عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - شوكت توســـا

صفحات: [1]
1

 
قال السيد محمد شياع السوداني  في المنتدى الاسلامي بمشيغان.

من ضمن اللقاءات التي عقدها رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني أثناء زيارته لأمريكا,لقاءه مع الجاليه العراقيه في مبنى المنتدى الاسلامي بولاية ميشغان.
وبحسب ما نقلته وكالةالفرات نيوز(سياسيه):ادناه مقتبس مما نقلته.
أوضح رئيس الوزراءأن "الحكومة تمثل اليوم جميع المكونات، مستندة إلى ائتلاف سياسي كبير، وبرنامج الناس يتلمسون انعكاساته.. " انتهى  الإقتباس.
 عُذرا ً معالي وزيرناالأول,تَعَمُدكم في طمس الحقيقه يجرح مصداقية الرجل الاول في الدوله ويزيد من خيبة الذين تم السطو على حقهم في انتخاب ممثليهم من قبل ميليشيات شيعيه,كن واثقاً بان لا أحد سيُصدّق قولكم بأن حكومتكم  تمثل جميع  المكونات العراقيه,لا أدري كم جنابكم مُجبرٌ على تسويق مثل هذا الكلام المظلِلّ,وإلا هل يُعقل أن معاليك لا يعرف من يمثل الكلدواشوريين السريان اليوم  في البرلمان والحكومه وكيف تم انتخابهم و تنصيبهم ومن هي الجهه التي ينتمي اليها مستشاركم المسيحي السيد نوفل بهاء!إن كان معاليكم لا يعلم بكل هذه التفاصيل فتلك مصيبه هيّنه,امالو كنت تعلم ولا تهتم فالمصيبة أكبر بكثير من إئتلافكم السياسي الكبير .
الوطن والشعب من وراء القصد

2
رأي شخصي حول مؤتمر زوعا المزمع انعقاده في 31 أيار 2024
  حديث مقالنا الذي سنختصر فيه كلامنا , هو حول ثالث مؤتمر يتم عقده خلال ثلاثة اعوام, المؤتمرالتاسع كان في نيسان 2022,و المؤتمر العاشر كان في ايار2023 والآن سيُعقد المؤتمر الحادي عشر في ايار 2024.
لوأخذنا التقارب الزمني بين المؤتمرات الثلاثه في نظر الأعتبار,لا أعتقد بانها حاله طبيعيه يمرعليها المراقب مرور الكرام,فهي تعني فيما تعنيه من وجهة نظر سياسيه وجود ظاهرة عدم استقرار,البعض يعزواسبابها الى عوامل فكريه والبعض الاخر يعزوها الى خلافات شخصيه أوتاثيرات خارجيه ألقت بظلالها على لحمة  التنظيم و متانة هيكليته التي أدت في حين سابق الى حالة تشرذم نتج عنها ظهور كيان ابناء النهرين في وقت كان المفروض اللجوء الى حوارات سياسيه حضاريه لحلحلة مشاكلهم دون إظهارها بالشكل الذي خيب آمال الشعب,لكنهم مع الاسف فضلوا ما ارادوه لانفسهم على ما يريده الشعب,هذه النقطه مسجله على الجميع  مطلوب منهم اليوم اقناع الشعب في كيفية معالجتها باقل ما يمكن من خسائر .   
قديقول قائل بأن المؤتمرالحادي عشر المزمع عقده في أيار,له ما يبررانعقاده  بهذه العجاله كأن يكون السبب موضوع إعادة إدماج حزب ابناء النهرين الذي مرعلى انشقاقه قرابة عشرة أعوام,نعم بلاشك لهذا الانجاز أهميه وفائده لا يختلف عليها إثنان, ويا حبذا لو كان قد تحقق الاندماج قبل خمس او سبع  او تسع سنوات كنا وفرنا فيه للحركه وشعبيتها سببا مهما لعدم تشتتها وبعثرة الجهود أو بالأحرى ليت الانشقاق لم يكن أصلا قد حصل في ظروف كانت أسوء من هذا الظرف, مهما يكن حصل ما حصل عساه يكون درسا يعود اليه الناشط كلماتتعرض مفاهيمه النضاليه للتلكؤ او لدغدغات المنافع الخاصه لا سامح الله  .   
رغم يقيني من وجود اختلاف حول كيفية إنجاح المؤتمرالقادم, وهو شأنٌ طبيعي يبقى الإحترام هو القاسم المشترك لديمومة التواصل,لا بأس ان تأتي رؤيتنا كمشاركه حره من مستقل,ولكي يكون المؤتمرالقادم  متميزاً عن المؤتمرين السابقين ,وهوبلاشك فيه ما يميزه عن غيره كونه محطه على سكة إعادة لحمة زوعا, من وجهة نظري الشخصيه كمتابع سأختصرها في القول ان نجاح المؤتمرهو في ثمار نتائجه التي تتماشى مع الرغبه الجاده في التصحيح والتجديد الذي تتطلبه المرحله الحاليه والمقبله,هذا النجاح لا يتحقق بمجرد إعادة إدماج حزب ابناء النهرين,ما لم يسبق ذلك أو يرافقه تهيئه ذاتيه هادئه للطرفين من اجل تبني برنامج سياسي مُعلن يتحقق فيه التجديد والتصحيح المطلوب ,اي أن احدى عناصر هذه التهيئه الذاتيه الاساسيه المُعتمده يجب ان تتجسد فيها التزامات الجميع بثوابت النظام الداخلي  وضمن إجماع سياسي بنسبه مقبوله بين أعضاء وقيادات الحركه السابقين والحاليين حول آلية  تحقيق الاندماج الناجح لابناء النهرين ,هذه الوسيله من وجهة نظري هي الأمثل لإنجاح المؤتمر القادم  إن كان التجديد البنّاء والتصحيح الصادق هو الهدف المشترك بين كافة نشطاء وقادة الحركه  الجدد والقدماء ومعهم جماعة ابناء النهرين, اما لو تعثر تحقيق هذا العنصر المهم لاي سبب كان,يؤسفني ان اقول بان  صعوبة تحقيقه ستنعكس سلبا على نتائج المؤتمر,عساني أكون مخطئا في قراءتي , لذلك لن استبق الحدث في قول ما لا يسر ابناء شعبنا, لكننا سبق ومررنا في تجربه مماثله لا نود تصحيحها في الخوض بجديده اكثر ضرراً من سابقتها , وهذا ما لا يتمناه كل محب لشعبه وكل مؤيد لمسيرة زوعا .
الوطن والشعب من وراء القصد

3
تمنياتنا للبطريرك ساكو التوفيق  في عودته لبغداد.
خبر ٌ مفرح يجدد الأمل في النفوس , نتمنى ان تكون عودته بدايه جديده لتحقيق جديد من شأنه ان يلملم ما فرّقته الايام وإرهاصاتها .
الوطن والشعب من وراء القصد 

4
بطاقة  معايده نيسانيه لجماهير أبناء شعبنا المحتفلين في دهوك
رغم صعوبة الظرف الذي يمر فيه ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني في عموم وطنهم العراق,ورغم  الارهاصات التي تسببها السياسه لهم,لم يفوّتوا فرصة الا وعبّروا فيها بعفويتهم المعهوده عن أنهم شعبا واحدا يتوق الى مستقبل أفضل, وقد تجسد ذلك في مسيرات نيسانيه سابقه كما تجسد اليوم في  مسيرة  نيسان عام 2024 (6774)في دهوك.
 هنيئا ً لهذا الشعب الحي مواقفه. فهو يستحق العيش كريما عزيزاً في ارضه.
الوطن والشعب من وراء القصد

5
سكرتير الحركه الديمقراطيه الأشوريه في برنامج سحور سياسي
ادناه رابط اللقاء لمن يوّد مشاهدته.
 https://www.youtube.com/watch?v=ysjSM91gpxE

بعيداً عن التطرق الى ما تضمره قناة البغداديه خلف هكذا لقاءات,استطاع السكرتير العام السيد يعقوب كوركيس في إجاباته على اسئلة المُقدم إيصال رسالة الحركه الناقده للوضع  السائد  في البلاد بنفس واسلوب وطني معتدل  .
شكرا لكم رابي يعقوب على ما أثرتموه من مطالب  شأنها شأن الكثير مما غاب عن  مشاغل وعقول اقطاب العمليه السياسيه الغارقه في فساد تحقيق منافعها الضيقه  فأغرقت العراق في سيل جارف من المشاكل والازمات .
عطفاً على إشاراتكم الوارده في مضمون حديثكم , وهي محط تاييد واحترام لدى كل عراقي غيور على وطنه وشعبه....دعني أستغل مناسبة كتابة هذه الكلمات في التطرق الى أهمية وضرورة تقوية تنظيم الحركه زوعا  وتعزيز دورها الوطني والقومي في مجابهة الواقع المرير الناتج عن تعالي وفساد المجاميع السياسيه الكبيره على بقية المجاميع الصغيره.
في هكذا ظروف معقده,أحوج ما تكون اليه الحركه زوعا,هي حاجتها الماسه  الى خطوات تحظى بتأييد جماهيري أولاً,من هذه الخطوات التي ارى فيها الفائده الكبيره, هي تحشيد وإشراك كوادرالرعيل الاول والاستعانه بمشورتهم في انجاز العديد من المشاريع, ليس فقط إحتراما لدورهم النضالي ,أنما لإشراكهم في المسؤوليه و الاستفاده من خبرتهم و مشورتهم  حتى تتبلور لدى القياده الجديده صيغه صحيّه جديده قادره على ايجاد السبل والبدائل لصناعة الجديد .
مع الشكر
الوطن والشعب من وراء القصد 

6
غزه اماطت اللثام عن أكاذيب ايران وهلوسات ميليشياتها في العراق

نحن جيلٌ شاهدٌ على مذلّة مواقف الانظمه العربيه ونكساتها فيما سُمّيَ بالصراع العربي الاسرائيلي, لم تفاجئنا اليوم وقفاتهم المشينه بحرب غزه بل هي حلقه متممه ستعقبها كما في المرات السابقه مفاوضات تزيد من غطرسة العدو وتعمّق خيباتنا.
بسبب تكرارهذا المشهد المُخجل إنسلّت ايران لتجربة حظها في ممارسة لعبه جعلت من فلسطين ورقة جوكر اسلامويه تزيد من  فرقة الصف العربي وتبسط نفوذها في المنطقه بطريقه تتسق مع مخططات أمريكا,فاصبحت عروبيةايران الفارسيه أكثرمن العرب أنفسهم,قسمٌ من المتعاطفين مذهبيا مع ايران صدّقوا الخدعه فراقت لهم فكرة زحف فيلق القدس باتجاه فلسطين ومعه ميليشياته الموزعه في بلدان متعدده لكن اللعبه لم تنطل على الداركين لاهداف ايران التي انكشفت في غزه.
مع اندلاع احداث غزه, سارعت ايران باعلان انكارها لاية علاقه لها بما قام به تنظيم حماس او بما تقوم به ميليشياتها, ولكي تُظهر حسن نيتها تجاه الامريكان وجهّت اوامرها لميليشياتها في العراق بوقف التحرش بهم وباماكن اخرى يقال انها تابعه للموساد, وهي اليوم  تبذل جهودها لتلبية طلب اميركا في التاثير على الحوثيين  لوقف قرصنتهم البحريه, إذن زرع ميليشياتها في أماكن الشيعه وتحديدا في العراق لم يكن لمقاومة المحتل, ولا تمهيدا لتحرير فلسطين ولا حتى لدعم الشيعه انما للانتقام من العراقيين بما فيهم الشيعه كما فعل تنظيم داعش بالسنه .
 من المظاهرالمخزيه التي رافقت هذا السيناريو المخادع,بروزابواق اعلاميه مارست الكذب على طريقة غوبلز,حتى يتسنى لايران اشعال الأحتراب السني الشيعي, المؤسف ان من بين هذه الابواق حملة شهادات إدّعوا حرصهم على شيعة العراق,في حين كان موقف الغيارى من شباب الشيعه واضحا في تظاهرات تشرين التي قدمّوا فيها ألف شهيد وعشرات الوف الجرحى برصاص ميليشيات ايرانيه .
 إستكثر هؤلاء المطبلّون كلمة ادانه للميليشيات التي قتلت شباب تشرين, لكنهم إستقتلوا في ايجاد تبريرات هدردمائهم باتهامهم بالبعثيه وابناء السفارات, فجاءت أحداث غزه لتعرّي ابناء السفارات الحقيقين الذين خنسوا أمام أوامر قاآني بتنكيس اسلحتهم وعدم التحرش بالمحتل بعد أن دوّخونا بمقاومتهم, هكذا إنفضح جهل الطائفي  الذي حاول ان يتذاكى علينا للتمويه على مقاصد اهانة الشيعه العراقيين الوطنيين وتشويه سمعتهم, ولنا من هذه النمونه التي لا تستحق ذكر اسمائها ممّن نادوا بقتل سبعه من السنه ثارا لمقتل سبعه من الشيعه, دعهم يزغردوا للديمقراطيه التي وفرت لهم حرية اللطم والتطبير, ودعهم يحمدوا ربهم على نعمة عيشهم في ظل فصائل تابعه للحرس الثوري الايراني. ستُبدي لك الايامُ ما كنت جاهلاً ويأتيك بالاخبار من  لم تزّودِ( طرفه بن العبد) .
الوطن والشعب من وراء القصد

7
إعادة لُحمة زوعا وإن جاءت متأخره فهي خيــرٌ من عدمها
 
نبارك أبناء شعبنا الكلدواشوري السرياني صدوربيان مشترك في الثالث من آذار 2024,اُعلنَ فيه عن اتفاق بين الديمقراطيه الآشوريه (زوعا) وحزب ابناء النهرين على طي صفحه والبدء بمرحله جديده من العمل المشترك تتم فيها معالجة ما خلّفه إنشطار تنظيم زوعا من آثار سلبيه على مجمل واقع ابناء شعبنا.
تمنياتنا لهذه البدايه بالنجاح كي تعوّض عما فات وتأتي بثمارها, فنجاحها مرهونٌ بقناعة الطرفين في ضرورة إجراء التصحيح المبني على ميكانيكيه جديده قابله للتطبيق وقادره على لملمة اللحمه الجماهيريه و إستعادة الثقه المتبادله بعد ان بلغت مستوياتها الدنيا.
 ما من شك في أن إعادة لحمة التنظيم (زوعا) إنجاز جدير بالتقدير, وهو بالمناسبه كان مطلباً جماهيريا مُلحـّاً منذ بدايات المشاكل التي أدت الى تشكيل كيان ابناء النهرين, لكنه لم يحظى في حينها بما يستحقه من اهتمام لأسباب متروكٌ أمر ذكرها لصراحة اعتراف الساسه بأخطائهم.
إذن مرحبا بمبادرة التصحيح حين يُراد منها الإتيان بجديد, بدءً بمهمة لملمة اللحمه الجماهيريه التي يتطلب تحقيقها من السياسيين تحديدا ً, إعترافهم فيما بينهم وامام الجماهير بأخطائهم التي لا يتم تصحيحها بالقاء اللوم على الظرف الذي مر به التنظيم كتبرير للاخطاء الحاصله آنذاك ولن يتم التصحيح المزعوم باستخدام الظرف الحالي كحجه لاعادة لحمة التنظيم, السياسيون يعرفون أخطاءهم اكثر من غيرهم, وكلنا يعرف بان تعاسة ظروفنا الحاليه لم تختلف عن تعاسة الظرف الذي حصل فيه الإنشقاق, والشاهد على ذلك هو الجمهور الذي كان يراقب ما يحصل وعلى اساسه اعطى رايه وموقفه و سيراقب الجديد الذي نأمل منه ان يعيد للمعادله توازناتها.
 مذعرفنا الحركه زوعا, عرفناها حركه سياسيه قوميه توحيديه تميزت عن غيرها بوطنيتها التي اثبتت حضورا لا بأس به في عموم جغرافية العراق, يجب لهذه الميزه السياسيه ان تستعيد عافيتها, خاصة وقد تبين بان احد اسباب انكماش فعاليات زوعا مؤخرا هو حصر وتضييق نشاطاتها خلف الخط 36 اي في شمال العراق, وهذا ما لا نتمناه حتى في حال تناقص اعداد ابناء شعبنا في بغداد ومدن اخرى فهي حاله استثنائيه  لابد ان يُعاد النظر في مسبباتها ومعالجتها بعد المطالبه بها  .
أتمنى للتنظيمين وصولهم السلس الى تحقيق الاندماج وتعزيز نهج زوعا التوحيدي الذي تجاوز مشكلة التسميات ولم يسمح لها ان تكون سببا لصنع الحواجز بين ابناء الشعب الواحد, المطلوب في الجديد القادم هو المزيد من مراعاة مشاعر ورغبات   ابناء شعبنا بكل تسمياته, الانشغال بالتسميه هدر للوقت والجهد لا أكثر, التسميه لا تحمي حامليها, انما في وحدة نشاطاتهم ومثابرتهم سيحمون تسمياتهم كلها تحت مظله سياسيه تضع قيمة الانسان والارض في مقدمة اولوياتها .   
تمنياتنا لهذه البدايه بالنجاح على اساس وحدة العمل السياسي من اجل ابناء شعبنا بكل تسمياته. 
الوطن والشعب من وراء القصد

8
زيـــــرا, سه روكمه زيــــــــــــــــرا

ذكــّرتني قصةالمقال بهذه الاهزوجه الكرديه المُغناة لصدام حسين,,, فقلت لا باس ان أرددها اليوم لفخامة رئيس جمهوريتنا ماموسته لطيف رشيد حفظه الله.
المعروف  في عراق ما بعد 2003,أن غالبية الشخصيات السياسيه والمسؤولين الحكوميين ان لم يكن كلهم يسكنون  في المنطقه الخضراء في دور عائده للدوله كان يشغلها مسؤولو النظام في زمن صدام حسين, تم توزيعها على سكانها الجدد باجراء قرعه, فكان بيت عبد حمود المرافق الاقدم لصدام حسين من حصة فخامة رئيس الجمهوريه السيد لطيف رشيد .
بلا حسد , ولكن يجب ذكر الاشياء بمسمياتها, يتقاضى فخامة الرئيس راتبا شهريا يصل الى 100 مليون دينار عراقي, وقد اصبح هذا الامر عُرفاً يتوارث ريع محاسنه كل رئيس جديد من الذين سبقوه , كاك برهم صالح , وكاك فؤاد معصوم والمرحوم جلال طالباني.
   شخصيا والحمد لله, لم أسمع يوما ان الرئيس الجديد قد قدم خدمه تُذكر لقاء واحد من هذه الملايين المئه التي يشهقها من قوت الشعب, يبدو أن عين فخامته لم تنترس بهذه الملايين الشهريه التي لا تُعطى لاي رئيس في العالم سوى له, فاراد ان يجرب حظه في منافسة الذين إمتلأت حساباتهم الخارجيه بالاموال المسروقه , فقام بتأجير الدار التي يسكن فيها  للسفاره الكويتيه بمبلغ خمسين الف دولار شهريا, والدارتابعه لاملاك وعقارات الدوله و الشــــــــــــــعب.
  يا ريسنا المحترم وقد بلغتم من العمر عتيا , قليلا من الرفق بمكانة منصبك وبسمعة حزبك ونضالاته و بالذين يخاطبوك بكلمة فخامته,قبل ان يدب الخجل في العراقيين حين يسألهم أحد:
  من هو رئيس جمهوريتكم !
له سه رخوت ماموستا له طيف, به خواي  ئَوهه نابي جاوه كم!
الوطن والشعب من وراء القصد

9
جوابي  على سؤال قرأته عبر وسائل التواصل
السؤال موجّه من قبل الناشط التشريني  الاستاذفارس دانيال , يقول فيه:
(أرجو الجواب بدقّه, نحن شعوب تمتلك تاريخا ً عظيما وحاضرا تعيسا, هل العيب فينا أم ماذا؟)
أحببت  أن اجعل من جوابي عنوانا لمقال حتى يطلّع عليه المزيد  من ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني  الذي يمر اليوم في زحمة حزمة من الانكسارات  والتراجعات على مختلف الأصعده وفي كل أماكن تواجده خصوصا في وطنه الام العراق.
جوابي المختصر على سؤاله دون الخوض بالحلول لأنها سياسيه ثقافيه وفيها تشعبات معقده بين القوميه والمذهبيه وما يلحقها من تبعات عملت فينا  لتفرقتنا:
الجواب:
"عظمة تاريخ أي شعب, ليس سوى حافز لماكنة السلف إن اراد تشغيلها في إعادة  البناء,اي بناء ما خربته العقود والقرون, أما العيب الذي هو فينا بنسبه عاليه, فهو ناتج ٌ عن تراكم عيوب وأخطاء هي الأخرى تندرج في ثنايا وصفحات عظمة ذلك التاريخ الذي تقهقر تدريجيا بسبب شيخوخة مدبريه  أمام تعاظم جبروت الاعداء فورثناها منهم عبئا على حاضرنا ناهيك عن الصفعات  التي تلقيناها  في مراحل التقهقر المتعاقبه, خلاصة القول, مصدر العيب ليس أحاديا ً, انما مركب  مما ورثناه ومما فرضته علينا وحشية الغزاة".
الوطن والشعب من وراء القصد

10
أنطروا امواتنا ,,,, قبل ان تضيق بهم قبورهم

نشر موقع عينكاوه على صفحته الرئيسيه, فيلماً بالصوره والصوت لمواطن كردي داخل مقبرة المسيحيين في قضاء شقلاوه,مصطحبا معه إبنه الصبي, فبدلا من ان يتصرف كأب وقدوه لإبنه بقراءة  سورة الفاتحه على  ارواح ابناء بلدته المسيحيين الراقدين  في قبورهم,راح يتصرف وكأنه داخل في سجن يضم اسرى إعتدوا على عرضه وشرفه ودينه يكيل للراقدين شتى الشتائم ويحث ابنه على فعل نفس الشئ .
 عدا اني أشفق على حال هذا المواطن المرتبك, أنا على يقين بأن المسلم  يرفض هكذا ممارسه جارحه  تتنافى وأخلاق الجيره وتعاليم الشريعه,لا يقدم عليها الا الانسان المضغوط والمريض نفسيا, لكنها بلاشك ستعكس حالة من عدم الطمأنينه ليس فقط لدى المسيحي انما لدى كل انسان  سوي يريد العيش باحترام وأمان .
 ظاهره سلبيه كهذه وان كانت فرديه اواي ظاهره أخرى مشابهه تمس حقوق المواطن, وما أكثرها  هذه الايام مما ينبئ بخطورتها مستقبليا, لا تتم معالجتها في الشعارات والطبطبه على الاكتاف,فخطورتها على المجتمع تستدعي السلطات ملاحقتها من خلال التركيز على بث برامج التثقيف وسن القوانين الرادعه التي تضمن  احترام حقوق ومشاعر الانسان.
الوطن والشعب من وراء القصد

11
 قصة تعارفي مع الشيطان وانا صبيٌ صغير
 ترعرعت في مجتمع كانت ادبيات الدين في وقتهاهي الماده الروحيه الناصحه و الرادعه في نفس الوقت,تتحكم في طقوس حياتنا واحتياجاتها,نتلقاها في البيت و في دروس الدين المدرسيه,النُصُح بحد ذاتها كانت تُسدى لنا بتخويفنا من العقوبات المترتبه على عدم الالتزام بها .
في صيف 1955,انهيت مرحلة التمهيدي في مدرسة القديس عبدالاحد,وقبل ان التحق بمدرسة شمعون الصفا الابتدائيه,إرتأى المرحوم والدي ارسالي مع شقيقي الاكبر المرحوم ممتازالى مدرسة كنيسة مار توما التهذيبيه للسريان القريبة من بيتنا لقضاء ساعات الظهيره الموصليه الحاره مع صبيان آخرين .
نتناول الغداء في البيت ثم نذهب مصطحبين معنا شربة ماء وكوب وفـَرشه صغيره ننام عليها احيانا تحت نظارة  المديره المرحومه الست هديه كسّاب والمعلمه المرحومه الست فضيله( زوجة المرحوم جورج غزاله ),كانت الست فضيله تُعلمنا مما يتيسرعندها,لااتذكرالتفاصيل,لكني لا أنسى نصيحتها ذات مره, وهي تقول اذاما تصلون قبل الاكل وقبل النوم يأتيكم الشيطان في الحلم ويأخذكم الى الجحيم,كلام اخافني وبث الرعب فيّ ,تُرى من يكون هذا !! بعفوية طفل اصابه الهلع, سالتها عن شكله ,فقالت لي انهض تعال معي كي اريك شكله.
 اخذتني الست  بيدي وصعدنا الدرج المؤدي الى سطح الكنيسه, واذابتمثال طيني لجسم قصيرثخين,وراس كبير يعلو جانبيه قرنان ملتويان وحاجبان مشعران وانيابٌ مكشره جاهزه للافتراس,امام هذا المشهد المروّع بكيت وركضت باتجاه الدرج كي اهرب, فأمسكتْ بيدي وقالت لا تخف انه تمثاله وليس هو,ثم انزلتني الى حيث كنا.
مع انتهاء الدوام غادرنا المدرسه الى البيت,إندهشت المرحومه والدتي عندما رأت اثارالبكاء على وجهي الشاحب,فسألتني ما بك !! أجابها عني المرحوم شقيقي وقص لها القصه بطريقته,بدأت الوالده تغسل وجهي وتهدئ من روعي,ظل شكل الشيطان يتراءى امامي طيلة النهارحيثما توجهت, وزاد خوفي عندما  صعدنا للنوم فوق سطح  بيتنا , اتذكر اثناء ما كنت احاول ان انام ,كانت عيناي موجهه صوب  نجوم  السماء, فبدى لي وكأن في كل نجمة شيطان ينظر اليّ وانا ارتجف,حسّت الوالده بوضعي فبدأت تسبّح بسم الله وتقول لي نم يا بني يسوع معك سيطرده,وعلى وقع كلماتها نمت على امل ان ينتصر لي يسوع,واذا بالشيطان بشكله الذي رايته فوق سطح الكنيسه يزورني في منامي,فزّالجميع على صوت صراخي وبكائي,لم استطع معاودة النوم الا في دفئ حضن الوالده وعلى نغمات تراتيلها.
 في الصباح  طلبت من الوالده عدم ارسالي للمدرسه , وحين وافقت على طلبي بدأ خوفي يتبدد,لكن صورة الشيطان ظلت عالقه بذهني  .     
عبره تعلمت منها الكثير.
تحياتي

12
الحياء ُمن سِماتنا,والشماتة ُلا تليق بأخلاقنا..إنما للدماءالزكيّه حوبــــــــه!

 الحياء سمه حميده في الإنسان,بها يعرف قدر نفسه,وبِلاها يقال له:اذا كنت لا تستحِ فافعل ماشئت .
في 26 ايلول 2023 كان أهالي بلدة بغديدي على موعد في قاعة الأعراس لزف احد عرسانهم,فجأة تحولت القاعه الى محرقه التهمت أجساد المئات من الابرياء مافتئت دماؤهم البريئه كما دماء الاف العراقيين تصــرخ: اين حقــــــي؟
تنوّعت ردود افعال الناس واختلفوا في توجيه اصابع الاتهام,لكن الجميع بما فيهم المسؤولين المحليين إتفقواعلى ان وراء المحرقه فاعل فاسد,بإستثناء لجنة وزارة الداخليه التي أفتت بان الحادث قضاء وقدر,طركاعه سوده عادت بذاكرتنا الى اساليب أجهزة نظام صدام في طمر جرائمه,فإنطمر النظام برمته.
ليس من حقنا الإفتاء في غيراختصاصنا,لكن كثرة طركاعات السلف وتكرارها في عهد الخلف,علّمتنا بأن إختفاء فاعل الجرم يعني فيما يعنيه شطارة المدبر أوأن جهه متنفذه لها مصلحه في إخفاء المعالم كما هو حاصل بمئات ملفات الجرائم التي وقعت بعد 2003,لكل ملف قصة مختلفه لكن الضحيه واحده وقائمة شخوص قاتليها تطول لو أردنا ذكرها بالاسماء.
صغيرهم وكبيرهم مطلّع على دورالفساد(السياسي والاداري والقضائي والاقتصادي) في مراحل إنشاء القاعه وطريقة منح صاحبها اجازة العمل ثم سرعة وكيفية حصول الحريق,مما أخافَ الفاسدين الكباروأضطرهم الى الاستعانه بوعّاظيهم من قضاة ومحققين جاهزين للتفنن في تسويف اية قضيه,يمّطون القانون حيثما اقتضت حاجة السلطان ويطبقون حذافير نصه للضحك على ذقوننا فيسترجلون على طفل جائع ساق دجاجه تائهه في الشارع الى البيت حتى يذيق اهله طعم لحم الدجاج  فحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع التنفيذ, ويستخنثون كالدُمى أمام السرّاق والقتله .
كم تمنيت من الاعلامي القديرنجم الربيعي في لقائه مع النائبه سروه عبد الواحد,أن لا يدعها تغادر قبل فضح أسماء الحيتان المتستره تحت اجنحة الميليشيات ,لكنهما (المقدم وضيفته)مع الاسف ترددا خوفا من كواتم التكميم.
خمسة اشهرانقضت وعيون المفجوعين بأحبابهم تترقب خروج دخان العداله من مداخن دوائر الفاسدين وقبب فللهم الفارهه,قلناهامبكراً بأن مصيرملف جريمة بغديدي لن يختلف عن مصير مئات ملفات الجرائم,لم نقلها كرها بهذا وذاك,انما نعرف مسبقا بأن جاكوج العداله لم يعد له مكان بعد ان سكن الأغراب في بلدي ودمروا كل شئ فيه.
  لم يُبقِ  القهر مفراً للموجوع  سوى رشفة سُم يتجرعها في استرجاء الولائيين القتله  لفعل شئ .لا شماتــــــــــه ,على الباغـــي ستدور الدوائـــــر.
الوطــــن والشـــعب من وراء القصــــد

13
تشرين فيك الخلاص وانت الأمل...بِلاك َ الجرح قط لا يندمل

شاءت الاقداروالحظوظ أن تتخادم مصالح الأحزاب الفئويه وميليشياتها مع ماخطط له المحتل الأمريكي,فكانت القشه التي قصمت ظهرالعراق واصابته في مقتل القى به وبشعبه في مطحنةاُديرت رحاهاببريق يافطات مُخادعه باعتراف المحتل  وحفنة خَدمه الذين لم يحلموا يوما بحكم العراق,لكنهم استمكنوه في غفلة لقاء إنصياعهم المذل لما اراده الغريب فاُنيطت بهم مهمة تسليم وطن بأكمله اسيراً كما سلّم يهوذا الاسخريوطي سيده المسيح لقاتليه .
 نقلا عن ارشيف الفرهورد أدولف هتلرقوله,بان أكره الناس اليه هم الحثالى الذين سهّلوا عليه احتلال بلدهم.وفي كتاب(عام قضيته في العراق)يقول مؤلفه بول بريمر الحاكم المدني للعراق بأنه في أول اجتماعه مع اقطاب الاحزاب التي يُفترض بها ان تتولى حكم العراق بعد صدام,كان في البدايه متخوفاًمن غضبهم بسبب وضع العراق وسوء احوال الشعب,لكنه ارتاح ريلاكس حين وجد أن اول ما طالبوابه هوتخصيص رواتب جيده لهم وتوزيع المناصب عليهم جزاء لنضالاتهم المزعومه  .
 جُل إحترامنا للسياسيين الذين فكروا بمصلحة العراق, بالمناسبه إن وجدوا فهم القله الغير مقصوده,لان تاثيرهم كان شبه منعدم أزاء كثرة المتسولين الذين وجد فيهم المحتل أداة طيّعه لجعل العراق بيتاً خرباً بلا حيطان بعد ان كان عصيّا,فجعلوامنه محطة ترانزيت تستقبل المافيات من كل حدب وصوب ليبادلوا اندادهم  برسائل مكبسله بالنيران,وياليت نارهم أكلت حطبهم حتى لا يخيّم وبالها فوق رؤوس الشعب الذي كان دفّاع الثمن دائما.     
في خضم فوضى صراعاتهم الظاهريه وهداياهم الاسخريوطيه المتبادله مع قوات الاحتلال,يتساءل العراقيون عن سبب إكتوائهم بنيران لاناقة لهم فيها,بينماالمستر كبيــر الكذابين ريلاكس يشاهد بمرأى ومسمع منه ما يقترفه اعوانه الصغارمن أتباع نظام ملالي ايران ومن الذين توّهموا بمحبة السلطان العثماني اردوغان والآخرون الذين وجدوا في خادم الحرمين مناصراً لمذهبهم,في هذا التراصف المخزي وتحت اشراف كبير الكذابين, اكتملت أدوات ادارة وتنفيذ مشروع ذبح العراق من الوريد للوريد,ولوحصل وإنقلب أحدهم على زميله بسبب الكعكه فبإمكان الامريكي تصفية الخلاف حين تقتضي مصلحته,هكذا دواليك أذاقوا الشعب شتى انواع الويل من قتل بالدريلات والدرونات والمفخخات والصواريخ البالستيه والتهجير وقطع رواتب المساكين بجريرة خلافات الساسه الميامين.
إنه درس بليغ لمن يعتبر,فالزباد يذهب جُفاءلا محال بينما النافع يمكث متجذرا في الأرض,الشعب المعذّب مدعوٌ الى معاودة التدقيق فيما جناه من الفئويه والصنميه التي صنعت قاده باعواالعراق وباعونا بابخس الاثمان, والرجولة موقف لا يتخذه الا الأخيارالذين غزر بهم زلال  نهري دجلة والفرات, وهل هناك أخير  من شهداء وابطال تشرين؟ .

دمــوع الثكالى أنــهارٌ تســيل .....ودماء الشباب جيل بعد جيـل
خُنقت أحلامنا بين خِلّ ودخيل......ننتخي مَن لشدِ السرج بالخيل؟
جارَالزمان على النبيــل السليل.....خالَهُ خِلاً فخانـه متسولٌ ذليــــل.
رْدوااليه بضاعته بذات الكيــل.....وزيدوها حبتين من آهات الويــل
هلمّوا شباب بخطوة الألف ميـل .....فعتمة ليلنا لن يزيحها العويـل

الوطن والشعب من وراء القصد 

14
2003 جديده في العام 2024
 من اقوال الريس "سيخرج الويلاد على الامريكان من  تحت الارض",نكتة ٌ أبكت العراقيين من شدة سماجتها,كان يعلم قائلها بان نظامه لم يعد بالمستوى الذي يُحكى عنه هكذا,لكنه لم يمتلك سبيلا سواه يختتم فيه عقودا من مغامرات عبثيه دفع  الشعب  المسكين ثمنها باهضا حتى لا يتخدش غرورالقائد .
 بسقوط صدام,راح المحتل ومن بمعيته يتذاكون في تفكيك اجهزة المنظومه الأمنيه  لاغراض مُبيّته  رسمت فاتحة تحرير العراق  بفتح ابواب  الجحيم في مشهد  درامي  أغرق العراق في فوضى دمرت ما تبقى من مناحي الحياة,فهانت على الشعب تلك المظالم التي كان يئن منها في زمن صدام,والذي زاد من وطأة هذا الجحيم مواقف الأنظمه الاقليميه المشينه وفي مقدمتها الدول المسلمه ايران وتركيا والسعوديه.
 التاريخ لايجامل,ستُسجل صفحاته ما اقترفته الاحزاب الشيعيه /الكرديه /السنيه طيلة العقدين المنصرمين,سيسجلها بذات الأمانه التي سُجلت فيها مثالب صدام ومناقبه,فذاكرة الشعب تحتفظ بشعارات هذه الاحزاب الفئويه ووعودها الرنانه,تلك التي بانت حقيقتها حال توليها الحكم ولم تُبق شيئا تتغنى به,تخيل كبيرهم يتمسخر معترفا بانهم شلة حراميه فشلت في كل شئ الا في تحقيق مآرب المريدين شراً للعراق, فكيف بصغارهم؟  .
حين سُئل السيد اياد علاوي عن رايه بصدام حسين أجاب بأنه يحبه لانه كان سبع! ولما سئل عن حليفه المالكي أجاب,عليه أن يعيد فلوس الشعب ويعتذر!  الرحمه على روح الشاعر القائل: دلّيني يا حسنه ياهو الاشرف منك حتى أشكيله !! 
هناك من يظن بأن الامريكان فشلوافي مسعاهم اوهناك من أفشلَ مخططاتهم,هذا الكلام لا يقوله الا جاهلٌ من شاكلة الجهلاء الذين اُعطيت لهم مواقع المسؤوليه دون وجه حق,القاصي والداني يعلم بأنه لولا تخلفهم وفسادهم ما اختارهم المحتل ذراعا له وما ظلّت كلمة الفصل منذ سقوط النظام ولحدهذه اللحظه محكومه بمشيئة المحتل الذي سواء نجح ام فشل في تحقيق أهدافه,فهوالمتحكّم الأوحد في الحل والربط ,وهل من مانع يمنعه من إجراء تغييرسياسي جديد في العراق؟في وقت لم يعد العراقيون في حال المهتم  بشكل ونوع التغيير, المهم تخليصهم من هذه الورطه,لكن سؤالنا الذي سألناه في 2003 وتلقينا الاجابه عليه خلال عقدين,ترى هل سيتنعم الشعب من في هذا التغيير,ام نتوقع نسخه مشابهه للذي حصل في نيسان 2003؟ ما من شك في ان مصلحة المحتل تاتي بالدرجه الاساس في كل عمل يقوم به,هذه المره وبعد ان اتت سابقتها بؤكلها سيسعى المحتل الى التغيير الذي يحقق لهم بسط نفوذهم الكامل على دول اخرى في المنطقه إضافة الى العراق ولكن بآليه مغايره تضمن تقليل خسائرالمحتل في التغيير.
في نيسان 2003,كان تصرف صدام أشبه بأهزوجة الحافي ملوّحا بالكلاشات فكان سقوطه سريعا,التغييرالمتوقع حصوله في 2024 حتما ستختلف حساباته طبقاً لما إستجد بعد سقوط صدام, اليوم عندنا احزاب و برلمان وحكومه عين الله عليها من عيون الحساد, كلها مجتمعة اشبه بشليله وضايع راسها لا يجمعها خطاب,كلٌ يلف ويدورفي مدار احلامه التي تنتج له  مواقف متذبذبه تجاه الميليشيات التي زرعتها ايران بحجة داعش ومقاومة المحتل,صنفها السيد مقتدى الى ميليشيات وقحه واخرى اليفه,وبين هذه وتلك يوجد من نكسّ فوهات سبطاناته خوفا من التحذيرات الامريكيه ومن فقدان الشيعه سلطة الحكم (جماعة ما ننطيها) ,وقسمٌ آخرمازالت صواريخه ودروناته تضرب  اربيل وأماكن أخرى خاصة بعد اندلاع حرب غزه .
 الامريكان يدركون جيدا بان القشه التي ستقصم ظهرالبعيرهي تفكيرساسة الشيعه بكيفية إبقاءالحكم بيدهم,المحتل سيستغل هذه النقطه لتحقيق غربله بأدوات منها وبيها,اي بمعنى أن علاقة الاحزاب والحكومه بالميليشيات ستشكل المحورالذي سيلعب حوله الامريكان علاوة على ملفات فساد كبيره مركونه سيشتعل في نبشها فتيل التناحر بين الميليشيات وزعماءها الموجودين في السلطه,اماهتافات طرد قوات المحتل,فهي فارغه من معناها الحقيقي,بدليل ان الامريكان مستمرون في  التحشيد بعد عودتهم في 2014 بطلب سري من المالكي دون علم اطراف عمليتهم السياسيه  بعد ان كان قد عقد معهم اتفاقية مغادرتهم في 2011 ,هذه بحد ذاتها ستكون سببا في شق الصف الشيعي إضافة الى كشف فضائح لم يجرؤ احد على فضحها .
الوطن والشعب من وراء القصد 

15
سفاهة الكذاب المراوغ , وسذاجة المخدوع المتذاكي / شوكت توسا
( أستهل المقال,ببطاقة تهنئه وامنيات للعراقيين بمناسبة اعياد الميلاد والعام الجديد).
 يُقال حتى تقطع الشك باليقين وتكشف الصادق من الكاذب,عليك الذهاب معه لحد عتبة باب بيته,إنْ فتح لك الباب وأدخلك,فهو صادق في دعوته,وإنْ تعذّربحجة نسيان المفتاح,عليك برفس الباب كي يدخل هو ثم درظهرك وإنصرف .
 المقدمه المختصره اعلاه, كافيه حتى نزعم بأن متلازمة الكذاب السفيه والساذج المخدوع هي واحده من اسباب الخراب الذي حلّ في العراق,فلو أحصيناالمرات التي ذهب فيها العراقي مع الكذاب لحد باب بيته وعاد بخفي حنين,فعددها يفوق المعقول بحيث لم يعد حصرالخلل في الكذاب يشفع سذاجتنا التي تيّهت علينا موانع تحقيق مبتغانا,اخطرما في هذه الجدليه هوتغافلنا عن حجم الخلل الذي فينا نحن المكذوب علينا والملدوغين من نفس الجحر اكثر من مره,نعم مُرةٌ هذه الحقيقه لكن علينا تقبلّها ما دمنا نحن الذين تساهلنا مع الــ ما شايف وشاف وصدّقناكلامه لنصبح المكفخةً المضحوك عليها من قبل اشباه بشرعليهم ان يتذكروا بان القدرالذي القى بهم وسط بحبوحه لم يحلموا بها يوما,هو ذاته الذي سيلقي بهم تحت مداسات المظلومين,كذبوا علينا مره فقلنا لاباس خيرها بغيرها,ثم كذبوا ثانية وثالثة ورابعه والبعض ما زال يهدركلمة اشاده في بيان فاسد أو بلاغ قاتل آملاً فيه وفي انتخاباته الخير,لسنا نحن من يصفهم بالكذابين,هم بأنفسهم حكوها لنا مذ شاركهم القضاء في السطو على قائمة ايادعلاوي ونصرة المالكي للحفاظ على عمودهم الفقري الذي  لاتستقيم العمليه السياسيه الا بمتانة فقراته . 
في العام 2014,قبل غزوة داعش بشهرين,سُئل الوزيرالأول نوري المالكي عن سبب عدم كشف الفاسدين ومحاسبتهم,فأجاب"أخاف على العمليه السياسيه " قرّة حدقات العراقيين,تخيل رئيس دوله يعتبر الفاسدين العمود الفقري لدولته ليمنحهم الحصانه خوفا من ان يتم تهشيم فقرات عموده الفقري وتغييب ابطال الديمـ راطيه إلا ملفات فسادهم,العراقيون يعرفون بان 700مليار دولارضاعت من الخزينه في رئاستَي المالكي,وهوالقائل بانه يمتلك ملفات لوأعلنها سيتضارب الجماعه بالبوكسات والقـ در,وفي لحظة تأنيب للضمير إعترف بانه هو وكل الذين معه فاشلون عليهم الركون جانبا,وحين صحى على رشده تراجع  خوفا على العمود الفقري من ان يتهشم ,هذا كلام أحد رعاة العمليه السياسيه المهمين , فكيف بكلام القطيع .
 من أجل سلامة عمودهم الفقري حولوا جسد العراق الى جثة مسجاة اُرتكبت بحقها أنواع الموبقات والجرائم ولم يشبعوا الا بتسليم ثلثي الوطن لداعش حتى يحملّونا  أفضال ميليشيات الفقيه في تخليصنا من براثن إحدى مخططاتهم القذره,فأصبح قوام الميليشيات بقوة القادرعلى فعل مالايقوى عليه  الجيش العراقي.
 يقول مُنّظر حزب الدعوه السيد عزت الشبندر,"مخطط تدميرالعراق صممّته دوائرامريكيه اسرائيليه أوكلت مهمة تنفيذه لساسة الشيعه", فمارسوا كل الخدع والكذب بتزكيه من دورالعداله والرئاسات الثلاثه,في الحقيقه ليس ساسة الشيعه وحدهم ,كلهم بشيعتهم واكرادهم وسنتهم,أقسموا اليمين على محاربة الفساد ومطاردة السلاح المنفلت تحت عناوين مختلفه,واذا بهم شلع قلع ضالعين في الضحك على الشعب,مَن منهم نُصدّق اذا كان شريفهم يقول بعظمة لسانه كلنا فاسدون ويعترف بانه كسب شكم مليون دولار رشوة لقاء الطمطمه على زميل فاسد, متحدياً من يتجرء على محاسبته!ترى من اين كل هذه الجرأه لو لم يكن البنيان منخور من اساسه حتى سقفه.   
  نذكّردولة السوداني وهيئة قضائه,ونقول لقد طالت قيلولتكم  وخامط المليارات نور زهيرحرطليق,هل خوفكم انتم ايضاعلى العمود الفقري منعكم من إيفاء وعودكم واحترام قسم يمينكم ؟قولوها بصراحه كما قالها زملائكم,علام اللف والدوران,هناك الكثيرمن الملفات تنتظركم ,من سيحاسب الخونه الذي باعوا الخور وام قصر؟ ومن سيستدعي السارق حسين الشهرستاني الذي وعدنا بتصدير الكهرباء للعالم  فخمط المليارات و تقاسمها مع رفاقه ثم طار بجوازه الفرنسي مثلما طار من قبله ابراهيم الجعفري بجوازه اللندني.
 أنتم كسابقيكم طويتم ملفات فساد عديده,كملفات فلاح السوداني وايهم السامرائي وماجد النصراوي والفتى الانيق عبعوب, طمطمتم عليها لأنكم تعرفون بان لكل هارب من هؤلاء شركاء كبار في الدوله والقضاء,نحن لا نصفط الكلام جزافا,إنما من أفواهكم ندينكم ونتهمكم بالفساد والكذب,وانتم خيرشهود على قولنا بأننا ابتلينا بكم وبقائمة فاسدي عمودكم الفقري الطويله, لها بدايه,أما نهايتها فهي مرهونة باستجابة القدر لارادة الشعب في نهاية حكمكم .
الوطن والشعب من وراء القصد

16
 الإخوه في تحالف أثرا المحترمين, ما هكذا تُدار الأمور .
عقد التحالف في العاشر من كانون الأول 2023إجتماعا  صدرعنه بلاغا يتعلق بانتخابات مجالس المحافظات , جاء فيه:

"أشاد الأجتماع بالبيان الصادر من مكتب بارزاني والذي أكد على ضرورة أن تقوم المكونات القومية في الاقليم بتقرير مصيرها بنفسها دون فرض أي إرادة عليها من خارجها، مؤكداً على عدم خلط حقوقها بأي مصالح سياسية أو التعامل معها بشكل غير عادل، ومن جانبنا نطالب القوى السياسية في الاقليم العمل بجد لترجمة مفاهيم هذه المبادرة في قانون الانتخابات بحيث يضمن حق شعبنا في انتخاب ممثليه دون وصاية سياسية وعدم التدخل في عملية مصادرة مقاعد الكوتا من خلال ضخ عشرات الالاف من الاصوات من خارج المكون".

يا إخوان,اشادتكم ببيان صادرعن مكتب حكومي لا تغني ولا تسمن,مكتب بارزاني او اي مكتب حكومي آخر هو اليوم موجود وغدا سيتغير, حماية وضمان حقوق المكونات المشموله بالكوته الانتخابيه لا تتم بالبيانات والوعود,الموضوع يتطلّب  صياغة وتثبيت ماده قانونيه رسميه تنص بوضوح على حماية هذا الحق وضمان سريانه ووضع آليات عمليّه للإلتزام بتنفيذه ومحاسبة الجهه التي لا تلتزم,بالمناسبه حتى المفوضيه المستقله للانتخابات ليس بامكانها عمل شئ في هذا الخصوص ما لم يكن هناك قانون رسمي يفرض عليها تنفيذه  .
 السؤال البسيط جدا هو لماذا لا يستخدم مكتب بارزاني صلاحياته السلطويه في المطالبه بصياغة قانون رسمي يحمي حقوق المكونات المشموله بالكوته في انتخاب ممثليهم  بحريه وديمقمراطيه ؟
 أما مطالبتكم القوى السياسيه بترجمة مفاهيم مبادرة مكتب البرزاني,فهو مطلب ليس في محله ولا قيمة له اطلاقا, وقد سبق وردت المحكمه الاتحاديه اعتراض بعض احزابنا على سيرعملية انتخاب المكونات لممثليهم في الكوته, والسبب كان واضحا,القوى السياسيه سواء في بغداد او اربيل تختار ترجمةالقوانين الساريه والتي تخدم مصالحها وليس ما تصدره المكاتب الحكوميه.لذا الاشاده ستكون في محلها عندما يتم اصدار قانون او تثبيت ماده دستوريه يتم بموجبها محاسبة من يتجاوز على حقوق غيره.     
الوطن والشعب من وراء القصد

17
الى السيد عمّار الحكيم  المحترم ,ائتلاف إدارة الدوله وما ادرانا بإدارته !
 في لقاء رئيس تحالف قوى الدوله الوطنيه السيد عمار الحكيم مع رئيس مجموعة الأزمات الدوليه السيد كومفورت آرو,قال سماحته بحسب موقع فرات نيوز في السادس من ديسيمبر 2023 ,بأن الاستقرارالسياسي في العراق متحقق بفضل ائتلاف إدارة الدوله الذي يُعد الأول من نوعه من حيث التمثيل المكوناتي.
تخيلوا معي شر نقمة البليّه التي ابتلينا بها,رجل دين نحترم إنتسابه لعائله دينيه معروفه,ونحترم عمامته ومقلديها,وإلاماذرفناالدمع حزنا ًعلى سماحته عندما صرّح  بانه مطلوب فلوس عليه تسديدها, ثم شكرناه على نكتة اكتشافه بان هوية كركوك هي كركوكيه,واليوم سنخاطبه كسياسي ومتحدث باسمنا كعراقيين.
  لي من المسلمين شيعة وسنه أحبّة احببتهم وأحبوني بصدق لاكثر من نصف قرن,لم أفرّق يوما بين سني وشيعي الا بمقياس المحبة والاحترام وبما يقدمه لوطنه وشعبه.
ياأستاذ عمّار , ليتك إستمريت بتشكياتك ونكاتك خيرٌمن التصريح امام وفود اجنبيه بكلام كل الدلائل تشير الى عدم صحته,حتى المسؤول الفاسد سيستغرب مما قلته فكيف بالمتابع الذي لاتفوته شارده الا ونبشها,ليعلم سيادتكم بأننا أضعنا الشليله وراسها بسبب زحمة تهافت وتسابق المعممّين مع ساسة الفساد والفشل والتخريب فطار الخيط والعصفور,كنا قابلين باستخفاف الفاسدين بعقولنا على مضض,ولكن أنْ تتساوى العمامه مع البوينباغ والشفقه والياشماغ,سنترك أمرنا لله ونقول هنيئا للمؤمن  بهذه النقلة النوعيه,نسيَ المعممّون باستثناء قلة محترمه عرفت قدر نفسها, أو تناسوابانهم لولا عماماتهم ما كان لهم  ذكرفي لعبة المحتل !  . 
 جنابكم بلاشك في مأمن ومستثنى من اي استجواب لاعتبارات معينه,وانتم أصلا في غنىً عن شرح اسباب زعمكم بأن الاستقرارالسياسي والتمثيل المكوناتي متحقق بفضل ائتلاف ادارة الدوله,لكن ذلك لن يُسكِت المقهورين على ظلم إن أتاهم من معمّمٍ او من إدارة إئتلافكم ,جنابكم تمتدحون التمثيل المكوناتي في ائتلاف ادارة الدوله وانتم خيرمطلّع على السطو الذي تعرض له التمثيل الكلدواشوري المسيحي من قبل ميليشيات ائتلافكم ممثلّة بحركة بابليون,لكنكم لم تحرّكوا ساكنا لسبب الله أعلم به !وتظاهرتم بعجزكم عن اتخاذ موقف من ازمة البطرك ساكو مع أحد أطراف ائتلافكم ,لا بأس إن كان من مبرر لذلك, ولكــن ما تبرير طمطمتكم على حقائق يعرفها القاصي والداني,ما الذي أخافكم او منعكم من أن تقصّوا على الوفد ظلم إئتلافكم بحق الكلدواشورالمسيحيين بأمانه بدلا من تدليس الحقيقه,اقلها لتبرئة ذمتكم والعلم عن الله بالذي تخفيه الايام .
  والله ياأستاذ عمار,في القلب غصّه وقد ملأتم صدورالعراقيين قيحا,حتى الوطن  كرّهتموه في أعينِ عُشّاقه,ولم تبقوا لهم سوى قراءة سورتا يَس والفيل عساهما تعجّلان ساعة الفرج برحيل ائتلافكم,فبلاوينا كلها من وراءإطاركم وائتلافكم .
الوطن والشعب من وراء القصد

18
      بوصلة الكلدان و مفترقات مسالك التيـــه / شوكت توسا
 خيــرُماأستهل به المقدمه,تذكير القارئ بباكورة نضال الكلدان في صفوف حزب إصطبغت جبال وسهول العراق وزنزاناته بدماء مناضليه الشيوعيين,يُفترض بمثل هذا الموروث النوعي ان يكون منبعاً للتصميم والاصرارعلى لم شمل بني جلدتهم والدفاع عنهم في ضائقتهم,لكننا مع الاسف لم نشهد طيلة عقدين شيئا من هذا القبيل أومامن شأنه تطويرما بدأ به إخوانهم.
 
ما يشهده الوسط الكلداني اليوم حالةًمثيره للجدل,تضاربت فيها المواقف تجاه ازمة حركة بابليون المتشيّعه مع البطريركيه,مواقف ضبابيه تتداخل اسبابها مع اسباب الفشل في تأسيس تنظيم كلداني فاعل,فبالرغم من تحمسهم الذي أوحى في البدء بولادة مفيده الاان اقتران ولوجهم ببنات أفكار وبردات فعل متشنجه أهدرت جهدهم وأضاعت حماسهم في قشورالتسميات وترضية الكنيسسه التي أتخذوها متكأ, فاتهم  بان التسميه لاتحمي إنساننا بل هو حاميها حين يتعافى,وفاتهم بان مصلحة رجل الكنيسه ستجعل منهم أداة لتدويرصراع لاناقة لهم به ولاجمل,ونتيجة تسابقهم في اداء قسم الطاعه,أصبح ريان بيضة قبان قسّمتهم الى منبهر بالمطران والى مائل صوب البطرك,والقسم المتبقي وقف يتفرج متعجبا علام اصبح الناشط القومي طرفا في خلافات المطران ومرجعه وكيف راح كل واحد فيهم يشاهد المسرحيه الريانيه بعين رجل الدين وليس بعدسة سياسي دارك.
الناشط الواعي ليس بحاجه الى من يسدي له نصيحه,يستطيع بنفسه قنص العبره من تجربه فاشله كفيله كي ترشده الى دراسة أسباب:إنغماسه في موضوع التسميات ,وتعويله على الكنيسه, والاستقواء بمن يريد كسرنا.أس البلية يا إخوان لايخرج عن دائرة هذه النقاط,أمالوكان الكبرياء قد ركب عقولنا فتلك ظاهره لو أضفناهاالى النقاط الثلاثه سنواجه معضله لا تُحل الا بالركون جانبا افضل من معاودة تنصيب  اوصياء جدد وترك عربتنا على السكه التي رسمها لنا الخطاب الديني ,وهي ذاتها التي أوصلتنا الى التيه الذي نحن فيه.
 طيلة سنوات,كنت كلما جيئ بطارئ قطارالكلدان أردد: "أتركو الكنيسه بحالها وأسسوا حزبا كلدانيا مستقلاً",قلتها يوم نكثت الكنيسه باتفاقهاعلى تسمية كلدواشوري سرياني في مؤتمربغداد2003,وقلتهاعندماابتدعواالواووالمتأشورللتنكيل بأهلهم في زوعا,وقلتها لمؤتمراتهم وتصفيقهم لميلشياوي جاءنا حاملا شارة التحدث بإسمنا,ومع إزاحة الستارعن قائمته الانتخابيه بدأت المسرحيه التي نشهد اليوم أحد فصولها .
في نيسان 2013,كتب المرحوم حبيب تومي قائلاً:"الكلدان كانوا أفضل حالاً في العقود التي سبقت عام 2003 ".أيّدت قوله وذكرت اسبابي,لكنه رد واصفاالمطران جمو بالمفكر القومي لإبداعه في اختيارفتى ولاية الفقيه,في وقت كانت أوضاعنا بحاجه الى تنظيم كلداني منعتق ليكون منافسا سياسيا لزوعا,لايهم حتى لوكنا استفدنا من الجزئيه التي أنجحت زوعا في إحتواء تسمياتنا داخل تنظيم واحد,لكنناإنشغلنا في تطييب خاطرمفكرنا القومي وإنجاح حركة بابليون التي سطت بأصوات الشيعه على تمثيلنا في البرلمان مؤخرا .
 عند جلوس البطرك ساكوعلى كرسيه,فعل حسنا حين دشن اعماله بإطلاق شعاره التوحيدي وإلغاء تخويل ريان للتحدث بإسمنا,لكنه خبطها عندما جَلد ندِه المطران جمو بمعاقبة كهنة ابرشية سندياغو,ثم زادها حبه بتأسيس رابطته العالميه معتبرا اياها بديلا توحيديا أنجع من مؤتمرات المطران,لاحظ عزيزي القارئ كيف أصبحنا في مؤتمراتهم ورابطتهم قرابينا على مذبح خلافاتهما فابتلعنا طعم إستقدام الغرباء من الشمال والجنوب الى حارتنا,وخرجنامن المولدبلا حمص,تُرى ايهما نشكر حتى نلوم الثاني؟.
 أنا من ناحيتي شكرت الاستاذ داؤود برنوعلى سرد احداث في القوش قبل اكثرمن ستين عام,ومن يقرأ ردوده على استفساراتي,سيدرك مخاطراستعانه الناشط بالكنيسه والاستقواء بالغريب لمحاربة أهله,مسالك قاتله مازالت تفعل بنا فعلها .
أختم بعد اعتذاري عن طول المقال,واقول بقدركثرة خيباتنا كثرت امنياتنا,سأختار الأسهل وأتوجه بها الى مفكرّنا القومي المطران جمو,متمنيا منه الافصاح عن سبب توريط ابناء شعبه في مشروع ولاية الفقيه,لوفعلها سيترك ماثره تستوجب صلاة ورديه يتقدمها غبطته لمغفرة الجميع حتى يتسنى طي صفحه و فتح اخرى .
الوطن والشعب من وراء القصد

19
مهلاً يا وزيرنا الأول ,حضرتكم قائد عام لقواتنا المسلحه أم مراسل صحيفه إخباريه /شوكت توسا
 حزّ في نفسي أن أشاهد وزيرنا الاول السيد محمد شياع السوداني وهو يحكي لنا قصة آمر فوج بالحشد الشعبي يستخدم رتلاً من الجكسارات لحمايته اثناء زياراته العائليه واصفا الحاله بالفساد!
سمعته ويا ليتني لم اسمعه وكأني به مراسل صحيفه يسترجي الــ عفارم على اكتشافه الكبير! طيب ما الذي تركته لنا يا سيادة القائد العام لقواتنا المسلحه ؟
 لو حكاها مواطن بسيط ضاق ذرعا مما رآه,سيحكيهاناقدا ناقما يستنجد بشفاعة المسؤولين لمحاسبةهذا الفاسد,لكن أن نسمعها من لسان القائد العام للقوات المسلحه فتلك ورطه بحق وحقيقه ,تُرى بمن يستنجد دولته لمحاسبة فاسد يتجول ومعه قوه مدججه دون رقيب يحاسبه,بصراحه يا دولة رئيسنا المحترم,حفظا على سمعتك ورحمة بشعبك كان الأجدربك ان تستقيل براس مرفوع كما يفعل الرؤساء الهمّامون في بلدان الكفر,اوعلى الأقل تحفظ ماء وجه الحكومه بترك هذا الولائي الفاسد شأنه شأن غيره من الفاسدين مادمتَ بهذا العجز والخوف من ذكر اسمه ورقم فوجه فكيف ستحاسبه,هذا عدا انك في حكايتك زرعت مزيدا من الخيبة والرعب في نفوس أبناء شعبك ,عذرايا دولة الرئيس لن تسمع من شعبك كلمة عفارم وانت في هكذا حال,انما ستسمع العباره الجنوبيه الشهيره " قيم الركاع من ديرة عفج" مع احترامنا لمقامك.
ما أتعس حظنا حين يتولّى أقدارنا أتقياء مؤمنون بين حاجّ ٍ للعمره , وراكع  يصلي  و يديه ممدودتان للسماء وبين مجاهد للقدس يأتمر بأوامر ايران , بينما الشعب حائر لمن يشكي حاله,لم يعد بإمكاننا أن نصدٌّق كلامكم بعد ان نكثتم بكل وعودكم فلم تُبقي لنا كثرة المظالم سوى التمني بإنجلاء ليالي الضيق في اشراقة صباح ينهي مشواركم الذي غدا كابوسا مضافا الى كوابيس نظام صدام على صدورالشعب,حذارمن الساعة وهي آتيه لا محال ,فالشعب الذي تورط بكم وتحملكم كثيرا ستكون له كلمته في تشرينيته القادمه يوم لاينفع ندم  .
الوطن والشعب من وراء القصد

20
مذبحة بغديدي جرحٌ لن يندمل ودرسٌ لابد أن يكتمل   
 في مشهد دموي ذابت بنيرانه اجسادٌ بريئه وإختنقت بغازاته أنفاسٌ لم تطلها النار,فتطشرت أحلام يافعه وتبددت آمال خضراءفكانت الغصه,طال الزمن أم قصر ستتكشف خفايا جريمه كان ممكنا وقوعها في غير بغديدي,لكن الجرح يبقى جرحنا والغصة لنا كلنا,أماالمفجوع بأحبابه فلن تواسيه كلمة معسوله يروجها روزخون,أوحاكم فاسد وصف الفاجعه بحدث عرضي فمَنّ على المفجوعين ظنّا منه انه بدريهماته سيغسل عار شلته الفاسده,أسلوبٌ قذرلطالما عهدناه لا يلجأ اليه الارعديد يخشى كشف خيوط الجريمه أو ساذج اهبل لا يفقه ما معنى الفساد وما يسببه من إنفلات .
 امانة الكلمه مرآة لكاتبها,لا تستقيم الا بصراحة وشجاعة قائلها,والاسيكذب القائل بأن القلم أمضى من السيف,ادّعاء القضاء العام لا يحتاج الى من يدله على وكر المتهمين,ليفتح ملفات الفسادالتي أمامه وتلك المغطاة باتربة الرفوف بانتظار شهمٍ يفتحها,إذ فيها ما يكفي من أدله لفتح قضبان السجون لاصحاب مكاتب الاحزاب الاقتصاديه التابعه لجهات شيعيه وكرديه بثت الفوضى والفساد في سهل نينوى في صراعاتها لبسط سيطرتها,نعم وألف نعم ,القضاء يعرف حق المعرفه بأن هؤلاء وزبانيتهم هم وراء فاجعة بغديدي ووراء العديد من الفواجع التي حصلت في أماكن واوقات مختلفه,كفانا خداع فقد سئمنا طمطمات القضاء على كبار الفاسدين بخديعة ملاحقةالسماسره وترك الحيتان تسرح وتمرح ,كان صادقا ونستن تشرشل حين قال مادام هناك قضاء شغّال يساوي بين البريطانيين لا خوف على بريطانيا,مصيبتنا هي في قضاء  تفتقّت عدالته في ملاحقة صبي حاش دجاجة تائهه لبيته فاتهموه بسرقتها وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات,بينمايتلعثم ويخنس امام محاسبة حيتان السراق المعروفين فيتركهم طلقاء جاثمين فوق صدور الشعب يسيرون بالعراق من خراب الى خراب .
 فاجعة بغديدي أيقظتنا من غفوتنا,تغافلنا عن أناس حسبناهم من أولياء القوم واذابطعنات سكاكينهم تصك عظامنا,فاطلقت حناجرالمفجوعين صرخاتها في العلن خائن خائن يا فلان ,والمصيبة ان فلان ماسك بمقبض السكين  وهومطران.... فيا لمصيبتنا.
في كل زمان ومكان,الشاطر الشجاع هومن ينشّط صوت العقل في ساعات احتدام الوطيس فيكون سباقاً في إستقراء الظرف ومواجهة المحنه,مستقبل سهل نينوى يا اخوان غامض ينبئ بشر ما دامت حاراتنا اسيرة تطوّقها صراعات ميليشيات الاحزاب على ارض ورثناها من أجداد أجدادنا,نحن عايشنا تجاربا وعن اسلافنا نتناقل قصصا تقول حين تغيب السلطه او تضعف أدواتها,تكون مهمة وجهاء القوم وعقلائه تفعيل العقل والمبادره لايجاد وسيله لحماية اهلهم من تشظيات صراعات الغرباء,لنفكربتشكيل مجالس محليه ,ينتخبها الاهالي من بين الأخيارالمحبين لشعبهم ووطنهم مهمتها التنسيق المباشر مع المسؤول الاداري التابع لمركز المحافظه لمناقشة أحوال الناس وتلبية إحتياجاتهم بعيدا عما يريده السياسي الفلاني و المجاهد البرلماني العلاني, وهو جزء بسيط من حقنا في وطننا الأم.
 ملاحظه مهمه اودان اشير فيها الى اننا في لحظة غضب يمكن ان نعطي للقضاء  تبريرا لغض الطرف عما هو أكبر في بلد كبارمسؤوليــه ِهم كبارفاسديه,يبحثون عن اية ذريعه للطمطمه على مخازيهم بتنسيبها الى سماسره صغار,هكذا هو ديدنهم وهذا ما لاحظناه في تقرير التحقيق الأولي,لنحشّد اصواتنا لمطالبة القضاء بالكشف عن حيتان الفساد,ما عداه من كلام يبقى تسويف و استهتار بأرواح الناس وفواجع أهاليهم.
 أتمنى ان تبادر بلداتنا بمفاتحة محافظ نينوى بموضوع تشكيل مجالس شعبيه,ثم في زيارته لنشكره على دعوته وتشجيعه لكل من يمتلك معلومه مفيده تقديمها للجنة القضائيه المُشكّله في محاكم نينوى للتحقيق في فاجعة بغديدي,أملنا في قضاة نينوى النزاهه لإحقاق العدل.
الوطن والشعب من وراء القصد             

21
      بعد نصف قرن من الغربة .. ابو جوزيف يتوسّد صدر مُرضعته ويتدّثر تراب مولده / شوكت توســا

 في  16 اوكتوبر من كل عام, تمرعلينا ذكرى رحيل المناضل الشيوعي توما توماس . وإحتراما ًلتاريخه النضالي ولذكرى رحيله , أعيد  نشر مقالتي التي كـتبتها بمناسبة  نقل جثمانه من دهوك الى مقبرة القوش  بتاريخ 22 اوكتوبر 2010.
 بعد وفاته باقل من اسبوعين ,اي في اواخر اوكتوبر 1996توفرت لي في الاردن فرصة  قراءة  مذكراته المكتوبة بخط يده ,أقتبس من مقدمتها  قوله: (( انا من مواليدعام 1924في بلدة القوش العريقه  في بلاد  بيث نهرين من بلاد آشور, تبعد 40 كم عن نينوى آخر عاصمه للاشوريين ,تميزت بلدة القوش بمواقفها القوميه الشجاعه بمساندة ابناء قوميتها اثناء المحن,أتذكر جيدا ( فرمان الاشوريين)أحداث سميل, وكيف احتضنت  القوش العوائل الاثوريه التي هجرت قراها.... )). انتهى الاقتباس.
وبحسب مذكراته, تعرّف  طيب الذكرعلى الفكر الشيوعي بواسطة المرحومين شماشا ابريم عما  والمحامي عبد الرحيم قللو في كركوك, انضم الى صفوف الحزب في نهايات خمسينات القرن  الماضي  قبيل ثورة 14 تموزعام 1958, والتحق بعد ذلك كمقاتل  أنصاري في صفوف الحزب الشيوعي  ضمن الحركه الكرديه في شمال العراق , ونظرا لبسالته واخلاصه في عمله العسكري والحزبي, أصبح مسؤولا قياديا في حركة الانصار الشيوعيين في منطقة بهدينان ثم تدرج  في تحمل مسؤولياته الحزبيه والعسكريه.
 إنه مشوارنصف قرن أوما يزيد من نضال متواصل, إنها رحلة عقود طويله بعناقيد مثقله بالظلم والقهر والتشرد , فقد خلالها فلذة كبده منير ورفيقة دربه ألماس, وفرهدت السلطات الغاشمة ممتلكاته, وتشردت كامل عائلته, ولكن رغم هذا كله, لم يحنِ توما توماس قامته  العراقيه الشيوعيه الشامخه لأي من هذه النوائب التي تهز الجبال العاليه , ولم تنل منه مغريات الحياة الفانيه اي منال , ظل حتى آخر لحظه من حياته التي ودعها في سوريا وفيا لقضية شعب يسومه الحاكم الظالم كل انواع الضيم, ومن قامشلي كان قد نقل جثمانه الى مقبرة  دهوك, ظل هناك ينتظر بالصبر الذي عرف عنه حتى نقل  جثمانه الى القوش التي وهبها ما لم يهبها إنسان قبله, ليعود الى الصدرالذي رضع منه أولا, وليتوسد تراب مولده في رقدته الأبديه الى جانب رفيقة عمره وشريكة عواديه التي رغم إشتداد النوائب ابت إلا ان تكون توأمه دائما.
إذن إجتمع خالد الذكربرفيقته وحبيبته أم أولاده ليكون اللقاء الابدي رمزا للحب المتجدد والتضحية والفداء, إجتمعا تحت شاخصة قبرلابد أن تشكل في ضمير الانسان العراقي عموما والألقوشي خصوصا وعلى مدى الدهر, مثابة محطة تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها: العزيمة والثبات.
حين نريد التحدث بحياديه وتجرد عن رجل بقامة وفكر توما توماس, فأنا ارى من الظلم تنسيب تاريخ نضال الرجل واختزاله بجرة قلم غير مسؤوله  بطائفه  او بكتله بشريه قوميه, وإن فعلنا ذلك على طريقة النافخين في قربة مثقوبه من خلف البحار البعيده, طريقة من غيّروا الوان جلودهم مرات ومرات كما الحرباء , فإننافي فعلنا هذا سنتجنى  على تاريخ بطل مناضل وعلى رسالته التي تعني وطنا وشعبا برمته, على هذا الأساس  لم يتردد في دعم ونضال الحركه الكرديه , كما لم يألو جهدا في دعم  ومساندة مؤسسي الحركة الديمقراطيه الأشوريه في بدايات الثمانينات , إذن رسالته هي  أشمل  واقدس من رسالة راهب متنسك عزل حياته من اجل قضية تنحصر بين اربعة جدران عاليه رطبه في دير عتيق.
  الرجل توما توماس لا يليقه مطلقا أن ننسب نضاله سوى الى ما يستحقه, فقد حمل على كتفيه مدى ما يزيد على نصف قرن من رداءة الزمان, قضية شعب ووطن,هذه القضيه كما نعرف جميعا تتجاوز  سقف القومية والدين  وتتسع مساحتها لتضم كل القوميات العراقيه, فالشعب العراقي يظل رغم كل الدعوات الطائفية والقومية الضيقة, بعضه شريك لبعضه في السراء والضراء.
وبقدر إعتزازنا وفخرنا بعودة جثمانه الى حضن أمه القوش التي ولدته وارضعته حليب الشهامة والشموخ ,إلا أننا نثق ان اي بقعه على ثرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ليست اقل طهرا ومعزة من الارض التي توسدها, ناهيكم عن ان الفكر(الشيوعي) الذي كان يتبناه الرجل يرفض بالمطلق بدعة النقاء العرقي ويتعامل مع الدين كقضية إيمان فردية محضه تخص صاحبها ليس إلا.
 حاشا ان يكون توما توماس قد مارس النضال مجرد هواية كمخاض لعقده نفسيه او ترف فكري يستجدي منه تحقيق مكسب شخصي على طريقة من صاروا يتخبطون كما المصاب بحمى الهذيان وسط شوارع المدن التي تسترعريهم الفكري وتخبئ عوراتهم  وراء مسميات وتشكيلات وهميه خلقوها للتلاعب بعواطف البسطاء, إنما  مارس نضاله كناموس إنساني إستمد بنوده من أنين المحرومين نتيجة السياسات الظالمه التي مارستها الانظمه المتسلطه على رقاب الشعوب بقوة الحديد والنار, ويوم بدل المطبلون لون جلودهم,إزداد إيمان الرجل ضراوة بتمسكه بلون جلده الموبوء بجراحات التشرد ونتوءات الصخور التي تعود ان يتوسدها واصبعه على الزناد دفاعا عن قضايا الشرفاء المظطهدين والمسلوبي الحقوق, ويوم ساوم  المطبلون على شرف انتمائهم القومي والفكري الذي يتشدقون به اليوم, أصرالرجل على أنه إنسان عراقي كلدواشوري وهب نفسه للعراق كله, وهذا ما تحكيه لنا وثائق مؤتمرات الحزب الوطنيه وعن لسان رفيق دربه دنخا البازي.
لم يكن توما توماس يوما عضوا في منظمه وهميه تضم مجموعة من الجهلة والأميين جعلت لها من صفحات الانترنيت مقرا يدار بفارة الحاسوب,أنما كان قائدا في تنظيم سياسي قدمّ الالاف من أعضائه أرواحهم رخيصة من أجل قضية الفقراء والمسحوقين والوطنيين الشرفاء, إذن لتسكت اصوات  النشاز ولترتفع أصوات المنشدين بالمجد الذي يستحقه توما توماس ورفاقه الشهداء الأبطال.

بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم العائد, وبوركت البلده التي أنجبته إبنا بارا لها, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات لابد من إستذكار مواقف هذا الرجل الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء ,رحل عنا الرجل بجسده  لكنه عاد  بروحه المبتهجه الى مثواه  بعد ان ترك  لنا إرثا متميزا من عطاء الأشداء المحنكين, إرثا لا يقبل الحكر  ولا التقسيم  البتة ً,انه ارث أممي ووطني ثم قومي,فيه من الثراء بما لا يقبل التفريط  به بأي شكل من الاشكال ,والذي  يصون هذا الورث ويأتمنه بصدق, له الحق ان يتباهى  به  وبإسم صانعه ,شريطة العمل على تحقيق تلك الرساله التي توالى وستتوالى على حملها الأجيال مثلما حملها المرحوم بدمه وعقله وتضحياته.

المجد والخلود للمناضل  توما توماس (ابو جوزيف) .

22
 الصديق الاستاذ داؤود برنو المحترم
تحيه طيبه
 جنابكم الكريم خيرمن يعرف بأن القارئ عندما يقرأ, يفعلها للتعلّم وللإطلاع بحثاً عن معرفةالمزيد كلما توفرت له فرصه مضافه للوصول الى الحقيقه, فيتفحص كل شاردة ووارده تصادفه ثم يقارنها مع ما عنده, ونظرا لأنكم كتبتم اربعة حلقات عن موضوع المعارضه العراقيه,موضوع دسم ومهم في تاريخ العراق  السياسي الحديث,فجنابكم بلاشك كنتم من المطلعين عن كثب على علاقات فصائل المعارضه فيما بينها وتقلباتها التي ادت الى تعدد تسمياتها(جوقد,جود,جك) ,إذن من الطبيعي جداً أن تواجهك تساؤلات ليس بالضرورة ان يكون القصد منها التشكيك بصحة سردكم,إنما إشباعا لرغبة القارئ في معرفة المزيد مما فات إدراجه لاي سبب كان.
 من خلال سردكم يتضح بأنكم عايشتم حقبه زمنيه كانت فيها فصائل عراقيه قد تبنت مشروع معارضة النظام سياسيا وعسكريا,كنتم في وقتهااي في مطلع الثمانينات تمارسون كما ذكرتم نشاطا سياسيا قوميا ضمن حزب بيث نهرين,سعيتم ما بوسعكم من اجل إشراكه في العمل المسلّح لكنكم لم تفلحوا اوربما لم تكملوا سعيكم لاسباب لم تتضح  .
 من خلال قراءتي أجزاء سردكم الأربعه, تجمعّت عندي ملاحظات اوهي بالاحرى استفسارات علّها تحظى باجابات.استهلها بالاستفسار لو سمحت عن تاريخ إنتمائكم الى حزب بيث نهرين . 
رابي العزيز,بخصوص جوقد( الجبهة الوطنيه القوميه الديقمراطيه)التي تم تشكيلها في دمشق بتاريخ 12 تشرين الثاني 1980 وضمت الحزب الشيوعي العراقي(عزيز محمد),الاتحاد الوطني الكردستاني(جلال طالباني),الحركه الاشتراكيه العربيه(جواد الدوش),قيادة قطرالعراق لحزب البعث(جبار الكبيسي),الحزب الاشتراكي( مبدر الويس),جيش التحريرالشعبي(هاني النهر),الديمقراطيين المستقلين(حسن النهر) ,الحزب الاشتراكي الكردستاني (محمود عثمان).قلتم في سردكم بأن هذا التشكيل كان يتلقى الدعم من القياده القوميه لحزب البعث السوري وسبب الدعم  واضح لا يحتاج الى توضيح, ولكن لو صح القول بأن نظام معمر القذافي كان يدعم ويموّل جود (الجبهه الوطنيه الديمقراطيه) التي تم تاسسيها في 28 تشرين الثاني من عام 1980 لتضم الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي الكردستاني ,ما هو تفسيرك  لاسباب  هذا الدعم؟.
 قلتم أيضا بأنكم التقيتم بقيادات وشخصيات حزبيه قوميه ودينيه وشيوعيه معارضه وطلبتم منها دعم حزبكم لممارسة دوره السياسي والعسكري,في لقائكم مثلا مع القيادات الكرديه,هل تلقيتم دعماً عمليا لحزبكم ؟.
كما والتقيتم بممثل الحزب الشيوعي العراقي في سوريا السيد جوهرشاويس و تحدثتم  أيضا مع سكرتير الحزب عزيزمحمد فأحالكم لبحث طلب تسليحكم الى المرحومين  ابو عامل  وابو جوزيف,لم تذكر لنا هل التقيت بهما وما الذي دارفي اللقاء, أم انك لم تلتق بهما؟في هذا السياق,هناك ما يؤكد بأن المرحومين كانا قد قدمّا دعم حزبهما للحركه الديمقراطيه الاشوريه في الفتره التي تتحدثون عنها,تُرى هل كان موقف الحزب الشيوعي مختلفا تجاه تنظيمكم,أم أن كلام السيد ثابت العاني كان سبب عدول حزبكم عن فكرة التسليح ؟ . 
سبق لي وألتقيتكم عام 1968_1969 في الموصل وانت عسكري تحمل رتبة موس على كتفيك  ثم تدرجتم في الرتبه,حبذا لو أوضحت كيف إستطعتم الانخراط في السلك العسكري,هل تم ذلك بتزكيه من جهه سياسيه  ام قدمتم لها كأي وظيفه؟ .
في معرض حديثكم ذكرتم إسم المعارض حسن النقيب والقيادي البعثي جبار الكبيسي,هل لديكم اية معلومات حول نشاط الضابط عوني القلمجي في تلك الفتره؟
 في حديثه معكم, أكد لكم الشيوعي المعروف ثابت العاني على اختراقات اجهزة النظام لتنظيمات المعارضه, دعني استفاد من ذاكرتك لو سمحت كي أستفسر منك حول حادثه حصلت في العام 1983 في القوش.حيث داهمت قوه امنيه وحزبيه بيت والدي في القوش مما افزع الوالدين في وقتها دون معرفة السبب,فأخذوا كل رسائل وعناوين وارقام تلفونات اشقائي المقيمين في اميركا,مما إضطرني الى تكليف صديق عزيز يقيم في ديترويت حاليا  لمعرفة السبب وإستعادة الرسائل لوأمكن, فتبيّن بان سبب المداهمه كان معلومه استخباريه تتهم  شقيقي المرحوم ممتاز بقيادة فصيل اشوري مسلّح في شمال العراق,معلومه كانت بالنسبة لعائلتنا أشبه بنكته لعدم صحتها إطلاقا,وقدأفلح صديقي في إقناع ضباط أمن القوش وتلكيف وحتى الشيخان بعدم صحة هذه التهمه وعلى اثرها تم اعادة الرسائل,وحينما تسنى لي اللقاء بشقيقي المرحوم بعد أكثر من عقدين تحدثت معه حول التهمه,فاخبرني بانه صادف مره ان حضر لقاءً عابراً مع شخص محسوب على حزب بيث نهرين لا أكثر, تُرى هل كان حزب بيث نهرين مخترق من قبل اجهزة النظام الحاكم في بغداد؟.
أكتفي بهذا القدر شاكرا لكم مقدما إجاباتكم.
تقبلوا  تحياتي

23
نيافة المطران يونان حنو صوت في عالم الصمت
كي لا يتشعب حديث موضوعنا الى مناحي تُبعدنا عن هدف عنواننا, سوف لن نتطرق  الى  ما ترتّب على اشكاليات ومسببّات تراجع دورهيئات شعبنا السياسية ومنظمات المجتمع المدني وعجزهم عن متابعة ومعالجة أوضاع شعبنا التي تسير من سيئ الى أسوء, لكن جدير بنا في زمن تتكاثر فيه المحن والازمات أن نتطرق الى المثال المتمثّل  بنيافة المطران يونان حنو لأنه في الحقيقه يشكّل حاله جديره بالمتابعه, واغلب الظن حسب ما استشفه من خلال طريقة ظهوره واسلوب تعامله الجاد, هو ان نيافته لا يبدو من الصنف الذي يبحث عن الاشادات والمدائح ولا عن العداءات والتملقات حاشاه بقدر إحساسه بالمسؤوليه الملقاة على عاتقه تجاه ابناء شعبه , فمن خلال متابعتنا المتواضعه  لما يقوم به في ظرف غاية في التعقيد , لن أبالغ لو قلت بأنه استثناء في جدارته الروحيه وديبلوماسيته المحنكه وتمسكه الصلب بحق شعبه في العيش حرا كريما  دون ان  يحصر مهمته هذه بابناء  بلدته بغديدي ليثبت لنا انه في دفاعه الدائم عن ابناء شعبه المسيحي في العراق انما يجسد أممية  ايمانه الروحي والفكري الذي قلّما شهدناه في الوسط الروحي ولا حتى في الوسط السياسي المدني في خضم الاضطرابات التي عمّت العراق بعد 2003.
من المعيب والمؤسف له  ان نشاهد على القنوات ونحن نستمع الى بعض الممثلين المحسوبين علينا في البرلمان يتفوهون بكلمات لا تليق برجل دين كالمطران حنو نذر نفسه للدفاع عن حق ابناء شعبه,عتبي الشديد بل شجبي اوجهه للبرلماني المسيحي الذي يستنكف من ذكر اسم نيافته ويتهمه بالكذاب في وسائل الاعلام,ما هكذا تورد الابل يا اخوان يا من تدعون تمثيل شعبكم المسيحي,مالذي سيقوله عنكم اهلنا وانتم تهينون رجل دين مثابريتبعه عشرات الالوف  يختلف معكم في رؤاه حول ما تقومون به وهذا حق مشروع , ومالذي سيقوله عنكم العراقيون الذي يكنون كل الاحترام والتقدير لشخص هذا المطران الذي لولا صدقه و شدة حرصه على شعبه لما إلتفت حوله الجماهير وايدته في وقت تكاد تخلو ساحتنا السياسيه من الاصوات المدافعه عن شعبنا.
 إنها أمنيه أن نرى في أوساطنا رجالا مدنيون كانوا ام دينيون على نحو المطران حنو يطلقون صرخاتهم النابعه عن حرصهم على شعبهم وليس طمعا بمكاسب الدنيا الزائله....
الوطن والشعب من وراء القصد

24
أهــالي بغديـــدي المنكوبين  أدرى بشعاب بلدتهم  .
 أن نتهم أونبرئ من دون دليل,فنحن لسنا بمؤهلين لممارسة دور القضاء في جريمة  تحيط بها الشكوك بسبب تداخل عوامل  سياسيه واقتصاديه وأخلاقيه تتحكّم فيها   الاعيب ظاهرة الفساد التي تدرّبَ عناصرها على التحايل والشيطنة في اساليبهم,إذن الفساد هو المتهم المحوري في فاجعة بغديدي, وهذا يعطينا الحق في التحدث عن مانراه مفيداً في التحقيق,الحديث على سبيل المثال عن ظاهرة مكاتب الاحزاب الاقتصاديه التي تم تداولها في التراشقات والاتهامات المتبادله بين الاحزاب الشيعيه والكرديه التي تخوض صراعا فيما بينها  ولكن على ماذا؟مما يزيد الشك في مصداقية تحقيق أجرته لجنه عادت بذاكرتنا شئنا ام ابينا الى نزاهة سابقاتها التي طمطمت على فساد شخصيات سياسيه كرديه وشيعيه يُفترض ان يكونوا وراء قضبان السجون ! فنضطرنحن الذين لا حول ولا قوة لنا الى ضرب الاخماس بالاسداس بحثا عن مسبب  فاجعة بغديدي وعن الجهه القادره على كشفه.
سبق وقلنا في مكان آخربأن خير من يستطيع  تقديم المعلومات للوصول الى الادله المفيده في التحقيق هم أهالي بغديدي المكتوين بنيران صراعات الفاسدين,نعم هناك من سيلتزم الصمت على ما تقوم به المكاتب الاقتصاديه لاسباب خاصه به, لكن الغالبيه تعرف ماهي المهام التي تقوم بها هذه المكاتب ,هنا من واجب القضاء أن يبحث وينبش المستور ليس فقط للإمساك بخيوط مسببات حريق القاعه,إنما هي فرصة لتحقيق إجراءات أحترازيه مما تخفيه لنا الايام.
غالبية ابناء شعبنا المصدوم وأهل بغديدي المنكوبه تحديداً مع الطعن بتقريرمعروف  ومقروء سلفا لايختلف عن مخرجات عشرات اللجان التحقيقيه التي سبق وشُكلت للتحقيق في ملف سقوط نينوى بيد الدواعش تم طمطمته بذات الطريقه التي تم فيها تسويف جريمة مقتل 800 شهيد تشريني  وعشرات الالوف من المصابين والمختطفين,أما مذبحة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شاب,فالثكالى ما زلن يطرقن ابواب المسؤولين بحثا عن مصير فلذات أكبادهم ,وهل شهد قرننا الحالي فلماً مُضحكاً مثل فلم سرقة القرن بطولة نور زهير وهيثم الجبوري والحبل على الجرار اذ نحن اليوم بصدد ملف بيع ميناء خور عبدالله وأم قصر للكويت لقاء هدايا ثمينه و رشوه ماليه مقدارها ستة مليار دولار وزعتها الكويت بين أعضاء لجنة التفاوض العراقيه .
لقد بات كل عراقي ومن دون استثناء أحد,يؤمن بأن تسويف ملفات الفساد والتغطيه  على جرائمه قضائياً أصبح  ديدناً مُصاحبا ً لسلوكيات الحاكمين الفاسدين,هذه حقيقه  تأكدت صحتها لدينا منذ ان طمطم الأوغاد على جرائم مقتل الشهداء المطران رحو والكهنه وحادثة سيدة النجاة .
 لذلك نقول للفاسدين وبملئ فمنا,لم يعد لقسم يمينكم اية قيمه بعد ان حنثتم  به مرات ومرات قبل صياح الديك,فتعوّدناعلى جعجعاتكم و أبواقكم الصوتيه الكاذبه  بعد كل ازمه او فاجعه تحل بنا دون ان نتلقى  منكم  ذرة طحين, شعبنا بحاجه الى طمأنته نفسيا بتخفيف وطأةهول الصدمه وبشاعتها,فبشاعة الكارثه وتعدد وتنوّع أفادات الناس وتحليلات الخبراء من جهه, وتبادل الاتهامات بين الجهات السياسيه الشيعيه والكرديه من جهه أخرى,تشكل تفاصيل لايجوزلاي سبب تجاهلها في التحقيق  بل تستدعي القضاء الى التحقق الجاد والنزيه في كل شاردة ووارده مهما صغرت,أما تخدير الناس بتقريرسريع وعشوائي يعتبرالفاجعه حدثا عرضيا بسبب الالعاب الناريه ومخازن الخموروأرضية القاعه وخواء خزان ماء الاطفائيه,هذه كلها لا تشكّل في نظر الناس سوى شخابيط  معروفه ناتجه عن فساد بلغ حداً لا يتخيله  العقل,ليس من المستبعد ان يكون المراد من هذه الشخابيط ايجاد كبش فداء للتغطيه على جرائم كبار الفاسدين الذين يديرون المكاتب الاقتصاديه ,يبقى السؤال الذي لن نلقى له جوابا : من الذي سيحاسب رؤوس الفساد ؟.
كان الرب في عون اهلنا المنكوبين ,ليس أمامهم الآن سوى خيار تسليم أمرهم بيد القضاءآملين منه إثبات جديّته ونزاهته  في اجراء تحقيق معمّق  دون محاباة أحد, ومن يريد إختصار الطريق للوصول الى المسبب الحقيقي,عليه كما اسلفت الاستعانه بافادات اهالي بغديدي  ومن ثم تدقيق مصادر وصحة صدور الوثائق التي سمحت لصاحب القاعه بتشغيلها,هذاابسط ما يجب القيام به بل هو من صلب واجبات المحقق  القضائي في هكذا قضيه,اماالضحك علينا في اختزال الكبائربمحاولة تسويق صغائر توصيات تقريراللجنه,فهي جريمه أخرى بحق الضحايا وذويهم,ولوحصلت وهو امر متوقع مع الاسف,لن يكون امام ذوي الضحايا اي خيار سوى خيار الاستعانه بفريق محامين لتقديم شكوى جماعيه الى محكمه  مختصه عراقيه او دوليه تتعامل قانونيا و بحياديه يمكن ان توصلنا الى ادله تسقط أمامها  قيمة الحجج الوارده في تقرير اللجنه . 
 ختاما ..... تعازينا ومواساتنا لأهالينا في بغديدي, ولهم نقول للدموع والشموع لحظات مريره, لا تتبدّد أشجانها الا بالمواقف والمآثر. 
الوطن والشعب من وراء القصد

25
تــبّاً لكــــم  أيها الفاسدون !
تعيش بلدة بغديدي العزيزه في هذه الساعات الاليمه  حصيله كارثيه جديده ناتجه عن نيران صراع الاحزاب الكرديه والشيعيه ,إلتهمت ارواح اُناس ابرياء جاؤوا الى قاعة الهيثم بملابسهم  المزركشه كي يقضوا ساعات من الفرح والابتهاج  بمناسبة مفرحه تنسيهم همومهم ومشاكلهم اليوميه التي تسببها صراعات الاحزاب المتكالبه على قرى وبلدات سهل نينوى, فانقلبت فرحة المناسبه الى  محرقة راح فيها المئات من الضحايا والمصابين.
لولا فسادكم وإنشغالكم في صراعاتكم على املاك غيركم ,ما تجرأ سماسرتكم الأرذال على تشييد سقوف كارتونيه سرعان ما اشتعلت لتلتهم أجساد المئات من الاطفال والنساء والشباب, ولولا إنغماسكم  في مستنقع الاستحواذ على أملاك واراضي غيركم , ما كنتم أهملتم  احتياجات الناس وتوفير اسباب السلامه  في هكذا أماكن تكتظ فيها الناس.
تباً لكم ايها الفاسدون ,اجساد العرسان والناس المبتهجه  تبخرت وشغلكم الشاغل الان كيف يمكنكم ان تستغلون هول الكارثه في مزايداتكم على تقديم العون للجرحى وذوي المغدور بهم  من اجل كسب ود وتأييد الناس لمشاريعكم المريضه,هذا هو ديدنكم  دائما,لم تهمّكم يوماً حياة وسلامة الناس بقدر ما تهمكم اطماعكم الذاتيه على حساب حياة الناس .دماء الابرياء في رقابكم مهما حاولتم تبييض وجوهكم الكالحه.
الرحمه على أرواح الضحايا المساكين, والشفاء العاجل للمصابين. 

26
كلمتان حول زيارة وفد من زوعا لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في القوش / شوكت توسا
في مساء يوم الثلاثاء الموافق 12 سيبتمبر 2023 , قام وفد من فرع سنحاريب  للحركه الديمقراطيه الاشوريه بزيارة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في القوش, يمكن الاطلاع على تفاصيل الخبر بالضغط على الرابط أدناه:   
https://www.zowaa.org/فرع-نينوى-سنحاريب-للحركة-يزور-الحزب-ال
 بلا شك هكذا زيارات مطلوبه وهي مفيده جدا خاصة حين تتم  في ظروف وبلدات ابناء شعبنا بأمس الحاجه الى من يسمع همومها ويسعى الى توفير الخدمات وتحقيق الامن والاستقرار,ولكي يكون لهذه الزيارات واللقاءات صداها وفائدتها المرجوّه حبذا لو كان الهدف منها تبادل الرأي حول سبل تطوير أوضاع البلدة  وخلق اجواء مستقره لمشاركة الناس في استتباب امن البلده وتحسين اوضاعها الاقتصاديه من خلال مطالبة السلطات في الموصل وبغداد بتخصيص مبالغ ماليه لاقامة مشاريع خدميه و انتاجيه في الناحيه ولتكن صغيره من شأنها ان توفر فرص العمل وتعود على البلده بفوائد اقتصاديه.
ونظرا لفائدة هكذا زيارات او لقاءات,فهي من الاهمية التي تستدعي  عدم تقييدها وحصرها في مناسبات محدده,كمناسبة الاقتراب من انتخابات أو مناسبة احتفال أو لمواجهة ازمه طارئه,هموم الناس كثيره مع الاسف وهي بحاجه الى من يستمع اليها ويتابعها من اجل ايجاد الحلول لها . ما الذي يمنع  من جدولة هذه اللقاءات وليكن عقدها اسبوعيا او  نصف شهريا يتم فيها بحث مشاكل الناس وما تتطلبه من حلول وإجراءات,انها دعوه لمحبي أبناء شعبنا في بلداتهم, فقد طال الانتظار  .
الوطن والشعب من وراء القصد   

27
الأستاذ والصديق العزيز صباح قيا المحترم
تحيه طيبه
   بتاريخ 6 آب 2023, وفي صفحة مقالكم (البطريرك المرتقب والمهمات الضروريه الملحه),كان لكم تعقيب على مداخلتي الأخيره,لم يتسنى لي الرد في حينها بسبب السفر,ونظرا لأهمية السؤال الذي تضمنه تعقيبكم ,إنتظرت لحين عودتي كي أؤدي المطلوب , وقدعدت بسلام, فوجدت الافضل في تخصيص مقال راجيا منكم قبول إعتذاري عن التأخير.
نص السؤال الموجه لي في تعقيبك :
"هل بالإمكان الاستفاده من المنهج الفلسفي الجدلي لهيغل لتحقيق توليف بين  الفكرين المتضادّين والشخصيتين المتصارعتين للخروج بموقف يجمع بين التناقضين السائدين في الساحه السياسيه"؟ انتهى الاقتباس
بسبب لباقة سؤالك ,لا احبذ ان اكون متشائماً لو قلت ان في طياته وفي تفاصيل المجريات حقائق هي من وجهة نظري خارج تغطية ثوابت الفلسفه التي ابتكرها هيغل مما يعيق إمكانية إيجاد حل هيغلي لصراع غيرمتكافئ نتج عنه تخريب وحالة يأس في صفوف ابناء شعبنا,ربما عند ميكيافيللي سنجد الاجابه الافضل .
واضحٌ بأن الصراع لم يكن وليد صدفه إنما متوقع رغم ذهاب البعض الى اعتباره استهداف شخصي للبطريرك,لكنه ليس كذلك في حال تابعنا متعلقات الازمه التي امتلك ما يبرهن وجودها وبنشاط قبل تسنم البطريرك ساكو منصبه ,ونظرا لتداخل تفاصيل أوليات خصام رجال ديننا فيما بينهم وتزامنها المتفاعل ايجابيا مع أطماع جهات سياسيه خارج مكوننا,حتما المواجهه لن تكون اسهل مما لو كان الصراع داخليا بيننا بمعزل عن التدخلات الخارجيه .
حقيقةً,لقد أفلحتم بسؤالكم في إجباري على فك رموزمقاصد طمر رسالة الفيلسوف هيغل  بين جذورشجره في الغابه والطلب من ماو وخروشوف بالنبش بحثاعنها كي يخلد أحدهما, كان هدفي مجرد تلميح مقتضب ومشفر,وهو بمجمله تعبيرعن مشاعر الاستياء من جهات سياسيه سخرّت ريان الذي قبل على نفسه تأدية مهمه غير نظيفه بحق شعبه وهي مهمه غير وطنيه ولا إنسانيه,إمتزجت هذه المشاعربمشاعر الالم والعتاب بسبب عدم اعارة الاهميه لمناشدات كررناها في السابق بضرورة تقنين مهام الكنيسه  والحذر من تعامل رجالاتها باي شكل من الاشكال مع جهات سياسيه(كرديه أوشيعيه وأحيانا سنيه)شاءت الاقداران تمتلك ما لا تمتلكه بطريركيتنا من أدوات لتدوير صراع بكفتي ميزان مختلّه ادت الى انشطارمضطرب في صفوف ابناء شعبنا بين معارض ومؤيد لممارسات البطريرك اللاهوتيه والسياسيه  وبين رافض ومجامل لسلوك ريان وبين مائلٍ صوب المريدين شرا لشعبنا,فكفرنا في زحمة هذا الصخب بأحكام ابسط البديهيات التي اعتمدها هيغل  في فلسفته .
المعروف عن هيغل بعد اكماله دراسة اللاهوت,نقل إهتماماته الى الخوض في فلسفة نظريته الجدليه التي دعا فيها الى تشغيل العقل في مختبر يضم أضداد ومتناقضات عقليه تتطلب إخضاعها لدراسة تحقق للبشرحاله توافقيه على علاقات مقننّه,أي أن تركيزه في مشروعه كان على الدورالريادي للعقل ,الاانه شكّك في قدرة العقل على انجاز مهمته في مجتمع مليئ بالمشاكل ما لم يتم أولاً ترويض التناقضات الفرديه السائده على كيفية  التوجه مجتمعة ً نحو مرحلة التصرف بعقلانيه في تعاملها مع اي صراع معتقداً في نفس الوقت بان الصراع سلوك غريزي لا يُستبعد ان يرقى الى حاجه مهمه لامناص من الاحتكاك بها لبناء الذات شريطة ان تتم عقلنتها وإلا فإن الحال سيؤول الى ما آلت اليه حالتنا المؤسفه.
هذا التوجه نحو التصرف بالمعقول لو تحقق كما يريده هيغل  في حقبه معينه ,هو  بمثابة مُفقسّه تفرّخ عوامل منتجه  لصراعات متجدده تفرضها عملية مواكبه لما نطلق عليه بمتغيرات طرق التفكيرطبقا لمتطلبات البقاء الامثل,إذن مكتوب علينا  عدم خلوّ حياتنا من الصراعات والتعامل معها يحتاج الى عقلانيه مجرده مادمنا غير قادرين على عرضها امام المراكز والمنظمات المختصّه بايجاد ضوابط وقوانين تحكم وتقترح نهايات مقبوله للصراعات .
 بحسب قراءتي المتواضعه لاستعانتك بمثال ماوتسي وخروشوف,واضح انكم استخدمتم كنايه بلاغيه لتقريب وصفكم للصراع الدائر في الساحه الكلدانيه,وهي مقارَبه مقبوله نسبيا بين حالتين تشتركان في نوازع الـ أنا ومفاعيلها اللاعقلانيه التي حددت ان يكون المُبتلي في حالة ماو وخروشوف هوهيغل والماديون المركسيون بينما المبتلي في الحاله الثانيه هو السيد المسيح  وأتباعه المؤمنين,وهذا ما جعلني أختار جوابا مجازيا مقتضبا بصيغة نكته ( مال يازي قهر) كرد على سؤالك: " مع اي ٍّ من الطرفين سأفضل الذهاب الى الغابه"؟.
 داخليا,نحن عندنا كفايه من الصراعات تطفو وتنكمش ثم تطفو دون حسمها ,لكن خطورة الصراع الذي زجنا فيه المدعو ريان الكلداني تكمن في تسخيره من قبل جهه سياسيه طامعه استخدمته بقصد تحقيق مكسب لها في خضم صراعها مع الجانب الكردي الذي هو الاخرلم ينفك يوما وما زال  يصر على خلق ذات المشاكل لنا سعيا منه الى تحقيق ما حققته قائمة بابليون في سهل نينوى(تخيل لو فشلت قائمة ريان من كان سيفوزعدا قائمتنا المستكرده)!.
رابي العزيز, نعم لا خير يُرتجى من هكذا صراع حتى ننشغل في تدويره ونحن قد قرأنا النتيجه مسبقا في ظل حكومه تتحكم فيها الميليشيات,هذا لا يعني انني ألغيت فلسفة هيغل في احتمالية الاستفاده من صراع قابل للاخذ والرد لكن الصراع الذي نتحدث عنه مفروض علينا بالقوه من قبل جهه طامعه بنا إختارت من داخلنا عنصراً طيّعا  لتنفيذ مشروعها,بلاشك مطلوبٌ من الطرف الثاني(منّا)موقفا,قلناها مرارا ونكررها الان,إلقاء مهمة إتخاذ الموقف السياسي على عاتق كنيستنا وانفرادها لوحدها سوف لن يأتِ لنا بأفضل مما تلقيناه,لقد ولّى زمن التزامط  بالقول بان كنيستنا  قادره على تحمل عبئ اكبر من طاقتها في مواجهة مشروع سياسي يتطلب أدوات وأذرع لاتمتلكها الكنيسه او بالاحرى لم تفكر في صنعها ,حتى في حال توافرها فالعقل الهيغلي  يؤكد عبثيتها وعدم جدواها في نظام حكم و مجتمع غابت فيهما النخبه التي تؤمن في ترويض متناقضاته كمرحله انتقاليه,بدليل ان ما يحصل هو فوضى استغلال الأقوياء لهذه المتناقضات وتغذيتها لخدمة مصالحها.
 في نظريته الجدليه,يعتبرهيغل الصراع العقلي(الفكري) حاجه لا بد منها كونها مرتبطه بمتناقضات و تباينات مستويات تفكير العقول وتجدد رغباتها,هذا يذكرّني بأول ستة أشهر مرت على اندلاع الحرب العراقيه الايرانيه,حيث تعالت الاصوات مطالبةً الراي الدولي بايقاف الحرب لما تسببه من خسائر,فكان الرد من محلل سياسي غربي سمعته (في اذاعة مونت كارلو) قائلاً:
"انا استغرب من سذاجة العقول التي تطالبنا بوضع حد لحرب خرج الاف الاوربيون يتظاهرون مبتهجين بها لانها أعادت تشغيل مصانع ومعامل كانت مُعطلّه". مصائب قوم عند قوم فوائد!
 من حقنا انا وانت ان نناشد ونطالب بايجاد حل سريع لإشكالية البطريرك مع عقليات لم تكن لتتحرك ضدنا لولا إمتلاكها مقومات تدوير الصراع لصالحها في محيط مهترئ لا مكان للغة المنطق والاخلاق والقانون فيه,محيط يعج بفايروسات منشطه لأطماع الأقوياء في مشاريع لا وطنيه منزوعه من عقلانية الذهاب الى ما تتطلبّه المرحله التي يمر بها العراقيون,مع الأسف اكرر وأقول بأننا حتى لو جاملنا تعاطي الكنيسه في السياسه,فهي لم تكن قد هيأت لنفسها المستلزمات المطلوبه للخوض في هكذا صراع سياسي غيرمتكافئ,شخصيا كنتُ قد سبقت الحدث وكتبت قبل سنوات في أكثر من مناسبه عن مُسببات غياب هذه المستلزمات والتأثيرات المستقبليه لغيابها .
ختاماً أتمنى ان اكون قد وفقت نسبيا في الاجابة على سؤالك. 
 شكرا لكم وتقبلوا تحياتي

28
 بعـــد مـــرور 67 شهـــرا
بتاريخ1/1/2018 ,كتبتُ مقالاناشدت فيه كُتابنا ومثقفينا الكلدان ان ينتبهوا الى كم المثالب الحاصله فالأمر بحاجه الى مراجعه,البعض من الاخوه إنزعج من كلمة مثالب فأهملوا مناقشة المهم ليظل المآل اسيراً تتلاعب به هفوات الانتشاء  .
عُرف عن صدام حسين(نبوخذنصرعصره),شمولية نظامه وأساليبه القمعيه ,اذ بشخطة قلم قُـلِدّ العراقيون شارة البعث واُلبِسوا رداء العروبه وان لم ينتموا ,فكانت حصةالكلدواشورالتعريب القسري في تعداد 1977,رافقته حملةتدريس القرآن للطلبه المسيحيين مشفوعة بمقولة"البعثي الجيد هو المسلم الجيد",وكان قرارمنح الحقوق الثقافيه للناطقين باللغه السريانيه حلقه مكمّله لمسلسل اعتبارناعربا نتكلم السريانيه.
كان لابد لهذه السياسات الطائشه أن تزرع بذرة صحوه في عقول ابناء شعبنا,فأنبتت حركه سياسيه إرتوت بدماءثلاثة شهداء شبان اعدمهم النظام(يوسف,يوبرت,يوخنا)وبالرغم من حداثة نشاةالحركه زوعا ومحدودية قدراتها,شقت طريقهاالصعب للانخراط في صفوف بقية الحركات والأحزاب المعارضه للنظام.
ارجو ان لا يُفهم من كلامي بانه ترويج للحركه زوعا,إنما كي أعقد مقارنه بين صحوة شبابها الذين تسلقوامشانق الطغاة, وبين دعوة الاستاذ صباح قيا في صفحة مقاله (قراءه في كتاب الدكتورعامر فتوحي , يهود بابل... .),فقدجاء في إحدى ردود الاستاذ أبياتا شعريه جميله معاتبا فيها الكلدان على عدم تهنئة المؤلف. ساعود الى توضيح هذه النقطه  .
ولكي لا نتيه في توزيع درجات الوعي القومي بين ابناء شعبنا,سنترك فترة حكم البعث جانبا ونتحدث عن سنوات ما بعد 2003 التي توفرت فيها أجواء سانحه لممارسة العمل السياسي,شهد فيها وسطنا الكلداني محاولات عده لشكيل تنظيمات كلدانيه يمكنني تصنيفها الى صنفين :
صنف ٌظهرداخل العراق,كان التعويل فيه على دعم جهات سياسيه بين قوميه كرديه ومذهبيه شيعيه, والصنف الآخر نظّمته وقادته الكنيسه خارج وداخل العراق, ومن لديه راياً مغايرا, سنكون له شاكرين,في كلا الصنفين المشار اليهما,كانت مشاعر النشوه متغلّبه على حاجتنا الى تدقيق حقيقة ما يدورحولنا ,فحسبنا الهفوه صحوه وسرنا وراءها واذا بها كبوة سرقت منا حلم انتاج فعاليه سياسيه كلدانيه واحده تستحق وضعها في مصاف الحركات السياسيه الفاعله,ليس المهم ان نتفق او نختلف حول مسببات هذا الاخفاق,فالأهم موجود في علّة التخبط الفكري التي لازمت كل فعاليه حامله لاسم الكلدان,لست انا من يقول ذلك,إنما النتائج هي التي تحكي سيطول بنا الكلام لوأسهبنا في التعريج على التفاصيل ومسبباتها,ولكن ياترى هل سنقر بحاجتنا الماسه الى صحوه فكريه تساعدنا في التمييز بين ما يخدم قضية الكلدان وبين ما تريده منا الكنيسه اوما يريده الشيعي والكردي و اليهودي والفارسي ؟
اعني هنا بالكلدان,مجموعة المنادين بالحق القومي ,لهؤلاء الاخوه بالذات أقول انتم بحاجه الى ذات الصحوه التي مكنّت الحركه(زوعا)من لملمة الكلدان والسريان حولها في ظروف عصيبه,هل سنفكرمثلا بتاسيس حركه كلدانيه تضم فيها الاشوري والسرياني على غرار زوعا؟اي هل نحن مستعدون لنبذ ثقافة التمذهب والتطرف التي يتحسسها القارئ في طروحات البعض من قبيل كلام السيد فتوحي في المقتبس الذي قدمه الاخ ظافرشانو في تعليقه على مقال الاستاذ قيا.بالمناسبه ليس الكلدان وحدهم معنيون في كلامي,شعبنا بكل تسمياته بحاجه الى صحوه تساعده في مواجهة محاولات إستغلال شطحاته وعثراته.
عوده الى النقطه المتعلقه بتهنئة كتاب السيد فتوحي,وفيها أود أن أذكّرالصديق الدكتور صباح,بان الاستغراق في سطحية التعاطي مع الصحوه الحقيقيه كان الى حد ما سبباً اقنعني نسبياً بصحة مقولة جنابكم "لا تعوّل كثيرا على الكلدان حيث سيخذلونك من اول فرصه"وعليه أنا هنا أتساءل عن نوع  الفائده اوالصحوه التي يمكن استرجاءها من مباركة المؤلف السيد فتوحي,حقيقة لم يتسنى لي بعد تصفح الكتاب لكني استطعت أن أستنتج اشياء من خلال الغلاف ومن مضمون مقالك وابياتك الشعريه,مضافا اليها المقتبس المهم الذي نشره الاخ ظافر شانو.فراودني الاعتقاد بأن الخلط الفكري ما زال قائما بين الصحوه التي ننشدها, وبين سكوتنا على كلام  منسوب لمؤلف الكتاب يزيد من وجع  أظفرنا الذي لا يؤلم احدا سوانا.
أختم واقول للصديق الدكتور صباح, سواء شككّنا أو أشدنا بكتاب السيد فتوحي فجهدك مشكور في تقديم الكتاب وتعريفنا بمؤلفه ,ولطالما أعطينا الأهميه  لصحوه فكريه كلدانيه,اناعلى يقين من اننا في تشكيكنا بطريقة مخاطبة الكاتب لهموم ابناء شعبنا سنتلقّى وخزه مؤلمه,لكنها مُنشّطه من شأنها أن تنقلنا من حالة الكبوه الناتجه عن الانتشاء  الى حالة الوعي والادراك لمستلزمات تحقيق صحوه كلدانيه حقيقيه تمكننا من تفكيك ما يحاك ضد شعبنا .
الوطن والشعب من وراء القصد

29
 شكرا للسيد يونادم كنه وحظاً أوفرللسكرتير الجديدالسيد يعقوب كوركيس \ شوكت توسا
 نبارك لشعبنا الكلدواشوري السرياني إنعقاد مؤتمر الحركه الديمقراطيه الاشوريه العاشر في ألقوش في 25_ 26 ايار تحت شعار( الوحده الفكريه ورصانة التنظيم لمواجهة التحديات وتحقيق المطالب الوطنيه والقوميه) ,كما نهنئ القياده الجديده المنتخبه بسكرتارية السيد يعقوب كوركيس,والشكرموصول للقياده السابقه ممثلة بالسيد يونادم كنا,آملين تواصل القيادتين في التعاون بما فيه الخيرلابناء شعبنا .
  سأعتمد على نص شعارالمؤتمرين لأفترض بأن انتخاب قيادة جديده لزوعا,يعني من ضمن ما يعنيه,ان تحديثا على المستويين الفكري والعملي ستتبناه القياده الجديده إنطلاقا من وجود أسباب حالت دون معالجة الملفات المهمه ,إذن أول خطوه  المفروض أن تخطوها الحركه بقيادتها الجديده هي معالجة الاسباب أولا لتحقيق خوض سليم في مرحله مثقله بملفات لا تحتمل التسويف والتأجيل,بل تحتاج الى تمتين الجهود وتوسيع قاعدة العاملين باستقلاليه تُلزم أطرافها بالتمسك بما يحترم وجودنا ويحمي حقوقنا على ارضنا التاريخيه .
 الساده المحترمون في قيادة الحركه الجديده:
الواجبات التي تنتظركم هي اخلاقيه أكثر من كونها سياسيه,وهي أسمى من ان تُترك جانبا على حساب معاناة أهلكم الذين لا يمتلكون غير خيار إلقاء أعباء معاناتهم على عاتق الناذرين أنفسهم لهذه المهمات ,احترام خيارالشعب لا يمنع من كسرقيود الروتين وتجاوزالحواجزالباليه ليتسنى لكم البحث عن سبل سديده في التعامل مع مشاكلنا خاصة الداخليه منها,فهي كما تلاحظون قد زادت من معاناتنا وسط المحيط العدائي الذي نعيش فيه.
شعبنا يا إخوان يمرفي ظرف يتطلب اتباع نهجا يحررنشاطاتكم من قيود السياقات والمجاملات التي لا تغني,فهوالطريق الأمثل والأقصرالى خلق اسباب وفرص اكثر للتقرب من شعبكم في معاناته التي تزداد أضطرابا يوما بعد يوم مع تزايد تعقيدات الوضع العام في العراق.وعليه لابد من مغادرة الاعتقاد بأن مشاكلنا وحلولها هي من النوع الذي يتقبّل التنظير وتسويق الشعارات,بقدرما تتطلبه من دأب كدأب خلية النحل في بحثها عن الرحيق حتى تصنع لغيرها غذاءً بطعم العسل .
نحن عندما نطالبكم,نطالب تنظيما قدم التضحيات و خاض تجارب تكفي لإنضاج ثقافة التعامل السلس مع الرؤى المتعاكسه,هذه الأولويه لوأوفينا حقها ستفتح أفقا واسعه أمام تطويرالمسيره بروح رياضيه واستعداديه لتحّمل المسؤوليات المنصوص عليها في نظام الحركه الداخلي.
 لا مفرمن التذكير بأن الاتربه ما زالت تغطي العديد من الملفات المهمه والقضايا العالقه المتعلقه بحقوق ومصالح شعبنا,وهي سبب دعوتنا الى تجاوزالخطاب الروتيني والذهاب بحزم الى مواجهة القضايا المهمه التي سأعرج على القسم المهم منها  راجيا منكم  سعة الصدر والتحمل.
  الى متى مثلاً سيبقى شعبنا في سهل نينوى يعيش القهر والقلق تحت طائلة الماده  (140) التي جيئ بها خصيصا لاثارة الشغب وشرعنة منازعات الاخرين في وعلى اراضينا التاريخيه,وهي اي الماده, واحده من المسببات الرئيسيه لمشاكل ابناء شعبنا في سهل نينوى, وما مسلسل التجاوزعلى ممتلكات واراضي ابناء شعبنا في عموم العراق, سوى صفحه من صفحات تنفيذ أطماع الذين في غفلة حشروا الماده 140 في الدستور جاعلين من نصها آية ً لا يجوز المساس بقدسيتها ,ألا يستدعي ذلك الالحاح في المطالبه إما بإلغائها او بوضع حد لنزاعات الاحزاب الشيعيه والكرديه على اراضينا ومناطقنا التاريخيه التي كانوا هم سبب إدخال داعش اليها لإخلائها من  أهلها والانفراد في السيطره على كل شئ.
أماالطريده المسماة بالكوته المسيحيه ,فقد تناوبت في السطوعليها ذات الاطراف الميليشياويه المتصارعه على اراضينا التاريخيه,هذه الحاله البائسه لا يمكن ان تستمردون حل ,إما بتشريع قانون عراقي ساري يضمن ويحمي حق شعبنا في انتخاب ممثليه الحقيقيين  والافإلغائها اشرف بكثير من وجودها.
  ملف شهداء ابناء شعبنا هو الآخر ينتظر البت فيه لسنوات دون متابعه او اجراء قانوني حاسم لتجريم الجهه المسؤوله,كملف الشهيد البرلماني فرنسي شابو,والشهيد المطران فرج رحو والكهنه رغيد وبولص اسكندر ومنذر السقا والشباب الشمامسه وأخرون كانوا ضحية السياسات الفئويه والشوفينيه.
 أما ما يتعلق بهيكلية تنظيم الحركه, فالمطلب الشعبي يا إخوان ما زال قائما على اهمية  ترصين جسد التنظيم  وأعضائه من خلال اعادة اللحمه الزوعاويه الى ما قبل تاسيس حزب ابناء النهرين, وفي السياق ذاته,لابد للقياده الجديده ان تناقش اسباب التراجع الحاصل في نشاطات تنظيمات الحركه في الخارج,وإيجاد سبل إعادة تنشيطها حتى تؤدي واجبها بالشكل المطلوب
 ولكي لاأثقل , ساكتفي بهذا القدر من النقاط على أمل ان يؤدي البت فيها الى معالجة أمور اخرى, شاكرا سعة الصدور ومتمنيا للقياده الجديده الموفقيه .
الوطن والشعب من وراء القصد

30
 القوش التي قارعت عوادي الزمن لن تغفر لريان واتباعه       
 انكشف مشروع ريان وسقطت الأقنعه المتخفيّه وراء مشروع ولاية الفقيه, فنشطت شهوات  البعض في التحدث عن اصل القوش وانتساب عوائلها,نشاطٌ كهذا اعتبره عبثيا  في ظرف يتكاثر فيه المكشرون عن انيابهم  لافتراس المزيد من جسدنا . لنترك القوش وعوائلها بحالهم, فالبلده التي تحدى أبناؤها جبروت البعث  ومظالمه, لن تقوى عليها خزعبلات ريان وشلّته .
 بلدة القوش واحده من بلداتنا العزيزه التي حباها نكد الدهربسفرٍ زاخر بالمآثر والمواقف المشرّفه, تناقلته الاجيال في حواضرها المتعاقبه مُلّقحاً بالمعرفه والأناة, فزادت من اصالة خصالها خصالا جعلتها ندّاً بوجه كل ظالم ومأجورتسوّل له نفسه امتهان المتاجره بإسم شعبنا وقراه مهما كان نسبه وانتماءه .
 كأي بلده تضم  وجهاء ومثقفين, كانت القوش دائمة الحرص على حسم مواقفها وعلاقاتها مع اهلها وجيرانها بالطريقه التي تحفظ مكانتها وترسخ إنتماءها الى جغرافية الأرض التي إرتوت بدماء ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني عبر الاف السنين,لم تعتمد يوما على الأمزجه الهشه في بناء مواقفها ,على طريقة من يريد تلبيس رداء الذل لأمٍ أحسنت في تربية ابنائها وبناتها ليقدموا الغالي والنفيس ثمناً لرفعتها ونقاء إنتمائها  الى شعبها .
و من اجل الحفاظ على شعبنا متحدا لا مبعثرا ,تسابق مثقفوا ومناضلوا القوش الى تبني تسمية الكلدواشوري مبكراً قبل سقوط الطاغيه صدام , ولو عصيَ على احد فهم الاسباب,ليبحث في أرشيف  البلدة ووجهائها ومؤتمرات مناضليها الشيوعيين الذين قضوا حياتهم في الجبال و في سجون التعذيب والموت من اجل غد افضل لاجيالهم ,ليجد بان اهالي القوش لم يفرطوا يوما بمحبتهم  لأهلهم وبإنتمائهم لشعب ابتلى بالحروب والغزوات والبعثات التبشيريه المسيّسه ,كلها أخفقت في إضعاف وتفريق هذا الشعب التاريخي  الذي ظل متعايشا متآخيا بفضل الرواسخ التاريخيه التي جذّرتها فينا انواع الإضطهادات  بخلاف ما كان يخططه الطامعون ,والا ما ظلّت ابواب ألقوش مفتوحه دائماً امام اهلها ,فقد رحبت القوش بالقائد أغا بطرس كونه احد ابناء شعبها الابطال وزادها فخرا استقبال اهلها الهاربين من مذبحة سميل 1933, وهي اليوم تكمل مشوارواجبها في إحتضان  كل من يحترم إرث هذا الشعب وتاريخه , لكنها ستبقى باهلها النجباء عصيه على من يحاول الأستهانه بتاريخها وبرموزها .
 انا لا ألوم الذي يسوّق ما يحلو له من كلام دون معرفة تفصيليه بمواقف مناضلي القوش  ودورهم الداعم فكريا وعسكريا لنشوء الحركه الديمقراطيه الاشوريه (زوعا),انما ألقي باللوم على الذي يعرفها لكنه  يتلعثم حين يُطلب منه التطرق الى اسباب هذا الدعم الذي تلقته زوعا من قامات نضاليه معروفه كالمفكر المناضل المرحوم ابريم عمّا,والمناضل توما توماس ورفيق دربه المناضل سليمان يوسف  بوكه وآخرون بالامكان ان نتعرف عليهم  لو استرسلنا اكثر في بحثنا عن دوافع هذا الدعم الذي شمل في فترة معينه الحركه الكرديه المسلحه التي ما زال  قادتهايتعثرون في ايفاء القوش حقها.
من المفيد هنا التذكير باحد مواقف المناضل المرحوم  توما توماس ( ابو جوزيف),عندما كان قائدا لتشكيل شيوعي انصاري يقارع نظام البعث الفاشست ,كانت تربطه علاقه متميزه  بالشهيد الاشوري هرمز ملك جكو وهكذا بالشهيد  طليا واسماء اخرى تذكّرنا بالشيوعي الاشوري بنيامين  خاميس الذي كان احد المرافقين المخلصين و الأشداء  للمرحوم توما توماس .
 يقول الصديق دنخا البازي ( ابو باز) وهوالمعروف بقربه من المناضل المرحوم ابو جوزيف طيلة 35 عام من النضال ,يقول ابو باز:" سمعنا بقدوم المرحوم الملا مصطفى برزاني الى منطقة باكرمان في العام 1963, فإقترحنا أنا والمرحوم توما توماس  حث الشهيد هرمز ملك جكو للذهاب الى ملاقاة البارزاني والطلب منه بالموافقه على تشكيل قوه أشوريه بقيادة هرمزملك جكو, التي لو تشكلت لتجاوز تعدادها اعداد بيشمركة الحركه الكرديه كلها,و ستكون سندا قويا لنا في مواجهة الظلم ,بالفعل ذهب وعرض طلبه امام البرزاني  لكنه عاد بخفي حنين" .
بناء على مختصر ما جئنا به اعلاه,ما الذي يمنع مثقفي ومناضلي ابناء القوش من دعم و أحترام الحركه زوعا بعد ان وجدوا فيها تنظيما سياسيا فتياً ضم في صفوفه كافة أطياف شعبنا ومن مختلف بلداتنا , نعم حال زوعا كحال اي تنظيم ناشط لابد ان يرتكب اخطاء,لكنه يبقى من مواليد رحم شعبنا وليس صناعه مستورده من  فقه ولاية قم الايرانيه ولا من أعالي جبال زاغروس .
عندما يُحكى الكلام على طريقة حب واحجي وأكره أحجي ,توقع المزيد من السفسطات التافهه , واقعنا الذي خبرناه لا يمكن ان يجسده  فتى ولاية الفقيه  ريان الذي عاهد أتباعه بتخليصهم  من معارضيهم بدءً بزوعا ومرورا بالبطريركيه وانتهاء بالشيوعيين, هذه بحد ذاتها شتيمه بحق شعبنا  يتوجب التصدي لها ,نعم لم نكن نتمنى ان تكون الكنيسه ممثلة بالبطريركيه  طرفا في هذه اللعبه السياسيه ,لكن ذلك لن يقلل من اصرارنا على الوقوف بوجه كل من يريد اذلالنا  .
الوطن والشعب من وراء القصد 

31
خاطــــــــره من وحي زقاقنا
حيثما صال القهقري وجال به قلبه المتبول بحبها,كانت الثرثره بفتنة ابنة عمه ديدنه, ظل هائماً يحلم بليلة الوصل ومداعبة جدائلها, تائها يتنطّر لقياها في تيه دروب المزارع والبساتين,شاءالقدرأن تتيّتم الفاتنه بصعقة ليلة شتويه خطفت منهاابويها,فلم يبقى لها من وسع دنياها سوى اسم قبيلة ظالمه حملته على مضض.
مع مغيب إحدى العصاري,لاقاها المتيّم عائدة منهكه من حصادالعدس والماش, فدنا منها غيرمصدّقٍ عيناه ثم قال:أنامجنونٌ إكتوى بحبك يا ابنة عمي,كيف لجميلة مثلك ان تشوّه أناملها في حصادالعدس والماش,اشجاربستانناالباسقات أبهى من مزارع حبيبات الماش العدس,تعالي نقطف ثمارهاالترفه معا ونتقاسم الحب بطريقتنا !
أجابته الفاتنه:يا لتعاسة حظي,أمازلت بغبائك الذي عرفتك فيه,لم يكن عهدي بك يوما ان تُسمعني افضل مما سمعته منك الآن,أنت ياهذا لست الذي غرس  أشجار البستان ولا بساقيها وحاميها حتى أقبل بسقيع يتزامط في جني اتعاب الراحلين ,افتح لي آذانك الصماء جيدا وقد أخذ التعب مني مأخذاًوالشمس قاربت المغيب ,أنا أقسمتُ لفطنتي أنْ اُلقنّ درسا للذين لم يقووا إلاّ على التباهي بما ليس لهم,وأعطيت وعدا ثقيلا لفتنتي بان ألصم أفواه الذين ثرثروا كثيرا بجمال ابنتهم ثم تركوها و أنوثتها تحت رحمة السابلين ,كلّكم ألقيت بكم على القارعه التي ذقت الضيم فيها لوحدي,أبقواحيث انتم ثرثرواما شئتم,ليس من فرق بينك وبينهم فأنت منهم ومثلهم,حِلْ عني لم أعد أطيق كلح وجهك .
فأجابها مكسور الخاطر:تباً للطامعين في جدائلك يا ابنة العم,انا احبكِ  .
فأجابته:سَلْ اباك وأعمامي عني ثم تعال يا سليل الثرثارين,نحيبك لا نفع فيه, إنتظرت طويلاً علّني اُرزَق بابن حموله ينتشلني من ضيم اليُتمِ والعوزالذي كنت فيه دون جدوى,فلم أجد مكانا اكثر أمناً من مزارع العدس والماش,أكِدُ فيها  لرمق خبزتي وأحتمي تحت سقف كوخٍ صغير بناه لي الاشراف.
مرّة أخرى خابت احلام القهقري,فعاد الى سولة التيه متجولا في ازقة الحي يكيل السباب و الشتائم لحُماة شرف ابنة عمه

32
  يرى البعض انني في  نقدي  لبعض الامور المتعلقه  بقضية ريان  وحملته التشويهيه  ضد البطريرك ساكو , باني  أعطي المبررات لريان , وهذا لا يمكن لي ان اقوم به اطلاقا , مع ذلك وحتى لا يتوهم   أحدٌ في تفسير مقاصد نقدي , ونزولا عند رغبة اصدقاء واخوه لي في العراق  , طلبت اليوم من مدير موقع عنكاوه المحترم, رفع  مقاليّ َ الاخيرين  من صفحة الموقع الرئيسيه ومن  صفحة المنبر الحر.....

33
مشكلتنا مع Lucian واحـــده, لكن مشاكله معنا عديده 
 لم أختار مشكلة الأسم المستعار لوسيان كي أدافع عنه إطلاقا,فهو أقدر على ذلك,  ولا لكون المشكله أهم من بقية مشاكل كـــُتابنا ,لكني إخترتها بقصد إماطة اللثام عن حقائق يُراد طمطمتها  تحت يافطة الشهادات والألقاب. 
 في العام 1969_1970 كنت طالبا في السنه الثانيه ,كلية الآداب جامعة الموصل ,كان المرحوم الاستاذ حازم عبدالله,إختصاص لغه عربيه,يعطينا محاضره واحده كل اسبوع,في واحده من محاضراته وجّه لنا سؤالا:من منكم  يصدّق بخرافة صعود الانسان الى سطح القمر؟ رفعت يدي كي اشارك,تظاهر الاستاذ بعدم رؤية يدي المرفوعه علماً كنت جالسا في الصف الامامي وكفة يدي كادت تلامس خشبة منصته ,وحين اذن لي,قلت:العالم كله تابع الحدث عبرالراديو وشاشات التلفاز ,فرّدعلي بابتسامه خبيثه قائلا, شهادة النصراني غير مقبوله.فأجبته,وهل ستُقبل لو اصبحت مسلماً؟لم يجبني.
 لم يتركني زميلي الشطراوي سعدون السعدون الابعد إقناعي بوجوب فضح اسلوب الاستاذ حازم عبدالله معي, فنشرت في اليوم التالي مقاله بسيطه في إحدى جداريات الكليه  بعنوان القمر تحت التشريح  .
 الذي أعرفه عن الكاتب (لوسيان)ليس اكثر مما يعرفه عنه المعترضون على استخدامه اسما مستعارا,وهوبالمناسبه لاينكر ذلك,حتماً له اسبابه ,والا ما حاولَ إقناعنا بوضع هذه الحجه جانبا ومناقشة الأهم, ولكن دون جدوى, لم يثنه ذلك عن بذل المزيد في تسهيل إيصال افكاره وآرائه للقراء فيضطراحيانا الى التكرار,وإن فكراحدهم في نقد افكاره,فنقده لا يتعدى دائرة استخدام الاسم المستعار, فيها يبدأ النقد وعندها ينتهي .
  انا مع حرية الكاتب قلبا وقالبا في اهمال كل كلام خارج اللياقه والضوابط, سواء صدر من اسم مستعار اومن اسم صريح ,ولوسيان ليس وحده الذي يستخدم اسما مستعارا, نحن في اكثر من مناسبه نمتدح اسما ًمستعارا (فلان الفلاني مثلا)  ونصفه   بأحمد مفردات المديح عندما يرفع لنا ابهامه, وإن نكسها للاسفل  ننتقده فقط على استخدامه اسما مستعارا,اشكالية الكيل بمكيالين لها اسبابها ومدلولاتها التي تحتاج  الى تفسير,لوسيان يشارك ويحاجج آراء الكـتّاب بما يستحق المناقشه لكننا لا نفعل ,ترى لماذا,هل حقا لانه يستخدم اسما مستعارا وكفى,ام ان  قناعاتنا لا تتحمل ارائه؟
لو أجرينا بحثا بسيطا,سنجد بأن نسبه عاليه من القراء ينتظرون قراءة تعليقات لوسيان, تُرى ماالذي تحويه تعليقاته ,هل لأنه كثير التنكيت مثلا؟ ام  يمتدح  القراء كثيرا؟ أم في كلامه سحر !
 أنا من الذين يختلفون ويتفقون مع آراء لوسيان, لكني أجد في مناقشتها الفائده التي لا نجدها في المديح والمجاملات,وقد حصلت معي مرة او مرتين ناقشت فيها اعتراض لوسيان على رأيٍ أوردته في مقال, قلت الذي عندي وانتهى الأمر.رأيي هذا اقوله وانا متيقن بان هناك من يقلد الاسلوب الذي اتبعه  الاستاذ حازم عبدالله معي فيجازى كلام لوسيان بجريرة استخدامه اسما مستعارا.
سؤال إفتراضي ,ماذا لو كتب  لوسيان أفكاره ذاتها تحت اسمه الصريح؟
 لم يجبني الاستاذ حازم عبدالله حين سألته (ماذا لو اصبحتُ مسلماً؟),لكني من خلال تعليقاته على اجابات الطلبه المسلمين تعرفت على العقده التي كانت سببا كما سمعت لاحقا في إخراجه من الجامعه. اما ما يخص سؤالي الإفتراضي, فأمر الإجابة عليه متروك  لمن يعنيهم الأمر,من ناحيتي سأشكر لوسيان لو كتب باسمه الصريح على اعتباران مشكلتنا الوحيده معه قد حُلّت,لكن مُتعة  قراءة مداخلاته الموضوعيه تُنسيني السؤال عن من يكون لوسيان .
حبــــذا يا سيد لوسيان لو وجدت حلاً لمشكلتنا الوحيده معك , كي تخفف من مشاكلك مع الكـــــــُتاب.
تحياتي واحترامي

34
مقترح لاحزابنا  التي تطالب مكتب يونامي في اربيل بحماية خصوصية الكوتا
نقلا عن خبر منشور في  موقع       zowaa.org
بتاريخ 11 نيسان   2023 عقدت ستة أحزاب اجتماعا  , وأصدرت بيانا  تطالب فيه مكتب اربيل لمنظمة يونامي بحماية خصوصية مقاعد الكوتا.
الموقعون: حزب بيث نهرين الديمقراطي, المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري, حزب اتحاد بيث نهرين الوطني, الحركه الديمقراطيه الاشوريه,حزب ابناء النهرين, الحزب الوطني الأشوري.
طالبوا في بيانهم: اجراء الانتخابات في موعدها المحدد , حصر التصويت بأبناء المكون,جعل الاقليم دائره انتخابيه واحده لانتخاب المقاعد الخمسه,استحداث مراكز انتخابيه خاصه بالمناطق التي يتواجد فيها المكون, تهيئة ورقة اقتراع خاصه بالقوائم المتنافسه .
نتمنى لهذه المطالب ان تتحقق,ولكن هل  باستطاعة منظمة يونامي تحقيقها دون  ماده قانونيه او دستوريه تدعم هذه المطالب ,إن كان هناك ما يدعمها قانونيا, أليس من الأفضل تقديم  شكوى رسميه الى المحكمه الاتحاديه في بغداد لاستصدار حل قانوني ثابت يحمي الكوتا في عموم العراق  وليس في اربيل فقط.

35
بين  الـــ شتانَ و الردود, تحول مهبط الخطاب المذهبي الى  قلعة صمود.
 واجبنا الاخلاقي يقتضي تذكير رجالنا الروحيين بالتحسّب لما يمكن ان يضعهم في دائرة النقد,والفضل في ذلك يعود لبيئتنا الاجتماعيه التي علّمتنا ان نحرص على سمعتهم فهي من سمعتنا,حاشا أن يكون الهدف من نقدنا لطروحاتهم للنيل من شخصهم اومكانتهم,مهما قلنا عن قدسية رسالتهم  ورفعة مناصبهم ,يبقون بشراً مثلنا يخطأون ويصيبون,لم يعد حال شعبنا يتحمل خطاباتهم المبطنه التي أمعنت في توريطنا بحلبة نزالاتهم المذهبيه كي نتحمل وزرأخطائهم و نسدد صاغرين فواتير أفضال المذهبية عليهم .مالذي يجنيه شعبنا من تسابق البطاركه والاساقفه فيما بينهم لمنافسة السياسي في احياءمناسبة قوميه سياسيه سبقت المسيحيه بكذا قرون,نزعة كهذه حين تستفحل وقد استفحلت بشهادة تزكياتهم و احتضانهم لنكرات  زرعتها بيننا اجندات  سياسيه  اجرمت بحق شعبنا,انا اشعر بالخذلان والخجل عندمايخرج علينا رجل دين مرحّبا مطبطبا على اكتاف قاتلي شعبه,من اجل ماذا يا ترى,ممارسه  لا مسؤوله مثل هذه هي بمثابة داء تستحيل مداواته في مديح  خطاب مذهبي وهجاء آخر,كلاهما في خطابهما المبطن وان تفاوتت حدته,لن يسلما من عتابنا ونقدنا  لهم,أدناه رابط لفيديو يوضح جانبا  واحدا ممما نتحدث فيه .
https://www.youtube.com/watch?v=xMwjwezgDA0
 في الحقيقه كتبت هذا المقال لا لكي يحتل موضوع رجال الدين حيزا كبيرا في المقدمه, ولكن ما باليد حيله,فقد ملّ شعبنا من خطابات مبطنه  اصبحت الشغل الشاغل لبعض مثقفينا من الشهادات والألقاب الاكاديميه العلمانيه, نحترم شهاداتهم ونزداد فخرا بأكاديمتهم عندما يضعوا نصب اعينهم شعبهم المبتلى فننهل من افكارهم ما قد فاتنا,لكننا ناسف فننتقد إنشغالهم في عقد مقارنات بين خطابات  مذهبيه من اجل اختيارالخطاب الأصلح لنا,على طريقة مُتبرّع بتجهيزاكلة الباجه للجائعين فيسألهم , تريدوها من كرش ذبابه أم من حوصلة نمله؟,أجللكم الله و معذرة على هذا التشبيه مع حفظ الأسماء واحترام الألقاب.
 نحن نقرأ لكُتابنا شاكرين أفضالهم علينا,وقد قرأنا مؤخرا مقالات خُصِصَت لمقارنة خطاب البطرك آوا بخطاب البطرك ساكو لغرض تحديد أيهما الأصلح لشعبنا.
 ولتبيان جدوى  وهدف هذه المقارنه,سأستعين بمقالة الــ د.عبدالله رابي( شتان بين فكر وخطاب البطريركين ..) كمثال لما اريد قوله.
يقال أحيانا "الرساله تقرأ من عنوانها" فتغني القارئ عن عناء قراءة اسطرها,لكني قرأت مضمونها اعتقادا مني بان الاكاديميه لاتجامل المذهبيه اطلاقا,فلم اجد في طول المقاله ايفاء ًيجازي الاكاديميه,بل وجدت نفسي مطوقا بتساؤلات,تُرى اي مشروع هذا الذي يحتّم على الاكاديمي اجراء مقارنه بين خطابين مذهبيين لتحديد الأصلح من بينهما؟مشروع وطني مثلاً,ام قومي أم إيماني؟ سؤالي هذا ذكّرني باختيار الدكتور للخطاب الأصلح حين أدى قسم اليمين مع جماعة مؤتمر النهضه القوميه الكلدانيه للالتزام بمشروع المطران سرهد جمو راعي مؤتمرات النهضه الكلدانيه, ثم تحوّل الى مشروع البطرك ساكو مؤسس الرابطه الكلدانيه,ما حدا مما بدا يا دكتورنا؟ اي قارئ عادي مثلي سيطالبك بذريعه تشفع  تجوالك في أروقة خطابات مذهبيه لينتهي بك المطاف عند اختيارالافضل لمشروع لا يعرفه أحدٌ سواك,وهل من خراب اشد مما خلفته الانقسامات الكنسيه المذهبيه في صفوف شعبنا,كي يغدو المُراد منا تصديق اكذوبة ترميم  الخراب بمفاضلة خطاب مذهبي على خطاب مذهبي آخر, في وقت اصبحت الفئويه بقضها وقضيضها وفي افضل حالاتها منبوذه  شعبيا مذهبيه كانت اوقوميه, فكيف بأكاديمي دارك  .
 جديربنا هناان نشيرباختصار الى اسباب غرق أوربا في نفق الفتره المظلمه قرونا,يوم كانت مفاتيح الجنه حكرا بيد أحبارالكنيسه المحاطين باللوردات والنبلاء والاقطاع وشله من دعاة المعرفه,كلهم كانوا يعتاشون على تفشي الجهل وخداع البسطاء من اجل ان تبقى كلمة الفصل في فتواتهم,وهل فينا من يجهل الدور الذي قام به الاكاديميون بفكرهم الناضج في إنجاح ثورة الاصلاح التي دكّت معاقل الفساد والدجل ,مما جعل خلاصة تجربتهم الجباره نموذجا يُقتدى به عالميا,ولكن سبحان الذي جعلنا استثناء , لم نعثرلا في تجربة اوربا ولا حتى في مآسي تجربة العراقيين على  ما يفيدنا لمعرفة مسببات ويلات شعبنا  وكيفية معالجتها.
 خلاصة ما اريد قوله بعد اعتذاري إن أطلت ,لا جدوى من عقد المقارنات بين الخطابات المذهبيه اطلاقا,وما توهيمنا بصلاحية خطاب مذهبي  لاصلاح ما أفسدته المؤسسه الدينيه, سوى ترفٌ فكري لو اصاب مساحة من تفكيرنا,فليعلم ابناء شعبنا أن مستنقعا آسنا ينتظرنا يتطلب الغوص فيه عقود وعقود .
الوطن والشعب من وراء القصد

36
 جدوى النبش في موضوع التسميات  بحجة حرية التعبير   
 مع تزايد حميّة الرغبه في الكتابه,تنشط بعض الأقلام بين مدافع عن تسميه ورافض لها,ورغم قلةهذه الاقلام الا انها غالبا ما تفلح في مشاغلة القارئ, تختفي هذه الظاهره لوهلة ثم تعود لتنكئ جرحامن صنيعها لم يندمل بعد,وياليتها في ظهورها وأفولها شعّت علينا ببصيص أملٍ خافت,فحالنا بها او بلاها تنطبق عليه مقولة"لا حضت برجيلها ولا خذت سيد علي ."
ارجو أن لايُحكم على كلامي بذريعة عدم احترام تسمياتنا أوبتهمة تضييق متنفس حرية التعبير, فاحترام تسمياتنا هو احترامنا لأنفسنا في كل ما نقوله, كل ما نريد إيصاله لهذه الاقلام أنْ قليلا من الرفق بشعب تحيط به الكواسر من كل صوب,إذ بمقارنه بسيطه بين المطلوب منا فعله وبين ما نسترجيه من قيل قال التسميات يستحيل فيه تحقيق شئ ما لم تكن كلمة الحسم لنخبة مختصه .
نحن لانتحدث عن إنسان إنفضّت كل مشاكله ولم يتبقى منها سوى تسميته, إنساننا بكل تسمياته مستهدف وكثرة ازماته فاقت المعقول مما يستدعي البحث عن سبل حماية هذا الانسان وليس تقديمه لقمة سائغه,ففي تعافيهِ النفسي والأمني يمكنه ايجاد حل لبقية مشاكله,أما النبش على طريقة من لا عمل له وكأننا به يريد تثبيت هوية الضحيه ان كانت كلدانيه ام اشوريه ام سريانيه .
 مع احترامي للذي يجد في اثارة مسألة التسميات غيرما أراه,أنا أشبّه الحاله بحال الأم الحائره كيف تملأ حواصل صغارها الخاويه وهي لاتمتلك حفنة زاد في بيتها لتطعمهم فتخاعدهم بالدق في هاون فارغ على اساس انها ستصنع  لهم عجينة الكُبــــّه والبيتزا ,فتنطرب مسامع صغارها  .
إستوقفتني قبل ايام جملة قالها الاستاذ بولص آدم:((شعب يشارك بالقضاء عليه ابناؤه)).هذه الجمله وما تحمله من ابعاد مؤلمه,ذكّرتني بشخص يدعي الدفاع عن كلدانيتنا في حواره مع اخيه الاشوري,قائلاً له بأن اصل الاشوريين كلدانا انعزلوا ليشكلوا امبراطوريتهم لوحدهم ,(طيب,اذن نحن شعب واحد),فيأتيه الرد من اخيه الاشوري بما يزيد الطين بلله,لا حظ عزيزي القارئ كيف يستكثر كلاهما التوقف هنيهة عند نقطة اعترافهماكوننا شعب واحد شرذمته اقدارالزمن, فبدلامن مناقشة كيفية اعادة اللحمه الى سابقتها ,يعود الكلداني مهدداً الاشوريين بإعادتهم الى جحورهم السامه من حيث أتوا!وهو القائل للتو بان اصول الاشوري كلدانيه. بالمناسبه هناك أمثله عديده من قبيل هذه المسخره الفكريه والكلاميه   .
لواتخذنا مثالا لنا من الشعوب التي جئناها طلباً للإحتماء في ديمقراطية انظمتها, لم تكن لتتطور هذه الشعوب وتصبح ملاذا آمنا لنا لولا عامل البحث الفكري الجاد عما هو افضل , وهوكفيلٌ  لخلق الاختلاف في الاراء وصناعة اسباب للنقد البناء شريطة حسن استخدامه,وإلا انقلب وبالا وسببا للتراشق والقطيعه كما هو حاصل فينا نتيجة للتنظيرالمزاجي والتعويل على مفردات التسقيط  بحجة حرية التعبير, واذا بنا قد سُحبنا جميعاً الى مستنقع النعوت والشتائم دفاعا كما يُزعم عن تسميات شعب آيل للضياع,هذاالأسلوب الفاشل والذي يحاول البعض إضفاء سمة الحرص والغيره عليه,هوأحد اعراض الكسل الفكري  والادمان على الاتكاليه الطارده للابداع  .
  انصاف شعبنا في ممارسة النقد يتطلب من الناقد الدقه في تحديد مكامن مصلحة شعبه حتى يعتمدها في اختياره للموضوع وتوقيت النقد,ناهيك عن انه في التزامه ببديهيات ضوابط الكتابه واخلاقياتها يكون قد وفرعاملا مهماً لديمومة تبادل الأراء الفكريه المتباينه,بتغييب هذه البديهيات عن الاذهان حتما ستغيب درايتنا بتبعات ومخاطر التراشقات العبثيه,والمصيبه تكبرعندما تلقى الفقاعات الصوتيه الممّله تبريرا لها.
الوطن والشعب من وراء القصد

37
لشجاعة شباب بغديدي (قره قوش)ولقادة حراكها الشعبي تُرفع القبعات
رُفعت القبعات لشباب بغديدي عندما تهافتوا للتطوع تلبية ً لدعوة الحركه الديمقراطيه الاشوريه لتشكيل قوة ذاتيه لحماية بلدتهم وبقية بلدات سهل نينوى بعد ان تركها الجيش والبيشمركه فريسة سهله لأنياب داعش الارهابي في العام 2014 .
اليوم تُرفع القبعات  مرة أخرى لهؤلاء الشباب الغيارى في مناسبة استجابتهم البطوليه لنداءات اهاليهم  وقيامهم بتنظيم تظاهره سلميه احتجاجيه ضد الفاسدين الذين في غفلة استغلوا  عجرفة جبروتهم من اجل فرض واقع فاسد رغما عن ارادة اهالي البلده .
 بجهد قوات حماية سهل نينوى والتي قوامها ابناء شعبنا من قرقوش وبقية البلدات,  تنعّمت بغديدي بأمن واستقرار لم تشهده من قبل ,فتشجّع آلاف المهجرون والنازحون على العوده السريعه الى بيوتهم بعد تحريرها من داعش ثم باشر الناس في ممارسة حياتهم الطبيعيه ,بينما في مناطق أخرى من سهل نينوى تعذر على اهلها المهجرين العوده الى بلداتهم  بذات السرعه والكيفيه التي تمت في بغديده, والسبب كان  في عدم ارتياح ميليشيات القوى الشيعيه والكرديه وتخوفها من تطبيق تجربة قرقوش التي من شأنها ان تعرقل مخطط  تقاسم المنطقه بين هذه الميليشيات  بعد الاستحواذ القسري عليها وتغييرها ديموغرافيا بما يخدم مشاريعها.
نتيجة ً للوضع الأمني المستقرالذي حققته قوة حماية سهل نينوى , أصبحت  بلدة بغديدي خارج ساحة نزاع الكبار,وهو انجاز اثار حفيظة الفصائل السياسيه المتنفذه وميليشياتها,خصوصا الشيعيه الولائيه التي تلقت الأوامرمن كبير الولائيين بضرورة الاستحواذ أولا على التمثيل البرلماني (الكوتا) بذات الطريقه التي اتبعها حدك في انتخابات سابقه ,نعم باصوات شيعيه اسلامويه استحوذت قائمة بابليون الولائيه على غالبية تمثيل الكوتا المسيحيه, ثم بدعم ميليشياتهم الايرانيه استطاعوا الالتفاف على قوةحماية سهل نينوى في بغديدي  وضمها عنوة ً الى لواء 50  غصبا عن ارادة الاهالي فانقلبت احوال البلده الى اشبه بجحيم نتيجة الفساد والمحسوبيات الولائيه التي بثت الرعب في نفوس الأهالي. 
 بسبب هذا الوضع المزري الذي سببته ميليشيات بابليون الولائيه ,كانت ردة فعل شباب بغديدي الغيارى في تنظيم تظاهره احتجاجيه أمام المطرانيه تهتف مطالبة باعادة تسليم  مهام  قيادة حماية البلده الى قوة حماية سهل نينوى فهي اهلٌ لها .
  التاريخ سيسجل باحرف من ذهب الموقف العقلاني الذي اتخذه نيافة المطران يونان حنو  في مساندة مطالب ابناء بلدته, مبروك لأهالي بغديدي متمنين لهم المزيد من التلاحم من اجل الحفاظ على  امجاد آبائهم وأجدادهم.
على مسؤولينا من ساسه ورجال دين ان يتعلموا من تجربة بغديدي كيف يجب ان يكون تدخلّهم وكيف يكون أحترام  ارادة الشعب .
الوطن والشعب من وراء القصد

38
مقترح, وهوفي نفس الوقت مطلب ديمقراطي  من ادارة موقع عينكاوه المحترمين
 نشرالاستاذ سامر الياس سعيد ,مراسل  موقع عنكاوه الاغر, خبرا على الصفحه الرئيسه للموقع حول تصريح الوزيره ايفان جابرو ووصفه  بتفجير قنبله .
من اجل تحقيق العداله والمصداقيه وكشف المزيد من الحقيقه, ارجو وضع مقال الاستاذ متى كللو ( اقنعة إيفان جابرو وطرطميس ) في واجهة الصفحه الرئيسيه للموقع كي يطلع  المتصفحون للموقع  عن كثب على كل التفاصيل المتعلقه بالخبر المنشور , وللقارئ ان يقارن ويحكم.
 مع الشكر الجزيل

39
 الكـــوتا  وما ادراك ما الكوتا, بها او بلاها نحن مبتلون !!! 
ليس مهما وصفها,ليصفها من يشاء بالمسيحيه ,وليعترض من يريدها كلدواشوريه سريانيه, فالحال سيان ما دامها قد خوت من  ابسط هامش للديمقراطيه المزعومه ,في الوقت الذي اصبحت هذه الكوتا عبئا ثقيلا علينا فهي عورة معيبه تلاحق الكتل السياسيه وقضاءهم العاجزعن تشريع قانون يُلزم بتنظيم آلية  تضمن لابناء شعبنا تمثيل سليم بدلاًمن وقوفهم بالضد من المُطالبين باحترام الكوتا وعدم التدخل فيها.
   في مناسبات سابقه,كنا قد تحدثنا باسهاب عن الكوته وعن تفاصيل مشهد يتكرر  مع كل اقتراب لموعد اجراء الانتخابات,شخّصنا في حينه جهتين سياسيتين متنفذتين سال لعابها على مقاعد هذه الكوتا,فكان حصادنا تارة استحواذ جهه كرديه على اغلب مقاعد الكوتا كما ورد في تصريح احد مسؤولي قائمة حدك,وتارة اخرى كان حصادنا فوز قائمة بابليون الولائيه باصوات شيعيه , وعلى ايقاع سفاهة هذا السطو  لنا من ضعاف النفوس الذين اعتبروا فوزهم بتوكيلهم  في استكمال المشهد نصرا على اخوتهم,الغريب في مشهد هذه الكوتا ان الغبطات والنيافات حين بدأت أنفاسهم تستنشق  رائحة طعم الكوتا استهوتهم اللقطه, فراحوا ومن ورائهم الطنبوريين كما وصفهم الاستاذ متي كللو يتسابقون في مديح  وكسب  ود المتجاوزين على حقوق شعبهم وعلى الكوتا .
يعلم القاصي والداني بأن هموم شعبنا لم تشكّل يوما رقما مؤثرا في مشاغل  الكتل السياسيه ولا في اجندة المحتل الذي اثبت انه اشطن وأخبث من ان يجهد ماكنته في ردع تجاوزات الفئويين على حقوق غيرهم ,لانهم اي القوى الشيعيه والكرديه والسنيه  في صراعاتهم وتجاوزاتهم يسدون الخدمة لسياسة المحتل  بذريعة بناء دولة ديمقراطيه والديمقراطيه منهم براء, ديمقراطيتهم ودستورهم لم يمنعانهم من السطوعلى الكوتا وعلى كل ما يتعلق بحقوق الشرائح الصغيره,فاصبح لنا تمثيل كارتوني  بين متشيع ومستكرد لقاء برطلات وأغراءات جعلت من هذا التمثيل  أذرعا تتسابق في تمجيد اسيادهم,هكذا اصبح لشعبنا تمثيل ينادي بولاية الفقيه ويصلي لظهورالمهدي المنتظر عجل الله فرجه ,وتمثيل آخر يهتف  بحياة المتجاوزين على حقوق ابناء شعبه في شمال العراق . انها حقائق لا تحتاج  الى تنظير وتحليل لإثباتها ولا الى تبريرات  لدحضها .
   ما ذكرناه هو غيض من فيض اسباب خيباتنا المتتاليه والا ما وصفنا الكوتا بالعبئ الثقيل وبالعوره المعيبه,بقي لنا ان نهمس في آذان الذين  يفضلّون الانتظارحول موائد الغرباء, انتبهوا قبل ان تتحول مقراتكم وكنائسهم الى دلاليات لتمليك  املاكنا واراضينا  لغاصبيها ,اوالى دكاكين لبيع زناجيل وقامات التطبيرأو لطبخ القيمة والهريسة  في باحات  الحسينيات .
الوطن والشعب من وراء القصد

40
 الى السيد السوداني: اريد أنشد اهل العداله شلون الـ يبوك بنوك يطلع كفاله/ شوكت توسا
 عراق اليوم حافل بالغرائب والعجائب , غاطس في اوحال آسنه , وصل الحال به حداً تعجز فيه المفردات عن وصف بشاعته  وسماجة مسببيه,هذا الذي نتحدث عنه اليوم سبق وتوقعنا مبكراً حصوله,وهو نتاج طبيعي في بلد  محتل تديره شلّة لا تمتلك من لوازم القياده سوى الادعاء بانها كانت معارضه لنظام الحاكم الديكتاتوري صدام حسين , وقد وصفها خير وصف الحاكم المدني بول بريمر في كتابه (عام أمضيته في العراق),سبقه في هذا الوصف وزير الخارجيه العراقي طارق عزيز,إذ في ظل هؤلاء الفاشلين اصبح العراق مشرذما ارضا وشعبا,قتل وخطف, نهب منظّم لاموال الشعب , بطاله وازمات خدميه ووو, كيف يمكن وصف بلد لا صوت فيه يعلو على صوت بنات الملاهي والغلمان والفاشنستات والماكيرات الماكرات ,بينما عيون الثكالى والايتام تترقب ماكنة التغيير علّها تطلق بيضة ً صالحه للمائده,ترى اين هو العيب, هل  في مبيض الدجاجه, أم في هويات الديكه  .
 مع انقضاء كل عرس انتخابي كما يصفه سماسرته,يبدأ شهرالعسل بفوضى تنافس كبريات القوائم الفائزه,وحين تسألهم على ماذا  تتنافسون؟ يأتيك الجواب من العرابين من نواب ورؤساء كتل سياسيه قالوها بكل صلافه بانهم فاشلون الا في براءات اختراع طرق تقاسم الكعكه, هم كالنعاج الكسيحه يرضخون لما يمليه عليهم اسيادهم من خارج الحدود,لكنهم يستأسدون على شعبهم في تمرير حكومات تحمي القتله والسراق,هذه كانت ومازالت قاعدة اللعبه التي إعتمدتها الاحزاب وبرعاية الاحتلال في تشكيل حكومات العراق المتعاقبه,وهكذا لم يعد شيئا مخفيا على الشعب , فقد تكشّفت تباعا ًحقائق جرائم  وفساد كبيره  تم تسويفها عيني عينك بمعاونة القضاء المسيّس وفي كل مره يتم إختزالها في ملاحقة موظف بعد تسهيل مهمة هروبه او باطلاق سراحه بكفاله  او في اعتقال صبي دفعه الجوع الى سرقة علبة مناديل بينما المجرمون الحقيقيون والحراميه الكبار يعاودوا الكرّ بكل سفاهه لممارسة دورهم القذر في بلداصبح كل شيئ فيه بلا هويه الا دماء المطالبين بوطن ودموع الثكالى فهي عراقيه خالصه .
  لرئيس حكومتنا  السيد محمد شياع السوداني صاحب مقولته الدعائيه " الله لا يوفقني", نقول يا سيادة الرئيس: مديح بعض المنتفعين لك لن يشفعك , ولطالما تغنّيتم كثيرا بخدمة فقراء الشعب ,ترّفع قليلا وكن عند وعدك ,لا فائده من القول  بانك مستقل وبأنك قدمت استقالتك من حزب الدعوه, تبقى عملية تنصيبك رئيسا للحكومه مشروطه ومحكومه باتفاق احزاب الاطار الشيعي مع الاحزاب الكرديه والسنيه التي  اتفقت على شرط التزام حكومتك  بحماية حيتان الفساد من غضب الشعب وطائلة القانون ,الناس تعي وتفهم جيدا ما سبب اعطاء الضوء الاخضر لك لتبدأ  بتلهية الشعب  في ملف  سرقة القرن في حكومة الكاضمي تاركاً ملفات الفساد الكبيره مركونة على الرفوف ,حتى في هذا الملف فشلتم  وانفضحت فبركات اسباب اطلاق سراح  المتهمين باالكفاله .
 يا سيادة الرئيس لن نستبق الحدث بالقول ان مركبة حكومتك هي الاخرى ستبحر كسابقاتها بمجاذيف شيعيه دعوجيه او اطاريه ايرانيه  سمها ما شئت, ووجهة بوصلتها تروّيض العراقيين على تناسي معاقبة قتلة المتظاهرين و الفاسدين الكبار الذين نهبوا مئات المليارات و سلموا ثلثي العراق لداعش , حذار من هذه اللعبه المكشوفه,جنابكم  ليس بغريب عن حزب الدعوه وانت خير من يعرف بأن منتسبيه  لم يتركوا بابا من ابواب الفساد الا وطرقوه , وما تسريبات علي فاضل الا واحده من دلائل الحقيقه, تدشينك لرئاستك  بمغازلتهم  في التستر على صفقات فسادهم  الكبيره  وحصرها بملف فساد حصل في حكومة الكاضمي, فهي بمثابة فضيحه لن يرحمك الشعب فيها , إن كنت  مخلصا  وصادقا وجاداّ في ترضية الشعب,لا تهادن احداً وتجنّب المُسكّنات والمهدئات لانها محاوله عبثيه,عليك بملاحقة المافيات التي تحميها فصائل الميليشيات فهي اس البلاء , وسيكون الشعب هو السند الاقوى لك, أفتح ملفات النزاهه  المركونه على الرفوف  لتجد فيها أسماء قاده فاسدون تسارعوا في ترشيحك للرئاسه,اما قضية سرقة القرن فهي زلاطه قياساً بغيرها, الشعب يريد فتح ملفات فساد حكومات وكتل سياسيه غطت  على الفاسدين والميليشيات القتله .
نحن في الحقيقه نتمنى ونطالب , وتفاصيل الواقع المزري في العراق  تحكي لنا  عن استحالة استرجاء اصلاح الاوضاع على يد صانعي الازمات وسارقي قوت  الشعب , انما  الحل ياتي بالتخلص من هذه الطغمه الفاسده  . 
عليك الانتباه الى مطالب التشرينيين, هم امل الشعب الوحيد في خلاصه من هؤلاء القتله والحراميه ,دماء التشرينيون  لم تجف بعد, والايام القادمه ستثبت صحة ما نقول لا محال.
الوطن والشعب من وراء القصد

