي ورحت جناز
بكبور الغجر غادي أدفنتهن
رديت وضميري بطوله يمشي وياي
وحصران الكرامة أنه فرشتهن
ومن الناصرية أعلن عريف الحفل عن دعوة  الشاعر الكبير فاضل السعيدي الذي ساهم بالعيد الأربعين للحزب الشيوعي بقصيدة ثبتت له بكراس ( أغاني للوطن والناس ) وجاءنا بقصيدة جديدة وهي رغبات عراقية وفيها مقدمتان يقول بإحداها
الحواسم مو فقط من باكوا
الحواسم بالسياسة هوايه
صاروا أبطال لمجرد لافتات
بيها كتبوا أحنه جنه الرايه
وهمه ما جانوا ولا جانوا ولا
تنذكر أسمائهم بحجايه
بالعكس جانوا من أبناء النظام
وهمه جانوا صوت بوقه ونايه
وأنتقل الى قصيدة (  رغبات ) ، ومن رغبات فاضل السعيدي يقول
عندي رغبه
أن أسولف عن صديقي
وعن رفيقي
وعن وكاحات الطفولة
وعن أبوي وأمي وأحلامي زمان
وعندي رغبه
أن أزور البرلمان
وأن أكلهم ، قدموا شي للشعب
أو عوفوا المكان
وعندي رغبه
أن أحطم البندقية
وأن أسويها كمان 
ومن (  الرميثة ) السماوه أعتلى المنصة الشاعر الكبير  ( زهير  هادي الرميثي ) وهو يحمل بين طيات أبياته ( بوسات ) شيوعيات للحزب ورفاقه فقال
جبت من الرميثه ألكم
شعر ما تنطفي شموسه
وجبت وياي كلكامش
وساوه وتفكه مطموسه
وجبت شعلان للقاعه
يهوّس للحزب هوسه
أجيت أبكل وفه البيه..
أريد أطبع على أخدود الحزب
...........وأهل الحزب بوسه
وأستذكر الرميثي رفيق زنزانته في مديرية أمن السماوه ( علي ) صباغ الأحذية الذي رحّل لأمن بغداد منذ عام 1979 وفقد منذ ذلك التاريخ
بالسجن مره جنت.. دكوا عليه دغار
من جلدي شلعوا جلد.. وجوا أبصدري النار
جلادي مثل الشمر.. يطلبني يمكن ثار
علكني عالمروحه ..وبجفي دك بسمار
كال أعترف شعترف ..ماعندي كل أسرار
شوعي وأظل للأبد ..غير الحزب شختار
كام المحقق كفر ..كال أنت ما تنهار
كتله آنه نشوة نخل.. وبروحي أضم جمار
وتعلمت من فهد.. ومحمد وستار
تحت السياط أحتفل.. ودمي شمع لآذار
ومن النجف الأشرف ساهم الشاعر الكبير ( ستار الدليمي )  بهذه الأبيات
لاتهديلي سيف اذبح اخوي تريد
وتظل تضحك علي وأتعذب بظيمي
واحد والعجل متشابكه ويه الجا
عراق اني وصعب هيهات تقسيمي
المذاهب وحده ابد كل فرق ما موجود
سيد موسوي لو سيد نعيمي
فتلاوي علي بس ساكن الانبار
وصار ابن النجف ستار الدليمي
وقرأ قصيدته الرائعة التي يقول فيها
تصفح وجهي زين وكلب الاوراق
واقراني بتأني بخلك وافي
طالع وجهي اخذ منه اعترافات
البكلبي اعله وجهي وموش خافي
مايحتاج سوط وظلم جلاد
ضوكني ملح واخذ اعترافي
انه شايل بعض من طيب الانبار
وعلم المشهد وملحي شنافي
نهر مايي الوفه ماشح عله الناس
وحب الناس مزروع بضفافي
احب الناس كلها وسمح والله
يجافيني الرفيج ومااجافي
ويذكر أن لستار الدليمي قصيدة كانت مثار نقد ودراسة أيام النظام المقبور نأخذ منها
الشاعر لو حجة تتراجف الحيطان... والسلطان ... والسجان
يتشلبه على دمه ويدفر التيجان
التيجان .. دم وعظام .. دمع وألام
والأيام .. ترسم دورة التيجان بالألوان
يتشلبه على خوفه ويفتح البيبان
باب تروح منها للمدارس ناس
وباب تروح منها للمصانع ناس
وباب تروح منها للمقابر ناس
يفتح للأمل بيبان
الشاعر ضمير يعيش جوه السان
رقم يقبل القسمه لكل الأرقام
لا زايد رقم ل ايقبل النقصان
تجي لبابه الحروف تريد منه أمراد
تحنّي الباب
ينطيها الشرف والرفعة والعنوان
الشاعر قضية عاصرت أزمان
الشاعر حمامه بداخله بركان
الشاعر بحر بي لؤلؤ ومرجان
بي حيتان
تاكل كائناً من كان
الشاعر بس ....
يمد ايده .. يطلع لؤلؤ ومرجان
يصوغ كلادة منه لطفلة الجيران
للفقرة يطلع لؤلؤ ومرجان
لكل الناس .. يطلع لؤلؤ ومرجان
يطلع لؤلؤ ومرجان
يطلع لؤلؤ ومرجان
واذا خلص ..
يمد ايده عله روحه ويطلعها
ويخليها بحلك جوعان
وجاء دور النعمانية ( الكوت ) ليعلن عريف الحفل الشاعر ( عبد الساده البصري ) عن حضور الشاعر الكبير ( محمد النعماني ) فقال
صلب ناعور صندل من يلاكي الريح ما يفحط
زلم والحك جتيل بذمته أمكمط
أذا يغفه وينام الليل
ما يغفاش ذيب أمعط
طبعنه أحنه مراد الله
وطبع يونس يطلعونه أبحلك حوته
أذا ينحط
طبعنه أحنه طبع برحي
وأبد هيهات جذع النخل ما ينمط
يعربيد الحماد أهنا يالمركط
تره سنونك كلت نابك
بعد شيفيد لمض لسانك اليلعط
تكتر ذوله أحنه جبال
يتباهه الصكر فوكاهه لو جل حط
زلم فهد وسلام وكامل وسعدون
واحدهم شهم حر عالفخر ينحط
ومن بابل جاء حاملا حبه للعراق وشعبه ولحزبه الشاعر الكبير ( طه التميمي ) ومتغنيا بحب العراق والحزب الشيوعي ومخاطبا العراقيين الذين سيذهبون لصناديق الاقتراع  فيقول
أحضر أنتخب شوف اليمثلك زين
مره أصبع تصبغه موش يوميه
تصاوير الوعود الترست الحيطان
وأشبعنه جذب وأطعمنه صينيه
أحسبها عدل وأثبتها للتاريخ
وأفضح للفساد وكل بلاويه
سونار الضماير كشف وجه الزيف
يعرض صور شعبي أبكل فضائيه
حط نفسك أبمجهر وأكتشف ما بيك
وين أبيا شريعه تصيد سليه
وممنون أمن أغني الشمعة الميلاد
ومبروك الحزبنه ومي سواجيه
يوم الواحد أتلاثين من آذار
مسروجه الشمس بس للشيوعيه
وجاء دور الشاعر الستيني الذي ساهم بعيد الحزب الأربعين عام 1974 م وحجز له مقعدا بذلك الكراس الذي أصبح منشورا سريا تداوله الشيوعيون والوطنيون ( أغاني للوطن والناس ) وهاجر هربا من بطش الطاغية المقبور وعاد لوطنه حاملا حبه الكبير لعراقه وشعبه وحزبه أنه الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل  ،
أجت سورة ضمير بريح
وزياك الشمس هدله
اعله بتها تصيح
مفطوم الضوه ...
يود يرضع جروحي
روحي اليا تعب ضويه ونبع روحي
وهيله أعله العطش ينحر نزف روحي
ولمن بيها الدوار التم
نبع من روحها ابنادم
يمزك ثيابها وينبت
خضار ودم
وأيضا يقول للثورة التي يرتقبها
أجت يحدي بضواها الريح
ومداور سفرها أمناحر النجمات
كل نجمه أبرجها أتطيح
وظل سر العذاب يصيح
يا فو وووووووووووووووووووووو
تتلاكه الزنود
وشوفي يا هو يطيح
ومن ( الشطرة / الناصرية ) مرضعة المبدعين جاءنا الشاعر الستيني الكبير ( كامل سواري ) بقصيدته الشهيرة ( قررت أصيرن غجري ) والشاعر كامل سواري لبى دعوة الحزب وهو بظرف صحي حرج ورغم ذلك فقد تفاعل الجمهور مع قصيدته التي أصبحت هوية له فيقول ،
من يشتري ...
وسط المزاد العلني
اسمي وهويتي ودفتري
قررت اضل بلا وطن
رحال حضي وقدري
قررت اصيرن غجري
ومن يشتري...
قيثارة حبي وعواطف وتري
وشعري وجوازي وحتة فيزة سفري
ومن يشتري وسط المزاد العلني
قررت اهاجر عن وطن
طبة مغولي وتتري
وقررت اهاجر عن وطن
بية دخل نازي وبربري
ومن يشتري:التاريخ كلة ويشطب اسم الطبري
ومن يشتري...
اسمي وهويتي ودفتري
وبزمة قميصي الكودري
وجفن جدي الجايبة من الحج دري
لو حطو الشمس بيميني
وبيساري القمري
قررت اضل ابلا وطن
قررت اصيرن غجري
ومسك الختام كان للشاعر والإعلامي والفنان ( عمو ناصر / خليل الحاج ناصر ) من مكتب قناة الفيحاء / البصرة ،  المعروف ببرنامجه الرائع ( حجايات عمو ناصر )  ، وشاعرنا الكبير عمو ناصر له القابلية الاستحواذية على المتلقين من خلال أدائه الممسرح لنصوصه الشعرية لذلك ألهب القاعة التي غصت بالحضور استحسانا وتصفيقا وإعادة ، و( عمو ناصر )  ومن خلال خبرته الشعرية الكبيرة يعرف من أين يبدأ لذلك أهدى الحزب الشيوعي هذه الباقة من زهور المفردات التي صاغها بسباكة شعرية لا يحسنها إلا ال( عمو ناصر ) فقال
حزب الشيوعي طعم .. لفه وبطل ببسي
كاعد أبنص الكلب شتسوي بالكرسي
وأهدى أيضا
حزب الشيوعي محب .. وتحبه كل أحزاب
ولو ردت أبسط مثل .. أمظفر النواب
وله أيضا
حزب الشيوعي شهم .. غيره وكرامه وشرف
ولو ردت أبسط مثل .. عريان سيد خلف
وطالبه الجمهور بقصيدة فاستجاب للجمهور وطلبه وقال
نوبات أضمك دمع .. من تنشف دموعي
ونوبات أعلكك شمع .. من يطفن شموعي
وشديت حبك ضلع .. من علكوني الربع
                 .. وأتكسر ضلوعي
كالولي أحجي الصدك
كتلهم أحجي الصدك
بس يضوّن أشموعي
ولمن حجيت الصدك
كالولي حجيك جذب
كولنه من يا حزب
كلتلهم شيوعي
كلتلهم شيوعي
ونزل العمو ناصر من منصة الشعر والخطابة مطوقا بتصفيق الحضور ولحين وصوله لمقعده في القاعة .
احتفالية أجمل من الجمال ، وألذ من الشهد ، لها نكهة النضال والوطن والحزب والرفاق ، وبعد نهاية مهرجاننا الوطني تلقيت عتبا من الصديق الشاعر والقاص البصري ( حسن الظفيري ) الذي تمنى أن يعتلي المنصة مع النخبة الشعرية المشاركة ، وأعترف أن قصيدته جميلة  وتحمل من العواطف والصدق الكثير الكثير لذلك سأدرجها هنا وسيكون أحد المساهمين بها لمهرجانات لاحقة تتغنى بالعيد الثمانين للحزب الشيوعي العراقي ومنتميه ،
هالجيتكم
أحمل كليبي نذر لدروبكم
هالجيتكم
بحجة الحلمان
أفكاري تشع بعيونكم
يا ريحة القداح
يا عطر البنفسج
من بصرة ( السياب )
بتراب التحمله جدامكم
طيرة سلام .. ومنجل .. وجاكوج
مليانه سمانه أمطار من غيومكم
فكر وسلام وسنبله
حب وفه
و (عريان ) كل أشعاره
تغني أطيوفكم
------------------------   


 



118
إضاءة
أعياد وذبح وطائفية !!!
حامد كعيد الجبوري
   لم يعد لأقلامنا أن تندب أكثر مما ذرفت الدموع حزنا على بلد شُتت بين أحقاد وإضغان وثارات مؤجلة ، الكل جاء لينتقم من أبناء هذا البلد الجريح ، أحزاب أدلجت  على تأسيس وتكريس طائفية لم تمت في نفوسهم المريضة ، برلماني منتخب يعتلي منبر خطابته ليتوعد أناسا لا يحملون عقيدته ومذهبه ، سياسي وبرلماني آخر لا خطاب له إلا استغلال وتجهيل طائفته ليتربع على خزائن البلد مدافعا ومناصرا لمذهبه ومعتقده زورا وتلذذا بمال حرام ، قبل أيام و من هذا العام 2013 م  ، مر الركب المعزي بشهادة الإمام محمد الجواد ( ع ) بمدينة الأعظمية ، وحين وصولها لجسر الأئمة تعالت أصوات منكرة تسب الصحابة الكرام علانية – لا أريد ذكر الأهزوجة التي كانوا يرددونها لأنها تسئ لرمز إسلامي كبير  - ، وهنا تذكرت ما حدث  عام 1966 م ، وربما عام 67 م أبان رئاسة المرحوم ( عبد الرحمن محمد عارف ) جيء بشباك مزين بالذهب من دولة إيران  هدية لضريح الإمام (( العباس ( ع )) ، استقبلت ذلك الشباك مجاميع كثيرة من المسلمين فرحا بذلك الشباك ، وضع الشباك بسيارة مكشوفة ولم يكن وجهة السيارة صوب كربلاء المقدسة وكما يفترض ،  ولكنها اتجهت الى مدينة الكاظمية متذرعين بتطويف الشباك على ضريح الإمامين الكاظمين ( ع ) ، ولابد من عبور جسر الأئمة مرورا بمدينة الأعظمية ، وهناك بدأت تتعالى أصوات مسموعة ( يتلفت عباله نزوره ) ، وهم يقصدون الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان  ( رض )، ومجاميع أخرى تهزج قائلة ( ماكو ولي إلا علي ، ونريد قائد جعفري ) ، أنهال رجال الأعظمية وشبابها بالهراوات والطابوق على ( الهازجين ) وسقط الكثير جرحى ، الجارح والمجروح من المسلمين  ، القاتل والمقتول من المسلمين ، الذباح يقول قبل ذبح أخيه المسلم ( الله أكبر ) ، والمذبوح يردد ( الله أكبر ) ، أي معادلة نشاز هذه ، لو أردنا تسطيح المسألة ونتساءل ، من المستفيد من الذبح ؟ ، ومن المستفيد من التهجير ؟ ، ومن المستفيد من إشعال الفتنة الطائفية ؟ ، الجواب لا يحتاج لكبير عناء ، المستفيد الأول من خطط لهذه المآسي الإنسانية ، والمستفيد الثاني من ينفذ لمصلحة المخطط – بكسر الطاء _ ، والخاسر هو هذا الشعب المبتلى سنة وشيعة وطوائف أخرى ، ربما من خطط لهذه خطط لتلك ،  أذكر حديث للمرحوم الوائلي يقول فيها مخاطبا الكثير ((  أتعلمون أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي )  رض الله عنهم أجمعين )) هم أولاد عم  ، ولنفترض أنهم اختلفوا قبل ( 1450 ) سنة فلماذا لا نتفق نحن بعد هذه السنين ؟ ، سؤال نحيله لأبناء شعبنا ، ولنحكم ضمائرنا ، ولنبني وطننا المنهوب ، ولنخلصه من يسرق قوت شعبه ، ولنجعل من أيام طفولة أبناء العراق عيدا يرفلون بأيامه ، وكفانا دما ، ولندحض مخططات اللؤم والدسيسة بأحذية عقلاء هذا الشعب المذبوح ، للإضاءة .... فقط .     


119
إضاءة
دكتاتورية الفرد ودكتاتوريات الجماعة !!!
حامد كعيد الجبوري
  ليس في العمر متسع ، جف القلم ونضبت الفكر ، وتوارت خلف حجب الظلام أحلام شعب بددها العروبيون والإسلاميون والديمقراطيون على حد سواء ، أحلام لوطن يحتضن الأسمر والأبيض ، الصغير والكبير ، الرجال والنساء ، الأديان  والأعراق ، لا اعرف ماذا تنبت أرض الرافدين ؟ ، هل أصبح باسق النخيل  مشانق لأهلها ؟ ، الورود العراقية تحولت الى جيف تملأ الشوارع ؟ ، الرافدان يجريان دما عبقا من سيول نحور القتلى ؟ ، أليس هناك ( جتف يدخن ) كمقولة حجاج العراق ( صدام )  ، لماذا لم ( يهتز شاربا ) كما كان يقول الصدام الأعوج ؟ ، حديث الساسة الجدد هل هو محض كذب وافتراء وتسويف وضحك على الذقون ؟ ، متى يخرج الساسة من خضرائهم الأمريكية المحمية الى شوارع العراق ليروا بأعينهم حصاد ما زرعوه من خيبة بمناجل إرهابهم القذر ؟ ، هل لا زالوا يعانون سنة وشيعة وطوائف أخرى من أمراض مؤخراتهم التي أرهقت خزينة الدولة بقذارتها ؟ ، ألم يكفهم حجهم كل سنة لبيت الله الحرام ومسهم الحجر الذي أسوّد من سوء صنيعهم ؟ ، أليس هناك رجل حصيف ينقذ الناس والعراق من ( بلاوي ) هؤلاء ؟ ، ألا يوجد ضابط ( سيسي ) واحد يتأبط ثوب وطنيته ليعلن خلاص العراق من قتلته وذابحيه ، أليس من صحوة عراقية وطنية لا كربيع العرب الممول من ( الغتر ) البيضاء  ، ألم يرف جفن لأمريكا ولتنظر بعين رأفتها الكاذبة والمزعومة ، وماذا سلطت على العراق وناسه ؟ ، أم هي ما تريده ليبقى العراق يدور بفلكها المأساوي ، حتى يبعث الله حجاجا جديدا ينظر للناس مظالمهم ويردها زورا وبهتانا ، ويرفع لثامه ويضع عمامته ، ليرتجف هولاً من قبحه المجتمعون ، ( بيت بيت زار الشعب ، وما بين بوجهه التعب ) ، ألم نكن نردد لحجاجنا هذه المقولة ونتبعها ( صدامنا صدام كل العرب ) ، ونردف هزجا  ( بالروح بالدم نفديك يا صدام ) ، ثم خرجنا بعده نهزج ( بالروح بالدم نفديك .... ) ، هل  دماء أبنائنا ودمائنا رخيصة لنقدمها هدية طوعية لكل قاتل ومأجور وعميل نكرة كصدام ومن أعقبه ، عجيب هذا البلد ، وعجيب ناسه ، وعجيب ساسته ، ( 325 ) فردا برلمانيا يضاف له كذا وزير يقف ضد إرادة ( 35 ) مليون عراقي ، سياسي يجلس مع ( الزرقاوي ) وينفذ له ما يطلب ، وسياسي يأتمر بعزته الدورية ، وسياسي يجلس مع عقال عربي ليبيع له وطنه وشعبه ، وسياسي يجلس مع عمة أجنبية يملي عليه شروطه ، وسياسي يجلس مع حاخام لينفذ له إرادته ، وسياسي يجوب الدول دعما عمن يمده بمال ليذبح أبناء جلدته ، وسياسي يسرق مال شعبه ويقدمه هدية لوطن منحه جنسية عوراء ، وزراء الأمن الوطني لا علاقة لهم بمهنية الصنعة والحرفة ، لذلك ينزف أبناء البلد دمائهم نتيجة عدم خبرة من يقف وراء هذه الوزارات ، ضباط جيش وشرطة حصلوا على رتب عالية  تسمى ( الدمج ) دون تحصيل علمي وعسكري ، وحتى دراسي  ليتبوأ درجة وظيفية أمنية تتحكم بمصير امة عراقية مستباحة ، مؤتمرات وصفقات شرف تستنزف أموال العراق ليصبح صباحه على تفجير ومفخخ وقنابل وسيارات ملغمة ، لقد بلغ السيل الزبى ،  وضاقت الصدور بما ملأت من تقيح سياسيٍ مستورد  ، وملت الحياة ، ولا مخلص من الموت إلا الموت ، انتظروا أيها العراقيون فالقادم أكثر سوادا من أيامنا هذه ، ومؤامرات الساسة ستزداد أيامنا القادمة ، وانتظروا وشاهدوا كيف سيشرعون القوانين لصالحهم وعلى مقاسهم الخاص ، الموت يحيطكم من كل مكان ، غدا موعدنا ، أليس غد بقريب  ، للإضاءة ......... فقط .     


120
( فراديس العراق يوقد شمعته الثالثة بمحافظة بابل ) 
حامد كعيد الجبوري
مساء السبت 14 / 9 / 2013 م أحتفل الإتحاد العام للشعراء الشعبيين / بابل بإيقاد الشمعة الثالثة لموقع فراديس العراق ، وربما يتساءل البعض ما علاقة الشعراء الشعبيين بموقع فراديس العراق ؟ ، وللإجابة عن هكذا تسائل نقول أن الفراديس العراقية تنشر الكثير من نتاج الشعراء الشعبيين العراقيين ومنهم الحليين ، ولا غرابة بالاحتفال لأن الزميلة ( ثائرة شمعون البازي ) مديرة موقع الفراديس جاءت الى الحلة الفيحاء عام 2012 م وأحتضنها أتحاد الشعراء الشعبيين وأقام لها أمسية جميلة لاتزال تذكرها الحلة الفيحاء ، وهناك أسماء كثيرة من الشعراء الشعبيين ينشرون نتاجهم على صفحات الفراديس كالشاعر حامد كعيد الجبوري ، والشاعر محمد علي محي الدين ، والشاعر عدنان حافظ وغيرهم ، رحب مدير الجلسة بالحضور جميعا وقرأ رسالة الشاعرة والفنانة البازي التي أسهبت فرحا بإيقاد الشمعة الثالثة لفراديسها العراقية وقالت ،  (   أعزائي وأصدقائي وزملائي ، تحية طيبة ويا رب الجميع بخير
، بداية أتقدم بالشكر الجزيل لكل الجهود التي بذلت لتنظيم هذه الاحتفالية بمناسبة إطفاء الشمعة الثانية لافتتاح موقعنا فراديس العراق , هذا البيت العراقي الذي سعيت ان تكون سياسته المحبة والسلام وهدفنا أن يكون بيتنا العراقي الموحد. سعيكم وجهودكم هي الطيبة العراقية الحقيقية التي طالما كنت ابحث عنها وما أنا سوى إنسانة حملت هذا المشعل الذي لا أتمنى ان ينطفئ ، في ظل الظروف الموجودة والمحيطة بوطننا الحبيب العراق كان اتخاذ القرار لافتتاح هذا الصرح يصوبه الخوف والقلق لذلك ترددت كثيرا في بادئ الأمر واعتبرت الأمر مشروع مؤجل . لكن بسبب ارتباطي القوي بالوطن رغم المسافات التي تفصلني عنه إلا أني كنت متابعة وبإصرار لكل ما يحدث على أرضه من خلال القنوات الفضائية العراقية والعربية ومن خلال زياراتي للعراق في السنوات الأخيرة ، وجدت من الضروري أن يكون لي دور بسبب  كل ما يحدث ووجدت أن الوقت حان لأتحرك على مشروعي هذا رغم حجم المسؤوليات التي ستقع على عاتقي ،  فكان هاجسي الكبير هو حبنا للعراق الموحد وهذا الشعور دفعني للتحرك ، واستطعنا بجهود الخيرين من كتابنا وأدبائنا وإعلامينا والفنانين أن نبني أسرة عراقية تتشرف بها تلك القلوب رافقتني نبضات قلوبهم لتحقيق رسالتنا الإنسانية التي جمعتنا والتي نبحث عنها دوما. ولا أريد أن أوصف سعادتي وانأ أجد عددا من الزميلات والزملاء ممن شمر سواعده للعمل معي لتحقيق هدفنا الأسمى ،  ممن يساعد في هيئة التحرير إلى ممثلي فردوسنا  في بعض المحافظات ومستشاري موقعنا ومنهم الأستاذ الشاعر حامد كعيد الجبوري ،  استطعنا تحقيق الكثير رغم الإمكانيات المادية المحدودة ، أيها الحضور الأعزاء اشكر حضوركم ,انتم من سيكون البذرة التي سنجني منها الخيرات وانتم من سيكون نبض فردوسنا في العراق ، فالشكر الجزيل لكم جميعا )  ، ثم أعقب الكلمة حديث مختصر للشاعر حامد كعيد الجبوري الذي قال ( لم أكن راغبا بالعمل مع أسرة الفراديس العراقية إلا بعد تأكدي من النوايا الطيبة التي تتمتع بها الصديقة البازي وهيئة المستشارين والمشرفين والمراسلين لفراديس العراق من أجل نشر ثقافة عراقية وطنية رصينة يفخر بها الجميع ، ثم كانت مساهمات شعرية من قبل أعضاء إتحاد الشعراء الشعبين ، وفي ختام الاحتفالية تمنى الجميع أن يأخذ موقع فراديس العراق مكانه الحقيقي بين المواقع الثقافية الأخرى لأنه بحق موقع مميز ينأى بنفسه عن بهرجة الأكاذيب ، ونشر الطائفية وتكريس الفردية ، ويشيع ثقافة وطنية رصينة وملتزمة . 
 







121
المنبر الحر / وللفقراء قصصهم
« في: 12:48 13/09/2013  »
وللفقراء قصصهم
حامد كعيد الجبوري
  بين يوم وآخر أذهب لسوق الخضار لجلب احتياجات البيت من فواكه وخضر ، بعد أن أنهي تبضع ما أريد أنادي أحد العاملين على عربة النقل الخشبية لمساعدتي في إيصال ما أشتري لسيارتي الخاصة , جمعت كل بضاعتي المشتراة ووضعته أمامي وأنتظر مرور أحد الصبية المجدون بعملهم ، جاءني رجل بعمري تقريبا ووقف قبالتي وقال أتحتاج لعربة ؟ ، أعلنت موافقتي له وبدأنا نضع الأمتعة بعربته وقلت له ، كم تطلب مني لإيصالها لسيارتي ؟ ، أجاب ما تجود به عليّ ، قلت سأعطيك ( 250 ) دينار ، قال رزق من الله ، وحقيقة ( 250 ) دينار أقل عملة عراقية بيومنا هذا وهي لا تساوي نصف كيلو طماطم ، وأعترف أن حديثي معه كان استفزازيا ولكن الرجل لم يستفز لحديثي ، قلت له كنت أمزح معك سأعطيك ( 1000 ) دينار وهي الأجرة الفعلية له ، أجاب الرجل ما تعطنيه رزق من الله ، أحببت أن أعرف سر هذا الرجل من خلال حديث هيأته له ، قلت له لماذا لا تعمل بعمل غير هذا يناسب عمرك ؟ ، أجابني لا عمل يناسب وضعي إلا هذا العمل ، قلت له كم من الأولاد لديك ؟ ، قال لا ولد لي ، قلت أطفالك بنات ؟ ، قال لا لست متزوجا ، قلت له ولماذا لم تتزوج ؟ ، قال بأي شئ أعيل زوجتي وأولادي ، وأين أسكنهم ، قلت ألا ترغب في الزواج ؟ ، قال ومن يعطيني الزوجة وأنا لا بيت ولا عمل ، وصلنا لسيارتي وبدأت معه أنقل بضاعتي من عربته الخشبية لسيارتي ، أنهى الرجل عمله وأخرجت له ( 5000 ) آلاف دينار وقلت هي لك ، أجابني حقي هو (1000 ) الألف دينار لا غير ، قلت المتبقي هدية لك ، قال أتعرفني لتقدم هدية لي ؟ ، وما مناسبة هديتك ؟ ، وقال ،  أسمع يا رجل لو كنت أتقبل الهبات والصدقات لما عملت بهذا العمل الشاق ، وانأ بهذا العمر حيث قاربت الستين ، ولو كنت أقبل الصدقات والهبات لتزوجت من زمان وبنيت دارا كما يفعل المتسولون ، حقيقة كبر الرجل بنظري وأحسسته أكبر مني تجربة وخبرة ومعرفة بصروف الحياة  ، ولا أعرف كيف بدر لي أن أسأله قائلا هل خدمت في العسكرية  ؟ ، أجابني وهل أنا مجنون لأخدم طاغية أباد الزرع والحرث ، قلت له هل هربت من الخدمة العسكرية ؟ ، ضحك وقال لا والله لم أهرب ولكني أدعيت الجنون فأحلت الى لجنة طبية مختصة بمستشفى الرشيد العسكري ، واستطعت أن أتقمص دور المجانين واقتنعت اللجنة الطبية بجنوني ، وأخرجت من الجيش لأسباب صحية ،  قلت له ألك أخوة أو أخوات أو أقارب ؟ ، قال لي حملتني أمي وتوفيت بالولادة  وكفلتني جارة لنا ، وكان أبي رحمه الله عاملا بسيطا وفقيرا ، يجوب طرقات الحلة حاملا ( صينية ) بين يديه يضع فيها حب الرقي ، وحب عين الشمس ،  وحين يتعب يجلس أمام أحد المدارس ليبيع سلعته للطلاب ، وتوفي والدي بمرض عضال ولم تسعفه المستشفيات الحكومية فترة حكم الطاغية المجنون ، والآن أعيش بل أبيت بدار خالتي التي تضجر مني لو لم أأتي  لها بشئ معي ، لذلك سكنت الخانات أنام مع إسطبلات الخيول والحيوانات لأنها أرحم من كل البشر ، قلت له الدولة تعطي معونة للعاطلين عن العمل فهل تحصل على تلك المنحة ؟ ، أجابني نعم يعطونني (150 )  الف دينار كل ثلاثة أشهر ، ومعلوم أنها بكاملها لا تفي زيارة طبيب ولمرة واحدة للعلاج ، قلت له راضٍ أنت عن حياتك هذه ؟ ، أجابني بثقة عالية حمدا لله على نعمته ، وحمدا لله على الصحة ، وحمدا لله لست محتاجا لأحد ، قلت لنفسي لأقارن هذا الرجل الصابر  المكافح بعضو البرلمان العراقي الذي يأخذ الملايين ويصف العراقيون بأنهم ( دايحين ) ، من الأفضل والأشرف والأنقى ، هذا الرجل أم من يسرق ماله بمرأى ومسمع وتحت مظلة القانون ، للإضاءة ...... فقط .   
استدراك : أسم الرجل ( فلاح هادي محمود المعمار )
ت / 1957 م الحلة /  الصوب الصغير / بابل 
المرفقات
صورة شخصية / هوية الأحوال المدنية   




122
إضاءة
( الفقير والتعيير والطموح )
حامد كعيد الجبوري
بعد 9 / 4 / 2003 م دخلت القوات الأمريكية الى المحافظات العراقية وبدأت تتحرك بشكل طبيعي في الشوارع والساحات والطرق الريفية المعبدة وغير المعبدة ، ولاحظنا حينها كيف كان الجندي الأمريكي يوجه بندقيته صوب المارة أو السيارات التي تتبعه خوفا من حدوث أي عمل إرهابي أو عمل غير مرغوب فيه ، كنا نستقل سيارة ذات عشرة أشخاص  تسمى ( كيه ) ، وكانت امرأة عجوز معنا في السيارة أشاحت بوجهها عن المدرعة الأمريكية  ، قال لها أحدهم ( حجية ذوله الأمريكان اللي حررونه من صدام ، ليش متباوعين عليهم ؟ ) ، قالت له بلهجتها المحلية ( سواد وجهي إذا أباوع عليهم ) ، قال لها الشاب ممازحا لها ( خاله لازم تحبين صدام وتحبين البعثيين ) ؟ ، استهجنت كلامه وهزت يدها قائلة ( البعث وصدام أعدموا ولدي الكبير لأنه هرب من جبهات القتال ، وأرسلوا زوجي بقاطع جيش شعبي ولا أعرف مصيره لهذه اللحظة ) ، أعتذر لها الشاب وقال ( خاله أنشاء الله صدام ولّه وإنشاء الله تاخذين كل حقوقج ، حجيه هسا العراق ديمقراطيه ) ، ابتسمت باستغراب وقالت أنا أمية ولا أعرف ما هي الديمقراطية ؟ ، أجابها محاولا إيصال الفكرة لها بطريقة مبسطة  وقال ( خاله بعد ما كو ريس يحكم طول العمر ) ، قالت وكيف أذن ؟ ، أجابها ( خاله كل أربع سنين يجينه ريس ويجينه برلمان جديد ومحافظ جديد ) ، ضحكت العجوز بقهقهة مسموعة وقالت ( يا بويه ما راح يبقه بالقاصه فلس ، كل أربع سنين يجينه جوعان ويبوك الخزينة ويعمر بيته ، لا الله ألا الله ) ، وهنا تذكرت حديث أحد اليساريين القدامى وهو يتحدث عن الوعي العراقي وقال ( أتعرفون حتى البغال في العراق تعرف السياسة ) ، ولا اعرف لماذا قفزت هذه الذكريات لي وأنا أدخل لسوق شعبي في الحلة الفيحاء ، وجدت الأسعار زهيدة ولكافة الفواكه والخضر  ، وربما أزهد ما رأيت ( التمر ) بأنواعه وبأسعار يستطيع الفقير شرائه ، ناهيك عن بقية المنتجات الزراعية المحلية والمستوردة ، العامل البسيط ربما يزيد أجره اليومي عن ( 25 ) ألف دينار عراقي ،  حوالي 20 دولار ، وعدت بذاكرتي لشريحة المعلمين الذين كانوا يتقاضون راتبا شهريا مقداره ( 3 ألآلاف دينار عراقي ) وكان سعر الصرف للدولار 250 ألف دينار لكل 100 دولار أمريكي ، أي أن المعلم يتقاضى راتبا شهريا بحدود 3 دولار أمريكي ، واليوم المعلم وعامة موظفي الدولة تتجاوز رواتبهم الشهرية عن ال700 دولار أمريكي ،  وهذا المبلغ يحقق لصاحبه معيشة تقترب نحو الجيدة ، وكبار موظفي الدولة يعيشون بحبوحة مالية ويستطيعون السفر سنويا للسياحة لبلدان العالم التي كانوا محرومون من السفر لها ، والشريحة المتضررة فعلا هي شريحة العسكريين المتقاعدين، وأنا والكثير  من هذه الشريحة  ، لأن النظام الحالي الجديد يعتقد أنهم من مخلفات نظام الطاغية صدام حسين ، أخلص من هذا أن تغيير النظام السابق بنظام جديد هو لصالح الطبقات المجتمعية العراقية الكثيرة ، ولكن هل هذا هو الطموح المنشود ؟ ، وحقيقة نقول ليس هذا هو الحلم العراقي المنتظر ، نحن نتطلع لحكومات لابد قادمة توفر للشعب العراقي أسباب العيش الإنساني المنشود ، وليس من خلال هذه الأسماء المجترة والمجترئة على قيم العراقيين وتاريخهم الأبيض ، العراقيون والعراق ينتظرون ويتطلعون ليوم يأتي بأبناء البلد الخلّص لينقذوا البلاد والعباد من سموم الفرقة والطائفية البغيضة ، والمصالح الفئوية الضيقة ، التغيير قادم ، أليس التغيير بقريب ، للإضاءة ..... فقط .     

123


حيّ أعله الشهادة


الى الشهداء البؤساء الذين قدموا أرواحهم لتبقى الكراسي السود متسلطة على الرقاب


حامد كعيد الجبوري


ها كد يا وطن دمك يشهّي الذيب **
لأن دمك دسم وملوحته أتغزر
لذلك ذاع صيتك والذئاب تحوم **
تاكل مزتك تشرب دمه وتسكر
من دمك(علي)ما يابس المحراب **
يطوف الكون دمك والحزن فجّر
يصيح الله وأكبر لا وطن إلاك **
يا خير الأوطان أنخلق وأتصور
يا أطهر أتراب الغيرة والنوماس **
وأترابك طهارة الكل رجس طهر
بيه ريحة ( محمد ) وأنبياء الله **
قرابين الرسل وبدمهم أتعطر
بيه عزم الطفوف وغيرة العباس **
دم (حسين) بيك وللمجد كبّر
حيه أعله الشهاده يأذن (الكرار) **
تتناخه الزلم حياك وتبشّر
مزار أنت العراق وآيتك قرآن **
فرض أمحبتك والشانئك أبتر
****
ننزف للدماء ولا نصيح الغوث **
عراريس الجنان وعالفخر تفخر
تتحده الظلام الجاي مدري أمنين ***
ونعرفها السيوف الكاتم وخنجر
بصدور العرايا نواجه الأشرار **
مثل حسين نوكف نرخص المنحر
(أبن ملجم) تناسل (شبث والحجاج)  **
(يزيد  وحرمله) والغادر الأعور
عذرا مو جبن منهج رسول الله **
أنأمر يصبر علي و ياليت لا يؤمر
علمنَه السماحه والصبر حيدر **
ومن يغضب حليم الغضبته أحذر
فضائيات دمنه وتفضح الطاغوت **
نحجيها الحقيقة  أبدقة المصدر
لا مجلس أمن  يفرض أمن مزعوم  **
ولا أديان تحجي ومذهب أستنكر
ولا صاحب بخت ينفض عبات الغيض **
ولا كرسي السياسيه عالدمه يشغر
بعد بينه صبر ونفضي خلك الموت **
بعد بينه ( الحسين وقاسم وأكبر )
****





124
زاوية الشعر الشعبي / نصيحة موت
« في: 17:51 15/08/2013  »


نصيحة موت



حامد كعيد الجبوري


أنصحك يا كلب عوف العتب واللوم
رجلك بالكبر ومعلك أبشعره
ستين أعبرت شتريد عمرك نوح
وحفار الكبور أمكابل الحفره
لا تكتب شعر تتغزل بمحبوب
الميهزه الشعر ما يعرف  القدره
أنصحك باب كلبك قفله بالمفتاح
وأخذ مفتاح كلبك بالبحر شمره
بطل يا عشك يا شوك يا محبوب
والبعمرك أمدوهن ينتظر كبره
                         ***
كضيت العمر نحله وتطوف ورود
لحد آخر محطة وما نلت زهره
ألوان الزهر وأعرف عسلهن وين
  أتيه للورد ويصيح ألي  عطره
آيات الشعر قرآن للعشاك
وعذرا ما يصح تتغزل أبصخره
ما أكتب غزل ألا وتذوب الروح
 وأنت آخر خساره وما بقه نخسره
( قيس بن الملوح ) عاشك ومجنون
وب( ليلى ) أبتله وأشتهرت بشعره
مو ابن ( الملوح ) آنه أبن جبور
و( بت الناس ) شعري الخاطره تكسره
أصبر عالهجر متعلم الحرمان
 مثل ( قيس ) أصطبر وتعلمت صبره
ناقوس الشعر ويكّعد الغافين  
يصل كلب الحبيب وعمداً ينكره
سديت الكلب والغزل بطلناه
 واليكتب غزل يجوّي الكلب جمره
أشيّع روحي بيدي وللكبر أختار
 ولا ريدك تجيني وفاتحه تقره
                   ***




125
زاوية الشعر الشعبي / ستين أعبرت
« في: 13:10 09/08/2013  »



 ستين أعبرت


حامد كعيد الجبوري


الى عاشقة الورود زهرتي وملاذي
سبحان ألآله الخالقك بلور
أكَـبُّر من حلاتك صاغك أبعرفه
عاين ع الجنان وشال صم أتراب
عجنها بمي ورود وصيرَك نطفه
وخبطها أبمي عَنب من جنة الفردوس
خمره وتحت شفتك للمحب وصفه
عتّقها أبعسل وأنتظر عشر أسنين
عشره و عشره زادك قُدرته ولطفه
أسبّح شبكتك ما تشبه المخلوق
على أزنودك أصَحيِّ وبينهن أغفه
وأسبّح من حلاتك يا طعم جمار
غزت طولك حلاوه وفاضت الشفه
*****
أحب كلك دلالك خطوتك طاووس
 أمروتك لا غنج من تطلع أبرأفه
يا في السدر يا نبعة الرمان
يا تين أستوه وما نوصل القطفه  
شايل غيض نهدك والفرج مسدود
ونهود العذاره الحسدتك صلفه
نيمني أعله صدرك وأشتهيتك نوم
ويا نوم العوافي أشاه ما أدفه
ضوكني العسل حنظل طفه الزردوم
يا خمرة وصالك رشفه أثر رشفه
محتاجك تجيني وخاطرك ملموم
وأفرشلك كليبي وأشتعل لهفه
وينك يا دفو روحي بصليل وشوك
تعال أشعل أعيوني وأنتظر زفه
وينك يا نِفَس ردلي ويرد الكيف
أكرب جيس ناري وبالوصل تطفه  
اشوفك والحجي يشرد لوين يروح
أختض من أشوفك وأرتجف سعفه
يمر طيفك حلم وأتنطر الملكاك
وأقرالك دعه يا سيد العفه
أسويلك حرز مكتوب بسم الله
ناجح والنجاح البيكم أنوصفه  
ميت من زمان وبيك أرد الروح
سعاده الموت يمك والهجر حتفه
يارب الدلال الصار والماصار
عليلك والعليل بشوفتك يشفه
خيالك لو خطف ميت وأفز ردود
أذب تراب كبري وأستعد وكفه
يا رب الحسن يمكفر الطاغوت
ستين أعبرت والعمر ما كفه
****




126
مضر الحلي ، ورؤيا لإعادة النظر بالتاريخ !!!
حامد كعيد الجبوري
   كلنا يقرأ التاريخ ويؤمن بمسلمات أتتنا  دون تمحيص وتدقيق ، وبدأنا نتحدث ونروج لها من خلال منابرنا الإعلامية أو أحاديثنا العائلية وهكذا ، ولا علاقة لي بتسفيه معتقدات تؤمن بها مجتمعات لا حصر لها ، يروى أن أحد كتاب التاريخ كان يطل من شرفته مساءا على شارع يتأمله ، وهو يراقب ذلك الشارع الخالي من المارة إلا القليل منهم ، شاهد رجلا يركض وخلفه رجلا أخر يحمل بيده آلة جارحة ، أستطاع الوصول له وطعنه بتلك الآلة وأرداه قتيلا وهرب ، اجتمعت المارة حول الجثة وشيئا فشيئا كبر العدد وحضرت سيارة الشرطة ، في هذه الأثناء ارتدى صاحبنا  المؤرخ ملابسه على عجالة ونزل الى الشارع ليتقصى تلك الحادثة ويدونها ، سأل مجموعة من الواقفين عن الحادثة ؟ ، قالوا أن المقتول على علاقة مريبة مع زوجة القاتل ووجدهم متلبسين بجريمتهم وهرب الفاعل فلحقه الزوج وقتله ، ومجموعة أخرى أستخلص منها أنه مدان بمبلغ كبير من المال للقاتل ولم يعطه حقه رغم وفرة المال لدى المقتول ، ومجموعة أخرى أفادت بأن المقتول والقاتل أخوان اختلفا على ورث لأبيهما ، ومجموعة أخرى روت قصة أخرى ،  وأخرى تناقضها ، عاد صاحبنا المؤرخ لبيته ممزقا أوراقه التي أخذها ليدون تلك الحادثة ، كل هذه المقدمة سببها خبر مزيف نشر على صفحات ( الفيس بوك )  الغرض منها التسقيط السياسي المبرمج والمدفوع الثمن ربما ، هناك مثل شعبي يقول ( الأولاد يأكلون الحصرم 1 والآباء يضرسون 2 ) ، شاب عراقي  مهندس  يسكن بريطانيا ، يحب العراق ويتابع أخباره لحظة بلحظة ، يفرحه العمل الجيد المدروس ويسيئه التخبط العشوائي ، له متابعات على الانترنيت وغيره كتبت عنه ( د وصال السالم المعموري ) موضوعة متحاملة واتهمته بجنون العظمة ، وعده البعض طالبا للسلطة وسيصلها بهذه الطريقة المثيرة التي يخاطب فيها رئيس الوزراء مرة ، ووزير التعليم العالي وغيره مرة أخرى ، ناهيك عن تسجيلات لا عد لها ولا حصر ، وكل أحاديثه موثقة فديويا وموجودة على اليوتيوب ، لست معنيا بذلك ولكن الذي يعنيني معرفتي الحق بوالد هذا الشاب ، والده المربي الفاضل الأستاذ ( مضر السيد سليمان الحلي ) ، مثابر و دءوب نال شهادة الماجستير وأتبعها بشهادة الدكتوراه ، شاعر وباحث ومؤلف ومحقق ، له العديد من المؤلفات التي زينت المكتبة الحلية والعراقية ، ومجرد أن دعا أو أستحسن أو أيّد ولده أحسان الحلي - من لندن - لتظاهرة سلمية تقام في الحلة للمطالبة بتحسين وتوفير الخدمات ، هاجت الألسن المدفوعة الثمن ونشرت على صفحات الفيس بوك أن والد أحسان الحلي قاتل بعثي بدرجة عضو فرع وشارك مع عتاة المجرمين أبان انتفاضة آذار الخالدة ، وساهم في قتل الناس ودفنهم بمقابر جماعية وهو ألان هارب من العراق ويسكن سوريا ، ذهلت لما قرأت , فهكذا ترهات تنسب لرجل عرفته عن كثب قبل سقوط صنم الدكتاتورية بمدة ليست بالقصيرة ، كنا نجلس سوية بمتجره  في مدينة الحلة / الصوب الصغير / سوق العمار / وجل أحاديثنا سياسية ننتقد نظام البعث ورموزه ، ونتحدث عن هوايتنا المشتركة وهي الشعر وخاصة الشعبي منه ، كان الرجل يسّرُ لي بعض معاناته وما يلاقيه من شخص يدعي القرابة به  وسبب له الكثير من الاستدعاء لمقرات الحزب والأمن ،  وهذا الشخص عضو قيادة فرع في البعث سابقا ، ومرة دعانا السيد مضر لتناول طعام الغداء لمناسبة عشرة محرم الحرام في بيت أخيه د . حازم سليمان الحلي ، وسبب الدعوة بهذه الدار هي أن السيد حازم ساهم في انتفاضة آذار الخالدة وهرب من بطش الدكتاتورية وأستطاع السيد مضر الحفاظ على الدار بطريقة أبعدت عيون الأمن عن ذلك الدار ، وهذه أيضا معاناة جديدة بسبب د حازم ، وأخرى معاناة ولده أحسان الذي يسكن لندن ويعد معارضا للنظام بزعم الأمن البعثي  ، بدأنا نتناول طعامنا وإذا بالسيد مضر وأخيه السيد معد وأولادهما ينبهون الجميع لضرورة الخروج و مغادرة الدار لأن الأمن والحزب سيأتي بعد لحظات ، خرج من خرج على عجالة ، وحين وصلت أنا لباب الدار مزمعا مغادرته ومجموعة معي وإذا بقريب السيد مضر عضو الفرع الذي تحدثنا عنه ومعه مجموعة كبيرة من رجال الأمن والحزب ، ولأني أعرفه ويعرفني بادرني قائلا أين تذهبون ؟ ، قلت له نحن بانتظارك لنأكل طعامنا ، قال هيا  ودخلنا الجميع لدار السيد مضر وتناولنا طعامنا وخرجنا بعد أن فزعنا بتصرفاتهم وغاياتها المعروفة ، بعد سقوط النظام عام 2003 م وجدوا ملفا كبيرا شاهدته بعيني ويحتفظ به السيد مضر من ضمن مقتنياته المهمة ، بعد قراءتي لذلك الملف صرحت للسيد مضر الحلي بمقولة لا اعتقد أنه قد نساها ، قلت له ( والله يا سيد الأمن والحزب خلف الله عليهم ما انعدمت ) ، واليوم بعد مضي 10 أعوام على التغيير يتضح لمن تسوِّل له نفسه الإساءة لرجل لا علاقة له بالنظام السابق ومن دعاة التغيير سابقا ولا حقا ، السؤال الذي بودي أن أطرحه للجميع وأقول ، كيف أصدق تاريخا كتب قبل مائة سنة ؟ ، أو تاريخ كتب قبل 1000 سنة ؟ ، سؤال ربما يجعلني أشكك بكثير مما سيق وسوِّق لنا من حوادث أفتعلها الصالح الخاص ليظلل بها العوام وغيرهم . 





1 : العنب غير الناضج ، الحامض 
2 : اصطكاك الأسنان ببعضها وإصدارها صوتا

127
إضاءة
( أحنه صف النجيفي )  !!!!
حامد كعيد الجبوري
    حمدا لله أن ساستنا وبرلمانيونا رضي الله عنهم وأرضاهم وجعل الجنة الخضراء في بغداد مأواهم قد أكملوا كل شئ يخص الوطن والمواطن ، و ( خطية ) أنساهم الشيطان ذكر أنفسهم فلم يحصلوا من خيرات العراق شئ ، الكهرباء للمواطن ( النايم للظهر ) ، الرواتب والامتيازات والسفرات والولائم للمواطن ( الخده ) ومعلوم أن ( الخده ) يشبه ( التنبل ) الذي لا يعمل وينتظر من يعمل له ، الأمن ( براحتك ) من الشمال للجنوب للشرق للغرب لا تفجير ولا تفخيخ  ولا تهجير ولا طائفية ، أذا أنت سني روح صلي بمسجد الشيعة ، وأذا شيعي روح صلي بالجامع ومن تخلص ينتظروك ويودوك لأقرب مطعم وميخذون منك فلوس ، ويبيتوك بفراشهم وأذا ما متزوج يزوجوك ، أذا مسيحي وين تريد روح محلل وما هوب ، عيني صار كلشي بالعراق ورده ، الزرع أخضر ، الورد تعال وأشتم ، بقه بس العلم والنشيد الوطني ، العلم الجبور يريدون يخلون ( بيرغهم ) ، الدليم يكولون لا ميصير لازم أنخلي ( رايتنه ) ، المهم أتذابحت العشاير بيناتهم والحكومة تتفرج ، النوب الكرد هم كالوا بويه شنو هذا العلم بيه نجمات وبيه الله واكبر شنو عدنه مذابح ، خطيه التركمان سا كتين كلشي ما حصلوا ،  الحكومة لكت خوش حل كالت خلوا العلم الغير وكت ، النوب صارت وثارت قضية النشيد الوطني ، ( حاتم سليمان ) شيخ مدري أمير الدليم يريد أغنية ساجدة عبيد ( عمت عينج ييمه أنكسرت الشيشه ) ، يا بويه من سمعوا أهل الحلة طلعوا مظاهرات عارمة وكالوا على ركابنه منريد الكاولية تسوي النشيد الوطني نريد أغنية سعدي الحلي ( دنك يا حلو ليلوحك القناص ) ، خو اهل الناصرية حشمت عشايرها وكالو والله غير أغنية ابو كاظم ( داخل حسن ) لو ( خضير مفطورة ) لو ( ناصر حكيم ) ولا نقبل بغيره نشيد ونسوي دمها للرجاب ، النوب كبت العمارة تريد أغنية ( مسعود مدري مسعودة ) العمارتليه ( فوك القصر طياره ) ، وهاشو الكرد ، والتركمان ، واليزيدين وألصابئين وكلمن يريد يخلي النشيد الوطني من تاريخه وتراثه العظيم ، ولكم والله عيب وفشله على لحاياكم ، لنعل أبو لأمريكان ، لابوا المعدان ، لابو السياسة ، لابو المدري شنو ، ولكم والله صرنه مهزلة ، عمي متذكرون يوم طب الفريق العراقي يلعب طوبه مدري وين وما عدهم نشيد الوطني محد يحفظها ، مو وكف المدرب يصيح والفريق يردد وراه ( بلي يبلبول / بلي / ماعدنه عصفور / بلي / يلعب بالطاسه / بلي ) ، عمي انتوا أهل الخضراء المهجومة أذا شفتوا هذا النشيد ميوالمكم ننطيكم غيره وأكو هواي مثله ، وبما انكم جهلة وطلاب أبتدائية أنعلمكم ( أحنه صف النجيفي أحسن الصفوف / والميصدك بينه خل يجي ويشوف ) ، ميعجبكم أخذوا هذا ( يا بط يا بط / أسبح بالشط ) . للإضاءة ..... فقط .


128
المنبر الحر / وأد النور
« في: 21:46 15/07/2013  »
إضاءة
( وأد النور )
حامد كعيد الجبوري
     نيفت على الستين ولم أسمع أو أقرأ أو أشاهد أو نُقل لي أن حقا أنتصر، كل الذي نقرأه بتاريخنا القديم والمعاصر نلحظ انتكاسة الحق واضحة جلية ، والشواهد أكثر من أن تحصى ، ولو أحدكم يسعفني بشئ ليؤشر لي على واقعة أو حدث أنتصر الحق فيه سأشكر فضله سلفا ، أمس مرت الذكرى ال55 لثورة تموز 1958 م الخالدة بقيادة الشهيد البطل عبد الكريم قاسم ، والغريب أن لا فضائية حكومية ولا مسئول حكومي أو سياسي أو برلماني أستذكر هذه الثورة التي أُنجبت من رحم معاناة الفقراء ، ولأنها من الفقراء والى الفقراء فقد حوربت هذه الثورة كثيرا ، منذ بدايتها وقفت كل المرجعيات الدينية السنية والشيعية موقفا سلبيا تجاه هذه الثورة ، ومن حقهم ذلك كما يزعمون لأن الثورة خالفت التعاليم السماوية ولذلك جاءت الفتوى الشهيرة ( الشيوعية كفر والحاد ) ، وكأن قائد الثورة وزعيمها قاسم شيوعيا ، ويعرف الجميع أن قاسم لم يكن شيوعيا بل حارب الشيوعيين وأراد تحجيمهم كثيرا ، ورأي الحزب الشيوعي بقاسم أنه شخصية وطنية عراقية يجب مساندته ، وكانت النتيجة أن لا قاسم رحمه الله بقي في السلطة ولا الشيوعيون استلموا زمامها ، ومرت بعد ذلك على العراق حقبة شوفينية أحرقت الأخضر قبل اليابس ، وحوربت الثورة من العروبيين وأتهم قاسم ورفاقه بأنهم شعوبيون لا يحبون القومية العربية ، وحوربت من رجال الإقطاع المتنفذون ، وكل هؤلاء أتحدوا لوأد الثورة ليس بشكل رسمي بل من أجل مصالح مشتركة تجمعهم سوية ، ولو أردنا إحصاء منجزات الثورة الخالدة وبرمجتها مع الحقبة الزمنية الأربع سنوات لكان على المنصف أن يقول أن هذه الثورة عمرها أكثر من هذا بكثير ، قانون الإصلاح الزراعي الرقم 30 لسنة 1958 م، الانسحاب من حلف بغداد ، الانسحاب من منظومة الجنيه الإسترليني ، جلاء القوات البريطانية ،  الانضمام لمنظمة  دول عدم الانحياز ، قانون الأحوال الشخصية رقم 88 لسنة 1959 م ، قانون 80 لسنة 1961 م ، جلب معامل صناعية كبيرة وكثيرة  ، الحديد والصلب  ، البتروكيمياويات / البصرة  ، صناعة الجرارات والسيارات / الأسكندرية ، معامل صناعة السكر / ميسان والموصل ، النسيج / حلة ، ديوانية ، كوت ، صناعة التبوغ / سليمانية ، الصناعات الكهربائية / بغداد وديالى ، صناعة الزجاج / الرمادي ، الصناعات الجلدية / بغداد / كوفة ، الألبسة الجاهزة / النجف ، أنشاء محطات توليد الطاقة ، مشاريع للري وسدود يستفاد منها لتوليد الطاقة الكهربائية ، ومشاريع لا عد لها ولا حصر ،  وأهم ما في حياة الثورة هو توزيع قطع الأراضي على فقراء الناس /  ومشاريع الإسكان بغالبية المحافظات العراقية ، وبناء مدينة عملاقة في بغداد أسميت بعهد الزعيم الشهيد ( مدينة الثورة ) ، ثم غيٍّر أسمها الى ( مدينة صدام ) حقبة الدكتاتورية ، وفي العهد الديمقراطي أملنا أنفسنا بتسميتها مدينة ( قاسم ) ولكنها سميت باسم الشهيد الصدر رحمه الله ، وأنا على يقين قاطع أن لو سئلنا الشهيد قاسم أو الشهيد الصدر عن تسميتها لقالا سوية أعيدوا لها أسمها الثوري الأول ،  ألم أقل لكم أن الثورة وقائدها ظلموا كثيرا منا جميعا ، وأما الساسة الجدد فمن حقهم المنطقي أن يغيبوا الثورة وقائدها لسبب وجيه لا غير ، وهو أن الثورة فجرها وقادها وطنيون  وهؤلاء أتى بهم من قاتلهم الزعيم الشهيد قاسم ، فكيف تتوازن كفتا الميزان الوطني مع موازين العمالة والسحت والدسيسة والخداع ، وأخر ما ظلم به الزعيم الشهيد قاسم أحدى الفضائيات تسأل من هو عبد الكريم قاسم ؟ ، أتعرفون أن الكثير لم يعرف من هو قاسم ، ترانا نعرف أسماء اللصوص والقتلة وأشباه وأنصاف السياسيين ولا نعرف من هو الشهيد البطل الخالد عبد الكريم قاسم ؟ ، للإضاءة .......... فقط .




خجوله أتمر خجوله 14 تموز
لأن كصة شرف مرت خجوله
ما نزعت حياها وفرعوها أجناب
أصيله وبت مجد حفظت أصوله
لذلك خاف منها اليعبد الطاغوت
ماجاب ألها طاري اليتبع ذيوله


129
دجاجة ( صدام ) الدكتاتورية تأكل
عدس الديمقراطية !!!
حامد كعيد الجبوري
     بعد غزو العراق للجارة الكويت عام 1990 م فرضت الأمم المتحدة عقوباتها على الشعب العراقي وليس على حكومة صدام حسين ، فصدام حسين يسكن قصوره الرئاسية ويتنقل بين المحافظات العراقية بسياراته  الحديثة المكيفة ، وما يقال عنه يقال عن وزرائه وعن محافظيه وأعضاء فروع حزبه ، وعامة الشعب  بدت أثار الحصار واضحة جلية عليه ، وفي هذه المرحلة بدأت موافقة الأمم المتحدة على قانون النفط مقابل الغذاء ، وبدأت وزارة التجارة ضخ مفردات الحصة التموينية لكافة شرائح الشعب العراقي ، وللتاريخ والأنصاف فقد كانت الحصة مجزية للفقراء رغم عدم جودة ما يقدم لهم ، ولأن القائد الضرورة وجد أن الفقراء بحاجة الى اللحوم البيضاء فقد أمر وزير تجارته توزيع دجاجة واحدة لكل عائلة عراقية صغيرة أم كبيرة بعدد أفرادها ، ولا اعرف كيف وزعت تلك العائلات الدجاجة بينها ، وهل نفذت أم لازالوا يأكلون من خيرات القائد الرمضانية ، وعلمنا لا حقا أن الرئيس الليبي المخلوع ( معمر القذافي )  هو من تبرع بتلك الدجاجات ليبرهن عن عروبة مزيفة ، وكان عددها ثلاثون مليون دجاجة على عدد أفراد الشعب العراقي ، ولأن الرئيس المجاهد يحب العراقيين فقد وفّر تلك الدجاجات ليبيعها في الأسواق المركزية بعد ان وزع جزءا منها لحملة البطاقة التموينية ، وربما قد خصّ نفسه ب 20 مليون دجاجة لتباع ويضيف مبلغ بيعها لأرصدته التي ذهبت هباء ، كل هذا بعهد الديكتاتورية البغيضة ، وبعد أن منَّ الله علينا بديمقراطية لا يختلف على منافعها اثنان فقد وظِّف  المال العراقي الكثير لمصالح الشعب ، وسنت الحكومة الوطنية قوانين تحد من سرقة المال العام ، وشُرعت قوانين رقابية  تمنع من خلاله شخص يخدم رئيس جمهورية لستة أشهر فقط ويعود من حيث اتي براتب تقاعدي يحلم به ( بوش أو أوباما ) ، وسُنت القوانين أيضا لمنع من يخدم رئيسا للوزراء  شهرين أو ستة أشهر أو أربعة سنين ثم يأخذ راتبا تقاعديا مع كافة المخصصات والمنافع الرئاسية  ، برلمانيون أدخلوا السجون لنهبهم المال العام ومسكهم من قبل مخابرات دول أجنبية ، وزراء أدخلتهم الديمقراطية الحديثة الى السجون والمعتقلات لأنهم سرقوا أو أهدروا أو أساءوا استخدام المال العام ، والأمثلة أكثر من أن تحصى ،  ألا تكفي هكذا ديمقراطية وتلك السجون مُلأت بوزراء للكهرباء والدفاع والتجارة وغيرها ، واهتمت الحكومة الوطنية بالشعب الذي حرَمه وعذبَه الطاغية المقبور ، فأُصلحت منظومة الكهرباء ب 35 مليار دولار ، وبُنيت الدور السكنية ووزعت على الفقراء ، ولم يعد متجاوزا على ملك الدولة إلا وحلت مسألته ، وعيّن كافة الخريجين ومن لم يجد تعيينا تدفع له الدولة الديمقراطية دولة القانون ما يقوّم حياته لحين التعيين ، وحُسنت البطاقة التموينية بشكل ملفت للنظر ، بحيث بدأ الناس أعطاء عدس الحكومة الديمقراطية  في شهر رمضان الى دجاجة صدام حسين التكريتي الدكتاتورية ، وضاع على الفقراء الدجاج والعدس ، يقول الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه ( عجبت لمن لا يجد قوته لا يحمل سيفه )  ، للإضاءة ...  فقط  .


130
( يمه دين الفقره متعب )
الفقراء وطقوس رمضانية
حامد كعيد الجبوري
    يقول سيد البلغاء علي أمير المؤمنين (( ع ) لو كان الفقر رجلا لقتلته )) ، ويقول صاحب الرسول الأعظم (ص ) أبو ذر الغفاري  رضوان الله تعالى عليه ( عجبت للمرء لا يجد قوته ولا يحمل سيفه ) ، والله سبحانه وتعالى حين وزع القناعة والصبر ربما خص الفقراء دون غيرهم ،  ويقول مثلنا الشعبي ( جد الشهر والدهر وأكله بشهر رمضان ) ، بمعنى أن عليك أيها الرجل أن تعمل طيلة السنة  لكي توفر لعائلتك قوتها أيام رمضان ، ومعلوم أيضا أن الأشهر القمرية ليست كالأشهر الميلادية ، الأشهر القمرية ربما يأتي فيها شهر رمضان بموسم الحر الشديد تموز أو أب ، وربما يأتي موسم البرد شهر ك1 أو ك2 ، ومؤكد أن أغلب الأعمال لا يمكن تأديتها إلا من القلة موسم الحر الشديد ، أربعينات وخمسينات القرن الماضي لم تكن الحياة على هذا الشكل المتطور الحضاري ، دوائر الدولة أقل من عدد أصابع اليد ، ومحظوظ جدا من يملك شهادة الابتدائية ليجد له وظيفة مميزة وراتب مجزي ، وأغلب الأعمال تجدها أعمالا بدائية ، صناعة الدبس ( المسابج ) ، قصابون ، حمالون ، حلاقون ، بائعو الخضر والفواكه ، عطارون ، بناءون  ، وهكذا ، وأن وجد طبيب ما ، فهو لكل الاختصاصات الطبية ، بمعنى أن غالبية الألوية العراقية – المحافظات – هي بمستوى معاشي واحد تقريبا ، وقلة قلية من الميسورين أصحاب الأراضي والعقارات ، بحيث أن أغلب المدن العراقية تعرف أغنيائها ، وقلة قليلة أيضا هم الطبقة المعدومة الفقيرة التي لا تجد قوت يومها بيسر وسهولة ، وهذه القلة ممن قد فقدت معيلها الذي يجلب لها قوتها ، لذا أطلقها محمد العظيم ( ص ) ، ( أنا وكافل اليتيم كهاتين _ السبابة والوسطى _ في الجنة ) .
    ( يمه دين الفقره متعب / خل نبدله بغير دين ) ، هذا البيت من قصيدة للشاعر الراحل ( كاظم خبط الجبوري ) ، ومرض الفقر متعب فعلا وعلاجه القناعة ، وقبل بدء رمضان يستعد الأغنياء لشراء ما تحتاجه العائلة من طعام وشراب وما الى ذلك ، الفقراء لا يشترون أي شئ ويعتمدون على قوتهم اليومي ، وموائد إفطارهم فقيرة جدا لا تتعدى صحن من ( شوربة العدس ) ، يضاف له ( بطاطا ) مسلوقة أو  مقلية يوم  ، وفي اليوم الذي يليه يضاف للعدس باذنجان مقلي أيضا ، أو طماطم مقلية لليوم الذي يليه ، ومن يحصل على أجر كل يوم يشتري اللحم ( نص ربع ) بعشرين فلس ، وسعر كيلو اللحم 160 فلسا عراقيا ، وموسم الحر الأغنياء يشترون الثلج ، وقلة من الأغنياء يملكون ( الثلاجات والمجمدات ) في بيوتهم ، والفقراء لا يستطيعون شراء الثلج  ، وتعتمد بيوت الفقراء على ( الحب أو الشربة ) ، وهي صناعات طينية يوضع فيها الماء لتبرد ، ورب الأسرة له زلال ذلك الماء – الناكوط - الذي ينضح من ( الحب ) فيجمع  في صحن فخاري يوضع تحته يسمى ( الكوز )  ، و( للسحور ) ربما يحصل الفقير على صحن من الأرز ورحم الله الشهيد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم الذي أراد رجال الإقطاع وكبار التجار حربه فجاء السحر على الساحر وهبط سعر الكيلو غرام من الرز العنبر الدرجة الأولى الى 20 فلس بسبب استيراد الزعيم الشهيد الرز ( البسمتي ) ، أما منقوع ( النومي بصرة ، وتمر الهند ، وقمر الدين ) فذلك لا يطمع به الفقير وربما لا يعرفه ،   وأيام زمان لم تكن إذاعات أو فضائيات لنقل الأذان ،  و لا توجد آنذاك مكبرات الصوت في الجوامع والمساجد والحسينيات ، ونعتمد بسماع الأذان للمغرب والفجر على تواجد الأطفال قرب أماكن العبادة لنقل وقت الأذان لأهلنا الصائمون ، نقف على باب المساجد وننتظر ، وحين سماعنا ( الله أكبر ) نركض فرحين لبيوتنا ونحن نردد بصوت عال ( يا صايمين أفطروا ) ، والجميل أيام رمضان تأتي للمساجد ( صواني ) مليئة بأنواع الطعام توزع على المصلين كهدية لروح متوفى ما من تلك العوائل ، وحتى فقراء الناس يمارسون هذه الطقوس وكل حسب ما تجود به إمكانياته المالية ، كان ابي رحمه الله ينهي صلاته في المسجد ولا يأكل مما يجلب الى المسجد ، قلت له لم لا نأكل مثل الآخرين يا أبي ؟ ، أجاب لا يحق لنا ذلك لأنه يفترض تقديمه للفقراء حصرا ، قلت وهل هناك أفقر منا يا أبي ؟ ، أجاب الحمد لله أننا نجد قوتنا وغيرنا لا يجده ، وأذكر أني كنت صديقا لأبناء أحد الأغنياء ، وكان ذلك الغني يخجل أن يأكل مما يجلب للمسجد من ( ثواب ) ، ولكنه كان يتفحص ( الصواني ) ويختار أكبر دجاجة ويضعها بقرص خبز ويعطيها لي ويهمس بأذني أذهب بها الى بيتنا – يعني بيتهم – وكنت أفعل ما يؤمرني به ذلك الرجل ولعابي يسيل لذلك اللحم الذي لم أأكل منه ألا نادرا ، قلت لنفسي لماذا لا يرسل غنيمته مع ابنه ؟ ، لم أهتدي لمعرفة كنه تصرفه هذا لصغر سني وعدم إدراكي الأمور بشكل جيد ،  شاهدني أبي رحمه الله وأنا أتأبط دجاجة لأذهب بها لدار ذلك الغني فتبعني لخارج المسجد وسمعت صوته فعدت أدراجي ، قال لي أتعرف لماذا لا يرسل ولده ؟ ، قلت لا ، قال أنه يعطيك تلك الدجاجة ليوهم الناس الحضور أن هذه الدجاجة هي حصة الفقراء ومن هو أفقر منا أمامهم ، لذلك يا بني عد الى المسجد وأعط الدجاجة لمن أرسلها معك ولا تتحدث بأي شئ معه ، وفعلا فعلت ما أمرني به والدي ، وبعد نهاية الصلاة خرجنا من المسجد وعيوني لا تفارقا تلك المائدة الغنية .
يتبع الفقراء وعيد الله



131
( شك ما يتخيط شكينه )
أهازيج ثورة العشرين
حامد كعيد الجبوري
     لا أدخل بآليات صناعة الأهازيج وشرحها وسنذكر قسما مشهورا من هذه الأهازيج .
( بس لا يتعلك بأمريكا ) ، ومفادها أن قسما من الشيوخ أرادوا أن يستنجدوا بقوات أمريكية وحال الثوار دون تلك الرغبة ، ولكن ما حصل أن قوات الثوار تكبدت خسائر كبيرة في المعارك فقال مهوالهم ( كطان أحميد صرت آنه ) ، وحميّد هذا سماكا يرمي شباكه فأصطاد كما يظن سمكة كبيرة ( كطان ) ولكنها كانت صخرة علقت بشباكه ، بمعنى أننا لن نحصل على النجدة الأمريكية كصاحبهم ( أحميّد ) .
( هز لندن ضاري وبجاها ) ومعلوم أن الشيخ ضاري قتل القائد لجمن فقيلت له هذه الأهزوجة .
( الطوب أحسن لو مكواري )
أهزوجة مشهورة رددها الثوار عند قنطرة ( الرارنجية ) بعد أن غنم الثوار مدفعا بريطانيا بأسلحة بسيطة وهي الفؤوس و ( المكاوير مفردها مكوار) وهو عبارة عن عصا غليظة تنتهي بكتلة من القار المتماسك . 
 ( بلشها ونام أبسردابه ) قيلت بعد أن توفي أحد رؤساء القبائل وكانت الطائرات التي تشترك لأول مرة ضد الثوار لذا قيلت هذه الأهزوجة ودلالتها أن شيخهم تركهم وهم بحاجة له .
وقال مهوال آل أزيرج مخاطبا القائد البريطاني ( هملتن ) عندما أراد الهجوم على عشيرته
ذوله أفروخ الأزرج موش أهل لملوم
يهاملتن تأدب لا تزومش دوم
بالسنكي نريد أوياك نصفه اليوم
( رد لا تتدهده أبحلك آفه )
وخاطب المهوال محمد آل صيته عشيرته وهو يشاهد بنات آوى يأكلن جثث الجنود الأنكليز
واوي الكوت جايع وأعتنه متمور
يكول أشهل الربيعه أشكثر بيها أكسور
واوي العارضيه أيكله من يا خور
( يتكلب وأهله يندهونه )
قاد الشخ شعلان أبو الجون عشيرته بمعركة العارضيات الشهيرة  وهناك منطقة أخرى تسمى ( العارضيات ) أيضا بين الأنبار والفلوجة ، تقدم شعلان عشائره هازجا
بيه خير ويجثر عسكر وريلات
أسواريه وبياده وفوك طيارات
أبعزم الله وعزم حيدر أبو الحملات
( يتوزع وطروح أنشيله )
وقال أحد ( المهاويل ) للعارضيات هذه
هاي العارضيه الها عالدول معتاد
كل جيش اليطبها أيصيح منها الداد
الفاله أبظهر الآمر وصلت البغداد
( مشكول الذمه أعله الفاله )
والشاعر يقصد أن الشخص التي علقت ( الفالة ) بظهره كأنه سرقها من صاحبها لذا أشكل ذمة سارق الفالة وهنا تكمن روعة ( الحسجه ) العراقية .
ولعل من أجمل الأهازيج ما قاله شعلان أبو الجون مخاطبا أفراد عشيرته وهم يحرسون جسر ( السوير )  ويدافعون عنه ، وهو يعلم أن النسوة يخفن شن الهجوم المقابل الانكليزي ، وقد مثل القائد أبو الجون ( السوير ) حسناء يجب عليه الدفاع عنها  فقال
أكنللج يجامعة الحسن عيناج
فن كوكس وديلي أبعسكره يدناج
كون أهلج جفوج أحنه أبطرب جيناج
( خل يامن كلبج يرعيعه)
والرعيع : الخائف
( يالترعد بالجو هز غيري )
قالها الثوار بعد إسقاط طائرة بريطانية .
( تندار الدنيه وهذا آنه ) هذه الأهزوجة للشيخ عبد الواحد الحاج سكر.
وللشاعرة ( أفطيمة ) من عشيرة الظوالم أهزوجة جميلة فحين عاد أخا لها من المعركة سألته عن أبنها فقال لها ( جن لا هزيتي ولوليتي ) بمعنى أن ولدها قد أستشهد فأجابته على الفور ( هزيت ولوليت الهذا ) بمعنى أني ادخرته لهذا اليوم ، يوم القتال ، وامرأة أخرى شاعرة أسمها ( عفته بت أصويلح ) أسر البريطانيون ولدها وخشيت من أن يتعذر من فعلته وحمله البندقية مع الثوار وهو مار عليها مقيدا أسمعته ( بس لا يتعذر موش آنه ) بمعنى أني لست من ثار ضدكم ، فأجابها ولدها ( حطوني أبحلكه وكت آنه ) أي أنني وضعوني بفم الموت ولم أعتذر عن فعلتي ، وأخرى توفى زوجها وهو من عشيرة أخرى فعادت مع وليدها لأبيها ، وتربى الولد مع أخواله وحين بلوغه مبلغ الرجال تفجرت ثورة العشرين ، فشق على الشاب أن يقاتل مع أخواله ويترك أعمامه ولكن أمه أرغمته على البقاء مع أخواله حفاظا عليه كما تعتقد ، وحين تلاحمت قوات العشائر مع الانكليز وعرف الجميع ذلك قالت الأم مخاطبة ولدها المقاتل الغائب ( بس لا ما يتنخه أبخاله ) ، وفعلا لم يستنجد ذلك الشاب بخاله وأستأذنه باللحاق مع عشيرة أبيه وكانت له صولات تذكر ، وإحداهن هزجت لولدها المضرج بدمه وقد عض من طعنه من حنجرته فأرداه قتيلا وتوفي الشاب من طعنته فقالت أمه ( عفيه أبني الجاتل جتاله ) ، وامرأة من العمارة هزجت لولدها الذي أستشهد وهو بأيام عرسه الأولى فقالت ( عربيد أسم أمك يالهيبه ) .
وللشيخ عبد الواحد الحاج سكر هذه الأهزوجة
جميع الناس مني وأني أبيها
ومواجب سرت كثره وآنه بيها
طيور أم العلا رفت وآنه بيها
( تندار الدنيه وهذا آنه )
وللشيخ سلمان العبطان من الخزاعل مجمل أهازيج مسجلة له
( رد مالك ملعب ويانه )
و( للحله ونتباصر بيها )
و ( بالسيك أمربع واوينه )
و( مشتهيه الكل يا عنانه )
و مما ينسب له  ( ودوه يبلعنه وغص بينه )
وللشيخ ( عجمي السعدون ) هذه الأهزوجة
غذايّ الماطلي لوثار طريت
ثمل لو دخن البارود طريت
أنه سن البحر للميل طريت
( خل الطك للصد بالبيضا )
وللشيخ ( منذر آل فرعون ) هذه الأهزوجة
ما تنداس ثايتنه وحدنه
مبارد ما تحت بينه وحدنه
نشك أشكوك ونخيط وحدنه
( شك ما يتخيط شكينه )
ولم تكن الحلة الفيحاء بعيدة عن الأهازيج فهذا الشاعر الشيخ حسن العذاري يقول
حدنلي أبكل الناس والشر
ولا نتبع حجي النمام والشر
أحنه اللي أبحد الموت والشر
( والموته أبكل عز نشريها )
بعد انكسار عشائر ( المنتفج )  بمعركة الشعيبه وهروب الرجال صوب الشيخ ( خزعل ) أمير عربستان ، وكان الشيخ خزعل يسلي نفسه مع مواليه وقام أحد عبيده بالرقص أمامه تحركت دماء مولى للشيخ عجمي باشا من آل السعدون وخاطب الشيخ خزعل قائلا ( أنا عندي ما يرضيك أمير ) وأردف قائلا
أهي حرب أدول يخزعل ما هي درننكات
        وخلها لبو أمطشر خلفت البيكات
تتراكض صبايا تكسر الجيمات
( أسأل قنصلها أشسوينه )
درننكات / الطبل / آلة للعزف
وأهزوجة أخرى
يكوكس وين وجهك جوك أهل لملوم
نطلبك بالشعيبه وأعرضيت اليوم
لابد ما نسوي أعله السماوه أعلوم
( تستانس بيه حتى أمريكا )
وهناك ملاحظة تدل على الوعي السياسي للثوار فأمريكا كانت تطالب بحرية الشعوب يوم ذاك والأهزوجة معناها أننا سنهزم بريطانيا وتفرح أمريكا بذلك .
انقاتل بالسمه ونقاتل البلگاع
ولا بينه الجبان و لا بنا اليرتاع
واليجفل يخوتي يرخص المبياع
) ها حميّد جينا أنموت اهنا(
وأخرى
يبت وبت أخوتي تابع السيرة
ومن اكعد يخوتي تبطل الغيرة
 خالي ألما عرفني هاي هالحيرة
( حسباله أتطلب ييت انطيه )
الأهزوجتان أعلاه قالهما ( خيون صبر الدوشان ) .
وحين تشييع جنازة الشيخ ( عارف حمد  الفهد ) أنبرى ولده الشيخ ( حمد ) هازجا
ارخصوني عمامي خل اون اعليه
لا بهل الجنوب ولا وسط نلگيه
اهو سور العشيرة وللوزن نرجيه
( الموت من الله الما مر بيه )
وقال
ريض يل المشيع وين بيه تريد
چا يا هو الأعيده من يجيني العيد
ويا هو يسد مسدك گلي يوم الويد
( يل بين احسابك باطل تحصد بالزينين )
وأكمل قائلا
   يا عارف صدك تجفي وما تشوفك عين
وحاير باليــعوضك گلي اجيــبه أمنـــين
ما ينطـــينه فنتگ ردف طــگ البيـــــن
 )ان چان الحگ يتسولف هذا المشرك بالشريان(  .
وهناك ( مهوالا ) من سوق الشيوخ يعد أفضل ( المهاويل ) أسمه ( حامد سعدون ) له هاتان الأهزوجتان
لغز يبقى الرجل من يمتلك عگله
لما يحچي اتعرف اشخفة وشثگله
بالك بالسواد اتعير المگله
( ابنار العلية اتچوة وصار اسود لونه )
شوف اشحچت وشگالت الدوده
ادخلوا ابيوتكم والبوب مسدوده
لا يسحگم سليمان وجنوده
( قانون الدوده بنادم بلكت عدك )
وهناك أهازيج لم يصل منها ألا قفلها ( الهوسة ) 
( شرناها وعيّت يا هيزه )
و ( هيزه ) منطقة تلال شمال الناصرية حيث قبائل المنتفج ، يقول ( المهوال ) أننا أستشرنا منطقة هيزه بقبول المحتل فرفضت لذا قاتلنا لأجل رفضها هذا ، ويرى آخرون أن ( هيزه ) هذه امرأة من عشائر المنتفج  .
( من ذوله أتربع واوينه ) قالها أحد ( المهاويل )  أمام القائد البريطاني الذي زار العشيرة بعد ثورة العشرين وشاهد القائد كلاب القرية سمينة ومليئة باللحم ، بمعنى أن هذه الكلاب شبعت من جثث قتلاكم ، و ( أتربع ) من الربيع لأن الأغنام يتوفر لها المرعى في الربيع ، وقرن المهوال الأغنام بالذئاب وبنات آوى .
( سوالك مسند تركينه )
 قيلت أمام الملك فيصل بمعنى اننا من أوجد مملكتك ببنادقنا التركية .
وهناك معركة سميت بمعركة المخفر شاركت فيها عشائر الظوالم وبني حجيم وعشائر آل زياد ضد الجيش البريطاني واستمرت يوما كاملا كللت بنجاح العشائر ودحر الجنود الانكليز وأهزج مهوالهم مخاطبا قائده بل شيخ عشيرته شعلان أبو الجون ( يشعيّل يجري الشط هندو ) وشعيّل تصغيير لشعلان .   


132
المنبر الحر / هذا من فضل ...!!!
« في: 21:31 01/07/2013  »
إضاءة
هذا من فضل ...!!!
حامد كعيد الجبوري
   لفتت نظري قطعة خشبية صغيرة لا تتجاوز قياساتها 20  في 30 سم  وضعت على عربة جميلة لبائع ( لبلبي ) كتب عليها بخط جميل ( هذا من فضل ربي ) ، وقادني حب الإطلاع لسؤال صاحب العربة عن سبب وضعه هذه القطعة الخشبية ، وقفت عنده وقلت أعطني صحن ( لبلبي ) من فضلك ، جهز الرجل طلبي وسأل أن كنت أرغب بوضع عصير الخل أو الحامض عليه ؟ ، قلت كما تشاء ، وبدأت أأكل من صحنه وقلت له بماذا تفضل عليك الرب لتضع هذه القطعة على عربتك ؟ ، لم يضجر من سؤالي بل أبتسم ابتسامة عريضة وقال ، أتعرف أني أجوب الشوارع حرا وبردا دافعا بعربتي الى الأماكن التي يكثر فيها الناس ، وأحمد الله أني أعود ليلا وجيوبي مليئة بمال حلال كسبته بتعبي وعرقي ، ولو علمت يا عم – مخاطبا لي - أن هذه العربة وفرت لي المال لأبني عشا صغيرا لعائلتي ، وهذه العربة أوصلت بها أولادي للدراسة الجامعية ، أتعلم يا عم أني لو مرضت يخرج ولدي الأكبر ليقوم بواجبي ، أفلا يستحق الله مني أن أضع هذه القطعة الصغيرة عرفانا بالجميل لله سبحانه وتعالى ، لم أستطع مناقشة الرجل وما كان مني إلا أن أقول له بارك الله في رزقك وأمدك بالصبر والصحة لتتخطى عقبات الزمان ، وهنا أدركت مقولة سيد الخطباء أمير المؤمنين علي ( ع ) قوله ( القناعة كنز لا يفنى ) ، ولو أردت مناقشة حالة هذا الرجل ، وما تقع من مسئولية حكومية لمساندة عجزه مستقبلا ، ولكنني تداركت ما خطر ببالي وقلت لنفسي ، أي حكومة هذه التي تنصف هؤلاء وهي عاجزة عن إيجاد فرص عمل لآلاف الخريجين  ، وقلت لنفسي ماذا يضع سارقي قوت الناس على واجهات عماراتهم و( فللهم ) وبيوتهم ، ونعلم أنهم جميعا كانوا حفاة وعراة يمدون أيادي الذلة والمهانة لأسياد صنعوهم ، وزير ، ووزير ، وبرلماني  سرقوا  من خزينة الدولة أموالا بعلم ومعرفة وتوجيه أحزابهم لا بارك الله فيها وفيهم ، ونقلت لنا الفضائيات ( قيحهم )  وصديدهم وخزيهم وهم يمسك بهم بمطارات عالمية ومعهم أموالا لا يحق أو لا يسمح بتناقلها لكثرتها ،  أطفال سياسة دخلوا للعملية السياسية لا يملكون ثمن ما يغطي عوراتهم ، مصلح لما يسمى ( جولة ) ، وبائع ( خرز ) ، و ( فتاح فال ) ، و منتحل شهادة عليا ، ومعلم مدرسة ابتدائية لا يتجاوز راتبه أيام اللا نظام  دولار واحد ، و ( ملة )  يقرأ للعجائز عن الحسين ( ع ) وثورته بلغة ملحنة وصوت يشبه صوت ال... ، و ( عكام ) يجمع الناس ليحج بهم بيت الله الحرام ، وأمثالهم وأشباههم الكثير ، ملأت بطونهم وجيوبهم و( قاصاتهم ) وبنوك الغرب والخليج العروبي حد النخاع  بمال مسروق ، أحدهم كان يستعمل ( بايسكل ) لتنقله والآن يملك أحدث سيارة , وافره بيت مساحته 2000 م2 بثلاثة طوابق ، وحمامات سباحة ، وأبواب تعمل الكترونيا ، ومنظومة حماية الكترونية حديثة جدا ، وحين يسأل عن ذلك يقول هذا تعبي وجهدي ، أقترح عليه وعلى من هم بشاكلته أن يضع قطعة كما وضعها صاحب العربة مع الفارق بين الاثنين ، فذاك من فضل ربه وتعبه وجهده ، وهذا يفترض به أن يضع ( هذا من فضل حزبي ) ، للإضاءة .... فقط .     
 

133
ثورة العشرين وانتفاضة الواحد والتسعين !!!

حامد كعيد الجبوري
   قال أحد ساسة الغرب ، و ربما نسبت  ل( برنادشو ) ، ( أن قال لك السياسي سنبني جسرا ففتش المكان فسوف لن تجد نهرا ) ، عجيبة هذه السياسة اللعينة القذرة التي لا يصدقها متبنوها ومتتبعوها ، لا صديق تستمر معه ، ولا عدو واضح تقاتله ، وربما أخلص أن كل السياسيون هم نسخة تتشابه مع بعضها إلا ما ندر ، ولي رأي بخصوص ثورة العشرين الخالدة التي سيمر ذكراها ال( 94 ) يوم 30 / 6 ، ورأيي لو كانت هناك سياسة ما وأحزاب كما هذه الأيام لما نجحت ثورة العشرين وأسست للدولة العراقية ، وانتفاضة آذار الخالدة تشبه ثورة العشرين من هذا الباب ، بمعنى أن الانتفاضة وثورة العشرين أيضا جاءتا عفويتان  بلا أدعاء سياسي لجهة ما ، ولا لطائفة دون أخرى ، ولا لرجال عشائر بعينهم ، نعم أتت هاتان الثورتان لدرء الحيف والظلم اللذان وقعا على الشعب العراقي بكل أطيافه وأجناسه ، وكما نقرأ أن الرجل الفلاني في المدينة ( س ) هو من قاد الانتفاضة في تلك المنطقة ،  وكذلك ثورة العشرين لكل محافظة عراقية كردية أو عربية أو تركمانية لها رجالها وقادتها ورجال دينها ، ويروى أن منطقة ( السوير ) هجرها أهلها بعد حادثة جسر السوير الشهيرة ، التي تعرض فيها ثوار العشائر لقطار المؤن العسكرية الإنكليزية ، وقتل الجنود الإنكليز فيها ، وانكسار الجيش الغازي ، خافت النسوة وكبار السن والأطفال من عقوبة الإنكليز لسكان ( السوير ) ، وهجروا بيوتهم خوفا من الهجوم المقابل المتوقع ، وصل الخبر للشيخ ( شعلان أبو الجون ) ، وهو من شيوخ عشائر ( الظوالم ) ، ورصاصة انطلاق الثورة في ( الرميثة )  ، فركب فرسه مع رجال عشيرته ومن هب لنجدة ( السوير ) ، وأطلق للسانه العنان ليقول أرجوزته الشهيرة ، التي مثل بها ( السوير ) على أنها فتاة جميلة جمعت كل محاسن وجمال النساء فيها فقال ، ( أكنللج يجامعة الحسن عيناج / فن ( كوكس )  و( ديلي ) بعسكره تعناج / أنجان أهلج جفوج أحنه بطرب جيناج (( خل يا من كلبج يرعيعه )) ، ( كوكس وديلي القائدان الإنكليزيان  المعروفان ) ، و ( الرعيع ) الخائف ، أي لا تخاف يا جميلتي فنحن حراس وفداء لك ، ويذكر ما حدث بعد انتفاضة آذار الخالدة عام 1990 م التي قوضت أركان الطاغية ونظامه ، فهب لنجدته أسياده وأعوانه ومواليه لقمع انتفاضة الفقراء والتي أسموها ( الغوغاء ) ، بعد قمع الثوار بدأت وفود الحزب والعشائر تقدم ولاء الطاعة مجددا لسيدها المهزوم ، ومن تلك الوفود وفد مدينة ( السماوة ) الذين اصطحبوا معهم ( مهوالا) فاقد البصر ( أعمى ) ، وكانت تلك الأيام يعرض فيها فلم المسألة الكبرى التي أريد فيه طمس الحقائق وإبراز جهة على أخرى وطائفة على طائفة ، سأل الأعمى لمن يجلس جنبه عن مكان جلوس الشيوخ ؟ ، والمكان المفترض لجلوس القائد المهزوم ؟ ، دخل صدام القاعة وبدأ التصفيق والتهليل فانبرى الأعمى واقفا وهو يحرك عصاه يمنة ويسرة ، نظر صدام لذلك الأعمى وقال لرجال حمايته خذوا عصاه وأعطوه بندقية ( برنو ) فنفذ أمره ، هزج الأعمى وسط الجمع قائلا ، ( لوّن شعلان يدري نباكت الثورة / جا فج التراب وطلع من كبره / عدنه ع(السوير ) المسألة الكبره / ( الشاهد عندي الشاهد / ذوله أيتام من العشرين ) ) ، و (ذوله أيتام ) والأعمى يشير لمكان جلوس شيوخ العشائر ، والذين هم أحفاد وأبناء رجالات ثورة العشرين وشيوخها الشرفاء ، ويقال أن الطاغية عرف ما أراده ( المهوال ) وأوقف عرض فلم المسألة الكبرى ، ما أحوجنا اليوم ( لمهوال ) بصير أو أعمى ، وساسة البلاد يتلذذون بتقديم ولائهم لمحتل قاتل يدعي الإنسانية والديمقراطية  ، وسأسجل نهاية إضاءتي هذه الأهزوجة علها تصل لمواضع القرار فأقول ، ( لوّن شعلان يدري نوصل الهل حال ، جا فلش مضيفه ولا لبسلّه عكال / عمت عين السياسة الفرهدت للمال / ( نحارب بيش نحارب / لا فالتنه ولا مكوار ) ، للإضاءة ...... فقط .       


134
اليهود شماعة الفاشلين  !!!
حامد كعيد الجبوري
   لا أنكر أن لليهود أصابع وضعتها متعمدة بكل الأديان السماوية والوضعية ، وهذا ليس سبة على اليهود بل مفخرة لهم ، نعم أنها هي المفخرة بعينها ، لو لاحظنا وتمعنا وفحصنا ومحصنا بما قام به اليهود لكان الأجدر بنا أن ننحني لهم ولعقولهم وتفكيرهم الذي بسط نفوذه ليسود على المفاصل الحيوية بكل هذه المعمورة ، كلنا يتحدث أن اللوبي الصهيوني هيمن بشكل مطلق على السياسات الأمريكية لحقب طويلة يمتد لنشوء دولة أمريكا ، نحن المسلمون عامة والعرب خاصة لا ننظر إلا بمكان وضع أقدامنا ، هذا أن فكرنا أين نضعها ، واليهود والمتحضرون لا يفكرون بمثل هذا التفكير السطحي مطلقا ، اليهود يعرفون أين توضع أقدامهم ، ويعرفون كيف يرفعونها ومتى شاءوا ، ربما ، أكرر ربما نحن نفكر ليومنا بل ولساعاتنا فقط ، واليهود يفكرون ويرسمون ويخططون لعشرات بل ولمئات السنين ، لا يهم أن لم يصيبوا هدفهم اليوم لأنهم على ثقة تامة أنه سيصاب – الهدف – لاحقا ، اليهود درسوا كل التاريخ ولكل الدول والطوائف والنحل والملل ، ليس دراسة للتعرف والاستقصاء فقط ، بل للدراسة والتحليل الممنهج والمنطقي المفيد ، لقد زرع اليهود في كل أرض نبتة ، وفي كل واد عين ، وفي كل منعطف طليعة ، كل هذا من أجل معلومة من هنا وأخرى من هناك لتستغل ولو بعد حين لمصلحتهم طويلة الأمد ، وهذا بزعمي مفخرة لهم رغم سيول الذهب التي يبذلونها من أجل ذلك ، وهو ليس عيبا كما يراه الآخرون ليضعوا شماعة فشلهم على ما يسمونه الغدر اليهودي ، وسؤالي الذي أطرحه هنا لم لا توجد شخصية علمية دينية أكاديمية متخصصة لدرئ المفاسد – حسب تسميتهم – لهذه الأفكار اليهودية الصهيونية ؟ ، أليس من الأجدر أن نجد سبل وقاية وعلاج لمناهجنا الذي وضعها اليهود لنا كما يروج لذلك البعض ؟، أما آن الأوان أن نخلص تاريخنا ومعتقداتنا ودياناتنا من التسلط اليهودي المزعوم ؟ ، أم أصبحنا نحن الكُسّلُ أبواق دعاية لما يراد منا كببغاوات عمياء ؟ ، أسئلة لا إجابة لأي واحد منها ، والسؤال أيضا لماذا لا إجابة لدينا ؟ ، وربما أعرف أن أجيب بحسب نظرتي وما قرأته مما تيسر لي على قلته فأقول ، أننا تطوعنا لتسليم عقولنا ليفكر لنا غيرنا ، الأب يقول لولده لا تحشر أنفك في ما لا يعنيك ، وأكبر منك يوما أكبر منك عقلا ، والطامة الكبرى ( شعليه وشنو علاقتي ) ، نوعية الدراسة بما تضعه لنا الجهالة ، الدين لا يعرفه إلا من يضع فوق رأسه أي قطعة قماش ، لذا ساد الأميون وأنصافهم على الناس بكل شئ ، الرجال المحيطون برسول الإسلام الأعظم محمد ( صلعم ) لم يكتبوا عنه القرآن الكريم وجمع بعد حين على يد الخليفة الراشد عثمان بن عفان ( رض ) ، أذن كيف أصدق أن ألآلاف من الأحاديث النبوية الشريفة مصادق عليه ومصدق من الجميع ، ومن هذه الأحاديث (قَالَ رَسُولُ اللَّهِافْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ. وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْـتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْـتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «الْجَمَاعَةُ». وفي رواية أخرى أطول: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتَ يَا عَوْفُ إِذَا افْتَرَقَتْ هٰذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ وَسَائِرُهُنَّ فِي النَّارِ؟ قَالَ: وَكَيْفَ ذٰلِكَ؟ قَالَ: إِذَا كَثُرَتِ الشُّرَطُ وَمَلَكَتِ الإِمَاءُ، وَقَعَدَتِ الْحُمْلاَنُ عَلَى الْمَنَابِرِ، وَاتُّخِذَ الْقُرْآنُ مَزَامِيرَ، وَزُخْرِفِتِ المسَاجدُ، وَرُفعَت المَنَابر، واتُّخذَ الفيءُ دُولاً، والزَّكاةُ مَغْرَماً، وَالأَمَانَةُ مَغْنَماً، وَتُفُقهَ فِي الديِن لِغَيْرِ اللَّهِ، وَأَطَاعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، وَعَقَّ أُمَّهُ، وَأَقْصَىٰ أَبَاهُ، وَلَعَنَ آخِرُ هٰذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، وَسَادَ الْقَبِيلَةَ فَاسِقُهُمْ، وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ اتقَاءَ شَرهِ، فَيَوْمَئِذٍ ذَاكَ، َيَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ إِلَى الشَّامِ، وَإِلَىٰ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ، مِنْ خَيْرِ مُدُنِ الشَّامِ، فَتَحْصِنُهُمْ مِنْ عَدُوهِمْ، قِيلَ؛ وَهَلْ تُفْتَحُ الشَّامُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَشِيكاً، ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ بَعْدَ فَتْحِهَا، ثُمَّ تَجِيءُ فِتْنَةٌ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٌ، ثُمَّ يَتْبَعُ الْفِتَنُ بَعْضُهَا بَعْضاً ) ، هذا الحديث الذي أورده أصحاب الصحاح أشكك في صحة سنده وروايته لسبب منطقي لا يحتاج لكثير عناء ، وهو الذي سينشئ الاحتراب الطائفي بلا أدنى شك وريب ، ناهيك من أنه تدخل بشؤون ديانات أخرى كالمسيحية واليهودية ، وهل أصدق أناسا تركوا قرآنهم دون جمع وينقلوا مئات الآلاف من الأحاديث النبوية الشريفة ، والكثير حينما يعجز عن التفسير يقول أنها الإسرائيليات ، وأحاول أن أقنع نفسي بما يقول ولكن ألا يوجد في هذه الأمة الإسلامية مجموعة مفكرين ليشذبوا دينهم مما ألحقه بهم اليهود ، لذلك شاعت الفوضى ، وكل يدعي وصل بليلى ، وكل ينتظره رسوله على أبواب الجنة ، وكل يتفنن في الذبح والقتل والتفجير ، لأنه الفرقة الناجية بزعمه ، وأعتقد أن الرابح الأول هو من أدخل هذه التوافه لديانة يفترض أنها سماوية ، وطالما ألأمة الإسلامية شُرذمت كما خطط لها ، أذن نظرية أسلمت أنظمة الدول الإسلامية والعربية ، وإخراجها من علمانيتها المتحضرة الى خندقة التأسلم والذبح والفرقة فيها ولمنظرها الكثير من الفوائد وجني ما زرعه الإسلام السياسي لنفسه .       

135
( حسام الشلاه ) يلقي القبض على المطلوب ( وجيه عباس ) !!!


حامد كعيد الجبوري
    معلوم أن الشاعر والإعلامي الناجح الأستاذ وجيه عباس مطلوب لأكثر من جهة لتقتص منه لطول لسان الحق عنده ، الساسة حماهم الله يعيشون بظل هالة رسموها لأنفسهم لا يمكن مساس قدسيتها ،  والأحزاب الدينية التي وكلت نفسها من الله وصية على أناس لا يعرفون ألا ( بالروح بالدم نفديك .... ) ، وأحزابنا العلمانية التي أعلنت إفلاسها وعدم وضوح الرؤيا السياسة الناضجة لأي منها ، وتردي كل شئ في عراق ما بعد التغيير ، وتصاعد أصوات الاحتجاج بأكثر من محافظة عراقية ، وبلد رئيسه الكردي لا يعرف مصيره ، ونوابه بين هارب مطلوب للعدالة وشيعي أستطعم الكرسي ، ووزراء وغيرهم بين فاسد أداري وبين محدد الصلاحيات بسبب التحاصص الطائفي والعرقي ، برلمان لا يتفق إلا على مصالحه الشخصية الضيقة  ، ومخلفات نظام أستبد ، وبطش ، وفرق بين مكونات عراقية مؤتلفة ، ومن بين هذا الركام لا بد وأن ينقسم الناس لمؤيد ومعارض لهذا النهج الحكومي الجديد ، ومن هؤلاء طبقة المثقفين التي انقسمت على نفسها الى مؤيد ومعارض وجالس على تل الأشعري ، من كان همه المال فقد وجده بجوار الأحزاب والمسئولين وما أكثرهم للطرفين ، ومن جلس على التل مراقبا لما تؤول له الحال ليركب موجة ( الردح والرقص ) كما كانت قبيل 2003 م ، وقلة تعد على الأصابع شهرت أقلامها وأصواتها علنا وسرا منددة بما يجري من تردي ، والركض حثيثا صوب الضياع للوطن والمواطن ، ومن هذه الأسماء القليلة ( وجيه عباس ) ، والوجيه قارئا للتاريخ بشكل جيد ، ومتتبع فطن لما يدور بأروقة الساسة وغيرهم ، برز من خلال فضائية العراقية ببرنامجه الساخر اللاذع ( تحت نصب الحرية ) ، وسرعان ما رفضته العراقية لأنه يؤلم الساسة وغيرهم ، فأنتقل نصبه للحرية لفضائية الفيحاء التي لم يدم معها طويلا للسبب ذاته ، فاحتضنته فضائية ( الفرات ) أيام كان خلافها على أشده مع الحكومات المتعاقبة ، وما أن صفا تعكر ماء الفرات مع شاربيه حتى قيل للوجيه عباس أرحل ، فرحل بهدوء ، ويتضح لي أن الحكومة عليها أن تستخدم مع الوجيه سياسة الترغيب والترهيب ، ولأن الديمقراطية حديثة العهد لشعب لا يعرفها ، ولأن الوجيه أصبح أسما معروفا لدى العامة من الناس فأحجمت الحكومة عن سياسة الترهيب ولجأت لسياسة معاوية بن أبي سفيان للترغيب ، فأعادت الرجل لمسلكه الوظيفي الذي لم يكن راغبا بالعودة له ، ولكنه وكما أرى – رأي شخصي _ أذعن لهذا الأمر ليعيش كما يعيش الناس ، وليجلب لعائلته متطلباتها ، لذا وافق دون رغبة كما أعتقد للعودة لسلك الشرطة بسبب سد الأبواب دون برنامجه الشعبي المسموع والمرأى ، ولكن هل سكت الوجيه عن المطالبة بحق الناس الذي وجد أمانة حمل رسالتهم فوق ظهره ، وأذكر أني كتبت موضوعتين عن وجيه عباس ، الأولى ( وجيه عباس لسان وطني فاقطعوه ) ، والموضوعة الثانية ( دعوة لحضور فاتحة وجيه عباس ) ، واقترحت حينها أن تنصب سرادق الفاتحة تحت نصب الحرية ، ويمنع دخول الساسة والبرلمانيين  والطوائف المحتربة أجمعها لهذه الفاتحة ، واقترحت أن يتلقى وجيه عباس تعازي محبيه وهو يقف مع ثلة من أمثاله يستقبلون الناس ويودعونهم ، وقلت حينها أن هذا هو أفضل تكريم لوجيه عباس وهو حي يرزق ليرى وليرى غيره كم أن هذه الشخصية محبوبة لدى الناس الفقراء والوطنين المخلصين للناس وللوطن ، ولا بد لوجيه أن يحتاط كثيرا حفاظا على رقبته المهددة بالقطع لمجاميع إرهابية وغير إرهابية كثيرة ، لذا نجده معتكفا بدائرته أو في بيته الذي لا يفارقه لهذا السبب ولأسباب أمنية أخرى ، فأقتنص ( مجلس السيد حسام الشلاه ) الحلي لتضييف الوجيه بأمسية يتحدث فيها عن منجزه الثقافي والمعرفي ، وكانت أمسية لا تكرر بسهولة ، وحضور نوعي من وجهاء ومثقفي بابل الفيحاء ، قسمت الأمسية لثلاثة محاور أولها الأدب الساخر ، حيث تحدث أبا علي عن رؤيته لهذا الصنف من الأدب مقارنا إياه بأدب السخرية ممثلا ب ( حبزبوز ) و ( قيطان الكلام ) و ( الفكاهة ) وغيرها ، وحقيقة أن ما يقدمه الوجيه من أدب ساخر لا يمت بصلة لما سبقوه ، وجيه يزاوج بين اللغة الدارجة والفصحى ، بين السياسة والدين ، بين الماضي والحاضر والمستقبل ، بين المجتمعات وما يحيطها ، وأحايين كثيرة يستخدم الشتم والفحش مع من يستحقه ، معللا أن القرآن الكريم فيه مثل هكذا انتهاج  ، ومن ثم أنتقل الوجيه للمحور الثاني وهو الشعر ، فقرأ القصائد الجادة والقصائد الساخرة التي شد إليه من كان جالسا لتلك الأمسية ، وأخيرا كان المحور الأهم  وهو الحوارات مع رواد مجلس السيد حسام  الذي أخذ من وقت المجلس زهاء ساعة كاملة ، بعد هذه الجولة والسياحة الممتعة مع وجيه عباس التي امتدت لأكثر من ساعتين شكر وجيه عباس الحلة الفيحاء التي استطاعت أن  تضيفه وليضيف أسماء جديدة لقوائم معجبين كثر في حياته اليومية ، وباسم مجلس السيد حسام الشلاه والمجالس الحلية الأخرى كمجلس الوجيه ( الحاج مالك عبد الأخوة ) تقدم مدير الجلسة ( حامد كعيد الجبوري ) بالشكر الجزيل لوجيه عباس وتمنى عليه أن لا تكون الجلسة الأخيرة لأنه مطلوب لمجالس حلية أخرى . 
ببلوغرافيا
---------------
وجيه عباس
ت 1964 م
شاعر واعلامي
متزوج وله خمسة مدافع وناقلتا أشخاص
له العديد من المؤلفات أهمها ( عولمة بالدهن الحر )
مجاميع شعرية كثيرة       

136
زاوية الشعر الشعبي / عشك الناس
« في: 22:01 11/06/2013  »
( عشك الناس )
(فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)

حامد كعيد الجبوري
صلوا بكلبي دغش ... راضي و عشكت الناس
ركبوا  أبفيل أبرهة ... وبابيلي ألهم جاس
عارفها قبلة بُطُل ... والدين دين أرجاس
أساسي مبني حجر ... وبساسهم نداس
مدري غشيم الطبع ... مليان كلي أحساس
مدري البشر مختلف ... ومسودن الوهواس
شايل بروحي نبي ... ولا أعرف الوسواس
كضيته عمري أبشرف ... وما زاغلت بالداس
أبيض ثياب ونفس ... من راسي حد الساس  
للناس أبذل عمر ... وأحنيت ألهم راس
لا صافحت للردي ... ومديت ذله الطاس
شميت بيهم عفن ... وجروفي هيل وياس
عايش وشامخ جبل ... وشاهد ألي المقياس
هيهات سفح الجبل ... يصعد حدودي وداس
آنه العرفت الوفه ... بتاريخي جم نبراس
درس الصبر من علي ... والغيرة من عباس
                         ****


137
( الماطور سكل ) ودولة القانون !!!

حامد كعيد الجبوري
بدءاً لا أعني بدولة القانون الكتلة التي يقودها السيد المالكي ، وأشير الى الدولة المؤسساتية بإضاءتي هذه ، ومعلوم أن الشعوب لا ترتقي دولها وتسمو ويشار لها إلا باحترام القانون الذي تسنه وتسير على خطاه وهداه ، وأتهم نظام صدام حسين بأنه خالف الأنظمة واللوائح والقوانين والأعراف ، حتى عد العراق في حينه حكومة لا دولة فيها ، ومثال بسيط لتجربة الخراب التي أسس لها – صدام - عدم اكتراثه بسياقات الملبس العسكري فنراه يستعيض عن غطاء الرأس بلبس الكوفية الحمراء أو غيرها منتهجا أسلوبا غاير مقاسات الأزياء التي يرتديها منتسبون  الجيش العراقي حينها ، وذلك مؤشر للانفلات من اللوائح من قبل الآخرون ، تغير النظام عام 2003 م وأقنعنا أنفسنا بأن القادم الجديد سيبني العراق مؤسساتيا ليرتقي بشعبه صوب التحضر والتمدن ، والغريب أن ذلك لم يحدث بل مورست حالات أكثر إيغالا بنبذ القوانين وضرب ما تبقى منها عرض الحائط ، والأغرب من ذلك أن البرلمان العراقي يساهم كثيرا بإشاعة هذه الفوضى التي ندعي أنها خلاقة وهي لا تمت الى الخلق من قريب أو بعيد ، لم يشرعوا لنا قانونا يلزم الأحزاب لتنضبط وفق سياقات عمل تشبه عمل الدول الراقية أو حتى المتخلفة منها ، لذلك نرى أن الحزب الفلاني يعقد مؤتمره الانتخابي الصوري ولم يفز فلان ضمن تشكيلته لذا يلجأ لتشكيل حزب جديد ليزيد لخراب العراقي خرابا ومشكلة أخرى ، ولم تفكر الحكومات المتعاقبة على أعادة الحياة لمجلس الخدمة الذي أرادا موته لأن ذلك يضر بمصالحهم الحزبية الفئوية الضيقة ، لذا أتخمت الدوائر الحكومية بأعداد لاحصر لها و لا تجد لنفسها كرسيا لتجلس عليه ، ومن هذا وذاك أجد أن مشكلة كبيرة تحتاج من البرلمان العراقي للتشخيص وسن قانونا لها حماية لأولادهم المتهورين الطائشين بما كسبه آبائهم من ميزات يحلمون بها ويحلم بها كل متسكع على أبواب دول العالم والجوار ، ( الماطور سكل ) ليس هناك قانونا يمنع استخدامه ، قبل أيام قليلة حدثت مشادة ألت الى شجار وضرب بالأيدي وبالآلات الجارحة سببها أن طفلا ربما تجاوز الثلاثة عشر سنة يركب ( ماطور سكل ) أصطدم بسيارة أحد أبناء المسئولين  ( أعضاء القيادة و الفروع الحاليين ) وتضررت السيارة بشي بسيط  فثارت ثائرة الثور لدى أبن الذات والمقام العالي وأنهال لكما وضربا على ذلك الصبي ، تدخلت شرطة المرور لفض النزاع وانتهى الأمر بلا تسجيل دعوى ، تحركت شهوة الفضول لدي فقلت للضابط لم لا تلقي القبض على صاحب ( الماطور ) ؟ ، أجابني موضحا أن ليس هناك قانونا يمنع استخدام هذه ( الماطورات ) في الشارع العام بحجة أن المستورد شبه الحكومي _ دققوا بشبه الحكومي _ لهذه السلعة على أنها من تشكيلة لعب الأطفال ، وهناك نوع محدد نحاسب على استخدامه دون تسجيل وحيازة وقيادة كالمركبة تماما ، لذا يسمح باستخدامها لهم ، قلت له أشاطرك وأشاطرهم الرأي أستاذي  أنها لعبة أطفال ، ولكن من حقك منعه وتوقيفه حماية له ولعدم نضوجه أولا ، وثانيا وهو الأهم أن الشارع العام ليس ملعبا للأطفال ، للإضاءة ...... فقط .       

138
( نلكح من طلع نخلتنه كل بستان )
النخلة العاشقة
حامد كعيد الجبوري
       الكثير يعتبر النخل سيد الشجر وهناك بيت شعر للجواهري الكبير بمقصورته العصماء بهذا الباب يقول فيه  ، ( على النخل ذي السعفات الطوال / على سيد الشجر المقتنى / على الرطب الغض إذ يجتلى / كوشي العروس وإذ يجتنى) ، وربما النخل الشجر الوحيد الذي يستفاد من كل جزء فيه ، بدءاً من الساق وصولا للجذع والسيقان والأوراق ، وحتى الجذر الذي بجوف الأرض له فوائد جمة يعدها المختصون بالزراعة ، ناهيك أن التمر من أغنى الفواكه بالفيتامينات التي تمد الجسم بما يحتاجه من طاقة وسعرات حرارية ، ( بيت لا تمر فيه جياع أهله ) هذا ما روّي عن الرسول الأعظم ( صلعم )  ، أضف لذلك أن الكحول تستخرج من التمر ، والكحول دخل الصناعات الطبية وغيرها  ، وكذلك مادة ( الدبس ) التي تعتبر من متطلبات بيوت الفقراء ، وكثير من صناعة الحلوى تنتج من مادة التمر ،   ونوى التمر مفيد كعلف لكثير من الحيوانات وفي مقدمتها الجمال لاحتوائه على الكثير من المواد ( البروتينية ) والدهون  ، وجذع النخلة يستخدم كسقوف لبيوت فقراء الناس ، وما أكثر الفقراء في العراق ،  و (( جريد )) النخل هكذا يسمى عند العامة ) أي السيقان ( الطرف ) بعد نزع الأوراق ((الخوص )) وهذه تسمية العامة أيضا ، ويستخدمه العمال المختصون بهذه الصنعة النادرة في كثير من الصناعات وهي ( الأسرة ، الكراسي ، أقفاص الطيور الأليفة والمهجنة ) ، وأما الأوراق ( الخوص ) فتستخدمه النسوة في كثير من الصناعات البدائية ومنها ، ( الزنبيل ) وهو السلة أو السلال الصغيرة لوضع ما يشترى من الأسواق فيها ، المروحة اليدوية ( مهفة ) ، مكنسة لتنظيف البيوت ، الحصر -  الحصران -/ وهي عبارة عن نسيج من الخوص يخاط بعض لبعض ويفرش في بيوت الفقراء للجلوس والمنام عليه أيضا ، وأما الآن فأصبح من الصناعات التراثية لانقراض هذه الصنعة ) .
الحج لبيت الله الحرام خمسينات القرن الماضي يختلف عن حج أيامنا هذه ، كانت الرحلة تستغرق أكثر من شهرين وقد تصل لثلاثة أشهر متتالية ، وقسم من الحجاج ينطلق لبيت المقدس أولا ومن ثم الذهاب للديار المقدسة والعودة عن طريق إيران بعد زيارة مشهد الإمام الرضا ( ع ) ،ومنهم من يذهب لإيران ثم الديار المقدسة ثم العودة من بيت المقدس ، وتهيأت الفرصة لوالدي الفلاح أن يحج بيت الله الحرام ، أنطلق موكبهم لبيت المقدس مرورا بالديار المقدسة وعودة عن طريق المحمرة ثم البصرة ثم الحلة ، جاءنا يحمل بين يديه لينة ( فسيل نخل ) ، قلت له وأنا الطفل الصغير الذي لم يدخل صفوف المدارس بعد ، ما هذا يا أبي  ؟ ، أين هديتي ( الصوغة ) ؟ ، ضحك بوجهي وقال لا تستعجل لنزرع هذه النخلة أولا ،  لا يزال بملابس سفره وأقاربي تحيط به للسلام عليه وتهنئته بسلامة العودة وهو مشغول أين يزرع نخلته ، أختار لها مكانا قريبا لبيتنا الطيني وهيأ تربتها بعد أن مزجه بشئ من السماد العضوي  وزرعها وأمرني بسقايتها وعاد ليرحب بضيوفه الأقارب والأصدقاء ، كان يرقبها ويحيطها بعنايته وسورها بسعف النخيل ليحميها من حيواناتنا المنزلية ، سألته ما هذه النخلة يا أبي ؟ ، أجابني بثقة تامة أني أكلت تمرا من أمها في المحمرة ولم أجد ألذ منه ، وسألتهم عن أسمه فقالوا أنه ( الشُكَر ) بضم الشين وفتح الكاف ، وأضاف أن هذه التمرة طرية وحلاوتها ليست من النوع الذي يحرق القلب ونسميه نحن أصحاب البساتين ( تمرة باردة ) ، قلت له في بستاننا نفس هذا الصنف ، قال لا فهو يختلف عنه وهو أي التمر قابل  للجني اليومي وقابل للتخزين السنوي بعد أن يوضع بما نسميه ( كيشه ) ، وهي عبارة عن حاوية تصنع من سعف النخل لحفظ التمر فيها ، شاء الله أن تكبر نخلتنا ( الأحوازية ) وأكلنا من تمرها ، وفعلا كان لذيذا أفضل من ناتج نخلتنا شبيهتها بالتسمية ، ولأن والدي رحمه الله خصها بعنايته فقد ضَخُم جذعها وكبرت سيقانها – الأطراف - واخضرت بشكل ملفت لنظر من يدخل بستاننا الصغيرة ، لم نحصل من تمرها إلا القليل لأن والدي كان يوزعه لأصدقائه المقربين ولأقاربنا ، ومؤكد أن النخلة سيكون لها فسائل كثيرة لذا أحتفظ ببستاننا أكثر من فسيل ووزع الباقي لمن يحب ، فوجئنا أن رأس النخلة بدأ يميل جهة الشرق وبدا ذلك واضحا بمرور أشهر السنة ، ذهب لدائرة الزراعة ولم يحصل منهم على جواب شاف ، قال أحد الفلاحين المعمرين أنها أصيبت بداء ( الجرنيبه ) - تسمية محلية تختلف من مدينة لأخرى - وهي حشرة تشبه الأرضة تنخر رأس النخلة وجذعها لتصل إلى اللب وهو الغذاء لتلك الحشرة ، عالجها بمبيدات كيميائية ولم يحصل على نتيجة ، قالوا له أحرق رأس النخلة بالنار ، وفعلا حرقها وماتت الأطراف فترة  واخضرت من جديد وبقي رأس النخلة مائلا أيضا ، أحتار في ذلك كثيرا وخاف أن يفقد نخلته النادرة ، ونصحته جارة لنا من أهالي الناصرية أتت مع أبنتها المعلمة التي عينت على ملاك تربية بابل واستأجرت دارا لنا قرب البستان  وقالت له أن نخلتك عاشقة ، أجابها بتعجب واضح نخلتنا عاشقة !!!؟ ، قالت هكذا يقال لمثل هذه الحالة في الناصرية ، وحرام عليك أن تلقحها من طلع ( الفحل ) الموجود ببستانكم وعليك أن تطلب لها طلعا من ( فحل ) البستان الذي مالت أليه ، وفعلا السنة القادمة أخذ لها لقاحا من البستان التي مالت نخلتنا نحوه ، وأنتجت تمرها دون أن يعود رأسها للاعتدال مجددا ، لم يكترث لذلك وقال ربما السنة القادمة ، ومرت السنين ونخلته كما هي ، وتذكرت شطر بيت أستثمره الشاعر الشعبي الراحل ( كاظم الركابي ) بقصيدته ( مناجل ) بهذا المضمون الذي يقول فيه ( ونلكح من طلع نخلتنه كل بستان ) ، دلالة على الفكر ألأممي الذي أراد أن يسود الدنيا ، ولكن جهود والدي كلها باءت بالفشل وأستسلم لأمره معللا نفسه أنه طالما لم يتغير الناتج ولم تقل كميته عن السنين الماضية لذا أذعن لمصير نخلته وقبل بواقعها المر .
    كبرنا ورحل والدي وأستملك بستاننا لتوسعة مركز مدينة الحلة الفيحاء ، وبنينا دارا كبيرة بنفس مكان بستاننا التي أصبحت جزءا كبيرا من حي يسمى ( الخسروية ) ، وزرعت بحديقة دارنا نخلة نادرة جلبتها من محافظة البصرة  ( برحي ) ، وهي  أفضل من نخلتنا التي مرضت وقصت من قبل بلدية الحلة ، وتمتاز نخلة ( البرحي ) بميزات تشبه نوعية ( الشكر ) وتتفوق عليها  ، والنخلة التي رعيتها  تعملقت ، وكبر جذعها وأطرافها بشكل ملفت للنظر و يسمونها الفلاحون ( طاغية ) ،  و( للبرحي ) ميزات كثيرة تختلف عن بقية النخيل ، منها أن ( العثق / العثك  ) يكبر بأكثر من ضعف عن بقية النخيل ، و( للعثق ) زند – ساق أخضر يوصل الغذاء لحبيبات التمر متصلا بقلب النخلة - أطول بكثير عن أخواتها النخيل ، وأطرافها أكبر وأضخم من بقية النخيل ،  شاءت الظروف أن يميل قلب نخلتي كما مال قلب أو رأس نخلة والدي ، حزنت كثيرا لذلك وليس بيدي حيلة لأن والدي لم يترك سبيلا إلا وسلكه ، وأصبح الحصول على فلاح يقوم بتلقيحها وتنظيفها مهمة ليست بالسهلة ، وخاصة أنا سمنت وكبرت وليس بمقدوري تسلقها  وعنايتها ، وأنا أتابع حالتها خطر ببالي شئ بخصوصها ، لاحظت أن النخلة مالت تجاه الشمال ولاحظت كثرة ( العثوق ) تجاه الشمال أيضا ، بمعنى أن ثقل ( العثوق ) تسحب قلب النخلة تجاه الوزن الأكبر ، تناسيت وزني وعمري وتسلقتها وصعدت لقلبها وبيدي السكين الخاص بقص ( العثوق ) واجتثثتها مع قسم كبير من الأطراف ، وأتبعت عملي  هذا العام التالي فلاحظت أن رأس النخلة ( قلبها ) بدأ يعتدل شيئا فشيئا  وعادت لما كانت عليه ، هرعت لقبر والدي في النجف الأشرف ووقفت قبالة قبره وقرأت سورة الفاتحة وقت له لقد وجدت علاج نخلتك العاشقة يا أبي .
 


استعادت حالتها الطبيعية


ميل النخلة والاطراف التي قصت

139
إضاءة
الحلة واسطنبول وقاسمهما المشترك !!!!
حامد كعيد الجبوري
  يقول البسطاء من الناس وبسبب ما نمر به من تردي وتراجع بأننا ( خطية ) لا نستحق أن يفعل بنا هكذا ، وربما أتطابق مع رأي هؤلاء البسطاء الكبار ، وتأكيدا وعذرا لمن قال ( كيف ما تكونوا يولى عليكم ) ، في كل سفرة اذهب بها لخارج محافظة بابل ينتابني شعور غريب ، وبخاصة أن كنت خارج العراق ، أعاتب بداخلي من بذر بذرتي وخلقت في الحلة أو العراق ، بلاد لا نستحق أن تحبنا أو نحبها ، وربما أن رأيي هذا ينطلق من التراكمات والتشوهات غير الأصيلة التي مرت علينا وعشنا داخل هذه البلاد – الحلة او العراق - التي يقول عنها صفيها الحلي ( بلاد ألفناها على غير رغبة / وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن  ) ، عدت من زيارة الى مدينة اسطنبول التركية قبل أيام ،  واسطنبول تعداد سكانها ( 35 ) مليون نسمة بقدر نفوس العراق ، وتشكل أكثر من ثلث سكان تركيا البالغ 85 مليون بشر ، والحلة يقسمها شطها لنصفين ، واسطنبول يقسمها خليج ( البسفور ) لنصفين أيضا ، والبسفور قنال طبيعي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة  ، واسطنبول نصف أوربي ونصف أسيوي  يتسابق النصفان أيهما الأجمل وأيهما يقدم خدمته أفضل للمواطنين ، ولأن تركيا ليس لها نقمة النفط التي حلت على بلدان العرب الأعراب لذا تستورده من الدول النفطية لتسير المركبات والطائرات واستخدامات أخرى ، ناهيك عن قلة استخدامه في المنازل مستعيضين بدلا عنه بالطاقة الكهربائية ، الطباخات كهربائية ، التدفئة والتبريد كهربائيا ، المترو كهربائي ، الترام كهربائي ، شبكة القطارات كهربائية ، ومن أجمل ما رأيت هي العبارات الكهربائية أيضا ، تنقل المئات بل الآلاف من سكان اسطنبول من جانب لآخر ،  وربما تتسع العبارة لأكثر من خمسين عجلة صغيرة أو كبيرة ، تصور نفسك موظفا تعمل بالجانب الآسيوي وسكنك في الجانب الأوربي ، ما عليك إلا أن قطع تذكرة من عداد آلي  وتعبر للجانب الآخر لقاء أجر رمزي ووقت لا يستغرق 15 عشر دقيقة ، حكومة تحترم مواطنيها بكل أجناسهم وأعراقهم ودياناتهم ، لم أجد شرطيا للمرور ، لم أشاهد ثكنة عسكرية ولا شخصا عسكريا ، ويقال أن الشرطة بزي مدني ، لم أجد سيطرة واحدة تحمل جهازا لكشف ( الطرشي ، والريفدور ) ، لم نفتح حقيبة بمطار ( آتاتورك ) العملاق ذهابا وإيابا بفضل أجهزة كشف متطورة جدا كالأجهزة التي تعاقدت عليها حكومتنا الوطنية مع بريطانيا ، وسجن بسبب تلك الصفقة تاجر بريطاني ، ولازلنا نتبجح بأنها من أفضل وأحسن المناشئ البريطانية متسترين على مجموعة سراق يركضون ليل نهار لقرصنة القاصات الحكومية ووضعها بقاصات حزبية أسلامية وعلمانية أمينة جدا ، لا أتحدث عن الشوارع ونظافتها ، ولا الحدائق وورودها ، ولا الأماكن التراثية والاهتمام بها ، ولا الجسر المعلق العملاق الذي يعبر البسفور ليربط آسيا بأوربا  ، ولا البيوت التراثية التي يهتم بها عمدة اسطنبول ، ولا أن اسطنبول مركزا سياحيا وثقافيا و ليست عاصمة لتركيا  ، أقول أن كل ما يحدث بتركيا بميزانية تقل عن نصف ميزانية العراق ، ألم أقل بدءاً بأننا شعب ( خطية ) ، وسأكون ثرثارا كحلاق القراءة الخلدونية وأقول ( لعن الله السياسة والسياسيين ، والعلمانية والمتأسلمين ، والسراق و ( الحراميين ) ، والشرق والغرب أجمعين ) ، وليعيش أصحاب الكروش الجوفاء ، ولتسقط شعوب العالم الثالث كافة ، للإضاءة فقط .   




140
الشعر الشعبي ...
ومهرجان بابل للثقافات والفنون العالمي الثاني


حامد كعيد الجبوري
    من سيقرأ هذه الموضوعة سيقول أو سيتقوّل بداخله أنه إعلان مدفوع الثمن ، نعم أنه إعلان مدفوع الثمن طالما أن كل شئ يحيطنا هو لقاء أجر فلا ضير أن أدفع فاتورة الصداقة التي تربطني بالشاعر الدكتور ( علي الشلاه ) .
      يقول المثل الشعبي ( مو كلمن صخم وجهه حداد ) ، ومثل آخر يقول ( أنطي الخبز الخبازته ) ، العام الماضي 2012 م كنت ضمن أسرة مهرجان بابل للثقافات والفنون الأول ، وجلسنا أكثر من مرة لنضع اللمسات الأخيرة للمهرجان ، ونناقش كل شئ بخصوصه ، بدءا من الضيوف ومن سيدعى للمهرجان والتشريفات والخدمات الإدارية وغيرها ، وكان الدكتور الشلاه حاضرا بكل تلك الجلسات معلقا ومعقبا ومضيفا ومتداخلا مع الجميع ، وجدت الرجل يحمل خبرة تنظيمية بإدارة المهرجان ، ولم لا وقد عقد أكثر من مهرجان للمتنبي في ( سويسرا ) حينما كان مهاجرا من بطش الطاغية المقبور ، لم يمارس أي دكتاتورية على لجان المهرجان كافة ، ولم يوافق أن تُنسب كل هذه الجهود له بل يتحدث سواء للفضائيات أو الإذاعات أو الصحف والمجلات باسم أسرة المهرجان ، وفي ما يخص عملي كعضو اللجنة التحضيرية  والثقافية بما يخص الشعر الشعبي ، طلب مني ( الشلاه ) وضع أسماء لامعة بسماء القصيدة الشعبية العراقية ليكونوا ضيوفنا ، وخاصة أنه المهرجان الأول - عام 2012 م - ، وليترك مساحة من التذكر لدى ذائقة الشعر الشعبي العراقي ، وفعلا تم ذلك ونجح مهرجاننا نجاحا رائعا تحدث به عامة المثقفون آنذاك ، وكانت أسماء كبيرة ( عريان السيد خلف ، ناظم السماوي ، جمعة الحلفي ، فالح حسون الدراجي ، علي اللامي ، ميثم فالح ، راسم الخطاط ، وآخرون ) ، بعد أن أنهيت جلستنا للشعر الشعبي لاحظت علامات السرور على محيا متذوقي الأدب الشعبي العراقي ، ومن ضمن ذلك الدكتور ( علي الشلاه ) الذي لم يخف أشادته بتلك الجلسة ، وهذا النجاح الذي حقق جعله يسلم عهدة الدعوات اللاحقة والمهرجانات اللاحقة لأسرة المهرجان دون تدخل من قبله شخصيا .
  مساء الثلاثاء 7 / 5 / 2013 م كانت الحلة الفيحاء على موعد مع شعراء العراق حملة الرسالة التنويرية الشعبية للعراقيين ، على مسرح خصص لجلسة الأدب الشعبي ، مدرسة قديمة آيلة للسقوط وصلت لها أيدي الخير العراقي فأنقذتها من التهديم ، بل رُممت وأصبحت مركزا ثقافيا حليا تقام به مجمل فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون ، كل ذلك بجهد وتمويل شخصي وبعلاقات حميمية حلية من قبل الدكتور ( الشلاه ) ، غير المنصة الخطابية  العائمة على شط الحلة الخرافي والتي أستحدث مكانها هذا العام الدكتور ( علي الشلاه  ) ، في محلة ( الطاق )  التي يقول عنها شاعرنا الحلي العراقي الكبير موفق محمد ( عشرة أيتام كنا حين ينام النهر ننام / في منتصف الليل / وفي محلة الطاق / حيث ينحت النهر خصره / تأخذ أمي مكانها في الشريعة / فيأتي النهر الى حضنها / وبصوت أعذب من كل مياه الأرض / تهمس في أذنه / دللول يالنهر يبني دللول ) ، وما يميز أمسيتنا الشعرية الشعبية هذا العام حضور المثقفون العراقيون ، وضيوفنا العرب والأجانب لسماع الشعر الشعبي العراقي ، يقول الشاعر العراقي الكبير ( صلاح نيازي ) لم أكن أتخيل أن أستمع لشعر شعبي عراقي بهذه السباكة والجمالية المتفردة ، أما الشاعر المصري الكبير الأستاذ ( أسلام ) فيقول أن للشعر الشعبي العراقي نكهته الفراتية لأننا على ضفاف الفرات الخالد ولم أكن متوقعا أن أستطع فهم المفردات الشعبية العراقية بهذا الشكل الجميل ، وحديث جميل للشاعرة العراقية الكوردية دكتورة الأدب ( كولاله نوري ) التي قالت أن المفردات الشعبية العراقية تخرج من القلوب لتصل الى القلوب دون عناء ومشقة ، وأضاف الشاعر الحلي الكبير موفق محمد  مخاطبا الحضور الذي ضاقت به ساحة المدرسة التي هيأت لاستقبال الضيوف والمستمعين ( كنت قلقا على الشعر الشعبي العراقي ، ولكن تبدد هذا القلق بعد سماعي لهذه الأصوات والقامات الشعرية الشبابية ومن جيل الرواد الذي وضع بصمته الواضحة على طريق الشعر الشعبي المعقدة والمتعبة ) ، اعتليت خشبة المسرح لعرافة الحفل ووقفت على منصة الخطابة واستقبلت ضيوفي الشعراء الذين قطعوا الكيلومترات لتلبية دعوة أسرة المهرجان بهذا الموال الحلي ،
( الحله تاج الوطن ولبست أجل حلة                / زينه
جم عالم الأنجبت فاق وجزه حله                     / أقرانه
أمعشعشه طيور السعد من يا كتر حله               / أطلقه
بين العلم والأدب خيط الوصل شعره                / شعرة الرأس
( سوسه ) و ( طه ) و ( علي ) والما شعر شعره    / أبلغه
( مهدي البصير ) العلم يقره الوطن شعره             / قصائده
مشكور كلمن حضر بيّ تفخر الحله                    / مدينة الحلة
)   المحطة الأولى كانت لصاحب أطول خطوة الشاعر الموصلي ( فدعم الحيالي ) وهو من تولد الموصل وله مساهمات كثيرة في الصحف والمجلات العراقية ورئيس تحرير جريدة نبض المدينة وفيها صفحة للأدب الشعبي ، ومعد ومقدم برنامج ( عذوبة وشجن ) من فضائية سما الموصل ، وبرنامج على الفضائية العراقية ( ترافة وسمر ) ، وفدعم الحيالي عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام للشعراء الشعبيين ورئيس فرع الإتحاد في الموصل ، وشاركنا بدءا ببيت جميل من الأبو ذية يقول فيه ( سيوف الدهر بالدلال سني / ولا مرة بشماته ضحك سني / شيعي آنه وأخويه الحيد سني / عراقيين بالدم والهوية  )، و بقصيدة جميلة منها ، ( من شفت الضماير عالكراسي تموت/ كراسي البيت كلهن موتتهن / شيعت الكراسي ورحت جناز / بكبور الغجر غادي أدفنتهن / رديت وضميري بطوله يمشي وياي / وحصران الكرامة أنه فرشتهن ) ، أعقبه وحسب بعد المسافة كما أشرنا البصرة الفيحاء والشاعر ( قاسم الجيزاني ) ، والجيزاني من تولد البصرة وله ديوان تحت الطبع ( يالشايل بخصرك ) ، وله مساهمات عديدة في الصحف والمجلات والفضائيات والمهرجانات الداخلية والخارجية ، وعضو المكتب التنفيذي لإتحاد الشعراء الشعبيين ، وساهم بقصيدة رائعة تلقاها الحضور بالإعجاب والتصفيق ومنها ،
( يل شايل بخصرك كل جمال الكون / العلى متونك شعر لو ليل متبدي/  يلمعلك برمشك كل شبابي الفات / شم ترمش تبوك ايام من عندي /  ان بمهدي وعشت قصة غرام وياك / احلمت جن جاي اشبكك واشبكت مهدي / حدر شفتك نهر ماي الحياة يسيل /  يمتة ارشف شفافك وارجع بكدي /  كاعد على دروبك وايدي ممدودات /  وناس الما درت حسباله مجدي  ) ، وسارت قافلة شعراء المهرجان لتحط رحالها في منتصف القلب عاصمة التاريخ بغداد الأصالة والإخاء حيث الشاعر ( رائد ألأسدي ) ، و رائد أبن المناضل الذي عرف ب ( جدوا ) ذلك الرجل الصلب الذي أستطاع مع ثلة من الأحرار حفر نفق الحرية في سجن الحلة الدكتاتوري عام 1976 م والهروب من خلال ذلك النفق  ، وكان المفترض حضور هذه الشخصية الوطنية لولا عائق السن والمرض الذي حال دون ذلك ، ورائد من تولد بغداد وله العديد من القصائد المنشورة في الصحف العراقية ، وشارك في مهرجانات محلية ووطنية كثيرة ، ويعمل حاليا محررا لصفحة الأدب الشعبي في جريدة الحقيقة ، ومقدم برنامج ( أحساس شاعر ) من راديو الناس ، ومن مؤسسي منتدى الناس للشعر الشعبي وشاركنا بمقطوعتين أحداهما للأب المناضل ( جدو ) ، ( والدي بأوصافه ينطينة دروس /  البياض براسه ما يعني الكبر /  هاي كل شيبه بشعر راسه دعاء /  يدعي بيهن للوطن وكت الفجر / السمار بوجهه بي عدة أسباب / مو لآن بس يعمل بوكت الظهر / مره قرص الشمس شافه أنعجب بي / قبله وصارت معانيه سمر / الترافه أبسمته زهرة ربيع / لو ضحك نسمة هوة تهب العصر / لو دخل للبيت جن جنه يصير / و بيتنه الاجار يتحول قصر )وساهم الأسدي أيضا بهذا المقطع الجميل ( يا حلو غصبن على الراحن وجن / الله بيك شكد حسن راواني / تراسة ارياكي مرارات الزمن / شما يتيهني الوكت تلكاني ) ، بعده كانت المنصة للشاعر ( رحمن جمعه شلاش ) ، وشلاش من تولد الحي محافظة واسط وهو عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام للشعراء الشعبيين ، ورئيس فرع واسط ، له ديوانان للشعر الشعبي ( عبرة وكت ) عام 2000 م ، و ( شوك وليل ) عام 2002 م ، وله مساهمات عديدة في مهرجانات داخل العراق وخارجه ، وبدأ مشاركته بهذا الدارمي مشكورا ( من الكلب ولسان لله أكله / بجاه الحسن وحسين أحفظ الحله ) ، وقرأ قصيدة جميلة نقتطع منها ، ( بينه صوت / وبينه شهكة غيض تصعد / تنطح الغيم الغريب المر علينه  / وتنزل بحالوب موت / الالم شوباش ينطش عالكلب / الفرح فوك الشفايف ينصلب
يالمضيعين الدرب / احنه ناس انخاف ربنه وماندور كل غلب / الهموم اثكال ومطيحه الجتف  / والصبر من شاف روحك ايست / بدل اثيابه ويخاف من الملامه  / حتى لومر عاالمكابر بيه نضيع كل عرف / العمر حادور ماهم بالجرف / وصوت روحك يزهكـ ايبدل القواعد / يكول
ما ممنوع الصرف ) ، وجاء دور سفير الوحدة الوطنية الشاعر ( ستار الدليمي ) ، وستار الدليمي تولد النجف الأشرف ،معد ومقدم برنامج ( مشاعر ) من فضائية الغدير ، ومحرر لصفحة الأدب الشعبي في مجلة الكوثر النجفية المعروفة ، وأذكر أني التقيت الشاعر ستار بأحد مجالس النجف الثقافية وقرأ قصيدة لازلت أحفظ بيتا منها يقول ( صار مدة مفارك عيوني المنام / وبين جفن وجفن معدومة الثقة )  ، وشاركنا بمهرجاننا لهذا العام بهذه القصيدة الجميلة ، ( العراق اّنه وغمگ جرحي كتاب / وبچه اسنينه الدهر يوم اتصفحه / اّنه يوسف واخوتي بير الذياب / وماگلت روحي من اخوتي مجرحه / ولا بدر بالچيل من عندي عتاب / گلبي عف من شاف اخوي وسامحه / انه چف عباس يعلم بالمصاب / ومادنه لچف الخنوع وصافحه / اّنه گبل النشد يلگاني جواب / لو يريد الشرف دم ايملحه / اّنه موكب عزه من يمشي مهاب / وجيشي من صبر الطفوف مسلحه) ، وكانت المنصة بعده للشاعر الحلي المبدع ( ماجد كزار ) ، وماجد كزار من تولد الحلة / محافظة بابل ، وله المساهمات العديدة في الصحف والمجلات العراقية ، له ديوان مطبوع ( دنيه وسفر ) ، وترأس إتحاد الأدباء الشعبيين لأكثر من دورة ، وماجد كزار متفاني بتقديم العطاء للشعراء الشباب والأخذ بيدهم صوب النجاح وأسس منتدى الحلة الثقافي من أجل هؤلاء الشباب ، وساهم في المهرجان بقصيدة جميلة أعجبت الحضور يقول بمقطع منها ، ( يمه ذب روحك لجل عين العراق / وسال دمي ..وفرحت امي / وتالي راحت ... راحت امي / ومن اروح اني الكبرهه ... /  فشله تاخذني اشكبرهه / خاف تنشدني عله احدود العراق  / وخاف تسألني عله اعيون العراق )  ، وحطت محطتنا في محافظة ميسان والشاعر الشعبي المبدع ( محمد فليح ) ، ومحمد من مواليد ميسان ، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشعراء الشعبيين ، ورئيس فرع ميسان ، شاعر غنائي لحنت قصائده وغناها المطربون العراقيون وساهم معنا بهذه المقطوعة الجميلة نأخذ منها ، (  حجيي بكل فجر مسحاة فلاح.. / وبذراتي نضيفه وبيدي شاتلهه / مو مثلك تصدع حجيك اوطاح.. / النفوس المايله بس حجيي يعدلهه / ضم روحك اجاك الياخذ ارواح  / ظالم من اجيهه اتعلعل اكتلهه / الي كل السمه واخلاقي اجناح  / وانته ابلا جناح اشلون توصلهه / الحرب مثل السفينه اتريد ملاح.. / وانه كل السفن بجفوفي شايلهه / كلت منك الارضه اربع اصفاح.. / وانه الصاج ارضه تخاف توصلهه ) ، بعده كانت محطتنا مع كربلاء المقدسة والشاعر ( هاشم الجزائري ) ، وهاشم من تولد البصرة وأستوطن كربلاء من ثلاثين سنة ، له ديوان تحت الطبع وأسهم في العديد من المهرجانات المحلية والوطنية ، ونشرت قصائده ومقالاته في العديد من الصحف والمجلات العراقية ، وأنتخب رئيسا لفرع كربلاء لإتحاد الشعراء الشعبيين التي بدأ بها مشوار قراءته لقصيدته ، وهي ، ( أستنكي بمشتراك وبيع شرط الضوك / وحدد موقفك والمايله أعدلها / وبالك لا تميل وتنثني أوي الريح / لا تنزل حدر والعاليه أحتلها / وفرق بين كلك وليريد يكول / وبين التاه منها وبين يندلها / وميز بين زين وبين كلش زين / وبين المشتهيهه وبين ما كلها / وأبني بدم ضميرك بيت للمسكين / ولا تنسه اليتيم وحصته أعزلها / وأقفل باب خوفك من يثور الطوب / حتى ترد بديك الرايه شايلها / وآنه وياك واحد ما نصير أثنين / ونشد راية شرف والمشكله أنحلها ) ، وأضاف هذه الومضة أيضا ، ( ماي وتراب وضمير وفص ملح / ضيف مايك عالتراب / وخل ضميرك بين أيديك / وذب عليه فص الملح / التفاعل يجري من كيفه أعتيادي / وراح يتكون صبح / يمسح دموع اليتامه / ويجبر المكسور كلبه / وينعرف ليل الخسارة من الربح / والنتيجه لو نحصل حامض النتريك ونحفظه بقناني / لو ملحنه يصير شارة / يعثر البايع ضميره  وينفضح )  ، وكانت المحطة الأخرى مع الشاعر الشاب الحلي المبدع ( ميثم الرماحي ) ، وميثم له ديوان بعنوان ( هواجس الروح ) ،  وأسهم في العديد من المهرجانات المحلية والوطنية ، وأستدعي أكثر من مرة لخارج العراق ممثلا للشعر الشعبي العراقي ولمحافظة بابل ، شارك بقصيدة جميلة أسماها ( حجنجلي بجنجلي ) ، وربما سيظن القارئ أن الشاعر حين يقول ( مو طاح تمثال الشمر / جا يمته يحكمنه علي ) ، سيذهب الظن لطائفية مقيتة والحق لا يريد الشاعر هكذا وإنما ينشد العدل بسيرة أمير المؤمنين علي ( ع ) ، والشمر إشارة للطاغية المقبور ( صدام حسين ) ، ونقرأ هذا المقطع من القصيدة ، (
حجنجلي بجنجلي  /مو طاح تمثال الشمر / چا يمته يحكمنه علي / وصعدنه فوگ الجبلي /  وصحنه يعمي يحسين / وما شفنه ابد عمي حسين / شفنه الوطن ينزف شعر /  صحنه يعمي يا شمر /  چا وين وديت حسين / ولگينه فوگ الجبلي /  نهر الفرات يطش ورد /  وتربطه وي دجلة اسرار / بيناتهم قصة عشگ / جسمين ﭽانوا والگلب واحد واسمه الثرثار )
 وأخيرا وتحت الطلبات الكثيرة لبى شاعر العراق الكبير موفق محمد ليكون مسك الختام لهذه المسائية الرائعة للشعر الشعبي ، وشاركنا شاعرنا الموفق بقصيدته الشعبية الشهيرة ( يا مطر زخنه محنه ) ، ويقول في مقطع منها ن ( يا مطر اركص عصافير وسنابل. ويامطر زخني هلاهل. ويامطر نث كلبي وردة إتسولف ويالريح وأدزلك رسايل. يامطر حطني على بالك مالي غيرك ...)
شكرا للحلة الفيحاء التي احتضنت هذا الكرنفال الشعري  وهذا المهرجان العالمي الكبير ، وشكرا للمنضمين المنضَمين ، وشكرا للصديق للشاعر الدكتور ( علي الشلاه ) لإعادته لبابل رونقها وسيادتها وريادتها الثقافية .  


141
(يا خشوف العله المجريه وأبنكم فزّز الدوريه )


الشاعر الشيخ ( حسن العذاري )
حامد كعيد الجبوري

   لم أستفد كثيرا من التجارب التي سبقتني لأني لم أأرشف كما يفعل غيري مع ما يحيط بهم من تدوين كل شاردة وواردة ، ومرة دعاني الصديق  أ د ( صباح نوري المرزوك ) أن لا أترك شيئا دون أن أسجل له ملاحظاتي الشخصية كما يفعل هو ، أو كما يسجل الشاعر صلاح اللبان والباحث كاظم السيد علي ، وحين أردت الكتابة  عن الشاعر الكبير الشيخ ( حسن العذاري ) اضطررت الرجوع لديوانه الذي أصدره قريب الشاعر الأستاذ ( محمد حمزه العذاري ) ومما سمعته وأحفظه بذاكرتي مما تحدث به الراحل الشاعر  سليم العزاوي  عن المترجم له .
       غنى الراحل الكبير ( ناظم الغزالي ) أغنيته المعروفة ( يا خشوف ) ولم يذكر حينها  مؤلف هذا النص ، ومن أجل الأمانة الثقافية نقول أن هذا النص هو للشاعر المرحوم الشيخ حسن العذاري وكما أثبت ذلك في ديوانه الذي أصدره قريبه الباحث ( محمد حمزه العذاري )  ، وحسن العذاري من ناحية ( محاويل الإمام ) وهي ناحية زراعية يخترقها من الجنوب  نهر يسمونه ( المجرية ) والنهر متفرع من شط الحلة ، لذا كتب قصيدته الشيخ حسن العذاري قائلا ( يا خشوف العله المجرية / أبنكم فزز الدورية / وأبنكم صابني ورماني / وسهام لحظه بالحشه مرميه )  ، غيّر فيها الراحل ناظم الغزالي مفردة ( المجرية ) الى ( الفختية ) وهي طائر الفاختة المعروف ، وللشيخ حسن العذاري قصيدة جميلة لا تزل الذائقة الشعبية ترددها في مناسبات الأفراح وهي ( يهواي دمشي بهونك / خافن تغث الكامه / ليما تصد بعيونك / خليت نعلة نامه / وينه اليدور وينه ويجسب ألي الراحه / ولفي تره نياشينه وجنات إله وضاحه  ) والقصيدة كما أصطلح عليها العروضيون الشعبيون  من وزن ( المثمن الهجيني ) .   
     ولد شاعرنا في مدينة الحلة عام 1889 م ، ،وتلقى الشيخ ( حسن العذاري ) من والده بعض المفاهيم التربوية والدينية ، ثم لازم الشيخ ( علي العذاري ) الصغير وأخذ عنه الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم ، ثم تتلمذ على يد مشايخ آل العذاري وأخذ عنهم الحديث وعلوم تفسير  القرآن واللغة في النجف الأشرف ، وقد بلورت النجف الأشرف المواقف الوطنية لشاعرنا الشيخ حسن العذاري فقد تصدى مع أقرانه للحكم العثماني أبان ثورة النجف الكبرى عام 1914 م ، ولأنه من الحلة الفيحاء فقد ألتحق بصفوف الثوار عام 1915 م وقاتل مع أبناء مدينته في ما يسمى ب ( دكة عاكف ) ، وللشاعر الشيخ ( حسن العذاري ) وهو بعنفوان شبابه  مواقف وأشعار لا تنسى أثناء ثورة العشرين ، ( كلنه نموت دون الوطن ودنه / ولو جدم علينه الحتم ودنه / كلمن وصل حدنه وكرب ودنه / (للمظلم خله يودونه ) ) ، والمظلم إشارة للقبر ، وله لثورة العشرين أيضا ( أحنه أوي التفك والدان ولمات / ولا نركن الحكم الجور والدان / عدنه يحتي المظيوم والمات / ( يتشرب من حد ماضينه )) ، ونلاحظ أيضا أن بناء هذا المقطع والذي قبله مبني على وزن الأبوذية ( الهزج ) ، ولكنه يختمه ببحر الخبب وهي ( الهوسة ) ، وكان مثل هذا البناء الشعري مستساغا يوم ذاك ، وسبب انتقال الشيخ العذاري الى النجف الأشرف هو وفاة والده وهو بعمر سبع سنين فأخذته أمه الى أخواله من ( آل المطيري   ) في النجف الأشرف ، وتتحدث أخت الشاعر حسن العذاري وهي الشاعرة  (الملاية صفية ) موصفة حياة أسرتها بتلك المرحلة فتقول ( وين أهل الرحم وين أهل المروه / متدرون الدهر بمرارتي أشسوه / بعدني أرضع حليب أمي وجار وياي / يتيمه أمحيره والهظم فت أحشاي / بالحلة عشت ما بين هاي وهاي / وتدرون اليتيم أشلون يتلوه ) .
تزوج الشيخ ( حسن العذاري ) وهو في سن الأربعين أو بعد الأربعين قليلا من امرأة تسكن قرية الإمام ومن عائلة ( الكوام ) لمرقد الإمام ( أبو محمد الحسن الأسمر ) ويذكر أنه غادر الى بغداد لمدة ثلاثة سنين ولم نعرف سببا لذلك ، ومن الطرف التي تناقلها أقاربه أن زوجته طلبت منه أن يجلب لها من السوق ( بامية وطماطم ) ولم تكن تعرف بذهابه الى بغداد ، وبعد ثلاثة سنين عاد لداره جالبا معه ما طلبته زوجته منه ، وفي العام 1935 م تزوج شاعرنا ثانية بزوجة أرملة من أهالي الحلة ومن عشائر ( الجبور ) وأنجب منها بنتين ، ورغم قلة ما في اليد فقد كان شاعرنا رحمه الله قنوعا صابرا أبيا ولم يتكسب بشعره طارقا أبواب الميسورين والتجار وأهل المناصب الحكومية وهو شاعر الفصحى والشعبي ويقول بهذا الباب ( ينكل بي دهري ولم يدر أنني / صبور وأهوال الزمان تهون ) ، ويقول أيضا ( وأكل كسيرة من خبز أهلي أحب ألي من أكل الرغيف ) ، لقد أطلع الشيخ ( حسن العذاري ) على الحضارات الشرقية وتعلم اللغة الفارسية من أخيه وأخته وضمن قصائده بمفردات أو بيتا كاملا من اللغة الفارسية ( هندونه سي أبيا نجر / وكت شام وكت ظهر / دكعد يبو خدود الحمر / من الغزال عيونه ) ، ولأن شاعرنا كتب الفصحى والعامية فقد أبدع بشعر ( الملمع ) ، ( يا رشئا عذب قلبي فهل / فد يوم قز القرط تنطيني / وسهمك الفتاك في مهجتي / جنك تريد أتحش مصاريني )  ، وشاعرنا طرق كل أغراض الشعر من مدح ورثاء ووجدان وهجاء واجتماعيات وأخوا نيات ومساجلات مع مجايليه من الشعراء ، وفي حفل زواج صديقه الشاعر ( صاحب عبيد الحلي ) يقول بأحد مقاطعها ( عادت ليالي الونسه / ورد الفرح عالعاده / كلبي أنطلق من حبسه / وصدرت بعفو الراده / والجنس عاد الجنسه / كلمن عرف معتاده ) ،   وله هذا الأبوذية التي يقفلها ب( هوسة ) مفتخرا ومعتزا بقوميته وبعروبته ( الدخيل أنجان بينه أنضام وأنساب / صحيحين الحسب بالكتب وأنساب / كلمن عال بينه أنشتم وأنساب / ( مكسور أنرده الديوانه ) )  ، وكتب شاعرنا ( حسن العذاري ) الكثير من مراثي ومدائح آل البيت الأطهار عليهم السلام رددتها حناجر المنشدون لآل البيت ( ع ) ، ومن جميل ( أبوذياته ) وهو يذكر خصال النساء و يقول ( أشو طارش موده مايه منجن / واليعرف مكرجن مايه منجن / أنتن ريع كلبي مايه منجن / لو ساعه تجن ما هيه سويه ) ، وله من بديع ( موالاته ) قائلا ( سهمك رماني ومضه وبحشاش جبدي مرك / وحنت لحالي الكفر لاجن دليلك مرك / كل اللمحني بجه وأشتمر عني ومرك / ياليت كل المركني لاوجه أبيته / وأعمه يظل لايمي بيدي وجبيته / أني لوني أيحصل عندي وجبيته / آنه أعله زيجي ولك لو زاد عندي مرك ) ، وأخيرا توقف قلب هذا الشاعر الكبير الشيخ حسن العذاري عام 1952 م في مدينة الحلة ودفن في النجف الأشرف .       


142
د . صباح نوري المرزوك ...
قلم لا ينفد مداده !!!
حامد كعيد الجبوري
      عام  67_ 1968 أنهيت دراستي الإعدادية وأصبحت أسير حلم وواقع ، الحلم أكمال دراستي الجامعية وتحديدا اللغة العربية لحبي للشعر ونوادره  ، والواقع الحالة الاقتصادية لعائلتي التي أنا أكبر أبنائها ، وبدأت الشيخوخة تسري لأوصال والدي - رحمه الله - لتجعله رهينٌ للبيت ، تغاضيت عن حلمي ودخلت الكلية العسكرية لأتخرج منها ضابطا برتبة ملازم عام 1969 م واستلم مهام والديَّ وأخوتي ، وحبي للثقافة يدفعني لمتابعة النشاطات الثقافية العراقية التي تحمل لواءها مدينتي الفيحاء الحلة بإكبار وأحقية ، وأحببت الثقافة لأسباب كثيرة منها أن أخوالي شعراء للفصحى والعامية ، وأبناء خالتي يملكون مكتبات منزلية متواضعة سمحوا لي بقراءة ما أريد ، فقرأت القصة والرواية والمسرحية ، ولا أنسى الصحف اليومية ، والمجلات الدورية ، بداية السبعينات وأعتذر عن عدم حفظي للسنة تحديدا أسست ( ندوة عشتار ) من نخبة من مثقفي بابل ، الدكتور عدنان العوادي ، الدكتور حازم سليمان الحلي ، الأديب جعفر هجول ، الأديب وحودي سلمان وغيرهم ، وبدأ نشاط هذه الندوة متخذة من مبنى دور الثقافة الجماهيرية مقرا للأمسيات التي أصبحت شبه أسبوعية ، دعاني قريبي الراحل ( جعفر هجول ) رحمه الله لأحد الأمسيات ، وهناك وجدت من هم بسني ، ومن هم أكبر مني عمرا ، اختلطت بهم ومعهم  وتهيأت فرصة التعرف أليهم بسبب أن وحدتي العسكرية كانت في معسكر ( المحاويل ) ، ولذا لم أضيع حلمي وانتظمت بكلية الآداب فرع اللغة العربية بالجامعة المستنصرية القسم المسائي مع زملاء كثر أبرزهم ( د عبد الآله الصائغ  ) الذي كنت أجده أيضا بندوة عشتار الحلية  ، ومن ضمن من تعرفت أليهم شاب أنيق طالب بكالوريوس لغة عربية  دائم الحضور ودائم المشاركة والتعقيب والإيضاح والاستيضاح من المحاضرين ، وهذا الرجل هو ( صباح المرزوك ) ، لم أجرأ بسؤاله عن سبب عاهةٍ برجله اليسرى ، ويعاني صعوبة في السير بسببها ، ومع ذلك لم تكن تلك العاهة معيقة له بالحركة والتنقل حيث ما يشاء ، لاحظت هذا الرجل وهو يحمل قصاصات ورقية تملأ أكمامه ، يكتب ملاحظاته عليها ، ولم أسأله عن سر ذلك أيضا ، وافترقنا كثيرا هو ( لأنقره ) ، وأنا حيث المعسكرات في المدن العراقية والحروب التي زجّ بها البلد وناسه المساكين ، مبكرا أحلت على التقاعد لأسباب يعرفها النظام السابق وكان ذلك عام 1988 م ، عدت أدراجي للحواضر الثقافية التي أبعدت نفسي عنها مجبراً ومخيراً فوجدت ( المرزوك ) يحمل شهادة الدكتوراه  ومن الأسماء المهمة في ساحة الثقافة والتأليف العراقي ، وعدنا كما بدأنا أصدقاء وأخوة ، وبدأت أنشر في الصحف المحلية وكنت أحتاج الصديق ( المرزوك ) بسؤال توثيقي أو ثقافي ما فأتوجه له فيفتش بتلك القصاصات الورقية الصغيرة التي كان ولا يزال يكتب فيها ، وعرفت الجواب لتساؤلي عن ذلك ، وتجرأت وسألته عن عاهته ؟ ،  وقال لي سؤال أستغربه منك ، يفترض أنك تعرف جوابه لأننا أصدقاء منذ سبعينات القرن الماضي ، وعرفت أن سبب هذه العاهة حادث سيارة وليس عاهة ولادة ، عام 1964 م  وبصف الأول متوسط  وهو خارج من مدرسته مع مجموعة من أقرانه داهمتهم سيارة رعناء وارتطمت بهم جميعا وأكثر من أصيب بذلك الحادث التلميذ ( صباح ) لأنه سقط على رصيف الشارع الكونكريتي فكانت إصابته أبلغ من الجميع ، للدكتور المرزوك طريقة خاصة بإلقاء محاضراته سواء في الأمسيات الثقافية أو في قاعات الدراسة الجامعية ، أسلوب تعليمي محبب يعتمد طريقة إيصال المعلومة للمقابل دون عناء وجهد ومتابعة من المتلقي  ، يبحر ببطون الكتب من أجل تلك المعلومة ،  يعرف أغلب العائلات الحلية  وربما  أعده نسابة بذلك ، له من المؤلفات ( 36 ) عنوانا فيهن أكثر من جزء ، وأهم منجز يحبه الدكتور المرزوك ( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين ) عام 2002 م بثمانية أجزاء ، وهو جهد يخلّد صاحبه ما حيينا ، ويحب المرزوك أيضا مؤلفه ( البابليات ) أو تكملة البابليات بأجزائه الثلاثة لأنه جاء مكملا لجهد الراحل العلامة ( محمد علي اليعقوبي ) ، المرزوك صديق لا تمل صحبته وأحاديثه ومتابعته ، رافقته بسفرات للمرابد ، والمجالس الثقافية النجفية وغيرها ، محب للخير والعلم والناس ، له علاقات واسعة بمثقفي العراق والدول العربية ، أحب أساتذته وأحب طلابه وبذل من أجلهم الكثير ، يعكف على الأطروحة الجامعية لطلابه ويسدد كتاباتهم بما يمليه عليه ضميره التعليمي  ، وأخيرا ولمن لا يعرف المرزوك قبل إصابته بقدمه محبا للرياضة ورئيس فريق كرة قدم  وله ذكريات بذلك ،ولا أدري ما أقول بهذا ، هل ألعن ذلك السائق المتهور الذي أصاب المرزوك وجعله يعاني من عاهة جسدية ترك بسببها الرياضة ؟ ، و ماذا كان سيجني من الرياضة ؟ ، هل سيكون هدافا ؟ ، أم بطلا للساحة والميدان ؟ ، سرعان ما تنسى البطولات وتركن الكؤوس على الرفوف ،  أم أشكره – السائق - لأن بسببه جلس المرزوك بداره قارئا ومؤلفا ومترجما لحياة الكثير من المبدعين العراقيين والحليين ، يكتب المرزوك بكل ولكل شئ ، ولا ينسى الثقافة الشعبية عموما فهو متابع ونهم لمعرفة كل شئ ، العمر المديد للكبير الأستاذ الدكتور ( صباح نوري المرزوك ) ولتهنأ بابل بأعلامها ومفكريها ومؤلفيها وأبناءها البررة .
صباح ببلوغرافيا
-----------
صباح نوري المرزوك
ت 1951 بابل / الحلة
حصل على البكالوريوس من جامعة بغداد قسم اللغة العربية عام 1972 م
الماجستير عام 1985 م أنقره
دكتوراه 1989 أنقره
حصل على الأستاذية عام  2009 م
م يزال أستاذا لمادة الأدب العربي بجامعة بابل   

143
منتدى النخبة الثقافي و ...
الشعر رسالة وقضية !!!
حامد كعيد الجبوري
ينشط الشعراء الشعبيون هذه الأيام بطلبات كثيرة من القوائم – جمعا وفرادى -  التي تريد خوض الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات العراقية ، ويعتقد المرشحون أن شراء ذمم البعض سهل جدا ، وأجد أن الكثير من الشعراء ورغم عوزهم لا يعطون الوعود لأولئك المرشحين لأنهم لا يبيعون وطنيتهم وقيمهم ومثلهم بحفنة من المال ، دعاني الصديق الشاعر المبدع ( ماجد كزار ) لحضور أمسية أقامها أحد الأحزاب للمنتدى الشعري الذي يترأسه الشاعر  ( حسام هوبي  ) ، مجموعة من الشعراء الشباب تخندقوا تحت مسمى ( منتدى بابل الثقافي  ) ، وقرروا أن يكونوا ضمن تشكيلات ( الإتحاد العام للشعراء الشعبيين فرع بابل ) ، وللحقيقة أن الشاعر ( ماجد كزار ) هو من هيأ الفرصة لهؤلاء الشباب وآثر أن يبقى متابعا وموجها لهذا المنتدى الذي يضم بين شاعر شعبي ، وشاعر لغة عربية ، وفنان ، وموسيقي ، وممثل ، الجميع يعملون خلية نحل من أجل أنجاح مشروعهم دون التطلع لدعم حكومي ، أو حزبي ، ويأملون أن يأخذوا دورهم الطبيعي من أجل بناء وطن أنهكته الحروب ، ومزقته الإرادات الداخلية والخارجية ، حضرت أكثر من أمسية لهؤلاء الشباب فوجدت نضوجا بأشعارهم والجميع همه وهمته أن يوصل صوته لأصحاب القرار متطلعين لوطن تسود فيه روح التسامح ، أملين من الساسة الإيثار لحب شعبهم ، يقول الشاعر  باقر حسين موجها شعره لرئيس الدولة ، أي كان الرئيس ، وفي أي وقت يحل ، ( يا رئيس ... أبعث لشخصك رسالة / من مواطن يرثي حاله / ومن كلب جدا بئيس / أنظر بعين العدالة ولا تقيس / دنيه تخرب بالقياس / وأول القاسو أبليس / جادل الله وجان ما عنده يقين / كال نار ومستحيل أسجد الطين / يا رئيس ... يعني أبن زيونه عندك / مثل أبن حي التعيس ) ، ويعني الشاعر  بأبن ( زيونه ) الحي البغدادي المعروف بغناه مقاسا بابن ( حي التعيس ) وهذه هي تسمية أحد أحياء القصبة القديمة لمدينة الحلة الفيحاء ، ويقول الشاعر عماد السلطاني مخاطبا الجميع ومذكرا لهم تاريخهم العراقي الأصيل ، ( يا ملعب جهلنه أرتاح / يا مهد الطفولة ويا وساد الليل / حلك الطوب بالمكوار شكيناه / وردينا الزلم والخيل / واليوم لا والنبي / جمره العيون تصير / لونذل بيك أيعيل / دونك نصب يا وطن / دمنه أعله بابك سيل / لو نحضه بيك ونظل / ونحامي جيل الجيل / ولو صحنه بأول جرح / ظلتنه عيبِ بعد / أنلم الهدم ونشيل ) ، أما الشاعر ( محمد البكري ) يتحدث للعراقيين جميعا وكعادة الشعب العراقي ( أحجي وياج وأسمعج يا جارتي ) فيقول ( تجاهلنا مآسينا وأجينه ننتخب / بس رحمة للعباس مو مثل المضن ) ، وشاعر آخر يندب حظه ويستصرخ همم شعبه مخاطبا الساسة الذين توالوا على تخريب الذائقة العراقية والألفة المجتمعية فيقول الشاعر ( علي العتابي ) ( عراقي وشاب كلبي من الحروبات / وأبشرك ع الزغر لاحن تجاعيد / بعمر عشرين لسه وآنه ما حاب / شحب وآنه تكرهني المواعيد ) ، الشاعر ( زيد النافعي ) لم يستأذن الساسة ليوجه لهم حديثه بل أطلقها بكل شجاعة وحرية وقال ، ( سياسينه الموقر عندي مشروع / نبدل الشوك كله بريح قداح / أخذ مال اليتامه وأشتري الدور / ولتبدل يتيم بصفقة سلاح ) ، وتوالت قصائد الشعراء مستصرخة وطنهم وهمة شعبهم ، وهذا الشاعر ( محمد السلامي ) يقول ، ( دمعات الوطن نزلت بالأخبار / لأن شافت فرح خط بسمة أطفال / يا وطنه كلشي ما شفنه بعمرنه / يمته نرجع يا وطنه / أنت يا دجلة وفرات / أنت تحكم ما تريد / ما نريد احنه الطغات ) ، والشاعر ( مصطفى الموسوي ) يقول بهذا المقطع الغنائي ، ( لتراب الوطن والعز حمينه / ولدك يا وطن لتظن نسينه / رفرف بالسمه اليوم / علمنه بين النجوم / عالي ويبقه عالي أيرف علينه ) ، ويقول الشاعر ( ( حسين القريشي ) مخاطبا المجتمع العراقي ليتوجهوا لصناديق الاقتراع فيقول ، ( هذا حق الكل مواطن / يريد موطن يبقه آمن / نريد مستقبل ولدنه / نريد يفرح كل بلدنه / نريد باجر نستريح / كوم خل أيدك بديه / حتى نختار الصحيح ) ، وأعتلى المنصة الشاعر ( أمير آل ياسين ) ليقول ، ( راسك يا وطن مثل الجبل مرفوع / وتظل بغداد جنه ودوم معموره / وتظل كركوك وردة وتحجي بيها الناس / والبصرة بشرف وبخير مستورة ) ، لاحظت أن أغلب القصائد التي قرأت تتسم بالغنائية بسبب أن ( منتدى بابل الثقافي ) يضم بين المنتمين له مطربون وموسيقيون يتدربون على العزف على آلة العود ومدربهم لذلك الفنان الشاعر ( ماجد كزار ) مؤسس المنتدى ، قبل نهاية الجلسة فوجئت بعريف الحفل الشاعر ( حسام هوبي ) رئيس المنتدى يدعونني لقراءة قصيدة بهذه الجلسة ، وخاصة وأنه قدمني بعد أن قرأ أبياتا من الغزل يقول فيها ، (اذا مابيك ترجع كلي ماعود / حتى اسكت وشكك ذكرياتي / حرامات التعب ما غزر وياك / وعليك بلا ثمن ضاعت حياتي ) ، لبيت طلبهم وقلت موجها حديثي للجميع علينا أن نحارب الجهل بالعلم ، والقبح بالجمال ، والكره بالحب ،  لذا سأنشد للحب ، ( حبيبي لا مثل كلبك وهم بيك / تمنيت اللذي بيه وهم بيك / مثل يوسف تهم بيه وأهم بيك / حضنته وما نزل برهان بيه ... يبو عيون الوسيعه النهد شايل غيض / دصد عينك عليه ولا تظل سالي / تمنيتك تجيني أغلك عليك العين / وأشمك شمة الغايب تعنالي / أجيلك مستحي والشيب أكل بالراس / أخاف عين كل واشي يتخطالي ) .


144
إضاءة
الحملة الوطنية العليا لهدر المال العام !!!
حامد كعيد الجبوري
حمدا لله أن التغيير الذي حصل عام 2003م قد غيّر كل شئ في العراق ، النظام الشمولي الدكتاتوري الى نظام ديمقراطي تعددي مستورد ، حزب فاشستي قائد واحد الى أحزاب متعددة الهويات والجنسيات والولاء ، قائد ضروريٌ قاتل ومجرم واحد الى قواد وميليشيات مدججة بسلاح الطائفية والدمار لا حصر ولا عد لها  ، لص واحد يستأثر بخزينة العراق بكاملها ، ومن حقه ذلك لأنه حاز رقابنا وعراقنا بدبابة عسكرية , ولأننا كنا نهزِّجُ له ونقول عراق القائد ( صدام حسين ، وهذا القائد قائدنه يا نور العين ، منه وبينه ومن عدنه صدام حسين ) ، الى مجموعة أتوا على ظهر دبابة أمريكية مستأجرة لصالحهم ليتحكموا في البلاد والعباد ، قائد ضروري واحد يجوب العراق بأفواج حمايته وأجهزته القمعية ، ويضطرنا ويجبرنا على متابعته قسرا بفضائية واحدة ، الى مجموعة من الرموز الوطنية العراقية تسكن الخضراء ولا تغادرها خوفا من الإرهاب الذي زرعوه في عراق لا يعرف الإرهاب ، وتترك الشعب ولا تتفقد ( ثلاجاته ) و( تنانير خبزه ) ، تغيّر كل شئ وحتى النظم والثوابت الأخلاقية والمجتمعية ،  تصوروا أن التغيير طال الأمثال الشعبية لأنها لم تعد تصلح لواقع عراقي جديد ، المثل الشعبي الذي يقول ( المال السايب يعلم على السرقة  ) ، وبقدرة ثقافية عربية كردية تركمانية ، وقوة طائفية شيعية سنية وطوائف وأديان أخرى ، استطعنا أن نستبدل ذلك المثل المتخلف الرجعي القديم الى مثل ديمقراطي يواكب الحضارة والمسيرة التقدمية لأحزاب دينية وعلمانية مجتمعة على بناء العراق من الأعلى الى الأسفل ، المثل غيّر الى ( لنسيِّب المال ليجذب الفقراء من الساسة والمسئولين ليستطيعوا أن يحسّنوا أحوالهم المالية لسرقته وليلحقوا بالركب العالمي العربي العراقي الشريف ) ، سأورد مثلا واحدا لا غير ، مع علمي أنكم – القراء – جميعا تمتلكون أمثلة أكثر مما أتحدث به ، محافظة بابل ، محافظها مهندس استشاري ، ونوابه ومعاونوه من حملة الشهادات العلمية والعملية ، مجلس محافظة بابل يظم بين جوانبه من حملة الشهادات ومدراء سابقون لدوائر حكومية ، أكثر من مهندس مدني مختص ، وكل هذه ( الهلم ) والشهادات يمرر ولا أعرف لمصلحة من ، مشاريع لا تستحق أن يصرف عليها دينار عراقي واحد ، وسأعزز موضوعي بصورة لما أريد قوله ، شارع في أحد أحياء مدينة الحلة ، وأحياء أخرى كما علمت ، الشارع أنشأ وعبّد  بالقار ( الأسفلتي ) عام 2005 م ، ومعلوم أن المقاولة والمقاول وغيره أخذ حصته بل غنيمته ووزع ما تبقى على من منحه تلك المقاولة هبة لوجه ذلك المسئول، وتقربا لله تعالى على نعمة الخير الحرام الذي أنزله لجيوبهم الخاوية  ، ومعلوم كيف تُسلم وتستلم تلك المقاولات دون أشراف ودون رقابة وحساب هندسي لأسباب يعرفها الله ومن أختص بعلمه من أصحاب الرتب والمنح والهدايا ، لا يزال الشارع موجودا وأكثر من - ( طسة ) -حفرة عالمية فيه بل قل مئات ، ووصلت العقلية العراقية الملهمة بتفكيرها أن تستبدل الرصيف ( الكونكريتي ) برصيف ( كونكريتي ) غيره  ، فيا للعجب العجاب ، يقول دولة رئيس مجلس وزرائنا ائتوني بدليل أثبات على فساد مالي لنقيم الحد على مرتكبه ، وقلت يومها لدولته عبر إضاءة سابقة أن يستورد لنا ( طاقية أخفاء ) لنكتشف ونحاسب السراق ، فيا دولة رئيس الوزراء ، ويا سادة برلمانيون ، ويا أصحاب الفخامة والمعالي من الرؤساء والوزراء ، أمامكم دليل بسيط فأن لم يكن فسادا ماليا فهو هدر مبرمج للمال العام ، يستحق المقصر ان يودع السجون لأجله ، أليس من حقنا أن ندلكم على عيوب مقصودة ، والأغرب من كل ذلك أن هؤلاء جميعهم قد رشحوا أنفسهم لخوض انتخاب مجلس المحافظة مجددا  ، والى كل حلي وعراقي أقول ( من هذا الخراب الكل عراقي أنكول ، باطل ثم باطل تنتخب مسئول ) ، للإضاءة .... فقط .


145
إضاءة
( هواي الصوِّر وشويه الحياطين )
حامد كعيد الجبوري
         من يتسنى له التجوال بين المحافظات العراقية تبهره ، بل تصدمه كثرة الصور والشعارات و( البوسترات ) التي لم تترك مجالا إلا ووضعت فيه ، ويجتهد المرشحون لمخالفة قرارات المفوضية العليا للانتخابات متجاوزون حدود الصلاحيات الممنوحة لهم ، فذلك المرشح يستخدم نفوذه وعنوانه الوظيفي  لاستدرار عطف الناخب الجاهل ، وذلك يضع صورا لرموز سياسية أو دينية غير رموز قائمته ، وآخر يستخدم جدران الدوائر الحكومية لوضع ملصقاته عليها ، وحقيقة الأمر أن مجالس المحافظات حلقة فارغة إضافية لا نفع لها في الوقت الحالي ، وأملك أكثر من دليل استنتجته من أحاديث كثيرة لسياسيين مختلفين فكرا وعمرا وتجربة ، في حديث لدولة رئيس الوزراء مع وفد تجاري صناعي حلي  برمجت له النائبة ( حنان الفتلاوي ) ، قال سيادته بما معناه أن دور مجالس المحافظات دورا هامشيا في الوقت الحاضر ، لعدم بلورة فكرة المجالس لدى النخب السياسية بشكل منطقي مدروس ، وقال أن مجالس المحافظات بوضعها الحالي تشكل عبئا على ميزانيات تلك المحافظات العراقية ، ويقول النائب الكردي ( محمود عثمان ) أنا مع إلغاء مجالس المحافظات في الوقت الحاضر لعدم أهلية أشخاص تلك المجالس أولا ، ولأنهم يستنفذون ميزانية المحافظات ثانيا ، وخلق صراعات طائفية وعرقية وحزبية في نسيج المحافظات التي يعملون فيها ، وحدثني السيد ( صباح علاوي ) نائب رئيس مجلس محافظة بابل قائلا أن أغلب أعضاء مجلس المحافظة لا يملكون الخبرة العملية ، ولا التجربة السياسية ، ولا الخلفية الثقافية لتؤهلهم لشغل منصب عضو مجلس محافظة ، ويقول أن حسابات مجلس محافظة بابل جاءه بصك مالي لمبلغ جيد بعد أن ذهب موفدا من قبل المجلس لزيارة أحد الدول ، علما أن الدعوة جاءت من تلك الدولة ، والخدمات الفندقية وملحقاتها مقدمة من تلك الدولة ، إضافة لتذاكر السفر ، ويقول السيد ( علاوي )  أن استلامي لذلك المبلغ يعد حراما من الجهة الشرعية لأني لم أنفق من مالي الخاص أي مبلغ يذكر ، ويقول أيضا أن من يحصي زيارات أعضاء وعضوات مجلس المحافظة يجد العجب العجاب ،وكما هو معمول به استلمت المبلغ ، وأوفدت لا حقا و بنفس الطريقة لدول عديدة أخرى كأعضاء المجلس الآخرين ، ونحن كعراقيين نقول لو افترضنا أن لا راتب ولا سيارة ولا سفرات سياحية لأعضاء مجلس المحافظة فكم سيكن عدد المرشحين لشغل عضوية تلك المجالس ؟ ، وأهم من كل ذلك ما هي مشاريع المرشحون الجدد ؟  ، وما هو برنامجهم الانتخابي ؟ ، ربما الكثير منهم رشح نفسه مع قائمة لا يؤمن بشعاراتها والمهم عنده الوصول الى المغانم والمكاسب التي يسيل لها اللعاب  ، أسئلة وهموم نضعها أمام الساسة والبرلمانيين وأبناء شعبنا العراقي ونقول ، هل سيتحقق أحلام الفقراء والمعوزون بهذا البلد الغني ؟ ، وهل سنرى اليوم الذي يسحب ويحاسب  فيه المختلسين علنا للقضاء ؟ ، أجوبة نتركها للقادم الأسود من أيامنا الكالحة ، للإضاءة ......... فقط .     


146
زاوية الشعر الشعبي / أبيع الصوت
« في: 23:56 13/03/2013  »

أبيع الصوت



حامد كعيد الجبوري


يا هو  اليشتري آنه أبيع الصوت ..أصيّح بالمزاد أبخلك دلاله
أبيع أبطكه ناكص صوت ما مغشوش.. اليملك للسلع يتحكم بماله
لتكلي حرام وراي مدري أمنين ..المدري ما يجوع ويبحش زباله
أبنص لحاف أبيعه ب(كارت موبايل )..أمبارك للشراه وحللّه وشاله
مو مره أبيعه الكلمن أحتاجه ..أشما يدفع نقبله أشيخطر أباله
ما يفرق نبيع أسلامي علماني ..وأحلف بالجذب قرآن وكباله
ما أنتخب غيره وصوتي أله مضمون .المهم يترس شليلي ويصعد هلاله
ولا أقبل نصيحة ممتلي وشبعان ..النصايح ما تفيد الجايعه أعياله
لحك وأشتري لنعزل الدكان ..تازه أصواتنه ومنبيعك أفضاله
لتكلي حرام الدين والأخلاق ... أشو باعوا وطن محد نطق لاله
***
عشر سنين مرت والزمن ما دار ... مو طاح الصنم وأنداس  تمثاله
عشر سنين مرت بيدنه الغربيل ... ولا حصوة التكف بعيون غرباله
ولا قائد تحزم يعمر المهدوم ... بس يبني الحزب و يترّس أسلاله
ولا قائد أتحزم للضحايه الثار ... والخنجر يشوفه أبجيب جتاله
مسكين الوطن كصوا أجناحه أبليل ... مجتوف أبقفص ودموعه هماله
يباوع بالوجوه يصيح يا شعلان ... يا شيخ المراجل غيرته عكاله
شك ثوب الجفن وأتنخه بالطيبين ... وشيّم للعراق الهور وجباله
وينك يا وسيع الراي يابو الجون ... أنصت للغناوي ونوح مواله
سنينتها البعض عالذبح والتهجير .. وناس الفرهدت للعيط والتاله
وبعض أتشردت دكت أبواب الغير ... وناس أعله الونين أمهدله هداله
وناس أعله الأمل تنطر سماهه تجود .. تصلي على الرسول وضنوته وآله
جِزعتنه التقية والصبر مسموم .. المكوار أنكسر وأنباعت الفاله
أم الشعر بارت فازن الكرعات ...والسيد تنحه وسادت حثاله
نجر حسرة ندم عضينه للأبهام .. وفرزنه الحجي والقيل والقاله
المؤمن من جحر ما يلدغ مرتين ..ميغشنه الحجي ومفضوحه أفعاله
نعوف الحجي اليوجع ننطر الصندوك ... ونقره الممحي ذكره ونعرف رجاله
وترد فرحة أهلنه والعراق يعود .. يفك باب المضيف وينصب دلاله
يصيح براسي صوت ومقتنع بالصوت ... اليحب شعبه وعراقه صوتي يحلاله
....



147
إضاءة
( من لم يمت بالسيف مات بقندره )
حامد كعيد الجبوري
     في عصر التكنولوجيا والعولمة ظهرت ثقافات جديدة قد تعد طارئة ، وربما بمرور السنين ستصبح ثقافة أساسية لبعض المجتمعات ، ومن هذه الثقافات الجديدة إضافة للثقافة الفنية والموسيقية ، وثقافة الأندية الرياضية ( الأسبانية ) ، هي ( الثقافة الحذائية ) ، والثقافة ( الحذائية ) ستتبناها حتما شركات عالمية لصنع الأحذية كشركة ( fan Hansen  ) ، أو شركة ( Bata  ) لتسريع وتعجيل بيع أحذيتها لتجني الأرباح المقررة لتلك الشركات ، والغريب أن ( ثقافة الأحذية ) تتبناها شريحتان مهمتان من شرائح المجتمعات المتحضرة ، الشريحة الأولى السوقة والعوام الذين لم يحصلوا على نصيبهم من التربية الأسرية ، و التعليم بكافة مراحله ، والشريحة الثانية هي شريحة السياسيون المثقفون بلغة ( القنادر ) ، وأملك أكثر من دليل كيف أستخدم الحذاء من قبل ساسة بارزين ، ( خروشوف ) رئيس الوزراء السوفيتي الذي خلع حذاءه وطرق به على الطاولة ليلفت انتباه الساسة لحديثه  عام 1960 م أثناء انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لذا منح لقبا عالميا ابتدعه رواد المقاهي العامة ، ولُعّابِ ( الدومينو والطاولي ) وهم يتشاتمون فيما بينهم بسبب موت ( الدو شيش ) وهذا اللقب هو ( شيخ الحذائّين )  ويقال أن حذاء خروشوف أصبح أشهر وأثمن حذاء على وجه البسيطة ، وحذاء أخر لم يصب الرئيس الأمريكي ( بوش الابن ) لأن الرامي – الزيدي -  لم يحسن أداء ضربة الجزاء الأولى  ، فأضطر لرمي ( التك - الفردة  ) الأخرى ، ولم يصب هدفه أيضا لأن ال ( بوش ) هذا كان مراوغا ماهرا ، وحادثة ( قندرية )  أخرى وقعت ب ( كافتريا ) أو قل مقهى البرلمان العراقي ، بطلتها البرلمانية عالية نصيف ، والبرلماني سلمان الجميلي ، لا علاقة لي بكيف ولم ومتى وأين لما حصل ، وعلاقتي بهذه الثقافة الحذائية التي سنت أخيرا ، وأعترف أني خاطبت الزعيم الراحل الشهيد عبد الكريم قاسم مؤخرا بقصيدة أردت منه استعمال حذاءه  واعترضت بها عليه بعد أن أطلق رسالته الإنسانية وقال ( عفا الله عما سلف ) ، كما نبهه لذلك شاعر العرب الأكبر الجواهري الذي قال ( فضيق الحبل وأشدد في خناقهم ) ، وأنا قلت للزعيم رحمه الله بأبيات شعبية منها
عفا الله ما سلف خنجرهم المسموم ..... أنذبح بيها النطقها وشعبه التعذب
دواهم تحت رجلك واضح ومعروف ... وبس هذا الدوه ومن طبه لا تعجب
سؤل أحد البرلمانيين بعد ملحمة بوش الحذائية ماذا يقيّم الموقف ؟ ، فأجاب ( أسألوا الحذائين ) ، وسؤل نفس البرلماني عن واقعة الجميلي ( البابوجية ) فقال ( حسنا فعلت عالية لأن الجميلي يستحق  الحذاء ) ،للإضاءة ........... فقط .

