عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - nawzad

صفحات: [1]
1
رحيل سعدي المالح... السرياني الذي يعشق الكتابة بالعربية
 عبدالجبار العتابي   





1




 





1
 
 


نعى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الروائي الدكتور سعدي المالح الذي توفي مساء يوم الجمعة في اربيل اثر جلطة قلبية.
     ويعد المالح الذي هو مدير المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، كاتبا واديبا وصحفيا واكاديميا  اثرى  المشهد  الثقافي العربي والسرياني بالعديد من المؤلفات والمجموعات القصصية والروايات  ابتداء من مجموعته القصصية الاولى (الظل الآخر لإنسان آخر)  الى العديد من الكتابات السردية مثل حكايات من عنكاوا، مدن وحقائب، في انتظار فرج الله القهار، وروايتي الاخيرة "عَمْكا"، وهناك كتبه في الثقافة والتاريخ مثل : في الثقافة السريانية، وفي الأصل والفصل، الكلدان من الوثنية الى الاسلام، ومن  ترجماته الأدبية الغنية: ويطول اليوم أكثر من قرن لجنكيز آيتماتوف، ناموس الخلود لنودار دومبادزه، رواية السيل الحديدي آ. سيرافيموفيتش الى جانب  ترجمة قصائد  من الشعر الكردي، و ترجمات عن الانكليزية مثل ادب الاطفال السويدي والادب السويدي، ولديه كتاب بالإنكليزية عن "التراث الثقافي للاقليات في العراق"   عن إحدى دور النشر في روما بإيطاليا.
وهو واحد من الأدباء السريان الذين يكتبون بالعربية ومنذ أقدم الأزمنة ولهم دور كبير في إغناء المدوّنة الأدبية العربية، وان كان يؤكد في احاديثه عن مستقبل الادب السرياني (أدبنا مهدّد لكنّه لا يزال موجوداً في المخطوطات القديمة"، مشددا على انه يكتب "حتّى أعلن جرس إنذار أنّ هذه الحضارة في خطر).
  ويؤكد المتابعون لنشاطاته ان الراحل المالح، وعلى الرغم من الرحلات الكثيرة التي قام بها على مدى 28 عاماً بين عدة دولٍ إجباراً واختياراً، إلا أن مدينة عينكاوا بقيت حاضرة في مخيلته، ثقافة وفلكلوراً وخيالاً، فكتب عنها أكثر من قصة،
 يذكر أن الروائي سعدي المالح من مواليد عام 1951 عين كاوة في أربيل بإقليم كردستان، وقد تخرج من دار المعلمين الابتدائية في أربيل عام 1970، قبل أن ينال الماجستير في الإبداع الادبي (النثر الفني) من معهد غوركي للآداب بموسكو، بينما حاز على شهادة الدكتوراه في فقه اللغة والأدب من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية سابقاً، عمل استاذا للأدب في أكثر من جامعة عراقية وعربية وأجنبية، وقد عين عام 2007 مديراً عاماً للثقافة السريانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب بحكومة إقليم كردستان،أنجز أكثر من 25 كتاباً في القصة والرواية والدراسات الفكرية والأقليات العراقية، فضلاً عن ترجماته من اللغة الروسية والإنكليزية والفرنسية والكردية، أحب اللغة العربية وكتب فيها، على الرغم من أنه يقول إنه أجبر عليها في بداية الأمر لأن السلطات الحاكمة لم تكن لتسمح للسريان الكتابة بهذه اللغة، ومع هذا بقي محافظاً على لغته الأم، فأنتج فيما بعد بعض المقالات والدراسات التي نشرت في المجلات والصحف السريانية.
     صدر عنه كتاب بعنوان (أسرار السرد من الذاكرة الى الحلم)، يضم قراءات لثمانية نقاد أكاديميين في سردياته  من إعداد وتقديم د. محمد صابر عبيد، والكتاب من مقدمة وفصلين وجاء بـ 269 صفحة من القطع المتوسط .
  يقول عن كتاباته الناقد الدكتور محمد صابر عبيد : ما يميّز تجربة المالح السردية في روايته وقصصه أنه يعتمد الاختزال السردي الموجب في لغته السردية، على النحو الذي يمزج بين مستويات التعبير والتصوير والتشكيل في سياق كتابي واحد، فضلاً على أنه يحسن توظيف المرجعيات بطريقة جديدة تعبّر عن فهم متقدّم في حساسية الإفادة من الموضوعي وتشغيله في الفني، ولغته السردية على عفويتها وبساطتها الثرية خالية من الزوائد والاستطالات، فهو يذهب مباشرة إلى بؤرة الممارسة السردية وجوهرها، ويعنى عناية لافتة ببناء الشخصيات وعرضها بطريقة ذات طبيعة سرد ـ درامية، ورؤيته للأشياء في مقولاته السردية الروائية والقصصية متقدمة ومتحضرة وخالية من التعصّب

نقلا عن جريدة ايلاف

http://www.elaph.com/Web/Culture/2014/5/909230.html?entry=literature


2
الى ذوي و عائله المرحوم د. سعدي المالح المحترمين

نقدم لكم خالص تعازينا الحاره و نشارككم الاحزان بهذا المصاب الجليل ، نطلب من الباري القدير ان يرحمه و يسكنه فسيح جناته ولكم الصبر والسلوان.

نوزاد بطرس / كاليفورنيا

3


 
 



الى ذوي و عائله المرحوم د. سعدي المالح المحترمين

نقدم لكم خالص تعازينا الحاره و نشارككم الاحزان بهذا المصاب الكبير ، نطلب من الباري القدير ان يرحمه و يسكنه فسيح جناته ولكم الصبر والسلوان.

نوزاد بطرس / كاليفورنيا

4
 
   
 
 
 
 
 
 
 » الرئيسية » أدب و ثقافة
لقب أجمل شاعرة عربية للعراقية فيفيان صليوا
 10/12/2007
الشاعرة العراقية فيفيان صليوا ذاع صيتها وحصلت على شهرة عربية كبيرة، عندما نشرت صورها عبر شبكة الانترنت على انها فيفيان صديقة الفلسطيني فادي اندراوس، ولكن كان ذلك مجرد اشاعة لأن فيفيان صديقة فادي ليس فيفيان الشاعرة التي يعجز القلب عن وصفها، لفلسفتها الجميلة وقلبها الشفاف، هكذا وصفتها مجلة بانوراما وموقعها وأضافت انها شاعرة آشورية الأصل من بلاد الرافدين وهي اجمل شاعرة عربية شكلا وقلبا وقصيدة. ومن الجدير بالذكر ان الشاعرة ولدت في بغداد عام 1976، وفي الخامسة عشرة من عمرها اضطرّت لمغادرة العراق الى السويد بعد ان اقدم النظام الصدامي على اعدام عائلتها، وفي تلك البلاد صدرت مجموعتها الشعرية الاولى "احزان الفصول". وفي دمشق صدرت مجموعتها الثانية " أطيان" تكتب الشعر باللغة العربية، وتكتبه باللغة السويدية ايضاً. ونشرت بعض قصائدها بهذه اللغة ضمن انطولوجيا "سلامتولوجي" التي صدرت في العام1998 وهي مخصصة لعدد من الشعراء السويديين،ولها الكثير من المساهمات في المهرجانات والامسيات الشعرية.في العام 2005 منح مهرجان العنقاء الذهبية الدولي الرحال للثقافة والفنون والأعلام هذه الشاعرة "ميدالية العنقاء الذهبية "للشعر. ومن الممكن ان نشير الى ان الشاعرة تحمل معها طفولتها المؤلمة في اتجاه قصيدة تبحث في الهم الإنساني وأسئلة الوجود المقلقة، تنقلت عبر مناف كثيرة وصولا إلى ضباب لندن حيث تقيم الآن منشغلة بتأثيث روحها عبر الكتابة الشعرية.
 

 
© Copy Rights 2003 - 2006 aljeeran.net all rights reserved
 20494828 Previews
 
 
 



5
اطلقت مجموعة عراقية في امريكا دعوة تضامنية مع الشعب الكلداني الاشوري في العراق من خلال المطالبة بمخاطبة البيت الابيض  عن طريق الهاتف او الفاكس او البربد الالكتروني يوم 6-15-2007
والتأكيد على الهوية المسيحية الاشورية التي قطنت العراق والتي باتت مهددة بالترحيل والتهجير القسري  وقد يؤدي الوضع الحالي الى ارتكاب مذابح بحق الشعب المسيحي
     
                                                                        White House
                                                                                                             
Comments (202)456-1111
Fax(202)456-1414
 Comments@whitehouse.gov                                   

   

6
نوزاد جرجيس

جاءت الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق بتعديلات طفيفة على سابقاتها , اذ اقدم الرئيس جورج بوش بالاقرار بالفشل في العراق ( وليس الهزيمة ) و تقديم خطة التقدم للامام بصوب النجاح (وليس النصر )مع تصعيد الضغوط السياسية مع كل من ايران وسوريا و تشخيص للاطياف العراقية السياسية التي يمكن التعويل عليها في المستقبل القريب في حالة  اخفاق حكومة السيد المالكي في تنفيذ الوعود التي قطعتها في ملاحقة الارهابيين والمليشيات المسلحة واقترن ذلك بتعزيز عديد القوات العسكرية الامريكية في العراق وتغيير ابرز الوجوه القيادية لقواتها في المنطقة.
توصي الخطة الجديدة في مضمونها غير المعلن عن ( اعادة احتلال بغداد )عسكريآ وسيتم توظيف القوات الجديدة الاضافية لهذا الغرض , دون تقديم  الحلول السياسية التي سيتم اتباعها مع التصعيد العسكري مما يضعف فرص نجاح هذه الخطة لايقاف الصراع الدموي في بغداد والمناطق المتاخمة لها
وقد اشرنا في مقال سابق لنا بعنوان (التغيرات المرتقبة في الاستراتيجية الامريكية في العراق  )* بمحدودية الخيارات الامريكية للتعاطعي مع الماءزق العراقي و عن خيار اعادة احتلال بغداد كتبنا في المقال(ويمكن القول ان هذا الخيار هو من افضل الخيارات القبيحة المتاحة امام الادارة الامريكية حاليا ).
لم تخلتف خطة بوش تماما مع توصيات لجنة بيكر- هاملتون بشأن العراق كما يتوهم البعض , والادعاء ان بوش قرر السباحة بعكس الامواج من خلال تجاهله كل التوصيات السياسية  والعسكرية من المقربين لسياساته في العراق والديمقراطيين المعارضين لتلك السياسات محض هراء , فالسياسة الامريكية الخارجية ليست  موضوعا للبحث والنقاش بين الجمهوريين والديمقراطيين بقدر ما هي الورقة السياسية التي تستخدم لاغراض الاستهلاك المحلي في التشكيك بمواقع الضعف  في كيفية التعامل مع الملفات الساخنة ويمكن لنا سرد العشرات من التوجهات السياسية  الشرق اوسطية للحزب الديمقراطي في المزايدة على المصلحة الوطنية الامريكية اكثر تشددآ من مواقف الحزب الجمهوري ورئيسه جورج بوش.
كما في توصيات لجنة بيكر-هاملتون , اقر الرئيس بوش باحتمالات الفشل والنجاح لخطته الجديدة , هذه التوصيات  طالبت بالحوار مع ايران وسوريا ولكنها شككت في مصداقية تلك الدولتين في التعاون لتخفيف العنف في العراق وتركت باب الخيارات مفتوحا ولذلك اختار بوش التصعيد السياسي والعسكري و تحريك اساطيله للخليج و اعتقال بعض الرموز الايرانية في اربيل واصدار بوش اوامره الجديدة في استهداف (اعتقال او قتل) الايرانيين المتورطين في تمويل الجماعات المسلحة  في اشارة واضحة للايرانيين ان الادارة الامريكية جادة هذه المرة في محاولة لتقليم الاظافر الايرانية في العراق.
خطة بوش الجديدة تختصر في اعادة احتلال بغداد عسكريا ( والتي جاءت متأخرة بثلاث سنوات ونصف اخفاقا في التخطيط او تعمدا في ابقاء التوتر وتغذيته) ومراقبة تحرك السيد المالكي وحكومته في احتواء جيش المهدي و تحجيم تأثيره السياسي في الساحة  قبيل اعلان الحرب الشاملة على القوى الارهابية السنية و بقايا الفلول الصدامية , واعطاء المالكي الفرصة الاخيرة قبل الاطاحة بحكومته وتبرير ذلك بفشله في كبح جماح جيش المهدي والانتقال الى الخطة(ب)المبهمة والمبنية على صيغة المبني على المجهول و المقامرة على التكتل الرباعي الذي سيخلف الحكومة هذه بعد توفر المناخ السياسي المناسب والاستناد الى مبدأ دعم المنتصر ! بالاشارة الى الى القوى الطائفية الرئيسية ذات صبغة الاكثرية القوية التي ستخرج في المعركة الحالية هي التي يمكن ان تقود العراق الى منحنى جديد .
الادارة الامريكية واثقة ان يد المالكي لن تتطاول على الربع الشيعي ولا تراهن كثيرآ على العكس فالمالكي يتراوح بين قدرته لقيادة الوطن وتمايله في مغازلة التيار الصدري ولم يحدد بعد التوجه الصائب في اقرار وطنيته اولآ ويحاول التوافق بين هذا وذاك ولكن( ليس في مقدور المرء ان يخدم سيدين اثنين), وايقنت الدرس الكافي ان العرب السنة برغم الدعم المطلق لحكوماتهم المتعاقبة لم تتعاون معها في مشروعها في العراق بهاجس الخوف من القوة الاقليمية الايرانية المتصاعدة في المنطقة والرغبة الجامحة في اعادة احتكار السلطة (ونذكر هنا ما نقله السيد محمد الفيضي -هيئة علماء المسلمين -في مقابلة مع فضائية العربية من ان الخطة الامريكية الجديدة هي اقصاء وتهميش للسنة و لا ترابط بين العرب السنة المنضوين في العملية السياسية وبقية السنة ولا حلول سياسية في العراق الا بعد تسليم قيادته للوطنيين الحقيقيين !) لذلك اطلق الرئيس جورج بوش تحذيره للحكومات العربية(المعتدلة )بالخيار بين دعم المشروع الامريكي في العراق والمنطقة او مواجهة خيار السقوط بين كفتي التطرف السني او الامتداد الشيعي الشامل في المنطقة, وقد نجحت كونداليزا رايس (وزيرة الخارجية الامريكية) في زيارتها الاخيرة للدول(المعتدلة ) في المنطقة من كسب تأييد هذه الحفنة من العرب( التي تعتبر الخطر الايراني اكبر من الخطر الاسرائيلي)للاستراتيجية الامريكية في المنطقة  ,ويأتي دعم هذه الحكومات(كالسعودية ومصر والاردن)للاستراتيجية الامريكية الجديدة في سياق التفهم  لمغزى التصعيد العسكري الامريكي  والقناعة المطبقة في جدية الادارة الامريكية لتقليم الاظافر الايرانية في العر اق كخطوة اولى للتعامل مع خطر الهيمنة الايرانية في المنطقة.وقدم الرئيس الامريكي بوش في خطابه (حالةالاتحاد)**الرؤيا الامريكية في تصنيف الارهاب بين ارهاب سني ممثل في القاعدة واتباعها التي تقود الارهاب السني والقتل وارهاب شيعي  يحاول الهيمنة السياسية في المنطقة بدعم ايراني كامل.وهذا يعني ان المستوجب من الخطة الجديدة  ضرب التمرد السني المسلح  دون  اي احتجاجات رسمية عربية مقابل ترك السيد المالكي للتعامل مع جيش المهدي بالاعتماد على قوات الشرطة والجيش المخترقة اساسا من قبل الميليشيات المسلحة.
المالكي الذي اكد لبوش في اتصال هاتفي بينهما قبل اعلان الخطة(اقسم بالله ان مقتدى الصدر لا يريد قيادة العراق)*** سيتمهل ويراقب  قبل الشروع باي عمل ما,بالاضافة ان له رؤيا مختلفة عن جيش المهدي ,وقد يكون منصفا اذا جزمنا انه بصدد التفكير في(تبخير)هذا الجيش في الوقت الحالي  والتريث  لحين بزوخ معطيات  المعركة الحالية ضد السنة  والتأكد من المصداقية الامريكية في دعمها لحكومته وعدم تغيير المسار.
 وسمعنا بصدورتعليمات قيادية  لجيش المهدي بتفادي المواجهة مع الامريكان  و الغياب عن الساحة الان.
اعلن بوش ايضا ان الالتزام الامريكي تجاه حكومة المالكي ليس بلا نهاية ,والخطة (ب)بصيغة كش ومات للمالكي جاهزة للتنفيذ  بعد نفاذ الصبر الامريكي  ,ومهما كانت تفاصيل الخطة هذه  سوف لن تتجاوز منحنى الاستقطاب الطائفي  بل سيتم التركيز على تعميق الهوة بين السنة الموالين والرافضين وفصل الشيعة بين وطني مؤيد وآخر موالي لايران وتهيئة الظروف المؤاتية لاقتتال شيعي-شيعي وادخال ايران طرفا مشاركا في هذا الاقتتال.لا نلمس اي تغيير جوهري في سياسة بوش لتسليم زمام قيادة الفترة الحالية لايادي وطنية حقيقية ومخلصة التي يمكن ان تخرج العراق من ورطته ,بل ان فريق بوش لا يكترث لما هو آت للعراق بقدر ما يهمه توريط ايران في المستنقع العراقي  واستنزاف طاقاتها وادخال الشقاق في رأس المرجعية الايرانية ان امكن لتفادي الفشل  وليس الهزيمة,وكما خاطب روبرت غيتس (وزير الدفاع الامريكي الجديد) الايرانيين قائلا اننا جئنا لنبقى في المنطقة ولانجاح المشروع الامريكي ,فعلينا اخذ مثل هذه التصريحات بجدية وتجاوز المراهنة على الهزيمة الامريكية بهذه السهولة.
وهنا ارغب الاشارة الى رأي الكاتب جابر حبيب جابر ****بهذا الصدد حيث يقول(عند هذه النقطة سيكون علينا ان نتجاوز السذاجة الخطابية التي تتغنى بهزيمة امريكية في العراق، بدون إدراك لحقيقة ان هذه الهزيمة، بالمعنى الذي يسوق له متطرفو المنطقة، ستفتح باب جهنم على الجميع، ثم ان الوضع الامريكي يبدو من التعقيد، بحيث يصبح التسليم المتسرع بأن هذا الحدث أو ذاك هو انتصار او هزيمة بالمعنى المطلق امر غير وارد. ولو قدر للامريكيين ان يخرجوا «مهزومين سياسياً» من العراق، فإنهم سيجعلون تكلفة هذه الهزيمة عالية جداً، ليس أقله حرب مشتعلة بين الاثنيات المتعددة التي عجزت عن ان تتوافق في ظل الراعي الامريكي.)
واذا كان كل ذلك معروفا للجميع ,فلماذا لا تتحلى القوى الاسلامية السياسية العراقية ببرنامج وطني صادق بعيدا عن التدخلات الاقليمية والخارجية بدلا من تقديم العراق كبش فداء طموحاتهم المذهبية والطائفية الضيقة ولماذا تشارك (شاءت ام ابت)في تنفيذ قواعد اللعبة الامريكية بدقة متناهية في طبخ المشاريع الطائفية على الطبق العراقي (التي تكاد ان تكون اخطر من المشروع الامريكي حيث ستعيد العراق الى العصور الظلامية او العودة للنظم الاستبدادية الشمولية ),واجندتها السياسية ستغرق العراق في نزيف دموي مستمر من خلال اشعال الحرب الاهلية الشاملة التي ستأكل الاخضر واليابس ,ولن تتوقف الا بعد فتور الشهوات ,وايصال القتل الطائفي الى قمته ,وعندما يتعب الجميع ,حينها سيانشدون العدو الامريكي للتدخل في تقسيم العراق بشكل منصف وحيادي .
قد يكتب النجاح لخطة اعادة احتلال بغداد عسكريآ في تخفيف حدة العنف واعادة الاوضاع الامنية الى ما كانت عليه عام 2004 وهذا هو على اقل تقدير ما تتمناه الادارة الامريكية ,لكن دوامة الصراع الطائفي سيبقى قائمآ لفقدان الخطة الى مشروع سياسى شامل للمصالحةوالتمسك بابقاء العراق رهينة الخطاب الطائفي المتمثل بالحركات الاسلامية السياسية الرافضة للمساومة على حقوقها الطائفية بين هيئة علماء المسلمين التي لا تقبل باقل من اعادة احتكار السلطة  بأيدي السنة والتيار الصدري الذي لا يقبل باقل من الهيمنة الشيعية على العراق  و توطيد العلاقات الاستراتيجية مع ايران و تعميقها لانجاح مشروعها الاقليمي .وعدم  تحميل الدول الاقليمية مسؤولياتها في المساهمة في تحقيق هذه المصالحة عبر اشراك الجميع في حوار دولي او اقليمي وحل الملفات العالقة بالاساليب الدبلوماسية عوضا عن سياسة العصا الغليظة.
لايمكن القاء اللوم كله على الفريق الامريكي فيما هو آت للعراق بل سيكون الاسلام السياسي شريكا مناصفا له.
فالمصائب نادرآ ما تأتي فرادى...