41
 السوداني بين نارَين ,مطالب الشعب من جهه,وغايات الاطار الشيعي التنسيقي من جهة أخرى /شوكت توسا
قبل اكثر من ستة عقود  قالها المنلوجيست العراقي المرحوم عزيز علي مخاطبا حكّام العراق يومئذ : "الركعه زغيره يا خلك الله والشك جبير, يا ناس الابره ما تحفر بير". وكأننا به اليوم يخاطب شلّة ً جيئ  بها  لتحكم العراق بالفساد والقتل  .
  ما من خير يُرتجى في مسؤول لا يحترم مقولة " لو دامت  لغيرك لما وصلت اليك". على المسؤول ان يعلم  بأن الأقدار التي شاءت ازاحة العديد ممن استهتروا بمقدرات الشعب, لا بد لهذه الاقدار أن تستجيب ليمتلك الشعب العراقي ناصية التغييرواسترداد حقوقه ,عندها ستكون قائمة المطلوبين للشعب و للعداله أضعاف اسماء قائمة المطلوبين في2003بعد سقوط  نظام صدام  .
بنظره بسيطه الى طريقة واسباب ترشيح السيد السوداني لرئاسة الحكومه,فهي لم تكن ضمن سياق الاستحقاقات المعمول بها في الانظمه البرلمانيه ,وعليه من حق العراقيين ان يشككوا في نوايا و بريق تصريحات السيد السوداني , وجنابه يدرك جيدا بان مصداقية وشفافية حكومته على المحك سواء فيما يتعلق بتنفيذ واجباتها الخدميه اوبنزاهة تعاطيها مع ملفات القتله والفاسدين وهي الأهم في نظر الشعب,من المُحال تحقيق  اماني الشعب في العداله و الشفافيه ما لم ينأى السوداني بعصا سلطته عن تأثير ضغوطات الجهات التي رشحته لغايات لا تنسجم مع مطالب الشعب.
الكل يعلم ولاسباب واضحه لكل من له عقل ,بان اللملوم الميليشياوي الذي أسموه بالاطارالتنسيقي هو اول المتوجسين خوفا من عقاب الشعب على خلفية تراكمات فسادهم وجرائمهم التي اقترفوها بحق الشعب و التشرينيين تحديداً, لهذا السبب إضطرتهم فضائحهم الى ترشيح السيد السوداني ليستطيعوا من خلال سطوتهم عليه تلهية القضاء والحكومه عن محاسبة الفاسدين الكبار,وقد شهدنا ملامح هذا المسعى المخادع في تطبيلهم  وحصرتركيزهم على سرقة امانات الضرائب في وزارة  الكاضمي,في حين القاصي والداني يعرف حق المعرفه بأن الفساد المتجذرّبشتى انواعه كان ديدن كل الحكومات الطائفيه التي كان لعناصر الاطار ثقلهم الاكبر في ادارتها,المبلغ  المسروق من امانات الضرائب ليس سوى قطره صغيره لو قورن ببحر مليارات الدولارات سُرقت في الحكومات السابقه والتي تبادلوا الادوار في التغطية عليها ,ناهيك عن جرائمهم المتنوعه بحق الشعب الذي ما زال يطالب بوطن  وعيش رغيد  .
على هذا الاساس نقول بأن السيد السوداني مُحاصر بين نارين , لا مجال للمهادنة بينهما, له ان يختار إما مباغتة حيتان الفساد قضائيا تحقيقا لمطالب  الشعب وهو مصدر قوه له وظهير وطني نظيف ,أوالانصياع  لغايات الاطار التنسيقي الولائي على حساب الشعب , وإن فعلها  وإكتفى بالتلويح بعصا محاسبة سراق امانات الضرائب متجاهلا جرائم و فساد الحكومات الاخرى ,تلك فضيحه كبرى سيتحمّل السوداني وحكومته عواقبها .
الوطن والشعب من وراء القصد

42
 صفحاتكم السوداء  لن يستطيع السوداني تبييضها !! شوكت توسا
إشفاقاًعلى حال العراقيين  المزري ,بات الترّحم على زمن الحاكم صدام , ترنيمة ً بكائيه يرددها العامة مع إنتهاء كلّ دوره برلمانيه فاشله تُنجب لنا حكومه فاسده افسد من التي سبقتها , فنخرج من المولد زغب حواصلنا لا ماء ولا شجر, سوى المزيد من طوابير الخريجين مكردسة بحثا عن فرصة عمل ,وجياع تئم أكوام القمامات وارصفة الشوارع بحثا عن فضلة يأكلوها او عن علبة مرطبات فارغه يشفط المسكين قطراتها السكرّيه العالقه ثم يبيع البوش لشراء صمونة او وصفة دواء,بينما العتاة الفاسدون ينعمون بالملايين و المليارات من الدولارات,نهبوها من قوت الشعب عيني عينك في مقاولات وهميه كاذبه و عقود استيراد اسلحه من سكرابات الدول, أو في صفقات استيراد شباشب  وثلاجات للمستشفيات,تعددت فنون الحراميه في نهب اموال الشعب واصبحت مكشوفه  دون ان يكلّف القضاء  نفسه في معاقبة  رأسا فاسداً .
 هذه اللدغات المميته ومن نفس الجحر,يتلقاها الشعب ثم يعاود الاسترخاء قرب ذات الجحر وكأنّ المقام قد طابه في غيبوبته التي تختطفه في كل مره من أبناء وأخوانٍ   له قدموا الدماء في انتفاضتهم التشرينيه من اجل تحشيد حمله وطنيه لمحاسبة هؤلاء الفاسدين بدءً بالمجلس القضائي الاعلى الذي في سكوته ترك حيتان الفساد يسرحون يمرحون , قضاؤنا يتحمل مسؤولية استشراء الانفلات الاخلاقي  وتشجيع حراميه  لم يشفي غليلهم ابتلاع كل هذه المليارات , فإختاروا هذه المره نهب  أموال امانات الضرائب والكمارك  التي يُقال بانها تتجاوزالـ 8 مليار دولار,وقد انكشفت شبكتهم وتم التعرّف على أعمدتها  بالاسماء وعناوين المناصب دو ان يتم اعتقال احدهم.
 لم تعد بخافيةٍ اسباب الحاح اطراف الاطار التنسيقي الشيعي على  تبنّيهم   خيار السوداني لتشكيل الحكومه, ولا غرابة عندما تجاملهم في هذه اللعبه الخبيثه قيادات سياسيه سنيه وكرديه تدرك  جيدا بأن قيادات الاطار التنسيقي هي صاحبة الباع الاطول في فساد وخراب العراق ,علام إذن هذا التعاطي لإنقاذ ساسه فاسدين  لم يتبقّى لهم اي امل  للحفاظ على ماء الوجه بعد خروج مقتدى الصدر من المعادله  البرلمانيه , سوى تشكيل حكومه تتبنّى  أولا ً, استكمال تقليم أظافر منافسهم الشيعي  المتمثل بالتيار الصدري , وثانيا حماية الرؤوس الفاسده من غضب الشارع وطائلة القانون,وثالثا طمأنة ايران على سلامة حديقتها الخلفيه , اذن هذه الحكومه التي يتحدثون عن تشكيلها لن تكون اقل دناءة  من سابقاتها التي  أمعنت في قمع وقتل الاصوات المناديه بوطن , مهمّة هذه الحكومه ستكون حماية  الرؤوس الحزبيه الدعوجيه  وأموالهم , وتبرئة مجرميهم الذين سلموا  نصف العراق للدواعش ولم يغادروا  نصف العراق المتبقي  الا بعد نهب حصتهم من الخزينه و تصفيرها  لمساعدة نظام ايران الملالي.
هذه الاوضاع المزريه التي  يمر بها العراقييون ستستمر من سيئ الى أسوء ما دامت اموال السحت  الحرام تعمل عملها في الترهيب والترغيب والمخادعات  التي تمارسها الاحزاب  وميليشياتها  المختلفه ليس فقط الشيعيه المواليه لايران لوحدها, انما كلهم ضالعون في هذه اللعبه القذره  ضد الشعب, وببقائهم سيستمر هذا الظلم  والقهر وعيون العراقيين تتطلع الى هبّه  شعبيه  عارمه  تدعمها  نخبه من أحرار الضباط العسكريين الوطنيين  تتولى أمر الميليشيات المنبوذه , هل يُعقل بأن العراق قد خلا من ضباطوطنيين محبين لشعبهم ولوطنهم العراق كي يتبنوا فكرة دعم المنتفضين واعلان حكومة انقاذ مؤقته تحيل المجرمين الفاسدين الى المحاكم ؟.
الوطن والشعب من وراء القصد

43
تمخضت العمليه  السياسيه فولدت لنا رئيسا هــَرِماً للجمهورية العراقيه/ شوكت توسا
مبروك لرئيسنا الجديد الاستاذ عبد اللطيف جمال رشيد ,وندعوالرب ان يطيل عمره كي يستمتع كما استمتع المرحوم عديله وعائلته بحصاد نضالاته بإمتيازات منصب رئاسة جمهورية العراق.
كقرّاء,قد نختلف حول مدى صحة تطابق المقوله " يمكن قراءة الرساله من عنوانها" مع كل ما نقرأه , إذ هناك من سيعترض على صحة المقوله من باب أن  بعض كُتّاب الرسائل  يمتلك القدره الادبيه لللجوء الى مخاززة القارئ والتلاعب مع ما  يستهويه , فيستخدم عنوانا برّاقا لجذب الانظار وإذا بالقارئ  يتفاجأ ببعد مضمون الرساله كلياً  عن مدلولات  العنوان .
لكن وحديثنا عن الرساله التي تلقاها العراقيون تحت عنوان تعيين السيد عبد اللطيف رشيد رئيسا للجمهوريه  وقد قارب عمره الثمانين,هذه الرساله تحوي الكثير مما يجعل التطابق بين العنوان والمضمون في أشد حالاته.
مع احترامنا لرئيسنا الجديد,لا يمكن اعتبار هكذا انجاز نصراً وطنيا , فهوعدا كونه  مكسبا حزبيا محاصصاتيا لم تُراعى فيه الكثير من متطلبات  ادارة البلد ,فهو نتاج غير سليم لسياسات لا يهمّها ما الذي باستطاعة رجل قارب الثمانين  ان يقدمه للعراقيين  في ظروف تتطلب  روحاً شبابيه وطنيه مجرده من اية قيود فئويه حزبيه بحيث  تتناسب  وحاجة البلاد .
 مصيبة البلاد  انها تدار بقبضة احزاب عمليه سياسيه فاشله لا هم لها سوى ملئ  مناصب  الدوله بتقاسمها فيما بينها على اساس الحزبيات والفئويات كي تبقى المحاصصه  نهجا متبعا تنتفع من ريعه هذه الاحزاب والى جهنم بالبلد وشعبه.
 وهل هكذا تورد الإبل يا من صدّعتم رؤوسنا بشعاراتكم  النضاليه , وطنكم وشعبكم يا ساده بحاجه الى دماء شابه قادره على نقل العراق من حالته المزريه التي كنتم انتم السبب فيها , إن كان هناك جهة ً سياسيه تستحق اللّوم في هذا الصدد, بلاشك العمليه السياسيه المحاصصاتيه برمتها  هي المسؤوله , لكن النقد الأكبر سيوجهه العراقيون  للحزبين الكرديين ذي النضال العريق في اختيارهم, في حين هناك شخصيات كرديه اخرى ترشحت  لهذا المنصب  تمتلك من الشروط التي تؤهلها لتسنّم هذا المنصب, على سبيل المثال لا الحصر الشخصيه القانونيه رزكارمحمد أمين .   
تكرار مثل هذه الرساله في اكثر من دوره انتخابيه واكثر من حكومه يتم تشكيلها,هي مبعث خيبه للعراقيين, دون شك سنتمنى النجاح  للرئيس  الجديد و سنؤجل الحكم  على النتائج الى حين انتهاء الدوره , حينها سيقارن العراقيون  بين  محاسن اختيار السيد لطيف رشيد لهذا المنصب وبين مساوئ اختيار القاضي رزكار امين فيما لو كان  تحقق, وسنرى كم كنتم موفقين في خدمة وطنكم وشعبكم. 
الوطن والشعب من وراء القصد

44
رساله خاصه للسيد محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق الجديد المحترم /شوكت توسا.
تحيّه ديمقراطيه عراقيه
وبعدُ
 نهنئكم بمنصبكم  الجديد,ونضع أمام سيادتكم نقاطا ,عساها تلفت انتباهكم واهتمامكم ,النقاط  هي عباره عن موجز لبعض وليس كل المنجزات التي حققها ديمقراطيّو الحكومات المتعاقبه في عراق العقدين ما بعد نظام  صدام حسين  : 
1_ ديمقراطيون حققوا ارقاما قياسيه في نهب مئات المليارات من الدولارات .
2_ ديمقراطيون أمطروا صدور  المتظاهرين السلميين  بالرصاص القاتل .
3_ديمقراطيون إتفقوا على ان يكون رئيس الجمهوريه كردي , ورئيس الوزراء شيعي, ورئيس البرلمان سني, بينما النازحون الكلدواشوريون المسيحيون  يُطردون من كرفاناتهم لأن ميليشيات حزب الله  استملكت الارض  وتريد الاستثمار فيها.
4_ ديمقراطيون  أهانوا وأهملوا شريحة المتقاعدين الذين خدموا العراق بشرف و بعرق جبينهم .
5_ديمقراطيون أداروا شؤون البلد بسطوة ميليشياتهم الولائيه على مرافق الدوله .
6_ ديمقراطيون سيّسوا القضاء لصالحهم  فأفسدوه وافسدوا العداله الاجتماعيه .
7_  ديمقراطيون ينتظرون جفاف دجلة والفرات كي يستثمروا ارضه  اليابسه بأموالهم المسروقه من قوت الشعب .
8_ ديمقراطيون يخصصون ملايين الدولارت لمراسيم اللطم والتطبير,وتلاميذ المدارس يجلسون على الأرض .
9_ ديمقراطيون يتاجرون بأطنان الحبوب المخدره والحشيشه  , والمواطن يتشكى من نفاذ صلاحية الرز والشاي والمعجون المستورد.
10_  ديمقراطيون جعلوا من البلد حديقة خلفيه لايران وتركيا , ولكي لا يزعل ولي الفقيه  الايراني والسلطان العثماني  رفضوا التعاقد مع شركات اوربيه متطوره لتحسين أوضاع العراقيين.
11_ ديمقراطيون أبدعوا في التزوير وتهريب الاموال الى مصارف الدول الاجنبيه
12_  ديمقراطيون يسمسرون في سوق بيع وشراء  المناصب الاداريه والعسكريه.
13_ ديمقراطيون يختلفون  فيما بينهم على تقسيم الغنائم, لكنهم متفقون دائما على قتل كل  من يعارضهم.
14_  ديمقراطيون  يزمرّون ويطبلون بمقاومة المحتل الذي لولاه ما حكموا ..
15_ ديمقراطيون يعملون لصالح منظومات مخابراتيه خارجيه  اقوى وانشط من منظومة المخابرات الوطنيه.
16_   ديمقراطيون يتفرجون على حرق ملايين الامتار المكعبه من الغاز المنبعث تكفي لتجهيز الشرق الاوسط كله.
17_ ديمقراطيون علّموا المواطن على أصطحاب سمسار ميليشياوي  من اجل انجاز معامله في دائره  .
18_  ديمقراطيون دمرّوا آلاف المنشآت والمصانع والمعامل الوطنيه , لانها من صنع النظام السابق, لكنهم  لم يضعوا حجره فوق حجره.
19_ ديمقراطيون قتلوا النخب العراقيه المهنيه و حاربوا الكفاءات العراقيه  وحرموها من العوده للمشاركه في اعادة بناء الوطن.
20_ديمقراطيات وديموقراطيون يعترفون بعظمة لسانهم بانهم سراق وفاسدون فشلوا في ادارة دفة الحكم  لكنهم  "ما ينطوها".
21_ديمقراطي أجرت زوجته عملية تجميل لتضاريس جسمها على حساب الدوله ,  وديمقراطي آخر أجرى عملية بواسير بكلفة خمسين مليون دينار على حساب الدوله, وديمقراطيه برلمانيه حقوقيه محجبه  تعترف بانها شاركت في تقسيم الكعكه مع رفاقها ورفيقاتها الديمقراطيين .
22_ بسبب ديمقراطياتهم نسبة الأميه  والجوع والبطاله  فاقت الحدود المعقوله.
23_ البلاد مهدده بالجفاف القاتل ,والديمقراطيون  منشغلون كيف يوزعون المناصب بين الشيعه والاكراد والسنه.
24_   ديمقراطيون شيعة وسنه واكراد  جعلوا من جغرافية سهل نينوى ساحة لصراعاتهم العابثه , في حين ابن هذه الجغرافيه الاصيل  اصبح نازحا دخيلا في وطنه .
25_ديمقراطيون شيعه وأكراد وسنه افتوا بقانون الكوته احتراما للاقليات, واذا بالكوته اصبحت مقاعد مضافة لقوائمهم.
26_  مواطن عراقي اسمه علي فاضل, استطاع بتسريباته الصوتيه والمصوره  ان يكشف عن  ديمقراطياتهم والادعاء العام  لم يحرك ساكناً.
عذرا دولة رئيس الوزراء, القائمه تطول . هل ستلاحقون الإعلامي الشهم علي فاضل ؟ أم  ستحيلون رفاقكم الديمقراطيين الى المحاكم ؟ أم ننتظر مزيدا من هذه المكاسب  الديمقراطيه ؟.
الوطن والشعب من وراء القصد

45
      بعد نصف قرن من الغربة .. ابو جوزيف يتوسّد صدر مُرضتعه ويتدّثر تراب مولده / شوكت توســا
 في  16 اوكتوبر من كل عام, تمرعلينا ذكرى رحيل المناضل الشيوعي توما توماس . وإحتراما ًلتاريخه النضالي ولذكرى رحيله , أعيد بكل اعتزاز نشر مقالتي التي كـتبتها بمناسبة  نقل جثمانه من دهوك الى مقبرة القوش  بتاريخ 22 اوكتوبر 2010.
 في اواخر اوكتوبر 1996, اي بعد وفاته بأقل من اسبوعين,توفرت لي في الاردن فرصة  قراءة  مذكراته المكتوبة بخط يده,أقتبس من مقدمتها قوله:(( انا من مواليدعام 1924في بلدة القوش العريقه  في بلاد  بيث نهرين من بلاد آشور, تبعد 40 كم عن نينوى آخر عاصمه للاشوريين ,تميزت بلدة القوش بمواقفها القوميه الشجاعه بمساندة ابناء قوميتها اثناء المحن,أتذكر جيدا ( فرمان الاشوريين)أحداث سميل, وكيف احتضنت  القوش العوائل الاثوريه التي هجرت قراها.... )). انتهى الاقتباس.
وبحسب مذكراته, تعرّف  طيب الذكرعلى الفكرالشيوعي بواسطةالمرحومين شماشا ابريم عما  والمحامي عبد الرحيم قللو في كركوك,انضم الى صفوف الحزب في نهايات خمسينات القرن  الماضي  قبيل ثورة 14 تموزعام 1958, ثم التحق فيما بعد كمقاتل أنصاري في صفوف الحزب الشيوعي  ضمن الحركه الكرديه في شمال العراق , ونظرا لبسالته واخلاصه في عمله العسكري والحزبي, أصبح مسؤولا قياديا في حركة الانصار الشيوعيين في منطقة بهدينان ثم تدرج  في تحمل مسؤولياته الحزبيه والعسكريه.                       
إنه مشوارنصف قرن أوما يزيد من نضال متواصل, إنها رحلة عقود طويله بعناقيد مثقله بالظلم والقهر والتشرد , فقد خلالها فلذة كبده منير ورفيقة دربه ألماس, وفرهدت السلطات الغاشمة ممتلكاته, وتشردت كامل عائلته, ولكن رغم هذا كله, لم يحنِ توما توماس قامته العراقيه الشيوعيه الشامخه لأي من هذه النوائب التي تهز الجبال العاليه , ولم تنل منه مغريات الحياة الفانيه اي منال , ظل حتى آخر لحظه من حياته التي ودعها في سوريا وفيا لقضية شعب يسومه الحاكم الظالم كل انواع الضيم, ومن قامشلي كان قد نقل جثمانه الى مقبرة دهوك, ظل هناك ينتظر بالصبر الذي عرف عنه حتى نقل  جثمانه الى القوش التي وهبها ما لم يهبها إنسان قبله, ليعود الى الصدرالذي رضع منه أولا, وليتوسد تراب مولده في رقدته الأبديه الى جانب رفيقة عمره وشريكة عواديه التي رغم إشتداد النوائب ابت إلا ان تكون توأمه دائما.
إذن إجتمع خالد الذكربرفيقته وحبيبته أم أولاده ليكون اللقاء الابدي رمزا للحب المتجدد والتضحية والفداء, إجتمعا تحت شاخصة قبرلابد أن تشكل في ضمير الانسان العراقي عموما والألقوشي خصوصا وعلى مدى الدهر, مثابة محطة تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها: العزيمة والثبات.
حين نريد التحدث بحياديه وتجرد عن رجل بقامة وفكر توما توماس,من الظلم تنسيب تاريخ نضال الرجل واختزاله بجرة قلم غير مسؤوله  بطائفه او بكتله بشريه قوميه, وإن فعلنا ذلك على طريقة النافخين في قربة مثقوبه من خلف البحار البعيده, طريقة من غيّروا الوان جلودهم مرات ومرات كما الحرباء, فإننافي فعلنا هذا سنتجنى  على تاريخ بطل مناضل وعلى رسالته التي تعني وطنا وشعبا برمته, على هذا الأساس  لم يتردد في دعم ونضال الحركه الكرديه , كما لم يألو جهدا في دعم  ومساندة مؤسسي الحركة الديمقراطيه الأشوريه في بدايات الثمانينات , إذن رسالته هي  أشمل  واقدس من رسالة راهب متنسك عزل حياته من اجل قضية تنحصر بين اربعة جدران عاليه رطبه في دير عتيق.
 الرجل توما توماس لا يليقه مطلقا أن ننسب نضاله سوى الى ما يستحقه, فقد حمل على كتفيه مدى ما يزيد على نصف قرن من رداءة الزمان, قضية شعب ووطن,هذه القضيه كما نعرف جميعا تتجاوز  سقف القومية والدين  وتتسع مساحتها لتضم كل القوميات العراقيه, فالشعب العراقي يظل رغم كل الدعوات الطائفية والقومية الضيقة, بعضه شريك لبعضه في السراء والضراء.
وبقدر إعتزازنا وفخرنا بعودة جثمانه الى حضن أمه القوش التي ولدته وارضعته حليب الشهامة والشموخ ,إلا أننا نثق ان اي بقعه على ثرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ليست اقل طهرا ومعزة من الارض التي توسدها, ناهيكم عن ان الفكر(الشيوعي) الذي كان يتبناه الرجل يرفض بالمطلق بدعة النقاء العرقي ويتعامل مع الدين كقضية إيمان فردية محضه تخص صاحبها ليس إلا.
 حاشا ان يكون توما توماس قد مارس النضال مجرد هواية كمخاض لعقده نفسيه او ترف فكري يستجدي منه تحقيق مكسب شخصي على طريقة من صاروا يتخبطون كما المصاب بحمى الهذيان وسط شوارع المدن التي تسترعريهم الفكري وتخبئ عوراتهم  وراء مسميات وتشكيلات وهميه خلقوها للتلاعب بعواطف البسطاء, إنما  مارس نضاله كناموس إنساني إستمد بنوده من أنين المحرومين نتيجة السياسات الظالمه التي مارستها الانظمه المتسلطه على رقاب الشعوب بقوة الحديد والنار, ويوم بدل المطبلون لون جلودهم,إزداد إيمان الرجل ضراوة بتمسكه بلون جلده الموبوء بجراحات التشرد ونتوءات الصخور التي تعود ان يتوسدها واصبعه على الزناد دفاعا عن قضايا الشرفاء المضطهدين والمسلوبي الحقوق, ويوم ساوم  المطبلون على شرف انتمائهم القومي والفكري الذي يتشدقون به اليوم, أصرالرجل على أنه إنسان عراقي كلدواشوري وهب نفسه للعراق كله, وهذا ما تحكيه لنا وثائق مؤتمرات الحزب الوطنيه وعن لسان رفيق دربه دنخا البازي.
لم يكن توما توماس يوما عضوا في منظمه وهميه تضم مجموعة من الجهلة والأميين جعلت لها من صفحات الانترنيت مقرا يدار بفارة الحاسوب,أنما كان قائدا في تنظيم سياسي قدمّ الالاف من أعضائه أرواحهم رخيصة من أجل قضية الفقراء والمسحوقين والوطنيين الشرفاء, إذن لتسكت اصوات  النشاز ولترتفع أصوات المنشدين بالمجد الذي يستحقه توما توماس ورفاقه الشهداء الأبطال.
بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم  العائد, وبوركت البلده التي أنجبته إبنا بارا لها, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات لابد من إستذكار مواقف هذا الرجل  الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء ,رحل عنا الرجل بجسده  لكنه عاد  بروحه المبتهجه الى مثواه  بعد ان ترك  لنا إرثا متميزا من عطاء الأشداء المحنكين, إرثا لا يقبل الحكر  ولا التقسيم  البتة ً,انه ارث أممي ووطني ثم قومي,فيه من الثراء بما لا يقبل التفريط  به بأي شكل من الاشكال ,والذي  يصون هذا الورث ويأتمنه بصدق, له الحق ان يتباهى  به  وبإسم صانعه ,شريطة العمل على تحقيق تلك الرساله التي توالى وستتوالى على حملها الأجيال مثلما حملها المرحوم بدمه وعقله وتضحياته.

المجد والخلود للمناضل  توما توماس (ابو جوزيف) .

46
 قلوب العراقيين  معكم يا تشرينييون,فيكم الأمل وليس في غيركم
ستون عامااو ما يزيد من تاريخ العراق الحديث ,وصدورالعراقيين مثقلة بكوابيس انظمه سياسيه جثمت بجورهاعلى قلوبهم,واهمٌ من يعتقد بأن المواطن العراقي تحت ظل الانظمه البائده كان يشعر بأمان , ولا في ظل هذه الحكومات الفاسده استطاع ان يتنفس الصعداءليستنشق  رائحة المواطنه الحقه , لا أمان  ولا استقرار, خوفٌ في كل حي وزقاق, سجون وإعدامات ,ثكالى وارامل ,  يتامى زغب الحواصل, قتل على الهويه , مشردون مهجرون في أصقاع الأرض,حروب وصراعات حصدت و غيّبت الملايين , فساد متقع في كل مكان  , تسابق مقرف في السرقات, بطالة واميه وانتشار الموبقات, لا ضمان للتعليم والصحه لا خدمات .
الويل الزؤام هو النهايه الحتميه للساسه والحُكام الجاثمين بميليشياتهم الحزبيه  على قلوب الناس, وهل جنى العراقيون من هذه الطغمه سوى حرية الركض حفاة الاقدام وطبخ القيمه في مواكب  اللطم ؟ .
ستون عاما عجاف , والعالم الديمقراطي الغربي يمارس الخبث والتحايل في سياسته ضد هذا الشعب الذي أجبرته عقود الديكتاتوريه والطغيان على التصديق و القبول بأكذوبة معارضي نظام صدام ,فاقترفوا المزيد مما لم تقترفه ماكنة نظام صدام حسين, لا يطاوعني لساني قول كلمة فيها مديح لنظام صدام حسين وزمرته , لكن الذي قاله طارق عزيز بحق هؤلاء كان صحيحا ,فهم يستحقون اكثر مما قيل بحق ابي رغال وابن العلقمي.
  وبعد ان طفح الكيل ,ما برحت عيون شباب اليوم تتطلّع صوب تيار وطني يمتطي صهوة التحدي لدك اوكار الظلاميين الفاسدين المرتعبين من  اصوات ابناء الملحة المدويه في ساحات التظاهر.
يكذب هؤلاء الساسه الفاشلون حين يدعّون مقاومتهم للمحتل,لانهم من فتات موائده يعتاشون , يختلفون فيما بينهم  فقط على تقسيم الغنيمه, فيتنازل بعضهم للبعض كما حصل في تشكيل تحالف ادارة الدوله  كي لا تفلت من يدهم فرصة العبث بمقدرات الشعب والوطن,لا خيار لهم سوى الاتفاق فيما بينهم على قتل احلام شعبهم وقمع اصواته الحره المطالبه بوطن آمن , تباً  لساسه  ترعبهم اصوات الشباب الحر والغيور على وطنه  .
إن كان للعراقيين بصيص أمل لتحقيق التغيير, فالأمل كله معقود على وقفة شباب تشرين البطوليه..
الوطن والشعب من وراء القصد

47
 
 
  " اللي  بينا ما يخلّينا" .لدغة ٌأبلغُ من سابقاتها بانتظارنا /شوكت توسا   
في خبر نُشر قبل ايام على صفحة عنكاوه,أقتبس منه : "إجتمع صباح يوم السبت 10 ايلول 2022 غبطة البطريرك الكاردينال روفائيل ساكو مع ممثلين  عن الهيئه السياسيه الكلدانيه الموحده بحضورالوزير أنور جوهر عبدوكا وقائمقام عنكاوه ومدير بلديتها ....... الى آخر الكلام " انتهى الاقتباس
كنا في مقال سابق " كم مره يحق للمؤمن أن يُلدغ  ومن نفس الجحر", قد تساءلنا تُرى بعد تكرار اللدغات,هل سيتعلم نشطاؤناومؤمنوناالكلدان , ام ما زال الاستعداد قائم لتلقي المزيد ومن نفس الجحر؟
 جاءتناالاجابه في تشكيل هيئه سياسيه كلدانيه بمباركة البطريرك واشراف عضو قيادي في حدك, لتذكّرني بمقولةالكاتب الاستاذ صباح قيا:" لا تعوّل كثيرا على الكلدان, سيخذلونك من اول فرصه".  حاولت بيني وبين نفسي عدم تصديق هذاالقول لاسباب معينه ,لكن اسباب رسوخ صحة كلامه كانت اقوى وابلغ من اسبابي, فاللدغات تتوالى ومن نفس الجحر دون صوت قومي كلداني ينتقدها لوضع حد لها ,لااقول ذلك تكهناًاو تشاؤماً وحاشا أن اقولها تشفيّاً باهلي وناسي,إنماالولع في تدويرفشل التجارب بذات العقول كفيل ليرشدنا الى أن الحاحنا في الالتفاف حول رجل الدين واعتباره مرجعا سياسيا قوميا لا يمكن ان ينبئ بأفضل من الخيبات التي حصدناها من مؤتمرات النهضه  والرابطه الكلدانيه التي سبق وفصّلنا مثالبها وثمارها بالأدله .
 مع كل إقتراب لموعد الانتخابات,عوّدنا الغبطه والكردنال على اتلاء ديباجته المعروفه "الكنيسه لا تزج نفسها في السياسه"يرددّها ويده ممسكه بمقبض سنارته الغاطسه بحثا عن سمكه لا يهم حتى لو كانت قيمة الطُعم أضعاف قيمة السمكه التي ستبتلع الطعم ,المهم ان يعلق شيئا ولتكن عثغيه  كما يسميها الموصلليون أو زوري كما يسميه الاهواريون في الجنوب.
منذ أن وُجدت الأديان,استغل رجالاتها هالة القدسيه لإخفاء نزعة الاستحواذ على السلطه (سياسيه /عسكريه /اقتصاديه/اجتماعيه),كانت هذه النزعه الغريزيه أم الاسباب الكامنه وراء ظهورالمذاهب , فبرزت نُخب فكريه واعيه حشّدت العامه ضد هذه النزعه التي قسّمت المجتمع الى طبقات وفئات متصارعه تحت راية الدين كالذي حصل في اوربا أبان الفتره المظلمه,لم تفلح كثرة إدعاءات الاصلاح الديني في ثني النخبه ومؤازريها عن اصرارهم على ضرورة فصل الدين عن الدوله, الى ان تحقق مطلب الشعب ليحتل مرتبه متقدمة بين الامم المتحضره.
بالعوده الى الهيئه  السياسيه المومأ اليها,منذ إقرار قانون الكوته كنت من أنصار تشكيل  تيارسياسي مستقل  تحت ايٍّ من تسمياتنا القوميه كي يكون منافساً سياسيا حقيقيا  للحركه زوعا لتقديم الأفضل لشعبنا بعيدا عن تدخل الكنيسه  ونابذا للطرح  الانعزالي المتشنج  الذي غدا ديدن بعض ادعياء القوميه كالتلويح بفارق النسبه العدديه بين الكلدان والاشوريين اومشاغلة الناس بتخويفهم من فوبيا عقدة  عدم استخادام الواوات ,او باتهام الناقد بالسفاهه وتلقيه الاجوراو بالصاق صفة الجاهل بالكلداني الذي ينتمي للشيوعيه (حسب وصف غبطته).
 عندما تتكررهكذا مآخذ دون اي يحرك الناشط الكلداني ساكنا , حتما ستتجذر وتصبح ماده اساسيه مقلقه في خطاب المسؤول الذي لا يمتلك جديداً سواها,  في اية لحظه يمكن لهذه الماخذ ان تسحب الركب الى هاوية تقديم قضية الشعب على أطباق الطاعه والتبعيه لكل من هب ودب.
 قلنا ونقولها الان بان لا خير في خطاب يترنح بين بؤس التلويح بالانعزاليه وبين استنساخ أخطاء وتجارب فشلت في كل شئ الا في تمييع  حماس الناس وتلميع فلسفة التبعيه السياسيه , ولنا في ذلك امثله منها تاسيس المجلس الشعبي لمهمة سلب ارادة ابناء شعبنا , ومؤتمرات النهضه التي انجبت لنا تيارا شيعيا كلدانيا بتخويل من  قيادة الكنيسه ,والرابطه الكلدانيه التي دشنت تاسيس مكاتبها بأعضاء  حدك, لتتوّج نضالها بفرض عضوه في حدك وهي مسؤولة مكتب الرابطه في القوش كمديره لناحية القوش رغما عن ارادة اهالي البلده .
 رغم كل هذه التجارب الفاشله والمآخذ السلبيه المُسجله جراء تدخلات الكنيسه ,لم نقرأ تعليقا لمناضل قومي كلداني حول تجربة تشكيل هيئه سياسيه كلدانيه غالبية اعضاءها محسوبون على حدك ,وهل تساءل أحدهم عن سبب عدم اشارةالهيئه ولو بكلمه يتيمه تضامنا مع المطالبين بحصر التصويت على الكوته داخل صفوف ابناء شعبنا كي نرى من سيفوز بصوت ابناء شعبه!!
أسئله مطلوب  من السياسي الملتزم ان يجيب عليها قبل رشق أبناء جلدته بالحجاره, أما غبطته فهو  معذوربسبب محدودية خبرته السياسيه و شحة ايمانه القومي اللتان لا تسعفاه في التحسب لعواقب شحذ الرعايه والوصايه من جهات سياسيه لم تنفك يوما في سعيها لفرض وصايتها علينا ,ولكن  ما الذي يبررلاابالية السياسي القومي الكلداني وسكوته على عواقب هكذا تشكيل ؟ألا تكفيه مخرجات تجارب مؤتمرات النهضه و الرابطه الكدانيتين  كي يدرك بان الهيئة السياسيه هذه هي بمثابة رفع الفانيله البيضاء  لقبول وصايه حزبيه كرديه مثلما قبلناها شيعيه يوم رفعنا المناديل البيضاء! .
الوطن والشعب من وراء القصد

48
 أنا أسميها سفسطه تافهه غايةٌ في  السفاهه   !/شوكت توسا
في تغريده للسيد البرلماني دريد جميل عن قائمة بلبليون , يقول وليته كان التزم الصمت:
( الخزعلي طبّق تعاليم المسيح وأخلاق المسيح في تغريدته الأخيره) .عجبي واستغرابي  من ترف تبعية و نيات  إمرئٍ  يصل به جهله الى كشف هويته طواعيةً وبهذا الشكل المريب. أدناه رابط تغريدة النائب دريد :  https://twitter.com/ahadtv/status/1565323237030039553?s=21&t=8uGMbobhWtoQ-YeBzdpgNw
 أنت  في تغريدتك  يامولانا النائب  كشفت  للملأ ولائك القوي وامتثالك الطوعي لطاعة الميليشيات الولائيه التي قتلت من العراقيين اكثر مما تم قتلهم على يد حرس خميني في سنوات حربه الثمان ضد العراق,في تغريدتك  البائسه هذه  تعمّدت تشويه قدسية رسالة السلام والمحبه التي حملها المسيح , وجرحت في كلامك اللامسؤول مشاعر البشريه اجمع وليس المسيحيين فقط, قل لي بربك يادريد ,عن اي اخلاق وعن اي تعاليم تتحدث وانت في كلامك تخلط  سواد الشين وقرفه ببياض الزين ونصاعته , فعلت ذلك لمجرد ان الخزعلي قال في تغريدته "الله الله في دماء المسلمين", حقك يا مولانا لانك نسيت يا دريد بان قيس الخزعلي كان احد قادة  فصائل جيش المهدي وتحت اشرافه تم قتل وتهجير المسيحيين وسلب ممتلكاتهم في البصره وبغداد وكركوك , واضح جدا ان ولائيتك لميليشيات ايران  أوصلتك الى نسيان ذلك ونكران معاناة ابناء شعبك , بالمناسبه هذا لا يهمنا اطلاقا,( ما زاد حنون في الاسلام خردلة ولا النصارى لهم شغل بحنون), الذي يهم كل عراقي  وطني شريف هو ذهابك العشوائي الى تنسيب ما يفعله السفاحين الذباحين  وتشبيهه باخلاق المسيح  وتعاليمه, هل تعرف يا دريد حتى مرجعك الخزعلي لا يتجرء القول عن نفسه ما قلته انت بحقه زيفا وبهتانا, لابل  انا واثق بانه سيضحك على تشبيهك الذي أعطيت له فيه ما لا يستحقه,وقد اعطيت له ما لا يُعطى حتى لملوك الارض,هل سمعتم يوما بان المسيح حمل بيده غيرغصن زيتون اخضر وحمامة سلام بيضاء ؟من اين جئت لنا بهذه المقارنه التشبيهيه المعوّقه  ؟
أغلب الظن, و بسبب تغريدتك البائسه, الكل  وفي مقدمتهم  مرجعك  الخزعلي سيقلدوك شارة التهكم  والقرف , وهو اول من سيصفك  بالمتملق والناكر لدينه.
الوطن والشعب من وراء القصد
بغديدي / الثاني من ايلول 2022

49
التشرينيّون مْلـــح التغييـــّر, بِلاهم  سيبقى العراق مُبتلى بالولائيين / شوكت توسا
 بسبب فساد الكتل السياسيه المتقع والتبعيه الذيليه التي  يتشاطر بها الكثيرون  ,مرّ عقدان والعراقيون محرومون من أبسط حقوقهم  الوطنيه والانسانيه الا اللهم  من حق التفننّ في وصف مرارة معاناتهم وحرمانهم, لم يترك الأوباش المتسلطون سبيلا  لرفاه الشعب إلا وأستحوذوا عليه  بقوة ميليشياتهم ومكاتب سرقاتهم اللعينه.
  من غير عادتهم, تنافس العراقيون مع ايوب في صبرهم على مكر وعود حاكميهم ,ضاعت مع أكاذيبها  آمال وتطلعات قطاعات الشعب شيبا وشباب,وبعد ان  نفذ الصبر ولم  يبقى أمام الشباب الغيور أي خيار سوى النزول الى الشارع وأعلان انتفاضتهم التشرينيه  السلميه الباسله في العام 2019  كاسرين  حواجزالصمت والخوف من اركان العمليه السياسيه المقيته ,خرجوا بصدورهم العاريه ينادون بوطن  حر وانسان سعيد  يتحدون رصاص الميليشيات المجرمه , فسقط منهم ألف شهيد وقرابة 30 الف بين جريح  ومعوق  وبين مفقود ومختطف ما زال مصيرهم مجهول .
لم يشهد العراق ردة فعل  وطنيه حقيقيه طيله هذه السنوات العجاف,  الا في انتفاضة  تشرين, التاريخ سيسجل للتشرينيين شرف اضرام شرارة الشروع بفضح فساد الحاكمين ودك اسواركياناتهم بدماء زكيه قدموها قربانا لتحقيق مطالب الشعب بوطن فيه قانون عادل يحاسب كل فاسد وقاتل.
 في خضّم ضبابية الصراعات الباهته بين  الكتل السياسيه ,لابد لمنتفضي تشرين تنظيم  أنفسهم  و اختيارقياده جماعيه تمكنها من التغلغل بين الجماهيرو كسب ود وتأييد جموع المتظاهرين والمعتصمين للتنسيق معهم في العمل على ازاحة الفاسدين وتشكيل حكومه  وطنيه تلاحق كل اشكال الفئويه والتبعيه التي إتخذها الفاسدون غطاء ً لهم.
 التشرينيون قبل غيرهم , يدركون جيداً جوهر ودوافع الصراع الدائر بين ساسة التيار الصدري وبين ساسة الاطار,فهو إمتداد لمناكفاتهم  وخلافاتهم  السابقه حول من يقود الشيعه , اي  ان الجماهير المغلوبة على امرها( الشيعيه تحديداً) لا ناقة لها ولا جمل في صراع هؤلاء القاده, سوى توريطهم في اقتتالات ميليشياتهم الولائيه والصدريه فيما بينهم  , هذه الحقيقه يعرفها التشرينييون وسوف يدركها الجمهور الصدري الذي عاجلا سيطالب قيادته  بالجديه والثبات في تحقيق مطالب الشارع .
 ما زالت دماء ضحايا تشرين  تستصرخ العداله وتناشدها بالقصاص من قيادات  الاحزاب وواجهاتها الميليشياويه المسلحه الذين اتفقوا فيما بينهم على ابادة الانتفاضه التشرينيه في مهدها  ,وعليه من حق العراقيين بشكل عام والتشرينيين بشكل خاص االتشكيك  في مصداقية الوطنيه التي  تتحدث فيها قيادة التيار الصدري ولا اقول جماهيره التي هي الاخرى باتت تشكك في مصداقية ووطنية قيادته, اي ان هذه الجماهير ستكون الاقرب الى اهداف التشرينيين  في مرحلة تحقيق التغيير, الكل  يتمنى ان يكون التيارالصدري متمثلاً بقائده  قد استفاد من تجاربه السابقه كي يرسو  بجمهوره المليوني في شواطئ  مصلحة الوطن وشعبه قبل اي شيئ.وهو أمر  يستدعي تقديم السيد مقتدى ضمانات لعدم تكرار ظاهرة تراجعه عن شعاراته  و عن تطلعات جماهير تياره , الجماهير بحاجه  الى ما يطمئنها ,وفي مقدمتها التشرينييون الذين سبق وأكتووا بنيران القبعات الزررق.
الوطن والشعب من وراء القصد

50
 في الميــزان.حصاد المؤمنين من خطابات  قادتناالروحانيين / شوكت توسا
 استخدامي للمفردتين(المؤمنين والروحانيين) في العنوان, ليس معناه بأنني في صدد تمييز الصح من الخطأ في الامور اللاهوتيه,ذلك ليس هدفي اطلاقا ولا انا في حال الذي يجيد الخوض فيها, الإختصاصيون اجدر من سواهم في ذلك,هدفي من المقال كما سيتبين هو أولاً: التعبيرعن رأيي حول الحبكه الفكريه واللباقه الكلاميه والمصداقيه التي أرانا نفتقدها مجتمعة ً في خطابات رجال ديننا,خصوصاالخطابات التي تصطبغ فيها الروحانيات بألوان ماديات الحياة المدنيه التي يندرتلاقي فلسفة مدينتها الفاضله( يوتوبيا)مع مفاهيم وفلسفة يوتوبيات القدسيات واللاهوتيات. وهدفي الثاني هو:إماطة اللثام عن مخاطرالادمان على اقتفاء اثر فلسفات الذين تركونا لقماً سائغه بعد ان صنعوا منا مِللاً ونُحلا مبعثره بسبب تناقضات تفاسيرهم للصح والخطأ .
لا إعتراض ابدا على اعتلاء رجل الدين منصة الكرازه لأداء واجبه الروحي بين جمع المؤمنين المتلهفين لسماع مواعظه و نصائحه الايمانيه الروحيه بشغف وخشوع.هذه المسأله لا اختلاف عليها, لكن الذي يجعلنا نكتب ونعترض هو إضفاء صبغة الماديات المتعلقه بالسياسه كمديح قائد أو تاسيس حزب وماشابه ذلك,أتذكركان نيافة احد الراحلين الى دارحقه, بعد قراءة انجيل يوم الفصح او مصباح الاحد يطلب من حشد الحضور الدعاء ليحفظ  الرب رئيس الجمهوريه والتصفيق تمجيدا له في وقت كانت زنزانات السجون تكتظ باقارب المؤمنين.فيصاب المتلقي بالحيرة والتيه بين نفاق وضبابية النيّات وبين المُراد منه فعله  .
 أن يطرح رجل الدين نفسه أويتم توكيله لاسداء خدمه في الماديات سالفة الذكر  محاوله محكوم عليها بالفشل حتى لوجاملنا مريديها واعتبرناها حاجه مستثناة لصالح حالتنا,وهي عدا كونها خارج تغطية فسلسفات عصرنا, تتطلب من ضمن ما يتطلبه نجاحها توافرالذكاء ورزانة المعلومات لتصل الافكار بسلاسه الى آذان السامعين,عبثا مهما حاولنا تحييدها وتبريرها بحجة حسن النيه ومتطلبات الوضع,نحن عندما نُطالب بتقنين دور رجل الدين,لا نفعل ذلك خوفا من ان ينافسنا على مغنم ٍاوجاه دنيوي بل احتراما لمكانته وخوفا على المؤمنين من  تبعات الفئويه التي تكتنف  خطابات رجال كنائسنا المذهبيه وهي سبب تشرذمنا.
 حتى لا يُوصف كلامنا بهواء في شبك ,سأستعين بمقارنه أزعم انها في حياديتها كفيله لتدلّنا الى بُطلان الادعاء بان المساس بجلباب رجالات الدين خط أحمر,علماً أن الخط الاحمرفي كتب السماء كان دائما رفعة الانسان أولا وأخيرا.
 الذاكره زاخره بالامثله سواء منها  التاريخيه  او في حاضرنا ,سأختارغيضامن فيض حاضرها لمقارنتها بين بعضها البعض حتى نتعرّف على ماذا يتهافت قادتنا الروحيون ولماذا التسابق على الولوج في متاهات دهاليز السياسه  .
 سأبدأ أولا :بالزيارة التي قام بها البابا فرنسيس رئيس دولةالفاتيكان وكبير كرادلة وبطاركة الكنيسه الكاثوليكيه لمدينة اورالعراقيه ولقائه بالمرجع الشيعي السيستاني في النجف ,كتبت في حينها و لَمّحتْ الى ان الزياره التي بدت روحيه لكنها شكلّت حلقه ضمن برنامج سياسي لا ناقة لمعاناة مسيحيي العراق فيه ولا جمل فيه,لم أتطرق الى المزيد كي لا استبق الحدث وابدو متشائما,اليوم وقد مرعام ونيف على الزياره, يصرح غبطة البطريرك ساكوويقول بأن الاساءات بحق مسيحيي العراق متواصله مع غياب المكتسبات, سيدنا نحن قلناها مسبقاً, ونعيد  القول بأنا كمسيحيين عراقيين لا نشكّل رقما في اجندات السياسه العالميه, وقداسته كرئيس دوله طرف في هذه الاجنده , ليس بإمكانه او بالأحرى غيرمسموح له فعل شيئ مع الاسف  .
 ثانيا : في العام 2006 ,قال البطريرك عمانوئيل دللي الثالث رحمه الله :" الكلداني الذي يقول بانه اشوري فهو خائن, والاشوري الذي يقول بانه كلداني فهو خائن ايضا" .  تساءل المؤمنون  يومها, تُرى خائن لمن؟ .
ثالثا :في إحدى خطاباته وصف المطران سرهد جمو اهالينا المسيحيين في سهل نينوى بالبلهاء لو اعتقدوا بانهم كلدان واذا بغالبية المشاركين في مؤتمرات نهضته الكلدانيه من بلدات سهل نينوى.
رابعاً : كان المرحوم البطريرك عمانوئيل دللي قد أصدر أمراً  كنسيا تحريريا منح فيه الشيخ  ريّان الكلداني المتشيّع  تخويلاً رسمياً للتحدث حصريا باسم المسيحين الكلدان, ثم جرى ما جرى في عهد البطريرك ساكو .
 خامساً : كان إلغاء تخويل الشيخ ريان الكلداني من قبل غبطة البطريرك ساكو خطوه سليمه ومطلوبه حسبناها كابحاً لتدخل الاسلام الشيعي في شؤوننا , لكن تبيّن ان ذهاب غبطته الى تاسيس الرابطه الكلدانيه كان حلقه من حلقات التنافس و تصفية الحسابات بين رجال الدين أنفسهم,لم تعالج الرابطه شيئا من ظاهرة الشيخ ريان التي حصدت اربعاً من مقاعدنا الخمسه ,انما وسّعت فتحة الباب امام ظاهرة تكريدنا .
  سادسا:في لقاء متلفز يقول غبطة البطريرك ساكو :" المسيحي حر لو شاء ان يغير دينه". إستهجَنَ من استهجن صدورهكذا كلام من بطريرك,وآيده من ايده من منطلق احترام حرية الانسان ,وآخرون اعتبروه محاججة للمشّرع الذي يفتي بقتل المسلم اذا غير دينه, أناأميل الى ما قيل في قصة حنّون الطريفه:مازاد حنون في الاسلام خردلة ولا النصارى لهم شغل بحنون. يهمنا هنا تشخيص التناقض بين تأييد البطريرك ساكو لحرية الانسان ولو نظريا, وبين القمع الذي لحق بالحريه في كلام المرحوم البطرك دللّي والمطران جمو,تُرى على ايهما سيعتمد المؤمن في اختياره؟
سابعاً: في خطاب للبطريرك ساكو, وفي معرض نقده لأحزاب وتنظيمات ابناء شعبنا ,اشاد غبطته باستقلالية سياسة الحركه الديمقراطيه الاشوريه, ورغم انتقادنا لتصريحه باعتباره تدخل واضح في السياسه, توّقعنا من غبطته الاستفاده في تشكيل الرابطه الكلدانيه من استقلالية الحركه التي اشاد بها ومن خطأ تخويل الشيخ ريان الكلداني,لكن الذي حصل هوانضمام الرابطه الى التنظيمات التي إنتقدها غبطته.
نختم مقالنا بسؤال بسيط :ايهما الأفضل في نظر رجال ديننا حتى نتبع خطاهم السياسيه,؟اعتماد الحريه والاستقلاليه ام اختصار الطريق  بالتشيّع  أو بالتكريد ؟.
الوطن والشعب من وراء القصد .   

51
  كم مرة يحق للمؤمن أن يُلدغ ومن نفس الجحر"

 / شوكت توسا

 يتميز الانسان عن غيره من المخلوقات كونه اجتماعي الطباع لا يميل للعزله إلا مضطراً, وقد حباه الخالق بعقل يُعينه في ترشيد مسيرته وتنظيم علاقاته بتبادل التنظيروالنقد مع اخيه الانسان ,كلاهما ( المنّظر والناقد) يكمّل أحدهما الاخر في تطبيق معيار نقدي يسري على الجميع, دون  اتباع هذا المعيار يصعب استخلاص الزبده  المفيده.

وما دام الانسان خطّاء غيرمعصوم مهماعلا شأنه, لا خير في نقد يُستشنى فيه طرفٌ بسبب جاه او رتبه مدنيّه كانت او دينيه,وإن فعلنا وأخضعنا النقد لاي استثناء نكون في هذا التمييز كمن يزاغل وينتقص من قيمة الانسان الوارد ذكرها في قوانين السماء والارض على حد سواء.
 
 في آب 2019 وجّهنا مقالا لمؤمنينا القوميين عنوانه( افضل لكم  ترك رجال الكنيسه بحالهم, فكروا بتاسيس حزب مستقل لكم), الآن وبمناسبة إهتمام مؤمنينا بقضية استقالة غبطة البطريرك ساكو, من ناحيتي ساتمنى له تقاعدا ميمونا, الذي يهمنا بعد تقاعد غبطته, هو مصيرا لرابطه الكلدانيه التي مع إعلان تشكيلها نقلتني ذاكرتي تلقائيا الى اسباب نقدنا لمؤتمرات النهضه الكلدانيه التي رعاها وموّلها المطران سرهد جمو ,مع ذلك تمنينا النجاح للرابطه ظنّاً منا ان النهضه(اللدغه) التي أنجبت لنا شيخا كلدانيا متأسلماً متشيعا قد أكسبت المؤمنين مناعة لتفادي اي لدغة مقبله, لكن الذي تبيّن هو أن لدغة الرابطه لم تكن أقل شدة من سابقتها بل شكلّت كما كان متوقعا خيبة أخرى, طوبى للمؤمن الذي يمتلك جرأة الإعتراف بأننا معشر المؤمنين لا نقوى على ادارة فعل سياسي (قومي) باستقلاليه تغنينا عن الاتكال والتعويل على الذي يريدنا من اجل إنجاح مشاريعه المغايره للتي نتمناها, وهنا لا اقصد الكنيسه فقط, انما كي نكون منصفين فيما نقوله, فان نسبه كبيره من مسببات الخيبات هي في مؤمنينا, اذ هناك من المؤمنين من وجد فردوسه المفقود في التطبيل لوصاية الغريب علينا, هذه الظاهره المتكرره واللدغات التي صاحبتها تستدعي التوقف عندها لمعرفة مكمن الداء وكيفية معالجته, لأننا مع الاسف كل الذي اعتدنا القيام به في مواجهة حقيقة فشلنا كان طرح تبريرات مُمَهِده  للدغه ثالثه ورابعه .

مَن منّا لم يسمع بمنح المتشيّع ريّان لقب البطل الكلداني, البعض من مؤمنينا أعتبرها مكسبا من مكاسب مؤتمرات النهضه الكلدانيه, وعندما انتقدنا هذا المكسب الكارثه, ثارت ثائرة هذا البعض فهو في نظرهم انتصار قومي كلداني لا يجوز نقده او المساس بهيبته.
 
 مثلما تمنينا النجاح للرابطه في بداية تشكيلها, إنتقدنا أداءها بعد ان قرأنا نظامها الداخلي وشاهدنا على الارض ما يناقض مواده وفقراته التي أكدت على نقاء كلدانية فعالياتها ورفض كل ما هو غير كلداني, إنتقدناهاعندما إتضح جليّاً رضا واستئناس قيادتها ومؤيديها بتكريد مكاتبها, وما أكثر مناشداتنا بضرورة الانتباه حين التحدث عن كلدانيةِ الرابطه في الوقت الذي تعج مكاتبها باعضاء منتمين رسميا الى حزب قومي كردي(حدك), لم يهتم الرابطيون ولم يحركوا ساكنا رغم تأكدهم من وجود ادلة واضحه لهذه الظاهره في مكاتب الرابطه, السيده لارا زرا على سبيل المثال, تم تعيينها مسؤولة لمكتب الرابطه في القوش وهي عضوه رسميه في حدك, وقد تم  فرض تعيينها كمديرة ناحيه القوش بالاتفاق بين (حدك) وبمباركة غبطته رغما عن ارادة اهالي البلده, هذا مثال حي  لواحده من الخيبات التي دشنت فيها الرابطه نشاطاتها القوميه, وهي نتيجه طبيعيه لتعويل مناضلينا على الكنيسه في ادارة نضالهم القومي.

 في مقال حديث لمؤسس الرابطه غبطه البطريرك ساكو, تحدث فيه عن عدم رضاه من تفاعل الكلدان مع الرابطه خاصة فيما يتعلق بالتبرعات الماليه, شخصيا أستغرب اختزال كل اسباب تراجع الرابطه في السبب المال فقط, ليتنا نقرأ بحثا مفصلاً حول الاسباب الحقيقيه للتراجع الذي اشار اليه غبطته.
اختم وأقول, تكرار اللدغات ومن نفس الجحر معناه تكرار الخيبات, وهو تأكيد على أن الجزء الاكبر من الخلل موجود فينا نحن المؤمنين, لذا لا غرابة لو ذابت الرابطه كفص ملح بعد تقاعد مؤسسها مثلما ذابت مؤتمرات النهضه بعد تقاعد المطران جمو.

 يبقى السؤال المهم بعد تقاعد غبطته: هل سيبحث مؤمنونا عن جحر آخر كي يُلدغوا منه؟

الوطن والشعب من وراء القصد

52
"الجمعيه الخيريه الأشوريه"ولادة من رحم العناء , كلّها تحدّي و عطاء /شوكت توسا
"Assyrian Aid Society"
معروفٌ عن الانظمه التي تتحكم فيها الأحزاب الفئويه المؤدلجه,زيف استخدامها لمصطلحات الديمقراطية والحريه والوطنيه,كما هوحال حكومات العراق التي صدّعت الرؤوس بالشعارات المنمّقه , في حين بلغ تململ  المساكين اقصى درجاته بسبب حكومات فاسده أشبه بطفيليات تعتاش على إبقاء ابواب الصراعات مشرعه,وما شعاراتها  التي تتناقض مع ايديولوجياتهاالانعزاليه, سوى دليل على  استحالة قدرتها في بناء وطن بدستور وقوانين تسري على الجميع,وإلا كانوا خجلوامن استخدام العنف ضد الأصوات التشرينيه المطالبه بالعداله و بمحاسبة الفاسدين .
نحن (ككلدواشوريين سريان)وبسبب جورالانظمه المتعاقبه,حُرمنا من امتلاك مؤسسه خاصه بنا تعنى بتقديم المعونات لشعبنا في أوقات ضيقه ,إلا بعد حرب الخليج الثانيه عام 1990 تحديدا بعد انتفاضة اذار 1991, والتي بسبب عسكرة عمليات اخمادها في الشمال,إضطرعشرات الألوف من ابناء شعبنا للنزوح باتجاه الحدود التركيه تاركين قراهم وأملاكهم هربا من البطش,وبسبب قساوة الظروف وشحة المأكل والملبس  والمأوى والأدويه, توفى منهم 28 شخصا في منطقة جللّك فقط,واضطرت نسبه غير قليله من هذه الالوف الى عبور الحدود والهجرة الى دول اخرى .   
مع صدورقرارمجلس الامن المرقم 688 ,تمّ حظرالطيران العراقي و تم تحديد المنطقه الآمنه في الشمال(السيف زون),فتهيأت اجواءً أمنيه مُشجعه لعودة المتبقين من المشردين الى قراهم المهجوره والمدمره ليواجهوا تعقيدات العيش في وقت كان شمال العراق يعاني من حصارين, الحصارالدولي على العراق وحصار النظام على المنطقه الآمنه في الشمال.أزاء هذا الوضع  المزري,ومن اجل مساعدة أبناء  شعبنا وتشجيعهم على البقاء في قراهم وبلداتهم التاريخيه بادرت قيادة الحركه الديمقراطيه الاشوريه(زوعا)بالتعاون مع تنظيماتها  في المنافي الى تبّني  فكرة تاسيس جمعيه خيريه لدعم ابناء شعبنا في ظروفهم الصعبه بتمويل من تبرعات ابناء شعبنا في الخارج والداخل,فتم في مايس 1991 الاعلان رسمياعن تأسيس الجمعيه بنظام داخلي وضوابط قانونيه لطرق جمع الاموال و توزيعها على المحتاجين كأي منظمه خيريه انسانيه بالتعاون مع ممثليات  الامم المتحده المختصه بمساعدة الشعوب .
في الحقيقه,الفضل في استمرار نجاح هذه المؤسسه الخيريه يعود الى تهافت الخيرين من ابناء شعبنا والتزامهم في تقديم تبرعات عينيه وماليه شهريه,ومع تفاقم ظاهرة تقاعس حكومتا بغداد واربيل في توفيرمستلزمات العيش للنازحين والعائدين ازدادت واجبات الجمعيه  وتوسعت مجالاتها ,فاصبحت بالكثره التي لا يمكن تغطية ما قدمته  خلال ثلاثة عقود في صفحة مقال.
فيما يتعلق بادارة الجمعيه, يعمل أعضاء الهيئه الاداريه المنتخبه كمتطوعين دعماً لمهمتها النبيله,عدا الخبراء والمهندسون يتلقون الاجور,لذلك دأبت الجمعيه منذ تاسيسها على تشجيع المشاركات الطوعيه في العمل خاصة بين ابناء البلدات والقرى المستفيده من مشاريع الجمعيه...واليوم وقد تطورت مهامها كما اسلفت ,اصبح لها اقسام متخصصه لتقديم مختلف الخدمات, وهي بلاشك تتطلّع الى المزيد من الدعم بالتبرعات  الماليه من قبل ابناء شعبنا عساها تتمكن من تنفيذ مشاريع اكبر لتوفير فرص عمل اكبر في قرى سهل نينوى وبلدات شمال مدينة دهوك ومناطق اخرى لتشجيع اهلنا على تحسين اوضاعهم المعاشيه والتعليميه.
"In February 2016 Assyrian Aid Society-Iraq was nominated for the Nobel Peace Prize"
 ترجمتها:في شباط 2016  رُشحت الجمعيه الخيريه الاشوريه لجائزة نوبل في السلام.
 كان بامكاني الاكتفاء بذاكرتي لنشرالبعض من منجزات الجمعيه المهمه , لكني ومن اجل تحقيق نسبة مقبوله من المصداقيه,اتصلت بمكتب الجمعيه في مدينة دهوك,وإتصلت بأكثر من جهه وفي اكثر من بلده لمعرفة المزيد ,مشكور مكتب  دهوك على تزويدي بكراريس  باللغه الانكليزيه  فيها تفاصيل منجزات الجمعيه طيلة  ثلاثة عقود,لكني مع الاسف وجدت بأن مقالي لا يتسع لنشرها كلها بعد ترجمتها,لذا فضلت نشر مختصر لمنجزات الجمعيه  بين عام 2017   الى نهاية 2021 كنموذج  وكما يلي :
في العام 2017 :
1_مشروع اعادة تاهيل 26 مسكن في سهل نينوى. 2_حفرخمسة  ابار في بغديده وكرمليس.3_صيانة نظام الري بالتنقيط في قرية جقللا منطقة برور.4_تصليح قنوات الري في قريتين  بمنطقة نهله.5_صيانة شبكة المياه في تللسقف.6_تأهيل  مدرستين للتعليم السرياني في منطقة صبنا.7_الوحده الطبيه لمستشفى الحمدانيه ومستلزمات طبيه 100 صندوق.8_ملابس ل 69 طفل في مخيم اودرانا.9_أدوات منزليه واثاث ل 52 عائله عائده في سهل نينوى. 10_مواد غذائيه ومواد تنظيف ل 3228  عائله نازحه وعائده في سهل نينوى ودهوك ومخيم اودرانا.11_لوازم مدرسيه ل 15200 طالب وطالبه في سهل نينوى والمدارس السريانيه في دهوك واربيل.12_عياده متنقله  استفاد منها 3266  مريض في دهوك.13_هدايا العيد  ل 2650 شخص في دهوك وسهل نينوى واربيل وكركوك.
في العام 2018 :
1_ صرف رواتب 87 محاضرفي المدارس السريانيه ودفع اجور نقلهم  في دهوك واربيل. 2_توزيع مواد غذائيه ومنظفات ومواد اغاثه ل  1749 عائله  نازحه وعائده في دهوك وسهل نينوى. 3_مبردات ل 100 عائله في دهوك.4_تنظيم دورات تدريبيه مهنيه ل 36 فردا في سهل نينوى.5_انشاء قنوات ري لقريتي  كشكاوه وبلمند (575 م) واستفاد منها 115 مزارع في منطقة نهله.6_ حفر 4 ابار مياه في بلدة بغديده ونواحي برطله استفادت منها 400 عائله.7_تقديم مستلزمات مدرسيه لما مجموعه 27 الف  حصه  موزعه في الحمدانيه سهل نينوى  وفي دهوك واربيل. 8_ترميم خمسة منازل في بغديده يسكنها 25 فردا.9_مشروع العياده المتنقله في  دهوك وسهل نينوى استفاد منها 1884 فرد. 10_تقديم هدايا عيد الميلاد ل 4370 طفل في دهوك واربيل وسهل نينوى.11_تنظيم ورش عمل ل 85 فرد لتنمية قدرات الشباب.12_ صيانة الطرق في مخيم آشتي في اربيل ل 400 عائله.13_توفير وقود مولدات كهرباء في مخيمات عودرانا وآشتي في   دهوك واربيل ل 430 عائله. 14_ توفير وقود تدفئه للمدارس السريانيه ل 2600 طالب في دهوك واربيل.
في العام 2019 :
1_ صرف رواتب المحاضرين واجور نقلهم ل 133 مستفيد. 2_عياده متنقله(30 قريه) ل 1750 مستفيد. 3_ مشروع تمكين الشباب الاشوري (45 شاب).4_ تنظيم بطولة نرسي ديفد  لكرة القدم 28 فريق.5_افتتاح صيدليه في قرية كرمليس سهل نينوى ل 125 عائله مستفيده.6_توزيع مواد غذائيه ومواد تنظيف ل 693 عائله نازحه وعائده. 7_تجهيز وقود مولدات  12 قريه ل 720  محتاج.8_ دعم ادارة النفايات (توزيع حاويات قمامه في بغديده ل 5000 عائله.9_ انشاء قناة ري ل 51 عائله في كشكاوه وبلمند, ول 35 عائله في منطقة باز. 10_تصليح سقف مدرسة في القوش(230) طالب. 11_ترميم منازل متضرره في منطقة نهله لعشرة عوائل.12_ اصلاح المحلات التجاريه في الحمدانيه ل 60 عائله مستفيده. 13_حفر بئر ماء في سهل نينوى ل 150 عائله مستفيده.14_فتح ورش عمل ودورات تدريبيه لكسب العيش  ل 85 عائله مستفيده في سهل نينوى.15_هدايا ل 1715 طفل بمناسبة العيد. 16_ توفير مستلزمات مدرسيه لطلاب المدارس السريانيه  ل 2630 مستفيد.
في العام 2020 :
1_ صرف اجور المحاضرين  ونقلهم (137) عائله مستفيده. 2_مشروع العياده المتنقله في ثمانية قرى ل 335 مستفيد.3_توفير سلات غذائيه ل 4406 عائله خلال جائحة كورونا. 4_تجهيز ديزل مولدات ل 14 قريه استفاد منها 763 عائله. 5_انارة شوارع قرى ل 239 عائله مستفيده. 6_اعادة تاهيل منازل في قرى متضرره استفاد منها 15 عائله.7_نصب شبكة مياه رئيسيه لثمان عوائل.8_صيانة سواقي الري ل 25 عائله مستفيده.
في العام 2021 :
1_ تنظيف وكري سواقي ري ومد شبكة مياه 1150 م  وصيانة شبكات اخرى , وتركيب شبكة مياه للري وتجهيز خزان مياه 30000 لتر  وانشاء قناة ري 100 م  , في مناطق مختلفه,نهله,كوريكافانا,كونديكوسا, قرية اقري برور قرية رومت وقرية جللك وكشكاوه.2_ بناء ستة منازل في قرية جقلا برور تخليدا لذكرى الدكتور رويل كوركيس.3_ترميم سطوح احد عشر منزلا في سبعة قرى من منطقة نهله.4_عياده متنقله ل 779 مستفيد في منطقة دهوك5_ توزيع واقيات وجه للوقايه من كوروناعلى مديرية صحة دهوك و على سته وعشرين مدرسه في  دهوك واربيل ليبلغ عدد المستفادين 40888. 6_ عيادات متنقله في تسع قرى في منطقة برور وبابلو وقرى زاخو وسميل.7_ توزيع مواد غذائيه وهدايا الاطفال لعيد الميلاد على 1377 عائله في هزار جوت ,مالابروان,سميلي. ميسريك وكوريكافانا وشيوز وجمبور ودهوك واربيل وبغديده وشيوز . 8_توفير اجور 87 محاضر و12 خط لنقل  المحاضرين في العام الدراسي 2020 / 2021. 9_ ترميم اعدادية أكد  في دهوك وترميم مدرية بيرتا في كوريكافاناوترميم وتاهيل صفوف مدرسة هيزاني في منطقة نهله. 10_ توزيع 33 جهاز كمبيوترو طابعات ل 19 مدرسه اشوريه في دهوك والقرى المجاوره. 11_تثبيت مركز لتعليم الرسم والنحت للشباب في بغديده12_ اعادة تأهيل سبعة مشاتل في بغديده وبرطله .13_تجهيز معدات تطوير معمل كبه(صناعة طعام محلي) في بغديده. 14_تاهيل وتطوير خمسة محلات تجاريه صغيره في تلكيف ,تللسقف ,القوش, شيخان. 15_ توزيع حفاظات الاطفال وكبار السن في مركز دهوك.16_صيانة مولدات في قرية همزيه منطقة صبنا,  قرية عين بقري  وقرية بيروزافا وباخيتمي.17_ تنظيم بطولة اشور اسخريا التذكارية لكرة القدم(16 فريق) في مركز دهوك والقرى المجاوره. 18_ توفير اعلاف للمواشي في قرية جللك برور وفي قرى منطقة نهله . 19_ حفر بئر ماء للمدارس في  بغديده وبرطله. 20_تركيب انارة شوارع للقرى داشقوتان ,كيرنجوك,بيروزافا وباكيرات.
اعزائي القراء, صرحٌ مؤسساتي جبار كالذي نتحدث عنه,استطاع ان يقدم لابناء شعبنا  ما عجزت عن تقديمه الحكومات,انه جدير بالدعم من اجل  توسيع مجالات خدماته لضمان مستقبل اجيالنا في العراق  .
لمن يود التبرع للجمعيه الخيريه الاشوريه,ادناه الرابط :
/https://assyrianaidsociety.org/donate
الوطـــن والشعب من وراء القصــــد

53
الى اهالي   نينوى  ام الربيعين , وموصل الحدباء  الكرام/
تحيه ومحبه
تمر هذه الايام على الموصللين بمختلف الوانهم الجميله, ذكرى أليمه  ومحزنه , نسج خيوطها الغرباء ونفذتها ايادي صفراء  ودفع ثمنها ناس نجباء, أعادت للذاكره تلك الايام العمياء والناس الحمقى التي سبق وتحدث  عنها مدرّسي المرحوم بهنام وديع اوغسطين في كتابه "الايام العمياء والناس الحمقى ",حول ايام سفر بللك.
حضراتكم يا ساده ,احفاد بُناة احد اعرق مدن العالم حضارة,إن كانت تفاسير نظريات الفلاسفه وعلماء التاريخ لا توّفي  للتسلّح  بما تتطلبه  مصاعب ومقالب الحياة, فالتجارب التي عشتموها هي الاقرب وفيها الأغزر مما يمكن ان نسترشد به في  قول كلمتنا للاجيال حتى يستمروا في الحياة  بعيدا عن الكوارث والنكبات التي عشناها وما زلنا نواجهها.
ما فعله تنظيم  داعش ,لم يفعله من قبله احد بحق نينوى ام الربيعين وموصل الحدباء , لم يسلم اي موصللّي في داخلها وضواحيها من بطش هذا التنظيم ,  ُحرمتْ اعواما من زيارة المدينه المحببه الى قلبي بسبب غزوة داعش الاجراميه, اذ ما طاب  لي سفرٌ للعراق و لبلدتي القوش ما لم يتتوّج بزيارة الموصل, استعيد فيها ذكرياتي التي تداعبها  اروع صداقاتي مع اناس احببتهم  اطال الله في اعمارهم , لم تتعثر يوما حمية وأخوية صداقتي معهم  لاي سبب كان, كلما التقيهم تبتهج المحبه في لقائنا وترتقي الفضيله لوحدها , لن ابالغ لو قلت باني اُسعد معهم  كما اُسعد مع اشقائي وعوائلهم  واولادي وعوائلهم , شعور متبادل  لم يفارقنا يوما  والا ما استمرت علاقتنا بشكلها الحالي . 
في جلساتي ومسامراتي مع اصدقاء العمر وعوائلهم اثناء سفرتي في هذا العام وقبله ,سمعت تفاصيل كثيره حول جرائم الدواعش يندى لها الجبين ويتالم منها حتى الحجر,وسمعت بشغف واعجاب حكايات مشرفه وان كانت مؤلمه حول مواقف الموصللين تجاه اخوانهم المسيحيين الذين لحقهم الظلم والغبن ايضا, تفاصيل محزنه يعجز الانسان عن وصفها, ولكن لله الحمد كانت غيمه سوداء وانقشعت , كانت بحق درسا يجب ان لا ننساه , ما  خلّفه داعش يحتاج  الى اراده واعادة تفكير  من اجل اعادة بناء الخراب الذي لحق بالبنيان والانسان على حد سواء.
منارة الحدباء وجامع النوري, وكنيسة الطاهره ومرقد النبي يونس(يونان) , وكنيسة المسكنته , واماكن اثريه اخرى كاسوار نينوى الاشوريه القديمه والمتاحف الاثريه هذه كلها مفاخر نينويه تاريخيه  تزدان بها حواضر المدينه  ويعتز بها كل من شرب من مياه دجلة الصافيه,من الظلم ان نتخذ من تنوع هويات هذه الاصرح اسبابا لاعادة فتح ابواب المدينه لداعش جديده لا سامح الله, على الموصصلي المحب  لتاريخ وشعب مدينته عدم التفريط بهذه القيم والمقامات ,الموصلليون انفسهم يتذكرون بفخر واعتزاز ذلك البناء المسيحي( الطنبرجي على ما اتذكر) الذي لم يستطع غيره صيانة منارة الحدباء والسيطره على ميلانها, فكان تفجيرها وتفجير مرقد النبي يونس على يد الدواعش , الاتراك قبل غيرهم  يستغربون  تذبذب مواقف اردوغان تارة في جعل  كنيسة ايا صوفيا جامعا وتارة اخرى متحفا  والنتيجه هي فتنه ثم فتنه لاغير, ليبادر الموصللي بالحفاظ على تراث هذه المدينه  واعادة ترميم وتضميد جراح ناسها الذين  تركوا كل شي وراءهم  وما زالوا مطشرين خارج مدينتهم,,,,حماية انسان المدينه يا اخوان اهم بكثير .
اتمنى للموصل ان تعود الى سابق عهدها ,وهذا لن يتحقق ما لم يتم  تصحيح  الاخطاء التي من شانها لواستمرينا بها ان تقلب الموازين مرة اخرى الى ما لا تشتهيه الانفس.
الوطن والشعب من وراء القصد

54
في قرية "دوري" الاشوريه  تجربه جديره للاقتداء بها  وتستحق الدعم /شوكت توسا
  دوري من قرى برواري بالا الاشوريه الواقعه على الحدود العراقيه  المتاخمه للحدود التركيه,في إحصاء (1957) كان تعدادنفوسها (300) شخص هجرها اهلها في ثلاثينات القرن الماضي بسب مشاكل احد الشيوخ الاكراد مع السلطات التركيه ,وفي عام 1961  تركها اهلها  بسبب الاقتتال بين الحكومه والمسلحين الاكراد ثم عادوا اليها فيما بعد , في 1978 تم ترحيلهم مرة  أخرى وتدمير قريتهم بالكامل , وفي العام 1991 عاد اليها ما يقارب نصف اهلها  ليعمروها  ويعتنوا بمزارعها وبساتينها مرة اخرى.
قرية دوري واحده من عشرات القرى الكلدواشوريه السريانيه التي عانت من شتى الويلات بسبب الظروف العسكريه  والصراعات السياسيه .اليوم وبعد مروراكثر من ثلاثة عقود على اعلان المنطقة المحميه في شمال العراق,ما زالت أوضاع  القريه كما هو حال بقية  بلدات ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان بين مد وجزرنتيجة ً للصراعات السياسيه وتأثيرات الفعاليات العسكريه التركيه واحيانا بسبب تخوفات الناس من محاولات الاستيلاء على اراضيهم وبساتينهم من جهة اخرى .
 حاليا يسكن قرية دوري بين 140 الى 150 شخص موزعون على 40 وحده سكنيه,ليس من خيارلهم للعيش سوى الاعتماد على انفسهم  بزراعة الفواكه كالتفاح  والخوخ والمشمش والاعناب وجني العسل وتربية الحيوانات, لكنهم يتشكون من عدم دعم  الحكومه  لمنتجات بساتينهم ,حب اهل القرية للعيش بحرية وكرامه دفعهم الى التمسك بارض ابائهم وأجدادهم,لا يشغلهم شاغل سوى العيش بامان وحريه في اراضيهم التاريخيه .
الغرض مما أوردته اعلاه حول هذه القريه وسكانها المكافحين,هو لفت انتباه القراء المهتمين  الى  خبرقرأته على صفحة موقع  زوعا اورغ مفاده ان مجموعة شباب من سكنة قرية دوري بادروا في تشكيل  لجنه خاصه من سبعة اشخاص انتخبها اهالي القريه بعد اتفاقهم على ان تكون مهمة هذه اللجنه المشوره فيما بينهم حول اوضاعهم الحياتيه وطرح مشاكلهم ومعاناتهم للمسؤولين بصوت وراي موحد.
وبسبب إعجابي و تاييدي لهكذا مبادرات  ناجحه, تأكدت بنفسي من تفاصيل هذه التجربه الرائعه بالتكلم مع شخصين من سكان هذه القريه ,كلاهما عبّراعن سعادتهما بغيرة شباب القريه وبفكرة تشكيل لجنه شبابيه خاصه تهتم  بالحفاظ على اصالة هوية أرضهم  وتلبية احتياجات القريه , التجربه حتما بحاجه الى دعم من أهلها الموزعين في مختلف الاماكن ,وعلى الجهات الحكوميه والمنظمات المحليه والدوليه  دعم مثل هذه التجربه التي من شانها ترتيب حياة الناس كما يرودنها, انها بحق تجربه لاثبات الوجود والعيش بكرامه , تجربه شعبيه لا علاقة لها باي جهه سياسيه فهي جديره بالتشجيع والمتابعه ,و بمناسبة خطوة شباب دوري الشجاعه, لا يفوتني  ان أذكّرالقراء بابداعات شبيبة القوش ايضا ومبادرات منظماتها ولجانها المدنيه  في الحفاظ على نظافة وجمالية البلده وتقديم الخدمات المجانيه للمحتاجين , يا حبذا لوحذت بقية أماكن تواجد ابناء شعبنا في شمال العراق وسهل نينوى حذوهذه التجربه التي هي بمثابة  نواة مدنيّه  فعّاله تنظم حياة المجتمع  وتبعدالناس عن ارهاصات تسييس معاناتهم  وزجها في الصراعات الحزبيه  .
تحيه  لاهالي دوري الغيارى , وتمنياتنا لشبابها بالنجاح في مشاريعهم.
 لمن يود معرفة المزيد من التفاصيل  بامكانه الاطلاع عليها في موقع
www.zowaa.org
الوطن والشعب من وراء القصد

55


 في الميزان : صرخات شعبناو ردات فعل الزوعاويون القدامى والحاليون /شوكت توسا 
   على  قناة فضائيه وعبر برنامج البوصله, تابعت عرضاً تعليقياعلى جوانب من صفحات كتاب عنوانه :
" Minorites D’orient, les oubliés de l’Histoire "
ترجمته( أقليات الشرق المنسيه تاريخيا).
  يقول مقدّم البرنامج,بان مؤلف الكتاب تيغران يغافيان وهو فرنسي الجنسيه, أمضى اكثر من خمس سنوات في شمال العراق خرج منها بكتابه الذي يحكي لنا فيه عن تفاصيل معاناة المكونات العراقيه الاصيله الايزديه والشبك والكلدواشوريين السريان في شمال العراق ملقيا اللوم على سياسات الحزب الكردي الحاكم في الاقليم  .
 الذي يريد أن يُكذّب كلام مؤلف الكتاب, بإمكانه ايضا الطعن في تقاريرمنظمات حقوق الانسان ,لكنه لا يستطيع تكذيب مشاهدات ومسامع  عشرات ألوف المتابعين لصرخات الكلدواشوريين السريان المتكرره في شمال العراق حيث اماكن تواجدهم التاريخيه, مُطالبين سلطات الاقليم بوضع حد لمحاولات الاستيلاء على اراضيهم وسلب حقوقهم المدنيه السياسيه, وبسبب ضعف حكومة بغداد وعدم قدرتها  على فض مشاكلها مع الاحزاب الكرديه ,ما زالت بلدات سهل نينوى الغير تابعه لادارة الاقليم رسمياهي الاخرى تعاني وتتشكى ,وبالرغم من تكرارمشاهد الاستغاثه وفي اكثرمن بلده وقريه ,لم نشهد من هيئات الاقليم القضائيه والتنفيذيه اية إجراءات قانونيه تحسم الملف لصالح أصحاب الحق سوى التلكؤ والمماطله,هذا جانب ,أما فيما يتعلق بردود أفعال المُعتدَى على حقوقهم,فشتّان بين ردة فعل مواطنو قرية بادرش وبين تنظيماتنا التي أدمنت على استنساخ ذات الكليشه في ردود افعالها ,ترى اين هي العلة,هل هي في عجزالقوانين عن إيفاء الشعوب حقها,أم في طرف ثالث شبيه الطرف المتهم بقتل ابطال تظاهرات تشرين,أم أننا نعيب الزمان والعيب فينا  وما لزماننا عيب سوانا..!
  مهما تكن العله وحيثما كانت,على ناشطينا مواجهة أخطاءهم بانفسهم كي يعيدوا النظر في بوصلاتهم التي طالما حذرنامن متاهات اعتمادها,فبعد ان طشرتهم بعيدا عن مسار السكه الصحيحه,أدخلتهم في أنفاق التيـه, فاصبحنا نحن العامه نشكك حتى في أنفسنا "أكاد أشك بنفسي لأني أكاد أِشك فيك وأنت مني"الشاعرعبدالله الفيصل .
الإخوه الزوعايون القدامى والحاليون المحترمون .
 يقينا ً ان حضراتكم على علم كيف ولماذا حظيت الحركه بشرف تاييد الجماهير لها مُحمّلة إياكم  مسؤوليه اخلاقيه وسياسيه جديرة بالالتزام وعدم التفريط بها, وبما اننا نتحدث عن تنظيم قدّم الدماء في نضاله السري والعلني وفي الحرب والسلم,تُرى اين سنذهب بالدماء عندما يكون التبريرحجتنا والتنابز سبيلنا ,وكيف يُرادمنا استحضار تجارب عقود نضاليه تكفي لإغنائكم بآليات معالجة الخلل برويه ونكران ذات .
بلا شك, كل الاحترام لسعيكم قدرمستطاعكم في تحقيق قدرمن الاستقلاليه التي ميّزت زوعا عن غيرها وكانت سببا في استهدافها,والسؤال (للقدامى وللحاليين): كم أحسنتم في استثمار هذه الميزه كي تأتي بثمارها؟سأجيب عنكم بعد الأذن واقول , كان واضحا تعثركم  واخفاقكم في  تطوير وخلق وضع تنظيمي وفكري متماسك يوازي الاستقلاليه المتواضعه كي يضيف زخما لكبح مسببات الانفلات الفكري الذي في غفلة سحب العديد الى منابرالتنابز والتشكي ثم الجفاء .
 بمتابعه بسيطه للتنابزات الداخليه التي تمخض عنها المقاطعه والتراصف خارج التنظيم, سوف لن نجد مسوّغا فكريا لها,ولاحتى رابطا منطقيا يربطها بمصلحة الشعب او بحماية التنظيم,مجرد خلافات شخصيه تطورت الى خيبه شعبيه, كان ممكنا حلها بسهوله  لوكان تغليب مصلحة الشعب قاسما مشتركا بين المتنابزين .
في كافة الأوضاع,طبيعيه كانت ام شاذه,مامن تنظيم سياسي حافظ على تألقه الى ما لا نهايه  دون ان تواجهه عوائق , وفي حلحلتها  تنكشف جدارة وارادة الناشط,من المُحال معالجتها او تجاوزها بتفرّد استعلائي يفتقر للبديل الذي يُغنينا عن عبثية تبرير ضعفنا والقاء اللوم على الاخر,أناأشبّه الحاله هذه بحال السياره,مالم تتم ادامتها بتوقيتات منتظمه,ستتعطل حتى في الطرق السهليه المبلطه فكيف بصعود الجبال, العيب يا كرام ليس في عدم تحقيق تمثيل برلماني اواي منصب آخرفهو ليس نهاية مطاف النضال,لكن الطامة تحل عندما ينقلب النضال الى أداة لتحقيق منافع شئنا ام ابينا ستخلّف خرابا هيكليا وفكريا يتطلب وقتا وجهدا للتعافي .
لو إفترضنا ان باحثا محايدا اراد ان يجري تقييما لنشاطات أحزاب شعبنا,أنا متيّقن من انه اثناء بحثه عن التزام التنظيمات باستراتيجياتها (إن وُجدت)سيتفاجأ بتفشي عدوى الانفلات على الصعيدين الفكري والعملي ادى بالبعض الى ما يشبه الهذيان, حيث من  شدة خجل احد الإخوه من القول بانه لا يمتلك سوى القبول بوصاية الغريب, يحاول إقناعنا بان الديمقراطيه وحرية ابداء الراي تسمح (احيانا) بلجوء المناضل الى قبول وصاية الاخرين فعلام الاعتراض على اختراق الاحزاب الشيعيه والكرديه والسنيه للكوته.تخيّل حالناعندما يكون المثقف في طليعة جوقة المروجين لمثل هذا النهج المعاق,وهومن حيث يدري اولا يدري جعل من نضاله المزعوم خنجرا في خاصرة اخوانه,أعني الذين أصرّواعلى تدشين مشروعهم فوق اشلاء تنظيمات أهلهم في القوميه والدين, بالنتيجه لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي.
اليأس والخجل لن يجديان ,الذي يجدينا وينجدنا هو رغبه صادقه في اصلاح ما افسدته الايام والأمزجه,الكل مُطالب أن يعترف بأن الارجحيه في نشاطات احزابنا مجتمعة ً كانت في الغالب لكفة المراوحه والتراجع,ومن يود كشف العلّه من اجل ان يخطو خطوه نحوالاصلاح,سيجدالتفاصيل في اسباب غياب استراتيجيه تحبكها نخبه تحترم ارادة وكرامةانساننا وتهتم بتشجيع الناشط على النقد وصناعة المبادره .
في نيسان/ايار2022,اثناء زيارتي للعراق,إلتقيت بأصدقاء ناشطين ومسؤولين في  زوعا أكنّ لهم الاحترام,لكني لا اتفق معهم في كل ما يرونه,صادف ان يكون اللقاء في القوش في نفس اليوم الذي اقدمت فيه الاساييش على اعتقال الناشط الالقوشي الاستاذ راني قس يونان ,مشكورالاستاذ يونادم كنه وبقية الحضورعلى شجبهم لهذه الممارسه اللاديمقراطيه,لكنها ليست الاولى من نوعها ولن تكون الاخيره ما لم يلتفت ابناء بلداتنا ومحبّو تاريخها المشرّف الى  تفعيل التنسيق بينهم من اجل خلق قاعده جماهيريه تمتلك كلمة الفصل في رفض كل ما من شأنه ان يمس حق الانسان في التعبيرعن رايه كتنظيم التظاهرات متى ما اقتضت مصالح بلداتنا واستقرارها بعيدا عن الوصايات الخارجيه والا فمستقبل شعبنا مجهول لو استمرت الحال كما هي.
في لقاءاتي مع الاستاذ يونادم كنا, في القوش وفي بغداد, دارأغلب حديثنا حول ما جاء في مقالي وحول البدايه الجديده المؤمله بعد انعقاد مؤتمرهم التاسع متمنين جديدا فيما يتعلق بتهيئة الاجواء لاعادة اللحمه الزوعاويه الى سابق عهدها ,سننتظر بفارغ الصبر إجراء الاصلاحات على ضوء ما تم بحثه في المؤتمر .
ختاما, شكري للأصدقاء في الحركه على سعة صدورهم وتحملهم لانتقاداتي أكثر من شكري  لهم على حسن الضيافه. ومن القارئ الكريم اطلب المعذره عن الاطاله.
الوطن والشعب من وراء القصد

56
"أنتم أصغر من أن تركلوا  الكره صوب  شِباك الخصم  فهي اكبر من حجمكم"
شوكت توسا
يُقال بأن البلاوي حين تشتد يكون الأشداء لها بالمرصاد,وهل من بليّةٍ أشدمن تلك التي اُبتليَ العراقيون بها بعد العام 2003,وبالرغم من هول الضحايا والخسائر التي سببّتها بلية التدخلات الخارجيه طيلة عقدين,ينبري علينا منتفع ليختزل مسببّاتها بعبارة استحقاقات التحرير,حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدّق لا عقل له, دولة بعظمَةامريكا تمتلك من مقومات السيطره ما لايمتلكه غيرها سواءمن تكنولوجيا او قدرات عسكريه واقتصاديه هائله ,كيف يُعقل ان تقف عاجزه عن تطويق الازمات الناجمه عن تحرير العراق وايجاد الحلول الداخليه لها!!.
الذي صاغ نظرية الفوضى الخلاقه عقول تدرك مدى قدرتها على تطبيقها واستثمارها,وبموجب هذه النظريه التي ما زالت تتصدر اجندات السياسه الامريكيه , تم تفكيك الأجهزه الامنيه العراقيه وحل حرس حدوده,لنفترض ان الخوف من انقلابها كان سبب تفكيها,ألم يكن لزاما على المحتل (المحرر) ان يعوضها بعناصرجديده لتؤدي مهامها, في ترك الداخل والحدود دون حراس فُتحت ابواب الجحيم على مصراعيها, فاُستبيح البلد واصبح ضيعة غنائم وحلبة صراعات تصفية حسابات خارجيه في غياب حكومه قادره على الرد ,و لولا هزالة الية تشكيل حكوماتنا وهشاشة عقول شخوصها لما تحوّل العراق وبهذه السهوله الى كرةٍ تتقاذفها اقدام القرده والاقزام,هذاجزء قليل من تحصيل حاصل لأجنده إقتضى تمريرها الإتيان بعقليات بائسه قبلوا على انفسهم اتمام مهمة هتك ما لم تطاله ماكنة النظام السابق لقاء امتيازات ورواتب خياليه  كما جاء في مذكرات بول بريمر  .
يا ترى هل يعلم المنتفعون المدافعون عن المحرر الامريكي , بأن العراقيون طيلة عقدين لم يهنأوا بحكومه وطنيه ولا باية اشاره او مبادره تثبت حسن نوايا المحرر ومدى اهتمامه باستتباب الامن, جل جهده إنصبّ على كيفيةالتهيئه لارساء مفاهيم وسلوكيات تتخادم مع نواياه,اي ان وجهة بوصلةالمحرر مذ وطأت اقدامه ارض العراق كانت صوب مشروع فئوي تناحري تحت عناوين وشعارات فضفاضه قسّمت العراقيين وبعثرتهم  فتيّهوا وطنهم في الخطابات الفئويه لدرجه بتنا نشم عفنة الطائفيه والشوفينيه العنصريه كلما اردنا التحدث بالوطنيه التي اصبحت مجرد ثرثره ربحيه على حساب كرامة وتاريخ شعب  بأكمله .
 نحن من الجيل الذي عاش ردها من سنين عمره في ظل نظام ديكتاتوري لامجال لسرد ما ارتكبه بحق الشعب, كان المعسكر الديمقراطي الغربي في مقدمة الداعمين له , كنا نتساءل يومها هل حقا ديمقراطيتهم مصابه بالعمى والبكم والصمم طيلة سنوات معاناتنا, ثم فجأة أيقظتهم اجندتهم  بعد ثلاثة عقود من الظلم والقهر, فأعطتنا أذنا صاغيه لمعاناتنا بعد أن أنهكتنا سياسات النظام وكبلتنا عقوباتهم الاقتصايه الغاشمه ,فجاؤونا باساطيلهم وبساطيلهم  وبمعيتهم مجموعه محسوبه على معارضي نظام صدام زاعمين إنقاذ العراق,لم يكن امام الشعب المغلوب على امره سوى القبول القسري بهم على أمل أن يأتوا بجديد يحقق للمظلومين  مكسبا,فمُنحت للقادمين مع المحرر تأشيرات الدخول تحت قبة البرلمان علّهم يردوا جمائل الشعب,لكنهم ما أن اعتلوا منصات الخطب والوعود الرنانه داسوا على نُبل وعفوية التشريف الشعبي لهم  فتنصلوا تاركين الشعب في ويلاته.
ولكي يكون المرء منصفا فيما يقوله, لا يكفي لوم الغرباءوترك الأقربين الذين اقترفوا الأسوء  .
 الذي اقترفه الأقربون بحق شعبهم المغلوب يُعد جريمة يندى لهاالجبين , لا تفي المفردات والتعابير في وصف حاكمينا الذين انحصر شغلهم الشاغل ولحد هذه اللحظه بتقاسم الكعكه على طاولة اتفاقاتهم تاركين الشعب في مصائبه ,وإن واجهتهم لحظة اتخاذ موقف وطني مشرف لحماية أمن و سيادة الوطن تشطرهم الكعكة الى شطرين كما تفعل بهم جلساتهم الحاليه لانتخاب الرئاسات ,  وكما فعلت بهم مسألة الصواريخ الايرانيه التي طالت مدينة اربيل ,شطر ٌرافض لضربات ايران, وشطرٌ يرى في الصواريخ ضروره وطنيه, نصدّق من ونكذّب من ,كلٌ  يحكي من هواه ومن جعبته ,لا جامع فكري يجمعهم على حب الوطن  ولا خلق انساني يهذب خطاباتهم السياسيه.
كثيرة هي مهازل الأقربين التي يندى لها الجبين كما اسلفنا, تخيل مشهد  رئيس وزراء العراق ابراهيم الجعفري وهو يهدي سيف علي بن ابي طالب لرامسفيلد وزير الدفاع الامريكي جزاء لفتح  ممرات  التسلل الى مواقع السلطه , بينما الجعفري وحزبه هم من الجوقه التي كانت وما زالت تصف واشنطن بالشيطان الأكبرلان طهران خامنئي هكذا تريد, وطهران هذه التي مُنحت على لسان كاكه مسعود  شرف الدفاع عن اربيل امام هجمات داعش,فهي اليوم تدك ليس فقط بغداد وبلد وعين الاسد انما ولأكثر من مره تدك اربيل بصواريخها ,أما أنقرة السلطان اردوغان الحليفه للحزب الكردي القائد ,فهي الاخرى تفترش ارض العراق بجندرمتها طمعا بنينوى  ودهوك وكركوك, وهل يتجرء  السياسي السنّي على التصريح  دون استشارة تركيا وبمباركة وتمويل دوله خليجيه؟ .
 اختم واقول , بفضل الأقرباء زرع الغرباء  مسامير جحا في  خارطة العراق وما من وطني جريئ  يقول كفى ! !! نمونات من هكذا ساسه ,اراهم أصغر من ان يتباروا مع خصوم العراق دفاعا عن  الشعب, لانهم كانوا السباقين في ملئ صدور العراقيين قيحاً..
الوطن والشعب من وراء القصد

57
 

عفنة السمكه و فساد العراق سيّان / شوكت توسا.
  يحفل تاريخ العراق الحديث بالعديد من الثورات والانتفاضات لعقود تجاوزت القرن ولكن ما زال العشى خباز, اذرغم كثرة الثورات لم يفلح العراقيون في تشكيل نظام يضع في أولوياته بناء وطن مزدهر,كلّما تأملّ الشعب خيرا فيما يتغيّر,سرعان ما يغدو التحسّر والترحّم على الماضي حصاد الوضع الجديد,في حين يمتلك العراق من مقومات التقدم والازدهارمالم تمتلكه شعوب بنت أوطانا يشاد بها, بينما ظل العراق حبيس الحسرات يتنقل بين انفاق الصراعات والانتكاسات .
  تفاقمت الحسرات بعد عام 2003,فقد أضحى العراق  المُحرَرأشبه بحال السمكه المتعفنه من راسها حتى ذيلها,حيثما أدرت وجهك تزكمك رائحة انعدام الحياة ولوأفلح ابنُ حموله وفازبأصوات الأصحاء سيلعن الساعه التي ربط فيها نفسه حول الجرباء الفاسده,وان قلتَ للثكلى لوخُليت قلبت ستسخرمن كلامك,اما لو انتفض الشباب السلميون يطالبون وطنا سعيدا فقد شممنا رائحة البارود يخترق صدورهم العاريه! كيف لاورائحة الفساد تنبعث من كل حزب وصوب, حتى جبب اولياء الدين وأغطية رؤوسهم الثخينه لم تسلم من وساخة الفساد فاصبح ذكرهم وذكرالأباليس سيّان.
في اكثرمن مصادفه,نلتُ حظي في شمّ رائحة الفساد,كانت إحداها في عام من أعوام تولّي كاكه هوشيارالزيباري وزارة الخارجيه,لبيتُ يومها طلب صديق لاصطحابه الى ىسفارة العراق في هولنده من اجل انجازمعاملته,سلّمَناالاوراق لأحد موظفي الاستعلامات الثلاثه واثناء انتظارنا وقعت عيناي على اعلان تعلن فيه السفاره عن وظيفة مترجم يجيد العربيه والانكليزيه ويفضل ان يجيد الهولنديه ايضا.
 دفعني فضولي وليس سبب آخر,باتجاه الاستعلامات وسألتهم ان كانت الدرجه الوظيفيه مشموله بالمحاصصه,انزعج الثلاثه(شيعي وسني وكردي)من صراحتي فتطورالكلام الى مشاده لم تنفّض الابقدوم موظف رابع أبلغني بان القنصل يود التحدث معي, فذهبت وقدمت له نفسي,وعندما أجبته على تساؤله حول الذي داربيني وبين الثلاثه ظنّ انني جئت ناشداالتوظيف,فقال لي:للعلم عددالمتقدمين للوظيفه تجاوزالمئه من مختلف الشهادات انت حر لو أحببت التقديم .
 لم اهتم لصحة كلامه من عدمها بقدرما لمتُ فضولي,كنت موشكاً أن اُفصح عن سبب تواجدي في السفاره لولاكابحا في دماغي أوقف لساني وحثني على المضي, فسألته ما هو المطلوب مني للتقديم؟ أجابني طلب خطي مرفق بسيرتك الذاتيه.
بدأت يوميَ التالي بإبلاغ بلدية مدينتي بالأمر,كعادتهم تمنوا الموفقيه لي وطلبوا مني تزويدهم بالتفاصيل في حال تم توظيفي,ثم ذهبت الى البريد وارسلت طلبي وسيرتي بالبريد المسجّل,مراسبوع ولم اتلقى رداً,فإتصلت بالقنصل للاستفسار,اعتذرالرجل عن عدم استلامه رسالتي,وعندما سمع بسالفة البريد المسجل أخذته الصفنه لوهلة ,فسالته:استاذ هل تستخدم الايميل ؟اجابني بنعم, وخلال ثواني ابلغني باستلامها. 
 وبعدثلاثة ايام تلقيت دعوه تلفونيه لإجراءالاختبارفي السفاره,فذهبت قاطعا مسافة 220 كم وأجريت الاختبارات حسب الأصول على امل ان تظهر النتيجه في غضون اسبوع.كانت فرحتي كبيره عندما علمتُ بتفوقي في الاختبارات, لذا توجّب عليّ الذهاب باسرع وقت لمقابلة السفير من اجل تسجيل المباشره بالعمل كمترجم .
  رحبّ بي سعادةالسفير بثلاث كلمات اطرائيه ثم بدأ حديثه قائلاً:كونك مسيحي, بالاضافة الى وظيفتك كمترجم قررنا إناطة منصب مديرادارة السفاره اليك كي تنسق مع رجال دينكم للتعاون معنا, لم يدعني اقاطعه كي أسأله ماعلاقة وظيفتي برجال الدين,فاستمر مضيفا:سنكلفك ايضابمتابعة ملف الفسادالمتعلق باجازات المنتسبين وضوابط استخدام السواق لسيارات السفاره وسرقات البنزين وما الى ذلك من كلام رحت من خلاله أتخيل  شكل وعنوان وظيفتي ,ترى هل سأعمل مترجما ام منسق علاقات أم مسؤول النزاهه.وبعد أن تلاعليّ قائمة واجباتي قال:إن كنت مستعدا لتأدية هذه المهام سنسجل مباشرتك.أجبته:وماذا عن الراتب الذي سأتقاضاه لقاء هذه الواجبات؟ردعلي: ستبلغك الموظفة .
ابلغتني المُحاسبه بان راتبي الشهري 1350دولارامريكي,عُدت الى سعادته كي استفسرعن قصة راتبي ,فأخبرني انني لو احسنت في تأديةالمهام الملقاةعلى عاتقي سيُنظر في تعديل الراتب  بعد 6 اشهراو سنه,فقلت له:حقيقة لاعلم لي بمسوغات هذاالنظام , ولكن مهما يكن ألا ترى ان هذه الدولارات لا تكفي لملئ حوصلتي وحوصلة السياره,وهي قليله جدا مقارنة بقائمة الواجبات التي ساقوم بها واقل بكثير مما تمنحه الدوله لي ولعائلتي؟ .
 اجابني سعادته:بإمكانك عدم ابلاغ الهولنديين بوظيفتك ونحن سنغض الطرف كي تستلم الراتبين!لم استطع كبت ضحكه شعرت بعدم لطافتها,فأعتذرت منه ثم سألته: هل جنابك جادفيما تفضلت؟اخذته الصفنه لوهلة ثم أجابني:"على مسؤوليتك "! فسألته: وماذاعن مسؤولية تكليفي بملف فسادالسفاره؟لم يجبني.عدت وسألته ما رأيك في تسهيل امري بصرف 19 سنتا لكل كم سياقه كما هو متبع في هولنده؟اجابني نحن نظامنا يختلف!عدت وإقترحت عليه اضافة واجب حراسة السفاره الى قائمة واجباتي عساني في المبيت احيانا أوفر كلفة الوقود,فرفض ايضا,وأخيرا اقترحت العمل ثلاثة ايام في السفاره ويومين في البيت عن طريق الحاسوب,لم يوافق.فقلت له:يكفيني فخرا فوزي في التحدي,وإمتناني من حدسي لا يوصف لانه لم يخذلني,لذا سأعتذر عن المباشره لاسبابي الخاصه,لم اسمع منه سوى كلمة براحتك,ثم ودعته, واثناء مغادرتي همس القنصل باذني:لقد تحقق له ما اراد. فقلت له بضحكه ناقمه:
العراق مبتلي...... ريحة الفساد تزكم الانوف يا أستاذ  .
 لم تنته القصه هنا, كان في نيتي أن اكملها في حال اصبح كاكه هوشيار رئيسا لجمهورية العراق ,لكني سأختمها معتذرا عن الاطاله .
الوطن والشعب من وراء القصد

58
تمنيّات الاستاذ سامي هاويل لمساعي البطريرك ساكوبالنجاح, وتمنياتي من غبطته /شوكت توسا

رابي ميوقرا سامي
 في 28 تموز2021 نشرجنابكم الكريم مقالاً خلصتم فيه بتمنيات النجاح لمساعي البطريرك!!لم يسعفني الظرف حينها  للتعليق في صفحة مقالكم,الآن وقد تهيأت لي فرصة الكتابه,ففضلت صياغته بمقال, راجيا قبوله و معذرتي عن التاخير .

سأتحدث منطلقا من نظرةالنواميس السماويه والوضعيه الى قيمة الانسان سواء في الفقه الايماني او في فقه من لا ايمان له, وكلاهما يجزمان على ان اي انتهاك لقيمة الانسان بذرائع التدين المذهبي والتعنصر القومي ,معناه إنعدام قيمه مسميات هذه الذرائع . 

من بديهيات مسؤوليات البطريرك الروحيه كما عرفناها,تلك التي عايشناسلبها وايجابها في نشاطات بطاركه عشنا فتراتهم,وآخرى قرأنا في اسفارمن سبقوهم  مساعيهم في تجسيد بديهية :صيانة وحدة المؤمنين وتقوية آصرة المحبه فيما بينهم سيرا على خطى تعاليم المسيح.ورغم وصفها بالبديهيه الاانها من النبل الذي يتطلب ارتقاء الرائد المؤمن الى مرتبة الناذرحياته لخدمة الانسان على حد سواء.

غبطة بطريركنا في غنىً عن التذكير فهو حامل لشهادات لاهوتيه تضعه في مصاف العارفين بان تجسيد نبل هذه المهمة,يتطلب اتباع نهج الفكرالنابذ لاسباب التفرقه والفتنه,بهكذا نهج وليس بغيره تتهيأ لجموع المؤمنين حظوة التنعم بطعم وزبدة المحبه المسيحيه. ولكي تكتمل انسانية هذه الخدمه , يحتاج القائد الى جرأه عقليه تكبح كل ما يمنعه من الاحتكام بثوابت واصول المسيحيه التي لا تفرّق بين مؤمنيها على اساس المذهب او العرق, بخلاف ذلك وقد سبق وقلناها,من المحال ان يكون رجل الدين المذهبي جزء من حل مشكلتنا انما صانعا لاسباب استفحالها . 

بمراجعه لشريط الاحداث سابقا ولاحقاً, وحتى نتعرّف باختصارعلى ما اقتناه شعبنا من اجتهادات رجال ديننا المتمذهبين,هم في حسابات الفلسفه المسيحيه الموّحِده فاشلون ايمانيا لانهم عاجزون وباعترافهم عن تلبية حاجة شعبهم المؤمن الى استعادة توحيده تحت راية المؤسسه الدينيه الواحده ,لكنهم  قادرون على شق صف شعبهم المسيحي الذي هو اصلا مُقسّم, وبسبب تنافساتهم المذهبيه والنفعيه الدنيويه , يتورط كلٌ بحسب اجتهاداته في طرق ابواب القوميه مستغلين في ذلك تعاطف المؤمنين و اندفاع المثقفين القوميين الذين في كل مره يتم شقهم عن اخوانهم من دون اي مبرر روحي يسمح بذلك,والاما نفع استخدام القائد المسيحي المؤمن  لمصطلحات الالغائيه والاقليه والاكثريه القوميه والمذهبيه وما شابه من تعابير سياسيه  ناسفه لاممية القيم المسيحيه التي تجمع ولا تفرق .

 انا لست هنا داعيا المؤمن للتمرد على الواعظ الديني الذي يراعي في موعظته سلاسة واممية رسالة المسيح , كل انسان حرٌ فيما يختار,نحن ازاء نتائج اقحام رجل الدين كبديل فكري للسياسي المثقف والمؤرخ الاختصاصي, وحال مشهدنا المرتبك  في مجمله يشير الى انتقال عدوى حمى الطائفيه والانعزاليه الينا للحد الذي لم تعد تجدي الطمطمه عليها حتى مع الأصم والأبكم في وقت بات كل شئ في متناول اليد لحظة بلحظه .

شئنا ام أبينا,هناك تفريط متراكم الحقه الانفسام المذهبي بتاريخية الروابط التي تربط مسيحيي العراق الكلدواشوريون السريان,انااتمنى من الذي يعتلي منبراً او ينبري بقلمه للتحدث باسم المسيحيين,ان ينتبه الى ان مؤمن اليوم لم يعد مثلما كان بالامس البعيد سهل الاستغفال والانقياد,فقدعلّمته ثقافة النكبات بان أممية المعتقد المسيحي تحتم على القائد الروحي الاخذ بنظرالاعتبارواقعناالذي أنهكته المذهبيه المبتذله فاصبحنا حتى في قوميتنا ووطنيتنامعاقين .
 من خلال ما ينشره اعلام بطريركيتنا وتهافتات التعليقات ,امرغريب عندما تغيب  عن الخطاب الديني معاني المفرده التوحيديه و تصبح الصداره لنزعة تراصفات غير حميده وكأننا قد اُصبنا بعدوى حمى الحاكمين الذين ضيعواالمشيتين فأضاعوا العراق ومزقوا شعبه نتيجة ولوجهم الأهوج في دهاليز التمذهب الطائفي  وتخلّف تنظيراته,جازما اقول بان هذه العدوى قد وجدت حواضنا لها في عقولنا, فأصبحنا في غفلة وسط زحمة الطرشان بالزفه حشرٌ مع الناس عيد حتى في وأد أهلنا, لااقول ذلك اعتباطا انما انزوائية الخطاب المغروركافيه لارشادنا الى اعراض هذه الحمى ,سوف لن أغازل الشؤم في قراءة مستقبلنا المجهول مع  تفشي هذه العله القاتله,يكفي القول بان المآل في احسن حالاته هو لجوءالمؤمن المُحبَط الى البحث عن مشيه ايمانيه ثالثه لم يألفها ولم يتحسب لها الاولياء .   

شخصيا كنت سأؤيد غبطته( ولوعلى مضض) متمنيا  له النجاح  لوكان اكثر صراحة وطالب بإدراج عبارة المسيحيين الكاثوليك في الدستور وهي بالمناسبه الوسيله وليس الهدف كما هو حال السنة والشيعه,كان بالتأكيد سيوفرعلى الكنيسه الطعن في امميتها ويوفر على قائدها نقده بسبب تنكئة جراح مسيحيي العراق في تأجيج مسالة التسميات القوميه وهي ليست من مهامه الروحيه,وبسبب ازدواجيه وعجالة ردات الفعل,تأتينا الخطابات مشوشه ومتناقضه بما يزيد تعقيد مشاكلنا.

 أتمنى انسانيا ان يراجع غبطته ما يتطلب اعادة النظر فيه من اجل ضمان تجسيد امميه المعتقد المسيحي في حماية وتوحيد الموجود المتبقي من المسيحيين اكثرمن انشغاله الظاهري في شأنهم القومي  وشأن المسلم الذي يدعي اليوم  بالكلدانيه .
الوطن والشعب من وراء القصد

59
  رأيي في تصريح مكتب اعلام الحركه الديمقراطيه الآشوريه حول  كلمة البطريرك ساكو في مؤتمر الوحده والدستور.
في 22-5 2021 , اصدر المكتب الاعلامي المركزي للحركه الديمقراطيه الاشوريه تصريحا صحفيا حول بعض ما ورد في كلمة البطريرك ساكو في مؤتمر الوحده والدستور المنعقد في اربيل يوم 19 ايار 2021.
    نحن عندما نتحدث عن الحقوق والتغيير نحو الاحسن,نعرف مسبقا باننا ازاء نظام سياسي مهترئ في كل مناحيه, وقد أصبحنا سواء في نقدنا او مديحنا لاولياء هذاالنظام ,كمن يدق الماء في الهاون وهو يخادع الجائع بتحضير الكبه والبيتزا,لاطحين ولاملح ولا لحمه مع الماء مجرد جعجعات, نكتب وننتقد  دون فائده ( حاله مؤسفه وهي مبعث تشاؤم)  .
  من السذاجة بمكان ان يعّول العراقي على تصريحات الحاكمين الحاليين ومؤتمراتهم الشكليه الفاشله,كيف للشعب ان يهدأ باله بتصريحات ومؤتمرات الذين امتهنوا وأدمنوا على الكذب ثم الكذب على الشعب من اجل تمريرسرقاتهم وفرض نطامهم الفاسد,وهل عمر النوايا قيست يوماًبالاقوال ام بالاعمال والنتائج ,بمجردالتمعن  في تعاظم حجم الشرخ بين بريق شعارات الأولياء وبين فوضى تخبطاتهم , ففي كل يوم خيبة جديده يبدأ بها العراقي يومه  دون حل  .
بخصوص مؤتمر الوحده والدستور المنعقد في اربيل , تخيلوا كمّ الخير الذي يمكن ان يترجاه المرء من مؤتمر شكلي تُعطى فيه لرجل الدين كل هذه المساحه لقراءة عبارات مستجمعه  لتغطية حديث سياسي شامل حول الدستور والانتخابات وشكل النظام الواجب بناءه ,اوتقييم عمل السياسيين  بوصف هذا يمثلنا وذلك لا يمثلنا وهذا ضعيف لانه مسيحي وذلك قوي لانه مسلم , حالة ٌ فيها من الطرافة والنكايه التي تحير العقل وتشيب الراس, وسؤالي الذي في الاجابة عليه سنواجه تساؤلات اخرى,هل شارك اي رجل دين مسلم او يزيدي في القاء كلمة  ؟ .
   هيبةالمؤتمرهذا ياإخوان,هي توأم رديف لركاكة هيبةالنظام بمجمله,تلك الهيبه حين  تُبنى من زيف الشعارات و ديمقراطية الفوضى وفساد اركانها, تستدعي التوقف عندها قليلا قبل توخّي الخير من المتخفين تحت ظلال اكاذيبها, لا بيتزه ولا حتى ورقة خبّاز يتعشى بها الجائع ,و اللجوء بهذا الشكل والحجم الى منح رجل الدين كل هذا المجال لا يبشر بخيراطلاقا,فهو مؤشر فاضح لفشل وتنصل التيارات السياسيه الحاكمه عن مسؤولياتهاوخذلان للعلمانيه وللقوى المدنيه والديمقراطيه .
وعليه, مع اعتزازي وتقديري لمكتب اعلام الحركه, شخصيا لا تهمني صحة او عدم صحة ما جاء في تصريح المكتب بخصوص كلام البطريرك,فهو هواء في شبك ,المهم جدا بالنسبة لي هو أمرآخرمختلف, اختصره في سؤال مهم اوجهه للإخوه الاعزاء في الحركه الديمقراطيه الاشوريه :
هل بحثتم  يا اخوان عن اسباب تراجع وضعف دوركم العلماني, وهل فكرتّم ومعكم كيان ابناء النهرين بعقد جلسه مشتركه خاصة لبحث الاسباب التي اوصلتنا الى ان يكون رجل الدين هو المتحدث السياسي باسم شعبنا؟.
الوطن والشعب من وراء القصد

60
 
 إنْ قالها المؤمن  كسرالصوم  بالزفرين, وإن صام َ فهو دفّاع الثمن/ شوكت توسا
(عند الغبطه والنيافه الخبر اليقين ).
لاشأن لي فيما ساقوله بالمداهنات والمحسوبيات التي تُمعن في انتهاك قدسية كرامة الشعب ,يبقى إنصاف مؤسساتنا سياسيه كانت ام دينيه , واجبٌ  أخلاقي لا منيّة  ولا تكلّف في تأديته , والنقد لمن يفهم اصوله فهو السبيل الأنجب  لتأدية الواجب شريطة ان يؤدى بخلق راق وبمعيارية تراعي احترام كرامة الشعب اولا واخيرا,فهي أسمى من ان تحدد اُطرها تزامطات التملّق والانتهازيه.اذ بقدر إدعاء احترامنا لمكانة المؤسسه التي نُحسب عليها في سرائها وضرائها يُفترض أن تهمنا تعرية كل ضالع من دون تملق مهما علا شأنه يتجرء في اذية شعبنا وتشويه سمعة رموزه .
بحسب ما جاء في بيان البطريركيه,نُسِبت خلفية استدعاء غبطة البطريرك ساكو للقضاء الى جهه سياسيه بهدف التشويه دون ذكر اسم الجهه,لا شك في صحةهذا التشخيص ولا في دناءة تلك الجهه السياسيه التي تعكس واقع حال السياسه في العراق  والتي بسببها حذرنا دائما من زج رموزنا الدينيه في اجواءسياسيه اصبح الشاطر فيها من يستغل كل صغيرة للإيقاع بخصمه السياسي .
 من المعلومات التي لم يتطرق اليها بيان البطريركيه, دفعْ المشتكي السمسار مهدي  مبلغا من المال قدره (.....), وليكن ربع دينارعراقي, لقاء استثمار قطعة ارض في البصره على اساس تبعيتها لاملاك الوقف المسيحي وعلى هذا الاساس نُظمت للمستثمر وكاله رسميه مثبت فيها صورة وتوقيع غبطته من اجل تصفية معاملة الارض,ثم تبين بان ملكية العقار تعود لشخص سعودي,أول ما خطر على بالي هو السؤال يا ترى هل زوّرَالمدعو مهدي ملكية الأرض مثلا أم ان البطريركيه  منحت التوكيل من دون معرفة عائدية  الأرض ؟ لم يتضح ذلك في البيان.
 لا أدري كم كان المدعو مهدي صادقا حين قال بانه لم يكن ينوي تقديم الشكوى احتراما لمقام البطريرك وهو مشكور لو صح إدعاءه و قوله بانه فضّل الاكتفاء بشرح الموقف  للبطريركيه في بغداد واربيل وطلب اعادة المبلغ(...) له,وبسبب عدم استجابة البطريركيه لطلب مهدي ظناً منها انه يبتزها,دخلت على الخط الجهه السياسيه المنوه عنها في البيان  لتشجيع مهدي على تقديم الشكوى, فاختلطت الامور, المهم فرحنا بنبأ إغلاق القضيه والايام كفيله  بكشف الكيفيه التي تم فيها غلقها .
 أمران مهمان هما اللذان يهمانني في كل ما سردناه ,أولهما هوية الجهه  السياسيه ومصلحتها في تشويه  سمعة البطريركيه , وثانيهما سنشير اليه  في فقرة خاتمة المقال , وقد تبيّن ان الشيخ  الكلداني  راعي القائمه الانتخابيه "بابليون" هو الضالع  في تحريض مهدي على تقديم الشكوى .
للذي يجهل كيف سطع نجم الشيخ الكلداني ريان في سماء الكلدان ,ففي الذاكره حكايات لا تُسِر,إذ لولا إحتضان نيافة المطران سرهد جمو راعي مؤتمرات النهضه الكلدانيه  واستقباله الحافل لهذا الشيخ في اميركا عام 2013 ما كان لاسم هذا الشيخ الولائي ان يلمع في سماء الكلدان,وهل نسينا بأن نيافته بنفسه منح  لقب البطل الكلداني لهذا الشيخ, أم فاتنا بأن مشروع نيافته اقتضى  دعمه لقائمة بابليون (مدللّة ولي الفقيه الايراني).ليس تشفيا  انما كشفا للحقيقه  نقول بأن هذا  البطل الولائي الذي كان الذراع السياسي الايمن لمشروع نيافة المطران جمو هوالذي يتجرء اليوم ويشوّه  سمعة ومكانة البطريركيه , وهو القائل بان مشكلته مع غبطة البطريرك سياسيه بحته,اذن لم يكذّب البطل خبرا عندما حرض المدعو مهدي لاقامة الشكوى ضد غبطته علّه يحقق نصرا سياسيا على خصمه السياسي  .
 كان المرحوم الكاتب حبيب تومي,في مقدمة الناشطين الكلدان الذين أقسموا  يمين الولاء في حضرة المطران جمو راعي مؤتمرات النهضه الكلدانيه, الرجل يرقد اليوم مستريحا في دارحقه. تم ترشيحه ضمن قائمة بابليون لصاحبها  شيخ ريان الكلداني .أدناه مقتطفات  مما كتبه المرحوم حبيب بحق الشيخ و قائمة بابليون :
((ان قائمة بابليون تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات ، ووسط هذه العلاقات الطيبة مع تلك المكونات فإن القائمة تريد ان تكون المدافع الحقيقي لحقوق جميع المسيحيين دون تفرقة .
الأخ الشيخ ريان الكلداني الشاب المثابر مواطن عراقي مسيحي من القوش قوميته كلدانية ، يعمل بهمة وإخلاص وتفان لخدمة العراق اولاً وشعبه المسيحي دون تفرقة...
.. فانا شخصياً ، كاتب هذه السطور ، والمرشح الثاني في قائمة بابليون ، ليس لي اي طموح لتحقيق هدف سياسي او إشغال وظيفة حكومية ....... . 
 على الناخب ان يكون ذكياً. ويتوجه نحو الوجوه الجديدة لتنشأ حالة سياسية صحيحة بعيدة عن التصورات الطائفية ،  وإن اللحظة الحاسمة ستكون يوم 30 نيسان الجاري ليقول الشعب كلمته الفاصلة  .
د. حبيب تومي ـ القوش في 01 ـ 04 ـ 2014)). أنتهى الاقتباس
كتبت يومها مناشدا الاخوه النهضويين بالتروي  والحذر مما سيتمخض عن مشروع المطران جمو  ومن خطورة اللعبه المكلف بها ريان من قبل  اتباع ولاية الفقيه فلان العامري وفلان المهندس وفلان النوري, فلم أتلقى في حينها سوى الإتهامات  .
ومع تسنّم غبطته سدة البطريركيه, خفتَ دورالمطران جمو,فإنقسم القوم بين جبهتي الغبطه والنيافه( احد مكاسبنا من تدخل رجال الدين) ,وبسبب اعتدال خطابات غبطته في بداية جلوسه على كرسيه, العديد تفاءلوا باجراءات تصحيحيه  لاخطاء المطران جمو,فحازت خطابات غبطته المعتدله على الاشادة والتاييد , واذابغبطته يظهر في الإعلام واصبعه مصبوغ بالبنفسجي دعما لقائمة الرافدين, لم يكن ظهوره هذا ولا مديحه للحركة زوعا يليق برمزية وقدسية منصبه فانتقدنا الظاهره وشرحنا التبعات, والأمر تكرر في الدوره الانتخابيه التي تلتها لكن غبطته في هذه المره طلب من الكلدان والرابطه الكلدانيه دعم قائمة الائتلاف القومي الموحد ,فانتقدنا مرة اخرى ظاهرة إصطفاف الكنيسه مع قائمه سياسيه دون اخرى لانها ستجلب وجع الراس للبطريركيه و تؤذي زرْعنا  الذي لم يعد  يتحمل زخات حالوب ذات الغيمه.
نختصر زبدة شجون حديثنا برساله نوجهها لغبطة بطريركنا,نطالبه فيها معالجة الأخطاء حفاظاً على وقارالجبّه من شوائب هذا الزمن اللعين وتخفيفا للتصدعات التي أدت بلحمة شعبناالى التشرذم , كما نذكّر غبطته  بان رفعة رمزية منصبه هي من رفعة وكرامة الرعيه التي لا يمكن وبهذه السهوله زجّها في صخب معاملات الاستثماروالوكالات, بالإمكان تكليف محامي شريف  لمتابعة  شؤون املاك الكنيسه في هذه الايام العمياء و الناس الحمقى.
الوطن والشعب من وراء القصد

61
تعقييب على مداخلة للاخ زيد ميشو في صفحة مقالي, وكلمتان بحق الدعوه/ شوكت توسا
أخي زيد
 من اجل ابداء بعض ملاحظاتي على مداخلتك  في صفحة مقالي  المعنون"حبذا لو تكرّم علينا برنامج اجراس المشرق .. " , وتشجيعا لدعوتك ,فضلت أن أفرد مقالا أستهله  بالتمني لدعوتك النجاح بما يرضي المجتمع  .
كلّنا له تجارب بنينا فيها اراء ومواقف متنوعه, ومن حلو ومر نتائجها, للمرءان يستخلص الزبده , رؤيتي المتواضعه هي ان نجاح الدعوه كي تأتي بثمارها لابد أن تتخطى عتبة تبادل الكتاب كلمات التراضي فيما بينهم حول اسلوب الكتابه او حول الاتفاق على تسميه, نعم من شأن هذا التوافق ان يشكل عنصرا داعما لما هو اكبر وأهم في المسؤوليه الملقاة على عاتق المثقف, لنفترض اننا تأخرنا في الاتفاق على تسميه , هل سيمنع ذلك من التفكير مثلاً بوضع  نهج من ثلاث او خمس نقاط  نعمل ونكتب ونطالب على اساسها دون إخضاعها لقيد التسميه ولا لما تمليه  اي جهه دينيه او سياسيه؟انا اعتقد ان من شأن روحية التحدي ان تضعنا في اقل تقديرعلى سكة مساعدة شعبنا في صموده ولفت انتباهه  الى اننا لن نستسلم لحالات الخسران مهما كان سببها .
 عوده الى مداخلتك,لاشكرك اولا , ثم لاقول  بأننا نمارس حقنا في التأييد والاعتراض, كلٌ بالطريقه التي يعتقدها صحيحه,وهو حق  يمارسه الانسان من اجل تحقيق نفع  تتحدد نسبة فائدته بمدى رضا المجتمع .في الحقيقه, كنتُ وما زلت  بالضد من اطلاق الرأي المبني على فرضية دون التأكد من جزم صحتها , لذا جاءت استعانتك بمصطلح "التوجيهات القوميه" وربط تأثيرها على رأيي,لتدخلني مُجبراً في مناقشة موضوع لا وجود له,هذا الربط  يذكّرني بفرضيات لا اود استذكارها الآن , كانت تُبنى عليها آراء غير منسجمه مثلما بنيتم رأيكم على "التوجيهات القوميه" او التوجهات القوميه لا تفرق عندي, كلاهما لا يشغلان في ذهني ذلك الحيز الذي يؤثر على آرائي  .
 تصوّر, لمجرد تأييدي لنشاط جهة او نقد اخرى من تنظيماتنا , كانت تتكور في مخيلة البعض مسألة انتمائي (كتهمه) لتنظيم قومي أتقاضى منه او اتوخى مكسبا لقاء ما اقوله,هكذا اتهامات عشوائيه ساهمت في إبعاد وتجريد حواراتنا من علمية و عملية تناول الاشياء المهمه ,يكفي ان هذا الاتهام الباطل كان يُضحكني ويُشعرني بانتفاءحاجتي لوصفه ,لكنه كان يثير تساؤلات,هل حقاً امتلاك المرء توجها قوميا  من عدمه,او انتماءه لحزب قومي  من عدمه, اصبح  معيارا  لتحديد ممارسة حقه في الدفاع عن أهله او نقد تنظيم وتشجيع تنظيم آخر ؟.
 بكامل حريتي  أبديت تأييدي لغبطة البطريرك ساكو على خلفية تصريحاته البناءه في اول سنه من جلوسه على كرسيه.تحت اي تأثير كان  إبداء رأيي؟! ثم عدت فيما بعد و بكل ادب واحترام ابديت عدم تأييدي لتدخلاته خارج مهامه الدينيه ومنها صبغ اصبعه بالبنفسجي,وقضية مدير ناحية القوش , و اشادته بتنظيم ولومه تنظيم اخر,لم اكن انتظر احدا يشكرني او يدلني الى اسباب اشادتي بغبطته  فهي موجوده عندي, لكني كنت اتفهم سبب الانزعاج كلما ابديت ملاحظاتي حول تدخل رجل الدين في غير اختصاصه .
 وبكامل حريتي ايضا, أبديت رأيي بما كيل بحق سيده قانونيه محترمه, دون اي سابق معرفه بها ولا بمواقفها من تنظيماتنا السياسيه وكنائسنا, تخيل لولا الضجيج المفتعل ضدها لماعرفت انها ليست من مؤيدي اداء تنظيمات ابناء شعبنا ,مما منحني مزيدا من الثقه والاطمئنان حول رأيي,اما انزعاج البعض من تهميش وعدم تلبية ما يتمنوه, ذلك ما تحدثت عنه بالتفصيل في مقالي المخصص لمقابلتها , ومن اجل توضيح رايي اكثر, كتبت  مُطالبا بمقابله اخرى بحثا عن المزيد  من فرص الحوار حتى نتعرف على  المزيد من ضوابط النقد كي نستطيع ادارة حوارات تليق بما ندعّيه من فكر وثقافه واكاديميه .
الوطن والشعب من وراء القصد

62
 حبذا لو يتكرّم علينا برنامج  "اجراس المشرق" بمقابله أخرى/ شوكت توسا
لو جرّب فلانٌ مناوحرّك َموضوعاً مُختـَلفاً عليه بين شخصين عراقيين,سيرى العجب فيما سيكشفه الاختلاف من خفايا حتى بين الشقيق وشقيقه, يا تُرى هل سيتركهما فلان ويمشي أم سيكمل المعروف.
وعليه سأزعم ,بأن المهتم في متابعة حاضر ومستقبل شعبنا الكلدواشوري, قُارئ كان أم كاتب, بحاجه الى كشف المزيد مما تخفيه عقولنا وصدورنا عن أقلامنا وعن ألسُننا وعن أنظار ومسامع غيرنا,حاجتنا هذه تستدعي استمرارنا في ممارسة تمرين الاختلاف , حيث من شأن هذا التمرين ان يدربنا على مواجهة انفسنا في اعتمادنا على سلامة وصحة ما قاله الليبرالي المصري أحمد لطفي "الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضيه" .
  كشرق أوسطيين ,معروف عنا كثرة استخدامنا لمقولة احمد لطفي في حواراتنا , ولو سُئلنا عن نسبة المؤمنين الملتزمين حرفيا بهذه المقوله,فأهل مكة أدرى بشعابها, فينا من سيتأسف على تدّني النسبه , وفينا من سيذهب الى اقتراح حذف الاداة النافيه (لا)من جملة  المقوله لينقلب معناها الى عكس المُراد , لن أبالغ لو قلت باننا  في الظاهرنستخدم لا النافيه  لكننا نخفي وراءها الكثير مما يتوجب قوله ,ولهذا ترانا حال انتهاء الحوار سرعان ما يدير كل منا ظهره ويمشي  لتدبير انقلاب .
 إفساد الود واعلان القطيعه فيمابيننا  بهذه السهوله ظاهره غير مُطَمْئنه, ومداواتها تتطلب مزيدا من الأخذ والرد لحين التوصل إما الى الاتفاق على إلغاء هذه الاداة النافيه فتنكشف حقيقتنا, اونتعلم كيف نتراصف بانتظام مع مستخدمي اداة النفي .
نحن نتحدث بعد ان أدخلتنا مقابلة الدكتوره منى(مشكوره) في دردشات بين رافض ومؤيد,معتدل ومتطرف, اكاديمي وغير اكاديمي, انتهازي ومبدئي , لم نصل فيها الى ما يتوخاه المرء من اي حوار جاد .
  دعونا نفترض صواب  كلام القائل بأن المقابله لم تحقق لنا المنفعه المنشوده  لاسباب يربطها البعض بأداء مقدم البرنامج والبعض الآخر يلقي لومه على عدم وضوح موقف الدكتوره منى. ازاء هذا الافتراض لنبني على صحة مقولة "رب ضارة نافعه" ونطلب اجراء مقابله أخرى , لستُ متأكداً إن كان مقدم برنامج "اجراس المشرق"  قد إطلّع على الردود الاعلاميه التي افرزتها مقابلته مع  الدكتوره منى ياقو حول الشخصيه الأشوريه, فهو كونه إعلامي يهتم بمعرفة صدى نشاطه الاعلامي, من مصلحة برنامجه ان يُجري مقابله أخرى مع ضيفه كلدانيه او سريانيه هذه المره وما أكثرهن , الذي سيهمّنا في المقابله الثانيه لو تمت  سواء على قناة الميادين او قناة اخرى,هو التركيز على تصحيح  تادية المهمه او تكملة  ما لم يكتمل في مقابلة الدكتوره منى .
الوطن والشعب من وراء القصد

63
 رفقاً بالدال قبل ان تضيّع علينا الدرب والمآل /شوكت توسا
 المُستمع بإمعان وحياد لنص مقابلة الدكتوره القانونيه منى ياقو على قناة الميادين  سيتفاجأ بعشوائيةاعتماد بعض ناقديها على هواجسهم وتكهناتهم في نقد كلام سيده متخصصه تستحق غيرما كيل  ظلماً وجزافا بحق حاملة شهاده قانونيه عليا تتمتع بما يكفيها لتحمّل مسؤولية كل كلمة نطقتها ,لا أعرف كم ستهتم هذه السيده بردود افعالنا الناقده,لكني اعرف جيدا بان ذلك يتحدد بمدى مهنية تعاملنا مع طروحات قانونيه قلّما تنسجم مع ما تعتمده عقولنا في بناء رؤانا, وقد لا يُستبعد أن تكون هذه الرؤى نتاج خليطٌ غير متجانس من جموح الرغبة المضطربه ومزاعم مجرده من المنطق عدا ظاهرهُ  .
أن يتباهى احدنا بقدرته على قراءة الممحي والبناء عليها في كشف ما يفكربه الاخر,عليه قبل ذلك أن يتذكر بانه كان في  حارة أخرى يتربع منصة الواعظ والناصح بوجوب إعتماد  نص الكلام مصدرا أساسيا  في النقد دون ترك الحبل للتكهنات والمواقف المسبّقه ,انا على يقين لو تمعّن ابسط من فينا في إجابات الدكتوره ولكن بحياديه , سوف لن تصادفه جملة اُخضعت عمدا او عفويا لمؤثرات سياسيه او مزاجيه كتلك التي تعودناها في الخطابات الغير مسؤوله,بدليل ان هوامش الأكاديميه التي يصعب على عقولنا قبولها , كانت أسسها واصولها بائنه وحاضره في اجاباتها التي لم تتعدى حدود نقل معلومات والتعليق قانونيا على ما له علاقه بمقرارت مؤتمرات اوما تم دسترته من حقوق وتسميات للهويه  دون ان تزج نفسها فيما هو خارج اختصاصها  . 
حيادية الناقد هي بمثابة السور الحافظ  لجلبابه من ملوثات التسويق الغير مسؤول لمسوغات  لغوية ً كانت ام فكريه باسلوب اعتباطي لا يفضي سوى الى التشويش بقصد تمرير الاتهامات من قبيل اتهامنا السيده المتحدثه بإلغاء  طرف من اطراف المكونات المظلومه في العراق, وهذا لا وجود له في حديثها بل موجود في تفكيرنا ,في حين كان تأكيدها جلياً على ان مهمتها فنيه للدفاع عن المكونات المهدورة حقوقها كحاله واحده وهي القائله باننا شعب واحد باسماء متعدده لا تقبل التقسيم ,يبدو ان الدكتوره منى في كلامها هذا اكلت الزفرين في صيام باعوثه.
الملفت للانتباه هو افراط الناقد في الحديث عن الامانه العلميه  لكن علمية أمانته حجبت عن عقله وقلمه وطنية الدكتوره في دفاعها عن قومية ودين شعبها,ماذا نريد من اكاديميه وطنيه تشهد وتتفاخر باننا ككلدواشوريين سريان شعب واحد ,وهل نجازيها في اللوم على امر لم تقصده ولم تفصح عنه ؟ عفارم على الاخت منى تأكيد تعاطيها المهني والدستوري مع معاناة المكونات الصغيره دون تمييز اشوريون كانوا ام كلدانا ام سريانا ام مسيحييون ام ايزديون ام كاكائيون ام زاردشتيون ام صابئه, قل لنا بربك كيف نبرئ ذمة الامانه العلميه ؟ 
  أتمنى أن لا تكون آشوريتها او اشادتها بالشخصيه الاشوريه هي وراء اتهام البعض للسيده منى بتهميش وتغييب الآخر, لان ذلك معيب  جدا, وإلاما رأيكم في اعطاء الحق  للأشوري بتلبيس امرأة كلدانيه تهمة تهميش والغاء الاشوريين لمجرد اشادتها وافتخارها بانتمائها الكلداني؟
 امرٌ طبيعي ومتوقع امتعاض البعض من رأيي, ذلك لا يهمني اطلاقا, الذي يهمني هو انني سعيت الى تدوين خلاصتي منعتقةً بالاعتماد على النص المسموع والمكتوب فقط, لا شأن لي بالتكهن اوبالقيود التي يخضع لها غيري لغرض في نفسه ,ان تختلف الاراء, فلتختلف كيفما تشاء عقولناان تفكر,الكل محترم انشاءلله ,والكل له ما يتاثر به في بلورة رؤيته, ولاختلافنا هنا  بلاشك اسبابه أهمها في نظري هو ان معاناة الاكاديمي القانوني اليوم هي اكثر مما عاناه في ماضي الايام من قساوة ردات الفعل في مجتمعنا العراقي جراء مخلفات ما زالت تفعل فعلها حتى في عقول بعض مثقفينا ومتعلمينا  وهذا امرمخيب ومحزن للغايه  .
أختم واقول : إن كنا فعلا صادقون في بحثنا عن الجهه الرئيسيه التي تهمّش وتغيّب الكلدان, فهي مع الاسف من اهل البيت ,وما يؤسف له هو شمول الاشوريين والسريان بهذه الظاهره السلبيه مع احترامنا واعتزازنا باهلنا, بالمناسبه كلامنا هذا ليس بجديد انما سبق  وقلناه يوم حذّرنا من عواقب التطوع في التطبيل لتسليم الرايات القوميه على طبق من ذهب حتى نوزعها بين احزاب خارج مكوننا القومي وبين اجندة رجل الدين المذهبي فطارالخيط والعصفورمعا , وبسبب اهمالنا وتجاهلنا لهذه الحقيقه المره عدنا منكسرين الى حيث لا تشفعناالتشكيّات والملامات المتبادله فيما بيننا , الى ان أضحينااليوم نتبجح  بنقد الأمرأه الاشوريه التي سبق وقرأنا على روحها سورة الفاتحه بعد ان اصدرنا شهادة انقراضها واندثارها  ثم عدنا اليوم وأخرجنا بقايا عظامها من  تحت التراب كي نحاسبها بجريرة تهميش الكلدان, تخيلوا يااخوان كم هو حالنا مزري !!والبعض ما زال مصرا على استرجاله وتزامطه على اهله المساكين غير آبهٍ لقيمة الوقت الذي يفترض استغلاله في البحث عن سارق الديك حتى يمكننا التفكير في كيفية إصلاح  بيتنا الكبيرقبل تشييع اسماءنا وحضارتنا ومظالمنا لدفنها فيه مجتمعة ً.
الوطن والشعب من وراء القصد

64
  الفاتيكـــان يبحث عن النجـــف, أم العكس ؟ / شوكت توسا 
  سافترض غياب او صغرالدورالذي تتقاسمه اية مؤسسه دينيه( وراء الكواليس) مع اجندات الدوائر السياسيه( النصف معلنه), لكن  سيبقى تباين الآراء موجودا  في وصف زيارة البابا للعراق , في كل الاحوال ذلك لن يقلل من حجم البهجة التي بثتها الزياره في نفوس العراقيين المكسورين , أشبه بتلك البهجه التي تنتاب الغريق حين تصادفه قشّة كبيره , أما هل سيُجيد الغريق طريقة الإمساك بالقشه فذلك سؤال ستجيب عنه الايام  .
  الحديث دينيا عن كرسي تاريخي رسولي بذي قداسه وصلاحيات,فهو في نظر المؤمن المتدين بمثابة الهيبه التي يشكلها الأب المُطاع من قبل ابنائه لكسب رضاه ,أما دنيويا فقداسته رئيس دوله كانت صرحا دينيا مذهبيا ,ثم تم اعتبارها امميا كدوله جمعت بين السلطتين الدينيه والدنيويه,مما أدخل الأنظمه الدوليه والمرجعيات الدينيه في تهافت مستديم نحو التنافس على كسب ود هذه الرئاسه لاستثمارها في تحقيق مشاريعها الخاصه,والفوزبرضاها حتما سيكون من حصة المتفقين مع  فلسفة رسالتها الدينيه وما يرافقها من مؤثرات سياسيه ,إذن هل نستبعد ان تكون مرجعية النجف قد افلحت في استثمار علاقاتها التاريخيه مع بريطانيا من اجل لفت انتباه الفاتيكان .
 يجب ان لا ننسى بأن ظاهرة جمع الكرسي البابوي بين الصفتين الدينيه والدنيويه, قد أعطته قوه ومكانه  كنتيجه طبيعيه  لتبادل دورالصفتين في تعضيد إحداهما للأخرى, وهي حاله تكاد تكون فريده من نوعها في عصرنا إلا لو أعتبرنا تجربة ولاية الفقيه في ايران حالة ً حديثة النشئ يُراد لمستقبلها تقليد الفاتيكان مع وجود أوجه اختلاف لسنا هنا بصدد بحثها, انما الذي تهمنا معرفته هو أن رمزية ماضي وحاضر منصب البابويه دينيا ودوليا هي من الاهمية  بمكان  بحيث لا تسمح بإشغال هذا الكرسي الا من قبل شخصيه(توفيقيه) تتحلّى  بادراك ونضوج كاريزمي ملفت يفرض حاله ويجذب اهتمام الانظمه والمرجعيات الدينيه.
 من خلال تأكيدات البابا اثناء زيارته للعراق , يمكن  للمرء ان يستشف ملامح افاق  تحسين وضع العراقيين ,لاشك في ان الفكره ستنال او قد نالت رضا المرجع الشيعي في النجف ,والقائدان يعلمان جيدا بأن إنقاذ العراق يتطلب تنظيف اروقته و شوارعه من العقليات الولائيه ومن  أسلحة ميليشياتها المنفلته ,الملفت للانتباه بعد مغادرة البابا لارض العراق,هو ان رئيس الوزراء العراقي دعا لحوار وطني شامل, لكنه  لم يحدد بين من ومن في بلد  تفقست وتكاثرت فيه نقائض وتيارات متحاربه يصعب الجمع بينها ,يا ترى هل سيتبنى المرجع السيستاني المهمه  من اجل عزل الزؤان عن الحنطه .
الكثيرون شاهدوا مراسيم استقبال رئيس الوزراء العراقي الكاظمي لقداسة البابا,وقد قرأوا الابتسامه التي ارتسمت على وجه البابا أثناء ما كان يمشي برفقة رئيس الوزراء بين صفيّن من حملة السيوف خارج أغمادها, فعاليه ساذجه لم ينقصها سوى سماع البابا هتاف احد السيافين  لعبارة " الله أكبر ", انا متأكد  بان ابتسامة البابا وتساؤلاته اخفت وراءها استغرابه  .
حينما تتحدث شخصيه بمستوى البابا, يكون التلميح والترميز اسلوبا  يتبعه  الكبار,ُيترك امرتفسيره وتأويله  لحدس وعمق دراية المتلقي , لذا نتمنى ان ترتقي دراية المسؤولين العراقيين الى مستوى فهم جوهرما قاله البابا كي يعرفوا مالذي يتوجب عليهم فعله.
فقد طلب قداسته من الاساقفه ورجال الدين بأن لا يكونوا موظفين وإداريين, انما واجبهم مساعدة الفقراء والمساكين, بمعنى انه وجه النقد لرجال الدين عموما ولاتباعه على وجه الخصوص.
لم يقلْ قداسته للمسؤولين في الدوله انكم فاسدون! لكنه طالبهم بمحاربة الفساد من اجل خدمة الشعب المسكين, اي انه ناصرَ الشباب المتظاهرين ضمنيا.
شددّ قداسته على احترام الاديان التي منبعها  النبي ابراهيم, داعيا الى ضرورة عودة المسيحيين  الى موطنهم العراق,سينتظرالبابا ردات فعل العراقيين ليس فقط بخصوص عودة المسيحيين , انما اهمية الانجازستتحقق بعودة اليهود العراقيين  .
  ابدى قداسته حزنه على الدمار الذي شاهده في الموصل. لكن غلبة الدبلوماسيه في كلامه اثارت مشاعر الضحايا الذين كان بودهم  ان يسمعوا  من قداسته كلمات واضحه   حول منابع الجيوش التي تسببت  في هذا الدمار.
وأخيرا, رغم  تحجج البعض  بسبب تأخر الزياره, فان اهمية زياراته  للاماكن المختلفه في العراق بجانب , و زيارته للمرجع الشيعي السيد السيستاني  بجانب  آخر,لا اعتقد بان ملف الزياره ستطويه الايام, إنما هي ولادة مشروع مشترك بين الفاتيكان والنجف  للتقليل من زخم  ولاية الفقيه الايراني من خلال  التمسك بالمنابع الابراهيميه العقائديه, والحليم تكفيه الاشاره .
الشعب والوطن من وراء القصد

65
"باطــْــــــلْ  وعلي  باطـــل .. ضحك علينا هلكاظمي"  / شوكت توسا
لا يمتلك المرء سوى ان يحني رأسه إكراماً للسيده العراقيه التي توسّطت جموع الشباب المتظاهرين  قرب نفق الشهداء وهي تهتف :"با طل وعلي  باطل ضحك علينا هلكاظمي" ومئات الشباب يرددون معها , ذوله الشباب العراقي ! .
أعلن اليوم السيد عامر عبد الرزاق  مدير متحف الناصريه عن إنارة مدينة اور الاثريه وزقورتها لاول مره في التاريخ  منذ  4000 عام , مضيفا ان شارعا بطول 17 كم قد تم تبليطه لأول مره لإظهار المنطقه بما يليق بزيارة البابا  .
وفي منشورلأحد الشباب المتظاهرين يقول فيه : فدوى سيدنا البابا ,يا ريت شويه تأخر جيتك , شارعنا صارله سنين محد  يبلطه واليوم كمل تبليطه  لان موكبك راح يمر بالشارع". وانا أتساءل هل نطلب من الحبر الزائر  زيارة كافة مدن وبلدات العراق !!
 فضائح وفضائح لامجال هنا لذكرها, أحدثها  تلك  التي  تحدث  عنها  النائب كاظم الشمري يوم امس , يقول النائب بأن وزارة الصحه كانت قد إدعّت  رصد اموالا لشراء لقاحات الفايروس من مصادر مضمونه على امل وصول الدفعه الاولى  يوم الاول من اذار, فجاء تصريح السفير الصيني  في بغداد  تشانغ تاو صادما حينما قال بان الصين  تبرعت للعراق  بلقاحات صينيه  مجانا, مؤكداً وصولها  في الاول من شهر اذار. 
أقمتم الدنيا ايها الطائفيون الفاسدون ولم تقعدوها لمجرد ظهور رغد صدام حسين على الشاشات تتحدث عن ابيها , خائفون من عودة البعث ؟ أم غيرتكم على الشعب الذي خسر بسبب رخصكم كل غالي وعزيز ولم تبقون له ما يخشى على خسرانه , قتلتم  شباب بني جلدتكم بدم بارد,سرقتم الجمل بما حمل , جوّعتم الصغار والكبار , تسابقتم  في عمالاتكم , اسسّتم  لطائفيتكم و محاصصاتكم ,و أكاذيبكم  فاقت مواعيد عرقوب.  خائفون من أن يخسر الشعب هذه المكاسب التي حققتموها؟ 
يا ترى هل سيشفي البابا  غليل هذا الشعب بكلمتين ,كي نشكره اكثر من شكرنا للسفير الصيني لفضحه اكاذيب المسؤولين على الشعب   .
  الذاكره  لن تخرس ابدا, اللعنات ستنهال على ىسلفه سلفات السفله الذين كانوا السبب فيما جرى للعراقين والساكتين معهم, وفي مقدمة من ستلاحقه لعنات الطفل المحروم والثكلى المنكوبه هو المحرر الامريكي واربابه الذين تحالفوا معه من اجل هذا اليوم.
كان الله في عون المبتلين بشياطين السرقه  وساسة الغفله ,إستأسدوا في قتل ابناء الشعب ,ليصبح  اعداد الشباب العراقيين الذين استشهدوا وأصيبوا برصاص  ميليشيات الاحزاب  اكثر من اعداد قتلى الدواعش ,أليس في هذا الفلم ما يثير القلق  ويحير العقل!!
الوطن والشعب من وراء القصد

66
 من  هو الدفـــتردار السكّيـــر / عِبــْـرةٌ وعَبــْــرَه .

 يُلام المرء أحيانا على التكرار,لكن ليس عندما يكون في الاعاده سبب و مدعاة .

يُحكى عن والي بغداد العوصمللي,أنه إحتاج الى مترجم يجيد التركيه والعربيه, فأصدرأمرا لإثنين من جندرمة القصر للبحث عن شخص يجيد تأدية المهمه ,قضى الإثنان النهار بطوله دون أن يعثرا على المُراد ,ولشدة خوفهما من عقوبة العودة للقصربخفي حنين, استمرا في التجوال  الى ان عثرا في ساعة متاخره من الليل على سكران  كان يغني بالتركيه  منزوياً  في احدى  زوايا حانه ليليه ,توسّل صاحب الحانة وروادها من الجندرمه ان يتركا البغدادي المسكين وشأنه كونه مظلوم اجبرته مشاكل الدنيا على ادمان السكر والغناء الشجي ,لم يستجيبا فاصطحباه عنوة ً.

وفي الصباح الباكر,حلقوا شعرالسكير, ثم غسلوا جسمه و البسوه ملابس تليق بالمثول امام الوالي,سأله الوالي بالتركي عن إسمه. فأجابه افندم المنطقه تناديني  بــ أبوكَنــّو.شكرالوالي جندرمته , وتقررتعيينه كمترجم في القصر,مرت الايام والوالي يزداد اعجابا بلغة المترجم ,بينما وجهاء الولاية لم يطمئنوا للحظةٍ من سلوك المترجم , وما زاد من استياءهم ,قرارالوالي بترفيع المترجم الى منصب دفتر دارالولايه بصلاحيات الآمر والناهي في شؤون الولايه الماليه والاداريه,وزادعليها السماح له باقامة سهرات شرب الخمر وجلب الغواني والغلمان داخل القصر يومي الخميس والجمعه لكسب التجاروالمستثمرين .

مرت الشهور واوضاع الولاية المتدهوره تسير من سيئ الى أسوء من دون ان ينتبه الوالي لشكاوى الناس , بالنتيجه قررالاهالي والتجار قطع زياراتهم للقصر ومقاطعة سوق الولايه والذهاب الى سوق آخرعلّهم يصونون فيه كرامتهم ويأتمنون على أموالهم, كان  وقع هذه المقاطعه  شديدا  على  الوالي مما اظطره الى عقد جلسه مع الدفتردار لإستقصاء مسببات ما يجري.
 إجتمع الإثنان في إحدى شُرف القصر المطلّه على السوق الكبير في الولايه , ثم بدأ الوالي  يوجه سؤالا تلو الآخر الى دفترداره الذي فاحت رائحة الخمر من فمه,استغرب الدفتردار من عصبية الوالي  وكثرة اسئلته,فإختطفته صفنة ثمالته وعقدت لسانه,فجأة مرت جنازة ميت أمام القصر فطلب الدفتردارمن الوالي السماح له بدقيقتين للنزول الى موكب الجنازه لتوديع ابن ولايته المتوفى ,نزل الدفتردارمسرعا ثم عاد ليرى ازدياد غضب  الوالي من تصرّفه.بكل برود قال الدفتردارمخاطبا الوالي : مولاي أرجو ان تهدأ كي تسمع الحقيقة من الثمل  ثم افعل  به ما تشاء, سأجيبك على اسئلتك بعين الكلام الذي همسته للتو في اذن الميت. استغرب الوالي من كلام الدفتردار,هل جننت يا ابو كنو؟ هل انت ساحر كي تكلّم الاموات؟ هات ما عندك بسرعه من دون لف ودوران ! .
 نهض ابو كنو على رجليه ثم راح يعيد ما همسه في أذن الميت ولكن بصوت مرتفع:
(يا ايها المغادرالى دارالحق,بـلــّغ رب الكون وأسلافنا الراقدين,قل لهم بحق السماء,إني بريئ مما حلّ في الولاية براءة الذئب من دم يوسف,فالولايه التي يديرها حاكم يمنح سكيرامثلي كل هذه السلطة والامتيازات,فهو حاكم أرعن يستحق الرجـــم).
 