148
إضاءة
عبد الكريم قاسم
ونوري المالكي !!!
حامد كعيد الجبوري
     ربما أتهم من الكثير بأني أجاهر بحبي المفرط للزعيم الراحل الشهيد عبد الكريم قاسم ، وربما أختلف مع الكثير بأن هذه الشخصية الغرائبية وجدت في غير بيئتها ، وغير أوانها ، ولا أخفي أني أقرّن سيرة هذا الرجل بأناس مقدسين لدينا بعد أن أرفع هالة التقديس عن هذا الرجل المظلوم ، الزعيم رحمه الله حورّب من الكثير ، إسلاميون وعلمانيون ، الإسلاميون يتهمونه بتشريعات تمس قداسة كتبهم لأنه وببساطة متناهية سحب من تحت أرجلهم الكثير من الميزات التي ينعمون بها ، والعلمانيون يريدونه أن يسلم لهم السلطة ليتحكموا بالبلاد والعباد ، ومن جملتهم أحزاب وطنية يسارية ، ولا أعرف لم قفزت لأفكاري قصة يرويها أحد أبناء أصدقاء الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بعدما استمعت لحديث السيد نوري المالكي لطلبة جامعة البصرة أثناء زيارته لها نهاية شهر شباط 2013 م ،  حذّر السيد المالكي الطلبة الجامعيين  الذي طالبوه بالموافقة على تأسيس إتحاد إسلامي للطلاب ، جوبه الطلب بالرفض وقال السيد المالكي أن خراب الجامعات وفسادها يكمن بتسييس طلبتها ، وهذا ما صرّح به الزعيم الشهيد قاسم لأحد أصدقائه ، ولكن ليس للجامعة فحسب بل للعراق بكامله ، وأختصر شهادة ذلك الطفل أبن صديق الزعيم قاسم الذي يقول ، كان والدي صديقا حميما للزعيم قاسم ، وكان قاسم يأتينا ليلا بين الحين والحين ، وكانت زياراته لنا متقاربة بحيث أصبح جزءا لي ومن عائلتي ، ويقول أشترط الزعيم رحمه الله على أبي وأمي أن يتناول عشاءه معنا دون أن نكلف أنفسنا بطبخ شئ إضافي لما موجود لدينا ،  ووافق أبي وأمي لشرطه ، أحد الزيارات وبعد أن تناولنا عشائنا وشربنا أقداح الشاي وكنت أجلس ( بحضن الزعيم ) ، قال والدي للزعيم ، ( كريم أنت محبوب لعامة الشعب العراقي – الفقراء - فلم لا تؤسس حزبا تقوده ) ، أطرق الزعيم رحمه الله كثيرا ورفعني من ( حضنه ) وقال بعصبية واضحة لأبي ، ( أسمع ------ لو حدثتني ثانية بهذا الموضوع سوف لن أدخل دارك ثانية ، أتعرف أن الأحزاب هي الدمار والخراب للعراق ، أتريد من قاسم أن يكون جزءا من هذا الدمار ) ، عبارة نطقها السيد نوري المالكي لمجتمع طلابي صغير ، لم لا ينطقها كما نطقها الراحل قاسم بخصوص العراق الكبير ، رحمك الله يا قاسم وما أحوجنا لقاسم جديد ننتظره ، وسيطول انتظارنا بلا ريب ، للإضاءة .......... فقط .   

149
معمل سجاد الحلة اليدوي ...
أنتاج نوعي مميز !!!
حامد كعيد الجبوري
كثيرون يفخرون بتاريخهم وأرثهم التراثي والحضاري ، وبابل الفيحاء تفخر بتاريخها وتراثها و بصناعاتها النسيجية اليدوية أيضا ، وتشتهر مدينة ( الحمزه ) بصناعة ( البسط ) التي تفرش في البيوت والدواوين العشائرية ، وتشتهر الحلة أيضا بمجموعة كبيرة من النساجين ، ويسمونهم العامة ( الحياج أو الحياك ) ومفردها حائك أو ( حايج ) ،  ولدينا أسر حلية يلقبون ب( آل الحايج ) ، وسابقا الحياكة عبارة عن حفرة ( جومة ) وملحقاتها من ( نبوب ) وغيرها ، وعند وضع الخيوط على أخشاب معينة فالخيوط العمودية المقابلة لصدر الحائك  يسمونها ( السده ) ، وأما الخيوط التي تنزل بشكل أفقي مع صدر الحائك تسمى ( لحمة ) ، والنساجون يختصون بمهن كثيرة للنسيج ، فمنهم من ينسج ( العباءة ) الرجالية ، ومنهم من يصنع ( البسط ) ، ومنهم من يصنع ( الشف ) وهو عبارة عن خيوط غليظة مصنوعة من الصوف تستخدم كغطاء للنائم شتاءا ، ويختلف النساجون بمهاراتهم وكل حسب سرعته  وإتقانه عمله وأنواع الأصواف أو الوبر – شعر الإبل - الذي يستخدمه ، ومن يتابع عمل هؤلاء النساجين يجد أن الحجم الذي ينتج قليل جدا مساحة وعددا ، وأعني بالمساحة هي قياسات ذلك المنسوج اليدوي لأن ( الجومة ) لا يتجاوز عرضها عن 90 سم ، ولكننا حين نلاحظ صناعة السجاد اليدوي الإيراني نجد مقاساته كبيرة وهذا متأتي من تحويل تلك الحفرة ( الجومة ) الأرضية الى ( جومة ) عمودية أو ما أصطلح على تسميته علميا ( النول ) ، والسؤال كيف ذلك ؟ ، وجوابه بسيط وسهل حيث أنهم يضعون أعمدة خشبية أو حديدية وفق المقاسات المطلوبة ، والنساج يجلس على أريكة ويعمل أكثر من شخص على هذه الآلة الجديدة ، ولكن الحفرة ( الجومة ) لا تستوعب إلا عاملا أو نساجا واحدا فقط ، وربما يتناوب أكثر من نساج على تلك ( الجومة )  ، وهذا ما وجدته في معمل السجاد اليدوي الحلي ، بمعنى أن ( الجومة ) الأرضية الصغيرة حولت الى نول ممكن التحكم بعرضه حيث ما يشاء النساج 1 م ، أو 3 م ، أو أكثر حسب المقياس المراد صنعه ، والمعمل بثلاثة قاعات ضخمة وفي كل قاعة مجموعة من النول العمودي  ( الجومة ) وتعمل على كل نول أكثر من نساجة كل تجلس على اريكتها ( مسطبة ) المتشعبة من ذلك النول  ، وفي كل قاعة بحدود 40 عاملة نساجة ، ولكل قاعة مراقبة خاصة لتشرف على العمل أولا وعلى نوعية الإنجاز ثانيا ، ورافقتني بزيارتي لمعمل السجاد اليدوي المشرفة النوعية لمعمل السجاد الست ( رباح حمزه محمد ) وكانت عارفة بكل خبايا عملها الممتع والمتعب ، في القاعة رقم 1 وجدت الكثير من القطع التراثية النسيجية التي تعمل عليها النساجات ، وسمعت من أحدى النساجات ( نورية محمد عكروك ) ولها خدمة بحدود 11 سنة أكثر من شكوى ، وشكواها تخص عملها لأن الكهرباء متواصلة في القطع ولو استعاضوا بالمولد الداخلي فسيخسرون التبريد صيفا ، والتدفئة شتاءا لأن عملهم بقاعات كونكريتية كبيرة وسقوفها من الأسمنت ، وتشتكي أيضا من قلة الرواتب حيث أن رواتب النساجات تتراوح من 350 _ 450 الف دينار وهو مبلغ لا يغطي حاجة العائلة العراقية حاليا ، وأكدت المشرفة على القاعة الست ( سعاد محمد جاسم  ) ما قالته زميلتها النساجة وأضافت أن أغلب بنات المعمل  يصبن بأمراض في المشيمة بسبب جلوسهن القرفصاء لنسج ما يطلب منهن ، وتضيف أيضا أن المتزوجات من النساجات يتأخرن كثيرا بالحمل بسبب هذا المرض ،  وفي القاعة الثانية التي تشرف عليها الست ( نعيمة عيسى ) وجدت عملا نسيجيا غاية بالروعة وهو مرقد الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) ، والذي ينسج على قطعة مساحتها 1م  x78  سم وهو من عمل النساجة  ( حنان ناجي ) ، والقطعة التي تعمل عليها تستعمل لها الحرير الطبيعي  ، وقطعة أخرى بنفس الحجم لقبة الإمامين الكاظمين عليهما السلام ،  وسجادة أخرى بنفس القياس تقريبا للقيثارة الشهيرة ، وفي القاعة رقم 3 ومشرفتها الست ( سحر محمد ) وجدت ان هناك نساجات يعملن لإنتاج البسط الصوفية التي تفرش في دواوين ( مضيف ) شيوخ العشائر  ، واصطحبتني السيدة المشرفة ( رباح حمزه محمد ) لزيارة المخزن المخصص لحفظ هذه المنسوجات ، ومسئولة المخزن الست ( أزهار عبد الحسين ) ، وفي خزانتها أطلعتني على أعمال غاية في الروعة من عمل نساجات المعمل ، إضافة الى السجاد اليدوي الذي ينتج وبقياسات وأحجام مختلفة ، وتشكل لدي جملة أسئلة لا أجد أجابتها إلا عند مدير المعمل وفعلا وجدت الرجل متابعا وشغوفا لعمله واستخلصت منه الكثير ، المهندس ( كاظم محمد العوادي ) واكب المعمل منذ تأسيسه تقريبا و سبقه اثنان من المدراء ، ويقول السيد العوادي أن المعمل أسس عام 1993 م ، وتولى إدارته عام 1994 م ، وكان المعمل فترة النظام المجتث يسلّم كافة المنتج من سجاد وغيره الى وزارة الصناعة وهي التي تتولى عملية بيعه لمن يرغب في الشراء ، وبعد سقوط الصنم تغيّر الحال في تصريف منسوجات المعمل وبقيت مركونة في مخزنها ، وحصلت موافقة وزارة الصناعة على البيع المباشر للمنتج اليدوي ، وبرز هنا عمل السيد مدير المعمل وتحرك بصورة خاصة مع العتبات المقدسة وفعلا تم التعاقد معه لعمل قطع نسيجية تمثل مقام أمير المؤمنين علي (  ع  ) ، أو المراقد المقدسة الأخرى كالإمامين العسكريين ( ع ) ، والإمامين الكاظمين ( ع ) ،  ومرقد الإمام العباس ( ع ) ، والمراقد الأخرى ، وهنا بدأ النشاط يدب في أركان المعمل وخاصة أن علمنا أن القطعة الواحدة تحتاج لأكثر من ثلاثة أشهر لإنجازها ، وأن حصل هناك ما يسمى بالحوافز فيمكن اختصار هذه المدة لشهرين ، ناهيك أن طلبات كثيرة بدأت تصل من المواطنين لاقتناء مثل هذه القطع النسيجية اليدوية ، ولأن الفترة الزمنية لإنتاج هذه القطع ليست بالقليلة لذا أرتفع سعر مترها المربع ، والقطع التي تنسج من القطن والصوف الملون يباع المتر المربع من 200 --450 الف دينار ، والقطع التي تنسج من خيوط القطن مطعمة بالحرير الطبيعي فالمتر المربع يباع ب 750 الف دينار ، ويقول المهندس السيد كاظم الآن بدأ بعضا من أعضاء مجلس محافظة بابل والمحافظات الاخرى  ، ومن الإدارة المحلية لحكومة بابل زيارة المعمل والتعاقد على منسوجات تراثية عراقية تقدم كهدايا للوفود الرسمية التي تزور المحافظة ، أو لأخذها كهدية الى الدول التي تزار من قبل المسئولون في محافظة بابل ، ويقول السيد مدير المعمل أن السيد رئيس هيئة استثمار بابل المهندس ( علاء حربه )  خرج وفدا لإحدى الدول الأوربية مع مجموعة كبيرة من المسئولين العراقيين ، وقدم هؤلاء الأشخاص هدايا الى الدولة الاتي ضيفتهم وكانت المفاجئة أن قدم المهندس ( علاء حربه ) قطعة نسيجية تمثل باب عشتار التي أدهشت الشخص الذي أستلمها واعتبرت أجمل هدية تقدم له ، ويضيف السيد العوادي مدير المعمل أن غرفة تجارة بابل دأبت على شراء منسوجات المعمل التراثية لتقديمها كهدايا الى زوار غرفة تجارة بابل من الدول العربية ومن دول العالم أيضا ، ويتمنى السيد مدير المعمل على تجار مدينة بابل ومواطنيها اقتناء مثل هذه القطع التي تعتبر غاية في الجمال ، وجودة المنسوج اليدوي .   



اسد بابل


المشرفة رباح حمزه محمد ومسئولة المخزن ازهار عبد الحسين ولوحة الرحى ال


مدير المعمل المهندس كاظم محمد العوادي

150
 
موال
( أبن الشعب )
الى الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم

حامد كعيد الجبوري
يا دجلة الخير طيبج من ضفافج دار
أخت الجنان وحوَت ياقوت فُضة ودار
عونه النزَل ساحلِج لو سكن بيج أبدار

جوهرة تاج الوطن رَب البَشر قاسم
عبد الكريم أنجبت أبحب الشعب قاسم
ما يوم أكل خبزته ويّ الشعب قاسم

نسجوا أبحبه عجب نُص الكمر خلتَه
ما حابه أخت وأخو كل الشعب خلته
بالغدر دار الزمن  اليومك تظل خلته

مالكو لوله أله بس هاي أله لولَه
بعيونه نام الوطن وبالطيب أله لوله
يتفاخر أعله المجد المجد الأصل لوأله

كَرْمُوه أبن الشعب منطقها بعده لحَد
أبطول السنين المضن وبسيف ثاره لحد
خميت كل الوطن لا دار أله ولا لحد

الخيرعكبه أنجفه أشتات صرنه وشُعب
يبجيه دم الوطن وكلب اليحبه شَعب
يهتف كبل غدرتَه ويصيح يحيا الشعب

ميعوف حبه الشعب لو ألف عام الدار


151
إضاءة
دار ..دور ..السياسة الطائفية !!!
حامد كعيد الجبوري
سأحاول أن أعرّف الطائفية بعيدا عن المسميات التي أوجدها علماء الاجتماع وعلماء الأديان ، وسأعرّفها وفق منظوري المعرفي وما لمسته من خلال تجارب سمعنا بها ولم نتلمسها واقعيا ، والطائفية كما أجدها هي الانتصار للدين أو المذهب  ، وتغليب ذلك الدين أو المذهب وأتباعه على الاخرين ، وخلق الأحاديث التي تمجد تلك الطائفة ونسبها لنبي أو مرسل أو وصي ، ولا أريد أن أنفي عدم وجود الطائفية بنفوس الكثير من العراقيين سواء بغرض او دونه ، ولا أعتقد أن الطائفية قرينة بالثقافة ، والأغرب أني أعرف أناسا يحملون ثقافة وأفكارا تحررية وعلمانية  وحين تذكر طائفتهم بشئ ما ينتفض كأي داعية لذلك الدين أو المذهب ، وأذكر وأنا طالب في الجامعة المستنصرية القسم المسائي وجهنا سؤالا للدكتور الراحل ( عبد الجبار المطلبي ) أستاذ مادة الأدب رحمه الله ، قلنا له لم لا يتفق علماء المسلمون كافة ليفتوا لنا بيوم العيد ويوم بدأ رمضان ؟ ، بدءاً رفض الإجابة لما يترتب عليها من ضوابط تدريسية ومناهج وضعتها قيود الدولة المخابراتية ، وقال رحمه الله يفترض أن يوجه هذا السؤال لمختص بالدين وأنا كما ترون لا علاقة لي بذلك ، وكانت هذه فطنة منه رحمه الله لأنه أراد أن يدخل لمدخل مقتنع به تماما ، فهو يرى أن الدين لله والوطن للجميع ، والعراق كما نعرفه خليط من مختلف الأجناس والأعراق والأديان والمذاهب ، وقد وعى الشعب العراقي تماما مثقفهم وأميهم أن النعرة الطائفية تطال نارها الجميع ، لذا تعايشوا بسلام بينهم ، ونبذوا الاحتكاك بهذه المسميات حفاظا على الثوابت للجميع ، وأذكر أثناء خدمتنا العسكرية نهاية ستينات القرن الماضي ، كنا في الوحدات العسكرية المتواجدة بكافة المحافظات العراقية نمارس الطقوس التي تمارس من قبل الطائفة ( الشيعية ) من مجالس تعزية ، ومجالس ( لطم )  ، وبحضور كبار ضباط الجيش آنذاك ، وفي العاشر من محرم نصنع الطعام ( والهريسة ) – تصنع من حبوب الحنطة – وتوزع للجميع ، ولا أريد التحدث عن ثورة العشرين وحصد نتائجها حين تشكيل الحكومة العراقية لصالح طائفة معينة ، والفتاوى التي اطلقت من طائفة أخرى حرمت على أبناء طائفتها الوظائف والتعيينات المهمة ، اليوم وبفعل قوة عظمى أسقط نظام فردي دكتاتوري تسلطي  لا علاقة لمعارضة عراقية  تدعي انها اسقطته ، وأفتت طائفة كانت متمتعة بالسلطة بحرمة الدخول لهذه الحكومة التي سيشكلها المحتل ،  اليوم نحن بين فاقد للسلطة يحاول استعادتها ، وبين قادم جديد أستطعم هذه السلطة وذاق حلاوتها ، أضف لذلك الأجندات الخارجية التي يحملها ساسة لا يعرفون من السياسة حتى الدار دور ، بل وينفذون مخططات أمليت عليهم لغاية في نفس ذلك المملي ، أستمع لحديث من طائفة يشبه حديث الطائفة الأخرى ، الكل تجمع على الأخوة ونبذ العنف والطائفية والتهدئة  ووحدة العراق ومصير أبناءه ، وبالمقابل تخرج من أفواه السياسيون تصريحات تختلف تماما عما ثقّف به الشعب العراقي نفسه ، يصرح فلان يقول نحن وأن نفذت الطلبات للمتظاهرين فلنا المطالبة بحقوق مغتصبة يجب أن تعود لنا ، ويصرح الجانب الآخر بشكل استفزازي ليشعل نارا للفتنة لا يريد أبناء الشعب العراقي تأجيجها ، ولأن القادم الجديد سوف يترك العراق بلده الثاني – ابو الفلوس - ،  ويعود لعائلته التي تركها في بلده الأول ، وهذا الحديث ليس استنتاجا بل  ما تحدث به عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية ( حيدر الملا ) ، الذي صرّح بذلك جهارا لفضائية البغدادية ، وأضاف أن حقيبتي معدة للسفر أيضا ، أقول أن الشعب المبتلى أوعى من ساسته الجهلة ، وبرهان لذلك ما تحدث به شيوخ عشائر ومثقفون كثر من الطرفين ، وحديث السيد ( عبد الملك السعدي ) المفتي السني مخاطبا جمع المتظاهرين مفتيا بحرمة الدم والتقسيم للعراق ، وما تحدث به السيد ( السيستاني ) مخاطبا أتباعه قائلا ( لا تقولوا أخوتنا بل قولوا أنفسنا ) ، للإضاءة ....... فقط .

152
( سوله بينه )
الى قلبي الذي رحل !!!!

حامد كعيد الجبوري
سوله بينه
من نطبّلها المقابر
ما نكابر
وتمطر العينين دمعه
دموعنه دموع الصرايف ...
 والحنين
كاولّي ودمعة ربابه
دموع ابويه
دموع امي ..
 العكدت الضيم بصبرها
وغايبه اسنين الفرح
دموع جمره
نرشها فوك اكبورنه 
يطيب الجرح
وبينه سوله
صغار نكبر بالجروح
وبينه سوله
أجروحنه لمن تهيد
تهيد  ويفّزها ملح
وبيه سوله
من أطبلها المقابر
أترس جيوبي ( نساتل ) 1
وبيدي ....
بيدي ( نفاخه )2 و ( قلم )
أوكف أباب القبر
وأهمس حنين ........
وحشه دياركم سكان الكبور
                    عفتوا للدلال وعفتو القصور
                          وأشهك بالنواعي الروح تنور
واسأل للكبر خلصتوا الدروس ؟
قريتو ( موطني ) وسديتوا الصفوف ؟
وزعتوا الشهايد عالتلاميذ ؟
ويا طالب أخذ أكبر علامات ؟
ويا هو الطلع اول بالشهادات ؟
وهم عدكم فرص ما بين الدروس ؟
أصيح وتبجي الكبور
( يمحمد بويه محمد )3 ...
        ( على بالي أبد ماجان فركاك
             وأكضي للعمر ياريت وياك )4
أصيح وتبجي الكبور ...
                    أيخاف الظلام الطفل       وبطن الكبر هندس
                    أنفض تراب الكبر           بيتك حلو يوّنس
                    وسنين مره أنكضت       ابكلبي الحزن يردس
                    أتجبح اعله الكبر          وبذن الكبر أهمس
                    زغير وديعة علي          لا يعرف ولايحس
أمروتك أعذرني ( حماده )
ما جبت ( مصياده )5 بويه
خاف يتعوّر كبر
هاي نستلتك حبيبي
وهاي ( نفاخة ) حبيبي
وصره من دموع أمك
حطها بخدودك ذخر
و ( حمد ) لا تنسه الوصيه
مشتهي يمك كبر ...
أشتهي يمك كبر
-----------------
1 : حلوى
2 : بالون يعبأ بالهواء ليلعب به الأطفال
3 ، 4: أغاني عراقية قديمة
5 : آلة لعب خشبية ذات سيقان بلاستيكية يوضع الحصى بداخلها لاصطياد الطيور البرية ويستخدمها الأطفال حصرا .










153
إضاءة
حذارِ من دعوات الشيخ جعفر الإبراهيمي !!!
حامد كعيد الجبوري
بدءاً أعترف أني لست من المؤمنين بأن هناك من ينتصر لك دون أن تنتصر  لنفسك ، بمعنى أن ليس هناك قوة خفية نطرق أبوابها لتحل لنا معضلاتنا وما أختلف علينا ، ويقول القرآن الكريم ( لا يغير الله ما بقوم حتى  يغيروا ما بأنفسهم )، وكما يقول أمير الشعراء ( احمد شوقي ( وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ) ) ، والعراق مرَّ بحقبٍ سود منذ بدأ الخليقة  وأحصى التاريخيون أن العراق خضع الى الاحتلال والاستعمار مئة وأربع وستون مرة ( 164 ) ، وخلال هذه الحقب الطويلة سلبت ذاتية الإنسان العراقي تدريجا  حتى بدء يقول ( أني شعليه ) ، وآخر يقول ( خليها على الله ينتقم من الظالم ) ، ويتحدث رواة الدين والعاملون عليه أن حُلم الله جلت قدرته أربعون سنة ، ويتبادر لي أن الله سبحانه وتعالى يقول لعباده هبوا أنتم لأخذ حقوقكم المسلوبة والمغتصبة لأن حلمي أربعون سنة وهي طويلة على صبركم  ، ويقال أن أحد  المظلومين وظالمه أمامه وكل يوم يرتكب البشاعة والحماقة والظلم ، والمظلوم يعمل بخدمته ، وحدث أن طال الظلم لهذا الذي يعمل بمعيته ولم يستطع أن يأخذ حقه فرفع يده الى السماء وقال ( ربي حلمك على الظالم فتت كبد المظلوم ) ، فصعق الظالم في حينه وفرح المظلوم بفعل السماء كما يزعمون ، ويقول النبي الأعظم محمد ( ص ) ( دعوة المظلوم على الظالم ليس بينها وبين الله حجاب ) ، وهناك فرق إسلامية كثيرة أوجدت لنفسها العذر في عدم المطالبة بالحقوق أسموها ( التقية ) ، وهي عندي تشبه ال( الشعليه ) ، أو ( لست أنا المقصود ) ، أو ( لتأتي من غيري ) ، ودليلي لما أذهب اليه هو الوضع العراقي المتردي الذي لم نشهد له مثيلا على مدى تشكيل الدولة العراقية الحديثة ، صراع لا لأجل البلد ولكن الصراع من أجل مصالح فئوية ضيقة ، ومصالح مادية ، ونهب ثروات البلد أمام الأنظار وبوضح النهار وكما يقول المثل الشعبي ( عينك عينك ) ، اتهامات سياسية مختلفة ، فلان عميل لأمريكا ، وآخر لإيران ، وآخر لقطر ، وآخر لإسرائيل وهكذا ، والبلد يعاني من البطالة ، ومن سوء الخدمات ، وعدم توفر الكهرباء ، ناهيك عن النقص في كل شئ غذاء ودواء ، وازدياد المتخمين ، ومضاعفة الفقر  وازدياد البطالة والتسول الذي أصبح تجارة ، ومن هنا بدأ الدور الأخلاقي للإنسان الذي يريد أن يوجه الناس الى حقائق الأوضاع المزرية ، ولست هنا داعية لأحد ، أو مروجا لفكر أحد ، أو ناقما على أحد لعدم اتخاذه موقفاً  يراد منه ، ولست بصدد الإشارة الى مئات الأحزاب التي تعمل في الساحة ، أو الأحزاب التي أصبحت ذيلا لتلك الأحزاب الفاعلة ، وهناك خطيب يختلف عن بقية خطباء المنابر الإسلامية ، خطيب يعطي جزءا من وقته للفت نظر الحكومة الى خلل موجود ، ولعدم تنفيذ الحكومة لوعودها قال مخاطبا الجمع الغفير الذي يحاضر له ، قال لهم الى متى نبقى على هذه الحال ، لسنا نطلب من الحكومة المستحيل ، أردنا خدمات ، وأردنا أن نشعر بإنسانيتنا في هذا العراق ، والحكومة مشغولة بين ( الطالباني ) و ( البرزاني ) و ( نوري ) ، وليس لنا إلا أن ندعو لله منهم ، أرفعوا أيديكم للدعاء وقال ما نصه ، ( اللهم إهلك الظالمين  ، اللهم إنتقم لنا ممن ظلمنا ،اللهم فرق بينهم وبين العافية ،اللهم اهلكهم بأجسادهم وأموالهم ، يا الله   يا الله يا الله )  ، ولأننا المظلومين أرى أن العراق لا يستقر أبدا على هذا الحال ، وأعتقد أن علينا واجبا إنسانيا  وأخلاقيا لنا ولأجيالنا اللاحقة  لنطالب وبصورة حضارية بحقوقنا التي ضاعت بين أفواه الذئاب التي تسلطت على رقاب العباد  والبلاد ،  للإضاءة .......... فقط .
 

154
بابل تحتضن المؤتمر التداولي للإتحاد العام للشعراء الشعبيين العراقيين

حامد كعيد الجبوري
بتاريخ 18 / 1 / 2013 م عقد الإتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق مؤتمره التداولي ومناقشة المعطيات والسلبيات التي رافقت مسيرة الإتحاد في العام الماضي 2012 م ، وبعد أن رحب الشاعر حامد كعيد الجبوري أمين سر الإتحاد بضيوفه أعضاء المكتب التنفيذي للإتحاد ورؤساء فروع الإتحاد في المحافظات العراقية ، وشكرهم على تجشمهم  عناء السفر والوصول الى محافظة بابل لعقد هذا المؤتمر  ، ثم بدأ رئيس الإتحاد الشاعر عباس رضا الموسوي مناقشة جدول الإعمال الذي يتضمنه المؤتمر والذي أعد من قبل الشاعر حامد كعيد الجبوري  ، وتم المصادقة وبالإجماع على الموافقة على فتح فرع للإتحاد بمحافظة البصرة وتكليف الشاعرين ( نائل المظفر ) والشاعر ( قاسم الجيزاني ) لترئس اللجنة التحضيرية ومنحهم مهلة شهرين لإكمال انتخاباتهم الأصولية وبحضور قانوني وبإشراف المكتب التنفيذي للإتحاد ، وتم التصويت على تشكيلة المكتب التنفيذي للإتحاد والتي تتألف من الأعضاء المؤسسين للإتحاد إضافة لرؤساء فروع الإتحاد في المحافظات العراقية ومن الشعراء البارزين على الساحة الشعرية والإعلامية في العراق ، ويضم المكتب التنفيذي للإتحاد كل من :
1 : الشاعر عباس رضا الموسوي / الديوانية
2 : الشاعر حامد كعيد الجبوري / بابل
3 : الشاعر فاضل السعيدي / الناصرية
4 : الشاعر ناجح عنوز / النجف
5 : الشاعر عماد المطاريحي / الديوانية
6 : الشاعر محمد فليح / العمارة
7 : الشاعر رحمن جمعه شلاش / الكوت 
8 : الشاعر محمد علي محي الدين / بابل
9 : الشاعر حمد القابجي / النجف
10 : الشاعر مكي السيلاوي / كربلاء
11 : الشاعر كاظم السيد علي / النجف
12 : الشاعر أبو أحمد الكناني / بغداد
13 : الشاعر قاسم الجيزاني / البصرة
14 : الشاعر عبد الرزاق كميل ( أبو قمر ) بابل
15 : الشاعر علي مجيد الكرعاوي / الديوانية
16 : الشاعر فدعم الحيالي / نينوى
17 : الشاعر عمار الجبوري / صلاح الدين
18 : الشاعر حسين جهيد الحافظ / الناصرية
19 : الشاعر محمد النعماني / الكوت
20 : الشاعر حيدر جليل / العمارة
21 : الشاعر مؤيد العطار / الكوفة  / خيمة الشعراء
وتم مناقشة منحة الإبداع التي قدمت من رئاسة الوزراء وتحت أشراف وزارة الثقافة على توزيعها على المستحقين لها ثقافيا وإبداعيا ، وأجمع المؤتمرون على تقديم الشكر للسيد ( طاهر الحمود الموسوي ) الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة على رعايته الكريمة لهذا الإتحاد وإدراج أسماء جديدة لهم متمنين على السيد الوكيل الأقدم منحنا الفرصة الأكبر في السنة الحالية 2013 م ، ولأننا أصبنا بإجحاف واضح خلال السنين  السابقة ، وكذلك تقديم الشكر للسيد ( رعد علاوي حسين ) مدير عام الإدارية والمالية بوزارة الثقافة ، والست ( ليلى خزعل ) معاونة المدير العام والأستاذ ( قيصر سهيل ) الذي منحنا الكثير من الوقت لمناقشته وإضافة واستبدال ونقل الكثير من الأسماء وبموافقات خاصة من قبل السيد الوكيل الأقدم ، ويثمن المكتب التنفيذي للإتحاد العام للشعراء الشعبيين حضور الأستاذ ( علي جبر حسون ) عضو البرلمان العراقي والقيادي في حزب الدعوة الإسلامية ومستشار دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي ، وشكر خاص للسيد قائد شرطة محافظة بابل العميد عباس عبد زيد الذي أمن الحماية لفندق الإسراء السياحي الذي أحتضن المؤتمر وحضوره أيضا لمجريات المؤتمر حبا منه للشعر وللشعراء  .





155
غرفة تجارة بابل تخرج عن ما تألفه الغرف التجارية
حامد كعيد الجبوري
خرجت غرفة تجارة بابل عن المألوف بعمل الغرف التجارية ، وامتدت نشاطاتها لتشمل العديد من القطاعات المجتمعية الحلية ، ولو أردنا أن نحصي ما أنجز عام 2012 م لاحتجنا الى الكثير من الوقت لتعدادها وسأحاول أن أدون إنجازات غرفة تجارة بابل وباختصار شديد  :
1 : إصدارات ثقافية وتجارية عديدة ومعونة الكتاب الحليين  لطبع منجزهم الإبداعي سواء كان شعرا أم تاريخا أم توثيقا لنشاطات تجارية كتاريخ مؤسس الحلة سيف الدولة الأمير صدقة بن منصور المزيدي لمؤلفه الحاج علي كريم ، وكتاب تاريخ غرفة تجارة بابل للكاتب عبد الرضا عوض ، وديوان الشاعر التاجر محمد علي النجار ، وديوان الشاعر حامد كعيد الجبوري وغيرها الكثير .
2 : تهيئة الكثير من الفرص لتجار محافظة بابل لزيارة المعارض التجارية التي تعقد في مختلف بلدان العالم تركيا ، مشهد ، جمهورية الجيك ، صربيا ، الصين ، اليابان وغيرها .
3 : تكريم التجار الرواد  وذلك بزيارتهم لبيوتهم وتقديم الهدايا النقدية من قبل السيد رئيس الغرفة المهندس الاستشاري ( صادق هاشم الفيحان المعموري ) ، وزارت الغرفة التاجر السيد ( لطيف أبراهيم بربن ) ، والتاجر السيد ( هادي كاظم حسون  ) إضافة لمنحهم درع الغرفة لكونهم من أقدم تجار محافظة بابل  .
4 : دأبت غرفة التجارة على عقد ماسي رمضانية كل أثنين من شهر رمضان الكريم تكرس الاولى لقضايا عامة تخص الوطن والمواطن ، وجلسة أخرى تكرس لشهادة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ع ، وأمسية أخرى تكريمية  لتجار أو لمثقفي المدينة  أو للطلاب المتفوقين دراسيا ، وأمسية رابعة تشتمل على الحديث الديني ، والاستذكار لرموز أبداعية عراقية ، وكرست الجلسة الرابعة الى الدكتور حسن الحكيم عميد جامعة النجف ، وأمسية للدكتور الباحث الإسلامي علي التميمي.
5 : كرمت غرفة تجارة بابل ممثلة برئيسها الأستاذ المهندس الاستشاري ( صادق هاشم الفيحان المعموري ) ، وأعضاء مجلس إدارة الغرفة النوادي الرياضية الحلية كنادي الحلة لكرة السلة  ، وتكريم نادي بابل ،  وتكريم الطلبة الاوائل لمختلف المراحل الدراسية .
6 : عقد ندوات داخل قاعة اجتماعات الغرفة ولمختلف القضايا كندوة سوق الأوراق المالية ، وندوة تعريفية عن مشروع أنشاء ميناء كويتي يؤثر سلبا على التجارة العراقية ،  واستضافة رموز سياسية ودينية سواء في قاعة الغرفة أو في منجع بابل كما حدث مع السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الاعلى ليستمع للواقع التجاري الحلي المتعثر ، وندوة اخرى خصصت الى الاستثمار ، وندوة حشد التأييد لتحسين بيئة أعمال محافظة بابل القطاع التجاري ، وألتقى السيد نائب رئيس الغرفة السيد صلاح الخليفاوي السفير الإيطالي على هامش دعوته لمحافظة بابل ، أضف لذلك لقاءات الوفود التي تصل مدينة بابل من قبل الغرف التجارية العربية والأجنبية   .
7 : بتوجيه ومراقبة من قبل السيد رئيس غرفة تجارة بابل أنشأ صندوق التكافل الاجتماعي الحلي  ليمد يد العون لفقراء المدينة ومعسريها ، ولا يمر يوم الا وتجد الفقراء من ابناء المدينة يطرقون أبواب رئيس الغرفة لكي يمنحهم العون الذي يستحقوه ، إضافة لتقديم العون الى التجار الذين يصابون بكوارث طبيعية تؤدي لخسرانهم رؤوس أموالهم ومنهم التاجر ( هادي جعفر عباس ) الذي تعرض محله الى حريق بسبب تماس كهربائي  ، وهناك ملاحظة مهمة وهي أن الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة أو المستعصية ولا يجدون من يمد لهم يدا سواء من الدولة أو غيرها يأتون الى غرفة تجارة بابل مستصحبين معهم مستمسكات طبية موثقة ليحصلوا على مساعدات مجزية لتسهيل عملية العلاج ونعتذر عن ذكر أسمائهم وهم كثر جدا  .
8 : نشاء قاعة متعددة الأغراض تصلح لقيام المعارض التجارية والصناعية والزراعية عليها وهي مكونة من طابقين وعلى مساحة 2000 م2
9 : تقديم المساعدات المالية لعدد كثير من أصحاب المواكب الحسينية للوقوف على احتياجات زوار كربلاء المقدسة ونعتذر أيضا عن ذكر تلك المواكب لأننا لسنا بصدد حسابات دنيوية .
9 : نهاية سنة 2012 م زار وفد من غرفة تجارة بابل وبرئاسة السيد ( صادق هاشم الفيحان المعموري ) الى محافظة كرمنشاه الإيرانية وتوقيع عقد أنشاء غرفة تجارية مشتركة لتسهيل وتذليل العقبات التي تواجه تجار البلدين .
10 : تسهيل عمليات الحصول على إجازة الاستيراد لشريحة كبيرة من تجار المحافظة .
11 : هناك طموح كبير لغرفة تجارة بابل  ومن هذا الطموح أنشاء إذاعة خاصة للغرفة تهتم بأخبار الغرفة وتجار المحافظة ، ومن الطموح أيضا صنع لوحة إعلانات ضوئية  الكترونية لنشر نشاطات تجار محافظة بابل ، ويبقى الطموح مشروعا لحين توسع الأفق التجاري والصناعي لتجار محافظة بابل .
                                                     إعلام غرفة تجارة بابل     

156
إضاءة
سوريا والذبح الإسلامي  !!!
حامد كعيد الجبوري
لم أكن أملك جواز سفر قبل  سقوط  نظام  ( صدام حسين ) يوم 9 / 4 / 2003 م ، ولأني أحببت سوريا مذ عملت في محافظة درعا كضابط في الجيش العراقي ، ولي علاقات كثيرة مع أصدقاء يسكنون دمشق وغيرها ، لذا سارعت وحصلت على ما يسمونه ( ورقة عبور ) تشبه عمل الجواز بمضمونها ، وهناك في دمشق سكنت في شقة أحد الأصدقاء العراقيين الذين اتخذوا من سوريا محطة لهم ( دويلعة ) ، شاهدت دمشق وحاراتها ، وحماماتها ، والجامع الأموي ، ومقام السيدة زينب ، ومقام السيدة رقية ، وجامع صلاح الدين الأيوبي ، وجلست في مقهى الروضة ومقهى الكمال ومقهى ( النوفرة ) ، وسافرت الى محافظاتها ، وزرت ( السلمية ) ، و ( كسب ) ، وحمص واللاذقية ، وحلب ، وبعد حصولي على الجواز الرسمي بدأت زياراتي لسوريا تتكرر كثيرا ، وربما أسافر مرتين في السنة  وأستنفذ كل المدة التي رخّصت لي في البقاء بسوريا لكل سفرة ، كنت أبهر بما أشاهده من الشعب السوري ، شعب مثقف ، يعمل ، يحب الحدائق والزهور  ، يحب الحياة ، كنت أتسائل مع الكثير من سواق ( تكسي ) ، وربما مثقفون أجدهم في التجمعات الثقافية في ( المزة ) وغيرها ، مع أصحاب المحلات ، البائعين في ( العربات ) واستخلصت من كل هؤلاء أنهم غير مؤيدين للنظام ولا كارهين له ، يعرفون أن ( بشار الأسد  ) يسمح بكل شئ في سوريا إلا شيئين مهمين وهما المخدرات والفتن الطائفية ، وفعلا كنت أدخل لأغلب الجوامع السورية مع صديق عراقي لي مهتم بصلاته في أوقاتها ، لم أستمع لخطبة تثير فتنة طائفية ، ولم أشاهد تجمعا سياسيا معارضا للنظام السوري ولحزب البعث العربي السوري ، ووجدت ما يسمونه الجبهة الوطنية ممثلة بأحزاب سياسية قومية ويسارية ، ولهذه الأحزاب ممثلون وزراء ووكلاء وزارات في الحكومة السورية ، ومرة وجدت شعارات كثيرة تملأ ساحات دمشق تشير الى عيد تأسيس الحزب الشيوعي السوري بشقيه ، وهذا دليل على ان السلطة في سوريا لم تكن لتحكم قبضتها وتحجر وتكمم الأفواه ،   وكنت أسأل من يرافقني من السوريين عن ما جرى ويجري في العراق فيجمعون كلهم ويدعون  أن يجنب الله سوريا ما حل في العراق ، وتدور الايام ويحصل العراق على شئ من استقراره ويبدأ الربيع العربي الموهوم ، وتتحرك قطر والسعودية وغيرها من البلدان العربية والمستفيدة  لتزرع الشقاق والفتن والقتل الطائفي بدءا من تونس ثم ليبيا ثم مصر ، وتسقط تلك الأنظمة الهشة التي ليس لها أي رصيد جماهيري أو دولي معروف ، ويتنبه الشعب السوري الى ما يحاك ضده من تآمر ودسيسة وخديعة يسمونها  السلفيون الصحوة الإسلامية ، ويشكل ما يسمى بالجيش الحر السوري ويلتحق به ممن هرب من الخدمة العسكرية في صفوف الجيش السوري ، ويحصلون على رواتب ومغريات كثيرة ، ويلتحق بهذا الجيش من الإسلاميين العرب وغيرهم الكثير  ، السؤال هل يستطع الشعب السوري أن يلتف حول نفسه ليحمي سوريا من خطر ( إسلاموي ) موهوم  ؟ ، وهل سيقف مثقفو سوريا ووطنيوها بخندق واحد لوأد الفتنة الكبرى ضدهم ؟ ،وهل ستستمر روسيا لدعم النظام ( البشاري الأسدي ) الى مالا نهاية ؟ ، وما هو الموقف الأمريكي والأسرائيلي من هذا التغيير الذي سيغير الخارطة كثيرا ؟ ، أسئلة لا أجد لها إجابة هذه الأيام ، ربما ستستوضح الصورة غدا ، للإضاءة .... فقط .   

157
إضاءة
( بايدن ) ومشاريع التقسيم !!!!
حامد كعيد الجبوري
من الصعوبة ان نخلط بين الجد والهزل ، ولكن ما يحدث ويدور في ساحتنا الملتهبة لا يمكن أن أستوعبه جدا أو هزلا ، وقناعتي الشخصية أنه لا يمكن تجزئة العراق رغم وجود المخططات ( البايدنية ) التي يتم تناقلها الان ، وسمعت الكثير عن حق تقرير المصير للشعب الكوردي ، وجدلا نفترض أن الانفصال سيقع فأين هي حدود كردستان ، العراقيون جميعا يقولون من حق الشعب الكردي تقرير مصيره ولكن ليس على حساب الأرض العراقية ، فكردستان عراقية وليست حقا للكورد لأنهم يسكنون فيها ، ولنفترض أيضا أنها قسمت فأين حصة ( الطالبانيين ) من ذلك التقسيم ؟ ، وأين تقع حصة ( البرزانيين ) أيضا ؟ ، وأين حصص بقية المكونات الكوردية من مذاهب وأعراق وأديان ، وهل سيعود الصراع ( الأربيلي ) و ( السليماني ) و ( الدهوكي ) ، هذا بخصوص الكورد ولنعود للعرب الأعراب والمستعربة ، أين حصة ( السنة ) ، وأين هي حصة ( الشيعة ) ؟ ، وهل سيوافق أهل ( السنة ) من أعطاء بغداد الى ( الشيعة ) ؟ ، ولنفترض سنقسم بغداد فكيف نقسمها ، هل نجعل ( دجلة )  حدود الفصل بين الطرفين ؟  ، ومن سيأخذ الجانب الشرقي ومن سيأخذ الجانب الغربي ؟ ، ونفترض حصل التقسيم وأتفق السنة والشيعة على حصصهم ، فأين سيكون حصة ( المجلس الأعلى ) في بغداد ؟ ، وأين هي حصة حزب الدعوة ؟ ، وأين هي حصة منظمة بدر وحصة التيار الصدري ؟ ، ونفترض أنهم اتفقوا فكيف سيتفق الجانب السني على توزيع بغداد المنصفة بين الشيعة والسنة ؟ ، وأين هي حصة السلفيون ؟ ،  وأين هي حصة الأحزاب الدينية السنية ؟ ، واين هي حصة العلمانيون لدى الطرفين ، ولنفترض أنهم اتفقوا فكيف سيتفق أهل الأنبار على التقسيم  ، فأين حصة الحزب الإسلامي وطارق الهاشمي ؟  ، وأين هي حصة حزب حماس وأين تقع حصة رافع العيساوي ؟  ، وأن سمعت العشائر أن ( العيساويين ) حصلوا على مغانم لهم فهل سيقبل أبو ريشة وحاتم سليمان وغيرهم من العشائر العربية بهذا التقسيم ، وعودة للجانب الشيعي المختلف ، فأين تقع حصة أل الحكيم  وآل الصدر وآل الشيرازي ، وهل ستقبل المراجع الدينية والعشائرية  بالتهميش دون الحصول على رقعة جغرافية لتحكمها ، وأين الجبور وأين العزة وأين خفاجة وأين بني سلطان وبني مالك وغيرهم ومثلهم الكثير ، وهل سيقبل من قاتل ضد ( الأنكليز ) أيام ثورة العشرين أن يسلم الأرض لمن جاء على الدبابات الأمريكية الصديقة العريقة ، وأخيرا هناك مشكلة كبيرة جدا لا ، ولن ، ولم ، يتفق عليها جميع الأطراف ألا وهي فلسطين العراق ( كركوك ) ، لمن سيئول أمرها و( التركمان ) كما يزعم ( الكورد ) أقلية ، و( الكورد ) يتهمون العرب ونظام صدام المقبور على تعريب هوية ( كركوك ) من خلال ما هجّر لها ، وهل ستوافق تركيا الراعية للعروبة الآن على أن تمنح ( كركوك ) لقمة الى كردستان الكوردية ، لا أريد أن أطيل ، ولا أريد أن أستبق الأحداث ، فأن أرادت العزيزة أمريكا أن يغرق العراق بدماء أبناءه الأبرياء فأن التقسيم الذي تحدثنا عنه واقع لا محال ، ولا تهتم أمريكا ومن جاء معها وعلى دباباتها لهذه الدماء البريئة ، وهناك شئ لا يمكن أن نغفله وهو الصحوة العراقية التي يفترض أن يقف الجميع من أجل مستقبلهم ، ومستقبل أبنائهم ، ومستقبل عراقهم ولأجل وحدة الوطن ومصيره ، للإضاءة ....... فقط .

158
إضاءة
السونار وفضيحة العصر !!!
حامد كعيد الجبوري
ستينات وحتى سبعينات القرن الماضي لم نكن نعرف جنس الجنين الذي تحمله النساء ، ناهيك عن عدم معرفتهن بالحمل من  إلا من خلال ما يسمى القابلات ، أو عدم مشاهدة النساء لدورتها الشهرية ،  وكانت نساء أيام ذلك الزمان يذهبن الى المختبرات الطبية لتحليل الإدرار ومعرفة أنهن حوامل أم لا ، وحين دخول جهاز ( السونار ) لتأدية هذه الخدمة الطبية الجميلة أستقبلها الناس بين قادح ومادح ، والكثير من الأطفال و الجدات والرجال كبار السن خسروا ما يسمونه ( البشارة ) ، لأن الرجل الذي يُخبَر أن زوجته حامل وهو منتظر لذلك الحمل يخرج من كيسه مالا ويعطيه لمن نقل له ذلك الخبر الجميل المفرح ، وآخرون يروون أن هذا الجهاز المسمى ( سونار ) يذهب بفرحة الأب والعائلة بجنس المولود الذي تحمله الأم ، ولو افترضنا ان الرجل يرغب بولد يحمل أسمه ويبقى منتظرا لتسعة أشهر بطولها وهو يعيش فرحة حمل زوجته ، وما أكبر تلك الفرحة حينما تلد زوجته غلاما منتظرا لتسعة أشهر ، وما أتعسه أن جاء جنس الحمل على عكس ما يرغب ، وأشتهر عندنا في محافظة ( بابل ) طبيب أختص بعلم السونار حتى أن عيادته المشتركة مع صديق شريك له تعتبر من أفضل العيادات الطبية التشخيصية بهذا المجال ، ومجالات طبية أخرى ، أنه الطبيب الصديق  ( برير أبو علي ) وشريكه الصديق الدكتور ( حسام ) ، عملا سوية بهذا المضمار وتكاد أن تكون تشخيصاتهما الطبية غير قابلة للنقاش  ،    كل هذه المقدمة الطويلة العريضة بسبب مطر أستمر لليلة كاملة في العراق المبتلى ، وهذا المطر لم يكن عاما ليشمل العراق بأكمله بل شمل أغلب محافظات الفرات الأوسط  والعاصمة بغداد ، وأجمل ما سمعته من تبريرات فجة مصدرها المستفيد الأول من هكذا أنظمة لا حياء لها  ، يقول أحد البرلمانيون ( نعم هناك أمطار غزيرة ولم تستطع فتحات الصرف الصحي استيعابها بسبب أزلام البعث البائد الذي أغلقوا عمدا مثل هكذا فتحات ) ، ويقول مسئول كبير آخر ( أن المشكلة هي بعدم حساب أمكانية تصريف المياه لشبكات الصرف الصحي ) ، وسؤالي له ولغيره أين هذه الشبكات التي نفذتموها خلال مشروعكم التنموي الجديد سواء في بغداد أو المحافظات الأخرى ، وهنا تذكرت مسرحية ( كاسك يا وطن ) للفنان السوري ( دريد لحام )  حينما ذهب الى المستشفى ووجد قبله مريضا يشكو من ألم في بطنه ، وبعد الأشعة أتضح أنه قد ( بلع ) ليرة سورية حديدية ، ضحك ( غوار ) كثيرا وهو يخاطب نفسه ويقول ( عجيب ليرة تظهر بالأشعة وملايين الليرات لا تظهر ) ، ونحن نقول كما يقول ( غوار ) شكرا لجهاز السونار الإلهي الذي كشف لنا وبمصداقية عالية جدا أن من دخل البلاد بغير فلس سيخرج من البلاد ملآن بمال حلال جاء من كَد الجبين، للإضاءة .......... فقط .


159

160
إضاءة
 ( ذكّر أن نفعت الذكرى )
حامد كعيد الجبوري
      قبل شهرين من اليوم ضمني ومجموعة من الأصدقاء مجلس ثقافي حلي ، قال أحدهم أن حالة الفقر في العراق تجذرت بشكل لا يصدق ، وأن المتسولين كثروا بشكل مرعب ، وأصبح البلد مقسما بين فقر مدقع و غني مشبع ، ولا يوجد طبقة وسطى ،  ومن جملة ما قاله أن هناك الكثير من الناس تفتش عن ما تأكل بحاويات القمامة ، ناقشته طويلا حينها وقلت ذلك غير حقيقي وأن الدولة تمنح ما يسمى براتب الرعاية 50 ألف دينار للمحوجين ، والفقر ربما سينعدم في السنين القادمة منطلقا من قناعتي بالتغيير الحتمي ، ولم أجد إلا القلة من المتسولين الذين امتهنوا مهنة التسول لسهولة العمل ، ولعدم حاجته الى رأس مال كبير ، وأيدته فقط بأن الرواتب التي تمنح للموظفين عموما لا يراعى فيها العدالة ، لوجود بون كبير بين راتب موظف وآخر ، وبين وزارة وأخرى ،  هز صاحبي يده مستهزأً بحديثي وإجابتي  ، اليوم 20 / 11 / 2012 م الساعة العاشرة صباحا غيرت قناعتي تماما بعد أن شاهدت بأم عيني رجلا ملتحيا وقورا يجمع من حاوية القمامة ما يمكن الاستفادة منه ليأكل ، طماطم ، باذنجان ، بطاطا  ، أخرجت هاتفي وصورت ذلك المسكين ،  ولا أعرف لم خطر ببالي قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رض ) الذي يقول ( لو كبت ناقة في السواد لكنت مسئولا عنها أمام الله ) ، وقول أمير المتقين علي بن ابي طالب ( ع )  لعامله ( عثمان بن حنيف ) (( أأفرح أن يقال عني أمير المؤمنين وفي اليمامة إنسان لا عهد له بالشبع ولا طمع له بالقرص )) ،  لذلك كتبت هذه المعاناة ،
خيرات الوطن تتقسم النوعين
حاوية الزبالة وبير للبترول
أكوام الزبالة أتعيش الفقره
وآبار النفط من حصة المسئول
و...
مابين الزبالة والنفط أسرار
ذكّر بالحقايق تنفع الذكره
آبار النفط لجيوب مسئولين
وحاوية الزبالة حصة الفقره
و ...
هاي الصور تحجي وللعراقي أتكول
باطل بل حراماً تنتخب مسئول

---------------
لا أملك إلا أن أقول ذكّر أن نفعت الذكرى  ، للإضاءة ........ فقط  .
المرفقات ثلاثة صور



161
إضاءة
الغباء الأمريكي والتسويف العراقي !!!
حامد كعيد الجبوري
  صباح يوم 7 / 11 / 2012 م وبالتوقيت العراقي أعلنت نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بتجديد ولاية السيد ( أوباما ) ، لم أصدق الخبر وأنا أستمع لخطبة مرشح الحزب الجمهوري الخاسر ( ميت رومني ) الذي هنأ رئيسه ( أوباما ) بولايته الجديدة  ، عجبت لهذا الغباء الأمريكي المستشري كسرطان لا علاج له ، كنت أتوقع أن يلجأ ( رومني ) الخاسر  الى الأعلام ، ويطالب بعد الأصوات يدويا وبأشراف من حزبه أو من أقاربه أو من مواليه ، وينتظر لمدة شهر أو أكثر وبعد أن تعلن النتائج يشكك في مفوضية الانتخابات ، ويدعي عدم نزاهتها ، أو يقول أن المفوضية كل افرادها  من حزب معين  وذاك الحزب على خلاف مع حزبه طائفيا أو عرقيا ، وبذلك يؤخر إعلان النتائج  ريثما يحسم أمره لشئ ما في داخله ، أو يقدم أوراقه الثبوتية المزورة عن المرشح المنافس ، وبالمقابل فالمرشح الخصم يعيد نفس التهم الموجهة له ، وبعد حين من الزمن ، وبتدخل أطراف سياسية منتفعة يصار الى المحكمة الاتحادية العليا لتبت في ذلك ، ولأن المحكمة الاتحادية الأمريكية شكلت بموجب ( تحاصص ) طائفي وعرقي وحزبي فسوف تسوّف النتيجة لصالح ( أوباما ) ويبقى في سدة الحكم لدورتين ، وأن شاء لدورة ثالثة ورابعة وصولا لحفيد  ( أوباما ) الأبيض ، وشئ آخر لفت نظري بخطبة النصر التي ألقاها الرئيس الأمريكي الفائز ( أوباما ) وهي ، وصول حشود من الشعراء والفنانين للساحة المخصصة لإلقاء خطبة الرئيس الفائز  ، ولمباركتة  عبر وسائل الأعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ، وشاهدت أفواجا من العشائر الأمريكية العربية الأصيلة  وهي ( تردح ) أمام قائدها ( الأوبامي ) ، وتهز عقالها العربي المصنوع في الصين الشعبية مرددة ( بالروح بالدم نفديك أوباما ) ، وأفواجا أخرى يسمونها في أمريكا ( أفواج الإسناد )  يقودها رؤساء العشائر الأمريكية السود وهي تحمل بنادقها وبيارقها الملونة متآزرة مع أفواج ( الصحوات ) الأمريكية ( هازجة ) بصوت مبحوح ( العزيز أنت ) ، وتابعت الفضائية العراقية ليلة الانتخابات الأمريكية ليلة 7 / 11 ، و التي اهتمت أي اهتمام بهذا الانتخاب الأمريكي العراقي المبين ، اتصالات مع ساسة لا يعرفون من السياسة إلا ملأ البطون والأكياس ، ولا يحسنون إلا عمليات غسيل الفضائح والأموال المسروقة من خزائن الفقراء المساكين من الشعب المبتلى ، لله درك يا عراق ، وأن الغد الديمقراطي العراقي لناظره قريب ، ولا أشك بذلك ، للإضاءة ..... فقط . 

162
إضاءة
( عيد الغدير ويوم الزحف الصدامي )   
حامد كعيد الجبوري
في آخر حجة حجها الرسول الأعظم محمد ( ص ) ، حجة الوداع  ، وقبل وصوله الى المدينة المنورة به وبآله الكرام ، وقف في مفترق طريق عند غدير ( خم ) ونزل أمر السماء بتنصيب علياً ( ع ) أميرا للمؤمنين ، وقد أمر الرسول الكريم الشاعر حسان بن ثابت أن يقول شعرا بهذه المناسبة التتويجية ، فقال ( يناديهم يوم الغدير نبيهم ) وسمع ذلك الخطاب عامة المسلمون مهاجرون وأنصار  ، وبمرور السنين أصبح هذا اليوم العيد الأكبر لطائفة الشيعة في كافة أرجاء العالم الإسلامي ، وعودة بالذاكرة لسني الحرب الظالمة الجائرة التي عبث بها الطاغية المقبور ( صدام حسين ) بمقدرات الشعب العراقي ، وورود تصريح من داخل إيران مفاده أن الشعب العراقي لن يصوّت لصدام أن جرى انتخاب أو استفتاء لذلك ، وفعلا حدد صدام حسين  يوم  13 / 10 / 1983 م موعدا لذلك ، فبدأت الأبواق المأجورة من شعراء العامية والفصحى ، والمغنون ، والمداحون ، والفنانون يتسابقون لتسجيل نتاجهم الفني والأدبي لذلك ،   ومن المعلوم أن أجهزة الأمن والاستخبارات والمخابرات والأمن الوطني والتنظيمات الحزبية قد استنفرت كل عناصرها لكي يحصل الطاغية المجتث على نسبة 100 % من أصوات الشعب العراقي ، و لتراقب سير ذلك الاستفتاء ، وعدم حصول الثغرات التي تخفِّض نسبة التصويت لكي لا يقع هؤلاء المراقبون بمحذور بلّغوا لأجله ، وفي صباح ذلك اليوم خرجت الجموع العراقية بين مجبرة وراغبة بذلك ، أو خائف أن لم يدلي بصوته ، وخرج الناس للزحف الكبير كما أسموه ، أو يوم البيعة تقودهم المنظمات الحزبية والشعار يردد ( لا ثلث ولا ثلثين / أنبايع صدام حسين ) ،  ولم أكن بطلا لأقول أني سلمت البطاقة الاستفتائية مؤشرة بالسلب للقائد الضرورة ، وأقسم بكل مقدس أن من كان يعرفني في المدرسة القريبة لي  يراقب ماذا سأكتب في ورقتي ، فبادرته قائلا ( أستاذ لا أحمل قلما أيمكنك أن تدلي بصوتي نيابة عني  ؟ ) ،أبتسم  وأجابني بصوت مسموع للكثير ( تتدلل ) ، وفعلا مسك القلم بيده ووضع إشارة ( صح ) معلنا موافقتي على بيعة الطاغية المقبور ، وسمعت  الكثير يقول أني لم أصّوت لصالح الطاغية ، وأعلنت نتائج الاستفتاء وكانت النتيجة 99 - 9 9 %  مكذبة المدعون ، أو قل زورت النتائج ، بعد يوم أو يومان لا أذكر تماما حلت بيعة الغدير لإمام المتقين علي ( ع ) ، دعوت أصدقائي الشعراء لجلسة شعرية في داري حضرها الكثير من أصدقائي – لست بصدد ذكرهم وأحتفظ بتسجيل تلك الأمسية -  لتجديد العهد بولاية علي ( ع ) وبرغبتنا سرا ، وليس كبيعة الطاغية العلنية قسرا ، وأذكر أني كتبت هذه الأبيات لتلك المناسبة ،
كل بشر بالكون أله خمسة حواس
فضل الله الكل بشر خير أنقسم
أربعة بالراس أولهن الشوف
والسمع والذوق وآخرهن الشم
الخامسة الإيدين تتسمه اللمس
واليضيع وحده من عدها أنهضم
وأني أحب حيدر ولي ستة حواس
بايعتلّه بيهن وأبصم نعم
السؤال كم منافق مثلي أدلى بصوته جهاراً لطاغية مقبور ليطيل من عمر معاناة الشعب العراقي المنكوب ؟ ، للإضاءة .... فقط .   

 

163
إضاءة
( مستشفى مرجان )
شرف المهنة وحقوق الإنسان !!!
حامد كعيد الجبوري
        في حديث لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – قال ) إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) ، ورحم الله المحسن والوجيه السيد عبد الرزاق مرجان الذي ترك صدقة جارية لا يخبوا ذكرها ومنفعتها في مركز محافظة بابل وهي المستشفى التي سميت باسم هذه العائلة الحلية الكريمة  .
         لست من محبي مراجعة المستشفيات الحكومية لأسباب كثيرة ، ولكني اضطررت هذه المرة لمراجعة مستشفى مرجان ، وحقيقة ذهلت بما رأيت فيها من حركة وعمران ومتابعة وجهود واضحة للجميع ، بنايات حديثة بواجهات عمرانية حضارية جديدة تنتشر هنا وهناك لتملأ الفراغ الذي كان حديقة مهملة من سنين طوال ، مبنى فخم لغسل الكلى ، مبنى كبير آخر للقلبية والباطنية ، مباني كثيرة لا أعرف استخداماتها وأغراضها الطبية ، ولأن مدير المستشفى يريد أن يتواكب عمل البناء مع الحدائق وتناسقها لذا وجدت أن الساحات الخضراء امتدت فيها  ( الثيلة )  لتغطي كافة المساحة بشكل متناسق ، والجميل أن مجموعة الفلاحين آثروا أن يأتوا بال ( الثيلة ) ليرصفوا قطعها الصغيرة المخصصة  لعشر أمتار بعد تفريقها  جنبا لجنب متوخين امتدادها بشكل قياسي سريع ، وحقيقة لم أعتبر هذا  هدرا للمال العام لأني شاهدت جماليتها بعينيّ ، هذا الشكل الخارجي النظيف لمدخل المستشفى وأنت تسير لتصل لداخل البناية تجد أن مظلة تظلك من باب المستشفى الرئيسي لغاية دخولك الى المستشفى ، والحديث عن داخل المستشفى والردهات شئ يثلج القلب ويشرحه ، تتصور نفسك أنك في مستشفى خارج العراق ، ولم لا والعقلية العلمية والفنية العراقية لا تختلف  عن العقول الآخرى أن أحسنت الأداء والمهمة ، الردهات قسمت لغرف صغيرة تستوعب راقدين أثنين فقط ، الخدمة من قبل الممرضين والممرضات شئ يلفت النظر ، نوعية المأكل الذي يقدم للمرضى نوعية لا يملكه فقراء الناس ببيوتهم ، الأطباء الاختصاص يتواجدون حيث ما يكون عملهم حريصون على تقديم الخدمات الطبية بشكل متوازن مع الجميع ، ردهة الإنعاش لمرضى القلب العمل فيه لا يتوقف ليلا ونهارا ، المختصون بذلك أدخلوا دورات طبية لإسعاف المرضى وإتقان عملهم ، والدواء متوفر في هذه المستشفى ويقول الأطباء أن الأدوية تأتي من الوزارة ومن المنشئ المعتمد علميا وعالميا ، ولا أشكك بصحة ما يقولونه بخصوص الدواء ، شكرا لكل يد وطنية نزيهة تريد بناء عراقها حضاريا وعلميا ، شكرا لكل كادر مستشفى مرجان رجالا ونساء ،  أطباء ، ومهنيون طبيون ، وموظفون ، وعاملون ، وشكرا للسيد الدكتور ( علي الشريفي ) مدير مستشفى مرجان الذي يريد أن ينقل و يقدم كل خبرته ومهنيته لأبناء محافظة بابل ، للإضاءة .... فقط .   

164
المنبر الحر / عافرم نوري المالكي
« في: 00:59 29/09/2012  »
إضاءة
( عافرم نوري المالكي )
حامد كعيد الجبوري
     لا أعرف هل أن مفردة ( عافرم ) المكونة من مقطعين  تركية أم فارسية ، ولكني أعرف أنها تعني أحسنت  ، وهذا ما أردت قوله لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي ، وليس هذه الأحسنت لكل ما يفعله نوري المالكي ، فمن المؤكد أن لي جملة ملاحظات دونتها من خلال أكثر من إضاءة  منشورة هنا وهناك ، وسبب هذه ال ( عافرم ) لأن الرجل بدأ ينفذ ما كان أوعدنا به من خلال تصاريحه الانتخابية الكثيرة ، والتي قال فيها أنه سوف يحارب الإرهاب والفساد على حد سواء ، وجهوده الشخصية في درءا مخاطر الإرهاب واضحة وجلية ، رغم معرفتنا ان هناك الكثير من القوى الداخلية والخارجية لا تريد للبلد استقرارا ، وأما الوجه الثاني للإرهاب وهو الفساد الإداري والمالي والأخلاقي فأحزاب السلطة جميعها مشتركة بهذه العمليات المنظمة للسطو المبرمج والمشرعن رسميا وبرلمانيا من خلال تقاسم السلطة والمناصب والمنافع بما يسمى ( المحاصصة ) ، ولأن الأمور بدأت تنحوا منحى قاتلا ومعطلا للعملية السياسية لذا رفع السيد المالكي سيفه ليقوّم هذا المسار الذي بدونه سيخسر حزبه السلطة الى ما شاء الله ، والملاحظة التي أسجلها هنا وحسنا فعل وهي أنه بدأ بالأسماء والعناوين ومن نفس مذهبه  الشيعي لكي لا يقال من المتقولين أنه يستهدف المكون الثاني لأغراض مذهبية ، ومع ذلك فقد طلّع علينا الكثير وربما من حقهم ، ليقولوا أن المالكي يستهدفنا لأغراض سياسية ، وقد تصح دعواهم ولكن من أنتم سادتي الأفاضل ؟، هل أنتم ( جاك شيراك ) ؟ ، أو ( هوشمنه ) ؟ ، أو ( كارل ماركس ) ؟ ، أتعرفون أنكم أسماء من عامة الناس ألبستها المرجعيات الدينية الإسلامية ثياب التقديس والهالة الفارغة ، وبوأتكم أحزابكم مقاعد لا تحلمون بالجلوس عليها ، وتمكنتم بالخديعة والتدليس والتزوير حمل شهادات لا تعرفون تسمياتها ، ولا تفرقون بلغة القرآن بين الفاعل والمفعول به ولأجله ، وبين الجار والمجرور ، وقبلكم أيضا نطقها المدان الهارب ( طارق الهاشمي ) الذي يقول أنه أستهدف ليسقطوه سياسيا ، وأخيرا نتمنى على السيد المالكي عدم فتح ملفات أغلقت قانونا من صفحة طويت قبل سنين ، ونتمنى عليه أن يأمر بفتح ملفات الفساد بوزارات خدمية وأمنية  كثيرة ، ونتمنى أن لا يفرق بين هذا من حزبه وهذا من الضد ، ونتمنى أيضا توثيق المعلومة بشكل مؤكد لكي لا يقال أن السيد المالكي صانع جيد وممتاز للأزمات ، للإضاءة ..... فقط .


165
في بابل
الإتحاد العام للشعراء الشعبيين يعقد مؤتمره الانتخابي الرابع
حامد كعيد الجبوري
    مساء السبت 22 / 9 / 2012 م عقد الإتحاد العام للشعراء الشعبيين في بابل مؤتمره الانتخابي الرابع ، دورة الشاعر الكبير ( الحاج زاير الدويج ) ، ورحب الشاعر حامد كعيد الجبوري رئيس الإتحاد بضيوفه ، وبعد قراءة التقرير الإداري والمالي أعلن حل الهيئة الإدارية السابقة ، وأنيطت مهمة إدارة الفعاليات الانتخابية بالشاعر الكبير ( جبار الكواز ) رئيس إتحاد أدباء وكتاب بابل ، والسيدين المحاميين ( خالد علي عودة ) ، والمحامي ( صباح اليوسف ) ، وبعد اكتمال النصاب للهيئة العامة  والبالغ عددها ( 120 ) شاعر حضر منهم لأداء الانتخاب ( 96 ) ستة وتسعون شاعرا ، وقد رشح للهيئة الادارية الجديدة ( 12 ) أثنا عشر شاعرا يتنافسون على سبعة مقاعد للهيئة الادارية ،  وبممارسة ديمقراطية شفافة أجريت الانتخابات وفرزت الأصوات ، وحصل كل من  الشاعرين  ( سليم حاجم الجبوري ) ، والشاعر ( ميثم الرماحي )  على ( 41)  صوتا لكل منهما ، وبعد أجراء القرعة بينهما فاز الشاعر ميثم الرماحي بعضوية الهيئة الادارية ،  وشكلت الهيئة الادارية الجديدة بتوافق أراء المنتخبون الفائزون وكما يلي :
1 : الشاعر حامد كعيد الجبوري  ( 72 ) صوت رئيسا للإتحاد
2 : الشاعر عبد الرزاق كامل أبو قمر ( 50 ) صوت نائبا للرئيس
3 : الشاعر محمد علي محي الدين ( 52 ) صوت أمينا للسر
4 : الشاعر طه التميمي ( 48 ) صوتا أمينا للشئون الثقافية
5 : الشاعر  صلاح عواد ( 58 ) صوت أمينا للصندوق
6 : الشاعر مصطفى الأعرجي ( 57 ) متابعة منتديات الاتحاد
7 : الشاعر ميثم عبس الرماحي ( 41 ) صوت الشؤون الادارية
وفاز بمقعدي الاحتياط كل من الشاعرين ( سليم حاجم الجبوري ) والشاعر ( محمد الشمري ) الذي حصل على ( 32 ) صوتا ، ومن جانبه صرح السيد عباس رضا الموسوي رئيس اتحاد الشعراء الشعبيين في العراق بقناعته المطلقة وفرحته  بهذه الفعالية الديمقراطية الجديدة ، آملا من الهيئة الادارية المنتخبة بذل قصارى الجهود من أجل المشروع الوطني الثقافي العراقي .


166
إضاءة
غرفة تجارة النجف .. واقع وطموح !!!



حامد كعيد الجبوري
تهيأت لي  فرصة زيارة لغرفة تجارة النجف ، والنجف الأشرف كما أراه بدأ يخطوا بخطوات تختلف كثيرا عن بقية المحافظات العراقية تماما ، قبل التغيير من يزور النجف يجدها عبارة عن سوق كبير يخلوا من اللمسات المعمارية الجمالية ، ليس فيها إلا ضريح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) ، ومحلات تجارية وخدمية هنا وهناك ،  ومن حسن حظ هذه المحافظة بعد التغيير أن هيأ لها أكثر من شخصية سياسية تقودها ، ناهيك عن الحكومات المحلية المتعاقبة ، النجف الآن لها مطار دولي يكبر يوما بعد آخر ، شوارع حديثة وواسعة ، متنزهات ، مستشفيات ، جامعات علمية ودينية وإنسانية ،  لم يشمل العمران القصبة القديمة فقط بل تعداه ليجعل من كل المحافظة بناءاً فخما وبلمسات معمارية منوعة بين الطراز الإسلامي وفن العمارة الحديث ، مطاعم وفنادق بدرجات متفاوتة ، ساحات بطوابق عدة لوقوف السيارات ، ربما سنين قليلة قادمة ونجد النجف معلما عراقيا عربيا إسلاميا يشار له .
    صباحا وصلت مع السيد ( كنعان خليف عبد علي ) مدير غرفة تجارة بابل لمقر غرفة تجارة النجف ، للإطلاع على منجز غرفة النجف وتطوير عملهم ، بناء كبير و جميل يقع على الشارع العام المؤدي لمركز مدينة النجف ، استقبلنا السيد مدير غرفة النجف الأستاذ ( جليل صادق جعفر الطريحي ) واصطحبنا لدوائر غرفتهم المنظمة وفق المعايير الحديثة ، كنت أسمع أن معاملات الناس تنجز في الدول المتحضرة التي تحترم الإنسان بجلوس المراجع بصالة تشريفات معدة للجلوس ، ومن ثم تأخذ معاملته وتنجز وهو جالس على أريكته ، ولم أتصور أن أجد هذا النهج معمولا به في العراق ، ولكل دوائر الدولة إلا في غرفة تجارة النجف تحديدا ، وربما دوائر أخرى لم يسعني أن أطلع عليها ، وربما تجربة غرفة تجارة بابل لا تختلف عن هذا النهج إلا قليلا ، يجلس المراجع بمكتب رئيس الغرفة المهندس الاستشاري السيد ( صادق هاشم الفيحان )   وتنجز معاملته من قبل موظفي الغرفة دون عناء من المراجع ، تجولنا في أقسام الغرفة وقاعاتها ، ومراكزها كمركز المعلومات الذي يقوده الشاب السيد ( حسنين محي الدين ) المدير التنفيذي لمركز تطوير الأعمال ، شاب طموح بغيته تطوير عمله علميا وتقنيا ، أقترح شاشة عرض عملاقة تستخدم للأغراض التجارية والإعلانية كلفتها بحدود 120 ألف دولا أمريكي تعاقدت الغرفة مع شركة صينية للتنفيذ ، توضع على واجهة الغرفة التي هي بمكان مركزي يتوسط النجف الشريف  ، وهذه الشركة الصينية تجهز دول العالم بمثل هكذا مطالب تجارية ، وأقترح الأستاذ حسنين محي الدين إدخال برامج  الأرشفة لتحديث عمل الغرفة والخلاص من كم هائل من الوثائق القديمة بهذه الطريقة العلمية الحديثة ، وستتعاقد الغرفة مع شركة لبنانية عالمية للتنفيذ ، وأقترح أيضا إنشاء محطة بث إذاعي خاص بالنشاط التجاري تغطي مساحة محافظة النجف ، قبل نهاية جولتنا التجارية الاستطلاعية لابد من المرور على رئيس غرفة تجارة النجف الأشرف المهندس الاستشاري الأستاذ ( زهير محمد رضا شربه ) الذي استقبلنا بضيافة عربية نجفية خالصة ، تحية لكل رجال غرفة تجارة النجف الذين وضعوا وسيضعون خدمة مدينتهم ووطنهم وتجارهم بهذا الشكل الحضاري المميز ، وماذا يطمحون لأكثر من هذا ، ربما سيكن لنا لقاءاً آخرا وموضوعا أخر نستطلع به ما تقدمه غرفة النجف ، للإضاءة .......... فقط .     


167
المنبر الحر / لم يعد خافيا !!!
« في: 22:36 17/09/2012  »
إضاءة
لم يعد خافيا !!!
حامد كعيد الجبوري
الغريب أن الكثير يحلّل لنفسه ما يحرمه على الآخرين ، أمريكا مثلا عبرت بطائراتها الحربية المحيطات وآلاف الكيلومترات لتنتقم من ( بن لادن ) لأنه فجّر مركزا تجاريا عالميا في أمريكا ، والكثير من الشواهد تدلل تواطأ  أميركيا مع القاعدة ،وهي - امريكا -  لا تسمح لدولة ما أن تحمي شعبها وحدودها من خطر محدق ، معادلة صعبة وقسمة ضيزى ،  هذه الأيام تثير الدوائر المغلقة زوابع تصنعها بنفسها لترى ردود افعال الآخرين عليها ، ومعلوم أن المال السياسي السلفي ومن يقف وراءه ولغاية في نفسه يحاول زعزعة أمن واستقرار بلدان عربية وغيرها ، في العراق يوقدون  صراعا طائفيا ، وربما صراعا مذهبيا داخل الفكر الواحد ، وتنطلي على الكثير لأن الساسة وحفاظا على مكاسبهم الضيقة يصّعدون من نبرة الخلاف الطائفي والمذهبي والعرقي  ، في اليمن نفس السيناريو ، تونس كذلك ، سوريا تتضح الصورة أكثر ، في مصر صراع مؤجج ومؤدلج  ومن سنين طوال ، صراع إسلامي قبطي ، وإسلامي إسلامي ، وإسلامي علماني ، اليوم وضع العالم الإسلامي ب(بودقة ) اختبار بفلم يسئ لرسول الإنسانية محمد ( ص ) . ، مخرج الفلم من أقباط مصر الذي يعيش بجنسية أمريكية فيها ، والفلم شارك فيه مسلم مرتد عن دينه ، أبن الداعية الإسلامية الفلسطيني ( حسن يوسف ) مرشد ديني  لمنظمة حماس  ، وهذا المرتد حصَل على الجنسية الأمريكية وزار إسرائيل لمرات عديدة ، وأخيرا حصل وبالتوجيه الإسرائيلي على الدعم والتمويل لفلم مثير للجدل ومؤجج للفتن والاحتراب ، تقول صحيفة ( الدوحة ) وما تناقل من مصادر الأخبار ما نصه ( شركة قطرية هي التي انتجت الفيلم و حسبما نشرت الصحيفة وقبل بداية الفيلم بأكثر من عامين ، وقال رئيس الشركة أحمد الهاشمي ، إنه يتوقع أن يكون النص النهائي للفيلم جاهزاً  بعد البحث والاستشارات ، والتعامل مع كافة المقترحات التي ستقدم للمجموعة السينمائية ، مضيفاً أن القائمين على ذلك العمل الفني الضخم سيستعينون بممثلين مسلمين ناطقين باللغة  الإنجليزية ،وأوضح منتج الفلم ( ماري أوزبن ) أن أنتجاج هذا الفلم ليس سهلا   ، متوقعاً أن تكون هناك تحديات في طريقه، ومنها أنه لا يمكن تجسيد  شخصية الرسول محمد كونه أمر محظور شرعاً ،  ومن جهته أشار الدكتور يوسف القرضاوي - الداعية المعروف -  ، إلى أهمية إنتاج فيلم ضخم عن حياة الرسول محمد ( ص )  من أجل إبراز الرسالة المحمدية بأبعادها الكونية ومضامينها الحضارية والسلمية، ولتصحيح الصورة الخاطئة التي أصبحت متداولة في الغرب عن الإسلام ) ،  و نشر موقع ( انديا جليتز ) نفس النص تقريبا بنفس التفاصيل عن ( الفيلم و مسئولية قطر عن انتاج الفيلم , و بالتالي فأن الذين اسسوا لإنتاج هذا الفيلم يدخلون ضمن مخطط تقسيم و تفتيت مصر و قد تولت قطر الدور المالي في انتاج الفيلم لما يتحقق على ارض الواقع من فتنة كبرى تضرب مصر و عدد من البلدان العربية ، و لا يعلم احد اين سيقف مداها و كل هذا بفعل التخطيط الامريكي الذي يهدف الى الاسراع في  تجزئة  مصر و بلدان العالم العربي ) .
   هنيئا لقطر قلعة الإسلام المحمدي الجديد ، وهنيئا للشعوب العربية بمراجعها الدينيين الذين يبنون قصورهم بجنان الخلد الاسرائيلي ، ولترتفع أصوات المنكر التي تفاجئنا بكل لحظة وبكل فاجعة ك ( سلمان رشدي )  وغيرهم ومثلهم الكثير ، ربما سنجد صحوة أسلامية وعربية لا كتلك الصحوات التي تبشر بالذبح والتهجير ، ولكن وعيٌ أنساني لنعيش جميعا مسلمون وغيرهم تحت سقف الإنجاز العلمي والتطور التقني والحضاري ونحتكم الى ( الدين لله والوطن للجميع ) وكما يقرها القرآن الكريم حيث يقول ( لا أكراه في الدين ) ، للإضاءة ............ فقط .


168
المنبر الحر / لم يعد خافيا !!!
« في: 22:37 15/09/2012  »
إضاءة
لم يعد خافيا !!!
حامد كعيد الجبوري

الغريب أن الكثير يحلّل لنفسه ما يحرمه على الآخرين ، أمريكا مثلا عبرت بطائراتها الحربية المحيطات وآلاف الكيلومترات لتنتقم من ( بن لادن ) لأنه فجّر مركزا تجاريا عالميا في أمريكا ، والكثير من الشواهد تدلل تواطأ  أميركيا مع القاعدة ،وهي – امريكا -  لا تسمح لدولة ما أن تحمي شعبها وحدودها من خطر محدق ، معادلة صعبة وقسمة ضيزى ،  هذه الأيام تثير الدوائر المغلقة زوابع تصنعها بنفسها لترى ردود افعال الآخرين عليها ، ومعلوم أن المال السياسي السلفي ومن يقف وراءه ولغاية في نفسه يحاول زعزعة أمن واستقرار بلدان عربية وغيرها ، في العراق يوقدون  صراعا طائفيا ، وربما صراعا مذهبيا داخل الفكر الواحد ، وتنطلي على الكثير لأن الساسة وحفاظا على مكاسبهم الضيقة يصّعدون من نبرة الخلاف الطائفي والمذهبي والعرقي  ، في اليمن نفس السيناريو ، تونس كذلك ، سوريا تتضح الصورة أكثر ، في مصر صراع مؤجج ومؤدلج  ومن سنين طوال ، صراع إسلامي قبطي ، وإسلامي إسلامي ، وإسلامي علماني ، اليوم وضع العالم الإسلامي ب(بودقة ) اختبار بفلم يسئ لرسول الإنسانية محمد ( ص ) . ، مخرج الفلم من أقباط مصر الذي يعيش بجنسية أمريكية فيها ، والفلم شارك فيه مسلم مرتد عن دينه ، أبن الداعية الإسلامية الفلسطيني ( حسن يوسف ) مرشد ديني  لمنظمة حماس  ، وهذا المرتد حصَل على الجنسية الأمريكية وزار إسرائيل لمرات عديدة ، وأخيرا حصل وبالتوجيه الإسرائيلي على الدعم والتمويل لفلم مثير للجدل ومؤجج للفتن والاحتراب ، تقول صحيفة ( الدوحة ) وما تناقل من مصادر الأخبار ما نصه ( شركة قطرية هي التي انتجت الفيلم و حسبما نشرت الصحيفة وقبل بداية الفيلم بأكثر من عامين ، وقال رئيس الشركة أحمد الهاشمي ، إنه يتوقع أن يكون النص النهائي للفيلم جاهزاً  بعد البحث والاستشارات ، والتعامل مع كافة المقترحات التي ستقدم للمجموعة السينمائية ، مضيفاً أن القائمين على ذلك العمل الفني الضخم سيستعينون بممثلين مسلمين ناطقين باللغة  الإنجليزية ،وأوضح منتج الفلم ( ماري أوزبن ) أن أنتجاج هذا الفلم ليس سهلا   ، متوقعاً أن تكون هناك تحديات في طريقه، ومنها أنه لا يمكن تجسيد  شخصية الرسول محمد كونه أمر محظور شرعاً ،  ومن جهته أشار الدكتور يوسف القرضاوي – الداعية المعروف -  ، إلى أهمية إنتاج فيلم ضخم عن حياة الرسول محمد ( ص )  من أجل إبراز الرسالة المحمدية بأبعادها الكونية ومضامينها الحضارية والسلمية، ولتصحيح الصورة الخاطئة التي أصبحت متداولة في الغرب عن الإسلام ) ،  و نشر موقع ( انديا جليتز ) نفس النص تقريبا بنفس التفاصيل عن ( الفيلم و مسئولية قطر عن انتاج الفيلم , و بالتالي فأن الذين اسسوا لإنتاج هذا الفيلم يدخلون ضمن مخطط تقسيم و تفتيت مصر و قد تولت قطر الدور المالي في انتاج الفيلم لما يتحقق على ارض الواقع من فتنة كبرى تضرب مصر و عدد من البلدان العربية ، و لا يعلم احد اين سيقف مداها و كل هذا بفعل التخطيط الامريكي الذي يهدف الى الاسراع في  تجزئة  مصر و بلدان العالم العربي ) .
   هنيئا لقطر قلعة الإسلام المحمدي الجديد ، وهنيئا للشعوب العربية بمراجعها الدينيين الذين يبنون قصورهم بجنان الخلد الاسرائيلي ، ولترتفع أصوات المنكر التي تفاجئنا بكل لحظة وبكل فاجعة ك ( سلمان رشدي )  وغيرهم ومثلهم الكثير ، ربما سنجد صحوة أسلامية وعربية لا كتلك الصحوات التي تبشر بالذبح والتهجير ، ولكن وعيٌ أنساني لنعيش جميعا مسلمون وغيرهم تحت سقف الإنجاز العلمي والتطور التقني والحضاري ونحتكم الى ( الدين لله والوطن للجميع ) وكما يقرها القرآن الكريم حيث يقول ( لا أكراه في الدين ) ، للإضاءة ............ فقط .
------------------------------
مثلك ما لكيت
الشاعر علي مجيد الكرعاوي / الديوانية

اني ما فكرت يوم انسه هواك
شلون انسه وانته وي روحي صفيت
غالي حبك ما يصل حد لغلاك
دورت مثلك ولكن ما لكَيت
كَمت احسد كَلبي وين انته لكَاك
والخيالك ما اصدله اني استحيت
انته مثل الكَمر ما فرزن ضواك
يوم غاب الكَمر مو شفتك ضويت
وما انصفك لو كَلت انته ملاك
انته چن طاووس اكَولن لو مشيت
النبض من كَلبي يوكَف لو نساك
يعني كَول الروح طلعت لو نسيت
شكَد عزيزة الروح يالروحي فداك
والله بصبي عيني يالغالي غفيت
صار جفن العين يحبيب غطاك
ورمش عيني افراش الك يوم اعتنيت
بذاك تشرين المضة وبارد شتاك
ضلوعي ضمنك وكَتلك ها دفيت
يلمشاركني النفس كَلي شجاك
مرة بس كَلي احبك لو حجيت
انته ومضة بروحي من غيري قراك
وحرف من غيرك وحقك ما قريت

ولك طر ضلعة الكَلب يوم اعتناك
بلهفه ضمك تدري من شوفك رويت
راح اكَلك ليش كَلبي اني شراك
كَال نبضي وخاف يخلص واشتريت
لا تصدﮒ يوم يرهمني سواك
ولا يجي ابالي ولا مرة نويت
انته من تجفي تضل عيني وراك
هچي اني وياك يسمر من بديت
الف هنيالة والك بيت الحواك
يلي امك جابتك واني بتليت
تدري صعبة اتصير لحظاتي بجفاك
وين جانت الي منين انته اجيت
مثل قيس اني اصبحت والله بهواك
همت لجلك تالي كلشي ما جنيت
----------------------------------- 
 قصيدة فيها مفردات بدوية ))
بانت سعاد
عبد الكاظم جوني / الدغارة

داري عكب عينك تظل موحشة  يالغبت عن عيني عين وعمد
ولا برثمه البجلاي ظلت حشه وغياري منك دوك احمل بعد
*************
(بانت سعاد ) وبينت خلتي حيف عله روحي الماحوت خلها
انه عله بابك نوخت ناكتي ذبت حملها وما لكت حلها
يا ما عله جفي ساهرت نجمتي طر الفجر حيث الفجر شالها
دك انكر ابابك ابد ما مشه جدمي ولا سير الغيرك ابد
طعتك وروحي بشوكك امفردشه وامتاني يوم مواصلك والسعد
************
طر ليلي شايل نكلته وانحدر وباب الجفن مستفتحه بالدمع
يا ما علي شاطن ليالي الخطر بالغربه وحدي وصوتي ما ينسمع
برحي وكظت بجفوفك بلا ثمر وايدي امسحتهه ابحايط بلا نفع
الدنيا تغري ابشكلها امبولشه وانه الشلت من عدهه حزن ام ولد
واحلامي كلها اكبالك امفلشه واما بعد ما عندي اسولف بعد
**********
سر الحبيب بعينه من ينفضح بين اثر من دمعي بالخد مرز
لسه ابجبد ام الفصيل الجرح وضميته رسمك للنواظر حرز
جمار اكلت من الكلب لا تلح صعبه العزيز من الكلب ينفرز
حبيتك ابيوم الجنت نمرشه يا ما قريت الحاسديك الصمد
الكرخي ابد لا ما كتب مجرشه راعيها داس ابطنه حيل اعتمد
----------------------------
  وداع المتيهين ))
معن شاكر الجنابي / الديوانية
شمس دنياي غابت واللــيالي عسار / وكلمــاتي تخجل توصف الحاله
وانه العرجه مهرتي ومــاتوجر اركاب / وعلـه موج الصبر ويريد خياله
وتهت ويالفكر تيـهت غريب الدار / مــن روحـــه يتخفه بين عذاله
وانا وداعي ويحظي وداع المـتيهين / امــــوادع القوس برميت انباله
وهوت روحي وصفت مشحوف وسط الماي /ورفـوش وحيايه النهر تبراله
ومثل صوت الربابه الكلب جر ونين / وبجــه حتى الحزن من سمع مواله
وصفت روحي رمل يترجه عطف الماي / يبـــلل ريجه حتى يثبت اطاله
ومرك بيه الفرح مره على شاطي الموت / وشـريد من الحزن بعيون صداله
وتبناني الوكت لبسني لــــيلي هدوم / وعلى عيوني السهر مرسوم يحلاله
وكظه بيه العمر سالوفة الدمــعات / وعلـــي تبجي الدموع بدمعه هماله
وغده رمضان عمري والمنيه هــلال / وانا الصــايم مصلي وينطر هلاله
ونذر يوم المنيه الروح اخلها تصــيح / رحــــم الله التدنه وللترب هاله
-----------------------------



دايخ بطعم شفافك
ميثاق الهلالي / بغداد 


بعدهه تريد جيتك
.. چمجرح بالروح
تسحگ عالملح وتخضر أجدامك..
ورخي حزام خصرك سودنيت الناس
مو ضاگت الوسعه بشدة احزامك..
عله خمرة شفافك طشريت أحلام
وأنت أعله المرايه أطشر أحلامك
شتحط؟!! ياسياج ! مبين البستان
شگ صدر السياج وطلع شمامك
أنه جامات عمري يطگن مِنّ تفوت
وعله خدك ..حچايه وينكسر جامك
تدري النار تصعد بيه إذا مريت
وأطفه.. ومن وراي يصعدن آثامك
ماصيرن وراك الدنيه بيه ادور
لا اگدر اعوفك وامشي گدامك
اتفاقيات رادوا بسمك يعقدون
وأجت كلهه الدول تتوسل أبهامك
وماوقعت.. موزغرآ ولكن عيب
ياهي من الدول تتگدر أولامك!!؟
الدول أعلامهه أعله الساريات تصير
وأنت معلگات بصدرك اعلامك
وماريدك تجي... وتجيب دمعه وياك
اريدك من تجي تجيب الفرح كله
وعلى عتبة عيوني تحل ضواك خدود
وبّاب المشاعر شعرك تحله



 
و عله شعرك أتوله وبيدي البسك تاج
وانت عله الجرح والنزف تتوله...
وأحلفك بالعشگ..
 بالمستحه البشفاك.
بدم آخرجرح بالروح تندله
چنت تشتاگلی؟لو بس حچي الينگال
وإذا گلبك يعن بليل شتگله
وچنت مثلي تغمس بالجگاره الليل؟
يكبر جرحك وتتوسل الذله
وهم أتاني جيتي وتحلم لملگاي؟؟
وتكفر بالحلم چي مالحگ حله؟
واگلك مو مهم چنت انه افكر بيك
انه بعازتك هسه العتب خله
بس دايخ بطعم شفايفك والليل
مل مني وزهگ بس انه مامله
تمرين عله خدك كاتبه من سنين
ولو مية سنه يمرن ولاحله
-----------------



169

عرض كتاب
هكذا أرادوك يا شطر بيت لم يكتمل !!!



حامد كعيد الجبوري
      ( أيا بعث لا ..... ) ، سأل الأستاذ الدكتور ( محمد جابر شعابث ) أبن عمه رشيد قائلا ، متى تنهي شطر البيت لقصيدتك المنتظرة يا رشيد ؟ ، أجاب رشيد كلما وضعت قلمي بيدي لأكمل ، ينتابني الغثيان والدوار والصداع فأهملها ، ترى من الشجاع فينا وأكمل ما بدأه رشيد ؟!!!!.
صدر عن دار أخبار الخليج للطباعة والنشر في مملكة البحرين رواية هكذا أرادوك يا شطر بيت لم يكتمل للدكتور ( محمد جابر علي شعابث ) ، والرواية تقع ب 143 صفحة من الحجم المتوسط وبورق أسمر ، والرواية تتحدث عن مدرس للغة العربية طورد كثيرا من دوائر الأمن والحزب المجتث .
     ( رشيد عبد الجليل علي شعابث الزبيدي ) حلي من محلة ( الجامعين ) ، ولادته بداية أربعينات القرن الماضي ، ذكي حاذق منذ نشأته وطفولته وصباه وشبابه ، يقول رشيد لست ذكيا ومتفوقا كما تظنون ولكني فقت الأغبياء فبُرّزت على الآخرين ، وهذه فلسفته ورؤيته الخاصة  ، فقد والدته وهو لم يدخل المدرسة ، ورويدا رويدا بدأت أمه المتوفاة لا تأتيه في منامه إلا بين الحين والآخر ، حتى نسي ملامح وجهها ،  وتزوج والده بأخت زوجته ( خالته ) ، له شقيق أكبر منه ببضع سنين ( جعفر ) ،كان والدهما يصحبهما لمحل عمله ( النجارة ) ، في السوق الكبير للحلة الفيحاء قريبا من مسجد ( الكطانه ) ، ولكن متى يصحبهما الى العمل ؟ ، يصحبهما للعمل قبل آذان الفجر ، طفل هكذا عمر لابد أن يضجر من هذا الخروج المبكر فيقول ( أمشي نائما أو نائما أمشي )  ، ساهم والده كثيرا بصنع هذه الشخصية الغرائبية ، وكيف كانت تلك المساهمة غير المقصودة ؟ ، الوالد أمي لا يحسن القراءة والكتابة ، متوسط الحالة المالية ،  لا يأكل أن لم يعمل ، عمله بسيط  ( نجار ) يصنع ( الجاون ، وكاروك الأطفال – المهد - ، وربد المسحاة ) ، والحلة آنذاك لم تكن إلا هذا السوق المسمى السوق الكبير ، تزوج الوالد بثلاث نساء لا حبا في الزواج والإنجاب  ولكن زوجته الأولى أم رشيد توفيت ، فتزوج بأختها لرعاية الأطفال ، دخل الصف الأول ابتدائي وسرعان ما سرّع له لينتقل لصف أعلى ومن ثم أعلى ، ويقول الكثير ممن عرفوه أن رشيد كان ميالا للأفكار اليسارية والماركسية ولكنه لم ينتمي لحزب ما ، وبجانب ذلك كان محبا ومغرما بقوميته العربية ودينه ومذهبه ، ولحبه هذا عشق العربية منذ نعومة أظفاره ،أحب وأعجب ( رشيد ) كثيرا بشخصية الزعيم الراحل ( عبد الكريم قاسم ) ، أجتاز المتوسطة والإعدادية بتفوق وقبل بكلية الشريعة ، وهنا تبدأ محطة الصراع الأول مع الذات ، المحاضرات التي يعطونها له تختلف كثيرا عن المفاهيم التي آمن وأقتنع بها ، ومع ذلك كان من المتفوقين ومن الطلاب الذين يشار لهم ، ومنحه أستاذه ( د مصطفى جواد )رحمه الله  لقب شاعر الكلية ، ، رشيد جسم لا يحتمله عقله ، وعقل لا يحتمل أفكاره ، وأفكار ترفض الذل والخنوع وتريد أن تنشر ليستفاد منها ، فاضطربت عنده الرؤى ، في العطل الصيفية كان رشيد يعمل لتلبية متطلباته الشخصية من ملابس وكتب يضاف لما يمنحه له الوالد ، ولكن أي عمل يعمله رشيد ؟ ، فرشيد شخصية متفردة  يستنكر التعالي عليه من قبل الآخرين  ، استأجر عربة لبيع المرطبات ( الموطا ) ، يدفعها بعضلاته وقوته المشهودة ويذهب بها الى خارج المدينة فجرا ، ويعود بعد صلاة العشاء  بعد أن يبيع كل بضاعته ، عرف ( الجمجمه ) ، و ( العتايج ) ، و ضواحي ( النيل ) وغيرها من القرى المحيطة بالفيحاء الحلة  ، كل ذلك كي لا يراه أحد من المعارف والأقارب ويستهجن منه ذلك ، بعد أربع سنين تفوق على الجميع وعاد الى الحلة يحمل شهادته الجامعية ، دخل لمدرسته وبدأ الطلاب يلتفون حول أستاذهم لطريقته الحديثة والمسلية لإيصال المادة اللغوية لهم ، عصرا يذهب الى مقهى (  حسن علي ) في سوق العلاوي قرب مسجد الكطانه التي أحبها بل عشقها، وفي هذه المقهى يتواجد أصدقاء والده القدامى ، معارفه ، شباب من اليسار العراقي ، ولأن رشيد قد دلته بصيرته الثاقبة عن الأوضاع السياسية للبلد فقد بدأ يُصرّح هنا وهناك ، وفي صفه عن تلك الأوضاع ، ومعلوم أن صفوف الدراسة لا تخلوا من المتبرعين لنقل ما يدور للجهات المعنية ، ومعلوم أن المقاهي مرتع خصب لرجال الأمن ، يعرف رشيد ذلك ولكن رسالته التي يحملها تقول له عليك واجب الكشف والفضح لهكذا ساسة جوف ، لم يستمع لنصيحة والد أو عم أو أبن عم أو صديق ، عصر أحد الأيام ورشيد يجلس على أريكته بمقهى ( حسن علي ) وكثير حوله وهو يتحدث لهم عن العراق ومظلوميته حضر شرطيان سألا من ( رشيد ) ؟ ، صاح  عاليا أنا رشيد ، قالا تفضل معنا لمركز الشرطة ، قال لهم وبأي تهمة ؟ ، أجابا لا علم لنا وطلب منا هكذا ، نهض رشيد معهما ومد أحد الشرطة يده ليمسك يد رشيد ، جذب رشيد يده وصرخ بوجه الشرطي ( أتركني كلب ) ، سار أمامهما وكأنه هو من يقتادهما ، وصلوا لنهاية شارع العلاوي – السوق الكبير – انعطفوا يسارا صوب مديرية الشرطة ، مقابل أسواق ( الأورزدي ) حاليا ، مجرد دخوله لمركز الشرطة وإدخاله لغرفة  ( النذارة ) وهكذا تسمى وتعني غرفة الانتظار ، وموقعها يمين الباب الرئيسي للمديرية ، لم يكن رشيد مطلوبا للشرطة ولكنه كان بغية أمن بابل ، وهذان الشرطيان ما هما إلا مخبران سرّيان ، بعد دقائق دخل أربعة من رجال الأمن يحملون هراواتهم وانهالوا على رشيد ركلا وضربا بتلك الهراوات ، هل يُسلم صاحب الفكر والعنفوان الشبابي نفسه فريسة بهذا الشكل ، كلا ، أستطاع رشيد أن يصيب كل هؤلاء بجراح دامية ، وأحدهم كسر له رشيد يده ، والكثرة تغلب الشجعان العزل ، وهكذا سقط رشيد مغميا عليه في غرفة ( النذارة ) ، وهذا الشرطي الأمني المزعوم  هو ضابط أمن يرتدي ملابس مدنية تعرفه أسرة رشيد ، ولطالما أرسلوا لأهل الضابط من يسترضيهم وتقديم الدية لهم ولكنهم بعنجهية أمنية يرفضون  ، وبدأت المعاناة الحقيقة لرشيد ، خرج من التوقيف ليباشر عمله في مدرسته فوجد نفسه منقولا الى القرى والأرياف البعيدة ، وضابط الأمن لم يكف عن متابعة رشيد وجلوسه بمقهى ( الكطانه ) التي يعشقها ويعشق سوقها الكبير وناسها البسطاء ، وتكرر استدعاء رشيد ولأكثر من مرة  ، وقد يكون رشيد سببا بفقدانه ملاذه الوالد ،  أحد الأيام حضرت سيارة من الشرطة لمدرسة رشيد  ، وافق مدير المدرسة خوفا من الأمن أن يصحبوا رشيد معهم ، قال رشيد الى أين ؟ ، قالوا له الى المستشفى لأننا نظن أنك مريض ، لم ينفع معهم شئ ، أخذوه الى المستشفى وأجري فحص طبي صوري له ، قال له الطبيب أنك تحتاج لحقنة ، قال رشيد لا أشكوا شيئا دكتور ، قال الطبيب خذها من باب الاحتياط ، لم يصدق رشيد أن طبيبا يخون أمانته ويحنث بقسمه لذا أخذ الحقنة ، وأصبح طيعا سهل الانقياد ل( مفرزة )الأمن ، أمبولة ذات 2 سي سي  استطاعت أن تجعل رشيد الجبار ذو العضلات والقوام القوي الى حمل وديع يمتثل ليس لشرطي بل لطفل صغير ، ولكن الى أين ذهبوا برشيد هذه المرة ، أخذوه لبغداد التي لم يزرها منذ تخرجه ، اجتازت العجلة بهم بغداد لتتجه صوب طريق ديالى القديم ، هناك حيث مصحة الأمراض النفسية والعقلية ، لم يصدق مدير المستشفى أن هذا الرشيد مجنونا ، هز برأسه وأودعه ( قاووش ) 8 ، كيّف رشيد العيش بهذا السجن المحجر ، وفطن أن أغلب ( القاووش ) هم على شاكلته ، لم يصادق منهم  أحدا ألا شخصا مسيحيا أسمه ( بطرس ) ، أحب أحدهما  الآخر ، وكان بطرس يخفي تحت وسادته حبلا لنشر الغسيل ، يستعيره رشيد كلما غسل ملابسه ، زيارات متقطعة من أخيه جعفر وأبن عمه شوقي ود محمد ، سرعان ما تقلصت تلك الزيارات وانقطعت بسبب الأجر آت المعقدة ، بعد أربع سنوات وتيقن إدارة المستشفى أن رشيد أصبح مجنونا فعلا أفرج عنه ، وكانت مساعي العائلة سببا يضاف للإفراج عنه ، أدرك رشيد الموقف وأصبح كل شئ له جليا واضحا ، وبدأ مشوار ( البهللة ) والتسكع والصعلكة  بشوارع الحلة وأرصفتها وأزقتها ، ينام حيث تنتهي به قدماه ، وربما كان لرشيد مشوارا مهما له وهو الجلوس قبالة مقهاه التي أحب ، أو الجلوس على دكة مسجد ( الكطانه ) ، وسوق الهرج ، والجسر القديم  ، وأماكن أخرى ينتقيها بين الحين والآخر  ، ولم يكن جلوسه عبثيا بل كان يلقي محاضراته العربية وخطبه الدينية والسياسية ، البعض كان يتصوره مجنونا لطول لحيته ، وشعره الكث الطويل ، وملابسه المتسخة ، يحاول أحدهم أن يعطيه شيئا من المال فيرفض أيما رفض ، وويل لمن يفعلها معه ، الغريب أن رشيد كان يعتقد أن الأمن لا يلاحق المجانين ، وهذه حقيقة معروفة فالإنسان العاقل يطارد ، والمجنون تهمله دوائر الأمن ومقرات الحزب المجتث ، إلا مع رشيد فكان الرجل متابعا وهو عاقل ، وتحت أنظار الأمن والحزب الذي سبب بجنونه ، ورشيد مستمر على محاضراته والأمن مستمر بتوقيفه ، ويطول ويقصر ذلك التوقيف  وفقا لقناعة ضابط الأمن المكلف ، مرة أقنعه أخاه ( علي ) ليأخذه الى حمام ( المهدية ) ، استجاب رشيد لذلك الطلب ، أراد علي أن يقدم نصيحته لأخيه رشيد ولكن هيهات فالفرق بينهما لا يدركه علي ولا ندركه نحن الخانعون ، قال رشيد لعلي ( يا علاوي يا عزيزي عم تتحدث ، أنني في عالم غير عالمكم ، ولا أظن أنك ستفهم ذلك ، كنت وصلت أفاقا لا يصلها غير الطامحين التواقين للحقيقة المجردة عن سفاسف ما يتمسك به الآخرون من مظاهر ، أوصدت أبوابي عن العالم ، وعشت عالمي الذي لن يناله أي منكم إلا بعد الجهد الذي قدمته في كل مراحل العذاب التي بها مررت ، فلكي تدخلون عالمي عليكم أولا أن تسعوا لقول الحقيقة دون نفاق ، ، ثم أن تقاوموا من أجل كرامتكم وتواجهوا الظلم ، ثم أن تكسروا أذرع الطغاة ، وبعدها تعيشوا في الشماعية لردح من الزمن يؤهلكم لما أنا عليه ، وهيهات أن تتحملوا أيا من ذلك ) .
استدراك
00000000
اولا : لم نعلم أن دوائر الأمن قد كرّمت رشيد وذلك بجبه أي بقطع مذاكره  ( أعضاءه التناسلية ) ، هذا ما شاهده مشيعوه وهو على دكة المغتسل .
ثانيا : كان رشيد يمر على الشاعر ( جبار الكواز ) وأصبح بينهما أكثر من حديث مألوف ، أحد الأيام سأل الشاعر رشيدا قائلا له ، لم نكتب نبكي من قصيدة قفا نبك لمرؤ القيس بحذف الياء من نبكي ؟ ، لم يتردد رشيد وأجاب ( حذفت الياء يا جبار لأنها جواب طلب مجزوم ) ، أي مجنون هذا ؟ .
ثالثا :لرشيد رأي بخطباء وشيوخ المساجد والجوامع ، فرشيد يستنكر لغتهم الملحنة ، وعدم فهمهم الفقه الذي يفترض بهم نشره ،وكان يدخل للجوامع والمساجد ويؤنب الخطيب أن ألحن بعربيته .
رابعا : وصلت رسالة من بطرس موجهة لرشيد البهلول ، سلمت لمقهى ( حسن علي ) ، مفادها أني قد يئست يا رشيد ، أتمنى حضورك تعال ليلا خلسة وخذ الحبل الذي كنت أخفيه عنك ، ولكن سوف لن تجده تحت الوسادة ستجده معلقا بسقف ( القاووش ) ، وهذا دليل جنون آخر للاثنين رشيد وبطرس ، وفعلا نفذ بطرس ما نوى .
خامسا : ربما يعد رشيد ممن أسميناهم جزافا ( الماركسيين الإسلاميين ) .
 سادسا :آخر دليل على أن الأمن والحزب المجتث هما سببا صعلكة وجنون رشيد وقتله شهيدا ، أقترح الخطاط العالمي ( محمد علي شاكر شعابث ) أخذ رشيد الى لندن للعلاج ،و قدمت المعاملة لدوائر الصحة  وحصل جعفر الذي سيرافق أخاه على جواز السفر ، ولم توافق دوائر الأمن على منح رشيد جواز سفر ، هذه هي الإنسانية البعثية ، يمنح المرافق جوازا للسفر ويمنع المريض من السفر ومنح الجواز .



170
أين مال التجار يا غرفة تجارة بابل ؟ !!!!


القاعة من الخارج

حامد كعيد الجبوري

للنجاح  آباء متعددون والفشل لقيط لا أب له ، والناجح والمتفوق يقع  تحت أنظار الكثير قدحا أو مدحا ، والقدح كالعادة أكثر من المدح بكثير  ، والغريب في علاقاتنا الحالية أن الناجح لا نمد له يد الدعم والشكر والإشادة ، بل نحاول ان نجد له اكثر من هفوة نصنعها ليقال انه فاشل ، وبين هذا وذاك نجد الكثير من الناجحين يخترقوا الصعاب ليثبتوا أنهم الأجدر والأفضل معتمدون على طاقاتهم وخبراتهم الذاتية ، فترة قبل سقوط صنم الدكتاتورية البغيضة قامت غرفة تجارة بابل بخدمات تخص شريحة التجار كإنشاء  جناح طبي علاجي لتجار بابل ، وحقيقة كان وقتها معلما صحيا يشار له ، أو تقوم الغرفة بعمليات ختان جماعية لفقراء المدينة ، أو تقديم مبلغ زهيد للفقراء أيام الأعياد أو في رمضان  ، ومعلوم أن واردات الغرفة آنذاك لا توازي وراداتها اليوم ، ولا أريد أن أكون ظالما لو قلت أن قسما من إدارات الغرفة يوم ذاك لم تحسن استخدامها المالي لذا وصلت لنا العديد من المؤشرات السلبية ولسنا بصدد الحديث عن الماضي ، الآن  يتحدث الكثير من التجار أن واردات الغرفة المالية كبيرة جدا لا توازي ولا تساوي وارداتها سابقا ، فأين تذهب أموال التجار ؟ ، ومن أين مصادر تلك الأموال ؟ ، حملت أوراقي صوب غرفة التجارة والتقيت رئيسها المهندس الاستشاري ( صادق هاشم الفيحاون ) أولا ، ولم يجبني بشئ بل حول أسئلتي لنائبه السيد ( جاسم مطر أبو خمرة ) وأضاف لي حديث معك ، وردا على قسم من أسئلتك حينما تستجمع وتشاهد ما نقوم به اليوم ، أذعنت لذلك وبدأنا المشوار الرائع مع السيد ( جاسم أبو خمرة ) فأطلعنا على بناء فخم وبمساحة كبيرة أسميت ( قاعة متعددة الأغراض ) مما دعانا ان نحدد سؤالنا كالتالي .
س : كيف تبلورت لديكم القناعة لهذا الصرح الكبير ؟
ج : أحدى جلسات مجلس إدارة الغرفة سنة 2010 م أقترح المجلس أن نقيم قاعة متعددة ألأغراض على أرض الغرفة المتروكة من مجمل مساحة القطعة العائدة لغرفة تجارة بابل ، ومساحة الأرض الفارغة أكثر من ( 1000 ) م2 ، وهذه الأرض الفارغة أصبحت مكبا للنفايات سواء من عمال الغرفة أو من البيوت القريبة لها ، وأقتُرح أن تقام عليها قاعة متعددة الأغراض .
س : هكذا مشروع يفترض وضع تصاميم له من قبل مكتب هندسي استشاري ، فمن وضع لكم هذا التصميم ؟ .
ج : بدءا وضع تصاميم المشروع المهندس الاستشاري ( حمزه المعموري ) والتصميم الذي وضعه يعتمد على البناء الذي يسمى ( ربد سلاف ) وقوامه ( الكونكريت ) المسلح ، وبما أن ال ( ربد سلاف ) مكلف جدا ويحتاج الى أموال كبيرة لا أمكانية للغرفة على توفيرها ، وهنا أقترح المهندس الاستشاري ( حيدر هاشم الفيحان ) عضو مجلس ادارة الغرفة  تغيير  التصاميم من ( كونكريت ) مسلح الى تصميم حديدي يسمى ( ستيل ستركجر ) ، وهذا التصميم الحضاري الجديد له ميزة قلة التكاليف ، وقلة الأحمال على الأرض ، وبلا أعمدة داخلية تشوه صورة القاعة وتستنفذ جزءا من مساحتها .
س : المساحة المتروكة لكم حوالي 1000 م2 ، هل استغلت المساحة بكاملها ؟ .
ج : نعم استغلت المساحة بالكامل وتم بناء القاعة الأرضية وفق القياسات التالية ، الطول 33 م ، العرض 25 م ، وللقاعة ملحقات ( كونكريتية ) تشمل ،
1 : ( الصحيات ) رجالية ونسائية .
2 : قاعة للاجتماعات  كبيرة بمساحة 55م2 تستغل في الطابق الأول للاجتماعات والمؤتمرات الصغيرة ، وفي الطابق الثاني يمكن استغلالها إدارة للقاعة ، أو ( كوفي شوب )  ، أو مجمع ( انترنيت ) .
س : هكذا مبلغ بعشرات الملايين هل حسبتم كيف يموّل ؟ ومن أين ؟ .
ج : التمويل بالكامل من الغرفة ووارداتها التي هي عبارة عن اشتراكات التجار ، واستثمارات الغرفة .
س : من أين هذه الاستثمارات ؟ .
ج : لدينا محلات مؤجرة ، ولدينا ساحة لوقوف السيارات ، ولدينا عمارة في شارع الامام علي ، ومحلات جنب الغرفة ، وكل هذه الواردات تشكل مصدرا للتمويل وبناء المشروع الضخم .
س : بعد انجاز الطابق الاول وملحقاته من مجمع صحي للنساء وآخر للرجال ومكتب ادارة للطابق الاول والثاني ، وبهذه المواصفات الهندسية من اعمدة خرسانية جانبية عملاقة ، وإكمال السقف الاول للقاعة ( ستيل ستركجر ) ،   كم أخذ منكم وقتا لانجاز الطابق الاول ؟ .
ج : بدء عملنا الشهر العاشر عام 2010 م والعمل متواصل ليومنا هذا للطابق الاول والثاني والملحقات ( الكونكريتية ) على حد سواء ، بمعنى متصل ومترابط مع الآخر .
س : لو شكلت لجنة من اختصاصيين ماليين ومهندسين ومقاولين كم تتوقع المبلغ المالي الذي سيحدد من قبلهم ولهذه المرحلة ؟ ، وكم صرفتم من مال لإنجاز هذه المرحلة ؟ .
ج : قاعة الطابق الاول 825 م2 ، وقاعة الطابق الثاني بنفس المساحة 825 م2 ، أكملت بطريقة ( ستيل ستركجر ) مع ملاحظة بناء كافة الاركان بأعمدة ( كونكريتية مسلحة ) وعملاقة ، والبناء الذي أكمل بطريقة ( الكونكريت المسلح ) مع السقوف هي 800 م2 ، كل هذا البناء والغرفة تستقبل يوميا الشركات والاختصاصيين الهندسيين ويشاهدون مراحل العمل وانجازه ومن باب الفضول يسألون ما صرفناه من مال لانجاز هذا العمل ؟ ، وبدورنا نحيل السؤال لهم فتكون الاجابات مختلفة بالرقم ومتقاربة مع بعضها نسبيا وتتراوح تقديراتهم بين ( مليار وربع ) دينار عراقي ، وبين ( مليار ونصف ) دينار عراقي ، فنضحك بوجوههم ونقول ربما بهذا المبلغ سننهي كل أعمال البناء ومراحله ، وحقيقة الأمر نحن صرفنا مبلغا ومقداره ( 545 ) مليون دينار عراقي ، مع وجود فضلة من الأسمنت والطابوق و ( شيش التسليح ) والرمل والحصى ، وملاحظة أن الطابق الأول ( ستيل ستركجر ) يتخلله صب من الخرسانة المسلحة والطابق الثاني بطريقة ( سندويج بنر ) .
س : ما هي المقترحات الموضوعة من ادارة الغرفة لهذه القاعة متعددة الاغراض ؟ .
ج : بعد أن أتت وفود عديدة محلية وعربية وعالمية لغرض اقامة المعارض التجارية في محافظة بابل ، لم نجد القاعات المناسبة لاحتضان هكذا مشاركات ومعارض في كل المحافظة  ، لذا أخذت الغرفة على عاتقها تصميم وبناء هكذا قاعات كبيرة ، لاحتضان هذه الفعاليات والنشاطات التجارية التي نقيمها او نستوعبها مع الاخرين ، و ملاحظة امكانية استقبال الفعاليات والنشاطات الثقافية والاجتماعية والمعارض الفنية وعقد المؤتمرات والندوات العلمية وغيرها ، والقاعة تستوعب الكثير ولكل الاغراض التي ذكرنا .  
س : شاهدنا بناءا مسقفا ب( الكونكريت المسلح ) وبمساحة 250 م2 ، هل بالنية اكمال بناء طابق ثالث له ؟ ، ولماذا سيستخدم مثلا ؟ .
ج : نعم في النية الاستفادة منه ومن هذه المساحة ذوو الطابقين الأرضي وهي محلات مجاورة للغرفة ، والطابق الثاني الذي اكمل صب سقفه وأعمدته وننتظر انهاء التصاميم  له سواء بطريقة ( ستيل ستركجر ) ، أو الصب ( الكونكريتي ) المسلح ، وحسب توفر السيولة المالية للغرفة ، ويمكن أن يستغل من قبل التجار  والمستثمرين لإنشاء ( مول ) كبير بجوار الغرفة .
س : بعد أن تم انجاز الهيكل للقاعة وملحقاتها ماذا تنتظرون لإكمال عملكم أو مشروعكم ؟ .
ج : ننتظر فتح عطاءات المقاولين الكهربائيين لإنجاز مرحلة الكهرباء ، ومن ثم بقية المراحل تباعا كالأرضيات وطلاء الجدران بمادة الأسمنت وإنهاء تغليف الأعمدة ، وإكمال المرافق الصحية ، والواجهات التي قررنا أن تغلف بطريقة ( الكوم بوز ) لأنها الطريقة الحديثة والحضارية ، وكل هذه الأعمال تنجز تباعا وحسب أمكانية التمويل من واردات الغرفة حصرا .
س : أستاذ جاسم هناك سؤال أجلته لنهاية حديثك كمشرف على أعمال البناء ، وسؤالي هل أنت الوحيد المنسب لهذه المهمة الصعبة ؟ ، أم هناك لجنة متعاونة معك لهذا الغرض ؟ .
ج : لا يعقل أن أكون لوحدي مشرفا ومتابعا ومحاسبا لهذا المشروع بل هناك لجنة تشكلت بموجب أمر إداري أصدر من الغرفة  ، واللجنة بإشراف ومتابعة المهندس الاستشاري السيد ( صادق هاشم الفيحان ) رئيس غرفة تجارة بابل ، وبطريقة التنفيذ المباشر  وبرئاسة  السيد ( جاسم مطر أبو خمرة ) نائب رئيس الغرفة ، وعضوية السيد ( صلاح حسن الخليفاوي ) نائب رئيس الغرفة ، والسيد ( صلاح مهدي السعيد ) عضو مجلس إدارة الغرفة ، والسيد ( قاسم مطر العكيلي ) عضو مجلس إدارة الغرفة  ، وعضوية موظفين حسابيين وهما السيد ( محمد حبيب ) ، والسيد ( حيدر جوير ) ، وهناك دور رئيسي مميز لعضو مجلس إدارة الغرفة والمشرف على تنفيذ البناية وهو المهندس الاستشاري ( حيدر هاشم الفيحان ) الذي لولاه لما غيّرت التصاميم التي وضعت من قبل مكتب استشاري متخصص ، والذي كان  متابعا لكل مراحل العمل وبجهوده استطعنا تقليص النفقات وكسب الزمن لصالح المشروع .
     إذا لابد من أكمال التحقيق والاستنارة بما يصرّح به المهندس الاستشاري ( حيدر هاشم الفيحان ) ليحدثنا عن أسباب التغيير ؟ ، وقناعته المهنية العلمية في هذا البناء فتوجهنا له ليجيبنا عن ذلك ؟ .
ج : أسلوب البناء بطريقة ( Steel structural ) هو الأسلوب الحضاري المتبع عالميا في الوقت الحاضر لأن فيه اقتصاد في التكاليف لا تقل عن 60 % بالنسبة لأسلوب التنفيذ بالخرسانة المسلحة ، والأحمال النازلة على الأسس تشكل نسبة 30 % من أحمال الخرسانة المسلحة ، والتصاميم الحديدية فيها من المرونة الكثير للتغيير بحيث استطعنا رفع سقف القاعة من 3 م الى ما يقارب 6 م ، وبذلك أعطينا للقاعة منظورا معماريا جديدا ، يضاف لذلك سرعة التنفيذ ، وتقليص وقت الإنجاز الكلي للبناء .  
هناك مسألة مهمة تدور بخلد القارئ والتاجر على حد سواء وهي ، لماذا تصرف أموال غرفة تجارة بابل بهذا البناء الفخم ؟ ، ومن المؤكد أن التاجر الحريص يسأل ما هي المردودات المالية الاستثمارية لهذا البناء ؟ ، اسئلة توجهنا بها الى السيد ( صلاح حسن الخليفاوي )عضو مجلس إدارة الغرفة ،وعضو اللجنة المشرفة عن أكمال هذا البناء فأجاب .
ج : دأبت غرفة تجارة بابل منذ الدورات السابقة أن تنجز أعمالا مميزة تخدم أبناء المدينة عموما والتجار خصوصا ، ومن الأعمال السابقة للغرفة هو جناح مرجان الخاص في مستشفى مرجان ، وفعلا كان مشروعا لا يزال يذكره أبناء مدينة الحلة الفيحاء وتجارها ، وكذلك بناء عمارة استثمارية في شارع الامام علي والتي هي عبارة عن محلات تجارية خدمت تجار ومواطني محافظة بابل كثيرا ، وأردنا بهذه الدورة الثلاثون ( 30 ) للغرفة أن نترك أثرا مغايرا وأكثر منفعة مما فعله من هم قبلنا من مجالس إدارة للغرفة ، ولم يكن أفضل من هذا المشروع الذي تفتقر له مدينتنا الحلة الفيحاء حيث لا قاعة نظامية حضارية تحتضن الفعاليات التجارية وغيرها في بابل ، لذا توكلنا على الله وبدأنا مشروعنا الذي سوف يكن له مردودا ماليا كبيرا للغرفة ولتجار بابل على حد سواء .  
      بعد أكمال كل محاور نقاشاتي مع لجنة بناء القاعة متعددة الاغراض استجدت لي مجموعة من الأسئلة التي تلح علي لإنهاء هذا التحقيق مع السيد رئيس غرفة تجارة بابل المهندس الاستشاري  ( صادق هاشم الفيحان ) ، وحقيقة كان يفترض إداريا  أن يكون اللقاء الأول معه ، إلا أنه قال دعني للآخر لربما ستحتاج لأجوبة كثيرة  ، وهذا ما حصل فعلا ومن حسن الصدف  كان نهاية التحقيق معه وكما قلنا لحصول أكثر من تساؤل لم أحصل على إجابته من السادة الآخرين ، لذا توجهت لمكتبه وكان الحوار معه مفتوحا ودون تحرج أو إحراج .
س : لماذا تتبنى غرفة تجارة بابل دعم الثقافة وبعض الأنشطة الأخرى كالنشاط الرياضي مثلا  ، علما أن هذه الأنشطة لا تمت الى التجارة بصلة من قريب أو من بعيد ؟ .  
ج : نحن نرى أن للغرفة مكانة معنوية في محافظة بابل ، واستكمالا لدورها وانطلاقا من هذه المكانة بادرت الغرفة بدعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضة في عموم المحافظة ، فقامت بطبع العديد من الكتب الاقتصادية والثقافية والتاريخية التي تختص بتراث المدينة ووصل عدد الكتب التي تبنت الغرفة طبعها ( 12 ) أثنى عشر مطبوعا  ، إضافة لدعم الانشطة الرياضية والفنية المتنوعة وبذلك فإنها تؤدي دورها كمؤسسة حيوية يهمها الصالح العام وخدمة أبناء المدينة ، لغرض تشجعيهم ودعم كل العاملين المخلصين في هذا البلد بعد أن لمسنا في هؤلاء النخب الوطنية  الجهد المتواصل  ، والنوايا المخلصة لخدمة مدينتهم و بلدهم ، ومنهم الأدباء والفنانون والرياضيون والموسيقيون وأوائل الطلبة وفي كافة مراحل الدراسة .
س : قبل دخولي لمبنى غرفة تجارة بابل شاهدت أشخاصا يجلسون في غرفة الاستعلامات ، وحين سألت عنهم علمت أنهم من فقراء المدينة والمعوزين رجالا ونساء  ، فهل تمد  غرفة تجارة بابل الدعم المالي لهذه الشرائح المحتاجة ؟ .
ج : نعم تقوم الغرفة بدعم المحتاجين والمعوزين وبخاصة من طبقة صغار التجار ، وأنشأ لهذا الغرض صندوق التكافل الاجتماعي وشكلت لجنة لتوزيع المال من هذا الصندوق على هذه الشريحة من المحتاجين والفقراء والأيتام ، وليس هذا وحسب بل هناك صندوق منشئ لدعم التجار الذين يتعرضون للحوادث لاسيما حوادث الارهاب الأعمى ، كما أن هناك باب لمساعدة المحتاجين من المرضى لمساعدتهم لإجراء العمليات الجراحية  أو شراء الأدوية اللازمة ، كل ذلك تقوم به الغرفة وهو جزء من ممارستها المهنية تجاه الأسر التجارية وبدافع التزامنا نحو ابناء مدينة بابل الفيحاء .
س : أستاذ صادق أنك تتحدث عن مال ليس بقليل وحقيقة أنا مطلع على كثير من هذه التفاصيل كدعم المهرجانات الوطنية ، واستضافة كبار الشعراء والمثقفين العراقيين ، وعقد جلسات ثقافية اجتماعية كثيرة ، وكما تحدثت عن دعم الرياضة والفن والآداب ، وسؤالي من أين مصادر تمويل الغرفة ؟ .
ج : الغرفة لا تتلقى أي دعم حكومي أو من أي مؤسسة دولية أو عربية أو محلية وكل أموال الغرفة تتحقق من اشتراكات التجار ومن استثمارات الغرفة حيث تمتلك عمارة تجارية وساحة لوقوف السيارات وكذلك من الانشطة المختلفة التي تقوم بها الغرفة وتتقاضى عنها أجور خدمة ، وتوظف هذه الايرادات لتغطية رواتب الموظفين والأنشطة العامة التي تقوم بها الغرفة ، إضافة الى صيانة أبنية الغرفة وإنشاء القاعة التي تشيد حاليا بمساحة تقرب من ( 3000 ) ثلاثة ألاف متر مربع .
س أستاذ ابو جعفر على ذكر القاعة متعددة الأغراض ماذا ستفيد الغرفة لاحقا ؟ .
ج : المشروع الذي تقيمه الغرفة حاليا عبارة عن قاعة متعددة الاغراض على مساحة ( 1000 ) م2 ، طابقين ، وصالة استقبال ، ومجموعتين صحيتين ، وقاعة مداولة ملحقة بالقاعة ، ومخزن ، وإدارة ، وهو مشروع استثماري سيستغل لإقامة الاجتماعات والندوات العامة وللعرض الداخلي للمعارض التجارية والثقافية والعلمية ، وربما سيستخدم كسوق موسمي أو وقتي لأيام أو أسابيع إذا طلبت منا بعض الشركات إقامة مثل هكذا أنشطة ، وبالتالي يمكن أن يعود للغرفة بواردات تدخل في ميزانيتها لتحقيق الاهداف الاقتصادية التي تطلّع بها الغرفة .
س : أستاذ أبو جعفر من المؤكد أن مثل هكذا نشاطات اقتصادية ستزيد من رأسمال الغرفة ومدخولاتها المالية عند انجازها ، ما هي تطلعاتكم المستقبلية في استغلال هذه الاموال ؟ .
ج : في الحقيقة لدينا طموحات كثيرة وكبيرة للنهوض بمستوى اداء الغرفة ، والقيام بمشاريع عديدة أسوة بالغرف التجارية في العالم المتقدم والمتحضر ، كامتلاك أرض معارض كبيرة نعمل الان على استئجارها مساطحة من بلدية الحلة أسوة بالمعارض في العديد من دول العالم ، كما نخطط لإقامة كلية مهنية باختصاصات تصب في المجالات الاقتصادية أو التكنولوجية التي تساهم في تنمية المحافظة وتطوير الايدي العاملة في المجالات التجارية والصناعية ، أو معهد تدريب مهني لتطوير العاملين في هذه القطاعات كما هو معمول به في الدول الاوربية ، أو امتلاك فضائية أو قناة إذاعية للدعاية والإعلان التجاري ، وكثير من المشاريع التي يحول دون تنفيذها الإمكانيات المالية .  
س : أستاذ صادق هاشم الفيحان رئيس غرفة تجارة بابل أثقلت عليك كثيرا بأسئلتي الطويلة والمتشعبة ، وربما جعلتك تبوح بأسرار لا تريد أن تنشر هذه الأيام ، وسؤالي الأخير هو  ، هل أنت كرئيس غرفة تجارة بابل مقتنع بما تؤديه من عمل ؟ ، وهل تجد ان مجلس الادارة متعاون معك ومع الجميع لإنجاح عملكم التضامني  ؟ .
ج : أنا في تقديري أنه مهما كان رئيس الدائرة أو المؤسسة فاعلا ومتمكنا مهنيا وعلميا لا يستطيع أداء مهماته وواجباته بالشكل المطلوب وبدون التعاون مع العاملين معه سواء كانوا اعضاء مجلس ادارة او موظفين ، ونحن بفضل الله نعمل كفريق عمل واحد ، وكذلك العلاقة بين مجلس الادارة والموظفين في الغرفة نشكل عائلة كبيرة يصل تعدادها الكلي الى خمسين شخصا من الرجال والنساء ، حمدا لله أذ جعلنا أسرة متعاونة متحابة تعمل لخدمة مدينتها الفيحاء ، وخدمة للصالح الوطني العام .
*1 : أنهيت تحقيقي عن القاعة متعددة الأغراض الساعة ( 12 ) ظهرا يوم الثلاثاء 4 / 9 / 2012 م ، الساعة الواحدة ظهرا من نفس اليوم غادر السيد جاسم مطر أبو خمرة متوجها لداره ، قبل وصوله للدار أحس بألم في صدره ، أقترح على سائقه إيصاله لمستشفى مرجان للأمراض القلبية والباطنية ، أدخل لردهة الإنعاش الساعة الثانية بعد الظهر ، فارق الحياة الساعة الثالثة بعد الظهر .
*2 : تثمينا للجهود الشخصية المميزة التي بذلها السيد جاسم مطر أبو خمرة نائب رئيس غرفة تجارة بابل قرر مجلس إدارة الغرفة تسمية القاعة متعددة الأغراض بأشم الراحل ( جاسم مطر أبو خمرة ) .
    
  




المهندس الاستشاري المشرف  السيد حيدر الفيحان

 
رئيس غرفة تجارة بابل المهندس الاستشاري السيد صادق هاشم الفيحان

 
قاعة الطابق الثاني

 



171
إضاءة

( من بره هلّه هلّه ، ومن جوه يعلم الله ) !!!
( مستشفى الحلة الجمهوري )

حامد كعيد الجبوري

  بعد أن استنفذنا الأمثال الشعبية العراقية بالسلبيات والإيجابيات أن وجدت بمسيرة الحكومة العراقية لجأنا الى الأمثال المصرية التي تنطبق على الواقع العراقي المر والمتعمد ، نفوس محافظة بابل يربو على 1800 مليون وثمان مائة الف ، موزعون بين أقضية ونواحي ومركز مدينة بابل الحلة ، وربما أن سكان قضاء الحلة يصل لحوالي المليون بشر ، ومؤكد مثل هذا العدد من البشر يحتاج لخدمات إنسانية متواصلة ، سنترك كل الخدمات ونسلط الضوء على الجانب الصحي فقط ، لم يكن بخلدي أن أثير مثل هكذا تساؤلات ألا بعد أن وقفت وجها لوجه أمامها ، قبل ثلاثة أشهر نقلت أحدى أقاربي لمستشفى الحلة الجمهوري وهي تشكوا من أعراض الزائدة الدودية ، وصلنا المستشفى حوالي السابعة مساءا ، بعد الفحص الأولي قرر الدكتور الجراح أنها بحاجة لإجراء العملية وبصورة سريعة ، أجرينا لها الفحوصات الأولية التي أرادها الدكتور وبقينا ننتظر أجراء العملية ، ومريضتنا تتلوى من شدة ألم الزائدة ووصلت لحد الغثيان والتقيؤ ، ونحن نترجى فلان ونستعطف الآخر دون جدوى ، ليس السبب بإهمال الدكتور ولكن السبب أن صالة العمليات الوحيدة في المستشفى مشغولة بأجراء عمليات أخرى ولمرضى ينتظرون أجراء عملياتهم لمثل هكذا حالات ، ردهة الطوارئ مكتظة بعشرات الحالات ، تسمم ، طلق ناري ، حوادث سيارات ، طعنة سكين أو طلقة متخاصمين ، الكل ينتظر الدور لإجراء عملياتهم المستعجلة ، طبيب جراح مختص واحد يعاونه الأطباء المقيمون ، بعد الساعة الثالثة فجرا وحمدا لله دخلت مريضتنا لصالة العمليات وكنا نعتقد أن الزائدة الدودية انفجرت داخل أحشائها  ، نقلت مريضتنا بعد العملية الى الطابق الجراحي الثالث ، المصعد الكهربائي معطل ، لا بأس هناك مصعد خاص للعلميات ، هرعنا الى الطابق الثالث متسلقين السلالم ، فوجئنا أن الممرض المختص يقول أريد أمبولة ( بسكوبان ) الى المريضة ؟ ، قلنا أين نجدها قال الصيدلية الخارجية المقابلة للمستشفى ، والحمد لله تكللت العملية بالنجاح وخرجت المريضة في اليوم التالي لبيتها ، أمس ليلة 28 ، 29 / 8 / 2012 م شكى أخي من ألم في بطنه ، راجع اختصاصي باطنية وكانت نتيجة التشخيص انسداد في الأمعاء ويجب الدخول الى المستشفى ، ذهبنا به لمستشفى الحلة الجمهوري الجراحي وأكد الجراح تشخيص اختصاصي الباطنية ، لا يمكن بأي حال أن نلوم الكادر الطبي لأنه متفان بعمله ، اختصاص الأشعة وجدت لديه أجهزة حديثة سألته أين تدربت على هذه الأجهزة ؟ ، قال هنا في المستشفى والكادر الذي ذهب الى الخارج للتدريب لم يباشر عمله معنا ، ولا يزل المصعد الكهربائي معطل ، سبحان الله الأرصفة جديدة ، الأسيجة جديدة ، المكاتب كلها جديدة ، بناء قاعات أخرى ، سألت لماذا ؟ ، قالوا لأنه أسهل شئ لصرف المبالغ التي ترصد من وزارة الصحة هي هذا البناء الذي يصرف هباء ، أيها السادة لا نحتاج  هذه الصرفيات غير المبرمجة ، نحتاج لمصاعد تستوعب الناس ، نحتاج لأكثر من صالة للعمليات ، نحتاج لأكثر من جراح خفر  ، نحتاج لأكثر من صالة ولادة في مستشفى الحلة الجمهوري ، نحتاج للرفق بصرفيات التعمير ، لا نريد بناءا من الطابوق ، نحتاج بناءا للإنسان  والوقوف على خدماته الصحية ، للإضاءة .......... فقط .

172
إضاءة
ما لم تنقله الفضائيات

حامد كعيد الجبوري

حدثني بمن ... أثق به كثيرا وبعنعنة موثقة جدا يقول ، حدثني الفيل بن الفيلة ، نقلا عن الحمار بن الحمارة ، مصدره الفرس بن الحصان ، عن البغل أبن أخت الحمار قائلا ، أنقذت الحكومة العراقية الوطنية المنتخبة جزاها الله خيرا العملية السياسية التي بناها العراقيون ( طابوكة طابوكة فوك روس الخلفوهم ) ، ولولا أن تتدارك الحكومة ما حدث في البرلمان العراقي الذي أختلف لأول مرة ، نؤكد أول مرة  في حياته داخل قبة البرلمان ، البرلمان متفق على توزيع الحقائب السيادية وغيرها بين الكتل ، ومتفق على قرصنة وزرائهم على المال العام وبعلم الجميع ، ومتفق على أن يبنوا الأمن العراقي الوطني بطريقة ( دمج ميليشيات ) أحزابهم من الأميين والمتخلفين وأصحاب السوابق ضمن الحلقات الرئيسية لدوائر الأمن والجيش والشرطة ، ومتفقون ، ومتفقون .... ألخ  ،  ومن عجائب الدنيا هذه الأيام أن يختلف البرلمان العراقي بسبب جوهري وحيوي وانتخابي جدا ، أراد الأخوة البرلمانيون  الكورد أن يمنحوا كل عائلة كوردية تحت قبضتهم الحديدية وغيرها من العراقيين مبلغا من المال مقداره 100 دولار أمريكي للعائلة بمناسبة عيد الفطر السعيد لهم البرلمانيون  ، وقرروا الانسحاب من العملية السياسية ما لم يؤخذ بمقترحهم الوطني ، وثارت ثائرة القوائم السنية البرلمانية ، وقالوا وهددوا بتعليق عضويتهم في البرلمان ما لم يعطى لكل فرد عراقي 30 دولار أمريكي ، وأما القوائم الشيعية المحبة لمذهبها والنادبة و ( اللاطمة ) ( حسينها ) صباح مساء هددت بالتآزر مع بقية الكتل البرلمانية وسوف تسحب ثقتها من رئيس الوزراء ما لم يتم تنفيذ مطلبها الجماهيري المرسوم ، ولأنها تريد أن لا تتوافق مع طلبات البرلمانيين الآخرين فقالت على الحكومة أن تدفع 50 دولار لكل فرد عراقي ، رافعة سماء المنحة كما رسمت من الآخرين  ، والغريب أن لا أحد من الفضائيات كان في قبة البرلمان لنقل هذه الأخبار التي تسر وتفرح الشعب المبتلى بالكهرباء والخدمات والإرهاب ، وحمدا لله وصلت كل هذه الأفكار بقدرة قادر عليم للحكومة العراقية الرشيدة والراشدة  ، فقررت الاجتماع فورا لتدارك وتلافي هذا السقوط الحتمي للحكومة والبرلمان والعملية السياسية برمتها ، وقدم سعادة وزير المالية لفخامة رئيس الوزراء المقترح التالي ، نجمع المبالغ المطلوبة 100 دولار زائد 30 دولار زائد خمسون دولار فتكون النتيجة 180 دولار ، ولأن الحكومة الرشيدة  أرادت إجهاض هذا التآمر المراد منه إسقاط هيبتهم ودفاعا عن هذه الهيبة ، لذا أقترح أن يعطى لكل رب أسرة 80 دولار ولكل فرد من أفراد العائلة 50 دولار ، وبلغت الوزارات بالأعمام والمصارف لتنفيذ الأمر  ، وهكذا انتشلت الحكومة العراقية الموقف الذي كاد يؤدي بالبلاد لهاوية محتومة ، وأخرست الأصوات النشاز ، للإضاءة ....... فقط .
استدراك : كذبة العيد السعيد تيمنا وتجذيرا لكذبة نيسان . 

173
هل كان رشيد أو البهلول مجنونا ؟
أم نحن المجانيين !!! الجزء الثاني والأخير



حامد كعيد الجبوري

لم يصدق رشيد أن طبيبا يخون أمانته ويحنث بقسمه لذا أخذ الحقنة ، وأصبح طيعا سهل الانقياد ل( مفرزة )الأمن ، أمبولة ذات 2 سي سي  استطاعت أن تجعل رشيد الجبار ذو العضلات والقوام القوي الى حمل وديع يمتثل ليس لشرطي بل لطفل صغير ، ولكن الى أين ذهبوا برشيد هذه المرة ، أخذوه لبغداد التي لم يزرها منذ تخرجه ، اجتازت العجلة بهم بغداد لتتجه صوب طريق ديالى القديم ، هناك حيث مصحة الأمراض النفسية والعقلية ، لم يصدق مدير المستشفى أن هذا الرشيد مجنونا ، هز برأسه وأودعه ( قاووش ) 8 ، كيّف رشيد العيش بهذا السجن المحجر ، وفطن أن أغلب ( القاووش ) هم على شاكلته ، لم يصادق منهم  أحدا ألا شخصا مسيحيا أسمه ( بطرس ) ، أحب أحدهما  الآخر ، وكان بطرس يخفي تحت وسادته حبلا لنشر الغسيل ، يستعيره رشيد كلما غسل ملابسه ، زيارات متقطعة من أخيه جعفر وأبن عمه شوقي ود محمد ، سرعان ما تقلصت تلك الزيارات وانقطعت بسبب الأجر آت المعقدة ، بعد أربع سنوات وتيقن إدارة المستشفى أن رشيد أصبح مجنونا فعلا أفرج عنه ، وكانت مساعي العائلة سببا يضاف للإفراج عنه ، أدرك رشيد الموقف وأصبح كل شئ له جليا واضحا ، وبدأ مشوار ( البهللة ) والتسكع والصعلكة  بشوارع الحلة وأرصفتها وأزقتها ، ينام حيث تنتهي به قدماه ، وربما كان لرشيد مشوارا مهما له وهو الجلوس قبالة مقهاه التي أحب ، أو الجلوس على دكة مسجد ( الكطانه ) ، وسوق الهرج ، والجسر القديم  ، وأماكن أخرى ينتقيها بين الحين والآخر  ، ولم يكن جلوسه عبثيا بل كان يلقي محاضراته العربية وخطبه الدينية ، البعض كان يتصوره مجنونا لطول لحيته ، وشعره الكث الطويل ، وملابسه المتسخة ، يحاول أحدهم أن يعطيه شيئا من المال فيرفض أيما رفض ، وويل لمن يفعلها معه ، الغريب أن رشيد كان يعتقد أن الأمن لا يلاحق المجانين ، وهذه حقيقة معروفة فالإنسان العاقل يطارد ، والمجنون تهمله دوائر الأمن ومقرات الحزب المجتث ، إلا مع رشيد فكان الرجل متابعا وهو عاقل ، وتحت أنظار الأمن والحزب ، وهم أجنوه  ، كان أخواه محمد وعلي يتابعان جلوسه في أي مطعم أو مقهى ويدفعان ما أنفقه صاحب المطعم أو المقهى لرشيد ، وكرّمته !!! الدولة والحزب بأن أخرجا له تقاعدا يصرف لأخيه جعفر كوصي عليه ، ورشيد مستمر على محاضراته والأمن مستمر بتوقيفه ، ويطول ويقصر ذلك التوقيف  وفقا لقناعة ضابط الأمن المكلف ، وأخوته يتابعونه من موقف لآخر ، مرة أقنعه أخاه ( علي ) ليأخذه الى حمام ( المهدية ) ، استجاب رشيد لذلك الطلب ، أراد علي أن يقدم نصيحته لأخيه رشيد ولكن هيهات فالفرق بينهما لا يدركه علي ولا ندركه نحن الخانعون ، قال رشيد لعلي ( يا علاوي يا عزيزي عم تتحدث ، أنني في عالم غير عالمكم ، ولا أظن أنك ستفهم ذلك ، كنت وصلت أفاقا لا يصلها غير الطامحين التواقين للحقيقة المجردة عن سفاسف ما يتمسك به الآخرون من مظاهر ، أوصدت أبوابي عن العالم ، وعشت عالمي الذي لن يناله أي منكم إلا بعد الجهد الذي قدمته في كل مراحل العذاب التي بها مررت ، فلكي تدخلون عالمي عليكم أولا أن تسعوا لقول الحقيقة دون نفاق ، ، ثم أن تقاوموا من أجل كرامتكم وتواجهوا الظلم ، ثم أن تكسروا أذرع الطغاة ، وبعدها تعيشوا في الشماعية لردح من الزمن يؤهلكم لما أنا عليه ، وهيهات أن تتحملوا أيا من ذلك ) .
استدراك
00000000
اولا : لم نعلم أن دوائر الأمن قد كرّمت رشيد وذلك بجبه أي بقطع مذاكره  ( أعضاءه التناسلية ) ، هذا ما شاهده مشيعوه وهو على دكة المغتسل .
ثانيا : كان رشيد يمر على الشاعر ( جبار الكواز ) وأصبح بينهما أكثر من حديث مألوف ، أحد الأيام سأل الشاعر رشيدا قائلا له ، لم نكتب نبكي من قصيدة قفا نبك لمرؤ القيس بحذف الياء من نبكي ؟ ، لم يتردد رشيد وأجاب ( حذفت الياء يا جبار لأنها جواب طلب مجزوم ) ، أي مجنون هذا ؟ .
ثالثا :لرشيد رأي بخطباء وشيوخ المساجد والجوامع ، فرشيد يستنكر لغتهم الملحنة ، وعدم فهمهم الفقه الذي يفترض بهم نشره ، وعدم شعورهم بقداسة هذا المنبر التربوي الأخلاقي الثوري الديني ، كنت والمرحوم شوقي جابر نتردد على مسجد ( أبن أدريس ) لنستمع لمحاضرة صديقنا أحد المشايخ  ، فوجئ الجميع بدخول - ( درويش ، ملابس ممزقة ومتسخة ، شعر كث ، لحية تصل لبداية الصدر ، شفاه صفراء ترتعش من كثرة التدخين ، يحمل عصا غليظة غير نظامية ) - رشيد لباحة المجلس  ، صمت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير ، بادر خطيب المسجد ومن منبره منقذا للموقف وقائلا لرشيد ، ( تفضل أستاذ رشيد أجلس ) ، قال رشيد أنا لا أجلس أن سمعت لحنا في اللغة أو خطأ فقهيا ، قال الشيخ هو كذلك ، وفعلا جلس رشيد مصغيا لكل شئ ، وقبل أن ينهي الشيخ حديثه سأله رشيد بمسألتين فقهيتين لم أدركهما ، أجاب عليهما الشيخ  وهز رشيد رأسه قائلا أحسنت وخرج من المسجد ، همس الشيخ لي ولشوقي قائلا ، ( والله لم أحرج بحياتي كما أحرجت هذا اليوم مع أستاذ رشيد ) ، أي مجنون هذا .
رابعا : وصلت رسالة من بطرس موجهة لرشيد البهلول ، سلمت لمقهى ( حسن علي ) ، مفادها أني قد يئست يا رشيد ، أتمنى حضورك تعال ليلا خلسة وخذ الحبل الذي كنت أخفيه عنك ، ولكن سوف لن تجده تحت الوسادة ستجده معلقا بسقف ( القاووش ) ، وهذا دليل جنون آخر للاثنين رشيد وبطرس ، وفعلا نفذ بطرس ما نوى .
خامسا : ربما يعد رشيد ممن أسميناهم جزافا ( الماركسيين الإسلاميين ) ، ولا أعرف هل أن رشيد قرأ شيئا للمفكر الإسلامي هادي العلوي ، ومن المؤكد أنه قرأ وتأثر بأفكاره .
 سادسا :آخر دليل على أن الأمن والحزب المجتث هما سببا صعلكة وجنون رشيد وقتله شهيدا ، أقترح الخطاط العالمي ( محمد علي شاكر شعابث ) أخذ رشيد الى لندن للعلاج ، ولأنه يتقن اللغة الأنكليزية بطلاقة وعاش ردحا من الزمن هناك ، ولا تزل عائلته في لندن أو انتقلت لألمانيا ، قدمت المعاملة لدوائر الصحة ، وحصل جعفر الذي سيرافق أخاه على جواز السفر ، ولم توافق دوائر الأمن على منح رشيد جواز سفر ، هذه هي الإنسانية البعثية ، يمنح المرافق جوازا للسفر ويمنع المريض من السفر ومنح الجواز .
الخاتمة
-------
قدمت أسرة آل شعابث للحلة الكثير ، شعراء وشعراء شعبيون ، نساء شواعر  ، أطباء ، مهندسون ، معلمون ، فنانون ، موسيقون ، خطاطون ، باحثون ، وآخر ما قدمته هذه الأسرة الكريمة للحلة الفيحاء الرشيد البهلول .
المصادر
-----
1 : معلومات شخصية أحتفظ بها سمعتها من الصديق الراحل شوقي جابر حدثني بها مطولا عن الراحل رشيد .
2 : رواية د محمد شعابث ( هكذا أرادوك يا شطر بيت لم يكتمل ) طبعت في البحرين .
3 : حكايات كثيرة دقيقة ترويها الناس عن الراحل رشيد .


174
الشاعر الغنائي ( محمد علي القصاب )
وعلاقته بالسلطة


حامد كعيد الجبوري
   الحديث عن الشاعر الشعبي الغنائي ( محمد علي القصاب ) حديث طويل ومتشعب ، ويأخذ أبعادا وحيثيات لا تلم  بعجالة ، سبق وأن تناولت حياته وشعره بإيجاز واضح ، وكتب عن الراحل القصاب الكثير من المهتمين بالأدب الشعبي ( رحيم الحلي ، كاظم السيد علي ، صلاح اللبان الذي حقق ديوانه ) ، وأخيرا همس بأذني أحد الأصدقاء قائلا لم لا تكتب عن ( محمد علي القصاب ) وعلاقته بالسلطة الحاكمة المتعاقبة ، وكان لصديقي ما أراد ، بداية الثلاثينات ( 1934 م ) من القرن الماضي ولد الشاعر الحلي ( محمد علي القصاب ) ، بمعنى أنه أدرك الحكم الملكي والجمهوري في العراق ، وتوفي الراحل عام 2003 م ولم يشهد  الأحداث التي مر بها البلد بعد سقوط صنم الدكتاتورية البغيضة ، وطبيعة الشاعر محمد علي القصاب الابتعاد عن ( تيل الحكومة ) كما يقال في المثل الشعبي ، لأنه وبصريح العبارة رجل مسالم يخاف من أن يذكر أسمه بشئ حتى وأن كان شجارا بين فلان وآخر ، ومعلوم أنه صاحب طرفة لا يجارى بكيفية صياغتها ، وناهيك أنه يحمل صوتا جميلا وأداءً مميزا بالغناء ، ويقال أيضا أنه من علم الفنان سعدي الحلي طريقته الغنائية المتفردة التي كانا يؤديانها سوية في حفلات الختان وحفلات الأعراس والمناسبات الخاصة ، والشاعر القصاب لم ينتمي لحزب بعينه ولكنه كان وطنيا بوعي فطري لمجالسته أكثر من صديق له يحمل هوية سياسية معينة ، ولأنه شاعر مميز ومعروف فلابد وأن تقع عليه أنظار الساسة ليطلبوا منه مدح أحزابهم ، أو تمجيد الشخصيات السياسية المعروفة ، وهذا الحديث لا ينطبق على فترة الحكم الملكي إذ لم أسمع أن أحدهم طلب من الشعراء الكتابة لتلك الأحزاب ، وما يقال عن الحكم الملكي يمكن أن نقوله عن النظام الجمهوري الذي فجّر ثورته الشهيد ( عبد الكريم قاسم ) رحمه الله ، ولا يعني هذا أن شاعرنا القصاب لم يكتب للثورة الفلسطينية من خلال قصائده المنبرية الحسينية ، لأنه كان مؤديا ناجحا لتلك القصائد ، وربما قصائد مدح كتبت للجيش العراقي حينما واجه الصهاينة خلال الحروب المتعاقبة معهم ، ومن الطرف التي ينقلونها عن الشاعر القصاب ما حدث معه عام 1968 واستيلاء البعث على السلطة ، ومعلوم أن البعثيين آنذاك أرادوا تحسين صورتهم أمام الشعب العراقي ، لذا سمحوا للمواكب الحسينية أن تقام بمحافظات العراق الشيعية ولحين منعها عام 1975 م ، وبما أن القصاب هو شاعر ومؤدي- ( رادود ) - القصائد الحسينية لمحلة ( المهدية ) فقد طلب منه المحافظ ( هاشم قدوري ) أن يذكر الحزب بشئ من المدح أثناء ترتيل القصائد الحسينية ، وكما قلنا أن القصاب يخاف كثيرا من الساسة والمسئولين لذا قال للمحافظ ( تامر أستاد ) ، في اليوم الثاني والقصاب معتليا المنبر لم يتطرق للحزب بشئ  ، فقال له المحافظ بعد نهاية قصيدته ( مُله – هكذا كان يسمى - هم ما ذكرت الحزب ) ، أجابه القصاب ( أستاد نسيت ) ، في اليوم الثالث والقصاب على المنبر قال المحافظ رافعا صوته ( مله لتنسه اليوم ) ، مسك القصاب قصيدته بيده وقرب فمه الى ( الميكرفون ) وقال ( أخوان تدرون الحسين شنو وصه زينب ليلة العاشر ، كلها خويه زينب ديري بالج على العيال والنسوان وأكو بالصندوك مالي كراسات لازم توزعيها على الناس بالكوفة وبمسجد الشام ، سألته زينب كالت خويه شنو هاي الكراسات ، كلها هاي كراسة الثورة العربية مال حزب البعث العربي الأشتراكي ) ، ولا أعتقد بصحة هذه المقولة وربما أطلقت للطرفة فقط ، ولازم القصاب الكثير من الأصدقاء وهم يروون – من الرواية – عنه الكثير من هذه الطرف ومنها ، كان ( أحمد حسن البكر ) متعلقا بزيارة الأمام ( الحمزة ع ) ، ولا يكاد يمر شهر إلا و( البكر ) يزور ذلك المرقد الشريف فقال عن ذلك القصاب ( أبشركم اليوم الحمزه صار عضو فرع الأيمة ) ، ومن طريف ما ينقل عن القصاب أنه سيق جبرا الى ما يسمونه الصف الوطني ، الذي أنتظم فيه الكثير من الشيوعيين قسرا أيضا ، حدثهم مسئول الصف الوطني قائلا ( رفاق شنو هيه أمريكه اللي تريد أتطب أفغانستان ويّ روسيا عله مود تتحارب  مو صعبه علينه  باجر بس يأمر الحزب نشيل تواثينه ومساحينه ونهد عليها فد هده ، ومنرجع ألا تسقط أمريكا ) ، أبتسم القصاب بوجه المسئول وقال له ( عمي هذا شلون الحجي أشو أحنه طبينه الكويت قسمونه أثلث أقسام ، رفيقي إذا رحنه لمريكا حرام بعد ميطلع من عدنه المخبر ، بويه خليها سكته ) ، وقوله ثلاثة أقسام مرتكزا على العقوبات الدولية التي قسمت العراق من خلال خطوط العرض الى ثلاث أقسام ، ومعلوم أن الفنان سعدي الحلي له علاقة وطيدة جدا مع الشاعر القصاب ، ويقال أن الفنان الحلي لم ينصف القصاب ، لأن المردودات المالية التي كانت تأتي الى الحلي لا يحصل القصاب على شئ منها ، رغم أن القصاب هو صاحب الكلمات ، وهو الذي يعطي الطور الغنائي الى الحلي ، ومع كل ذلك لم يتبرم القصاب و يشكوا لسعدي هذا التجاهل ، رغم معرفة سعدي الحلي أن القصاب لا يملك حتى أجرة العودة لداره ، وفي أحدى الجلسات الليلية كما يروي الصديق المغترب الفنان ( حمودي شربه ) ، حضر لتلك الجلسة رجل طويل القامة ، مفتول العضلات ، يرتدي الملابس الزيتونية ، حاسر الرأس ، مسدسه بنطاقه ، وكما يقول الفنان ( حمودي ) حينما شاهد القصاب هذا الرجل الداخل على جلستهم لاذ القصاب بسعدي الحلي خوفا من ذلك الرجل الطوّال ، قال سعدي للقصاب ما بك ( محمد علي ) ، أجاب القصاب ( سعدي شوفه ولك  هذا يمكن جاي يا خذنه للأمن ) ، نظر سعدي الى القادم وعرفه تماما وقال مخاطبا إياه ( ولك وين جنت البارحة ليش ما جبت ...... مو أحنه متفقين ) ، عرف القصاب من هو القادم ، وما هو عمله ، فقال القصاب مخاطبا إياه ( ولك شوف مو جاي لابس زيتوني وحاط مسدس عبالك أتخوفنه ، ولك أحنه حكومة خبلناها ) ، والقصاب رحمه الله كان عفيفا جدا ، لم يتسول بشعره كما الآخرون ، وكانت تربطه علاقة مجالس أنس مع الفريق ( عدنان خير الله طلفاح ) وزير دفاع الطاغية صدام حسين ،  التي بقيت أسرار قتله مبهمة ليومنا هذا ، وكان عدنان يبعث بسيارته الخاصة لتجلب له الشاعر القصاب ، لأن القصاب نديم لا يجارى ، ولم يأخذ من عدنان درهما واحدا قط ، ولم يطلب منه معونة يذكرونها ، وللتاريخ نقول أيضا أن الشاعر ( حميد سعيد ) له يد بيضاء على الشاعر القصاب ، فهو الذي درّج أسمه ضمن القوائم التي كان الطاغية يكرم بها مداحيه من الشعراء والفنانين  ، وهو الذي أوجد فرصة عمل وظيفي الى الشاعر القصاب ، وهناك طرفة جميلة نختم بها حديثنا عن القصاب ، كان القصاب كريم عين ، ومعروف أن الذي يعيّن يبعث الى اللجنة الطبية للفحص ، جلس القصاب أمام طبيب العيون لفحص نظره ، وقال له الطبيب أغلق عينك اليمنى بهذه القصاصة ، ضحك القصاب وقال للطبيب أنها مغلقة دكتور ، بدأ الطبيب يسأل القصاب عن وضعية الرموز – الدوائر - وفتحاتها يمينا أم شمالا ، أعلى أم أسفل ، لم يستطع القصاب تمييز تلك الرموز بعينه الصحيحة ، قال الطبيب ( أخي أنت فاشل بالفحص الطبي ) ، ضحك القصاب وخاطب الطبيب قائلا ، ( راسب ميخالف بس بروح أبوك دكتور هم أنت شفت حرامي بكد الذبانه ، بويه دكتور شنو راح أتعين راصد جوي لو حارس نهاري ) ، ضحك الدكتور من هذه المفارقة الجادة ، وأعتبر القصاب ناجحا بالفحص الطبي وأستلم وظيفته .

175
اللبان  ووهم العروض والأوزان !!!

حامد كعيد الجبوري
   ( اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية ) ، معرفتي بالصديق الشاعر صلاح اللبان تمتد لبداية  عقد السبعينات من القرن المنصرم ، له هم يحمله منذ بداية كتابته للقصيدة الكلاسيكية ، فهو مهتم أيما اهتمام بوزن قصيدته التي نادرا ما يخطئ بعروضها ، وهذا الاهتمام متأتي من كونه قد زامل أعلام القصيدة الكلاسيكية الحلية العراقية أمثال المرحوم عبد الصاحب عبيد الحلي ، المرحوم محمد علي المله ، المرحوم عبد الأمير الجبوري ، المرحوم محمد الرشادي ، المرحوم حسان الحلاق ، المرحوم سليم شاكر العزاوي ، المرحوم شاكر نصيف ،  عبد الكريم النور ،  وغيرهم ومثلهم الكثير ، وهذا الاحتكاك والتلازم صقل موهبته النظمية مضافا لها كتاباته المبكرة  للقصيدة العامية الكلاسيكية ، حتى عد شعره نظما لاهتمامه المفرط ببناء القصيدة وزنيا ، ومعلوم أن القصيدة لا تحاكم وزنيا فقط ، بل تحاكم وتنقد موضوعا ، وصورةً شعرية ً ، وسباكة ً ، ووحدة موضوع ، وما الى ذلك من أسباب النقد الأدبي العلمي البناء ، والغريب أن الشاعر اللبان حينما ينظر لنتاج غيره لا يذهب إلا لمسألة الوزن والعروض فقط ، ومحاولة إيجاد الثغرات في قصائد الشعراء ، ويقول اللبان بموضوعة كتبها لصفحة الأدب الشعبي في جريدة الفيحاء أنه يجد نفسه في حلبة ملاكمة ويتصيد الفرصة للإيقاع بخصمه وكأنه في معركة وليس بموضوعة نقدية تقويمية لنتاج الشعراء ، ومن يتذكر أنه أنبرى لشاعر العراق الكبير عريان السيد خلف محاورا إياه بوزن قصائده فقط بأمسية أقيمت له قبل سقوط النظام السابق وعلى قاعة نقابة الفنانين ، دون نقد تلك القصائد وما لها من إيقاع على نفوس المتلقين ، وعريان معروف للجميع شاعرٌ وشاعر كبير أثبت حضورا واقعيا وعمليا بساحة الشعر الشعبي العراقي ، وكذلك حين يتناول الشاعر الكبير الراحل كاظم إسماعيل الكاطع يتحدث عنه بمثل ما يتحدث عن أي شاعر يخطو خطواته الأولى صوب النجاح والوجود مع عمالقة كبار ، وما يقال عن هذين العمودين الشعريين البارزين – عريان وكاظم - اللذين يشكلان أضلاع مثلث شعري كبير ومدرسة حديثة ، قاعدته الرمز العراقي الكبير مظفر النواب ، والذي يسخر اللبان ويقول عن النواب الكبير ، ( خطيه ميضبط الوزن ) ، علما بأن النواب الرمز لا يعير أهمية للشطحات العروضية المتعمدة منه لأنه ضليع في التفاعيل والأوزان لأنه أستاذ للغة العربية ، كل هذه المقدمة بسبب موضوع أثاره الصديق اللبان ونحن بمعرض حديث نقدي دراسي كتبته عن قصيدة ( موت وجنازه وكبر ) للشاعر المبدع ماجد كزار ، ولا أخفي إعجابي وتعجبي من شيئين ، إعجابي بقصيدة الشاعر ماجد كزار التي نشرت بأهم موقع عراقي عربي للشعر الشعبي ، وهو موقع ( الجيران ) لصاحبه الشاعر الكبير زهير الدجيلي ، وموقع الجيران لا ينشر الغث من الشعر ولأي كان ، فهو موقع مميز يتبنى نشر القصائد التي تتناغم مع الذائقة العراقية السليمة ، ولم أجد قصيدة في هذا الموقع منشورة لفلان أو فلان من شعراء حلتنا الفيحاء بما فيهم اللبان ، وأتمنى عليه إرسال أي قصيدة من نتاجه لهذا الموقع الرصين وسنرى تنشر أم تهمل ، وقصيدة الشاعر كزار لها مدلولاتها الإنسانية ، والاجتماعية ، والنفسية ، التي لم يشر لها الصديق اللبان من بعيد أو قريب ، وبخصوص هذه القصيدة _ موت وجنازه وكبر -  أتصل بي الصديق الراحل ( كاظم أسماعيل الكاطع ) يهنئني بهذه القراءة لها ، متمنيا علي نقل إعجابه للشاعر ماجد كزار ، وهذا ما حصل من ستة أشهر و قبل وفاته رحمه الله ، وعجبي أن الصديق اللبان لا يريد أن يخرج من جلباب جده القديم كما يزعم ، لأن من يلاحظ اللبان يجده قد خرج عن هذا الجلباب كما أراه ويراه الناس ، فجده ووالده رحمهما الله يرتديان الملابس العربية وهو يرتدي غير هذه الملابس ، بمعنى أنه خرج للحداثة ونتاجها الجميل ، ويريد اللبان أن يبقى الوحيد الذي يغرد خارج سربه ، يريد أن لا يقعّد – يجعل له قاعدة تحكمه - الشعر العامي بحجة واهية لا تصمد أمام العلم اللغوي الحديث  ، وهي عدم حركة نهاية حروف الكلمات ، ويريد أن يبقى الشاعر الشعبي على تخلفه معتمدا على أذنه السمعية ، والسمع يخون السامع كثيرا ، واللبان كما أراه لا يقر بما أنجزه الكثير من الباحثين لتقعيد الشعر العامي أمثال الشيخ جلال الحنفي ، الدكتور صفاء خلوصي ، السيد أحمد الهاشمي ، ناهيك عن عشرات الباحثين في هذا المضمار أمثال ربيع الشمري في كتابه ( العروض في الشعر الشعبي العراقي ) ، ود كريم جبر الزبيدي وكتابه ( استقراء في أوزان الشعر الشعبي العراقي ) ،  وأخص من الحليين  المرحوم السيد حمزه الحسيني في كتابه ( جذور الشعر الشعبي )  ، والدكتور السيد مضر السيد سليمان الحلي الذي حاضر في جمعية الرواد الثقافية المستقلة التي يرأسها الصديق اللبان ، بحضور جمع من المختصين والباحثين من النجف الأشرف بموضوعة كتاب السيد الحلي الموسوم ( أطوار الشعر الشعبي ) ، كل هذا ولا يزل اللبان محافظا لرأيه بعدم جدوى وقبول ما أثبته الباحثون ، وهذا رأي أراه خارج حدود التنظير العلمي البلاغي العروضي للقصيدة الشعبية العامية ، ويخطئني الصديق اللبان بأني قلت أن قصيدة الشاعر ماجد كزار هي من بحر الهزج ، وتفاعيل قصائد الهزج الأساسية هي ( مفاعيلن و فعولن وفعولان ) ، ويدخل في هذا البحر أو الطور كما يسميه الباحث الدكتور مضر سليمان كل من ( التجليبه و البحر الطويل والنصاري و العتابة والأبوذية ) ، ويختلف الباحثون بموضوعة الأبوذية فمنهم من عدها هزجا ومنهم من عدها غير ذلك ، والأصح عند عامة الباحثون أن الأبوذية من بحر الهزج ، وقد أحصى الصديق اللبان عدد أشطر قصيدة موت وجنازة وكبر فوجدها ( 60 ) شطرا ، ( 37 ) شطرا من التجليبة وهذا اعترافه ، والأخرى تتنقل بين البحر الطويل وتخريجاته ، والغريب أيضا أنه يقول ( أن وعد الله حق ) وهي آية قرآنية يكتبها الناس حين وفاة أحدهم ، وقد أخضعها اللبان للعروض وعدها عجزا لوزن الهجري أنقصه كما يحب هو حرفا ليصبح من وزن  ( الشبكها ) ، والغريب أيضا أنه يحاسب الشاعر أنها جاءت خلافا لميزان القصيدة التي كتبها الشاعر ، ولا يعير أهمية للأقواس التي وضعها الشاعر تضمينا لنصه ، ودلالة الأقواس أن المقوس لا علاقة له بوزن القصيدة ولا بمنشئها  ، والغريب أيضا من اللبان الذي أقفل أذنه عن سماع البحوث التي أنجزها الشعراء لتطوير وترشيق القصائد العامية ، فاللبان لا يزل يعيش في حقبة الستينات التي أنتجت لنا القصيدة الحديثة ( قصيدة التفعيلة )  التي يشترط على شاعرها أن تكون من بحر واحد كما فعل الشاعر ماجد كزار الذي لم يخرج بقصيدته الحديثة عن وزن ( الهزج ) متنقلا بين تفاعيل هذا الوزن الراقص الجميل ، ولو افترضنا أنه كتبها على بحر الرمل والذي نسميه نحن الشعبيون ( الموشح ) وتفعيلته ( فاعلاتن ) وبدائلها ، ولو افترضنا أن الشاعر كتب قصيدته على هذا البحر متنقلا بين  ( الموشح أو الهجري أو الشيعتي أو ساعدوني وغيرها ) فلا يعد خروجا وزنيا لأنه بنى كل قصيدته الحديثة على تفعيلة بحر الرمل ، وقد أبدع الشعراء المحدثون أذ طوروا نتاجهم الشعري العامي ليبتكروا نوعا جديدا يضاف الى القصيدة الكلاسيكية ، وقصيدة التفعيلة والتي تسمى الحديثة ، وهو النص المفتوح الذي يبنى على أوزان متعددة متجانسة لكي لا تثير خدش الأسماع بموسيقاها العذبة الجميلة ، وماذا سيقول اللبان لشعراء قصيدة النثر الشعبية والتي لا تقيم  للوزن اعتبارا ، بل تجد أن كل أشطر هذه القصائد غير موزونة بالكامل كقصيدة ( طشة ملبس ) للنواب الكبير ،وتبنى مدرستها شعراء ورموز في ساحة الشعر الشعبي العراقي أمثال رياض النعماني ، علي الشباني ، جمعه الحلفي ، ريسان الخزعلي وغيرهم ، وماذا سيقول الشاعر اللبان بخصوص القصائد الرقمية التي تعتمد على مخارج الحروف وتناسقها ، فمثلا حرف السين يتناغم لفظيا مع حرف الشين ، وكذا حرف الغين وحرف العين ،   ختاما  أقول للصديق اللبان ما تقول في هكذا نتاج أدبي أخذ حيزه الكبير بين أوساط الشعراء الشباب ، أخيرا أتمنى على الصديق اللبان أن يضيف ويوظف خبرته للأخذ بيد الشعراء الشباب وغيرهم ، وأتمنى أن أسمع منه كلمة ثناء واحدة على قصيدة يسمعها أو نسمعها سوية ، أم لا يزل رأيه أن لا شاعر يستحق الثناء إلا أصحاب القصائد الكلاسيكية التي لا يجد شاعرا لها برأيه المستغرب الآن .     

176
إضاءة
الكهرباء و ( بيّن الحجي ) !!!!
حامد كعيد الجبوري
حدثني أحد أصدقائي عن فطنة وذكاء ولده  وعمره ست سنين ، يقول صاحبي أنه ولسبب ما أضطر أن يسجل داره باسم زوجته ، ولكن صاحبي وبعد مضي أكثر من عشر سنين على الزواج أحس بخطئه كما يزعم وأراد تصحيح ما وقع فيه ، أصرت الزوجة على أن لا فرق بينها وبين زوجها ، أحتال صاحبي على زوجته وقال لها أنه يفتش عن دار أكبر وأجمل وأحدث من دارهم التي أصبحت قديمة ، ولكن الزوجة بداخلها غير راغبة بذلك ، أقنعها أنه جاد بالتغيير وسيسجل الدار الجديدة بسم زوجته فلا تكترث لأي شئ ، فعلا بيعت الدار القديمة وأشترى دارا جديدة ووقّع ما يسمى عقد الشراء بسم الزوجة ، وصاحبي بعد يومين غيّر عقد البيع الذي لم يصادق عند كاتب العدل الى اسمه بدل اسم زوجته ، حين أكمال معاملة البيع والشراء الجديد وإخراج سند الشراء باسم الزوج وليس الزوجة هنا تكلم الطفل ذو الست سنين مخاطبا والده ( ها بويه بين الحجي ) ، كل هذه المقدمة الطويلة بسبب أزمة الكهرباء المفتعلة ، وأقول مفتعلة لأن ما صرف على أعمارها يفوق حد التصور ، يفترض علميا ومنطقيا أننا نصدر الكهرباء أيامنا السود هذه ، والظاهر أن هذه السرقات والاستحواذ على ما يصرف من مال للأعمار هو بعلم الجميع حكومة وبرلمان ، فدولة رئيس الوزراء حفظه الله وأبقاه عونا وسندا لكل اللصوص والتجار يقول بحديث ( متلفز )  لو كان هناك من هو أكفأ من – السارق -  وحيد لاستوزرته بدلا منه ، وكذلك دعمه المعلن للمجاهد أبن حزب الدعوه وزير التجارة المحكوم هربا السوداني ، ولا أعرف كيف أستطاع الهروب وزير الدفاع السابق ومرشح كتلة دولة القانون عبد القادر العبيدي وهو مطلوب لأكثر من دعوة قضائية تخص الفساد الإداري ، وهو يهرب أو يهرب من بين فرث ودم – كناية عن الطوق الأمني للخضراء المهجومة - ، أما أخوتنا ، وأبناء مذاهبنا ، وعروبتنا ، وأدياننا ، وأعراقنا  فيكفي أن ننقل قول البرلماني حامد المطلك الذي يقول أن ما هُرّب من أموال من قبل الساسة أجمعون وخلال هذه الحقبة المؤمنة حد النخاع يقدر ب 700 مليار دولار أمريكي أخضر  ، رحم الله صاحب المثل الذي يقول ( أروايك الموت حتى ترضه بالضخونة ) ، ( بويه بروح أبوكم يا حكومة  ويا برلمان  خصخصوا قطاع الكهرباء ) لأني على يقين قاطع أن الشركات الأجنبية التي ستستثمر العراق وليس الكهرباء فقط  هم أرحم بكثير منكم ، لا يرحمكم الله  ، وآخر دعوانا الفوز والنجاح للسراق والمزورين والقتلة والأميين  والحمد لله ناصر الجبارين ، للإضاءة .......... فقط . 

177
إضاءة
السفارات العراقية والمحاصصة الحزبية !!!
السيد وزير الخارجية العراقية السيد ( هوشيار الزيباري )
حامد كعيد الجبوري
   ربما أختلف مع الكثير بشأن السيد الزيباري وزير الخارجية العراقية ، منهم من يرى أن السيد الزيباري قد ( كرّد ) وزارة الخارجية وما يعود لها من دوائر وسفارات وقنصليات ، وأنا لا أرى هذه الفرية جلية واضحة على وزارة الخارجية حاليا ، نعم من حق الرجل أن يوظّف من أستأمنه على حياته الشخصية ، لأن الرجل مطلوب كأي مسئول عراقي الى من نسميه الإرهاب ، وقد أثبت السيد الزيباري ومن خلال الدورات الثلاث لإستيزاره  لخارجية العراق نجاحا ملحوظا على الصعيد الدبلوماسي العربي والعالمي ، وربما أضافت له سنيته المذهبية نجاحا معينا مع قسما من الدول العربية التي تتخذ من الطائفية وسيلة لمبتغاها السيئ ، أضف لكرديته التي تجعله محببا لدى الدول التي لها رأيا بمن يحكم العراق الآن ، وقد عمل الرجل حثيثا من أجل نجاح مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بغداد وكانت له بصمته الواضحة على وقائع ما دار من جلسات لوزراء الخارجية العرب ، وكذلك بجلسات القمة الرئاسية ، ومن يتحدث عن أخفاق وزير الخارجية الزيباري فهو أما غافل أو متغافل عن الشخصيات التي رشحت له من خلال ما نسميه المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية ، وهذا يربك عمل الوزير كثيرا لأن الأشخاص المرشحين لا يعرفون من الدبلوماسية إلا قشورها ، ولم يدخلوا أي دورة بهذا المجال ، ناهيك عن أميتهم السياسية والمعرفية التي لا تؤهلهم لتبوأ مثل هكذا مناصب دبلوماسية ، أضف لذلك أن أغلب السفراء والقناصل لا يحسنون لغة الدول التي يعملون فيها ، وهم أيضا لا يحسنون لغتهم الأم لأنهم بلا شهادات ، وأن وجدت هكذا شهادات فهي متأتية من سوق ( مريدي ) طيب الصيت والسمعة الحسنة ، لحد الآن كل ذلك مقبول ، المحاصصة مقبولة ، الطائفية وقبلناها على مضض كبير ، العرقية كرست وقبلناها لأنها أصبحت واقع حال معاش ، أما أن نقبل بأن يشمل البعث المجتث بمحاصصة السفارات والقنصليات وما ألى ذلك فهذا كما أظن حلقة غير مقبولة ، وقد تناهي لمسامعي إضافة لقراءتي موضوعة عن سيدة تعيش في رومانيا وتعمل بالسفارة العراقية هناك بصفة محاسبة ، وهذه المحاسبة تحمل من الطائفية الكثير ، وتتبجح أمام موظفي السفارة والمراجعين بأنها بعثية وتحمل هذا الفكر الذي هذب سلوكها ومنهجيتها ، والغريب أيضا أن السيد السفير يعلم بما تقوله موظفته ولا يحاسبها أو يؤنبها أو يوجه لها عقوبة ما ، لأنه وكما يقال يخشى من سطوة قريب لها يعمل بوزارة الخارجية في العراق ، وقد نقلت الجالية العراقية في رومانيا كل هذه المداخلات لكل مسئول عراقي يزور السفارة العراقية في رومانيا ولا مغيث من تدخلات هذه الموظفة المتباهية ببعثها المقبور ، ربما المرأة مفترى عليها ، وربما كل ما قيل عنها صحيح ، نضع كل هذا أمام نظار وزارة خارجيتنا لتدقيق صحة ما نسب لهذه الموظفة ، ولا غاية لنا إلا إحقاق الحق ، والانتصار لمن يريد أن يجعل من موظفي السفارات العراقية قدوة حميدة ومرآة للسلوك العراقي الدبلوماسي ، للإضاءة ..... فقط .

178
المنبر الحر / لوين تريد
« في: 15:09 09/07/2012  »
بلحظات الضعف ، والانكسار ، والإحباط ، تتأرجح موازين الثبات بين الصمود والهروب ، بين الحلم والحقيقة ، بين العسل والمر ، وهاهو صديقي الشاعر المبدع ( راسم الخطاط ) يوجه لي قاضيةً بحلبة الوطن فماذا أرد عليه ؟ ، لا أدري !!! .
                                                               حامد كعيد الجبوري
-----
( لوين تريد )
الى صديقي الذي يبحث عن وطن آخر .
                                                           راسم الخطاط
لوين تريد
يبو حجي الحلو ومزعّل التغريد
لوين تريد
يا واهس قصيدة تعيش
ويّ الريح
مثل طفله ... وشعرها
أتهده يوم العيد
لوين تريد ... لوين تريد
من فرط المحبه ...يطيح
دمع العين
وضلوع الصدر
ما حبست التنهيد
لوين تريد
مو تدري السنين
وخلصت طشار
تدور عالفرح
تالي العمر شيفيد
مو ندري السنين
أمذيرات هواي
مثل ... لمة فخاتي وحوم
وسط البيد
لوين تريد
إذا جرح ...
العمر ملجوم يمته أيهيد
لوين تريد
مو صافن عمرنه
أباب دنيه الآه
مثل شجره
وعليها أمسير جويريد
لوين تريد
مو حتى الحلم
زاعلنه من أزمان
لأن رمده العيون ...
وكل حلمها بعيد
لوين تريد
مو بعدك ... مثل عصفور
عمري ...أبابه ألف عربيد
لوين تريد
يا أول أسم في مهرجان الروح
ضد ليل السياسة وبالعراق تشيد
مثل الله الوطن ...
تختار غيره شلون
شجابك للشّرِك
ضل أدعوا للتوحيد
إذا سئلوا ( حسن )1 شيكول عن جفاك
شيكله الحفيدك
جده ليش بعيد
عيدية حفيدك
وين  لو جه العيد
وين تريد
وين تريد 
------
1 : حسن أصغر أولاد حامد كعيد الجبوري




179
إضاءة
( أستنساخ المالكي وكلاب عزة الدوري    )
حامد كعيد الجبوري
     عرضت فضائية السومرية يوم الاثنين 18 حزيران 2012م وضمن برنامجها ( بين قوسين ) حديثا للبرلماني من دولة القانون السيد عباس البياتي  قال فيه علينا استنساخ السيد المالكي رئيس وزراءه بعد أن يموت ، هذا أن مات السيد المالكي على رأي الممثل المصري عادل أمام ، لأن القادة والرؤساء ومن لف لفهم لا يموتون ، ولا أريد أن أعلق بأي شئ على مقولة السيد البياتي لأن الشعب العراقي صرّح وعلّق وأستبشر كثيرا بما قاله النائب من دولة القانون ، ولا أعرف لماذا تذكرت الحلم الذي رآه بمنامه اللا ( عزة الدوري ) ب ( صدام حسين ) المقبور ، يروي الدوري بحديث ( متلفز ) للعراقيين وبحضور ركب الصحابة البعثيين أثناء وجود قائدنا الضرورة على عرش العراق ، يقول الدوري وبلهجته وبعربيته العروبية قائلا ، وطبعا كان هذا الحلم بُعيد انتفاضة آذار الخالدة  ( أمس سيدي رأيتك بحلم عجيب ، شفت مجموعة من الجلاب السود متهيئة ومستنفرة لقواها وهي تريد افتراسك ، لم تلوي عزيمتك سيدي تلك الجلاب السود وأنت تنظر أليها هازئا بها وبعددها الكثير ، بعد فترة وجيزة سيدي القائد ظهر أسد أبيض وهو يهز ذيله لك ، ومكشرا عن أنيابه تجاه مجموعة الكلاب ، وما هي  ألا لحظات حتى تفرقت تلك الكلاب السوداء بمجرد أن زأر الأسد بها وهربت نحو الظلام ) ، ضحك قائدنا المنصور بوجه عزته الدوري وهو يضحك ربما هازئا بعزته الدورية ، أو هازئا بهذه الكلاب السوداء ، حينها بدأ الشارع العراقي تأويل حلم عزة الدوري ، منهم من قال أن هذه الكلاب يقصد بها ( الشيعة ) لأن العمائم السوداء أغلبها للشيعة ،وأن عزتنا الدورية طائفي لحد النخاع ، وأما الأسد الأبيض فهو المنقذ لنظام البعث المقبور ولصدام العروبة والإسلام  ، ويعنون به مملكة آل سعود الإلهية المنصبة والمنصوبة بتراتيل سماوية استمدتها من الكعبة وغير الكعبة من عرب وأعراب وأمريكان وغيرهم ، فحمدا لله الذي خلّص العراقيين من بطش الكلاب السوداء والأسد الأبيض ، وحمدا لله أذ من علينا بمن يتحدث بأحلام اليقظة التي رتلها على مسامعنا البرلمانية ( عباسنا البياتي ) ، وللحقيقة أقول نعم أيها البرلماني المثقف علينا أن نستنسخ من حزب الدعوة حصرا ألف نسخة للمالكي الذي رفّه الشعب ، وعشنا بحبوحة الخير ب( جاله )  ومجاله ، وها هو  العراق قد تسيّد بلدان العالم وأصبح يشار له بالبنان والبنيان بآن واحد ، لقد عمل السيد المالكي ما لم يعمله ( مهاتير محمد ) مع شعبه ، وعمل ما لا يعمله ( زايد ) لشعبه ، فلولا ( مالكينا ) لآل العراق الى الخراب ،  والتدمير ، والسرقة ، والاستحواذ ، والتزوير ، وهدر المال العام ،  والفساد بكل مفاصل الحياة ، دعوة لكل علماء التشريح في  العالم نطلقها من الآن ونقول ، سنبيع لكم لقاء كل ( مالكيٍ ) مستنسخ ب ( ترليون دولار أمريكي ) لتنتفعوا به لقيادة بلدانكم ، وبخاصة دول أوربا الشرقية والغربية ليصلح ما أفسده سياسيوكم الجهلاء ، للإضاءة ..... فقط .