هوامش :
*   يمكن الاطلاع عى المقال  على الرابط التالي   
     http://www.iraqoftomorrow.org/wesima_articles/articles-20061010-39951.html         
**  خطاب سنوي تقليدي يلقيه الرئيس الامريكي في منتصف يناير امام الكونغرس الامريكي بحضور اعضاء مجلسي النواب والشيوخ وطاقم الوزارات وهيئة القضاء العليا ليقدم  شرحا للوضع القائم و مشاريع المستقبل.
*** نقلآ عن شبكة CNN الامريكية .
****المقال بعنوان(أخيرا  العراق بين الخيارات الدبلوماسية .. وتكاليف الفشل)نشر في صحيفة الشرق الاوسط في العدد10239 بتاريخ 10ديسمبر 2006


7
نوزاد جرجيس

في سابقة فريدة و غير مألوفة في المنهج الصحفي السياسي المتعاطي مع المصالح الوطنية للعراق لفت انتباهي مقالا سياسيا مثيرآ للكاتب جهاد الخازن في ركنه اليومي (عيون وآذان) في صحيفةالحياة في 2006-12-24 حيث يستدرج السيد الخازن (المتعاطف مع الدوائر الرسمية السعودية )هجوما على سياسات السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ويثني على سياسات السيد مقتدى الصدر و يشيد بوطنيته لمقاومته للاحتلال الامريكي للعراق.
لسنا بصدد الدفاع عن نهج السيد الحكيم في هذه السطور ولا نشاء تعريفنا بالمتعاطفين مع استراتيجيته في رسم سياسات العراق المستقبلية و لكننا بصدد تقييم وطنية السيد الصدر على ضوء المقارنة الاعقلانية التي استرشد بها الكاتب النبيل بين الحكيم والصدر واجدرية من يحمل لقب الوطنية العراقية .
المقال مليء بالمغالطات  و تحريف للوقائع السياسية المحلية والاقليمية في وصفه للاحداث المتخبطة السائدة في العراق وبنفس الاسلوب السياسي والقمعي للدوائر العربية الرسمية وانظمتها الدكتاتورية في تحليل الامور لخدعة الشارع بالمزايدات الوطنية من خلال رفع الشعارات الديماغوغية في التخوين واحتكار الوطنية في نهج  الانظمة الاستبدادية العربية منذ عقود مضت ولازالت في العداء لامريكا وتحرير فلسطين المحتلة.
يستهل الكاتب مقاله عن الوضع السيئ في العراق بالقول(الوضع سيء وسيسوء اكثر واكثر بفضل الرئيس جورج بوش وبعض السياسيين العراقيين ).و لاخلاف عى ذلك .
وفي تشخيصه للاطراف المشاركة في توجيه العراق في اتون الحرب الاهلية يقول(الكل مسؤول, خصوصا القاعدة وايضا فيلق بدر و جيش المهدي و كل من حمل سلاحا ليقتل على الهوية في هذه الحرب التي بدأت نذرها بعد نسف ضريح الامامين في شباط الماضي).
اذا كنت عربيا وتريد للعراق ما يستحق شعبه من سلام ورفاه ( كما تدعي) فلماذا لا تسمي الاشياء باسمائها؟ و لماذا تحاول اذكاء الفرقة في تحليلك اللامنطقي للامور  ؟ هل قام الشيعة وفيلق بدر بتفجير الضريح في مدينة سامراء السنية ؟ وهل هناك نظرية للمؤامرة لم نسمع بها بعد؟
واين هو دور فلول البعث الصدامية في كل الاحداث ؟ هل فعلا يقومون بالتخريب وقتل العراقيين كما اعتادوا لعقود مضت؟ ام انهم وطنيون ! لانهم يقتلون باسم العروبة(وهذا تعبير مقدس) و لايجوز دمجهم مع الطائفيين في اغذاء الحرب الاهلية؟ وماذا عن الاسلام السياسي السني , الم يعتبر السيد حارث الضاري ( رئيس هيئة علماء المسلميين ) القاعدة ( التي اعتبرتها ارهابية ) حركة مقاومة وطنية ! ولم ينال ذلك من قلمك العروبي المتعاطف مع الوطنيين العراقيين حق الذكر والقاء قسطا من اللوم على اجندته المذهبية ؟
وفي جانب آخر يشيد السيد الخازن بدعوة السيد الصدر لاصدار فتاوى تحرم اقتتال المسلميين ولكن ( كان ان ذهب السيد الحكيم للولايات المتحدة ونال بركة بوش!!!). صياغة الامور السياسية بمنطق اللاترابط بغرض ابراز وطنية السيد الصدر باي وسيلة كانت , وبهذه المناسبة لا نعتقد ان زيارة الحكيم لامريكا منعت هيئة علماء المسلمين من اصدار الفتوى بتحريم القتال بين المسلمين وارتأى الكاتب بعدم الخوض تفصيليا برد اهل السنة على دعوة الصدر لعدم امتلاكه توضيحا لتبريره.
و لا يكتفي بهذا القدر, بل و في مقارنة ممتعة بين وطنية الصدر والحكيم , فحدث ولا حرج ..(ان الحكيم عاش منفيا في ايران بينما الصدر يعيش في العراق , الحكيم يدعو الى فيدرالية تعني تفكيك العراق والصدر يصر على وحدة العراق ضد مؤامرة الفيدرالية ,ها هو الحكيم يتعاون مع الاحتلال الامريكي بينما الصدر قاوم الاحتلال و خاض مواجهات مسلحة معه والحكيم يؤيد التواجد العسكري الامريكي والصدر يطالب بجدولة انسحابه) .
الكلام موجه ضد كل الحركات و الاحزاب العراقية التي دخلت العملية السياسية وليس الحكيم وحده ,فالجميع تعاون مع الامريكي والسيد الصدر بضمنهم ( فهو يتمتع بستة حقائب وزارية في الحكومة وثلاثون مقعدا برلمانيا) والفيدرالية مادة قانونية ثبتت في الدستور العراقي بتصويت شامل من الشعب العراقي وليست مؤامرة , ومعارضة الصدر للفيدرالية تأتي من قناعته الراسخة بان ولاية الفقيه التي ستحكم العراق بفضله ستكون امنة وعادلة لكل اطياف الشعب العراقي من عرب واكراد دون الحاجة للاستناد الى المبدأ الفيدرالي في الحكم.
و لم تسنح لي الفرصة للاطلاع على وقائع مقاومة السيد الصدر للاحتلال الامريكي لحد الان حتى ولو بطلقة نارية واحدة موجهة ضد القوات الامريكية , بل نسمع الكثير عن تورط جيش المهدي التابع للتيار الصدري بعمليات العنف الطائفي والتهجير القسري الاجرامي ضد المواطنيين السنة والمسيحيين في ارجاء العراق وخاصة بغداد العاصمة , واعتقد ان الوجود الامريكي في العراق يقف عائقا امام جيش المهدي لبسط سيطرته على العراق لذلك يطالب بانسحاب تلك القوات الآن, عندئذ يمكن له الاستعانة بقدرات ايران الاسلامية لتحقيق مآربه وتسهيل انجاز للمطامع الايرانية في العراق.
ثم يختتم الكاتب بالقول(اجد ان مقتدى الصدر الذي يدعم حكومة المالكي وطني عراقي اما الحكيم فهو صاحب ميول امريكية-ايرانية ويحاول انشاء تحالف امريكي-شيعي ضد السنة في العراق والمنطقة) !!
الاشارة واضحة للتيار الصدري ( وطني عراقي )وفرق الموت التابعة له للاستمرار في القتل الطائفي ما دام الشعار هو العداء لامريكا و كان الاجدر بالكاتب توضيح نقاط الالتقاء بين الطرفين الشيعي والامريكي والاستراتيجية الموضوعة للتآمر على السنة في المنطقة ! والتي بدأت تحاك خيوطها من العراق؟ انه كلام منسق ولكن اين هو موقعه من الاعراب؟
المؤلم حقا ان يتبرع كاتبا سياسيا عربيا بتحريف الواقع وتمجيد لشخصيات سياسية تلعب دورا خبيثا تابعا للمصالح الاقليمية كما هو الحال مع التيار الصدري ( مع المحور الايراني ) و يتناسى  الاشارة لا من قريب ولا من بعيد عن  الطرف الاخر من المشكلة( الطرف السني) والدور السوري القذر في دعم الارهابيين الصداميين والقوميين المتطرفين الذين احرقو اسواق وشوارع وازقة العراق بالمتفجرات و المفخخات وبدعم علني وصريح من السيد حارث الضاري ( الامين العام لهيئة علماء المسلمين) لمجرد تقديم خدمة جلية لاصدقائه السعوديين و بقية الحكام العرب و تشويه الحالة للقارىء العربي كي يتنازل عن حقه في مقاومة الاستبداد كي لا يحل به ما حل باخيه العراقي من اعتماده على الدعم الامريكي..
الطائفية تفسد الديمقراطية وهي افسدت المشروع الامريكي ايضا.. لكنها لاتلتقي مع الوطنية باي مقياس كان..
الوطنية في العراق بخير..و لازال اهلها يقدمون التضحيات
آن الاوان لبعض من المثقفين العرب الخروج من كهوفهم واستطلاع محيطهم والكف عن قياس الاحداث الوطنية بمكيال العداء لامريكا.
السياسة فن الممكن .. ويحيا كل من اتقن استخدامها لخدمة شعبه.
كل وطني عراقي حقيقي يرغب في انهاء الاحتلال الامريكي ولكن ألا نخضع لاحتلال آخر
فقد اختارت شرائح عراقية عديدة الانخراط في العملية السياسية بغرض السير في ترسيخ التجربة الديموقراطية الفتية وثم التسريع في انهاء الاحتلال الامريكي ولكن نسبة 5% من الشعب العراقي اختارت المقاومة المسلحة في اهدافها المعلنة في انهاء الاحتلال الامريكي..
فلا يجوز لكم تخوين نسبة 95% من الشعب العراقي..
وكل عام وانتم والعراق بالف خير....

8
// تقرير // كنيسة إنجلترا: استراتيجية العراق أضرت بالمسيحيين في الشرق الاوسط



اتهم رئيس أساقفة كانتربري الحكومة البريطانية بتعريض المسيحيين في الشرق الأوسط للخطر بسبب أفعالها في العراق.

وقال د.روان ويليامز، رئيس الكنيسة الأنجليكانية في العالم وهي الكنيسة الرسمية تقليديا لبريطانيا، إن عدد الهجمات على المسيحيين قد تزايد.

ويزور ويليامز المنطقة برفقة ممثل الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز، الكاردينال كورماك ميرفي-أوكونر.

وقد أعرب الرجلان عن قلقهما إزاء الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية.

وقال د. ويليامز لبرنامج توداي براديو-4 بي بي سي إن الأديان المختلفة "تعايشت" في العراق في الماضي، غير أن العدد المتنامي من الهجمات على القساوسة و"العدد الهائل" على المسيحيين يمثل "مشكلة".

وقال ويليامز إن "الوضع بات أسوأ منذ سقوط صدام".

وقد جاءت تصريحاته بعد أن أبلغ صحيفة التايمز البريطانية أن الوزراء تجاهلوا التحذيرات من أنه سيتم النظر إلى المسيحيين في المنطقة "على أنهم أنصار الغرب الصليبي".

وقال إن من بين نتائج ذلك تضاؤل تعداد المسيحيين بشكل بالغ في العراق.

وكتب رئيس الكنيسة الأنجليكانية من بيت لحم أنه رغم التحذيرات المتكررة قبل حرب العراق، إلا أن الحكومة البريطانية لم تتبن أي استراتيجية لحماية الأقليات المسيحية في المنطقة.

وقال "الآن ينخفض التعداد المسيحي بمعدل الآلاف كل بضعة أشهر وقد أجبر بعض أبرز قادتهم وأكثرهم تأثيرا على الهجرة".

"صلوا من أجل البلدة"
ودعا في مقاله الزعماء إلى "الصلاة من أجل بلدة بيت لحم الصغيرة"، مستشهدا بتعبير متواتر عن ترنيمة تنشد في عيد الميلاد بالإنجليزية.

 قال ويليامز إن الجدار الذي تبنيه إسرائيل رمز "للخطأ العميق في النفس البشرية" 
وقال "فكروا مليا في مَن أصبحوا مهددين بسبب قصر نظرنا وجهلنا، واسألوا عما بوسعكم فعله لتعزيز تلك الكنائس القديمة والجسورة".

وأضاف أن هجرة السكان المسيحيين من البلدان التي عاشوا فيها قبلا بود مع الأغلبية المسلمة "تكرس الأسطورة في الشرق والغرب التي مفادها أن الإسلام لا يمكنه التعايش مع الأديان الأخرى".

وكتب ويليامز في مقاله أن المسيحيين لا يتعرضون للاضطهاد على أيدي الحكومات المسلمة.

وقال "المسألة مسألة تصاعد مد التطرف، الذي تحرص الحكومات هي الأخرى على وقفه".

وكتب قائلا "لقد كان أول من آمنوا بالمسيحية من الشرق أوسطيين، وقد يأتي الوقت الذي نشهد فيه أفول نجم آخر المسيحيين الأصليين في المنطقة".

وكان رئيس الأساقفة الإنجليزي قد قال في وقت سابق خلال زيارته إن الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية يعد رمزا "للخطأ العميق في النفس البشرية".

وقال رجلا الدين إنهما يريدان إبراز كيف تؤدي الإجراءات الأمنية الإسرائيلية لخنق مدينة بيت لحم.

وقد سافر كل من ويليامز والكاردينال ميرفي-أوكونر برفقة الأسقف نيثان هوفهانيسيان، من الكنيسة الأرمينية لبريطانيا العظمى، والقس ديفيد كوفي، من اتحاد الكنائس الحرة، في زيارة تستغرق أربعة أيام للأراضي المقدسة.
 