 بعد هذه التجربه التي خاضها أبو كنوّ بين السكر والغناء وبين الترجمة والدفترداريه,رقد على رجاء يوم الدينونة, ومن رقدته ارشدته غيرته الى استرجاء الأخلاف بالانتباه والحذر من منح  السكير الثرثار شهادة العمل كمترجم ثم دفتردارا في القصر.
من ارشيفي عام  2009  و 2010

67
خاطــره..... كرنفال اذار  في ارض شنعار  / شوكت توسا

   عند واحدةٍ من هضاب شنعار, قبلة كلكامش ومملكة عشتار,عُلقت لافته تقول:هنا في هذا المكان سيقام كرنفال مشيةالتصالح,مسموح ان يشارك كل من يجيدالمشي مرفوع الراس صامتا, بصدرعاري وحافي القدمين  .
  كان عريسٌ  نينوي و عروسته من مدينة أور, قد نذرا بعد قرانهماان يشاركا في هذاالكرنفال من اجل مولود ٍ صالح ٍ يسمونه باحدالاسماءالحسنى ,هيأالعروسان انفسهما للمناسبه و تراصفا للمشي مع حشد الكرنفاليين,وأثناء ما كانا يمشيان بصمت وخشوع مرفوعي الراس حفاة عراة الصدور, انكسَر سكون المكان بضجيج صوت خشن يتغنى متغزلا ًبالحب والسلام,اصيب العريس برعشة حين اكتشف بان الصوت صوت تنين اسود مغطى رأسه بقناع من الحشيش, فمدّ العريس ذراعيه للسماء حائراً يستغفر ربه, ما هذا النكد يا عشتار, اين كلكامش ؟ ثم أحنى رأسه نحو قدميه مكسور الخاطر نادما على النذر و استمر يمشي.
 ضاق صدرالعروسه الفاتنه بضجيج صوت التنين المغني, فراح العريس يستنجد بأخت يوشع  كي تحرق بنارها راس الوحش الذي يستصرخ نيام شنعار لدم ضحيته, وإلا فلتغيب, لم تستجب الشمس لطلبه خوفا من غضب الخمباب, ففتح العريس ذراعيه مسترجيا ارض اور أن تنفتح وتبتلعه  شاباّ لم تعتاد اذناه بعد سماع صوت تنين بقناع الشادي يغني بالحب ويتغزلِ, حتى الارض لزمت الصمت احتراما لمقدم الملك  .
     وصل موكب الملك الى مكان الاحتفال متأخرا بسبب سوء حالة الجو,فتقدمّ التنين المغني كي يفتتح الكرنفال حاملا على كتفيه هودجا فيه حمامة بيضاء تدلّت رقبتها خارج الهودج وبمنقارها غصن زيتون ذبلت اوراقه فزعاً, رحب الملك بالحشود وعيناه تمعنان النظر باتجاه الهودج  وما فيه .
  وعند اسفل الهضبه شرب الجميع النخب إعلانا عن انتهاء الكرنفال , فجاء دور الخمباب" إن صح التعبير"  كي يختتم الكرنفال بقراءة رسالة حب وسلام  في جملتين :
 ايها العريس أنت مع الحمامة والغصن راحل سيحيا الملك العادل للتنين  والقاتل !!
 نشف الريق في حلق العروس من شدةالحزن,فلم تقوى على البصق بوجه الخمباب , فقط نادت واه  كلكامشاه ! ثم توجهت والدمع يملأ مآقيها نحو حمامة الهودج لتقول:   
 فيكِ وبغصينة زيتونك المتدليه هيامي  اين انت من وئام السلام مع بئس الانام
كيف وبلاط ملكنا قد اضحى سوقا ًرائجه   لتوزيع الأكاليل على قاتل و بن حرام
     دماء التشرينيون من وراء القصد       

68
ليتني كنت أجيد التكلم باللغة الايطاليه  / شوكت توسا
قرأت في الامس خبرا منشورا على الصفحه الرئيسيه  لموقع عنكاوه الاغر نصّه:
"  وفد برلماني يزور محافظة دهوك  والشيخان والقوش" مرفقٌ مع الخبر صوركثيره بكثرة رؤوس البصل التي يراد تقشيرها فوق رؤوس المساكين الغلابه, لست أدري ان  كان  حبرة البابا سيعبّر عن تضامنه مع الشعب في التراصف مع  مساكين هذه البلدات ويحني  قامته معهم امام قشور البصله الكبيره, أم قد وصلته الأنباء ؟!
نعم  ليتني كنت أجيد الايطاليه كي أهمس بأذن حبرة الزائر رساله صوتيه مختصره أذكرّه فيها  بقصة المتلثمين  بأقنعة الحملان الوديعه و دواخلهم ذئاب كاسره.
يا سادة الوفد, سأفترض بأنكم في زيارتكم ((التفقديه!!)) هذه ستنجحون في تقديم انفسكم للبابا  بزي المعففيّين كي ينظر اليكم  كما ينظرالراعي الى اي حمل وديع! وهذا ما لا اتخيل تحقيقه اطلاقا , ولكن ماذا عن حملان القطيع التي تتضور جوعا  وكروشكم  تتقدم  اقدامكم اثناء مسيرها, هل سيُسكِت البابا حناجر الحملان وأمهاتهم الخائفه والجائعه  ليقول لهم : توقفوا رجاء لا داعي لكل هذا الضجيج منكم ,,,,كفاكم بطراً,,,علام َ الاحتجاجات والمظاهرات ومراعيكم الآمنه مخضوضره بالجت والبرسيم وجداول المياه العذبه تحيط بكم من كل جانب.
حقيقة ً كنت اتمنى من البرلمانين الذين يحكون باسم ابناء وبنات البلدات والقرى التي زارها الوفد ,ان يرفضوا توقيت الزياره بهذه السذاجه المفضوحه , كان عليهم  وقد اقسموا  اثقل اليمين  على تأدية واجباتهم  تجاه شعبهم باخلاص وشرف, ان يطلبوا من مرؤوسيهم  مراعات القسم الذي أدوه امام الشعب  ويمنحوهم  الوقت الكافي لتهيئة  وترتيب  اوراق مطالب وحقوق تكومت عليها الاتربه  في رفوف الحفظ  المؤجل , عساهم يجيدوا قراءتها امام البابا, ام نسينا اننا قد اقسمنا  اثقل اليمين ؟
 تقشير البصل  فوق رؤوس الشعب يا ساده  لن يجدي مادامت معاناة الشعب في ازدياد.
رابط الخبر :
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1007770.0
الشعب والمُرائين من وراء القصد

69
 شنبات العتوي الكهل  ورزحات الفأر السكران / شوكت توسا
من حُسنِ حظنا,أن لناأسلافاً نجباء,سخوا على اخلافهم بكل ما امتلكوه,فلم يبخلوا علينا بامثالهم وحِكَمهم ,ضربوها نثراو شعرا في مشاهد مناسبات تتكرر مع الزمن ضمن فعالياتناالحياتيه,تاركين لنا حرية الاختيار وتوقيت الرجوع الى نصوصها المختصره كلمايخفق الاسهاب في جدواه .
 تسهيلا لطرح فكرتي سلمياً, فضلت اختياركلمات العنوان من أصل نص المثل "إن سكرَ الفأر مشى على شارب البزون",ويقال والعهدة على القائل, ان مناسبة المثل فيها ما يربطها بمشيئة الأقدار حين تسخى على احدهم بنتفة ريشات يتخيلها تصلح للطيران فوق البحار والمحيطات من دون بوصلة تقيه من التيه , ليس هذا فقط , بل خالها انها تصلح لمنازلة ملك الدجاج (علي شيش او طاؤوس)عندما ينفش ريشه, وبهذاالوهم يكون خياله المترامي قد إختطفه الى الاعتقاد الخاطئ بانه قد حقق ما عجز غيره عن تحقيقه, وما على الدنيا التي ورطتّه بفتات سخائها,إلا ان تغمض اعينها خشوعا لرشاقته الأخاذه و تفتح فاهها انبهارا بريشاته السحريه, فينطبق عليه المثل " تزبّب قبل ان يتحصرم ويتعنّب", والشاعر صفي الدين الحلي في هذا الصدد لم يكذّب خبرا حين قال "إن الزرازيرلو طار طائرها – توهمت انها صارت شواهينا" , ولمن يود ان يتبّلها بالبهار, يمكنه ان يقرأ الزاء طاء .
 عطفا على ما اسلفت ,نحن بلاشك في حسن تعاملنا او حتى في تصحيح اخطائنامدينون لثراء خزين أورثه لنا الاسلاف ثرياً بالحكايات وبحِكَمِهاالمستقاة,تنطبق خلاصات زبدة مآثرها  كما اسلفت على  تفاصيل حياتنا اليوميه ,ومن هذه الحكايات قفزت الى ذهني قصة البزون مع فأرصغير تكفي لجسمه شمة خمر وليس رشفة شفه كي تثمل عقله وتربك ذاكرته,لم يكن هذاالفأرالمراهق بعد ْقد تعلم زجر الشمّة وايقافها عند حدها لئلا يدب  دبيبها الى موطن الاسرار فتنسيه بان التطبّع  لن يجديه  مادامه  عاجزا عن التغلب على طبع التجوال في مخازن المؤن والاطعمة  يأكل من أصنافها خلسة ويقرض أغلفة الأوعيه إن وجدها خاويه,يسرح ويمرح دون رقيب يطارده ولا فخ يسلمه للعداله,الا اللهم عتويٌ عتيد نادرا ما كان يجد ضالته في حج المكان  بحثا عن لقمته, فيدخل الفار مرعوبا في حالة الانذار خوفا من ان يفترسه  .
و في ذات يوم مقفر من ايام أسبوعٍ  شح ّفيه المقسوم ,بلغ الجوع بالفار مقتلا ً أنساه القيام باستطلاع المكان قبل الخروج من جحره ,فزرعه حظه العاثر وجها لوجه امام العتوي العتيد ,ما كان امام الفأر المذعورسوى القفز فوق برميل خشبي , ومن شدة أرتباكه لم ينتبه الى ان البرميل  بلا غطاء , فغاص الفار في يمّ برميل مملوء بنبيذ الزبيب المعتق ,وبينما كان يحاول السباحة للنجاة بروحه اشتم عذوبة النبيذ او ربما رشف رشفة أسكرته جعلت منه هرقلاً تمكّن من القفزخارج البرميل ليعود و يتمشى هذه المره متبخترا يرزح يمينا وشمالا,واذا بالقط  نائماً هذه المره باسطا شواربه في طريقه, لم يأبه الهرقل الثمل  لوجود القط , فاستمر في المشي  وهو يرزح, وقبل ان تدوس أصبع الفار شنب العتوي ,عطس عطسة ً أيقظت العتوي النائم على رائحة غريبه عليه لا تشبه النكهه التي اعتادها في لحم الفئران الصاحيه. فتركه دون ان يمّسه , ولان الثمالة أدّت بالفأرالى تفسير لغز المشهد  بخلاف حقيقته, تقدم  ليجرّب حظه في قرض أذن العتوي , ضحك العتوي ثم همس  في أذن الفأر:تبقى فأراً,عُد لرشدك ومن حيث أتيت !!.
 إنسانيتنا من وراء القصد
________
شنبات: شوارب
العتوي: البزون, وهو فحل القطه
رزحات: رقصات

70

     أعوام ٌ سبع إنقضت و حواصلنا زغبٌ لا ماء ولا شجر / شوكت توسا
تمنياتنا في العام الجديد  بالجديد الذي يليق بشعبنا .
    ما مِن شعب تحرر وتطوّرالا وكانت في مقدمة  كراديسه  نخبه دؤوبه  أصرّت على  اعتماد التجديد  نهجا وسبيلا من اجل مواكبة مسيرة ركب  الامم.
    في مقالنا المتواضع هذا سنحاول  باختصار ,عرض جانب من اسباب معاناة ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان في العراق,ذلك  الجانب المتعلق  بعلاقة الشعب مع ممثليه  وتنظيماته ,وعندما نقول تنظيم , فهو بمثابة  نخبه  يفترض انها تبنت بارادتها مهمة  خوض الصراع  وادارته لمصلحة شعب ارتبط بعلاقة شراكه وعطاء مع  الموجود من حركات سياسيه من قبيل  زوعا ا وكيان ابناء النهرين  الذي مر على انشقاقه سبع سنوات ,والتشكيلان بحد ذاتهما  قبل او بعد الانشقاق , معنيان بواجب إحلال الجديد محل الروتين والرتابه في نشاطهما ,بعكس ذلك يصعب الحديث عن فرص الخلق والابداع بمايلائم حاجة الانسان ويتناسب مع متغيرات مفاهيم العصر.
  ادناه مقتبس من بيان أصدره الاخوان في كيان ابناء النهرين عام  2013  نصه:
(( لقد إخترنا وبقناعه تامه وبثقه أن نتواصل فيما أعلناه منذ إنطلاقتنا , ولكننا نؤكد مرة أخرى بأن فكر ونهج زوعا سيبقى الحاضنه الفكريه لنا وملجأنا ومرجعيتنا مهما كانت الظروف , وليس بمقدور كائنا من كان أن يسلخ عنا هذه القناعه,وسنبذل وكما عاهدنا شهدائنا الخالدين ووعدنا رفاقنا وجماهير شعبنا  كل  جهدنا من اجل الأمه والدفاع عن كامل حقوقها المشروعه)),والمقتبس هذا يذكرّني  بتأكيد الكيان على اعتماد ثلاثة مرتكزات في تشكيله, رفع الغبن عن شعبنا, الوحده القوميه وتحقيق الشراكه الحقيقيه في العراق.
نحن اليوم نعيش عصرا مختلفا بثقافاته ووسائله المعلوماتيه , عصر لم يعد فيه الانسان يعتمد بريق الشعارات ,عصرٌ يستحيل  فيه الإتيان بالجديد عبرالبيانات و ردات الفعل التقليديه  ما لم توازيه وفره كافيه من استعداديه  التفاعل الايجابي مع ما يفرزه الظرف و المحيط من اراء مختلفه وملاحظات نقديه  جدير بالنخبة الكفوءه ان تناقشها لا أن تعطيها الاذن الصماء .
 كمستقلين عندما نوجّه نقدنا , سواء للحركه  (زوعا)او لكيان ابناء النهرين ,ليس تدخلا في شؤونهم ولا بخسا لحق أحدهم في البحث عما يطوّر نشاطه ,حتى لو كان ذلك في الانشقاق, انما  نمارس حق النقد وحق ابداء رأينا  دفاعا عن مستقبل شعب وضع ثقته بالذين أبدوا استعداد التضحيه  لتحمّل  مسؤولية  تمثيل هذا الشعب  وللاستماع  الى مطاليبه والتضحيه من اجل تحقيقها , أما التسويف بغشاوة المغالطات , فهو مثار جدل وتساؤلات, يا ترى هل من حق الشعب ان يعرف حقيقة ومشروعية  دوافع الاختلاف بين التنظيمين أم لا؟  وهل هناك مبررّ منطقي  لتضارب اسباب  عجزهما عن تبني  الحواركخيار افضل, ام هناك  اسباب لا يراد تداولها امام الناقدين  وامام الشعب,علماً بان النقد ممارسه حضاريه واعظم ما في الانسان تقبلّها و مناقشتها .
  مر على الانشقاق سبع سنوات, والنفس ما انفكت تسلّي حالها  بأمل تسوية  خلافاتهما و الإتيان بجديد , وكلاهما مجتمعان  كانا  ام منفصلان , يعلمان  جيدا بأن الاتيان بهذا الجديد  يتطلب  اولا ازاحة الافكارالباليه ونبذ  اسلوب التعالي وكيل  الاتهامات المتبادله ,ومن ثم التفكير بكيفية تنشيط آليات العمل  الفكريه  كي تجني ثمارها القضيه الاساسيه وليس المنافع الشخصيه , قضية الشعب يا إخوان لا يجوز تنويمها  تحت تأثير مد الكيان من جهه وجزر الحركه من جهه اخرى,  شخصيا  لم اجد في وقتها مبرر لرفض او تأييد ظاهرة الانشقاق , لا ادري ان كنت مصيبا ام مخطئا , لكن إعتقادي كان بأن المؤمن بقضية شعبه سوف لن يتردد في وضع مطالب شعبهم نصب اعينه وافكاره ,فإكتفينا بمطالبة الطرفين بالحوار, وهو  أنجع سبل حل مشاكل المؤمنين بقضية شعبهم  لكنهما لم يفعلا ذلك .
  في هذا الصدد,كتبت في نيسان 2014  مقاله خاطبت فيها الطرفين حيث قلت : (( ... ان شعبكم يستحق حدقات عيونكم, وهو يطالبكم بتصحيح مآخذ كانت بمثابة أخطاء بحقه كشعب ثم بحق مسيرة حركتكم زوعا, ليس من مستحيل في العمل السياسي فيما لو توافر الاخلاص والاعتقاد بأن أختلاف الرؤى لا يكتسب احقيته  ولا يأتي بثماره  الا مع صدق دعوة التصحيح والتقويم خدمة لشعبنا )).
  كما هو حال العديد من محاولات  الخيرين من ابناء شعبنا,  لم تلق رسالتنا اذنا صاغيه, اين الخلل اذن؟ في احسن الاحوال , مكمن الخلل سنعزيه  مضطرين الى تسلسل  أولوية القضية الاساسيه  واهميتها (قضية الشعب) , حيث انها تعاني من حالة التأرجح  تحت وطأة  وضغوط التنافس على أمور لا رابط لها بالقضيه .
 لسنا هنا كي ننكر حق الذين بنوا الآمال  على تشكيل كيان ابناء النهرين وتكرار تأكيده في اكثر من مناسبه بانه على خطى المرجعيه المتمثله في فكر ونهج زوعا  كما ورد في الفقره المقتبسه اعلاه,مما أوحى  بوجود  ولاده ستحقق تغييرا  ايجابيا في نشاطات كلا التشكيلين ,الا ان حصيلة السبع سنوات  لم تغير شيئا.
 و في واحد من بيانات كيان ابناء النهرين ,قرأت حول تدويل قضية شعبنا القوميه والوطنيه  في حال فشلت  الاطياف السياسيه العراقيه  في تعاطيها مع قضيتنا بصدق ومساواة ,كلام جميل,  والاطياف السياسيه العراقيه  ما زالت متلكئه وفاشله في تعاطيها مع قضيتنا ,و لكن كيف لفكرة التدويل  ان ترى النور ودعاتها  بهكذا حال, هل يمكننا  ان نتحدث عن التدويل وطليعة النخبه في هكذا حال؟  كفانا يا إخوان استغفال بعضنا للبعض, لو كنتم جادون في مسألة التدويل فذلك  يتطلب تنسيقا داخليا عمليا  بدءً بمعالجة  صغائر مشاكل بيتنا الداخلي  كي يكون للحديث  عن  الكبائر قيمه وصدى  لدى  جماهيركم  ثم لدى مراكز صنع القرار  .
الوطن والشعب من وراء القصد

71
عندما تشكو القوش حالها لأخواتها, فإعلم ان الظلم قد اشتد / شوكت توسا
  لستُ هنا للمفاضلة بين بلداتنا العزيزه ,كلها جميله باهلها ولكل منها  خصوصيه تستحق الاعتزازبها .
ألقوش بلده نينويه جذورها ضاربه في اعماق التاريخ ,ومن اسفار ميامينها تعلمت الاجيال كيف تختط حاضرا يليق بمكانتهاالتي وُصفت تارة بروميه الثانيه واخرى بموسكو الثانيه , ولو تفحصنا بواعث هذا الوصف ,سنجد بأن السر في صمودهاحباً للحريه, دون ذلك مااستطاعت بلده بهذا الحجم ان تتبوء موقعا مرموقا في سجل النضال ضد الظلم , فكان جزاؤها الإضطهاد والتهميش دائما,مع ذلك ظلت عصيه لم يتطأطأ رأسها امام ماكنة الظالم   .
تراكم هذا الارث الانساني , جعل منها حقلا مكثارا في انتاج عقول العلم والسياسه تتحدى  به الاخرين  في سباق نيل شرف دعم المنادين بالحريه,اتذكر جيدا زغاريد اهالي القوش في فجر ثورة الرابع عشر من تموز 1958, وأتذكر ايضا  ابتهاجهم  بمبادرة الزعيم عبد الكريم قاسم  في استقبال المرحوم ملا مصطفى عائدا من منفاه الى العراق عزيزا مكرما , وحين دارت عقارب الزمن دورتها الهوجاء في شباط عام 1963,دُفنت الآمال وخابت الاحلام,فكانت حصة البلده في هذه الانتكاسه اعتقال وتعذيب المئات من ابنائها واعدام اخرين بسبب مواقفهم السياسيه الوطنيه .
   المعروف عن اهالي  البلده خلو افكارهم وسلوكهم من  اي عنصريه او كراهيهانما رد المثل بالمثل كان ديدنهم , لذلك لم يجد ابناؤها ما يمنعهم  من مناصرة الحركه الكرديه المسلحه على اعتبارها تحرريه, فقدموا ما استطاعوا من دعم وتضحيات,ناهيك عن البطش الذي مارسته الانظمه القمعيه  بحق البلده وسكانها بسبب ثقافتهم الفكريه التي دعتهم لمؤازرة الحركه المسلحه.
القصد من إستذكار ومضات مضيئه كالتي في اعلاه ,هو تذكيرالمسؤولين العراقيين والاكراد منهم على وجه الخصوص, بمشهد غير مالوف باتت تشهده بلدة القوش وبقية البلدات بشكل متكررخلال سنوات ما بعد زوال نظام صدام حسين,وبسبب هذا التكرار والاصرار تاهت علينا الموازين التي كنا نعتمدها في اتخاذ المواقف, لم نعد نعرف اليوم اين اضحت تلك الشعارات التي كانت تُرفع استنكارا لسياسة حكومة صدام والذين سبقوه , ولم نعد نفهم متى وكيف يجازى الانسان على مواقفه النبيله!انه بحق مشهد مؤسف ومخيّب عندما يكون مُخرجه هوذاته الذي اصطف معه شعبنا  وناصره يوم ضيقه , نحن نتحدث عن مشهد يستهجنه كل صاحب ضمير ومبدأ, خاصة حين يعرف بأن شبابنا كانوا يساقون الى دوائر امن صدام  وزنزاناته لنيل عقاب مواقفهم المؤيده للحركه الكرديه , واليوم سبحان مغير الاحوال, يساق شبابنا الى دوائر الاساييش لانهم عبروا عن رأيهم بوقفة سلميه احتجاجا على اجراءات وممارسات مرفوضه, وفي مناسبه اخرى قام الاساييش بالاعتداء  بالضرب على مدير ناحيه احبه اهالي القوش, وهناك من الامثله الكثير مما يؤكد بان الخيبة  شئنا ام ابينا تتعاظم عندما ينتاب المرء شعورا بالندم على موقف  اتخذه  لمساندة المنادين بالديمقراطيه  ثم يصبح اليوم هدفا للديمقراطيين!!.....
الجميع يعلم بان عراقنا يمر في ظرف صعب مع غياب سلطه وطنيه تعالج مشاكل الناس ,لكن ذلك لا يعطي الحق لمن يمتلك قوة الانقضاض على من لا يمتلكها , عذرا , ان كان هذا مكسب الشعب من دعم  نضالات نصف قرن,فإن شعارات الحريه والديمقراطيه لم تكن سوى حبرا على ورق لا علاقة لها بحقوق الشعب ولا بتطوير اوضاعه,انما فرض الارادات الحزبيه  الضيقه حتى لو تتطلب  الامر ترهيب أهل الدار الآمنين  واصحابه التاريخيين  الذين دفعوا الثمن غاليا حبا للحريه و رفضا للوصايات , هذا الاسلوب لن يخدم احدا اطلاقا,اهل الدار أناس متحضرون علّمتهم المآسي كيف يديروا شؤونهم بأنفسهم  في حال غياب الدوله وسلطاتها ,أنا أتساءل متعجباً , لماذا نطالب باعطاء اهل سنجار حق حماية انفسهم , بينما يُغض الطرف عن تطبيق ذلك في القوش  وبقية بلدات سهل نينوى التي لولا صراعات الاحزاب  فيما بينها على بسط النفوذ لما ترك مئات الالوف اماكنهم ولما تم أغتصاب الاف العذارى السنجاريات وقتل و تهجير اهاليهم .
اتمنى على المسؤولين الأكراد التوقف هنيهة والتمعن في نظرتهم الى  سكان مناطق سهل نينوى وطريقة التعامل مع أناس كانت لهم وقفات وطنيه مشرّفه بوجه الحاكم الظالم بحثا عن حياة تليق بهم لا لكي يتم التعامل معهم  كبضاعه نحجزها و نغيّر مناشئها ونتلاعب بتاريخها كما تقتضي حاجة احزابنا, احترام المناضل لنضاله يتجسد في احترام  ارادة الاوفياء المضحين والمحبين لأرضهم, يشجعهم على تحقيق خياراتهم  التي فيها الخير للجميع  . شعب موجود على ارضه لالاف السنين , يشعراليوم بالقمع والتهميش من قبل الديمقراطيين !!.
الوطن والشعب من وراء القصد

72
مرحبا برئيس دولة الفاتيكان في عراق الثكالى واليتامى / شوكت توسا

   رسمياً, تأسست دولة الفاتيكان في العام 1929 على اساس ديني  ومذهبي , فكان الاتفاق أن يكون البابا المنتخب من قبل مجلس الكرادله رئيسا لهذه الدوله, لم تكتسب هذه الدوله صفةالعضويه في الامم المتحده لاسباب تتعلق بقوانين الامم المتحده,انما بحكم مكانتها الدينيه مُنح لها حق المشاركه كمراقب يحق لممثلهاابداء رأي دولته,اذن قداسة البابا شخصيه جامعه لصفتين أولهما رئاسة كنيسه يتبعها ملايين الكاثوليك  وثانيهما رئاسة الدولة .
 وعليه,لا يُستبعد أن يشكّل امتلاك البابا لهاتين الصفتين سببا يختلف بموجبه المراقبون في وصف زيارته المزمعه للعراق والأهداف المرجوّة منها , اذ هناك من سيصفها برسالة سلام حميده  من راعي كنيسه عالميه الى شعب  طالت معاناته وهذا ما نتمناه , في نفس الوقت هناك من سيرى في توقيت  وتفاصيل الزياره ما يوحي الى وجود تداخل بين مهام رجل الدين وبين موقف سياسي لدولة يترأسها رجل الدين  يحتمل  السلب والايجاب  تجاه جهات  دوليه واقليميه ادعت تحرير العراق وشعبه لكنها تسببت في تدميره وتهجير سكانه وما تزال تشرف وتتفرج على ما ترتكبه عصابات الفاسدين  والقتله  .
 في هذا السياق ,أذكّر القارئ الكريم بزيارتين قام بهما السفير الامريكي في العراق خلال الثلاث اعوام الماضيه  الى ناحية القوش خصيصاً للاطلاع على سير اعادة بناء مرقد النبي اليهودي ناحوم و تبرع بالاموال من اجل التعجيل في انجازه , وعندما سئل السفير(وهو رجل علماني)  حول سبب اهتمام السفاره الامريكيه بتعمير المرقد بينما هناك بلدات  مدمره  وأخرى محرومه من خدمات كثيره , كان جواب السفير: نحن نخصص هذه المبالغ لكي نضمن امن وسلامة الذين سيصلّون في هذا المعبد ! .
 بكل تأكيد  سأشارك امنيات الذين يستبشرون خيراً من هذه الزياره , لكني استغرب من  التعويل عليها في تحسين اوضاع العراق , هل سياتينا قداسته بعصا سحريه مثلا تقلب اليابس الى الاخضر وتبيّض سواد القلوب  وتنوّر العقول ؟
 شخصيا لا امتلك ما يسمح لي  بسبق الاحداث في الحكم على  هدف  الزياره ومدى  استفادة العراقيين منها ,لننتظر ونرى  يا ترى هل سيبدأ  البابا زيارته بالصلاة  في مدينة أور كما يشاع أم في  سنجار المنكوبه  والبلدات التي اصابها الدمار وحل باهلها ما حل من تهجير وقتل واغتصاب , إذ على هذه الاطلال تستحق وقفة الصلاة.
الوطن والشعب من وراء القصد

73
بعد نصف قرن من الغربة .. ابو جوزيف يتوسّد صدر مُرضتعه ويتدّثر تراب مولده

شوكت توســا
في 16 اوكتوبر من كل عام , تمر علينا  ذكرى رحيل المناضل الشيوعي توما توماس.
  في  أواخراوكتوبر  1996, اي بعد وفاته باقل من اسبوعين , توفرت لي في الاردن فرصة  قراءة  مذكراته المكتوبة بخط يده , أقتبس من مقدمتها  قوله: (( انا من مواليدعام 1924في بلدة القوش العريقه  في بلاد  بيث نهرين من بلاد آشور, تبعد 40 كم عن نينوى آخر عاصمه للاشوريين ,تميزت بلدة القوش بمواقفها القوميه الشجاعه بمساندة ابناء قوميتها اثناء المحن,أتذكر جيدا ( فرمان الاشوريين)أحداث سميل, وكيف احتضنت  القوش العوائل الاثوريه التي هجرت قراها.... )). انتهى الاقتباس.
وبحسب مذكراته ,كان طيب الذكر قد تعرّف على الفكر الشيوعي بواسطة المرحومين شماشا ابريم عما  والمحامي عبد الرحيم قللو في كركوك, ثم انضم الى صفوف الحزب في نهايات خمسينات القرن  الماضي  قبيل ثورة 14 تموزعام 1958, والتحق بعد ذلك كمقاتل  أنصاري في صفوف الحزب الشيوعي  ضمن الحركه الكرديه في شمال العراق , ونظرا لبسالته واخلاصه في عمله العسكري والحزبي, أصبح مسؤولا قياديا في حركة الانصار الشيوعيين في منطقة بهدينان ثم تدرج  في تحمل مسؤولياته الحزبيه والعسكريه.
إحتراما ًلتاريخه النضالي ولذكرى رحيله , أعيد بكل فخر واعتزاز نشر مقالتي التي كـتبتها بمناسبة  نقل جثمانه من دهوك الى مقبرة القوش  بتاريخ 22 اوكتوبر 2010.


                         
إنه مشوارنصف قرن أوما يزيد من النضال المتواصل, إنها رحلة عقود طويله بعناقيد مثقله بالظلم والقهر والتشرد , فقد خلالها فلذة كبده منير ورفيقة دربه ألماس, وفرهدت السلطات الغاشمة ممتلكاته, وتشردت كامل عائلته, ولكن رغم هذا كله, لم يحنِ توما توماس قامته  العراقيه الشيوعيه الشامخه لأي من هذه النوائب التي تهز الجبال العاليه , ولم تنل منه مغريات الحياة الفانيه اي منال , ظل حتى آخر لحظه من حياته التي ودعها في سوريا وفيا لقضية شعب يسومه الحاكم الظالم كل انواع الضيم, ومن قامشلي كان قد نقل جثمانه الى مقبرة  دهوك, ظل هناك ينتظر بالصبر الذي عرف عنه حتى نقل  جثمانه الى القوش التي وهبها ما لم يهبها إنسان قبله, ليعود الى الصدرالذي رضع منه أولا, وليتوسد تراب مولده في رقدته الأبديه الى جانب رفيقة عمره وشريكة عواديه التي رغم إشتداد النوائب ابت إلا ان تكون توأمه دائما.
إذن إجتمع الخالد الذكربرفيقته وحبيبته أم أولاده ليكون اللقاء الابدي رمزا للحب المتجدد والتضحية والفداء, إجتمعا تحت شاخصة قبر لابد أن تشكل في ضمير الانسان العراقي عموما والألقوشي خصوصا وعلى مدى الدهر, مثابة محطة تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها: العزيمة والثبات.
حين نريد التحدث بحياديه وتجرد عن رجل بقامة وفكر توما توماس, فأنا ارى من الظلم أن ننسب تاريخ نضال الرجل و نختزله بجرة قلم غير مسؤوله  بطائفه  او كتله بشريه قوميه, وإن فعلنا ذلك على طريقة النافخين في قربة مثقوبه من خلف البحار البعيده, طريقة من غيّروا الوان جلودهم مرات ومرات كما الحرباء , فإننافي فعلنا هذا سنتجنى  على تاريخ مناضل بطل وعلى رسالته التي تعني وطنا وشعبا برمته, على هذا الأساس  لم يتردد في دعم ونضال الحركه الكرديه , كما لم يألو جهدا في دعم  ومساندة مؤسسي الحركة الديمقراطيه الأشوريه في بدايات الثمانينات , إذن رسالته هي  أشمل  واقدس من رسالة راهب متنسك عزل حياته من اجل قضية تنحصر بين اربعة جدران عاليه رطبه في دير عتيق.
 
 
 الرجل توما توماس لا يليقه مطلقا أن ننسب نضاله سوى الى ما يستحقه, فقد حمل على كتفيه مدى ما يزيد على نصف قرن من رداءة الزمان, قضية شعب ووطن,هذه القضيه كما نعرف جميعا تتجاوز  سقف القومية والدين  وتتسع مساحتها لتضم كل القوميات العراقيه, فالشعب العراقي يظل رغم كل الدعوات الطائفية والقومية الضيقة, بعضه شريك لبعضه في السراء والضراء.
وبقدر إعتزازنا وفخرنا بعودة جثمانه الى حضن أمه القوش التي ولدته وارضعته حليب الشهامة والشموخ ,إلا أننا نثق ان اي بقعه على ثرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ليست اقل طهرا ومعزة من الارض التي توسدها, ناهيكم عن ان الفكر(الشيوعي) الذي كان يتبناه الرجل يرفض بالمطلق بدعة النقاء العرقي ويتعامل مع الدين كقضية إيمان فردية محضه تخص صاحبها ليس إلا.
 حاشا ان يكون توما توماس قد مارس النضال مجرد هواية كمخاض لعقده نفسيه او ترف فكري يستجدي منه تحقيق مكسب شخصي على طريقة من صاروا يتخبطون كما المصاب بحمى الهذيان وسط شوارع المدن التي تسترعريهم الفكري وتخبئ عوراتهم  وراء مسميات وتشكيلات وهميه خلقوها للتلاعب بعواطف البسطاء, إنما  مارس نضاله كناموس إنساني إستمد بنوده من أنين المحرومين نتيجة السياسات الظالمه التي مارستها الانظمه المتسلطه على رقاب الشعوب بقوة الحديد والنار, ويوم بدل المطبلون لون جلودهم,إزداد إيمان الرجل ضراوة بتمسكه بلون جلده الموبوء بجراحات التشرد ونتوءات الصخور التي تعود ان يتوسدها واصبعه على الزناد دفاعا عن قضايا الشرفاء المظطهدين والمسلوبي الحقوق, ويوم ساوم  المطبلون على شرف انتمائهم القومي والفكري الذي يتشدقون به اليوم, أصرالرجل على أنه إنسان عراقي كلدواشوري وهب نفسه للعراق كله, وهذا ما تحكيه لنا وثائق مؤتمرات الحزب الوطنيه وعن لسان رفيق دربه دنخا البازي.
ل
لملم يكن توما توماس يوما عضوا في منظمه وهميه تضم مجموعة من الجهلة والأميين جعلت لها من صفحات الانترنيت مقرا يدار بفارة الحاسوب,أنما كان قائدا في تنظيم سياسي قدمّ الالاف من أعضائه أرواحهم رخيصة من أجل قضية الفقراء والمسحوقين والوطنيين الشرفاء, إذن لتسكت اصوات  النشاز ولترتفع أصوات المنشدين بالمجد الذي يستحقه توما توماس ورفاقه الشهداء الأبطال.

بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم  العائد, وبوركت تلك البلده التي أنجبته إبنا بارا, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات لابد من التحسّب والانتباه دائما من خلال  إستذكار مواقف هذا الرجل  الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء ,رحل عنا الرجل بجسده  لكنه عاد  بروحه المبتهجه الى مثواه  بعد ان ترك  لنا إرثا متميزا من عطاء الأشداء المحنكين, إرثا لا يقبل الحكر  ولا التقسيم  البتة ً,انه ارث أممي ووطني ثم قومي , فيه من الثراء بما لا يقبل التفريط   به بأي شكل من الاشكال ,والذي  يصون هذا الورث ويأتمنه بصدق,  له الحق ان يتباهى  به  وبأسم صانعه ,شريطة العمل على تحقيق تلك الرساله التي توالى وستتوالى على حملها الأجيال مثلما حملها المرحوم بدمه وعقله وتضحياته.

المجد والخلود للمناضل  توما توماس (ابو جوزيف) .












74
  هنا زوبعه وهناك زخّه ,  بنات ذات الغيمه
 شوكت توسا
 "الـ ما يعرف تدابيرو حنطتو تاكل شعيرو",ارددها متأسفاً,لامتشفيا,على العارفين بمكمن العلة, يراوغون ذواتهم باللف والدوران هرباً من مناطحة ادمانهم على الاعتقاد بأن في العلة مقدسٌ مدستر بعصمةٍ تستحرم المساس باشباله.
 قبل إعلان فكرة الرابطه الكلدانيه وقبل مؤتمرات النهضه الكلدانيه,كنت فيما اكتبه دائم النقد لبؤس فكرة التعويل على دوررجل الدين في السياسه مستشهداً بمرارة واقع العراق وبتجارب شعوب بعضها استيقظ من غطّته فأبدع مُحلّقا في سماء بناء ذاته والبعض ظل مستغرقا في سباته بانتظارالإله كودوت لينيرعتمة صومعته .
استبشرشعبنا  المسكين خيرا في فكرة تشكيل الرابطه الكلدانيه وانا منهم على امل الامساك بقشة أخرى تساعدنا في صد لكمات الزمن الأهوج ,لاقت الفكره ما يلاقيه اي تنظيم  حديث العهد كان ام مخضرما,ما بين مؤيد ومتحفظ, وبين ناقد  والكلام مخصص حول احتمالات نجاح تنظيم سياسي (قومي) يتم تشكيله بقيادة مؤسسه دينيه مذهبيه ونحن في القرن الحادي والعشرين.
 لو يُنظر الى مشروع الرابطه من وجهة نظرعلمانيه قوميه فقد تبين انه تكرار لتجربه سبقته بالفشل,وحين نقول بان المشروع كسيح فكريامنذ بداية تشكيله ,لنا ما يثبت ذلك من خلال  معاناة ناشطيه اثناء تطبيق نظامه وبرنامجه المرتبط بكاثوليكية مذهب كنيسه اسمها كلدانيه  تضم هويات اخرى,اي ان الذي يترجي نهضه قوميه من الرابطه حتما سيواجه سواعدالدين والمذهب الاقوى على استخدام التسميه القوميه من اجل فرض سلطة التدين ومذهبيته,هذه المعادله بالضبط حصلت في مؤتمرات النهضه الكلدانيه التي ادارتها قيادة كنيسة المطران جمو علاوة على اسباب اخرى لا أظنها صعبة الكشف على من يهمه أمر نجاح وفشل الرابطه.
    ليس هذا فقط, فالمتابع  لتناقض ممارسات ومضامين طروحات و رددود العديد من الاخوه الرابطيين ,سيكتشف ان ظاهرة الانكفاء على الاكتفاء بشكلية ذكرالاسم الكلداني هي السبب وراء عدم الاهتمام بما يجري بباطن الامور,لا اقول ذلك من فراغ,فقد جئت في حينها بأمثله عديده للمآخذ المسجله بحق الرابطه ,الغريب ولاسباب متفاوته, لم يكلف الرابطيون انفسهم  في تقصي صحة المآخذ لايجاد الحلول كي لا تتفاقم الصغائر ويفلت الخيط والعصفور.
 مالذي يمكن قوله عن رابطة قوميه كلدانيه لم يكلف احدا فيها نفسه لرصد سبب السكوت والطمطمه على ظاهرة انتماء اعضاء مكاتبها لحزب قومي كردي؟لم أقرأ ولم أسمع  تطرق احدهم الى خطورة هذا السكوت, كيف اذن سنشهد معالجة المشكله ؟ ولو تقصينا سبب هذه اللامبالاة , سيتبين بان التعريب أو التكريد ,لا يهم المتدين قيد شعره ما دامت صلاته ممكنه ,والخشية ان يكون سكوت الداعيه القومي الكلداني معناه  إكتفاءه بذكرالتسميه الكلدانيه حتى وان رفرف فوقهاالعلم الكردي .
سألتُ ذات مرةً احد الإخوه الكتاب المؤيدين للرابطه ولقيادتها الدينيه إن كان يعلم بأن هناك مكاتب  للرابطه ينتمي أعضاءها الى حزب قومي كردي , وسالته إن كان قد تابع تفاصيل تنصيب السيده لارا زرا كمديرة ناحية القوش,اعتذر الاخ  بالقول انه لا يعلم عن ذلك شيئا لانه ليس بسياسي !! تصوروا حال مشروع سياسي امام مدافع عنه لا يعرف كيف تدار نشاطاته !
 هكذا تراكمت الاخطاء والمثالب, ولما انتقدناها بالادله والوقائع ,اُتهمنا بتحميل الرابطه الفتيه اكثر من طاقتها وهي في بداية عهدها,طيب سؤالي الان موجه للاخوه الذين انزعجوا من عنوان مقال الكاتب صباح قيا " الرابطه الكلدانيه العالميه الى أين" ,تفضلوا يا اخوان واجيبوا :ما بالكم  عندما يصرّح غبطته اليوم بان نصيبنا  في الكوتا مسلوب من قبل الاحزاب الكبيره !!!هل حقاً نسينا ظهورغبطته باصبعه البنفسجي يوم صوّت وروّج لقائمة زوعا؟ ام اننا بهذه السهولة نسينا تشجيعه لابناء شعبنا على التصويت لقائمه  انتخابيه(الائتلاف القومي) اعضاءها منتمون لاحزاب كرديه باعتراف وتاكيد مسؤولين اكراد !
  فيما يخص قميصنا المبتلّ في ويندزر,نتمنى تبديله وطي الصفحه ,ولكن ماذا عن الزخه وهي من بنات ذات الغيمه الحائمه فوق رؤوسنا ,سوف لن تغادرسماءنا ما لم نقر ونعمل على اساس ان النهوض بشعبنا لا يكون بنفش الريش عند عتبات دورالمعابد المذهبيه ,إذ سرعان ما سيُنتف الريش والجلد معا,ستظل هذه الغيمه تلاحقنا اينما حللنا ما لم تزاح من عقلياتنا ملوثات الاتكاليه القاتله والتعامل بفوقية المغرور.عليكم بمعالجة أس المشكله  الذي يكمن في ارادة النخبه المهزوزه وقلة الثقة المتبادله  فيما بينها, ودلائل قولي هذا بائنه في افراط النخبه بالاتكال و التعويل على جهه دينيه مذهبيه اثبتت محدودية قدرتها وخبرتها في شؤون السياسه,الا انها ما زالت تتصدر فعاليات مثقفينا العلمانيين, والسبب هو عجزناالفكري وسكوتنا .
الوطن والشعب من وراء القصد   

75
 لا تنتعش حرية النقد وفائدته الا في دغدغة الافكار /شوكت توسا
 من منطلق حرية ابداء الرأي,يمنح المرء نفسه احيانا حق محاججة لاهوتيات الديانه لمجرد انه مؤمن,بينما محاججه من هذا القبيل , تتطلب مؤهلات شأنها شأن بقية الاختصاصات التي لها نظرياتها ونواميسها ومصادرها العلميه والعمليه, اذ لولا تباينات رؤى الفقهاء والكهان وتضارب دوافعهم,ما شهدت اديان الإله الواحد انشطارات بهذا الكم الهائل من مرجعيات وتسميات  .
 ان يدعّي أحدنا انه مؤمن, لا يكفي ذلك للخوض والتعمق في اللاهوتيات  وما يتبعها من تفاصيل روحيه وغيبيه وفتاوى تحديد علاقات البشر بربهم وفيما بينهم , مطلوبٌ في اقل تقدير درجه متقدمه من الالمام الذي قلما نجده عند المؤمن,هذا الكلام ينطبق (ايضا)على اللاهوتي الذي يصنع لنفسه او تصادفه اسبابا للاجتهاد في امورخارج واجباته المنصوص عليها بأحرف الدين والايمان, كأن يفتي بامور السياسه التي هي الاخرى تحتاج الى تخصص و المام ,و لو غاب احدهما  فهوبلا شك سيعرض نفسه للنقد.
  اليكم مثالين عساهما يقربان الفكرة أكثر:
 في زياره لصديق مسلم  صادف وجود قريب له ملتحي يرتدي دشداشه سلفيه ,اثناء ما كنا نتنقل في حديثنا من موضوع لاخر, لم ينفك الملتحي من محاولة فرض الشأن الديني على احاديثنا تعبيرا عن شدة تديّنه التي أغرقته في فوبيا امتلاك الانسان حرية و حق التعبيرعن رايه, فما كان منه الا قوله: (يؤسفني وانت بعمر المتعلمين بقاءك على دينك المسيحي).قالها بعد ان كنا للتو قد اتفقنا باننا لم نختار ديانتنا بأنفسنا انما ورثناها. فرديت عليه : أنت محسود اخي, محسود لان الرب انحاز لك فأغدق عليك بعقل كفّاك لاختيارالاسلام ! بينما انا لم احظى الا بالقليل الذي كفّأني لاختيار المسيحيه , فما هو ذنبي ؟.هنيئا لك حظك ,أما حظي فأرجو ان يكون في غلق الموضوع .
في الثامن من ايار الجاري,قرأت تصريحا لغبطة البطريرك ساكو ضمن حديث له لموقع فاتيكان نيوز,أقتبس منه " شدد البطريرك ساكو على أن ما نحتاجه الآن هو وحدة بلدنا..... فنحن بامس الحاجة الى دعم هذه الحكومه الجديده حتى تتمكن من تنفيذ خططها". انتهى الاقتباس.
 نعم حاجة العراقيين لوحدة البلاد, كلام مقبول لا يختلف اثنان على مقبوليته الا الذين احترفوا الهتك بالوطن من اجل منافعهم ,ثم يكمل غبطته بالقول ان حاجتنا الماسه هي  دعم الحكومه الجديده,من وجهة نظري هكذا تصريح يتطلب  توضيح لمسوغاته السياسيه ومن ثم لدواعيه الدينيه, كأي قارئ يجد نفسه  مشمولا بضمير "نحن" الوارد في المقتبس  أعلاه,ساتحدث ولكن ليس بقصد التشكيك بنوايا غبطته اطلاقا,ولامن اجل التكهن  بفشل الحكومه مسبقا لا قدر الله ,إنما لي كلمه وددت قولها بحق متانة التصريح السياسي عندما يصدرمن رجل دين .
 من السهل جدا التحدث عن نوعية الحكومه التي يمكن التعويل عليها في تحقيق  وحدة البلاد واحترام تطلعات الشعب ,ولكن كم هوسهل ٌومقبول اعتماد بريق  الخطه المكتوبه كتبرير لشحذ دعم شعب  شبع هواء من بريق الخطط الورقيه والوعود والعقود الوهميه الكاذبه, حاجة الشعب الى حكومه نزيهه  ليست وليدة مجئ حكومة السيد الكاظمي الجديده,انماقائمه طيلة فترات حكومات ما بعد 2003 الفاشله التي سمعنا جعجعاتها  وأبواق مطبيلها لكننا لم نتلقى منها سوى الحرمان وقتل الانسان. اذن كيف ستقنع الملدوغ كذا مره بالجلوس قرب ذات الجحرمرة اخرى ؟
  العراقيون سيتحفظون على الحكومه الجديده  ما دامت المحاصصه الفئويه والحزبيه ركنا من اركان تشكيلها وهذا من حقهم خاصة وحال البلد قاب قوسين من اعلان شلل الحياة . , سيدعمون الحكومه الجديده من دون حث عندما يتلمسون المصداقيه على الارض, اما مطالبة الجائع بالقاء سنارته مرة اخرى في  نفس البركه الموحله عساه يصطاد هذه المره شبوطاً او لؤلؤه ! تلك مزحه عندما يكون مطلب الشعب  تفكيك المفاقس التي فرخت لنا فاسدين لم يتركوا فايروسا الا واستجلبوه  لقتل العراقيين .
 الدعوه التي يمكن الجزم على صحة وفائدة التشديد عليها, فهي تلك التي يُفترض توجيهها لساسة الكتل كي يثبتوا حسن سلوكهم اولا حتى نتأكد بانهم عندما يرفعون اياديهم  للتأييد, يرفعونها دعماً لحكومه نزيهه وشريفه خدمة ً للشعب وليس لرغباتهم المريضه,هكذا تحضى الحكومه بدعم الشعب .
الوطن والشعب من وراء القصد

76
 نــَكَدُ السَوْق للعسكرية سهواً, وإطلالة الموصللّي الأشقر صدفــةً /شوكت توسا
لم يكذب صدام حسين حين قال: يجب ان تكون لكل عراقي قصة في القادسيه , وقصة الاستاذ بولص آدم "شاي اسود ثقيل" حفزتني على وعد مشاركته بقصة ستطول بعض الشئ , لذا ارجو المعذره  .
   في ايلول 1982,تم سوقي لخدمه الاحتياط سهواً, شُرّعَ في حينها نظاما يلزم كل ّعسكري بقضاء شهر في جبهات القتال ,فتم في نيسان 1984 سوقي من بغداد الى البصره حيث مقر الفيلق الثالث ,أمضيت رحلة البصره مع بنفسجيات ياس خضر و ابوذيات حسين نعمه , بينما كُتبَ عليّ قضاء الساعات التاليات بين الترجل من عجلة ايفا و الانبطاح  ارضا تحت دوي شتى  مصادر وأصناف القصف, وبين الرواح والاياب متنقلا مابين جوال( قوات المهلب) وبين مقر فرقتهاالرئيسي,الى ان حلّ الفرج بتحرير كتاب تنسيبي للفوج 48 / السريه الثالثه الرابضه في حجابات يفصلها عن الايرانيين مسطح مائي مصطنع  لا يتجاوز عرضه ال 150 مترا.
وصلت ليلا مواضع خاويه الامن نائب ضابط احتياط خريج ,إسمه مهدي,سلمني له المأمور واقفل راجعا, لم استطع رؤية وجه مهدي ,لكن نبرة صوته و اسلوبه اوحيا لي عن طيبه,إصطحبني الرجل لنيل قسط من الراحه في ملجأ اشبه بقبر ينيره فانوس دلني ضياؤه الى وداعة وجه مهدي والى عقارب ساعتي المشيره الى منتصف الليل ,فسألته:اين هي السريه؟علت وجهه ابتسامه وديعه ثم أجابني,نحن حاليا في احد مواضعها ,ومراتبها على وشك الوصول فهوآخرايام تدريبات التهيؤ للقيام بصولة خطف اسير ايراني , بطريقه ذكيه حاول تخفيف القلق الباديه ملامحه في وجهي, واعدااياي  بتدبرأمري مع أمر السريه  .
 على وقع بساطيل جنود السريه العائدين, نهض مهدي ونهضت معه ثم خرجنا من الملجا سوية للاستطلاع.في هذه الاثناء توقفت امتارا قليله عنا عجله  نزل سائقها يتمشى ,سلّم عليه مهدي بعبارة (هلو كوركيس شلونك؟), فتبعته انا ايضا بذات العباره ,اجابنا كوركيس هلا بيكم احبابي,"انه العريف احتياط  كوركيس سائق امر اللواء" قال ن.ض مهدي . دناني فضولي قليلا من كوركيس  وسألته بالسورث, من اين انت كوركيس؟ اجابني  وي بشينا من الدوره .عاد وسالني نفس السؤال فأجبته من القوش جئت اليوم من بغداد معايشه  في السريه الثالثه لا ادري مالذي ينتظرني, هنا علّق مهدي بطريقه ظريفه قائلا : لا ربطت , طلعتوا كرايب؟ رد كوركيس : عيوني مهدي ,عينكم على الخال الظاهر حظه ماراهم جاي بهاي الليله السوده لسريتكم ! رد عليه مهدي  شنو اللي بيدي كوركيس؟ التفت كوركيس لناحيتي وقال لي: ابقى هنا ساعود حالا,عاد كوركيس ليخبرني بانه شرح امري لامر السريه وسوف يراعى وضعي,ثم همس باذني عينك على امر السريه عساها تشفعك في قضاء بقية ايامك, جمله مفيده تطلبت مني سرعة الاستجابه, فسألته كيف ؟ امسك بيدي وسحبني معه مشيا ً باتجاه مكان امر السريه ,اثناء مشيتنا همس ثانية : هل بامكانك ان تضع اي مبلغ بكفك اليمين اثناء مصافحته؟ اجبته نعم رغم خوفي  من السالفه ,لكنه طمأنني وشجعني ففعلتها شاكرا اياه ووعدني بلقاء اخر .
مع اقتراب الثالثه والنصف فجرا, تجمع افراد السريه ال 62 وانا معهم بسلاحي الذي ما زال قطعة حديد وخشب كما اتيت به من بغداد دون عتاد , اقترب ن.ض مهدي وتمتم مع امر السريه, فوصلني التبليغ باني ساقوم بحراسة مدخل الشق بعد تزويدي بالعتاد .انطلقت السريه راجلة عبر الشق المؤدي الى حقل الغام يمتد الى موقع العدو المراد اقتحامه, لم تستغرق عملية الكر والفر اكثر من ساعه ونصف تم فيها جلب عريف ايراني مكتوفا بالحبال,مقابل ثلاثة شهداء و27 اصابه معظمها بالاطراف والاقدام جراء انفجارالالغام اثناء الانسحاب  .
بعد 6 او 7 ايام ,تفاجأنا عند مغيب الشمس بارتال دبابات عراقيه تتراصف في مواضع تم حفرها خلف موقعنا بمسافه مئات قليله من الامتار,إذن هناك هجوما يتم الاعداد له لاستعادة مواقع سيطرعليها الايرانيون في معارك سابقه ,(هكذا كان حديث الجنود),مكثت الدبابات رابضه في متاريسها خمسة ايام ,وفي صباح يوم  بغيض ,عجّت سماءنا بمقاتلات جويه معاديه بطيران منخفض  جدا  تناوبت  12 مقاتله على تدمير معظم الدبابات وتوجيه ضربات مؤذيه على بقية المواقع دون ان تؤدي المقاومات الارضيه 57 ملم واجبها عدا اطلاقات منفرده ثم سرعان ما خرست , لتقصي حقيقة هذا الخلل جيئ فيما بعد  بنائب ضابط  خبير مدافع من اهالي بغديدي , أفتى  البغديدي بعد اجراء الفحص بان العطل الجماعي في مدفعيات البطريه كان نتيجة حشو منظومة اغلاق المدافع بكميات  كريس اكثر من المطلوب .
    بعد نصف ساعه من انجلاء الموقف, راح كل موقع يلملم خسائره, فنادى امر سريتي :جيبولي جندي المعايشه( طبعا ماكو غيري), اصابني الخوف اول وهله, ولكن حين بُلغت باصطحاب ثمانية شهداء و اثنا عشر جريحا لتسليمهم لوحدة الطبابه العاشره الكائنه في استراحة قوات محمد القاسم على الطريق المؤدي الى جسر الخالد,ادركت لحظتها بان كف المصافحه ما زال محتفظا بدفئه, تم نقلنا انا والشهداء والمجاريح  بعجلة ايفا,في اقل من الساعه بدقائق وصلنا الطبابه , وبعد ان سلمنا الامانه أبلغني السائق بان العوده ستكون بعد ساعتين او ثلاثه , فوجدتها فرصه لاسكات حوصلتي الخاويه بتناول شيئ في مطعم صغير ظننت ان فيه مأكلا  شهيا, لكني لم احظى سوى بسوب معجون طماطه بارد(بايت) وقطعة خبز يابسه أحتاج منشار لتقطيعها , تدبرت أمر حوصلتي على مضض,ثم توجهت الى احد التلفونات العموميه الموجوده لطمأنة شقيقتي في بغداد لتنقل بدورها اخباري المفرحه لاهلي في القوش ,كذبت عليها حين سالتني كيف حالك ,اذ اجبتها  اطمئنوا انا بخير ومكاني امين جداكلها ايام قليله واعود ثم ودعتها. ولكن هل سأكذب على نفسي و أكذّب شغل فكري الشاغل بمارأته عيناي في ايام قلائل؟هل لدي الشجاعه التي ستعيدني الى محطة انتظارالموت؟ اسئله عديده  حامت حول افكاري واربكتني, لكن فكرة الهروب الى القوش ظلت هي المتصدره ,والاما انساقت قدماي باتجاه حافة الشارع المؤدي الى البصره علّني احظى بواسطه تنقلني الى البصره,مرت دقائق قليله وانا ازفردخاخين جكارتي كالمجنون بانتظار الواسطه, واذا بجندي عشريني اشقر اللون  يتراصف على يساري بعد ان القى التحيه ب سلام عليكم عمي ممكن  جكاره بلازحمه؟ رديت تحيته و قدمت له واحده, شكرني وحاول مجاملتي بالسؤال,عمي وين رايح ؟ أجبته  للبصره.وسألته انت وين رايح ؟ اجابني  رايح مجاز للموصل! للحظات خطفتني صفنه لعينه تخيلت فيها الويل الذي يلحق باهل العسكري لو هرب,مع ازدياد حدة اضطرابي عاد الشاب الموصللي وسألني:عمي انت بصراوي؟ اجبته كلا,من القوش شمال الموصل, جئت هنا معايشه,وبعد الذي شاهدته عيناي منحت لنفسي اجازه مفتوحه ,راح يتمتم مع نفسه, الاخ يريد يدخل هروب وما عندو نموذج ! عمي انت عندك نموذج؟ اجبته  طبعا لا, لكني  لا اريدالعوده الى مكان جلبت منه للتو شهداء ومجاريح,بدت ملامحه تترنح بين الشفقه و الاستغراب لدرجه جعلتني اشعر و كأني اغرد مع سرب المسّفهين لأسراب الاكرمين منا جميعا. ثم سالني: كم يوم قضيت ؟ اجبته  13 يوما والباقي 17.ثم راح مسترسلا بابتهاج في الحديث عن عشيرته( سيد توحي) التي تشفي المرضى وتجبر الكسور وتقرا الكف وتفتح الفال وتفكك العُقد, فجأة علت نبرة صوته قائلا: دحّق بي زين عمي: احساسي يقوللي بانك ستموت بالطريق,اقسم بالله سأتكفل بايصال جثمانك لاهلك وابلغهم بان المرحوم وليس الشهيد رفض نصيحتي! نصيحتي  لك ان تبقى لان حدسي ذاته يقوللي بانك ستقضي ايامك  بحيطه وحذر وتعود سالما الى اطفالك, كنت استمع اليه بينما عيناي ساهيه بعيدا في امتداد الشارع واذا بتكسي تباطأت سرعتها حال اقترابها , نظر الشاب اليّ  محتار بين ان يمد يده لتوديعي ام اننا سنسافر سويه!! إندهش عندما مددتُ يداي كي احضنه على صدري لأودعه, ودعني الموصللي الاشقر بعبارة سادعو لك بالسلامه , هكذا تحركت قدماي من حافة شارع الهروب باتجاه حافة انتظار سائق الايفا للعوده الى السريه, قضيت المتبقي من ايام معايشتي مع كل ما تخللها من مخاطر وخوف يومي ,الى ان حانت ساعة فرج التهيؤ للعوده !
هناك تفاصيل أخرى كثيره في ذلك الشهر , لكني  فضلت  تأجيل سردها.


تقبلوا تحياتي

77
الهديّــه  البلـّيــه /شوكت توسا
   باندحارالنازيه على يد السوفييت وحلفائهم, وضعت الحرب الكونيه الثانيه اوزارها في مايوعام 1945, فإنفتحت على شعوب  شرقنا الاوسطي (النامي) قنوات ونوافذ  فكريه  استهوت عشاق الحريه في العراق فوجدوا فيها سبيل ومادة نهضتهم ,كنا  آنئذ بعمر الصغار لا نمتلك من الوعي سوى الانبهار بقصص وبطولات المناضلين الماركيسيين, ثم بمرورالسنين تحولت هذه العفويه  الى  مجاراة الفكر ومن خلاله دعم كل ما له علاقه بالتحرر والانعتاق .
  بوقوع نكسة حزيران 1967 ,انكسرت الجيوش العربيه,فجاء دور تنشيط العمل الفدائي الفلسطيني  الذي حظي بدعم الحكومات والشعوب  له,كطالب جامعي , كنت اتبرع  بدرهم من مصروفي الشهري  دعما للعمل الفدائي  ودرهما اخراً  أخصصه للتنظيم الطلابي الذي انتمي اليه, وحين اصبحتُ في العام 1973 موظفا حكوميا, تحول دعمي الطوعي للعمل الفدائي الى واجب رسمي  باستقطاع دينار واحد  من راتبي الشهري  كواجب فكري أو انساني سمه ما شئت المهم علينا تأديته, كيف لاوقد شبناعلى ايقاعات أغاني ام كلثوم الثوريه و صدح  مغازلة فيروز لعروبة القدس, ناهيك عن  اهازيج حاراتنا الامميه التي  كانت تعج بعبارات نصرة حق الشعوب المضطهده في اصقاع العالم تارة , وتارة اخرى  بمطالب تحقيق السلم  للذين  يهددون اليوم بالانفصال عن العراق  !!غرائب  لو وُضعت متناقضاتها في ميزان ادبيات الكراريس حمراء كانت ام خضراء ام صفراء, سيحار المرء في تفكيك طلاسمها , يا ترى هل حقا ان في الحياة اشياء ارقى  تجيز تبديل الأقنعه واللعب على المبادئ التي كانت تناطح المقدسات احيانا, فغدا التلّون  نتيجه طبيعيه تستدعي اعادة ترتيب الأفكار,  والا كيف وفي غفلة  من الزمن اضحينا على مناضلين يضعون  بيضاتهم في سلة الغرباء و تحت حاضنات المعمّمين و الشاطر من يعبئ  بالسكّله؟.
وفي العام 1980, فرحت عائلتنا بمولودتنا الجديده , فشاركتنا الفرحه شقيقتي الكبرى  من لندن  بارسال هديه عباره عن طقم ثوب ولادي مع قبعه, فتحنا  الهديه  واذا بها مكتوب عليها صنع اسرائيل !! يا للكارثه ما هذا النكد وانا الداعم الوفي لنضال الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني !! ,كيف فات شقيقتي ان تتأكد من هوية منشأ صناعة الهديه وهي المعتاده كما اعتدنا على معرفة منشأ صناعة الحاجه قبل شرائها  للتأكد من جودتها , اقول هذا وانا الآن في حال المسترخي  بخلاف ذلك الرعب الذي أخذني الى ضرب الاخماس بالاسداس بين محتار يتساءل ماذا لو كانت السلطات  قد كشفت امر منشأ هذه الهديه,وبين شك يساورني بأن السلطات  تقصدت للايقاع بنا ! هل نزيل القطعه المكتوب عليها مصنوع في اسرائيل  وينتهي كل شئ؟ ؟ام نحرق الهديه باكملها ؟ لا هذا ولاذاك يا هذا !, أعد الهديه  كما كانت في الكيس وانتظر ! , مرت الايام دون ان يطرق بابنا احدا , فأعدنا فتح الكيس ورفعنا القطعه المكتوب عليها مصنوع في اسرائيل ولبست طفلتي الثوب وهي لا تعلم بما جرى.
 هكذا كان حال العراقيين ! لا الدعم للعمل الفدائي الفلسطيني وفر لهم الطمأنينه, ولا التغني بميلاد القائد شفع أزلامه,اما لفيروزنا التي كانت تغني لنا اجراس العودة فلتقرع, نقول لها عذرا يا فيروز, لا البيت بات لنا ولا القدس  عادت لنا,ولا الاجراس ستقرع يوما, فالاجراس تريد لها مدفع ,والمدفع يحتاج لمصنع, وزناد المدفع يحتاج أصبع, والاصبع  في ط... الشعب يركع ( عذرا للشعب).
الوطن والشعب من وراء القصد

78
     كفاكم  هراء , فقد ضاقت بعماماتكم  حلبة الكبار  / شوكت توسا

  كان تشابك الاجندات وتعدد اطرافها المتصارعه في العراق , سببا حيويا جعل  من الوطن حلبه لاوباش غرباء غربيون و شرقيون, شماليون و جنوبيون, إلتموا بمعية ذيولهم على العراق كما تلتم الضباع على غزال سمين تعثروسقط ارضاً.
  الجاره ايران ,ولاسباب فاقت تلك التي يمتلكها غيرها, امتلكت فرصا مجانيه مفتوحه  لغرس مخالبها في عمق الجسدالعراقي (مذهبيا,اجتماعيا, سياسيا ,عسكريا, اقتصاديا), ظنا منها ان الربيع ربيعها, تلك حقيقه لا يمكن  إقصاءهاعن بال كل متابع نبيه او حتى عن بال الامعات الضالعين في المشروع الايراني انفسهم ,فهم اي الضالعون  يدركون ذلك ايضا لكنهم يتلعثمون خجلا من الافصاح عن ان هذا التغلغل سينقلب عاجلا ام اجلا وبالا على اصحابه, فالذي  فعلته ايران في تغلغلها  سواء كان عن وعي او من دونه , جاء بمثابة هديه من ملالي طهران لامريكا التي ينعتوها بالشيطان  الاكبر وهي الباحثه عن  من يدفع الاوضاع  باتجاه تحقيق الفوضى الخلاقه التي طالما تغنى بها الامريكي  كونها تختصر طرق تحقيق السيطره الضامنه لمصالحه فكانت ايران خير من يحقق لامريكا مرادها.
   مع ذلك, هناك من يمتدح سياسة ايران ويمنحها ما لا تستحقه, نعم ربما يصح  هذا المديح  لو كانت المقارنه بينها وبين انظمة المنطقه ,لكن سرعان ما يسقط هذا المديح أمام تقييم سلوكية ايران و تعاطيها العشوائي مع دهاء ترخية الحبل الامريكي ,فقد كانت ايران السباقه  في استغلال الانفلات  بتشكيل أذرعها الميليشياويه باسم الشيعه  لزرعها في الجغرافيات التي تتلاءم  وفكرة صناعة الاقتتال الطائفي كالذي حصل في العراق خاصة في قسمه السني الذي أجبرته ممارسات هذه الميليشيات على البحث عن منقذ وليكن شيطانا لتنفذ بجلدها, وهذا بالضبط ما ارادته اميركا , حيث كانت شياطين قاعدة بن لادن جاهزة  لترسيخ وتعميق الفوضى الكونداليزيه , ثم تلاها استقدام  داعش ليكحلها بزيادة حبتين منحت ملالي ايران  وميليشياتهم مزيدا من فرص  بسط النفوذ , ومع صحوة العراقيين المتصاعده تضاعفت كراهيتهم  لهذه الاذرع  المشبوهه وللمساندين لها, هكذا ضربت امريكا اكثر من عصفور بحجره واحده  والفضل يعود لجهد ايران وتماديها العشوائي .
  عندما يتوهم الفقيه الايراني خامنائي بان لديه من الاوراق التي  يمكن استخدامها لاستدامة ممارسة الكر والفر مع الكبار, فهويتخيل متمنيا ذلك بلا تغطيه منطقيه لأوهامه  سوى   بمنطقية المستهين بقدرات امريكا, سذاجة لا تختلف عن سذاجة الاعتقاد بان ايران  ستكون  طرفا مشاركا في تقاسم المكاسب مع الكبار.
جاء مقتل الشخصيه الرامبويه قاسم سليماني متزامنا مع تعاظم زخم المتظاهرين الشباب وشعبيتهم ليزيد من خيبة خامنائي الذي وجد ضالته في اللعب بورقة مقتدى  الخاسره , لست مـتأكدا ان كان  سعيا  جادا منه للتعويض عن اوراق ميليشياته المحترقه, ام انه استخدم ورقة الصدر لتسقيط التيار ايضا .
   أما حكومة السيد عادل الفاشله , فهي من النوع الذي لا يمتلك ادنى اخلاقيات الحكومات( المدعاة بالديمقراطيه) التي تستدعي في اقل تقدير الاستماع الى مطالب المتظاهرين ومن ثم بحث كيفية وامكانية تلبيتها ,لا أن تدير ظهرها المتروس و تطنش حواسها عما تلقته جماجم الشباب وصدورهم العاريه من رصاصات القتل على ايادي شبيحة الميليشيات التابعه للحرس الثوري الايراني , سقط  بسببها مئات الشهداء وعشرات الألوف من المصابين والمختطفين  لينكشف مدى فاشية وكذب  الحكومه التي يدعي  رأسها بانه يتعامل مع المتظاهرين ابويا , يا لخزي وعار هكذا  أبويه اوكلت الواجب لميليشيات احزابهاالارهابيه  التي  بنحيبها على مقتل سيدها سليماني كشفت اوراقها بالكامل وفضحت نوايا التظاهره المليونيه التي قادها معممّ احتار العراقيون  بخطبه الرنانه, تارة يطلع علينا بشعار مقاومة الامريكي المحتل ,وتارة أخرى يدعو للتظاهر ضد فساد الحكومه التي  له فيها وزراء وعشرات البرلمانيين,ثم يتحفنا بأمرطهراني مضحك  يقضي بالتوقف الوقتي عن مقاومة الامريكي المحتل والدخول في هدنة التفاوض حول اخراج عساكره من العراق , مهزله لا تختلف عن مهزلة التظاهر ضد التواجد الامريكي؟ حدث العاقل بما لا يعقل, إن صدّق فلا عقل له, واضح جدا بان تظاهرات الشباب بسلميتها دكت وارعبت اركان الحكام الفاسدين من عملاء خامنائي  خاصة بعد مقتل سليماني , حتى المساكين من انصار التيار الصدري  صدموا عندما أقدم قائدهم  على سحب اتباعه من تظاهرات  قدمت المئات من الشهداء والالاف من الجرحى والمعوقين والمختطفين  من اجل الوطن والخبز والعدل وليس من اجل السلطه والجاه.
ختاما انا اتساءل , هل نصدق القائل  بان السيد مقتدى  امر بسحب اتباعه  كردة فعل على المتجاسرين على شخصه المقدس ؟ ام نكذّب من يقول بان مشاركة الذباح ابو درع في مقدمة التظاهره المليونيه  كانت إهانه مقصوده  لدماء الشهداء  لطمأنة خامنائي على خلو الساحة لميليشياته؟ يكفي الذي كابده العراقيون بسبب عمامات البعض من أدعياء الدين , أتركوا الشعب وشأنه كي يعيد بناء ما خربته اياديكم.
الوطن والشعب من وراء القصد

79
شكرا للبطريركيه  على ردها التوضيحي و نعم لمقترح تشكيل خلية أزمه / شوكت توسا
  في السابع من كانون الثاني 2020  نشرنا مقالا بعنوان ( دعوة غبطته لتشكيل تجمع مسيحي سياسي ومدى ملاءمتها مع الواقع القائم), فيه  ابديت رأيي الشخصي حصراً حول مدى ملاءمة اطلاق الدعوه في الظرف العراقي الحالي ولم اكن مهتمافي مقالي بمسألة تدخل رجل الدين في السياسه , ولا بمن سيقود التحالف المسيحي المزعوم لان ذلك لم  يكن موضوع مقالي.
وفي  العاشر من الشهر ذاته, ردت البطريركيه  مشكوره , مضيفة ًفي توضيحاتها    تصحيح  مفاده مقترح تشكيل خلية أزمه , مقترح جدا مقبول و  خير ما يمكن ان  تتبناه نخب شعبنا  المثقفه والسياسيه  في مثل هذه الايام  التي تحتم على  الجميع ترك الخلافات  جانبا  والاسراع  في تبني  المقترح  الذي  لو تم تنفيذه  بتجرد والتزام , فإن مردوداته حتما ستكون  ايجابيه  ويا حبذا لو تتم دراسة الموضوع  بعجاله للخروج بآلية تكفل نجاح الفكره بالاستفاده ممن يمتلكون  استعدادية الاستجابه الطوعيه للعمل مجانا من  اجل شعبنا, ومن اجل إنجاح المقترح , يُفضّل ان  تمنح الفرصه الاكبر لكفاءات مثقفينا المدنيين المستقلين , والبطريركيه  بحكم سهولة  تواصلها مع الرعيه ستكون مشكوره  لو بادرت بالتعاون مع بقية المؤسسات التابعه لشعبنا  في تسهيل عملية نشر الفكره  من اجل بلورة إجماع  شعبي بنسبه مقبوله على اختيار اشخاص مؤهلين للعمل في  هذه الخليه كمتطوعين  يحددون واجباتهم ومهماتهم بأنفسهم ويوزعونها فيما بينهم اثناء  لقاءهم الأولي  .
 أختم كلامي بتذكير الاخوه الذين يعتقدون واهمين باننا نكتب فقط من اجل النقد او من اجل فرض مقاصد خارج سياق مصلحة شعبنا,والآن ارجو منهم التأمل قليلا في نتيجة النقد  الهادف رغم تواضعه  لكنه من اجل الأصلح.
تحياتي

80
 دعوة غبطة بطريركنا لتشكيل تجمع سياسي  مسيحي ومدى ملاءمتها مع الواقع القائم /شوكت توسا
 بسبب فوضى أوضاع العراق وتشابك صراعاته ما بين دينيه مذهبيه وقومية  ضيقه وبين اصوات علمانيه نابذه للتفريق لاي سبب كان,حتماً ستطفو على تصريحات غبطته سمة الاحتكاك بشكل او بآخر بالشؤون السياسيه ومتعلقاتها,لا يهم ان كان ذلك مقصود او غير مقصود,المهم هناك سببا ًيعرّض العناوين للنقد والتعليق, فعندما تبدوالدعوه صحيحه ومفيده في نظرغبطته,هناك من سينظراليها بمنظار مغاير, كلٌّ له اسبابه وقناعاته, هكذا تصبح مهمةالنقد ممارسه لابد منها ,وإلا كيف سنثبت اعترافنا بأن الراي الناقد يمكن ان يكون إغناءً للفكره وليس بالضرورة إلغاءها.
 فيما يتعلق بالغاية من دعوة غبطته,أغلب الظن ان القصدهو تشكيل تجمع تحت عنوان المسيحيه بحسب المبررات الوارده في نص الدعوه, وفي حال صحّ هذا الظن,أقول يا ليته وفرّ إعلانهاالى أجل آخر والسبب من وجهة نظري هوان بدعة العمل السياسي باسم الدين وبدعوات رموزه لم تعد من الخيارات المقبوله في خضم تعاظم  تعقيدات الصراعات الدينيه ومخاطرها خصوصا في بلداننا الاسلامويه, من هذاالباب اقول بان الدعوه  تنقصها تغطيه فكريه يراعى فيهاالواقع القائم كي تؤهلها للإنسجام مع ما إستجد في ساحات التظاهرات التي زارها غبطته  بنفسه,اذ بامكان القاصي والداني ان يخمن حجم تضارب الدعوه مع شعار "باسم الدين باكونا الحراميه",اي يجب ان لا ننسى باننا بصدد مخاطبة فكر نهضوي حظى بتشجيعنا( وغبطته أحدنا) مما يحتم علينا التزام تشجيعه فكريا وعمليا  من خلال دقة التعاطي  مع فلسفة التحديث التي ليس من السهل مراوغتها او مغازلتها بنعومة مفردات الخطاب الديني (أرجو الانتباه الى ان تبرير صحة الدعوه بواقع وجود احزاب  مسيحيه في الغرب لا تتماشى مع الحاله العراقيه القائمه ).
   سأجامل المؤيدين للدعوه وأفترض جدلا صلاحيتها,يا ترى هل سنشهد مثلا إعلان حل الرابطه الكلدانيه او دمج مكاتبها في التجمع المسيحي المزعوم ؟ إن كان الجواب بنعم ,علام  كان تأسيس الرابطه التي لم تتضح لحد هذه اللحظه هويتها واهدافها ؟ اما لو تحدثنا عن مسألة توحيد جهود بطاركة كنائسناالعراقيه كشرط منطقي واساسي لإنجاح دعوة غبطته , فهو حديث ذو شجون  فيه ما يثير  الشكوك  حول تصريحات رجالات  الدين  .
نعم السياسة عالمٌ مفتوح للذي يستهويه, لكن خطورته كبيره عندما تحل العاطفه والمنفعه محل متلازمة التمرس والالتزام , فيغدو تصحيح الخطأ بارتكاب خطأ  اكثر جسامة, هذا الكلام  ليس موجها لرجال ديننا حصرا , إنما  يشمل ساسة وممثلي شعبنا الذين أخفقوا كغيرهم  لانهم لم يحسنوا التعاطي مع ابسط بديهيات اللعبه السياسيه فلم يتمكنوا من ان يُجمعوا على كلمة  تخدم شعبنا تحت خيمة ما سمّي في وقتها  بتجمع  تنظيمات احزابنا القوميه الذي تاسس بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة , واسباب الاخفاق  بائنه لكل من تابع عن كثب نشاطات  التجمع وهكذا نشاطات كافة الاحزاب العراقيه التي تتقاسم الفشل فيما بينها .
لقد ذاق العراقيون الأمرّين جراء تسلط  احزاب الدين  وفساد المتسترين تحت يافطات المذهب والطائفه, ثم صحى الشباب واستيقظوا ليملؤاساحات التظاهرات  بشعاراتهم المدنيه الرافضه لاي شكل من اشكال زج الدين  في السياسة او لتدخل رجالاته في ادارة شؤون الدوله , بعد كل هذه التجربه المريره وما لاقته من شجب ورفض ,  كيف يُعقل أن نكون (نحن الضحيه)  من دعاة تشكيل تياراو تجمع سياسي ديني مسيحي؟
أتمنى ليس فقط من رجال ديننا انما من سياسيينا ومثقفينا  ان تكون عملية البحث  عن الخيار البديل اكثر وضوحا ومنطقيه  كي لا نبدو في نظر الاخرين  عاجزين عن ايجاد  حل لازمتنا  يتناسب مع تضحيات الشباب ويواكب مطالب سائق التك التك وركابه.
تحياتي

81
إبن عمي العزيز  نافع توسا المحترم /شوكت توسا
طابت أوقاتكم
 أسعدتني طلّتكم  بمقالكم الموسوم  " دروس في الشجاعه مستنتجه من زيارة غبطة البطريرك لويس ساكو للمتظاهرين في ساحات التحرير", متمنياً  لكم دوام الصحة وليراعكم  مزيدا من  العطاء.
 قرأت مقالكم بكل ممنونيه ولو متأخرا بعض الشيئ , فوجدت  ما حفزني على   تبادل افكاري  مع قناعتكم التي هي محط  احترامي وتقديري ,ويقيني الذي لا يشوبه اي شك  هو انك  تكتب تعبيرا عن محبتك لشعبك ,وهناك بالتأكيد من يقاسمك هذه المحبه  لكنه يختلف في الطريقه, وعندما ترون في زيارة غبطته لساحة التظاهردروسا في الشجاعه  التي وصفتموها بالغريبه بقصد مديحها,يرى الغيران بلاغة الدرس  في يقظة المتظاهرين من كافة الأعمار ومن  كلا الجنسين  مشوا تحت يافطة " باسم الدين باكونا الحراميه " جاعلين أجسادهم بساطا بلون دمائهم من اجل غد خالٍ من المفسدين والطائفيين ومن كل اشكال التدخل الديني في حياتهم,إنتفضوا بعد ان ضاقت بهم سبل الحياة وملأ القيح صدورهم جراء تستر رجال الدين على  الفاسدين .لذا لا غرابة حين يتوزع القراء بين مؤيد ومعترض على وصفكم لزيارة غبطته بالشجاعه الغريبه! , حتما كلّ سيدلو مما يتوافر في ذهنه من تجربه وذاكره,و تجربتي المتواضعه مقارنة بثراء تجاربكم الجم, فهي تلزمني التحفظ على  توظيف كلمة "غريبه" لمديحٍ يؤسفني ان اقول بانه في غير محله, ناهيك عن المقارنه الغيرموفقه للزيارة  بشواهد انجيليه اجد صعوبة  التطابق  بين الإثنين لاسباب  أنت ادرى مني بها, سأشير اليها في معرض كلامي.
عزيزي ابو فادي :
   الملايين شاركوا في التظاهرات  ,فيهم  واضح القصد  وفيهم من ستكشف الايام عن نياته , اما بلاغة المشاركه فهي لا تتجسد في  مبالغة وصفها من قبيل توظيف كلمة "غريبه" في  مديح لا أجد الحجه الكافيه لتبريره لأن المنطق كعادته يحاججنا دائما باعتماد الواقعيه  والمهنيه للنأي بتقييمنا للأشياء عن فعل وتأثير العاطفه .
 شخصيا أكن الاحترام لشخص ودرجة غبطته دون منيه , والا ما كتبت مشيدا وناقدا له بنفس الروحيه, أشدت ببريق بعض خاطاباته في بداية تسنمه منصب البطريركيه  وبذات الروح  انتقدت بعض تصريحاته حاله كحال أي مسؤول يعتلي منابر السياسه ,مارست  هذا الحق بحياديه وحريه ساعدتاني في كشف الغرابه التي  وجدتها  في ضبابية زحمة تَدافع رجال الدين  ودوافع تدخلهم في شؤون  حساسه خارج اختصاصاتهم وقدراتهم  تتطلب الدرايه الوافيه  لتحمل مسؤولية  تبعاتها كي لا يظطر الى  التبرير الواهي  فيزداد الوبال وبالا لو وقع الفاس بالراس لا قدر الله , فقد سبق لي  وعبرت  مثلا عن استغرابي في مقالات ناقده لطريقة اقالة مدير ناحية القوش رغما عن ارادة الاهالي الذين تظاهروا ضدها, وانتقدت موقف غبطته حين إنحبس دوره  في  تمرير الأقاله و تعيين بديله عضوه  في حزب قومي كردي كونها مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش, إنتقدت هذا التدخل لإعتقادي الجازم بأن المسؤول الشجاع  الشجاع (خاصة رجل الدين),هو من يتربع فوق ناصية المصداقيه لا يخاف في الحق لومة لائم انما يعزز درعه الايماني بقوة الحجه  للدفاع عما يقوم به في حال تعرض للنقد اوحتى في فشل مسعاه , هكذا تعلّمنا وتعرّفنا على سمات الشجاعه  الحقيقيه ,وهذاما لم نتلمسه  في موقفه تجاه متظاهري القوش ضد الظلم ,انما تلمسنا الغرابه في عقد ندوته في القوش مصطحبا معه مديرة الناحيه الجديده  لإسكات صوت المتظاهرين, بلله عليك يا ابن عمي العزيز , قل لي  لنصرة من كان هذا التدخل ؟ اليس شتان بين شجاعة موقفه من تظاهرات اهالي القوش  وبين غرابة شجاعة زيارته لتظاهرات  بغداد.
الشئ بالشئ يذكرعزيزي ابو فادي,فبالاضافه الى ما جاء اعلاه , هناك  فيض من التساؤلات التي  تحتاج الى اجابات  جريئه , ساطرح بعد الاذن منك  ثلاثة منها فقط راجيا ان  تنال اهتمامكم وتتكرموا بالاجابة عليها :
أولا : ماذا سنقول عن الشجاعه التي برءت الاتراك  من ارتكاب المذابح الجماعيه ( سيفو)  بحق الارمن والكلدواشوريين السريان  ؟ 
 ثانيا: كيف سنصف مثلا ظهورغبطته في الاعلام  الانتخابي  باصبعه المصبوغ باللون البنفسجي  معلنا تصويته لقائمة الرافدين ؟ هل هي شجاعه طبيعيه ام غريبه أم هناك توصيف آخر لها؟.
ثالثاً :بماذا يمكننا ان نصف مديح غبطته واشادته باستقلالية الحركه الديمقراطيه الاشوريه حين ميزها عن بقية تنظيمات ابناء شعبنا ثم عاد واوصى بدعم قائمة اخرى مستكرده ؟  وحين تأتي الاجابات دقيقه مرفقا معها السبب سيبطل العجب.
حين التحدث عن الجانب الشكلي للزياره,لا شك عندي في جماليتها وغبطته راكبا التك تك مع الشباب , بينما التقييم السليم لهكذا لوحه  يتطلب  في اقل تقدير استقراء منطقي لجدوى ارتجالية سابقاتها من قبيل التساؤلات  المشار اليها اعلاه مضافا اليها كل  مناشداته ولقاءاته التي كانت هواء في شبك  لم يجني منها شعبنا شيئا لانها لم تلق اذانا صاغيه لدى من اثبتوا بانهم سقط متاع استخدمتهم ماكنة السياسه الدوليه الخبيثه  لتدمير العراق وذبح وتجويع شعبه وتشريده,وها وقد سمعنا عن اجتماع 12 حزب وكتله من زبانية الفساد الذين  سبق والتقى غبطته  بالبعض  منهم  وطالب منهم لكن دون جدوى, اجتمعوا تحت سقيفة المعمم عمار الحكيم  وليس تحت قبة البرلمان ليصدروا بيانا تآمرياً مخادعا للالتفاف على  مطالب المتظاهرين حفاظا على البنيه السياسيه الفاسده  ودفاعا عن حكومتها الطائشه , اذن مالذي جناه الشعب  من  مناشدات وتدخلات غبطته؟ .
 ختاما أقول,علينا ان نطالب رجل الدين مهما كان لون غطاء رأسه وحجمه, ان يتقي ربه الذي يعبده أولا  ثم يقر بان تدخله في غير اختصاصه هو سبب فشله  الايماني امام ربه وخيبة شعبه  المؤمن , أما علاج الفاسدين  والقتله  في العراق , لا أعتقد بان له وجود في كثرة المجاملات او في فلسفة  اعطاء الخد الايسر ولا في الظهور الاعلامي , انما العلاج الشافي موجود في عدالة مقولة  " بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد",وهل لدى غبطة بطريركنا ما يقدمه للكيل لهم بنفس المكيال عدا الصلوات والدعاء؟
شكري الجزيل لكم مرة أخرى
وتقبلوا خالص محبة واحترام ابن عمكم
شوكت توسا

82
  دكتورنا العزيز ليون برخو , لندع الشباب الأخلاف يُصْلِحوا ما أفسده الاسلاف/ شوكت توسا
تحيه طيبه
 يقينا جنابكم يعلم بأني وبكل ممنونيه استمتع لابل اتعلم  واستفاد من قراءة  ما أصادفه من  مقالاتك سواء كنت متفقا معك ام لا , وكما هو سائد ومعتاد بين الكاتب والقارئ , اكتفي احيانا بقراءة الماده التي لا امتلك ما يمكّنني  من التعاطي معها  وابداء رأيي فيها خصوصا تلك التي أجهل  جوهر تفاصيلها ومتعلقاتها,أقصد تحديدا ما يتعلق بالكهنوتيات وملحقاتها المتشعبه فاتحاشى التعليق خشية  خيبتي من محدودية معلوماتي.
 في مقالك المعنون (( البطريرك ساكو يقحم  نفسه في ....ويتدخل فيما لايعنيه ويلجأ الى الغش والخداع....)),وجدت نفسي  ليس فقط مستغربا انما معاتبا و مختلفا معك  في جانب مقالك المتعلق بتقييمك ووصفك الغير الدقيق  للتظاهرات التي حتى  وأن تم قمعها لا سامح الله فهي من وجهة نظر المفهوم العلمي للتطور الفكري الاجتماعي بمثابة  نقطة انطلاقه لنهضه ما اكثر أن تغنينا بها وتمنيناها فهي تستحق مناالدعم والترشيد وليس العكس , اين الخطأعزيزي ليون لو توفرت للشباب الغير مؤدلج فرصة الامساك براس حبل هذه الامنيه التي من المؤكد يتطلب  تحقيقهامشوار من التضحيات وصولا الى النقطه التي ستجني فيها الاجيال العراقيه ذات الثمار التي جنتها اجيال العالم المتحضر من نهضاته الشبابيه الرافضه لخمول وكلاسيكية العقليه المؤدلجه على الغيبيات .
 ارجو المعذره عن عدم تناول  شق مقالكم المتعلق برأيك في زيارة غبطة البطريرك  لساحة المتظاهرين, ليس لسبب سوى انني لا اود التقليل  من قيمة و اهمية هذه النهضه الشبابيه بخلط الامور او بجريرة  مشاركة  طرف او عدم مشاركة طرف أخر , اذ من الوارد جدا ان يئمها ويشارك فيها كل من يجد فيها متنفسا لنفسه وهو شأن ستفرز الايام  صالحه من طالحه, ما يهمني في مقالكم هو الشق الذي تعيبون فيه التظاهرات الشبابيه بوصفها واعتبارها شيعيه شيعيه , فلو أخذنا بنظر الاعتبار مدى نجاح  المريدين لهذه الانتفاضه ان تكون حصرا شيعيه شيعيه كما تفضلتم, نعم  بلاشك , ربما أريدَ لهذه الانتفاضه او رُوّج لها كي تكون شيعيه شيعيه, لكن وعي وحلم الشباب سرعان  ما خلع عنها هذا الرداء وألبسها رداء مغايرا  التف حوله الشباب العراقي فلم تعد كما توهم حضرتك  والأدله على ذلك  تزداد يوما بعد يوم والا ما تكالبت اطرافا عديده( محليه واقليميه ودوليه) من اجل قمعها واسكاتها  في مهدها, واقع التظاهرات عزيزي ليون  كما هو بائن للعيان , جعلني أحني راسي اعتزازا بوطنية هؤلاء الشباب العراقي وليكن كلهم شيعه هذا لا يهمني ابدا, المهم أن التفاصيل والمعلومات المتوافره عن واقع فعاليات هؤلاء الشباب تؤكد بان الغيارى استحرموااستخدام التسميات التقسيميه التي فرضتها منافع الاجندات الخارجيه وشرورها من اجل تفتيت المجتمع العراقي , لا ادري اخي ليون كيف فاتتك غيرة وحماسة الشابات و الشباب  في ساحات المدن العراقيه وهم يقتسمون بينهم الخبزة  والشاي  ويوزعون الأدوار لفضح الفاسدين  ومحاربة كل ما يقسم العراقيين وكل من سلب  حقهم وقوتهم , أليس هذا ما كنا ننشده و يناشده كل عراقي غيور على وطنه ؟ لذا كن على ثقه يا استاذ  ليون باني  لن اتردد في مساندة  كل شيعي عراقي يرفع صوته ضد التدخل الايراني في العراق , وسوف لن اثق بالسني  الا عندما يرفض التدخل السعودي والتركي أواي نظام اخر في شؤون العراقيين ,وما يحصل في ساحات التظاهر والاعتصام  هو تزايد وتيرة هذه الهبه  الراقيه التي طال انتظارنا للحظة اطلاقها بغض النظر عن صبغة اصحابها والمنادين بها , الا تلاحظ معي اخي ليون  تزايد  وتعاظم  رقي ظاهرة توحيد مواقف العراقيين بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم من اجل نبذ ومطاردة اوبئة وامراض مصطلحات ومسميات تقسيم العراقيين ,نعم الشيعي او السني  الذي يعاني من التدخل الايراني والسعودي او التركي , فمعاناته هي معاناة كل العراقييين دون استثناء  واهلي واهلك من ضمنهم , لذا ارجو منك ان تدقق جيدا في المبررات التي إستعنت بها لتسقيط التظاهره التي تتكالب على افشالها كل القوى الظلاميه ومعهم حتى دعاة الديمقراطيات وحقوق الانسان لان مصالحهم اغلى من دماء وحريات العراقيين , لذا اتمنى ان لا يكون سبب تقييمك للمظاهرات بهذا الشكل كنتيجة  او بجريرة اعتراضك على  شأن زيارة غبطة البطريرك ساكو , نعم  هناك ما يمكن قوله بخصوص تدخل رجل الدين في  غير شؤونه الدينيه البحته , لكننا لسنا مظطرون للقبول طواعية او مبادرين في عزل انفسنا ككلدواشوريين سريان او كمسيحيين عن بقية ابناء العراق المشاركين في هذه التظاهرات التي نتمنى لها الموفقيه في انقاذ العراقيين  من سفاهات التدخلات الخارجيه ومن ظلم الصراعات الداخليه الطائفيه.
كلي امل ان تكون فكرتي قد وصلتكم   
المجد والخلود لشهداء انتفاضة تشرين
تقبلوا خالص تحياتي

83
كلا ....... لم يكذب طــارق عزيـــز /شوكت توسا
  في مناسبات سابقه لا تقل أسىً عن جرائم أحداث تشرين التي رافقت تظاهرات الشباب العراقي الثائر,كان لسان حال العراقي المحب لوطنه ينادي بأن لا خير يرتجى في بلد شاءت ارادة قوى الشرأن يحكمه أمعات لبسوا قناع معارضة الحاكم الديكتاتوري لاسباب وأهداف إنكشفت حقيقتها عندما إقتضت أجندةاللعبه الامميه إزاحة النظام و الإتيان بفاشلين تعكزوا في زيف ديمقراطيةانتخاباتهم المزيفه ووعودهم الكاذبه على خطابات المشاريع العنصريه الشوفينيه وعلى الفتاوى الدينيه الطائفيه التي تسترت على عورات  مواليها الفاسدين,وها نحن اليوم نشهد بام أعيننا بشاعة وهيستيرية ردود أفعالهم  تجاه المتظاهرين الذين لم يطالبوا سوى بلقمة عيش شريفه في بلد يعتبر من أغنى بلدان المنطقه ,أي أنناأزاء رواد فاسدين ومجرمين من الدرجة الاولى .
   إن مقارنة سيئات صدام بسوءاحوال العراقيين بعد زوال نظامه, لن تجدينا هذه المقارنه في إنقاذ العراق,فذاكرتنا ما زالت مثقله بما يكفيها لرفض اية محاوله  لتلميع فترة حكم صدام  عبر مقارنتها بالحاكمين الفاشلين الذي استلموا من بعده,لكن الحقيقه التي لا يمكن تجاوزها اي كان مصدرها ومهما كان هدفها , هي تلك التي حكاها وزير خارجية العراق  طارق عزيز في نيسان 1993 ضمن لقاء صحفي اجرته معه صحيفه بريطانيه, لم يكن الوزيرالمتوفى مخطئا حين وصف  معارضي النظام " بمجاميع من اللصوص لو تسنى لهم حكم العراق سينهبوه ويبيعون أرضه" , نعم كان محقا في وصفهم  (باستثناء القله التي لا حول ولا قوة لها), فقد تبيّن أنهم حراميه فاسدون لا رابط انساني يربطهم بمعاناة المواطن العراقي,ولا وازع اخلاقي يردعهم عن فعائلهم المشينه, كل ما حصده الشعب منهم هو فوضى القتل والتجويع والتهجير وافراغ العراق من عقوله, فوضى عارمه صنعتها ميليشيات احزابهم ومشاريعهم الطائفيه والعنصريه الشوفينيه منهم التابع لولاية الفقيه الايراني  ومنهم من علق آماله على أحلام التوراتيين,كلهم يتحملون مسؤولية الدماء التي أريقت بسبب الاعمال الارهابيه المرتكبه بحق اهل العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه , واهم من يعطي لهؤلاء حق التكلم باسم الشعب,لا بل على الشعب ان يستعجل في اعلان براءته منهم , ومخطئ كل من يعطي هؤلاء الفاشلين حق التحدث عن تنفيذ وعودالاصلاح الذي ينشده الشعب لانهم عاجزون كعجز العبد امام سيده ,ومصيبتنا تكبرعندما يكون القضاء قداصيب  بعدوى تسييسه وتسخيره ليصبح أداة لا تقوى على محاسبة مجرم,اذن مطالبةالفاسدين والطائفيين بالاصلاح كلام بلا معنى.
 نعم لقد توهّم العراقيون في غفلة,او لنقل تورطوا على مضض في القبول باحتلال بلدهم على أمل أن يشهد العراق تغييرا يحقق طموحات الشعب , تغييرٌ تخططه وتنفذه عقول سياسيه عراقيه  تعيد ترتيب اوضاع البلاد بالتفاوض مع قوات الاحتلال بناء على  ضوابط  تراعى فيها ارادة العراقيين  وامنهم  واستقرارهم , لكن الذي شهدناه منذ يوم استلامهم زمام البلد, هو طغيان مصالح العقليه اللاوطنيه المنفلته  والتي أوكلت اليها عن قصد مهام ادارة البلاد  للفتك بها وبمحبيها فكانت الخيبة و الخذلان  نصيب العراقيين ,اعيد واكرر لا جدوى من مطالبة الفاشلين والفاسدين بتحقيق الاصلاح , الاصلاح الحقيقي لن يتحقق سوى بهبة الشباب الثوري مدعومة من المثقفين  والعسكريين الوطنيين الذين  سئموا تفاهات الوعود  بينما بطون الأوغاد تنتفخ  باموال الشعب.
بخصوص وعود حكومة عادل عبد المهدي الكاذبه باجراءالتحقيقات بجرائم قتل المتظاهرين , على الشعب وعقلائه الانتباه جيدا ًالى ان السرّاق والكذابين حين يطلقون الوعود, فهي  ليست سوى حقن تخديريه يستعملها الحكام العاجزون والعملاءالتابعون لتخفيف نقمة الشارع وهبط عزائم المنتفضين, فلو إفترضنا تم اجراءالتحقيقات بنزاهه وعداله وهو أمر صعب التحقيق, حتما ستنكشف جرائم كثيره ارتكبتها حكومات سبقت حكومة عادل عبد المهدي, وهوالذي  لم نسمع منه حول دماء الشهداء سوى كلاما تافها لا يتعدى توجيه الاتهامات لمندسين مجهولين قاموا بقتل المتظاهرين , كذبه سخيفه لا يمكن التصديق بها أمام بشاعة الفيديوهات المنشوره معززه بشهادة العشرات من الاعلاميين المراقبين و المتظاهرين , الكل بات يعلم بان الذي  تجرء على قتل الشباب المتظاهرين هم من قوات ما تسمى بشرطة  مكافحة الشغب  تحت أمرة رئيس الوزراء ,بالاضافه الى قناصين مأجورين من اتباع الاحزاب الحاكمه ومن منتسبي ميليشيات الاحزاب الدينيه المواليه لايران , كعصائب الحق  وسرايا الخراساني وعناصر منظمة بدر و الحرس الثوري الايراني,كما يقال ان هناك تسجيلات صوتيه يجب على لجان التحقيق التحري عنها لكشف الجهه التي اصدرت اوامر قمع وقتل المتظاهرين والتأكد من عائدية الاشخاص الضالعين في ارتكاب جرائم قتل الشباب المتظاهر, ليس هذا فقط, حيث هناك قائمه باسماءالمجرمين القتله وعناوين الجهات التي ينتمي اليها هؤلاء المجرمين, وفي مقدمتهم حسبما نشر في الاعلام , صهر رئيس الوزراء وهومسؤول لواء حمايته الساكن في المنطقه الخضراء  .
في الختام  نقول:  لو كان للقضاء مطرقة  تفلق , ولحب العراق قلب يخفق , لكانت مكانس تنظيف الشوارع  من الاوغاد هي التي تنطق !!
الوطن والشعب من وراء القصد

84
بعد نصف قرن من الغربة .. ابو جوزيف يتوسّد صدر مُرضتعه ويتدّثر تراب مولده

شوكت توســا
في 16 اوكتوبر من كل عام , تمر علينا  ذكرى رحيل المناضل الشيوعي توما توماس.
  في  أواخراوكتوبر  1996, اي بعد وفاته باقل من اسبوعين , توفرت لي في الاردن فرصة  قراءة  مذكراته المكتوبة بخط يده , أقتبس من مقدمتها  قوله: (( انا من مواليدعام 1924في بلدة القوش العريقه  في بلاد  بيث نهرين من بلاد آشور, تبعد 40 كم عن نينوى آخر عاصمه للاشوريين ,تميزت بلدة القوش بمواقفها القوميه الشجاعه بمساندة ابناء قوميتها اثناء المحن,أتذكر جيدا ( فرمان الاشوريين)أحداث سميل, وكيف احتضنت  القوش العوائل الاثوريه التي هجرت قراها
.... )). انتهى الاقتباس.
وبحسب مذكراته ,كان طيب الذكر قد تعرّف على الفكر الشيوعي بواسطة المرحومين شماشا ابريم عما  والمحامي عبد الرحيم قللو في كركوك, ثم انضم الى صفوف الحزب في نهايات خمسينات القرن  الماضي  قبيل ثورة 14 تموزعام 1958, والتحق بعد ذلك كمقاتل  أنصاري في صفوف الحزب الشيوعي  ضمن الحركه الكرديه في شمال العراق , ونظرا لبسالته واخلاصه في عمله العسكري والحزبي, أصبح مسؤولا قياديا في حركة الانصار الشيوعيين في منطقة بهدينان ثم تدرج  في تحمل مسؤولياته الحزبيه والعسكريه.
إحتراما ًلتاريخه النضالي ولذكرى رحيله , أعيد بكل فخر واعتزاز نشر مقالتي التي كـتبتها بمناسبة  نقل جثمانه من دهوك الى مقبرة القوش  بتاريخ 22 اوكتوبر 2010.
                         
إنه مشوارنصف قرن أوما يزيد من النضال المتواصل, إنها رحلة عقود طويله بعناقيد مثقله بالظلم والقهر والتشرد , فقد خلالها فلذة كبده منير ورفيقة دربه ألماس, وفرهدت السلطات الغاشمة ممتلكاته, وتشردت كامل عائلته, ولكن رغم هذا كله, لم يحنِ توما توماس قامته  العراقيه الشيوعيه الشامخه لأي من هذه النوائب التي تهز الجبال العاليه , ولم تنل منه مغريات الحياة الفانيه اي منال , ظل حتى آخر لحظه من حياته التي ودعها في سوريا وفيا لقضية شعب يسومه الحاكم الظالم كل انواع الضيم, ومن قامشلي كان قد نقل جثمانه الى مقبرة  دهوك, ظل هناك ينتظر بالصبر الذي عرف عنه حتى نقل  جثمانه الى القوش التي وهبها ما لم يهبها إنسان قبله, ليعود الى الصدرالذي رضع منه أولا, وليتوسد تراب مولده في رقدته الأبديه الى جانب رفيقة عمره وشريكة عواديه التي رغم إشتداد النوائب ابت إلا ان تكون توأمه دائما.
إذن إجتمع الخالد الذكربرفيقته وحبيبته أم أولاده ليكون اللقاء الابدي رمزا للحب المتجدد والتضحية والفداء, إجتمعا تحت شاخصة قبر لابد أن تشكل في ضمير الانسان العراقي عموما والألقوشي خصوصا وعلى مدى الدهر, مثابة محطة تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها: العزيمة والثبات.
حين نريد التحدث بحياديه وتجرد عن رجل بقامة وفكر توما توماس, فأنا ارى من الظلم أن ننسب تاريخ نضال الرجل و نختزله بجرة قلم غير مسؤوله  بطائفه  او كتله بشريه قوميه, وإن فعلنا ذلك على طريقة النافخين في قربة مثقوبه من خلف البحار البعيده, طريقة من غيّروا الوان جلودهم مرات ومرات كما الحرباء , فإننافي فعلنا هذا سنتجنى  على تاريخ مناضل بطل وعلى رسالته التي تعني وطنا وشعبا برمته, على هذا الأساس  لم يتردد في دعم ونضال الحركه الكرديه , كما لم يألو جهدا في دعم  ومساندة مؤسسي الحركة الديمقراطيه الأشوريه في بدايات الثمانينات , إذن رسالته هي  أشمل  واقدس من رسالة راهب متنسك عزل حياته من اجل قضية تنحصر بين اربعة جدران عاليه رطبه في دير عتيق.
 
 
 الرجل توما توماس لا يليقه مطلقا أن ننسب نضاله سوى الى ما يستحقه, فقد حمل على كتفيه مدى ما يزيد على نصف قرن من رداءة الزمان, قضية شعب ووطن,هذه القضيه كما نعرف جميعا تتجاوز  سقف القومية والدين  وتتسع مساحتها لتضم كل القوميات العراقيه, فالشعب العراقي يظل رغم كل الدعوات الطائفية والقومية الضيقة, بعضه شريك لبعضه في السراء والضراء.
وبقدر إعتزازنا وفخرنا بعودة جثمانه الى حضن أمه القوش التي ولدته وارضعته حليب الشهامة والشموخ ,إلا أننا نثق ان اي بقعه على ثرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ليست اقل طهرا ومعزة من الارض التي توسدها, ناهيكم عن ان الفكر(الشيوعي) الذي كان يتبناه الرجل يرفض بالمطلق بدعة النقاء العرقي ويتعامل مع الدين كقضية إيمان فردية محضه تخص صاحبها ليس إلا.
 حاشا ان يكون توما توماس قد مارس النضال مجرد هواية كمخاض لعقده نفسيه او ترف فكري يستجدي منه تحقيق مكسب شخصي على طريقة من صاروا يتخبطون كما المصاب بحمى الهذيان وسط شوارع المدن التي تسترعريهم الفكري وتخبئ عوراتهم  وراء مسميات وتشكيلات وهميه خلقوها للتلاعب بعواطف البسطاء, إنما  مارس نضاله كناموس إنساني إستمد بنوده من أنين المحرومين نتيجة السياسات الظالمه التي مارستها الانظمه المتسلطه على رقاب الشعوب بقوة الحديد والنار, ويوم بدل المطبلون لون جلودهم,إزداد إيمان الرجل ضراوة بتمسكه بلون جلده الموبوء بجراحات التشرد ونتوءات الصخور التي تعود ان يتوسدها واصبعه على الزناد دفاعا عن قضايا الشرفاء المظطهدين والمسلوبي الحقوق, ويوم ساوم  المطبلون على شرف انتمائهم القومي والفكري الذي يتشدقون به اليوم, أصرالرجل على أنه إنسان عراقي كلدواشوري وهب نفسه للعراق كله, وهذا ما تحكيه لنا وثائق مؤتمرات الحزب الوطنيه وعن لسان رفيق دربه دنخا البازي.
ل
لملم يكن توما توماس يوما عضوا في منظمه وهميه تضم مجموعة من الجهلة والأميين جعلت لها من صفحات الانترنيت مقرا يدار بفارة الحاسوب,أنما كان قائدا في تنظيم سياسي قدمّ الالاف من أعضائه أرواحهم رخيصة من أجل قضية الفقراء والمسحوقين والوطنيين الشرفاء, إذن لتسكت اصوات  النشاز ولترتفع أصوات المنشدين بالمجد الذي يستحقه توما توماس ورفاقه الشهداء الأبطال.

بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم  العائد, وبوركت تلك البلده التي أنجبته إبنا بارا, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات لابد من التحسّب والانتباه دائما من خلال  إستذكار مواقف هذا الرجل  الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء ,رحل عنا الرجل بجسده  لكنه عاد  بروحه المبتهجه الى مثواه  بعد ان ترك  لنا إرثا متميزا من عطاء الأشداء المحنكين, إرثا لا يقبل الحكر  ولا التقسيم  البتة ً,انه ارث أممي ووطني ثم قومي , فيه من الثراء بما لا يقبل التفريط   به بأي شكل من الاشكال ,والذي  يصون هذا الورث ويأتمنه بصدق,  له الحق ان يتباهى  به  وبأسم صانعه ,شريطة العمل على تحقيق تلك الرساله التي توالى وستتوالى على حملها الأجيال مثلما حملها المرحوم بدمه وعقله وتضحياته.

المجد والخلود للمناضل  توما توماس (ابو جوزيف) .












85

 دعوه لقيادة الحركه الديمقراطيه الاشوريه ولرفاقها في كيان ابناء النهرين المحترمين /شوكت توسا
سواء تحدثنا بالسلب ام بالايجاب عن الحركه( زوعا), فهي تنظيم سياسي تأسس على قاعدة ثقافةالحاجه الى احترام حقوق الانسان ومساواته مع غيره,فتميّزت ولادته بشرعية  جسّدتها تضحيات طليعة رواده وتعززت مكانته بنشاطاته و بيقظة شعور ابناء شعبنا بالشأن القومي ,بالتأكيدلا تكتمل حقيقة الصوره فيما لو اقتصر الكلام على ما هو ايجابي في حين هناك ما يمكن إعتباره سلبي .
هدف المقال لا يتطلب الخوض في تفاصيل السنين, ففي مسيرة كل تنظيم سياسي مواقف تستحق الاشاده مثلما هناك ماهو العكس, وعليه فإن الريبة ليس في المنطق  حين يعتبرالفوضى العراقيه تبريرا ممكنا لبعض اخفاقات الحركه وليس كلها,انما الريبة في استخدام ذات التبرير لتسويف سلبيات لها محرّكات وعوامل من داخل التنظيم  اي هناك علاقه بين مسببات المشكله وبين العلاقات داخل التنظيم .
 مثالنا لما نحن بصدده نجده في ظاهرة انسلاخ وتجميد كوادرالحركه الذي نتج عنه تشكيل كيان ابناء النهرين ,ورغم ان لهذه الممارسه ما يشفعها في مفهوم حرية الرأي,الا ان ضبابية دوافعها وتوقيتات حدوثها خلّفت شرخا كانت نتيجته التفريط بتلاحم الجماهيرعلاوة على تشتيت طاقات نحن بأمس الحاجه الى تكاتفها.
بالنسبة للأخوه في كيان ابناء النهرين المحترمين, هم من النضوج بحيث يمكنني ان احسبهم أول الداركين لما حصده شعبنا من مسعاهم الانقسامي الذي افترضناه تصحيحا سياسيا, لكنني ,معذرة ً لم أجد فيه تحقيق ما يبتغيه المنطق السياسي سوى تسجيل موقف المعارض ,وعليه تبقى العوده مع فرقائهم الى طاولة الحوار  هي التي من شانها أن تسعف الجميع في ترميم مطبات المسار بتغليب المصلحه العامه على النزعات الاخرى احتراما لشعبهم وتحاشيا من زيادة مسببات الترهل الذي تضرب اطنابه مفاصل وجودنا باكمله .
 و لكي لا يُفهم من كلامنا تحميل كيان ابناء النهرين وزر كل ما حصل, فالساده الأعزاء في قيادة الحركه ,مع اعتزازي بصداقتهم وبمؤازرتهم فيما يقدموه لمصلحة شعبنا, فإن الواجب يحتم علي ان اقول بان هناك اسبابا وراء التصدع تنتظراعادة دراستها بتجرد بين الاخوه الفرقاء , تراعى فيها تبعات عدم أعطاء الاهميه الواجب إعطاءها لمناشدات اصحاب الراي بضرورة تقديم المصلحه العامه في معالجة المشاكل التنظيميه للحد من ظاهرة انشقاق وتسرب الكوادرالتي وصل حال البعض فيها الى فرض شرط تغييرالسكرتيرالعام السيد يونادم كنا كشرط من شروط  بقائهم ضمن صفوف الحركه اوضمانا لعودتهم  بعد تشكيل الكيان, هذه النقطه  بالذات هي من الغرابة بحيث تجدر بنا ان نلفت انتباه الاخوه الفرقاء بعد ان أخفقوا ولأكثر من مره في ايجاد حل لها ولمعضلات أخرى .
  إذ كان الاجدر بالفرقاء التدرج في معالجة مسائل اخرى  يمكن من خلالها التوصل الى مدى منطقية إشتراط  تغييرالسكرتيرالعام ومن ثم ايجاد حل تراعى فيه مصلحة شعبنا فهي انبل بكثيرمن التشديد على اشكالية المنصب,لكنهم تعثروا حتى في تحجيم وطأة عنادهم وانعكاساته السلبيه التي برزت تأثيراته على أداء الطرفين وعلى أوضاع شعبنا في اكثر من مجال:كان اولها ضعف الحضور في الساحه  وتسليم مفاتيحها لأمزجة تدخلات رجال الدين في تفاصيل شؤون السياسه, ثانيا التحالف الغير المدروس مع الحزب الوطني الاشوري في قائمة الرافدين الانتخابيه ,اما  موضوع الاسناد القومي المرتجى من المجلس الشعبي, فسنؤجل تناوله الى حين آخر ,ثم ثالثا التلكؤ في متابعة ملفات اعمار البلدات المدمرّه واعادة إسكان اهاليها المشردين  وهكذا ملفات التجاوز على الاراضي والممتلكات في عموم العراق  و رابعا ضعف متابعه ملف إبعاد مناطقنا عن صراعات لا ناقة لشعبنا فيها ولا جمل كما هو حال بلدات سهل نينوى التي اصبحت حلبة صراع مستباحه بين الحشد الشيعي والبيشمركه الكردي , ثم خامسا تسهيل ظاهرة تمادي الاحزاب الشيعيه والكرديه  في اختراق استحقاقاتنا  بصلافه متناهيه,هذا غيض من فيض نتائج  كانت متوقعه وهي بمثابةاشارات انذار كان لابد لناشطينا من التحسب لها والانتباه لحجم المسؤوليه الملقاة على عاتقهم  التي تحتاج لتقوية أدوات المواجهة  وليس العكس .
  لقد مرت سنوات على هذا التصدع والاخوه في كيان ابناء النهرين ما زالوا يفتخرون بنظام الحركه الداخلي  ويعتبرونه نهجا في عملهم , لكنهم لم يستطيعوا  تقويم وضع الحركه الداخلي اثناء وجودهم  داخل الحركه وخارجها ,هنا بودي ان اهمس بأذن اخواننا في الكيان سؤالا يا ترى كم سيشفع الاهتمام بفكرة تاسيس البرلمان الاشوري في ارمينيا مع تمنياتنا للمشروع بالنجاح, بينما ساحة شعبنا الحقيقيه في العراق  تناديكم وهي الميدان الحقيقي  للعمل مع اخوانهم ورفاقهم .
اذن اين هو الخلل؟
 نحن من وجهة نظرنا اشرنا الى البعض من مؤشراته التي تؤكد ان مكامن دوافع التشظي يمينا وشمالا وسبل معالجتها لم تلامس اهمية مصلحة شعبنا المنكوب الذي ما زال ينتظر بلهف مبادرة البحث الجادعن  خياراعادة اللحمه السياسيه  بتجريد الخطاب من تاثيرالدوافع الشخصيه التي شغلت حيزا مقلقا في الخطابات المتبادله.
 في الختام , للساده والإخوه المحترمين في الحركه وكيان ابناء النهرين اقول :
أنتم طليعه سياسيه تدعوكم الاوضاع التي يمر بها شعبنا الى مراجعة المواقف ضميريا ومبدئيا والتفكير جدياً في كيفية اصلاح اوضاع البيت لتواصلوا تحمل المسؤوليه الاخلاقيه الملقاة على عاتقكم تجاه شعبكم الذي احترم نضالكم ولا يود لنضالكم هذا فقدان هيبته ومعانيه, شعبكم يناشدكم بمغادرة كل ما من شأنه ان يجعل النضال حاضنة لتفقيس الانقسامات وحالات الوهن ,الشعب نفسه يدرك كما جنابكم مدرك بانه ليس من شرف يناله الانسان انبل من شرف اتخاذ التنازل شعارا مقدسا إن كان فيه ما يساعد شعبه في تجاوز ازماته, بادروا في هذا الاتجاه, والا فترك الحبل على الغارب ,هو تفريط بالدماءالزكيه ومزيد من الخيبات التي نسمع عنها من خلال تذمر ابناء شعبنا و من تشكياتكم اليوميه المستمره .
الشعب والوطن من وراء القصد

86
أفضَل لكم ترك رجال الكنيسه بحالهم ,فكروا بتاسيس حزب مستقل لحالكم  /شوكت توسا
   وجهة نظر او هي بالاحرى دعوه اخويه, لها من التجارب والوقائع بما يؤكد صوابها,لا باس من اعادةالتذكير بهاعسانا نحقق حسنه .
مع تفتّح نبتة الرابطه الكلدانيه,عادت بنا الذاكره الى بؤس حصاد مؤتمرات المطران المتقاعد سرهد جمو تحت عنوان النهضه الكلدانيه ,مع ذلك تمهلنا ولم نتسرع في قول كلمتنا بحق النبته هذه وهي الثانيه, ظنّا ًمنا بأن بذرة من بذور مدرسة الفلسفه اللوثريه  قد تجد  في عقول رواد الرابطه من يسقيها , او عساهم إكتسبوا عبرةً من  فشل مؤتمرات المطران جمو التي انبرت لها اصواتا متخذة ً من عنوان النهضه الكلدانيه ذريعة  لعقد الامال القومية عليها, لكن سرعان ما تلاشى ظننّا حين تبين ان بين الاصوات التي تغنت بمؤتمرات النهضه و رجعت بخفي حنين , يوجد من عاود الاسراف ثانية  لكن في التعويل على الرابطه الكنسيه هذه المره متناسين باننا خارجين للتو  من مولدية النهضه بلا حمص , نعم عادوا ثانية او بالاحرى ثقافتهم هي التي اعادتهم الى الانبهار فيما ترسمه العقليه الكنسيه دون تمحيص حقيقة اهداف الكنيسه المذهبيه حين تطلق عناوين مؤتمرات او رابطات يراد منها ان تكون قوميه او وطنيه, هكذاعناد ليس له من تفسير أصح  من ان بنات الافكار المتشنجه وإتكاليتها لا تقوى على فعل شيئ اصلح من تسليم اللحايا تارة بيد الغرباء وتارة اخرى تحت رحمة رجال دين المذهب,تلك لعمري تجارب فاشله تستدعي العلماني الى دراستها  قبل القاء اللوم على هذا وذاك.
   من الجائز ان يُلدغ المثقف في غفلة وهو معذور شريطة ان يعيد صقل أفكاره بما يتناسب وشعاراته المزعومه ,ولكن أن تتكرراللدغة ومن نفس الجحرويبقى الشعار كما هو,هذا معناه ان هناك خلل لا يمكن في الطمطمه عليه ايجاد الحلول ,وإلا فإن الإصرارعلى امكانية بناء مشروع  قومي ناجح او حتى وطني  يقاد دينيا او مذهبيا  فهوهراء ما بعده هراء.
 رب قارئ يجد في تكرار كلامنا ضالته للتهرب من مواجهة نفسه , نعم كلامنا هو ذاته الذي قلناه في نقد مؤتمرات نهضة  المطران جمو ,والان نعيد التأكيد على عدمية  جدوى  ايهام أنفسنا بوجود اي علاقة لتلك المؤتمرات او للرابطه بشيئ اسمه عمل سياسي قومي كلداني, كل ما في الامر هوإستذكاء ولا أقول استغباء بقصد استقطاب وتحشيد يصب في خانة توسيع رقعة وقاعدة سلطة الكنيسه المذهبيه او للشهره الاعلاميه, لذلك يحزنني القول بان الرابطه وهي بهذا الحال ستذوب كفص الملح كما ذابت مؤتمرات النهضه المزعومه خاصة حين تشعر الكنيسه بانتفاء حاجتها او باختلال توازن سيطرتها على الرابطه .
 نحن بكل صراحه ,حين ننتقد لا شأن لنا بالشخوص ومراتبهم , انما نسعى  بإعتماد معيار مصلحة  شعبنا وسمعته في كل ما نقوله, وعندما نستعين بتجربة حصادنا البائس من مؤتمرات النهضه الكلدانيه كي نكشف الحقيقه, فحصادنا خير من يفضح المهزلة التي اثمرت لنا نجم البطل الكلداني المتشيّع ريان المتهم بالارهابي بحسب التقارير الامريكيه.
 بخصوص الرابطه الكلدانيه التي تمنينا لها النجاح في بداية تشكيلها , فالحديث سيطول بسبب كثرة مثالبها وغياب التصحيحات. فلو كان المطران جمو قد تفضلّ على الكلدان بوضع نياشين نهضتهم على صدر المتأسلم المتشيّع الشيخ الكلداني ريان, فإن قيادة الرابطه في سكوتها تبدو مستأنسه  لمثلبة التكريد التي انتقدناها اكثرمن مره دون ان تحرك ساكنا ,قلنا يا إخوان رجاء انتبهوا حين التحدث عن كلدانية الرابطه لان مكاتبها تعج بالمنتمين لحزب قومي كردي , فالسيده لارا زرا  لم تكن فقط مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش انما كانت قبل ذلك وما زالت عضو رسمي  في ح د ك , والا ما كانت فُرضت قسريا على اهالي القوش كبديل  للسيد فائز مدير الناحيه  ولا كان الاساييش اعتدى عليه بالخطف والضرب والتهديد من اجل إبقائها في منصبها الاداري  الجديد .هذا مثال حي لنتائج تدخل الكنيسه في غير اختصاصها .
نعم جاء ذكراسم الرابطه  في بيان السنهادوس, ولكن بشكل  يتناسب ونظرة الاكليريوس الى الرابطه وليس كما يتمناه مريدو الكلدانيه , اي ذكر خجول لم نقرأ فيه جمله مفيده عن كيفية الحفاظ على استقلالية الرابطه وكلدانيتها في وقت الكل يعلم بالتجاوزات  المتكرره على نظامها الداخلي الذي يحذر في فقراته من ازدواجية انتماء الرابطي لاكثر من تيار سياسي , هل هو انفلات  سببه عدم النضج فكريا, ام ان التكريد لا يتعارض مع كلدانية الرابطه واولوياتها .
 ختاما نقول: لزاما على كل مثقف  يزعم  البحث عن النهضه القوميه ,أن يراعي مفاهيم العصر في العمل السياسي  بالاستفاده من التجارب وما أكثرها.
الوطن والشعب من وراء القصد

87
لستُ من المتأملين خيرا في دور مؤسستنا الدينيه ولكن !! شوكت توسا
   الحديث عن حاضر دور كنيستنا في حفظ موروثنا وتراثنا, فهو في حال المتراجع فيما لو قورن بالسطوه التي كانت تمتلكهاكنيستنا على مختلف مناحي حياة الانسان سابقا , وهو أمرٌ عداانه يذكرنا بمراحل تراجع دور الكنيسه الاوربيه , فهو يدعوناالى الاخذ بنظرالاعتبار اسباب قوة ماضي هذاالدور والتي لا تعزى او تنّسب حصراالى قوة الايمان بقدر ما هي نتاج تفاعلات سمات البحث عن فرض السلطه وثقافة انسانه المتدنيه, قوه كان ممكنا استثمارها  لبناء مجتمع متكاتف ومتكافئ ضامن لحقوق  الانسان ونابذ للظلم  والاستبداد جريا على ما جاء في رسالة المسيح , لكن الذي حصل يظطر اي متابع الى مقارنة تفاصيل صورة ذلك الماضي  ووضع الانسان فيه  بواقعنا الحافل بالمستجدات والحريات, شخصيا أول ماسيخطر على بالي في عصرنا هذا هو حاجة  الكنيسه الى تحديث طرائق تفكير مدبريها من اجل تاسيس علاقه تتلاءم مع ثقافات عصرنا التي تفرز اصنافا لا تحصى من دعاة الايمان والعلمانيه واللادينيه , نعم السواد منهم يتحدثون بين صادق ومتشدق بأهمية الاصلاح , ولكن بعملية فرز وتقييم بسيطه  نجد ان قسما  ناشطا من هذا السواد, اما بتاثيردوافع ذاتيه او بحجة  قدسية المؤسسه يصنع لنفسه ولمواجهة الحقيقه  كابحا او تبريرا لمجاملة  شخوص القائمين على هذه المؤسسه  تحت ذريعة القدسيه والدرغا,غير آبها ً لخطورة التسترعلى ظاهرة تخوّف رجال الدين من ان  يكون الاصلاح   بمثابة ولوج نفق  لا ينفرج الا في فقدان مقومات وادوات فرض سلطتهم , تلك السلطه التي كان مؤدى سوء استخدامها التفريط  بالكثير مما يشكل مصدر اعتزاز وفخرليس فقط للمؤمن , انما للعلماني  الذي نطالبه ونحملّه مسؤولية  تأدية الدور الذي لا تستطيع الكنيسه تأديته اوبالاحرى لا تود .
 لابد والبعض منا قد عايش او ربما سمع عن ندية ردات فعل رجالات الدين  أزاء من يسدي رأيه بالاصلاح الجذري, لنأخذ اقرب ما لدينا من امثله  تخبرنا عن ردة فعل رجالات كنيستنا اليوم حين يطرح العلماني رايه حول كيفية اشراكه  في بناء الجسر الحقيقي بين الكنيسه ومؤمنيها المدنيين, او حين ينتقد ظاهرة التستر على الفاسدين والمنحرفين داخل المؤسسه الدينيه, أويطالب عن حرص وحسن نيه بتحاشي زج الكنيسه  في دهاليز يصعب على رجالاتها  ضبط اصول التعاطي  فيها,لن أبالغ لو قلت  بان هذا الناقد المسكين  يكون قد ابتلى بفكره وقلمه  ليصبح  بمثابة المنافس اللدود  والساعي الى سلب الكنيسه قدسيتها  وليس العكس !
 من المفروض ان يكون توجيه النقد لمواقف وممارسات رجالات الكنيسه من اجل الاصلاح هو شأن طبيعي ومقبول في عصرنا هذا , لان القصد  بالتاكيد لن يكون تحميلهم أوزار وتبعات كل ما حصل لشعبنا , و لكن من منطلق الإدعاء برفعة الكنيسه وحجم تأثيرها وتشعبات تدخلّها  فهي تكفي لتكون حافزا لنقدها,ناهيك عن  عدم منطقية انكار وجود عوامل قويه اخرى فرضت نفسها  وفعلت فعلها الهدام  ويبقى نقدها ايضا واجبا يؤديه كل مؤمن  بحق الانسان, أنا مع القائل بأن أختزال صفة  العجاف في سنوات حقبة  بطريرك دون غيره تفتقر الى الانصاف والمنطقيه ,لانها بالاساس  ليست ست او ستين سنه ولا هي مقتصره علينا ( كمسيحيين) فقط انما عراقيه شامله شاءت أقدارنا كحال اي اقليه ان نكون( ككلدواشوريين سريان  او كمسيحيين) الطرف الضعيف المستديم عقود وقرون  نعاني فيها رغما عنا سواء عوّلنا ام لم نعول على دور الكنيسه في  جغرافيه تحكمها العقليات القبليه و الطائفيه المتخلفه والقوميه الشوفينيه .
  نعم تخوف رجالات مؤسسة الكنيسه وعزوفهم عن مراعاة متطلبات الحداثه  واجراء الاصلاحات هو بمثابة المساهمه ربما عن دون قصد  في خلق العديد من المشاكل مع غياب  وتهميش متعمد للعقليه المتمدنه التي تعتقد بحاجة الشعوب  الى ثورة فكريه  تفرضها متطلبات دورة الحياة, ثوره إصلاحيه كهذه لا يمكن ان يقودها او يناصرها جوقة المستفيدين والمتملقين , أنما تصنعها رغبة الذات البشريه المؤمنه بحق العيش بحريه في جنة هذه الارض , اما استخدام سلاح إشغالنا  بتهيئة الذات للفوز بالجنه الموعوده , فانا اقول بان الذي لا يعرف كيف يصنع الجنه( يوتوبيا) لشعبه المؤمن على هذه الارض فهوغير مؤهل ايمانيا وفكريا للتحدث عن جنة الآخره , وهنا يثار السؤال ,هل كنيستنا اليوم بعقلية رجالاتها  قادره على  بث ثقافة بناء الجنه على الارض ام ان الحديث ينتهي عند ذكر جنة وجحيم الاخره كروادع ليس الا؟
  مع جل أحترامنا للكنيسه ولرجالاتها ولمؤمنيها,فهي في حال  العاجز عن القيام  بدور يضاهي ما كانت تقوم به الكنيسة قبل قرون , خاصة ونحن نتحدث في زمن مختلف عن تلك الازمنه  التي لم يكن  فيها من يعرف القراءه والكتابه الا ابناء الاكابر والاقطاع المقربين من الكنيسه,بينما اليوم طفلنا وهو دون السنه  يحبو ماسكا الموبايل بيده والآي باد في حضنه .
الشعب والوطن من وراء القصد

88
    وجهة نظر قارئ حول سحب  مقالة الاستاذ عبدالله رابي / شوكت توسا
 بتاريخ 3/07/2019 نشرالاستاذ عبدالله رابي مقالة عنوانها "سيادة المطران باوي حاجة الكنيسه أهم من سلطة القرار", عبّر فيها عن اعتراضه على آلية ترشيح العلمانيين للمشاركه في السنهادوس الكلداني المزمع عقده, و بعد قراءة المقاله , فكرت  أن اكتب تعقيبا في صفحتها, لكني فوجئت برفع المقاله  من الموقع  ففضلت ان اجعل من التعقيب المختصر مقالي هذا .
  كأي قارئ , إستغربت  من سحب المقاله ومن اسبابه التي حالفتني الصدفة لمعرفتها,ولأننا نكتب لإطلاع الرأي العام على آرائنا وتقريب افكارنا الى القارئ ,وهذا ماتطرق اليه الاستاذ رابي في مقالته , لم اجد  مبررا شافيا  لسحبها ولا لعدولي عن نشرمقالتي ,إذ كان الاجدر بالجهه المقصوده في الاعتراض  إثبات حسن نوايا الترويج  لمشاركة العلماني  في السنهادوس من خلال مناقشة الاعتراض بالحجه وليس  باللجوء الى الاسلوب الذي  يوحي بأن المطلوب منا إما ان  نكون وعاظا  للسلاطين كما وصفهم علي الوردي , نطرح آراءنا  إرضاء ً للارادات العليا  اوعلينا التحسب لمواجهة قدسية سياط الارادات الدينيه التي نحن بصدد مطالبتها بإصلاح ممارساتها وليس تسفيه رأي الناقد ! ممارسه كهذه تُحسب  تخديشا لحرية ابداء الراي التي نتغنى باحترامها.
 بخصوص ترشيح العلماني من قبل رجال الدين لمهمه يراد فيها تحقيق اصلاح حقيقي,شخصيا أشك في ايفاء أغلب حالاتها  لشروط تلبية طموحات  العلماني كرفضه لظاهرة زج الدين  وتدخل رجالاته في صياغة علاقة المواطن بالدوله, بالتالي فإن جدوى الترشيح  بالشكل المُعترض عليه  شبه معدومه مهما حاول البعض عن حسن  نيه او بدوافع أخرى مراوغة افكارهم  وتلوينها من اجل اقناعنا بامكانية تحقيق الافضل بمجرد إدعاءات اشراك العلماني في مؤتمرات مذهبيه بذريعة الاصلاح أو النهضه  تخفي  بين طياتها نزعة غير معلنه  لتجريد العلمانيين الحقيقيين من دورهم  ثم توريطهم في مباركة فعاليه شكليه يشوبها الكثير مما يتطلب تعريته.
 أقول ذلك لان حال ذريعة الاصلاح الدعائيه المشار اليها, يذكّرنا بحال ذرائع ونتائج مؤتمرات سبق ان نظمتها ارادة  قيادة كنيسة سندياغو الكلدانيه و تقصدّت في وصفها بالنهضويه الكلدانيه القوميه  كي تستغلها في جذب ما يمكن جذبه من المحسوبين على العلمانيه  للتغطيه على  هدفها المذهبي, فأنجبت لنا شيخا كلدانيا مسيحيا من الطراز الذي رفع باسم المسيحيه الكلدانيه رايات اسلاميه شيعيه لمحاربة السنه بعد ان نصّب نفسه واعظا ً وبطلا قوميا كلدانيا وحاميا للمسيحيين , هذا مثال واحد لا يتسع المجال لذكرالمزيد .
 على رجال ديننا,الزاعمين منهم اشراك العلمانيين في مؤتمراتهم الكنسيه بحجة الاصلاح, ان ينتبهوا جيدا باننا نعيش عصرا من الصعب فيه  تهميش الفكر المبني على الماديات والمنطق لصالح ترسيخ مفاهيم  وتوريث فروض واملاءات  لا تنسجم  مع تطلعات انسانناالمتجدده ومتطلباته التي لم تعد تتقبل النهج التقليدي الذي كان يُتبّع لتجميدالعقول والتحكم فيها,ولان احترام الكنيسه ما زال  يشغل حيزاً في عقول الكثيرين من ابناء شعبنا,اذن قبل كل شئ يجب اجراء الاصلاح داخل المؤسسه الدينيه لصيانة قدسيتها,فهي تعج بحالات تفكك وفساد مسجله صوره وصوت,دون ذلك ستبقى ابواب الاصلاح موصده امام العلماني الحقيقي الرافض للمساومات ولمحاولات التسترعلى الزلات والفواحش ,نعم يبدو تحقيق هذا المطلب صعب,لكن بدونه يصعب تسخيرطاقات العلماني الكفوء واستثمارها في تصحيح اجندات يستحيل انسجام الموجود منها مع الفكر العلماني  الذي لم ينتعش ولم ينتشرلولا شعورالانسان المؤمن  بأنه من فصيل المضحوك عليهم باسم المقدسات  لمدى قرون قلّما تخللتها محاوله اصلاحيه  تتناسب وحاجة العصر .
  أعتذرعن تأخير نشرمقالي لاسباب خارج إرادتي, كما أشكر وخزة الاستاذ  رابي  وإن جاءت بالريش .
العلمانيه الغير المجتزءه  من وراء القصد

89
الــى السيد  رئيس البرلمان العراقي الاستاذ محمد الحلبوسي المحترم
بواســطة  الاستاذ عماد يوخنا مستشار رئيس البرلمان المحترم
 تحيه طيبه
   سيادة الرئيس, الناس تتساءل وانا احدهم :هل صحيح بأن مطاردة رؤوس الفساد وملاحقتهم  قانونيا ستؤدي الى أنتكاس مشروع العمليه  السياسيه وسقوط رجالاتها ؟ السؤال بحاجه الى إجابه صريحه.
 في رسالتي المتواضعه هذه, سأخاطبكم كرئيس أعلى سلطه تشريعيه في بلد تشهد الامم والاسفار لعراقة قوانينه التاريخيه وصرامتها, لكن بمشيئة الاقدار ولسوء طالع حظ شعبه  يعاني  اليوم من استشراء فيروسات وهن التشريعات وهزالة أجهزة التنفيذ  وقضاء سيّسهُ ساسه فاشلون وشعب  أخطأ اكثر من مره في انتخاب ممثليه  ,كلها مجتمعة جعلت من هذا البلد مرتعا خصبا  وحلبة مستباحه لعارضي عضلات الهيمنه  بعد ان تمكنوا من مخادعة الشعب  بالثقافه التقسيميه العدائيه  بلونيها الطائفي والقومي  مُعزَزّا ً بتغييب مبرمج لكل صوت من شأنه حماية سيادة الوطن وسلامة امنه وشعبه .
 بحكم موقعكم , مؤكد ان جنابكم مطلّع على ما أفرزته ماكنة التغييرمن عصارات سامه قاتله وما خلّفته من جرائم وحشيه يندى لها جبين الانسانيه , لذا, عذرا سيادة الرئيس , نحن لسنا هنا بمعرض الخوض في تكرار تفاصيل جنابكم على علم بها , انما الواجب يقتضي  التذكير بحالة البؤوس والتعاسه  التي كان سياسييونا هم  السبب  فيها وفي تفاقمها طيلة سنوات  ما بعد  العام 2003 ,بدليل أننا لم نشهد  طيلة هذه الفتره  إقرار اي برنامج اصلاحي  صارم تُراعى فيه اهمية الأولويات  التي  من شأن  انجازها  تحقيق ما يحتاجه المواطن  انما تركيز السلطات المتعاقبه  وقادة كتلها البرلمانيه كان على ابتكار سبل تحقيق ما تتطلبه ماكنة الفاسدين العابثين بمقدرات الشعب , وجنابكم يعلم جيدا بأن اُس المعضله لم يعد في تحديد أشكال الفساد ولا في تشخيص ابطاله لانهم معروفون جيدا ً, انما المشكله في شحة وغياب العقليه  التي تتفهم ضرورة محاسبة  الفاسدين من اجل ايجاد الحلول  الناجعه لهذه المصيبه, يا ترى هل حقا لا يوجد في عراق الحضارات من قبيل هكذا جهه سياسيه تؤمن بالاصلاح؟ .
 لك ان تتخيل سيادة الرئيس باننا مع كل تشكيله برلمانيه وحكوميه جديده, إعتدنا ان نتمنى والأمل يحذونا بتحقيق  تغيير حتى ولو نسبيا لتصحيح الخراب  الذي يضرب  بأطنابه جلّ مناحي  وجوانب حياة العراقيين , لكن تمنياتنا وآمالنا  في كل مره كانت كهواء في شبك تذهب أدراج الرياح  و تتلاشى  حال تثبيت الحاكمين اقدامهم, نعم لم تحظى  نداءات الشعب  بآذان صاغيه وعقول ناضجه و قلوب صافيه  تحسن التعامل مع الواقع بحزم  وشفافيه  وبقوة  قضائيه  نزيهه تضع في مقدمة واجباتها  ملاحقة حيتان الفساد الذين اثبتوا بعظمة لسانهم ناهيك عن ملفاتهم التحقيقيه التي أكدت ضلوعهم الفعلي إن كان في خيانتهم و نقضهم  لعهد قسم اليمين  بصيانة وحدة اراضي العراق وحماية حدوده , او في سرقة اموال الشعب  والتلاعب بمقدراته ,  وبالرغم من كل ما اقترفه هؤلاء الفاسدون المعروفون , نراهم اليوم كما في الامس  ينعمون بالحصانه وامن الحمايه التي تتسترعلى  فسادهم  بشتى الحجج  والتبريرات السقيمه , ونتيجة  لتكرار هذه الظاهره المشينه  وكثرة الجعجعات والوعود الكاذبه مع كل دوره برلمانيه جديده , تدهورت علاقة الشعب  بمرؤوسيه  وتفاقم اليأس مع ازدياد مسببات بؤس حال المواطن, بالتالي ضاعت ندرة الصدق  إن وجدت  في زحمة التبريرات الباطله وما اكثرها , لقد اصبحنا بعد كل دوره انتخابيه برلمانيه وتشكيل حكومه جديده ,وكأننا على موعد محتوم ومرسوم لملاقاة  ذات الرؤوس الفاسده  التي اعتدناها في بقية الدورات و المدعومه من قبل  كتلها( الشيعيه والكرديه والسنيه)  وهي تسرح وتمرح  وتعقد الصفقات عيني عينك  تحت شماعة التوافقات والمحاصصات  كي تتبادل مواقع المسؤوليه  والمناصب الحكوميه ليتسنى من خلالها تمريرالعقود الغير قانونية و الصفقات المشبوهه  دون سلطة رقابيه نزيهه تحاسبها او قانون صارم  يردعها ليوقفها عند حدها ,هل من وصف يليق الحال سوى القول بان الفساد قد اصاب الخارطه السياسيه  في العراق من راسها  حتى اخمص قدميها فلم  يعد يجدي اسلوب العيني وأغاتي في اصلاح المسؤول الذي أعمت بصيرته سرقة اموال  الشعب  لا شأن له بما حوله مادامت كتلته السياسيه  تنعم بخيرات اموال السحت , يؤلمنا ويؤسفنا ان نقول يا سيادة الرئيس , بأن هذه الظاهره المشينه واللاحضاريه  شئنا أم ابينا باتت هي الرائجه في رؤوس الكبار نزولا الى الصغار وهي بحاجه الى جرأة  بترها لان ترقيع شق هنا او هناك لم يعد مجديا خاصة وقد إستشرى المرض  بشكل مفزع  في  طبقات وشرائح  لم يعتادها العراقيون .
 سيادة الرئيس المحترم:
 أن يتحدث المسؤول عن الديمقراطيه او حتى عن هوامشها , عليه قبل ذلك  ان يثبت مدى اهتمامه  وجدارته  في متابعة هموم كافة العراقيين وفي مقدمتهم الحلقات التي لا حول لها ولا قوه ازاء جبروت ميليشيات الاحزاب الدينيه والقوميه المتنفذه , كل الذي تترجاه  الضحيه المسالمه ( ايزديون وكلدواشوريون سريان   وشبك ) هو إعتماد عدالة القوانين وسريان سلطاتها بالتساوي, وهذان الامران  بالذات غائبان بشكل فاضح  للحد الذي تنبؤنا المؤشرات بما لايقبل الشك  الى ان العراق مهدد بإفراغه من  ابنائه التاريخيين  والمسألة مجرد وقت ما لم تتخذ قرارات وقوانين صارمه تضمن لهذه المكونات حقوقها الوطنيه بعيدا عن فرض الوصايات  او تحميل منية العيش في وطنهم الام, هل هناك من سيفكر في هذه المحنه الوطنيه؟.
تأكيدا لما قلناه في الفقرة أعلاه, بودي ان ألفت انتباه جنابكم  الى ماساوية الأوضاع التي يمربها اهالي بلدات وقرى سهل نينوى  وأهمال معاناتهم  قبل وما بعد  هجمات الدواعش ,الكثيرون منهم غادروا البلاد بعد يأسهم  المحبط, و هناك الالاف منهم ما زالوا  عالقون في المخيمات يفكرون في المغادره خوفا من متاعب العوده الى مساكنهم المدمره ومن  الفوضى  الامنيه في مناطقهم نتيجة لصراعات التشيّع والتسنن من جهه والتكريد والتعريب من جهة اخرى , صراعات تافهه يدفع ثمنها أناس  ليس لهم لا ناقة ولا جمل فيها !!  يا ترى الى متى سينتظر هؤلاء المساكين كي تحس الرئاسات باوضاعهم وتشفق عليهم بحلول منطقيه المقبوله!!, هل من المعقول  أن تنشغل الحكومات في تصديع  رؤوس الناس بمشكلة عائدات النفط وخلافاتها مع الاقليم حول سرقات النفط وعوائده وعدم دفع الرواتب  , في حين لم نسمع  بقرار حاسم تم إتخاذه وتطبيقه  لتعمير البلدات المدمره وتعويض المتضررين , ولم نتلمس اي اجراء يحد  من  زج مناطق سهل نينوى  في أتون الصراعات  الطائفيه والقوميه ممثلة بتدخلات الميليشيات الشيعيه  من جهه وقوات البيشمركه والاساييش  من جهة اخرى في شؤون هذه الناس الآمنه التي دفعت الثمن غاليا بسبب استقدام الدواعش الى مناطقهم !! كان الله في عون هذا الشعب المبتلى !!
شكرا لكم  سيادة رئيس البرلمان العراقي 
والشكر موصول  للسيد عماد يوخنا على ايصال رسالتنا
تقبلوا تحياتي

90
 الى حضرة  الكاتب  الاستاذ عبدالله رابي  المحترم/ شوكت توسا
تحيه طيبه
 لم أكن بصدد نشر كلامي هذا على شكل مقال,أنما كان المفترض نشره كمداخله في صفحة مقالكم المعنون "تصريحات البطريرك الكاردينال ساكو وردود المتابعين العشوائيه ", ولكن لطول المداخله وأهمية الجانب الذي أخترت التعليق عليه,إرتايت  جعلها مقاله  اتناول فيها جانب من مضمون مقالتكم.
 اخي د.رابي, بداية أقول  بأن الجهد الذي تبذله في ايصال ما تمتلكه بالاسلوب الذي تراه يرضي ضميرك ويفيد القارئ , فهو  محط تقدير مع يقيني بإدراككم  لفائدة  النقد وأهمية تقبّله التي تضاهي قيمةالصراحه مع الذات ومع الاخر  في  ذكر الاشياء بمسمياتها , خاصة وحديثنا حول شأن كلانا يهتم به  مع تنوع  طرق تناول بحثه  طبقا لاختلاف الاختصاصات  و الدوافع  التي من طبعها ان تصنع التباين في طرائق التفكير وهو أمر يكاد يكون طبيعيا اثناء الحوار .
 في مجال القراءه , بعيدا عن المزايده على احد , أجد نفسي قارئا جيدا بخلاف الكتابه التي أقر باني ما زلت اعتبرها هوايه أمارسها بتحفظ وتردد كلما أقدمت على مسك القلم اعتقادا مني باني  لم اكتسب من مقوماتها بعد  ما يؤهلني لتأدية مهماتهاالصعبه, إذ كثيرا ما تتعثر رغبتي في التعبير عن افكاري  بعائق انتقاء الاسلوب المنطقي التعبيري المناسب لتمتين مضامين الشكل  وربطها بطريقة تسّهل إنجاز رغبتي الجامحه , لذا تراني أتحاشى الخوض  في موضوع لا اضمن استكمال تقديمه بجودة المضمون والشكل فأضطر بسببها الى التصحيح والاعتذار  .
  دكتورنا الطيب, في مقالكم ,هناك الكثير مما إستأنستني  قراءته رغم  بعض حالات عدم الانسجام التي لاحظتها  ما بين فكرتي المتبلوره عنك  من خلال كتاباتك السابقه وبين ما تضمنته مقالتكم هذه, مما اضطرني اثناء استرسالي في قراءة المقال للعودة اكثر من مره الى اعادة  قراءة اسطر  قولكم: (( ولما كان الخطاب  نصا موجها  في مجال فكري معين, فالقائمون على تحليله لابد من المامهم في قواعد التحليل ,فالمطلوب  البحث في العلاقه بين بناء النص لغويا والتفاعلات, وربطه بالبيئه المحيطه  بكاتبه ومهنته وموقعه  او مكانته في المجتمع ومسؤولياته  لكي يتسنى كشف الدوافع المؤثره في تفكير الكاتب والهدف من الخطاب او الرساله الموجهه, وعليه نستشف وجود الفرق  بين تصريحات السياسي او النقابي  او الرجل الديني او الاكاديمي  المختص  او الانسان العادي  ....الخ )) .انتهى الاقتباس الاول.
  من ضمن الملاحظات التي إضطرتني كما اسلفت الى إعادة  قراءة مضمون المقتبس المشار  اليه اعلاه, هي ملاحظتي  عند قراءة  الفقره  التاليه :" مالذي يستوجب ان يتضمن خطابه او تصريحه( غبطته) ؟  أجبتم  بانه يبحث عن العداله والتضامن ومنح حقوق الافراد بغض النظر عن دينهم...ويطالب  بوضع  الانسان المناسب في المكان المناسب عمليا  إعتمادا على الكفاءه والقدره وليس على اساس الانتماء السياسي والاثني والديني ثم  لفتم انتباه القارئ  الى ان ما اشرتم اليه ليس تدخلا بالسياسه كما يفهمها  البعض بحسب مقاساتهم ,هذه من صلب واجبات  رجل الدين ...الخ." انتهى الاقتباس الثاني .
أما عند مقارنتي بين مضموني المقتبسين اعلاه,فقد إختلطت في ذهني التفاسير الصحيحه  مع الغير صحيحه  لمدلولات المنطقيه و العشوائيه  في ممارسة حق النقد , فلم أعد اعرف مع من سأضع نفسي واية خانة ستحويني , هل مع المحسوبين  ضمن  الذين ينتقدون عشوائيا  بحسب مقاسات افكارهم , أم مع الناقدين المدّاحين  لكسب الشهرة على حساب كرامة اهلهم وكبريائهم!
 علماً أن قراءاتي رغم تواضعها فهي كافيه لتنبيهي بمخاطرو تبعات تدخل رجل الدين في غير اختصاصه , وهي في مقاساتي الخاصه  تشكل حافزا اساسيا  لنقد كل ظاهره غير محسوبة النتائج , من وجهة نظركم تعتبرونها مطلوبه و من صلب واجبات غبطته كما تفضلتم, في حين ارى فيها الخطوره  ليس فقط بسبب كونها خارج صلب واجباته فحسب, أنما و بسبب كونها ليست من إختصاصه فتأتي النتائج حتماً مخيبه حتى في حال حسنت النوايا ,بدليل ان توقعاتي كانت صائبه  ومطابقه مع ما نتج عن  تدخل غبطته في اكثر من مكان و مناسبه  من قبيل تدخله الغير المدروس في تمرير محاولة سلب ارادة اهالي القوش بإقالة مدير الناحيه السابق من اجل فرض ما رفضه المتظاهرون في مظاهراتهم ووقفاتهم الاحتجاجيه ,وقد تأكدت سلبية هذا التدخل  في التصريحات الاخيره لمديرة الناحيه ومطالبتها  بضم القوش وتوابعها الى دهوك ضاربة عرض الحائط حدود صلاحياتها كاداريه و حق الاهالي في تحديد اختيارهم, ومن اجل تنبيه المعنيين للمره الكذا بما يدور, كتبت مقالا قلت فيه بان مديرة ناحية القوش التي رشحها و زكاها غبطته هي اول المستجيبين لدعوة غبطته بتشكيل لوبي ضاغط للحفاظ على هوية تلكيف(نقد بصيغة المديح) , لم انتقد ظاهرة تكريد مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش على اساس ان غبطته  كسياسي راض من هذه الظاهره لكن نقدي كان تنبيها للذين لا يعيرون اية اهميه لتبعات ظاهرة تكريد الرابطه, كما اني لم أنتقد على اساس أنه ايد او سيؤيد مطلب مديرة الناحيه من السيد نيجرفان برزاني بضم القوش الى دهوك, انما انتظرنا اعلان موقف الرابطه وغبطته من تصريحات المديره كي تتبين المواقف , لكننا مع الاسف لم نقرأ لا شجب ولا عتاب ولا تبرير او تصحيح , نعم انتقدت  تدخل غبطته و مطالبته اهالي القوش المحتجين  بقبول البديله  على افتراض انه  يعلم او لابد ان يعلم  بان هناك  مخطط  مبرمج  لسلب ارادة اهالي القوش يقتضى تنصيب  عضوه  رسميه  في حزب قومي كردي نالت رضى مؤسس الرابطه الكلدانيه  كونها مسؤولة مكتب الرابطه في القوش, هنا اخي رابي تكمن غرابة  مطالبة  غبطته بدوله علمانيه تضع الشخص المناسب في المكان المناسب,في حين يعطي لمنصبه الديني حق تقييم كفاءة الشخص واهليته الاختصاصيه  في  إدارة الناحيه أو إدارة الشؤون الماليه في وزارة او مجلس الوزراء! 
أزاء هكذا حاله مرتبكه كيف تتصور سيكون موقف المتابع المهتم؟ هل يتوجب عليه مثلا رفع الرايه البيضاء مستسلما للذين يستثمرون فوضى الاوضاع ويستغلون طيبة الناس كي لا نتهمه بعشوائية نقده لقلة خبرة المسؤول الديني في الشؤون السياسيه والاقتصاديه مثلا ً؟.
  أكتفي بهذا القدر معتذرا عن الاطاله وأختم كلامي لو سمحت اخي رابي بتوجيه سؤالي لكم : هل ترى جنابكم اي انسجام او توافق منطقي بين طريقة تدخل غبطته وبين قولكم الوارد في المقتبس الثاني اعلاه :(( .. يطالب بوضع الانسان المناسب عمليا ً اعتمادا على الكفاءه والقدره وليس على الانتماء السياسي...الخ)), نعم هو يطالب ولكن مالذي أقدم عليه ؟ أرجو ان لا تكون الاجابه بانكم لستم على إطلاع حول تفاصيل ما جرى في عملية اقالة السيد فائز وتعيين بديلا له,لاني من خلال إجابتكم الصريحه سيمكنني معرفة رأيكم في  مشروعية نقدي لتدخل غبطته من عدمها .
شكرا لكم
وتقبلوا تحياتي

91
  تذكيــر للرابطه الكلدانيه و لمؤسسها غبطة البطريرك ساكو / شوكت توسا
( مديرة  ناحية القوش اول من يستجيب  لدعوة الكاردنال في الحفاظ على هوية بلدة  تلكيف)
رابط الخبر مدرج ادناه  لمن يود الاطلاع  او تقديم الشكر للمديره, وبسبب كونها مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش , يرجح ان تكون اول ردة فعل  صادره من الرابطه الكلدانيه ومؤسسها, سننتظر لنرى شكل ردة الفعل هذه,إذ على اساس كون مديرة ناحية القوش  مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش و عضوه رسميه  في الحزب الديمقراطي الكردستاني , كان الاتفاق في حينها قد تم بين غبطته  وبين مسؤولي  الاكراد على اختيارها بديله لمدير الناحيه السابق السيد فائز  . اليكم رابط تصريحات مديرة ناحية القوش :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=934875.0
  إنتقدنا في حينها الرابطه الكلدانيه وقيادتها المتمثله بغبطة البطريرك ساكو  وحذرنا من مغبة تمادي الكنيسه بدخلاتها  في امور هي ليس من اختصاصها اطلاقا , وبسبب  تصريح  المديره كما مذكور في الرابط أعلاه, لم يعد بوسعنا سوى تحميل غبطة البطريرك ساكو مسؤولية اسراف مديرة ناحية القوش  و استخفافها بحرية  سكان بلدة القوش في ابداءرايها ,نعم غبطته هوالذي رشح لارا يوسف لمنصب ادارة الناحيه بالاتفاق مع المسؤولين الاكراد ,وغبطته بنفسه طلب من الاهالي خلال ندوة عقدت يومها  في القوش قبول ترشيحها لمجرد كونها القوشيه, لكنه تغافل و لم يتطرق الى كونها مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش و في نفس الوقت عضوه رسميه في الحزب الديمقراطي الكردستاني ,  لست متأكدا من انه لم ينتبه او لم تهمه مخاطر ازدواجية انتماء المديره , لكني أكاد اكون متأكدا من  اطلاعه على مثالب الرابطه الكلدانيه  التي تجسدت احداها  في موقفها الهزيل من اقالة مدير ناحية القوش السابق وتعيين السيده لارا يوسف بتبريرات لا تقل  هزاله.
  أما لو كان هنالك ما يهمنا  في تقييم مطلب المديره من السيد نيجرفان برزاني  بإعادة ضم ناحية القوش باكملها الى دهوك  , فهوبموجب كل المعايير والاعتبارات, لا يتعدى كونه مطلب مضحك  لاكثر من سبب ,اذ عليها قبل تسويق هكذا كلام غير مسؤول, ان تتذكّر بان تعيينها كمديره وبقاءها  في منصبها لحد اليوم لم يكن بارادة الاهالي اطلاقا, وهو بمثابة تحدي صارخ وسلب واضح لارادة اهالي القوش في ظرف  سياسي فوضوي  يحتم على المسؤول الواعي التأني في اطلاق هكذا مطالب ,والا تحت اي مسّوغ  قانوني وديمقراطي يسمح المسؤول الاداري لنفسه بالتجاوز على رأي الجماهير وعدم اعطاء اية  قيمة للممارسه الديمقراطيه في ابداء الراي , الكل بات يفهم بأن حلحلة مشاكل  بلداتنا وقرانا في سهل نينوى لن تتم  بفرض ضمها الى احد الاطراف المتصارعه ( شيعيه كرديه سنيه)انما هذا الضم سيزيد من مشاكلها,  لذا فان كلام المديره هو من الركاكه التي تم فيها شطب كل اسباب المعاناة التي لحقت بابناء بلدات سهل نينوى  , علما أنني على يقين بان السيد نيجرفان برزاني هو خير العارفين باصول ومراحل تحقيق مثل هذا الطلب,وهو بلاشك  على علم  بمقولة هتلر الشهيره بحق الذين ساعدوه في احتلال مدنهم ,نعم من حق المديره لا بل  من صلب واجبها كإداريه  ان  تطلب من من كافة مصادر القرارات خصوصاالجهه التي تستلم منها راتبها الشهري  لتحثهم على تقديم الخدمات لأهالي البلده, اما طلب إعادة البلده الى اصولها وهويتها بالحاقها بدهوك فهو كلام ساذج والاكثر سذاجه هو استخدام حجة  نقص الخدمات , انا لا ادري باي حق  كاداريه تتحدث في مثل هكذا شأن سياسي مهما كانت التبريرات كونه شأن  يخضع لاستفتاءات وقوانين دستوريه تبدو مديرتنا غير مطلعه عليها او لا تهمها معرفتها .
 شخصيا لست بصدد التباهي  بتحقيق  سبق اعلامي لو قلت باني  كنت من اوائل  الناقدين للموقف الضعيف الذي اتخذته الكنيسه والرابطه الكلدانيه  من اقالة السيد فائز من منصب ادارة الناحيه , ليس هذا فقط انما كحّلته بتدخلها  في اختيار بديل لمدير ناحية القوش بعد ان ثبت  حتى لصغار العقول بان عملية ازاحة السيد فائز حصلت رغما عن أنف اهالي القوش وهي تخفي وراءها اهداف سياسيه  مبيّته  كما اسلفنا, ساهمت الرابطه الكلدانيه وقائدها( غبطة البطريرك) بشكل واضح وموثّق في تمرير عملية استلاب الحق والاراده ,بدليل ان الرابطه الكلدانيه كانت الجهه الوحيده التي أبت الا ان تنافس المرشح الذي قدمته مطرانية القوش ( مطران ميخا مقدسي) ,وقد كان نقدي يومها موجها ً الى البطريركيه والمطرانيه,لانهما إستغلّا المنصب الديني و مكانته الاجتماعيه  واستخدماه في قمع وتهميش ارادة الاهالي , واليوم بات كل شيئ واضح وما على الاهالي الا ان يطالبوا سلمياً باحترام رايهم وارادتهم.
عندما  دعا الكاردنال ساكو قبل ايام  الى تشكيل  لوبي ضاغط للحفاظ على هوية تلكيف , تمنينا  المصداقيه والنجاح  لدعوته , إلا ان هذه المصداقيه ستبقى موضع شك ما لم  يصدر عن البطريركيه موقفارافضا وشاجبا   للطلب الذي قدمته المديره. لم يعد مهما ً بالنسبة لي تذكير القارئ الكريم بالردود الغير مسؤوله التي كنت اتلقاها  بسبب انتقادي لتدخلات الكنيسه ,الذي يهمني الان هو  هل  سنقرأ او نسمع  تصريح او بيان من الرابطه يشجب  ويرفض تصريحات مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش, ام ان ما قامت به المديره يصب في خانة تشكيل اللوبي الضاغط الذي دعا اليه الكاردنال .