180
المنبر الحر / من فمك أدينك
« في: 15:45 11/06/2012  »
إضاءة
من فمك أدينك
حامد كعيد الجبوري
    ليلة 9 – 10 / 6 / 2012م عرضت فضائية بلادي لقاءا وحوارا مع السيد أياد علاوي رئيس القائمة العراقية ، ولست ناقما ولا مؤيدا للسيد علاوي ، لسبب بسيط وهو أني أجد أن أغلب القيادات السياسية العراقية هي تشبه سلوك وكفاءة العلاوي ، والذي أثارني بهذا اللقاء مجمل أحاديث تطرق لها رئيس القائمة العراقية ، فمن باب دفاعه عن المواطنين العراقيين نعتهم بال ( خرفان ) ، ولعمري هذه اللفظة قد أعتادها الساسة العراقيون بلا استثناء من خلال لقائهم المغلق مع أطراف أحزابهم لأن العراقيين بزعمهم ( خرفان ) كما نطقها السيد العلاوي ، أنا أعرف ما في قلوب هؤلاء الساسة جميعا تجاه الشعب العراقي ، ولكن ألم يكن الأجدر   أن لا يتلفظ  بهذه المفردة السوقية التي تسئ للعراقيين جميعا ، ومن خلال فضائية يشاهدها العالم ،  وقال متفاخرا بأنه على صلة بكافة مفاصل الإدارة الأمريكية ، وليس هذا فحسب فهو من الآن ينسق ويتصل مع المرشح الأمريكي الجديد لرئاسة الولايات الأمريكية ، وقال وهو على علاقة وطيدة بكل الدول العربية بدءا من مبارك وصولا لخادم الحرمين ، وهذا ليس سبة على السيد علاوي ، وتحدث السيد علاوي الذي نسي أنه كان رئيسا لوزراء العراق ( البرايمري ) وهو من أوجد هذه ( السيطرات ) ببغداد وبكافة المدن العراقية حتى صعب على المواطن التنقل ليس داخل بغداد والعراق فحسب بل داخل المنطقة والزقاق الواحد ، فلا عجب أن يتعجب السيد علاوي كيف استطاعت قناة بلادي الحضور الى كردستان العراق والحواجز والسيطرات تملأ الطرق الخارجية ،  وأن كان السيد علاوي حريصا على العراق والعراقيين فنقول له كم مرة دخلت للبرلمان العراقي وأنت ترأس أكبر كتلة انتخابية ، وكم مرة خرج هو أو غيره من البرلمانيين بقائمته أو ببقية القوائم وهم  وهو يتحدثون عن الضيم العراقي وامتهان كرامة المواطن المبتلى بهؤلاء الساسة جميعا ، وأهم ما في حديث السيد علاوي الذي لو كنت أملك مالا وجاها وعلاقة لأقمت دعوى قضائية ضده ، لتصريح أدلى به لفضائية بلادي ،سأله مقدم البرنامج عن البرلمانية عالية نصيف التي انسلخت مع مجموعة من القائمة العراقية  ليشكلوا ما أسموه العراقية البيضاء ، وقال مقدم البرنامج للسيد العلاوي أن عالية نصيف تؤيد عدم سحب الثقة من المالكي ، وأضاف المقدم سائلا لماذا تتحدث هذه البرلمانية هكذا وهي من قائمتكم لدورتين متتاليتين ؟ ، أجاب السيد علاوي نعم من حقها أن تصرح بهذا التصريح متنكرة لأفضال القائمة العراقية عليها ، عقب مقدم البرنامج وما هي أفضالكم عليها ؟ ، أجاب السيد علاوي أن قائمته دفعت 50 ألف دولار لرفع الاجتثاث البعثي عنها  لأنها من البعثيين المجتثين ، وهنا وفي هذه الإجابة أكد السيد علاوي ما ذهب إليه البعض بأن القائمة العراقية ضمت بين أفرادها بعثيون ، وهذا لا يهمني بشئ ولكن الذي يهمني ويهم العراقيون هو ، كيف سمح لنفسه السيد علاوي أو قائمته أن يدفعوا رشوة مقدارها 50 ألف دولار لرفع الاجتثاث عن البرلمانية عالية نصيف وهو من يريد بناء بلد مؤسساتي دستوري  ؟ ، أتمنى على من يملك المال ، أو الجاه ، أو الوقت الكافي أن يقيم دعوى قضائية ضد رئيس وزراء العراق الأسبق لدفعه وبموافقته رشوة لدائرة حكومية ، للإضاءة ...... فقط .   

181
تموت الأشجار واقفة !!!
وداعا جاسم الصكر
حامد كعيد الجبوري
الشيوعية سلوك فطري كما الخير والماء والهواء ، أقرأ ألف كتاب ولا تصبح شيوعيا ما لم يقرن الفكر مع التطبيق والعمل ، عرفتُ الشيوعية من خلال وجوه حلية عايشتها  ستينات وسبعينات القرن الماضي ، وجدت فيهم الصدق والأمانة والتضحية وحب الخير وحب الوطن ، أسماء لا تمحى من ذاكرتي التي لا تزل تختزن بأسماء رسموا من خلال سيرتهم ومسيرتهم ألق لا يمحى ولا يكرر ، ( عباس حمزه الكناي ) الملقب ( أبو عمشه ) مناضل شيوعي ومثقف فطري أحب الناس وأحبته ، لم نعرف له أبا أو أما لأنهم توفوا وهو طفل رضيع فكفلته زوجة أبيه ، مثقف فطري لم يقرأ هيكل ولا ماركس ولا لينين ولا تولستوي ، ولكنه تثقّف بحب الفقراء وحب الفكر الذي أعتنقه ، ( عباس مجيد موسى البياتي ) ذلك الشيوعي  الوسيم الذي كرس حياته من أجل الفقراء والوطن ، أسماء لا يمكن المرور عليها مرور الكرام لأن ذلك يسئ لتاريخهم النضالي المشرف ، جعفر حمود هجول ، رءوف سعيد الطاهر ، عبد الأمير شمخي الشلاه ، علي هادي ، عبد اليمه هادي ، محسن كريدي ، ناجي ديكان ، عبد ألآله حبيب وأسماء رحلوا وتركوا أثرا وأرثا وطنيا لا يستهان به ، مساء يوم 4 / 6 / 2012 م غيب الردى رفيقا ومناضلا وشهما وصلبا وهو جاسم حسين الصكر ، ولد الراحل عام 1941 م في ناحية القاسم ، أكمل الابتدائية في الناحية مع رفيق دربه الفنان كوكب حمزه ، أنتقل الى الحلة لإكمال الدراسة المتوسطة والثانوية ، من عائلة أقطاعية كبيرة تمتلك مئات الدونمات من الأراضي الزراعية ، تمرد على واقعه الإقطاعي وأنتظم مع صفوف الحزب الشيوعي العراقي بداية ستينات القرن الماضي ، شارك مع الرفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي بقيادة تظاهرات في ناحية القاسم والحلة ، زج في سجون وأقبية وطوامير وزنزانات العهود التي تعاقبت على ظلم الشعب العراقي ، آخر اعتقال له عام 1970 م ، لم يثنه أحد عن مواصلة نضاله ، لم يشترك أو يشارك بما يسمونه الصف الوطني الذي أبتكره البعث المجتث ، ولم يسهم أو يساهم في ما يسمونه الجيش الشعبي ، أكمل دراسته الجامعية في مصر وحصل على بكلوريوس قانون ، نال شهادة الماجستير عام 2006 م ، لم يمهله الزمن والمرض والعمر لإكمال شهادة الدكتوراه رغم إكماله مستلزماتها ، لم ألحظه يوما متشائما قط ، كلما تحاورنا بوضع العراق سابقا ولا حقا ، أعود كلما جالسته محملا بأماني جديدة يرسمها لي ، لم يكل أو يتعب وهو يتابع قضايا الناس قبل احتياجاته الشخصية واحتياجات عائلته ، لم أره مريضا أو متمارضا يوما ما ، يصارع المرض بقوته وبعقله الكبير ، تمتد علاقاته الوطنية لكل بقاع الدنيا ، والسيئة التي أرتكبها طاغية العراق المقبور وهي تهجير اليسار العراقي والوطنيين العراقيين لمنافي العالم أصبحت  حسنة لجاسم الصكر ولغيره ، عبد الآله الصائغ في أمريكا ، رياض النعماني في الدنمارك ، سعد الشريفي في هولندا ، حمودي شربه في السويد ، شاكر السماوي في السويد ، عزيز السماوي لندن ، الرمز الوطني العراقي الكبير مظفر النواب لا حدود لمكان أقامته ، كل هؤلاء وغيرهم ومثلهم الكثير يتراسل معهم ويراسلونه ، كل دواوين السماوي شاكر تصله تباعا ، لم ألحظه مرة يبكي إلا في رحيل صديقه الصدوق جعفر هجول ، ولكن كيف بكى الصكر جاسم ، أودعنا جعفر قبره  قلت له هيا أبا اليقظان ؟ ، قال لي سألحق بك دعني أودع جعفر ، لاحظته بعد هنيهة وهو يستخرج منديله ليمسح آثار دموع عينيه ، لم أره يوما إلا وهو بكامل قيافته الجميلة ، حريص أن لا يخرج الى الشارع أو المكتب إلا وشعره أسودا ، لم أرى بياض شعره وحتى قبل رحيله بيومين ، قال لي أخ الراحل كريم الصكر ،  قلت لجاسم هيا لنعود الى العراق من رحلة العلاج في تركيا يا جاسم ، قال لأخيه ولصديقه الذي رافقه برحلة العلاج أحمد الناجي  لا أعود قبل أن أصبغ شعري ، وفعلا أخذناه لحلاق قريب وصبغ شعره كما هي عادته ، في أيام مرضه الأخيرة أشتد وقع المرض عليه ، أخبر عائلته أنه لا يحب لقاء أصدقائه وهو بهذه الحالة المرضية الشديدة ، ولكن أنى له أن يفارقنا دون وداع ، قال لأهله اليوم سأخرج لوداع أحبتي ، وكان لنا ملتقى أخوي خاص نلتقي به صبيحة كل يوم خميس ، جلس معنا لساعة تقريبا وبعد أن كحل ناظريه برؤية أصدقائه ورفاقه غادرنا قائلا الوداع ، وفعلا كان اللقاء الأخير والوداع الأخير ، وداعا أيها الأخ والرفيق والصديق والمناضل جاسم حسين الصكر .       


من اليمين الراحل جاسم الصكر ، الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ، الراحل جعفر هجول ، الشاعر شاكر السماوي ، الراحل أحمد كاظم ، علي هادي .

182
إضاءة
من المسئول عن تفجير الوقف الشيعي ؟

حامد كعيد الجبوري
    صباح يوم 4 / 6 / 2012 م اهتزت منطقة باب المعظم في بغداد بتفجير أستهدف مبنى دائرة الوقف الشيعي ، ذهب ضحيته الكثير من الموظفين والمراجعين لهذه الدائرة ، ناهيك عن المارة والمحلات والمباني والبيوت التي تجاور هذا المبنى الحكومي ، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا من المسئول عن هذا التفجير الإرهابي اللئيم  ؟ ، وللإجابة عن هذا التساؤل البليد يقسم الى شقين ، أولهما الجواب الحكومي المعروف سلفا وهو أن الإرهاب الغاشم الذي يبغي شق صف وحدة العراقيين هو وراء هذا العمل الإرهابي الجبان ، وصرح لنا أكثر من سياسي عبر القنوات الفضائية قائلا عليكم بوحدة الصف ، وعليكم عدم السماح لمثل هكذا أقزام يفرقون صفكم المتراص المتماسك ، ولم ينسى السياسي  أن يوجه الشكر لمراجع الدين السنة والشيعة لموقفهم  الموحد تجاه الوقوف ضد هذا التيارات القادمة من وراء الحدود ، وهناك إجابة منطقية شعبية لهذا التساؤل الذي افترضته وهو ، القادمون من وراء الحدود وهذا تصريح الساسة وليس مني ، نعم القادمون من وراء الحدود هم من فجّر الوقف الشيعي ، وهم من فجّر الجوامع والأماكن المقدسة السنية والشيعية ، ونفسهم القادمون من الحدود من فجّر كنيسة النجاة والكنائس الأخرى ، وهم من جلب الكاتم والتفخيخ للبلد ، وهم من أجج نار الفتنة الطائفية وأشعل فتيلها ، وهم من سرق أصوات الناخبين وزوروا الأصوات وجلسوا على مقاعد لا يستحقونها ، فمن هم القادمون من وراء الحدود ؟ ، هم كل سياسي يأتمر لما يملى عليه من أسياده عربا أو أجانب ، وهم كل من ينفذ أجندات خارجية لصالح البلد الذي كان يؤويه ، وللتوضيح أكثر نعود لتشكيلة مجلس الحكم الذي فرضه المحتل الطامع ، شكل هذا المجلس على نمط طائفي عرقي ، وشكل أصلا لتكريس طائفية في بلد جريح عانى من أعتا دكتاتورية شهدها العصر الحديث ، فلو افترضنا جدلا أن هؤلاء الذين شكلوا مجلس الحكم وغالبيتهم العظمى أصحاب جناسي مثنى وثلاث ورباع ، نفترض أنهم رفضوا التشكيلية ( البرايمرية ) نسبة لسئ الصيت ( برايمر العراق ) ، يرفضونها لأنها تسئ للوحدة العراقية وللنسيج العراقي الذي مزق منذ تولي البعث سدة الحكم في العراق ، ألم يكن الأجدر بهم وهم الوطنيون كما يدعون أن يرفضوا هذا التقسيم الطائفي والعرقي ، ولنفترض موافقتهم بهذا الشكل المهين للعراقيين فكيف يوافقوا على شطر وزارة الأوقاف العراقية لوقف سني ووقف شيعي ووقف مسيحي وآخر يعنى بما تئول ملكيته للديانة اليهودية ، نعم أتضح لي ولوحدي على أقل تقدير أن من وافق على وجود وقف سني ووقف شيعي هو من أثار الفتنة والنعرة الطائفية بعراق أبتلى بساسة لا يفقهون إلا بالدماء والمال الحرام ، للإضاءة ....... فقط .


183
إضاءة
الخط الذهبي !!!
و ( حوّل مطي )
حامد كعيد الجبوري
   من يعرف ما هو الخط الذهبي له عندي مكرمة ليست صدامية  ، لا تعجلوا وتذهب بكم الظنون بعيدا عن ماهية الخط الذهبي ، ربما يتبادر لذهنكم أن الخط الذهبي هو الكتابة بما يسمى ( ماء الذهب ) الذي يكتب به القرآن الكريم  ؟ ، لا ليس هذا ، ولكي لا أشوش عليكم كثيرا ستجدون الخط الذهبي نهاية هذه الإضاءة ، الغريب أن الشارع العراقي يستوعب ويصدق أغلب ما يقال ، وأذكر أن الأنظمة الشمولية تروّج كثيرا للدعاية وتصرف من أجلها المال الكثير ، وقد شكلت هيئة في المخابرات العراقية يسمونها ( شعبة مكافحة  الدعاية ) ، ومن المؤكد وجود أكثر من جهة شعبية أو سياسية تشيع الدعاية وسط الشعوب لذا أوجدت هذه الشعب المسماة ( مكافحة الدعاية ) في أروقة الاستخبارات أو الأمن وما الى ذلك ، يقال وهو من الدعاية السياسية أو الشعبية أن الطاغية المقبور أراد معاقبة العراقيين على انتفاضة آذار الخالدة  فكان يحرمهم متعة الكهرباء ، وكان يحقن الكهرباء ويسربها الى الأرض ، وآخرون يقولون كان يتبرع بها الى الأردن أو يبيعها لسوريا ، وصدّق الكثير هذه الأكذوبة الدعاية ، وسقط النظام لمزبلة التاريخ غير مأسوف عليه ، وفرحنا وفرح الآخرون بأن المسار الوطني الجديد سيكون القاسم المشترك لكل العراقيون ، ساسة وشعب ، انتهت السنة الأولى والثانية والتاسعة والحال وكأن العقارب تعود مسرعة للخلف  ، البطاقة التموينية لم يعد المواطن يألفها كما في عهد الطواغيت ، أسعار المحروقات وبمعادلة حسابية ضربت في 80 مرة ، ومثال لذلك مادة البنزين التي سعرها طاغيتنا المقبور ( 5 ) دنانير ، اليوم بسعر ( 450 ) دينار للتر الواحد ، ما كنا نحصل عليه من ساعات تشغيل للكهرباء فقدنا نصفها تقريبا رغم 33 مليار دولار أمريكي صرفت لها ، ويقول المختصون أن المليون دولار ينتج لنا واحد ( ميكا ) كهرباء ، وبمعادلة حسابية بسيطة  يفترض أن يكن لنا من الكهرباء المنتج حديثا  - بعد السقوط - يفيض عن حاجة العراق ونبدأ بتصدير فائضه ، ولكن الأيادي النظيفة لمن يتبع أمير المؤمنين  عليا ( رض ) ، ومن يتبع أمير المؤمنين عمر ( رض ) اختزنت مال المسلمين لكي لا تذهب لجيوب الغرب الكافر   فادخرتها لنصرة ( الخضر  ع ) ، ولذلك توجب على كل مواطن أن يبتكر شيئا ما للخلاص من الحر أو البرد ، فأصبحت شوارعنا وأزقتنا وبيوتنا غابة مورفة من ( الكيبلات ) و ( الوايرات ) ، فأوجدنا لنا الحلول لنستعيض عن الكهرباء الوطنية الحكومية  ونشجع الحكومة الوطنية لتدخر لنا مالنا المصان  بالأساليب التالية ، 1  العاكسة : وهي عبارة عن نضيدة ( باتري ) وجهاز معها  تختزن الطاقة ونستخدمها بعد أن تطفأ الكهرباء ، 2 المولد الكهربائي المنزلي الصغير  : وهي أجهزة مصنعة بأردأ منشئ تعمل بالبنزين ، وطبعا هناك ( سرة خاص للجليكانات ) في كل مستودع وقود ، ولا يحصل المواطن على مبتغاه إلا بشق الأنفس ، 3 المولدات العملاقة للتجار : توضع في كل محلة أو زقاق لقاء 7 ألاف دينار للأمبير الواحد ، وأقل ما يحتاجه البيت الفقير  4 أمبير ، وهذه المولدات تشتغل ل 6 ساعات فقط ، 4 الخط الليلي : طبعا ست ساعات لا تكفي بالغرض والصيف قاتل لذا أبتكر أصحاب المال والسحت النبيل  الخط الليلي الذي يستمر من بعد الساعة 12 ليلا الى الساعة 6 صباحا ويضيف الى المبلغ المقرر 7 ألاف ألفان ليصبح 9 ألاف للأمبير الواحد ، 5 الخط الذهبي : العقل المالي المنصف فكر طويلا بهذا الحل وهو الخط الذهبي والذي يستمر لمدة 24 ساعة تشغيل والسعر زهيد جدا عشرون ألف دينار للأمبير الواحد ، طبعا يجتزئ من هذه ال24 ساعة مدة تشغيل الكهرباء الوطنية الحكومية ، وأجمل ما رواه لي صديق أن ببغاءً له في داره  تعلمت من تكرار ما يقولونه داخل الدار  ، وكلما أطفأت الكهرباء تقول ( حوّل وطنية ) ، ولأن صديقي هذا يتذمر من ولده كثيرا ولا ينهض مسرعا للتغيير من الوطنية الى المولدة وبالعكس ، لذا كان يؤنب ولده قائلا ( حوّل مطي ) ، فتعلمت ببغاءه هذه المفردة وتقول كلما تطفأ الكهرباء ( حوّل مطي ) ، للإضاءة ...... فقط .

184
إضاءة
أرحموا البرلمانيين يرحمكم الله !!!
حامد كعيد الجبوري
    أعترف للجميع بأننا العراقيون نتذمر من حكامنا كثيرا ولا أعرف سببا لذلك ، سيدنا عمر بن الخطاب ( رض ) أمّر على الكوفة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ( رض ) ، ولم نمهله كثيرا حتى تذمرنا منه وطالبنا الخليفة بتغييره وغيّر ، وتكررت أكثر من مرة بعهد سيدنا عثمان ( رض ) ، وحينما تولى خلافتنا علي بن أبي طالب ( رض ) جعلناه يتمنى أن لم يؤمر علينا ، ونذكر خطبته التي يؤنب فيها العراقيين ويقول في بعض منها لو قايضني معاوية لقايضتكم الدينار بالدرهم ، ولم يستطع أحد من الولاة أن يسوسنا إلا اثنان وهما الحجاج بن يوسف الثقفي ، وصدامنا صدام كل العرب والعروبة  ، كما تقول الأنشودة اللا وطنية أبان حكمه ( صدامنا صدام كل العرب ) ، فيجيب الكورس العربي ( صدامكم صدام كل العرب ) ، ماذا فعل صدام بنا لنكرهه بمثل هذا الكره الأعمى ؟ ، هل قتل شبابنا وشردهم في بقاع الدنيا ؟ ، هل اسـتأثر بمال العراقيين ؟ ، هل زج العراق بحروب لازلنا ندفع ثمن أخطاءها ؟ ، هل أوصل البلد بهذا الشكل المتردي الذي نعيشه الآن وبسببه ؟ ، هل حُشدت الجيوش ضد العراق واجتيح وانتهكت حرماته بسببه ؟ ، هل تربع على سدة الحكم بعده ( شعيط ومعيط ) كما يزعم الشاعر العراقي الكبير موفق محمد ؟ ، كل ذلك لم يكن بسبب صدامنا العربي المقبور ، لذلك أحببناه حبا لا يوصف ، واليوم يبرهن لنا البرلمانيون العراقيون حبهم لوطنهم ولشعبهم المرفه بهم لذلك سنحبهم كصدام المقبور ، فبعد أن أوصلوا الكهرباء والماء والغاز داخل الأنابيب لكل بيت عراقي وبأي قرية بعدت أم قربت ، وبعد أن استطاعوا جاهدون أن يوفروا سيارات مدرعة وذات دفع رباعي لكل أسرة عراقية ، وبعد أن وزعوا الحصص التموينية التي تحتوي على كل مفردات الغذاء ، وبعد أن دمجوا كل الميليشيات الشعبية العراقية لا الحزبية الضيقة ضمن الجيش والشرطة ، وبعد أن وفروا الوظائف لكل الخريجين ، ومن لم يوظف منهم صرفوا له معونة لحين تعيينه ، وبعد أن أخرجوا جوازات سفر دبلوماسية لكل مواطن شريف وغير شريف ، ولا يوجد مواطن غير شريف في العراق ، وبعد أن جعلوا العراق أخضر كمدينتهم وبقعتهم الخضراء البوليسية  العراقية ، وبعد أكمال تنصيب المعامل وناطحات السحاب في كل الخرائب العراقية ،  وبعد أن وجدوا أن ميزانية العراق تفوق ميزانية هولندا والسويد والدنمارك مجتمعات ، أذن كيف ينفقوا ما تبقى من مال لديهم  ؟، أفضل حل لهم هو أن يتقاسموا غنائم البلد بينهم ، وأنا كعراقي أن سمحوا لي بهذه العراقية التي لا تغني ولا تسمن من جوع أقول ، أرفض أن تعطى للبرلماني الوطني الشريف العفيف 600 م2 ، وأريدها  1000 م2 ، وأريد لكل برلماني  1،5 مليار دينار عراقي ليبني بيتا متواضعا يؤويه ، وأريد أن يعطى البرلماني كل سنة 250 مليون دينار عراقي لتحسين حالته المعاشية ،  وأريد  أن لا يحال الى التقاعد مادام حيا ، وأريد   أن يتزوج عانس برلمانية قدر المستطاع ، فأن لم يحصل عليها فمن العوانس البرلمانيات العربيات أو العالميات وذلك أضعف الإيمان ، خوفا أن تختلط دمائهم الزكية مع دمنا المنجس بالرذيلة والسحت الحرام أن تزوجوا نسائنا ، وأخيرا أطالب أن لا يدخل العراقيون قرعة الحج بتاتا وننيب للحج  عنا ممثلينا البرلمانيين لأنهم الأقرب الى ربهم تعالى ، ولأجل ذلك أحببناهم كحبنا لرئيسنا النكرة صدام التكريتي ، للإضاءة .......... فقط .

185
إضاءة
( مكنسةٌ وزنبيل وحمار )
حامد كعيد الجبوري
       نهاية الخمسينات من القرن المنصرم و تحديدا عام 1958 م دخلت الصف الأول الابتدائي بمدرسة العدنانية في الصوب الصغير من مدينة الحلة ، ننهض مبكرا لنهيأ أنفسنا للذهاب الى المدرسة ، في محلتنا التي تسمى ( الوردية ) نجد رجلين أحدهما يحمل ( مكنسة ) تختلف عما نراه في بيوتنا ، ( المكنسة ) مصنوعة من سعف النخيل كبيرة الحجم موضوعة على غصن شجرة يابس و طويل يسمى ( الربد ) ، وشخص آخر يحمل بيده اليمنى  ( زنبيل ) مصنوع من سعف النخيل ( الخوص )  وفي يده اليسرى ( مجرفة ) وهي أيضا من مخلفات الأشجار ، ويقود حمارا يوضع على ظهره ما يسمى ( السابل ) وهو أيضا يصنع من سعف النخيل  ، واجب الرجل الأول حامل ( المكنسة ) جمع الأوساخ ومخلفات البيوت ويجمعها على شكل تلال صغيرة ويسمى ( الكناس ) ، وواجب الرجل الثاني جمع تلك التلال الصغيرة من الأوساخ ووضعها داخل ( الزنبيل ) ونقلها الى ( السابل ) الموجود على ظهر حماره ، وطبعا للحمار مخصصات مالية تصرف من نثرية البلدية ، بهذه الإمكانيات القليلة كنا نجد محلتنا نظيفة جدا ، وطبعا لكل محلة من محلات الحلة العشر لها منظفوها ، ولمجموع هؤلاء المنظفون مراقبا يجوب المدينة صباحا على قدميه ليتأكد من عمل منظفيه ويسمى هذا الرجل ( الجاووش ) ، ومن المفيد قوله أن أصحاب البساتين الصغيرة كانوا يشترون تلك الأوساخ من أصحاب الحمير ليجمعوها في مكب كبير ومن ثم تحرق لتصبح سمادا عضويا لأشجار بساتينهم ، ومعلوم أن هؤلاء الرجال ( الكناس ، الزبال ، الجاووش ) عمال خدمة يتقاضون رواتب مجزية يستطيعون بها إيصال أولادهم لصفوف الدراسة ، ورواتبهم تزيد على ( 18 ) دينار عراقي ، علما أن راتب معلم المدرسة هو ( 28 ) دينارا ، بمعنى أن الفرق غير كبير كما نراه في رواتب الحكومات الوطنية الحالية ، وكانت مدننا نظيفة وشوارعنا أنظف بعدد قليل جدا من هؤلاء خدمة الناس ، اليوم ولا مقارنة بينه وبين أمس ، أجد أن غالبية المحافظات العراقية تشكوا من تراكم النفايات والأوساخ في محلاتها وشوارعها ومتنزهاتها رغم المبالغ الكبيرة التي تذهب لجيوب أناس بعينهم ، قبل أيام صرح مدير بلدية محافظة صلاح الدين قائلا أن مبلغ (  17 ) مليار دينار عراقي لا يكفي لتغطية نفقات عمال الخدمة ، ومعلوم أيضا أن محافظة صلاح الدين قياسا لعدد سكانها أقل مبلغا للتنظيف من المحافظات العراقية الأخرى ، لا نعرف كم يصرف لبغداد العاصمة ، أو لحدباء الموصل ، أو لبصرة الثغر العراقي ، مجرد تسائل أضعه أمام المعنيون في الحكومات المحلية وأقول ألم تكن مدننا ( بالمكنسة والزنبيل والحمار ) أنظف بكثير من تكنولوجيا السيارات التي تنظفون بها مدننا الحالية ؟ ، رحمة بخزينتنا ورحمة بنظافة مدننا أصحاب المعالي وأصحاب الجيوب المنتفخة ، للإضاءة .......... فقط .

186
مهرجان بابل للثقافات والفنون والآداب العالمي الأول
يجتاز التحديات





حامد كعيد الجبوري
    منذ ثلاثة أشهر وثلة مثقفة حلية تواصل عملها الدءوب لإنجاح مشروع مهرجان بابل للثقافات والعلوم والآداب العالمي الأول ، في كل جلسة نعقدها كأسرة لإدارة المهرجان نضع نصب أعيننا النسبة المئوية لنجاح مهرجاننا الأول ، يقول الشاعر د ( علي الشلاه ) لو حققنا هذه السنة نسبة نجاح 30 % نكن قد تخطينا عقبة مهمة أمام عملنا ومهماته  ، اليوم 12 / 5 / 2012 م ، وبعد الجلسة المسائية الختامية  سئلت أكثر من صديق عن النسبة التي يضعها لنجاح المهرجان ، وتوصلت لحقيقة أقرها مثقفو بابل ومنهم الشاعر العراقي الكبير موفق محمد حيث قال أن نسبة نجاح مهرجان بابل تنظيما وإدارة وفعاليات  تتجاوز نسبة 90 % قياسا لمهرجانات عراقية أخرى ، ويقول الشاعر الكبير ( عريان السيد خلف ) أن مهرجان بابل للثقافات والفنون الأول حقق نسبة نجاح تتجاوز 90 % ، ولو تسنى لمواطني المحافظات العراقية الحضور لهذا المهرجان لكانت مدرجات المسرح البابلي لاتسع الحضور ، ومن الجميل أن تتطابق رؤى هذان الشاعران العراقيان الكبيران ، ومن المعلوم أن مهرجان بابل لم يأخذ دينارا واحدا من الحكومة المركزية ولا من الحكومة المحلية ، بل كان من رأس مال حلي خالص ومن ما قدمته شركة زين العراق لتغطية جزء من مصاريف هذا التجمع الكبير .
    اليوم الأول للافتتاح الذي أؤجل من يوم 2 الى يوم 3 / 5 بسبب العواصف الرملية التي اجتاحت العراق ، بعد النشيد الوطني العراقي  ألقى رئيس المهرجان الشاعر د علي الشلاه كلمة أسرة المهرجان التي حيا فيها من حضر لهذا المهرجان من شعراء أجانب من الأرجنتين ومن بريطانيا والباكستان وأمريكا والدنمارك وغيرهم من الفنانين التشكيليين الأجانب والعرب  ، ثم قرأ الشاعر الحلي موفق محمد قصيدته الشهيرة ( محلة الطاق ) ، أعقبه الشاعر الكبير ( محمد علي الخفاجي ) ، والشاعر المصري ( إبراهيم المصري ) ، والشاعر الأسترالي ( لاسا ) ، والشاعر عريان السيد خلف ، وعزف فنانان عراقيان عزفا مشتركا على آلة العود .


    ثم توالت فعاليات المهرجان في اليوم الثاني حيث أفتتح معرض الكتاب أعقبه المقهى الثقافي الذي قرأ فيه شعراء عراقيون وعرب وأجانب قصائده وأختتم بفعالية توقيع كتاب د سعد الحداد ، ومساءا على المركز الرئيسي للمهرجان وهي مدرسة مهجورة رممت لأجل فعاليات المهرجان لكونها منتصف مدينة الحلة ، وهذا الترميم تم بالرأسمال الحلي مع دعم بآليات بلدية الحلة ، في هذه المدرسة كانت جلسة مسائية لشعراء حضروا من مختلف دول العالم ومن البلدان العربية والعراق ،  اليوم الثالث عرض مسرحي للفنانة العراقية الكبيرة شذى سالم ، وعرض مسرحي آخر في اليوم الذي يليه وعلى قاعة نقابة الفنانين تمثيل وإخراج الفنان الحلي الكبير ( علي التاجر ) ، وتوالت الأمسيات والندوات والحوارات ، وقد خصصت أصبوحة للقاصة العراقية د ( عالية ) ، ومن أجمل فعاليات المهرجان تلك الأمسية التي عرض فيها الفلم العراقي الذي حاز على جوائز عالمية كبرى وهو ( أبن  بابل ) ، والجميل أن الفلم عرض على شاطئ نهر الحلة وبحضور جماهيري غير مألوف ، وأمسية مميزة لرواد الشعر الشعبي العراقي ، عشرة أيام متواصلة بالفن والشعر والقصة وحفلات توقيع كتب وإصدارات عربية وعامية وعراقية .
    مساء يوم 12 / 5 كانت احتفالية الختام التي عبّر فيها رئيس المهرجان الشاعر د علي الشلاه عن شكره لأسرة المهرجان  وشكره لكل من كانت له لمسة أصيلة لنجاح المهرجان ، ووزعت شهادات تقديرية ومسلة حمورابي التي صممها الفنان الحلي حيدر الطاهر  للشاعر الكبير موفق محمد ولقائد الفرقة السمفونية العراقية التي أمتعت الجمهور الغفير بمقطوعات موسيقية عراقية وعربية  وعالمية ، ولابد من القول أن الحلة استطاعت أن تتخطى القيود التي وضعت لتحجيم الفن العراقي الأصيل ، وربما سنجد الجديد بمهرجان حلي عالمي آخر ، ولابد من القول أن قسما من السفارات العراقية كانت ترسل شاراتها المخفية والمبطنة بأن العراق غير آمن لهم حاليا ، والغريب أن هؤلاء يحملون الجنسية العراقية ، ورغم ذلك فقد حضر لهذا المهرجان كل من دعي ليبرهن أن العراق وشعبه لا يزالان بألف عافية وخير .   

187
المنبر الحر / ( حليب الصخَل ) !!!
« في: 13:41 28/04/2012  »
أضاءة
( حليب الصخَل ) !!!
حامد كعيد الجبوري
       بدءا لمن لا يعرف من هو ( الصخل ) لأنها مفردة عراقية وذلك يستوجب التوضيح  ، ( الصخل ) هو ( العنز ) ذكر ( العنزة ) في اللغة العربية   ، وهكذا يسمونه في الكثير من بلدان العرب ، الظاهر أن التخلف والأمية والجهل هما القاسم المشترك لسياسيِّ أيامنا النحس والمكدرة في العراق حصرا ، وفي بلدان العالم الثالث عموما ، وكل ساسة العالم بما فيهم ساسة البلدان المتخلفة تحاول جاهدة رفع المستوى الثقافي لدى شعوبها إلا في العراق ، فالساسة العراقيون رضي الله عنهم وأرضاهم يريدون لهذا الشعب البقاء على تخلفه ليحصدوا أصواتهم وكراسيهم ومنافعهم الشخصية من خلال هذا التخلف ، حدثني من أثق به أن حاجا عراقيا لبيت الله الحرام يسأل حاجا آخر مثله قائلا له وهما يطوفان حول الكعبة الشريفة لأداء مناسك حجهم ، قال لصاحبه ( بروح أبوك هو هذا الكبر ؟ ) ، أجابه الآخر ( أي قبر تعني ؟ ) ، رد السائل قائلا ( مو الله مدفون هنا ؟ ) ، أجاب الآخر بعصبية واضحة ( ليش هو الله يموت ، وحتى لو يموت وين يكفي هذا الكبر ) ، بمثل هذه العقليات تسلق ( شعيط ومعيط ) لسدة الكراسي السنية والشيعية وحتى العلمانية كما يقول الشاعر الكبير موفق محمد ، قبل سنين كنت أسخر من أحد التجار الذي يبحث عند مربي الدجاج عن ( ديك ) يبيض ، قلت له وهل الديك يبيض ؟ ، قال لا ولكن يحدث أن أحد ( الديكة ) ولتشوه بجيناته الوراثية يبيض ، قلت وما تفعل ببيضته ؟ ، قال أنه يأخذها لأحد السحرة ويقرأ عليها بعضا من تعاويذه لقاء مبلغ كبير من المال ، قلت وما تصنع بها ؟ ، أجابني أنها تجلب لي الرزق الوفير ، قلت له أنك أغنى تاجر أعرفه ألا يكفيك ذلك ؟ ، قال زيادة في الخير والمال ، هززت يدي أمامه مستهجنا قوله وفعلته ومعتقده الخرافي ، اليوم تذكرت صاحب البيضة بسبب ما نقل لي عن خرافة لا تصدق ، تحدث أحدهم بأن أحد أولياء الله قد زاره بمنامه قائلا له ، أذهب غدا الى المدينة ...ن ... وهناك تاجر يبيع الماشية أسمه .... وأشتري منه ( الصخل ) الكبير ذو اللون الذهبي وقرنه الأيمن مكسورا بأي ثمن يطلبه ، وفعلا بكَرَ صاحبنا القديس وذهب حيث أمره ولي الله وفعلا وجد ضالته عند التاجر كما يزعم  ، وتاجر الماشية بداخله يريد أن يبيع ذلك ( الصخل ) لأن الجزارين لا يذبحونه بسبب ( زفرة لحمه ) ، ومثل هكذا ( صخل ) لا يستخدم إلا للتلقيح الجنسي  ، وفعلا تمت الصفقة وجلب صاحبنا ( صخله ) ونفذ ما أمره ولي الله زائر المنام ، أشيع بعد أيام أن صاحبنا يملك ( صخلا ) ينتج كل يوم قدحا واحدا من الحليب ، واستكمالا قيل أن لهذا الحليب قدرة على أن يشفي مرضى ضغط الدم ومرضى السكري تحديدا ، ولأن الكثير من العراقيين مصابون بهذه الأمراض لذا أصبح بيت صاحبنا مزارا ومقصدا لهؤلاء المرضى ، كل فجر يتجمهر الناس أما باب دار صاحبنا ويخرج عليهم بقدح من الحليب الطازج ويقسمه بأقداح الشاي ليصبح أربعة أقداح صغيرة  يبيع كل قدح ب 100 إلف دينار عراقي ، ( ومن هل المال ، حمل جمال ) ، للإضاءة ....فقط  .   

188
إضاءة
بين الماضي والحاضر( صدام )!!
 يبعث من جديد ؟
حامد كعيد الجبوري
    للجمال وجوه مختلفة وعديدة ، والقبح ليس له إلا وجها واحدا ، الديمقراطية لها أوجها عديدة ، وللدكتاتورية وجه واحد ، العيش بسلام وأمن بوجه واحد ، والقتل ليس من معطياته إلا الموت  ، الطيب – العطر – له أكثر من رائحة تتسامى لتكن هي الأذكى ، والرائحة الكريهة النتنة ليس لها إلا ما يشبهها بنتانتها  ، كل هذه التداخلات بسبب حديث تذكرته للطاغية ( صدام حسين ) وهو يزور أحدى المدارس الابتدائية ويلتقي بفلذات أكبادنا الطلاب ، قال لهم صحيح أن الفاكهة ( الموز ) غير متوفرة في أسواقنا المحلية بسبب الحصار الجائر الذي فرض على عراقنا ، وحسنا فعل من حاصرنا ليمنعها ويحرّمها على أطفالنا ،  هذه الفاكهة التي تحبونها تسبب لكم - الأطفال - بشكل خاص تسوس الأسنان ، وهنا صفق مدير المدرسة ومعلموها للحكمة التي بشّر بها قائدهم الضرورة ، وكثيرة مثل هكذا تنظيرات طلع بها علينا قائدنا الضرورة الملحة والمُمَلحة ، اليوم بعد التغيير الذي أخذ من عمر الزمن ومن أعمارنا تسع سنين عجاف ونحن نرفل بخير لا يعرفه إلا من عاش معنا ولنا ، أغرقت أسواقنا بما لذ وطاب من بضاعة استهلاكية منتهية الصلاحية والرداءة  ، دواء للمرضى من مصادر لا وجود لها على الساحات العالمية ، ناهيك عن عدم صلاحيتها وفاعليتها بالعلاج ، أستورد التجار وخارج الضوابط العالمية والعراقية المعتمدة كل نفايات دول العالم من السيارات سيئة الصنع والمصدر ، والحديث بخصوص الفواكه والخضر لا يصدق ولا يعقل في ما نجده في السوق العراقي ، وبدأت الحكومة ولا أقول الدولة تخطو نحو  تحجيم الاستيراد وحسنا تفعل كما نظن ، ولكن بدأت بما يخص المواطن وطعام الفقراء فقط ، وتركت الانسيابية والتسيب بكل مفاصل التجارة من سلع وسيارات وأدوية ترفض دخولها لبلدانها ( موزمبيق وأرتيريا ) ، والغريب يخرج على الناس مصرحا لنا بما تدفق به عقل وزارة الزراعة ليقول (( نعلم أن سعر ( كيلوغرام ) الطماطم وصل لأكثر من ( 2500 ) دينار عراقي ، ونقول للمواطن أمتنع عن الطماطم لشهر واحد وسوف تجد الطماطم المحلية تملأ الأسواق )) ، ما أشبه اليوم بالبارحة ، وما أشبه مليار ونصف دولار أمريكي يصرف على قمة عربية لم تجلب للعراق سوى التناحر والتصريحات الفجة من هنا وهناك ، ولا ننسى تلك القصور التي أسماها صدامنا العظيم والمعظم بقصور الشعب ، كما خضراء الشعب المقدسة والمبجلة ، للإضاءة .... فقط .     
 


189
الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين / بابل
يضيّف الكاتب ( محمد علي محي الدين )



حامد كعيد الجبوري
      مساء يوم الخميس 19 / 4 / 2012 م وعلى قاعة الشهيد ( قاسم عبد الأمير عجام ) ضيّف الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين / بابل الباحث والكاتب والشاعر محمد علي محي الدين ) ، تحدث بدءا مدير الجلسة ( حامد كعيد الجبوري ) عن السيرة الذاتية للباحث ( محي الدين ) ، ومحي الدين ولد عام 1950 في محافظة بابل / القاسم  ودرس في مدارسها ، وبسبب الظروف الأقتصادية وعوامل أخرى اضطر لترك الدراسة الإعدادية وانصرف للتثقيف الذاتي والدراسة الخارجية ، وتربية أسرته وأداء رسالته الأبوية ، وقد بدأ في سن مبكرة بكتابة خواطر شعرية رأى بعضها النور من خلال نشره في بعض الصحف والمجلات ، و لقي تشجيعا كبيرا من عمه  المرحوم الدكتور ( عبد الرزاق محيي الدين ) على الكتابة والنشر في الصحف والمجلات وكان يسدد خطواته بما يبدي من تشجيع ومتابعة ومراجعة لبعض ما يكتب ، وقام رحمه الله بتوجيهه لقراءة  كتب البلاغة فكان لها تأثيرها على  التجويد في الكتابة وتجنب المزالق المختلفة ، وكانت الصحف والمجلات في العراق تصدر بأشراف الدولة ورقابتها  ، وهيمن عليها المقربون من السلطة فكان ينشر نتاجه الأدبي في مجلة التراث الشعبي وأفاق عربية ، وأذيعت بعض القصائد من البرامج التي تقدم من الإذاعة العراقية ، وتوقف عن الكتابة بعد سنة 1978 بسبب الظروف التي مر بها العراق ، وبدأ بعد هذه السنة بالتوجه للدراسات الشعبية ، فكتب آلاف الصفحات في التراث الشعبي العراقي وجمع  ميدانيا الكثير من الفنون الشعرية الشعبية ك( الدارمي والموال والأبوذية) ، وجمع الكثير مما يتعلق بالعادات والتقاليد الشعبية ، ثم بوبها في كتب منفصلة تناولت شتى المعارف الشعبية ولم ينشر شيئا منها في المجلات بسبب الظروف التي تمر بها البلاد ، فتكون من ذلك نتاجا ثرا كبيرا قام بعد فترة بطباعتها ، بعد سقوط النظام بدأ في نشر هذا النتاج في الصحف والمجلات العراقية ، وبدأ يشارك بالنشاط الثقافي والمهرجانات والمؤتمرات بعد الانفتاح الكبير الذي رافق التغيير ، وأسهم بشكل فاعل في النشاط السياسي والمجتمعي والكتابة عن الهم العراقي ، ونشر مئات المقالات في الصحف والمجلات العراقية ، منها الصباح والمدى وطريق الشعب والفيحاء والحوار والبينة والاتحاد والأهالي والفتح والمؤتمر والشرارة والشباب الجديد وغيرها .

    وتحدث الدكتور ( صباح نوري المرزوك ) عن المنجز الذي حققه ( محي الدين ) وعن مؤلفاته  وهي :
المؤلفات المطبوعة:
1-    كاظم الجاسم ودوره في الحركة الوطنية / دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011 م
2-    أضواء على عملية الهروب من سجن الحلة / دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011م
3-    دليل الشعراء الشعبيين في الحلة ج1/ دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011م
4-    رجال في ذاكرة الوطن  /  دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011 م 
5-    الدارمي أو غزل البنات / دراسة فنية لفن معروف من فنون الأدب الشعبي
6-    كتب في الميزان / دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2011 م
7-    في الأفق الأدبي/ دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة 2012 م مجموعة دراسات أدبية تناول فيها شاعر الشعب محمد صالح بحر العلوم  وقصيدته أين حقي
8-    ديوان المثاني :يحتوى على أكثر من 200 رباعية
9-    واقع المرأة في عراق ما بعد التغيير / بالمشاركة / صدر عن مؤسسة الحوار المتمدن 2008 م
وله كتب معدة للطب وهي :
1-    حكايات أبي زاهد جزآن
2-    ديوان أغاني القافلة شعر شعبي يحتوي على أكثر من 60 قصيدة تناولت مختلف الأغراض.
3-    دفاعا عن 14 تموز/ كتاب ضم بين دفتيه مجموعة من الدراسات التي تناولت ثورة 14 تموز/1958
4-    في الموروث الشعبي/ دراسات وبحوث في الأدب الشعبي والفولكلور العراقي نشرت في الصحف والمجلات العراقية.
5-    آراء ومواقف في العلمانية واليسار
6-    بعد الرحيل . ما قيل أو كتب عن الدكتور عبد الرزاق محيي الدين بعد وفاته.
7-    مقالات في الشأن العراقي
8-    الديمقراطية والانتخابات في العراق
9-    الدين والمجتمع
10-   آراء ومواقف / سلسلة مقالات ثبت فيها مواقفه حيال بعض المنعطفات الحادة في العراق وبين فيها موقفه منها.
حصاد العمر/ تناول فيها سيرة المناضل الشيوعي عبد الجبار علي أحد أبطال معركة أهوار الغموكة
 11 _ محطات في حياة المناضل معن جواد


12 - الأبوذية.. فن عراقي أصيل
    وتحدث الشاعر جبار الكواز رئيس الإتحاد فرع بابل عن ما أثاره كتاب ( أضواء على الهروب من سجن الحلة ) ، معتبرا هذا المنجز المنصف والموثق لحادثة الهروب من سجن الحلة الدكتاتوري مرجعا تاريخيا لمن يريد الخوض والكتابة بهذا المضمار  ، وتحدث عن التداخلات والمماحكة التي رافقت نشر هذا الكتاب ، وما قيل من فلان وآخر بسبب تسليط الضوء على جزء وترك الجزء الكبير الذي نفذ هذه العملية البطولية .
        حضر الجلسة الرفيق ( علي إبراهيم ) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، وحشد كبير من المثقفين والإعلاميين والسياسيين .
      ومحمد علي محي الدين عضو الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، وعضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق .


190
( عزة الدوري )
والعراق سيذبح من جديد

حامد كعيد الجبوري
لم يكن أي نظام في العالم يرفع ويردد الشعارات الزائفة مثل نظام الصدام المقبور ، ولم يكن في العالم أجمع بلد له أيام قتالية ونضالية وجهادية كأيام العراق الموهومة ، يوم النخوة ويوم البيعة ، ويوم النصر ، يوم الراية ، يوم الشهيد ألخ ، ولذلك نجد في كل مدينة عراقية ( حي الشهداء ، حي الأسرى ، حي المفقودين  ) ، ومن الشعارات التي علقت بذهني الشعار الذي يرفع أيام مهرجان بابل الدولي الذي يقول ( من نبو خذ نصر الى صدام حسين بابل تنهض من جديد ) ، ونهضت بابل وكما يقول الشاعر العراقي الكبير موفق محمد ( عراق أتجمع ، أسترح ، أستاعد ، الى الوراء در ) ، ودارت عجلة التقدم كما رسمها القائد الضرورة ( صدام حسين ) لتقاتل ثلاث وثلاثون دولة غير العرب والأعراب والمستعربين ، وخرج العراق يتكأ على جوع وعري أطفاله ونسائه وشيوخه ، كل هذا الدخول لمتن الموضوع بسبب خطاب ما يسمى أمين سر القطر المجاهد الكبير الفريق الأول الركن ( عزة الدوري ) الذي بث من فضائية العرب والعروبة ( العربية ) ، والفضائية التي لا تحمل من الشرق إلا تسميته ( الشرقية )  ، ولا أخفي حقيقة كنت آمنت بها منذ اليوم الأول لسقوط صنم الدكتاتورية ، وهذه الحقيقة أني كنت أعتقد أن عزة الدوري قد رحل نهائيا عن هذه الدنيا بسبب ما أشيع عنه من استفحال مرض سرطان الدم بعروقه العربية الأصيلة ، وبمناسبة عروبته الأصيلة أقول هل للعرب القادمون من الجزيرة سحنة حمراء كسحنة الدوري الحربي  ، هذا ما أشك بمرجعية دمه وأصل عروبته التي لست قيما عنها ولا مدافعا ومنظرا لها ، أيقنت حقيقة أن هذا ( الأبرص ) هو عزة الدوري بسبب بل أصبعه من لسانه كأي طالب مدرسي متخلف ، وأذكر هذا الرجل وممارسات الطفولة الساذجة  وهو يلقي أحد الخطب من خلال ( التلفاز ) العراقي آنذاك وهو يدخل سبابته موصلها الى لسانه لتبل من ريقه العروبي ثم يقلب الصفحة الورقية  أمامه، بدأ أمير المؤمنين الجديد بالسب والقذف لكل يد امتدت أو مدت مع الاحتلال الأمريكي الذي لولا البعث المجتث لما عبر القارات ليصل لعراق آمن فقير ، وذكرنا القائد الضرورة الجديد برأي قد وضعه حزبهم المجتث عن طائفة مسلمة تسمى الشيعة فأسماهم ( الصفويون ) ، متناسيا أن السواد الأكبر لبعثهم المجتث هم من هذه الطائفة ( الصفوية ) ، وليسأل اللا عزة الدوري من الناطق بلسان حزبه الحالي هل هو صفوي أم عربي ، فالبعث المجتث العروبي يرى أن كل شيعي هو من السلالة الصفوية ، وأذكر حينما كنا نؤدي الخدمة العسكرية  الإلزامية قول قائد الفيلق السابع الفريق ( ماهر عبد الرشيد التكريتي ) صهر قصي  صدام حسين قوله عن وزير دفاع الدولة العراقية وهو ( سعدي طعمه الجبوري ) حيث نعته الفريق ماهر ( أبن العجمية ) ، وعرفت لاحقا أن سعدي الجبوري سني المذهب ووالدته  من المذهب الشيعي ، وليس ذلك وحسب فشاعر البعث ( شفيق الكمالي ) الذي أعدمه صدام حسين يقول بأحد أشطر قصيدة له ( نسل الإماء على تاريخنا اجترءوا ) ، ومعلوم أن نسل الإماء المقصود به ( زين العابدين ) أبن الحسين الشهيد الذي تزوج مع آخرين من بنات كسرى الأسيرات أيام قادسية سيدنا عمرو بن الخطاب ، وليس ببعيد تاريخ الرجل الوطني الشجاع الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله فهو أبن فارسية صفوية كما يصفه البعث المجتث ، ويستمر خطاب الأمير بلا إمارة  الدوري المتخفي بالسب والقذف للشيوعيين ، ولست أدري ما علاقة الشيوعيون بخطاب تأسيس البعث المجتث ، وما علاقة الشيوعيون مع المحتل ، وما علاقة الشيوعيون مع الحكومة الجديدة بعد أن زورت الأصوات لصالح غيرهم ، وما علاقة الشيوعيون وهم تحت أنظار دوائر الأمن والمخابرات الحالية ، وما علاقة الشيوعيون وها هي مكاتبهم تستباح بالظهيرة وكما يقول المثل الشعبي ، نعم للشيوعيين علاقة واضحة للدوري ولغير الدوري ، الشيوعيون أصحاب فكر متجدد وخلاق يتطلعون بعين البصيرة ليوم لابد أن يصل لمرساه العراقيون ، والشيوعيون يرفضون أن يضعوا أيديهم مع كل قاتل ظالم ومستبد بهذا البلد الجريح ، والشيوعيون يرفضون أن يضعوا أيديهم مع أمثالكم رغم أمنياتكم السوداوية لذلك ،  ولا غرابة أن تتطابق أفكاركم السوداء مع من تتناغمون معه سرا وجهرا ،  يا أمير اللا مؤمنين اللا عزة الدوري لقد عرف الشعب العراقي زيفكم وحقيقة حزبكم وتاريخكم الأسود فلفظكم وبقيتم مجرد إمعات تنقادون لفلان وتنفذون رغبات فلان ، وها هو العراق سيصبح أفضل وأجمل وأبهى وأنتم خارج هذه اللعبة السياسية التي لا تزل أصابع قتلكم تصل لكل بيت عراقي .

191
(  النوروز )
بين الأسطورة والمعتقد والطقوس!!!
حامد كعيد الجبوري




      تحتفل شعوب العالم أجمع يوم 21 / 3 بعيد شعبي يسمى عيد ( النوروز ) أو ( النيروز ) ، وفي ليلة  21 / 3 يتساوى الليل مع النهار بعدد ساعاته ،  وأعتاد العراقيون على تسميته ب ( النوروز ) ، وهو لدى الشعوب الفارسية والكردية يعني اليوم الجديد ، ويترجم من اللغة الكردية ( ضوء جديد ) أو يوم جديد ، ويروى أن الشعب الكردي كان تحت قبضة حاكم فارسي جائر يسمى ( الضحاك ) بحوالي 4200 ورأي آخر3500 سنة قبل ميلاد السيد المسيح ( ع ) ، وأستطاع البطل الكردي ( كاوه الحداد ) أن يقتل هذا الحاكم لذا عد ذلك اليوم عيدا للشعب الكردي ، ومنهم من يرى الضحاك ملكا أشوريا كانت له أفعيان تحرسانه ، ولظلم الضحاك كان يطعم تلك الأفاعي من ( مخ ) الأطفال ، وفقد كاوه 16 ستة عشر ولدا من ولده لتغذية تلك الأفعيان ، وبقيت له بنت واحدة وحينما طلبت للقتل واستخراج ( مخها ) عمد كاوه لحيلة وهي ذبح شاة وتقديم ( مخها ) لتلك الأفعيان ، ونجح كاوه بخطته هذه وصعد لقمة الجبل مع أبنته هاربا بها ، عرف الشعب الكردي بما فعله كاوه الحداد ففعلوا مثل فعلته وبدؤوا يرسلون أولادهم للجبل مع كاوه ، بدأ كاوه تدريب هؤلاء الأطفال على القتال وحين أصبح عددهم كافيا هجم بهم وبقيادته على حصن الضحاك وقتله وأشعل النار بدار الضحاك وعلى قمة ذلك الجبل ، وأمر جنده الأطفال أن يصنعوا ما صنعه ، وتقول الأسطورة الكردية  أيضا أن الشمس لم تشرق طوال سني ظلم الضحاك ، وحينا قتل أشرقت الشمس فجر ذلك اليوم 21 لذا سمي اليوم الجديد أو الضوء الجديد ، ويقول المصريون أن النوروز عيد فرعوني وهو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة وأتت النوروز من المفردة القبطية ( ني _ يارؤو ) لموعد اكتمال فيضان النيل ) بروايات وتأويلات كثيرة  ، وتحتفل الشعوب الفارسية لمدة أسبوعان تتوج لذروة الاحتفال يوم 21 / 3 ، وتصوم الطائفة البهائية لمدة 19 عشر يوما تسبق يوم النوروز ، والنوروز  أحد الأعياد لديهم  وهو يوم 21 /3 .
       تقول الأساطير اليونانية أن الأرض  تحمل على أحد أكتاف الإله ( أطلس ) وفي ليلة 20 – 21 / 3 يرفع الإله أطلس الأرض من مستقر كتفه لينقلها الى الكتف الآخر وخلال هذا الانتقال للأرض من كتف لآخر قد يرى أحد المارة من الحيوانات هذا التحول فيقال أن الأرض قد تحولت على استقراء ونبوءة وفأل ذلك الحيوان من خير وشر ، وأما الأساطير الهندية والفارسية تقولان أن الأرض ترفع على قرن ثور ، وفي ليلة 20 – 21 / 3 ينقل ذلك الثور بحركة جبارة الأرض من قرن لآخر ، وكما الأسطورة اليونانية بخصوص ما يشاهده من الحيوانات المارة أثناء لحظة التحويل ، والظاهر أن هذه الأسطورة وصلت للعوام من الناس  وهذا أحد أبناء شيوخ عشائر ( الجبور ) من الفرات الأوسط ويسمى ( حميوي ) قد تعلق قلبه بإحدى الغجريات وأسمها ( بدرية ) ، وحين معرفة والده بهذا العشق أمر تلك العوائل الغجرية مغادرة منطقة سكناه ففرحت زوجة ( حميوي ) برحيل الغجر عن ديارهم فقالت هذا ( الدارمي ) ( منهو اليكل لحميوي بدرية شالت / وأنكسر كرن الثور والدنية مالت ) ، وأما المعتقدات العربية العراقية بعيد النوروز فتقول ، أن ملوك المناذرة كانوا يخرجون ليلة النوروز فأي شئ يلاقي في طريق الملك من الحيوانات فأن الأرض تدور عليه ، ولهم فأل حسن وسيء لما يؤولونه لتلك الحيوانات التي يراها الملك ، أو يراها الثور ، أو الإله أطلس ، ويعتقد الكثير أن مسألة الأبراج متأتية من هذه التنبؤات ، وفي الموروث من الأدعية الإسلامية لمختلف مذاهب المسلمين ليوم تحويل السنة ( النوروز )  أمثلة تروى بذلك ومنها ( يا مغير القلوب والأحوال غيّر حالنا لأحسن حال ) ، ويروى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) أوتي له بطبق من ( الفالوذج ) التي تصنع من الحليب ويضاف لها السكر ويسميها العامة ( محلبي ) ، قدمها له ( زواطا ) فأستطعمها علي ( ع ) وقال له ما هذا ؟ ، فقال أنه النوروز يا أمير المؤمنين ، فتبسم علي ( ع ) وقال له ( نورزونا كل يوم يرحمكم الله ) ، وهي دلالة لعدم استهجانه واستنكاره  لهذا العمل ، و ( زواطا ) هو جد الإمام أبو حنيفة ( النعمان بن ثابت (رض )) .
     للنوروز طقوس قد تتشابه بالحواضر العربية والعراقية ، ويعده الأطفال عيدا ثالثا لهم بعد الفطر والأضحى ، وتختلف الناس وحسب الأحوال المالية للاحتفال بهذا العيد ، الفقراء منهم تصبغ ( الدشاديش ) لأطفالهم الأولاد والبنات لتظهر أنها جديدة  ، والأغنياء يشترون لأبنائهم الجديد من الملابس ، وكل عائلة غنية أم فقيرة تشتري لأبنائها الذكور الصغار والكبار جرارا من الفخار يسمى ( أبريق ) له فتحة جانبية ينزل الماء منها تسمى ( بلبوله )  ، والإبريق صغير الحجم لا يتعدى أن يستوعب قدح أو قدحان من الماء ، وللإناث صغارا وكبارا أيضا ما يسمى ( شربه أو تنكه بضم الميم وسكون النون وفتح الكاف ) ليس لها مكان لخروج الماء إلا من فوهتها  ، وهناك من النساء الحوامل الذي لا يعرف ما في بطونهن من حمل ذكور أم إناث ، وعدم معرفتهم حينذاك لعدم توفر ما يسمى بأجهزة ( السونار ) ، ولمثل هذه الحال من الحمل يشترى ما يسمونه ( تُنُك بضم التاء والنون ) وهو بحجم ما ذكرناه مضافا له يدتان  ( عروتان ) يمينه ويساره ، وتتفنن النسوة بزينة أباريق أولادهن الذكور – غالبا – مضافا لما عليه من زينة وأصباغ اصطناعية حمراء وخضراء وصفراء ، فيصنعن من أكياس ( الجوت ) أو قماش ( الململ ) حزاما يطوق تلك الأباريق ويضعن به حبات من الحنطة أو الشعير يلف تلك الأباريق بمدة مناسبة ، فتنبت تلك الحبيبات بذلك القماش وتستقي ماءها بما يرش عليها من الماء وبما تمتصه من جدار الإبريق المملوء ماءا ، وتكبر هذه النبتات العشبية ولها منظر جميل يأخذ بالعيون ، وفي تلك الأيام لم تكن صناعة الدواجن كما هي الآن ، وأغلب البيوت تربي الدجاج المحلي لينتج للعائلة ما تحتاجه من البيض ، ولم نعتد على رؤية البيض الأحمر وقتذاك ولا نرى إلا البيض الأبيض في الأسواق ، ولا أعرف لم كانت أمهاتنا يردن لون البيض أحمرا يوم النوروز ، فيضعن قشور البصل مع البيض حين إنضاجه فيصبح أحمرا ، ولكل فرد من أفراد العائلة بيضتان حمراوان مسلوقتان ، ونجبر من أمهاتنا أن نأكل تلك البيضتين المخصصتين لنا كي لا تصاب عيوننا بمكروه الى العام التالي ، ومن الطقوس أيضا وضع مائدة ( صينية ) تحوي على سبع سينات ، مرة قلت لأمي أن مجموع السينات ستة وليست سبعة ، ضحكت لذلك وقالت أن السمسم فيه سينان ، ونجد بتلك الموائد السمسم مخلوطا ومسحونا مع السكر وهو ما نحبه كثيرا ، والسمك ، وشئ من أغصان شجرة ( الياس ) ، والكرفس ، والخس ، و ( الساهون ) وهي حلوى تصنع من الزيت و السكر يميل لونها الى القهوائي الغامق ، وبعض النسوة يعملن شراب ( الأسكنجبيل ) عوض أحد هذه السينات ، والميسورون من الناس يشترون الحليب وتعمل النساء منه أواني كثيرة من ( المحلبي ) ، ويتفنن بصنعه فيضعن تحت ( المحلبي ) وبنفس الإناء طبقة من ( الزردة ) وهي عبارة عن رز مضاف له السكر ومادة من التوابل لونها أصفر تسمى عند العامة ( صبغ الزردة ) ، ساعات الضحى تخرج العوائل مستقبلة النوروز الربيعي الى البساتين القريبة أو التجمعات التي يرتادها الناس أيام أعيادها ، وفي ( حلة ) العطاء والخير بابل نذهب صحبة أمهاتنا وآبائنا الى قرية ( العتايج ) حيث مرقد العلامة العتائقي الحلي ، وهناك يتحلق الشباب لأداء رقصة ( الجوبي ) ، ولكل فرقة عازفها الذي يعزف على ( المطبك ) المصنوع من سيقان القصب فتخرج منه أصواتا راقصة ولا أشجى منها ، والعازف الماهر يستمر عزفه شهيقا وزفيرا دون انقطاع ، والمغني ينشد ( عالجوبي الجوبي الجوبي / والحنه لاخت ثوبي ) ، وعائلات أخرى تذهب الى مقام ( عمران بن علي بن أبي طالب ( ع ) ) ، ومجاميع أخرى تذهب لمقام نبي الله أيوب ( ع ) ، وعوائل أخرى تفترش حشائش البساتين المحيطة بالحلة الفيحاء .
     اختلفت التسميات لعيد النوروز في أغلب الحواضر العراقية ، قسم أسموه ( النوروز ) ، وآخرون ( الحول ) ، وقسم أسموه عيد الشجرة ، وقد تكون تسمية ( دخول السنة ) الغالبة في العراق ، وقد أشار لهذه التسمية الشاعر العراقي الكبير ( مظفر النواب ) قائلا ( ودخول السنه من ألكاك / يافي النبع وأطعم / عطش صبير لافركاك ) .       
       

192
الطرفة السياسية وتأثيراتها
حامد كعيد الجبوري
    الطرفة أو ما يسمونها في العراق ( النكته ) بدأت منذ خليقة البشر على هذا الكوكب ، وهناك الكثير مما ورد من طرف وظرفاء عاشوا على مر التاريخ عربيا و عالميا ، ولا أعرف تحديد زمن الطرفة التي تتناول المواضيع السياسية سلبا وإيجابا ، وقد أشيع أن المصريين هم أكثر من برع بهذا المضمار وبخاصة بعد النكسات العربية المتعاقبة ، ويقال أيضا أن أحد وزراء الدفاع المصريون تمنى على شعبه المصري أن يتركوا التندر والطرف عن هزيمة جيشهم عام 1967 م رفقا بحال الجنود والضباط المصريين ، وفعلا قد توقفت مثل هذه الطرف ، ونلاحظ أن التغيير الجديد الذي حصل بجمهورية مصر عام 2011 م لم يخلوا من الطرفة اللاذعة أيضا ، فرغم بقاء عشرات الآلاف لأيام طوال في ساحة التحرير فقد أنتجت هذه النخب الشبابية الكثير من الطرف  ( النكات ) أفردت لها إذاعة ( مونتكارلوا ) برنامجا لذلك ، ويرى الكثير أن الفسحة الديمقراطية المفتعلة أم الحقيقة أنتجت لنا مثل هذه الطرف ، يقال أن أحد المصريون أشتكى من أن الطابع الذي حمل صورة رئيس الجمهورية محمد أنور السادات لا يلصق بأوراق الشكاوى التي تقدم فسأل أحد كتاب الشكاوى عن ذلك فأجاب ، أنت أين تبصق على الطابع ؟ ، أجاب المشتكي طبعا أبصق على صورة الرئيس ، ويقال أيضا أن زوجة حسني مبارك دخلت لمحل بيع الأحذية في القاهرة ومن خوف البائع منها أحدث ( خرج من دبره صوت الغازات ) بحضورها فضحكت وقالت للبائع ما هذا ؟،أجاب البائع على الفور ( الله وأكبر الريس  بيككم أفواهنا وأنتي بتكممي ، نعمل أيه بقه ) ، أعتقد أن فسحة الديمقراطية هي التي أنتجت هذه الطرف ، ولا أقول أن حكام مصر السابقون هم حملة ودعاة للديمقراطية ، أما في العراق وبظل نظام المقبور صدام حسين كانت الطرف السياسية تنتقل خفاء للناس لتداولها خوفا من جور الحاكم المستبد وسطوته القاتلة ، فترة الحروب الجائرة التي مرت على العراق كانت الشعارات تملئ الساحات والمدارس ومن تلك الشعارات ( الشهداء أكرم منا جميعا ) ، وبتحوير لهذا الشعار أصبح ( الشهداء أكثر منا جميعا ) ، وأيضا حوّر أحد خطابات الطاغية التي يخاطب بها دولة إيران ليصبح ( هذه أسلحتنا فأين هي أسلحتكم ؟ ، هؤلاء شهدائنا فأين قتلاكم ؟ ) ، ولدينا في محافظة بابل رجلا صنعته الطرفة يسمى ( لطيف بربن ) استفاد من الأنشودة التي غزت الشارع العراقي حينها والتي تقول ( يا كاع ترابج كافوري ) ، وقد نسج على منوالها أكثر من مقطع ساخر فيقول ( سمتيه أتدك بسمتيه / والسومر صار ب6ميه / عونه اللي باع / أي والله وعونج يا كاع ) ، وفي هذا المقطع يشير لطيف للحالة الاقتصادية التي أثرت على العراق سلبا بعد الحرب ، ومقطع آخر يسخر به من ما يسمى  أمين سر القطر عزت الدوري يقول فيه ( طبينه القصر الجمهوري / ولكينه عزت الدوري يكنس بالكاع ، أي والله وعونج يا كاع ) ،  ومقطع آخر يتنبأ به لطيف بربن برحيل نظام الطاغية المقبور فيقول ( صدام أيكل السجوده / شيلي جرودج يا مكروده / نشرد أبساع / أي والله وعونج يا كاع ) ، بعد التغيير الذي حصل في العراق الذي لم يجني منه العراقيون إلا هذه الفسحة من الديمقراطية وحرية الرأي المفتعل أيضا فقد أنتج لنا الكثير من الطرف التي تشير بوضوح واستهزاء بما يدور داخل البلد وأروقة السياسة ، يقال أن السيد رئيس الجمهورية مام جلال حضر لجلسة تديرها الحكومة  من وزراء وغيرهم ، أثناء الاجتماع رن هاتف الرئيس النقال وإذا زوجته على الخط مستنجدة وقائلة ( ألحك تره الحرامية ترسوا البيت )  ، ضحك الرئيس كثيرا وقال لزوجته ( لا أنتي متوهمة هاي كل الحرامية وياي بالاجتماع ) ، ولهذه الطرفة تأشيرة لما أصبح عليه حال العراق من فساد إداري وأخلاقي عجيب ، أيام الذبح على الهوية الطائفية التي أشتعل أوارها منذ 2004 م لنهاية عام 2006م  وأن لا يزل بعضها باقيا ، يقول أحدهم أن رجلا توفي في بغداد وخوفا من ذهاب الرجال معه الى دفنه في النجف الأشرف قامت مجموعة من النسوة بهذه المهمة القاتلة ، في منطقة مثلث الموت كما يسمونه أهل الوسط والجنوب والقريب من ناحية اللطيفية أوقف مجموعة من القتلة العجلة التي تحمل الميت ، وحينما لم يجدوا فيها إلا النساء أتصل أحد أفراد العصابة بأميره مستفسرا عما يفعله معهن ، جاءه الجواب لا عليكم استعملوهن جنسيا واتركوهن يذهبن لدفن ميتتهن ، ونفذوا ما أمروا به ، وقبل انطلاق العجلة سألت أحد النساء الكبيرات الرجل الذي مارس معها الجنس قائلة له ( حبوبه هم نلكاكم من نجي بالأربعين ) ، وطرفة أخرى تحارب الطائفية المستقدمة عنوة للعراق ، أوقف الذابحون عجلة من نوع ( كيا ) على الطريق الذاهب لسوريا ، أمر الذابح ليقف السنة على اليمين والشيعة على اليسار ، نظر الذابح للشيعة وأمر باستخدامهم جنسيا وذبحهم ، وأمر للسني بذبحه فنطق السني غاضبا ( الله وأكبر حتى بهاي أمهمشينه ) ، وطرفة أخرى تقول مسكت عجلة فهرعت أحد النساء صوب الذابح قائلة له ( هم أكو عدكم اغتصاب ) ، كل هذه الطرف لم تكن شائعة بمجتمعنا ونسيجنا العراقي ، وآخر ما وصل من طرف تنتقد الدولة ومؤسساتها متبرمة بواقع خدمي سئ لا يطاق ، ويرى الناس سرقة المليارات تحت ضوء الشمس وضمن تشريعات قانونية باطلة ، ميزانية العراق لعام 2012م 100 مليار دولار أمريكي ، ونفوس العراق لا يصل لثلاثين مليونا ، جمهورية مصر نفوسها يربو على الثمانين مليونا ، وميزانية مصر لا تصل ل 30 مليار ، والفرق واضح بين ما قدمته مصر لشعبها من خدمات وبين ما يقدم للعراق من خدمات ، وتقول الطرفة الختام أن نساء المسئولون في الخضراء يجتمعن دوريا في أحد بيوتهن في خضراء أزواجهن ، مرة وهن جالسات في ما يسمونه العراقيون ( قبولي ) قالت زوجة أحد الوزراء ( الله يديم علينه المحاصصة من يوم صارت لليوم والخير علينه مثل المطر ) ، قالت أحداهن ( هو وينه الخير أشو بس عليكم ) ، أجابتها صاحبتها مهنئة لها  ( ليش عيني بالخير عليج أسمعت رجلج صار وزير الموانئ بالأنبار ) ، ضحكت زوجة وزير الكهرباء وقالت ( هاي جذبة نيسان ليش أكو بحر بالأنبار ) ، قالت الزوجة المهنئةُ بمنصب زوجها ( أشدعوه  هذا الحسد ليش هو أكو كهرباء بالعراق ورجلج وزيره ) ، أجد من المناسب جدا أن نكتب بمثل هذه الطرف علها تصل لمن كمم عينيه وأذنيه .   


193
نقابة الصحفيين والاستثمار الحكومي
حامد كعيد الجبوري
    قرأت أكثر من موضوعة هنا وهناك محورها الأساس نقابة الصحفيين ومنهجيتها الجديدة بعد التغيير الذي حصل بمسيرتها حين تولى نقابتها ( مؤيد اللامي ) ، وآخر من تحدث الصديق ( يوسف المحمداوي ) بجريدة المدى عدد يوم الخميس 9 / 3 / 2012 م وقد ذكر أسماء لم يحملوا هوية النقابة لست بصدد ذكرهم ، وبودي أن أُذكر الصديق المحمداوي أنه أول ممن لا يحمل هذه الهوية لا لعدم مهنيتيه الصحفية وكفائتة ، ولكن لأسباب لا يريد بموجبها الحصول على هذه الهوية كما هي الأسماء التي ذكرها  ،  وأنا على ثقة أن النقابة إياها بودها أن تتشرف أن تمنح هؤلاء الهوية الصحفية ليقال أن فلانا وفلانا قد حملها  ، وأعرف أن أكثر من أسم ذكره هو يحمل الهوية الصحفية من قبل سقوط صنم الدكتاتورية ، وربما هو من الأسماء التي أسست هذه النقابة ، وأجزم أن مثل هكذا أسماء مهمة لها حضورها الفاعل والمميز وسط الساحة الإعلامية وغيرها من منظمات المجتمع المدني ، لا يشرفها أن تحمل مثل هكذا هويات حملها سواق ( التكسي ) مع إجلالي واحترامي لهذه المهنة والمهن الأخرى التي حصلت على هويات الواجهات الثقافية لأكثر من غرض شخصي ، وللحصول على ما يسمى منحة الإبداع ، ولغرض انتخابي لدعم مثل هكذا أسماء للوصول لمناصب إدارية بتلك الواجهات الثقافية ، وبعيدا عما ذكره الصديق المحمداوي عن ( اللامي ) واجتثاثه من وزارة الثقافة ، وانخراطه كما يقال ضمن تشكيلات فدائي صدام ، أو عن ما كتبه مادحا ولي النعمة صدام حسين   ، كل ذلك طبيعي بعد أن برزت لنا أسماء لا عد لها ولا حصر وهي على شاكلة هذا الرجل ممن أسند له أكثر من منصب حساس كنقابة الصحفيين  ، وهنا لا أتحدث عن فلان وغيره بقدر ما أتحدث عن النهج الحكومي الذي أسميته استثمارا ، ولنعد قليلا الى الوراء ونستذكر ما كان يقدمه اللا نظام الصدامي لشريحة الجيش العراقي ، قطع أراضي بمراكز المدن وإلغاء أكثر المساحات الخضراء لتوزيعها على العسكريين ، عجلات حديثة ومن منشئ عالمي ، منح مالية وهدايا عينية لمن طبل وزمر لقائده الضرورة ، الآن سقط النظام وعرف السياسي الجديد أن عهد الانقلابات العسكرية  قد أنحسر مع ذلك النظام الشمولي ، لذا فقد خسر العسكريون كثيرا من ميزاتهم ، بل أكثر من ذلك فقدوا الكثير من مفردات رواتبهم ، بحيث أصبح الراتب العسكري أقل من أقرانه الموظفون الحكوميون بكثير ، إذن هناك جهة ضاغطة تمسك بزمام الصحافة والأعلام العراقي فعلى الحكومة إرضاءها وكسبها لجانبها أو على الأقل تحييدها ، وهذا ما نهجه السياسي الجديد ، وهنا برزت الذيلية البعثية وكعادتها البغيضة فقدمت ولاء طاعتها ليس حبا بالحكومة الجديدة بقدر ما تريد أن تسجل من مكاسب أضافية لما تقدمه الحكومة لتلك الجهات ، فحصلت نقابة الصحفيين حصرا على منحة ( السيارة ) بطريقة الآجل ، وحصلت ما لم يحصله غيرها من توزيع لقطع أراضي بكافة المحافظات العراقية ، وبدءا شمل التوزيع لمن لا يملك قطعة أرض ، وقد أوعد دولة رئيس الوزراء نقيب الصحفيين بتوزيع قطع أراضي لمن حصل على هذه المنحة الجديدة وأن كان قد أستلم مكرمة القائد المخلوع ، وأستطاع نقيب الصحفيين من أن يحصل على مكرمة جديدة كمكارم الطاغية المقبور وهي تخفيض بطاقات السفر للصحفيين حصرا للنصف ، غير منحة الإبداع التي حصلت عليها كما حصل مع بقية منظمات المجتمع المدني الثقافية ، وأهم منجز حققته هذه النقابة هي تفعيل عضوية هذه النقابة ضمن مجتمعها العربي والعالمي ، كل ذلك قدمته هذه النقابة لقاء أجر زهيد وهي الرضوخ لما يحدث داخل الوطن وعدم نشر هذا الغسيل أمام أهله ، والكل يعرف موقف النقابة ممثلة برئيسها مع التظاهرات التي اتخذت من نصب الحرية منبرا لهموم ومعانات العراق ، هنيئا لنقابة الصحفيين العراقيين هذه الإنجازات مدفوعة الثمن  ، وهنيئا للحكومة بهذه المنظمة الواسعة ، وقد غفل النقيب اللامي أنه كرسيه غير باق كما أن كرسي الكثير ممن عمل معهم من السياسيين غير باق أيضا .

194
إضاءة
أيها الحكام العرب أحذروا قمة بغداد  !!!
حامد كعيد الجبوري
      ليس من المنطق والوطنية تحذير الحكام العرب من الحضور لقمة بغداد ، ويفترض بنا كعراقيين أن نفرح بمقدمهم ، لا لحل مشاكلنا بل لنتجنب ما يرسل لنا من هؤلاء الحكام ، ومن ثم أن المنطقة العربية بأكملها تحتاج لقمة عالمية وليست عربية ولا تجدي نفعا ، ولأننا كمواطنين نعرف سلفا أن كل القمم العربية عبارة عن لقاء لا يسمن ولا يغني من جوع فلم هذه القمة أذن ، ولم نبدد أموالنا وساستنا بحاجة ماسة لها لإكمال مشاريعهم المؤجلة ،  فترة حكم الطاغية المقبور وحينما كانت الفرق الرياضية العراقية تلعب مع دولة أخرى ، كنا نقف لا وطنيا مع الفريق الخصم لينتصر على فريقنا الوطني نكاية بنظام الطاغية صدام ، اليوم هوى الصنم الصدامي وشمخت أصناما أخرى تربعت على قاعدة الصنم المنهار ، ولست متجنيا أن أفرزت القليل جدا من هؤلاء الساسة ممن يقف بجانب شعبه وطنيا وأخلاقيا ، وأكثر من ذلك أن ما لم يستطع تنفيذه الطاغية المقبور استساغه الحاكم الجديد ، ولست بصدد ما كان يقدمه صدام حسين من فتات للشعب العراقي بل بصدد ما حرم هذا الشعب من الفتات الذي أستأثر به الساسة لمصالحهم الذاتية ، ولأننا كشعب عراقي نجد أن هذه القمة تكريس للنظام العراقي السياسي الجديد المحاصصي والتهميشي والفساد الإداري الذي نخر جسد الدولة المقامة بأسس مهزوزة منذ عشرينات القرن الماضي وليومنا هذا ، وبسبب الوضع الأمني السيئ الذي يمر به البلد ، ولكثرة المسدسات الكاتمة والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي لا يمر أسبوعا إلا ونحن نودع خيرة شباب البلد لمقابر العراق التي كرهت عراقيتها ،ولأننا لا نستطع خسارة قائد عربي وحاكم مسلط على شعبه أن يقتَل في العراق دون أن يكمل مهمته الإنسانية بقتل الضحايا المنتظرون للقتل ، وثم نحذر هؤلاء الحكام من ساسة العراق وميليشيات أحزابه ، وها هي أمامهم قضية نائب رئيس الجمهورية الهارب طارق الهاشمي ماثلة للعيان ومثله الكثير من السراق واللصوص  ، وهاهم ساسة الكورد الوطنيون حد التخمة يتحفظون على هارب من قضاء ينتظره ، إذن نحن أيها العرب الحكام فكروا ألف مرة قبل مقدمكم للعراق ، ونحن غير مسئولون أمام الله وشعوبكم من أي مكروه يحدث بكم ، ولا تأتمنوا قول البرلمانيون العراقيون بأن العراق آمن ، فالعراق غير آمن ودليلي لذلك سياراتهم المصفحة التي أقروها لهم ، وأفواج حمايتهم ، فلو كان العراق آمنا لما أستقتل البرلمانيون لشراء تلك العجلات المصفحة ، وقد أعذر من أنذر ، للإضاءة .......... فقط .

195
حينما تفيض صدورنا غيضا نلجأ بأحزاننا في العراق الى المقابر
حامد كعيد الجبوري
( هموم وكبر )
وحشه دياركم سكان الكبور
بقت بس الأسامي وكومة حجار
نمتوا بالأمان وماكو ناطور
ولا تعرف حزن وهموم  تحتار
ولا بالك تشغله اتحيطك أنمور
ولا تسمع البينه أشصار ما صار
تناخه الدود بيكم ياكل أبدور
بعيون  الورد وخدود جمار
يوميه طبك كل ساع عاشور
وزفينه الشباب شموس واقمار
من يهيج حزني أتضيك الصدور
نحجي للكبر ما يكشف أسرار
هم عدكم قوائم تعرف الزور
متروك الأصيل وتصعد أشرار
متحزمه المنيه جفوف ناعور
عميه وما تعرف زغار وكبار
عفتو للأهل مليتوا القصور
جيرانك كبر ويزورك الجار
هم عدكم مصيبه وكلكم حضور
وتسمعون النواعي أحزان وأشعار



الخدمتك ما أجوا ولدان والحور
بصوانيهم يفوح الهيل وأزهار
دنيتكم هظيمه وحلك تنور
ونكلتوها جحيم النار للنار
تحاسبتوا ولكيتوا هناك دستور
ميزان العدل وحساب جبار
هم كبرك أمصفح بيه مستور
عن عين الشعب وسيوف الأشرار
السياسي وبرلماني كبره محفور
الفقير الحافي يمه تنام تجار
شما تجمع ذهب وتظنه مذخور
تصبُّح والمنيه أتمسي خطار
------------

196
إضاءة
غرفة تجارة بابل وتواصلها المجتمعي
حامد كعيد الجبوري




   تعلمنا من خلال سني خدمتنا العسكرية أن القطعة بآمرها ، بمعنى أن كان الآمر حريصا على وحدته العسكرية ومدافعا عن منتسبي وحدته فأن أفراد تلك الوحدة العسكرية يحبون آمرهم ويخلصون بعملهم معه ،ولأن حديثنا عن غرفة تجارة بابل أقول أن الغرفة حقبة زمن الدكتاتورية البغيضة تعتبر واجهة أمنية وحزبية ، وما تجنيه غرف التجارة من أموال تصرف لخدمة الحزب القائد ، وتقدم كرشاوى لرجال الأمن والشرطة ، ومن المعلوم أن غرف التجارة تجني من خلال أنجاز معاملات التجار الكثير من المال ، ناهيك عن ألمبالغ المجتباة من الرسوم ، ومردودات أيجار ما تملكه تلك الغرف ، وهو ليس بالمبلغ القليل ، بعد التغيير الذي حصل في العراق لم تعد تلك الغرف ملكا لأي حزب أو تجمع أو تكتل ، بل أصبحت واجهة تجارية وثقافية وسياسية غير مؤطرة لأحد ، ولأن غرفة تجارة بابل أستلم مهامها نخبة من تجار الحلة فقد فتحت أبوابها لتحتضن الجميع وتمد يد العون لمن يطرق بابها من المثقفين والتجار ، قبل أيام اقترحت على السيد رئيس غرفة تجارة بابل المهندس الاستشاري السيد ( صادق المعموري ) ، وأعضاء مجلس إدارة  الغرفة لزيارة أحد معالم الحلة الثقافية والاجتماعية والتجارية وهو التاجر السيد ( لطيف إبراهيم بربن ) ، وقد حصلت موافقة رئيس الغرفة وأعضاء مجلس الإدارة دون أي تردد ، و ( لطيف بربن ) عمل بالتجارة وانتمى لغرفة التجارة منذ مطلع خمسينيات القرن المنصرم ، و( لطيف بربن ) يملك روح طرفة لا يملكها غيره ، والرجل عرف سياسيا واجتماعيا وثقافيا ، ولا يمكن  أن تحلو الجلسات الأخوية بدونه ، فهو ذاكرة للمدينة ، وحديثه لا يمر دون  طرفه أو تعليق أو نادرة ، اليوم الجمعة الساعة الثالثة بعد الظهر زار وفد من غرفة تجارة بابل ممثلة برئيس الغرفة السيد ( صادق المعموري) ، ونواب الرئيس ( السيد جاسم أبو خمرة وصلاح الخليفاوي ) ، وعضوا الغرفة السيدان ( صلاح مهدي السعيد والسيد إسماعيل محمد كاظم ) ، والسيد ( علي احمد عبد المعموري ، وحامد كعيد الجبوري ، والسيد يوسف جاسم أبو خمرة ) ، وكم كانت فرحة السيد ( لطيف بربن ) بهذه الزيارة وتقديم درع الغرفة كهدية له مع مبلغ من المال ، شكرا لكل من يضع نصب عينيه جهد أصدقاءه وما قدموه من عمل مثمر ، وشكرا لغرفة تجارة بابل ممثلة بكافة تجارها ، وبرئيسها ، وبأعضاء مجلس إدارتها لهذه البادرة ، للإضاءة ...... فقط .         


197
إضاءة    
الأخيار ورثة التاتار
                                                                                                             حامد كعيد الجبوري
   حقبة الدكتاتورية البغيضة لم يكن للعراقيين منجى من خطب وحكم القائد الضرورة ، ولم يكن العراق يملك إلا قناتين تلفزيونيتين أضاف لها المعوق أبن الطاغية المقبور قناة جديدة أسميت قناة الشباب ، كل هذه القنوات تتحد في ما بينها لتقدم لنا أخبار الساعة الثامنة ، وبطل الساعة هو ( صدام حسين ) ، يستمر وكل يوم خطابه وزياراته وتفقده لأحوال رعيته ساعتان متواصلتان  ، ومن أجمل ما كان يعرفه العراقيون أن المذيع ينهي نشرته الخبرية الساعة العاشرة إلا خمسة دقائق لبث أحدى الأغاني الوطنية ( بيت بيت زار الشعب / وما بين أبوجه التعب ) ، وحين نهاية الأنشودة تكن الساعة العاشرة حلت ، وهذا يعني بداية النشرة الثانية ، ويعاد نفس الحديث والزيارة مجددا ويستمر للثانية عشر ليلا ، وحينها كنا قد أكملنا رزقنا الحلال وآوينا لمضاجعنا ولا نستطع الحديث بشئ لأن ( الحيطان ألها أذان ) ، في بعض الأحيان نكن مجبرين لنستمع لوصايا القائد الجبار ، وبعد التفحيص والتمحيص والدراسة والتحليل أخرج وكأني ( أطرش في الزفة ) ، ولم أكن أعرف ان القصور والتقصير في عدم فهمي لما يقوله قائدنا الهمام ، أم أن القائد ( لا يجمع ) كما يقول الفنان ( عادل إمام ) ، اليوم وبعد التغيير و تسلم قيادات البلد لأخيارنا من العراقيين ، وتوزيع الحقائب حسب قوانين أحزابنا الجديدة ، ووصول سارقي  الشهادات العليا ومزوروها لسدة الحكم والمناصب ، الكل منهم يلقي خطبه الرنانة مستعينا بخلفية ثقافية  تشبه  خلفية الفنانة ( هيفاء وهبي ) ولا تقترب من مقدمة أبن خلدون ، والطريف إصرارهم الخطابي دون كتابة الخطاب على ورقة مكتوبة ، لأن كتابتها على ورقة تخدش بحيائه الخطابي ، قبل أيام ظهر على أحد الفضائيات أحد طلبة أفلاطون ليقول ، ( درسنا القضية من كل جوانبها ، وأوعزنا تشكيل لجان متخصصة لمناقشة حيثيات الموضوع ، الذي واجهتنا مشاكله وعقباته ، ولا أخفي أحدا أن هذا التوزيع الجغرافي لهذا المشروع  ، قد تكاملت لدينا أسسه البرنامجية التي سوف تغرقنا نحن وشعبنا بمطالبات لا حصر لها ولا عد ، ولا أريد أن أقول أن القوائم البرلمانية كانت عائقا كبيرا لحل تلك المهام التي تناط بنا ) ، سبحان الله وما أشبه يومنا بأمسنا القريب ، للإضاءة .... فقط .   

198
إضاءة
الشهيد عبد الكريم قاسم والصراع الطبقي والسياسي
حامد كعيد الجبوري
   مهما حاول الكثير من الإساءة لهذا الرمز الوطني العراقي الكبير فهو يعلو ويحلق في سماء التاريخ المنصف والجاد ، شخصية كالزعيم الخالد خلقت الكثير من الأضداد ضده ، ومهما قيل ويقال فلم يستطع أحد خدش وطنيته ونزاهته وحرصه على بلد نهض توه من قيود رجعية ومؤامرات ومكائد محلية وعربية وعالمية ، أن الثورة التي قادها الراحل الشهيد قاسم خلقت له أعداء محليون وغيرهم  ،سياسيون وعروبيون  وغيرهم أيضا ، مساء يوم 8 شباط الأسود تحدث ( مالك دوهان الحسن ) من خلال فضائية العراقية ، والظاهر أن هذا الرجل قد قبض الثمن سلفا ليرسم ما في مخيلته الموتورة ضد الراحل الشهيد قاسم ، ويحق لمالك أن يتحدث عن الزعيم بهذا الحقد الدفين فقد كان قانون الإصلاح الزراعي الذي شرع في عهد الشهيد قاسم ضربة قاسمة وقاسمية لمثل هكذا أقطاعيين منحوا آلالاف ( الدونمات ) الزراعية  لقاء خدمتهم المستعمر العثماني والبريطاني على حد سواء ، وهم نفسهم هؤلاء الإقطاعيون الذين أوحوا للمرجعية الدينية حينها لتصدر فتواها المعروفة ، مضافا لذلك قانون الأحوال المدنية ، والغريب أن المرجعية الدينية لم تفتي بشئ مما عمله البعث وأزلام الحرس القومي من سفك للدماء وتشهير للحرمات  ، بمعنى أن المرجعية الدينية السنية والشيعية تآزرتا سوية من أجل الإجهاض بثورة الشعب العراقي عام 1958 م ، لأن الثورة حينها أصابت هؤلاء بالصميم ، ولست هنا مدافعا عن ثورة كتب بها وعنها أكثر من 4500 مؤلف ، غير الأطاريح الجامعية والكراريس والمجلات والصحف ، ويدعي الكثير أن الراحل عبد الكريم قاسم ليس سياسيا ناجحا ، وأقول لهم نعم لم يكن قاسم سياسيا ناجحا بمعايير السياسة التي يفهمونها اليوم ، فلو ساس الناس بسيف ( الحجاج ) و ( صدام ) لكان سياسيا ناجحا ، ولو ساس الناس بسياسة ( معاوية بن أبي سفيان ) و ( عمرو بن العاص ) لكان سياسيا ناجحا وفذا ، وأسأل مثل هؤلاء ما يعني لهم قانون ( 80 ) وقانون الإصلاح الزراعي وقانون الأحوال المدنية ؟ ، وما يعني أن يباع النفط العراقي بالجنيه الإسترليني ؟ ، وما يعني بناء مجمعات سكنية بطول العراق وعرضه لفقراء البلد والمحوجين ؟ ، نعم الظاهر أن كل من يعمل للفقراء ويكن منهم  ليس سياسيا ، فالسياسي الذي يستأثر بالمال العام ليسوقه لحزبه ومدينته وعشيرته ذلك هو السياسي العبقري ، لا أريد أن أطيل بل سأورد هذه المعلومة التي سمعناها نحن مريدو أحد الصالونات الثقافية السياسية حيث تناولنا الراحل الشهيد قاسم وثورة الشعب العراقي ، قال أحد محدثينا وهو يعمل بعد أن فر هربا من الأنظمة المتعاقبة ليستوطن في ألمانيا الغربية حينها ، قال ارتبطت بعلاقة صداقة مع أحد الوزراء الألمان المتقاعدون ، سألني هذا الألماني قائلا ماذا يمثل لك عبد الكريم قاسم ؟ ، قال صاحبي لأغير من مفاهيمي تجاه عبد الكريم قاسم وقلت للألماني أن قاسم دكتاتور أهوج ، قال وما رأيك بجمال عبد الناصر ؟ ، قلت قائدا عروبيا ( قومجيا )  محبوبا من شعبه ، قال الألماني لو فرضنا أن جئنا بقاسم لمصر وجمال للعراق فماذا سيحدث ؟ ، قلت لا أدري ، أجاب الألماني قائلا لو جاء ناصر للعراق لم يستطع حكم العراق ثلاثة أيام ، ولصنع المصريون لقاسم تمثالا يعدل صرح أبو الهول ، وأضاف الألماني قائلا للعراقي الذي يخفي حب الزعيم بداخله،أتعرف أن قاسم أجتمع مع وزرائه عام 1959 م لمناقشة ميزانية العراق التي هي عبارة عن 100 مليون دينار عراقي ، ويقول كتبت تلك الميزانية على سبورة ب( الطبشور ) تفرس بها الزعيم الراحل وهي عبارة عن أسطر قليلة تحتوي على أرقام عدة ، نهض الزعيم من محله وأخذ الممحاة وأزال كل ما كتب على السبورة وهو يحدق بوجوه الوزراء ، لاحظ تجهما على وجوههم ، نهض مرة ثانية وأعاد بخط يده ما كتبه وزير المالية ( محمد حديد ) ، قال محمد حديد مخاطبا الزعيم أن هناك ثلاثة أرقام تختلف عن ما كتبه حديد ، أخذ الزعيم الممحاة ثانية وذهب لمسح تلك الأرقام الثلاثة ليعيدها كما كتبها الوزير ، وقال الزعيم لحديد عليك أن تراجع هذه الأرقام الثلاثة الممحاة لنناقش ميزانية العراق ، وعودا لبدء أقول للسيد ( مالك دوهان الحسن الجبوري ) حمدا لله إذ لم يكن الزعيم نهازا كغيره ، ولم يكن ملكيا ، ولم يكن وزيرا للبعث المقبور ، ولم يكن وزيرا أمريكيا ، ولم يكن مرشحا لبرلمان عراقي لأكثر من مرة ولم يحصل على خمسين صوتا ممن أخذهم معه لبغداد للتظاهر ضد الراحل قاسم ، ممنيا لهم بزيارة الإمامين الجوادين وكذب عليهم وزجهم ضمن التظاهرة وهم يرددون ( زيارة وسفرة ودينارين ) ، بمعنى أنه أعطى لكل واحد من هؤلاء ديناران كأجر له ، ومع ذلك لم تغرهم الدنانير لينتخبونه اليوم رغم الفضل القديم والجديد لهم ، للإضاءة .......... فقط .   





   

199
المنبر الحر / تيتي ...تيتي
« في: 23:34 02/02/2012  »
إضاءة
(تيتي ...تيتي )
حامد كعيد الجبوري
   ( أبو المثل ما خله شي ما كاله ) هذا ما وصل لنا من تركة ماضينا الغزير ، ويقال أن زوجا كثير التبرم بأحواله مع زوجته ، وبعذر وبلا عذر وكما يقال ( يسويله زعله ) ، وحينما ( يزعل ) يعزف عن الطعام ، فتتودد له المسكينة زوجته لمراضاته ، وبعد التي و( اللتيا ) وبذل ماء الوجه لزوجها يتصالح معها ، وتعوّد صاحبنا هذا الحال ، لكن المرأة المبتلاة شكت ما تلاقيه لصويحباتها فعنفنها كثيرا لذلك وقلن لها جميعا السبب يكمن بك أنت من علمته على هذا ، والمثل يقول ( أبنج ولو دللتيه ورجلج ولو علمتيه ) ، قالت لهن ما أصنع معه إذن ؟ ، أجبنها أتركيه وسوف ترين كيف يعود دون أن تبذلي له ماء الوجه ، وكعادته صاحبنا الزوج ( سوه زعله ) ، وقت الغذاء قالت لزوجها ( راح أصب الغده ) ، قال لها بوجه عبوس قمطريرا لا أريد ، لم تكترث لإجابته ، وضعت ( الصينية ) وقالت له ( كوم أتغده ) ، لم يجبها ، جلست لوحدها أمامه وبدأت تلتهم الطعام وهو يرمقها بطرف عينه وبطنه ( تتصرى ) من الجوع ، أكملت أكلها وذهبت لغرفتها لتأخذ قيلولتها ، وفعلا نهضت من القيلولة ولم تجد زوجها بالدار ، في العشاء كررت معه نفس التصرف ولم يأكل معها ، وتركته أيضا وأكلت وشبعت وتوجهت لغرفتها ونامت ، تبعها الزوج لفراشها ودخل معها الفراش ولم يحصل منها على بغيته فنام كمدا ، في اليوم التالي صباحا أعدت الفطور وقالت له هل تفطر معي أم لا ؟ ، أجابها ( مو تدرين بيه لا غده ولا عشه ولا فراش يعني شنو قصدج تردين تموتين من الجوع والنوب أتحرميني من الفراش والريوك لا عمي راح أتريك )  قالت له أن تصرفي لا حقا معك هكذا ، يعجبك الأكل والفراش أهلا بك وأن لا يعجبك فأهلا بك أيضا ، أجابها ( بليونه لا حبيبه مثل ما تردين بس بروح عمي منو اللي وزج عليه ) ، قالت له ( محد وزني بس أفعالك حيل ضوجتني ) .
    هذا ما توصلت له الحكومة العراقية الحالية ممثلة بدولة القانون مع شريكتها بالمغانم القائمة العراقية ، وسؤالي ماذا جنت العراقية على مخاصمتها البرلمان لأكثر من شهر ، مع تعطيل أغلب القوانين والجلسات ، وسؤالي أيضا لماذا تختلف العراقية مع شركائها بالعملية السياسية ؟ ، وماذا جنته العراقية من مغادرتها البرلمان والحكومة ، ومن ثم عودتها دون الحصول على مكسب معين لها أو لجماهيرها من العراقيين ، ليس بوسعنا إلا أن نقول وكما يقول المثل الشعبي ( تيتي ... تيتي ، مثل ما رحتي أجيتي ) ، للإضاءة ...... فقط . 

200
إضاءة
مشهد الشمس ...
والأربعاء الأخير من صفر . !!!
حامد كعيد الجبوري
       من المعلوم أن الأشهر الحرم في الجاهلية هي محرم ، رجب ، ذي القعدة ، وذي الحجة ، وحين بزوغ فجر الإسلام أقر حرمة هذه الأشهر التي كان الأعراب يتجنبون الحرب فيها لقدسية يرونها فيها ، وأيام زمان تعمد أمهاتنا لصبغ ملابسهن و ملابسنا ( الدشاديش )  باللون الأسود بداية شهر محرم الحرام ليعبرن عن حزن الجميع لما أصاب عترة آل محمد ( ص ) من قتل وسبا أيام عاشوراء في كربلاء ، ولا ينتهي حزنهن وخلع ملابسهن السود على سبط الرسول الأعظم (ص ) إلا بنهاية شهر صفر ، وأخريات من النساء ينزعن سوادهن بعد ذكرى وفاة الرسول ( ص ) ، ووعيت لطقس يمارس من نسوة الحلة فقط وهو الذهاب الى مقام أمير المؤمنين علي ( ع ) في ( مشهد الشمس ) ، والمقام لا يبعد عن مركز المدينة سابقا إلا بعشرات الأمتار ، أما الآن أصبح جزءا من مركز المدينة ، و ( مشهد الشمس ) معبد لآلهة الشمس عند البابليين ويسمونه ( معبد أدد ) ، حل فيه أمير المؤمنين علي ( ع ) وهو عائد من معركة ( النهروان ) ، ويروي الكثير من المؤرخين بإثبات واقعة رد الشمس لعلي ( ع ) بعد أن فات عليه صلاة العصر ، الأربعاء الأخير من صفر ينهضن أمهاتنا وأخواتنا مبكرات ليذهبن الى مقام مرد الشمس في الحلة ، من الليل هيأن مستلزمات الزيارة من أكل وشرب ، وقسم منهن يؤدين دينا من النذور برقبتهن لأن الله قد حقق حلما لهن ، وكل الزوار الى المقام من النسوة فقط ، صبايا ينذرن للنجاح ، الشابات نذرهن للزواج ، الحوامل يردن ولدا ، الأم تطلب لأولادها ما يريدونه ، وهكذا ، يقطع السير للعجلات من الصباح الباكر ، ويحول سير المركبات لطرق أخرى ، حشد لا حصر له من النساء ، وأجمل ما في هذا الطقس ، أو قل العرف المجتمعي الجديد هو صعود قسم من النسوة لباحة المنارة ومن خلال الدرج الحلزوني ورمي العباءات من أعلى المنارة بعد تعليم العباءة أو زرها بشئ يدل على صاحبتها ، أو تطريز طرفا من هذه العباءة بلون مغاير للسواد ، والفأل الحسن أن تطايرت العباءة سابحة في الجو ، ودلالة ذلك أن صاحبة العباءة سوف تحصل على مرادها الذي أتت من أجله ، يستمر هذا الطقس من الصباح الباكر ولبداية أذان المغرب ، وسمعت أخيرا أن قسما من النسوة يضعن تحت وسادتهن شيئا من المال ليتصدقن به في اليوم الموعود لفقراء المدينة ، وحقيقة سألت الكثير من الحليين  ليرشدني أحد لمغزى هذا الطقس ولم أجد له جوابا شافيا لحد الآن ، ويرى البعض أن التقاليد المجتمعية التي توطد العلاقات العائلية وتوثقها يقرها الدين والعرف ، وهذه مما أقرها العرف ولم يعارضها الدين ، ونهاية شهر صفر يجوب الصبية أزقة المدينة وهم يرددون ( يا محمد يا شفيع / راح صفر جانه ربيع ) ،  للإضاءة ...... فقط . 

201
إضاءة
من الرابح !!!
الساسة ، المواطن ، الوطن ؟
حامد كعيد الجبوري
    من المؤكد أن الجميع يعرف نتيجة هذا التساؤل الساذج ، و لا ضير في التذكير لننتفع من هذا التذكر ، قبل سقوط صنم الدكتاتورية كنا نؤمل أنفسنا ببحبوحة نفتعلها لنقنع أنفسنا بتغير لابد صائر  ، وكنا نقول لأبنائنا ونحن نجلس لمائدة الإفطار أو الغداء أو العشاء أن ما يملكه العراق من خزين نفطي يجعلنا نعيش أفضل من أي بلد آخر ، بشرط أن يدير دفة البلد أبنائه الأصحاء ، ورسمت لنفسي ولعائلتي حلما ورديا لا يحلم به إلا السذج أمثالي ، قلت لهم أن هؤلاء سوف يغدقون علينا بعطايا من مالنا الخاص المستودع لنا في باطن أرضنا وفي البنوك العراقية ، وقلت لهم أن العراق سيضاهي اليابان صناعيا ، وهولندا بالورود والمنتجات الحيوانية ، وستكون لكل عائلة عراقية خادمة أو خادم من الفرنسيات أو الألمانيات أو السويديات ، وأولادي تعلو رؤوسهم لما يستمعون له ، سقط النظام وجاء أبناء البلد المشردون والموزعون بكل بقاع العالم ، أتوا لنا حفاةً  لا يملكون شيئا إلا القليل منهم ، فتحنا لهم أبواب قلوبنا ، ونظّرنا لهم ، وتسابقنا لصناديق الاقتراع لنجعلهم سادة وقادة لنا ، تسابقنا سنة وشيعة ومسيح وغيرهم ، تسابقنا عربا وكوردا وتركمان ، أغمسنا أصابعنا بذلك اللون البنفسجي وليتنا لم نفعل – انا والحمد لله كل الانتخابات التي مرت لم تحصل القائمة التي أرشحها لشئ يذكر -  ، وكانت النتيجة كما ترون ونرى ، صراع لا نعرف أوله لنحكم متى سينتهي ، اختلاسات وفساد مالي وإداري وأخلاقي لا حصر له ، كنا نحكم لحزب واحد والآن لجملة أحزاب ، كنا نصفق لشخص واحد والآن نصفق لساسة جوف كثر ، كان واحدا يسرقنا واليوم نسرق من الجميع ، رضينا بكل شئ ، رضينا بالفدراليات ، ورضينا بأنصاف المتعلمين ، ورضينا بالقتل والتشريد والتهجير ، قبلنا بالذبح على الهوية  ، أجج الساسة لا جزاهم الله خيرا الفتنة الطائفية ، وهدمت جوامعنا و مساجدنا وكنائسنا ومقدساتنا الدينية ، أستأثر الساسة وأقاربهم ومن يخصهم بالمناصب والوظائف والتعيينات والإيفاد والناس صفرات أيديهم من كل ما ذكرت ، يشرعون قوانين ويشرعنونها  لمصالحهم الذاتية ، بكل هذا ونحن راضون لا يخرج منا أحد للمطالبة بحقه المغتصب ، والأمر والأنكى من كل ذلك هو تصاعد حدة ووتيرة الصراع السياسي بين هؤلاء لينقلوها الى الشارع العراقي ، الكل من هؤلاء الساسة يخرجون بوجوههم الكالحة على شاشات الفضائيات ليكيلوا الشتائم والسباب كل الى خصمه ، الكل يتهم الكل بالخيانة والحصول على المميزات دون الآخر ، الكل ينادي أين ذهبت حكومة الشراكة الوطنية ، والعجيب أن المساكين أمثالي يظنون أن حكومة الشراكة تعني توزيع الوظائف والوزارات على القوائم في ما بينها ، والحقيقة غير ذلك ، القاتل في الحقيقة أنهم يقتسمون في ما بينهم المغانم التي تركها لهم طاغيتهم المقبور صدام العراق ، والأعجب من كل ذلك لم أستمع لسياسي سني أو شيعي ، أو كردي أو عربي ، وهو يقول للجميع وبملأ فمه أين هو حق المواطن ، لم لا تعطون للمواطن حقه وتقاتلوا أنتم على كيفية القسمة لا حقا ، ولم أستمع لسياسي أو نصف سياسي وهو يقول أين هو العراق من كل هذا الاقتتال والتحارب ، أيها الساسة سوف نطلق لألسنتنا العنان ، ولأقلامنا الحبر ، ولمعارفنا بالنصح ، ولعوائلنا بالتأييد ونقول للجميع أن مثل هؤلاء لا يصلحون لقيادة قطيع فكيف يقودون بلدا لسدة الأمان ، أيها الناس أحفظوا سماء هؤلاء وثقفوا ضدهم في انتخاباتنا القادمة ، فلو أسمعت لو ناديت حيا ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، للإضاءة ........... فقط .           

202
القائمة العراقية وقطرية السلوك والنهج
حامد كعيد الجبوري
       معلوم أن الرتب العسكرية لا تمنح اعتباطا بل وفق ضوابط معينة معدة من قبل وزارة الدفاع العراقية ، وهذه التعليمات أوقفت فترة الحرب العراقية الإيرانية ، عام 1986 م والحرب لا تزل قائمة صدرت أوامر لمستحقي الترقية لأداء الاختبار ، كنت حينها مستحقا لرتبة عقيد في الجيش ، هيأت نفسي لذلك الاختبار الروتيني ، مجموعة من الاختبارات تتضمن اللغة الانكليزية ومعلومات الصنف والتاريخ والتوجيه السياسي ، في التوجيه السياسي أذكر سؤالا علق بذهني يقول ، عدد منجزات ثورة السابع عشر من تموز المجيدة ؟ ، الكل منا يعرف أن لا منجزات تذكر لتلك الثورة السوداء ، ولكن من البطل الذي  يذكر ذلك جليا وواضحا ، كل الإجابات متشابهة لا ريب بذلك ، منجزات الثورة هي تأميم النفط ، التعليم المجاني ، زيادة الرواتب ، الحكم الذاتي ، الوحدة العربية ، الاشتراكية ، والحرية ، ولست هنا بصدد تعدادها ودحضها أو إثباتها ، فقد تعودنا من نظام يقول لنا كذب ثم  كذب ليصدقك الآخرون ، بل الأدهى والأمر كذب ثم كذب لتصدق كذبك أنت ، وهذا ما تعكسه علينا القائمة العراقية التي لا تزل متمسكة بالنهج القطري والقومي ، متناسين أن القومية العربية التي نظروا لها أصبحت الآن بحكم الميتة أو المشلولة ، فأول متآمر على قوميتهم هو حزبهم المجيد الذي غزا دولة عربية – الكويت -  بل جعلها محافظة له أسميت المحافظة ال 19 ( محافظة النداء ) ، ناهيك عن تمزيق وحدتهم العربية التي نادى بها حزبهم وقائدهم  لسنين طوال ، ولست هنا متهما القائمة العراقية بالبعث المقبور بل أعيب تمسكهم بالمنهج البعثي المجتث ، وطريقة تصرفه وتعامله مع الشرائح المجتمعية ، القائمة العراقية تعيش على الفتنة والدسائس وحفر القبور ونبشها ،  كما كان البعث يعيش عليها سابقا ، ولست متجنيا على القائمة العراقية لأني سأعطي أكثر من مثل جعلت القائمة العراقية العراق يعيش بأزمة لا حل لها حتى في جعبتهم الخاصة ، مشكلة القائمة التي فازت بأعلى الأصوات أخرت تشكيل الحكومة أكثر من ستة أشهر ، وهم يعلمون تماما أن لا قدرة لهم على تشكيل حكومة ترضي جميع الأطراف ، متناسين – العراقية – أن تجارب دولية كثيرة حصدت أعلى المقاعد ولكنها لم تحقق الأغلبية لتشكيل الحكومة ومن ذلك أسرائيل مثلا ، أذ حصدت ( ليفني ) المرأة أغلب المقاعد ولكنها لم تشكل الحكومة ، نقل الصراع حينها الى كوردستان التي يهمها أن تتعمق الخلافات لتصبح بيضة ألقبان ، وهكذا خرج الجميع من تأسيس مجلس السياسات ، وهذا المجلس دخل بصراعات لا نهاية ولا حتى بداية لها ، ويظهر لنا ( العلاوي )  أكثر من مرة وهو يروي لنا أنه غير راغب بأي منصب سيادي ونحن نعرف جميعا أن أنفه مزكوم برئاسة الوزراء ، وتشققت العراقية وتصدعت لبيضاء – وهذا يعني بنظر البيضاء ان من تركوا هم القائمة السوداء - يقودها العلوي الذي يحاول أن يوصل رسالة الى الكورد الذين لا حاجة لهم لرسالته حول الانفصال مرغبا لهم بذلك ، مما حدا البيضاء تنحية العلوي جانبا عن رئاسة الكتلة الجديدة  ، وزارة للدفاع باعتها العراقية لقاء 10 مليون دولار ، المثل الشعبي يقول ( ما تعاركوا على البوكه ، تعاركوا على القسمه ) ، لقد أشغلت هذه السمسرة العراقية الجديدة الشارع العراقي أكثر من شهرين ، وحمدا لله أن الفضيحة لم تأتي من أحد من البسطاء الفقراء العراقيون ، بل أتت من لسان قيادي في القائمة العراقية أطلقها في الفضائيات ( سلام الزوبعي ) ، وأكثر من ذلك حين صرح الرجل لوسائل الإعلام المرئية أن لا منصب تمنحه العراقية  دون أخذ موافقة المجرم  ( عزت الدوري ) ، وأجاب الرجل بصراحته المعهودة والمقصودة قائلا أنا أيضا تلقيت رسالة من الدوري هذا ، لا تعرف مقرا لرئيس قائمة العراقية العلاوي ، فيوم في العراق وشهورا خارجه ، ناهيك عن عدم حضوره لجلسات البرلمان الذي لا يعد له وزنا سياسيا يذكر ، وأغلب أعضاء القائمة العراقية يسكنون بدول الجوار العراقي ، الناطق الرسمي للعراقية في عمان ( المله حيدر ) ، الظافر العاني في الإمارات الدولة الأم ، أغلبهم هكذا وحين توجيه السؤال لهم عن سبب ذلك يتذرعون بالوضع الأمني ، بمعنى أكثر دقة أنهم يديرون مكاتبهم الرسمية عن طريق الانترنيت وتلك ظاهرة حضارية برأيهم النافذ ، وآخر ما خرجت به العراقية على العراقيين من خير ومنافع هو نائب رئيس الجمهورية – الطارق الهاشمي -  الذي أتهم قضائيا بعمليات إرهابية مع 14 من أفراد حمايته ، مسك منهم أثنين أحدهم زوج أبنته وهما مخبآن بصندوق  سيارة نائب رئيس الجمهورية التي عادت من مطار بغداد أثناء هروبه لكردستان العراق ،  وبدل أن يواجه القضاء ليبرهن للناس براءته لاذ بإقليم سيوصل العراق لحرب طائفية بدت في الأفق نسيج عنكبوتها المشئوم ، ماذا جنينا منكم أيها الساسة جميعا ، ستلوذون جميعا بالفرار متخذين من دولكم الأم سكنا رغيدا وتتركوننا نقتتل لا لشئ وإنما إرضاء لرغباتكم الشيطانية ، متى تعي كل جماهير العراق أن هؤلاء لم يأتوا لخدمة أحد بل لخدمة أغراض ضيقة محدودة ، ومتى نستمع لبرلماني ما يقف أمام عدسات الفضائيات ليطالب بعيش يليق بآدمية الناس .             

203
إضاءة
سلاماً دولة ( اللغف ) الديمقراطي الأوحد !!!
حامد كعيد الجبوري
   قبل سنة حررت موضوعة أسميتها ( جنسية عراقية للبيع ) ، ومن زمن نشر تلك الموضوعة وليومنا هذا لم يتصل بي أحد لشراء جنسيتي التي رغّبت الكثير بشرائها ولكنها وللأسف لم تكن لتثير شهية أحد للشراء ، وكل بلد عربي نريد الهجرة له تقع أحداث تمنعنا من الهجرة له، وكأن لعنة العراق تلاحقنا كالظل ،  ولأننا لا نفكر بالهجرة لدول أجنبية بفضل سياسات حكوماتنا العربية التي كرهت كل أبناء المعمورة ببلداننا العاجزة عن فك الحرف الأول للوجود ، فأوهمنا أنفسنا بالبقاء ببلداننا متأسين ب ( صفي الدين الحلي ) الذي يقول ( بلاد ألفناها على غير رغبة / وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن / وتستعذب الأرض التي لا هواءها / ولا ماؤها  عذب لكنها وطن ) ، كل هذا بفعل ساسة جهلة يتحكمون بمصير شعوبهم المبتلاة بهم ، وبهذا الباب يقول الشاعر موفق محمد مخاطبا رب الجلالة قائلا ( لقد كرهوك في قلوبنا ) ، يقال أن طاغية العراق المقبور ( صدام حسين ) قد أستأثر بمال العراق وسرقه خلسة ليضعه بالبنوك الأوربية حصرا ، وبعد سقوطه لم نعرف أين ذهب ذلك المال المسروق ، ربما أن صدام لم يسرق شيئا من الخزنة العامة لأنها له فلم يسرق ماله ، ولأننا بدولة الديمقراطية الجديدة ، ويجب أن يوضع قانون ليتصرف المسئول رضي الله عنه وأرضاه بمال الشعب والدولة ، لذا نص الدستور والعرف البرلماني الجديد لما يسمونه ( المنافع الشخصية ) بدءا من فخامة الرئيس وصولا للمدير العام  ، والسؤال الذي علينا أن نعرف إجابته هو ، هل للرئيس الأمريكي ميزانية منفعة شخصية ؟ ، وهل يسير موكب الرئيس الأمريكي وتسير خلف موكبه سيارة تحمل النقود لتوزع على المداح والشيوخ وصغار اللصوص ؟ ، أتعلمون كم هي ميزانية الرئاسات الثلاثة للمنافع الشخصية ؟ ، وهل تعرفون مبلغ دعم وزارة التجارة للإيفاء ببنود الحصة التموينية ؟ ، طبعا كنت مثلكم لا أعير أهمية لما يحدث ويدور ، ولأن النظم الديمقراطية نظم فضائحية لذا عرضت قناة العراق الفضائية ما يدور تحت قبة البرلمان ( المالي ) العراقي  5 / 3 مليار دولار لكل رئيس من هذه الرئاسات ، مجموعها 11 ونص مليار دولار أمريكي ، ( خل يا كلون ) ، هذا المبلغ ميزانية لدولة فقيرة تشبع شعبها أفضل من دولة ( اللغف ) الديمقراطي العراقي الحر ، أعتقد أن فخامة ودولة  الرئاسات الثلاثة من حقها الوحيدة في العراق الترحم على الطاغية المقبور ( صدام ) ، فبفضله نالوا ما لم ينله بوش الابن ولا بوش الأب من مال كل سني حياتهم العملية والتجارية ، وكل هذا ويقال أن أمريكا جاءت من أجل كعكة العراق ( يا كعكه ذوله حتى الشيطان ميحصل لكمه وياهم ) ، أذكر العام الماضي وحين مناقشة الميزانية صرح وزير التجارة معترضا على حصته القليلة ( 8 مليار دولار ) لتغطية البطاقة التموينية ، أضيف له مبلغ ( 4 مليار دولار ) فأصبحت حصة التجارة لأجل البطاقة التموينية  ( 12 مليار دولار ) ، وهنا لدي طرفة وملاحظة وهي لنعطي 2 مليار دولار هدية للعاملين عليها ، الباقي 10 مليار دولار أمريكي ، لنحولها الى الدينار العراقي ونحصل على 12 ترليون دينار عراقي ، الترليون يعادل ألف مليار بمعنى يصبح لدينا 120 ألف مليار دينار عراقي ، نفوس العراق الحالي كما يزعمون هو 27 مليون ، لنجعله لسهولة القسمة وللفساد الإداري والمالي أيضا ليصبح 30 مليون عراقي ، دعونا نقسم المليارات على البشر فتكن النتيجة 3 ملايين دينار عراقي لكل مواطن عراقي صغير أو كبير ، سني أم شيعي ، ذكر أم أنثى ، سياسي أم غيره ، ولو حسبنا ما يقدم للفرد الواحد من خلال هذه البطاقة لما وصل الرقم الى 150 الف دينار فأين أموالنا من البطاقة التموينية أيها السراق بظل القانون والديمقراطية ، ولتقريب الصورة أكثر نقول أن ثلاثة ساسة منزلون من السماء السفلى يأخذون منافع شخصية غير الرواتب وغير الهدايا وغير العقود ، يأخذون ما هو مفترض لمعيشة ثلاثون مليون عراقي  ،  للإضاءة ....فقط .     

204
التيار الديمقراطي في بابل
يحصد يوم العراق !!!
حامد كعيد الجبوري
     دعا التيار الديمقراطي الحلي لتظاهرة فرح لمناسبة خروج آخر جنود الاحتلال الأمريكي من العراق ، ويعد هذا اليوم من أيام العراق الحقيقة التي وضعت إدارة البلد بيد أبنائه ، سواء اليوم أو بعد سنين من ترسيخ الديمقراطية والتعددية في العراق ، صبيحة يوم 31 / 12 / 3011 م كنا على موعد مع هذه الاحتفالية ، تجمع المتظاهرون المحتفلون تحت ( مجسر الثورة ) بسبب هطول المطر من الصباح الباكر ، الكل يحمل الأعلام العراقية ومرددون لأناشيد وطنية تتمسك بالأرض والمعتقد ، ومن الطبيعي أن لا يغفل الشيوعيون عن الحضور والتواجد حيث وجود التجمعات الوطنية الأصيلة والحقيقة ، حضر لهذه الاحتفالية الرفيق ( علي إبراهيم ) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، والرفيق سكرتير محلية بابل للحزب الشيوعي ( عقيل جبار ) ، لم يكن ذلك التجمع بمستوى الطموح رغم وجود أكثر من 300 متظاهر ، وقبيل مغادرة التظاهرة لمحل تجمعها والانصراف كل لعمله حدث ما لم يكن بالحسبان ، حضرت مجاميع كثيرة من القوات المسلحة – جيش ، شرطة -  لهذا المكان ، بعد قليل بدأت عجلات المسئولون تتقاطر على ساحة التجمع ، حضر محافظ بابل ، رئيس مجلس المحافظة ، أعضاء من مجلس المحافظة ، مسئولي الدوائر الحكومية ، لم نعرف سبب مجيء هؤلاء إلا بعد حضور عجلة رافعة كبيرة وهي تركز سارية كبيرة لترفع عليها العلم العراقي المهيب ، أذن هو احتفال حكومي رسمي لم تحضر له إلا درجات وظيفية محددة  ، ويخلو من التواجد الجماهيري ، بدأت العجلة الرافعة تثبت سارية العلم على الأرض ، بعد تثبيتها بدأت مراسيم رفع العلم ، تحرك المتظاهرون من التيار الديمقراطي البابلي صوب ذلك التجمع رغم تعرض الجميع للتفتيش من قبل مجاميع حماية المسئولون ، أعتبر الجميع أن ذلك التفتيش واجبا علينا تأديته ، حين بداية العلم بالارتفاع بدأت الفرقة الموسيقية العسكرية تعزف النشيد الوطني وسط الفرح والنشوة بذلك اليوم السعيد  ، بعد استقرار العلم بمحله بدأت موجة التصفيق العفوي من الجميع ، وقبل أن يهم المسئولون بالمغادرة بدأ شباب التيار الديمقراطي الحلي يرددون الشعار الشيوعي ( سنمضي سنمضي الى ما نريد / وطن حر وشعب سعيد ) ، ( سنمضي سنمضي الى ما نريد ، ونبني ونبني عراقا جديد  ) ، توقف الجميع إزاء هذا البوح الوطني ، والغريب بدأ موسيقيو الاحتفالية مرافقة الشباب على آلاتهم العازفة ، لا أقول أنا لاحظنا امتعاض الكثير من الرسميين على محياهم واضحا وجليا ، بل أقول أن الشباب الديمقراطي أستطاع أن ينتزع تلك الاحتفالية الرسمية لتحويل مسارها الى تظاهرة واحتفالية شعبية جماهيرية .

205
مقهى ( أبو سراج الحلية )
وداعا صديقي ( طه الربيعي )
حامد كعيد الجبوري
      نهاية عقد الستينات من القرن الماضي كنا مجموعة أصدقاء نلتقي بكازينو حلية يؤمها اليسار العراقي تسمى ( مقهى أبو سراج ) ، وهذه المقهى تقع على - شط الحلة - نهر الفرات مباشرة ، أرائك متعددة للمثقفين ، وأخرى لهواة ( الدومينو ) ولعبة  النرد  ( الطاولي ) و لهواة ( الشطرنج ) ، وأخرى لهواة لعبة ( البلياردو ) والمنضدة  ، وأرائك أخرى لقراء الجرائد ، من خلال هذه المقهى تعرفنا على وجوه ثقافية وفنية وسياسية كثيرة ، ولا يمر أسبوع دون أن نحتفي بصديق قادم من محافظة أخرى ، ومن خلال المقهى توطدت علاقتنا بأسماء أدبية وفنية وثقافية كثيرة ، ومن الأسماء التي كانت تزور هذه المقهى الشاعر الشعبي شاكر السماوي ، وأخيه ناظم السماوي ، وأخيه سعدي السماوي ، والملحن المرحوم كمال السيد ملحن رائعة ( مشيت وياه للمكير ) ، والشاعر كاظم الرويعي ، والشاعر عريان السيد خلف ، و( عبد الرحمن أطيمش ) ، والقائمة تطول ، كنا نواظب الجلوس بهذا المقهى صباحا ومساءا ، بعيد المساء تتوزع مجاميع الأصدقاء بين نادي المعلمين ، ونادي الموظفين ، ونادي العمال ، ونادي الزراعيين ، ونادي الضباط ، نشأت ألفة ومحبة وربما رفقة بين الكثير من أصدقائنا الحليين ، وبدأت مسألة ( الكروبات ) تتبلور جلية بين هذه المجاميع التي تربطها وشيجة الصداقة والأخوة ، مجاميع الفنانون ، مجاميع الشعراء الشعبيون ، مجاميع شعراء وأدباء اللغة الفصحى ، المجاميع الفنية ، غناء ، تمثيل ، رسم ، موسيقى ، بين كل هذه المجاميع قاسم مشترك وهو الصديق الراحل ( طه فرحان الربيعي ) ، طه الربيعي أحب العربية وتخرج من جامعتها وأكمل دراسته ونال شهادة ( الماجستير ) ، وطه الربيعي له رأي ويد بكل جانب من الجوانب المعرفية لذا كان يلتقي مع الجميع ثقافيا وفنيا وسياسيا ، له طريقته بالكتابة ، فأن أرخ أجاد ، وأن نقد بنى ، وأن تفوه جلب لحديثه الشيق قلوب وسمع الآخرون ، آذار  عام 1974 م أحتفل الحزب الشيوعي العراقي بعيده الأربعين لتأسيسه ، وساهم في هذا ( الكرنفال ) عدد من شعراء الحزب ومنهم الشاعر شاكر السماوي ، عريان السيد خلف ، علي بيعي ، وشعراء آخرون ، ونذكر الكراس الذي صدر تحت عنوان ( أغاني للوطن والناس ) ، كنت حينها عسكريا وأردت دخول تلك الاحتفالية ، قبل دخولي وأنا أرتدي ملابسي العسكرية شاهدني شاكر السماوي وطه فرحان الربيعي ، قالا لي أين ذاهب وأنت برتبتك العسكرية ؟ ، قلت الى الاحتفالية ، قالا لي هذا جنون ؟ ، أجبت أليست هي الجبهة الوطنية ، قالا سوية أية جبهة وطنية هذه ، غادر المكان حالا وسنوافيك بعد الاحتفال الى مقاهي كورنيش دجلة ، أجبتهما سأخلع ملابسي العسكرية وأشتري قميصا مدنيا وأدخل للمهرجان ، قالا هذا قريب الى الممكن ولا تجلس مع أي شاعر من أصدقائنا ، طه فرحان الربيعي يحضر لكل النشاطات الثقافية الشعبية وغيرها ، له علاقات حميمة مع الكثير من الوطنيين الذين هاجروا أو هجروا ، ومع الباقين ، كتب مواضيع نقدية كثيرة ملأت صحيفة طريق الشعب وجريدة الصباح ، طه الربيعي ذلك المدرس الجاد بعمله ، تلاميذه أصدقائه ، المدرسون أخوة وأصدقاء ، علاقاته متوازنة مع الجميع ، أحيل على التقاعد عام 2010 م ، أدمن رفقة أصدقائه القدامى والجدد ، وجد لنفسه ولنا أيضا مقهى بسيط بسوق ( الهرج ) ، كتب لصفحتي – أدب شعبي -  التي أعدها بجريدة الفيحاء الحلية الكثير من المواضيع والرؤى النقدية البناءة ، يكنونه أصدقائه للطرفة والتندر ( طه السني ) ، قال لمدير تربية بابل مازحا ( أستاذ بعد لتسموني طه السني ) ، قال مدير تربيته لماذا يا ( طه ) ؟ ، أجابه ( أستاذ هاي السنه بعاشور طبخت للحسين وعلكت على بيتي رايه بعد شسوي ) ، أجابه مدير التربية مازحا أيضا ( والله يا طه لو تتطبر هم أنسميك طه السني ) ، اليوم 4 / 1 / 2012 م فقدنا صديقا صادقا وأمينا ووطنيا لم يهادن النظام السابق ، وبقي وفيا لفكره ومعتقده ، رحمك الله صديقي أبي ( سرور ) ، وبفقدك فقدنا مسرتنا الأخوية الطويلة ، هيأ لنا بآخرتك أيها الراحل اللذيذ العزيز مقهى نلتقي بها مع أحبتنا وأصدقائنا الراحلين ، للإضاءة ............فقط .   


206
إضاءة
( جلال الطالباني ) رئيس لمن !!!
حامد كعيد الجبوري
     لعن الله المحاصصة السياسية والطائفية التي أتت لنا بأناس كانوا يتمنون الوقوف على أبواب رؤساء الدوائر الإدارية ، ولعن الله الديمقراطية المزيفة التي نصبت ( شعيط ومعيط ) - كما يقول الشاعر الكبير ( موفق محمد ) - على رؤوسنا ، ولعن الله صناديق الاقتراع التي قبلت بتزوير نتائجها المحسوبة بمحسوبية أمريكية وبدوافع حزبية سنية وشيعية واضحة لا يشوبها الريب ، قبلنا أن نحكم لساسة لا تعرف السياسة بل تعرف وسائل ملأ الجيوب بمال حرام ، وقبلنا بمزورين لشهادات جامعية وحتى لشهادة الابتدائية ، قبلنا أن توزع أموال فقراء العراق لثلة قتلة تستوطن الخضراء وتزرع الدمار والخراب والقتل والاستحواذ تحت مسميات المصالحة الوطنية ، هرب بل هُرب أيهم السامرائي ، ووحيد كريم ، وأسعد الهاشمي ، وعدنان الدليمي ، وحارث ومثنى الضاري ، ومحمد الدايني ، وحازم الشعلان ، وعبد الناصر الجنابي ، ومشعان الجبوري ،  وأفواج أخرى من اللصوص والقتلة ، الكل يعلم بصدور مذكرة اعتقال بحق المتهم الهارب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ، و لست أتهمه بالقتل طالما لم يمثل بعد أمام القضاء العراقي ، بل أقول أن طائرته التي كانت متجهة الى كردستان بقيت في المطار لأكثر من ثلاث ساعات  فلم لم يلق القبض عليه وهو في المطار ؟ ، بل تركوا طائرته تصل الى كردستان وأعلنوا الجريمة المتهم بها ، وافقنا كعراقيين رغما عن أنوفنا برئيس كردي يدير دفة البلاد ، ومعلوم كم أن هذا المنصب سبب للعراقيين من كوارث بسب إسناده لكردي تعلم لعبة السياسة من صغر سنه ، فلو عدنا الى الوراء قليلا  وبحثنا على ما يسمونه ( الكوكل على الأنترنيت ) لصور الرئيس الكردي ( جلال الطالباني ) مع طاغية العراق المقبور ( صدام حسين ) لعرفنا الطريقة التي تعامل بها هذا الرئيس – جلال -  سياسيا داخل العراق سابقا ولا حقا ، وكيف أستثمر وأستأثر بدماء شهداء العراق من الكورد والعرب والتركمان ، لقد سبب لنا هذا الرئيس الكردي أكثر من تسائل واستفسار من دول عربية عن ما هية العراق الجديد ، ولست مدافعا عن القومية العربية  وأصبح (  قومجيا ) أكثر من القوميين ، فأنا لا أميل لقومية أو عرق ما ، و ( رضينا بالموت والموت مارضه بينه ) وهذا مثل شعبي ، بمعنى أنا قبلنا كعراقيين متطلعون للتغيير بهذا الرئيس الكردي ولكنه رفضنا جملة وتفصيلا ، ودليلي لهذا قلة تواجده في ديوانه كرئيس لجمهورية العراق في بغداد ، ويستعيض عن ذلك بإدارة شؤون هذه الجمهورية الملتهبة قتلا وتشريدا وكواتم صوتية لا ترحم من مخبأه في ( السليمانية ) ، وربما وجوده متنقلا من عاصمة لأخرى أكثر من تواجده في بغداد ، وعدم موافقته على أحكام إعدام قضائية صحيحة متسترا خلف توقيعه لمذكرة عالمية تدين الإعدام  ، والأغرب من ذلك أطلاق أحد مراجع الدين موصفا هذا الكردي الرئيس ( صمام أمان العراق ) ، فأي صمام هذا يتخلل ما صمه من قتل وذبح وتشريد ، والأغرب أيضا أن هذا ال ( جلال ) أقسم بشرف جمهورية العراق المستباح وبدماء الأنصار من الشيوعيين  أن لا يغادر كرسيه الرئاسي إلا وهو محمول على عربة مدفع – الموت - ، لله درك يا عراق ما عانيت وما ستعاني من هكذا سياسة وساسة ، للإضاءة ... فقط .          

207
المنبر الحر / سارق للمرة الثانية
« في: 23:19 21/12/2011  »
إضاءة
سارق للمرة الثانية
حامد كعيد الجبوري
   سبق وأن حررت موضوعة بهذا العنوان تحدثت فيها عن شخص سرق قصيدة لي ، والغريب أني قد وضعت أسمي ضمن متن القصيدة ، فغير أسمي لأسمه لذا أختل الوزن فيها ، وعدالبيت غير موزونا فعرف بهذه الهفوة المختصون وتتبعوا القصيدة ووجدوها منشورة بأسمي في الحوار المتمدن ومواقع الكترونية أخرى ، البيت يقول ( كلها أمحزمه وتركض ركض معتام / ويرجع ليوره بس حامد كعيد ) ، فقام هذا اللص المدعو ( علي إبراهيم ) فحذف حامد كعيد وأدخل كنيته لها لتصبح موائمة لقافية القصيدة وأصبحت ( أبو محمد ) ، وبهذا كشف عن غباء وعدم معرفة بموازين الشعر العربي لاختلال الوزن بإضافة هذه الكنية لعدم تطابقها عروضيا مع القصيدة ، ومن المعلوم أن الشعر الشعبي لا يخرج عن هذه التحديدات العروضية مع اختلاف المسميات ، فبحر الرمل يسمونه بالشعبي ( الموشح ) ، وبحر البسيط يسمونه ( النايل ) ، وبحر الهزج يسمونه ( التجليبه ) ، وبعد هذه السرقة المتعمدة كتبت موضوعتي الأولى ، لذلك حضر هذا الرجل السارق ولم يعد يتعامل معه في المواقع التي نشر فيها القصيدة المسروقة ، اليوم كرر نفس فعلته وبنفس غباءه وأخطاءه العروضية وسرق نصا لي جديدا نشرته على صفحات ( الحوار المتمدن ) بتاريخ 18 / 12 / 2011 م وتحت عنوان ( غيوم الصبر ) ، وأثبت غباءه ثانية برفع أسمي الموجود أيضا بمتن القصيدة ، أنا أقول ( أسمي حامد والصبر سماني ) ، فرفع حامد ووضع بدله ( علي ) فأختل وزن البيت ووضحت السرقة أيضا ، ونشر القصيدة المسروقة ب( منتديات أنوار العرب ) ، بصفحة منتدى أنوار الشعر الشعبي ، أتمنى على هذا المنتدى أن يحضر مثل هكذا سراق وأن لا يتعامل معهم لاحقا ، وأتمنى على السارق ( علي إبراهيم ) الذي يعيش الغربة ببلد أجهله أن يراجع أقرب ( مشفى )  نفسي للعلاج من هذا المرض الخطير  ، للإضاءة ..... فقط . 
-----------------------
المرفقات
1 : القصيدة الأم المنشورة في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=287946
2 : القصيدة المسروقة والمنشورة في منتدى أنوار العرب
http://www.anwar-alarab.com/vb/showthread.php?t=26416

------------



208
إضاءة
أيها الساسة تريدون ولا نريدكم
حامد كعيد الجبوري
      منذ مدة وأنا حاول أن لا أكتب شيئا في السياسة وشجونها المرة ، وربما عزفت عن القراءة والتتبع لما يكتب بسبب هذه المهاترات السياسية التي لا ترقى لفعل الصبية ، واكتفيت بالتتبع والنشاط الثقافي والأدبي حصرا ، وكل يوم أحاول فيه الكتابة أرجئ ذلك لوقت لاحق حتى طفح الكيل تشاؤما لما يدور في العلن وليس في الخفاء ، وكأن كل شئ بني على خطأ ، وأصر الكرسي السياسي على البقاء على ذلك الخطأ المقصود ، بمعنى أنه أصبح غير خطأ  ، وسنت قوانين لشرعنته ، الكل يتربص بالكل ، فازت العراقية بأعلى المقاعد وذهبوا الى المحكمة الاتحادية وفسرت الماء بالماء ، وبدأت معركة تشكيل الحكومة التي لا تزل ينقصها وزيران أمنيان مهمان جدا ، ( المالكي ) يصرح لا نرغب ب( علاوي ) بعمليتنا السياسية ، ( العلاوي ) يصرح أن رئيس الوزراء لا يصلح لهذا المنصب وليستبدل بأي شخص آخر من الائتلاف الوطني ، وكأن العراق رغبة ل ( علاوي ) ولغيره ، وكأنهم بمراحل دراسية أولى ويستبدلون مراقب الصف متى شاءوا ، ( المطلك ) يقول أن رئيس وزرائه أكثر دكتاتورية من ( صدامه )  المقبور  ، نائب لرئيس الجمهورية متهم بقضية إرهاب خطيرة ، فلان يريد إلغاء الانتخابات وما أفرزته والذهاب الى انتخابات مبكرة ، آخر يصرح يفترض أن نشكل حكومة أغلبية تضم الكورد والشيعة ، السنة يقولون أن شكلت مثل هذه الحكومة فهي حكومة طائفية لأنهم سيخسرون مؤكدا كل وزاراتهم التي غنموها ، وزارة للدفاع تباع بسوق المزاد ب( عمان ) عاصمة الأردن ، صفقات للسلاح فاقد الصلاحية بمليارات الدولارات الأمريكية ، صفقات للسونار تكتشف المخللات والروائح ولا تكتشف العبوات والمتفجرات ، مسدسات كاتمة مهيأة لكل من يعارض فلان أو فلان ، وزير يسرق المليارات ويدفع غرامة زهيدة ويعفى عنه ، وزير للكهرباء يسرق 6 مليار دولار أمريكي ، وزير للدفاع يسرق ويقتسم مع غيره لقاء بقائه مصانا في إقليم كردستان ، عضو برلمان سابق يمسك بجرم الإرهاب ويساوم عليه من قبل قائمته ويخرج بصفقة سياسية قذرة ، مجالس محافظات ليس لها إلا السفرات السياحية والترفيهية ، مزورون للشهادات ويعفى عنهم ، وما خفي هو الأعظم ، يتهمون الطاغية المقبور بعمالته المخبأة ويوقعون صكوك تسليم البلد جهرة ، والأغرب أنهم جميعا يتحدثون ويتشدقون بوطنية مزيفة لا وجود لها على أرض الحقيقة ، الكل نريد ونريد ثم نريد ، ولا تمتلئ بطونهم وأكمامهم بمال منهوب ، الكل يريد ولا يحدثون أنفسهم بما يريد هذا الشعب المبتلى بهم ، ولأن الكيل طفح كما أوردت لذا ليسمعوا ما نريده نحن منهم ، لا نريد إلا أن يتركونا نحن أبناء هذا البلد نصنع تاريخنا بأنفسنا ، ليتركونا جميعهم أحزابا وتجمعات سنية وشيعية وغيرها ، وسنريهم كيف سينهض هذا الوطن الجريح ويرسم حياته الوطنية بلا هذه الأسماء التي تثير لدينا الغثيان ، للإضاءة .... فقط .   

209
( ضمير أبيض ) !!! صوت المحبة




عدنان حافظ  بابل
  في سرادق الشعر الممتدة في وادي صفي الدين الحلي الزاخرة بالعطاء حظينا بديوان جديد للشعر الشعبي العراقي أنتجه الشاعر ( حامد كعيد الجبوري ) ، ضم بين دفتيه ما يقارب من خمسين نصا شعريا وعلى مائة وثلاثون صفحة من الحجم المتوسط ، وبإخراج فني أنيق ، أستطاع من خلاله هذا الشاعر الحلي أن يقف بثبات بين مجايليه كرائد من رواد الحركة الشعرية البابلية وأكثرهم تميزا سواء بحضوره الدائم لفعاليات المشهد الشعري وبفاعليته الواسعة ، وهو مقدم ومعد لبرنامج ذائع الصيت في إذاعة بابل المحلية الذي يحظى بقبول جماهيري لدى أبناء الفرات الأوسط ، أو من خلال تحريره صفحة الأدب الشعبي في جريدة الفيحاء الحلية الغراء ، وبرنامج آخر في إذاعة الفراتين وراديو إتحاد الشعب ، لذلك أستطاع أن يمتطي صهوة ديوانه البكر المسمى ( ضمير أبيض ) ، وفعلا كان ضميرا أبيضا لعشاق هذا الوطن المتعالي على جراحه وأبناءه ينظرون الى الشمس بأجفان غير مرتعشة ولا وجلة بعد ما نزفوا دما عبيطا على أرضه الطاهرة ، وعانوا من التهميش وحالات الانكسار والاستلاب الفكري بقصدية لئيمة وعلى مر سنين عجاف ، فولادة هذا المنجز بكبريائه جاء مكملا للوهج الوجداني المختزن في قلوب أبناء هذا العراق الناهض ، كفرصة مواتية تتمازج مع المدارك والأحاسيس ببصيرة نيرة تأخذ من مناهل الإبداع مديات واسعة لأفقها المترامي ، فالفطرة الملهمة التي يملكها هذا المنتج ( الجبوري ) استطاعت أن توظف خلق جديد متدفق من ينابيع الثقافة الإنسانية الجديدة وموروثها الشعبي ، وكما أشارت أصابع التاريخ الى معلمنا الكبير ( مظفر النواب ) كشاعر معاصر حركته فطرته وإلهامه الاستثنائي على تحريك القصيدة الشعبية الحديثة بأساليب مبتكرة جديدة أهمها الإيقاع النظمي المفتوح على أكثر من وزن في النص الواحد تؤطره صور رمزية مبتعدة عن النمطية السائدة في القصيدة الكلاسيكية ، وقريبا لهذا النهج الجميل الراقي جاء ديوان ( ضمير أبيض ) بحرفية واقعية لأسلوب القصيدة المتناغمة مع الذوق والإحساس كصناعة شعرية نموذجية ضد المباشرة السطحية والخطابة المترهلة وهي تحمل من القوافي الجميلة الأنيقة مرتكزات لثوابت النص أدرك من خلالها ( الجبوري ) متطلبات القصيدة الحديثة والولوج الى متونها العالية ، فقد أشتغل على أوزان مختلفة ك ( النصاري ، التجليبة ، الموشح ، البحر الطويل ، النايل ) ، وحظيت النصوص العمودية بالقسم الأكبر من نصوص الديوان بمقوماتها الحديثة الخالية مما هو سائد حاليا من تشابه الصورة في التقليد العشوائي لدى بعض الشعراء المهتمون بضبط الوزن والقافية فقط دون الالتفات لمعنى الصورة الجمالية التي تملك الوعي الثقافي والقادرة على التوصيل والتأثير بوهج متدفق يستطيع شاعرها التمسك بعنانها والصعود لرابية الإبداع ، فقد وجدنا هذا الوهج الفني الحديث في كافة نصوص ديوان ( ضمير أبيض ) وبخاصة في النصوص التي كتبت بعد التغيير فقد حملت تقنية شعرية عالية تشير لروح الماضي والحاضر كطائر محلق بإطار ثقافتنا الجديدة ، ففي قصيدة  (نسمات حلية ) وهي من وزن الموشح أستطاع هذا الطائر من التحليق حول مدينته ( الحلة ) ويلتقط صورا عديدة للزمان والمكان فاتحا أفاقا جمالية تظل مستمرة في الحفاظ على طيبة أهلها ، مفجرة في الوقت نفسه ينابيع روح المحبة في روح شاعرها ( الجبوري ) المقيمة في مقاهيها وشوارعها ، هذه المدينة التي تغفو على ضفاف الفرات منذ الأزل ، وسنينها تتساقط مهاجرة الى العالم الآخر كضريبة يدفع ثمنها الطيبون .
    أما قصيدة ( صبرا يا عراق ) وهي من وزن الهزج فإنها تخرج من وظيفتها الشعرية الى ما هو أكثر تأثيرا للتواصل مع الجرح العراقي النازف دما طهورا ، وتحلق مع أرواح الشهداء من خلال طرحها لحقائق موضوعية جريئة لتعمق فهم الأوضاع لبني جلدتنا وتضحياتهم بأرواحهم دفاعا عن القيم والأخلاق الوطنية والثبات على الحق والعدالة ومعايشة المحرومين والموزعين ، وممارسة النقد الجرئ للمسئول الذي أستغل هؤلاء للصعود لكراسي السلطة .
      أما القصائد الشعرية النثرية فقد اختزلت القيم الإنسانية من صميم الذاكرة الشعبية كقناة تمكنت من الوصول الى المتلقي بسهولة وعفوية ، بمهارة عالية لسرد الحدث الموضوعي واستلهام فكرة العمل المبدع المغاير ، وهذه القصائد كانت بالحقيقة مؤجلة وبعيدة عن مواجهة السلطة حينذاك ، وغير خاضعة لرقابة المسئول وأثبتت الآن أنها بخير وتتمتع بلغة محببة عالية تكتسب حضورها اللافت وهي محرك قوي لمدارك الجماهير ، ولم تفقد بريقها السبعيني ولابد القول إن منتجها الشاعر ( حامد كعيد الجبوري ) هو من الشعراء الذين تأثروا بالقصيدة النثرية التي أنتجت نهاية الستينات من القرن الماضي ، شأنه شأن مجايليه من تلك الحقبة المثقفة الواعية التي أثرت وأثرت في واقعنا الأدبي الشعبي ، وإن تعميق معرفتنا بالنصوص وبدايتها ليس من باب التفتيش عن الأخطاء في العروض أو القافية وضعف الإيقاع بقدر بحثنا عن مدى التأثير والتوصيل الإبداعي المنشود ، وهذا ما أنتجه ( الجبوري ) بقصائد تخلو من الهنات الوزنية واهتمامه بجمالية الصورة وتأطيرها بشكل جميل يصل الى المتلقي بسهولة وبقصدية الشاعر ( الجبوري ) ، ومعلوم أن الشاعر ( حامد كعيد الجبوري ) لم يحضر ولم يشارك في أي فعالية شعرية قبل السقوط لأسباب يحتفظ بها لنفسه ، ورغم هذا الانقطاع إلا أن نصوصه شكلت نجاحا ملحوظا ومشارا اليه بعد السقوط ، وللحقيقة أقول أن الشاعر ( الجبوري ) لم يعرف رقصة ( نطنطة ) القرود ( السعادين ) على موائد مسئولي السلطة ورموز النظام السابق ، ولم يرتشي وينتشي بأوسمة وهدايا رخيصة من الأسرة الحاكمة المجتثة  ، ويعتبر ( الجبوري ) قصائده بمثابة أفراد عائلته وأشار له الباحث د ( محمد عوده سبتي ) قائلا ( الشعر لدى ( الجبوري ) رسالة إنسانية تعبر عن إرهاصاته وهواجسه المتعلقة بجسد المجتمع ) ، وفعلا كان هكذا وشاهدي لذلك ديوانه البكر ( ضمير أبيض ) ، فضميره الأبيض صوت للإنسانية وصوت للعراق الناهض ، و ( ضمير أبيض ) نهر أبداعي حلي عراقي كبير .
--------------------------------   
   

الرجاء لوحة الديوان مرفقة مع الموضوع























210
الثقافة أخلاق !!!
أم الأخلاق ثقافة ؟
                                                                                                                    حامد كعيد الجبوري
    ربما نتساءل ما هو فحوى هذه العنونة لهذه الموضوعة ؟ ، وهو سؤال قد يثير الدهشة للكثير وأنا منهم ، يفترض للمثقف أن يحمل الأخلاق قبل حمله للثقافة ، وبخاصة أن أردت أن تتخذ من ذلك المثقف صديقا ، والكثير من حملة الثقافات لا تجد فيهم هذه الميزة لنتخذهم أصدقاء ، وهنا يبرز سؤال لابد منه وهو من المثقف ؟ ، وهل الذي يبحر بزورق ثقافي واحد هو المثقف ؟ ، أم الذي يبحر بسفينة الثقافة هو المثقف ؟ ، وأعني بسفينة الثقافة كل فروعها الثقافية من أدب ،وعلوم ، ومسرح ، والدراسات الاجتماعية ، والسياسية ، والتجارية ، والصناعية ، والزراعية ، وما الى ذلك ، ومثل هذا المثقف الذي يعي أغلب هذه الفجاج يمكن أن نسميه بالمثقف الشمولي ، ومن يتخصص لوجه واحد نطلق عليه المثقف المختص ، ومجموع هذه الثقافات  أن لا تؤطر بالخلق الرفيع فيعني أن ذلك المثقف غير مستكمل لشروط الثقافة كما أراه ، ولابد للثقافة من دفة تسيرها ، وأعني بذلك وزارة الثقافة ، وكل هذه المقدمة بسبب أن وزارة الثقافة تتعامل مع الشريحة المثقفة العراقية ، وهي أخطر شريحة مجتمعية بسبب سطوتها وحضورها الفاعل إعلاميا وأعني المثقفون ، قسم من المثقفين يرون أن مكانهم الطبيعي هو ذلك الكرسي الذي يجلس عليه وزير الثقافة أو وكلائه أو مدرائه العامون ، وقد يكن مصيبا بما يطرح إلا أن الواقع السياسي العراقي غير ما يحلم به المثقف بسبب المحاصصة الحزبية والعرقية والدينية والمذهبية ، وفي كثير من الأحيان يجد المثقف نفسه أفضل بكثير من صاحب الموقع الذي شغل ، وأكرر ربما هو مصيب بذلك أيضا ، وقسم آخر من المثقفين يجدون أن وزارة الثقافة هي وزارة هامشية ليس لها إلا الإيفاد والسفرات غير المجدية نفعا لثقافته التي يراها ، متناسيا ان الوزارة لها علاقات ثقافية يجب أن تمتد خيوطها لتلتحم بالثقافة العربية والعالمية من خلال هذا التواصل المعرفي ، وقد يكن المثقف مصيبا نوعا ما بما يراه أيضا ، ويعترف الكثير من كبار موظفي الوزارة بهذا الطرح ، وهنا يبرز تسائل آخر ممن يقرأ هذه الموضوعة ويقول لم تريد أن تكتب عن وزارة الثقافة ؟ ، وهل كتابتك تعتبر تزلفا وتقربا نحو هذه المؤسسة الحكومية الثقافية الكبيرة ؟ ، وهنا علي أن أرد على مثل هذا التساؤل وأحيل لمن يتهمني هكذا أن يقرأ مواضيعي وقصائدي من خلال الصحف العراقية ومنابر الأعلام الألكترونية كالحوار المتمدن وموقع الناس وغيرها ومثلها الكثير ، ولست باغيا من وزارة الثقافة العراقية أي شئ فأنا موظف عسكري متقاعد ، ولي نشاطاتي الكثيرة ولست بحاجة لوزارة الثقافة أن تسوقني إعلاميا أو ماديا ، ويعرف الجميع السمة التي عرفت بها منكرا لكل ممارسات الدكتاتورية المقبورة ، وحتى أن أسمي لم يكن يتداول بين مجاميع الشعراء أو الكتاب الذين طبلوا وزمروا لنظام أعتبر امتداحه سبة وسيئة أتحاشى لنفسي ولقلمي أن أدنسه بمثل هكذا أنظمة متهرئة ، بعد سقوط الدكتاتورية وصنمها لمزبلة التواريخ أيقنت أن علي أن أكرس جهدي وقلمي وصوتي للقادم الجديد سواء أحسن أم أساء ، بمعنى أدق أني مؤمن بالنظام الديمقراطي الجديد الذي يفرز الجيد من خلال صناديق الاقتراع ، مع قناعتي أن هذا الصندوق قد تصل له أياد خفية لتعبث به ، وواجبي وواجب كل ضمير حي أن يحاول بناء المجتمع الجديد ضمن الأطر الديمقراطية التي يجب أن تفرز الصالح عن غيره ، وليس حديثي عن وزارة الثقافة العراقية لكسب ودها لأضيف أسمي أو أسم من ينتمي الى إتحادي ( إتحاد الشعراء الشعبيين ) - وأنا أمين سره - لما يسمونه منحة الإبداع ، فوقت التسجيل انتهى وظهرت الأسماء جلية ومعرفة للجميع ، بمعنى أكثر دقة أن المبالغ محددة والأعداد حددت بموجبها فلا يستطع الوزير أو الوكيل أن يضيف أسما عليها ، وهذا جواب من يريد أن يتهمني بالتزلف والتسويق الإعلامي لوزارة الثقافة ، وأجد نفسي قد كتبت الكثير عن التجاوز والاستحواذ والقرصنة المشرعنة وغير المشرعنة للمال العام من قبل الكثير من الرموز الحكومية الكبيرة والصغيرة ، ووضعت أصبعي متحدثا عن الفساد الإداري والأخلاقي ، ولكني لم أتحدث عن إيجابية واحدة لمصلحة الحكومة الجديدة ، وهذا تقصير أجده غير مبرر مني ، وعلي واجب أخلاقي أن أشير للجيد ونشد أيدينا بيده لنرتقي صوب ما نطمح له جميعا  ، لذا سأكتب عن الخلق العالي الذي يحمله الموظف الثقافي لتكتمل عندي وعنده الصورة المشرقة للمثقف الذي يحمل الثقافة ويحمل الأخلاق ، ومن هذا الطرح أتيت بعنوان الموضوعة ( الثقافة أخلاق أم الأخلاق ثقافة  ) ، ومن الجميل جدا أن يجتمعا سوية الأخلاق والثقافة ليكونا شخصية تحمل كل الميزات الإنسانية الرفيعة ، وهذا ما وجدته بالسيد ( طاهر حمود الموسوي ) ، ولست راغبا بنعته وكيلا لوزير الثقافة ، بل جردته من سمته الوظيفية لأنها تزول وأسم الثقافة والخلق يخلدان ، استقبلنا برحابته المعهودة وأمتص زخم ثورتنا ضد وزارة الثقافة ، وأثبت بجهوده الشخصية بقاء إتحادنا الفتي ( إتحاد الشعراء الشعبيين ) مرفوع الرأس أمام التكتلات الكثيرة التي تحاول طمس مجهودنا الوطني ، بل أصر على وجود هذا الإتحاد بصفته المعنوية لأنه على علم بتطلعات هذا الإتحاد ،  وأسجل شكري لمدير مكتبه السيد ( حيدر الشوكي ) والسيد ( باقر الشوكي ) ولحسن خلقهما وأخلاقهما النبيلة ، ولمن يعملون بمعية مكتبه ، ولا أغفل ما قدمه السيد ( رعد علاوي الدليمي ) مدير الإدارية والمالية بوزارة الثقافة الذي فتح لنا داره ومضيفه العشائري وأبواب دائرته لتقبل طروحاتنا التي تخص تشكيلتنا الثقافية ، والست الفاضلة ( ليلي خزعل ) معاونة المدير العام للإدارية والمالية هذه المثابرة الدءوب والتي يطلقون عليها موظفوها ( عمة ) فتصورتها طاعنة بالسن ولكنهم كنوها ب ( عمة ) حبا وتكريما لها ، وأسجل شكري للأستاذ ( قيصر سهيل ) ذلك الخلق العالي والاستقبال المكرم لمن يطرق باب دائرته فلا يكل من سؤال ولا يتردد عن فعل خير يقدمه ما أستطاع ، ولا أنسى الصديق الأستاذ ( عقيل المندلاوي ) مدير العلاقات الثقافية الذي هيأ لنا وبجهوده المثمرة لننجز لوزارة الثقافة أربعة مهرجانات وطنية بدعم وتمويل من وزارة الثقافة ، ومعاونه السيد ( مظفر ) لما يبديه من تفهم عملي لواقع المشهد الثقافي .
    أتمنى أن نجد أشخاصا هكذا بوزاراتنا العراقية الأخرى ، وأعتذر ربما هم موجودون ولكن بحكم علاقتنا مع وزارة الثقافة لا نحتك مع الوزارات الأخرى .      

211
المواكب الحسينية الحلية
موكب عزاء ( طرف الوردية )
حامد كعيد الجبوري
     من المعروف ان للحلة الفيحاء مواكبها الحسينية العشر ، سبعة في الصوب الكبير ، وثلاثة في الصوب الصغير ، ( الطاك ، الجامعين ، جبران ، المهديه ، الجباويين ،  التعيس ، الكراد ) وهذه هي مواكب الصوب الكبير ، و ( الوردية ، الكلج ، وكريطعه ) وهي مواكب الصوب الصغير ، كتبتُ في العام الماضي عن أغلب مواكب الصوب الكبير ووثقتها ونشرت ذلك على صفحات جريدة الفيحاء الحلية ، ووجدت أن محلة ( الكراد ) أكثر توثيقا بالصور والدلائل والوقائع من بقية أطراف ومواكب أهالي الحلة الكرام ، موكب محلة ( الكراد ) تأسس عام ( 1917 م ) ، ولديهم ما يثبت تاريخ تأسيس موكبهم وهي مخطوطة من القماش أكلتها دابة الأرض ( الأرضة ) فكتبوا غيرها مع احتفاظهم بمخطوطتهم القديمة وهذا دليل واضح على صدق إدعائهم .
   يقول شيبةُ أهل محلة ( الوردية ) نقلا عن أبنائهم الأحياء ، أن محلتهم ( الوردية )  أقدم من تاريخ تأسيس موكب عزاء ( الكراد ) وغيره من المواكب الحلية ، ونقل لي قول أحد وجهاء محلة الوردية المرحوم الحاج ( علي حسون هجول ) تولد 1895 م قوله ، يقول لمحلة الوردية مسجدان ، الكبير يقع بمنتصف المحلة ، والآخر الصغير يقع في سوق العمار ، يقول ( علي هجول ) وعيت على المسجد الكبير ووجدت أن عالم الدين الذي يؤم المصلين فيه من بغداد وأستوطن محلة ( الوردية ) لهذا السبب ، وعند وفاته بقيت المحلة بلا أمام يؤم المصلين ، لذا أنتقل لمحلة ( الوردية ) قادما من صوبها الكبير ( الجامعين ) سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ المرحوم ( محمود سماكه ) وأشترى له دارا وأستوطن محلة ( الوردية ، وفي هذه المحلة أنجب أولاده آية الله الشيخ ( محمد سماكه ) رحمه الله ، وآية الله الشيخ ( علي سماكه ) رحمه الله ، وبقية أولاده وبناته ، ويقول المرحوم ( علي هجول ) كنت صبيا حين وفاة المرحوم الشيخ ( محمود سماكه ) ، وعند سماعنا بوفاته أخرجنا ( بيرغ ) المحلة ، وكل عائلة ممن تمتلك ( البيرغ ) أخرجته وأعددنا موكب عزاء لتشييع شيخنا الجليل ، وهذا الحديث يدل على أن محلة الوردية لها موكبها الحسيني الخاص بها ، ولو حسبنا عمر المتحدث الصبي ( علي هجول ) تولد 1895 م لخلصنا الى أن موكب عزاء الوردية الحسيني يرجع تأسيسه لبدايات العام 1900 م أو ما بعده بقليل  ، وبذلك يكون أقدم موكب حلي كما يزعم أهالي محلة ( الوردية ) ، والمنطق يقول أن كل محلات الوردية بأطرافها العشر بدأت متواكبة بمواكبها الحسينية . 
    محلة ( الوردية ) مزيج متجانس من الكسبة والفلاحين وصغار التجار وكبارهم ، قلة من كبار السن يعرفون القراءة والكتابة وتعلموها من خلال الكتاتيب ، كل هؤلاء أدخلوا أبناءهم المدارس الحكومية فخرجت الأطباء والصيادلة والقضاة والمدرسين والمعلمين والموظفين بدوائر الدولة المختلفة ، وهي كباقي محلات الحلة الفيحاء فيها الغني الموسر ، والفقير المعسر ، وبين هذا وهذا الطبقة المتوسطة ، وفيها أزقة ( عكد ) كثيرة تسمى باسم أحد أفراد ذلك الزقاق ، ( عكد الشيخ ، عكد هجول ، عكد حسان ، عكد بشبوش ، عكد العلاك ) وغيرها ، وفي ( الوردية ) مجموعة أزقة صغيرة مجتمعة اصطلحوا على تسميتها ( البيات ) بسبب سكن عوائل من ( البياتيين ) – عشيرة البياتي – فيها ، ومنطقة ( السرحه ) ، وأختلف المحققون بمن مصر محلة ( الوردية ) وسبب تسميتها ، وأغلبهم يرى أن تسميتها جاءت من أنها مجموعة من البساتين التي تنبت الورد ، وكل عائلات الوردية ترجع لأصولها العشائرية ، وفيهم من عشائر خفاجة والجبور والبياتيين والجيلاويين وآل سلطان والسعديين والجصانيين وشمر والعزاويين والطائيين والربيعيين  والفلوجي والمعامرة وبربن وآل السرحان وآل غلام وآل البراك وآل عبكه وآل الشوك والحروب والسامرائيين النازحين من سامراء واستوطنوا الحلة الفيحاء ، وبمرور السنين غادر السامرائيون مذهبهم الذي أتوا به واعتنقوا مذهب آل البيت الأطهار ، ومن عشائر السادة العلويين آل العلاك وآل وتوت والعميديين والحسينيين والصالحيين  ، وعذرا أن خانتني ذاكرتي للآخرين .
      تبدأ مراسيم العزاء الحسيني منذ الليلة الأولى لمحرم الحرام ، وبعد أن يستحصل مختار المحلة على الإجازة من دوائر الأمن المعنية ، ويعطي تعهده الشخصي بعدم المساس والتنديد بالدولة وتصرفها تنطلق مسيرة الموكب الحسيني ، يتجمع أهل المحلة مقابل بيوت آل البراك المعروفة ببنائها الحديث ومسقفاتها الجميلة ( الطوارم ) وهذا ما حدثني به الأستاذ ( قيس علي السماعيل السامرائي )، تتوزع المجاميع ( الجوكات )  فتصل لأكثر من عشرة مجاميع ، كبار السن تكون مجاميعهم مرددة للشعارات الحسينية فقط ، ومجاميع الشباب يتخللها الأطفال مجاميع ( لطم ) ، وبما أن أغلب الرجال من الأميين لذا يحتاجون لشاب أو أكثر ممن يجيد القراءة ليحفظهم ما يرددون ، بعد أن تتكامل المجاميع ينطلق موكب العزاء بالمسير ، كل هذه المراسيم تمارس بعد صلاة العشاء ، وكل محلة من محلات الحلة لها موعد للانطلاق صوب التجمع الأخير الذي يقام به ترتيل القصائد الحسينية ، وهناك لجنة منظمة لانطلاق المواكب الحسينية الحلية كي لا تزدحم بمحطتها الأخيرة .
    أنا لم أعي تلك الفترة التي تحدث عنها السيد ( قيس علي إسماعيل ) وقوله عن مكان تجمع وانطلاق ( موكب عزاء الوردية ) بل وعيت على ( موكب عزاء الوردية ) ومكان تجمعه قرب مقهى ( رضا عبكه ) ، والمقهى تقع مدخل سوق العمار مقابل الجسر القديم ، تتجمع المجاميع ( المرددة ) للأشعار الحسينية ومجاميع ( اللطم ) من بداية الجسر على ضفاف شط الحلة ، وبعكس تيار الماء متجهة صوب الشمال وصولا لمقهى ( محمد الحايج ) ، يحمل ( بيرغ ) الطرف ذوو اللون الأبيض والمصنوع من القماش ( الحبر ) وهو قريب الى قماش الحرير ، يحمله الحاج ( عبد الأمير حمادي الطائي  ) ومن بعده حمله أخوه ( محمد علي ) ، وأغلب عوائل الوردية لها ( بيرغها ) الخاص بها يحمله أحد أبناء تلك العائلة ، ولأن جارنا بنفس زقاقنا المرحوم ( محمد حسين الشهيب المعموري ) أذكر ( بيرقه - ( بيرغه ) – يحمله ولده الكبير ( كاظم ) ، ولآل ( هجول ) ( بيرغان ) أحمر يحمله ( جاسم ) وأسود يحمله ( جعفر ) ، و( بيرغ ) لآل ( جريدي ) ، وآخر لآل ( الجمل ) ، وآخر للسيد ( عبد الرضا العلاك ) ، و( بيرغ ) أخضر كبير يحمله السيد ( عباس العميدي ) بوقاره وشيبته البيضاء وعمته السوداء باسطا ( غترته الخضراء ) على كتفيه ووجهه يتصبب عرقا ، وأعتذر لأهلي من ( الوردية ) أن خانتني ذاكرتي بهذا الباب ، ويفرح كثيرا صاحب ( البيرغ ) الذي يعلقون فيه الناس من عملتهم الورقية او الحديدية شيئا من المال للتبرك وطلبا للنذر أن أنجزت له مهمة يوكلها الى الله سبحانه وتعالى بشفاعة الحسين ( ع ) وجده محمد ( ص ) وأبيه علي ( ع ) ، أما العملة الحديدية فتطوى بأطراف قماش ( البيرغ ) ، وهذا المال المتحصل بهذه الطريقة يستبدلون به قماش ( البيرغ ) أو يضيفون له من مالهم الخاص أن لا يكفي المبلغ لعمل وليمة  أوما نسميه ( عاشور ) ويوزع ببركات الحسين ( ع ) وآل البيت الأطهار ، بالموعد المحدد ينطلق الموكب صوب حسينية ( أبن طاووس ) التي تقع في محلة ( السنية ) ، يعبر الموكب الحسيني نهر الحلي ( الجسر القديم ) الذي لا يزال قائما متحديا السنين ، وهو يقابل سوق الحلة الكبير في الصوب الكبير ، وينار طريق المعزون بواسطة الفوانيس و ( اللوكسات ) والمشاعل النفطية ، بعد عبور الموكب الجسر يتجه يمينا مخترقا الشارع و ( فلكة ) مديرية شرطة الحلة ، ومكانها الحالي هي ساحة ( الصدرين ) مقابل ( أورزدي الحلة ) ، ثم يسلك الموكب شارع المكتبات وصولا لساحة ( سعيد الأمين ) ، ثم ينحرف يمينا الى شارع الأمام علي حاليا ليصل الى ( حسينية بن طاووس ) ، يدخل الموكب الى الحسينية ويعتلي خطيب المحلة ( الرادود ) ليرتل قصيدته الحسينية على الموكب الحسيني ، ولمستمعي العزاء من الرجال والنساء الذين يقفون خارج الحسينية ، إضافة للرجال الذين يأتون من بقية المواكب من المحلات الأخرى للاستماع ( لرادود المحلة ) داخل الحسينية ، ووعيت أن مواكب الحلة كانت تنهي مراسيمها بديوان السادة ( القزاونه ) في محلة الجامعين ، ولأسباب سياسية سنأتي عليها لاحقا حين توثيق موكب محلة ( الجامعين ) أنتقل المعزون الحسينيون بنهاية مراسيم طقوسهم في حسينية ( أبن طاووس ) ،  في ليلة ( القاسم )  تخرج كل مواكب الحلة وهي تحمل الشموع والورود والرياحين مرددين شعاراتهم الحسينية ، وكل موكب حسب توقيته المرسوم ، كل مجالس العزاء والمواكب الحسينية الحلية تقام في المساء ، ومواكب ( الزنجيل ) تقام عصرا ، أما صبيحة العاشر من المحرم تنطلق ( مواكب التطبير )  فجرا ، وبدءا من الساعة التاسعة تنطلق مواكب العزاء صوب ( أبن طاووس ) وكل حسب توقيته كما أسلفنا  ، وبهذا اليوم يسير موكب عزاء ( الوردية ) مسافة أطول من مسير الموكب ليلا ، فيجتاز الشارع المحاذي لدائرة البريد الحالية ( بدالة الحلة ) وقبل بيت ( المتصرف ) يستدير الشارع نحو شارع المكتبات الحالي استمرارا ( لحسينية أبن طاووس ) ، وفي هذا اليوم يكن موكب عزاء ( الوردية ) أكبر مواكب الحلة تقريبا بسبب دخول أبناء القرى المجاورة الى المدينة للمشاركة بعزاء سيد الشهداء ، يروي لنا ممن هم أكبر سنا أن شجارات تحدث أحيانا بين المواكب في ما بينها لأسباب كثيرة أهمها أن المحلة ( الفلانية ) تتجاوز الوقت المحدد لها في البقاء في الحسينية ، مما يضطر الموكب الآخر البقاء في الشارع طويلا لينتظر انتهاء مراسيم المحلة التي تسبقه ، وربما هناك أسبابا أخرى لا ندخل بتفاصيلها ، وفي هذه الحالة فأن كل موكب يحتاج من الرجال الشجعان ليسير الموكب تحت ظلهم ، وفي محلة الوردية من هؤلاء الرجال المرحوم ( عبد الحسين أبو حميّد الجبوري ) ، يسير هذا الرجل متنقلا بين ( الجوكه ) الأولى والأخيرة وهو يحمل بكمه خنجره أو ( قامته ) ، ومنهم من يخرج معه أمه أو أخته لتحمل له تحت عباءتها سيفا أو ( مسدسا ) ، وسبب خروجهن لأبعاد الشبهة ومتابعة رجال الشرطة له بسبب منع حمل الأسلحة النارية والجارحة دون أجازة ، وبعد وفاة ( عبد الحسين ) نهض بهذه المهمة كثير من أبناء المحلة لسنا بصدد ذكرهم ، أعتلى المنبر الحسيني أكثر من ( رداود ) لترتيل القصائد الحسينية ، منهم المرحوم الحاج ( إسماعيل الجيلاوي ) الذي يقول عنه المرحوم السيد ( حسيني العلاك ) بأن للحاج إسماعيل رحمه الله صوتا شجيا وقويا جدا بحيث أنه كان يعتلي المنبر ويسمع صوته لمن هو خارج الحسينية دون استخدام مكبرات الصوت لعدم وجودها آنذاك ، وأعتلى المنبر أيضا المرحوم ( فاضل الخياط ) ، والسيد ( فتحي العميدي ) ، وأخيرا أستقر رأي وجهاء محلة الوردية على ( الرادود الحاج صبري جابر ) ولحين منع المواكب الحسينية من قبل النظام السابق ، والحاج صبري شاعر حسيني أيضا ولكنه كان يقرأ أكثر مجالسه الحسينية مرددا لقصائد قريبه المرحوم الشاعر الحسيني الكبير ( عبد الحسين صبره الحلي ) ، وأنجبت محلة ( الوردية ) أكثر من شاعر تقرأ له أشعاره أغلب ( أطراف ) الحلة ، ومنهم المرحوم الشاعر ( محمد علي بنيان الجبوري ) ، والمرحوم الشاعر ( صاحب الجمل ) ، والشاعر ( ملا عباس الربيعي ) .
     توالى على ( مختارية ) محلة الوردية أكثر من وجيه من أهلها الكرام ، ولم تخرج هذه ( المختارية ) عن ( آل الحساني ) إلا بإرادتهم شخصيا ، بعد وفاة المرحوم ( جبار الحساني ) انتقلت ( المختارية ) لولده المرحوم ( هاتف الجبار الحساني ) الذي أستطاع أن يؤلف بين قلوب أهل الوردية وكأنه أب روحي لها ، وبعد وفاته رحمه الله لم ينهض أحد من ولده أو أبناء أخوته بهذه المهمة بسبب مشاغلهم الوظيفية ، وتناوبها الكثير من وجهاء محلة ( الوردية ) الكرام .
أعتذار
----------
أكرر اعتذاري لكل أهلي من محلة ( الوردية ) الذين لم أستذكرهم ، وهو مشروع بدأت به ولابد لي من أن أنهيه وهو تناول مواكب الحلة الفيحاء العشرة ، وأتمنى على كل من يملك معلومة خلاف ما ذكرته أن يصححها لي مع ذكر مصدرها لتكون وثيقة حية للتاريخ ، وليتعرف أبناءنا بآبائهم وأجدادهم وما قدموه .     