 
 
  السبت 23/12/2006    - الجيران
 
 

9
نوزاد جرجيس

مع انتهاء الانتخابات الامريكية النصفية التي ستؤدي الى سيطرة الديمقراطيين على الاغلبية في مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الامريكيفي شهر يناير القادم والتغيير الذي حصل في قيادة البنتاغون الامريكية بترشيح الادارة الامريكية لروبرت غيتس لخلافة دونالد رمسفيلد بدأت التكهنات حول ما ستقدمه مجموعة الدراسة حول العراق ( التي يرأسها جيمس بيكر /جمهوري - وزير الخارجية السابق و لي هاملتون/ديمقراطي-الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي) في تقريرها النهائي للادارة الامريكية خلال الاسابيع المقبلة من مقترحات ومضامين جديدة للخروج من المأزق الامريكي في العراق ,حيث يعتبر جيمس بيكر شخصية تعود للمدرسة السياسية الواقعية ( التي انتهجها جورج بوش الاب خلال فترة حكمه للبيت الابيض ) و بحكنته السياسية في امكانية تغيير الاوضاع لاعادة الهيبة السياسية الامريكية في المنطقة حتى لو تحتم على الادارة الامريكية على الحوار مع دول اقليمية صنفت سابقا بمحور الشر من قبل الرئيس الامريكي جورج بوش ,قبيل الانزلاق لخطر الفشل العسكري والسياسي للادارة الامريكية في المنطقة من خلال الدعوة الصريحة لفتح باب الحوار مع ايران وسوريا لمعالجة الوضع الامني المتدني و الفوضى السائدة في العراق و تجسدت اولى الخطوات بهذا الاتجاه ( كما يبدو ) من خلال ترشيح العضو السابق في المجموعة هذه لمنصب وزارة الدفاع ( روبرت غيتس )ليمضي بالمسلك الجديد للاستراتيجية الامريكية التي توصي بلغة الحوار لتجاوز الفشل .
المراهنة على الحلول السحرية والسريعة المنتظرة من مجموعة بيكر-هاملتون حول العراق فيها قسط من المبالغة وقصر النظر لسببين اثنين محسوبين على المؤثر الوطني العراقي والامريكي .
في المؤثر الامريكي حيث ستقدم مقررات المجموعة اعلاه على هيئة مقترحات للادارة الامريكية لا يمكن الجزم انها قد تأخذ بها كورقة عمل استراتيجية ولكنه من المؤكد انها ستقوم بدراستها.
كونداليزا رايس ( وزيرة الخارجية الامريكية التي رافقت رئيسها في رحلته الى جنوب اسيا ) استبقت الاحداث وصرحت من فيتنام برفض الادارة الامريكية للحوار المباشر مع ايران حول مجمل الامور المعلقة برغم ما اشارت اليه صحيفة ( النيويورك تامز ) الامريكية عن قيام جيمس بيكر بالتحدث الى المسؤليين السوريين والايرانيين في واشنطن تمهيدا لتقرير مجموعته حول مدى تقبلهم لهذه الطروحات و كيفية الشروع بالفكرة ,و بلاشك ان سوريا وايران لن يقدما على مساعدة الادارة الامريكية على التخفيف من مأزقها في العراق دون تقديم شروطهم ومآربهم على طاولة الحوار , واتضح لاحقا بعض التجاوب من الجانب السوري للتعامل مع المعادلة الجديدة من خلال ارسالها السيد وليد المعلم ( وزير خارجيتها ) للعراق في اول بادرة سياسية سورية تجاه الحكومة العراقية منذ سقوط الطاغية صدام , في اشارة الى حسن نيتها في التعاون والمساهمة في جلب الامن والاستقرار للعراق ناهيك عن رغبتها العميقة للشروع بالحوار مع الجانب الامريكي لتجاوز عواقب قرارات المحكمة الدولية التي انشأت حديثا لمحاكمة الضالعيين في اغتيال رفيق الحريري و الملابسات المتراكمة على الدور السوري في لبنان.
و لايقل ادخال ايران في هذا الحوار تعقيدآ بل هو متشبك اكثر ومتعدد من ملفها النووي الى دعمها السياسي والعسكري لحزب الله والى انخراطها بالتصريحات العدوانية ضد اسرائيل و نياتها في تقديم قوتها للاعتراف في دورها الاقليمي في المنطقة و تبسيط نفوذها على النظام المركزي في العراق.
الرئيس الامريكي جورج بوش كما عهدناه لن يغيير نظرياته وسياساته بين ليلة وضحاها لمجرد خسارة حزبه الجمهوري في الانتخابات النصفية الاخيرة ولم يبدي اي تجاوبا للافكار الجديدة التي طرحها حليفه البريطاني توني بليير لتفعيل عملية السلام في الشرق الاوسط ودعوته الى ايران و سوريا للمساهمة في اخماد العنف الطائفي في العراق و بذلك نعتبر الجدل القائم حول الغطرسة الامريكية وسياسات الهيمنة والغاء الاخريين قائما لحين بروز مؤشر جديد في خطاب جورج بوش السياسي في المرحلة المقبلة.
اما المؤثر الثاني فهو محلي بحت , اذ ان الدراسة ستفتقر ال معالجة ( الحالة الموضوعية ) للوضع العراقي وستنصب مجمل اهتماماتها على الحفاظ على المصالح الامريكية في العراق والمنطقة بشكل عام لتجاوز ( حالة الفشل ) كما اشرنا و بالاضافة ان مجرد الحوار مع القوى الاقليمية للخروج من الازمة في العراق ليس قادرآ لوحده على اخراج العراق من محنته دون الانتباه الى الاستحقاقات السياسية على الحكومة العراقية والامريكية يستوجب اتخاذها لتسهيل هذه المهمة .في مقدمة ما يستحق على الحكومة الامريكية ( اخلاقيا ) هو اعادة بناء الجيش العراقي على اسس وطنية وسليمة بعيدا عن الولاء الطائفي و المذهبي ويشمل ذلك اعادة الاعتبار للضباط السابقيين في الجيش و زجهم في التكوينة الجديدة للجيش ( متجاوزيين بذلك قرارات هيئة اجتثاث البعث ) وتجهيز الجيش بدقة وعناية وبالاسلحة المتطورة و تأهيله لمحاربة قوى الظلام الارهابية والتكفيرية وفرق الموت البشعة و مساندة الحكومة العراقية على جعل وحدة العراق والولاء للوطن فوق المصالح الطائفية والشخصية الضيقة .
للحكومة العراقية استحقاقات اكثر في الحفاظ على هذه الوحدة وتكريس المصالحة الوطنية الحقيقية والشاملة بالشروع بالتحدث الى الجميع ( باستثاء القوى الارهابية الخارجية) وترسيخ مبادىء الدستور واعطاء زخما قويا لدولة القانون دون الانزلاق للمصالح الطائفية في سلوك الحكومة المركزية كما حدث في تخبطها الاخير في طريقة معالجتها للحصار الامريكي على مدينة الصدر والتساؤلات المشروعة حول الكشف عن حقيقة ما جرى في عملية الاختطاف الجماعي في وزارة التعليم العالي والجهات التي كانت تقف خلفها واسباب تباين التصريحات الحكومية حول مذكرة ( التوقيف ) او (تحقيق) الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري الى آخرها من المآخذ الجدية على حكومة السيد المالكي في مدى قابليتها في حل الازمات و مصداقيتها في تعاملها القانوني للجهات التي تتجاوز و تخرق القانون والدستور .
والحكومة العراقية مطلوبة فورا ( مع الدعم الاقتصادي الخارجي ) بتنفيذ مشاريع اعادة تعمير موارد الطاقةو البنية التحتية و الاساسية لاقتصاد البلد و تشريع خطة وطنية لاستثمار العائدات النفطية و توزيع هذه الثروة بشكل منصف و استنادا الى احكام الدستور ومحاسبة المتطفلين على وزارة النفط ثم خلق فرص عمل متاحة للجميع (حسب التقديرات ان نسبة البطالة في العراق تفوق 50% اذا تم استثناء اقليم كردستان من النسبة لتمتعه بنوع من الانتعاش الاقتصادي )لتفادي انضواء العاطلين عن العمل تحت خدمة الارهابيين و افكارهم التكفيرية و كل هذا سيمهد الطريق للمصالحة الوطنية المنشودة.
لازالت الابواب مفتوحة على مصراعيها للمصالحة الوطنية الشاملةو هي الفرصة الاخيرة للاطراف المتنازعة لتجنب العراق ويلات مدمرة اضافية وبما ان دول جوار العراق مدركة مليآ بالسيناريو المرعب القادم فهي معنية ايضا في المساهمة في تدارك الخطر .وبهذا الصدد يمكن للحكومة العراقية استغلال وصاية مجموعة بيكر-هاملتون للحوار الاقليمي حول العراق و الدعوة التي قدمها مؤخرآ هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق والمقرب من الادارة الامريكية الحالية لعقد مؤتمر دولي حول العراق بالمبادرة والدعوة الى عقد مثل هذا المؤتمر ليشمل جميع الاطياف السياسية العراقية بما فيها المعارضة المسلحة والدول المجاورة للعراق ( ايران,سوريا,تركيا,الاردن,السعوديةوالكويت)بالاضافة الى اميركا وبريطانيا وممثلين عن الاتحاد الاوربي والامم المتحدة وبشرط التمسك بالخيوط الاساسية في وضع الاجندة المطروحة على طاولة الحوار من منظور وطني عراقي بعيدا عن الاحتكار الامريكي لقرارات المؤتمر السياسية وفسح المجال امام الجميع بلا استثناء لطرح اجندتهم دون الخضوع لاي فيتو امريكي
المعيار الاساسي للاجندة الموضوعة على طاولة الحوار قد تبدأ ولا تنتهي بتحديد الاسس العامة للمصالحة الوطنية عبر الاستماع الى اهداف ونوايا التمرد المسلح والمعارضة و تقريب وجهات النظر لاشراكهم بالعملية السياسية وتتشكيل لجان مختصة لاعادة النظر وتعديل بعض مواد الدستور العراقي بما فيه فيدرالية المحافظات ( عدا فيدرالية اقليم كردستان ) ثم الاقرار بنزع سلاح كافة الميليشيات واحتكار حمل السلاح للجيش العراقي ومطالبة دول الجوار بتعزيز جهودها لمراقبة حدودها الدولية مع العراق وايقاف كافة انواع المساعدات للمعارضة والميليشيات المسلحة وتحديد مسؤليات قوى متعددة الجنسيات وثم صياغة قرارات مناسبة لانهاء وجودها لاحقآ.وعلى هذا السياق يمكن فتح قنوات الحوارحول الملفات الاقليمية الاخرى العالقة للبت بها مستقبلا.
المعضلة البسيطة الباقية:من سيمثل المعارضة المسلحة ؟ وهل هي موحدة في نواياها؟وهل هي جاهزة لطرد الارهابيين من العراق ؟ وهل هي مستعدة للتخلي عن اوهام احتكار السلطة ؟
المستقبل سيكشف لنا .


10
 

 




نوزاد جرجيس

في خضم تضاعف موجة العنف في العراق خلال الاشهر الاخيرة وخاصة موجة العنف الطائفي بعد أحداث سامراء في الشباط الماضي باتت الادارة الامريكية في حيرة من امرها في كيفية التعامل مع الوضع السائد وطرق علاجه لاعادة الامن والاستقرار للبلد.
وترافق ذلك بتأكيد بعض الاخصائيين في التحليلات السياسية بان تؤجل حالة العنف والتمرد الى خليفة جورج بوش في الرئاسة الامريكية للتعايش مع الازمة .وقد قام الصحافي الامريكي المخضرم( بوب وودورد ) في كتابه الحديث ( دولة النكران ) بتسريب بعض من الهمس الدائر في الدوائر الامريكية العسكرية عن احتمالية تصاعد وتيرة العنف في العراق العام المقبل واحدثت تسريباته هذه وجعا اضافيآ للبيت الابيض وضجة سياسية في مختلف المحافل عن صحة الاتهامات الموجهة للبيت الابيض بنكران الفشل في العراق و طمس الحقيقة عن الشعب الامريكي.
على ضوء كل ذلك تعالت اصوات مختلفة و متعددة الاتجاهات لتغيير الاستراتيجية الامريكية في العراق لمعالجة الوضع المتفاقم .و حصيلة هذه الاصوات تنحصر في اتجاهين:
الاتجاه الاول و الممثل بالحزب الديمقراطي المعارض في الكونغرس الامريكي و المتحالفين معه من الشخصيات الليبرالية و المنادي بسحب القوات الامريكية من العراق باسرع وقت ممكن .
والاتجاه الآخر الممثل بالمحافظين الجدد والشخصيات المؤثرة على قرارات الادارة الامريكية مثل هنري كيسنجر ( وزير الخارجية السابق) في التاكيد على البقاء في العراق و دحر الارهاب و عدم القبول بأقل من مبدأ النصر.
على سبيل المثال كتب نيكولاي كريستوفر قبل ايام في صحيفة النيويورك تايمس ان ( تقدم الادارة الامريكية بالاستعانة بنصيحة العراقيين لها بسحب قواتها من العراق ) وهو بذلك يشير الى استطلاع حديث اجرته جامعة ميرلاند الامريكية في العراق و كانت النتيجة ان غالبية العراقيين وبنسبة 71% تؤيد فكرة الانسحاب الامريكي من العراق الآن.
هذه الاصوات الامريكية السياسية و الضغط الشعبي المتصاعد ضد الحرب قد لا تفلح في التاثير على قرارات الادارة الامريكية اما اذا جاءت هذه النتائج عكسية فلن يجلب هذا الانسحاب العاجل الا الدمار الشامل للعراق وانتصارآ للحركات الارهابية شئنا ام ابينا وتعزيزا للتمرد السني المسلح الذي ينتظر هذه الفرصة لاغتنام المزيد من المكاسب لاعادة احتكار السلطة.
ولكن في قراءة سريعة لخطابات الرئيس الامريكي لشعبه في الاسابيع الماضية لا يمكن التخيل ولو لوهلة انه عازم على الانسحاب بل العكس يؤكد دائما ان القوات الامريكية باقية حتى( تحقيق النصر ).
وبحكم الصلاحيات الدستورية والقانونية الممنوحة له كرئيس للولايات الامريكية المتحدة سيقدم على الغاء اي قرار للكونغرس الامريكي الجديد في حالة فوز الديمقراطيين بالاغلبية في مجلسي النواب والشيوخ في الانتخابات المقبلة في بداية الشهر القادم باسخدامه حقه في نقض القرارات التي لا تحظى بتأييد ثلثي الاصوات و يقينا ان الحزب الديمقراطي عاجز عن تحشيد مثل هذا العدد من الاصوات حسب استطلاعات الرأي الامريكية.
بهذا التقدير يبدو الحديث عن الانسحاب الامريكي من العراق أنيآ في غير اوانه وغير قابل للتحقيق وعلى الاصوات العراقية المنادية بالانسحاب ( بكل اطيافها ) ادراك هذه الحقيقة و عدم المراهنة على هذا التغيير في السياسة الامريكية و تضليل الشعب العراقي بالمزايدات الوطنية من خلال التحجج بانهاء الاحتلال قبل انهاء العنف و القتل على الهوية .
وفي الاتجاه الامريكي الاخر يرتأي جان وارنر ( السناتو الجمهوري ورئيس لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس) الذي قد عاد لتوه من زيارة للعراق ان تمنح الادارة الامريكية مهلة الشهرين لحكومة المالكي لتحسين الوضع الامني و بخلافه يتوجب على الادارة تغيير النهج في العراق والتمسك بزمام الامور بمسار جديد وفعال .و جاءت تصريحاته هذه في نفس الوقت الذي قامت فيه كونداليسا رايز ( وزيرة الخارجية الامريكية ) بزيارة سريعة و مفاجئة للعراق الاسبوع الماضي يعتقد لتسليم حكومة المالكي فحوى هذه الرسالة شخصيا . فاذا كان هدف الزيارة على هذا الاساس فاعتقد انها الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح بحكم فشل الحكومة الحالية في تنفيذ كل المهام المنيطة بها و في الدرجة الاولى اعادة الامن والاستقرار ناهيك عن فشل كل محاولات المصالحة الوطنية التي لم تستند على اسس واضحة و صريحة حول نوعية المصالحة والاطراف المقصودة بها و عدم جدية الحكومة الحالية في وضع حد لاعمال الميليشيات المسلحة وفرق الموت الارهابية المنتشرة بكثافة هائلة .
على ضوء هذا السرد ان (فرضية ) الخيارات لتغيير السياسة الامريكية بعد نفاذ المهلة هذه تتلخص بما يلي:
*وضع العراق تحت وصاية دولية لتغطية الفشل في بناء عراق ديمقراطي عن طريق اشراك فعال لدول حلف الناتو مثلا او الدول الصناعية الكبيرة في القوات المتعددة الجنسيات و بقرارات جديدة صادرة عن مجلس الامن الدولي لاضفاء الطابع الشرعي مجددا لهذه الوصاية , واحتمالات نجاح هذا الخيار شبه معدومة لاقتناع معظم تلك الدول ان التدخل في الملف العراقي هو التورط في مستنقعه وان اخماد التمرد المسلح و العنف الطائفي في العراق لن يتم عبر تدويل مشكلة العراق.
*احتلال امريكي جديد لمدينة بغداد والمناطق المجاورة لها ( قيل انه قدم على شكل اقتراح عراقي للسيدة رايس خلال زيارتها الاخيرة)وهذا الخيار وارد ومناسب اذا اخذنا بنظر الاعتبار بعض التقارير السرية (غير موثوقة) التي تشير الى رغبة القيادة العسكرية الامريكية في العراق بتعزيز قواتها في العراق بنسبة15000-30000 جندي اضافي للشهر القادم (اي بعد الانتهاء من الانتخابات الامريكية ) , و هذا يعني تعزيز للقدرة العسكرية الامريكية لانجاز المخطط المقترح بالغاء العملية الديمقراطية وتنصيب حاكما عسكريا عراقيا في السلطة لحين تهيئة المناخ السياسي المناسب لاجراء انتخابات جديدة , ويمكن القول ان هذا الخيار هو من افضل الخيارات القبيحة المتاحة امام الادارة الامريكية حاليا, حيث قد يضيف هذا الخيار مقاومة جديدة للاحتلال من الجانب الشيعي .
* لسنا متاكدين ان كانت الادارة الامريكية قد استفادت من تجربة السنوات الثلاث في العراق بان حل الازمة في العراق لن يتم عن طريق استخدام القوة العسكرية ( والتجربة الامنية الفاشلة لمنطقة بغداد حتى بعد جلب المزيد من القوات اليها خير شاهد على ذلك) , فاذا كانت قد ايقنت ذلك الدرس فمن الممكن التخيل ان امريكا ستبقي على سياسة انتظر وراقب لحين اكمال المشروع الكبير في المنطقة و يشمل ذلك التعاطي مع الملف الايراني ( لانهاء النفوذ الايراني في العراق)بشكل او اخر ثم العودة لوضع البيادق في الرقع المخصصة اليها .
العواقب المحتملة للخيارات اعلاه تتدرج بين السيء و الاسوأ , ايا كان شكل التغيير , وملامح النجاح في الافق ضئيلة جدآ اذا لم تقدم القيادات الطائفية في العراق اولآ بنزع سلاح ميليشياتها و ترتيب التصالح السياسي الفعلي بين الاطراف المشاركة في العملية السياسية اولا ثم المباشرة بالدعوة للمصالحة الوطنية لتفادي ابقاء العراق تحت الهيمنة الامريكية لوقت طويل.وهذا يتطلب التخلي عن احلام الهيمنة و الاحتكار السياسي و التخلي عن رغبة الانتقام والقتل.و يبدو ان خيار الغاء المؤسسات الديمقراطية للفترة الحالية و التريث لحين اعادة الامن للبلد هو الخيار الافضل للشعب العراقي الذي يعاني مرة اخرى الارهاب والقتل العشوائي المجنون على ايدي الارهابيين و فرق الموت الطائفية , لاعادة الحالة السليمة و الموضوعية في ترسيخ مباديء الديمقراطية و تهيئة الشعب و توعيته بهذه المباديء واعتبار ذلك ( فترة انتقالية ) بين سقوط الديكتاتورية و دولة الدستور والقانون.
و التجربة الكردية في كردستان العراق اثبتت مشروعية هذه الفترة الانتقالية بالجزم انه لم يتم حل الخلافات السياسية بين الاطراف المتصارعة على السلطة ( والتي اتخذت في معظم الاحيان طابع الصراع المسلح) الا اخيرا وبشكل نسبي ,بينما كانت تتمتع منطقة كردستان بصيغة الانفصال عن سلطة صدام منذ بداية التسعينات.
قبل الغزو الامريكي للعراق قيل ان كولن باول وزير الخارجية الامريكية آنذاك قدم معوضة مبسطة لرئيسه حول فكرة الغزو والاحتلال و تصوره لمرحلة بعد الغزو بالقول ( اذا كسرته , فانك تملكه, واذا ملكته عليك تصليحه).
والظاهر للعيان انهم فشلوا في التصليح.والتغييرات المرتقبة ستكون متاخرة في الترميم.