الوطن والشعب من وراء القصد   

92
 تعليقي  على دعوة الكاردنال ساكو لتشكيل لوبي ضغط من أجل الحفاظ على خصوصية مدينة تلكيف / شوكت توسا
أزاء دعوة كهذه  تحمل ما تحمله من معانٍ حميده , ليس بوسع المرء سوى تمنّي جديتها و حظوتها بآذان صاغيه من لدن ابناء تلكيف الغيارى اولا, ومن قبل كافة المسيحيين العراقيين اينما تواجدوا.
 نعم عندما كان العراقي يقول هذا تلكيفي  فالمقصود فيها المسيحي العراقي بشكل عام.هذايعني من ضمن ما يعنيه ان اعادة بهجة تلكيف الى سابق عهدها و رونق هويتها ,هو واجب كل مسيحي عراقي  من دون إستثناء وفي مقدمتهم ابنائها الميسورين كما تفضل سيادة الكاردينال.
ولانها دعوه مهمه, فقد سبق ووُجهت من قبل العديدين  وفي مناسبات معينه, وكاتب هذه السطور كان أحد الذين طلب يوما ما من نيافة المطران سرهد جمو ( مطران سندياغو السابق وهو تلكيفي الاصل) ,بتحشيد حمله ولتقتصر على اميركا من اجل شحذ الهمم ورصد الاموال لتحقيق جانب من هذاالانجاز الجبار بدلا من إضاعةالجهود و هدر تبرعات مؤمني الكنيسه من ابناء تلكيف وبقية البلدات وصرفها في مشاريع كان ظاهرها وعنوانها سياسي قومي بينماالمرادمنها توسيع سلطةالمذهبيه الكنسيه ليس الا,فكان الفشل نصيب المشيتين كما يقول المثل الشعبي  ,لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي.
بخصوص تركيزغبطته على دعوة الميسورين لشراء الاراضي وتعمير البيوت التي تحيط بكنيسة تلكيف, بلا شك فهي فكره محفزه  من شأنها توفير الفرص والحوافز للميسورين  من اجل استثمار اموالهم في بلدتهم الأم تلكيف ,لكني لا أعتقد بأن خيار تسجيلها باسم الوقف المسيحي سيلاقي مقبوليه  لدى العقليه التجاريه,اللهم الا الذي يدعوه ايمانه للتبرع للكنيسه ! 
   الشئ بالشئ يُذكر,لا يهم كم هي كبيره او صغيره حسنة هذا الذكر ,المهم تذكير أولياءنا بانعكاسات تناقض الخطاب  وسرعة تقلبه ما بين ساعات الصبح و حلول المساء, فحين يقول غبطته في دعوته الحميده:
( ولكثرة أعداد أهالي تلكيف في المدن العراقيه بسبب عملهم في التجاره والمطاعم والنوادي , غدت كلمة تلكيفي ترادف كلمة المسيحي). 
 كلام صحيح عشنا حقيقته في اكثر من مناسبه,إذن ما دمنا كلنا تلكيفيون  في نظر الاخرين وهو شرف وفخر لنا,علينا ان نقر بأن تلكيف ملكنا جميعا, وهي تستحق منا كمسيحيين عراقيين موقفا موحدا ً لدعم مشروع إعادتها الى سابق عهدها ,على هذا الاساس حريٌ بكل مسؤول ان يبني خطابه ويحبكه بالطريقه التي لا تقبل تأويله سلبيا .
  لنطوي مرحلة ما قبل الدواعش , كي نتحدث عن الاهم فيما بعد تحرير بلدات سهل نينوى المدمره من قبل الدواعش, حاجتنا الماسه كانت وهي ما زالت قائمه الى خطاب جماعي متكاتف, لا ضير حتى وان كان للجهد الديني دورا في تعزيز ترتيبه على فرضية  عدم تحقيق المطلوب قوميا او وطنيا,المهم  أن حاجتنا الملحه هي الاسراع في إعادة اعمار البلدات المسيحيه المدمره وتسهيل عملية اعادة اهاليها المهجرين والمطالبه بتطوير وزيادة فرص العمل والاستقرار الآمن.
شاء المتابع أم ابى,فإن دعوة غبطة البطريرك لنصرة مصيربلدتنا العزيزه تلكيف تذكّرنا بردات الفعل الغير مسؤوله التي تتبادلها دائما رئاسات طوائفنا الكنسيه فيما بينها حتى عندما يتعلق الامر بحلحلة مآسي المسيحيين ومصيرهم المستقبلي ,فقد تناست كنائسنا  في واحده من مواقفها الغير المسؤوله وأنستنا في نفس الوقت  باننا كلنا مسيحيون سواء كنا تلكفيون او برطليون او كرمليسيون أو أو. إذ كان حريّا ً باوليائنا الروحيين المطالبه والمشاركه في تشكيل مجلس  موّحد  من مختلف الاختصاصات يتولى مهام متابعة تعمير كافة البلدات المسيحيه ومن ضمنها تلكيف , وتسهيل عودة اهاليها اليها دون تمييزبلده عن اخرى بسبب المذهب  او التسميات القوميه  , ذلك لم يحصل مع الاسف لابل ما حصل كان الانفراد والتباعد وهناك ما يثبت كلامنا, وكأن أوجاع المناسبه و آمال حلحلتها  لم تكن كافيه كي يفكر الاولياء الروحيين  في  كيفية مواساة ابناء رعياتهم على الاقل بتصريح مسيحي  يخفف عن المسيحيين  وطأة محنتهم وليس تثخينها كما يريد الغرباء الطامعين   , وخير ما يمكنني ان استشهد به في هذا الخصوص هو الدور الذي قامت به تشكيلة وحدات حماية سهل نينوى ان بي يو التي تضم مقاتلين من مختلف ابناء شعبنا وأطيافه, حيث بتصميمها وجهدها في مسك الارض في بغديده وبرطله بعد تحريرها  شكلت العامل المؤثر في استقرار البلدات وعودة نسبه عاليه من النازحين,هذا مثال بسيط علينا دعم تجربته وتطبيقها  في كافة بلداتنا خدمة لابناء شعبنا بالعمل والفعل وليس فقط بتوجيه الدعوات  .
 ارجو ان لا يؤخذ تعليقي هذا على محمل الساعي الى إنكاء جروح  انقسامات شعبنا التي كان للتمذهب الديني  دورا سلبيا في تعميقها , وهي على ما يبدو ومن خلال تفاصيل خطابات  اوليائنا الروحيين, فهي ما زالت تسير باتجاه تفريخ  المزيد من التعقيدات , الذي  وددنا إيصاله للقارئ الكريم  هو ان  مهام رجل الدين المسيحي  وأهدافه موصوفه بالمقدسه , بينما الذي يطالها من خطابات مسؤوليها هو تشويه وتدنيس لما نصفه بالمقدس. ادناه رابط دعوة الكاردينال:
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,933679.0.html
الوطن والشعب من وراء القصد

93
اخي نيسان, قسمك وحلفانك على راسي  ولكن !! /شوكت توسا .
كان من المفروض أن أنشر هذاالكلام  في صفحة مقال الأخ وليد بيداويذ حول تصريحات البابا في دولة المغرب,كتعليق على مداخلة الاخ نيسان , لكن بسبب أطالته قليلا, فضلت و بعد الاذن من الاستاذ وليد جعله مقالا..
يقول الصديق نيسان في مداخلته الموجهه للسيد وليد بيداويذ:
" ساقولها لك ولغيرك وبوضوح, سيأتي اليوم الذي سيطلب منك البابا أن تتحوّل الى مسلم وأقسم لك ولغيرك بأن هذه ستكون الحقيقه ولكن ليس في زمنك"انتهى المقتبس
أخي نيسان, الذي ساقوله  تعقيبا على ما تفضلتم به, هو ليس إكتشاف جديد  يستوجب منحه وسام سَبـْق الزمن والحدث , ولا جنابك بحاجة للقسم والحلفان كي يتأكد الآخر من كلامك, لأننا وبكل بساطه نعيش اليوم وباشكال مختلفه  تفاصيل الحقيقه  التي تقول عنها بانها ستحصل في زمن قادم غير زمننا, و تحديدكم الزمني هذا لمعرفة وكشف الحقيقه سببه بلاشك التردد والتحسّس من مجابهةمرارة الحقيقه او على الاقل التحدث عنها لاننا نرى فيها الخيبه وضياع  الآمال ,لذلك لا تطاوعنا ألسنتنا وأقلامنا  للإعتراف والاقرار بها .
 إحصائيه بسيطه لظاهرة تكاثر تعقيدات مشاكل مسيحيي الشرق الاوسط و تناقص اعدادهم  في العراق بالذات ,ستدلّنا نتائجهاالمخيفه الى وجود  كارثه مستديمه ليس حصرا على حرية الاديان انما على حقوق الانسان وأنسانيته ,إذن لابد للانسان  سواء كان مسلما او يهوديا او مسيحياً ان يسأل أين دور الفاتيكان وما حجمه إن وجد مقارنةً بحجم الكوارث التي حلت وما تزال تحل بالمسيحيين في العراق ؟ طيّب دعنا نضع جانبا ً الجرائم التي اُرتكبت و  تـُرتكب بحق مسيحيي العراق  من قبل القاعده والدواعش و الميليشيات المسلحه ومعها السلطات السياسيه الحاكمه التي أمعنت في تهميشنا وترّويج سوق بيع وشراء أصوات ابناء شعبنا من أجل تنفيذ أجنداتها.
أقول  لندع هذه الجرائم جانبا ونقر ونعترف بعدم قدرة الفاتيكان ورجال ديننا وشعبنا على الكيل بذات الكيل الذي يكال لنا!ولكن  ماذا لو ذهبنا الى شكل وظاهر ردة فعل الدور الديني الذي  تمارسه أعلى سلطات كنيستنا التابعه للفاتيكان ,فلو اجرينا مقارنه بين  شكل  دعوات تشكيل  مجلس الكنائس التي ثبت انها للاستهلاك الاعلامي ليس اكثر , وبين  جوهر دوافع تصريحات وممارسات غبطة البطريرك  ساكو الفئويه التي تفرّق  بين  ابناء كنيسة المسيح  وتقسمّهم  على اساس المذهب او على اساس  هذا اشوري وذاك كلداني والاخر سرياني, هل تعتقد اخي نيسان بان سبب هذا التناقض  الواضح هو جهلٌ  وقصور في المعرفه ؟ شخصيا لا أعتقد بانه جهل وقصور معرفي  مادمنا  نتحدث عن تصريحات رجل دين مسيحي علاوه على كونه بدرجة البطريرك والكاردينال فهو حاصل على شهادة  الدكتوراه في فقه الاسلام الذي يعتمد في تعامله مع  المسلمين على مقولة " لا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى", ليس مهم التزام  قادة الاسلام بهذه المقوله  او عدم التزامهم , فرجالات  مسيحيتنا هم الأخرون  أهملوا  عن عمد مقولة" بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد"  وتمسكوا  بمقولة " اذا ضربك على خدك الايسر فدر له الايمن", ناهيك عن أن مسيحيتنا وعلى ألسن قادتنا الروحيين  أصبحت  تنادي مؤكدةً  على ان هناك فرق بين مسيحي وآخرعلى اساس المذهب والعـِرق والجغرافيه  !!!!. الا يكفي هذا اخي نيسان كي نقول باننا عائشون اليوم لنسمع ونبلع ونحن ساكتون  راضون  !! 
الوطن والشعب من وراء القصد

94
عذرا يا مرجعيه , سبب عطل ماكنة العبّاره في  تقية تصريحاتكم / شوكت توسا
نقتبس من خطبة الجمعه في كربلاء جانبا مما ورد فيها:
"“نواسي الأسر العزيزة المنكوبة من ذوي الضحايا في الحادث المأساوي حادثة العبارة، وفي نفس الوقت نطالب بالكشف عن ملابسات ما حدث ومحاسبة المسؤولين عن ههذ الحادثة المأساوية”.وأضاف “هنا نود ان نشير الى موضعين مهمين، الأول، انه لابد من تحمل المسؤولية في مثل هذه الحوادث الكبيرة من قبل من وقعت الحادثة في نطاق الدائرة المرتبطة بوزارته او دائرته لكي يقدم إستقالته وأشار الى ان الأمر الآخر ان “هذه الحادثة المؤلمة تشير الى خلل كبير في النظام الإداري للدولة...""انتهى الاقتباس.
بداية ً, تعازينا لذوي ضحايا العباره  بهذا المصاب الاجرامي الذي راح ضحيته اكثر من مئة نفس بريئه سلّمّت قدرها بايادي عابثه لا تشكل قيمة الانسان عندهم اكثرمن الدينار الذي دخل في جيوب المسؤولين عن متانة العباره وعن ضمان سلامة الناس.
 إن حال هذه العبّاره اللعينه التي القت بأجساد أطفال ونساء نينوى جاعلة منهم وجبة طعام للكائنات النهريه,لا يختلف حالها و إن صغر حجمها عن حال العباره التي ألقت  بمئات الألوف و ما زالت تلقي بهم في انهار العراق ويابسته ,والسبب  في الحالتين هوالفساد و ذات الفاشلين الفاسدين الذين لولا تقية تصريحات المرجعيه  الدينيه في تدخلاتها, ما تورط غالبية الشعب  في انتخاب الفاسدين لأكثر من دوره.
واضح وضوح الشمس  بانه  لا  محافظ نينوى الحالي ولا الذي سبقه ,  ولا مجلس المحافظه الحالي ولا الذي سبقه هم أهلا لإدارة شؤون البلده ورعاية سلامة وامن أهلها , لانهم  نتاج  طبيعي من رحم فساد وطائفية الممارسه السياسيه برمتها من راسها المتمثل بالرئاسات الثلاث  حتى اخامص اقدامها واصابعها الموزعه  ليس في بغداد العاصمه لوحدها انما في كافة محافظات العراق .
 نعم ستتم  معاقبة مالك المنتزه و هكذا الشخص المسؤول عن متانة عمل العباره  باعتباره المقصر المباشر في وقوع هذه الكارثه , وربما  سيستقيل المحافظ  ومجلسه محافظته  لو كانت الكارثه قد هزت ضمائرهم  قليلا اوستتم اقالتهم ؟ ولكن ماذا عن  فساد عقليات كبار قادة العمليه؟ أو ليس بسبب فساد وعفونة رؤوس الحيتان اصبحت رائحة ذيولها تخنق انفاس العراقييين؟؟
لا ندري متى ستتجه المرجعيه الدينيه الى تصحيح التواءات  وتذبذبات اساليب تدخلاتها في شؤون العراق السياسيه !!! ألم تحن ساعة اعتذارها عن تدخلاتها الكثيره و ما سببته تصريحاتها المتذبذبه من كوارث  وأزمات نتيجة فتح الابواب  مشرعة باسم الدين والمذهب امام الفاسدين كي يتلاعبوا بمقدرات العراقين ؟
اماالسيد عادل عبد المهدي  وقد حضر بنفسه في موقع الكارثه, هل سيفكر قليلا  ويسأل نفسه إن كان  في حال المسؤول القادر, ليس على تشخيص مكامن الخلل فهي مهمه جدا سهله يستطيع فعلها ابسط مواطن, ولكن متى سيسأل نفسه عن مدى قدرته على تحمل مسؤولية  ايجاد الحلول الصارمه لظاهرة الفسادالتي برزت بوضوح في طريقة تشكيله لكابينته الوزاريه العرجاء , والتي سيستمر بسببها مسلسل التسيب والانفلات  وستتكرر الكوارث التي ليس في الحسبان لا سامح الله,,,,
لو كان السيد العادل يشك بقدر حبة في قدرته على تحمل مسؤولية ضمان امن وسلامة المواطن, عليه اعلان استقالته من موقع كارثة العباره  كما يفعل المسؤولون العادلون في البلدان الاخرى.
الوطن والشعب من وراء القصد

95
   اخي نيسان , لقد أطلتها على الجياع  / شوكت توسا
تحيه طيبه
      أصل  مقالنا  هذا  كان  مجرد فقره مقتضبه  كتبتها للتعليق على مقال نشره الصديق  نيسان الهوزي" شنو نقطة الصفر" , وعندما لم اجد في  اقتضاب الفقره  ما يكفي لتغطية وتسهيل ايصال  فكرتي  حول الاختيار الصحي لنقطة انطلاق رحلة الاصلاح , وهي النقطه التي يصفها  الاخ نيسان بالصفريه , لذا إرتأيت  إفراد هذا المقال  إحتراما لأهمية النقطه  ولانشغال صاحبها  الذي لولا ولعه بسحرها  ما راح قلمه  متشبثا بذكر اسمها  صبحا ومساء  يحوم حولها  كحال تلك الزوجه المرعوبه من تهديد زوجها لها بالطلاق كلما تحدثت حول طبخ الدولمه لان الباشا لا يطيق حتى السماع بإسمها , والمسكينه  من شدة عشقها  لدولمة والدتها الراحله, كانت تسعى الى تخفيف حدة حسرتها من خلال متعة التحدث  مع صغارها  ( أثناء غفوة الباشا) عن مذاق البيذنجان الاسود والاحمر وعن ورقة العنب والبصل والقرعه  ومن ثم تنتقل الى وصف  التمن  واللحم المثروم والسماق  بأوصاف يسيل لها اللعاب  , في كل مره كان الباشا يفاجئها منتفضا من غفوته صارخا  بوجهها وبوجوه الصغار, ساذبح من يلفها !!!
  ولأن صبر الجائعين أوشك على النفاذ يا نيسان,قررت مع نفسي ان اتطوع بلف الدولمه  بعد إضافة ملفوف اللهانه اليها , شريطة عدم السماح للاخ نيسان  بالاكل منها ,سوى شم رائحتها  التي لا استطيع حجبها عنه,ولو شاء وسال عن السبب , يكفي انه ترك حواصل  الجياع زغبٌ بلا ماء ولا شجر  بانتظار باجته !!! .قبل تحضير  مواد الدولمه, عزَّعلي ان يكون في كلامي ما سيخدش مشاعر الاخوه الايزديين بسبب ذكر كلمة الشيطان فيما سأحكيه , لذا اقدم اعتذاري  لهم وفي مقدمتهم الاصدقاء الذين أعتز بصداقتهم  واقدر محبتهم واحترامهم لألقوش وأهاليها.
 حين كنا نجلس القرفصاء ونحن صغارا حول منقل شواء البلوط  وتخدير الشاي, كنا  نسمع من ضمن ما يقصه علينا الاباء والامهات في بيوتاتنا الالقوشيه , قصصا  متنوعه بما فيها  الاساطير والبطولات التي كانت تنسينا البلوط وقد غدا فحما ,ومن تلك الاقصوصات ما يتعلق بتقاليد وعقيدة الايزديين كونهم  اقرب الجيران  لنا تاريخيا  و اكثرهم احتكاكا  بنا انسانيا عدا كونهم  يعبدون ويوحدون الله مثلنا, فهم يسمون اولادهم بحسين وعمر وخديده وحيدر وشمدين , وبسبب نفورهم من الشيطان وليس العكس كما يتصور البعض , كانوا يتحاشون الذهاب الى الموصل خوفا من ان يصادف وجودهم في المدينه وقت آذان المؤذن وهو يقرأ جهارا عبارة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم , كان ذلك قبل اكثر من ستين عاما  ايام كان فتح المدرسه في اي قريه يزيديه  أمرا شبه حرام , مثلما كان اكل الخس واللهانه و استخدام الشخاطه ممنوع , ومن ضمن ما عايشته بنفسي , هناك احداث وصلت فيها ظاهرة كره سماعهم لكلمة شيطان الى معادات الاخرين التي تبدأ شدتها بالمشاجره  ثم تتطور احيانا  الى القتل  انتقاما من الذي ينطق امامهم كلمة شيطان, هذه كانت في حقيقتها  موروثات تناقلتها الاجيال  في بيئة كان للسلطة الروحيه  الدور الفعال في غرسها وغرس الكثير من التقاليد والفتوات المظطربه في نفوس وعقول البسطاء  . وما اكثر المناسبات التي كنت اسمع فيهاالاخ الايزيدي وهو يستخدم  عبارة  ( خبر  نا  بيجه)  اي لا تشتم ,يستعملها في نهر الاخر وتحذيره من نطق كلمة شيطان او اي كلمه في الشين والطاء ,وان لم يلتزم  يحصل ما لم يكن في الحسبان  وما لا  يتمناه الاثنان , ولنا في ذلك مشهد مشهور حصل عام 1969   هجم فيه المئات من الايزديين  المسلحين على القوش , راح فيه ضحايا من كلا الطرفين والسبب هو  اعتراض الطلاب اليزيديين  في احد صفوف ثانوية القوش على مدرس نطق كلمة شيطان اثناء التدريس ليس بقصد التجريح  ,لكن الامر تطور من التجاوزات الكلاميه المتبادله  الى العراك بالايادي والعصي  بين الطلبه الايزديين والألقوشيين داخل المدرسه  ثم  إتضح فيما بعد بأن جهاتا خبيثه  نجحت في استغلال الحادثه  هذه و توريط  الجانبين بمعركه مؤلمه ومؤسفه .
الذي ذكرناه اعلاه وهناك المزيد مما يشابهه , مر عليه عقود  تحققت خلالها  تغيرات في تفكير وثقافة  هذا المكون الجميل  خاصة في وسط المتعلمين والمثقفين الذين دعتهم ثقافتهم الى  تحقيق حضور متميز  في  الحركات النضاليه التي قدموا فيها الشهداء والتضحيات,  وبناء عليه , فإن مشاهداتنا للوقائع الحاليه فيها من المتغيّرات التي توحي  الى ان  الكثير من ايزيديي اليوم  يؤدون التحيه لبعضهم البعض وهم  يغادرون نقطة الصفر و ملامح  عزمهم واضحه  على التحرك للامام  مادامت الثقافه والتفاعل مع الحركات الفكريه المتجدده هي ديدنهم , إذ ان الجيل او الجيلين  الحديثين بعد ادراكهم كنه الكثير من البدع والفرائض الافتراضيه, لم يعد  يهمهم سماع كلمة الشيطان ولا الفتاوى التي حرمتهم من مزات خضار الخس واللهانه المكبوسه , وربما لهم يعود فضل  استخدام الخس واللهانه بلف الدولــــــــــــــــــــــــــــــمه.

من هذا المنبر , اقدم  تحية  حب واحترام   لكافة اخواننا واخواتنا الايزديين واليزيديات اينما اعتمروا.
   تقبلوا تحياتي

96
ايها الحُكّام  الفاسدون ,العظْمة ُ في صفرتكم  /شوكت توسا
 تصادف أحيانا حالات يتحاشى المرء فيها التحدث عن مرض او عاهة معينه او صفه غير محبذه احتراما لمشاعر شخص حاضر يعاني من إحداها وتقديرا لوضعه النفسي والصحي, في هذه الحاله  أعتاد الناس استخدام  مقولة انتبه رجاء  يوجد عظمة في الصفره .
 جئنا بهذه المقدمه المقتضبه, كي نتحدث  قليلا عن حال العراقيين تحت ظل حكّام   لنا الحق كل الحق  في مخاطبتهم من دون الرجوع الى مقولة العظمه والصفره  .
لم تتولّد  ظاهرة احتلال الاحزاب الدينيه والقوميه لناصية التحكم في عاطفة و عقول سواد العراقيين من فراغ أو كصدفه وفرتها لهم تغييرات ما بعد 2003 , هناك من الوثائق والتصريحات  الكثيره التي تؤكد وجود تهيئات لهذه الولاده  بتدبيرات أمريكانيه سبقت موعد  الإنقضاض على النظام  ,وهي  الداركه جيدا استعداديه  هذه التيارات الفئويه لبيع وتفتيت الاوطان, لذلك ومنذ لحظة اسقاط النظام الصدامي, لم نشهد اشارة اهتمام جديه او موقف  حقيقي من لدن الامريكان ازاء  العبث والفساد الذي مارسته وتمارسه هذه الاحزاب مع استلامها للسلطه , لابل الامريكان انفسهم وعلى لسان وزيرة خارجيتهم كونداليزا رايس اعلنوا بصراحه وبكل سفاهه  اعتمادهم  صناعة الفوضى الخلاقه  كمفتاح سحري  لهتك النسيج العراقي  وتدمير كل بناه التحتيه ثم  فرض كل ما هو لا مشروع ولا انساني  على الواقع الجديد.  هكذا وبسبب هذا المفتاح اللعين عانى العراقيون  شتى انواع الويلات  منذ تشكيل مجلس الحكم  ومرورا بسنوات حكومة المالكي  الطائفيه التي جاهدت وزمرت لمجيئها الاحزاب الكرديه قبل الشيعيه , كانت محصلة العراقين في السنوات المذكوره استشراء الفساد والاف التفجيرات وعشرات الالوف من الضحايا ثم الخاتمه  بهجمات اسراب جرذان الدواعش التي  حرقت الاخضر واليابس .
وبتسلّم السيد العبادي لرئاسة الوزاره ,2015_ 2018  تأمل الناس رغم  يأسهم المزمن, تاملوا خيرا في  تحرير البلدات من مخالب  الدواعش , والذي زاد من تفاؤلهم  كثرة  تحدث السيد الريس عن  الفساد وادراج مكافحته كواحد ه من اولويات مهام حكومته  بعد ان ضرب أطنابه  مفاصل الدوله  دون استثناء ومن دون رحمه , ساد في حينها اعتقادا لدى الشعب  بان الدعم  الشعبي والدولي  الذي حظيت به وعود العبادي  كاف كي يمسك بكفشات  حيتان الفساد  ويلقيهم في زنزانات التحقيق  بعد ان يقلب  صفرة العشاء بوجههم ويدع العظمات  وليس عظمة واحده  تفقأ عيون وكرش كل فاسد اعتاد على مشاركة  مساءات الرئيس في العشاءات الدسمه, إلا أن السيد الريس كما ثبت لنا كان يحكي لنا قصصا تنويميه , فرغم تيقنه من ان العراقيين  الذين  أعلنوا عن دعمهم المطلق له  متلهفون  للحظة الاعلان  عن نتيجة تحقيق قضيه واحده  تذكر فيها هيئئتنا الموسومة بالنزاهه  اسما او اسمين  من حيتان الفساد السراق ومن الخونه الذين تسببوا في تسليم  المناطق والبلدات للدواعش, لكنه لم يفعلها كما لم يفعلها من سبقه خوفا من ان تصيبه عظمة ٌ طائشه ! فإنقضت سنوات رئاسته الاربعه وحيتان الفساد وخونة الضمائر يتغدون و يسهرون معه يوميا على ذات الصفره المليئة بالعظمات  !
 زبدة الكلام  في كلمتين نوجهها للوزير الاول العادل ولرئيس الجمهوريه الصالح ولبرلمان الحلبوسي , إن كان فيكم يا ساده يا كرام , مناضلا فاز بالمنصب كي يعمل باخلاص من دون جعجعات وثرثرات ملّ منها الشعب والعالم , فإن  جديّة محاربة الفساد كما عرفناها في العديد من الانظمه العالميه لا تتجسد بالكلام الفضفاض والوعود الخاويه, بل تبدأباصلاح فعلي لفساد قضائنا المسيّس أولا بعد ان ثبت انه الاخطر والمسبب  الرئيسي  لخيبات العراقيين لانه لم يبدو نزيها  بما يؤهله للتعامل بأمانه مع ملفات فساد كثيره ما زالت مركونه على رفوف هيئات الادعاء العام ومحاكم القضاء . بتحقيق هذه الخطوه الجباره  فقط  يمكن استرداد كرامة الشعب المستلبه من قبل حيتان الفساد  بعد اقتيادهم الى محاكمات علنيه , دون ذلك سيكذب كل من يعطي الوعود  بتحسين أوضاع الشعب من دون نتائج فنعود بخفي حنين خائبين.
الوطن والشعب من وراء القصد

97
 هل أضحت صرخات  برطله و كندكوسا  واخواتهما  هواء في شبك ؟ / شوكت توسا
 والخشية من ان  تغدو  كتاباتنا  ماء في غربال !!!
لا اعتقد بان كلمة الحيره  كافيه لوصف  حال المرء جراء ما يدور حوله في العراق , هل  الخلل في شذّ أفكاره عنما يسود ويتجدد  فيظطر الى  تكذيب عينيه واذنيه  وما عليه سوى تصديق خواء  تبريرات بؤس الحال الذي آل اليه العراقيون بشكل عام والكلدواشوريون السريان  منهم على وجه الخصوص , كثيرون كتبوا ناصحين  و آخرون صرخوا محذرين من غفلات  تتصيّدها  ماكنة العنصريه والطائفيه  لتقوية قبضتها وضمّنا الى أدواتها الاخرى  فكان لها  وبقدراتها الاغرائيه  تسخير نماذجا  يؤسفني ويؤلمني تشبيه حالها بحال   المجند الفرنسي ( درناوي) الذي اختار  مهنة الدليل للمحتل الالماني النازي  الى بيوتات  الباريسيات  من اجل تحقيق رغباته , فكبرت مصيبتنا  وبالذات نحن الكلدواشوريين السريان  (المسيحيين) وصارت اكبر مع  الترهل الذي ادى بافكار البعض  الى  التهرب من تخوم  الصعاب والانهماك في مشاغلة الناس بامور تركوا من اجلها  الساحة الحقيقيه  لمن يتقصد قمع صرخات المعذبين  وتمييع تمثيلهم  وجعله  بوقا لها ,وعليه سأكذب ليس على القارئ , انما على نفسي لو قلت انني بصدد استنهاض همم العقول المعطله  واتباعها  من الاتكاليين  وفي مقدمتهم المتباهين بمكرمة أصوات  الشيعة والاكراد .
 لقد سبق وقلنا مرارا ً للذين كثرت جعجعاتهم دون الإتيان بما هو أفضل, بأن الذي  كان يخطط لهذا النصر الانتخابي المبين,قد نجح رغما عنا  في إعداد العدة اللازمه  لفرض ما تعثر  تمريره  في سابق الايام  سواء كان  في تشّيع  برطله وبغديده  وكرمليش, او في تكريد  بقايانا في تلكيف مرورا بباطنايا ووصولا الى القوش, تلك حقيقه لا يجدي التزاغل عليها ولا البحث عن ادله وبراهين لكشف حقيقتها , يكفي أن رحى وطيس الصراع الشيعي الكردي على مناطقنا  ما زالت  تدور حيثما  وكلما توفرت  ادوات تدويره.
 نعم , بسبب مسيحيتنا ( المسالمه!) وبكائنا على الفردوس الضائعه,و بسبب رخاوة وترهل قرارات نشطائنا السياسيين,إختلط في عقول الطامعين حابل  فضائل  التسامح  والمحبه بنابل عناصر التزلف والانتهازيه , لكن قرائح الوثوب على استحقاقاتنا  ظلت كما هي  تتحيّن الفرصه التي تحققت في تشرذمنا وفي غياب سلطة قانونيه  قادره على حماية  ساكني جغرافية اراضينا التاريخيه  مما جعل مناطقنا ساحة كر و فر لصراعات الغرباء  التافهه مسنودة بتفاهة  الماده  140  التي جعلت من اراضينا واملاكنا التاريخيه  في سهل نينوى  مناطق يتنازع عليها  الشيعي الحالم بولاية الفقيه والكردي الراغب في توسيع كيانه العرقي المقدس, غير آبهين بقدسية الحق التاريخي لسكنة هذه المناطق ,ناهيك عن  أن الكردي قبل الشيعي يعلم بان  سكنة مناطق سهل نينوى  موجودون فيها قبل ظهور نبي الاسلام , وقبل ان يتواجد العربي والكردي في المنطقه , اذن نحن لا نتكلم عن وطن يحترم أبناءه المسالمين المخلصين , أنما عن غابة لا يطيق العيش فيها الا المتوحش المفترس والفريسه الوديعه التي تنتظر لحظة  نحرها وافتراسها .
     لحد الان  لم يجرؤ شريفٌ  عراقي على الاعلان  عن نتائج   التحقيق الحقيقيه في ملف قضية نينوى  المنكوبه  وكيف تم  تسليمها وضواحيها  السهليه  للمجرمين الدواعش ,وعندما نعرف السبب سيبطل العجب, وهل بالامكان تبرئة  أحد الحاكمين الفاسدين من هذه الجريمه النكراء؟  وهل فينا من يشك  بان قبضة الفاسد  ما زالت تمسك بميزان  القضاء وعدالته !!  انا اقول  لولا فساد القضاء  ما كان الفاسدون الحراميه يسرحون  ويتناوبون  في تبوء ارقى المناصب, كم من العذارى تم اغتصابهم وبيعهم في اسواق النخاسه , وكم من الدور السكنيه   دُمرت  في برطله وبغديده  وبقية بلدات سهل نينوى , وكم نفس آمنه أقتلعت من جذرها؟ و كم نسبة العائدين منهم  الى بيوتهم الممسوحة مع الارض ؟  وهل  اعيد اعمار دار من هذه الدور المدمره  باموال الدوله اوباموال المرجعيه او بمنح من حكومة اربيل؟ اسئله كثيره  لن نجد لدى الفاسد اجابة  تشفينا , اما لو سألنا  محاكم دهوك واربيل وسلطاتها التنفيذيه عن عدد الامتار المسترجعه الى مالكيها التاريخيين و الشرعيين , فقد مرت عقود  وشكاوى المواطنين تطالب باستعادة  حقوقهم ومتلكاتهم المسلوبه عنوة , لكننا لم نشهد  قرارا قضائيا نزيها او اجراء تنفيذيا صارما اعاد مترين الى أصحابه   عدا  تطمينات لا تغني ولا تسمن .
    الشيئ بالشئ  يذكر, فبالرغم من غلبة لون التشاؤم على مشاهد اوضاعنا , ما زالت هناك  حناجر  واقلام نظيفه  تستصرخ  البقايا المتبقيه من الضمائر الحيه  لمواجهة  التجاوزات  من قبيل ما يحصل في  بلداتنا في طول العراق وعرضه ,نعم  نظيفه لانها  تعترض وهي تتحدى إملاءات  منافع الفئويين المتصارعين  , أما الحديث حول الاعتراض على المشروع السكني  المخصص للشبك الشيعه بحسب ما تتناقله الاخبار,  وخطورته كما يرى البعض تكمن في فرض ولاية الفقيه على المنطقه , فإن المشروع  تمت المباشره به منذ 2012  من قبل مقاول كردي  معروف بقربه من  ناصية صناع القرارفي اربيل, حاله كحال المدعو كمال أغا  الذي ورد اسمه  في قصة اغتصاب ارض السيد بويا كوركيس في عينكاوه , علما ً ان  مجلس بلدية برطله  وافق في العام 2012 على بناء المشروع  والاسباب  يعرفها اعضاء المجلس انفسهم , اما سبب توقف العمل في المشروع  لفترة معينه  فهو هجمات الدواعش اواسط العام 2014 , لم يعترض البعض من رجال الدين  في حينها لاسباب  سنتحاشى البت فيها  الآن تجنبا للفضائح  , بينما اعترض منهم من اعترض  فقط على بناء الحسينيه الشيعيه, والحليم سيفهم اين مكمن المثلبه, حيث بمساعدة احد ممثلينا البرلمانيين  التقوا  ببهاء الاعرجي الذي كان نائب رئيس الوزراء في حينها  وتم ايقاف مشروع  الحسينيه , جدير بنا هنا ان نشيد مرة اخرى  بالراي الشعبي  الذي  على طول الخط و في خضم كل هذه  الصراعات والتجاوزات , كان هو المعترض الأنظف والانزه و نتمنى استمرار سيره  على نفس الخط  بغض النظر عن  هوية المتجاوز , بينما  الشكوك تحوم حول  مصداقية  اعتراض البعض ومنهم رجال الدين  الذين سكتوا على المشروع  في 2012 ثم عادوا ليحتجوا  بعد ان عرفوا  بتكليف او توكيل اتمام المشروع  لشخص شبكي (شيعي)  في 2015 !! هذا ما سمعناه من اكثر من مصدر  ولو صحّ ذلك  فهي طامه  أخرى تضاف الى طامات  تدخلات رجل الدين خارج اختصاصاتهم .
   لمن يهمه شأن البحث عن سبل  المواجهه الممكنه, هناك حقيقه حبذا لو تفاعل معها المريدين إقناعنا بامكانية ضمان حقوق شعبنا  في  كذبة ديمقراطية النظام القائم وفساد حاكميه  , اذ عليهم ان يدركوا  بان كلاما كهذا هو اقرب الى حلم العصافيرمن ان نعتمده , لذلك على الرافضين  للمطالبه بحمايه دوليه للمتبقين من ابناء شعبنا , مراجعة انفسهم لمعرفة حجم قدراتهم البائسه  التي لم يعد يُحسب لها حساب  نظرا لتقلبات مواقفها ,والا فإن  السكوت على المشروع  في بداياته  ثم العوده بعد سبع سنوات للاحتجاج  يشير الى خلل  فاضح, نعم هكذا ستأكل حنطتنا شعيرنا  ما دامت لحانا بايادي  الذين إعتادوا الوقوف على عتبة مكتب الدفتردار لاستلام الهدايا والبرطلات .   
 خلاصة الكلام,بعد ان تبينت هزالة تبرير تمادي الحاكمين على حقوق شعبنا ,  فإن تنظيم  حملة رفض  امر مطلوب  ولتكن أعلاميا وهي اضعف الايمان , لان الرد المعتاد والمتعارف عليه  في مثل هكذا مواقف هو  تنظيم تظاهرات ثم اعتصامات  في الكنائس والمدارس  والنوادي والشوارع  حيثما يتواجد ابناء شعبنا  لمواجهة وفضح  اشكال هذه التجاوزات او الوصايات ,  وإلا ستنطبق علينا صفة عشاق العيش في انفاق الوصايات المظلمه.
الوطن والشعب وراء القصد   

98
  نبارك غبطته ذكرى رسامته  ونذكّره  ففي التذكير حسنه / شوكت توسا
يقول الشاعر طرفه بن العبد :وظلم ذوي القربى أشد مضاضة  على المرء من وقع السيف المهند, بمعنى ان الطعنه التي تاتيك  من قريب لك هي اشد ايلاما من طعنة الغريب, وفي السياق ذاته, لنا في اقوال الحكيم الاشوري اخيقار قوله ( لا كرشت ايذا مناشوخ) اي لا تسحب يدك من اهلك .
نعم  رضا الناس غاية لا تدرك , حتى النفس تشكو احيانا من تلعثم صاحبها  في ذكر الحقائق كما هي , و لكن هل يصح انفصال الاثنين عن بعضهما , ما دام لمناسبة هذه  الذكرى الميمونه صله  متعددة الاشكال  بحال  انساننا الكلدواشوري السرياني , فهو, اي انساننا  بفضل مخزون خبرته المزعومه,يفترض بنخبته استثمار قدراتها على الاقل في تحاشي المزيد من التعقيد وهو اضعف الايمان  لكنه افضل  من الانغماس بضجيج الموصوفين بضعاف النفوس , وعليه لو إفترضنا أن القائد الروحي يحتل رقما في قائمة النخبه , فهوبحكم انسانية رسالته أول المُطالـَبين  بعدم الاصغاء  الى الشلّه التي تختلف على التسميات والمذهبيات واستخدام ضجيجها في تاسيس  مشروع  سياسي , ذلك  في كل الحالات يحسب تنصل جلي عن تحمل المسؤوليه إن لم نقل عنه تأجيج مشاكل سواء كان عن قصد ومعرفه اوالعكس ,فهو في الحالتين  يخدم  الطابور الذي يرى في تاجيجها تحقيقا لمآربه على حساب  شعب يتم استخدامه  حطبا ً في مواقد الغرباء,  بصراحه ,ليس بمقدوري الحكم  على قصور في معرفة رجل الدين  بان شعبه المسيحي  الذي يحمل اكثر من تسميه قوميه ومذهبيه, لا ذنب له سوى  توارث ما تناقلته اجياله  من تعددية التسميات والمذاهب التي تعددت حسب  مقتضيات مصالح السلطات المتنفذه, علما ً ان الكنيسة كانت واحده من تلك السلطات  المتنفذه, لذا تزداد خيبة المرء عندما يرى بان ظاهرة  فتاكه كهذه قد شقت طريقها الى عقول ومتناول الناذرين انفسهم وحياتهم من اجل خدمة شعبهم غير آبهين لخطورة انتشار حمم الآفة هذه وروائحها  في بيوتات  المؤمنين .
   إن كان  فينا  من لا يدرك  مدى عدم صلاحية زج رجل الدين بكنيسته في غير اختصاصها ,عليه بكل بساطه  بما يجري في الشارع العراقي,ان لم يكن ذلك كافيا , حتما سيدركها حين يتعرف على اسباب  ظهور مصطلح  الفتره المظلمه في تاريخ اوربا وكيفية ازاحة ذلك الظلام , عجبي يزداد ممن يدعي العلمانيه في مكان  ثم يعود في مكان آخر ليبني آماله  على تحميل الدور الديني مهمة صناعة السياسه  دون ان يتفحص قليلا مخلفات مناهج وممارسات الاحزاب المذهبيه الاسلاميه  التي يعود الفضل لها في استشراء الفساد  وبسببها انفتحت نوافذ وابواب لم يكن مطلوب من رجال ديننا الولوج في دهاليزها حتى وان صح تبرير ضعف اداء ممثلينا  وتياراتهم السياسيه .
 وهنا تقتضي الضروره أن نذكـّر بمشروع  المطران سرهد جمو الذي بدأه باطلاق خطاباته القوميه المتناقضه ابتداء من ديترويت ثم ختمها في سندياغو, رحّب البعض (من مثقفينا)  بهذه التناقضات التي  أقرت بواسطتها مشروعية قيادة رجل الكنيسه لنهضه ظاهرها سياسي قومي لكن جوهرها  استبان في حفل استقبال المطران جمو  لأحد  مجاهدي مرجعية ولاية الفقيه الشيخ ريان الكلداني وتقديمه كقائد قومي كلداني امام الجماعه الذين ذهبوا و حضروا مؤتمراته النهضويه ,كان واضحا حجم تخبط  هذه الدعوة  رافقه قصور دراية مؤيديها في كشف عدم مصداقية عنوانها القومي  فنتج عنها خيبه  كبيره للكثيرين  ومن ضمنهم المؤمنين بأهمية تحريك المياه الكلدانيه الراكده من اجل تقوية  وتعضيد العمل السياسي القومي  خدمة لشعبنا   .
وعندما تقاعد قائد النهضه المطران جمو, اُسدِل الستار و تفرق النهضويون كل الى بيته , وإذا بغبطة بطريركنا يعلن عن تشكيل الرابطه الكلدانيه,لا ندري  هل فعل ذلك  للتصحيح  أم  لخدمة  المذهب, وكالعاده إنقسمت الرعيه بين متأمل ً الخير في قدرات الكنيسه ,و بين متحفظ  بحذر من خطورة  قيادة الكنيسه لمشروع سياسي قومي ,في كل الاحوال تبيّن ان  الغالبيه العظمى من شعبنا ليست مع تزكية الكنيسه في قيادة  مشروع سياسي قومي تحتاج قيادته وادارته  الى عقول  علمانيه متحرره من عقد التسميات  وبعيده عن ارهاصات  المذهبيه  .
 اما لو ذهبنا الى تقييم عمل الرابطه مدى سنين عملها  تحت قيادة غبطته, فأخطاؤها  بحق ابناء شعبنا لم تكن قليله بل ازدادت  وهناك دلائل على ما نقول ,نعم انا  لستُ متأكدا ً, لكني أتمنى ان تكون قلة خبرة  مؤسس الرابطه الكلدانيه ( غبطته) هي السبب وراء سكوته  مثلا ً على ظاهرة  انتساب اعضاء مكاتب الرابطه الى حزب قومي كردي , وهذا يقودنا الى التساؤل عن سبب غياب دور وراي المثقفين المنتمين للرابطه؟ ولو تحدثنا عن موقف الرابطه  أزاء قمع وسلب ارادة اهالي القوش واقالة  مدير ناحيتها( بتخطيط واضح من قبل حزب قومي كردي ), لا أعتقد بان موقفها ممثلا بمؤسسها ومنتسبيها كان ايجابيا  مع  رغبة اهالي القوش  انما العكس حصل بالضبط حين انكشف وجود تنسيق مع ساسه اكراد لتعيين رئيسة مكتب الرابطه الكلدانيه السيده لارا مدير للناحيه وهي عضوه في حزب قومي كردي وليس كلداني ؟ثم ماذا عن  وقوع الرابطه في فخ تأييد الائتلاف الكلداني التابع لحزب قومي كردي, هل فيه ما يختلف عن ورطة التطبيل لقائمة بابليون التابعه لخط ولاية الفقيه الايراني ؟ .
   إن عجز الرابطه عن تحمل مسؤولياتها  في الكثير من الامور كان واضحا  خاصة فيما يتعلق باوضاع القوش , مع ذلك  اثبت اهالي القوش بان ثقافتهم  ونضالات المحبين منهم لبلدتهم التاريخيه  كانت وراء تفهمّهم  لما تنتجه الفوضى على امل انجلاء ليلها, لذا إكتفوا بالتظاهر سلميا للتعبير عن رفضهم للاساليب اللاديمقراطيه التي اتبعها المجلس المحلي والحزب الكردي الذي يدعمه, لكن ذلك ليس معناه   أنهم سينسون  القهر و السلب المتقصد والمتعمد لارادتهم فالذاكره ستسجل والاجيال ستقرأ, كما لا اعتقد بانهم سيغفروا مثلبة الذين ساوموا  الغرباء في قمع اصوات الاحرار الذين تظاهروا  مطالبين باحترام ارادتهم وعدم المساس بحريتهم.
ختاما ابارك لغبطته هذه المناسبه الميمونه ثم اقول, كان الأجدر بمقام سيدنا البطريرك التزام الموقف الداعم لارادة اهالي القوش الذين تظاهروا ضد هاضمي حقهم وسالبي ارادتهم ؟!!, وهو موقف يستحق التسجيل في اسفار التاريخ كما سُجلت الكثير من المآثر في اسفار الاقدمين الطيبين ,فهو موقف ينسجم فكريا واخلاقيا مع شعارات النهوض بالكلدان وبرابطتهم , ناهيك عن انسجامه مع فلسفة رسالة المسيح التي تبجل كلمة الحق ولا تشفع الساكتين عنها , تلك حقيقه مرّه لا اعتقد هناك من سيصدق أعذارا واهيه لها .

الوطن والشعب من وراء القصد                                                                                 













99
بعد نصف قرن من الغربة .. ابو جوزيف يتوسّد صدر مُرضعته ويتدّثر تراب مولده

شوكت توســا
تمر علينا  اليوم 16 اوكتوبر 2018,الذكرى ال 22لرحيل المناضل الشيوعي توما توماس.
من دفاتر مذكراته التي توفرت لي  في  أواخراوكتوبر  1996فرصة  لقراءة  القليل منها, اي بعد وفاته باقل من اسبوعين , نقتبس مما كتبه المرحوم ابو جوزيف في مقدمة اوراقه قوله: (( انا من مواليدعام 1924في بلدة القوش العريقه  في بلاد  بيث نهرين من بلاد آشور, تبعد 40 كم عن نينوى آخر عاصمه للاشوريين ,تميزت بلدة القوش بمواقفها القوميه الشجاعه بمساندة ابناء قوميتها اثناء المحن,أتذكر جيدا ( فرمان الاشوريين)أحداث سميل, وكيف احتضنت  القوش العوائل الاثوريه التي هجرت قراها.... )).
بحسب مذكراته ,كان طيب الذكر قد تعرّف على الفكر الشيوعي بواسطة المرحومين شماشا ابريم عما  والمحامي عبد الرحيم قللو في كركوك, ثم انضم الى صفوف الحزب في نهايات خمسينات القرن  الماضي  قبيل ثورة 14 تموز المجيده عام 1958, والتحق بعد ذلك كمقاتل  أنصاري في صفوف الحزب الشيوعي  ضمن الحركه الكرديه في شمال العراق , ونظرا لبسالته واخلاصه في عمله الحزبي والعسكري, أصبح مسؤولا قياديا في حركة الانصار الشيوعيين في منطقة بهدينان ثم تدرج  في تحمل مسؤولياته الحزبيه والعسكريه.
إحتراما ًلتاريخه النضالي ولذكرى رحيله , نعيد اليوم  بكل فخر واعتزاز نشر مقالتنا التي كـُتبت  بمناسبة  نقل جثمانه من دهوك الى مقبرة القوش  بتاريخ 22 اوكتوبر 2010.

                         
إنه مشوارنصف قرن أوما يزيد من النضال المتواصل, إنها رحلة عقود طويله بعناقيد مثقله بالظلم والقهر والتشرد , فقد خلالها فلذة كبده منير ورفيقة دربه ألماس, وفرهدت السلطات الغاشمة ممتلكاته, وتشردت كامل عائلته, ولكن رغم هذا كله, لم يحنِ توما توماس قامته  العراقيه الشيوعيه الشامخه لأي من هذه النوائب التي تهز الجبال العاليه , ولم تنل منه مغريات الحياة الفانيه اي منال , ظل حتى آخر لحظه من حياته التي ودعها في سوريا وفيا لقضية شعب يسومه الحاكم الظالم كل انواع الضيم, ومن قامشلي كان قد نقل جثمانه الى مقبرة  دهوك, ظل هناك ينتظر بالصبر الذي عرف عنه حتى نقل الى القوش التي وهبها ما لم يهبها إنسان قبله, ليعود الى الصدر الذي رضع منه أولا, وليتوسد تراب مولده في رقدته الأبديه الى جانب رفيقة عمره وشريكة عواديه التي رغم إشتداد النوائب ابت إلا ان تكون توأمه دائما.
إذن إجتمع الخالد الذكربرفيقته وحبيبته أم أولاده ليكون اللقاء الابدي رمزا للحب المتجدد والتضحية والفداء, إجتمعا تحت شاخصة قبر لابد أن تشكل في ضمير الانسان العراقي عموما والألقوشي خصوصا وعلى مدى الدهر, مثابة محطة تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها: العزيمة والثبات.
حين نريد التحدث بحياديه وتجرد عن رجل بقامة وفكر توما توماس, فأنا ارى من الظلم أن ننسب تاريخ نضال الرجل و نختزله بجرة قلم غير مسؤوله  بطائفه  او كتله بشريه قوميه, وإن فعلنا ذلك على طريقة النافخين في قربة مثقوبه من خلف البحار البعيده, طريقة من بدلوا الوان جلودهم مرات ومرات كما الحرباء , فإننافي فعلنا هذا سنتجنى  على تاريخ مناضل بطل وعلى رسالته التي تعني وطنا وشعبا برمته, على هذا الأساس  لم يتردد في دعم ونضال الحركه الكرديه , كما لم يألو جهدا في دعم  ومساندة مؤسسي الحركة الديمقراطيه الأشوريه في بدايات الثمانينات , إذن رسالته هي  أشمل وأوسع  واقدس من رسالة راهب متنسك عزل حياته من اجل قضية تنحصر بين اربعة جدران عاليه رطبه في دير عتيق.
 
 
 الرجل توما توماس لا يليقه مطلقا أن ننسب نضاله سوى الى ما يستحقه, فالرجل حمل على كتفيه مدى ما يزيد على نصف قرن من رداءة الزمان, قضية شعب ووطن,هذه القضيه كما نعرف جميعا تتجاوز  سقف القومية والدين  وتتسع مساحتها لتضم كل القوميات العراقيه, فالشعب العراقي يظل رغم كل الدعوات الطائفية والقومية الضيقة, بعضه شريك لبعضه في السراء والضراء.
بقدر إعتزازنا وفخرنا بعودة جثمان طيب الذكر ابو جوزيف الى حضن أمه القوش التي ولدته وارضعته حليب الشهامة والشموخ ,إلا أننا نثق ان اي بقعه على ثرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ليست اقل طهرا ومعزة من الارض التي توسدها, ناهيكم عن ان الفكر(الشيوعي) الذي كان يتبناه الرجل يرفض بالمطلق بدعة النقاء العرقي ويتعامل مع الدين كقضية إيمان فردية محضه تخص صاحبها ليس إلا.
إن توما توماس لم يمارس النضال مجرد هواية كمخاض لعقده نفسيه حاشاه او ترف فكري يستجدي منه تحقيق مكسب شخصي على طريقة من صاروا يتخبطون كما المصاب بحمى الهذيان وسط شوارع المدن التي تستر عريهم الفكري وتخبئ عوراتهم  وراء مسميات وتشكيلات وهميه خلقوها للتلاعب بعواطف البسطاء, إنما  مارس نضاله كناموس إنساني إستمد بنوده من أنين المحرومين نتيجة السياسات الظالمه التي مارستها الانظمه المسلطه على رقاب الشعوب بقوة الحديد والنار, ويوم بدل المطبلون والمزمرون لون جلودهم,إزداد إيمان الرجل ضراوة بتمسكه بلون جلده الموبوء بجراحات التشرد ونتوءات الصخور التي تعود ان يتوسدها واصبعه على الزناد دفاعا عن قضايا الشرفاء المظطهدين والمسلوبي الحقوق, ويوم ساوم  المطبلون على شرف انتمائهم القومي والفكري الذي يتشدقون به اليوم , أصر الرجل  على أنه إنسان عراقي كلدواشوري وهب نفسه للعراق كله, وهذا ما تحكيه لنا وثائق مؤتمرات الحزب الوطنيه وعن لسان رفيق دربه دنخا البازي.
ل
لملم يكن توما توماس يوما عضوا في منظمه وهميه تضم مجموعة من الجهلة والأميين جعلت لها من صفحات الانترنيت مقرا يدار بفارة الحاسوب,أنما كان قائدا في تنظيم سياسي قدمّ الالاف من أعضائه أرواحهم رخيصة من أجل قضية الفقراء والمسحوقين والوطنيين الشرفاء, إذن لتسكت الأصوات الفاهيه ولترتفع أصوات المنشدين بالمجد الذي يستحقه توما توماس ورفاقه الشهداء الأبطال.

بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم  العائد, وبوركت تلك البلده التي أنجبته إبنا بارا, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات لابد من التحسّب والانتباه دائما من خلال  إستذكار مواقف هذا الرجل  الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء ,رحل عنا الرجل بجسده  لكنه عاد  بروحه المبتهجه الى مثواه  بعد ان ترك  لنا إرثا متميزا من عطاء الأشداء المحنكين, ورث ٌ لا يقبل الحكر  ولا التقسيم  البتة ً, ورثٌ أممي ووطني ثم قومي , فيه من الثراء بما لا يقبل التفريط   به بأي شكل من الاشكال ,والذي  يصون هذا الورث ويأتمنه بصدق,  له الحق ان يتباهى  به  وبأسم صانعه ,شريطة العمل على تحقيق تلك الرساله التي توالى وستتوالى على حملها الأجيال مثلما حملها المرحوم بدمه وعقله وتضحياته.

المجد والخلود للمناضل  توما توماس (ابو جوزيف) .



100
دعوة عشاء محبه أم مائدة سياسه مفككه/ شوكت توسا
كتبنا عن قوائم الكوته المسماة بالمسيحيه  قبل الانتخابات و بعدها, كان الامل يحذونا بتحالف قائمة الرافدين( زوعا) مع ابناء النهرين لكسب مقبولية اكثر لدى ابناء شعبنا  ثم تعزيزها بالتحالف مع الحزب الوطني الاشوري  لكن ذلك لم يتحقق, شخصيا ليس من اي علاقه  تربطني بشخص النائب المثارحول موقفه كل هذا الضجيج, ولا انا بصدد الدفاع عن شخصه  مع احترامي له ,إنما كلمة حق يجب ان تقال من منطلق فهمي البسيط للمنطق الذي لا يشفع التحدث بوجهين على حساب حقيقه شاء حظها ان يكون المتعاطي الثاني فيها إنسان عبرعن موقفه السياسي الصريح  كاسرا فيه روتين حشر الكنيسه في امور لا تليق بها  وهي خارج اختصاصها ,كماان المنطق ذاته يقول بأن الذي تتوفرله فرصة اعتلاء منبر النقد والوعظ  بين الناس,عليه مراعاةعقولهم بالابتعادعن تسويق الاحكام الناريه والنعوت في أمور تبدو خارج اختصاصه اقصدالمجال السياسي .
 لذا عتبي الاخوي, مُرفقا ً بشكري للنائب عمانوئيل خوشابا, اوجهه الى الاخوه الذين ساقتهم اقلامهم ومواقفهم الضبابيه الى إستخدام النعوت واطلاق الاحكام الناريه الباطله بحق موقف سياسي اتخذه النائب عن قناعه كاسرا فيه روتين  حشر الديانه في شؤون السياسه, وهي برأيي خطوة مطلوبه لا بد منها ليس المقصود فيها اننا سنتفضل او نمنّ على احد عندما نبدي احترامنا لكنائسنا ولمقام  درجات رجالاتها , انما الذي حصل كما هو ملاحظ كثرة تدخلات الكنيسه وبؤس قدرتها في التعاطي مع ضوابط العمل في السياسه الذي لابد ان يولد موقفا  ليس  له علاقه  باحترام أوعدم احترام البطريركيه, كلنا يدرك بان مؤسسه كالبطريركيه حينما تزج نفسها في الشأن السياسي ,المفروض بها ان تتحلى بثقافة التعامل مع ظاهرة الاختلاف في الراي  كحاله طبيعيه لا يجوز إخضاعها لمقياس باروميترالمقدسات وسبل فرض سلطاتها ,وعليه كان الأولى  بمن استهوته الدردشه في السياسه الاخذ بالحسبان بان فوز النائب خوشابا كان باصوات ابناء جلدته من الكلدواشوريين السريان  بخلاف اقرانه الذين اصبحت قصة فوزهم  معروفه لدى القاصي والداني,هنا يستوقفني سؤال محير,  يا ترى على ماذا  تسابقنا كلّنا وفي مقدمتنا غبطة البطريرك ساكو الى شجب واستنكار ظاهرة السطو الانتخابي التي انجبت لنا البرلمانيين الاربعه المدعويين للعشاء؟اليس الاجدر بنا ان نستفسر أولا على الاقل عن دواعي و مدى صلاحية بيان البطريركيه المرقم 39 في اذار 2016 الذي الغي فيه تخويل الشيخ الكلداني ريان بالتحدث باسمنا,ومن ثم  اي ثانيا  سيتسنى  لنامعرفة سبب تراجع البطريركيه واعترافها بتمثيل الشيخ ريان أواخيه سلوان  للتكلم باسم المسيحيين !
 نعم من سوء طالع الحقيقه ان يطالها الظلم  من فسحة الحريه التي تترك ابواب العمل في السياسه والتحدث فيها مشرعه امام كل من هب ودب, فيصبح بالنتيجه من حق المسيحي  كما هو حاصل,التغني والاشاده بتمثيله(الديني والقومي) من قبل الفائز باصوات الشيعه والأكراد  ! هل هكذا تورد الابل !! وليكن طالما ثقافته تسمح له بذلك , ولكن ان يتعدى  حدوده  متجاوزا على حق الآخر في ابداء موقفه السياسي الرافض لظاهرة السطو على الكوته وجعلها كوته كارتونيه مشيّعه او مستكرده او مؤسلمه تحت يافطة المسيحيه , معنى ذلك أن الموقف السياسي الملتزم قد اصبح  كابوسا  يقض مضجع المتراصف مع الطامع بوجودنا وحقوقنا؟ نعم " لقــــد هزُلــــــــــــــت" بحق اللات ولم يبقى في الجعبة الا مخرجات عشاء او وليمة قادمه نتنطرّها لاستكمال عناصر الورطه التي حذرنا منها وكتبنا عنها لكشف مثالب تدخلات الكنيسه ومخاطر انجراف العقول  المتعلمه مع  فصيل المهلهلين لهذا التدخل الفوضوي ,دعونا نبتعد قليلا عن تبريرات اخفاقات تياراتنا السياسيه وملاحظاتنا السلبيه المسجله بحقها وبحق العمليه السياسيه العراقيه برمتها, ثم لنسال أنفسنا هل ما قدمته لنا تدخلات الكنيسه سياسيا يمكن وصفها بافضل من مباركة تمثيل ولاية الفقيه الايرانيه لمسيحيتنا واسباغ لون التكريد على  فعاليات الرابطه  الكلدانيه الذي اتضح في ضلوعها المعيب  بقضية اقالة مدير ناحية القوش و تعيين البديل دون احترام لارادة الاهالي, ناهيك عن ورطة  دعمها لائتلاف كلداني تأكدَ بان المراد منه لم يكن أكحل من طامة أسلمتنا على  يد الشيخ الكلداني .
 كنت في احدى مقالاتي السابقه قد وجهت سؤالا: هل سيتراجع البطريرك عن قرارالغائه لتخويل الشيخ الكلداني ريان للتحدث باسمنا؟مع الاسف ها قد اتانا الجواب على أطباق عشاء المحبه لممثلّي كوتة التشيع والاستكراد, ولأن الجود من الموجود سوف لن استغرب  صدور بيان بطريركي لاحق يحل محل قرار الغاء تخويل  الشيخ المتشيّع  في التحدث باسم المسيحيين  !!
ختاما ً, لو حسبناها حساب الزرع والحصاد و البيدر, ما الذي  تبــّقى لنا سياسيا للتحدث به حول حقوق شعبنا وقيادتناالجديده  تقر راضية بالسطو وترحب بادواته  التي استخدمتها الاحزاب الشيعيه والكرديه لسرقة تمثيلنا البرلماني ؟ اسئله لو كان من الصعب الاجابه عليها قبل اجراء الانتخابات, فالأمر اصبح فيما بعد مفهوما حتى لدى ابسط عقول عامة الناس.اذن اين هي عقولنا الرائده والمدبرهّ ؟
الوطن والشعب من وراء القصد

101
.....وما زالت المياه الآسنه  تمشي من تحتنا  !!
/ شوكت توسا

 بفضل فساد الفاسدين وزيف ديمقراطية اربابها الدوليين,اُدخِل العراق  في نفق له مدخل ولا احد يعرف متى  واين هو مخرج الافلات من  بشاعة فوضته التي فاقت توقعات وتصورات المراقبين. الذي يعنينا ويؤرقنا في هذا النفق هوحال شعبنا الكلداشور السريان المزري, حيث كلما وصل الحديث بنا الى سلوك عقليات ذات ساسته ورجال دينه  هناك تكرار وسرد ممل  لا مفر منه ما دام استمرار هذا السلوك  يشكل سببا مهما في ازدياد بريق عنوان المتاجره الذي فرّخ عناوينا نضاليه لمن لا عنوان له,عناوين عاجزه  حتى عن احترام أبسط بديهيات الدفاع عن كرامة شعبهم ,نعم  هناك ندرا مخجلا قد تحقق فيما لو اعتبرناه منجز ,لكن الغزاره كانت في تسليم اقدار الشعب وتمثيله  للغرباء الذين تمكنوا من استغلال صفنا المتشرذم .

 يقول احد رواد مشروع ولاية الفقيه الايراني: رأفة بالمسيحيين لم نستحوذ(نسطو) على  مقاعد الكوته كلها! قالها متباهيا باستعماله الشيخ المتشيع ريان الذي سطع نجمه في حضرة نهضة مطران سندياغو ومؤتمراته جاعلا  منه جيفارا كلداني لانقاذ المسيحيين, وعندما يأتي ذكر قضية مدير ناحية القوش المقال, فقد اصبح معلوما بان الاقاله وتعيين البديل ما كانا ليتحققا لولا دور رجال كنيستناالذين اصبحت هياكل التعبد ومنابر الموعظه  في عهدهم نسخه من الهيكل الذي قلب السيد المسيح طاولاته على رؤوس المتاجرين والمرابين في باحته,أما كيف يحصل هذا كله والكل يتحدث بالديمقراطيه والتعبد الديني , بلا شك فوضى غياب القانون ورواج سوق ضعفاء النفوس وفرت البيئه الصالحه لإطعام المفلس الفاشل و تحريكه  عند الحاجه,مثله كمثل قرقوز السيرك, لن يلذ طعامه ولن يتجدد عقد عمله الا عندما يتفنن بتحريك أعضاء جسمه لرسم الضحكة على اوجه المشاهدين وبعكسه يرمى كما ترمى المناديل, هكذا يتم تقطيع شجرتنا بفاس قبضته من ذات الجذع.
 في 12 تموز 2018  وجّه مجلس بلدية القوش كتابا الى مجلس محافظة نينوى يخطره  فيه بعدم تنفيذ ناحية القوش المقال( فائزعبد) قرار محكمة القضاء الاداريه الذي  اقتضى اعادته الى وظيفته, لا يتسع المجال هنا للتعريج على تركيبة المجلس البلدي في القوش وشرعيته, فهوغني ٌعن التعريف سواء بالمهمات المناط بها أو باهتماماته التي لا رابط يربطها بمصلحة وحقوق أهل البلده,المهم جاء رد مجلس المحافظه في 29 من نفس الشهر بتوقيع رئيسه السيد بشاركيكي يوصي بتنسيب مديراخر! الملاحظ في كلا المخاطبتين  توجيه تهمه التهرب للسيد فائز من تنفيذ اوامر القضاء,لكن الاكثر وضوحا هو تضليل الناس بعدم معرفة المجلسين بالتحاق السيد فائز في صباح 15 تموز بدائرته و بكيفية إقتياده من قبل الاساييش من بناية ادارة الناحيه الى مكان مجهول تم فيه ضربه وتهديده بحسب المعلومات المتسربه. سوف لن نستبق الأمور في التعليق ,نكتفي بمطالبة إدارة موقع عينكاوه الموقره  باجراء مقابله مع السيد بشار كيكي كي يعرف القارئ حقيقة الامر .

همسة ٌ لا بد منها في آذان من نحبهم :
في مقال عنوانه( بعد نصف قرن من الغربه ,ابو جوزيف يتوسد صدر مرضعته ..) كتبته قبل اكثر من عشرة اعوام  وأعيد نشره في اوكتوبرمن كل عام استذكارا لرحيل طيب الذكرالقائدالشيوعي توما توماس,اقتبس منه جملة مخاطبا فيها احفاده بالنضال:(..شاخصة قبر,,بمثابة محطه تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها : العزيمه والثبات).
من الامورالتي لم نعتادها في ماضي ايامنا,و التي تلفظها قواميس الفكروترفضها  مفاهيم الثقافه,هي استهانة المرء بتكرارحالات فشله و ذهابه للمساومه  من اجل تبريرها وتمريرها,نعم التأني لدقه الحكم على الاشياء والتخطيط  هي امورعلى الضحيه مراعاتها لاستعادة اعتبارها,أما ذهابهابارجلها الى بيت الجلاد اوالى الراس الديني الذي مهد وشارك في صناعة المشكله, فتلك ظاهره أعتبرها استجدائيه ليس من تفسير لها سوى استشراء ثقافة غيرمعنيه بالف باء الكرامه التي يكتسبها المرء بالرضاعه ومن  تربية بيته,اذ بدونها يتكحل النضال  بألوان الشحذ والارتزاق  وينقلب التعبد والتديّن الى كذب ونفاق, حقيقة ً كلمة تباً قليله بحق السياسه والتديّن عندما تصبح عناوينها وسائل مبتذله لتحقيق جموح اعتلاء المنابر وملئ البطون.

 نحن لا ننتقد من اجل الترقيات والبرطلات,ولا تعاليا او تماديا على احد لاننا كلنا في مركب مهدد بالغرق ,ولكن بمقارنة نصوص الاراشيف مع فعائل اصحابها, تزدحم في الذهن  تساؤلات لا تلقى ما يشفيها, يا ترى ما الذي جنته القوش حينما تتطوع مطرانها بدعم المجلس البلدي في اقالة مدير الناحيه ؟وهل فعلا نحن بالجهاله التي تمنعنا من ادراك ما وراء الائتلاف الذي حمل اسمنا الكلداني زوراً, ام ان إعجابنا بالمجلس الشعبي واشباهه شجعنا على تقليده  بسكوتنا على ظاهرة تكريد مكتب الرابطه في القوش , أليس هذا ذات الخطأ الذي ارتكبته كنيسة سندياغو حين أحاطت الشيخ الكلداني بهالة الملائكيه  والانكى من هذا وذاك , لماذا لم تفكرالرابطه في  منافسة استقلالية زوعا التي اشاد بها غبطته بدلا ًمن وضع البيضات كلها في سلة ائتلاف معروفة هويته,أسئله علينا ان نجد لها اجابات شافيه قبل صب غضبنا على زوعا والقاء اسباب فشلنا عليها اوعلى الغرباء,لان المصداقيه وحدها هي التي تعطي للنقد قيمته وأحقيته أما الذي اغتاظ من نقدنا للمجلس الشعبي وانزعج من كشفنا المبكر لمثالب الرابطه الكلدانيه,من المؤكد سوف يغضب إن قلنا بانه ابتلع الطعم الشيعي والكردي ولن تشفعه ملامة الاخر, ولانه ابتلعه فسوف لن نطالبه بما تحقق قوميا ودينيا,لأنه صفروسيهبط بعد انتخابات اربيل لو أجريت  .
 اختم واقول ليس من حق النائم ان يطالب غيره باليقظه,عليه اولا أن يستيقظ   ويعترف باننا ورغم كل ما سجلته اقلامنا من نقد لزوعا وهي ظاهره طبيعيه, اثبتت الايام عجزنا عن إنجاب منافس لاستقلاليتها,تلك خيبه حقيقيه لمن يدرك اهمية حاجتنا الى منافس دؤوب.انا أطالب  أؤلئك الذين ساقتهم  ثقافتهم وعواطفهم الى تسليم تمثيلنا لماكنة الغرباء,ان يراجعوا انفسهم, إن عجزوا عن ذلك ,عليهم الاهتمام بالتمثيل الجديد و ترك زوعا لحالها فهي  لها ما يكفيها في خضم هذه الفوضى .
معذرةً مسبقه من القراءعن تأخير ردي على التعليقات إن وردت, ربما ستطول ثلاث اسابيع....مع الشكر.
الوطن والشعب من وراء القصد

102
 
هلاهل الضحيه في عرس جلادها وصلوات الشامتين ....الى اين ؟ 
شوكت توسا
 من كثرة مظالم الجلاد , تعوّدنا على سفاهته ولم يعد صّم آذانه على اصوات الضحيه بالامر الغريب , خاصة عندما يصل استخفافه بنا الى اعترافه العلني بسطوته السافره على المسماة بالكوته المسيحيه كاشفا أسماء المسيحيين الفائزين بشرف ولائهم  لحزبه,  وهل هناك  أتعس  من هلهلة  الضحيه  في عرس جلادها  وهي تطالبنا بتصديق الكذبه التي تتقاطع مع كل ما هوفكري واخلاقي إلا مع ما في العقول والصدور من جهل وكبت فهي موازيه  له  بحيث جعلت من تشيّع تمثيل مسيحيتنا وكردنة تمثيلنا القومي انتصارا بينماهوسطو انتخابي وفكري  سيسجله التاريخ بحق الذين لم يتعظوا من مآسيه .
 لم يكن لهذا السطو السافر ان يتحقق لولا  ثقافة القبول بالانكسار الناتجه عن غياب ثقافة استثمار مقومات قوتنا في مواجهة المحن, أضعنا من ورائها ما أضعناه الى ان ارستنا بوصلتنافي مهابط اعتبار الخذلان مكسبا,لا اود هنا التذكير بإجابة هتلرحين سئل من هم اكره الناس الذين قابلتهم,فهي تبدو الأقبح  لكنها الأفصح مع اعتذاري للقارئ الكريم  .
 ليبارك من يشاء المقاعد المسيحيه التي فازت بدعم  الاحزاب الشيعيه والكرديه ,ولكن  كيف سيبارك السيد المسيح مقعدا بإسم شعبه المعذب يفوز باصوات مظطهديه؟ الا اللهم إن كنا متفقون على توكيل حماية اناجيلنا لداعمي مرشحينا ؟ليس المهم حصول ذلك عن قصد او عن قلة وعي , المهم ان ورطات كهذه او كتلك التي يشهر فيها رجل الدين بنانه مصبوغا او باصما بالعشره تاييدا لاستفتاء كردي او لقائمه مشكوك في امرها , ادوار فوضويه كهذه هي اهزل من ان تواجه  القادم الذي يتطلب التضحيه , علما ان الكنيسة هي اصلا ليس بحال القادرعلى تسوية مشاكلها فكيف لها أن تطفئ حريقا لوشب جراء تسييس اختلافات الأديان , لا اقول ذلك  معاداةً لأحد اطلاقا, ولا من اجل تبريرإخفاق الذين دفعوا ثمن أخطائهم في عملية السطو ,بل امعان المؤسسه الدينيه في تدخلها بغير مهامهايتتطلب الكشف عنه مثلما هو مطلوب منا  نقد المعنيين من ساستنا القوميين وفي مقدمتهم الساده في زوعا وكيان ابناء النهرين مع احترامنا لهم, فهم شاء من شاء وابى من ابى مشمولون بنقدنا لأنهم لم يتواضعوا فيما بينهم أمام  مصلحة شعبهم لوضعها في مكانها المطلوب , والا ما أخفقوا في اعتماد المتوافر من المشتركات وما اكثرها من اجل حماية بيتنا وتفويت الفرصة على اطماع الكبار ودخلائهم الانتهازيين .
 عن ظاهرة تشيّيع الكوتا المسيحيه لو تحدثنا , فهي لم تكن سرا عصي الكشف عنه  كي نصرخ الآن : لقد وجدنا سارق العجول السمان ! الكل على علم بان اسلامويين موالين لولاية الفقيه  امثال كريم النوري ومهدي المهندس وهادي العامري ومن يدور في فلك مشروعهم الايراني هم من خطط لهذا السطو, والمتابع لمحطات بروز الشيخ الكلداني ريان يعرف يقينا دورالمطران  جمو في سطوع  نجم الشيخ بسماء الكلدان , حيث ان الفضل  يعود لنيافة قائد النهضه الكلدانيه في أصدارالمرحوم البطريرك دللي بيان تخويل الكلداني المتشيّع للتحدث باسم المسيحيين الكلدان, حاول النهضويون الذين أدوا قسم اليمين وتعهدوا بدعم قائمة بابليون,حاولوا جاهدين وصف هذه الممارسه تارة بمثابة درعَ حماية المسيحيين وتارة أخرى  بالكاسحه التي ستشق الطريق امام تحقيق النهضويين الكلدان,لو كان لهذا التبريرالركيك اية صحه صحه, ارجو منهم ان يسألوا ويجيبوا , لماذا الغى غبطة البطرك ساكوذلك التخويل؟ وهل يا ترى سيستمر سريان مفعول الالغاء أم سيتم تناسيه بعدفوز الائتلاف الكلداني بمقعد وفوز الشيخ الكلداني بمقعدين !.
اما ما يتعلق بتكريد الكوتا المسيحيه ,ففي أكثر من مناسبه كتبنا واشرنا مع ذكر الشواهد بأن الرابطه الكلدانيه في طريقة تشكيلها وممارساتها المتعثره سوف لن تستطيع في افضل حالاتها ان تزيل آثار التشّيع التي خلفها مشروع المطران جمو مع الشيخ ريان,ويا ليتها إكتفت بتحقيق نتفة ً من هذا القبيل ,إنما في ربط نشاطها السياسي بمصلحة حزب قومي كردي  ناقضت نفسها عندما لم تحترم تقييم قائدها لتنظيماتنا ولم تلتزم قيد شعره بالاستقلاليه المشاد بها ,اذ سرعان ما ابتلعت طعم التكريد مقلدة بشكل او بآخر المجلس الشعبي ومن على شاكلته سواء في دعمها قائمة الائتلاف الكلداني او في لاقانونية  تعيين السيده لارا كبديل لمديرناحية القوش المقال كونها مسؤولة مكتب الرابطه في القوش وهي في نفس الوقت عضوة  في حدك .
 اما مهاترات المتبجحين  في اعتبار خسارة زوعا لمقعد برلماني سقوطا سياسيا, فهم في الحقيقه يتمنون ذلك عن عدم  ادراك ومتابعه لتجارب الشعوب ونضالاتها التي تحكي ولست انا من يقول, بان الإخفاق وليكن في خسارة كل المقاعد فهو لا يعني السقوط  اطلاقا انما درس يمكن الاستفادة من تفاصيله , معذورذلك الذي يكون كبته وجهله في السياسه سببا في عجزه عن التمييز بين السقوط السياسي  وبين مستحقات الالتزام بالاستقلاليه التي تكلف صاحبها عبئا في مثل اوضاع العراق السياسيه, لذا نصيحتي للذي يود التعرف على ابطال السقوط السياسي,عليه أن يركز بعقله قليلا و ينظربتمعن الى معروضات الدكاكين السياسيه الكارتونيه الواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار,تلك التي لو نطقت  إنفضح ارتمائها في احضان غاصبي حقها .
حينما نقول بان السطوعلى الكوته نتيجه متوقعه,نقولها ليس بسبب جبروت الخصم  فحسب,انما عندنا من نقاط الضعف الكثير مما يتطلب النقد ,لكن الاولويات  تحتم اسبقية نقد الذين مع الاسف لم يحتاطوا لمواجهة ما يتمخض عن الفوضى  في بلد اللاقانون واللا منطق, نعم كان الأجدر بزوعا و كيان ابناء النهرين, ابداء المزيد من التفاعل مع تطلعات ابناء شعبنا لتحقيق تسويه  ترص الصف  بأوساط الحلول وليس بالقطيعة التي عزف بسببها الالاف من ابناء شعبنا عن التصويت مما زاد من  تاثيرهذا السطو ,واناعلى يقين  في حال توفرت ارادة التصحيح, أقولها جازما بان تصحيح الخطأ يقع بالدرجه الاساس على عاتق زوعا واشقائها في كيان ابناء النهرين من دون الدخول بتفاصيل قدرات الآخرين و مواقفهم المترنحه .
 ولمن يصر على طمس رأسه في الرمال تهربا من تهمة تسليم مقبض السوط بيد الجلاد ,عليه اعادة حساباته  بعد ان  تأكد باليقين بان اصوات الشيعه  كانت وراء فوزالشيخ الكلداني الذي شرحنا طريقة سطوع نجمه في سماء الكلدان, اما تصريح المسؤول الكردي هورماني  بان حزبه البارتي انتزع مقعدين من اصل خمسة  مخصصه للكوته المسيحيه قاصدا المرشح هوشيار قرداغ مرشح قائمة الائتلاف الكلداني  والمرشحه ريحان حنا من قائمة المجلس الشعبي , هذا ما سبق و أكده العميد الكردي سرمد قادر قبل الانتخابات قائلا بان لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني  ثلاثة مرشحين  في قوائم الكوته المسيحيه وذكرهم بالاسماء ( اوشانا, ريحان, هوشيار).هذه حقائق  تفيد الذي يود معرفة شكل السقوط السياسي الحقيقي وكيف تم تشييع  وتكريد تمثيلنا الديني والقومي في غياب قانون يحمي المسماة بالكوته من تلاعبات الكبار , ولنتذكر دائما  بأن الشعوب لاتموت بسبب الجوع والحرب او بخسارة مقعد برلماني , انما تموت الشعوب حينما يخونها أبناؤها, لنوفر اذن على شعبنا الشماتة به ونذهب الى حيث يمكننا معالجة  اسباب هذا الإخفاق  بعد تشخيص الجهات التي راهنت على  يد الغريب.
الشعب والوطن من وراء القصد
 

103
  هلاهل الضحيه في عرس جلادها وصلوات الشامتين ....الى اين ؟  / شوكت توسا
 من كثرة مظالم الجلاد , تعوّدنا على سفاهته ولم يعد صّم آذانه على اصوات الضحيه بالامر الغريب , خاصة عندما يصل استخفافه بنا الى اعترافه العلني بسطوته السافره على المسماة بالكوته المسيحيه كاشفا أسماء المسيحيين الفائزين بشرف ولائهم  لحزبه,  وهل هناك  أتعس  من هلهلة  الضحيه  في عرس جلادها  وهي تطالبنا بتصديق الكذبه التي تتقاطع مع كل ما هوفكري واخلاقي إلا مع ما في العقول والصدور من جهل وكبت فهي موازيه  له  بحيث جعلت من تشيّع تمثيل مسيحيتنا وكردنة تمثيلنا القومي انتصارا بينماهوسطو انتخابي وفكري  سيسجله التاريخ بحق الذين لم يتعظوا من مآسيه .
 لم يكن لهذا السطو السافر ان يتحقق لولا  ثقافة القبول بالانكسار الناتجه عن غياب ثقافة استثمار مقومات قوتنا في مواجهة المحن, أضعنا من ورائها ما أضعناه الى ان ارستنا بوصلتنافي مهابط اعتبار الخذلان مكسبا,لا اود هنا التذكير بإجابة هتلرحين سئل من هم اكره الناس الذين قابلتهم,فهي تبدو الأقبح  لكنها الأفصح مع اعتذاري للقارئ الكريم  .
 ليبارك من يشاء المقاعد المسيحيه التي فازت بدعم  الاحزاب الشيعيه والكرديه ,ولكن  كيف سيبارك السيد المسيح مقعدا بإسم شعبه المعذب يفوز باصوات مظطهديه؟ الا اللهم إن كنا متفقون على توكيل حماية اناجيلنا لداعمي مرشحينا ؟ليس المهم حصول ذلك عن قصد او عن قلة وعي , المهم ان ورطات كهذه او كتلك التي يشهر فيها رجل الدين بنانه مصبوغا او باصما بالعشره تاييدا لاستفتاء كردي او لقائمه مشكوك في امرها , ادوار فوضويه كهذه هي اهزل من ان تواجه  القادم الذي يتطلب التضحيه , علما ان الكنيسة هي اصلا ليس بحال القادرعلى تسوية مشاكلها فكيف لها أن تطفئ حريقا لوشب جراء تسييس اختلافات الأديان , لا اقول ذلك  معاداةً لأحد اطلاقا, ولا من اجل تبريرإخفاق الذين دفعوا ثمن أخطائهم في عملية السطو ,بل امعان المؤسسه الدينيه في تدخلها بغير مهامهايتتطلب الكشف عنه مثلما هو مطلوب منا  نقد المعنيين من ساستنا القوميين وفي مقدمتهم الساده في زوعا وكيان ابناء النهرين مع احترامنا لهم, فهم شاء من شاء وابى من ابى مشمولون بنقدنا لأنهم لم يتواضعوا فيما بينهم أمام  مصلحة شعبهم لوضعها في مكانها المطلوب , والا ما أخفقوا في اعتماد المتوافر من المشتركات وما اكثرها من اجل حماية بيتنا وتفويت الفرصة على اطماع الكبار ودخلائهم الانتهازيين .
 عن ظاهرة تشيّيع الكوتا المسيحيه لو تحدثنا , فهي لم تكن سرا عصي الكشف عنه  كي نصرخ الآن : لقد وجدنا سارق العجول السمان ! الكل على علم بان اسلامويين موالين لولاية الفقيه  امثال كريم النوري ومهدي المهندس وهادي العامري ومن يدور في فلك مشروعهم الايراني هم من خطط لهذا السطو, والمتابع لمحطات بروز الشيخ الكلداني ريان يعرف يقينا دورالمطران  جمو في سطوع  نجم الشيخ بسماء الكلدان , حيث ان الفضل  يعود لنيافة قائد النهضه الكلدانيه في أصدارالمرحوم البطريرك دللي بيان تخويل الكلداني المتشيّع للتحدث باسم المسيحيين الكلدان, حاول النهضويون الذين أدوا قسم اليمين وتعهدوا بدعم قائمة بابليون,حاولوا جاهدين وصف هذه الممارسه تارة بمثابة درعَ حماية المسيحيين وتارة أخرى  بالكاسحه التي ستشق الطريق امام تحقيق النهضويين الكلدان,لو كان لهذا التبريرالركيك اية صحه, ارجو منهم ان يسألوا ويجيبوا , لماذا الغى غبطة البطرك ساكوذلك التخويل؟ وهل يا ترى سيستمر سريان مفعول الالغاء أم سيتم تناسيه بعدفوز الائتلاف الكلداني بمقعد وفوز الشيخ الكلداني بمقعدين !.
اما ما يتعلق بتكريد الكوتا المسيحيه ,ففي أكثر من مناسبه كتبنا واشرنا مع ذكر الشواهد بأن الرابطه الكلدانيه في طريقة تشكيلها وممارساتها المتعثره سوف لن تستطيع في افضل حالاتها ان تزيل آثار التشّيع التي خلفها مشروع المطران جمو مع الشيخ ريان,ويا ليتها إكتفت بتحقيق نتفة ً من هذا القبيل ,إنما في ربط نشاطها السياسي بمصلحة حزب قومي كردي  ناقضت نفسها عندما لم تحترم تقييم قائدها لتنظيماتنا ولم تلتزم قيد شعره بالاستقلاليه المشاد بها ,اذ سرعان ما ابتلعت طعم التكريد مقلدة بشكل او بآخر المجلس الشعبي ومن على شاكلته سواء في دعمها قائمة الائتلاف الكلداني او في لاقانونية  تعيين السيده لارا كبديل لمديرناحية القوش المقال كونها مسؤولة مكتب الرابطه في القوش وهي في نفس الوقت عضوة  في حدك .
 اما مهاترات المتبجحين  في اعتبار خسارة زوعا لمقعد برلماني سقوطا سياسيا, فهم في الحقيقه يتمنون ذلك عن عدم  ادراك ومتابعه لتجارب الشعوب ونضالاتها التي تحكي ولست انا من يقول, بان الإخفاق وليكن في خسارة كل المقاعد فهو لا يعني السقوط  اطلاقا انما درس يمكن الاستفادة من تفاصيله , معذورذلك الذي يكون كبته وجهله في السياسه سببا في عجزه عن التمييز بين السقوط السياسي  وبين مستحقات الالتزام بالاستقلاليه التي تكلف صاحبها عبئا في مثل اوضاع العراق السياسيه, لذا نصيحتي للذي يود التعرف على ابطال السقوط السياسي,عليه أن يركز بعقله قليلا و ينظربتمعن الى معروضات الدكاكين السياسيه الكارتونيه الواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار,تلك التي لو نطقت  إنفضح ارتمائها في احضان غاصبي حقها .
حينما نقول بان السطوعلى الكوته نتيجه متوقعه,نقولها ليس بسبب جبروت الخصم  فحسب,انما عندنا من نقاط الضعف الكثير مما يتطلب النقد ,لكن الاولويات  تحتم اسبقية نقد الذين مع الاسف لم يحتاطوا لمواجهة ما يتمخض عن الفوضى  في بلد اللاقانون واللا منطق, نعم كان الأجدر بزوعا و كيان ابناء النهرين, ابداء المزيد من التفاعل مع تطلعات ابناء شعبنا لتحقيق تسويه  ترص الصف  بأوساط الحلول وليس بالقطيعة التي عزف بسببها الالاف من ابناء شعبنا عن التصويت مما زاد من  تاثيرهذا السطو ,واناعلى يقين  في حال توفرت ارادة التصحيح, أقولها جازما بان تصحيح الخطأ يقع بالدرجه الاساس على عاتق زوعا واشقائها في كيان ابناء النهرين من دون الدخول بتفاصيل قدرات الآخرين و مواقفهم المترنحه .
 ولمن يصر على طمس رأسه في الرمال تهربا من تهمة تسليم مقبض السوط بيد الجلاد ,عليه اعادة حساباته  بعد ان  تأكد باليقين بان اصوات الشيعه  كانت وراء فوزالشيخ الكلداني الذي شرحنا طريقة سطوع نجمه في سماء الكلدان, اما تصريح المسؤول الكردي هورماني  بان حزبه البارتي انتزع مقعدين من اصل خمسة  مخصصه للكوته المسيحيه قاصدا المرشح هوشيار قرداغ مرشح قائمة الائتلاف الكلداني  والمرشحه ريحان حنا من قائمة المجلس الشعبي , هذا ما سبق و أكده العميد الكردي سرمد قادر قبل الانتخابات قائلا بان لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني  ثلاثة مرشحين  في قوائم الكوته المسيحيه وذكرهم بالاسماء ( اوشانا, ريحان, هوشيار).هذه حقائق  تفيد الذي يود معرفة شكل السقوط السياسي الحقيقي وكيف تم تشييع  وتكريد تمثيلنا الديني والقومي في غياب قانون يحمي المسماة بالكوته من تلاعبات الكبار , ولنتذكر دائما  بأن الشعوب لاتموت بسبب الجوع والحرب او بخسارة مقعد برلماني , انما تموت الشعوب حينما يخونها أبناؤها, لنوفر اذن على شعبنا الشماتة به ونذهب الى حيث يمكننا معالجة  اسباب هذا الإخفاق  بعد تشخيص الجهات التي راهنت على  يد الغريب.
الشعب والوطن من وراء القصد

104
إلى ناخبي أبناء شعبنا المحترمين , الرجاء الإطلاع على هذه الشهاده التي أدلى بها  شاهد ٌ من أهلها ....
العميد سرحد قادر: لدى البارتي ثلاثة مرشحين مسيحيين من الكوتا في مدينة كركوك
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,874766.msg7577849.html#msg7577849

صرح العميد سرحد قادر، المدير السابق لشرطة الأقضية والنواحي في كركوك، لموقع "ئاوينه" الكردي بأنه هناك لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني - البارتي في كركوك ثلاثة مرشحين في قائمة كوتا المسيحيين، ولا احد بينهم من الاكراد".

وبين العميد سرحد قادر ان المرشحين الثلاثة هم، كل من: "ريحان حنا ايوب، من قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري، واوشانا حزيران نيسان، من قائمة اتحاد بيت نهرين الوطني، و قرداغ هوشيار يلدا، من قائمة ائتلاف الكلدان".

وحسب اقوال العميد سرحد، فقد دعا البارتي منظماته وفروعه في كركوك الى العمل لفوز هؤلاء المرشحين الثلاثة.

يجدر الاشارة الى ان العميد سرحد قادر كان مديرا لشرطة الأقضية والنواحي في كركوك، على حصة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبعد احداث 16 اكتوبر ابعدته بغداد عن مركزه، ومنذ ذلك الحين يسكن مدينة السليمانية....(( منقول من صفحة عينكاوه الرئيسيه)).
....................
لهذا السبب قلنا علينا منح صوتنا للقائمه التي تمتلك الاستقلاليه  ,,,,وهي قائمة ائتلاف الرافدين 144 بإعتراف الجميع  وفي مقدمتهم غبطة البطريرك ساكو .
الحقيقه والشعب من وراء القصد

105
   
   
هل رفضُنا لفكرة حشر الدين في السياسه يلغي صحة تقييم غبطته لتنظيماتنا !

شوكت توسا
 نتيجة المكائد ونكد أقدار الزمن, أصبحنا ككلدواشوريين سريان  من الفرائس السهله لأجندات لـُعبة الأمم التي جاءتنا هذه المره باكذوبة الديمقراطيه,والذي زاد من تاثير فوضى هذه الكذبه على شعبنا هو تلكؤ أوليائنا المدنيين والدينيين,فبدلا من رص الصف أمام الكبائر أديرت الاشرعه والبوصلات باتجاه صغائر اشغلتنا في صراعات لا تتسق  مع مزاعم الحرص والادراك لحجم الماساة .
  بخلاف العقليه المبرمجه على الانقياد وراء من يفكر ويقرر بدلا منها, معروف عن العقل الحر عدم استكانته الا بعد التأكد من كل شاردة او وارده تخص اهتماماته,بما معناه ان الادمان على الخمول الفكري المريح هو بمثابة العامل الطارد للابداع والحاضن للإتكاليه التي تتحول بمرور الزمن الى تبعيه ذيليه يصعب ولا اقول يستحيل التعافي منها, فهناك شعوب تعافت بفضل ايمانهاو تمسكها بما يعيد بناء حضورها,الا التي ترتضي بتقاسم فتات الخمول الفكري مع نخبتها المفترضه,فمآلها حتماً التشتت والانصياع  .
في إحدى تصريحاته السياسيه,أكدغبطةالبطريرك ساكو مشكورا على عدم استقلالية تنظيماتنا الحزبيه كلها مستثنيا ً الحركه (زوعا) لوحدها, ورغم تحفظنا على زج رجل الدين نفسه في شؤون السياسه لكن الواقع يؤكد بان التقييم كان مصيبا ,انما الريبة إن وجدت فهي في الاستفاده من استقلالية الجهه المستثناة في تأسيس وعمل الرابطه التي تحمل غبطته عبئ تشكيلها, مع الاسف لم نشهدشيئا من قبيل هذه الاستفاده في اكثر من مناسبه اخرها اعلان دعمها لإئتلاف حزبين لم يشملهما استثناء غبطته.
 كلّنا يتذكرربيع النهضه الكلدانيه الذي بشّر به نيافة المطران جمّو من سندياغو ,قلنا في حينها بأن تعويل المثقف القومي على اي مؤسسه دينيه في تحقيق نهضه وطنيه أو قوميه ضرب من الخيال,لم يكن سهلا الغاء هذه الحقيقه رغم عقد المؤامرات ومراسيم أداء قسم اليمين اواحتفالية  استقبال الشيخ ريان الكلداني في سندياغو ليصبح بطلا في النهضه ورئيسا لقائمة بابليون ,مما دفع بالمرحوم البطريرك دللي الى إصداربيان بطريركي رسمي يخول الشيخ الكلداني المتشيع للتكلم باسم المسيحيين الكلدان,إذسرعان ما تم إلغاء هذا التخويل وسحب الثقة من الشيخ المتشيّع  ببيان رسمي من قبل غبطة البطريرك ساكو بعد تسنمه سدة البطريركيه, فتخلصنا من ورطة التشيّع السياسي لكن قصورنا السياسي لم يسعفنا في تحاشي الفخ السياسي التكريدي الذي سبق وشرحنا تفاصيله  من خلال ما كتبناه حول اقالة مدير ناحية القوش واختيار عضوة منتميه لحزب كردي وهي مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه كبديل عنه,هذا القصور السياسي  بدا اكثر وضوحا في اعلان الرابطة  دعمها لأئتلاف معروفة نشأته الحزبيه والجهه الكرديه التي تمولّه , أما لوعدنا بالذاكره قليلا الى قرار تراجع رجال ديننا عن قبولهم بالتسميه التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر بغداد اوكتوبر 2003 فهوتناقض اخر يضاف الى قائمة تناقضات وتقصيرات اخرى لتنكشف لنا بوضوح تداعيات ومخاطر تدخل رجل الدين في غير اختصاصه . مع كل ذلك ورغم يقيننا بأن انتعاش الامم وتقدم شعوبها لم يتحقق الا بعدعزل الدين عن السياسه,الا اننا بعد اعتذاري عن التشبيه, نبدو وكأننا من نيّام اهل الكهف إستيقظنا للتو وخرجنا بعقول مازالت تعقد آمالها على دورالكنيسه كسابق ايامها ,كلا يا أخوان مع احترامنا وتقديرنا لكنسيتنا ورموزها,علينا ان لا ننسى باننا في زمن لم يعد المعبد الديني مكانا مناسبا  لأنطلاق النهضات القوميه او الوطنيه ولا لتاسيس احزاب سياسيه تلبي تطلعات الشعوب,ولوحصل  فالمساله واضحه لدى العارف باسباب مآسينا ومآسي العراقيين .
  ولو تفحصنا عوامل نجاح نهضات الشعوب ,لوجدنا  انها نجحت  لأنها تبنت نظريات وفلسفات علمانيه متحضره يمكننا بواسطتها على سبيل المثال ان نبررللرابطه عجزها عن طرح قائمه انتخابيه مستقله لاسباب  فنيه وهو امر مقبول. ولكــــــــن :
1 _بماذا  سنبرر إعلان دعم الرابطه لإئتلاف وليحمل الاسم الكلداني, لكن  تأسيس الحزبين اللذين يضمهما الإئتلاف معروف كونه كان  بإيعاز حزبي قومي كردي وبتمويل منه.
2_ اي فكر سياسي قومي  او وطني هذا  الذي يسمح لنا التغني بتأييد نص النقطه 4 من برنامج الئتلاف الانتخابي التي يطالب فيها الائتلاف نيابة عن الاحزاب الكرديه  بتطبيق الماده 140 المراد منها سلخ وتقسيم بلداتنافي سهل نينوى بين اطراف عربيه /كرديه/ شيعيه تتنازع على اراضينا,هل فعلا نحن نجهل هوية بلداتنا وقرانا لذا علينا ان ننفرد دون غيرنا في المطالبه بتطبيق ماده  منتهية الصلاحيه و معروف هدفها وسبب وصف مناطقنا بالمتنازع عليها.
3_ لماذا ننتقد المجلس الشعبي  من جهه  ثم نستثني زوعا عن البقيه ؟واضح اننا ننتقد ونشيد على اساس الاستقلاليه , لكن اين استقلاليتنا عندما ننفرد في دعم المطالبين بتطبيق ماده فرضتها مصلحة الاحزاب الكرديه في الدستور و من شأنها تقسيم و سلب تاريخ وهوية ارضنا وشعبنا ؟
4_  الآن  باعتقادي اتضح وتاكد ما قلناه  حول اقالة مدير ناحية القوش وسبب تعيين بديله عضوه منتميه رسميا لحزب كردي وهي مسؤولة مكتب الرابطه في القوش .

  شخصيا لا تشرّفني الديمقراطيه ولا الوطنيه ولاالقوميه ولا حتى الديانه التي تلزمني سياستها بعرض هويتي وتاريخ ارضي في مزادات الاحزاب المتنازعه على ارض اجدادي , الذي يعتز بصون هذه الهويه ,عليه إستنهاض ذاته وتحصينها معرفيا وسياسيا لمواجهة المفرّطين بوطنيته وهويته ,وإلا فإن قلة المعرفه وما تسببه من سلوك متشنج وعجول تبدو كافيه لخدمة خصومنا,أما الأستذكاء في التبرير فذلك لن يشفعنا سياسيا اطلاقا .
   في الختام , كنتُ دائما ضد الترويج لزج الدين في السياسه , واعتراضاتي على مواقف الرابطه لا تمنعني من تاييد صحة تقييم غبطته لتنظيماتنا,فهو تأكيد لسابق قولنا بأن اس علتنا يكمن في خمول العقليه التي تجد راحتها  في كارتونية حضورها الفاقدلاي استقلاليه ,فبالرغم من أخطاء زوعا وتواضع امكانياتها كما تكرم غبطته, الا ان استقلاليتها ميزتها عن غيرها ,حيث بدون استقلالية القرار يكون التحدث عن حقوق قوميه او وطنيه او حتى دينيه مجرد هراء, والأيام كفيلة لتؤكد المزيد من صحة كلامنا و صحة ما قلناه بحق الرابطه متمنيا من قيادتها تصحيح أخطاءها والاستفادة منها في إنجاح تاسيس حزب حويادا كلدايا الذي دعا اليه غبطته .
 وعليه , لو تسنى لي ان اشارك في هذه الانتخاب ,سوف لن امنح صوتي للقائمه المشكوك في استقلاليتها , بل سامنحه  للقائمة  144 لانها رغم أخطاءها ما زالت تتمتع باستقلاليتها,ذلك ما أوصى به مشكورا ًقائد الرابطه الكلدانيه غبطة البطريرك ساكو.
الوطن والشعب من وراء القصد

 

 

106
" لو نسيَ البذّار مكان البذور التي بذرها يوما ًسيدله المطر الى مكانها "


شوكت توسا
وإذ حديث مقالنا حول حاجة مجتمعاتنا الى الاصلاح,ليس من  سبب او تفسير لتلكؤ ثقافة المعالجه سوى أن الإبداع  يشكل مصدرخوف وإحراج لدى الكسول الذي اعتاد الرتابة والروتين في زمن نحن فيه شهودعيان على شعوب تجاوزت عوامل تخلفها فتطورت وبنت ذاتها ,بينما المسماة بالثوابت المبجلّه جعلت منا حملانا وديعه بل نعاجا طائعه لمن يود حلبها,لافكر نهضوي يحرّك الإرث الراكد ولا إراده تعطّل تناسل الاختلافات تاركين الحبل على غارب من يفكر بدلامنا ويعمل بإسمنا ,فيصبح شحذ المجد من سالبيه نهجا للشاطب على نفسه بعد شطبه على نهضات  الغير.
"من خلال دراسه قام بها الباحث جوردان غرافمان من جامعة نورث ويست الامريكيه, ظهرأن زيادة نسبة الأصوليه والتعصب الديني  سببها خلل عضوي في المنطقه الدماغيه التي تتحكم بزيادة ونقصان نسبة المرونه المعرفيه لدى الانسان , لذا نجد ان البعض غير قادرعلى تحديث وتطوير وضعه الايماني  في ضوء معطيات وأدله جديده,أي تقل عنده نسبة الانفتاح و تقبل الرأي الأخر".
  بغض النظر سواء كان المنادي بنهضة شعبه,علمانيّا ام متدينا ,فهو ملزم منطقيا في تسوية خلافاته من اجل بقاء ٍيتسق مع متطلبات العصرمراعيا في ذلك مقولة رضا البشرغاية لا تدرك,تسويه منطقيه من هذا القبيل قلّما يتقبلها العقل المدمن على التكابر والاستخفاف بتجارب شعوب نجحت في إسدال الستارمثلاعلى أعتى قرون أغرقت أوربا المسيحيه بظلام دامس بسطته أحكام رجالات الكنيسة (الفتره المظلمه) يوم كان المؤمن يقاسي الجهل والفقربينما السماسره يفترشون موائدهم  داخل الكنيسه في ظل حكمها الثيوقراطي (حكم الله) المفروض على الشعب   .
بحكم تشّعب أجندات المؤسسات الدينيه,لم تتوانى الكنيسه في مباركة ورعايةالمناسبات التي تجد فيها تعزيزا لثيوقراطيتها  وترسيخا لشعوذة توهيم البسطاء بإمكانية مغفرة ذنوبهم لقاءمبلغ يدفعه المذنب للكنيسه ولسان حال الكاهن الواعظ يقول "حالَما ترنّ النقود في الصندوق تتحررالروح من العذاب وتطيرالى الجنة",أزاءهذا اللغو والإيغال المفرط في حياة الناس ,لم تقف النخبه مكتوفة,بل راحت تنادي بكسرالمُسَـلـّمات والبدع الباليه التي ارسيت بإسم الله فكانت النتيجه ولادة مشروع إصلاحي أضفى الى مسار بُنيت في اقتفائه أنظمة حياتيه متطوره يحلم المسلم والملحد قبل المسيحي للعيش فيها هرباً من تخلّف أنظمة وثقافة بلدانهم.
 بعد معاناة قرون من الظلم والاستغلال, صحا النائمون الاوربيون من سباتهم على تحذيرات عقلائهم من مخاطركاترلات رجال  الكنيسة بإسم المقدس الديني, مُطالبين بإنهاء ما مؤداه هتك الناموس الديني وتخريب المجتمع  بأكمله, ليس لجما ً لحق المتعبد ,انما فعلوا ذلك كبحاً لفساد كارتلات الكنيسه والنبلاء التي بلغت سطوتها حدود الأمر والنهي  في اختيار الملوك وتتويجهم ,بالمناسبه  مشاكل السيد المسيح  لم تكن مع عامة المؤمنين,انما مع اللاهوتيين, في النهايه أثبتت العقول الحره بأنها الاصدق في احترام حرية الانسان والأقدر على تجريد المسيئ لمفاهيم الدين من حصانته ,هكذا انقلب  سحر المُحصَّن لاهوتيا دون وجه حق , الى رضوخ صاغر لمشيئة العامه .
هذا الاصلاح الذي نتحدث عنه ونتمناه لمجتمعاتنا ذات التنوّع الديني والعرقي ,لم يتحقق بالصلاة والزكاة , ولا بالسفسطه والعناد,انما تباينات طرائق تفكيرالمهتمين بأزمات شعبهم أنضجت إتفاقاً بينهم على التوقف عند كل ظاهره سلبية ليتدارسوا طريقة ردمها تحت صخرة التحررمن التفاسير التي رسخت الفوارق الطبقيه وزادت من حدة صراعاتها.اي لولا الاستجابة لدعوات ترك التصورالديني التقليدي والتوجه نحو فصله عن تفاصيل فعاليات الدوله,لَما تحقق التجدد الحياتي في بلدان اوربا ولاسُنت قوانين تحفظ للمؤمن ولغير المؤمن حقه و تنظم علاقاته,جلّ الحكماء نادوا بمخاطبة العقل,فالمصلح مارتن لوثرعلى سبيل المثال رغم ايمانه وورعه وقف ضد تدخلات رجال الكنيسه الهوجاء,ومثله فعل الفيلسوف الانكليزي برتراند رسل وآخرون نذروا حياتهم لمجابهة ظلم دعاة التدين على عامة الناس, ورغم شراسةالهجمات السفسطائيه ,واصل الحكماء بزق شذرات معرفتهم حيثما حلّوا كي تنعم الأجيال بزرعهم وإلاما فازبرتراند رسل بلقب شيخ الفلاسفه.
اماالقول باننا ورثناالمعتقد الديني كتقليد بيتي او بحد السيف,فتلك حقيقه تقال ليس نيلاً من المعتقد  فحسب ,ولاهي إدعاء باكتشاف جديد لعلّةٍ هي اصلا موجوده تناقلها الآباء وورثناها منهم على علاتها بفطره اقرب الى العفويه الطارده للعقلنه بل أكثرها شَبهاً برجفات الراكعين خوفامن عقاب الله وضياع الفردوس المفقود. يقول الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا "إذا كنت تريد من حاضرك ان يكون أفضل من ماضيك عليك بدراسة الماضي جيدا "إذ نادراماتجرء مؤمن وتحدث حول إثم الإنتفاع باسم الدين والمبالغه في تقديس خطابات دون تمحيصها او مقارنتها بصدق إلتزام الخطيب نفسه بها,في هذا الصدد يقول الفيلسوف الفرنسي البير كامو: "من تنقصهم الشجاعه يجدون دائما فلسفه لتبريرها "وهل هناك أتعس من ان يكون الخوف سببا لابداء الاحترام والطمطمه  على ماهوغيرمنطقي  وغير انساني في عصرساوت قوانينه بين حق المؤمن وغيرالمؤمن في المطالبه بتطبيق مقولة ما لقيصر لقيصر وما لله لله,أومناقشة نتائج الالتزام الأعمى  بمقولة "أسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم"  في زمن ليس من شيئ يقين من دون التشكيك بكل شئ, ولو فعل أحدهم وخاضهذا المضمار , فهو ملحد وهرطيقي,اي ممنوع حتى على المؤمن الورع انتقاد افعالهم على اعتبار أن درجاتهم الروحيه التي يوزعوها فيما بينهم قدأعطتهم توكيلا إلهيا جعل من الانسان والارض والجنة والكلمه مقاطعاتا مملوكه حكرا لهم يوزعون منها لمن يشاؤوا وكيفما شاؤوا.
  بالنسبة لقارئنا الذي لا يهمه شأن الذم والمديح بقدرإهتمامه بقراءة المفيد لتطلعاته ازاء نفسه ومجتمعه ,يعود القهقري خائبا بعد كل فينة ٍ يقرأ فيها دفاعات عشوائيه متخبطه منشؤها عُقد يحاول البعض الافلات منها تحت يافطات الدفاع عماهو أعقد وأسمى من ان تتناوله عقلية متأزمه.نحن معشـرالمنتسبين للمعتقد بالوراثه كما أسلفت,مهما كانت ديانتنا ,علّمتنا بيئتنا رغم بساطتها,علمتنا كيف لرجل الدين ان يتحصن في مجتمع متعدد الطبقات والمعتقدات,فعندما أدرك الانسان الاوربي بان المنطق والعقل لا يعولان على فلسفة الحصانه الطاؤوسيه في احقاق المساوات بين البشر,خرج المؤمن قبل اللامؤمن ليقول بملئ فمه بان حصانة رجل الدين ليست وصايه مفروضه إلهياً ,انما مشروطه طرديابمقداراحترامه لدرجته الروحيه و إلتزامه في تطبيق التعاليم التي تستحرم تدخلّه في امورتظطره الى التحايل على رسالة الدين باعتماد القوه والغنى  والاثنيه والمحسوبيات الأخركمعايير لتقييس درجة الولاء والايمان   .
 اختم بعد الاعتذارعن الاطاله بالتساؤل حول منطقية ولاهوتية التبريرات التي يتشبث بها البعض لإستثناء رجل الدين من النقد عندما يتعمد ظلم الذين حواليه في شذّه عما نذر له نفسه ,وهو يقينا يدرك بأنه في تشعب تدخلاته خارج مهامه الدينيه ,إنما يشطب بنفسه على ما يحصّنه دينيا واجتماعيا. أما المؤمن الذي يصنع من إيمانه حائلا أمام زلزلة الثوابت الباليه التي تتضارب مع تعاليم ديانته,فهو يضحك على نفسه ولا اقول على معتقده  .
الوطن والشعب من وراء القصد


107
فانوسكم عـلــدرب ... ضـُواه عمى عيوني

شوكت توسا
 في الخامس من آب 2017 نشرنا مقالا ً, تطرقنا فيه الى اجنده سياسيه كرديه أخفقت كذا مره في إقالة السيد فائز مدير ناحية القوش , ثم أفلحت بعد تلّقي مجلس الناحيه  كلمة السر من الكنيسه ,فأحسن المجلس استغلال خلافات راعيها مع ادارة الناحيه وتدخلاته بتوظيف درجته الدينيه في أمورخارج صلاحياته الكنسيه,بالنتيجه ظهر المجلس والأجنده التي خلفه وكأنهما براء من موضوع الاقاله  .
وبتاريخ 1/1/ 2018.نشرنا مقالا آخر,إعترضنا فيه على تسهيلات الرابطه الكلدانيه لتمريرأجنده سياسيه أمعنت في تهميش وسلب إرادة شعبنا والتقليل من هيبته, و ناشدناها  بوجوب انتباهها الى ظاهرة التكريد السياسي لمكتب الرابطه في القوش وضرورة معالجتهابعد ان إتضح ان إختيار الرابطيه لارا زرا بديلا لمدير الناحيه المقال لم يكن على أساس الكفاءة المهنيه او برغبه شعبيه, بل بتوافق حدك مع رغبة قيادة الرابطه الكلدانيه لذا أوصت بقبولها  .

  مع إقتراب موعد الإنتخابات,كان الأمل يحدونا في أن تشكّل الرابطه الكلدانيه قائمه مستقله لخوضها بإقتدار, لكنها اكتفت بإنكفائها على دعم إئتلاف حامل لإسم الكلدان شكليا, فضلت وصفه بالشكلي إحتراما لأبناء شعبنا, ومن لا يطيبه هذا الوصف فهو معذور لأنه غير مطلع اوأصلا غير مكترث بتفاصيل تأسيس الحزب الديمقراطي الكلداني ولا بحقيقة انتماء قادته لتنظيم "حدك "صاحب الفضل في تأسيسه  وتمويله على شاكلة تأسيس المجلس الشعبي,نعم انا مع القائل بانه ليس كل ما يقال في الاعلام  يُعمل على اساسه ما لم يكن مقرونا بأدله وإثباتات,ودليلي في وصف هذا الإئتلاف هو بالتأكيد أحد الأدله التي إعتمدها غبطة  قائد الرابطه الكلدانيه في تقييم تنظيماتناالقوميه مؤكداًعدم استقلاليتها و مستثنيا منها زوعا, إذن لماذا إعلان دعم الرابطه  لهذا الائتلاف؟.
كل إنسان حر فيما يختارراجيا فهم مقصد حديثي قبل محاولة تسويفه بجريرة الترويج لدعم قائمة ائتلاف زوعا ,علماً أن منطقية هذا الدعم تنسجم مع تقييم غبطته لتنظيماتنا وهي أصلح لشعبنا مقارنة ً بتسليم لحانا بأيادي معروفة المنشأ مسبقا ً, أما لو تفحصنا بتجرد موقف الرابطه من إقالة السيد فائز و من تسييس طريقة اختيار البديل, سنقترب من معرفة سبب اعلان دعم الرابطه لهذا الائتلاف, حيث لولا ازدواجية موقف الرابطه من الاقاله  لما تحقق مكسب تعيين مسؤولة الرابطه(وهي عضوه في حدك) كبديل للمديرالمقال,أذن نصدّق من؟هل نصدق الحناجر التي صدحت ضد سلب ارادة اهالي ألقوش ,أم نؤيد الذين انكفؤاعلى طمطمتها وفضلوا اليوم تأييد إئتلاف مشكوك في مصداقية استخدامه لإسمنا الكلداني ؟ يا إخوان حدثوا العاقل بما لا يعقل إن صدقكم فلا عقل له, هل انتظر الكلدان ثلاثة اعوام كي تلقى صنارتهم في بركة مياه سبق لغبطته ووصفها بالراكده ؟ أم انتظروا طرح قائمه رابطيه كلدانيه مستقله بعد معالجة مثالبها؟ لنفترض ولأسباب فنيه  لم يتم هذا او ذاك, طيب على أية معياريه سياسيه ( وطنيه/قوميه/دينيه) اعتمدت قيادة الرابطه في اختيارها دعم هذا الائتلاف وهي التي سقطّته بعظمة لسان قائدها و بصريح العباره!!
 الكثيرون يتذكرون موقف الغالبيه الرافضه لظاهرة استغلال تسمياتنا القوميه في تاسيس وتمويل هيكل كارتوني باسم  المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وهكذا مشيخة الكلداني,مالذي تغير اليوم كي نصفق لذات الأجنده( الكرديه) التي تستغل الكلدانيه من اجل دعم أئتلاف معروف التبعيه وبإغراءات لا اعتقدها أنبل مما حققته مباركة اقالة السيد فائز, العلّه ومكمنها يا سادتي هي نفسها لم تخرج عن دائرة عدم استعدادية العمل الجاد لدى دعاة القوميه الكلدانيه قابلها جموح طموح رجل الدين  فحقق مكسبا هناك اي في الاقاله والطريق سالك لتحقيق مكسب آخر كغايه( نبيله!) تتهاوى تحت مداسها بقية الأعتبارات النبيلات, فتصبح الانتخابات فرساً للرهان على تحقيق غايه نبيله أخرى!! .
عجبي من حاملي رسالة سيدنا المسيح وصليبه ومن مثقفينا المؤمنين الرافلين في نعيم ديمقراطيات بلدان التحضر ,عجبي من اصرارهم على مناكفة حقيقة حدود فضاءات النقد,إذحتى في هوامش الديمقراطيه لا يـُستثنى أحدا ًمن النقد تحت اية ذريعه كانت,وعليه فإن  نقد رجل الدين عندما يتدخل بغير شأنه  ليس معناه تسقيطه حاشاه,لكنه واجب ديني واخلاقي قبل ان يكون مهني او سياسي,وإلا ما انبرى شيبنا وشاباتنا وشبابنا في القوش للتظاهر من اجل ذات الهدف الذي نكتب من اجله ,معلنين رفضهم لسلب ارادتهم ومحتجين ضد كل من يصمّ آذانه على صراخاتهم ,من المؤسف ان يصل الأمر بكنيستنا الى ممارسة دورالمتطوع المنتفع من تمرير لُعَب سياسيه على اهلنا فنظطر شئنا ام ابينا الى نقدها ونقد ظاهرة تجاهل  محبي كنيستهم في المنافي لخطورة الخلط بين لاهوتية المحبه الايمانيه وبين ما يتطلبه واقع ابناء شعبنا السياسي في العراق .


ليس بإستطاعة أحد ان ينكر جدلية  تقاليدنا الموروثه التي ألزمتنا بإيلاء الأولياء ودرجاتهم ( الدرغه) قدرا مميزاً من الاحترام في الاستماع اليهم وطاعتهم ,ولكن ماذا عن انجرافنا وراء هذا التقليد حينما يصبح بمثابة مكبس لكـمّ ِ أفواهنا تجاه ما يقلل من قيمة وهيبة شعبنا, تساؤل موجه لكل ذي عقل وبصيره  للتعامل معه بتجرد ومنطقيه بعيدا ًعن العواطف وعن عبثية تعويذات التهجم والتبريرات ,القاصي والداني بات متيقنا من هوية الجهتين اللتين أوغلتا في اختراقنا واختلاق تشكيلات كارتونيه باسمنامن قبيل المجلس الشعبي والمشيخه الكلدانيه كما أسلفنا,اما(السياسي!!)المتأفئف من وصفنا للإئتلاف الجديد فهو معذور لو قال: " فانوسكم علدرب هو العمى عيوني" لأن غرضنا حصريا هو كشف ما يُخفيه على نفسه وعلينا وكأن لسان حاله ينادي كفّواعن الكتابه النقديه  وأتركونا نشفي غليلناحتى وإن كلّفنا ذلك تسقيط هيبة وهوية شعب بأكمله,يا ترى هل من مناداة أشد بؤسا من هذه؟ ام أن السكوت عليها واجب ؟.
من طبيعة الحقيقه المره انها تقض المضاجع , ومرارة حقيقتنا المؤلمه بلاشك تفوق مرارة الحنظل,لكن المُعاب ليس كاشف طعمها وفاضح ما يحاك حيال أهله بكل تسمياتهم,انما العيب في مَن يعلّص عقاله متبهرجا في ليلة عرس تنكيس عقالات اهله الذي انكشف زيفه وبطلانه في النهار بقرار محاكم القضاء الإداري وسرعان ما سينكشف هدف الزيجه المقبله, نحن حاجتنا اليوم ليس الى تنشيط التململات النفسيه والشخصيه لإشفاء غليلنا بتبرير قبولنا بالإعوجاج , انما قليل من الجرأة والتجرد يكفينا لتشخيص علّتنا , دون ذلك لن نستطيع تقييس  فائدة و منطقية تعويلناعلى تخويل المسؤول الديني ولن يكون بامكاننا ان نحذره من التدخل الغيرالكفوء في صفقات  سياسيه خاسره , يكفي الذي قدمته تدخلات الكنيسه من حجج  وتبريرات واهيه ساعدت مجلس الناحيه في تلفيق تُهم سهلّت ازاحة العثره ( فائز)من امام اجراء الاستفتاء في القوش محققة ً بذلك منافعا شكليه للذين قادتهم بوصلتهم اليوم باتجاه دعم  إئتلاف تم تأسييه وتمويل طرفيه من قبل حدك, هفوات كهذه قد تنطلي على العقليه المقفله على القبول بذكر اسم الكلدان اوالاشوريين حتى ولوشكليا,وقد يتسترعليها منتفع لا يهمه الأسمين اطلاقا,لكننا في زمن لم يعدعقل الانسان يتقبل استغلال إحترام الناس للمقدّس والقدوس من اجل مقايضتها بوصاية الغرباءعلى أناس ضحوا من اجل حريتهم وكرامتهم .
  نختم ونقول بأن ما نمتلكه لا يتعدى قول رأينا مكتوبا بكل صراحه وفصاحه,مثلما لم يمتلك السيد فائز إمكانيه ماليه او سياسيه تكفي لمجابهة ما حيك ضد بلدته, ولا ثقافة المتظاهرين سمحت لهم بأكثر من التزام السلميه في مواقفهم دعماً لالتزام السيد فائز واكتفائه بتقديم شكوى لمحاكم القضاء المختصه بالشؤون الإداريه, ومثله فعل السيد باسم بللو قائممقام قضاء تلكيف المقال,ثم اصدرت محاكم القضاء الأداري  قرارها بإعادة المُقالين الى وظائفهما لعدم صحة الأتهامات وتفاهة الحجج.
 بانتظارصلوات مؤمنينا ومطالبات مثقفينا لتنفيذ قرار المحكمه.
الوطن والشعب من وراء القصد




 

 


108
الإنتباه الى مثالب الرابطه الكلدانيه اليوم قبل الغد رجاء ً

شوكت توسا
بمناسبة عام 2018 الجديد , تمنياتنا لابناء شعبنا وللإنسانية جمعاء بعام ٍ يرفل  بالمحبة  والأمن والإستقرار.
 نداء مقالنا,لا دافع من ورائه سوى احترام الأسماء التي يحملها ابناء شعبنا,اي أن الذي يعنيناهوحدود مصداقية المتكلم القومي بأسم الكلدانيه وجديـّة إستخدامها في وصف الرابطه بعد ان مرعلى تشكيلها قرابة ثلاثة اعوام ومثالبها المتزايده تتراكم فوق الرفوف من دون معالجه ,لذا ليس استباقا للامور لو قلت  بأن الزرع لم يحظى بعد بما يضمن جودة المحصول ,أما اختلاق التبريرات والطعن والتسقيط بما هو سياسي اشوري او كردي او عربي فلا نفع في هذا التهرب من مواجهة الحقيقه بل هي مثلبه مضافه الى سلبيات اخرى واجبة النقد .
 على مدى الفتره التي تلت عام 2003 ,إقتنع العديد من مثقفي شعبنا الكلدواشوري السرياني بضرورة- بل تمنّوا- ظهور تنظيم سياسي قومي جدير لمنافسة( وليكن لمساعدة) الحركه الديمقراطيه الاشوريه في تقديم الأفضل,تلك حاجه منطقيه ما زالت قائمه نظرا لفائدتها, لكن المؤسف له هو ان المتوافرلحد هذه اللحظه لم يرتق الى منافسة ابسط  خطابات الحركه الجامعه , فكيف بنا حين نطالب بتقديم الأفضل؟
عليه , لو كانت الصراحة في النقد مطلوبه ,فأهميتها بلاشك لن تدع مفراً من اعتبار تدخل الكنيسه في غير شؤونها بمثابة تكرار لمثلبه تتجسد اليوم في ظاهرة الرابطه الكلدانيه , وهي تكرار آخر لبرهان عجزالمتكلمين كثيرا بالشأن الكلداني عن اداء واجبهم, ذلك ما يمكن ملاحظته بكل بساطه على الاقل في عزوفهم عن إنتقاد مثالب تستدعي التصحيح وهو أضعف الايمان ,تلك شئنا ام ابينا دليل على ترهل لم تظهر بعد نخبة تعترف بوجوده كي تتم معالجته( اللهم ,والشيئ بالشيئ يذكر,سوى ما تفضل وكتبه الاستاذ صباح قيا ) ,نقولها بهذا الشكل لأن تجربة الرابطه الكلدانيه هي ليست اول محاوله بل اغلبنا كمتابعين على بيّنه بمسببات فشل محاولة المطران سرهد جمو والتي ساهم فيها العديد من رابطييّ اليوم وحضروا مؤتمراته تحت عنوان  انبهروا ببريقه ( النهضه الكلدانيه) ,فتبين أن لاعلاقة له ببناء كيان سياسي قومي كلداني, هذه حقيقه لا تحتمل السفسطه والمزاغله ,نعم أنكرها البعض وتأخر آخرون في كشف كونها لعبة توسيع رقعة نفوذ كنيسة المطران المذهبيه على أكتاف محبي الكلدانيه ونهضتها المزعومه .
لنفترض جدلا ان المراد من الرابطه الكلدانيه هوتصحيح ما فشل به  المطران جمو في مثلبته فأخفق في لملمة الكلدان,ولكن كم سيشفع فشل نيافته ورابطيونا عيني عينك , لا شأن لهم بقواعد هي من البداهة والبساطه التي لا يتطلب الالتزام بها دهاء ًخارقا ,إذ ما من تنظيم حامل لاي مسمى احادي يُكتب له النجاح ما لم يتأسس بموجب ضوابط نظام داخلي حازمه  (غير مطاطيه) تصون هويته وترسم ميكانيكية عمله, تلكم معاييرثابته اي محاوله للقفزعليها معناها التنصل عن تحمل المسؤوليه والاستعداد لتلّقي اللدغة مرة أخرى و من عين الجحر . 
   لمزيد من التوضيح, جدير بنا التذكير بمقال حول اقالة السيد فائزعبد ميخا مدير ناحية القوش,أكدنا فيه على وجود مرشحَين تنافساعلى المنصب,كلاهما تابع لسياسة أجندة الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك), ومن يمتلك خلاف هذه الحقيقه فليتجرأ ويحكيها,لم يفلح نيافة المطران ميخا مقدسي في تنصيب مرشحه عضو المجلس الشعبي السيد غزوان رزقلله لأسباب يمكن الإطلاع عليها ضمن تفاصيل  نجاح غبطة البطريرك في تنصيب  السيده لارا زرا ,وهي كما أسلفنا عضوة ناشطه في حدك إضافة الى كونها مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش, لست أدري إن كان غبطته وبقية الرابطيون على علم بهذه المثلبه و تقصدوا التسترعليها, لاننا بصراحه إنتظرنا  تصحيحا لهذه المثلبه لكن قيادة الرابطه لم تحرك ساكنا , اذن ماذا باستطاعة المرء ان يستشف من الامر سوى ان الجماعه لا شأن لهم بشيئ اسمه كلداني قومي , بحيث رضوا بالبديله مكتفين باعتبارها القوشيه مسيحيه كاثوليكيه ومسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه دون اكتراثهم قيد شعرة بأنتمائها لحزب قومي كردي ومسلم ,إذن اين محل التسميه الكلدانيه من الإعراب سواء اعتبرناها قوميه اومذهبيه دينيه , وما دواعي إستخدامهاعنوانا ً للرابطه! للذي لا يعرف  حجم المثلبه عليه الرجوع الى نص الماده الثانيه من النظام الداخلي .
في اكثر من مناسبه ,يمنح غبطة البطريرك ساكو مؤسس الرابطه الكلدانيه, الحق لنفسه في نقد ومعاتبة الكلدان على جريرة انتمائهم ومؤازرتهم  للحركة الديمقراطيه الاشوريه معتبرا ذلك مثلبه , وغبطته كقائد ورمز لمسيحيتنا يعلم يقينا بأن الذي يجمع الرعيه بكل تسمياتها هو الدين واللغه وحتى المذهب علاوة على التصاهر الاجتماعي, لكنه لم يجد اية مثلبه في انتماء عضو الرابطه الكلدانيه المسيحيه الى حزب قومي كردي مسلم بل  أعتبر دعمها واجبا ً.لوأضفنا الى تناقضات هذه الصوره ظاهرة  إشادة غبطته  بالحركه  (زوعا) على اساس استقلاليتها في نهجها وعملها القومي,بماذا سيمكننا التكهن حول ما يريده غبطته , أنا شخصيا  عاجز عن ذلك لاني لم أعد أفهم  بحسب اي فلسفه  اونظام داخلي جاز جمع هكذا متناقضات وتمريرها ؟ هل هي قلة معرفة وخبره في العمل السياسي من قبل الكنيسه , أم ان جعل الابيض اسود وبالعكس بات أمرا عاديا لدى العاجزين عن تحقيق شيئ من احلامهم,ربما الأرجحيه  للأحتمال الثاني اكثر ورودا ً .
 حقيقة ً فلسفة مستحدثه كهذه رغم استهجاننا لها , لكنها تكاد تكون متوقعه حينما تتكلل طموحات الراعي اللاهوتي  برغبة المجازفه في خوض العمل السياسي معززة ً بحظوة  تأييد من مروّجي خطابات زرع الفرقة بين شعبنا و من المتغاضين عن ظاهرة انتماء مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش وبقية أعضائه الى حزب قومي كردي  ومسلم .
 أختم واقول بكل إختصار, بأن العمل السياسي( القومي) ليس ممارسة لعبة تصفيط مكعبات خشبيه وترهيمها لصنع هودج مزركش,بل له أسس وضوابط  تتجسد في سلوك إيماني  يلزم الناشط  باحترام عقول الناس والتقيد بحدود ما ينص عليه  نظام تنظيمه الداخلي بإعتباره  مرجع  يعتمده المعني على سبيل المثال بشأن التسميه الكلدانيه سواء إعتبرها قوميه او مذهب ذلك شأنه, انما إفتقاره لشجاعة كشف ونقد مثل هذه الإجحافات هو المثلبه بعينها .

الوطن والشعب من وراء القصد



109

فلـــم رحلــة الخلــود, للمخرج العراقي الاشوري فرانك جيلبرت
The Eternal Journey Film.

شوكت توسا


في سفرتي  التي بدأتها نوفيمبر الماضي 2017, قضيت منها عشرة أيام ضيفا بين إخواني واصدقائي في مقر الحركه الديمقراطيه الاشوريه  ببغداد, وقد صادف ان كانت أروقة  وممرات  مقر الحركه  تعج  بالكاميرات والممثلين العراقيين من مختلف الأطياف يقودها  المخرج  المتألق  فرانك جيلبرت  قادما ً من شيكاغو خصيصا لتصوير احداث فلم  " رحلة الخلود"  الذي تدور احداث  قصته  حول إعتقال  وإعدام شهداء الحركه الديمقراطيه الاشوريه الثلاثه يوسب /يوبرت/يوخنا في اواسط ثمانينات القرن المنصرم.
 كنتُ قبل السفر قد سمعت لكن بإقتضاب عن هذا العمل , لم يدر في ذهني بأن العمل هو بالحجم والأداء الذي تفاجأت برؤيته من خلال لقطات قليله شاهدتها اثناء عملية تصويرها , بل بصراحه تصورته كأي عرض  عادي لصور معينه والتعليق عليها من قبل شخص ما, لكن الذي شاهدته ابهرني , حيث المفاجأه كانت  كبيره حين تسنى لي تبادل التحيه مع الممثل العراقي المعروف سامي قفطان وبرفقته الممثل الكبير كاظم القريشي اثناء التهيئه لتمثيل بعض اللقطات المقرر  تصويرها في ممرات وغرف بناية مقر الحركه.


نقلاً عن وكالة  بغداد الغد بريس:

انتهى الفنان العراقي كاظم القريشي من تصوير مشاهده في الفيلم العراقي (رحلة الخلود)، من اخراج المخرج الامريكي من اصل عراقي فرانك جلبرت
ويجسد الممثل  القريشي شخصية الرائد صهيب المسؤول عن مكافحة النشاط الآشوري في أحد أجهزة الأمن في النظام السابق ..
"عبر القريشي عن سعادته بمشاركته في العمل في حديث لـ"الغد برس"، موضحا، ان الفيلم يتحدث عن الحركة الآشورية وما كانت تعانيه من ظلم واضطهاد في الزمن السابق كبقية الحركات الأخرى المعارضة للنظام، وهو فيلم روائي طويل يعتمد كليا على وقائع حقيقية حدثت مستشهدا بالأسماء والتواريخ , يشارك فيه نخبة من الفنانين العراقيين منهم كريم محسن واحمد طعمة وعبد الأمير الصغير، حيث سيكون الفلم جاهزا للعرض خلال النصف الأول من عام 2018" .
مثل هكذا عمل فني فريد , فهو يُعد الاول من نوعه في تاريخنا المعاصر نظرا لما في قصة الفلم  من أكشن  و استحضار  لقطات لتفاصيل ممارسات النظام البائد ضد مناهضيه السياسيين من ابناء شعبنا ,والامر الملفت في جمالية ورونق بعض المشاهد القليله التي رأيتها اثناء تصويرها , هو مشاركة نجوم عراقيين معروفين في تمثيل الفلم علاوة على تعدد اماكن  التصوير بين مناطق علاوي الحله في بغداد والسليمانيه ودهوك واربيل , اضافة الى  تعدد اللغات المستخدمه في احداث الفلم  وذكر  لأسماء  شخصيات مناضله معروفه كشخصية المناضل الشيوعي  توما توماس.
 انتاج فني تاريخي مثل هذا  يتعلق بنضالات فصيل شبابي مهم من فصائل شعبنا, انجاز قل مثيله  ,لكن المؤسف له هو انه لم يحظى  بدعم رسمي من اية جهه رسميه ,بل بتمويل شحيح من قبل شعبنا يكاد يعيق إنجازه بالصيغه التي يطمح اليها المخرج , إذ لابد لهكذا عمل  أن يحظى بما يستحقه من دعم على المستويين المالي والمعنوي من لدن منظمات وجمعيات ونوادي ابناء شعبنا  في الداخل والخارج,  اقول ذلك بألم  بعد الذي سمعته من المخرج المثابر فرانك جيلبرت في اكثر من لقاء معه وهو يشرح معاناته من شحة  تمويل الفلم  , لكنه رغم ذلك  مصر ٌ على انجاز المهمه  مهما عظمت المصاعب حسب قوله .. لذا  ومن هذا المنبر الدعوة موجهه لابناء شعبنا بمختلف  تنظيماته ومؤسساته  لتقديم ما يتيسر لهم من دعم من اجل إنجاح هذه التجربه التوثيقيه الرائده .
تحيه للمخرج المبدع  فرانك جيلبرت على الجهود التي يبذلها من اجل إخراج الفيلم بالمستوى الذي تستحقه أحداث قصة الفيلم , وتحيه للممثلين المشاركين فيه والشكر والتقدير لكل من ساهم وسيساهم في دعم ومساندة هذا العمل القيّم .
 للتبرع يمكن الضغط على الرابط ادناه :
https://www.gofundme.com/the-assyrian-journey-film

و أدناه روابط  لبعض الصور الاخرى والمشاهد والتعليقات ضمن مرحلة التصوير الاولى للفلم :
https://youtu.be/kSyCnXrdnFk
https://ms-my.facebook.com/groups/1028023497225522/permalink/1649825371711995/
الوطن والشعب من وراء القصد



110
               
هل سيكلف نفسه  السيد كفاح محمود ويكشف لنا مكامن الخيبات والانتكاسات ؟

شوكت توسا
  ردا ًعلى كلام  سبق وأدلى به الاستاذ البرلماني عماد يوخنا حول  ضرورة تغيير السياسات التي تتبعها الأحزاب  وفي مقدمتها  الكرديه  في مناطق سهل نينوى , كشف لنا السيد كفاح في لقائه التلفزيوني عن ولعه الطافح بسياسة فرض الوصايات وقمع افواه المقهورين ,مستخدما أسلوبا كلاميا  غير مسؤول " ما ينلبس عليه ثوب " كما يقول الجنوبيون  .
من ناحيتنا, نحن نقول ليس من خيبة أشّد بؤسا وايلاما من تلك التي فيها تنسى الضحيه "المفترضه" نفسها فتتسلح بجلباب الجلاد في وطن كان فيما مضى قبلة للحضارات والشعوب,فجعلته مكائد الزمن بقايا أشلاء سفينه يتقاذفها القراصنه والمنتفعون من الذين لا شأن لهم بشئ إسمه زهوالبلاد وتقدم إنسانها ,انما شغلهم الشاغل تحقيق مصالح ضيقه تستبيح ذبح ذلك الرقي بحد سيوف التطرف الديني والتعنصر القومي,وإلا ما أنيط شأن الوطن المستهدف لعقول مؤدلجه على فلسفة الانتقام والكذب والسرقات سوى من اجل هتكه وشرذمته .
المصيبة التي نحن بصددها تكبر حينما يفتقر مُدعّوا الثقافة من أمثال السيد كفاح الى حجة الدفاع عما في ذهنهم وذهن اسيادهم , فيجد اسهل الطرق في تحميل الضحيه المزيد مما تعانيه ,بهكذا افكاراستعلائيه مؤدلجه تتناسل الخيبات وتتكاثر معاناة الشعوب طرديا مع استشراء ثقافة التفنن في تلميع وحشية  الاجندات التي تنتقي أدوات تنفيذها من قمامات التزمت والتخلف , تلك  ظاهره جدير بصاحب القلم التقدمي الحر كشف خفاياها وليس الرقص على ايقاعاتها كما يفعل السيد كفاح, وإلا ما دواعي حديثنا عن معاناة الشعب العراقي   وعن الدعم الاجنبي الذي لولاه لما استطاع الديكتاتور(صدام) أدلجة وترويض عقول المطبلين السذج على التغني برداء المجد ونياشين قادسية ملايين التضحيات والمليارات التي أهدرت في تصريف اسلحة مصانع الاسطوات,أم اننا ازاء ثقافة تمجيدسياسات الغرب (الديمقراطي)التي لم تدع للصدق مكانا فيما تقوله لشعوبنا,ولوفعلت لفشلت,بل صِدقها  كان دائما في اقتناص الفرص وانتقاء المهيئين لخدمتها .
 لم تكن دعوة الزعيم عبد الكريم  قاسم للمرحوم ملا مصطفى البرزاني للعودة من الاتحاد السوفيتي,مجرد نكاية ً أو إنكاءً لجرح عراقي ,انما استبشرها العراقيون كفاتحة خير لصفحة عراقيه جديده,مما اثارحفيظة العقليه الأجنبيه الطامعه التي تعودت على خنوعنا لها, فدفعتها مصالحها باتجاه الضغط على المرحوم الملا مصطفى البرزاني وإحراجه باشتراط مواجهة النظام الذي استقبله وكرمه بسخاء لقاء دعم حركته والتلويح بحقه في مدينة كركوك , فشرعت الطبول تدق معلنة بداية حرب عراقيه عراقيه في ايلول 1961,وفي العام 1963سقط نظام عبد الكريم قاسم على يد تحالف العروبيين والاسلامويين  بتأييد الملا مصطفى البرزاني بعد ان أوهمه الانقلابيون بإمكانية تلبية مطالبه لقاء دعم حركته لهم,لكنهم سرعان ما انقلبواعليه لتندلع حربا عراقيه على تفاهة فلسفة عروبة كركوك وكردويتها,فأدخل العراق بمسلسل انتكاسات  تحت مداسات أصحاب الشعارات ومقصاتهم المثلومه التي نحرت مئات الالوف من الشباب في حرب داخليه تافهه  .
أما حينما يأتي الحديث عن  صدام حسين ,فهو لم يكن يفلح كما اسلفت في قمع  شعبه ومخادعته بشعاراته لولا دعم الغرب له ومساعدته في ابرام اتفاقية الجزائر عام 1975 , إذ بموجبها تنصل شاه ايران عن دعم الحركه الكرديه ,مما يؤكد بان تأجيج وطيس الحركه الكرديه المسلحه او إخمادها كان مرهونا دائما بما تتطلبه مصالح المستر والآغا والقرداش بعيدا عن تطلعات الشعب,لذا كان المراد من إخمادها هو انعاش نظام ديكتاتوري قادر على خوض حرب طويله ضد ايران ما بعد الشاه,وهذا ما حصل بالفعل ,لكن الغرور أعمى بصيرة صدام  وأنساه بأن الأبّهه التي لم تدم لغيره سوف لن تدوم له فقال مقولته"لقد غدر الغادرون"قاصدا اولئك الذين دعموه في حربه ضد ايران ,قالها بعدان ابتلع طعم غزوالكويت الذي قصم ظهرنظامه وأنعش القضيه الكرديه من جديد على عهد السيد مسعود البرزاني.
 العديد من المراقبين يرون أن السيد مسعود برزاني تمكن بدهائه ان يحوز على دعم ٍ ميزه بين بقية ساسة جيله , إن كان ذلك صحيحا ,فهو يعني قدرته على تفادي اسباب فشل حركة الأب في عام 1975 وسطوع نجم صدام و بذات الاجنده تم إضعاف صدام ورسم خارطة المنطقه الآمنه  في شمال العراق (السيف زون) بعد غزو الكويت 1990 ,ومن اجل إنجاح ذات الاجنده تم فرض التقارب بين حزبَي البرزاني و الطالباني كي تتوفر مقومات قوه سياسيه  وأمنيه واقتصاديه لمواجهة المناوئين لمشروع اقامة دوله كرديه , نعم تهيأ للابن ما لم يتهيأ لابيه بحيث ساد الاعتقاد بان دولة ً في قيد الانشاء قادمه لا محال,لكن اصرار السيد مسعودعلى تحقيق حلمه من خلال  اجراء الاستفتاء قلب الأمور رأسا على عقب لصالح حكومة العبادي , إذن كم استفاد السيد مسعود من اسباب فشل ثورة المرحوم ابيه  في العام 1975 يوم ألقى ألــ 120 الف مقاتل سلاحهم لمجرد تخلي ايران عن دعمها للحركه فعاد الثوار بخفي حنين الى ما كان يسميه النظام يومها  بالصف الوطني, فتقوت شكيمة نظام صدام  .
 في الحقيقه,الغرابة ليس في درجة دهاء السيد مسعود ولا بحجم التأييد والدعم خاصة من لدن شعبه , انما الغرابة في ان ُيلدغ  الداهيه من نفس الجحر اكثر من مره , بغض النظرعما حققه أولم يحققه للمكونات الغير الكرديه المتواجده ضمن جغرافية سلطاته على مدى ربع قرن , ذلك موضوع آخر يتطلب الإمعان في شرحه ,الا ان إخفاقه على الاقل في رعاية ما تحقق لشعبه الكردي يؤكد قصوره في دراسة اسباب فشل ثورات الاسلاف,نعم لقد توهّم السيد مسعود بان اخضرار البهارالكردي تحت سلطته ونفوذه سيطول كي يحقق بإسمه كل ما يريده لمجرد وجود انسجام غربي  مع مطالباته من جهه وتحقيق رضا العثماني في بعض براميل النفط من جهه اخرى, فكان انقلاب الموقف الغربي بالتزامن مع تغييرالموقف التركي والايراني امرا مفاجئا له ,فبعد ان كانت وفود حكومة بغداد تذهب الى اربيل صاغرة ً لمراضاته بالاستشارة منه او لفض مشكله ما, بدأ العد التنازلي مع بداية توسل اربيل  لقبول زيارة وفدها لبغداد من اجل التفاوض, وبعد ان كانت كركوك خطا ً احمرا ً, امتدت قوانين العبادي الاتحاديه وعساكره لتصبح اربيل ودهوك في مرماها,ناهيك عن اعلان شبه انعزال السليمانيه عن الاقليم وها نحن اليوم نشهد ما نشهده من تظاهرات وصدامات كرديه/كرديه ربما ستفتح الباب واسعا للعبادي للتدخل المباشر بحجة فضها.
يا ترى نلوم من ونتعاطف مع من في هكذا سيناريوهات مخيبه ؟
ما دامت الطامه متجسده في محصلة خيبة الشعب, اذن الجدوى لا تتحقق في لوم هذا السياسي اوالتعاطف مع ذاك بعد تكرار الخراب , جلّ ساستنا مع احترامنا لنضالاتهم ( الغير الموفقه) يدركون بان الريموت الاجنبي هوسيد الموقف ,فلو شاء السيد كفاح ان يفيدنا قليلا ,عليه ان يوضح ما مغزى وفائدة طعن الخواصر الرخوه و قمع الاصوات المظلومه التي تعاني من سياسة حزبه  بينما حمم نار اليأس قد استشرت بين الكردي واخيه الكردي؟ هل بهكذا خطاب ملتوي يتم معالجة ما أفسده الساسه. أم ان الفشل بات ابسط ما يمكن تسجيله بإسم قادة وساسة العراق الذين يتناسون حقيقة محدودية حرية تحركاتهم,فتراهم  و من يطبل لهم  يستحرمون الاعتراف بفشلهم امام شعبهم وفي نفس الوقت يستكثرون على الكلدواشوري والتركماني والشبكي واليزيدي  اطلاق صراخات الالم والخيبه, تلك ظاهره مزمنه أدمنت عقليات ساستنا وثوارنا على ممارستها , كل ما سمعناه وسنسمعه منهم لا يتعدى القاء اللوم على صراخات المظلومين او ان هناك خيانه داخليه او مؤامره دوليه!!! وهل هي اول مؤامره  ام انها الأخيـــــــــره؟.
الوطن والشعب من وراء القصد

111
بعد نصف قرن من الغربة .. ابو جوزيف يتوسّد صدر مُرضتعه ويتدّثر تراب مولده

شوكت توســا


"تمر علينا هذه الايام  الذكرى ال 21 لرحيل المناضل الشيوعي توما توماس(ابو جوزيف) , ففي رحيله يوم 16 تشرين الأول  1996 , أضيفت الى سفر شعبنا ذكرى مؤلمه  أخرى خسرنا فيها  شخصيه  كاريزميه نحن بأمس الحاجة اليها في هذا الظرف القاسي .
 إحتراما لنضالاته ولمواقفه المشرفه  ولذكرى رحيله , نعيد نشر مقالتنا التي كـُتبت في تشرين  الاول من عام 2010" .

                     
إنه مشوار نصف قرن أو ما يزيد من النضال المتواصل, إنها رحلة عقود طويله بعناقيد مثقله بالظلم والقهر والتشرد , فقد خلالها فلذة كبده منير ورفيقة دربه ألماس, وفرهدت السلطات الغاشمة ممتلكاته, وتشردت كامل عائلته, ولكن رغم هذا كله, لم يحنِ توما توماس قامته  العراقيه الشيوعيه الشامخه لأي من هذه النوائب التي تهز الجبال العاليه , ولم تنل منه مغريات الحياة الفانيه اي منال , ظل حتى آخر لحظه من حياته التي ودعها في سوريا وفيا لقضية شعب يسومه الحاكم الظالم كل انواع الضيم, ومن قامشلي كان قد نقل جثمانه الى مقبرة  دهوك, ظل هناك ينتظر بالصبر الذي عرف عنه حتى نقل الى القوش التي وهبها ما لم يهبها إنسان قبله, ليعود الى الصدر الذي رضع منه أولا, وليتوسد تراب مولده في رقدته الأبديه الى جانب رفيقة عمره وشريكة عواديه التي رغم إشتداد النوائب ابت إلا ان تكون توأمه دائما.
إذن إجتمع الخالد الذكربرفيقته وحبيبته أم أولاده ليكون اللقاء الابدي رمزا للحب المتجدد والتضحية والفداء, إجتمعا تحت شاخصة قبر لابد أن تشكل في ضمير الانسان العراقي عموما والألقوشي خصوصا وعلى مدى الدهر, مثابة محطة تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها: العزيمة والثبات.
حين نريد التحدث بحياديه وتجرد عن رجل بقامة وفكر توما توماس, فأنا ارى من الظلم أن ننسب تاريخ نضال الرجل و نختزله بجرة قلم غير مسؤوله  بطائفه  او كتله بشريه قوميه, وإن فعلنا ذلك على طريقة النافخين في قربة مثقوبه من خلف البحار البعيده, طريقة من بدلوا الوان جلودهم مرات ومرات كما الحرباء , فإننافي فعلنا هذا سنتجنى  على تاريخ مناضل بطل وعلى رسالته التي تعني وطنا وشعبا برمته, على هذا الأساس  لم يتردد في دعم ونضال الحركه الكرديه , كما لم يألو جهدا في دعم  ومساندة مؤسسي الحركة الديمقراطيه الأشوريه في بدايات الثمانينات , إذن رسالته هي  أشمل وأوسع  واقدس من رسالة راهب متنسك عزل حياته من اجل قضية تنحصر بين اربعة جدران عاليه رطبه في دير عتيق.
 
 
 الرجل توما توماس لا يليقه مطلقا أن ننسب نضاله سوى الى ما يستحقه, فالرجل حمل على كتفيه مدى ما يزيد على نصف قرن من رداءة الزمان, قضية شعب ووطن,هذه القضيه كما نعرف جميعا تتجاوز  سقف القومية والدين  وتتسع مساحتها لتضم كل القوميات العراقيه, فالشعب العراقي يظل رغم كل الدعوات الطائفية والقومية الضيقة, بعضه شريك لبعضه في السراء والضراء.
بقدر إعتزازنا وفخرنا بعودة جثمان طيب الذكر ابو جوزيف الى حضن أمه القوش التي ولدته وارضعته حليب الشهامة والشموخ ,إلا أننا نثق ان اي بقعه على ثرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ليست اقل طهرا ومعزة من الارض التي توسدها, ناهيكم عن ان الفكر(الشيوعي) الذي كان يتبناه الرجل يرفض بالمطلق بدعة النقاء العرقي ويتعامل مع الدين كقضية إيمان فردية محضه تخص صاحبها ليس إلا.
إن توما توماس لم يمارس النضال مجرد هواية كمخاض لعقده نفسيه حاشاه او ترف فكري يستجدي منه تحقيق مكسب شخصي على طريقة من صاروا يتخبطون كما المصاب بحمى الهذيان وسط شوارع المدن التي تستر عريهم الفكري وتخبئ عوراتهم  وراء مسميات وتشكيلات وهميه خلقوها للتلاعب بعواطف البسطاء, إنما  مارس نضاله كناموس إنساني إستمد بنوده من أنين المحرومين نتيجة السياسات الظالمه التي مارستها الانظمه المسلطه على رقاب الشعوب بقوة الحديد والنار, ويوم بدل المطبلون والمزمرون لون جلودهم,إزداد إيمان الرجل ضراوة بتمسكه بلون جلده الموبوء بجراحات التشرد ونتوءات الصخور التي تعود ان يتوسدها واصبعه على الزناد دفاعا عن قضايا الشرفاء المظطهدين والمسلوبي الحقوق, ويوم ساوم  المطبلون على شرف انتمائهم القومي والفكري الذي يتشدقون به اليوم , أصر الرجل  على أنه إنسان عراقي كلدواشوري وهب نفسه للعراق كله, وهذا ما تحكيه لنا وثائق مؤتمرات الحزب الوطنيه وعن لسان رفيق دربه دنخا البازي.

لم يكن توما توماس يوما عضوا في منظمه وهميه تضم مجموعة من الجهلة والأميين جعلت لها من صفحات الانترنيت مقرا يدار بفارة الحاسوب,أنما كان قائدا في تنظيم سياسي قدمّ الالاف من أعضائه أرواحهم رخيصة من أجل قضية الفقراء والمسحوقين والوطنيين الشرفاء, إذن لتسكت الأصوات الفاهيه ولترتفع أصوات المنشدين بالمجد الذي يستحقه توما توماس ورفاقه الشهداء الأبطال.

بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم  العائد, وبوركت تلك البلده التي أنجبته إبنا بارا, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات لابد من التحسّب والانتباه دائما من خلال  إستذكار مواقف هذا الرجل  الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء ,رحل عنا الرجل بجسده  لكنه عاد  بروحه المبتهجه الى مثواه  بعد ان ترك  لنا إرثا متميزا من عطاء الأشداء المحنكين, ورث ٌ لا يقبل الحكر  ولا التقسيم  البتة ً, ورثٌ أممي ووطني ثم قومي , فيه من الثراء بما لا يقبل التفريط   به بأي شكل من الاشكال ,والذي  يصون هذا الورث ويأتمنه بصدق,  له الحق ان يتباهى  به  وبأسم صانعه ,شريطة العمل على تحقيق تلك الرساله التي توالى وستتوالى على حملها الأجيال مثلما حملها المرحوم بدمه وعقله وتضحياته.

المجد والخلود للمناضل  توما توماس (ابو جوزيف) .