212
أدب / نزيف الكرامة
« في: 19:30 03/12/2011  »
نزيف الكرامة
حامد كعيد الجبوري
                                                                                     ك 1 / 2011 م

التاريخ أعله بابك منذهل حيران
وكف خاشع جلاله وإنحنالك راس
أبدمائك خضب التاريخ للتاريخ
( فداء لمثواك ) رتل مفخرة أجيال
دمعات النصر مو دمعة المهزوم
مدرستك رجوله وأنجبت أبطال
رسم دربك (محمد) للزمن قنديل
نبراسك (علي) جيد الزمن يلويه
رفّت رايتك من كبّرت لله
نزف دم الكرامة وقدمت قربان
أنت (حسين)غيرك ما يصير (حسين)
نعم نهضت رجال أتلذذت بالموت
لو موقف أمكرر ما خلد ذكراك
أسست الشهادة التضحية الإيثار
مو قصة عطش ونعاتب النهران
شحيح (العلكمي) الما ضاك شفة (حسين)
   
من بحر الوفاء أشياخذ التاريخ


أبن (زينب) وأخوها ونخوة (الكرار)
نزل ساحة مجد و(أم البنين) عيون
مشه بيهم منيه وللمنايا أسرار
عاليها كلبها واليسار يمين
أبجود (الجود) من نهر (الكمر) مليان
عطشان وكلب ( عباس ) يمطر طيب
وصل لو ما وصل يحجيلك التاريخ 
ولا يحجي أبحرم و أعيال عطشانيين
ولا جثة صحابه أترض  صدرها الخيل
ولا النيران تحرك بالخيم وكلوب
معسكر للرذيله وباللؤم مزروع
سنوا للذبح والأسر والتمثيل
خناجر جاهلية والغدر مألوف

خشوع الهيبتج تسموا القصايد شوك
أقارن وكفتج ويّه الرسل وأحتار
نهضتي بالحمل مثل أنبياء الله
محد شاف دمعج يجذب البجاج
من خطبت أسيوفج نكست الرايات
   















*
















*





*   أبيا صفحة إباء أيسطر أحروفه
مدرستك فتحها وغلّك أصفوفه
وبنالك كعبتك كل ثائر ايطوفه
ودموع المجد صفحاته مذروفه
ولا معذور يختل حجِّته ظروفه
ثائر عكب ثائر يقره بطفوفه
كل كطرة شرف للدين ملهوفه
وتسجدله الركاب أتهاب مرهوفه
وخلدت (كربلاء) وخلّد أضيوفه
طعمت الدين أهلك وأرتوى الجوفه
ولا كبلك وبعدك معتني أحتوفه
وركبوها الصعاب أبنيه مكشوفه
ولا يندب الكون وشمسه مكسوفه
وعلّمت اليثور أيقدس سيوفه
ونلوم الفرات الما أجه زحوفه
لو واصل إشفافه خلدت أجروفه

ويروّي للزمان أصدقها سالوفه


وعصّابة (الحره) أبغيره ملفوفه
تشوف المرجله ويشرِّف الحوفه
تمشي أبلا وجل بعيون مكفوفه
وجتاف النهر بجدامه منسوفه
من صدر الأخوه  وتحضنه أجفوفه
مملي أبغيرته ومن زود معروفه
رغما جابه زندَه وطشَّر أصفوفه
ولا أطفال  شردت  بالفزع  خوفه
بوحشية (الوحشي) وتقرع دفوفه
ولا الحرات آسارى أمقيده مجتوفه
وأحقاد وضغينه  وسيره موصوفه
وتسليب وغدر وأخلاق محروفه
بس تذبح طفل ما عدها مألوفه

بصدرج أنبياء الله محفوفه
رسالية الموقف نقرَه ونشوفه   
وموقف كربلاء أقدسها معزوفه
وكلبج ما تصدع عزمج يروفه
أبديوان الخلافه ومسجد الكوفه
 ج
   

نزيف الكرامة
حامد كعيد الجبوري

التاريخ أعله بابك منذهل حيران
أبيا صفحة إباء أيسطر أحروفه
وكف خاشع جلاله وإنحنالك راس
مدرستك فتحها وغلّك أصفوفه
أبدمائك خضب التاريخ للتاريخ
وبنالك كعبتك كل ثائر ايطوفه
( فداء لمثواك ) رتل مفخرة أجيال
ودموع المجد صفحاته مذروفه
دمعات النصر مو دمعة المهزوم
ولا معذور يختل حجِّته ظروفه
مدرستك رجوله وأنجبت أبطال
ثائر عكب ثائر يقره بطفوفه
رسم دربك (محمد) للزمن قنديل
كل كطرة شرف للدين ملهوفه
نبراسك (علي) جيد الزمن يلويه
وتسجدله الركاب أتهاب مرهوفه
رفّت رايتك من كبّرت لله
وخلدت (كربلاء) وخلّد أضيوفه
نزف دم الكرامة وقدمت قربان
طعمت الدين أهلك وأرتوى الجوفه
أنت (حسين) غيرك ما يصير (حسين)
ولا كبلك وبعدك معتني أحتوفه
نعم نهضت رجال أتلذذت بالموت
وركبوها الصعاب أبنيه مكشوفه
لو موقف أمكرر ما خلد ذكراك
ولا يندب الكون وشمسه مكسوفه
أسست الشهادة التضحية الإيثار
وعلّمت اليثور أيقدس سيوفه
مو قصة عطش ونعاتب النهران
 ونلوم الفرات الما أجه زحوفه
شحيح (العلكمي) الما ضاك شفة (حسين)
لو واصل إشفافه خلدت أجروفه
****
 من بحر الوفاء أشياخذ التاريخ
ويروّي للزمان أصدقها سالوفه
أبن (زينب) وأخوها ونخوة (الكرار)
وعصّابة (الحره) أبغيره ملفوفه
نزل ساحة مجد و(أم البنين) عيون
تشوف المرجله ويشرِّف الحوفه
مشه بيهم منيه وللمنايا أسرار
تمشي أبلا وجل بعيون مكفوفه
عاليها كلبها واليسار يمين
وجتاف النهر بجدامه منسوفه
أبجود (الجود) من نهر (الكمر) مليان
من صدر الأخوه  وتحضنه أجفوفه
عطشان وكلب ( عباس ) يمطر طيب
مملي أبغيرته ومن زود معروفه
وصل لو ما وصل يحجيلك التاريخ
 رغما جابه زندَه وطشَّر أصفوفه
ولا يحجي أبحرم و أعيال عطشانيين
ولا أطفال  شردت  بالفزع  خوفه
ولا جثة صحابه أترض  صدرها الخيل
بوحشية (الوحشي) وتقرع دفوفه
ولا النيران تحرك بالخيم وكلوب
ولا الحرات آسارى أمقيده مجتوفه
معسكر للرذيله وباللؤم مزروع
وأحقاد وضغينه  وسيره موصوفه
سنوا للذبح والأسر والتمثيل
وتسليب وغدر وأخلاق محروفه
خناجر جاهلية والغدر مألوف
بس تذبح طفل ما عدها مألوفه
*****
خشوع الهيبتج تسموا القصايد شوك
بصدرج أنبياء الله محفوفه
أقارن وكفتج ويّه الرسُل وأحتار
رسالية الموقف نقرَه ونشوفه   
نهضتي بالحمل مثل أنبياء الله
وموقف كربلاء أقدسها معزوفه
محد شاف دمعج يجذب البجاج
وكلبج ما تصدع عزمج يروفه
من خطبت أسيوفج نكست الرايات
أبديوان (الخلافه) ومسجد (الكوفه)
*******







 ج


213
الوهم
لمناسبة الحديث عن عودة البعث المجتث
                                                                                                                               حامد كعيد الجبوري
حيل متوهم تظن ترجع جديد      ...      أبليس كبلك حلم رد جنانه
أني أسأل من نمت متغطي زين      ...      لو أمكشف عورتك عريانه
وهذا يا شيطان جاسك بالمنام        ...      حدار طكه المالعن شيطانه
وصبّحت مهبول ما تدري أشتكول  ...   وشو نسيت أشكد ألك ديانه
وهي لو تحصل زلم مشعوله ثار         ...جان مثلك ما يطول لسانه
                                  -----------
يسموني المشاكس حاد مثل السيف   .... فضائيات عندي ومستمر البث
ما جامل وأمسح للدنئ  إجتاف ....   ولا أخفي الحقيقه وعنها أتريث
أفضح للحرامي وأكشف المحتال ....   الأسوّد ما أحابي  وبيه أتشبث
أتعنه الصدك وبأي مكان أيصير ....   ولا خاف الأفاعي أسمومهن تنفث
ولا الشبه السياسي أرعد من الخوف ....  وأطباع الجبان أبغيره يتليّث
وأفضح للسياسي البوحل مزروع ....  وأكشف كل مرائي البشعب يعبث
وأفتح ألف عين أتراقب الدجال ....    ولا صافح القاتل أيدي تتلوث
وأمجد للسياسي الجاني يزرع خير ...  ومد غيرة أخوه أبلا تعب وألهث
وأعرفها الحيايه البدلتها أهدوم ...   لبس ثوب النيابه ورجع يستبعث
نيته البرلمان أبنية بن السوء ...      على الطيب العراقي من الأصل يجتث
أوقع أنحكم ( للأعور الدجال )     ولا أقبل البعثي  من الكبر يبعث


214
عرض كتاب
الشيخ عبد الكريم الماشطة
أحد رواد التنوير في العراق




حامد كعيد الجبوري
    صدر عن الدار العربية للطباعة والنشر كتاب ( الشيخ عبد الكريم الماشطة أحد رواد التنوير في العراق ) ، بقلم الباحث الأستاذ أحمد الناجي ، ويقع الكتاب ب 157 صفحة من الحجم الكبير ، وبورق أبيض صقيل ، صمم الغلاف د فاخر محمد .
    مقدمة الكتاب بقلم د رشيد الخيون ، وحقيقة أن هذه المقدمة تغني القارئ عن الغاية التي توخاها الباحث الناجي من هذا الكتاب ، يقول الدكتور خيون ( كم كان وعي شيخنا متقدما مقاربة مع أوضاع العراق آنذاك ، الأربعينات ، أن يأخذ عالم ديني عراقي على عاتقه مسؤولية النضال من أجل السلم ، وسط محرمات لا عد ولا حصر لها ، قد تحرمه من الأتباع والمريدين ، وربما جعلته قائما وحيدا في محراب الصلاة ، من هنا يقاس تفوق هذا الرجل ، وتجاوزه للمألوف والمحذور أن يقف بين شباب وشيبة ، نساء وعمال وطلبة ، يلقي على أسماعهم الكلمات التالية : أرجو لكم من الله التوفيق في أعمالكم ، وأن يمكنكم من خدمة أبناء النوع الإنساني عامة ، ولا بد أن تحبوا الله ، وتحبوا عباد الله ، لأن من يحب الله يحب آثاره ، والله تعالى يباهي بكم الملائكة على معاونتكم لإخوانكم ، واهتمامكم بردع الحروب ، وتخليص البشرية من ويلات القنابل الذرية والهيدروجينية ) ، ويلخص الشيخ عبد الكريم الماشطة الإسلام كما يرى د رشيد الخيون (رابطا إسلامه بالسلام وبإطلاق حمامة السلام من بين يديه في قاعة المؤتمر ) ، وينهي الدكتور الخيون قائلا ( أجد بين عمامة عبد الكريم الماشطة والعمائم التي تصدر فتاوى الموت وتتقدم للتحريض على الحروب ، هو الفارق بين الغرابين والحمائم البيض ) .
    قسم الباحث أحمد الناجي كتابه لتسعة فصول ، سنأخذ من كل فصل لمحات لنضئ بها عرض هذا الكتاب القيم .
الفصل الاول / السيرة الذاتية :
    هو عبد الكريم بن الحاج عبد الرضا بن الحاج حسين بن الحاج محسن الماشطة ، ولد عام 1881 م في أحد بيوتات محلة جبران زقاق ( الجياييل ) في الحلة الفيحاء .
الفصل الثاني / في الفكر والسياسة :
 كان والده من الشخصيات الوطنية التي طالبت بالدستور ، ( وسعت الى تنظيم نفسها منذ بدايات القرن العشرين لتحقيق ما جاء به على أرض الواقع ، وامتدت طموحاتهم الكبيرة الى إزالة الوضع الاستبدادي القائم ، وتحسين أحوال الناس الاجتماعية والمعيشية ، وتماشيا مع تلك التوجهات قام مجموعة من مفكري الحلة بتشكيل جمعية سرية تكون فرعا لجمعية الاتحاد والترقي ) ، لذا نجد أن الشيخ الماشطة حسم أمره مبكرا كما يقول الباحث الناجي صوب التحرر والتجديد ، بدأ الشيخ الماشطة تعليمه بكتاتيب الحلة وبرغبة من والده شد رحاله الى النجف الأشرف فأكمل المقرر من دروسه في النحو والبلاغة والمنطق والفقه وأصوله ، فحاز على ناصية وزمام أمره ، ومما يميز النجف أنها تستقبل كل الاتجاهات المضادة والمتطابقة لدراستها وتحليلها ومنهجتها ، فتتبع الرجل الأصالة وتقصى النظريات الفلسفية للكون والحياة ، وحين هبت رياح التجديد ارتبط بالفكر التنويري ، ممثلا بأفكار رفاعة الطهطاوي ، وعبد الرحمن الكواكبي ، وجمال الدين الأفغاني ، ومحمد عبده ، وكان الشيخ الماشطة أحد طلاب الحوزة الدينية المدافعون عن الدستور متأثرا بفكر وسيرة والده ، وتطورت مداركه بعدما أدرك بوعي أهمية الجدل والتأمل في فضاء المعرفة ، والوصول لإجابات العقل المقلقة وأفضت به الى مخاض وعي مكنه من أجتراح جملة من متبنيات فكرية وسياسية ، وهذا ما أورده الباحث وأكد على أن الشيخ الماشطة بقي أمينا لمنهجيته الدينية والتمسك بآراء أساتذته ، ولم يتوقف الشيخ الماشطة عن البحث والتقصي والقراءة حتى بعد أكماله مقررات دروسه الحوزوية وامتدت سني دراسته مستكملا لها في حلقات دراسية فقهية حلية .
الفصل الثالث / النشاط السياسي والاجتماعي :
      ما مر على العراق عموما وعلى الحلة الفيحاء خاصة لم يكن الشيخ الماشطة ببعيد عنها ، كل خفايا الاحتلال البريطاني  1914 – 1918 م وأحداث معارك الشعيبه عام 1915 م ، والأحداث المروعة التي مرت بها الحلة أواخر العهد العثماني في ( دكة عاكف ) 1916 م ، وأساليب دعم حركة الجهاد كل ذلك بلوّر حياة وسيرة الشيخ الماشطة ، و( تبلورت  صور المشهد السياسي في ذهن الشيخ الماشطة المتابع لتفاصيل الأحداث ، لتنعكس انطباعاته ومعها فيض مما أنغرس في أغوار الذاكرة من بذرات الخراساني والنائيني ، متناظرة مع بصيرته الثاقبة للعديد من الأحداث المهمة المتزامنة مع تأسيس الدولة العراقية بداية عشرينات القرن الماضي التي ساهمت بفتح نوافذ على الحياة السياسية ) ، وخاض الشيخ الماشطة الانتخابات النيابية عام 1954 م متحالفا مع تكوينات الجبهة الوطنية التي ضمت تحت لواءها الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال ، والحزب الشيوعي العراقي وحركة أنصار السلام ، ومنظمات الطلاب والشباب ، والنقابات المهنية ، والعمالية ، وممثلي الفلاحين ، وبسبب كل هذه النشاطات والتجمعات والمحاضرات فقد ضيّق على الشيخ الماشطة ومما يذكر قيادته لتظاهرة انتخابية عام 1954 م ولما أرادت قوى الأمن تفريق التظاهرة خاطبهم الماشطة ( مالكم قلقون اعتبروها زفة عرس ) ، وتمادى الشرطة أكثر وحالوا تفريق التظاهرة وألقي القبض على قسما من منظميها وسلم الشيخ من ذلك ولكنه أحيل لمحاكمة جزائية تطوع ( 36 ) محاميا للدفاع عنه ، وعلى رأسهم المحامي الأستاذ ( حسين جميل ) ، و ( مظهر العزاوي ) ، و ( توفيق منير )  ، وردّ القاضي ( فريد فتيان ) الدعوى وبرأ ساحته وعد الحاكم التدخل الأمني استفزازا للمتظاهرين ، وبعد شهرين ألقي القبض على الشيخ وأحيل الى بغداد وبرأ أيضا ، كان الشيخ من الكتاب والصحفيين الوطنيين الذين لم تسخر أقلامهم إلا لمصلحة شعبهم وتطلعاته ، بعد التغيير الوطني عام 1958 م نشر الشيخ الماشطة مقالاته في كبيرات الصحف العراقية آنذاك ، ( اتحاد الشعب ) ، و( صوت الأحرار ) .
الفصل الرابع / مجلة العدل ومقالاتها :
         أصدر الشيخ الماشطة من مجلته ( العدل ) عددا واحدا في آذار عام 1938 م ، طبع في المطبعة العصرية في الحلة الفيحاء ، وقد صادرته السلطة قبل توزيعه ، وألغت امتياز المجلة ، وهنا رأي للدكتور علي جواد الطاهر الذي لم يخف مشاعر الفرح والغبطة بهذا الإصدار الذي لم ير النور  حينما سؤل فأجاب ، ( الشيخ عبد الكريم  الماشطة وجه وطني جرئ وقد أصدر مجلة باسم  ( العدل ) والاسم ذو دلالة فرحنا بها وأبهجنا ما وراء حروفها من حس انتقادي للأوضاع ، كان الشيخ ينفذ الى غايته من عنوانات بدايات لا تبدو لها علاقة بقصده ، وكان طبيعيا أن يصادر العدد ويمنع الشيخ من إصدار عدد ثان ) .   
الفصل الخامس / الشيخ الماشطة والصوفية :
 يقول الباحث الناجي قدم الشيخ الماشطة في سلسلة مقالاته عن الصوفية دراسة مستفيضة متطرقا الى عناصرها وأفكارها ومفاهيمها وموروثها وتأثيرها على المفكرين المسلمين فكشف بذلك عن ثراء معرفي وعمق فكري مكتنز لا ريب من سنين مضنية قضاها في البحث والتقصي عن ينابيع معرفية نقلت الفكر الى حالة من الانفتاح العقلي والانطلاق بعيدا عن متاهات الجدل الدائر لسنين طوال بين الجبر والاختيار ، والأشعرية والمعتزلة .
الفصل السادس / حركة أنصار السلام :
     للحاجة الإنسانية للسلام وتجنبا للكوارث والحروب وهدر الطاقات فقد عقد مؤتمرا عالميا في ( بولونيا ) ، حضره المثقفون من سائر بقاع الدنيا كرس للسلام العالمي عام 1948 م ، ومما يذكر ان شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري كان من الحاضرين لهذا المؤتمر العالمي ، واختير الجواهري ليكون عضو المؤتمر الأول الذي عقد عام 1950 م ، ولم يكن الشيخ الماشطة ببعيد عن هذا المؤتمر فقد لبى الدعوى لمناصرة ( نداء أستوكهولم ) الصادر من مؤتمر السلام العالمي في 19 / آذار / 1950 م لتحريم القنبلة الذرية ، ولبى الدعوة أيضا شخصيات سياسية عراقية أخرى ، ويعد الشيخ الماشطة رجل الدين الأول الذي لبى نداء السلم ووقع على بنوده الخمسة الصادرة عن اجتماع أستوكهولم ، وبذلك يعد مطلع عام 1950 بداية تأسيس حركة أنصار السلام في العراق ، وبعد تنامي هذه الحركة التي استقطبت وطنيِّ العراق وبدأت الأجهزة الأمنية متابعة نشاطات هذا التجمع العالمي الجديد ، وأعتقل الكثير ممن انتمى لهذا التجمع بذريعة عدم أجازة هذا التجمع رسميا ، ومن هؤلاء شاعر الشعب محمد صالح بحر العلوم ، ولقد أسهم الكثير من المثقفين العراقيين بإنارة طريق هذا التجمع من خلال القصائد التي صدح بها شاعر العرب محمد مهدي الجواهري وعبد الله كوران ، ومما يذكره الباحث أحمد الناجي بكتابه موضوع عرضنا  قصيدة ( أمي والسلام ) للمناضل ( حسن عوينه ) ،
أماه رهط الظالمين تآمرا
ليشن حربا غادرا وتآزرا
تطوى الشباب على الشيوخ وللدم
الزاكي الطهور ترين بحرا زاخرا
والأرض تزرع بالضحايا إن
ذكت ويبدل الروض الخصيب مقابرا
الفصل السابع / الاتهام بالشيوعية :
  ربما - وهذا رأيي الشخصي - أن الباحث الناجي لم يعطي هذا الفصل مما يستحق من تسليط ضوء ، ورأي مبلور ، لا لكون الباحث غافلا عن خطورة هذا المبحث لأسباب كثيرة جدا ، ومن أهمها أن من يركب موجة الدين سفاها ، ليغوي بها السذج ويعتاش على تخلفهم ، قد يتقاطع كليا مع الشيخ الماشطة الذي أوجد لذاته فلسفة أستمدها من بطون كتب غيبت تماما ليبقى الكم الهائل من البشر متخندقون ومتترسون وراء حجب لا يعرفون لها خلاصا ، لذا صدرت الفتاوي التي حرمت الانتماء لأحزاب تناضل من أجل رفعة البشر وخيره ، ويجد الدعاة الى الإسلام من هذه الشريحة الديمقراطية حراما ولا يؤمنون بها ولكنهم يؤمنون بآلياتها التي أوصلتهم لمآرب خاصة ، وينسب للكثير من هؤلاء مقولتهم أن كانت الديمقراطية تعني حكم الشعب فذلك خلاف التشريع الذي وكلنا به من قبل الله ، بمعنى أدق نحن ولاة أمور الناس بتكليفنا الشرعي الإلهي ، وهذا ما أستنتج خلافه الشيخ الماشطة ، ولكونه قريبا الى اليساريين والليبراليين والشيوعيين وحتى القوميين ، لذا حورب هذا الشيخ الجليل لصدق سريرته مع ذاته ، ومع الله ، وأتهم بالشيوعية لتقارب آرائه مع فكرهم .
الفصل الثامن / آثاره :
    للشيخ الماشطة مؤلفات كثيرة مطبوعة ومخطوطة ،  ومقالات لا تحصى نشرت بالصحف العراقية ، وأهم ما يذكر في هذا الباب كتابه الذي ذكره الأستاذ كوركيس عواد في ( معجم المؤلفين العراقيين ) ، ويؤكده الأستاذ حميد المطبعي في (  موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين ) ، وعنوان كتاب الشيخ الماشطة ( الشيوعية لا تتصادم مع الدين ولا مع القومية العربية ) ، ولا أعرف لم لا يؤيد الباحث الناجي وجود مثل هذا الكتاب ، مستدلا على عدم وجوده بين يديه ، أو لم يسمع به من أحد غيره ، ولعمري هذا يخالف النهج البحثي ، وإلا ما كان ( كوركيس عواد ) ، ولا ( حميد المطبعي ) يذكرون وجود مثل هذا الكتاب ، وأقول الى الصديق الباحث الناجي ترى أيمكن أن نجد مثل هذا الكتاب وبتلك الفترة من الحكم الشمولي ،  وبعد صدور فتاوى تقول ( الشيوعية كفر وألحاد ) ، نجد من يقرأ أو يحتفظ بهذا الكتاب ، ومن خلال هذه المنابر الحرة أقول لابد وأن تكن هناك نسخة واحدة على الأقل موجودة في بطون مكتباتنا البيتية العامرة ، فأدعو راجيا ومرتجيا  ، ممن يملك هذا النسخة أن يحاول أن يقدمها هدية لأي مطبعة وطنية تقدمية لأحياء تراث هذا الرجل الإنسان .
الفصل التاسع / وفاته :
      أصيب شيخنا الجليل الماشطة بمرض عجز القلب بداية عام 1959 م وغادر الى الإتحاد السوفيتي آنذاك لتلقي العلاج ، ولم يمكث طويلا في موسكو وعاد الى مستشفيات بغداد وتوفي فيها في 3 أيلول عام 1959 م ، ونقل جثمانه الى الحلة الفيحاء ومنها شيّع لمثواه الأخير النجف الأشرف ، وأقيمت له أكثر من مجلس فاتحة أو أربعينية في مختلف المحافظات العراقية ، وكذا خارج العراق ( موسكو – صوفيا – برلين – بودابست ) ، ونعاه المكتب الدائم للمجلس الوطني لأنصار السلم في الجمهورية العراقية ببيان تحت عنوان ( ذكرى الأربعين لوفاة سماحة العلامة الكبير الشيخ عبد الكريم الماشطة فقيد حركة السلم العراقية والعالمية ) .
رأي :
الكتاب ( الشيخ عبد الكريم  الماشطة أحد رموز التنوير في العراق  ) ،
   كتاب قيم بذل الباحث احمد الناجي لأجله وقتا مضنيا وفتح الباب واسعا للباحثين بفكر هذا الرجل – الماشطة - ، طبع الكتاب عام 2006 م ، ومن المؤكد أن الباحث قد ورد له من أصدقائه ملاحظات ، وإضافات جديدة ، ومعلومات تستحق أن تنشر ، ويشار لها ، أتمنى على الصديق الباحث أعادة النظر جديا بما تمنيت عليه ، وأن يترك الدعوة التي وضعها بداية الكتاب ، متمنيا على الباحثين والمؤرخين لينهضوا بأعباء دراسة هذا الشيخ منهجيا ، فأنت يا صديقي أحق بالبحث المنهجي لما تمتلكه من خبرة واسعة ، وشهادة تؤهلك لخوض هذا المضمار .         

 
       
       
 

215
المنبر الحر / عودة البعث
« في: 21:15 06/11/2011  »
إضاءة
عودة البعث
حامد كعيد الجبوري
     بعد مضي ثمان سنوات على التغيير ، وها نحن في العام التاسع له وقد كثر الحديث عن عودة البعث الصدامي الى الواجهة مجددا ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، من الذي سمح للبعثيين العودة الى السلطة والمواقع الحساسة في عصب الدولة العراقية حاليا ؟ ، والإجابة عن هكذا تساؤل لا يخفى على أحد من الشعب العراقي ، وللتذكرة لمن نسى أو تناسى أيام الدكتاتورية الأخيرة ، التي أوعزت لأزلامها من البعثيين الانخراط والانتظام  بصفوف الأحزاب والتيارات الجديدة التي شكلت أغلبها بعد التغيير ، فاستبدلت الملابس الزيتونية بإطلاق اللحى وحمل المسبحة وما الى ذلك من زي يلبس من قبل الزهاد والنساك ، وأصبحت مقرات الأحزاب الدينية السنية والشيعية  والعلمانية مقرات بديلة للبعث المجتث من خلال تخللهم الأحزاب  واستغلالهم الوضع السائد الذي أوجدته الأحزاب الجديدة لكسب الأصوات الانتخابية ، وقسم من المحافظات العراقية بدأت بالتصفية الجسدية للبعثيين ، رغم نداء مراجع الدين بعدم جواز قتلهم واللجوء الى المحاكم المختصة لأخذ القصاص العادل ممن أساء الى الشعب العراقي ، وأمتثل الناس لذلك رغم إصرار الحكومة على استقطاب هؤلاء الى مناصب يحلم بها الشرفاء من أبناء هذا الوطن ، فدخل البعث مجددا الى قبة البرلمان والى كافة الوزارات واستثناءا من قيود الاجتثاث بفعل فاعل ورغبات سياسية معينة  ، علما أن غالبية ضباط الجيش العراقي والشرطة العراقية هم ممن انتمى للبعث رغبة أو رهبة أو طمعا بالمكاسب السخية التي يمنحها القائد الضرورة ، وليس بودي ذكر الأسماء المهمة في المشهد السياسي العراقي والعسكري والأمني حاليا  ممن يحسب فكريا على البعث ، ولم يكن هناك أي أشكال لدى المتربعون على كراسي السلطة أي خوف أو توجس من هؤلاء البعثيين ، على اعتبار أنهم بنو سلطة قوية قادرة على إحباط أي رغبة بعثية للعودة الى السلطة مجددا ، متذرعين وأعني الساسة أن البعثيين قد قدموا براءة من حزبهم المجتث ، والتجربة تثبت أن الكثير من البعثيين سابقا أعلنوا براءتهم من حزبهم ولكنهم عادوا أليه معتبرين أن تلك البراءة وقعت تحت ظروف قسرية ، وعفلق والبكر مثالان لما أذهب أليه ، وحقيقة أن الصراع بين فاقد للسلطة وماسكها الجديد أوقع البلد بمتاهات كثيرة وخطيرة ، وكان من المفترض أن لا يترك الحبل على غاربة لتسول لمن يمني نفسه بالعودة مجددا للسلطة ، وبين هذا وذاك تحضرني طرفة جميلة ، بل درس حياتي ، يقال أن جارين أحدهما كانت له زوجة لا تعير أهمية لزوجها ، بل لا تحترمه وتصدر أوامرها له وهو صاغر مطيع ، أستاء الجار من تصرف زوجة جاره حيال زوجها وأخبر جاره عن ذلك وقال له ، لماذا زوجتك تعربد عليك ولا تقيم لك وزنا ؟ ، الظاهر أنك لم تذبح أمامها قطة لتخيفها ليلة عرسك ، علقت مسألة ذبح القطة بأذن ذلك الزوج المهزوز ، عاد لبيته مساءا وهو ممسك بقطة مسكينة ، وأخرج سكينة حادة ونادى زوجته بصوت عال ، لترى زوجها كيف يذبح هذه القطة ، وفعلا ذبحت القطة أمام أنظار الزوجة الجبارة ولم يهز لها طرف وخاطبت زوجها قائلة ، ( .....يط هاي من أول يوم مو هسه ) ، والعاقل يفتهم ، للإضاءة فقط .           

216
المنبر الحر / كما سمعـتُ !!!
« في: 21:49 16/10/2011  »
إضاءة
كما سمعـتُ !!!
حامد كعيد الجبوري
     يراودني شعور خفي كلما كتبت قصيدة أو موضوعة ما وهو ماذا سأكتب لاحقا ، وكلما أنهيت مادة بيدي أجد واحدة أخرى أمامي تدعوني للكتابة عنها ، ومرات تتزاحم لدي الأفكار بأكثر من موضوع مهم أراه ، وهذه الموضوعة ليست من بنات أفكاري بل هو حديث سمعته اليوم ، أعتدت الخروج من داري صباحا لقضاء متعلقاتي ( البيتية ) مستخدما سيارات النقل العمومي الأهلية ( كيا ) ذات العشرة مقاعد لسهولة التنقل بها ، وأضف لذلك ( تعريفتها ) النقدية الزهيدة 250 دينار ، وأترك سيارتي الشخصية في البيت لعدم تهيئة ووجود مآرب للسيارات وسط المدينة ( الحلة ) ، ناهيك عن الاختناقات التي سببتها كثرة الاستيراد العشوائي للسيارات الصغيرة والكبيرة منذ سقوط النظام وليومنا هذا ، كان أكثر من مقعد فارغ  بسيارة ( الكيا ) التي ركبتها وأغلب الركاب من النساء ، بعد مسير العجلة قليلا أستوقفها أحد المنتظرين على قارعة الطريق ، توقفت العجلة وصعد لها رجل أبن الخمسون سنة وهو يرتدي ( دشداشة ) قذرة جدا ويضع على رأسه طاقية وهو متمنطق بحزام عسكري قديم ليشد به ظهره التعب ، لاحظت أحدى النساء الجالسات قد وضعت كم عباءتها على أنفها لتتقي رائحة هذا الرجل ، قالت أخرى موجهة الحديث للراكب الجديد ( ما لازم تصعد للسيارة وأنت بهاي الحالة ، لو تاخذ تكسي هواي أحسن للناس ) ، تطلعت لذلك الرجل وعرفت ماهية عمله ، رجل فقير ، نحيف الجسم لحية كثة ، و ( دشداشة ) عليها آثار أوساخ أنه منظف مخازن المياه الثقيلة ، ومعلوم أن البيوت القديمة لا تصل لها السيارات الحوضية المخصصة لسحب المياه منها لضيق أزقتها ، وفي هذه الحالة تضطر العائلات إلى استئجار رجالا متخصصون لسحب هذه المخازن ، لم يتحدث الرجل بأي شئ ، انبرت امرأة جاوزت الستين من العمر لتتحدث مع هذه التي أشارت على الرجل بعدم ركوب السيارات العامة قائلة لها ، ( عيني هذا الرجال لو عده 3000 دينار جان  أجر بيها تكسي وجان ما راح أشتغل بهاي الشغله الوسخه  وجان راح أشتره لهله طماطات وبيتنجانات ويسد أحلوك ولده ، وبعدين هاي سيارة عامة اذا ميعجبج انتي أخذي تكسي وخلصي من هاي الريحه الموخوش والله وأهل البيت هذا الرجال أشرف وأنظف من الحراميه اللي ديبوكون قاصتنه عينك عينك وزير ومحافظ وريس جمهورية وريس برلمان وغيرهم هواي ) ، حدقت بهذه المتكلمة كثيرا فوجدت سنها تجاوز من أن تكون من البعث الذي فقد سلطته ، ولا من الشيوعيين الذين يريدون أن يوّعوا الجمهور العراقي بمصيبته التي أختارها لنفسه من خلال صناديق الاقتراع الموهومة والوهمية ، وحقيقة أعجبني رد هذه المرأة الجليلة لذا نقلته كما سمعته دون تعليق عن صحة موقفها من عدمه ، ولا عن موقف الرجل الذي صعد الى هذه السيارة ، وسأترك ذلك للقارئ الكريم ، وأختم قائلا لو أن كل فرد عراقي وعى هذه الحقائق المرة فما هو موقفه ؟ ،  ولمن سينتخب المرة القادمة ؟ ، للإضاءة .... فقط .         

217
الشاهد المستقل !!!
يفتقر إلى الشاهد
                                                                                                                            حامد كعيد الجبوري
     ربما من حسن الصدف أن يخبرني أحد أصدقائي محدثا لي عن جريدة عراقية جريئة أسمها ( الشاهد المستقل ) ، قلت له أن الديمقراطية الجديدة أتاحت لنا الحديث بملء أفواهنا عن ما دار ويدور بحياتنا العراقية الجديدة ، وقلت لصاحبي لو عدنا قليلا إلى الوراء ونستذكر سوية أيام الدكتاتورية البغيضة وكيف سيطرت على وسائل الأعلام المسموعة والمقروءة والمرئية وكيف كان الأعلام والثقافة تمجد حزبا واحدا وقائدا أوحدا ، أخذت منه الجريدة لأتصفحها فوجدتها لا تختلف كثيرا عن بقية أخواتها في الصحافة العراقية ، تصفحت العدد 272 الصادر يوم الثلاثاء 11 تشرين أول عام 2011م ،  وجذبني عنوان قصيدة شعبية - ( فرحنه الصنم طاح ) - منشورة في صفحة ( جهينة ) من هذا الشاهد المستقل ، ودهشت أن هذه القصيدة هي من نظمي ( حامد كعيد الجبوري ) ، وصعقت  لعدم ذكر أسم الشاعر لهذه القصيدة ، وبدأت أقرأ مضمونها فوجدت السيد محرر صفحة جهينة  قد تلاعب بمفرداتها وحسب ذوقه الرفيع ليفقد القصيدة وزنها الذي كتبت به ، واشطرا أخرى حذف منها مفردات وحسب ذوقه أيضا لتتلاءم وتتناغم مع ما ينويه لها ، بدءا من مطلع القصيدة التي أسماها ( فرحنه الصنم طاح ) في حين أني أسميت قصيدتي ( دنيه وعسرّت ) ، عجز البيت الثامن حذف منها مفردة ( خوب ) وهي مفردة فارسية  تعني جيد ، ومعلوم أن رفع كلمة يختل الميزان الشعري لذلك البيت ، ولأن القصيدة طويلة فقد حذف منها مقطعين ، وأخذ صدرا من بيت في المقطع الثاني ويضيف له شطرا وحسب رغبته من المقطع الأخير للقصيدة ليصبح كما رسمه هو كالآتي ، ( وشنو نفع الصناعه معمل وجاكوج / دمعات اليتامه من الجمر ألهب ) ، ولا أعرف ما علاقة الصناعة بدموع الأيتام ، في حين أن عجز البيت يقول ( يوفر للبضاعه أمسلفن أمرتب ) ، حاولت أن أجد أميل هذه الجريدة للكتابة لها  ولم أفلح  ووجدت موقعها الألكتروني فقط ، وانتبهت الى وجود أميل رئيس تحريرها وصاحب امتيازها السيد سعد الأوسي وحررت له رسالة بذلك ، وبودي أن أقول أن هذه القصيدة نشرت على صفحات ( الحوار المتمدن ) بعدده 3465 في 23 / 8 / 2011 م ، ونشرت على موقع الناس ، والسيمر ، وتللسقف ، ومنديات الدهر ، وفي الميزان ، وسومرنت ، وموقع وحي بلقيس ، وشقوق الطين ، وأفردت لها الجيران حيزا يذكر ، ونشرت بصحيفة ( طريق الشعب ) يوم الخميس المصادف 6 / 11 / 2011 م ، وأبقى أحتفظ بحقي بمقاضاة جريدة ( الشاهد المستقل ) وأشعار نقابة الصحفيين بذلك  ، للإضاءة ... فقط .    
----------------
القصيدة
 ( دنيه وعسرّت )
حامد كعيد الجبوري


لا تكتب قصيدة وتنتقد مسئول..
القصايد للمدح مو للشتم تكتب
وإذا أتعرفه حرامي كول أنظف أيد..
وهم شايف سياسي أيسلب وينهب
وإذا يبني قصر من دمعة المحتاج..
الفقره أتبرعتله وعالدمع يركب
وأبد لتظن يحرمك كهرباء أبيوم..
من حرصه علينه أيخاف نتكهرب
وجريمه الحصه ينطي وبالرجل تنداس..
وحرام أتخيس عدنه وبالزبل تنذب
( حيدر ) مو سياسي وباك حب الناس..
ولأن باك الكلوب أتشرعت ينسب
ولأن ربك حجبها الدعوة المظلوم..
جار الظالم بأحكامه وأستجلب
---------------

السياسي أبكد صلاته يحفظ القاصات..
( خوب )1 الخيره تحجي سبحة الكهرب
أنهجم بيت السياسة الهدمت أركان..
وقسمت للبشر قوميه وبمذهب
وهجم بيت السياسي اليصعد اعله الروس..
وتناوش الكرسي وبالبشر يلعب
فرحنه الصنم طاح وما ترد أصنام..
وكلنه الراح راح وخيرنه أتكرب
لتلوم السياسي أشبيده هم ايصير..
مصباح ويفركه أيحقق المطلب
وشيصير السياسي أبكل حلك مسئول..
يشبع للفقير أبجيبه المخرب
خطيه أبطرك راتب ما يسد يومين..
وعليه شرهة بشر شيوكل أشيشرب
أمدلل هالشعب ما ننكر المعروف..
وحكومتنه حريصه وأدت المطلب
أشحلاته البرلمان النال حب الناس..
لعبونه دعابل مرصع وطنب
حرموها النفسهم والشعب سلطان..
يزقونه الزلال وتمر المرطب
شيريد الشعب أكثر بعد شيريد..
كلشي أستوردوله وما بعد يتعب
ركي والحلاوه وموطا بالفستق..
رمان وعنب وخيار والأطيب
مضايف للفلح فتّح لجل ترتاح..
شتفيد الزراعه ونخل يتكرب
وشنو نفع الصناعه معمل وجاكوج..
يوفر للبضاعه أمسلفن أمرتب
يسرط للنفط يستورد البنزين..
من أفضل وقود أمسرطن أمنضب
خلف الله عليهم جونه بالتدريج ..
نزلونه الجهنم ما بعد تصعب
مسئولين بينه ويبري ذمتهم ..
غداً نمشي أبجهنم عارف أمجرب
وحرام أتريد منه أيبوك بيت المال..
يعمر حزبه بيها وكلمن أتحزب
صلاته التمنعه والسبحه واللحيه..
وباجر للحساب أشيعتذر للرب
ربهم ماهو ربنه والسماحه البيه..
ربهم حيل قاسي أبسطوته أمجرب
غربي مره ربهم مره مدري أمنين..
عكارب والمثل لا تامن العكرب
---------------

لا ( أسناد) ينفع باجر و(صحوات) ..
قرينه الممحي زين ودرسه يستوعب
المؤمن من جحر ما يلدغ مرتين..
سفينتكم خراب وما بعد نركب
سواد أوجوهكم بيّض أوجوه هواي..
غسلتوا للزنيم العار والأجرب
ما نكدر نقارن بالأمس واليوم..
أشحفر ساسه الشعب بيديكم أتخرب
كراسيكم خشب وأمريكه أرضتها..
طيحت جم عرش بيه حاكمه جلب
يتهدم الكرسي المنبني أبلا ساس..
ودمعات اليتامه أمن الجمر ألهب
يرتج العرش من دمعة الأيتام..
وعلى أدموع اليتامى الكون ما يحجب
حيدر ما ملك كرسي الخشب هيهات..
كلب فوك الكلوب وعرشه يتنصب
-------------
يا ربي الستر طاحت كصص للكاع
ومد أيد الرذيله الجائر وأذنب
يستر عالحرامي أيهادن القاتل..
السيوف أيحدها بينه وللخصم أرنب
تعلمنه الكفخ من كثرة الجويات..
دامنه المذله وبيه نتلقب
تتخورس زلمنه الكثرة الطكات..
لامومن حجه ولا ثاير أتوثب
ولا صاحب بخت ويصيح بينه الله..
ولا تصحى الضماير لا كلب يشغب
دخيلك يا علي ما تحضر الشدات..
ياهو الينتخي ويا كرسي يتعتب
مقفول الفرج وأنسدت البيبان..
طحنه أبغيرتك ما غيرك أمنتب
دخيلك يا علي (ألمن بعد مذخور)2..
معسره وطحنه بيها والطفل شيّب
---------------
1 : مفردة فارسية تعني جيد
2 : جزء من شطر للشاعر الكبير عريان السيد خلف

218
إضاءة
أرضة المحاصصة تنخر بيت الله !!!
حامد كعيد الجبوري
       ربما كنت أشك بأن ( صدام حسين ) أورث الساسة الجدد مفاتيح خزائنه  و مقاليد العراق وحرّر وصيته لهم بذلك ، أما الآن فقد أُزيل هذا الشك واللبس عني تماما بعد أن بدأ السياسيون والبرلمانيون كل يتحدث عن التجاوزات المالية وغيرها لخصمه ، بل لعدوه من القائمة الأخرى ،  أو المذهب الآخر ، بمعنى أدق أن كل واحد منهم بدأ ينشر الغسيل القذر للآخر ، وأمامنا ما تصرح به البرلمانية عن الائتلاف الوطني ( حنان الفتلاوي ) التي اتهمت رئيس البرلمان ( أسامة النجيفي ) بصرفه مليارا ونصف المليار دينار لتأثيث بيته المعمور ، غير الذي تحدثت به عن صرف ( عيديات ) لمن يواليه ويحبه من طائفة معينة ،  وآخر يتحدث أن ( الطالباني ) الذي جلس على كرسي الرئيس المقبور قد صرف ما مقداره مليارا دينار و400 مليون دينار عراقي لتمويل سفرة لأربعة أيام لأمريكا ، ولا نعلم ما يصرفه رئيس وزراء العراق نوري المالكي مقابل هؤلاء ، ولا نعرف صرفيات ومصاريف السادة الوزراء أطال الله لنا أعمارهم وحفظهم من كل عين رقيب متربص .
    أوضحت سلفا أني قد آمنت بأن التغيير الذي حصل في البلاد بعون الدبابة الأمريكية المقدسة ، التي استبدلت لنا الوجوه الكالحة بأخرى أكثر سوادا وسوداوية ، ولكن أن يصل الأمر إلى التمييز بين البشر أمام الله فهذا ما لم يكن بحساباتي الخاطئة ، فالظاهر أننا غدا سنقف أمام الله – أن وقفنا – كل حسب وظيفته وما يملكه من المال ، وسينادي من يؤمر أمام عرش الله ليقول أين الرؤساء ؟ ، وأين الوزراء ؟ ، وأين البرلمانيون ؟ ، وأين أصحاب المال بدءا من المليار نزولا الى الملايين ، وأن لم يصح حديثي هذا فما حدا بالوقف الشيعي والسني ليوزع  حصص من يرغب بحج بيت الله إلى  أناس يفترض أن يدرجوا ضمن قوائم الاستحقاق العراقي وهو القرعة ، بمعنى أن لا فرق بين الراعي والرعية لأداء مناسك حج البيت المعمور ، ويفترض بالمسئول ومهما كانت درجته الوظيفية أن يدخل ضمن قوائم القرعة أن كانت هناك قرعة يسأل عنها أمام الله والمواطن ، فقد تبرع الوقفان الطائفيان بحصة القسم الكبير من العراقيين الى مسئولين يذهبوا لحج البيت لغسل مالهم السحت ، فقد أعطيت حصة من هذه (32 ) الف حاج الى رئيس الجمهورية ونوابه ، ورئيس البرلمان ونوابه ، ورئيس الوزراء ونوابه ، والوزراء ووكلائهم ، والمحافظون ونوابهم ، وعشرة لكل مجلس محافظة ، وثلاثة لكل برلماني ، و500 حاج لعائلتين شيعيتين تتقاسمها مناصفة ، ومثلها وأكثر لعائلات  سنية ، وعدد محدد لكل مرجع دين سني أو شيعي ، وقد رفض السيد السيستاني وكما يشاع هذه الحصة لأنه يعتبرها خارج الضوابط ، وحصص أخرى للأحزاب الدينية الشيعية والسنية ، وتفتقت عبقرية الوقف الشيعي والسني لأن يوفدوا ثلاثة مرشدين دينيين مع كل حملة حج ، وعدد أفراد كل حملة لا يتجاوز الستين حاجا ، والغريب أن هؤلاء المرشدون     - أكثرهم - لا يعرفون واجبهم الشرعي لأداء المناسك هذه  ،  ومعلوم أن تكاليف أيفاد هؤلاء المرشدون من جيوب الحجاج طبعا ، إضافة لمبلغ أيفاد حكومي من دوائرهم لهؤلاء المرشدون ، ألم أقل لكم أن المحاصصة الطائفية والسياسية وصلت لبيت الله لتنخره ، إنا لله وإنا له راجعون ،  ويا لصبرك يا عراق عراق ، ويا عراقيين ،   للإضاءة ....... فقط .   
     
   
 

219
الفصيح !!!
( حاتم صكبان )





حامد كعيد الجبوري
      جمال اللغة العربية نجده في تصريفها ، نحوها ، بلاغتها ، بديعها ، رمزيتها ،  ومحسناتها اللفظية ، والعرب تأنف أطلاق الكنية بواقعها المرئي المعاش لمن يصاب بعاهة خَـلقية أو عارضة تصيبه فتبدلها لنقيضها مراعية الجانب النفسي لذلك الإنسان ، فتطلق على الأعمى البصير ، وعلى الأبكم – الأطرش – السميع ، وعلى الأسود مرجان ، ويكنون الدميم جميلا ، والمجنون عاقلا ،  ولكني لم أجد – والأصح لم أعرف -  ما تطلقه العرب على فاقد النطق ( الأخرس ) ، لذا منحتها من نفسي وقلت ربما تقول العرب عنه الفصيح أو الناطق لمن أصيب بعاهة عدم النطق .
    الحلة الفيحاء يشطرها نهرها الخرافي – شط الحلة -  الجميل لشطرين ، أحدهما الغربي ويسمى الصوب الكبير ويضم سبعة ( أطراف ) وهي ( الطاق ، الجامعين ، جبران ، المهدية ، الجباويين ، التعيس ، والأكراد ) ، وشطر شرقي ويسمى الصوب الصغير وله ثلاثة ( أطراف ) وهي ( كريطعه ، الكلج ، الوردية ) ، والانحدار الطبقي لهذه ( الأطراف ) الثلاثة  الجانب الصغير فلاحيا لأغلب بيوتاتها وبخاصة ( طرف الوردية ) رغم وجود شرائح التجار والصناع فيه ، وبساتين أصحاب هؤلاء البيوت تحيط ( طرف الوردية ) لذا سميت ( الوردية ) لكثرة ورودها وبساتينها الغناء ، وأزقة ( الوردية ) يعرفها أهالي الطرف وهي كثيرة ومنها ( عكد ) بمعنى – زقاق - أو ( دربونه ) الشيخ وأعني به الراحل الشيخ ( محمد سماكه )  رحمه الله ، و( عكد ) ( البيات ) ، و( السرحه ) و ( جريدي ) و ( هجول ) و ( حربه ) و ( بشبوش ) و ( العلاك ) و( عكد  حسان ) ، وغيرها الكثير  وتسمى هذه الأزقة بأسماء أبرز ساكنيها ماليا أو اجتماعيا ، وربما باسم رجل أو امرأة لهما شأن معين في المحلة ،   وأغلب بيوت الوردية من الطبقة الفقيرة وربما المعدمة ، ويسكن والدي رحمه الله ببيت مستأجر من الحاج ( عبد الحسين الشمري ) بزقاق يسمى ( عكد باني )  ، ويقع قريب لزقاقنا ( عكد بشبوش ) ومن هذه العائلة الكريمة سنتحدث عن الفصيح أو الناطق ( حاتم صكبان موسى الخفاجي ) تولد عام 1942 م ، ولد هذا الصبي وهو محروم من نعمة النطق ، وأغلب هؤلاء الناطقون غير سامعين لحديث الآخرون والأصوات التي تصدر من حركة الأشياء ، وعييت على هذا الرجل وهو يكبرني بعشر سنوات تقريبا  ، وربطتني بأخيه الأصغر ( موسى ) والأصغر ( جعفر )  علاقة مدرسية وعلاقة جيرة وأخوة ، عام 1958 م أستملك بستاننا وبساتين أخرى من بلدية الحلة ووزعتها أراضي للمواطنين ، ولتعلق والدي رحمه الله بأرضه التي أخذتها البلدية لقاء مبلغ مجزي آنذاك فقد أشترى لنفسه قطعة مساحتها 600 م2 في هذه البستان التي تحولت لحي سكني كبير يسمى ( حي الخسروية ) ، ومن حسن الصدف أن ينتقل أغلب أهالي ( الوردية ) لهذا الحي الجديد ومن ضمن هؤلاء جارنا القديم العم ( صكبان ) ، وتبدلت تلك الأزقة بشوارع معبدة بالقار وأنشئ لهذا الحي متنزها جميلا زرعت به  أشجارا جديدة مضافة  لباسق النخيل التي تتوزع على مساحات متناثرة من هذا المتنزه الجميل ، ويخترق المتنزه نهر ساحر مكشوف يسقي ما تبقى من بساتين ( الوردية ) ، يتوسط المتنزه ( تانكي الماء ) العملاق الذي يغذي الحلة الفيحاء بمائه ، وأحيط المتنزه بسياج حديدي مشبك وللمتنزه بابان ، يقع دار جارنا الفصيح ( حاتم ) مقابل منتصف هذا المتنزه من قسمه الشرقي ، و( حاتم ) جميل المنظر ، حليق اللحية لا يتركها يوما دون حلاقتها ، يرتدي ( الدشداشة ) البيضاء الناصعة النظيفة ، ويعتمر فوق رأسه طاقية ( عرقجين ) ، وفي مناسبات الأفراح والأحزان لأهالي الوردية يرتدي حاتما بدله مخاطه عند أبرز خياطي الحلة بسبب وفرة ذات اليد للحاج ( صكبان موسى ) الذي لم يبخل على ولده وأقاربه بمنحهم من ذات يده  ، و( حاتم ) خارق الذكاء لا أعرف كيف تعلم القراءة والكتابة  ولوحده دون معلم يساعده ، ولا أعرف كيف أصبح رساما فطريا يرسم لوحاته الجميلة على سياج المتنزه ، وحاتم يملك من القوة الغريب ، يستطيع أن يضع العملة النقدية ذات العشر فلوس أو ( قبغ ) قناني ال ( كوكا )  بوسط سبابته ويضغطها بإبهامه فيلويها ويطبق طرفيها على بعض ، يمسك بسيارة ( حسين الجني ) من ( دعامتها ) الخلفية ويسحبها بقوته نحوه والسيارة يحاول سائقها السير بها الى الأمام  ولا تتحرك السيارة إلا بعد أن يأخذ ( حاتم ) التعب ويصب عرقا من كل مسامة من جسمه ، وأغرب ما رأيته من هذا الرجل – حاتم – ينزل لنهر الحلة وعرضه حوالي   40 - 30 مترا وفي مناطق أخرى أكثر ، ينزل الى النهر ويخفي جسده كاملا تحت الماء ( يغوص ) ويتجه صوب الضفة البعيدة – الصوب الآخر للنهر - وحينما يصلها – الضفة الأخرى -  يخرج يده فقط دلالة على وصوله لها ، ويعود الى حيث أنطلق ومن نفس النقطة التي أنطلق منها ، بمعنى أن جريان الماء السريع ككتلة قوية يخترقها ويعود لنفس نقطة انطلاقه ، ويظن الكثير أن ( حاتم ) قد غرق لمرور أكثر من أربعة دقائق وهو تحت الماء دون واسطة للتنفس ، أما الطريقة التي علّم فيها أخاه ( موسى ) السباحة فهي غريبة أيضا ، يضع أخاه بين يديه ويذهب به بعيدا لمنتصف النهر ويسحب يداه ويعيدها ليترك أخاه يسبح في الماء برهة وأن رآه سيغرق يعيد يديه لما كانتا عليه حتى تعلم ( موسى ) السباحة ، و( حاتم ) يملك مجموعة كبيرة من الحمام في سطح داره ، وكنا نرى ذلك الحمام ينزل على يديه المبسوطتان وعلى كتفه وعلى رأسه وكأنه أب أو أم لها ، حاربه والده رحمه الله بهذا الحمام فكان الوالد لا يوافق على تملك ولده لهذا الحمام ، لأن الوالد يرى سبة أن أمتلك الولد مثل هذا العدد الكبير من الحمام ، وللحقيقة أقول لم تكن ممارسات ( حاتم ) كما عرفنا من ممارسات مربي الحمام ( المطيرجيه ) ، ف ( حاتم ) لا يرمي بحجر على طيوره وتسقط على الجار ، ولا ينظر لطيوره من خلال سياج السطح فيطلع على عورات جاره ، بل سلك النقيض من ذلك ، كان يعرف بموعد خروج بنات الحي الطالبات الجميلات ، وهن يذهبن لمدارسهن ، فكان يسير خلفهن كأي حارس وبلا أجر ، ومن ثم يعود وهن يخرجن من مدارسهن  متعبات ، ويطمأن حين يصلن كل لدارتها ، ومن يستطع التحرش بهن وحارسهن الشجاع ( حاتم ) ، ولا أعرف كيف أنتظم ( حاتم ) لحزب سياسي معروف ، وأحب الزعيم الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله ، ويضع على صدره ذلك الدبوس الذي نقش عليه صورة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ،  وكان والده يداعبه قائلا أن عبد الكريم ليس بشخصية وطنية محبوبة للناس ، وهو عميل أمريكي أو بريطاني ، والوالد وطني غيور يحب وطنه ويحب الزعيم الشعبي عبد الكريم قاسم ، ولكنها منكدة لحاتم ليس إلا ،  فيثور ( حاتم ) بوجه والده مهددا إياه بأنه سوف يذهب لدائرة الانضباط العسكري ويشكو لهم والده  ويخبرهم عن فعلته وحديثه ، كل ذلك يتم بلغة الإشارة بين الوالد والولد ، وحدثني الصديق ( حسين عباس طعمه ) وهو قريب للناطق حاتم ( أبن عمته ) ، يقول حسين كنا أثناء مراسيم العزاء الحسيني ننطلق من محلتنا متجهون الى الحسينية التي يقام فيها المأتم ، حدث شجار بين أهل محلتنا ومحلة أخرى نمر بها ، وهربنا بعد أن أتضح لنا أن خصومنا يحملون الخناجر والسيوف و ( القامات ) ونحن بلا سلاح لأننا ضمن طقس عزائي ، هربنا تجاه زقاق يسمى ( العكد الضيك ) فوجئنا بوجود مجموعة من خصومنا يقفون بنهاية الزقاق فأصبحنا كمن العدو من أمامه والعدو من خلفه ، تقدم الناطق  حاتم نحو دكان بمنتصف الزقاق وخلع ( كبنك ) الدكان وتناول الخشبة التي يشد لها ( الكبنك ) وتقدم نحو خصومه فهرعنا خلفه مصففين لشجاعته التي اضطرت إلى هروب خصومنا ومنجاتنا من إصابات محققة بفعلة بطلنا  الناطق حاتم .
     يقال أن الشاعر البصير ( بشار بن برد )  كان يحمل بيده قنديلا ويسير به في طرقات المدينة ، سأله أحدهم لم تحمل هذا القنديل وأنت أعمى لا تبصر ؟ ، فأجابه أني أنير الطريق  لأمثالك كي لا ترتطموا بي ، وهذا ما حدث للراحل ( حاتم صكبان موسى ) فقد دهسته سيارة جار لنا وتوفي حاتم على إثرها نهاية عام 1966 م ، قبل أن يودع حاتم لمثواه الأخير ذهب والده الى مركز الشرطة ليتنازل عن داهس ابنه ويخرجه من توقيفه .                 


220
المنبر الحر / المرأة ينبوع عطاء
« في: 02:19 02/10/2011  »
إضاءة
المرأة ينبوع عطاء
حامد كعيد الجبوري
     لا أعرف كيف لم يطرق سمعي أن هناك تجمعا ثقافيا عراقيا نسويا موزعا على المحافظات العراقية ، وهذا التجمع النسوي قد أخذ بزمام المبادرة ليكن واجهة ثقافية عراقية وإقامة أكثر من تجمع ثقافي نسوي بمحافظات العراق ،  وحقيقة أن هذه المبادرة أجدها جميلة أن انفتحت أكثر من ذلك باستقطاب شعراء وكتاب ومثقفون الى هذا التجمع الذي يجب أن لا يحصر نفسه بهذه الزاوية الضيقة وأعني بها النسوية ، وما هو الضير أن كان هذا التجمع من ضمن تشكيلات الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرقيين ، فواجهة الإتحاد أوسع وأعم وأشمل من تجمع يضيق بالمرأة فقط ، وربما سأجد الإجابة ممن هو متصدي لهذه التجمع النسوي ، وربما أنا مخطأ بطرحي فقد قرأ ممثل تجمع ( أديبات العراق )  الأستاذ أثير الطائي بمحافظة بابل كلمته في حفل تكريم أقيم الى دكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) ، ووجود الأستاذ أثير الطائي يدلل على وجود رجل بهذا التجمع النسوي .
     مساء يوم 30 / 9 / 2011م وعلى حديقة البيت الثقافي الحلي وتحت شعار ( قصيدة المرأة العراقية ينبوع عطاء للمحبة والسلام ) ، برعاية د . ( هيثم الجبوري ) عضو البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الوطني أقيمت احتفالية تكريمية لدكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) وفاءا لها لتقديم خدماتها الطبية بأجر رمزي للأطفال المرضى ، وقد تبنت فكرة التكريم من قبل ( منظمة أديبات العراق ) ، وكانت عرافة الحفل من قبل الشاعرة والفنانة التشكيلية ( إيمان الطائي ) التي دعت راعي الاحتفال د . هيثم الجبوري لإلقاء كلمته التي حيا فيها الدكتورة المكرمة وأشاد بجهود المنظمة بالسعي للوقوف مع المتفانين لخدمة وطنهم جنبا لجنب مع من ينادي بحرية الشعوب والتطلع للحياة الكريمة ، وقدمت السيد عباس العاني مدير البيت الثقافي الحلي المنظم لهذا الحفل التكريمي الذي شكر بدوره الدكتورة المحتفى بها ودورها الإنساني العلاجي ، أعقبه السيد أثير الطائي ليقدم شكره للشاعرات الآتيات من المحافظات العراقية لهذا التكريم ، وكانت المحطة الشعرية الأولى مع الشاعرة ( حياة الشمري ) التي لا مست قصيدتها شغاف أوحدَها الغائب فقالت ، ( ضالتي أنت أيها الأوحد / متلبس بجسدي / أنبض في مجساتك أنثى / أشتكي لروحي غياب المدن المنهوبة / وكأسي يشربه الآخرون / دعني / أغتسل بمائك عشقا / أشم رائحة النوم على ترابك ) ، واعتلت المنصة الشاعرة ( فرح الدوسكي ) من بغداد العاصمة العراقية  لتقرأ قصيدتين أحداهما باللهجة الشعبية ، وللشاعرة الحلية المعروفة بقصائدها الملامسة للواقع العراقي المر  ( حسينية بنيان ) مساهمة ( آخر آه ... سئمت الآه ) ، وعودة ثانية لبغداد والشاعرة الشابة ( زينب العابدي ) التي أتحفت الجميع بموال شعبي تتحدث فيه عن النسيج العراقي الجميل ، ولا أعرف من همس بأذن عريف الحفل ( أيمان الطائي ) لتدعوني ( حامد كعيد الجبوري ) للمشاركة بهذا التكريم ، حاولت الاعتذار ولم أفلح ، أردت قراءة قصيدة شعبية وطنية ولم أفلح بذلك أيضا لأنهن حددن لي قصيدة غزل فقلت ، ( أحسبها عدل تتعشه بيه أتريد / وآنه من الفجر من ريجك أتغده / أحذرك آنه شاعر مهرتي من أتغير / تعبر خندقك والحصنك أتهده ) ، وكان هناك طلبا من أعضاء منظمة أديبات العراق الى عريف الحفل الشاعرة والتشكيلية أيمان الطائي لقراءة قصيدة لها فقالت ، ( تركت صداك بلا ردى / تركتني / وهمسي يناقض شكواي / ويتلمس حفيف رغبتي فيك / أيها البعيد / سلاما لجنون رحيلك ) ، ختام هذه الاحتفالية قدمت باقات الورود والهدايا الى الدكتورة المحتفى بها من قبل راعي الأحتفال د هيثم الجبوري ، ومن البيت الثقافي الحلي ، ومن نقيب الصحفيين فرع بابل الصحفي علي الربيعي ، وأجمل ما في هذا التكريم عاطفة الأمومة التي تحدثت بها الدكتورة ( رجاء حسن عبود ) التي لم تقل إلا جملة واحدة وهي ( أنا لا أستحق هذا التكريم لأنني أديت دوري الإنساني ) ، ولم تستطع أكمال حديثها لأنها أجهشت في البكاء ، لتبكي معها كل قلب عطوف ،   ووجهت الشاعرة والفنانة التشكيلية ( ثائرة شمعون البازي ) راعية ( مركز فراديس العراق )   برقية تهنئة و مؤازرة من مقر عملها في ( هولندا) الى الدكتورة المحتفى بها ولافتة تشير لذلك ، ولم تكن الشاعرة المغتربة ثائرة البازي ببعيدة عن الحفل فقد قرأت لها عريف الحفل مقطعا شعريا جميلا  ،  واختتمت الفعالية التكريمة بتقديم الشهادات التقديرية الى الشاعرات المشاركات من قبل   الشاعرة ( منى الخرسان ) من النجف الأشرف .  

221
استتراتجية الأمن الداخلي العراقي
صناعة أعداء واستدعاء كارثة
رياض البياتي
منذ سقوط النظام السابق والوضع الأمني هشا وخطيرا رغم الأموال الطائلة التي تعادل ميزانيات دول مجاورة ورغم ارتفاع أعداد منتسبي وزارة الداخلية لتصل الى أكثر من مليون منتسب وتأسيس وزارة جديدة للأمن وجهاز لمكافحة الإرهاب وجهاز مخابرات واستخدام وزارة الدفاع لإغراض الأمن الداخلي والدماء الغزيرة التي سالت من منتسبي الأجهزة الأمنية وهم يدافعون عن أبناء الشعب العراقي ، استمر الإرهاب بممارسة عمليات تهدف الى إبقاء هذا البلد بحالة لا تسمح له بالتطور وتاس يس مجتمع ديمقراطي مدني وإحداث نهضة كان الإرهاب   يدفع المجتمع الى التعسكر و التطرف مما يقربه من مفاهيم الإرهاب ويبدو ان الإرهاب قد قطع شوطا كبيرا في هذا الاتجاه ، ولو عدنا قليلا الى منتصف العام 2003 وهو العام الذي بدأت به العمليات الارهابية لوجدنا ان قوى الارهاب استطاعت ان تدرس الساحة العراقية جيدا ولكنها    فشلت بدراسة المجتمع العراقي بصورة جيدة ولكنها تمكنت من تغيير تكتيكاتها بما يلاءم الهدف الستتراتيجي الاول ، ان قوى الارهاب كانت تخطط لتكون الساحة العراقية احدى ساحات القتال المحتملة حتى قبل سقوط النظام فقد تواجدت منظمات ارهابية في شمال العراق منذ العام 2002 دخلت العراق عن طريق إيران ودخل قسما آخر العراق بموافقة النظام السابق لقتال الغزو الأمريكي وبعد سقوط النظام وبدعم أيراني سوري دخلت العراق مجاميع كبيرة من الإرهابيين بهدف قتال الأمريكان كما يدعون وكان هدف هاتين الدولتين أشغال الولايات المتحدة  بقتال في  الساحة العراقية .سمحت القوات الأمريكية بتدمير الدولة العراقية وشجعت الجماهير المبتهجة بسقوط النظام لتتحول الى النهب والسرقة وإحراق الممتلكات العامة وتركت حدود العراق مفتوحة لكل من هب ودب واستمر حاكمها المدني باتخاذ إجراءات لتدمير الكوادر البشرية المتيسرة لحماية ما تبقى من الدولة وإعادة بناءها مره أخري فكانت قرارات حل الجيش العراقي وقوى الامن والاستخبارات ومنعهم من العودة الى الخدمة بل تم تصفية طياري القوة الجوية وكوادر العراق النووية والطبية ودفع المتبقين منهم للهجرة الى خارج العراق كانت هذه الإجراءات من الحاكم المدني ومجلس الحكم هي صناعة للأعداء وهؤلاء الناس الذين أدرجوا في خانة الأعداء كان البلد في أمس الحاجة إليهم لإعادة ترصين وضعه الامني .
       كانت معالجات الوضع الأمني هي الاسوء في العراق وكانت التؤجيهات التي اصدرها الرئيس بوش  هي قتال القاعدة خارج الولايات المتحدة وكانت الساحة العراقية هي اهم ساحة بعد سقوط افغانستان ، تفاجات الولايات المتحدة بالسقوط السريع بالنظام السابق واكتفت بقطعات قليلة لاحتلال العراق مما جعل البلد مفتوحا واستطاع الإرهاب في ظل هذه الفوضى ان يسيطر على محافظات كاملة تقريبا وكانت الحكومات العراقية مشلولة بسبب الإجراءات الامريكية بل أصبح العراق مرتعا للجريمة المنظمة وممرا لتجار المخدرات ومستهلكا لها واستبيح المال العام وانتشر الفساد المالي والاداري وتوقفت عجلة التنمية والخدمات وازداد وضع الكهرباء سوءا لقد كانت هذه مؤشرات على نجاح استراتيجية القوى المضادة للعملية الديمقراطية ومنها القاعدة فكثير ممن اشتركوا في العملية السياسية لم يكونوا يؤمنون بالديمقراطية وقسما منهم كان يتناغم مع دول الجوار وان قسما من هؤلاء السياسيين كانوا يدفعون المجتمع العراقي الى مزيد من الانقسام الذي حصل فعلا بعد سقوط النظام
    ان وزارة الداخلية التي بدأت إدارة بريمر لتاهيلها لمواجهة الموقف لم تكن تمتلك اية استراتيجية تعمل بها وقد استلمها  وزراء منذ الوزير الاول ولحد الان لا علاقة لهم بادارة الامن الداخلي ان وضع السياسات الستراتيجية موضع التنفيذ يفترض ان يقوم به وكلاء الوزارة والمدراء العامون وقد اصبح المفوض في الخيالة وكيلا في وزارة الداخلية وخال الوزير الثاني وهو فني في القوة الجوية وكيلا اخر يحمل رتبة فريق وتقاسمت الأحزاب والتيارات باقي المناصب ونسب اليها اناس لا علاقة لهم بهذا الجانب بل ان قسما منهم يحملون الجنسية الاجنبية الغير العراقية وهذا ما لا يسمح به اي جهاز امني في العالم وكل ما شاهده المواطن من خطط هؤلاء السادة هو كتل كونكريتية وسيطرات تقطع الشوارع ومعدات أثير الكثير من التساؤلات حول فعاليتها  ، ومواكب للسادة المسئولين يوجه حراسهم اسلحتهم على ابناء الشعب العراقي وفي نفس الوقت كان الامريكان يدرسون الإخفاق الذي حصل لهم في العراق  واستغلوا اخطاء القاعدة في التعامل مع ابناء المحافظات الحاضنة للارهاب وبتشجيع من القادة الميدانيين بدئوا  بخلق موقف معادي للقاعدة في المحافظات الغربية والشمالية وفي نفس الوقت استبدلوا القيادات العاملة في العراق بقيادات جديدة وزادوا قواتهم بمقدار 30 الف جندي امريكي مما رصن من موقفهم وتمكن احد قادتهم المتخصص بالعمليات الخاصة من توجيه ضربة شديدة للقاعدة وهي  قتل قائد القاعدة في العراق الزرقاوي مما افقد القاعدة قيادة ميدانية متمرسة وأدى ذلك الى انحسار الارهاب نسبيا وبنفس الوقت بدأت هذه القوى بإعادة تقييم الموقف مرة أخرى واتجهت لتنفيذ عمليات نوعية لأهداف سيادية  طالت وزارات  وأهداف مهمة وأخيرا استطاع الارهاب ان يغطي بهجمة واحدة عشرة محافظات ومع ذلك يبرر السادة الإعلاميون التابعون للوزارات الامنيه  الامر وكأنه خرق ارتكبه احد الجنود او الشرطة واستمرت الكتل الكونكريتية والسيطرات .
        إذا كان الامريكان استفادوا من أخطاء القاعدة لتبديل ستتراتيجيتهم وقيادتهم فإننا بقينا على نفس الحال ، ان اي مخطط بسيط لا يقبل تبريرات السادة الإعلاميين فالتخطيط لعمليات تغطي 10 محافظات تحتاج الى انتخاب الاهداف واستطلاع الطرق المؤدية لها والى أجراء حسابات جهد الاسلحة واعداد المتفجرات والسيارات وايصالها الى اهدافها هذه العمليات تستغرق وقتا واسناد لوجستي  ، ولا يمكن ان تمر بهذه البساطة امام اكثر من مليون رجل امن ، ان هذا الوضع يوضح كم هي المستويات المكلفة لمكافحة الارهاب متردية ولم تستطع الوصول الى مستوى  يؤهلهم لايقاف الارهاب ويوضح كم هي منظمه الامن متخلفه ان اعداد  ضابط استخبارات او امن جيد يحتاج الى 15 سنة على الاقل من الندريب للوصول الى المستوى المطلوب لمقاومة الارهاب ، والذي يبدو انه سيستمر لفترات طويلة ، ان الانتصارات التكتيكيه لا تصلح خطاء استراتيجيا ان هناك بالتاكيد انتصارات وتفكيك شبكات ارهاب لكن هل يتناسب هاذا مع الدماء التي سالت والأموال التي أنفقت  والزمن الذي أهدر .
          اننا نحتاج الى اجراءات حقيقية لاعادة العناصر القادرة للقيام بذلك عناصر موجودة فقد ورثنا نحن جهاز امني ضخم ومدرب يمكننا العودة وانتقاء ما نحتاجه منه هذا اذا استبعدنا نظرية المؤامرة كما ان الوزارة نفسها تحتاج الى اعادة هيكلية لحشد الجهد واعادة تخصيص المديريات والواجبات ويمكن تخفيف الضغط عن هذه الوزارة بربط قوات الحدود بوزارة الدفاع ولكي لا يتشتت الجهد الامني من الضروري ان تدمج وزارة الامن الوطني كوكالة معلومات بوزارة الداخلية وكذا الحال بجهاز مكافحة الارهاب ، ان وزارة الامن الوطني والتي اسسها طبيب وتلاه مهندس زراعي ومهندس مدني والجميع لا يمتلكون اية خبرة في هذا المجال تحتاج الى اعادة نظر ولا مبرر لكونها وزارة ابدا فالنظام السابق ورغم كونه نظام امني لم يجرأ على ذلك.
          اما جهاز المخابرات فهو قصة بحد ذاتها فقد اعيد تاسيسه على يد ضابط كان رياضيا وهاوي للطيران ومن الاصدقاء المقربين لاحد وزراء الدفاع في النظام السابق بسبب هذه العلاقه  اصبح امرا لجناح طيران في طيران الجيش لفترة وجيزة وبعدها احيل على التقاعد لقد شكل هذا السيد جهاز المخابرات بالاستعانة بزملائه في الجناح وعين مساعده مساعدا له والذي خلفة الان في ادارة هذا الجهاز فماذا يتوقع البلد من جهاز يشكل بهذه الطريقة  والان يحاول الاخوة الاكراد الاستحواذ على هذا الجهاز لتصبح حالة فريدة في العالم ان مكون يستحوذ على رئاسة جمهورية ووزارة الخارجية ورئاسة اركان الجيش والاستخبارات العسكرية والقوة الجوية وجهاز المخابرات الذي هو الوجه لثاني للعمليات الخارجية في الدولة العراقية .
        ان ما يحري من حديث عن مجلس السياسات الاستراتيجيه  يؤدي لتعقيد الموضوع الامني والى تشتت القرار الامني وتسييس هذه المؤسسات اكثر مما هي مسيسة الان وانا لا ارى مبرر لهذه المؤسسة بالكامل فدراسات من هذه النوع كانت تجري في مركز البحوث والدراسات لمجلس قيادة الثورة المقبور وجامعة البكر للدراسات العسكرية فما الحاجة لجهاز مترهل بهذا الشكل تتقاسمه القوى السياسية ليصبح ساحة جديده للتجاذبات السياسيه  ، كما ان الحديث عن مدربين ومستشارين لوزارة الداخلية حديث غريب فاين كان الامريكان طوال السنوات الثمان الماضية ولماذا لم يدربوا منتسبي هذه الوزارة ان هؤلاء السادة لن يدربوا احدا لا في الشرطة ولا في الجيش ولا افهم لما الحاجة لمدربين لوزارة مثل الدفاع التي كانت تمتلك على الاقل اكثر من 5000 دبابة و استطاعت احدى فرقها المدرعة ان تشن هجوم ليلي وتحت ظروف بالغة الخطورة وتحت سيادة جوية كاملة للتحالف ومع ذلك تمكنت من الوصول الي هدفها مثل هؤلاء الناس ومثل مخططي القوة الجوية الذين استطاعوا  ان يستمروا في عمل القوة الجوية أثناء حرب الخليح الاولي  بل زادوا من اعداد الطيارين وضباط الركن الذين حازوا على خبره لم يحصل عليها باقي الطيارين في العالم ان خروج الامريكان من العراق اليوم  أفضل  من خروجهم في نهايه العام ونحتاج للتاكد من ان اسلحه الولايات المعروضة مكافئه لأسلحه الدول المجاورة علي الاقل  والا ما الحاجه لهذا السلاح واذا كانت هناك حاجة لبعض الفنيين لادامة معدات امريكية  يتم شرائها     او تحويرها فيمكن للشركات المجهزة ان تقوم بهذا العمل .
     على السيد القائد العام للقوات المسلحة ان يتحلى بالجراءة اللازمة لايقاف نزيف الدم الذي يعصف بالعراقيين  ومنتسبي الاجهزه الامنيه وان يعيد الجيش لواجبه الاساسي وهو التصدي للأخطار  الخارجية  فان بناء جيش منخرط بعمليات امن داخلي يحوله لقطعات امن داخلي مثل الموجودة لدي كثير من الدول انا لا  ادعي ان هذه المقترحات هي الوصفه السحريه لانهاء الارهاب  بل هي مقترحا ت تصدر من مواطن حريص علي امنه وسلامه ابنائه .


222
عرض كتاب
الجواهري !!!
هذا المغني لنور الشمس




حامد كعيد الجبوري
      صدر عن دار المدى للثقافة والنشر كتاب ( الجواهري هذا المغني لنور الشمس ) للكاتب والأديب ( عبد ألأمير شمخي الشلاه ) ، وتصدرت واجهة الكتاب صورة الشاعر الكبير ( محمد مهدي الجواهري ) ، ويقع الكتاب ب471 صفحة من الحجم الكبير وبورق أبيض صقيل .
     سألت الصديق الباحث ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن سبب اختياره لعنوان كتابه وقلت له من أين لك هذا المغني لنور الشمس ؟ ، قال لي أن الجواهري الكبير هو الذي وضع عنوانة كتابه !! ، قلت كيف وضعها ؟ ، ومتى ؟ ، قال ألم تقرأ ( على قارعة الطريق ) بمذكرات الجواهري ؟ ، قلت قرأتها ، أجابني بأنه أستل عنوان كتابه من مذكرات الجواهري والتي يقول فيها ، - الحديث للجواهري -  مع عابر سبيل ، ( أأنت مسافر مثلي ؟
فقلت له : لا بل أنا شريد
قال : وأين وجهتك الآن ؟
قلت : وجهتي أن أضع مطلع الشمس على جبيني وأغذَّ السير حتى إذا جنني الظلام أقمت حيث يجنني .. وسرت عند طلوع الفجر
وعندما حان موعد الوداع قال صديق ( قارعة الطريق )
وداعاً أيها المغني لنور الشمس !!!
وداعاَ أيها الشريد ... ) .
    قدمت د . ( خيال محمد مهدي الجواهري )  لهذا الكتاب قائلة ، ( الكتاب (( بانوراما )) شاملة وجهد جدير بالتقدير ، ويقينا أن مثل هذا الكتاب سيكون عونا للدارسين والباحثين وسيسهم في أغناء المكتبة العربية بما هو ممتع ومفيد . ) ، واستكمالا لحديث د. خيال الجواهري فأن الباحث قد وظّف من وقته الكثير ولسنين طوال مستعينا بمئات المصادر ، والبحوث ، والدراسات ، ورسائل الشهادات العليا ليصل لتتويج جهده الجهيد بهذا السفر الخالد للجواهري الكبير ، يحتوي الكتاب على ستة فصول .
 الفصل الأول :
        ( ملامح وسمات ) وثّق الباحث فيه بشئ عن ذكريات الجواهري ، وسمات شعره بأقلام فنية وأدبية متميزة ومنها الخطاب التهكمي لدى الجواهري ، ( ثم يتواصل الخطاب التهكمي بوضوح في القصائد ((طرطرا )) و (( عبادة الشر )) و (( هاشم الوتري )) ليصبح التهكم غرضا مستقلا مشحونا بالمواقف ومتبلورا بوصفه غرضا شعريا ) د . ( قيس الجنابي ) ،
أي طرطرا تطرطري .......... تقدمي تأخري
تشيعي تسنني ......... تهودي تنصري
تكردي تعربي ........ تهاتري بالعنصر
يقول الدكتور محمد حسين الأعرجي موصفا شعر الجواهري قائلا ، ( أن الجواهري عاش نصف عمره وهو شاعر عباسي الصفة واللغة والصورة ، والوزن ، يروز القوافي مسبقا وينظم القصيدة ولكنه عاش على امتداد القرن العشرين ، كاملا غير منقوص ، قرن التحولات الكثيرة والمفصلية في بنية القصيدة العربية وإيقاعها مبحرا ضد التيار وبشهرة قلما نالها شاعر سواه ) . 
الفصل الثاني :
         ( بواكيره الأولى ونبوغه وحافظته الشعرية وحديثه عن نفسه فيما دخلنا معه بلاط الملك فيصل الأول واصطفينا شيئا من ملامح النظام الملكي والموقف الشعبي ) ، يقول الجواهري ( أرتبط أسم أسرتنا بجدنا الفقيه الكبير ( الشيخ محمد الحسن ) النجفي المولد هو وسبعة من آبائه والمسمى باسم موسوعته الفقهية ( جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ) ) ، ويقول الجواهري عن طفولته لقد دفعني والدي دفعا لعالم الكبار ، ( وقد أتعبتني السنوات وأنا بين العشر الأولى منها أكثر من العشرات التي تلتها ) ، ولم يقل الجواهري بثورة العشرين شعرا لكنه كان يضع ملصقاتها وإعلاناتها على جدر الصحن الحيدري الشريف ، وقد عاش أحداث ثورة النجف ضد الجيش التركي عام 1919 م ، وعاش الجواهري ثورة العشرين وهو بسن الوعي وأنفجر في أعقابها شاعرا كبيرا ،
                لعل الذي ولى من الأمر راجع ...
                              فلا عيش أن لم تبق إلا المطامع
وسلك الجواهري منذ صباه الطرق الشائكة المحفوفة بالمخاطر وتسلط وجور الحكام المتعاقبون ،
              نامي جياع الشعب نامي ...
                                 حرستك آلهة الطعام
ويؤرخ الأستاذ  ( حسن العلوي ) ويقول ، ( أن الجواهري كتب أول قصيدة في جريدة العراق التي اختارت له أسم نابغة النجف وكان ذلك في الخامس من أيار عام 1920 م ) ، ومن ثم توالت القصائد الجواهرية  ونشرها في الصحف العراقية الأم ، وحاور الكاتب الأستاذ ( زهير الجزائري ) الجواهري في دمشق قائلا له لماذا يحبك الناس ؟ ، فأجاب الجواهري ( مجانين أحبوا مجنونا ) ، والخيانة عند الجواهري من الكبائر المحرمة ( مثل اللصوص بليلة قمراء )
          مهلا رويدكم فما .... صافحت يوما من يخون
وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب الأستاذ ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن الجواهري في البلاط الملكي وما حدث وكيف عرف فيصل الأول أن موظف تشريفاته قد نشر قصيدة باسم مستعار – طرفة -  وكيف آلت الأمور ليستقيل من وظيفته .
الفصل الثالث :
        ( أدرجنا موضوعة غاية في الأهمية هي سمة الوفاء عنده والوعي الطبقي وتداعياته على أفكاره وسلوكه ومواقفه اللاحقة ورصدنا تأثير المكان في شعره وحديثا عن الجواهري ومعاصريه ) ، وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب عن قصيدة ( تنويمة الجياع ) وما كتبه النقاد والباحثون حول هذه القصيدة التي نظمت عام 1951 م وكأنها حية للأجيال المتعاقبة ليس في العراق وحسب بل في كل مكان وجد فيه الفقـر ،
             نامي جياع الشعب نامي ... حرستك آلهة الطعام
                 نامي فأن لم تشبعي ... من يقظة فمن المنام
               نامي على زبد الوعود ... يداف في عسل الكلام
ويتحدث عن مقهى ( حسن عجمي ) ، والجواهري ومعاصروه ، ودمشق جبهة الصمود ، وعن تلبيته – الجواهري – لدعوة من أبناء الحلة الفيحاء عام 1941 م ، وتحدث عن القصيدة ( المقصورة ) وظروف كتابتها وما قيل فيها وما فقده الجواهري من أبيات هذه القصيدة ،
          سلام على هضبات العراق ...
                                وشطيه والجرف والمنحنى
          على النخل ذي السعفات الطوال ...
                               على سيد الشجر المجتنى(المقتنى)
               على الرطب الغض إذ يجتلى ...
                              كوشي العروس وإذ يجتنى
 ويتحدث الجواهري بهذا الفصل عن الرصافي قائلا ( كان الرصافي حتى عام 25 – 1926 م محتفظا بمكانته وبقي شاعرا وهو لا يستطيع إلا أن يكون كذلك حتى لو أعطي الدنيا كلها وهذه طبيعة كل شاعر أصيل ) ، والرصافي الشاعر العراقي الكبير صاحب القصيدة الثورية ( صك الانتداب )
      أنا بالحكومة والسياسة أعرف ..
                                أأُلام في تفنيدها وأعنف
الفصل الرابع :
          في هذا الفصل يستجلي الكاتب ماهية علاقة الجواهري مع الحاكم ، واستشراف المستقبل ، وقضية فلسطين ، ولبنان ، والجواهري  مع البحتري والمتنبي ،  وعلاقتة مع الشعب الكردي
         قلبي لكرد ستان يهدى والفم ..
                         ولقد يجود بأصغريه المعدم
وللإخوة العربية الكردية يقول
        قطعنا شوطنا خمسين عاما ..
                              توحدنا المسرة والمصاب
        رضاع أخوة عشنا عليه ...
                               يمازج دره عسل وصاب
        يرن صدى المناحة في بطاح ..
                            من الأهوار ما ناحت هضاب
وعن علاقته مع المرأة وبلوغه السبعين يقول ،
           لجاجك في الحب لا يحمل ..
                              وأنت أبن سبعين لو تعقل
            تقضى الشباب وودعته ..
                                ورحت على أثره ترقل
           مضى منك فيه ربيع الحياة ..
                                ومات به نصفك الأفضل
ويتحدث الجواهري عن الراحل الشهيد ( عبد الكريم قاسم ) قائلا ، ( غير أني أستطيع التأكيد ثانية أن ( عبد الكريم قاسم ) كان يملك ضميرا حيا ونزاهة نادرة وبساطة في اللباس والحياة والمأكل ، مما جعله يضاف الى قائمة المترفعين عن المظاهر والمكاسب وجاه الثروة )
الفصل الخامس :
         في هذا الفصل قالوا بحق الجواهري نثرا ، يقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي ( قرأت ديوان الأستاذ الجواهري فإذا هو كاسم ناظمه عقود جواهر ثمينة يبهر العين لألاؤها ) ، ويقول العلامة محمد حسين كاشف الغطاء ( إضمامة أزهار وباكورة أفكار وهي تنطلق من صفاء الذهن وحدة الفهم ولطف القريحة وسلامة الذوق وغزارة المادة ونابغية الاختراع ) ، ويقول الأستاذ إبراهيم حلمي العمر صاحب جريدتي لسان (  العرب ) و ( المفيد ) ما نصه ( أمتاز الجواهري بدقة متناهية في التصوير وعناية بالغة في الفصيح وحماسة فائقة في الأمور الوطنية ) ، ويصفه الشيخ ( علي الشرقي )  ، ( هذا البلبل الذي يكثر شدوه وتلطف نبرات صوته في الربيع والحدائق والجداول ) ، ويتحدث د . ( علي جواد الطاهر ) مقتضبا موفيا للجواهري صدقه وصداقته ( خير تعريف للجواهري أنه الجواهري ) ، ويرى أدونيس ( شيّع الجواهري بأقوال تجمع على أن الشعر العربي ختم به وهي أقوال أطلقها اليمين واليسار ) ، ويقول نزار قباني ( كلما قرأت قصيدة من قصائد الراحل الكبير محمد مهدي الجواهري وجدتها كخاتم العقيق على جدران الكعبة وباهرة كمهرجان أزياء ) ، ولا يسعني في هذا العرض الموجز أن أذكر كل من خص الجواهري الكبير  بشهادته التي قالها  .
الفصل السادس : 
    في هذا الفصل تناول الكاتب بعضا من قصائد شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري وتاريخ نشرها ،  ولنقل هي من اختيار الكاتب وفقا لهواه وذوقه الرفيع  وتتبعه لقصائد شاعره الجواهري ، يقول الباحث ( ما يذكر هنا شذرات مختارة من نفائس شعره ، مع قصة كل قصيدة بتاريخها ، وشخوصها ، وأجواء ومخاض ولادتها وتداعياتها ) ،
في قصيدة ( الرجعيون )  1929 م أقول وكأنه يقولها اليوم
              ألم ترَ أن الشعب جل حقوقه ..
                                 هي اليوم للأفراد ممتلكات
               ومن عجب أن الذين تكفلوا ..
                                   بإنقاذ أهليه هم العثرات 
ويتحدث الباحث عن ظروف قصيدة ( أبو العلاء المعري ) وما قاله د . ( طه حسين ) بحق القصيدة وشاعرها ،
                 قف بالمعرة وأمسح خدها التربا ...
                            واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا
وأعقبها الحديث عن ( آمنت بالحسين ) ،
          فداء لمثواك من مضجع ..
                            تنور بالأبلج الأروع
و ( يا نديمي )
                    يا نديمي ومن لظى سقر ...
                                    صيغ هذا اللجام للبشر
ويصل لما يريده الباحث ليختم لنا سفره الطويل الجميل بتاج القصائد كما يسميها ب ( دجلة الخير ) 1962 م ،
                   يا دجلة الخير أدري بالذي طفحت ...
                                   به مجاريك من فوق الى دون
                   أدري على أي قيثار قد أنفجرت ..
                                   أنغامك السمر عن أنات محزون
انهي عرضي قائلا كتاب يحتاجه الكثير لأنه يحمل بين طياته ما لم يعرفه الكثير عن هذه القامة الشعرية التي ربما لا تكرر ، و أنه كتاب قد نفد من السوق وأتمنى على ( دار المدى ) أن تعيد طبعه مع ملاحظة التسعيرة الجديدة ليكن بمتناول الجميع طلابا وأساتذة ، ويختم الكاتب ( عبد الأمير شمخي الشلاه )  قائلا ( ها نحن قد قطعنا معا رحلة قرن كامل ... مذ أبصر محمد مهدي الجواهري النور .. حتى اتسعت بصيرته لترى كل الدنيا ) .


 

   

223
رسائل متأخرة لبوش الإبن
حامد كعيد الجبوري
        كان من المفترض أن توجه هذه الرسالة للرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية بوش الابن ، وبما أنه خارج السلطة الآن فسأوجهها له من خلال رئيسه أوباما  ، يقول السيد بوش المؤمن ، أن حلما أيقظه من قيلولته ليقول له حرر الشعب العراقي من كابوسهم الصدامي ألبعثي ، وهكذا جهز جيشه ومعداته وأركبهم الجو والبحر للوصول الى العراق ، وواقع الأمر أن الجيش العراقي آنذاك لا يمكنه مقاومة أو صد مثل هذه الحرب غير المتكافئة عددا وعدة ، ومع ذلك يقول القائد الأسطوري المضحك المبكي صدام حسين ، سيرفع أحد الرعاة العراقيون بغرب العراق صما من التراب وينثره بوجه الجيش الغازي وطائراته ودباباته وجنوده ويقول شاهت الوجوه ، فسيندحر من هذا الصم الترابي جيش الغزو الصليبي ، علما أن مثل هذا الراعي لم يخلق مع الأنبياء والمرسلين ، ولا حتى منح الله أنبيائه مثل هذا التراب ، ولربما منح لصدام لست أدري ، والدلائل برهنت أنه مجنون فعلا بهذه الأوهام ولا يملك هذا التراب الرباني .
       يقال والعهدة على مؤرخي اجتماعات ما يسمى المعارضة العراقية حقبة صدام ، وأقول ما يسمى وأنا جاد بقولتي لأني وجدت أن هؤلاء المعارضون ناوئوا صدام ليس لصالح الشعب العراقي ، وإنما لمآرب شخصية تخص الكرسي والاستحواذ على المال العام ، يقال أن السيد الأمريكي خاطب المعارضين قائلا ، هناك حلين عليكم اختيار واحد منهما ، الأول نسقط رأس النظام وزمرة ال (55) ثم تتولون مهمة تنصيب من ترونه مناسبا للرئاسات وللوزارات وغيرها تدريجا ، وثانيا نسقط لكم النظام بكل معنى السقوط ، أي إعادة البلد الى ما قبل النهضة الصناعية ، فأختار العراقيون المعارضون الفقرة الثانية من هاتين المطلبين أو الطرحين ، وعلى رأس هؤلاء الموافقون دائما أحمد الجلبي ومسعود البرزاني ، وبالمناسبة لو أنهم أختاروا الشق الأول لكانت النتيجة نفسها لأنهم مع لاعب هيأ كل شئ لهذا الغزو الذي لم تمنح موافقته لأمريكا دوليا .
          أسقط النظام كما أرادت أمريكا وكما طلبت المعارضة العراقية من حملة الجناسي مثنى وثلاث ورباع ، وشاهدت بأم عيني أرتال الناقلات التي لا تحصى وهي تنقل العتاد العراقي المكدس في مخازن تمتد من محافظة بابل وصولا الى بغداد على الجانب الغربي للشارع ، ناقلات لا يحصى عددها محملة بهذا العتاد ومن مخلفاته والتي تسمى عسكريا بالخراطيش البرونزية غالية الثمن ، وكل هذه الناقلات تسلك خطا واحدا لا غير ، بابل – بغداد – جلولاء – الحدود الإيرانية ، وحين أقول ناقلات أعني وكأنها تسحب أحداها الأخرى متصلة كمسبحة ليلا ونهارا ، وطبعا هذا ما شاهدته مع علمي القاطع ان هناك مخازن أخرى تمتد على المساحة العراقية وتعلمون جيدا أن الطاغية المقبور جعل البلد مستودعا للعتاد والذخيرة والأسلحة ، ويقال أيضا وهذا ما لا أشك به أن الأحزاب الدينية الشيعية والسنية لجهات أخرى باعت أو قدمت لإيران هذه الهدية الأولية وسيلحقها الكثير ، وشاهدت الأكثر من ذلك ، مخازن وزارة التجارة نهبت بأكملها ورأيت بأم عيني أكياس السكر تباع بالقرب من معرض بغداد الدولي وسعر الكيس الواحد بألف دينار عراقي – عملة صدام الملغاة - ، ووجدت قطع السلاح تشترى من قبل أحزاب معينة وجماعات ميليشلية – على وزن الشوشلية - وأرهابية معروفة للجميع ، رأينا العجب العجاب ، أحدهم أشترى بندقية كلاشنكوف وقرر ثمنها ودفع ، قال المشتري ربما هي عاطلة ، أجابه البائع (عمي هاي جديدة شو جيب دنجربها) ، وفعلا وضع الشاجور بها وبدأ يطلق رشقات منها وأعادها للمشتري وقال له خذها إنها صالحة ، وثمنها خمسة آلاف دينار لا غير ، والشواهد أكثر من أن تحصى ، ناهيك عن كسر أقفال البنوك من قبل جيش المحتل لنهب ثرواته من قبل الناس ، والكارثة الكبرى هنا هي المتحف العراقي وكنوزه الحـضارية ، فالقادم الجـديد يريد أن يبـني عراقـا لا يمت لـجذره بشـئ .
      الرسالة التي أريد توجيهها لأوباما ومن خلاله لبوش قائلا ، أنك أنفقت أكثر من 900 مليار دولار أمريكي ، وسقط من جنودك أكثر من 4500 جندي كما تزعم إحصائياتكم ، وحرمت الجنود الأمريكان من العيش مع عوائلهم وزوجاتهم وعشيقاتهم ، من أجل حلم بقيلولة مزعومة ، ومع ذلك نقول لك نحن العراقيون نشكر لك هذا الفضل الوهمي ، ولكن لماذا دمرت قواتك الغازية كل الأسلحة العراقية ؟ ، كل الأسلحة أعني به من الدبابة وصولا للبندقية ، أتعلم يا سيادة الرئيس أن الجيش العراقي كان يمتلك من الدبابات والمدافع الحديثة ما لا يملكه حلف وارشوا ، يا سيادة الرئيس أن الدبابة الروسية T 92 لا يملكها في العالم آنذاك إلا العراق والإتحاد السوفيتي المنحل أيضا ، وهل تعلم أن المدفع السوفيتي ذو العيار 180 ملم والذي مداه 42  كم لا يملكه إلا العراق والسوفيت ، أن كنت جئت لتحرير العراق من نظام مستبد فاشيست فلماذا دمرت آلتنا العسكرية لتقص أجنحتنا ونصبح فريسة بيد الإرهاب والأحزاب على حد سواء ، رسالة متأخرة أضعها أمامك وأجزم أن جوابك وأن وصلت إليك فستقول هذا ما أراده سياسيوكم .


224
المنبر الحر / نداء إلى الفاشلين
« في: 23:54 20/09/2011  »
إضاءة
نداء إلى الفاشلين
حامد كعيد الجبوري
   غريب أن تنتهي حياتنا ونحن نتسقط أخبار وحديث فلان أو فلان ، ولعن الله المقادير التي أسلمتنا بيد من لا يرحم ولا يعرف معاني الإنسانية ، الثلاثاء 20 / 9 / 2011 م وضمن سياق النشرة الرئيسية لأخبار فضائية الحرة عراق تحدث أياد علاوي رئيس القائمة العراقية بأنه لا يشري حديث رئيس وزراء الشراكة الوطنية ب ( فلس ) وهو أصغر عملة نقدية نحاسية أيام مملكة العراق ، وأن أياد علاوي يفخر بعدم شراكته للمالكي ، وأن من يسمع لمثل هذه التصريحات الرنانة يظن أن الرجل – علاوي – عازف عن السلطة وغير راغب فيها والدلائل تشير لغير ذلك ، فأياد علاوي وقائمته أدخلا العراق بسجال مطول مع التحالف الوطني على تحقيق الأغلبية البرلمانية الى أن أقصيت العراقية فلجأت إلى أربيل لحل ما أشكل عليها ، وتوصلت لقاءات اربيل الى استحداث منصب يشغله ( العلاوي ) ، وبين حب هذا وكره ذاك ميعت طلبات العراقية و( لزموهم خيوط الشمس ) ، وبدأت حملات تسقيط  حكومة الشراكة الوطنية المزعومة ، كل هذا يعرفه العراقيون وأصبحنا نؤمن بأن القادم الجديد لا خلاف له مع الطاغية المقبور إلا بقدر المصالح وملأ الأكياس بمال شرعت له قوانين للقرصنة عليه ، وأهم حديث استقيته من السيد رئيس قائمة العراقية ( العلاوي ) قوله ( نحن جميعا فاشلون بما فيهم أنا ) ، شكرا لك ايها العلاوي الذي أقر بفشله أمام هذا الشعب المبتلى بكم جميعا ، وأرجو منك أيها البرلماني الشجاع الفاشل باعترافه الشخصي أن تنسحب من العملية السياسية كاملة ، وتترك الطريق للناجحين ليصلوا لما لم تستطع أنت أو غيرك من تحقيقه ، ودعوة أخرى أضعها أمام الآخرين وأقول لهم كونوا جريئين ( كعلاوي ) واعترفوا بفشلكم الذي جر البلاد لثمان سنين من الدمار والخراب ، وأتركوا الأمر بيد الناجحين فقط ليحققوا لبلدهم ما يصبون أليه من خير لا بد قادم بعدم وجودكم ، في بلاد غير بلادنا  قطار يخرج عن مساره يستقيل وزير النقل ، حرب تخسر يستقيل وزير الدفاع ، موظف بوزارة الكهرباء يسرق مالا يسيرا يستدعي استقالة وزيره ، كونوا شجعانا ( كعلاويكم ) واعترفوا بفشلكم وكفوا المؤمنون شر القتال ، للإضاءة ..... فقط .   


225
المنبر الحر / ليتنا السجناء !!!
« في: 00:07 20/09/2011  »
إضاءة
ليتنا السجناء !!!

حامد كعيد الجبوري
      مساء اليوم 19 / 9 / 2011 م الساعة 1930 عرضت فضائية الفيحاء لقاءا صحفيا مع عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري ( بهاء الأعرجي  ، والسيد الأعرجي رئيس لجنة النزاهة في البرلمان العراقي ، وحقيقة أنا ممن قد غسل يديه ب ( سبع قوالب صابون ) من البرلمان العراقي والحكومة العراقية ، لأني لم ألحظ ومن خلال هذه السنوات العجاف أي مردود للمواطن الفقير البسيط من العراقيين ، وبخاصة فئة المتقاعدين العسكريين الذين تجدهم الحكومة الحالية أنهم من مخلفات ( صدام حسين ) ، لذا يجب محاربتهم وإقصائهم عن العملية السياسية وحتى الاجتماعية ومحاربتهم برزقهم وترشيد رواتبهم التقاعدية لغاية يدركها الساسة لوحدهم  ، البرلمان لا ينظر بمطالب الشعب ويسلفنها ويرحلها من اجتماع لآخر ، والحكومة غير معنية بمن يسرق وماذا يسرق طالما أن المحاصصة أعطت لهؤلاء الوزارات وغيرها ، بمعنى أنها أصبحت ملكا لهذا الحزب أو لذلك التيار ، وليست هذه الوزارات للعراق بل هي ملك ( طابو ) إلى أحزاب السلطة ، ومرورا واحدا لوزارة الخارجية يوضح صحة ما أدعيه ، الغريب أن هذا التغيير المقاد من الأمريكان حول الشعب لفئتين غنية مثرية وفقيرة مدقعة ، ووصل حال البعض للتظلم أو للتسول بقارعات الطرق ، وتعرض فضائية الحرة عراق ما تقوله امرأة بأسلوب مبتذل رخيص ينم عن الانكسار والاستعطاف من الساسة الجوف ، حديث يدمي القلوب ويضع الساسة بقفص الاتهام للأجيال التي ترقب الوضع العراقي ، خزينة ملئا وبطونا جائعة ، تقول هذه المرأة  ما نصه ( رحت أنتخبت وكلشي ما حصلت ) وهذا لدي مؤشر كبير جدا ، لا علاقة لي بتصريحات السيد الأعرجي بخصوص الحريق الذي حدث وأدى لقتل وجرح قسم من السجناء بل سأركز على ما قاله من أن إدارة السجن تصرف لكل سجين ما مقداره ( 55 ) دولار يوميا ، وبعملية حسابية بسيطة نعرف أن السجين يصرف عليه 1650 دولار شهريا ، يا لسعادة السجناء ، يسمح للسجين استخدام الجهاز النقال ( الموبايل ) ، يمارس الرياضة ، يشاهد التلفاز ، يقرأ الصحف اليومية ، وربما سيسمح لهم لا حقا استخدام الأنترنيت والحواسيب ، لا يقطع عنهم التيار الكهربائي طيلة ساعات اليوم ، ولو افترضنا أن نحول من سجننا الكبير الى السجن الحكومي الصغير لأصبح أهون بكثير مما نعانيه خارج أسوار السجون ، وهذه دعوة أضعها أمام السيد الأعرجي الذي طالب رئيس تياره السيد مقتدى الصدر ، أن توزع حصة من عائدات النفط للشعب العراقي ، وهي دعوة سوف لن تمرر من قبل البرلمان العراقي ، لأن فيها أنصاف وحق للفقير ، وأن كان لنا الحق بالمناشدة  فأنا أدعو السيد الأعرجي وأعضاء البرلمان الآخر ،  لأن يطالبوا للعراقيين  لوضعهم جميعا داخل السجن الحكومي ليحصل كل فرد منهم على 1650 دولار شهريا ، ولتذهب الحرية الى الجحيم ، للإضاءة ........... فقط .         


226
إضاءة
للمتسولين!! فرصة للإستثمار
حامد كعيد الجبوري
      يرسم الشاعر الحلي ( موفق محمد ) صورا جميلة ساخرة ومتبرمة وهو يرى نفسه ميتا ، ويشيعه أصدقائه لمثواه الأخير ، وفي الليلة الأولى لموته يزور الشاعر ( موفق محمد ) الشهداء القديسين كما يسميهم ويراهم يفركون راحتهم ندما لتربع ( شعيط ومعيط ) على صدورنا ، ويقول لهم ،
( طبتم موتا ...
فما زال أطفالكم يشحذون في الإشارات الضوئية ..
والحكومات تسميهم شموخا ...
أطفال الإشارة ) .
     الحلة الفيحاء رابطة العقد لمحافظات الوسط والجنوب ، ومن يتسنى له زيارة محافظة بابل وهو يمر عبر طرقها المؤدية لمبتغاه سيلحظ الكثير من النسوة والصبية والشيوخ وهم يستعطفون أصحاب السيارات المارة بعبارات ذليلة  ليعطونهم ما تيسر من المال على طريقة ( الكديه ) ، ونحن أبناء المدينة تطرق أبواب بيوتنا في اليوم الواحد أكثر من مرة للغرض نفسه ، وأعتقد أن مسألة التسول ليست في الحلة أو العراق وحده ، بل هي آفة تطال أغلب بلدان العالم ،  ونذكر كيف عالج الفنان ( عادل إمام ) هذه الآفة المجتمعية من خلال فلم ( المتسول ) ، والغريب في محافظة بابل أنها تستقطب المتسولين من خارج المحافظة  وهذه ظاهرة غريبة على المجتمع الحلي ، ونحن نقرأ أو نشاهد عبر الفضائيات العراقية وغيرها أن محافظات العراق قد وقعت عقودا استثمارية مع شركات أجنبية وعربية كثيرة لتعزيز وبناء البنى التحتية لتلك المحافظات العراقية ، ولا أنكر أن محافظة بابل قد وقعت مثل هذه العقود الاستثمارية بنسبة تقل كثيرا جدا عن زميلاتها محافظات العراق ، وأغرب هذه العقود عقدا أراه وهميا وقعته محافظة بابل مع هؤلاء المتسولين ، وإلا فمن أتى بهذه الأعداد الكبيرة من المتسولين ليشحذوا في مدينة الحلة ، وأن كان ما أدعيه خطأً فمن سمح لهؤلاء الشحاذين أن يجوبوا شوارع وأزقة محافظة بابل ويطرقون أبواب بيوتها ومساجدها وجوامعها طلباً للرزق غير المشروع ، ولم لا يتخذ إجراءا رادعا لمنع المتسولين طالما أن القانون يمنع التسول ويحاسب ويعاقب عليه ، سألت أحد المتسولين قائلا له لم لا تجد لك عملا يناسب قدراتك وشهادتك أن وجدت ؟ ، أجابني أنا أعمل وهذا هو عملي ، وأراه عملا مشروعا ، وأنا أفضل بكثير من السياسي الذي سرقني وسرق أموال الناس وتركنا نتسول في شوارع البلد ، وحقيقة لم أستطع أن أحاوره أكثر من ذلك ، وتذكرت حادثة وقعت لأحدهم أيام خلافة ( المأمون العباسي ) وقد سرق مالا فحكم عليه بقطع اليد ، وكان السارق ملتحيا دلالة على التعبد ، فسخر منه المأمون وقال له أما تستحي على هذه الشيبة وأنت تسرق أموال الناس ؟ ، فأجاب السارق خليفته قائلا أنت علمتني السرقة ، قال له المأمون كيف علمتك السرقة ؟ ، أجاب السارق أنت سرقت بيت مال المسلمين قبلي فتعلمت ذلك منك ، قال الخليفة أقطعوا يد السارق ، قال السارق أنت لا تستطيع قطع يدي لأنك عبد لي ، قال المأمون أنا عبد لك ؟ ، قال نعم أبوك ( الرشيد ) وقع على أمك ( مراجل ) وهي أمة أشتراها أبوك من بيت مال المسلمين ، وأنا أحد هؤلاء المسلمون ، فأن أعتقك المسلمون فأنا لا أعتقك – راجع الطبري والمسعودي بترجمة حياة المأمون العباسي - .
  ما أوردته من معلومات عن التسول ليس من عندياتي  وإنما استقيته من إحصائية جميلة أستطلعتها قائم مقامية قضاء  الحلة التي أفادت بوجود (2910 ) متسول موزع على ثلاثون منطقة من قضاء الحلة كما نشرت ذلك جريدة الفيحاء الحلية بعددها 355 في 42 / 8 / 2011 م ، والعدد أكثر بكثير مما أوردته قائم مقامية الحلة ، وأكثر أيضا لو أجرينا مسحا للمتسولين في عموم محافظة بابل ، ولو افترضنا قيام شبكة الرعاية الاجتماعية بواجبها الإنساني وحجب معونة الرعاية عن الكثير من موظفي الدولة الذين تجرئوا على أخذ مال سحت كرعاية اجتماعية لقل عدد المتسولون كثيرا ، ويحلو لي الآن أن أدعوا كافة متسولي العراق لشد الرحال لمحافظة بابل فأنها مرتع خصب للتسول ، للإضاءة ... فقط .       



227
( ومن طلب العلى سهر الليالي )


الطالب بعد نيله الشهادة

حامد كعيد الجبوري

     حدثني أحد الأصدقاء وهو أستاذ جامعي عن استيائه من أغلب الطلاب لأنهم بعيدون عن الثقافة العامة ، ولا يحاولون الاستزادة من المعارف والعلوم ألا بقدر ما يخص دراستهم الجامعية ، يقول سألت طلابي يوما ، من يعرف أين تقع قناة ( أوستاكي ) ؟ ، الغريب كما يقول صديقي أني لم أحصل على إجابة لسؤالي ، وهذا ما لحظته لدى أبنائي وأبناء أصدقائي ، والأغرب أن لا علاقة لهم بما يدور حولهم من وضع سياسي ، حتى ظننت انعدام روح المواطنة لديهم ، ولا علاقة لهم بالثقافة والمعرفة والعلوم ، ولا تسحرهم الأغاني الجادة ويستمعون ويستمتعون بأغاني هابطة لا علاقة لها بفن الغناء ، وفي المقابل أقف عاجزا أمام قسم من الشباب يكرس جل وقته للتتبع والدراسة والبحث ، مما دعاني لتغيير وجهة نظري السابقة التي كرسها لدي الصديق الذي ذكرت .
     الاثنين 5 / 9 / 2011 م شكلت لجنة في أكاديمية الفنون الجميلة / بابل ، من السادة الدكاترة 1 : أ .د  حميد الزبيدي رئيسا 2 : أ . د عبود المهنا عضوا 3 : أ .د يوسف رشيد عضوا 4 : أ .د محمد أبو خضير عضوا 5 : أ . د باسم الأعسم عضوا  6 : أ .د هدى الربيعي عضوا مشرفا ، لمناقشة طالب الدكتوراه ( زيد ثامر عبد الكاظم مخيف الجبوري ) عن رسالته الموسومة ( التحولات المعرفية للجنسانية في النص المسرحي ) ، استمعت واستمتعت لأربعة ساعات متواصلة بطريقة الدفاع الحماسي للطالب المجد ، والأسئلة الثاقبة لأساتذته الذين يرومون تقويم وتصحيح وتوجيه ما وقع به طالبهم من أخطاء ليس بمتن الأطروحة ولكن بشكلها التنظيمي الأكاديمي ، وصدق حدسي بأن الطالب قد تأثر بأستاذه د . ( محمد أبو خضير ) أكثر من بقية الأساتذة بدليل أستخدام الطالب ( زيد ) لمفردات كرسها ويعمل عليها د . ( محمد ) ، ك ( الشخصانية ، الهشاشة ، الجنوسة ، الجنسانية ، التسحيق من السحاق ، المثلية ) ، أختار الطالب من المسرح العالمي والعربي والعراقي نصوصا وجدها ملائمة لنتائج بحثه ، وقد خاض بالموروث الديني والعقائدي والمجتمعي كلها وأثرت كثيرا بالمتلقي الذي يراد له التخلص من عقده الموروثة ، وقد حصل الطالب على نتيجته التي جاهد من أجلها بدرجة امتياز ، ولكي يتمتع القارئ بهذه الأطروحة المبشرة لأطاريح مكملة لها سأستنسخ مقدمتها لأجل الفائدة والتعرف على جهد طالب الدكتوراه ( زيد ثامر الجبوري ) ، ( ملخص البحث
  لقد شغلت القضية الجنسانية المعقدة في تركيبتها السيكولوجية ، السوسيولوجية ، الجسدية والذهنية الوعي النقدي والمسرحي على حد سواء ، ولأن القضية لا تنحصر في الذكر والأنثى أو في الشرائع المقدسة والمدنسة فحسب ، بل في معالجة المسائل المتعالقة التي شكلت النسيج الحيوي للبنية الجنسانية في المجتمع الإنساني ككل. لهذا بات من المهم الكشف عن هذا الخطاب من زوايا عديدة ، كونه يتناول السلطة ، الفعل الجنسي والقيم الدينية وهذه كلها تقع داخل المنظومات الإنسانية. أجمع. والوعي الجنساني ما هو إلا وعي مزدوج كونه هو الفاعل الأول والأساس فيها ، لذلك تأتي ازدواجيته من التنظيم العاقل لخاصيات الطاقة الجنسية (اللبيدو) والشعور الجنسي والنزوع العاطفي والتكوين الأسري ومختلف أساليب الإغواء المحرضة للدوافع الجنسية ، وكلها ساعدت على تحرير الوعي الغريزي المحدود ونقله إلى أطوار أوسع رؤية من الوعي الغريزي المفتوح على كل الاحتمالات ، التي ميزت الوعي الإنساني من غيره ، لهذا فالوعي يتحكم في عملية التعقلن الغريزي وضبطه ، مما تميز في تفرده ليؤسس الثقافة الجنسانية وتعدد تحولاتها المعرفية عبر التاريخ.
         يضم البحث أربعة فصول ، يتضمن الفصل الأول – الإطار المنهجي للبحث ، مشكلة البحث المتمركزة في الاستفهام الآتي: ما التحولات المعرفية في تحديد ثقافات الجسد عبر مفاهيم الجنسانية (السلطة – الجنس – الدين) في النص المسرحي ؟ ، بينما تجلت أهمية البحث بوصفه يقدم دراسة فلسفية – تحليلية تسلط الضوء على مصطلح الجنسانية عبر التحولات المعرفية(البيولوجية ، السيكولوجية ، السوسيولوجية ، السياسية ، الاقتصادية والدينية) ، وتم اشتقاق هدف البحث وهو التعرف على التحولات المعرفية للجنسانية في النص المسرحي ، أما حدود البحث فقد شملت النصوص المسرحية الغربية والعربية والعراقية خلال المدة (1985-2009)م ، واختتم الفصل بتعريف المصطلحات الأساسية التي وردت في عنوان البحث.
         أما الفصل الثاني ، الإطار النظري والدراسات السابقة ، فقد تضمن أربعة مباحث عني المبحث الأول منها بدراسة الجنسانية وإشكالية المصطلح ، واستعرض فيه الباحث المفاهيم التي تداخلت وتلاحقت مع المصطلح الجنساني ، فيما عني المبحث الثاني بدراسة التحولات المعرفية للجنسانية وتضمن أربعة محاور ، المحور الأول تناول فيه الجنسانية والخطاب الأسطوري وشمل حضارة وادي الرافدين ، حضارة وادي النيل ، حضارات الشرق ، الحضارة الإغريقية والحضارة الرومانية ، أما المحور الثاني فقد تناول الجنسانية والخطاب الديني وتضمن الديانة اليهودية ، الديانة المسيحية والديانة الإسلامية ، أما المحور الثالث فقد تناول الجنسانية والخطاب النفسي والاجتماعي وشمل عددا من علماء النفس وعلماء الاجتماع في مجال الاختصاص ، أما المحور الرابع فقد تناول الجنسانية والخطاب النقدي وشمل عددا من النقاد في مجال الاختصاص ، فيما عني المبحث الثالث بدراسة التحولات الفلسفية للجنسانية وشمل مجموعة من الفلاسفة في مجال الاختصاص ، أما المبحث الرابع فعني بدراسة الجنسانية في النص المسرحي الغربي والعربي والعراقي واستعرض الباحث عددا من كتاب الدراما في مجال المسرح. ثم اختتم الفصل بالمؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري والدراسات السابقة.


اللجنه المناقشة
 

         أما الفصل الثالث فقد تضمن إجراءات البحث ، وهي مجتمع البحث ، عينة البحث ، منهجية البحث ، أداة البحث ، صدق الأداة ، ثبات الأداة ، الوسائل الإحصائية ، وتحليل العينات وتم اختيار ستة نصوص مسرحية غربية وعربية وعراقية من اجل تحليلها بقصد معرفة مصطلح الجنسانية وتحولاته المعرفية في النص المسرحي.
         أما الفصل الرابع ، فقد احتوى على نتائج البحث التي توصل إليها الباحث وأهمها:
1-   انتقال السلطة من الجسد الذكوري إلى الجسد الأنثوي عبر الماضي والحاضر.
2-   الجنسانية الشرعية المسيحية تورث مبادئ التقسيم بين الذكر والأنثى فالغريزة الجنسية تقع ضمن حدود المنظومة الزوجية لا خارجها.
3-   العلاقات الجنسانية بين طرفي الذكورة والأنوثة غير متكافئة بسبب سلطة الذكر وتهميش الأنثى ، لذلك ظل الخطاب السوسيولوجي الثقافي مقوضا لأن الذكر والأنثى لا يؤديان الأدوار الجنسوية نفسها.
4-   أصبح الفعل الجنسي شكلا من أشكال الهيمنة والاستيلاء والتملك.
5-   إدراك الايروس والثاناتوس ضمن المستوى الذكوري بفعل الوعي الأنثوي الخلاق.
6-   الشخصية الأنثوية هي الشخصية الفاعلة في الخطاب الأسطوري.
كما احتوى الفصل على الاستنتاجات ومجموعة من التوصيات والمقترحات وثبت المصادر والمراجع والملاحق والملخص باللغة الانكليزية.  
 ) .
    


228
المنبر الحر / وظلم ذوي القربى
« في: 00:19 03/09/2011  »
( وظلم ذوي القربى )

حامد كعيد الجبوري
     قبل أيام قلائل وردني عبر أميلي الشخصي موضوعة بقلم الكاتب و الباحث السعودي ( خالد النزر ) أرسله لي أحد أصدقائي مشكورا ، وحقيقة أثارتني وأشعلتني موضوعة الكاتب السعودي ( خالد النزر ) لأنها تحمل من صدق المشاعر الإنسانية الصادقة الكثير ، يتألم ( خالد النزر ) أن لا أحد من العرب العاربة أوالمستعربة هنأ الشعب العراقي بسقوط جلاده ، وبالمقابل يقدمون التهاني العربية الحارة للشعب الليبي وقبله التونسي والمصري على رحيل طواغيتهم ، ويرى ( خالد النزر ) أن من أسقط نظام ( صدام ) هو نفسه من أسقط وسيسقط الحكام أمثاله مع اختلاف آليات السقوط ، وبعد أن أحصى الكاتب ( خالد ) عدد الطلعات الجوية التي قادها الحلف الجديد ضد ليبيا لإسقاط نظام ( القذافي ) من مصادرها الدولية خلص الى ان التغيير هنا وهناك بأيدي أجنبية مع فروق مفتعلة ، ويرفض عدم التهنئة للشعب العراقي وبالمقابل يهنئون الآخرين في التغيير  لذا يقول ما نصه (   أحد علماء الدين السعوديين الكبار, والذي كان له زيارات متعددة لليبيا في السابق , يبدو أنه "ذهيناً" وملتفتاً لهذا الأمر, فوجدته اليوم كاتباً عبارة عريضةً على صفحته الخاصة في الفيسبوك, يقول فيها: " شعب ليبيا موحد واضح الهوية ، وأرض ليبيا معطاء غنية ، وحظوظ النجاح بإذن الله قوية ". مسكين الشعب العراقي فلم يكن واضح الهوية!!. يا له من مبرر!! للأسف أن التعدد والتنوع هو ما يصبح عيباً وعاراً على شعوبناً , لذلك تم العمل على الشعب العراقي طيلة السنوات الماضية من تفجيرات وسفك للدماء وقتل على الهوية!! إنه شعب بلا هوية!!.   ) .
       قبل سنة من اليوم نشر لي عرضا في ( الحوار المتمدن ) لكتاب ( الديوان العراقي ) للشاعر ( إبراهيم المصري ) ، وبين الكاتب ( خالد النزر ) والشاعر ( إبراهيم المصري ) رؤيا بل رؤى مشتركة أوضحا فيها الهم العراقي الكبير ، وقد تحققت رؤية أو نبؤة ( إبراهيم المصري ) الذي يرى أن التغيير العراقي سيوقظ شعوبا عربية أخرى لتحذوا ما نهجه العراق فيقول ( جاء إبراهيم من العراق ، كي يعطي العرب دينا حنيفا ، ويرفع القواعد من البيت الذي يأتيه الناس من كل فج عميق ) ، ويتطابق ( إبراهيم المصري ) بالرأي مع الكاتب ( خالد النزر ) بأن أصابع السوء العربية وغيرها الطامعة لا تريد للعراق النهوض ليأخذ مكانه الطبيعي بين دول العالم والمنطقة العربية  فيقول ( أعطانا العراق بدر شاكر السياب ، وأعطيناه ابا مصعب الزرقاوي، أعطانا نازك الملائكة وأعطيناه مناضلي فضائيات) ، ولابد لإبراهيم المصري أن يجد حلا عجز عنه الكثير فيقول  ( اخبروني وسوف اخبر أمي ، كانت تضع ( الشب(  في جرة ماء تجلبه من الترعة ، لكي يصفوا ويصبح صالحا للشرب ) ، ولأن من يريد للعراق العودة لهاويته ( الصدامية ) لذا لا يرجوا أن يحقق العراقيون أحلامهم فيقول ( رغم أننا صوبنا الكاميرا على عاشقين في قبلة صباحية ، على شاطئ دجلة ألا أننا وحينما شاهدنا الشريط ، لم نشاهد القبلة ، الكاميرات المتلصصة ، لا تلتقط الأجمل في العراق ) ، ويتحدث ( إبراهيم ) عن مأساة ( حلبجه ) والمقابر الجماعية التي يراها البعض ومنهم عراقيون أنها أكذوبة لا حقيقة لها رغم آلالاف الأكياس من رفات الشهداء والمعدومين في السجون ( الصدامية ) ، وقبل أن أختم موضوعتي وأتقدم بالشكر الشخصي العراقي للأقلام الحرة ( خالد النزر ) و ( إبراهيم المصري ) وكل قلم شريف وطني أنصف هذا الشعب المبتلى سابقا ولاحقا أقول ما قاله أحد الشعراء ( وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند ) ، وأستشهد خاتما بمقولة الشاعر المصري ( إبراهيم ) ، (لن تكون بغداد بعد الان، عاصمة لهارون الرشيد، حتى لا يدخلها احد من الف ليلة وليلة، ولن تكون بغداد بعد الان، عاصمة الصمود والتصدي، حتى لا يدخلها احد من كوبونات النفط ، بغداد عاصمة للعراق ، وهذا يكفي لكي تتلاقى شمسان في عناق ) .


229
إضاءة
( أشوكت تنهز الشوارب )
حامد كعيد الجبوري
        ليس صحيحا قولنا أن الطاغية المقبور صدام حسين لم يترك شيئا يستفاد منه ، وأمامنا الكثير من أحاديثه السمجة  ، وخطاباته غير المفهومة والمطولة ، وأشعاره التي تركها أرثا لأحفاده ، ( جرد لها السيف لا خوف ولا وجل ) ، ولا أدري لم قبع منزويا كأي جرذ ولم يجرد سيفه ، ومن منا لا يتذكر وهو يحادث عراقييه قائلا عليكم أن تضعوا بصمة لتاريخكم الشخصي ، فأن سألك ولدك أو حفيدك ماذا فعلت في القادسية وأم المعارك فبماذا ستجيبه ؟ ،  ولا أخفيكم أن هناك مقولة لا تزال عالقة بذهني وهو يخاطب جمعا من العسكريين بعد أن اجتاحت قواتهم  دولة الكويت العربية والجارة ، وهو يخاطب البلدان العربية الأخرى ، وربما يعني دول الجوار العربي بقوله ، ( أشوكت تنهز الشوارب ) ، بعد ذلك وجدت الكثير من أنصاره وقد أطلقوا لشواربهم العنان حتى غطت شفاههم وكل يوم يقفون أمام المراوح المنضدية وهم ينظرون لشواربهم اهتزت أم لم تهز  ، اليوم 19 / 8 / 2011 م استذكرت قائد الضرورة القصوى المعدوم بذنبه وجريرته صدام حسين حين قراءتي لما يسمونه ( السبتايتل ) – شريط الأخبار – من قناة العراقية الفضائية وهي تنقل خبرا عن وزير كهرباء إقليم كردستان ( الجمهورية المؤجلة ) يقول السيد الوزير ( بسبب انخفاض درجات الحرارة  عن معدلاتها هذه الأيام فأنه يعد جماهير ( الكورد ) ب 22 ساعة تشغيل )  ، سبحان الله 20 ساعة تشغيل حاليا ستصبح 22 ساعة أيامنا القادمة ، ثم يلي ذلك الخبر خبرا أخرا مفاده أن وزير كهرباء كردستان سيزود محافظة كركوك ب 250 ك ف  لتحسين وضع الكهرباء في محافظة كركوك وتمت الصفقة لذلك  ، ومعلوم الغاية من هذه المنحة الكوردية لإقليم متنازع عليه ، رائع وجميل ما يحدث بإقليم كردستان ولكن التساؤل المشروع هو هل أن كردستان ليست جزءا من هذا الجحيم العراق ؟ ، وأين الكهرباء التي تسمى وطنية زورا وبهتانا ؟ ، أليس للإقليم حصته كحصص المحافظات العراقية ؟ ، وأن كان الوزير الكردي ناجحا لهذه الدرجة الممتازة فلم لا يرشح وزيرا للكهرباء في حكومة السيد المالكي ليتخلص – المالكي - من السارقين المتعاقبين على وزارة الكهرباء ؟ ، أسئلة كثيرة لا نجد لها جوابا ، وأعتقد أن الكهرباء تنتظر بطل التحرير القومي ، وشفيعي لهذا الطرح المتساذج  هو تعاقب المفسدون لهذه الوزارة ونهب ميزانيتها ، مجمل أسئلة لا أجد لها جوابا ناجعا ، مبروك لحكومة كردستان التي أتنبأ لها أن تصبح ( دبي ) العراق للإضاءة ... فقط .   

230
إضاءة
 ( والنواطير النشامه )
حامد كعيد الجبوري
    أغلب الأغاني تنسى تدريجيا وتندثر بل تموت ، والشواهد كثيرة لا تحصى ، ولسنا بصدد إحصاءها ، ولي رأي متواضع بالمنلوجست الراحل ( عزيز علي ) فأغلب أناشيده وأغانيه قد حفظتها الذاكرة والذائقة العراقية ، لأنها تتناغم مع الحس العراقي الوطني سابقا ولا حقا ، ومن هذه المنلوجات ( البستان ) التي يقول فيها ( يجماعه والنبي أحنه عدنه بستان / ما ملكها رضوان / كلما تشتهي الأنفس بيها / والفواكه ألوان ) ، الى أن يصل ( والنواطير النشامه / ذوله حلوين الجهامه ) ، ورب سائل يسأل لم هذه المقدمة ، ولم الاستذكار للراحل الوطني ( عزيز علي ) ، وحقيقة أنا لا أعرف لم اخترت هذه الأغنية الوطنية مفتاحا لإضاءتي ، وربما كان الحديث الذي أدلى به النائب المستقل الشيخ ( صباح الساعدي ) سببا لهذه الإضاءة ، ظهر على ما يسمونه ( السبتايتل ) ، أو الشريط الإخباري لقناة ( الحرة عراق ) يوم 14 /15 / 8 / 2011 م ، خبرا مفاده أن الشيخ الساعدي صرّح لمؤتمر صحفي قائلا ، ( هناك تواطأ بين السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ، والسيد رعد شلال وزير الكهرباء على اقتسام ما سرقه الأخير من وزارة الكهرباء ، لقاء تسوية الموضوع وقبول الاستقالة ) ، انتهى .
    الموضوع كما أراه وببساطة شديدة هو ، أما أن يكن السيد النائب كاذبا ،  أو مفتريا ، أو متحاملا لسبب في نفسه على دولة رئيس الوزراء وهذا أولا ، وأما أن يكن صادقا وهي الطامة الكبرى ، وهي ثانيا ، وفي كلتا الحالتين يجب على دولة رئيس الوزراء أن يبرأ نفسه من هكذا تهمة خطيرة تودي به الى النزاهة والمحاكمة وتقبل نوع العقوبة قانونا ، والإساءة لتاريخه الشخصي ولحزبه على حد سواء  ، وهذه هي الطامة الكبرى ، ( حاميها حراميها ) ، كما أشار لذلك الراحل عزيز علي ( والنواطير النشامه ) ، وأن كان النائب الساعدي كاذبا وهنا أيضا تقع مسئولية الحل على دولة رئيس الوزراء أيضا ، إذ يفترض به اللجوء الى المحاكم العراقية وإقامة دعوى رد اعتبار وتحميل النائب الساعدي مسئولية ألساق التهم الباطلة برئيس حكومة العراق ، وبالتالي ينال جزائه العادل ويطرد من مجلس النواب لثبوت كذبه ، وليس أمام السيد المالكي إلا هذان الحلان ، وأن لجأ السيد المالكي للحوار – الخيار الثالث -  وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ، وتبعث من تلك اللجنة لجان أخرى فأن ذلك يعني للعراقيين الكثير ، فأن سكت المالكي على المطالبة بحقه فتلك مصيبة كبرى ، وأن سويت المسألة مع الشيخ الساعدي فالمصيبة أعظم ، للإضاءة .......... فقط .       

231
إضاءة
لست محاميا عن ( توفيق الياسري )
حامد كعيد الجبوري
     منذ أن سقط نظام البعث المجتث لمزابل التاريخ بدأت الأقلام المعروفة وغيرها تكيل السباب وتلصق التهم بهذا أو ذاك ، العملية أكثر من واضحة لدى الكثير ، من فقد سلطة وأي سلطة هي ، مال ، وجاه ، وامتيازات ، وكابونات نفط من سيد القصر الجمهوري ، ووالي نعمة هؤلاء ، فلان عميل للمخابرات الأمريكية ، آخر عميل للمخابرات الإسرائيلية ، آخر للمخابرات الإيرانية ، آخر للمخابرات العروبية ، وهكذا ، وأنا لا أنكر علاقة الكثير من هذه المسميات بقيادات سياسية عراقية مما أدى وصول البلد – العراق – لما نعرفه جميعا ، ولا أفشي سرا لو قلت لو تضافرت كل جهود المعارضة العراقية مع الجيوش العربية لإسقاط صدام حسين وبعثه المجتث ،  لما تمكنوا دون الرجوع الى البيت الأبيض وموافقته ودمعه اللوجستي لذلك ، وحين سقوط النظام وتبلور الموقف السياسي وتحويل العراق من الحزب الواحد الى الثالوث الكردي والشيعي والسني بدأت مثل هذه الكتابات التسقيطية  لأسماء كثيرة من ما نسميه المعارضة العراقية ، وحين لم يستفد هؤلاء كثيرا من هذه التهم أو الحقائق أمروا أتباعهم ومن يواليهم للانخراط بالعملية السياسي لتعويض الخسائر أولا ، ولتقويض هيكل الحكومة المزعزع أصلا ، لذا ألتحق من مثل هذه النماذج في الجيش والشرطة وباقي الوزارات ، ومنهم من انتمى إلى الأحزاب الطائفية السنية والشيعية لينفذوا مخططا مدروسا وبعناية فائقة جدا ، فقتلوا ونهبوا وهجروا الكثير من البسطاء من هذا الشعب المبتلى بهم وبسياستهم التي جربوها لسنين طوال وأعقبوها حاليا ضمن هذه الأحزاب ، وليس هذا معناه أني أنفي تهمة القتل والنهب والتهجير لقسم كبير من هذه الأحزاب التي توالي الجنسيات التي تحملها وتمثلها وتمد لها يد العون المالي والعسكري ومطالبه الأخرى .
      اليوم 13 / 8 / 2011 م وردتني رسالتان على أميلي الإلكتروني ، أحداهما عن رئيس مجلس محافظة بابل ( كاظم مجيد تومان ) ، ولأن الرسالة غير دقيقة بمعلوماتها الشخصية مما يدلل على عدم صحة روايتها ، تقول الرسالة أن رئيس مجلس محافظة بابل هو من حزب الدعوى وهذا غير صحيح فكل أبناء الحلة تعلم أن هذا الرجل من التيار الصدري ، ولا أدخل بتفاصيل الرسالة ، الرسالة الثانية من ما يسمى ( شبكة المنصور / منظمة الرصد والمعلومات الوطنية ) ، الغريب أن هذه الشبكة لا تعرف إلا أن تجد مثل هذه الأكاذيب والأباطيل عن أناس لا أحب أن أدافع أو أنفي التهمة عنهم بقدر ما بودي أن أوضح أن هذه الشبكة ومعلوماتها غير دقيقة بالمرة ، تقول هذه الشبكة أن ( توفيق الياسري ) المرشح لوزارة الداخلية كان برتبة مقدم في القوة البحرية وهذا مخالف للحقيقة فالرجل كان في فوج تدريب  الديوانية وصنفه مشاة ألي ، ثم أن الرجل لم يكن عضو قيادة فرقة بل كان بعثيا كما بقية ضباط الجيش العراقي الذي أعتبره القائد المهزوم جيشا عقائديا ، عام 1991 شارك هذا الرجل والذي لا تربطني به علاقة صداقة أو رفقة أو مدينة ، شارك بانتفاضة آذار الخالدة وجرح فيها وهو يقود مجموعة من المنتفضين ليحرروا الحلة من البعث الصدامي المقبور وكان معه العقيد الشهيد ( جعفر وتوت ) الذي أستشهد على مقربة من الحلة الفيحاء قرب معمل الغاز السائل ، هذا ما يتعلق بمقدار معرفتي ب ( توفيق الياسري ) أما ما يقال عن علاقته بالمخابرات الأمريكية أو الإسرائيلية أو علاقته بتنظيم الوفاق فهذا لا علم لي به لأنه كان خارج العراق وأنا داخله ، ولي رأي خاص بي جدا ،  فأنا أرى أن إسرائيل ربما هي أنظف وأطهر بكثير من حكامنا العرب ، لأنها وببساطة متناهية تراعي حق أمتها اليهودية أفضل بكثير ، بل لا وجود لمقارنة بين حكامنا العرب وبينهم  ، للإضاءة ......... فقط . 

232
المنبر الحر / الخلاص من المأزق
« في: 01:02 08/08/2011  »
إضاءة
الخلاص من المأزق
                                                                                                                حامد كعيد الجبوري
      بعد هاوية البعث المجتث وتسلم ما نسميه المعارضة العراقية دفة أمور العباد والبلاد ،  ومع كل الخبث السياسي الأمريكي لتمزيق وحده المعارضة العراقية الممزقة أصلا ، ووصول أسماء لا علاقة لها بالسياسة من قريب أو بعيد لسدة الكراسي الخشبية المنخورة بفعل فاعل  ، وللعلاقات التي أنشأت من قبل أفراد هذه المعارضة مع البيت الأبيض ، أو البنتاكون ، أو الكونكرس الأمريكي ، أو بلدان أوربية ، أو عربية ، كل ذلك كان له التأثير الواضح على من وصل لمجلس الحكم ، أوالجمعية الوطنية المعينة ، أو الوزارات ووكالاتها ، طبقا لتلك العلاقات وقوتها وفاعليتها المؤثر في وعلى الساحة العراقية ، والأنكى من ذلك مطالبة الكثير لوضع دستور دائم للبلاد قبل بلورة الوضع السياسي العراقي بصورة جلية ، مما سبب من المشاكل الكثيرة بعد أقراره ، والأمرُ من كل ذلك  أن وضعت آلية للانتخابات فصلت على مقاس هؤلاء الساسة ، مما حرم الكثير من المثقفين العراقيين والتكنوقراط الوصول الى البرلمان أو الوزارات ، كل ذلك مجتمعا رمى بالمواطن العراقي وبالعراق لهاوية لا يمكن الخروج منها إلا بمعجزة سياسية كبيرة ، أو بتحكيم لغة العقل والمواطنة لدى القيادات السياسية ، وهذا يصعب الوصول أليه بالظرف والمعطيات الحالية ، الكل يكره ويهمش الكل ، دولة القانون لا تلتقي مع العراقية لعدم وجود قواسم مشتركه بينهما ، ناهيك عن أن التحالف الوطني وركنه الأساسي دولة القانون على غير وفاق مع أغلب عناصر هذا التكتل ، السنة لا تستوعب التغيير وذهاب كراسيهم الأزلية ، الشيعة متمسكة بكرسي فقدوه من تأسيس الدولة العراقية ، الكورد بكافة قوائمهم غير متفقين على كيفية إدارة إقليمهم ومكاسبهم التي حصلوا عليها من التغيير ، الدستور العراقي لا يبيح لرئيس الوزراء الاستغناء عن خدمات أي وزير دون الرجوع للبرلمان ، الكتلة التي ينتمي لها الوزير المقال تمارس ضغوطها لعدم الإقالة ، لأسباب كثيرة أهمها المكسب المالي الذي يقدمه الوزير لقائمته وقيادتها ، ولو افترضنا أن الساسة بصدد أيجاد حل يخرج البلد من هذه الانتهاكات المالية بل القرصنة الشرعية على المال وإعادة العراق لوضعه الطبيعي محليا وعالميا  أتباع ما يلي :
1 : يصار الى انتخابات مبكرة جديدة مع ملاحظة تغيير ثوابت عملية الانتخاب والقيود التي تحجم وصول من يستحق المنصب عبر استفتاء نزيه .
2 : يتقدم أكثر من مرشح لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومن يحصل على أعلى الأصوات يستحق منصبه بجدارة صندوق الاقتراع . 
3 : يقبل ترشيح من يرغب الوصول الى البرلمان عن طريق القائمة المفردة ، ولا يمنع من أن يتقدم الحزب الفلاني بأكثر من مرشح – قائمة – ، ولا يحصل على الكرسي الا من حاز على أعلى الأصوات ، ويجتاز العتبة الانتخابية غير مستفيدا من أصوات قائمته .
وهناك أكثر من ملاحظة بهذا الخصوص أوردت أهمها ، ولنفترض أن فلان حصد أعلى الأصوات ليصبح رئيسا للوزراء عليه أن يسير وفق  ما يلي :
1 : يختار وزرائه من أي عنصر كفء يراه أهلا لهذا المنصب .
2 : يبدأ فورا بإلغاء كافة الرتب العسكرية – الجيش والشرطة -  التي منحت لميليشيات الأحزاب وعزلهم عن المناصب التي شغلوها وهم لا يمتلكون المؤهلات لحمل تلك الرتب التي أساءت كثيرا للوضع الأمني لعدم أهليتهم لتلك الرتب والمناصب .
3 : طرد وإحالة كل مزور لشهادة جامعية أو شهادة علمية للقضاء والذي حصل بموجبها على امتيازات هدر بها المال العام .
4 : إعادة الثقة المفقودة بين الساسة والشعب وذلك بإلغاء المنافع التي حصلوا عليها دون وجهة حق قانوني .
5 : إعادة ممتلكات الدولة المنهوبة من عقارات وأراضي منحوها لأنفسهم .
5 : البرهنة الى الشارع العراقي على ان السياسي منه وأليه وذلك بمراعاة مصالح الوطن العليا ، وعدم السماح للدول المجاورة وغيرها التدخل الفعلي بمقدرات البلد .
ربما من يقرأ هذه السطور يظنني أحلم وأطالب بجمهورية أفلاطونية ، ولم لا والعالم الآن يقاد بطرقة أفضل مما نعيشه ببلدنا كثيرا ، للإضاءة ..... فقط .

 
     

233
المنبر الحر / رمضان كريم
« في: 15:11 05/08/2011  »


إضاءة
                           ( رمضان كريم )
                                                           حامد كعيد الجبوري


     منذ سقوط صنم الدكتاتورية التي أسقطت معها البطاقة التموينية وأصبح الناس يتندرون بطرف ولا أجمل منها بهذا الباب ، قسم كبير يحاول أن يحصي المكارم التي منحت لهم من دول رؤساء الوزراء المتعاقبون بعد السقوط حصرا ، السيد الجعفري كان حريصا أكثر من حرص ( قنبر ) على بيت مال المسلمين أيام خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) ، رئيس العراقية وقائمتها ( أياد علاوي ) أراد أن يكفّر عن ذنب وزير دفاعه الذي هرب لقلعة ( أربيل ) ألحصينة ب 6 مليار دولار أمريكي  سرقها بل استعارها أو أقترضها  لبيت مال العراقية فوزع رئيسه خمسون ألف دينار عراقي هدية لكل موظف  لمناسبة الانتخابات التي أتت بهم فوق رؤوسنا مرغمين لا مختارين ، وخمسون مثلها ( عيدية ) الفطر لأنها ( كفارة ) عدم صوم السيد علاوي ووزراءه لأنهم بخدمة شعبهم العريق ، وسلمت أمانة أو عهدة بيت مال المسلمين الى السيد المالكي الذي أمر أن يكن فراشه قريبا منها كي يحرسها بعينه التي لا تنام ، ومن شدة حرصه والشهادة لله أنه أستشار مراجع الدين العظام فأفتوه أن يستخير الله لتوزيع عشرة آلالاف دينار لكل فرد عراقي ، وجاءت خيرة المسبحة الحسينية السوداء ( خوب ) ، بمعنى جيدة بالفارسي ، ووزعت قبل أربعة سنين ولا زلت أتصرف بدنانيرها الأخيرة ليومنا هذا ، وتكاد تشبه الدجاجة التي وزعها علينا الطاغية المقبور التي بقينا نأكل منها كل سنسن القحط العجاف ، وكم هي جميلة مكرمة وزارة التجارة النزيهة حد الإفراط ، لتوزع علينا بأمر رئيس وزراءها المحفوف ببركة الله ، وجبة أضافية لم نستلمها بأي رمضان مضى إلا بعد نهاية شهور عدة الطلاق ، وهذا العام 2011 م وكسابقتها من السنين أضيف للبطاقة التي تسمى زورا وبهتانا بالتموينية لأنها تخلوا من كل تموين وتمويل إلا اللهم الصابون وما يشبهه لحرص الحكومة على نظافة شعبها ، والغريب إصرار الحكومة على المكارم المغدقة وإصرارها أيضا على عدم وصولها للمواطن إلا بعد نهاية الشهر الفضيل ، ولهذه المكرمة السخية أقول :
ألف حمد وشكر لله ... بالكرم ( نوري) عطس
يشبهه ال(حاتم الطائي) .. وقصته مشهوره الفرس
وكف لوري أباب بيتي ... أبربع كيلو من العدس
ما وصل للساع ألنه .. بالدرب يمكن فطس
كل رمضان والعالم  أجمعه  بخير إلا العراق وأهله ، للإضاءة .... فقط

  


234
إضاءة
الترشيق الوزاري والكهرباء الحضاري
حامد كعيد الجبوري
     لا أعرف لم ينتابني شعور بأني لا أنتمي للعراق بأي صلة ما ، وأتصور نفسي ثقيلا حتى على عائلتي الصغيرة ، وربما هو إحباط لا يعدله إحباط آخر ، ولم تعد المهاترات السياسية تعنيني بشئ ، ولا أكترث إن تصدر فلان على فلان ، ولا أفكر بحاكم سياسي وطني أو عميل ، ولا علاقة لي بسياسة الداخل أو الخارج ، ولا علاقة لي برواتب الكبار ولا الصغار ، ولا علاقة لي أن انتصر الشيطان وخذل غيره ، ولا علاقة لي ب ( داحس ) جديدة  ولا ( غبراء ) سابقة ، وربما أفكر أن أصبح كالبهيمة التي لا هم لها إلا علفها ، وماذا يفعل ( عبد يئيل – عبد الرب - براتبه اللا يكفي يوما ) كما أطلقها الشاعر موفق محمد .
    بطفولتنا وجدنا الصبية يقذفون مصابيح الشوارع ب ( مصياداتهم ) ، وحين سؤالنا لماذا ؟ ، يجيبون أنها عصافير البلدية ، وتجذرت عندنا أو قل عندي هذه المغالطات حتى وصل بنا الحال تمنينا أن نخسر حربا زججنا لها عنوة نكاية بمتولي كرسي السلطة المقيتة ، ونتمنى خسارة فريق قدم عراقي لاعتقادنا أن ذلك يغضب أولاد الطغاة وهكذا .
    وزراء الكهرباء المتعاقبون بدا من التسعينات وصولنا ليومنا هذا يؤملوننا بتحسن الطاقة الصيف القادم ، وهكذا بدأ عدنا التنازلي حتى وصولنا لأيامنا الغبراء هذه فأصبحت التغذية الكهربائية 1 – 12 ، بمعنى ساعتان كهرباء في اليوم ، وفي أحسن الأحوال 4 ساعات للكهرباء يوميا ،  وخرج علينا بطل التحرير القومي السيد المالكي الجديد رضي الله عنه وأرضاه بفتوى شرعية جديدة وهي أجبار أصحاب المولدات لتشغيلها من الساعة 11 صباحا وحتى ال2 بعد منصف الليل ، فرح الجميع بذلك إلا أنا وقلت حينها أن ذلك إيغال حقيقي بتعذيب المواطن البرئ ، لسبب بسيط أن تلك المولدات الأهلية لا قدرة لها على الاشتغال هذه الساعات الطويلة وبدرجة حرارة تربوا على الخمسين أو تقاربه ، وفعلا وقع ما ذهبت له فتعطلت أكثر المولدات الكهربائية الأهلية تضامنا مع الكهرباء اللا وطنية ، وأخيرا وحينما بُشر السيد الفقيه الجديد بذلك قرر أن يقلص وزاراته لأنها هي السبب بقطع الكهرباء  ، ولا أدري لم لا يرشق وزارة الكهرباء التي تستنزف ميزانية البلد للخدمات وللسرقات والإيفاد ويلجأ لوزارة أهلية جديدة للكهرباء يسميها وزارة الكهرباء الأهلية العراقية غير الحكومية ، للإضاءة .... فقط .


235
المنبر الحر / الختان وأيام زمان
« في: 23:40 26/07/2011  »
الختان وأيام زمان
حامد كعيد الجبوري
         حدثني صديق لي أن ولده أصبح بعمر خمسة  سنوات ولم يختن ، وقال أن زوجته أشارت عليه أن يأخذا ولدهما لطبيب جراح لأجراء عملية الختان ، ولأن الحرب العراقية الإيرانية قائمة وصديقي جندي لذا قررا ختان أبنهما دون حفلة لذلك ، عصر أحد الأيام وصديقي بإجازته الدورية قالا لولدهما أنهما سيأخذانه  لمدينة الألعاب ففرح الطفل لذلك ، والحقيقة أنهما أخذاه الى عيادة الجراح وسلما ولدهما لمساعد الطبيب الذي ما لبث طويلا وخرج وهو يحمل الصبي و( أحليله ) مضمد والدماء واضحة على القطن  وهو يبكي ، وما أن وقعت عينا الصبي على والديه خاطبهما صارخا ، ( أتكولون مدينة الألعاب ... حقراء ) ، وعملية الختان والتي تسمى الطهور – من الطهر -  سنة نبوية أسلامية ، ومحمد ( ص ) ختن الحسن ( ع ) وثم الحسين  ( ع ) وعمرهما ثلاثة أيام ، وأولم لهذا الختان ، وفي اليوم السابع لولادتهم حلق رئسهما وتصدق بوزنه فضة ، ومن الطريف ذكره بعملية الختان أن أحد الأخوة المسيح يسكن بمنطقة مسلمة ، وأستطاع أحد أصدقائه أن يحدثه مبشرا له بدين الإسلام فأعتنقه  ، وبما أن المسيحي الذي أعتنق دينا جديدا عليه تطبيق كل تعاليم الإسلام بما فيه الختان ، لذا ذهب الرجل الى المستشفى وأجرى عملية الختان وفرح أصدقائه اللذين يلتقي بهم في الجامع بذلك ، ضجر الرجل من كثرة الصلاة خمسة فروض بما فيها صلاة الفجر الثقيلة وقال لأصحابه سأعود لمسيحيتي ، أجابوه ولكنك ستقتل لخروجك عن الدين الذي اعتنقته ، قال الرجل الذي أسلم سبحان الله أدخل دينكم فتقصون ...... وأخرج من دينكم فتقطعون رقبتي أي دين هذا ، وحقيقة علمية يصفها المختصون بعملية الختان يقولون تحدث للصبي التهابات كثيرة بعضوه التناسلي جراء ما يتبقى من أملاح من عملية الإدرار ، وحين ختنه يزول عنه ذلك الالتهاب .
      لأيام زمان نكهتها ، وجمالها ، وبساطة تعبيرها ، مع ملاحظة الحالة الاقتصادية لوالد الطفل المختون ، ويا لسوء حظ الفقراء بهذه المراسيم الاحتفالية ، تستمر حفلة الختان ليلتان وقد يضاف لها ليالي أخرى وحسب الحالة الاقتصادية كما قلنا .
اليوم الأول :-
 1 : عصر اليوم الأول يستدعى حلاق أو أكثر لحلاقة الطفل ( المختون ) مع أطفال تلك المحلة ولمن يرغب من الآباء بحلاقة أطفاله ، يجلس الطفل على كرسي معد لذلك بباحة دار والده ، وسط تصفيق الرجال ، وزغاريد النسوة متصاحبة مع فرقة ( العبيد ) التي تستخدم الطبول والدفوف و ( المطبك ) – آلة تصنع من القصب - ، وأذكر أن هناك شخصان يرافقان فرق العبيد هذه يدعى احدهم  ( غازي الشعار ) ، وراقص آخر مع فرقة أخرى يدعى ( حميدي الشعار ) ، وكلاهما بشعر طويل ويضعان بأصابع أيديهم ما يسمونه ( جنبارات ) وهي تشبه الطاس ومصنوعة من مادة الصفر تصدر صوتا  تبعا لحركة كل أصبع ، ويأخذ صبي الحلاق ( صانعه ) صحنا من الفضة أو الخزف ويطوف صحن الدار مبتدئا من والد الطفل المختون  وهو يردد كلمة ( شوباش ) فيخرج الوالد من أكمامه مبلغا من المال ويرفعه بيده ليراه الجميع ويضعه بذلك الصحن ، وعملة أيام زمان الورقية تبدأ من ربع الدينار ، ، ونصفه ، والدينار  ، وخمسة دنانير ويسمونه ( نوط أبو الخمسة ) وهو أحمر اللون ، وعملة ورقية أخرى ( نوط أبو العشرة ) لم أره وسألت والدتي فأجابت ( والله يمه بس سامعه بيه ما شايفته ) ، ومفردة نوط أتت من المفردة (  not) وتعني العملة الورقية فأبدل ( التاء ) ليصبح ( طاء ) ، بعد ذلك يتوجه صانع الحلاق صوب أم الطفل فتضع مبلغا ما ( شوباش ) للحلاق ، ثم تهال عليه العملات بأنواعها وبخاصة الحديدية منها وهي ( الفلس ، الفلسان ، العانة وهي أربع فلوس  ، وعشرة فلوس ، والقران وهو عشرون فلسا ، والدرهم وهو خمسون فلسا ،ابو المية وهو مئة فلس ، وربع دينار حديدي وهو مائتان وخمسون فلسا )  ، وتنثر على الصبي وبقية الصبايا ( الملبس ) وهو عبارة عن مجموعة من الحلوى بدائية الصنع تسمى ( حامض حلو )  ، ولم نكن نعرف تلك الأيام ما يسمى ( الجكليت ) .
2 : الزفة :-
      لا تأخذ عملية الحلاقة أكثر من نصف ساعة أو ساعة ، بعدها يدخل الطفل الى الحمام ويلبسوه ملابس الطهور وهي ( دشداشة ) بيضاء مطرزة بخيوط فضية وذهبية ، ويلبسونه الطاقية المطرزة أيضا مع العقال والكوفية المطرزة أيضا ، ومنهم من يلبس الطفل الطاقية لوحدها ، وتهيأ والدة الطفل ( شرشفا ) أبيضا مطرزا بخيوط ذهبية تمسك أطرافه من أخوة الطفل المختون أو أقاربه أو من أبناء محلته ، ويقف خلف ذلك (  الشرشف ) الطفل الذي سيختن وأن كان صغيرا لا يستطيع السير فيحمله أخوه الكبير أو والده أو أحد أبناء عمومته ، ويقف لجنبه الأبناء الآخرون الذين سيختنون فجر يوم غد ، وتبدأ مسيرة المحتفلين وهم يجتازون أزقة المحلة التي يسكنون والفرقة الشعبية ترافق مسيرتهم ، وواجب تلك الفرقة الشعبية ألفات نظر أهالي المحلة لتلك ( الزفة ) فتخرج النسوة والرجال والأطفال من بيوتهم ، ومن يعرف بذلك يهيأ ( الملبس ) لينثره على الأولاد فتتراكض الصبية نحو سقوط ( الملبس ) ليجمعونه ، أما أغنياء المحلة – نادر هذا -  فينثرون على رأس الصبي الذي سيختن عملة نقدية حديدية ، وفي بعض الأحيان تكن الأزقة ضيقة لا تستوعب سير الركب وهم في النسق ، وفي هذه الحالة يتراجع حملة ( الشرشف ) الى الخلف ويأخذ من يحمل الطفل بيده ( الشرشف ) من منتصفه ويصبح كرأس سهم ليجتاز الأزقة الضيقة ، ومنهم من يكتفي بالزفة داخل المحلة نفسها ، ومنهم من ينطلق نحو شوارع المدينة ليعلن للجميع أن غدا يوم ختان ولده ، وأذكر في مدينتي الحلة الفيحاء أن مثل هذه الزفات تصل لأهم شارع في المدينة وهو شارع المكتبات بدءا من مديرية الشرطة وصولا لساحة ( سعيد الأمين ) فيخرج أصحاب المحال من عملهم وينثرون على الأطفال الحلوى - ( الشكرات ) – وبخاصة أن علمنا أن محلات بيع هذه الحلوى ونسميها  ( الملبس – الويهلية – الشكرات  ) تباع في محلات هذا الشارع ، بعد أن تصل الزفة لنهاية مطافها يعود كل لداره على أمل اللقاء فجر اليوم التالي لحضور حفلة الختان الدموية ، ومن المعلوم أن التطور الحضاري بدأ يأكل هذه الطقوس الجميلة ، فما أن ظهرت العربات التي تجرها الخيول ويسمونه ( الربل ) ، وهذه ( الربلات ) تستأجر لتنفيذ مراسيم الزفة ، وما أن ظهرت السيارات وكثرت أندثر دور هذه ( الربلات ) ، بعد كثرة السيارات وضيق الشوارع واختناقاتها المرورية أضف لذلك الأوضاع الأمنية – لا أقصد هذه الأيام – كل ذلك قلص أفراح الزفات ( الختانية )   حتى دثرت تماما ولم نعد نراها .
اليوم الثاني :
الختان :-  فجرا يستيقظ والد الطفل ووالدته ويوقظون ولدهم ويمنحونه شيئا من الأكل أن كان يأكل ، أو تلقمه أمه ثديها لأن بعد عملية الختان ربما يعزف عن الأكل أو أخذ الثدي أن كان صغيرا ، وتحضر فرقة العبيد ومعهم الرجل الراقص ( الشعار ) وتبدأ الفرقة بالعزف لإعطاء الإشارة لمن يريد الحضور لحفلة الختان ، ويأتي الرجل الذي سيختن الطفل ويسمى هذا الرجل ( السعرتي ) وبعضهم يسمونه ( الزعرتي ) ، و ( السرعتي ) رجل يأتي الى المحافظات العراقية من جنوب تركيا وبالتحديد من قرية ( سعرت ) وأغلبهم من الرجال التركمان أو الأكراد ، ويستأجر هذا الرجل بيتا أو غرفة أو يلجأ الى الخانات التي تشبه الفنادق أيامنا هذه ، وهذا ( السعرتي ) له زي خاص كما هو زي الأخوة الكورد أو التركمان ، وقد استفاد الحلاقون والمضمدون الصحيين من خبرة هؤلاء الرجال وبدئوا يتعلمون منهم مهنتهم فأنحسر دور ( السعرتيه ) ، ومن أشهر هؤلاء الحلاقون في مدينة الحلة الشيخ ( علي المزين ) ، يمسك الطفل الذي سيختن من قبل رجل قوي الأعصاب والبنية بعد أن يلوي ذراعي الطفل من بين أرجله ويبرز أحليله  وجها لوجه مع ( المطهرجي ) ، في هذه الأثناء هيأ ( المطهرجي ) أدواته ويعقمها بمحلول الصابون لعدم وجود المادة المعقمة ( الديتول ) ، يأخذ ( ذكر ) الصبي ويسحب ( قلفة الذكر ) ويقرصها بآلة تسمى ( القارصة ) على أن تكن بعيدة عن ( حشفة الذكر ) كي لا يؤذيها ،  ثم يأخذ شفرته الحادة جدا ويقطع ( القلفة ) ويضعها بصحن مهيأ لذلك ، ثم يضع الشاش على ذكر الطفل ويربطه بعناية خبير ، فأن كان الشد قويا لا يستطع الطفل التبول ، وأن كان الشد غير قوي فستبقى الدماء تنزف من أجزاء اللحم المقطوع ، وهكذا تستمر العملية مع الطفل الآخر والآخر ولحين نهاية ختان من يريدون ختانه ، كل ذلك بمرافقة الفرقة الفنية الشعبية وزغاريد النسوة ونثر الحلوى على الأطفال الذين تم ختنهم ، ويأخذ أحد الرجال ذلك الصحن الذي وضعت فيه ( القلف ) ويطوف بها على الحضور وهو يردد ( شوباش ) فيستخرج الرجال والنساء نقودهم الورقية والمعدنية ويضعونها تكريما الى ( السعرتي ) ، كل هذا غير المبلغ المتفق عليه مع ( السعرتي ) كأجر له ، وكثير من الآباء والأمهات لا يستطيعون مسك دموع الرحمة والشفقة لأولادهم ، وأما أحباب الله الأطفال الفقراء الذين يختنون مع أبناء الأغنياء  فلا ينالهم شئ من كل هذه الطقوس ، ولا أبخس حق أحد حين أقول أن قسما من الأغنياء يشترون من مالهم الخاص ( الدشاديش ) البيضاء لهؤلاء الفقراء وربما يمنحون مبلغا من المال لوالد الطفل المختون ليعمل له وليمة على مقدار حاله ، وأغنياء آخرون لا يوافقون خروج أولاد الفقراء من بيوتهم بل يعاملونهم كأولادهم وينتظرون مأدبة الغداء التي تعد كوليمة لكل الأولاد المختونيين  ، وهناك ملاحظة لا بد من ذكرها وهي أن حفلات الختان وتسمى ( الكيف ) تقام ليالي الجمعة ، وحفلة الختان فجر يوم الجمعة ، وما أجمل تلك الأهازيج التي تردد للطفل المختون ، ومن هذه الأهازيج الشعبية ( كصيناه وخلصنه منه ) ، ومنهم من يردد قائلا ( هذا الطهور الأول وبعده طهور المنجل ) ، دلالة للزواج وحفلاته ومراسيمه – سنتناول ذلك لا حقا - ،  ورحم الله الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم الذي كان يجري عمليات الختان الجماعية بمناسبة عيد 14 تموز من كل عام وتجري تلك المراسيم ببلدية الحلة مع وجبة غداء فاخرة وعلى نفقة الدولة ، ( من سن سنة حسنة لها أجرها وأجر من عمل عليها الى يوم القيامة ) .
     

237
المنبر الحر / نتقصى الحقائق
« في: 23:59 18/07/2011  »
نتقصى الحقائق
حامد كعيد الجبوري
في الرد
عن أفكارٍ في إناء ٍ مثقوبٍ لا تحترم الحقيقة
..للسيد جاسم المطير
     لم يكن بودي الرد على أستاذي الكبير وأخي الأكبر بل والدي - أن سمح أن أسميه هكذا - بخصوص موضوعته التي نشرت له على موقع الناس ، ولأن الموضوعة إياها أجدها متحاملة كثيرا ، وللبس الذي وقع به الأستاذ جاسم المطير دعتني أن أرد عليه من أجل إحقاق الحق أولا ، وليتعرف القارئ الكريم عن الموضوعية البحثية للموضوعة ثانيا ، وبعيدا عن لغة الاتهامات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع ، إلا اتهام واحد أثار حفيظتي بشكل واضح ، وسوف لن أخرج عن لغة الحوار وأقول لأخي الكبير أن كل مذاخر الأدوية الموجودة في العراق لا تستورد إلا ( الستوك ) وفاقد الصلاحية ( أكسباير ) لذا أتمنى عليه أن يرسل لي من ( الصيدليات ) القريبة لموطنه الجديد العقار الذي شجعني على تناوله لينشط ذا كرتي كما نشّط ذاكرته من ذلك العقار السحري ،  والغريب أن السيد المطير لم يستفد من التجارب التي مرت به من خلال سني عمره المديد ، ولا من تجربة السجون والمعتقلات العراقية لتمنحه شيئا يسيرا من الصبر ، فالظاهر أنه لم يقرأ الموضوعة التي نشرتها في الحوار المتمدن ، موقع الناس ، تللسقف ، السيمر ، الميزان ، وحي بلقيس ، صوت العمال ، جريدة طريق الشعب وغيرها الكثير ، لم يقرأها  لنهايتها ، بل أخذ الجزء الذي يعنيه فقط ، ويدعي أنه قرأها بإمعان وهذا خلاف لا لبس فيه ، وربما أندس أحدهم ليقول له ما ذهب متحاملا بشكل غير مدروس ومنطقي  ضدي ، أو ربما أوحى له ممن ذكر أسمه في الموضوعة ليرد علي في ما كتبته وهذا ما أوضحه السيد المطير خاتمة موضوعته  ، ودليلي لذلك واضح وبين للجميع ،  فأنا لست باحثا كما يقول ، بل أنا قارئ بسيط  سأجيبه لكل تساؤلاته من خلال النقاط التالية .
1 :  لست باحثا كما أشار أستاذي المطير وليرجع الى عنوان الموضوعة التي نشرتها وهي ( عرض كتاب أضواء على الهروب من سجن الحلة ) ، وهناك فرق كبير بين البحث والعرض ، وكنت أتمنى عليه أن يرد أو يتساءل مع  مؤلف الكتاب الباحث محمد علي محي الدين ليحقق بذلك الفائدة لكل القراء على حد سواء وأنا منهم .
2 : هناك ما يسمى المسكوت عنه  خلال سطور السيد المطير ، أوضحها بضد أو ليس بضد ، وهنا بودي أن أقول له أن الشارع العراقي لا يعنيه تماما أي جهة خططت أو نفذت عملية الهروب وأعني اللجنة أو القيادة ، بل الشارع متمسك على أن من نفذ تلك العملية المعجزة يومها هم شيوعيون ولا يهم ألا من في قلبه مرض لمن تنسب تلك العملية –  هذا رأي الشارع -  ، وثق تماما سيدي الفاضل المطير أن الشعب العراقي لا يعرف أسماء من نفذ تلك العملية إلا الرمز العراقي الكبير مظفر النواب ، من خلال شهرته كشاعر أجج مشاعر الكثير من خلال قصائده التي أصبحت منشورا سريا يتداوله المثقفون والسياسيون الوطنيون ، ولم تعرف الأسماء مهما كان حجم مسئوليتها إلا لنفر قليل من الساسة والمختصون حصرا .
3 : ربما يدور في خلد السيد المطير أن الشعراء – وانأ منهم -  بعيدون عن تلك العملية الرجولية التي لا يمكن تنفيذها إلا من طلائع ثورية آمنت بمصير شعب ربط لدمائها ، لذلك كتبنا لهم من النصوص التي لا تزال يشار لها من قبل أصدقائنا الشعراء ، وقد نشر لي على المواقع الالكترونية والصحف العراقية قصيدة أسميتها ( ضلوع السجن ) سأرفقها نهاية موضوعتي هذه . 
4 : ليس البحث سيدي الفاضل حكرا لك أو لغيرك ممن نفذوا تلك العملية فقط ، بل البحث والتقصي والوصول الى الحقائق شأن يهم الجميع ، وأرى أن أجمل شئ بل أعقله هو الرأي الواضح للحزب الشيوعي العراقي ، حيث أن الحزب لم يبدي رأيا قاطعا بذلك وترك الأمر للمختصين وللباحثين ولعامة الناس لتبدي به رأيا ، وقناعة الحزب الشيوعي تتفق تماما مع قاعدته العريضة غير الشيوعية ، ناهيك عن المرتبطين فعلا بالحزب الشيوعي ، لأن الحزب يرى أن العملية سواء كانت للجنة المركزية أو للقيادة فهي عمل شيوعي يشار له ويحفظ بحروف ذهبية بتاريخ الحزب الشيوعي الناصع .
5 : الغريب ان السيد المطير يتهمني بممارسة الإرهاب الفكري لأني عرضت كتابا يتناول عملية الهروب بشئ من التحليل والموضوعية ، والغريب في الأمر من الذي يمارس الإرهاب الفكري ضد من ، فيا سيدي الجليل مجرد هذه الاتهامات غير المبررة لعرض كتاب إرهاب فكري لا حد ولا حدود له ، رغم عدم رغبتي تكرار مفردة الإرهاب الفكري المستوردة حديثا .
6 : الأعجب من كل ما ذكرت هو إصرار السيد المطير على هذه النرجسية والأنوية التي ستضيع علينا وعلى الجميع روعة الدخول لمكامن وأسرار يحب العراقيون جميعا التطلع لها والبرهنة على أن الحزب الشيوعي العراقي أنطلق ووجد من رحم هؤلاء الفقراء والمعذبون والمغيبون .
هناك نقاط كثيرة تغافلت عنها توخيا لعدم الإطالة ، ولو سمح لي أستاذي المناضل جاسم المطير لأرسلتها له على أميله الخاص ، وأنهي موضوعتي بالقول اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية .
المرفقات :
قصيدة ضلوع السجن
----------
أضـلوع السجن
حامد كعيد الجبوري

الى الرفاق الذين أحتفروا نفق الحرية بسجن الحلة الدكتاتوري
 صوره أولى
 ______________
على أخدوده ورد رمان
ومشكبن أشليله،أبنفحة العنبر
باليمنه......
ترفرف راية الثوار
وباليسرة ......
طفل شالَه ،.... أيخاف لا يعثر
يدك بوب السلَف بالليل
متكبع عباتَه... وللدفو يحضن
يوصَـل......
للمعامل ، للصـرايف...
لبيوت الكَصب والطين
جدمه يندل الفقير ومن يتيه....
أتكوده عينه
وكلبَه ساحِـكـهـا السجَـج
على وسع الفُقره فكرَه
وللطفوله.....
نسج شريانه مرجوحه
وحدايق ..... موعد العشاك
وماتت السعلوه غيض
خايفه وعاميهـا سمهـا
ومن حقدهـا....
فلشت كل الحدايق .... والمراجيح

                 ثاني صورة
                 ___________

على ضلوع السجن ....
حطت عصافير
وفخاتي بطلت من......
(ياكوكتي،وين أختي ،بالحله)
والبلابل حلفت أبأغلظـ يمين
ماتغني وصوتها أيناغي الشجر
محبوسه الشمس جم دوب
وتحرس بابهـا البومه
تتثاوب البومَه  ....أتنام
الطيور أتحزمت تُحفـر
أبزنزانة (مظفر)1 للدهر يحدي
(أحط  أترابك  أبحضني ولوليلـَك)2
وسوّت للتراب أجناح
تطير ... وطار  بسماهـه
نزل صوغة أمام ...
أبخور للفقرَه
الطيور أتدك على البيبان
تصحّي الدنيه من غبشه
تهمس بذنـَه وتبشره
بعد أسبوع.. لايومين.. لاساعه
تسمعون الغنه، والدبجه ،والجيلات
الشمس طكت قيدها .....
..........وباكتهـا العصافير
وزفتهـا عروس وحنت الجفين
وشوباش العرس يم كبة القاسم
(ياهلبت تجي وترتاح)3
الدنيه أبعازة أجفوفك
يل أجفوفك ...
            ..... مناره وباب للكِصـاد
سراديب العطَش بالروح
ويفيض الخير بجروفك
يامهر الآصيل...
المايحده أعنان
تسحَـن صبرك وتلهم
بس يحلَه السفر وياك
أشيعله الروج....
                     أنت النوخذه......
                                         وسكان
                                              ***


1:مظفرالنواب أحد قواد ومنفذ نفق الحرية في الحلة                                                                                       
2: بيت من قصيدة حسن الشموس للشاعر الكبير النواب
3: بيت من قصيدة البنفسج للشاعر الكبير النواب
     



238
المنبر الحر / رحمك الله يا قاسم
« في: 12:48 14/07/2011  »
( رحمك الله يا قاسم )
حامد كعيد الجبوري
       لا أعرف لم لا أصدق أن الشهيد الخالد  عبد الكريم قاسم رحمه الله إنسان مثلنا ، يأكل كما نأكل ، ويشرب كما نشرب ، ويصحو وينام مثلنا تماما ، ولا أدري لم أقرن سيرة الشهيد قاسم بسيرة الإمام علي ( ع ) غير متناسي القداسة الرسالية التي يحملها علي ( ع ) ، ولأني قرأت الكثير عن علي ( ع ) وجدت  قاسما مشتركا بينه وبين عبد الكريم قاسم ، ولأن القواسم بينهما كثيرة لذا سآخذ قاسم حبهما للفقير بهذه الموضوعة المتواضعة ، صدر العدد 221 من طريق الشعب وفيها عمود للشاعر الكبير عريان السيد خلف تحت عنوان ( وما جزاء الإحسان ) ، أقسم بكل مقدس لدي أن عيناي غرقتا بالدموع وأنا أقرء ما سطره  صديقي الشاعر الكبير عريان السيد خلف الذي يقول كنا عمالا نخرج فجرا لمعملنا ،  وهناك طفلة صغيرة ترتجف من شدة البرد وهي تنادي ( صمون حار ) ، لحظتها توقفت سيارة عسكرية ، أؤكد عسكرية – ليست همر – بلا حماية وفتحت باب السيارة فأنار وجه الزعيم الصبوح فهرعنا نحوه وهو غير مكترث بنا وينادي ( يا صبية ) ، حضرت الصبية وهي ترتجف خوفا وبردا ، وقال لها ما أخرجك بهذا الليل والبرد ، أجابت أنها معيلة لوالدها المقعد بسبب مرض التدرن وبسبب طرده من عمله في البلدية وليس لي أخوة غير خمس أخوات أصغر مني وأمي وأبي المريض وأنا من يعيلهم ، قال لها وماذا تحملين ، أجابته الصمون الحار أبيعه فأربح ربع دينار أو ستة دراهم ، أنطفأ ذلك الوجه الصبوح للرحيم الخالد عبد الكريم قاسم وأضيف ربما ذرف دمعة لتك الصبية ، يقول عريان فتح الزعيم محفظته ولأنه قريب أليه عرف ما بداخلها وهي 16 عشر دينارا ، عشرة دنانير تتبعها خمسة دنانير ودينار واحد ، أخرج الزعيم الخمسة دنانير وأعطاها للصبية وقال لها ( عمي الدنيه بارده رجعي للبيت والصمون الكم  ) ، ووقع على ورقة أخرى وقال لها أعطيها لأبيك وليأتني لوزارة الدفاع ، يقول عريان إنا اعرف الصبية لأنها ابنة جارتنا ( حسنه ) ، وفعلا التقى الشهيد  الخالد ذلك المريض وأمر أن يعاد لوظيفته وصرف رواتبه المتأخرة ، هذا هو عبد الكريم قاسم فماذا فعلت تلك العائلة ردا للجميل ، في انقلاب شباط الأسود حمل أخ تلك الصبية وأبن ذلك الرجل المفصول رشاشة بور سعيد مع عصابات الحرس اللا قومي ضد من مد اليد البيضاء لهم ، مما حدا بعبيد آل مبارك كما يقول شاعرنا الكبير عريان السيد خلف أن يكتب هذا الدارمي
لا بن زنه ولا حيض دك دكتك هاي
بالبحر لو ذبوك يتنكس الماي
رحمك الله يا خالد الشهداء ونبراس الوطنيين عبد الكريم قاسم .   

239
موال
أبن الشعب
الى الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم
حامد كعيد الجبوري                                             
يا دجلة الخير طيبج من ضفافج دار
أخت الجنان وحوَت ياقوت فُضة ودار
عونه النزَل ساحلِج لو سكن بيج أبدار

جوهرة تاج الوطن رَب البَشر قاسم
عبد الكريم أنجبت أبحب الشعب قاسم
ما يوم أكل خبزته ويّ الشعب قاسم

نسجوا أبحبه عجب نُص الكمر خلتَه
ما حابه أخت وأخو كل الشعب خلته
بالغدر دار الزمن  اليومك تظل خلته

مالكو لوله أله بس هاي أله لولَه
بعيونه نام الوطن وبالطيب أله لوله
يتفاخر أعله المجد المجد الأصل لوأله

كَرْمُوه أبن الشعب منطقها بعده لحَد
أبطول السنين المضن وبسيف ثاره لحد
خميت كل الوطن لا دار أله ولا لحد

الخيرعكبه أنجفه أشتات صرنه وشُعب
يبجيه دم الوطن وكلب اليحبه شَعب
يهتف كبل غدرتَه ويصيح يحيا الشعب

ميعوف حبه الشعب لو ألف عام الدار
      

240
أخبار العراق / شكرا
« في: 10:20 04/07/2011  »
شكرا
حامد كعيد الجبوري
قبل أيام نشر لي موضوعة على المواقع الالكترونية والصحف العراقية ناشدت فيها القائمون على البلاد مد يد العون إلى الصديق الراحل الشاعر الوطني ( رحيم الغالبي ) ، والغريب لم يفكر أحد من الساسة أو القائمون على المشهد الثقافي العراقي تلبية النداء ، وحقيقة أنا لم أطلب له أو لعائلته منحة مالية ما ، رغم معرفتي بحالته المالية التي لم يشكوا الراحل لأحد منها ،  وق استجاب لندائنا الأخوي الدكتور ( صادق أطيمش ) وتبرع ب500دولار لعائلة الفقيد وسلمتها لعائلته ، وتبرع الصديق المغترب عماد بله بمبلغ 200 دولار استلمتها اليوم وسأوصلها ل(غيث ) أبن الراحل رحيم الغالبي ، ولم يصل المبلغ الذي تبرع به الأستاذ ( ثائر الحيالي ) ومقداره 274 دولارو92 سنت ، ولا اعرف سببا لعدم وصولها رغم معاناته بتحويلها من ألمانيا  وأخبرت السيد ثائر بذلك ، تحية لكل العراقيين الذين لبوا نداءا أخويا لعائلة الوطني الراحل ( رحيم الغالبي )  .

241
السيد النجيفي
و ( عذره أنكس من فعله )
حامد كعيد الجبوري
      تتناقل العامة شفاها طرفة عن الخليفة العباسي ( هرون الرشيد ) ،  وسمير لياليه و جلساته الشاعر ( الحسن بن هانئ / أبو نؤاس )  ، يقال أن ( الرشيد ) سأل ( أبا نؤاس ) قائلا ، لا أعرف تفسير أو معنى المثل الذي يقول ( عذره أقبح من فعله ) ؟ ، بدأ أبو نؤاس يشرح لخليفته معنى ذلك المثل ، ويقال أن الرشيد لم يستوعب قول أبو نؤاس ، فقال أبو نؤاس سنطبق ذلك عمليا يوما ما ، وفي أحدى الليالي وهما يتنزهان بحديقة القصر مد أبو نؤاس أصبعه لآلية الرشيد فصعق الخليفة من هذه الفعلة القبيحة وقال ما تعمل يا زنديق ؟ ، أجابه أبو نؤاس بسرعة معتذرا ، ( عفوا مولاي تصورتك الست زبيدة ) ، ومعلوم أن الست ( زبيدة ) هي ابنة عم الرشيد وزوجته ، صاح الرشيد يا ( مسرور ) خذ رأس ( أبي نؤاس ) ، قال ابو نؤاس ( مولاي أنك قبل أيام طلبت مني أن أبين لك معنى المثل عذره أقبح من فعله ) وها أنا فعلته وطبقته عمليا .
     اليوم 30 / 6 / 2011 م عقد السيد رئيس البرلمان العراقي ( أسامة النجيفي ) الذي كنا نعوّل عليه كثيرا لخلاص البلاد مما هي فيه من تجاذب أقل ما يقال عنه غير أخلاقي سياسيا لبلد تسلموه تسعة سنوات لم يحصد منها العراقيون سوى الخيبة المرة القاتلة ، عقد مؤتمرا صحفيا داخل البرلمان العراقي ليوضح للصحفيين أنه لم يقل كلمته الى فضائية الحرة بهذا الشكل الذي طرح ليستفاد منه خصومه السياسيون ضده ، وقال الرجل أني لم أطالب بإقليم للسنة بهذه الصورة التي طرحها الخصوم ، ولكنه أكد أن الدستور العراقي يبيح إنشاء أقاليم ضمن الدولة العراقية ، ومما أثار تساءلي وحفيظتي قوله لأحد الصحفيين الذي سأل السيد النجيفي عن سبب هذا التصريح الخطير الذي سيمزق العراق الممزق أكثر وأكثر ؟ ، أجاب السيد النجيفي نحن السنة نجد أنفسنا مهمشون تماما ضمن العملية السياسية ، وهنا يمكنني أن أطبق المثل الشعبي الذي يقول ( عذره أنكس من فعله ) على تصريح السيد النجيفي ، وأقسم أني لا أريد أن أتحدث بلغة الطائفة والدين – سنة وشيعة و مسيح -  أوالعرق  ، لأنها مجتمعة الخراب الحقيقي لكل عملية سياسية بكر ، ويحق لي التساؤل مع السيد النجيفي قائلا ، رئيس الجمهورية وأحد نوابه من الطائفة السنية ؟ ، رئيس البرلمان وأحد نوابه سني ، أحد نواب رئيس الوزراء سني ،  12 وزارة سنية ، كل الوزارات لها وكلاء سني وشيعي وكردي ، وصولا للمدراء العامين ، وحتى الدرجات الخدمية ،   ترى ما يريده السيد النجيفي ؟ ، ألا يمكنكم مغادرة هذه اللغة المتصحرة البائسة ؟ ، ألا يمكنكم بناء صرح عراقي يعتمد الكفاءة والخبرة لبناء العراق الجديد ؟ ، ألا يكفيكم ما أوصلتم له البلاد من تردي وسحق وتهميش لشرائح مثقفة وطنية ؟ ، ألم تمتلئ جيوب الكثير منكم من أموال الفقراء والمحوجين ؟ ، فماذا بعد تريد سيدي النجيفي ؟ ، هل تريد أن تألب طائفة ضد أخرى لتقتتل بينها لتجنوا ثمار الخبث السياسي المقيت ؟ ، ألا تفكروا يوما جميعكم أن تتركوا البلاد لأهلها لأن من يتحدث هكذا ليس أبنا لهذا البلد المتماسك منذ آلالاف السنيين ، أن عجزتم عن قيادة البلاد فدعوا ( الخبز لخبازته ) .       

242
شئ عن ثورة العشرين وأهازيجها الشعبية
                                                                                                 حامد كعيد الجبوري
( 3 -3 )
القسم الأخير
وهناك أهازيج لم يصل منها ألا قفلها ( الهوسة )  
( شرناها وعيّت يا هيزه )
و ( هيزه ) منطقة تلال شمال الناصرية حيث قبائل المنتفج ، يقول ( المهوال ) أننا أستشرنا منطقة هيزه بقبول المحتل فرفضت لذا قاتلنا لأجل رفضها هذا .
( من ذوله أتربع واوينه ) قالها أحد المهاويل  أمام القائد البريطاني الذي زار العشيرة بعد ثورة العشرين وشاهد القائد كلاب القرية سمينة ومليئة باللحم ، بمعنى أن هذه الكلاب شبعت من جثث قتلاكم ، و ( أتربع ) من الربيع لأن الأغنام يتوفر لها المرعى في الربيع ، وقرن المهوال الأغنام بالذئاب وبنات آوى .
( سوالك مسند تركينه )
 قيلت أمام الملك فيصل بمعنى اننا من أوجد مملكتك ببنادقنا التركية .
* وللأهازيج  قصصها :

          عروضيا تعد (الهوسة) من بحر الخبب – حركة الخيل - هكذا صنفها الخليل بن احمد الفراهيدي ، وتعتمد بتفعيلتها على (فعلن) مكررة ، وتسمى لدى الشعراء الشعبيون ب ( الهوسة) ، ومنهم من يسميها (أعكيلية) نسبة لعشائر (العكيلات) ، ومنهم من أسماها ال(طربكة)  نسبة لحركة قوائم الخيول (طربك ، طربك) و(طربك) عروضيا تقابل ( فعلن ، فعلن) ،ومنهم من أسماها (الأهزوجة) وهناك خطأ شائع يقع به الشعراء حيث يسمون (الهوسة) ب ( العراضة) ، و (العراضة) قد يكون من معطياتها (الهوسة ) ، و (العراضة) يعرفها أهل الوسط والجنوب العراقي وبخاصة أهالي الفرات الأوسط ، وللعراضة مراسيم خاصة لسنا بصددها ، كعراضة المتوفى وعراضة الزواج وعراضة  (تشييخ) أحدهم لعشيرته  ، وقد لعبت – العراضة – فعلها الواضح على رجالات العشائر أبان ثورة العشرين .
       تكتب ( الهوسات ) بكافة أوزان الشعر الشعبي كالموشح والتجليبة والنصاري وهذه هي الأوزان الشائعة غالبا ، ومنهم من يكتبها بأوزان أخرى ، مع ملاحظة أن الأبيات التي يكتبها الشاعر -المهوال – غالبا لا تزيد على ثلاثة أبيات يختمها بال (هوسة) والتي يجب أن تكون على تفعيلة الخبب ( فعلن) لكي يؤدي المجتمعون مع ( المهوال) الحركات التي تتواءم مع أهزوجته ، وتتخلل الأهزوجة حركات راقصة من مؤدوها جميعا ، وغالبا ما يحمل الشاعر بيده بندقيته ويرقصها  ويطلق الآخرون عيارات نارية من بنادقهم .
 ( بالرارنجية أنت ويانه)  
الشيخ مرزوك العواد (أبو جفات) شيخ عشيرة (العوابد) والتي يمتد سكن رجالاتها بحوض الفرات الأوسط ، ومضيف الشيخ مرزوك بناحية الشامية حيث مسكنه وعشيرته الأم ، ويعد الشيخ مرزوك من رجالات ثورة العشرين وقوادها ، ومن المعلوم أن ثورة العشرين أجبرت حكومة بريطانيا العظمى بالنظر بجدية لمطالب الثوار بتشكيل حكومة وطنية ، وكانت رغبة بريطانيا جلب ملك لكرسي العراق من غير الثوار المنتفضون عقوبة لهم ، وكان لهم ما أرادوا بدسائس أثبتها المختصون ، وحينما أصدرت بريطانيا العظمى أوامرها باستقدام الملك فيصل الأول من سوريا لمملكة العراق الجديدة ، كان الشيخ مرزوك العواد من ضمن الوفد الذي ذهب لجلب جلالة الملك ، خلال المسيرة الطويلة من سوريا الى العراق أرتبط ملك العراق الجديد فيصل بعلاقة صداقة حميمة مع الشيخ مرزوك ، وعرف الملك أن الشيخ مرزوك يقول الشعر الشعبي رغم عدم معرفة الملك باللهجة العراقية الجنوبية المحكية ، ودع الشيخ مرزوك مليكه الجديد بعد أن وصلوا لبغداد وقفل راجعا للشامية ، بعد حين أراد الملك فيصل زيارة الألوية العراقية - هكذا تسمى سابقا – وحين وصوله للشامية كان الشيخ مرزوك باستقباله بمضيف عشيرته ، وكان برفقة ملك العراق كل من ( رشيد عالي الكيلاني ) ووزير الداخلية ( ناجي السويدي ) ، طلب الملك فيصل من الشيخ عواد أن ( يهوّس) لمقدم صديقه ، أجابه الشيخ مرزوك لست ( مهوالا) جلالة الملك ، وهنا أمر رشيد عالي الكيلاني الشيخ مرزوك قائلا له ، (مرزوك هوّس لجلالة الملك) ، لا حظ الشيخ مرزوك هذا الإسلوب الفض من رشيد عالي الكيلاني حيث لم ينعته بالشيخ ، وحتى لم يكنيه بأبي ( جفات ) فكبر ذلك عليه وقال له ، نعم (هسه حلَت وحلت الهوسه) وأنشأ قائلاً وهو يعلم جيدا أن رشيد عالي الكيلاني لم يكن له أسم يذكر بثورة العشرين وإنما جاءته هكذا بالصدفة والعلاقة – كأيامنا هذه (إ يجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) - ، وكما أطلقوها سابقا ( خياركم بالجاهلية خياركم بالإسلام) ، ويعرف الشيخ مرزوك أن أسم أم رشيد عالي الكيلاني ( عليه) فأنشأ قائلاً
 ذبحنه الصوجر وجبنه الملوكيه
                  دلالة على جلب الملك فيصل من سوريا
  وأبن (عليه) وزير ويامر أعليه
               وأدار وجهه صوب وزير الداخلية ناجي السويدي مكملا أهزوجته قائلاً
إبحضك هم شفت هاي الأفندية
( بالرارنجية أنت أويانه )
والرارنجية قريبة من مدينة الحلة باتجاه الجنوب – النجف - حدثت بها معركة ضارية مع الإنكليز.
 ( خايف منك خاف أ تجيت أعليه)
مرض الشيخ ( حاتم الحسن ) شيخ عموم الحسناوين في الفرات الأوسط ، وهو من سكنة ( الصليجية) ناحية العباسية العائدة لقضاء الكوفة محافظة النجف الأشرف ،  وكان مرضه الذي مات به نهاية التسعينات من القرن المنصرم ، وحاتم الحسن وجه عشائري له ثقله بين عشائر العراق ، ولوالده موقف سجل عليه لا له فترة ثورة العشرين الخالدة يذكره المهتمون بها ، ومن المعلوم أن كل شيوخ العشائر لهم (مهاويلهم)  الخاصون بهم ، والشاعر (المهوال) لسان عشيرته بأفراحها وأحزانها وحروبها وغاراتها على العشائر الأخرى ، ويفضل (مهوال) العشيرة على (المهوال) الذي ينتمي لعشيرة أخرى ، وكان لحاتم الحسن شاعرا (مهوالاً) صديقا له أسمه (فنجان الحسناوي) ويكنى بأبي زيدان ، والشيخ حاتم الحسن مسجى بإحدى مستشفيات العاصمة بغداد منتصف السبعينات تحدث من على سرير موته مع (مهواله) فنجان قائلاً له ، فنجان ، أجابه ( لبيك إمحفوظ آمر) ، قال الشيخ لفنجان لطالما امتدحتني بحياتي في مواقف شتى فما عساك تقول راثيا لي بعد موتي ، أجاب فنجان شيخه ( عمرك إطويل إمحفوظ إنشاء الله من عمرنه على عمرك) ، قال الشيخ ( لا فنجان هاي مرضة موت ماظن أكوم منها ، أبروح أبوك شو درثيني) ، أطرق فنجان قليلا ونهض من مكانه قائلا
 وراك العمر ما ريده ولا هوّس بعد بحزام
 وعليك إنسد مضايفنه يملفه الزلم من تنظام
 ي(نيص) الأسد من تجبل أعله ظهره من يريد أينام
 خايف منك خاف إ تجيت أعليه
الشطران الأولان معلومان للقارئ الكريم ولكن الشطر الثالث يحتاج للتوضيح كما أرى ، فال(نيص) حيوان بري يقارب الأرنب بحجمه ولكنه بوثبة واحدة ينقض على الأسد ويقضم رقبته من قفاه فيدرك الأسد النزف من الدماء حتى الموت ، فلذا عندما يرى الأسد (نيصا) ينام على ظهره ويرفع أرجله ويداه لكي يتقي قفزة ال (نيص) ، إلا أن ال(نيص) لا يهجم على فريسته وهو نائم على ظهره لأن بذلك حتفه بل ينتظر جزع الأسد من استلقائه ليهجم عليه ويفترسه ماصا دمه .
وقال الشيخ لمهواله ( وبعد فنجان شتكول) ،أطرق (المهوال) وأردف قائلا
يا ميزان الأول حيث الأول عال – من العلو
ويا حلو المحاجي ويا كلب رجال
ترهه أعله السطور ومثل حرف الدال
(خليه يالدنيه أتنومس بيه)
ولا أعرف بماذا يتمييز حرف الدال على بقية الحروف ولم أجد من يفسر لي ذلك ، وقد يكون الشاعر يقصد أن حرف الدال يشبه رأس السهم .
 (الشر يتلبد وأحنه أندور أعليه)
يمر القطار النازل والصاعد من وألى البصرة الفيحاء عشائر بل قل قبيلة الظوالم وهي كثيرة البطون ،  والتي تمتد من الديوانية وصولا لذي قار ، وكان الوطنيون من الثوار المعارضون لوجود المحتل ببلادهم يعترضون قطار المؤن والمعدات العسكرية الإنكليزية برميه بما تيسر لهم من أسلحة آنذاك ، أستاء القائد الإنكليزي من فعلتهم هذه وأرسل لقسم من الشيوخ المؤازرين للمحتل وما أكثرهم – ما أشبه اليوم بالبارحة - ، جمع القائد الإنكليزي مثل هؤلاء الشيوخ بمكتبه وحدثهم بمكره وأهداهم العطايا فمنهم من استجاب ومنهم من رفض ، أغدق القائد الإنكليزي على من تواطأ معه وأعطاه مبلغا من المال لأجل مأدبة يقيمها للقائد المحتل ، أكل الجميع من هذه المأدبة المدفوعة الثمن وتحدث القائد مع الجميع قائلا ، لا أريد من عشائركم شيئا ما إلا أخبارنا أو إخبار الشيخ بأسماء من يعترض القطار بعد هذا اليوم ، أجاب الشيخ نعم ولك ما تريد أيها القائد ، قال القائد موجها كلامه للجميع أجلبوا لنا قرآنا ليكون شاهدا عليكم ، جلب الشيخ قرآنه وقبل أن يضع يده على القرآن للقسم نهض أحدهم من مكانه مخاطبا الشيخ ، ( على هونك إمحفوظ خليني أهوّس كبل ما تحلف) ، تفتحت أسارير الشيخ معتقدا أن (المهوال) سيطلق عنان لسانه لصالحه -أي الشيخ - ليقبض ثمن إهزوجته (هوسته) ، وكانت (نخوة) عشيرة الظوالم هي (ولد جلبه) ، والنخوة هذه يعرفها أبناء العشائر، ولكل عشيرة نخوتها الخاصة بها ، يطلقها أبن العشيرة حينما يظام ولا يجد ناصرا له ، توسط (المهوال) الجمع قائلا
أحنه (أولاد جلبه) وبزرة الشيطان
ويروى
أحنه (أولاد جلبه) وما نهاب الدان - القنابل  
نحلف بالترك ما نحلف بقرآن
ونحلف بم (صليب) الجايه من إيران
(الشر يتلبد وأحنه أندور إعليه)
ونحلف ب ( الترك ) دلالة للبندقية التركية التي هي سلاحنا ولا نقبل أن نحلف زورا وباطلا بالقرآن الكريم ، و(أم صليب) البندقية المعروفة والتي كانت  تصنع في دولة إيران ويجلبها- (القجخ جيه )- المهربون لبيعها للعشائر الثائرة ، وهكذا أستطاع هذا المهوال الذي لا أعرف أسمه من أن يضيع فرصة الفوز بمغنم خائن للشيخ الدخيل – شيوخ التسعين - ، وخرج القائد الإنكليزي من المضيف خالي الوفاض .
•   الإدعاءات السياسية الخاوية
       لي وجهة نظر خاصة بي مفادها ان السبب في نجاح ثورة العشرين هو عدم وجود قيادات سياسية ما تدخلت بشكل أو بأخر بثورة العشرين ، ولم تكن الطائفية السياسية طافية بشكل واضح على المشهد المجتمعي العراقي ، ودليلي ما أوردته من نجاحات وإخفاقات ثورة العشرين ، وحين دخلت السياسة وتبلور مفهومها بدأت تلعب على أوتار الطائفية وبدأت كل طائفة تنسب لها بطولات ثورة العشرين ، وهناك حقيقة أنتهجها الطاغية المقبور بهذا المجال وشجع عليها كثيرا ، ومعلوم للجميع ما قام به الطاغية من الإيعاز بتمثيل فلم سينمائي أسماه ( المسألة الكبرى ) ، أظهر فيه ان حادثة القطار المشهورة قد وقعت بمدينة ( الفلوجة ) ، والجميع يعلم ان الواقعة حدثت بمنطقة ( السوير ) حيث مرور القطار فيها ، ويصح القول أن شيوخ وثوار الفلوجه قطعوا طريق القطار الذاهب صوب سامراء ،  وبعد انتفاضة آذار الخالدة التي تشبه ثورة العشرين ، لأنها أتت هكذا على الفطرة العراقية الوطنية ، بلا أحزاب تدعيها لذا أهمل ذكرها وعدت مع النسيان ، بعد الانتفاضة المسماة بالشعبانية توجهت وفود من محافظات العراق المنتفضة لاسترضاء القائد المهزوم ، وما يذكر ذهاب وفد من محافظة المثنى برفقة ( مهوال )  بصير أجهل أسمه مع أسفي الشديد ويقال  أن أسمه ( جياد ) ، ووقف هذا البصير أمام الطاغية المقبور وهو يحمل عصاه التي أمر الطاغية استبدالها ببندقية ( برنو) ، وبعد ان عرف ذلك البصير أين يجلس الشيوخ ومكان جلوس الطاغية أرتجل أهزوجته قائلاً
لون شعلان يدري أنباكت الثوره
جا شك التراب وطلع من كبره
عدنه عالسوير المسأله الكبره
( الشاهد عندي الشاهد ، ذوله أيتام من العشرين )
و( ذوله أيتام ) وهو يشير ببندقيته صوب جلوسهم ، ويقال ان الطاغية أدرك مقولة البصير وأوعز بإيقاف عرض فلم المسألة الكبرى .
•   الخاتمة :
مما تقدم يتضح لنا جليا أن ثورة العشرين كانت حصيلة جهاد شعب عراقي بكامله وبكافة طوائفه ، وقد لعبت السياسة وخبثها لحرف تاريخ الثورة لصالحها ، وأهم منجز حصلته ثورة العشرين التي أستمرت ستة أشهر هو قيام المملكة العراقية ، ولما حصل في بلدنا العراق وما سيحصل سأضيف هاتان  الأهزوجتان من نظمي ( حامد كعيد الجبوري )  لمجمل الأهازيج التي ذكرتها ،
لون شعلان يدري نوصل الهل الحال
جا فلش مضيفه ولا لبسلـَه أعكال
معكورة الحيوده والردي الخيال
( يفرك راحاته ويدميها )
و أقول
لوّن شعلان يدري أيخلف العارات
( مذاكيره ) يكصها  ولا أبذله أيبات
يعض أصبع ندامه وما فرح هيهات
( بالمنجل كصه الماخوذه )  .
---------------------------------
المصادر
----------
1 : مجموعة محاضرات درست لنا في الكلية العسكرية / عبد الرزاق الحسني
2 : متابعة شخصية تمتد لعشرات السنين لتدوين أجمل الأهازيج .
3 : مواضيع كثيرة نشرت في الصحف العراقية لكتاب كثر .