 

11
صدق بعض المحلليين السياسيين عندما اعتبر هجمات 11 سبتمبر باللحظة التاريخية التي غيرت المنطقة والعالم  وادخلت اميريكا في حربا ضد الارهاب و صراعا مع الاسلام السياسي المتطرف كما ادخلت الهجمات اليابانية على ( بيرل هاربر )  القوات الامريكية في الحرب العالمية الثانية.
و مع الافتقار للتوازن السياسي العالمي بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي السابق تمكنت الولايات المتحدة الامريكية استغلال الوضع الجديد باعتبارها ( القطب الاوحد ) لتمرير الخطاب والاهداف الامريكية على المنطقة وحتى على معظم حلفائهاحيث اختار الرئيس الامريكي جورج بوش شعاره الشهير بهذا الصدد ( ان تكون معنا او تكون ضدنا !)ليضع جميع الامم في ميزان المراقبة للدعم و مقدار المساهمة في حربه ضد الارهاب.
لا يختلف احدآ في مشروعية ما قامت به الادارة الامريكية في اسقاط نظام (طالبان)في افغانستان
ولكن اختلف حتى بعض الحلفاء في استراتيجية غزو العراق بحكم المصالح السياسية والاقتصادية لكل حليف امريكي في المنطقة .
وكما ذكرنا في مقال سابق فان شعوب المنطقة كانت مرتاحة للخطاب الامريكي الجديد وخاصة فيما يتعلق في نشر الديمقراطية واطلاق الحريات العامة وبدأت الشعوب بمراقبة المصداقية الامريكية
اما الانظمة العربية الدكتاتورية دخلت في متاهة التردد والارتباك بعد اسقاط نظام صدام المرعب واعتبرت  معظم الدول العربية التدخل الامريكيى في العراق ( احتلالآ ) لعدم استيعابها للخطاب الامريكي او في خوفها من فقدان مقاليد السلطة نتيجة الظروف السياسية الجديدة ولم  تكن سباقة لدعم المجهود الامريكي في بناء عراق ما بعد صدام بل قامت بدعم العصابات البعثية و التمرد السني تارة بحجة احتواء الخطر الايراني القادم وتارة اخرى في التباكي على عروبة العراق ووحدته.
اما من الجانب الاخر فقد شرعت الادارة الامريكية بالتخبط السياسي مباشرة بعد الغزو حيث اسخدمت القوة العسكرية بشكل مفرط في محاولتها لقمع التمرد في المناطق السنية في العراق في اشارة حسن نية للشيعة لزجهم في العملية السياسية دون خوف من المستقبل( وهي التي قررت بالاساس البقاء في العراق بعد اسقاط نظام صدام لتفادي قيام جمهورية اسلامية في العراق على النمط الايراني ) وثم الزمت الشيعة بأشراك السنة في حكومة مشتركة لتخفيف التمرد المسلح لكن لم يتحقق ذلك بل دخل العراق في حرب طائفية قذرة و نزيف بشري هائل لا يمكن التصور كيفية  السيطرة عليه وخاصة بعد تداخل المصالح الاقليمية و تشابكها في العراق .
و بدات الانظمة العربية من جديد الاستفادة من حصيلة التدخل الامريكي في العراق لرفض مشروع نشر الديمقراطية و انتقاده و تقديم انفسهم البديل الملائم للمصالح الامريكية دون الحاجة لتغيير التشريعات الدستورية في بلدانهم والحديث عن الدعم لمحاربة  الارهاب والتطرف الاسلامي ( الارهاب الاسلامي الموجه لمصالحها اما الارهاب في العراق فليس الا مقاومة!)
واشير هنا الى مقالة للسيد عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الاوسط بهذه المناسبة يقدم الامتنان للادارة الامريكية التي اقدمت على محاربة القاعدة والارهاب نيابة عن الدول الخليجية والعربية المعتدلة التي لم يكن بمقدورها القيام بهذا العمل و يبرر ذلك بالقول ان القاعدة كانت تريد تغيير الانظمة المعتدلة في المنطقة وخاصة الخليجية , و في هذا الجدل مغالطة تاريخية حيث يعلم الجميع ان اسقاط نظام طالبان والحرب ضد الارهاب استأنفت بعد هجمات 11 سبتمبر  و كانت السعودية و دولة الامارات الوحيدة بين الامم التي تعترف بنظام طالبان (مع باكستان ) وكان التمويل السعودي والخليجي يتدفق على القاعدة ( بشكل هيئات ومؤسسات اسلامية و خيرية ) حتى وصلت الضغوطات الامريكية ذروتها في وقف الدعم المادي للقاعدة
بدأت الشعوب في المنطقة تفقد مصداقيتها من جدوى الحرب ضد الارهاب بعد فضيحة سجن ابو غريب في العراق التي كانت رأس حربة في الجسد الامريكي من تجاوز المعايير الاخلاقية في التعامل مع حقوق الانسان بغض النظر عن ايمانه او معتقداته  يضاف الى ذلك معتقل كوانتانومو الشهير بالزبائن الارهابيين المعتقلين دون محاكمات لحد الان.ثم بدا السخط الشعبي الامريكي يتزايد ضد الاساليب المستخدمة في الحرب ضد الارهاب و تراجع الدعم الشعبي للحرب في العراق و ازدادت النقمة الشعبية بعد الكشف عن تقارير السجون السرية المنتشرة في بعض البلدان الاوروبية و استخدام اجهزة الامن الامريكية التنصت على المكالمات الداخلية والخارجية ( وقد تم رفض الاسلوب من قبل محكمة امريكية واعتبر البرنامج مخالفآ للقوانين الامريكية ) واعتبر قسم من الامريكيين ان البلاد تتحول تدريجيا الى دولة بوليسية على خلاف الدستور الذي يضمن الحقوق الشخصية والعقائدية للفرد.
تحول العام المنصرم الى نقطة تراجع للادارة الامريكية في حربها ضد الارهاب وهي على ابواب انتخابات نيابية في نوفمبر القادم (التي تشير الاستطلاعات الاولية على تقدم الحزب الديمقراطي المنافس ليحتل الاغلبية في المجلسين النواب والشيوخ )وهذا ما يزعج المحافظين الجدد في حصر لاياديهم في الترويج للحرب ضد الا رهاب و دشن الطاقم الدعائي اسما جديدا للحرب ضد ( الاسلام الفاشي) ولكن خففت اللهجة بعد الانتقادات الواسعة لعواقب استخدام  هذا  التعبيرالى سخط اسلامي واسع و غير مفهوم  من قبل شعوبها.
الاخفاق في الحرب ضد الارهاب جاء نتيجة حتمية للسياسات الامريكية غير المتوازنة في المنطقة وكان آخرها تشجيع العدوان الاسرائيلي على لبنان والذي ارتكز على استخدام القوة العسكرية المفرطة  لتدمير البنية التحتية للبلاد و تهجير الالاف والقتل المتعمد للمدنيين لارهابهم  لنتائج دعمهم لميليشيات حزب الله (الارهابية) و الامثلة الاخرى العديدة التي تؤكد انحراف الادارة الامريكية عن نهج الحرب على الارهاب الى سياسة ترتيب البيت العربي لما يخدم الاستراتيجية الاسرائيلية لتمرير مشروع السلام بالوصفة اليهودية ولكن بعد الانتهاء من الحرب القادمة مع ايران التي لا يمكن اعتبارها بالحرب الاخيرة الا بعد ان نتأكد انها الحرب الاخيرة فعلآ.
كتب د. عبد الخالق الحسين مقالا في الصحف الالكترونية يؤكد انتصار الغرب في حربه ضد الارهاب ويشير الى التطورات الحاصلة في العراق وافغانستان دليل النصر بعد ازاحة الانظمة القمعية و يعتبر التدهور الامني مسالة وقتية لحين تجاوز المرحلة هذه,اما الواقع يقول ان حركة طالبان تعود بقوة لمحاربة قوات حلف الناتو المتاخمة هناك و تدير ميزانيتها العسكرية من ارباح بيع الاوبيوم(opuim)التي ازدادت تجارته بنسبة 60% وان العراق على طريق التقسيم الطائفي ولا مخرج للسياسة الامريكية هناك على المستوى القريب الا بعد الحرب الامريكية -الاسرائيلية القادمة ضد ايران و لا احد يمكن ان يتنبأ لمستقبل المنطقة الا بعد معرفة حدود المغامرات الامريكية في حربها ضد الارهاب.وعلى المستوى الشعبي والرسمي الجميع يعتبر السياسة الامريكية في العراق بالكارثة والاخفاق و لا مخرج لها و لا اعرف ما هو الاستناد في تفاؤل در. عبد الخالق في هذا المجال
اما الرأي العام الغربي فانه يلعب دورا قياسيا في تغيير الاحداث من خلال تغيير نهج وسياسات الحكومات الغربية و خير شاهد على ذلك اسقاط الناخب الاوربي لزعمائه المحالفين لسياسة واشنطن بدآ من اسقاط حكومة انزار في اسبانيا ثم في ايطاليا الى الاعلان الاخير لرئيس الوزراء البريطاني توني بليير في نيته الاستقالة العام المقبل تحت ضغط حزبي و شعبي واسع مطالب باستقالته  من الحكم .
ان الحرب ضد الارهاب قد لا تنجح خلال الاعوام او العقود القادمة طالما يعتبر قتل جندي اسرائيلي او امريكي فعلا ارهابيا و طالما تتخذ الانظمة العربية الدكتاتورية ملاذا في التسمية لمحاربة قوى التقدم واليسار وطالما تتخذ الحركات الاسلامية الارهابية والمتطرفة عقائديتها المظلمة في التكفير و التخوين لمجرد المخالفة في الرأي و طالما يتصدر الولاء للمذهب على الولاء للوطن ولا يمكن قياس الولاء بالكلام بل بالفعل الادبي والاخلاقي .
فالقمر يلمع و لكنه لا يدفىء.

12
مع اطلاق اولى الصواريخ الاسرئيلية على غزة و لبنان بعد اختطاف منظمتي حماس وحزب الله للجنود الاسرائيلين الثلاثة برز ت في الولايات المحدة الامريكية نغمة سياسية و دعائية جديدة لتصوير حالة الحرب المدمرة التي شنتها اسرائيل بعد استغلالها للحسابات السياسية الخاطئة لهاتين الحركتين بمقدار الرد الاسرائيلى للعملية و استخفافهم  للوحشية التي قد تستخدم  و ادخال الشعبين اللبناني والفلسطيني في حرب غير موزونة عسكريآ , وهي ان هذه الحرب هي جزء من الحرب العالمية الثالثة الجارية حاليآ في العالم.

كان المروج لهذه النظرية (نيوت كينكريج) المتحدث السابق للكونغرس الامريكي في عهد الرئيس بيل كلينتون وهو من ابرز زعماء المحافظيين الجدد الذي استقال من منصبه آنذاك بسبب فشل سياساته ضد كلينتون خلال الانتخابات التشريعية  و انحسار شعبية الجمهوريين بسبب تلك السياسات , و قد ادلى بافكاره هذه في مقابلة تلفزيونية مع قناة (فوكس نيوس ) الامريكية التي هي لسان حال المحافظيين الجدد.ومن جملة الاثباتات لتأييد افكاره ادرج العدوان الاسرائيلي على لبنان و  الحرب الطائفية في العراق وتفجيرات بامباي الاخيرة في الهند وغيرها التي تفرض نتيجة طبيعية لاحداث 9/11 التي اشعلت هذه الحرب العالمية. بعد ذلك اسرعت وسائل الاعلام الامريكية بالبحث في الفكرة و الترويج لها من خلال التكرار في ابراز آراء المحلليين السياسيين والعسكريين في تحليلاتهم لتشخيص الوضع العالمي بالحرب العالمية ام لا في معظم مقدمات الاخبار الراهنة و الربط بين ذلك والحرب الدائرة في المنطقة.
لدراسة الاسباب الامريكية للترويج لهذه الفكرة نستخلص ببساطة سياساتها لفترة السنوات الاخيرة في المنطقة والربط بينهما و هل ان هذه الفكرة او النظرية قائمة فعلا ام هي تغطية لفشل الاستراتيجية الامريكية .

نستهل في التذكير اولا ان الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش هو اول رئيس امريكي الذي اقدم على اهمال مفاوضات السلام بين العرب واسرائيل منذ دخوله للبيت الابيض قبل ست سنوات و ترك الشأن للاسرائيليين للبت في كيفية التعامل مع الازمات السياسية والعسكرية مع العرب ولذلك تعتبره اسرائيل من اقرب الرؤساء الامريكيين اليها وتحاول بقدر الامكان استغلال فترته المتبقية في البيت الابيض لرسم عملية السلام المقبلة حسب الرؤيا الاسرائيلية لمستقبل الشرق الاوسط الجديد.
( الجدير بالذكر ان سبب هذا التعاطف القوي يعود الى الزيارة الوحيدة التي قام بها الرئيس بوش الى خارج امريكا قبل توليه الرئاسة عندما كان حاكما لولاية تكساس  كانت الى اسرائيل وكان يصاحبه الجنرال ارييل شارون في رحلته تلك ليعرض له قصة ارض الميعاد) .

وثانيا في خضم التحولات السياسية السريعة والملتهبة في العالم المعاصر وتحديدآ بعد مبادرة القاعدة في ضرب العمق الامريكي في احداث 9/11 قدمت الولايات المتحدة الامريكية برنامجا جديدآ للتعامل مع منطقة الشرق الاوسط من خلال نظرية الرئيس الامريكي جورج بوش في كيفية محاربة الارهاب و ابعاد ساحة المعركة من القعر الامريكي الى قلب المنطقة , حيث بدأت في الحرب على افغانستان وازاحة حكم طالبان ثم ازاحة نظام صدام حسين في العراق وتبع ذلك بالوعود الامريكية في نشر الحرية والديمقراطية في انحاء البلدان العربية والاسلامية وان يمثل العراق الجديد نموذجأ يقتدى به .

وقد كان هناك بوادر الاطمئنان في الشارع العربي لما تسوقه الادارة الامريكية في هذا المجال وخاصة بعد ان  تم فرض بعض الضغوط على البلدان العربية المقربة من واشنطن لتوفير المزيد من الحريات السياسية و دعم عمليات الانتخابات(النسبية) فيها و اشاعة المزيد من الديمقراطية ومنح المرأة بعض من حقوقها المسلوبة والتي ادت الى نتائج مقبولة لحد ما في بعض هذه الانظمة ومنها تثبيت حق المرأة الانتخابي في الكويت و اعلان اول عملية انتخابية جزئية في السعودية (..) و اشراك الاسلاميين في الانتخابات المصرية و دخولهم البرلمان المصري و فوز (حماس ) في الانتخابات الفلسطينية و استلامهم لمقاليد الحكم هناك و بالطبع الانتهاء من تشريع الدستور العراقي و اكمال الانتخابات وحيازة الشيعة الاكثرية النيابية بالاضافة الى بعض الاصلاحات الساسية التي حصلت في بقية البلدان.