112
 
كلــّهُ بفضل الطبقه السياسيه الحاكمه


شوكت توسا
حتى وإن بلغت حيادية المتابع ذروتها في تقييم الاحداث التي تعصف بالعراق,لن يسلم الكلام من سخط و امتعاض المنتفعين من الطبقه السياسيه التي ما انفكت لحظة ًمن أستغفال شعبها وتوهيمه بأن تكليفها لمهمة ادارة البلاد ما بعد صدام كان لبناء وطن معافى, بينما كل المؤشرات تؤكد بان الاتيان بهذه المنظومه تحديدا كان بسبب استعدادية تركيبتها لصناعة الازمات والفوضى التي تحدثت عنها الوزيره كونداليزا رايس , و ما ظاهرة الأستفتاء التي طبل لها البعض( من غير الأكراد) وزمروا لأصرار الشماليين على إجرائها رغم  الرفض الذي لاقته , سوى واحدة من ادوات تلك الصناعه, وهي بمثابة رساله مفادها ان اندثار القاعده والقضاء على داعش  ليس معناه إنجاز المخطط له في المنطقه, انماهناك أنفاق اخرى بانتظارنا.
 طيب اي ذنب اقترفناه كي نتحمل  كل هذا الوزر ؟
كلنا يعرف بان القوه التي قررت وخططت ونفذت عملية الاطاحه بنظام صدام حسين هي امريكا وبعض حلفائها الغرب ,وبحسب مقتضيات اجندتها أوكلت دفة ادارة البلاد لأيادي وعقول مكتوب عليها او بالاحرى مطلوب منها رغم عنها أن تنجزحلقة  او حلقات معينه من الهدف الذي على اساسه أتخذ قرار الاطاحه بالنظام ,هنا لابد من التذكير باتفاقات مجنونه لم يتم اعلانها  تم ابرامها بين مجانين فصائل المعارضه تحت اشراف الامريكان  قبل 2003 ,تلقى فيها الاكراد وعودا من ساسة التحالف الشيعي بمنح كركوك للاكراد لا بل هناك من يحكي عن امكانية تقسيم الموصل وبغداد وقضايا اخرى هي بمثابة دلائل  تؤكد مدى قذارة الهدف وراء إناطة ادارة مهام البلد الى طبقه سياسيه لاهم ّوطني لها سوى  التربع على مناصب الدوله وإعتلاء منابر الدفاع عن المواطن الشيعي والكردي والسني من اجل ان يتسنى لهم الاستمتاع بنهب الملايين التي اشار اليها بول بريمر في كتابه .فعندما  أحسّ سياسيو هذه الطبقة برخاوة الحبل الامريكي معهم , مارسوا وبلا حدود كل ماهوفاسد وموبق من اجل تحقيق مكاسبهم دون اكتراثهم  قيد شعره لخطورة شروخ الفرقة والاحترابات الاجتماعيه التي سببتها صراعات لم يألفها العراقيون حتى في ظل ديكتاتورية صدام , انماالتقاء اطماعهم  مع جهالتهم السياسيه  ولدت حالة  انفلات ساد فيها الفساد  وغاب عنها الأمن مع استباحة الحدود  بذرائع مارسوها هم  بانفسهم وباعترافهم لكنهم وبكل صلافه يبرئون انفسهم ويلقونها على عاتق ساسة الشيطان الاكبر, وهل  نحن بصدد كشف سر لو قلنا :  لولا تبنيّ الامريكان لنظام الاشارات الضوئيه في توزيع الادوار لاثارة وتصعيد النعرات بين الشيعه والاكراد والسنه لما إستمر مخططهم الذي إبتدؤوه بالاطاحه بصدام .
من وجهة نظر شخصيه تكاد تصيب او تخطئ, الذي يحكيه المنطق غالبا ما تنصدم فيه العقول المدمنه على تصديق انفسها,لذا نقول بان الهدف الحقيقي من اطلاق مشروع الاستفتاء هو غير ما أعلن عنه مدبروه , ليس من وجود اي رابط منطقي سياسي او انساني يربطه البتتة بتحسين احوال  الشعب  او تجسيد حلم  انشاء كيان كردي مستقل في العراق ,انما لعبة شاطر وجد ضرورة اعلانه  لاثارة حفيظة ومخاوف تركيا وايران  وتوريطهما في محاصرة فعاليه خشية من تطورها الى اقامة  كيان  يهدد أمن وجغرافية دول عده, لكن تدخل مرجعية السيد علي السيستاني في النجف على الخط حتما ستؤخر تنفيذ المخطط بعد ان تم بعثرة بعض ادواتها التي ربما اراد منها ترامب توفير حجة دوليه لضرب ايران او للشروع في وضع مقدمات خطة تقسيم تركيا التي استشعر ملامحها اردوغان في لقائه الاخير مع ترامب والذي فيه اكتشف اختلالا غريبا في ترتيب اولويات ترامب وسياسة امريكا المقبله في المنطقه .
  في اواسط 2014 أبان غزوة الدواعش التي مهدت لها صراعات  الطوائف ومظاهر الفساد المتعدده ,كانت حكومة بغداد اشبه بجسد يتهاوى لا يقوى على فعل اي شئ  مما أوحى بان سقوطها اصبح شبه حتمي  بعد احتلال الدواعش لمساحات واسعه من العراق , لكن فتوة السيستاني جاءت لتؤخر هذا التوقع وتقلب الموازين ,ففي خلال سنتين تم اعادة تدريب و تشكيل جيش عراقي مدرب مدعوم من قبل قطعات الحشد الشعبي تمكن من الشروع في عمليات تحرير المناطق المغتصبه  بمشاركة تنسيقيه مع قوات البيشمركه واقناع حشود سنيه في المشاركه , بالرغم من هذا التنسيق القتالي لم تتبدد مخاوف الاكراد والسنه بل ازدادت مع تعاظم الانتصارات التي حققها الجيش المدرب بالتعاون مع الحشد الشعبي ,خوف السنه كان من سياسة فرض امر واقع مذهبي جديد على الاماكن السنيه المحرره وذلك لم يحصل بل العكس , اما تخوف الجانب  الكردي  فقد كان واضحا نتيجة تعاظم  قوة الجيش وقدرات الحشد , وهو الذي سبق و خاب ظنه في امل تطبيق الماده 140لكن الظرف هيأ له فرض سلطاته في بعض المناطيق المتنازع عليها , فارتأى الاعلان  عن ما انجزته تضحيات البيشمركه كبديل عملي للماده 140, اي كما قيل رسم حدود الاقليم او الدوله المزمعه بالدماء ,لكن انشغال الحكومة في تحرير المناطق من قبضة الدواعش لم يسمح لها بالرد عسكريا او سياسيا  سوى ردود ديبلوماسيه تطمينيه مشيرة الى امكانيةوضع حد  لهذه الشكوك والتخوفات بعد الانتهاء من حملة القضاء على الدواعش .
نتيجة تصاعد وتيرة الصراعات الطائفيه والقوميه في العراق وحتى في سوريا, صحت تركيا السنيه الاتاتوركيه على اصوات طبول و بساطيل الصفويين الايرانيين تقترب من تخومها الجنوبيه, فكشرّ  العثماني السني عن انيابه بوجه مدينة الرشيد, وراح يتسابق في التنسيق مع قطر والسعوديه للحد من هذا الامتداد مما دفعهم الى فضيحة مداهنةالدواعش من جانب, ومن جانب آخر ملاطفة اردوغان لفكرة دعم  مشروع البرزاني في اقليم كردي شريطة عدم السماح بتطويره الى كيان دوله يشارك في خلق بلبله داخل تركيا , اي  تأييده كحاكم  لأقليم تابع للحكومه العراقيه  يوفر لأردوغان اجواء استغلاله مذهبيا واتاتوركيا لخدمة امن واقتصادبلده , لم يكن السيد البرزاني يجهل هذه الحقيقه , بل عرف تفاصيلها جيدا لكنه اعتقد واهما  بان سعيه في استثمار خلافات وتخوفات المحيط السني ( العربي والتركي) من التمدد الشيعي  الحاكم في بغداد ستتوفرله امكانية تهيأة المزيد من اوراق الضغط على حكومة بغداد الضعيفه , وقد تم تحقيق قسما من ذلك   في فترة ضعف الحكومه العراقيه فاصبحت الامه العربيه السنيه زائدا تركيا الطورانيه السنيه  في نظر السيد البرزاني بمثابةباحه مفتوحه  يتحرك فيها براحته ,نعم تحقق ما اراد  كما اشرت في فترة تقهقر قدرات العراق خاصة في مجاليه السياسي والعسكري,والذي زاد من اندفاع تركيا باتجاه دعم السيد مسعود في اقليمه هومجازفة الاخير في ضرب حزب البككه الكردي التركي واعتباره حركه ارهابيه ثم تلتها عملية تسهيل دخول قوات تركيّه الى بعشيقه فاصبح السيد مسعود في نظر الاتراك مساهما فعليا في تحقيق منجز أمني واقتصادي لصالح تركيا .
  الذي قلب الموازين مؤخرا و اثار تركيا ومعها ايران , هو تراجع السيد مسعود عن تلك التطمينات التي قدمها للاتراك وفشله  في إقناعهم بان تهديداته بالانفصال كانت مجرد ورقة ضغط لتحقيق المزيد من المكتسبات الاقتصاديه للاقليم  وهي بالتالي ستعود بالنفع للاتراك , فانقلبت الامور راسا على عقب  في اقدام  السيد مسعود على تحديه للجميع في اجراء استفتاء تحضيرا للاستقلال ناسفا في ذلك كل ما تحقق بين حكومة اردوغان والسيد البرزاني , بل تعدى ذلك الى اقدام ايران على دعم تركيا والعراق في التصدي لتبعات الاستفتاء
هناك سؤال كثيرا ما تكرر وروده في تصريحات السيد مسعودوقد اجاب عليه بنفسه لاكثر من مره ,وربما بسبب قناعته باجابته  اصر على اجراء استفتاء الاستقلال قبل القضاء التام على داعش ,السؤال هو كم يمكن لكاكه مسعود الوثوق والتسليم بما يقرره اؤلئك الذين  نكتوا به رغم ضعف حكومتهم  و تغافلوا مطاليبه  أكثرمن  مره  رغم صعوبة ظروفهم ؟
اليوم لم تعد حكومة بغداد ضعيفه كما كانت  قبل عامين او اربعه , والسيد مسعود مطلع على  تفاصيل المنظومه الكامله التي تمتلكها بغداد  من ادوات واليات  لمجابهة مشروعه الذي  لم يحسن توقيت واسلوب إطلاقه ,فلم يحظى باي تأييد دولي سوى بالذي أتاه من اسرائيل  ,بينما حظيت الحكومه العراقيه  بدعم منقطع النظير من المجتمع الاقليمي والدولي .
 الآن سؤالي  , يا ترى ما الذي تخفيه يافطة الاستفتاء التي أظهرت نتائجها الاوليه مواجهة الجانب الكردي  مأزقا حقيقيا ؟ هل من الجائز لنا القول بان  الامريكان والاوربيون  قد وصلوا الى قناعة نفاذ صلاحية دعم المشروع الكردي وعدم جدواه وعليهم الانسحاب بهدوء , ام ان تكليف اسرائيل في دعم المشروع كان مصيدة ً القصد منها اثارة ايران  وتركيا للايقاع بها في مطب لم ينجحوا فيه حاليا بسبب تسارع مرجعية السيد السيستاني الى تفويت فرصته ؟ ليس لنا سوى ان ننتظر لنرى اين ستصل الامور بعد تدخل مرجعية السيد السيستاني واستجابته لطلب السيد مسعود في التدخل ....لكني أستبعد  تنكيس العلم الاسرائيلي في اربيل الا في حال سلكت الحكومه طريقا وطنيا  معتدلا يعيد للعلم العراقي ساريته العاليه في عموم  العراق .
الوطن والشعب من وراء القصد





113
 
ما الذي يمكن للإنتهازي الدرناوي تقديمه  للاستفتاء  الكردي


شوكت توسا

  أن يطرأ تراجعا في أداء الناشط السياسي يكون مؤداه ضعف في موقف ما  يتخذه ,ليس معناه  التساوي بينه وبين فاقد الاراده والقرار, فالمتفاني بما في وسعه من اجل حماية سور بيته هو غير ذلك  الذي  يخنس عندما  يُطلب  منه تحصين بيته بل يعتبره مناكفه ومعاداة لولي نعمته ,عقلية مهزوزه كهذه لو قُدرَ لها مسك زمام امور الحي, فمطاف اهل الحي تسليم مفاتيح بيوت الحاره لاولياء النعمه لا محال .
  الاستفتاء الكردي رفضناه ام أيدناه, أجري ام اؤجل , فهو حق له ما يشرعنه في لوائح الامم المتحده ,لكنه لاقى الرفض لأسباب فيها الكثير من الصحه, وكونه شأن سياسي كردوي بحت , فهو خاضع لأجنده قوميه طافحه  رافقتها  توافقات مصالح دوليه واقليميه وداخليه  هيّات لهذه الاجنده ظروفا لاطلاق أعنّة  مطالبات واشتراطات عده سبقت موضوعة الاستفتاء , والمتابع لتفاصيل مراحل هذه الإطلاقات سيلاحظ  اصرار تغاضي الاحزاب الكرديه  خاصة (حدك) عن اثبات  أي حسن نيه  في دسترة وتثبيت  قانونية استحقاقات الأقوام المتواجده ضمن الجغرافيه المزمع اقامة كيانهم  القومي الكردي فيها ,كما هو حاصل  مع الكلدواشور السريان المعروفين وبإعتراف قائد الاستفتاء نفسه السيد  مسعود البرزاني بانهم اصحاب الارض , لكنه وحزبه مع احترامنا  لتضحياتهما, لم يلتزما بأبسط ما يترتب سياسيا وقانونيا على هذا الاعتراف لا قبل الاستفتاء ولا حتى في التهيئة له  والعلم عند الأوسطه ما سيحصل فيما بعده .
   المنطق والعقل لا يسمحان بتحميل الجانب الكردي كل اسباب الاشكاليه , ففي غضون احتدام الصراع/ الشيعي الكردي السني / حول المناطق المتنازع عليها , طفت على الساحه ظاهرة تبادل تنصيب  قرقوزات  وتفقيس صواصي سياسيه هزيله كحاجه استخدمتهاجوانب الصراع الثلاثه من اجل تنعيم  وتسهيل  تمرير ما في ذهنيتها  باسهل واسرع السبل ,اي ان هناك انتهازيون يتربصون تعودوا ان يعتاشو على فتات الصراعات والحروب لا فرق بينهم وبين اؤلئك الجحوش الذين تعاطوا مع السلطات الحاكمه في بغداد ضد ابناء جلدتهم الاكراد , وقد شاء قدرنا ككلدواشوريين سريان ان يكون من بين حاملي اسمائنا  ايضا ساعون للعب ورقة يانصبيهم  في تصدرهذه الواجهات الكارتونيه دون ان يحملوا من هموم شعبهم سوى ما يلبي رغباتهم ويساير اجندات الغير .
 السيد مسعود البرزاني  هو سيد العارفين بدورالكلدواشوريين السريان على مدى سنوات الحركه الكرديه المسلحه وصولا الى فترة نشاطات المعارضه العراقيه ,إذ كان لهم الفضل الكبير في دعم الحركه واستمرارها الذي تسبب في تدمير وتهجير المئات من قراهم وسقوط المئات من الشهداء والجرحى, كيف يمكن للمرء ان يتقبل  من قائد مثل كاكه مسعود تجييرذلك الدعم  وتضحيات اصحابه  بوضع أوسمة  بطولاتها على صدور أنفار معروفين لدى القاصي والداني بتبعيتهم وانتهازيتهم السياسيه, نعم شعبنا يومها حمل السلاح و قدم التضحيات لكنه اليوم لايمتلك من ادوات الدفاع  إلا أضعفها ما بين بحة الحناجر والتشبث بالديمقراطيه , وهما لعمري خير ما تلجأ اليه الشعوب  المسالمه  المبتليه  بعقلية التمجيد للاوحد  والسير وراءه  الى التهلكات ,حتى اصوات الحناجر اصبحت هدفا واجب الدثر والتلاشي  بشتى الاساليب خوفا من ان تفضح ديمقراطية فرض الوصايات  وتعري حقيقة  المقتاتين على فتات الموائد من الذين يستحيل أن توكل اليهم مهمة  تشرف المظلومين سوى بث الفرقة والشغب وهدر الجهد والوقت .
 داخليا لو تحدثنا عن حال شعبنا, فجناب الاستاذ مسعود  بلاشك مطلّع على تعاظم ظاهرة الصناعات الكارتونيه الهزيله هذه, لا بل وجد في  تقويتها واستخدامها وسيلة يعلم بانها نقطة سلبيه وعامل تقليل الثقة به وبحزبه فأصبحنا في حيرة من امرنا , يا ترى هل نتحدث كما تتحدث الشعوب المبتليه عن اهمية  توحيد الكلمه  و تحقيق المشاركه , أم نغادرهذه الثرثره  الفاضيه التي أصبحت شعارا يتجمهر تحت ظله التبعيون  بتطلعاتهم المتضاربه بحثا عن شيئ مذموم لا اود ذكره ,ذلك بالضبط ما جسدته حقيقة الاحزاب الكارتونيه  التي إنضوت وتخفّت في غفلة تحت تجمع تنظيماتنا , لم نسمع منها ( التشكيلات التي حضرت مؤتمر بروكسيل) سوى سفسطات الأعذار اللاغيه  لكل معاني النضال والتحدي ,لا بل تتباهى مسرورة  بعقد المقارنات  والمفاضلات بين  الأقسى والاكثر شفقة في افتراسنا ,يا ترى هل من هزالة مواقف وافكار اكثر من تفاهة هكذا معيار نضالي  سبق  ووصفت جهابذته  بالدرناويين ونبهت الى إمكانية  تناميهم  وتكاثرهم  مع كبر وتفاقم خيبات شعبنا  .
  تفويت الفرصة على المتورطين في شق الصف وتشتيت حقوقنا وتواجدنا هو مطلب يحتم على كل مثقف ومناضل ان يكون له موقفا واضحا , تفويت هكذا فرص تخريبيه لن يتحقق  في تزامطات مناطحة  الحيطان الخامده  ولا في هراءات اعترافنا بضعفنا , حالنا الذي نحن فيه يستدعي فضح مهازل وتخرصات المتسببين في تهميشنا  اي كان إسمه , والأهم من ذلك هوتعريف الرأي العام  بالنخبه التي حان وقت فرزها ,ليس مهما التعذّر بتواضع قدراتها  وتعثرات عملها, يكفي أنها في تلاحمها  مع مأساة ابناء شعبها وقربها من ساحات وقفاته  واحتجاجاته ساهمت في كشف ونقد محاولات التهميش المتعمده و فضح ادوارالانتهازيين الذين عزلوا انفسهم جانبا عندما اطلق المظلمون صراختهم  , وعليه  ومن باب أن ذكرالعيوب  وتشخيصها  دون طرح البدائل هو ضرب من ضروب التخلف والتقاعس الفكري , المطلوب تحقيقه لابد ان يمر عبر تذكير الحركه الديمقراطيه الأشوريه وكيان ابناء النهرين  والحزب الوطني الاشوري وكل شيوعي و يساري تقدمي محب لشعبه ,  بأن اعتماد عنصر الاستقلاليه  كبند أساسي أمر لابد منه  في مواجهة  الظلم ,لتكن عبرتنا في مواقف شبابنا الغيارى  وتسابقهم في حمل السلاح  من اجل المساهمه في تحرير بلداتهم  وحمايتها ,و لنتعلم من المناشدات والتظاهرات  الشعبيه العفويه في عينكاوه ونهله  ومن إصرار الغيارى في القوش على وقفاتهم الاحتجاجيه ضد سالبي ارادتهم وقامعي حريتهم ,و عندما يعتمد ناشطونا في فكرهم وعملهم  خيارات ونماذج حضاريه كهذه ففيهاالتجسيد الحي لممارسة ما استكثرته  علينا مواقف المهزوزين واستحرمته علينا بعض مفاهيم معتقدنا.ففي ذلك نكون قد وضعنا الاخرين على المحك  برسمنا الطريق المؤدي الى اثبات وجودنا .
   جسامة الحدث, والكلام موجه للغيارى وليس للدرناويين  الذين يستهزؤون بغيرة الأخيار , لم تعد مخاطره تحتمل المزيد من الهذيان والهراء , فالخسائر التي لحقت بنا ستكون حلاوة للخسائر المتوقعه لا سامح الله, و لمن يود لعمله الدأب والإتيان بنتيجه , عليه البدء بالطرح الوطني والدولي لمطلب استفتاء وطني  لاقامة كيان خاص لابناء شعبنا  حتى وان بلغ تعداد المتبقين من ابناء شعبنا  مئة الف, دون ذلك ومن دون سلطه تحمي كياننا  فقرانا وممتلكاتها مهدده من قبل الأغراب في حال تم ضمها الى اي اقليم مسلم سواء كان عربيا او كرديا او تركمانيا ,ما يحق للغير يحق اكثر لابناء الأرض فهم أولى  من غيرهم  في المطالبه بحقهم التاريخي  دون فرض وصايات ,وسبيلنا الى ذلك كما اسلفنا يجب ان يكون عبر تغذية وتعضيد  الخيارات الشعبيه بقيادة عقول تتفق على ان اصوات الغيارى الشباب هي عماد المستقبل  الذي سيتم فيه لفظ الانتهازيين جانبا , على الحركة الديمقراطيه الاشورية ان تتعاون بصدق وتنسق بجديه مع مناشدي الحرية من شيوعيين ووطنين مستقلين من مختلف مكونات سهل نينوى لدعم  مشروع  توسيع القاعده الشعبيه الرافضه لكل ما يحاك ويدبر من اجل تقسيم شعبنا وقضم وجوده بحجة انهاء  مسلسل الصراع الشيعي الكردي السني  على حساب سكان واصحاب الارض التاريخيين  . كل شيئ متوقع حصوله  في العمل السياسي طالما ماكنة المصالح في دوران مستمر, تـُسلَب فرص هنا  وتبرز اخرى هناك و الشاطرفينا هو من يستوعب  اللحظه ويعرف كيف يقتنص ما ضاع وفات , مطالبنا  لن تمنح لنا على اطباق امريكيه او عربيه او كرديه  بل تأتي بها المواقف المشرفه النابذه والرافضه لفلسفة  جهوزية  أهل الذمة المسالمين  للبصم بالعشره كما يفعل بعض الانتهازيين  الدرناويين الذين لا يمثلون الا نزواتهم الشخصيه , سلاحنا  صوتنا وارادتنا, وحقيقتنا رافضه لاخلاقيات الدرناويين ,كل ما ينقصنا هو قياده مخلصه تنسق وتعمل  .
الوطن والشعب من وراء القصد


114
بواسطة السيد عماد يوخنا,عضو البرلمان العراقي عن قائمة الرافدين المحترم
الى السيد  حيـــدر العبـــادي,رئيس الوزراء والقائد العام  للقوات المسلحه العراقيه المحترم
تحيــه عراقيه , وبعــــد.....
 ليس إدعاء ًمني التكلم نيابةً عن الكلدواشوريين السريان ,فجنابكم على علم بأن لنا من يمثلنا في البرلمان لطرح هموم شعبنا ومشاكله ونقل ما نكلفهم به كونهم منتخبون من قبلنا,أكتب لسيادتكم  كوني عراقي إرتأى استثمارحريته مستعينا ً بعضو البرلمان السيد عماد يوخنا مشكورا لضمان إيصال رسالتي المتعلقه بجانب من معاناة شريحه عراقيه تعشق العراق كوطن تاريخي لها من شمال زاخو الى جنوب الفاو, عانت ضمن هذه الجغرافيه وما زالت تعاني من الظلم والتهميش لمدى عهود طويله, لكنها لم تفرط بالعراق يوما حتى في  وطيس الازمات التي تتابع الحكام والساسه في صناعتها ضدهم ,بل ظلت بصماتها العراقيه حاضره في معالم  واصرح موطن اجدادها حتى مع قرقعة السيوف وهي تقطّع في أشلائها.
أكتب لجنابكم وحجتي كما اسلفت اني عراقي يحز في نفسي أن تهان دلالات اعتزازي والتزامي بعراقيتي التي أسعى الى تجسيدها في تعاطفي مع العراقيين أولا ً, ومن ثم تقديم ما يتيسر من اجلهم , مما يجعلني اقولها وبكل أسف باني ضد فلسفة استهلاك وقت جلسة مجلس الوزراء في تحرير جمله حتى وان كان المراد منها ديبلوماسياعرض لــ "موقف العراق من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا في ميانمار، فيما دعا السيد العبادي الى موقف دولي حازم تجاهها، باعتبارها قضية انسانية خاصة" مقتبس من المواضيع التي بحثها مجلس الوزراء في جلسته يوم 6 سيبتيمبر الجاري .
  أكتب لكم سيادة الرئيس متوخيا ً لفت انتباه مجلسكم الوزاري الموقر الى ظاهره لا انسانيه ولا وطنيه تحصل يوميا امام انظاركم وهي تطال جسد الكلدواشوريين السريان هتكا ً وبالعلن في اماكن تواجدهم, دون أن نسمع باي نداء او دعوة الى موقف وطني حازم في معالجتها وكأن خصوصيتها وخطورتها اقل مما يتعرض له مسلمو الروهينغا في ميانمار كان الله في عونهم, انا ومعي الألوف من ابناء بلدات سهل نينوى نتساءل يا سيادة الوزير الأول , سأذكر السؤال  لكن بعد تذكير سريع  بما مرت وتمر به بلدات سهل نينوى, حيث يصعب سرد تفاصيلها ووصف بشاعتها في اسطر قليله ,نعم كان الانفلات والخوف قبل ان يحط الأغراب في بلدات سهل نينوى (المسماة بالمتنازع عليها) أهون مما فعله وخلّفه الدواعش في غزوتهم وأخف وطأة من خيبة تخلي النواطير وهروبهم المخجل  في غفلة تركوا المساكين فرائسا وديعه بين فكي انياب الوحوش والاراذل,مما زاد على معاناتهم ثلاثة اعوام عجاف أخرى من القتل والسبي والتهجير, كل ذلك حصل بحقهم( لا ماكلين ولا شاربين), لكنهم سكتوا وهربوا متحملين نتائج  ضيم مكرثعالب السياسه على أمل ان تتبدد الغيمه والغمامه بطرد الدواعش وتعود الامور وليكن الى ما قبل الدواعش, ولكن للسكوت حدود كما للصبر .
نعم نحمد الرب أن دماء ابناء القوات المسلحه  العراقيه بمختلف اصنافها لم تذهب هدرا, بل أفلحت وأنتصرت عسكريا لتطوى صفحة الجريمه الداعشيه في بلدات وقرى سهل نينوى , ولكن هل تسنى لكم يا جناب رئيس الوزراء الإطلاع على بؤس نسبة عودة النازحين الى أماكنهم المدمره و بطئها المحفوف  بالخوف من تكرار النكبه ثانية , وهل جنابكم  مطلّع على شحة ثقة الناس في الحكومه ومدى جديتها في اعادة إعمار ما دمره الدواعش و فرض استتباب الأمن  في هذه الاماكن المحرره  .
 أمر مؤسف جدا يا استاذ حين يصدع مسمعنا اهتمام اعلامي بما يجري لمسلمي الروهينغا في ميانمار,بينما يُغض الطرف عما تشيراليه حقائق ما يجري في سهل نينوى , لم يتلمس المواطن المنكوب اي إجراء عملي  من قبيل بسط ارادة قانون لحماية البلدات وتمكين اهاليها من ممارسة اعمالهم  وحقوقهم بأمان وحريه,فقد مر قرابة عام  على اعلان تحرير هذه البلدات دون ان نشهد إطلاق اي مشروع  حقيقي لإعادة ترتيب وتطبيع أوضاع مناطقنا المنكوبه من اجل خلق اجواء مشجعه للاستقراركما هو الحال في الساحل الايسر الموصلي وأماكن أخرى(من دون حسد) , انما الذي يشهده سهل نينوى إصرارعلى مزيد من تخويف الناس في تصعيد وتيرة الاستفزاز وتنشيط غريب لادوات الصراع  الذي سبق ظاهرة الدواعش ما بين الحكومة في بغداد وبين حكومة اربيل , مما يجعل الراغب  بالعوده الى مكانه او حتى الذي لم يغادرها او عاد اليها مؤخرا , يشعر بحال يرثى له لو فكر ان يعيش حيث فقدان ابسط مقومات  الحياة , لابل بلغ امراصحاب اجندات المتنازعين على قرانا وبلداتنا التاريخيه( في بغديده وبرطله وكرمليش والقوش وتللسقف وباطنايا وباقوفه )  الى إرضاخ المواطن بشتى الاساليب لقبول الاحتراق  بلهب نيران وصراعات لا ناقة له فيها ولا بسعيرها , نيران حارقه تستمد وقودها من مواد دستوريه  فرضتها افرازات صراعات طائفيه وقوميه على اراضيه المعروف ٌ تاريخها  واصحابها وهويتها .
السؤال يا سيادة رئيس الوزراء لو سمحتم : بعد ان تم بعون الله و بدماء وجهود الغيارى تحرير المناطق هذه , متى ستلتفت حكومتكم الموقره بسلطاتها وإمكاناتها الى بسط نفوذها الوطني والخدمي والأمني  في المناطق هذه وتخليصها من تشظيات الصراعات السياسيه؟ أيعقل ترك المنطقه سائبه تعبث فيها حمم نزاعات المركز مع الاقليم  دون اي مبادره( من احدهما) باتجاه توفير مستلزمات قانونيه  تمنح المواطنين فرصة  ترتيب حياتهم وأدارة شؤونهم  بأنفسهم بعيدا عن تدخلات سياسيه لها اجندات لا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بما ينشده المواطن, أم ان القائل  قد صدق حين قال بأن بغداد قد تخلت عن سهل نينوى من اجل كركوك  مثلا,لتصبح اهمية صراعها مع اربيل مبررا لغض الطرف عن معاناة اهالي سهل نينوى لابل لاستباحة احراجهم وازعاجهم كي يتركوا مناطقهم مضطرين صاغرين لصراعات الانداد الكبار ثم تقسيمها فيما بينهم ؟ هناك الكثير من قبيل هذا الكلام المخيب يا سيادة رئيس الوزراء , لا نتمنى ان يكون صحيحا, لكن  اثبات عدم صحته يتطلب من الحكومة القيام بما يجب عليها أزاء الحاله المنفلته وليس الاتكاء على اطلاق التبريرات  والأعذارالواهيه التي لا تساوي شيئا أمام الارباك النفسي والامني اللذان يسببانه التراخي والاهمال لأهالي المنطقه .
نحن ككلدواشوريين سريان عراقيين يا سيادة الرئيس , لنا في تجاربنا التاريخيه ما يكفينا للإعتقاد او هكذا يفترض بنا ان نؤمن , بأن اي اجراء احصائي او استفتائي , وطني كان ام على مستوى محافظه او اقليم, لا يمكن ان ترتجى منه فائده ما لم يتم في ظروف مستقره وأجواء سلميه خاليه من الضغوطات والنزعات الاستغلاليه للظروف الصعبه التي يمر بها الناس,فما بالكم عندما يصبح الأمر مفروضا(ديمقراطيا)  بقوة المال والعسكره من قبل جهه سياسيه تمتلك ما لا يمتلكه المساكين  وهي مشاركه معكم  في العمليه السياسيه وفي حكومتكم,أزاء هكذا حال لا يمكن ان تنظر الأعين ألى رئاستكم للحكومه وقيادتكم العامه للقوات المسلحه العراقيه سوى بتلك العين  التي ترى ان ارادة الحكومه  مسلوبة وعليها ان تعترف بعجزها عن حماية حقوق مواطنيها , لا اقول ذلك طعنا بشخصكم او انتقاصا بأحد, إنما هكذا هي نظرة الشارع الذي من شدة يأسه وخذلانه  لم يمتلك من حول وقوه سوى تكرار السؤال , متى سيكون للحكومة العراقيه دورا وطنيا حقيقيا  في ترتيب اوضاع الناس المظلومة والمقهوره؟
لطفا, سننتظر الرد , ليس بالضرورة على رسالتنا بشكل مباشر, انما يكفينا أن نقرأ خبر انعقاد جلسة لمجلس الوزراء( في بغداد او اربيل) لمناقشة مشاكل قرى وبلدات سهل نينوى وكيفية معالجتها بحضور ممثلين برلمانيين عن هذه البلدات .
الوطن والشعب من وراء القصد














115
الى السيده لارا زرا  مديرة ناحية القوش المحترمــــــــــــــــــــــــه

شوكت توسا

"" قبل إتهامك  لتظاهرات القوش باللاقانونيه,ليتك ِ تذكرتِ عدم  شرعية  تعيينك في منصبك ""

بفضل  الخدمات الجمه والجليله  التي يقدمها الانترنيت , لم يبقى للأكاذيب و الخزعبلات مكانا  لإخفائها وستر عوراتها , اذ بات من السهل على اي متابع التمييز عن كثب  بين  ابطال الجعجعات الخاويه من اي منطق او فائده ,وبين قليلي الكلام  لكنهم يعملوا ما بوسعهم في ساحة مليئه بالصعاب والمعوقات .
اما فيما يتعلق بالمشهد الذي نحن بصدد تناوله في عنواننا , فإن تفاصيله هي الأخرى لم تعد بخافيه  ولم يبقى فيها ما هو سر ,بل تأكدوجود من يخطط عن سبق إصرار  واستعداد متطوعين من حيث يدرون او لا يدروا لانتهاك ارادة الناس  وقمع احلامهم وتطلعاتهم في عقر دارهم ,لن ابالغ لو قلت حتى الراقدون على أمل القيامة باتت عظامهم تتململ من لا قانونية طريقة ازاحة السيد فائز عبد ميخا  ولا شرعية تنصيب السيده لارا كمديره بديله . وعندما نقول بأن تنصيبها جاء بتزكية سياسيه من (حدك) كونها عضوة في هذا الحزب , ذلك لم يعد سرا ً على الاطلاق , أما كونها مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش , فهو أمر مستهجن يجعلنا نعتقد بأن  صفقة يمكن وصفها بالسياسيه قد تم تمريرها , لم نكن نتمنى ضلوع الرابطه الكلدانيه ( بشخص غبطة البطريرك) في تسهيل تمرير هكذا مؤامره مكشوفه  تم بسببها سلب إرادة الجماهير وتسفيه نزاهة واستقلالية السيد فائز عبد ميخا ( المدير الشرعي للناحيه) .
لذا ارجوبكل ممنونيه ممن يرى في كلامنا ما هو العكس أن يقدمّ للقراء خدمة  ويعرّفّهم بالجهه السياسيه القوميه ( الغير الكلدانيه) التي ينتمي اليها بقية اعضاء  مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش والسيده لارا هي احدهم  بلا شك, مما يتوجب على القائمين على الرابطه  لو كانوا يعتقدون بقومية الرابطه, معالجة  هذه الظاهره  قبل استفحالها و منع تكرار تلبيس شعبنا هذا الرداء الذي هو بمثابة خيبة تحت مسمى الكلدانيه ,علما أن الكثيرين وانا احدهم  تأملوا خيرا في بداية  انطلاق الرابطه الكلدانيه , لكن تعدد الهفوات وغض الطرف عن  اهمية معالجتها يثير شئنا ام ابينا شكوكا وظنونا لا يكفي إختزال اسبابها في عامل افتقار المعنيين لضوابط العمل السياسي القومي , فظاهره ازدواجية الانتماء الحزبي القومي في الرابطه الكلدانيه هي بمثابة مثلمه مؤذيه إتضح تأثيرها في طريقة تعيين السيده لارا.
 نعم مشكور غبطته حينما عبر عن رايه ( في سندياغو) مشيدا باستقلالية  الحركه زوعا, لكني شخصيا لستُ مع  سكوته على ظاهرة ازدواجية الانتماء السياسي القومي ضمن تنظيم الرابطه, لان ذلك يعد تناقضا صارخا مع  اشادته. وهي بالمناسبه( ظاهرة الانتماء المزدوج في الرابطه) ليست فقط في مكتب رابطة القوش بل مستشريه  في مكاتب  مناطق اخرى كمدينة السليمانيه على سبيل المثال,كلامنا هذا له ما يسنده ويؤكده  ,لذا حبذا لوكان قد  بادر احد المحتفين بزيارة غبطته لسندياغو وسأله عن سبب قبوله بتمرير صفقة ازاحة فائز وتعيين لارا, وهل لغبطته اي علم بما حصل قبل ايام.......
فبتاريخ 27/اب ارسلت السيده لارا كتابا الى مركز شرطة القوش تبلغه بعدم قانونية التظاهرات والوقفات الاحتجاجيه  السلميه, وقد تم بواسطة شرطي  تبليغ الجهات التي نظمّت التظاهرات , لكنها رفضت التوقيع باستلام البلاغ على اعتبار ان التهمه المتضمنه في الكتاب لا صحة لها قانونيا لو إعتمدنا الماده 38 من الدستور العراقي والمتعلقه  بشأن التظاهرات , لذا كان من المفروض بالسيده لارا  إطلاعها الكافي على مواد الدستورقبل توزيع  التهم على  جهه ( اهلها) وإعفاء جهات اخرى ( رابطتها وحزبها) ثبتت مخالفاتها رسميا ودستوريا .
نص كتاب مديرة الناحيه : " نظرا لقيام مجموعه من المواطنين في مركز قصبة القوش تنظيم مظاهرات بتاريخ 2/8  و19/8  مظاهرات غير شرعيه وذلك لعدم حصولهم على الموافقات الأصوليه الخاصه بإقامة  المظاهرات , لذى تنسب تبليغهم بعدم اقامة مثل هذه التجمعات  الغير القانونيه وبعكسه سوف تتخذ الاجراءات القانونيه بحق المخالفين ..... مضيفةً ذكر اسماء منظمي التظاهرات : 1_ سمير توما توماس2_ فلاح اوراها القس يونان3_عامل قودا4_مازن حربي5_ ساهر حبيب كلا6_فاستن جلال النجار 7_راني فلاح القس يونان8_مريما منصور كادو9_أثري منصور كادو10_ ساناي منصور كادو11_سرمون مرقس ايريميا. للتفضل بالاطلاع واعلامنا رجاء". انتهى نص الكتاب.
الجميل في مضمون البلاغ  هو ورود اسم نجل  الثائر الألقوشي المرحوم توما توماس  في مقدمة اسماء منظمي التظاهرات , وهو شرف لسمير ووفاءً لما نذر له والده حياته  ولكل مناشد للحريه والكرامه  مع احترامنا وإعتزازنا ببقية الاسماء اللامعه التي تضمنها البلاغ , للسيده لارا( الألقوشيه) نقول مهلا يا بنت ولايتنا وقليلا من الرفق باهلنا  , التظاهرات والوقفات السلميه ليس ضدك شخصيا ,انما ضد سياسة الاستحواذ والتهميش والسلب المتعمد لارادة الجماهير ,وهي عدا كونها سلميه وديمقراطيه  , فهي قانونيه وشرعيه  لانها تمت بموافقات رسميه , ولو افترضنا خلاف ذلك ,فإن  والد سمير ( المرحوم توما توماس)لم يكن يوما ما قد طلب السماح من الجلاد  لممارسة نضاله ضد الظلم والطغيان , خاصة حين كان الظلم يطال اهله وابناء بلداته,كان من الأجدر بمديرة ناحيتنا وأحتراما لهذه النخبه الغيوره  ان تظهر امام ابناء بلدتها بهيبة الالقوشيه المعروفه بحبها لالقوش , وتذكربايجاز  شيئا عن نضالات وتضحيات ابناء القوش وتشرح  كيف حافظ  ابناؤها المناضلون على هيبة ومكانة بلدتهم أمام شتى تحديات الطامعين فيها,ففي ذلك ربما  ما يحسّن الصوره المراد فيها تشويه واقع القوش وابناءها, لكنها مع الاسف لا تمتلك من هذا الخزين بما يمكنّها او بالاحرى تفتقر حرية  قول اي شيئ من هذا القبيل, لهذا السبب  سبق  وإعترضنا  على تسهيل هذا الامر من قبل غبطته ,وأيّدنا في نفس الوقت  نصيحة تخلي السيده لارا عن منصبها لانها سوف  تلاقي الأحراج من قبل حزبها الذي تنتمي اليه او الرابطه التي هي مسؤولتها في القوش,وهو أمر مربك وذو تأثير سلبي يجعل تقديم الخدمات للبلده مرهونا بإرادة هذه الجهه السياسيه او تلك, وهذا ما لا يوده اهالي القوش اطلاقا, بل بسببه نظم الاهالي تظاهراتهم  مؤكدين على تفضيلهم شخص مستقل لادارة الناحيه كي يتحرك بحريته دون قيود حزبيه او اشتراطات  سياسيه,يا ترى هل سيتدخل غبطته ام ان السيده لارا ستلبي  طلب الجماهير في اعلان اعتزالها عن العمل مع اية جهه سياسيه ؟؟.
   وبتاريخ 30 /آب أيضا , تم توجيه دعوه لمدراء النواحي التابعه لقضاء تلكيف لحضور لقاء مع  وفد حكومي قادم من بغداد  الى تلكيف برفقة ممثلين من الامم المتحده , مهمة الوفد الاستماع الى المسؤولين الاداريين لتقصي الحقائق  وتسجيل أحتياجات  القضاء والنواحي التابعه  له  من اجل تطويرها والتهيئه لعقد مؤتمر للأقليات لهذا الخصوص , لكن  السيده لارا  لم تحضرهذا اللقاء المهم !! بينما حضره مدراء نواحي فايده ووانه والفاروق شخصيا , فأخفقت في تسجيل  موقفا مسؤولا  بحضورمثل هكذا لقاء مهم  كونه مخصص لتطوير النواحي ورفع مستوى معيشة الأهالي , بلاشك  التزامها بتوجيهات حزبها  هو من صميم واجباتها الحزبيه ولكن السؤال المهم هو , كم وكيف ستستطيع السيده لارا وضع  خطة  عمل جماعيه  لتطوير امور الناحيه  وتحسين اوضاع المعيشه فيها؟ حقيقة ً سيتبين يوما بعد يوم بان تسييس منح منصب ادارة الناحيه  للسيده لارا جاء حصريا لفرض سياسة  الامر الواقع من قبل (حدك) وتهميش تطلعات اهالي القوش , وليس بحثا عن من يقدم الخدمات للبلده , أما لو كان هناك من يجب معاتبته ونقده , شخصيا أرى بأن غبطة البطريرك ساكو ( مؤسس الرابطه الكلدانيه)  يتحمل وزرتمرير صفقة تعيين مسؤولة رابطته الكلدانيه كمديرة ناحيه , لذا من حقنا ان نطالب غبطته بابداء  رايه في مدى قانونية وصلاحية سلوك غير مسؤول كهذا يصدر عن مسؤول اداري على حساب مصلحة اهالي البلدة ومستقبلها  .
   السيده لارا في كتابها المرسل الى الشرطه  تدّعي عدم قانونية التظاهرات والوقفات الاحتجاجيه ,بينما هناك تأكيدات من قبل منظمي هذه التظاهرات بما يثبت قانونيتها وشرعيتها  و بموافقات رسميه  من قبل مركز شرطة القوش  بدليل تواجد العقيد مدير الشرطه في تظاهرة تسليم المذكره وفي الوقفه الثانيه, أم ان المحاسبه ستشمل حتى مركز الشرطه!! .
يؤسفنا ان نقول ان مشوار التخبط  والخيبات سيأخذ مجاله في طريقة ادارة البلده هذه  , وهذا ما كنا نخشاه   ونحذر منه  في حال تسييس المنصب وجعله بوق سياسي وليس اداري بحت لخدمة المواطنين.
تحيه للمتظاهرين في وقفاتهم المشرّفه
الوطن والشعب من وراء القصد






116
أيُّ خير يرتجى من عُلّو ِّ مجلس ٍ يــُعقد  تحت سقف  يطخطخ الجباه ويخرمش الخشوم



شوكت توسا
 
                                                                                             
ألف تحيه وانحناءه  لشابات وفتية وشباب القوش , القراربأياديكم يا أحرار

  مع  التقدم التكنولوجي تعددت وسائل التواصل الاجتماعيه/ السياسيه/ الثقافيه,فاشتهرمن بينها برنامج اسمه البالتوك اصبح من الممكن بواسطته التواصل  بالكتابة وبالصوت والصوره بين المتواجدين في مختلف قارات العالم , حيث بإمكان المرء فتح غرفه الكترونيه للدردشه يديرها بنفسه ( كأدمن) او يساعده  احيانا  اشخاص آخرون ( أدمنيه) يختارهم من بين رواد غرفته  لمساعدته في ادارة الحوارات بين مختلف ومتفق  في الرأي, فتحتدم حدة النقاش  لدرجة التشنج والزعل احيانا مما يدفع الزعلانين من رأي واسلوب مديرالغرفه الى ترك الغرفه وفتح  اخرى تدار من قبلهم. اي المقاطعه واستبعاد اية فرصه لحلحلة المشكله بالحوار والتفاهم.
 رب سائل يتساءل, اين ربّاط الكلام بين العنوان ومقدمة المقاله ؟ الرباط هو خبر منشور في موقع عينكاوه حول لقاء  تم عقده في غرفة خاصه دعاني الى كتابة هذه الاسطر, اذ يقول الخبر بان اجتماعا  خاصا تم عقده يوم 16 اب 2017 في  مقر المجلس الشعبي الكلداني الاشوري السرياني /مكتب اربيل وصدر عنه بيانا عنوانه: "عدد من الاحزاب الكلدانيه الاشوريه السريانيه تشكّل تحالفا جديدا بأسم " المجلس الأعلى لأحزاب شعبنا  الكلداني السرياني الاشوري ( سورايا)".وعلى رنة الخبر يحار المرء اي اهزوجة يردد لمباركة هذا المولود الجديد !! .
أي ٍّ كانت الأهزوجه وكيفما كان اتجاه ابهام كفنا ,يبقى النقد , دون تقليل من احترامنا للشخوص , واجباً من منطلق ان السكوت على خربشات تسوّق بإسمنا ليس بحال نحسد عليه , بل إهانة معلنه لنا جميعا ولعقولنا مهما صغرت, كان الأجدر بفرسان المجلس الجديد  (الأعلـــــــى ) التأني قليلا  كي لا يتوهموا أو يوهمونا  بأن لهم من الحرية والصرامه ما يكفيهم لرفع رؤوسهم الى الأعلى او قول كلمة خارج النص المكتوب لهم مسبقا ً هذا اولا, ثم ثانيا كان لزاما عليهم  قياس  المسافه (بالسينتيمترات) بين سقف الغرفه التي اجتمعوا فيها وبين رؤوسهم(حماها الرب من شدة ضغط السقف) قبل وصف مجلسهم  بالأعلــى,ليس هذا فقط انما استرجالهم الارتجالي جاء بشكل أضاع علينا حقيقة  جلوسهم  منعزلين ,يا ترى هل هو انسحاب المستحي الغير المعلن من تجمع تنظيماتهم واحزابهم, ام ان الجبل الاشم(التجمع) تمخض فولد هذا الأعلى, انا لاأظن بان اعلان خبر وفاة تجمع الاحزاب والتنظيمات فيه ما يـُخجل بل  هي خاتمه متوقعه, فقد سبق وقلناها مرارا وجناب احد الفرسان اتهمنا بالتحريض والسماجه عندما قلنا بان التجمع ولد ميتا خوت رئتيه من اي نفحة اوكسيجين إلا اللهم من ضخامة تسميته الشبيهه بالـ  كلاش (اجللكم الله) الذي يتباهى الحافي بالتكلم عنه وليس بلبسه لانه اصلاً لا يمتلك منه قيد خيط ,فكانت النتيجه عودة حليم الى القديم الذي أدمن عليه ولم يستطع تغييره .
 مصيبتنا الكبيره يا إخوان انكم تكثرون التحدث بإسمنا , لكنكم لم تجسدوا سوى قمة اللامبالاة وعدم الاكتراث قيد شعرة بصراخات ابناء شعبكم , حجبتم  مسامعكم وانظاركم عن ابشع مآسي شعبكم ومسبباتها بسبب ادمغتكم القوميه المعطله ,عن اي قرار تشكيل مجلسكم الاعلـــى  تتحدثون وقد تم اتخاذه تحت سقف يطخطخ الجباه و يخرمش الخشوم ويتحكم بارجل كراسيكم ,مشكلتكم يا اخوان انكم تتظاهرون بعدم ادراككم للمهمة الموكوله لكم  والتي انتقلت اليوم  رسميا من التمويه والمخادعه باهتمامكم القومي المصطنع  الى مهمة شق الصف علانية ً وتوزيع انواط نصرهم وليس نصركم في مؤتمر بروكسيل على الموالين,كل ذلك من اجل تنفيذ طلب اقحام بلدات سهل نينوى في استفتاء لا ناقة لشعبنا به ولا جمل,وفي ذلك تأكيدلا يقبل الشك  بان أحدا منكم لم يكلف نفسه عناء السؤال عن مصير سكان بلدات سهل نينوى وكيف هو حالهم ما بعد داعش,ثم تريدون منهم وهم في هذا الحال المزري ان يشاركوا في استفتاء ليس فيه ما يضمن نتفا من حق شعبكم , ما هذا الاسراف في الكرم والكل يعلم استحالة اجرائه دون موافقة الولايات المتحده بالتفاهم مع حكومة العراق .
  لقد أدرتم ظهوركم حالما حانت لحظة قول كلمة الفصل بحق ورقة مطاليب تجمعكم الموحده , فوضعتم هموم ومآسي شعبنا وراء آذانكم الصماء, إذن ما قيمة مجلسكم الجديد هذا ولمن سيكون تسخيره , تأكدوا يا اخوان, بان وجوده من عدمه سيّان  بعد ان نسيتم بانكم بصمتم على ورقة قلتُ عنها  في احدى مقالاتي ممازحا كأنها اصبحت انجيلهم القومي  لكنكم لم تكذ ّبوا  الخبر, سرعان ما مزقتم صفحاته تحت مداسات شهواتكم  وتنكرتم لكل ما حكيتموه في الاعلام, والآن جئتمونا متبرقعين ظنا منكم بان البرقع سيحجب حقيقة فعائلكم عن انظار المساكين ,كلا يا اخوان انتم واهمون, الشعب سيشكركم لانكم  في فضح انفسكم بانفسكم قدمتم له خدمه بعد أن أهينت  كرامته (في بلدات سهل نينوى) يوم سكتم ولم تنطقوا ببنت شفه , كيف لشعبنا ان يتقبل مزيدا من الإزدراء به والضحك  عليه, هل نحن بحاجه الى تكرار تأكيدنا بان  مجلسكم الجديد و لهاثكم وراء تمثيل كارتوني هناو هناك , ليس سوى عربده معاده ورقصه مكرره على جراح  شعبكم الذي سئم  خواء الجعجعات ومهازلها .
 الذي تغويه المغريات وتستهويه للحد الذي يديرفيه ظهره على اهله في اوج محنتهم , ذلك شأنه فليذهب حيثما يريد, ولكن أن يسترجل على المعذبين ويتكلم بإسمهم زورا وزيفا في مجالسه وقراراته,عليه ان يتذكرجيدا بان خوفه وخجله من دعم  تظاهراتهم واحتجاجاتهم انما هو موقف مشين  يحتم عليه تعزيل دكانه والجلوس في بيته , جزاء شعبكم ومساندته ليس في تشكيل مهترئ لمجلس أعلـــــــى  تتطأطأ الرؤوس  تحت سقف غرفتكم  و تتلعثم الالسن فوق ارضيتها المزينه بطخوم البطيخه غير آبهين لبحة الحناجر المطالبه بموقف مشرف ضد الذين يسلبون ارادتنا في بلداتنا , هكذا كان جزاءكم لشعبكم يا قوميينا , وها هي شطارتكم القوميه قد بلغت ذروتها لتطالبوا شعبكم بالتصفيق للذين صمتوا صمت القبور حينما أخليت قرانا من قبل الدواعش واليوم تتعرض ارادة  بلداتنا الى السلب من قبل ذات السلطه الحزبيه التي تدفع رواتبكم وايجارات بيوتكم ومكاتبكم ,اين انتم من كل ذلك ؟!! حاشا ان يكون شعبنا بهذا القدر من السذاجة كي يقبل بهذا الوليد العاق  .
أنا على يقين  بأن السيد مسعود برزاني  خيرُ من يتذكر النظره التي كان عامة العراقيين ينظرون فيها  الى الجحوش المتعاونه مع الأنظمه الاستبداديه لقهر ومحاربة المطالبين بالحق الكردي , مع ذلك  اقول هنيئا لجيراننا الاكراد, فإن لهم في بيتنا...... قوميون (اشوريون وكلدان وسريان )  يشار الى ولائهم بالبنان, حتى وان تناسوا او تجاهلوا ما قاله  هتلر بحق الدرناويين الذين ساعدوه في اهانة شعبهم ,علينا ان  نذكّرهم ففي التذكير حسنه , بأن قوانين الحياة لا تشفع الجهلاء والمغفلين  .
الوطن والشعب من وراء القصد



117

قالـــوا تضامنَت الكنيسه مع أهالي بلدة ألقوش, ونحن نقول تدخلت لغايات اخرى هذه المره
 
 شوكت توسا
   أن تتضامن الكنيسة مع أبنائها في محنتهم, لافضل ولا منية في ذلك, بل هي اول من يجب ان يتشرف بذلك  في ظرف و ثلاثية تاريخنا الوطني والقومي والديني  تتعرض لأخطر الممارسات اللاديمقراطيه واللاقانونيه واللاانسانيه بحق بلدة آيل قوشتي الموصوفة بأم القرى و بروميه الثانيه, مما يتطلب وقفة تضامنيه حقيقيه مع ارادة ساكني أحد القلاع الرابضه في نينوى ومهد المسيحية  لقرون طويله.
 التضامن ذاته هو الذي دعانا الى ابداء رأينا بعيدا عن قصد التشويش او اي موقف مسبق تجاه  مؤسسة نحترمها  باعتبارها  جزءً حيويا من وجودنا, نعم مثلما اشدنا بالأمس البعيد والقريب بمواقف رموز كنيستنا من قبيل اشادتنا بطروحات الخطاب التوحيدي ابان تسنم غبطته منصبه وهكذا موقفه تجاه مؤتمر بروكسيل , الضرورة ذاتها تحتم قول كلمة نقد وعتاب اعتقادا منا باننا كبشر لسنا معصومون نصيب ونخطئ خاصة واذرع كنيستنا  تمتد باتجاه العمل في السياسه مما دفعها الى منع المقربين منها من المشاركه في التظاهر  .
 من خلال خبرمنشور في موقع أعلام البطريركيه نقلاعن حديث غبطته في ندوة إتضح انها كانت سياسيه اكثر منها دينيه,أقتطف مقتبسا من الخبر نصه : "الكنيسه الكلدانيه تضامنت مع اهالي البلده للحفاظ على حقوقهم ومشاركتهم  في القرار ,والمهم في النهايه ان مدير الناحيه الجديد من القوش ..كما شجّع  ابناء البلدة على الانخراط بالفعاليات السياسيه حتى يكون للمسيحيين صوت ووجود "  انتهى الاقتباس.
  المقتبس اعلاه وهو غيض من فيض تصريحات أدلى بها غبطته في ندوة القوش 27/ تموز2017 بحضور  نيافة المطران مقدسي وممثلين عن احزابنا ومنظمات المجتمع المدني , وأشخاص اخرين مستقلين, لستُ بقارئ فنجان كي أتكهن غيبيا دون سند, انما بربط الاحداث مع سياقات الأحاديث ومصادرها ,تسنى لنا التوصل الى ان ألتقاء صنفا من المصالح المستهجنه  دفع الكنيسة   باتجاه تمرير انتهاك  واضح بحق الاهالي عبر رساله وجهت في الندوه في ظاهرها تضامنا مع المتظاهرين لكن باطنها اقناع الحاضرين بالقبول بالبديله الجديده كونها ألقوشيه  بعد التخلص من السيد فائز( الكربلائي) , ولمن يمتلك تفسير آخر ,فهو حر لكن عليه ان لا ينسى الأخذ بنظر الاعتبار إرادة المتظاهرين  واحترام مطاليبهم ,والا سيكون الكلام تسويقا استهلاكيا  ليس من غطاء يشفعه. ولكي تلقى الرسالة صداها المطلوب, حاول غبطته تلطيف الجو بالقول بانه سوف يجد لفائزمنصبا  في مكان آخر!لا يا سيدنا مشكلة القوش ليس في نكران كون لارا القوشيه  وليس الخوف على مستقبل معيشة  فائز ,كلام من هذا القبيل لا يحتسب تضامنا مع اهلي البلدة ,أنما تدخلا مؤداه  تسويف ارادة ورفعة اهالي القوش  ومحاولة اقناعنا بخلو هذه القلعه  من بديل مستقل  كفوء .
 يجدر بنا هنا أن نذكّر القراء بالبعض مما يدور من احاديث في اروقة القوش المنشغله بأزمتها, من قبيل  قصة رفض السيد فائز في ايار الماضي  لتدخل نيافة مطران ألقوش من اجل تسهيل معاملة تمليك قطعة ارض حكوميه لاحد الاشخاص , وبحسب  تفاصيل  كلام متبادل جرى بين الطرفين تم صب البنزين على ورقة مدير الناحيه تحضيرا لحرقها, هذا جانب, ومن جانب أخر العديد من الاهالي يؤكد بان موضوع المولدات الكهربائيه التي تتولى الكنيسه الاشراف عليه  كان له تأثيره الواضح على عدم ارتياح الكنيسة من مواقف ادارة الناحيه بخصوص  التسعيره ومتابعة لجنة الناحيه في تدقيق السجلات المتعلقه بالمولدات وحصة الكازويل , مما اضطر الكنيسه ومعها احد اعضاء مجلس الناحيه الى المطالبه من مدير الناحيه بسحب تدخله والغاء اي دور للجنة المتابعه في الناحيه ولجنة التدقيق  من دهوك لكن اصرار مدير الناحيه  على موقفه زاد من عملية صب الزيت .
اما ما يخص موقف الرابطه الكلدانيه في القوش, فهو من الاثارة والغرابه  التي تؤكد ما نحن بصدده , فبعد ان اصدرت الرابطه بتاريخ 12 / 7  بيانا أعلنت فيه تضامنها مع اهالي القوش ضد إقالة مدير ناحيتهم  وطالبت الجهات المعنيه بتلبية مطاليبهم.عادت  فجأة و رشحت مسؤولة فرعها لمنصب مدير الناحيه.
   في 19 /7 وبحسب خبر منشور على صفحة عشتار تي في, إجتمع السيد عصمت رجب  مسؤول الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) بالبرلمانيه  وحيده ياقو والسيد غزوان رزقالله ,وبالرغم من  تأكيد الكثيرين حضور نيافة المطران مقدسي هذا اللقاء, إلا أني لست متأكدا من ذلك بسبب عدم نشر اسمه وصورته  ضمن الحاضرين ,المهم  تبين لاحقا عدم رضا غبطة البطريرك  من  فكرة ترشيح  السيد غزوان في هذا اللقاء ,علما ان محافظ دهوك والسيد رجب  وافقا على ترشيحه  لكن الذي تحقق في اللحظات الاخيره هو رغبة غبطته  فنتج عن ذلك سيناريو انتخاب المجلس البلدي لتفوز السيده لارا مسؤولة الرابطه الكلدانيه في القوش والعضوه في حدك وفشل منافسها.
 مما ذكرناه اعلاه وهو ندر قليل من تفاصيل اكثر لاسباب اقالة السيد فائز و فوز المرشحه لارا , يتضح بأن ما سعى اليه نيافة مقدسي قد تحقق نصفه في عملية الاقاله وهذاما اراده حدك ,أما النصف الآخر وهو الأهم , فقد اقتنصه غبطته كمكسب سياسي لرابطته بعد ان أتيحت له فرصة الإمساك براس الخيط , لذا اصبح لزاما عليه تهدئة المتظاهرين  بتصريحه في ندوة القوش بانه مع مظلومية  فائز وضد اقالته, لكنه في نفس الوقت طلب من الحضور القبول بلارا لانها القوشيه بعد التخلص من فائز, كلام كهذا لا يحتاج تفسيره الى فتاح فال ,حدث العاقل بما لا يعقل, فإن صدّق لا عقل له  .
 بلا شك,السيده لارا القوشيه,وانتمائها الحزبي المزدوج  ليس بخاف على احد ,إذن في طيات القصه رغبه سياسيه سعى غبطته الى تحقيقها مستخدما ذراع  الرابطه الكلدانيه  المتمثل بعضوية مسؤولتها في حدك , فأضحت أصوات المتظاهرين( المسيحيين) وارادتهم في مهب الريح نتيجة تضامن كنسي ولكن مع من بعد ان تبين انه  تضامنا من النوع الذي لن يتحقق الا تحت سقف توافق مصالح حزبيه  فتحت للرابطه  شارعا سياسيا يتطلب تبليطه  ايجاد بديل مناسب لادارة الناحيه  دون اعارة اية اهميه لميول السيده لارا السياسيه القوميه الموزعه( بين الكرديه والكلدانيه)لا بل اعتبرها النموذج  الألقوشي الأصلح سياسيا واداريا, وهذا يجافي حقيقة مواقف القوش ماضيا وحاضرا ويتعارض مع مطالب اهلها ,نعم بجريرة هذا التنظير المستهجن  تحقق الخيار المشروط : بانتماء البديل لحدك وانتسابه للرابطه الكلدانيه, اذن اين تجسيد تضامن الكنيسه مع اهالي البلده ومدير ناحيتها المقال ؟ .
إهتداءً باسفار الذين وضعوا رفعة القوش وهويتها تيجانا فوق طاسات جماجمهم  , نتمنى من السيده لارا قبول النصيحه الأبويه المسداة  لها بالتخلي عن هذا المنصب , لان الدهر ليس سويعات  قليله تـُختزل في نشوتها كل القيم والفضائل, انما هو سفر مواقف مشرّفه  تسجَل بحق كل من يحترم رغبة اهله  ويحرّم على نفسه الانتشاء بعذابات جراحهم جهارا نهارا, تبقى الأمنيه الأهم هي صدور قرار من محكمة  القضاء الاداري باعتبار الاقاله غير قانويه احقاقا للعداله واحتراما لارادة الاهالي .
أخيرا, ليس بوسعي وصف حالتنا الا بالمؤلمه ,ومن دون قصد النيل  من مقام وشخص اي احد, حاشاي من ذلك, إخترت مقطعا من قصيدة ثورة الشك للامير عبدالله الفيصل التي غنتها ام كلثوم :
اكاد أشكُّ في نفسي لأني أكادُ أشكُّ فيكَ وأنتَ منّـــــي
يقولُ الناسُ إنّك خنتَ عهدي ولم تحفظْ هوايَ ولم تصنّي
 وما أنا بالمُصدِّق فيك قولاً ولكنّي شقيتُ بحُسنِ ظنّـــي
أجبني ان سألتك هل صحيح حديث الناس خنت ام لم تخنيّ ؟
  تحية إجلال وتقديـــــر لكل من يدعم ارادة ابناء القوش في بلدتي
الوطن والشعب من وراء القصد
 

118

لألقوش حق تاريخي ونضالي يتطلب تحقيقه  إستدامة تلاحم ابنائها ومحبيها

شوكت توسا
   الحديث عن ظاهرة تعلق الانسان بمسقط راسه و حبه لمرتع طفولته ومحط ذكرياته , حديث  يقودنا الى ان مصداقية الحب كمفهوم عاطفي عام  أي ّ كان شكله وجنس أطرافه , يحتاج الى  جهد عقلي  يرعاه ليثبت صدق وشائجه  ويمتـّن أواصره .
من الأركان التي إعتمدها طيب الذكر المناضل الشيوعي ابو جوزيف الذي أحب بلدته القوش  هو الرابط الذي جعله يمارس نشاطاته العسكريه والسياسيه على مبدأ  أن هيبة القوش وسلامة اهلها فوق مصلحة الحزب, عملا بمقولة لا كرشت ئيذا مناشوخ , وقد اكد الراحل ابو جوزيف التزامه بها في اكثر من مناسبه .
 إذن ليس غريبا علينا ان نشهد الموقف الذي  تبناه  الشيوعيون في القوش بالتنسيق مع الحركه الديمقراطيه الاشوريه ومنظمات المجتمع المدني في تنظيم مسيرة إحتجاج شعبيه سلميه وديمقراطيه  ايمانا من الجميع بحقهم  في استنكارا قرار الإقاله القسري  بحق مدير ناحية القوش السيد فائز عبد ميخا وحق ارادة الاهالي , هكذا موقف تلاحمي سلمي وديمقراطي  سيضاف حتما الى سفر مواقف أخرى مخلّده  سبق للشيوعيين في القوش أن تبنوها التزاما بالمبادئ وحفاظا على هوية وهيبة بلدتهم  .
كلنا يعلم بان في كل تنظيم يعمل وينشط , تكون الهفوات شأٌنا ً واردا وطبيعيا بإمكان اي ناقد تسجيلها سواء بحق مسيرة ( زوعا) او  مسيرة الحزب الشيوعي, ودليلنا في ذلك هو اعتراف  القيادات  وإقرارها عبر مؤتمراتها بوجود أخطاء  صغرت ام كبرت فهي معرضه للنقد, يبقى المهم هوتقويمها عقليا بما يخدم مصلحة من نحبهم ونتكلم بإسمهم,خاصة وهناك من المشتركات التي يتوجب العمل على اساسها ولا اقول  يمكن العمل عليها .
 المعروف عن تاريخ الحزب الشيوعي مواقفه وتضحياته  ابتداءً من تأسيسه على يد  الشهيد يوسف سلمان يوسف (فهد) الذي أعدمه  النظام الملكي في العام 1949  ,و مرورابمسيرة مناضليه على ذات الدرب, فمنهم من اختار افتراش صخور كهوف الجبال وأخاديد الوديان مناماتا وملاجئا لهم ولعوائلهم , ليس من اجل تمثيل فلم ( حاشاهم), أنما ايمانا منهم  بضرورة مواصلة مقارعة الظلم و أزلامه وحبهم للحرية, ولنا في  طيب الذكر الشيوعي الراحل توما توماس خير مثال على الشيوعية التي نتحدث عنها , فقد  قضى  الرجل ردها  طويلا من حياته  مع عائلته  وبصحبة رفاقه , مناضلا مرفوع الهامة ومحبوب لدى الجميع, ضحى بكل نفيس من اجل نصرة المظلومين أيا كان دينهم او عرقهم, ناهيكم عن ان زنزانات السجون كانت تعج برفاقه  طيلة فترات حكم الطغاة المتعاقبه ,فتسلق من بينهم من تسلق اعواد المشانق وهاماتهم شامخه بشموخ عشقهم لحرية الانسان ,و منهم من  قضوا زهرة شبابهم وراء القضبان ينشدون للوطن الحر والشعب السعيد, هكذا هو ديدن الشيوعي الملتزم كما عرفناه , والدرب مازال ممتداً  مفروشا بالاشواك امام حملة ذات الرايه , هكذا إستحق الحزب وصفه  بحزب الشهداء والمواقف الوطنيه .
  بمناسبة ما ذكرناه أعلاه , يطيب لي ان اعيد  للقراء الكرام نشر مقالة  تحت  عنوان ((  بين قائمتي" اتحاد الشعب " و " الرافدين ", شعب طموح ونضال مشترك)),كتبناها في آذار 2010 اي في  الفتره التي سبقت الانتخابات  البرلمانيه . قلنا  حينها ما يلي:
 شَغلَ مصطلح الوطنية  بال العديد من ساسة العراق ومفكريه ما بين حريص على وحدة أرض الوطن وسط عمقه القومي والديني (المذهبي مؤخرا) وبين السعي الى إسعاد شعبه, فيهم  مَن قضى أو سيقضي فصول نضاله  بين مطرقة عروبة العراق وسندان أسلمة قوانينه  إعتقادا منهم  أن سبيل وحدة ألأرض ورفاه الشعب هو في ألاعيب التحكم بمقدراته و إشاعة ما يروّض عقول الناس ويستقطب عواطفها , متناسين بأن نتائج تعليق حقوق ومصائر موزائيك  الشعب  الأخرى وتركها محبوسة وراء القضبان  يكون مؤداها  خلق صراعات  مستديمة وصنع ديكتاتوريات  ثم قبول إحتلالات ترافقها مذابح وتهجيرات تفرغ الوطن من ابنائه ,على الأقل هذا ما شهدناه مدى نصف قرن وأكثر , وما يؤسف له ان  حلقات مسلسل القمع والتطهيرمستمرة  تعبث في جسد العراق و يتناوب  على تنشيطها و تنفيذ أشكالها  أطرافا عديده في عموم جغرافية العراق .
ليس بإمكان أحد إنكار دور الشيوعي  كحالة رياديــّه وضعت لبنات العمل النضالي الوطني الأولى في الدفاع عن مصالح وحقوق كافة شرائح وطبقات المجتمع المظطــَهـَده, إلا أن هذا الدور كان يرتطم  تارة بمخاوف المد العروبي الإسلامي الذي لم يألو جهدا إلا وسخره لضرب كل فكر  نابذ  للتعصب القومي و التطرف الديني , وتارة أخرىكان تعاطف (  الشيوعي)  تجاه قضية الأكراد المزمنة وطول فترة إنحسار جغرافية نضاله  في شمال العراق سببا في وقوعه تحت تأثيرات ضغوط الأحزاب القومية الكردية  التي إقتنصت  لنفسها بشكل ذكي حصة الأسد من  دعم الحزب الشيوعي لها في تدويل القضية الكردية وأستمالته لصالحها على حساب بقية المكونات القومية والدينية المظطهدة ,وقد جاء ذلك مناقضا بشكل واضح  لأدبيات الحزب ومبادئه التي تنص على نصرة  كافةالشرائح المظلومة  و حقها في إسترداد ما سـُـلبَ منها دون تمييز شريحة على حساب أخرى , لأنه دون ذلك لا يمكن أن يتحقق بناء النظام الشيوعي حسب ما منصوص في كراريسه  , و ضمن هذا النهج  فقط يمكن أن تتحقق عملية التجسير ما  بين النضال القومي التحرري وبين تحقيق النظام الوطني الإشتراكي,,,.
من  تأكيدات النهج اللينيني على المسألة القومية هي تفسيرالكيفية التي يجب ان تكون فيها العلاقات البشرية ونضالها ضد  كل ما يؤدي الى تخاصم الشعوب المكافحة فيما بينها , وتأكيد لينين على إعطاء الامم حقوقها القومية لا ينفصل عن دعوته للتعاون بينها وتضامنها في وحدة كفاحية ضد الشوفينية العنصرية والإستغلال الطبقي , إذن على ضوء ذلك يحق لنا ان نتساءل  : لو إفترضنا جوازإدعائنا بأن مظالم  شعبنا الكلدواشوريالسرياني ونكباته المستمرة في العراق قد بلغت ذروتها  من الإظطهاد والقمع والتشريد , معنى ذلك أن من مهام وأولويات  الحزب الشيوعي العراقي  راعي قائمة أتحاد الشعب, هوضرورة الإلتفات  قليلا الى ما يدور سياسيا  وإجتماعيا وثقافيا  بحق هذه الشريحة و شرائح أخرى  أصبح وجودها مهدد بالإنقراض   نتيجة إنفراد  أذرع القوى الدينية المتسلطة والقومية الكبيرة بعددها  وعدتها ,لكننا في حقيقة الأمر لم نشهد حتى ردة فعل  خجولة في نقد الحالة وفضحها
إن قساوة عقود القهر والقمع التي عانى منها الكلدوأشورييون السريان بإعتبارها ظاهرة  لا إنسانية  ولا وطنية , يفترض ان يقابلها  موقفا أخلاقيا صريحا إن لم نقل موقفا سياسيا  مطلوبا  من الماركسي اللينيني الذي يعتد بنضاله  و يعتمد فيه على مبدأ الدفاع عن حق الشعوب المظلومة الموشكة على الإنقراض في المجتمع الوطني.
للامانة نقولها كما سبق و ذكرناها في مناسبات عديده , بأن  التاريخ  سوف يسجل بأحرف من ذهب مواقف  وطنية مشــر ّفه  لشيوعيين  آمنوا بالفكر وكافحوا من أجل تطبيقه على الأرض, حيث  إنفرد من بين قادة الحركة الشيوعية في العراق مناضلون أشداء تجرؤوا عبور الخطوط المفروضة محليا وتجاوزوها بهدف نصرة هذه الشريحة القومية الوطنية  الأصيلة(الكلدواشوريةالسريانية) التي مزقتها المذابح والهجرات لتجعلها فتاتا مبعثرا في أصقاع المعمورة , فقد ظهر من بين صفوف الحزب الشيوعي أبطالا كان لهم دورهم المشهود  في دعم ومساندة اول ولادة لحركةقومية كلداشوريةسياسيا وعسكريا , حيث كان لهذه المواقف أثرها الواضح في مساندة بدايات هذا الظهورللوقوف على قدميه , وما يجدر الإِشارة إليه هو ان  تلكم المبادرات لم تكن شخصية بحته ولا عشائرية أو عنصرية كما يحلو للبعض وصفها , بل كانت نابعه و بكل صدق عن درجه ايمانيه وفكريه  إلتزم بها هذا الشيوعي  الذي يرى في  دعم  حركة تحرر أية  فئة طالها الغبن  برهانا على إلتزامه بمبادئه وهوبذلك يفتح الأبواب أمام المغبونة حقوقهم  لتشجيعهم  للمشاركة في الحركة التحررية الوطنية .
مثالنا في هذا الخصوص ,يتجسد في محطات مبادرات طيب الذكر البطل المرحوم توما توماس  وبعض رفاقه  ,هذا الشيوعي الحقيقي الذي  قلما ستشهد الساحة العراقية مثيلا له حسب  كل المقاسات النضالية  ,كانت المحطة الأولى  من مبادراته  تلك التي حث فيها المرحوم هرمز ملك جكو قبل إستشهاده  في بدايات ستينات القرن الماضي  حين شجعه على المطالبة من المرحوم ملا مصطفى البرزاني   بالسماح له بتشكيل قوة عسكرية كلدواشورية, لكن طلبه تم رفضه لأسباب طويت مع طي تلك الصفحة.
وفي محطة ثانية كان لهذا الرجل الشيوعي طيب الذكر وبشهادة العديدين من ناشطي الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) راعية قائمة الرافدين, الفضل الكبير في إسناد  مناضليها يوم إلتحق طلائعها بصفوف الحركة الكردية  في بدايات ثمانينات القرن الماضي ,حيث قدم لهم  طيب الذكر كافة انواع الدعم  المعنوي والتسليحي  إيمانا منه بأن عملية بناء الوطن الحر لا يمكن ان تتكامل ما لم يكن أبن البلد الأصيل والمعذب في مقدمةالمساهمين في النضال من اجل حقوقه وسعادة شعبه في وطنه الأم,,,.
 وفي محطة ثالثة  وكما أكد  العديد  من الأصدقاء الذين كانوا على مقربة من طيب الذكر المرحوم توما توماس  في بدايات تسعينات القرن الماضي, يوم هبت مجاميع شبابية كلدواشورية  والتحقت معه أبان الإنتفاضة , يؤكد هؤلاء الاصدقاء بأن لسان حال المرحوم أبو جوزيف كان دائما يؤكد على ضرورة دعم الحركة التحررية القومية الكلد اشورية السريانية كجزء من حركة التحرر الوطنية العراقية  , ولم يتردد المرحوم في تشجيع الشباب للإنخراط في صفوف الحركة الديمقراطية الأشورية  التي رأى  فيها إمكانية  التبلور والتنامي قاعديا  كي تصطف وطنيا مع بقية المناضلين الوطنيين الأحرار, كثيرة هي المحطات التي شدد فيها  طيب الذكرعبر لقاءاته على وحدة هذا الشعب وضرورة رص صفوفه كي  يستطيع أن يمارس حقه القومي والوطني.
لقد سبق وأشرنا في مقالات عدة, بأن تقدمية فكر الحركة الديمقراطية الاشورية  وخطها القومي الوطني الذي مر عليه اكثر من ثلاث عقود نضالية ما بين مد وجزر , قد وضعها في مصاف الحركات القومية التقدمية التي إعتمدت حق الإنسان وتساويه مع الأخر مبدأ ً لبناء الوطن الذي يضم الجميع بعيدا عن أي روح إستعلائية او شوفينية او دينية متطرفة , إذن هذه الحركة القومية الفتية إلتقت  في  تطلعاتها مع  علمانيّة الأحرار ووطنية الشيوعيين , ومن هذا المنطلق فهي(الحركة) اليوم تستحق أن تحظى بالدعم والتشجيع  ما دامت أثبتت حضورها الوطني  في آليات عملها القومي , وما أكثر تأكيدات العديد من الشيوعيين على مصداقية وطنية هذه الحركة وبرنامج قائمتها الرافدين , كان آخرها ما ورد في تصريح  السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب  حين قال نحن كشيوعيين نعتبر الحركة الديمقراطية الأشورية  صديقا سياسيا  لنا. لذلك نحن من جانبنا كنا  نتمنى لقائمة إتحاد الشعب  الفوز بمقاعد برلمانية  توازي نضالات وتضحيات الحزب الشيوعي كي تتواصل  المحطات التي  بدأها المناضل طيب الذكر أبو جوزيف ولتجد تصريحات مسؤولي الحزب طريقها  الى التطبيق  السليم من خلال تكثيف الحوارات  والتفاهمات  ما بين ممثلي قائمة اتحاد الشعب وقائمة الرافدين  وممثلي بقية المكونات الصغيرة الاخرى التي تعلّق آمالها على دعم التيارات الوطنية لمطالبها وحقوقها القومية والوطنية.
الوطن والشعب من وراء القصد   

 

119

إقالة مدير ناحية القوش غير شرعيه وغير قانونيه وغير ديمقراطيه

شوكت توسا

إستلم السيد فائز عبد جهوري منصب ادارة  ناحية القوش منذ العام 2003 ولحد اليوم , ولو تم تمرير قرار اقالته بهذه الطريقه اللا ديمقراطيه و بالاستناد على نتائج الاستجواب الشكلي الذي اجراه معه المجلس البلدي في القوش مؤخرا,وبحجج واهيه لا ترقى حتى لمناقشتها , فالرجل لو ترك منصبه , سيتركه مجبراً وليس مخيرا  من دون  ان تسجّل بحقه اية حالة فساد ماليه او أخلاقيه , ذلك ما سيؤكده كشف ركاكة الأسئله التي وجهت له من قبل المجلس البلدي , والرجل بشهادة الجماهير واحزاب ومنظمات المجتمع المدني العامله في البلده , كان يؤدي واجباته  الاداريه تجاه بلدته وأهلها بالشكل الاصولي الذي عكس رضا الغالبيه العظمى من الناس منه ومن الوضع الامني والاجتماعي المستقرالذي زخرت به البلده في ظروف عراقيه قاهره , اي ان القول بان هناك اسباب متعلقه بالمصلحه  العامه تتطلب اقالته هو كلام عار عن الصحة , لان المصلحة العامه التي لا تضع مصلحة ورغبات  اهالي البلدة بالدرجة الاساس فهي تعني بلاشك المصلحة  التي تستهويها الاحزاب ومشاريع صراعاتها السياسيه  التي ليس بالضرورة ان تلتقي مع تطلعات الجماهير ,اذن  ليس من سبب موجب  لهذه الحملات المكرره ضده.

فيما يخص المعطيات والمعلومات المتوافره في جغرافية سهل نينوى ,فبسبب  الصراعات الطائفيه والقوميه  بين احزاب حكومة المركز و الحزب الديمقراطي الكردستاني ,  تمخض عنها سياسة لي الأذرع على حساب اهالي المنطقه  الذين لا تربطهم بالطرفين المتصارعين اي رابطه دينيه او قوميه , إذن علام  اتباع  محاولات كهذه  على هذه البلدات ونحن نعلم جيدا ان نتيجة صراعاتهم كانت هي السبب في استباحة بلداتنا واهاليها امام الدواعش  , الا تكفي تلك النكبة كي يتعظ مسببوها  ويتركو الناس تعيش حياتها ؟ .

إن محاوله الاقاله هذه  سبق وتكررت اكثر من مره  لكنها لم تفلح  نتيجة لموقف الجماهير المسانده لادارته بتظاهراتهم الاحتجاجيه  التي عززها رفض  المنظمات الحزبيه ممثلة ً  بالشيوعيين والزوعاويين  ومنظمات المجتمع المدني الديمقراطيه,  مدعومة من رجال الدين وتضامنهم  في المطالبه بإبقائه , فكان للأهالي في كل تلك المحاولات اليائسه ما ارادوه  بسبب تضامنهم  وتوحدهم في قول كلمتهم الفصل ...

إن اهالي القوش اليوم وبمختلف ميولهم  يستغربون من الحاح الحزب الديمقراطي الكردستاني  الذي وبسبب  خلافاته  مع  احزاب و حكومة المركز في بغداد, اصبح لا يفوت اية فرصة  الا واستغلها من اجل تمريرما يمكن تمريره  في  مناطق ضعف  سلطة المركز , خاصة و ظروف البلد بشكل عام  قد أدت على ضعف التواجد الحكومي في قرى وبلدات سهل نينوى .

 الكل يعلم  بأن بلدة القوش بلده كلدواشوريه مسيحيه مقفله لا يوجد فيها مسلم عربيا كان او كرديا كي يكون لاي حزب عربي او كردي نفوذ له فيها  او حقا لفرض سياساته فيها, فأهالي القوش  بمثقفيهم الديمقراطيين  ورجال دينهم استطاعوا ويستطيعون ادارة شؤون بلدتهم حتى في غياب للسلطات وفقدان كل انواع الخدمات الحكوميه , اي انهم ليسوا من الصنف الذي يتقبل  الوصايات والإملاءات كما يظنهم البعض  انما هم من الصنف القادر على تدبير امورهم  دون حاجتهم  الى من يملي عليهم اجنداته السياسيه اي كانت توجهاتها .
توضيحا لما  نحن بصدده, فإن رفضنا لهذه الممارسات اللاديمقراطيه  ليس سببه  الدفاع عن شخص السيد فائزفقط , فهو  يستحق منا كل الاحترام والتقدير, لكننا نرفض وسنرفض كل ما يعكر صفو عيش اهلنا في مثل هذه الظروف  بعد الذي ذاقوه جراء الانفلاتات الحاصله والصراعات التي ادت الى استباحة اراضينا وقرانا وكرامتنا امام اسراب جرذان الدواعش, يا ترى كيف تريدوننا القبول بتكرار المآسي التي حلت بنا والتي كان سببها صراعات الشيعه والسنة والاكراد والتي ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل؟

نتمنى على المتوهمين فيما يقومون به ان يراجعوا انفسهم  ويبحثوا بصدق ووفاء عن الحلول التي تضمن لاهالي القوش  العيش الهادي والاستقرار الآمن  بعيدا عن فرض  الارادات السياسيه في ظروف هي من الصعوبة بحيث لا تتحمل مثل هذه السلوكيات.

الوطن والشعب من وراء القصد
 

120
اعتراض ضد البرلماني السويدي Lars Adaktsten ... لـــــن  نركب القطار الذي ركبتموه انتم ومن معكم   
Till ……
Lars Adaktsten
Vårt folk kommer inte att sätta sig på samma tåg som du sitter på,
 och de människor som delar samma åsikter som dig.

السيد لارش أداكتستن المحترم
تحيه
  سأستهلّ  إبداء أعتراضي بتذكيركم  بجرائم  قلع وتهجير أكثر من 160الف كلدواشوري سرياني(مسيحي) في اب 2014 وتدمير ونهب قراهم على يد الدواعش ,ومن دون الدخول في تفاصيل تشخيص الاطراف التي هيأت اجواء تنفيذ  هذه الجرائم , يكفينا  من شرالبلية ونتائجها انها انجبت لنا من بلد السويد الديمقراطي  برلمانيا يخشى فشله في الانتخابات السويديه المقبله  فأفلح  في اقناع  ثلاثة برلمانيين اوربيين  من اسبانيا و هولنده و النمسا  لتمرير لعبه سياسيه  مكملّه  لسابقاتها التي  جعلت  الضحية  مجرد سلعه  يتم عرضها متى ما تطلبّت مصالح الذين  وجدوا في مؤتمر بروكسيل  سبيلا لها , وكلامي  سيكون موجه تحديدا  لجنابكم  وليطلع البقيه عليه مشكورون .
ان الحرية التي  سمحت لك ممارسة  نشاطاتك حيثما وكيفما تشاء , هي نفسها  استدعتني  للاحتجاج على  إتباعك اسلوب ثبت فيه انك وزملائك بتاثير منافع  شخصيه كلتم باكثر من مكيال من اجل فرض ما في جعبتكم على شعب بأكمله , ولكي لا يكون كلامنا عشوائيا  دونما سند يسنده , بحثنا  فعثرنا على معلومه مؤكده مصدرها  مدينة أوبسالا السويديه التي تقيم فيها جاليه كرديه كثيفه , فتبين أنكم بسبب خشيتكم من فشلكم المتوقع في الانتخابات البرلمانيه السويديه المقبله  امام حزب الديمقراطيين السويديين اتفقتم  كشخص وليس حزبيا مع اطراف من هذه الجاليه تتبنون  على اساسه دعم فكرة الاستفتاء ثم عقد مؤتمر بروكسيل  لقاء ضمانكم اصوات الاكراد المقيمين في هذه المدينه. إن صح مثل هذا الخبروهو اغلب الظن خيار يسلكه البعض , فالسويديون لن يرضوا بك عندما يتعرفوا على حقيقة نوايا لجوئك ومن معك الى عقد مؤتمر تحت يافطة الدفاع عن مسيحيي العراق لكن سرعان ما خانك الحظ  حينما انكشف الامر مثيرا شكوك اكبراحزاب وكنائس الكلدواشوريين السريان العراقيين  فكان قرارعدم ابتلاعهم الطعم بالانسحاب من المؤتمر تاركين كراسيه ومنصاته  لغيرهم, ذلك ما يؤكد وجود اختلافات وضعف تنسيق  بين احزابنا العشره لاسباب  عده, ولو بحث جنابكم  اكثر عن مسببات هذا الاختلاف, سيتبين لكم حجم تاثيرات الدورالسلبي الذي لعبته  جهات سياسيه عراقيه ( كرديه وشيعيه وسنيه)  في استغلالنا وتشتيتنا بشتى الطرق من اجل منافعها ومخططاتها طيلة العقد والنصف المنصرمين , فجئت انت طرفا خارجيا كاشفا دورا خارجيا سلبيا بمشاركتك في مسلسل تهميش ابناء البلد الاصليين .

  في تنظيمكم لمؤتمر بروكسيل  إدعيتم  انه بدعوة من الاتحاد الاوربي لمعالجة مستقبل المسيحيين العراقيين,لكنك لم تكن أمينا بذلك  بل مموّها ً, تلك ايضا ستحسب عليكم سلبا  لما تسببه من خيبة امل للعراقيين المسيحيين , ناهيك عن أنكم تعمدتم  تجزئة جسد  مسيحييّ العراق في حصر دعوتكم وتفاصيل  مؤتمركم  بالمتواجدين من هذا الشعب  حصرا في جغرافية سهل نينوى(المتنازع عليها) لصالح الاجنده التي سخرتم جهدكم لها ,وبسببها بلاشك تهربتم  عن ذكرهوية المسيحيين  المعروفين بالكلدواشوريين السريان  والمتواجدين في العراق عشرات القرون قبل ظهور الاديان السماويه   وقبل  توافد الأقوام الاخرى الى الجغرافيه التي  قطنها وبنى صروحها الكلدواشوريون السريان العظام, فعلتم ذلك إمعانا منكم في ترسيخ ظاهرة استغلال الغير لقضيتنا  وفرض اجنداتهم علينا دون وجه حق, فلم  تتطرقوا الى حق هذا الشعب في اراضيه التاريخيه  المستلبه ولا عن امكانية تشكيل كيان خاص لهم يحميهم  من ظلم وتجاوزات الأخرين بل سعيتم  جاهدين لاحتوائهم , ولتحقيق ذلك  استقدمتم زميلكم  الاسباني خافيير الذي قال نحن لا نريد التحدث في هذا المؤتمر عن مسيحستان او علويستان او اشورستان بينما جنابكم يا لارش و في اكثر من مناسبه تؤكد بان واجبكم يحتم عليكم التكلم بجرأة عن  فكرة تشكيل دوله كردستان, ونحن لسنا ضدكم في ذلك. لكننا ضد هذا الكيل الذي لا يمكن الوثوق بصاحبه وبمؤتمره المزعوم دفاعا عن المسيحيين .

 لقد ساورشعبنا تفاؤلا خجولا بالورقه التي إجتمعت  عليها أحزابنا القوميه وأجمعوا  فيها على تحرير نقاط مهمه معبره عن تطلعات شعبهم كأصحاب تاريخيين للارض, وقد وصف البعض هذه الورقه ( واهمين) بمثابة إنجيل خامس يحمي هويتينا( الإنتمائيه و الإيمانيه)  سوية واللتان من أجلهما أصطبغت  جبالنا وودياننا وسهولنا  بدماء أجدادنا وابائنا وأحفادهم  دفاعا عن ارضهم  على خطى أناجيل السيد المسيح الأربعه.فتبين انكم إستكثرتم  ذلك على شعبنا  لذا سارعتم الى استبدال مطالب الورقه بأخرى تنسجم و أجندات الغير وبرضا المنضوين تحت خيمة مؤتمركم , فإبتلع الحضورالطعم  وخرجنا من المولد بدون حمص وخواصرنا مثخنه  بطعنات الأقربين المتقلبين  قبل الغرباء وانت واحد منهم   .

  نحن كشعب تاريخي, سبق وأكتوينا بمواقف الغرب (المسيحي) ,لذا تراودنا الشكوك بان اي مؤتمر كمؤتمركم  لا يعنينا بشئ و لن يغير من سوء حالنا بل سيزيد من تعاستنا  مالم يكتسب  مشروعيته  مما متفق عليه عراقيا , دستوريا وقانونيا مراعيا في ذلك وضع ابناء شعبنا انسانيا بعد الويلات التي سببّها استقدام  طوابير جرذان الدواعش الى بيوت اهالينا الآمنين  لهتك الارض والعرض والنسل وتدمير كل شيئ, اقول  استقدام الجرذان  بشهادة مخرجي المسرحيه  ولا اظنني انكم يا سيد لارش تجهلون مهمة  هذا الاستقدام,ان كنتم تجهلونها  ففي تدخلكم سياسيا  ومبادرتكم وقراراتكم اما جهالة متقعه او تغافل متعمد إذ لولا مخطط استقدام ( عناصر القاعده السابقين ) بعد تلقيهم التدريبات الحديثه  في السجون الافتراضيه  وخارجها , لما أستكملت  مقومات خلق  فوضى خربطة الخريطه الديموغرافيه  بقتل و تهجير  مئات الألوف  واغتصاب النساء تمهيدا لتنفيذ مشروع تفتيت العراق , نعم  بعد استكمال الدواعش لمهمتهم  تم اعلان الاستفتاء الذي لاقى رفضا من جانب السيد العبادي رئيس الوزراء العراقي معتبرا إياه مخالفه دستوريه, بما معناه ان الحكومه العراقيه غير معنيه  بما سيتمخض عنه ولا اعتقد بانها ستكون معنيه حتى  بما يتمخض عن مؤتمربروكسيل , فكيف تريدنا التسليم بتأييد الاتحاد الاوربي له ؟ .
جدير بنا هنا ولكي يطلع جنابكم على حجم اللعبه  التي حشرتم نفسكم فيها ,ففي تصريح  لاحد قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني , أشاد فيه بمواقف المسيحيين اليزيديين والشبك لانهم يؤيدون استقلال الاقليم عن العراق حسب إدعائه , وهنا ادعوك ان تتمعن جيدا  كيف تم في هذه الاشادة التجاوز على الحقيقه  التي  يصر جنابكم ايضا على غض الطرف عنها ,فالاشاده هذه ينقصها الكثير من الصراحه والشفافيه اذ يستبان فيها بان المتحدث قد اعتمد  فقط على تصريحات المجلس الشعبي  و حزب بيث نهرين  المنسجمه دائما مع ما  تطرحه وتطالب به قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني على حساب حق  وتطلعات شعبهم,للتأكد من كلامنا هذا  ادناه رابطين لتصريحين  من قبل  المجلس الشعبي وحزب بيث نهرين :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=847332.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=844898.0

 لقد  نسي المتحدث  الذي اشاد بالمسيحيين  اوبالاحرى تعمد مثلما تعمدتم انتم  في عدم  التطرق  الى  موقف الحركه الديمقراطيه الاشوريه  واشتراطاتها على لسان اكثر من متحدث باسمها, والتي بسببها قررت  الانسحاب عن مؤتمركم  و شاركها في موقفها  كيان ابناء النهرين  الذي انسحب هو الاخر  ثم انضم  اليهما الحزب الوطني  الاشوري  و الكنيستان الكلدانيه والاشوريه  في مقاطعة المؤتمر,  بخلاف  موقف المجلس الشعبي وحزب بيث نهرين وبقية الحاضرين اللذين لم يعيروا  اهميه لقرار اخوانهم المنسحبين من المؤتمر ومن دون اشاره منهم  او من جنابكم  لاسباب الانسحاب, لا بل تم طمطمة الامر بجملتين فضحت المستور  .

لست لوحدي من يقول هذا الكلام , ولم اكن لوحدي أ كتب  محذرّا ومنبها  اولياءنا ونخبنا  لما تخفيه لنا  مثل هذه السياسات والمواقف  فيما لو سارت الامور على النحو الذي يسيل لعاب وعاظ السلاطين كلما لوّح السلطان بكيس دراهم, بل العديد من كتابنا ومثقفينا أشاروا سابقا ولاحقا الى التبعات  المخيبه  التي ستتمخض عن سلوكيات المهتزين والانتهازيين ,و رغم قتامة وظلامية الصوره , الا اني غالبا ما كنت استبدل  كل عباره  يــُشم ُ منها رائحة تزكم  باخرى زكيه علّها تحفز هواة التسكع السياسي وتحثهم  الى  سواء السبيل , ولكن مالعمل مع الذي فيه طبع لا يغيره الا كفنه كما يقال وقد اصبحت هوايته ممارسة الجر بالحبل وتوتيره من اجل تمزيقه  وعيونه  تحدق بمداساته  تدعس تطلعات شعبه وهو يدرك جيدا ما يفعل .

في اكثر من مقاله  بهذا الشأن, أبدينا رأينا في حقيقة نوايا بعض التشكيلات  التي يضمها تجمع احزابنا القوميه على اعتبارها تتحدث باسمنا رغم معرفتها بحجم استقلالية كلمتها التي لا تسمح لها النطق بشئ قبل طمغهامن قبل مموليهم  , لذلك لم يكن هنالك ما يمنعهم من المشاركه في اخراج مسرحية  مؤتمركم , وجنابكم  بنيتم  جهدكم في عقده على هذه الحقيقه  المؤلمه ,بينما الخطاب  الذي انتظره شعبنا بلهف من نشطائنا القوميين في مؤتمركم لم نسمع منه سوى كلمة المسيحيين وسهل نينوى اي استحال عليهم النطق باشوريتهم او كلدانيتهم , إذن هم بصراحه أدوا المهمة الموكوله لهم  , فهنيئا لهم  تأدية واجبهم القومي.

هكذا ولهذه الاسباب يا سيد لارش , اصبح كبيرنا وصغيرنا يتردد متخوفا مع  كل بصيص نقله  ايجابيه  في مواجهة ما يحاك ضدنا  خلف الكواليس  او في العلن  من قبيل الاستفتاء اوعقد مؤتمر كمؤتمركم  الذي زينتم مهمته بعنوان حرصكم  الشديد على  مصيرشعبنا ( كمسيحيين ) بينما الحقيقه  ليس  كذلك !! .

 نعم ,نحن كشعب اثخنت جسده  الويلات تلو الاخرى, ليس من المعقول  زج انفسنا  متفرقين  في موضوعة الاستفتاء مثلا وواقعنا( الغير مرتب) يؤكد باننا لسنا معنيون بنجاحه او فشله ما دامت  معاناتنا من التهميش والتجاوزات  وكثرة مسبباتها قائمه ,لذا جاءت مقاطعة المنسحبين لمؤتمركم  كردة فعل طبيعيه  ازاء  مؤتمر حامت شكوك كثيره حول مصداقيته  , اذن مصيره لن يكون سوى الفشل بعد ان غاب عنه  اكبر المؤسسات التي تمثل الكلدواشوريين السريان المسيحيين  كالكنيستين و الحركه الديمقراطيه الاشوريه ومعها كيان ابناء النهرين والحزب الوطني الاشوري ويقال ان هناك منظمات اخرى انسحبت , انا لا اعني  بان الانسحاب سيحقق معالجه حقيقيه لمأساتنا المستمره , فلو كان قد حضر المنسحبون عرسكم الاصفر كنتم سترون  بام عينكم  بان الشعب الذي اكتوى  بما فيه الكفايه لن يقبل ابناؤه  تكرار ذلك  .

يقينا مني بانكم على علم واف بان المجلس الشعبي و حزب بيت نهرين يؤيدان  انشاء دولة كرديه  وهم احرار حين يتصوروها  ضمانا لنجاح مشروعهما القومي الاشوري , لذا كان الأجدر بكم حثهم  وحث الحضور على اعلان التاييد الصريح  لاستقلال الاقليم وتشكيل دولة مستقله  دون حاجة الى اللف والدوران  و تصديع  رؤوسنا بالحديث  عن مستقبل المسيحيين  ثم قيامكم بتغيير صيغة مطالب ورقة الاحزاب القوميه المتفق عليها  .

  نعم كنا نتمنى ان يكون المؤتمر محفلا يجمعنا لصالح مصير ومستقبل شعبنا  لكنكم في تمرير اللعبه على البعض وليس الكل نجــحتم  في زيادة بعثرتنا وتوزيعنا  بين المحطات الشماليه والجنوبيه  وتركتمونا في حيرة من امرنا  لا نمتلك  جرأة تسمية اسم القطار الذي يفيدنا ركوبه, لذا وبسبب فشل مؤتمركم وفضح نواياه, يتحتم على المنسحبين( تنظيمات وكنائس) وعلى كل الأخيار ضرورة التفكير والتنسيق  من اجل  تنظيم عقد مؤتمر  وطني في احدى مدن العراق مخصص لمعالجة  ما سعيتم الى تسويفه في مؤتمركم , يكون من ضمن  المدعوين  لحضوره  السيدان العبادي والبرزاني  وبحضورممثلين عن الامم المتحده  والاتحاد الاوربي  لمناقشة  مستقبل  ابناء العراق الاصلاء  الذين نالهم  ما نالهم  من انتهاكات  وتهجير وقتل  وتدمير لمناطقهم ,من كلدواشوريين سريان مسيحيين ويزيديين وشبك وصابئه وارمن  وحتى التركمان,  حاشا ان يكون في  اقتراحنا تسفيها  لحرمة وقدسية دماء البقية من المكونات  العراقيه  فهي كلها مقدسه في نظرنا, انما نحن نتحدث عن اولئك الذين كانوا و خشيتنا انهم سيبقوا فرائس سياسيه سهله في خضم صراعات السنة والشيعة والاكراد الحالية والمقبله, اي ان  حرص الأخيار وخوفهم على مستقبل هذه الشرائح العراقيه لن يتحقق في مؤتمرات المخادعه والتمويه , بل  في دعم  اجنده عراقيه نظيفه  منزوعه من العنصريه الطائفيه والانقساميه الشوفينيه و مدعومه دوليا من اجل ضمان العيش المزدهر تحت ظل عراق يتساوى فيه ابناءه بحقوقهم وواجباتهم  .

 الوطن والشعب من وراء القصد

121

صحوةُ اشوريه إختفى أيادها, ومجلسٌ شعبي إقتفى آثرها, ومشيخة ٌ كلدانيه تشّيَعَ فتاها
شوكت توسا
 (من تهب انسام عذبه من الشمال على اطراف الهور تتفتح قلوب ,  لو عزف علناي راعي من الشمال علربابه يجاوبه راعي الجنوب). مقطع من أغنيةهر بجي كرد وعرب رمز النضال.
ليس كرها لأحد أو حباً باية فئة سياسيه,لكن طفح مرارة كأسنا( الكلدواشوري)بلغ سيله الزبى نتيجة قرصنات متنوعه لا مجال لحصرمصادرها وفطاحلها,نكتفي لمقالنا بظاهرةالهياكل السياسيه الكارتونيه وإستخدامها أداة ً في ادارة صراعات تستفادفيها قلة من الجاعلين جسدنا سلّما ً للتسلق,اذ كلما تلكأت مشاريع صنّاع هذه الهياكل,يختلط حابل جسدنا بنابل بيتنا ما بين ساعٍ لتنعيم مأربه وبين متقلب هائم في تلميع  مخلفات مدرسة شموليه حكمت بسوط الدين والقوميه والعشيره من قبيل حقبة هر بجي كرد وعرب, أرجو ان لا يـُؤخذ استثناء طرف ما دون اخرمن باب المجامله,فموضوعنا يستدعي فرزالظافرين في ليلة ظلماء بأموال وثقة الغرباء عن أشباههم الاحتياط .
لقد علمّتنا التجارب بأن الآراء حين تلتئم وتحتكم نسبيا للعمل على قاعدةٍ  معمول بها,ففي  إحتكامهم تقليلا للخساره بلا شك, لابل كلنا ننشد ذلك,بخلاف نتائج الآراءالتي لو إجتمع أصحابها( جميع تنظيماتنا)على إعتماد نظريات وأمزجه لا يتبناها الا الذي يبني فكره وثقافته لمغازلة هواه باعتبار التساوم المشين شطارة وابداع فينقلب المقسوم في نظره حتى لوكان فـُتاتا الى نصر .
   كمتابعين أو( ككتــّاب), نمتلك حرية الصول والجول بذريعة الدفاع عن شعبنا , مما يترتب عليه الانتباه الى ما يزرعه الغريب في حقولنا,لا أن نميل باقلامنا تاركين الكلمه للزائغين عن قواعد العمل السياسي( القومي) ممن يطمسوا رؤوسهم بالرمال تهربا,وإن نطقوا بكلمه فتبريرات عجزهم الفكري واضحه في تقلباتهم و قرفصائهم تحت الفياي .
 الطريف في موضوعنا هو انه يعيد للذاكره اغنية  " هر بجي كرد وعرب" , والمقطع  اعلاه  ينطبق على تناغمات توليفة موال المجلس الشعبي في الشمال مع سويحلية اياد الاشوري في مدينة الدوره , ولمّا عاود المجلس عرض موّاله القومي على الناي ,أتاه الصدى على الربابه في سمفونية مشيخه ريان الكلدانيه من كربلاء , هكذا هم , لا يريدوننا أن ننطرب الا على معزوفاتهم وألحانهم , لذا نتمنى على الرابطه الكلدانيه ان تنتبه الى هذه النقطه ,فاخبار اسماء قائمة اعضاء مكتبها في القوش توحي الى وجود سيمفونيه بيتهوفينيه  .
 لو تمعّنا جيدا بطأطوءات توأمٍ حَظيَ في مجلس اربيل بما لم يحظاه في غير مكان,فهانت عليه الجقلمبه من مغرم بالكلدانيه الى لاغ لها دفاعا عن الاشوريه ,مثلما هانت آيات لينين وفهد على توأمه ورفيق دربه القومي الجديد, فلاغرابة لو أتتنا النصائح ممن كان بالامس القريب قياديا في حزب قومي اشوري ثم نقل خدماته الى المجلس الشعبي, اذن هل من حاجة لادلة التطابق بين مغزى القمزات السياسيه هذه وبين دوافع الناريات التي عوّدنا عليها السيد ريان المكنّى بالشيخ الكلداني منسّبا نفسه مدافعا عمن يصفهم أئمته ُ باهل الذمة والكتاب الكفار؟ .
بسبب تعدد جقلمبات هؤلاء الزاعمين دفاعهم عنا, وتنوع ألحان طأطوءاتهم,الفضل يعود لنشاز جعجعاتها في كشف نواياها وفضح مزاعم جهابذتها مع فارق طفيف بين نعومة خطاب المجلسيين وبين نارية  تغريدات الكلداني الذي أعلن في واحدة من شطحاته المشايخيه عن شن حرب مسيحيه على احفاد يزيد ارضاءا للذين هدروا دماء إخوانهم في الاسلام , اذن كيف يـُرتجى منهم حسم ازمات شعب منهك إجتمعت على نحره كل الأنساب والأحفاد والمسميات؟ حتما انها نكته طريفه سمعت شبيهتها من شيعي يقول"ما المانع من اعتبار المشيخه الكلدانيه محاوله شيعيه صادقه  لتوحيد المسيحيين وانهاء خلافاتهم الداخليه بعد ان اخفق الاكراد في  ذلك  بتاسيس المجلس الشعبي"!!! حدّث العاقل بما لا يعقل, إن صدق فلا عقل له.
  طلبي من القارئ الكريم ان يحدد اي الهدفين وراء النكته هو الاصح , إن لم يكن كلاهما صحيحا :اولهما إلغاء دور مثقفينا وسياسيينا العلمانيين وطنيين كانوا ام قوميين وحتى الدينيين كي ينفرد الغرباء بالوصاية على شؤوننا, أو وهي ثانيهما, تلبيسنا أكفان صراعاتهم فيما بينهم,ثم بمقارنه بسيطه سنكتشف  كمّ التشابه ونوع التناسب بين هدف تشكيل بابليون وهدف تشكيل المجلس الشعبي .
 السيد ريان دائم الإفتاء بما يهيئ خلو الساحة له بعد انكشاف دوافع مشيخته وفشل قائمته , فلا إلتحائه يوحى الى تصوفه المسيحي ولا رفع الصلبان في عاشورا يشفع  بكاءه على حنون لو أسلم.نعم ليس من حقنا ان نسلب حرية احد كي نحرم السيد ريان من حرية اعلان اسلامه لا بل سيتفضل علينا لو فعلها كي ترتاح صلباننا من إدعاءاته, ويتركنا وشأننا عسانا نخفف من  حدة معزوفات الناي, أما تجاهله لبلاغ البطريرك ساكو اللاغي لتخويله ,فهوفي فعله هذا يصر على استغلال تخويله السابق  لزجنا في صراع تافه لا ناقة لنا فيه ولا جمل,سوى للنفعيين الذين تسابقوا لاهثين نحو قائمته فخرجوا من المولد بدون حمص.
أما فتوة المعمم علاء الموسوي,سواء إعتذر ام لم يعتذر,فهي دليل يتساوى عنده يزيد وحيدر وحمه عندما يكون الطريد مرقس , لم يجتهد الموسوي من جيبه كي نستغرب فتوته, بل نقل نصا من كتبه دون رتوش, لكن الغرابه في عجالة تبدل ردة فعل النائب الشيوعي المسيحي الاستاذ جوزيف صليوه  مع احترامنا له, والاغرب انه هو الاخر تغافل بيان البطريركيه عندما رافق وفد السيد ريان المسحوبة منه صلاحية التكلم باسم المسيحيين, نعم لقد أفلح السيد ريان بتغريداته الناريه بعد ان افلح أخرون من قبله يومَ صُمّت الآذان عن صوت المنادين بان ظاهرة المجلس الشعبي ستفرخ صناعه شيعيه نحن في غنى ًعنها, وخوفنا الآن من ان يطرح نائبنا المسيحي الشيوعي مسوغاً ماركيسيا لتبرير ما قام به ,ليأخذنا الى تشكيل  مشيخه  شيوعيه شيعيه , أعوذ بلله من أقدار سياسة هذا الزمان .
متـــى سيدرك أولياؤنا وناشطونا بان لا احد يحك لنا ظفرا ان كان اصبعنا عاجزا,فما دام هناك صراع شيعي سني كردي, وتجمع أحزابنا وناشطوناعاجزون عن بناء سور طارد للمنتفعين ,فاموالهم (الشيعة والسنة والاكراد) وسلطاتهم التي غيبت قوانين تنظيم الحياة السياسيه, تكفيهم لاحتسابنا طرائد مضمونه لانها لا تنطرب الا على معزوفات الربابه الجنوبيه والناي الشمالي فيسهل اصطيادها. بمجرد أحس الشيعه بارباك كردي وسني متوقع لمشروعهم الطائفي في بغديدي وبرطلي واماكن اخرى,أسرعوا بالرد على سمفونية تشكيل المجلس الشعبي بسويحلية المشيخه وعتابة قائمة بابليون, اذن ليس فيهم من يستحق التبرئه .
 ربما في كلامي اثاره لحفيظة االأصدقاء في زوعا, لكن احترامي لنضالهم وسط اجواء مشحونه لا يثنيني عن الافصاح عن رأيي ,نعم  نحن لا ننكر وجود مفاهيم تكتيكيه واماكن رخوه تستدعي الناشط على التواصل مع الواقع, وهذا باعتقادي ما تفعله زوعا (بسلاسه وحذر),ولكن كم مره يستوجب الذهاب مع الــ .. الى باب بيته ؟المصيبه اننا كلّما تقصينا الاستقلالية وما أندرملامحها,نكتشف بأن  سحب  البساط من تحت اقدام صناع الهياكل الكارتونيه قد استعصى على قومنا, لهذا السبب نكرر التذكير والتنبيه ؟
  اخيراأتمنى على الذي لا يسنجم كلامنا مع تطلعاته,أن يترجل من بغلة التهرب ويواجه  مسببات عجزه على الاقل في الالتزام بادنى مقومات العمل القومي والا فإن ما نلصقه بغيرنا من تهم يكاد ينطبق علينا احيانا,لذلك حينما ننتقد ظاهره ريان واياد الجنوبيتان باعتبارهما مرفوضتان في كل المعايير السياسيه,علينا ايضا انتقاد شبيهاتها الشماليه من دون مستحى . 
الوطن والشعب من وراء القصد

                                                                                                                         

122
الاستاذ جونسون سياوش , نداؤكم  بحاجه  الى ما يعزز فاعليته سياسيا  وقانونيا

شوكت توسا
    السيد  سياوش , عضو سابق في المكتب السياسي  لحزب بيث نهرين  الذي يتراسه الاستاذ روميو هكاري , إنضم فيما بعد  الى المجلس الشعبي , فتهيأت  له فرصة التوزير  في حكومة اربيل لمرتين , ثم غادر المنصب من دون توضيح رسمي حكومي  لهيئة وسبب هذه المغادره إن كانت استقاله ام  إقاله  , مهما  يكن , لسنا هنا بصدد  استعراض أدائه  في مهمته الوزاريه, انما  بإعتباره  سياسي قومي  كتب مشكورا  اكثر من مقاله  خلال اشهر قليله  بعد مغادرته  منصب الوزاره , تناول فيها أمورا تتعلق  بالشأن القومي و بتنظيمات واحزاب شعبنا  سياسيا  .
 جاءت مقالته  الاخيره تحت عنوان ( نداء الى رؤساء وقادة احزابنا,,,,) , وكما في سابقاتها  اكتنفها  غموض ٌ وتلافي واضح  لأمور مهمه  زادت  من ضبابية ما طرحه في مقالاته الاخرى , علما ً ان ما كتبه  إقتصر على مقترحات ونداءات  هي بلا شك مطلوبه من كل مثقف وسياسي مهتم  بشؤون شعبه, ولكي تلقى  آذانا صاغيه  لابد من  إسنادها بما يعزز قبولها والاخذ بها .
ولكي نبتعد عن فرضية  التصديق وعدم التصديق بنوايا صاحب النداء  ومقترحاته مع احترامنا له, سنغض الطرف عن وصف ندائه  كمجرد مبادره شخصيه  او تعبير عن رأي الجهه السياسيه التي ينتمي اليها (المجلس الشعبي) ,حتى في فعلنا سوف لن نسعف القارئ في حيرته  بين ان يعوّل على  مقترحات  وتحليلات سياسيه قوميه لم تعط  لعامل الاستقلاليه  ما يستحقه من اهميه  , وبين إسداء  نصائح مٌبالغ في إعتمادها على إفتراضات  واشتراطات حاول الاستاذ  جاهدا فرضها  بربط  مشروعيتها  بفقرات ومواد دستوريه  هي أصلا لم تكتسب الصفه القانونيه بعد لأنها  لم تُعرض للإستفتاء .
   في احدى مقالاته , ألقى الاستاذ  باحد اسباب تعثر تحقيق مطالب شعبنا في الاقليم  على ظاهرة تشدد بعض القوميين الاكراد حسب قوله , لكنه لم يوضح  للقارئ  درجة المناصب والصلاحيات  الممنوحه للمتشددين ولم يتطرق الى مدى امكانية  حلحلة هذا التيار المتشدد وتخفيف تأثيره على نيل حقوق ابناء شعبنا  في حال تم اعلان تشكيل الدوله الكرديه , بينما  في مقالته الاخيره يلمّح  الى أفضلية تأييد تنظيماتنا للاستفتاء المزمع اجراءه في الاقليم  معتمدا على فرضيات  وتشريعات   يعتبرها  مثبته قانونيا  لكنها ليس كذلك, هذا من جانب, من جانب آخر  لم يعط الاستاذ اي اعتبار او قيمه  للرؤى والتحليلات السياسيه  التي  ترى الإعلان  عن هذا الاستفتاء وفي هذا الظرف مجرد وسيله من الوسائل التي  تستخدمها الاحزاب الكرديه  بذكاء  كلما وجدت في رفع سقف مطالبها  طريقا الى تحقيق مطالبها ومستحقاتها  المتعثره  التي  لم يجن  شعبنا من تحقيقها اي فائده وطنيه  او قوميه  على المدى الحاضر والمستقبلي,لابل يذهب البعض الى وصف حالنا بالمهمشين  على طول الخط .
هكذا  نداءات ومقترحات بالطريقه التي يطرحها الاستاذ سياوش بعد الاذن منه,هي  قابله للنقد  لو أخذنا  بنظر الاعتبار استنادها على  تشريعات ما تزال غير نافذه  وغير محسومه  قانونيا  كي يتم  التعويل  والاعتماد عليها في  ضمان  اي اشتراط  من الاشتراطات التي يطرحها جنابه ,بما معناه  أن المقترح عندما  يعتمد في اطلاقه على ظاهره اعلاميه متكرره ومعروفة  مسبقا  بدون سند دستوري مثبت  ومحمي قانونيا وقضائيا, من  المؤكد سيكون المقترح او النداء  فاقد  لمقومات الأخذ به  حتى لو غضينا الطرف عن  تاثير الجهه السياسيه التي ينتمي الكاتب  اليها  وعلاقتها باصحاب القرار الحكومي والبرلماني  .  إذن من الصعوبة بمكان  تلبية النداء او التسليم  لمقترح  يبدو فيهما صاحبه نفسه  يعاني من ظاهرة التأرجح   في قناعاته السياسيه  التي يتحكم فيها  إنتمائه لجهه سياسيه( المجلس الشعبي) معروف عنها  افتقارها  السياسي للاستقلاليه  التي تؤهلها  لرسم مستقبل ومصير شعب قوميا ووطنيا, اي ان الخلل المشار اليه ( غياب الاستقلاليه) هو ليس فقط  في  منطقية  و صلاحية المقترح  او النداء , انما الخلل هو ذاته الذي تعاني منه الجهه التي يخاطبها ويطالبها (تجمع  أحزاب وتنظيمات شعبنا)  بالاخذ بندائه ومقترحاته , اي اننا بغياب الاستقلاليه السياسيه   وعدم  بحث اسبابها وسبل معالجاتها  نكون كمن يدق الماء في الهاون  كي يصنع منه  عجينة البيتزا وحواصل  الشعب خاويه تنتظر .
 شخصيا أستهجن اي فكر او انتماء  خاصة لو كان قوميا , لا يعطي  للاستقلالية حقها  بحيث  تتصدر اولويات  شروط إنجاح اي مقترح  والاستاذ سياوش اول العارفين بأنها الدعامه الاساسيه و على اساسها يمكن للتجمع  على سبيل المثال الأخذ بالمقترح  والعمل عليه بيد وفكر واحد مهما كان صعبا , هذا الخلل  يقودنا الى التساؤل بإستغراب  عن سبب عدم تطرق  الاستاذ سياوش الى هذا الجانب الحيوي ( استقلالية اتخاذ القرارات) , حيث لم يعلق ولو بكلمتين  على اهميته  ولاعلى  اسباب وعواقب غيابه التي نعاني منها كثيرا , خاصة والاستاذ يقترح وينادي ويناشد  وهو يعرف مسبقا   بان الاخذ بمقترحه سواء كان متحررا من الاملاءات او مـُملى  علينا, فهو في الحالتين  سيلاقي صعوبه  بسبب غياب عنصر الاستقلاليه السياسيه.
 إن إهمال اهمية وخطورة  عامل الاستقلاليه السياسيه  في  طرح الافكار وتوحيد الرؤى , امرمثير  ليس له ما يبرره منطقيا   سواء كان الطرح شخصيا او ناطقا  باسم التنظيم الذي  ينتمي اليه صاحب المقترح ,اما محاولة التغطيه  والتستر وعدم الاشارة الى ضرورة معالجة  مسالة الاستقلاليه , فهي  نقطه قاتله تسجل سلبا على اي حزب او تنظيم  او شخص لا يراعي اهميتها , وقد سبق  وتناولناها  في اكثر من مقاله  , لذا كنا نتوقع او هكذا تمنينا أن يشير الاستاذ سياوش  الى  اهمية هذه النقطه  التي  لا يمكن  للناشط القومي المؤمن  ان يتغافلها  في تعاطيه مع واقعنا السياسي  ,  والا فإن اقل ما يمكن قوله في مثل هذه الحاله هو ضبابية مربكه  لايمكن لها ان تدع المعنيين  بالنداء او المقترح  الأخذ به على محمل الجد   مع غياب الشرطين اللذين اشرنا اليهما ( الاستقلاليه السياسيه والصفه القانونيه) .
 اختم  واقول للاستاذ سياوش , شاكرا اياه على نداءاته ومقترحاته , يا ترى  متى ستشرع العقول  بالتفكير  في ضرورة امتلاك  شرط  الاستقلاليه السياسيه  كي ترى الاقتراحات البنّاءه  طريقها في دراستها وقبولها .
الوطن والشعب من وراء القصد

 


123
 
بهجة أخيتــــو  الأسلاف  في عيون  وعقول  الأخلاف


شوكت توسا
   شخصيا لستُ من  الضالعين  في التاريخ  والمختصين  بتفاصيله  ,بل مجرد مطلّع  بسيط  يهمني  منه ما يعالج  مشاكلنا  وليس  ما يزيدها تعقيدا  لذا لا استبعد  ان  ينهال علي احد المتزمتين  ويضع كلامي ضمن  قائمة الجهله و الجناة  بحق التاريخ  وحقائقه , ذلك لن يغير من قناعتي وايماني بان  التزمت بنصوص  سرديات التاريخ  لم يعد وسيلة ناجحه لتقديم  الخدمه التي نرجوها اليوم لشعبنا.
  أول مرة اسمع فيها عن أكيتو كانت  في نيسان  عام 1970من  صديقي المرحوم الدكتور الآثاري دانيال أسحق الآشوتي  اثناء أحتفالات مهرجان الربيع  في نينوى , سمعت منه  بأن أكيتو أو اخيتو  مناسبه تاريخيه إعتاد البيثنهرينيون  القدماء الإحتفاء  بها مع إطلالة  نيسان  من كل عام  باعتباره موسم تجدد الحياة  وإخضرارالطبيعه , وحكى لي ايضا كيف كان اهالي القوش القدماء يشاركون الطواف بالإله سين في مدينة نينوى . فتوارث شعبنا هذا التقليد الجميل من جيل الى جيل لكن  برؤى  ومنطلقات  اختلفت  و تغيرت  بتاثيرات عوامل شتى  أوصلتنا  بعض سلبياتها كما هو حالنا اليوم  الى  تسفيه  تلك المعاني والقيم  الانسانيه  التي  على اساسها  كان يحتفل أسلافنا .
 ورغم اني كما اشرت لست من الضالعين  في شؤون التاريخ  , لكن القليل الذي تعلمته لاحقا  سواء ما يتعلق باكيتو  او بحال واوضاع المحتفلين به , يكفي لاستغرابي عندما  اجد  بأن خلافا( تاريخيا)  قد شب بين الأخلاف المثقفين  بسبب الاختلاف حول تحديد تقويم اكيتو وترقيم سنينه من دون ان يعطوا اعتبارا  لإحتمال  ان يكون الفرق بين التقويم الشمسي والقمري  هو سبب هذا الاختلاف في تثبيت الترقيم التاريخي للمناسبه, وحتى في حال عدم صحة ودقة هذا الاحتمال , فإن واجب المثقف  يقتضي التخفيف عن كاهل أهله المثقل  وليس تحميله المزيد, ناهيك عن ان البعض وصل بهم عنادهم وتزمتهم  حد  حصر المناسبة  بفئة دون أخرى ,  مع شديد الاسف ظاهرة غير ذكيه  كهذه  كما  في العديد من  أخواتها العبثيه  بتنا نمارسها  من دون ان ننتبه الى انعكاساتها السلبيه  ومن دون التحسب مثلا  لدلالات  المناسبه  ان كنا نتحدث عن اكيتو ومعانيه الانسانيه  التي كانت تشمل كل من سكن او يسكن  هذه  الجغرافيه .
 وهل من ثمر يجنيه  شعبنا من مثل هذه الإثارات سوى وجع الراس , أنا لا أفهم لغز ترك المهم والأهم  والتمسك بما يسئ  لقيمة المناسبه  اولا وبما يزيدنا شرذمة ً ثانيا ويشوه سمعتنا  ثالثا بين بقية الاقوام  بحيث ينقلب تباهينا وتغنينا بأكيتو  الى إدعاء مزيف مادمنا  نختزله في إبرازما يفرقنا  كي تغدو مثل هذه المناسبه الراقيه  مناسبة لترسيخ  الفرقة بدلا من لم شمل  أجيالنا التي  تتغنى إعتزازا بهذه المناسبه  وتزين اليافطات  بأحرف الكلمة أكيتو, ألسنا بذلك أشبه بالعاجز عن ربط الأتان حيث معلفها فينهال بالضرب على البردع .
 لنأخذ على سبيل المثال مدى اهتمام ساستنا  وأعني  منهم المنضوين تحت التجمع  بضرورة الإحسان في التعامل مع شعبهم في مثل هذه المناسبه , أذكــّر هنا القارئ الكريم  بمقاله كتبتها قبل فترة وجيزه تحت عنوان (( ورقة  تجمّع أحزابنا لن تحرّك ساكنا ما لم  تتغير عقول الموقعّين عليها)),  كتبتها مبدياً رأيي  بورقة  مطالب  وقعّ عليها ممثلو  اطراف التجمع مشكورون . ورغم اني تمنيت أن أكون مخطئا في توقعاتي  وحكمي الذي رآه البعض قاسيا على مصير الورقه في حين كان اعتمادي في ذلك على حقيقة تكرار عرض الورقة  لاكثر من مره دون جدوى ومن دون دخان يشم فيه رائحة الطبخ ,إلا ان ما حصل في مناسبة أكيتو  جاء ليؤكد توقعاتي مع الاسف, لا أقول ذلك تشاؤما أو حطا ً من معنويات ابناء شعبنا, فشعبنا كان وما زال يؤمن وبكل قناعه باننا واحد لا يقبل القسمة مهما قست به الايام ومهما تمايلت أشرعة وبوصلات سفان مراكب ساستنا ومثقفينا  .
  الكثيرون شاهدوا المسيره النيسانيه (اكيتو) التي نظمتها  الحركه الديمقراطيه  الآشوريه, وقد استمتعنا بمشاهدة  الآلاف من ابناء شعبنا  فرحين  يجوبون شوارع مدينة دهوك ( نوهدرا) إحتفاء ً بالمناسبه, بلاشك جهود الحركه وجماهيرها  والوافدين من خارج القطر كلها مشكوره , لكن ذلك لا يعفي الحركه من نقدنا الموجه لأطراف تجمع احزابنا وتنظيماتنا القوميه , نحن في نقدنا  لسنا بصدد مصادرة  او هضم حق الذي تدله قناعاته  الى  سلوك  ونهج سياسي  معين يختاره لنفسه ,او اتباع  تقويم او تسمية  باختياره للإحتفاء  لكن عليه أن لا ينسى باننا شعبا واحدا  في السراء والضراء  وعلى هذا الاساس يتوجب التقيد بهذه النقطة في ممارسة  نشاطاتنا .  النقطه التي  بودي ان اركز اشارتي اليه , هي ان الورقه المقدمه لحكومتي بغداد واربيل والتي يطالب فيها  التجمع مشكورا  منح حقوقنا  القوميه والوطنيه ( علما ان الحقوق تؤخذ وتحتاج  الى سواعد وعقول مؤمنه لأخذها) , مع الاسف لم تحظى هذه الورقه  بما تستحقه   في مراسيم  احتفالات  أكيتو  وهو أضعف الايمان , حيث أخفق الموقعون على الورقة  في تحقيق  خطوه هي من السهولة بمكان  بحيث كان من الممكن تحقيقها  اعلاميا في اقل تقدير لكن ذلك لم يحصل , وإلا مالذي منعهم  من ان يشكلوا كردوسا  من ممثلي أحزابهم  يتقدم  مسيرة أكيتو  لمدة ربما لا تتجاوز الساعه او الساعتين؟ .
  حقيقةً انا لا يهمني من سيقول عن مقالي بانه مقال مغرض وتحريضي , لأني ضد الذي يعتبر الورقه ومطاليبها موضوعة سياسيه  بحته لا رابط  يربطها  بالاحتفاء سوية او مفرقين  في مثل هكذا مناسبه , كما لست بمؤيد للمدعي بان  تناولنا لمثل هذه الاموريجب ان يكون له توقيتات محدده  كي لا  ينعكس سلبا علينا , هذا في نظري كلام غير دقيق  و تبرير يخفي بين طياته  أمورا  سلبيه  مزمنه  ذقنا بسببها الويلات, إن كان البعض  يتحفظ  على  كشفها او مواجهتها , فهي من المهمات  التي  تتطلب المعالجه  وما ارقاها من معالجه حين تكون عاجله  ,ثم  نحن حين  نخاطب المسؤول  , نخاطبه لاننا على علم ويقين بان مشكلتنا  ليس في شعبنا  المظلوم  الذي ما زال موحدا رغم كل ما يتلقاه  من  نكسات ومطبات ,انما أساس مشكلتنا  هي  في سلوك بعض  المثقفين من سياسيين ورجال دين  الذين  فشلوا  أكثر من مرة  وفي اكثر من مناسبه   أن يثبتوا  لابناء شعبهم وللسلطات الحكوميه  بأنهم  يمثلون  شعبا واحدا متكاتفا , حتى وإن إختلفوا في  رؤاهم السياسيه والمذهبيه فالضرر ليس في ذلك  , انما الضير حين يتفقوا على استغفالنا وكأنهم ليسوا  معنيون في إسعاد شعبهم وإظهاره بالمظهر اللائق, اذن بأي منطق سنتحدث عن وجود تجمع تنظيمات وأحزاب , وباي وجه سنطالب الآخربالاستجابة  لمطالبنا  .
  اعود واقول  بأن حجب الشمس بغربال لم يعد يجدي كي نغض  الطرف عن  ظاهرة عدم إستقلالية البعض في امتلاك حرية القرار والتغطيه عليها بحجج  وتبريرات سئم منها شعبنا  ,  لم تعد هذه المسأله بخافيه لا بل باتت مفضوحه سياسيا   ومعيبه لدرجه لا  يمكن السكوت عليها , خاصة و الانتهازيه  تتكلم عن نفسها  عندما يحاول احدهم  تصفيط  الحجج  كلما  حسّ بعجزه  عن تلبية ابسط ما يمكن تلبيته  لابناء جلدته  في وقت  شعبنا بأمس الحاجة  الى إظهار ملمح من  ملامح التكاتف  والتآلف  , نعم الانتهازي ( عذرا عن استخدام الكلمه ) فقط لا يمتلك جرأة مواجهة الحقيقه التي باتت معروفه خاصة ونحن نتحدث لسنوات عن  غياب كيان سياسي  حقيقي وموحد يستحيل خلقه  في غياب الاستقلالية التي تستدعيه في اضعف حالاتها الى السير مع اهله المحتفلين في اكيتو  ,وقد تأكد ذلك في تلكؤ الإخوه في التجمع  وعدم قدرتهم على  تحقيق خطوه شكليه هي من  أبسط ما يمكن تحقيقها  الا وهي السير سوية في مسيرة احتفاليه  شعبيه  .
لنفترض  ان حزبا  او تنظيما رفض لسبب ما ان يجامل ابناء شعبه في الاندماج   مع فكرة تشكيل  كردوس من ممثلي الاحزاب  والسير يد بيد  سوية في مقدمة المسيره التي نظمتها الحركه زوعا , لا باس ربما سنعطيه الحق في  ذلك  استثناء ً ومن وراء أذننا كما يقال, ولكن ألم  يكن من باب أولى  وإحتراما  للحمتنا القوميه والوطنيه  والشعبيه  , ان تتفق أحزابنا  فيما بينها على  قيام كل حزب لوحده  في تسيير جماهيره في شارع يختاره  لنفسه  لرفع شعارات يافطاته   مع فرقته الموسيقيه وشعرائه وفنانيه   ثم  تلتحم المسيرات  مع  بعضها  في نهاية او مفترق احد شوارع دهوك؟ لماذا لم يفكروا بهذه الطريقه؟ سؤال مطروح  ربما سيرى البعض فيه شيئا من الخبث , وليكن ,لكن الاجابه عليه  مطلوبة  كي يفهم الشعب  اين هو الداء وكيف يمكن معالجته.
بمناسبة أعياد  أكيتو, أتقدم بأحر التهاني  لأبناء شعبنا  الكلدواشوريين السريان  متمنياً  لهم عاما ً آمنا ً  تكتمل فيه عودة أهلنا النازحين  الى بلداتهم وقراهم معززين مكرمين .

الوطن والشعب من وراء القصد
 
   





 

124
شكر وإمتنان للجنه التحضيريه للمؤتمر الثامن للحركه الديمقراطيه الاشوريه

شوكت توسا
بمناسبة إنعقاد المؤتمر الثامن للحركه الديمقراطيه الاشوريه في العراق , تشرفت بتلقي دعوه لحضور المؤتمر كضيف على جلسة افتتاح المؤتمر في العراق , وهي بالنسبة لي  امنيه  طالما تمنيتها في مناسبة كهذه كي أكون شاهدا على مدى متانة الرابط الذي يربط سياسييو وناشطو الحركه الديمقراطيه الاشوريه  بقضية ومستقبل شعبنا .
 لكن الذي  يؤسفني جدا هوعدم إستطاعتي  تلبية هذه الدعوه الكريمه لاسباب متعلقه بتوقيت وصول الدعوه  وموعد عقد المؤتمر من جهه , والتزاماتي الخاصه  من جهة اخرى ,  لذا   اتقدم للجنه التحضيريه وللساده المؤتمرين بالشكر على دعوتهم  وبالإعتذارفي نفس الوقت عن عدم تلبية الدعوه, متمنيا للحركة الموفقيه والنجاح في كل ما تم إتخاذه في مؤتمرهم من مقررات  تصب في صالح شعبنا  وتساهم في معالجة أزماته المتفاقمه.     

125
ورقة تجمع أحزابنا  لن  تحرّك ساكنا ما لم تتغيرعقول الموقعين عليها

شوكت توسا
 تجمع تنظيمات احزابنا القوميه كأي تشكيل سياسي, حظي منذ تاسيسه بعد مذبحة سيدة النجاة  باهتمام  العديدين ممن كتب مبديا رايه في أدائه ,وقد ساهمنا برأينا المتواضع في اكثر من مناسبه كان اخرها بمقالين احدهما  في تشرين2 2015  بعنوان ((تجمع تنظيماتنا , لقد فقأتم عين الدب)) قلنا فيه :  في تشرين الثاني 2015 عقد  اعضاء تجمع تنظيمات واحزاب شعبنا لقاء عاديا وأصدروا بلاغا  يا ليتهم لم يعلنوه  لانه لم يختلف عن سابقاته  لا زبدة ولا فائدة ,  قرأته  ظنا مني باني ساحظى بالجديد الذي ينسجم و تعقيدات الصعاب التي يمر بها شعبنا ,لكنه مع الاسف خوى  إلا من الكليشات  التي إعتدنا بهاتتها  من قبيل الاستنكار والشجب المكتوب ,  في حين كانت هناك تصريحات وبيانات من جهات فرديه وأخرى خارج مكوننا  اقوى منه  بكثير , مما جعلني أسال نفسي يا ترى هل فعلا مازال  تجمع تنظيمات واحزابنا  على حاله  وحال شعبنا   قاب قوسين او ادنى من الانقراض ؟ هل صحيح ان كل ما باستطاعة الإخوه في هذا التجمع  تقديمه هو الشجب والاستنكار؟
ثم  مقال آخر بمناسبة إنعقاد إجتماعهم  في كانون الثاني  2016 تحت عنوان ((  تجمع تنظيماتنا واحزابنا يعلن عن اجتماعاته دون الاعلان عن مقرراته )), والذي قلنا فيه: آملين أن  نشهد منهم هذه المره  خلاف ما اعتدناه في سابق بياناتهم , وقد بحثوا حسب بيانهم  نقاطا متعلقه بمسيرة العمل القومي المشترك منها الشأن العسكري المتعلق بتحرير القرى ومسك الارض ما بعد تحريرها ,اذن بين بياناتهم السابقه وبيانهم الاخير نبقى نتمنى خيرا ونتساءل  هل نتفاءل بشيئ؟ يا ترى هل سنشهد عملا على الارض خلافا للذي عودونا عليه , ام ان التغيير هوفقط  في الكليشيهات مع بقاء الجعجعات هي نفسها لا طحين ولا نخاله والخباز هو عشاء المساكين الذي طال انتظارهم  لانبعاث رائحة دخان تبعث الامل في الحواصل  الخاويه  كما يقول الشاعر : (ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر).
في 26_27 شباط  2017, جدّد التجمع مطالبه بورقة وجهها الى حكومتي بغدادواربيل بعد أن سبق  كما أشرنا اعلاه وعرضها  لكن دون ان يستجاب لها,بما معناه أن هناك  سببا  وراء هذا التهميش, ليس من الحكمة اختزاله بتاثيرات صراعات الكتل الفئويه الشيعيه الكرديه السنيه رغم علمنا بان  كل طرف من هذه الفئات( المتنفذه)  يعتبر حصول شعبنا على حق من حقوقه  تعكيرا لحلم الأستحواذ على سهل نينوى الذي بات محط اطماع اصحاب الكيانات الطائفيه والقوميه دون أي إعتبار لارادة  وخصوصيات ساكنيه ودون مراعاة وضع بلداته وما جرى فيها بسبب صراعاتهم , اذن من سيدعم تحقيق ما جاء في ورقة مطالب شعبنا .
بالعوده الى منطق العمل القومي ومستلزماته, فأن تاثيرصراعات الفئوين الكبارعلى حقوقنا هي بحد ذاتها نتيجة خلل وعامل داخلي يعرفه سياسيونا المحترمون لكنهم يتغافلوه لاسباب هم أدرى  بها, والا ما معنى ان يمتلك الطائفيون والقوميون أجنداتهم و مخططاتهم لتحقيق أحلام قضم  وتقسيم بلداتنا لضمها الى مقاطعاتهم ,بينما حلم ساستنا القوميين فاقد للاجندة وهي من ابسط مقومات العمل القومي الذي يدّعونه , مالذي يمنعهم من الجلوس سوية  لرسم خطة  تحقيق حلمهم الذي إن وجد  فهو في وسط  جغرافيه سياسيه مزروعه بالالغام ومحاطه بالاسلاك الشائكه؟ أم أن حلمهم اسير أحلام الآخرين ؟
  انا لا أفترض بان نشطائنا القوميين على دراية تامه بوجود التهميش, لا بل أجزم  بانهم يعرفون ذلك جيدا ,ولو كان شأن مواجهة هذا التهميش يعنيهم قوميا, فعليهم أن يتعاملوا مع حقيقة عدم وجود كيان سياسي قومي مستقل  يتكلم بإسمنا جميعا ويفرض أرادته واستقلاليته في إختيار وطلب ما يناسب قضيته القوميه ضمن قوانين البلد ,اما اسباب غياب هذا الكيان المعني, فإن بعضهايبدو جليا ً في تكرار طرح الورقه  وعدم جدواها لاكثر من مره, وهل في التجمع من لا يعرف مكمن العلّه الحقيقيه , نعم نحن نشكرهم عندما يكرروا ويجددوا ويوقعوا بيانهم ,  ليس تشاؤما ولا تقليلا  من شخوص الموقعين على الورقه  فهم اهلنا واخواننا ,لو قلنا  بان عرض المطالب وترك الحبل على الغارب لم  و لن يحقق ذرة من المنال ما لم تتبعه خطوات تتجسد فيها الجديه والالتزام , وإلا .......
فإن ما نخشاه و الذي  لا نتمناه , هو ان يكون قدر هذه الورقة كسابقاتها مجرد إجراء شكلي مضاف الى الشكليات الاخرى , هذا إن لم يكن المراد من تكرارإطلاقها من اربيل كي تأتي متناغمه مع مشروع طرف سياسي معين ضد طرف آخر ( من ضمن الاطراف الثلاثه), أتمنى ( معتذرا )ان اكون مخطئا ً في هذه الفرضيه لكن صوابها يبقى قائما الى حين يتم قطع دابر هذه الخشية  بتبني آليه جديده يمكننا ان نقرأ فيها النجاح الذي نوده لسياسيينا و لأنفسنا كشعب خاسر , لن يحالفنا النجاح ما لم يتخلص ساستنا فكريا وعمليا من سطوة إملاءات الغير, حينها سنجيز لأنفسنا  التحدث عن ضبط متميز لميكانيكية التحرك السليم في متابعة طريق ومسارهذه الورقه على الصعيدين الوطني والدولي.
  على الصعيد الوطني لو تحدثنا , في حال توافر العزيمه على إنجاح ورقة المطالب, هناك آليات  يمكن اتباعها شريطة ان تتحكم بها الآله الاقوى المتجسده بــ عقلنا ولساننا وحقنا , لدينا ما يزيد على عشرة برلمانيين موزعين بين برلمانيَ بغداد واربيل,بإمكانهم وضع خطه لترويج المطالب وطنيا ً في اروقة كتل احزاب بغداد وأربيل وحكومتيها,و الجهد الأكثر فائده , هو جهد أحزاب شعبنا وبرلمانييناالمتواجدين والمنضوين تحت قبة برلمان اربيل تحديدا , فعندما يبدؤوا بإقناع حكومة وبرلمان اربيل في شرعية مطالبنا وضرورة دعمها ,ستكون محصلته كسب أصوات ما لا يقل عن خمسين برلماني كردي في برلمان بغداد لصالح الورقه , بتحقيق ذلك نكون قد حققنا بداية صحيحه باتجاه إنجاح مسيرة الورقه  وتمريرها ,ولا بأس ان تكون المبادره بهذا الاتجاه من قبل المجلس الشعبي الذي تربطه علاقات قويه جدا بالحزب الديمقراطي الكردستاني,نعم سندع هذه المره التشكيك بالمصداقيات جانبا لو كان ذلك يشكل إحراجا  ولنكتفي بالتساؤل: هل بإمكان المجلس الشعبي إقناع  برلمان وحكومة أربيل بأحقية مطالب الورقه من اجل ضمان تأييد اصوات البرلمانيين الاكراد في برلمان بغداد لصالح الورقه , بالتالي سيسهل مهمة ممثلينا في برلمان بغداد  الذين عليهم ايضا يترتب جهد استثنائي لكسب أصوات مؤيده للمطالب الوارده في الورقه .
اما على الصعيد الدولي, فإن الورقه تتضمن مطالب بحاجه الى دعم  ومسانده دوليه مما يحتم على الذين يمثلون تجمع أحزابنا وتنظيمتنا  في الخارج أن يستنسخوا جهد التجمع في الداخل من اجل  دعم الورقه والترويج لها في الخارج , ففي ذلك توجيه أكثر من رساله لحث المجتمع الدولي وتشجيعه على تبني مطالب شعبنا وممارسة الضغط على الجهات الفئويه التي ترى في  نيل حقوقنا تعكير لأجنداتها . 
الوطن والشعب من وراء القصد

       


126
أنيــــن الضحيه  وهراء وعّاظ الجلادين

شوكت توسا
عندما يُكتب  لبلد أن يحكمه طارئون على الوطنية  والثقافه والنزاهه ,فحاله لن يكون  أفضل من حال الفلاح والقرده "إن تشاجروا أفسدوا الزرع  وإن تصالحوا أكلوا المحصول" (جورج أورويل ). سيّان لا خير يرتجى حتى من  صلحهم  ,أما فوزالفاشل ولأكثر من مره بأصوات الشعب , تلك بلا شك خلاصة  تلاقي ارادة الطامعين بخيرات البلد  مع المزورين الذين زادوا على ضخامة الكارثه طامة ً يعاب  فيها عقل الشعب المدمن على قبول اللدغات ومن عين الجحر دون هشة ٍ أو كشه  سوى الغرق  في جلد الذات بعد كل لدغة  وأثم يقترفه.
 مَنْ مِن العراقيين  لا يعرف بأن الحاضنات الدينيه المذهبيه  والقوميه المتغطرسه  هي التي تفقس السراق والفاسدين ,فلولاتمذهب وقومنة  الشعب ما كان باستطاعتها  استمكان آلام الشعب وعواطفه  ومخادعته بصراعاتها الظاهريه فيما بينها , فورطته في اكثر من مطب , كان احدها  تمرير دستور لا رابط  يربط نصوصه   بفكرة  بناء المواطنه, بل وكيلكم الله  مجرد صندقجة قنابل موقوته  وُزعت ازرار فرقعتها على الكتل الثلاث , وما على المساكين سوى ترقب   تفجيرإحداها  وتحضير الأكفان كلما ضُربت منفعة أحدهم .
قد يخال للبعض بأن الماده  140 ,هي العاقه الوحيده التي وُصِم به الدستور,لكن الذي يقرأ ديباجة الدستور الفئويه  سيكتشف بان رحم الدستور يتسع  لتفريخ  عاقات تكون ال 140  احلاهم وأشقرهم .
  لنقتبس من الديباجة ما نصه : (( مستذكرين مواجع القمع الطائفي  من قبل الطغمه المستبده , ومستلهمين فجائع شهداء العراق سنة وشيعه , عربا وكوردا وتركمانا ومن مكونات الشعب جميعها)).
  يقال بأن مضمون الرسالة يُفهم من عنوانها, ونحن نقول بأن ما اقتبسناه خير كاشف لنوايا واضعي الدستور ,والذي يود التحدث عن الوطنيه  يكذب لو قال بانها  موجوده  في  ديباجةدستور إختزلت معاناة شعب بأكمله  بمظلومية فئه او فئتين  مستكثرة ً على  الشرائح الاصيله ( الكلدواشوريه السريانيه والأزيديه  والشبك والصابئه والأرمن ) ذكر تسمياتها ,لا بل إستنكفت من الاشارة الى  أنهم  بناة  حضارة العراق الحقيقيين والمسجله باسمهم , وكأننا باالديباجست يلمح بان هذه الجماعات كانت  في سفرة ترفيهيه  الى كوكب  آخر أبان حكم النظام السابق , فلم يطالها  ما طال البقيه ,بينما الذي  قاسوه  من شتى انواع الإضطهادات لم يثن عقولهم وقلوبهم عن حب موطنهم , وهم اليوم و للمره الكذا ضحية النزاعات الطائفيه والشوفينيه , تلكم حقائق لا يتجاوزها الا فاقد السمع والبصيره.
رب سائل يستفسر عن مربط  كلامنا  بعبارة "وعاظ الجلادين", حتما الربط قائم لحين يتسنى لنا  نقد ومعاتبة  ماسك القلم وهو يكيل بمزاجيته وميزانه المختل النعوت بحق الضحيه المسكينه  وكأنه  يخاطب الجلاد , تاركا وكره ُ في مأمن. 
     ثم يا تـــــرى ,ما الذي منعَ  الديباجيست من ذكرعباره مفيده  كقوله مثلا ( مستذكرين مواجع  قمع النظام  للعراقيين) بدلا من ذكر مسميات  ومناسبات واهمال اخرى؟ وهل تساءل العراقي عن سرّ حشو الدستوربمفردات المقابر و الأجتثاث  والمجازر والأنفال  والمناطق المتنازع عليها  ومأساة البشير!!! لو شاء من شاء أن يقيّم  عملية حشر هكذا مصطلحات , فدساتير الأمم المتمدنه  ترفض  بل تشمئز من التذكير بها , ليته  هذا الذكركان بوازع تحسين  أوضاع المظلومين  , انما  المراد منه استيلاء الاحزاب وحاشياتها على كل شئ كي تكتمل عناصر صناعة الفوضى التي حكت عنها  الوزيره السمراء  كونداليزا رايس .
 نعم بفئوية  وضيق عقلية ممثلي الشيعة والسنه والاكراد  كساسه ولا اقصد  الشعب المبتلى  ,مزقوا أوصال العراق  بعد أن أوقعتهم أهواؤهم  في فخ الإستجداء والشحذ من السياسي الامريكي الذي لا صاحب له ولا صديق سوى  تحقيق أجندته ,فبغبائهم السياسي وباعترافهم واعتراف العم  سام, جيئ لنا بداعش التي بنوا آمالهم على الديموغرافيه الجديده التي سيرسمها التدمير والنزوح , اما صراعاتهم ومشاجراتهم كما اسلفت , فهي لعمري  عورة  فضحتها صفقات مشبوهه  ما كانت لتتحقق  لولا مباركة صناع الفوضى الخلاقه , فأكلوا محصول الشعب  وأمعنوا بذبحه  دون ان يرف لهم جفنا   .
 أعود و اقول إنه لأمر مؤلم  أن يخرج من بين ظهرانينا  بين فينة وأخرى كاتبا يلتحف النقد كغطاء  ليستر ما يضمر في داخله ,نعم هو حر فيما يبديه , لكن  أن يمتطي  ظهر الحقيقه  تارة , وبأخرى يختار المظلوم كأنصى  حائط وابخسه كلفة ً كي يعتليه لتسليته , فهو في ذلك يستمتع بوصف  الضحايا من اهله بالاقزام  والضائعين الخونه ,طيب لماذا هذا الإمتطاء على  أكتاف الضحيه  و ترك  الذي سلم جسد  العراق  ورقاب أهلنا  بيد الدواعش, مالذي كان بيد ناسنا ان تفعله  يوم َقـُدمت  نينوى  وبلدات سهلها لقمة  للدواعش , وهل نتغافل خوف النازحين من العودة الى اماكنهم المدمره حتى وهي محرره  خوفا من أن تتكرر جريمة تسليمهم لمن سيحل محل الدواعش , اي ضحية  أكثر بؤسا من هذه الضحيه.
أرجو ان يكون  واضحا  بأني  لا أدعي  خلو ساحة سياسييّ ورجال دين الكلدواشور السريان والشبك واليزيدين وحتى التركمان من الأخطاء ,اذ هناك الكثير مما يستوجب النقد واللوم ,ولكن هل يشكل ذلك مبررا كي نلقي جل  تبعات المخطط الامريكي  والمتورطين في فلكه على الضحيه , ثم تحت يافطة وحجة النقد واستبيان الحقيقه, ننعتها  بالقزوميه  والضياع سواء كان المقصود ممثلينا او الشباب المتطوعين  الذين لبوا نداء حمل السلاح لحماية ما يتم انقاذه , ان كان ولابد من نعت طرف بالقزوميه  والخيانه , فهي  لا تليق بالضحيه بل بالوالي السعيد ووكلائه الطائفيين والشوفينيين  الذين كذبوا حين تنكروا لاداء قسم الاخلاص للعراقيين وأوغلوا  متقصدين تهميش الضحيه وإحراجها يا  اما القبول بالوصايه  او بذبحها  بعد حرمانها من حماية نفسها بنفسها , فاغتصبت  العذارى  ونهب وحرق الأخضر واليابس بعد تشريد سكانها   .
   ليس من العدل ان نسوّف  مطالبات ممثلينا  رغم  اختلافاتهم  بعدم زج مناطق سهل نينوى في اتون صراعات  السنة والشيعه والعرب والاكراد  , اما جدوى وعدم جدوى المطالبه  من ساسة السنه والشيعه والاكراد بالكف عن خلق واجهات امنيه وعسكريه كارتونيه متعدده في  المناطق المحرره .انا ارى بأن المطلب  عقلاني وانساني وعلى من يفهم ابعاده ان يدعمه ,والا كيف نتحاشى الجحر الذي لدغنا منه مرات , لابل لو شئنا البحث عن ضمان  لعيش الباقين و الناجين من جرائم داعش مع استمرارغياب القانون , فالضمان  لن يكون إلا بتوفير حمايه رقابيه دوليه تبعدهم عن أتون صراعات البقيه التي لا أحد يعلم  نتائجها.....
الوطن والشعب من وراء القصد


127
ما زاد َ ريّان في الشيعة خردلة ً , ولا الكلدان بحاجة ٍ الى هذه المشيخة ِ

شوكت توسا
  بين الفينة والاخرى يطلع علينا السيد ريان احد منتسبي الحشد الشعبي  والملقب بشيخ الكلدان , بتصريحات  اقل ما يمكن القول عنها بانها صب الزيت على نار حارقه وبث فتنه  لسنا بحاجه اليها في مثل هذا الظرف العصيب, نارٌ سوف لن تخدم الشيعة انفسهم , و لن يسلم منها ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان المسيحيين  الذين استبشروا خيرا بعد تحرير بلداتهم من داعش , الشيخ الكلداني الحشدي  مع احترامنا لشخصه وللجهه التي تدعمه , يتكلم  ويصرح بأسم المسيحيين  مستفيدا هو  ومن من يدعمه من خطأ جسيم إرتكبته الكنيسه الكلدانيه  حينما زكّته و منحته تأييد تمثيلها في عهد البطريرك المرحوم عما نوئيل دللي لاسباب معينه في حينها , فإستمر وبدعم  من الجهه الشيعيه التي يستقوي بالانتساب الى  احد كتائبها  يتصرف  مستغلا ً تلك التزكيه  السابقه  التي انتهى مفعولها  بعد ان تم سحبها منه بإعلان اكثر من بيان رسمي من قبل البطريرك الجديد  لويس ساكو بعد وفاة البطريرك عمانوئيل دللي .
  أن يتصرف السيد ريّان بهذا الشكل ربما هواه وتطلعاته الشخصيه  حصرأ به  قد يسمحان له بهذا التجاوز وعدم المبالاة لبيانات البطريركيه  الكلدانيه  الجديده , ولكن حين تكون اللامبالاة من قبل المرجعيه الشيعيه لبيانات البطريركيه وعدم ايلاء اية اهميه  لما يسببه دوره وتصريحاته  من بث للعداءات والكراهيات  داخل النسيج الاجتماعي , فتلك مسألة مرفوضه بحسب كل الأعراف  , وإلا فهو اما يفعل ذلك  كونه مدفوع طائفيا , او لايفقه من السياسةابجدياتها,وفي كلتا الحالتين , من واجب المرجعيه الحشديه  والقيادة العامه للقوات المسلحه أن يكون لها موقف واجراء حاسم بحق مثل هذه التصرفات , انما الأمر الغريب  جدا هو صمت مسؤولي الحشد  وسكوت القائد العام  على مثل هذه التصرفات التي تضر الشيعه قبل غيرهم  , فالسيد ريّان  تارة يوجه  كلامه التهديدي بإسم  الحشد الشعبي  الى المسلمين (السنه) المقيمين في تلكيف  بوجوب ترك البلده  خلال ثلاثة ايام  والا سيكنسهم بشفلاته الكلدانيه المسيحيه   كما ورد على لسان احد اتباعه المدعو سلمان آسو ,  وتارة اخرى يعتبر نفسه من احفاد جوني مصرحا ً بأن المعركه القادمه  في الموصل ستكون بقيادة مشيخته  الكلدانيه المسيحيه  للثار ممن  اسماهم باحفاد يزيد في الموصل  , يا ترى هل من هراء اكثر من هذا الكلام التخريبي , اين  هم مسؤولوا القيادات الميدانيه والسياسيه  من هذه المهزله ؟شخصيا لستُ معنيا للدفاع عن خصمه المدعو وسام موميكا  او اتهامه لا من قريب ولا من بعيد , لكن  هزالة  الحالة وصلت بشيخنا الكلداني  الى ان معركته  الثأريه المزعومه ضد من يسميهم احفاد يزيد, بدأ بخوضها  بالصدام المسلح  مع مجموعه من ابناء شعبه  السريان المسيحيين  في قرقوش واعتقال مسؤولهم , اذن كيف يكون شكل المهزله؟.
  نعم يا قادة الحشد الشعبي المحترمون  ويا سيادة القائد العام للقوات المسلحه , عليكم ان تنتبهوا  جيدا الى تبعات تفاصيل ما يجري  في قرقوش  وتلكيف  وخشيتنا من ان تنتشر  لا قدر الله في اماكن اخرى  بسبب  تصرفات  وتصريحات من هم على شاكلة السيد ريان وخصومه , فقد وصل الاستخفاف لحد تهديد السنه واحفاد يزيد في الموصل كما وصفهم  والثأر منهم حسب قوله  معتبرا نفسه ناطق وممثل للمسيحيين و  مستقويا بالحشد الشعبي  في الوقت  الذي  أبدت المرجعيه المسيحيه الكلدانيه  رايها  في هذا الشخص  علنيا  واعلاميا  ولأكثر من مره,  كان آخرها البيان الذي أصدرته قبل يومين  بطريركية  الكنيسه الكلدانيه   أوضحت فيه بأنها ليست معنيه  بما يصرح به السيد ريان لانه غير مزكى  من اية جهه دينيه مسيحيه  اضافة الى  عدم التزامه  كمسيحي و لا يمثل سوى نفسه  وهو بعيد كل البعد عن الكنيسه وتعاليم المسيح.
إذن يا ترى ما سبب اهمال  قادة الحشد  والقائد العام للقوات المسلحه  لتصريحات مرجعية البطريركيه  بهذا الخصوص؟  عن نفسي لو تحدثت كعراقي كلدواشوري مسيحي , لا يشرفني اطلاقا  ان يتكلم باسمي وبهذا الاسلوب اي شخص كان , وانا على يقين بأن مسيحييوا العراق  بشكل عام يشاركوني هذا الموقف  ويرفضون  ان يتكلم باسمهم شخصا  يحسب نفسه مسيحيا  مستقويا بالحشد الشعبي الذي منحه لقب شيخ الكلدان  كي يسوق مثل هذا الكلام  المدسوس , لذا  شئنا ام أبينا, لا يمكننا تفسير هذا الاهمال سوى  بوجود  دوافع  غير سليمه  من اجل بث  الفتنه   في زج المسيحيين  في صراعات السنه والشيعه والاكراد او حتى بين المسيحيين انفسهم   , اين هي الشعارات التي كنا  نسمعها ونقرأها عن نشاطات واهداف الحشد  التي قيل عنها  بانها لا تفرق بين هذا وذاك؟ واين هو موقف القياده العامه للقوات المسلحه  من تصريحات غير مسؤوله  لا بل  تخريبيه  وهدامه  تصدر من جهات يقال  بأنها تابعه رسميا  للقيادة العامه لقوات المسلحه و تأتمر بأوامر القائد العام للقوات كما تدعون , أليس المفروض بالقياده العامه للقوات المسلحه وهكذا قيادة الحشد الشعبي ان توقف هذه المهزله  وتعاقب كل متجاوز ومسيئ بحق اللحمه الوطنيه  واحتراما  للبطريركيه  التي لم تنفك  تعلن  بانها لا تعترف بتمثيل  كتائب بابليون لمسيحيي العراق , لماذا هذا التلكؤ في  اتخاذ الاجراءات الفوريه الواجب اتخاذها بحق المسيئين ؟ 
هناك العديد من افلام اليوتيوب التي تؤكد ما ورد في كلامي, ارجو المعذره لعدم امكانيتي الفنيه لجمعها ونشرها هنا.
الوطن والشعب من وراء القصد

 


128

أنا أقـــرأ ,  إذن..... هل  يحـــق لي أن أكتــب أم لا ؟


  شوكت توسا
  أتحفنا الاستاذ العزيز جلال حنونا مؤخرا بمقاله  تحت عنوان " الازدواجيه في رؤية الواقع" ,  ضاربا بقلمه كما عرفناه, على مكمن واحدة من علاتنا وما اكثرها , أقتبس من مطلع مقالته قوله " في الطريق الى اكتشاف الحقيقه , صراع يحمل في طياته الكثير من تناقضات السلوك الانساني الذي يصعب تحديد ملامحه الا عندما تقع المواجهه المصيريه" . ثم يختتم مقالته بالقول " عندما يلبس البعض ثوب الديمقراطيه والحريه, دون إيمان وقناعه, فالثوب يتهرأ ويستبدل ويبقى الجوهر الذي يظهر ويكشف عن هويته".
 دلالات المقتبسين اعلاه هي من الكثره , لكن إحداها  وجدت طريقها  الى تشجيعي على العدول والعودة الى كتابة مقال كنت قد اجلته, سيما والملل قد  اصاب القارئ جراء ظاهرة استبدال الأثواب وتناقضات  السلوك إرضاءً لسياسي او لرجل دين استمكنه هواه فسحبه الى ما لا تسمح به حقيقة رسالته, لذا سنبتعد قليلا عن قال وقيل تلك السياسة التي يتصدر ادبياتها رجل الدين ونتكلم عن القارئ والكاتب .
 كمعشر القراء, نمتلك قدراً وافيا من حرية اختيارما نود قراءته مقارنة ً بمحدودية حرية الكاتب التي تقيدها ضوابط واصول تستلزم مراعاتها, نعم للقارئ الحق في الانتقال الى الكتابة متى ما أحسّ بان ملكته الفكرية واللغويه قادره ان ترشده الى مجال تنافسي  مقبول  تتباين على اساسه درجات ميل القارئ صوب فلان من الكتّاب دون غيره , شخصيا ارى بان الموضوع الذي نحن بصدده ليس من التعقيد بما يستدعينا اللجوء الى استحضار توصيات وفلسفات ذوي الشأن في الفكر واداب اللغه,اذ بالامكان تبسيط تناولها بإعتماد ما نصادفه  اثناء قراءاتنا وبالتزام ثقافة الديمقراطيه التي تـُحتسب فيها حرية ابداء الرأي شأنا مكفولا لا حاجة لمناقشة محدداته سوى حاجة إنضاج ثمار هذه الحريه الى ضوابط تحفظ للانسان مقامه وللفكر قيمته.
هكـــذا,وبخلاف القراءة التي بإمكان كل من يجيد ابجدية لغتها أن يمارسها, تُعد الكتابه مهمه فنيه شاقه وفكريه حساسه لو أخذنا بنظرالاعتبار المسؤوليه الأخلاقيه والفكريه التي يتحملها الكاتب قياسا بحجم مساسها المباشر بذوق وحدس القارئ, فيشقى الكاتب ويجهد نفسه  كي يقدم مادته على احسن وجه ,ثم سرعان ما يتبدد شقاءه أمام المتعه التي يحققها  لنفسه وللقارئ الذي يشاطره أهتماماته ومسؤولياته.
   لقد تعلمنا كقرّاء , بأن الكتــّاب أصناف ومستويات تحددها الاهتمامات, أي بمعنى أن القرّاء هم ايضا مصنفون, وعلى اساس هذا التصنيف يتكون شكلا ً من العلاقة بين القارئ والكاتب قوامها الإنسجام او الاختلاف .ثم مع مرور الزمن  يصل المرء ( كقارئ) الى محطة من التفكير (ربما من النضج) يشعر فيها بالحاجة الى الكتابة كي يفصح عن اختلافاته واتفاقاته , تلك نقلة ٌ عدا كونها محصله طبيعيه , فهي بمقاييس الفكر والأدب تُعتبر من النقلات الابداعيه النوعيه التي لو شئنا تقييمها لا بد من إخضاعها لمعيارية توافر الشروط سواء كنا نخص الكاتب المبتدئ ( الهاوي) في تقييمنا كما هوحال امثالي, أو كاتبا متميزا أكسبته القراءة والممارسه قدرة التفنن في إخراج ما يكتبه, إذن لاضير لو تساهلنا حبتين  مع انفسنا ( ككتاب) ما دمنا مبتدئين نحبو الى تحقيق شروط إخراج ماده مكتوبه متكامله بالشكل والمضمون ,على اعتبار ان إمكانية تطويرها ممكنه شريطة ان تتوافر الرغبة والدأب الحثيث ,فلو افترضنا استثناء شرط عامل اللغه لوهلة ووضعناه جانبا ,تبقى حساسية الكتابة بحاجه كما اسلفنا الى اجتياز مرحله قرائيه نوعيه تمنحنا خبرة التمييز بين الرث والسمين فكريا,حينئذ سيصُح شعورنا فتأتي قناعتنا بحاجتنا للكتابه في محلها بعد ان نكون قد  حققنا اكتساب  قدرة إنتقاء الماده المناسبه للكتابة عنها .
 من الملاحظات التي يمكن ان يشاطرني الكثيرون في تاشيرها,هي غلبة سمة الاجتهاد النقدي مع ندرة طرح البديل الذي من شأنه ان يضفي مصداقيه اكثر و متانه فكريه أبلغ على ما نكتبه, دون ذلك فإن الإجتهاد النقدي الغيرالمكتمل هوبمثابة افتعال (ربما غير مقصود) لظاهرة سلبيه اخرى تتطلب نقدها . هنا جدير بنا ان نوضح  بان المقصود  ليس حصر ثقافة الانسان في  شرط  اجتياز مرحلة قرائيه كي يصبح بشاكلة الكاتب القادر على جذب القراء كهدف من الاهداف التي  يبتغيها من جمالية الكتابه, كما ان صفة المثقف بمفهومها الدارج لا تعطى لكل حاصل على شهادة تخرج من معهد او كليه,تلك مسألة تتأكد نسبيتها  في وجود أناس إكتسبوا الخبره من خلال معايشاتهم للمجتمع من دون شهاده او دراسه او قراءة كتيب , لان تجارب الحياة فيها الكفايه مما يعلمنا  متى و ماذا وكيف يجب ان نتدخل.
 الآن رب متداخل يتساءل عن موقع الكاتب المكثارمن استخدام الاسلوب الاستخفافي المتعالي وتسويق المفردات الواطئه والغير اللائقه  في نقده للآخر, نحن حين بدأنا كلامنا بحريتنا المضمونه سواء استهوينا القراءة او الكتابه,تكلمنا ايضا حول اشتراطات انتقال القارئ الى الكتابه وعن اهمية تهيئة الذات  بتخليصها من المؤثرات الشخصيه التي كانت تتحكم في حرية اختيار ما كنا نقرأ, ولو حصل ان تغافلنا عن هذه النقطه , معنى ذلك اننا سنمارس التنكيل بقيمة وجمالية ما سنكتبه وسنربك القارئ في نفس الحين, في كل الاحوال جوابي للمتسائل هو أنّ عجز صاحب القلم عن تقديم الحجه مقابل الحجه لايجوز ان يدفع به الى مستنقع التنكيل بالاخر , ولو فعلها سيناقض كل ما يدعيه و سيظهر بهيئة الفاشل في نظرنا كقراء,  لذا عليه ان يعيد مراجعة ما تعلمه في القراءه .
 بقي لي في الخاتمه ان اشير الى واحده من السلبيات التي  جذبت انتباهي في مقالتين  اجهد كاتباها انفسهما  بتوجيه نقدهما لي من دون ان يميزا بين ما ينقله الكاتب عن افواه الاخرين وبين ما يكتبه من أفكاره الخاصه,فجاء نقدهما  مستهجنا  ليثبتا جهلهما لابسط البديهيات التي يفترض اننا تعلمناها  يوم كنا قراء, فكيف بنا لو جاء هذا الخلط بعد ان حسبنا انفسنا ككتّاب؟
الوطن والشعب من وراء القصد


129
وجهة نظر في إستثناء  مسيحيي ّ بغديدي وبرطله  من حملة  البطريركيه الكاثوليكيه؟

شوكت توسا
 في  تصريح جديد لإعلام البطريركيه ورد فيه ما يلي  :
اعلام البطريركية
منذ سنتين ونصف هَجَّر تنظيمُ الدولة الإسلاميّة مسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى التي كانوا يعيشون فيها منذ آلاف السنين.
واليوم، بفضل القوات المسلحة على مختلف صنوفها تم تحريرها، لكن العديد من هذه البيوت دمرت أو أحرقت أو نهبت، وكذلك الكنائس والمؤسسات الخدمية والبنى التحتية.
هؤلاء المسيحيون المهجرون، بحاجة إلى إعانتهم على إصلاح بيوتهم وتأثيثها قدر الإمكان، وإعادة الماء والكهرباء اليها.
وفي لقاء غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بأساقفة الكلدان في العراق 23/1/2017 تقرر البدء بعملية الاعمار والتبرع لها. وقد تشكلت لجنتان كنسيتان مع الرابطة الكلدانية وشباب البلدات: اللجنة الأولى لخط تلكيف القوش باشراف الاب سالار بوداغ والثانية لكرمليس باشراف الاب ثابت حبيب.
واللجنتان تنسقان مع مسؤول الرابطة د. آمانج فرنسيس.
ولإسراع عملية الاعمار وتمكين الراغبين من العودة تم جمع المبالغ الاتية:
البطريركية الكلدانية: ثلاثمائة مليون دينار عراقي
ابرشية أربيل: مائة مليون دينار عراقي
ابرشية الموصل: خمسون مليون عراقي
ابرشية كركوك: خمسة وعشرون مليون دينار عراقي
ابرشية البصرة: عشرون مليون دينار عراقي
 ....................
من ناحيتي , أتجنب الخوض دائما في مشاكل الكنيسه ومذاهبها مع احترامنا لقدسية رسالة المسيح ,لكنها كمؤسسه منشطره , تبقى في نظري واحده من اسس البلاء الذي رافق وجودنا قرونا عديده ومازال  البعض يستخدمها عن درايه او بدونها كمعاول  لتقسيمنا وتشتيتنا,حيث في الخوض في مشاكلها لم نقدم اي شئ لمسيحيتنا بقدر ما ألحقناه  من تشويه بها وبمعانيها, فلم نحصد من قالها وقيلها اي ثمره تفيد وجودنا ومستقبلنا .
 ولكن لان الأمر متعلق بانقاذ ومساعدة ابناء شعبنا في اعمار خراب بلداتهم وقراهم  للعودة والعيش مستقبلا بأمان وبتلك المحبه التي كانت تربط اهالي كرمليس ببرطله وقرقوش وبقية قرانا , سأقول رأيي مستغربا من تصريح اعلام البطريركيه :
 اولا ً, شخصيا اتمنى الخير والموفقيه لكل من يقدم يد العون والمساعده لابناء شعبنا  دون تمييز بين المسيحيين على خلفيات  المسميات الطائفيه والمذهبيه كما وارد في التصريح اعلاه من دون توضيح سبب هذا الاستثناء , فحينما تبادر الكنيسه في قيادة حملة اعمار البلدات المسيحيه من اموال المتبرعين لها , فإن المسيحي ومن دون اي مناقشه او تعليل يجب ان يبقى  في نظر الكنيسه ونظرنا جميعا مسيحيا ً مهما كانت المسميات التي يتسمى بها سواء كانت سريانيه او اشوريه او كلدانيه , أليست هكذا تنص فلسفة الديانه المسيحيه الصحيحه ؟.
 ثانيا ً , لم توضح البطريركيه في تصريحها عن سبب  هذا الاستثناء , ولا يمكننا التكهن بشكل جازم حول سبب استثناء بلدتي قرقوش وبرطله  من حملة الكنيسه الكاثوليكيه  فيما اذا كان بالاتفاق مع بطريركية السريان  ام نتيجة طبيعيه للأنسحاب من مجلس الطوائف المسيحيه, لكني متأكد جدا بان مصالح كنائسنا الضيقه  لم تعد  تهتم  لما يفرق  بين هذا  المسيحي العراقي وبين ذاك  المسيحي الأخر على اسس التسميات الطائفيه والمذهبيه الضيقه,لذا يرجى الانتباه الى ان الكنيسه بصدد زجنا  في نفق مظلم جديد   .
ثالثا, كما اني لست متأكدا ايضا من السبب الحقيقي وراء انسحاب بطريركية الكنيسه الكلدانيه من مجلس الطوائف المسيحيه في العراق, لكني بإمكاني ان اقول  اننا  بقيادة الكنيسه سنتحدث  عن اعادة بناء البيوت لكننا نمارس تخريب علاقات الانسان  المسيحي باخيه المسيحي . هل هكذا تنص  تعاليم الديانه المسيحيه؟  عندما يُعرف السبب يبطل العجب !!!
الوطن والشعب من وراء القصد


130
لمصلحة من  يتم منع قوات ابناء شعبنا  من دخول تلكيف ومسك ارضها بعد تحريرها؟

شوكت توسا
""كشف مقرر مجلس النواب وعضو لجنة الأمن والدفاع “عماد يوخنا”، الاثنين، عن قيام نقاط تفتيش كردية بمنع قوات أمنية عراقية من الدخول إلى قضاء تلكيف بهدف مسك الأرض بعد تحريره من سيطرة “داعش”.
وقال “يوخنا “في تصريح تابعته “الموقف العراقي”، إن “نقاط تفتيش كردية منعت أول امس قوات أمنية من العبور والدخول إلى قضاء تلكيف”، مشيرا إلى أن “تلك النقاط تسمح في نفس الوقت لقوات حشد النجيفي بالعبور”.
وأضاف “يوخنا”، أن “تلك التصرفات كانت أحد اسباب بروز داعش وسقوط المدن”، محذرا من أن “العناد السياسي وتعدد المرجعيات الأمنية لن يصب في صالح المناطق المحررة وقد يعود إليها داعش مرة اخرى"”.