    





243
شئ عن ثورة العشرين وأهازيجها الشعبية
                                             
حامد كعيد الجبوري
* المقدمة :
---------------
         ليس من السهل الخوض بما قيل ويقال عن ثورة العشرين  وقد بحث فيها أكاديميون واختصاصيون تاريخيون كُثر ، لست بصدد ذكر أسمائهم ، وقد تشكل لي مما قرأت عن ثورة العشرين مجمل رؤى واستـنتاجات شخصية سأوردها من خلال سطور هذه الموضوعة  ، والكثير يدعي أنه هو من أجج شرارة الثورة متناسيا أدوارا أخرى لشرائح ، وطوائف ، وأعراق   عراقية مساهمة بهذه الثورة الخالدة .
* دخول القوات البريطانية للعراق :
-------------------------
         أيلول سنة 1914 م دخلت القوات البريطانية الغازية الى العراق من منفذ الفاو الذي يطل على الخليج العربي ، ولدخول القوات البريطانية عام 914 م ودخول القوات الأمريكية الغازية عام 2003 م ومن نفس المنفذ اعتبارات إستراتيجية كثيرة ، أولها أنها المنفذ البحري الوحيد للعراق ،و معلوم أن تكاليف النقل البحري أيسر بكثير من غيره ، وثانيهما أن القوات البريطانية تتمركز في مستعمرة الهند ، ومعنى ذلك تجنيد الرجال الهنود  للقتال مع الجيش البريطاني بأجر زهيد يقل عن أجر الجندي البريطاني بكثير ، وليس غريبا ان تتفق آراء الطرفان البريطاني والأمريكي لدخول العراق من الفاو لاعتبارات كثيرة أهمها المذهبية ، لتوقع لا حقا بتلك الطائفة الخسران الكبير ، ولتخلق جوا من الاتهامات غير المبررة إلا لدى الجهلة من الطوائف والأعراق ضد تلك الطائفة التي دخلت القوات من خلال منفذها الواسع والمهيأ  لدخول السفن  والجند  الى البلاد ، ومعلوم للجميع ما حدث في الفاو من معارك طاحنة قادتها أبناء تلك الطائفة المتهمة وتاريخنا الحديث يذكرها بشئ من الخجل والتناسي لما قدم من ضحايا بشرية على مصارع الحرية في مدينة الفاو الباسلة ،  وغاية القوات البريطانية آنذاك هي احتلال العراق ودحر الإمبراطورية العثمانية للسيطرة على خيرات البلد أولا ، ولحماية منابع النفط والسيطرة عليها جنوب غرب إيران ( عبادان ) ثانياً وهي الغاية الأساسية .
* معركة الشعيبة :
     تحركت عشائر العراق الجنوبية ، وعشائر حوض الفرات الأوسط ، ومتطوعون كرد بقيادة الشيخ ( محمود الحفيد ) عام 1916 م بعد ان بسطت القوات البريطانية سيطرتها بعد معارك طاحنة على مدينة البصرة وعسكرت تلك العشائر والمتطوعون في منطقة ( الشعيبة ) بعد ورود معلومات مؤكدة لنية القائد البريطاني الجنرال (مليس) التقدم نحو بغداد ،  وفعلا بدأت حملة تلك القوات البريطانية صوب بغداد ، وبدأت معركة طاحنة بين الطرفين ، وبسبب ضعف قيادة القائد التركي ( سليمان باشا ) ، وقلة الإمدادات التي تصل لساحة المعركة ، وعدم تسليح العشائر بسلاح يقارب سلاح الجيش الغازي ، والانسحاب التكتيكي للقائد الانكليزي ( مليس ) ، كل ذلك مجتمعا أدى الى خسران المعركة وانتحار القائد التركي ( سليمان باشا ) وإيقاع الخسائر الفادحة بالقوات المتحالفة ، مما أدى بسط نفوذ القوات البريطانية على الناصرية والكوت والعمارة والتوجه  بالزحف نحو بغداد .
* معركة سلمان باك :
          حفاظا على بغداد من أن تسقط بيد المحتل الانكليزي تحصن الجيش التركي بمنطقة ( سلمان باك ) لصد الهجوم ودارت معركتان طاحنتان أدت الى فرار الجيش الانكليزي صوب الكوت ، وتعد تلك الهزيمة أسوأ خسارة للجيش البريطاني بمعارك الحرب العالمية الأولى ، وحوصرت القوات البريطانية من قبل العشائر والأتراك في الكوت لمدة ستة أشهر مما أدى الى استسلام القائد الانكليزي الجنرال ( تاوزند )  وهروب جيشه فتعقبتها العشائر العراقية لتوقع فيها الخسائر الفادحة في ( الحي ) و( النعمانية ) و ( الصويرة ) ، ورغم خسائر الجيش البريطاني فقد أستطاعوا احتلال بغداد من محاور أخرى وهرب الجيش العثماني صوب سامراء بعد أن أحرق مخازن العتاد المخزنة ب ( باب الشيخ )  من بغداد  ولم  يسلمها  للعشائر العراقية وسقطت بغداد  بيد  القائد الانكليزي ( ستانلي مود )  في 11 / 3 / 1917 م .
•   الإدارة المدنية في العراق :
    بعد السيطرة على بغداد عام 1917 م بقيادة ( ستانلي مود ) قررت الحكومة البريطانية تشكيل ( الإدارة المدنية في  العراق ) وترأسها السير (ارنولد ولسن) حتى عام 1918 م  ، فتبعه السير (بيرسي كوكس) الذي ألغى العديد من المؤسسات الإدارية العثمانية ، وانشأ محلها مؤسسات عسكرية لإدارة الشؤون المدنية ، ونصب عليها ضباط انكليز برتب عالية ، فحكموا بشكل صارم ومهين للعراقيين  .
•   أسباب اندلاع ثورة العشرين :
        من أهم أسباب ثورة العشرين هي السياسة البريطانية التي عزمت على ( تهنيد العراق ) وضمه لاحقا الى بريطانيا العظمى ،  وشن حملة واسعة كما ذكرنا سالفا وربط العراق بمنظمة ( الكومنويلث )  ، والسياسات الجائرة من قبل المحتل البريطاني ، وامتهان الكرامة العراقية الممثلة بعدم احترام شيوخ العشائر ورجالات الدين وشرائح المجتمع الأخرى ، وقد أستدعي الشيخ ( شعلان عناد ابو الجون ) شيخ عشيرة ( بني حجيم ) في الرميثة  لمقر الإدارة المدنية في بغداد يوم 30 / 6 / 1920 م ، ودار حديث غير مؤدب معه من قبل الحاكم المدني الذي أمر بتوقيفه وإرساله مخفورا الى سراي  ( الرميثة ) ، ومعلوم ان الشيخ شعلان كان رأسه يرتعش من  مرض مصاب به ، فأعتقد الحاكم البريطاني أن شعلان كان خائفا منهم ويرتعش من خوفه ، وقال البريطاني له  ( نحن  لا نخاف من رجل خائف يرتعش ) ، فأجابه شعلان ابو الجون وهو العارف ب ( الهوسات )  العراقية والكاتب لها ( أرعش ما أرعش هذا آنه ) ، ويقال أن شيخ عشيرة آخر أسمه الشيخ شعلان العطية هو من أرتجل هذه الأهزوجة ( أرعش ما أرعش هذا آنه ) ، ولا يصح لدي مما تقدم أن الأهزوجة ( أرعش ما أرعش ) للشيخ شعلان العطية ودليلي لذلك لعدم وجود أهازيج أخرى تنسب له ، في حين أن الشيخ أبو الجون له أكثر من أهزوجة مسجلة باسمه سنوردها بمحلها ،   وحينما علمت رجالات العشيرة بحبس شيخهم - شعلان ابو الجون -   هبوا لنجدته واقتحموا السراي وأنقذوا شيخهم شعلان من سجنه بعد مقتل عدد من حراسه وهروب العدد الآخر ، أضف لأسباب ثورة العشرين الوعي الوطني والديني لرجالات العشائر ومما ينسب الى شعلان ابو الجون قوله هازجاً ( حل فرض الخامس كوموله ) .
•   بغداد و ثورة العشرين :
      لم تكن بغداد بمعزل عما تدور من أحداث وسط العراق وجنوبه وشماله ، ففي رمضان عام 1920 م اجتمع شيوخ و أعيان وشعراء وأدباء ومثقفون في  بغداد ب ( جامع الحيدرخانه ) بشارع الرشيد ، وقاموا بإلقاء الخطب الرنانة  وقصائد الشعر الحماسية من قبل شاعر الثورة  ( د محمد مهدي البصير ) الحلي ، والشاعر ( عيسى عبد القادر ) ، وبحضور مفتي بغداد آنذاك ، و ( عبد الوهاب النائب ) ، و ( جعفر أبو التمن )  الذي أنتدب للاتصال بكافة العشائر العراقية ، وحررت كتب تحض على الثورة ونصرة المنتفضين ،  فتحركت العشائر لذلك وصمموا  على قطع طريق سكة الحديد بين بغداد و السماوة  لقطع إمدادات الجيش البريطاني القادمة من البصرة ، وكانت جوامع بغداد وحسينياتها وبخاصة في الكاظمية المقدسة منبرا حرا للثوار للتضامن مع الثورة  .
•   الكورد وثورة العشرين :
      لم يكن الكورد بمعزل عن ثورة العشرين فقد تحركت القبائل والعشائر الكردية تضامنا مع العشائر العراقية وهب ثوار كردستان في السليمانية وهاولير – اربيل – وعقرة وخانقين وكفري ، وفي كفري وقعت معارك طاحنة بقيادة القائد الكردي ( إبراهيم خان ) نهاية ت1 1920 م واستولوا على مدينة كفري من البريطانيين وقتل قائدهم البريطاني ( كاردن ) بعد 23 يوما من القتال الدامي ، وكبد الكرد القوات البريطانية الخسائر الفادحة في خانقين وديالى ومندلي وبدرة والصويرة والحي والنعمانية وهذا ما أكده الشيخ ( صلال الموح ) بمذكراته عن ثورة العشرين كأحد قواد لها ، ودليل آخر هذه الأهزوجه التي قالها رجل من الحي بعد أن تبرعت  أمرأة     كردية بحليها الذهبية لثوار العشرين ( تجار الحي فدوه الشانه ) والمرأة الكردية أسمها ( شانه ) ، وأهزوجة أخرى تقول (ثلثين الجنه لهادينا وثلثه الكاكه احمد واكراده) .
•   اشهر المعارك
معركة الرارنجية
حصار مدينة الكوفة من قبل الثوار
معارك العارضيات والهاشميات
معارك الكفل والحلة
معارك عشائر زوبع وقطعهم سكك الحديد بين بغداد وسامراء
معارك العشائر الكردية في السليمانية وخانقين وعقرة وكفري وغيرها من المناطق .
المعارك التي اشتركت فيها عشائرمن الكورد الفيليين مع اخوانهم من العشائر العربية في ديالى ومندلي وخانقين وبدرة والحي والنعمانية والصويرة
* ( الطوب أحسن لو مكواري )
أهزوجة مشهورة رددها الثوار عند قنطرة الرارنجية بعد أن غنم الثوار مدفعا بريطانيا بأسلحة بسيطة وهي الفؤوس و ( المكاوير مفردها مكوار) وهو عبارة عن عصا غليظة تنتهي بكتلة من القار المتماسك . 
* معطيات ثورة العشرين :
     بعد اندلاع ثورة العشرين في العراق والتي أمتدت لستة أشهر ، وحدوث ثورات عربية أخرى مصر ، سوريا ، فلسطين ، اليمن عقد مؤتمر القاهرة الذي حضره وزير المستعمرات البريطانية ( ونستون تشرشل ) لمناقشة الوضع وتقرر منح هذه الدول استقلالا محدودا تنفيذا لمعاهدة ( سايكس بيكو ) وتجزئة الولايات العثمانية ومنحها استقلالا صوريا وهيمنة فرنسا وبريطانيا على هذه الدول . وقد أظهرت هذه الثورة صعوبة استمرار الحكم البريطاني المباشر في العراق. ونتيجة لانتقادات الساسة البريطانيين في مجلس العموم البريطاني لسياسة بريطانيا في العراق، قررت الحكومة البريطانية أن تحكم العراق بصورة غير مباشرة ، وذلك بإقامة حكومة وطنية فيه.
* الحكومة المؤقتة وتأسيس الملكية :
     باشرت بريطانيا  بما يسمى بالحكم الأهلي في العراق وشكلت حكومة وقتية برئاسة ( عبد الرحمن النقيب ) ووزعت الوزارات طائفيا وعشائريا في البلاد وأعلنت بريطانيا رغبتها بإقامة ملكية في العراق ورشحت لها الأمير فيصل بن الشريف حسين بعد خروجه من سوريا وتوج فيصل ملكا للعراق 23 / أيلول عام 1921 م بعد استفتاء شعبي صوري حصل بموجبه الملك على نسبة 96 % تأييدا له ، ومعلوم التدخل البريطاني في شؤون المملكة ، لذا واجه فيصل الكثير من المصاعب بذلك ، ناهيك عن الوضع الداخلي وتشكيلة العراق الطائفية والعرقية ، وأعقب عبد الرحمن النقيب  عبد المحسن بيك  السعدون ، ودخل العراق لعصبة الأمم المتحدة عام 1922 م وسمح الملك فيصل بنفس العام تشكيل الأحزاب على النمط الأوربي  .
•   رجالات ثورة العشرين :
رجال الدين الذين ذكروا والذين سأذكر منهم
السيد كاظم اليزدي
السيد محمد سعيد الحبوبي
السيد محسن الحكيم
 السادة الشيرازيين
السادة القزاونه
الشيخ ضاري المحمود شيخ عشيرة زوبع من قبيلة شمّر الذي قتل القائد البريطاني ( لجمن )
الشيخ مرزوك العواد شيخ عشيرة العوابد وهو مهوال ومن الشيوخ الذين ذهبوا لسوريا لجلب ملك العراق فيصل .
الشيخ علوان الحاج سعدون / من كربلاء ويعتبر حلقة الوصل مع مراجع الدين في كربلاء والنجف .
الشيخ عبد الكاظم الحاج سكر من مشايخ آل فتله
الشيخ عباس الفتلاوي الذي غنم المدفع البريطاني ونقلوه الى الكوفة وصنعوا له مغلاقا وإبرة للرمي بعد أن أتلفه الانكليز ورموا أطلاقتين من المدفع ودمروا وأغرقوا الباخرة ( فاير فلاي ) بشط الكوفة .
الشيخ سماوي آل جلوب من شيوخ فتله في الهندية .
الشيخ سرتيب المزهر آل فرعون / من آل فتله .
الشيخ خوام آل عبد العباس من مشايخ آل أزيرج
•   أهازيج الثورة :
     لا أدخل بآليات صناعة الأهازيج وشرحها وسنذكر قسما مشهورا من هذه الأهازيج
( بس لا يتعلك بأمريكا ) ، ومفادها أن قسما من الشيوخ أرادوا أن يستنجدوا بقوات أمريكية وحال الثوار دون تلك الرغبة ، ولكن ما حصل أن قوات الثوار تكبدت خسائر كبيرة في المعارك فقال مهوالهم ( كطان أحميد صرت آنه ) ، وحميّد هذا سماكا يرمي شباكه فأصطاد كما يظن سمكة كبيرة ( كطان ) ولكنها كانت صخرة علقت بشباكه ، بمعنى أننا لن نحصل على النجدة الأمريكية كصاحبهم ( أحميّد ) .
( هز لندن ضاري وبجاها ) ومعلوم أن الشيخ ضاري قتل القائد لجمن فقيلت له هذه الأهزوجة .
( بلشها ونام أبسردابه ) قيلت بعد أن توفى أحد رؤساء القبائل وكانت الطائرات التي تشترك لأول مرة ضد الثوار لذا قيلت هذه الأهزوجة ودلالتها أن شيخهم تركهم وهم بحاجة له .
وقال مهوال آل أزيرج مخاطبا القائد البريطاني ( هملتن ) عندما أراد الهجوم على عشيرته
ذوله أفروخ الأزرج موش أهل لملوم
يهاملتن تأدب لا تزومش دوم
بالسنكي نريد أوياك نصفه اليوم
( رد لا تتدهده أبحلك آفه )
وخاطب المهوال محمد آل صيته عشيرته وهو يشاهد بنات آوى يأكلن جثث الجنود الأنكليز
واوي الكوت جايع وأعتنه متمور
يكول أشهل الربيعه أشكثر بيها أكسور
واوي العارضيه أيكله من يا خور
( يتكله وأهله يندهونه )
ولعل من أجمل الأهازيج ما قاله شعلان أبو الجون مخاطبا أفراد عشيرته وهم يحرسون جسر ( السوير )  ويدافعون عنه ، وهو يعلم أن النسوة يخافن شن الهجوم المقابل الانكليزي فقال
أكنللج يجامعة الحسن عيناج
فن كوكس وديلي أبعسكره يدناج
كون أهلج جفوج أحنه أبطرب جيناج
( خل يامن كلبج يرعيعه)
والرعيع : الخائف
( يالترعد بالجو هز غيري )
قالها الثوار بعد أسقاط طائرة بريطانية .
( تندار الدنيه وهذا آنه ) هذه الأهزوجة للشيخ عبد الواحد الحاج سكر.
وللشاعرة ( أفطيمة ) من عشيرة الظوالم أهزوجة جميلة فحين عاد أخ لها من المعركة سألته عن أبنها فقال لها ( جن لا هزيتي ولوليتي ) بمعنى أن ولدها قد أستشهد فأجابته على الفور ( هزيت ولوليت الهذا ) بمعنى أني ادخرته لهذا اليوم ، يوم القتال ، وامرأة أخرى شاعرة أسمها ( عفته بت أصويلح ) أسر البريطانيون ولدها وخشيت من أن يتعذر من فعلته وحمله البندقية مع الثوار وهو مار عليها مقيدا أسمعته ( بس لا يتعذر موش آنه ) بمعنى أني لست من ثار ضدكم ، فأجابها ولدها ( حطوني أبحلكه وكت آنه ) أي أنني وضعوني بفم الموت ولم أعتذر عن فعلتي ، وأخرى توفى زوجها وهو من عشيرة أخرى فعادت مع وليدها لأبيها ، وتربى الولد مع أخواله وحين بلوغه مبلغ الرجال تفجرت ثورة العشرين ، فشق على الشاب أن يقاتل مع أخواله ويترك أعمامه ولكن أمه أرغمته على البقاء مع أخواله حفاظا عليه كما تعتقد ، وحين تلاحمت قوات العشائر مع الانكليز وعرف الجميع ذلك قالت الأم مخاطبة ولدها المقاتل الغائب ( بس لا ما يتنخه أبخاله ) ، وفعلا لم يستنجد ذلك الشاب بخاله وأستأذنه باللحاق مع عشيرة أبيه وكانت له صولات تذكر .
   وللشيخ ( عجمي السعدون ) هذه الأهزوجة
غذايّ الماطلي لوثار طريت
ثمل لو دخن البارود طريت
أنه سن البحر للميل طريت
( خل الطك للصد بالبيضا )
وللشيخ ( منذر آل فرعون ) هذه الأهزوجه
ما تنداس ثايتنه وحدنه
مبارد ما تحت بينه وحدنه
نشك أشكوك ونخيط وحدنه
( شك ما يتخيط شكينه )
ولم تكن الحلة الفيحاء بعيدة عن الأهازيج فهذا الشاعر الشيخ حسن العذاري يقول
حدنلي أبكل الناس والشر
ولا نتبع حجي النمام والشر
أحنه اللي أبحد الموت والشر
( والموته أبكل عز نشريها )
بعد انكسار عشائر المنتفج  بمعركة الشعيبه وهروب الرجال صوب الشيخ ( خزعل ) أمير عربستان ، وكان الشيخ خزعل يسلي نفسه مع مواليه وقام أحد عبيده بالرقص أمامه تحركت دماء مولى للشيخ عجمي باشا من آل السعدون وخاطب الشيخ خزعل قائلا ( أنا عندي ما يرضيك أمير ) وأردف قائلا
أهي حرب أدول يخزعل ما هي درننكات 1
وخلها لبو أمطشر خلفت البيكات
تتراكض صبايا تكسر الجيمات
( أسأل قنصلها أشسوينه )
1 : درننكات / الطبل / آلة للعزف
وأهزوجة أخرى
يكوكس وين وجهك جوك أهل لملوم
نطلبك بالشعيبه وأعرضيت البوم
لابد ما نسوي أعله السماوه اليوم
( تستانس بيها حتى أمريكا )
وهناك ملاحظة تدل على الوعي السياسي للثوار فأمريكا كانت تطالب بحرية الشعوب يوم ذاك والأهزوجة معناها أننا سنهزم بريطانيا وتفرح أمريكا بذلك .
انقاتل بالسمه ونقاتل البلگاع
ولا بينه الجبان و لا بنا اليرتاع
واليجفل يخوتي يرخص المبياع
) ها حميّد جينا أنموت اهنا(
وأخرى
ييت ويبت أخوتي تابع السيرة
ومن اكعد يخوتي تبطل الغيرة
 خالي ألما عرفني هاي هالحيرة
( حسباله أتطلب ييت انطيه )
الأهزوجتان أعلاه قالهما ( خيون صبر الدوشان ) .
حين تشييع جنازة الشيخ ( عارف حمد  الفهد ) أنبرى ولده الشيخ ( حمد ) هازجا
ارخصوني عمامي خل اون اعليه
لا بهل الجنوب ولا وسط نلگيه
اهو سور العشيرة وللوزن نرجيه
( الموت من الله الما مر بيه )
وقال
ريض يل المشيع وين بيه تريد
چا يا هو الأعيده من يجيني العيد
ويا هو يسد مسدك گلي يوم الويد
( يل بين احسابك باطل تحصد بالزينين )
وأكمل قائلا
   يا عارف صدك تجفي وما تشوفك عين
وحاير باليــعوضك گلي اجيــبه أمنـــين
ما ينطـــينه فنتگ ردف طــگ البيـــــن
 )ان چان الحگ يتسولف هذا المشرك بالشريان(  .
وهناك ( مهوالا ) من سوق الشيوخ يعد أفضل ( المهاويل ) أسمه ( حامد سعدون ) له هاتان الأهزوجتان
لغز يبقى الرجل من يمتلك عگله
لما يحچي اتعرف اشخفة وشثگله
بالك بالسواد اتعير المگله
( ابنار العلية اتچوة وصار اسود لونه )
شوف اشحچت وشگالت الدوده
ادخلوا ابيوتكم والبوب مسدوده
لا يسحگم سليمان وجنوده
( قانون الدوده يبنادم بلكت عدك )
وهناك أهازيج لم يصل منها ألا قفلها ( الهوسة ) 
( شرناها وعيّت يا هيزه )
و ( هيزه ) منطقة تلال شمال الناصرية حيث قبائل المنتفج ، يقول ( المهوال ) أننا أستشرنا منطقة هيزه بقبول المحتل فرفضت لذا قاتلنا لأجل رفضها هذا .
( من ذوله أتربع واوينه ) قالها أحد المهاويل  أمام القائد البريطاني الذي زار العشيرة بعد ثورة العشرين وشاهد القائد كلاب القرية سمينة ومليئة باللحم ، بمعنى أن هذه الكلاب شبعت من جثث قتلاكم ، و ( أتربع ) من الربيع لأن الأغنام يتوفر لها المرعى في الربيع ، وقرن المهوال الأغنام بالذئاب وبنات آوى .
( سوالك مسند تركينه )
 قيلت أمام الملك فيصل بمعنى اننا من أوجد مملكتك ببنادقنا التركية .
* وللأهازيج  قصصها :

          عروضيا تعد (الهوسة) من بحر الخبب – حركة الخيل - هكذا صنفها الخليل بن احمد الفراهيدي ، وتعتمد بتفعيلتها على (فعلن) مكررة ، وتسمى لدى الشعراء الشعبيون ب ( الهوسة) ، ومنهم من يسميها (أعكيلية) نسبة لعشائر (العكيلات) ، ومنهم من أسماها ال(طربكة)  نسبة لحركة قوائم الخيول (طربك ، طربك) و(طربك) عروضيا تقابل ( فعلن ، فعلن) ،ومنهم من أسماها (الأهزوجة) وهناك خطأ شائع يقع به الشعراء حيث يسمون (الهوسة) ب ( العراضة) ، و (العراضة) قد يكون من معطياتها (الهوسة ) ، و (العراضة) يعرفها أهل الوسط والجنوب العراقي وبخاصة أهالي الفرات الأوسط ، وللعراضة مراسيم خاصة لسنا بصددها ، كعراضة المتوفى وعراضة الزواج وعراضة  (تشييخ) أحدهم لعشيرته  ، وقد لعبت – العراضة – فعلها الواضح على رجالات العشائر أبان ثورة العشرين .
       تكتب ( الهوسات ) بكافة أوزان الشعر الشعبي كالموشح والتجليبة والنصاري وهذه هي الأوزان الشائعة غالبا ، ومنهم من يكتبها بأوزان أخرى ، مع ملاحظة أن الأبيات التي يكتبها الشاعر -المهوال – غالبا لا تزيد على ثلاثة أبيات يختمها بال (هوسة) والتي يجب أن تكون على تفعيلة الخبب ( فعلن) لكي يؤدي المجتمعون مع ( المهوال) الحركات التي تتواءم مع أهزوجته ، وتتخلل الأهزوجة حركات راقصة من مؤدوها جميعا ، وغالبا ما يحمل الشاعر بيده بندقيته ويرقصها  ويطلق الآخرون عيارات نارية من بنادقهم .
 ( بالرارنجية أنت ويانه) 
الشيخ مرزوك العواد (أبو جفات) شيخ عشيرة (العوابد) والتي يمتد سكن رجالاتها بحوض الفرات الأوسط ، ومضيف الشيخ مرزوك بناحية الشامية حيث مسكنه وعشيرته الأم ، ويعد الشيخ مرزوك من رجالات ثورة العشرين وقوادها ، ومن المعلوم أن ثورة العشرين أجبرت حكومة بريطانيا العظمى بالنظر بجدية لمطالب الثوار بتشكيل حكومة وطنية ، وكانت رغبة بريطانيا جلب ملك لكرسي العراق من غير الثوار المنتفضون عقوبة لهم ، وكان لهم ما أرادوا بدسائس أثبتها المختصون ، وحينما أصدرت بريطانيا العظمى أوامرها باستقدام الملك فيصل الأول من سوريا لمملكة العراق الجديدة ، كان الشيخ مرزوك العواد من ضمن الوفد الذي ذهب لجلب جلالة الملك ، خلال المسيرة الطويلة من سوريا الى العراق أرتبط ملك العراق الجديد فيصل بعلاقة صداقة حميمة مع الشيخ مرزوك ، وعرف الملك أن الشيخ مرزوك يقول الشعر الشعبي رغم عدم معرفة الملك باللهجة العراقية الجنوبية المحكية ، ودع الشيخ مرزوك مليكه الجديد بعد أن وصلوا لبغداد وقفل راجعا للشامية ، بعد حين أراد الملك فيصل زيارة الألوية العراقية - هكذا تسمى سابقا – وحين وصوله للشامية كان الشيخ مرزوك باستقباله بمضيف عشيرته ، وكان برفقة ملك العراق كل من ( رشيد عالي الكيلاني ) ووزير الداخلية ( ناجي السويدي ) ، طلب الملك فيصل من الشيخ عواد أن ( يهوّس) لمقدم صديقه ، أجابه الشيخ مرزوك لست ( مهوالا) جلالة الملك ، وهنا أمر رشيد عالي الكيلاني الشيخ مرزوك قائلا له ، (مرزوك هوّس لجلالة الملك) ، لا حظ الشيخ مرزوك هذا الإسلوب الفض من رشيد عالي الكيلاني حيث لم ينعته بالشيخ ، وحتى لم يكنيه بأبي ( جفات ) فكبر ذلك عليه وقال له ، نعم (هسه حلَت وحلت الهوسه) وأنشأ قائلاً وهو يعلم جيدا أن رشيد عالي الكيلاني لم يكن له أسم يذكر بثورة العشرين وإنما جاءته هكذا بالصدفة والعلاقة – كأيامنا هذه (إ يجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) - ، وكما أطلقوها سابقا ( خياركم بالجاهلية خياركم بالإسلام) ، ويعرف الشيخ مرزوك أن أسم أم رشيد عالي الكيلاني ( عليه) فأنشأ قائلاً
 ذبحنه الصوجر وجبنه الملوكيه
                  دلالة على جلب الملك فيصل من سوريا
  وأبن (عليه) وزير ويامر أعليه
               وأدار وجهه صوب وزير الداخلية ناجي السويدي مكملا أهزوجته قائلاً
إبحضك هم شفت هاي الأفندية
( بالرارنجية أنت أويانه )
والرارنجية قريبة من مدينة الحلة باتجاه الجنوب – النجف - حدثت بها معركة ضارية مع الإنكليز.
 ( خايف منك خاف أ تجيت أعليه)
مرض الشيخ ( حاتم الحسن ) شيخ عموم الحسناوين في الفرات الأوسط ، وهو من سكنة ( الصليجية) ناحية العباسية العائدة لقضاء الكوفة محافظة النجف الأشرف ،  وكان مرضه الذي مات به منتصف السبعينات من القرن المنصرم ، وحاتم الحسن وجه عشائري له ثقله بين عشائر العراق ، ولوالده موقف سجل عليه لا له فترة ثورة العشرين الخالدة يذكره المهتمون بها ، ومن المعلوم أن كل شيوخ العشائر لهم (مهاويلهم)  الخاصون بهم ، والشاعر (المهوال) لسان عشيرته بأفراحها وأحزانها وحروبها وغاراتها على العشائر الأخرى ، ويفضل (مهوال) العشيرة على (المهوال) الذي ينتمي لعشيرة أخرى ، وكان لحاتم الحسن شاعرا (مهوالاً) صديقا له أسمه (فنجان الحسناوي) ويكنى بأبي زيدان ، والشيخ حاتم الحسن مسجى بإحدى مستشفيات العاصمة بغداد منتصف السبعينات تحدث من على سرير موته مع (مهواله) فنجان قائلاً له ، فنجان ، أجابه ( لبيك إمحفوظ آمر) ، قال الشيخ لفنجان لطالما امتدحتني بحياتي في مواقف شتى فما عساك تقول راثيا لي بعد موتي ، أجاب فنجان شيخه ( عمرك إطويل إمحفوظ إنشاء الله من عمرنه على عمرك) ، قال الشيخ ( لا فنجان هاي مرضة موت ماظن أكوم منها ، أبروح أبوك شو درثيني) ، أطرق فنجان قليلا ونهض من مكانه قائلا
 وراك العمر ما ريده ولا هوّس بعد بحزام
 وعليك إنسد مضايفنه يملفه الزلم من تنظام
 ي(نيص) الأسد من تجبل أعله ظهره من يريد أينام
 خايف منك خاف إ تجيت أعليه
الشطران الأولان معلومان للقارئ الكريم ولكن الشطر الثالث يحتاج للتوضيح كما أرى ، فال(نيص) حيوان بري يقارب الأرنب بحجمه ولكنه بوثبة واحدة ينقض على الأسد ويقضم رقبته من قفاه فيدرك الأسد النزف من الدماء حتى الموت ، فلذا عندما يرى الأسد (نيصا) ينام على ظهره ويرفع أرجله ويداه لكي يتقي قفزة ال (نيص) ، إلا أن ال(نيص) لا يهجم على فريسته وهو نائم على ظهره لأن بذلك حتفه بل ينتظر جزع الأسد من استلقائه ليهجم عليه ويفترسه ماصا دمه .
وقال الشيخ لمهواله ( وبعد فنجان شتكول) ،أطرق (المهوال) وأردف قائلا
يا ميزان الأول حيث الأول عال – من العلو
ويا حلو المحاجي ويا كلب رجال
ترهه أعله السطور ومثل حرف الدال
(خليه يالدنيه أتنومس بيه)
ولا أعرف بماذا يتمييز حرف الدال على بقية الحروف ولم أجد من يفسر لي ذلك ، وقد يكون الشاعر يقصد أن حرف الدال يشبه رأس السهم .
 (الشر يتلبد وأحنه أندور أعليه)
يمر القطار النازل والصاعد من وألى البصرة الفيحاء عشائر بل قل قبيلة الظوالم وهي كثيرة البطون ،  والتي تمتد من الديوانية وصولا لذي قار ، وكان الوطنيون من الثوار المعارضون لوجود المحتل ببلادهم يعترضون قطار المؤن والمعدات العسكرية الإنكليزية برميه بما تيسر لهم من أسلحة آنذاك ، أستاء القائد الإنكليزي من فعلتهم هذه وأرسل لقسم من الشيوخ المؤازرين للمحتل وما أكثرهم – ما أشبه اليوم بالبارحة - ، جمع القائد الإنكليزي مثل هؤلاء الشيوخ بمكتبه وحدثهم بمكره وأهداهم العطايا فمنهم من استجاب ومنهم من رفض ، أغدق القائد الإنكليزي على من تواطأ معه وأعطاه مبلغا من المال لأجل مأدبة يقيمها للقائد المحتل ، أكل الجميع من هذه المأدبة المدفوعة الثمن وتحدث القائد مع الجميع قائلا ، لا أريد من عشائركم شيئا ما إلا أخبارنا أو إخبار الشيخ بأسماء من يعترض القطار بعد هذا اليوم ، أجاب الشيخ نعم ولك ما تريد أيها القائد ، قال القائد موجها كلامه للجميع أجلبوا لنا قرآنا ليكون شاهدا عليكم ، جلب الشيخ قرآنه وقبل أن يضع يده على القرآن للقسم نهض أحدهم من مكانه مخاطبا الشيخ ، ( على هونك إمحفوظ خليني أهوّس كبل ما تحلف) ، تفتحت أسارير الشيخ معتقدا أن (المهوال) سيطلق عنان لسانه لصالحه -أي الشيخ - ليقبض ثمن إهزوجته (هوسته) ، وكانت (نخوة) عشيرة الظوالم هي (ولد جلبه) ، والنخوة هذه يعرفها أبناء العشائر، ولكل عشيرة نخوتها الخاصة بها ، يطلقها أبن العشيرة حينما يظام ولا يجد ناصرا له ، توسط (المهوال) الجمع قائلا
أحنه (أولاد جلبه) وبزرة الشيطان
ويروى
أحنه (أولاد جلبه) وما نهاب الدان - القنابل 
نحلف بالترك ما نحلف بقرآن
ونحلف بم (صليب) الجايه من إيران
(الشر يتلبد وأحنه أندور إعليه)
ونحلف ب ( الترك ) دلالة للبندقية التركية التي هي سلاحنا ولا نقبل أن نحلف زورا وباطلا بالقرآن الكريم ، و(أم صليب) البندقية المعروفة والتي كانت  تصنع في دولة إيران ويجلبها- (القجخ جيه )- المهربون لبيعها للعشائر الثائرة ، وهكذا أستطاع هذا المهوال الذي لا أعرف أسمه من أن يضيع فرصة الفوز بمغنم خائن للشيخ الدخيل – شيوخ التسعين - ، وخرج القائد الإنكليزي من المضيف خالي الوفاض .
•   الإدعاءات السياسية الخاوية
       لي وجهة نظر خاصة بي مفادها ان السبب في نجاح ثورة العشرين هو عدم وجود قيادات سياسية ما تدخلت بشكل أو بأخر بثورة العشرين ، ولم تكن الطائفية السياسية طافية بشكل واضح على المشهد المجتمعي العراقي ، ودليلي ما أوردته من نجاحات وإخفاقات ثورة العشرين ، وحين دخلت السياسة وتبلور مفهومها بدأت تلعب على أوتار الطائفية وبدأت كل طائفة تنسب لها بطولات ثورة العشرين ، وهناك حقيقة أنتهجها الطاغية المقبور بهذا المجال وشجع عليها كثيرا ، ومعلوم للجميع ما قام به الطاغية من الإيعاز بتمثيل فلم سينمائي أسماه ( الأيام الطويلة ) ، أظهر فيه ان حادثة القطار المشهورة قد وقعت بمدينة ( الفلوجة ) ، والجميع يعلم ان الواقعة حدثت بمنطقة ( السوير ) حيث مرور القطار فيها ، ويصح القول أن شيوخ وثوار الفلوجه قطعوا طريق القطار الذاهب صوب سامراء ،  وبعد انتفاضة آذار الخالدة التي تشبه ثورة العشرين ، لأنها أتت هكذا على الفطرة العراقية الوطنية ، بلا أحزاب تدعيها لذا أهمل ذكرها وعدت مع النسيان ، بعد الانتفاضة المسماة بالشعبانية توجهت وفود من محافظات العراق المنتفضة لاسترضاء القائد المهزوم ، وما يذكر ذهاب وفد من محافظة المثنى برفقة ( مهوال )  بصير أجهل أسمه مع أسفي الشديد وأعتقد أن أسمه ( علي ) ، ووقف هذا البصير أمام الطاغية المقبور وهو يحمل عصاه التي أمر الطاغية استبدالها ببندقية ( برنو) ، وبعد ان عرف ذلك البصير أين يجلس الشيوخ ومكان جلوس الطاغية أرتجل أهزوجته قائلاً
لون شعلان يدري أنباكت الثوره
جا شك التراب وطلع من كبره
عدنه عالسوير المسأله الكبره
( الشاهد عندي الشاهد ، ذوله أيتام من العشرين )
و( ذوله أيتام ) وهو يشير ببندقيته صوب جلوسهم ، ويقال ان الطاغية أدرك مقولة البصير وأوعز بإيقاف عرض فلم المسألة الكبرى .
•   الخاتمة :
مما تقدم يتضح لنا جليا أن ثورة العشرين كانت حصيلة جهاد شعب عراقي بكامله وبكافة طوائفه ، وقد لعبت السياسة وخبثها لحرف تاريخ الثورة لصالحها ، وأهم منجز حصلته ثورة العشرين التي أستمرت ستة أشهر هو قيام المملكة العراقية ، ولما حصل في بلدنا العراق وما سيحصل سأضيف هذه الأهزوجة وهي من نظمي ( حامد كعيد الجبوري )  لمجمل الأهازيج التي ذكرتها
لون شعلان يدري نوصل الهل الحال
جا فلش مضيفه ولا لبسلـَه أعكال
معكورة الحيوده والردي الخيال
( أنحارب بيش أنحارب ... مكسوره الفاله ومكواري )  .
---------------------------------
المصادر
----------
1 : مجموعة محاضرات درست لنا في الكلية العسكرية / عبد الرزاق الحسني
2 : متابعة شخصية تمتد لعشرات السنين لتدوين أجمل الأهازيج .
3 : كراس لقسم من الأهازيج للشاعر الباحث زهير هادي الرميثي .
4 : مواضيع كثيرة نشرت في الصحف العراقية لكتاب كثر .

     





244
شئ عن ثورة العشرين وأهازيجها الشعبية
( 1-3 )
القسم الاول
                                                                                                              حامد كعيد الجبوري
* المقدمة :
---------------
         ليس من السهل الخوض بما قيل ويقال عن ثورة العشرين  وقد بحث فيها أكاديميون واختصاصيون تاريخيون كُثر ، لست بصدد ذكر أسمائهم ، وقد تشكل لي مما قرأت عن ثورة العشرين مجمل رؤى واستـنتاجات شخصية سأوردها من خلال سطور هذه الموضوعة  ، والكثير يدعي أنه هو من أجج شرارة الثورة متناسيا أدوارا أخرى لشرائح ، وطوائف ، وأعراق   عراقية مساهمة بهذه الثورة الخالدة .
* دخول القوات البريطانية للعراق :
-------------------------
         أيلول سنة 1914 م دخلت القوات البريطانية الغازية الى العراق من منفذ الفاو الذي يطل على الخليج العربي ، ولدخول القوات البريطانية عام 914 م ودخول القوات الأمريكية الغازية عام 2003 م ومن نفس المنفذ اعتبارات إستراتيجية كثيرة ، أولها أنها المنفذ البحري الوحيد للعراق ،و معلوم أن تكاليف النقل البحري أيسر بكثير من غيره ، وثانيهما أن القوات البريطانية تتمركز في مستعمرة الهند ، ومعنى ذلك تجنيد الرجال الهنود  للقتال مع الجيش البريطاني بأجر زهيد يقل عن أجر الجندي البريطاني بكثير ، وليس غريبا ان تتفق آراء الطرفان البريطاني والأمريكي لدخول العراق من الفاو لاعتبارات كثيرة أهمها المذهبية ، لتوقع لا حقا بتلك الطائفة الخسران الكبير ، ولتخلق جوا من الاتهامات غير المبررة إلا لدى الجهلة من الطوائف والأعراق ضد تلك الطائفة التي دخلت القوات من خلال منفذها الواسع والمهيأ  لدخول السفن  والجند  الى البلاد ، ومعلوم للجميع ما حدث في الفاو من معارك طاحنة قادتها أبناء تلك الطائفة المتهمة وتاريخنا الحديث يذكرها بشئ من الخجل والتناسي لما قدم من ضحايا بشرية على مصارع الحرية في مدينة الفاو الباسلة ،  وغاية القوات البريطانية آنذاك هي احتلال العراق ودحر الإمبراطورية العثمانية للسيطرة على خيرات البلد أولا ، ولحماية منابع النفط والسيطرة عليها جنوب غرب إيران ( عبادان ) ثانياً وهي الغاية الأساسية .
* معركة الشعيبة :
     تحركت عشائر العراق الجنوبية ، وعشائر حوض الفرات الأوسط ، ومتطوعون كرد بقيادة الشيخ ( محمود الحفيد ) عام 1916 م بعد ان بسطت القوات البريطانية سيطرتها بعد معارك طاحنة على مدينة البصرة وعسكرت تلك العشائر والمتطوعون في منطقة ( الشعيبة ) بعد ورود معلومات مؤكدة لنية القائد البريطاني الجنرال (مليس) التقدم نحو بغداد ،  وفعلا بدأت حملة تلك القوات البريطانية صوب بغداد ، وبدأت معركة طاحنة بين الطرفين ، وبسبب ضعف قيادة القائد التركي ( سليمان باشا ) ، وقلة الإمدادات التي تصل لساحة المعركة ، وعدم تسليح العشائر بسلاح يقارب سلاح الجيش الغازي ، والانسحاب التكتيكي للقائد الانكليزي ( مليس ) ، كل ذلك مجتمعا أدى الى خسران المعركة وانتحار القائد التركي ( سليمان باشا ) وإيقاع الخسائر الفادحة بالقوات المتحالفة ، مما أدى بسط نفوذ القوات البريطانية على الناصرية والكوت والعمارة والتوجه  بالزحف نحو بغداد .
* معركة سلمان باك :
          حفاظا على بغداد من أن تسقط بيد المحتل الانكليزي تحصن الجيش التركي بمنطقة ( سلمان باك ) لصد الهجوم ودارت معركتان طاحنتان أدت الى فرار الجيش الانكليزي صوب الكوت ، وتعد تلك الهزيمة أسوأ خسارة للجيش البريطاني بمعارك الحرب العالمية الأولى ، وحوصرت القوات البريطانية من قبل العشائر والأتراك في الكوت لمدة ستة أشهر مما أدى الى استسلام القائد الانكليزي الجنرال ( تاوزند )  وهروب جيشه فتعقبتها العشائر العراقية لتوقع فيها الخسائر الفادحة في ( الحي ) و( النعمانية ) و ( الصويرة ) ، ورغم خسائر الجيش البريطاني فقد أستطاعوا احتلال بغداد من محاور أخرى وهرب الجيش العثماني صوب سامراء بعد أن أحرق مخازن العتاد المخزنة ب ( باب الشيخ )  من بغداد  ولم  يسلمها  للعشائر العراقية وسقطت بغداد  بيد  القائد الانكليزي ( ستانلي مود )  في 11 / 3 / 1917 م .
•   الإدارة المدنية في العراق :
    بعد السيطرة على بغداد عام 1917 م بقيادة ( ستانلي مود ) قررت الحكومة البريطانية تشكيل ( الإدارة المدنية في  العراق ) وترأسها السير (ارنولد ولسن) حتى عام 1918 م  ، فتبعه السير (بيرسي كوكس) الذي ألغى العديد من المؤسسات الإدارية العثمانية ، وانشأ محلها مؤسسات عسكرية لإدارة الشؤون المدنية ، ونصب عليها ضباط انكليز برتب عالية ، فحكموا بشكل صارم ومهين للعراقيين  .
•   أسباب اندلاع ثورة العشرين :
        من أهم أسباب ثورة العشرين هي السياسة البريطانية التي عزمت على ( تهنيد العراق ) وضمه لاحقا الى بريطانيا العظمى ،  وشن حملة واسعة كما ذكرنا سالفا وربط العراق بمنظمة ( الكومنويلث )  ، والسياسات الجائرة من قبل المحتل البريطاني ، وامتهان الكرامة العراقية الممثلة بعدم احترام شيوخ العشائر ورجالات الدين وشرائح المجتمع الأخرى ، وقد أستدعي الشيخ ( شعلان عناد ابو الجون ) شيخ عشيرة ( بني حجيم ) في الرميثة  لمقر الإدارة المدنية في بغداد يوم 30 / 6 / 1920 م ، ودار حديث غير مؤدب معه من قبل الحاكم المدني الذي أمر بتوقيفه وإرساله مخفورا الى سراي  ( الرميثة ) ، ومعلوم ان الشيخ شعلان كان رأسه يرتعش من  مرض مصاب به ، فأعتقد الحاكم البريطاني أن شعلان كان خائفا منهم ويرتعش من خوفه ، وقال البريطاني له  ( نحن  لا نخاف من رجل خائف يرتعش ) ، فأجابه شعلان ابو الجون وهو العارف ب ( الهوسات )  العراقية والكاتب لها ( أرعش ما أرعش هذا آنه ) ، ويقال أن شيخ عشيرة آخر أسمه الشيخ شعلان العطية هو من أرتجل هذه الأهزوجة ( أرعش ما أرعش هذا آنه ) ، ولا يصح لدي مما تقدم أن الأهزوجة ( أرعش ما أرعش ) للشيخ شعلان العطية ودليلي لذلك لعدم وجود أهازيج أخرى تنسب له ، في حين أن الشيخ أبو الجون له أكثر من أهزوجة مسجلة باسمه سنوردها بمحلها ،   وحينما علمت رجالات العشيرة بحبس شيخهم - شعلان ابو الجون -   هبوا لنجدته واقتحموا السراي وأنقذوا شيخهم شعلان من سجنه بعد مقتل عدد من حراسه وهروب العدد الآخر ، أضف لأسباب ثورة العشرين الوعي الوطني والديني لرجالات العشائر ومما ينسب الى شعلان ابو الجون قوله هازجاً ( حل فرض الخامس كوموله ) .
•   بغداد و ثورة العشرين :
      لم تكن بغداد بمعزل عما تدور من أحداث وسط العراق وجنوبه وشماله ، ففي رمضان عام 1920 م اجتمع شيوخ و أعيان وشعراء وأدباء ومثقفون في  بغداد ب ( جامع الحيدرخانه ) بشارع الرشيد ، وقاموا بإلقاء الخطب الرنانة  وقصائد الشعر الحماسية من قبل شاعر الثورة  ( د محمد مهدي البصير ) الحلي ، والشاعر ( عيسى عبد القادر ) ، وبحضور مفتي بغداد آنذاك ، و ( عبد الوهاب النائب ) ، و ( جعفر أبو التمن )  الذي أنتدب للاتصال بكافة العشائر العراقية ، وحررت كتب تحض على الثورة ونصرة المنتفضين ،  فتحركت العشائر لذلك وصمموا  على قطع طريق سكة الحديد بين بغداد و السماوة  لقطع إمدادات الجيش البريطاني القادمة من البصرة ، وكانت جوامع بغداد وحسينياتها وبخاصة في الكاظمية المقدسة منبرا حرا للثوار للتضامن مع الثورة  .
•   الكورد وثورة العشرين :
      لم يكن الكورد بمعزل عن ثورة العشرين فقد تحركت القبائل والعشائر الكردية تضامنا مع العشائر العراقية وهب ثوار كردستان في السليمانية وهاولير – اربيل – وعقرة وخانقين وكفري ، وفي كفري وقعت معارك طاحنة بقيادة القائد الكردي ( إبراهيم خان ) نهاية ت1 1920 م واستولوا على مدينة كفري من البريطانيين وقتل قائدهم البريطاني ( كاردن ) بعد 23 يوما من القتال الدامي ، وكبد الكرد القوات البريطانية الخسائر الفادحة في خانقين وديالى ومندلي وبدرة والصويرة والحي والنعمانية وهذا ما أكده الشيخ ( صلال الموح ) بمذكراته عن ثورة العشرين كأحد قواد لها ، ودليل آخر هذه الأهزوجه التي قالها رجل من الحي بعد أن تبرعت  أمرأة     كردية بحليها الذهبية لثوار العشرين ( تجار الحي فدوه الشانه ) والمرأة الكردية أسمها ( شانه ) ، وأهزوجة أخرى تقول (ثلثين الجنه لهادينا وثلثه الكاكه احمد واكراده) .
•   اشهر المعارك
معركة الرارنجية
حصار مدينة الكوفة من قبل الثوار
معارك العارضيات والهاشميات
معارك الكفل والحلة
معارك عشائر زوبع وقطعهم سكك الحديد بين بغداد وسامراء
معارك العشائر الكردية في السليمانية وخانقين وعقرة وكفري وغيرها من المناطق .
المعارك التي اشتركت فيها عشائرمن الكورد الفيليين مع اخوانهم من العشائر العربية في ديالى ومندلي وخانقين وبدرة والحي والنعمانية والصويرة
* ( الطوب أحسن لو مكواري )
أهزوجة مشهورة رددها الثوار عند قنطرة الرارنجية بعد أن غنم الثوار مدفعا بريطانيا بأسلحة بسيطة وهي الفؤوس و ( المكاوير مفردها مكوار) وهو عبارة عن عصا غليظة تنتهي بكتلة من القار المتماسك . 
* معطيات ثورة العشرين :
     بعد اندلاع ثورة العشرين في العراق والتي أمتدت لستة أشهر ، وحدوث ثورات عربية أخرى مصر ، سوريا ، فلسطين ، اليمن عقد مؤتمر القاهرة الذي حضره وزير المستعمرات البريطانية ( ونستون تشرشل ) لمناقشة الوضع وتقرر منح هذه الدول استقلالا محدودا تنفيذا لمعاهدة ( سايكس بيكو ) وتجزئة الولايات العثمانية ومنحها استقلالا صوريا وهيمنة فرنسا وبريطانيا على هذه الدول . وقد أظهرت هذه الثورة صعوبة استمرار الحكم البريطاني المباشر في العراق. ونتيجة لانتقادات الساسة البريطانيين في مجلس العموم البريطاني لسياسة بريطانيا في العراق، قررت الحكومة البريطانية أن تحكم العراق بصورة غير مباشرة ، وذلك بإقامة حكومة وطنية فيه.
* الحكومة المؤقتة وتأسيس الملكية :
     باشرت بريطانيا  بما يسمى بالحكم الأهلي في العراق وشكلت حكومة وقتية برئاسة ( عبد الرحمن النقيب ) ووزعت الوزارات طائفيا وعشائريا في البلاد وأعلنت بريطانيا رغبتها بإقامة ملكية في العراق ورشحت لها الأمير فيصل بن الشريف حسين بعد خروجه من سوريا وتوج فيصل ملكا للعراق 23 / أيلول عام 1921 م بعد استفتاء شعبي صوري حصل بموجبه الملك على نسبة 96 % تأييدا له ، ومعلوم التدخل البريطاني في شؤون المملكة ، لذا واجه فيصل الكثير من المصاعب بذلك ، ناهيك عن الوضع الداخلي وتشكيلة العراق الطائفية والعرقية ، وأعقب عبد الرحمن النقيب  عبد المحسن بيك  السعدون ، ودخل العراق لعصبة الأمم المتحدة عام 1922 م وسمح الملك فيصل بنفس العام تشكيل الأحزاب على النمط الأوربي  .
-------------------------------
يتبع القسم الثاني


245
وداعاً ( رحيم الغالبي )

حامد كعيد الجبوري
وإذا المنية أنشبت أظفارها   ألفيت كل تميمة لا تنفع
    قبل أيام قليلة وجهت نداءاً من خلال صفحات الحوار المتمدن ، وموقع الناس ، وجريدة السيمر ، وموقع تللسقف ، ومؤسسة النور ،  وموقع كتابات في الميزان ، ولكل الصحف العراقية ، إضافة لنشره  عبر صفحات ( الفيس بوك )  ، ناشدت مد يد العون لمعالجة الشاعر الوطني التقدمي ( رحيم الغالبي ) لإنقاذه من موت محقق ، أثر حادثة حريق مؤسف في داره في الشطرة / الناصرية ، نقل الى خلالها مستشفى الناصرية ونصح أطباء الناصرية نقله الى مدينة الطب وبقي فيها خمسة أيام وهو يصارع الموت بجلادة كما صارعه حقبة البعث المجتث الجلاد ، اليوم السبت 18 / 6 2011 م تلقيت رسالة من الصديق اليساري المغترب ( ذياب آل غلام ) وهو يؤبن لي الشاعر رحيم الغالبي ، لم أصدق الخبر وكذبت ذلك عبر رسالة جوابية للسيد ذياب ، ويا للأسف تلقيت رسالة أخرى الساعة الرابعة من عصر اليوم من الصديق الشاعر ( عادل العضاض ) تؤكد ما قاله الصديق ذياب ، رحم الله الشاعر الوطني رحيم الغالبي وهو يحمل بيمينه ديوانه العاشق للعراق ولأحراره ، وبيساره حاملا الكراس الوطني النبيل ( أغاني للوطن والناس ) ، وداعا يا رحيم ونحن بركبك لا حقون .
لنا موضوع آخر لصديقي الراحل لاحقا .

246
نداء لأهل الضمائر الحية فقط
حامد كعيد الجبوري

     في العيد الأربعين للحزب الشيوعي العراقي عام 1974م تبنى الإعلامي الوطني ( أبو كاطع ) مسؤولية حزبية لطبع قصائد احتفالية الحزب الشيوعي العراقي بعيده الأربعين ، وجمعت تلك القصائد وخرجت بكراس ( أغاني للوطن والناس ) ، والكل يعلم أن ذلك الكراس صدر فترة ما يسمونها الجبهة الوطنية ، وحقيقة كان ذلك المطبوع هوية وطنية لمن نشرت له قصيدة فيه ، ويقول الشاعر والإعلامي  الصديق فالح حسون الدراجي أن ( أبا كاطع ) ينفرد بتسميتها ( الجبحه اللا وطنيه ) ، وبعد انهيار هذه ( الجبحه ) هرب من العراق أغلب من نشرت له قصيدة بذلك المطبوع التاريخي ، وبقي القليل منهم تحت سلطة الجلاد لعدم تمكنهم من الفرار  ، وأسماء الشعراء الوطنيون معروفون للجميع ومنهم الشاعر الشفاف والمثقف ( رحيم الغالبي ) ، ورحيم الغالبي يكتب القصيدة  الحديثة بوعي وطني كما الآخرون ، ولم يتمكن رحيم الغالبي من الفرار من جلادي الدكتاتورية البغيضة وبقي خارج حلقة المداحون والطبالون وأصحاب الملابس الزيتونية ، ولم ينتمي ( رحيم ) لما يسمونها ( جمعية الشعراء الشعبيين )  لمعرفته القاطعة بتابعية تلك الجمعية لدوائر الأمن البعثية المجتثة ، وبقي هكذا عراقيا أصيلا لم يركع ولم يداهن ولم يلتمس أعذارا واهمة  هنا وهناك ، كل هذه المطبات وغيرها وحالته المعاشية أسلمته للخمرة فأدمنها ، بعد السقوط مباشرة وجد نفسه مجددا ضمن رعيل الشعراء الأصلاء وبدأ بكتابة القصيدة مجددا بكل الصحف العراقية ومنها جريدتا طريق الشعب وجريدة الصباح ، وطبع له ديوان شعر شعبي ( جسر من طين ) تناوله
نقاد الأدب الشعبي بالنقد والتحليل ، وقبل أيام ماضية قليلة تعرض الشاعر والإعلامي رحيم الغالبي المشرف على موقع ( أكد ) لحادثة حريق مؤسف تسببت بدخوله مستشفى
الناصرية وهو بغيبوبة كاملة مما دعى الأطباء المشرفون على علاجه لنقله الى العاصمة بغداد مدينة الطب شعبة الحروق ومنذ ذلك اليوم وهو يرقد في مشفاه يصارع الموت ، ومن هذا المنبر الحر نناشد من له ضمير حي من الجميع لمد يد العون والمساعدة لإنقاذه من محنته ومحنة أصدقائه ومحبيه .



247
دعوة لفاتحة وجيه عباس
حامد كعيد الجبوري
المتوفى :الإعلامي والشاعر  وجيه عباس – رحمه الله -
المكان : سرادق ساحة التحرير ، سرادق أماكن تظاهر المحافظات العراقية .
الزمان : أي جمعة ، الساعة العاشرة .
الحضور : عشاق العراق فقط .
     منذ  فترة ليست بالوجيزة ونحن نتحدث كمهتمين ومثقفين ونقول ، لماذا لا يكرم المثقف وهو حي ليرى حب الناس وتعلقهم به ؟ ، وحقيقة فقد بدأت الآن أكثر من محطة تكرم مبدعيها وهم أحياء ، إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ، نقابة الفنانين ، نقابة الصحفيين ، وأمثالهم كثر ، والتساؤل لم لم يكرم النواب الكبير وهو بآخر محطات عمره النظالي الكبير ، فقد كرمته قلوب عشاق العراق ، وعشاق الحياة قبل تكريم أية جهة رسمية أو غير رسمية ،  ولم أرى أو أسمع أن أحدهم كرّم بأن أقيمت له فاتحته وهو حي يرزق ، وهناك طرفة حقيقية بطلها حلي صاحب ( نكتة ) من الطراز الأول ، أنه ( لطيف بربن ) جاوز عمره التسعين حاليا وأمد الله بعمره الجميل ، يقول لطيف رآني صديق لي وصافحني باكيا وهو يقول ( عيني لطيف أشكد بجيت عليك والله كالوا ميت والحمد لله شفتك طيب ومو ميت ) ، أجابه لطيف بسرعة بديهته المعروفة لجميع أبناء الحلة ، ( عيني هسه ميخالف ما جيت للجنازه  ، مو أني واكف ثلث تيام أبفاتحتي ، جان أجيت وأقريتلي فاتحه الروحي ) ،  ولغرض توضيح دعوتنا بخصوص مجلس الفاتحة لوجيه عباس نقول ، ما هي الفائدة لإقامة مجلس الفاتحة لوجيه عباس وهو شبه حي يرزق ، فائدتها أنه سوف يقف بيننا مكرما ليعرف ويتعرف على من أحبه ومن يكرهه ، وبالمناسبة فإننا منظمي هذا المجلس سنضع ( لا فتة ) كبيرة مكتوب فيها ( يمنع دخول الساسة جميعا لهذا المجلس ) ، متأسين بتلك ( اللافتات ) التي وضعت بعد التغيير مباشرة لمجالس الفواتح التي أقامها أبناء وأحفاد ضحية النظام البعثي المجتث والتي تقول ( يمنع دخول البعثيون القتلة ) ، وسبب منعنا للسياسيين دخولهم فاتحة وجيه عباس أنهم هم أنفسهم من قتلوه ، سنة وشيعة ، عربا وأكرادا وأقليات عراقية أخرى ، ولست هنا لجعل وجيه عباس رمزا عراقيا جديدا فوطنيته تنبي عن عراقيته وأصالته ، ولأني – وهو كذلك – أرفض أن أخلق أصناما جديدة نعبدها اليوم كما عبدت أصناما سابقا ، ونعلم أن هذه التماثيل آيلة للسقوط بأحذية ( أبو تحسين ) وغيره ، وهذه الموضوعة هي الثالثة التي أكتبها عن وجيه عباس ، دون سابق معرفة به إلا حب الوطن الذي جمعني وإياه ، وحين كتابتي للموضوعتين الأوليتين أتتني أكثر من رسالة تشد على يدي ، وأخرى تتهمني بالتعاطف مع بعثي سابق ، شكرت أصحاب الرسائل المؤازرة ، ونبهت أصحاب رسائل الاتهام  الى أن وجيه عباس لم يكن بعثيا كما يزعمون ، ولم يمتدح طاغية العصر المقبور كغيره من عشاق موائد وجيوب الطاغية  ،  رغم مقولة قائد الجمع المهزوم والمجتث ( كل العراقيون بعثيون وأن لم ينتموا ) ، وها أنا أكتب موضوعتي الثالثة عن وجيه عباس - رحمه الله -  وما أكثرهم أمثاله من العراقيين الشرفاء الطيبين ، يقول وجيه عباس بأن الساسة عاتبوه لأنه ( غسل) يديه بماء وعلى فضائية الفيحاء الرصينة ، وسبب ( زعلهم ) ليس أن وجيه عباس غسل يديه ، لأنهم يعرفون أن العراقيين جميعا قد غسلوا أيديهم من مثل هؤلاء وحماقاتهم وتعطشهم لشم ريح الخزائن العراقية المليئة ، بل جاء ( زعلهم ) لأن الغسل أتى على مرآى ومسمع الكثير ممن سوف يجرئهم وجيه بفعلته النكراء هذه ، وأقول لك يا أستاذ وجيه عباس ، أن غسلت يديك بماء فأنا قد غسلت يدي منهم وكما أقول في أحدى قصائدي التي عارضت بها الرمز العراقي الكبير النواب فأقول ( أبسبعة قوالب غسلت / صابون سبعه وسبعه / وخايف تسولف صحبتي / حاقد طموحه الرجعه / أشجم هافي يتشلبَه البخت / وبيده يطيّح ربعه / للفيل شدوله جنح / وبسمانه طار ورفرَف / والشاذي جا معله ربع / وللهجع يركُص بالدف / لا تظن بيبانك أدك / وعن طلبتك أتعفف / لا غرشه عندك لا تتن / لا أمزبنايه ولا لف /  أيام المزبن كضن / دكضن يا أيام اللف  )  ، نعم أيها السيد الجليل فهذا هو واقع العراقيون اتجاه أناس تسلقوا السلطة بغفلة من التاريخ والجغرافية والرسم والنشيد ، والأغرب من ذلك كله هذه اللحمة غير المتجانسة بكل شئ ، ذباح مع ضحاياه ، علماني مبتدأ مع أسلامي متطرف ، نزيه مع لص ومزوّر ، بعثي قاتل مع برئ مقتول ، فيا لصبرك يا عراق ويا لصبركم أيها العراقيون المبتلون ، وأنا للعراق ، وأنا له غير راجعون  .
 


248
( غرك الجذاب ومحد صدكه )
حامد كعيد الجبوري

     تتحدث أمثالنا الشعبية الكثير  ويقولون ( أبو المثل ما خله شي ما كاله ) ، و المثل الذي بأيدينا ( غرك الجذاب و محد صدكه ) ، و المثل يمكن أن أطبقه على حكومتنا الحالية ، ولنأخذ المثل ونشرحه لمن يجهله ، يقال أن هناك مجموعة من الشباب الأصدقاء يذهبون لترعة ماء كي يستحموا بها ، وفي كل مرة يكذب أحدهم على  أصدقائه ويدعي مستغيثا أنه قد غرق ، فيهرعون لنجدته ، وحين وصولهم أليه وهو في الماء يسخر منهم ويقول لهم كنت أمازحكم ، حتى اعتادوا جميعا هذا المقلب الذي تكرر أكثر من مرة ، في أحد الأيام وهو يستحمون بتلك الترعة ناداهم صاحبهم ( ألحكولي والله أغركت ) ، ولأنه كثير الكذب لم يهرع أي أحد منهم لإنقاذه من موت محتم  ، وهكذا فقد حياته بكذبة واحدة حقيقية ، واليوم وبعد انتهاء مهلة السيد المالكي لوزرائه طلع علينا الوزير الفلاني معددا منجزات وزارته ، بحيث عمل لنا وكما يقول المثل ( الهور مرك والبردي خواشيك ) ، وتحدث آخر من أنه أنجز ، وتعاقد ،  وأمر ، ووضع أكثر من حجر أساس لمشروع عملاق ينقذ البلد مما هو فيه ، وآخر تحدث عن النفط ومشتقاته وأنجز ، و ، و ، والكل منا يعرف ان وزارة النفط تستورد الغاز المشغل لمحطات التوليد 2 مليون لتر من السعودية ، ومثلها من الكويت ، و3 مليون لتر من إيران ، وكلنا يرى تجمع السيارات التي تستخدم ( الكازوئيل ) يصطفون لساعات طويلة انتظار ما يسمى ( السره ) وهم يلعنون قدرهم أنهم عاشوا في العراق النفطي ،  كل وزير ومسئول يتحدث وكما يقال ، ( أخذ زمط ) ، والغريب أن المستمع لهذا الحديث والمتحدث به يعرف تماما عدم دقته ، ولا يمكن ان يحقق حتى بأحلام هذه الحكومة غير المتخصصة ، ورب حديث سمعته من أحدهم وهو يروي لنا قصة حقيقية مع وزير الزراعة أيام حكومة فيصل الثاني ( رحمه الله ) أي قبل عام 1958 م ، ومفاد هذا الحديث أن السيد الوزير المهني - كوزراء هذه الأيام - دعى لمؤتمر قبيل موسم حصاد الحنطة والشعير ،  وحضر مديري زراعة الألوية العراقية لبغداد ، وبدأ الوزير نقاشه مع أقل الألوية أنتاجا لمحصولي الحنطة والشعير وهي البصرة ، واعتياديا فأن مدير الزراعة لتلك المحافظة يزيد بعدد ( الدونمات ) المزروعة في لواءه ، وهكذا صعودا الى لواء الموصل ، قال الوزير لمدير زراعة الموصل وهو آخر المتحدثون ، أنت كم زرعت من ( الدونمات ) قمحا ؟ ، وكم من ( الدونمات ) شعيرا ؟ ، أجاب مدير زراعة الموصل وزيره قائلا ، يا سيادة الوزير نحن في لواء الموصل لم نستطع زراعة ( شبر واحد ) من الأرض لا لمحصول الحنطة ، ولا لمحصول الشعير ، ومعلوم أن لواء الموصل هو اللواء الأول في الإنتاج لهذين المحصولين ، ومعلوم أيضا أن العراق آنذاك كان من ضمن الدول المصدرة للمحصولين ، أستغرب الوزير من هذا الطرح وهو يعلم علم اليقين أن لواء الموصل قد زرع مئات ( الدونمات )  من هذين المحصولين ، قال الوزير ماذا تقول أني شاهدت بأم عيني الحقول الخضراء في الموصل ، أجاب مدير الزراعة لوزيره قائلا له ، سيدي الوزير لو جمعنا ( الدونمات ) التي زرعتها ألويتنا العراقية لهذين المحصولين فمعنى ذلك أنهم تجاوزوا كل المساحات التي تصلح للزراعة بأرقام أكبر ، فأين سنزرع نحن محصولنا سيادة الوزير ، وحين جمعت الأرقام كما قال مدير زراعة الموصل أتضح أن الكذابين قد زرعوا العراق أجمعه ، وتجاوزوه الى الحدود المجاورة ، و ( من هالمال حمل أجمال )  ، و( ما أشبه اليوم بالبارحه ) .

249
لا أدافع عن ( هناء أدور ) بل أنتصر لمنظمتي
حامد  كعيد الجبوري

       بدأت أيامنا هذه تنزع وتنتزع الأقنعة المزيفة عن الوجوه السياسية الكالحة الكثيرة ، قبل ستة أشهر من الآن كتبت موضوعة عن منظمات المجتمع المدني الوهمية والحقيقية ، واستشهدت برأي أحد البرلمانين – احمد المسعودي -  الذي وصّف منظمات المجتمع المدني على أنها من صنيعة أحزاب بعينها ، وقال البرلماني أن الحكومة وزعت أكثر من 600 مليون دينار عراقي عام 2010 م لهذه المنظمات التي صنعتها أحزابها ، ولم تحصل أي منظمة مجتمع مدني على دينار واحد من ما يسمى وزارة منظمات المجتمع المدني  ، أو حكومة محاصصة الخزينة العراقية ، وانأ والكثير يعرف أن هناك منظمات مجتمع مدني فاعلة ولها دورها المؤثر في عملية بناء الوطن والمواطن ، بمعنى ان المنظمات الحقيقية التي تؤدي دورها همشت لأسباب يعرفها السيد السياسي ، وهناك منظمات صنعتها أحزابها لتستأثر بأموال الجهات الداعمة أولا ، ولتبرهن للجميع أن هذه المنظمات هي الضاغطة على الحكومة وأداؤها ، وهناك سبب ثالث وهو مهم أيضا إذ أن هذه المنظمات – المجتمع المدني – لها واجباتها الرقابية خلال عمليات انتخابات البرلمان ومجالس المحافظات ، وحين أتهم السيد المالكي هذه المنظمات بأنها إرهابية ، فأنا معه أشاطره رأيه بإرهابية هذه المنظمات التي صنعتها أحزابهم الإسلامية شيعية وسنية ، ناهيك عن عدم معرفة الجهات الخارجية التي تدعم منظمات هذه  الأحزاب ماديا ومعنويا غير الدعم المشرعن زورا من قبل الحكومة لمنظماتها هذه ، وتعدى ذلك لتصل إرهابية هذه المنظمات لما يسمى بهتانا  الأحزاب العلمانية ، فأين علمانية هذه الأحزاب ، وتناسى السيد المالكي أن هناك منظمات مجتمع مدني لم تسجل لدى ما يسمى وزارة منظمات المجتمع المدني ، وهذه المنظمات عملت ومنذ لحظات التغيير الأولى لدعم العملية السياسية دونما دعم أو تمويل حكومي يذكر ، ومن هذه المنظمات المنظمة التي تقودها الوطنية الفاعلة بمنظمات المجتمع المدني ( هناء أدور )  ، والغريب أن هذه المرأة وقفت وقالت كلمتها التي اختزلت بها كل كلمات المنظمات المدنية المغيبه ، وقديما يقال ( كلمة حق بوجه سلطان جائر ) ، ولكن ( هناء ) حينما تصدت لحديث رأت أن واجبها الوطني يملي عليها الوقوف والتحدث أتهمها فلان وفلان على أنها أرادت أن تبرّز نفسها للإعلام ، وتناسى أيضا هذا المتحدث الذي كنت أعده ذو وجهة نظر سياسية ربما صائبة لحين بدأ يتنقل من هذا التكتل لذاك مهرولا صوب وزارة أو وكالة وزارة سيمنحونها له  ، وأجزم أنه سينالها طالما أنه أصبح من حاشية وعاظ السلاطين ، أقول له أن الناشطة المدنية ( هناء أدور )  لها حضورها المجتمعي والسياسي من خلال الفضائيات المتعددة ، بما جعلها وجها وطنيا معروفا للجميع ، والأغرب من ذلك أيضا أن تقارن بالحذاءين رغم قناعتي الآن أن ما فعله ( منتظر الزيدي )  يصح تماما مع مثل هؤلاء كثيرا ، لأنه تعامل معهم بلغتهم التي يتقنون ، وأخيرا أقول شكرا للديمقراطية الجديدة والتي لولا وجود المحتل الذي أثق به وأعول عليه أكثر من أحزابنا الدينية والوطنية ، وأجزم أن هذه الديمقراطية التي تكشف عيوب وسرقة واستحواذ الكثير من سياسيينا ، لا ترغب بها أحزابنا التي تقول نحن لا نؤمن بالديمقراطية بل نؤمن بآلياتها ، بمعنى نحن نصل للسلطة ومن ثم نرم الديمقراطية بحجر ولتذهب الى الجحيم  .

250
( كبل المية يوم ، بشرى ساره )
حامد كعيد الجبوري

     تدور داخل المنتديات والأحزاب والفضائيات ولدى عامة الناس الآن أحاديث حول مهلة ال 100 يوم التي منحها المالكي لنفسه ولحكومته ، ولا نعلم سببا وجيها لتصاعد وتيرة السجال والجدال بين أطراف مقتسمو الكعكة العراقية ، ورافقها التصعيد الواضح بأحداث الكاتم والمفخخات والتفجير والهروب الجماعي من السجون والمعتقلات العراقية ، وكل يكيل التهم الى الآخر بسبب وبغيره ، وظهور أكثر من برلماني معروف على واجهات الفضائيات مكيلا بالشتم والسباب لغيره ، والكل يدعي تحرير العراق من سطوة البعث وجلاده الدكتاتور صدام حسين ، وهم يعرفون كما نحن ان التغيير حدث بالدبابة الامريكية لا غير ، والأغرب من ذلك ان هؤلاء المتحدثون المجاهدون الذين جاهدوا بفنادق الدرجة الاولى وصولا الى الدرجات الدنيا ان التغيير حصل بإرادة أمريكية ومن أتى عليها ليتربع على موائد القاصات العراقية المغلقة إلا له ولأسياده ، ولأننا نحن من بقي في العراق الذين لا هم لنا بسياسة الداخل والخارج ننظر بعين مصالحنا المحدودة لا غير ، كهرباء ، وماء ، وخدمات صحية ،  ومدرسية ، وبطاقة تموينية ، ورواتب تقاعدية ، وكلهن ولله الحمد أقل بكثير من عهد الطاغية المقبور إلا التقاعد الذي يسد جزءا يسيرا من احتياج العائلة العراقية ، ولأننا بدنا نفقد هذه الخدمات رويدا رويدا نصب اهتمامنا على أحداث الساعة العراقية حصرا ، الجارة الكويت التي كانت لا تنام ليلها ان ( عطس ) صدام العراق الطاغية تجاوزت عقدة خوفها وبدأت تنال من الشعب العراقي وتهور قياداته السابقة واللاحقة ، والكل يعرف ان الكويت باعها البعث المجتث لقاء بناء القصر الجمهوري كما أورد ذلك عضو القيادة القطرية والقومية للبعث المنهار ( طالب حسين الشبيب )  بمذكراته التي أكدها عضو القيادة القطرية ( هاني الفكيكي ) بمذكراته التي أسماها ( أوكار الهزيمة ) ، ويقول الشبيب أن الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم رفض أن يستقبل أمير دولة الكويت وأوعز الى ( قائمقام الأعظمية )  للقائه ، ويقول أن الوزراء أشاروا على الزعيم الشهيد أن يكلف أحد الوزراء بذلك فرفض ، ونزولا لرغبتهم أبلغ محافظ بغداد ليستقبل أمير الكويت ، وهاهي الكويت اليوم أصبحت الضاغطة على الخناق العراقي بيديها وساستنا مكبلون بمصالحهم ،وربما سيظهر لنا ذلك الضابط ( الحصونه ) الذي لم ينفذ أوامر زعيمه – قاسم - وهرب الى الكويت مقابل مليون دولار أمريكي ، وبخصوص البطاقة التموينيه التي كانت تتلف لدينا أيام البعث المقبور  ، اليوم خوفا عليها من التلف فقد ألغيت تقريبا ، ألا من المواد غير القابلة للتلف كالصابون الردئ والشاي المخلوط بنشارة الخشب ، ولا أريد أن أعدد مآثر حكومتنا الوطنية المنتخبة لأن تعدادها يعد من باب التطفل فالجميع يعرف ذلك ، ولكن الجميع لا يعرف بهذه البشرى السارة التي أزفها لدولة رئيس الوزراء الأستاذ الفاضل المجاهد نوري المالكي وأقول له ، شكرا لك سيدي فقد أنتظمت لدينا الكهرباء التي برهنت عدم وطنيتها ، تأتي الكهرباء اللاوطنية بأقل من ستة ساعات في اليوم ، وحمدا لله أذ حصلنا على مولد كهربائي بيتي ، مضافا له ما يسمى العاكسة ، مضافا له الخط الأهلي ، وهنا تكمن البشارة فقد أستحدث خط يسمى الخط الذهبي وهو عبارة عن تشغيل ساعات أضافية من المولد الأهلي يبدأ بعد الساعة 12 ليلا ، ويستمر حتى الساعة 12 ظهرا ، وطبعا تتخلل هذه السويعات فترة استراحة لمد ساعة بعد ثلاثة ساعات تشغيل ، حمدا لله على التغيير ، وشكرا لأمريكا محبة الشعوب ، وشكرا لأصحاب الجناسي مثنى وثلاث ورباع ، وشكرا لدولة المنطقة الخضراء الوطنية العظمى ، وأنا للوطن وأنا له غير مواطنين .       

251
إضاءة

( أسمع كلامك أصدقك ، أشوف أفعالك أستعجب )
حامد كعيد الجبوري

        بعد أن استنفذتُ مُعجم الأمثال الشعبية العراقية لأغلب مواضيعي التي ذكرت بها إدارة الحكومة العراقية استعنت بالأمثال الشعبية المصرية ، وسبب إضاءتي هذه لحديث متلفز لفضائية الحرة والعراقية  تحدث لهما  دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي ليلة الثلاثاء على الأربعاء ، 17 ، 18 / 5 / 2011 م ، ودولة رئيس الوزراء وهو يتحدث لنا همومه الرئاسية  عرض ما يسمونه ( السبتايتل ) خبرا يفيد  أن قوات الأمن العراقية أمسكت عصابة بحي الكرادة ببغداد تتكون من أربعة أفراد ، الى هنا حسن جدا ، ولكن ثلاثة من هؤلاء الأفراد ينتمون لقوات الأمن العراقي ، بمعنى ( حاميها حراميها )  ، وعودة لحديث السيد المالكي الذي تحدث بملأ فمه وبفخر لا يعدله فخر أنه ونوابه الثلاثة  لم يعينوا أحدا وفق الضوابط الحزبية أو روابط القرابة ، أو روابط المذهب والدين والجنس ، لأن دولة السيد رئيس الوزراء ونوابه لا يملكون حق التعيين ، وأنا هنا لست بصدد التسائل  أو قل الرد عليه لأني أعلم كما يعلم الآخرون أن الرجل قد يكن صادقا بطرحه هذا ، ثم أن من يريد أن يعينه قد عيين في صدر الرسالة التغييرية الجديدة ، بمعنى أدق وأوضح أنه لم يبق أحدا من أقاربهم وأعضاء أحزابهم ومعارفهم  لم يعين لحد الآن ، وأفاض دولة الرئيس بحديثه أن السادة وزرائه هم من يملكون حق التعيين ، وأن هؤلاء قد عينوا أبنائهم وأقاربهم حد الدرجة المائة ، ولأن الرسول الأعظم ( ص ) قد أوصى بسابع جار فقد امتدت بركات هؤلاء الوزراء لحد الجار ال 200 ، ولست متيقنا من سخط أو رضا دولة السيد رئيس الوزراء حفظه الله من أداء السادة أصحاب المعالي الوزراء ، وببساطة شديدة أقول لسيادته أن كان جادا بحديثه الذي يتصور ان هذا الشعب المسكين المبتلى لا يعي فعل ساسته الجدد ، وهنا أحب إيراد  رأي  فلاح أمي يقول ، ( أسوأ وزارة للعراق كان على عهد الخلافة الإلهية ( الصدامية ) المقيتة ، وتحديدا فترة تولي المقبور ( محمد حمزه الزبيدي – المضمد – )  رئاسة وزراء العراق ، والأغرب من ذلك لم تستطع حكوماتنا المتعاقبة منذ 2003 م وليومنا هذا أن تأتي بحكومة تؤدي مهامها بأفضل من حكومة الزبيدي المقبور ، والتي تعد كما يقول الفلاح الأمي أسوأ حكومة بتاريخ العراق الحديث  ، ويقول هذا الفلاح المتخلف والذي أدمن الاستماع لبرنامج تحت نصب الحرية للشاعر والإعلامي السيد ( وجيه عباس ) ، يقول فلاحنا هذا نقلا عن وجيه عباس وهو – اعني الفلاح – يسخر من الجميع ، ( بويه يتهمونه أحنه (  الشيعه ) حصلنا السماوات السبع والأرضيين بهذا التغيير ، لا عمي تره كلشي ما حصلنا وروح أبوكم ، غير أشهد أن عليا ولي الله بالفضائية العراقية ، ومدري جم فضائية تلطم على ضيمنا وظيم ابونا )  ، وعودة لحديث دولة السيد رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي بخصوص وزرائه الذي لم يستطع كبح  لجام  تعييناتهم العشوائية لمن هب ودب من أقاربهم وذويهم وخاصتهم أقول له ،  يا سيدي دولة رئيس الوزراء ذلك أبسط بكثير مما تتصور ، فحله ليس بالعقدة المستعصية إن كنتم جادون فعلا برسم طريق جديد للعراق وإعادة بنائه وطنيا  ، وأن كنتم فعلا جادون بأخذ كل ذي حق حقه ، بعيدا عن الشهادات المزورة ، وإصدار قوانين العفو عن المزورين ، وبعيدا عن المحسوبية الطائفية والحزبية الضيقة ، أحزم أمرك سيدي  وبرهن لشعبك المبتلى أنك وغيرك تريدون إيقاف عجلة التدهور والذهاب بالعراق صوب المجهول بهذا الباب وبأبواب أخرى ، أقترح عليك أن تصدر تعليماتك وتوعز للبرلمان العراقي أن يعيد مجلس الخدمة الوطني للواجهة مجددا وعنده سوف لن يستطع أي وزير في حكومتك أن يعين فراشا او حارسا له ، فلو أسمعت لو ناديت حيا ، للإضاءة ......... فقط .   

252
إضاءة
الحكومة العراقية وبرلمانها يطلقان النار على المرجعيات الدينية

                                                                                                                 حامد كعيد الجبوري
       الكل يتذكر انتخابات البرلمان العراقي الدورة الأولى عام 2006 م التي حشدت لها الأحزاب الدينية سنية وشيعية واعتبرتها معركة وجود ، وحينها بدأت التصريحات من مراجع الدين شيعة وسنة ، كل ينتصر لطائفته تثقيفيا ليحصد من الأصوات ما يؤهله للفوز على الجانب الآخر ، ومؤكد أن تلك الانتخابات هي التي كرست الطائفية السياسية في العراق المبتلى وبدأت عمليات الذبح على الهوية من كلا الجانبان ، وهذه الانتخابات أوصلت الكثير من القتلة والذباحين  للبرلمان العراقي  ، ونتذكر كيف تحركت الأحزاب الدينية لتستخدم الدين وسيلة لمبتغاها وكان لها ما أرادت ، ولا أريد التحدث تفصيلا بذلك وكيف أستغل البرلمانيون المقدسات الدينية وعلماء الدين ، وفتاوى التحريم من أن تنتخب غير أبناء طائفتك وملتك ، ثم بعد ذلك بدأ هؤلاء البرلمانيون والسياسيون يحطون رحالهم لدى مراجع الدين لأخذ النصح والبركات منهم ، حتى خيل للكثير من السذج بأن هؤلاء  – المراجع سنة وشيعة -  هم من يقود البلاد بفتاواهم وتوجيهاتهم ، وحين عرف مراجع الدين بأن هؤلاء لا يمثلون إلا أحزابهم الدينية لذا بدئوا يسحبون ثقتهم من هؤلاء السياسيين والبرلمانيين شيئا فشيئا ، وحين انتخابات عام 2010 م بدأت التصريحات من المراجع بأنهم يدعون الشعب العراقي لأن ينتخب الأصلح ، ومع ذلك وردت من هنا وهناك أكثر من تلميح لكي ينتخب الناس نفس القوائم التي سبقت ، وجرى ما جرى ووصل الى البرلمان العراقي قوائم   يعرفها الجميع ويعرف تاريخها وعدم تقديمها شئ يذكر لصالح المواطن والوطن ، وبدأت عملية تقسيم الغنيمة بين الفرق المؤتلفة سرا  ، والمختلفة علنا ، ووصلت المحاصصة المنفعية الى درجات المدراء ونزولا لأقل المستويات ناهيك عن الوكلاء للوزارات ، والوزراء أنفسهم ، وبدأت عمليات السطو والاستحواذ على المال العام علانية وبلا رقيب ، ولم تكتفي هذه الأحزاب بما قسمه لها السيد المحتل بل لجأت لتأسيس الشركات النفطية وشركات النقل وشركات الحمايات الأمنية ، وأصبح من كان عالةً على الدولة الفلانية ودخل الى العراق مع المحتل ( حافي ) كما يقال  يملك ما يسمى ب ( سعفة ) قياسا الى المال الذي قدمه – المسروق طبعا – الى الشركات المختصة في الأمارات العربية المتحدة ليعطى ( سعفة أو اثنتين ) في نخلة الاقتصاد الإماراتي ، ولأن النظام الديمقراطي نظام فضائحي كما يقال لذا فقد عرف العراقيون بأسماء تجار السياسة الجدد ، ولأن هؤلاء بدأت سيوف أحزابهم تصل لرقاب الكثير من العراقيين ، ولاستئثارهم بالمال العام والوظائف لهم ولأبنائهم وأقربائهم لحد الدرجة العاشرة ، بدأ الضجر يدب لجسد المجتمع العراقي ، وبدأت انتقاداتهم تصل الى أذن المراجع الدينية ، ولخوف هذه المراجع من فقدان الهيمنة على الناس ، ووصول أحاديث الناس لهؤلاء المراجع الذي بدئوا سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء الساسة المنتفعون ، تحركت الحمية العقائدية لدى المراجع وبدئوا بإطلاق تصريحات من هنا وهناك وعلى لسان ما يسمى وكلاء المراجع منددة بسوء أداء الحكومة العراقية وبرلمانها العتيد ، وبدأنا نسمع بما يسمى خطب الجمعة وهي تتحدث بألم المراجع لما وصل إليه  حال العراقيون ، وآخر تلك المفارقات التي تحدث عنها المراجع هي ألفاء نواب رئيس الجمهورية لأنه منصب تشريفي ليس إلا ، وتقليل رواتب الرئاسات الثلاث ، وبعد أخذ ورد ، ونفي وتأكيد ، ورفض وقبول ، لم يستطع البرلمان العراقي من تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث ، وأزاد الطين ( بلة ) بعد أن تم أنتحاب نائب ثالث لرئيس فخري تشريفي ، والمجيء  بنائب ثالث مرفوض من الجميع إلا من قائمة التحالف الوطني ومن سار بركبها ، بمعنى أدق ان الحكومة العراقية وبرلمانها رأت اليوم أن لا حاجة لهيمنة ما يسمى بمراجع الدين على العملية السياسية ، ومن الأفضل لها – الحكومة والبرلمان – إنهاء هذه الهيمنة بعد أن وصل الجميع من الساسة والبرلمان من الاكتفاء الذاتي  ، لا وبل أصبح لهذه الأحزاب مراجع – وعاظ سلاطين – جديدة يقتدون بها ، وهنا أذكر طرفة أجدها مناسبة جدا لمثل هذا الموضوع ، يقال أن رجلا فقيرا وبسيطا جدا له زوجة خارقة في الجمال ، وقع بصر أحد ( الموامنه مفردها مومن ) عليها فتعشقها بسره وقرر ان يطلقها من زوجها ويتزوج بها ، وبدأ يتربص بالزوج المسكين ، أحد الأيام وجد ( المومن ) ذلك الزوج يقضي حاجته ، فصاح بأعلى صوته ماذا تفعل أنك تقضي حاجتك وجسمك مستقبل للقبلة الشريفة ، فزع الرجل – الزوج – وقال ( مولانه والله ما أدري ) ، أجابه أتدري أن زوجتك لا تحل لك بعد الآن ما لم تتزوج بغيرك وإلا فأن غضب الرب سيطالك وتدخل بسببه النار ، قال الزوج المغفل وما ذا أفعل مولاي ، قال لا عليك طلقها وبعد العدة سأتزوجها حفظا لها عندي ومن ثم أعيدها لك ، تم الطلاق وحققت غاية ( المومن ) ورفض تطليقها بعد أن ذاق عسيلتها ، في أحد أيام أداء المراسيم الدينية وجد الزوج المطلق الزوج الجديد ( المومن ) وهو يقضي حاجته  مستقبلا القبلة ، فرح الأبله بذلك وقال مخاطبا ( المومن ) ، ( شيخنا طلكها المرتي حتى أردها ألي ) ، أجابه ( المومن ) لماذا ، أجابه لأنك تقضي حاجتك وأنت متجه لقبلة الله ، أجابه (  المومن ) هازئا ( لا عمي أني داير راسه ) . للإضاءة فقط .

253
( خل يا كلون !!! ما طول خالهم طيب )


حامد كعيد الجبوري
 ( يا مسعده وبيتج على الشط
وجدام بيتج يسبح البط
وأمنين ما ملتي غرفتي )
        صحيح أن الأمثال خلاصة تجربة الشعوب ، ولكل شعب أمثاله التي يحفظ  ويعتز بموروثه وتراثه الشعبي ، ونحن في العراق نجد لكل شاردة وواردة تطبيقا معينا لمثل ما ، ( أبو المثل ما خله شي ما كاله ) ، ففي كل يوم يمر على حياة العراقيين ( نغسل أيدينه أبسبع قوالب صابون ) من هذه الحكومات المتعاقبة على حكم العراق بعد التغيير حصرا ، وأقول بعد التغيير حصرا لأن هؤلاء الساسة الجدد أتت بهم صناديق الاقتراع كما يزعمون ، لا عن طريق الدبابات والانقلابات العسكرية المشئومة ، كل شئ خطط له حسب مقاسهم  لا مقاس شعبهم المبتلى ، كتبوا دستورهم كما يشاءون ، ومن كتب هذا الدستور ؟ ، كتب بأقلام لا علاقة لها بقانون أو خبرة دستورية ما ، وضعوا بأيديهم قانون انتخاباتهم المزعوم ، فلان يحصل على 140 صوت فقط يصبح عضوا لمجلس النواب – طيب الذكر - ، وفلان يحصل على 14000 ألف صوت ولا يحصل على مقعد نيابي ، ألم أقل أن كل شئ وضع حسب مقاسهم ، ولم يفتهم أن يحسبوا حسابا في ما إذا ترهلوا أو خسوا ، فللترهل مقاسه الجديد ، والعكس صحيح ،  خلافهم مع صدام حسين لم يكن خلافا فكريا عقائديا وطنيا ، بل خلاف مصالح ومنافع شخصية ، المقبور صدام يسرق أموال العراق بلا قانون ما ، لأنه هو القانون ( إذا قال صدام قال العراق )  ، والقادم الجديد شرعن سرقته ضمن لوائح ومستندات لا حصر لها ، لو أخذنا مثلا رئيس جمهورية العراق الذي أقسم برب البيت الأبيض أن لا يخرج أو لا ينهض عن كرسي الرئاسة إلا وهو محمول على عربة مدفع لمثواه الأخير ، ولا أعرف ما معنى تسميته صمام أمان العراق ، وحقيقة الأمر أن العراق بلا صمام أمان وقتنا الحالي ، وزراء بعد 43 وزارة لا يؤدون أي خدمة وزارية يشار لها ، وزير للتجارة يتسبب بخسارة أو سرقة أو هدر مال بمقدار 500 مليار دينار ، يقال من منصبه ويودع التوقيف ويطلق سراحه بكفالة 50 مليون دينار يدفعها ويغادر للمكان الذي أتى منه ، وزراء للكهرباء أحدهم سرق 6 مليارات دولار ويعود لأمريكته الأم الحنون ، والآخر يجمع مال الوزارة ويغادر لمأمنه في أمريكا ، ويتحدث عنه السيد المالكي بحديث متلفز يقول فيه ، ( لو أعلم وزيرا للكهرباء أكفأ منه وأحرص لاستبدلته فورا  )  ،   ونظرة لرئيس وزراء العراق الذي لا يغادر خضرائه خوفا عليها من الجفاف وعدم السقي لها ، لذا رابط فيها ولا يخرج منها إلا بين حين وآخر ، رئيس لوزراء العراق لا يستطيع أن يعين قائد شرطة كما حصل في الموصل ، رئيس وزراء لا يستطيع حل اللجنة الأولمبية فكيف به حل معاضل العراق ومشاكله المتراكمة ، رئيس وزراء لوزراء كل يمثل كتلته وحزبه وقوميته وطائفته ، رئيس لوزراء العراق بوزارة لا وزير للدفاع ولا للداخلية ولا للأمن الوطني فيها ، فلو أخذنا مثلين حدثا الشهر الخامس لحكمنا على عدم كفاءة هذه التشكيلة الوزارية وبخاصة الأمنية منها ، مكتب مكافحة الإرهاب يقتحم من الإرهابيين ويقتلون مدير المكتب برتبة عميد وضباطه ومنتسبون لدائرته ويخرج علينا الناطق بسم حفظ القانون قاسم عطا ليقول أن أحد الإرهابيون خطف بندقية الحارس وقتله وأطلق سراح بقية الإرهابيين ، عجيب هذا التصريح الذي لا يقبله ويصدقه عاقل ، ثم من أين أتى هذا الإرهابي بقنابل يدوية ليطلقها على الحراس ، والغريب أن يصرح أحد البرلمانيون قائلا أن هذا الإرهابي يمتلك من الرفاهية ما لا يملكه غيره ، فبحوزته  ( موبايل ) يدير به عملياته وهو داخل السجن ، والحادثة الثانية ما حصل في محافظة بابل ، سيارة لأحد الإرهابيين تقتحم قاطع عمليات النجدة وتحدث مجزرة بشرية ، الى هنا نقول أنها حادثة كبقية الحوادث في العراق المبتلى ، ولكن أن يعود الإرهاب نفسه وفي اليوم التالي لحادثة مجزرة الحلة ويفجر سيارة ملغمة بجنب قاطع النجدة ، وعبوة أخرى وضعت بأحد السيارات التي تفجرت يوم أمس ، السؤال الذي يطرح نفسه كيف تسنى للإرهابيين ذلك ؟ ، وأين ذهبت تلك ( الهلمه ) من الضباط والمنتسبين ؟ ، وأين تلك الكلاب البوليسية التي أشتروها بمعدل 130 الف دولار لكل كلب ؟ ، ومعلوم للجميع أن هذه الكلاب يقف على خدمتها أكثر من عشرين منتسب ، ومدرب ، وطبيب بيطري ، يقال أن هذه الكلاب بخدمة قائد شرطة بابل فحين خروجه من داره لمقر عمله يصطحبوها لتفتيش الشارع الذي يسير به موكب القائد الهمام ، أقسم برب الغانيات لو سلمت الأمور الأمنية لرعاة بقر لكان أدائهم يفوق أداء القوات الأمنية العراقية .
    وعودة للمثل الذي قلناه ( يا مسعدة وبيتج على الشط ) ، يمكن ان نطبقه على واقعنا الأمني الحالي ، بسبب المواعيد الوردية التي يعدنا بها من يقوم على أمننا الذين وصّفوا لنا ( الهور مرك والبردي خواشيك  ) ، ويقال ان أحدهم زار أختا له ، وأثناء فترة الغداء التي قدمت له قال لأخته ، ( والله أشلون شفت سمج بني كت أجيب الولد أختي منه ) ، قالت له أخته ( لا دادا شنو هالزحمه ) ، أجابها بإصرار ( خل يا كلون ما طول خالهم طيب ) ، والعاقل يفتهم ( من هل المال حمل أجمال ) .         

254
التمرد على المألوف في القصائد الشعبية
( النهد انموذجا)
                                                                                                                  حامد كعيدالجبوري

      واهماً يتصور البعض ان النصوص الشعبية قد لا تحتاج لاكثر من قراءة سطحية واحدة ،لاعتقادهم ان شاعر تلك القصيدة لا يمتلك الثقافة التي تدعو الباحثين والنقاد لتناول موضوعاتهم الشعرية، اعتداداً بانفسهم اولاً ، وزعمهم بعدم وجود نص شعري يستحق عنائهم ثانياً، والمتتبع الثاقب يخالف ذلك الوهم الذي وقع به الكثير ، ومابين الطرح هذا ونقيضه كان المتضرر الوحيد هو الادب الشعبي عموماً ، وبالرغم مما قيل ويقال بخصوص الادب الشعبي ، وتشريع قوانين جائرة( قانون سلامة اللغة) لمحاربة هذا الفن الجميل ، وأجمل ما فيه اشتقاقه من الشعب / فيقال ادب وشعر وشاعر شعبي ، ورغم ذلك فقد انبرى اكثر من باحث وناقد وراع لهذا الادب السامي- اليعقوبي ، الخاقاني، الدكتور مصطفى جواد ، هاشم الرجب ، عادل العرداوي ، حسين سرمك ، كاظم غيلان واخرين) وللصباح وثقافتها الشعبية يد بيضاء لتسليط اكثر من ضوء على رموز شعرية واقلام نقدية كانت منكفئة او مهمشة حد الموت ، ولا اريد ان اعد متزلفاً ان خصصت بالذكر اسماء العاملين بثقافتنا الشعبية في صباحنا الغراء او في صحيفة طريق الشعب.
        استقصيت كثيراً قصائد غزل لشعراء شعبيين كبار رحلوا وتركو لنا ارثاً شعرياً غير قليل ، وكلهم من شعراء القصائد العمودية(الكلاسيكية ) مليئة بالعواطف الرقيقة وجزالة المفردات ، قصائد لا تزال تردد وتحفظ من الشعراء وتؤدي في اغلب مناسبات الافراح ( اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه ، بحشاشتي سهمك مضه ، يهواي دمشي ابهونك ، ذبيت روحي اعله الجرش ، وغيرها) ، الشاعر في اغلب هذه القصائد يتحرج كثيراً لاسباب اجتماعية ولربما دينية من ان يصف محبوبته وان حصل هذا فلا يتعدى وصف العين والجبين وبياض الوجه وحسن الطلعة والقوام الرشيق والسير الوئيد، ولم تكن نساء العقود الماضية من القرن المنصرم يخرجن سافرات ، والقلة القليلة منهن تكشف عن وجهها ، وتتحدث عجائزنا بانهن يرتدين تحت العباءة ما يسمى (المشلح) وهو عبارة عن ثوب اسود يصنع من الصوف اقصر من العباءة واسعاً نوعاً ما كي لا يبرز مفاتن النسوة من نهود وارداف ، فأن تطايرت اطراف العباءة فالمشلح يستر عما تطاير من اطراف العباءة، مما حدا ببعض الشعراء التغزل بالمذكر مستعيضاً عما يريد قوله لحبيبته ( يعيني عاين اركاب ، وشوف اصدور الاحباب)، ورغم ذلك وصلت الينا نصوص خرجت عن هذا المألوف قليلاً وبقيت دائرته محدودة جداً ، كما في هذا النص من التجليبه للشاعر القدير الملا منفي الملا عبد العباس الحلي ، (يكاظم مهجتي  ) والتي اداها الراحل داخل حسن
                   حي حلو المعاصم والنهد فنجان
                  الوجه دورة كمر ومشذر ابمرجان
                 مله قرطاس صدره ابصورة الرحمن
                  وبختم التبر سلمان خاتمها
 قرطاس صدره ، النهد فنجان ، ولربما اكثر من ذلك بتورية جميلة وسباكة شعرية اجود وايحاء على التمرد اعنف يأتي على لسان فتاة تخاطب امها بهذا (النايل ) متبرمة من واقع تعيشه
                      يايمه خبري الابو             انه استحي منه
                      كبرن نهود الصدر            للزيج شكنه
وستجد لاحقاً في هذه الموضوعه كيف استطاع الشعراء المحدثين من ترسيخ هذه الصورة في البيت الثاني ( كبرن نهود الصدر، للزيج شكنه) ، تأطيرا وتعميقا ورقة.
ولوعدنا للشاعر الحلي محمد ابن اسماعيل الملقب بابن الخلفه” صاحب البند المشهور” والمتوفى عام    1877م وقرأنا بتمعن مواله الجميل:
                     يا عين ريم ربت برياض نجد وحي
                    يامرحبه ياهلا بك حين تجبل وحي
                   كصدي ازورك واطوف كباب نهدك وحي
                   واروي ضمه مهجتي من مبسمك وسنان
                    يا لدوم عيناك ترمينه ابسهم وسنان
                   اتبات ريان طرفك بالكره وسنان
                   ونام منك شبه ملسوع عكرب وحي
وعودة لقصيدة “ يكاظم مهجتي” والمكتوبة عام 1940 م وموال ابن الخلفه المتوفى عام 1877 م لوجدنا الفارق الزمني بين النصين قرن كامل تقريبا ولتلمسنا بطئ الانتقاله وتوضيح الصورة اي انهما لايزالان غير بعيدين عن المألوف ولو تمعنا بهذا البيت من الابوذيه المكتوب عام 40-1950 للشاعر محمد علي بنيان الجبوري لوجدنا الشاعر بدأ يتململ داخل مألوفه محاولا تخطيه وتعليل ذلك ظهور اكثر من شاعر يدعوا للسفور وكسر قيود الماضي “ اسفري فالحجاب يبنة فهر” وافتتاح اكثر من مدرسة للبنين والبنات رغم قلة الدارسون والدارسات فيها وافتتاح الجامعات بمعنى ان كل الحياة المجتمعية بدأت تخطو صوب التطور والانفتاح والشعر الشعبي جزء غير مهمش فيها.
                          اطوف ابين ذرعانك والنهود
                         واشمك مية الف شمه ولا انهود
                         اهد الدنية لودادك ولا انهود
                         ابحبل مجتوف والعكده خفية
        بعد الرابع عشر من تموز الخالدة 1958 م بقيادة الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم رحمة الله وحصول التمرد على كل تخلف وتقوقع وتأطير ونمطية ، وانفتاح العراق بكافة اطيافه واعراقه ومذاهبه صوب التحضر والرقي وردة فعل طبيعية ان يتمرد الشعر الشعبي على مألوفه فكانت الثورة العارمة على نمطية القصيدة الشعبية الكلاسيكية وكسوتها لبوسها الجديد الجميل قبل ثورة 1958 م  على يد المتمرد الكبير مظفر النواب مواكبة للتمرد الذي حصل من الشاعر الرائد بدر شاكر السياب ولست بصدد الثورة الثقافية الشعبية فالنواب الكبير اخرج القصيدة الشعبية من عموديتها صوب قصيدة التفعيلة اولا وتوضيح الصورة المرمزة او المشفرة التي يرسمها شعريا ثانيا بمعنى انه اسس للوحات وصور شعرية يمكن للاخرين اتباع اثرها بريشة جديدة والوان زاهية أخرى وأنى لهم ذلك :
              كضبة دفو يا نهد
             لملمك برد الصبح
              ويرجفنك مراجيح الهوة يا سرح
              يا ريل لا لاتفززهن تهيج الجرح
             خليهن ايهودرن حدر السنابل كطه
وفي قصيدة نهران اهلنه المنشورة في جريدة الراصد عام 1971م للنواب تقول:
                       ينهران اهلنه
                       ذيج الليلة ختلنه دفو الكمره
                      مثل كل ليلة يحبيب ولاندريش
                      ولن بالظلمة ما مكصودة يبنادم
                     لكينه الدفو توه يريد يدفع
                     والصدر توه فرش دوشكه للعرس
                   ومن ليلتها وما مش في يكفينه
ومبكرا اقتفى اثر النواب الكبير الشاعر الرقيق المغيب ابو سرحان فيقول: في قصيدة شوك الحمام
                حفنه غوه بكل رمش والنظره حداري
                وانهود زوم امتلن مشحوف عشاري
ويجذ ّر ابو سرحان صورته بتمرد اجمل في قصيدة سولفتلي
                ويسمر اول هيل اكش كشه برد
                ويسمر اول هيل يبرد لي النهد
               ويسمر اول هيل جنت انه استحي
                                                      واوصل ورد
عند قراءة قصيدة كام اعلى حيلة الكلب للشاعر  موفق محمد نجد انه قد اضفى على النهد سمة جديدة فالنهد يتحدث والشاعر يستمع لحديث النهد بانامله:
                      وبسكوت شرب العسل
                      اشكد طيب البسكوت
                       ولوز الشفايف غنه
                     وعاللوز روحي تموت
                       يحجيلي كل النهد
                     وانه اسمع ابإيدي
                     ولتبطلين اللعب
                      يرويحتي هيدي
ولو تمعنا جيدا بقصيدة الشاعر الكبير عريان السيد خلف (واضح) الذي يحاول جاهدا الخروج عن مألوفيته ولكنه يصطدم ببيئته وافرازاتها العقائدية والعشائرية فيرفضها ويرمز باجمل ما تكون الصورة المتعطشه الداله بوضوح عن ثورية الجملة وروعة التصوير:
                                  واضح بعد ما يحتاج تتعذر
                                من يبست  الشفه ولونها اتغير
                              من ثلج البديك ايصل صليل وداع
                              والحجي السلس بلسانك اتعثر
                             من تدلع غنج عندك عذر مقبول
                             رمانك لحك والزيج ما ينزر
وذروة الخروج عن مألوفية الواقع ترميزا للنهد نجدها عند الشاعر رياض النعماني وبمقارنة بسيطة بين نتاجه قبل الغربة وبعدها لوجدنا ان للبيئة التي عاشها متنقلا بين منافي الدنيا وصولا لمحطته الاخيرة “ دمشق” بون كبير ولتلمسنا تمرده متوجا لنصوص اقرب للبيئة التي عاشها مغتربا فيخرج النهد من جسده محيطا به صورا اجمل لبيئةٍ عراقية وغربية ، بمعنى تلمسه جمالية المكان والصورة مسبغا للنهد اكثر من حيز جميل فيقول في مقطوعته (قصيدة)
                             بستان طيب وورد
                             تكعد ابفي النهد
                             نور الحسن نوره
                             سبحان من كوره
                            وانطاه ريحة سعد
                            يا ربي هذا نهد
                            لو..... توه انولد
ويحاول بقصيدة “ صبح جنوبي” ان يرسم صورة بريشة مغايره ومكان اوسع، الا انه يبقى يدور بفلكها فيقول:
                              ارسمك جوري وتغيب
                             وبرتقال النوم بالنهدين يتفاوح
                             وغيم ايطير
                            غيم اينث على سواجي الكرنفل
                                                                  نعس وردي
                             ومدري شنهي اويا
                            اله طعم الزبيب
                            اتحسر الجمار
وفي قصيدة “ يومية الدرب ياخذني للبستان” يمازج الصور الاولى بمشهد اجمل واكثر تكريسا لمشهد النهد
                                  والنهد يردم
                                  فحل رمان النهد
                                  زام وتلملم
                                 ويه فزت الكطه ايفز
                             عايف اصديره ويه كل غرنوك
                             يتبع زفة “ الحذاف”
                             فوك امن الصحين ايهمهم ادهم
                             نهد...
                            كل الدنيه حكمه
                            ومارضه
                            ويريد ،
                           بعد يريد يحكم
بقي ان نقول ان احدهم اراد الخروج عن المألوف مبكرا وتريث وارتاى ان يمزق قصيدته رغم شياعها في الاوساط الادبية النجفية وحفظها المتذوقون للادب الشعبي وكانت هوية الدخول للاذاعة العراقية للفنان ياس خضر.
                        الهدل..
                        امنين اجبيب ازرار للزيجة هدل
                        اشلون يتزرر الشايله جبل

255
عرض كتاب
( أضواء على الهروب من سجن الحلة )

                                                                                                            حامد كعيد الجبوري
     بين الحقيقة ونقيضها ( أربعة أصابع ) ، هذا ما توارثناه  من أمثالنا الشعبية ، بمعنى أن العين ترى الواقع مجسدا أمامها أدق من الأذن التي ينقل لها الحديث من هنا وهناك ، مضافا له ومجتزئا منه بحسب رأي الناقل ومدى صدقه وإلمامه بالموضوع الذي نقله ، وبين هذا وذاك  وكل يدعي لنفسه مجدا ليخلد به ، ومن خلال عملية الهروب من سجن الحلة الدكتاتوري ، ف( عقيل حبش ) عد نفسه المخطط والمنفذ الأوحد  لعملية الهروب من سجن الحلة ، ولابد لي من أن أشير لمعلومة سألت بها الرمز العراقي الكبير مظفر النواب أثناء حضوره لأمسية شعرية أقيمت لي – (حامد كعيد الجبوري) - في مقر الحزب الشيوعي العراقي  بدمشق عام 2009 م ، لأن الشاعر الكبير مظفر النواب أحد رموز التخطيط والتنفيذ لعملية الهروب من سجن الحلة ، قلت للشاعر الكبير مظفر النواب هل ل( عقيل حبش ) الدور القيادي بعملية التنفيذ ؟ ، أجاب المظفر - والرجل حي يرزق – لا وإنما هو من المنفذين لعملية الحفر مع رفاق آخرين ، علما ان المناضل عقيل حبش قد كتب رواية بهذا الباب وقد حجب دور الآخرين بعملية الهروب  ، ودخل هنا على الخط – اعني الهروب – الأستاذ جاسم المطير الذي ركّز  على  دوره الشخصي  ،  وأضفى لنفسه العملية الريادية في التخطيط  ضمن سلسلة مقالات تحت عنوان ( معضلة الذاكرة ) ، ردا على الباحث محمد علي محي الدين بسبب عدم دقة معلومة أوردها بخصوص النواب الكبير ، ورأيه – اعني المطير – صحيح بذلك أذ يجب على الباحث محمد علي محي الدين توخي الدقة المتناهية في ما يذهب أليه ، وقد تناسى  تعمدا أو سهوا المناضل المطير الدور القيادي للمناضل الشيوعي ( حسين سلطان ) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، ودور الرفاق الآخرون ممن كانوا ضمن تنظيمات اللجنة المركزية للحزب ، وهنا تبرز عوامل وأسباب أخفاء دور اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بسبب أن الآخرين يعدون تنظيميا ضمن صف القيادة المركزية للحزب الشيوعي ، وتبرز هنا أيضا ملاحظة دقيقة ركز عليها الباحث وهي ان التنظيمات الحزبية للشيوعيين لم تكن قد تبلور لها عملية الانشقاق قبل الشروع بعملية التخطيط والتنفيذ لعملية الهروب ، ويرى الكثير أن عملية الانشقاق حدثت أثناء الهروب من سجن الحلة أو ما بعده بقليل ، وهذا ما أكده المناضل الشيوعي ( جاسم الصكر ) و المناضل ( عبد اليمه هادي  أبو نصار ) ، بمعنى أن السيد حبش والسيد المطير برزا دور قيادتهم المركزية على دور اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، وفي المقابل نشر الأستاذ ( خالد حسين سلطان ) نجل المناضل الشيوعي ( حسين سلطان ) مذكرات والده عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، معتبرا ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ممثلة به - ( حسين سلطان ) – مضفيا لنفسه الدور الأكبر في عملية الهروب من سجن الحلة تخطيطا وتنفيذا وقيادة للجميع ، وبين المناضل المرحوم حسين سلطان دور كل مجموعة ، المخططة والمنفذة بوصفه المسئول الأول عن عملية الهروب بحكم مسؤوليته الكبرى في السجن وموقعه الحزبي عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، وربما ردا لكل ما أورده المناضل ( حسين سلطان ) صدر كتابا للأستاذ جاسم المطير وهو عبارة عن مجموعة مقالات بخصوص الهروب من سجن الحلة أسماه ( الهروب من نفق مضئ ) عن دار الرواد وصّف فيه اللجنة المركزية والقيادات الشيوعية بأبشع الأوصاف متهمها باليمينية والذيلية والارتدادية ، والغريب كما يقول الباحث محمد علي محي الدين  أن يشفع الكتاب بمقدمة للدكتور ( كاظم حبيب ) التي يقول عنها الباحث محمد علي محي الدين ، ( كانت مقدمة مجاملات شخصية أكثر منها علمية ناقدة بعيدة عن الانحياز ، أنجر فيها الدكتور حبيب دون علم منه الى طروحات الكاتب والغرق في مستنقع الثوريات الزائفة مؤيدا لها محتفلا بها ضمنها الكثير مما يستحق الرد والتفنيد ، غافلا عن التهم الموجه الى قيادة كان ضمن هيكلها ومن كوادرها العاملين ، مرتضيا نعت المطير للقيادة التي هو في قوامها باليمينية الذيلية مما يعني ان الدكتور الحبيب لم يقرأ الكتاب او يطلع عليه أو أنه يقر بذيليته ويمينيته التي نعته بها في ردي المنشور على المقدمة والكتاب ) ، وللباحث محمد علي محي الدين غاية أساسية لتكثيف جهده والخروج بهذا المنجز ، يقول بما معناه أن قيادة الحزب الشيوعي العراقي وبعد التغيير حصرا وضعت جل اهتماماتها لمتابعة وضع البلد بعد التغيير وانخراط الحزب ضمن العملية السياسية لتقويم وتصحيح ما يحتاج الى المشورة المخلصة لسياسي العراق ، ولم يجد الحزب الوقت الكافي للرد على مثل هذه الأطروحات مكتفيا بما يرد به رفاقه الذين أكدوا حرصهم وتفانيهم للدفاع عن التاريخ المشرف للشيوعيين ، وبقول الباحث محمد علي محي الدين بما نصه ، ( رأيت حفاظا للأمانة التاريخية نشر ما كتب وقيل في عملية الهروب لتكون ردا على الأكاذيب والإدعاءات التي أنجر لها المطير ومن سايره من الأطراف الأخرى ، لتكون بأيدي الباحثين المنصفين حتى لا تضيع الحقائق ويزور التاريخ إرضاء لهذا الطرف أو ذاك  ) ، حقيقة ان ما أنجزه الباحث محي الدين يعد جهدا مميزا ، ومن المعلوم أن الهروب كان عام 1967 م ، وقد أوضح الباحث الوضع السياسي العام للعراق موصفا بدقة سجن الحلة وزنزاناته ، وسلط الضوء على الرموز التي يعتقد فاعليتها بعملية الهروب ، وقد صدر كتاب ( أضواء على الهروب من سجن الحلة)  عن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة ، ويقع كتاب الباحث محمد علي محي الدين ب ( 210 )  صفحة من الحجم الكبير .     



256
إضاءة
للبيع !!! جنسية عراقية
                                                                                                  حامد كعيد الجبوري
بلاد ألفناها على غير رغبة
            وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هواءها
            ولا ماؤها عذب لكنها وطن
                                             صفي الدين الحلي
         قبل أيام خلت كتبت موضوعتين أحداهما ( من الجحيم الى الجحيم )  ، وأخرى ( من الهدم الى الهدم ) ، في كلتي الموضوعتان تحدثت عن ممارسات حزبية وسلطوية للقادم الجديد ، مقارنة مع المجتث البعث ، خلصت لنتيجة مفادها أن التغيير الذي حصل في العراق لم يكن ألا امتدادا لنظام قُبر ، قلت حينها أن لم يكن صدام حسين يستحق اللعن لأكثر من مرة في اليوم أثناء حكمه الوحشي ، فهو الآن يستحق منا اللعن بعدد مسبحة ( ام     101 ) نستعيرها من المتأسلمين الجدد ، وبمعدل مسبحة كاملة بعد كل وجبة أكل ، وملاحظة ان يكن اللعن بعد الطعام ، لكي لا نحرم شهية تناوله ، وسبب لعني لصدام هكذا لأنه السبب المباشر لوصول إمعات كثيرة ( لا تهش ولا تنش ) لمناصب وكراسي حيوية جدا ، وقد أكن مبالغا أن قلت أن الأمريكان يقدمون للبلد سواء رحل  أم لم يرحل صدام حسين ، ولا أريد اليوم التحدث عن القرصنة السياسية ، والكعكة العراقية ،  والأحزاب التي بدأت ( تفرِّخ ) أحزابا جديدة ، ولا التحدث عن البرلمان العراقي وكوارثه ، ولا الدستور العجول ومآخذه ، ولا الرئاسات الثلاثة ومنافعها ، ونوابها المثنى والثلاث والرباع ، ولا المحسوبية ، والعشائرية التي غذيت مرة أخرى لتنشط وينشط روادها معها ، ولا الحديث عن الخدمات وعدم وجودها ، ولا المائة يوم المحسوب لها ألف حساب من هنا وهناك ، ولا ، ولا ، ولا ، فكوارثنا التي نعيشها بظل هؤلاء لا تعد ولا تحصى ، ولكن هناك كارثة ستحل بنا قريبا ، أو قل حلت ولكن ببطء وبشكل تدريجي ، رموزها كتلا وأحزابا ، وحدانا وزرافات .
     همس بأذني أحد أصدقائي بأن صديقنا ( فلان ) خرج أبنه ولم يعد لداره منذ فجر أمس ، ولأننا  أصبح بديهيا لنا أن من يفقد هذه الأيام لا يمكن أن يعود لداره بسهولة  ، لذا فضلنا عدم مهاتفة صديقنا ونرقب أخباره من بعيد ، مر اليوم الأول ، والثاني وصولا لليوم الرابع عشر وابن صديقنا خرج ولم يعد ، بدأ اليأس يدب لنا رويدا رويدا ، وقلنا أن الشاب سوف لن يعود ، وعلينا انتظار العثور على جثته ، وحكمنا هذا لمجريات كثيرة سابقة عشناها ونعيشها أولا ، وثانيا عودة أحد المفقودين الحليين  لأهله بعد ثلاثة أيام ، إذن أين ذهب أو قل أختفي نجل صاحبنا الأوسط ، بعد هذه الأربعة عشر يوما رن هاتفي النقال ليعلن لي أحد أصدقائي بعودة أبن صديقنا الذي خطف ، على عجالة ركبت سيارتي وصحبت من هاتفني  وذهبنا لنبارك لصديقنا عودة ولده ، استقبلنا الرجل بحفاوة وفرحة لا توصف ، دخل في الحديث مباشرة ليقول باختصار شديد ، فجرا هيأ ولده نفسه للسفر الى بغداد للتبضع ، أخذ معه 20 الف دولار ، أستوقف سيارة للأجرة وركبها ليذهب الى الكراج الموحد ، ما إن صعد للسيارة شهرت بوجهه مسدسات و ( خناجر ) ، من الركاب المختفون داخل سيارة الأجرة ، اليوم الأول أتصل الرجل بولده عن طريق الهاتف النقال ولم يفلح ، وهكذا بدأ فصل التفتيش وأخبار السلطات بذلك وبدون جدوى ، في اليوم العاشر وبعد يأس طويل طرقت بابه الساعة العاشرة ليلا ، رجل غريب دخل لداره مطالبا إياه ب 50 الف دولار ، ليست فدية لولده لكنها قرض على ولده ، قال صاحبنا لذلك الرجل ، طيب حينما يأتي ولدي تعال وخذها منه ، أجابه لا هيأها لي وستجد ولدك عندك ، إذن هذا هو الخاطف ، وقال مهددا من الأفضل لولدك عدم أخبار الشرطة ، وأن تصورت اني أتيت لوحدي فأنك واهم  ، هناك في الشارع قبالة دارك سيارتان لنا ، ونحن لن نتصل بك عن طريق النقال بل نحضر لك بأوقات نختارها نحن ، يقول صاحبي درست الأمر وجها لبطن فوجدت أن لا خيار لي غير ذلك ، بعد يومين أتاني شخص أخر كما يقول صاحبي وقال ، هيأ لولدك 100 الف دولار وعرفنا انك من عائلة جيدة وأنت رجل مسالم فماذا تقول ، قال صاحبي وما هو الضمان لتسليمه لي ، قال الخاطف لا ضمان لك أبدا ولا خيار إلا واحدا فقط ، ( سلم بلم ) ، قلت له حاضر ، قال إذن غدا موعد التسليم والاستلام ، يقول صاحبي هيأت المبلغ كاملا وانتظرت مقدم ولدي مع خاطفيه ، مرت ساعات الليل الأولى ثقيلة ولم تطرق باب داري كما يقول ، الساعة الرابعة والنصف فجرا طرقت الباب طرقا خفيفا ، عرف صاحبي أن الخاطف أتى ، يقول فتحت باب الدار فإذا بسيارة وولدي يجلس في المقعد الخلفي محاطا بأزلام غي ملثمين ، قال هذه أمانتك ناولني أمانتي ، أنزلو ولدي وأعطيتهم المبلغ المقرر وغادروني في حينهم ، الغريب ان ولدي لم يعرفني ولم يكلمني بحرف أبدا ، سحبته من يده لداخل الدار فاستجاب طوعا ، نكلمه لا يرد علينا ، نسأله لا يجيب ، ذهبنا به الى بغداد في نفس اليوم وعرضناه على طبيب نعرفه ، قال الطبيب لهم أن الشاب أخذ جرعات من ( الهروين ) أو غيره ، لذا يتوجب عليكم متابعة حالته النفسية والصحية لاحقا .
      لا أقول شيئا ولا أعلق بحديث ما لأننا بدولة القانون ، بل أحدث من يقرأ كلماتي هذه وأقول ، ( يرحم والديه اللي يعرض جناسينه العراقية للبيع ) ، ونعرف أنها لا تساوي ثمن ورقها ، ومع ذلك نمد أيدينا كما المتسولون ونقول لمن يقرأ كلماتنا ، ( مروتكم جدوا لنا من يمنحنا جنسية ما وحتى وأن كانت أسرائلية ) ، فاليهود ارحم علينا من أبناء جلدتنا ، بل من ديننا ، بل من مذاهبنا ، ألم يقل الله بكتابه العزيز ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا ) ، وأنا أخاطب الخالق قائلا له ، لا يا ربي أن أرضك غير واسعة فقد ضيقها علينا الحكام الجوف في كل الدنيا ، ناهيك يا رب أن  عراقنا ضيقوه علينا فلا حق لنا ان نعيش في كردستان مثلا ، ولا في المحافظات التي تحمل هوية مذهبية معينة ، فلمن نشتكي أيها الرب العظيم ، للإضاءة ........... فقط .


257
إضاءة
لتبرهن القائمة العراقية عراقيتها

حامد كعيد الجبوري
    من الناحية النظرية كل يدعي نهجه ومنهجه الوطني ، رافضا التدخل الأجنبي من كل حدب وصوب ، وحتى من كان ضيفا عزيزا مرحبا به في أمريكا نزع قبعة ( الكاوبوي ) وارتدى الكوفية والعقال ، ووقف يهزج وسط الجماهير لا عنا الأمريكيين وسياسة تدمير الشعوب وتفتيت وحدتها ولحمتها الوطنية ، ومن كان يعيش في إيران مرتديا العمة وحاملا المسبحة والقرآن الكريم ، تبرأ زورا من إيرانيته لينظم مع صف شعبه المبتلى بهم ، وكذا القول لمن عاش في إسرائيل وغيرها ، ومن الناحية العملية التطبيقية اتضح للجميع بطلان دعاوى هؤلاء وأنكشف للعيان دحض حججهم الواهية ، وعاثوا بأموال الشعب فسادا وسرقة ونهبا علنيا وفي الخفاء ، واستأثروا بمناصب كانوا يحلموا أن يكونوا حرسا بباب ذلك المسئول ، ومن أقوال أحدهم لأهالي قضائه يقول لهم بتجمع حاشد كبير ، انتظروا فأن مكنني الله وأصبحت قائم مقام مدينتكم لأعمرها تعميرا أوربيا ، والغريب أن هذا الشخص وصل لمنصب لم يكن يتوقعه وحتى أن يحلم به هو او حزبه بكامله ، وعينوا من والاهم ،  ويواليهم لأربعين دارا من كل الجهات ، متأسيا بقول محمد ( ص ) الذي يوصي بالجار الأربعين ، ومنحوا لهؤلاء رتبا عسكرية ومناصب سيادية واستحدثوا مديريات خاصة لتعيين من أوصى به الرسول الأعظم ( ص ) ، ومن يقارن نظامهم مع نظام الطاغية المقبور من هذا الجانب حصرا ، لعددنا صدام حسين ونظامه المقبور نظاما ملائكيا رسالي ، ولو افترضنا عودة البعث لا سامح الله ثانية ، وأراد تحسين صورته القبيحة أمام الناس ، لعجز بما حققه له هؤلاء السراق ، كل يتمسك بالآخر بحجج واهية معروفة ومعلومة للجميع ، دولة القانون أو ما يسمى التحالف الوطني ، العراقية ، الكرد ، اجتمعوا في ما بينهم واقتسموا كعكة العراق عند مضيفهم البرزاني ، واستبدلوا مفردة المحاصصة بحكومة الوحدة الوطنية ، القائمة الفلانية تريد الوزارات الخدمية لأنها الأقرب الى الناس وخدمتهم ، والناس تعرف جيدا أن هذه الوزارات الخدمية هي الأكثر ميزانية من الوزارات الأخرى ، بمعنى الأكثر فائدة من الناحية المالية ( القرصنية )  ، كل هذا وصاحب الكعكة  كما يسمونها متربص بها كأي قط ( عتوي ) ، تاركا القطط الأخرى تتصارع على فتات ما يترك وأقصد به المحتل النزيه المقدس ، منذ تشكيل الحكومة وليومنا هذا ولم يتمكن نوري المالكي من تسمية أصحاب الوزارات الأمنية ، وستنتهي ال100 يوم التي منحها لوزرائه وكأنه خارج هذا الطوق الوزاري وتقديم الخدمات ، وأياد علاوي الذي أقسم برب البيت الأبيض أن لم يستلم ما رسم له فسيعود من حيث أتى ، ( لو ألعب لو أخرب الملعب )  ، المالكي يلوح بحكومة أغلبية برلمانية وذلك لا يتأتى بيديه ولا بأسنانه ، الجميع يرفضونه ، الصدريون ، البدريون  ، الكثير من الكرد ، حلقة تسير بلا مدار ثابت وآيلة للخراب ، الأربعاء 20 نيسان 2011 م أعلنت القائمة العراقية أنها ستنسحب من الحكومة الحالية ما لم تنفذ مطاليبها ، وها نحن نشد على يد القائمة العراقية ونقول لها ، طهري صفوفك من الأدران التي علقت بك  ، وعودي كتلة واحدة موحدة لا العراقية البيضاء ، ولا للموالين للبعث فكرا ومن الوضع الحالي منفعة ، برهني للعراقيين عراقيتك وانسحبي من هذه اللعبة السياسية الخطرة التي أوقعت البلد بمآسي وويلات لا حصر لها ، انسحبي لتسقط حكومة الطائفية والحزبية الضيقة ،  وانفتحي على القوى والشخصيات الوطنية لتحصدي أكثر مما حصدته أيام الانتخابات المنصرمة ، وهذا لن يكون لآن حالك هو حال من يتربص بفريسته ليأكلها ، فالعراق هو الفريسة والشعب هو الضحية .   


258
مؤتمر القيام بالأعمال في محافظة بابل

حامد كعيد الجبوري
       ضمن فعالياته العديدة عقدت غرفة تجارة بابل مؤتمرها الأول للأعمال بمحافظة بابل ، على قاعة ( مردوخ )  بمدينة بابل الآثارية ، ودعي لهذا المؤتمر رجال أعمال وتجار حليين ، وأعضاء للبرلمان العراقي الدكتور  هيثم الجبوري ، علي شبر ،  أحمد المسعودي العضو السابق ، إضافة لممثل عن محافظة بابل ، والسيد مجيد تومان رئيس مجلس المحافظة ، وأعضاء من مجلس المحافظة ، سالم المسلماوي ، حسان محرج طوفان  ، أميرة البكرة ، والعضو أم حسن ،  وبعد أن رحب كادر المركز بالحضور أعلن عريف الحفل عم بدء فعاليات المؤتمر بآي من الذكر الحكيم والوقوف لقراءة سورة الفاتحة لشهداء العراق ، وبعد السلام الجمهوري تحدث المهندس صادق فيحان المعموري رئيس غرفة تجارة بابل عن مجمل نشاطات الغرفة مشيدا بروحية العمل الجماعي التي عملوا بها كهيئة إدارية للغرفة ، شاكرا الجميع حضورهم لهذا المؤتمر الذي يرسم الخطى التجارية لمدينة بابل ، وأعقبه السيد حسان طوفان ليتحدث باسم مجلس محافظة بابل ليشكر الجميع لمد يد العون للحكومة المحلية لتطوير أداءها والنهوض بواقع الخدمات التجارية التي تقدم لأبناء المحافظة ، وعرض فلم وثائقي يجسد أعمال غرفة التجارة ومنذ تأسيسها وما قدمته للمدينة وتجارها ، وتحدث مطولا وبأرقام دقيقة ممثل وكالة التنمية الأمريكية بجداول بيانية لقطاع التجارة والصناعة والزراعة الحلية ، وأثار موضوع محور الجلسة الاولى ( تحسين بيئة تمكين الأعمال وتقوية القطاع الخاص ، الذي أدار مناقش الجلسة السيد فراس الكرم ممثل مشروع تجارة وكالة التنمية الأمريكية ، حيث تداخل معه ومع من أعتلى المنصة جملة كبيرة من تجار محافظة بابل ، أعقبت باستراحة لمدة ربع ساعة ليعود المؤتمرون لإكمال  برنامجهم وموضوعة ( تحسين فرص الحصول على التمويل ) ، ومناقش الجلسة السيد محمد حليم من مشروع تجارة وكالة التنمية الأمريكية ، وأعتلى المنصة كل من السادة إبراهيم لطيف عريبي ، قاسم حسين ظليم مدير منظمة ازدهارنا ، والسيد خالد جاسم العزي مدير مصرف الشرق الأوسط ، والسيد سليم علي القيسي مدير مصرف الاستثمار العراقي ، والسيد حسين جاسم مدير مصرف الاقتصاد والاستثمار ، والسيدة أميرة البكري اللجنه الاقتصادية بمجلس المحافظة ، والسيد مكي ردام باحث اقتصادي ، وحقيقة كان هذا المحور الأساسي والمهم ، تحدث التجار مع من أعتلى المنصة عن أمور أقتصادية كثيرة ترسم للشارع الحلي التجاري رؤاه وخطاه المستقبلية ، منبهين لضرورة التعامل المفتوح للمصارف مع التجار الذين أمدوا السوق التجارية بمختلف البضائع جيدة الصنع ، مخالفون لما متعارف عليه من أن التجار يجلبون السلع الرديئة من مصادر إنتاجية غير خاضعة للرقابة العالمية ، وخلص المؤتمر للجان تفرعت وتشعبت لخلاصة الأوليات الرئيسية ومتابعة أعمالها .
--------------------------
   

رئيس غرفة التجارة وضيوفه المؤتمرون على منصة الإدارة
-------------------------------------------
 
 
جانب من الحضور

259
من الجحيم الى الجحيم

                                                                                                      حامد كعيد الجبوري
فلو أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
            قبل أيام قلائل نشر لي موضوعا على الصفحات الالكترونية بعنوان ( من الهدم الى الهدم ) ، ومن المؤكد أن القائم على السلطة لا ينظر هكذا توافه من المواضيع الوطنية الجادة ، لأن بحساباته الورقية والعددية والمالية لا يجيد قراءة مثل هكذا مواضيع ، اليوم صباحا خرجت من داري على غير هدى ، ليس لي برنامجا محددا أقضيه ، كباقي أيامي التي ذهبت ، وأيامي القادمة أن كان لنا في العمر بقية ، لا مقهى ولو واحدة تؤوينا ، لا منتدى ثقافي ، لا تجمع معرفي ، لا نادي رياضي ، لا مسرح ، لا بيوت موسيقية ، أذن سأتنقل من محل صديق لآخر .
المحطة الأولى:-
          كانت المحطة الاولى محل صديق شاعر خطاط ، ومحله بسوق غير متخصص ، باعة سكائر الجملة ، باعة أجهزة الموبايل ، محلات بيع المواد الغذائية ، يتوسط هذا السوق فرن ( للصمون ) ، وعلى ذكر السوق فأن هذا السوق أستملك من  بلدية الحلة ومن أصحابه الشرعيين وحولته لساحة واسعة على أمل تجميل مركز مدينة الحلة ، وبالطبع كان هذا عهد الدكتاتورية ، ولأن كل فعل للدكتاتورية وخاصة أن كان به مردودا ماليا فأن أحزابنا العتيدة والعنيدة عليها أن تستفيد غاية الفائدة من مخلفات الدكتاتورية ، لذا فقد أعيد بناء هذا السوق على طريقة ( المساطحة ) ، وأجر من أهل المال التجار الجوف كما يسميهم الشاعر موفق محمد ، ونحن نتجاذب أطراف الحديث مع صديقي الشاعر الخطاط ، بدكان مساحته 2 في 2 م  ، وإذا بصوت انفجار مدوي ولهبة من النار كادت تصل بلهيبها لمحل جلوسنا ، هرع الناس وأنا منهم هربا من تلك النار متناسين من بقي موجودا داخل فرن ( الصمون ) ، ومن حسن الصدف أن سيارة الإطفاء قريبة لأن قسم الدفاع المدني أتخذ من بناية عائدة للبلدية مقرا له ، حمدنا الله أن لا خسائر بشرية سوى خسائر مادية بفرن ( الصمون ) ومحتوياته ، وعرفنا أن مادة النفط التي زود بها هذا الفرن مضاف له كمية من الماء أدى لانسداد عيون ( الحراقية ) الكبيرة التي تستخدم لتسخين أرضية الفرن ، ودعت صاحبي بعد أن حملنا بلدية الحلة ، لمنحها أجازة فرن بمكان تجاري مزدحم ، ومديرية النفط بل وزارة النفط لعدم مراقبتها المنتج المحلي السئ .
المحطة الثانية:-
        مكتبة لصديق أديب ومترجم قريبة لمحل صاحبي الذي غادرت ، سلمت عليه وبدأنا أطراف حديثنا كل يدلي بشكواه ومبتغاه ، قلت أين كنت أمس ؟ ، قال في بغداد لمتابعة معاملة خطف أخي ؟ ، طيب والى أين وصلت وتوصلت ؟ ، قال أحالتني مديرية الأمن الجنائي الى الأدلة الجنائية ، للتعرف على جثث المجنى عليهم ، وهي في مدينة الطب ، ذهبت هناك ، سلمت كتابي لأحد الموظفين ،اصطحبني لقاعة كبيرة فيها أكثر من خمسون جالسا وهو يتطلعون لشاشة كبيرة أمامهم يعرض فيها أجسادا مزقتها السيوف ، أو الرصاص ،أو النار ، رؤوسا بلا أجساد ، وأجسادا بلا رؤوس ، والناس تطلع لهذه الصور اللا إنسانية ، نساء تبكي بصوت مسموع ، ونساء تولول وتعول ، ورجال يخفون دموعهم ، يقول صاحبي لم أستطع أكمال رؤية تلك الصور ، وذهبت للموظف الذي سلمته كتابي وقلت له أعطني جوابا للكتاب ، قال الموظف هل رأيت الصور جميعها ، قلت نعم وأنا أكذب طبعا لأني لم أستطع أكمال متابعة هذه البشاعة ومن جلبها ، قال لي أنت ما عندك ؟ ، أجبته لاشئ يذكر ولكن هناك تساؤل بودي أن أطرحه للنقاش ، أجاب تفضل ، قلت أيام الحرب مع إيران ومقتل أغلب ضباط الجيش العراقي ومراتبه ، واستحداث وحدات عسكرية جديدة لديمومة الحرب ، وجد صدام أن عدد الضباط يتناقص فكيف له أن يستمر بحربه بل حروبه ، وبما أن نواب الضباط هم نواب للضباط ، إذن يمكن منحهم رتبا عسكرية للرفاق الحزبيين ممن أنهى الدراسة المتوسطة ، وفعلا أصدر الطاغية أوامره بذلك ليزيد أعداد الموتى من الضباط والعسكريين ، وكنا نتحدث نحن عن هذه التصرفات اللا قانونية ولا دستورية ، سقط النظام وزمره وجاء القادم مع الدبابات الأمريكية ، وصوّت الناس لدستور لا يعرفون ماهيته وخطورته ، ومن خلال هذا الدستور الذي وضعته أحزاب السلطة مقاسا لها ، بدأ منح الرتب العسكرية لمن هب ودب ، كل الأحزاب بلا استثناء قدمت أسماء لجهلة لا يحملون أي شهادة معينة ليمنحوا رتبا عالية جدا ، ومنهم من دمج مع القوات المسلحة ومنهم من أحيل للتقاعد ، ومنهم من أدرج ضمن دائرة مستحدثة تسمى دائرة شؤون العسكريين .
      مما تقدم ومن غيره نخلص الى ان القادم الجديد لم يكن له مع صدام حسين خلافا فكريا أو عقائديا أو غير÷ ، بل هو خلاف منفعي شخصاني ليس إلا .               
،

260
المنبر الحر / من الهدم الى الهدم
« في: 19:17 17/04/2011  »
إضاءة
من الهدم الى الهدم

                                                                                                              حامد كعيد الجبوري
      ( جان ياما جان ، كبل المقبور صدام )
       الحلة الفيحاء عبارة عن بيوت كثيرة  موزعة على أحياء تسمى في ما مضى أطراف
، بمجموع هذه ( الأطراف ) أسميت الحلة ، والحلة تقع وسط غابات من النخيل تحيط بهذه المدينة الوادعة الغافية بين حضني الفرات العظيم ، يقول الرحالة ابن بطوطه عن الحلة ( أجمة تأوي اليها السباع ، لو تسنى لك حمل طبق فوق رأسك ،وسرت به ببساتينها لملأ الطبق دون أن تقطف ) .
      بداية الخمسينات من القرن المنصرم وعيت على الحلة الفيحاء ، وبستاننا قريب من أحد ( أطرافها ) ، مدخل الحلة من جهة القادم من بغداد يشبه مدينة أوربية ، تاتي السفرات المدرسية أليها طيلة الفترة الربيعية ومن مختلف المحافظات العراقية ، يتوسط مدينة الحلة متنزه خرافي يشبه الجنائن المعلقة ، بمدرجات ومسطحات من القواطع المغروسة بأنواع الورود وصنافه  ، ومتنزه الشعب  ، ولها متنزهان في الصوب الصغير للحلة ، أحدهما بحي ( الخسرويه ) ، والآخر ب( حي بابل ) ، إضافة الى نافورة ماء يؤمها الحليون ليلا ليشاهدوا الماء الذي يخرج من فوهات خراطيمها ليصل الى ارتفاع ثلاثون مترا تقريبا ، وكل مجموعة من هذه الخراطيم بلون ما .
      يتذكر العراقيون ان نظام الطاغية المقبور كره عراقنا ألينا كثيرا ، بسب الدمار والهدم والتشريد ولكل الطوائف والأجناس والمعتقدات ، وشرّد العراقيين بكافة أصقاع الدنيا ، حتى غدا وحلا لبعضهم ان يذّيل قصائده ورسائله التي يبعثها لنا بعبارة ( موسكو ، واشنطن ، اوهايو ) المحروسة ، ومن حقهم ذلك لأن البلاد ضاقت ذرعا بأبنائها فأوصلهم صدام لهذا القرار ، أما نحن عراقيو  الداخل وتحديدا فترة الحرب العراقية الإيرانية كنا نتمنى أن ينتصر الجيش الإيراني علينا بسبب كرهنا لنظام وطننا وهذا لعمري هروب لا يعدله هروب ، والأطرف من ذلك شبابنا الذين يتمنون ان تفوز الفرق الرياضية على فرقنا الوطنية نكاية بذلك النظام القاتل الأجير  وكرها له .
        بعد سقوط النظام وزمرته القاتلة  لعفن التاريخ ومزابله ، والآتيان على أكمال التهديم الذي بدأه صدام حسين ، ولتعمل المعاول الإسلامية الجديدة ، والأحزاب السلطوية المنتفعة والمنتفخة من المال والسحت الحرام ، بتخريب وهدم ما بدأه النظام السابق من هدم ، وبدأ يدب سم الكره لا للوطن الكبير فذلك مفروغ منه  ، وإنما كره المدن التي نعيش بها مجبرين حاليا، ولكم أن تتصوروا ان محافظة مثل بابل الجميلة ، بابل السياحة ، بابل الآثار ، بابل التراث ، أمست حاضنة للتخلف والنهب علنا وفي نور الشمس كما يقال ، وصلت المحاصصة السياسية والمذهبية لها لدرجة تعيين نائب ثاني لمجلس لا يقدم الا السفر السياحي لأعضائه ، بناية لقاعة الفنانين استحوذت عليها محافظة بابل لأن النقابة تقيم نشاطا فنيا وغنائيا بها ، هذه القاعة البائسة رممت مرتان ، وكلا هما بعد التغيير حصرا ، الترميم الأول الذي لا نعرف مقدار مبلغه عام 2005 م ، والترميم الثاني عام 2010 م بمبلغ مليار وستمائة الف دينار عراقي ، مليون ونصف دولار أمريكي تقريبا استطيع أن ابني بها قاعة فخمة غير التي رممت ، وأحد البرلمانيون أستحوذ على نصف شط الحلة لينشأ عليه كازينو ومطعم عائم يدر له الربح غير ما يجنيه من برلمانه ومنافعه الشخصية وما الى ذلك ، حزب ديني عريق متنفذ أستغل محرم الشارع لينشئ عليه مطعما سياحيا يدر لهم ربحا غير الربح الذي يجنى من الشركات السياحية والأمنية الموهومة والوهمية ، ولا أريد التحدث عن شوارع الحله التي أصبحت هما جديدا للمواطنين عامة ولأصحاب السيارات خاصة ، كل الشوارع التي أكسيت بالقار من فترة التغيير وليومنا هذا ، أهدموا أكسائها القاري بسبب مشروع المجاري الذي أوكل لمقاول خلفه مسئول حكومي بارز ،  من يغير من ، وأي دولة قانون هذه التي لا هم لها إلا ملأ جيوب تجار جوف لبسوا واجهة السياسة لإخفاء الوجوه المعتمة الكالحة وراءها ، لسنا للعراق ، ولسنا له راجعون ، فعراق الأحزاب لقمة سائغة لهم ، وسما زعافا لولده ، للإضاءة ............. فقط .   

261
إضاءة
بابل تستضيف الشاعر فالح حسون الدراجي

                                                                                                             حامد كعيد الجبوري


أشكد سويت أبهل الدنية
 سويت وسويت
لكن مثل بغداد وأهلها
 ما لكيت
      بهذه المقطع بدا الشاعر الشعبي الكبير  فالح حسون الدراجي الذي  لبى مساء يوم الجمعة 8 / 4 / 2011 م  دعوة دار بابل للثقافات  والفنون والأعلام  ، والتي يرأسها الشاعر علي الشلاه ، ابتدأت الجلسة الساعة الخامسة وبحضور مكثف من محبي الثقافة والعلوم ، ومن مثقفي الحلة الفيحاء ، تحدث بإيجاز مدير الجلسة الشاعر حامد كعيد الجبوري عن المساحة الإبداعية التي يشغلها الشاعر الدراجي ، ومعلوم أن الشاعر الدراجي متعدد المواهب و خالف المأثور الشعبي الذي يقول ( سبع صنايع والبخت ضايع ) ، فإضافة للموهبة الشعرية الجميلة التي يمتلكها الشاعر فالح حسون الدراجي ، فهو أعلامي مبدع ، ورياضي لعب كرة القدم مع المنتخب العراقي بصفة احتياط ، وأعتزل لعبة كرة القدم وهو بعمر 22 سنة ، وفالح الدراجي معد ومقدم برامج أخذ على عاتقه مهمة النهوض بأسماء الشعراء الشعبيين ليطوف بهم العالم من خلال برنامجه الشهير ( مواوويل وشعر ) والذي يقدم ومنذ 12 سنة من راديو العراق الحر ، ومعلوم أن هذا الراديو الذي تدير برامجه المعارضة العراقية قبل السقوط ، ويبث من مدينة براغ ، فالح حسون الدراجي كتب النص الغنائي مفضلا الأغاني الرياضية على غيرها ، غنى المطرب العراقي الكبير سعدي الحلي أغنيتين للشاعر فالح حسون الدراجي وهما أغنية ابهيدة  ، وأغنية ماني نادم ، والشاعر الدراجي من مواليد مدينة واسط ناحية كميت عام 1951 م ، ومن بواكير صباه انتمى لحزب الفقراء الحزب الشيوعي العراقي ، وله أخ شيوعي أعدمه النظام المباد ، يقول فالح الدراجي أنه قدم قصيدة ليشارك بها في العيد السبعين للحزب الشيوعي ، يقول كتبت قصيدة للجبهة الوطنية والقومية التقدمية وأعطيتها إلى الراحل ( أبو كاطع ) ، بعد أيام  ألتقيته وسلمت عليه وقال لي ، ( عمي فالح أنت كاتب للجبحه – هكذا يسميها أبو كاطع رحمه الله – لم أنشرها لك ونشرت لك قصيدة مهداة للشهيد فهد موجودة لدي ضمن أرشيفي الخاص ، وهكذا ظهرت للنور  مجموعة ( أغاني للوطن والناس ) التي ساهم بها نخبة من شعراء العراق الشعبيون ، أفتتح الدراجي جلستنا الشعرية بقصيدة مهداة للحزب الشيوعي العراقي وهي بعنوان (  سيدي الحزب الشيوعي ) ، وكان النص يحمل معاناة الغربة والتمسك بالوطن متغنيا بالتاريخ النضالي العريض للحزب الشيوعي العراقي ، ولم يفته أن يقرأ للبراعم التي ستقود العراق لا حقا وهي شريحة الطفل أينما وجد ، يقول الدراجي أن أحد أقاربه تمنى عليه أن يشارك مجموعة كبيرة واعية من الشعراء الشعبيين باحتفالية كبيرة لمولد الأمام الحسين ( ع ) ، ومن غريب الصدف أن تكن ما يسمى بمولد القائد الضرورة تتزامن مع المولد الحسيني تقريبا ، يقول الدراجي ترددت أولا ولكني وافقت أخيرا بعد أن علمت أن شعراء كبار سيساهمون بتلك الاحتفالية كعريان السيد خلف ، وكاظم أسماعيل الكاطع ، وحمزه الحلفي ، في اليوم التالي استدعيت لأمن ( مدينة صدام ) وحمدا لله أنها مرت بسلام كما يقول الدراجي ، بعد انهيار الجبهة الوطنية قرر الدراجي بدأ مشوار الغربة ، وهكذا كانت محطته في أمريكا ، ومنها بدأ مشواره مع إذاعة العراق الحر والتوجه صوب الفتح العالمي الجديد حيث الانترنيت ، والإعلام غير المقيد ، وكتابة الشعر ، والمواضيع البحثية والنقدية ، والتنقل نحو المعالم الثقافية العالمية بمقر تلك الدول لتكسبه حقولا معرفية ثقافية جديدة ، ومهما امتدت سني البعد إلا أنه عاد لعراقه بعد التغيير مباشرة وكتب مخاطبا العراقيين قائلا ،
لا تلومون الزمن بيكم أشسوه
هي نفس النار بيها انتجوه
آه وآلام وعذاب
أحنة بره وانتوا جوه
وهناك طقس لابد للدراجي أن ينتهجه حينما تحط طائرته القادمة من أمريكا وهو زيارة النجف الأشرف متبركا بأمير المؤمنين علي ( ع ) وزيارة قبر والده رحمه الله ، وطلب الشاعر الدراجي أن يسمع لشعراء حليين ولأن الشاعر الكبير موفق محمد حضر لأمسية الشاعر الدراجي فقد طلبنا بإلحاح شديد أن يتوج شاعرنا موفق محمد تلك الأمسية الدراجية وقرأ موفق محمد قصيدته الشهيرة ( شاكيرا ) متبرما من الأوضاع التي وصلها العراق وأهله ، ومن ثم طلب الشاعر الدراجي من مقدم الجلسة حامد كعيد الجبوري أن يسمعه قصيدة غزلية وهي ( صبر مفطوم ) ، وقرأ الشاعر عبد الستار شعابث قصيدة ( مركب ورق ) ، وأعقبه الشاعر عبد الرزاق كميل أبو قمر بقصيدة سبعينية جميلة ، نهاية تلك الجلسة الرائعة تقدم مديرها بالشكر والعرفان للشاعر الكبير فالح حسون الدراجي ، وبدوره شكر الدراجي الحضور أجمع متمنيا لدار بابل المزيد من التألق والإبداع .
----------------------------- 

 
  الشاعر فالح حسون الدراجي ومدير الجلسة الشاعر حامد كعيد الجبوري
-------------------


 
جانب من الحضور يتقدمه الشاعر الكبير موفق محمد
-------------------------------------------
 

 
جانب آخر من الحضور

262
إضاءة
( مغنية الحي تطرب )
                                                                                                           حامد كعيد الجبوري
      مساء يوم الثلاثاء 5 / 4 /2011م برهن البيت الثقافي الحلي أن مغنية الحي  تطرب ، مخالفا للقواعد الموروثة التي تقول أن مغنية الحي لا تطرب ، فلقد أعتاد العراقيون جميعا على تكريم رموزهم الثقافية والفكرية بعد رحيلهم للدار الأخرى ، واليوم  احتفى البيت الثقافي الحلي بالفنان الكبير السيد حسام الشلاه ، وحسام الشلاه من مواليد الحلة الفيحاء عام 1942 م  ، محلة الطاق ، وسبب ذكري محلة الطاق ما تحدث به الفنان ( محمد علي المرعب )  والذي يسكن محلة الطاق سابقا قائلا ، كان السيد حسام الشلاه ومنذ بواكير شبابه بل طفولته محبا للحلة الكبيرة بأهلها الطيبون ، كان يحمل كبار السن من الرجال لإيصالهم لدورهم أثناء هطول الإمطار بسبب فيضان أزقة محلة الطاق ، ويقول عام 1961 م عين السيد حسام الشلاه معلما في قرى مدينة الحلة ، وهو مرتديا ملابسه الأنيقة مخترقا أزقة محلته خرجت أم ( محمد علي ) لترمي فضلات ليلة أمس بباب دارها ، ومن سوء طالع ذلك اليوم أنها رمت تلك الفضلات على ملابس السيد حسام الشلاه ، عاد الرجل لمسكنه وأستبدل ملابسه ، وطرق باب جيرانه قائلا ، ( يمه أم محمد خو بعد ماكو فضلات جديدة ) .
   بداية الاحتفالية تحدث الدكتور ( سعد حداد ) عن المحتفى به وانجازه الفني الرائع منهيا حديثه بقصيدة رائعة مهداة الى السيد حسام الشلاه ، وتحدثت أنا حامد كعيد الجبوري عن دماثة خلق هذا الإنسان الرائع والفنان المثابر الذي خرج الكثير من مبرزي الخط العربي الجميل ، ناهيك عن الدروس الأخلاقية التي تركها هذا الرجل بنفوس أقاربه ومحبيه وتلامذته وأبناء مدينته ، لم أعرف أنه تبرم من وضع سئ ، ولا تحدث بحديث يسئ للآخرين ، ولم يشكي أي صديق أو قريب ، والسيد حسام الشلاه ورث عن والده المرحوم السيد علي الشلاه مجلسا أدبيا يعقد مساء كل يوم ، ولم ينقطع هذا المجلس عن أستقبال رواده ومريديه منذ تأسيسه وليومنا هذا ، وهناك ليلة مميزة لمجلس السيد حسام الشلاه وهي ليلة الخميس من كل أسبوع حيث يحاضر بتلك الليلة مبدع حلي ، سياسة ، أدب ، اقتصاد ، فن ، طب ، علوم ، وغير ذلك ، وهو المجلس الأم الذي خرج من خلاله أكثر من مجلس حلي كبير ، كمجلس الحاج ( مالك عبد الأخوة ) ، ومجالس حلية أخرى ، العمر المديد لفنانا الكبير السيد حسام الشلاه ، وشكرا للبيت الثقافي الحلي هذه الالتفاتة الرائعة ، للإضاءة ،.............. فقط . 
...................................
صور للمناسبة 
 

جانب من الحضور
.................................

 
  الخطاط السيد حسام الشلاه  يتوسط الدكتور سعد الحداد ومقدم الأمسية                الأستاذ قاسم فرمان
.....................................................
 
 جانب آخر من الحضور

263
لمن نظنه محتفظا  بقطرة دم وطنية
( أرحمونا لا يرحمكم الله )
ولما أدرك شهرزاد الصباح
 لم تسكت عن الكلام المباح
                                                                                                          حامد كعيد الجبوري
     قبل سقوط الدكتاتور الأهوج صدام حسين كنت ألعنه بسري كل يوم ثلاث مرات ، وأحرص جدا أن تكون بعد الأكل كوصفة طبية  ولكي لا أحرم نفسي لذة التمتع بوجبات البطاقة التموينية التي كان يتصدق بها علينا ، أما اليوم بعد ذهابه  سابقا أخوته الطغاة  لعفن التاريخ ، صرت ألعنه كل يوم 303 لعنة ، مقسمة على ثلاثة وجبات ، بمعدل 101 لعنة  وبعد الأكل طبعا ، وتبرير هذه اللعنات الإضافية ، لأنه المسبب الرئيسي لأحوال العراق التي نشهد  أولا ، وبسببه صعد لسدة الحكم ( شعيط ومعيط ) ومن لف لفهم  مزوري كل شئ ثانيا ، ولأني كثير الشك بحساب عدد اللعنات التي يجب عليّ أداءها ، صرت أبحث عن مخرج سليم لذلك ، ولأننا نحن العراقيون نمتلك من الازدواجية ما لا يملكه غيرنا ، بمعنى أننا نتقرب ونتمسح بأذيال السادة المسئولين ، لذا تقربت كثيرا من احد المتأسلمين الذي كان عضوا لقيادة فرقة للحزب المنحل ،   واستعرت منه مسبحة لأداء مهمة اللعن الصدامي ، وعمدت لذقني وأطلقته رياء ، وتحدثت بما يتواءم فكريا وإسلاميا معه ، ولم ينفعني ذلك ويشفع لي للتقرب صوبهم كثيرا ، لأنهم أشطن وأبلس  مني ومن غيري بكثير ، قررت الذهاب الى الديار المقدسة لأداء عمرة الإسلام وزيارة قبر الرسول الأعظم محمد (  ص ) ، وأغراني الذهاب بها لأنها عن طريق الجو ، الطيران من بغداد للمدينة المنورة ، والعودة من مطار جدة لبغداد ، أي أنني سأختصر الوقت والتعب كثيرا ، لا أريد التحدث عن إخلال الخطوط الجوية العراقية بدءا من إلغاء الطيران للمدينة المنورة وإبدالها بمطار جدة السعودي ، ولا الحديث عن الابتزاز المشرعن لوزارة النقل ، التي تستغل الظرف الأمني وعدم دخول حافلات النقل الى مطار بغداد ، لتجلب حافلات خاصة بها ، وتأخذ لقاء نقل المسافر الواحد  من ساحة عباس بن فرناس لباحة الاستقبال بمطار بغداد مبلغا وقدره خمسة آلاف دينار لا غير – عين نفط لوزارة النقل - ، ناهيك عن الحديث عن الكلاب البوليسية التي تفتش حقائبنا بصحبة السيد الأمريكي البطل ، ولا أريد الخوض بالحديث عن ما وجدناه من أعمار واهتمام بكعبة الله المعظمة ، ولا الحديث عن الروضة المحمدية الزاهية ، ولا الخدمات التي تقدم للحاج والمعتمر ، ولا عن العمران الذي يضاهي أي دولة أوربية متقدمة ، بل سأختصر حديثي عما لاقيناه من صعاب ونحن بطريق العودة لعراقنا الذي بدأنا نكره ،  ونكره من يسوسه ، ولكي نؤكد عودتنا للعراق علينا الذهاب لبعثة الحج العراقية الدائمة الوجود بمكة المكرمة ، شباب ربما لا يتجاوز عمر أحدهم خمسة وعشرون سنة ، ومؤكد أنهم من أقارب  الصحابة المبشرة من الوقفين الشيعي والسني ، شباب لا يرتدون الزي الرسمي العراقي ، ولا الزي الرسمي السعودي ، بل يرتدون ( التراكسوت ) و ( الدشاديش ) ، ويحتذون ( النعل ) وهم أثناء دوام رسمي ، ويعلم الله والراسخون بالوساطات ما يتقاضوه من أجور أيفاد يومي ، حدد لنا الشاب المختص موعد عودتنا لبغداد من مطار جدة واستلمنا منه وثيقة رسمية تأمرنا بالتواجد بمطار جدة الساعة 12 ليلة 25 / 26 آذار 2011 م ، وموعد الطيران الساعة 2 فجر يوم 26 /3  ، وصلنا مطار جدة الساعة العاشرة لنتمكن من أنجاز معاملة المغادرة ، لم تحصل موافقة مدير سيطرة مطار جدة على دخول ( كروبنا ) المكون من 69 معتمرا لباحة المطار ، وقال لنا ليس لكم موعدا محددا للطيران هذه الليلة ، وعليكم الاتصال هاتفيا  بالموظف العراقي وأسمه ( رياض ) وأعطانا رقم نقاله ، أتصلنا به وبعد أن تبرم بهذا الاتصال الذي أيقظه من نومه قال لنا أن الموظف السعودي لا يعرف ما يقول وعليكم أن تنتظروا بالمطار وستبلغون من الجهات الرسمية بموعد انطلاق رحلتكم ، علمنا أن هناك طائرة عراقية ستعود لأرض العراق ولا أقول الوطن الساعة الرابعة فجرا ، تحرينا عن ذلك وعلمنا صحة المصدر إلا أن الطائرة تعود لكردستان العراق ، ولا أقول لأقليمه  ولأربيل تحديدا ، الآن الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، معنا نساء مسنات وشيوخ كبار وأطفال رضع وبرد الصحراء يلسع ليلا ، ونحن لا زلنا لم نستطع الدخول الى باحة مطار جدة ، بل تجمعنا بمكان قريب لمراب السيارات ، والظاهر أن إدارة المطار متهيئة لمثل حالتنا ، توجد حمامات للرجال والنساء ، مصلى ، مصاطب للجلوس ، وهناك أرضيات مفروشة بالسجاد ، جمعت خمسة رجال معي واتجهنا صوب ما توصلنا أقدامنا ، ومن الصدف الجميلة أن نلتقي المسيطر الجوي لمطار جدة وهو رجل هندي يتمتم بالعربية ويحسن اللغة الانكليزية ، ترجم حديثي معه أحد الأطباء وهو عميد كلية طب بابل ، قلت له سيدي نحن عراقيون تنكر لنا ممن يمثل سفارتنا ، أو هيئة حجنا وهو الموظف رياض ، ورويت له مشكلتنا بدقة ، قال أذهب وعد لي بعد نصف ساعة ، وفعلا عدت له الساعة الثالثة فجرا وصورت له بجهازي النقال نساء العراق وأطفاله ورضعه ورجاله كيف يفترشون ساحة الانتظار بمطار جده ، تحرك عنده الدم الهندي ولم تتحرك دماء صاحبنا اللا ( رياض )  العراقي ، أتصل برياض قائلا له ، أسمع رياض جيدا سأوقف الرحلة العراقية لأربيل وأعرف عدم إنسانية ذلك أن لم تجد حلا لهؤلاء ال 69 معتمر وسأتصل بك بعد نصف ساعة ، بعد نصف ساعة لم يستطع السيد الهندي الاتصال برياض لأنه أقفل نقاله ونام ، قال لنا لا عليكم سأخرج لكم حافلتين تقلكما لفندق خمسة نجوم في جدة ، الساعة السادسة والنصف صباح يوم السبت 26 /3 حضرت حافلتان أقلتنا لفندق من الطراز الأول بجدة ، الساعة الحادية عشر أبلغنا بالعودة من قبل السيد الهندي لإجراء ترتيب السفر والعودة لعراق الوقف الشيعي والسني ، عادت طائرتنا الى العراق من مطار جدة الساعة الثالثة بعد ظهر يوم السبت 26 / 3 / 2011 م ، بطريق عودتنا تحدثت مع مضيفتنا عن أسباب هذا الإرباك فصرحت لنا أن طائرتهم تعطلت بمحافظة نينوى بسبب عدم وجود غاز النتروجين ، قالت تصور أن العراق العظيم لا يملك غاز النتروجين ، قلت لها وما حاجة الطائرة للنتروجين ؟ ، أجابت لإطارات الطائرة ، تذكرت طرفة ال(  steem) مع المقبور وزير الدفاع العراقي ورئيس دوائر التصنيع العسكري حسين كامل ، حينما سئل عن سبب تعطل إحدى الماكينات ، قيل له لا تتيسر مادة (  steem) ، أجابهم أجلبوها من أسواقنا وبسرعة ، ولأننا رجعنا نحو التخلف والخلف كثيرا بسبب أمثال هؤلاء ، والمثل الشعبي يقول ( ذاك الطاس وذاك الحمام ) ، أو ( صبيها كبيها) .

نسخة منه الى
----------------
السيد رئيس جمهورية العراق ونوابه الثلاث
السيد رئيس برلمان العراق ونوابه
السيد رئيس مجلس وزراء العراق ونوابه ربما الأربع لا حقا
السادة الوزراء ال42 أو 48 لاحقا
السادة أعضاء البرلمان 325
السيد وزير النقل
السيد رئيس الوقف السني
السيد رئيس الوقف الشيعي
الأستاذ وجيه عباس / برنامج تحت نصب الحرية / للتفضل بالإطلاع رجاءا
------------------------
بعضا من صور المعاناة العراقية
 



 
 




 
--------------------------

 

نسوة يفترشن المصلى
------------------------

الدكتور المهندس جبار يستفيد من احراماته لتقيه البرد
 

 
الصورة تتحدث

264
إضاءة                        
من الصبر الى القبر
                                                   
حامد كعيد الجبوري
دار ...
دور ...
أسماء جماد
يكتبها الفقراء ... نظرياً
عمليا ...
يملكها التجار الجوف
       هل من السهولة أن تنعى راحل ، وربما نعيك لنفسك هو أقرب للحقيقة والواقع ، مشتركات كثيرة تجمعنا لبعضنا البعض ، الفقر ، الثقافة ، العمل ، اللا أبالية ، الدروشة  ، الصعلكة ، الغنى ، الرياضة ، السفر ، السهر ، المجالس ،  كيف ذلك ومن أنعاه أشترك معه ببعض من هذه القواسم ، تعرفت على الراحل – محمد سالم البرماني -  الذي لم  يتمسك بآخر قطرة هواء ففقدها  ليلة 12 / 13 / 3 / 2011م ، عرفته أيام الحصار المفروض طوعا وكرها على العراق وأهل العراق ، أيام المحنة والجوع والتشرد ، أهدى لي مطبوعه الذي أسماه ( هذا هيامي ) ، وجدته هائما بربيع الكلمات ، وشذى العربية ، غير متمسك بالقيود الفراهيدية رغم تقنيته وإتقانه لها ، جمعنا معسكر للجيش سوية ، كان الراحل برتبة عسكرية أقل مني بكثير ، أرفض قوله لي  مفردة ( سيدي ) لأني لا أحترم عسكريتي سابقا ولا حقا  ، وإنما امتهنتها للعيش فقط ، وبعد أن أحلنا على التقاعد سوية كان الرجل يخاطبني بتلك المفردة التي أكره ، تعلمت منه الكثير من أصول وقوانين اللغة العربية ، وبخاصة النحو ، رغم أنه لم يكمل الإعدادية ، وأنا خريج للعربية من كلية الآداب الجامعة المستنصرية ، القسم المسائي ، عام 1988 م أحلنا الى التقاعد سوية بقائمة واحدة لعدم رغبتهم بنا سابقا ،  عمل الراحل البيرماني حارسا ليليا بمعمل للمشروبات الغازية  القريب من ما يسمى بيته ، لأنه أقرب للخربة من بيت ، كنت أذهب لمحل عمله ليلا لأسترجع ما نسيته من علم العروض ، وجدت لديه قدرة على إيصال الفكرة أجمل وأفضل ممن درست على يديه علم العروض ، كنا نلتقي سوية كل خميس بمقر إتحاد أدباء وكتاب بابل ، تتخلل ذلك لقاءات شبه يومية بمجالس الحلة الأدبية ، وبخاصة مجلس السيد ( حسام الشلاه ) ، يقرأ لنا نتاجه الشعري ، ولا تفوته مناسبة دينية أو سياسية أو اجتماعية إلا وكانت له مشاركة فاعلة فيها ، هادئ الطباع ، قليل الكلام ، كثير التأمل والإنصات للآخرين ، عاشق للعراق بما تعنيه هذه المفردة ، مأخوذ بحب الجمال والتفكر بصنائع الخالق الجبار ، محب وأي حب للإسلام وبناته ، مولع ومتفكر بالنهضة الحسينية ومضامينها الثورية والثقافية وما أفرزت من قيم أخلاقية للمجتمعات بأسرها  ، لم ينجو الراحل البيرماني من غدر الإرهاب الظالم ، إذ إطالته أياديه القذرة بحروق متوسطة أيام تفجير شارع المكتبات ، ولد الراحل عام 1947م ، عاش متنقلا بين الفقر والحرمان والعوز ، نقل من قبر الدنيا لفضاء الآخرة ليلة12 / 13 / 3 / 2011م ،  رحم الله الراحل الشاعر الأديب محمد سالم البيرماني  وأجزل له العطاء ، للإضاءة ........ فقط .           


265
(  الملح ما غزر  )
و العاقل يفتهم
                                                                                                  حامد كعيد الجبوري
المقدمة
----------
       ترددت كثيرا في الخوض بغمار هكذا موضوع حساس جدا ، وهذا التردد متأتي بالحديث عن قيم متوارثة جيل لجيل ، ومسألة الحديث عن هكذا موضوعة تخص الجنس وملابساته وطقوسه المجتمعية تثير فضول وشهية الكثير بالحديث عنها ، وبدأً لست من الدعاة الى التهتك والعبث بمقدسات نحترمها ، وأجد أن ما يصلح لشعوبنا قد تجده الشعوب الأخرى غير محترم ومقدس لديها ، والعكس صحيح ، وقد تبنت الأديان السماوية والوضعية تنظيم العلاقات الجنسية بين الشعوب ، لمعرفة مُشرع تلك القوانين للحاجة الجنسية للجميع ، رجالا ونساء ، مسلمون وغيرهم ، ناهيك عن تلاعب الكثير بالنصوص المقدسة لغرض تكريسها للصالح المبتغى ، ومثال لما أذهب له كثرة مسميات الزيجات الوقتية لدى مذاهب المسلمون ، بمعنى شرعنة الجنس لمن يحتاجه رجل أو امرأة ، وتحدث فلاسفة الجنس على أن طقوس المرأة لجلب من يعاشرها جنسيا لا تختلف بقديم الزمان وحاضره ، من ملابس أغراء ، ومساحيق تجميل صارخة ، وحركات الغنج نفسها لدى كل النسوة والرجال ، وما دفعني لتدوين هذه الوريقات عدم ثبوت وجود عصابة للقتل ، أو الإرهاب تتبناها مثل هذه النسوة ، بمعنى أدق وأوضح أني أسمع وأرى فئات كثيرة تتخذ من القتل والسطو والتزوير ما لا تتخذه ممن أتحدث عنهن .   
المدخل
-------- 
     معلوم أن لشعوب الدنيا أمثالها ، والمثل الذي بين أيدينا (  الملح ما غزر  ) مثل عراقي يتداول بين الناس كثيرا ، فلو عقّ ولد والده ، يقول الوالد لولده ( ما غزر الملح ) ، بمعنى أني أشرفت على تربيتك ، وبذلت صحتي ومالي في سبيل أن تكبر وتصل لما أنت فيه الآن ، وجهدي  ضيعته فيك  كهواء في شبك ، ويقال لمن يحفظ الود ولا يتنكّر لأصدقائه وأقاربه ( فلان خوش أدمي أمربه وغزر بيه الملح ) ، وهذه المرة سأتناول هذا الجانب مع بائعات الجسد كما يسمونهن حصرا ، ولا أعرف لم نسميهن ببائعات للجسد ، أو بائعات للهوى ، أو العاهرات ، أو الزانيات  ،  وأن ابتعدنا عن المقدسات والديانات والأعراف  فأنا أجدهن بائعات لذة ، بمعنى أدق أن الناس تحتاج أن تشتري اللحوم والأسماك والفواكه من محلات بيعها ، وتلك عملية تجارية بحتة ، فلماذا نستكثر على امرأة لا تملك ألا اللذة لتبيعها طازجة لمن يحتاجها ، وسابقا أيام الجاهلية يفتتح أصحاب المال خياما ويشترون جواري لممارسة الجنس مع من يريده  لقاء ثمن معين ، يسمونهن صاحبات الرايات ، فأن حملت تلك المرأة فلها خيار نسب مولودها لمن تشاء ممن واقعها ، ومؤكد أنها ستختار الغني من هؤلاء ليعيلها وولده الذي نسبته له ، والتاريخ الإسلامي يذكر الكثير من هذه الرجالات لست بصدد ذكرهم ، وهناك من يسميهن ( المومسات ) ، وكما أسلفت فأنا ضد كل هذه المسميات وأحتفظ لنفسي بتسميتهن  بائعات اللذة ، وبعيدا عن الحلال والحرام  ، من منا  لا يحتاج اللذة ؟ ، فأن تيسرت اللذة عن الطريق الشرعي فلا ضير بذلك ، ولكن أن لم تتيسر لأسباب كثيرة ، والرجل والمرأة يحتاجانها على حد سواء ، ولا أنكر أن قسما غير قليل من هذه النسوة تبيع لذتها لحاجة ماسة للمال ، ومنهن وجدته عملا كما أسلفنا ، والكثير من بائعات اللذة يملكن أحساسا إنسانيا مرهفا ، ومن خلال هذه الموضوعة ستجدون أن منهن الوطنيات ، ومنهن الكريمات جدا ، وحقيقة كلهن كريمات بنسب متفاوتة ، ومنهن الوفيات للعشرة مع مشتري اللذة ، طالت تلك العشرة أم قصرت ، ومنهن صاحبات الطرفة ، وما عليكم إلا تذكر حالة تلك البائعة  ومجال ما أسبغته عليها من خلال قصصهن التي سأروي دون ذكر أي أسم من هذه الأسماء ، ليس خوفا من شئ ما ، ولكن وفاءا لهن من أن يفضحن بين من يحب نشر غسيل الناس للملأ ، وبائعات اللذة يشكلن نسبة غير قليلة بدول أوربا ، ولكن هناك وعي جنسي لدى تلك الشعوب وقيودا صحية صارمة تنظم عمل بائعات اللذة ، وأجمل ما تناقله  أصدقاء الغربة عن بائعات اللذة حيث ان عملهن له وقت معلوم يضفن لذلك العمل ساعات إضافية يتبرعن بما يكسبن من عملهن للتبرع للمنظمات الإنسانية ، وللدول المنكوبة ، وحقيقة لي مغزى مسكوت عنه بهذه الموضوعة ، وكما يقول مثلنا الشعبي ( العاقل يفتهم ) ، وأعرف الكثير ممن أشترى لذته ، وممن باعت لذتها للآخرين .
أمثلة واقعية
-------------
1 : عرفت أجمل بائعة لذة بمدينتي ، الحلة الفيحاء ، شابة مثقفة واعية جميلة ، تحب الحديث عن السياسة كثيرا ، تكره نظام صدام حسين أشد الكره ، وتعتبر نفسها زانية أن باعت لذتها لشخص تكرهه ، أيام انتفاضة آذار الوطنية الشريفة ، حملت هذه المرأة بندقية لتقاتل مع المنتفضون ، تتنقل من زقاق لآخر معهم ، وقت الغداء تدخل بيتها لتطبخ الطعام للثوار وتقدمه مجانا لرفاق نهضتها ، رأيتها وهي تركب دراجة بخارية ومعلقة بندقيتها بكتفها وتتقدم مع المنتفضون لدك مقر أمن بابل ، ما هي إلا لحظات وعادت مهللة لتعلن للجميع أن أزلام الأمن غادروا مقر عملهم تاركون كل شئ بمكانه ، ملفات السياسيين ، بنادق ، مسدسات ، سيارات ، وغيرها ، بعد أن سُمح لصدام من أسياده قمع الانتفاضة ودخول الجيش اللا مشرف للمدن المنتفضة ، وبدأ المدفعية بدك بيوت الناس مع الطائرات السمتية سقطت تلك البطلة بداية شارع الإمام علي بالقرب من ( جسر الهنود ) ، قلت حينها أن ( فلانه - وهي معروفة لأهالي الحلة - أشرف منا جميعا لأنها تطهرت من ذنوبها – ان كان لها ذنوب -  وغسلت جسدها في الشارع العام ) ، ليأتي على دمائها  من يدعي الشرف والدين ليسرق البلاد والعباد ، هرع لجسدها الممزق أكثر من رجل وامرأة لستر جسدها الملقى على قارعة الطريق .
 2 : كتب الشاعر الغنائي الشهير محمد علي القصاب الحلي أغنيته المعروفة ( يمدلوله ) ، ومدلوله ليس اسما لامرأة معينة ولكنه كناية لبائعة لذة حلية ، كانت تبيع اللذة  للشاعر محمد علي القصاب وغيره ، انقطع عنها فضنت انه قد هجرها واتجه صوب بائعة أخرى ، قررت ان تمر على محل قصابته معاتبة له نكران العشرة و( الزاد والملح ) ، سلمت عليه وقالت له ( هاي وين محمد صار مده ماكو ، شنو لكيت غير دربنه ) ، ضحك الشاعر بوجهها وقال لها ( لا بويه مومثل متظنيين )  ، أجابته ( خير خاف ما عدك فلوس ) ، أجابها محمد ( لا يمدلوله  ميسوره بس شويه الوكت يوجع ) ، قالت له وهي تغادر المحل ( تعال اليوم أبو جاسم أنت معزوم عدي  ) ، أجابها الشاعر بهذه الكلمات التي أصبحت أغنية أداها المطرب المعروف سعدي الحلي ، ( يمدلوله أشبكه أبعمري / غير الألم والحسره / جسمي عايش أبغداد / وروحي ساكنه البصره ) ، وروحه تسكن البصرة لأن الشاعر محمد علي القصاب يعشق شابا حليا يدرس بجامعة البصرة .
3 : كان صديق لي على علاقة حميمة مع بائعة لذة جميلة جدا ، والرجل موظفا ومن عائلة مرفهة ، يملك سيارة حديثة ، بعد أعوام الحصار التي مرت على العراق أحيل الرجل على التقاعد وقطع علاقته مع صاحبته وتوجه لأداء فروض الطاعة لله سبحانه وتعالى ، وبدأت الأسواق لا تتجاوب مع تجارها ربحيا ، وهو يملك محلا لبيع الأعشاب الطبية والتوابل ، في أحد الأيام مرت بالسوق صاحبته القديمة وحين رأيتها له توقفت بمكانها وتقدمت نحوه مسلمة عليه بأحر السلام والتحية و قالت له معاتبة ( هاي أنت وين ) ، أجابها ( أحلت على التقاعد لأعمل بمحل أبي رحمه الله بعد أن بعت سيارتي لأجهز هذا المحل  ، وبعدين يم أفلان أحنه بطلنه من ذيج السوالف ) ، ابتسمت بوجهه قائلة ( عيني أني ما أقصد ذيج السوالف أني هم بطلت ، بس بينه يبو .... زاد وملح ) ، خجل الرجل وأعتذر منها وغادرته مسلمة باشة بوجهه ، في اليوم الثاني أتت برفقة زوجها ويتقدم موكبهما عتال ( حمال ) يدفع عربته ، وفيها كيسان كبيران ، وقفت أمام محل صاحبها واستأذنته بإدخال هذين الكيسين لمحله ، أدى العتال مهمته وأنصرف ، قالت لصاحبها بنبرة توسل ، ( أرجوك ... هذه عشرون مليون دينار لست بحاجة لها الآن ، وهذا زوجي معي شجعني لهذه المبادرة ، أرجوك أشتري سيارة لك لأني حزنت كثيرا لعدم امتلاكك سيارة ) ، يقول صاحبي ماذا أفعل تجاه هكذا موقف مشرف نبيل ، أأعيد لها مالها وأكن أقل منها كرما وسخاء ومروءة ، أجبتها ( على أمرج ، بس أريد أندل بيتج الجديد حتى أزورج وأتعشى وياكم ) ، ضحكت المرأة وقالت ، ( ليش أنت متندل بيتنا ، بعدنا بمكانه ، أسوي بس عشه لو وياه فد شي ) ، أجابها ( لا عيني بس عشه الشرب بطلني مو اني بطلته ) ، يقول صاحبي جمعت أموالي وبعت ما تيسر من ذهب زوجتي ، واشتريت سيارة حديثة وذهبت لدار صديقتي بكل عائلتي ، استقبلتني مع زوجها وأولادها وفرحت كثيرا بسيارتي ، بعد العشاء أمرت ولديّ بإحضار الكيسين الممتلئين بالدنانير العراقية ، قالت صاحبتي ما هذا ؟ ، قلت لها لا تظني أني لا أملك شيئا ولكني استثمرت كل ما أملك بمحلي ولا أحتاج منك إلا سلامتك ، وثقي أني قبلتهما منك ، وأعيدهن لك دون ان افتحهما  ، يقول صاحبي غضبت كثيرا مني وقالت ، والله أني أعرف أنك بحاجة لها ولكن أبائك الزائف يمنعك من أخذها ، وهل تعلم أن ما أعطيتك اليسير مما أملك ، يقول صاحبي ، نهضت لها وبحضور زوجتي وزوجها ، أولادي وأولادها وقبلت مابين عينيها وضممتها لصدري بلا أية شهوة جنسية وكأنها أخت لي ، لاحظت دمعة فرح وكبرياء سقطت من عينيها وقلت لها ، أعدك أمام أولادي وزوجتي أني لا أمد يدا لغيرك أن احتجت لمالٍ  والله .
4 : حدثني صديقي مغترب  وهو عائد لإكمال معاملة لم نستطع انجازها ، حدثني عن أختين بائعتين للذة بمنطقة سكناه في الحلة الفيحاء ، يصف جمالهن الساحر لي ، ويتحدث عن كرمهن وحبهن لأهل زقاقهم ومنطقتهم ، ويقول لي أنهن لا يمارسن بيع اللذة ببيتهن بل يذهبن حيث يوجد مشتري تلك اللذة ، ويقول أن أحد شباب ( المحلة ) مصاب بلثغة عقلية قليلة ، وأنه دميم ورث الثياب ، وتسيل من أنفه السوائل  ، إضافة لفقر حاله وعدم امتلاكه المال الكافي لشراء اللذة من هاتين البائعتين ، وكان يسمعهن كلمات غزل وإطراء على قدر ما يحسن قوله ، انتبهت المرأتان لتعليقاته الجميلة ، قالت الأخت الكبيرة للصغيرة ، ( هذا خطيه ما نايم ويه مره ، ولا يعرف شلون .... خطيه ليش مترحميه ونامي وياه ) ، أجابت الصغيرة أختها ، ( لا خيه شكله يلعب الروح وبعدين وصخ وأخاف يفضحني ) ، أخذت الأخت الكبيرة الجميلة المهمة على عاتقها ودعت ذلك ( المهبول ) للذهاب معها لدارها ، اتفقت معه على أنها سوف تستخدمه لحاجة في بيتها ، وسيكون تحت التجربة فأن سمعت من أحد أنه دخل معها لبيتها فسوف تحرمه من عطائها ، والجميل أن صاحبنا لا يعرف ذلك العطاء ، قالت له أنها تريد أن تدخله للحمام لتغسل له جسده ، وفعلا دخلت معه حمامها ، وغسلت له كامل جسده ، وأخذت منه ما تريد أعطائه له ، في اليوم الثاني طرق بابها صاحبنا ( المهبول ) وقال لها ( اليوم أني أتوصخت هم أتغسليني ) ، قالت له ضاحكة ( لا أني علمتك على الغسل روح الحمامكم وأغسل ) ، أجابها ( أحنه ماعدنه حمام ومحد يعرف يغسلي مثلج ) ، قالت له وهي تتذكر رجولته الفتية وقالت ( بس اليوم أغسلك وأذا تجي باجر أزعل عليك وما أحاجيك بعد ) .
5 : ومن طريف بائعات اللذة هاتان الصورتان .
أ : أثناء مواسم الأفراح والأعياد  ، تخرج بائعات اللذة لعرض سلعتهن لمن يشتريها ، وواحدة من تلك البائعات أشهر من نار على علم ، يعرفها الجميع ، وكان القرويون يحضرون لتلك المواسم صباحا أو عصرا  ليعودوا بعدها لبيوتهم وهكذا ، بصرت صاحبتنا لأحد القرويين الذي لم ينزل عينه عن وجها ، تخفت عنه وأتته من خلفه لتضع أصبعها بين أليتيه ، فرح القروي كثيرا وأتبعها لظنه أنها ستقوده لمكان ما ، بعد مسافة أمتار قليلة ألتفتت له صارخة بوجهه ساحبة  خفها من قدمها لتلطم وجه ذلك القروي المسكين ، ولتتكاثر عليه اللكمات من كل حدب وصوب ، وعرف من يعرفها أنها مكيدة من هذه البائعة للذة .
ب : أيام الستينات من القرن المنصرم كان مفوضا للشرطة ظالما وقاسيا جدا يسمى ( عائد ) ، وعائد ببحبوحة بينة ، فهو يبتز الكثير أموالهم ، نميّ لعائد أن صاحب المحل لبيع الأحذية ترتاده بائعة لذة ظهرا ، وتبقى بمحله لحين فترة العصر وحضور المتبضعين ، ولأن صاحب ذلك المحل لا يدفع شيئا لعائد فقد نصب له كمينا بعد دخول المرأة محله ، وفعلا جاءت المرأة ودخلت للمحل وشاهد عائد دخولها ، بعد نصف ساعة تقريبا وخلو المحل من الزبائن أغلق صاحب المحل دكانه من الداخل وذهب حيث أخفى صاحبته ، تقدم عائد مع مجموعته من الشرطة ورفس باب المحل برجله ، وبزاوية ما وجد الرجل وصاحبته وهما متلبسان بلذتهما ، نهض صاحب المحل عن وليمته وسُمح له أن يرتدي ملابسه ليقاد مع الفتاة لمركز الشرطة ، بعد ان لبست الفتاة ملابسها وبيدها سروالها الداخلي خاطبت المفوض عائد قائلة ، ( عيني عيودي أحنه أمعلمين على هاي الشغلة ، بس هذا خطية راح ينفضح وهو زوج وعنده ويلاد على كيفك وياه ، وهاي مني ألك الخاطره مية دينار وهاك أخذ لباسي عدك رهن ، هسه أروح للبيت وأرجع ) ، وسكوته علامة قبوله هذا الشرط ، فتح  صاحب المحل درج مكتبه وأخرج منه مائة دينار وسلمها للضابط ، ومبلغ المائة دينار ليس بالقليل وأذكر أن مبلغ خمسون أو مائة  دينارا كانت كافية لإخراج الرجل معيلا لأحد أفراد عائلته من الخدمة العسكرية أسموها البدل النقدي  ، وبذلك استطاعت بائعة اللذة هذه من إنقاذ عائلة من أن يهدم بناءها ، ورغم ذلك فقد انتشرت هذه الحادثة لدى الكثير وعرف بها الأكثر .
الخاتمة
--------
     لا أنكر أن هناك الكثير من بائعات اللذة يمارسن هذه المهنة لكسب المال الوفير لا لحاجة مادية ، بل يعتبرنه عملا يمارسنه ، وقسم منهن يمارسنه لحاجة مالية  ، وأخريات لعدم أمكانية أزواجهن إشباع رغباتهن الجنسية ، وأخريات لهن أزواج متوفون أو مسافرون بعيدا عن سكناهم لغايات كثيرة ، وتعتبر الحروب والكوارث سببا مهما لكثرة بائعات اللذة ، وهناك الكثير من النظريات والأطروحات بهذا الباب ، وقرأت رأيا يقول أن من تبيع اللذة ولا تتلذذ مع شريك متعتها فهي زانية . 