ومن جملة المتغيرات الجذرية التي حصلت في المنطقة استلام المعارضة اللبنانية للسلطة واخراج الجيش السوري من لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري (رئيس الوزراء السابق) بدعم امريكي وغربي من خلال المساندة الكبيرة للشعب اللبناني و حكومته الوطنية الفتية.

وكانت الادارة الامريكية تراقب عن كثب كل التطورات وتساهم في تحريك الامور في هذا الاتجاه في معظم الا حيان , ونشير الى قرار وزيرة الخارجية الامريكية بالغاء زيارتها الى مصر احتجاجآ على اعتقال قيادي من جماعة الاخوان المسلمين اثناء الانتخابات المصرية , و المساهمة (مع الشريك الاسرائيلي)في الاساءة الى حركة فتح قبيل الانتخابات الفلسطينية في ابراز اخطاء الحكومة في البيروقراطية والفساد الاقتصادي و ما الى ذلك, وادلة اخرى كثيرة قد تكون معروفة للجميع في هذا السياق.

كان المشروع الامريكي يقتضي بمنح الحركات الاسلامية في المنطقة بعض المسؤلية الادارية لتمارس السلطة كي تبتعد عن الاساليب الارهابية لحل المعضلات السياسية وان تجلس الى الطاولة للاستماع الى ما تبغي توظيفه لشعوبها بعد ممارسة هذه السلطة والتي كانت احتكارآ على الانظمة الديكتاتورية المدعومة من امريكا نفسها سابقآ.وهذه  كانت خلاصة نظرية جورج بوش في ان الدعم الامريكي السابق للملوك و الديكتاتوريات العربية هو الذي ولد الارهاب و الحقد ضد الغرب نتيجة القمع الشامل للشعوب في المنطقة للعقود الماضية
وقد تمكنت القوى الوطنية والعلمانية في لبنان الاستفادة من المناخ الجديد واستقطبت الشارع اللبناني حول برنامجها السياسي و كانت في طريقها الى درج مشكلة سلاح حزب الله في اولويات الحكومة لدمج الميليشيا في الجيش اللبناني من خلال النقاش الوطني الواسع الذي فتح بهذا الخصوص .

الجدير بالذكر ان حزب الله اصبح حزبآ سياسيا ومشاركآ في البرلمان والحكومة البنانية و لكن احتفظ في حقه في تسليح جيشه و عارض اي محاولة للمساس بنزع سلاحه واعتبر ذلك ضربا للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ( لمزارع شبعا )و كذلك الحال مع حركة حماس التي فازت في الانتخابات الفلسطينية (النزيهة) واستلمت الحكم ولكنها رفضت نزع سلاحها والاعتراف باسرائيل ولا ينقص العراق شيئآ من هذا القبيل حيث فاز الشيعة بالاكثرية النيابية و تصدرت قوائمهم في الحكومة وبقيت ميليشياتها المسلحة تلعب دورآ رئيسيا في الشأن العراقي و لايخفى على احد دور جيش المهدي التابع للتيار الصدري في ما يجري داخل العراق برغم ان التيار الصدري ممثل في الحكومة وفي البرلمان باكثر من ثلاثين مقعدآ.كل هذه التفاصيل لا تتفق مع المفهوم الديمقراطي للدولة ولا مع المواثيق الدولية ولكن تلاءم سياسة تلك الحركات لمواجهة الاخطار في ظل عالم تسوده (العدالة المفقودة) !
وجاءت هذه الحرب الاسرائيلية على لبنان لتشعل المنطقة من جديد بمباركة امريكية علنية بحجة محاربة الارهاب و نزع سلاح حزب الله واغفال الدمار الذى حل بلبنان نتيجة هذه الحرب غير المشروعة من قبل اسرائيل ضد بلد لا يملك حتى سلاحا جويا للدفاع عن نفسه بالمقارنة مع ترسانة الاسلحة الاسرائيلية وبالطريقة الوحشية التي استخدمت في تحطيم البنية التحتية للمجتمع اللبناني ولا عجب في وصفها ب( ماكنة الحرب الوحشية) من قبل فؤاد السنيورة (رئيس الوزراء اللبناني).

ان مصطلح الحرب ضد الارهاب لم يعد دافعا قويا لاقناع الشعب الامريكي والعالم  بالاستراتيجية الامريكية نتيجة الفشل الذي يلوح في الافق في العراق حتى بعد الانتخابات وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية و الفشل في في تنفيذ خارطة الطريق ورسم حدود الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية بالاضافة في الفشل في القضاء على القاعدة وزعيمها بن لادن لذلك لجأت امريكا لتغيير التسمية بالحرب العالمية الثالثة ودشنت ذلك بالدعم المطلق لاسرائيل في عملها ضد لبنان وتتحدث اميريكا و كانها شريكا في المعركة و تناست انها اعتبرت الحكومة اللبنانية الجديدة جنبا الى جنب الحكومة العراقية الفتية النماذج  الديمقراطية للمنطقة .

هكذا تراجعت اميريكا عن شعارها في نشر الديمقراطية في المنطقة واستبدلت ذلك بمخاطر الحرب العالمية و عادت الى استخدام القوة وعرض العضلات وترهيب المنطقة بوحشية الدمار الذي يمكن ان يلحق بالجميع في معادلة غير موروثة في الاعراف الدولية ب( معاقبة الشعوب ) وكانها تعيد الدرس الفيتنامي الى الاذهان الذي مضى عليه دهر من الزمن و بقي في سجلات التاريخ المعاصر .

مما سبق يتضح ان الفترة المقبلة حرجة جدا للمنطقة حيث ستتزايد الضغوط على سوريا لفك ارتباطها مع الشيعة في لبنان ومحاولة سحبهم الى الجانب السني من العرب المفاوض مع اسرائيل لاجل تسهيل  عملية المواجهة مع ايران في حرب يبدو تفاديها غير مؤجل نتيجة التعنت الايراني في المفاوضات بخصوص برنامجها النووي.

ان بوادر الفشل في مشروع الشرق الاوسط الكبير  (الامريكي)جاءت بسبب الحسابات الامريكية الخاطئة في الرهان على الحركات الاسلامية والطائفية في المنطقة لانجاح مشروعها و تحجيم دور الحركات والاحزاب السياسية الوطنية والعلمانية ( وخاصة اليسارية ) في تكرار ما سبق الرهان عليه في تنظيم  و دعم المجموعات الاسلامية في حرب افغانستان ضد الاتحاد السوفياتي السابق وهي نفس تلك االحركات التي توحدت لتقاتل اميركا و لازالت.

يقول رامي خوري  (كاتب لبناني يكتب باستمرار في الصحف البريطانية)ان مشكلة الخبير الامريكي تكمن في انه لا يفهم العمق العربي وان تصور الادارة الامريكية ان استخدام القوة هو السبيل لاحلال السلام في المنطقة مجرد هراء بل العكس سيضاعف المتشددين وانصار التطرف والارهاب.

التراجع عن نشر الديمقراطية في المنطقة لا يخدم سوى القوى الظلامية و يمنحها المزيد من الفرص للتلاعب بالمشاعر الدينية والطائفية لشعوب الالمنطقة و زجها في خدمة مصالحها المحلية والاقليمية وتعيد تقدم الشعوب عقودا الى الخلف و لا تقدم الامان الى اسرائيل واميريكا.
حرب عالمية ثالثة..؟ لا اعتقد

نوزاد جرجيس

13
نوزاد جرجيس

منذ تقديم الائتلاف العراقي للسيد المالكي مرشحا جديدا لرئاسة الحكومة العراقية المرتقبة و الارتياح النسبي الذي ساد في توجهات معظم الاطياف السياسية للتشاور من جديد للاتفاق على صيغة حكومة الوحدة الوطنية المنشودة بعد تجاوز عقدة ( الجعفري ) و تقديم السيد المالكي اولويات الاجندة لحكومته المقبلة التي يزعم تشكيلها قريبا بان يكون نزع سلاح الميليشيات الموضوع الاساسي في جدول اعمالها, بدأت تبرز للساحة مؤشرات الامتعاض و الغضب من اطراف متعددة لهذا التحول الجديد والانزعاج لفكرة الاستقرار و تهدئة الاوضاع.وقد برزت على الساحة السياسية مستجدات خطيرة و متشعبة وغير مفهومة في معظم الاحيان ومنها : التحشد غير المبرر للقوات الايرانية على الحدود العراقية في شمال العراق(كردستان)والذي ترافق مع بعض القصف المدفعي للاراضي العراقية و توارد انباء متضاربة عن تدفق اسراب من الميليشيات العراقية الى مدينة كركوك وثم تحشد الجيش التركي على الجانب الآخر من الحدود .و تزامن كل ذلك مع تصريحات تتباين بين التهدئة واخرى بالتهديد
من الجانب العراقي كان تأكيد بوجود التحشدات والنفي للقصف والمبالغة في خطورة الواقع , والجانب التركي اعلن شرعية التغلغل في الخط الحدودي لمطاردة مسلحي حزب العمال الكردي التركي و اضافت الحكومة التركية قلقها مما يدور في مدينة كركوك, وبقي السؤال اللغز وراء التحرك الايراني وهل له اي ترابط مع التدفق المسلح الى مدينة كركوك.
اما على ساحة الحرب الاعلامية محددة لايصال فحوى النوايا المبيتة قدمت الجهات المؤثرة في الشأن العراقي اوراقها للادارة الامريكية على هيئة( رسائل ) للنظر والتمعن فيها و اعطاء الرئيس الامريكي جورج بوش الفرصة لاختيار خياراته السياسية في المنطقة بدقة.
وجاءت اولى هذه الرسائل من الحركات الاسلامية الراديكالية والمتطرفة وفي مقدمتها القاعدة التي شرعت بغرق الفضائيات العربية بسيل من الاشرطة المسجلة ابتداء" من زعيمها اسامة بن لادن مرورا" بمنظرها الظواهري وختاما باميرها في العراق الزرقاوي الذي اشهر البيعة للزعيم علانية للمرة الاولى و في نفس الوقت تأكد للجميع ان الزرقاوي ليس اسطورة او شخصية خيالية كما تصور البعض.
و حاولت قيادة القاعدة باقناع العرب والمسلمين بان الغرب يشن حربا"صليبية صهيونية واجمعت على التركيز على ما يجري في العراق وافغانستان و الحصار المفروض على حكومة حماس الفلسطينية و مشاكل دارفور في السودان بكونها شواهد لهذه الحرب على المسلمين .وبالطبع تم تقديم الوعود بالانتصار والحاق الهزيمة بالقوات الصليبية واقامة الامارة الاسلامية في العراق قريبا( في محافظة الانبار ) .وبهذا الشأن تسارعت ادارة الرئيس بوش من التسخير من امكانيات وقدرة الزرقاوي (برغم وضع المخابرات الامريكية فدية 25 مليون على رأسه في قائمة الارهابيين المطلوبين)
لقياس قوة القاعدة علينا متابعة حربها الاعلامية (التي بدأت تكسبها استنادا" لوزير الدفاع الامريكي رامسفيلد ) ودوافع التوقيت في تقديم الوعظ والتهديد في كل الخطابات وما التأكيد الدائم والمستمر على الرد على الحرب الصليبية وتأجيج مشاعر المسلمين من هذا المنطلق الا برهان قاطع على فقدانها قابلية لم المؤيدين والمتطوعين الجدد في حربها اذا تم مقارنة ما قام به جيش(الافغان العرب) ضد الاتحاد السوفياتي خلال احتلالها لافغانستان في اواخر السبعينات , و لذلك بسبب الحرب الاجرامية التي تقودها ضد الشعب العراقي بدون تمييز الا بقدر الولاء لفكرها التكفيري .
اما الميليشيات الشيعية اقدمت اولى الاشارات او الرسائل في احداث العنف الاخيرة في مدينة البصرة ضد الجيش البريطاني (بعد اسقاط مروحية عسكرية له)واثبتت قوة نفوذها و امكانياتها من خلال التحشيد الشعبي ضد قوات المتعددة المترابطة في الجنوب ومختلف انحاء العراق من خلال امكانية فتح عدة جبهات ضد القوات الامريكية اذا اقتضى الامر عند اعلان الجهاد.
فالاختبار قد نجح بالنسبة للشيعة وقد تلقت الادارة الامريكية الرسالة بخطوط واضحة( برغم امتناع الميليشيات في تبني الحدث و التصعيد) وتدرك الان ان العراق كله مهيئأ للاشتعال اذا ارتأت الرياح ان تدير السفينة بعكس رغبة القبطان.وايضا" عادت الاوضاع الطبيعية الى البصرة رغم ما قيل ان ما يجري في البصرة ما هو الا انتفاضة شعبية ضد القوات البريطانية !!
والرسالة الاخيرة للرئيس بوش جاءت من الرئيس الايراني احمدي نجاد يحاول خلال 17 صفحة ان يتحاور معه حول تعقيدات المجتمع الدولي دون الاشارة الى أزمة الملف النووي الايراني و فيها يدعو بوش الى التحكم الى العقلية الدينية في اتخاذ القرارات الصائبة بدلا من السياسة غير المنصفة و يسترشد في احدى المقاطع ليقول ( وقد قيل لي انك تفتخر بايمانك المسيحي ) .
ما لم يتم نشره او الاشارة اليه في العالم العربي والاسلامي انه مع التزامن مع رسالة نجادي كان هناك مقال للسيد حسن روحاني ممثل السيد علي خامنئي في مجلس الامن القومي الايراني و المحاور السابق في الملف النووي مع الغرب مرسل الى صحيفة التايم الامريكية يقدم رؤيا ايرانية جديدة للخروج من أزمة و تداعيات ملفها النووي بشكل اكثر شفافية و سلسة من الموقف الرسمي و فيها يقدم امكانيات تقديم بعض التنازلات مقابل التفاوض المباشر مع الادارة الامريكية و بالاستناد الى نصيحة وليام سامي المحلل والخبير في الشوؤن الايرانية في راديو اوربا الحرة للادارة الامريكية (ان التعامل مع قياديين مقربيين من السيد خامنئي بوجهات نظر براغماتية صلبة قد يقدم الحل بدل التصادم مع نجادي).و هذا خيار خجول للادارة الامريكية التي قللت من اهمية الرسالة اصلا" ولكنها بقيت على طاولة الرئيس بوش في البيت الابيض منتظرة ما سيقدم مجلس الامن الدولي واذا كان الاجماع الدولي مع الرؤيا الامريكية هذه المرة لايقاف ايران من مشروعها النووي وبخلاف ذلك فالخيارات محدودة  لعدم وجود اي تأييد شعبي اميركي للخطوة المقبلة ناهيك عن ابتعاد معظم الدول الغربية عن التوجهات الامريكية لنفس الاسباب بعد ما حصل في العراق.
الرئيس الامريكي لا يعير اهتماما لما تقدم بقدر ما يهمه كيفية احتواء ايران و كبح جماحها وبحكم شخصيته العفوية ومزاجه المتقلب سوف لن يراهن على الانتظار لعل الوقت يدركه قبيل اتمام  دوره في التاريخ وهو الذي لا يمانع في تجديد الحرب الباردة مع روسيا بسبب تحفظاتها حول التعامل مع الملف الايراني ولا ينقصه هنا في اشعال حرب اخرى مهلكة في المنطقة الا الذريعة للمباشرة وهو ينتظر بفارغ الصبر عملية حمقاء من القاعدة او اعلان امارة من الزرقاوي او اي تحرك أخر من قبل بعض الميليشيات المحسوبة على ايران في العراق لتبدأ اسراب الطائرات الامريكية بتفريغ حشوتها في الاراضي الايرانية وبئس المصير..
  الشئ الاكيد ان هناك ترابط في كل التحركات من التحشد في الشمال الى العنف في البصرة و الى مضامين الرسائل , والذي يمكن استخلاصه ان العراق باق, رهينة بيد ايران و ورقة ضغط على الادارة الامريكية وتلعب بعض الميليشيات في الجنوب دورا" خطيرا" لتلبية النشوات الايرانية .
و بهذا الصدد نؤمل ان تكون الحكومة العراقية المقبلة عند المستوى المطلوب لاخراج عراقنا من هذه الدوامة فالاستقرار في عراقنا سوف لن يأتي بيد الامريكي ولا الايراني بل بالايادي العراقية حتما".