المتابع  لما كان يدور في  مناطق سهل نينوى  قبل دخول الدواعش اليها  وربط  احداث تلك الفتره  بالذي يدوراليوم بعد تحرير بلداتنا  من  رجس داعش وقذارتهم , يتبين لنا  بأن مسلسل الصراعات التي كانت تدار للاستحواذ على بلدات سهل نينوى قبل إدخال الدواعش اليها , والتي أدت وسمحت وشجعت وفسحت المجال للدواعش للعبث فيها , مازالت الجهات السياسيه المتنفذه عسكريا وبشريا وماليا تعوّل على تغذية  هذه الصراعات لفرض واقع طائفي سني او شيعي او قومي كردي وعربي  على هذه البلدات  الكلدواشوريه  السريانيه غير مكترثين ولامهتمين للماساة التي سببتها صراعاتهم بحق الناس الآمنين  من كلدواشوريين سريان وغيرهم  بقدر اهتمامهم في كيفية  الاستحواذ على مناطق لا علاقة لها لا بالسنيه ولا بالشيعيه ولا حتى بالكرديه , هكذا سياسه  سوف  لن تخدمهم مستقبلا  إطلاقا  لا في الاستفتاءات ولا بقوة العساكر ما لم يشعر المواطن  بانه حر وطليق لا تحكمه الوصايات والاجندات الفئويه ,  حقيقة  ان امر ساستنا الكبار لغريب عجيب  , كيف  يريدون من  المشردين النازحين ان يصدقوا  اقاويل وشعارات سبق وسمعوها وأحترموها اكثر من مره , وبسببها  طاح الفاس بالراس وتدمرت قرانا وبلداتنا, ألا يكفي ما جرى من خراب ودمار بحق هذه البلدات وأهلها مازالوا مشردين ينتظرون استتباب وضع بلداتهم  بمشاركة ابناءهم في حمايتها وتنظيفها واعادة بنائها من اجل تشجيع عودة اهلها  .
 نحن لا نقول باننا لا نفهم اسباب ما يدور, تلك مسأله اصبحت واضحه للقاصي والداني , لكننا نستهجن اصرار جيراننا من الساده الساسه الاكراد على عدم دعم ومساعدة جيرانهم  وعدم  فسح المجال  لابناء الأرض واصحابها من مسك أرضهم التاريخيه  التي عجز  غيرهم عن حمايتها  فتم تسليمها للدواعش, متى سيدرك هؤلاء الساسه بأن عملية زج قرانا وبلداتنا في صراعات الشيعه والسنه من جانب والعرب والاكراد من جانب اخر سوف لن تفضي الى تحقيق ما يريده الساسه ان كانوا في مواقفهم لا يعيروا اية اهميه لأمن وحرية ابناء  هذه البلدات في حماية و ادارة شؤون بلداتهم  بأنفسهم .
نتمنى على الذين يعتمدون العقل والدرايه في تحقيق أهدافهم ان ينتبهوا لحقيقه واحده ويتفهموها جيدا بان الناس التي ذاقت الأمرّين بسبب تخلي الاخرين عنهم وتركهم فرائس للدواعش , سوف لن تتورط  مرة اخرى  في منح صوتها لمن يحرمها من حقها في ادارة شؤونها  , بل ستختار من يدعمها ويساعدها في  البقاء على ارضها عزيزه  مكرّمه.
الوطن والشعب من وراء القصد
 

131
 
بين وجع ٍ نكتب عنه  و نشوة نتنفس بها , زلة ٌ وشهقه !!

شوكت توسا
    غالبا ما يلجأ الانسان الى الذاكرة بحثا عن لحظة إنتشاء وهي في حقيقتها هروب  من حالة ملل او يأس ,وعندما تقوده ذاكرته الى نكئ جروح الآخرين يعود نادما متألما ً, فقدقادني حنين الذكريات اثناء وجودي في القوش الى بيت المرحوم هرمز صفار, أحد جيراني المحبين في ثمانينات القرن الماضي, فأستقبلتنا إبنته, الآنسه باسمه التي عرفناها بشجاعتها و بطيبتها وبإبداعاتها الفنيه اليدويه ومسرحياتها الألقوشيه العديده,جلسنا معا ورحت استذكر معها حلاوة ايام الجيرة الخوالي وعلاقاتنا العائليه الحميمه , واذا بمعالم وجهها تتبدل وكأن شيئا في كلامي قد اغضبها فإختصرتها  وقالتها بإنفعال, لقد تغيرت اشياء كثيره مع مرور الزمن ولم تعد كما كانت في السابق,وعندما وصل الحديث بنا الى اعمالها ونتاجاتها الفنيه,راحت تتحدث عن شدة رغبتها وطموحها لتقديم المزيد وتطوير اعمالها , لكنها لم تستطع أن تخفي حزنها وضجرها وهي تتكلم عن  محدودية  امكانيتها الماديه التي تقف عائقا في طريقها وما من جهة داعمه لها كي تواصل عطاءها, وبعد ان شربنا فنجان قهوة معها غادرنا متمنين لها الموفقيه .

صورة مع الاخت باسمه والاستاذين نافع قوجا وحميد حيدو
أما في جمعية القوش الثقافيه , التي سبق لي في احدى مقالاتي أن وصفت توقيت وطريقة بنائها وشبهتها بالصرح الشرقي المكّمل لثلاثية بانوراما التحدي في القوش مع  صرحي متنزه المرحوم توما توماس وصرح ميدان السلام , زرتها في سفرتي الأخيره 2016 وأمضيت امسيه بصحبة اصدقاء ليس بوسعي ان اقول سوى محظوظ من يجالسهم ويتسامر معهم لما في احاديثهم من غنى معلوماتي نكاد نجهله  فننهله من مصدره.
في عصراليوم التالي كنت على موعد مسبق لتلبية دعوة زيارة مقر الحركه الديمقراطيه الاشوريه في دهوك. فقصدتها  بصحبة الاخ ساهر كلله مسؤول محلية زوعا في القوش وألتقيت بمجموعة زوعاويه لم يسبق لي معرفة غالبيتهم ,فتشرفت بلقائهم وبالتعرف عليهم في أمسيه حواريه هادئه قضيناها في المركز الثقافي الاشوري على مائده بذي طعمين, طعم حديث ملؤه التطلع والطموح,وطعم مُدام المحبه الذي شاركتهم نشعته ,هكذا إكتملت حلاوة الجلسه التي تمنى الجميع تكرارها,لكن ذلك لم يتحقق بسبب ظروفي الصحيه التي منعتني حتى من زيارة بغديدي وبرطله وكرمليش ونهله التي كنت مصمما على زيارتها , علما ًان الاستاذ البرلماني جوني يعقوب  كان قد وعدني في لقائي معه بعينكاوه باصطحابي الى منطقة بغديدي, وهكذا الاستاذ فريد يعقوب تكرم اثناء لقائنا في دهوك ووعدني مشكورا بتسهيل امرسفرتي الى نهله, لكن ذلك لم يتحقق ,لذا اقدم اعتذاري.أدناه صوره مع الأصدقاء في مقر زوعا بدهوك

في الحقيقه, رغم الذي يقال عن بعض سلبيات الانترنيت,إلا أن تطور تقنياته ساهم بشكل كبير في مد الجسور وبناء العلاقات التي جعلت من عالمنا المترامي اشبه بقريه صغيره.
 ففي عينكاوه التي عدتُ اليها من بغداد, تذكّرتُ وعد َ لقاءٍ كنت قد قطعته مع الاستاذ الكاتب بطرس نباتي في 2015, وتلقيت في حينها عتابا مكتوبا منه بسبب عدم التزامي لاسبابي الخاصه , لذا اتصلت به هذه المره واعطيته عنواني, فجاءني مشكورا ليبث في نفسي نشوة اللقاء بأحد كتّابنا المتميزين,وبينماكان يتحدث حول مكان نشرب فيه قهوتنا سالته إن كان بالإمكان دعوة الاستاذ الكاتب لطيف سياوش أيضا, في الحال اتصل به واعلمه باننا سنكون بانتظاره في  كافيتيريا معروفه بقهوتها المنعشه. لبى الاستاذ الكريم لطيف دعوتنا فاستقبلناه ثم جلسنا وكاننا نعرف بعضنا لسنين طويله.فقد طابني وأسعدني كثيرا وجودي بين إثنين من الكتّاب الذين احترمهم واحترم اسلوبهم في الكتابة.قضينا سوية وقتا ممتعا تحدثنا فيه قرابة ساعه حول شتى المواضيع, خاصة ما يتعلق بموضوع الكتابه,وقبل ان يغادرنا الاستاذ لطيف  بسبب التزاماته العائليه,دعانا للغداء في بيته ,شكرناه على دعوته وعلى تلبية طلبنا ثم ودّعنا ,اما الاستاذ بطرس,لم يدعني كرمه ان اذهب الى حيث اقيم دون تناول وجبة غداء , فذهبنا وتناولنا الغداء سوية في احدى مطاعم عينكاوه ثم  اوصلني مشكورا.لذا شكري الجزيل للصديقين المحترمين.
   
صوره مع الأستاذين الكاتبين بطرس نباتي  ولطيف سياوش
    إنه لأمر جميل ومؤنس عندما تسود اجواء الحديث نشوة صورٍ معبّره عن الروابط والعلاقات الباعثه للطمأنينة والتآلف في روح مريديها, لكن ذلك لا يعني خلوها مما ينغص الروح ويضعها في حرج في ظروف كهذه , أنا اقول من اجل ان لا تتعمق الشهقه ,واجبنا يقتضي تذكير المعنيين بضرورة رأب التصدعات, اذ يكفينا ما خلفته لنا داعش,لذاعلينا درء ما يسبب الخوف والقلق  من مستقبل ما بعد داعش .لماذا أقول ذلك؟
  كنتُ في مقال سابق قد تكلمت عن حجم ركام الخراب في تللسقف وباطنايا,وهل للمرءان يتوقع من الدواعش غيرذلك؟ بالتأكيد كلا. لكن الذي حز ّفي نفسي هوأن أرى وسط هذاالركام أشخاصا يسرقون اثاث كنيسه باطنايا المدمره,لقطة لم استطع تحمل سوداويتها ولم اصدق نفسي عندما إقتربت لأتفاجأ بان الفاعل شخصان محسوبان على قوات البيشمركه.نعم ليس من العدل ان نتهم مسؤوليهم بالسماح بذلك,ولكن رسالة عتاب ونقد لابد من توجيهها الى المسؤولين كي ينتبهوا الى ممارسات غيرمسؤوله كهذه فهي تشوه سمعة البيشمركه اولا ناهيك عما ستخلفه من نفور وعدم ثقه.
 أدناه  واحده من الصور التي التقطتها داخل كنيسة باطنايا المدمره:


بعد التقاط الصور,توجهت الى احدهما ثم سألته: جنابك من  وين  ؟ اجابني:عربي نازانم. قلت له حسنا ,فأعدت السؤال بالكردي,اجابني هيركي من عقره.قبل ان اقول له اهلا بك, خطفتني ذاكرتي الى ستينات القرن الماضي يوم كان الفرسان (الجحوش والجتا)من الزيباريين والهيركين المتعاونين مع سلطات بغداد يمارسون القتل والنهب بحق قرانا التي كانت تدفع الثمن غاليا بسبب مساندتها للحركه الكرديه المسلحه,حقيقة لم أطق رؤيته بزي البيشمركه وهويسرق أثاث كنيسة مدمره ,فعاتبته بقصد حثه على مراجعة نفسه للكف عما يقوم به, فقلت له : كاكه نحن الذي عرفناه عن البيشمركه بالأمس كان شأنا مشرفا وقد دفعنا الثمن غاليا بسبب مساندة قضيتهم, وما نسمعه اليوم عن البيشمركه هو مشاركتهم في تحريرالبلدات وتادية واجباتهم في الحفاظ على بناها التحتيه وممتلكاتهابالتعاون مع قوات الجيش والشرطه والحشد الشعبي الذين بعد تحريركل بلده ينظفون جدران كنائسها من شعارات داعش ويعيدون الصلبان والتماثيل الى اماكنها لانها مقدسه,ثم يقرعون نواقيسها لبث الامن والاطمئنان في نفوس الناس,وهذا ما حصل وشاهدناه في بغديده وبرطله وكرمليش, لكنك مع الاسف  لم تنظف تمثالا ولم تعيد صليبا الى مكانه ولا تزيل الاتربة عن الكتب المقدسه انما تسرق ممتلكات الكنيسه !!! ألست في عملك هذا تشوه سمعة البيشمركه؟ اجابني  بالكرديه ضاحكا: سيدا اف تشتي باشا بو ماليمن جونكه مباركه!!!! اي هذه اشياء احتاجها في بيتي لانها مباركه!!  .
  ليس بإمكان احد انكارموقف حكومة اربيل في مساعدة النازحين, ولكن هل من المعقول السكوت لأي سبب كان على هكذا سلبيات دون  توجيه او محاسبه ,من هذا المنبر أتوجه برسالتي الى السيد مسعود برزاني, رسالة جارالى جاره في وقت تتناقل فيه الاحاديث حول ممارسات كهذه وأخرى غيرها  محرجه وغير مشجعه لأهالي هذه البلدات المحرره وابناءها الذين تطوعوا لحمايتها ومسك أراضيهم .
 الاحصائيات تقول عندما احتل الدواعش بلدة تللسقف بقوا فيها ثلاثة اشهر الى ان تم تحريرها في نهاية 2014 , وقد تبين بان نسبة الأضرارالتي خلفها الدواعش في تللسقف  تراوحت بين 5_الى 10% , لكن الأمر الملفت للانتباه  هو بعد مرور قرابة عامين على تواجد البيشمركه فيها, تضاعفت  نسبة الأضرار بشكل غير طبيعي , تكفي هذه الحاله  دون الحاجة للدخول في تفاصيل ملفات أخرى لإجراء مراجعه شامله لمعالجة كافة انواع التجاوزات كي يتسنى التعويل والبناء على وعود وشعارت العيش المشترك,نرجو ان تؤخذ هذه الرساله على محمل من الجد والأمان بقدراهميتها وبقدرما تستدعيه حقوق الجيره  .
الوطن والشعب من وراء القصد

132
 
في مقر الحركه الديمقراطيه الأشوريه , زيونه- بغداد

 شوكت توسا
   في بداية كانون الاول من 2016 وضمن سفرتي الاخيره الى العراق, قصدتُ بغداد قادما من القوش ونزلت ضيفا في مقرزوعا,وبعد أن أمضيت يومان  قضيتها في مراجعات رسميه, سألني الاستاذ سرجون سليفو المسؤول الاعلامي في الحركه  إن كنت اود مصاحبته في الغد مع صديقين آخرين لتمضية يوم بغدادي في شارع المتنبي ومقهاه المشهور الشابندر, اعجبتني الفكره بل اشتقت اليها فطلبت منه اعتباري نفرا رابعا , في الصباح أستأجرنا تاكسي أوصلتنا  الى طريق مغلق لاسباب امنيه , فترجلنا ومشينا قليلا كي ندخل شارع المتنبي المكتظ بالسابله, في الحال احسست بأمان في مدينة تعد مضطربه وغير آمنه خاصة عندما لاحظت عيون الناس تدقق بالكتب المعروضه على جانبيه, وأخرون متجمعين حول عربة بائع يشترون منه شيئا ابيض اللون وعلى شكل رقائق يقطعها البائع بسكينه من ساق شجره, حقيقة لم يسبق لي معرفة هذا الشئ الذي يستمتع العراقيون بأكله , وحين سألت عنه, إبتسمت احدى السيدات وقالت هذا اسمه جمّار يؤخذ من لب ساق النخله.
استمرينا بالمشي الى ان وصلنا نهاية الشارع التي يرتكنها مقهى الشابندر,فقررنا نيل قسطا من الراحة مع استكان شاي وسيكاره في المقهى المكتظ برواده المثقفين والفنانين وهواة الاراكيل وشاي السماور وصور شخصيات عراقيه معلقه على جدران المقهى, إذ من شدة الزحمه إضطررنا الانتظار واقفين  الى ان حظينا بمكان للجلوس فتسنى لنا فيه التعرف على اثنين من رواد المقام العراقي  , تبين انهما فرحا حين عرفا باننا كلدواشوريين من شمال العراق,فدار بيننا حديثا شيقا طرقنا فيه اكثر من باب وشباك عراقي ,ثم ودعناهم تاركين المقهى لنبدأ جولة العوده مرورا بشارع المتنبي مرة أخرى, كان في بالي ان اجرب طعم الجمار, صدفة رايت صاحب العربه وقد تغير اتجاه مسيره , وحين سألته عن رغبتي بشراء الجمار, تاسف وقال  لي بانه قد نفذ.
وصلنا الشورجه فدخلناها عن طريق درابين سوقها الضيقه فتبضعنا من بهارتها المشهوره بما تحمله ايادينا, اما شارع الرشيد , فحاله الحزين يحسر الدمع في المآقي  من كثرة أكوام المزابل وشحوب ملامح بناياته التي توحي بغزوة شيخوخة قبل أوانها ,صدقا ً,  لم أصدق نفسي باني اسير في شارع  كان لرونق أرصفته ولألأة بناياته التراثيه بهاء وزهوا يجذب الناس اليه,الكل يبكيه , لكن الفاعل انتم وهم , اما نحن فقد ودّعناه بألم ودعوات آملين أن تلقى آذانا تعيد لهذا الشارع هيبته البغداديه,ثم توجهنا الى استئجار سيارة تعيدنا الى زيونه  .
 
     الصورتان  في مقهى الشابندر / شارع المتنبي
  في اليوم التالي,فكرت بقضاء بعض الوقت في زيارة مخيم النازحين المقام في  مقر زوعا ,يضم المخيم  160_ 165 كرفانا لـ 157 عائلة تم نقلها من اربيل الى بغداد ,حيث و بتنسيق من قبل السيد يونادم كنه مع وزير النقل العراقي في شهر آب 2014 , تم تخصيص طائرة نقل مجانيه  نقلتهم من اربيل الى بغداد ثم الى مقر الحركه.هنا  تجدر الاشارة الى ان هذا المقر, عدا اعباء المخيم  , فقد هيأ غرفا مجانيه لمبيت ابناء شعبنا الذين يقصدون بغداد لانجاز معاملاتهم الرسميه في دوائر الدوله.
 بعد أن سـُمح لي بدخول  المخيّم عبر باب في السياج الكبيرالذي يحيط الكرفانات ويعزلها عن بقية بنايات المقر, دخلته فوجدت غيرما كان في مخيلتي,حيث اول ما وقعت عليه عيني كان دكانا ً صغيرا لبيع كماليات تحتاجها العائله,دخلته كأي نازح ينوي شراء حاجة, فاستقبلني شاب بعبارة " أمر خدمه عمّي",شكرته وقدمت نفسي له فقابلني بالمثل مقدما نفسه بإسم روميو كريم  كريم/ من كرملش, ثم قلت له : كل ما اوده بعد تعارفناهوالتحدث قليلا حول حياتكم في المخيم ,اجابني مُرحبّاً: هل تود التحدث هنا ام نجلس في مقهى المخيم نشرب شايا ًونتحدث؟ لم استطع ان اخفي استغرابي, فسألته:مقهى داخل المخيم؟! اجابني نعم مقهى بسيط يقضي النازحون فيه اوقات فراغهم بتبادل الاحاديث والتسلي بلعب الورق والدومنه, من اجل تدخين سيكارتي  طلبت منه ان نقف خارج  الدكان لاكمال حديثنا .
 بدأت حديثي معه حول فكرة  دكانه وحجم مبيعاته اليوميه وفجأة تجمّع حولنا نازحون اخرون, فتوسع الحديث وتنوعت جوانبه,فهمت من احاديثهم ان هناك مدرسه قريبه يداوم فيها اولاد المخيم,وكنيسه قريبه يئمها النازحون للصلاة, كماعلمت بأن عددا لا بأس به من الشباب يعملون خارج المخيم لتمشية المعيشه اضافة الى معونات تقدمها لهم مختلف المنظمات.
  كان أمرا طبيعيا ان تتضارب الآراء اوتتفق اثناء تبادل الاسئله ومناقشتها,لكن ذلك لم يغير في نظري من حقيقة حجم الرعايه المقدمه لهم مذ وطأت أقدامهم مدينة بغداد وبشهادتهم .
 يقول الاخ هاني عيسى توما من قرقوش : لم يكن وضعنا جيدا في البدايه حيث قضينا تسعة اشهر في قاعات وغرف منام هيأتها لنا الحركه في المقر مع إعداد وجبات الاكل في مطبخ المقريوميا,الى أن جلبوا الكرفانات فتحسنت احوالنا وخفت الأعباء التي كانت تتحملها الحركه.
 من اجل مزيد من معرفة التفاصيل ,توجهت بالسؤال التالي : هل هناك اية جهه معينه تضايقكم او تزعجكم ؟  اجاب احدهم  بنعم  مشيرا الى ظاهرة انخراط قرابة 30_40  نازح الى كنائس انجيليه, معتبرا اياها  ظاهرة استغلال وجدت طريقها لدى البعض .
اما الاخ عادل يونو ججو, وهو نازح  تللسقفي بصحبة عائلته , لمّح في  كلامه الى وجود حالات سلبيه اخرى تزعجه  عدا ظاهرة الانجيليه,طلبت منه ذكرها  دون مجاملات,أجابني قائلا : انا ضد كل من يثير المشاكل والاتهامات الباطله بحق من يساعدنا في محنتنا من دون سند او مستمسك, والذي يفعل ذلك فهو ناكر للجميل,هنا تدخل الاخ سلطان ابو مريم  موجها كلامه للجميع: ان نوايا هذه القله المسيئه معروفه وهم شخصين او ثلاثه لا أكثر,فبالرغم من كل ما تبذله لجنة ادارة المخيم  وبمساعده من قبل الحركه, فإن الذي في أذهان هذه القله القليله لابد ان يدفعهم الى كيل شتى الاتهامات والاساءات كالذي فعلوه  في احدى التظاهرات عندما شتموا واهانوا صورة الذي اتى بنا الى هذا المكان , اي صورة السيد يونادم كنه  .
   في هذه الأثناء, نصحني احد الاخوه بضرورةالاستماع الى السيد فؤاد يعقوب متي مشيرا بيده الى شخص واقف بقربي منصتا ً, فسلمت على الاخ فؤاد وصافحته, وبحكم ثقافة هذا الرجل البرطلي وإطلاعه كما يبدو,عرف بأني سأكتب حول هذا اللقاء وسأنشرصورالمشاركين بعد الاستئذان منهم,لذا دعاني الى فنجان قهوه في كرفان عائلته كي يشرح لي على انفراد وجهة نظره, بعد دقائق استأذنت وذهبت برفقة السيد فؤاد لشرب فنجان قهوه مع عائلته في الكرفان  .
 يقول السيد فؤاد: انا انسان عراقي مستقل , سأتكلم بحسب ما تمليه عليه قناعتي وقدرة ادراكي للامور , رغم كل ما يقال ورغم كل الإساءات التي صدرت من بعض الفوضويين سواء في المخيم او في التظاهره,فإن الحركه (زوعا) بذلت و مستمره ببذل ما بوسعها من اجل مساعدتنا منذ  تنظيم  قوائم باسماء النازحين الراغبين بمغادرة عينكاوه ثم نقلنا مجانا الى بغداد والى هذه اللحظه ,اما ظاهرة الانتساب للكنائس الانجيليه, فتلك دون شك محاولة استغلال أوضاعنا  التعبانه, لكني أؤكد بأن الانتساب الى هذه الكنائس لا علاقة له بالايمان الديني بل بتحقيق منافع شخصيه,والأمر المؤسف الاخر والكلام للاخ فؤاد, هو ان شخصين او ثلاثه (معروفون لدى الجميع ) تعمدوا في  بث البلبله بدوافع شخصيه وراحوا يتصرفوابسوء بحق الذي قدم  الخدمه لنا بكل رحابه صدر كمن يلقي  الحجارة  في البئر التي يرتوي منها , تلك حالة نستنكرها . بعد ان سمعت ما تفضل به الاستاذ فؤاد, شكرته وودعته.
في  اليوم التالي, سمعت من احد النازحين حول دخول شاحنه محمله يقول بانها للمخيم لكنه يستغرب ادخالها في قاعه مجاوره للمخيم, فدفعني فضولي الى التأكد من قصة هذه الشاحنه وعن محتوياتها وسبب ادخالها في تلك القاعه, سألت اكثرمن شخص له علاقه بالموضوع ,فتأكد لدي  وجود شاحنه  تحوي صوابين ومواد تنظيف ومساحيق غسيل مخصصه للمخيم , وقد تم ادخالها في قاعه جانبيه كي لا تترك في العراء ليلا بسبب وصولها بعد الظهر, و ان اللجنه المسؤوله عن المخيم و التي تضم احد النازحين فيها , قد باشرت بتحديد حصة كل نازح بحسب القوائم  كي يتم توزيعها في اليوم التالي , وهذا بالضبط ما حصل . ليس هذا فقط, ففي ذات اليوم شاهدت بنفسي دخول شاحنتان محملتان ببراميل فارغه بعدد العوائل وكرفاناتهم , تم تنزيلها  قرب سياج المخيم , ثم في اليوم التالي جاءت صهاريج نفط ملأت البراميل ثم  وزعت على الكرفانات بحسب الاصول.
   أختم مقالي حول مشاهداتي بكلمه مختصر حول وجهة نظري قائلا , هناك ظاهرة غالبة الحصول ليس في اروقة  المخيم فحسب انما في مجالات وأصعده أخرى متنوعه,ألا وهي التشكيك وكيل  التهم  دون وازع او درايه , وعندما تأخذ هذه التشكيكات والاتهامات مدياتها الغير المعقوله والغير المسؤوله في الترويج دون التأكد من حقيقة الامر,فإن في الامر إجحاف وعدم دقه  .   


صوره للدكان وصاحبها روميو كريم

صورة النازح  التللسقفي عادل يونو ججو  وعائلته



  مقهى المخيم


صوره مع  النازح  الاستاذ فؤاد يعقوب متي وعائلته                                           


لقاؤنا في حلقه اخرى لو تسنى لنا ذلك
الوطن والشعب من وراء القصد

133
NPU _ وحدات حماية سهل نينوى.  هل  هي مغامره أم خطوةٌ جريئه خَطاها إبناء القضيه
 

شوكت توسا
((يطيب لي أن استهل مقدمة مقالتي ببطاقة تهنئه في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديده  أقدمها للعراقيين جميعا متمنيا لهم عاما جديدا خاليا من البطش يعود فيه المشردين والنازحين  الى بلداتهم وقراهم )) .
..................................
     بإلقاء نظره فاحصه على علاقات الكلدواشورالسريان "كمسيحيين" ,واسس بنائها مع الاقوام الغيرالمسيحيه الوافده للعراق كفاتحين او باحثين عن مصدر عيش ,من خلال هذه النظره, يمكننا ان نتعررف مثلا , على دوافع استخدام المسلمين( بوجود استثناءات طبعا) للنبره الاستعطافيه ومدى مصداقيتها في تعاملهم مع ابناء الوطن الاصليين,نبرة ٌ ساهم في صياغتها موروث عقلية قبليه فرضتها سيوف الغزوات الدينيه وعززتها نصوص قرآنيه استعلائيه من قبيل نعتنا باهل الذمة والكتاب او بالنصارى واعتبارنا حملانا وديعه إغتنموها في غزواتهم المقدسه.علاقةٌ كهذه قوامها الغزو وفلسفة الامروالنهي باسم الدين دون الكيل لها بذات المكيال ,حتما تغيب فيها مقومات حياة المواطنه والمساواة الانسانيه,فتولد عُقدا  سلبيه من مشاعر المظلوميه وفقدان الثقة بالنفس وبالآخر,ذلك ما يمكن تحسسه بجرد بسيط لدورمثقفينا وسياسيينا ورجال ديننا في خضم ازمات ما بعد 2003 ,حيث من الصعوبة بمكان رصد او تشخيص انجاز ابداعي جماعي يتناسب و حجم نكباتنا,مما يدل على هشاشة اسوار بيتنا الداخلي وتأرجح استقلاليتنا في تبني كلمه جماعيه لاتخاذ موقف حاسم ,بينما التنابزات والمشاحنات الداخليه فيما بيننا تحتل حيزا كبيرا لمناقشة امورهي اتفه واسخف من ان نتطرق اليها مقارنة بحجم نكباتنا,نعم نحن  نبذل جهدا لكنه عبثيا  عندما  نوزعه بين مراضاة من يريد فرض وصاياته علينا وبين اشباع رغبات المولعين ببريق التسميات القوميه والميول المذهبيه الكنسيه, اي انه جهدا لا يرتقي قيد شعرة الى ما تتطلبه قساوة ظرفنا .
  اذن ليس غريبا ان يصف احدنا خطوة تشكيل وحدات حماية سهل نينوى ( إن بي يو) بالورطه اوبالمغامره الانتحاريه ,لانها وبكل بساطه تعد إستثناءً شحيحا ً وجرأة لم نعتادها في عصرنا, يُقال أو بالأحرى خلاصة  تجارب الشعوب تقول: مع اشتداد اية أزمة, هناك صيرورة حتميه لموقف تتبناه مجموعه( نخبه) تتميز فيه عما يراه الغير, واسفارنا تشهد على ذلك, أماعندما لا يمتلك هذا الغير سوى مواجهة موقف ابناء جلدته بنعوت الاستهانة والاتهامات, فهو في هذه الحاله لا يسوّف حجم الوجع بل يتعمّد تسفيه  جرأة ابن القضيه وردة فعله اللاغيه لجدوى التشـّكي والنحيب والمتمثله في اقل تقديرباطلاق صرخة بحجم ألمه علها تصدّع جدران الأحباط وتعتق العامة من سايكولوجية الرضوخ لوصايات الآخرين .
 أنا على يقين بإن الكثيرممن تابعوا تفاقم  مسلسل حملات القلع والذبح والتهجيرفي اواسط 2014, سمعوا صدى اصوات دعت من قلب المحنة الى تخفيف وطأة الصدمه من قبيل اطلاق حملة تطوع الشباب للمشاركه في تحريرالقرى ومسك الارض فيما بعد ,كالمعتاد ظهرت ردود افعال تقلل من شأن إطلاق الحملة وتلبسها كفن المغامره الانتحاريه وهي في مهدها بعد, دون طرح بديل انجع, لست متأكدأ إن كان للمواقف المسبقه من الحركه (زوعا) علاقه بردة الفعل هذه كون الحركه هي صاحبة النداء الذي ثبت انه لم يكن للاستهلاك الاعلامي او حبا في المغامره كما حلا للبعض وصفه , بل بجديته و بتواضع الامكانيات تم وضع الاصبع حيث الوجع وسببه , إذن الانتقاص من شأن مبادرة كهذه لاي سبب كان فهو موقف مستهجن ازاء محاوله جاده للامساك بقشة رفيعه تاركة مايكرفونات الثرثرة واقلام السفسطه لروادها الذين لو كانوا يجهلون معنى مصداقية التكلم  عن مستقبل وجودشعب على ارضه فتلك مصيبه ,اما ان كانوا يعرفوا معناها و ماهية استحقاقتها ثم يستكثرون على شعبهم  كلمة داعمه فتلك مصيبة اعظم تضاف الى اسباب وصف الخطوة بالجريئه  .
 كان لسفرتي الاخيره الى العراق في نوفيمبر 2016 , طعما مختلفا عن سابقاتها, فقد إمتزجت فيها مرارة مشاهداتي لمخلفات جرائم داعش بشذرات إشراقة جباه شبابنا المنخرطين ضمن فصائل  متعدده  تتقدمها وحدات حماية سهل نينوى التي يقودها العميد بهنام عبوش بمعية ضباط كلدواشوريين سريان أكفاء دفعهم حبهم للحياة الكريمه الى إقتفاء وعورة طريق التصدي بارادة وسواعد شبابنا الغيور.وقد سرّني ان احظى بلقاء العميد عبوش في القوش ,وكما في سابق لقاءاتنا, كرر العميد تحاشيه التكلم في السياسه مؤكدا اهتمامه بمهنية مهمته العسكريه المناطه به , لكن تشعبات حديثنا فرضت عليه التحدث في السياسه باعتبارها الداينمو الذي يعسكرالحياة احيانا.فسمعت منه ما طاب لي في حقل لايود الخوض فيه  لكنه أبدع فيه.
   باطنايا وتللسقف, البلدتان المنكوبتان بما خلفته جرائم داعش  وما سببته عمليات تحريرهما, زرتهما لأرى خراباً  ودمارا مهولا تضيق منه الانفاس اشبه بما كنا نشاهده في افلام الحربين الكونيتين, لكني ولوهلة قصيره  ليتها طالت, إستعدت أنفاسي قليلا  في معايشة تفاصيل  لوحة زاهيه عناصرها سواعد شباب غيور يعاند الصعاب في غابة تخلومن نواميس السماء والارض ,وهل من تشريف يعلو الوقوف شاهداعلى تكاتف شباب أبناء شعبنا المتطوعين ضمن مختلف التشكيلات كقوة حماية سهل نينوى (إن بي يو) التي نالت شرف المشاركه الفعليه اكثرمن مره ونزف شبابها دما فيها, وهي اليوم وبتكليف رسمي من قبل القيادة العامه للقوات المسلحه العراقيه تشارك في مسك الأرض بإمكاناتها المتاحه في عدة أماكن بعد تحريرها, صورٌ كهذه ببساطة إمكانياتها وارادة شبابها, توضح لنا خطوة البدايه في اثبات الوجود للتخلص من كوابيس وصايات الآخرين.
   قبل ان اختتم مقالي انقل سؤالا وجهه لي مقاتل من بغديدي قائلا ً :  اي شعور سينتابني عندما  يأتي  النيل مني  والتنكيل بقيادتي  من ابناء شعبي ؟  اجبته  قائلا : تلك  مصيبة الايام كفيلة بمعالجتها, اما عن نفسي لو تحدثت, فإن إنبهاري الممزوج بالخجل امام شهامتكم وجرأة ما تقومون به يكفي لاتمنى قبول تطوعي كمنظف لسبطانات سلاحكم البسيط او معبئا لمخازنها عند الحاجه, ذلك اقل ما يمكن تقديمه لناذر دمه من اجل ارضه وابناء جلدته.
 أختم و اقول , كانت بحق  سويعات مرت كثوانٍ قضيتها بين اخواني وابناء جلدتي, نسيت فيها  القيل والقال , و انستني مرارة مشاهد آثار الدمار وانا أتساءل مع نفسي بين حائر ويائس, يا ترى  من سيعمر هذا الخراب الكبير, ومتى سيعود اهلنا الى بلداتهم, ومن سيحميها لهم ؟  ثم سرعان ما يتبدد هذا الشعورحال جلوسي بين المقاتلين استمع الى قصص مفعمه بروح التضحيه وحب الناس دون ان يعكرها مسمى قومي او مناطقي او مذهب ديني كنسي,  تلك رساله اخرى حبذا لو تمعنت الاقلام الساهيه في معانيها, اذ فيها ما يحرك الصخرفكيف باقلام  لا تنفك عن مشاغلتنا بقيل المذهب وقال التسميات ولا تكف عن القذف عبر البحار للتشهير باهلنا الرابضين على ارضهم , الا يكفي الذي هم فيه ؟ .

 
فنجان قهوه وسيكاره مع مجموعة من مقاتلي وحدات حماية سهل نينوى في باطنايا
الى حلقه أخرى قادمه لو سنحت لي ظروفي .
الوطن والشعب من وراء القصد










 


134
تشكيل مجلس كنائسي عراقي  أولا قبل التحدث عن تاسيس هيئة سياسيه دينيه  موحده
 

شوكت توسا
 لتحقيق المصداقيه والالتزام  ظروف ومناسبات  فيها يكون الامتحان الحقيقي لصحة الإدعاء من عدمه , وعندما نقول بأن مصداقية ساستنا ورجال ديننا على المحك في هذا الظرف,فاننا نطالبهم بتحمل مسؤولياتهم التي قبلوا بها وعلى اساسها قدموا انفسهم  كطليعة نخبويه لريادة ورسم مستقبل الشعب  في ظرف متأزم  مليئ بالغمزات  وتهديدات  شتى المصالح  التي لا تحمد عقباها لو ربطنا معالمها الضبابيه بمصيرشعبنا ومستقبله المطوّق بهذه الصراعات  .
من المؤسف أن نقول باننا كلما يؤتى بطارئنا في اي محفل او مناسبه , ينحصر الحديث  في وصفنا و تشبيهنا بصنف قوم إرتضى بما إرتكبه بحق تاريخه ووجوده  من اجل سواد عيون التفاسير الملتويه للنصوص الدينيه  و شماعات فلسفة التعايش السلمي  و مفاهيم التورع والتسامح  الديني  في مجتمعات  لم ترتق ثقافتها او تدنو قليلا مما  يتوخاه الجانحون للسلم  والوئام , فكان للتاريخ ولعنجهية رجالاته المتوحشين  دورهم الإجرامي المتسلسل بحقنا طيلة قرون اصبحنا فيما بعدها لا نمتلك من مقومات القوه البشريه والاقتصاديه لمقاومة  الطامع فينا سوى الطيبه التي يسيل لها اللعاب  وتبرر فرض الوصايات علينا , ليصبح التحدث  حول استقلالية وخصوصية خياراتنا و حقنا في الدفاع عن انفسنا أمر مستهجن  بعد تصفير قضيتنا التي لم تعد  تشكل رقما جاذبا  لانظار واهتمامات صناع القرار الدوليين ,تلكم كانت  احدى المؤثرات التي أنمت في  دواخلنا هواجس  التخوف من كل شئ , لدرجه بات البعض فينا يخجل لا بل يسخر من المتحدثين حول شد الذات بالارض و التضحيه  دفاعا عنها ,هكذا نال الكسل والتقاعس منا  مأخذا جعلنا أعجز من أن نتحسب  لمخاطر دخول مركبتنا  عباب البحر الهائج  الذي  سبق  ونوّهنا عنه كثيرا .
   التشكيات والمظلوميات  لم تعد تفيدنا ما لم يوازيها تحركا حقيقيا يتجسد  في  اطلاق عقول اوليائنا  للتفكير والبحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه , فلو كان امامنا  بصيص أمل  يتحمل التعويل عليه في انقاذ المتبقي , فإن ذلك  لن يتحقق في الدفاع عن الطرح  الاستسلامي المتقوقع  اي كان منبعه , بل من خلال التفكير في تصحيح الزلات ومغادرة الموروثات الباليه , تلكم هي أصدق الخيارات واشرفها  لأوليائنا  (السياسيين والدينيين)  ولنا في نفس الوقت , فقط  في ذلك يمكن للعلماني والديني أن يثبتا سوية ً مصداقية ما يزعمانه كي يتسنى لهما  تأهيل  ذواتهما لخلق الآليه الطارئه و تسخيرها لحماية بقايا هذا الشعب وتحقيق اقصى ما يمكن من عوامل واسباب بقائه على ارضه , نعم انا اقول هكذا يجب أن يفكر أولياؤنا لو كانوا صادقي النوايا فيما يزعمونه تجاه شعبهم , وهم قبل غيرهم  يدركون بانهم  في تصحيح نمط تفكيرهم  يكمن لغز تحقيق شيئا نوعيا  دون الالتفات الى ما سيعكسه ذلك على مؤسساتهم  وكراسيهم   .
لنبدأ  بالرجوع قليلا الى حيث إضطرت احزابنا تبني  تجربة  تشكيل  تجمعهم   كمثال لجانب اساسي من فعاليات شعبنا , عسا ان يستفاد  رجالات ديننا الاجلاء من هذه التجربه رغم بعض عيوبها, اذ كان هناك نقاط  عامه إتفقت عليها الاحزاب نسبيا ً في البدايه وعلى اساسها تم اعلان تجمعهم  بعد  مذبحة كنيسة سيدة النجاة في العام 2010 ,أي أنهم بشكل او بآخر إستجابوا لصيحات الناس فبادروا الى استثمار ما يمكن الاتفاق عليه  من اجل التحاور والتشاور وترك  النقاط  المختلف عليها  لمناسبات اخرى ,ولأننا نتكلم ضمن ظرف قاهرلا بأس لونتجاوز السؤال المكرر  حول مدى موفقية  التجمع في تطويرميكانيكية عمله  وقد مر على تشكيله كذا عام  دون تحريك الامور المختلف عليها  مما يجعل اصداربيانات اللقاءات الشكليه  بمثابة جعجعات والعشا ما زاله  خباز الله وكيــلكم,  الذي يمر به شعبنا  يتطلب التحرك الحثيث  نحو تقوية ركائز العمل من اجل بناء كيان سياسي  ذي شخصيه  مغريه  تجذب المؤسسه الكنسيه  وتحثها  على الإقتداء بها  ولا اقول تفرض عليها  اجنداتها بل تعمل المستحيل من اجل تشكيل خلية نحل تعمل   بما يتناسب  وحجم التحديات الحاليه  وقد لا نعلم ما يخفيه لنا الغد على ضوء مأساة دراماتيكيه  حصلت  لم نتحسب لها كما كان يجب,  حصلت في غضون ما يزيد على العامين والنصف, إنكشفت  من خلالها الكثير من حقائق الساعين شرا بحق شعبنا وبلداته , والتي تسببت في أغتصاب بلداتنا وتدمير بناها العمرانيه والتحتيه , وها نحن اليوم  نقف مشدوهين امام الخراب الذي خلفه الدواعش , وهل يكفي لنا ان نقف مندهشين؟  أم هناك الكثير بانتظارنا  لاعادة النازحين الى امكانهم معززين مكرّمين  والمطالبه بتوفير الحمايه الدوليه  لمنع تكرار ما حصل , ذلك يستدعي اتخاذ  مواقف  جريئه  كجرأة الذين تبنوا  مشروع تطوع فصائل ابناء شعبنا المسلحه  ومشاركتهم  الفعليه في تحرير البلدات ثم مسك الارض  بعد أن كنا محرومين  بشكل متقصد من حق الدفاع عن انفسنا ابان وقبل احتلال الدواعش .
 من دون مواربه او لف ودوران, نقول اضافة الى العمل المشرف الذي تقوم به فصائل ابناء شعبنا كل حسب قدراته السياسيه والعسكريه ,  هناك  طروحات  ومبادرات هي الاخرى  تستحق الدعم و الاشاده بها لأن البناء عليها  هو الأسلم والاصح حاليا من قبيل  المناشده بضرورة تشكيل هيئه سياسيه ودينيه تتوحد على هدف  إنقاذ ومساعدة ابناء شعبنا , تلك دعوة مباركه لا غبار عليها  بل من الاولويات المطلوبه لمعالجة الوضع السقيم الذي يمر به شعبنا ,فلو توافرت لدى رجال ديننا الرغبه الحقيقيه  لخدمة شعبهم  كمسيحيين  دون اعتبارات للمذهب  ولاية موانع شكليه أخرى, عليهم اولا كبدايه ان ينتهجوا  القليل مما إنتهجته  احزابنا وتنظيماتنا حين اعلنت تشكيل التجمع رغم الاختلافات التي ما زالت تكتنف اعماله  , أي بودنا ان نشهد أولا  تشكيل مجلس كنائس عراقي منه وعلى اساسه تنطلق  فكرة تشكيل الهيئه السياسيه الدينيه الموحده , هذا ما يتطلبه الوضع القائم اليوم  من كل مخلص  وورع حريص على شعبه, ومن اجل إنجاح هذا المشروع  على الجميع   ان يتقبلوا فكرة التنازلقليلا  من اجل الشعب  وتلك بالتأكيد لها في السماء حسنات  تفوق ما تاتي به الصلوات والدعوات.
المهم الذي نود ان نختتم به كلامنا  هو ضرورة استثمار  الاستحقاقات  في مواجهة  المتوقع  حصوله في سهل نينوى بعد تحريره  فهو لا يبعث الطمأنينه  , إذ تكتنفه  بوادر  تعقيدات  ومنازعات مطلوب من أوليائنا  بلورة موقف  جماعي  شجاع  لمواجهة  الظهور المفضوح  لظاهرة تعدد الجهات الطامعه في  قرانا وبلداتنا , ما بين اسلامويه مذهبيه وقوميه  واقليميه  شغلها الشاغل توسيع رقع نفوذها  على حساب اماكن وجود شعبنا تاريخيا.
الوطن والشعب من وراء القصد

 

135
معكم  بقلوبنا واقلامنا في ميادين...... السلام  والتحرير والإعمار

شوكت توسا
   رغم  الظروف القاهره التي يمر بها العراق وشعبه منذ سقوط نظام صدام  في 2003  ولحد  كتابة هذه السطور, حظيت بلدة  القوش بعزم وجهود أبنائها  ومن جيوب أخيارها  بإنجازات عجزت لا بل إمتنعت الأنظمه الاستبداديه والحكومات الفاشله عن تقديم ما يستحق الذكر ,وها هي اليوم تحظى ألقوش مرة أخرى بإنجاز ٍ مفرح ومشرّف لكل من يؤمن بأن  للحرية والإنعتاق ثمن مكتوب على جباه المغبونين والمضطهدين من عشاق الحياة  الكريمة دفعه , فقد تم  في الرابع  من تشرين الثاني 2016  إفتتاح صرح ميدان السلام  بمبادره تبناها مشكورا أحد أبناءها الغيارى الاستاذ جميل شعيوكا.
 بهذا الصرح الجميل تكتمل معالم بانوراما ثلاثيه   كانت أولى حلقاتها الجنوبيه  في بناء متنزه ونصب تمثال القائد الشيوعي توما توماس ,  ثم تبعها بناء صرح بناية  جمعية القوش الثقافيه في الجهه الشرقيه ,واليوم جاء تشييد ميدان السلام ليربط الصرحين بشاخص رمزي يحكي لنا و للأجيال عن أسفار ملاحم وقصص عــِشق ابناء هذه البلدة للحرية, أسفار كـُتبت أسطرها بدماء  شهداء ومناضلي ابناء هذه البلده التاريخيه .
  الجميل في مبادرة الاستاذ جميل شعيوكا ,هو إكتمال ألق هذه البانوراما الثلاثيه بصرح ميدان السلام  في وقت  تمر المنطقة  في ظروف عصيبه قلما تهتم فيها الشعوب المنكوبة او تدعهم  أن يبنوا ويتحدوا في مثل هكذا ظروف, إلا اللهم في بلدة كألقوش حيث بالتحام عزيمة الغيارى بحب الحرية والتحدي تحقق لهم قليلا من الكثير الذي نتمناه, فمبروك لألقوش  إكتمال هذا الصرح الثلاثي  وكل الشكر والتقدير للمساهمين في مراحل إنجازه . 
لست أدري إن كانت محض مصادفه أن يتزامن إكتمال هذه البانوراما مع نشوة  ابناء شعبنا في تحرير بلداتنا المغتصبه وبمشاركة مسلحه فعليه من قبل شبابنا الغيارى , فمع اكتمال هذه البانوراما  بدأت معالم التهيؤ لعودة أهلنا النازحين الى أماكن سكناهم بعد تهجير قسري دام اكثر من عامين, وكلنا أمل بان تتكاتف الجهود من اجل تحقيق العوده الكريمه .
  العوده الكريمه التي طالما تمنيناها لابناء شعبنا بعد طول عذاباتهم وشقائهم,لن يكون تحقيقها  بالشعارات والأعلام  والتنافسات الحزبيه ولا في التنافسات  المذهبيه الكنسيه,إنما بالعمل والمثابره النزيهه , وتلك بالتأكيد  لها متطلباتها  التي تبدأ بقليل من نكران الذات والمزيد من اعطاء الانسان قيمته  التي يستحقهابغض النظر عن انتماءاته ومسمياته ,  فبتوحيد الكلمه تحت شعار الإعمار ثم الإعمار سيكون بمقدور أوليائنا  خلق  آليات و ورشات عمل  لتنظيم حملات  شعبيه جماعيه متكاتفه ومثمره ,لذا ليس بوسعنا ازاء  أحدث لقاءات ممثلي احزابنا  وبحضور رجال ديننا , سوى ان نبارك لشعبنا  هذه النقله  التي  نتمنى ان يكون مبعثها والدافع اليها  هو عقد أولياؤنا العزم الجاد على فتح صفحة عمل جديده  احتراما لشعبنا وتقييما عقلانيا  للواقع الذي استجد  منذ إغتصاب بلداتنا ثم تحريرها بمشاركة فصائل شبابيه  مسلحه من ابناء شعبنا  و الآن إلتزاما بتقديم ما يمكن تقديمه لابناء بلداتنا المنكوبه, فالأمر يحتاج الى تغيير في طرائق تفكيرنا وتعاملنا مع هذا الواقع وما سيؤتى لنا به  فيما بعد .
إن الدمار والخراب الذي خلفته الآله الداعشيه في البلدات والقرى الكلدواشوريه السريانيه المسيحيه , لهو من الهول والضخامه التي تستدعي الجميع الى الصحوة الحقيقيه  والوقفه المبدئيه التي من دونها سيضطر كل منا  الى الطرق على ابواب الغرباءطلبا العون والرحمه ,  لذا رجاؤنا  من اوليائنا في هكذا ظرف قاهر , عدم إيلاء الاهمية  لتحديد التسميه القوميه او حتى الدينية  بحيث تتصدر الخطابات والتصريحات, بل وضعها جانبا اذا اقتضى الامر ذلك, خاصة حينما يكون  فيها ما يعكر الأجواء ويحرم أهالي قرانا من  استثمار اقصى الجهود في تقديم الخدمات لهم , دعونا نقرأ في تصريحاتكم  وبياناتكم  أولويات الرؤى والافكار التي تمهد للسبل الناجعه في مساعدة أهلنا وناسنا المشردين  لان حالهم لم يعد يطاق  ,  نتمنى عليكم يا أولياءنا  ان تجلسوا  وتتباحثوا حول كيفية  تقديم الخدمات وتوفير الأمن والأمان  لاهالي بلداتنا المنكوبه في سهل نينوى وهي معروفه وواضحه  لا يتجاوز تعدادها عدد اصابع اليدين ولا تحتاج الى تحديد انتسابها القومي او المذهبي ,المطلوب اليوم  من ممثلينا ومثقفينا ورجال ديننا أن ينتصروا على انفسهم من اجل نصرة أهلنا  , فليضع الجميع خلافاتهم  واختلافاتهم  جانبا مهما كانت اشكالها  واسبابها وليكن هدفنا الوحيد  في هذه الايام هو كيف يتسنى لنا مساعدة الناس للعوده  الى قراهم  مكرمين معززين ومتلاحمين, وكم لجنه نحتاج الى تشكيلها لتبني إنجاز وتحقيق هذه المهمه المقدسه   .
يكفينا ان نقول وبكل أسف والم  بأن الفاس قد وقع بالراس بعد أن  لــُدغنا من عين الجحر مرات ومرات , يكفينا القول بان  الآخرين لم يكتفوا  في استغلال وطنيتنا و طيبتنا وتسامحنا , بل راحوايغرسون بيننا كل ما يزيد من فرقتنا وتشرذمنا لخلق التبريرات والحجج لتجريدنا من حق الدفاع عن انفسنا واراضينا ثم  فرض وصاياتها علينا  وعلى  حرية أختيارنا للعيش احرارا في وطننا التاريخي , وإلا ما حصل لنا  الذي حصل.
ختاما , تمنياتنا بالموفقيه  لشبابنا المسلحين في كافة الفصائل  المشاركه في تحرير وحماية بلداتنا وقرانا , آملين  أن نراهم  حاملين في يد بندقية الدفاع  ليلا ,وفي النهاريشاركون اهاليهم  في ازالة آثار العدوان الداعشي, ولأوليائنا ومثقفينا نقول , مصير الشعب أمانة بأعناقكم .
الوطن والشعب من وراء القصد 

   

136
   
مــَن ْ سيقتص من  هادري  دم الشهيد البصراوي نزار ألياس  القس  بطرس؟

 شوكت توسا
 هكذا تباعا تتعرّى حقيقة و نوايا الطائفيين المخبـّأه  تحت أغطية رؤوسهم الملّونه ,ليزاح  في نفس الوقت اللثام عن خيوط ما وراء لعبة تحريم الخمر والعرق , فهي في حقيقتها أبعد وأعمق من  أن نختزلها بمنع  شرب الخمر وشعبنا بكل أطيافه يعيش لحظات بهجة ما يحققه شبابه  البواسل من إنتصارات  ضد براثن التطرف الديني الداعشي , بينما البعض يتهيأ لبسط  أدوات تنفيذ مشروعه  ما بعد داعش السلفيه , مما يدل على أن ظاهرة الداعشيه  لا تقتصر على الوسط السني كما يشاع  ,بل لها حظوظا وحواضن  مماثله  ان لم نقل  أوفر في عقليات البعض  من معممي الشيعه ومقلديهم  ومن الرافعين  رايات محاربة التطرف الداعشي انفسهم  ,إذ أن كلاهما  مكلّف  وطاله التحفيز  لخوض تسابق اقتتالي  من اجل فرض واقع  مذهبي  يمهد لحكم طائفه دون أخرى بدماء الناس ثمنا لها .
 ولكي يـُسبَغ  على دناءة هكذا مشاريع  هالة من الشرعيه , يعلن أزلامهم وجوب الإقتصاص بالقتل  بحق  المعترض على  قانون الفقيه الشيعي  الذي  يمنع الخمر مثلا بنفس طريقة إفتاء الداعشي السلفي  بقطع راس الرافض لقوانينه وسبي وإغتصاب  الصبيات  ,لم يكن السهم المسموم الذي أطلقه  القاضي محمود الحسن  أول الغيث  ولن يكون الاخير ما دام في برلماننا العراقي طائفيون بصّامون  بالعشرة على تمرير قوانين  تفتح  أبواب  تحليل  القتل وتفجير المحلات  كما فعلوا بالأمس  و عادوا اليوم فإغتالوا المواطن البصراوي  نزار الياس القس , وفجروا محل مواطن  آخر في بغداد ,  رسالة شر  واضحه منهم   تلاها القاضي   بعد  ان عززتها  ايادي  البرلمانيين المؤيده  لها  ثم تبعتها تهديدات البرلماني المعمم علي العلاق بمقاضاة النواب الثلاثه  ( فائق الشيخ علي وجوزيف صليوه ومشعان الجبوري ) بتهمة معارضة قانونهم  وفضح دوافعه  ,و السيد المعمم  علي  العلاق يتغافل  بانه و زميله القاضي محمود الحسن هم السبب المباشر  في اراقة دم الشهيد البصراوي  نزار الياس   .
 ان سبب اعتراضنا على هذه الظاهره  المخيفه  ليس بتلك البساطه والمزاجيه  التي يتوهم البعض  متصورا ً بان سبب نقدنا لها  هو منع الناس من شرب العرق  والسكرلحد الثمالة او بإعتدال ,كي نأتي و نختزل  جوهر المشكله في القسم الظاهر والشكلي منها  , ان الذي اقدم عليه  مروجو هذا القانون المجحف هو بداية فعليه غير حميده سبق وسوق مثلها  لجس النبض , وعندما أحس ولاة الفقه  بان خصمهم  الطائفي في حالة تقهقر يولي أدباره , سارعوا بالشروع الجاد هذه المره الى اثارة الحمله التي لو تم السكوت عليها فان المخفي والقادم منها  لن تختلف تعاسته ومأساته  عما افتى به وارتكبه  الدواعش المتقهقرين , ثم مالذي سيمنع مقلدي العمامات  غدا او بعده من إصدار ما يحرم  تداول بيع  شاي الوزة  وسيلان او طبخه  ويسمح  لشاي سخت ايران فقط, او أن يصدر القاضي  محمود الحسن  فتوى  بمنع  فتح الاسواق والمحلات في اوقات الصلاة والخطب في الحسينيات  , وهل غريب على الفقيه إصدار فتوى بمنع ارتداء الفتيات الجامعيات  البنطلون  ؟ ليس هنالك  ما يمنعهم  من ذلك  ما دام في برلماننا  من صنف العقليات  التي تبصم بالعشره  على تقييد الحريات بينما يطمطمون  على جريمة قتل المواطن البصراوي المسيحي  وتفجير محل تجاري في بغداد , كما فعل  المعمم علي العلاق  مهددا البرلمانيين المعارضين لقانونهم, و لو سألنا السيد العلاق  او زميله الحسن, ماذا لو كان قتل المواطن المسيحي داخل محله التجاري  قد تم على يد السلفيين  في محافظة الانبار مثلا  ؟ هل كنتم  سكتّم  كما انتم الآن ساكتون ؟  من المؤسف ان يكون لمثل هذه الأصوات الطائفيه  مؤيديها واصداءها المقرفه  في البرلمان  وفي صفوف بعض الاوساط الشعبيه.
  لم ينتظر المعممون   من مؤيدي هذا المشروع   ومعهم مقلديهم  قليلا  لحين إكتساب  قانونهم السيئ  الصفة القانونيه القطعيه , فسارعت  ميليشيات احزابهم   الطائفيه  ومافياتها  التي ينتمي اليها  ويسترجل بقوتها القاضي محمود الحسن و زميله علي العلاق  , الى تفجير محل بيع مشروبات في بغداد  بعد ان أرتكبوا  جريمة قتل  المواطن البصراوي  الآمن  نزار الياس  لانه يمتلك اسواق و محل بيع المشروبات , أليس هذه بمثابة رسالة قتل  متعمد  مدعومه فقهيا  لكل من ينادي بالدوله العلمانيه  ولكل من  يتجرأ  منافسة مافيات هذه الاحزاب  الدينيه التي تستخدم صفتها الدينيه للاستحواذ على المال   . 
ان هذه الامورالمخجله مجتمعة  تكشف لنا  مدى الشر  الذي تضمره خيوط اللعبه  واطرافها المتصارعه   لمستقبل العراق  ,كل ما نخشاه  كعراقيين,  أن تكون نهاية مسلسل  اقامة الخلافه الداعشيه  هي  بداية مسلسل  فرض ولاية الفقيه , بمعنى  أن كل  الدماء التي سفكها ابناء العراق  كانت من اجل استبدال  صخام  اسود بصخام  اخر أخضر .
أما بخصوص ما قالته  السيده  البرلمانيه ميسون الدملوجي عندما انتقدت خطاب السيد محمود الحسن , وهي مشكورة على ذلك لكنها  فاتها  ان  تضيف على  نقاطها السته  نقطة سابعه مهمه جدا  توضح فيها بأن بيان  القاضي  الحسن  كان سببا  ودعوة علنيه  الى  ارتكاب جريمتين  في البصره وبغداد ....حيث تقول في  معرض انتقادها للقاضي البرلماني  محمود الحسن  :
انتقادي الاول انه لم يحترم حرمة شهر محرم، ودفع الناس دفعاً للدفاع عن الملاهي والخمور خلال هذا الشهر الحرام بعد أن كان شهر محرم محصناً روحياً واجتماعياً ولم يجرؤ احد يوماً عن تحدي هيبته أو انتهاك حرمته.
انتقادي الثاني انه حول مجلس النواب الى موضع سخرية. وبدلاً من إجراء إصلاحات حقيقية للحد من الفساد الإداري والمالي، وتوفير فرص عمل، جر الحسن وغيره المجلس الى موقف لا يحسد عليه بين جمهور ينتظر منه كل شيء الا هذه المادة العرجاء في قانون لن يمر بكل الأحوال. وللعلم، أنا أقف بقوة مع تنظيم بيع الخمور ووضع رقابة وضوابط صارمة عليها.
الانتقاد الثالث انه حول أنظار الناس عن الاقتتال في الموصل، وانتصارات قواتنا البطلة، ورسم لنفسه صورة هزلية من بطولة فارغة من خلال مادة أضيفت للقانون خلسة، ولم تكن موجودة في أصل القانون. وأنا أشكك علناً بالأغلبية التي زعم رئيس مجلس النواب انها صوتت على المادة، علماً ان المادة مررت دون أن يتم احتساب الأصوات.
والانتقاد الرابع ان إقحام هذه المادة على القانون أضرت بالاقتصاد العراقي، وبدلاً من ان تجبي الدولة ضريبة على المواد المستوردة، فتحت المادة باباً للتهريب، والسوق السوداء، والاتجار بالمخدرات.
والانتقاد الخامس يبدو ان الحسن لا يفهم طبيعة المجتمع العراقي الذي لن يقبل ابداً ان يفرض الدين عليه فرضاً، بل يتمسك العراقيون بمعتقداتهم بإرادتهم الحرة.
والانتقاد السادس ان الحسن انتهك عدداً من مواد الدستور، ومنها حرية العقيدة، ومنع الإكراه، بالإضافة الى اليمين الدستورية التي أداها كل النواب ومنهم الحسن، على صيانة الحريات العامة والخاصة، الا انه من الواضح لا يعرف معنى هذا القسم.
هذه انتقادات ستة لدور الحسن ومعه رئيس مجلس النواب في تشريع هذه الفقرة المخالفة للدستور، وليذهب محمود الحسن الى ما يشاء من محاكم. وأنا أعرف يقيناً ان الحسن ومن مثله لن يلجأوا للمحاكم، وانما يسلطون علي وعلى غيري من الأحرار حملة تسقيط جبانة وتشويه سمعة لا أول لها ولا آخر، وبأسماء وهمية.
ميسون الدملوجي
24 تشرين الاول 2016

  يبقى أمل العراقيين  الشرفاء  والمحبين لوطنهم  معقودا على البرلمانيين الوطنيين , خاصة  وشعبنا يخوض حربا مصيريه  ضد الدواعش,عليهم  ان يقفوا وقفة عراقيه متحرره  من  تاثيرات العوامل الدينيه المذهبيه والقوميه العراقيه في مواجهة  الذين يستغلون انتصارات العراقيين ضد داعش ليجيروها  لأنفسهم  ولتمرير ما تمليه  عليهم مخططات بلدان الجوار وأطماعهم .
الوطن والشعب من وراء القصد

137
السيد محمود الحسن  يهدد  ويتوعد  معارضي  قانون بيع الخمور بالقصاص


شوكت توسا
من  غرائب  ونكايات  ديمقراطية  مقلدي العمامات  في العراق , فتواتهم  الكيديه  و فوضوية تشبث مطلقيها  بعورات الدستور العراقي وتناقضاته ,خاصة من قبل  أؤلئك الذين يحسبون  أنفسهم  من ضحايا جرائم جرذان الدواعش ونظام صدام  , ليثبتوا  لنا بأن عشقهم لحياة التخلف  لم يدعهم يرعووا قليلا من مصير الجلاد  الذي رحل و لا من جرائم الدواعش , لا بل اصبح  ديدنهم  تقليد جلاديهم  في اطلاق  الخطابات والفتوات المضحكه الباليه .
   العجيب المخيب في الأمر , هو ان من ضمن الذين يستقتلون  على تمرير هذا القانون هو السيد محمود الحسن , وهو برلماني  وقاضي سبق وشارك  في محاكمة  الديكتاتور صدام , لكنه يتقمص اليوم  دور الآمر والناهي  بحق حرية الشعب  تحت يافطة نصرة الفقراء والمظلومين وحامي حمى حقوق العراقيين  التي انتهكها  الدواعش الجرذان وما قبلهم , منصبا ً نفسه زورا ً مدافعا أوحدا ً عن الله و عن شريعة الدين  ما بعد داعش, والأكثر نكاية و اشمئزازا  في هذه الطرفه الداعشيه , أن يكون  في اروقة البرلمان اصواتا مؤيده ومصفقه لفتوة منع بيع وشرب الخموربحجة تقديس الله وحماية عابديه, يا لهم من اتقياء صوفيين  إمتلأت بطونهم وحسابات بنوكهم  بأموال السحت الحرام  ومن قوت الشعب  .
يا قاضينا ومفتينا  وعضو برلماننا محمود الحسن المحترم :
 هل فاتك أو أن ولعك في تقليد  الجلاد  قد أنساك بان تهديدك لمعارضي  قانون منع الخمور ووعيدهم  بالإقتصاص منهم   يضعك  قانونيا  تحت طائلة الماده  4 ارهاب , بتهمة ارهاب العراقيين  عن سبق اصرار, أم قد  فاتك  بان  ما  تقوله  او ستفعله  مقتصا من معارضي قانونكم  هو عين ما  كان يفعله  الجلاد  الاوحد في السابق  وما يمارسه الدواعش بحق العراقيين  اليوم !! عن اي ديمقراطيه  وكياسه  تتكلم  يا قاضينا  وحال فمك يتقيأ  كلمات  التهديد والوعيد  بالعقاب والقصاص  لكل من يعترض على قانونك المجحف  بحق العراقيين , من أين جئتم لنا بهذه الجنجلوتيات  التي  أظهرتكم  كالخطيب  الذي لم يتعض ولم يتعلم شيئا من جلاده و لا من جرائم الدواعش  سوى سلوكياتهم  الشاذه وعنجهيتهم اللإنسانيه   ؟
أنا العراقي البسيط  سأعارضك  , وسارفض اسلوبك التهديدي , وسأعارض قانونك المتخلف  لانه تخريبي  ومجحف  بحق شرائح واسعه من العراقيين  المنكوبين جراء سياساتكم , والايام ستكشف  بالأدله , بأن وراء قانونكم هذا قصص وحكايات من الفساد ,  حيث عدا كونه يناقض ابسط هوامش الديمقراطيات والحريات المنصوص عليها في الدستور ,  فهولا علاقة له بصيانة قدسيات  الشرع ولا بحماية الفقراء  والمتعبدين  كما تدعّون ,إنما وراءه صفقات مافيويه غايتها كسب المال و العبث بمقدرات الشعب وإقتصاد البلد , ذلك ما تؤكده  العديد من المصادر  ومن ضمنها تصريحات اعضاء برلمانيين  تجزم بأن الهدف من اصدار هذا القانون  ليس سوى ضمان سوق تصريف منتوج نبتة الخشخاش  التي يشرف على زرعها في جنوب العراق مسؤولون  في الاحزاب الدينيه   وهم أنفسهم يمتلكون  ويديرون صالات القمار والملاهي والبارات  التي تدر عليهم أموالا طائله , ناهيك عما يقال بان لهم  علاقات بمافيات  خارجيه مختصه بتهريب الحشيش والمخدرات .
   على  كل عراقي محب لشعبه  بمختلف مكوناته  ان يعارض  ويرفض هذا القانون ويلوم  ويحاسب كل من يؤيد اقرار قانون فاشل ومتخلف كهذا , وأملنا  بغالبية  المسلمين الوطنين  ان يرفضوه  لانه دليل عدم التحضر   ومن يسعى الى تمريره  او تطبيقه  فهو اكثر تخلفا من الذي صاغه في هذا الوقت الحرج  و بهذا الشكل  القامع والمنافي لحرية الانسان العراقي تحت شماعات  التدين والشريعه وحماية الفقراء والمساكين زورا .
ولأن جنابكم قاضي , فأنتم  الأعرف من غيركم  بما يترتب قانونيا على التهديد والوعيد  اللفظي من قبيل الذي  قمتم باطلاقه  , لذا  نطالب المحاكم العراقيه الوطنيه  وإدعاءها العام  بمقاضاتكم  إحتراما لحرية  وكرامة الانسان العراقي  والتزاما بنصوص الدستور .
الوطن والشعب من وراء القصــــــــد

138
غبطة البطريرك ساكو المحترم, لماذا لا نسمي الاشياء بمسمياتها , أليس  الأجدر بنا ان نبارك فصائل مقاتلي ابناء شعبنا  قبل غيرهم ؟


شوكت توسا


في 18 شباط 2015 , كنا قد كتبنا  مقالا تحت عنوان  (( المطران مار يوحنا موشي : فخر لنا  أن نرى أبناءنا  قد نبتت فيهم روح المبادره  وتقديم النفس من اجل أرضه )) . على اثر  زيارة نيافته   لمعسكر تدريب  وحدات حماية سهل نينوى 


 وقد أكد نيافته خلال زيارته للمعسكر مخاطبا المقاتلين قائلا: "همنا أن تكونون أنتم الحماة والمحافظين على أرضكم وقراكم وأعراضكم، لأنها أرض آباؤكم من قبل المسيحية وإلى اليوم، ولم تغتصب من أحد".واضاف المطران مار يوحنا: "يعتبر الكثيرين بأن ما تفعلونه خطر ومخيف" مؤكدا "وجودكم إذا عبر عن شيء، فهو يعبر عن إيمانكم وإصراركم على البقاء في أرضكم"، كما اثنى على جهود جميع الموجودين. وتابع: تدريب الجندي هو شيء أساسي لجعل إمكانية ردعه للعدو وحماية أرضه وشعبه ممكنة، ليعيشوا بأمان واستقرار.واختتم زيارته داعيا: بارك الله فيكم، ونطلب من الله أن تدومون موحدين شعب واحد، من أجل الحماية والوصول إلى الهدف الواحد. هذا ورافق سيادته خلال الزيارة الأبوين فارس تمس ومجيد عطالله بحضور العميد بهنام عبوش والعقيد جواد حبيب، وكلدو رمزي عضو لجنة الجهد العسكري للوحدات وعدد من ضباط الوحدة التدريبية". 
هذا ما قاله نيافة المطران يوحنا موشي .
عندما كتبت تلك المقالة في شباط 2015, لم يخطر ببالي ان أتساءل الى أية كنيسه ينتمي مطراننا الموقر , ولم تهمني معرفة  أسم البلده التي ولد فيها او اسم العشيره التي ينتمي اليها , اذ كلها محط احترامنا اعتزازنا  ,كل الذي همــّني هو تجسيده  الايماني الراقي لأنتمائه الحقيقي الى شعبه  ومعرفته للأسباب التي أدت الى وقوع النكبه في بلداتنا وقرانا,  لذا  تكلم  بوضوح  نتيجة إدراكه الجيد للمستلزمات والمستوجبات  الواجب اتخاذها مستقبلا  من اجل ضمان بقاء شعبه حرا  على ارضه  وفرض  وجوده  وحقوقه  بالتساوي مع غيره.
اليوم وبمناسبة عمليات تحرير نينوى , اصدر غبطة البطريرك ساكو مشكورا بيانا جاء في مقدمته: ((اننا نوجه تحية افتخار الى جميع قواتنا الباسلة المشتركة في تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى من الجيش والشرطة الاتحادية والبيشمركة والحشد الشعبي والوطني وقوات التحالف، اننا نؤكد وقوفنا معهم في هذه المهمة النبيلة والصعبة بصلاتنا ليحميهم الرب القدير ويحفظهم)).  انتهى الاقتباس.
 إن المنطق والإنصاف من وجهة نظري , يقولان  :كان الأجدر بالذي حرر بيان البطريركيه   إما  الاكتفاء بذكر  عبارة " جميع قواتنا العراقيه  الباسله المشتركه  في تحرير الموصل   وبلدات سهل نينوى " ,  أو  ذكر  فصائل ابناء شعبنا المشاركه  بأسمائها المعروفه   وفي مقدمة البيان  , نعم  لمباركة جهودهم في مقدمة البيان ثم يذكر بعدها  اسماء بقية القوات . لسبب بسيط, وهو ان بلداتنا حينما تم تسليمها للدواعش  لم يكن مسموح لابناء شعبنا  ممارسة اي دور دفاعي عن اراضيهم وممتلكاتهم , فأصبحنا  الضحيه رقم واحد  لما إقترفته  بقية القوات من الجيش والبيشمركه من أخطاء بحقنا  سواء كان لها ما يبررها  او فيها ما يبعث الشكوك والريبه.
 وغبطة بطريركنا  اول العارفين  حسب اعتقادي  , بأن كل التجارب والوقائع  التي لا مجال هنا للخوض في تفاصيلها , أثبتت  بما لا يقبل الشك بأن  خطاب  التصفيق  للأخر والتمجيد به على اعتباره سلطه وحكومه يتوجب إطاعته  دائما  من دون  اعطاء القيمه الحقيقيه لذاتنا , هو الذي  أدى  الى استصغارنا ونكباتنا ثم ضياعنا ,  المنطق يقتضي علينا من الآن فصاعدا  ان  نتسلح  أولا ً بثقافة  مساندة بعضنا  البعض  داخل بيتنا  , ثم ستكون لكلمة الاحترام  المتوازنه  التي سنقولها بحق الأخر وزنها وتأثيرها على إحترام وجودنا  وتلبية حقوقنا بالتساوي , دون ذلك فنحن  حتى بدون الدواعش وحتى في ديمقراطيتهم المزعومه  سوف لن يكون  موقفنا وحالنا  في مأمن.
الوطن والشعب من وراء القصد

139
بعد نصف قرن من الغربة .. ابو جوزيف يتوسّد صدر مُرضتعه ويتدّثر تراب مولده




شوكت توســا

"تمر علينا هذه الايام  الذكرى ال 20 لرحيل المناضل الشيوعي توما توماس(ابو جوزيف) ,  حيث في رحيله يوم 16 تشرين الأول  1996 , أضيفت الى سفر شعبنا ذكرى مؤلمه  أخرى خسرنا فيها  شخصيه  كاريزميه   نحن بأمس الحاجة اليها في هذا الظرف القاسي .
 إحتراما لنضالاته ولمواقفه المشرفه  ولذكرى رحيله , نعيد نشر مقالتنا التي كـُتبت في تشرين  الاول من عام 2010" .

                         
إنه مشوار نصف قرن أو ما يزيد من النضال المتواصل, إنها رحلة عقود طويله بعناقيد مثقله بالظلم والقهر والتشرد , فقد خلالها فلذة كبده منير ورفيقة دربه ألماس, وفرهدت السلطات الغاشمة ممتلكاته, وتشردت كامل عائلته, ولكن رغم هذا كله, لم يحنِ توما توماس قامته  العراقيه الشيوعيه الشامخه لأي من هذه النوائب التي تهز الجبال العاليه , ولم تنل منه مغريات الحياة الفانيه اي منال , ظل حتى آخر لحظه من حياته التي ودعها في سوريا وفيا لقضية شعب يسومه الحاكم الظالم كل انواع الضيم, ومن قامشلي كان قد نقل جثمانه الى مقبرة  دهوك, ظل هناك ينتظر بالصبر الذي عرف عنه حتى نقل الى القوش التي وهبها ما لم يهبها إنسان قبله, ليعود الى الصدر الذي رضع منه أولا, وليتوسد تراب مولده في رقدته الأبديه الى جانب رفيقة عمره وشريكة عواديه التي رغم إشتداد النوائب ابت إلا ان تكون توأمه دائما.
إذن إجتمع الخالد الذكربرفيقته وحبيبته أم أولاده ليكون اللقاء الابدي رمزا للحب المتجدد والتضحية والفداء, إجتمعا تحت شاخصة قبر لابد أن تشكل في ضمير الانسان العراقي عموما والألقوشي خصوصا وعلى مدى الدهر, مثابة محطة تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها: العزيمة والثبات.
حين نريد التحدث بحياديه وتجرد عن رجل بقامة وفكر توما توماس, فأنا ارى من الظلم أن ننسب تاريخ نضال الرجل و نختزله بجرة قلم غير مسؤوله وغير واعيه بطائفه  او كتله بشريه قوميه, وإن فعلنا ذلك على طريقة النافخين في قربة مثقوبه من خلف البحار البعيده, طريقة من بدلوا الوان جلودهم مرات ومرات كما الحرباء , فإننا لابد سوف نجني على تاريخ مناضل بطل ورسالته التي تعني وطنا وشعبا برمته, على هذا الأساس  لم يتردد في دعم ونضال الحركه الكرديه , كما لم يألو جهدا في دعم  ومساندة مؤسسي الحركة الديمقراطيه الأشوريه في بدايات الثمانينات  , إذن رسالته هي  أشمل وأوسع  واقدس من رسالة راهب متنسك عزل حياته من اجل قضية تنحصر بين اربعة جدران عاليه رطبه في دير عتيق.
 
 
إن الرجل توما توماس لا يليقه مطلقا أن ننسب نضاله سوى الى ما يستحقه, فالرجل حمل على كتفيه مدى ما يزيد على نصف قرن من رداءة الزمان, قضية شعب ووطن,هذه القضيه كما نعرف جميعا تتجاوز  سقف القومية والدين  وتتسع مساحتها لتضم كل القوميات العراقيه, فالشعب العراقي يظل رغم كل الدعوات الطائفية والقومية الضيقة, بعضه شريك لبعضه في السراء والضراء.
بقدر إعتزازنا وفخرنا بعودة جثمان طيب الذكر ابو جوزيف الى حضن أمه القوش التي ولدته وارضعته حليب الشهامة والشموخ ,إلا أننا نثق ان اي بقعه على ثرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ليست اقل طهرا ومعزة من الارض التي توسدها, ناهيكم عن ان الفكر(الشيوعي) الذي كان يتبناه الرجل يرفض بالمطلق بدعة النقاء العرقي ويتعامل مع الدين كقضية إيمان فردية محضه تخص صاحبها ليس إلا.
إن توما توماس لم يمارس النضال مجرد هواية كمخاض لعقده نفسيه حاشاه او ترف فكري يستجدي منه تحقيق مكسب شخصي على طريقة من صاروا يتخبطون كما المصاب بحمى الهذيان وسط شوارع المدن التي تستر عريهم الفكري وتخبئ عوراتهم  وراء مسميات وتشكيلات وهميه خلقوها للتلاعب بعواطف البسطاء, إنما  مارس النضال كناموس إنساني إستمد بنوده من أنين المحرومين نتيجة السياسات الظالمه التي مارستها الانظمه المسلطه على رقاب الشعوب بقوة الحديد والنار, ويوم بدل المطبلون والمزمرون لون جلودهم,إزداد إيمان الرجل ضراوة بتمسكه بلون جلده الموبوء بجراحات التشرد ونتوءات الصخور التي تعود ان يتوسدها واصبعه على الزناد دفاعا عن قضايا الشرفاء المضطهدين والمسلوبي الحقوق, ويوم ساوم  المطبلون على شرف انتمائهم القومي والفكري الذي يتشدقون به اليوم , أصر الرجل  على أنه إنسان عراقي كلدواشوري وهب نفسه للعراق كله, وهذا ما تحكيه لنا وثائق مؤتمرات الحزب الوطنيه وعن لسان رفيق دربه دنخا البازي.

لم يكن توما توماس يوما عضوا في منظمه وهميه تضم مجموعة من الجهلة والأميين جعلت لها من صفحات الانترنيت مقرا يدار بفارة الحاسوب,أنما كان قائدا في تنظيم سياسي قدمّ الالاف من أعضائه أرواحهم رخيصة من أجل قضية الفقراء والمسحوقين والوطنيين الشرفاء, إذن لتسكت الأصوات الفاهيه ولترتفع أصوات المنشدين بالمجد الذي يستحقه توما توماس ورفاقه الشهداء الأبطال.

بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم  العائد, وبوركت تلك البلده التي أنجبته إبنا بارا, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات  يتوجب التحسّب والانتباه دائما من خلال  إستذكار مواقف هذا الرجل  الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء ,رحل عنا الرجل بجسده  لكنه عاد  بروحه المبتهجه الى مثواه  بعد ان ترك  لنا إرثا متميزا من عطاء الأشداء المحنكين, ورث ٌ لا يقبل الحكر  ولا التقسيم  البتة ً, ورثٌ أممي ووطني ثم قومي , فيه من الثراء بما لا يقبل التفريط   به بأي شكل من الاشكال , والذي  يصون هذا الورث ويأتمنه,  له الحق ان يتباهى  به  وبأسم صانعه ,شريطة العمل على تحقيق تلك الرساله التي توالى وستتوالى على حملها الأجيال مثلما حملها المرحوم بدمه وعقله وتضحياته.

المجد والخلود للمناضل  توما توماس (ابو جوزيف) .


140
  حنين ُ العودة بنا الى كهنوتيات العصور المظلمه  ظاهرة عاقه لم تعد  تطاق 

شوكت توسا
   ســُميت بالمظلمه  , خلافا لأولئك الواهمين  بأن خلاصهم وفردوسهم  معلّق  بنور الأنواط والأوسمه  التي نالتها المؤسسه الكنسيه  عندما تسلطّت على تفاصيل الحياة كما فعلت  في اوربا العصور الوسطى , يوم كان التعلم والتثقف  حكرا على  رجال الدين و طبقة النبلاء ولم يك نصيب العامة المؤمنين  أفضل من نصيب العبد  الذي تربى على جهل كل الأمور إلا من ثقافة  تأدية ما يريده منه الإقطاعي النبيل  والخشوع الخانع  امام ما  تمليه عليه  سلطة الدين الروحيه ,فتحكمت باقداره ذلة التبعيه وقوة شعوذات الغيبيات الخارقه  التي اعتمدتها  السلطه الدينيه  من اجل فرض نفوذها  للتحكم حتى في خصوصيات وطرق تفكير هذا الإنسان.  كانت  بحق  وحقيقه غـُمـّة ٌ سوداء خيمت قرونا ً طويله فوق سماء اوربا  لم تــُزح   ولم ينبلج النور , الا بمشاعل النخبه  الواعيه التي  أشعلت الظلم مصابيحا ً للأجيال ,فعاد للانسان مقامه  وأعطي للدين حقه  كمجرد قصه شخصيه بين المخلوق وبين ما يؤمن به دون  وسطاء, هكذا استبدلت  القوانين المجحفه  بأخرى معتدله ارضت الناس ثم الخالق .
   بقراءه متأنيه لبعض  تغريدات  بابا الفاتيكان الحالي , يستشف المرء منها فلسفة عابره  لسذاجة الايمان المقولب , والهدف منها استرداد هيبة الانسان المستلبه  وإصلاح العقليه  التي اختزلت  واجباتها الروحيه في ادارة صراع العقائد المتناسله  وتفقيس المذاهب  وتعدد التفاسير  كي يصح على اساسها  ضرب مناوئيهم  بجريرة الهرطقه والالحاد , قد لا يتقبل  العقل المقولب مثل هذه الفلسفه(البروتستانتيه) التي منها انبثقت  فكرة دعم حكم السلطه الزمنيه العلمانيه  بتحريرها من كابوس سلطة البابا اللامحدوده التي تجاوزت مهمة الخادم  لشعبه المؤمن , فبدعم السلطه الزمنيه  انطلقت الشراره  بأتجاه تطبيق  نظرية  فصل الدين ( كسلطه روحيه) عن الدوله ( اي السلطه الزمنيه)  التي  قضّت مضاجع الظالمين  بإسم النبل والدين  لكنها اشفت غليل  سواد المتهمين  جورا بالهرطقه والالحاد ,  فانفتحت أفاقا لحقوق سبق و طمستها  كبسات الناهين  عن المنكر  من اصحاب  الفكرالذي ما زال معشعشا في عقلية  المؤمن الشرقي  وعلى اساسه ينظر الى المنتمي لغير دينه  او مذهبه  كنظرته الى الملحد الذي لم يلحد هو أصلا , لكن رؤيته  لمتطلبات  التعايش البشري  قادته الى مطالبة رجل الدين بعدم استغلال درجته  في تلويث  نقاء  وسكينة  الروحيه  المفترضه في هياكل ومعابد  الصلاة .
  مطالبتنا من رجل الدين بتقنين خطابه الديني , ليس المقصود منها  ترتيش طريقة تدخله  في السياسه  ولا هي اعترافا  بحاجتنا  الى خطابه  في مراحل تحقيق  تحريرنا النوعي من ثقافات وقيود ساهمت مؤسسته الدينيه  في  ترسيخها , والامثله على ذلك لا تعد ولا تحصى  لو خضنا  بتاريخ  ظهور الاديان ودورها في تفريق البشر وتقسيمهم الى ملل ونحل  ثم إقحامهم في حروب  تحت ذريعة الدفاع عن الدين والمذهب .
 ما يخصنا في كل ما ادرجناه أعلاه , هو التعريف عن كثب  بنمط خطاب كبار رجال ديننا المسيحيين  مدى العقد  والنصف المنصرم  في العراق. حيث قلما  (اشدد على كلمة قلما) شهدنا خطابا  دينيا جامعا بنقاء  وفلسفة المسيحيه الحقه إلا وكانت صبغته تاجيج المعتقد المتمذهب  وحشره في الشأن السياسي ( القومي على الأغلب)من منطلق ان من حق رجل الدين قول كلمته  في السياسه كما قال غبطة البطريرك ساكو  .
  من اجل تقريب صورة هذا الدور, سأطرح امثله لتصريحات مسجله  و أخرى مرئيه  لبعض كبار رموزنا الدينيين لا يتحمل وضوحها اي تنعيم او تبرير  حتى في تشبثنا  بردات فعل  الاشخاص المدنيين  مثقفين  وطنيين كانوا  او ساسه قومين علمانيين , لان تقييمنا لخطاب رجل ديني بدرجة اسقف من خلال مقارنته بكلام اي شخص دنيوي  كلام لا يقبله العقل , من الجائز والممكن  ان نعتمد  ما قاله ميكيافيللي   في نقد او تقييم  كلام  سياسي مدني , ولكن نعتمد ماذا لتقييم  كلام ( ما ينلبس عليه ثوب ) صادر عن  رجل دين  بدرجة الاسقفيه التي يمتلكها  توما داؤود مثلا ,نحن حتى حينما نعاتبه او نطالبه  بتقنين  خطابه كونه رجل دين , فذلك  اضعف الايمان ازاء خطورة كلامه التحريضي الذي يكاد يعود بالضرر على امته المسيحيه , كل ما نطق به مطراننا السرياني لم يوحي  الى كونه رجل دين حامل للواء رساله جوهرها المحبه  والايثار, لا بل كان ظهوره بمظهر العاجز والفاقد للحجة واضحا جدا حتى في التوفيق  بين اعتراضه ( السياسي القومي) , وبين رسالة المسيح السمحاء . فجاء كلامه مؤذيا لابناء شعبه المسيحي   .
المصيبة  اننا ازاء حاله هي  ليست الأولى , بل لدينا العديد من قبيل  عشوائيتها وخطورتها  , فعلى سبيل المثال, في حزيران  2005  كتب  غبطة زكا عيواص الأول , بطريرك السريان في العالم , مقالة نشرتها  جريدة النهار اللبنانيه  تحت عنوان " الاسلام والمسيحيه تكامل تاريخي في بناء الحضاره العربيه" , يقول فيها غبطته:( نحن  كشعب عربي واحد, دم العروبة يجري في عروقنا..., لنرفع راية العروبة عاليا) .
 ثم وعلى خطاه , تكرم المطران متي روهم رئيس ابرشية السريان في الجزيره السوريه مقلدا بطريركه  قائلا ((.. السريان عربا ً ينتمون الى قبيلة تغلب العربيه)), يا ترى  كيف يكون الهراء ؟  كلام من نصدق ؟  هل  نصدق كلام الذين اعتبروا السريان عربا ام كلام المطران توما داؤود  الذي اعترض من لندن  واتهم السيد يونادم  كنه  بتهميش الحق القومي للسريان؟.
نعم كارثتنا  تتعاظم عندما يأتينا الخطاب السياسي ملفوفا  بدراعة الدين والمذهب , تلك لعمري ظاهره سيظل الدفـّاع لثمنها هو الشعب الرازخ تحت وطأة  مثل هذه الجنجلوتيات التي يدافع  البعض عنها مع الاسف , ففي عام 2006  على سبيل المثال,  وضمن لقاء لقناة عشتار عام 2006 مع  المرحوم الكاردينال عمانوئيل دللي بطريرك كنيسة الكلدان في العالم , أفتى غبطته  فتوته المشهوره قائلا  :  إن الكلداني  الذي يقول انا اشوري فهو خائن, وإن الاشوري الذي يقول انا كلداني فهو خائن ايضا . لا ادري خائن لمن؟ لمسيحيته ؟ أو َ هل من تبرير انساني او نص انجيلي  لمثل هذه الفتوه ؟  كم بذرة محبه زرعتها فتوة بطريركنا ليس بين المسيحيين  العراقيين, بل بين ابناء  كنيسته الكاثوليكيه الكلدانيه  التي تضم الألاف من الاشوريين ؟
 اما ما شاهدناه وسمعناه  في فيديو  محاضرة المطران سرهد جمو التي وصف فيها  ابناء تلكيف وبقية القرى المجاوره لنينوى  بالبهليين  لو قالوا عن انفسهم بانهم كلدان !! فهي من الغرابة  بحيث  سرعان ما انقلب على فتوته  وأطلق دعوته المسماة بالنهضة القوميه الكلدانيه  التي اتضح  سرها وهدفها .
     ما زلنا وهدفنا من التذكير بهذه الامثله  هو تقديم الادله التي  تبرر دعوتنا الى تقنين  الخطاب الديني  وتنقيته من شوائب السياسه المشوِهه  للمقدسات , لذا ارتأينا في اختتام مقالنا  التعليق قليلا حول حديث غبطة البطريرك ساكو في لقائه على قناة الشرقية  في حزيران 2016 . ادناه رابط اللقاء لمن يود مشاهدته.
https://www.youtube.com/watch?v=HhhWFSE5W6Y
    في هذا اللقاء تشعب الحديث  فتبينت لنا محدودية خبرة غبطته  في حبكة قول كلمته في السياسه , وهو القائل من حق رجل الدين ان يقول كلمته السياسه, لكنه اخفق في تقديمنا ككلدواشوريين سريان بالصوره التي تتطلبها عقيدتنا المسيحيه , بالمناسبه  انا استغرب من اهتمام  قناة الشرقيه السنيه العروبيه  بشأننا الديني المذهبي  وبتسمياتنا القوميه ,مهما يكن, من حق غبطته كما هو حق غيره ان يصف ممثلينا بالفاشلين مضيفا  على ذلك رفضه تشكيل قوات نظاميه خاصة بشعبنا للدفاع عن ارضه وتاريخه  وحتى قيمه الدينيه , من دون ان نسأل غبطته عن مقومات الممثل الناجح في عراق اليوم, فالفشل ليس مقتصرا على ممثلينا , ولكن هل فعلا هناك اشتراطات دينيه  معينه  تحدد شكل وتوقيت الدفاع عن النفس و الارض والدين  في حاله كحالة عراق اليوم؟  ليتنا كنا قد سمعنا او قرأنا بأن غبطته سبق  و قدم  صيغة  حل او مقترحا  عمليا  لانقاذ شعبنا  ومنع وقوع النكبه  التي حلت به, كي نتهم وننتقد الممثل الذي اهمل مقترحه ولم يعمل به, ان الذي حل ّ ببلداتنا وساكنيها سببه غياب الاجهزه والهيئات الدفاعيه الرسميه  مضافا اليها ممانعة الأوصياء لفكرة حماية انفسنا  بأنفسنا لاننا اهل ذمه ضعفاء في نظرهم, فتخلى عنا الاوصياء ( جيشا  واحزابا وبيشمركه) وجرى لنا ما جرى .
 احترامنا لدرجة غبطته  له ما يبرره دون شك , فمثلما سبق و وصفناه بالكاريزمه  بناء على تصريحاته المبكره الداعيه الى التآلف والتوحيد , يحق لنا ايضا الاعتراض  على  حجم الكلمه  التي  يحق لرجل الدين قولها  في السياسه ( غبطته قال ذلك ) بالشكل الذي يربك افكارنا ويخيب آمالنا المبنيه  على الخطاب الديني الجامع ,لم يكن هناك اي انسجام بين  كلمته في السياسه وبين دعواته التوحيديه المبكره , لا بل تناقضت والنزعه الوطنيه التي إعتدنا سماعها من غبطته , لذا ليس غريبا ان يستهجن المرء  تسارع دخول غبطته  بهذا الشكل  في ماراثون التسابق مع مسؤولينا السياسيين وممثلينا في تبني مشاريع ستسحبه عاجلا ام آجلا الى اطلاق  تصريحات  تفتح عليه أبوابا لا تليق  بمقامه , ولأن المعروف عنه  تكرار رفضه  لفكرة التدخل في السياسه,  يا ترى من الذي يحدد سلامة و فائدة هذه الكلمه التي ستقال بالسياسه , وهل هناك ما يمنع تمددها صوب  فرض خطوط العمل في السياسه ,لنفترض تأييدنا لمشيئة غبطته في قول كلمته في السياسه كما تفضل, لكن ألا يتطلب  قولها حنكة ودرايه  لدرء شعبه المسيحي  ورابطته الفتيه  من اي ضرر او خدش, وهل للرابطه  مصلحه او فائده من تكرارالقول وعبر وسائل الاعلام  بان تعداد الاشوريين في العراق لا يتجاوز العشرة الاف؟ او القول بانه لا يوجد اشوريين في سهل نينوى, في حين غبطته  اوضح لمقدم البرنامج  باننا شعب بيثنهريني واحـــــــــــــــــد  مؤكدا ذلك  بشرحه  لكيفية  اكتساب ابناء كنيسة المشرق للتسميات القوميه  وشارحا صعوبة  التأكد من انتساب الكلداني  (جينياً) الى سلالة نبوخذنصر وهكذا انتماء الاشوري الى سلالة  اشور وسنحاريب , اذن علام  اثارة الارقام  وتقسيم المسيحيين على اساس انتسابهم للتسميات القوميه  ؟ هل هكذا تتحقق الألفه  بين المسيحيين ؟ ام  ان في ذلك  دعم معنوي اوسياسي للرابطه الكلدانيه  وهي في بدايتها؟ عذرا , صياغة الكلام بهذا الشكل  لا يعزز الألفه بين ابناء كنيسة المسيح  , بل الفرقه والمشاحنات ستزداد عندما يصف غبطته   فئه من مؤمني مسيحييي الكنيسه العراقيه ( الاشوريين) بالتعصب ويمتدح فئة أخرى( الكلدان)  كونها غير متعصبه وبسبب ثقافتها الواسعه اعتادت الوقوف  مع الجانب الحكومي ولا شان لها بالمسأله القوميه , بصراحه  مثل هذا الكلام  يحتاج  لاكثر من علامة استفهام وتعجب امامه.
  ولأننا نحترم رجال ديننا  جميعا, كونهم يمثلوننا روحيا, ولكي يرحب بهم اينما حلوا ونزلوا , عليهم  تقنين كلامهم بإبعاده عما يربك مؤمنيهم و يغوّش مهمتهم الروحيه.
الوطن والشعب وراء القصد


141
داعـــش تتهاوى و تتبـــدد, مفهومه ونعرفها  مسبقا , نريد معرفة كيف للآمال أن تتجـــدد
 
  شوكت توسا
كنا في ايلول  2014 قد  كتبنا مقالا بعنوان " داعش تتمــدد والآمال تتبــدد...." , أدناه مقتبس من مقدمة المقال :
" مجريات ما قبل حزيران 2014  بأعوام , تدلنا الى دواعي سطوع نجم داعش أبو بكر البغدادي ( الدوله الإسلاميه في العراق وسوريه)  , واحده من خدع السياسه  وابخس مخلفات قاعدة بن لادن التي خف ذكرها إعلاميا بعد ان أدت ما انيط اليها في أكثر من مكان لتحل داعش محلها  في الميديا الغربيه وأكذوبة إنشاء دولة خلافه اسلاميه ,  اذ هي الأخرى سرعان ما سينكشف امرها رغم كثرة التفسيرات والتحليلات حول اصولها وتمويلها واهدافها التي اضاعت على الكثيرين هويتها الحقيقيه , المهم ان هذه المنظمه ترتكب شتى انواع جرائم الرعب دون ان تستثني المسلم من غير المسلم  وكأن دينا جديدا تم برمجة رأس قائده وافراده  في مهمه مركبه (قتاليه وسياسيه برداء مذهبي) لإتمام ما تعثرعلى الطائفيين انجازه من قتل وتهجير ونهب الحلال وغرس الأحقاد والكراهيات بين أبناء الشعب العراقي, في النهايه يصبح خيار العزل والتقسيم فرضا واقعا لا مفر منه " .  انتهى الاقتباس.
 نعم , طيلة عامين  او ما يزيد  لم يدع  جرذان داعش ذميمة ً او فاحشه  الا وتفننوا في ممارستها بإسم الدين وبحد سيف خلافتهم الدموي تحت مرأى ورصد اقمار الامريكان و تهويل اعلامهم  المفزع  لقدرات هذا التنظيم , مما بث الرعب و أشعل  فتيل الكراهيات في نفوس العراقيين , والمتتبع لبداية  سطوع  نجم هذا التنظيم الأغبر ,لابد و طرق سمعه ترويجات الجنرالات الاميركان  بإستحالة القضاء على تنظيم بهذا الجبروت في اقل من خمس سنوات , وهي اقصى فترة تكفي بحسب  تقديراتهم  لحرق ما لم يتسنى حرقه في السنين الخوالي , فسقطت بلدات , أعني تم تسليمها للدواعش بعد تهجير مئات الالوف من سكانها  واغتصاب العذارى لأنهن كافرات , لم يحصل كل هذا نصرة لدين او اصلاح لفئة بشريه جاحده , انما  تم تدبيره ضمن صفقات ما زالت معالمها واطرافها  في طي الكتمان   رغم كثرة لجان التحقيق المشكله  ودوي صرخات الضحايا ,المهم أحسن الدواعش  في تادية مهمتهم بأكثر خسة من تلك التي اوكلت لشقيقتها القاعده, تاركين العراقيين  في حال حيص بيص من أمرهم  تتقاذفهم هواجس الخوف من القادم  والشك في إمكانية تحقيق حلم إعادة الحال الى ما قبل الدواعش .
 كان لشعبنا الكلدواشوري السرياني المسيحي  مما جرى حصته  التي ارتقت الى جرائم الاباده الجماعيه عرقيا ودينيا , و الحديث_ وهو حديث الساعة_ عن مستقبل المتبقين والعائدين انشاءلله  بعد التحرير الى بلداتهم في سهل نينوى, فهو حديث ذو شجون كشجن الاسير القابع  وراء قضبان دهاليز الطامعين في الأرض التي  تنطق  بان اصحابها معتمرون  فيها منذ زمن كلدو و أشور, إن تكلمنا ديمقراطيا , اووطنيا  وانسانيا, او حتى بحسب شرائع  سماوات الانبياء , فمن حق السكنه الاصليين  إختيار ما يضمن لهم العيش الآمن  على أراضيهم  التاريخيه , والديمقراطيه ذاتها , لا تسمح  لأحد بالتمتمة  همسا او علنا بفرض ضمهم  تحت لواء اي تسميه اخرى بهدف  تعريب ارضهم او تكريدها  او تسننها وتشيعها بذريعة  نص فقرة التنازع الدستوريه  على رقعه جغرافيه اصحابها احياء يرزقون فيها , تلك مهزله ما بعدها مهزلة ً  وجدت حيزا لها بين مهازل اخرى في الدستور الفاشل .
السؤال المهم هو :  :  هل من السهل استعادة ثقة الضحيه  بأي طرف سياسي كان سنيا او شيعيا او كرديا, بعد  الذي جرى أمام أنظارهم ان لم يكن بمباركة بعضهم؟  .
      استعادة الثقه المقصوده لن يتم بالسهوله المتمناه والجراح النازفه  لم تندمل بعد, فهي بحاجه الى من يضمدها بالبلسم  والطيب , والثقة المتمناة  لن تستعيد عافيتها ما لم تبدأ المساعي عند نقطة  شروع ممثلينا ورجال ديننا مجتمعين  ومتفقين على اشتراط  ان تحظى عملية تحرير بلداتنا باهتمام الحكومه العراقيه و باشراف المجتمع الدولي بعيدا عن تدخل  الاحزاب الكبيره  وزجنا مرة أخرى في صراعاتهم  التي  مهدت لاحتلال  وتدمير مناطقنا , شعبنا الملدوغ توّه ُ وللمرة الكذا , ليس  بحاجه الى لدغة اخرى لاتمام القضاء على وجوده في موطنه الأصلي ,وتفاديا لتكرار اللدغه, على الحكومة العراقيه  والمجتمع الدولي  ادراك المقصود  من تحميلهما  مهمة تحرير قرى سهل نينوى ثم الاشراف على تنفيذ اعادة بناء البنى التحتيه  و توفير الضمانات  الامنيه والاقتصاديه. دون ذلك  يكون الحديث حول استعادة الثقه او الوثوق باي طرف كلام هراء ومضيعة وقت وضحك على الذقون ليس الا, اي جاك الذيب وجاك الواوي ,و الذي يعتقد بأن حل مشكلتنا يكمن في قبول او رفض انضمام مناطقنا  الى مقاطعة عمر او خورشيد  او عبد الزهره  على اساس الامزجه والوعود اللا موثوق بها ,فهو واهم جدا لا بل متعوّد على إستغبائنا  واستغلال  سماحة  معتقدنا , واقع حالنا  يتطلب  إنضاج فكره  ضامنه للمستقبل  يكون عمادها وعامودها الاعتماد على ضمانات  حكوميه ودوليه تتولى مهمة  إلزام كل طرف بالاستحقاقات المترتبه عليه كي لا تتكرر مآساتنا , وهنا كما  اعتدنا القول في كل ازمة تصادفنا , سيبرز نوع وحجم  الواجب الملقى على عاتق المتكلمين باسمنا احزابا وممثلين ورجال دين , اذ  اول ما يجب عليهم  عمله هو اتفاقهم على توحيد كلمتهم مجتمعين  وليس التغريد خارج السرب كل حسبما تقتضي مصلحته الشخصيه او الحزبيه , فقد سئم شعبنا  الوصايات وما خلفته  لنا الاملاءات ودفعنا بسببها اثمانا باهضه تحت يافطات شعارات الديمقراطيه المزيفه  .
 لاي سبب كان , بعد ان  اصبحنا الحلقه الأضعف  في ساحة تعج  بالصراعات العربيه الكرديه والسنيه الشيعيه والاقليميه , طفت رغما عنا , قوانة  اقتطاع سهل نينوى التي اقرها الدستورفي غفلة  , وبسبب هذه المعضله  تعرقلت عملية تحرير نينوى وبلداتنا المغتصبه , وهل يستبعد  ان  تكون احدى مهمات داعش  هي خلق هذه الفوضى  في سهل نينوى؟ جدير بممثلينا الدنيويين والدينيين اضافة الى مطالبة الحكومه والمجتمع الدولي بتحملها مهام تحرير قرى سهل نينوى واشرافها على اعادة اعمارها :
 أولا, تفعيل  قرار مجلس الوزراء في 2014 بخصوص استحداث محافظة سهل نينوى ,وشرح اهميتها وطنيا  امام البرلمان كي لا يكون  افشالها احد استهدافات  قرار البرلمان الاخير الذي ينص على ابقاء حدود  المحافظه كما كانت قبل 2003 .
 ثانيا : التحسب لتبعات  التسرع والمجاملات  في التعويل على الوعود الوهميه . خاصة وانطباعات غالبية ساسة الكتل الكبيره عنا وعن مواقفنا يشوبها الغوش وعدم الطمأنينه  , فمثلا  الساسه السنه العرب وبعض الشيعه ,  ينظرون الى مطالبنا واستحقاقاتنا بذات المنظار الذي ينظرون من خلاله الى مطالب ومشاريع الشارع الكردي , فيحملّونا  دون وجه حق جزء من التهمه التي  يوجهونها للساسه الاكراد لمجرد  مطالبتنا بانشاء محافظة سهل نينوى تضمن عيشا كريما لساكني هذه الرقعه  . والأمر ينطبق على موقف الساسه الاكراد  تجاه تعاطينا  الوطني مع حكومة بغداد,اما الشيعة , فهم ايضا مهتمون بتشييع منطقة قرقوش وبرطله المحاطه بقرى الشبك الشيعه  , وعلى هلرنه طحينج ناعم  يا  فلانه ,إذن نحن في كل الأحوال  اصبحنا  ارقاما لرؤوس مهمتها دفع ضريبة صراعات  الغير على ارضنا لم نحصد منهم سوى التهجير والنزوح على مدى عقود.
عليه وهي ثالثا, تأكيدنا   بأن المسؤوليه التاريخيه تقع على عاتق  ممثلينا المدنيين و الروحيين , اذ عليهم الانتباه جيدا الى اعطاء  عامل تراصف  بيتنا الداخلي وتوحيد خطابه الأهميه القصوى وقيمته التي يستحقها  , اذ بتحقيق ذلك سنمتلك قوة قول كلمة الفصل  في ضمان مستقبلنا وفرض كلمتنا ,ذلك يمكن تحقيقه فيما لو جلسنا وفكرنا مليا في اهمية  تبني الخطاب الجامع( سياسي وديني)  فهو من شأنه  ان يفرض  حضورنا ككيان  منسجم  ومتفق  في  شروطه ومطاليبه  التي على اساسها يمكن التكلم مع اية جهه اخرى  حول اجراء اي استفتاء مستقبلي لو تطلب الامر ذلك  .
  بمناسبة التطرق  الى اهمية تبني الخطاب الداخلي الجامع , يؤسفنا القول بأن  لونا ً مستهجنا وغير مألوفا من الخطاب قد وجد حضورا في  تصريحات ومساعي بعض رجالات كنائسنا  الروحيين,  اقل ما يمكن  ان نصفه , فهو يعد خروجا لا إيمانيا على رسالة المسيح  وعن جوهر مهمة الرجل الديني المسيحي  تجاه  ابناء شعبه ,يا سادتنا الاجلاء, اقلام مثقفينا  ليست بعاجزه عن نقد و كشف  مثل هذه المساعي الغير االحميده , لكن احترام درجاتهم  الدينيه  يقف عائقا  رغم اعتقادنا  بأن السكوت  على مثل هذه التصريحات  معناه  التغطيه  على مثيري الكراهيات  ومسببي الاحباطات, لذا نتمنى منهم مثلما كنا وما زلنا نتمنى من مثقفينا وممثلينا السياسيين  بتقنين الخطاب  رأفة بمؤمني كنائسهم والتزاما بتعاليم المسيح  .والا فإن التمادي بهذا النهج  الغير المثمر سوف يعطي الحق للتعامل معهم كالتعامل مع اي سياسي مدني .

الوطــــن والشـــعب من وراء القصد

142
بجــدارة  الوزيــــره آن نافع أوسي  يمكن للعراق ان ينهض


شوكت توسا
 العنصرية والطائفيه  والشوفينيه , ثلاثيه  مكروهه في نظر كل ذي عقل متفتح  ومحب للعيش الكريم   فيها بخس صارخ  لحق  الانسان  وقيمته إما بسبب الجنس او العرق او الدين , ثلاثيه  فايروسيه تعتاش  في العقول المريضه .لذا خشيتي مما سأحكيه عن هذه الوزيره الجريئه على اعتبارها غير مسلمه  , ان اتشبه بواحدة من هذه  الفايروسات القاتله التي  احسب نفسي وشعبي احد ضحاياها , لكن مقتي لها يزداد يوما بعد يوم مع ازدياد الكوارث التي تسببها  .
 الدكتوره المهندسه  آن أوسي, تم تشريفها  بتولي  حقيبة وزارة الإعمار ضمن الحملة المسماة بالاصلاح الوزاري, ليس لي أي إطلاع إن كان للسيده الوزيره  اي انتماء سياسي, كل ما أعرفه عنهاهو انها غير مسلمه  كما توارد في الإعلام بل مسيحيه  لا أعرف إن كان لها اهتمام بانتمائها القومي ( الكلدواشوري السرياني او الأرمني)أم لا ,كل ما اعرفه  سأحكيه  بعد ان إستهلت مهام عملها  كوزيره  بتصريحات  وتحديات  تنم عن ثقافه وطنيه  متسلحه  بجرأه  ملفته  للانتباه , فجاء اول تصريح  لها بعد استلامها المنصب  وممارسة عملها  صرحت قائلةً  للمسؤولين :
 " لا تدرجوا  إسمي في سجل الرواتب,  لا أريد راتبا, ولا سيارات  ولا (هوسه) , اريد أن أخدم بلدي , وأطالب جميع البرلمانييين  والأحزاب بعدم التدخل في عملي, لا اقبل اي تدخل واية وساطه, الكل عندي سواسيه , سوف لا أغير  مسكني الذي أسكنه, ولا سيارتي ( السنتافيا) التي أمتلكها , كما لا اريد حمايات ومن يتكلم من الموظفين بأي حزب داخل الوزاره سافصله مهما كان إنتماؤه". رساله تحدي واضحه  لزمرة السراق والحراميه  الذين  دفعهم فسادهم المتقع وفسقهم الوحشي  الى ان يمطروا  بيتها  بوابل من الرصاص , فجاء ردها  صفعة أخرى بوجه الفاسدين إذ قالت وبكل جرأه واصرار :
(( هذه المحاولات  الارهابيه الجبانه  لن تثنيني عن مواصلة العطاء وتقديم الخدمات للمواطنين وتسخير كل الامكانات الممكنه في سبيل توفير الاجواء المناسبه لعودة النازحين  واعمار المناطق المحرره )) .
السيده آن  عراقيه بدرجة دكتوراه في اختصاصها الهندسي ,  تتصرف وتتحدث  بقدر نقاء انتمائها  لوطن آبائها  وأجدادها وبثقتها  العاليه بخبرتها, والا  ما  جازفت و ابدت استعدادها  للتضحيه  وتحديها للفاسدين  , فهي منذ اول لحظه استلامها  للمنصب ,  شددت وبتحدي  على انها  قادره على فعل ما لم يستطع القيام به اشباه الرجال الذين ملأوا  حساباتهم في بنوك الغرب  من اموال الشعب المسروقه,  فدشنت مهامها  الوزاريه في ذهابها بقامتها الى الفلــوجه  المنكوبه كي تشرف بنفسها على عمليات اعمار وتنظيف البلده وتهيأتها لعودة اهلها  الى مساكنهم خلال عطلة  عيد الأضحى.,لم تضع  في بالها  الى اي قوم او دين او مذهب ينتمي اهل الفلوجة يكفي انهم عراقيون  وخدمتهم واجب عليها كونها وزيره,  فقد أعلنت وزارتها عن إتمام رفع عشرين الف طن من النفايات  والانقاض  ضمن حملة تقودها الوزاره في الفلوجه والصقلاويه والكرمه التابعه لمحافظة الانبار تمهيدا لعودة النازحين, وهي التي وعدت أهالي البصرة بجعل محافظتهم باريس العراق..
   أما الحديث عن  أفضال الاحزاب والكتل الثلاث المتنفذه  , فقد أغرقوا  بطائفيتهم وشوفينيتهم  مناصب  البلاد بنكرات نماذج جاهله لم يسعها بعلمها وفهمها سوى  تدبير الحيل لتمرير عملياتها الفاسده , نبالغ  لا بل سنكذب  لو قلنا عكس ذلك  أو حاولنا  هناك تشبيه أحدهم  بوطنية ومثابرة  هذه الوزيره العراقيه   ,حيث اننا لم نسمع  عن اي وزير منهم رفض الامتيازات  بالطريقه التي صرحت بها , كل ما سمعناه  عن الطائفيين  و بعظمة  ألسنهم وبملئ افواههم  إعترافهم  وفضحهم  أنفسهم  بأنهم تقاسموا الكعكة محاصصاتيا , فسرقوا المليارات  وصرفوها على افواج حماياتهم  وتكاليف نقلهم  جوا ً في اجازاتهم , وتلقوا الرشاوى لتعيين المحسوب والمنسوب للحزب والعائله وللعشيره . 
 قبل ايام  ,نشر الكاتب الدكتور علي القريشي على موقع البيّنه, مقالا جميلا  بعنوان " الوزيره المسيحيه والقدوه السياسيه" قال فيه: الحقيقه ان الوزيره اذا ما طبقت بالفعل برنامجها , لا أظن انها ستبقى في منصبها طويلا,قد ترهقها الضغوط والمعاكسات فتضطر لتقديم استقالتها .., معللا كلامه بالواقع الفاسد المستشري  الذي لا يطيق عملا منافسا قوامه النزاهة  والامانه.  وجنابه محق  في تعليله  وتشخيصه  لمكمن الخلل.
ونحن بدورنا نتساءل,  متـــــى  ستــُزاح  الغمه  الطائفيه  والعنصريه  عن كاهل الشعب , ومن سيلقي بحراميييها  المحاصصين  في مزبلة التاريخ  كي ينهض العراق, لقد دمروا العراق وشعبه بمحاصصاتهم الفاسده  وما زالوا يصرون  على البقاء , ليرفع العراقيون اصواتهم   بوجه الطائفيين  ويطالبوا العالم بفسح  المجال  قليلا  لتسليم  مسؤوليات مهام إنهاض العراق واعادة إعماره  الى  ابناء وبنات الفصيله الاجتماعيه والثقافيه   التي تنتمي اليها  السيده آن  نافع , أين هم مثقفوا العراق ووطنيوه  كي يدعموا  قليلا مثل هذه النماذج الراقيه  التي تقدم  درسا بليغا يتعلم فيه الاخرون بأن حب الوطن  ليس في زيف لبس المحابس   والعمامات ,  وبناء الاصرح الوطنيه الشامخه لا يحدده  عدد المصفحات  وافواج الحمايات .
 العراق فيه الكثير من امثال السيده آن, لكنكم حاربتموهم  بأسم الدين والقوميه و بشتى الحجج و الوسائل  والتلفيقات  لأنهم  ملح الأرض  التي تحافظ  على  نكهة الوطنيه  ولا تفسدها كما فعلتم  , إستبحتم أملاكهم  وأموالهم  بعد ذبحهم وتهجيرهم قسريا , لأنهم الشريحه التي تثبت يوما بعد يوم  بان العراق من اقصى شماله الى اقصى جنوبه  كان  دينهم ومعبودهم قبل  ظهور الاديان ولحد الان, دعوا الاخطبوط الديني والمذهبي جانبا , كلكم تتكلمون في شعاراتكم  وخطبكم حول حب العراق ووحدته , لكنكم  انتم من سرقه وانتم من بعثر شعبه , وانتم من دمره  وانتم من سيقسمه و بسبب تفاهات  صراعاتكم المذهبيه  والقوميه الشوفينيه  جلبتم للشعب والوطن الويل والقهر على يد ابخس المجاميع  البشريه , حيث  بسبب عنجهيتكم وانشغالكم بأتفه الامور , جيئ لنا بجرذان الدواعش الذين عاثوا فسادا في قرى وبلدات هذه الشريحه الوطنيه المخلصه  , عودوا الى رشدكم  إن كنتم حقا تحبون العراق وتودون اصلاحه وتعميره ,  طالبوا بتكليف العراقيين الاصلاء  من خارج مكوناتكم السياسيه الفاشله  لكي تعاد للعراق هيبته في تعميره  والقضاء على فاسديه.
الوطــــن والشعب من وراء القصد

143
بلداتنا  التاريخيه ,بين مخالب داعش واحلام المتنازعين عليها,  وبين مثالب المدافعين  عنها

شوكت توسا
 على فرضية  لزوم امتلاك النخبه  للخبره  التي يتطلبها  الظرف والحدث  والمكان , فإن استقلالية القرار يشكل العامل  الجاذب  لثقة وتأييد  الوسط الثقافي والسياسي والاجتماعي وهكذا الديني , على هذا الاساس يمكنن  تحديد المالك النوعي لزمام  المبادره  في إدارة الصراع و تحقيق التغيير المطلوب على الأرض,    مع الاسف لم نمتلك  بعد النخبه المنتقاة من كافة المكونات السياسيه الناشطه  بالشكل المنسق,لان حاجتنا ورغبتنا لم تلقى بعد رضا الميول التي تفعل فعلها في الوسط الحزبي المتوافر, فنرى ان الجهد النخبوي  مصاب بالتشتت  والتفرد تحت تاثيرات  الخوف من العمل الجماعي الحقيقي  الذي له اسبابه, ونتائجه حتما ستكون الميلان الحاد نحو العمل الانفرادي ( اللاجماعي), وحينما يأخذ هذا الميلان حيزا  لفرضه وتطبيقه على حالتنا , فهو أول اسباب  التراجعات التي ترافق فعاليات شعبنا السياسيه, بدليل ان  احزابنا وتنظيماتنا  عندما اضطرتها اوجاع شعبنا الى اعلان تشكيل التجمع,  أخفقوا ( لأسباب  لها علاقه بحجم الثقه المتبادله  واستقلاليه القرار) في صنع عوامل  تساعد التجمع في مهامه وتدفعه الى المزيد , على سبيل المثال لم يتمكنوا في التجمع من تشكيل  هيئه نخبويه مصغره تضم فيها العنصر المستقل ايضا كي تتولى متابعة الامور وتتحمل المسؤوليه كامله, مما يدل على وجود شرخ يتطلب معالجة اسبابه .
  بسبب هذا الشرخ, تعاني الثقة  وما تزال من حالة التأرجح والزعزعه مع تكرارتوارد  روح الانكماش في خطاب فئات محسوبة على النخبة  و التي غالبا ماتبرر انكماشهابلجوئهاالى  شماعة تعلق عليها الأعذار اللاغيه لكل ما له صله بالنضال والثقافه ,فتصبح  ثقافة المفاضله  بين اكثر الوحوش الكاسره رحمة ً في طريقة التهامنا هي المعيار الثقافي السائد , لنا ان نتخيل  حال و مستقبل شعب يرتضي مثقفوه وسياسيوه( نخبه ِ) بهكذا خيارمنكسر, لست هنا بداع ٍ الى مناطحة الحيطان برؤوسنا إطلاقا ولا بصدد القبول بتشبيه  حالنا بحال الحافي  الذي يتعارك بالكلاشات , انما ظرفنا القاسي الذي نمر فيه يتطلب  صناعة نخبه  تخفف من حدة الانكماش وتزيد من ثقة الشعب لكي  تتولى تأدية المطلوب كما يراد , وإلا مالذي يوحى لنا تغلب النزوات على مساحة تفكيرالذين نعتبرهم  نخبه, سوى تبني الخطاب الانهزامي  بديلا عن روح  المثابره والتحدي  في الوقت الذي كلنا يعلم بان ابخس ما  أنتجته اسواق الاسلحه الفكريه هو سلاح تقرفص الكسالى فوق تلة الثرثرة  كما فعل الصديقان فلاديمير واستراجون في مسرحيه  الكاتب صموئيل بيكيت ( في انتظار  جودو) كي يأتي  ويحل مشاكلهما  لكنه لم يأت .
 هول الكارثه التي خلفتها لعبة تسليم بلداتنا الوديعه لجرذان الدواعش لم يكن بالامرالهيّن على شعبنا , وهل سنحمد الرب كما فعلنا في مذبحة سيدة النجاة  التي بسببها تشكل تجمع التنظيمات كي نحمده الآن على ضخامة حجم خيبة عشرات الآلاف من المهجرين  والمشردين ,نعم جاءت الكارثه بمثابة دقات ناقوس قضـّت وايقظت المواجع ثانية ً على الخطر المحدق , فأطلق كلٌ بطريقته  صوت المطالبة برد الاعتبار, كانت مسامع الغيارى الشباب  اول من استقبلت اصداء هذه الدعوه هذه المره , حيث تسابقوا  للتطوع  القتالي كخيار ليس من سواه افضل  في حالة كهذه  طالما استبعدته عن افكارنا التفاسير الخاطئه لمفاهيم عقيدتنا ,  فسلبته  منا واستكثرته علينا  عنجهيات الاحزاب المتنفذه و الجهات الطامعه بنا وبالشواهد التي بناها  آباؤنا وأجدادنا وبدمائهم وبعرق جبينهم حموها, المهم والمفيد لشعبنا في هذا الظرف هو بث روح التآلف بين  شبابنا المتطوعين  وتوحيد هدف جهودهم برعاية أياد ٍ وعقول متفاهمه فيما بينها  تتفق  على ان هؤلاء الشباب هم ابناؤنا وفلذاتنا وهم خير من سيقدم العون  لاهالينا حين عودتهم الى مساكنهم , انهم نواة  لرسم صورة مستقبل من دون منازع  تمنيناه دائما , لتختلف ميول مثقفينا وسياسيينا  كيفما يشاؤون , لكن دعم أبناءنا الغيارى  واجب  على كل دارك لمعاني دعم مبادرات الابناء فيما عجز غيرهم عن القيام به , أما  صِلاتنا  وصَلاتنا ونكباتنا وخيباتنا , فهي تستحرم  سحب الاختلافات الى حيث يكشر ابن العم  وابن البلدة وجهه  على قريبه  ولا اقول يجرح اصبعه , جميل جدا أن نسمع  من الاخوه  المسؤولين  الحزبيين تأكيداتهم على اليقظة والحذر من اي مسبب للايقاع  بين ابنائنا , ففي ذلك فعلا ما يطمئننا  آملين  التزام الجميع  بذلك واقعا واعلاميا, ذلك اضعف الايمان لان  تطوير هذا  الالتزام  مطلوب لا محال بغية  مواجهة  القادم المتعلق في رسم وترتيب مستقبل  يتطلب  منا المزيد  ونحن نسمع  ونقرأ عما سيحدث ما بعد داعش, فلو صحت التكهنات التي تحكي بان هناك  مسلسل حلقاته  صراع عربي/كردي, و سني/شيعي  ستشهده منطقة سهل نينوى حيث بلداتنا وتاريخنا   ألا يحتم  على مسؤولينا وممثلينا  ورجال ديننا تهيئة  الذات له  في جمع الكلمه  في خضم  نزاع  لا نتمناه  مكتوب له ان ينتهي في رسم خرائط اداريه جديده  صـُممت لفرضها بالطيب او بالقوة على سكان واصحاب الارض التاريخيين  , أليس مطلوب من مثقفينا وسياسيينا ورجال ديننا  أن يتواضعو قليلا  وان لا يستكثروا على مستقبل شعبهم عقد  اللقاءات الجاده  لمناقشة ما يجب او يمكن  القيام به لتهيئة عمل مرتب وخطاب مقبول يتم إطلاقه بشكل جماعي  وموحد يتناسب  وحجم الحدث الذي لو لم يعطى حقه من الاهتمام فالخسائر التي لحقت بنا ستكون حلاوه قياسا لما سنخسره لا سامح الله .
 لا بأس لو كنا قد بنينا نظرتنا على خلفية ان كل شئ قد تم ترتيبه  في غرفة صانعي القرارات,  و الغرفه مع الاسف غير عراقيه ,بل امريكيه /غربيه, يرتادها الاتراك والايرانيون والخليجيون  والداعشيون والشوفينيون  والطائفيون , وقلما يسمح للوطنيين ارتيادها وهذا هو الامر المخيف في هذه الغرفه التي  اعتدنا سماع كلمة الفصل من بين جدرانها بحق  العراق وشعبه  قبل  ضربات بوش والى حد الان و شعبنا الكلدواشوري السرياني في مقدمة من عانوا جراء سياسة هذه الاداره ,كلمة  الفصل المجحفه  التي  نتكلم عنها, لا يطلقها الامريكان عشوائيا او عن قصر نظراو قلة معرفه , بل  لها دائما ما يبررها في اجندة العم سام , وعلى اساسها  تــُبرمج  حركة عقارب ساعتهم  حسبما تقتضيه كل مرحله و بما يتماشى مع مخططهم ومصالحهم  , ولكن جدير بنا هنا ان نتوقف قليلا  للتأكد هل حقا بان القناعات في العمل السياسي ثابته أم  خاضعه وقابله  للتغيّير بين مرحلة واخرى وبموجب ما يستجد من تبرير  تتغير معه حدة و صيغة  كلمة الفصل بحيث تأتي احيانا مخالفه  لتلك التي  تبنتها الاداره الامريكيه ابان سقوط نظام  صدام في عهد رئاسة  بوش الأبن على سبيل المثال , حيث عندما سئل في احدى المناسبات من قبل صحفي اشوري في جورجيا  حول مصير ومستقبل الاشوريين المسيحيين في العراق في ظل ما يسمى بالديمقراطيه الجديده , كان جواب  بوش  للصحفي  : لا تقلق, الاكراد سيهتمون بالاشوريين في العراق , مر على هذا الكلام  اكثر من  عشر سنوات تخللتها  متغيرات  ومستجدات من شأنها ان  تفرز وجهات نظر وقرارات جديده تحل محل سابقاتها  , فمعاناة شعبنا  رغم تعاظمها  قابلها رغبة و ارادة  البقاء التي تجسدت في استعدادية  ابناء شعبنا للتطوع القتالي دفاعا عن ارضهم التاريخيه , اي بمعنى ان هذه المتغيرات غابت او تم تغييبها  عن  ذهنية  الاداره الامريكيه  حينما نطق الرئيس بوش بما نطقه , إذن توحيد  كلمتنا وتعزيز ارادة  البقاء  و دعم فصائلنا المسلحه  له ان يشكل بمجمله  احد هذه المتغيرات الجوهريه  التي نأمل  ان تغير وجهة نظر صناع القرار تجاهنا, كأن  تحل مثلا فكرة تشكيل محافظه او اقليم خاص محل تلك الوصايه التي  صرح بها بوش  وشمول هذا  الاقليم المزمع   لو تبلورت فكرة  استحداثه  باشراف وحمايه دوليه تقيه من اطماع و تدخلات المتصارعين الكبارالذين تسببوا في احتلال بلداتنا وتهجير ساكنيها ؟.
عذرا,,ربما يرى البعض بان التمنيات والاحلام  قد طغت في كلامنا , لكنها تبقى  آراء حتى وان تواضعت قليلا,  يبقى الكلام الصحيح في القول بأن كل شئ متوقع  حصوله في السياسه طالما عجلة الزمن والمصالح في حركه مستمره تطرح اثناءها فرص على الشاطر ان ان يفهم سبب توقيتها ويعرف كيف يستثمرها لاقتناص ما ضاع وفاته  وهناك العشرات من الشواهد  على ذلك , أما أن نكتفي بتسويف  قدرتنا على انتهاز  الفرصه بسبب عجزنا عن تقديم ما تستحقه الارض من تضحيه وعطاء  , فتلك لعمري  ظاهرة لا يحسدنا احدا فيها لا بل ملامون فيها , فالذي ننادي به  ونتكلم عنه  لن يأتينا على اطباق من ذهب سواء من الامريكي او العربي او الكردي  بل  يحتاج الى ثمن وتضحيات متكاتفه , عقود طويله مرت والاخرون ينظرون الينا  بمنظارأهل الذمة , مسالمين طيبين لاننا مسيحيين , و جاهزين للهجرة  لاننا لا نطيق سماع صوت رصاصه , بينما حقيقتنا  ليست كما يقال عنها  او كما يريد البعض ان تكون ,كل ما ينقصنا هو قياده مخلصه تنسق وتعمل  لرد السهام الى مصادرها  .
الوطن والشعب من وراء القصد


144
   
أعوام ثلاث  مرّت والحال قاب قوسين ,  نستجوب من  ونغفر لمــَن 

شوكت توسا
  غالبا ما تصادف القارئ مقاله او مقوله تحظى باهتمامه , فيخزنها في ملف خاص يرجع اليها كلما إستدعت الحاجة , ذلك ما تعلمته  في سنوات استخدام جهاز الكمبيوتر . وبينما كنت أتصفح الملف قبل ايام ,وقعت عيني على منشورين سبق وخزنتهما  , اولهما نص عباره تقول ( تنمية الحس النقدي تجاه  ممثلينا), وثانيهما  فقره مقتبسه  من بيان  أصدره  كيان ابناء النهرين  في 5 تشرين الثاني  2013 نصها:  (( لقد إخترنا وبقناعه تامه وبثقه أن نتواصل فيما أعلناه منذ إنطلاقتنا , ولكننا نؤكد مرة أخرى بأن فكر ونهج زوعا سيبقى الحاضنه الفكريه لنا وملجأنا ومرجعيتنا مهما كانت الظروف , وليس بمقدور كائنا من كان أن يسلخ عنا هذه القناعه,وسنبذل وكما عاهدنا شهدائنا الخالدين ووعدنا رفاقنا وجماهير شعبنا  كل  جهدنا من اجل الأمه والدفاع عن كامل حقوقها المشروعه)),ثم تذكرت تأكيد الكيان على اعتماد ثلاثة مرتكزات في تشكيله أولها رفع الغبن عن شعبنا ثم الوحده القوميه وثالثهما تحقيق الشراكه الحقيقيه في العراق والاقليم .
  نظرا لما لتحديث افكار الإنسان و تطوير ممارساته من أهميه  ,فقد أثبتت النظريات  وتجارب الشعوب فائدة التجديد في مواجهة المتغيرات, و الحركات السياسيه على اعتبارها  في صراع مستديم  مع الواقع فهي اول المعنيين  بفرضية إحلال الجديد محل الروتين الذي يـُكسبها زخما يتناسب ومتغيرات المفاهيم والظروف   يساعدها في الخلق والابداع, الجديد الذي نحن بصدده يمكن صنعه من خلال الاستجابة المتفاعله مع الانتقادات والبناءعليها  في تحريرالخطابات واتخاذ القرارات , أما لو أتى التجديد بهيئة انشقاق يـُتوَج بتشكيل  تيار سياسي منافس كما هوحال  كيان ابناء النهرين , حيث بسببه عزمت ُ على تنمية حسي النقدي وتنشيطه قليلا على إعتبار أن النقدأعظم إنجازحققته البشريه والأعظم منه قبول النقد( نيلسون مانديلا). فقد مرّعلى تشكيل الكيان كمنافس ثلاثة اعوام مع أخذنا بنظر الاعتبار بأننا حينما نتكلم عن الجديد كمنافس ٍ ,نعني التنافس  المقرون بتنشيط آليات العمل التي تجني ثمارها  القضيه الاساسيه و التي من اجل تطويرها كما يفترض حصل الانشقاق, هذا الاشتراط يعيدنا الى ما اكتنف أجواء التشكيل من مناكفات واتهامات علنيه تبادلتها الاطراف بين مؤيد ورافض لاسباب اعتزال واستقالة وتجميد وفصل أعضائه من تنظيم الحركه زوعا , اي كان هناك تشكيك  في جوازية وصف هذا التحديث المزعوم بالجاد وبالجديد الذي نبتغيه , لذلك لم يكن  تأييده او رفضه بالمطلق بالامر السهل ما دام هناك مايجيز الموقفين , كل ما  قلناه  في حينه كان المطالبه بالرجوع الى الحوار فهو سبيل المؤمنين بقضيتهم  دائما في حل مشاكلهم .
 في هذا الصدد كتبنا في نيسان 2014  مقاله خاطبنا فيها الطرفين حيث قلنا : (( للإخوه  في القائمتين  نقول من رغبة محب لوحدة شعبه, ان شعبكم يستحق حدقات عيونكم, وهو يطالبكم بتصحيح مآخذ كانت بمثابة أخطاء  بحقه أولا ثم بحق مسيرة حركتكم زوعا, ليس من مستحيل في العمل السياسي فيما لو توافر الاخلاص والاعتقاد بأن أختلاف الرؤى لا يكتسب احقيته  ولا يأتي بثماره  الا مع صدق دعوة التصحيح والتقويم لخدمة شعبنا )). ولكن مع الاسف لم يتعاونا على تبني أوساط الحلول التي شكلّت في اسوء حالاتها رغبة غالبية مؤازري الحركه , لكن الغلبه كانت لإستكثار هذا التعاون علينا, وعلى هذا الأساس قلنا ونكررها الآن, إن كان عدم تعاونهما قد دل على شئ ,فهو يشير مع كل الاسف الى ان أولوية القضية الاساسيه  واهميتها (قضية الشعب)  تعاني التأرجح  تحت وطأة  وضغوط التنافس على أمور لا رابط لها بالقضيه , و الاعتقاد هذا كان هو السائد بشكل  باعث للشك وعدم إلاطمئنان, مع كل ذلك, أخذ الكيان فرصته  مسنودة  بإعلان مرتكزات تشكيله  وخطه السياسي القومي الذي أكدوا انهم سائرين على خطى المرجعيه المتمثله في فكر ونهج زوعا  كما ورد في الفقره المقتبسه اعلاه,مما أوحى  الى اننا امام  ولاده محتمله  عساها تغير الموازين  نحو الأفضل , أما  كم  كان هذا الايحاء المحتمل صائبا وقد مرّ على  التشكيل اكثر من ثلاثة اعوام  , بالتأكيد  تحديد الإجابه يكون من خلال تقييم  ما تحقق , والمتحقق كما يمكن قراءته في واقعنا الحالي  لم يرتق الى القليل مما كان متوقع او متأمل  حصوله , إذ لم يتعدى تحقيق مقعد كوته في برلمان اربيل وندوات او زيارات لا يصح  وضعها في خانة الجديد والتحديث المطلوب , بدليـــل:
قبل شهرين او ثلاثه لا اتذكرالتاريخ بالضبط, وضمن لقاء على قناة  أي إن بي سات , جمع بين السيدين البرلمانيين سرود سليم  من طرف الكيان , وجوني يعقوب من قائمة الرافدين, طلب السيد سرود في معرض حديثه  من زميله السيد جوني  بضرورة  التنسيق والتعاون للعمل  بين قائمتيهما, فكان رد السيد جوني  بما معناه,  لقدسبق و رفضتم العمل معنا وانتم داخل تنظيم زوعا فشكلتم كيان مستقل لكم , كيف تريديون الآن العمل معنا  وانتم خارج التنظيم؟ .
  بقراءه بسيطه لطلب السيد سرود ورد  السيد جوني , يمكن للمرء ان يستشف بأن تشكيل الكيان في نظر وقناعة كلا الطرفين وليس فقط في نظرنا, وبعد مرور ثلاث سنوات على تشكيله  ورغم خبرة  أعضائه, لم يغيربالملموس  من واقع  حالة ضعفنا في مواجهة ممارسات الاطراف السياسيه الاخرى ( الغير الكلدواشوريه) بحق شعبنا, ولم يرفع من سقف مطالب شعبنا شيئا ولم يحصل اي اتفاق على تغيير تسمية الكوته  لاسباب  يجب  اعادة دراستها , لابل المعطيات  تؤكد  بان الجديد هذا مع احترامنا للمتبنين له  قد  زاد  الطين بلله,بما معناه أن قضية الشعب القوميه والوطنيه قد تم تحميلها في هذا الانشقاق(التجديد) عبئا مضافا على اعبائها, إن كان يرضاه دعاة الإصلاح  تحت اية ذريعه, فالناس لها رأي آخر ازاء هذه الحاله المضطربه  وما على الطرفين لو صدقت إدعاءات حرصهما على قضية الشعب, سوى  فتح صفحة حوار خاصه لدراسه الحاله بعمق ومصداقيه  كي تحضى  القضيه الاساسيه بالأولويه التي تستحقها  بعيدا عن التظليل  والتمويه تحت طائلة اهتمامات  اخرى اتضح انها تدور في فلك خلافات شخصيه سببها تحقيق مصالح  وتبوء مناصب وما الى ذلك من أمور بعيده  عن لب القضيه   .
   اذن لكي تستوي الامور وتبعدنا  عن إطلاق التفسيرات لظاهرة الانفصال عن الحركه , ومن أجل إثبات التزام كيان ابناء النهرين  بما أعلنه عند تشكيله,  كنت اتمنى على الاستاذ سرود  بعد الرد الذي تلقاه من السيد جوني يعقوب  ان يتحدث لنا عن ما الذي تغير في نهج ونشاط  الحركه زوعا بعد تشكيل الكيان   بحيث جعله  بعد سنتين او أكثر يطالب او يتمنى العمل والتنسيق مع زوعا وقائمتها الرافدين .
وفي  مكان  آخر ومناسبة أخرى , قرأت  ضمن احد بيانات الكيان ,عن  تفكير الكيان  بتدويل قضية الشعب القوميه والوطنيه  في حال فشلت  الاطياف السياسيه العراقيه  في تعاطيها مع قضيتنا بصدق ومساواة ,كلام لا شائبة فيه  والاطياف المقصوده ما زالت فاشله في تعاطيها مع قضيتنا , لكن كيف لنا ان نتغافل بان نجاح مشروع التدويل  مشروط  بتوافر الارادات وترتيب تحشيدها عبرمشاركة ممثلينا جميعهم  في إطلاق صرختهم موحدة, هل يمكنكم  تحقيق ذلك؟ وإلا عن اي تدويل نتحدث يا إخوان  وممثلونا  كلٌ  يحمل حقيبته منفردا ويطرق الابواب حسب مزاجه  من دون التفكير بانعكاسات مثل هذه التصرفات ؟
  دعونا نفكر أولا ً في معالجة  صغائر بيتنا الداخلي  كي يلقى حديثنا عن الكبائر صداه المقبول لدى المعنيين  سواء كانت جماهيركم  ام مراكز صنع القرارات , تلك ما زالت  واحدة من العلل التي نغمض اعيننا عنها بعمد مع الاسف .
في الختام,  تساؤلنا  بمثابة  دعوة للمراجعه وليكن التصحيح مرة أخرى .
الوطن والشعب من وراء القصد



145
  كأسُـــنا المــــُر لا  يتســــع لدمــــوع التماسيــــح

شوكت توســـا

 ســِفرٌ بعد ســِفر, وكأس شعبنا الطافح بالمعاناة تزداد مرارته في زمن نسينا فيه جرائم الغرباء ومظالمهم بحقنا , و الأخ يدير الظهر لاخيه , وبات حلو الكلام حسرة على السن المصلين المؤمنين فيما بينهم ,لقد فاقت مرارةُ كأسنا مرارةَ ذاك الكأس الذي تجرعه رسول المحبة  في رحلته الجلجليه والتي فيها رجى  ربه  إن امكن إعفائه من هذا الكأس ( أيلي أيلي لما شبقتاني) , فقضى  ليلته مسمــّرا ًعلى خشبتين مكللا ً باكليل أشواك فوق رأسه المدمــّى , ثم بذرها (الاشواك) على دروب اتباعه ,فظلت دماء مقلديه تنزف اجيالا تلو اجيال.
 عندما نذرف دمعة ًعلى بؤسٍ قبلناه رفيقا في حياتنا, فهو تعبير ٌ شجيّ عن حزن عميق  وعن تذمــّر ٍ نخفيه بين جوارحنا,والذي يمنعنا من الإفصاح عنه هو خطأ إعتقادنا بالمقدس والتخوف منه , إذ بعد أن  قبلناه إن كان بالوراثه او بالقناعه , رضينا بفلسفته التي تقول ان تجسيد ايماننا يستوجب علينا تقديم ذواتنا مشروع قرابين من اجل ايفاء رسالة السماء حقها ,ثم نختمها بطلب المغفره لذباحينا لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون,  يعني ذلك اننا نعرف ماذا نحن فاعلون !!! . 
  بين دموع الألم والقهرعلى حال أرتضيناه , وبين  دموع  التماسيح , فرقٌ  بحجم الفرق بين الصدق والكذب و ليس بين الحكمة والبلاهه, فقدعلمتنا النوائب بأن بكاء التمساح وذرفه الدموع كذبا ونفاقا  يعني فيما يعنيه مرادفا لمعاني كلمات الشاعر المتنبي: اذا رايت انياب الليث بارزة/ فلا يغرنك ان الليث يبتسم, أي أن كلاهما يخادع الفريسة  ويلاطفها لأستدراجها الى كماشة انياب الفكين, اذن ما قيل في هذا المقام  قيل خصيصا لحالة المتباكي والمنافق  .
اتمنى ان يقرأ القارئ كلامي بتأنّي وتجرد مـُقصيا ً عن ذهنه تهمة الضغينة او الالحاد كما يحلو للفاشلين وصفها ,لأن حظوظ هذه التهم في كلامي اقل بكثير مما يتصورها البعض, وهي أصلا لا علاقة لها  في إنتقادنا لأسلوب كاتب و رأيه او اعتراضنا على نهج تنظيم سياسي محسوب على شعبنا او آزرناه,أما الذي يود ان ينتقد منزعجا من مؤازرتي للحركه الديمقراطيه الاشوريه, له مطلق الحريهفي ذلك , لكن عليه ان يعلم بأن  ذلك سيزيد من احساسي  باني واحدا من مظلومي هذا الشعب ومن قبل اهله احيانا .
  النقد كما يزمر له كلنا وفي كل مناسبة , فهو حق انساني لا اعتراض عليه البتتة, شريطة ان لا ننتهك أصوله التي نستهل بها احاديثنا  دائما , فعندما  ينهال النقد على شخص بجريرة تأييده  للحركه الديمقراطيه الاشوريه على سبيل المثال, ,من المستحسن ان يتكرم الناقد بقليل من الجرأة في طرح البديل الذي سيلبي ما عجزت عن تحقيقه الحركه , نقول ذلك  ليس لوضع المطبات والعراقيل امام  النقد  حين يستوجب , لكننا يا إخوان سئمنا ظاهرة ذرف دموع التماسيح   تارة بحجة تهميش تسمية قوميه دون اخرى , وتارة بذريعة اهانة قدسية علم لم نرفعه ,وأخرى  بارجحية تمثيل وزير للمسيحيين وعدم تمثيل علان لهم,في حين الخبر اليقين  نلقاه في لهاث إلغاء الموجود وتسقيطه بمخالبنا وانيابنا من دون ايجاد بديل  أفضل  له  . 
في حديث مطوّل لي قبل يومين مع صديق وكاتب مرموق , ولانه مستقل , أحتاج الاستماع اليه بين فينة واخرى خاصة وقد إرتكن مؤخرا بقلمه جانبا, ابدى في اول وهلة استغرابه من كلامي  لكنه عاد وايد قولي: لو استطاعت الحركه ان تحافظ على وجودها سياسيا في خضم التكالب الحاصل, فذلك في نظري إنجاز. ربما غيري يعتبره أضعف الايمان وهو كذلك ,لكن الواقع هكذا يشير و إدراكي المتواضع هو الذي يدلني الى هذا الفهم , ومن له فهم  ارقى او بديل افضل ليتكرم به مشكورا و بشرح اسباب إستهداف الحركه زوعا  لوحدها من بين تنظيماتنا  بخلاف الذين طرقوا اكثر من باب لمنافستها  بنزاهه او بدونها لكنهم عجزوا ( لاكثر من سبب) عن خلق شيئ جديد على الأرض فعادوا بخفي حنين .
الذي ينظر للأمور بعقلية داركه ويعي مسببات تاريخ مآسي شعبنا وما آل اليه الحال في العقد والنصف المنصرم , لابد وان يعيب على الناقد حصر جهوده في التربص للصغائر وترك الكبائر سائبه ,لانه في عمله هذا سيضطر الى إيغال قلمه في نبش القشور وترك  اللب تحت المداسات,او قد يورطه غرور تخيلاته في ممارسة الكذب وتزوير الكلام  وتقويل الاخر ما لم يقله ,  يفعل كل ذلك من أجل أن يلصق العيب و تهمة الجريمة باضعف الحلقات ,وهل من حلقة اضعف من حلقتنا في العراق؟
هكذا وبتلقائيه تكشف دمعة التمساح عن حقيقتها  لتصف نفسها كما يجب وتحكي عن  استحالة ذرفها حزنا وألما على حال شعبنا.انما تذرفها كما يفعل التمساح المخادع , هذه هي واحدة من السمات الواضحه لابل المخيبه التي تصاحب قلة ً ممن نحسبهم كتابا اختاروا مأساة شعبهم لرفع ساريات اعلامهم  فوقها , فإستكثروا على شعبهم  صوته المبحوح الذي  اوغلت العوادي والمظالم  في خنقه, و الا اي تفسير يليق  بالذي ينبري من بيتنا المتصدع متطوعا لتضييق خناق الحبل حول رقبتنا؟ هل بهذا اللطف والبهاء تستعدل امور الفطاحل ويشفى سقم غليلهم , نعم لهذا الاستكثار اسبابه ودوافعه  التي لم تعد خافية  او صعبة الكشف على من يريد معرفتها , لكن الخوض فيها يتطلب التفصيل والتبويب الممل, ولوصنفناها , سنجد العجب في لملوم غير متجانس من  التبريرات صنعتها الأنانية والغرور و ضيق المصالح وتفاهات الاختلاف حول التسميات قومية كانت ام مذهبيه وما الى ذلك من اسباب لا تتلاقى والهدف الانساني من عملية النقد.
 حقيقة ً, يستغرب القارئ عندما يقرأ لكاتب استقبلته صفحات الانترنيت وقبله القراء برحابه صدر كناقد زكى نفسه بانه فطحل ,واذا بقلمه لا يمتلك سوى قائمة مفردات نعتيه جمعها خصيصا  للنيل من(وليس لنقد) تنظيم انبثق من رحم آلام شعبه, بينما حاسة شمّه معطلــّه عاجزه عن  أن تشم رائحة كتاباته المزكمه, وهل من كفر يا ترى  اشنع من القول بان له قضية ومبدأ وبين أيدينا ما يكفينا  لإثبات كينونة هذه الظاهره المتخلفه وهي بدورها تؤكد لنا بأن مهمة الفطحل  تكتمل عند  إسكات ابناء جلدته ولتكن في فقئ اعيننا جميعا من اجل ان تفقأ عين الحركه زوعا التي مهما عددّنا سلبياتها وعثراتها , لكنها تواصل عملها بفضل مؤازريها ( وليس المنتفعين منها).
ثم يا اخوان, هل جربنا واجرينا جردا لحصادنا من جهود المتهجمين على الحركه( تحت يافطة النقد) , وهل زاد شيئا على ما يمكن ان يجنيه المرء من سفسطه + ثرثره  خاويه من اية مادة فكريه ومن دون اي برنامج سياسي  يمكن التعويل عليه في التصحيح او لايجاد البديل , نعم  سنكررها , أخطاء الحركه موجوده  ليس باستطاعة احد إنكارها, ونقدها واجب اخلاقي قبل ان يكون حق انساني,ولكن السؤال هو كم  من النقاد (اقصد المتهجمين منهم) اثبتوا لنا كقراء قيراطا من الاهتمام فكريا وانسانيا  وطرحوا مشروعا يحسن الحال ويضمن مصير ومستقبل شعبهم , بالعكس,  كل الدلائل تشير بان طفح كيل ولعهم بما تمليه عليهم امزجتهم  وخيباتهم  الشخصيه قد  اصبح  معيار نقدهم  ودستور تهجمهم , تلك لعمري ظاهره  بقدر ما هي مؤسفه فهي مخيبه ومقرفه.
القول باني اجامل عند ابداء رأيي وتوجيه نقدي, ذلك ليس مهما ً حتى لو كان صحيحا فاسبابه  حميده من وجهة نظري , المهم كشف صنف الدمعة المذروفه,وكشف حقيقة ما يحكيه الحافي والمفلس( مع احترامي للقلم الثري والذهن الوقاد) الذي ظهر بانه لا يمتلك شيئا مما يدعيه سوى حرية استخدام حاسوبه لتسويق ما تشتهيه رغبته وليس النقد الذي ينطلق من حفظ كرامة شعبنا المهدوره  واحترام خياراته  التي تفرض على الناقد على الاقل احترام اهلنا وعقول قراءنا  في حال يصعب علينا مطالبته الشد على ايادي مناضلي شعبه المستضعفين حتى وان ضلوا الطريق في عتمة الليالي , وإلا كيف نكون قد صنــّا شيئا من إدعائنا بالتزام الاصول في توجيه النقد المفيد , هل بشاكلته العشوائيه التي تجعلني اتوهم احيانا بان اسلوبي النقدي  قد أخذ له مكانا في خانة المجامله والترضيه لو قورن باساليب التسقيط والشتم والحط من قيمة اهلنا وناسنا الذين يكفيهم شرفا انهم موجودون  حيث لا يتجرأ احدا منا العيش لايام قلائل  .
بصراحه , سواء ذكرنا المقصود (ين) بالاسم ام تجاوزنا ذلك ,فهم  إخواننا واقرباءنا واصدقاءنا , وإن كان فيهم من سيطالب بذكر الاسماء, فان ذكرها لا يكفي  ولن يفي بالغرض انما سيدخلنا بقال وقيل الضغينة وتدني وارتفاع المستويات .الذي يهمنا هو ايصال رسالة حرص يتبادلها الاخوه فيما بينهم  للرفق قليلا بابناء شعبنا في محنتهم,والرفق الذي نتحدث عنه لا يعني التصفيق والهتاف لهذا التنظيم او ذاك الشخص اطلاقا ,انما بالموقف والنقد الذي تزينه شارات الحرص على مستقبل ومصير شعبنا . 
الوطن والشعب من وراء القصد





146
أبشر  يا عراقي , ما بعد داعـــــش , من هلمال حمل جمال
/ شوكت توسا
مع  كثرة تداول الحديث عن اقتراب موعد معركة  تحرير مدينة نينوى  اقوى معاقل داعش وآخرها , وبلدات سهلها التي مر على احتلالها اكثر من عامين , فإن ملامح ما ترتسمه  الاجندات المستقبليه  وما ستفرزه  لا تشير الى  اي تلاقي  مع  تطلعات  العراقي  في انتشاله من  بؤسه  وقهره  بعد  ان غدا مصيره  ألعوبة   تتقاذفها اجندات الساسه الكبار من كل حدب وصوب.
  في احصائيه  اصدرتها  الامم المتحده,تقول بأن  ثلث سكان العراق , يعيشون  أتعس اشكال القهر والضيم  بين مهجر ونازح وبين محاصر  وشارد , وبين  زوجة  شهيد  ومخطوف مجهول المصير , وبين عاطل ومعوق ولاجئ ينتظر التسفير السريع , اي  اكثر من عشرة ملايين إنسان  بحاجه الى اسعافات اوليه  و مساعدات طارئه توفر سقفا يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء القادم  ويضمن لهم عمل وعيش في ظروف امن واستقرار نسبي.
عيون هذه  الملايين المقهوره تتطلع  الى السماء  وما من مجيب  وتتأمل  من سياسييها وعساكرهم انجاز مرحلة  طرد جرذان الدواعش لمغادرة ضيم المخيمات  والعودة الى بلداتها  وبيوتها  بعد تنظيفها من دنس الأوغاد  ثم اعادة تعمير وبناء ما تم تدميره, ولكن عندما  نقرأ مقتطفات  مما تتوارده تصريحات هؤلاء المسؤولين المتضاربه,  يتبين بان حال العراقي المسكين  تحت ظل  هذه الاجندات وبحسب تصريحاتها  سوف لن يكون  افضل مما هو عليه  في المدى المنظور والقريب, وهذا ما لا نتمنى ان يكون صحيحا.
1_ فقد نشر موقع موسوعة  نهرين الاخباريه نقلا عن صحيفه  دون ذكر اسمها , قولها ((الواقع يقول في النهاية، بان ايران وروسيا، وكذلك الولايات المتحدة، يتفقون على ضرورة ان يبقى العراق موحدا، وعدم انتهاج النظام الفدرالي فيه خوفا من ان يتمزق، لكن هذه الرغبات، تاتي بالضد من رغبة ليس فقط الكرد، ولكن السنة والشيعة ايضا، الذين يتحدثون علانية عن اقامة دول مستقلة خاصة بهم على اسس المذاهب والقوميات، لتقسيم البلاد بالاراضي والموارد بشكل نهائي, المخاوف الطاغية الان على المشهد، من قبل المحللين المختصين بالوضع العراقي، هو ان تكون حرب داعش، مجرد حرب صغيرة، مقارنة بما هو ات على يد الشعب العراقي الراغب بتقسيم البلاد، حيث ستكون حرب اهلية بشعة الى الدرجة التي تصبح معها تلك التي حدثت في افغانستان، بعد الانسحاب السوفيتي عام 1991، مزحة، هذه المخاوف اصبحت اكبر واقرب مما نظن، مع اقتراب النهاية الحتمية لداعش، واستعداد كل جهة للمرحلة التي تسبق افوله)) .
2_أما الجنرال الامريكي ديفد باتريوس , القائد السابق للقوات الامريكيه في العراق  فهو ,يقول بأن السيناريو الأسوأ  الذي قد يواجه الرئيس الامريكي القادم هو انه قد يضطر لإرسال المزيد  من القوات للعراق, وربما قد تشارك هذه القوات في معارك فعليه للحيلولة دون حدوث انهيار محتمل للوضع في العراق وعودة الاوضاع فيه الى حافة هاوية الحرب الأهليه التي شهدها العراق في العام 2006  مؤكدا ان احتمالية وقوع حرب اهليه سيكون أسوأ سيناريو  ما بعد داعش .
3_و في رد لرئيس الوزراء حيدر العبادي  على رفض  رئاسة اقليم كردستان توقف تقدم قوات البيشمركة او انسحابها من المناطق المحرره  في محافظة نينوى ,يقول  المتحدث بأسم  مكتب رئيس الوزراء , سعد الحديثي في تصريح متلفز له  " اي صراع سياسي في المناطق التي سميت بالمتنازع عليها يجب أن يؤجل  وعلينا التركيز الان في الانتصار على داعش" وأضاف “ لا نقبل بانتهاز الظروف الحالية والفرص لفرض أمر واقع في نينوى، وان الانصراف الى صراعات جانبية لا تصب بمصلحة احد الا داعش".
4_من جانب آخر ((قال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن برلين سلمت 70 طنا من الأسلحة، ومنها 1500 بندقية و100 صاروخ تطلق  من على الكتف  , وثلاث مدرعات  الى حكومة اقليم  كردستان   )) .
5_ اما  المتحدث بإسم حكومة الاقليم، سفين دزيي قال في تصريح صحفي  يوم 16 اب “ان البيشمركة ستستمر في تقدمها حتى تحرير كل المناطق الكردستانية في محافظة نينوى”، مؤكداً ان “البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي حررتها أو التي ستحررها في المستقبل ))
6_ بينما حذر الخبير الاستراتيجي  واثق الهاشمي,  من ان الاقليم  سيستغل علاقته مع الاداره الامريكيه لمنع تقدم القوات الامنيه باتجاه محافظة  نينوى  او غلق طريق مخمور أمام القطعات العسكريه للحفاظ على تلك الأراضي, مبينا بأن قيادة  العمليات المشتركه أعدت خطط عسكريه  بديله في حال أغلقت حكومة اربيل  الطريق امام الأجهزه الامنيه .
7_وفي تصريح لممثل الشبك السيد حنين القدو :يطالب بمنع البيشمركه  من المشاركه في  معركة  تحرير الموصل  ويدعو للوقوف ضد البرزاني , لانه يرى في تصريحاته حول المناطق المتنازع عليها بانها تهدف الى تقسيم العراق وإقحامه بحروب دمويه.
ناشد النائب د.حنين القدو عن كتلة بدر النيابية وممثل عن القومية الشبكية في مجلس النواب عن محافظة نينوى كل القوى الوطنية ومنظمات حفظ السلام وحوق الانسان بالتدخل السريع والوقوف ضد تصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني وبعض القيادات الكردية التي اعلنت نيتها عن السيطرة بقوة السلاح عن جميع الاراضي خارج حدود اقليم كردستان والتي سيتم تحريرها من سيطرة العصابات الارهابية من قبل قوات البيشمركة الكردية .
 8_من جانب أخر إتهم عضو لجنة الامن والدفاع النيابية اسكندر وتوت  ، أعضاء في التحالف الوطني بتأييد مسعود البارزاني والسكوت على افعاله التوسعية والسيطرة على بعض مناطق الموصل وسهل نينوى، وفيما بين انهم يخشون على منازلهم وشققهم السكنية في اربيل، اكد ان بعض الشخصيات السياسية في التحالف الوطني وبعض الكتل تخشى مجابهة مسعود البارزاني والاعتراض على أعماله التوسعية كي لا تُمنع من السفر الى الإقليم وخسارة ممتلكاتها وبناياتها كما حدث مع الناب عبد الرحمن اللويزي )) .
9_ فيما كشف النائب البرلماني جاسم البياتي , اليوم الخميس, عن تحذير امريكي للكرد من التمدد الى عمق مدينة الموصل والمناطق العربيه محذرا من مستقبل غامض ينتظر المناطق المتنازع عليها
10_وكان السيد محمد ابراهيم رئيس اللجنه الامنيه  في مجلس محافظة نينوى  قد صرح قائلا : "إن مسألة  دخول البيشمركه  وعدم الانسحاب منها أمر شائك ولا نعرف  هل هناك اتفاق مع بغداد بذلك الشأن , فنحن بعيدون عن اي إتفاق بين الاقليم والمركز, مضيفا ان هناك دراسه لإنشاء استفتاء شعبي  من أجل تقرير مصير المناطق المحرره من قبل البيشمركه  ولمعرفة  رأي الأهالي  لانضمام مناطقهم  الى كردستان  او رفض الإنضمام"
11_ في حين دعا النائب عن محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري  اليوم الخميس, رئاسة اقليم كردستان الى عدم تكرار افعال من سبقوهم في المحافظه لافتا الى قيام قوات البيشمركه جناح الحزب الديمقراطي الكردستاني  بتهجير العوائل العربيه وتدمير منازلهم في عدة مناطق من نينوى. واضاف ان " كل منطقه تدخلها قوات البيشمركه خصوصا في زمار ورربيعه , تقوم بتهجير اهلها  ويستولون على اراضيهم ويحرثونها لحسابهم الشخصي وفقط يرفع علم كردستان .