266
إضاءة
( وجيه عباس )
لسان ناطق فاقطعوه
حامد كعيد الجبوري
      قبل أشهر قليلة كتبت موضوعة  عن الشاعر والإعلامي الناجح وجيه عباس أسميتها ( وجيه عباس ومرضى ارتفاع ضغط الدم ) ، وهو يعمل يوم ذاك بفضائية الفرات ، وقد يتصور البعض أن لي علاقة مع هذا الرجل ، وحقيقة لا تربطني به إلا سويعة واحدة جمعتنا سوية  عام 2004 م عام سقوط اللا نظام ( القومجي ) بأمسية في الحلة الفيحاء ، ولرب سائل يريد معرفة سبب هذه وتلك الموضوعة التي كتبتها عن السيد وجيه عباس ، وعلي أن لا أخفي حقيقة قولي اتجاه السيد وجيه ، فوجيه هذا يتصيد في المياه العكرة ليحاول أن يصطاد خطاة أو هفوة ما   من مسئول حكومي أو برلماني  ، ولأنه لم يجد تلك الأخطاء أو الهفوات التي يصنعها عقله الموهوم والواهم ،  لذا نراه يستبعد من فضائية لأخرى ، ابتدأ الرجل مشواره لبرنامجه المحبوب والمتابع من شريحة كبيرة ( تحت نصب الحرية ) لفضائية العراقية ، أعتقد أن البرنامج أستمر لستة أشهر ، وقد أكون مبالغا بهذه الأشهر الست ، ثم حوّل ركبه صوب فضائية الفرات ، ومعلوم أن الفرات تمتلك من الأهواء الكثير ، فمرة مع ، ومرة ضد من الكثير ، لذا استقدمت وجيه عباس لفترة معينة ومن ثم سرّح لانتفاء الحاجة منه   ، ويعلم الله ربما هو الذي هرب من عسكريتها وبقي مطلوبا لخدمتها الإلزامية ، متخذا من جامعة ( مريدي ) اللاقومية لتزوير وثائقه الثبوتية ، وأخيرا حط رحال ( نصب حريته ) تحت أضواء وعدسات فضائية الفيحاء ، يطل علينا محملا بأكاذيبه وافتراءه لرموزنا السياسية الوطنية ، متخذا من أباطيل المتصلون به ذريعة للنيل من وزراءنا ، وبرلمانينا ، وسياسيينا ، متهمون إياهم بالفساد الإداري والمالي والأخلاقي – معاذ الله - ، متناسيا مواقفهم السخية  من أيام الانتخابات البرلمانية ، وهم يجوبون بيوت الفقراء والبسطاء لتوزيع ( الكارتات للموبايل  ) والبطانيات على فقراء الناس ، ليس لكسب أصواتهم كما يدعي المفتري وجيه عباس  ومن يتصل به ، بل لغاية إنسانية عراقية وطنية دينية شيعية سنية راقية نبيلة  ، ألا يكفيك يا وجيه ما يقوم به البرلمانيون من خدمة لشعبهم الفقير ، ثم ألم تصل بمعلومك أن السيد البرلماني والوزير يوزع راتبه غير المعروف كاملا على من أنتخبه ، فلماذا هذه الفرية على البرلمانيين وأشباههم من أنهم يأخذون ما يعطون من رواتب حمايتهم ويستخدمون من الشرطة والجيش بدلاء عن حراسهم ، وأنت تعرف ذلك جيدا وتنكره وتنكر على من يتحدث به ، ثم أن الساسة رضي الله عنهم وأرضاهم يسيرون وفق نهج صحابة محمد ( ص ) ، بل تعدو ذلك بكثير فالسنة – البرلمانيون -  عليهم السلام يتلمسون خطى عمر بن الخطاب ( رض ) ، والشيعة ما أدراك أنهم خالفوا نهج علي ( رض ) لتتحدث عنهم بطول لسان هكذا ، أني أدعو السيد محمد الطائي مدير فضائية الفيحاء أن يلتفت لذلك جيدا ويطردك من هذه الفضائية لا ليستغني عن خدماتك ، فالطرد أقل ما يقال بحقك وبحق وطنيتك المخدوشة  مقابل أهلنا الساسة العظماء ، ومن ثم أُحذر الناس من الاتصال بك ، فمنهم من يريدك برلمانيا يشار له كما قالت المتصلة الحلية ( أم انتظار )  ، ومنهم من أرادك وزيرا وربما للثقافة مثلا ويتركون الأسماء الثقافية الراكزة بعالم الثقافة العراقية والعربية ، وأخيرا أقول لك لا تتعب نفسك سيدي وتفقد من صحتك ووقتك الكثير لأن القادم الجديد ( إذن طين وإذن عجين ) ، للإضاءة ............. فقط . 

267
عاجل عاجل
أذبحوا الشيوعيين

حامد كعيد الجبوري
    سأل أحدهم رفيقا له وهما بزنزانة واحدة ، كيف سنحقق الاشتراكية وعامة شعبنا من الفقراء  ؟ ، أجابه رفيقه ذلك بسيط جدا ، قال كيف ، قال نقتل كل الفقراء ونبقي ال 5 % من الأغنياء ، وبذلك نحقق اشتراكيتنا الموعودة ، وحقيقة لم توحي لي التصرفات الحكومية بغلق مقرات الحزب الشيوعي شيئا ما ، بل أعتقد أنها خطوة حكومية متأخرة ، وكان يفترض أجراءها قبل ذلك بكثير ، وهناك أكثر من سبب منطقي وجيه لغلق مقرات بل أوكار الشيوعية ومنها ،
1 : أثبت الواقع العراقي الجديد عمالة الحزب الشيوعي العراقي المتخلف ، فقد جاء هذا الحزب النكرة على صهوات الدبابات الأمريكية الغازية للعراق المجرم ، وهاهو حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي لا يمر عليه أسبوع إلا وهو بأحضان أسياده الأمريكان ، وأن لم يزرها فيصار الى حديث بدائرة مغلقة مع سادته في البيت الأسود  ، وأنشأت له صنيعته أمريكا عدوة الشعوب – الشيطان الأكبر - أكثر من فضائية تبث سمومها للعراقيين .
2 : غالبية المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي عملاء ، ويتقاضون رواتب عمالتهم من إيران ومخابراتها المشئومة ، ومنهم من هو عميل لدولة عربية ، ومنهم من يوالي الزرقاوي ويذبحون العراقيين سوية بكلمة الله اكبر ، ومنهم من لا يزال على بعثيته ولم يبارحها ودخل للحزب الشيوعي متخفيا به .
3 : الحزب الشيوعي العراقي أحتل مباني الدولة العراقية بقوة السلاح والمليشيات العسكرية ولم يوافق على تأجير تلك المباني كبقية أحزاب السلطة .
4 : الشيوعيون يسرقون المال العام والمصارف ودوائر الدولة ويختزنونها بمقراتهم المشبوهة .
5 : الشيوعيون يشربون الخمرة المنكرة ، ولا يستخدمون ( الترياك ) ولا ( الحشيشة ) ولا ( البرنوطي ) ولا ( السويكه ) التي يجلبها للوطن تجار الإسلام المتدينون .
6 : الشيوعيون لا يراعون حرمة لأعراض الناس وبدئوا يمارسون تجارة الدعارة بمقراتهم وبالمدن الدينية المقدسة ، وجلب الصبايا لزواج المتعة وزواج المسيار .
7 : ساهم الشيوعيون بتزوير نتائج الانتخابات لصالحهم وحصدوا عشرات المقاعد المزورة والوهمية .
8 : ثبت بالدليل القطعي الدامغ أن الشيوعيين مجموعة من المتخلفين ومزوري الشهادات العليا وبذلك شغلوا مناصب لا يستحقونها .
وأخيرا 10: ثبت لكل العراقيين أن الشيوعيين الكفرة هم وراء هذه التظاهرات التي تريد أن تعيد العراق لسابق بعثه المقبور ، وهم ألبوا هذه الجماهير الساخطة للخروج بتظاهرات سلمية .
     هناك تساؤل بسيط ربما لا يثير حفيظة الآخرين ، لو كان التيار الصدري هو من كان وراء هذه التظاهرات – وأنا هنا لا أشكك بموقف التيار الصدري ، وخروج قادته للتظاهرة ممثلا بشخص النائبة مها الدوري – فهل تستطيع حكومة المحاصصة وحكومة الفساد الإداري والمالي غلق مقرات الشهيد الصدر ، سؤال ليس إلا .     
 

268
( نمر الانتفاضة )
وانتحال الشخصية
حامد كعيد الجبوري
     الكثير عرفني من خلال المواقع المتعددة ، وبخاصة المواقع الوطنية الديمقراطية اليسارية ، وبعض المواقع  الدينية التي تأخذ قصائدي ومواضيعي من هنا وهناك ، وعرفت من خلال الصحف العراقية ، الصباح ، البينة ، الدستور ، طريق الشعب ، وغيرها ، الكل يعرف جرأتي ومواضيعي التي أتناولها شعرا أم نثرا ، كتبت الكثير منتقدا جهات متعددة ، أحزابا ، وتكتلات ، وزارات وبرلمان ، بكل هذه الكتابات لم أراع إلا الوطن والناس ، ولا أكترث أن رضي فلان أو رفض آخر ، وأنا على ثقة من أني لا أكتب إلا بطريقة مؤدبة حضارية  لا أسمح بها لنفسي أن أكن لعانا أو شاتما للآخرين ، وقفت أمام السيد نوري المالكي في مهرجان بابل عاصمة الثقافة العراقية ، وألقيت أمامه قصيدة لو كنت قرأت بيتا منها أمام الطاغية المقبور لكنت بعداد الشهداء ، وحقيقة رأيت تجهم وجهه وعدم رغبته بأن أقول هكذا أمامه ، ولكن الرجل تقبل ذلك بديمقراطية واضحة ، كل هذه المقدمة التي أرجو أن تعذروني لقولها بسبب شخصية وهمية تسمى ( نمر الانتفاضة ) ، ولا علاقة لي بهذه التسمية فلكل إنسان  حقه بما يختار ، ولكن ليس من حقه أن يضع صورتي الشخصية بلوحة ( الفيس بوك ) العائدة له ، ويبدأ بكتابة مقالات غايتها الشتم والقذف ليس إلا ، ناهيك عن الهجمات التي يطرحها ضد مقدسات لي أو لغيري ، أحترمها جميعا  ، وجميع من يعرفني يعرف أني أكتب باسمي الشخصي ( حامد كعيد الجبوري) ، وأضع الصورة الشخصية التي يعرفها الجميع من خلال لقاءاتي المتعددة والمتكررة على الفضائيات العراقية وغيرها ، وأجزم أن هذا الشخص رجلا أو امرأة غايته واضحة تماما وهي الإساءة لي أولا ، وللفت نظر السلطة التنفيذية لغرض ما ، وأعتقد أنه لا يخرج عن هذه المسميات التي سأذكرها
1 : البعثييون الذين أكتب عن أجرامهم وفضائحهم الكثير .
2 : أحزاب السلطة التي أتقاطع معها فكريا .
3 : مواقع تنفيذية وبرلمانية أكتب عنها وعن أداءها .
4 : الفاشلون الذين يتمنون النجاح ولم يحصلوا عليه ، بمعنى الحساد .
   أتمنى على كل من يعرفني ، ويعرف كتاباتي أن يرسل بهذه المعلومة الى من يتعامل معهم عبر الفيس بوك أو غيره  لأن هذا ( اللانمر) يريد أن يضعني تحت طائلة الحساب أو التصفية الجسدية لغاية هو يدركها ، أما أنا فسأعاهد الجميع على الحفاظ على خط سيري القويم ، مصطفا مع الشرفاء من العراق العظيم .   

269
( العضاض )
ملح الناصرية

حامد كعيد الجبوري
       أغلب من زاملت لا يعرف أني أكتب للشعر الشعبي كهاوٍ له سابقا ولا حقاً ، ويترتب على هوايتي هذه أني أعرف أغلب الشعراء الشعبيين ، وأغلبهم لا يعرفني ، ولأن موضوعتي عن ملح الناصرية وأعني بهم الشعراء من آل العضاض ، ولا أعتقد أن أصدقائي من شعراء الناصرية يخالفونني بما أذهب أليه ، فوالدهم رحمه الله شاعر شعبي قدم للعامية الكثير وبخاصة ( الموالات والأبوذية ) ، والأخ الأكبر لأسرة العضاض الشاعر الستيني عبد الأمير العضاض - رحمه الله -  الذي أرسى مع شعراء آخرون ركائز القصيدة الحديثة ، والأخ الشاعر جليل العضاض ، والصديق الشاعر عادل العضاض ، ولا أدعي أني على علاقة صداقة معهم ، ولا أنكر أني أعرف أسمائهم كشعراء يشار لهم ،  إلا والدهم رحمه الله فلا أعرف بشاعريته إلا لا حقا ، ومن أجمل حسنات الصديق الشاعر المغترب – وكله حسنات – أن عرفني بأعمدة هذه الأسرة الكريمة ، ربيع العام الماضي 2010 م أتصل بي الصديق الرائع الشاعر رياض النعماني الذي حضر لبغداد لزيارة عائلته ليدعوني لأربعينية الشاعر الراحل عبد الأمير العضاض ، أجبته بأنهم لا يعرفونني ، قاطعني الرجل قائلا لا أنهم يعرفونك من خلال نشراتك لقصائدك ومواضيعك بالصحف العراقية ، قلت لرياض يومها ( اليجي بلا دعوه يكعد بلا أفراش ) ، بعد سويعات من هذا الحديث رن الهاتف برقم غير مسجل لدي ، عرفت من خلال المحادثة أن معي على الجانب الآخر الشاعر ( عادل العضاض ) ، وأخبرني بأنه كلف رياض النعماني لدعوتي للناصرية لحضور أربعينية الراحل العضاض عبد الأمير أخوه ، حدثتني نفسي كيف بهذا الرجل صاحب مصيبة فقد أخيه وله من الوقت ليتصل بمن دعاه ، وصلنا الى الناصرية بيوم الأربعينية بعجلة واحدة ضمت معنا الشاعران علي الشباني وعباس رضا الموسوي إضافة للنعماني وأنا ، استقبلنا بحفاوة بالغة تليق بآل العضاض ، وبتنا ليلتنا بدارة عادل العضاض المعمورة ألا أنا ، فقد أصر أحد أصدقائي من شعراء الناصرية ، وأستأذن من عادل العضاض ليأخذني معه لداره ، رفض العضاض عادل هذا الطرح السخي من الشاعر فاضل المياحي ، وقال له أنك يبن أخي مدعو مع ضيوفي لبيتي ، ألح الرجل أكثر من ذلك فقال له العضاض سأسمح لك أن تأخذه معك بعد أن يتناول العشاء عندنا ،  وهكذا حسمت تلك الليلة التي عدنا بعدها كل لمدينته ، وبقي أسم عائلة العضاض هاجسا للكثير منا ، بعد هذا الفتح النعماني لي ، بدأ الرجل الشاعر عادل العضاض يتصل وأتصل به بين الفينة والأخرى ، وفي هذه السنة 2011 م حضر الى الحلة صديق حلي مغترب تعرفت به من خلال ( الأنترنيت والفيس بوك ) ، ومن جيد الصدف أن يكن هذا الصديق المغترب على علاقة مع صديق وجده على صفحات الأنترنيت ، رحيم الحلي عراقي حلي مغترب منذ ثلاثون سنة عاد الى وطنه وقتيا ليعود لغربته بعد أن ينجز مهمات عائلية مكلف بها ، قال لي رحيم لي صديق في الناصرية ( عادل العضاض ) بودي زيارته ولأنه قدم لي دعوة للذهاب اليه أتمنى أن تكون معي ، وهكذا اتجهنا الى الناصرية برفقة رحيم الحلي ، والشاعر والباحث محمد علي محي الدين ، وأنا ، لعادل العضاض ، نزلنا عليه وأصبحنا سادة الدار وهو ضيفنا المدلل ، حفاوة لا يمكن وصفها ، كرم ناصري لا حدود له ، طيبة متناهية ، شاعرية فريدة ، خلق يغبط عليه ، أولاد لا يفرقون عن والدهم بأخلاقهم إلا بفارق العمر ، اصطحبنا مضيفنا لمقهى الأدباء في الناصرية ، تصوروا أن هناك مقهى خاصة للأدباء ، وجدت فيها الكثير من الأصدقاء ، فنانين ، تشكيليين ، أساتذة جامعة ، سياسيين ، علمت منهم ان هذه الجلسة لديهم طقس ناصري لا يتجاوزونه ، أجلسني الصديق عادل العضاض لأتحدث مع الصديق الفنان حسين نعمه ، قال حسين في السبعينات وجيل الأغنية والقصيدة تهيمن على مقاليد الإبداع العراقي ، وأنا أحمل بيدي حقيبتي لأذهب الى بغداد لتسجيل أغنية لي ، في الطريق وجدت عادل العضاض ، أخرج من جيبه مظروفا وقال لي ، حسين أعطي هذا المظروف للفنان يس خضر ، قلت وما ذا بهذا المظروف ، فال قصيدة أتمنى أن تصل أليه ربما ستعجبه ، قلت لي أتسمح لي أن أفضها وأقرأ ما فيها ، قال عادل ( براحتك ) ، بعد ان فض المظروف قال حسين لعادل أقرأها أنت أبو حيدر ، يقول حسين وصل عادل لمنتصف القصيدة وبكيت وقلت له عادل أريد هذا النص لي ، قال عادل ( لك ما تريد أبو علي ) ، يقول حسين نعمه قررت أن أعطي هذا النص لملحن فطري وهو جمال فاضل ، وجمال فاضل خريج لكلية ما  وليس لمعهد الفنون الجميلة ، وهذا الملحن فتح له حسين نعمه باب الولوج الى عالم الأغنية العراقية فلحن بعد ذلك أغنية لعارف محسن ( لعيونك الحلوات عمري وشبابي ) ، والأغنية التي لحنها جمال لعادل العضاض تقول كلماتها ،
ماتجينه
والعمر خلصن اسنينه
ماعتبنه وياك يوم
ولا جرحناك بحجينه
يا وكت مر ماتجينه
من غيابك
غابت الدنيه بهلها
وروحي ضاعت
وانت املها
وين ادورك
وآنه ياما دورت
وين أدورك
وأنت وي روحي ضعت
سيرت طير اعله دارك يا كمر
هلبت امخلي حبيبي فد خبر
والنجوم التدري بينه اتكول
ما عندي خبر
يقول حسين نعمه أن الأغنية نجحت نجاحا ملفتا للنظر ، ولعادل العضاض أكثر من نص غناه له كبار المطربون ، واستكملت حديثي مع العضاض فبهرني بنص له يدعي به أن الحسين عليه السلام من الناصرية ، قلت له ما هذا القول أبا حيدر ، أجابني واثقا من طرحه ، ألم يولد نبي الله أبراهيم ( ع ) بالناصرية ، قلت له هكذا يروى ، قال لي أليس أبراهيم  ( ع ) جد لمحمد ( ص ) ، قلت مؤكد ذلك ، قال عادل وبما أن محمد ( ص ) جد للحسين ( ع ) ، أذن فهو من هذه الشجرة الطيبة الناصرية ،
اذن هاي الكاع
كاع الأنبياء
كاع أبراهيم
وأسماعيل
أجداد السلالة الهاشمية
إذن أنت يا حسين
أنت أبن الناصرية
شكرا للعضاض عادل ، وشكرا للفنان عامر الغرباوي ، وشكرا لأبي ضفاف ، وشكرا لعقيل حبش ، وشكرا لرحيم الغالبي ، وشكرا للشاعر مهدي مساعد الناصري ، وشكرا لشعراء الناصرية الرائعين ، وشكرا للفنان حسين نعمة ، وشكر لرحيم الحلي الذي كانت بسببه هذه الزيارة ، وأخيرا قررنا أن تكن لنا زيارات حولية لملح الناصرية عادل العضاض .
           

270
التأسيس للدكتاتورية
حامد كعيد الجبوري
لابد من صنم ...
             لكي نموت دونه ...
                           ونسبق الأمم ...
 

  لا اعرف قائل هذا المقطع المعبر الجميل ، ولست أدري لماذا نحن الشعوب المتخلفة لا يحلو لنا الهتاف للسياسيين إلا بمثل هذه الأهازيج ، ( بالروح بالدم نفديك يا.... ) ، فأن سقط ذلك السياسي لأسباب كثيرة أهمها الانقلاب ، نبدأ بالهتاف للقادم الجديد بنفس شعارات القائد السابق ، بمعنى أكثر دقة أن الدكتاتور لديه نزعة فطرية للدكتاتورية ، ومن ثم نكرس عنده هذه النزعة ليتمسك بها ، ولكي نخلص أو نتخلص نهائيا من مثل هذه الأهازيج ، والنزعات لدى السياسيون ، علينا العمل سوية كشعب لقتل  أو إجهاض تلك النزعات ، وسأدخل لهذه الموضوعة من باب التظاهرات التي خرجت صباح يوم الجمعة 25 شباط 2011م ، مقارنا بالتظاهرات التي عمت مدن مصر العربية ، في مصر كانت كل شعارات المتظاهرون تطالب إسقاط حكومة حسني مبارك – الدكتاتور - ، ومعلوم حجم المخابرات المصرية التي أسست مطلع الخمسينات من القرن المنصرم ، ومعلوم حجم الجيش المصري ومواقفه الوطنية للدفاع عن مصر العربية ، ورغم كل المطالبات الواضحة المعلنة لإسقاط النظام لم تواجه تلك التظاهرات المليونية بالرصاص أو العصي أو خراطيم المياه ، وشاهدنا المتظاهرون على الفضائيات الكثر وهم يصعدون الى دبابات جيشهم المصري ويصافحون ضباطهم الوطنين ، ورأينا ميدان التحرير المصري ومصابيح ( البلاجكتورات ) الميدان تضئ ليل المتظاهرين ، وشاهدنا قناني الماء توزع الى المتظاهرين ، ورأينا المدد البشري الذي وصل لميدان التحرير قادما من مختلف محافظات مصر العربية ، وقلنا أننا سنقارن بين ما حدث بميدان التحرير المصري وبين ساحة التحرير العراقية صبيحة الجمعة 25 شباط 2011 م ، 1 : ليلة الخامس والعشرون أعلن اللواء قاسم عطا أن يوم الجمعة سيكون يوم حضر لسير المركبات بعموم مدينة بغداد ، والغاية واضحة لتحجيم وصول المتظاهرون لساحة التحرير ، وطبعا الذريعة بل الشماعة معلومة للجميع وهي الإرهاب ، 2 : تبليغ دوائر الدولة بكافة المحافظات العراقية اعتبار يوم الجمعة يوم دوام رسمي ، ويمنع الموظفين من المشاركة بهذه التظاهرة ، 3 : أعلن السيد رئيس الوزراء بخطاب رسمي متلفز من قناة العراقية ، عدم رغبته بخروج التظاهرة يوم غد الجمعة ، وعليكم أيها العراقيون اختيار أي يوم تقرونه للخروج الى التظاهرة ، وقال دولة رئيس الوزراء دعونا نفوت الفرصة على البعث وبقاياه من مظاهرة يوم غد الجمعة ، 4 : استطاعت الحكومة أقناع المراجع الدينية سنية وشيعية  بتقارير مؤكدة بأن البعث وبقايا الإرهاب وراء هذه التظاهرة ، وبما أن الواجب الشرعي لهؤلاء المراجع - سنة وشيعة -  الحفاظ على أرواح الناس لذا صدرت فتاوى عديدة تحرم أو تبدي رأيا بتأجيل تلك التظاهرات ، وما أن حدثت التظاهرات وعلم المراجع كافة بأن الناس تظاهروا لتحقيق مطالب معينة وليس البعث المجتث من وراء هذه التظاهرات حتى سارعوا بإصدار بيانات من هنا وهناك تحث الحكومة على تحقيق مطالب الناس ، ولو تيقن للمرجعيات الدينية بعثية تلك التظاهرات لما لجأت لإصدار مثل هذه البيانات والبلاغات الدينية للحكومة العراقية والبرلمان ، 5 : لم تخرج التظاهرات مطالبة بسقوط حكومة المالكي ، وهذا فرق كبير بين ما حصل بمصر وما يحصل في العراق ، ويمكن تلخيص مطالب الجماهير بأسطر قليلة وهي أ : تحجيم الفساد الإداري والقضاء على المحسوبية والعشوائية في التعيينات ، ب : تحسين الخدمات من كهرباء وبطاقة تموينية ومجاري صرف صحية ، تقليل رواتب ومنافع الفئة السياسية ، ج : إيجاد قوانين منضبطة تسير عمل الأحزاب وإصدار تعليمات وتشريعات جديدة لانتخاب البرلمانيين وأعضاء مجالس المحافظات ، 6 : جوبهت هذه التظاهرات بسطوة من الجيش العراقي ، بدلالة تعرض الصحفيين والإعلاميين وهم مكلفون بنقل وقائع حدث ليس إلا ، وبخاصة لفضائية الأسياد الأمريكان ( الحرة عراق ) ، حيث وقع الاعتداء من قائد الفرقة حصرا لهذا الإعلامي من قناة الحرة عراق ، وما حدث للمتظاهرين فحدث ولا حرج ، عصي ، خراطيم ماء ، أطلاقات نارية في الهواء ، قنابل صوتية ، وهكذا تم تفريق التظاهرة بساحة التحرير ، وفرقت التظاهرة في الحلة من قبل عناصر مكافحة الشغب ، وفي الموصل خمسة قتلى ، وبقية محافظات العراق لاقت نفس المصير ، فتحية للديمقراطية الأمريكية التي تنفذها أحزاب السلطة الحالية ، وتحية للأحزاب التي تقول أننا لا نؤمن بالديمقراطية ونؤمن بآلياتها ، وتحية لذلك البرلماني الشجاع الذي صعد لسطح المطعم التركي المشرف على ساحة التحرير ،  مع أفواج حمايته وهو يرقب بعين بصيرة ، وعقل واعي ، كيف تحقق الديمقراطية بعراقهم الجديد .               

271
البعثيون !!! يتظاهرون

حامد كعيد الجبوري
      صباح يوم الجمعة 25 شباط 2011م نظم التيار الوطني الديمقراطي ، ومنظمات المجتمع المدني تظاهرة كبيرة في مدينة الحلة ، انطلقت التظاهرة من محل تجمعها في ( باب الحسين ) لتسير قرابة 1.5 كم متوجهة صوب مجلس محافظة بابل ، ورغم كل الظروف التي أحيطت لإجهاض انطلاقها بدءا من توجيهات مركزية بعدم خروج الموظفين لهذه التظاهرة ، وصولا لترويج خبر عدم رغبة المراجع الدينية لدعم التظاهر  خوفا من المحذور ، نهاية لتصريحات متكررة من هنا وهناك بأن هذه التظاهرات ما هي إلا تلبية لنداء وجهه البعثيون للتظاهر ، وصحيح أن مثل هذه الأقاويل انطلت أكذوبتها على الكثير ، ولكن حين انطلاقة التظاهرة ووضوح أهدافها وشعاراتها التي رفعت أحس الكثير أن ما تقوله الحكومة ما هي إلا تخدير مبرمج لعدم الخروج الى التظاهرة ، ولكي يبرهن المتظاهرون أنهم ليسوا من بقايا البعث رددوا الشعار التالي ( لا نريد لا نريد بعثي يرجع من جديد ) ، وما أن أستمع الواقفون على الأرصفة لمشاهدة التظاهرة حتى زجوا  بأنفسهم مع ركب الوطنيون المتظاهرون ، وبقي قسما آخر من الواقفين على الرصيف يساءلون أنفسهم قائلون  هل أن مع المتظاهرين آخرون يمثلون بقايا الإرهاب ؟  ، وبعد أن استمعوا بشكل جدي وواضح لهذا الشعار الآخر ، حتى ذابوا مع أخوانهم المتظاهرون ، ( لا قاعدة ولا بعثية / بدمانه نشري الحريه ) ، وبدأ السير الجدي بشعارات وطنية تنادي بوجوب تحقيق مطالب الناس غير المستحيلة التنفيذ ، أنهم لم يطلبوا بناء ناطحات سحاب ، بل طلبوا هذا المطلب اليسير جدا تنفيذه والعاقل يفتهم  ، ( من طين وكصب تبني مدارسنه )  ، ومن بعد ذلك بدأت المطالب الأخرى التي رددتها أكثر من مجموعة متظاهرة وهي ، ( لا بطاقة ولا دواء /  وين صار الكهرباء ) ، ( يا دولة القانون وين الكهرباء ) ، ومن ثم بدأت المطالب الأكثر حدة ووقعا على القائم على السلطة ، تنفيذية أو تشريعية ، ( يا بط يا بط  برلماني حجيه أمخربط ) ، ورويدا رويدا تتصاعد حدة طلبات المتظاهرون ، ( منريدكم منريدكم / كلكم حرامية ) ، ( نفط الشعب للشعب مو للحراميه ) ، ( جذاب جذاب نوري المالكي / ملعون ملعون نوري المالكي ) ، وبنبرات تهكمية أطلقتها حناجر المتظاهرون التي رددت هذا الشعار المعبر جدا ، ( منريد منيتك أبد / عشرين تنطي للبلد ) ، والعشرون بالمائة المقصود بها ما تقدم من أموال من الميزانية لتمويل المشاريع ، 
         
جانب من التظاهرة
وعند وصول التظاهرة لمقربة من مجلس محافظة بابل بدأ المتظاهرون يرددون هتافات تتغنى بالعراق وشعبه العظيم ، ( بالروح بالدم نفديك يا عراق ) ، وأنتظر المتظاهرون خروج أحد لهم من أعضاء مجلس المحافظة أو البرلمانيون الحليون أو محافظ بابل ، ولما لم يخرج للمتظاهرين أحد بدءوا  بإطلاق هذه الشعارات العفوية ، ( الله وأكبر يا علي كلهم حرامية  ) ، ( الحلة طلعت اليوم عالفاسد وأعوانه ) ، ( بيباي يا أهل اللفط / ونريد حكنه من النفط ) ، وقبل أن تنهى هذه الممارسة الوطنية ألقى أحد المتظاهرون كلمة باسم التيار الديمقراطي الوطني ، ولاحظنا أفرادا حسبناهم مدسوسون من قبل مجلس المحافظة أو السلطة المحلية لتغيير مسار التظاهرة وتحويلها لشئ مقصود ، أتضح لنا أنهم أناس متضررون وأغلبهم خريجون وبلا عمل يذكر .
   

               
جانب آخر من المتظاهرين
 
 
 جانب آخر من المتظاهرين


272
استقالة الصدر !
وكشف المستور
                                                                                                         حامد كعيد الجبوري
       قبل أيام قلائل قدم السيد جعفر محمد باقر الصدر استقالته من البرلمان العراقي ، وجعفر الصدر نجل لرجل الدين والمفكر الإسلامي محمد باقر الصدر ، مؤسس حزب الدعوة الإسلامية ، والذي أعدمه النظام المجتث عام 1980 م ، وجعفر الصدر يحمل شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع ويدرس حاليا في بيروت لنيل الشهادة العليا ، ويتذكر الجميع أن الأحاديث كانت تنصب على أن جعفر الصدر مرشح تسوية للقوائم الشيعية في حال رفض ترشيح السيد المالكي لرئاسة الوزراء ، على اعتبار أن جعفر الصدر لا يختلف عليه شيعيان لترشحه لهذا المنصب ، لأنه نجل مرجع كبير ، وهذا بزعمي خطأ فادح لأن واقع الحال غير ذلك ، فالسياسي الشيعي الآن  لا يتبع نهج علي ( ع ) بل يحفظ مقولاته وسيرته لبهرجة الكلام ليس إلا ، وأن أردت أيراد برهنة لذلك لطال بنا المقال ، وتحث السيد جعفر الصدر عن أسباب استقالته من مقره الحالي ببيروت ، ونشرت الصحف العراقية تلك التصريحات ،  ومن تلك الصحف ( المشرق بعددها  2013 الصادر يوم السبت 19 شباط 2011 م ) ، يقول السيد الصدر أنه رشح نفسه تلبية لدعوة ملحة من ذاته لخدمة شعبه العراقي ، ويقول أنه كان متابعا لما يدور في العراق وهو بخارجه لذا قرر العودة والترشيح للبرلمان العراقي ، وبعد فوزه كما يقول لم يستطع تقديم اية خدمة تذكر ، ناهيك على أن البرلمان العراقي لا يملك استتراجية آنية أو مستقبلية للعمل البرلماني ، ولخدمة الوطن والمواطن ، ولا يملك البرلمان العراقي حتى الهاجس لحل المعضلات التي تعصف في البلاد ، ووجدت كما يقول تعميقا وتجسيدا للمحاصصات ، والتكتلات ، والمزايدات حتى داخل الكتلة الواحدة ، وهناك إقصاء وتهميش متعمد امتدت جذوره لتصل الى الكتلة الواحدة  نفسها ، وهناك قطاعات كبيرة داخل قبة البرلمان لا تدرك ولا تعي حجم الخطورة التي تعصف بالعراق ، وحذر الرجل بدءا من اليوم الأول للسقوط بعدم استخدام أسم والده ذريعة لتسلق من هب ودب ، ويقول أن هناك أكثر من واجهة أسلامية شيعية تعتبر نفسها الوريث الشرعي لوالده ، وحين سؤاله عن وجود خلاف بينه وبين السيد المالكي قال ، أنه لا خلاف له شخصيا  مع المالكي ، ولكن الخلاف في أداء الحكومة بمجملها ، ويقول انه بصدد تشكيل حزب او تجمع جديد ليخدم من خلاله الناس ، بعيدا عن استغلال أسم والده ، بل يعتبر استشهاد والده  مدعاة لتوحيد الصفوف والابتعاد عن لغة الدم والقتل ، ويقول الصدر اني وجدت البرلمان معطلا من الجلسة الاولى وعليه قررت تقديم استقالتي التي لا عدول عن قراري لها ، وكشف الصدر عن وجود أسماء معينة بقائمة دولة القانون هي التي تسيير القائمة على حساب الآخرين ، وقلة جدا  المصرح لها بالحديث دون الرجوع للقائمة ذاتها ،   وحينما سؤل هل عرضت عليك مناصب وزارية قال ، نعم عرضت علي وزارات هامشية رفضتها ، وكنت أرغب بالحصول على وزارة مهمة لخدمة الناس ألا أن المحاصصة حالت دون ذلك .
         لا أعلم أنا أين يمكن للرجل أن يقدم خدمة لوطنه ولشعبه ، فما الفرق بين وزارة الثقافة ، والنفط مثلا ، أليس في هاتين الوزارتين خدمة للناس ولشرائح كبيرة من المجتمع ، والظاهر أن الميزانيات الكبيرة للوزارات مدعاة لسيل اللعاب ، وعلى أية حال فأنا أعتقد ان السيد الصدر باستقالته هذه وجه طعنة للكثير .

273
( ...... أخت العراق البيه تربينه )
                                                                                                         حامد كعيد الجبوري
         قبل أيام قلائل وردتني رسالة من صديقة لي على  ال( فيس بوك  ) تحثني على  الكتابة عن أحدى مقدمات برنامج شعر شعبي بقناة الفيحاء الفضائية ،  وحقيقة مع تألمي الشديد لما سمعته من تلك المقدمة –البرامج -  إلا أني لم أكن راغبا بالكتابة عنها ، ولا أزال عند رأيي ، وأجبت حينها الصديقة التي أرادت مني أن أكتب بهذا الخصوص قائلا  لها ، ( أني لا أكتب عن مثل هذه النماذج وشفيعي لذلك قول الشاعر العربي ، لو كل كلب عوى ألقمته حجرا / لأصبح الصخر مثقالا بدينار  ) ، اليوم 17 / 2 / 2011 م غيرت رأيي بل قل مزاجي للتوائم مع  تلك التي أساءت للعراق كثيرا ، رغم ما قدمه العراق لها ، وتغيير مزاجي الذي أصبح سلعة بيد الفضائية الفلانية أوالحزب الفلاني ، وأغلب الناس يبدلون مزاجهم كما يبدل الغني ملابسه ، أو الانتهازي هويته السياسية طوعا لهوى من ينتمي إليه من حزب ومصلحة عليا له ، وشارك صديق لي من الوطنيين المخلصين لعراقهم بتغيير وجهة نظري  ،  رجل من اليسار العراقي هرب بمعتقده صوب المنافي ولم يجد سوى سوريا لتحتضن غربته ، والغريب أن السوريين يدعوون العروبة وينظِّرون لها  ، ومع أنه تزوج فتاة منهم إلا أنهم لم يمنحوه الجنسية السورية وليومنا هذا ، وحتى أولاده الذين ولدوا بسوريا لم يمنحوا إلا شهادة تعريف ليس إلا ،  ولخوفي من ذكر أسمه لقلت الكثير وأوردت الأكثر من أمثلة المعاناة التي واجهها هذا الرجل الأصيل ، هرب بمعتقده كما قلت وحين سقوط اللانظام البعثي ، عاد الى العراق ولأنه من اليسار العراقي كما قلت ، لم يحصل على أية منحة ، أو فرصة ،  أو مكرمة ، أو وظيفة ، أو راتب أعانة ، أو أدراج مع الميليشيات الكثر ،  لذا حزم أمره وعاد من حيث أتى لسوريا ، في التاريخ الذي ذكرته أنفا قررت أن أرافقه لإنجاز معاملة المهجرين  له وهي التي تحتاج 
 1 :  هوية الأحوال المدنية ،ولأنها  قديمة تحتاج لتجديد ، جددناها له ، 2 : البطاقة التموينية محجوبة عنه منذ عودته ثانية لسوريا ، طيب ما هو المطلوب لرفع الحجب عنها ،أ ، كتاب لوزارة التجارة يؤيد  فيه عودته ثانية للعراق ، ب : شاهدان ، ج : بطاقة سكن مؤيدة من القائمقامية ، قلنا له هو يسكن سوريا الآن ولا يملك بطاقة سكن ، أجاب الموظف المختص ، بطاقة سكن أحد أقاربه ، أجبته ليس له أقارب هنا ، وأنا صديقه وهو يسكن معي ضيفا علي بداري ، أجابني  ائتني ببطاقة سكنك أنت مع تأييد سكن وأربطه مع معاملته ، فعلنا ذلك وأنجزنا أكمال الهوية ، الغريب كأن هذه الدائرة تختلف عن الدائرة الأخرى بكل شئ ، بمعنى أن هذه الدائرة تنجز معاملاتها وفق ما يشتهيه الموظف المختص ، وتلك الدائرة ما يشتهيه موظفوها ، النتيجة التي خرجنا بها أن صديقي العائد من المهجر لا يستطيع أنجاز معاملاته الموزعة بين الغذائية ، دائرة الهجرة والمهجرين العراقية ، دائرة المادة 140 ، القائمقامية ، المحافظة ، مجلس المحافظة ،  إلا بشق الأنفس ، لذا قرر العودة من حيث أتى ، بمعنى أنه سيعود لمهجره دون حصول أي شئ من وطنه اللاوطن ،  وهنا تذكرت المظاهرة التي خرجت بساحة التحرير ، وعرضتها فضائية الحرة عراق ، وشاهدت رجلا وامرأة وهما يمزقان هوياتهما الشخصية ، نبارك للعراق ولذئاب  السياسة الذين كرهوا العراقيون بعراقهم ، وكما قالت مقدمة برنامج الشعر الشعبي بفضائية الفيحاء ، وعذرا للجميع لنقل ما قالته ، ( .... العراق البيه تربينه ) .   

274
أحزاب السلطة
و( عركة أكصاصيب )

حامد كعيد الجبوري
              بدءاً أفترض – واقع حال -  أن هذه الموضوعة يقرأها الكثير من غير العراقيون ، وربما تترجم للغات أخرى ، ولأن هذه الجملة - ( عركة كصاصيب ) – عراقية محضة ، أذن علينا أن نوضح معناها ، ال ( العركة ) بمعنى المشاجرة ، فلان ( أتعارك ) أي تشاجر ، و ( كصاصيب ) تعني القصابون أو الجزارون وهم أصحاب محلات بيع اللحوم أغناما أم أبقارا ، بدايات صباي عملت بفترات العطل المدرسية  مع خالي الذي يعمل جزارا ، ومعلوم أن الجزارين يستخدمون آلات حادة قاطعة لتقطيع اللحوم ، سكاكين كبيرة وصغيرة ، ( ساطور) وهو أشبه بالسكين ألا أنه أكبر منها وأثقل وزنا لغرض تكسير العظام ، إضافة لمبارد لحد السكاكين وهي بأحجام مختلفة أيضا ، مع مجاميع حديدية مختلفة الأوزان والأحجام – اكغم ، 2 كغم ، تسمى عند الجزارون ( أعيارات ) ، وهناك ما يسمى بال ( جنكال ) وهو عبارة عن حلقة حديدية مدببة الطرفان تشبه حرف ( s) ، الفائدة منها تعليق ( الذبيحة ) أو أجزائها على عمود حديدي قوي يوضع منتصف الدكان ، والغريب أن أغلب الجزارون يملكون أجساما ضخمة وعضلات مفتولة ، في أحد الأيام وأنا بمحل جزارة خالي تشاجر جزار مع جزار آخر، والرجلان متجاوران بمحليهما ،  أرعبت كثيرا وأنا ذلك الصبي وتصورت أن أحدهم سوف يضرب صاحبه بأي آلة مما ذكرت ، بدأ الرجلان يقذف أحدهما الآخر بشتى أنواع السباب ، خفت أكثر ودخلت لداخل محل خالي خوفا من المكروه الذي سيقع حتما ،  قال لي خالي لا تخف يا بني أنها ( عركة كصاصيب ) أخرج وشاهد هذه المشاجرة والمهاترة في ما بينهما ، لم تدم تلك المشاجرة كثيرا وسرعان ما تصالح الجزاران وبلا أي وسيط آخر ، سألت خالي مجددا عما حدث ، أجابني رحمه الله قائلا ، بني أن عدة الجزار مقدسة وهي التي تجلب الرزق والمال للجزار ، وعلى هذا الأساس هناك عرفا بين الجزارين أن لا يستخدموا معدات الجزارة بمشاجراتهم ، واستعمال هذه الآلات يعني حلول الشؤم على ذلك الجزار ، ورب سائل يسأل ما علاقة أحزاب السلطة العراقية – رضي الله عنهم وأرضاهم - بهذه المقدمة المطولة ، ولأني أزعم أنني من المتابعين لما يدور بساحتنا السياسية أقول ، أن هناك علاقة وثيقة جدا بمشاجرات السياسيون أحزاب السلطة العتيدة والعنيدة بموضوعي  ، يخرج علينا ومن خلال الفضائيات الكثر هؤلاء السياسيون كل يتهم الآخر بالتقصير المتعمد والإساءة المقصودة من ذلك الحزب تجاه حزب آخر ، والغاية من هذه الفضائح بزعمهم هي لإسقاط ذلك الحزب سياسيا وجماهيريا ، وأحيانا نستمع منهم لشتم مقزز لا يستساغ أخلاقيا ، وربما يصل لحد الشجار والشتم والمقاطعة الكلامية المقصودة ، وأغلب العراقيون يتذكرون تلك التصريحات الرنانة والطنانة أثناء فترة اجتثاث فلان وفلان ، ونحن عباد الله من غير السياسيين تصورنا أن ما دار حقيقة واقعة وهاهو الاجتثاث ماثل أمامنا ، وبعد أن بدأت حوارات تشكيل الحكومة عاد المجتثون لمناصب يحلم بها الكثير ، وحينما يجلس الفرقاء المتخاصمون ببرلمانهم العتيد يظهرون لشعبهم المسكين بأنهم على خلاف كبير من أجل مصالح معروفة للجميع ، المهم أن الشعب العراقي عرف هؤلاء على أبشع حقيقة ، وكما يقول المثل الشعبي ( أعرفك يا خريّف وأكلب ليتك ) ، و( خريّف ) هي مصغرة للخروف ، يابرلمانيون ويا سياسيون العراق نقول لكم ( الناس أمفتحه باللبن) ، كل يوم تتشاجرون صباحا وتجلسون مساءا على موائد فخمة أو بحسينيات أو جوامع وأنتم مثل ( دهن ودبس ) كما يقول مثلنا العامي .   

275
إضاءة
( سيري وعين الله ترعاكِ )
حامد كعيد الجبوري
       في الفترة التي كنا نؤدي فيها ضريبة الدم المفروضة بروعاونات القائد الضرورة   في الوحدات العسكرية ، ومعلوم جدا أن كل وحدة عسكرية سابقا هي عبارة عن عراق مصغر ، ليس كما هي اليوم ، بمعنى ان شرطة بابل مثلا  يجب ان يكون منتسبوها من بابل حصرا ، في السابق  الكردي مع العربي والتركماني ، والسني مع الشيعي مع المسيحي مع الصابئي مع الأيزيدي وهكذا ، المثقف الخريج مع الأمي ب (حظيرة ) عسكرية واحدة ، من يقرأ الصحف يتحدث بما قرأه لزميله الآخر ، وأجمل ما في تلك الأيام التي ذهبت بتلك الوحدات العسكرية  ، أننا أنشأنا علاقات أخوة وصداقة امتدت ليومنا هذا ، والغريب ما نراه الآن بزمن الخير والديمقراطية المجلوبة التي لا يؤمن بها من وضع لها دستور البلاد اليوم ، في تلك الفترة كان لنا صديق بدوي لا يحسن القراءة والكتابة ، وهو يتدرب معنا على كيفية استخدام مدافع الميدان ، ومع ذلك كان الرجل ينال قسطاً وافرا من التعليم على المدفع بتركيز من معلم الحظيرة ، في يوم من الأيام جاءنا لوحدتنا زائرا كبيرا لمراقبة سير التدريب ، ومن محاسن الصدف أن يكن ذلك البدوي الأمي يؤدي عملية توجيه المدفع صوب هدفه ، ولم يستطع أنجاز مهمته بدقة ، سأله الزائر ما هو تحصيلك الدراسي بني ؟ ، أجاب الجندي أني أمي سيدي ،  هز الضابط الزائر يده وهو يردد المثل الذي يقول ، ( من هل المال حمل جمال ) ، ثم تحدث الضابط الزائر مع أمر الوحدة المزارة قائلا له ، كان يفترض بك أن تعيد هذا الجندي لمركز التدريب ليستبدلوه لك بآخر غير أمي ؟ ، أجاب الضابط أعدته لمركز التدريب ثم رفضوا وأعادوه لنا مرة ثانية ، أعاد الزائر هز يده مستهزئا وهو يقول لآمر وحدتنا ، إن العمل يجري بالوحدات العسكرية هذه الأيام على مبدأ ( سيري وعين الله ترعاك ) .
     كل هذه المقدمة التي لابد منها بسبب سؤال وجهته زوجتي من أيام قليلة قائلة  لي  كم يبلغ ( الترليون ) ؟ ، ضحكتُ بوجهها طويلا فدهشت لذلك الضحك غير المبرر لها ، قلت لها لم اضحك منك ولا من سؤالك هذا ، ولكن ضحكتي أخذتني بعيدا عن سؤالك كثيرا ، أنا أعلم أنك خريجة جامعية ، ولك ممارسة بمهنة التدريس طويلا ، ومع ذلك لا تعرفي مقدار ( الترليون )  ، أذن ( يا أم طيف ) – كنيتها – كيف يعرف ممن لم ينهي الدراسة الابتدائية أو زوّر شهادتها وأصبح عضو مجلس محافظة ، أو عضو برلمان عراقي ، او حتى وزير ،  كيف له أن يعرف مقدار ( الترليون ) ، وكيف يتدارس مع هؤلاء الأعضاء لوضع خطط ستراتيجية لبناء العراق الحديث كما يقولون ، ضحكت زوجتي من إجابتي أكثر من ضحكي لسؤالها ، تسمرت بمكاني وقلت لها  لماذا ضحكت لإجابتي  ؟ ، قالت لم أضحك من إجابتك ولكني متأكدة تماما أن هؤلاء يعرفون مقدار ( الترليون ) ، ولو أنهم لم يصلوه هذه الأيام ، والأيام اللاحقة سيصلونه حتما ، لأن من يجمعه من حلال أو حرام قادر على أن يحصيه ويعرفه  ، ليس كمثلنا نحن النظريون فقط ، أن التجارب العملية أقرب للمعرفة والدرس من التجارب النظرية ، وهم أساتذة ومتخصصون بأساليب جمع المال ،  ( ومن هل المال حمل جمال ) ,   للإضاءة ..... فقط .

276
(ضمير أبيض)
 بين الحزن والكيف
                                                                                                       البصرة- عبد البطاط
بادئ ذي بدء لابد من معرفة (الكيف) بالمفهوم الشعبي البصري.. حيث تعني الطرب والسرور والفرح. (فلان مكيف).. اي فلان فرحان.. (في هذا المكان كيف وطرب).. يعني في هذا المكان سرور واغان والحان وتقاليد خاصة لا يجوز تجاوزها سواء من أعضاء الفرقة الفنية التي تؤدي فقرات الطرب او الحضور عرف مفهوم لمن يرتاد هذه الأماكن.
الشعر الشعبي العراقي الآن وفيما هو موجود في دواوين وإصدارات.. كم هائل يفتقر الى النوعية.. يتصفح المتتبع للشعر الشعبي فيجد الأغلب (رغم تنوع المضمون والشكل) على نمط (هاي مدرستك يطالب عينها.. ولا تشخبط بيدك حياطينها) لكن للحقيقة والإنصاف نجد أن في الضفة الأخرى قمما تتميز بروعة المكنون وإبداع ليس له حدود.
كلنا عندما يقرأ احدنا  لمظفر النواب ينحني إجلالا لما يقوله.. ومع ذلك فعلينا ألا ننسى (في الوقت نفسه) ما تجود به قريحة الشعراء الإحياء ـ اطال الله في اعمارهم ـ (عريان السيد خلف، رياض النعماني، علي الشباني، كاظم اسماعيل كاطع، اسماعيل محمد اسماعيل، فاضل السعيدي، مهدي السوداني، نوفل الصافي، علي الربيعي، كاظم غيلان، كاظم السيد علي، جمعة الحلفي، عباس الموسوي، حمزه الحلفي، محمد النعماني، عبد السادة العلي واخرين) ، وهؤلاء لاشك قمم في الشعر الشعبي العراقي الحديث ، و(ابو طيف، حامد كعيد الجبوري) واحدا من هؤلاء، فديوانه الأخير (ضمير ابيض) كضميره وضمير من جعل الوطن والتضحية من اجله.. هدفه ومناه.
هذا الديوان الذي يحتوي على 45 لوحة إبداعية رائعة مختلفة التواريخ والإيقاعات وأربع صناعات (للشاعر رياض النعماني وللشاعر والباحث جبار الكواز، والباحث والناقد د.خليل ابراهيم المشايخي والباحث والناقد د.محمد عوده سبتي) وفي محاولة لإلقاء الضوء على بعض قصائد الديوان فإننا نجد في: فرفحتلك، واشتلت روحي على اشفافك أمل....
إي لوحة إبداعية تلك حيث الشفاه هي أمل الروح... بالله عليكم هل هناك شيء أروع من الشفاه للحبيب؟
وفي (امل ميت) نرى كلمات الحب والهيام والعشق لا تتكلم .. فهي خرساء صماء.. لان الكلمات قد ماتت.. وأين..؟ مرة أخرى على الشفاه التي ليس لها مثيل عند ( حامد كعيد ) .
ونشعر بجرحه في عام 1973 وهو في دمشق.. وقد تحدى الزمان وافتخر بألمه وحزنه وتعبه ولم يصاحب سوى الصبر والمروءة وهذا ما سطره في) وديت روحي.(
وفي (روض) ضيع محطته.. إذ لا قطار صاعدا يحمل البشاره  ولا قطارا نازلاً يرفع الخسارة.. بالمحطات كثيرة خلعت ثياب الصبر وألبسته ثياب الأمل ولقاء من عنبر وريحه نرجس وورد ورياحين في روض جميل ليس له مثيل.
ويقسم في (أوتار جبهوية) بـ  شفة حبيبته التي ذبلت بالعطش، بالصبر، بالشوك، وبأنه سيضوّي دروب الوطن وينذر قلبه (سكة) لسير المناضلين الطيبين عليه لبلوع مناهم ومبتغاهم.
وفي قصيدة اهداها للشاعر الرائع (رياض النعماني) ذلك الشاعر الإنساني الذي يفتخر كل من التقى به والتي كانت بعنوان (ضمير ابيض) هي اصدق تعبير لا تحتاج الى تعليق.. ففيها يسأله الشاعر حامد (شاعر يسأل شاعر(
ما تشتاك..
تنزع ثوب حزنك والنهر خنياب
والحلوات يملن وشلة اخدودك
ويفلّن صبر عمرك كصايب
اعتقد انه تساؤل مشروع .. كل محب لإبداع هذا الشاعر وشخصيته الفذة يتمنى رجوعه واستقراره في (الوطن الأم) .. لكي يساهم في بناء صرحه.
ويهدي قصيدة (ضيف فقره) للشاعر الراحل محمد الغريب.
ياغريب ..
الدار وحشه
ومعدن الفقره.. النقاء
ياغريب ..
المال بالغربه وطن
والفقير يعيش ببلاده غريب..
ونحن نتساءل ومعنا الشاعر .. متى تتغير قوانين هذه المعادلة؟ متى تنعكس هذه النظرية..؟ متى..؟
ونؤيد الشاعر بكل ما نملك من قوة حيث (الفقره طيبه) لان الفقراء لهم صفات لا يعرفها الا من مر بها وعايشها وتسربل بها حتى النخاع.وفي (السكوت من ذهب) ينصح (ابو طيف) القراء والسامعين لصوته المدوي في المهرجانات والاماسي والاخوانيات حيث علامة النجاح لكل محفل شعرٍ شعبي.
 اسكت واكتم اسرارك
وأخذهن صوغتك للموت
اشجم ميت صنع تاريخ ‏
 وجم يونس ابطن الحوت
وفي (أركب عالصعاب) يحدد لنا الشاعر الوطني مسار الطريق الذي علينا ان نسلكه ويخاطب العراقي الشهم
ازرع بالصبخ نخلات وورود
العينه عالزرع ميموت زرعه.
ويؤكد حقيقة تاريخية واضحة.. ناصعة.. ووضوع الشمس في عز النهار
من تطفح الغيره
وينبض الغيض..
عراقك ما يذل..
محد يركعه
وكانت قصيدة (صوت الحقيقة) التي اهداها للشاعر )عريان السيد خلف) حيث كان كثيرا ما يتساءل.. لماذا سمي عريانا..؟ لكنه اهتدى- كما يقول- أخيرا لذلك فجاءت قصيدة معبرة بصدق عن الوجدان والوطنية لان الشاعر تلذذ بخبز العراق.. الخبز الذي ليس له مثيل في الدنيا كلها.
ضكت خبز العراق
وغززت الملحه
شك ساس الشعر
وتعله بالبنيان..
نعم كان الشاعر عريان صوت الحقيقة الناصعة بكل صدق وأصالة لم تغره كل الأساليب الملتوية من اجل ان يبيع ضميره.. لان هذا الضمير كان يقلق الجلادين هذا الضمير الذي اقسم ان يكون بصف شعبه ل ابصف الطغاة وأطلق الشاعر (ابو طيف) صيحة مدوية..
اذا نام النهار بيوم
هم يغبش..
ويرد نور الشمس
ويضوي كل أمجان.
واهدي قصيدة (اضلوع السجن) الى الشاعر الكبير الرمز (مظفر النواب) وللاحرار الذين حفروا نفق الحرية في سجن الحلة الدكتاتوري حيث كانت صورتان كتبتا عام 2006 م.
على اضلوع السجن
حطت عصافير
وفخاني بطلت من
ياكوكتي.. وين اختي .. بالحلة
ويا سبحان الله.. يخلد الشاعر الطيور ويؤكد بانها قررت أن تحفر نفقاً بزنزانة الشاعر النواب..
الطيور اتحزمت تحفر
بزنزانة (مظفر) للدهر يحدي
أحط ترابك أبحضني ولوليك
ويخاطب الشاعر ابو طيف الشاعر النواب بكل صدق واصالة
يا مهر الأصيل الما يحده اعنان
تسحن صبرك وتلهم
بس يحله السفر وياك..
ولماذا السفر (يحلى) مع الشاعر النواب؟.. فيجيء الجواب سريعا
أنت النوخذه وسكان
ودور (النوخذه) للسفينة معروف.. فهو ربانها وهو المسئول عنها.. اما (السكان) فهو مقود القيادة التي يحركه الربان نحو بر الأمان والاستقرار.
اما في (رسالة متأخرة لابي سرحان )
بالبصرة امس
جوكه عصافير
تتراكص على العشار..
وكفت تنشد السياب..
عن شاعر رقيق وتاه عنوانه...
ويؤكد بان  روح الشاعر مهرة لجامها الريح وجدايلها السفر ولكن الى اين..؟
خاصة وان محطات الدنيا كلها خطر ودمار وموت اكيد..
وطال الانتظار لكن (ابو سرحان) لم يأت ليسوق الغيم) بمهرته العزوم وبيده الراية التي ترف بيده و(ام البروم) قد نامت فتاة العشاق وتتساءل باستمرار: ألم يمر بسمائكم طير يرف جناحيه على البصرة وأهلها الطيبين؟
وفجأة يمر طيف بزمان اخرس يتساءل هو الأخر عن هذا الطير وعن ضحكه بزلف مشحوف عشاري.
وفي قصيدة (صبرا يا عراق)
هذا اول وطن
بالكون ما يرتاح..
تعبير صادق عن ما يمر به هذا الوطن الحبيب الذي توحدت لتحطيمه كل قوى الشر والرذيلة.. لاشيء.. سوى لأنه اختار طريقا جديدا هو طريق الحرية طريق الفقراء.. طريق من لا طريق لهم.. وكانت نعمة الذهب الأبيض التي أصبحت نقمة .. لا نعمة.. فالنفط رغم خزينه الهائل وتسويقه يوميا بكميات كبيرة لم يتغير شيئاً من الواقع المعاشي.. فمن سيئ الى اسوء.. مدعاة لتكالب القوى الشريرة طمعا فيه..
اما الشعب فكل فرد فيه عرف طعم الحزن منذ نعومة الأظفار.. لا يعرف البسمة ولا الفرحة.. ففرحته بكاء ونحيب
ويشير الشاعر الى انه والجميع يحلمون بان
ولا صاحب بخت..
ويصيح بيك الله..
ويسرج للخيول
ويبرز ارماحه..
ويسقط الصنم.. لكن أصناما كثيرة تتواجد وتملأ الساحة برقصها وردحها ويصرخ الشاعر .. يا عراق.. يا عراق..
شد صاري العزيمه
وصارع الأمواج..
توصل للشواطي بغير ملاحه
صبرا يا عراق..
الصار كله ايهون
بعد كاعك بجر
بيدين فلاحه
ويمدنا الشاعر بديمومة البقاء من خلال قصائد ديوانه
(كاريكتير، أمنيات ترفض التأجيل، صبر مفطوم، هوه الخمسين، دفيني ابعباتج، ايام المزبن، حمد، ابن الشعب، ابو عمشة، تبا للسياسة، طرطره، وغيرها)
ان على المتتبع للشعر الشعبي العراقي أن يدرس بإمعان وتروي قصائد هذا الديوان ويحلل كل قصيدة منه- لابل كل بيت شعري- ويعرف ظروف نضمها وتاريخها .. واعترف باني عانيت الأمرين في اختيار.. عن اي القصائد أتحدث، وعن اي القصائد اذكر.. فالديوان قصائده درر وصعوبة علي أن اختار درة معينة  لأحتضنها.
اعتقد اني رميت حجرا في بركة الشعر الشعبي حركت فيها المياه بعض الشيء وعلى المهتمين بالشعر الشعبي العراقي ان يبادروا هم أيضا كي نساهم في اعلاء الكلمة الصادقة الشريفة وسط ركام من الكلام الذي يطلق عليه أحيانا شعراً شعبياً.


277
المنبر الحر / مرض النرجسية
« في: 22:49 31/01/2011  »
مرض النرجسية
                                             
                                                                                                            حامد كعيد الجبوري
        الكثير من المثقفين كتابا وشعراء يصابون بمرض لا علاج له يسمى النرجسية ، وهؤلاء المرضى يعتقدون أن لا غيرهم يمكنه الكتابة مثلما يكتب هو ، ولأني أهتم بالشعر الشعبي كهواية محببة لي ، لذا ستكون هذه الإضاءة لهم وبلا ذكر أسماءهم ، وعدم ذكري للأسماء ليس تخوفا منهم ، بقدر تجاهل مثل هؤلاء المرضى ، هناك أكثر من رأي نقدي يقول ليس هناك شاعرا كبيرا ، ولكن هناك نصا كبيرا ، بمعنى أن الشاعر الفلاني صاحب العمر الكبير ، والتجربة الأكبر أيضا ، ليس من المحتم أنه شاعرا كبيرا ، قد يكون كبيرا في العمر نعم ، ولكن ليس شاعرا كبيرا ، بمعنى أكثر توضيحا ، ربما شاعر لا يملك الخبرة الكافية ولا العمر الكبير ، ولكنه أنتج نصا شعريا كبيرا يشار له من قبل الشعراء الآخرون ، ومما حدا بي لهذه الإضاءة ما سمعته من لقاءات مع شعراء بقسم من الفضائيات المهتمة بالشعر الشعبي وما أكثرها ، قال ذلك الشاعر أن لا شاعر في العراق يستطيع أن يكتب كما يكتب القصيدة هو ، وحينما قرأ نصوصه التي لم تثر فضولي لسماعها ، وجدتها أنها قصائد لا تعدو كونها قصائد لها مسحة فنية ليس إلا ، وأذكر أني حضرت لقاءا للشاعر عريان السيد خلف سأله مقدمه ما هو تقييمك للشعراء الذين سأذكرهم لك ؟ ، وذكر له أسماء أولئك الشعراء ، والجميل أن الشاعر عريان السيد خلف لم يكتفِ بالإشادة بهم ، بل قرأ قصائد من نتاجهم ، وأكثر من ذلك أنه قال كنت أتمنى أن القصيدة التي كتبها الشاعر الفلاني أني كتبتها ، تواضع كبير لشاعر معروف وصاحب تجربة شعرية غزيرة ، وأذكر أن أحد شعراء الحلة الفيحاء سأله صحفي لجريدة ما ، أين تضع نفسك على خارطة الشعر الشعبي العراقي ؟ ، أجاب بكل تجرؤ ومكابرة فارغة ، أضع نفسي في المقدمة ، وهذا هو المرض الذي أتحدث عنه ، وأسميه المرض القاتل للموهبة الشعرية الصادقة ، ولو أني أوعدتكم بعدم تحدثي إلا بخصوص الشعر الشعبي ولكن هناك ضرورة لذكر شاعر ما ، سأله مقدم البرنامج عن مشاريعه الشعرية ومستوى قصائده ، أجاب بكل وقاحة أنه قد فاق الحلييّن ، ويعني بالحلييّن السيد حيدر الحلي ، والسيد جعفر الحلي ، وهذا ما لم يقله عنهما الجواهري الكبير ، للإضاءة ... فقط   



278
( مفيش حد أحسن من حد )
حامد كعيد الجبوري

     هناك مثل شعبي عراقي وهو بيت من الشعر الشعبي جميل جدا  يقول ، ( يا ريت حوبتنه تبين / طبيبين والثالث أمزين ) ، ومن المؤكد أن الكثير لا يعرف معنى هذا البيت الذي أصبح  مثلا ، و ( يا ريت ) هي للتمني ، و ( حوبتنه ) بمعنى الظليمة التي وقعت علينا ودعونا الله ليأخذ لنا حقنا ممن ظلمنا ، و ( تبين) بمعنى تظهر العلامة على ذلك الظالم ، و ( طبيبين ) بمعنى أن ذلك الظالم الذي أفترى علينا يمرض ويذهب لطبيبين فقط لعلاجه ، وأما الثالث فهو الحلاق الذي يكون على يده موت ذلك الظالم ، والحلاق هنا هو الطبيب الجراح الذي يموت الظالم تحت مشرط يده ، كل هذا المثل والتوضيح له  بسبب تلك الأقاويل التي لا يزال العرب يرددونها اتجاه الشعب العراقي ، وعودة ل 9 / 4 / 2003 م وسقوط صنم الدكتاتورية صدام والفراغ الذي أفتعله الجيش الأمريكي المحتل ، وتخريب ألبنا التحتية العراقية ، وفتح أبواب المصارف الحكومية من قبل المحتل ليسرقها قسم من الأحزاب والمرتزقة ، والكل يتذكر كيف تصدى العراقيون الشرفاء  لمفردة ( علي بابا ) ، وكيف وقف الشعراء وبخاصة الشعبيون منها لدرء تلك الفرية على الشعب العراقي ، ويذكر الجميع أيضا أن الناس ، بل قل العوام منهم سرقوا مقرات الحزب المنحل ، وثكنات الجيش العراقي الذي سرّح نفسه من الخدمة آنذاك ، ولم يكن هناك تواجد فعلي للشرطة العراقية  ، ومع كل هذا لم تسجل حادثة سطو أو سرقة لبيوت المواطنين ، وهذا يدلل على أن الشعب العراقي كان مترقبا للتغيير لا غير ، وأذكر هنا أن أحد أقاربي سرق من مقر الحزب المنحل جهاز حاسوب ، ولأن سكني قريب لذلك المقر فقد جاء قريبي بالذي سرقه ليضعه أمانة لدينا ليعود ثانية لجلب شئ مسروق آخر ، قلت له أني لا أوافق على إدخال شئ مسروق لداري ، قال لي أن الكل الآن يسرق كل شئ ، قلت له أنا لست من الكل ولا أسمح ببقاء الحاجة المسروقة لدي ، أجابني وماذا سأفعل إذن ؟ ، قلت له أعد الذي سرقته الى تلك اللجان التي شكلت لتستلم المسروقات وخذ وصلا به ، ذهب الرجل الى تلك اللجان التي اكتشفنا أن القسم الكبير منها مزيف ، وكانوا يأخذون المسروقات من السراق ، بمعنى أدق أن هؤلاء عصابة اتخذت من الدين وسيلة لتسرق ما سرقه الأصغر منهم من السراق ، وحادثة المتحف العراقي معروفة للجميع ، فاللصوص الأمريكان أخذوا السمين وتركوا الغث لغيرهم وهكذا .
    ما حدث في جمهورية مصر العربية ، وقبلها في تونس الخضراء ربما يتشابه مع ما حدث في العراق ، معلوم ان الجوع سيف مسلط على الرقاب جميعا ، وهذا ليس تبريرا للسرقة ، وقديما أطلقها الاشتراكي الإسلامي أبو ذر الغفاري حيث قال ، ( عجبت لمن لا يجد قوته لا يحمل سيفه ) ، وليس في بلاد العرب وحسب بل في العالم أجمع ، كلنا يتذكر ما حدث في فرنسا قبل سنوات قليلة من تحطيم لواجهات المحلات وسرقة محتوياتها ، والجوع كما قلنا قاتلا فها هو جد الرئيس الأمريكي الأقدم ( ريغان ) يأكل من جثة صديق له مات وهما ببلاد الاسكيمو بعد أن واجهتهم عاصفة ثلجية أضاعا من خلالها الطريق ، وما ألصقه العرب بنا وعيرونا به من نهب للمتحف العراقي حدث ببلاد الفراعنة أيضا ، مع ملاحظة الفارق ، الجيش الأمريكي المحتل للعراق يحطم أبواب المتحف ليسرقه ، في حين أن أبناء الشعب المصري حطموا أبواب متحفهم ليسرقوه دون قوات أمريكية مساعدة  ، لم يسرق العراقيون بيوت أهليهم في حين نجد ( البلطجية ) المصرية تسرق بيوت أهل مصر الشرفاء ، وما حدث من نهب للمصارف الحكومية في العراق حدث أيضا بمصر ، ولكن العراقيون لم يحطموا محلات الناس أو التجار لينهبوها ، ونرى الشعب المصري فعلها ، وشاهدنا ما حدث على الفضائيات من محاولة أقتحام مرآب للسيارات يملكه تاجر مصري ، وكيف دافع ذلك التاجر وأبنائه عن ممتلكاته العامة ،  والله أنها ليست شماتة بهم ، ولكنها تذكير لهم بأن الشعوب أجمعها تمارس نفس الممارسات بعينها ، سواء بالشرق أو الغرب ، الشمال أم الجنوب ، اللهم لا شماتة وأحفظ الشعوب العربية وغيرها من شر الأشرار ، وطمع الطامعين .   

279
(عرب دنبوس مو عرب ناموس )
بو عزيزي  والصحوة العربية

حامد كعيد الجبوري
      في بدايات مراحل الدراسة الابتدائية كنت أستمع لجملة يرددها والدي رحمه الله كلما غضب مني ، وبعد أن أنال قسطي من العقوبة التي يقررها أسمعه وهو يكلم نفسه قائلا ، ( عرب دنبوس مو عرب ناموس ) ، بعد أن كبرت وزاملت والدي سألته عن تلك الجملة التي كان يرددها وهو يكيل عقوباته لي ، ضحك رحمه الله وقال أنها مثل شعبي يقال الى من لا يعي أو لا يستوعب مما يدور حوله من أحداث ، وحينها قال لي رحمه الله أن البشر يتفاوت بمداركه ، ولأننا بصدد موضوع بودي أن أدرجه ضمن ذلك المثل وأعني به ( عرب دنبوس مو عرب ناموس ) ، قسم من البشر يعي ما حوله بإشارة بسيطة من المقابل ، ومثلا لذلك أن أحدهم لا يرغب اليوم استقبال ضيوف ببيته لأسباب ما ، فما عليه إلا أن يقول لصحبه اليوم لدي ألتزام وربما سأترك البيت لذلك الالتزام ، فأن وعى المقابل ما أراد ذلك الرجل فهو بعرف والدي ( عرب ناموس ) ، بمعنى وكما يقول المثل الشعبي ( يلكفها وهي طايره ) ، ولكن أن ذهب لدار صاحبه فهو ( عرب دنبوس ) ، لأنه لم يدرك ما قاله ذلك الصديق ، وتأكيدا لمصداقية ما أقول (إن اللبيب من الإشارة يفهم ) ، بمعنى أن الذي ألتقط الإشارة فهو اللبيب الواعي ، ومن لا يدرك بوعيه ستنهال عليه الصفعات كما كنت أنالها ببواكير طفولتي  ، بمعنى أدق وأكثر توضيحا ما يحدث الآن ببلداننا العربية ، والظاهر أن أغلب الحكام العرب هم من فصيلة ( عرب دنبوس ) لأنهم لم يدركوا ما يريد الشعب إلا من خلال ( الراشديات والجلاقات ) ، شاب تونسي - محمد بو عزيزي – أثبت وجسد مقولة شاعرهم التونسي ( الشابي ) الذي أطلقها ذات يوم ( إذا الشعب يوما أراد الحياة / فلابد أن يستجيب القدر ) ، هذا ( البوعزيزي ) الواعي تماما أراد أن يكون وبلا قصد منه  ( سبارتكوس / او  جيفارا ) عصره ، ولكن بطريقته الثورية ، غير تلك الدرب التي سلكها ( جيفارا ) ، أنها الطريق الأسلم والأشد إيقاعا لقلوب المنتفضون الأحرار كما يراه  ، يومها صرح زين العابدين بن علي بخطاب متلفز أنه سيحاول تغيير حكومته ، وكأنه غير المقصود بتلك التظاهرات العارمة ، ويومها صرح للجميع أنه سوف لن يرشح لولاية أخرى ،  ولم يستوعب الدرس جيدا لذا أطلق عليه والدي أنه ( عرب دنبوس ) ، وغادر لمزبلة التاريخ وسيلاحق قضائيا من قبل الشعب العربي التونسي ، أمتدت الشرارة ( البو عزيزية ) لتصل الى الجزائر ، واليمن ، والأردن ، وجمهورية مصر العربية ، ولا ندري من سيتبعهم من الشعوب العربية ، وكل حكام هذه الدول كما وصّفهم والدي على أنهم  من العرب ( الدنبوس ) ، فهاهو حاكم مصر الذي امتدت حكومته بل قل خلافته لثلاثة عقود متوالية ، وكأن هذا الشعب المصري لم ينجب سواه ، والأغرب من ذلك أنه سيؤهل ولده ( جمال ) ، بل أهله ليتولى زمام الحزب والدولة بعده ، وذلك الآخر الذي يصرح أنا سأشغل منصب رئيس الجمهورية صيانة للشعب ولمصر ، وكأن هؤلاء المنتفضون خلوا من القيادة الوطنية الواعية ، وصدام الصغير – علي عبد الله صالح - كما كنى نسميه في العراق ، الآن كبر وأصبح سبعا دكتاتورا ولم يفق صدام بسطوته وجوره ، هو الآخر مرشح للسقوط بأيدي اليمنيين الأحرار ، وهناك تساؤل أجده مهما هنا وهو ، من الذي سيضمن عدم وصول المتخلفين لسدة الحكم ؟ ، وهل سنجد تجربة عراقية أخرى في المنطقة ؟ ، وهل سيصل المتشددون من الإسلاميين ليعيثوا فسادا بالمال والعباد ؟ ، وهل ستكرر فرنسا أو أمريكا نفس التجربة الخاسرة السيئة العراقية ؟ ، وهل سيصحى مثل هؤلاء الأجراء من الحكام ليفسحوا المجال للشعوب لتحكم نفسها ؟ ، ولماذا لم يفكر هؤلاء الأغبياء بأنهم لو رحلوا طوعا لفازوا بما سرقوه عنوة من المال العام ؟ ، أم أنهم يفكرون أن لا ملاذ لهم إلا هذا الكرسي المنخور ، وهل ستنفع الأموال التي توزع على الناس حاليا ، وهي من المسروق طبعا ، لتجنب الحاكم الثورة الآتية لا ريب ؟ ، كما فعل أمير الكويت بتوزيعه 4 مليارات دولار أمريكي على فقراء الشعب الكويتي ؟ ، لنرقب الساحة العربية لاحقا لنشهد سقوط حكامٍ لمزابل التاريخ .     

280
خيوط الغربة
بين البصرة ولندن
ووطن ... مستباح
                                                                                                               حامد كعيد الجبوري
          من الصعوبة الإحاطة والإلمام بما تكتبه الشاعرة العراقية المثابرة ( وفاء عبد الزاق ) ، ومن الصعوبة أيضا أن تتناول مجمل دواوينها الكثيرة ،باللغة الفصحى ، أو الشعبية الدارجة ، بل قل ديوان واحد ، الديوان الواحد يحمل بين طياته قصائد شتى ، ورؤى كثيرة ، وأفكارا جديدة ، ومواقف متناغمة ومتنافرة بآن واحد ، وحقيقة أن ( وفاء عبد الرزاق ) تملك من الجرأة ما لا يملكه الرجال ، فإن كتبت بباب الغزل فتجدها متحررة وكأنها ليست من هذه البيئة العراقية ، ولا أعني بذلك أنها تكتب بما يخدش حياء الأنثى ، حاشا لله ، بل هي تفصح عن مكنوناتها ، بطريقة متحضرة غير التي ألفناها في قرانا ، وحواضرنا العراقية ، وأجد أن خيوط الغربة ، جلية واضحة بقصائدها عامة ، بل قل الحزن العراقي المتجذر الذي نرضعه من أثداء معاناتنا  كل يوم ، لذا سأترك كل الدواوين الشعبية وقصائدها الكثيرة ، وسأتجنب الحديث عن الشعر البلورامي ، ولربما سأكتب عنه لا حقا ، وسأغادر عمدا الكتابة والتقصي عن الشعر الذي يصلح للمسرحة ، وسأغادر الخوض في الكتابة عن الأوزان التي تكتب بها المبدعة وفاء عبد الرزاق ، ولا أعيد النظر وأسلط الضوء بالتجربة الحداثوية لدى وفاء عبد الرزاق ، علما أنها تستحق الكتابة عنها بهذا الباب ، وأعني  التجربة الحديثة ببناء القصيدة الشعبية ، ووفاء تمتلك من الخبرة ما يؤهلها لولوج القصيدة ما بعد حداثتها ،  ، والشاعر الشعبي عموما متهم بعدم الخبرة والدراية بمدارس الشعر الحديث ، ووفاء عبد الرزاق وآخرون أعادوا للقصيدة الشعبية رونقها وجمالها وألبوسها الحلة التي تستحق .
     ( تبللت كلي بضواك )  ، حررت  قصائد هذا الديوان للشاعرة وفاء عبد الرزاق بين العام 2006 م – 2010 م ، بمعنى أنه آخر نتاج شعبي للشاعرة وفاء عبد الرزاق ، ومعلوم أن هذه القصائد كتبت في غربتها الدائمة بلندن الضباب ، وبين ضباب لندن وشمس البصرة بون شاسع ، فلو تقصيت مواطن الغربة والألم في هذه القصائد لزدت هما جديدا للقارئ المغترب ، وبما أني أجد أن الوطنية الحقة تلاحق الوطنيين كظلهم ، لذا سأبحر في قصائدها للوصول لمكامن الوطن ، والتعشق بالمحبوب الأول ، بل التربة الأولى ، بل الهواء الأول ، وهو العراق ، وبما أن العراق آلت أليه ظروفه لما لا يحمد عقباها ، إذن على وفاء ومن مثلها حملة الفكر التنويري ، توعية ممن حولهم من الناس ، وبهذا العصر الذي أصبح كقرية واحدة بيد العولمة الجديدة ودعاتها ، فلا بد لوفاء أن تطرق قلوب وعقول العراقيين لتوعيتهم بشتى أنواع الصور الحسية ، والتراثية ، والأسطورية ، (آه ياشعبي / كاشفتك بالله تراويني /وجهك بـِيَّه / او وجهي بشامات أمّك رَضعة / توصّخ ضينه /  وآنه استاحش /  رفـّة عيني / ياحالوبة تزوجي الطينة ) ، بهذه الأبيات تبدأ خطابها متحدثة مع الجمهور الذي تظن أنه قد استكان لواقع مفروض ، ( يل متغاوي.. / شلون تراوي الخضرة توجّ / وشلون الشبّاچ يفور؟ /  يَ ابن حسين / ويَ ابن العشبة / تمـّوزك وحسينك چَفْ إيدكْ / يَ ابن الجرح اليغري النجمة / تضوّي الحيرة /سيفك تايه؟ ) ، ويزداد نداءها لأبناء وطنها ، فتحاول أن تستفزهم بموروثهم الذي آمنوا به وضحوا لأجله ، (دلـلـّول الولد يَ ابني / يَ عصفور الدمَـه من تشبّ / يابذرة وكت / يَ مگشّرة من اللـّب / رف جبريل براس حسينه /   ومارفـّت كوفة اطفالي  / چنها مطـَفيَة ) ، تحاول إيقاظهم ولكن السبات يغلبهم ولا تحصل  بيدها شئ مما توقظهم به ، فتبدأ صراعها معهم بأكثر من ذلك فتقول ، ( تفر عارين عـْلى الكلـّة /  ياگاع الرخوة اشتاليتچ؟  / مثل اليعصر ميّت حيّ ) ، فتعود لتؤنب نفسها ، ولربما هذا الابتعاد أحد أسباب سبات الشعوب التي لا تجد من يدلها الطريق ، ( البارحة /  نكـّسِتْ رايات روحي  / واخـْجلتْ  / خجل منـّي الوطن / من شاف اخجلت / البارحة /  شفت روحي بالمراية / وإجفــَلتْ  / لا ملامح  / لا علامة اتدلّ علـَي / دمِّي مخبوص عـْلى لحمي  /  ولحمِّي ينزفني ﭽَـلِتْ )  ، ويوكد ما أزعم الأبيات التالية التي تحاول أن تجد لنفسها مخلصا مما تعتقد به ، (عمـِّي  / يا وطن ملـﭽـوم بينه  / محد خضَّر بـﮕـلبه حنينه؟ / فز النوم  والكاروك تايه / عين والهزة حزينة / دللو دللو  يَ الجسمك سفينة  / دللو دللول / الوطن ملـﭽوم بينه ) ، فتعود لجذور طفولتها غير ناسية ما مر به عراقها وشعبها ، (طير إيدي الربها صعدت / ياسفينة جسمي ردّي /  ردِّي ردّي ماكو مينه / انشلع جسمي يعمي من الأرض  / شـَلـعْ تنـّور ورغيف  / ذيـﭻ ﭽبدة آدمي معلـِّﮔة  حدر الجسر  / وذيـﭻ كـِتلة لحم خانكها الرفيف  /وذاك راس أمـِّي حلـَب طيبه على الرصيف) ، فتستمع بتمعن لصوت أمها التي تحاول أن تجد لها عذرا بمقدس موعود ، ( يمـَّه لا توِّن  / صوت ونـَّك /  مهدي ميعاده جريب /بين هاي الريح جسمك / زهـرة شذرت بالتمايم / بالوعَدْ والوعَدْ صايم  / غابة عمية تغربـَت  / والوطن بيها غريب / وبينا حاير ) ، وهناك في لندن الغربة ، ومحطات كل الغرباء تتوصل لحقيقة مرة ، النفط وأطماع الآخرون ، والخيانات المتكررة التي آلت بهم لهذه الغربة القاتلة ، (غابة عمية غلـِّسَتْ  / مطرت الدنيه نفـُط  / والأرض لفـَّة جـﮝـاير  / وين يا يمـَه تحط ) ، وتستنكر وفاء ما حصل للبلاد والعباد ، وتهزأ بسخرية مرة لتاريخ شوّه وجه الدنيا ، واستخدمت الأموال للذبح وللتمويه ،    ( بفلسيـَن يَ الرايد زِبِـيب  /  فلسين يا سعر الحراير /  يا عراقي الأمس متلفك دواير / وين صاير؟؟ / وين راح او وين بات / "شعريـَة وشَعر بنات" / يانبي النهرين وذِّ ِّن ، اللـِّشش فوﮒ المناير / كلها حيـَّت عَ الصلاة) ،  كل ما تريد قوله وفاء أوضحته جليا بهذا المقطع ، (وفارت الدنية علينه  / جت قيامة ومطرت الدنية جثث  / وفجـِّرت عين المدينة ) ، ولا يعني أنها أستكانت وقبلت بحال مفترض ، بل تصرخ  لكل العقول لتقول ما لا يقله إلا أهل الوطن المذبوح ، ( اليبوﮒ الوطن  / مثل الزنى بإخته ) .

281
المنبر الحر / أحلام ثلجية
« في: 23:24 25/01/2011  »
أحلام ثلجية
حامد كعيد الجبوري
في ليلة برد ...
قارص
لبست فراشي
أغمضت عيناي على حلم
بنيت من ذلك الحلم ...
 قصرا
أبوابا عالية
حراسا وكلابا
ووحوشا ضارية
غرفا فارهة
ونساءً من كل الأجناس
ذهبت بعيدا في حلمي
مكتبة ثلجية
آلاف الكتب ، من القصص والشعر
قرأت كل ما في مكتبتي
طوقني الزهو
نظّرت للعالم عولمته الجديدة
عولمة للسذج أمثالي
كفّرت الغرب ورأس ماليته
كفّرت الشرق وأشتراكيته
أججت حروبا ثلجية
وجنيت الغار
وأغان وطنية
صفق لي جند الثلج
محمولا على أكتافهم
مهللين لحالمهم
غفوت ... قليلا ... قليلا
عند شروق الشمس
وجدت نفسي في بركة ماء
دهشت حينما عرفت
مصدر ...
هذا الماء الآسن 
---------------------


 

282
عضو مجلس محافظة كربلاء
ووجوب استقالة الحكومة العراقية


حامد كعيد الجبوري
      صرح السيد نصيف جاسم الخطابي ، عضو مجلس محافظة كربلاء لفضائية الحرة قائلا ، ( أن التفجيرات التي حدثت اليوم 24 / 1 / 2011 م بمدينة كربلاء المقدسة يقف وراءها لفيف من الضباط والمراتب ممن لا يزالون يوالون البعث المجتث والعصابات الإرهابية ) ، ولو أصاب السيد نصيف جاسم بمقولته الحقيقة  ، وأنا أذهب لرأيه ،  لوجب أن تستقيل حكومة السيد المالكي برمتها ، وأن تغاضينا عن برمتها ، لوجب أن يقدم السيد نوري المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة الاستقالة مع من يشغل منصب وزير الدفاع ووزير الداخلية معه  ، وتأتي الموجبات التي أزعم أن الثلاثة يجب تقديم استقالتهم للأسباب التالية ،
1 : أن السيد نوري المالكي رئيسا لوزراء العراق ، ويفترض برئيس الوزراء الإسراع بإكمال تشكيل حكومته التي خلت من وزير الدفاع ، والداخلية ، ووزير الأمن الوطني ، وبقيت التجاذبات الحزبية والطائفية الضيقة وراء تأخير تسميتهم .
2 : عدم اختياره العناصر الكفوءة ومن الرتب العسكرية الحقيقية – ليس الدمج -  وأصحاب التجربة والخبرة والمهنية العالية .
3 : والمهم جدا لإقالة رئيس الوزراء ووزراءه الأمنيين ، لسبب وجيه جدا وهو ، سقط نظام الطاغية المقبور عام 2003 م ، ونحن الآن بعام 2011 م ، بمعنى أن التغيير عمره ثمان سنوات ، ولا تزال القوات الأمنية والقوات المسلحة يتواجد بها ممن يوالي البعث المجتث ونظامه المنهار ، ناهيك عن وجود عناصر توالي التيارات الإسلامية الإرهابية كما يزعم السيد عضو مجلس محافظة كربلاء .
4 : زهق الأرواح البريئة كل يوم وفي كل محافظة توجب استقالة حكومة السيد المالكي ووزرائه الأمنيين .
5 : طالما أن الحكومة عاجزة عن حماية زوار العتبات المقدسة فلم لا تمنع الزيارة وقتيا ولحين أكمال كافة المستلزمات الأمنية والخدمية لها .
^ : ثمان سنين مرت من عمر التغيير ويعلم رئيس الوزراء ووزراءه الأمنيين ، ووزير النقل ، ووزير البلديات أن كربلاء المقدسة لا تستوعب هكذا عدد من الزائرين ، فلم لم يدرس الموقف جيدا ومد شبكة من الطرق البرية ، وهي غير مكلفة قياسا للفساد الإداري ، وواردات النفط الحزبي ، وواردات العتبة الحسينية والعباسية التي تعيّش دولة الصومال وغيرها .
    مما تقدم نخلص لحديث السيد عضو مجلس محافظة كربلاء وجوب استقالة المسبب لهذا القتل العشوائي لأبرياء لا ذنب لهم إلا وقوعهم بيد إرهاب قاتل ، وحكومة عاجزة عن حماية مواطنيها ، وأن قال أحدهم أن الإرهاب ظاهرة عالمية اليوم ، فجوابنا له نعم أنه ظاهرة عالمية منتشرة ولكن ليس بوجود أجهزة أمنية توالي غير حكومتها المنتخبة ، وسيطلع علينا قريبا الكثير ممن يدعم هذا التكتل أو ذلك الحزب ، ليفند مقولة عضو مجلس محافظة كربلاء واصفا إياه بالسطحية ، وعدم إدراكه حقيقة الوضع وخطورته .   


283
الحاج محمدالجسار المطيري

                       
المجبرجيه.....مهنه انقرضت بسبب عدم مقاومتها للطب الحديث.
 قصه يرويها لنا الحاج ماجد المطيري
محمد هادي.
جميل جدا ان نتذكر رموز حياتنا اليوميه الذين كانو عناوينا للعافيه والاطمئنان في مواجهة الخطر الذي نتعرض له في ذلك الزمن الصعب حينلم تكن هنالك مستشفيات او اطباء متخصيصين في الكسور وغيرها من الا صابات بلاضافه الى اطمئنان الكثير من الناس الى عمل المجبرجي والذي شهدت لكفائته لكثير من المواقف التي ابلى فيها بلاء حسنا لقد مارس عمل المجبرجي قله من الرجال الحاليين واشتهر منهم بعدد اصابع اليد الواحده غير ان اعلاهم همه وشهره بين اهالي الحله كن المرحوم محمد جاسم محمد المطيري (ابو جاسم) الملقب محمد الجسار والذي يتحدث عنه حفيده الحاج ماجد عباس ويس المطيري قائلا ولد المرحوم محمد الجسار وهو جدي لأمي في عام 1898 وانتقل الى رحمه الله في العام 1976 من القرن المنصرم تعلم المهنه من والده المرحوم جاسم المطيري كان محمد الجسار معروفا في تلك السنوات وامتدت شهرته لتشمل كل مدينة الحله ومجاورها بل وحتى الالويه الاخرى حيث عرف بأتقانه الكبير لهذه المهنه ولانه من سكنة محله الكلج فقد كان الصوب الصغير هو المكان المفضل لتواجده فيه كما انه مارس هذه المهنه في بداية العشيرينيات من القرن الماضي حتى وفاته وهو يعدها من المهن الشريفه التي تقرب من يمارسها الى الله سبحانه وتعالى كونها تسهم في انقاذ الناس من الألام ومن العوق واحيانا من الموت كما انها خدمه للمجتمع الذي كان يعاني فقر المؤسسات الصحيه وانعدامها طريقة عمل المجبرجي.يقول الحاج ماجد الصائغ ان جده يقوم بلعديد من الاجراءات التي تعتبر الاوليه قبل الشروع  بلعمل الفعلي وهي الفحص والتشخيص بدفه شديده تعتمد على تجربته وخبرته وذكائه اذ انه يضع على الجزء المصاب ويقوم بلضغط بأنامله عليه بشده كي يحدد الحاله بشكل نهائي وهل هي كسر ام رض ام خلع وكل حاله من هذه الحالات لها علاجها والاجراءات التي يتخذها ازاءها بعدها يقوم بعلاج المصابين وتهيئة وتحضير مستلزمات العلاج من الكسور حيث يجلب اربع من بيض الدجاج ويستخرج الصفار (المح) منها فقط ويقوم بخلطه جيدا ثم يفرش قطعه كبيره من القطن الطبي وعلى شكل منديل ويضع صفار البيض عليه بلتساوي وبعدها يدلك الجزء المكسور بلزيت حتى يعيد العظم المكسور الى حالته الطبيعيه ويتأكد من ذلك اكثر من مره وهذ العمل بلتأكيد يألم المصاب بعد الانتهاء يجلب المنديل القطني الذي وضع عليه صفار البيض ويلف بها اليد او الساق او اي جزء مصاب في الجسم وعند وضع الجبيره يأتي بقطعه صغيره من الخشب المعاكس وهي على شكل مساطر يقوم بأعدادها مسبقا ويضعها من الجهات اربع ويلفها جيدا كي لا تتحرك ويؤثر تحركها على الجزء المصاب اما المده الزمنيه التي تبقى فيها هذه الجبيره خمسة عشره يوما في اغلب الحالات يؤكد المرحوم محمد الجسار ان هذه المده كافيه كي يلتأم الجزء المصاب ويعود الى طبيعته .الاصابه بلرضوض لعلاج حالات الرضوض يقوم الجسار بتدليك المنطقه المصابه بلزيت فقط دون استخدام اي ماده اخرى يضع عليها القطن الطبي بعدها يلف مكان الرض بقطعة قماش اصابات الخلع لقد كان المرحوم ابو جاسم ماهر في علاج اصابات الخلع المختلفه ولكافه الاعمار ويتعامل معها بحرفنه مقاربه للعمليه وحتى الحالات الصعبه والمستعصيه وكأنه تخرج من كبريات المعاهد الطبيه فكان يقوم بسحب ودفع الذراع او الساق المصاب حتى يرجعه الى مكانه الطبيعي .احترام الاطباء بغض النظر عما قيل ويقال عن ممارسي هذه المهنه الا ان الحاج محمد الجسار كان يحضى بلتقدير والاحترام ليس من المواطنين الحليين بل وحتى من الاطباء ويذكر الحاج ماجد الصائغ  هذه الحادثه والتي مايزال صاحبها اي المصاب يتذكر تفاصيلها حيث جلب المرحوم  د.حسين هاتف العطيه وهو من اطباء الحله المشهورين احد ابنائه الذي تعرض للكسر في منطقة الذراع وقام المجبرجي  محمد الجسار بلتعاون مع هذه الحاله على افضل وجه وبعد شفاء الذراع المصابه تم القيام بأخذ صوره شعاعيه اتضح من خلالها ان العضم التأم تماما ودون اي مضاعفات بمده اقل من عمل المستشفى وهذا الامر لايعني انه ان مهنة المجبرجي افضل من الطبيب بل نحن نتحدث عن مهنه انقرضت ونحاول استعاداه الذكريات لبعض ممن اشتهرت بها. من اين اتى اللقب  الجسار ,لقب محمد المطيري بلقب الجسار لكونه كان يعمل رئيسا للجسارين في جسر الحله القديم الذي تم نصبه على شط الحله في الثلاثينيات من القرن الماضي واصبح اليوم من المواقع الاثريه لتهالكه وقدمه وعدم ادامته وتجديده كان المرحوم محمد الجسار يمارس مهنته لوجه الله دون مقابل ولكنه مع الاسف الشديد لم يعلم هذه المهنه لاولاده كما فعل والده المرحوم جاسم الجسار لذلك انحسرت وانقرضت بعده واصبحت مجرد ذكرى تطرز مصداقيتها من تعرض لاصابه اظطرته للمعالجه للاستشفاء على يد محمد الجسار.


284
التغيير التونسي والعراقي
والفرق بينهما


حامد كعيد الجبوري
      لا أعتقد تاريخيا أن الدنيا أنجبت مثل طاغية العراق المقبور صدام حسين ، فصدام يملك من الوحشية ما لا يملكه كل طواغيت الدنيا ، وهذا غير متأتي من كوننا عراقيون نتحدث عن طاغيتنا المقبور هكذا ، وربما يعترض أخوتنا العرب وغيرهم بأن طواغيتهم أكثر بطشا ووحشية من صدام حسين ، ولدي قناعة تامة أن صدام حسين بيّضَ وجوه أقرانه من الطواغيت بسلوكه الوحشي العدواني غير المسبوق ، وقد وزّع صدام ظلمه على كل العراقيين  بالتساوي ، وحشيته طالت الكورد والعرب والتركمان على حد سواء ، ولم يدخر جهدا لذبح السنة والشيعة والمسيح وغيرهم ، وتجاوزت وحشية صدام صوب دول الجوار من العرب وغيرهم بحروب وتدخلات يعرفها الجميع ، لم يسلم من صدام حتى قياديّ حزبه المجتث ، وكنت أتمنى حينها أن تبدأ محاكمته بهذا الباب  أي قتل ما يسمون رفاقه ، ولو كانت المحاكمة كما أرغب لكشفت أسرار وخبايا أراد المحتل عدم أبرازها وكشفها للعالم أجمع ، وقد أخطأ من قال سابقا لو اجتمعت طواغيت الدنيا وظلامها من كل الشعوب وأتينا بالحجاج بن يوسف الثقفي وحده لعدلهم أجمعين ، ابتدأ التاريخ الحديث بدكتاتور ألمانيا النازي هتلر الذي انتحر وجنب العالم شروره وشرور وقوفه بقفص الاتهام ، وصولا لشاوشيسكو ، وصدام حسين ، وأخيرا زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية .
      آذار عام 1991 م حدثت انتفاضة شعبية عراقية عارمة ، بدأها جندي عراقي منسحب ، بل مهزوم من دولة الكويت ، وهو يصل لأحدى الساحات البصرية ويشاهد صورة جدارية لصدام حسين ، فما كان من ذلك الجندي البطل إلا أن يصوب مدفع دبابته صوب تلك الجدارية ويزيلها ليعلن بدأ الانتفاضة الشعبانية كما يسميها العراقيون ، وتعتبر هذه الانتفاضة من أشرف نهضة عرفها التاريخ العراقي الحديث ، ولأنها شعبية خالصة لم يتدخل بتفجيرها حزب علماني أو أسلامي ، لذا وقفت أمريكا وغيرها ، وبخاصة دول الجوار لإجهاضها ، ورأت أمريكا حينها الإبقاء على صدام حسين بضعفه أفضل من قادم وطني يقود البلاد ، ولو قدر لتلك النهضة الانتصار لكان حال العراق على عكس ما نراه الآن ، وأسفرت تلك الانتفاضة عن سقوط كل المحافظات جنوب بغداد ووقوعها بيد الثوار ، وأسفرت أيضا عن نهضة كردية ليتدخل المجتمع الدولي لاحقا لاعتبار إقليم كردستان محمية شبه أممية ، وأطلقت يد صدام ليعيث ظلما بهذه المحافظات المنتفضة ليخلف آلاف المقابر الجماعية ، بعد أن أعاد السيطرة على تلك المحافظات ، وهنا بدأ التحرك الحزبي للمعارضة العراقية لإقناع أمريكا لغزو العراق وإسقاط حكومة صدام حسين ، وكان لهم ما أرادوا ، وللتاريخ أيضا يجب أن نقول أن الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية أصدرا بيانا مشتركا وصل ألينا عبر تسريب مع القادمين للعراق ، ونتيجة لهذا أصبحت أمريكا هي من تتحكم بمصائر البلاد والعباد والى يومنا هذا ، الأصابع الأمريكية موجودة بمجمل مفاصل الحياة العراقية السياسية .
     معلوم للجميع أن النفوذ العالمي يشمل الدنيا بما فيها ولها ، ومعلوم أيضا أن دول المغرب العربي يعتبر عرفا من النفوذ الفرنسي ، ولأن فرنسا درست التجربة العراقية الشاقة جدا ، لذا ارتأت  التغيير بتونس الخضراء على غير الطريقة الأمريكية السيئة ، شاب تونسي خريج جامعي لا يجد عملا حكوميا يعتاش به  أشعل بجسده الطاهر النار ليعلن موته  وبدأ الثورة الشعبية العارمة التي أطاحت بحكومة بن علي ، الذي قرر الفرار كما هي عادة الجبناء ، وكما فعل شقيقه صدام حسين ، والفارق أن صدام ليس له وجها مقبولا عربيا أو عالميا ، لذا فر داخل العراق ليشي به أحد أقاربه لقاء مبلغ مالي كبير ، وبن علي حاول أولا الوصول لباريس التي رفضت استقباله وهي المفارقة الغريبة ، لأن بن علي هو صنيعتها المدلل ، ولكي لا تخسر فرنسا جمهورها التونسي لذا رفضت ضيافته عندها ، واستقبلته مع جزء من عائلته المملكة العربية السعودية .
   أن التجربة العراقية الديمقراطية على هشاشتها ، قديرة أن تصل للدول التي تحكم بالنار والحديد ، أمس رميّ صدام حسين لمزبلة التاريخ ، واليوم تبعه بن علي ، وغدا سنرى ونسمع بكراسي كارتونية آيلة للسقوط واحدة تلو الأخرى .                 

285
المنبر الحر / المجالس الحلية
« في: 23:52 13/01/2011  »
المجالس الحلية
حامد كعيد الجبوري
        ربما تتميز الحلة الفيحاء بمجالسها الأدبية وخصوصا ما بعد التغيير ، وللذي لا يعرف عن مجالس الحلة الفيحاء سابقا ، سأحاول إيجازها ، وعلينا أن نفرق بين المجالس الأدبية وغيرها ، وهناك مجالس دائمية لرجال الدين ممثلة بمجلس السادة القزاونه ، ومجلس الشيخ محمد سماكه ، ومجلس الشيخ محمد حيدر ، وهذه المجالس تعنى بالقضايا الفقهية ، والخلافات العائلية ،  وهناك مجالس لشيوخ العشائر ( مضيف ) ، وهناك مجالس تعنى بالثقافة ، والثقافة المجتمعية عموما ، ومن هذه المجالس مجلس السيد علي الشلاه ، ومجلس السيد معز القزويني ، ومجلس الطريحية ، وصالون ثقافي واحد للأستاذ محمود مرجان يؤمه خاصةُ محمود مرجان من شعراء وكتاب وغيرهم من الشرائح المثقفة الحلية .
    بعد التغيير عام 2003 م  كان في الحلة مجلس ثقافي واحد لا غير ، وهو مجلس السيد حسام الشلاه ، الذي ورثه من والده المرحوم علي الشلاه كما أشرنا ، وهو المجلس الأم الذي تفرعت منه مجالس أخرى ، وأغلب أصحاب هذه المجالس الجديدة هم من رواد مجلس السيد حسام الشلاه ، ومن الجميل أن أيام الأسبوع بكامله إلا يوم الأحد يعتبر يوم الراحة لجميع رواد المجالس ، ولأن مجلس السيد حسام الأم لجميع المجالس الحلية كما قلنا لذا سأبدأ به أولا ، مساء الأربعاء مخصص لمجلس حسام الشلاه ، مساء الخميس مجلس الأستاذ وحودي شعيله ، صباح الجمعة مجلس الشيخ رعد علاوي ،  مساء الجمعة مجلس الوجيه مالك عبد الأخوة ، مساء السبت مجلس صفي الدين الحلي للسيد زيد جواد وتوت ، الأحد استراحة ، مساء الاثنين مجلس السيد سلمان الزركاني ، مساء الثلاثاء مجلس الأستاذ سالم المسلماوي .
    كل هذه المجالس تبدأ أماسيها الثقافية الساعة الثامنة مساءا ، وتتنوع المواضيع والمحاضرات بين الشعر والتاريخ والعلوم ، ويتنافس أصحاب المجالس فيما بينهم لأجل المحاضرة التي تلقى من قبل أساتذة الجامعات  الحلية ، ناهيك عن استضافة رموز ثقافية عراقية ، الشاعر عريان السيد خلف ، الفنان حمودي الحارثي ، الفنان سامي قفطان ، الشاعر سمير صبيح ، الشاعر ناظم الحاشي ، إضافة للحضور الفاعل لأعضاء مجلس المحافظة ، وأعضاء البرلمان العراقي  ، وفي بعض الأحيان يستغل السياسيون كما هي عادتهم للترويج لبضاعتهم السياسية والانتخابية  من خلال هذه المجالس ، ولا يمكن أن نقول أن المجلس الفلاني أكثر عددا برواده من المجلس الآخر ، نعم إن كان للمجلس المعني محاضرة شيقة فسيكون الحضور لها أكثر من المجالس الأخرى ، وهناك لجنة تنسيق لهذه المجالس مكونة من أصحاب المجالس نفسها ، ومن الرموز الثقافية الحلية .
    مساء الأثنين 28 / 12 / 2010 م كان مجلس السيد سلمان الزركاني مهيأ لمحاضرة الدكتور سعد الحداد لمناسبة صدور ديوان الشاعر الخليعي ، والذي حقق وذيّل من قبل الدكتور الحداد ، سوف لن أتحدث عن هذه الأمسية لأني سأفرد لها موضوعة أخرى لأهمية ذلك الشاعر والمحاضر ، بل سأتحدث عن المهرجان الذي أقيم باسم مجالس الحلة الفيحاء ، وحقيقة أن السيد سلمان الزركاني أراد له أن يسمى باسم مجالس الحلة وليس لمجلسه حصرا ، ضيوف من ذي قار حلوا بالحلة الفيحاء ، وأقيمت أمسيتهم بمدينة بابل الأثرية المعروفة ، وعلى قاعة الدكتور أحمد سوسه رحمه الله ، وهو عالم بالري والآثار ، أنشأ سدة الهندية بتصاميمه وبتنفيذ شركة بريطانية ، والقاعة تستوعب 300 زائر ، ملأت القاعة بالحضور الحلي البهي ،  أبتدأ الحفل بكلمة للسيد سلمان الزركاني محافظ بابل ، وكلمة شكر من ذي قار ألقاها الأستاذ حسن الشنون شكر فيها أهل الحلة لهذه الاستضافة  ، وشارك الشعراء الذيقاريون بقصائد جميلة رائعة لاقت استحسان الجميع ، الشاعر أجود مجبل ، الشاعر أحمد حميد عباس ، الشاعر علي مجبل ، الشاعر الشعبي أيهاب المالكي ، الشاعر خضر خميس ، الشاعر طارق صبار ، الشاعر عباس العبادي ، الشاعر ماجد السفاح ، والشعراء أغلبهم من سوق الشيوخ ، وساهم شعراء حليون بهذا المهرجان وهم محمد الفاطمي ، الشاعر أياد الجبوري ، الشاعر ناطق الجبوري ،   وكان لي شرف عرافة الحفل والمشاركة بقصيدة شعبية .   
 

286
صناعة الدكتاتور
( الرد على الإعلامية هيفاء الحسيني )
حامد كعيد الجبوري
لا بد من صنم
لكي نموت دونه
ونسبق الأمم
بهذه الأبيات للشاعر موفق محمد أرد على الإعلامية والكاتبة هيفاء الحسيني وموضوعتها صناعة الدكتاتور ، وهيفاء الحسيني تحدثت عن شعراء الفصحى  وما أكثرهم ممن مدح الطواغيت واحدا تلو الآخر ، ولأني أزعم أني شاعرا شعبيا  ومن المتابعين لحركة الشعر الشعبي العراقي ، لذا سيكون ردي لها منصبا في هذا المضمار وفترة حكم البعث الفاشيست تحديدا ، بحديث أدلى به لخاصة أصدقائه الشاعر حميد سعيد يقول بما معناه ، إن نظام البعث المجتث ، وعلى المجتث أضع ألف علامة استفهام ، لأني أجد الآن اجتثاثا للوطنيين دون البعثيين ، يقول حميد سعيد أن النظام المهزوم لم يجبر أحدا للكتابة ومدح الطاغية ، وربما أشاطره الرأي بذلك ، ويمكن لنا أن نصنف الشعراء الشعبيين لعدة أصناف ، الصنف الأول غادر الساحة الشعرية تماما لينئوا بأنفسهم من الوقوع ببراثن المدح المسقط للشاعر أخلاقيا ، فمدح الطواغيت أشد كفرا وتعسفا بمصائر الشعوب ، الصنف الآخر غادر العراق مرغما ، أو طائعا ، وهم القلة من اليسار العراقي الذين جابوا منافي الدنيا ، والصنف الأخير وهم الغالبية المتكسبة بهبات القائد اللا ضرورة ممن تطوع وتبرع طائعا للمدح المقزز والمشوّه للذائقة العامة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، متى بدأ الشعراء الشعبيون بمدح طاغيتهم المهزوم ؟ ، ولأني على إطلاع كما قلت بهؤلاء ونتاجهم أقول ، أن البكر الذي مهد لصدام كان لا يسمح بمدحه بداية ، إلا أن الشاعر فلاح عسكر كتب قصيدة أهداها للبكر وبثت من خلال إذاعة العراق ، حقبة تولي هذه الإذاعة محمد سعيد الصحاف ، مما حدا بالبكر أن يستدعي فلاح عسكر ويكرمه بتعيينه في دور الثقافة الجماهرية ، التي كان عبد الكريم مكي رئيسا لها ، ( هذا أنه وردة وفه تكطعني لو تشتم / منذور كل العمر لعيون أبو هيثم ) ، وما أن سمع المداحون هذه المذلة التي منحت لفلاح عسكر ومقدارها ألف دينار عراقي (3300) دولار أمريكي ، حتى تسارع الجميع لكتابة قصائدهم للبكر حينها ، ومعلوم ( الطرازانيات) الصدامية التي أطاحت بالبكر ليأتي صدام خلفا له ، وأذكر قبيل أن يشعل صدام فتيل الحرب ضد إيران ، وبوقت أستيزار  لطيف نصيف جاسم للثقافة أقامت وزارة الثقافة بما يسمى مهرجانا قطريا للشعر الشعبي ، حصل كل شاعر شعبي من هؤلاء مبلغ ثلاثون ألف دينار عراقي ، وحقيبة دبلوماسية بداخلها مسدسا وسوارا ذهبيا ، وهناك من كتب أكثر من قصيدة لتشارك معه زوجته أو أبنته بهذا المهرجان ليحصل على مذلة القائد ، ولست بصدد ذكر من شارك بهذا المهرجان كي لا ألوث مقالتي بأسماء لفظها الشعب العراقي ، والغريب بل الأغرب هم الآن نفسهم يمارسون نفس صفاقتهم السابقة مع القادم الجديد ، ولكي لا يطول بنا المقال كما يقال سأذكر هذين البيتين قيلا لصدام حسين حينها ، مما دعاه أن يعطي ذلك الشاعر ثلاثة هدايا ، بمعنى أنه أخذ كحصة ثلاثة شعراء ، وقف ذلك الشاعر أمام طاغيته قائلا له ، سيدي إني أرتبط معك بثلاث روابط ، أولهما أنا عسكري وأنت قائدي ، وأنا عراقي وأنت رئيسي ، وأنا بعثي وأنت من يقودني ، ثم بدأ قراءة أبياته مؤشرا بيده صوب صدام حسين ، ولكي يتذكر الجميع كانت تجلس خلف صدام حسين مباشرة المذيعة الجميلة ( خمائل محسن ) ، وأذكر من تلك القصيدة هاذين البيتين ،
موعجيبه إيلوذ بكتارك ذليل
أنت ياما تلوذ بكتارك دول
انت مثل الكاع لو رادت تميل
الساتر الله من يمر بيك الزعل
نعم سيدتي هيفاء الموسوي نحن من يخلق الدكتاتور ، وقديما قيل لفرعون ، لماذا تفرعنت على الناس ؟ ، أجابهم لم أجد من يقف بوجهي ، دعوة  صادقة من القلب أقول ، دعونا نبني وطنا بلا فراعنة  جدد .

287
دموع السيد طارق الهاشمي
وقناعات السيد ظافر العاني
حامد گعيد الجبوري
     قبيل نهاية الدورة النيابية السابقة ، عرضت أحدى الفضائيات السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ، وهو يزور أحدى  معتقلات الإرهابيين ، ولاحظت جيدا كيف أستخرج منديله وهو يمسح الدموع من عينيه حزنا لمظلوميتهم ، وليس أدنى شك لدي أن قسما منهم ربما دخلوا لذلك المعتقل لأسباب كيدية ، أو غيرها ، ولا أعرف لماذا تبادر لذهني أن تلك الزيارة لم تكن خالصة لوجه الله ، وربما كانت لأسباب انتخابية ، وسمعت تصريحات أخرى للنائب ظافر العاني من فضائية الجزيرة وهو يشكك بما يسميه هو المقابر الجماعية ، ويرى أنهم من الجيش الإيراني الذي دخل متلصصا أثناء ما سماه الغوغاء ، ومن ثم أبادهم الجيش العراقي ، متناسيا السيد العاني أن الجيش حينها منَح لنفسه إجازة مفتوحة ، ولنفترض جدلا أن هؤلاء ليسوا من الشباب المنتفض أبان آذار عام 1991 م ، وقتلوا من قبل جيشه العراقي ، فلماذا لا تطالب إيران بهم ، أو على الأقل عوائلهم ، أليست لهم عوائل ، والآن حينما سأروي هذه الحقيقة الواقعة المرة ، فهل سيذرف السيد طارق الهاشمي الدمع لها ؟ ، وهل يستطيع السيد ظافر العاني أن ينكرها ؟ ، أو يجد لها مخرجا كعادته حينما تعلّم هذه الدروس ، وهو يترأس  دائرة للمخابرات العراقية حقبة الطاغية المقبور ، وبالتحديد القسم السياسي ، ويدعي أنه غير بعثي ، ليسمعا السيدين ، أو ليقرأ لهم من سينقل لهم ما حدث فعلا في مدينة الحلة الفيحاء .
     المجرم رائد العلواني ، أبن أخ المجرم القاتل الذي هلك أخيرا بسوريا ، بعد أن هُرِّب من معتقله لقاء مبلغ زهيد ، رائد العلواني ألقي عليه القبض سنة 2004 م  بالجرم الموثق من قبل الشهيد البطل قيس المعموري ، حكمت عليه محكمة جنايات بابل بالإعدام ، أرسلت أوراقه لمحكمة التمييز ببغداد وأفرج عنه بقدرة قادر لعدم كفاية الأدلة ، عاد للحلة وهو منتصرا ، وبدأ مع عصابات إرهابية مجرمة ينفذون ما يؤمرون به ، كل شهر يفقد شاب من الحلة ، يستأجر أحد الناس سيارة ما لإيصاله لمنطقة سكنه ، يضع حاجياته الراكب بصندوق السيارة ، والراكب المستأجر للسيارة هو من العصابة المجرمة التي يقودها رائد العلواني ، كل ذلك بالاتفاق مع أفراد عصابته ، بمنطقة معلومة للعصابة ، يطلب الراكب النزول وفتح صندوق السيارة من قبل سائقها ، والمسكين السائق عند توقفه تتحرك العصابة نحوه وتبدأ عملية القتل بشتى الوسائل الحادة ، يوضع المجنى عليه بصندوق سيارته ويذهبون به لدار رائد العلواني ، ومن ثم يرمى على جثته مادة كيمياوية ويدفن بباحة الدار القروي ، ويعتقد البعض ان هذه المادة الكيمياوية تساعد على عدم إنبعاث رائحة من الجثة ، لأن القتلة لا يحفرون عميقا لأن ذلك يتعبهم ، ويروى ولا أجزم بصحته أن طفلا من أولاد رائد العلواني شاهد أبيه وهو يطمر جثة مغدور ، بعد منام هذا الطفل ذي الستة سنين ، ذبحه والده وطمره مع بقية الجثث ،  وقسم آخر توضع بأرجلهم وأيديهم  نوعا ثقيلا من الأصفاد ، ويرمى بشط الحلة قريبا من دار المجرم رائد العلواني ، تؤخذ السيارة لتباع بالأسواق المحلية ، طبعا خارج المحافظة ، وصلت قيادة شرطة بابل لخيوط ابتدائية لهذه الجرائم ، وبدئوا بجمع معلوماتهم ، كل الدلالات تشير لرائد العلواني ، وبقدرة قادر أيضا وصلت لرائد العلواني هذا التحرك من قيادة الشرطة فقرر  الهروب من العراق ، وبفطنة ومتابعة شرطة بابل ألقي القبض عليه وهو يحاول العبور للجانب السوري ، بداية اعترف بقتل 21 مغدورا ودفنهم بساحة داره ، واستطاعت شرطة بابل وبالتنسيق مع الشرطة النهرية من النجف الأشراف إنتشال 6 جثث من شط الحلة .
      السؤال الذي أطرحه لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ، وأنا لا أشكك بوطنيته ، هل ستذرف الدمع لهؤلاء المغدورين ولعوائلهم الثكلى سيدي ؟ ، أم ستبكي لذلك القاتل الذي قتلهم سهوا ؟ ، أم هو المظلوم بين هؤلاء غير العراقيين ؟ ، وأتساءل مع السيد ظافر العاني عمن قتل هؤلاء المظلومين ؟ ، أم أن القتلة دخلوا من الجانب الإيراني لتنفيذ هذه الجريمة ؟ ، وربما سيقول ظافر العاني أن عوائل هؤلاء المغدورين المجرمين ! هم قتلو بيد عوائلهم ، لأنهم لا يشرفون تلك العوائل ، لله درك يا عراق ، ولله در العراقيون الصابرون ، وإنا للعراق وللساسة وللموت راجعون .     

288
إضاءة
الضربة القاضية ومدارس النقد الأدبي
حامد كعيد الجبوري
      قد يتسائل الكثير ما علاقة الشاعر الشعبي بالنقد الأدبي ، وأعني بالنقد عملية دراسة وتحليل النص الأدبي ، شعرا كان أم نتاجا أدبيا آخر ، وعلى قدر دراستي وإطلاعي بمدارس النقد الأدبي ، فقد قسم الباحثون النقد لمدارس كثيرة ومنها ، المدرسة التفكيكية ، الإنطباعية ، الواقعية ، وهناك مدرسة تسمى المدرسة الماركسية ، ألخ من هذه المدارس ، ولكل من هذه المدارس روادا ومتابعين برزوا لساحة النقد الأدبي ، والغايات التي بنيت عليها جميع هذه المدارس هي لتقويم أو تصحيح النص الذي وقع بيد الناقد ، ولنأخذ الشعر الشعبي مثلا لذلك ، لكوني أهوى هذا النتاج الأدبي ، فقد برز على ساحة الشعر الشعبي الكثير من النقاد ، حسين سرمك ، ريسان الخزعلي ، كاظم غيلان ، علي الربيعي ، عادل العرداوي ، علي الشباني ، طه الربيعي ، عبد اللطيف الربيعي ،  مزاحم الجزائري ، وغيرهم ، كل هؤلاء النقاد حينما يتناولون نصا أدبيا يضعونه بميزان نقدهم ويبدءون بتسليط الضوء نقديا إليه ، يتناولون نقاط ضعفه ويبدون رأيهم بذلك ، يقترحون المفردة الفلانية بدل تلك ، والجملة الشعرية ووضعها في المكان الفلاني من القصيدة ، بدل ذلك وهكذا ، ويتناولون الصورة الشعرية وتكرارها لدى الأخرين  ، وممن استفاد الشاعر من هذه الصورة ، ويفرحون بل يبشرون بولادة شاعر جديد ، ويتذوقون المفردة الجميلة ، والبيت من الشعر المسبوك بشاعرية كبيرة وجميلة ، ويأخذون أجمل ما قاله هذا الشاعر بهذا الباب مقارنة بغيره من الشعراء ، وهناك من النقاد ممن لا يستهويه الكتابة إلا للنص المتكامل شعريا ليتناوله نقديا ، ليضئ الجوانب الخافية أو المعتمة على الآخرين وإبرازها لهم ، وقليل من النقاد يذهبون صوب النصوص غير المستوفية شروطها ، لتوجيه الشاعر صوب سدة القصيدة الناضجة ، مما تقدم نخلص الى أن النقد الأدبي هو عملية بناء وتوجيه للشاعر وللقصيدة على حد سواء ، والغريب أننا نجد ناقدا يقول ، وعلى صفحات الصحف انه كالملاكم الذي يتربص بخصمه ليوقعه بالضربة القاضية ، وأعتقد ويعتقد مثلي الكثير ، أن هكذا طروحات هي خارجة عن المصافي الأدبية الشعرية وتقويم الشعر والشاعر ، بل أجدها عملية هدم حقيقي للشاعر الذي كتب عن هكذا ، فلو أردنا بناء القصيدة والشاعر لوجهناه صوب الكتابة الواعية والناضجة ، لينتج لنا لا حقا نصا شعريا يليق بالقراء لقراءته بجدية واضحة ،  أتمنى لنفسي و للآخرين أن نرتقي بالقصيدة الشعبية التي أحبها الناس كثيرا وفضلوها على باقي النتاجات ، وأتمنى على الصحف الراكزة المهمة أن تتجنب نشر النتاجات غير المستوفية شروط القصيدة الناضجة ، كما نهج ملحق الصباح بذلك ، والقصيدة موضوع متكامل مع وحدة ذلك الموضوع ، بمعنى عدم خروج الشاعر عن مبتغى القصيدة ، ليذهب صوب موضوع آخر ، وهناك مسألة مهمة وملحة ، وهي مسألة السلامة الفكرية بالنتاج الذي ينشر ، ولا يهم من كتب تلك القصيدة الشاعر الفلاني أو غيره ، وأنا أرى أن لا وجود لشاعر كبير ، بل نص شعري كبير ، للإضاءة ..... فقط .         





289
المنبر الحر / صوت الحقيقه
« في: 00:12 24/12/2010  »
صوت الحقيقه
حامد كعيد الجبوري

                                                  للشاعر الكبير عريان السيد خلف

                         (كثيراً ماتسائلت لماذا سميَ عرياناً وأزعم أنني أهتديت لذلك)



برد دم القصيده ولاذت أبسده
درت صاحب بخت وبكصِته الوجدان
أجته أمفرعه وتنخت أبجده
مكشوفه أعترضها وطبت الديوان
مهضومه أعتـنـتله أبارح وترجِف
أمتيها أبحورها ومرجرَج الميزان
جسَاهه أبصايته وتدفت أبشته
سترها أبغيرته وتتشكر العريان
                *****
رضاعَة قواطي الباعت وقُبضت
لادين اليحدها ولانسل عربان
يتربات الآصيل ويامضيف أجواد
الحد كطع النفس ماباعو الأوطان
شفناهه الضواري أمهذبات الناب
تذب لحم الغزال وتاكل الأنسان
يبن طيب الفرات ودهلة النهرين
يبن دجلة الخير التروّي كل عطشان
يربان القصيده الباعته الدنيه
ولا باع الضمير أبعِزة الأثمان
ضِكت خُبز العراق وغزرت الملحه
شك ساس الشعر وتعله بالبنيان
شد أيدك لخوتك لم أصاويبك
أبصوارم جلمتك يتشيم التعبان
ياطبع النخل لو عَـمَر أيعلي
يحلّي تمرِته أشما يحلب التربان
                  *****
سولفها أعلى كيفك وأحجي طك أبطك
ياصوت الحقيقه الحُجه والبرهان
أحجيها أبرَهاوه وكشّف المغلوك
أبكشَه لاتظن يتشلـَه الغركان
سولف للعجايز تروّي َللأطفال
يسمعها الزمان ويحجي كل ألسان
مذبوح الوطن لاشارب أرجفلََه
لاجتف اليدخِن لادمع نسوان
مو تربات أهلنه اليمشي راك الراك
ولا طلكَت معسرَه وترضعلهَا أهدان
جاوينه اليشلها أيجوح المجروح
وعلى نغط الوطن تتفازع الشبان
زلمنه أبعازة النخوه وهوسة العشرين
يحلِف بالتُـرك مايحلف أبقرآن
على ساعه ونبط ويفيض عرج الغيض
حيدر زاح خيبر من دحَه البيبان
أذا نام النهار أبيوم هم يغبش
ويرد نور الشمس ويضوّي كل أمجان
                  *****

290
توظيف الشعائر الحسينية سياسيا
 ( ركضة طويريج إنموذجا)


                                                                                               حامد كعيد الجبوري
     حينما منع صدام حسين المقبور إقامة الشعائر الحسينية بداية السبعينات من القرن الماضي ، لم يكن يمنعها لأغراض دينية طائفية  فقط ، بل لأغراض سياسية أيضا ، ومعلوم أن النظام المقبور كان يشجع ويحضر تلك المراسيم والطقوس التي تؤدى أثناء محرم الحرام ، وكنا نشاهد ما يسمى بعضو القيادة القطرية ، وأعضاء الفروع للحزب المجتث  تسير مع تلك المواكب وتشارك فيها أيضا ، لتوهم الناس على أن البعث الفاشيست مع هذه الجموع المعزية ، وقد بينت في الموضوعة السابقة    ( اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية ) تلك الجموع التي كانت تسييس تلك المواكب ، وذكرت أمثلة لذلك .
    من الشعائر الحسينية المهمة سياسيا هي ( ركضة طويريج ) ، ولست بصدد التحدث عن غايات نشئتها بقدر ما يعنيني من أهازيج سياسية منددة بالأنظمة المتعاقبة لحكم العراق ، وقد وعيت على هذه الشعيرة بداية عقد الخمسينات من القرن الماضي ،  تنطلق الجموع المشاركة من مدخل مدينة كربلاء ، ومن نهاية الشارع المؤدي لقضاء طويريج  ، الذي يصل لمحافظة بابل ، وتبدأ المراسيم بعد أن يؤدي أحد رجال الدين صلاة الظهر والعصر قريبا من أحدى القناطر ، وبعد أن ينهي فرضه للصلاة يمتطي صهوة جواده مرددا ( يا حسين ) ، معلنا بدأ المسيرة الراكضة صوب المرقد الشريف للإمام ( الحسين ( ع ) ، وأخيه ( العباس) ع ) ، وبعد أداء الزيارة تذهب الجموع صوب منطقة المخيم الحسيني  لإطفاء النيران التي أوقدت بذلك المخيم ، كان واجب الجيش ،  والشرطة ، وقوى الأمن ، والاستخبارات ، ورجال الأمن الخاص ، والحرس الجمهوري ، وما يسمى بالرفاق الحزبيين ، تنتشر على جانبي طريق  مسيرة الجموع تحسبا للقبض على كل من يخالف النهج الذي تريده الحكومة ، بمعنى عدم السماح بترديد  أي شعار خارج الشعيرة الحسينية ، ومع ذلك كنا نستمع لتلك الشعارات المنددة بالحزب ورجاله ،  وسرعان ما نشاهد رجال الأمن المشاركون بتلك المسيرة ، تلقي القبض على من ردد ذلك الشعار ومن يسير بجنبه ، ولقرب محافظة بابل من مدينة كربلاء كنت حريصا للحضور لتلك ( الركضة ) وتسجيل الشعارات السياسية المنددة بالنظام ، وتعرضت لتساؤل رجل الأمن عما أكتب وأدون أكثر من مرة .
      ظهر أكثر من تقرير صحفي ، وعمود سياسي بجريدة الثورة ، والجمهورية ، وغيرها داعية الناس لنبذ هذه الشعيرة والإستعاظة عنها بمارثون جماهيري ينطلق من بغداد صوب قرية ( العوجة ) ، لتهنئة عائلة الطاغية بولادة مسخهم يوم 28 نيسان ، وفعلا جرت مثل هكذا ممارسة من بعثيين  طلبا للمال والدرجة الحزبية .
     بعد سقوط صنم الدكتاتورية البغيضة لم أذهب لكربلاء المقدسة لمشاهدة تلك المراسيم  والركض كعادتي السالفة ، واكتفيت بمتابعة الفضائيات التي تنقل الشعائر مباشرة ، وفي هذه السنة 2010 م تحديدا أعيدت صياغة تلك الإهزوجات و( الردات ) المعارضة والمحرضة بالنظام الحالي ، وأعترف أن الدكتاتورية قد كممت الأفواه ، والقادم الجديد رفع تلك الأكمام ووضعها بأذنه كي لا يستمع لما يقال ، ومع ذلك فأنا أنقل له وللقارئ الكريم تلك الشعارات التي هزج بها موكب ( طرف العباسية ) الكربلائي ليلة العاشر من المحرم ، ولم أستطع تدوين أجمعها لكثرة الضجيج الذي يصدر من الهازجين ، وهي
1 : 
يا آلهي هذا خيرك مو إلي
                         صبح للأجناب جوعانه هلي
والنتيجه احساب قاسي /  ويّ أصحاب الكراسي
             والله ما نرضه بالذله
2 :
أحنه من نحجي إنتبه كول وفعل
                      عدنه تاريخ التعرفه بالعقل
تشهد الواحد وتسعين  /  والبعث والمجرمين
             والله ما نرضه بالذله
وتشهد الواحد والتسعين دلالة لانتفاضة آذار الخالدة
3 :
أحنه ما نحتاج إلنه أتصوره
                    كلشي نعرف والحقيقه أمنوره
صرنه لسهامك مرامي  /  للمزور والحرامي
               والله ما نرضه بالذله
4 :
السياسه القسمت شيعه وسنه
                     أمفتح أعيونه الشعب يعرفها فتنه
الأمرّك أنت علينه / باجر يشيل الخزينه
                والله ما نرضه بالذله
ودلالة ( الأمرك أنت علينه ) المحتل الذي نصّب هؤلاء قادة للعراق الجديد .
           
 

291
البعث ، والحصان الخاسر   
           

                                                                                                            حامد كعيد الجبوري
    لا أخفي دهشتي وأنا أشاهد وأستمع لفضائية العراقية ، وهي تعلن خبر رفع الاجتثاث عن صالح المطلك ، وظافر العاني ، والكربولي ، وتأجيل النظر بالاجتثاث عن راسم العوادي ، لعدم إكمال أوراقه القانونية ، ومعنى عدم إكمال أوراقه القانونية ، أي أنه لحد هذه الساعة لم يعلن برائته من بعثه الفاشيستي المنحل ، وجميع من ذكر هم من القائمة العراقية ،  وسبب دهشتي تلك الضجة الإعلامية التي رافقت عملية اجتثاثهم لأنهم من بقايا البعث المقبور ، ولأنهم من المروجين للبعث الصدامي ، وبعاطفة عراقية متسرعة كتبت هذا البيت من الشعر الشعبي ،  والذي يسمى لدينا نحن الشعراء الشعبيين بالدارمي أقول فيه ، ( وديني للخضراء حصلّي فيزه / أتفل على الكوا... والمنطي طي... ) ، وباليوم التالي وجدت أنني كنت متسرعا جدا بهذا القرار ، وأعترف أني لست سياسيا ، لأن السياسة وخُلقها بعيدة عن تربيتي التي أومن ، وبعيدا عن التدخلات الخارجية وبالتحديد الأمريكية منها ، والتي كانت الضاغط الكبير على السياسيين العراقيين لاتخاذ مثل هكذا قرار خطير ، يؤدي بالأحزاب الدينية الشيعية حصرا ، فقدان ما تبقى من قواعدها المتناثرة ، ناهيك عن القواعد الدينية السنية التي تجد بهؤلاء عدم أهليتهم ليمثلوا هذا المكون ، وأعني البرلمانيين السنة ، وأجد أن ما فعلته القيادات السياسية البرلمانية ، وبخاصة كتلة دولة القانون وحليفاتها قد نهجت الطريق السياسي الصحيح إزاء المجتثين ، سواء فترة تقديمهم للإجتثاث أوما بعده ، وما فعله رئيس الوزراء نوري المالكي بخصوص تقديمه مذكرة رفع الإجتثاث عن هؤلاء ، وكنا نتحدث كثيرا عن أن المطلك وزمرته ، هم من لقطاء صدام ، ومن المروجين لبعثه المقبور ، والكثير من البعثيين يرون فيه بعثيا مفصولا ، ولا يزال كذلك من حزبهم ، رغم منحه أصواتهم الكثيرة أيام الانتخابات  ، ولذا حصل على هذه المقاعد البرلمانية الكثيرة ، واليوم بعد ان قدم المطلك وزمرته براءتهم من البعث  ونهجه ، وممارساته القمعية تجاه الشعب العراقي ودول الجوار العربي ، وغيره ، فماذا بقي للمطلك من قاعدة مجتثة ، نعم مجتثة وأؤكد إجتثاثها ، فالدستور العراقي الذي هو لعبة بيد الكبار ، لا يزال يرفض دخول العملية السياسية للبعث ، وأخشى أن هذا الدستور المطاط الهش ستغير فقرات كثيرة فيه بإرادة أمريكية ، وبفعل ممن يرغب التمسك بزمام السلطة ديمقراطيا كما يدعي ، فليس المهم إجتثاث فلان وفلان وعودته ، ولكن المهم والأهم أن يرفع الحظر والإجتثاث عن حزب يقول عن نفسه ومساره ، ( بعث تشيده الجماجم والدم ) .         

292
تراث شعبي
اليسار العراقي
وتوظيف الشعائر الحسينية
حامد كعيد الجبوري
      يتصور البعض واهما أن الشعائر الحسينية حكرا لطائفة مسلمة معينة ، وإن أعطيت شمولية أكثر  قيل أنها لعامة المسلمين ، وحدثني أحد الأصدقاء راوياً لي الطقوس العاشورائية التي يمارسها أتباع الديانة الهندوسية والبوذية أيام محرم الحرام في الهند ، ومعروف قول القائد الهندي ( المهاتما غاندي )  عن الحسين ( ع ) ، ( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر ) ، ويروى أن الراحل ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية زار جمهورية الصين الشعبية طلبا للمساعدة لتستمر عملياته الفدائية آنذاك ، وقرر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني منحه المال والرجال إن طلب ، وكان ( ما وتسي تونغ ) الرئيس الصيني حاضرا الجلسة فقال معقبا ، ( أن الأخوة الفلسطينيون بحاجة للمال والسلاح فقط ، لأن في تاريخهم الإسلامي شخصية عظيمة هي ( الحسين) ) ، ولا يخفى ما كتب من شعر قاله شعراء مسيحيون بحق الإمام الحسين ( ع ) كالشاعر ( بولس سلامه ) ، وكلنا يعرف أن الثائر مع الحسين ( ع ) ( وهب النصراني ) ، قاتل تحت راية الحسين ( ع ) وأستشهد معه ، وكذلك أمه وزوجه ، وهن على ديانتهن المسيحية ، وهناك من يحاول اليوم أن يفند هذه الحقيقة ليقول أن وهب ، وأمه ، وزوجه ، أسلما ، وهذا خلاف الثورة والنهضة الحسينية ، لأن الحسين لم ينهض من أجل دين فقط ، بل من إجل مبادئ وقيم إنسانية رفيعة ، مما تقدم أجزم أن الثورة العملاقة التي قادها الحسين ( ع ) ، وصحبه الأبرار ، كانت لإرساء قواعد وقيم أخلاقية أريد لها أن تندثر ، وأولها إعادة الدين المحمدي الحنيف لجذوره السماوية التي بدأت بالأفول .
    أدركت المواكب الحسينية التي كانت تخرج ليلا أيام عشرة محرم الحرام بمدينة الحلة الفيحاء ، بداية العام 1950 م ولحين منع هذه الشعائر من قبل النظام المقبور منتصف سبعينات القرن المنصرم ، ويقسم شط الحلة المدينة لشطرين ، يسميان الصوب الكبير ، ويضم سبعة أطراف ، والصوب الصغير ثلاثة أطراف ، كل هذه الأطراف لها أماكن للتجمع والخروج بموكب العزاء الحسيني  ، ولكل ( طرف ) شاعر و ( رادود ) ، وهو الذي يؤدي تلاوة القصائد الحسينية من على منبر حسينية ( أبن طاووس ) ، ولست هنا معني بتلك المواكب بقدر اعتنائي وتذكري لموكب مهم أنشأ بداية الستينات من القرن الماضي يسمى ( موكب الشبيبة الديمقراطية ) ، ويختلف هذا الموكب مع المواكب الأخرى بأغلب طقوسه ، ومن هذه الاختلافات أن أغلب المساهمون به من الطبقة المتنورة الواعية ، مدرسون ، معلمون ، طلاب مدارس ، سياسيون ، وأغلب هؤلاء السياسيين من اليسار العراقي ، ويختلف مع المواكب الأخرى بمواعيد انطلاقه ، حيث تبدأ مراسيم العزاء بعد عشرة محرم الحرام ، ولمدة ثلاثة أيام ، الحادي عشر ، الثاني عشر ، الثالث عشر ، الساعة الرابعة عصرا ، وتهيأ ما يسمى ب ( الردات ) من قبل شعراء اللغة الفصحى ، وأغلب هذه ( الردات ) يشم منها رائحة السياسة ، ويسير الموكب باتجاه حسينية بُنيت جديدا تسمى ( حسينية الشبيبة ) ، ويرتقي منبرها الشاعر و (الرادود ) الراحل ( عبد الصاحب عبيد الحلي ) ، وعبد الصاحب يملك صوتا رجوليا شجيا ، وأغلب هذه القصائد التي يرتلها هي من نظمه ، وهي منددة بالأنظمة المتعاقبة ، وأغلب الأحيان كان عبد الصاحب عبيد الشاعر يقاد لدوائر الأمن بسبب قصائده التحريضية ، وأذكر من مطالع تلك القصائد الكثير ، ومنها لا زلت أحتفظ بتسجيلاته ضمن مكتبتي الصوتية ، وأجمل تلك المطالع ( المستهلات ) ، ( ثوار دوخنه الكره الأرضيه / ثوار هاي أعلومنه مرويه / واليوكف أبخط النار / ما غيرنه ونفدي الوطن بدمانه ) ، وآخر ، ( يا يوم يعقد مؤتمر قمتنه / يا يوم نتوحد أبجلمتنه / جم دوب نصبر جم دوب / عالظيم وأحنه من الصبر ملينه ) ، ومطلع آخر يحاكي به قصيدة الدكتور الوائلي رحمه الله ، التي خاطب بها عبد السلام أو عبد الرحمن عارف ، يقول الدكتور الوائلي ، ( لا تفرحن لطبلها فطبولها كانت لغيرك قبل ذلك تقرع ) ، وعارضها المرحوم عبد الصاحب عبيد الحلي مخاطبا عبد السلام عارف ، ( دنيتك أنظر أعليها / أبيوم آدم نزل بيها / هذا أولها وبعد يا ستار / وين تاليها ) ، مما تقدم نخلص أن الثورة والنهضة الحسينية لا يمكن حكرها بجهة دينية معينة ، ولا بجهة سياسية تتخذ من الشعائر الحسينية طريقا للوصول لغايات ما ، فالحسين ( ع ) أبن ذلك الرجل الذي أوصى بنيه وهو بلحظات حياته الأخيرة بعامة الناس قائلا ، ( يا بني إن لم يكن أخ لك في الدين ، فنظيرك في الخلق ) ، وعلى هذا نهج سيد الشهداء طريقه ليربح الدنيا والآخرة . 


293
حـمـد
مهداة لشيوعي العراق
حامد كعيد الجبوري
حمد ...
يبن الليالي السود
الطلكَن ، جابن الغبشه
حمد عكد (البيات)1..أيفوح
من طيب الوطن رشَه
بصفوف الوطن أول
وهويته جانت المنجـَل....
يزرع رازقي وقداح
ويّباري بالكلب هرشه
أبيمينه هيبة الجاكوج
يدك التخت للعريس...
وللظالم ،...نجر نعشه
حمد ، مينام ليل الظيم
ويكرم للوطن فرشه
حمد...
لادنك ولاذل ...
ولاكال الدرب وحشه
يحب الناس وتحبه...
وبكلوب الشعب عرشَه
بيه سايه حَمد ....
والسايه ظلت بيه
شما يكبر حمد....
بيه تكبر اللولـَه
حب الطيب ....
حب الخير..
حب الناس...
وحُب الوطن بيه سوله
حمد جرحه جبير ، أجبير
على طول الوطن طوله
من تغفه الشمس (حمدان)
يحط أبكلبه مكواره
(عين الذيب عيب أتنام)
يظل أيناطر الجاره
عينه عالسلـف ، لوجاع
يوكـّل زنده خطاره ..
 حمد محله السوالف ...
 تضحك أبحلكه
لا سده المضيفه ولاطفت ناره 
حمد ثارات أله أشكابين
ويسامِح ماطلب ثاره
ديوانه بخيت ويحشِم الزاره
حمد حب الوطن
 حد العَظُم عشكَه
وكلبَه للوطن شده
أشكد حب الوطن  ، حبه
وسلّملَه الوطن رايه
وبيده شايل الورده
طش الورد فوك الراس...
                وعلك رايته بخده
                      *****

1 البيات / زقاق في محلة الوردية بمحافظة بابل
عين الذيب عيب تنام / شطر من قصيدة للرمز العراقي مظفر النواب


294
( وقفوهم أنهم مسئولون )
تهنئتان


حامد كعيد الجبوري

    بعد الضجة الإعلامية ومجمل الجلسات التي أديرت بالبرلمان العراقي ، حول وزير الكهرباء السابق كريم وحيد ، وحصل ما حصل ، وقرر البرلمان العراقي حينها تنحيته عن الوزارة ، بسبب ما أشيع عن عمليات الفساد الإداري بوزارة الكهرباء ، وسوء إدارة الوزير نفسه ، وبعد قرار البرلمان بذلك استمعت لحديث أدلى به السيد نوري المالكي رئيس الوزراء 
متحدثا عن الوزير المقال قائلا ، لو كنت أعلم أن هناك أكفأ من كريم وحيد لشغل المنصب لأسندتها له دون تأخير ، وأردف قائلا أن كل ما يقال عن كريم وحيد ما هو إلا معركة بين خصوم سياسيين ليس إلا ، واليوم بعث لي أكثر من صديق مجموعة من الصور للسيد الوزير المقال والذي ذهب لبلده الأول أمريكا – محتضنة السراق – ليعقد قران ولده بأموال الشعب المسروقة ، علما أن إحدى المحاكم العراقية وحسب الصحف العراقية أيضا ، أفادت بأن إحدى المحاكم العراقية أصدرت الحكم غيابيا بحق المدان الهارب كريم وحيد ، ولا يسعني هنا إلا أن أقدم العزاء ، بل التهنئة الأولى لدولة رئيس الوزراء لمناسبة مصداقية قوله بخصوص الوزير السابق كريم وحيد .
   صدرت أرادة أجهل من شرعها ،  وعلى المتخصصين متابعتها تفصيليا ، من خلال ما سيصدر في الوقائع العراقية ، وفحوى هذه الإرادة إعفاء وإيقاف التعقيبات القانونية بحق مزورّي الشهادات حصرا ، بمعنى أن من قدم شهادة مزورة  وتعين بالدولة الديمقراطية الجديدة ، وهم أصلا من الأحزاب الفاعلة والمستأثرة بالسلطة والوظائف ، يعفّون من التبعات القانونية لما زوروه ، وهذه التهنئة الثانية لدولة رئيس الوزراء .
     أخيرا ليس لي إلا أن أقول لفخامة رئيس الجمهورية – صمام أمان العراق - ، ولدولة رئيس الوزراء ، ولا أعرف صيغة المخاطبة البروتوكولية لرئيس البرلمان العراقي ، دولة ، سعادة ، فخامة ، أقول لهم لأنهم يدعون التمسك بالدين الحنيف ، وقفوهم أنهم مسئولون ، صدق الله العظيم .     

295
                                ثـار الـلّـه
                    هكذا ننظر للحسين (  ع )

                                    حامد كعيد الجبوري

أعتنيتك......
والحزن ثوب
والخطوه الطريقك .....
باب جنه
نهضتَك.....
ذو الفقار ، وصوت الأحرار
وكل كطره أبدمائك
مشعل وثوره
تمر دنيه ... تجي وتروح
وسيوف ( الشموره )  أتحاصر الحضره
الغُره أبكصتك ...
نورّت ظلام الكون
وخطت ع التراب آمال
وبدفتر صمودك نكتب ونقره
وعلى باب الضماير...
ذاكه جف عباس
بعده الجود بيده وينزف الثوار
يروّي للعطاشه ويحضن الفقره
والأكبر...
يبو الأكبر وأشعظم بلواك
وعبد الله الرضيع ..
القاسم والرباب
وصرخة الأَسره1
وصوت أم الحزن صرخه ...
وتهد أعروش
أنهتك ثوب الصبر عريان
فصلت من دمعها أهدوم...
وبطيبة الخاطر ...
رجعت ستره
تشخصلّك نواظر وأنت ثار الله
ويا ثار الآله الماكشف سره
ياسر الوجود...
وحكمة الجبار ...
طالت والعمر ...
ما بعد يحمل طول
ولا باب الفرج مفتوح...
                        ونمره
                        ***
1 : من الأسر


296
المنبر الحر / ( لزكة مومن )
« في: 17:48 09/12/2010  »
( لزكة مومن )

حامد كعيد الجبوري
        حدثني أحد أعضاء البرلمان الدورة السابقة ، أنه التقى أحد زملائه البرلمانيين في العاصمة الأردنية ، وصاحبي البرلماني شيعي ،  وفي الفندق الذي ضيفهما سأل البرلماني السني صاحبنا الشيعي قائلا ، هل أنت من مدينة النجف ؟ ، أجابه صاحبنا كلنا من وصل لقبة البرلمان عن طريق القوائم الدينية ( نجفيون ) وإن سكنا محافظات أخرى ، أستغرب السني هذا الجواب وقال للشيعي ماذا تعني بذلك ، أجابه الشيعي قائلا ، صحيح نحن لا نسكن أرض النجف لكن توجهاتنا كما قلت لك ، بمعنى أننا نتصرف وكأننا نائب واحد ، وهذا رأي صاحبي البرلماني ، وقد يختلف معه آخرون برلمانيون ، وأردف صاحبي قائلا لزميله ، سأوضح لك الفكرة بشكل أفضل ، الكثير من النجفيين يعملون قريبا من مرقد الإمام علي ( ع ) ، يسمّون ( موامنه ) ومفردها ( مومن )  ، ولهؤلاء أكياسا خاصة لحفظ ما بجيوبهم من مال يسمى ( جيس ) ، فإن حصل على إي عملة ورقية  أم حديدية تدخل ذلك الكيس سوف لن ترى النور والهواء ثانية ، هذا ما نقله صاحبي البرلماني الجديد ، ولكم أن تتصوروا بأي عقلية طائفية يتحدثون بها ، وحديثه لا يحتاج لنباهة ما لمعرفة ما أراد ، وخلاصة قوله أن السلطة دخلت الآن أكياسنا وسوف لن تخرج منه أبدا .
       التغيير الذي حدث بالعراق غيّب جهة بعثية حاكمة ، ومن الطبيعي أن هذه الشراذم تحاول جاهدة الوصول والحصول على منجزاتهم المالية التي فقدوها ، وهي ليست بالقليلة ، وجهة أخرى كانت مشردة بل جائعة ومسكت زمام أمور البلد بيدها ، وعاثت هذه الفئة الجديدة بالمال العام خرابا واستئثارا وسرقة ، وهي متمسكة بهذا المكسب الذي حُلّم به كثيرا ، أما نحن المستضعفون فنكتوي بنار السابق واللاحق ، وهناك من يظن أن القادم الجديد سهل الانقياد لطواعيته ، وهذا خطئ فادح ، فالقادم الجديد وصل لكرسيه عن طريق الديمقراطية التي لا يؤمن بها ، بل تنكر لها بعد وصوله البرلمان ، ناهيك عن التزوير وغيره ، وهو كذلك ( المومن ) الذي إن دخل لكيسه شئ من المال ، سوف لا  يشم الهواء ،  ولا يرى  الضوء ، ولديه من الأساليب الدجلية ما لا يعرفها الآخرون ، أضف لذلك السياسات التي تمرنوا عليها كثيرا ، مستفيدون من الشواهد التاريخية الأكثر ، وهنا تحضرني طريفة ما أشبه وقعها اليوم ، وهي ، دعي مجموعة من الرجال لوليمة ما  ، وكان بينهم ( مومن ) ، أتفق الرجال مع بعضهم لينالوا الحظ الأوفر من تلك الوليمة ، وحرمان ( المومن ) منها ، سأل أحد الرجال ( المومن ) قائلا له ، ( مولانا متكلنه شنو هاي قصة يوسف ) ، ومعلوم أن قصة نبي الله يوسف ( ع ) ، لها في  القرآن الكريم كذا صفحة ،  عرف ( المومن ) بخبث السؤال وأجاب على الفور ، دون أن يسحب يده عن المائدة المليئة بالأطايب من الطعام ، ( بويه يوسف فريخ ضاع ولكوه هله ) .     

297
 
  ( أذهبوا فأنتم الطلقاء )   
   
                   
                                             
  حامد كعيد الجبوري

     يروي أبن أبي الحديد المعتزلي بشرحه ، والمسعودي بمروجه ، والطبري بتاريخه ، إن الرسول الأعظم محمد ( صلعم ) ليلة فتح مكه ، وجيش المسلمون يحيطونها من جوانبها الأربعة ، أمر جيشه بالتحلق مثنى وثلاث ويوقدون نارا ، وحين رأى أهل مكة وشعابها النار من كل حدب وصوب ، أخذهم الخوف والهلع ، ففزعوا نحو أبي سفيان ليستصرخوه لمواجهة النبي الأكرم ، وجهز أبو سفيان راحلته ووصل لبداية جيش المسلمين ، وطلب لقاء صديقه العباس بن عبد المطلب ( رض ) ، وهما يسيران صوب خيمة النبي ( ص ) ، قال أبو سفيان لعم النبي العباس إن ملك أبن أخيك عظيم ، فقال له العباس ويحك أنها النبوة ، ودخلا على الرسول الأكرم وغنم أبو سفيان بمكرمة حيث قال له الرسول بعد حديث مطول من أبي سفيان ، ( من دخل داره فهو  آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن ) ، وعاد أبو سفيان لقومه بهذه المكرمة المحمدية ، في اليوم التالي دخل جيش المسلمون مكة والراية يومئذ بيد القائد خالد بن الوليد ( رض ) وهو يرتجز قائلا ، ( اليوم يوم الملحمة ، اليوم تسبى الحرمة ) ، فخاف الناس وارتعدوا هلعا من ثقل هذه الأرجوزة ، فأمر النبي (ص ) عليا ( ع ) بأخذ الراية من خالد بن الوليد ففعل وهو يرتجز – علي – قائلا ، ( اليوم يوم المرحمة ، اليوم تحمى الحرمة ) ، وبعد أن أستتب الوضع صعد الرسول على ربوة مكية وقال مخاطبا أهل مكة ، ( ماذا تضنون أني فاعل بكم ) ، ومعلوم حجم المعانات التي واجهها النبي ( ص ) والمسلمين الأوائل من قريش وغيرها ، فقالوا له ، ( أخ كريم وأبن أخ كريم ملكت فأصفح ) ، فأطلقها نبي الرحمة ( ص ) لتبقى تدوّي مادام عرق ينبض ، ( أذهبوا فأنتم الطلقاء ) .
       غايتي مما ذكرت من سرد تاريخي كي أقارن بين أمس واليوم ، فحينما تجهزت الجيوش الأمريكية ، ومن سار بمسارها لاحتلال العراق ، ولست معنيا وافقنا أم لم نوافق كعراقيين ، من يسكن الوطن ومن هاجر عنه ، وفعلا تم احتلال العراق ، وأنا أسميه تحريرا لغاية واحدة فقط ، وهي الخلاص من نظام مستبد جائر ، ومعلوم كيف شُكلت الحكومة ومنذ مجلس الحكم وليومنا هذا ، وأغلب الساسة العراقيون إلا ما ندر أطلقها كما أطلقها محمد العظيم ( ص ) وقالوا لزمر البعث المهزوم المجتث ، وأزلامه وأذنابه ولقطاءه أذهبوا فأنتم الطلقاء ، والغريب أن هؤلاء الطلقاء رفضوا هذه الدعوة الكريمة من العراقيين وساستهم ، بل رفضوا هذا العرض السخي جدا والذي حقن دمائهم ، إلا القلة المجرمة التي نفذ بها الناس حكم الإعدام  ، مخالفون لفتاوى الدين والساسة ، حيث أرادوا أن يستتب الأمن والأمان بربوع العراق ، ومن ثم يساقون للمحاكم الوطنية للمجرم فقط ، والأغرب من ذلك تلك التصريحات ( الطرزانية ) من قوائم بعثية كثيرة ، ومن الناطقون بإسم حزبهم المنحل ، أرادوا غير ذلك ، فهم لا يعترفون بهذا التغيير جملة وتفصيلا ، بل قالوا وبكل وقاحة كما عهدناهم ، ليخرج المحتل مع من جاء معه أولا ، وتعود الأمور كما كانت أيامهم السوداء ، وهنا فقط سيفكرون بإشراك الآخرون معهم بالحكم إن سمحوا بذلك ، أعتقد جازما أن مثل هذه الطروحات البعثية  التي صدرت بسبب أنهم رأوا سماحة من إهل هذا العراق العظيم ، ولو  تعاملنا معهم بغير هذه السماحة لكان أجدى بهم وأمض ، ولرأيناهم بغير هذه الصورة اليوم . 

298
   ( السيد نوري المالكي وأحلامنا الوردية ) 

             
                                                                                                             حامد كعيد الجبوري
       أقسم أني خجل جدا من الكتابة بهذه الموضوعة ، ولا يأتي خجلي من أني أتناول الحديث عن المسئول ، برلمانيا أم تنفيذيا ، ولست خجلا من إعلان رأيي صراحة وعلى المنابر الإعلامية ، وخجلي الكبير من أن أحسب على لقطاء النظام السابق ، أو أزلامه ، أو مرتزقته ، لأن القادم الجديد إن لم تعجبه مقالة ، أو قصيدة ، أو لوحة فنية جميلة ، لا تتماشى مع خطه وفكره الأيدلوجي ، نسب لكاتب المقال ، أو القصيدة ، أو اللوحة  ، أنه من مخلفات البعث المقبور ، وهذا على إقل تقدير ، وربما يساق المعارض وفق ضوابط ما يسمى الإرهاب ، وأنا هنا أعلن أن كل كتاباتي لا أرسلها للنشر إلا لمواقع ، وصحف ، تقف جنبا مع شعبها المبتلى ، ولا أتشرف بالنشر بأي موقع مجهول ، أو وضعت عليه ألف علامة استفهام .
     كنا نستمع ونقرأ لأحاديث مطولة يسوّقها ويروّجها السيد نوري المالكي ، ولا أخفي أني كنت أرسم أحلاما بيضاء بل وردية لمستقبل العراق بقادم السنين ، ومن هذه الأحاديث التي روّجها السيد المالكي إعلاميا ولأغراض دعائية ، أنه لا يرتضي لنفسه إن أصبح رئيسا للوزراء بدورة ثانية ، هذا الترهل غير المجدي بعدد الوزارات ، وقال الرجل أن عدد الوزارات التي وصلت ل (32) وزارة ، كان سببه المحاصصة السياسية القاتلة ، وقال أنه يسعى لتشكيل حكومته القادمة على أساس الأغلبية النيابية ، وصحيح أنه حقق الأغلبية بتوحيد قائمته دولة القانون ، مع قائمة الائتلاف الوطني ، ليصبحا قائمة التحالف الوطني ، وأصبحت لديه كتلة نيابية كبيرة ، بعد أن تدارسوا معا موقفهم مع التحالف الكردستاني ، وأعطيه العذر أن لا يهمش أحدا من أي قائمة ، ليحفظ دماء العراقيين بسبب التصريحات الكبيرة غير المسئولة لإراقة دماء العراقيين ، ونعرف ويعرف العراقيون أن النظام السابق المقبور كان يحتمي بأرواح الأبرياء لحفظ نظامه المهزوز ، وهاهم من رسم لنفسه السير بخطى من سبقه ، يصرح هكذا تصريحات وتلميحات ، ولا أعطيه العذر بالتخلي عن أحلامنا التي رسمها هو ، والغريب أن الوزارة القادمة ستضم أكثر من أربعين حقيبة وزارية كما هو معلن ، والأغرب من ذلك اقتراح إضافة نائب ثالث لرئيس الجمهورية ، ونائب مثله لرئيس الوزراء ، وربما للبرلمان أيضا ، وسيتعقد المشهد السياسي العراقي أكثر ،وذلك باستحداث منصب سيادي آخر لأياد علاوي ، فما حدا مما بدا دولة رئيس الوزراء ، وأين الوعود التي أملت بها الشعب المسكين ، أم هي مجرد كلام أخرجته لغاية تبتغيها ، ووفقت بالوصول إليها ، ونسيت أن هناك جولات وجولات إنتخابية قادمة بإذن الله .   

299
المنبر الحر / ( المشاكس )
« في: 00:32 02/12/2010  »

300
الى السيد أسامة النجيفي وبرلمانه
( أصرخوا لوجه العراق )

                                                                                                  حامد كعيد الجبوري
       يقاس الخياط الماهر ببراعته وفنه حين إنجازه بدلة لزبونه بمدة قصيرة ، وببروفة واحدة فقط  ، وربما بلا بروفة ، وأنا أعترف أن البرلمانيين العراقيون  خياطون ماهرون ومن الدرجة الأولى ، فقد استطاعت الجمعية الوطنية الأم ، والبرلمان الأول أن يضعوا قوانينهم ، ودستورهم وفق قياسهم المضبوط ، بل فاقوا الخبرة قليلا ، بإعطاء قياسا أكبر من قياسهم الحالي ، تحسبا للترهل المالي والجسمي والفكري لاحقا ، ولعل المشاكل التي رافقت عقد الجلسة الأولى وما بعدها ، والتي امتدت لشهور عجاف طوال ، وأتت بشخصيات ربما لا يختلفون عن البرلمان السابق بشئ كبير ، وحسب قياس الخياطون الجدد أتت بالسيد جلال الطالباني لرئاسة الجمهورية ، وجلال الطالباني أقسم بالله تعالى أنه لا يواجه الله إلا وهو رئيس للجمهورية ، لأن الخالق الكبير سوف يفرش له السجاد الأحمر لاستقباله ، وهو محمول على أكتاف المراجع الذين أسموه صمام أمان ، والقياسات نفسها أتت بالسيد المالكي ، والسيد النجيفي ، ولأن السيد النجيفي تصدر التشريع  من خلال برلمانه ، القوانين وتعديلاته ،  والتشريعات وما يلحق بها ولها ، لذا سأوجه له هذا الكلام ،  عسى أن تصل لضمير وطنيته ، ويعمل لا حقا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العراق الذي أصبح خربة كبيرة لا تعدلها خربة ، وربما يتصور القارئ الكريم أني أحن لنظام الدكتاتورية البغيضة التي أن لم تستحق اللعن ، فيجب علينا لعنها لأنها أتت بأشباه الأميين ، والمتخلفين ، وسراق القوت ، ومزوري الوثائق والشهادات .
    إن قانون الانتخابات ، سواء للبرلمان أو مجالس المحافظات يجب إعادة النظر به ، لأن القانون القديم المعمول به جلب الكثير ممن لا يستحقون الوصول لقبة البرلمان ، ومجالس المحافظات ، فالقوائم المغلقة التي لم تقر ، جاءوا بقوائم مفتوحة ضمن القوائم المغلقة ، لم تجلب للعراقيين إلا مثل هؤلاء ، وإن سألت يا سيادة النجيفي ما هو الحل ؟ نقول لك ومن خلال برلمانك الموقر ، عليكم أنتم أن تجدوا للعراقيين سبيلا للخروج من تسلط قوة الأحزاب المهيمنة على العراق وناسه ، وآلت الأمور لما تعرفه أنت أكثر منا ، والحل بسيط جدا ، ولا يهمنا أو يضيرنا أن تكون قائمة الحزب المعني واحدة مغلقة أو مفتوحة تنزل على شكل تسلسلات ،  ولكن الذي يضيرنا أن تجمع أصوات الناس بتلك القائمة ليحصدها فلان أو فلان ، والمقترح الذي نضعه بين يديك مستصرخون عراقيتك أن تناقشوا تحت قبة البرلمان هذه المسألة ، التي سببت للعراق التخلف وجلبت الأميين لسدة الحكم ، فلو افترضنا أنكم عملتم بهذا المشروع وأيقنتم به ، فسوف تجد الحزبي الكفء ، ضمن القائمة الفلانية قد حصد من الأصوات ما تؤهله لعبور العتبة الانتخابية ، وستجد الكفاءات غير المتحزبة ، جنبا لجنب مع شرائح المجتمع التي تستحق أن تصل لقبة البرلمان ، إسلاميون ، مسيحيون ، بقية الأديان والطوائف ، حزبيون ، علمانيون ، وغيرهم ، وآلية ذلك بسيطة جدا وغير معقدة ، ولنفترض أن مفوضية الانتخابات ، بدأت الفرز من أعلى الأصوات وصولا لأعلى الخاسرين ، وهكذا ، دعوة عراقية مخلصة وخالصة ، أضعها أمامك يا رئيس البرلمان العراقي ، وللشرفاء من البرلمانيين ، وأتمنى على من يقرأ ما كتبت أن يصادق على ذلك ، بالرد أو الكتابة ، لنخرج بعدد من الأصوات المحبة للعراق وللتحضر ، لننهض سوية مع الدول المتمدنة ، والدعوة خالصة لوجه العراق وأهله .     

301
  ( العدها حبايب ...!!! )
                               
                                                                                         حامد كعيد الجبوري
       جميل جدا ، ويعد من التحضر المناداة بدولة القانون ، سواء بالعراق ، أو غيره من بلدان العالم ، وأجمل من ذلك أن تجد القائم على هرم السلطات ملتزم بما يبشر به ، ومن البديهي قولنا أن الدول المتحضرة تبنى بسيادة القانون لا غير ، ون تطبيق القوانين بمجملها يعد قفزة واعية صوب التمدن ، و تطبيق القوانين المشرعة تلغي والى الأبد أنظمة الاستبداد والتخلف والدكتاتورية البغيضة ، وطبيعي أن تحسر ما ساد في البلدان من تشبث وتمسك بالطقوس والمعتقدات العشائرية المتخلفة ، بتطبيق مواد القانون والدستور ، والبلد المتحضر من يحترم قوانينه ودستوره المسنون ، وكل خروج عليهما – القانون والدستور – يعد ضربا من أنواع التخلف ، بل التمسك به ، وفرحنا كثيرا ونحن نستمع لقادة البلد متحدثة عن تطبيق القانون واحترامه ، وبدأنا نحن المساكين نحاسب بعضنا البعض أن وجدنا هفوة أو زلة عند بعضنا ، فهذا الجار ينصح جاره بعدم رمي الفضلات والقمامة إلا بأماكنها المخصصة ، وذلك يحاسب جاره لأنه أستخدم ( الماطور ) الكهربائي لسحب المياه الثقيلة ورميها بالشارع ، والآخر يتحدث مع صديقه ليلجأ الى القضاء لحسم مسألة دهس بسيارة ولده ، وعدم اللجوء للعشيرة ودفع ما يقره شيخ العشيرة من مبلغ من المال لتسوية الموضوع ، وأمثلة كثيرة بهذا الباب ، ولكن نتساءل إن حق لنا التساؤل عن تصرفات حزبية من أحزاب فاعلة بالدولة ، ومنها ن لكل شارع ينشأ حديثا فسحة تسمى لدى المهندسون والبلديون محرم الطريق ، بمعنى أن هذا المحرم لا يمكن أو يجوّز استخدامه ، لأنه من دواعي ما سيحدث لهذا الشارع مستقبلا ، من إضافة والتي تسمى لديهم ( تعريض ) الشارع ، ولكن الذي حدث بمدينة بابل ، وبشارع مهم جدا يسمى شارع ستين ، وشارع ستين حلقة الوصل بين الجنوب العراقي مرورا لبغداد ، وبإرادة حزب فاعل استقطعت مساحة تقدر بألفي متر تمتد مع مسار شارع ستين ، أنشأ عليها مطعم سياحي أسموه ( سفينة النجاة ) ، ولا أدري بهذه السفينة لمن تنجي وتملأ الجيوب ذهبا ، وشخصية حزبية أخرى ،  أستأجر دارا من دور مخلفات النظام المقبور ، لتصبح له سكنا بسعر رمزي جدا ، وحزب آخر لا يزال يستخدم البنايات الحكومية مقرا له ليترك دولة القانون الضعيفة لتستأجر بيوتا من ساكنيها وبأسعار خيالية لمصلحة المؤجر والمستأجر ، وواضحة جدا فائدة المؤجر الحكومي طبعا ، وحزب فاعل آخر أنشأ مقهى عائمة ليس على ضفاف نهر الحلة الأسطوري ، بل أنشأه فوق المسطح المائي ، أي أنه أرسى دعائم مقهاه على نصف عرض شط الحلة الجميل ، ليحيله الى مقهى مربحة جدا لهذا الحزب الجديد .
    التساؤل المشروع هنا ، من الذي وعيّ دولة القانون أكثر ؟ ، المواطن البسيط الفقير ؟ ، أم السياسي المليء عقدا ومالاً حراما ؟ ، سؤال قد أجد إجابته لا حقا وبمرور الزمن ، ... للإضاءة .... فقط .   

302
     
الشمس تبدد عتمة وعقد التخلف
               
                                                                                                        حامد كعيد الجبوري
        السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل أن الأدب الأنثوي أخذ حيزه الذي يستحق وبجدارة أيامنا هذه ؟ ، وهل يسمح للشاعرة أن تبوح بأسرار حياتها ، ومكنوناتها ، كما يفعل الشاعر ؟ ، ولماذا ينظر للأدب الذكوري على أنه أكبر خبرة وانتشارا والتصاقا بالذائقة العامة ؟، وهل للزمكانية تأثير على نتاج الشواعر  ؟ ، أسئلة كثيرة ومكررة ، أجد أن الإجابة عنها مجملة ، تفيد عدم الإطالة والتشعب .
        الشاعرة الولادة بنت المستكفي  كان لها ديوانا – صالون أدبي - يؤمه الشعراء والأدباء ، ليتطارحوا الأدب  والشعر من خلاله ، قالت بأحدى قصائدها ما لم تستطع شاعرات  هذه الأيام قوله  ،
    أمكن عاشقي من لثم خدي ... وأعطي قبلتي من يشتهيها
ترى هل أن تلك الأيام التي عاشتها الولادة تشبه أيام التحضر والتمدن الذي نعيشه الآن ، وقبل الولادة كانت الخنساء العربية التي تبدي رأيها النقدي بشعر الآخرين ، قبل الإسلام وبعده .
        وعودة لسنين عراقية خلت ، نبحر بمنتصف الأربعينات ، وبداية الخمسينات من القرن المنصرم ، ونأخذ شاعرتين عراقيتين مثلا لجرأة الرأي وحريته في مجتمع يحكم عليه بالتخلف برزت نازك الملائكة ، ولميعة عباس عمارة ، شاعرتان يشار لهما ، وربما نجد من يقول أن فك القصيدة العربية من قيودها الفراهيدية الصارمة جاءت على يد نازك الملائكة بقصيدتها ( الكوليرا ) ،سوية مع الرائد بدر شاكر السياب ، وكانتا الشاعرتان تمتلكان من الجرأة ما قيض لهما كتابة القصائد الغزلية ، التي ترددها شفاه العاشقون  بالجامعات العراقية .
     بعد سقوط صنم الدكتاتورية تحديدا ، تغيرت نظرة المجتمع العراقي لشعر الغزل ، ومنهم المتأسلمون ، الذين وصّفوا الغزل بأنه فُسق وفجور ، وكتبتُ بهذا الباب موضوعا مطولا ، بدأت به من صدر الرسالة وليومنا هذا ، تناولت فيه ما قيل من شعر غزلي يأخذ بالألباب ويسحرها ، مبتدءا بكعب بن زهير بن أبي سلمى ، وصولا للشريف الرضي ، مرورا بجعفر الحلي ، ورضا الهندي ، ختاما بمحمد سعيد الحبوبي ، وغزله وخمرياته ، ولم يجد الأذن الصاغية ، والعقل المميز ، ووجدت أن ذلك رسالة أدبية ، أخلاقية ، علينا تبنيها وبخاصة من المتنورين ، عشاق الحياة والجمال .
          عودة للولادة بنت خليفة الله بأرضه كما يوّصف لذلك المؤرخون الإسلاميون ، فلو افترضنا أن الولادة تعيش بيننا اليوم ، وقالت البيت الذي ذكرنا ( أمكن عاشقي ) ، فماذا سيقال عنها ، وتحديدا بمحافظات عراقية بعينها ،  سيقال أنها مومس يجب إقامة الحد الشرعي عليها ، والغريب أن الولادة لم يقال عنها هكذا ، وهي بذلك الزمان والمكان ، وأجد الآن ونحن بهذا الزمن الغريب ، عدم وجود شاعرة عراقية تتناول الغزل بعفوية فطرية ، لأن ذلك محرم أولا ، ويؤدي بشاعرته الى هدر الدم الذي يتمنوه ثانيا  ، نعم قرأت نصوصا غزلية خجلة لشاعرات عراقيات ، ومن هذه الأسماء النوادر الشاعرة ، هنادي المالكي ، وعلياء المالكي ، وحسينه عباس بنيان .
    سنرقب قوادم الأيام لنرى شاعرات  عراقيات ينتجن الشعر الغزلي ، وأعتقد أن ذلك مرهون بالبيئة المجتمعية العراقية وتطورها .
 



303
                                 
حديقة ( الجبل ) ...معلم حلي يندثر
                                                                                                       حامد كعيد الجبوري
         منتصف ثلاثينات القرن المنصرم وبالتحديد بداية العام 1938 م ، والحلة آنذاك عبارة عن قصبة صغيرة ، بل قل بساتين غناء تتوسطها بيوت شرقية متجاورة ، والحلة يشطرها نهرها – نهر الحلة – المتفرع من الفرات العظيم لشطرين ، يسميان لدى الحليون ، الصوب الكبير ، ويضم سبعة أطراف وهي ، الجامعين ، الطاك ، جبران ،  الجباويين ، المهديه ، الأكراد ، التعيس ، والصوب الصغير ويشتمل على ثلاثة أطراف ، أغلب سكانها فلاحون وهي الورديه ، الكلج ، كريطعه ، وأغلب هذه البيوت بنيت بدون وعي آثاري من أنقاض مدينة بابل التاريخية الشهيرة ، ولكل صوب مما ذكرناه من الحلة مكب للنفايات ، وموضوعتي عن مكب نفايات الصوب الكبير حصرا ، بدأ هذا المكب يكبر شيئا فشيئا حتى غدا مرتعا للكلاب السائبة للتنقيب عن قطعة عظم ، أو فضلات القصابون في هذا المكب الكبير الذي أخذ مساحة تقدر بعشرين دونما من الأرض ، وأصبح أيضا مصدرا لنمو الطفيليات كالذباب ، البعوض ،  ومرتعا للقوارض والفئران  ، ناهيك عما يسببه من تلوث بيئي وريح غير مستساغة للذوق العام ، ولم تكن الخدمات البلدية كما هي عليه الآن من سيارات متخصصة لطرح القمامة بأماكن خصصت لرمي الفضلات فيها ، وكانت البلديات يوم ذاك تستخدم الحمير والبغال لنقل الفضلات لهذا المكب الذي ذكرنا ، وبما أنه أصبح مصدرا خطرا على سكان مدينة الحلة الفيحاء ، كتب متصرف الحلة يوم ذاك كتابا رسميا لمراجعه في بغداد ، طالبا منحة مالية لنقل هذه النفايات لمكان آخر ، لم تحصل موافقة الحكومة المركزية ببغداد العاصمة ، على منح المبلغ القليل للتخلص من هذه القاذورات ، التي ستتسبب لمركز لواء الحلة بآثار لا يحمد عقباها ، لم يستطع متصرف لواء الحلة البقاء على هذا الحال سيما وأنه مسؤول عن حياة وصحة مواطنيه ، إذن عليه أن يجد حلا لهذه المعضلة التي أقضت مضاجع أكثر من أربعة أطراف من الصوب الكبير المتجاورون قرب مكب النفايات ، لذا حزم أمره على أن ينقذهم من هذا المكب بطريقة العمل الشعبي الجماعي ( السخرة ) ، علما أن قسما من هذا المكب – النفايات - أرتفع عن الأرض لأكثر من عشر أمتار ، إبتداءا أحضر من مادة النفط الأسود آلاف اللترات لترمى على هذه القاذورات لحرقها ، ولكن من أين له الأيدي العاملة المجانية ، بتفكير بسيط أرشده عقله لسجن الحلة المركزي ، والذي يجلب له الكثير من مساجين الأحكام الثقيلة ، من الألوية العراقية المجاورة للواء الحلة ، بعث من يدعو له مدير السجن واتفقا معا لإخراج عدد من المحكومين برفقة حراسهم للعمل بهذه المهمة ، ونفذ له مدير السجن ما أراد ، وطبعا فرح العاملون المسجونون لهذه الحرية الوقتية ، تم حرق جميع تلك النفايات وتحولت لركام أسود ، بعد ذلك ماذا سيفعل بهذه المخلفات المحروقة ، ولماذا لا يحولها لمتنزه يؤمه أبناء لواء الحلة ، وبما أن الركام هذا يحتاج لآلات هندسية  ( شفلات ، سيارات ) لا يملكها لواء الحلة يوم ذاك ، إذن لتبقى على حالها وارتفاعها ولكن عليه تقسيمها لمسطحات كل حسب ارتفاعها بواسطة المجارف – المسحاة – والمعاول ،  وهذا ما حصل ، لقد تحولت هذه العشرون دونما من الأرض لمساحات غير متساوية بالحجم والارتفاع ، وكل ذلك من عمل المساجين ، كان المتصرف – هكذا تسميته سابقا – يحضر بنفسه كل يوم لمراقبة مشروعه هذا ، ولا ينسى أن يحضّر لعماله المسجونين وجبات الطعام التي تعد من قبلهم ، وتوزيع السكائر مجانا للمدخنين ، بعد أن أصبحت الأرض مهيأة للزرع واجه المتصرف مشكلة إيصال ماء السقي لحديقته التي أبتكرها ، وحقا أنها معضلة إن عرفنا أن نهر الحلة يبعد بحوالي الكيلومترين عن هذ المكان المهيأ كحديقة أو متنزه عام ، إستخدم نفس طريقته المثلى وهم المسجونين ، وأوصل الماء العذب لها ، وأستخدم مكائن السقي البسيطة لرفع الماء حيث يريد ، وطبعا بكلفة قليلة من أموال نثرية المصرفية ، في هذه المرحلة المهمة لإنجازه المشروع الحدائقي  ، صدرت إرادة ملكية لنقل متصرف لواء الحلة الى لواء العمارة ، وهذه الشخصية الوطنية هي ( سعد صالح جريو ) وهو من أهالي قضاء النجف آنذاك ، حزم الرجل أمتعته وذهب لمقر عمله الجديد ، إستلم متصرف الحلة اللاحق أعماله وهو بهمة ذلك المتصرف السابق ، وبدأ عمله – المتصرف الجديد - لإنجاز مشروع من سبقه ، ويذكر من أرخ للحلة الفيحاء ، أن المغفور له ( سعد صالح جريو ) يمر على الحلة لمتابعة ما وصل له العمل حينما يأتي لزيارة أهله في النجف ، ومن الخلق الرفيع لأبناء ذلك الزمان ، حين أكمل العمل ، وشجرت هذه الحديقة بالأشجار  المعمرة ، والورود ، وحان أوان افتتاحها ، بعثت برقية من متصرف لواء الحلة لمتصرف لواء العمارة  – الذي بدأ بالعمل -  طالبون حضوره لافتتاح الحديقة المنشأة ، حضر الرجل – سعد صالح جريو – ضيفا مع صديقه المتصرف ، وأفتتح بنفسه تلك الحديقة الرائعة التي تشبه الجنائن المعلقة البابلية ، وأصبحت متنفسا للكثير من عشاق الحياة بالحلة الفيحاء ، أستغل الرياضيون تلك الحديقة للتدريب ، فهناك ( جفرة ) للاعبي ( الزورخانه ) ، وهذا مكان لعشاق لعبة المصارعة ، ورفع الأثقال وغيرها ، وهناك حلقة للشعراء الشعبيين  بقيادة شاعر الحلة الكبير ، الراحل عبد الصاحب عبيد الحلي ، وهناك متنفسا ليليا لمعاقري الخمرة والغناء بقيادة الشاعر الغنائي الكبير محمد علي القصاب ، وصديقه المطرب المعروف سعدي الحلي ، أخذت أشجار المتنزه بالنمو السريع ، لأن أرضها وكما يقول الفلاحون أرضا ( دمن ) – سماد عضوي - ، نهاية هذا المتنزه – الجبل - أنشأت مستشفى حكومية ليست مقتطعة من المتنزه ، ويتراءى لناظرها وكأنها ملحقة بهذا المتنزه ، وهناك من يقول أن المستشفى أنشأت قبل المتنزه وسميت ( المجيدية ) نسبة لبانيها ( مجيد باشا ) ، ورأيت أشجار الكالبتوس الباسقة  ، والنخيل الباسق أيضا يحيط تلك ( المجيدية ) – المستشفى -  وكأنها ببلد أوربي .
      بعد ثورة 1958 م بقيادة الشهيد عبد الكريم قاسم ، وتعيين المحافظين بعد الثورة ،  تسارع الجميع لخدمة هذا المعلم الحلي الكبير  ، وأذكر جيدا أن طلاب المدارس للمحافظات المجاورة للحلة الفيحاء يأتون بسفرات مدرسية منظمة ومنتظمة  لقضاء يوم ممتع فيها ، وتوثيق تلك السفرات بكاميرات الطلاب الوافدون لها .
        بداية نظام البعث المقبور ، أمتدت يد التخريب البعثي جزءا فجزءا لهذا المعلم السياحي الكبير ، مبتدءا من جزأها الجنوبي المجاور للمجيدية والتي أزيلت وأنشا مكانها مستشفى للأطفال ، وخرب جزءا من الحديقة لينشأ عليها مرفق للخدمات البلدية ، وآخر بجنبه ل( الماء والمجاري ) ، وخرب لاحقا جزءا آخر كمرافق صحية ، ولم يتبقى من حديقة الجبل إلا ذلك المرتفع الذي هجر من قبل البلدية لتموت أشجاره النظرة ، وأكثر من ذلك ، أنشأت حوانيت غير نظامية مقتطعة من الجانب الشرقي لحديقة الجبل ، المقابل لسوق الحلة الكبير لتؤجر بأثمان عالية للتجار ، ومعلوم أن هؤلاء التجار يرمون مخلفات حوانيتهم خلف الجدار المتبقي من الحديقة ، لتصبح مكبا كبيرا للنفايات مجددا كما وجدها المرحوم سعد صالح جريو .
      بعد التغيير الجديد ، بل قل الاحتلال اليوم ، وتسنم المناصب لمن هب ودب ، ولأن المشروع به ربحية أكيدة لجيوب فلان وفلان ، لذا بدئوا يرسمون للانقضاض على المال العام ، بواسطة المشاريع ، ومنها إعادة حديقة الجبل لهيئتها الجميلة ، وحدث أن زارني صديق مغترب  وقال لي لنمر على حديقة الجبل الجميلة  كما كان يتصورها ، أمس 19 / 11 / 2010 ، زرتها برفقة صديقي وهالني ما وجدت ، ذلك العمل الربحي كما قلت عبارة عن رصف نوع من ( الكاشي ) غير الثابت بمكانه بواسطة مادة ( السمنت ) ، لسوء صنعته وصنعة الحرفيين ، وليس ( الشتايكر ) الجميل المزخرف ، ناهيك عن الإهمال حيث قلة من الورد والأشجار مع عدم تقديم الخدمة المتواصلة لها ككائن حي  ، ووجدتها كما بدأت أيام المتصرف السابق ، أتمنى أن تعود تلك القمامة والنفايات لتكبر ،   لعلنا نجد متصرفا – رجعيا - أمينا ، وطنيا ، ينقذها كما فعل سعد صالح جريو رحمه الله
   

304
( إذن طين وإذن عجين )
ذكّر إن نفعت الذكرى
حامد كعيد الجبوري
             قبيل وبعد سقوط صنم الدكتاتورية ، كنا نستمع لمفردة  جديدة على مسامعنا وهي ( التكنوقراط ) ، ولم أكن ملما بهذه المفردة بشكل جيد ، بل أخذتها هكذا على سطحيتها  ،  حتى أني كتبت طرفة شعرية شعبية بهذا الباب قلت فيه ،
             ( جاهل وسألت شنهو التنو قراط  ... كالولي فكر متخيط أخياط
            تعرفه أهل الشهايد  والكفاءات   ... والدارس فكر وأبحاث ( سقراط )
              الوزير ايجيب أهله والكرابة .... وحكومه أتصير كلها عائله قراط )
حينها ضحك كثيرا صديقي الشاعر الكبير موفق محمد أبو خمره وقال  أستبدل مفردة ( قراط ) بمفردة ( ضرا ....) ، وأتضح لي وللكثير أن المفردة ( تكنوقراط ) تعني تبؤ الكفاءات العلمية غير السياسية زمام الوزارات وغيرها ، ولكن واقع الحال أفرز غير ذلك حيث تبوأ الجهلة وغير المختصين مقاليد أمور البلاد والعباد ، ومثلا لذلك شخصا لا يملك لأي شهادة علمية تؤهله ليصبح وزيرا لوزارة ما ، وبذا ملئت وزاراتنا بنماذج لا تستطيع ( فك الخط ) كما يقال بمثلنا الشعبي ، وآخر لا يحمل شهادة الدراسة الابتدائية تناط به محافظة مهمة لأنه من الحزب الفلاني ، وآخر كان يعمل ممرضا طبيا تناط به وكالة وزارة أمنية مهمة ، لذا أصبح وضع البلد كما رأينا وشهدنا عمليا .
       بعد هذه الشهور العجاف التي مرت علينا والكل يتصارع من أجل منصب ما يحصل عليه ، وواقع الحال أن المناصب تشريف وليست تكليف ، على عكس ما نؤمن ، فالوزير ووكلائه ، والمحافظون ونوابهم ، والمدراء العامين ومساعديهم ، يمتلكون من صلاحية صرف المال ما يسيل له لعاب الطامعون به ، وأخيرا سمعنا بأن الحكومة ستتشكل وأن الوزارات الأمنية حصرا ستؤول الى ما يسمى ب ( التكنوقراط ) ، وهذا ما صرح به السيد الجعفري ، حليف أكبر ثاني كتلة ستشكل الحكومة ، وهي كتلة دولة القانون ، لفضائية المنار والذي دام لقاءه معها أكثر من ساعتين ، وحسنا تفعل الحكومة أن صدقت بمقولتها هذه ، وهنا بودي أن أسجل ملاحظة أجدها مهمة جدا بهذا المجال وهي ، التأكد من عدم ارتباط المناط له وزارة أمنية بأي حزب يعمل على الساحة العراقية أولا ، وأن يكن ولائه خالصا للعراق ، ولا علاقة له بأجندات خارجية ثانيا ، وثالثا وهو المهم ، أن يعطي ضمانات علنية بأنه سوف لن يشكل حزبا ما ، مستفيدا من أموال وزارته ، كما حدث مع البعض ممن شكلوا أحزابا بعد إستيزارهم ، فالساحة العراقية غرقت بفيض الأحزاب الجارف ، ..... فذكر إن نفعت الذكرى .   
                                         

305
إضاءة
كرنفال مالك عبد الأخوة
                                                     
حامد كعيد الجبوري
        مساء يوم الجمعة المصادف 12 / 11 / 2010 م ، أقامت جمعية الرواد الثقافية المستقلة  ، أمسية تكريمية  للوجيه الحاج مالك كاظم عبد الأخوة الخفاجي ، وحقيقة أن رئيس الجمعية  الشاعر صلاح اللبان  من الناشطين الفاعلين جدا  بهذه الجمعية الفتية ، وقد واكبت عمل هذه الجمعية ومن بواكير تأسيسها ، ووجدتها منبرا إعلاميا يشار له ، وأذكر أن الجمعية كرمت الكثير من مثقفي وفناني ومبدعي بابل الفيحاء ، وربما أن هذا التكريم الأخير المميز جدا للحاج مالك عبد الأخوة جاء تتويجا لعمل جمعية الرواد ، والحاج مالك كاظم  عبد الأخوة  يستحق وبجدارة هذا التكريم الرائع ، فالرجل أخذ على عاتقه النهوض بالثقافة الحلية ، ومد يد العون لكل الواجهات الثقافية في الحلة المحروسة ، وشارك في هذا الاحتفال الكرنفالي التكريمي نخبة من شعراء ومثقفي بابل ، وعقد هذا التكريم في مجلس الحاج مالك عبد الأخوة وفي داره المعمورة  ، والمجلس يعقد جلساته مساء كل جمعة ، وقد مرت الذكرى التأسيسية لهذا المجلس باحتفال بهيج أداره الدكتور خليل المشايخي ، وأما كرنفال التكريم للحاج مالك عبد الأخوة فقد أستخدم الصديق الشاعر صلاح اللبان قدرته وتوظيفها بإدارة الاحتفالية ، وتكليف الصديق الدكتور الطالباني بعرافة الحفل ، ومعروف أن الدكتور الطالباني يتقن اللغة العربية ونحوها وصرفها ، رغم كرديته التي يعتز  ونعتز نحن بها أيضا ، ووجدت نفسي مرغما للمشاركة بهذه الاحتفالية ، لأن المكرم صديق حميم للجميع ، ولا يدخر وسعا لمتابعة أخوته وأصدقائه ، ولم يكن بنيتي المشاركة بسبب عدم تهيئتي لشئ أشارك به ، بسبب عودتي من سفرة لإقليم كردستان برفقة البيت الثقافي الحلي ، وما أن بدأت الاحتفالية فعالياتها تحركت ملكة الشعر لأهدي هذا البيت من الأبو ذية للصديق الحاج مالك كاظم عبد الأخوة ، ولأسجل حضورا مع أصدقائي بذلك الكرنفال البهي ، فأقول ،
               أشمالك يا كلب رفيت مالك – لماذا
               شفت حب الأخو  بعيون مالك – مالك عبد الأخوة
               مو بس الفخر والجود مالك – يمتلك
              ملك لكلوب كل هاي البريه
للإضاءة ............. فقط .