14
الدخول في موضوع المفاوضات الايرانية _ الامريكية المرتقبة حول العراق معقد ومتشعب لاهمية المفاوضات و تاثيرها على منطقة الشرق الاوسط بشكل عام للعقود القادمة ..
بادر السيد الحكيم ( رئيس الائتلاف العراقي) بتقديم مقترح الحوار للهذه طرفين لتسهيل العملية السياسية في العراق و ازالة الخلافات! بينهما و سرعان ما ابدى الطرفين الاستعداد لمثل هذا الحوار حول العراق واشترط كل منهما باقتصار هذه المفاوضات على تقرير مصير العراق السياسي و لا اكثر من ذلك وماهو ذلك الا للاستهلاك الاعلامي .
منذ اندلاع الثورة الايرانية لم يسبق اي لقاء مباشر بين القادة الايرانيين والادارات الامريكية ( عدا اللقاء والتعاون البسيط في حرب افغانستان لازاحة طالبان) فقد كانت ايران تعتبر امريكادائما (الشيطان الاكبر ) و بالمقابل نعت الرئيس الامريكي جورج بوش حكومة ايران باحد اركان (محور الشر ) و كان العداء الايراني -الامريكي و لايزال من اكثر الملفات الساخنة بعد الحرب الباردة و قبلها في قضية احتجاز الرهائن الامريكين لمدة (444) يوما و التي انتهت بالصفقة المعروفة بين الطرفين و الملف النووى الايراني هو اكبر تحدى للادارة الامريكية في تاريخها المعاصر اذا استثنينا ازمة خليج الخنازير مع السوفيات في مطلع الستينات و اعتبرنا الملف الكوري قابل للحل السلمي بحكم احتياج كوريا للمساعدات الاقتصادية.
اذن ماذا حدث ليتقبل الشيطان محاورة محور الشر والارهاب؟و هل تحول احدهم الى ملاك؟
نحاول ان ندخل بقدر الامكان في حقيقة المنافع السياسية ودوافع كل طرف للدخول في مثل هذا الحوار و النتائج المتوقعة و ماهية الخيارات للطرفين .
للوهلة الاولى ممكن التصور ان يحاول الطرفين خلال الحوار قراءة وجس ا لنبض لما يخطط الطرف الثاني للفترة المقبلةوامكانيات التحرك السريع و ماهية الملفات التي سيطرحها للحوار بالاضافة للملف العراقي المثبت للحوار اساسا ويمكن التكهن ان هذا هو الخيار الامريكي في الوقت الحاضر لمعرفة ما يمكن ان تقدم ايران في الشاءن العراقي وثم ما تحاول القول بخصوص ملفها النووي و ماهية الاستعدادات الايرانية للتفاوض وتقديم التنازلات و من جانبها تحاول ايران الاثبات على دورها الاقليمي في المنطقة لمجردقبول الادارة الامريكية الدخول في الحوار معها حول مسقبل العراق وبالطبع شرعت قبيل المفاوضات تقديم عرض ساخن للعضلات من خلال المناورات العسكرية التي اجرتها في الخليج لمدة خمسة ايام والتي اعلنت فيها تصنيع اسرع صاروخ بري_بحري !!(لم يتمكن احد من التاءكد من صحة الخبر)وثم الاعلان عن نجاحها في تخصيب اليورانيوم على اراضيها الذي يشكل تحديا للمجتمع الدولي الذي فرض على ايران التوقف عن النشاطات النووية وامهل مجلس الامن الدولي طهران شهرا واحدا  للامتثال للقرار.
وبغض النظر عن فحوى الحوار المرتقب وامكانيات النجاح والفشل فان الشيء الاكيد هو ان الطرفين يحتاج احدهما الاخر لتمرير طموحاتهم  للمستقبل او بالاحرى ان الصراع هو بين قوة اقليمية باحلامها القديمة لبسط النفوذ وقوة الهيمنة الامريكية لتامين مصالحها الاقتصادية وبالطبع الامن لاسرائيل
و قد بلغ التصعيد ذروته في التصريحات الايرانية المتتالية المناهظة لاسرائيل والمتحدية للقوات الامريكية و من جانبها سربت الادارة الامريكية لصحيفة واشنطن بوست الاستعدادات و التخطيطات الامريكية لتوجيه ضربات عسكرية لمواقع ايرانية و شن الحرب عليها.
لكن ستختلف اللهجة عند الجلوس الى طاولة المفاوضات و سيطرح كل طرف الملفات الساخنة والمهمة لديه للبت فيها و هذا قد يستدعي جلسات مستمرة و دورية معلنة او سرية على مدى فترة زمنية قصيرة و قبل دخول ايران النادي النووى الذي ستصب معظم المفاوضات على كيفية منع حدوث ذلك وتلافي اظهار ايران بالمتنازل عن ذلك الحق .
ليس لايران اي مصلحة في مواجهة عسكرية مع امريكا (وخاصة بعد مساندة الدول الغربية ومجلس الامن للتوجه الامريكي باتجاه ايران بعكس ما حصل قبيل اسقاط نظام صدام  بانفراد امريكا في الحرب)لذلك اختارت التحدث للند , وعلى الطاولة ستحاول ايران اقناع الادارة الامريكية بالقبول بالدور الايراني في المنطقة كقوة اقليمية (وتم فعلا الاعلان عن تصريحات بهذا المنطق بعد الاعلان عن النجاح في تخصيب اليورانيوم) و تغيير سياسة البيت الابيض المعادية لطهران والكف عن التلويح باسقاط النظام والاقرار مجددا بالدور الشرطي لايران في المياه الخليجية  وعدم الممانعة في التحالف المقبل مع شيعة العراق في جنوبه واخيرا منحها الحق في امتلاك التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية.
اما الطرف الامريكي فليس خياره افضل في اعلان حرب ثانية في المنطقة قبل ان يلملم البيت العراقي في وحدة وطنية وانجاح العملية السياسية في العراق بالاضافة الى المعارضة الشعبية التي تواجه البيت الابيض ضد استمرار الوجود العسكري الامريكي في العراق و انخفاض المؤيدين لسياسات الحزب الجمهوري بشكل عام نتيجة الفشل في السياسات الخارجية والداخلية التي واجهت الادارة الامريكية
خلال الفترة الماضية و الخوف من عودة الحزب الديموقراطي ليحتل اغلبية مقاعد الكونغرس في الانتخابات القادمة في نوفمبر وهذا بحد ذاته يعتبر تهديدا للمحافظين الجدد و حربهم ضد الارهاب لاعتقادهم ان الديموقراطيين هم (حمام )في هذه الحرب التاريخية!
ان سيناريو نجاح الحوار الايراني -الامريكي قد يبدو ممكنا على هذه الاسس و باحتمالين للنجاح:
الاول( و هو نجاح مؤقت) ان تراوغ ايران مع امريكا بتقديم تعهدات خطية بوقف النشاط النووي ولحين اكمال كافة جهودها لامتلاك القنبلة النووية (سريا )كما فعلت كوريا الشمالية مع الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتونو بهذا الاحتمال سوف لن تنام اسرائيل الى ان تكشف كل المواقع المخفية لتلك الانشطة النووية وتدميرها بشكل او اخر. او ان نراهن على قبول ايران الفعلي على ايقاف برنامجها النووى و عقد صفقةاقليمية مع الادارة الامريكية لتوزيع النفوذ في المنطقة من خلال تحقيق جزءا من طموحاتها  في العراق و اقترابها من الحدود السعودية و اعتبارها شرطي الخليج مقابل غض نظرها عن نزع سلاح حزب الله في لبنان و تغيير ديموقراطي في سوريا.
اما جانب الفشل فهو مرتبط في مدى قدرة السفير الامريكي خليلزاد في تحييد شيعة العراق في التهيئة لاي مواجهة مقبلة مع ايران وهذا يتطلب تشكيل الحكومة وضبط الامن اولا ثم تقسيم الائتلاف الشيعي للتهيئة لاضعاف التيار الصدري و ضرب نفوذه و حينها يقدم خليلزاد الاشارة للقوات الامريكية للتفرغ لمعالجة الازمة مع ايران الجارة.
بخلاف ما يعلن و يبطل له فالادارة الامريكية تحتاج الى عراق مستقر وهادئ في الوقت الحالي للتفرغ
لمعالجة الازمة الايرانية وبعكس ذلك  فالمصلحة الايرانية هي في  عدم استقرار الاوضاع في العراق لكي يبقى مستنقعا للجيش الامريكي و تحديد نشاطه وابقاء قواته منشغلة  لحين انهاكها و اختصار خياراتها في الحرب الشاملة.
ما هو الاحتمال الاقرب للواقع ؟ لا يمكن معرفة ذلك لعدم ادراكنا مليا للمراوغات السياسية لمحور الشر و للشيطان الاكبر و لا يبدو ان خيار حرب مدمرة و فتاكة مستبعد للمنطقة و خاصة اذا تذكرنا ان الرئيس الامريكي جورج بوش لا يبالي كثيرا  لما يقال بخلاف نظريته  في الاستباق و الضربات الوقائية في الحرب ضد الارهاب ( باءستثناء فرضية استغناءه عن خدمات وزير الدفاع دونالد رامسفيلدو استبداله بشخصية اقل شراسة واكثر اعتدالا حينها يمكن التكهن باستجابة بوش للضغوط الداخلية والخارجية للتخفيف من سياساته العسكرية واللجؤ للحوار السياسي لحل المعضلات العالمية ) و قد يبرز الاعتدال في تكتيك بسيط للبيت الابيض و تاجيل كل الامور الساخنة لما بعد انتخابات الكونغرس وثم يعود الرئيس بوش لاكمال دورته الرئاسية بما يلائم و نظريته الملهمة له بقدرات خارقة!
او قد تسترعي ايران اهتمام المجتمع الدولي بشكل اكثر جديا هذه المرة لمجرد التصور بامتلاكها القنبلة النووية وهي لا تخجل من التصريح بابادة اسرائيل من الوجود بالاضافة الى تقديم الدول الخليجية مخاوفهم من قدرة ايران النووية التي قد تساعدها في تصدير الثورة الشيعية للجوار  وبذلك ستقوم ايران بتوحيد اراء المجتمع الدولي ضدها بتصعيدها المكثف بالشعارات الغوغائية محاولة منهاللتعظيم من قوتها و جبروتها.ان الحرب القادمة لن تصمد امام حدود بسيطة بل ستدمر المنطقة عن بكرة ابيها ولذلك ان خيار الصفقة السياسية هو الارجح في النجاح او المراهنة على تغيير النظام الايراني من الداخل على مراحل وهذا هو الخيار الاكثر تعقيدا بالنسبة للملف الايراني.
 


نوزاد جرجيس

15
الحلم العراقي و الحاجة للخبز والسلاح

نوزاد جرجيس

عندما سار الشعب العراقي وسط الالغام و السيارات المفخخة في ديسمبر الماضي ليدلي بصوته في اول عملية ديمقراطية لانتخاب حكومته الوطنية القادمة ادهش هذا الشعب الجميع باصراره على المضي قدما لبناء عراق حديث و تجاوز المحن برغم وجود القوات الاجنبية في الوطن والحرب الاهلية (الشبه) القائمة في مناطق مختلفة , و كان كل ابهم ( وردى ) بمثابة الحلم الجميل للمستقبل يراود الصغير والكبير بعد الادلاء باصواتهم  للكيانات السياسية التي تمثل انتمائهم الطائفي والاثني بحسب ما قيل لهم من قبل قادة تلك الكيانات لتمثيل مصالحهم في الحكمومة القادمة.
لكن بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر على تلك الانتخابات لا زال العراق يعيش ( فراغا سياسيا ) كما كان العهد عليه منذ سقوط نظام الطاغية صدام , ولحد كتابة هذه السطور لا يوجد بصيص امل بالتوصل الى اتفاق على تشكيلة الحكومة القادمة وطنية كانت ام دونها.
يتفق الجميع ان العراق ما بعد صدام كان ولا يزال يحتاج الى شخصية قوية تمتلك المؤهلات لتوحد الجميع تحت الخيمة (العراقية ) شخصية تمتلك القدرة لسحر الشعب للاستماع الى اقواله و الانخراط في برنامجه الوطني لاعادة البناء و تشكيل المؤسسات الدستورية الجديدة المبنية على الاسس الديموقراطية و اعادة تشغيل الاقتصاد لتحسين الوضع المعيشي للافراد و تسهيل عملية استحصال القوت اليومي بوضع خطة اقتصادية قوية شاملة لمحاربة البطالة من خلال اعادة الاعمار و توفير امكانيات العمل للجميع و امكانية تشكيل مجلس استشاري و تنفيذى لهذا الغرض, هذه الشخصية التي نفتقدها ليست بالضرورة ان تكون (مهاتما غاندي عراقي) و  لا سقراط , القيادة التي حلمنا بها قد تكون من تعلن انتمائها للعراق اولا و ثم ابدا .
ولكن نعتقد ان العراق يفتقد لا للشخصية السياسية المرتقبة في حل معضلاته فقط بل للكيانات السياسية التي ممكن ان تشارك الهموم و المشاغل اليومية للعراقيين لتلبيةمطالبهم الاساسية ابتداءا بالخبز ثم  بالامن و الاستقرار الذي اصبح الشغل الشاغل للمواطن البسيط في انحاء العراق بعد انتشار  موجة العنف الى مختلف المناطق .
من الطريف جدا ان لا نسمع ردا و( ليس ردا قويا ) على اتهامات السيد زلماي خليلزاد (السفير الامريكي في العراق ) لقادة الكتل السياسية بالانجراف راء المصالح الذاتية و الطائفية و عدم اكتراثهم بالمستقبل الوطني و الاخفاق في تشكيل حكومة وحدة وطنية و المشاركة في اتخاذ القرار السياسي الموحد في تصريحاته  المثيرة الاخيرة الى صحيفة الحياة التي تصدر في لندن لسبب بسيط جدا هو عدم امكانية الاجابة على تلك التصريحات لكونها اقرب الى الواقع و استحالة نفي الواقع المؤلم و استفلاس قادة تلك الكتل من وسائل الدفاع عن برامجهم  الطائفية و خاصة بعد تدهور الاوضاع الامنية الى ادنى المستويات بحيث ان المواطن العادي بات احتياجه الى امتلاكه للسلاح اكثر ضرورة من امتلاكه للخبزلضمان امنه وسلامته على ضوء الوضع الامني المنفلت و القتل المباح باحقر و ادنى اشكاله الى ان اصبح اغتيال الاكاديمين من ضمن قواعد و اساليب الحرب الاهلية و الطائفية غير المعلنة امرا ماءلوفا و مجازا .
في خلاصة الموضوع ان الشعب العراقي اخطا خطاءا جسيما في تصويته الاخير في الانتخابات الاخيرة بسبب تقديمه للطائفين للمقدمة ليحكموا الوطن ظنا منه انهم لا يختلفون عن الملائكة الا بالشكل و ها هو الان يدفع ثمن سذاجته في المناخ السياسي القائم الان و للفترة القادمة بدون شك.
في ظل ذلك لا يمكن ان ننسى الدور السلبي الذي لعبته الادارة الامريكية من خلال سلاطينها الاربعة الذين تواجدوا في بغداد منذ رحيل صدام ولحد الان  و قصر الرؤيا عندهم لفهم واقع الشارع العراقي و اعتمادهم على تحليلات سياسيةغير منطقية و مرفوضة من قبل معظم  الخبراء و المحللين السياسيين في الشاءن العراقي بالاضافة الى فشل الاحزاب و الحركات السياسية اليسارية الى اثبات وجودها في الساحة و عدم تمنكنها من تقديم برنامج وطني و بديل للحركات الدينية والطائفية و لا يمكن هنا ان نغفل ان اللوم بالشكل الاساسي لا يقع الا على الحزب الشيوعي العراقي الذي هوالحزب الوحيد ذو التاريخ الوطني العريق الذى كانت تبنى عليه الامال ليستلم زمام الامور عند نشوب اية حال من حالات الفراغ السياسي في العراق و لكنه بقي خارج اللعبة لفشل قياداته في تقديم برنامج الخلاص بعد رحيل الدكتاتورية حتى في المستوى المعقول في استغلال الظروف السياسية.
و نيابة عن الشعب العر اقي الذي صوت للكيانات التي يجب ان تمثله في الحكم القادم اقول اذا كنتم تحاولون الدفاع عن الالتزامات الدينية لنا عليكم الا تنسوا ان كل شئ في الدين مقدس و لكن لا ينطبق ذلك على السياسة التي فيهامصالح ومبادئ عليكم عدم اتخاذ التزامكم بالدين قدسية في سياساتكم وحواركم مع الاخرين.و ليس لدينا الا الرجاءالاخير ان يبقى الجميع ليلعب دوره في هذا الحلم الكبير و لا تبخلوا علينا ذلك و عليكم الدفاع عن الحلم العراقي  فهو الشئ الوحيد الذى بقي لدينا[/b]