12_   بينما العراق يمنح القوات الامريكيه حق الاستفاده القصوى من قاعدة القياره الجويه.
13_ إيران تمنح روسيا حق استخدام قاعدة همدان الجويه لضرب الجماعات الارهابيه ضمن خارطة طريق لحلف ثلاثي وثيق بين سوريا وايران وسوريا.
14_ وتركيا تفكر جديا  في منح روسيا حق استخدام قاعدة انجرليك الاطلسيه بعد التطورات التي لحقت الانقلاب العسكري الفاشل وبعد عودة متسارعه للعلاقات الروسيه التركيه
 هذا غيض  من فيض بيانات وتصريحات المسؤولين على مدى  24 ساعه  ,فهي في تضارباتها وتسارع اطلاقها  تضعنا أمام  صوره  قاتمه  مهما حاولنا تلميعها  لا يمكن الوثوق بها والبناء عليها في تحقيق  انفراج ما بعد داعش  بالطريقه  التي يتمناها الشعب  الذي ثلثه  مشرد ومهمش  . والخيبة  تكتمل  في غياب  اي مبادره من جهة  متنفذه معتمده  تضع  حدا لهذه التصريحات الناريه المتقلبه   وتلتفت الى  هموم هذا الشعب  ووحدة اراضي وطنه  اهمية ؟
الوطن والشعب من وراء القصد
 
 

147
بين تساؤل الاستاذ لطيف نعمان وبين إجابة الاستاذ بطرس نباتي  , تقاعس مشهود

شوكت توسا

كتب الأستاذ لطيف نعمان  مقاله بعنوان (( لماذا مدير الثقافه السريانيه كردي )) ؟
 http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=819247.0
فجاءت مقالة الاستاذ بطرس نباتي  كرد تحت عنوان((لا أحد يستطيع ركوب ظهرك الا اذا انحنيت)).
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=819334.0

من خلال متابعتنا لما ينشر في موقع عينكاوه , ليس بغريب او جديد  أن نقرأ لهذين الكاتبين الموقرين ما جاء في مقالتيهما المكملتين  لبعضهما للتعبير عن  عدم رضاهما مما يدور في اروقة ساحتنا السياسيه والثقافيه وكثرة الانتهاكات  التي يتعرض لها ابناء شعبنا  دون ردة فعل  من قبل ممثلينا  تتناسب و حجم  الحدث وأهميته  , شخصيا  اتضامن مع الاستاذين  في كلامهما النقدي  المحايد  اذ فيه دلائل على متابعتهما الدؤوبه مضافا اليها حرصهما العالي على متعلقات شعبنا ومستقبله ,اذن على المعنيين ان يعتبروا منها قليلا.

  فقد وضعتُ  رابطي مقاليهما تحت عنوان مقالتي المتواضعه  تضامنا معهما ومشاركا ثالثا بعد الاستئذان منهما  في جذب انتباه  مثقفينا وفي مقدمتهم مسؤولينا المعنيين بشكل مباشر , كسياسيين وبرلمانيين , ثم  رجال ديننا المحترمين في حال توافرت  ارادة المبادره والمساهمه في تقويم وتصحيح اعوجاجات الحاله .

كلنا يعلم بأن المجتمع عندما يمر في ظرف معين  , سواء كان الظرف عصيبا  يهدد مستقبل المجموع او سلسا مهيأ للبناء والتطوير, لابد من نخبه تتقدم المجموع في تمثيل صوته و إدارة شؤونه ورسم الخطط اللتي تتناسب  مع الوضع المعاش ومع ما يتطلبه  هذا الوضع كي تنال النخبة رضا وتأييد الناس, وبحكم  تصدّر الجهد السياسي  باجنداته  الخارجيه والداخليه في تحقيق مهام التغيير , بات قبولنا بما تقرره النخبه السياسيه  المثقفه  قدرنا المكتوب  ككلدواشوريين سريان ( مسيحيين), لذا عندما يراد منا توجيه النقد ,تكون النخبه السياسيه  في مقدمة الجهات المعنيه في نقدنا , ولأن حالة الصراع القائمه في العراق قد اتخذت من الطابع الديني والمذهبي لباسا سياسيا  يكاد يدفع او يشجع مؤسستنا الدينيه (المسيحيه)  لممارسة ما تستمكنه, فالنقد  سيطالها  ايضا خاصة عندما يصبح خطابها الديني مصبوغا بشكل او بأخر بلون المذهبيه او القوميه مما له انعكاسات واضحه على تآلف وتفاهم  المثقفين والسياسيين منهم على وجه الخصوص .لكن ذلك لا يخفف من حجم الوزر الذي يتحمله سياسييونا وممثلونا من مسببات تهميش  حقوق شعبنا ,و القول بان السبب هو في عدم التنسيق بينهم وانشغالهم المفرط في صراع الوصول الى المناصب والمكاسب ( حتى في تأدية واجباتهم تجاه شعبهم), تلك ظاهره سلبيه وخطره في نفس الوقت  يمكن كشفها بكل سهوله بعد ان اصبحت  مع الاسف من السمات المستشريه في اروقة نشطائنا السياسيين  والتي لا نتمنى ان تجد لها حاضنه في المؤسسه الدينيه.

 أما  الأكثر إيلاما ووجعا في المشهد الذي نحن بصدد نقد تفاصيله تفاديا للقادم الأتعس لا سامح الله , و الذي دفعني الى الجمع بين مقالتي الاستاذين لطيف نعمان وبطرس نباتي, هو عدم اكتراث السياسيين  المسؤولين  لما يكتبه مثقفونا الحياديين  لا بل يستكثرون احيانا  اعطاء دقائق من وقتهم  في قراءة ما  يكتبه  المتابعون والنقاد , وما المانع  لو تطلب  الامر منهم  ان يردوا  بفقره او فقرتين  من اجل زرع وتبادل الثقه من خلال تبادل الاراء  , وحين اقول الحياديين , اقصد منهم النقاد الذين تهمهم  كرامة  شعبهم ومصير مستقبله  اكثر من اهتمامهم بنصرة جهه سياسيه او مذهبيه  على أخرى  .

في الختام , اتوجه بشكري الى الاستاذين الكريمين , لطيف نعمان , وبطرس نباتي  على إيلاء هذه الأهمية  بدافع الحرص  والغيره  , كما اتمنى  على سياسيينا وممثلينا ان يرفعوا القطنة من آذانهم  كي تلقى مثل هذه الاصوات صداها حيثما يستوجب.

الشعب والوطن من وراء القصد

148
شجون الحديث بين مقالة الاستاذ والصديق خوشابا سولاقا و إعتراض قائمة  الرافديــن (زوعا) على تهميش المكون المسيحي!!!

شوكــت توســا

    إعتقادا مني بان كلانا متفق  (نظريا في اقل تقدير) على ان ثمرة النقد تنضج  ويحلو طعمها  في  مراعاة مقومات النقد المطلوبه ,سأدلو بما عندي للتعقيب على مقالته (الى متى تستمر مهزلة الضحك على الذقون) متمنيا سعة صدرصديقنا العزيز في تقبل كلامنا كما لو كنا جالسان على أريكه نناقش النقاط المختلف عليها.
  أستاذنا العزيز خوشابا سولاقا المحترم:
 كي يخرج الناقد بتقييم نقدي منصف لمنشوراو بيان اعلامي , ذلك يتطلب سقف كلامي  متكامل  لتغطية متعلقات مضمون المنشور وابعاده  حين يتعلق  شأنه بوضع بلد اشبه بشليله وضايع راسها , موبوء من رأسه حتى قدميه بسلبيات وآفات يكون النقد قليل بحقها , وعندما نتشكى وننتقد  بؤس حال شعبنا اليوم في العراق وذلك من حقنا بلا اي شك ,علينا بالمقابل ان نتذكر بأن حال المكونات الاخرى رغم الامتيازات التي تمتلكها وانواع الدعم المقدمة لهافهي داخله في صراع على كيفية تقسيم الوطن وشعبه وليس العكس كي نترجى منها خيرا أو نتوقع رسو أحد اطرافها على شاطئ أمان في المفهوم السياسي المتعارف عليه ,و جنابكم بالتأكيد أقدرعلى تفصيل الحاله  بحكم معايشتكم اليوميه  في العراق  .
  و حينما يــُطلب مني التمييز بين النقد الموّفق و الغير الموفق , سأكتشف ( والكلام عام ليس موجه لجنابكم الكريم) بان عدم الموفقيه  قد تحتل حيزها حتى في نقد ظاهره فاسده موجوده قرأنا عنها وسمعنا بها, لا بل شاهدنا قسما منها على الهواء  في تصريحات البرلماني مشعان الجبوري الذي و بعظمة لسانه يعترف بانه احد الفاسدين حين قال كلنا نبوك وكلنا ناخذ رشوه واولهم أنا ,وعين الشئ فعل زميله البرلماني الاخر حيدر الملا حين وصف نفسه بالفاشل مع جوقة الفاشلين وهكذا السيدتان حنان الفتلاوي وعاليه نصيف في حديثهما  حول تقاسم الكعكه  , لكنهم  ما زالوا يسرحون ويمرحون طلقاء تحت قبة برلمان عاجزعن استجواب المتهم الحقيقي  بتسليم 40%  من العراق لداعش ,بينما يتم استجواب الذي حرر 30%  من الاماكن المغتصبه  !.
  جئنا بهذه الامثله , كي نثبت بأن الإنتقائيه في النقد عندما توهم صاحبها بحسن اختياره العزف على الوتر الذي يوصله الى مبتغاه محسوب له ذكاء ,فهو واهم لانه  لم يخمّن ما سيترتب على تضارب دوافع اثارته النقديه التي يتخفى وراءها , سواء  في تحصـّنه بمشروعية نقده للفساد أو باهتمامه  بهموم الشعب ,و بين الحجتين  تتجلى معالم  التأسيس الهش على هذه الحجج  في محاولة منه  للتخفيف عن كاهله ,حالة كهذه هي واحدة من الحالات التي لا يــُحسد عليها الناقد , نعم قد يتوفق في جذب القارئ والمشاهد  ببريق العنوان ,ولكن  أي صنف  قارئ او مشاهد سيدع مرور المشهد  دون تدقيقه ابتداء  بصحة وجود الخلل المراد نقده, وهو موجود كما اشرنا ,وانتهاء بالتأكد من جدية الناقد وصدق ما يقوله.
في 1 آب 2016  اصدرت( قائمة الرافدين/ زوعا) بيانا ابدت  فيه إعتراضها العلني على التهميش  الذي حصل  بحق المكون المسيحي!!  في انتخاب مجلس قضاء نينوى ,ثم أعقبه  بيان  قائمة الوركاء  التي اعلنت هي الأخرى شجبها لهذا التهميش, بينما  التزمت قائمة المجلس الشعبي الصمت  لاسباب عسى أن نحظى بقلم يتطوع  لتوضيحها لنا  .
 كثيرون منا أعلنوا تحفظهم على نظام الكوته وانتقدوا ورفضوا استخدام الديانه في وصفنا , وانا واحد منهم ومازلت كما هو موقف جنابكم الكريم  , ليس بدافع  رفض المعتقد  او التحجج على هذا او ذاك , بل  تحقيقا  للمساواة  وضمانا  لحقوق  أصحاب الارض التاريخيين ,لكن انتقادي لم يشكل  سببا لمقاطعة  تنظيم معين ولم يمنعني عن المشاركه  في انتخاب المرشحين وبرامجهم  , و لا أعتقد باني سأحمل أحدا منية  مواصلة موقفي رغم الاخطاء والزلات التي تتخلل نشاطاتهم ( وفي مقدمتهم زوعا)  من قبيل تلكؤ تجمع التنظيمات في اداء واجبه او استخدام مصطلح ديني في وصفنا  اوظاهرة التسميات  قطاريه كانت ام احاديه  بالواوات او بدونها , فهي(مع تحفظنا على التسميه الدينيه)  تجسد أصالتنا  ووطنيتنا  قبل اعتناق اجدادنا للمسيحيه وقبل ان تتواجد أقواما اخرى يسعى البعض  منها اليوم  الى تهميشنا بشتى السبل كتعريفنا بأتباع لديانه في المحفل الوطني والدولي ,اما لو كنا بصدد تحميل  خطأ استخدام مصطلح المكون المسيحي  على جهة ما, فحال إعلام الحركه زوعا رغم التبريرات التي يقدمها  بلا شك غير محسود كما اسلفت لكنها ليس المتهمه الوحيده وقد اشرتم الى ذلك مشكورين في أسطر متن مقالتكم .
ولـــــكــنْ صديقي العزيز خوشابا :
قرأت مقالتكم ,واتفقت معكم  في نقاط واختلفت في اخرى , ولكن تبقى النقطه المثيره للتساؤل والشجون,هي التقاطكم مصطلح المكون المسيحي  من  مجمل نص البيان و جعله مطرقة للطرق على الجهه التي اصدرت بيان اعتراضها  اي الحركه الديمقراطيه الاشوريه ,فحرمتم البيان وهكذا الجهه التي اصدرته من وفاء  رشاقة قلمكم بقول كلمة دعم بحق ابعاد الاعتراض هذا , كما نسيتم قول كلمة معاتبة نقديه  للجهه التي التزمت الصمت (المجلس الشعبي) حيال هذا التهميش ,مثلما نسيتم  بان قائمة الوركاء اليساريه( مع التمييز طبعا بين نهجها ونهج زوعا المعروف بقوميته ) قد اعترضت  ايضا مشكوره مستخدمة هي الأخرى ذات المصطلح الديني في اعتراضها ,مما  افقد طعم النقد من حلاوته التي اتفقنا عليها في مقدمة مقالنا  .
الذي يقول بان هنالك من تبرير منطقي  لترويج المصطلح الديني فهو واهم, و ما الترويج له سوى آليه من آليات التنافس العبثي الناتجه عن حالة عدم التنسيق  والاتفاق داخل بيتنا لكنها لاقت تشجيع  جهات من مصلحتها ان يبقى بناء بيتنا هشا كي يسهل اختراقه , كنت اتمنى اشارتكم الى ذلك بكلمه ,و بكلمتين  اخريين بحق أحقية  القوائم في بياناتها  المعترضه  حيال التزام البعض للصمت كما اسلفنا .
نحن نتحدث وجنابكم  ادرى بان شعبنا بممثليه يشكل إحدى الحلقات المنتهكه  عراقيا , مما يحتم على ممثلينا  سياسيا واخلاقيا ان يعترضوا  لان الامر يعنيهم بالدرجه الاساس ومن حقهم علينا ايضا ان ندعم اعتراضهم  حتى  وان كنا من الرافضين  لمصطلح المكون المسيحي,  لذا ارجو المعذره صديقنا العزيز عن تشبيه رشاقة قلمكم  في هذه المقاله بهيئة مِعول  فوق رؤوس المعترضين , وكاننا في ذلك نؤيد ان لم أقل نشارك في الترويج لما هو اخطر من مصطلح المكون المسيحي,  اقصد الترويج لمشروعية التهميش بحق شعبنا لا سامح الله ,والا لماذا قبلوا او قبلتم  بالمشاركه دستوريا وقانويا في هذا الصراع  دون التأكد مسبقا من نسبة نجاحنا واخفاقنا في ذلك ؟.
  لنتصور حاله معينه , ولتكن  فرديه  او جماعيه, رفضت المشاركه في العمليه  السياسيه  في العراق لاسبابها الخاصه , فرأيها  له ما يبرره حتى لو إقتضى انزوائها  تفاديا من تلويث سمعتها  بمفاسد السياسه القائمه على حد زعمها , ذلك أمر مفروغ منه , انما الغريب , هو في امر المكثار من النقد والتهجم على العمليه السياسيه في كل شارده او وارده , وفي غفلة  تخمد ثورة بركانه  لمجرد تمكنّه من كسب رضى  اليمين الديني المتطرف  لقبوله في صفوفه  مثلا, أو احتمائه تحت سقيفة القوميه بحجة اصلاح عنصرييـّها كما اعتاد ان يصفهم , تلك لعمري نماذجا  نخشى ان تــُكثر مفاقس السياسه في العراق  من تفريخ المزيد منها في مجتمع شرقي  يتصدر قائمة الحواضن الدافئه لحالات كهذه ينشط عودها كلما عمت الفوضى فتنقلب  طباع التساوم والتلون من طباع مرفوضه الى شطاره محسوده,فتُحسب  الركضة القصيره نضالا سرعان ما تتعبه  ليعود صابا جام غضبه على الكعكة ومن حرمه منها والامثله كثيره والايام كفيله بكشف المزيد  .
   صديقنا العزيز خوشابا , الظاهره التي نناقشها ليست غريبة عنكم ولاعنا , ولا تستثنى فيها شريحه عراقيه دون اخرى, موجود منها في صفوف ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني وفي تياراته السياسيه والثقافيه , تتشاطر تارة في انتقاد  حال بؤسنا وسط  فوضى العراق الحاليه , واذا بشطارتها تقودها الى المناداة بشعار تحقيق الاصلاح  لكن شريطة فوزها في الانتخابات , ولو فشل يعود الى اللعن والهجاء  .
 أنا على يقين بانكم توافقوني الراي في حاجتنا الى نقد مهني مثمر ينصف قضية شعبنا  في التجرد عن تاثيرات المواقف الشخصيه المسبقه, كي لا يقتصر معيارنا النقدي على نقدنا وصب جام غضبنا  حصريا على الحلقه الأضعف التي سنكذب على بعضنا لو قلنا بانها تمتلك من الطاقة ما يكفيها  لتصنع من اياديها عصاة سحريه , لا واقعية هذه المعياريه  سترتد  سلبا على الجميع دون شك .حاجتنا الى النقد  تزداد  كلما تحقق فيه توازنا نسبيا على الأقل بين كفة نوايا الدوافع  وبين صحة الحجج  المستخدمه في اجواء خريفيه كاجواء العراق السياسيه , وإلا فإن التشكيك نتيجه متوقعه حتى بما يجول في أذهان النقــّاد, ذلك ما لا نتمناه لنقادنا الطيبين وجنابكم أحدهم , و لو تساءلنا  كم سنجسد صدقنا والتزامنا تجاه قضية شعبنا  في مثل هذا النقد ؟ عن نفسي  لو ســُئِلتْ : كم سأكون  في نظر القراء موفقا  لو أشهرت قلمي في هذا المقال  معترضا حول حجم احقية قائمة الوركاء (اليساريه) في مشاركتها بانتخابات الكوته المسيحيه  لتمثيل شعبنا دينيا  او قوميا  ؟ بالتأكيد  سيكون وصف حالي بحال   (الخنفسانه بالصوف)    .
  في الختام, شكرا لكم صديقنا الاستاذ خوشابا سولاقه على سعة صدركم وتحملكم  إيانا, معتذرا عن اي كلمة  تسببت في تعكير جلستنا الاخويه , يبقى إحترامي لكم كصديق وزميل له من الأسباب بما يزيد هذا الاحترام وحاشاي وحاشاكم مما هو عكس ذلك.
تقبلوا خالص تحياتي
الشعب والوطن من وراء القصد





149
بيـــن موسكوفيــج  وموسكوفيــج تسير موسكوفيــج

شوكت توسا

 في مقدمة نيراريــّته الــ 53, يقول  شاعرنا  نينوس نيراري:" يتقدم الغرب لأنه يقرأ مستقبله في التكنولوجيا والعلمانيه,ويتأخر الشرق لأنه يقرأ مستقبله في فنجان القهوة والتطرف الديني".
كلام مسنود بدلائل رقي حياة المجتمعات الغربيه المتحضره , بينما مجتمعات الشرق, الأوسطيه تحديدا  غارقة في أوحال المآسي و في منامها الوفير المزدحم باوهام احلام جنان الفردوس المفقوده  ووعود حوريات حور العيون  وانهارها . 

 شاءت الاقدار أن أقضي وعائلتي شتاء وربيع  العام 1995 في مدينة اوديسا, ثالث كبريات مدن اوكرانيا بعد كييف وخاركوف ,والمعروفة بجمالها وسحر إطلالتها على البحر الأسود , لم يكن حال المدينة اقل بؤسا من حال مدن اخرى في جمهوريات الاتحاد السوفيتي المفكك. ولان شبكة الانترنيت  لم تكن قد وصلتها بعد , فكانت المراسله البريديه وسيلة إتصالي الفضلى بأقربائي واصدقائي مع ندرة  استخدام التلفون بسبب  كلفته الباهضه, وعندما طلب مني مرة ً شقيقي الاكبر المقيم في اميركا , أن احكي له بالتفصيل عن حالة الناس المعاشيه ووضع شارع مدينة بهيبة أوديسا و في بلاد خارجه للتــّو من المنظومه الاشتراكيه, كتبت له في احدى الرسائل:

 الناس في مدينة أوديسا الجميله, منهكون اقتصاديا ونفسيا  وصحيا لحد لا يطاق , تصور أن رب العائلة لا يقوى جيبه على شراء رغيف خبزلسد الرمق بعد ان كان غذاءهم مضمونا  , بينما المافيات  تعبث  في كيان المدينه كنخر المرض الخبيث في جسد الكائن ,لست ابالغ لو قلت : بسيكارة كينت او بصمونه صغيره مطليه بالزبد تبيع الشقراء جسدها ,والناس هرباً من همومها  أدمنت على شرب الفودكا المزيفه الرخيصه  (تبخير الماء والسكر المغلي  )و بنسبة كحول 99.9%  قاتله, حيث ربعيه واحده تكفي كي يفقد شاربها كل مقومات قوامه العقليه , فيتخذ والكثيرون مثله من الشارع المغطى بالثلج  مناما ابديا نلقى جثثهم ممتده  على الأرصفه هامده متجمده في الصباح , وما من عامل بلدية يأخذهم الى حيث يوارون, يبقى صاحب الحظ من يسمع به اهله ليأتوا لإنقاذه قبل حلول الليل , بينما سيئ الحظ  لا يأتيه احدا الا في الصباح لنقله الى حفرة تحتويه , أما مشهد الحركه في شوارع المدينه, فبين موسكوفيج  وموسكوفيج  تسير موسكوفيج  ثالثه . .

  للقارئ ان يتساءل عن مربط الفرس بين العنوان وبين ما جاء في المقدمه. ولكي تاتي الاجابه واضحه ,سندع شوارع أوديسا وناسها وسياراتها جانبا,فقد غدا اليوم حالهم  افضل مما كانوا عليه تحت ظل الازمات السياسيه التي عصفت ببلادهم في تسعينات القرن الماضي .
    المربط الذي قادني الى الجمع  بين ما قاله الشاعر نينوس و بين تناطح سيارات الموسكوفيج , هو مجرد رأيا ً إستخلصته من متابعتي  المتواضعه لصفحات موقع عينكاوه  منذ يوم انشائه الاول , ولولا محبتنا  و احترامنا للموقع و لادارته ما كنا نهتم  , فجناب الاستاذ امير مشكور لما يبذله  مع  مساعديه  لإظهار الموقع بالشكل المقبول  زمنياً وفكريا, لذا ليس غريبا أن تثار بين الفينه والفينه  ملاحظات فنيه يرى القارئ والكاتب في اثارتها  جدوى لإضافة جماليه على هيبة الموقع , من قبيل ما يتعلق بتبويبات الموقع  وكيفية توزيع المقالات عليها كل حسب صنفها ومادتها, اذ كما توجد اماكن مخصصه للتعازي معزولة عن الافراح , هناك ايضا اماكن مخصصه لنشر الاخبار الرياضيه  منعزله عن الثقافيه والكمبيوتريه, وهكذا  السياسيه والدينيه (الكنسيه)  إضافة الى صفحة باب المنبر الحر  وهي محور حديثنا وحجتنا في ابداء راينا  .

 إذن السبب الذي ذكّرني بمدينة اوديسا وبمقولة (بين موسكوفيج وموسكوفيج تسير موسكوفيج مرعبله) هوعين السبب الذي دعاني الى اقتباس الجملتين من كلمات الماحور نينوس, اي ان السبب هو مشاهداتي  الاخيره يوميا في صفحة المنبر الحر, حيث بين مقال ديني ومقال كنسي  تتعثر بمقال لاهوتي .

 بالمناسبه , فكرة كتابة هذه المقاله جاءتني اثناء تصفح المنبر الحرفي الساعه الحاديه عشر من  مساء يوم الجمعه المصاف 29 تموز, فوجدت ان من بين 16 مقاله جديده  باقلام ابناء شعبنا , وجدت  12 او 13 منها دينيه وكنسيه, ألا يكفي ذلك كي يقال بان  المنبر الحر يتعرض لغزو صبغة التديّن دون الصبغات الاخرى, قصد  كلامنا  ليس حسد عيش ولا يراد فيه هضم حق الآخر في قراءة او نشر ما يحببه من  اراء وافكار, لكن طريقة الخلط الحاصله( خاصة منها التي تحصل بمزاجيه احيانا)  في نظام النشر اصبحت وكأن ادارة الموقع ,مع اعتزازنا بها , راضية او راغبة بذلك والعلم عند الباري  ربما تشجيعا منها  لظاهرة إضفاء الصفه الدينيه على المنبر الحر بحجة انه حر ومفتوح لكل من يود نشر المادة التي يشاءها فيه, تلك في الحقيقة  ليس كل سبب اعتراضنا , اذ من حق الكاتب ان يطالب بنشر ما يكتبه  في المنبر الحر لانه حـــــر, ولكن  إن كان الأمر كما هو هكذا !, ما دواعي  وجود المنبر السياسي إذن؟  لا بل ما فائدة وجود المنبر الديني او الكنسي ما دام بامكان الكاتب الديني نشر ما عنده  في المنبر الحر الذي اصبح واجهة  حيويه للموقع  تجذب القراء اليها  .

لقد سبق لي وكتبت تعليقا حول هذا الشان في صفحة مقاله كتبها الاستاذ اخيقار في هذا الصدد, وصادف ان تحدثت فيما بعد مع الاستاذ امير مبديا ً رأيي في هذا الموضوع, لم احصل من الاستاذ امير على الجواب الضامن للحل الشافي , فقد بدا  لي هو الاخر غير مقتنع  بما يحصل لكنه عاد و برره بقوله  بان المنبر الحر اصبح  مجالا مفتوحا  ومرغوبا اكثر من غيره  بسبب تنوع المواضيع المنشورة فيه,لذا بات من الصعب  التفكيربالغاء المنبرين السياسي والديني واضافة محتوياتهما الى المنبر الحر, او العكس, اي الغاء المنبر الحر وتصنيف مقالاته ثم توزيعها على  ابواب الدينيه والسياسيه واللغويه وما الى ذلك .
 بالنسبة لي, ارى في حال تعذر تحقيق ذلك( الدمج) كما اشار الاستاذ امير , بامكان الأخ المشرف تحقيق  توازن تخصصي  وليكن نسبيا  عند تبويب المقالات من خلال قيامه في تحديد مكان نشر المقاله و الباب الذي يناسبها بعد تحديد صنف موضوع المقاله  بشكل  يضمن عدم  فرض إرهاصات وخلافات الشؤون الكنسيه  والدينيه  التي بدأت تاخذ حيزا اكبر مما تستحقه مقارنة بأهمية مواضيع الساعه الأخرى التي تهم  هموم عموم ابناء شعبنا والتي تستدعي إبتعاد الكاتب  وإبعاد القارئ عن تنشيط  شعارات: كنيستي وكنيستك ومذهبي ومذهبك, ومطراني ومطرانك مع احترامنا لهم ولمن يتبع خطاهم , اتمنى ان لا تكون هذه الاصطفافات بصدد اجراء الاحماء للانطلاق نحو تشكيل واعلان احزاب دينيه ا ومذهبيه تتوزع بين اتباع المذهب الواحد ورموزه .

أرجو من القراء الكرام وهكذا  الاخوه المسؤولين في الموقع  أن لا يؤخذ مقترحي او نقدي  على محمل  التدخل في شؤون الاداره, او السعي الى  قمع الراي الآخر , كل ما في الامر هو مقترح فصل المقالات السياسيه والدينيه مثلما يتم فصل الرياضيه عن اللغويه  او الفنيه عن الصحيه وهكذا , اي  تفعيل عملية تبويب نشر المقالات بحسب مادتها ومواضيعها  . 
الشعب والكلمه من وراء القصد

150
ما لـَـــم ْ تقـلــــهُ  العصفــــــــوره


شوكت توسا
صديقنا العزيز جان,  حكت لكم العصفورة عني ما حكته  بجملة قصيره ثم طارت , وما عليّ الآن إلا أن ألبي طلبك ( غالي والطلب رخيص) لكن ليس قبل ان تعذرني عن كثرة كلامي وطول مقالي ,هذا من ناحيه, ومن ناحية أخرى, كم كنت اتمنى الاقتراب فرسخا من صفة القدير التي  استخدمتها العصفوره  في وصف هوايتي الرياضيه, تلك كانت امنيه  , انما كل ما ربطني بكرة القدم كان هوايه  احببتها وعاشت معي  مثلما تعيش مع الكثيرين , وجنابكم الكريم يعلم  جيدا بأن  القلـّه من صبية العراق وشبابه شذوا عن غيرهم  في حب الرياضة , خاصة كرة القدم التي تحتل حيزها المتميز في القلوب .
 لو بدأتُ حكايتي بمرتع واماكن لهو طفولتي المبكره, فإن ضيق الأزقة المحيطه بكنيسة مسكنته في الموصل كانت تتسع لألعابنا البريئه مع اطفال بيوتات بيداويذ, وعبدوني ,و بهنو وعيسى ابونا وموسى شكوانا وأخرين  جاوروا جدران كنيسة المسكنته  في أواسط خمسينات القرن الماضي .
   عرفتُ كرة اللعب لأول مره , يوم كانت عباره عن كتلة قطع ملابس مهمله نكورّها ونلفها باشرطه مطاطيه  من تيوب اطارالدراجة كي تكسبها  حركه مطاطيه, لعبنا بهذه الكره في الازقة وفي الروضة التابعه لكنيسة مارتوما ( المسماة وقتها بالمدرسه التهذيبيه) , وروضة القديس عبدالاحد حيث كنا نلقي بها على بعضنا فتتلقفها الاكف والاقدام , لم أتعرف على الكره التي نعرفها اليوم الا عند دخولي مدرسة شمعون الصفا في العام 1956 عام العدوان الثلاثي على مصر, ولأني لم أكن يومها قد أكملت السادسه, رفض مديرالمدرسه المرحوم سعيد ججاوي قبولي في المدرسه , لكن حرص المرحوم والدي على عدم تفويت عام , لجأ الى محكمه مختصه وبشهادة اثنين تم تعديل عمري باضافة بعض الأشهر ليتم قبولي.
  مدرسة شمعون الصفا التي تاسست عام 1855 , من المدارس العريقه التي خرّجت آلاف التلاميذ , يقول الاستاذ بهنام سليم حبابه في واحده من مقالاته : ((كان عدد التلاميذ المسجلين منذ سنة 1926 في سجل القيد العام 4760 . وان اول تلميذ سجل منذ ذلك التاريخ عبد الاحد متي الريس(القوشي). اصبح بعدئذ محاسب مديرية طابو الموصل . كما داوم ابنه ايميل في المدرسه)).
  كانت كرة المنضده والطائره اللعبتان الاكثر رواجا في المدرسه لصغرالمساحه التي تحتاجها واللتان كانتا تقتصران على طلبة الصفوف المتقدمه  ,اما نحن الصغار, فكانت متعتنا اما بالتفرج أوبجلب كرة القماش خفية الى المدرسه لللعب  في فناء المدرسة اثناء الفرصه الطويله , مما كان يثير غضب المعلم المكلف بمراقبة ساحة المدرسه اثناء الفرصه لما كنا نسببه من ضجيج وزحمة التراكض, فكان المرحوم الأستاذ جميل قير يهددنا اما بضربات العصا, او بحرماننا من تناول وجبة التغذيه المدرسيه  في اليوم التالي.
 كان يوم الخميس آنئذ يوما وطنيا نرتدي فيه زي الكشافه لأداء تحية رفع العلم  وترديد النشيد الوطني مع  موسيقى وعزف كمان المعلم المرحوم يعقوب أسي ,وحال انتهاء مراسيم التحيه  ننصرف بكراديس منتظمه اشبه بالعسكريه الى صفوفنا , تلك كانت فعاليه عدا كونها وطنيه وانضباطيه, الا انها ساهمت في ترويض النفوس على حب الرياضة المقرون بحب الوطن .
بعد احداث مؤامرة الشواف في اذار 1959 , تدهورالوضع الأمني في الموصل  ليصبح قتل المرء اهون من ذبح دجاجه ,مما اجبر الاف العوائل المسيحيه  على مغادرة المدينه الى بغداد والبصره والى قرى سهل نينوى من ضمنها بلدتي القوش التي أعادنا الوالد اليها  بعد ان غادرها برفقة المرحومة جدتي (والدته ) وشقيقه المرحوم يلدا وشقيقته المرحومه آنو في 1929 بسبب ظروف ما بعد وفاة والده المبكر(جدي)  .
في 1960 التحقت  بالصف الخامس  في مدرسة العزه/القوش في عهد مديرها المرحوم الاستاذ ياقو شكوانا ,أما معلم الرياضه اضافة الى تدريسه مادة العلوم (الاشياء والصحه), كان المرحوم  الاستاذ حبيب صادق شدا المعروف بنشاطه وحبه للرياضة , مع ذلك لم يكن حال الرياضة في مدرسة العزه مختلفا عن مدرسة شمعون الصفا , لكنه إختلف  في ثانوية القوش التي انتقلت اليها عام 1962 , حيث اللاعبين  وتعدد الفرق الرياضيه  في عهدة 0الاستاذ بطرس قاشا) معلم رياضه مواظب ومهتم بكرة القدم و الطائرة والسله و المنضده وبألعاب الساحه والميدان كركض المسافات  وقفزالزانة والعالي والعريض والثلاثيه ورمي القرص والرمح والثقل, حيث انتعشت الرياضه في فترة ادراة المرحوم منصورأوده واهتمام الاستاذ بطرس  المنسب لتعليم الرياضه في الثانويه بعد انتقال المدرب بهنام فتوحي , والاستاذ بطرس حي يرزق اطال الله في عمره ما زال من مشجعي الرياضه في القوش ويمارس الخفيف منها حفاظا على لياقته وصحته .
  كان اغلب لاعبو كرة القدم في ثانوية القوش من أبناء قرية الشرفيه, ظاهره تبدوملفته للانتباه لو قورن عددهم القليل  بتعداد الطلبه من ابناء القوش, لست متأكدا إن كان وراء تميّزهم هذا  لياقتهم البدنيه الناتجه عن  قدومهم الى المدرسه ورجوعهم قاطعين مسافة عشرة كيلومترات اما مشيا او بركوب الدراجات الهوائيه , ام هناك اسبابا اخرى ,المهم  من بين لاعبي كرة القدم الذين أتذكرهم في الثانويه ,برخو اوشانا (حاليا كاهن ), ويونان ايليا وشقيقه, واللاعب يوئيل درياوش واخرون لا اتذكرهم لانهم كانوا اكبر سنا ً, اما اللاعبين من قطعي وصفي , كان صديقي العزيز الذي أفتقده دائما, المرحوم الدكتور الآثاري دانيال اسحق ( الملقب منـّو) الذي وافته المنية في لندن قبل سنوات , وهكذا الصديق الشاعر ميخائيل ورده الذي علاوة على اهتمامه بكرة القدم ,كان من الماهرين والموهوبين في ألعاب الساحة والميدان على مستوى ثانويات المحافظه والعراق ,فقد حقق في احدى مشاركاته عام 1966  تسلسلا مرموقا  في بطولة ثانويات المحافظات بركضة ال 5000 متر,  كما أتذكر ايضا  أشقاء اللاعب يوئيل درياوش, شموئيل وجبرائيل وفيليب من ضمن فريق كرة القدم , وهكذا اللاعب المرحوم دانيال خاميس  وشقيق له لا اتذكر اسمه , اما الصديق العزيز اللاعب يوخانيس شمعون من سكنة عين بقره , فقد تميز رقم قصر قامته بنشاطه وحيويته , إضافة الى اللاعبين ازريا كوركيس  واسحق لاجين  وسخو يوسب  .
 مقابل قائمة أسماء ابناء الشرفيه هذه وهي القليله من كثير , لم يكن في فريق ثانوية القوش لكرة القدم سوى لاعبين او ثلاثه من ابناء القوش لم يستمرا في مشوارهم , وهذا ما أكده الاستاذ بطرس بولص قاشا ,من ضمن هؤلاء الثلاثه كان الصديق الاستاذ منصور بطرس (بيجو) احد المواظبين على التدريب والمشاركه , والصديق  المنهدس الاستاذ عبد يوسف بوداغ, (التقيته مؤخرا في سندياغو)  الذي شاركنا  التدريب مرتين او ثلاث ونتيجة لاصابته ترك الكره,كما اتذكر ايضا مشاركة خاطفه للصديق الاستاذ صبري اسطيفانا(حاليا في القوش)  لم يستمر بعدها, معنى ذلك ان فريق ثانوية القوش في الستينات عندما كان يشارك في دوري ثانويات الاقضيه والنواحي , لم يضم اكثرمن لاعبين  من ابناء القوش بينما البقيه كانوا من قرية الشرفيه .
 في العام 1968 بعد تخرجي من ثانوية القوش, انتقلت  للدراسه في جامعة الموصل /كلية الآداب ,حيث اختلاف اجواء المحيط  كليا ً والمتعلق منها  بمستوى اهتمام الجامعه وكلياتها في النشاط الرياضي وحدة المنافسات التي كانت تتطلب المزيد من التدريب والالتزام  لدرجة إشغال الطالب عن دراسته ,لم تنحصر هوايتي في كرة القدم, فقد ازداد ولعي بكرة المنضده في الكليه بسبب  جودة المناضد ونوعية المضارب الراقيه علاوة على مجانية اللعب ,اما بخصوص كرة القدم, فقد بدأت منذ السنه الأولى  أشارك تدريبات فريق الكليه  بعد اقتناع المدرب (يونس) بقابليتي وبفضل تشجيع اصدقاءعرفتهم عن كثب في القسم الداخلي و في الكليه , كالصديق واللاعب  رمزي نوري البياتي  والصديق المرحوم اشمائيل زيا , واللاعب وليد ولسن , والصديق كوركيس يوسف, فاصبحت العب كمدافع  , وعندما استلم المرحوم الاستاذ كامل مشاط مهمة تدريب الفريق  (خريج المانيا )المتوفى منتحرا كما شيع فيما بعد ,كان لطيبة هذا الرجل وسمو اخلاقه تأثيرا محفزا على التزام اعضاء الفريق بالتدريب ,وبسبب جهوده تسلق مستوى فريق  الكليه الى درجة المنافس المقتدر .
 بدليل  أن فريقنا  في دوري الجامعه عام  70_71 , فاجأ الجمهور بالمستوى الذي قدمه في مباراته ضد فريق كلية الهندسه الذي كان يحمي شباك مرماه السيد روج نوري شاويس ,( اصبح نائبا لرئيس وزراء العراق الجديد ), لن انسى الهدف الجميل الذي سجله المهاجم رمزي نوري في مرمى السيد شاويس نتيجة مناوله سريعه  التقطها رمزي  مستغلا  بذكاء تقدم حارس المرمى  قليلا عن مرماه , فرفع رمزي الكرة فوق قامة السيد شاويس الطويله ليسجل هدفا رائعا  . 
و في مبارة اخرى  لفريق كليتنا مع  كلية الاداره والاقتصاد عام 1971, كان ابن عمي سعيد توسا, الساكن في اربيل ,قد اتى للجامعه لزيارتي , لم اعلم بقدومه , كان احد الطلبه قد  ابلغه باني في الملعب, فجاء يتفرج  لحين انتهاء اللعبه , حصل اثناء المباراة أن  كلفت بتنفيذ ضربه ,و بدلا من ان اضرب الكره بقدمي ,ضربت  نتوءا ترابيا لم انتبه له ,فتسبب في كسرمشط قدمي , والمفاجأه الجميله  كانت عند رؤيتي ابن عمي داخل الملعب يتفقدني  ويساعدني على نزع الحذاء , ثم اصطحبني  و صديقي رمزي البياتي الى باب لكش (بيت سيد توحي) المعروفين بتجبير الكسور, لكني لم اكتسب الشفاء الا في القوش على يد المرحوم  المجبـّركريم ياقوندا .
ومن  الطرائف الاخرى التي صادفتني ,كانت في احدى مباريات كرة السله بين فريق كليتنا  وفريق كلية الزراعه, وبسبب قلة الاحتياط, ناداني المدرب المرحوم كامل المشاط  لتهيئة نفسي للدخول بدلا من احد اللاعبين ,كان طلبه غريبا  لكني  لم استطع  رفض تنفيذه, فدخلت الملعب وفي غضون دقائق قليله ارتكبت خمس فاولات ليتم اخراجي . وفي مناسبه اخرى كانت في ركضة البريد  ضمن العاب الساحة والميدان , وبسبب غياب احد العدائين, طلب المدرب مني المشاركه, لكني هذه المره ساهمت مع زملائي العدائين في تحقيق المرتبه الثالثه من بين سبعة مجموعات.
وفي العام الاخير من دراستي الجامعيه, تم ترشيحي احتياط رابع  ضمن فريق منتخب الجامعه, ولكن لم يتسنى لي المشاركه  والسبب كان في طلب الوالدين رحمهما الله, والحاحهم على وجوب  نجاحي وتخرجي في الدور الاول  بخلاف ما حصل في السنوات الثلاث الماضيه ,فما كان مني الا الابتعاد عن الرياضه وعن بقية المشاغل للتفرغ للدراسه فقط,  فتحقق للوالدين ولي ما اردناه  في الدورالاول ثم سوقت بعدها  للخدمه العسكريه  سنه كامله , و بعد تسريحي  1973تم تعييني  مدرسا في شقلاوه فمارست فيها هواية القدم والمنضده مع طلبة الثانويه بشكل رغم محدوديته وتواضعه الا انه أسعدالطلبه  ومدرس الرياضه السيد محمد علي السماك .
في العام 1972, كان قد تم تاسيس نادي القوش الرياضي  بجهود الخيرين من محبي الرياضه والفن والثقافه , لذا كنت اقضي جزء من عطلة الصيف  في التردد الى النادي الذي نجح في خلق  واقع شبابي جديد في المجال الرياضي والفني  والفكري , فكانت لعبة الشطرنج  ضيفة جديده استقبلها الشباب وأحبوها بفضل ذوي الخبرة فيها.
في العام 1976 _1977 انتقلت وظيفيا من شقلاوه الى محافظة نينوى , ولنفس الاسباب(السياسيه) التي بموجبها صدر منع السفر بحقي ضمن مجموعة اسماء اخرى في القوش,  نـُسبتْ  للتدريس  في ابتدائية  قرية خورسيباط لمدة عامين , ورغم بعدها  عن محل سكني في القوش, كنت اركب باصين بكلفة  160 فلسا ذهابا وايابا , مما منحني فرصة المشاركه  في نشاطات النادي  ليتم اختياري مدربا لفريق كرة القدم في النادي لفتره لم تتعدى السنه , حيث لم تنفك سلطات البعثيين يومها من محاربة النادي وايجاد الحجج لتجميدنشاطاته  وإغلاقه بسبب ما كان يشاع عن تصاعد النشاط الشيوعي الشبابي فيه, الى ان تم اغلاقه بعد انهيار المسماة بالجبهه الوطنيه, فخمدت الحركه الرياضيه في البلده نتيجة تفرد اتحاد الشباب والطلائع  التابع للبعث في ادارة الشؤون الرياضيه , انقطعت بعد ذلك عن الرياضه خاصة بعد زواجي, عدا مشاركات قليله جدا مع طلبتي في ثانوية تللسقف التي انتقلت اليها لاحقا, الآن وقد كبرنا , لم يعد يسمح العمر باكثر من  رياضة ركوب الدراجه والذهاب مره اومرتين  في الاسبوع  الى مركز رياضي لاجراء تمارين الحفاظ على اللياقه  .
 أدناه احدى صور فريق نادي القوش الرياضي في العام 1978 .

 
الواقفون من اليمين:شوكت توسا مدرب الفريق, سمير حكيم, بافل بللو, فارس عوديش, نجمان شبو, ماجد شوكت, جلال حكيم, نوئيل عوديش مشرف النادي /ثم الجالسون من اليمين: ثائر وزي, فارس روفا , شوقي حيدو. فوزي بتوزا, نبيل كريش, كريم بتوزا والمرحوم  رباح رمو.
بكل ممنونيه أتمنى  ان اكون قد لبيت  طلبكم صديقنا العزيز جان يلدا .
حكاية العصفوره وطلبكم من وراء القصد

151
  الاجابه رقم 2 /  كــَســْر القلم لو زاغ َ خير من ترنــّح  صاحبه معه

شوكت توسا
  في اجابه رقم 1 على سؤال وجهه لي السيد ناصرعجمايا  (اين كنتم قبل نصف عقد من النقد... ) , أجبته باعادة  نشرمقاله  مرعلى نشرها اكثرمن نصف عقد بحسب طلبه, وهي واحده من ضمن عدة مقالات .
  في هذه الإجابه,اعتذر من القراء مقدما بسبب طولها اضطراريا, لاني سابدي رأيي في ما جاء بمجمل مقالاته الثلاثه, ولكن مقرونا بالدليل وليس بالحشو النعتي والتزامط الممل . 
 السيد ناصر عجمايا المحترم :
   حينما كتبت مقالي المعنون بـ "إرتداء قميص عثمان اشفع من شماعة التقمص بالأحمر",كتبته معبرا فيه عن رأيي النقدي في ظاهرة الخلط  بين الدين والقوميه , وبينهما وبين الماركيسيه (ثلاثيا او ثنائيا), أما ورود إسمك فسببه موضح ومشاراليه في مقدمة المقاله,لكن الورود البائس لردودك, اثبت لي باليقين حسن اختياري لاسلوبك كوسيله ايضاحيه ناطقه للنقد.
 بين تغنيكم بالشعارات والمواعظ ,وبين غياب مصداقية التزامك العملي بها كما سأثبته في كلامي , إتضح وجود شرخ كبير,كان الأجدر بك ان تحاول تفادي بعض مسبباته في ردودك إن لم تستطع شكر الذي أعانك على كشف ما عجزتَ عن كشفه ومعك مداحيك ,ولأن هذا الشرخ من صنع يدك ,شاء حظك وحظ مقالتي  ان تنكشف من حيث لا تدري حقيقة الشرخ بمساعدتك أنت ,و بمقدور ابسط من فينا قراءة حيثيات هذا الشرخ بالعين المجرده في مضامين كتاباتك فهي تنطق بكـّم حجم التزامك بالشعارات والإدعاءات التي تكررها كثيرا .
 مهما يكن , سواء كنتَ او غيرك من صفط  اسطر كلامك ونضدها ,ذلك لا يهمني مادامت   مذيله باسمك, الذي يهم فيها , هوحشوك الذي استبانت طلائع خوائه عند عتبات اهتمامك المتصدعه بنوع علاقتي بالشيوعيه,و بمحاولة اثبات شيوعية عائلتك وشيوعيتك,ثم بتصحيح اخطائي اللغويه, و تدني مستواي لعدم تمييزي بين  الماركيسيه والشيوعيه و بقوانة تمييز الزيوان من الحنطه ثم تعليمي الف باء الشيوعيه و تهمة تزويري لنصوصك,  وما الى ذلك من كلام محشو  إنكشف من خلاله أمر هذا الشرخ , وهل  اشرت في مقالتي الى انكارإدعاء شيوعيتك او شيوعية عائلتك, انما اشارتي كانت الى التــغنــّي بها , وهذا ما تأكد حتى في ردودك  كإعتذارك للقارئ عن جهلك بشأن انتمائي الحزبي من عدمه  ثم إفتائك  كما لو كنتَ امين سجل ارشيف اسماء الشيوعيين ,وهل يا ترى هناك اي تأثير لكوني منتميا او صديقا او حتى بعثيا عروبيا على صحة النصوص المقتبسه من كلامك من عدمها  كي تأخذك حمية الحشو الى نعت مستوى محاورك بالتدني , ما بالك لو قال احدهم بأن مستواك الراقي هو الذي ألهمك لنكران استخدامك كلمة عاهره بحق شعبك  أو لتغافل ستة مقتبسات وتكتفي بتعليقات بائسه على السبعه الاخرى, كيف يميز الانسان لون الكذب من الصدق  ؟ هل بقولك  انك اجبت على بقية الاسئله في اماكن أخرى لا ادري اينها!! وانت القائل بان السعاده ستفارقك لو كان النقد غير هادف ,,, يا سلام على  الهادف عندما يدفن الهدف تحت وسادة الحشو  .
 في الحقيقه اخي ناصر,بحثتُ عن سبب موجـِب يستدعي إستخدامك اسلوبك النعتي الهابط بحقي , فلم اجدك مهتما بحساب الردعلى اقاويلك, بسبب نشوة انشغالكم في جنينة التزامط  والتقاط المفردات المتعفنه من اخشاب الاشجار المتيبسه,  كاستخدام مفردة عاهره التي أنكرت استخدامها بحق تسميات ابناء جلدتك , أي اتهمتني بالتزوير المتعمد, في قولك((أنا لم أكتب عاهرة فمن أين وردتها في تساؤلك).
 لا  لم تكتبها أنت , لكن الحظ شاء كما تغرد ثومة الشرق, والآن تفضل  وأفتح الرابط ادناه بنفسك كي تتعرف مع القارئ على  هوية المزور وطبيعة الكذاب, ولا تنسى بأنكم القائل  لأحد كتابنا: ( القراء هم الحكم  على ألفاظكم  وحقدكم وسمومكم ) : http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=460480.0
    اخي ناصر نكران الجمائل صفة غير محببه , لذلك  علي ان اشكر أفضال هواياتك, اذ لولاها لما زاح الشك عني حول اسباب انزعاجك  الذي ليس لضغينتي اي ذنب فيه , انما تكرّمك في وصف مستواي بالمتدني جعلني ادقق اكثر وبحذرعساني افوز بقليل من شفقة  مستواك الراقي  .
 الشئ بالشئ يذكر كما يقال, وجنابك لا بد ويتذكرمداخلتي عام2015  بمناسبة وفاة المرحوم والدكم , حيث ساهمتُ  بكلمة مواساة عرفانا لعشرة عملي معه , ولأنه كان يعمل كفراش في المدرسه( العمل شرف), شربت الماء والشاي من يده بإحترام ليس اقل من احترامي لبقية زملائي لكبر سنّه, اخذك انزعاجك مني لأني ذكرت بانه عمل  فراشا في مدرستي, الى إنكار ذلك وتكذيبي فطلبتُ منك التأكد من اشقائك الذين كانوا تلاميذي, وأخيرا وبعداللتي واللتيا عدتَ بخفي حنين معتذرا بحجة انك كنت خارج بلدة تللسقف, أما لو تسألني عن سبب تذكيركم بذلك ,فهو اتهامكم اياي بتزويرالنص المقتبس من كلامكم باضافة كلمة (عاهره), هذا أولا, وثانيا إستشهادكم  بمقاله كتبها المرحوم الاستاذ جميل روفائيل في العام 2008, وثالثا اشارتكم الى تدني مستواي,ادناه مقتبس من مقالة الصديق المرحوم جميل روفائيل ذاكرا فيه اسماء شيوعين في تللسقف  والمهن التي كانوا يزاولوها  :
(( أسـماء أعضاء المنظمة القيادية كمـا يلي : مسـؤولها كاسب بسـيط ( يعيش حاليا في أميركا ) وأنـا محسوب عند اختياري على الطلبة ، ورزوقي يوسـف ( معلم ) وأنطون نعمو ( فلاح ) ويوسف أبلحدالخوري ( فلاح) وصادق عجمايا ( فراش مدرسة أي عامل ) وثلاثة معلمين .) انتهى. .
    ماذا تترجى الآن مني او من القارئ بعد مقارنة  الصورتين , صورة انكارك استخدام كلمة عاهره , وصورة تكذيبك قولي في العام 2015  حول مهنة المرحوم والدك , فاضحا نفسك بنفسك في استشهادك بمقالة مكتوبه عام 2008  , اي قبل كتابة مقالتك حول المرحوم والدك بسبعة اعوام , لكنكم إنزعجتم واستنكرتم ما قلته لكم, لذا انكارك استخدام كلمة عاهره ليس بالأمر الغريب .
 في مقدمة هذا المقال أوضحت  باني سارد لكن بالأدله سعيا مني لرد  بضاعة النعوت والاتهامات الى مطلقيها بطريقتي خلافا لبطلان الطريقه التي تتبعونها,كي أثبت لك و للقراء, بان الأمانة والمصداقيه في واد وانت تغني وتتغنى في واد اخر, لذا اخي ناصر لستم مطالبون بالاعتذار, يكفيني حسن أدائك الطوعي لمهمةعزل الزيوان عن الحنطه فقد كفيت ووفيت  .
   وعندما نقول : "هذا الرجل المتدين يستخدم  شماعة الدين لمآربه". هل في ذلك إهانه للدين  أم فضح وتعرية المتكلم باسم الدين؟, و جنابكم إتهمني بأهانة الماركيسيه لاني قلت بانك تستخدم  شماعة الماركيسيه , فعدتم  بخفي حنين كما هو حالكم دائما.
  أما انبهارك بكشفك خطأ املائي في كتابة كلمة الماركيسيه بالياء, متوهما بأنك في ذلك ستغطي على ما تسميه انت بالخرتكيشن . كان عليك كما يفعل اي كاتب يتحمل مسؤولية ما يكتبه, ان تتأكد من اوجه استخدام كلمة شماعه ومعانيها  قبل الإفتاء , ثم مالذي يمنعك عن التأكد من حالات جواز استخدام حرف الياء كما في كلمة الماركيسسيه  بدلا من حركة الكسره, أوحرف الواو بدلا من حركة الضمه ,أ و حرف الألف بدلا من حركة الفتحه  في الكلمات الغير العربيه ,ما بالك يا  لو قلتُ المَرقـُسيه بدل المَركسيه اوالمارقسيه بدل الماركسيه, او المَرقوسيه بدل الماركيسيه,هل ستسأل سيبويه في هذا الصدد  قبل سحب رخصة الكتابه مني ؟

في نعتك الذي لا يميز بين الماركيسيه والشيوعيه بالعــار,كلام غير مسؤول  , لانك بقلمك لوثت جلبابك في قولك: (...دون أن يفرق  بين النظريه الماركسيه العلميه وبين النظريه الشيوعيه في مراحل تطورها ). لست انا الذي لايفرق اخي, الدارج علميا و سياسيا وفلسفيا وحتى لغويا هو ان الشيوعيه نظام لحياة مجتمع وليس نظريه كماتنظــّرون , والشيوعيه هي  خلاصه عمليه لنظرية علميه اسمها الماركيسيه يــُبنى فيها نظام اجتماعي على اسس قوانين اشاعة الملكيه بعد مرحلة تطبيق الاشتراكيه التي تسبقها فوضى ارهاصات مرحلة القوميه والدين ثم  مرحلة اللاقوميه واللادينيه, وإجتيازهذه المراحل لبناء النظام الشيوعي يتم بحسب نظريه اسمها الماركيسيه .
   وفي مكان آخر, يأخذك  قلمك الزائغ الى اتهامي باني اكتب بتوجيه من جهه وقصدكم زوعا لاني تطرقت الى ندوة السيد يونادم  في مقالي, عجبي منك, لمَ لا تكون تلك الجهه شيوعيه مثلا, او كيان ابناء النهرين , هؤلاء ايضا ذكرتهم كامثله في مقالتي, أما لوصحّ إدعاءك باني اكتب بتوجيه من اخرين , فهي ليست تهمه  انما عيب وعار يلاحق الكاتب اينما حط ومهما كتب , وجنابك لست مجبرا أن تصدقني  لو قلت لك بان من ضمن الاخوه الذين عاتبوني على اتخاذ اسلوبكم مثالا لموضوع مقالي , هو كاتب منتمي لزوعا, اضافة الى اصدقاء اخرين نصحوني  بتفادي وجع الراس الذي يسببه بؤس حشوكم , حتى في هذه تثبت بانك تخادع نفسك , وإن حصل ومررتها علي, هناك قراء كما تقول سيدلون برايهم ويميزون في حكمهم كما تقول بين الصادق والكاذب , لذا عليك ان تحسن اختياركلماتك وتهذبها وتبتعد عن وصف الاخرين بنعوت تافهه هجرها الواعون المتعلمون منذ فتره طويله بسبب بؤسها  من قبيل الضغينه والطبالين والمتاشورين ومتنديّي المستوى وقائدك الاوحد كنا, والعاروالعاهره, نعوت اراها  كخيوط شبكة عنكبوت مبعثره  تتوارى تحت المداس بمجرد نفخة دخان سيكاره , وعندما تقول بانك لا تريد ان تجرح مشاعري بوصفي بكذا وكيت, انت حر في استخدام ما يقوى على رسمه  قلمك , ولكن ليكن بعلمك ان الكلمة التي تجرح مشاعري هي  تلك التي تصدر عن شخص فرض علي احترامه بصدقه  ورزانته الفكريه.
 من جانبي أديتُ الذي عليّ بما تمليه  وجهة نظري الشخصيه , معتذرا  للقراءعن ورود اي كلمه مخدشه  , تبقى جمالية النقد وفائدته في اقترانه بالحجه والكلمه المهذبه  , كما اوجه شكري للزملاء والاصدقاء الذين بدوافع نبل محبتهم وحرصهم تفاديا من وجع الراس, أسدوا النصيحة مشكورين . متمنيا ان يكون هذا أخر رد , لان تكراره سينقلب الى ثرثره  في سوق الصفارين, والحليم العزيز تكفيه الأشاره.  ثم الختام  بخاطره عابره :
  كان لي صاحبا موصلياً( مارديني الاصول) مولع بإقتناء الكتب والحيوانات الأليفه متأثرا بوالده ,مع تقدمه في السن بدأ يتحاشى الضوضاء مفضلا الانزواءفي الاماكن الهادئه,واذا به احدالايام يتمشى بطول قامته المعتدله في سوق الصفيّغين (الصفافير) مما اثار استغراب وحفيظة معارفه حين شاهدوه, فأتاه احدهم وهمس بأذنه: اشنو محّد  نصحك؟!! لم يردعليه لانه لم يسمعه من شدة الضجيج, وفعل ثان وثالث ذات الشئ , فلم يجبهما لنفس السبب,وحين خرجوا من السوق باتجاه باحة جسر البلديه ,ناداهم صاحبنا وسألهم ماذا كنتم تريدون في همسكم؟ أجابوه : استغربنا وجودك وسط هذا السوق, فهمسنا  كيف لم ينصحك أحدا.! أجابهم:  لم أسمعكم بسبب ضجيج الطق والدق على أذنتيّ , أما سبب دخولي الى صخب وضجيج هذا السوق فهو الحاح ابن حلال على ان هناك أناس تستهوي ضجيج الصفار وتستمتع سماع موسيقاه,لذا جرّبت  هذا الضجيج بعد قطيعه طويله . ثم ودّعهم صاحبنا بعد ان شكرهم قائلا:  قررت من الآن فصاعدا ان أضع كاتمتين في أذني ّ ولو اقتضى الامر ساعصب عيناي بعد هذا الصداع الذي سببه لي ضجيج سوق الصفيغيــّن, كي لا  اسمع ضجيج الصفار ولا ارى ما يفعله  .
 الوطن والشعب من وراء القصد

152
إجاباتي على  اسئلة الاستاذ ناصر عجمايا وبكل سرور_اجابه رقم 1

شوكت توسا
ردا على مقالتي الاخيره , كتب الاخ  عجمايا  مقالة عنوانها(( السعادة لا تفارقني بنقد هادف من اي كاتب, الاستاذ توسا نموذجا))  حقيقة لا اعرف كيف اربط سعادته, هل بنموذج نقدي الهادف , ام بما كتبه ضمن مقاله, المهم قرأته وساترك امر تقييمه للقارئ, ولكن لانه في مقالته يتساءل موجها سؤاله لي: (( نسأل الأخ العزيز الأستاذ شوكت أين كنت كل هذه المدة بعيداً عن النقد الهادف والمطلوب ، ككاتب حريص على القلم النظيف الهادف والخادم للمثقف والكلمة الحرة الهادفة للقاريء العزيز؟! ، المفترض للنقد الموجه المتجدد والمتطور والمرحب به ؟!، والمنصب والمعزز بوقائع على الأرض بعيداً عن التصيد والتقنص هنا وهناك؟)) انتهى المقتبس
سأجيب على  تساؤلاته الاخرى ايضا و بالتسلسل ,و بالطريقه التي  ترضي  الساعي الى الحقيقه  واعتذر إن كانت ستثير انزعاج الاخ ناصر اكثر.
قبل نصف العقد الذي تسأل عنه  يا استاذ ناصر  و بتاريخ 26 اذار 2011  كتبت ُ مقالا تحت عنوان :

(( الى سندياغو  رحله قوميه مريبه بسفينه مذهبيه مهيبه))
 كيف لا يقلق الإنسان وأمامه ترتسم صورتان متناقضتان من داخل بيته , إحداهما تجسد لم شمل العائلة عند النحيب على فقدان المحبين  ,و أخرى يدير الأخ  فيها ظهره على نداءات إخوانه لإنقاذ وحماية المتبقين .
   تكـــرّمت أقلام  ٌبقول ما لديها حول المؤتمر (الموصوف بالنهضة الكلدانيه) المزمع عقده في مدينة سندياغو الأمريكيه,إلتقت الآراء عند أمور وأختلفت على أخرى,كان الأجدر بالذاهبين دراستها مسبقا ,في كل الأحوال الواجب يحتم علينا الدعوة لرحلتهم المؤتمريه بالنجاح في خدمة وحدة شعبنا وليس في زيادة  إذلاله من جديد تحت وطأة سوط منابر المذهبيه الكنسيه.
 لو جاز الإفتراض بأن الحماس المتشنج كان وراء تغافل النقاط التي سنأتي اليها, وهم من أخذ على عاتقه  قيادة ما يصفونه بالنهضه (الكلدانيه), فقيادة مثل هكذا نهضه يترتب عليها إستحقاقات والتزامات , أولها رد الإعتبار للشعب الذي  أكد رفضه لكل أشكال ومحاولات تقسيم شعبنا وقد مارس هذا الرفض اكثر من مرة في إنتخابات  أخفق فيها عشاق الأسم الأوحد  ومنظري المذهب الممجد .

    إعتراف الإنسان بقصورأدائه وطريقة ترويض دوره  لقيادة  أي نهضه ليس بعيب, نقول هذا ليس إنتقاصا بأحد و الأدله التي لامجال هنا لتفصيلها هي حجة زعمنا , نقتطف منها التذكير بهواية  التقلب المتناوب  بالمواقف و بتكرارخيبة خطاب الإستنجاد المأطر بالمديح الزائد للأخر مقابل التسويق المستمر للخطاب المستهجن تجاه أهلنا,هذه الممارسات بحد ذاتها  تتنافى و ثوابت الإرتقاء الى مهام  قيادةالنهضة المدعاة , أي يفترض معالجتها بالذهاب الى بدائل تصحيحيه  و ليس بالعودة  مرة أخرى  الى وضع الكلدانية ونهضتها القوميه المزعومة بأيدي قساوسة كنيسة مذهبيه ( مع أحترامنا لدرجاتهم الدينيه) في سندياغو وليس في تللسقف او صوريا  , ظنا منكم أن جرعة الحنظل هذه ستزيح مرارة سابقاتها, كلا هذا لا يصح , لأنه لا يتماشى وتجارب الأقربون ممن سبقوكم , كما يتعارض ومقولة الفيلسوف جبران خليل جبران في كتابه العاصفه((لم يهبط يسوع من دائرة النور الأعلى كي يهدم المنازل ويبني من حجارتها الاديره والصوامع ويستهوي الرجال الأشداء كي يقودهم قساوسه ورهبانا..)).
 
 وإذ نحن  طالبنا وسنطالب بسبق دراسة أسباب الفشل  قبل الذهاب معه أبعد , تطلون علينا اليوم بإصرارعلى توسيع الشق في ظل فعاليه يقودها تمرد مذهبي  كما يروج عنه ,هل هذا ترقيع للشق ام إمعان في توسيعه , لذا لزاما علينا  قول ما نراه ضروريا قبل ان تختلط الأمور ويضيع الخيط والعصفور ,وإلا فالعجالة والهيئه التي حيكت بها فكرة المؤتمرتثير تساؤلات ليس من السهل إختزالها في نعتها بالمعاديه والحانقه على المؤتمر , نعم لكم أن تفصحواعن  نياتكم و تحكوا بما يطيبكم عن قومية نهضة هذا المؤتمر لكن  ما سيحكيه صوت العقل عن مؤتمر كهذا هو خلاف ما تتمنوه , ومن دون الحاجه لوضع المؤتمر تحت عدسة تقييم المؤتمرات القوميه المراد لها النجاح ,لا يمكن إعتباره قوميا , بل المنطق سيصفه بالفرصه التي إقتنصها  من يهمه توجيه رساله مذهبيه كنسيه من سندياغو الى شيكاغو ثم الى بغداد , إذن ألسنا بذلك مساهمون في المزيد من تعرية جسدنا أمام سيف المذهبيه المثلوم الذي امسكت به وما تزال  تضغط  على مقبضه رموز المذهبيه الكنسيه المتصارعه ؟.
 
  لابد ان المشاركون يدركون جيدا اهمية النقاط التي سنعرج عليها ,لكن  فعل التشنج و الإخفاقات المتتاليه على ما يبدو  قد جرت الداعيه  القومي العلماني  الى خشبة التخبط (خاصة اليساري) الذي رشحه عجزه عن إستقلالية إدارة أدائه القومي ميكانيكيا وفكريا وماديا ليصبح فريسة يسهل أصطيادها بعين الطعم  المذهبي الذي إبتلعه قبله الأخرون.
 
 كثيرة هي مآسي شعبنا القوميه التي كان تعويلنا  فيها على حشر رموزمذاهب الكنيسه  في شأننا القومي أحد أسباب نكساتنا  ,واليوم اذ ننتقد ونحذرمن عواقب تكرارذات الخطأ , إطلاقا ليس للحط من عزيمة المتحمس لعنوانه القومي وإعلاء شأن الأسم الذي يرتأيه , بل خوفنا من الوليد الخدج الذي ستنجبه لنا زيجة المنادي بالنهضة القوميه  مع شهوة رمز الدين الكنسي في صراعاته المذهبيه , لسنا هنا بصدد  تقدير مدى حرص الرمز المذهبي على كنيسته فذلك شأنه ,لكننا على علم  بقدراته (الماليه)  في تمويل مؤتمر ليته حمل عنوان النهوض بمذهبه  و ليس بالكلداني القومي  .
 
 لرجل الدين  كل الحق في قيادة نهضة  لاهوتيه/تعبديه/ طقسيه/مذهبيه , فهذا شأن مؤسسته وواجبه, أما غير ذلك فالناس إعتبرت من التجارب بما يكفيها  لتفقه الأمور وتميز بين ما يسعى اليه المذهبيون وبين ما يتوجب على الناهض القومي,لذا عليه  ان  ينتبه .
 
 تساؤل فني آخريفرض نفسه : كيف يستطيع ( ولا اقول كيف يحق لـ ) رجل الدين  إدارة مؤتمر قومي (تسموي قومي أحادي ) كلدانيا كان ام اشوريا ام سريانيا ؟ في حين كلنا يعرف حدود سقف مهمة رجل الدين ومذهبه ( كاثوليكي, نسطوري, ارثدوكسي, يعقوبي ..الخ ) , ونعلم يقينا  بان كنيسته المذهبيه (الكاثوليكيه على سبيل مثال) فيها من يعتبر نفسه اشوري  او  سرياني او عربي او كلداني  او فارسي او تركماني او كردي او او او , لذلك  يصعب علينا تصديق بدعة ان المؤتمر هو للنهضة القوميه الكلدانيه ,  ليس لأننا نستكثر هذه النهضه على أحد, لكن تاريخنا وتجاربنا  تثبت عقم وسذاجة هذا التسليم ,لا بل عقولنا تستهجن كل تبرير يساند مثل هذا الطرح السطحي.
  في كل الأحوال,حاشانا من التشفي والتملق  ,الوقائع  تؤكد بان مؤتمرا يتمترس وراءه عقل مذهبي  ,مهما حاولنا إلصاق صفة القوميه به, فهو عاجز عن الإتيان بما يحقق لشعبنا تطلعاته ,ولو تم تمريره فسببه تخبط  المعنيين و ليس عجزنا عن قراءة ما يخفيه المؤتمر وراء عنوانه وجغرافية مكان عقده  وطريقة إنتقاء المشاركين  فيه .
عودة الى النقاط التي إفترضنا انها قد فاتت على الإخوة أو تم تغاضيها لسبب ما :
1_ بعيدا عن  الذم او القذف, المعلن عن المؤتمر يشير الى أن أغلب الحضور لم يثبتوا في سابق طروحاتهم  سوى عشق التسميه الأحاديه وهواية القذف بالأخرى, مما غيّب عنهم الحس الوحدوي المشفي لغليل شعبنا الذي أثبت في الأنتخابات بأنه مع كل من يعمل على وحدتنا ؟ فهل ستعملون عليها؟
مع الأسف أشك في ذلك لأن الدلائل تنبئ العكس , اللهم إلا ان كانت الهداية قد تجلت , وإلا فالمؤتمر سيكون بمثابة جرعة منشطه  لفايروس التقسيم والإنعزال خدمةً لمن لا تعنيه وحدةشعبنا القوميه في وطنه العراق ,  انا لا أنفي ظهورأصوات  بالضد من هذا المنحى في المؤتمر,لكن واقع حال المؤتمرهكذا, و مخادعة النفس في قراءته بشكل مغاير لا تصح  ما دامت مخيلة الداينمو المدبر تتحكم فيهارغبة عارمه في تحقيق مكسب وشهره مذهبيه  سبقه فيها غيره.
2_ سؤال  موجه لكل سياسي قومي ومثقف علماني , أ يصح وصف مؤتمر بالقومي , سواء كان اشوريا او كلدانيا او عربيا , تديره ماليا وفكريا وجغرافيا  مؤسسه دينيه مذهبيه محليه,ناهيك عما يروج حول إنفصالها عن المؤسسه الأم ؟
وهل فاتنا  ان  في كنيستنا الكاثوليكيه من الاشورييين  مثال موديستو  وترلوك وسانو زيه في كاليفورنيا  و من العرب كما في الموصل  وبغداد ودمشق و بيروت والقاهره واماكن اخرى؟أم أننا بصدد عقد مؤتمرات لاحقه  لنهضة الاشوريين والعرب والتركمان والاكراد من المنتمين الى كنيسته الكاثوليكيه؟
3_   غريب أن يتناسى الإخوة بهذه البساطة كم باهضا كان ثمن تذبذب  خطاب الداعيه الكلداني عندما  كان يتأرجح  ما بين الإصغاء لما تمليه قيادة كنيسة المذهب  تارة , وبين رسائل الإستنجاد بأحزاب قوميه من خارج بيتنا تارة أخرى , ثم  الذهاب  بالكلدان الى قائمة الشيوعيين لتعقبها مباشرة  قفزة العريض الفاشله الى قائمة المجلس الشعبي ثم الأنشطار , واليوم نعود الى المربع الصفر من جديد وربما للمزيد من الأنشطارات.........  هل هكذا يكون التصحيح؟ أم تريدوننا قلب الحقيقه كي يليقكم التقييم؟
4_  كنت اتمنى أن أقرأ غير ما كتب  في تبرير عقد المؤتمر في سندياغو, لان عقده في إحدى دور او كنائس بغداد  او باقوفه  او صوريا  كان أسهل بكثير  وذي معنى أرقى  وبحرية وإستقلاليه أوفر,  ولأكتسب حديثنا  منحى غير هذا الذي نحن فيه.
5_  أقل ما  كان مطلوب من الإخوة , هو طرح ألأخطاء على البساط  بجرأه  وما أكثرها( كلنا يخطأ)  بقدر كثرة الكتابات والتصريحات المجحفه بحق أهلهم وذويهم  لمناقشة مردوداتها السياسيه والأجتماعيه   كي لا يلدغوا من نفس الجحر  .
 نختم كلامنا بعد المعذره على الإطاله لنقول, شخصيا أشك في نجاح مؤتمر قومي تبذخ عليه نزعة المذهب وكبريائها , و يشاركها من يتعالى على الإعتراف بالخطأ والإتعاض من أخطاء الذين سبقوه .ولأنكم أهلنا وأخواننا ومعارفنا واصدقاءنا  وسنبقى هكذا مهما إختلفنا ,لكننا سنأسف  كما تأسفنا في السابق على جهد أسرفتم به كانت نتيجته كما رأيناها بأعيننا, و لا نتمنى ان يذهب عناءكم ذرالرياح  مرة أخرى .
الوطن والشعب من وراء القصد


153

 
الاستاذ ناصرعجمايا المحترم : ارتداء قميص عثمان أشفع من شماعة التقمص بالاحمر
 
شوكت توسا
في  شمـّاعة الماركيسيه  الشيوعيه الحمراء مقصد كلامنا كله,  بعيدا عن الشخصنه  التي لن تفي بالغرض الذي نحن بصدده  , والاخ ناصر كونه ينفرد من بين كتابنا  في تغنيه بهذه النظريه  بما يفوق المعتاد حبتين  كلما زاد الثقل حبة على ما يتحمله , حيث مبسبب شدة تعلقه  بهذه الشماعه ,بات يصطحبها  معه حيثما طرق بابا , اذ بدونها لن يخفف عنه أحدا وعن مثاقيل تنظيراته القوميه  التي رفرفت راياتها تحت قبة الكنيسه , لنتخيل تنافر الثلاثيه (الشيوعيه, القوميه, الديانه) ونتخيل مثقفا ماركيسيا مهما تواضعت ثقافته, يجمع الاسود والابيض والأحمرسوية بهذه السهوله, في حين انهمك الفلاسفه والمفكرين  في بحث مفاهيم النظريه على اساس عمقها  ورقي مفاهيمها وما زالواينظــّرون  ويختلفون حول سبل تطبيقها لبناء الشيوعيه المنشوده ,رغم ذلك, هناك من الماركيسيات ما هو بديهي وشائع  يحتم على الميّال للنظريه أوحتى المنبهر بها  ولا اقول الملتزم بها , مراعاتها عند صياغة رأيه .اما نقد حالة عدم مراعاة هذه البديهيات , فعلى الناقد  ان يميز بين الملتزم برقي هذه النظريه  وبين من يتكلم  تحت عنوانها بعاطفية الانبهار بوهجها.
   نحن كقراء  نكتب وننتقد بموجب ما نتمنطق به وما تسمح به آداب الحوار ,لذا إخترتُ لممارسة هذا الحق ظاهرة التغنــّي بالشيوعيه ,لكن ليس بعجالة الذين يحمــّلون الفكر الماركسي  وزرما يحكيه الاخ ناصرمثلا,  قبل التأكد من عافية انتمائه او تأييده للنظريه و مصداقية كلامه القومي , و ليس دفاعا عن الذين يطالهم شطب كاتبنا  بحق موفقياتهم  ,ربما سيتحقق نسبيا وبشكل تلقائي  جزءً من هذا الدفاع عند تمحيص ايحاءاته  التي  يدعي فاعليتها ويعزو حقيقتها الى مناهل الفكر الماركسي  خاصة حينما يتعلق الشأن مثلا بـنقد (زوعا) أوبتسميتها الأشوريه التي تشكل في نظره الفوبيا اللاغيه للتسميه التي يودها,نعم له ان يتخيل كما يشاء , وهو حر في ترديده بان الاشوريين قد انقرضوا عن بكرة ابيهم معتبرا انقراضهم  فاتحه خير لانبعاث الكلدانيه ,وحرايضا في انضمامه الطوعي الى فصيل المستخدمين لمصطلح المتأشوركتهمه ضد المؤازر والمنتمي للحركه ,لكن ان تتلعثم هذه الحريه  فيتناسى بانها, اي الحركه, لولانشوئها ومسيرتها  قبل وبعد 2003 ,  حتى في حال طغت اخفاقاتها على موفقياتها  كما يتصور البعض, لكنها قدمت لشعبنا بما  قدر لها نضالها  واجهة سياسيه قوميه ووطنيه بكافة مسمياته ,لولا ذلك ما حظيت الكلدانيه  بمعرفة واهتمام محبيها ومن ضمنهم كاتبنا, تلك حقائق لو كان القومي العروبي او الكردوي والاسلاموي لا يروقه ذكرها, على الشيوعي ان يكون في مقدمة قائليها حتى في نقدها  .
      هكذا وبشواهد  قليله , لكن تجلياتها تتضح في كتاباته القوس قزحيه الناتجه عن تعدد هواياته و تبعثرها بين الانبهار بالامميه وبين الحشو الآلي لخبطة الدين بالقوميه , فتتوزع الأحكام يمينا وشمالا متعثره, تارة بعدم موفقية  السيد يونادم في ندوته المقامه في القوش إرضاء لاحدى هواياته ,وتارة اخرى بإخفاق بيان كيان ابناء النهرين (المنفصل عن الحركه) ,لم يسلم من قلمه الشاطب حتى مناضلي الشيوعيه المضحين بايمان من اجلها لمجرد إدلائهم بحقائق تستفز مخيلته  القوميه , والقائمه تطول لتشمل كل من هو خارج التغطيه التي يريدها , إلا اللهم موفقيته  فهي المصونة( قوميا وشيوعيا ودينيا)  دون غيرها لأن تحقيقها تم  تحت قبة الكنيسه وفي مثوله وادائه قسم الانجيل امام المطران سرهد جمو !!هل حقا بهكذا ممارسات وتمنيات  مسنوده بالادعاءات الفضفاضه تتحقق الشيوعيه وتنتصر الكلدانيه وترفرف رايات المسيحيه , أم ان هنالك خللا من الاجحاف ان ننسبه  الى الفكر الماركسي , وعليه, الذي نرجوه من كاتبنا هو مواجهة ظاهرة ملاحقة الشك لكتاباته ولغلوتشبثه بشفاعة  شماعة الماركسيه و الوطنيه والتقدميه كلما  حصرنفسه في زاوية , وإلا فقد سئمنا  ومللنا الخبطات السحريه التوهيميه على شاكلة  صنع عجينة البيتزا بوضع الماء المغلي في الهاون والدق عليه ساعات متخيلا وجود ملح وطحين وتوابل في الهاون , وعندما نطالب بالكف عن هذه العبثيه  نصبح غير موفقين و متأشورين .
   لقد صادف وحصل لي شرف مهاتفته  بعد رساله استلمتها منه يطلب فيها  رقم تلفوني , ولأني اقدر فيه كثرة تحدثه عن حرية ابداء الراي واحترامه لها , وجدتها فرصة أوصل من خلالها  رأيي فيما يكتبه, ليس كواعظ ابدا,انما  كتلميذ  يتنطر معلومة تغنيه  او نصيحه مسؤوله تعلمه كيف ينقد ويضمن احترام عقل القارئ في نفس الوقت, كنت  في كلامي أتوخى الارتقاء بحديثنا الى حيث يتوجب , لكنه فاجأني بسؤاله عن التسميه القوميه التي أفضلها,الاشوريه ام الكلدانيه,  وكأني به يود التأكد إن كنتُ من فصيل المتأشورين المغضوب عليهم ام من الكلدان الموالين لماركيسيته , فأجبته, ان كانت التسميه تشكل في نظره مشكله,فان الماركيسيه لا تسمح للشيوعي إطلاق الكلام المزاجي على علاته وبعواهنه , فهي لا تتعامل مع لون الانسان وعرقه وتسميته ودينه , بل تعتبره الرأسمال الاثمن من اي مقدس اخر ,دع الناس تتأشور وتتكلدن وتتسرين كل حسب قناعته دون الذهاب بنا الى صراعات باهته , لان خراج الغيمة كما يقال سيكون بالتالي من نصيب الحقيقة  وانسانها شريطة ان نفقه ضرورة الاهتمام بإنساننا فهي الوسيله الكفيله  لبقائه   .
  الآن, من اجل اطلاع القارئ الكريم عن كثب ومشاركته في التقييم ,ليسمح لي  بقليل من وقته  كي أعرض و باللون الاحمر مقتبسات  نصيه  تدلنا الى مدى جوازية تحميل الماركيسيه وزرما يقوله,كما سأعلق باقتضاب على كل مقتبس   :
1_((رغم اختلافي مع الاخ والزميل توسا في بعض الامور الفكريه, وخصوصا بالتسميه الهجينيه المبتكره مؤخرا,ضمن نوايا معروفه للجميع  الا وهو الغاء وجود شعبنا الكلداني الاصيل لجعله طائفيا تابعا للاشوريه, رغم اندثار وانتهاء الاخيره,بعد سقوط امبراطوريتها عام 612  قبل الميلاد,نتيجة تحالف الدوله الكلدانيه البابليه مع الفرس, ونترك هذا للتاريخ وتقلباته التاريخيه الموضوعيه)). انتهى المقتبس.
  الاخ ناصر يعتقد بان الخلاف على التسميه هو أمر فكري وان الاشوريين مندثرين منتهين , هل في هكذا اعتقاد اي رائحه  ماركسيه؟ .
2_ (( الكوتا في قانون انتخابات برلمان العراق جاءت بصفه دينيه وأعتبر شعبنا مكون مسيحي على اساس ديني وليس قومي  وهذا طبعا غير مقبول ولا بد من تعديل القانون بحيث تكون الكوتا الخاصه بشعبنا ذات صفه قوميه وليس دينيه )) انتهى المقتبس.
 شخصيا لم أقرأ لماركسي يدعى بناء النظام الشيوعي على قاعدة  تصنيف الشعب  الى اعراق واثنيات واديان ومذاهب ,الذي أعرفه هو رفض الشيوعي لذلك , اي عليه ان يقترح ويبحث عن الية لإلغاء المسماة بالكوته كيفما كانت صفتها ,والا سيكون اشتراك الشيوعي في فعاليه اسمها كوته مسيحيه امر دارج؟؟ .
3_  ((لاننا شعب كلداني متكون من الاسلام والمسيح ولا دينيين ملحدين وغير متدينين,لاننا نؤمن ايمانا قاطعا, الدين وكل الاديان ليس لهم علاقه في القوميه)).
 وعن انتخابات 2014  التي رشح نفسه فيها يقول : (اليوم شعبنا المسيحي عامة في امتحان  اختيار الأنسب) انتى المقتبس .

 إن كان شعبنا الكلداني يضم المسلم والمسيحي والملحد واللا ديني , لماذا  نطالب الشعب المسيحي حصريا باختيار الكلداني الانسب ,ماذا لو وقع اختيارالاغلبيه على مسلم معمم  مناسب يدعي الكلدانيه  او على ملحد مثابر نذر نفسه للدفاع ليس فقط عن الكلدان بل عن الاشوريين والسريان  ؟ هل هناك ما يمنع من وجهة نظر كاتبنا؟ ام اننا بصدد تحقيق راي الاخ ناصر كي نشهد معمما او ملحدا يقود  الرابطه الكلدانيه .
4_  ((سيرة ومسيرة الاخ ريان ومكتبه , ذلك من خصوصياته الخاصه وعمله وعلاقاته الوظيفيه المطلوبه وفق حساباته كمستشار لشؤون المصالحه الوطنيه في السلطه العراقيه الحاليه, ولا علاقة ذلك بقائمة بابليون إطلاقا, لان قائمة بابليون لها خطها الانتخابي والسياسي ونظامها الداخلي  وبرنامجها الخاص بها)) انتهى .
طيب, من الذي وضع لهذه القائمه الوطنيه  خطها السياسي الوطني القومي ونظامها الداخلي وبرنامجها
5_ ((...وبعد دخولي بقائمة بابليون الكلدانيه  الوطنيه, فاتحتني العديد من القوائم (كوتا المسيحيه والقوائم الوطنيه المتعدده) لترشيح نفسي , لكني أصريت بعدم تغيير قناعتي حفاظا على التزامي بالكلام )) انتهى  .
 من هذا العديد المتعدد من المفاتحات , بودنا التعرف على الاقل على اثنتين من تلك القوائم الوطنيه  التي فاتحت الاخ ناصر كي تتحقق المصداقيه والصلابه والحريه التي يتكلم عنها استاذنا .
6_ ((..عدم زج الدين  بامور قوميه وتنسيب وجودنا الانساني على اساس ديني طائفي , كون وجودنا قبل تواجد الدين ....., المطلوب ترك الامور الدينيه لرجال الدين ونحن شعب متكون من مجموع القوميات المتآخيه)) انتهى المقتبس .
  يوصينا الاخ ناصر بترك الامر الديني لرجل الدين , لكن نهضته القوميه لم تستيقظ و لم تنطلق الا  بمثوله  أمام رجل المطران  سرهد جمو وأداء قسم اليمين, ايهما نصدق ؟  .
7_ ((.....لكننا ضد الوحده المفروضه بتسميه هزيله و رذيله وباليه وعاهره)) انتهى المقتبس  .
 الاستاذ ناصريعتقد او يتخيل اندثارالاشورين وانقراضهم عن بكرة ابيهم  ,لكنه يتعب حاله ويتعبنا  بتخيلاته عن الوحده مع شعب منقرض؟ ثم لا ادري هل خلت القواميس من مفرده  مقبوله سوى من كلمة عاهره؟
8_ ((....ومع معزتنا واحترامنا لاخوتنا الاشوريين, إلا ان شعبنا الواعي من الاشوريين قبل غيرهم لايقبل بالغاء التاريخ الانساني القومي لاي مكون من مكونات شعبنا العراقي )) انتهى المقتبس .
  الاخ ناصر هنا يعتز بالواعين المندثرين من اخوته الاشوريين ,بصراحه لم استطع تحقيق اي ربط في الكلام .
9 _ ((كل يبكي على ليلاه ونواياه ونوازعه الذاتيه ومصالحه الخاصه, ينعت ويلفغي ويحارب الاخرين, في وعي ومن غير وعي, دون معرفته بتلك النوازع والاهداف التي تؤخر وتبعثر وتمزق الصفوف)) انتهى.
وهل استخدام كلمة عاهره هو عن وعي ام بدونه؟
10_ .....ومن أوجه المفارقه الكبيره من أناس هم كلدانيين أصلا وتراثا وتاريخا , أناس مأجورون متطفلون على التاريخ , يشهرون سلاحهم وقلمهم ...,هؤلاء يقينا قبل السقوط كانوا يعتبرون انفسهم عرب..))انتهى.
نعم اخي ناصر إنها مفارقه كبيره , لكن  الاكبر منها ان يكون حاضرا معك في مؤتمرات النهضه القوميه الكلدانيه  أشخاصا  فيهم من لا يزال يتغنى بالبعث العروبي  و يكتب رسائل بعثيه لرفاقه السابقين منشوره في مواقع البعثيين يدشنها بأمه عربيه واحده ذات رساله خالده  والبعث طريقنا , وعندما يكتب  لنا  يختمها بعاشت الكلدانيه . ام انا ايضا لست موفقا؟ دلّني بلله عليك الى سبب سكوتك على العروبيين البعثيين  المدّعين بالقوميين كلدانيا ؟  أليس الافرض ان  تكشف العروبي البعثي كي تكون اكثر رفقا باخوانك الذين وان قالوا يوما  بانهم عربا خوفا او تمريرا لمصلحه ما, لكنهم  لم يرتدوا البزه الزيتونيه ولم  يمجدوا بالبعث  وبادبياته بل اكثرهم  كانوا ضده .
11_ (( ... أما خصوصياتي وتفكيري وطريقي , فأنا صلب جدا,ضمن منطق, التطور والتجدد الفكري والعلمي الواعي, بلا مزايده, كما أنا حر, ولا اقبل مس, حريتي كما أنا, ارفض مس حرية الآخرين , والزمن هو الذي يقيس ويفرز, بين الأفضل والأردأ ,,,))انتهى المقتبس .
  أراك وكأنك نسيت نفسك وانت تكتب  وتنشر , أم قد نسيت مقولة من مدح نفسه بهذا الشكل فقد ذمها, لِمَ لا تدع القارئ يقول عنك ,  صدقني سيفيدك أكثر من مدح نفسك بهذا الشكل .
12_  بخصوص التسميات  يقول الاخ ناصر في معرض دفاعه عن التسميه التي يحبها ((.. لكن عندما ارى أخي  من امي وابي ينكرني ووجودي ومشاعري, لابد من ردة فعل معاكسه احتراما لانسانيتي ومشاعري وكياني )) .وفي مكان أخر يؤكد ذلك قائلا : ((..من يحاول إلغاء وجود شعبي وامتي وكياني سأضطر لرد فعل معاكس )) انتهى المقتبس.
 الاخ ناصر يريدنا ان نصدق بان الشيوعيين هكذا يتكلموا وهكذا هي ردات فعلهم . كيف لي ان اميزك عن غيرك عندما تتبع نفس طريقته ؟ هناك آيه قرانيه نصها : " ولا تزر وازرة وزر أخرى", شخصيا احترمها, إن كنتم تتحسسون منها كونها  قرآنيه , عليك بهذين البيتين للشاعر ابو الاسود الدؤلي الذي يقول
واذا جَريتَ مع السفيهِ كما جرى   فكلاكما في جريهِ مذمومُ
لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله     عار عليك اذا فعلت عظيم
13_ ((كما يعلم الجميع بالنسبة لي انا على استعداد ان انتقد وانقد نفسي أن تتطلب الامر ذلك, وتأكيدا لكلامي سبق وان مارست النقد للسياسيين من فكري ومبادئيي علنا وفي الاعلام,كما ورجال الدين القوميين الكلدان في داخل المؤتمرات الكلدانيه وخارجها في الاعلام, ولا يوجد أحدا كان من يكون خارج النقد والنقد هو صحه للمقابل وليس العكس)) .
   نعم والف نعم , النقد هو صحه للمقابل, لكن شريطةان تذكر إسمين من رجال ديننا القوميين الكلدان كي يتعرف شعبنا عليهم و على السوح التي يخوضون فيها نضالهم القومي.
 لقد أطلت  معتذرا من ذلك ,ساكتفي بهذا القدر,وهو قليل من كثير, راجيا أن لا اكون قد اثقلت على أحد, يبقى الاختلاف بالرأي والنقد من الممارسات التطويريه للفكر,عساها تبعدنا عن التغني و تضعنا على سكة بديهيات الفكر  .
الوطن والشعب من وراء القصد


154
 
 
مهمات  فصائل شعبنا المسلحه  تتطلب الحذر والرويه

 NPU, NPF & Dwekh Nawsha
شــوكــت تــوســا
  مقارنةً  بأعوام ما بعد 2003, كان  ثقل عام 2014  الأشد وطأة على شعبنا الكلدواشوري السرياني  مع وصول  صناع  قرارات تقسيم الاوطان وتشتيت شعوبها  مرحلةً  يقتضي انجازها استباحة بلدات وقرى الآمنين في منطقة سهل نينوى أمام الدواعش الذين إغتصبوا وهجّروا وقتلوا  ودمروا كل ما صادفهم في غفلةٍ مهما قيل في تبريرها ,تبقى  اصابع الاتهام  والشكوك  موجهه الى المموّل والمستفيد  من منح داعش  حرية تمدد نفوذها  بخسائر تكاد لا تذكر ان لم تكن معدومه مقابل انهيار جحافل العساكر المدوّي  وإنسحاب قوات البيشمركه  تاركين المنطقه  برمتها  تحت رحمة  الأوباش  , أنا أستغرب كيف  يُراد من العاقل  أن يعطــّل دماغه ويكــّم فاهه امام سيناريوهات التحكم عن بعد بخرائط تمدد الدواعش وتراجعهم حيثما تتطلب الامر ناهيكم عن تلكؤات القوات الامريكيه  في ضرب الدواعش تارة  وتارة اخرى في التضخيم  والتهويل الاعلامي بقدرات داعش و مخاطر تمدد دولتهم .
أزاء  هكذا إخراج سياسي متعجرف , ينتاب المرء شاء ام ابى شعورا بالاهانة والاستهانة بعقله  حين يـُطلب منه التصديق  بما تروجه ماكنة الاعلام دون مناقشه او تعليل ,طيب  يا ساده,المثل  يقول : ماعز ما شايفين لكن شايفين بعرورها!! , لنفترض صحة تصريحات قادة ومسؤولي  البيشمركه في سنجار وتللسقف  حول عجزهم عن مقاومة  اسلحة الدواعش التي تفاجأوا بها, وهو أمر ممكن ووارد , ولكن هل من الوارد والمعقول  تصديق الامريكان بعدم معرفتهم  بتحركات الدواعش وباسلحتهم  المتطوره  التي بحوزتهم!!  في الوقت الذي  صوّرت لنا الكاميره الجويه الامريكيه  مشهد  الداعشي وهو ينكح  مطي (كر)  أجللكم الله .
   في  الثالث من أيار 2016  , اي قرابة عامين بعد مغادرة  الدواعش وانسحابهم من تللسقف, عادوا الكرّ بهجوم عنيف  استطاعوا فيه السيطره  على كامل  بلدة تللسقف  بعد انسحاب  البيشمركه  وفصائل ابناء شعبنا , و هنا لابد للمرء ان يتساءل , يا ترى هل تفاجأ الدواعش بكثافة  نيران الطيران الامريكي  الذي دمر مفخخاته  وافشل هجومه ؟ أم أن الأمريكان لم يكشفوا حركة الدواعش بشفلاتهم وهمراتهم المفخخه  حين انطلقت الى تللسقف؟ تساؤلات كثيره تقودنا الى حقل من ألألغام  والألغاز الغير المطمئنه   .
  في عراق اليوم بخلاف ما هو معروف , تحقيق اي صغيره او كبيره لا يتم بموجب قوانين البلد انما بإشارة  تصدرها مختبرات الساسه المتنفذين  ,اي ان للعامل السياسي تاثيره الكبير على مجريات الامن والعسكره  ,على سبيل المثال لا الحصر, حالما ظهرت فكرة  تشكيل وحدات حماية سهل نينوى, توالت عليها الاشتراطات و العراقيل  رغم علم الجهات الرسميه المعنيه بان هدف التشكيل  هو منح  أبناء القرى المغتصبه فرصة لممارسة حقهم الوطني والاعتباري في تحرير اراضيهم ومساكنهم  التي أستبيحت ,والجميع يعلم ايضا بأن شبابنا الغيارى وغالبيتهم من المستقلين ,لم يتطوعوا من اجل مشروع سياسي تم حشوه في اذهانهم  , من هنا ينبغي على مسؤولي  فصائلنا المسلحه , الانتباه و ضبط حاسابتهم  بذكاء مع ما ستحمله الايام  من امور فيها  من المتوقع وغير المتوقع  مع فوارق  في التوقيتات والاتجاهات , نقول ذلك  من اجل تحاشي هدر اية قطرة دم  في غير محلها  , ومن اجل تحقيق ذلك لابد من التعاون  في تبادل المعلومات  فيما بينهم و بالتنسيق المدروس مع قوات البيشمركه .
ولمن يود معرفة بعض المعلومات عن فصائلنا المسلحه, نختصر ادناه ما تيسر لدينا :
 (NPU):وحدات

  وحدات حماية  سهل نينوى  , تم تشكيلها  بإشراف الحركه الديمقراطيه الاشوريه بعد سقوط الموصل في  حزيران2014,حيث اعلنت لجنة الجهد العسكري  في الحركه  بتاريخ 25  تشرين الثاني 2014  عن البدء بتشكيل قوه  رسميه  بالتنسيق مع حكومة بغداد واربيل مهمتها  المشاركه  في تحرير مناطق سهل نينوى ومساعدة النازحين في مرحلة العوده الى اماكن سكناهم .  و بحسب المعلومات التي  يمكن الاطلاع عليها في بعض المواقع  اوضمن تصريحات الاخوه المسؤولين عن  وحدات سهل نينوى (إن بي يو) ,  حيث يقول البرلماني  الاستاذ جوني يعقوب بان تعدادالمقاتلين المتدربين الجاهزين  هو 500_550  مقاتل  , وهناك قائمة مسجله باسماء الف متطوع يتم تهيأتهم للتدريب على شكل دفعات في معسكر القوش  ,مضيفا بانه تم مؤخرا تقديم اسماء 300 متطوع كدفعه  اخرى بإنتظار الموافقات للشروع بتهيأتهم ,  ويضيف السيد جوني يعقوب قائلا بان بإمكان الحركه الديمقراطيه الاشوريه  تسجيل   ثلاثة الاف متطوع خلال اسبوع في حال قبلت الحكومه العراقيه تبنيهم رسميا     .
 NPF قوات       
         قوه تابعه لحزبي بيث نهرين( الديمقراطي والوطني)  تم تشكيلها  للعمل  ضمن  تشكيلات البيشمركه ,وبحسب ما منشور عنها في موقع بيث نهرين , يتكون تعدادها من 600 مقاتل تم توزيع 285 منهم في منطقة تللسقف على امل ان يزداد العدد . 
    أما Dwekh Nawsha
 فهي  قوه مكونه من ابناء شعبنا  وتابعه للحزب الوطني الاشوري , وبحسب موقع مجلة عشتار العراقيه  , تم تشكيل هذه القوه  في اب 2014  تعمل هي الأخرى ضمن تشكيلات البيشمركه  وبأوامرها , اما  بخصوص تعداد  القوه , فهي بحسب المعلومات المنشوره عنها في الانترنيت ,يتراوح تعداد القوه بين 150 و200 مقاتل   .
اضافة الى ما ذكرناه  , كان لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في القوش  مشاركه مشهوده  بمجموعه قتاليه شبابيه  شاركت باسلحتها المتواضعه  في دعم تحرير تللسقف  متمنين  تطوير هذا الدور كي يشغل حيزا اكبر من التعاون  مع بقية الفصائل.
اما ما يتعلق بــ المجلس الشعبي  ,ففي تصريح عن المجلس  ادلى به السيد خالص ايشوع  في اذار 2016  في حديث مع "المسله", اعلن فيه رفض المجلس لفكرة تشكيل ميليشيات  تابعه للاحزاب المسيحيه , وان المجلس الشعبي بصدد تشكيل قوات اشبه بالحشد الشعبي او الحرس الوطني تكون تبعيتها للمنظومه الحكوميه , مضيفا  بان تشكيل القوه يجب ان يكون ضمن قوات البيشمركه باعتبارها المسؤوله عن حماية مناطق المسيحيين .
هذا  ما  تسنى لنا تقديمه بايجاز حول تشكيلات ابناء شعبنا , وأذكــّر هنا  بأني منذ الاعلان عن تشكيل هذه الفصائل لتصبح امرا واقعا, كنا  من ضمن المطالبين  بتشكيل هيئه عسكريه مشتركه للتنسيق والعمل بين فصائلنا  بغض النظر ومن دون ان أتقيد  بخطها السياسي  او بتسمياتها  او اعدادها ولا حتى بهوية الجهات التي تمولها  , لكن مع الاسف ليس كل ما يتمناه المستقلون(كما هو حالي)  يُستجاب له من قبل السياسيين   لاسباب  لم يعد تكرار ذكرها مجديا , الذي ينفعنا اليوم ميدانيا  هوتنظيم  وترتيب مشاركة متطوعي شبابنا الغيارى بالتعاون المشترك حقنا لاية قطرة دم  وتحقيقا لهدف تحرير قرانا وبلداتنا  , هذا ما يريده ويحتاج اليه  شعبنا اليوم كي يعود المهجرون والنازحون الى بيوتهم معززين مكرمين , أما الاثارات الاعلاميه المتحزبه منها و الشخصيه التي تعكس في طياتها تاثيرات سلبيه,  فإن ترويجها  عمل عبثي غير مسؤول  خاصة وشعبنا يعيش ظرفا قاهرا  في غنى ً عن هذه البالونات الخاويه  .
 في هذا السياق  , ولأني أتابع قدر المستطاع ما تنشره صفحات مواقعنا عن اخبار شعبنا , لفت انتباهي خبر زيارة السيد روميو هكاري  الى تللسقف والقوش وقد اعجبني كلامه الذي نُقل  عن حديثه  المنشور في موقع عينكاوه  بأنه  :
 ((......تمنى للقوات الثلاثه مزيدا من التنسيق والتعاون بعيدا  عن التأثيرات  السياسيه لأحزابهم , وشجعهم بأن يكونوا عاملا مؤثرا على تنظيماتهم السياسيه من اجل توحيد صفوفهم وبالتالي في تقوية العمل القومي المشترك  الصادق بينهم ........)) .
حقيقة ً,هذا بعينه ما كنا نصبو اليه في تأكيدنا على فكرة تشكيل هيئة عسكريه مشتركه , بعد  قراءتي للخبر , كتبت للاستاذ روميو  في تيكست  التلفون : ( شلاما رابي....سيروا على هذا النهج ,, بارك الله بكم). والرجل مشكور اذ رد على ما كتبته له بطلب التحدث معي  لدقائق قليله ,بكل ممنونيه كان له ما اراد من وقت للتحدث  .
 في معرض حديثنا سألته  :
ما دمتم بهذا النفس القومي  وبهذه الفلسفه تتعاملون مع قضيتكم القوميه , متى كانت اخر مره التقيتم  فيها بالسيد يونادم كنه  او تكلمتم معه ؟
أجابني الاستاذ  :  قبل هجمة داعش  الاخيره على تللسقف.
وعندما ابديت احتجاجي على ذلك  وإعتراضي على  بعض ما يثار في وسائل التواصل والاعلام  و التي يستوجب  ايقافها عند حدها  خاصة حين يكون صدورالبعض منها  من قبل المقاتلين   او من  المحسوبين على احزاب هذه الفصائل , أيدني الرجل مشكورا  فيما قلته و وعدني  بانه  سوف يهتم بهذا الامر من خلال اتصال سيجريه  مع الاستاذ يونادم كنه  بعد انتهائه  من هذه المكالمه  من اجل تحقيق المزيد من الانضباط و التنسيق ومن اجل تجنب كل ما يعكر صفو جهود وفعاليات شبابنا  في الفصائل الثلاثه . شكرته متمنيا له وللاستاذ يونادم محادثه مثمره.
في اليوم التالي , وعبر التلفون ايضا , أكد الاخ روميو بانه اتصل بالسيد يونادم وبحثا ضرورة التنسيق  حول امور عده  خاصة ما يتعلق بالاصدارات الاعلاميه  تحاشيا من خلق البلبله  وارباك  شبابنا المقاتلين   بما تبثه وسائل الاعلام.
من جانبي تمنيت  لهما الموفقيه  بتوطيد هذا التنسيق وتطويره , حيث لا سبيل  افضل من ذلك ما دامه يصب  في  مصلحة  ابناء شعبنا دون استثناء.
الوطن والشعب من وراء القصد




 

   

155
 
أحداث تللسقف الاخيره ,  تجربه حيه لمن يوّد الاستفادة  منها


شوكت توســا
تللسقف,,, وهي واحده  من البلدات التي  طالتها المخالب الداعشيه القذره  ثم غادرتها  لكن البلدة ظلت مهجوره  سوى من تواجد  فصائل  البيشمركه  ومجموعات قتاليه  من ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان موزعين في محيطها , وقد سبق لنا و اشرنا في  أكثر من  مناسبه الى دور المصالح  الحزبية   والمنافع الشخصيه  فيما حل بعموم العراق  وفي قرانا وبلداتنا التي ما زال الدواعش المجرمون يعبثون فيها بعد تهجير  ساكنيها الذي قارب عددهم ال 200الف  مهجر  , مما عكس حالة يأس وإحباط  لدى ابناء شعبنا  مضافا اليها نظرة الاستصغار التي يلصقها بنا البعض   لتبرير فرض  الوصايات وكأننا  من صنف الشعوب العاجزه عن حماية نفسها وتدبير امور عيشها  الا بوصايات واملاءات الغير ومن دونها يكون الهرب والمغادره هو خيارالعاجزين كما يتصورون , هكذا يروق للبعض  ان يقولوا او يتمنوه  لنا  ,لكن حقيقة وواقع شعبنا حتى في الظروف الصعبة   ليست كذلك  سواء ربطناها بموروثنا الذي  اكتسبناه  من مواقف وملاحم الآباء والأجداد في المنطقة أومن نضالات الأبناء والأحفاد ضد الظلم والديكتاتوريات.
قبل  اشهر قليله , وكردة فعل للانفلات الأمني  الذي هيأ الاجواء للدواعش لارتكاب الفواحش  بحق قرانا وناسنا , بادرت  الحركه الديمقراطيه  الاشوريه و بالتباحث مع حكومتي بغداد واربيل و بإمكانياتها المتواضعه  ومؤازرة ابناء شعبنا بطرح فكرة  انشاء معسكر  قرب القوش لتدريب شبابنا المتطوعين  وتهيئتهم  للمشاركه في تحرير البلدات وحماية سكانها, وقد لاقت الفكره الاستحسان والرفض من جهات مختلفه  كل حسب نظرته وحجم الفائده المتحققه له  من الفكره  التي  جاء طرحها كخيار دفاعي لابد منه بعد مرارة الكارثه التي مرت بها بلداتنا وقرانا ,فكانت الغلبه لتنفيذ فكرة اقامة المعسكر الذي تخرج منه وخلال فترة قصيره مجموعات قتاليه  متدربه  توزعت في  اماكن عده منها  تللسقف , لكن الامر لم ينتهي  في استحصال موافقة انشاء المعسكر ,  حيث برزت مشاكل  عده ما بين تمويل المعسكر وبين تسليح   المجموعات القتاليه المتخرجه  بما تتطلبه  مواجهة اسلحة الدواعش  الثقيله, و رغم كثرة المطالبات بضرورة تجهيزالمقاتلين  بالأسلحه اللازمه حالهم كحال بقية الفصائل  إلا ان  المطالب  لم تؤخذ على محمل الأهميه لاسباب لا علاقة له بشحة السلاح  ولا بالازمة الماليه ,بقدر ما هي سياسيه بحته  تتطلب اخضاعهاالى اشتراطات تحددها السياسات  ضاربين بعرض الحائط أحقية واسبقية ابن الارض في الدفاعن ارضه  وتاريخه.
 للذين يجدون سلواهم  وراحتهم  في التقليل من شأن شبابنا(الكلدواشوريين السريان) و من قدراتهم و حبهم  لارضهم ووطنهم , أدعوهم  الى التأمل  قليلا  في ما تناقلته  وسائل الاعلام عن الجرحى الثلاثه من وحدات حماية سهل نينوى (إن بي يو) الذين رفضوا الانسحاب  في بداية الامر وعن استبسالهم  في صد ومقاومة الشفل الداعشي المفخخ الذي كان متوجها الى العمق الذي يتواجد فيه مقاتلو البيشمركة ووحدات حماية سهل نينوى (إن بي.يو) حيث برصاص سلاح الكلاشينكوف البسيط  تمكن المقاتلون الثلاث من  ايقاف تقدم  الشفل المفخخ  , وعندما نفذت ذخيرتهم استمكنهم رامي دوشكة الدواعش واصابهم  فلم يبقى امامهم الا مساعدة انفسهم في الانسحاب زحفا , ولكن ماذا لو تخيلنا  هؤلاء الشباب وبحوزتهم  قاذفه او  دوشكه متوسطه تساندهم , مالذي كان يحصل  ؟
.
 أعود مرة أخرى  وأذكــّر الذين يستهينون بقدرات ابناء شعبنا  كي أدعوهم  الى التأمل مرة ثانيه  بروعة المشهد  والملفت للانتباه  ونحن نشاهد  مشاركة مجموعة الشباب الشيوعيين  الذين قدموا من القوش لدعم بقية الفصائل المسلحه في تطهير تللسقف من براثن الدواعش, لنقول  نعم وألف نعم لهكذا مبادرات طوعيه مشرفه , بهكذا عمل جماعي وتكاتف انساني ووطني بين الشيوعيين  وفصائل ابناء شعبنا (الكلدواشوريين) المسلحه بكل تسمياته و بالتعاون والتنسيق مع  البيشمركه , يكون العراقي قد غمس راس رمحه في عين المجرمين والقتله الدواعش, بهكذا روح تعاونيه شعبيه يتحقق البناء الرصين للعيش المتآلف  بعد القضاء على ملامح التخلف بكل اشكاله , بخلاف ذلك لا سامح الله  .........اترك تكملة الجمله لمن يعنيهم الأمر  .
 نحن كعراقيين وأبناء الشمال  , لسنا ببعيدين  عن قدرات البيشمركه وخبرتهم  التي اكتسبوها من تجاربهم القتاليه  وتدريباتهم  ,مع  ذلك  انسحبت فصائلهم  في حزيران وتموز من العام 2014 تاركين  وراءهم الاماكن التي كانت تحت حمايتهم سواء في سنجار او باطنايا وباقوفه وتللسقف  وهكذا في برطله وقرقوش وكرمليس  وبعشيقه ونوران وخورسباط , والسبب  كما جاء في تصريحات  قادة البيشمركه  في وقتها  هو تفوق اسلحة الدواعش على اسلحة البيشمركه  ,وهو سبب  مقبول  منطقيا من الناحيه العسكريه ,  ومنطقية هذا السبب  تحتم على المسؤولين  مراعاته  حين التعاطي مع المطالبين بتسليح  فصائل ابناء شعبنا  من اجل مواجهة خطر الدواعش والتخطيط لتحرير قرانا وبلداتنا , ومن اجل الحقيقة  ايضا .
ضمن سياق كلامنا , بودي ان أذكــر القراء الكرام بمعركة جبل بيرز عام 1963_1964  التي قادها المرحوم الملا مصطفى البرزاني( من كتاب مذكرات مسعود البرزاني) , حيث  حصل في تلك المعركه تقهقر وتراجع في قوات البيشمركه  بعد ان اعطوا خسائر كثيره بسبب تفوق القوات العسكريه الحكوميه , وقبل ان تعطى الاوامر للانسحاب من ارض المعركه, طلب  الملا مصطفى البارزاني  من البطل هرمز مالك جكو  القيام بما يتسنى له لاستعادة اعتبار قوات البيشمركه  امام قوات الجحوش والعساكر , فقد بادر المرحوم هرمز مالك جكو بقيادة معركه  بمجموعه من مقاتلين اختارهم بنفسه ليقلب موازين المعركه راسا على عقب ويلحق الهزيمه بالوية وافواج القوات الحكوميه .
  مشكلتنا الحقيقيه كعراقيين  و ككلدواشوريين سريان  على وجه الخصوص, هي ليست وليدة  داعش وتوابعها بقدر ما ان داعش كانت نتيجه  كارثيه  لعوامل  سلبيه  تراكمت الى ان أوصلت حالنا الى حال الكارثه  التي حلت في قرى وبلدات  سهل نينوى , حيث سبق داعش  وجرائمها  سوء معالجة العديد من التجاوزات والازمات  التي توحي لكل من ينشد الحقيقه  في التعرف على اصل المشكله, الى ان الانتفاخ الذي اصاب غالبية رواد السياسه  مؤخرا  قد اضفى على سلوكهم  حالة عناد  متبادل  وتعالي الكثره العدديه  وانفرادها بمصير  القله البقيه  بذرائع النضالات و امتلاك مقومات  القوه بالدعم المالي والسلاح , ثقافة  كهذه وهي مناقضه  للشعارات ولانظمة الاحزاب الداخليه , لا يمكن  لها ان تنتج  حالة شراكه وطنيه تآلفيه فعليه تقود الى البناء  والتطوير الديمقراطي , خاصة والكل يتحدث عن وجود عدو لدود  يفترض انه مشترك  كما  يقال وهو  يستهدف الجميع  ويتربصهم دون استثناء , إذن  كيف يتسنى القضاء عليه من دون تلاحم الجهود وإشراك الجميع  كي يمارسوا حقهم ويؤدوا واجبهم على قدر متساو دون تمييز .
حقيقة ً , هناك عقد  متعدده انتجتها وتنتجها  لنا السياسات المضببه   وهي  بمثابة لغط  على الساسه الكبار ان يفككو ألغازه كي لا يعيدونا في كل مره  الى مجريات  قبل واثناء دخول الدواعش الى بلداتنا وقرانا والى الاسباب التي أدت الى حصول الكارثه .
كل ما نتمناه ,هو ان تكون تجربة تللسقف  درسا مفيدا للجميع  وفي مقدمتهم  المسؤولين  الذين يقع على عاتقهم تحرير بلدات سهل نينوى وإعادة ساكنيها  الى اماكنهم للعيش بعز وكرامه , المسؤول الذي  يريدنا ان نصدق  ما يطلقه من شعارات عليه  أن يمنح للانسان اعتباره المطلوب  في إعطائه  فرصة المشاركه التي تمنحه الشعور بانسانيته وبالمسؤوليه الملقاة عليه
.
في الختام,,,نتمنى الشفاء العاجل لجرحانا , والرحمة على ارواح  شهداء البيشمركه  التي تساهم في تحرير الانسان العراقي  .
الوطن والشعب من وراء القصد 


156
مـــَن ْ يــُصلــِح ْ مـــَنْ  ؟ 
     

شوكت توسا
"حـــدّث العاقل بما لا يــُعقل , إن صدّقك فلا عقل لـــه"
  وهل  يـــُعقل  أن يــُصدّقَ شعبُ بمزاعم ساسة ٍ إكتوى بفسادهم وعنصريتهم وطائفية كتلهم , إن كان للاصلاح المنشود حظوة في التحقيق  ,فالحظوة هذه في صحوة الشارع  و ضغط الحراك الشعبي على الامريكان كي يتخلوا عن بيادقهم ويعتمدوا مطالب الحراك الشعبي المتصاعد.
مع تبنــّي الأحتلال للثلاثيه ( الشيعيه ,السنيه, الكرديه) الفئويه في ادارة البلاد , إتضحت  مبكراً وبجلاء  معالم  صورة الفوضى المرسومه و المتوقع حدوثها  في عراق ما بعد صدام, تلك التي كشف أطرها  و حددهوية بيادقها  الحاكم  المدني الامريكي بول بريمر بعد التنسيق  معهم (الساسه المتكلمين بالمظلوميات)  زاعما ً وبكل سفاهه  بأن مشروعه هو  الأكثر قبولا لدى الطيف السياسي والذي حظي  بتعاطف عشوائي من لدن عموم الشارع  ظناً منه ان بدعة  التقسيم الفئوي الاجتماعي ستكون فاتحة خير لآفاق غابت طويلا  و باستحضارها يمكنهم التعويض عن حرمانهم ومظلومياتهم ,هكذا وبسرعه  سحريه  تحقق إنقلابا فكريا عشوائيا  وتراصفا اجتماعيا فئويا  دفع بكل فئة ممثلة ً بكتلتها الى اعلان مظلومياتها  التي اقترفها بحقها شخص رأس النظام  وليس طائفته او قوميته او دينه كما يحلو للبعض وصفها , لكن ارادة صناع الفوضى  كانت هي الاقدرعلى  خلط الاوراق والتغطيه على حقيقة  ان صدام من اجل سلطته  لم يستثني  شريحه (دينيه,قوميه, مذهبيه, طبقيه) دون أخرى.
لذلك  نقول , واهم ٌ ذاك الذي يكتفي بوصف الساسه الامريكان بالسذج  اويعتبر ما قاموا به عملا غبيا قادهم الى ارتكاب العديد من الاخطاء  , نعم ارتكبوا اخطاء جسيمه  باعتراف كولن باول و هيلاري كلينتون  و توني بلير واخرين كثر , لكن أخطاءهم لم تكن بحق مخططهم المدروس , انما ارتكبوا جرائما ترتقي الى جرائم الاباده  , دون هذه التي نعتبرها جرائم بحق شعبنا, و دون خباثة النهج الذي تم اتباعه  والعمل عليه  , لم يكن من السهل توريط العراقيين في اتون حرب  شعبيه  مازالت نيرانها ملتهبه ,لم يكن يكتب لهذا الاقتتال ان يولد ويستمر ما لم يتم تحميل السنه تبعات ما اقترفه نظام صدام بحق الشيعه؟ لهذا السبب كان المُخرج  من الدهاء عندما جسد لنا  ظاهرة  اعدام الشيعي  لصدام السني  التي عمقت  الكراهيه  وقادت الطرفين  الى الاحتراب والقتل الطائفي , و هكذا  الساسه الاكراد  الذين في لجوئهم  الى تحميل  العرب وزر كل ما قام به صدام  كان الهدف من ذلك رفع سقف  مطاليبهم  وفرض أمر واقع  زاد من مشاعر الكراهية  المتبادله بين الاكراد والعرب  , اذن برضا ودعم سلوك غالبية ساسة العراق  وقبولهم بالمشروع الامريكي  تحقق للامريكان المنجز المهم الثاني بعد تحقيق المنجز الاول بالاطاحه بنظام صدام , حتى الكتله العراقيه التي قادها اياد علاوي  لم تكن وطنيه بالمعنى المتعارف عليه او كما روّج  لها بدليل ما صرح به احدهم قائلا  بان فوز القائمه العراقيه (ذات الغالبيه السنيه) يعني  جلوس ما لا يقل عن 45 بعثي  على مقاعد البرلمان , أما الحديث عن  القوائم الصغيره,فقصتها  تختلف كليا عن  قصة الكتل الكبيره  لو اخذنا بنظر الاعتبار تعدادها وحجم الدور الموكل اليها , ناهيك عن التهميش الواضح والمقصود بحقها,نعم هناك اخفاقات في تحمل مسؤولياتها تجاه شرائحها لكن ذلك لا يكفي لتحميلها  ما لا طاقة لها به  .
  ما كان  لمؤامرة  التقسيم الثلاثي  هذه ان تمرر لولا  خبرة سياسييو الصدفه(البيادق) التي اختزلت احلام الشعب وحصرتها  في جذب عواطف الشارع  لفئويتهم  التي أغرت الناخب  بشكل عميائي بتأثير فتوات الطائفيه والشوفينيه   ,أما الامر الثاني الذي ساهم في خراب العراق  ,  فهودولارات النفط  التي اعمت بغزارتها  بصائر الساسه فأصبح  هدف الاستحواذ على المال بشتى الطرق هدفا أستبيحت  من اجله كل القيم والقوانين  لأغراض إبرام عقود المقاولات المزوره مع شركات وهميه  و استيراد   البضائع  تحت مظلة شركات تتقاسم  القمسيون مع  رجالات هذه الكتل  , والأمر الأكثر خيبة ً هو ان  ظاهرة الفساد هذه  لم تقتصر على الساسه المدنيين ,  بل طالت حتى الاتقياء  و المعممين  من الذين  قادهم استهتارهم الى تاجير طائرات  خاصه لنقل افواج حماياتهم او افراد عوائلهم   وشراء وتاجير الفلل والقصور وأخرون راحوا يرممون مؤخراتهم  ويجملّون واجهات اجسادهم والقائمه تطول , كل ذلك من اموال الشعب  الجائع  أمام سكوت الكتل المطبق على فاسديهم من منطلق "شيلني حتى اشيلك" ,حيث بات من الصعب جدا ان يشار بالبنان  الى براءة ونزاهة  عنصر يؤتمن به من  ثلاثي هذه الكتل بعد ان أصبح  الفساد باشكاله المتعدده  حرفة و شطارة تتنافس عليه  الكتل بتغطيه  وحمايه من قبل القضاء الذي تم إشراك رؤوسه  في فسادهم  , أماهيئات  النزاهه التي ما اكثر ان تم تبديل مسؤوليها , لكن دورها لم يكن افضل من دور القضاء الذي لم يتعدى حدود الواجهه الحاميه للفاسدين والمفسدين.
الآن ووتيرة الحراك الشعبي في تصاعد مطرد أدى الى  تجاذبات وتنافرات باهته  داخل حكومه وبرلمان ورئاسات العراق, مما يدل على ان النظام القائم يحكم الشعب في غياب  لمشروع دوله من شأنه ان  يفرز فكر اصلاحي  لإنقاذ البلد من محنته التي بلغت شدتها حالة اليأس الذي دفع بالمتظاهرين الى اقتحام المنطقه الخضراء  وجلوسهم على مقاعد النواب بعد هروبهم  , يا ترى هل سيعطي الامريكان  اذنا صاغيه للحراك الشعبي  الذي توجهه تكتيكات رجل المذهب السيد مقتدى , تارة بانخراط نوابه مع مجموعة البرلمانيين المعتصمين  وتارة اخرى باالانسحاب تاركين قيادة الاعتصام بيد مؤيدي الولايه المالكيه الثالثه,  بين هذه وتلك  وامام  عدم التزام العبادي  بوعوده الاصلاحيه , يبدو ان الشعب قد غسل يديه من رئيس وزرائه  الحالي  مثلما غسلها من سلفه المالكي  ؟ لذا لم يعد أمام هذا  الشعب أفضل  من خيارتسليم أمره لما يقرره  الرمز الديني , وفي ذلك اكثر من سؤال موجه حول شعب قضى عقودا نضاليه طويله  من اجل الحريه والعلمانيه واليوم بات قدره المقسوم  ان يقوده رجل معمم!!!.
  من اجل تقييم منطقي لحقيقة الحراك الشعبي وتصعيد دوره, فهو بمثابة الخطوه الاولى على الطريق الصحيح , ولكي لا تكون للعمامه كلمة الفصل  بسبب غياب المحرك المدني الوطني ,فان تطوير الحراك  مدنيا  باتجاه بلوره صحيه لتيار سياسي معارض امر قائم ومطلوب بعد ان بات العراقي بأمس الحاجة الى معارضه  حتى في داخل  تنظيمات الفئه الواحده , خاصة وساستنا العراقيون من شدة ولعهم بتحقيق الارباح  باتت معارضاتهم بعضهم للبعض إما في التناطح  من اجل المناصب , أوفي المتاجره ببيع وشراء المناصب  الحكوميه  التي تدر الارباح ما دام الكل يريد ان يشارك في الحكومه , اذن من اين نأتي بالمعارضه  الرقابيه ,هنا نكون قد وصلنا الى  الاجابه على سؤالنا  مـــَن يــُصلح مـَن , حتما ليس بإمكان المتهم بالفساد ان يزعم  تبني قيادة مشروع اصلاحي, تلك كذبة لا يصدقها عاقل , فهي كذبة  العاجزعن  المطالبه  بمحاسبة  الآخرين من اصحاب الكروش والحسابات المصرفيه , كلاهما مشمول بالعقاب القانوني , فكيف لنا بنزيه  جريئ يخطو الخطوه الاولى.
الوطن والشعب من وراء القصد
 

157
السيــّـــد جعفر  ئيمينكي .....ليتكم  ذكرتم  الحقيقه  كلها كاملة دون إجتزائها
شوكت توسا
نص  رسالة السيد جعفر ئيمنكي  التي وجهها في 15 نيسان 2016
((أن المسيحين في أقليم كوردستان هم السكان الأصلين في المنطقة و هم أصحاب الأرض و بالتالي فهم الشراكاء الاساسيين في أية سلطة حقيقية تتمتع بالشرعية و النجاح في الأدارة و الحكم، ولأشك بأن واقع المسيحين في أقليم كورستان مر و مليئ بالصعاب و التحديات على الرغم من أنه لا يمكن مقارنة وضعهم بما هو عليه في باقي العراق و دول الجوار ، حيث الوضع هناك كارثي بكل المقاييس ، مع ذلك فأنه لا بد الاهتمام أكثر بهموم المسيحين في وطنهم الأم وجعل أقليم كوردستان في قلوب و عيون المسيحين من جديد القبلة التي ينشدونها و يرجع اليها المسيحيون من دول الشتات ، و العمل يحتاج الى جهود أستثنائية لتطبيع أوضاعهم الأجتماعية و السكانية و السياسة و الاقتصادية من أجل خلق حالة أستقرار منشود في صفوفهم و لاسيما بين صفوف الشباب منهم و الذين لم تتوقف حركة هجرتهم الى شتى دول العالم، و المهمة الرئيسية يقع على عاتق الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الذي كان رائدا في منح المسيحيين الأمل و منذ أن تأسس هذا الحزب و الى اليوم في بناء مجتمع التعايش و المساواة و أستطاع من حيث فشل الاءخرون في بناء قيادات مسيحية تمتاز بالمقبولية و المحبوبية في صفوف كل من الكورد المسلمين و الكورد المسيحين على السواء و في صفوف المسيحين الأشور و الكلدان و السريان أمثال هرمز ملك جكو و ماركريت و فرانسو هريرى ، و لا يزال الحزب الديمقراطي الكوردستاني يولي أهتماما خاصا بالمسيحيين و لاسيما في مجال الأعمار و الأسكان و منح الحريات الدينية و لكن هذه الجهود غير كافية و لا بد من وضع برنامج شامل و متكامل و على أن يتم تنفيذه بشكل أستثنائي من أجل وضع الحلول الجذرية للكثير من المشكل العالقة و التي تواجه المسيحيين لا سيما في الريف الكوردستاني حيث هناك تداخل كبير في الاراضي الزراعية و المراعي و القرى ، و يمكن للكنيسة و بكافة مذاهبها أن تلعب دورا محوريا وتكون عاملا مساعدا مهما ، لاسيما في مجال التوعية الهادفة و لأزالة الوهم الذي تم زرعه من قبل البعض بأن الهروب الى الشتات هو الحل بدلا من مواجهة الصعاب ، و للحيلولة دون أستمرار الدور السلبي لعدد من الأحزاب المسيحية و التي تتحمل الوزر الكبير في هجرة المسيحين الى الخارج بعد اتابعها سياسة خاطئة قائمة على تشويه سمعة الأقليم في أوساط الجاليات المسيحية في الخارج و في عدد من المحافل الدولية بهدف الضغط أكثر على سلطات الأقليم و مما أدى مباشرة الى أستفحال أزمة الهجرة ، بدلا مِن العمل ميدانيا مع موءسسات الإقليم و أحزابه المدنية و التي كانت و لازالت بحاجة ماسة الى مساهمة أيجابية و بناءة من هذه الأحزاب المسيحية لبناء مجتمع التعايش
أن الوضع الحالي للمسيحين في الأقليم يحتاج الى حلول عاجلة و أستثنائية من أجل تعزيز الثقة و التي أصبحت اليوم هشة الى درجة خطيرة بسبب أستمرار الهجرة و التي تشكل نقطة الضعف الأكثر وضوحا و الأكثر أحراجا لسلطات الأقليم من جهة و لجميع الأحزاب السياسية المسيحية من الجهة الثانية، و لابد من أناطة دور أكبر للقيادات الكنسية للضعف الذي أصاب الأحزاب السياسية المسيحية بعد أن تفاقمت ظاهرة الأنشقاقات و التشرزم و التبعية وأشتداد حالة التنافس على المصالح المادية و المناصب و الأمتيازات في صفوفها الى حد خطير مما خلق أزمة قيادة حقيقية داخل الشارع المسيحي في أقليم كوردستان ، و عليه لا بد من القيام بمراجعة حقيقية و جدية للواقع المسيحي في الأقليم و منحه الأولوية القصوى ، و إن القيام بعقد موءتمر علمي عالمي حول المشكلة برعاية الرئيس مسعود بارزاني في أربيل لرسم خارطة الطريق تضمن المعالجة ضمن سقف زمني محدد و مقبول ، ربما يسهل المهمة الملحة و التحدي الكبير و الذي نواجهه في الأقليم.أن النهوض بالواقع المسيحي في أقليم كوردستان هي مسألة حضارية و أنسانية قبل أن تكون مسألة سياسية أو دينية أو أجتماعية ، و أن الأقليم سيكون أكثر أستقرار و أكثر أزدهارا عندما يتعزز أنتماء المسيحين اليه و يساهمون بروح الشراكة في بناءه و كيف لا ؟ فهم السكان الأصلين و لهم كل الحق العيش بكل حرية و كرامة في وطنهم
جعفر ئێمينكي
١٥/٤/  ٢٠١٦  )
)


السيد جعفر ئيمينكي  المحترم , وهو نائب رئيس لبرلمان منتخب مر على تشكيله ربع قرن ,  وعضو مكتب سياسي  وناطق  باسم حزب قومي كردي ديمقراطي  مر على تأسيسه  قرابة سبعة عقود , في رسالته  اعلاه حاول السيد النائب باعتباره  نائب رئيس برلمان الاقليم  طرح  تفسير لأسباب ماساة الكلدواشوريين السريان وتدهور اوضاعهم من وجهة نظره على اعتباره نائب رئيس برلمان , لكن  النفس الحزبي القومي كان الغالب والاكثر تاثيرا  في معظم ما تفضل به , لذا  لم يكن جنابه موفقا في تحقيق ما يترجاه الجميع  وفي مقدمتها مطالبات الضحيه  التي تتطلب حلولا للتعقيدات  القائمه وليس اضافة فرسخا آخر على الشرخ الموجود , بحيث  ترميم وتصليح هذا الفرسخ المضاف  سيحتاج الى جهد ووقت اضافي لمراجعته  وتصحيحه  , نؤكد  بأن اعتراضنا  ليس على اشارته الى ظاهرة تقصير احزابنا  التي يسميها بالمسيحيه  ,فهي ليست مستثناة  عن بقية الاحزاب الموجوده في عموم العراق ,لكن تحميلها وزر كل  ما حل بالمسيحيين فيه شيئ من التظليل والتعتيم  الذي سعى الاخ ئيمينكي  تمريره بتهمة  انشغال الذين يقصدهم في المناصب والمكاسب أ وبتنظيم  حملات وتظاهرات  لتشويه سمعة الاقليم  في المحافل الدوليه  بهدف الضغط  اكثر على سلطات الاقليم , لكنه عندما يعود و يؤكدفي حديثه  على الحاجه الماسه الى بذل جهود استثنائيه  لتطبيع الأوضاع الاجتماعيه  والسكانيه والسياسيه والاقتصاديه , فهو في قوله هذا  يبرر ويؤيد  أحقية  تظاهرات  ابناء هذا الشعب  السلميه سواء كانت  في العراق او  في المحافل الدوليه  , لذلك  بدت حقيقة وصحة ما ذهب اليه  مجتزءه ,مع ذلك نقول هناك من الصحه فيما تفضل به  وبمايمكن الاتفاق والبناء عليه ولكـــــن :
 لو كنا متفقون مع ذهاب سيادة النائب  الى ان سوء ادارة الحكم في بغداد( كما اشار في رسالته)  هو السبب وراء هجرة الملايين من بغداد ومختلف  محافظات الوسط والجنوب  ومن ضمنهم المسيحيين والاكراد و هكذا الصابئه والارمن وحتى الشيعة والسنه, ونحن بالفعل متفقون معه في ذلك دون شك , لكن  ما الذي يمنع ان ينطبق  الحال نفسه  على اسباب هجرة  مئات ألوف الاكراد  من اربيل ودهوك وسليمانيه  ومعهم عشرات الألوف من المسيحيين؟ اين يكمن الاستثناء والاختلاف في اسباب الهجره ؟ انا أعتقد ولست متأكدا إن كان  السيد النائب  سيؤيدني  أم لا  بان  هجرة الاكراد من محافظات الاقليم الى الخارج  لا علاقة لها  بعزل رجال الدين وعدم اناطتهم  بدور فعال للتدخل في ادارة شؤون الاقليم سياسيا واقتصاديا, لذا  كنا نتمنى على السيد النائب  ان يتكرم علينا بمزيد من الشرح والتفصيل  وتشخيص الجهه المطلوب منها بذل جهود استثنائيه لتطبيع الاوضاع الاجتماعيه والسكانيه والاقتصاديه والسياسيه , كي نقبل  بنصيحة  إناطة قيادة  الكنيسه بدور اكبر  في تسيير امور شعبنا القوميه والوطنيه السياسيه .
في مكان اخر يقول السيد  جعفر ئيمينكي   :(  لا يزال الحزب الديمقراطي الكردستاني يولي اهتماما خاصا بالمسيحيين لا سيما في مجال الاعمار والحريات الدينيه,,, مضيفا : لكن هذه الجهود غير كافيه  ولابد من وضع برنامج شامل ومتكامل  لوضع الحلول الجذريه  للمشاكل العالقه.......) انتهى الاقتباس
 السيد ئيمنيكي  مشكور  عندما يؤكد  بان الجهود المبذوله  غير كافيه  والمطلوب ايجاد حلول جذريه للمشاكل العالقه وهي بلا شك اعتراف ضمني من قبله بكثرة هذه المشاكل  وبكون اكثر مطالبات  الناس وملفات  شكاواهم المقدمه مازالت  محفوظة في الرفوف لاكثر من عقدين ,مما  يقودنا الى تفسير استخدام عبارة_ غير كافيه _ بشكل مطاطي  تكاد الكفايه لا تتوقف  عند  فتح مثل هذه الملفات المهمله  على سبيل المثال , بل  ممكن  ا ن تتعدى  حدود  اطار الحريات الدينيه المشار اليها في كلامه  لتشمل  معالجة الحق القومي  والوطني لأصحاب الارض  وهي كما تبدو المعضله التي يصعب على الحزبيين مواجهتها ديمقراطيا  رغم كونها واحده  من النقاط  الاساسيه التي تؤكدها كافة لوائح الامم المتحده التي تضم في احد بنودها البند الذي يعول عليه  الاخوه  الساسه الاكراد  والذي ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها .
 وبمناسبة ذكر الحق القومي لغير الاكراد والعرب , لا بد  من  اثارة سؤال حول وجهة نظر السيد النائب  في موضوعة الحق القومي للكلدواشوريين السريان المسيحيين , هل سيشكل الحق القومي لهذا الشعب  واحده من المشاكل العالقه  التي تتطلب بحثها وايجاد الحل الجذري لها  ؟ ام سيبقى هذا الحق  محكوما برؤية الحزب الديمقراطي الكردستاني وبما يقرره  وكما ورد في كلام  السيد النائب اذ يقول  ((   و أستطاع(يقصد الحزب الديمقراطي الكردستاني ) من حيث فشل الاءخرون في بناء قيادات مسيحية تمتاز بالمقبولية و المحبوبية في صفوف كل من الكورد المسلمين و الكورد المسيحين على السواء و في صفوف المسيحين الأشور و الكلدان و السريان أمثال هرمز ملك جكو و ماركريت و فرانسو هريرى )) ؟
 من دون اي تردد , شخصيا أؤيد واتضامن مع السيد النائب حينما يؤكد على ضرورة  عقد مؤتمر خاص باصحاب القضيه لبحث وحل المشاكل  المتعلقه تحديدا بمظالم ومشاكل الكلدواشوريين السريان  كمواطنين تاريخيين  أصلاء, تلك خطوه جباره لابد من تنظيمها والإعداد لها بشكل ونهج معقول ,  والا فإن  ما يجري  وقد سبق وقلناها في اكثر من مقاله ومناسبه  لن يخدم الجميع  حاضرا ومستقبلا , فالناس مهما بلغت من الصبر والسلميه  في تعاملها وتحملها , فهي ستتظاهر ليس للنزهه  او لخلق المشاكل والعداءات كما يتصور البعض , انما تمارس حقها المشروع  كلما شعرت بالغبن والظلم  كوسيله ضغظ على الاداره كي تاخذ بنظر الاعتبار حق المواطن  و احترام  صاحب الارض التاريخي , بعكس ذلك  سوف  يستمر المظلومون بالتظاهرات وسوف نبقى نقرأ  تقارير تصدرها  منظمة الهيومن رايتس ووتش حول موضوع الاستيلاء على اراضي المسيحيين من قبل الاكراد في نهله وعينكاوه وسرسنك واماكن اخرى , وستستمر وسائل التواصل الاجتماعي بالنشر والتعليق حول منع مسيحيين من التظاهر ضد محاولات الاستيلاء هذه , وستستمر الصحافه والقنوات  بنشر الاخبار العاجله التي تنقل للعالم  عن وبيانات تجمع التنظيمات السياسيه الكلدانيه السريانيه الاشوريه وهي تصرح  بان ما تحقق في الاقليم من استحقاقات هامشيه لا ترتقي للمكانه والكفاءه التي يتمتع بها ابناء شعبنا , وسوف تتكرر عروض البرامج واللقاءات  من قبيل مقابلات برنامج (أضواء على العراق)  من ديترويت  كالمقابله التي أجريت مع رئيسة كيان ابناء النهرين السيده كاليتا وإدانتها للاستيلاء على اراضي المسيحيين في بعض مناطق كردستان , وستبقى قناة أي إن بي  سات تبث  تفاصيل ما يجري  بخصوص  اوضاع الكلدواشوريين السريان  ان كان نقلا عن ممثلي  البرلمان او عن بلاغات تجمع التنظيمات .
 نختم كلامنا  بالقول  بان الديمقراطيه  والحريه التي تنشدها الشعوب هي هكذا , وشعبينا الكردي والكلدواشوري  ليسا استثناء  من الشعوب , لقد ولى الزمن  الذي كانت فيه  فرض الوصايات والاملاءات الحزبيه  ممارسات  ادت الى ما آلت اليه  الاوضاع في العراق  وفي المنطقه برمتها , شعوب اليوم باتت تحكي بملئ الفم عن معاناتها دون خوف او تردد مادام ذلك مضمون ديمقراطيا.
الوطـــــن والشعب من وراء القصد
24  Nisan 2016




158
قرقوزات هزيله  تـَحمـِل  تسميات شعبنا الكلــد و أشور زورا ً
 

شوكت توسا
كثيرةٌ هي الغرائب التي بات العراقيون  يصّبحون ويتمّسون بديباجاتها المقرفه , من قبيل الفتوات  العصماء والحوريات الداعشيات  والمحاصصات التوافقيات والوزارات اللاتكنوقراطيات  والقرقوزات  موضوعة  عنوان مقالنا , غرائب  لا تمت لابسط مظاهر الثقافة العصريه ولا  لهوامش الديمقراطيه  بأي صله ,فكيف سيكون حصاد شعبنا منها  ومن عقليات اصحابها وأكاذيبهم  سوى الفساد والفقر والتخلف , اما  تشبث أطراف المنظومة  الحاكمه  بتقليد ممارسات  الديكتاتور  ومراوغاته  مع ضحاياه  المــُحبَطه فقد باتت  سمة ملازمه للساسه الحاليين .
  سبق لصدام  وعوّدنا في  نظام حكمه على تخريجات سياسيه  بهيئة احزاب كارتونيه تترأسها شكليا قرقوزات غاية في الطاعة و الوداعه , بعضها حملت  اسماء احزاب وطنيه زيفا  , وأخرى أعطيت لها تسميات  قوميه  غير عربيه  و الهدف منها كان واضحا  كوضوح  مآرب مقلدي سياسته اليوم  دون الحاجه الى الخوض  في الشرح والتفصيل  , اذ كان يستخدمها كواجهات  سياسيه مخادعه  لتشويه التشكيلات  المعارضه لنهج نظامه  .
 بتفكيك  جبروت ماكنة  صدام ونظامه , سقطت  الديكتاتوريه و بسقوطها تلاشت مشاريعها العروبيه المزعومه, غير ان ثقافة التسلط الشمولي وفرض الإملاءات لم تسقط لا بل اضيفت اليها ما لم تسمح بها ديكتاتورية صدام,  كانت توقعات العراقيين  او بالأحرى كانوا يحلمون  بان معارضي  النظام السابق وضحاياه كما يحلو لهم تسمية انفسهم, سيأتون بماكنه حكوميه من الطراز المتطور (وطنيا ) يدار أمرها بخلاف تلك التي انتجت القتل و القمع  و جلبت الحروب المتتاليه , لكن الذي حصل على ما يبدو , لم يكن ضمن حسابات الذين أساؤا فهم او تغافلوا كوامن عقلية واجندة المحرر المحتل التي التقت مع هراء ثقافة ورغبات كبار الساسه من معارضي نظام صدام ,فالذي جيئ به لنا ما بعد ماكنة الطاغيه هي مجموعة مكائن وكاسحات متنوعه  تتقارب في قوتها الحصانيه حينا وتتفاوت  حينا آخر طبقا لمتطلبات استدامة  صراع شيعي سني / كردي عربي  , وبين هذا وذاك نـُثرت محركات صغيره محكومه بقيود تحدد طاقتها  ما بين تركمانيه وكلدواشوريهالسريانيه و يزيديه  وشبكيه وصابئيه وارمنيه  لتكتمل  بهذه التسميات  الجميله (مع بالغ احترامنا واعتزازنا بها)  مستلزمات وادوات الصراع المنشود والمرسوم  لاجندات الكبار.
بدليل ان  أصحاب و مشغلو  المكائن  والكاسحات الضخمه (شعيه/سنيه /كرديه)  بين الفينة والفينه يطلعون علينا  كل حسب  هواه  وبما تمليه عليهم  تخميناتهم للميكانيكيه المطلوبه  لفرض اجنداتهم الفئويه  إرضاء ً لأسيادهم واستغلال  هذا الرضا في تمرير الفساد  وصفقات السرقات , فيرى السياسي الشيعي  مثلا  في تشييع  الفيلي الكردي مكسبا مقدسا لطائفته  وسلاحا لمحاربة الند المفترض  , وغيره يرى في دعوة تعريب اليزيدي وهو المكفَــّر اسلاميا اصلا لاستخدامه اداة ً في مواجهة المشروع الكردي , وتارة اخرى يصبح تعريب   الكلدواشوري السرياني او تكريده نصرا قوميا  أوأسلمته  لتحقيق أجرفي السماء  , هكذا دواليك اصبحت ظاهرة القرقوزيات  تقليدا سياسيا متبعا  متوارثا  من المؤسف ان ننسبه الى  أحد افضال  الجلاد صدام على ضحيته التي  منحت نفسها الحق في جلد من استطاعت اليه سبيلا,على اساس هكذا فهم أفلج  يتفلسف  اللاديمقراطيون في تفسير الديمقراطيه والحريه ,و الفضل في  استشراء واستمرار كل هذه المهازل والخزعبلات  يعود الى سلوك الحاكم المدني الامريكي سيئ السيط  بول بريمرالذي  استمكن  نقاط ضعف الساسة العراقيين   وعرف متى تهتز شنباتهم  ولمن يسيل لعابهم  , فاختار الصالح منهم لمشروعه  ثم راح يلقن  بتعنيف التنافس  بين المكونات العراقيه  وإيصال حالهم  الى حدود الحقد والكراهيه المتبادله , بالتالي وجدت الفئات الثلاث  (شعيه سنيه كرديه) الرائده  نفسها امام مائده دسمه  لا يستمتع بها سوى الذي يقلد جلاده الاوحد في الانتقام وامتهان حرفة انتاج القرقوزات الهزيله لخلط الحابل بالنابل , بالنتيجه أضاع المساكين من العراقيين  كلا المشيتين  بين ان يمشوا مع من وكيف يمشون  كي لا يطيحوا بين الارجل.
 يتذكر العراقيون جيدا بعد سقوط النظام بعامين او ثلاث , كيف اطلقت  افواج الميلشيات  المسلحه  عنانها  تحت ألقاب معارك الفتوحات الاسلاميه  وأئمتها  لمطاردة  المسيحيين الكلدواشوريين  وسلب اموالهم وممتلكاتهم  في مدن واماكن  شتى  من العراق  , إذ فجأة سطع يومها نجم ٌ أعطاه شيعة السلطه لقب الأشوري  في حي الدوره  كمدافع عن حقوق الكلدواشوريين المسيحين  ضمن التشكيلات  المسماة بالصحوات بعد  افراغ الدوره من مسيحييها , ثم تلاه سطوع نجمٌ  اخرتم منحه هو الاخر لقب الشيخ الكلداني  ضمن تشكيلات الحشد الشعبي, ولا ندري  على ماذا وبحسب اية مؤهلات منح له هذا اللقب .  واليوم طلع علينا عبر الشاشات  وصفحات الانترنيت  مؤمن ٌ آخر اسمته قناة البغداديه  بعداي الكلداني  اذ به  تبدو سماء العراق قد تباركت  وتمجد خالقها بإعلان اسلامه  وتشيّعه  علنا على شاشة البغداديه  ! إن كان سوء نوايا صناعة هذه القرقوزيات  لم ينكشف امرها  بعد  فالايام  كفيلة بكشف المهزله  التي غدا فيها  الشعب  يضحك بعضه على البعض.
  يكفينا  الذي قلناه ليكون مبررا  للتوجه بكلمه نقد واحتجاج  شديد ضد سلوك هؤلاء الساسه و ضد ما تستعرضه  بعض القنوات التلفزيونيه  كالبغداديه  مثلا  لنقول  لو خليت قلبت, ففي العراق  مثقفون شرفاء يعون ويدركون  حقيقة ما يدور من خدع وفبركات  اخذت شوطها  ومجالها لدى البعض الهزيل , لكنها  لن تنطلي على البقيه , والعراقيون يعلمون جيدا  بان الكلدواشوريين السريان (المسيحيين ) رغم بؤس حالهم و قساوة الضيم الذي يمرون فيه ما بين مذبوح ونازح  وبين مهمش ومحروم على ايدي عتاة الزمن , لكنهم وبالفم المليان  يغنون  بحبهم لبلدهم التاريخي العراق  قائلين  : هنيئا لساسة العراق وقنواتهم  بهؤلاء القرقوزات الدرناويين , فهؤلاء ليسوا من عجينة الكلدواشور المختمره بخميرة الاباء والاجداد العظام  , ووصفهم بتنسيبهم الى  تسمياتنا  التاريخيه  هراء  وكلام مرفوض لانه يخفي في ثناياه نوايا سيئه , شعبنا  و منذ  زمن بعيد  تعلم ما يجهله لا بل يرفضه  الفاسدون والمتلاعبون   بمقدرات الشعب , لقد تعلمنا  بان لا نطحن الحنطة الا بعد فرز زيوانها كي يكون الطحين صالحا للعجين والخبز والا فليكن الجوع قدر الكرام  .
الوطن والشعب من وراء القصد

159
بيــــن  صرخة القــــوش وصحوة نهلـــــه ,  شعبٌ متحضر يحب العيش بكرامه
   
 شوكت توسا
((كلمة شكر وامتنان لابد من توجيهها  لكل  الاحبه والاصدقاء الذين اتصلوا وكتبوا مستفسرين  ومتمنين لنا بالشفاء, نسأل الرب ان يبعد عن الجميع كل مكروه)).
    في  وضع كوضع  العراق  الغارق بالفوضى والاحتقانات  , قد يبالغ المرء لو ترجــّى خيرا او تفاءل   ببادرة انفتاح  و وتيرة  تخبطات  كبار الساسه الفئويين في تصاعد مستمر , خاصة وقد ثبت كذب وعودهم  وبطلان دعواتهم الاصلاحيه  التي يتم تسويقها كلاما فقط دون فعل حقيقي  عدا اللهم  عبقريتهم  وفطنتهم  التي تتفتق في اقتناص المناصب والاستحواذ على الاموال  السحت والحرام  تاركين الشعب  بلا راع ومن دون قانون يحمي افراده ويصون حقوقهم وممتلكاتهم, ولو تجرأ  مواطن ٌ ونقد ممارسات المسؤول  اللاوطنيه  او كشف فساده  وعوراته  التي  لا تحصى , تكون تهمة معاداة العمليه السياسيه في مقدمة التهم الموجهة الى ناقديه.
  مرة ً اخرى , وبينما شعبنا  يخطط للاحتفاء  بنيسان الحياة  متطلعا الى تجديد الآمال والطموحات  , لكن وا حسرتاه  على شعب يستقبل نيسانه مثقل بالهموم والمشاكل  التي زادت حبتين على احباطات خرائف بقية الأشهر وخيباتها , فيحار المرء من اين  وبأي حلقه يبدأ  في مسلسل إخفاقات ساستنا ,هل يبدأ بما سببوه من خراب ودمار وقتل على الهويه , أم بفسادهم الذي اضاعوا فيه المئات من مليارات  اموال الشعب , هل نحكي عن احباطات هذا الشعب   جراء زيف وعود الإصلاح  الكاذبه التي تكرر الرئاسات الثلاث إطلاقها لاكثر من مره دون جدوى  , أم  بالتهميش المتعمد  واللامبالات المقصوده بحق ابناء مكونات العراق الأصلاء حتى في وزارة تيكنوقراطيتهم المزعومه , أما سالفة داعش  وما اقترفته من جرائم  مقززه, فسيأتي اليوم الذي  ستنكشف فيه خيوط اللعبه  الحقيره  التي ستؤكد تعويل العديد من السياسيين في مشاريعهم على  ما اقترفته داعش وما ستخلفه جرائمها القذره  , ناهيكم  عن الفوضى التي عمت مؤخرا اعلى مؤسسسه عراقيه (البرلمان)  , هكذا انقلب  نيسان الخير في العراق الى خريف اصفر مخيف.
 الأمر الاكثر احباطا هو ان سياسييو الصدفه اللاوطنيون عندما يواجهون  نقدا لممارساتهم  وكشفا لفسادهم  يراوغون الناقد بالضحك على ذواتهم في القاء اللوم والاتهامات بعضهم على البعض , بالضبط كوصف  الغراب لقرينه بالسواد,  سعيا منهم لايجاد المبرر والمهرب  كي لا يظهروا امام الشعب بمظهر المتخاذل والغير المسؤول  , وكأننا بلسان حالهم  يقول  بأن على الشعب الذي انتخبهم  القبول بهذا الواقع المزري وان يتحمل وزرما ارتكبه  وما تخلفه سياستهم  اللاديمقراطيه  واللاحضاريه , هكذا تفكير لا تنطلي سذاجته لا بل عنجهيته  على أحد, فالشعوب عندما تنتخب من يمثلها عن حسن نيه , تمنح  ثقتها للذي تترجى فيه الخير, وحين يفشل لاي سبب كان عن تقديم شيئ  ,ما الذي يمنع الشعب من سحب ثقته  من الفاشلين والفاسدين   .
 في شهر نيسان الخير , كانت القوش على موعد  مع واحدة  من كذبات نيسان الديمقراطيه,  فجاءت صرخة  اهالي القوش تعبيرا عن محبتهم ورضاهم بإدارة  السيد فائز جهوري لناحيتهم لمدى 13 عاما, ليس  كرها لجهه سياسيه معينه ولا حبا بأخرى كما يتوهم البعض , اذ يعرف القاصي والداني حقيقة ادارة مدير الناحيه لشؤون البلدة , وقد ثبتت  نزاهتها ونظافتها في أكثر من مره ومناسبه , فكيف  بمسؤولي وساسة محافظة نينوى  الجدد  الذين يحكون كثيرا عن الديمقراطيه  لكنهم  يغضون الطرف عن  فرضية احترام  ارادة الناس و خياراتهم  التي  يفترض سموّها على كل الاعتبارات الحزبيه  خاصة واحد اسباب احتراق العراق  اليوم هم الساسه انفسهم  وصراعاتهم  التي حالت دون تحقيق المطاليب التي تصبو اليها العامه , على هذا الاساس نقول للسياسي (الديمقراطي)  الذي يرى في  القفز فوق الرغبه والاراده الجمعيه سبيلا لاجنداته , عليه ان يحسب حساب صوت الجماهير التي ستعترض وتعتبر ممارسته  مناقضه  لمفاهيم الديمقراطيه  التي  نسمعه يتحدث عنها كثيرا.
 يتوهم من يعتقد بأن جماهير القوش دافعت بصوتها عن  مدير ناحيتها  لمجرد كونه القوشيا اوبسبب تعاطفه مع جهه دون اخرى !! السبب ليس في ذلك من وجهة نظري كوني لست غريبا  عن بيئة  المجتمع الالقوشي  الذي تربيت  وعملت  فيه  وتعلمت بان  مجتمع  القوش  مع احترامي لبقية  مجتمعات قرانا الاخرى, مجتمع  تواق الالتزام بموروثه في بناء العلاقات المتوازنه والاحترام المتبادل, لاشأن له في صنع العداءات  باي شكل  من الاشكال  بقدر ما هو طامح وعاشق لحب العيش بعز وكرامه في بلدته التاريخيه , ولو توفر  متسع من المجال  هنا او كانت ضرورة موجبه لذكر التفاصيل , فبإمكاني  ذكر براهين من حالات   ومواقف  , لكن  الذي يمكننا  ويتوجب  قوله بخصوص موضوعة إدارة الاستاذ فائز هو ان سنوات خدمته  في ظروف مرتبكه وشائكه سياسيا وأمنيا واقتصاديا  ,كانت في نظر اهالي البلدة  فترة إتسمت الى حد ما  بالهدوء الاجتماعي والتوفير الخدمي  مقارنة بغيرها رغم غياب اي دعم  رسمي ,إذن ما دواعي الالحاح المتكرر لارضاخ الراضين بحالهم  بقبول ما تمليه صراعات الساسه  واجنداتهم الفئويه؟
 والامر الغريب وهو الاشد ايلاما في نفس الوقت , هو في شأن المسؤولين الجدد الذين يفترض انهم كانوا من معارضي نظام صدام وحزبه, لا ادري هل حقا يجهل الاخوه الساسه أم يتجاهلون  عن عمد  نضالات ابناء القوش ومواقفهم الوطنيه المشرفه  المسانده لنضالات العراقيين بمختلف اطيافهم  على طول حكم الانظمه الفاشيه التي حكمت في العراق,هل حقا نسي ساسة اليوم او يتناسون  دماء ابناء القوش المعارضين للنظام السابق التي اصطبغت بلونها جدران السجون  واحجار جبالنا الشماء ؟علام  كانت  تضحيات الامس كلها  إن كانت حقوق ورغبات ذوي الشهداء والمناضلين  الوطنيين ماتزال محكومة بالاجندات السياسيه والحزبيه, اتمنى على كافة السياسيين الذين يحكون عن انفسهم  بانهم ديمقراطيون  ان يأخذوا مشاعر الناس ورغباتهم على محمل الجد وليس استغلالها  , والدعوه موجهه  للجميع كما قلنا  وفي مقدمتهم الاستاذ البرلماني عماد يوخنا , فجنابه مشكور حينما قال : "مصلحة البلدة و اختيارات اهاليها يجب ان تكون فوق كل الاعتبارات"  قالها اثناء زيارته لمقر الحزب الشيوعي في القوش ,ليت تطبيق ذلك  يكون  قولا وممارسة ً.
أما الحديث  عن قرى سهل نهله, فمنها انطلقت قبل ايام صرخة سلميه  أخرى نتيجة صحوتها وضجرها بسبب تكرار التجاوزات على اراضي مالكيها الشرعيين  ,  بالمناسبه  الحاله في منطقة نهله ليست جديده  عليها  والظاهره  ليست محصوره فقط  في نهلة والقرى المجاوره لها , ( للتذكير, السيد فائز جهوري كان له موقفا مشرفا عندما رفض الارض الممنوحة له  كي لا تكون حجة لتغيير ديموغرافية بلدة القوش بتمليك اراضي  لغير اهلها الشرعيين).
عندما تخاطب الجماهير مسؤوليها وساستها  , فهي على الأغلب تطالبهم بالحقوق والحريات , تفعل ذلك بالاعتماد على خطاب السياسي الرنان  وعلى افتراض صدق و عدالة نصوص انظمة الاحزاب الداخليه ,  لذلك محاججة السياسي والمسؤول ليست متأتيه  من فراغ  ولا من اجل خلق المشكله , انما تعزيزا  لتلك الشعارات والمناهج الديمقراطيه المزعومه التي يتغنى بها السياسيون , الكل يعرف بأن اهالي نهله وقراها هم سكنة المنطقه  واصحاب الارض التي اعتنوا بها وزادوا من جمال طبيعتها  ألقا ً يليق بهم  في البناء والزراعه وتربية المواشي  لتحقيق العيش الكريم, وكونهم شريحه  ترى سعادتها وكرامتها في صون خصوصياتها  على ارضها التاريخيه وعاداتها وتقاليدها ومعتقدها , يتساءل المرء عن سبب  ومبرر مجازاة هكذا شريحه مسالمه  بتنغيص حياتها وعيشها الآمن , طيب لماذا  يتظاهر الناس؟ اليس عندما يبلغ سيل التجاوزات حدود سلب الارض عنوة مثلا ؟ وما دواعي الخوف كي  تــُمنع  ضحية الأمس واليوم  من التظاهر السلمي في مطالبة حقوقها , ابهذه السرعة والسهوله  نسي  الساسه الكبار  ما قدمته بلدة نهله وقراها  من تضحيات وخراب بيوت جراء القصف والحرق والتهجير  بسبب دعمها  للحركه الكرديه المسلحه,؟
 من هذا المنبر الحر , نتوجه بألف تحيه لأهالي نهله  وتظاهرتهم السلميه رغم تواضعها , وألف نعم نوجهها  الى اهالي القوش وموقفهم التضامني  مع مدير ناحيتهم الناجح , ومرحى للطريقه الديمقراطيه السلميه  التي عبر الاهالي  من خلالها عن رفضهم واعتراضهم على قرار واسلوب اقالته , و للمسؤولين الذين احترموا ارادة الناس ولبوا مطالب الأحرار الشكر لهم ايضا .
   نختتم رسالتنا التضامنيه مع صرخة اهالي القوش وهكذا صحوة نهله في مظاهرتها , بنداء موجه  الى مسؤولي حكومة اربيل المحترمين  , ان لا تفوتهم حقيقة  تبعات منع الناس المسالمين  من التظاهر والمطالبه  بحقوقهم  على ارضهم ورفع  التجاوزات عنها ومنعها من التكرار , لان نتائجها المستقبليه سوف لن تخدم أحدا , وهي لا تصلح لبناء جسر العلاقات  المتين   ولن تجدي نفعا ان كان شعار العيش المشترك بتآخي وانسجام هو شعار وهدف الجميع .
الشعب والوطن من وراء القصد


160
 
الزائر  الـــعكروت  الذي  ظننته آت ٍ  بدعابه  نيسانيه   


شوكت توسا
 مع ولوج  كل عام جديد ,  نترقب بشغف  حلول  نيسان العطاء والتجدد بعد تباشير  اخيتو   بانبعاث  التجدد  في الروح  و حب الدعابة  في نفوس محبي جمال  ودلالات نيسان ,  فتتوارد ضمن  ملامح هذه البهجة  انواع  شتى من الكذبات  بين مفرحة  ومحزنه واحيانا مثيره للدهشة ,نتلقاها عبر مهاتفه  او شفاهية من صديق او زائر او برساله مكتوبه , فتكون حلاوة المفاجأه بين التمازح  والفكاهه وبين العتاب  والزعل .
   شاء حظي في منتصف  ليلة الاول من نيسان عام 2016 , ان يطرق بابي زائر متنكر بقناع نيساني  خلته  جاءني بكذبة ٍ مازحه كتلكم التي اعتدناها في الاول من كل نيسان , لم يكن بالخفة  والوداعه المتوقعه  , بل  ثقيلا بثقل جبل جثم على صدري , إذ لم أعهد بمثل مزحته العكروتيه   في مزحات نيساناتنا التي اعتدناها في الاعوام السابقات ,كذبة لم اكن في وضع المتهيئّ  لتصديقها  وتحمّل شراهة وشراسة مخالب صاحبها  ,إنقض ّ علي ّ  كما ينقض ّالباشق الجارح  على طير سارح في معالم نيسان ومروجه , ظننت ُ في بادئ الأمر بأنّ الكذبة  بيضاء كبياض  نيات المحتفين  في الاول من نيسان  , لم أكتشف سوء نية هذا  الــ عكروت  الخبيث  الا بعد ان شعرت  بطعناته  تنغرس في  ناحية صدري اليسرى , حاولت جاهدا ملاطفته  بابتسامة وديعه  في وجهه المقنّع  دون جدوى سائلا إياه , ما بالك يا هذا و نحن في الاول من نيسان الحياة ! ليتك تكف عني وعن نفاق مزحتك الثقيلة هذه , لــِم َ لا  تدعني اسمع  منك غيرها؟
 لم  يمتلك هذا العكروت الخبيث سوى مخالب شهوته  التي  كشفت لي صدق ما أتى  من أجله , وفجأة  أحسست  بشدة  وسرعة غرسات مخالبه  الموجعه  تعبث  بمناحي عده من جسدي , لم يترك  لي فسحة الاتصال  وطلب المساعدة  من أحد  سوى نفسي وارادتي التي إتكلت عليها  في  قيادة سيارتي  بنفسي الى المشفى  بعد ان اخبرت زوجتي باني ذاهب الى الطبيب لامر غريب يداهم جسمي, سألتني مندهشه  ما الذي دهاك, قلت دعيني  الان لا مجال لذلك , خرجت مسرعا الى سيارتي بجسدي المتهاوي  تحت وطأة  طعنات الخمباب المكروه , كان خروجي لوحدي مجازفة عاتبني عليها فيما بعد كل من سمع بها ,كانت فعلا مجازفه  يصعب  وصف تفاصيل لحظاتها  التي  استغرقتها وقدمي تضغط على مداس البنزين حتى  باب  قسم الطوارئ  الذي وصلته منهكا  لا اقوى على فعل شيئ  سوى النداء : ساعدوني , سألني احدهم هل لديك موعد مع الطبيب ؟ اجبته  كلا ... ساعدوني رجاء , واذا بملاك نيسانيه ( ممرضه شقراء) تسحبني على كرسي متحرك وتاخذني مسرعة  الى حيث  تؤخذ  حالات كحالتي .
 في غرفة المعالجه الفوريه لحالات القلب,  كنت اسمع  همسا من بعيد  يردد بان  ضغط الدم  قد  تسلق الى  ضعف ارقامه المعتاد ه فكيف لجسمي النحيف  ان يتحمل   240/ 115 , من  دون ان احس  بما فعلوه  او اعطوه لي , ظهر انهم قد نجحوا في خفض ضغظ الدم  خلال  ربع ساعه  بدأت  أشعر بعدها بان اشياء  تغيرت في وضعي  بحيث استطعت ان اسمع  أحداهن تسألني  هل  تشعر بأصبع يضغط على رجلك  ويدك (اليسرتان)؟ , قلت نعم اشعر , حينها ابلغوني بان احد  ابنائي اتصل للتو على تلفوني الخاص  وهو في طريقه  الى هنا  بعد ان غادر قاعة حفلتهم  في  مدينة ايندهوفن التي تبعد قرابة 100 كم عن مدينتنا,  وقد  اخبروه  بان وضعي  في تحسن ولا داعي للقلق  , بعد قرابة نصف ساعه وصل ولدي  قلقا مرتبكا  , قلت له أطمئن يا ولدي, لولا مجازفتي بالمجيئ الى المشفى بنفسي  ولولا فضل  ملائكة  المشفى  , لما عاد العكروت بخفي حنين دون تحقيق مراده . سألني من  يكون  هذا عكروت؟, اجبته انه الخبيث الشرير الذي يقطع أنفاس الناس وهي في غمرة فرحها.
وعندما قاربت  الساعه حدود الثالثه صباحا  جاءت طبيبه  شابه  لا اتذكر اسمها , جلست قرب سريري وابلغتني بأن الطبيبه الاخصائيه  اوصت تلفونيا  بوجوب مبيتي   في المستشفى  الى حين قدومها  في الصباح , ثم طلبت  مني السماح لها بتوجيه سؤالين , اولهما : ماذا لو توقف قلبك عن النبض يا شوكت,  هل ستسمح لنا بكبسات الكفين على صدرك او النفخ في فمك  او الرّج كهربائيا لاستعادة النبض ؟ اجبتها  بالتأكيد  لاني لا اريد ان اموت .  ثم عادت وسألتني , و ماذا لو توفيت؟ هل تود التبرع باجزاء من جسدك , اجبتها نعم  بكل اعضاء جسمي  وبالمجان لمن سيحيا من بعدي.
كان ولدي  الأصغر (26 سنه) جالسا بجانبي  ويداه تمسكان بكفي  بينما عيناه تتنقلان بين وجهي وبين  شاشات الاجهزه  , وعندما عرف بانخفاض الضغط  , القى فكاهة من شدة فرحه  قائلا لي :  هل تعلم يا بابا  كيف كنت اسابق الريح  بسيارتي من شدة قلقي ؟ عاتبته  على ذلك  خاصة وقد عرف بان وضعي في تحسن , ثم اضاف: عليك يا بابا  ان تتوقع  ما لا يقل  عن  ثلاث غرامات مروريه  لاني تجاوزت حدود السرعه طيلة مسافة  المائة كيلو متر.
 بعد  التاكد من استقرار وضعي نوعا ما , اعطوني حبة  ثم  ابلغوني بوجوب النوم  لان وضعي في تحسن وسيتحسن اكثر عند النوم  على امل ان تأتي الاخصائيه  لمعاينتي في الصباح  , لذا تم ابلاغ ولدي بوجوب المغادره, طلب منهم السماح  بالبقاء, لكنهم إعتذروا مؤكدين له بان واجبهم مراقبة وضعي من غرفتهم .
كنت انام واستيقط  بعد  كل ربع ساعه بسبب  عمل جهازفحص الضغط الاوتوماتيكي , و في الساعه الثامنه صباحا دخلت  إحدى الملائكه  لتطمئن على حالي وتطمئنني  , يا له من صباح  نيساني  مشرق  وأكيتو  اخضر عندما  يكون ملاك الرحمة  اول زوارك , سألتني هل نمت جيدا , اجبتها ليس كما مطلوب بسبب جهاز الضغط,  ثم  اخبرتني وهي تبتسم  بان وضعي  الان جيد و بانتظار وصول الطبيبه الاخصائيه الايطاليه ( دي لا أغاتا ) خلال ساعه , ثم  جلبت لي إنائين  من الماء وصابونه  وفرشاة اسنان  مع معجون  ومخملين ابيضين كبياض ملابسها , تركتني عشر دقائق  ثم عادت  تسألني عن ماذا افضل تناوله كفطور, طلبت منها قدح شاي وقطعة خبز اسمر مرطبه بقليل من المربى , وحين سالتني هل هذا كل ما تريده؟ اجبتها  وماذا لو طلبت الاذن  لشهق ونفخ دخان سيكاره في البالكون  بعد هذه الوجبه؟اجابتني  ساناقش الامر مع المسؤوله بشرط ان توعدني بان تكون اخر سيكاره(اغلب الظن كانت تمزح معي) , لذا لم استطع ان اجيبها  , فتركت الامر.
في التاسعه والنصف صباحا  جاءت  الاخصائيه الايطالية الاصل , دي لا اغاتا , وقد أطلعت على  تفاصيل ما جرى وعلى الفحوصات التي اجريت والعلاج الذي تلقيته حسب نصيحتها لهم تلفونيا , بدأت تتحدث  معي   مستفسرة عن حالتي  وعن سبب مجازفتي  بقيادة السياره لوحدي , اجبتها باني بخير  شاكرا اياها وطاقمها  ثم قلت  لها نعم كانت مجازفه مني , لكني فعلتها  اعتقادا مني بان سأصل للمستشفى  اسرع مما لو اتصلت باسعاف او بصديق يساعدني , ابتسمت ثم  اوعزت بسحب بعض الدم لاجراء  فحص التأكد  مرة اخرى من الانزيمات  التي  لها علاقه بالنوبات القلبيه حسب كلامها  , ثم طلبت السماح بالذهاب لجلب جهاز الايكو لمعاينة عمل ووضع  القلب و الاحشاء الاخرى , بعد اجراء المعاينه  اوصت  ببقائي  تحت  المراقبه من اجل التأكد من سلامة وضعي  اولا قبل  التحدث عن موعد مغادرتي .
 لن أطيل  اكثر من ذلك , لان  التفاصيل الاخرى هي اكثر مما يمكن تغطيتها  في هذه المقاله ,المهم أبلغتني   الأخصائيه  في المساء  بامكانية  المغادره  و بتناول  حبه يوميا ( نايفديباين)  واعطتني رساله  للعودة  بعد يومين  لاكمال فحوصات اخرى  من اجل المزيد من التأكد حسب قولها.
 في الختام  , تمنياتي اولا لكافة الاهل والاصدقاء والمعارف بوافر الصحه , ثم مبروك على ابناء شعبنا أعياد نيسان وأكيتو,متمنين لاهلنا النازحين قرب الفرج وسرعة العوده الى بلداتهم سالمين معافين , كعودتي  بعيدانية قبلتي على خد حفيدتي  أكيتو الصغيره " مريم "
 
نيسان الحياة واكيتو التجدد من وراء القصد
                                             

161
الــــى السيــــّد مديــر موقع عينكاوه
الأستاذ أميـــر المالح المحتــــــرم

وإذ تمر علينا هذه الايام مناسبة عيد الفصح و القيامه, ننتهزها فرصة ً نتمنى فيها لكم ولابناء شعبنا حياة ً حره وسعيده ملؤها المحبه وزاخره بالامن والعوده الآمنه لاهلنا النازحين والمهجرين الى بلداتهم وقراهم بعد تحريرها وتطهيرها من دنس الدواعش المجرمين.
أخي العزيز أمير
  في كل ما يمارسه الانسان بحياته, تشكل الأمانه واحده  من الركائز التي عليها تبنى التطلعات وتتعزز بها قنوات الثقه المتبادله , و الامانة ذاتها  تحتم عليّ  قول ما اراه واجبا بحق موقعكم  والمجهود الذي تبذلونه سعيا منكم لاخراجه بالصوره التي تليق بشعبنا , ذلك ما نتلمسه  اثناء تصفحنا لقراءة ما ينشر في موقعكم  من مقالات واراء نتفق مع بعضها ونختلف مع اخرى , تلك مسأله طبيعيه جدا ,  اذ نحن ايضا كلما تيسرت لنا الحجة او الفرصة والماده  لكتابة مقاله , نفعل ذلك  بسرور ونبعثها لكم  لنشرها بكل ممنونيه  لأني بصراحه أجد في الكتابه مجالي المفضل  لإيصال أفكاري وإن تواضعت لكنها مشاركه متروك امرتقييمها  لدراية القارئ , أما كمّ هذه المشاركه فتلك تحددها حاجتي وقناعتي الشخصيه التي ترشدني الى الالتزام قدر الامكان في تأدية عملي  بضوابط وتعليمات النشر المشار اليها في نظام موقعكم  الداخلي,ولكن هل باستطاعتي أن اقارن عملي الشخصي (البسيط) هذا بما تقومون به انتم ومعكم الطاقم الاداري في تحمل مسؤولية إدارة صفحات الموقع وتحديثها  والاشراف على ضمان وتحقيق جمالية اخلاقيه وفكريه وادبيه,  قطعا كلا , لان تحملكم لمثل هذه المسؤوليه  لما يزيد على العقد والنصف ليس بالعمل السهل و لا أعتقد أن بإستطاعة  الكثيرين من حملة الشهادات  القيام بمثله والتفرغ لمسؤوليته , فهو إنجازمشهود مسجل بإسمكم والمتعاونين معكم في ادارته .
 أرجو أن لا تؤخذ مقدمتي اعلاه على محمل تبرير تدخلي في ادارتكم  باي شكل من الاشكال ,انما ما ساقوله  هو مجرد طرح رأي شخصي  من خلال فسحة معينه هيأتها لي رغبتي  عسا ان يتحقق من خلالها  مزيدا من الخدمة للموقع ولزواره.
 من خلال تصفح موقع عينكاوه الجميل , يتبين لكل قارئ بأن صفحة المنبر الحر هي اكثر صفحات الموقع  حاجة ً للرقابه على اعتباران حصتها مما ينشر من اراء حول قضايا الساعه  ومتعلقات  ابناء شعبنا هي الأكبر دائما ,وانا على يقين بأنكم وهكذا القراء والكتاب يعرفون ذلك واسبابه, عليه ستكون صفحة المنبر الحر هي الاكثر سخونة من غيرها  بسبب مواضيعها الساخنه التي غالبا ما ينتج عنها حالات من الانفعال والتشنج لدى الكاتب وهي بالتالي تثير حفيظة القارئ فيبدا بالتساؤل مستغربا اين دور المراقب فيما ينشر ويحصل ضمن الصفحه المعنيه.
الذي شجعني على كتابة هذه الرساله الاخويه , هو ليس شكواي لوحدها , انما تشكيات كتاب وقراء اخرين  من صداع سببه ورود ونشر لكلام غير محبب  باسلوب  مفرداتي غير اصولي وغير اخلاقي ناهيك عن انه لا ينسجم اصلا مع ضوابط الموقع ونظامه , والغريب أن هذا الكلام المنشور يبقى  من دون اي اجراء رقابي لفتره تكفي لتبادل  الردود المقابله من قبيل اتهام احدهم للمتداخلين بالفاسدين من باب رد الصاع بصاعين او خمسه كما قال احدهم او نشر صورصبيانيه استهزائيه لا تليق برموزنا ولا بمكانة الموقع , ثم يرد الآخربما يمتلك من رد لا يخلو من الانفعال ايضا  , ربما ليس حبا منه في  صب الزيت على النار , انما يرى نفسه مضطرا للرد ظنا منه بأن المراقب قد غض الطرف عما يدور فتكون المحصله  بغير صالح  الكاتب و القارئ  بعد ان يتم حرف مسار الموضوع واذا بنا امام فريقين متشاجرين يقودا التحاور حول موضوع لا علاقة له بعنوان ومضمون المقاله, الاول يسعى لتسقيط الاخر بالمفردات الغير اللائقه والغير المؤدبه , والثاني يدافع عن نفسه واخلاقه ويتهم الاخر بالتجاوز , فينقلب الموضوع لو كان سياسيا فكريا على سبيل المثال الى محاضره في الاخلاق والمواعظ ,  وهنا دعني اخي امير اعود الى محصلة هذا الجو الحواري التي اسلفتْ ووصفته كونه لغير صالح الكاتب والقارئ, يا ترى هل غض الطرف عن نشر الاساءه  وتركها  تفرخ لنا اساءات اخرى  يصب في مصلحة الموقع ؟ ام ان اسبابا فنيه او ظروف لها علاقة بالتوقيت والمشاغل تحول دون التوقيت المناسب في  متابعة المراقب  لما يتم نشره ؟ اتمنى ان يكون الجانب الفني والظرفي هو السبب .
 صديقي العزيز امير, الشئ بالشئ يذكر , و جنابكم  يتذكر ايام الدردشه الصوتيه ضمن غرف برنامج البالتوك العالمي في بدايات الألفيه الثالثه اي قبل انشاء موقع عينكاوه , كنتم يومها مسؤولا عن ادارة غرفة  تحمل اسم عينكاوه العزيزة علينا  حالها حال العديد من الغرف العراقيه الاخرى ومن ضمنها غرف خاصه لابناء شعبنا, كان قد ساد يومها اعتقادا بين المشاركين(اليوزريه) بان  منافسات ادارات الغرف فيما بينها  جعلتهم ينتهجون اسلوب الايقاع الخصامي بين المتحاورين لخلق جو مشاجرات يصل حدود السب والشتم , كل ذلك  من اجل جذب واستقطاب  المزيد  من الزبائن للغرفه ( بالمناسبه هذا الاعتقاد ثبتت صحته في اكثر من مناسبه), لكنكم و للامانة اقول بانكم  كنتم بعيدون عن هذا الاسلوب في طريقة ادارتكم للغرفه, بل كان اهتمامكم و تأكيدكم على نوعية الحوار ومدى الاستفادة منه دون التقيد  بعدد رواد الغرفه. هكذا كانت قناعتي بصدق اهتمامكم حينئذ , واليوم وقد تحملتم  مسؤولية اكبر بكثير في ادارة موقع اعلامي ذائع السيط عالميا بعدد رواده من قراء وكتـّاب بمختلف الاختصاصات ومن مختلف اصقاع الارض , نتمنى صادقين وهو عهدنا بكم,  ان تكون مصلحة ابناء شعبنا ضمن اولويات منطلق  نهجكم الاعلامي  في اختيارالنتاج النوعي الذي يخدم مصلحة شعبنا أولا مثلما كانت طريقة ادارتكم لغرفة عينكاوه  للدردشه.
 في خاتمة رسالتنا هذه , نتمنى لكم وللعاملين معكم الموفقيه والنجاح والى المزيد من الاثراء  الفكري والإغناء المعلوماتي الصادق والمفيد.