306
( كاوه محمود ) وزير ثقافة وشباب كردستان
والتربية الشيوعية
           لم أستطع زيارة الشمال العراقي منذ وقت طويل ، وآخر سفرة سياحية لإقليم كردستان كان عام 1985 م  ، فترة الحرب العراقية الإيرانية الهوجاء ، وهيأة السفرة نقابة معلمي بابل ، بمعنى أنها مدعومة من حيث السكن والضيافة ، لذا رافقتهم للسفرة مع زوجتي لأنها من سلكهم – التعليم -  لنخفف عن كاهلنا مصاريف تلك السفرة التي لا نطيق تكاليفها  ، بعد التحرير عام 2003 م أستمع لأصدقاء كثر حديثهم ، عن إقليم كردستان ، وما وصل له من عمران وخدمات تقدم للمواطن الكردي ، لا يمكن مقارنتها بما يقدم للمواطن العربي في المحافظات العراقية الأخرى ، وحين أستمع لما يقال تأخذني غبطة كبيرة للإخوة الكرد ، وأتمنى زيارة ذلك الإقليم ، ولكن ضيق ذات اليد تمنعني من الزيارة ، سيما وأني سمعت عن غلاء الفنادق هناك ، وأخيرا هيئت وزارة الثقافة الاتحادية لمهرجان أقيم في إقليم كردستان ، بعاصمة الإقليم أربيل ( هو لير ) دعيت لحضوره كشاعر شعبي ممثلا عن البيت الثقافي لمحافظة بابل ، ولست هنا بصدد إي شئ ، فلست معنيا بالحديث عن المهرجان ونجاحه ، ولا بالرفقة الجميلة الحميمة بين الوفود ، ولا حتى بنوعية الخدمة التي تقدم ، ولا بالحضور وعدد الحضور ، ولا بجمالية أربيل وعمرانها ، ولا بالأسلوب الأمني المتبع ، ولا بعدد النوادي الليلية وما إليها ، ولا بنظافة الإقليم ، ولا بعدد الشرطة التي لم نشاهد منهم إلا القليل القليل ، ولكني سأتحدث عن عنوان موضوعتي فقط ، علها تصل لآذان ملأت بالقطن ، لأنها لا تريد أن تستمع لأصوات الحق العالية .
        لمرة واحدة التقيت الصديق ( آشتي ) ، تعرفت عليه خلال احتفالية افتتاح مقر محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي ، أعجب بقصيدتي وطلب مني إرسالها لجريدة طريق الشعب ، بعد أن أكتب عليها ( تسلم الى الرفيق آشتي ) لمتابعة نشرها ، وفعلا نشرها الرجل مشكورا ، وحينها تصورت أنه شيوعي كردي  جاء برفقة سكرتير الحزب ( حميد مجيد موسى ) لحضور الافتتاح ، ولا حقا عرفت أن الصديق ( آشتي ) رفيق شيوعي عمل بشمال العراق مع رفاقه الأنصار  بعد هروبه من مدينة الناصرية ليلتحق بالثوار بشمال العراق ،   وأعترف أن الصديق ( آشتي ) أذكى مني حيث صافحني بحرارة بقاعة افتتاح فعاليات مهرجان البيوت الثقافية العراقية بأربيل متذكرا لي ولاحتفالية محلية بابل ، ولم أتذكره إلا بعد هنيئة استرجعت بها الذاكرة للوراء ، عدت اليه وهو بصحبة شابة وقور ، ولم يحاول  إحراجي بعدم تذكري له ، وقدم لي مرافقته ليقول لي سلم على الرفيقة زوجة الرفيق الراحل الشهيد سعدون ، نظرت لها وأنا ألحظ حزنا دفينا رغم تصنعها ابتسامة اللقاء ، وأجزم أن وجودها وسط التجمعات الفنية والثقافية لتبرهن لنفسها وللآخرين أن الراحل لا يزال حاضرا بوجودها ، ووجود رفاقه بصدارة  هذه التجمعات ، تكرم الصديق ( آشتي ) لدعوة وفد الحلة لضيافته وكرمه ولم أكن محظوظا لأحضر معهم بسبب طارئ يعرفه الصديق آشتي ، في نهاية اختتام فعاليات البيوت الثقافية بأربيل حضر السيد وزير الثقافة والشباب لإقليم كردستان الأستاذ ( كاوه محمود ) ، والسيد طاهر ناصر الحمود وكيل وزارة الثقافة الإتحادية ، والسيد معاون مدير عام دائرة العلاقات الثقافية السيد مظفر الربيعي ، والسادة مدير البيوت الثقافية العراقية ونائبه ، ووفود البيوت المشاركة ، مع جمع من مثقفي كردستان ،وبمقدمتهم الأستاذ حسين الجاف عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، ونائب الأمين العام للإتحاد ، ونائب رئيس إتحاد إقليم كردستان ، بدأت فعالية الاختتام بتقديم وصلات غنائية لمطرب من ذي قار ، أعقبها قراءة شعرية شعبية لي ( حامد كعيد الجبوري ) ، وأخيرا الفرقة البصرية للفنون الشعبية حيث أعادتنا لرقصات ( الهيوة ) البصرية والأغاني الفلكلورية .
    همس بأذني الصديق ( آشتي ) ليقول لي أنك وأصدقائك وفد بابل مدعوون بضيافة السيد وزير الثقافة الكردستاني ، ولاحظت اعتذار الوزير من وكيل الوزارة الاتحادية ، ليقول له معتذرا لا أستطيع الحضور معكم ، لوجود ارتباط مسبق مع مجموعة أصدقاء ، خرجنا للشارع العام لنستأجر مر كبة توصلنا حيث دعونا ،ونحن ننتظر مرور سيارة أجرة ، خرجت سيارة يقودها لوحده دون حماية وسائق وزير الثقافة الكردستاني  ، جلسنا لساعة متأخرة من تلك الليلة لنتعرف من خلالها على الخلق والتربية الشيوعية ، بدأ حديثه معنا قائلا ، أرفعوا الكلفة بيننا ولا تتحرجوا بطرح أي شئ ، ولا تأخذكم فيّ لومة لائم ، وتحدثوا بأي شئ يستهويكم ، غنوا ، وارقصوا ، وتبادلوا الطرف ، وها أنا أحدثكم أول طرفة ، سألته متعمدا ، كم شرطي يحرس دارك ؟ ، أجاب مبتسما ، لا أملك حارسا لداري ، ولست بحاجة لهذا الحارس ، قلت له لو أني مثقف أو رياضي كردي ، كم يتطلب مني وقتا للقائك ؟، أجاب ، بمجرد خروج الزائر الذي سبقك ، وأن لم يكن بمكتبي زائرا تدخل مباشرة ، قلت ، هل تمدون يد العون لمنظمات المجتمع المدني الثقافية والرياضية ؟ ، قال ، أقل دعم شهري لمنظمات المجتمع المدني والتي تربوا على المئتين ، مليون دينار عراقي شهري ، وأكثر مبلغ تدفعه الوزارة ثمانية مليون دينار عراقي شهريا ، غير المنح الفصلية لمثقفي كردستان ، وعلمت من الأستاذ حسين الجاف أن حكومة الإقليم وزعت لمثقفي كردستان عام 2010 م ، 300 قطعة سكنية ، مع خمسون مليون دينار كمنحة من الإقليم ، سألته عن إمكانية فتح بيوت ثقافية كردية في الحافظات العراقية  لنري من خلالها الآخرون عمل وزارتكم  ؟ ، أجاب ذلك غير ممكن لأننا لا ننوي أخذ دور وزارة الثقافة الاتحادية ، وأستمر الحديث والإجابة حتى أيقنا أن هذا الرجل قد وضع بمكانه الطبيعي وهو وزارة الثقافة ، والرجل حاصل على شهادة – ليست من سوق مريدي الشهير للتزوير – عليا بدرجة دكتوراه في الفكر الإسلامي ، تحدث بطرفة جميلة لها أكثر من مغزى شيوعي أصيل ، قال استوقفتني السيطرة العسكرية ليستأذنوا مني إيصال مواطن كردي بسيارتي ، صعد الرجل وسألني من تكون ، أجبته وزير الثقافة ، لم يصدق الرجل ذلك ، حيث لا حماية و لا سيارة نجدة  أو ما شابه ، وحين وصوله لمنطقة سكناه – المواطن الكردي -  أخرج ديناران ليعطيها كأجرة سيارة لي ، وتحدث عن عمل الوزارة وكأنه يتحدث عن بناء بيت له ، وأفاض بالحديث عن منجزات وزارة الثقافة والرياضة ، وآخر تلك المنجزات الثقافية دعوة الشاعرة العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة ، وافتتاح مراكز ثقافية ورياضية بعموم كردستان ،   الحديث يطول عن أخلاق هذا الرجل الشيوعي ، أعاد مبلغ إيفاده لحضور مؤتمر دفعت نفقاته منظمة ( اليونسكو ) ، وهناك خلال المؤتمر طالب بما لم يطالب به غيره ، طلب إعادة عودة مدينة بابل الآثارية ، وجعلها معلما عالميا ، بعد أن أعاث بها المقبور صدام حسين فسادا ، لتخرج عن نطاق تراثيتها العالمية ، وشاركنا جلستنا التأريخية الرفيق محسن سكرتير رابطة الأنصار الشيوعيون ، والرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، والصديق الرفيق حسن أبو زينة ، والشاعر ناهض الخياط ، الشاعر  جبار الكواز ، الفنان فاضل شاكر ، الفنان سعد العواد ، الدكتور سلام حربه ، الباحث والمترجم صلاح السعيد ،  لقد حظينا بلقاء هذا الرجل الذي يمثل الثقافة الكردية الأصيلة ،  وليكرس الخلق والتربية الشيوعية الصادقة ، أتمنى أن تتاح لنا فرصة وفد آخر لنطلع عن كثب لكردستاننا الحبيبة ، ولنقرأ أشعارنا الوطنية بحضرة مثقفي كردستان الأصلاء ، ولنعزز أخوتنا العربية الكردية ، وأن لم يحصل ذلك سأهيا أنا شخصيا وفدا من الإتحاد الذي أقوده وعلى نفقتنا الخاصة  لنغني لعراقنا الذي يستحق الغناء ، طالما أن هناك وطنيون أحبوا ترابهم وتراثهم الإنساني الكبير . 

307
إضاءة
الشيوعيون وحمى صراع الكراسي
حامد كعيد الجبوري

      صباح يوم الثلاثاء 2 / 11 / 2010 م ، انطلقت بنا سيارة الأجرة ، ذات العشرة ركاب ، من الحلة الفيحاء الى العاصمة بغداد ، للقاء سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الأستاذ حميد مجيد موسى ، عشرة شعراء شعبيون كان بودهم لقاء سكرتير الحزب الشيوعي للإستئناس  برأيه  بخصوص الإتحاد العام للشعراء الشعبيين فتي التشكيل ،  ومعوقات تشكيله ، والصراعات اللا ثقافية مع أناس يدعون تصدر الساحة الشعرية الشعبية ، وكما نوهت بأنها صراعات يمكن أن نطلق عليها أنها خلافات فكرية بين من يتطلع لمستقبل بلد بلباس جديد ، وبين من يريد العودة الى الأزياء الزيتونية والعسكرة ، وسلطة الحزب الواحد ،   والقائد الواحد ، والمهرجانات التي تقام على أشلاء البشر والوطن ، علما أن الوفد إياه لم يكونوا غالبيتهم  من الشيوعيين ، بل أناس يحملون حب عراقهم وناسهم بأحداق العيون ، وهنا لست بصدد طرح ما دار  من حديث مطول ، مع الأستاذ حميد مجيد موسى  ، بل لأوضح عنوان موضوعي ( الشيوعيون وحمى صراع الكراسي ) .
   استقبلنا الرجل بباب مكتبه وهو يمد يد الشيوعية لكل قادم من ضيف إليه ، يحاول أن لا يفلت خد أحد من شباك - بكسر الباء - شفتاه ، دون أن يطبع عليه قبلته الأخوية  الحمراء ، بعد أن جلس الجميع على كراسي الضيوف ، بقي ضيف واحد ليس له كرسي ضمن صالة الحضور ، أشار الأستاذ أبو داوود للضيف الواقف ، للجلوس على الكرسي المخصص لجلوس سكرتير الحزب ، وطبعا رفض ذلك الضيف وهو الأستاذ مزاحم الجزائري عضو محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي الجلوس حيث أشار عليه رفيقه بالجلوس ، وإنقاذا للموقف جلب كرسي لجلوس الأستاذ مزاحم الجزائري ، وجلس الأستاذ حميد مجيد موسى مع ضيوفه تاركا كرسي السكرتارية للحزب فارغا ، تحدثنا معه بكل صراحة وأخوة ، وكأنه أحد شعراء الإتحاد ، ووجدناه ملما بتفاصيل ما أردنا أن نتحدث معه ، وهذا غير غريب على مثقف سياسي يجد أن الشعر الشعبي الحديث أرتقى سلمه اليسار العراقي وتبناه كمشروع تنويري راقي ، ونحن بزحمة الحديث فتحت باب المكتب ، ليطل من خلالها الأستاذ مفيد الجزائري عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ، وكما يقول المثل الشعبي ( يم حسين جنتي بوحده صرتي إثنين ) ، بمعنى أننا سوف نضطر لجلب كرسي آخر لجلوس الضيف الجديد ، وكما يقول المثل أيضا ( خطار الأول أمعزب الثاني ) ، أراد أحد الضيوف مزاحم الجزائري ( ضيف الأول ) التنازل عن كرسيه لأخيه القادم مفيد الجزائري ، ابتسمت أنا وقلت للأستاذ حميد ، ( أستاذ حل المشكله وخذ مكانك الطبيعي ) ، ضحك بوجهي وتقدم نحو رفيقه مفيد الجزائري ليأخذ بيده صوب كرسي السكرتارية ويعود للجلوس بمكانه مع الضيف .
        الدرس أكبر من كرسي لا يرغب أحد أن يجلس عليه ، سكرتير للحزب الشيوعي العراقي منتخب من قبل مؤتمر موسع للشيوعيين ،ولا يستأثر بذلك الكرسي مع شرعيته وأحقيته من الآخرين للجلوس عليه ،كيف وحقيقة الأمر تلوح نحو الصراع المحموم لكرسي سيجلس عليه شخص غير مرغوب به من فئات كثيرة أخرى ، حيث لا يملك أحد الفائزون غالبية أصوات العراقيين ليفرض نفسه على هذا الكرسي ، لذا أستمر هذا الصراع لأكثر من سبعة أشهر ، ولا بريق أمل يبشر بتشكيل الحكومة المزعومة بعد سبعة أشهر أخرى قادمة ، رغم سيول الدماء الطاهرة من الأبرياء ، ليتصدر غير البرئ من الدماء الزكية  الساحة السياسية الخاوية ، نعم إنه صراع محموم ليس من أجل الوطن وأهله ، بل صراع مصالح فئوية طائفية مذهبية أقل من ضيقة ، للإضاءة ...... فقط .       
 

308
السرقات الأدبية
مع سبق الإصرار والترصد

حامد كعيد الجبوري

          قبل فترة وجيزة كتبت عن موضوعة السرقات الشعرية ونشرت على صفحات الإنترنيت ، وصحيفة طريق الشعب ، والصباح ، وغيرها ، قلت حينها لا يمكن لشخص ما أن يسرق دارا مشيدة أو (عرصة) – قطعة أرض -  لوجود ما يسمى بسند الطابو ، وكذلك لا يمكن سرقة السيارة أو إدعاء ملكيتها لوجود ما يسمى ( السنوية ) تصدرها مديرات المرور لتحمل أسم مالكها ، ولكن سرقة نتاج الآخرين ، والقرصنة عليه ، وانتحال العمل الأدبي الإبداعي يمكن وبسهولة متناهية ، وربما يتبادر لذهن القارئ الكريم أن النشر بسم معين دليل وحجة بيان لكاتب ذلك النص ، ومع ذلك يمكن للسارق – القرصان -  أن يدعي أن ذلك النتاج الثقافي عائد له ، وهو الذي أنجزه بدليل تاريخ إصداره ، وأنا شخصيا عانيت كثيرا من مثل هؤلاء اللصوص ، مرة كنت أدير جلسة ثقافية وطلب مني أحدهم قراءة قصيدة له بعنوان ( دوس أعله الورد ) ، أعتلى صاحبنا المنصة ليقرأ قصيدته فاكتشفت بأني قد نشرت للشاعر ناظم الحاشي  هذه القصيدة بجريدة الفيحاء الحلية  والتي أحرر فيها صفحة الأدب الشعبي ، سارعت لأخذ الميكرفون من المتشاعر وأتوجه بالحديث للجمهور قائلا لهم ، أن هذه القصيدة للشاعر ناظم الحاشي سرقها وقرأ جزءا منها هذا اللص الواقف أمامكم ، لم يجرأ الحديث معي وعاد لمحل جلوسه صاغرا ، سأله أحدهم  لماذا لم تجب على هذا الاتهام لك ؟ ، أجابه بالحرف الواحد ( هذا أمخبل حامد كعيد الجبوري ، يحاسبني على قصيدة عشر أبيات جميلة سرقتها لأقرأها أمامكم فأعترض ، وهاي  جدامك  الوزراء ومحافظين  ورؤساء دوائر يبوكون مليارات ومحد يحاسبهم ) .
      حاولت كثيرا أن أجد طريقة ما تخلصني من سرقة المتطفلين لنتاجي الشعري ولم أفلح كثيرا ، مرة أهداني أحد معارفي ديوان  للشعر الشعبي له ، تصفحت الديوان ووجدت الموال المنشور في الصفحة الأولى هو من نتاجي الذي أعتز به ، ذهبت للمتشاعر هذا وأخذت معي الصحيفة المنشور فيها الموال ، ومكتوب تحته محرر الصفحة ، وقلت له ماذا تعني لك محرر الصفحة ، ألا تعني حامد كعيد الجبوري ، أرتبك الرجل وحاول الاعتذار فقلت له ، كم نسخة طبعت من هذا الديوان ؟ ، أجاب عشرون نسخة بطريقة الإستنساخ ، قلت له أمامك حلان أولهما أن تأتيني بهذه العشرون مستنسخا لنرميها في نهر الحلة ، أو سأقيم دعوى قضائية ضدك وتعلم جيدا أني أكسبها فعلا ، لأنك لا تحسن قول بيتا واحدا موزونا للشعر الشعبي ، قال لي أنه تحت أمري وسينفذ ما أريد ، قلت له هناك حلا ثالثا وهو أن تأتيني غدا للجريدة ، وبحضور رئيس التحرير تعتذر عن انتحالك - سرقتك -  الموال العائد لي والذي كتب سهوا بديوانك وكل هذا حفظا لماء وجهك الذي تبيحه بيديك ، وافق الرجل على ذلك ونشرنا اعتذاره على صفحات الفيحاء الحلية . 
      قلت بسري يوما أني سأحاول جاهدا أن أضع علامات مميزة لقصائدي ولم أفلح بذلك ، كتبت قصيدة أسميتها ( هوى الخمسين ) أخذت حيزها الإعلامي الكبير ، وتحدث عنها الشاعر المبدع فالح حسون الدراجي ببرنامجه الذي يبث من صوت العراق الحر ، وقرن القصيدة بنتاج الشاعر الكبير النواب والكبير عريان السيد خلف والكبير كاظم أسماعيل الكاطع ، ومع كل ذلك أنتحلها المتشاعرون  لينسبونها لهم ، وأطرف ما في هذه السرقات الشعرية قصيدة لي أسميتها ( طرطره ) حاكيت فيها وبنفس وزنها وقافيتها الشاعر الجواهري الكبير ، وأنتشرت قصيدة ( طرطه ) كالنار في الهشيم ، وسجلت على أجهزة الموبايل وبصوتي الشخصي ، ومع ذلك سرقت ونسبها له الكثر ، ربما سيقول من يقرأ هذه الموضوعة من أنت يا ( حامد ) ؟ ، وما موقعك من الشعر الشعبي لتتهم الآخرين بهذه الاتهامات الباطلة ، وهنا أقول أن السارق للنص الأدبي لا يسرق نصا من شاعر كبير ، أو قاص معروف ، بل يذهب لنصوص جيدة جميلة لأسماء غير معروفة مثلي  لينتحل أو ليسرق بصريح العبارة نتاج الناس الذين كرسوا عقولهم وطاقاتهم لإنتاج نصوص جميلة .
     اليوم 28 / 10 / 2010 م تلقيت رسالة على ( أميلي ) من صاحب موقع منتديات الدهر  ، أنشأه الحلي كما يقول عبر رسالته السيد إحسان علي حميد الجبوري ، حركته نحوي العصبية الثقافية لأن أحدهم نشر بموقعه قصيدة وهي عائدة لي ومنشورة على صفحات الحوار المتمدن ، وأنكيدو ، ومجلة النور ، والسيمر ، وسومريون وغيرها الكثير ، يقول الأستاذ إحسان الجبوري الحلي برسالته ( بسم الله الرحمن الرحيم
استاذنا الشاعر والاديب حامد كعيد الجبوري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
عانيت كثيراً كي اصل لجنابكم الكريم واخاطبكم كي افند من يحاول العبث بتاريخكم الطيب ياابن الحلة الفيحاء اعتبرني ابنكم او اخيكم الصغير فإسمي هو إحسان علي حميد الجبوري ومن اهالي الحلة ولكني اعيش مغترباً عن العراق منذ سنوات طويلة استاذي الفاضل لديَّ موقع بإسم شبكة ومنتديات الدهر لم يمضي وقتاً طويل على افتتاحها وقبل ايام قليلة سجل عندي في المنتدى شخص يدعى علي إبراهيم يسكن الدنمارك ويقول انه شاعر واديب وقد بحثت عبر محركات البحث عنه فوجدته مطروداً من اغلب المواقع العراقية بسبب سرقته للنصوص الادبية والشعرية وإنسابها لشخصه واخرها قصيدة اعجبتني كثيراً وهي هموم وحلم جذاب انزلها المدعو اعلاه بتاريخ 21-10-2010 يمكنكم الدخول عليها وقرائتها بالضغط على الرابط التالي

           
http://www.aldahr.com/forum/showthread.php?t=4311
)
، وبالمناسبة أنه نشر قصيدتي بإسمه بعد يوم من نشرها بالحوار المتمدن ومجلة أنكيدوا وأعطى لها تاريخا قبل يوم واحد من نشرها ليقال أن حامد كعيد الجبوري هو سارق هذه القصيدة ، وحقيقة أني كنت أعتقد أن هذه القصيدة آخر ما يسرق مني بسبب أني أدرجت أسمي كاملا  بشطر منها حيث أقول ( ويرجع ليوره بس حامد كعيد ) ، وأجمل ما في هذه السرقة أن اللص يحمل من الغباء الكثير بسبب أنه حاول أن يدخل أسمه ضمن متنها ولكنه سارق يجهل أصول السرقة ، لأنه حين أدخل كنيته للقصيدة فقد خرجت عن القواعد العروضية للشعر الشعبي فقال ، ( ويرجع ليوره بس أبو أحمد) ، وأنا هنا أعطف عليه كثيرا وأصحح له ليستقيم الوزن لو قال ، ( ويرجع ليوره بس الأبو أحمد ) ، وقصيدتي تسمى لدى العروضيون الشعبين من وزن ( التجليبه ) ، وسأورد بعضا من سقطاته الوزنية لهذا السارق الأمي ، أقول أنا ( شهر رمضان يفرض بالسنه ع الناس) ، وهو يقول بزيادة حرف واحد أختل وزن الشطر ( شهر رمضان ينفرض بالسنه ع الناس) ، وأقول أنا بأحد الأشطر ( طلع تبه ولهب لحبالها تقيد ) ، والسارق يقول بعد أن أضاف حرفا للفعل طلع فأصبحت ( طلعت ) فأختل وزن الشطر ، وهناك شطر أقول فيه ( إبن شداد صاحوا حزموني أحزام ) ، وبغباء السارق أضاف لأبن شداد عنتر ، فأختل وزن الشطر ليصبح  (عنتر إبن شداد صاحوا حزموني أحزام  ) ، وأكبر خلل وزني يدركه من أبتدأ بكتابة الشعر الشعبي ولا يكتبه وقع به سارقنا مع سبق الإصرار والترصد حيث يقول ( آنه أبعازة من أبيمناه يكص يسراه) ، وأصل الشطر يقول ( آنه إبعازة أبو أبيمناه يكص يسراه ) ، ولأجل الدقة والمقارنة أدون القصيدة المنشورة لكي لا أخدش سمع ونظر المتلقي بالجميل من الشعر والمقارنة بين الغث والسمين ، واللص والأمانة التوثيقية .
................................................................ 
هموم وحلم جذاب
مهداة للفقراء
 وتذكير لمن أوعد وأخلف
                    حامد كعيد الجبوري
**********************************************
أشمالك يا بخت ما ألجت فد يوم *** ولا مره أخجلت ما جنـَصت سيد
كلها أمحزمه وتركض ركض معتام *** ويرجع ليوره بس حامد كعيد
على باب الفُكر علكت سبع أعيون *** أنخاف أمن الغنايه أعيونهم تحسد !
جزع مني (الفلق) من كثر ما أقراه  *** و (شر غاسق وقب) و (النافثه) تعكد
شهر رمضان يفرض بالسنه ع الناس *** ورمضاني سنه وما نلحك أنسدد
اليتيم أبن اللطم يا عيد يفرح بيه *** شايفلك يتامى أبضيمها أتعيد
جدر فوك الهظيمه وجدر للشوغات *** وجدر يطفح دمع وبملحته نثرد
عفتها ع التدرج هاي تدفع ذيج *** سمايّ أمغيمه وبلا مطر ترعد
خابرت المنيه ورمشت للموت *** وتابوت النفاهه أبدارنه أيمدد
كضت بين الحرز ونذور وبدعيات *** ما يسوه العمر من يخلص أتركد

                              *********
غفيت أعله النواعي وأصحه ع البستات *** وكاروكي جمُر والوَحََّده أيعدد
ناصب للفرح هلبت شبجنـَه أيصيد *** فرحه ومن تصل حلك الشبج تشرد
الفقير أعله البعير وجلب ينهش بيه *** ويهز ذيله أبمذله وللدثو يسجد
ولد متعه أنحسبنه وأمنه بت السوء *** وهو أبن الحراير طاهر المولد
أزرعت دونم فرح حد ما وصل ينحاش *** النايم للظهاري أبمنجلي يحصد
غلط مره الفرح مجبور دك الباب *** تأسف وأعتذر عن غايته ينشد
نويت أعله البخت خيره أفتحت قرآن *** طلع (تبه ولهب) لحبالها أتقيد
زاعلت الفرح والكيف طلكناه *** وميثاق الشرف ويّه الحزن أعقد
لا ماشي الفرح ما ريده يحجي أوياي *** ولذة دنيتي أبمسجد صبر أعبد
إبن شداد صاحوا حزموني أحزام *** وصعدت غيرتي وثوب الحزن أسرد
ومن صارت مغانم قسمة الأسياد *** نسبوني (الزبيبه) وحصتك منعد
                                *********
كالولي القناعه أكنوز لا تفنى *** وجربت القناعه وبوبها أتسدد
طرزت الفرح بكلوب المحبين *** أشعاري أبقفص محبوسه وتغرد
على كثر الغسل غير هدمنه اللون *** ملحه ومن بياض أوجوهنه أتورد
شفت البير عمدا يرمي بيه أحجار *** الزنيم وخنجره أبجبد البشر يغمد
آنه إبعازة أبو أبيمناه يكص يسراه *** عرف نيتها سوده وخافها أتفرهد
آنه أبعازة علي أبكلبه اليتامه أتبات *** ويحضنها أبرحمته وراسها أيمسد
آنه أبعازة علي خلكه أبوساعة كون *** ولا أبمال الحرام أبهدمته أيجدد
آنه أبعازة علي مو للصلا والصوم *** قرآنه ضميره وقبلته الموعد
                             ********

309
إضاءة
عاشت الرأسمالية والعولمة الجديدة

                                  
حامد كعيد الجبوري
       جميل أن نتحدث بالديمقراطية والتحرر  والاشتراكية ، سأل أحد السجناء السياسيون رفيقه السجين قائلا ، كيف نحقق أو نطبق الاشتراكية رفيقي أن آلت السلطة لنا ؟  ، اتكأ الرفيق على وسادته وسحب نفسا طويلا من سيكارته وأبتسم لرفيقه قائلا ، ذلك بسيط جدا أيها الرفيق ، قال كيف ؟ ، أجابه نجمع كل الفقراء ومتوسطي الدخل ونرميهم طعاما للأسماك في البحر المحيط ، ونتقاسم كل حسب درجته الحزبية والوظيفية  خزينة الدولة في ما بيننا ، ضحك جميع من كان في تلك الزنزانة لهذه الطرفة ، والغريب أن هذه الطرفة أصبحت حقيقة نتلمسها بأيدينا الآن ، ولتوضيح هذه الطرفة الحقيقية نقول ، وصل سعر بيع البرميل الواحد من النفط الخام ليعبر حاجز 150 دولار ، ثم أنتكس تلك الانتكاسة الكبرى المفتعلة من العصابات النفطية العالمية ليصل دون 50 دولار ، وبدأ يرتفع رويدا رويدا ليصل أو يتخطى حاجز 83 دولار ، والسؤال الذي نطرحه ما هي فائدة الفقير ومتوسطي الدخل من غير الموظفين من هذه الزيادة ؟ ، وما هي خسارتهم إن قل سعر البرميل الواحد ؟ ، والجواب معلوم جدا إذ لا ربح ولا خسارة للفقير بهذا الصعود والهبوط ، وسيعترض المستفيد من النفط ومشتقاته ليقول ، أن الدولة تقدم للمواطن شتى أنواع الخدمات من هذه الأموال للمواطنين ، ومن حقنا أجابته إن سمح بذلك  فنقول ، أين هذه الخدمات المقدمة للمواطن ، الكهرباء تتصاعد أسعار وحدات صرفه تدريجيا ليصل فوق حد التجاري للوحدة الواحدة  ، ناهيك عن شحة تزويده للمواطن باليوم الواحد ، أسعار المحروقات من البنزين والغاز والكاز والنفط الأبيض يباع بالسعر التجاري للمواطن ، والغريب أن كبار الموظفين يأخذونه نسيئة – على حساب الدولة - وعلى حساب وظيفته ، البطاقة التموينية التي فقدت تماما إلا من مادة واحدة كالصابون أو الرز أو أو  كل شهر ، وسقول المعترض لماذا لا تذكر الخدمات الأخرى ، وأنا أذكر هذه الخدمات الأخرى ، المدارس التي يدعون  مجانية تعليمها ، وواقع الحال غير ذلك الدولة تقدم الكتب كالقراءة والحساب مجانا وبقية القرطاسية تشترى من قبل أولياء الأمور مباشرة ، نعم أن سعرها لا يشكل شيئا للغني أو الموظف بل يشكل عبئا ثقيلا على الفقراء ، وخدمات المجاري معدومة في أغلب المحافظات ، وتعبيد  الشوارع ما أن ينتهي المقاول من التنفيذ حتى يبدأ الشارع بالتهرؤ  مجددا ، وكأن المقاول أعطي المقاولة لإنشاء ( طسات ) إضافية ، والمستشفيات وغيرها وغيرها من الخدمات ،  نعم إن المستفيد من هذا البلد الموظف وبخاصة الموظف الكبير ، تصوروا أن أغلب الموظفون يتوسطون للبقاء بوظائفهم للمغريات الكبيرة فيها ، وشاهدنا التظاهرات الفرنسية لموظفي الدولة التي تريد أجبار دولتهم  لتقليل سني الخدمة للإحالة على التقاعد ، وسبب ذلك لا فرق كبير بين راتب الموظف والمتقاعد ،  خلاصة القول أن دولتنا دولة الموظفين والأغنياء ، فلتعش عاليا الرأسمالية والعولمة الجديدة ومن يتبعهما ، وليسقط الى الجحيم الفقراء وأحلامهم الاشتراكية البيضاء  ، للإضاءة .............. فقط .


310
البينة الجديدة ووضوح رؤاها

حامد كعيد الجبوري
         بعد سقوط صنم  الدكتاتورية لمزبلة التاريخ ظهرت على الساحة الإعلامية العراقية مئات الأسماء من الصحف اليومية والأسبوعية والشهرية ، قسم من هذه الصحف مدعوم من الدولة الفلانية ، والأخرى من الحزب الفلاني  ، والأخرى من التيار الفلاني ، وواحدة من المذهب الفلاني ، وصحف أخرى أصدرها أو  يدعمها المحتل ، وبهذه الفوضى اللا إعلامية غير الخلاقة ضاعت على الكثير منا معرفة الصحف الراكزة والمركزة التي تريد بناء وطن تعددي حر تقدمي ديمقراطي مسئول ، وهذا الرأي  ينطبق على الفضائيات المتعددة المشارب والولائات  ، وبزعمي أن الفضائيات أخطر من الصحف اليومية ، لأن الفضائيات تدخل الى البيوت العراقية وغيرها دون استئذان ،  في حين أن الصحف والمجلات تدخل البيوت برأي أرباب تلك البيوت ، ومن هذه الصحف ( البينة الجديدة ) ، وبعد هذه السنين التي مرت علينا يمكن للقارئ أن ينتج رأي بها ، والمثل الشعبي الذي يُنكر على الآخرين رأيهم حينما يقول أحدنا أن فلانا إنسان جيد ، فيأتيه قائل المثل ليقول ( عاشرته طالسته ) ، وحقيقة أن الأمثال نتاج شعوب ، وهذا النتاج لا يخطئ إلا ما ندر ، ومع ذلك فإنا أن رأينا موقفا مغايرا لنهج هذه الصحيفة – البينة – مستقبلا ، فلا ضير من أن نطرحه على العلن كما نطرح رأينا هذا الآن ، بمعنى أدق هناك الكثير من المتأسلمين تنكروا لإسلامهم ، وكثير من العلمانيين باعوا قيمهم ومبادئهم ، وكثير من اليسار العقاري أستأثر بمال حزبه أو غير وجهة نظره صوب من يمده أو يحتضنه بمال وغيره ، ولأني من عشاق الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم التي تتصدر صورته بواجهة الصحيفة جذبني إليها بنهم لا يصدق ، مع معرفتي الكاملة والمطلقة بأن الكثير ممن يضعون صورا للكثير دون احترام  لأصحاب تلك الصور ، إلا كواجهة إعلامية ضيقة الفائدة بمردوداتها عليهم  وكان لهم ما أرادوا ، ولأني أجد الزعيم الشهيد قاسم ( أنت  أنت  ) كما أطلقتها طائفة ظالة على أمير المؤمنين علي ( ع ) سابقا ، وأنا أطلقها اليوم  لعبد الكريم قاسم مع سبق الإصرار والترصد ، ولا أطلقها عليه من باب الربوبية حاشى لله ، أوالدخول الى المقدس أو المساس به ، نعم أقولها للزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم ( أنت أنت ) أيها اللا يكرر ، وإن كرر فلا يمكنه الوصول الى سفح جبل زعيمنا الذي أفتقده فقراء العراق ومساكينه حصرا ، أتصفح البينة الجدية فأجدها تملأ أخبارا تناصر الفقراء وتدعوا لهم كما قلنا ، ناهيك عن الأسماء الوطنية البارزة التي تكتب على صفحات البينة الجديدة ، سألت أحد الأصدقاء من هو ( ستار جبار ) صاحب امتياز البينة الجديدة ورئيس تحريرها ، فرحت كثيرا بإجابة صديقي التي تكفي أن أعرف أن هذا الرجل يحمل أفكارا تمت للناس بألف صلة وطيدة ، قلت لصاحبي ثانيا ، لماذا هذه الصفحات الكثيرة التي قد لا تسد أجور طباعتها وأجور موظفيها تخلو من صفحة للأدب الشعبي ؟ ، أجابني صاحبي بأنه يجهل سبب عدم اهتمام البينة الجديدة بذلك ، قلت له حسنا فسأكتب عن هذه الصحيفة ، وأطرح رأيا في ذلك ، وأقدم خدماتي الطوعية والمجانية لتحرير صفحة للتراث والأدب الشعبي للبينة الجديدة ، لتستوفي علاقتها الوطيدة مع كل شرائح المجتمع العراقي ، قال لي صاحبي نعم وأنا سند طوعي لها ،  وإنك يا حامد تحرر صفحة الأدب الشعبي للفيحاء الغراء ومنذ السقوط وليومنا هذا ،  ومعلوم أن العراقيين مولعون بالشعر الشعبي وتراث باديتهم الغربية ، إذن هي دعوة للبينة الجديدة لتبني هذه الفكرة ، للإضاءة ...... فقط . 

311
سوق الصاغة في الحلة وحكاية شيخ الصاغة (الياهو)
ومقهى عباس باقر
محمد هادي

        هذه السياحة الجميلة عن صاغة الحلة ومقاهيهم واهم المحلات التي كانت في هذا السوق التأريخي الذي يمثل اقدم الاسواق في الحلة الفيحاء وعن ابرز هذه المقاهي والمحلات واصحابها مع اهم المفارقات التي كانت تحدث في هذا السوق الصغير في مساحته الكبيرمن خلال حركته الدائمة والتنوع الجميل الذي يحتويه والذي لم تستطع السنون تغيير ملامحه الا القليل القليل منها أول لقاءاتنا كانت مع الصائغ الحاج ماجد عباس ويس خضيرالمطيري والذي يمتلك ارشيفا وتوثيقا متكاملا مع ذاكرة خصبة عن المقاهي محلات السوق القديمة والتي مازال الكثير منها في نفس اماكنها الاصلية فيقول :
      يمكن اعتبار مقهى المرحوم عباس باقر (ابو سعد ) من اقدم المقاهي ومكان المقهى في سوق ( اللبن) كما يسمونه اهل الحلة القدماء وهو السوق المجاور لسوق الصاغة الرئيسي والقديم في الحلة كان المقهى عبارة عن دكانين مفتوحين على بعضهما لكن ببابين أي ان لكل دكان باب خاص به ومن يدخل المقهى يشاهد ( التسكاه ) وقد وضعت على الجانب الايمن وكذلك ( الوجاغ ) وعليه ( منقلة)  كبيرة من الفحم وبالقرب منها ( سماور ) كبير تغلي المياه فيه نتيجة  النيران الصادرة من البريمز النفطي الموضوع تحته والذي اصبح لونه اسود من كثرة الدخان ( والسكمان ) المنبعث منه ويقوم المرحوم ابو سعد بغسل الاستكانات ولعدة مرات بالماء الحار في كل مرة يستخدمها ويلاحظ الداخل للمقهى الرف الخشبي الطويل الممتد على جانب المقهى وقد رصت علية وبنسق جميل ( قواري الفرفوري ) الجديدة وكأنها موجودة للعرض وليس للاستخدام فيما توجد على التسكاه ستة قواري من الفرفوري والتي تم وضع شرائط من الصفيح وهي من فضلات علب الزيوت عليها لأجل حمايتها من التصدع وتستخدم هذه القواري في تحضير الشاي وتدويره واعداده وقد تساءلت كثيرا مع نفسي لماذا يستعمل المرحوم ابو سعد وغيره من اصحاب المقاهي هذه القواري القديمة والمتهالكة هل هي اجمل ام سهلة التحضير أم انهم يخشون على القواري الجديدة من الكسر وتوجد في المقهى ايضا ثلاجة عبارة عن صندوق من الخشب اخضر من الرطوبة والماء يوضع بداخلها ربع قالب من الثلج ملفوف بكونية من الجنفاص تؤخذ منه قطعة صغيرة يتم وضعها في ( الحب)  او كوز الفخار الموضوع فيه الماء من اجل تبريدها ولااعلم لحد الان هل ان الماء الذي في الحب كان فعلا يبرد من هذه القطعة الصغيرة من الثلج ام لا لكنني كنت اشاهد الناس الذين يمتازون بالقناعة والبساطة والرضا يرضون بالقليل المتيسر اضافة الى ان الحياة آنذاك كانت سهلة وبدون تعقيد بحيث أن ( طاسة واحدة من المعدن الاصفر المنقوش ) موضوعة على ذلك الكوز تستخدم من جميع رواد المقهى ويشرب فيها الكل  كانت المقهى مرتفعة عن ارضية السوق بنصف متر تقريبا لذلك وضع المرحوم ابو سعد   ( سرندر ماكنة سيارة قديمة ) بدلا من الدرجات او البايات وكثيرا ماكان الزبائن يتعثرون بها واتذكر ان في المقهى ثمانية ( قنفات ) من الخشب صغيرة الحجم ومفروشة بالحصران المصنوعة من الخوص وقد وضعت احدى هذه القنفات خارج المقهى بأتجاه السوق ويكون ظهر الجالسين عليها بأتجاه المقهى لقد عمل المرحوم عباس باقر في هذه المقهى منذ اربعينيات القرن المنصرم مع شريكه المرحوم حميد كنبر وقد علمت من بعض الاخوان الذين هم اكبر مني سنا ان الشراكة قد فضت وانفرط عقدها في الخمسينيات وقد عمل مع المرحوم ابو سعد الكثير من العمال أي ( الصناع ) منهم ( علي كركه ) ومدلول الصانع وآخرهم جبار ابو احمد والاخير لديه اليوم مقهى في سوق اسطه جابر مجاور مطعم الكسبه وهي ( مقهى جبار ابو احمد ) ومن الطريف ذكره ان عباس باقر كان يحمل بيده اليسرى ستة استكانات شاي وهذا الامر يعد مفخرة للجايجية حيث يقوم بتوزيعها على المحلات المجاورة والتي يقوم اصحابها بطلب الشاي بواسطة جرس موضوع في المقهى يقوم الصائغ بنقره وحسب عدد النقرات وكثيرا ماتحدث مشادات نتيجة لعدم معرفة عدد الشايات المطلوبة بهذه الطريقة التي كانت مبتكرة في ذلك الوقت يمكن اعتبار الشاي الذي يقوم ابو سعد بأعداده شاي تازه وممتاز وجديد على الدوام والسبب انه بالاضافة الى طيبته وصبره وحسن خلقه فأنه لم يكن يتعامل بالثنوه ( أي لايقوم بأعادة الشاي المستعمل والذي يضيف عليه البعض قليلا من الشاي الجديد ) مع الماء الحار ويقومون بأعادة تقديمه للزبائن
رواد مقهاه قلة قليلة من عابري السبيل وبعض محلات سوق اللبن اضافة الى الصياغ والعطارين الذي لايتردد عن تلبية طلباتهم متنقلا بدشداشته التي يرتدي فوقها حزام من الجلد واضعا على رأسه ( العرقجين) كما كان يشارك زبائنه من الصاغة مناسباتهم فيغلق المقهى في ذكرى وفيات الائمة عليهم السلام ومن اهم زبائن المرحوم عباس باقر من الصاغة الصائغ عبد الآله موسى خوجه نعمه والمرحوم نعمه الحاج حميد خوجه نعمه ( ابو رعد ) والمرحوم الحاج هادي عباس  المرزوك والمرحوم سيد هادي سيد ناصر ( ابو ماجد ) والمرحوم عبد الحسين العنتاوي والمرحوم علي عبود المختار والمرحوم مهدي العبود والمرحوم الحاج طالب غويلي وسيد نعمه بهيه والحاج صالح محمد الحاج عيسى ومحمود المؤمن والمرحوم جبار خضير كربل ووالدي المرحوم الحاج عباس ويس خضيرالخاجي المطيري والمرحوم رحومي ابو الملح وكان يبيع البذورات والحاج عباس عليوي ( ابو الزبلان الذي كان يبيع جميع الاشياء التي تصنع من الخوص ) وله خان مشهور بالسوق تم بناء سوق بطابقين فوقه يشغله الصاغة ومنهم نجله فاضل عباس عليوي ( ابو نور ) والمرحوم علوان عبد الله خوجه نعمه والمرحوم الشاب سعد عباس ويس المطيري الحاج ماجد عباس ويس الخاجي المطيري اما الجهة المقابلة في سوق الصاغة وهم شاكرسعدي ابو زره والمرحوم صلاح كربل وحسن علاوي وحمزه جواد كاظم ابو وسام والمرحوم الحاج محمد الحاج عبس والحاج لطيف جابر حسين والحاج سرحان كاظم الراضي وأولاده حامد وعادل والمرحوم شاكر امين عوض واولاده جابر وظافر وعلي ومكي وامير والمرحوم الشهيد فارس عوض والمرحوم سودان عوض والمرحوم الحاج اموري جودي خوجه نعمه
 وآخر محل هو للصائغ صاحب السمعة والذكر الطيب الحسن ( الياهو ) ولابد هنا من وقفة صادقة بحق هذا الرجل الرائع العراقي العربي اليهودي الذي ترك اجمل الاثر
لقد كان الياهو من ابرع  وامهر المبدعين في فنون الصياغة ولم يعرف الغش ابدا واعماله مشهود لها بالجودة وكان يصوغ الذهب عيار 21 حبه أو اكثر ولايعمل بالذهب الواطيء ابدا حتى وان طلب منه الزبون ذلك كما ان وزنه دقيقا ويتعامل مع الميزان بالحق ولأمانته كان مصدر ثقة للكثير من العوائل الحلية الكريمة حتى اصبح الكثير من اهل الحلة يتفاخرون بهذا الرجل العراقي اليهودي والذي كان له موقفا رائعا حين رفض السفر الى فلسطين حين تم ترحيل يهود الحلة في العام 1948 ولم يغادر الياهو العراق حتى ستينيات القرن الماضي حيث سافر الى لندن وقد التقى به بعض صاغة الحلة الذين سافروا للعلاج في سبعينيات القرن الماضي وحملهم التحايا المقرونة بالمحبة للحلة واهلها
ومن الطريف ان هذا الرجل رحمه الله كان يراعي عطف الناس حيث انه يقوم بأغلاق محله أسوة بالصاغة واصحاب المحلات وخاصة في المناسبات الدينية بل انه كان يتبرع لمواكب العزاء الحسيني ويساهم بأكثر مما يسهم به اقرانه من الصاغة اما سوق اللبن فكان مقابل المقهى تماما محل المرحوم الحاج محمد عبد الرضا الشمعوني والد ناظم الحاج محمد والمرحوم حسين عليوي صاحب محل بيع الزبلان المرحوم سيد جواد الحسيني محل قيمر والبان المرحوم جواد كاظم السمين نهاية السوق الركن محل طرشي شراره لصاحبه المرحوم الحاج عبد الزهره والد الحاج بدر شراره اما جهة المقهى من البداية فمحل المرحوم هادي الخلف والمرحوم الخياط طاهر محمد الجسارالمطيري وكان محل لخياطة البدلات (القوط ) والصائغ الحاج عبيد عوض وحميد موسى خوجه نعمه والمرحوم فاضل عبيس ابو باسم وسيد رحيم محمد حسن العميدي ومحل علي شرارة الملقب علي باجه وهو مطعم للباجة والمرحوم ناجي العيدان صاحب فرن كعك وكان عمله ممتاز جدا ومطعم كباب المرحوم عبود الجحش وتوجد مقهى اخرى في نفس السوق هي مقهى المرحوم سعيد زناد ابو كريم وهي مقهى صغير عبارة عن دكان واحد وعنده صانع واحد يعمل معه هو المرحوم عريبي وكان كبير السن وينادونه ابو كريم ايضا واتذكر وجه ذلك الرجل الذي ترك مرض الجدري آثاره على وجهه المتعب كما انه كان بصره ضعيف ولايرى الاشياء بوضوح وهو انسان ذا خلق كريم وطيب لقد كانت الكثير من المشادات تحدث بين المرحوم عباس باقر والمرحوم سعيد زناد صاحب المقهى المجاور بسبب الخلط بين الاستكانات وامور اخرى الا ان المحبة والمودة هي التي كانت العامل الذي يجمع الاثنين اما سوق العطارين المؤدي الى ( عكد اليهود ) فهم ايضا من زبائن المرحوم عباس ويتألف السوق من بعض الصاغة وهم الحاج حميد الخوجه نعمه والمرحوم سيد حسن النجفي والحاج مجيد حميد ال ياسين والحاج سعدون عبد الله الخوجه نعمه وحمزه مطرود وحميد الدليمي ابو عباس وصاحب منجي المؤمن والذي كان يلقب ( صانع الياهو ) حيث عمل عند الياهو لسنوات وسار على خطاه وطريقته في العمل وله ولدان هما الدكتور عامر صاحب المؤمن المدير السابق لمستشفى مرجان والاستاذ الدكتور حيدر صاحب المؤمن ومن الصاغة ايضا المرحوم هادي السعدون ابو صلاح والمرحوم جواد كاظم الراضي وخليل ابراهيم غويلي وصباح المؤمن وخليل جاسم الرجب وسيد صاحب عباس العميدي لاعب الكرة السابق ورئيس فريق ناشئة المهدي والملقب بالكلوي وعارف مجيد خوجه نعمه وحبيب عبد الائمه واكرم ابراهيم غويلي اما من غير الصاغة فمنهم المرحوم الحاج عبد الرضا وناس ( صاحب محل صناعة وتصليح السويجات والمفاتيح ) والمرحوم حسن عبود ابو زره العطار والحاج حسن حليم الشيخ جواد صاحب محل تحفيات وقد استمر المرحوم عباس الكهوجي بالعمل حتى سبعينيات القرن الماضي حيث غير مكانه الى مكان آخر قرب الدهديوه مع تقديري انا الحاج ماجد عباس ويس خضيرالخاجي المطيري لكل جهد يوثق تأريخ مدينتنا العزيزة الحلة الفيحاء وفق الله اهلها للخير والصلاح وأعز وطننا الحبيب العراق وشعبه انه هو السميع المجيب الدعاء.

312
الشاعر الشهير السيد جعفر الحلي
و قامة الرشأ المهفهف
الجزء الأول

                                                                                                            حامد كعيد الجبوري
          أبو يحيى السيد جعفر بن حمد بن  محمد حسن  بن كامل بن منصور بن كمال الدين ، ينتهي نسبه الى الحسين ذي الدمعة ، الى الحسين بن علي أبن أبي طالب عليهم السلام ، وتسمى عائلتهم بالحلة الفيحاء بآل كمال الدين ، ويسكن أجداده بقرية السادة التي تبعد عن مركز الحلة الفيحاء بحوالي كيلو متران تقريبا .
        ولد الشاعر السيد جعفر الحلي سنة 1277 هجرية ، وتوفي سنة 1315 هجرية وعمره ثمان وثلاثون سنة هجرية ، ومعلوم أن السنة الهجرية تقل عن السنة الميلادية باثني عشر يوما ، ونحن الآن بسنة 1431 هجرية ، بمعنى أن السيد جعفر الحلي توفي قبل مائة وستة عشر سنة ودفن بالنجف الأشرف .
      ولادة الشاعر المعروف  السيد حيدر الحلي عام 1246 هجرية ، بمعنى أن السيد جعفر الحلي ولد وعمر السيد حيدر 31 سنة ، وتوفي السيد حيدر الحلي قبل وفاة السيد جعفر الحلي بأحد عشر سنة أي بسنة 1416 هجرية ، وكل هذه المقارنة والتواريخ الهجرية لنتعرف كم عاش السيد جعفر الحلي كشاعر مع السيد حيدر الحلي ، فلو افترضنا بزوغ فجر شاعريته وشهرته – السيد جعفر -  بعمر العشرون سنة فننتج أنه عاش مع السيد حيدر الحلي كشاعر يشار له أكثر من عشر سنين قليلا ، وهذه العشر سنين كانت ثقيلة على كُبّار شعراء ذلك العصر ، فالسيد جعفر الحلي بدأ يسرق الأضواء ويسحبها نحوه بمختلف المجالس والمنتديات الثقافية التي تعقد ببيوت مراجع الدين آنذاك .
     يتحدث الأستاذ الباحث والأديب الشيخ محمد علي اليعقوبي ببابلياته عن شاعرنا السيد جعفر الحلي ويقول عنه بأنه شاعر كثير النظم ومجيد بأغلب ما كتب من الشعر ،  وكان يحاكي أو يقتبس أو يضمن بعضا من قصائده ممن سبقوه سواء الشعر الجاهلي وصولا لشعراء جيله ، وقد قرأت ما أورده الشيخ اليعقوبي فوجدت أن الصور التي أتى بها السيد جعفر الحلي تختلف عما ذهب إليه الشيخ اليعقوبي برأيه المحترم ومثلا لذلك
       درت الخطوب بأنك أبن جلاها ... ولثغر كل ثنية طلاع
يقول الشيخ اليعقوبي بأن ذلك مأخوذ من سحيم بن وثيل الرياحي الذي يقول
  أنا أبن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
ولا أدري هل لذكره أبن جلا علاقة بالموضوع فالبيت الذي يذكره السيد جعفر لا يشبه بمعناه ما أراد الشاعر الرياحي ، وكذلك يؤاخذ السيد جعفر الحلي لأخذه عجزا كاملا  من قصيدة الشاعر الشيخ كاظم الأوزري الذي يقول
وأقبل النصر يسعى نحوه عجلا ... مسعى غلام الى مولاه مبتدر
ويقول السيد جعفر الحلي
قد أقبلت نحوه تسعى على عجل ... ( وأقبل النصر يسعى نحوه عجلا )
ويذهب الشيخ اليعقوبي لأكثر من ذلك ، ولست هنا منتصرا للسيد جعفر الحلي ولكني لا أجد فيما قاله السيد جعفر الحلي مع الشاعر أبو فراس الحمداني بشئ من صلة ، وهناك أكثر من حديث بهذا الإتجاه ، وأنا أرى أن ما جاء به السيد جعفر الحلي غير ما جاء به ابو فراس الحمداني ، يقول السيد جعفر الحلي
  الحب للرجل البعيد مقرب ... والبغض للرحم القريب مبعد
في ما يقول الشاعر أبو فراس الحمداني
كانت مودة سلمان له رحما ... ولم تكن بين نوح وأبنه رحم
وأورد الشيخ اليعقوبي رحمه الله الكثير من هذه التناصات التي أجد أنها أتت من غير باب أتى بها السيد جعفر الحلي رحمه الله .
     كان السيد جعفر الحلي ذكيا وقارئا نهما لسيرة من تقدمه من الشعراء ، ومتابعا ومتتبعا لأخبار الأولين وأحاديثهم ، وترك الحلة الفيحاء وهو بعمر الخامسة عشر سنة ليتجه صوب النجف الأشرف حاضرة العلماء ومنجبة الشعراء، ودرس الفقه والشريعة على يد والده وأخوته وكبار علماء عصره كالشيخ عباس بن الشيخ علي كاشف الغطاء ، والشيخ محمد طه نجف ، وكان السيد جعفر  سريع البديهة يرتجل البيت والبيتان بأحايين لا تحصى ، وكان يداعب أصدقائه شعرا ، وأن ذهب لزيارة أحدهم ولم يجده يترك له أكثر من بيت يستحضره آنيا ، ويقول الشاعر الشيخ السماوي عنه ، كتبت قصيدة وقرأتها على مسامع السيد جعفر الحلي وقلت فيها
 فلو أشكو الذي لا قيت منها ... الى جبل لهال على الرمال
ولو أشكو الذي لا قيت منها ... لدهري رق لي ورثى لحالي
وأكملت قصيدتي له ، فقال لي – السيد جعفر -  أستمع لي بعد أن أبدلت قافية قصيدتك الى حرف السين ،
فلو أشكو الذي لا قيت منها ... الى جبل لدكدك وهو راسي
ولو أشكو الذي لا قيت منها ... لدهري رق لي ما كان قاسي
فأعقبه الشيخ السماوي مجاريا إياه
ولو أشكو الذي لا قيت منها ...الى وعل لخر من الرواسي
فقال السيد جعفر الحلي
ولو أشكو الذي لا قيت منها ...الى عمرو لظل بغير باس
فقلت مجاريا له
ولو أشكو الذي لا قيت منها ...الى الحنفي بات بلا قياس
فقال السيد جعفر الحلي
ولو أشكو الذي لا قيت منها ...لإبراهيم بات بلا جناس
وضحك الإثنان وأوقفا هذه المجاراة ، وإبراهيم المذكور  شاعر صديق لهما يشغف بالجناس ، ومن أجمل ما يروى عن سرعة بديهيته أنه كان يدرس بإشراف أحد الأساتذة بالشريعة مع صحبة له ، ومن المعتاد تعطيل الدروس الفقهية في شهر رمضان نهارا وتعطى عوضا عنها بعد الفطور عشاءا وبصحن أمير المؤمنين (ع) ، وكانت الحضرة العلوية غير معبدة بالآجر بل كانت عبارة عن أرض رملية ، وأثناء المحاضرة نهض الأستاذ مذعورا لوجود شئ ما تحته ، وحين نهوضه فإذا هي أفعى ذهبت حيث تريد دون أن تمس أو تلسع  الأستاذ ، نظر السيد جعفر لذلك وأنشأ قائلا
لا تحسبوا حية الأرض التي التصقت ... في حجر سيدنا رامت به فزعا
لكنها من صنوف الجن مذ سمعت ....  بالوحي يتلى فجاءته لتستمعا
ولم يملك الأستاذ إلا أن يخلع عباءته ويهديها للشاعر الحلي السيد جعفر ، ومرة أخرى رأى جمهرة من الناس وهي تصوب بصرها نحو السماء ، فرفع رأسه معهم ليشاهد صقرا مفترسا يطرد حمامة يتعقبها وهي تحاول الهروب من مخالبه القاتلة ، وبدون وعي أو بوعي رمت بنفسها من سماءها العالية صوب قبة أمير المؤمنين علي (ع) ونجت من موت محقق ، لأن الصقور تخاف أن تطير قريبة من الأرض ، كانت هذه الصورة مدعاة لأن يقول السيد جعفر الحلي هذان البيتان ،
جاءت سليمان الزمان حمامة ... والموت يلمع في جناحي خاطف
من علم الورقاء أن محلكم ...    حرم وأنك ملجأ للخائف
ويروى أن السيد جعفر الحلي رحمه الله كان حاد الطبع لا يترك له حقا إلا أخذه ، ومع حدة طبعه كان لينا ويتعامل بالسيئة أن بدت بالحسنة ، متأسيا بأجداه عليهم السلام ، وفي هذا الباب يقول
جازِ الإساءة بالإحسان أن صدرت ... من أمرءٍ زلة تدعو الى الغضب
سجية النخل من يضربه في حجر ... جازاه عن ضربه بالبسر والرُطب
كذلك الصدف البحري أن فلقوا ...   أعلاه كافأهم باللؤلؤ الرَطِب
وإن تكررت الإساءة وتكرر العفو لأكثر من مرة عد تخاذلا ومضيعة للحقوق ، ونرى ذلك مجسدا ما دار بينه وبين أحد مراجع الدين آنذاك وهو السيد إبراهيم  ، وكان السيد إبراهيم يأخذ دروسه منه ويصلي خلفه ، ومعلوم أن طلبة العلم آنذاك ليس لديهم ما يسد رمقهم إلا القليل ، ورأى يوما خادما للسيد إبراهيم يحمل قفصا مملوء بالديكة ، فقال للخادم لمن هذا القفص ، أجابه الخادم إنه لسيدي إبراهيم لأنه لا يأكل من الدجاج إلا الديوك ، ولهذه الحادثة أمتنع السيد جعفر من الصلاة خلف السيد إبراهيم ، بعد مدة أسمعه أستاذه السيد إبراهيم عتبا لعدم حضوره صلاة الجماعة معه ، فأجابه السيد مرتجلا هذه الأبيات
أحب أن أصلي كل يوم ...   وراءك في العشي وفي الغداة
ولكن ليس لي في البيت ديك .... ينبهني لأوقات الصلاة
وأستمر الخلاف بينهما وترك دروس هذا الأستاذ بل وبدأ يكتب قصائده ضده محرضا الطلبة – طلبة العلم – لتركه وترك درسه ويقول
يا مرسلا فضل العمامة خدعة ... أصبحت ذا فضل على إبليس
خشنت ثوبك كي تنعم زوجة ... لبست بزهدك حلية الطاووس
أن كان كل مقدس هو هكذا .... يا رب فحفظنا من التقديس
ومعلوم أن رجال الدين سابقا ولا حقا لهم سلطة كبيرة ، ومن خلال هذه السلطة فقد هدر السيد إبراهيم دم الشاعر  السيد جعفر الحلي ، بسبب هذه الأبيات ، ومعلوم أيضا أن هناك الكثير ممن يود التقرب لله من خلال هؤلاء العلماء ، فلذا أصبحت حياة السيد جعفر الحلي مهددة من قبل العامة لتنفذ أمر مرجعها ، لذا هرب السيد جعفر الحلي عائدا لمسقط رأسه الحلة الفيحاء وخلع عمته ولبس الكوفية والعقال ، بعد أيام قليلة قرر السيد جعفر الحلي العودة للنجف لجلب عائلته وأطفاله ، وليلا دخل لزقاق داره ، والزقاق مغلق لا يفضي لشارع أو زقاق آخر ، وهو يحمل بيديه أمتعته البسيطة ومن خلفه زوجته وأطفاله فإذا بسراج يسير خلفه السيد إبراهيم الذي هجاه شاعرنا ، وما هي إلا لحظات وأستل مرافقو السيد إبراهيم – المرجع – سيوفهم للإجهاز على الشاعر السيد جعفر تلبية لنداء المرجع الفقيه ، وقربة الى الله تعالى بتنفيذ تلك الفتوى الظالمة ، لم يكترث السيد جعفر الحلي بالذي رآه وتقدم صوب المرجع ، أشار المرجع للسيافين بعدم تنفيذ شئ ، وصل السيد جعفر قبالة المرجع مرتجلا هذه الأبيات 
رأيت ( إبراهيم ) رؤيا بها ... أضحى ك ( إسماعيلها )  جعفر
ها آنذا جئتك مستسلما  ...     يا أبتي أفعل بيّ ما تؤمر
نزلا هاذان البيتان بقلب المرجع مباشرة وقال للسيافيين ، أتركوه إنه ينحت من قلبه ، بمعنى أن عمره قصير بسبب هذه الإرهاصات الشعرية التي لا يقدر عليها أحد ، وفعلا مات السيد جعفر الحلي عن ثمان وثلاثون سنة هجرية ، والأبيات التي قالها الشاعر الذي عدّ المرجع السيد إبراهيم وكأنه النبي إبراهيم الخليل (ع) ، وجعل نفسه – الشاعر – بمثابة النبي إسماعيل الذبيح ( ع ) ، وهنا أدرك السيد المرجع بأن الله لم يأمره بذبح السيد جعفر الحلي لذا وهبه حياته .
يتبع الجزء الثاني بإذن الله 


313
المنبر الحر / نسمات حليه
« في: 16:43 15/10/2010  »
نسمات حليه *

حامد كعيد الجبوري

الحله غابَه أمن الشجر والياسمين
ومن تريد الطيب شمهَـا الحله
أيسير أعليها المسه نهر الفرات
تارس أشليله الورد والدهله
والنواعير أبحضن ميها تبات
أمديرمه الشفتين عين أمكحله
وبشواطيها الشمس تنزع الثوب
تغسل أزنود وتمشط كذله
وبليالي الصيف تـنزل للسطوح
للنجم تُحضن وتـُنصب كُله 1
والبلابل تلبس أثياب الصباح
أبريحة القداح تجمع سله
(أنعيج ماي) 2 ويلعَب أيضََّحك الماي
يركب الروج الفجر يتسله
والزواجل تعله وأسراب الحمام
أتطير حُره ولاجنحها أتشجله
وشارع العُشاك 3 يتـنطر حبيب
وصدر كل ورده تطوف النحله
والكمر ينزل على الحله ويمر
على الفقره وكل عكد يندله
سهر عدها الليل تعبان وينام
ترس عينه ولا ينام أبوجله
والمطر يغسل صبر كل السنين
أيجيبه للـيزعل يصالح خله
تفرش حديثات يم (بت الحسن) 4
خَد ترافه وعين كوز ونبله
أبهيده مجداف البلم ياكل الروج
أمدولبه الموجات صعبه وسهله
و(حسن نمج) 5 بالنهر ذب الشباج  
ويرجع أبشكبان من مال الله
أبيوت طين وتضحك أبوجه القصور
والقصر ما فتَح بابه وهله
أبيوت مفتوحات للحب والأمان
أبساط ووجاغ ومضيف ودله
أطفال عكد (الشيخ والسرحه وبيات) 6
أندك على البيبان نلعب خَتله
زغار نلعب (دعبُل) ونطفر كُمر
(أجعاب) والشاطر يّرجع حله
الحله شجره أغصانها تعبد إلآه
واحد السجدت أله كل مله
أغصان جوري ورازقي وشبو وعطور
أبميها تروّي وبشجرها أتظله
الحله موطن علم منبع للعراق
الحله للينتسب ألها أتعله
(الحلي وأبن أدريس وأبناء النما
وأبن طاووس) 7 أبفضلها أتحله
الحله أم (الصفي) 8 وبحكها يكول
غبن عمره المانظرها أبمقله*
الحله مانامت ولاترضه أبهوان
ولا تمد أيد وتبايع ذله
مَرها جم (عاكف وحجاج ويزيد)
لاأثر ظل وذكرهم وله
جاورت (حيدر) وجيران (الحسين)
فراش للحبها وعدوها أتسله
                             ***         
           
                                            
  * : القصيدة من بحر الرمل - (الموشح بالشعبي) – الصدر كامل التفعيلة والعجز ينقص حرفاً – مجزوء الرمل – يُقره العروضيون ولا يستعمله الشعراء الشعبيون.                                                                                                                                          
1:قماش (ململ) يصنع منه غطاء يرفع من جوانبه الأربعة بأعواد ليحمي النائم من (البق) وتسمى عند البعض الناموسية .
 2: طير النورس
 3: شارع يحاذي نهر الحلة في الجانب الصغير تظله الأشجار سمي هكذا لأحتضانه الأحبة
 4: مرقد أحد العلماء يقع على النهر مباشرة
5 :صياد سمك يعتاش بهذه المهنة
6: طرق في محلة الوردية
7 : مراقد علماء
8 : الشاعر صفي الدين الحلي الذي قال البيت*(من لم ترى الحلة الفيحاء مقلته ، فأنه في أنقضاء العمر مغبون)                                                  

314

إضاءة
الناس على دين ملوكها

حامد كعيد الجبوري
      بعد الغزو – قناعتي هكذا – الإسلامي الغطاء لبلاد الفرس بقيادة سعد بن ابي وقاص ، وفتح العراق بمعركة القادسية ، وقتل قائد الجيش الفارسي ، واحتلال منطقة المدائن والتي تحتوي على طاق كسرى الشهير ، ودخول جيش الغزاة الأعراب لغنيمة – النهب - القصور والممتلكات الفارسية ، أسرت حينها أبنتا ( كسرى أنو شروان) ونهبت كل ممتلكات الدولة الفارسية ، ومن تلك المنهوبات قطيفة ( سجادة ) بطول 100 يارد وعرض 40 يارد  ، مفروشة بإيوان كسرى كما يقول أبن أبي الحديد المعتزلي  بكتابه شرح نهج البلاغة لعلي ( ع ) ، ومن المنهوبات أيضا تاج كسرى وأقراط  نسائه وحلاهن  والأحجار الكريمة غالية الثمن والنفيسة  ، وسيوف وخناجر تعود لكسرى ، وحينما وضعت أمام سعد أبن أبي وقاص وزعها على جنده باستثناء القطيفة وحلي نساء كسرى وتاج عرشه وبنتا كسرى وخاطب الجند قائلا ، أتعف أنفسكم عنها ، قالوا له وما تصنع بها ، أجابهم أرسلها لأمير المؤمنين عمر ( رض ) ليرى رأيه فيها ، قالوا له أصنع ما شئت ، وفعلا هيئ لها الجمال لتحملها وخاصة القطيفة ، ويقول أبن أبي الحديد إنها وضعت على أكثر من عشرين جملا لحملها ، وحين وصولها للمدينة المنورة مساءا وإخبار أمير المؤمنين عمر ( رض ) بوصولها أخرج شرطته لحراستها ، وفي الصباح جلس لتوزيعها على المسلمين ، أبنتا كسرى أحداهن للحسين أبن علي ( ع ) ، والأخرى لعبد الله بن عمر ( رض ) ، والقطيفة مزقت بالسيوف ووزعت على المسلمين ، وقبل أن يوزع  النفائس الصغيرة من أقراط وغيرها ومن ضمنها تاج كسرى ، نهض سراقة وقال لعمر أن التاج وأساور كسرى وهبه لي رسول الله ( ص ) ، ومعلوم أن ( سراقة ) كان يتبع – يقفو- الأثر ولا يخطئ ، وقصته مع الرسول الأعظم لها مورد آخر ،  وهنا حدق عمر ( رض ) مليا بما وجده أمامه من حلي  وغيرها مما خف وزنه وغلا ثمنه ، بمعنى أن المقاتل كان يستطيع سرقتها ولا يخبر أحدا بغنيمته ،  وقال عمر ( رض ) وهو ينظر لجلاسه  ، إن قوما أدوها لأمناء ، أجابه الجمع ممن حضر مجلسه ( عففت فعفت الرعية ) ، هذا ما أورده أبن أبي الحديد بشرحه .
      ولو عكسنا ذلك لواقعنا الحالي واستشراء المرض الفتاك بدوائر الدولة العراقية من سرقة وهدر للمال العام بتعمد وغيره ، ومنح رخص وجولات التراخيص باجتهاد شخصي من قبل فلان وفلان ، ولو دققنا بشكل جدي بما رسمته منظمة الشفافية الدولية ، وحصول العراق بالمرتبة الثانية بالفساد الإداري والمالي ، وبظل هذه الشفافية المفرطة ، والفيسيفساء العراقية قليلة الوجود بل ندرته عالميا ، لعرفنا سبب تفشي هذه الرذيلة بدوائر دولتنا الجديدة ، ويمكن لنا استنتاج ما يدور ونعزوه لجملة أسباب منها ، أن المال السائب يعلم على السرقة ، وبما أن الكبير من الموظفين يسرق فأن الباب مفتوح على مصراعيه للصغير ليحذو حذو كبيره ، لأن الناس على دين ملوكها ،  ولأن دولة رئيس الوزراء لا صلاحية إدارية ورقابية له إلا إعلاميا لمتابعة المفسدين بسبب المحاصصة التي أتت به كما أتت بالآخرين ، وتأكيد لقولنا أن رئيس الوزراء لا قدرة له على التدخل لتغيير رئيس اللجنة الأولمبية العراقية التي تدار من خارج الحدود ،  فكيف سيتسنى له محاسبة المقصر والسارق وغيره ، للإضاءة ............فقط .   

315
رحمك الله يا عبد الكريم قاسم


حامد كعيد الجبوري
         بعد انتصار ثورة الفقراء بقيادة أبن الشعب الشهيد عبد الكريم قاسم ، صبيحة يوم 14  تموز 1958 م ، والتي يسمونها اليوم أي الثورة انقلاب 14 تموز ، وهم نفسهم من يسمي الاحتلال الأمريكي تحريرا ، بعد أن تحقق حلم الفقراء بالتغيير وقفت قوى التخلف والظلام ضد هذه الثورة البكر ، فأصطف الرجعيون والعروبيون ضد المنجز الشعبي الكبير ، وبما أن الزعيم الشهيد  ضرب في الصميم الإقطاعيين   وكبار التجار ممن يتاجرون بدماء الفقراء لذا وقف هؤلاء ضد مصلحة الفقراء عامة ، ويذكر أنهم اتفقوا على تغييب مادة (الرز) من الشارع العراقي ، والعملية بسيطة جدا حيث  يُّخزن كبار الإقطاعيون مادة (الشلب) ولا يبيعونه في الأسواق وبالنتيجة فقد شح الرز من أسواق الناس ، وبذكاء الزعيم عبد الكريم قاسم أستورد الرز من مصادر مختلفة ، وتتذكر النسوة العراقيات ( التمن البسمتي ) وهو الأسهل بعملية الطبخ من الرز العراقي العنبر  ، وشتان بين الصنفان من ناحية الجودة  ،  فالرز العراقي  تصل شهرته لكل بلدان العالم ، وأنا شاهدت بنفسي عام 1969 م وحينما كنت ضابطا بالجيش العراقي إعلانا من تلفزيون دولة إسرائيل يقول ، وصلت للبلاد كمية من الرز العراقي – المشخاب – درجة أولى ، وتأخرت البواخر التي تحمل الرز المستورد للعراق قليلا مما حلا لبعض التجار من رفع سعر الرز المخزون لديه ليباع ب 500 فلسا للكيلو الواحد وهو مبلغ جد كبير ، وما أن وصل الرز المستورد ودخل الأسواق المحلية وسعِّر الكيلو الواحد ب 50 فلسا حتى ثارت ثائرة المخزنون -  المتآمرون - للرز العراقي ، إذ أن محصولهم سيتلف أن لم يبع بوسمه ، لذا قرروا طرح رزهم المخزون في الأسواق المحلية ، وطبقا لنظرية العرض والطلب فقد وصل سعر الكيلو الواحد من العنبر  تحت معدل 20 فلسا للكيلو الواحد ومن الدرجة الأولى ، وهكذا انتصرت  إرادة الشعب على إرادة الظلمة .
         بعد أن أطيح بالنظام الشعبي العراقي واستشهاد أبن العراق عبد الكريم قاسم ذلك الاستشهاد الرسالي البطولي الشريف عام 1963م الأسود ، وتناقل السلطة بيد الأشرار وصولا لعام 1968 م والانقلاب البعثي الجديد ، والمؤامرات التي حاكها قائد البعث المجتث – صدام - ضد ما يدعي رفقتهم من البعثيين ، وكذلك المؤامرات المتلاحقة ضد الشعب العراقي وصولا لغزو الجارة الكويت وفرض الحصار على الشعب العراقي المسكين ، وتقنيين ما يأكله العراقيون بما يسمى ( البطاقة التموينية )  ،  أقول هنا وللإنصاف والحق فإن نظام الطاغية المقبور حرص على إيصال الحصة التموينية متنوعة المفردات الى الشعب العراقي ، مع ملاحظة عدم جودة مادة الطحين ، لأن الطاغية كان يضيف لها سعف النخيل  ومخلفات الذرة الصفراء لتطحن سوية مع محصول الحنطة ، وفي مرات عديدة توزع حصتان بشهر واحد وذلك لعدم استيعاب مخازن وزارة التجارة لمحتويات الحصة التموينية الكثيرة ، علما أن العراق آنذاك يقع تحت طائلة الحصار ولا يحق له تصدير النفط إلا لغرض البطاقة التموينية وما يبيعه صدام سرا لدول الجوار كإيران والأردن وسوريا بأسعار مخفضة جدا .
        بعد سقوط الصنم ونظامه هلل العراقيون للقادم الجديد ، وظهرت أكثر من قائمة تباع للسذج بمفردات الحصة التموينية الجديدة التي سيعتمدها النظام الجديد  لتعويض صبر الفقراء لسنيين عجاف ، والغريب أن القادم الجديد بدأ يقلل تباعا الحصة التموينية ولا يريد الإفصاح عن إلغائها تماما ولربما حياءا ممن أنتخبهم على أمل تحسين ذلك ، ولا يوجد سياسي جرئ يعلن مباشرة للناس بأن شروط نادي باريس الدولي  هو الذي فرض على صناعهم الجدد ذلك ، وزاد البنك الدولي شروطا أخرى  غير البطاقة التموينية كرفع سعر المحروقات ، ورفع أسعار الوحدات الكهربائية لحد لا يطاق مع عدم توفرها ، وكأن القادم على الدبابات الأمريكية جاء لخدمة هؤلاء ولا علاقة له بشعبه المسكين الذي أوصله لكراسي موهومة سرعان ما تأخذ منهم شاءوا أم أبوا ،   والأغرب بكثير أن الوزارة المعنية بالتجارة وصل بها مستوى الفساد حدا لا يطاق ، وظهرت نتائج دولية تضع العراق ثاني دولة عالمية بمسألة الفساد الإداري ، بل أصبح هم السراق الجدد تخطي هذه النسبة للوصول الى الدرجة الأولى ، فليس من المعقول بلاد كالعراق لا تحصل على المرتبة الأولى ، وحينما يتحدث الحزبيون الجدد عن رموزهم ويقولون بملأ أفواههم أن الممارسات الآن للقيادات السياسية لهم تصل بل فاقت التجربة القاسمية ، ونحن نقول لهم أين أنتم من تلك الشخصية التي أن قورنت فلا يمكن مقارنتها إلا بزهد وأمانة وعفة ذات اليد لإمام المتقين علي أبن أبي طالب ( ع ) ، فالشهيد الخالد عبد الكريم قاسم خرج من هذه الدنيا كما خرج منها أمير المؤمنين (ع) فكلاهما لم يترك أبيضا أو أصفرا أو أرضا أو بستانا أو بيتا ، رحمك الله أيها الخالد عبد الكريم قاسم ورحم الله من سار على نهجك .   
             

316
المنبر الحر / لله درك يا عراق
« في: 14:35 09/10/2010  »
لله درك يا عراق
حامد كعيد الجبوري

       أقسم بكل مقدس أني لا أريد أن أبدأ موضوعتي بهذه الحقيقة المرة ، من المعروف أن ( السمسير ) لا يمكن أن يطلق عليه هذه اللفظة المنفرة القاسية أمامه ، لأن أغلب السماسرة من حملة الأسلحة البيضاء ، والمسدسات القاتلة ، فلذا يصعب مواجهتهم بهذه الحقيقة ، إلا أن أحد السماسرة يفرح أيما فرح حينما ينعت بهذه الصفة المذمومة ، قيل له لماذا لا تستعمل خنجرك حينما تتشاجر مع أحدهم ويقول لك أنك سمسار ، ضحك الرجل بوجه محدثه وقال له ، أن ذلك مدعاة للفخر وكثرة الطلب على بضاعتي ومن ثم الربح الوفير .
        في زمن العهر السياسي الواضح وتقسيم العراق لطوائف وأديان وأعراق  ، برزت لنا ظاهرة التخلف المستجلب حديثا ،  المحاصصة ، ولولاها لما وصل السذج  لسدة الحكم والسلطة ، مع ملاحظة اهتمام  هؤلاء بالحصول على الشهادات المزورة والمصدقة التزوير من أشباههم المعنيون بالشهادات  ، ففلان متخصص بشؤون المرجعيات الشيعية ، وآخر متخصص بشهادة الإرهاب لمن يقاضيه ، وآخر حصل عليها عن طريق المراسلة وهكذا ، ودولة تمنح الرتب العسكرية لأميين ، بل ومنهم الأخرس الذي لا يمكنه النطق ، وبظل هذا وذاك ضاع أجمل مقدس لدى العراقيون وهو الوطن ، فشرد الناس مجددا لأصقاع الدنيا وكأن صدام القاتل  عاد من جديد ، وخلال هذا الضياع قسمت الوظائف والمناصب بيد الأحزاب والطوائف والأعراق ، وغيب المختصون بالشهادات العالية وركنوا في الرفوف العالية ، وكل يوم يطلع علينا النائب الفلاني ، أو الوزير الفلاني ليحدثنا عن رفضه القاطع للمحاصصة التي جلبت للبلاد وللعباد الخراب ، والغريب أن العامة الدهماء تصدق ما يقوله المسئول ويلعنون نظام الطاغية المقبور الذي مارس هكذا أفعال وأعمال يتندر بالحديث عنها الساسة الجدد ، ومثلا لذلك أن المجرم اللا عزت الدوري لديه شهادة دكتوراه ببيع مادة الثلج ، وهاشم حسن المجيد شقيق صدام لأمه محافظا لبابل التاريخ والحضارة  ، وهو من حملة الشهادة الابتدائية ، وفلان وفلان ، والغريب أن الساسة الجدد يأنفون أن يمارسوا مثل ممارسات صدام المقبور فكان فعلهم ألتغييري للأسوأ طبعا ، ولدينا من الأسماء والمناصب ما يفوق ما عمله الطاغية المقبور ، ولنأخذ مثلا بسيطا للمحاصصة والمحسوبية الجديدة بعد التغيير طبعا ولتكن سفارة جمهورية العراق التحاصصية في لندن مثلا لما نقول ، بعث لي صديق برسالة على عنواني الإلكتروني لينقل لي حقيقة العاملون بسفارة المحاصصة العراقية جاء منها 
 1 :  المستشار على البياتى اخ مندوب العراق في الامم المتحده عينه أخاه حامد عندما كان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية ، وعلى يستلم مبلغ 6000 باون مقابل مخصصات السكن ، لكنه يسكن في شقة تعود لأخيه حامد تعود للبلدية بمعنى أن الإيجار رمزي جدا
2 :  عبد المهيمن القائم بالأعمال فهو ابن أخت سفيرنا في البحرين السيد غسان .
3 :  السيد حارث بابان الذي عين إكراما لموقف أباه الوزير من جبهة التوافق فهو أيضا برتبة مستشار ونظرا لتكدس عدد المستشارين في السفارة فقد جيء باخ نائب رئيس الجمهوية عادل عبد المهدي وعين قنصلا في مدينة مانشستر وأرسل حارث هناك بصفته سنيا والقنصل شيعيا.
4 : نائب رئيس البرلمان الدكتور خالد العطيه عين ابنه في مقر السفارة في لندن مسئولا  عن العلاقات العامة .
5 : المستشار السيد وسام وهو ابن السيد خالد الخيرو سكرتير وزير الخارجية .
6 : مستشار آخر من عائلة عبد العزيز الحكيم وهو السيد ياسر الحكيم .
7 : وبعيدا عن المستشارين هناك السيد صادق وهو مهندس يعمل بصفة مستشارا هندسيا
وهو ابن أخت وزير الأشغال والداخلية السابق ووزير المالية الحالي باقر الزبيدي .
8 : الموظفه اسيل  من أقارب السيد عبد المهيمن القائم بالأعمال .
9 : هناك موظفة أخرى هي السيدة سولاف وهي أخت سفير العراق في واشنطن السيد سمير الصميدعي .
10 :  سيدة أخرى عينت أخيرا هي أخت لسيدة تعمل مستشارة للسيد رئيس الوزاء ولديها أخت أخرى عينت في الملحقية الثقافية التابعة للسفارة ويعمل زوجها مستشارا في الملحقية التجاريه ، كل العاملون بالملحقية التجارية من لون وحزب واحد .
11 : الملحقية العسكرية رئيسها العميد سامي جلوب الذي كان يمثل حزبا فاعلا وبعملية الدمج حصل على هذه الرتبة والمنصب .
12 : الموظف الاول في الملحقية العسكرية احمد الخفاجي والده هو الأمين العام لوزارة الدفاع.
13 : الثاني في الملحقية حيدر موحان ابن الفريق الاول موحان الفريجي وكيل وزير الدفاع، ووالده كان بدرجة عضو شعبة في الاستخبارات العسكرية أيام صدام حسين ، ولا نعرف سبب طرده منها – الأستخبارات - .
14 : مصعب الكبيسي الموظف الثالث ابن مدير الاستخبارات العسكرية.
15 :  الأكراد في السفارة العراقية فأنهم مظلومون حقا من حيث العدد والمناصب، و منصب السفير من حصتهم وهذا ما يخفف الغبن، وهناك سيدتان فقط احداهن السيدة شيرين ابنة السيد فؤاد معصوم ومستشاران اخران وهما السيد شيركو والسيد عز الدين  سندي وهما صديقان لوزير خارجيتنا  .
16 : الشخص الأخير الأهم السيد لقمان، وظيفته سائق يمارس مهام السفير عمليا فلا يمكن لأي مسئول أن يزور لندن إلا ويكون السيد لقمان احد مستقبليه الأوائل ، بل المنظم الأول والرئيس للزيارة فيرافق الوفد ويقوم بإجراءات البروتوكولية كاملة بالتشاور مع الوفد او المسئول الزائر وبدون استشارة لا القائم بالسفارة ولا اي مستشار آخر.
       أخيرا نفول بمن يستنجد العراقيون لرفع الحيف عنهم ، سابقا استنجدت القيادات العراقية الحالية بأمريكا للإطاحة بنظام الطاغية صدام وكان لهم ما أرادوا ، ولكن من أتى بهؤلاء الجدد لا يمكن أن يطاح بهم من أجل سواد عيوننا نحن العراقيون المستضعفون سابقا ولا حقا .






317
إضاءة
( عجيب أمور غريب قضيه )
                                               
حامد كعيد الجبوري
         من هو بعمرنا نحن المشرفون على الشيخوخة ، يحاول أن يملأ عينيه من متع الدنيا ، وأعني بها ما يستطيع إنجازه ليحقق أحلاما مبخرة ومبعثرة ، ومن المؤكد أننا نحاول جاهدون الحفاظ على علاقاتنا الحميمية مع أصدقاء عمرنا الذين يطالهم يد المنون واحدا بعد الآخر ، قبل يومين أتصل بي أحد الأصدقاء ليقول لي أن صديقنا المشترك فلان  بوعكة صحية قد لا ينجو منها ، وأعرف أن ذلك الصديق رحيله لا سامح الله خسارة كبيرة لا تعوض ، فهو الصامد أبدا بوجه الرياح العاتية سابقا ولا حقا ، ولأنه لم يمدح طاغوتا ولم يتزلف لسلطة جائرة ، لذا فهو الحديث والقاسم المشترك لهؤلاء الذين مدحوا وطبلو ومجدوا لطاغية كارتوني ، وصاحبنا هذا يعمل بصفحة الأدب الشعبي بجريدة الصباح ، اتصلت بصديقي وقلت له سأكون عندك في جريدة الصباح صباحا لعيادة الصديق المريض ، نهضت مبكرا الساعة الخامسة والنصف صباحا وحزمت أمري وخرجت من داري الساعة السادسة صباحا ، ركبت من الحلة الى بغداد فوصلتها الساعة التاسعة والنصف وحمدت الله على سلامة الوصول ، علما أن الطريق من الحلة لبغداد لا يستغرق أكثر من ساعة على أسوء الظروف سابقا ، ركبت سيارات الأجرة التي توصلني لباب المعظم وأستغرق وصولي له ساعة ونصف ، لأن جسر مدينة الطب مغلق ومنذ سنة تقريبا ، إذن علينا إيجاد البديل ،  والبديل عبر جسر الصرافية مرورا بمنطقة العطيفية ، ثلاثة أرباع الساعة بعبور الجسر لأن نصفه مغلق ، والنصف الآخر يستخدم للذهاب والإياب ، الجميع تركنا السيارة واستخدمنا أقدامنا لإكمال المشوار ، علما بأن الجيش والشرطة يحيطون المكان لأمر نجهله ، حوالي الساعة الثانية عشر وصلت الى أكاديمية الفنون الجميلة ومنها ركبت سيارة الأجرة صوب مدينة الشعب ، وقريبا من جامع النداء نزلت من السيارة لأجد نفسي قريبا من جريدة الصباح حوالي الساعة الثانية عشر والنصف ، استقبلني صاحبي وعلى عجالة خرجنا من جريدة الصباح لنركب السيارات التي توصلنا للمرحلة الأولى ومنها المرحلة الثانية لمدينة الثورة سابقا ومدينة الصدر حاليا ، الساعة الثانية والنصف وصلنا لدار صديقنا المريض والذي زدنا مرضه بوصولنا له بهذه الساعة ، وعليه تأدية واجب الضيافة لضيف قادم له من الحلة الفيحاء وضيف مرافق له آخر ، في الخامسة مساءا خرجت من دار صديقي المتمارض واستأجرت سيارة للأجرة لتصلني الى علاوي الحلة لقاء عشرون ألف دينار مع تسامح السائق بهذا المبلغ ، حوالي الساعة السادسة إلا ربعا وصلت الى مرآب علاوي الحلة ومنها ركبت عائدا الى الحلة ، ولكي نقارن بين أجرة التكسي وأجرة سيارات الحلة خمسة آلاف دينار ،  الساعة الثامنة مساءا دخلت الى داري بعد هذه الرحلة المضنية ، لو قيض لي أن أعد رقميا عدد السيطرات التي مررنا بها فعلي استخدام الحاسوب لذلك  .
   إستدراك
----------- 
  1 : جذب انتباهي لوحة خط عليها ، ( نقطة تفتيش رسمية الرقم () أسست بأمر دولة رئيس الوزراء ) ، قلت بداخلي إذن هناك نقاط تفتيش غير رسمية أسست بأمر دبر بليل من الأحزاب الفاعلة والمليشيا المقرة ، وربما هناك سيطرة للسادة المقاومون للجيش العراقي وللمحتل الذي غادرنا لمقراته .
2 : وجدت أكثر من لوحة بمختلف ساحات بغداد معلنة عن فرصة للحج التجاري وخارج ضوابط القرعة ، لله درك أيها الفقير حتى حج بيت الله أصبح تجاريا بالعهد الديمقراطي ، عهد الوقفان الطائفيان الشيعي والسني .
3 : في العام 1969 م كنت عسكريا ووحدتي في معسكر التاجي والذي يبعد عن بغداد العاصمة بحوالي 30 كم ، في الرابعة فجرا أركب من الحلة الى معسكر التاجي مباشرة مع عسكريون آخرون ونصل الخامسة فجرا ، نصل لوحدتنا القريبة ونخرج لساحة العرضات الخامسة والنصف صباحا ، بنهاية الدوام نعود حيث أتينا ونصل لبيوتنا الثالثة والنصف عصرا ، ذلك بعهد الدكتاتورية البغيضة أما الآن ونحن بعهد الديمقراطية المسلفنة المستوردة ، فذلك السفر والتنقل والأمان لا يمكن أن يتحقق بظل أجندات طائفية وعرقية ، وصراعات دولية وعربية طالما أن العراق يمتلك 500 مليار برميل من النفط الاحتياطي ، عجيب أمور غريب قضية ، للإضاءة ....... فقط .         

318
إضاءة
وجيه عباس
وارتفاع ضغط الدم
حامد كعيد الجبوري
         ليس سرا قولي أني من المعجبين  والمتابعين الشغوفين للإعلامي الناجح  والشاعر المبدع وجيه عباس ، وليس سرا اعترافي أن الإعلام أخذ من وجيه عباس الكثير  على حساب شاعريته الجميلة ، وصحيح أنه أستطاع إيصال  ما يريد قولته إعلاميا  للناس أكثر مما يقوله شعرا ، ومن البديهي أن الشعر وبلغة وجيه عباس المفعمة بسبر غياهب  الكلمات الفصحى لا تصل إلا للأذن المثقفة حصرا ، ولذلك كان نجاحه الإعلامي أكبر من نجاحه الشعري ، وبسبب مخاطبته الشارع العراقي بلغتهم القريبة للفصحى ، وهناك ملاحظة بأسلوب حديثه الشيق الـمُُطعَّم أحيانا بأمثال شعبية يحبها ويألفها المستمع ، إضافة لطريقة الطرح التي تنم عن مكامن الصدق الحقيقي والحب للمواطن والوطن على حد سواء ، إضافة لحديثه المسترسل – وكأنه بالع مسجل -  الرصين الذي لا يدع المشاهد إلا أن يُسمّر نظره  صوب التلفاز .
         بعد سقوط صنم الدكتاتورية بأشهر قليلة جمعتني وإياه وآخرون ( الشهيد رحيم المالكي ، صباح الهلالي ، سمير صبيح ، ناظم الحاشي ) في أحدى المهرجانات التي نظمت في إحدى قاعات محافظة بابل ، وبعد أن تكشفت الأمور على حقائقها تمنيت أني لم أحضر لذلك المكان ، وأعتقد أن المبدع وجيه عباس يشاطرني الرأي بما أذهب إليه ، وليس بودي البوح عن ذلك المكان ،  لم أرتبط بعلاقة ما مع وجيه عباس ، وأظن أنه لا يعرفني إلا بالاسم ربما وليومنا هذا ، تابعت وجيه عباس وهو يتنقل ببرنامجه ( تحت نصب الحرية ) من فضائية لأخرى ، وبالمناسبة ليس هو الراغب بالتنقل من هذه الفضائية لتلك ، ولكن حجم الكوارث التي يطلقها برنامجه الفضائي المرئي للملايين ، دعت السادة أصحاب القرار التدخل مباشرة لرفضه – برنامجه - من المكان الذي يعمل به ، لا لحماقة أرتكبها وحاشاه ذلك ، ولا لعدم وطنية يفتقدها ، ولكنه وببساطة متناهية وبالدليل القطعي يفضح المخططات المشبوهة والموبوءة التي (سُرطنت) لنا حديثا وبثت لشارعنا العراقي البسيط الجاهل ، ولأن الوجيه عباس وضع أصبعه على ذلك الجرح المعمق لينكأه ، فلذا ثارت ثائرة السياسيون الجُوف ليعلنوا غضبهم ويصبوه على برنامج ( تحت نصب الحرية ) ، وثقوا تماما لو مُكن هؤلاء الجوف من إلغاء وجيه عباس لفعلوا ، ولكن المحتل المحرر الذي يُسيّر أمورنا سوف يزعل – هكذا أقولها -  عليهم  ويحرمهم من كعكة العراق المنهوبة من سنين طوال ، والحمد لله الذي وجد وجيه عباس ملاذا ليوصل لجمهوره ما يريد ، وأن انقلبت عليه هذه الفضائية لسبب ما  فبين يديه مئات الفضائيات التي تتمنى أن يحرر ويبث برنامجه منها ، وبسعر أكبر وإغراءات يحلم بها الكثير غير الوجيه عباس .
        بعد كل هذا لابد من القول لوجيه عباس ، أنا من المرضى – وما أكثرهم – الذين يتابعون الأخبار وبخاصة العراقية منها ، أورثتني جدتي الشيوعية هذا المرض ، وهي وحين وعيت عليها بخمسينات القرن الماضي  متابعة جادة لأخبار العراق ، الى أن توفيت رحمها الله عام 1975 م ، تنام وقريب من رأسها المذياع وتعرف أوقات البرامج الإذاعية كل حسب وقته ، ولها يوم الثلاثاء طقسا خاصا إذ تستمع لإذاعة إسرائيل بعد الثامنة مساء لبرنامج ( أبن الرافدين ) ، يعده ويقدمه أحد اليهود العراقيون المهاجرون ، وكما قلت أورثتُ هذا المرض الذي أصبنا به وهو متابعة الأخبار ، كنا أبان الشوفينية نستمع لصوت أمريكا ، ومونتكارلو ، ولندن ، وإذاعة العراق الحر ، وإذاعة جمورية إيران الإسلامية وبخاصة فترة الحرب الظالمة ، كل هذه الإذاعات نستمع لها مساءا وليلا ، أما الآن ودخول هذا الكم  غير المعرف من الفضائيات وغير المعرف إيضا  من الولائات  ولمن ، وكل هذه الفضائيات أتابعها ليلا ، إلا أن طلع علينا السيد وجيه عباس ببرنامجه الشيق  ليقدمه لنا فطورا غير شهي بالنسبة لي على أقل تقدير ، فأن أستيقضت  من النوم والتيار الكهربائي موجود فخير على خير ، وأن لا فسأضطر لتشغيل ما يسمى (العاكسة) لتعكس لي ( البلاوي )الحكومية البرلمانية العراقية التي يتحدث بها وجيه عباس ، تزوير وسطو وحرمنة وسرقة ، وهجوم منظم بوضح النهار على المصارف والممتلكات العراقية ، وذبح وتهجير وتفخيخ وتمثيل بالجثث ، ومثلتنا حلال ، وحكومات عربية وغير عربية تتدخل بالشأن العراقي ، ونواب يقتلون ويهربون ، ونواب يقتلون ولا يهربون لأنهم أمنوا أن لا عقاب فمم يهربون ، وضباط برتب عالية تسهل عملية هروب القتلة بحفنة من الدولارات .
        فيا سيدي الفاضل وجيه عباس ، تصور أن رجلا مثلي ينهض من نومه وهو مهزوم  جنسيا ، ولم يستطع أن يرفع الرأس العربي عاليا مع زوجه ليلة أمس ، ومصاب بداء ارتفاع ضغط الدم ثانيا ، ومحب للعراق وأهله ثالثا ورابعا ، ماذا ستفعل به الحقائق التي توردها ببرنامجك هذا ، أنا أدعوك أن تلغي برنامجك عن بثه رحمة لمحبي وطنهم ممن هم على شاكلتي ، ولا أدعو الساسة لأن في آذانهم من أن يسلكوا طريق الوطن فلربما ليسوا  أبناء لهذا الوطن الجريح بأفعالهم  .
     

319
إضاءة
الوفاء بالعهود
 ( أحميدي الشعار ) إنموذجا

                                             حامد كعيد الجبوري
       بخمسينات القرن المنصرم وصولا لمنتصف عقد الستين كان في محافظة بابل شخصية غريبة ، رجل لا يختلف عن بقية الرجال بملبسه ، يرتدي العقال والكوفية – اليشماغ -الأبيض المنقط بالسواد ،وعباءة رجالية وسترة تحتها ما يسمى ( الصاية ) ، أراه يجلس في المقاهي الشعبية ، وهناك مقهى يرتادها طيلة أيام السنة ، إلا بشهري عاشور وصفر ، وشهر رمضان  لأن عمله بهذه الأشهر يؤجل للأشهر ما بعدها ، والرجل يجلس بهذه المقهى ليتخذها مقرا لعمله ، وعمله هو أحياء الحفلات لمن يرغب بها ، والحفلات تقام عادة بالزواج وختان الأطفال ، فمن يرغب بحفلة زواج أو ختان يذهب للمقهى التي يجلس فيها ( أحميدي ) للتعاقد معه على إحياء تلك الحفلة ، في اليوم المحدد لتلك الحفلة تأتي الفرقة الفنية ل ( أحميدي ) وهي تتكون من عازف للإيقاع – الطبلة - ، وعازف آخر لآلة ( الدف ) ، وفي بعض الأحيان آلة ( المطبك ) ، يجتمع الرجال بمكان محدد لهم والنساء كذلك ، والأطفال يتنقلون بين آبائهم وأمهاتهم ، في هذه اللحظات تخرج حسناء  مرتدية لباسا يشبه ملابس الغجريات ، ولها شعر طويل مسرح ، واضعة كامل زينتها على شفتيها ، وخدودها ، وعيناها ممتلئة بالكحل ، وهي تضع بين أصابعها شيئا يشبه ما تضعه النسوة على أصابعهن وهن يخطن الملابس ، وأعتقد أنها تسمى ( الكشتبان ) ، ولكن هذه الراقصة تضع بين أصابعها كما قلت شيئا مصنوعا من النحاس تسمى ( جنبارات ) ، ولا أعرف معناها ، ومنها تطلق أصوات تبعا لحركة أصابع تلك الراقصة ، كنت أعتقد أن هذه الراقصة امرأة حقا ، ولكن أبي أخبرني أن هذه الراقصة هي رجل تنكر بزي الراقصات ويدعى ( أحميدي الشعار ) ، وحين تنفض تلك الحفلة تخلع الراقصة ملابسها وتعود لتلبس ملابس الرجال ، ول( حميدي الشعار ) ذؤابتان طويلتان يسرحهما ويعقفهما ليضعهما تحت غطاء الرأس ( العرقجين ) ، وحميدي ليس له شارب إلا بشهر رمضان ومحرم وصفر ، لأن عمله يتوقف في الأشهر المذكورة سلفا فيطلق العنان لشاربه ، وسبب حلق الشارب ليوهم الآخرين على أنه أنثى  وليضع أحمر الشفاه على شفتيه أثناء أداء مهماته الراقصة ، في بعض الأحيان وعندما يعرف الأطفال حقيقة ( أحميدي ) يفعلون معه كما يصف الممثل المصري عادل إمام ،(العيال بتعمل حاكات غريبه وتكري) .
         إحتاج ( أحميدي الشعار ) لمبلغ من المال فماذا سيفعل وهو اللا يملك شيئا ، أقنع أخته – حمديه - المتزوجة في البصرة لبيع مسكن والدهما   ، وافقت الأخت لبيع الخربة التي يسكنها ( أحميدي ) ، وبيع الدار للمحسن الحاج حسان مرجان ، وهو خال  رئيس وزراء للعراق فترة الحكم الملكي المرحوم الأستاذ عبد الوهاب مرجان ، قبض أحميدي المبلغ كاملا  ستون دينارا عراقيا ، وكان ذلك بداية خمسينات القرن الماضي ، وستون دينارا آنذاك مبلغ لا يستهان به ، حينما قبض أحميدي المبلغ لم يخرج منها حصة أخته حمديه ، وتصرف بالمال لوحده وقضى على آخر دينار بجيبه والدار لا تزل باسميهما هو وأخته ، بعد مضي مدة ما أرسل الحاج حسان مرجان محاسبه وصديقه الوجيه ( هاتف الجبار الحساني ) مختار محلة الوردية ، أحدى مناطق الصوب الصغير للحلة الفيحاء ، ليأخذ موعدا من ( أحميدي الشعار )  لإجراء معاملة نقل ملكية الدار ، وحينما فوتح ( أحميدي ) بذلك أطرق مليا صوب الأرض وقال لهاتف الجبار ، ( عمي أبو عامر أنطيني مهلة شو جم شهر وآنه حاضر ) ، أعتقد هاتف الجبار أن ( أحميدي الشعار ) لديه لعبة ما بخصوص نقل الملكية وقال له ، ( عمي شو أنت كاعد عطال بطال وأنت قابض فلوسك شو تعال باجر للعقاري وخل أنسجل البيت لو أنت عندك لعبة) ، أجابه ( أحميدي ) ، ( على بختك عمي والله آني ما سويها ولا أنكر البيعة بس أفلوسي كلهن خلصن وما أنطيت أختي حمديه حكها الشرعي وهو 20 دينار ، كلت لما يجي موسم شغلنه أجمع الفلوس وأنطيهن لحمديه وأخلص ذمتي ، ويعمي أبو عامر حمديه بيتها بالبصره هم يريدلي فد خمس دنانير حتى أروح أجيبها وتعترف بالبيعة ألكم ، وتدري هي أختي خو مو تجي وتصرف على نفسها وآنه أخوها ، لازم أنه اللي أصرف عليها  ) ، عاد المرحوم هاتف الجبار لصديقه المرحوم حسان مرجان وأخبره بتفاصيل ما جرى ، والمعروف عن الراحل حسان مرجان سخائه الجنوني ، لذا قرر أن يدفع حصة ( حمدية ) مرة ثانية إضافة لمبلغ عشرة دنانير لحميدي لجلبها من البصرة ، وسلم المبلغ الى ( أحميدي ) الذي رفض بدوره أن يأخذ هذا المبلغ مصرحا بأن ذلك عار سيلحق به إن فعلها ، وتحت التأثير الوجاهوي لهاتف الجبار قبض أحميدي المبلغ وذهب الى البصرة وجاء بحمدية أخته وأجريت معاملة انتقال الملكية للحاج حسان مرجان ، بعد أن أنتهى موسم الركود بعمل أحميدي ، وبالمناسبة فأن أشهر الشتاء تعتبر من أشهر الركود إليه ،  لأن الأطفال لا يختنون بهذه الأشهر ، والقلة القليلة من المترفين يتزوجون أيام الشتاء ، والفقراء لا يتزوجون بالشتاء لأن مصاريفه أكثر من الصيف ، ومثلا لذلك من أين سيأتي بأسرة النوم لضيوفه من الأقارب وغيرهم وكما يقال ( الصيف فراش الفقير ) لذا فالفقراء لا يتزوجون شتاءا إلا ما ندر ، ناهيك عن أن موسم الركود بشهري محرم الحرام وصفر ومعروفة طقوسهما الدينية ، إضافة لشهر رمضان حيث تعطل كل المناسبات إلا الدينية منها ، وفي موسم عمل ( أحميدي ) جمع المبلغ الذي أعطاه له الحاج حسان مرجان وهو ثلاثون دينارا وذهب بالمبلغ إليه ، أستقبله الحاج حسان بوجهه المألوف مبتسما له وقائلا ل ( أحميدي ) ، ( آمر عمي أني حاضر شتريد ) ، أخرج ( أحميدي ) مبلغ الثلاثون دينارا وقدمها للحاج حسان مرجان ، قال له الرجل ( عمي هاي شنو ) ، أجابه أحميدي ( هاي القرضه اللي أنطيتنياها ) ، فقال له حسان رحمه الله أنا لم أعطك قرضة مالية وإنما هدية متواضعة لنبلك يا ( أحميدي ) ، أصر الرجل على دفع المبلغ وأصر الآخر على رفض استرجاع النقود لأن الحاج حسان لا يسترجع ما يعطي .
        قد يتبادر لذهن القارئ الكريم ما علاقتنا بهذه القصة التي قد نسجت من قبل كاتبها ، وأنا أقول بدوري أنها قصة حقيقية غير منسوجة ويعرفها الكثير من أهالي بابل الكرام ، وأقسم أن المرحوم هاتف الجبار قد رواها لي هكذا ، وربما يتبادر للذهن أيضا ما علاقتنا بقصة ( شعار ) ، وهنا أقول للجميع أن مثل هذا الرجل – الشعار - الذي يعد من قبل طبقات غير قليلة من الشعوب على أنهم لا يستحقوا الاحترام ولا ينجزوا وعدا أبرموه ، ودليل تخطيئهم ما رويت عن هذا الفنان – الشعار -  ، ولكن أقول هل أنجز لنا من أوعدونا بأن يصلحوا  حال العراق والعراقيين ، وواقع الأمر أنهم أصلحوا حالهم أيما إصلاح وتركوا ممن أوصلهم لكراسيهم يعانون الفقر والحرمان وقلة الخدمات ، بل انعدامها تقريبا ، ألا يجدر بهم أن يتخذوا من ( أحميدي الشعار ) قدوة ودرسا لهم ، للإضاءة ........ فقط .

320
الهروب عن اليسار الى اليسار في
( عرس الماي )
حامد كعيد الجبوري

        أربعة وعشرون قصيدة يحتويها ديوان الإعلامي والشاعر المبدع كاظم غيلان ، كل قصائد ( عرس الماي ) كتبت فترة الظلام والقمع و الشوفينية والدكتاتورية المقيتة ، إلا قصيدة واحدة كتبت بعد سقوط الصنم ونظامه المقبور ( أسرار ) عام 2007 م ، وأقدم قصائد  عرس الماي ( ليل وعجد والهور ) كتبت عام 1982 م ، خمسة وعشرون سنة بين أقدم قصيدة وأحدثها ، كنت أتمنى أن أجد قصائد أخرى لكاظم غيلان مكتوبة بعد عام 1968 م عام الظلام الأول للعراق ، وصولا لتاريخ انهيار ما يسمى بالجبهة الوطنية ، واعتقال وتشريد الآلاف من قوى اليسار التقدمي العراقي ، لأفي موضوعتي حقها ولكي لا أبخس كاظم غيلان موقفا حقا أولا ، ولأنه شاهد حقيق متربص لصغائر الأمور وأكبرها ثانيا ، كاظم غيلان كغيره من الوطنيين مندفعا بكل طاقاته وإمكانياته الأدبية والسياسية لهدف سام ونبيل ، الوصول بالعراقيين وبالعراق صوب الرقي والتحضر والتمدن ، بكل ما تعني هذه المفردات من أطر جميلة نبيلة ، فانتمى لنفسه يساري الهوى والاعتناق ، لأن النفس هكذا تولد على الفطرة ، وكان شاهدا حقيقيا كما أسلفنا لسني الجبهة وإفرازاتها وتخرصاتها  ومنزلقاتها ، ورأى خُلص أصحابه وأصدقائه وأخوته قد غصت بهم زنزانات السجون البعثية قبل وبعد انهيار الجبهة الوطنية ، وآخرون هاجروا طوعا وكرها صوب المنافي العالمية ، أما هو فقد عاش حياة الحرمان والتشرد والضياع والسجون ، وكل هذه الأحداث المأساوية أثّـرت وأثرت سلبا و إيجابا بحياة كاظم غيلان الشخصية والإبداعية ، فأسلمته لليل وكؤوسه ، وللنهار ومشاقه ، وهنا وفي هذه المعاناة حصرا آخَذ كاظم نفسه لسلوكها نهجا قاده لما آلت إليه حياته وتشعباتها ، أين أستاذه ومعلمه ونبراسه الكبير ( النواب ) ، وأين توأم روحه وزميله ( النعماني ) ، وأين فلان وفلان ، صراعات وتساؤلات بلا إجابة ، وحينما يضع إصبعه على صابره متأملا يجد أنه لم يسلك إلا الصواب ، فيعود من هروبه عن اليسار ليجد نفسه في حدائق وآتون اليسار مرة أخرى ، ولنحاول أن نـدّعم دليلنا بما أزعم متصفحا بطون قصائده ، فلربما نجد قصيدة كاملة ناعيا فيها المواطن والوطن ، هاربا بها بهمومه ومعاناته وفطرته اليسارية ، ومرة أخرى وبقصيدة ثانية يعود مؤملا نفسه بحلم لا بد صائر ، وقصيدة ثالثة تحمل المتناقضين ، هروب وعودة ، وقصائد أخرى نجد مقطعا كاملا يؤل للهروب ومقطعا نقيضه  يؤل للعودة  في نفس القصيدة ، ونلاحظ في أكثر من قصيدة شطرا يئول للهروب وشطرا بعده يئول للعودة لليسار ، في قصيدة ( فرات يا صحوة القصيدة ) يبدأ هاربا فيقول ، ( أركض يا فرات وداعة الله / وعلى الله أتفض مصايبنه على الله ) ، لكنه سرعان ما يحيد عن هروبه لأنه يرى بنفسه شجرة حية تفرع بها الهموم وهي صامدة بوجه العواصف السوداء ( أسب الليل إذا طولها وياي / تجيني الريح شرسه وتصفن أهواي / وأمطر غيض من تغفه النواطير ) ، ولأن المطر مرهون بغفوة النواطير فذلك جلد للذات المعتنقة لما تهوى ، ونتلمس العودة ليساره بصورة أوضح لا لبس فيه ، ( غسل جرحه الحسين بمايك وهاي / لجلها أيهون كلشي وخلي اليصير ) .
           أنبل ما أنجبه نضال الشعب العراقي انتفاضة آذار 1991 م ، لأنها أتت هكذا كالبداهة ، فجرها البسطاء من أبناء الشعب العراقي وفقرائه ، بلا قيادات سياسية مزعومة ومدعية ، أوحت لكاظم غيلان القصيدة الديوان ( عرس الماي ) ، بالعودة ليساره الأحب وأرى أن إهدائها يفسر تشبثه بموروثه السياسي والمعرفي ، ( وكان لآذار عرسا مؤجلا في قامته الثائرة ) ، وشفيعي لما أذهب إليه ، ( يا الطولك منارة ونابته أبروحي / يا عرس / هذا الماي ) ، وربما أكثر من ذلك فهو مترقب للثورة وها هي الثورة بين يديه ، ( بهدومك أشمن ريحة القاسم ) ، في قصيدة ( الجدية ) والجدية ليس بمعنى التسول ، الجدية قرية التمرد والمعارضة التي قارعت النظام الصدامي وهي من جنوب القلب ( العمارة ) ، يبدأ هكذا هاربا ( أهناك بالجدية عثر جدم الصبح / فصل هدوم سود وطب درب مسدود ) ، ويقف تفكيره عاجزا حينما يرى أن ( بريسم ) المجنون بحب القرية !  يصبح ذا شأن كبير ، وكذا من هو على شاكلته من أزلام النظام ومتخلفيه ، ( هناك بالجدية يصير أبريسم أبكيفه وزير ) ، بعد هزئه هذا لا بد أن يرسم حالة طارئة سرعان ما تزول فيعود ليساره الأحب ، ( الجدية مفتاح المصير / أدفع شبابك فديه / يللي تحب الجديه ) ، ونجد في قصيدة ( ساحة الميدان 1 ) الهروب واضحا في كل محطات القصيدة ، ( تطلع روحي مذبوحه / تلا كيني عساكر من قهر وهموم ) ، وصولا لنهاية الهروب وقمته ، ( وأمي ترد وحدها / وتترك الحسرات والدمعات / صينية نذرها لباب المعظم ) ، في قصيدة ( ساحة الميدان 2) هروب وتفاخر بالعودة ، نحس هروبه معلنا عن نوم يساره والنوم لربما الموت ، ( والكاس اليشعل بكتاري الجرف النايم ) ، ويوضح ذلك بإهداء القصيدة التي يقول فيه ، ( متى يأتي العرس ؟ متى يأتي القاسم ؟ ) ، فيعيده الكأس الذي أوقد أكتاره لحضن يساره مجددا ، ( فزيت حسبالي تبت / ثاريني كلشي ولا توب ) ، وفي قصيدة ( سمير الليل ) عودة للفطرة اليسارية باعتداد بين وعتب أبين ، ( أنت أحلى وطيب أمدلي الضرير / وهاي أجمل أمنية وعندك تهون / برجوازي الليل وآنه أول فقير ) ، وفي قصيدة ( طير من الجنوب ) تجد العودة المشوبة بالحزن ماثلة واضحة ، فالطير حرية والحرية فطرة ، ( آنه طير من الجنوب / الشايل آذار بجبينه ) ، ويهرب ثانية في نفس القصيدة مستذكرا الأصدقاء ومنتظرا لهم ، ( آنه طير / وأصدقائي الرايحين / بلا زمان ولا مكان / أنتظر ) ، في نهاية القصيدة عودة مكللة بالفخار ، ( جدي يحفرلي كبر / ويكل للفلح / هذا أبن بنتي النهيته من المدح ) ، وفي قصيدة ( رسام الطيور ) عودة بكبرياء وتحدي ، ( كالولي تندم / كلت لا ما أندم ) ، ويتوج الكبرياء الفطرية ليقول ، ( كالولي تخسر كلت لا / لا ناكه عندي ولا جمل ) ، وهذه بزعمي يمكن أن تقرأ بشكل آخر لست بصدده هنا ، وصولا لقمة العنفوان والكبرياء الحقيقية ، ( الوطن هذا الوطن / من الفرات الكربلاء / الهور والحلاج والحر الرياحي ) ، في قصيدة ( سره الثورة ) المكتوبة عام 1996 م يبرهن كاظم غيلان عشقه ليساره الفطري ، فالعشق والطيبة فطرة ، ( يا سره الحفاي والعشاك والطيبين / صدكني سراك أحله سره / يا سرانه الهام بيك العمر كله / ومن عشكتك كلبي سويته قلم ) ، ونجده هنا قد أقر بأن كل القمم أحضرها سائرة بطريقه الأحب ، ( نزلت كل السطوح أتبوس دربك / أنت دربك حضره حلوه أمعطره ) ، ، فيتبادر له بأن هروبه عن يساره المنشود لذلك أيقن أن معشوقه الفطري قد أظهر له الجفاء والزعل ، ( ولو زعلت وياي خليني أفتح أيدي / أنت المعلم طكني بأغلظ مسطره ) ، وهذا دليل الشعور بالذنب والإقرار بالعقوبة صدقا وحقا يستحقها غيلان ، وفي قصيدة ( قفل ) المهداة للرمز العراقي الكبير ( النواب ) ، أعطي كامل الحق لكاظم بهروبه المبرر هذا ، ولا أريد أن أدخل في أبيات القصيدة لأن لها موضوعا وشأنا آخر ، سأكتفي هنا بما يدعم طرحي للهروب عن اليسار والعودة إليه بما أوردته من أمثلة حية في قصائد متعددة تناولها عرس الماي ، فالماء أصلا طبيعة والطبيعة فطرة ، وكل ما تناولته من أمثلة كانت قبل السقوط – التحرير – أيام المحنة والضياع والعتمة .
          قصيدة ( أسرار ) المكتوبة عام 2007 م أي بعد سقوط صنم الدكتاتورية تحديدا ، فلنرى ما بداخلها من هروب وعودة ، بعد أكثر من قراءة لأسرار أجد أن سره هو الحرية ، والحرية فطرة كما اليسار فطرة ، وبما أنه منح حريته كما الآخرون فإن الدنيا تنزل لحريته أن علت الدنيا ، وإن نزلت حريته فبرغبتها لتلامس القرنفل وتستمتع بالعصافير الحرة ، وجهان لمسمى واحد الحرية ، ( تنصه الدنيه من تعلين / والنرجس يطش روحه / من تنصين يمشي الياس جن زافوف ) ، ولكنه يصطدم بمن يريد أن يقيّد حريته ثانية لأسباب غير خافية ، كالاحتلال  وغيره من نفس الجبلة ، ( أحبس أنفاسي أريد أسمع عصافير الصبح ) ، فيؤكد لذاته العائدة بأن الطارئ يزول ، واللون الأسود سيندحر وينهار ، ( تطيح الوركه من الريح هلهوله / أفك شباج كلبي ويفلت أيلاكيج ) ، وأكثر من ذلك فمن المحتم أنه سيقف منتظرا لحريته المحلقة في سماء معاناته التي أراد لها أن تزول ، ( كل صباح يتلفت الطولج / يطرد حروب وحراميه / وعذاب إيجيبلج رف الحمام ) .
        من يعرف كاظم غيلان على حقيقته لا يمكنه إلا أن يقول عنه بأنه لا زال ملتزما بما أوصى به جده القرويين ، فقبره قد حفره له ذلك الجد إن مدح طاغوتا ما ، والطاغوت موجود أمس واليوم وغدا .
        هكذا قرأت ( عرس الماي ) ، بل قرأت ( كاظم غيلان ) ، تجربة وإبداعا وموقفا نبيلا ، وسأترك للقارئ أن يستنبط مواطن الهروب والعودة ، عن اليسار الى اليسار في ( عرس الماي ) بل بعرس الحرية الغيلانية .

321
هل يخسر مظفر النواب العراق
أم يخسر العراق مظفر


حامد كعيد الجبوري

        شاعر بحجم مظفر النواب ماذا يمكن أن نكتب عنه ؟ ، وماذا سنقول ؟ ، أن قرأته مناضلا قارع الدكتاتوريات العربية والعراقية  بكل سطوتها وشراستها ، لكتب عن ذلك مؤلفات بحجم نضاله وتضحياته ، ولو أخذنا الحادثة الفريدة التي كان النواب أحد من خطط لها ونفذها وأعني الهروب من سجن – الحلة – الدكتاتورية عام 1966 م ، طليعة شيوعية واعية نفذت العملية ذاتها ، يقول النواب أن امرأة(1) قروية فاضلة وصل لباحة كوخها وسألها عن بقرة ضائعة له ، أدركت تلك المرأة أن هذا الرجل له قصة ، فليس من المعقول أن يكون القروي بهذا الشكل وأعني به مظفر ، قالت له أن الوقت ليل
 وأقترح عليك قضاء هذه الليلة معي ، وهي امرأة عجوز متوفى زوجها ولها ولد وحيد جندي بشمال العراق ، وجد مظفر أن ما طرحته هذه الفاضلة عين الصواب ، أخذت صحنا لها وذهبت لجارتها مربية الجاموس بقرية نبي الله أيوب ، والذي يقع مقامه على نهر الحلة المتفرع من نهر الفرات ، وطلبت منها شيئا من الحليب الطازج ، ومن امرأة أخرى قرصان من الخبز الطازج أيضا ، وقدمته عشاءا لضيفها المعروف لديها ، أنه سياسي هارب من سجن الحلة بعد أن وصل الخبر لكافة القرى بواسطة جلاوزة الأنظمة ، فجرا أيقظته مهيأة له عقالا عربيا و( دشداشة ) زواج أبنها ، وفتحت قاصتها ( الصرة )
 المصنوعة من القماش وأخرجت المبلغ الذي ادخرته لزواج ولدها وهي ( نوط أبو العشرة ) ، وقالت لمظفر يا بني أسلك طريق النهر جنوبا وحينما يتصل النهر أو يقترب من الشارع العام ، فمعنى ذلك أنك تجاوزت السيطرة الجنوبية للحلة ، وعندها يمكنك ركوب السيارات والذهاب حيث تشاء ، هذه هي الفراسة التي قرأت بها تلك القروية حالة النواب ووضعه ، حدق النواب كثيرا بتلك الفاضلة وودعها وأنصرف حيث أشارت عليه ، وبحسه الأمني ركب بسيارات الديوانية ولكنه نزل منها حين وصوله ناحية القاسم ، حيث مرقد الإمام القاسم أبن الإمام موسى الكاظم عليهما السلام ، ومدينة القاسم
 تسمى من قبل الناس ب ( موسكو الصغرى ) ، وذهب مظفر الى أحد القرى المحيطة بناحية القاسم ، وأغلب تلك القرى آنذاك مقفلة تنظيميا للحزب الشيوعي العراقي ، ولم يذهب مظفر النواب  لبيت صديقه الشيوعي جاسم الصكر  لأن الأخير كان مطاردا ومتخفيا عن الأنظار بمدينة النجف ، ولحين إلقاء القبض عليه بوشاية  أحد ممن رآه بالنجف (2)  ، وكثيرا ما كان مظفر يدخل المدينة – القاسم – بزيه القروي  يجلس بمرقد الإمام القاسم ، وهناك قال بأحدى روائعه ( يل شوفتك شباج للقاسم / ودخول السنه من ألكاك / يا في النبع وأطعم / عطش صبير لا فركاك ) ، من ناحية القاسم وبعد أن خفت وطأة
 متابعة الهاربين من سجن الحلة ، عاد مظفر لبغداد لوكر للشيوعيين بمدينة المنصور ، ومن ثم الذهاب الى الجنوب العراقي وبالتحديد لأهوار الناصرية ، وهناك قاد مظفر النواب تلك الملاحم البطولية التي خاضها مع رفاق له تحدثت عنها كثيرا رواية حيدر حيدر ( وليمة لأعشاب البحر ) ، ويصور النواب بإحدى روائعه ( نهران أهلنه ) العيش بالأهوار والعلاقات الحقيقية للفلاحين ، متخذا حالته مفتاحا للولوج للنفس العراقية المشردة دوما ، ( نكطة ماي ما ضاكت جرف لليوم / روحي الترفه يبن آدم / تجر جرفك عليمن انه سويتك جرف يفلان يبن آدم .... وغرك طارينه أبكثر ماي العروس
 ومات /و أبنج خنكته الغربة / وحجي الما ينلبس فوكه وحجي الشمات / بلجن بالسريع ألنه نصيب من العشك / وأنحط عذر للما صعدنه وفات / ينهران أهلنه / ولن محطتنه محطة من جذب / صاح القطار أبليل بيها وما وكف ) ، ولا علاقة بموضعتنا عن الانشقاق الشيوعي بين القيادة واللجنة وما آلت إليه .
       ولو أخذنا مظفر النواب كمدرسة حداثوية للشعر الشعبي ، فيكفي أن نقول أنه الرائد الأول للمدرسة الحديثة ، سوية مع بدر شاكر السياب ، والقارئ للنواب بتمعن كبير يجد أن قصائده يمكن إحالتها للسياسة ، وللحب ، وللوضع الاجتماعي ، كل ذلك بنفس القصيدة ، بمعنى أن من يقرأها نقديا يمكنه أن يخرج بما ذهبت إليه ، ولأن النواب عاش الغربة الأزلية ، لذا تجد إحساس الغربة بأغلب قصائده ، ( رديلي الفرح رديت / معضد باب يبجيني / وأحن حنة حمامة بيت / ..... وألمح عمتي من أبعيد / وأتضمني أبعبايتها / وأحس بالبيت / عمه الشمس غابت وأنت ما رديت / - ويجيبها - عمه الشمس ماتت
 وانه ما رديت  ) .
     بعد السقوط مباشرة نظم الإتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق وفدا برئاسة الشاعر المختطف ( عباس الحميدي ) رئيس الأتحاد للقاء الرمز العراقي الكبير مظفر النواب ،  أرسلته وزارة الثقافة العراقية فترة وزيرها مفيد الجزائري ، ومن حسن الصدف أن أكون ضمن ذلك الوفد ، أستمع لنا النواب طويلا وقرأنا بحضرته قصائدنا ، وشاركنا بتلك الليلة الرائعة الفنان فؤاد سالم ، وسعدون جابر في فندق الشام الكبير ، ولم نحصل من النواب موافقة بالعودة للعراق أو عدمها ، بل لم يتكلم بهذا الإتجاه ، وحين أثارت الصباح الغراء مسألة عودة النواب وطرحت على الرأي
 العام مسألة عودته ، وجمعت الآلاف من التواقيع مطالبة الحكومة بالتدخل رسميا لعودة النواب الكبير ، ولم نعلم لأي درجة وصل ذلك التدخل ، وعلمت من الأستاذ كامل الحلاوي(3) ، أن فخامة رئيس الجمهورية جلال الطلباني التقى بالنواب لنفس الغرض ، وأخبرني أيضا أن الأستاذ شيروان الوائلي وزير الأمن الوطني زار النواب موفدا من قبل دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ، وزاره نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي لنفس الغرض أيضا ، وعرض الجميع المساعدة المالية له ولكن الإباء النوابي رفض تلك المعونات كما هو شأنه أبدا ، عام 2009 م زرت العاصمة السورية بدعوة من
 منظمة الحزب الشيوعي العراقي هناك لأحياء أمسية شعرية لهم ، فوجئت بدخول الرمز العراقي مظفر النواب لحضور الأمسية المقامة لي ، قلت لهم حينها من منا الأكثر سعادة بحضور النواب الكبير ، أنتم أم أنا الذي أقرأ بتواضع كبير قصائدي بحضور رمز عراقي قل نظيره ، سألت النواب حينها متى العودة للعراق سيدي ؟ ، أجابني بأنهم يقولون أن الأوضاع غير مستقرة للآن ، أن جل ما نخشاه أن يغادرنا المغادرة الأبدية رمز وطني وسياسي ، وقامة شعرية يصعب بل يندر تكرارها ، وإنسان أحب بلده العراق وقاتل من أجله ومن أجل حرية الجميع ، وهل سنرى العراقيات وهن ينثرن الحلوى
 على قامته المرفوعة  عائدا من غربته كما يقول برائعته الأخيرة ، ( طشة أملبس تهلهل / والنهر صفنة بحر / والروح بيد الله سفينه / أشراعها روج وكمر / .... مشتاكه من أتلاثين غربه / أتحاجي دجله /أوصل البلام أبعكدنه / ألتمن النسوان / أيعكدن بيه النذور) ، متى سيكون ذلك أيها المظفر الرمز .
     دعوة بين يدي الشرفاء لإنهاء معاناة عراقية كبيرة ، فلن يخسر النواب شيئا أن قضى غريبا ببلاد أجبر على البقاء بها طويلا ، وبالمقابل سيخسر العراق مثل هذه المدرسة النضالية العراقية الكبيرة ، والقامة الباسلة ، دعوة للأصلاء الشرفاء فقط .

..................................


1 : من مذكرات الراحل جعفر هجول
2 : حديث للشخصية الوطنية العراقية جاسم الصكر
3 : كامل الحلاوي أبو أنصار يسكن سوريا صديق للنواب



322
إضاءة
( رجعنا بخفي حنين  )
                                                                                                          حامد كعيد الجبوري
            المثل أشهر من أن نوضحه للقارئ الكريم ، ولربما نحن العراقيون ينطبق علينا المثل أعلاه ، فلطالما رفعنا أكفنا لله نطالبه بتغيير حالنا نحو الأفضل ، وبالطبع أن ذلك صفة العجزة ، لأننا يفترض بنا أن نتخذ موقفا اتجاه أي ظالم كان ، والله سبحانه يقول   ( لا يغير الله بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) ، ولأن الحسين ( ع ) كما قال عنه الجواهري ( الى الآن لم يشفعِ ) ، بمعنى أنه لو كان حسين آخر بزمانه وما بعده لم يخلد الحسين هكذا بقلوب الأحرار ، وسابقا قيل لفرعون ما فرعنك على الناس ؟ ، أجابهم بأنه لم يجد أمامه من يردعه عن جادة السوء فسلكها ، لذلك
 فالتأريخ ملئ بهذه النماذج القبيحة التي شوهت وجه الإنسانية وآخرها الطاغية صدام حسين ، وربما أظلم شريحة من المجتمع العراقي التي وقفت إزاء الطاغوت وبرهنت قولها بعمل خالد قبالة نظام دكتاتوري ظالم ، وأمامنا انتفاضة آذار الخالدة التي قوضت النظام لولا التدخل العالمي والجوار العراقي بإخمادها ، ومثل آخر ما فعله الضابط العراقي الجرئ محمد مظلوم الدليمي الذي أعدم من قبل النظام السابق ، وما فعلته قوى اليسار العراقي الذي ملأ الدنيا تشريدا ، وليفضح أعتى نظام قمعي ، ومواقف بطولية للأنصار الشيوعيون ، وقوى دينية اتخذت من أهوار العراق ملاذا
 لها  ، والأغرب من كل ذلك أن يجني ثمار ذلك الطفيليون الذي عاشوا على موائد  لا يعرف مصدرا لها ، والمثل العامي يقول ( أيجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) .
       كل هذه المقدمة إثارها حديث استمعت له من فضائية العربية مساء ليلة 17 / 9 / 2010 م مع فخامة رئيس جمهورية العراق جلال الطلباني ، الذي تفاخر أمام الملايين من المشاهدين على أنه صمام أمان العراق ، كما منحه هذا اللقب أحد مراجع دين الشيعة ، ولست بصدد ما قاله ذلك المرجع ، أو بما تفاخر به الرئيس نشوانا ، ولكن الذي جلب انتباهي قوله أن السيد عادل عبد المهدي والسيد طارق الهاشمي وغيرهم الكثير من السياسيين يملكون قصـورا في   ( دوكان ) ، وأنا أتساءل أن كان من حق المواطن العراقي التساؤل ، من أين حصل هؤلاء السياسيون على هذه القصور الفارهة بشمالنا
 الحبيب؟ ، رغم أن الكرد يرفضون قولنا الشمال العراقي ، بل يستأنسون كثيرا بقولهم إقليم كردستان  ، كان لنا طاغية واحدة تملك رقاب البلاد والعباد ، وبني لنفسه قصورا في كل رقعة من أرض العراق ، واليوم لنا حكام جدد يمارسون أقبح مما مارسه سلفهم المخذول ، أضف لذلك حزبا واحدا كان يملك رقاب الناس ، واليوم لا تعرف من هو الذي يملك رقبتك ، والغريب أن هذه الأحزاب تبني أحزابها الوهمية بحطام وأنقاض العراق الذي هدموه بلا دموع التماسيح ، وإن أجرينا إحصائية شهرية عن الذين يعينون من قبل الأحزاب بأسلوب ما يسمى الدمج ، لأن دولة رئيس الوزراء قد أوقف
 التعيينات التي لا يصادق عليها مجلس الخدمة الوهمي أيضا ، فالمواطن اللاحزبي لا يعين ، ومن أرتبط  مصلحيا بأحد الأحزاب الفاعلة فتعينه مضمون حتما .
      الخراب الذي حل بهذا الوطن المبتلى لا يمكن حله إلا بتغيير جذري لقيادات سياسية فئوية مصلحية ، وهناك من يدعم فكرة انتفاضة جماهيرية عارمة ، والتي ستعد من قبل هذه القيادات المستفيدة بإرهاب منظم ، وأن افترضنا هذه الانتفاضة فعلى من سينتفض العراقيون وعلى أية فئة سياسية  ، وقسم آخر يعول على الدولة المحتلة التي أطاحت بالنظام السابق والتي ربما ستلجأ الى هذا الخيار بانقلاب أبيض ، طالما وجود هذه القيادات العراقية بمكان واحد ، وهي الخضراء المحروسة ، ولكن المحتل قد حصل على بغيته بما أراد وخطط له من القسم الأكبر من هذه القيادات اللا عراقية
 النهج ، مصير مجهول ، ومستقبل مبهم ، ومؤامرات  لا حصر لها ، فمن سيتصدى لإنقاذ العراق ، للإضاءة ..... فقط .


324
إضاءة
مدهشٌ ما قيل في ( المدهش )
                                                                                                        حامد كعيد الجبوري
     ( هل تقبلون أن تمارس الرذيلة والفجور بمدينتكم الحلة ؟ ، الحلة موطن العلماء والفضلاء ، هل تقبلون أن تشيع الفاحشة بمدينتكم ؟ ، لماذا هذا التهتك بالحرمات ؟ ، ولماذا تعرضون حلائلكم للنظر من الغرباء الطامعون بأعراضكم  ؟ ، لماذا تصطحبون نسائكم وهن متبرجات بالزينة والحلي الى ما يسمى المدهش ؟ ) ، دهشتُ وأنا أستمع لهذا المسمى خطيباً ، وهو يتحدث لمجموعة كبيرة من البسطاء ، أجبرني الحضور أنها ختام لمجلس عزاء أخ أحد أصدقائي ، قاطعته وقلت له ما هذا الافتراء ، لم يلتفت لكلامي ولم يعقب بشئ رغم سماعه لما قلت ، أشار عليّ أحد الجالسين بقربي وقال
 لي ، لا يجوز مقاطعة الخطيب ، قلت له أي خطيب هذا ، وبماذا تحدث ، بعد نهاية خطبته غير المسموعة من الكثير جلس قبالتي فانبريت له قائلاً ، من أين لك هذه المعلومات عن المدهش أستاذنا ؟ ، أجابني ببرود مفتعل وغير مكترث وقال ، سمعت منك أطراف جمل علمت أنك لا توافقني الرأي بما قلته ، قلت له أعيد عليك السؤال ذاته ، من أين لك المعلومات عن المدهش ؟ ، مضطرا أجابني بأنه سمع ذلك ممن نقل له عن المدهش ، قلت له أني ذهبت بأحفادي الى المدهش وسأروي لك بدقة متناهية عما رأيت ، فيا أيها الفاضل أن العرف يقول بين الصدق والكذب أربعة أصابع ، بمعنى أن ما تراه العين
 صدق ، وما ينقل للأذن فأما باطلا وأما حقيقة ، ومن هذا الباب أدعوك للذهاب الى المدهش كي تتحدث بصراحة عما رأيت ، المدهش عبارة عن حديقة كبيرة تقع على عشرات الدونمات من الأراضي ، وهي قريبة من جسر ( بته ) الذي يقع شمال مدينة الحلة، أنشأت عليها شركة أهلية قبل سقوط نظام الطاغية مجموعة متواضعة من اللعب البسيطة ، ما يسمى ب ( دولاب الهوه ) ، وما تسمى ب ( المراجيح ) ، إضافة للعب بسيطة جدا  لا تصل لما هو موجود في مدينة ألعاب بغداد رغم تخلفها عما هو موجود ببلدان أخرى ، فقد دخلت أنا شخصيا لمدينة ألعاب دمشق العاصمة السورية ، ودخلت لمدينة ألعاب بطهران
 وأصفهان الإيرانيتان ، ولم أشاهد في مدينة ألعاب المدهش في الحلة شيئا مما ذكرت ، فقوات الشرطة الوطنية تحيط المكان من كل جانب ، وهناك مدخلان للمدينة أحدهما للرجال والثاني للنساء ، وهناك مجموعة من الشرطة داخل مدينة المدهش لحفظ النظام داخله ولمنع التجاوز أن حصل داخل المدينة ، وأضيف لك معلومة أخرى أجدها مهمة بقدر ما ، أتعرف سيدي الفاضل أن الإرهاب أستهدف لهذه المدينة ، وفعلا وجدت شرطة المحافظة عبوات مهيأة لقتل الأطفال صبيحة العيد ، لم يقنع الرجل بما قلت وغادرنا وعلامات عدم الرضا بادية على محياه ، قال لي من هو بجواري عليك أن تحمد الله
 أنه لم يشر عليك وهو على سدة الخطابة متهما إياك بعدم احترام الدين ، ولربما يرميك بالزندقة  وتمزقك الأيادي قربة الى الله تعالى .
      أجد أن الغلو بهذا الاتجاه واتجاهات آخر ، خطر لا يقل عن خطورة  الإرهاب ، فخلق جيل مقفل التفكير والعواطف هكذا سيكون طعما سهلا للعصابات الإرهابية ، للإضاءة ............ فقط .






325
إضاءة
ظاهرة الهروب الجماعية من السجون العراقية
ودولة القانون
حامد كعيد الجبوري
         كثيرا ما نستمع لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي ، أو من يمثله إعلاميا وحزبيا  متحدثون بفخر واضح على أنهم استطاعوا فرض الأمن أو تحقيقه بمحافظات العراق ، وربما ننصفهم أن قلنا أن ذلك الدور لم يقم به أحد بمفرده ما لم تمد له يد العون من جهات سياسية أخرى ، رغم أنهم ينكرون ذلك علنا ، ويقولون أن فرض الأمن حصر بدولته لا غير ، ناكرون دور القسم الأكبر من القوات العراقية ، وقوى ما سميت بالصحوات التي أسسها وشرعنها المحتل ، رغم المعارضة البينة من قسم من القوى السياسية ، والكارثة الكبرى أن هذه القوى السياسية شيعية وسنية وعرقية تمتلك من قوى
 المليشيا الكثير لتنفيذ رغبات من أسسها .
     الملاحظ والمتتبع للجوار العراقي من العرب وغيرهم يجد أن هذه الدول بتركيبتها العرقية والدينية ، لا تختلف عن العراق كثيرا ، ففي هذه البلدان السنة والشيعة ، والمسيح وربما قسم قليل من اليهود ، وفيها العرب والكرد والتركمان والفرس ، مع ملاحظة تصدر قسما من هذه الطوائف والأعراق لقيادة بلدانهم التي أعني ، ولنأخذ إيران ذات النفوذ الواسع في العراق مثلا ، فالدولة الفارسية فيها من كل ما ذكرت آنفا ، وملاحظة أن الجوار الإيراني هو المرتع للإرهاب العالمي ، أفغانستان ، باكستان ، جمهوريات الإتحاد السوفيتي المنحل ، ولكن الجيش الإيراني يمسك
 حدوده وأمنه بقبضة تفوق الحديدية ، ونادر جدا أن تحدث عملية إرهابية داخل إيران قادمة من حدوده إلا ما ندر ، ويمكن أن نعزوا ذلك للمهنية العالية من قبل الضباط والجنود الإيرانيون ، ومقارنة بسيطة مع عدم المهنية التي يستخدمها العراقيون لحفظ بلادهم ، فرئيس أركان الجيش العراقي من الكرد حسب المحاصصة العرقية ، والرجل لا يملك تلك الخبرة التي تؤهله لتسنم منصب حساس كرئاسة أركان الجيش ، بل منح هذا المنصب لنفوذه العشائري وانتسابه ل(البيش مركه ) سابقا ،  ووزير الداخلية كان ضابطا في الجيش العراقي وباختصاص خدمي كما قيل عنه ، ولو نسب للعمل باختصاصه
 لربما أبدع أكثر ، وقسم من وكلاء وزارة الداخلية لا يمتون للخدمة الشرطوية بشئ ، ولتأريخهم المعارض للنظام البائد منحوا هذا المنصب الحساس جدا ، لذا كان الإخفاق واضحا وجليا لدى الكثير منهم ، وهناك كارثة حقيقية أضيفها سببا لتردي الأوضاع وهي ما تسمى بعملية الدمج ، حيث منحت رتبا وهمية لمن لا يملك الشهادة والخبرة ، وشفيعهم بذلك أحزابهم الفاعلة جدا ، والأخطر من ذلك أنهم نسبوا للعمل بمواقع إدارية واستخبارية  وأمنية خطيرة جدا ، وكانت نتائج  هذا مجتمعة الحالة الأمنية المتدهورة في البلاد ، وإلا كيف نفسر الهروب الجماعي من السجون العراقية
 المحصنة جدا ، ولماذا لم يهرب القتلة من السجون التي تديرها القوات الأمريكية ، إلا لمن يريد له الأمريكان الهروب ، فهناك ضباط أتت بهم أحزابهم وسلمتهم قيادات هذه السجون ، ولأنهم لا يمتون للوطنية بشئ ، لذا سال لعابهم للدولارات المقدمة لهم وهربوا مع من هربوه ، ليصبحوا لا حقا عبئا كبيرا على أمن المواطن البريء ، إن الجيش العراقي لم يصل تعداد جنوده حقبة الدكتاتورية كما هو الآن ، وحديث سمعته شخصيا من وزير الداخلية البولاني لبرنامج  سحور سياسي من فضائية البغدادية ، قال فيه أن وزارة الداخلية الآن تعداد أفرادها يربو على 650 ألف نسمة ، ولو
 أضفنا لها نصف هذا العدد ، وهو بالطبع أكثر من قوات الجيش العراقي ، لربت  قوتهم على المليون بشر ، وهذا المليون من القوات المسلحة لا تملكه أي دولة عربية تجاور العراق ، ناهيك عن أنها بلا مهنية وهي بالتالي عبأ على الميزانية العراقية المستباحة .
       أقول لمن يدعي بدولة القانون ، ولا أقصد بذلك القائمة المعروفة للجميع ، أن لم تتداركوا الوضع بشئ من الحكمة والمهنية ، فإن البلد سائر لخراب حقيقي ، وهذا ما صنعتموه بسبب حزبيتكم الضيقة ، ومصالحكم الشخصية الأضيق ، فأن الدماء سوف لن ولم تتوقف ، وتعرفون جيدا المثل العراقي الذي تحفظون ( إنطي الخبز الخبازته) ، وليس هذه دعوة لعودة الضباط الصداميون للمناصب ثانية ، ولو أنهم يملأون دوائركم  وأحزابكم وبلا استثناء ، ولقد سمعت من الناطق الرسمي اللواء ( عطا) ، قوله للبغدادية من خلال برنامجها سحور سياسي حيث قال ، وهذا بزعمي شجاعة منه ، أنا كنت
 بعثيا بدرجة عضو قيادة فرقة وتبرأت من البعث  علنا ، وأدنت أفعالهم  اللا إنسانية ، وأنا الآن جندي من القوات العراقية ، أتمنى أن تصل سطوري المتواضعة لأصحاب القرار ، لأن الخطر الذي يداهمنا كبير ، فعلينا الاستعداد الأكبر ما استطعنا ، حفاظا على عراقنا الأحب ، وتجربتنا البكر في المنطقة ، للإضاءة ............. فقط .
       .





326
إضاءة
غرفة التجارة
وتواصلها المجتمعي
حامد كعيد الجبوري
       هناك تساؤل قد يطرح من الكثير ، ما علاقة غرفة تجارة بابل بعقد أماسي ثقافية ؟ ، واستضافات أدبية ؟ ،  وجلسات رمضانية تحديدا خلال الشهر المبارك ؟ ، ولربما يذهب البعض بظنونهم أن ذلك لأغراض سياسية ، أو ليشار لغرفة التجارة كي يبرز رئيسها أو أعضاء مجلس إدارتها للساحة الحلية ، والجواب لهاذين التساؤلين ينأى عن ذلك التصور الخطأ ، فرئيس الغرفة المهندس الاستشاري (صادق فيحان المعموري) له علاقات متجذرة مع الشرائح المجتمعية الحلية ، وأعضاء الهيئة الإدارية للغرفة لا يخرجون عما قلناه عن رئيس الغرفة ، وجميعهم من عائلات حلية يشار لها سابقا ولا
 حقا ، وهم الخريجون من الجامعات العراقية وحضوضهم التجارية والثقافية يغبطون بل قل يحسدون   عليها ، وتصوري لهذا التساؤل لا يخرج عن كونه تقديم خدمة للمجتمع الحلي طالما هم أبناء أوفياء لهذه المدينة المعطاء .
    عقدت ثلاثة أماسي رمضانية وما أجملها على حدائق غرفة التجارة ، الأمسية الأولى خصصت للثقافة حصراً ، بدأها رئيس غرفة التجارة ( المعموري) بكلمة ترحيبية بالجميع معلنا فيها مد يد العون والمساعدة للمثقفين بطبع نتاجهم وعلى نفقة غرفة التجارة ، ثم تلتها قصيدة للشاعر الحلي المبدع جبار الكواز ، وقصيدة شعبية للشاعر حامد كعيد الجبوري ، وحديث للباحث عبد الرضا عوض عن بدايات  تأسيس غرفة تجارة بابل ، وحديث مدرسي شيق للفنان فاضل شاكر ، وتوزيع كتاب بدايات تأسيس غرفة تجارة بابل للدكتور () ، الجلسة الثانية كرست لشهادة أمير المؤمنين علي (ع) ، تحدث
 خلالها الباحث الإسلامي الدكتور علي التميمي عن حياة علي (ع) ، مطالبا الجميع بنهج السيرة العلوية ، وليس الحديث عنها فقط ، ثم تلتها قراءة قصائد لصاحب الذكرى ، الجلسة الثالثة خصصت لتكريم الطلبة الأوائل ببابل وبحضور أهالي الطلبة المتفوقون ، والجميل بتلك الجلسة حضور العدد الكبير من النصف المغيب في المجتمع ، وأعني به العنصر النسائي الذي زان الحضور جمالا وأخوة ، تحدث الدكتور حمادي العوادي مدير عام تربية بابل شاكرا غرفة التجارة هذه المبادرة ، متمنيا لأبنائه الطلبة التفوق المتواصل بسني الحياة اللاحقة ، وكم غمرت صدور المتفوقون الفرحة
 وهم ينالون جوائزهم الثمينة من رئيس غرفة التجارة ، أتمنى مخلصا لمنظمات المجتمع المدني ، ولدوائر المحافظة الخدمية الأخرى ، ولمجلس محافظة بابل ، حذو ما بدأته غرفة تجارة بابل ، للإضاءة ......... فقط .



327
إضاءة
الشاعر فالح حسون الدراجي
ومتابعة جادة
حامد كعيد الجبوري
        لم يدر بخلدي يوما ما أن ما أكتبه من نصوص شعرية شعبية متواضعة تصل لأبعد مما أتصور ، فأنا ، وهذا ليس من باب التواضع أو لفت النظر ، وهذه حقيقة أقسم عليها ، لأن جل كتاباتي لا تزل ضمن أطار الهواية الجادة ، رغم أني أكتب الشعر الشعبي بداية السبعينات من القرن الماضي ، في العيد الأربعون للحزب الشيوعي العراقي صدر كراس لمجموعة من الشعراء الشعبيين بعنوان ( أغاني للوطن والناس ) ، شارك به أغلب الشعراء الطليعيون المتنورون للشعر الشعبي ، تصفحت الكراس حينها وقلت لنفسي ، هل سأجد يوما أن قصيدة لي ستنشر مع هذه الأسماء العملاقة ، وحينها كنت ضابطا
 في الجيش العراقي وبرتبة م أول ، بمعنى لو قيض لي أن أكتب حينها أو أقرأ  لكنت قد رميت بنفسي بتهلكة لها آخر ، وهو الموت المحتم ، والأمسية التي أقامها الحزب الشيوعي آنذاك في 31 / 3 / 1974 م أبان ما يسمى بالجبهة الوطنية المزعومة ، منعني الصديق الشاعر  شاكر السماوي  من الحضور للاحتفالية إياها ، وأيده الصديق الدكتور ( لغة عربية ) طه الربيعي ، قلت لهما لماذا تحرمانني من الاستمتاع بهذه الجلسة التي سيقرأ بها أكثر من صديق ، عريان السيد خلف ، علي الشباني ، فاضل السعيدي ، علي بيعي ، إضافة لصديقي العزيزان الشاعر رياض النعماني ، والشاعر غازي ثجيل ،
 أقنعني الشاعر شاكر السماوي والدكتور طه الربيعي بفكرتهما ، وهكذا لم أحضر لتلك الاحتفالية ، بعد سقوط صنم الدكتاتورية لمزبلة التأريخ ، جمع الصديق الشاعر عريان السيد خلف قصائدنا التي تمجد حزب الجماهير العريضة ، الحزب الشيوعي العراقي ، وأصدر تلك القصائد بكراس يحمل نفس عنوان الكراس الأول ( قصائد للوطن والناس ) ، وشاءت الصدفة أن يكون ذلك بالعيد الرابع والسبعين للحزب الشيوعي العراقي ، أي أن أمنيتي التي حلمت بها العام 1974 م ، تحققت بالعام  2004 م ، أي بعد ثلاثون سنة من حلمي الذي حقق بإرادة جباره ، والقصيدة التي ساهمت بها بعنوان ( ديوان
 البخيت ) والتي أهديتها للراحلين من الطليعة الشيوعية الحلية الشهيد ( شاكر نصيف  ) ، والراحلان ( علي بيعي ) ، و ( جبر داكي ) ، ومن خلالهم للحزب الشيوعي العراقي ، وكانت فرحة لا تعدلها أية فرحة بالنسبة لي ، ناهيك على أنها مثار اعتزازي بنفسي وقلمي غير الملوث بمديح الطغاة ،  وأنا داخل العراق المستباح من زمرة قاتلة فاشستية .
      لم أعرف شخصيا الزميل الشاعر المبدع فالح حسون الدراجي ، نعم عرفت عنه الكثير من خلال ما ينشر له بصفحات الصباح الغراء ، والصحيفة الأم  طريق الشعب ، ومن خلال ما حدثني عنه زملاء أعزاء كالشاعر كاظم إسماعيل الكاطع ، والشاعر والإعلامي علي الربيعي ، والشاعر والإعلامي سمير صبيح ، وأجمعوا  على أن الدراجي له الفضل الكبير على جيل كبير من الشعراء الشعبيين ،  وبخاصة من يسكن مدينة الثورة ببغداد المحروسة ، وأعرف أن له برنامجا خاصا – مواويل وشعر - يقدم من إذاعة العراق الحر ، ذي الصبغة الوطنية اليسارية ، والمفاجأة التي أعتز بها أيما اعتزاز
 تناول قصيدتي ( هوه الخمسين ) ببرنامجه وجعلها القصيدة الأولى ببرنامجه ، مع تعليق وإطراء أقسم بكل ما هو مقدس أني لا أستحقه ، وسأورد نص ما كتبه أو ما قدمه لقصيدتي ببرنامجه ، ووجدت تلك الكتابة أو المقدمة على موقعي الالكتروني ، (مرة قال مظفر النواب:
عمُر وإتعدَّه التلاثين لا يفلان
ومرة قال الشاعر الراحل عيدان الجصاني:
شلون بعشكَ الأربعين إشلون يخواني؟؟
وفي حلقة هذا الاسبوع من "مواويل وشعر" يطَّل علينا الشاعر المبدع حامد كَعيد الجبوري من نافذة "الخمسين" بقصيدة جميلة أسماها "هوى الخمسين" ومابين النواب، والجصاني، والجبوري، وقصائدهم الجميلة، يظل الحب لعبة السنين، والأعمار جميعها.
فالحب هو الحب، سواء كان في العشرين، او في الثمانين. ولنا في رائعة الشاعر كاظم اسماعيل الكَاطع التي قال فيها:
هوى تالي العمر كتال
وأكثر من أيام الصبا إيعَّذب
، بقصيدة "هوى الخمسين" للشاعر حامد كَعيد الجبوري نفتتح حلقة هذا الأسبوع من "مواويل وشعر"، والى جانبها أبوذيات جديدة واخرى قديمة، ومواويل عراقية، ونصوص غنائية.
ولكن سنبقى أولاً مع "هوى الخمسين" رائعة الشاعر حامد كعيد الجبوري: ) .
   شكرا للشاعر والإعلامي المبدع فالح حسون الدراجي وأقول له ، ليس هناك وجه للمقارنة أو التشبيه ، بين نص متواضع ورمز عراقي كبير كالنواب المدرسة ، وليس هناك وجه للمقارنة والتشبيه بين حامد كعيد الجبوري والشاعر الكبير والتجربة الأكبر كاظم إسماعيل الكاطع ، وكذا مع الشاعر الراحل الجصاني ، وأكبُر فيك أيها الزميل فالح الدراجي دأبك المتواصل للبحث عما هو جميل وأصيل ، وبخاصة تراثياتك وخزينك المعرفي منها و بها ، وأن أروع ما في قصيدتي أن تقرا بصوتك الأجمل والأرق ، نقل لي ذلك من سمعها بصوتك فشكرا ، للإضاءة ........ فقط .

328
( صاعود النخيل )
مهنة لا تنـقرض
حامد كعيد الجبوري
      منتصف الخمسينات من القرن المنصرم صَحَت محلة الوردية من مدينة الحلة المحروسة ، على أصوات نسوة يندبن ( علوان ) الذي سقط من نخلة باسقة ، كان قد تسلقها بواسطة ( التبلية ) ومات ، كنت أحد الصبية الذين هرعوا لدار ( علوان ) فوجدت أن الخبر حقيقة واقعة ، ولأن أبن ( علوان) الكبير ( رحيم )  صديق لي فقد تعاطفت معه كثيرا ، رغم صغر سننا ولم نكن ندرك حقيقة الموت و نستوعبه جيدا .
      هذه المقدمة البسيطة أجدها مدخلا للحديث عن هذه المهنة الخطرة ، والتي راح ضحيتها الكثير ممن يمارسها ، ورغم ذلك فالمهنة متواصلة ، إذ لا بديل عنها في الوقت الحاضر على أقل تقدير ، ولأن والدي رحمه الله يملك بستانا بأطراف الحلة الشرقية وقريب لمسكننا في ( طرف الوردية ) – الطرف يعني المحلة – ، لذا فأنا وأخوتي ووالدي نجيد استخدام ( التبليه ) لصعود أو لتسلق النخيل ، ووالدي رحمه الله خبير بأنواع وأصناف التمور ، ناهيك عن أنه يعرف جنس النخلة من خلال  أغصانها ( سعفها) ، وقد أورثنا هذه المعرفة بها وبخبرة أقل منه ، وهناك حادثة طريفة وقعت لي وأنا  بمراحل الدراسة الابتدائية الصف الثاني أو الثالث عام 1959 م ، لدينا نخلة باسقة جدا في بستاننا ، ولأنها باسقة ويطالها  ضوء الشمس أكثر من النخيل الآخر ، ومعنى ذلك أن تمرها سينضج قبل التمور الأخرى في بستاننا ، لذا كانت مغرية لي فترة الصبونةُ لتسلقها وجلب ما تمنحه لي من تمر ناضج ، ولم أستخدم ( التبلية ) لصعودها ، بل اعتمدت على يدي وساقي للتسلق ، ملأت جيبي من تمرها الجني وهممت بالنزول ألا أنني لم أستطع ذلك ، حاولت وحاولت وكل محاولاتي فشلت للنزول ، أمسك الطرف القوي وأنزل رجلي لأضعها على أحد ( كرب) النخلة إلا أن ( الكربة) تتحرك تحت قدمي ، ناديت  والدي بأعلى صوتي لينقذني من معضلتي هذه ، حضر والدي تحت النخلة ليشجعني ويعلمني طريقة النزول المثلى ، ولكني لم أستوعب ما يريده مني لخوفي الشديد من عقوبته أولا ومن السقوط ثانيا ، أضطر والدي أن يجلب ( التبلية) ويصعد لي وهو مغضب ويتوعدني بالعقاب ، قلت له أني مستعد لعقابه ولكن أنتظر نزولي ، ضحك بوجهي وألتقط قدمي ووضعها على ( زند التبلية) ومرت بسلام .
      هناك مفردات قد لا يعرفها من لا يزاول مهنة الفلاحة أو صعود النخيل ، وأول هذه المفردات هي ( التبلية ) ، وهذه المفردة بابلية الأصل كما أثبت ذلك العالم  ألآثاري طه باقر الحلي ، وكذا الدكتور ألآثاري نائل حنون الديواني ،بأن هذه المفردة أتت لنا من البابليين وكانت تسمى لديهم ( تابليو ) ، و ( التبلية ) تتكون من أقسام رئيسية أولها ( الجفه ) ، وسابقا  تصنع  هذه  ( الجفه ) من ( ليف) النخيل ، وتتكون النخلة من الجذع والأطراف – السعف – والليف الذي يفصل بين طرف وآخر  ، وتحاك ( الجفه ) من قبل النساء ، وهي التي تحمي أو تسند ظهر المتسلق للصعود ، وحاليا تصنع  من مادة الكتان اللون (الخاكي) ، كي لا يؤذي ظهر المتسلق ، وبنهايات هذه ( الجفه ) حلقتان لتربط بهما طرفي ( الزند ) ، و ( الزند) هو عبارة عن أسلاك ملفوفة مع بعضها تشبه ( سلسلة ) سحب السيارات وبطول متر وربع تقريبا ، بعد أن يلف الزند على ساق ( جذع ) النخلة ويربط بواسطة حبل كتاني قوي أبيض اللون ، ويربطه بشكل جيد كي لا يحل لأي طارئ ما ، يبدأ ( صاعود) النخيل بتسلق النخلة بحركات متناسقة دقيقة ، فهو يقدم جسمه صوب الجذع ليتمكن من نقل ( زند التبلية) ل ( كربة) أخرى ، مع ملاحظة رفع قدميه بالتعاقب بين ( كربة ) والتي تليها ، و( للصاعود ) عدته المهمة من سكين كبير  تسمى ( سجينة تكريب أو تجريب ) ، وأفضل هذه السكاكين تعمل من مخلفات المبارد التي تستخدم لحد السكاكين ، وهي باهضة الثمن ، يصنعها الحداد ويقوسها ويجعل لها أشفاراً حادة جدا ، وقد لا يمكن لصاعود النخيل أنجاز مهمة ( تكريب) أو قص تمور البستان دون أن تحد هذه السكين لأكثر من مرة ، ولكن أهل الصنعة ( الصاعود ) يحتاج لأكثر من سكين لإنجاز بستان واحدة ، وعلى (الصاعود) هذا أن يجلب معه ( المنجل ) لأنه ربما سيحتاج إليه .
       ويصعد النخيل مرتان أساسيتان بالسنة الواحدة ، غير عملية التلقيح وعملية ( التركيس ) - ونعني بها تدلية العثوق نحو الأسفل – ، وأجمل عملية ( التركيس ) الطريقة الكربلائية ، حيث تدلى العثوق دون أن توضع على أطراف النخلة لتسهل عملية  ( الكصاص )  ، المرة الأولى  لجني محصول التمر بعملية ( الفزعة ) ، أو الاستئجار ( للطواشين والطواشات ) ، لقاء حصة قليلة من الناتج أو أجر زهيد ، وما أجمل تلك الأغاني التي تقال من قبلهم ، ولكن أصحاب البساتين عامة يلجئون  لطريقة ( الفزعه ) حيث اليوم بهذا البستان واليوم الذي يليه ببستان آخر ، بمعنى أننا ننجز مهمتنا  بمساعدة عوائل أهل البساتين  الأخرى وهكذا ، وتتولى زوجة صاحب البستان أو أمه أو بنته  تقديم وجبة الغداء وما إليه لضيوفها ، وهي عبارة عن الخبز الحار وشئ من اللحم أو الدجاج والجيد من التمر طبعا ، وعملية قص العثوق تكون بداية الشهر العاشر وتستمر لنهاية الشهر الحادي عشر لتجنب الأمطار التي تتلف الناتج ، المرة الثانية لعملية ( تكريب ) النخيل ،وتكون هذه العملية بفصل الربيع حصرا ، وسبب ذلك أن ( كرب ) النخلة قد شرب من ماء الأمطار أن وجدت ، أو من عملية تكاثف البخار على الأطراف وبالتالي ستنزل هذه القطرات من ( الخوص ) صوب ( الكرب ) ، ومعلوم أن (  الكربة ) الطرية أكثر و أسهل قصا من اليابس ، وعملية ( التكريب ) شاقة ومتعبة تحتاج لقوة أذرع ، ناهيك عن فنية عملية ( التكريب ) ، و ( المكربجي ) الجيد  لا يقص الأطراف الخضراء لأن ذلك سيؤول الى تشقق ( الكربة ) عند جفافها ، يضع ( المكربجي ) سكينه بمنتصف ( الكربه ) ويسحبها  بقوة نحوه ولمرة واحدة تقريبا ، ينزل مسافة صغيرة عن الشق الأول ويصنع شقا ثانيا فيسقط جزءا كمثريا من ( الكربة ) يسمى ( الجعب ) ، ثم بسحبتين أو أكثر يكرره على المكان المقطوع فتقع ( الكربة ) بكاملها نحو الأرض ، ومرات يستعين بيده لخلعها من مكانها ، مع ملاحظة هامة ، فإن كانت نتيجة القطع  غير مسرحة الى الأرض فمعنى ذلك أن صاحب هذه الصنعة ردئ ، لأن مياه الأمطار سوف تتخلل لداخل ( الكربة ) مما يؤدي الى ( خشعها ) – بمعنى تشققها بسبب الرطوبة – مستقبلا ، وملاحظة مهمة أخرى ، على ( المكربجي ) الجيد أن لا يأخذ أكثر مما هو مقرر من أطراف النخيل لأن ذلك سيقلل من تعرضها للشمس ، ومن ثم قلة غذائها بسبب التماثل الضوئي ، وهناك من ( يكرب ) نخيله بغير هذه المدة ولكنه خطأ فادح  .
        أكرموا عمتكم النخلة ، هذا الحديث الذي أطلقه نبينا محمد (ص) لهذا الكائن النباتي العجيب ، حيث أن كل الأشجار لها مخلفات قد لا يستفاد منه إلا النخلة التي يستخدم كل شئ فيها ، وحتى ( النوى) كعلف ذي قيمة غذائية  عالية ، ولقد رأينا وسمعنا أن هناك من قزّم النخلة بتعامله مع جيناتها ، ورأينا الأجهزة الحديثة التي دخلت بصناعة التمور كالسيارات الرافعة لغرض القيام بمهمات التلقيح والجني لثمار النخيل ، وإن أتسع لي المجال سأكتب عن أنواع النخيل والتمور الجيد منها والنادر لا حقا بإذن الله.



     

329
( أشلون باجه وينذكر تاريخها)
وللقصائد قصصها أيضاً
حامد كعيد الجبوري
        ولادة شاعر تعني الكثير لدى قومه وقبيلته وأمته ، فالشاعر إذاعة متنقلة ، أو صحيفة رائجة منتشرة التوزيع ، بل قل فضائية مرموقة يشار إليها ، هكذا كان الشاعر في ما مضى ، وحين ولادة شاعر لدى قبيلته ينحرون القرابين ويؤدون النذور لشاعرهم و للسانهم القادم ، فالشاعر يؤلب قومه ويرفع من حماسهم بغزوهم للقبائل الأخرى ، وهو من يترجم أفراحهم ، ويرثي سادات  قبيلته ، ويهجو القبائل الأخرى ، ومن ألطبعي أن الشعر الشعبي لا يخرج عن هذه المعادلة ، ولو أنه جاء متأخرا شئ ما قبالة الشعر الفصيح .
    الشعراء الشعبيون أبان ثورة العشرين ، وما قبلها وصل لنا من نتاجهم النزر القليل ، ولو كانت هناك كما هي الآن صحفا ميسرة للقارئ لأغنانا بل لأغنى المكتبة الشعبية بشئ لا يستهان به من هذا النتاج الثر، ولقد وثّق السيد علي الخاقاني بموسوعته الشهيرة عن التراث الشعبي الكثير والغزير من النتاج لشعراء شعبيين دثروا لولا توثيقه وأرشفته لما كتبوا ، وقد نشر هذه القصيدة المشتركة – إشلون باجه - لكبار شعراء الحلة الفيحاء ، ولم يذكر ظروف وحيثيات كتابة هذه القصيدة المشتركة ، لأنه غير معني بهذه الظروف والحيثيات ، ولأن خالي المرحوم الشاعر محمد علي  بنيان الجبوري قد وثقها ، ولأن واقعة هذه القصيدة بل ولادتها في بستاننا التي تقع بالطرف الشرقي للحلة المحروسة ، والشاعر المرحوم محمد علي بنيان من كبار شعراء الحلة الشعبيون وهو صاحب القصيدة الشهيرة ( منو مثلي أشتره بيده عذابه / ومنو مثلي أدمروا حالته أحبابه ) .
       منتصف العقد الرابع من القرن المنصرم ، وعلى وجه التقريب الأعوام 44 او 45 او 46 بعد 1900 م ، كانت هناك أكثر من وشيجة تشد الشعراء الشعبيون لبعضهم ، ولا يمكن أن نقول أن الجميع كانوا على وفاق تام ، كما هي حالهم أيامنا هذه ، ولم يكن خلافهم آنذاك إلا لأسباب ثقافية محضة ، ففلان من الشعراء لصوته الرخيم يدعى لمأدبة عرس أو ختان ولا يدعى غيره ، وآخر لأنه يكتب القصائد الحسينية التي تثير استعجاب الآخرون ، لذا فهو أكثر عرضة للنقد الأدبي من غيره وهكذا ، ولقد أستهل القصيدة المشتركه (أشلون باجه) الشاعر الشعبي السيد محسن السيد أحمد العميدي ، والسيد  محسن هو الذي وقف قبالة المرحوم فيصل الثاني مادحا لينال منه قطعة أرض في قلب الحلة الفيحاء ، ومن الذين ساهموا بهذه القصيدة ، وبالمناسبة فإنها مرتجلة من قبل جميع شعرائها ، الشاعر الشهير الشيخ حسن العذاري صاحب قصيدة ( يهواي دمشي أبهونك ) ، والشاعر الشهير عبد الصاحب عبيد الحلي صاحب الروضة العبيدية في الموال ،والشاعر الشهير الشيخ عبد الحسين صبره الحلي صاحب القصيدة المغناة ( بحشاشتي سهمك مضه / وعكبك علي ضاك الفضه) ، وشعراء أخرون ليسوا بأقل شاعرية ممن ذكرنا ، ولكن بحظوظ إعلامية أقل ، وقصة هذه القصيدة كما يلي ، دعى المرحوم الشاعر محمد علي  بنيان – خالي - أصدقاءه الشعراء لجلسة سمر وغداء في بستاننا ، وكانت الدعوى لأكلة ( الباجه) لأن عمل الشاعر محمد علي بنيان الجبوري قصابا ، تولت جدتي لأمي مسألة إنضاجها ، ولم يكن حينذاك ما يسمى ب ( قدور الضغط ) ، ولم تكن حينها الطباخات الغازية ، بل كانت عملية الطبخ بواسطة مخلفات الأشجار والنخيل ( الحطب ، وجذوع النخل اليابسة) ، بعد أن أكملوا الجميع ضيافتهم المعتادة لمثل هذه المناسبة ، ذهب الشاعر محمد علي لجدتي وقال لها ( يمه صبيلني الأكل ) ، أجابته بأن الأكل لم ينضج لحد الآن ، فذهب لأصدقائه المدعوين بشئ من الخبز و ( كيشة تمر) ، بعد أن ألتهموا  ماقدم لهم طالبو مضيفهم بالغداء ، فذهب الرجل لأمه ولكن ( الباجات) لا تزل غير مهيأة ، وذهب لهم بما يسد حاجتهم من الأكل ، وهنا تحركت شاعرية السيد محسن العميدي فأنشأ قائلاً وهي من بحر الرمل (الموشح)
  إشلون باجه وينذكر تاريخها
                                   بين سيد أوكعتلي وشيخها
                                    ***
ومن الجدير ذكره أن من يبدأ بمطلع القصيدة عليه أن يضيف لها رباطا- بيت - آخر لتكملة ما يريد قوله ، مع ملاحظة أن الشاعر أختار قافية صعبة وقليلة المفردات ، وهنا من يقول أن مستهل القصيدة قاله مضيفهم نفسه محمد علي بنيان الجبوري ،وأنا أميل لهذا الرأي لأن من يبدأ قصيدة المساجلة عليه إنهاءها ، بمعنى أن القفل الأخير يكون له ، وهذا ما حصل بهذه القصيدة حيث بيت الختام للشاعر محمد علي بنيان الجبوري ،  ووجدت من قال أن المستهل – المطلع – لعبد الحسين صبره ، وأثبت المرحوم علي الخاقاني أن مطلع القصيدة والرباط الذي يليه للسيد محسن العميدي ، وهذا كما  قلنا يخالف أصول وقواعد المساجلات المشتركه ، وأردف السيد العميدي مطالبا الجميع المشاركة الآنية المرتجلة وأكمل ما بدأه ، أبين سيدها أوكعتلي والشيوخ ومن صريج أسنونهم راسي يدوخ لو تشوف إلحاهم أملوخيها لوخ وبعد لا تنشد على تلويخها
****
الشاعر الشيخ حسن العذاري
أملوخه ألحاهم وتلصف من بعيد
وبشعرها بعد من باقي الثريد
على الباجه خلصوا كل الجريد *
وخشع * ماعدها وخلص كل ديخها*
****
الجريد / سعف النخل اليابس ، خشع / جذوع النخيل اليابس ، ديخ / عثق النخل اليابس الخالي من التمر الشاعر حافظ المله هي خلص كل ديخ النخل من الشعل وعلى الباجه دعوتي ما ظن تفل وكعت أسنوني يربعي أمن الأكل وعذبتني الكرشه من تمليخها
****
الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي
باجه وأعليها السنون أتحمسن
أنفك عليها الحلك وأتراخه الرسن *
فاز بيها عبد الحسين وحسن *
وفلس منها أجريخها وأمريخها *
****
الرسن / واضح قصده تماما ، عبد الحسين صبره وحسن العذاري ، أجريخها ومريخها / مثل شعبي الشاعر محمد الطعان آنه يا خويه الذي منها أفلست جي كبلها أبساعه (كويايه)* كلت وأنته يا شيخي الذي بيها فزت إلي الحنظل وأنت ألك بطيخها
****
(كوبايه) / الكرشة تقطع ويلف بها التمن والكشمش وتخاط بأوراق ( خوص) النخيل ، الشاعر هادي المرزه الحلي أشلون باجه وفايزه بيها الربع أكراعها جالرمح والكرشه درع أعظامها تضوي مثل ضوي الشمع والله ريحتها أوصلت مريخها
****
الشاعر صاحب الجعفر البناء
من ضكتها نشط من عندي الجسم
وصار بيه كل فراسه وكل عزم
ولأكلها نوّخت هاي الزلم
الساتر الله أبهاي من تنويخها*
****
الساتر الله هاي من تنويخها / واضحة المقصد تماما الشيخ عبد الحسين صبره الحلي كالأباعر نوخوا بزر الفكر  وخلصوا كبل الأكل كيشة تمر هاي باجه والطلايب ها كثر أشلون بصرك لو هووا بطبيخها
****
الشاعر عبود الفراتي
لو هوت بطبيخها أتبيض الوجه
يالذي عازمهم أصحه وأنتبه
أيشبخون أبهاي واحدهم شره
وبالمراجل ما نفع تشبيخها
****
الشاعر الشيخ عبد الله المؤمن
الشيخ وسفه ماحظه أبهذا الغده
كلي  ي( محمد علي ) إشعامل رده
الصيت للنوره * تره أعظم عُدَه
ما دروا مفعولها أبزرنيخها *
****
النوره / مادة تستعمل للبناء ويضاف لها الزرنيخ لإزالة الشعر الشاعر الشيخ كريم الداوود الباجه طيبه و(حسن) إلها مفترس نوّروها * لوله هلسوها هلس أفلست منها وكمت أوعظ بالنفس وسهم روحي من التمر تنسيخها*
****
نوّروها / بمعنى أزالوا الصوف غير المرغوب به بواسطة مادة النوره ، تنسيخها /بمعنى الناسخ والمنسوخ أي أنه لم يحصل على أكلة الباجه وأستعيض عنها بمادة الخبز والتمر،
               الشاعر محمد علي بنيان الجبوري صاحب الدعوى والذي يفترض كما قلنا ينهي ما بدأه بقصيدة المساجلة ويقول سامحوني يا أحبابي أمن القصور* وأنتو تاج الشعر يل كلكم بدور طور أكثر بالبُصل وأنثني أبطور أبروحي أوبخ* وأكثر أبتوبيخها
****
القصور / بمعنى التقصير / أوبخ / بمعنى ألوم وأعاتب وأونب
        بعد ذلك نضجت أكلتهم ( الباجات) على أفضل ما يكون ، وأكلوها عن آخرها وتركوا لنا هذا الإرث التراثي الجميل ، رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جنانه .
 