16
نوزاد جرجيس


جاءت عملية تفجير مرقد الامامين في (سامراء) لتدخل العراق في احرج ظرف سياسي منذ سقوط نظام صدام و لحد الان نتيجة التدهور و الانفلات الامني العام في الشارع و الاقتراب من الحرب الطائفية بقاب قوسين او ادنى.فهذه الازمة (ان صح التعبير ) ليست بالمفاجئة ،اذ كان الجميع يدرك ان الارضية الخصبة لبروزها موجودة( مثل ذلك البركان غير الهائج للتو ) و لايخفى لاحد دور الاحزاب و الحركات الاسلامية في تاجيج مشاعر  الطائفية و تهيئة المناخ السياسي من خلال طريقة ادائها لخطابها السياسي المعلن وباتجاه اخر تغذية الشارع و المجالس الشعبية و الدينية بنهج مختلف تماما.
منذ انتهاء الانتخابات الاخيرة و خلال النقاشات الدائرة لتشكيل حكومة وحدة وطتية ثابتة اتضح ان هناك اتجاه جدبد للادارة الامريكية في التاكيد على مشاركة السنة و القائمة العراقية في هذه الحكومة و قد استجابت الاحزاب السنية لهذا المنعطف و اصبحت جبهة التوافق شريكا في تلك النقاشات و قدم الكثير من الخبراء في السياسات الامريكية على تحليل هذا التقارب السني-الامريكي بانه اعتراف امريكي متاخر بالخطا في تهميش السنة او انها اداة جديدة لكبح جماح النفوذ الايراني في العراق و دغدغة عواطف الخليجيين لمباركة الجهود الامريكية في صراعها مع ايران حول الملف النووي على الاقل.
بيد ان اي حركة سياسيةخلف الكواليس لها من يراقبها و يخطط للرد عليها و هكذا تفهم الزرقاوى و اتباعه ان شهر عسله مع الاحزاب السنية على وشك الانتهاء و لا ملذ للفرار و بذلك قرر ان يشعل فتيل الفتنة في ورقته الاخيرة لمنع اصحاب الامس من التنكر منه .
اذ طالما رفع السنة شعار مقاومة (الاحتلال) دون غيرهم من العراقيين بمعظم اطيافه وتم تبرير ايواء البعثيين والاصولين والتكفيرين في البيوت و الازقة السنية على هذا الاساس دون ان تدرس اهداف هذه الجماعات المنبوذة و الاستهانة بقدراتها التدميرية والاجرامية و التي تفوق التخيل العقلي لحد الان .
و لازلت مقتنعا ان احداث سامراء لم يفجرها الزرقاوي لوحده لولا المساعدات اللوجستية من براثن البعث والتي لا زالت تنطلق من تلك الزوايا التي سمحت لهم بحرية الحركة والنشاط لمحاربة (الاحتلال).ومن الطبيعي جدا ان نفترض ان اتباع  جماعة الزرقاوي قد باشرت باحراق اولى المساجد السنية في مختلف المناطق باتجاه تاجيج الوضع و اشعال نار الفتنة الطائفية.فاذا كانت الحركات الاسلامية السنية قد استخدمت هذه المجموعات للضغط السياسي و بادرت بالمزايدة في مقاومة الاحتلال  في الفترة الماضية عليها ان تقر بتحملها بقسط من اللوم في ازمة سامراء والكف عن التهديد و الوعيد تارة بالعصيان المدني وتارة اخرى بالرد (المناسب)على السياسات الحكومية  والاحتكام للحوار ا لسياسي بعيدا عن كل المزايدات و المصالح الطائفية التي لم تخدم مجتمعنا ابدا.
وفي المقابل استوعبت الاحزاب والحركات الاسلامية الشيعية هذا التقارب السني-الامريكيى منذ البداية حيث لم يقتنع الشيعة بالمصداقية الامريكية في فسح المجال امامهم في ادارة الحكومة المؤقتة و بدات الميليشيات الشيعية في استغلال الفرصة بتعزيز سيطرتها على جميع المحافل و باشرت في التلاعب في اسلوب تعامل قوات الشرطة و الامن والجيش مع المواطنين و افلحت  في تحويل ميليشياتها بديلا عن قوات الامن و قد تجاوزت الامور الى غض النظر عن فرق الاعدام  بدلا من التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها و تجاوزت السلطة في التمسك بالدستور الجديد و حصلت خروقات هائلة لحقوق الانسان و السكوت عن تلك التجاوزات على مصالح الاحزاب الوطنية قبل الانتخابات الاخيرة و الاغتيالات في بعض الاحيان و كانت للتجاوزات الحكومية نصيبا اكبر في المدن السنية بحكم الاوضاع الامنية غير المستقرة فيها
بالاضافة الى السماح للمخابرات الايرانية بالتغلغل في عقر الاجهزة الامنية و تعزيز النفوذ الايراني في العراق مما يدخل الرعب في قلوب السنة لا في العراق و حسب بل في المنقطة بشكل عام.
ان التحركات السياسية لازالت تتجه باتجاه المحاصصة الطائفية و التحجج بالاستحقاق الانتخابي و يحاول البعض التناسي لما قد تميل الاوضاع و تحتم اندلاع الحرب الطائفية بشكل او اخر . و اود ان اخص بالذكر هنارد السيد الجعفري على مطالبة السفير الامريكي في بغداد السيد خليل زادة بضرورة استقلالية الوزارات الامنية والدفاع وتسليمها لشخصيات مستقلة بالقول (ان هذا شان داخلي ) وكانه يريد القول اننا سنتمسك بالطائفية و يبدو و كان السفير اكثر حرصا على الامن من السيد الجعفري.
ان الطرفين قد ساهم في تاجيج المشاعر و تازيم الاوضاع و تصعيد حدة المشاعر والانفعال في البيت العراقي من خلال ما قدم من سياسات خاطئة مستندة الى النزعة الطائفية و لذلك حان الوقت لتحمل المسوؤليات و نبذ العنف و العمل على تعجيل ولادة حكومة الوحدة الوطنية الحقيقية التي لا تستند على التقسيم الوزاري و المحاصصة الطائفية , و ان لا تكون حكومة تاجيل الملفات و الازمات لوقت لاحق و هذا لن يحصل الا بالاتفاق العام بما يلي
*لتجاوز رفض الائتلاف للمجلس السيادي لتناقض صلاحياته مع الدستور ,ممكن اللجوء الى استحداث مجلس امن قومي من مختلف الاطياف ليدرس في الاسقرار الامني للبلد ويقرر في الازمات و كيفية حفظ الامن  و تكون قراراته ملزمة للوزارات الامنية و يمكن تشريع قانونا وقتيا بذلك .
*نزع سلاح جميع الفرق والميليشيات بما فيها البدر و جيش المهدي و كتائب المقاومة و انخراط الجميع ضمن الجيش العراقي الموحد دون اي تاخير  واعتبار ذلك الموضوع الاساسي و رقم (1) للحكومة المقبلة.
*ان تتقدم العشائر السنية  بطرد و محاربة انصار القاعدة و الزرقاوي وبمساعدة القوات العراقية من مناطقها و تقديم المجرمين منهم للقضاء العراقي.
واخيرا اللجوء الى اختيار شخصيات مناسبة و بموافقة الائتلاف لقيادة الوزارات الامنية والدفاع و قد يكون مفيدا اذا حصل الاختيار على شخصية محايدة من الطائفة المسيحية او من الاكراد او التركمان .

17
نوزاد جرجيس


لقد كتب الكثير و لازال عن الرسوم  الكاريكاتورية المسيئة ( للنبي محمد ) في الصحف الدنماركية بداء ثم توالت في بقية الصحف الاوربية بشكل سريع رغم ان الرسوم الاصلية قد نشرت قبل عدة اشهر ولم تلقى هذا الاهتمام المبالغ به في حينه الا بعد ان اقدمت بعض الاطراف السياسية الى توظيفها لاغراضها ومنافعها السياسية مهما كان الثمن.
بدات المشكلة كما كانت ابدا بين الشرق و الغرب كحضارتين مختلفتين في فهم ابسط الامور الانسانية بينهما و طريقة التعامل معها في الحياة بكافة الجوانب و التدرج الى التعامل السياسي و شعور الناس لبعضهم و تغلب العاطفية في حياتهم  بالاضافة الى دور العائلة والدين في الحياة بمنظور مختلف تماما.
بدا ناقوس (الانتفاضة) في الدول الخليجية (باستثناء السعودية) في مقاطعة المنتجات الدنماركية و ثم اقدم الشعب السوري على التعبير بشكل احتقاني اكثر بعد حرق السفارة الدنماركية وثم انتقالها الى الجارة لبنان و حرق السفار ة فيها ايضا . والتهب الشارع العربي الاسلامي و بعض الدول الاسلامية الاخرى و منها افغانستان  التي كان الحصاد فيها نتيجة التضاهرات (4) قتلى.
و حاول رئيس الوزراء الدنماركي التحاور و رفض الاعتذار ( لعدم اقدام الدولة على الاساءة و اعتماد مبدا حرية الراءى والتعبير للنظر على اساس الازمة) و خاطب الشعوب الاسلامية قائلا الرجاء حاولوا ان تفهموني...ويقصد ان الحكومة لا تطبع هذه الصحف كما هو المعتاد في بلداننا..الخ
و في نفس الوقت حاول الشارع الاسلامي ان يخاطبه (بغض النظر عما حصل من اعمال عنف بعد ذلك) قائلا ان عليكم ان تفهموا ان الرسوم في الاسلام بحد ذاتها غير مقبولة فكيف اذا كانت الرسوم للنبي محمد و بالشكل المسئ الذى اتخذته الصحيفة .
بدات السخطة الاسلامية على المستوى الشعبي اولا, ومن الجائز التكهن ان بعض الملوك والرؤساء لم يتصور مستوى استياء شعوبهم  وبقي الكثير منهم في جانب الحياد اما لفسح المجال امام شعوبهم (للتنفيس) و لكن بوجه الاوربين هذه المرة او لعدم  امتلاكهم حلا للازمة  و اختلاط الاوراق في تعاملهم مع الغرب او استجابة دعوات الشعب بالمقاطعة و تصرف كل حاكم بالشكل الملائم لخدمة وضعه السياسي قبل التشاور مع بقية الشعوب الاسلامية او التحاور مع اوربا.
بدا واضحا في الدقائق الاولى من بداية التظاهرات هناك من يبغي التصعيد او استغلال الازمة و تسيسها وكان واضحا ايضا ارتباك الحكومات الاسلامية لما يمكن ان يقال وغياب بلدان رئيسية مثل السعودية وايران عن اي تصريحات رسمية او الدعوة لاتخاذ موقف مشترك ودشنت اولى بوادر العنف من قبل فصائل من حركة فتح في الاراضي الفلسطينية التي تحاول الاظهار بالمنظر الاسلامي امام شعبها بعد الخسارة لحركة حماس الاسلامية في الانتخابات التشريعية الاخيرة , وثم تاتي الحكومة السورية لتسمح لمواطنيها باحراق السفارة الدنماركية والايعاز الى موكليها في لبنان للتطرف بنفس المعيار و محاولة زرع الفتنة مجددا بين الاسلام والمسيحين هناك وبالطبع لا ننسى ان جماهير غفيرة في افغانستان خرجت لترفع الشعارات المعادية لامريكا واسرائيل !!ولا نحتاج الى تفسير ما قد قيل لهم من فبل شيوخ ( القاعدة)حول الازمة القائمة بينهم و بين الدنمارك؟
و لا نهمل هناتلك القنابل الاولى التي فجرت ضد المسيحين والتي كانت من نصيب الكنيسة الكلدانية و الشرقية القديمة في العراق بمبادرة من الزرقاوي والذى يجهل ان المسيحين في العراق لهم خصوصيتهم المسيحية و استقلاليتهم عن اوربا واسم كنيستهم هو خير دليل على ذلك ويبدو ان السيد الزرقاوي الذى لا يمكن تشبيهه الا بالافعى القاتلة لا يفهم الا الدمار لمن يخالفه في دينه ومعتقداته.
و هكذا استلمت الحركات الاصولية والمتطرفة زمام الامور في قيادة الشعوب الاسلامية باتجاه العنف في معركتها مع الاوربين لفشل الحكومات لتمثيل شعوبهم في محاربة العداء للمسلمين في تلك القارة و القارات الا خرى و في معظم الاحيان بسبب المغازلة السياسية و الا قتصادية للغرب للافتقار الى اية حلول والتسليم مقدما بخسارة المعركة حتى في الملف الاقتصادى والمقاطعة التي لم تتمكن من التاثير على اسرائيل سابقا فكيف الحال مع اوربا و التي نحتاج اليها اكثر مما تحتاج هي الينا
وتجدر الاشارة هنا الى الالتزام الاوربي في ميثاق اتحاده و الدفاع عن الدنمارك ضد اي مقاطعة تجارية من قبل الدول الاسلامية واعتبار اي مقاطعة للدنمارك بمثابة مقاطعة تجارية للاتحاد الاوربي مما دفع الدول الاسلامية  للتريث قبل اعلان المقاطعات الرسمية عدا التي برزت عن ليبيا و اخيرا ايران التي لم تعد تكترث كثيرا بالمستقبل بقدر ما يهمها ان تبرز الرئيس احمدي نجادى بالممثل الاعلى للاسلام من خلال التصريحات  الغوغائية التي تشكك بالمحرقة اليهودية واعلانه مسابقة لرسومات للتسخير منها
اذن اتقن الجميع لعبته في كسب الاحداث للمصالح الاستراتيجية لطائفته او كيانه السياسي لكن هناك من هو المستفيد الاعظم من وراء هذه الازمة ويمكن تلخيصهم
*منظمة القاعدة التي تمكنت من تصوير المسيحين بالعدو الاسلامي الاول وبرهنت الرسوم لمفاهيمها
*الحكومات العربية والاسلا مية لتفادي شر غضب شعوبها وتوجيه ذلك الغضب لاوربا في الوقت الحاضر
*امريكا: للارتياح من وصول حملة العداء للاسلام الى اوربا اخيرا بعد ان كانت هي القائدة الوحيدة لها بعد احداث 9\11
ان التحكم الى العقل والحوار في حل مثل هذه المعضلات الشائكة هو الاساس لتفادي التطرف والارهاب والجنون و لا يمكن التوصل الى ذلك من دون تعاون الحكومات لارشاد العالم الاسلامي تقبل الحوار بدلا عن العنف الذى تتبناه بعض الاحزاب والحركات السياسية و التي تطالبنا بالانخراط في معارك خاسرة مسبقا بكل المعايير والتي لا يبدو لها افقا في النجاح لمستقبل باهر لشعوبنا
لتجاوز الاختلافات كان ممكن اللجوء للقضاء الاوربي و تشكيل قضية للدفاع و المطالبة بالاعتذار من خلال الانخراط في عمق المجتمع الاوربي والتاءثير عليه باللجؤ الى هذه الجهات القضائية التي هي الوحيدة يمكن لها االحكم بتقديم الاعتذاربدلا من الانصياع الى فتاوى القاعدة و قادة الدمار والخراب.



18
انها ليست مؤامرة اسرائيلية و لا هو مخطط اميركي في المنطقة انه حديث سياسي شيق  و بقوة البركان الذي اصاب موطنه بالكارثة الحقيقية
 ادلى به ركن بارز من اركان النظام السوري المنهك  الا وهو السيد عبدالحليم خدام الذى كان يشغل منصب النائب لحد الدقائق الاخيرة.
لقد قرر السيد خدام بالكلام ( وقبل المباشرة بكتابة مذكراته كما ذكر ) من منفاه الاختياري في باريس لكي يزيد من معاناة رفاقه في البعث
السوري في الوطاءة الثقيلة التي تركها الانسحاب السوري من لبنان في انعدام مصادر التموين الاقتصادي الذي كان (الاحتلال) مستفيدا
منها اقتصاديا و زيادة العزلة الدولية لسوريا سياسيا و ما ترتب ايضا من توفر حقائق جديدة حول اغتيال رفيق الحريرى قضائيا اضافة الى النقاطة
 الجوهرية التي تقلق منام كل الديكتاتوريات العربية و تتلخص في تنصت الشارع و المواطن البسيط لكي يستعلم بما يدور في الكواليس و خلفها
 من خلال مقابلة صحفية مع شاشة عربية و لا يفصح المجال لاتهام اميركا و اسرائيل  بتدبير الحدث كالمعتاد.
لايمكن التجاهل ان برامج القوى القومية العربية التي استلمت زمام الامور في بعض البلدان العربية في الستينات ومن بعده , كانت تشد الشعب
العربي بالتعاطف معها بفعل الشعارات البراقة التي كانت ترفعها باسم القومية و التحرير( و بلاشك كانت فلسطين حاضرة ابدا) وقد كان البعث
العربي احد ركائز الاستقطاب القومي في المنطقة ولا سيما العراق وسوريا و بحكم الحدود الجغرافية مع اسرائيل بالاضافة الى الشعارات
 السياسية والديماغوغية من ضمنها شعار( الاشتراكية )الذى تبناه البعث و الذى كان يبدو الشعار الاممي في السبعينات للانتصار على الظلم و
 الاضطهاد و طبعا العنصرية و الاخيرة تشمل اسرائيل بلا شك.
لقد بدا السيد خدام بكونه المساعد الايمن للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد منذ حركة تشرين التصحيحية ولحد استلام نجل الاسد للحكم قبل
 خمسة سنوات و قاد سياسة البعث السوري باعراسه و احزانه بذكاء وفطنة الى ان حسدهم صدام حسين على ذلك و منع وحدة الشقيقتين في
 نهاية السبعينات و ما تلاه من عداء شرير بين الجناحين لم تلتاءم جراحه بالشكل الطبيعي ابدا.
فما الذى حدث لهذا البعثي القائد و القومي الفذ الذى خرج عن صمته! هل هو غورباتشوف سوري لبس درع السلحفاة ليكشف لنا الحقائق
 المؤلمة التي يعاني منها الشعب السوري بعد اكثر من 30 سنة في الحكم ليعلن لنا ان الشعب منقسم الى فقير و اخر اقل فقرا وان يعلن غضبه
على الفسادالجارى بحيث يكشف وجود مقربين للرئيس يحصدون المليارات يوميا(والحالةهذه كانت حصرا على الرفاق سابقا!).
ام انه مجرد سياسي خائب  تم حصره في زاوية الغرفة المنجمدة في البيت السوري الشاهق الذى كان له احلاما جميلة فيه وقرر التمرد؟
او انه ليس الا مجرد حسين كامل اخر كما يتهمه البعض وفي التشابه الاخير هذا اختلاط لاوراق عديدة لا تتطابق و ذلك المشهد لسبب بسيط و
هو ان حسين لم يكن انسانا سياسيا بالدرجة الاولى .
اما من الجانب السوري الرسمي فقد قدم مجلس الشعب السوري (الذى لم تتخيل ذاكرتي بالسماع عن وجوده  او بصدور قرارات سياسية او تشريعية
 عنه سابقا ) قرارا باتهام السيد خدام بالخيانةالعظمى و( بالفساد ايضا لمجرد احلاء الجو السياسي ) والطلب في تقديمه للمحاكمة ,وفي هذا
الخصوص لا يمكن لي ان ادرك ما المقصود بجريمة الخيانة العظمى في مجتمعاتنا الشرقيةالرسمية و( العربية بشكل خاص) وكيف يمكن لمجلس
منتخب من قبل الشعب ان يحاسب نائب رئيسه السابق لمجرد اعترافه بان الرئيس اهان  في الاجتماع رئيس وزراء لبنان السابق الراحل رفيق
  الحريرى في اجتماع كان يحضره شخصيا.
ان من يفترض ان السيد خدام يلهب السياسة الاميركية و يلعب معها ضد الوطن و على نمط ابواق واعلام الحكومة السورية مخطئ جدا لاسباب
 عديدة وللحصر نقول ان ماءزق الحكومة السورية لم يبدا مع تصريحات السيد خدام بل باشر منطقيا و فعليا في سياستها المخابراتية في لبنان
 في السنوات الماضية  ونهجها القسري والتسلطي الذى اوصلها الى يوم التراجع وحساب اعداد القلاع الباقية لها و حساب كيفية ارضاء المجتمع
 الدولي ( وليس اميركا فقط),و من ثم انا لا اتصورانه كان هناك  مخططا  اجنبيا للنيل من قيادة سوريا لان المجتمع الدولي ولا حتى اسرائيل
كانت تتوقع ان تقوم سوريا باغتيال رفيق الحريرى في وضح النهارولم تكن قادرة على دفعها بهذا الاتجاه لكن سوريا اعطت لهم الشهادة انها
 ستسحق معارضيهافي لبنان واكدت المقولةعلى لسان رئيسها الخاضع للتحقيق الدولي (بشهادة خدام) وهذا ما جعل العالم يتقزز من هذا الكلام
 المشين والذى لا يتجراء حتى بوش الصبي بالنطق به برغم قدراته كرئيس اقوى دولة في العالم لكونه يخضع الى تساؤلات  من قبل حتى اقرب
 المقربين اليه في سياساته.
السؤال الا ن ماذا ينتظر سوريا؟
لقد تصرف البعث السوري كما تصرف صدام من قبله و بنفس القيم و الاخلاق التي لا تخدم الا المصالح الضيقة للرفاق القادة و المحاولة بالتلبس
بالنهج الثوري و العقائدي و تدمير قدرات الشعب من كافة النواحي لمجرد احتكار السلطة و تاميم موارد الوطن لعصابة البعث و سفاحيه.و لا
يبدو لي ان النظام السوري سوف ينظر للامور من زاوية مصلحة سوريا اولا و التحكم بالعقل بل للتهور و المراهنة على الخيال حتى لو يؤدى ذلك
الى خراب سوريا كما ضحى صدام بالعراق تماما.
ان خروج السيد خدام على مسيرة رفاقه ليست ايديولوجية بقدر ما هي مجرد حسابات ناضجة للمسقبل القريب و ربما تحاذي لنفس المحاكم
 القانونية التي تلاحق رفاقه في العراق بعد سقوط صدام ولا اعتقد ان التحاقه في باريس هو تشكيل بعث جديد للمجتمع الجديد مع المتمرد رفعت
 الاسد ولا يوجد هناك اي دليل لتسهيل فرنسي  لتشكيل معارضة لنظام السيد بشار الاسد انطلاقا من الاراضي الفرنسية
ان ما ينتظر سوريا في الاشهر القليلة القادمة سيظهر لنا بلا ريب ان الشعب السوري قد مل الكلام الجامد و ان حكومات الشعارات و احتقان
قدرات الشعوب قد انتهت ولاياتها والغيت اسمائها بقرارات من مجلس الشعب الحقيقي و بدعم عالمي ,ولا يمكن التكهن ببقاء السيد بشار الاسد
لفترة طويلة في الحكم كما تخيل السيد وديع بتي حنا في مقاله انشقاق خدام...لسبب بسيط واحد وهو ان الاختلاف بين الاسد و صدام يكمن ان
نظام صدام لم يتاكل من الداخل و لم يكن اي شخصية تتنحل بصفات غورباتشوف ولا اعترفت بالفساد فى زمن طاغيتنا المقيد الان..
اما في موضوع خلافة البعث في سوريا فلا يوجد اي مشكلة في ملاء الفراغ السياسي ,فاذا اصبح لدينا في العراق اكثر من300 كيان سياسي
بعد صدام تنافسوا على مقاعد البرلمان العراقي القادم , فبالتاكيد سيكون على ما يقل عشر العدد للتنافس على الانتخابات السورية.
لا يمكن ان نودع البعث السوري بكلام نواعم كما لم نفعله مع نظيره العراقي وبدون ادنى شك نقول له اننا اعطينا لكم الساحة لمدة تقرب من
الاربعين عاما ولم تتغير درجة الفقر للشعب للاعلى فلذلك نقول لكم وللمرة الاخيرة (دعونا نجرب حكمتنا عسى ولعله خيرا )
فاذا لم افلح انا في ذلك غيري يفعل .ولنترك لاهل البيت القرار السليم.


