ankawa

الاخبار و الاحداث => أخبار العراق => الموضوع حرر بواسطة: samir latif kallow في 19:57 12/10/2007

العنوان: 'امطار النار' مسلسل رمضاني يعكس معاناة سكان اهوار العراق
أرسل بواسطة: samir latif kallow في 19:57 12/10/2007
(http://www.middle-east-online.com/furniture/top_bar_gif.gif)




(http://www.middle-east-online.com/pictures/biga/_53479_ahwar.jpg)



من جنة طبيعية الى أراض جرداء

'امطار النار' مسلسل رمضاني يعكس معاناة سكان اهوار العراق
 
المسلسل يروي معاناة سكان الاهوار في ظل النظام السابق الذي حول الجنة الطبيعية الى أراض جرداء.

ميدل ايست اونلاين
بغداد - من خليل جليل وباسم الركابي


استاثر مسلسل "امطار النار" باهتمام المشاهدين العراقيين وهو يتناول معاناة سكان الاهوار مطلع ثمانينيات القرن الماضي عندما اعتمد النظام السابق سياسة تجفيف مناطقهم ابان الحرب العراقية الايرانية (80-1988).

ففي تلك الفترة جففت جميع مناطق الاهوار التي كانت تعد الجنة الطبيعية واحد معالم وادي الرافدين الحضارية وتم تحويلها الى اراض جرداء وطرق تسلكها القطعات العراقية.

ويعيد المسلسل الذي كتبه صباح عطوان واخرجه عزام صالح وتعرضه قناة "البغدادية" الفضائية يوميا، اجواء مناطق الاهوار في الثمانينات حيث كان النظام السابق يلاحق ابناء المنطقة لسوقهم الى الخدمة العسكرية وزجهم في اتون الحرب رغم ظروفهم الصعبة.

ودفعت هذه الاساليب سكان الاهوار من الشباب الى التمرد على السلطة.

كما يعكس العمل العادات القبلية والنزاعات الناشبة بين العشائر والتقاليد المتشددة التي تدفع بعدد من السكان الى الهروب باتجاه المدن القريبة هربا من جور تلك العادات التي تصل الى حد القتل عندما يتصل الامر بالشرف.

ويرى مخلص عبد الستار ان "عمل +امطار النار+ يعد واحدا من الاعمال التلفزيونية الممتعة خلال شهر رمضان ويندرج ضمن الاهتمامات الاجتماعية التي يفترض ان تحظى بمتابعة جادة من قبل الفنانين والكتاب لحض العائلات التي هجرت الاهوار للعودة اليها".

ويضيف عبد الستار ويعمل مدرسا لمادة التاريخ "العودة الى عالم الاهوار والعمل على اعادة الحياة الى هذه البقعة الاسرة يعني احياء تراث وحقبة تاريخية تميزت بها مناطق الاهوار".

ويتابع " تصوير المسلسل في المناطق الحقيقية من الاهوار ونقله للتفاصيل الحياتية هناك نقل المشاهدين الى تلك الاجواء".

فالمسلسل يحض عشرات الالاف من العراقين الذين يقطنون الان المدن الجنوبية التي نزحوا اليها الى العودة الى الاهوار.

واعتبر الناقد الفني العراقي محمد اسماعيل هذا العمل "خطوة صحيحة في الاتجاه السليم لمعالجة الواقع المر الذي يشهده سكان مناطق الاهوار سواء في ظل النظام السابق او الان لعدم توفر الخدمات رغم مرور اربع سنوات على التغيير".

واضاف اسماعيل "حاول العمل ان يعطي تبريرا لانتفاء الحاجة لبقاء سكان الاهوار الاصليين في المدن وهو يحضهم للعودة الى هذا العالم الساحر رغم افتقاده الى الان للكثير من المستلزمات الحياتية وخصوصا الخدمات التعليمية والصحية ومياه الشرب والكهرباء".

وقدم الادوار الاساسية للعمل نخبة من نجوم الدراما العراقية في مقدمتهم عبد الستار البصري وعواطف نعيم وعواطف السلمان وسامي قفطان وعبد الجبار الشرقاوي واخرون من الفنانين الشباب.

ويرى الحاج هليل علي (65 عاما) الذي عاد الى منطقته السابقة التي تعرف ب+هور الجبايش+ ضمن محافظة الناصرية "نامل ان تحظى مناطقنا برعاية الجهات الحكومية وتقوم بالاسراع بانشاء مدارس للتعليم ونشر المراكز الصحية في عموم مناطق الاهوار لكي يتمكن الجميع من العودة اليها وايصال الخدمات اليها".

وتقدر مساحة الاهوار التي تمتد في محافظات البصرة والناصرية والعمارة بثلاثة ملايين دونم وكان الناس يعيشون في اطرافها وفي اعماقها في اكواخ متواضعة تصنع بطريقة تقليدية من القصب والبردى.

وتعتبر اهوار الحويزة التي يمتد بين محافظتي البصرة والعمارة من اكبر اهوار العراق ثم هور الحمار بين الناصرية والبصرة اما باقي الاهوار فهي في محافظة العمارة وهي هور السعدية والمشرح والصخري والفشك عودة وفاطمة وهور الصاروط وعشرات الاهوار الاخرى يحيط بهاالقصب من كل جانب وهي واحة خضراء.

وتابع هليل "بعد سقوط النظام السابق عام 2003 عدنا الى الهور بعد فترة تهجير دامت اكثر من 13 عاما".

وتسعى الجهات الحكومية في البلاد الى انشاء محميات هناك للحد من عمليات اهلاك الموارد الطبيعية وستنفذ اول محمية في اهوار البصرة على امتداد مستطيل جغرافي بطول 11 كلم وعرض 4 كلم للمحافظة على الارث البيئي للاهوار.

وذكر رئيس مجلس الاهوار في محافظة الناصرية فضل العبادي ان "اكثر من 15 الف نسمة عادوا الى مناطق الاهوار القريبة من المحافظة لكنهم يواجهون ظروفا صعبة لعدم اكتمال وصول الخدمات وافتقار المنطقة الى المدارس والمراكز الصحية".

ولفت العبادي انتباه المنظمات الدولية والجهات الحكومية الى الاسراع بتنفيذ مشاريع اعادة الحياة الى الاهوار "لكي يعود اليها سكانها من الذين ارغموا على التهجير في ظل النظام السابق".

ويعتاش سكان الاهوار على صيد الاسماك وتربية الابقار والجاموس وانواع من الطيور وتعتبر هذه الموارد هي الحياة بالنسبة لهم وقد هلكت هذه الثروة بعد تجفيف مناطق الاهوار حيث تمرد اهلها وابنائها على النظام السابق واصبحت اطراف تلك المناطق ماوى لهم بعيدا عن قبضة السلطات.

وبعد احداث 2003 بدات المياه تتدفق مرة ثانية الى مناطق الاهوار لتعود لها الحياة بشكل تدريجي ويعود القصب ينهض من جديد وتظهر اكواخ القصب مرة اخرى وتنتشر المضائف التي تبنى على هيئة اقواس تنتصب عند حافات المياه.

وكان يسكن مناطق الاهوار منذ السبعينيات اكثر من 500 الف نسمة ثم هاجر السكان بعد تنفيذ سياسة التجفيف باتجاه المدن الجنوبية بحثا عن العمل والاسترزاق.
 



http://www.middle-east-online.com/?id=53479