330
إضاءة
شر البلية ما يضحك
                                                 
حامد كعيد الجبوري
       ألتئم البرلمان المحلي لمحافظة بابل – مجلس المحافظة – بكامل أعضاءه ، لمناقشة مسألة غاية بالخطورة ، الحالية والمستقبلية ولربما الماضية ، وسبب هذا الاجتماع لمناقشة إيجاد باب أو قل أبواب لصرف مبلغ كبير ، يربو على مئات الملايين من الدنانير العراقية ، بعد الشرح والتقصي والتحقيق ومعرفة ملابسات ومماحكات ما دار ويدور ، تحدث العضو (أ) قائلا ، لنبني مدارس لطلاب الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ؟، جاء الجواب من الجميع ، أن لدينا الآن أكثر من مائة مدرسة منجزة ومجهزة بأحدث أجهزة التكييف ، وبأفضل مصاطب الدراسة ، ومن أجود أنواع السبورات  ، وإن ظاهرة الدمج في المدارس ولت مع النظام الشمولي والقمعي والدكتاتوري ، أطرق الجميع ، إذن كيف سنصرف هذا المبلغ الكبير من الدنانير ؟ ، نهض العضو (ب) مبتسما ليخبر الجميع بما يلي ، لننشئ حدائق ومتنزهات داخل وخارج مدينة الحلة ؟ ، وجاء الجواب في أي بقعة سننشئ هذا المتنزه وواقع الحلة كما يقال أشبه ما تكون بمزهرية معلقة ، أو قل وكأنها غابة من الورود والأشجار الباسقة المثمرة وغير المثمرة  ، ثم ألم تلاحظ معنا أن أغلب شوارع المحافظة لا تصلها الشمس بسبب تشابك أغصان أشجارها ، بل علينا أن نزيل قسما منها كي تصل الشمس للناس ويرونها حقيقة بأم  أعينهم ، قال العضو (ج) ، أعتقد أننا بحاجة لتطوير نهر الحلة ؟ ، أسكته الجميع ماذا تقول ؟ وماذا يحتاج نهر الحلة ؟ ، لقد أنجزنا مهمته قبل سنوات طوال ، أزلنا كافة المخلفات ، وبخاصة مخلفات السادة الأطباء ، الذين يرمون ما تبقى من المحاقن الطبية (الصرنجات) المستعملة ، ومخلفات التضميد في نهر الحلة الخرافي ، وجرفنا من قاع النهر رماله الإضافية التي يرميها كل عام وعمدنا لرصف جانبي النهر بالحجر لإعطاء الجمالية المنشودة للنهر ، إضافة لإنشاء ممرات لسير الراجلة على جانبي النهر ، وتشجيرها بالورود والأشجار أيضا ، ولا نريد منكم أن تتحدثوا عن نهر
 (اليهودية) ، لأن مشكلته حلت وتحول من مكب للقاذورات والمياه الآسنة الى نهر يروي آلاف الأمتار زراعيا ، نهض العضو (د) ليقول للجميع لنبني شققا سكنية ، ضحك الجميع بوجهه قائلون ، أن ما أنشئ من شقق سكنية وبخاصة على طريق حله – نجف لم تسكن لحد الآن ونحن ننتظر السنين القادمة لربما سيحتاجها المواطن ، قال آخر (ه) لنحسن من أداء الطاقة الكهربائية ، صرخ الجميع بوجهه قائلون له باللغة العامية ، ( عمي أنت أشتحجي ، مو خربتوه للمواطن علينه ، دننطيه ساعة كهرباء كل ست ساعات إطفاء ، والله عمي دللناه للمواطن وخرب علينه) ، صرخ الجميع ماذا سنفعل بهذا المال ؟
 ، الشوارع معبدة ، الخدمات البلدية من نظافة و صبغ لواجهات الدوائر وغيرها لا يضاهيهِ شئ ،   هل نعيد المبلغ  لوزارة المالية لتدويره للسنة القادمة ؟ ، قال العضو (و) أن الحل لديّ ، قال له الجميع أفتنا يرحمك الله ، بش بوجههم وقال ، أن آثار بابل التراثية الحضارية سنصنع لها عربات  - ربل -  تراثية تجوب مدينة بابل وتنقل سواحها  كما كنا بخمسينات القرن المنصرم داخل المدينة ، وقبل انتشار السيارات، وسنستورد خيلا أصيلة من الخارج لأن الخيل – الكدش – لا تصلح لهذه المهمه ، وسنخصص نصف المبلغ لذلك ، ولا يقل أحدكم أن بابل مترامية الأطراف ، ولا تقولوا أن
 الخيل لا تستطيع أن تتسلق الجبال التي أنشأها الطاغية ، وسنعزز هذه الخيل ببغال لهذه المهمة ،  والنصف الآخر سنستورد به زوارق مائية -(يختات)- تنقل الزوار من مدينة الحلة الى مدينة بابل الآثارية عبر نهر الحلة ، وليس كما هو موجود بمدينة كربلاء المقدسة حيث ينقل كبار السن من الرجال والنساء ، بعربات تدفع بالأيدي وكأنهم بضاعة ما (ركي ، طماطه ) ، وهذا ما لا يليق بمواطننا العراقي ، وفعلا تمت المصادقة على هذا المقترح الحقيقي جدا ، والذي سيبني مدينة الحلة الفيحاء ، (ومن هل المال حمل إجمال) ، للإضاءة ............ فقط .




331
المنبر الحر / سلام الله
« في: 16:43 05/09/2010  »


332
المنبر الحر / عيون الشعب
« في: 16:22 01/09/2010  »
ملاحظة مهمة
عذرا للجميع ، لأني لم أنشر قصائدي المهداة لحزب الفقراء الحزب الشيوعي العراقي بسبب عدم معرفتي استخدام الحاسوب والأنترنيت سابقا ، لذا أستميحكم العذر لنشرها بدءا من قصيدة العيد الواحد والسبعون ، وسأنشرها تباعا . 


عيون الشعب
                                                                                                          حامد كعيد الجبوري

حبيت الوطن وأكتب شعر للناس
وأتمنه الوطن مهيوب أتمنه
ما ذليت قلمي ولا بحت سري
ولابعت الضمير الباعه مومنَه
تمثال الثلج ما مجدت تمثال
لأن أدري الشمس تمثال موعنه
أكرهت كل الظلام وأذبحه أبشمعه
أبثكل ضيم الليالي السود ضكنه
واليحب العراق أيوّج ألَه شمعه
وشمعه فوك شمعه الكون يضوّنه
جتف الجتف يسند نعمُر المهدوم
نصراني ويزيدي وشيعته وسنه
ومن كاع الوطن حنه وعلك وأبخور
ولطفال العراق أنشيد الجنه
                      ***
أطب بيت الحزب وأتصدر الديوان
وأكـتب للحزب أشعار وأتغنه
ما عوكت رجلي ولو غبت يسأل
صديق وللصديق أيفكده يتعنه
يا خبزة حلال أبعرك مكسوبه
ما ياكل حرام ولا يعرفّنه
نهرين الحزب صبن فرح وأشعار
كل بيت أبعراقي الطيب رونّه
ما تدفع رواتب توعد أبدولار
من لكمة رفاقك حزبك أبننه
                     ***
كلبك ينبض وشريانه من شعبك
ومن دم الشعب بيبانك أتحنه
ملجأ للفقير وصاحب الحاجه
واليوجي اعله بابك ما كطع ظنه
مايطلب كراسي ولا ركض ليها
أشماتصير الكراسي ما تكبرنه
أذا غيره أعتقد يتشرف أبمنصب
يشرفها المناصب ما تشرفنه
ما سديت بابك لا عزت ناطور
لأن أنت الشعب وعيونه حرسنه
يطبلك قاتلك وتهلي وتمرحب
يموت أبحسرته وهمومه ذبنه
عكارب والعكارب من تريد تجيب
تنهش بطن أمها أبسمها شكنه
                      ***
ميزني أعله ولده أولده فرحولي
وكراريس الحزب أشعاري كتبنه
شعري مو عواطف لامجد شخصي
مواقف للشرف تاريخي سجلنه
رائد مقتدر (عريان) وأسمي أوياه
وفرق واضح جبير أبشعري وبفنه
شفت الحزب خيمه وجمعة الطيبين
مو بس للشيوعي الشعب لمنه
جيفاره رمز والتقتديه أبطال
أشجم (جيفاره) منه أبدمه جفنه
                      ***
تركض رفقتك فزاعه للزينات
شهامه ومرجله وطيبات وأمحنه
جاكوج المعامل ركّص العمال
السنابل هلهلت لفراح منجلنه
(كوكبنه) يلحنها ويغنيها
كل شفة عراقي بوسه زوكنه
يغلب للشباب وعده عالسبعين
لاصابه ملل لجروحه ضهدنه
تشل جرح العراق وجرحك سهجته
أجروح الواحد وسبعين ضمدنه
                      ***
العراق أبشاربك بعكالك أنعكدت
خلص صبر العراق الموت أدمنه 
عناوين أركضت عالدبكه والتمت
على حس الطبل خفن يرجلنه
يالبابك وسيعه وعازتك عازه
بخيت الينتخي ومحد يحشمنه
ياسدرة شواطي وكل زمانك كيض
يكصدها اليتيه أغصان فيّنه
ياعيطة نخل وعروكها أمتدت
ترضع بالتراب التمر عسلنه
                      ***





     

333
رسائل متأخرة لبوش الإبن
حامد كعيد الجبوري
        كان من المفترض أن توجه هذه الرسالة للرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية بوش الابن ، وبما أنه خارج السلطة الآن فسأوجهها له من خلال رئيسه أوباما  ، يقول السيد بوش المؤمن ، أن حلما أيقظه من قيلولته ليقول له حرر الشعب العراقي من كابوسهم الصدامي ألبعثي ، وهكذا جهز جيشه ومعداته وأركبهم الجو والبحر للوصول الى العراق ، وواقع الأمر أن الجيش العراقي آنذاك لا يمكنه مقاومة أو صد مثل هذه الحرب غير المتكافئة عددا وعدة ، ومع ذلك يقول القائد الأسطوري المضحك المبكي صدام حسين ، سيرفع أحد الرعاة العراقيون بغرب العراق صما من التراب وينثره  بوجه الجيش الغازي وطائراته ودباباته وجنوده ويقول شاهت الوجوه ، فسيندحر من هذا الصم الترابي جيش الغزو الصليبي ، علما أن مثل هذا الراعي لم يخلق مع الأنبياء والمرسلين ، ولا حتى منح الله أنبيائه مثل هذا التراب ، ولربما منح لصدام لست أدري ، والدلائل برهنت أنه مجنون فعلا بهذه الأوهام ولا يملك هذا التراب الرباني .
       يقال والعهدة على مؤرخي اجتماعات ما يسمى المعارضة العراقية حقبة صدام ، وأقول ما يسمى وأنا جاد بقولتي لأني وجدت أن هؤلاء المعارضون ناوئوا صدام ليس لصالح الشعب العراقي ، وإنما لمآرب شخصية تخص الكرسي والاستحواذ على المال العام ، يقال أن السيد الأمريكي خاطب المعارضين قائلا ، هناك حلين عليكم اختيار واحد منهما ، الأول نسقط رأس النظام وزمرة ال (55) ثم تتولون مهمة تنصيب من ترونه مناسبا للرئاسات وللوزارات وغيرها تدريجا ، وثانيا نسقط لكم النظام بكل معنى السقوط ، أي إعادة البلد الى ما قبل النهضة الصناعية ، فأختار العراقيون المعارضون  الفقرة الثانية من هاتين المطلبين أو الطرحين ، وعلى رأس هؤلاء الموافقون دائما أحمد الجلبي ومسعود البرزاني ، وبالمناسبة لو أنهم أختاروا الشق الأول لكانت النتيجة نفسها لأنهم مع لاعب هيأ كل شئ لهذا الغزو الذي لم تمنح موافقته لأمريكا دوليا .
          أسقط النظام كما أرادت أمريكا وكما طلبت المعارضة العراقية من حملة الجناسي مثنى وثلاث ورباع ، وشاهدت بأم عيني أرتال الناقلات التي لا تحصى وهي تنقل العتاد العراقي المكدس في مخازن تمتد من محافظة بابل وصولا الى بغداد على الجانب الغربي للشارع ، ناقلات لا يحصى عددها محملة بهذا العتاد ومن مخلفاته والتي تسمى عسكريا بالخراطيش البرونزية غالية الثمن ، وكل هذه الناقلات تسلك خطا واحدا لا غير ، بابل – بغداد – جلولاء – الحدود الإيرانية ، وحين أقول ناقلات أعني وكأنها تسحب أحداها الأخرى متصلة كمسبحة ليلا ونهارا ، وطبعا هذا ما شاهدته مع  علمي القاطع ان هناك مخازن أخرى تمتد على المساحة العراقية وتعلمون جيدا أن الطاغية المقبور جعل البلد مستودعا للعتاد والذخيرة والأسلحة ، ويقال أيضا وهذا ما لا أشك به أن الأحزاب الدينية الشيعية والسنية لجهات أخرى باعت أو قدمت لإيران هذه الهدية الأولية وسيلحقها الكثير ، وشاهدت الأكثر من ذلك ، مخازن وزارة التجارة نهبت بأكملها ورأيت بأم عيني أكياس السكر تباع بالقرب من معرض بغداد الدولي وسعر الكيس الواحد بألف دينار عراقي – عملة صدام الملغاة - ، ووجدت قطع السلاح تشترى من قبل أحزاب معينة وجماعات ميليشلية – على وزن الشوشلية - وأرهابية  معروفة للجميع ، رأينا العجب العجاب ، أحدهم أشترى بندقية كلاشنكوف وقرر ثمنها ودفع ، قال المشتري ربما هي عاطلة ، أجابه البائع (عمي هاي جديدة شو جيب دنجربها) ، وفعلا وضع الشاجور بها وبدأ يطلق رشقات منها وأعادها للمشتري وقال له خذها إنها صالحة ، وثمنها خمسة آلاف دينار لا غير ، والشواهد أكثر من أن تحصى ، ناهيك عن كسر أقفال البنوك من قبل جيش المحتل لنهب ثرواته من قبل الناس ، والكارثة الكبرى هنا هي المتحف العراقي وكنوزه الحـضارية ، فالقادم الجـديد يريد أن يبـني عراقـا لا يمت لـجذره بشـئ .
      الرسالة التي أريد توجيهها لأوباما ومن خلاله لبوش قائلا ، أنك أنفقت أكثر من 900 مليار دولار أمريكي ، وسقط من جنودك أكثر من 4500 جندي كما تزعم إحصائياتكم ، وحرمت الجنود الأمريكان من العيش مع عوائلهم وزوجاتهم وعشيقاتهم ، من أجل حلم بقيلولة مزعومة ، ومع ذلك نقول لك نحن العراقيون نشكر لك هذا الفضل الوهمي ، ولكن لماذا دمرت قواتك الغازية كل الأسلحة العراقية ؟ ، كل الأسلحة أعني به من الدبابة وصولا للبندقية ، أتعلم يا سيادة الرئيس أن الجيش العراقي كان يمتلك من الدبابات والمدافع الحديثة ما لا يملكه حلف وارشوا ، يا سيادة الرئيس أن الدبابة  الروسية T 92 لا يملكها في العالم آنذاك إلا العراق والإتحاد السوفيتي المنحل أيضا ، وهل تعلم أن المدفع السوفيتي ذو العيار 180 ملم والذي مداه 42  كم لا يملكه إلا العراق والسوفيت ، أن كنت جئت لتحرير العراق من نظام مستبد فاشيست فلماذا دمرت آلتنا العسكرية لتقص أجنحتنا ونصبح فريسة بيد الإرهاب والأحزاب على حد سواء ، رسالة متأخرة أضعها أمامك وأجزم أن جوابك وأن وصلت إليك فستقول هذا ما أراده سياسيوكم .



334
الشهيد أحمد عيد
وللقصائد قصصها
حامد كعيد الجبوري
        عام 2007 م وجهت لي دعوة رسمية لمناسبة 6 كانون عيد الجيش العراقي من أمر اللواء العميد الركن عبد الأمير ولا أعرف أسم والده بمحافظة بابل ، اعتذرت حينها من تلبية الدعوة فأتصل الرجل بي مباشرة ليرجوني على المشاركة باحتفالهم ، قلت له أنني لا أود المشاركة لأن القادم الجديد الأمريكي والعراقي يسمي الجيش العراقي بالجيش المنحل ، وأن حضرت لهذه الاحتفالية فسأقول قولتي الحق أمامهم ولا أخشى سلطة أحد ، أجابني الرجل لأني أعرف جرأتك بالطرح لذا أدعوك للمشاركة وهذا أولا ، وثانيا أنك ضابط وبرتبة عقيد ومحال على التقاعد فقل ما تشاء ، وبخاصة أن علمت  أن وزير الدفاع عبد القادر العبيدي سيحضر لهذا الاحتفال ،لذا قررت المشاركة فيه ، وحقيقة الأمر أني أعتقد أن الجيش العراقي أسس لغايتين أساسيتان غير حماية الدولة العراقية ، الغاية الأولى قمع حركة كردية أن حدثت ، وثانيا انتفاضة شيعية أن حدثت أيضا ، ولا يعني هذا أن الجيش العراقي لم يحقق شئ لوطنه ومواطنوه فهذا الطرح يجانب الحقيقة تماما ، وأمامنا ثورة تموز الخالدة ، ناهيك عن اشتراك وإشراك الجيش العراقي بمهام وطنية أخرى كحرب 1948 م و 1967 م و 1973 م – سواء كانت هذه الحروب مجيرة اوغير مجيرة لصالح فلان أو فلان - والتي شاركت بها مع زملائي ضباط  الجيش العراقي ، وذكرياتي بهذه الحرب – التحريك – طويلة جدا سأحاول كتابتها لا حقا ، تحركت وحدتنا من معسكر المحاويل الى الجبهة الشرقية للحرب – سوريا- ، ليلة الحركة أعلنت قيادة الجيش دعوة مواليد 1946 للالتحاق لتجانيدهم ، وحين وصولنا قضاء الفلوجة لنعبر جسرها متجهون صوب الرمادي وجدت أحد أفراد فصيلي الجندي (أحمد عيد ) منتظرا لنا برأس الجسر ، عرفني وعرفته واستوقفني قائلاً ، سيدي أريد أن ألتحق معكم لوحدتي ، قلت له هل معك كتاب من التجنيد بذلك ، قال لي أمس صدرت الأوامر ولم أذهب للتجنيد ،قلت له هذا غير جائز عسكريا ومن سيتحمل مسؤولية أي شئ  يحدث لك ، قال لي هذا لا يكون وسآتي معكم قبلت أم رفضت ، اتصلت بآمري المقدم المصلاوي الشجاع سالم الحاج عيسى ، وقولي شجاع لأنه هكذا فعلا ، إذ سيق لمحكمة عسكرية لانتمائه المزعوم للحزب الشيوعي العراقي ولم يكن الرجل شيوعيا ، بل أصر على أنه وطني مخلص ، فحكم عليه بسنتين حبس ، وهذا طبعا ليس بدولة البعث المقبور ، وكان الرجل صديقا وآمرا لي لتلاقي أفكارنا رغم فارق الرتبة حيث كنت حينها برتبة ملازم ، توقعت منه وهو العسكري المحترف أن لا يوافق على التحاق الجندي أحمد عيد ، ولكنه قال لي دعه يصعد مع فصيله وأخبر لاسلكيا الضابط الإداري النقيب عبد زيد  سيد حسين بذلك ، وهكذا ألتحق معنا البطل الشهيد أحمد عيد ، وثقوا أنني لا أعرف لهذه اللحظة أي شئ عن أحمد عيد ، عشيرته ، متزوج أم غير متزوج ، وهل هو أبن الفلوجة أم الأنبار ، وأهم من ذلك كله لا أعرف هويته الطائفية لأننا لا نبحث عن هذه المعتقدات الجديدة القاتلة للشعب العراقي ، وصلت وحدتنا دمشق فرأينا الطائرات الإسرائيلية – فانتوم - تقصف المواقع السورية ، ورأينا صواريخ  السام السوفيتيه- سابقا - تتعقبها لتسقطها ، فينطلق المواطنون لجلب طياريها أسارى ، وحادثة أجد ضرورة لذكرها حيث انقلبت سيارة المارسيدس –لوري – وهو محمل بالعتاد – القنابل  – بالشارع العام ، والذي وقف على جانبيه المواطنون السوريون ليرحبوا بالجيش العراقي وهم يحملون الطعام لجنودنا ، وحين إنقلاب السيارة صوتت أحدى النساء السوريات بأن ولدها الصبي تحت قنابل السيارة المقلوبة ، هرع الناس وما هي إلا لحظة واحدة لأجد السيارة قد وقفت على إطاراتها الأربعة بقوة عضلات الشباب المتجمهرون حولنا ، حيث أنها كانت متكئة على صناديق العتاد ، وكنت أظن أن الصبي قد مات تحت صناديق العتاد إلا أن زغاريد النسوة علت لأن الصبي كان بكهف من هذه الصناديق حتى أنه لم يخدش جسمه بشئ ، فانطلقنا لأرض المعركة وخصص لنا جزء من مرتفعات  الجولان وبالتحديد تل عنتر الذي سقط عليه الدم العراقي ، وأول شهيد سقط الزميل وأبن مدينتي الملازم عصام العذاري ، وملازم حمودي وملازم مشتاق وآخرون ، دعيت لواجب الرصد على قمة تل عنتر مع آمري المقدم سالم الحاج عيسى وحين نهاية الواجب بتحرير تل عنتر عدت لمقري لأجد شخصا موسدا الأرض مغطى ببطانية عسكرية ، ولأنه طويل نوع ما فأن قدماه الحافيتان خرجتا من أطراف البطانية ، قلت هل هو أحمد عيد ؟، نعم أنه أحمد عيد ، لم أبكي عليه ، ذهبت لجثته ، أزحت عنها البطانيه فوجدت الشظية الحاقدة الإسرائيلية قد مزقت صدره واستقرت بين ضلوعه ، أنحنيت بل جلست  قريبا لوحهه وقبلته بين ناظريه وقلت له وداعا أيها البطل.
ملاحظة : لم نحاسب عسكريا على التحاقه معنا واستطعنا إنجاز معاملة استشهاده  لتحصل عائلته على حقوقها .       

أبن الجيش
حامد كعيد الجبوري
آنه أبن العراق الراضع النهرين
وحب كاعه ورجاله وجيشه المأصل
آنه أبن الصُميده الوارث الفقار
الهد الجاهليه وجم بطل جندل
اليبرّزله أنكتل والينهزم ينجه
واليكشف سؤته أبعورته أتختل
أبو حفصه عمرنه العادل الفاروق
سن درب الأمانه البيها نتمثل
أبن حسين آنه ونخوتي العباس
من يغضب رعيد وصاعقه أتنزل
آنه أبن الزعيم الدوهن أستعمار
وحيّر للعقول ولا درب تندل
الرتبه أتلوك أله وبجتافه مهيوبه
الشجاعه والنزاهه بشخصه تتمثل
الحفظ جيشه وعراقه وحبه كل شعبه
ولا دوّر حفيره أتعفنه وينذل
                            ***
ولد الجيش أحنه الفقره والعمال   
البنه صرح العراق أبدمه وبمعول
بالقصعه ربينه وغيرة الصمون   
واليكرط ملحته صافي ومعدل
ولاجنها حضيره خرجت أجيال
وعلمتنه الرجوله أبمصنع الأول
الجيش أبن الشعب ماواله كل صدام
ولاخان الأمانه وسيرته أتبدل
جيشك هم ضحيه وشعبك الذبحوه
وتـنفّذ تآمر رغبة المحتل
نهض جيشك بنالك شرطه والصحوات
وحافضلك عراق وبيكم أتكفل
تره فشله عليك وأنت أبن أجواد
تسمي أشجع رجال الجيشك المنحل
                            ***
كل عام اليمرني أبسته من كانون
أمسّي أبذكرياتي وياهن أتعلل
أسافر بالحلم وأنزل على الجولان
وتل عنتر أصعده وفوكه أترجل
و(أحمد عيد*) جندي الباسل المغوار
المسرفن أذراعه المدفعه أتهدل
يملي للقنابل حافي ويهوّس
وكبل جَرة الحبل وّي مدفعه هلهل
حنه الكاع دمه وصاين الأوطان
شهيد وبالجنان ونجمه ما يأفل
لو ما جيشكم صد هجمة أسرائيل
جاقادة عربكم ذلة تتزنجل
وصل منهم جزاء أمفخخ وذباح
ولا أنعاتب زلم من شين ما تخجل
أذن حقه الأحتلال الجيشك أيحله
لأن توجع ضربته وللعظم توصل
                            ***
شدوا أحزامكم ولدي يرفعة راس
أحلفك بالرساله وبيكم أتوسل
أسرج عالمنيه ورايتك شعلان
لبس يشماغ عزه وفوكها أتعكل
دكوا أحصونهم وأتّبع الأرهاب
وهدم فوك راسه بيته والمعقل
وجيش الأحتلال أنذكره أبوعده
طاح الطاغيه ومشكور من يرحل
لتزعل ولدنه ولد أبو الحسنين
يرّج الكون جيش عراقي من يزعل
وآخر أمنيه بنص ولدي أستشهد
مو ضابط مقاتل تامر وأقبل
                             ***


335
البرلمان العراقي ومجالس المحافظات و الحاجة منهما


حامد كعيد الجبوري
         قبل أيام قلائل استمعت للنائب عن قائمة التحالف الكردستاني محمود عثمان ، بحديث مقتضب مفاده أن الساحة العراقية الحالية غير مهيأة لحياة برلمانية ، بسبب عدم وعي النخبة السياسية لهذا الدور القيادي الريادي التشريعي ، وأنا أستغرب لمثل هذا الحديث الذي طرحه محمود عثمان ، وغرابتي تكمن أولاً ، أن الحديث الذي أدلى به يتوافق تماما مع ما أومن به شخصيا ، وثانيهما فيما برره من عدم قناعاته بالبرلمان هذا بسبب الثقل المالي الذي خلفه وسيخلفه لدورات لاحقه ، وهذا لعمري رؤية أعتز بها  وهي تصدر من برلماني معروف استفاد ويستفيد من مدخولات أجدها  سرقة مشرعنة قانونا ، للجميع طبعا وليست محصورة به شخصيا ، والمتتبع لخطى البرلمان العراقي سيجد صحة ما أذهب إليه ويذهب له محمود عثمان ، فالبرلمان العراقي حلقة تأخيرية لمشاريع لو كانت بيد الدولة حصرا لأنجزت دون المرور بهذه الحلقة المفرغة تماما ، والمتتبع لجلسات البرلمان يجد أن المشاريع أو القوانين التي يراد منها بناء الوطن والمواطن تعطل ، وتنجز قوانين لها علاقة بمنافع شخصية للبرلمانيين حصرا ،إلا ما ندر وتحت ضغوط شعبية ، والشواهد أكثر من أن تقاس ، رواتبهم ورواتب حمايتهم ومميزاتهم من جواز سفر دبلوماسي لمدى العمر وقانون تقاعد 80%  مما يتقاضوه ، ناهيك عن رواتب رئيس البرلمان ونوابه ونثرياتهم غير المعروفة حتى للبرلمانيين الآخرون أنفسهم ، أضف لذلك مئات الملايين من الدنانير العراقية التي تشرعن لهم لتحسين أحوالهم المعاشية كما كان يفعل رأس النظام البائد سابقا ، ولو أخذنا مثلا أن عدد أفراد الجمعية الوطنية التي شكلها سئ الصيت (بريمر) ، ونضيف له أعضاء البرلمان المنتهية صلاحيته ، ونضيف له عدد أعضاء البرلمان الجدد ، لأصبح  الناتج لدينا 875 برلماني ، ولو افترضنا أن راتبهم التقاعدي فقط دون امتيازات وحمايات ومنافع شخصية  (5) ملايين دينار وهذا أقل تقدير بزعمي ، ونضربه  بعددهم  لكانت نتيجة ذلك مذهلة للقارئ 4375000000 أربعة مليارات وثلثمائة وخمس وسبعون مليون دينار عراقي شهريا ، ولو ضربنا الناتج ب12 لنحصل على المقدار السنوي ، لكان الناتج نصف ترليون وخمس وعشرون مليون 525000 ، ولو افترضنا أننا وصلنا للدورة العاشرة لكان رقما مذهلا لا يمكن لميزانية العراق الوفاء بمرتبات البرلمانييون ، هذا للبرلمان العراقي الذي لا جدوى منه ولا نفع يذكر ، وهناك حلقة أشد تعقيدا من البرلمان وأكثر عدم جدوى وهي مجالس المحافظات الوهمية ، فما هي إلا حلقات طفيلية منتفعة من وضع أحزابهم الفاعلة بالسلطة الحالية ، فالميزانية غير  التشغيلية التي يتحدثون بها لمحافظاتهم  تنفق لسفرات سياحية لأعضاء مجالس المحافظات المزعومه ، وفي العام الماضي فاض مبلغ لا أعرف مقداره فأنفق لسفرات لأعضاء مجلس المحافظة ، وكما حدثنا بذلك المرحوم نعمه البكري بمجلس ثقافي ضمنا معه ، لذا نجد التكالب على الحظوة بمقعد برلماني ، أو مقعد بمجلس المحافظة ، لا لخدمة العراق وفقراءه ، أو المحافظة وأبنائها ولكن لملئ الجيوب  بمال أجده حرام عرفا وشرعا ، ولا أريد أن أضرب مثلا بمحافظتي بابل التي أجزم أن أعضاء مجلس محافظتها لا يملك أغلبهم الشهادة التي تؤهله لتبوء مثل هذا المنصب ألتشريفي ليس إلا ،  كما هو حال البرلمانيين وأعضاء مجالس المحافظات الآخرون ، ولا ضير من أن أذكر أن أعضاء مجلس محافظة بابل  قد استبدلوا سياراتهم الموديل 2009 بسيارات أخرى موديل 2010 وبعد لم تستهلك إطارات سياراتهم التي تركوها- موديل 2009 م - ، أخلص بنهاية موضوعتي المضحكة المبكية ، أن كل الأصوات علت إلا صوت الوطن الذي غيّب وتقاسم أرثه صدامييون جدد ، وليس قولي صدامييون لتبنيهم أفكارا شوهاء للبعث المقبور ، ولكنهم سلكوا نهج صدام وحزبه المجتث  ، ولو أضفنا رواتب هؤلاء لرواتب أعضاء البرلمان لكانت النتيجة لا أعرف عدها أنا ، بل سأذهب لمختص رياضي – الرياضيات – بذلك  ، ولو افترضنا أن راتب عضو البرلمان مليونا دينار عراقي ، وراتب عضو مجلس المحافظة مليون دينار ، وبلا تقاعد للاثنين ، لأن القوانين تنص على أن التقاعد يعطى لمن يخدم أكثر من خمسة عشر سنة ، ترى كم سيكون عدد المرشحين للبرلمان أو لمجالس المحافظات ؟ سؤال أطرحه لأبناء الوطن الشرفاء تحديدا . 



     

336
المنبر الحر / عرب وين طنبوره وين
« في: 15:15 26/08/2010  »
(عرب وين طنبوره وين)
حامد كعيد الجبوري
        ربما الكثير لا يعرف هذا المثل الشعبي ، ولتوضيح المثل وتقريبه للأذهان ، يعني المثل الشعبي (عرب وين طنبوره وين) ما عرفته من العامة بهذا الخصوص ، قديما تزوج رجل بدوي من امرأة لا تنطق (خرساء) ، وكذلك لا تسمع (طرشاء) ، وبدأ الزوج يعلمها ما يريده منها بالإشارة مرة وبالتوضيح مرة أخرى ، فإن أحتاج لقدح ماء أشار لفمه وهكذا ، وبما أن الرجل يحتاج من زوجته ما يحتاجه الأزواج ، فقد علّمها  أنه كلما بسط عباءته أرضا نامت زوجته عليها لقضاء حاجته الجنسية ، واستمرت حياته معها هكذا والرجل مسرور من أفعال زوجته ، وكذلك هي تقدم لزوجها منتهى الطاعة  والعرفان بالجميل ، لأنها لا يمكن أن يتزوجها أحد بسبب عاهاتها هذه ، ومعلوم أن البداوة تختلف عن حياة المدن ، والبدوي يكسب قوته بسيفه ، وحدث غزو كبير لقبيلة زوج (طنبوره) ، لذا قرر رجالاتها الهرب بما خف وزنه وغلا ثمنه درءا لهذا الغزو ، ذهب زوج (طنبوره) لينفذ ما أتفق عليه رجال القرية وبسط عباءته أرضا فنامت (طنبوره) عليها ، كاشفة عورتها ليقضي زوجها مأربه ، ولأنه بعجلة من أمره جذب عباءته من تحتها وبسطها بمكان آخر ، فظنت (طنبوره) أن زوجها أراد أبدال المكان ، وكيف له أن يفهم زوجته بحالة قبيلته وهي الخرساء والطرشاء ، ونتيجة لذلك خسر حياته  وماله واستعبدت زوجته لرجال القبيلة الغازية .
      ما حدث ل(طنبورة)  حدث معنا نحن أبناء العراق المستضعفون ، رفعنا أكفنا دعاءا لله سبحانه وتعالى أن يخلصنا من نظام جائر دكتاتوري قاتل ، فأبدلنا بأتعس من ذلك الدكتاتور ، ( خلصنه من علي والجاي أبوك أحسين) ، السابق الدكتاتور كمم أفواهنا والقادم الجديد كمم أذنيه من أن يستمع لنا ، ستة أشهر أنقضت والمشكلة بل المعضلة لا تزال قائمة بنفسها ، خيار العراق يتجاذبه شخصان لا غير ، المالك للعراق – المالكي- أولا ، والشيعي المتسنن أو المتعلمن ثانيا .
      المأساة العراقية لا يمكن أبعادها عن هذه الإشكاليات ، الأولى سنة فقدوا سطوتهم التي أمتد نفوذها لبداية الدعوة الإسلامية ، ناهيك عن الدعم العربي الكبير لهذه الطائفة ، وإشكالية ثانية ممثلة بالطائفة الشيعية التي تعتقد بمغبونيتها وتهميشها وقمعها من ممارسة شعائرها من لطم وتطبير وسلاسل وسير على الأقدام بمناسبة وبدون مناسبة لعتباتهم المقدسة ، ومن الطبيعي أن دولة إيران الشيعية هي المغذية الأولى لهذه الأطروحات الطائفية ، ناهيك عن أن الأحزاب الدينية الشيعية تمد بأموال طائلة من دولتهم الإيرانية التي قدموا منها ، وهناك إشكالية  عرقية كبيرة ممثلة بالكرد وما يريدونه من إنفصال عن الدولة الأم ، متغذية بهذا النهج العرقي من خلال مظلوميتهم السابقة ، ومحاولة للسيطرة على كرد دول الجوار – إيران وسوريا وتركيا - ، وهناك معضلة أكبر من كل ما ذهبت إليه وهي الدولة المحتلة – امريكا – ، التي قدمت للعراق لا للإطاحة بنظام طاغية ، ولا لسواد عيون العراقيون ، بل للسيطرة على بلد خصب بكل شئ .
      أن حال حكومتنا العراقية الجديدة كحال ( طنبورة ) ، يقف العراقيون الوطنيون كل يوم ، بل كل لحظة منددون بممارسات جديدة لحكام بائسين ، ليس لهم من السياسة إلا أن يملئوا جيوبهم بسحت حرام ومال مسروق ، نحذرهم من أن خطر المؤامرة أكبر من تصورنا وتصورهم وهم يعطوننا (أذن الطرشه) كما يقول مثلنا الشعبي ، نقول لهم (أعطوا الخبز لخبازته) فيزدادون عنادا وسرقات أكبر ، تصوروا أن مضمدا – مع احترامي لهذه المهنة- يصبح وكيلا لوزارة أمنية لأنه من حزب فلاني ، ويستبعد ذو الاختصاص المهني لأنه من حزب آخر ، (وعلى هل الرنه أطحينج ناعم) ، فأغلب القيادات العسكرية
 جاءت بأسلوب منح الرتب العشوائي كما فعل طاغية العراق سابقا ، وخلاصة القول الذي أجد أن موضوعتي قد بعثرت هنا وهناك أقول ، أن الدم العراقي أشرف من أن يوضع بأيدي قتلة محترفون وطلاب كراسي تبنى بدماء الأبرياء منا ، وهاهو العراق ينزف من دماء خلص أبناءه الكثير ، والسياسة قابعة بين المؤامرة والتطبيل لمحتل جاء بهم ، وأن النصر لقريب بيد الشعوب .   




337
المنبر الحر / هل تسرق الثورات ؟
« في: 12:18 23/08/2010  »
هل تسرق الثورات ؟
حامد كعيد الجبوري
    كثيرة هي الحكايات التي نستمع إليها أو نقرأها ، فلان سرق أموال فلان ، أو أخ أستحوذ على أملاك وأرث والده وحرم أخوته من حق شرعي لهم ، وآخر أنتحل أفكار الآخرين شعرا أو نثرا أو موسيقى أو رسما ونسبها إليه ، كل هذا يمكن أن يحدث ببساطة متناهية ، ولكن أن تسرق ثورة هذا ما لا يمكن تصوره ، ومن البديهي ان الثورات نضالات شعوب تعاني قهرا وظلما ، ولكن الغريب أن هذه الثورات لا تؤول مردوداتها الى الشعوب بل الى نخب سياسية طفيلية تجني من دماء الفقراء والوطنيين الحقيقين ثمار ما قدموه ، وكما يقول المثل الشعبي (يجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) ، وهذا ما  نلحظه جليا هذه الأيام حيث غيبت قوى وطنية فاعلة في المجتمع العراقي ، وحتى أن من أنتفض أبان إنتفاضة آذار الشريفة العفوية غيبوا عن الساحة تماما وآلت أمور البلاد والعباد لمن كان ينتظر موائد الآخرين من شرق وغرب ، والغريب في المعادلة السياسية الجديدة إشاعة الفكرة المسمومة بأن ثورة 14 تموز 1958 الخالدة ما هي إلا انقلاب عسكري جَر البلاد لويلات عشناها بعيد 1958 م ، وليس هذا بجديد على الطفيليات السياسية الجديدة ولا ببعيد أو مستعبد مثل هذه الطروحات الضالة والمظلة ، ولكنها – الطروحات- لا يمكن لها الصمود أمام الواقع والحقيقة الدامغة ، وسأورد  مثلا من ثورة العشرين الخالدة التي يقول عنها الساسة الجدد أنها لم تحصد ثمارا للشعب العراقي بل أوقعته بدهاليز لا حصر لها ، متخذين من مثلهم المقبور صدام حسين نهجا لما يذهبون إليه ، والطاغية صدام أراد أن يسلب الدور القيادي لأبناء الوسط والجنوب في التنظير والقيادة لثورة العشرين مانحا أخوتنا أبناء الأنبار وبالتحديد الفلوجة الدور الريادي والقيادي لثورة العشرين ممثلة بالشيخ ضاري ، وأنتج فلم المسألة الكبرى للبرهنة على ذلك ، وأنا لا أنكر دوره – الشيخ ضاري - بذلك ولكن سوية مع أخوته أبناء عشائر العراق قاطبة إلا النزر القليل من هذه  العشائر التي هادنت المحتل لغايات واضحة جلية ، ومعلوم أن ثورة العشرين بدأت جذوتها من فقراء العراق وسياسيوه وعشائره ومراجع دينه ، حيث عقدت جلسات يذكرها أصحاب السيّر لثورة العشرين بلقاءات في كربلاء المقدسة ، وأشعلت شرارتها الأولى بالرميثة – شعلان أبو الجون – وامتدت شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لتصل الى بعقوبة والى الفلوجة ، وأنجز لصدام هذا الفلم – المسألة الكبرى – ليحجب بغايات خبيثة دور الوسط والجنوب .
        بعد انتفاضة آذار الباسلة شكلت وفود من المحافظات العراقية بقيادة ما يسمى أمين سر الفرع من كل محافظة للقاء سيدهم وتقديم ولاء الطاعة من جديد له وللاعتذار عما حصل بتلك المحافظات ، ومما لفت نظري أيامها تلك الوفد المشكل من محافظة السماوة ، مهوال ضرير كان يفترض بي أن أدون أسمه لشجاعته وللتأريخ أيضا ، شيوخ من أحفاد قواد ثورة العشرين ، إضافة الى الوفد الرسمي الحزبي للطاغية المقبور ، سأل المهوال الضرير من يجلس قريبا منه قائلا ، أين موضع جلوس الشيوخ ؟ ، وأين المكان الذي يفترض أن يجلس به الطاغية ؟ ، عرف الرجل الضرير مكان الجلوس لمن سأل  عنهم ، في الساعة المحددة دخل صدام الى القاعة فنهض الجميع مصفقين ومنشدين لبطل كارتوني مزعوم ، نهض صاحبنا الأعمى متخذا عصاه كبندقية مهوال ، أمر صدام بأن يعطى – الضرير- بندقية حقيقية من نوع (برنو) كي يؤدي دوره بها ، قال المهوال
     لوّن  شعلان يدري أنباكت الثورة
    جا شك التراب وطلع من كبره
    عدنه ب (السوير) المسألة الكبره
    الشاهد عدنه الشاهد   
                            ذوله أيتام أمن العشرين وأشار ببندقيته صوب جلوس شيوخ العشائر ، ومعنى ذلك أن دليلنا على أن ثورة العشرين أنطلقت شرارتها من عندنا ودليلنا بذلك هؤلاء المشيخة الذين فقدوا أجدادهم وآبائهم بثورة العشرين ، ثم أن هناك شاهد إثبات آخر وهي الواقعة التي حدثت بموقع السوير القريب جدا من محافظة السماوة ، وأن حادثة القطار الذي أدى بقتل الجنود الإنكليز والسيطرة على السلاح كغنيمة في السماوة وليس بمكان آخر ، ولقد تمخض هذا اللقاء عن إيقاف عرض فلم المسألة الكبرى لتصدي تاريخي نطق به مهوال أعمى .
       ولكي لا تسرق منا الثورة العملاقة التي قادها وخطط لها أبن الشعب البار عبد الكريم قاسم والتي شارك بها الشعب العراقي الأصيل ، ولكي لا توسم على أنها إنقلاب كما يحلو للساسة الجدد بث سموم ذلك ، والحقيقة أوضح من الشمس لأن القادم على الدبابات الأمريكية من حملة الجناسي مثنى وثلاث ورباع ، يريد أن يسفَه تاريخ شعب عراقي أصيل ، وليحسّنوا صورة قاتمة عن تاريخهم المزيف الصدئ ، ولهم سينبري مثل ذلك الأعمى الذي يبصر أفضل مما يبصرون ليقول لهم ،
             لوّن شعلان يدري نوصل الهل حال
             جا فلش مضيفه ولا لبسله أعكال
             أمن المنطقة الخضرة ما طلع خيال 
             إ يحارب بيش إ يحارب
                                      لا فالتنه ولا مكوار



     

338
المنبر الحر / مشاهدات حيه
« في: 12:06 20/08/2010  »
مشاهدات حيه
حامد كعيد الجبوري
       لم أمسك طيلة حياتي بجواز سفر لأني من الممنوعين من السفر حقبة أيام الدكتاتورية البغيضة ، وأعد ما حصلت عليه من جواز سفر بعد سقوط صنم الدكتاتورية فتح ليس بعده فتح ، رغم أن الجواز الذي حصلت عليه من نوع (s) الذي لا يقبل من أغلب دول العالم ، وبما أن جواز السفر هذا لا يقبل لدى غالبية الدول أن كانت فيه تأشيرة من دولة إيران لذا صرفت النظر عن زيارتها سيما وأني لست من المتحمسين لنظام الملالي القابع في إيران ، ولا أخفي أكباري للشعب الإيراني الذي يقف بوجه نظام يتخفى بوجه الدين الإسلامي ، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان حيث اختارني رئيس غرفة تجارة  بابل أن أكون عضوا مع وفد رسمي من الغرف التجارية العراقية لزيارة إيران ، والجميل أن السفرة بكاملها تتكفل بها غرفة تجارة طهران من نقل بالطائرة وضيافة لمدة ستة أيام في فنادق الدرجة الأولى ، وأكرر القول أني لست من دعاة أسلمة الدول ، ولا أنكر إعجابي بمواقف الشعب الإيراني التواق للتحرر من قيوده المفروضة وتطلعه للحياة الكريمة .
     وصلت طائرة (الأيرباص ) الإيرانية مطار طهران الساعة الثالثة بتوقيتهم الرسمي ، كانت بانتظار الوفد سيارات حديثة لتقلنا لفنادق الدرجة الأولى ، قبل ساعة ونصف من الآن كنا في العراق ودرجة الحرارة كما تزعم الأنواء الجوية (49ْ) م ، وحين وصولنا لطهران كانت درجة الحرارة وكما قرأت من قبلنا (30ْ) م ، وصلنا لمقر أقامتنا وأبلغنا أن هناك مؤتمرا ليليا لرسم وقائع الزيارة مع وجبة العشاء الفاخرة ، في اليوم التالي 4 أب أقلتنا سيارتهم لجلسة تجارية بحضور مسئول من وزارة التجارة الإيرانية ورئيس غرفة تجارة طهران وتجار إيرانيون كبار إضافة للملحق التجاري  العراقي ، مضت نصف ساعة ولم تعقد الجلسة إياها ، سألنا عن سبب التأخير وعرفنا أن سعادة الملحق التجاري العراقي لم يحضر لحد الآن ، حين وصوله متأخرا قرابة الساعة أنبريت له قائلا ، هل هذا هو الوجه الحضاري الديمقراطي العراقي الجديد ؟ ، أجابني ببرود تام أن زحمة المواصلات أعاقت حضوره المبكر ، قلت له ألم تحسبها بشكل جيد وتكلف نفسك بالحضور مبكرا لتتفادى زحمة الطريق ؟ ، لم يجبني ببنت شفة لربما لم يرقه طرحي هذا ، وحصلت  على الإجابة من سائقه الذي قال لي بالحرف الواحد ، ( عمي لتكلف نفسك وتحاجيه لأنه صنيعة المحاصصة القاتلة) ، قلت له لمن يمثل هذا  الشاب الذي لم يبلغ الثانية والعشرون ، وقد لا يحمل شهادة تؤهله لهذا المنصب ، أجابني بأن والده صديق لدولة فلان ، قلت له ومن عينك بهذا الوظيفة ؟ ، أجابني بأن سعادة الوزير الفلاني كرمني بها ، ولكم أن تتصوروا بؤس المناصب وبؤس من يكلف بها ، جمعتنا الصدفة مع مهجر عراقي (صلاح) من أهالي بابل وهو عديل لشخصية سياسية عراقية مرموقة ويتحدث عن عائلة عديله المسئول فيقول أن أغلب ما يملكه هذا المسئول في إيران وأن عائلة عديله لم تزر العراق منذ  السقوط وليومنا هذا فأي ولاء عراقي لهذا المسئول الجديد ، أصطحبونا مضيفونا لمعرض طهران الدولي في اليوم  التالي وتشارك في هذا المعرض (44) دولة إضافة ل (700) شركة إيرانية عملاقة ، في الليل كانوا يأخذوننا لمصايف طهران التي تبعد عنها بضعة كيلو مترات وهنا يختلف الجو كثيرا حيث لا يمكنك السير دون إرتداء ملابسك بما فيها (السترة) ، نهاية الزيارة لطهران غدا 5 / 8 وسنتوجه الى أصفهان التي يقول عنها الإيرانيون أنها نصف الدنيا ، وأصفهان عبارة عن مزهرية كبيرة تحيطك الزهور من كل حدب وصوب ، والطريق الى أصفهان شبه جبلي والغريب أن الطريق بكامله مزروع بمحصول الحنطة والشعير وآثار حرق مخلفات الحقول بادية للعيان ، والأعجب من ذلك أنهم  تهيؤا لزراعة الموسم  القادم معتمدون على مياه الأمطار الغزيرة ، ولو علمنا أن إيران لا تمتلك من الأنهر الكثير إلا أنهم يعتمدون الآبار الجوفية لزراعة محاصيلهم الخضرية والفاكهة وما أكثر أنواعها ، ولا أريد أن أطيل كي لا أتهم بالإيرانية بل سأختصر قدر المستطاع ، لقد حولوا دار والد شاه إيران السابق لفندق أسميته الفندق الخرافي ، ولو قارنا ببيوت الطاغية المقبور فأن قصر الشاه الراحل لا يمثل شيئا ما مقابل قصور الطاغية التي حولت لمكب لنفايات الحكومة الجديدة ، نهاية زيارة أصفهان ومعالمها التراثية العجيبة ( ميدان الشاه الصفوي ، المنارة المتحركة لحركة المنارة  الأخرى ، الجسر العجيب الذي بناه الشيخ البهائي وما به من التفاتات زمانية ومكانية ، الجبل الذي جعلوه حجة لزيارات القادمون لأصفهان ، الدار الذي يسكنه الحاكم الصفوي الذي يرغب سماع الموسيقى طيلة النهار من غرفة يعزف بها عشر دقائق ليبقى الصدى يردد طيلة النهار ، الشوارع النظيفة التي يصعب أن ترى ضوء الشمس من خلال أشجارها العالية ) .
     أبلغنا أن موعد الزيارة والضيافة إنتهت فمن يرغب بالعودة يعود معهم لطهران ومن ثم يركب الطائرة للعراق ، أقنعت صديقين بالبقاء ليومين آخرين لنذهب الى مدينة أو أقليم همدان الذي قرأت عنه الكثير فأستجابا لما دعوتهما وعلى نفقتنا الخاصة ، أستأجرنا سيارة لسائق يحسن العربية قليلا ، فجرا أنطلق بنا صوب همدان عبر طريق جبلي مرعب ووصلناها الساعة الثالثة بعد الظهر ، أودعنا حقائبنا في الفندق وأنطلق بنا سائق السيارة لمسافة تبعد خمسون كم عن همدان حيث مغارة (علي صدر) وهي أجمل وأكبر من مغارة ( جعيتا اللبنانية) ، حيث أعمدة صخور (الأستكمالايت)  الملونة النازلة من سقوف المغارة والمتكونة من الرذاذ المتساقط على أرض المغارة التي نصل إليها بواسطة قوارب مائية سياحية زهيدة الأجرة بشكل عام ، في المساء زرنا مقبرة العالم والطبيب أبن سينا الذي كنت لعهد قريب أتصوره عربي الجنسية فيما أتضح لي أنه فارسي ، وقبره عبارة عن محطة سياحية تحيطها الزهور من كل جانب حتى خيل لي أن أيران يمتد فيها فصل الربيع الى الشتاء ، بعدها أخذنا سائقنا الفارسي الى شلال (عباس آغا ) وهو شلال صغير تصله عبر قطع مسافة جبلية مقدارها (10) كم ، وهو لا يضاهي شلالاتنا التي حرمنا منها ومن متعتها الجميلة ، تنخفض درجة  الحرارة لعشر درجات تقريبا عن درجة حرارة همدان حتى أني طلبت من مرافقي العودة مبكرا لأني بدأت أحس ببرودة الجو في المصيف الشلال .
    في اليوم التالي 12 / أب حزمنا أمتعتنا عائدون للعراق عبر المرور بإقليم كرمنشاه الجميل وصولا الى إقليم مهران ، في نقطة حدود مهران رأيت العجب بعينه ، صالات مبردة للقادمين ومرافق صحية وحمامات تربو على المائة ، ووصلنا للمنفذ العراقي ووجدت الأعجب بكثير حيث النسوة يأخذن قارورة للماء ويذهبن الى (الجول) بالتعبير العام لقضاء حاجتهن متخذن من عباءاتهن وسيلة للتخفي عن أعين الناظرون .
   في جلسة رمضانية حضر لها محافظ بابل وسابقه ، وعضو برلماني من دولة القانون  ، وحضور كبير لمثقفي بابل قلت لهم جميعا لماذا لم ينقل الساسة العراقيون الذين أتخذوا من إيران ملجأ وملاذا سابقا وحاليا هذه التجربة ؟ ، ولماذا تعلموا من بعض الساسة الإيرانيون السرقة ولم يتعلموا منهم حب وطنهم ؟ ، لقد رأيت شعبا شغولا محبا لوطنه ومحبا للحياة ، بعيدا عن الساسة ومماحكتهم وامتيازاتهم غير القليلة ، وأخيرا أقول أن من العار على دولة أمريكا أن تلجأ الى الخيار العسكري لتدمر مثل هذا البلد الذي أحبه شعبه ، ألا يمكن لأمريكا أن تجد لها مخرجا مع ساسة  العمائم في طهران لتجنب شعبا محبا للحياة والتحرر من ويلات حرب أو تدمير تعد لها أمريكا عدتها . 




339
المنبر الحر / العاقل يفتهم
« في: 11:27 28/07/2010  »
العاقل يفتهم
حامد كعيد الجبوري
         أرتبط الخروف ( الطلي ) بعلاقة صداقة حميمة مع التيس ( الصخل ) ، ولم يفترقا لحظة واحدة ، يخرجان فجرا ليرعيا في البساتين المليئة بالعشب والكلأ وعيون الماء الصافية الجارية ، في المساء يعودا لمسكنهما ليقضيا ليلهما فيه ، وهكذا لكل يوم ، بعد نهاية موسم الربيع وبداية حلول فصل الصيف يصيبهما هلع كبير بسبب قلة الحشائش ، وما يأكلانه من خيرات البستان التي يرعيان بها ، ناهيك عن شحة الماء في فصل الصيف ، أقترح التيس على الخروف بأن يتركا بستانهما والتفتيش عن بستان أخرى ، طرق سمع التيس أن هناك عبر الجدول مرعى كبير لا يزال غير مكتشف لدى  الحيوانات الأخرى وقررا الذهاب له ، فجرا حزما أمتعتهما وأتجها صوب المرعى الجديد ، ولكن مشكلة العبور للضفة الأخرى أقضت مضجع الخروف فكيف يتسنى له عبور هذا الجدول وهو بهذه الإلية الكبيرة ، أما التيس فلم تكن له معضلة بهذا الجانب سيما وأنه تربى في  الجبال ومدرب على التسلق والعبور لأي مكان يشاء ، بدأ التيس في العبور من هذه الضفة للأخرى ليشجع صديقه الخروف على العبور ، والخروف لا يزال مسمرا بمكانه لا يستطيع عبور الجدول ، طفح صبر التيس وخاطب الخروف قائلا له ، عليك أن تجرب يا أخي وما هي إلا قفزة واحدة وستجد نفسك بضفة الخير الأخرى ، ألم  تشاهد بعينيك هذه الحشائش الزاهية والماء الوفير والمساكن المتروكة ، وأقترح عليه أن يقف خلفه ليساعده بدفعه ليقفز للضفة الأخرى ، سلم الخروف أمره لربه وقال لصديقه عندما أعد للثلاثة أدفعني بقوتك لأقفز الى هناك ، وما هي إلا لحظة وإذا بالخروف يجد نفسه آمنا بالضفة الأخرى ،ولكنه لا حظ صديقه التيس وهو ممدد على ظهره ويصدر صوتا ضاحكا أثار حفيظة الخروف وقال للتيس ، ما يضحكك يا صديقي ؟ ، ألا يفترض بك تهنئتي على سلامة العبور ! ، أزداد التيس ضحكا حتى أشرف أن يفقد توازنه من شدة الضحك ، كرر الخروف لصاحبه التيس سؤاله متعجبا من ضحك التيس الصبياني ،  بعد أن هدأ التيس من ضحكه الطويل قال للخروف إنك حينما قفزت للضفة الأخرى ارتفعت إليتك وبرزت أعضاءك التناسلية أمامي مما استدعاني للضحك هكذا ، ولأني ومنذ أن زاملتك لم أر ى من أعضاءك التناسلية شئ ، هز الخروف يده استهزاءا بالتيس وضحكه غير المبرر وقال للتيس ، منذ أن زاملتك وأنت تتحرك أمامي وليس لك إلية مثلي ، وأنا كل لحظة أرى أعضاءك التناسلية ولم أضحك كضحكك الهستيري هذا ، أنت رأيت أعضائي التناسلية مرة واحدة وتحت ظرف قاتل ولم تستطع كتمان ما رأيت ، فما بالك بي وأنا أرى عورتك غير المستورة  كل لحظة ولم أضحك من رؤيتها أبدا ، والعاقل يفتهم كما  قلنا سلفا .




340

وللأهازيج  قصصها (1-2)


حامد كعيد الجبوري



2 : ( خايف منك خاف أ تجيت أعليه) 
مرض الشيخ ( حاتم الحسن ) شيخ عموم الحسناوين في الفرات الأوسط ، وهو من سكنة ( الصليجية) ناحية العباسية العائدة لقضاء الكوفة محافظة النجف الأشرف ،  وكان مرضه الذي مات به منتصف السبعينات من القرن المنصرم ، وحاتم الحسن وجه عشائري له ثقله بين عشائر العراق ، ولوالده موقف سجل عليه لا له فترة ثورة العشرين الخالدة يذكره المهتمون بها ، ومن المعلوم أن كل شيوخ العشائر لهم (مهاويلهم)  الخاصون بهم ، والشاعر (المهوال) لسان عشيرته بأفراحها وأحزانها وحروبها وغاراتها على العشائر الأخرى ، ويفضل (مهوال) العشيرة على (المهوال) الذي ينتمي لعشيرة أخرى ،
 وكان لحاتم الحسن شاعرا (مهوالاً) صديقا له  أسمه (فنجان الحسناوي) ويكنى بأبي زيدان ، والشيخ حاتم الحسن مسجى بإحدى مستشفيات العاصمة بغداد منتصف السبعينات تحدث من على سرير موته مع (مهواله) فنجان قائلاً له ، فنجان ، أجابه ( لبيك إمحفوظ آمر) ، قال الشيخ لفنجان لطالما امتدحتني بحياتي في مواقف شتى فما عساك تقول راثيا لي بعد موتي ، أجاب فنجان شيخه ( عمرك إطويل إمحفوظ إنشاالله من عمرنه على عمرك) ، قال الشيخ ( لا فنجان هاي مرضة موت ماظن أكوم منها ، أبروح أبوك شو درثيني) ، أطرق فنجان قليلا ونهض من مكانه قائلا
                 وراك العمر ما ريده ولا هوّس بعد بحزام
             وعليك إنسد مضايفنه يملفه الزلم من تنظام
            ي(نيص) الأسد من تجبل أعله ظهره من يريد أينام
              خايف منك خاف إ تجيت أعليه
الشطران الأولان معلومان للقارئ الكريم ولكن الشطر الثالث يحتاج للتوضيح كما أرى ، فال(نيص) حيوان بري يقارب الأرنب بحجمه ولكنه بوثبة واحدة ينقض على الأسد ويقضم رقبته من قفاه فيدرك الأسد النزف من الدماء حتى الموت ، فلذا عندما يرى الأسد (نيصا) ينام على ظهره ويرفع أرجله ويداه لكي يتقي قفزة ال (نيص) ، إلا أن ال(نيص) لا يهجم على فريسته وهو نائم على ظهره لأن بذلك حتفه بل ينتظر جزع الأسد من استلقائه ليهجم عليه ويفترسه ماصا دمه .
وأطرق (المهوال) وأردف قائلا
          ياميراث الأول حيث الأول عال – من العلو
         ويا حلو المحاجي ويا كلب رجال
        ترهه أعله السطور ومثل حرف الدال
       (خليه يالدنيه أتنومس بيه)
ولا أعرف بماذا يتمييز حرف الدال على بقية الحروف ولم أجد من يفسر لي ذلك ، وقد يكون الشاعر يقصد أن حرف الدال يشبه رأس السهم .
3 : (الشر يتلبد وأحنه أندور أعليه)
يمر القطار النازل والصاعد من وألى البصرة الفيحاء عشائر بل قل قبيلة الظوالم وهي كثيرة البطون ،  والتي تمتد من الديوانية وصولا لذي قار ، وكان الوطنيون من الثوار المعارضون لوجود المحتل ببلادهم يعترضون قطار المؤن والمعدات العسكرية الإنكليزية برميه بما تيسر لهم من أسلحة آنذاك ، أستاء القائد الإنكليزي من فعلتهم هذه وأرسل لقسم من الشيوخ المؤازرين للمحتل وما أكثرهم – ما أشبه اليوم بالبارحة - ، جمع القائد الإنكليزي مثل هؤلاء الشيوخ بمكتبه وحدثهم بمكره وأهداهم العطايا فمنهم من استجاب ومنهم من رفض ، أغدق القائد الإنكليزي على من تواطأ
 معه وأعطاه مبلغا من المال لأجل مأدبة يقيمها للقائد المحتل ، أكل الجميع من هذه المأدبة المدفوعة الثمن وتحدث القائد مع الجميع قائلا ، لا أريد من عشائركم شيئا ما إلا أخبارنا أو إخبار الشيخ بأسماء من يتعرض للقطار بعد هذا اليوم ، أجاب الشيخ بنعم لك ما تريد أيها القائد ، قال القائد موجها كلامه للجميع إجلبوا لنا قرآنا ليكون شاهدا عليكم ، جلب الشيخ قرآنه وقبل أن يضع يده على القرآن للقسم نهض أحدهم من مكانه مخاطبا الشيخ ، ( على هونك إمحفوظ خليني أهوّس كبل ما تحلف) ، تفتحت أسارير الشيخ معتقدا أن (المهوال) سيطلق عنان لسانه لصالحه أي الشيخ
 ليقبض ثمن إهزوجته (هوسته) ، وكانت (نخوة) عشيرة الظوالم هي (ولد جلبه) ، والنخوة هذه يعرفها أبناء العشائر، ولكل عشيرة نخوتها الخاصة بها ، يطلقها أبن العشيرة حينما يظام ولا يجد ناصرا له ، توسط (المهوال) الجمع قائلا
        أحنه (أولاد جلبه) وبزرة الشيطان
ويروى
       أحنه (أولاد جلبه) وما نهاب الدان - القنابل 
        نحلف بالترك ما نحلف بقرآن
       ونحلف بم (صليب) الجايه من إيران
       (الشر يتلبد وأحنه أندور إعليه)
ونحلف ب ( الترك ) دلالة للبندقية التركية التي هي سلاحنا ولا نقبل أن نحلف زورا وباطلا بالقرآن الكريم ، و(أم صليب) البندقية المعروفة والتي كانت  تصنع في دولة إيران ويجلبها- (القجخجيه )- المهربون لبيعها للعشائر الثائرة ، وهكذا إستطاع هذا المهوال الذي لا أعرف أسمه من أن يضيع فرصة الفوز بمغنم خائن للشيخ الدخيل ، وخرج القائد الإنكليزي من المضيف خالي الوفاض .
     



     

341
انتخابات الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين

بابل حامد كعيد الجبوري
       مساء يوم الخميس 15 تموز 2010 م وعلى حدائق البيت الثقافي / بابل  أكتمل النصاب القانوني  لأعضاء الإتحاد العام للأدباء والكتاب حيث حضر لممارسة الحق الديمقراطي للانتخاب 73 عضوا من أعضاء الإتحاد من أصل 102 عضو ، وقد رشح للهيئة الإدارية الجديدة  8 أعضاء من الإتحاد ، وبعد إعلان حل الهيئة الإدارية القديمة وقراءة التقريرين الثقافي والمالي بدأت الممارسة الحقيقية لعملية الانتخاب التي لم يتخللها أي اعتراض أو خرق قانوني  ، وكانت نتيجة الانتخابات وكما يلي 
1 : الشاعر جبار الكواز        رئيس الإتحاد
2 : الباحث  صلاح السعيد     أمين السر
3 : الشاعر مازن المعموري     امين الثقافية
4 : الشاعر رياض الغريب     مسئول العلاقات الداخلية
5 : الناقد زهير الجبوري     مسئول العلاقات الخارجية
وفاز بمقعدي الإحتياط كل من الشاعر عادل الياسري والشاعرة حسينة عباس بنيان ، ويذكر أن إتحاد بابل قد حقق حضورا جماهيريا حليا فاعلا للسنوات القليلة المنصرمة من خلال أماسيه الأسبوعية  ، وأستطاعته أن ينجز أكثر من تجمع وطني كبير يدعى له مثقفوا العراق كمهرجان الباحث الراحل عالم سبيط النيلي ، والباحث والمفكر قاسم عبد الأمير عجام ،  .



     

342
عبد الكريم قاسم  ، ذاكرة لا تنساه  / 2
حامد كعيد الجبوري
          عام 1959 م أنهى الصديق حميد جابر المطيري تولد عام 1940 م الدورة الأساسية للجنود المكلفين بمركز تدريب الحلة صنف المخابرة ، شاءت الصدف أن ينسب لبدالة وزارة الدفاع العراقية الكائنة في باب المعظم – للطرفة – مقابل لبن أربيل ، لم يكن (ابو وليد) مهتما بالسياسة ولا علاقة له بها من قريب أو بعيد ، يعمل قبل دخوله للجيش بصفة مكلف مصلح للساعات وهي عمل بالكاد يسد حاجته الشخصية قبل زواجه ، ناهيك عن العدد القليل ممن يقتني الساعات آنذاك ، بعد التحاقه لعمله عام 1959 م كجندي عامل بدالة ، كان كأقرانه من الجنود يناط لهم مهمات أخرى كالحراسة على المشاجب  للسلاح أو حراسة غرفة المساجين وهكذا ، طيلة هذه المدة لم يحظ بلقاء مع الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم سيما وأن أقرانه الجنود يلتقون الزعيم بين مدة وأخرى ، في أحد أيام واجبه للحراسة كلف بالصعود مع بندقيته النصف آلية (السيمينوف) لسطح وزارة الدفاع بالقرب من السلم المؤدي للسطح ، سمع صاحبنا أبو وليد جركة على السلم وماهي إلا لحظات وإذا به وجها لوجه أمام الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ، تنكب بندقيته ووضعها على كتفه وأدى للزعيم تحية الأمراء – وهي عبارة عن وضع البندقية الملئى بالعتاد الحي أمام جسمه قابضا على أخمسها باليد اليمنى واليد  اليسرى الى أعلاها بقليل مع وضع قدمه الأيمن خلف القدم الأيسر بشكل قطري عليه - ، وقف الزعيم الراحل قبالته وكأن مصورا فديويا يراقب ما يفعل – هكذا كان الر جل عسكريا محترفا – وسأله ما أسمك ؟، أجاب صاحبنا ( نعم اني الرقم .... الجندي المكلف حميد جابر) ، أصدر الزعيم أمره لجنديه كما هي التقاليد العسكرية ( تنكب سلاح ، جنبك سلاح ، إسترح) ، نفذ حميد أوامر القائد وبدأ يتابع حركات سيده الضابط ، يقول الصديق حميد جابر كانت عينا الزعيم لا تستقران على منظر أو صورة يشاهدها ، ينظر بعيني صقر صوب نهر دجلة الطافح بالخير ، ومرة يرفع بصره صوب الكرخ ، ومرة صوب  المحكمة العسكرية ، ومرة أخرى صوب الجندي الذي تجمد في مكانه رهبة لمشاهدة زعيمه لأول مرة ، ويحمل الزعيم بيده عصا تسمى لدى العسكريين عصا التبختر وهي من أشجار الخيزران وتباع للضباط في حانوتهم ، أي أن الزعيم ينفذ مارسمه لنفسه ولضباطه على حد سواء ، يقول حميد أدركت أن الرجل كان عصبي جدا حيث أنه  يضرب بعصاه الخيزران ساقه الأيمن بشدة بحيث أسمع وقع العصى على ساق الزعيم وأنا – حميد – أقفز بمكاني مع كل ضربة يضرب بها نفسه ، تحرك الزعيم صوب جنديه ووقف أمامه وسأله من أي محافظة أنت ؟ ، أنا من بابل سيدي ، منذ متى رأيت عائلتك ؟ ، قبل يومان عدت من  إجازتي سيدي ، قال الزعيم لجنديه سلم بندقيتك وخذ إجازة سبعة أيام وخذ عشرة دنانير من مرافقي لأدائك مراسيم التحية بشكل عسكري مميز ، أجاب حميد لزعيمه شكرا لك سيدي ، لم يغادر الزعيم مكانه وبقي على سطح الوزارة وبقيت – حميد- أنتظر نزوله لأنفذ ما أمرني ، أو ما منحني إياه ، والزعيم يأخذ السطح ذهابا وإيابا ، بعد هنيهة سمعت صوته موجها لي وكأنه صاعقة نزلت فوق رأسي ، لماذا أنت هنا لحد الآن ، ألم أمرك بالذهاب بإجازة ، إذهب ؟ ، يقول حميد ويقسم أن صوت الزعيم كان ك (الشفل) أقتلعه من جذوره ورمى به منتصف السلم ، نهاية السلم وجد حميد مرافق الزعيم  وأبتسم الرجل بوجهه قائلا ما يربكك ، أخبرته بأمر الزعيم وسمعته يحدث نفسه قائلا ( والله لقد وزع كل راتبه على جنوده ، أنا لله وإنا له راجعون ، هاك عمي هاي أول عشرة دنانير أقرضها للزعيم وأستلمها نهاية الشهر ) .
       اللقاء الثاني الذي يرويه الجندي المكلف حميد جابر المطيري يقول ، أخبرنا أحد ضباط الركن أن هاتف دائرته المجاورة لمكتب سيادة الزعيم عبد الكريم قاسم قد تعطل ، وأسند للجندي حميد عامل البدالة مسألة إصلاحه ، نهاية الدوام الرسمي أخذ حميد عدته لتصليح الخط العاطل ، ولأن الدوام منتهيا فهو لم يرتدي طاقيته ولا حذائه الرسمي (البصطال) بل كان ينتعل (نعالا) ، وحميد بمهمته سمع صوتا من غرفة الزعيم مناديا يا ولد ، لم يكترث حميد لصوت الزعيم لأنه غير معني بذلك ، كرر الزعيم مناديا يا ولد بصوت أعلى ، ولا مجيب ، فتحت باب دائرة الزعيم وأطل بوجهه صوب  الممر ولم يشاهد إلا حميد – مصلح الخطوط – في الرواق ، سأل الزعيم بعصبية واضحة من أنت ؟ وماذا تفعل هنا ؟ ، أجابه حميد بأنه عامل البدالة وتلفون هذه الغرفة معطل وأنا هنا لإصلاحه ، قال الزعيم بصوت عال لماذا لم ترتدي كامل قيافتك ؟ ، أجابه حميد أن الدوام قد أنتهى سيدي ، لماذا لم ترد على ندائي ؟ ، قال له حميد أني أعتقد يا سيدي أنك تنادي على ( مراسلك) ، قال له الزعيم وأين هو هذا المراسل أذهب وأبعثه لي ، - لكم أن تتصوروا رئيس وزراء العراق ووزير الدفاع ليس له إلا مراسل واحد يقف على خدمته - ، يقول حميد لم أعثر على مراسل الزعيم ولبست كامل قيافتي  وطرقت باب دائرته دخلت عليه وقلت له سيدي لم أجد مراسلك ، قال الزعيم لحميد إذهب لمطعم الضباط وأتني بصحن ، نزلت مسرعا لمطعم الضباط وجلبت له ما يريد- الصحن عسكري يوجد حرف ج يعني جيش منتصف الصحن 0- ، صرخ بوجهي ألم أقل لك أجلب صحنين ، قال حميد للزعيم والله سيدي قلت صحن واحد ، أبتسم الزعيم بوجهه وقال له آتني بذلك ( السفرطاس) ، قدمت له ما أراد ونظرت ل ( السفرطاس) والذي هو عبارة عن قدور أو صحون صغيرة توضع فوق بعض ، أحداهن للمرق والآخر للرز ، وآخر يوضع بداخله شئ من البصل والخضروات ، وعلى جانبي (السفرطاس) رغيفان من الخبز الحلال ، أخذ الزعيم من يد  حميد الصحن وفتح (السفرطاس) وأخذ بيده الملعقة وبدأ يأخذ قليلا من الرز ليضعه داخل الصحن حتى ملئ نصف الصحن رزا ، ثم بدأ يأخذ شيئا قليلا من المرق ( باميه) ويضعها فوق الرز ، ثم بدأ يحدث نفسه ، (اليوم غدرونه باللحم لحمه وحده بس ) ، ولم يرفع تلك اللحمة وبقيت في صحن ( السفرطاس) وقال لجنديه حميد ، خذ هذا وتغدى به ، قال له حميد شكرا سيدي أني أتغديت ، قال له الزعيم (بابه والله اليوم ما أشتهي وأحببت أن أشارك مراسلي بغدائي ولكنه غير موجود فها هي  حصتك  الله قاسمها إلك) ، يقول حميد مددت يدي لأخذ الصحن الخالي من اللحم قال لي الزعيم لا خذ كل شئ وأترك لي  الصحن ، قلت له سيدي لأضع لك هذه اللحمة ، ضحك بوجهي وقال لي أنها حصتك (وليدي ) ، خرج حميد من غرفة الزعيم محملا بأشرف لقمة أكلها طيلة حياته كما يقول ، ويقسم أن لذة إكلها لا تزال تحت لسانه من عام 1959 م وليومنا هذا .
      حميد جابر المطيري من سكنة محافظة بابل لم يكن يعرف السياسة إلا بعد أن أصبح جنديا مع الزعيم عبد الكريم قاسم ، يقول عن الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم أنه جسد شخصية الإمام علي أبن أبي طالب بكل تفاصيل حياته ، حتى أن مدة حكم الشهيد عبد الكريم قاسم تتشابه مع مدة حكم الإمام علي (ع) .
( أضعنا وأي فتى أضعنا ) مع إعتذاري للتحوير .



343
عبد الكريم قاسم  ، ذاكرة لا تنساه  / 1
حامد كعيد الجبوري
            لا أدري لماذا نسيت أن أدون هذه المشاهدة العينية عن الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاسم ، عام 1959 م كنت في الصف الثاني ابتدائي وكنت من المتفوقين الأوائل دراسيا بصفي ، أصبت حينذاك بالتهاب رئوي حاد ، خاف والدي كثيرا علي سيما  وان  لعابي تخرج معه قطرات دم ناصعة ، رفضت والدتي حينها الذهاب الى أطباء الحلة مقترحة الذهاب الى العاصمة بغداد ، استجاب والدي رحمه الله لطلبها وصحبنا أنا وأمي الى بغداد الى محلة الشواكة حيث سكن خالتي فيها ، بعد أن علموا حالتي نصحوه بأخذي الى الدكتور فرحان باقر أو باقر فرحان أخصائي الباطنية ، والدكتور  فرحان باقر تقع عيادته بداية  شارع الرشيد من مدخل ساحة التحرير ، وصلنا لعيادة الدكتور الساعة الثالثة بعد الظهر ووجدنا العيادة مكتظة بالمراجعين المرضى ، نصح سكرتير الطبيب أن يأخذ لي أشعة للصدر في عيادة أخرى قريبة لهم ، ونفذ والدي المطلوب ، ونحن خارجان من عيادة الأشعة وجدنا الكثير من الناس واقفون على جانبي شارع الرشيد منتظرون لمقدم الزعيم عبد الكريم قاسم حيث يذهب لدوامه المسائي بوزارة الدفاع ، طلبت من والدي أن ننتظر مقدمه مع الناس ، أجابني بأننا على موعد مع الدكتور وعلينا أن ننهي تلك الزيارة لكي نعود لمدينتنا مبكرا ، استجبت مرغما  لما أراد والدي وما هي إلا لحظات وإذا بي أفلت يدي من يد والدي وأنطلق مسرعا صوب شارع الرشيد لأن سيارة الزعيم قد أصبحت على مرمى خطوات مني ، اخترقت لا إراديا صفوف الناس المتجمهرة على جانبي الطريق ملوحا بيدي لسيارة الزعيم رحمه الله والسيارة تسير بسرعة متأنية جدا ، وقفت سيارة الزعيم – ببريك مسموع - التي وقفت قبالتها وترجل الرمز العراقي الأبي وتحرك نحوي ، وتحركت بلا شعور نحوه ووالدتي تطلق عنان صوتها خائفة علي من شرفة عيادة الدكتور فرحان باقر ، احتضنني الزعيم – ومن ذلك اليوم أصابني الرجل بعدوى حب العراق وأهله -  دون أن يلومني عن فعل  صبيانيي قد يودي بحياتي دون قصد من سائقه ، قلت له أني أحبك ، أجابني وأنا أحبك كذلك ، وأقسم بكل مقدس لدي أن عيناي الآن تغرورقان بالدموع لذلك الأب الذي خسرناه وخسره العراق بمسلميه ومسيحييه وصابئته وبكافة أديانه وأعراقه وقومياته ، قلت له أني مع أبي وأمي جلبانني من الحلة الى الدكتور لأني مريض ، قال لي بعد أن أحاطت بنا الناس من كل الجهات وبدون حماية إلا من انضباط عسكري معه ، كادت سيارتي أن تدهسك ؟ ، لم أعي سؤاله  وقلت له أن والدي مع الناس ، حدق بعينيه صوب المتجمهرين وإذا بوالدي يتقدم ليلومني على فعلتي التي أربكت الشارع برمته ، قاطعه  الزعيم الراحل وقال له أنه صديقي الحلي وأنا أحبه كحبه لي ، فما كان من أبي إلا أن يأخذ الزعيم بأحضانه ويقبله قبلات الحب الحقيقي على كل مسامات وجهه ،  غادرت سيارة الزعيم الشهيد البطل متوجهة لمقر عمله ، وصعدنا صوب العيادة التي وقفت على ساقيها لأجد المرضى يصفقون لي ولفعلتي مع الزعيم الخالد ، دخلنا لعيادة الدكتور الذي عرف بمجريات الأمور وشاهد الأشعة التي أخذوها لصدري ليعلن لوالدي أن صدري نظيف وأن ما شاهده من دماء ما هي إلا إلتهاب بسيط في القصبات الهوائية ، أو التهاب حاد في البلعوم .




344
المنبر الحر / ( إشكال بقو )
« في: 10:24 06/07/2010  »
( إشكال بقو )
حامد كعيد الجبوري
      قد تتشابه الأمثال في كافة أصقاع الدنيا ، وقد يأخذ شعب ما مثلا قالته شعوبا غير شعبه ، ليحوله لمثل يستفاد منه لشعب آخر ، وبما أن ( ابو المثل ما خله شي ما كاله ) إذن أجد أن المثل أعلاه ( أشكال بقو ) ينطبق على ما أوردتهُ من حديث من خلال مقالة سابقة نشرت لي عبر شبكة الإنترنيت  ، والمقالة التي نشرت تحت عنوان ( بايدن قادم بعصاه ) ، ولربما أن السيد أحمد الجلبي قرأ المقالة إياها فرد حينها ، أن بايدن غير قادم للعراق بعصاه ، وبما أن نائب الرئيس الأمريكي قدم الى العراق دون أخذ الإذن من أحد ، بدعوى تقديم التهنئة لجنوده المتواجدون على أراضيهم  العراقية الجديدة بفضل ومعونة السياسيون العراقيون الحاليون ، والاتفاقية الأمنية التي لم تعرض للاستفتاء ليومنا هذا  ، وخلاصة المثل أعلاه يقول ، أن المتبصر أو القارئ لما سيحدث غدا  وفعلا حدث ما توقعه رغم معارضة الكثيرون لما يذهب إليه ، ولكن حينما يصبح المتوقع حقيقة ملموسة  يطلق صاحب التوقع هذه المقولة ( إشكال بقو ) .
       في الزيارة غير المعلنة لنائب الرئيس الأمريكي التقى بعناصر أو قوائم مهمة فائزة بانتخابات البرلمان العراقي الجديد ، ولعدم إمكانية حل معضلة رئاسة الوزراء بالتحديد ، وكل يدعي أحقيته بهذا المنصب ، فالقائمة العراقية صاحبة أعلى المقاعد تجد أحقيتها بالتشكيل ، والاندماج الخجول الذي لم يرى النور لساعتنا هذه ، يجد أحقيته أيضا بتشكيل الحكومة المرتقبة ، ولكثرة المتطلعون لهذا المنصب العراقي المهم دعت الضرورة لقدوم بايدن لتسوية الأمور بين القوائم الفائزة المتصارعة ، ولأننا نحن العراقيون لا نسير وفق إرادتنا المزعومة ، ولخوفنا –  السياسيون طبعا - فقدان الغطاء الأمريكي الذي تمنحه لمن يقدم الكثير والأكثر للإدارة الأمريكية ، أذن علينا الأخذ بما ترسمه وتقرره إدارة أوباما للعراق .
           يتصور السياسيون الجدد أن الديمقراطية المكبلة بقيودهم قد تحجب الشعب العراقي عن الخوض بالحديث بهذا الموضوع الخطر ، وأن التجربة المرة التي عاشتها هذه الحكومة مع ثورة أو صحوة الكهرباء ، سواء كانت مسيسة أوغير مسيسة أعطت الضوء الأحمر لأمريكا أولا ، ولهذه القيادات المزعومة  ثانيا ، أن العراق قادم على صحوة أكبر من تلك التي أسميت صحوة الكهرباء ، وهنا سنلحظ التدخل الأقليمي يصورة جلية ، وسيتدخل أزلام النظام السابق ، والمغرر بهم من البسطاء لهذه اللعبة المرسومة ، وستكون أمريكا اللاعب والمستفيد من هذه المخططات بجملتها ، وأرى أن قادم  الأيام ستكون ولادة شبه عسيرة للحكومة العراقية ، وسيكون رئيس الوزراء الذي يمنح الأكثر للإدارة الأمريكية ، بغض النظر عن تسميته الدينية أو العلمانية ، وستنفرج أزمة الخدمات المفتعلة ، ليقال أن القادم الجديد حقق لشعبه ما لم يستطع تحقيقه الغير من سابقيه ، غير مكترثين لما سيصيب البلد من تجزئة  أراها رؤيا العين  وأن غدا لناظره قريب.



345
مفيد الجزائري والثقافة العراقية
                                                                                                                  حامد كعيد الجبوري
       ضيّف الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين / بابل ، الأستاذ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ، وزير الثقافة الأسبق  وعضو البرلمان العراقي السابق ،  رئيس لجنة الثقافة السابق في البرلمان العراقي مفيد الجزائري ، على حدائق البيت الثقافي / بابل مساء يوم الخميس 1 / 7 / 2010 م ، تحدث السيد الجزائري عن هموم ومعاناة المثقف العراقي بظل النظام الحالي ، وأثار أكثر من تساؤل عما قدمته الدولة العراقية الجديدة للمثقف العراقي ، وخلص من مجمل حديثه إلى أن الدولة العراقية بعيدة عن المثقف و لم تستطع أن تقدم له شئٌ يذكر ، وأشاد من خلال حديثه  للمثقف الحلي ، الذي هيأ لنفسه أسباب الولوج لميادين الثقافة العراقية ، وأن يفرض على الجميع حضوره الفاعل بظل دولة لا تريد أن تمد يد العون للمثقفين عامة وللثقافة الحلية خاصة ، وحث السيد الجزائري  المثقف الحلي ، لمطالبة رئاسة الوزراء المنتهية أعمالها أو ولايتها ، أو رئاسة الوزراء التي ستشكل ، بوجوب الإيفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها ، وأن تنفذ مشروع قصر الثقافة الحلية ، والتي وضع حجر أساسها لغايات انتخابية بحتة ، وقال بمجمل حديثه أن الحلة سباقة بمجالسها الأدبية التي قامت بتأسيسها عائلات  حلية لها حب وميل للثقافة المجتمعية ،  ومن هذه البيوتات مجلس السادة آل الشلاه ، ومجلس الحاج مالك عبد الأخوة ، ومجلس الحاج وحودي شعيلة ، ومجلس السيد سلمان الزركاني ، ومجلس السيد زيد وتوت ، ومجالس أخرى أقل منها حجما وعطاء ، وقال علينا أن نستثمر هذه المجالس لتكون العوض عن الدور الذي يفترض أن تنهض به وزارة الثقافة ، هذه رؤوس أقلام لحديث مطول تحدث به الجزائري ، وبعد أن أعلن مقدم الأمسية الأستاذ باقر جاسم  سماحه  للمعقبين والمتسائلين بإدلاء دلوهم بهذا المضمار ، تحدث السيد حسام الشلاه صاحب مجلس الشلاه على أن هذه المجالس الحلية هي إمتداد لمجالس أدبية أخرى منها إنتهت ومنها  مستمرة ومنها مجالس جديدة ، وأن هذه المجالس لا تحتاج الدعم الحكومي الذي وجه إليه الجزائري ، لأن هذا الدعم المزعوم سيجيّر هذه المجالس لصالح غايات حكومية معلومة ، وأثار الدكتور محمد أبو خضير استغرابه من هذا الطرح الذي بثه وزير سابق وعضو برلمان سابق ، مطالبا السيد الجزائري الذي صب حديثه بإسلوب شكووّي عن إهمال الحكومة للثقافة عامة ، وماذا قدم السيد الجزائري للثقافة بتوصيفه السابق وزيرا للثقافة ، وتحدث السيد عباس العاني مدير البيت الثقافي البابلي بنفس الاتجاه الذي تحدث به سابقه ، وعقب أخيرا السيد عضو مجلس محافظة بابل منصور المانع  ليضيف هموما جديدة للثقافة الحلية وكأنه يردد ما قاله الجزائري بهذا الخصوص ، مشيرا أن لا هناك ميزانية خاصة للثقافة في مجلس المحافظة ، وما يحصل عليه من مبالغ ما هي إلا جهود فردية بعلاقات خاصة مع رئيس المجلس لاستقطاع شئ ما من الميزانية التشغيلية لعموم المحافظة ، وأن السيد المانع زار إقليم كردستان بدعوة رسمية من الأخير ووجد الدعم اللامحدود الذي يقدمه الكرد لمثقفيهم ، ناهيك عن القاعات الثقافية المتطورة التي حظي بها إقليمهم ، مقارنة بالقاعة الخجولة لمحافظة بابل والتي وضعت المحافظة يدها عليها ، وأشار السيد المانع أن ما خصص من مبالغ  متواضعة لإقامة فعاليات بابل عاصمة الثقافة العراقية لا توازي ما خصص لمحافظة النجف الأشرف كعاصمة للثقافة الإسلامية ، مقارنا أن ما قدم لبابل كميزانية تشغيلية لسنوات ما بعد الإحتلال لا توازي أو لا تصل لميزانية احتفاليات النجف عاصمة للثقافة الإسلامية ، وتحدثت الدكتورة علياء الأنصاري رئيسة منظمة بنت الرافدين عن إهمال الحكومة المحلية للدور الرائد الذي تضطلع به منظمتها برفد الثقافة الحلية والعراقية كمؤشر حي لدور المرأة بهذا المضمار الثقافي .
     الجلسة التي جعلها السيد الجزائري كمحاضرة أجد أنها مجمل مشاريع وطنية للنهوض بالثقافة العراقية عامة والحلية بوجه الخصوص إن كرست الحكومات المركزية والحكومات المحلية لتنفيذ تلك الأفكار التي تصب بخدمة الثقافة العراقية .         


346
ضحى يحيى برتو وأحادية التوثيق

حامد كعيد الجبوري

قبل ما ينيف على الشهرين قرأت ومن خلال الثقافة الشعبية للصباح الغراء ، موضوعة تتحدث عن الزوج الأبله ، والجميل أنها بقلم امرأة عراقية ، في وقت نفتقر فيه لكاتبات يوثقن لتراثنا الشعبي ، والأجمل من ذلك كله أن الكاتبة ربما ابنة لصديق راحل جمعتني وإياه صفوف الدراسة الابتدائية ، أخذت الموضوعة ونشرتها باسمها في جريدة الفيحاء الحلية والتي أحرر فيها صفحة الأدب الشعبي ، توالت المواضيع من قبل الكاتبة على الصباح الغراء ، ونشر لها أكثر من موضوع حلي تراثي شيق ، في أحد المواضيع التي كتَبتها تتحدث فيه عن (الخانات) أيام زمان ، وقد أوردت في موضوعها أكثر من دالة تجانب فيها الحقيقة ، إذن لا بد من التحرك من قبلي للوصول للكاتبة والاستفسار منها ، سيما وأن أحد أبناء صاحب ( الخان ) بعث برسالة لي يستنكر ما جاء من معلومات غير دقيقة عن والده ، كيف ومن أين استقت معلوماتها عن موضوعة (الخانات ) التي أثارت حفيظة ورثة الرجل الذي تحدثت عنه ، قلت بنفسي أن المسألة ليس هناك أسهل منها ، فأنا أعرف أن والدها رحل لرب رحيم بحادثة قطار بداية سبعينات القرن المنصرم ، وعمها القاضي المرحوم فريد برتوا رحل أيضا ، ولم يبقى إلا الأستاذ عدنان برتو – عمها - لإيصالي لها ، ذهبت له واستأذنته بأن يدلني كيف أصل لابنة أخيه ضحى يحيى برتو ، أجابني أن أخاه ليس له بنتا بهذا الأسم ، قلت له لربما استعارت هذا الاسم لتخفي به أسمها الحقيقي ، أتصل بإبنة أخيه ونفت هذه المعلومة ، وعلى كل حال سواء أسمها الحقيقي او المستعار هناك إشكالات بما أوردته الكاتبة أو الكاتب في ما يخص موضوعة الخانات القديمة ، ومعلوم أن أيام زمان لا يملك الناس السيارات كأيامنا هذه ، ولا توجد ساحات لوقوف السيارات ، والخانات التي ذكرناها هي بمثابة مرابط للحيوانات ، والناس تمتلك لهذه الحيوانات لاستخدامها بالتنقل من الريف الى المدينة كل حسب إمكاناته المالية ، الغني له الفرس الأصيل وهكذا نزولا ، وقد ذكرت الست ضحى أن ( خان) الحاج حسن خنوس يمتلك موقفا للحيوانات – طولة - للحمير والبغال والخيول ، وليس مهمة الخان تقتصر على إيداع الحيوانات فقط ، بل يستعمله القصابون لوضع أغنامهم وأبقارهم فيه قبل تهيئتها ليوم الذبح ، وقد أوردت الست ضحى أن الحاج حسن خنوس كان يُغري طلاب المدارس الإبتدائية لترك مدارسهم ومساعدته بعمله لقاء أجر زهيد ، وهذا غير دقيق لأن أولاد الحاج حسن خنوس وأحفاده وأبناء أخوته وأبناء أخواته أكثر من أن يطلب من أحد ما لمساعدته بعمله هذا ، ومن الطريف ذكره أن أهالي بابل سابقا يستهزئون من أولادهم أن لم يتفوقوا بمدارسهم فيقولون لهم ، ( لو رابطك إبخان حسن خنوس هواي أحسن إلك وإلي) ، وليس هذا وحسب فالطلاب حينما يتمازحون في ما بينهم ويقول أحدهم للآخر من أي جامعة تخرجت ؟ ، فيأتي جوابه أنا تخرجت من جامعة بغداد وهاهي شهادتي ، وأما أنت فقد تخرجت من جامعة (حسن خنوس) ،آخر ما نشر للسيدة ضحى يحيى بالصباح أيضا موضوعة تتحدث فيها عن شخصية تراثية حلية تدعى ( أبو حية) ، وقالت بمجمل حديثها ان الرجل كان له محل يبيع فيه الحبال ومنتجات سعف النخيل ( الحصران والمهافيف والمكانس) ، وأنا أدركت الرجل الذي عاش لثمانينات القرن المنصرم ، وكان يعمل حمالا ، وإن لم يحصل على ( إحمالة) ذلك اليوم ، فيعوض عنها ببيع ماتيسر من الحبال ومنتجات سعف النخيل بأسواق الحلة وأزقتها ، ويشترك مع شخصية تراثية أخرى تسميها العامة ( عبد العمص) بمفردة مقززة لهما يثورا حين سماعها ويرميا من أطلقها ضدهما بأي حجارة تقع بيده ، والمفردة هي ( حية) ، وما قالته السيدة ضحى عن المحكمة التي سيق لها من تتحدث عنه ليس الشخصية التي كتبت عنه ابو حية ، بل هو ( عبد العمص) وسأكتب عنه لا حقا بعد أن أحصل على صورته الشخصية الموجودة في أستوديو الزنابق ، أتمنى على السيدة او السيد المستعار ضحى الدقة بتدوين ما يصل لها لأنها أمانة توثيقية كما أعتقد .

347
المنبر الحر / الرحيل المبرمج
« في: 22:28 23/06/2010  »
الرحيل المبرمج
حامد كعيد الجبوري
     استيقظت من قيلولتي الخامسة والنصف وبعد أن احتسيت الشاي وأنهيت سيكارتي فتحت الهاتف النقال لأتحقق في ما كان أحد قد إتصل بي ، وفعلا وجدت عبر المكالمات التي لم يرد عليها أسم رؤوف  سعيد الطاهر ، ولأني أعرف أنه مقعد بداره بسبب عجز قلبه عن أداء مهامه ، لذا قررت أن لا أهاتفه بل أذهب لزيارته وقضاء ما تبقى من ذلك المساء برفقته ، دخلت له بصومعته التي تشرف على كل منافذ داره كي لا يحرم نفسه من التزود والتحدث لأحفاده المحيطين به ، رحب بقدومي أجمل ترحيب تخلله عتبه الشفيف عن سبب عدم زيارته ، علما أننا نلتقي صبيحة كل خميس بكازينو الجنائن ، قلت له  لماذا اتصلت بي ؟ ، حدق بي وضغط على صدغيه ليستذكر سبب مهاتفتي ، قال لي أني تعب جدا وخاصة هذه الأيام التي ألهبتنا حرا دون وجود يذكر للطاقة الكهربائية ، قلت له لأول مرة أرى ذقنك قد طال شعره لهذا الحد ؟ ، قال مبتسما أنا بانتظار ساعة الرحيل ، ثم ما جدوى بقائي حيا وأنا بهذه الحال المتعبة لي ولأهلي فأنت ترى أني جالس بقرب أسطوانة  غاز الأوكسجين ، منامي بقربها ، لا أستخدم الفراش للنوم بل لأجلس عليه فقط وحينما تأتيني الغفوة أخذها وأنا جالس ممد يدي عل هذه الطاولة ، أبتسم بوجهي وقال الآن تذكرت لماذا اتصلت بك ، لقد عرضت فضائية الحرية برنامجا  خاصا يتحدث عن الفنان العراقي الملحن الراحل كمال السيد طالب ، وأنا أعرف مدى حبك وتتبعك لصديقنا كمال ، قلت له رغم أني لم أشاهد الحلقة إياها ولكني حصلت على خمسة أغاني بصوت الراحل كمال السيد طالب أهداني إياها الصديق المغترب رحيم الحلي مشكورا ، قال لي أنا بحاجة ماسة لها ، أجبته أعتبرها بين يديك وسنآتيك بها يوم غد بإذن الله ، لم يدر بخلدي أن هذا المساء الأثنين 21 / 6 / 2010 م كنت آخر صديق يزور الصديق الراحل رؤوف سعيد الطاهر ، ففي مساء الثلاثاء الساعة الخامسة عصرا غادرنا الى حيث لا عودة الصديق رؤوف الطاهر ، وحين التحدث بهذه العجالة عن صديق  راحل لا بد وأن نتتبع مجريات حياته بشئ من الدقة والتركيز ، ولد الراحل عام 1940 م بمحلة المهدية من الصوب الكبير للحلة الفيحاء والصوب الكبير يضم سبعة أطراف يفصلها عن الصوب الصغير شط الحلة المتشعب من نهر الفرات المعطاء ،ومحلة المهدية أنجبت الأعلام الأدبية للعراق ومنهم الدكتور البصير والدكتور علي جواد الطاهر وهو خال للراحل رؤوف الطاهر ، أكمل رؤوف الطاهر دراسته الإعدادية في محافظة بابل وسرعان ما انتمى لحزب الفقراء الحزب الشيوعي العراقي ، ولم يكن رؤوف الطاهر فقيرا فوالده تاجر معروف في الحلة ، أنتقل بعائلته لبغداد منطقة الكرادة  وأشترى له بيتا فارها وعمل في أسواق الشورجة كمورد لمادة الشاي للعراق ،ساعد رؤوف والده بعمله وكان لوالده اليد اليمنى التي حرمت من متابعة الدراسة الجامعية ، بعد وفاة والده واستحداث ما يسمى الشركة العامة للاستيراد العراقية بدأت محلات الشورجة بالضمور فترك رؤوف عمله لأخيه باسم ، وغادر بداية الستينات من القرن المنصرم بغداد ليفتتح له أستوديو للتصوير في مركز محافظة الناصرية أسماه أستوديو بغداد وسرعان ما طبقت سمعته وسلوكه مدينة الناصرية ، فاحتضنته عائلاتها كمصور شخصي مؤتمن لهذه العوائل ، ومن خلال أستودياه تعرف على الملحن كمال السيد  والملحن طالب القرغولي والفنان حسين نعمه وفتاح حمدان وعازف الإيقاع الراحل أحمد كنو  والشاعر جبار الغزي وكاظم الركابي وزامل سعيد فتاح ، ومن خلاله عرّف أصدقائه وأنا منهم بهؤلاء المبدعين ، بداية الثمانينات عاد رؤوف الطاهر للحلة الفيحاء ليفتتح محلا لبيع المعدات الكهربائية ، لم تنقطع علاقة رؤوف بأصدقائه الحليين  أبدا كالراحل جعفر هجول والصديق جاسم الصكر وجاسم هجول وناجي ديكان ود عدنان العوادي ، والبروفيسور عبد الإله الصائغ ، الذي أستأجر دارا لاتبعد سوى خطوات عن دار الطاهر رؤوف ونشأت بينهما علاقة ثلاثية رائعة  ، الطاهر ، هجول ،  والصائغ ، لم يعد عمله هذا ذو مردود مجزي ، وبما أن ولده البكر حيدر أكمل دراسته بكلية الفنون الجميلة قسم السيراميك ، ولأن الطاهر فنان فطري فبدأ مع ولده مشوار عمله الفني ، بنى فرنا للتزجيج وأصبح بيته أكاديمية للفنون الجميلة ، فطلاب حيدر يطبقون دروسهم العملية في هذا المشغل الذي أفتتح أكثر من معرض للسيراميك موزعا على المحافظات العراقية وعواصم الدول العربية ، لازم رؤوف مشغله فمنامه فيه ، وسهراته الحميمية فيه ، والصديق الذي يريد قتل فراغ مثمر يؤم هذا المشغل الذي أصبح حياة رؤوف بكاملها ، للرجل مواهب متعددة ، و ميزات نادرة ، فمن مواهبه  التصوير ،والسفر ، وجمع النفائس من الأغاني العراقية القديمة ، والاحتفاظ بتسجيلات نادرة لمطربين فطريين يبحث عنهم بلا كلل أو تعب ، ومن ميزاته الصدق والأمانة والأخوة والأبوة النادرة ، أوصل ولده البكر حيدر للمراحل الأخيرة من الدكتوراه / قسم السيراميك ، وولده الآخر سعد ماجستير هندسة ميكانيكية ،وبنتاه خريجتان جامعيتان ، وزوجته مدرسة للفنون الجميلة ، سأختم حديثي المقتضب عن هذه الشخصية الوطنية الرائعة بهذه الطرفة الحقيقة ، دخل سعد رؤوف الطاهر لغرفته باكيا وهو عائد للتو من مدرسته الثانوية ، تبعه والده للغرفة مستفسرا عن سبب بكائه ،  أجهش الشاب بالبكاء أكثر وهو يحاول الرد على أبيه ، بدأ الوالد يهدأ روع ولده رويدا رويدا ، قال الولد لأبيه حضر اليوم مسؤول حزبي بعثي يريد منا أن نشترك بما يسمى قواطع الجيش الشعبي الطلابي - فترة الحرب العراقية الإيرانية -، قال لنا من يريد المشاركة فليرفع يده ، رفع جميع الطلاب أياديهم للمشاركة بالقاطع إلا سعد رؤوف الطاهر ، قال له المسؤول ألبعثي ، لماذا لا تشارك يا أبن ال.....شيوعي ، أجابه الطالب سعد بكل برود وهدوء ، لأني جبان أخاف الحرب والدماء ، قال البعثي للتلاميذ رددوا معي ، نحن نكره الجبناء ، أحتضن رؤوف ولده وقال له هذا لا يبكيك بل  يجب أن يفرحك ، أنت أشجع جبان عرفته في العراق .
رحم الله الطاهر رؤوف وعوض العراق برجال وطنيين مخلصين أمثاله .

ملاحظة مهمة : السيدة منى سعيد الطاهر شقيقة رؤوف الطاهر وتلميذته ، متزوجة من الشيوعي الشهيد سامي العتابي الذي أعدمه البعث ونظامه ،  وكانت محطة سامي الأخيرة في دار  الطاهر رؤوف الذي ما أن وصله سامي ومنى أركبهم بسيارته مقدما لهم النصيحة للوصول الى البصرة ومنها الى حيث الدنيا ، بعد عودته فوجئ رؤوف بأزلام الأمن ليستفسروا عن سامي ، أخبرهم بأن سامي وزوجته هما ألآن بطريقهم الى الناصرية ، ولكن سامي رحمه الله نزل من سيارة البصرة وركب الى بغداد وهناك ألقي القبض عليه وأعدم .         




348
الاتفاقية الأمنية وأهدافها غير المخفية
حامد كعيد الجبوري
     الجميع يتذكر أن دولة أمريكا لم تستطع الحصول على إجماع دولي لغزو العراق ، فهناك دول كثيرة عارضت فكرة الغزو وهي معروفة ولا داعي لذكرها مجددا ، وبعد أن أحتل العراق من قبل جيوش الغزاة بزعامة أمريكا أجمعت الدول المنضوية تحت ما يسمى مجلس الأمن من استصدار قرار  دولي يخول أمريكا بموجبه إدارة شؤون البلاد ، طالما أن العراقيين عاجزون عن حماية بلدهم ، وكان لأمريكا ما أرادت ونصبت حكومات متعاقبة أستخدم فيها صندوق الاقتراع للضحك على ذقون المغفلين ، ومما طلعت به أمريكا على حكوماتها المنصبة ، مسألة الاتفاقية الأمنية التي أصر الجانب الأمريكي  والقيادات السياسية على تمرير مخططها داخل قبة البرلمان العراقي ، وبعد أخذ ورد وجذب وتناحر عرض على شاشات الفضائيات  وأقر تطبيقه على أن يعرض على الشعب العراقي ليصوت عليه ، انتهت سنة وأعقبتها أخرى ولم تعرض الاتفاقية على الشعب ليصوت لها سلبا أو إيجابا ، وأعتقد أن القيادات بعينها لم ترغب بتمرير هذه الاتفاقية للتصويت بسبب القناعة المطلقة لديهم بأنها سوف لن تمرر من قبل الشعب العراقي ، وهنا بودي أن أطرح سؤالا محددا وهو ، لمن تحمي الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا ؟ ، فأن قال أحد منا أنها لحماية العراقيين ومنجزهم الديمقراطي المزعوم  ، وواقع الحال لا يقر بمثل هذا الطرح الأبله ، فمنذ الغزو وليومنا هذا والحدود العراقية مفتوحة ومشرعة الأبواب لمن هب ودب ، ناهيك عن المساعدات التي تقدم لهم من قبل أزلام النظام المقبور ممن ينتسب لسلك الجيش او الشرطة ، وهناك أكثر من دليل على إثبات ما أذهب أليه ، فحينما احتلت الجارة المسلمة الباكية على مصالح العراقيين إيران حقلي النفط العراقيين لم نسمع أو نرى تدخلا أمريكيا بموجب اتفاقيتهم المزعومة ، ولم تتدخل أمريكا لمنع الجانب الإيراني من القصف المستمر لقرى عراقية وتهجير أهلها تارة وقتلهم تارة أخرى ، لم تتدخل أمريكا بحجة تلك  الاتفاقية الأكذوبة لأن الجانب العراقي لم يطلب رسميا منهم التدخل ، وتدخل سافر آخر من قبل دولة تركيا التي يدخل جنود مارينزها الحدود العراقية وكأنها حاضرة تركية ، وهنا ناشدت حكومة إقليم كردستان الحكومة المركزية للتدخل ولم تفعلها الحكومة المركزية ، شواهد كثيرة لا يمكن المرور عليه مرور الكرام لم تتدخل الدولة الحامية لدعم الدولة طالبة الحماية الأمنية ، هذا على صعيد ما يحيط بحدود العراق ، أما لداخله وأعني العراق لم نلمس موقفا واحدا داعما للشعب العراقي من قبل الدول التي تحميه ، وهناك أمثلة كثيرة لما حدث بمنطقة  ما يسمى الزركة وما  أريق بها من دم عراقي لم تكشف حقيقة سبب قتلهم ليومنا هذا ، إضافة لما حدث من صراع النجف ومعاركها والفلوجة وما حدث لها والبصرة والموصل وغير ذلك من المحافظات العراقية ، ومما عرض أعلاه يتضح لي على أقل تقدير أن أمريكا الغازية لم توقع الاتفاقية الأمنية حفظا لكرامة العراق والعراقيين التي هدروها ، ولكن الاتفاقية إياها حماية لخضرائهم التي زرعوها بقلب بغداد النابض والحفاظ على الحكومات العراقية التي جاءت من صناديق اقتراع أمريكية ، وعليها – أمريكا – حماية من يحمي مصالحها في العراق من الشعب الذي يسرق كل شئ ويسطوا على مصارفه بوضح النهار ،  وعليها أيضا حماية هذه الحكومات من غضبةٍ لا بد قادمة لتعيد العراق لعراقييه ومحبيه وأبناءه .
      منذ أيام قليلة حدثني أحدهم ممن يعمل مع قوات الغزو في ما يسمى منظمة RTI ، يقول زاملت أحد الأمريكان بحكم عملي وسألته بجلسة ليلية خمرية ، متى ستخرجون من العراق ؟ ، أجابني مبتسما حينم يظهر مهديكم .



349

وعلى هذه وقس ما سواها

حامد كعيد الجبوري
       كتب الزميل الشاعر والإعلامي يوسف المحمداوي موضوعة نشرت له في جريدة الصباح ، والموضوعة التي نشرت حينها تتحدث عن محافظ في عهدنا الجديد لم يحصل على شهادة الابتدائية ، وتحدث من خلال موضوعته عن ضابط برتبة عقيد أمي لا يحسن القراءة والكتابة ، وتحدث أيضا عن ضابط برتبة رائد لا يستطيع الكلام ( أخرس) ، ولأن ما كتبه المحمداوي يمس بجدارة أحزاب فاعلة على الساحة العراقية ، ولأنه يعمل في جريدة الصباح ، ولأن الصباح جزء من شبكة الإعلام العراقية ، لذا أعفي حينها من عمله وحول الى دار الإذاعة العراقية شبه معطل أو معزول عن العمل ، وهذه الحادثة  وقعت بعراق يزعمون أنه يسير بخطى أكبر من حثيثة للوصول للديمقراطية المنشودة .
       حين دخول قوى الغزو الأجنبي للعراق الجريح شكلت ما يسمى بمجالس المحافظات ، متواكبة مع تشكيل مجلس الحكم -رضي الله عنه وأرضاه - ، والآلية التي اعتمدت حينها من قبل ممثلة الإدارة الأمريكية ( marei wiit ) وبالتنسيق مع محافظ بابل الأسبق اسكندر جواد وتوت وكذا المحافظات العراقية الأخرى ، ولنأخذ محافظة بابل مثلاً ، حررت كتب رسمية من ديوان المحافظة لكافة الأحزاب الفاعلة في الساحة الحلية لترشيح ممثليهم لمجلس المحافظة ، وكتب أخرى لجامعة بابل ونقابة الفنانين وإتحاد الأدباء والكتاب العراقيين لنفس الغرض ، تم الترشيح لهذا المنصب من قبل المعنيين  على أن تجرى مقابلتهم من قبل ممثلة الإدارة الأمريكية ومحافظ بابل ، وصدر أمر من ديوان المحافظة بذلك وباشروا بعملهم كأعضاء معينين بمجلس المحافظة ، وكما نرى أنه خليط غير متجانس من أعضاء يمثلون أحزابا دينية وأخرى علمانية ، مطعمة بعدد غير قليل ممن يسمون بشيوخ العشائر ، باشر المجلس عمله المرتبط بممثلة الإدارة الأمريكية أولا وبمحافظ بابل ثانياً ، بعد شهرين من هذا التشكيل خرجت تظاهرة عارمة من جماهير بابل تطالب ممثلة إدارة أمريكا إقالة المحافظ  اسكندر وتوت ، وتمكنت هذه التظاهرة حينها الدخول لديوان المحافظة مجتازة كل العقبات من الشرطة  العراقية حديثة التكوين على مرأى ومسمع من جنود الاحتلال ، قررت ممثلة الإدارة الأمريكية اللقاء بأعضاء مجلس المحافظة المعينين من قبلها ، وتحدثت معهم على وجوب نزولهم للشارع الحلي ولقاء المتظاهرين ، أعترض أعضاء المجلس حينها لأن التيار الذي كان ينظم تلك التظاهرة لا يمكن أن يجرون معه ذلك اللقاء ، قالت ممثلة إدارة بوش لهم ، أيها السادة أنتم كما تزعمون تمثلون الشارع الحلي ، وبما أنكم لا تستطيعون تفريق تلك التظاهرة فما هي الحاجة لوجودكم بمجلس المحافظة وعليه فقراري هو حل هذا المجلس الصوري ، وفعلا حل ذلك المجلس العتيد وشكلت مجلسا آخر  بنفس الطريقة الأولى .
      بعد الاستقرار النسبي الذي طال المحافظات العراقية ومنها بابل جرت الانتخابات الأولى لتشكيل البرلمان العراقي ومجالس المحافظات العراقية وكان ما يعرفه الجميع ، بعد نهاية خدمة هؤلاء أعضاء مجلس المحافظة ، أحيلوا على التقاعد دون النظر لمدة الخدمة التي قضوها والبالغة أربعة سنوات ، وبعد ذلك الجهد المضني من جمع أموال السحت والرشاوى والمقاولات الوهمية حصلوا على راتبا تقاعديا مقداره 2800000  الف دينار عراقي ، وبعد أن أعترضوا على هذا الراتب غير المجزي أصبح راتبهم التقاعدي 3250000 الف دينار عراقي ، وبالمناسبة كان السادة أعضاء مجلس المحافظة  يتقاضون راتبا شهريا مقداره 800000 الف دينار عراقي ، وبعد الاعتراض حصلت الموافقة على زيادة رواتبهم بأثر رجعي تقاضى كل فرد من أعضاء مجلس المحافظة ما يزيد على 180 مليون دينار عراقي كرواتب غير مدفوعة لهم سابقا ، ومن هنا جاءت الطامة الكبرى ، تحرك أعضاء مجلس المحافظة الذي أحل من قبل ممثلة الإدارة الأمريكية ،معتمدين على أحزابهم العتيدة التي تقود البلاد واستطاعوا أن يحصلوا ما حصل عليه أعضاء مجلس المحافظة المنتخبون ، وكذلك بأثر رجعي ، بمعنى أن من خدم بمجلس المحافظة لمدة شهرين حصل على تقاعد دائم مقداره 3250000 الف دينار عراقي إضافة لفروقات  الرواتب غير المستلمة .
        سلام على العراق وعلى النهج الوطني الذي اعتمدته دولة القانون الديمقراطية الجديدة ، ولا أدري لماذا تبادر لذهني البيت الذي يقول
              ومن دخل البلاد بغير حرب   يهون عليه تسليم البلاد
       نحمد الله العلي القدير الذي خلص العراق والعراقيين من سلطان دكتاتور جائر ، وأسلمنا وأسلم أموال العراقيين بأيادي إسلامية وعلمانية نزيهة نظيفة .





350
المنبر الحر / ( يمه بشري )
« في: 21:00 09/06/2010  »
( يمه بشري )
حامد كعيد الجبوري
     قبل أيام قليلة من الحملة الانتخابية للبرلمان العراقي الذي جرت أحداثه فجر يوم 7 / 3 / 2010 م ملأت ساحات محافظات الوسط والجنوب – طبعا – بملصقات (بوسترات) رفعت على أعمدة حديدية أو بواجهات المحلات التجارية ، والملصقات التي أتحدث عنها تمثل السيد رئيس وزراء العراق المنتهية صلاحياته نوري المالكي وهو يطأطئ لامرأة عراقية كبيرة بالسن ، وكتبت أعلى الملصق ( يمه بشري) ، وحدثت إثر ذلك اعتراضات كثيرة من الجهات السياسية الأخرى ، فمنهم من عدها دعاية انتخابية بدأت قبل موعد إطلاق الحملات الدعائية وهذا خرق برأيهم لا تقره مفوضية الانتخابات ، أجابتهم حينها أحزاب موالية لدولة رئيس الوزراء بأن ذلك لا يمكن عده دعاية انتخابية بسبب عدم ذكر القائمة ورقمها الانتخابي ، ومنهم من أتخذها وسيلة للسخرية للنيل من دولته ، أما نحن عباد الله فلنا آراء قد تكن مغايرة لآراء السياسيون ، وسوف لا أتحدث برأيي الشخصي بل لآراء مواطنون جمعتني معهم سيارات الأجرة العمومية -( الكيات) - التي أستخدمها برواحي وعودتي لمنزلي ، من هذه الآراء قولهم أن دولة رئيس الوزراء مقدم على تغيير جذري لصالح المواطن العراقي ، وسيبني دولة القانون المزعومة ، وسيوفر فرص التعيين لملايين العاطلين ، وسينعم المواطن بحريته وأمانه وأمان عائلته ، وسيتنقل بين محافظات الوسط والجنوب والشمال دون تأشيرة دخول ، وسيحصل المريض على فرصة للعلاج المجاني مع استيراد أدوية عالية الجودة من مصادر معتمدة عالميا ، وسيحارب بيد حديدية لطرفي الإرهاب والفساد الإداري ، وسوف يمنع منح الرتب العشوائية لفلان من حزبه وفلان من حزب قريب له بالرؤى ، وسيختار الفضلاء من العراقيين لأستيزارهم وحسب شهاداتهم الجامعية التي حصلوا عليها ، ولا للشهادات المزورة بعلم الجميع ، وسيحاول أن يهدم أسوار سوق أمريدي الشهير بوجه المتطفلين على الثقافات سواء علمية أو دينية أو ثقافية ، وسيعيد اعتبار الدولة العراقية التي فقدت اعتبارها من أمد بعيد ، وسينجز و سينجز و سينجز ، و لكم أن تتصوروا ما سيجلبه العراق من أبناءه المغتربين الذين ذاقوا الأمرين بسبب سياسات طائشة أعقبتها سياسات طائفية ، وسيتمنى جوار العراق من الدول العربية وغيرها ان تحذوا دولهم بما حظاه العراق الجديد ، وسيفخر كل عراقي بعراقيته ويصرخ بوجه الحاقدين والمتطفلين هذا هو عراقنا الجديد ، هذه وجهة نظر تفاؤلية مفعمة بالصدق وحب العراق ، ووجهة نظر متشائمة هي أقرب للواقع من سابقتها ، يقول أحد المواطنون أن دولة رئيس الوزراء يقول لهذه العجوز المسنة إستبشري يا أمي خيرا فسوف يزداد عدد المهاجرون أضعافا ، وسنزيد بذلك رقما جديدا للمهجرين ببلادهم ، وستكون التعينات حصرا لأحزابنا وموالينا ، وسوف نقلص الحصة التمونية التي كان يعطيها الطاغية المقبور لنجعلها أقل بكثير عما أعطاكم صدام الطاغية ، وسوف لا نجعل هذه الحصة التموينية تتفسخ بمطابخكم وتملى بالطفيليات اللعينة ، وسنقلل من ساعات التشغيل للكهرباء التي حاربنا النظام من أجلها ، لأنه كان يعطيكم منها الكثير مقارنة بما نزودكم به من طاقة الآن، ثم أن الملعون صدام كان يحتسب أجرا زهيدا للوحدة الكهربائية فما علينا إلا زيادتها مصلحة للوطن والمواطن ، وسنجعل ضريبة هذه الطاقة تصاعدية 20 و 40 و50 و صولا ل 150 دينار للوحدة الواحدة ، ثم لماذا يسبقنا العالم بهذه الضريبة بل علينا ان نسبقه نحن الذين حصلنا بجدارة متناهية على الرقم الثاني عالميا بالفساد الإداري ، ونحن مصصمون على أن نحرز الرقم الأول ونحن أهل له ، وتعلمين ياأمي أنا رفعنا سعر المحروقات من البنزين من خمسة دنانير كان يسرقها الطاغية المقبور لنجعلها 450 دينار للتر الواحد لنرفه أطفال العراق من إيراداته  المالية ،  صرخ عاليا احد جلاس الحافلة ، ( بوية كافي والله شكيت أكلوبنه) ، وأضيف لهذا السيد الواعي وأقول ما أشبه بل ما أتعس اليوم بالبارحة .             

351
الحوار المتمدن وقبضته الإعلامية
حامد كعيد الجبوري
  إبتداءا لا يمكن أن أخفي إعجابي وإكباري لمؤسسة إعلامية منوعة رصينة كالحوار المتمدن ، وبالعاملين عليها إدارة ومحررين ومتابعين ومتذوقين ، ومن هذا الباب قررت مع نفسي أن أتواصل معها سيما وقد علمت بجهودها الحثيثة لترسيخ القواعد الثقافية والأخلاقية والمعرفية من خلال ما يكتب بها من مواضيع مختلفة ، وشجعني لذلك الصديق العزيز محمد علي محي الدين لذلك ، وبتاريخ 20 / 3 / 2010 م فتح لي موقعا فرعيا بالحوار المتمدن وهذا بزعمي أكثر بكثير مما أستحق ، وبلغت مشاركاتي لحد هذا اليوم 9 / 6 إثنان وتسعون مساهمة ، ومن الجدير ذكره أني أميل لكتابة الشعر الشعبي أكثر من كوني متتبعا للتراث الشعبي - علما بأني أحمل شهادة البكلوريوس للغة العربية - ،  مع مواضيع نقدية – على كد حالي - ، إضافة للمواضيع السياسية التي أجبرنا على كتابتها بسبب ما نعانيه من ظلم وتهميش كبيرين ، ومن هذا المنطلق ولمعرفتي السياسة المتبعة لدى الحوار المتمدن حاولت جاهدا التمسك بما ألزموه بنا من ضوابط هم أدرى بسبب وضعها ، وعلينا إذن التمسك واحترام هذه الضوابط ، ومن الغريب أني أرسلت موضوعتين سأتناولهما مختصرا بها ما أريد قولته.
1 : موضوعة عرس كاولية ، وهو مثل يطلقه العامة لا يقصد منه الإساءة لشريحة مجتمعية أنا شخصيا أكن لها الاحترام ، ولربما كانت أحاديثي مع زملائي أبان الحرب العراقية الإيرانية مفتاحا لإعلان رأيي بظلم وقع على هذه الشريحة حيث أنها معفاة من الخدمة العسكرية بسبب موقف شوفيني لطاغية مهزوم ، والمثل لا يقصد به الإساءة لهم ولا لغيرهم ، وأنا من يمتلك علاقة حميمة مع صديق غجري إسمه إبراهيم وهو محترم ومثقف جامعي ، والمثل الذي نحن بصدده يفضي الى أن الأخوة الغجر لكونهم يحييون الحفلات الموسيقية فهم إذن لا يحتاجون الى أية فرقة موسيقية غنائية لإحياء حفلاتهم ، وهذا ما عكسه الساسة العراقيون وجسدوه واقعا ملموسا حيث أن كل حزب أحتضن أنصاره وترك العراقيين بلا مؤازرة وسند واحتضان ، ومن هنا جاء المثل إياه .
2 : موضوعة جرت الدماء لكاتبه الصائغ عبد الإله الذي يتباكى على عراقه كما يزعم لأن الدماء سالت غزيرة في العراق ، قلت له من خلال موضوعتي ماذا قدمتم أنتم من تجنس بأمريكيته علما أن عددكم يصل لقرابة 4 مليون عراقي كما أورد هذا الرقم الفنان حسام الرسام ، وفي مشيكان كما يقول حسام الرسام أن عدد العراقيين يصل ل 200 ألف عراقي ، قلت له يادكتور لماذا لا تشكلون وفدا للقاء رئيسكم الأمريكي وأن الحل بيده كما تعلم ويعلم الجميع ، ثم قلت للصائغ أين أنتم من الأنصار الشيوعيين الذين قاتلو بشمال العراق وهم يرددون أغنية الراحل كمال السيد ( هيله يهيله وأحنه منها وبيها بغداد شمعة وما هو إيطفيها ) ، قلت له وأقول أتدري أيها الصائغ الدكتور نحن كنا في العراق نفتح راديو العراق الحر لنستمع لهذه الأنشودة وغيرها لنشد بها أزرنا ، وتعود أنت اليوم لتسلبنا إرادتنا ، وماذا نفعل غير البقاء ببلد أحببناه رغم تعاقب زمر الإجرام عليه من الحكام القتلة سابقا ولا حقا ، نحن نرى دمائنا ودماء أبنائنا كل يوم ونبقى متمسكين بهذه الأرض التي قال عنها السياب العظيم وهو يبعث آخر رسالة لوفيقته البصرية – زوجته - ، ( يا أخوتي لا تجحدوا نعم العراق ، أنا ميت لا يكذب الموتى ، فيا ألق النهار أغمر بعسجدك العراق ، لأن من طينه جسدي ، ومن ماء العراق) ، ثم أنت أيها الصديق الصائغ تسبغ أسما لمدينتك مشيكان وتسميه مشيكان المحروسة ولا تطلق هذه التسمية لعراقك العظيم  .
   وهنا بودي الإشارة ل(حواري المتمدن) ما هي الصبغة غير المستساغة بهذا الحديث الذي لا أروم من خلاله إلا توضيح حقيقة حبي للعراق وأهله سواء هنا أو في منافي الدنيا .   

352
إضاءة

مواطنون ام مستوطنون
حامد كعيد الجبوري
        قد أكون مبالغا أن قلت أختلط عليّ معنى المواطن والمستوطن ، ولربما سأسأل لا حقا ما معناهما من المتخصصين بعلم الاجتماع او السياسة ، وأن عدت قليلاً للوراء مستذكراً أيام دراستي الإعدادية أو الكلية ، وأحاول جاهداً مد جسوري المعرفية بهذا الباب ، لوجدت أن المواطن قد يعني ذلك الإنسان الذي يعيش ببقعة من الأرض معلومة الحدود له فيها ما للآخرين من حقوق وواجبات ، وهنا أتذكر الأبيات التي قالها الشاعر صفي الدين الحلي الذي يقول
               بلاد ألفناها على غير رغبة       وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن
             ونستعذب الأرض التي لا هواءها      ولا ماءها عذب لكنها وطن
و لك أن تتصور مدى تمسك صفي الدين الحلي ومن هو على شاكلته بأرضه والدفاع عنها ، وحتى أن كانت هذه الأرض مجدبة لا تدر لأبنائها ما يقتاتون به من ماء وطعام ، إلا أنها وطنهم ولا يمكنهم التخلي عنها .
        منتصف التسعينات وبعد أن أحكم الطوق على مواطني العراق ، سواء من الداخل ممثلا بالنظام المباد ، أو من الدول التي وجدت بالعراق لقمة سائغة طيعة القطاف ، في هذه المعانات بدأ الأخوة من المسيح مغادرة العراق لمنافي الدنيا ، وحسنا فعلوا ، كان لأحد أصدقائي الأطباء صديق مسيحي غادر أقاربه العراق وظل وحيدا ببلده متمسكا بهذه الأرض التي أحب ، سأله صديقي مرة قائلا له ، فلان لماذا لم تغادر العراق وتلتحق بأقاربك سيما وأن الحدود مفتوحة لك إضافة لوجود قاعدة أمينة لديك من أهلك المغادرون ؟ ، أجابه بهدوء تام ، عجيب أمرك صديقي هل تطلب فعلا مني أن أغادر معشوقي العراق ، أسمع جيدا يا صديقي ، حينما خلقني الله خيرني وقال لي أنظر لتحتك سترى الدنيا بأسرها فأختر أين تريد أن أنزلك فيها ، قلت له يا رب أنت أعرف بها فضعني حيث تشاء ، أجابه الرب بأني سأختار لك العراق ، قلت للرب لماذا هذا الاختيار ، أجابني الرب قائلاً أسمع يا فلان ودقق معي أنظر ستجد جبالاً شاهقة يعلوها الجليد ، وستجد أرضا خضراء مكسوة بالزرع ، وستجد صحراء واسعة ، ثم لا حظ معي جيدا ستجد نهرين جاريين بالحياة ، وستجد في باطن هذه الأرض من الخيرات ما لا يحصى ، ثم جعلت لهذا البلد أربعة فصول ، وهذا يعني تعدد أنواع المزروعات ، ثم أن كل شئ هنا بحساب دقيق ، ثم تريدني أن أغادر ما منحنيه الرب هذا جهل منك صديقي ، يقول صديقي أقنعني بهذا الحديث عن ربه وعن وطنه المختار له ، بعد مضي أكثر من سنة على هذه الحادثة وأنا وصديقي المسيحي على اتصال شبه يومي ، أحد الليالي أتصل الصديق المسيحي – البغدادي السكن - بصديقه الحلي قائلا له أنه ضجر جدا من الوحدة القاتلة والبعد عن الأهل والأحبة وقال له مخاطبا بأنه سيحضر للحلة الآن ، قلت له أن الفصل شتاء والساعة قاربت العاشرة أنتظر ليوم غد ، أجابه أنه عازم على القدوم فهئ مائدتك يا صديقي ، يقول صاحبي الطريق من الحلة لبغداد لا يتعدى الساعة والربع في أشد حالاته لكن صاحبي تأخر كثيرا بالقدوم حتى تجاوزت الثانية عشر ليلا ، أتصلت على هاتفه الأرضي – اذ لا سواه آنذاك – ولم يجبني أحد ، قلت بنفسي لربما أفرط بالشرب وأخذته نومة هانئة لذا تأخر عن موعد قدومه ، في الصباح الباكر أتصلت به فوجدت من يرد علي معلنا أن صاحبي قد أصيب بحادث سيارة وهو ذاهب لصديقه بالحلة الفيحاء ، قلت لهم أنا صاحبه فهل هو بخير ، جاءتني الصاعقة بأنه قد غادر الحياة وأن معارفه في بغداد يجرون معاملة أستلام جثته من الطب العدلي في المحمودية ، وصلت لبغداد كما يقول صاحبي وأودعناه مثواه الأخير .
   من هذه الحادثة التي أوردتها لأبين مدى تمسك العراقيون بأرضهم لأنهم مواطنون ومواطنون من الدرجة الأولى مع سابق التأكيد والدعم لعراقية المواطن ، الآن وبعد التغيير الذي يفترض أن يجذّر عراقية المواطن أجد ومتحدثا عن نفسي – على أقل تقدير - أني لا أملك هذه المواطنة التي كنت أملكها سابقاً ، في عهد الدكتاتورية البغيضة كنت أمني نفسي كمواطن له حق العيش بهذه البقعة التي أحب وأدافع عنها لأصل بآخر المطاف لمستوى المواطنة التي أبغي ، إلا أن الحال الذي نعيشه الآن سواء قصد به أم لم يقصد ، أجد نفسي دخيلا  على هذا الوطن المستباح ، ولو قدر لي الحصول على مكان آخر أعيش به آمنا لاستبدلته كما أستبدل ملا بسي الداخلية ، وأعتقد أن الفرق قد أتضح بين المواطن والمستوطن ، للإضاءة ....... فقط .     

353
إضاءة
بايدن قادم بعصاه
                                                                                          حامد كعيد الجبوري
      منذ شهرين وثلاثة أيام انتهت عملية التصويت لانتخابات البرلمان العراقي ، ولم تصادق النتائج ولحد هذه اللحظة ، ولا أريد أن أسمي لأني أجد أن لا أحد يستحق التسمية والإشارة إليه ، فبين اعتراض هذا ورفض ذاك ، وبين مؤشر هذا ضد ذاك ضعنا وستضيع نتائج الانتخابات التي وضعها السيد الصندوق كما يريد ، فالسيد الصندوق من برجه العالي – خارج البلد طبعا – يريد أن يُفوِّز فلان لأنه الأقرب منه وليس الأقرب لمصالحه فالساسة الأجلاء قريبون للسيد الصندوق كحبل الوريد ، ونحن المستوطنون - سيتبع لذلك موضوعا بهذا الخصوص - ولا أقول المواطنون مغلوبون على أمورنا ، الحل ليس بأيدينا أولا ، ولا ناقة أو جمل لنا بقدوم فلان وإقصاء فلان ، فصاحب الشفافية والفسيفساء العراقية متمسك وإيما تمسك برئاسة الوزراء لأنه ضاق حلاوتها وأخرجته لبحبوحة المال والسلطة التي يبغي ، والعفريت الأخر المتمسك أيضا برئاسة الوزراء لأنه الأهل لها معلقا على الجولات المكوكية العربية والعالمية مطية لمبتغاة ، والأخر الذي كان يحلم أن يكن مدير ناحية ليخدم ناحيته ، أصبح بلفتة خالق ومخادعة ماكر رئيسا للوزراء ، سأله أحد المستشعرين الشعبيين – المهاويل - قائلا له إياك أن تسلمها ، فأجابه على الفور وهل هناك من يفكر بأخذها ، هذه هي الديمقراطية الجديدة التي جلبها السيد الصندوق للعراق وللعراقيين عفوا الساسة منهم ، فالعراقي الشريف أوعى من أن تمرر عليه مثل هذه الخدع والأباطيل الضالة المضلة ، والغريب بهؤلاء الساسة ، جاهزية ردهم لأي نقد أو تساؤل ما ، ولربما لو قرأ أحدهم ما أكتبه الأن لقال ماهذا إلا بعثي مجتث يعبر عن آراءه السوداوية اتجاه حكومتنا الوطنية هذه ، وبالمناسبة الحكومة الوطنية التي وصفها أحد رؤساء البرلمان الذي يقول أردت الخروج ليلا من داري في الخضراء لزيارة صديق لي أمرني العريف الصندوق وقال عد لدارك ‘ قلت له أني فلان ، أجاب أعرفك فعد لدارك ، فبربك أي سيادة و وطنية تتحدثون عنها ، أن ما يجمعنا معكم شئ لا غير ، هو التمسك بالتغيير ، ولو كانت نتائج الصندوق حقيقية لعدتم أدراجكم من حيث أتيتم مع ملاحظة تجريدكم من كل شئ تلصصتوا عليه جهارا ، وعودة لأجواء الإنتخابات التي جلبت رئيس الوزراء وكما تتذكرون كانت المنافسة على إشدها بين فلان وفلان وفلان ، حيث أتت السيدة البيضاء تحمل بيدها عصى سوداء لتقول للجميع ، نحن من غيرنا النظام ونحن من قدم المال والدماء ونحن من يقول فلان رئيس للوزراء ، فمن قبل فأهلا به ومن لن يقبل فهذه الباب تسعه ، وشكلت الحكومة وعادت لبيتها المظلم ، قبل أيام صرح أحد الجهابذة للفضائية العراقية أن بايدن لم يكن متأكدا من أن المعارضة العراقية حينها قادرة على أدارة شؤون البلاد بعد رحيل الطاغية ، وهذا ما ينتج اليوم دليل صحة رأيه كما يقول السياسي النبيه ، ونحن نكمل لهذا السياسي ونقول ، (أبوكم الأسود جاي وبيده عصه بيضه طويلة  للمايمشون عدل ديروا بالكم منه ) ، للإضاءة ...... فقط .     

354
المنبر الحر / كي لاننسى /3
« في: 23:06 05/05/2010  »
كي لاننسى /3
حامد كعيد الجبوري
       في العدد الأول والثاني من موضوعة ( كي لا ننسى) تحدثت بهما عن الحرب العراقية الإيرانية وما خلفته من دمار شامل بكل الحياة العراقية ، واهم من ذلك كله هو تمزيق النسيج العراقي – إن وجد - ، ناهيك عن ما خلفته من قيم لا يزال الشعب العراقي يئن من تلك الكوارث ، كنت أوصل أولادي لمدرستهم الابتدائية النموذجية فترة الحرب العراقية الإيرانية وما بعدها ، وكنت أستمع لأصوات الرصاص تطلق من أفواه بنادق المعلمون الرفاق ومن منا كان يستطيع أن يعترض على ذلك إلا بالخفاء وبالهمس حتى بين الزوجين ، أحد الليالي وعبد الله المؤمن يتحدث من خلال نشرة الأخبار ،وبالمناسبة أقول كان تلفزيون العراق يبدأ بنشرة أخباره وهي مكرسة للقائد الضرورة ، وكنا نتمنى أن ينهي حديثه الذي ابتدأه الساعة التاسعة ، بعد الساعة الحادية عشر موعد  الأخبار الجزء الثاني ، لكي نتمتع بشئ نشاهده ، بل يحدث العكس فالقائد الهمام ينهي حديثه قبيل الحادية عشر بدقائق قليلة ، ليعود لنا مرة ثانية ونستمع لحديثه القومي المهم ، في أحد تلك الخطابات السمجة تحدث قائلا ، ( هناك من يعترض ويقول لماذا نطلق الرصاص في المدارس وحتى الابتدائية يوم الخميس ، يوم الاصطفاف المدرسي المهيب ورفعة العلم ، أقول لهم ولكم ، علينا أن نربي أطفالنا على الرجولة مبكرا لكي ( يكاونوا زين) ، و أضيف وأقول لا يكفي يوم الخميس فقط بل في كل يوم حتى (إنجبشهم – كبش -) ولكي لا يخافوا إن سمعوا أصوات الرصاص ) ، تصوروا حالة الطفل وهو بالصف الأول إبتدائي ويسمع ويرى هكذا فعل وأقسم أن أحد المعلمون نقل خبرا لي مفاده أن طفلاً أحدث –البول والغائط – بملابسه يوم رفعة العلم و إطلاق الرصاص ، في حين أتذكر أن معلمنا في الابتدائية في الحلة الفيحاء المرحوم ( هادي الجباوي) يعلمنا كيفية زراعة الورد ومواسمه المفضلة وكيفية العناية بالنبتة ، وفي الصف الرابع ابتدائي وبدرس القراءة أذكر أن موضوعا يخص تربية الطيور ولا أذكر بالضبط أسم الموضوعة وفحواها يقول ، أن مربي تلك الطيور يمرض ويموت فكانت طيوره تزور قبره وتقف عليه ، ولا أدري لماذا كنت أبكي كلما قرأت ذلك النص ، ومن ذلك الحين والى يومنا هذا أمتلك في بيتي طيورا جميلة لست بسجانها ، ولكنها طليقة تسمع صوت سيارتي وتنزل من أعشاشها لأرمي لها حبوبها المفضلة ، شتان ما تربينا عليه وشتان ما تربى عليه أولادنا .
         عندما نشر لي ( كي لاننسى) بجزئيه أتاني أكثر من رد ومن أكثر من صديق يقول فيه ، أن إيران تستحق هذه الفعلة من صدام ، وأنا أرد له وللجميع وأقول ، لا أن الشعب الإيراني المغلوب على أمره منذ التغيير وليومنا هذا لا يستحق أن يصار به ، كما صار بنا نحن الشعب العراقي المغلوب على أمره سابقا ولا حقاً ، ومن المجحف أن نحمل الشعوب أخطاء حكامها وبخاصة الشعب الإيراني الذي يقف اليوم مقدما الدماء السخية من أجل حرياته المباحة ، وكم كنت أتمنى أن يصل الوعي العراقي لما وصل له الإيرانيون ، وكم تمنيت أن نرى قيادة عراقية يلتف حولها شعبها ، تصور أن الأحزاب العلمانية العراقية تخلت عن شعبها وجمهورها والتفتت لمصالح فئوية ضيقة .
         أثناء الحرب العراقية الإيرانية جزع حتى الدفانيين من دفن الضحايا ، كنا حينها نذهب للمقبرة في اليوم الواحد أكثر من مرة كواجب للعزاء لأقاربنا أو أصدقائنا أو أبناء مدينتنا ، ولكثرة القتلى لم تكن الجنائز تغطى بعلم العراق كما في أيام الحرب الأولى ، وللعلم أيضا أقول كانت المخابرات العراقية والأمن والأمن الوطني والمستبعثون يرافقون تلك الجنائز خوفا من القيل والقال ولإيصال المعلومات لدوائرهم ، مرة ونحن نشيع أبن صديق سألت امرأة مستطرقة لإحدنا ، ( يمه موت الله هذا) ، سمعها صاحبنا ولم يجبها ، أعادت عليه سؤالها ولم يجبها كذلك ، وسمعها والد المقتول للمرة الثالثة فصرخ عاليا بأعلى صوته ( لا عمي هذا موت صدام مو موت الله) ، أوخذ الرجل والد المقتول الى حيث لا نعلم وليومنا هذا .

يتبع رجاءاً             

355
دموع الأنبياء
مهداة لأحباب الله – الأطفال - شهداء المسيح

حامد كعيد الجبوري / بابل

تلكيهم عذارى مريم العذراء            وبثوبج الأبيض نشفي دمهم
لا ام لا ابو عدهم ولا اخوان          اذا جاهم برد ياهو اليدثرهم
لأنج مرضعه أبكلبج حنين الله        عوضيهم ابو وصيرلهم أمهم
إبنج ع الصليب وعالي راسه أيشوف    خفافيش الظلام أطفال تدفنهم
عينه ع الورد شاف الورد مذبوح         كصيبة طفله بيده وشم كصايبهم
وطفل بيده الدفاتر والزند مبتور          برصاصة عار من يا حاقد أرصدهم
نهض موسى ومحمد والدموع اتسيل      وعيسى بالوجوه اطفاله يعرفهم
صاح الطاهره وعيونه كلها ادموع          بجاهه وبجه ويمهم يسايلهم
فتح باب الجنان وعاين الرضوان1        افتح بابك وبسم امي سجلهم
 وإذا الله سأل شنهو الذنب إحجيه      طفولتهم ذنبهم بيها يكتلهم
               *************
1 : رضوان / خازن الجنان


356
المنبر الحر / كي لاننسى /2
« في: 15:52 03/05/2010  »
كي لاننسى /2
حامد كعيد الجبوري
         أثناء خدمتنا العسكرية فترة الحروب القذرة التي أشعلها النظام المجتث ، نلحظ أن الوحدات العسكرية عبارة عن عراق مصغر ، صديق لك من الموصل وأخ من الأنبار وشقيق من ميسان ، ولم نحظى بالتعرف لإخوتنا الكرد بذريعة إعفائهم من الخدمة في الجيش لأنهم بحرب أيضا مع الإيرانيين بقواطعهم الكردية،نجتمع على مائدة واحدة – القصعه –  ، مسلم ومسيحي ويزيدي وصابئي ، كردي وعربي وتركماني ، خُلقت علاقات أخوية حميمية كثيرة في ما بيننا ،وللطرفة أرويها ، كان أحد أصدقائي مسيحياً من شمال الموصل ، قال لي يوماً مازحاً أن حربكم هذه لا ناقة لي فيها ولا جمل ، ولا يهمني فزتم أم فاز الأخر ، هرب من الخدمة العسكرية وعلمت لا حقا بمغادرته العراق هرباً واللجوء لأحد الدول الأوربية فهنيئا له ،  كان الواحد منا إن تمتع بإجازة يوّدع أحبته لأنه ومن المؤكد سوف لن يجد على الأقل واحدا منهم ، كنا نُحرم من إجازاتنا أيام الهجمات التي تشن من قبل المتصارعان ، وأحايين أخرى نقطع إجازاتنا لنلتحق لجبهات الموت بفضل الفرق الحزبية التي تتطوع لطرق أبوابنا لتخبرنا بضرورة الالتحاق لوحداتنا لكي لا نعد من المتخاذلين فنعدم ، تصوروا تلتحق لوحدتك العسكرية تقتل بأرض المعركة دفاعا عن الشرف الصدامي الذي لم يحفظ لنفسه شرفه العسكري المهان ، وسلم نفسه كأي متدروش – حاشى للدراويش – جرذي  للمحتل ، ولم يقف إزائهم كوقفة ولداه على أقل تقدير ، لأنه أجبن من أن يكون رجلا،وأن لم تلتحق أعدمت من قبل الرفاق الأشاوس في متنزه عام وبحضور عائلتك وتدفع هذه العائلة أثمان أطلاقات إعدام أبنائها الخونة ، وأن التحقت بوحدتك العسكرية ولم تصمد قطعتك العسكرية إزاء الهجوم المليوني الإيراني ، وانسحبت مرغمة من ارض المعركة أعدمت من قبل مفارز المتسللين – الانضباط العسكري – وتُحرم عائلتك من حق التقاعد لأنك جبان رعديد مهزوم .
       عاد من إجازته زميل لنا من أهالي الناصرية / سوق الشيوخ ، تحلقنا حوله وفتحنا (جنطته) ولم نجده قد جلب لنا شيئا من أهله لنا ( كليجه ، خبز لحم ، جدرية دولمه)  ، لحظنا إطلاق لحيته ومعلوم ان من يأتي من إجازته وبخاصة إن كان متزوجا نراه بكامل هندامه الجميل ، سألناه ما الخبر ؟ ، كفكف دمعة سبقت كلامه وقال ، نحن من قرى سوق الشيوخ ، وسوق الشيوخ عشائر عربية تتجاور في ما بينها ، لكل عشيرة ( سلف) تسكنه ، وتعلمون أن هذه القرى يفصل بعضها عن البعض المساحات المائية الكبيرة (الأهوار) ، ولقريتنا طريق بري واحد نسلكه و(الهور) يحيط القرية من أركانها الأخر ، أحد أقاربنا نجتمع عنده  عصر كل يوم من أيام إجازتنا ، وتمتد جلستنا لما بعد الغروب بقليل ، وداره – صريفته – مدخل قريتنا ، ونحن جالسون معه رأينا غُبارا يتطاير خلف سيارةٍ مسرعة قادمة نحونا ، قال أحدهم فرحا من أتى بإجازته من أولادنا اليوم ، اقتربت السيارة للناظر ولحظنا نعشا ملفوفا بالعلم العراقي عليها ، تركنا أحذيتنا وهرعنا صوب السيارة القادمة نحونا ، رأين النسوة هروعنا نحو السيارة فأطلقن أصوات النعي (يبوووو) وهن يركضن خلفنا للوصول الى السيارة ، وكل يحدث نفسه قبل الوصول للسيارة ومعرفة من المقتول هذه المرة ، ففلان منا له ولده وأخوه وأبن عمه وأبن خاله وأبن خالته في الجبهة ، النسوة أولادهن وآبائهن وإخوانهن وأزواجهن وأبناء عمومتهن في جبهات القتال ، وصلنا للسيارة وحمدنا الله بدواخلنا أن المتوفى ليس أخي بل هو أبن عمي ، والنساء منهن من تقول بداخلها الحمد لله أنه ليس زوجي ولكنه أخ لزوجها .
       سألني أبي رحمه الله وأنا على أعتاب الأربعين وقد أشتعل الرأس شيبا  قائلاً ، كم عمرك الآن يا (حامد) ؟ ، أجبته مبتسما أنت أعرف بعمري يا حاج ، قال كنت بعمرك ألعب مع أخوتي وأبناء عمي لعبة ( الجعاب) – عظمة تستخرج من أرجل قوائم الخرفان يلعب بها الصبية - في بستاننا ، قالها والدي مستهزئا ، أجبته هل رأيتم ما رأيناه ؟ ،وهل حملتم ما حملناه يا أبي ؟ ،  ، للإضاءة .............. فقط .   

يتبع

357
إضاءة
(نسرين السامرائي)
وطاولة الحوار الشفيف
                                                                                       حامد كعيد الجبوري
       كنت قد أوعدت أصدقائي القراء بتغطية لاحتفالية عيد العمال العالمي لمحافظة بابل ، ولكم أن تتصوروا سعادة الحليون المغتربون وهم يقرؤون عن مدينتهم الفيحاء بابل المحروسة ، وهذا ما حصل فعلا حيث ورد لي تعليق جميل من الصديق الحلي الأستاذ (ذياب آل غلام) ، ووردت لي تعليقه أخرى أجمل ما فيها أنها من عراقية والأبدع من كل شئ أن نعتتني ب (رفيقي) ، وكان التعليق لها بخصوص قراءة سورة الفاتحة – سيتبع موضوعة بهذا الخصوص شجعتني لكتابته الرفيقة نسرين السامرائي - والوقوف حدادا لأرواح شهداء الحركات العمالية العالمية والعربية والعراقية ،لم أصوت لتعليقها وستعرفون سبب ذلك من خلال إضاءتي المتواضعة ، وكانت عقوبتي قاسية من رفيقتي (نسرين السامرائي) حيث نعتتني بتعليقها الجديد ب (الأخ) عقوبة لي على عدم الموافقة على نشر تعليقها ، وكلمة أخ ليس بالقليلة عندي ولكن أحسست أنها عقوبة منها ، وهنا سأتحدث لها ولكم أسباب ذلك .
      لقد فات رفيقتي أن تعلم – ومن سيعلمها - أن كاتب الموضوعة (حامد كعيد الجبوري) وكما يقال (بالكاد) تعلمت العمل على الحاسوب والانترنيت ، وهذا عذر غير كاف بزعمي لتقديم  اعتذاري لها حيث علي المثابرة الجادة للتعلم ، ويقال أن التعلم في الكبر ليس كالنقش على الحجر – المثل عكسته هكذا - ،وربما سيشهد لي الصديق رحيم الحلي أن دعته الرفيقة نسرين للشهادة حيث كتبت له من أيام قليلة أن يفتح لي خطا مع ال(فيس بوك) رغم ورود أكثر من رسالة منهم تعلمني من خلالها الخطوات التي يجب إتباعها للتسجيل ، وبالمناسبة أن أغلب ما أكتب يبعث من خلال الصديق محمد علي محي الدين – مشكورا-  ومن خلال أميلي الخاص ، وهو أيضا – محمد علي محي الدين - الذي ساعدني على فتح موقع في الحوار المتمدن وهو الذي أرشدني للصديق الغالي (باسم ، تللسقف ) ، ولا يزال أبو زاهد يحاضر لي بدروس عملية على الانترنيت ، ولو كنت أجيد استخدام الانترنيت لما أقحمتكم بهذه الموضوعة ولاستخرجت أميل نسرين وبعثت لها إعتذاري ،رغم أنه أتى هكذا وربما سيكون أصدق لها وأقرب لي لقبول هذا العذر ، فأنا على أبواب الستين أيتها العراقية الأصيلة الغالية ، وكم سعدت أن أجد عقولا متنورة أريدَ لها أن تُحجم وهيهات ذلك لأن العراق لأهله الشرفاء الأمناء أصحاب الأيادي البيضاء  ، فبماذا ستنعتينني ايتها الرفيقة والأخت أو البنت فذلك فضل منك لا يمكن أن أتنكر له ، وأذكرك بآخر ما قاله السياب الكبير وهو مسجى على فراش موته في مشفاه الكويتي حيث يقول
   يا إخوتي
لا تجحدوا نعم العراق
أنا ميت لا يكذب الموتى
فيا ألق النهار
إغمر بعسجدك العراق
لأن من طينه جسدي
ومن ماء العراق
إليك غاليتي العراقية الأصيلة محبتي وأكباري لك وثقي أني سأكون تلميذا مثابرا وأتعلم ما حرمني والآخرين النظام السابق من النعم الكثيرة ومنها الحاسوب والانترنيت ،....... للإضاءة .............. فقط .
       

358
إضاءة
                             الفاشيست ، ولكي لا ننسى !!!
                                                                           حامد كعيد الجبوري
      من يقرأ هذا العنوان يذهب بتفكيره صوب ما كان يقدم من خلال تلفزيون العراق أيام الفاشيست السوداء ،حينها كانت تعرض للأطفال وغيرهم صور القتل والدمار في ما يسمى الحرب العراقية الإيرانية ، كنا نرى الجثث سواء عراقية أو إيرانية تملئ بشكل مرعب ومقزز أرض ما يسمى المعركة ، وكان البرنامج إياه يسمى (كي لا ننسى) .
      في صدر الإسلام وأيام الدعوة السرية ألقي القبض على عائلة مسلمة مكونة من أب وأم وأبن ، (ياسر وسمية وعمار) ، أستشهد الأب والأم بعد أن لاقوا عذابا لا يمكن تصوره أبداً ، أما عمار فطلب منه سب النبي الأعظم محمد (ص) والنيل منه ومن الإسلام ففعل ما أرادوا تحت سياط التعذيب والنار ، وحين أفرج عنه والتقاه محمد (ص) لم يستطع أن يرفع وجهه صوب رسول الله ، أراد أن يبرر فعلته فبادره النبي (ص) قائلا لا عليك يا عمار وإن عادوا فعد ، أي لو أنهم أعادوا تعذيبك ثانية فعد أنت لشتمي ولا تبالي ، وفي قبالة ذلك قال (ص) (صبرا آل ياسر أن موعدكم الجنة) .
      كل هذه المقدمة بسبب حديث بيني وبين أحد أصدقائي الشيوعيون فيما واجهوه من تعذيب وقتل وتشريد على أيادي السلطات القمعية المتلاحقة على الحكم في العراق ، وما هو موقف ووجهة نظر الحزب الشيوعي حاليا اتجاه من اعترفوا بانتمائهم للشيوعية واعترافهم على خلاياهم التنظيمية ؟ ، تحدث لي وربما بقناعته الشخصية مضفياً على الصامدين اتجاه التعذيب هالة تختلف عن الآخرين وهذا من حقه وحقهم ، ولم يتحدث عن المعترفين بمثل ذلك الحديث والهالة ، قلت له أسمع يا صديقي لحديثي الموثق ، لو كنت أنا – حامد – تحت سياط الجلاد آنذاك فثق أني قبل أن أصفع على خدي أعترف بكل شئ ولا قدرة لي على تحمل التعذيب، ثم أني أخاف حتى من زرق إبرة للشفاء فكيف أحتمل القساوة إياها ، قال لي لو كان ذلك كما تزعم فهناك خياران لا ثالث لهما ، أما الاعتراف أو تحمل ما لا يطاق وهذا لا يمكن لك أولي تحديده إلا ساعة الحسم الحقيقي ، وأعني ساعة المواجهة ، قلت له صحيح قولك وبالمقابل سأروي لك وللتأريخ حقيقة ذلك النظام الفاشستي الرهيب ، وأجزم أن من يقرأها أو يسمع بها يظن أني راوي أو قاص يصور من خياله لنجاح روايته أو قصته ، ومثل ما يقال (شاهدها بيها) ،  أقول أن أحد أقاربي انتمى لدائرة أمن بابل – شرطي أمن – عام 1968 م بشفاعة قريب لنا ( عضو قيادة شعبة بابل) ، وبابل آنذاك لم ترتقي لما يسمى (قبادة فرع) ، بعد مدة قليلة من تعيين قريبي هذا قدم طلبا لنقله الى محافظة القادسية – الديوانية – لكي يبتعد عن سيل الوساطةِ التي يكلف بها من قبل معارفه ، أستلم واجبه بمدينة الديوانية وهناك رقي لرتبة ( مفوض أمن) ، كان هذا الرجل حينما يأتي بإجازة له يجالسنا ليالينا مع تحفظنا بعدم الحديث بأي شئ يمس السياسة من قريب أو بعيد خوفا من أن ينقلها أو يوشي بنا لأسياده ، بعد انهيار ما يسمى الجبهة الوطنية – 75 / 1976 م - التي أتصورها مصيدة للقوى الوطنية العراقية ، وبالخصوص قوى اليسار العراقي ، وبالتحديد الحزب الشيوعي العراقي ، وهنا بدأ الوطنيون – الشيوعيون -  الهروب صوب منافي الدنيا ، ومن لم يحالفه الحظ يلقى القبض عليه ، في ليل شتائي عام 1976 م أو بعده بقليل ، أتى قريبي إياه قادما من الديوانية ، وجمعنا مجلس أمتد لساعة متأخرة من الليل ، أخذت الخمرة مأخذها منه ولأنه يعرف بتوجهاتنا السياسية وموقفنا غير المخفي عليه تحديدا  بدأ حديثه قائلاً ، عجيبة صلابة الشيوعيون تصوروا أن أحدهم مودع للتوقيف عندنا مورست ضده شتى أساليب التعذيب ولم يدلي بشئ لسجانه ، يصل التعب للمعذب – بكسر الذال – حد الإعياء ولا يبان شئ من ذلك الإعياء على المعذب – بفتح الذال - ، كان القتلة الفاشيست عديمي الإنسانية كل يرفض أن يمارس لعبته التعذيبية مع ذلك الشيوعي الصلب ، لأن الشرطي يتعب ولا يحصل من غريمه شيئاَ ، وصل أمره للجميع ومنهم مدير أمن الديوانية الذي جمع ضباطه ومنتسبيه وقال لهم ، لا يعترف ذلك الشيوعي بشئ ، بسيط جدا وسترون فعلي معه ، أمر مدير الأمن إحضار ذلك البطل أمامه ، أجلسه على كرسي قريب منه وقال ، أخي أنا بإسمي وباسم ضباطي ومنتسبي دائرتي أقدم لك إعتذاري وتعرف جيدا أن هذا هو واجبنا فأرجو أن لا تتحدث بذلك حين خروجك ونحن بدورنا نؤكد إعتذارنا منك لعدم ثبوت شئ ضدك ، أجابه الشيوعي بطيبته وطيبتهم المعهودة ، شكرا لك ولضباطك ومنتسبيك وأنتم لم تؤدوا سوى ماطلب منكم ، قال مدير الأمن أنت مطلق سراحك من الآن وستذهب لأهلك حالاً على أن تعود لنا بعد الساعة الثامنة مساءا لأقدم لك عربون اعتذاري وأنت تعلم حساسية دخولي للأندية الليلية وعليه سنجلس هنا لساعتين فقط ومن ثم تعود لأهلك ، شكره الرجل وقال أنت معذور وأتمنى عليك أن تعذرني من تلبية هذه الدعوة ، قال له مدير الأمن هذا غير مقبول أبدا وهذه عشرون دينار ا هدية الخروج وموعدنا الثامنة مساءا هذه الليلة وستوصلك سيارتي الخاصة لدارك وستعود بك أيضا الى المديرية ، وصل الرجل داره قبل العاشرة صباحاً وأحاطت به عائلته التي كانت تظن أن لا تلتقيه ثانية ، تحولق حول الرجل المطلق سراحه الجار والقريب والصديق والبعيد ليهنئ بسلامته ، أنقضت الساعات بلمح بصر وفي الثامنة مساءاً عادت سيارة السيد المدير طالبة منه تلبية الدعوة كما أتفق عليه ، قال الرجل لأهله أن السيد مدير الأمن هذا الأنسان الشريف يريد أن يقدم لي شيئاً ما وفاءاً منه إلي ، حدقت الأم بوجه ولدها ونظرة استخفاف بادية على عينيها ، قال لها لا عليك يا أمي ما هي إلا ساعة وسأعود ، وصل الشيوعي الى غرفة مدير الأمن الذي كان منتظرا  على أحر من الجمر كما يقال ، جلس المسكين مع مدير الأمن حول المائدة وبها كل أنواع (المزات) إضافة لقنينتي (بيرة لاركر) ، وأعاد إعتذاره سواء للتعذيب أو الدعوة هنا في الدائرة ، شربا قنينتهما الأولى وطلب الثانية لكل منهما ، وهنا قال الرجل المسكين أستاذ أنا بحاجة للذهاب الى الحمام ، تبسم مدير الأمن وقال للذي سيغدر به منذ الثامنة وأنا أنتظر منك هذا الطلب ، صفق مدير الأمن بيديه ودخل أكثر من رجلين للغرفة وأمسكا المسكين من يديه وكتفاه وإنتزعا (بنطرونه) وسرواله الداخلي ومعهما مايشبه الكيس الواقي الذي يستعمله الذكور كمادة عازلة تحفظاً من ،الحمل  (flash lather) – أتمنى أن تكون التسمية والكتابة صحيحة – أمسكاه وألبساه ذلك الكيس الذي يحوي على خيط    بلاستيكي بأطرافه وعقداه على إحليله – العضو الذكوري للرجل - ، قال له مدير الأمن الإنساني جدا ، أن كنت تريد (التبول) ما عليك إلا أن تعترف من هو مسؤلك ومن هم أفراد خليتك والآن عليك أن تشرب وإلا فسوف لا تذهب للحمام ، قال له المسكين لا أريد الشرب ولكن أريد إخراج ما شربته ، ذلك أمره لك أشرب وأعترف وتبول ، أو أعترف وتبول ، قال له المسكين وهو يعاني الألم غير المحتمل ، سأعترف بعد أن أتبول ، أجابه لا ولكن أعترف وتبول ، وهكذا أنتصر مدير الأمن أمام ضباطه وأمام هذا البطل الذي لا يمكن تصور معاناته أبدا ، أذهبوه للحمام وقضى حاجته ، وتحركت إنسانية مدير الأمن وقال له ، أستمع جيدا لقد أخرجتك لدارك اليوم على مسؤليتي الخاصة وكنت خائفا من عدم عودتك رغم أني زرعت لك ألف عين لتراقبك أن حاولت الفرار أو عدم المجئ لموعدي ، وأقول لك الآن سنرسل لأهلك من يخبرهم أنك ستعود بعد أيام لهم ، وسأوصي شخصياً المحقق وقاضي المحكمة – منتسب لهم أيضاً – بإسراع إنجاز معاملة إطلاق سراحك ، لم يتكلم البطل بشئ وأخرجوه لزنزانة مفردة على أمل أن يلحقوه مع رفاقه اليوم التالي لخوفهم من أن يتكلم بشئ ، في الصباح التالي بعث أليه ضابط التحقيق ليضبط أقواله ولتصادق قضائياً ، فتحت باب الزنزانة فوجدوه وسط بركة من الدم ميتا ، أفاد الطبيب الذي يعالج الموقوفين أنه قطع أوردة أو شرايين يديه الاثنتين من المعصم بأسنانه ونزف كامل دمه ومات ، أقسم أنها حقيقة واقعة ، أطرق محدثي ولمحت لؤلؤة سقطت من عينيه ولم يتحدث أو أتحدث بشئ حتى وأفترقنا لنلتقي ثانية ،.                              

359
   
الجسر ...الخورنق والجنائن المعلقة!!!!
                                                         حامد كعيد الجبوري
       يتحدث التأريخ أن أحد ملوك بابل تزوج من إمرأة ليست من دياره البابلية فأصيبت بمرض الكآبة حنينا لديارها السابقة ، وبما أن ديارها السابقة جبلية تشتمل على حدائق غناء وجبال عالية مكسوة بالخضرة ، لذا أمر ببناء قصر على مساحة كبيرة من الأرض ببيئة تشابه بيئة أهل زوجته ، فعمل المهندسون جبالاً عالية وزرعوها بالأشجار وواجهتهم مشكلة إيصال المياه إليه ، نادى منادي داخل المدينة لمن يستطع إيصال الماء فله هدية مجزية سنية ، وفعلاً تقدم أحدهم بمشروع ناجح وأوصل المياه لهذه الأشجار فبسقت مناطحة للسماء ،وسرت الزوجة بقصرها المنيف الذي أشبه ديارها السابقة ، وأطلق الملك على قصره ( الجنائن المعلقة) وهو غير بعيد عن مركز مدينة بابل ، والملك البابلي هو الملك نبو خذ نصر ، وسلطان آخر حدث له ماحدث لنبو خذ نصر فأبتنى قصر الخورنق مستعيناً بمهندس زمانه (سنّمار) ، وأكمل المهندس المسكين القصر على أجمل مايكون ، شرفات تطل على حدائق ومسابح ، غرفا تبرد صيفاً ومعتدلة الحرارة شتاءاً دون وجود ما يبردها أو يدفئها -حيث لم تبتكر نعمة الكهرباء التي حرمنا منها منذ أمد بعيد وستصبح منجزاً أو فتحاً لا يباريه شئ لمن سيعيدها لحالها السابق- ، حينما أستلم السلطان القصر من مهندسه (سنمار) وطافا بأرجائه المعمورة بُهر السلطان بهذا المنجز وسأل المهندس ، هل يمكن أن تبني قصراً أفضل منه لاحقاً ؟ وهل أن للقصر هذا عيوب داخلية أكتشفها المهندس قبل نهاية بناءه له ؟ أجاب المسكين (سنمار) ، نعم مولاي يمكن أن أبني أجمل وأفضل منه لو تيسرت السيولة المالية لذلك ، وأضاف المهندس لسلطانه قائلاً ، هناك آجره وضعتها بمكان ما من القصر لو تحركت من مكانها لتهدم القصر بكامله ، أصيب السلطان بخوف شديد وحدث نفسه قائلاً ، ماذا سيحدث لو أخبر المهندس أحداً بذلك ، ثم ماذا سيحدث أن أختلف السلطان مع هذا المهندس ، أنها معادلة صعبة ستجعل حياة السلطان بخطر كامن




دائم ، وفكر السلطان كثيراً بذلك وسأل ( سنمار ) قائلاً ، هل عرف أحد بمكان هذه الآجرة ياسنمار ؟ أجاب المسكين قائلاً كيف أفعل ذلك يامولاي ، أبتسم السلطان إبتسامة عريضة وقال لسنمار دلني على هذه الآجرة أيها المهندس الأمين ، وبعد أن عرف بمكان الآجرة قال السلطان أني أجد في أحد شرفات القصر عيباً أريد منك أن تصلحه ، قال ( سنمار ) على الرحب والسعة مولاي ، وما أن وصلا لتلك الشرفة وكان السلطان مستعد لتنفيذ مخططه ، وضع السلطان يديه بظهر (سنمار) وبكافة طاقته الإجرامية دفع (سنمار) من ذلك المكان الشاهق وسقط للأرض جثة هامدة ودُفن سر الآجرة معه .
      كل هذه المقدمة بسبب جسر تقاطع (الطهمازية ) في محافظة بابل المحروسة الذي بني بكلفة (17) مليار دينار عراقي بناه أحد المهندسين حفدة  المهندس (سنمار) والمهندس الذي بنى الجنائن المعلقة ، كل الذي يمكنني قوله أنه جسر  (يخرب من الضحك) وشر البلية مايضحك ، فالقادم من الديوانية أو النجف متجها صوب العاصمة أو كربلاء سيجد أن للشارع العام مسارا غير مسار الصاعد لهذا الجسر وما على سائق السيارة إلا أن يحول مقود سيارته ربع دورة يسارا تقريباً لكي يسلك طريق الجسر ، أنه السنمار الجديد و لا نعرف مكان الآجرة التي وضعت في الخورنق العتيد لأصطياد السيارات وهذا ما لا نتمناه ...للأضاءة .... فقط . 


360
شيء عن الحلة وهروب جسرها
                                                                   حامد كعيد الجبوري
       وعينا على مدينة الحلة وهي عبارة عن عشرة (أطراف) ، سبعة منها تقع على الجانب الأيمن لنهر الحلة للقادم من بغداد ويسمى (الصوب الكبير) وهي (الجامعين ، الطاك ، جبران ، الجباويين ، التعيس ، الكراد ، المهديه)، وثلاثة في الجانب الذي يسمى (الصوب الصغير) ، ويقع يساراً للقادم من بغداد أيضاً وهي (الوردية ، الكلج ، كريطعه)  ، وشط الحلةالمتفرع من نهر الفرات يقسمها لنصفين كما أسلفنا، وهناك أكثر من رأي قيل بسبب تسمية (الحلة) ، منهم من قال أنها سميت الحلة لحلول أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب ع فيها وهو عائد من واقعة النهروان ، ومنهم من أثبت تسميتها لحلول آل مزيد فيها كما يقول الباحث الشيخ يوسف كركوش رحمه الله في كتابه تاريخ الحلة، ويدعم هذا الراي الدكتور جواد أحمد علوش في كتابه (صفي الدين الحلي) ، وأول من مصر الحلة كما يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان الأمير سيف الدولة صدقة بن مزيد الأسدي سنة 495 هجرية ، ويقول ياقوت الحموي عن الحلة (هي أجُمة – غابة كثيفة – تأوي إليها السباع فنزل بها بأهله وعساكره وبنى فيها المساكن الجميلة والدور الفاخرة ) ، وقال عنها أبن بطوطة برحلته (مدينة كبيرة مستطيلة مع الفرات وهو شرقها ، ولها أسواق حسنة جامعة للمرافق والصناعات ، وهي كثيرة العمارة ، وحدائق النخيل منتظمة بها داخلاً وخارجاً ودورها بين الحدائق) ، ومن الطريف ذكره أن نهر الحلة المتشعب من الفرات الأم متعرج قبل وبعد دخوله لمدينة الحلة بمعنى أن المدينة أخذت شكل ذلك المجرى للنهر ، والطرافة التي أتحدث عنها أن منطقة تقع بشمال الحلة – المدينة - تسمى (الخصروية) وسبب تسميتها لكون نهر الحلة له أنحناءة تشبه الخاصرة لذا سميت (الخصروية) ، ويذكر أن الطاغية المقبور سأل عن أسم هذه المنطقة الجميلة فقيل له أسمها (الخصروية) ولم تعجبه التسمية لظنه الواهم أن التسمية غير عربية فأطلق عليها أسم (القادسية) .
     في الثلاثينات من القرن المنصرم يربط جانبي الحلة بواسطة جسر عائم يقع منتصف مدينة الحلة ، وكان عائماً لأسباب شتى أولها أن الدولة ليس لها الأمكانيات المتاحة لبناء الجسور أولاً ، وثانياً أن نهر الحلة يستخدم كمسلك مائي يربط شمال الوطن بجنوبه ، وبموجب هذا وذاك أنشأ هذا الجسر العائم على مجموعة من المجنبات المائية (الدوب) المشدودة بحبال كتانية مصنوعة من مادة (الجنب) النباتية ، أضافة لسلاسل حديدية لربط الجسر العائم الى ضفاف النهر ، وهناك مجموعة كبيرة من العمال واجبها سحب هذه المجنبات العائمة للسماح بمرور السفن  الشراعية المسحوبة من قبل رجال أشدا ء رأيتهم وأنا طفل لم أدخل المدرسة بعد وذلك بداية الخمسينات من القرن المنصرم ،والسفن تنقل المنتجات الصناعية والزراعية من شمال العراق لوسطه وجنوبه وبالعكس ، في أحايين كثيرة تحدثنا بها أمهاتنا وأباؤنا أن جسر الحلة قطع سلاسله الحديدية وحباله بسبب الأمواج القوية التي أحدثتها رياح شتائية عاتية فجرف التيار الجسر معه ، فيهرع أبناء الحلة ممن تعطلت أعمالهم بسبب أنقطاع السبل بهم للحاق بجسرهم الفار ، وكثيراً ما يعثروا عليه بعد قطع مسافة ميل أو ميلين ويجلبونه معهم مكتوفاً ومسحوباً بحباله وسلاسله تتقدمهم فرق شعبية تقرع الطبول والدفوف بأغاني حاولت جاهداً الحصول عليها فلم أفلح ، وقد أرشف هذه الصورة الجميلة شاعر الحلة موفق محمد فيقول
 مكتئباً أسيان
شاخ على مهل جسر الحلة
طالت لحيته وأبيضت
فتعلق فيها الصبيان

361
واقع أم خيال
         حلاق بيد واحدة
                                                 حامد كعيد الجبوري
       صبيٌ لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره له أصداق كثر يلعب معهم ، أحد هؤلاء الأصدقاء أستأثر بحبه لتقارب أعمارهما ولأنهما من منطقة واحدة ، أو قل من زقاق واحد ، بيتاهما متجاوران ، عصر أحد الأيام وهم يلعبون مابينهم حدث مزاح بين صديقين له وأنتج هذا هذا المزاح تشاجرٌ بينهما ، تدخل صاحبنا ليكون الحاجز – الحاجوز - لكونهما صديقاه ، أستل أحد هؤلاء المتشاجران خنجره وأراد غرزه بخصمه الصديق طبعاً ، إلا أن القدر كان بالمرصاد لصاحبنا ، فبدل أن تكون بصدر الخصم أصابت يد الحاجز ، قرب المعصم ، والمؤلم بهذه الحادثة أنها جاءت من خنجر الصديق ، سال الدم غزيراً ولا بد من نقله للمستشفى ، ولكن أين هي المستشفيات  بعشرينات القرن المنصرم ، نعم كان هناك أقرب للمستوصف يقابل حديقة النساء في بابل –الحلة- يُدار من قبل القوات البريطانية ، أو أنشئ لهم لمعالجة حالاتهم الطارئة، وكان في المستوصف* هذا دكتور أنكليزي ، ربط اليد المصابة بشريط طبي خاص لقطع النزيف وأعطاه العلاج اللازم ، ولم يخيط الجرح لأنه غرزة لا تستحق أن تخاط ، ذهب صاحبنا لداره ولخوفه من العقوبة لم ينقل لوالده ماجرى له ، ودلف لغرفته والشريط الذي وضعه الدكتور لا يزال يشد يده لعدم معرفته بما سيؤل له بعد ذلك ، صباح اليوم التالي رأى كف يده مسوداً ومتورماً لعدم وصول الدم اليه ، أقتاده والده بعد أن عرف مجريات الحادثة لنفس المستوصف وأنبه الدكتور الذي لا يحسن العربية على فعلته ورفع الشريط وأمرهم بالعودة إليه بعد يوم أو يومان ، في اليوم الذي يليه تورمت يده أكثر  وقرر الطبيب بترها من فوق المعصم ، لم يوافق الوالد على هذه العملية لخوفه على ولده أن يكون عالة على الناس ويصبح متسولاً بالشوارع ، ساءت حالة الغلام وشارف على الهلاك و(المارضه أبجزه رضه إبجزه وخروف) ، بترت يد الصبي أو الشاب من فوق المرفق



، أما صديقه الذي طعنه فقد حكم عليه بكذا جلدة ودفع غرامة مالية – ليرات ذهبية – فرفض ذلك ولم يجلد الصديق ولم يدفع الدية المقررة ،أراد صاحبنا أن يبرهن لوالده أنه ليس عالة عليه أوعلى غيره فقرر العمل مع أخيه الأكبر الذي تعلم مهنة الحلاقة وصاحبنا كان يمارس مبتدءاً بهذه المهنة، وأصر أن يتقن فن الحلاقة سيما وأنه طالب بمراحل الدراسة الأبتدائية ، ولو علمنا أن ذلك الوقت لمن يحمل الشهادة الأبتدائية هو نصر أوفتح لا يعوض ، فيمكن له أن يعين معلماً أو موضفاً بدائرة ما إلا أن أصراره على الأستمرار بعمل الحلاقة جعله يتقن العمل سيما وأنه بيد واحدة ، ولكن من الذي يوافق أن يحلق شعره أوذقنه كما كانت العادة  لديه وهو بيد واحدة ، لم ييأس الرجل وأستأجر محلاً في أهم شارع في الحلة آنذاك وهو شارع المكتبات ، مجاور لأفضل صانع حلويات في وقته إنه (صادق الشكرجي) ، وجهز صالون حلاقته بأحدث الأجهزة والمرايا والعدد الحلاقية المتنوعة وأسمى صالون حلاقته (حلاقة الزهور) ،وصالون الحلاقة يحوي كرسيان للحلاقة أحدهما لأخيه الأكبر والأخر له ، ومن المؤكد أن الزبون يقصد الأخ ولا يقصد صاحبنا مقطوع اليد اليسرى ، وفي بعض الأحيان وفي مناسبات الأعياد أو حفلات ختان الأطفال وللزخم الحاصل يضطر صاحب الحاجة للحلاقة لديه ، بدأت سمعة هذا الرجل تنتشر رويداً رويداً ، سيما وأنه أتقن المهنة بشكل جيد ، والغريب أنه تمكن من أن يحمل مقصه ومشطه بيده اليمنى مرة واحدة ، فبعد أن يغرز المشط في شعر الزبون يبدأ بقص الشعر الزائد وهكذا ، أضف لذلك أن صالونه نظيف جداً يستقطب الطبقة المتعلمة في المدينة ، في أحد الأيام وللطرفة أيضاً دخل صالونهم معلم كردي عين في الحلة آنذاك قاصدا للحلاقة من قبل أخ صاحبنا ، وبما أنه كان مشغولاً بزبون آخر دعاه صاحبنا للجلوس على كرسيه ، شاهد المعلم الكردي أن هذا الرجل يلبس – صدريته – أذن هو حلاق أيضاً وفعلا جلس على كرسي الحلاقة وبدأ صاحبنا عمله ، تعجب المعلم الكردي من هكذا حلاقة جميلة لم يحلق مثلها من قبل ، ذهب المعلم لمدرسته وسأله المعلمون أين حلقت هذه الحلاقة الجميلة ؟، أجاب المعلم عند الحلاق (برهي الأعرج) وكانت زلة لسان حيث أراد أن يقول عند (برهي


الأعضب) ، ضحك أصدقاءه من هذه الطرفة التي فتحت الباب ل(برهي الأعضب) فتوافد على محله أدارة المدرسة بكاملها، وبدأت شهرة هذا الرجل تصل للمدارس الأخرى ، وهكذا وصلت مهارة وفن هذا الرجل الى مديرية الشرطة فكان مدير الشرطة وضباط المركز يحلقون روؤسهم لديه ، ولكن ليس في المحل بل في دوائر المسؤلون ، وكذا متصرف الحلة أتخذه حلاقاً وصديقاً ، ولأن الرجل من عائلة معروفة ويحمل الخلق العالي والشرف والأمانة لذا أستؤمن وأطمأن الناس لديه فبدأ الحلاقة النسائية لعدم وجود صالونات للحلاقة أيام زمان ،يقال أن أكثر الحلاقون ثرثارون لكن الحلاق برهي وز أخيه الحلاق (جاسم) لم يرثا من الحلاقين هذه العدة غير المحببة ، وأرسل لي الصديق (د . عدنان الظاهر) رسالة من سكناه في غربته يؤكد لي هذه الحقيقة ويضيف أنه كان صديقاً للمدرس الكردي الذي حلق لدى ( برهي ) وهو الذي أستمع مقولة الكردي ( حلقت عند الحلاق الأعرج ) ،  وليس هذا وحسب بل كان الرجل – برهي الحلاق - يمارس الرياضة ، ويقود الدراجة الهوائية ، ويتسابق مع أصحابه سباحةً ، تزوج الرجل إمرأة فاضلة وأنجبت له ثلاثة أولاد وبنتان ، أثنان من أولاده تعلموا مهنة والدهم ، أبتنى داراً فارهة له وكل ذلك ليبرهن لأبيه بأنه ليس بعالة على الأخرين ، أنه إبراهيم محمد عبد الرحمن تولد 1906 م والمتوفي عام 1976 م  والملقب ب(برهي الحلاق) أو (برهي الأعضب) . 


* : الصورة والمعلومات المدونة من ولده الحلاق أيضاً محمد برهي .









 
الصورة تعود لأربعينات القرن المنصرم ويلاحظ بالصورة  جلالة ملك العراق فيصل الأول أو ولده غازي لعدم - وضوح الصوره - معلقة على جدار الصالون ، ويلاحظ (برهي الحلاق) ويده اليسرى المبتورة






362
الحلة الفيحاء
                                 وأعياد أيام زمان
                                                             حامد كعيد الجبوري
باجر عيد
باجر جم ألف حبه
باجر جم كصيبه التكرص الركبه
مراجيح التغني العيد ...
هلهوله وألف لعبه
      لا أعرف من قال هذه الأبيات من الشعر الشعبي ، منهم من نسبها للرمز العراقي الكبير النواب ، ومنهم من قال أنها للشاعر كاظم اٍسماعيل الكاطع ، وأخر يقول أنها للشاعر عريان السيد خلف ، وليكن من قالها أي واحد منهم فهي أبيات جميلة علقت بذاكرتي منذ أمد بعيد ، قبل ليلة العيد سواء لعيد الفطر أم عيد الأضحى ، تنشغل العوائل وبالتحديد أمهاتنا لأعداد (الكليجة) ، مع ملاحظة هذه (الكليجة) وجودتها نوعياً كل حسب أمكانياته المادية ، وكثير من العوائل الفقيرة – وأنا منهم – لا يعملون هذا المنتوج ولا يعيرون له أهمية لعدم توفر السيولة النقدية لعوائلنا الفقيرة ،ويبقى نظام التكافل الأجتماعي الفطري هو الحاكم والمهيمن على عوائل أيام زمان ، فكانت تأتينا حصتنا من (الكليجة) من أكثر من جار لنا ، ولربما يكون لدينا أكثر من الجيران الذين عملوها وهي متفاوتة الجوده بحسب الحالة المعاشية للجار المُهدي ، العوائل المترفة تذهب بنتاجها من (الكليجة) الى الأفران المتواضعة - على قلتها - وهي أفران حجرية أشبه ماتكون بالبدائية ،والعوائل المتوسطة والقريبة من الفقر وخطه تستخدم التنور لأنضاج منتوجها من (الكليجه) ، وما ألذ تلك المحشاة بالسمسم وأنت ترى دهنه قد فاض وأخترق المسامات ليصل لسطح (الكليجة) مضفياً عليها نكهة وطعماً يختلف عن تلك المحشوة من مادة أخرى كالتمر واللوز والجوز و(الحلقوم) ، والغريب أن أمهاتنا آنذاك يحتفظن بنصف من (الكليجة) للعيد القادم عيد الأضحى ، والأن  أدركت لماذا كان يصيبنا الغثيان حد القيء ونحن نأكل ذلك المنتوج المخزون دون مراعاة لشروط الخزن ، حيث غالبية العوائل لا تمتلك نعمة الكهرباء – كما الأن - .
          والحديث عن ملابس العيد تثير في داخلي أكثر من مكمن للحزن ، فعوائلنا فقيرة لا تملك أيّ مدخر مالي لشراء مايسمى ملابس العيد الجديدة (دشداشة أمقلمه ، حذاء كتاني أبيض) ، قبل ليالي كثيرة من مقدم العيد نتوسل لدى أمهاتنا ليتوسطن لدى الأباء لشراء أحتياجاتنا من ملابس العيد ، وببراءة طفولتنا لا ندرك حجم معاناة آبائنا ومعاناتهم لأنهم لا يملكون مايرفهون به عن فلذات أكبادهم ، ونصر بدموعنا البريئة على آبائنا لجلب أحتياجاتنا ، وأن لم يتيسر له ذلك نعود لملابسنا  -(الدشداشات)- القديمه وتضعها أمهاتنا في قدر كبير بعد أن تضع فيها صبغ (النيل) ويبقينها مدة طويلة وهي تغلي لتكتسب لوناً جديداً ، ولكم أن تتصورواً أجسامنا الغضة الطرية وقد أصطبغت بصبغة (النيلي) ، أما أحذية الكتان صناعة (باتا) البيضاء فنجلب لها من مدارسنا ما يتساقط من الطبشور – الأتربة والمتبقي القليل من الطبشور – ونضع هذا المسحوق في آنبة صغيرة ونسكب عليها الماء ثم نطلي به احذيتنا الكتانية المتهرئة ، وفي الساعات الأولى ليوم العيد يتطاير هذا المسحوق غير المتجانس وتعود أحذيتنا لسابق حالها من القدم ، ولكننا لا نيأس فنعود الكرة نفسها لليوم التالي والذي يليه وهكذا ،ولنقل أن آبائنا أستطاعو أن يتدبروا اليسير من المال المقترض وحينها يقتادوننا نحو الخياطين أو الخياطات لأنجاز مهمة (الدشاديش) ، وبما أن هؤلاء الخياطون والخياطات لا يملكون ما يسمى (الأولجه) وهي مقياس متري يستعمله الخياطون ، وبما أنهم أميون فينظر الخياط للقادم  اليه بطرف عينه معتمداً على فراسته في تقدير الطول والعرض وأطوال (الردانات) الأكمام  وتسمى هذه الطريقة في الخياطة (راسها أبعبها)، ومن يملك الحظ الوافر تأتي (دشداشته) متطابقة مع تقدير الخياط ،  وأن كانت أطول من مرتديها قليلاً فتعمد الأمهات لتلافي أخطاء الخياطون ، ومن كان حظه عاثراً تأتي (دشداشته) أقصر مما يتصوره الخياط ، ومع ذلك فهي منجز بل فتح طفولي لا يوصف ، وقد أرشفت لهذه الحالة بأبيات أقول فيها
        معاميل الحزن فصل علينه أهدوم        ماماخذ قياس وراسها أبعبه
       أذا ثوب الحزن يطلع طويل أكصير      تبادل ويّ أخوك وبالك أتذبه
       نصحه أمن الصبر نلكه الحزن عالنار   نغمسه أعله الهظم عالظيم ونشربه
             وأيام العيد في الحلة الفيحاء قسمت لا أرادياً وأصبحت عرفاً يمارسه أبناء الحلة الكرام ، اليوم الأول لمغتسل نبي الله أيوب الذي يزعم  الحليون أن الله أوحى لنبيه أيوب أن يمزج من ماء هاذين البئرين ويغتسل بمائهما فتعود صحته كما كانت ، وأقول يزعم لأن هناك الكثير من يدعي أن هذان البئران يقعان في مدنهم كالأردن واليمن مثلاً ، واليوم الثاني من أيام العيد يذهب المعيدون الى مرقد الأمام (عمران بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام) قرب مدينة أثار بابل التأريخية ، ورواية مدفن (عمران) ينقلها (أبن أبي الحديد المعتزلي) فيقول أن (عمران) جرح في واقعة (النهروان) وتوفي أثناء عودة (علي( ع) لمدينة (الكوفة) فدفن قرب آثار بابل ،واليوم الثالث لمنطقة (مشهد الشمس) ، وسبب تسميته مشهد الشمس الرواية التي ينقلها المؤرخون عن أن أمير المؤمنين علي (رض) فاتته صلاة العصر بعد تجهيز جنازة ولده (عمران) فأومأ لقرص الشمس بالعودة ليؤدي صلاته واٍستجاب له ربه في ردها عليه ، ولعدم أستيعاب هذا المكان للمعيدين فقد أستحدث مكاناً أخراً في منطقة (العتايج) نسبة للأمام العتائقي الملقب بأبي الخير ، في هذه المواضع التي ذكرتها تنصب المراجيح ودواليب الهواء ويسرج أصحاب الخيل والحمير حيواناتهم لتؤجر من قبل من يملك العيدية المجزية وليس نحن الفقراء الذين نذهب سيراً على الأقدام لهذه المناطق المعيدة والبعيدة ، وينتقل الباعة بعرباتهم صوب هذه المناطق طلباً للرزق الحلال وتلبية لرغبات المتبضعين (باقلاء ، لبلبي ، حامض حلو ، كركري ، ...... الملك ، وغيرها ) ، وما أجمل ذلك الصوت  (شعر بنات وين أولي أوين أبات) ، وتأخذ امهاتنا معهن مايسد رمق أولادهن  ، الأغنياء يجلبون (خبز اللحم ، الدولمه  ) ، وامهات الفقراء يجلبن معهن (خبز العباس) وهو عبارة عن رغيف من الخبز توضع بداخله الخضروات الطازجه ، وما أصدق تلك (الجوكات) وهي تـَرقص  (الجوبي) يتوسطهم رئيس (الجوكه) وهو يصدر أصواتاً شجية من (مطبكه) المعمول من قصب البردي والمغني يردد أغنيته (عالجوبي الجوبي الجوبي والحنه لا خت ثوبي) ، وينشأً لأبيات متقاربة بتفعيلتها مع هذا المستهل ، نهاية اليوم الثالث لعيد الفطر والرابع لعيد الأضحى أستن الناس لهم يوماً أخراً ليضاف لأيام أفراحهم سميً بيوم (الكسلة) ومكانه الساحة المجاورة لمرقد العلامة (أبن طاووس (رض) ، وهناك تمارس نفس ممارسات الأيام السايقة .
         نهاية يوم الكسلة ولربما اليوم الأخيرللعيد تجردنا أمهاتنا من ملابس العيد الجديدة أو المصبوغة وتحفظ في (صرر) معدة كي نرتديها العيد القادم ، وفي اليوم التالي يردد الصبيان والصبيات أنشودة تقول (راح العيد وهلاله وكلمن رد على أجلاله) .    


صفحات: [1]