19
هل اميركا تقرر نتائج الانتخابات

نوزاد ب جرجيس
nawzadgergis@sbcglobal.net


ان اي مراقب للسياسة الامريكية في العراق منذ اسقاط الحكم الديكتاتوري و لحد الان يستطلع انه لا يمكن له ان يستخلص اية نتائج دقيقة للستراتيجية الامريكية في العراق و في منطقة الشرق الاوسط بشكل عام و ذلك للغموض الداكن في تلك السياسة ( ما بعد احداث 9/11 )والتي اعطت المحافظين الجدد في الولايات المتحدة اليد الطليقة في البلاغ و الرسم تحت التسمية الجذابة والرائعة ( الحرب ضد الارهاب ).
توجد عدة تكهنات وتساؤلات حول هذه الستراتيجية و منها التساؤل باللغز الاول، و هو هل اقتنع الخبراء والمستشارين السياسين الامريكين فعلا بان الدعم الاميركي السابق للطغاة العرب والاحتلال الاسرائيلي كان هو العامل السياسي الاساسي لكراهية شعوب هذه المنطقة للحكومات الاميركية المتعاقبة و بروز اجيال غاضبة و شرائح متطرفة و التي نجح قسم منها في ضرب العمق الاميركي في احداث 9/11 ؟
ام ان حرب اميركا على الارهاب ما هي الآ شمولية للتطاول و تاءديب للعالم الاسلامي و العربي بتكتيك و فطنة جديدة بحيث لا يمكن التخاضي عن المساعدة الاميركية و التعاون معها و اجبار الشعوب للانخراط في اللعبة السياسية المرسومة ؟ و لكي نبقى في الشأن العراقي والانتخابات القادمة نسأل عدة اسئلة لتوضيح الخيارات امام الشعب العراقي بعد هذه الانتخابات و منها :
- هل اتاحت الحكومة الاميركية الفرصة للشيعة لممارسة الحكم خلال الفترة الماضية و لحد الان كي تبدو بالمظهر الديمقراطي و عدم الاكتراث لمن يحكم البلد طالما تلتزم حكومة ذلك البلد بالقوانين والاعراف الدولية؟ ام ان الاشراك الشيعي كان شرا لا بد منه بحكم الواقع لفترة انتقالية لتجنب المصادمة معهم و ترسيخ جهود الجيش الامريكي ضد البعث المتمرد والارهابيين، ثم التحالف مع الشيعة بشكل مؤقت و غير مرتب بحيث يبدو ان القوات الاميركية لا تكترث لدخول قسم من المخابرات الايرانية داخل العراق... و يظهر من متابعة الاحداث اليومية ان الموضوع الاهم حساسية للقوات الاميركية الان هو محاربة الزرقاوي و الهجوم على المدن السنية التي تساعد الارهاب و التمرد و ليس ما يجري في المناطق الشيعية الى ان يحين الوقت المناسب للتخلي عن الشيعة و بشكل ديمقراطي و اعطاء الساسة العراقيين المقربين من البنتاغون الدور الأساسي في المرحلة المقبلة بعد اظهار الجوانب السلبية لحكومة الجعفري (قبل الانتخابات)بعدم تقديمها اي انجازات ملحوظة للشعب من خدمات او تحسين الوضع الامني ..الخ
ثم عدم التزام هذه الحكومة بحقوق الانسان كما اظهرت فضيحة سجن الداخلية و التي ستؤدي الى تشاور الشيعة ما بينهم لاختيار شيعي اخر بديل للحكومة الحالية و خاصة بعدما امتنع السيد السيستاني عن دعم اي شخصية و ترك الخيار للمواطن بالانتخاب بحريته...
ام ان الحكومة الاميركية ستلتزم الحياد و تنتظر نتائج الانتخابات و تعاد صياغة الحكومة الجديدة بنفس الاسلوب الطائفي السابق و بهذه الحالة تحول التكهنات الى خيار الحرب الاهلية الطائفية، شاء الجميع ام ابى ! و في هذه الاثناء ستلبي الحكومة الاميركية رغبة شعبها بسحب قواتها من العراق و تعيد الرصيد الانتخابي للحزب الجمهوري الحاكم في انتخابات كونغرس القادمة لعام 2006 و تترك المنطقة للمجهول لعقد اخر .
ولكن مجرد التخيل ان اميركا ستترك العراق للزرقاوي و اتباعه فكرة غير واردة في المنطق السياسي... اما ان ابدي الميل لاي اتجاه تميل الستراتيجية الاميركية بهذا الخصوص فلابد من مراقبة التطورات السياسية والميدانية خلال الاسابيع القليلة المقبلة و التأمل من مخزى تحرك عمرو موسى و كيف ستؤدي محاولة اشراك السنة في هذ اللعبة و عندها تكتمل الصورة الى اين تتجه الرياح ومن هو القبطان.
لذلك و باعتقادي ان احوال العراق السياسية مرتبطة بالانتخابات القادمة حصرا ويمكن تفادي الحرب الاهلية و تطبيق حكم القانون و تعديل الفقرات الرجعية في الدستور من خلال انتخاب القائمة العراقية الوطنية .
والسبب الرئيسي لهذا الاختيار هو كون القائمة تضم مختلف الاطياف والاتجاهات السياسية و تستند الى برنامج علماني يخدم وحدة الشعب العراقي ، و بهذا الخيار يكون الناخب و بمساندة من الاحزاب اليسارية في القائمة يضع العوائق امام الهيمنة الاميركية و انهاء المحاصصة الطائفية و تهيئة الطريق لبناء عراق جدبد و للتذكير فقط ان الاميركان لا يمكن لهم التلاعب برأي الناخب .بل من الممكن ان تنسجم اميركا مع حكومة من هذا المنطلق و تستمع الى مقترحاتها و مطالبها ...
اما اتهام رئيس القائمة كونه بعثيا سابقا فهذا لا يعني انه لا يمكن الائتلاف معه لكون القوائم الانتخابية ليست اتحادا ايديولوجيا بل خوض المرحلة السياسة المؤقتة بتحالف مشترك لكسب اكبر الاصوات الممكنة و تشكيل حكومة مشتركة في الظروف الحرجة لتفادي اخطار محدقة ...
ان العراق يحتاج الى وزير قومي واخر شيوعي واخر مسيحي وكردي وسني ولكن بشرط بقاء الجميع تحت السقف العراقي، ولا نحتاج الى حكومة طائفية جديدة لا يشغلها الا توسيع هيمنتها و احتكارها للسلطة لتكريس مصالحها الطائفية...
واخيرا ان مدى الدعم المقدم من السلطات الاميركية لاي حكومة مقبلة كانت سوف يوضح لنا كيف تفكر الادارة الاميركية و هل هي ستعوق استقرار العراق ام لا، وهل هي فعلا جادة ام لا في عنوانها( الشرق الاوسط الكبير). [/b] [/size] [/font]



20

السباق بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء على نيل الحضوة لدى الرئيس بوش على حساب شعبنا ووطننا
سعاد خيري
suadkhairy@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1315 - 2005 / 9 / 12


صرح اليوم رئيس الوزراء الورع بانه اصدر امره بنفسه لشن الهجوم الكاسح على تلعفر، من قبل القوات العراقية والمتعددة الجنسية!! تطوعا لتبرئة قوات الاحتلال من الجرائم التي ترتكبها بحق شعبنا بحجة محاربة الارهاب الذي زرعته وفقا لمخططاتها . فقد سبق لقوات الاحتلال ان اعلنت بانها ستنفذ هجوما كاسحا على تلعفر باعتبارها معبرا للارهابيين القادمين من الخارج وملجأ لهم ولاسلحتهم!! وكلنا شهود على الجرائم التي اقترفتها في الفلوجة والرمادي ومدينة الثورة بحق النساء والاطفال وجميع المدنيين من عمال وفلاحين وطلاب ومهنيين. والتدمير الشامل الذي احدثته لهذه المناطق حيث لم تبقي سقفا يقي ساكنيها ولا مدرسة لاطفالها ولا مستشفى لمعالجة مرضاها. فاين الورع ؟؟ واين الوطنية ؟؟ واين الانسانية؟؟ ولا يمكن شعبنا ان ينسى وهو يعاني من مختلف انواع الكوارث على يد قوات الاحتلال طلبه مع وزير خارجيته استمرار بقاء قوات الاحتلال، من هيئة الامم ومجلس الامن، دون استشارته.
اما رئيس الجمهورية جلال الطالباني فهو يتطوع اليوم ، وحتى قبل مقابلته بوش وعربونا لها: بتصريحه باهداء قوات الاحتلال بضعة قواعد عسكرية لتحميه من الدول المجاورة. بتصريحه نحن لا نحتاج الى قوات عسكرية كبيرة ، بل نحتاج الى عدد من القواعد العسكرية لارعاب جيراننا!! متجاوزا النظام الملكي ورئيس وزراءه نوري السعيد الذي اهدى قاعدتي الحبانية والشعيبة الصغيرتين لقوات الاحتلال البريطانية في العشرينات من القرن الماضي . وكلنا يعلم والتاريخ يشهد كم كان لمجرد وجود قاعدتي الحبانية والشعيبة وما رافقها من معاهدات واتفاقيات، من احكام هيمنة شاملة على جميع مقدرات شعبنا ووطننا. واحصائيات المنظمات الدولية لتلك المرحلة تشير الى مدى سيادة الفقر والجهل والامراض في بلد الغنى!! ودور تلك القواعد في قمع كل تحرك شعبي بالقصف بالطائرات التي تنطلق من تلك القاعدتين لقمع انتفاضات الفلاحين وانتفاضات الشعب الكردي ، واستعمالها منذ ذلك الحين للاسلحة الكيمياوية ضد شعبنا واثارتها لمختلف العنعنات القومية والدينية ، وترسيخها لكل التقاليد البالية . ولا ينسى ان يتفوق على رئيس الوزراء بالرجاء من بوش ان يبقي قوات الاحتلال سنتين اخريتين في العراق، بل ويشكره على كل ما اقترفته تلك القوات من جرائم بحق شعبنا.
ويشتد الصراع بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ويفقد كل مظاهر احترام لمركزيهما الدستوريين وبالتالي لشعبنا، لاسيما وان شعبنا يعرف جلال الطالباني واستعداده للتضحية بابناء شعبه وزجهم في الاقتتال مع بعضهم لقاء منافع مادية يدرها معبر براهيم الخليل على الحدود العراقية التركية ، وقتل مئات الشيوعيين لقاء وعد من صدام بتسليمه الهيمنة على كردستان. فكيف اذا كان اليوم الهدف حكم العراق!! والمشاركة في التصرف بكل موارد النفط ، واليد العليا في كردستان.!! كما يعرف شعبنا تعاطف رئيس الوزراء مع طموحات ايران التوسعية.
فكان السباق بين الرئيسين لتمثيل العراق في هيئة الامم المتحدة ، والسباق في ارسال كل منهما نسخ من مسودة الدستور الى الامم المتحدة ، مختلفة المحتوى . فقد حاول جلال الطالباني كسب ود بعض المعارضين لبعض فقرات الدستور ، وعدلها وفقا لتوجيهات السفير الامريكي، دون اخذ رأي مجلس الوزراء او المجلس الوطني. وغير ذلك مما ترصده الصحف وتتناقله الجماهير، وتحولة الى نكت.
هذه بعض نتائج العملية السياسية التي تجري في ظل الاحتلال وفي ظل سياسة الانتظار السلبي للقوى الوطنية دع عنك التقتيل والارهاب المنفلت والفساد المستشري والازمات الخانقة التي يعانيها شعبنا.
وكما مرت الانتخابات السابقة بتنصيب حكومة ومجلس وطني مطيعان لقوات الاحتلال. سيتم ان عاجلا ووفق للمواعيد التي حددتها او اجلا وفقا لمصالحها الطارئة، وضع دستور دائم مهما كان محتواه، لانه سيوضع على الرف في كل نقطة لا تتفق ومصالح قوات الاحتلال. وانتخابات اخرى وحكومة مطيعة تستطيع عقد اتفاقيات تمكن المحتلين من تنفيذ كل اهدافهم من خلال مستشارين يهيمنون على جميع مرافق الدولة: امريكان او عراقيين متطوعيين لخدمتهم تماما كما كانت تفعل قوات الاحتلال البريطاني في القرن الماضي . وعند الحاجة لمواجهة تحركات شعبنا تنطلق الطائرات الامريكية من قواعدها الحصينة لاخمادها بمختلف اشكال الاسلحة الحديثة. او لمهاجمة أي بلد مجاور لايخضع لهيمنتها.
ان ما يقرب من ثلاث سنوات من الاحتلال ، هي من اثمن الفترات في عمر الشعوب تكفي بما اكدته من من نزف لدماء العراقيين وثرواتهم وتراثهم وكرامتهم، ان الوقت ليس في صالحنا فقط للاستيقاظ من اهوال الماضي والاستعداد لمواجهة الحاضر والمستقبل ، بل كذلك الى جانب اعداء الشعب ايضا الذين يوغلون في جرائمهم و بناء القواعد الاجتماعية والعسكرية والاقتصادية لتركيع شعبنا واستعباده. فالى النضال بكل الوسائل والاساليب التي خبرها شعبنا لمقاومة الاحتلال واطلاق طاقات الجماهير التي ستبدع في تطوير اساليب الكفاح وليس بتشجيع اليأس والاحباط . وكلما عجلنا في مكافحة الانتظار السلبي وشجعنا مختلف مبادرات الجماهير كلما حزنا على ثقة الجماهير وتعززت ثقتنا بها واستطعنا النهوض بمسؤوليتنا ازاء شعبنا والبشرية.
سعاد خيري في 10/9/2005



ا

صفحات: [1]