162
لماذا الايغال الممل  في النقاش الديني  وترك الجوانب الأهم

شوكت توسا
لست وحدي الذي يسأل نفسه مثل هذا السؤال  كلما تصفحت المواقع لأجد الكم المخيف من هذا الايغال , الكثيرون سبق وسألوه قبلي  وبنوا على بعض الاجابات الغير المقنعه مواقفا اكثر اصرارا ورغبة في الوصول الى الاجابه من اصحابها المعنيين.
 و لكي لا يـُفســَر استخدامنا لعبارة "الايغال الممل" في غير محله, فالمقصود  لارابط  يربطه بقبول او رفض عقيده  معينه  دون اخرى  أو بالتدخل في خيار المُعتقِد  فهو حر فيما يؤمن به  , بدليل ان من بين ملايين المؤمنين و من مختلف الاديان يوجد مثقفون داركون  يمكن  تمييزهم عن غيرهم  من خلال ممارساتهم  واهتماماتهم  لذا لابد ان نستثنيهم  من ظاهرة الايغال الممل , إذ قلما يدعهم ادراكهم  إظهار او تغليب   ولعهم الديني بالطريقه الممله التي نشهدها لدى البعض( المثقف المتدين)  وقد اخذت حيزا غير طبيعيا  من مساحة تفكيرهم .
  جدير بنا هنا ان نؤكد  بان فكرة مقالنا الاعتراضيه, لا تتعدى حدود ابداء رأي ٍ في ظرف استثنائي قاهر يستدعي المثقف الى تناول ما هو متعلق بوجود الانسان وليس بمعتقده ومذهبه , فحين يتعرض وجود هذا الانسان  الى تهديد , لا أعتقد بان  مشروخة اثارات الفارق المذهبي او الديني وحتى القومي ستسعفه او تشفعه  بشئ, وفكرتنا هذه  لم نبنيها  حصريا على قاعدة او محصلة مقارنه  شعوب الغرب  المتحضر مع  شعوب شرقنا الاوسطي الناميه والتي بات وصفها بالمتخلفه اقرب الى حقيقتها , فهي  في وصفها بالمتخلفه  لاتنفي  وجود حالات ايمانيه  دينيه  (مثقفه) كما اشرنا اعلاه , وهي حره  إن كانت  لا تجد ضيرا في ايمانها بديانتها( الموروثه ) وفي التزامها  بشعائرها و احترام ديانات الاخرين وقيمها وطقوسها الموروثة ايضا ,مثل هذه الحاله  يمكن اعتبارها من الحالات الايمانيه الهادئه والحميده ,  لكن ان يسمح  المثقف المدني لنفسه  بامتطاء صهوة الاختلاف الديني او المذهبي  للايغال الممل والعبثي  في مناقشته وفرض خوضه صراعا مفتعلا  يوصل الطرفين الى حال القطيعه والعداء , يصبح السؤال هنا اين بات محل مصطلح المثقف من الاعراب وقد غمسته ثقافته حيث لا يحسده احد  لتبعده  عن صلب وصميم اهتمامات حياة الانسان العصري , وهنا اقصد بالعصري انسان المجتمع الغربي  الذي لم يتحضر الا بعد تجريد المؤسسه الدينيه من سلطاتها المدنيه .
  حديثنا الذي  يقتصر حول  المثقف المدني المتدين والمتمذهب خاصة ,بغض النظر عن مدى صحة و جواز اطلاق  هذه التسميه التي  يقابلها تسمية  الديني المثقف  اي رجل الدين المختص  , التسميتان لهما ما يجيز استخدامهما  مع فارق تادية المهمه  التي تحددها درجة التخصص ,  فعندما نتكلم  عن الكاهن (الديني المثقف)  على سبيل المثال  , نعرف مسبقا بانه قد اكتسب درجة اختصاصيه كحصيلة تعلمه وتثقفه  في مدارس ومعاهد او كليات  مختصه  بالمقدس الديني  وفلسفة اللاهوت الروحي  والتي بحكم حقل مادتها التدريسيه  تضع للدارس حدود لحرية  تعاطيه  مع مجالات الحياة الاخرى  , فهي شئنا ام ابينا تضيق من فسحة تفكيره  وممارساته في شؤون ومستلزمات  الحياة المدنيه , بخلافه  يتمتع المثقف المدني المؤمن  بمجال اوسع  وحريه أوفر للتفكير والممارسه .
 من خلال هذا التمييز بين الاثنين ,ستسهل علينا بلا شك  معرفة مهمة كل واحد منهما في مجتمعه  , ولكن علينا ان لا ننسى  بأن كليهما الديني المثقف(الاختصاصي  اللاهوتي)  و  المثقف الديني( المدني)  لم يختارا معتقدهما ودينهما  بانفسهما كما هو الحال في المجتمعات الغربيه  , انما اكتسباه  بالتوريث  من الابوين منذ الولاده , واستمرا عليه  مع  سنين حياتهم ,أحدهما(الكاهن)توجه الى نذر نفسه ( ايضا قبل اكتمال سن نضوجه) للانخراط  في مدارس اللاهوت والتعمق في فلسفته ليصبح قسيسا, بينما المثقف الديني المدني  اختارلنفسه طريقا اخر في اكمال مشوار حياته ما بين المدنيه والدينيه.  وعندما نقول بان المثقف المدني المتدين قد ورث عقيدته منذ طفولته , يعني  لم يختارها  في سن النضوج , اذن كلاهما ( المؤمن وعقيدته) لم يحظيا  بعقد فكري او روحي متكامل  ومتوازن  من حيث أهلية  ونضوج عقلية المؤمن كي يقتنع  فكريا بصواب المعتقد  قبل اعلان الايمان به .
لو قسنا في كلامنا بمقياس المفاهيم  والنظريات الماديه والفلسفيه  التي  استطاعت بواسطتها بعض  المجتمعات ان تنجح  في بناء أنظمه  سياسيه مدنيه /ثقافيه اجتماعيه متنوعه , فقد اثبتت قدرتها  على صياغة دساتيرو قوانين تحمي الانسان وتحفظ له حق وحرية اعتناق  الفكر والعقيده التي يراها مناسبه له ,لا نجد اي  ذكر في هذه القوانين والدساتير لشيئ اسمه دفاع عن الرب او عن شيئ  اسمه نص مقدس  او مذهب وما شابه ,  اذن بحسب معاييرهذه  القواعد والنظريات الناجحه لا يمكننا  ان نصف  ظاهرة إيغال المثقف  المدني  في المناقشات الدينيه  وترك الامور المهمه الاخرى , ســـوى كونها  ظاهره مثيره  للجدل, واعتبارها نتيجه  لحالة ضعف فكري  تناقلناه مثلما  توراثنا المعتقد . والا كيف يُعقل تأييدنا للقائل  بان الاخر من الدين او المذهب المغاير لو حاول  انتقاد  ديني او مذهبي, سيضطرني الى الطعن بمذهبه ودينه دفاعا عن معتقدي  , في حين كلاهما يحفر قبره بنفسه بسبب  هذا الضعف الفكري الذي تناقلناه , وهو يقودنا في نفس الوقت الى الشك في فهم الاثنين  وإدراكهما لاسباب  ظهور الاديان ثم تشرذمها الى مذاهب  وملل.
الكثير من امور حياتنا اليوميه تصاب بالعقم  والرتابه  لو بقيت كما هي من دون تجديد وتحديث , وقد يسعى البعض فينا  متعمدا لإبقائها  كماهي على حساب اذواق و متطلبات الحياة العصريه المتجدده , إما اعتزازا بصانعيها  أو خوفا من تبعات  انتهاك قدسيتها  كأن  تكون قدسية  النص الكتابي المقدس الذي مر على كتابته  الف او الفان عام , لا بل هناك من بين مثقفي الاديان من يريد جعل الكتاب المقدس  دستورا صالحا او  مصدرا لتشريع الدساتير, وهل من عقلية راشده تقبل بمثل هذا الطرح السقيم  ونحن في القرن الحادي والعشرين والامم الديمقراطيه المتحضره تبحث عما يعزز تآلف البشر عبر الغاء الحواجز التي تميز بين هذا وذاك !!
بحسب  معرفتي المتواضعه , تعلمت  بان لمصطلح المثقف  معاني ودلالات يجب ان تميزه  عن غيره معرفيا ومسؤولية ً, والا كنا اسمينا كل البشر مثقفون  او كلهم جهلاء , من مزايا الانسان المثقف هي تميزه عن غيره بقدرة المطالبه  بالتجديد والتحديث طبقا لما تتطلبه رفاهية الانسان  وسعادته بحسب مفهوم انسان اليوم  وليس كما يحكى لنا عنها قبل قرون مضت , وهنا يمكن  إثارة التساؤل الاتي: الى اي مدى يمكن للنص الديني المقدس ان يتحمل  جهد المثقف المدني المؤمن  الراغب في التجديد والتحديث؟  طبعا سيتبع ذلك تساؤل اخر على سبيل المثال, بماذا ولماذا وكيف يمكن تحقيق  التجديد؟ بالتأكيد الاجابات لمن يود الاطلاع عليها موجوده في سير المفكرين  والفلاسفه الذين قادوا صفحات النهضه الاوربيه الفكريه والثقافيه.
نحن في كل ساعه وكل يوم نقول  بان التديّن الصحيح  والايمان النظيف بالعقيده (الالهيه) يجب ان يكون على شكل علاقه شخصيه وروحيه مع الله فقط  , ولو افترضنا مثلا ان احدهم  احتاج  الى وسيط  يرشده لترتيب هذه العلاقه, ما العمل في هذه الحاله ؟  باعتقادي  الملاذ المقسوم لمثل هذا المؤمن يكون  بالرجوع  الى النص الديني الزاخر بمفردات جذابه  وتعابير مواعظيه  من قبيل الوحي والملائكة والاعاجيب والانبياء والوصايا والحلال والحرام, المقسوم هذا سيكون  في كل الاحوال أفضل بكثير  من ان يستمع لمن يجتهد ويجاهد  ويستثقف ليتثقف  غيره بافضلية التفسيرالمذهبي  الفلاني على تفاسير من سبقوه او الذين  من بعده  كي يرسم و  يصوغ  العلاقه مع الله  بالسجيه التي فرخت لنا المذاهب والمجاميع والملل والنحل التي تتصارع وتتقاطع  وتذبح ,  لعمري تلك ليس  رغبة الخالق الذي نبتهل اليه , بل تتناقض مع الاعتقاد الديني السائد  بان حجم وقدر العقل الذي نتمتع به هو هبه  محسوبه أعطاها الخالق للمخلوق كل وحصته منها كي يبحث عن المفيد  له في حياته الدنيا وهكذا الآخره.
الانسان ورايه من وراء القصد
   



163
امهاتنا وبناتنا يطبخن  لمقاتلينا المتطوعين في معسكر تدريب القوش



صوره من داخل معسكر القوش لتدريب المتطوعين

 شوكت توسا


 يحار المرء  اي كلام  يختار من قاموس مفردات الاعجاب والانبهار  كي يتناسب و اصاف  هذه الصوره الناطقه بالكثير مما يجول في الخواطر والاذهان, وهل من معان ٍ ارقى من أبعاد هذه الصوره وهي تحكي لنا عن محبة الامهات والبنات للفلذات, جئن كعضوات اتحاد النساء الاشوري من منطقة نهله  قاصدات  معسكر القوش  كي يقدمن ّ لأحبابهن  وجبة طعام  طبخنها بأنفسهن  ليفرشنّها  على ارض العسكر, وهل من مائدة اوسع  من أرض الاباء والاجداد لتتسع محبة القلوب ووشائجها , انها بحق صورة تضامنيه  ليس المهم  ما اسم القوه ومن يدير شؤونها , المهم ان ابناء شعبنا يلتمون ويجتمعون على امر مصيري وحيوي  وكأننا بها امام عائله يلم شملها رحلة التهيئه لمشوار جديد  قرب سفح جبل كجبل القوش الأشم. صورة تعبيريه مليئة بما يهز المشاعر والاحاسيس في مدلولاتها ومعانيها, فهي بالتالي تنادي  الذين عليهم ان يسمعوا  وفي  مقدمتهم اوليائنا ومسؤولينا دون استثناء احد منهم , وتطالبهم  بهنيهة قصيره وقليل من التأمل بتفاصيل صور الامهات والحبيبات في حضرة الشباب المتطوعين لحماية مستقبل الاهالي , انها صورة تستدعي كل ناشط مثقف سياسي او ديني  للتفكير بعمق ورويه   ثم مساءلة الذات, يا ترى لماذا لم نستطع ان نجمع متطوعينا الشباب الغيارى في معسكر او  معسكرين تحت ادارة ومسؤولية هيئة  موحده من ممثلي ابناء شعبنا الذي  يمر في احلك الظروف واشدها تأزما.  أوَحقا لم يكن  بإمكان الخيارى من مسؤولي الفصائل المسلحه الثلاث او الاربع  تشكيل هيئة او مجلس عسكري مشترك يكتسب القدره العاليه للتنسيق والتفاهم مع  البيشمركه وهكذا الجيش  والحشد الشعبي .... بالمناسبه ما زال هناك متسع من الوقت لتحقيق المزيد  من التنسيق والتفاهم المفيد  بين فصائلنا لان ذلك في غاية الاهمية  ما دام  هدف  القضاء على داعش  وتطهير بلداتنا  ثم اعادة النازحين الى اماكنهم  هو الاسمى في اجندات كافة القوات والفصائل المسلحه من الفاو الى زاخو.
 الشيئ بالشيئ يذكر  , اذ  سمعت قبل  قرابة اسبوعين من احد الاصدقاء في  القوش , بان  اشخاصا خيرين من ابناء شعبنا في دهوك قد تبرعوا بما يتيسر لادامة وانجاح المعسكر, فقد تبرع احدهم  بتجهيز المعسكر بثلاث وجبات اكل يوميا ولمدة ثلاثة اشهر, وأخر تبرع ببطانيات  وشراشف واسرة  كامله لمنام المقاتلين , وآخر تبرع  بكلفة نقل المقاتلين لمدة شهر ,وآخرون تبرعوا باموال  كل حسب مقدرته , حاولت قدر المستطاع ان اتعرف على اسماء المتبرعين  كي انشرها في مقاله مخصصه للكرماء والاسخياء مع شعبهم , لكن الصديق الذي كان بيني وبينهم  أكد لي بعد محاولته مرتين لاخذ الاذن منهم  بان هؤلاء الاخوه يرفضون فكرة الاعلان عن اسمائهم رفضا قاطعا ,لذا لم يتركوا لي سوى القول بانهم خير نماذج  لشعب  اصيل  محب لأرضه وتاريخه , متمنين  لهم الموفقيه والنجاح في حياتهم .
الوطن والشعب وراء القصد
     

                                                                                     

164


غبطة البطريرك ساكوالمحترم , كلامكم صحيح ولكن هل  يصــّح  و يصلح في العراق

شوكت توسا
في  بيان  نــُشــِر عن لسان غبطته  , يحذر فيه  من الهجره الجماعيه لمسيحيي العراق  , ويصف تشكيل فصائل خاصه بالمسيحيين  محرقه جديده لاسامح الله ....نقتطف مقتبس مما  نــُقل  عنه  حيث  نصه :
(( واضاف الدكتور لويس روفائيل في بيان اليوم أن التفكير بالخلاص بتشكيل فصائل مسلحه منفرده للدفاع عن أرضنا هي محرقه جديده, ولكن الحل هو الانخراط في القوات النظاميه  كالجيش الرسمي والتعاون معها لتحرير كل الاراضي المحتله, فمصيرنا مرتبط بمصير شعبنا العراقي وهو الضمانه السليمه لمستقبلنا المشـــترك))  . انتهى  الاقتباس.
في البدايه لابد من توضيح تأكيدنا على ان محبة البطريرك لابناء شعبه  وقلقه على حالهم ومستقبلهم  هي الحاضره دائما  في غالبية تصريحاته , تلك نقطه لا مجال للتشكيك فيها اطلاقا , وتصريحه هذا خير  دليل  على مدى محبته للعراقيين جميعا  وحرصه الخاص على سلامة وامن ومستقبل ابناء شعبه (المسيحيين العراقيين) .
بما أن موضوع مقالنا  محصور حول استبيان راينا الشخصي في بيان صادر عن  رجل ديني  بدرجة بطريرك يتعلق بشأن سياسي ومدني  وعسكري في نفس الوقت , لا بأس ان نستهل  طرح وجهة نظرنا بالتذكير  بآيه  من انجيل مرقس 25:4( بالكيل الذي به تكيلون  يـُكال لكم ويزاد  أيها السامعون لأن مَن له سيُعطى, وأما من ليس له , فالذي عنده سيؤخذ منه).
 ادعائنا بأن مصدر هذه المقوله  ديني  وروحي  لا ينفي  صحة واحقية مغزاه ومقصده  الانساني المدني  والقانوني المقبول , النص بحد ذاته لا يقبل بأكثر من تفسير لما تدلل اليه الآيه , فهي تعني في محصلتها  ضبط وترتيب  العلاقات الانسانيه  بين البشر على اساس احترام حرية وكرامة الانسان دون تمييز بين دين وآخر , اي على المعتدي  ان يتحسب  لمشروعية ردة فعل المعتدى عليه قبل إقدامه على الاعتداء , وواضح جدا في نصها تأكيدها  على مشروعية حق الدفاع عن النفس لا بل تعتبره واجب  ديني مفروض على كل مسيحي مؤمن , بعكس ذلك ستنطبق  على كليهما , اي المعتدي والمعتدى عليه  مقولة (اغفر لهم انهم لا يعرفون ما يفعلون)وليس على المعتدي فقط  كما نروج له , وشأن هذا الحق  ذاته  قد اُشيرَ اليه في اكثر من لائحه قانونيه وضعيه  سبقت  ازمنة ظهور الأديان الثلاثه , ونظرا لأهميتها  اخذت حيزها فيما بعد الديان ايضا  كما موجود في قوانين العقوبات  وحماية حقوق الانسان , في كل هذا الذكر التاريخي يتجلى التركيز على شرعية وقانونية  حق الانسان في الدفاع نفسه  وعن كل مقتنياته, وعلى اساسها  صحـّت  مقولة القانون لا يحمي المغفلين  .
نعم سيدنا البطريرك, غبطتكم  في تحذيركم  وتنبيهكم  محقون وصائبون  حق الصواب حينما تنطلقون  من النظريه المبنيه  على قاعدة أن  لكل مجتمع   دولته وحكومته وقوانينه التي تحفظ وتحمي حقوق أوادمها  كي لا تعم الفوضى في ذلك  البلد فينقلب الى  غابة يتحكم فيها الاقوياء والوحوش الكواسر في غياب واضح للقانون وسطوته فيكون كما هو الحال في العراق مصير الضعفاء ومنهم نحن المؤمنون المتدينون  اما فرائس سهله  او مخلوقات كتب عليها الخنوع  أو مغادرة المكان  الى حيث يوجد قانون وشريعه انسانيه,   ,نطالب ممن في العراق  الخاوي من اي ثقافه او سياسه مهتمه في بناء وطن ودوله على قاعدة منع الفوضى وضمان الامن وحماية الانسان وحقه؟سوى الوعود الكاذبه والعلاجات الترقيعيه المخجله.
ثم غبطتكم يا سيدنا البطريرك , يعلم  أكثر من سواكم  بأن  70% إن لم يكن أكثر من مسيحيي العراق هربوا من  مدنهم خلال هذه السنوات العشر الاخيره  وشردوا من بلداتهم  مثلما تهرب الحملان والغزلان من مخالب الذئاب والضباع  دون التفكير بترتيب وضعها للرد بالطريقه المطلوبه ( اي نكيل لهم مثلما يكيلون لنا)  دفاعا عن  النفس والارض والعرض والدين , أليس في  ذلك  تنصل  وتهرب عن الالتزام  بمقولة سيدنا المسيح ؟  والمؤسف  الأشد ايلاما وخجلا هو ان  ظاهرة لجوئنا الى خيار ترك أماكننا  بشكل متكرر قد  اصبحت بسبب تكرارها  بمثابة تهمه يلصقها بنا البعض حينما نتحدث عن حقوقنا المسلوبه في وطننا, المتسع هنا لا يسمح  للدخول بتفاصيل اكثر حول البنية الداخليه لمكوننا الكلدواشوري السرياني (المسيحي) ,لكننا لابد ان نعترف بان حلقة  مهمه من حلقات  الثبات واثبات الوجود قد أضعناها مع مرور الزمن  في مبالغة تعويلنا و اقناع ذواتنا  بعد كل نكبه  تحل بنا على مقولة  اغفر لهم يا رب انهم لا يعرفون ماذا يفعلون!! , كيف لا يعرفون ماذا يفعلون؟ و  هل عرفنا نحن ماذا نفعل للرد بالمثل  وبنفس الكيل  التزاما بمقولة السيد المسيح   وتطبيقها عمليا؟ 
 اسمحوا لي هنا سيادة البطريرك بالتذكير في واقعه  حصلت  يوم الثامن عشر من تموز 1994 , كانت  اشبه بكارثه  حلت في بلدتي القوش , اذ فيها استشهد  ثلاثة من خيرة شباب القوش( الشقيقان حبيب وانور دكالي , واسطيفان جرجيس قسطو)  بطريقه غادره على يد قطاع طرق ضالين من اكراد دهوك  , ولاسباب مهما كانت , لم يكن هناك اي اجراء حكومي بخصوص هذا الاعتداء  لا من قبل  السلطات المعنيه  في  القوش ولا من المعنيين في  محافظة دهوك , علما  كان هناك معسكر جيش بالقرب من القوش وتوجد سلطات امنيه وشرطه داخل القصبه, وهكذا كانت هناك قوات امن وبيشمركه في دهوك, مالذي كان على شباب البلده  فعله؟ هل ينتظرون رحمة  من تهمهم كرامتنا وحياتنا  ام يبادروا بانفسهم حاملين معهم  مبادئ المسيح الحقه للكيل بنفس الكيل  ؟ نعم هب شباب القوش  الى  حمل السلاح والتوجه بالعشرات  الى الجبل حيث موقع الجريمه لملاحقة المجرمين   للثار من القتله المجرمين وهذا ما تم فعلا , ليس ذلك فقط, الملفت في تفاصيل ما حدث   في حينها هو خروج المرحوم المطران ابلحد صنا  الى  منطقة (خووشا) غرب القوش ليودع الشباب المسلحين ويشجعهم  باسلوب ضمني على رد الاعتبار والانتقام من المجرمين  , ذلك كان موقفا مشهودا من المرحوم المطران  بغض النظر عما رُوج حينها حول دوافع موقف المطران   , الرجل  أدى ما كان عليه في تضامنه  ما كان يحتاجه ابناء الرعيه في لحظات لم تكن تحتمل التكلم والتنظير حول اشياء لا تتناسب والحدث الاليم.
غبطة بطريركنا الموقر, في الوقت الذي بحت حناجر ابناء شعبنا وغبطتكم في  مقدمة الناقدين للحاله الحكوميه  والمطالبين من المسؤولين  بفرض القانون , مالذي جنيناه  سوى تكرار وتفاقم  حالات الإكتواء التي أحرقت جسد وكيان شعبنا  , الى متى سيظل شعبنا يترنح عند عتبات   اجتهادات تحليلات النص الديني  الذي تبين بان غالبية تفسيراته  لم تأت  بما يتطلع  اليه  شعب  بهيبة شعبنا الذي  كان  سيد كلمته في اصراره و تشبثه بأرضه وتاريخه  وكرامته , بينما تئن بقاياه اليوم  محتارة لا تعرف  اي  سبيل تختار من اجل الحفاظ على هذا المتبقي,بصراحه لم يعد امامنا  ما يجعلنا  نعتمد على خطابات المسؤولين اللامسؤوله ولا ان نعاود  الوثوق بمن فرضوا انفسهم اوصياء علينا ثم  سرعان ما  باعونا وتركونا عندما حمي الوطيس او حانت لحظة  تنفيذ المخطط , فاصبحنا  فرائس سهله   بسبب عدم امتلاكنا  اليات  القوه  والتحدي الذاتي  بما يجعلنا اصحاب كلمتنا .
غبطة بطريركنا الجليل, ليس لنا  افضل من ان نتضامن معكم   في التحذير والتنبيه   بعدم التخلي عن حقنا ومطالبتكم  بمواجهة كل من  يستغل  اوضاعنا  من اجل  تمرير اجندات  لا تخدم وجودنا وديمومة بقائنا على الارض ,ولكن هل يمنع ذلك دعمنا للحل الاضطراري النابع  عن ارادة شعبيه  يقينا ويبعدنا من لدغة اخرى ومن عين الجحر كما يقال؟.
 في ختام كلامي أرجو  ان لا اكون فيما ابديته من رأي قد اثقلت  أو حمــّلت عبئا مضافا على غبطة بطريركنا ولا على كاهل  ابناء شعبنا الرابضين في ارض الاباء والاجداد, فالرجال الاشداء يـــُعرفون  في أوقات المحن والشدائد.
مقولة السيد المسيح  وشعبه وراء القصد 




165
قيلــــولة قارئ  بعد قليل  من القيل والقال

شوكت توســـا
Short Nap
القيلوله تعني فسحة راحه  قصيره  يمنحها الكائن لنفسه ليستريح قليلا بعد مشوار جهد يبذله في عمل يقوم به , اما  بالنوم  بحسب المتوفر من الوقت, او بالجلوس أمام جدار يتخذه متكأ ً لظهره او تحت فييّ شجرة مورقه ,ومن القيلولات ما يعطي للحيوان ايضا فرصته في الراحة بعد علف دسم  يتطلب مضغه السكون الهادئ بعضا من الوقت.
المقصود في مقالنا من , هي قيلولة  الكائن الذي ميـّزته الطبيعه عن سواه من الكائنات بعقله وفطنته , فتراه حتى في قيلولته ينبش بذهنه متجولا في ثنايا تفاصيل حياته  المعاشه من اجل حل ٍ افضل  وفهم اوسع لما يدور,يفعل ذلك في لحظات تفكير  تفرض حالها لتشبه جولة ذاتيه مضغوطه مع أمورتتعلق بعمله او بعلاقاته  وفعاليات حياته اليوميه, تلك باعتقادي حاله او لنسمها نعمه يتمتع بها كل انسان مع فارق مادة التأمل التي تقررها اهتمامات المرء وهمومه.
 قيلولتنا  سوف لن تكون اطول من وصفنا اياها , وأملنا فيها هو الخروج  من تأملاتنا   بشيئ جديد يفيدنا نحن القراء والكتــّاب تحديدا, شريطة  استعداديتنا لجرأة إزاحة الحواجز النفسيه  والموانع الثقافيه والشخصيه فهي السبيل الوحيد للامساك بمفتاح العقده , وعندما يتحقق ذلك بعفويه متبادله سيحس فيها المتأملون بأن حياتنا وثقافتنا قد نمت فيها ثغرات وفجوات  تستدعي المعالجه والا ما فائدة هبة الخالق والطبيعة لنا بهذا العقل حين لا نستخدمه كما مطلوب منا؟
نحن (القراء و هكذا الكتــّاب) الذين نقرأ دائما, لنا الحق في الحكم على ما ينسجم وما لا ينسجم مع افكارنا وميولنا  ,و فينا من يجد في نفسه القدره على التعبير عن رايه بكتابة شريط  أو اكثر من المقالات,  ذلك يمنحه  حق اختيار مقعدا  لنفسه في  الصف الذي  ينسجم مع قناعاته ولكن هل تلك بتزكيه كافيه؟ ام ينقصها  كلمة ذوي الشأن فيها , كما فينا ايضا من يجد حاله الافضل في نأي نفسه ولقلمه عن الخوض في  السياسه, بخلاف من يجد فيها ما يرضيه ويمتع هواه , فيرى ضالته فيها مبتعدا عن الخوض مثلا بشؤون الادب والشعر مثلا,كما وفينا ايضا  من  يرى في  مستطاع قلمه الجمع بين الاثنين واحيانا الربط بينهما عضويا ,نقول له هنيئا  , هكذا تلتحم المتشابهات وتتحاور المتباينات الكتابيه  كي تتوزع عليها هوايات وميول القارئ  التي على اساسها  ينتقي بحريته  ما يضمن له لحظات قراءه ممتعه  لا يجدها في قراءة جريده او مجله تفرض عليه اثناء رحلة في طائره او في انتظار مقابلة موظف او مراجعة طبيب.
بصراحه , الخلل ليس في طول وقصر وقت قيلولتي , ولو حصل انهاطالت قليلا  , فإن تكرار حصول عارض معيّن معي( القيل والقال) لاكثر من مره  اثناء القراءه والكتابه اعطى لقيلولتي حق الاستحواذ على المزيد من وقتي , لست ادري ان كان في ذلك حكمه يراد منها فائدتي في شان ما , مهما يكن فقد قادني العارض هذا الى التأمل مليا ً وبصدق على الاقل مع نفسي,فكان سؤالي الاول  لنفسي هل ان الخلل في الاخر فقط أم اننا مشتركون كلنا في صناعته, , اول ما اكتشفته  هو اني وجدت  باني اصلح للجلوس على مقعد في صف القراء من الدرجة المقبوله نوعا ما,لكن ان اجازف  في منح نفسي صلاحية وحق الجلوس على مقعد في صف الكــّتاب, فتلك بدت في قيلولتي كذبه مفضوحه  بإمكان ومن حق القارئ الكريم ان ينصحني فيها ان لم يحاسبني عليها.
 نعم نحن  نقرأ ما نود قراءته وندع جانبا ما لا تستطيب اعيننا و لا تتقبله عقولنا , تلك حرية مضمونه , بينما عندما نكتب من ارضية افكارنا وننتقد بحسب ما تمليه تطلعاتنا المختلفه دون ترك اية فسحة للمنطق والرأي الآخر , سرعان ما سنكتشف بأننا قد  ظلمنا انفسنا  في ضحكنا على المنطق وهو ضحك على الذات  قبل ان يكون ظلما لانفسنا وضحكا على غيرنا .
شخصيا كلما نظرت في المرآة واذا بضحكة المشيب قد غزت مفارق راسي , بدلالة غداتي ذلك  الجــّد الذي يتنفس اوكسجينه برئة فرصة تعليم حفيدتي الصغيره مريم  ما فات عني تعلّمه عندما كنت في عمرحفيدتي ( كاود كوزه) اي لب الجوز, فلما نما عودي  وكبرت, تعاظمت معه تلك الثغره  التي لم يكن لي ضلعا في تكوينها  انما صنعتها موروثاتنا الاجتماعيه في داخلي, تلك المفاهيم التي كانت ترى في التغطيه على هذه الثغره  نصرا عظيما لها  بايجاد الكثير من الاعذار لها وبما هو اقبح من الصوج كما يقال .
اذن ليست اول مرة هذه توصلني فيها قيلولتي  الى الزبده بدعوتنا للقترب من ذواتنا اكثر وندع الكذب على انفسنا  اوعلى بعضنا البعض ففي ذلك سنشارك في تكبيرالثغره وتوريثها للاخلاف , لقد علمــّنا الأسلاف كيف ننتصرعشوائيا مهما كانت الكلفه مؤذيه , وفرضوا علينا حتمية الممات ونحن احياء محتارون كيف علينا ان نقاوم فشلنا , هكذا بإزدواجية فهمهم  للكبرياء  إستحرموا تعليمنا كيف نتقبل كبوة الانكسار وكيف يكون النهوض والعوده الى الشروع الصحيح بعد التعافي  .
أحد الإخوه الكــّتاب الذين احترمهم ( الاستاذ اوراها سياوش) وقد اُبتلي َ الرجل  بي بسبب بعض الشبه بين افكارنا , يذكر في احدى تعليقاته بأن الإعتذارلا يشكل بالضرورة  دليل ثقافه  المعتذر ,انما يمكن ان تكون التفافه على الثقافه ,  مقياس مضبوط  لو جربناه على نماذج  من المظاهرالازدواجيه الموروثه و الرائجه في وسطنا الاجتماعي الثقافي الشرقي فهي المرافق دائما للمتلاعب تارة بغمض عينيه كلتيهما وتارة اخرى ينظر بإحداهما او بكليهما , نعم بالتأكيد في مثل هذه الحاله تنفضح معه حجة اللجوءالواهيه و المتكرره الى الإعتذارليتبين لنا بانها ليست دليل ثقافه اطلاقا انما  هزيمه مفضوحه  امام حقيقة يعرفها ويواجهها مع نفسه يجد نفسه مضظرا للتغطيه عليها  ثم يريد منا ايضا  ان نغمض عنها اعيننا  .
ارجو ان لا اكون في نقل هذه النبذه القصيرة عن قيلولتي قد احرجت احدا , مع يقيني انها تفيد لمن يود الاستفاده  .
الوطن والشعب وراء القصد

 
 
 

166
أخيرا  الشكر لموقع عينكاوه في لقائه  بالسيد العميد بهنام عبوش

شوكت توسا
بمناسبة  العنوان الثاني لمقالتنا  بعد تغييره , نستهل المقدمه بتوجيه الشكرلجهود موقع عينكاوه على تكليف مراسله  لزيارة معسكر تدريب متطوعي قوة حماية سهل نينوى (إن .بي. يو) ولقائه بالعميد بهنام عبوش  مسؤول المعسكر حيث في هذا اللقاء اتضحت امور كان قد شابها التباس  في اللقاء الذي اجرته قناة روداو مع السيد العميد , اما لاصحاب فكرة انشاء  معسكر تدريب متطوعي قوة حماية سهل نينوى ( إن . بي. يو) والقائمين عليها  فلهم كل التقدير والاحترام على مشروعهم  الفريد من نوعه متمنين  نجاحه بالتكاتف التنسيقي مع بقية الفصائل  لتقديم الخدمة التي تحتاجها مناطقنا في سهل نينوى  .
  في الحقيقه ,قبل اكثر من اسبوع كنت قد كتبت مسودة  هذه المقاله,وقررت بعد انتظار لعدة ايام ان انشره لكن بعنوان ومضمون مغاير  قبل نشر تقرير زيارة مراسل موقع عينكاوه للمعسكر , تأخرت في نشره على امل ان يصدر توضيحا  من اعلام الحركه حول تصريحات العميد بهنام  في لقائه مع قناة روداو على اعتبار ان اعلام الحركه  هو  المعني  قبل  السيد بهنام عبوش  , فكان  تأخير  ظهور التوضيح   سببا  يستحق  كتابة مقاله  لنقد ظاهرة  التأخيراو الاهمال  التي تتكرر اكثر من مره وفي اكثر من مناسبه , فيخال للبعض بأن مؤازرة المرء لاي تيار سياسي كان ام ديني, معناها غض الطرف عن الخطأ او الاهمال  واستثناء نقده , هكذا اعتقاد هو خاطئ  ,اذ ان  موقف كهذا لوتقصّد واتخذه المؤازر, من المؤكد  انه سيلحق الأذية  بمصداقيته , علاوة على انه في  إبتعاده المتعمد عن نقد الحالات السلبيه  انما  يساهم  في تمادي ارتكاب الاخطاء المقصودة  منها  أوتلك الخارجه عن طاقة وارادة التيار.
ومن باب ان حياتنا اليوميه  تزخر باشياء جميله  تستهويها  العقول  قبل جذب القلوب اليها , فيزداد  تألّقها كلما كانت مفعمه بالصدق والحيويه والتجدد , لكنها  سرعان ما تفقد من  جماليتها  وتتراجع قوة جذبها عند ترك الامور  تحت رحمة  الطبيعه واجتهادات الأمزجه  من دون مواصلة رعايتها بما  يحفظها ويمنحها المزيد من الألق والجذب , وإلا كيف يتسنى  لها ان الانسجام والمواكبه  مع تطورات أذواق وعقول مريدي الحياة  المتجدده.
 وبما أن النظرة السائده حول السياسة والعاملين في نطاقها , هي اعتبارهم المساهم  الجدير في صناعة الجديد للحياة ومريديها , لذا يتقدم  هؤلاء العاملون  في المجال السياسي  قائمة المحتاجين  الى تطوير آليات نهجهم  الفكريه  وتحسين أدوات تطبيقها  العمليه  بالشكل الذي يواكب التغييرات الحاصله  ويرضي العاملين والمؤازرين  لهم  , خلاف ذلك يكون الترهل  ثم الذبول هو القدر الغير المحسوب وهو غير محبب  لنشاطهم ووجودهم  فيتم اختزال زبدة العطاء  في البحث عن تبريرات ظاهرة الترهل  والروتين الممل .
وبالرجوع الى موضوعة مقالنا وعنوان الجديد, فقد  نـُشر على صفحة عينكاوه  قبل فترة وجيزه نص مقابله  أجرتها  قناة روداو مع السيد  العميد المهندس بهنام عبوش  حول تمويل وتبعية  المعسكر التدريبي  المقام غرب القوش لتدريب متطوعي قوات حماية سهل نينوى ( إن .بي. يو)برعاية واشراف الحركه الديمقراطيه الاشوريه (زوعا)  ,وبمسؤولية السيد العميد بهنام عبوش لادارة المعسكر تدريبيا وفنيا. ادناه رابط  نص المقابله :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=803363.0
   مما لا شك فيه ,من واجب كل محب  لشعبه  عزيزا  ويفتخر بانتمائه اليه, ان يقدرو يساند فكرة اقامة هكذا معكسر ويشكر  القائمين عليه, فالمشروع بحد ذاته هو مبعث فخر واعتزاز عندما يخططه و ينجزه ابناء شعبنا بقدراتهم المتواضعه  لتخريج شباب  متدربين يتولون المحافظه على امن واستقرار مناطقنا وحمايتها  بعد تحريرها, ورغبة مني للإطلاع على مكان  انشاء المعسكر وطريقة  اكماله , زرته مرتين  قبل اكثر من شهرين  والتقيت  بالعميد بهنام وظهر ان بيننا صداقه ومعرفه  منذ كنا طلبة في جامعة الموصل, والرجل في حديثه المتواضع  وجديته الواضحه  اثبت أهليته وجدارته  لهذه المهمه . لكن ذلك لا يمنع من ان نستفسر ,او نعاتب  وننتقد احيانا وليكن الذين يتمتعوا باحترامنا ومؤازرتنا في مقدمة  من ننتقدهم  لو تتطلب الامر رغم علمنا  بأن الذي يسعون  لتحقيقه هو عمل جديد في حاضرة شعبنا , لذا لا نتمنى ان يكون لكلامنا النقدي  أثره السلبي في التشويش  على فعاليات  القائمين على ادارة المعسكر , بقدر ما ان  الواجب يحتم  قول ما نراه واجب  نقدا كان ام اشادة . 
من خلال قراءة  نص المقابله المجراة على قناة روداو مع السيد العميد , ورد  في النص  ما يثير تساؤلات تتطلب  توضيحات , والجهه المعنية الاولى  في التوضيح هي  (اعلام زوعا)  كما اسلفت , خاصة والمعلومات التي أدلى بها السيد العميد  بخصوص تمويل المعسكر وتدريباته لم تأت منسجمه مع المعلومات التي سبق لي خلال سفرتي للعراق  وسمعتها  من السيد العميد والتي أكدها  الأصدقاء في قيادة الحركه ,ولاني كما هو حال الكثيرين, بتنا  نشكك بمصداقية أغلب ما تنشره وسائل الاعلام المسيسه,  إنتظرت عسانا نحظى  بصدور توضيح  من قبل اعلام الحركه  بخصوص ما ورد في نص المقابله  , لكننا لم نشهد شيئا من هذا القبيل .
ومن اجل ازالة الالتباس الذي سببته  تصريحات الاخ العميد بهنام عبوش  والتي  جاءت مناقضه  لما سمعناه  من قبل منه , كان لابد  لأعلام الحركه الديمقراطيه الاشوريه من اصدار توضيح ,  حيث  الذي سمعته من  شخص السيد العميداثناء لقائي معه  بان  الجهد الإنشائي والتدريبي  هو ذاتي صرف  اي من الحركه وتبرعات مؤازريها  وهو خلاف ما ورد في مقابلته  مع  قناة روداو في الوقت الذي  سبق لي  ان كتبت  وحكيت في مقابله تلفزيونيه  بناء على  ما سمعته   .
في الختام  ,نشكر موقع عينكاوه ومراسلها الذي زار معسكر القوش التدريبي واجرى مقابله مع السيد العميد بهنام عبوش ,و في المقابله هذه تمت الاجابه  على تساؤلاتنا وتحقق ما اردناه  في مهنية زيارة لمراسل موقع عينكاوه للمعسكر ولقائه  مع  السيد العميد بهنام عبوش. متمنين على اعلام الحركه  مراعاة مثل هكذا حالات  كي لا تختلط الامور على المتابع .
 وادناه رابط زيارة مراسل عينكاوه للمعسكر . لمن يود الاطلاع:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=804276.0

الوطن والشعب وراء القصد


167

أيها السياسيون الا تشمون رائحة ً كريهه في جلساتكم ؟؟

شوكت توسا
 أعلم جيدا بان استخدامي لعبارة "رائحه كريهه" فيه خروج عن الذوق,لكنه خروج اضطراري خاصة ونقدنا موجه الى زمرة من ساسة الصدفه الذين بسبب طائفيتهم وشوفينيتهم زهقت ارواح وأغتصبت عذارى وأفرغت خزينه وجــُوعت طفوله وقطّعت أوصال وطن  وهــُجّر ملايين,رغم كل هذا يتمادى الفاشلون في غيـّهم واسترجالهم لاتمام استباحة ما تبقى من اجل ضغائنهم التي جمدّت شعرات شنباتهم وحواجبهم المصبوغة بالحناء, كيف لنا ان نصف رائحة هكذا سياسيين؟ يقول المسيح من ثمارهم تعرفوهم, ونحن نقول لا ثمرعدا الضيم والقهــــــر .
 حينما نقول لوخليت قلبت, يعني اننا سنخطئ لوعمّمنا دون تمييز بين الصالح النادرالمغيّب وبين الطالح الذي تعج به وزارات ودوائر الاحزاب , لذا تحاشيا من سلب حق غيورعــَزّعليه شعبه كما تعزعليه نفسه, فهو بلا شك إستثناء في كلامنا, في هذا الصدد يقول الكاتب الامريكي الساخر مارك توين  1835_ 1910 " كل التعميمات خطأ بما فيها هــــــذه ِ".ولمن لا يعرف الكثيرعن مارك توين, فهو القائل ايضا بأن السياسيين مثل حفاظات الاطفال, يجب تغييرهم قبل ان تفوح رائحتهم الكريهه, ولكن نزيح مَن ونأتي بمن من كتل  تفقس فاسدين من المؤسف ان يتم تشغيلها باصوات الكسولين الذين طاب لهم استنشاق الروائح الكريهه من اجل ماذا؟ نعم الخلل في كسل الرعيه التي يمكن خداعها بسهوله بينما من الصعب ان تقنعها بأنها مخدوعه .
أما الروائي البريطاني المعروف جورج اورويل, فهو الاخر يقول بان الشعب الذي ينتخب الفاسدين لا يعتبر ضحيه بل شريكا في الجريمه, تلك حقيقه ينطبق سريانها في العراق وفي المجتمعات التي تقولبت عقولها على نمطية الاتكال وغياب الابداع كما يؤكد  الباحث العراقي علي الوردي,اذ كلما خرجت أو اُخرجت من بركة آسنه , تخرج مشلوله عاجزه عن فعل شي سوى البحث عن بديل تحتمي في شرنقته ذليلة كما تفعل الطفيليات (البراسايتس) التي تبحث عن الإعتياش السهل  .
 المراد من كلامنا اعلاه , ليس رفع شأن مارك وأورويل وحاشانا ان نجرح مشاعر العراقيين ,لكن الجدير بنا هو فهم وتحديد نوع العلاقه بين الساسة والشعب,الحاصل اليوم على ايدي هؤلاء الساسه فاق جرائم طاغية الامس, يبدو انهم عارضوه من اجل ان يعتلوا منابر الخداع لسرقة اموال الشعب وإشراكه في اقتراف جريمة مسح خارطة وطن بأكمله وجعله كانتونات متناحره بعد ان كان ابناؤه هم من يرسم خرائط البلدان والمقاطعات لقرون .
 ثلاثة عشر سنين عجاف  مرت وهي كثيره بحق شعب إختنقت انفاسه  وأحتقنت دموع ثكلاه في مآقيها,و الكذابون ما زالوا يطالبوه  ان يصبر كماصبر على عقود الويل من حكم الطاغيه الذي أطيح بفضل من وجد في ذلك مصلحته وليس بإرادة الشعب , فجيئ لنا بطراز طغاة ناعمين من صنف المتبجحين بالمظلوميات فلم نحظى منهم سوى ثرثرة وترديد كلمة الديمقراطيه لانها سمحت لهم بالركضات المليونيه بحريه ,فسقطت الديمقراطيه هي الأخرى في اعين المظلومين مع انكشاف محاولات ترجيح كفة المذهبيه والقوميه على كل من يعارضها او ينافسها في مكاسبها .
 أفتى لنا المفتون بان الجعفري خير من سيزيح الكوابيس عن صدور الشعب, واذا بأولياء الأمر يستبدلوه بالمالكي الأنشط والأسرع في هذا التخفيف , و في حكم هذا النشيط سقط اكثر من ثلث العراق بمدنه وبلداته اسيرا في أيدي الدواعش فهــُجرّ ساكنيها  وسبيت بناتها  وساستنا الفاشلون غارقون في مستنقع  اللصوصيات والسرقات, ذهب المالكي النشط فتأمل الشعب خيرا من إدعاءات الدكتور العبادي الاصلاحيه  التي ظلت جعجعات لم يتعدى طحينها مفعول اي معطر وقتي سرعان ما يزول أمام شدة  الرائحة الكريهه المتاصله في رأس الهرم  .
   رئيس حكومتنا الحالي الدكتور العبادي الذي دشن حكومته بدعم الشارع العراقي له وتاييد  المرجعيه الشيعيه  لأصلاحاته المعلنه,ثبت انه يعاني من عقدة طأطأة الرأس وضعف الاراده امام حزبه وطائفته , اذ منعاه من عمل شئ  سوى  استخدام بخّاخ ذات المعطرالوقتي ,فهو في اعلان رغبته باستبدال وزيرين او ثلاث إما انه يستغبينا او هكذا هو حجم ادراكه, فلو كان دكتورنا يجهل مصدر الرائحه فتلك مصيبه وان كان يعرفه ويستخدم المعطر المخدرفالمصيبة مصيــــبه يا دكـــــتورنا.
 إن رائحة وزرائك المزعجه يا سيادة رئيسهم جاءتهم من فساد رؤوس الكتل الكبيره المتربعه في البرلمان بعد ان اختطفت القضاء وافسدته بتسييسه ورشوة رأسه اللامحمود ومؤسساته التي سكتت وتسترت على فاسدي حزبكم  اولا ثم  على بقية  الكتل البرلمانيه الكبيره التي تضخ لنا فاسديها تباعا, الناس تتساءل يا سيادة الوزير الأول : لماذا أوصدتم باب المغادره بوجه القاضي الكبير؟ مالذي أخافكم من ذلك وهو مطلب الشارع ؟ ألم يكن الأجدر بكم توسيع بوابات المحاكم كي تتسع لأبدان الديناصورات ؟
 ثم لنفترض ان بابا الفاتيكان الذي التقيتموه بالامس سيصدق قولكم  بان العراق يواجه خطر الدواعش الان وان حكومتك مهتمه بالمسيحيين ,لكن العراقيين والعالم أجمع يعرفون جيدا ما جرى بحق غير المسلمين حتى قبل داعش ,والدستور الذي يصفه البرلماني المعمم همام حمودي بأرقى دستور يراعي الاقليات في المنطقه , فهو دستور لن نقول بانه خارج عن التغطيه , لكن يكفينا القول بانه زاخر بالمصائب والمفخخات التي تفجروها بين الحين والحين بوجه المكونات الصغيره .
 يا سيادة الوزيرالاول, تغييرالوزراء بهذه الطريقه و برضى رؤوس الكتل الكبيره الفاشله,لن يساعد الشعب في استنشاق الهواء النقي  ولن يشفع حكومتكم في تغيير أدائها, لان تركيبة عقلية الكتل لا تحوي بل ترفض شيئا اسمه تيكنوقراط , اذن الرائحه الكريهه باقيه ما دام مصدرها  في البرلمان باقي , لو شئتم  الصدق والنزاهه في تحمل مسؤولياتكم ,اذهبوا بجرأه الى رش المبيدات في مصدرالرائحه والشعب قد قال كلمته الداعمه مسبقا, دون هذه الجرأه فإن  عملية تفقيس الفاسدين والمفخخين  قائمة على قدم وساق.
الوطن والشعب من وراء القصد



168
تجمع تنظيماتنا واحزابنا يعلن عن اجتماعاته دون الاعلان عن مقرراته

شوكت توسا
اليكم نص البيان حول اجتماعه الاخير:
يوم الخميس 28 كانون الثاني 2016 عقد تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية اجتماعا بحضور رؤساء الاحزاب وممثلين عنهم وتم خلال الاجتماع بحث نقاط مهمة في مسيرة العمل القومي المشترك وعمل تجمع التنظيمات السياسية بما يعكس واقع وحال شعبنا على الساحة السياسية الوطنية والاقليمية والدولية ايضا . والبقاء على الثوابت القومية والوطنية التي من اجلها انبثق تجمع التنظيمات  وجمع الخطاب السياسي في رؤية ثابتة وموحدة . واكد الحضور على ضرورة توحيد هذا الجهد المبذول وكون التجمع هو المعبر والمرجع الاساس لوجهة نظر شعبنا في اموره السياسية بحكم عدد من العوامل والظروف الذاتية والموضوعية، دون ان يلغي دور باقي مؤسسات شعبنا في العمل .كما بحث المجتمعون ضرورة توحيد الجهد العسكري بما يتلائم ويخدم شعبنا في المشاركة الفعلية لعملية تحرير سهل نينوى من قوى الارهاب والظلام ومن ثم مسك الارض لاثبات وجودنا على ارضنا ومدننا، التي مضى على احتلالها قرابة سبعة عشر شهراً. وفي هذه النقطة اتخذ المجتمعون الخطوات اللازمة لتفعيل التوجه وبالسرعة الممكنة .كما ناقش المجتمعون تشكيل لجنة من اجل اعادة النظر لتعديل وتطوير النظام الداخلي وجعله ملزما وملائما في الظرف الحالي و يعكس مرحلته الراهنة//// ( من موقع زوعا اورغ).
   بيان التجمع اعلاه هو واحد من العديد من البيانات العادية منها وهكذا  , قرأناها وتأملنا  وتمنينا منها  ,تكلمنا  عنها وانتقدناها  لانها  ظلت روتينيه  دون انجاز ملموس لصالح واقع شعبنا المليئ بالمشاكل والتحديات , وجوابنا لكل من يستاءل عن سبب نشرنا لمقتبس نص بيان اجتماعهم الاخير, نحن لم ننشره كونه طارئ كما ورد في نصه , انما بسبب اختلاف شكله ومضمونه عن بقية بياناته السابقه فعلنا ذلك واعتقادا منا بانه يستحق أن نعطيه اهمية  لم نعطعها لسابق بياناتهم الروتينيه , آملين أن  نشهد منهم هذه المره  خلاف ما اعتدناه في سابق بياناتهم , وقد بحثوا حسب بيانهم (في اعلاه) نقاطا متعلقه بمسيرة العمل القومي المشترك منها الشأن العسكري المتعلق بتحرير القرى ومسك الارض ما بعد تحريرها ,اذن بين بياناتهم السابقه وبيانهم الاخير نبقى نتمنى خيرا ونتساءل  هل نتفاءل بشيئ؟ يا ترى هل سنشهد عملا على الارض خلافا للذي عودونا عليه , ام ان التغيير هوفقط  في الكليشيهات مع بقاء الجعجعات هي نفسها لا طحين ولا نخاله والخباز هو عشاء المساكين الذي طال انتظارهم  لانبعاث رائحة دخان تبعث الامل في الحواصل  الخاويه  كما يقول الشاعر : (ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر).
    سادتنا الاكارم  في التجمع
حال شعبنا المؤلم بكل ما يعنيه الألم , لن تفيده اللقاءات والبيانات  ما لم يرافقها او يتبعها  خطوات عمل تتناسب  ولو قليلا مع حجم  المآسي والمعاناة , والخطوات التي نتكلم عنها تحتاج  الى اراده واستقلاليه  في جمع وتوحيد الكلمه , وقولكم في بيانكم اعلاه بأن الثوابت القوميه والوطنيه شكلــّت الاساس الذي انبثق من اجله التجمع فهو كلام  راقي  لو أحسنتم الالتزام به , لكننا كما اشرنا  لم  نشهد منذ تشكيله ولحد يومنا هذا  اي ممارسه  تجسد هذا الاساس كما يستوجب  حتى في الأمور البسيطة , فكيف سيكون الحال  في الامور المهمه والحساسه التي تتطلب الموقف  والقرار  , ومن اجل  تذكيركم بهذه النقطه الحيويه, فقد  سبق لنا ووجهنا  في نوفيمبر من العام الماضي اكثر من سؤال  ضمن مقالنا المعنون ( تجمع احزابنا وتنظيماتنا لقد فقأتم عين الدب)  ,احد هذه الاسئله كان" هل  شكلتم لجنه مشتركه  لوضع الاسس والاساليب التي يجب اتباعها عسكريا  وتشكيل  لجنه  مختصه مشتركه  للتنسيق  مع الجهات المعنيه من اجل ضمان سلامة وسلاسة عودة النازحين واستقرارهم في بلداتهم في حال يتم تحريرها"؟  كيف تريدون من شعبكم  ان يعتبر تجمعكم  هو المرجع الاساس لوجهة نظر الشعب في الامور السياسيه  وشعبكم لم يتلقى منكم عدا الاعلانات عن لقاءاتكم والكليشيهات المكرره؟ سؤالنا  هذا كما قلنا مر عليه اكثر من ثلاثة اشهر  , ونحن اليوم كلنا أمل ان يكون بيانكم  لقائكم اعلاه  في 28 نوفيمبر  بداية  جديده على طريق التفكير الجاد والعمل الحثيث للتأكيد على بقائكم على الثوابت القوميه والوطنيه  التي انبثق من اجلها وعلى اساسها التجمع. متمنين للجميع الموفقيه والنجاح .
في اختتام مقالنا , ومن هذا المنبر الحر  جدير بنا ان نطالب  تجمع احزابنا  ومن خلاله ممثلينا البرلمانيين في بغداد ان يتابعوا ويهتموا  بقضية العائله  المنكوبه  (عائلة الدكتوره المسيحيه )  في بغداد , انه واجب كل سياسي ومثقف ورجل دين ان يساهم في متابعة  وملاحقة  مثل هكذا جريمه وحشيه   ولمن يود التعرف على بعض تفاصيلها  بامكانه  قراءة  المقالات الثلاثه التي  تفضل الكاتب بدري نوئيل  مشكورا بكتابة بعض تفاصيل وقوع الجريمه  وقد شرح فيها تفاصيل الجريمه البشعه واللااخلاقيه  التي ارتكبت بحق افراد العائله جميعا  امام انظار المسؤولين  وعلى يد الضابط المسؤول في المستشفى. جريمه في منتهى الحقاره والدناءه التي  لا يمكن السكوت عنها لاي سبب كان.
أدناه روابط المقالات الثلاثه   حول الجريمه.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,801880.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,802235.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,802783.0.html
وقد كتب ايضا الاستاذ الكاتب اورارها سياوش مقالا تعليقيا حول  مقالات السيد بدري نوئيل مطالبا فيها المسؤولين بالاطلاع واجراء اللازم , ونحن بدورنا  نؤكد ونؤيد ما جاء في مقالة الاستاذ اوراها مشددين على ممثلينا بضرورة التحرك من اجل فضح المجرمين كي ينالوا جزاءهم العادل ولرد الاعتبار والحقوق الى الضحايا الذي توفوا والذين هربوا خارج العراق. اليكم ادناه الرابط الى مقال الاستاذ اوراها مع الممنونيه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,802946.0.html
حبذا ان يبادر كل من يمتلك اية تفاصيل اخرى حول الموضوع ان ينشرها  او يوصلها للموقع كي تعطى للذين سيهتمون ويتبنون  امر متابعة وملاحقة المجرمين.
الوطن والشعب من وراء القصد





169
إلى غبطــــــة البطريــــرك ساكـــو  نحن  بحاجه  الى وتد  يتوسط  الخيمه
 

شوكت توسا
 نخاطبكم  ومن خلالكم  نوجهها رساله الى  أولياءنا  ومثقفينا  وسياسيينا المحترمين , متخذين  مضمون تصريح  بطريركية الكنيسه (الكلدانيه)  حجة لكلامنا, اذ جاء فيه ذكر خيار تشكيل قائمه( مسيحيه/كاثوليكيه/كلدانيه / عراقيه) منفرده في حال لم يتم الاتفاق مع أطراف وان  لم يسمّها التصريح  الا ان المقصود لا يخرج عن نطاق مرجعيات بقية الكنائس وتيارات شعبنا السياسيه , لذا ليس غريبا لو تباينت الآراء  بين مؤيد ومعترض , ولكن يجب ان لا ننسى  بان كلاهما  في مركب واحد خائفان من الغد  المجهول  .
 غبطة بطريركنا وهكذا اخوانه بطاركة الكنائس الأخرى هم سادة العارفين  بمكر العتاة  المستفادين من تمزيق اوصال العراق  على خلفية اجندات  نائيه عولــّت على  فوضى تراقص على ايقاعاتها سياسيو الصدفة  المنغمسون  لحد براقع نصرة المذهب  و القوميه التي شدوها  كذبا على جباههم, هكذا إستشرى الفساد بكل اصنافه ,واصبحت الترقيعات الهزيله للازمات شفيعا وهميا للفاسدين  وملمّعا زائفا لصورهم الكاحله , وفي خضم هذا الظلم واليأس ظل  شعبنا الكلدواشوري السرياني (المسيحي)  واحدا من الضحيات  المستديمه , أي اننا نحن ايضا  لم نحظى من مسؤولينا  بما هو افضل من عمليات الترقيع تلك مع فارق في النيات ,لكن الشق كبير والرقعه صغيره كما يقال  فلم تعد  تجدينا حجة الرواف  في قوله ( أحسن من ماكو).
  عوده الى حجة مقالنا , ليس مدحا واطراء حين نقول بان غبطته معروف بعمق درايته اللاهوتيه, تلك بلا شك ناتجه عن تخصصه , انما الذي  يميزه نجده في مرونة مجاراته للاكاديميه في التوفيق  بين رسالة اللاهوت الروحيه  وبين العقليه العلمانيه التي تحترم الانتماء  لكنها لا تعتمده  معيارا ً حين التعاطي مع قيمة الانسان التي لا يضاهيها معتقد او راسمال , فلو حصل وإجتمعت مثل هذه الصفات في  ناشط  وليكن  في الحقل الديني , حتما  ستسبغ على ادبياته قدرا محسوسا من الشمولية في  الحرص والمحبه التي قلما  نشهد مثيلا لمصداقيتها حتى في خطاب ديمقراطييي عصرنا, لذا لا مجال للزعم بان غبطته غير مكترث باهمية بناء القاعدة العريضه لشعبنا الكلدواشوري السرياني (المسيحي) والتي من دونها لايمكن لــ( السياسي  ولا لرجل الدين)  ان يحقق شيئا في مثل ظرفنا , ناهيك عن  تأكيداته الأبويه المبنيه على التسامح  ومعالجة مسببات التبعثر, بهذه الشذرات الانسانيه دشن  تسنمه لمنصب البطريركيه ُمشــخّصا ً بوضوح لامسؤولية الاصوات والاقلام  التي راحت تبث بذرات التفرقه وسموم الكراهيات تحت شماعات ومبررات ما بين التسميات القوميه والمذهبيه  وهوالاعرف  من غيره  بتاريخ ظهور اول كنيسه  جمعت مؤمنيها تحت قبتها الواحده ,و الأدرى  باسباب انشقاقاتها  و تعدد تسمياتها التي قسمتنا الى ملل ونحل ,اذن له ما يكفيه من استدلالات  لظاهرة اتخاذ الكنائس المنشقه  من الاسماء القوميه  عناوينا لها !  ما الذي تبــّقى لنا  أن نقوله يا ترى؟ سوى وصفه بالكاريزمه !
 بطريركنا الموقر
 ان وضع العراق  فيه ما يصدع الرؤوس بعد غداته  بيتا دون سياج  تدار دفته من قبل  عقول نادت بالدين واحترفت السياسه ولكن من اجل اللصوصيه , في حين ظل شعبنا  كالحمل الوديع  يلوذ باحثا  لنفسه عن مهرب, هذه حقيقه لا أعتقد  باننا سنختلف حولها ,أما لو شاء الحديث  ووضعنا في مكان المختلفين , سنختلف عندما يــُتخذ فشل سياسيينا ذريعة لزج الكنيسه منفردة  في شؤون السياسه(خاصة في مجالها القومي والديني) , ذلك ما لا نتمناه لانه غير مجدي   بدليل  عبثية جدوى التجربه المعاشه في العراق حيث فيها ما يكفينا من محاذير ,نعم  ساستنا اخفقوا  مثلما اخفقت كنائسنا في تكوين مجلس شورى يضم الجميع , بالنتيجه حُرمنا من  قوة التكلم  بقوه  وبفم واحد  في مواجهة  التحديات , فأصبحنا طرائد سهله لكبريات المرجعيات الأخرى .
مما اسلفناه , كل ما يتوخاه متابعوكم الذين يشاركوكم محبتكم لشعبنا ووطننا هو تجسيد خطابكم الديني المعتدل على الارض,ذلك الخطاب الذي اعتدناه انسانيا طارداً لعقدة التسميه والتمذهب بحيث منحكم مكانة الاب والمرشد للجميع, وعلى اساسه يتساءل المرء فينا حول تفسير خيار  تشكيل قائمه  مسيحيه كاثوليكيه كلدانيه عراقيه (دينيه مذهبيه قوميه وطنيه) ,هل حقا في ذلك حل وطني وانساني او ديني  لمشاكل المسيحيين  بتعدد كنائسهم  ومسمياتهم القوميه  ؟ أم ان الحل الأمثل هو على صهوة دأبكم  الحثيث لمزيد من التحاور من اجل تشكيل خيمه مصغره جامعه  يتوسط ديوانها بطاركة كنائسنا  أوتادا مباركين لما  يجمع عليه  الحاضرين الذين سيكون في مقدمتهم مثقفو شعبنا من مستقلين وممثلين للتيارات السياسيه  حتى لو انزوى البعض لاسبابه الخاصه به, تبقى رعاية الفكره  بمثابة حسن ظن المتفقين والمختلفين معكم .
 ,في هذا السياق, أجد بأن أمام تياراتنا السياسيه المؤمنه كوننا شعبا واحدا, فرصة لنفض اغبرة  الماضي  عن انظارهم  والتوجه  الجريئ  بكل استقلاليه الى ما هو  أصلح  لشعبنا , والاصلح في مقصدنا هو ان يبادروا بفتح بيبان ونوافذ مكاتبهم لحوار جاد فيما بينهم  اولا ثم مع رئاسات الكنائس من اجل بلورة صيغه تكون فكرة الخيمه الجامعه هي  اللب . ستكفر الجهه التي لا تعطي لهذه الفكره حقها  وفي مقدمة المقصودين هي الحركه الديمقراطيه الاشوريه . بعد ان لدغنا من عين الجحر مرات ,  دعونا نجرب الخيمه التي نتحدث عنها, حتما ستنجب لنا قائمه متعافيه  قادره ان تحقق اصواتا لمقاعد تفوق عدد  مقاعد الكوته , ناهيكم عن انها ستمنحنا جرأة وثقة المطالبه  بالغاء الكوته التي اصبحت تستهوي الاخرين من خارج بيتنا , بخلاف ذلك  يؤسفني ان اقول باننا سنعاود الرجوع بخفي حنين الى نفس الطاس ونفس الحمام  و ذات الاخطاء  التي إمتنع بسببها  الالاف عن المشاركه في التصويت علاوة على  بعثرة اصوات الاف اخرى بين قوائم  انتخابيه  اخرى لا تمت  باي صله بمصلحة شعبنا .
نختتم ونقول باختصار :
 بغض النظر عن الجهه المــُلامه  فيما يدور داخل مكوننا  في العراق  سواء كانت جهه كنسيه او سياسيه, نحن نؤمن بان الاجراء الصحيح نسبيا هو خير لنا من الانفراد الذي يعني في افضل حالاته  تقسيم المقسم   ,فلو افترضنا وجود صعوبة لدى رجالات ديننا(المؤمنين) في لم شمل كنائسهم  وخدمة ابناء كنائسهم  تحت راية الاله الواحد والمسيح الواحد والانجيل الواحد  من اجل خدمة هذا الشعب الواحد , كيف ستتحقق تلك الخدمه  الجليله  في الخيار السياسي المنفرد  من قبل كنيسة المسيح  ذات الدلالات الانسانيه التي تتجاوز حدود القوميه والوطنيه ؟؟   شعبنا يتوق ويتوخى من الأتقياء  لملمة المبعثر  قدر المستطاع , ظرفنا وحالنا  لا يسمح  الا بالجلوس تحت خيمه واحده, كونوا لها  يا بطاركتنا الأجلاء اوتادا ساندة  وواعظه , حينها  لا  يستطيع احدا وصف الخيار بالترقيعي لأنه سيكون خيار الشعب  ومن اجل مصلحته قبل اي مصلحه اخرى.
الوطن والشعب من وراء القصد

170
جسد العـــراق في غــُرَفة الإنعاش, إستبدلوا الرؤوس  وإلا سنقرأ عليه الفاتحه
 

شوكت توسا

   مــذ أطيح بنظام صدام(الديكتاتور) ويومنا هذا, وكأن الرحم العراقي السياسي عاقرعن انجاب حكومة  تضمد ما خلفته السابقات من جراح  , سوى حكومات يريدها الاجنبي  وتنطرب على ايقاعاتها غلاظة العقليه الفئويه الرافضه للتعكز على قاعده وطنيه يستحيل من دونها مقارعة أطماع الاخرين بنا. فاصبح قدرنا مشدودا اما برابط طائفي مع جوار مريض, او مرهونا بحلقة تحالف مختله  مع شريرطامع  , هكذا رؤوس حين تحكم  حتما ستعجز عن رسم سياسه تحفظ للعراقي حقه وتقي عقولنا من العقد والامراض التي  عشعشت في رؤوسنا قبل احشائنا ليحل ما حل بنا من كوارث  بعد ان سُلب العراق وشعبه مما تبقى  من مناعة لازمه لمقاومة الاجسام الغريبه ولفظها ,فلا جرع التخدير والمسكنات باتت  تحل ولا أكاذيب الوعود  عادت تجدي  مع جسد كهل ومتعب  تعبث فيه حتى الحشرات والحراشف بعد ان استوطنته  الفايروسات والطفيليات  .
  من شدة الحسره والحيره,وصل العراقي في مقارناته الى درجة الترّحم على نظام صدام , بالرغم من نسبية صحة المقارنه  الا انها لا تجدينا ما دمنا نقارن السيئ بالذي اكتوينا بتيزابه , كلاهما وجهان سفيهان لظلم واحد بفارق طفيف ,فماكنة صدام لم تُبق أداة لا إنسانيه الا واستخدمتها  لتحقيق اهدافه سواء في قمع معارضيه او في استذكاء ابتزازه عامة الناس وتوهيمها بضرورته كقائد مدافع عن العراق وشعبه , هذه  وممارسات اخرى كانت بمثابة فايروسات  نشــّطت عملية تناسل المآسي وزرعت المزيد من العُقد في العقل العراقي فأودت به ثورا مذبوحا إلتمت عليه سكاكين  الغرباء وانيابهم  بحجة استعطاف مظلومية مكوناته .
المعروف عن النظام البعثي بأنه وباعتراف قادته جاءنا بقطار اجنبي ليوحي  بان هذا الشعب وحتى نخبه  هي من الصنف العاجز عن تجاوز آفة التعويل على  أوصياء اقوياء من الخارج ,هذه الآفه  ظلت ملاصقه  لثقافة مجتمعاتنا الشرق الاوسطيه  لمدى يتعدى فترة الاحتلال العثماني , والعراقي كجزء من هذا المحيط , لم يستفد من التجارب درسا يعلمه  كيف يعمل بنفسه من اجل نفسه وهو الموصوف بوريث  حضارة  أمتد نفوذها الى اقصى اصقاع الارض وأصرحها ناطحت  سحب السماء .
 نعم غالبية العراقيين تنفسوا الصعداء لوهلة ابان سقوط  نظام صدام,لكن خابوا بمقدم المحرر/ المحتل  وعلى متن دبابته هذه الجوله  (وليس قطاره) طاقم لملوم  يهلهل فطاحله بيافطة المعارض لنظام صدام و في حقيبة كل واحد منهم  مشروعه الخاص بطائفته  وفئته, إن كان فينا من اعترض في حينها على الآلية هذه , وانا احسب نفسي احدهم , فالاعتراض لم يكن على الاطاحه بنظام صدام الفاشي , انما على مدى  امكانية  بناء عراق ديمقراطي  بسقط متاع  مشاريع  قوميه ومذهبيه  متصارعه كلها تجتر ذات الشعارات  والأخطاء و تخدع  العامه بذات الرؤوس والعقول المكوكه للاحترابات الطائفيه  والقوميه التي  بسببها فـُتحت ابواب الجحيم على العراق بتسليم ايران والسعوديه وقطر وتركيا  والكويت  مفاتيح الحلول, فكان نصيب العراقيين  أحمال ٌمن سموم هذه الطفيليات  .
اما أن يتجرأ ساسة وحكام العراق الحاليين الإدعاء بتمثيل الوطن  وارادة شعبه  ,عليهم ان يعرفوا بانهم  بفسادهم وتفاهة صراعاتهم استجمعوا  آلات وقطع غيار  ماكنة داعش  الفتاكه  ليؤتى  بها كي تطرح العراق  جسدا آيلا للرقاد الابدي , بهكذا غباء سياسي اصبحنا اداة طيعه  لتنفيذمشروع خارجي لا يهمه مصير العراق بقدر قشرة موز, أي تمثيل هذا الذي لا يشرف حتى الـــــ ..؟.
  يحزننا ان نقول بأن الفاس قد وقع بالراس والعراق هو الضحيه ,تلك حقيقه يمكن قراءتها من خلال نفق يخلو من اي بصيص صحوة لهؤلاء  الفئويين  الغارقين  في مشاريع أوصلت العراق الى الحضيض في كل شيئ, لدرجه لم  يعد  الكلام  معهم مجديا  مثلما لم نجني من وعودهم  سوى الخذلان سواء فيما يتعلق ببناء حياة رغيده للعراقيين  او بمحاربة الفساد(وهو فسادهم) الذي لن يتحقق بيافطات الترشيد والترشيق  ولا بأكاذيب نزاهتهم  وبقضائنا المخترق سياسيا , قضاء ٌ لا يأتمر ويحكم بما تمليه العداله بل  بأوامر الرؤوس الحكوميه الفاسده ,  إذن كيف لهذا العراق ان ينهض والرؤوس كلها اجتمعت على نية الشر به , نطالب من كي يقتص  من الفاسد و السارق  و الخائن المتآمر على مدننا وبلداتنا التي سلمت للدواعش, وما اكثرهم اتخذوا من البرلمان والرئاسات والمناصب الحكوميه  وجنسياتهم الاجنبيه  حصونا وسواتر تحصنهم من سياط العداله المغيبه .
الجسد العراقي  بهذا الحال من البؤس,  ليس من السهل  معافاته ببلاغ  يصاغ من قبل حزب طائفي اغلب اعضاءه متهمين بشتى انواع الفساد  ليتلوه علينا  راس الحكومه وهو عضو في الحزب نفسه ,  ليس للعراق خلاص  على ايدي هؤلاء  إلا بتبديل  الرأس بعمليه  رغم خشية البعض من كلفتها الماليه والنفسيه , الا ان العراقي لم يعد لديه ما يخشى خسرانه , فعلام التحيف على كلفة تغيير هذا الرأس الذي جلب الدمار وأضاع مئات مليارات الدولارات .
  على محبي العراق وهم بالملاين ممن تضرروا بسبب حماقة وجشع حكامه, ان يرفعوا صوتهم ضد الفساد وضد المتسترين على الفاسدين , وعلى العقلاء  الذين يتحسسون حجم الخطر المحدق بالعراق , إن كان ما زال فيهم  من الغيره والشهامه العراقيه , سواء في المرجعيات  و مجالس العشائر والعساكر عليهم  مساندة مطالب  المتضررين  والضحايا , وليكن اول مطلب هو اسقاط النظام الفاشل  وحل برلمانه ورئاساته  ثم تشكيل حكومة تمشية اعمال  يكفيها عشر وزراء من خارج الاحزاب الدينيه والقوميه , مهمتها  استدامة الزخم  للقضاء  على الدواعش وتوفير الرواتب و الغذاء  والدواء والخدمات الضروريه  الاخرى لحين اكمال اجراء الانتخابات  خلال مده اقصاها شهرين يتبنى ترتيبها مجلس قضائي يتم تعيينه من جديد  .
الـــوطن والـــشعب من وراء القصـــــــــــــد

171
 
جانب من لقائنا  مع السيد يونادم كنه في بغـــداد
 

شوكت توسا
     في مقال سابق نشرنا فيه حوارنا مع الاستاذ روميو هكاري  حول موضوع التنسيق بين احزابنا وفصائلها المسلحه , وأشرنا فيه بأننا سنفرد مقالا  خاصا حول لقائنا بالاستاذ يونادم كنه  في بغداد استكمالا  لمناقشة  ذات الموضوع  .
  شخصيا اخترت هذا النمط في تعريف القارئ , اعتقادا مني  بأن الحوارالمنتج  يعاني من شبه غيبوبه في وسطنا الاعلامي السياسي , وهو في نظر المفكرين  ممارسه انسانيه  حضاريه  يلجأ اليها النخبويون وفي مقدمتهم السياسيون  بإعتبارها رديفا  لمصطلح الديالكتيك  الذي تحتكم اليه العقول  المبدعه كلما ضاقت بهم السبل , فيولــّد آفاقا ومفاهيم  جديده لتطوير العمل وتبادل الخبره, اذن اين يكمن الخلل عندما تحرم النخب انفسها من فوائد الحوار ؟ بإعتقادي, هناك اسباب (شخصيه نفسيه  و فكريه متذبذبه )  تـُضعف الاستعداديه لمحاورة الاخر من جهه وتساهم في بلورة واخراج الصوره السياسيه المضببه من جهة ثانيه  .
    سواء أتفقنا او اختلفنا مع سياسة الحركه (زوعا) او مع  سكرتيرها العام  الذي نحن بصدد محاورته  , فالحركه الديمقراطيه الاشوريه لها تاريخ نضالي  قومي معروف ونهج سياسي  أعده لها مؤسسيها , أما سكرتيرها الحالي  السيد يونادم كنه, مع كل ما يقال  عنه سلبا او ايجابا, لستُ  أول من  يصفه باللبق المتواضع  والمنصت الجيد, لابل هناك من يعطيه المزيد , لكن ذلك لا يلغي البتته  جوازية  تخطئته  ونقده حتى وان امتدحناه على صفاته الايجابيه التي  تمنح  الحوار معه متسعا  للإختلاف والنقد , فهو كأي سياسي معرّضٌ للخطأ والنقد مهما تحاشاهما  ومهما  إمتلك من تجربه يمتلكها اي سياسي في مشوار نضالاته   .
بدأت حديثي معه  باللهجة الالقوشيه متسائلا : رابي يونادم  ديخ كخازته  كيانوخ  كو برلمان  وآيت ريشد قائمه رافدين؟ أي, استاذ يونادم : كيف تجد حالك  في البرلمان  وانت تترأس قائمة  الرافدين؟
  اجابني محاولا استخدام  لهجتي ذاتها قائلا بما معناه : كيف سيكون وضعي كبرلماني  وأنا  وشعبي جزء من الحاله العراقيه  المضطربه , بالتاكيد شعبنا وممثليه ليسوا استثناء من هذا الواقع  .
 فسألته: هل  قد ضاقت بكم  السبل بعد الجرائم والمآسي  التي ارتكبت بحق شعبنا  وقراه الخاويه ما زالت تنتظر عودة اهلها ؟  أم ان هناك خيارات  يستعين بها الساسه الأذكياء  وانت احدهم  لايجاد الحلول  وتفادي تكرار المآسي ؟
أجابني : العمل في السياسه ليس معناه امتلاك العصى السحريه و لايمكن عزله عن احكام الاجواء السائده , واجواءنا  بلا شك تتطلب  قوة الاراده وليس جيشان العواطف ,خاصة في وضع العراق ,ومتاعبنا كسياسيين  في حالة ازدياد كلما ازداد عنادنا وايماننا بقضية شعبنا ,نحن اليوم في الحركه وكأعضاء برلمان, نعمل  قدرالمستطاع للتخفيف عن كاهل شعبنا و ضمان حقه في العيش كريما على  ارضه التاريخيه .
 عدت ُ و سألته : ما بالك يا استاذ وانتم كحركه (زوعا) تتقدمون بقية الفصائل في تجربتكم  النضاليه  وجماهيركم المؤازره,  لكن هناك من يتهمكم (كقيادة للحركه) بانفرادكم  و يحملكم مسؤولية الاخفاق في   بناء قاعده سياسيه فعاله لشعبنا  ممثلة  بتجمع  احزابنا وتنظيماتنا  ,اين الصح من الخطأ فيما يقال؟
 اجابني  مبتسما : رابي  نحن بالكاد والكيد نسعى مؤمنين  بضرورة الاحتفاظ بعلاقات جيده مع  التنظيمات الحامله  لاسماء شعبنا , لكن المؤلم الذي يصعب تغاضيه  ان أغلبهم, مع احترامنا لهم ,  لم يرتق بعد في ممارساته  الى متوسط ما تتطلبه استقلالية القرار وتحمل مسؤولية  الشعارات الموحــِده  .
قلت معقبا على كلامه : قبل ايام  تحدثت ُ مع الاستاذ روميو هكاري ,كان بودي ان التقي بآخوة اخرين من احزاب أخرى لكن مع الاسف لم يتسنى لي ذلك , كان حديثي مع الاخ روميو  شبيه للسياق الذي نحن فيه الآن, والرجل اظهر احترامه لشخصكم وتقديره لنشاطات الحركه وهكذا حرصه على عدم التفريط بشبابنا المسلحين  , لكنه انتقد تفضيلكم العمل لوحدكم  معتبرا ذلك احد اسباب غياب او ضعف حواراتكم السياسيه و عدم تشكيل الهيئة العسكريه المشتركه بين فصائلكم المسلحه. ما تعليقكم على ذلك؟
كان الاستاذ يونادم ينصت محدقا بي اثناء كلامي , لكن  حدسي قادني الى الاعتقاد بانه يفكر باشياء اخرى في زمن او مكان آخر ,وعندما توقفت قليلا لاشعل سيكاره  سألني: هل ستعطيني فرصة كافيه لو سمحت  كي اشرح  لك اشياء ربما لا تعرفها ؟ قلت له بكل ممنونيه تفضل.
استهل إجابته بتأكيد  احترامه  لشخص السيد روميو هكاري واصفا اياه بالــ(خورا) اي الصديق  موضحا بان العلاقة الشخصيه أمر والاختلاف في الرؤى السياسيه أمر اخر .  ثم عاد ليرد على سؤالي  بسرد احداث مر عليها   اكثر من نصف قرن قاصدا من ذلك  إيصال صورة متكامله ومتسلسله  عن مسيرة  الصراع القومي (الكلدواشوري السرياني)  وعن  الاختراقات السياسيه التي أتبعتها الانظمه و الحركات  السياسيه القوميه  في المنطقه المجاوره  بحق شعبنا ونضالاته ,( كي لا يضيع  هدف سؤالي بين تفاصيل توقعتها ستتشعب , طلبت  منه التركيز على حالتنا العراقيه  ما بين الجانب الحكومي المركزي والجانب الكردي المتشدد ).
 أجابني : سأتكلم  عن ذلك   بشفافيه وصراحه  وانت أكتب كما تشاء ,مضيفا بان احترام ومراعاة  الحقائق  يصب في فائدة  اطراف الصراع  جميعهم  وبما يخدم فكرة التعايش السلمي الحقيقي.
جذب انتباهي  في سرده لتفاصيل بعض المحطات السياسيه التاريخيه, تأكيده على ظاهرة الإختراق  التي مورست بحق تنظيمات شعبنا عبر عقود عده, والرجل كما يبدو, من الصنف الذي يستهوي  في نقاشاته التركيز على ذكر الأمور التي تعزز رأيه وتضمن وصوله الى الخلاصه التي يود ايصالها للمقابل, فقد كان توقفه واضحا عند ظاهرة التعاون  والتقارب  بين الشهيد هرمز ملك جكو  وبين القائد الشيوعي الراحل توما توماس في بدايات الستينات  , ليؤكد  بأن تلك العلاقه لم تسعد الاخرين (  الجانب الحكومي المركزي والجانب الكردي القومي ) .
 سألته: اين السبب؟
 اجابني : لعلمك , وهو امر مؤسف طبعا , لم يكتفوا  بعدم الرضا , بل  سعوا ما بوسعهم من اجل  إضعاف كل ما من شأنه ان يوحد جهدنا  فخلقوا واجهات  سياسيه قوميه  بديله , ولتأكيد ما ذهب اليه, انتقل مباشرة   الى  بدايات الثمانينات عندما حظيت الحركه الديمقراطيه الاشوريه  بدعم ومؤازره  الشيوعيين  , فأصبح للحركه سيطا  وحضورا قوميا جماهيريا  متزايدا رفع  من سقف  المطالب   مما  اثار حفيظة القياده الكرديه التي  فضلت  البحث عن البدائل السياسيه  التي تتلاءم وتطلعات الحركه القوميه الكرديه .
  سألته  :  دعنا نتكلم  عن الحاضر رجاء,  هل  أفهم من  كلامكم بأن الحركه  هي المتمسكه الوحيده بنهج الحفاظ على استقلالية قرارها  بينما الامر يختلف  مع التشكيلات الأخرى ؟ ام ان  من حق اي حزب كلدواشوري ان يتعامل ويتحاور مع بقية القوميات والاحزاب  الموجوده؟
اجابني: كان بودي ان استرسل  كي اوصل حقائق ربما يجلها الكثيرون, مهما يكن دعني اجيبك على سؤالك : ليس هناك اي حزب او تيار مارس العمل السياسي الا ووقع في أخطاء متنوعه  ,لكن شتان بين  الخطأ  الذي تأسس عليه الحزب  وبين اخطاء ترتكب اثناء  العمل, بالنسبة للحركة (زوعا)  حين تأسست, تأسست  بمشيئة  ابناء شعبنا بقرارهم وتمويلهم  وبدماء الشهداء , في نفس الوقت آمنت وما تزال  بشكل مطلق في اهمية  التحاور والتفاهم مع بقية الاطراف على اساس احترام الحق النضالي لشعبنا وليس استخدامه في مشاريع الغير, مضيفا  القول بان هذا النهج  لم يرض الغير وبالشكل  الذي يحفظ لنا حقنا في العمل والمطالبه بحقوقنا التاريخيه , فظهرت كما شهدت ساحتنا  تيارات وتشكيلات تحت مسميات قوميه وحزبيه متعدده  , نحن نحترم شخوصها  و نعتز بانتمائها الى شعبنا لكننا  نجد الصعوبة  في امكانية مسايرتها  ومجاراتها  سياسيا بالشكل  الذي توده في غياب الارادة الحره لشعبنا و انعدام استقلالية  القرار وأحيانا بما يتناقض ومصلحة شعبنا العليا , هذه من ضمن المعوقات  التي كانت وما زالت تشكل عائقا امام امكانية  وحدة العمل المشترك , مع ذلك تمكنا من تحقيق اللقاء مجتمعين  واتفقنا على مبادئ عامه  تخص قضية شعبنا  في مقدمتها وحدتنا القوميه  و توحيد الخطاب السياسي  وثالثها العمل المشترك في مناسباتنا القوميه  وتوحيد المواقف حيثما يتطلب الامر, و كحصيلة لهذه التوافقات  جاء اعلان تجمع التنظيمات السياسيه الكلدانيه السريانيه الاشوريه ليضم في بداية اعلانه ثلاثة عشر تنظيما ثم انسحب البعض مبكرا لتشدده في مواقفه الحزبيه , نعم نحن كحركه , نعاني من ظاهرة التذبذب لدى البعض وعدم استقلالية القرارات في  اتخاذ المواقف  مما يؤخر مواظبتنا  ويضعفها  في عملية التصدي , لذلك اخي شوكت, ليس  من المعقول ان نقف كحركه مكتوفي الايدي بسبب تذبذب  مواقف الاخرين  , لذا عندما نبادر باتخاذ الموقف  والقرار المناسبين يحسب ذلك علينا بالانفراد  , هذا كلام غير دقيق وغير منصف , بدليل اننا نكون احيانا حاضرين في ساحات ومجالات  متعدده لوحدنا  واصدقاؤنا  واخواننا في التجمع غائبون, هل من المنطق ان نجمد نشاطاتنا بسبب غياب الاخرين؟  مع كل ذلك ما زلنا ملتزمون  بالتواصل  كما اسلفت  رغم قولنا بأسف   بان البعض مازال عاجزا  عن تغيير نهجه وميكانيكية عمله.
اثناء ما كان الاستاذ يونادم يتحدث, كنت مع نفسي استذكر واستجمع لقطات  لمشاهد وحالات عاصرتها شخصيا , وكتبت حولها في السنوات القليله الماضيه , فسألته : هل يشمل كلامكم  المجلس الشعبي , وحزب بيث نهرين  والحزب الديمقراطي الكلداني  ام هناك المزيد؟
  أجابني : تاريخيا هناك المزيد من  حالات الاختراقات  (مشيرا الى مقاطعتي اياه ولم ادعه يتسلسل فيها) , أستخدمت ضد تطلعات ابناء شعبنا  لتفتيت وحدة الصف وبالتالي مصادرة الاراده الحره والظاهرة ما زالت مستمره , لكن  بالتأكيد  هناك فرق بين حجم ولاء تيار دون اخر وهناك  ايضا  فرق في تفسير هذه الولاءات وتصنيفها ما بين الاهتمام  بالمصلحه الذاتيه وبين التزام البعض ممن هم اصلا منتمون الى احزاب قوميه اخرى خارج مكوننا القومي  لذا عليهم تنفيذ ارادات احزابهم .   
 سألته سؤالا أخيرا  بعد ان اخذ الحديث منا ساعات , حول فكرة اقامة المعسكر التدريبي لابناء شعبنا في غرب القوش,و بموافقة من يحصل ذلك ومن يمول المشروع.
  أجابني قائلا: لا بد للانسان ان يتعلم  من مرارة التجربه  وقسوتها , فقد سبق و عوّلنا او بالاحرى فرض علينا التعويل على الغير في حماية مناطقنا  بعد 2003  بسبب  الغياب الرسمي للجيش الوطني وقوى الامن , فحل بقرانا ما حل من مآسي على ايدي الدواعش,نعم  انشاء المعسكر حاجه ضروريه من وجهة نظرنا, اما ما يتعلق بالموافقات  الأصوليه, فكما  تعلمون ان الصلاحيات الامنيه في هذه المناطق لازالت مشروطه ومحكومه بالتنسيق بين بغداد واربيل, وقد حصلنا على موافقة الطرفين لتكون هذه القوه المدربه ذات خصوصيه ومتشكله من ابناء سهل نينوى لتنتشر في المنطقه  كقوه وطنيه رسميه مساهمه في مسك الأرض مستقبلا,  نحن كحركه وبتمويل ذاتي بمؤازرة شعبنا , بدأنا ببناء المعسكر و بصدد إكماله بجهودنا الخاصه , وطموحنا ان نحظى بالدعم الرسمي أسوة ببقية القوى من المتطوعين كي يكون لنا ايضا قوه من ابناء شعبنا تكون مهمتها المشاركه في تحرير بلداتنا وحمايتها مستقبلا
في الختام , شكرت  الاستاذ يونادم على ضيافته وعنائه معي لساعات , وهو بدوره شكرني ومنحني كامل الحرية في نشر كلامه وبدون رتوش.  نحن سعينا في مقالاتنا الثلاث  لنقل قسما ً مما سمعناه  في لقاءاتنا  والباقي من تعليق متروك لحدس القاريئ الكريم وحلمه , وما زال هناك من المتبقي  الذي يستحق النشر ايضا حالما تسمح الظروف , كحديثنا مع الاستاذ والصديق سرجون سليفو, قسم الاعلام  وهكذا الاستاذ يعقوب كوركيس عضو البرلمان . 

الوطن والشعب من وراء القصد
   






..

172
بين اليأس  والأمل  شعاع  يستنير به المؤمنون من  أبناء شعبنا

شوكت توسا
  بالأمس طوت البشرية عاما وصفه  البطريرك ساكو بالأسوء على شعبنا  جراء ما أضافته حلقة داعش الاجراميه من سوء على مساوئ الساسه وحكوماتهم  ,فغدا حال  المـُساء اليهم  متأرجحا بين مرارة مغادرة البلد , وبين تحمل الضيم متحدين سوء الأحوال بخيط أمل عودة الامور الى مجاريها الطبيعيه  .
 بين الصنفين  أعلاه, صنفا  آخر يهمنا ان نستمع  اليه  , إنه الناشط السياسي الذي بالتأكيد  تختلف نقاط انطلاقه عن غيره في قراءة الواقع والمقبل .ولكي لاينقص الحجة دليلها, سأذكر اسماء بعض الاخوه الذين حدثتهم ,  قاصدا في ذلك تعريف القارئ على طريقة تفكير مثقفينا السياسيين  علــّنا  نحقق من خلاله فائده وخدمه للجميع  , فكانت لي فرصة اللقاء بالسيد ادريس ميرزا مسؤول الحركه الديمقراطيه الاشوريه في اربيل  وبصحبته الاستاذين نزار حنا خيزو وأودير مربين , ومن اجل مناقشة  واحده من الظواهر الثقافيه السياسيه , وجدت السبيل  اليها باتخاذ حالة احدى بلداتنا مثالا  يكاد ينطبق الى حد ما على حالات بقية البلدات  , فوجهت للاخوه  سؤالا بشقين  (رغم خوفي ان يؤخذ على تساؤلي مأخذ المتكلم بالعنصريه).
 الشق الاول من السؤال كان:  ماذا تشكل بلدة  القوش  من أهميه في فكر الناشطين القوميين ؟
والشق الثاني كان : كم  افلحت الحركه (زوعا) في تحقيق ما يوازي  هذا الاهتمام ؟
 لم أتفاجأ من تجانس اجابات الاخوه  في وصفهم لاهمية القوش  ومعانيها  التاريخيه  مؤكدين  اهمية وقيمة البلدات الاخرى التي لا تقل عن اهمية القوش وذلك صحيح لا غبار عليه .
أما فيما يتعلق  بالشق الثاني من السؤال ,كنت متيقنا بان الاجابة الوافيه  ستسحبنا الى تشعبات  ,وليكن  مادمنا بصدد تحقيق  الفائده ,فقد كانت اجابات الاخوه متعدده  كما توقعت ,تعددت وتشعبت  معها  التبريرات والمسببات ما بين  تحميل ظاهرة التصدع  في تنظيم الحركه مسؤولية  بعض الاخطاء  وبين تبرير محدودية امكانيات الحركه(شحة الكادر والمال والقوه العسكريه) مقارنةً  بتفوق امكانيات الاطراف السياسيه الاخرى  , قد يشكل  ما ورد جانبا من السبب لكن ليس كله  , لكن تشخيص الحاله ليس بكاف  لو شبهناها بنجاح الطبيب  الذي لا يتحقق في  تشخيص المرض ما لم  يبحث عن سبل معالجته.
حين التحدث عن القوش التي اتخذناها مثالا كما اسلفنا ,  فهي معروفة  بثقافتها اليساريه الوطنيه المعاصره الحافله بعطاءات وتضحيات شيوعييها , ومعروفة أيضا مواقف نخبها ومناضليها الميامين و في مقدمتهم المناضل الراحل توما توماس الذي  كان السباق  في دعم الحركه منذ نشوئها  بداية الثمانينات ,  ناهيك عن التزام يساريي وشيوعي القوش لمهمة الدفاع عن هوية القوش وكرامتها  وتاريخها وحاضرها ربما اكثر من دفاعهم عن أفكار الحزب ولنا في هذا السياق امثله عديده , اذن بين ايدينا حجج وقواسم مشتركه  تلزم  الناشط  السياسي قوميا كان ام وطنيا ان يبني على اساسها منهاج عمل مشترك , خلاصة كلامي هنا هو اننا في نقاشنا مع الاخوه (الزوعاوين) اختلفنا  حول  نقاط معينه  لكننا اتفقنا على وجوب تحقيق التكاتف  اجتماعيا في العمل السياسي مهما كان لونه , مما يحفزنا للتأكيد  على ضرورة ان يعمل  الجميع  تحت مظلة  مصلحة المجموع  وسقف حبهم  للعيش معززين مكرمين .
ارجو من القارئ  الكريم أن يتفهم اسباب اختصاري للكلام حيث المجال  لا يتسع لتفصيل كل ما دار, لكن بإمكاننا اختصار خلاصة الزبده التي اتفقنا فيها  ان هنالك  ضوابطا  وأحكام  تحتم على  الناشط القومي  ( في بلدات سهل نينوى مثلا),  ان يراعي  ويتقن  بذكاء  فن التعامل مع  واقع  العقليه الاجتماعيه المتأثره  فكريا  بكم التراكم  الثقافي السياسي والديني السائد فيها , أتذكر  وذكّرت الاخوه  ايضا بأن هذه النقطه  كانت  واحدة من الملاحظات  التي  سبق  وأكدنا عليها  قبيل سقوط نظام صدام باسابيع قليله , وقد سمعها مني العديد من الاصدقاء  والناشطين  من بينهم الاستاذ يوسف شكوانا .
 في مكان آخر, كنت قبل اشهر قد فتحت صفحة محادثاتيه عبر تيكست  الهاتف  مع الاستاذ والصديق روميو هكاري سكرتير حزب بيث نهرين  حول  موضوع التنسيق بين  فصائل ابناء شعبنا المسلحه  في قرانا  اثناء وبعد تحريرها, تركنا امر استكمال حديثنا لحين ان نلتقي في العراق , لم استطع في العراق  استخدام تلفوني الشخصي للاتصال , فبادراحد الاصدقاء مشكورا لمساعدتي,  وهكذا تحققت  لي فرصة التحدث  مع الصديق العزيز  روميو مساء  في مقر حزبه , حيث وجدته ينتظرني مرحــّبا  وقد فرغ للتو من لقائه مع الفرع الثاني للحزب الديمقراطي الكردستاني ,لم أجد في ذلك ما يستدعي للاستغراب, لاني بالاضافة الى ما اكنه من احترام لنضال الشعب الكردي  وإن كانت هناك  امور سياسيه مختلف عليها لكن تبقى  حاجة التنسيق والتفاهم مع احزابه قائمه.
بعد السلام والتحيه  لبضعة دقائق , بادرته بالقول : من خلال كلام سابق  لجنابكم قبل اشهر, فهمت بانك لست مرتاحا من إنضواء حزبكم  مع احزابنا القوميه(ضمن التجمع)  لاسباب  اطلعتني على قسم منها, سؤالي الان هو مع اي الحزبين الكرديين  تفضل التعامل  من اجل قضيتك القوميه؟
قبل ان يجيب على سؤالي, تساءل مبتسما : هل ستنشر كل شيئ ؟ قلت له  كما تحب مع اني لا اعتقد  بوجود ضير  في ذلك  ما دمنا نؤمن بحرية الراي وتبادل احترامنا  للبعض بمعزل عن اختلاف وجهات النظر . على اية حال , لو تم وضع  اجابة  الاخ روميو  تحت مجهرالتحليل السياسي , فإن نفيه لوجود اي مفاضله بين الاثنين  لم تكن  مقنعه  بالنسبة لي ,وهو امر طبيعي حين نعترف بان كل سياسي له اسلوبه في العمل  , على هذا الاساس قلت للاستاذ بأني ارى نفسي صائبا  في انحيازي الى جانب حق الانسان العادي  في وضع علامات الاستفهام والتعجب امام عناوين ومسميات سياسيه وحزبيه   تستخدم اسماءنا واعلامنا القوميه  لكن المؤسف  هو شحة تفاعلها مع هموم الشعب وتطلعاته  التي تحتم على احزابنا  التواصل فيما بينها  اولا كي  تكتسب قوة  لمواجهة الاطراف القوميه والدينيه الاخرى بشكل سليم . هذه النقطه شكلت مدخلا لأمرين اولهما:
   غياب التنسيق بين فصائل احزابنا المسلحه بسبب عدم وجود  تنسيق سياسي  بين الاحزاب اصلا , في هذه النقطه بالذات , استبعد الاخ روميو وقوع اي تصادم بين مسلحينا  (الكلدواشوريين السريان) مستقبلا مؤكدا بان تلك خطوط حمراء حتى في حالة عجزنا عن تحقيق التنسيق بين الاحزاب . وعندما  سألته عن الجهه التي ستتلقى فصائلنا المسلحه اوامرها ,كان جواب الاخ روميو  تاكيد احترامه  لزوعا  ولكفاحها , لكنه ينتقد فيها تفضليها للعمل لوحدها .
و يبقى السؤال المهم  هو ماهية  سبب استحالة التنسيق بين الفصائل المسلحه, (في حال ضيق المجال هنا , ساتطرق لاحقا الى ما سمعته من السيد يونادم كنه بهذا الخصوص)   . 
 اما المدخل الثاني الذي تحدثنا فيه , كان حول تجمع احزابنا وتنظيماتنا  ودوره الذي يؤديه ,  سمعت من الاستاذ روميو رأيه  حول الموضوع مؤكدا بانه لو ترك له ولحزبه حرية الاختيار بين البقاء او الانسحاب من التجمع , فانه سيفضل  الانسحاب  لانعدام فائدته حسب قوله ,لكنه  اعزى التردد في اتخاذ القرار الى خشيته  من معاتبة الجماهير  . فبادرته بسؤال : هل تشك في استقلالية قرارات الاحزاب المنضويه  في التجمع؟ أجابني بنعم دون الاشارة الى اسماء, ثم سألته : وماذا بعد لو انسحبتم او كنتم السبب في حل التجمع, كيف ستعملون؟اجابني : ربما  سألجأ الى اقتراح حل التنظيمات والاكتفاء بإعادة تشكيل قائمه مشتركه من ممثلي التنظيمات المنحله (لم أفهم بالضبط قصد كلامه , لكني فهمت قليلا منه عند ذكره لقائمة الانتخابات  ) ,هنا إستأذنته  لسرد قصة الاصدقاء الاربعه الذين خرجوا سوية  للتنزه والاكل والشرب في يوم العيد  , حيث كان مع  زيد خمسون فلسا و مع  فراس مئتان فلسا  ومع  صفاء دينارا واحدا  ومع ثائر خمسة دنانير , احتار الاربعه في كيفية تنظيم  صرفيات طلعتهم  و في اي مطعم يدخلوا سوية كي يستمتعو الاكل والشرب, فما كان من زيد وفراس الا ان إقترحا خلط فلوسهم كلها  والصرف منها  على اربعتهم , فما كان من الاستاذ الا ان بادرني مرة اخرى مؤكدا تفوق الحركه وتميزها في عملها.
في ختام لقائنا ودعت الاستاذ روميو شاكرا اياه على وقته , و من جانبه عبرمشكورا عن سروره بلقائي والحديث معي, على امل تحقيق لقاء اخر بحضور أطراف  من بقية الاحزاب, لكن ذلك لم يتحقق  بسب ضيق الوقت.
في نفس المساء, اخبرني احد الاصدقاء بان السيد يونادم كنه قد وصل عينكاوه في طريقه الى دهوك لحضور كونفرنس الحركه, وعند  استفساري عن امكانية مقابلته , علمت بانه موجود  في مقر الحركه وبصحبته صحفيان اجنبيان, احدهما اسباني والاخر دانماركي, كلاهما يجيدان اللغه الانكليزيه ,فذهبت  بنفسي ظنا مني  انها فرصه جيده للاستماع الى حديثهما مع السيد يونادم , ذهبنا نحن الأربعه  الى بيت السيد يونادم في اربيل , وكان الحديث بالفعل ممتعا  بيننا الاربعه  , ولم استطع ان انفرد بالحديث مع السيد يونادم احتراما للصحفيين الضيفين, لكني  أشعرته  برغبتي للتحدث معه دون ان نحدد وقتا لذلك, ثم غادرت المكان متوجها الى بيت ابن عمي .
في صباح اليوم  التالي , خرجت  اتجول في شوارع عينكاوه المزدحمه, فصادفني مطعما (مطعم ابو شكيب) جذبتني  اليه  رائحة شوربة العدس التي اشتقتها  لأتفاجأ عند دخولي المطعم بملاقاة اصدقاء قدماء من برطله وقره قوش لم التقيهم منذ خمس واربعين  عاما  ورؤوسهم قد غزاها الشيب كما هو حالي ,فكان في حديثنا على مائدة الشوربه  ثم الشاي المخدر بالقوري  مزيج من لذة استعادة الذكريات  ومن ألم  الوخزات التي تسببت في تشريدهم من بلداتهم .سمعت منهم  تفاصيل ما قبل دخول الدواعش لبلداتهم  ومطالبات الناس بتسليحهم لحماية انفسهم من الدواعش المتواجدين على مقربة منهم   لكن دون جدوى مما اضطرهم للهروب بعد ان غادرها المسلحون المكلفون بحمايتها .
  سنحاول اكمال المتبقى بمقاله لاحقه حين يسنح الوقت
الوطن والشعب من وراء القصد

 .
 

173

ما رأيته بعيني  في العراق  هو دليلي الى  جزء من  الحقيقه

شوكت توسا
كــــل عام وأنتــم بخيـــر
قــد  يساور القارئ الكريم  شعورا  يُختزل فيه مقصد المقال بطمع كاتبه بنوط المغامر في زيارة العراق  ,  إلا اني شخصيا لا اجد  أية غرابه  حين اكون واحدا من مئات لابل الاف زوار العراق اليوميين , فقد مرّ عاما (2014 و 2015 ) دون ان تسمح لي  الظروف بالسفر الى العراق كما اعتدت في سابق الأعوام , الى ان وجدت نفسي قادرا على حزم حقيبتي  في يوم 26 تشرين الثاني 2015 غيرمباليا لما تبثه وسائل  الاعلام المضطرب حول تحذيرات الطيران ومفاجئات ايقاف الرحلات الجويه بسبب العمليات  العسكريه الروسيه  .
  في سابق سفراتي ,تعودت الدخول الى زاخو بالسيارة  قادما إما من مطار مدينة ماردين  أو من ديار بكر , لكني  في هذه المره  إخترت الطيران مباشرة من اسطنبول  الى عينكاوه ضمانا لسرعة وسلامة الوصول , وقد تم لي ما أردته و انقضت  اسابيع سفرتي  لأعود الى بيتي  وأحكي المفيد مما سمعته و شاهدته  دون مجاملة  او مواربه .
 في بلدة عينكاوه  المكتظة إبتدأت رحلتي , وقد سبق و زرتها قبل عامين , كان الأمل يحذوني ان أحظى بما حققته صيحات حناجرالمتظاهرين  ويافطاتهم من تغيير في واقع حال البلده  التي عرفتهامنذ ستينات القرن المنصرم  بهيجة بلحمة أهلها وبطلائع نخبها النضاليه المشهودة  , يوم اكتسبت من البهاء والكرم ما كان يكفيها  لترتيب  علاقاتها الاجتماعيه وجمالية  بناء بيوتها وشوارعها  واجواء حياتها اليوميه الهادئه, بات يعم ّ اروقتها اليوم ما يحزن الغريب قبل المحب والقريب  , حيث  ينتاب زائرها (احكي عن نفسي) خليط منفعل من مشاعر وتساؤلات  لا تلقى  من المسؤول  سوى الحيره  والخيبه مقارنة بعفوية حكايات عامة الناس  وصراحتها الغير المسيسه , فلو شئنا التحدث عن المبهج  الجذاب في شوارعها وبناياتها  فحقيقته هي التبهرج  ليس الا حين يتعلق الشأن بالتوسع  العمراني والتجاري (الفوضوي) الحاصل فيها, أما الكلام  عن مشاكل البلدة الاساسيه فهي اكثر وأعمق من ان تـُختزل بظاهرة  آلاف النازحين  ومآسيهم, حيث قصدوها هاربين  من بلداتهم ( قرقوش, برطله, كرمليش) بعد تسليمها للدواعش, نعم تسليمها  بشهادة شهود عيان  بينهم  اصدقاء  قدماء  التقيتهم  و الدمعة محتقنة  في مآقيهم جراء مرارة  ما حصل  لهم  وما تروجه  وسائل الاعلام الموجهه ,الكل يقولها وبألم  كما سبق وقلناها  : لقد تم تسليم  قرانا  للدواعش ضمن صفقات أبرمت في ليلة أنقريــّه داعشيه , دون أن تثار طلقه عدا اطلاقات  صديقه ارعبت الناس  وحثتهم على  ترك  مساكنهم وحلالهم الى حيث المجهول , والاكثر إيلاما هو ان الحدث الداعشي الاجرامي كان متوقعا .....  .
 بلدة شقلاوه التي عشتُ فيها  خمس سنوات من عقد سبعينات القرن الماضي  , تعيش اليوم وضعا مغايرا لأيامئذ السعيده ,يوم كانت عامره هانئه بأهلها , زرتها الآن بصحبة أحد ابنائها الاصلاء (الصديق بطرس شير)  ,واذا بحي المسيحيين موشك ان يفرغ من اهله  التاريخيين ,وإسم شقلاوه قد اصبح  (شقلوجه) على ألسن البعض من باب التندر والفكاهه , حيث في البلدة قرابة الستة الاف عائله فلوجيه نازحه, اي بما  يفوق تعداد سكانها الاصليين علاوة على مئات اخرى من العوائل القره قوشية والبرطليه والكرمليسيه النازحه , واقع  شائك و مرير يتحدث دون رتوش عن مآسي شعب باتت سلواه  محصورة بين  سرد قصة صيرورته التاريخيه وبين غداته  ألعوبة سهله  وضحيه وديعه بأيادي الساسه الكبار وأجنداتهم  اللاوطنيه.
أما بلدتي العزيزه ألقوش وأهلها الصامدين الصابرين , فحكايتها  تبدأ  عند سيطرة مدخلها  لترى ملامح  الثقل النفسي مجسدة  بالألوان على يمينها  ,وحين تلج داخل البلده  ستقرأ في جباه الناس أسطرا غليظه وغامقه  من  صبر أيوب  وعيونهم  تناجي محدقة صوب  نصب ابنها البار توما توماس , لو كان في هذه القلعة ما يميزها عن بقية  أماكن تواجد ابناء شعبنا  وعن  شقيقاتها الخاليه من ساكنيها  , فان شغل  الباقين في القوش الشاغل هو الصمود ورغبة  الحفاظ على هويتها وهيبتها  أزاء عدم توقف ظاهرة الهجره التي  باتت تبدو وكأنها قدرا حيكت خيوطه و أقرّته مخططات اخطبوطيه اتفقت  على قلع هذا الشعب من جذوره,ألقوش هي الأخرى تحتضن بكل محبه وشهامه قرابة الــ 600  عائله من اهالينا النازحين  التللسقفيين والباقوفيين والبطناويين ,جميعهم   ملوّا الحديث  عن  السياسة  و شعاراتها  ويئسوا من كل شيئ  الا من السعي الحثيث  لتجاوز الأزمه وتسهيل الامور في ظرف تشتد فيه المحنه  ويضيق فيه الخناق  حيث لابد للأشداء ان يتصرفوا برويه وانسانيه.
في غرب القوش  وهكذا في شرقها, شاهدت ُ شروقا ًعساه يشكل مبعث أمل  في النفوس, أو هكذا أتمناه , صورتان مجسدتان على الأرض  لصرحين يشدان الانتباه  ويحتــّمان التوقف عندهما  للتأمل عميقا في معانيهما  وأبعادهما  في وقت يعصف المنطقة برمتها  ظرف قاهر قلما مرت  به مدى قرن من الزمان. صرحان  يرسمان لحاضر ومستقبل القوش سِفرا من  دلالات التحدي المعهود في  حب الحياة التي طالما حاول ويحاول البعض  جاهدا ارباكها بقصد  تعطيلها ودفنها .
الصرح الشرقي , متمثلا بتشييد  بناية خاصه لجمعية القوش الثقافيه بسواعد وامكانيات ابناء شعبنا دون  دعم حكومي يذكر ,زرت موقع البناء لوحدي فرأيت جدرانه قد تسلقت وتماسكت بسقوف كونكريتيه لتشكل هيبة  اجتماعيه  متينه  وصفحة  ثقافيه منيره  تنتظر الدعم  بقدر ما تمثله من رمزية المواظبه والعناد  من اجل البقاء في قلعة الآباء والأجداد , ولو كان للتاريخ  كلمته  ,فهو بلا شك سيسجل في صفحاته تحديا ً ناصعا ًمثل هذا  قل نظيره .
أما الصرح الغربي المفترشه مساحته بين القوش وبندوايا والمتمثل  بمعسكرلتدريب ابناء شعبنا, فقد بوشر بإنشائه  مؤخرا لتهيئة  شباب متدربين قادرين على حماية قرانا وللمشاركه في استتباب وضعها بعد طرد جرذان الدواعش, الفكره  باختصار وكما فهمتها من القائمين عليها, هي ليست غاية او هدف  بل وسيله دفاعيه  فرضتها تجارب شعبنا الماساويه  المتكرره  في بلد تحكمه ارادات متناقضه  , اي انها بمثابة  لازمه إضطراريه  تحتاجها الشعوب المهدده بالانقراض,قد تبدو المباشره بانشائه متأخره , انما العائق المالي هو الاشد تأثيرا في تاخير انجازه. مع ذلك العمل  مستمر فيه ( كما صرح العميد بهنام عبوش) كي يستوعب  بعد اكتماله  ما لايقل عن 1500  مقاتل يتلقون التدريبات اللازمه  على ايدي اختصاصيين   من ابناء شعبنا بموافقات رسميه وبتنسيق مع  الجهات الاداريه والسياسيه المعنيه  .
 شخصيا اتذكر  بأن شيئا من قبيل هذه الفكره  كان قد طرح قبل أعوام امام المسؤولين في بغداد واربيل , لكن الصراعات المذهبيه والقوميه الكتلويه الكبيره منعت رجالاتها من قبول الفكره ظنا منهم بان دفاع الناس الآمنه عن انفسها سيعيق اجندات فرض الوصايات وتوسيع الكيانات , ذلك بالضبط ما جرى في المناطق المسماة بالمتنازع عليها  سواء في قرقوش وبرطله  وكرمليس  أو في مناطق تلكيف والقوش وبقية البلدات .
 الآن عسى ان يكون (   أولياء الأمر  واصحاب القرار ) قد إهتدوا لقبول الفكره , أو قبلوها على مضض  بعد معايشة حالة فشلهم  ومشاهدة  الكوارث التي خلفتها  سياسات التهميش  وتقصدّها في حرمان  شعبنا من حقه في دعم السلطات له وضرورة تسليحه  بما يؤهله  للدفاع  عن نفسه وعن قراه  .
 من الطبيعي ان تكون امكانات انشاء المعسكر محدوده ومتواضعه  كونها محرومه من اي دعم رسمي من حكومة بغداد او اربيل ,الا ان جوهر الفكره فيه من  الحيطه وتحمل المسؤوليه  بما يجعل اقامته ضروره تتطلب  دعمها ماديا ومعنويا  كي لا تتكرر اكتواءات ابناء شعبنا بقدحات  من كنا نحسبهم  اصدقاء ,لكننا كنا مخطئين حين لم نعط السياسة بعدها الميكيافيللي ,والا هل يعقل  أن نـُلدغ من عين الجحر اكثر من مرتين؟ أم ان الوقت قد حان لإعادة  حساباتنا ومراجعة طرائق تفكيرنا طبقا لما هو موجود على الارض وتحقيقا لمصداقية  المفاهيم التي يـُعمل عليها سياسيا .
 إذن المراد من فكرة إنشاء هذا المعسكر التدريبي ليس اكثر من تهيئة الممكن من وسائل الدفاع عن النفس  بجهود  وخبرات ابناء شعبنا  وباشراف ومتابعه من قبل الحركه الديمقراطيه الاشوريه وبمساهمات ودعم  مؤازريها  دون دعم حكومي بغدادي او اربيلي يذكر عدا استحصال موافقاتهم الرسميه ,اما المتطوعين, فهم خليط شبابي غيور من مختلف بلداتنا بغض النظر عن المسميات , ليس المهم ان يكون  المتطوع منتميا الى زوعا, فغالبية المتطوعين مستقلين ,انما المهم  ان يساهم المتطوع  في فرض استتباب  امن واستقراراهالينا في قراهم  تفاديا لتكرار وقوع الكوارث .
 
أما العاصمه المنكوبة بغداد , فقد  قضيت  فيها خمسة ايام اعطتني فكره مختلفه عن تلك التي كانت معتمره في ذهني , قصدتها ليلا من مطار عينكاوه بصحبة ابن خالي  مازن رزوقي عضو مجلس محافظة بغداد , وقد صادف ان كان في نفس طائرتنا الاستاذ يونادم كنه  سكرتير الحركه الديمقراطيه  الاشوريه , كان الاتفاق بحسب طلبي ان يصطحبني الاخ مازن الى مقر الحركه(زوعا) في بغداد كي  امكث فيه طيلة فترة بقائي, الا ان مصادفة  الاستاذ يونادم  إقتضت وبحسب طلبه  ان نقضي سويعات الليل المتبقيه  بعد وصولنا  في بيت السيد يونادم الكائن في المنطقة الخضراء ,لذا بعد نزولنا في مطار بغداد , أنطلقنا انا والاخ مازن بسيارته الشخصيه نقتفي مسار سيارة السيد يونادم ,بصراحه (ومع احترامي للاستاذ يونادم كنه) لم احس كما يجب بلذة وجودي في  بغداد وأنا أدشن زيارتي بالذهاب الى المنطقه الخضراء التي  كرهت إسمها  اشد الكره مذ سمعت بقصورها المسـّوره بالقوالب الكونكريتيه والمطوقه بالحمايات  خصيصة لسكن طواقم الحكومه والبرلمان في مكان معزول  , بينما الناس تبحث عن مسكن ومأكل هنا او هناك,  لكن رغبتي في مجالسة الاستاذ يونادم والحديث معه وضعتني في موقف الراضي  .
ملاحظه:
حين يسمح الوقت , سأخصص  مقاله  اختصر فيها  المهم  والمفيد من الاحاديث التي كنت طرفا فيها
الوطن والشعب من وراء القصد.

174

"سأخذل الفاسدين وارفع راس شعبي وليس كما يتوهم البعض"

شوكت توسا

هذه كانت جملة  مؤثره من ضمن جمل أخرى  سمعتها من  السيد سرجون صليوه عندما تكلمت معه وهو في السجن, بصراحه  وللامانة اقولها ,  في لحظتها اخذتني الأفكار والتخمينات  ما بين تمنياتي  بصحة جملته هذه , وبين مكائد الزمان ومخالب رجالاته  العتاة ,لكنني الآن يا سرجون, وبعد ان صدر قرار تبرئتكم  من التهم الكيديه  الملصقه بكم ظلما  , تيقنت بانك كنت اصدق مني  في يقينك من نفسك  واقوى من شكوكي التي دفعتني الى معاتبتك  بسبب بقائك في العراق  وعدم مغادرتك  كما فعل الكثيرون من الفاسدين الذين سرقوا ونهبوا وعاثوا في الارض فسادا ثم بلمحة بصر شاهدناهم وسمعناهم  يتجولون في مطارات واشنطن واسطنبول ودبي ولندن .

أحد الاصدقاء الأعزاء من كندا, كتب لي  متسائلا:  في حال كتبت مهنئا شعبنا ببراءة الاستاذ سرجون هل ستستخدم  عبارة( وليخسأ الخاسؤون)  ام لا؟حيث في تساؤله كان يطالبني ضمنيا  ذكرها , حقيقة لا احبذ استخدام  العبارة بالطريقة التي كان يتبعها  صدام حسين في بلاغاته وبياناته  حيث كان يبالغ في  استخدامها بمناسبة او بدونها بحيث اصبح العراقيون يتندرون في استخدامها  ضمن كلامهم اليومي , لكني لو اردت ان استجيب  تلبية  لطلب الصديق  العزيز ,  سأقول ليخسأ كل من يسعى الى  إذلال شعبنا  كما خسأ الذي  اراد ان يصنع من قضية سرجون حجة للنيل  من سمعة ونزاهة أبناء شعبنا  وسرجون احدهم , وسيفشل  كل من لا يضع ضميره ووجدانه امام اعينه  عندما يتكلم , وليخسأ كل من  لا ينصف ابناء شعبنا  المحبين لوطنهم.

هنيئا لشعبنا انبلاج الحقيقة التي لم نتجرء التحدث عنها في حينها  لأكثر من سبب , انما سلـــّمنا  أمرها  للقضاء كي يقول كلمته  بحق  هذا الرجل , وقد قالها القضاء  جليا وبكل وضوح مبرئا  إياه من التهمة , ولكن  لا ندري , هل سيكتفي  السيد سرجون  بقرار التبرئه ؟  ام ان القانون العراقي يمنحه الحق بالمطالبه برد الإعتبار له لانه قضى اياما بالسجن ظلما, ولحق به ما لحقه من تشويه سمعه وارهاق جسدي ونفسي  ؟

  أما للإخوه الذي تسرعوا كما يبدو  فيما كتبوه حول قضية سرجون,  وكأني بهم شاركوا  عن قصد او بدون قصد بعملية  شد القيود بايدي اخيهم  ولف الحبل  حول  رقبة ابن جلدتهم, نقول يا إخوان  لا ضير لو تبقون مختلفين في آرائكم  وتطلعاتكم  سواء مع السيد سرجون  او معي او مع اي احد من ابناء شعبنا المعذب  ,  لكن لا تنسوا بأننا كلنا  في مركبه  واحده, علينا جميعا شد الايادي ببعضها  , لأن امواج البحر لا تميز بيننا ولا مخالب  الأشرار ترحم احدا دون غيره.
الحقيقة  والعداله من وراء القصد

175
تجمع تنظيمات  وأحزاب شعبنا ,لقد فقأتم عين الدب !!!


شوكت توسا
 الحياة علمتنا بان امتحان الرجال المناضلين لا يكون في مجال ومدى القدره على تحقيق المنصب والمكسب الذاتي  , إنما في سوح المحن والمواقف الصعبه, فيها يكرم المرء أو يهان كما يقال. وهل من محنة اشرس  من تلكم  التي يمر بها شعبنا اليوم؟ إن كان من يستحق التكريم والتقدير فهم ابناء شعبنا الصامدون  الذين صبغوا اصابعهم  بالبنفسجي وما زالوا عند عهدهم   يشمروا  سواعدهم  للحفاظ على المتبقي بعد ان اوشكوا ان يغسلوا أياديهم  من  المنضوين  تحت العناوين الكبيره ,عناوين كبيره تفوق احجام الجالسين تحتها , نقول ذلك  وبكل أمانه  ليس بقصد الإحراج و الطعن او التجريح بأحد إطلاقا رغم علمنا بأن  جراح شعبنا  النازفه هي الأهم في كل ما نقوله  ,ألا تستحق هذه الجراح  كي تشكل حافزا للجميع  وفي مقدمتهم  عنوان  تجمع تنظيماتنا  واحزابنا الكلدواشوريه السريانيه , لذلك سنظل نطالب ونتساءل , متى سيفكروا ( التجمعيون)  في كيفية تطوير عملهم  كي يرتقي  الى مستوى ازمات وكوارث شعبنا ,أيعقل اننا  نبقى نكتب لأنفسنا من دون ان يكلفوا  انفسهم ولو بمراجعة ذواتهم  وإعلان تقييمهم لادائهم  من خلال ما يقدمه التجمع .
 كالعاده , في 14 تشرين الثاني 2015, عقد  اعضاء تجمع تنظيمات واحزاب شعبنا لقاء عاديا وأصدروا بلاغا  يا ليتهم لم يعلنوه  لانه لم يختلف عن سابقاته  لا زبدة ولا فائدة ,  قرأته  ظنا مني باني ساحظى بالجديد الذي ينسجم و تعقيدات الصعاب التي يمر بها شعبنا ,لكنه مع الاسف خوى  إلا من الكليشات  التي إعتدنا بهاتتها  من قبيل الاستنكار والشجب المكتوب ,  في حين كانت هناك تصريحات وبيانات من جهات فرديه وأخرى خارج موكننا  اقوى منه  بكثير , مما جعلني أسال نفسي يا ترى هل فعلا مازال  تجمع تنظيمات واحزابنا  على حاله  وحال شعبنا   قاب قوسين او ادنى من الانقراض ؟ هل صحيح ان كل ما باستطاعة الإخوه في هذا التجمع  تقديمه هو الشجب والاستنكار؟
 فضولي ورغبتي  في معرفة ما احتاج الى معرفته , عوداني على عدم الركون  والسكوت خاصة اذا كان بامكاني  ان استمع  من المعني  قبل ان  يصدر مني مكتوبا او كلاما  ربما لا يرضي  احد الاخوه المجتمعين , لذا  إتصلت باحد ممثلي اطراف  هذا التجمع في عينكاوه  دون ذكر اسمه , إتصلت به لاني شاهدت صورته  ضمن المجتمعين  ,فسألته بعد تأدية التحيه,  هل هذا البيان هو كل ما لديكم  أو ربما ستقول لي بانه أفضل ما قدمه  التجمع منذ تأسيسه  بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة ولحد الآن؟
 الرجل  لم يتضجر من سؤالي الذي بدى حادا نوعا ما, لا بل  شاركني  الشكوه والعتب في شرح بعض النقاط الناقده والكاشفه لحالة اللا استقلاليه  في  خطابات التجمع الضبابيه  بسبب لا استقلالية قرارات البعض من اطراف التجمع, حقيقة ً لم أتفاجأ بكلامه, لاني سبق وكتبت في هذا المنحى اكثر من مقاله ومناشده لكن من دون اية فائده.
وبعد ان انتهينا من حديثنا, استنتجت من كلامه  ومن رايه الذي وضعني بين خيارين , هو اما ان نقبل بالموجود على علاته  وضعفه  او ان لا نتشكى  وننتقد  لو حصلت انسحابات من التجمع, وهو يعلم جيدا  وما زلت  اعترف , باني كنت احد المطالبين والمؤيدين لتاسيس هذا التجمع في وقتها  مع علمنا بالاختلافات الموجوده سواء بعلاقاتهم الشخصيه او بارتباطات البعض منهم  مع جهات سياسيه خارج مكوننا القومي, لكننا قلنا ما كان يتوجب علينا قوله  في حينها من اجل استمراريته  على اساس بعض المشتركات في الاهداف ثم امكانية تطويرها بمرور الزمن زتكرار الحوارات  لكن ذلك لم يتحقق مع شديد الأسف .
الآن سأوجه بعضا من اسئلتي وليس كلها, الى اطراف التجمع جميعهم , واغلب الظن هي تساؤلات الكثيرين من ابناء شعبنا :
_كم  من اطراف حزبيه في هذا التجمع يمتلكون حرية اتخاذ القرار وطرح الرأي بشكل مستقل؟ 
_هل شكلتم لجنة لمتابعة موضوعة صياغة الدستور في اربيل وقضية انسحاب الدكتوره منى ياقو من اللجنه؟
_هل شكلتم لجنه لمتابعة موضوعة الاراضي والقرى المسيطر عليها  في دهوك واربيل وكيفية استعادتها؟
_هل شكلتم لجنه لدراسة ووضع خطه لكيفية تقديم المساعدات لاهلنا النازحين  الان وما بعد تحرير القرى والبلدات؟ أليس تلك من اولويات مهامكم , أم انكم تنتظرون الايعازات  وبما تقتضيه المصالح؟
_هل  شكلتم لجنه مشتركه  لوضع الاسس والاساليب التي يجب اتباعها عسكريا  وتشكيل  لجنه  مختصه مشتركه  للتنسيق  مع الجهات المعنيه من اجل ضمان سلامة وسلاسة عودة النازحين واستقرارهم في بلداتهم في حال يتم تحريرها؟ 
_هل حملتم  رسائل وسلمتموها باليد , الى الحكومه والى  الجهات القضائيه في بغداد  واوضحتم موقفكم من الماده 26  المتعلقه بالبطاقه الوطنيه , او بخصوص  اعتقال واصدار الحكم بحق السيد سرجون صليوه؟
_هل قرأتم ما قاله السيد كاظم حبيب في مقالته  الاخيره حول موضوعة التغييرات الديموغرافيه في منطقة سهل نينوى و في دهوك  وعينكاوه؟  انا ارى يا سادتي بانه مطلوب منكم  ان تتفاعلوا مع مضمون هكذا مقالات وطروحات  فهي من شأنها أن تحرك كل ما هو راكد إن كان ذلك يهمكم ويعنيكم, أم أن  الخطاب التقليدي الجاهز والركود الممل  قد أصبحا خيارا لتجمعكم  ذي الاطراف المتعدده والعنوان الكبير؟
وهل  ....وهل ...ثم هل  تعرفون يا إخوان  بأن هذا التجمع قد أصبح بنظر الناس  مجرد عنوان  لهيكل  خامل  مهمته فقط لاصدار شجب هنا واستنكار هناك حفاظا على ماء الوجه ؟ وليكن بعلمكم يا سادتي المحترمين  , بأن ابناء شعبنا في محنتهم الحاليه  قد سئموا  ومللوا  قرف وبهاتة ظاهرة اعلان  اللقاءات واصدار البيانات  الخجوله  من دون اية فائده تذكر,  ابناء شعبنا  يريدون من تجمعكم  صرخات  موحده  ومواقف عمليه  متضامنه  وممارسات  مسؤوله تتناسب  وعدد الاحزاب المنضويه في تجمعكم , تتناسب وضخامة عنوان تجمعكم.. تتناسب وحجم الكوارث والازمات التي تعصف بابناء شعبنا,,, ماذا عساكم تنتظرون   ....  اين هي وقفات احتجاجاتكم وتنظيم تظاهراتكم ,, اين وفودكم  الى برلمانات وحكومات  بغداد واربيل  ,,, اين هي لقاءاتكم مع المسؤولين  والدوائر ذات العلاقه ؟
من وجهة نظري , ارى وهو أضعف الايمان , ان تعقدوا جلسه خاصة فيما بينكم  فقط لمناقشة المنجزات التي حققها تجمعكم  على مدى سنوات تشكيله , وعلى اساسها وبمقارنتها مع حجم مأساة وكوارث شعبنا   تستطيعون و يستطيع ابناء شعبنا التعرف على مدى فائدة تجمعكم من عدمها .
الوطن والشعب من وراء القصد


176
شتان بين الزيباري  والزوري  في تصريحات  الجبوري

شوكت توسا
في الوقت الذي يترقب فيه ابناء شعبنا (الكلدواشورين السريان) و بشغف ما ستسفر عنه جلسة تمييز الحكم الصادر بحق  وزير البيئه السابق السيد سرجون صليوه وهكذا حسم  مسالة الماده 26  المتعلقه بقانون البطاقه الوطنيه , ما زال الوسط الاعلامي يشهد فعاليات  ما بين  مقالات فرديه  او تصريحات أشخاص من ذوي الخبره أومقابلات تلفزيونيه تؤكد في مجملها  وجود اتفاقات و إختراقات  سياسيه  ذات صبغه دينيه وعنصريه  متعاليه تعرقل عمل القضاء وتمنعه من تأدية واجبه على النحو المفروض,إحدى هذه الفعاليات الإعلاميه كانت  المقابله التي اجراها السيد فلاح الفضلي/قناة الفيحاء مع عضو اللجنه الماليه البرلمانيه السيد هيثم الجبوري. لمن يود مشاهدتها عليه الضغط على الرابط أدناه :
http://azamil.com/?p=24571.
 كلمة الزوري في عنوانا تعني السمكه الصغيره  التي تقتات عليها السمكات الكبيرات, وقد استخدمناها  كناية عن السيد سرجون  وزير البيئه السابق, ,في هذه المقابله يكشف لنا الجبوري عن فاتوره وزارة الماليه الباذخه   وهي مثال لفواتير العديد من وزارات ودوائراخرى  يتم تمريرها والتغطية عليها.
يقول السيد الجبوري  بأن 188 مليون دينارهو ايجارسكن  وزير الماليه/هوشيار الزيباري ,لم يذكر لنا شهريا ام سنويا, ولكن اغلب الظن هو شهري , و 50 مليون دينار ايجار دار لسكرتير الوزير, علاوة على ايجار دار خاصة  لاحد مسؤولي حمايته برتية مقدم , و دار اخرى للمسؤول الاول في حمايته ( لم يذكر لنا المبلغ) . ويضيف قائلا  بان كلفة  صيانة مسبح دار الضيافه 500  ألف دينار شهريا , أما فاتورة تأجير طائره خاصه لسفر السيد  الوزير الى البحرين فهي 90 الف دولار ,  ثم يستطرد الجبوري مضيفا  بأن عدد افراد حمايه شخص الوزير  527  فرد يتقاضى كل منهم مليون ونصف مليون دينار شهريا,وبين اسبوع وأخربحسب قول الجبوري , يتم تاجير طائره خاصه لنقل نصف  تعداد الحمايه من مطار بغداد الى مطار اربيل  للتمتع باجازتهم   ثم تعيدهم الى بغداد لتنقل الوجبه الاخرى وهكذا, والأمر الملفت في كلامه  هو ان فاتورة الوزير البالغه 42 الف دولار كلفة شراء هدايا وزعها على اصدقائه الذين  التقاهم  في احد سفراته .ولما سئل السيد الجبوري عن الجهه التي توفر هذه الأموال, أجاب  بأنها تدفع من خزانة وزارة الماليه.
لنا ان نتخيل العراق وحاله الاشبه بمرتع  احتكرته الحيتان والعجول , تتنقل بكل حريه  بين مسابحه ومراعيه (خزائنه) دون رادع  يمنعها أو قانون يحاسبها , اين القضاء والنزاهه من كل هذا؟  .
أما السيد سرجون صليوه  وزير البيئه السابق (الزوري) , الموقوف حاليا على ذمة قرار حكم يقضي بموجبه  سنتان في السجن وغرامة  338 مليون دينار عراقي, يقال بحسب نص قرار الحكم بانه أهدرها   حين دفعها بدل ايجار بنايه سكن ومكتب لوزارته لمدة سنتين, بعد ان قضى أشهرا عديده هو وعائلته في بيت السيد يونادم  كنا بانتظار فرز سكن خاص له حاله كحال اي وزير آخر, وقد وصف ذوي الاختصاص والخبره قرار الحكم هذا بالجائر والغير العادل على اعتبار ان   الادانه بهدرالمال في هذه الحاله غير مطابقه و غير صحيحه ما دامه  إستخدم الصلاحيات الممنوحة له كوزير لتأمين مكان سواء كان لسكنه او لوزارته بايجار شهري قدره 14 مليون دينار بعد ان استشار رئيسه .
 العهدة على القائل كما يقال وليس على ناقل الخبر ,  ففي حال كانت  ارقام الفاتوره التي ذكرها الجبوري صحيحه , فهي في اقل تقدير تحسب هدرا للمال العام  لو لم  تتخللها سرقات , ولكن  لماذا السكوت عليها , وهي ليست الوحيده كما اسلفنا, حيث السكوت والتسويف شمل صفقات وتعاقدات  اخرى  ثبت فسادها في وزارات اخرى عيني عينك , فعندما شاع  مثلا نبأ  تلقي  الوفد العراقي المفاوض  هدايا  من الكويت  اثناء تفاوضه حول ميناء المبارك  , تم تسويف القضيه  مقابل  تسويف حالات اخرى مماثله كقضية  فساد عقد بناء المدارس الذي ابرمه خضير الخزاعي مع شركه ايرانيه وهكذا  صفقة شراء اجهزة كشف المتفجرات مع شركة انكليزيه تم معاقبة مالكها في بريطانيا, أما  قضية نهب اموال كانت مخصصه لمساعدة النازحين وتوفير الخيم والكرفانات لهم فحدث ولا حرج,  والقائمه تطول لا مجال لذكر كل الحالات , المهم كل ذلك يحصل ويمرر وكأن شيئا لم يكن ,مما يدل على ان هناك خلل فتاك  ينخر في البنية القانونيه برمتها  وهي نتيجه  طبيعيه  لنهج  اعتمده الساسه الفاشلون  فيما بينهم  في سرقة اموال العراقيين  (شيلني واشيلك) .
 الغريب فيما نحن بصدده , هو ان نزاهة فطاحل النزاهه و عدالة قاضي محكمة الرصافه لم تتفتق الا عندما  تعلق الامر بالوزير  الزوري (المسيحي) الذي سدد ايجار بناية وزارته لسنتين بعلم رئيسه  , طيب  مالذي يحلل على وزير الماليه وعلى البقيه  كل هذا البذخ  ويحرّم على  الوزير الزوري دفع ايجار بناية الوزاره ؟ثم يا ترى هل أخذت  النزاهة والقضاء  بنظر الاعتبارعودة  السيد سرجون صليوه  من أوربا  فور سماعه  ببلاغ الحكومه  القاضي بمنع السفر على الذين لهم قضايا في المحاكم ؟؟؟ لا أعتقـــــد  ذلك .
انه لمن المؤسف حقا  أن يصل الحال بالقضاء العراقي ليصبح  الساعد الأيمن  وحامي حمى  السراق السياسيين الذين عاثوا في العراق فسادا ويعود ليستخدم قسوة  سوطه ضد قضية  حتى لو افترضنا ثبوت صحتها ,فهي لا تشكل نقطة صغيره في بحر الفساد والهدر الذي يزعموه  , نعم لم تــُشهر سيوف عدالتهم المثلومة  الا بوجه  الزوري كونه مسيحي  لا حول ولا قوة له  لا في  كتلة تغطي عليه  ولا  ميليشيا تنهر من يتقرب اليه , تاركين الفاسدين الكبار يسرحون يمرحون , وان حصل و هداهم  الخجل و المستحى (ان كان هناك حياء) الى اعلان حالة فساد  لذر الرماد في العيون, لا يعلنوا عنها الا بعد التأكد من مغادرة الفاسد  ونقل امواله الى بلده الثاني المتجنس فيه , ولنا من الامثله الكثير مما يؤكد صحة كلامنا . يا لـــــها   من عــــــــــــداله  فلـــــــــجاء  .
النزاهه  والشعب من وراء القصد.     

177
 
عبر الهاتف مع وزير البيئه السابق (السيد سرجون صليوه) و قرار محكمة النزاهه  بحقه

شوكت توسا
 عملا بأحقية كل انسان في تقصي الحقيقه و قول رايه بكل حريه,  فقد سبق و منحت  نفسي شيئا من ذات الحق في قول  ما عندي معتمدا  على ما استخلصه  من متابعتي المتواضعه   للأخبار حيثما تيسر لي الاطلاع عليها , قد  أصيب  من الحقيقه  شيئا  في نظر البعض  وقد اكون مخطئا في نظر الاخر, الضير ليس في ذلك أنما  في عدم مراعاة الحس الانساني والعقلي  لدى القارئ  .
   وإذ عنوان مقالنا يتعلق  باصداء الحكم الصادر بحق  السيد سرجون صليوه  وزير البيئة السابق , فقد سبق  وتكونت لدي عنه صوره عاديه (ولا اقول غير مستقره)  حاله كحال أي ناشط سياسي يتعرض للخطأ والنقد , من دون ان  يحصل بيننا اي  تعارف بمعنى التعارف , الى ان صادف ورأيته  لاول مره  في كونفينشن شيكاغو ايلول عام 2009 ,يومها تعرفت عليه  بتبادل كلمات ترحيب  شبه رسميه  مدى دقائق  قليله  وبحضور  اصدقاء منهم  الاخ اشمائيل دانيال من كندا, والاخ زهير ككا من ديترويت وهكذا الصديق جورج شينا  من شيكاغو . تلا ذلك بغضون أشهر توزيره  في ايلول 2010 , ودار على أثرها ما دار من مناوشات اعلاميه  بين رافض وناقد لعملية توزيره وبين مساند ومؤيد لها , أدت بالبعض الى الزعم  بأن توزيره  شكل  سببا  لظاهرة انقسام  داخل الهيكل التنظيمي للحركه الديمقراطيه الاشوريه.
ثم كان لقائي الثاني مع السيد سرجون في ندوة له اثناء زيارته لهولنده في آذار  2015  , اي بعد مغادرة منصبه الوزاري في ايلول 2014  , في تلك الندوه المتواضعه  تعرفت اكثر على افكاره وشخصيته من خلال الحوارات التي دارت في الندوه  , لم اجد في افكاره وشخصيته مما كان يقال عنه  سلبيا من قبل انداده (الفكريين او الشخصييين),ورغبة مني في التواصل معه  طلبت منه تبادل اضافة ارقام تلفوناتنا , وهكذا تيسر لي خلال الاشهر القليله الماضيه   تبادل  الحديث معه  كلما اقتضى الامر , وحين وصل بنا الحديث في احد المرات الى تساؤلي عن تداول الاعلام  لمسالة التهم الموجهه اليه, رد قائلا : هناك من يسعى لمحاربتي بفبركة التهم التي ثبت قضائيا انها كيديه  مضيفا انه ما زال هناك قضيه اخرى تم اثارتها ضدي  ولم يتم حسمها بعد .
 وبسبب فضولي لمعرفة المزيد من الجديد حول قضيته, سألته قبل اكثر من شهر حول مصير التهمه الاخيره وعن توقعاته , أجابني بانه سبق و قد خرج من ثلاث تهم كيديه ببراءه لكنه لا يستبعد ان يكون كبش الفداء  هذه المره  في ظل قضاء  لا يؤتمن  مع ازدياد حالات الفساد فيه , فسألته مباشرة : طيب اخي سرجون ,إن كنت تعرف جيدا بان هناك من يستهدفك او ينافسك بالتهم الكيديه  من اجل منصبك والثقة بالقضاء متضعضعه كما تقولون  ,لماذا لا تركن جانبا  بعيدا عن الانظار او تغادر العراق حفاظا على نفسك وحياتك؟
 اجابني بنبرة منفعله : سوف لن اغادر العراق وسأواجه كل ما يصادفني من تحديات ولا يهمني حتى لو كلفني ذلك حياتي  لاني اعرف نفسي باني بريئ  ولم افعل سوى ما يمليه علي ضميري. شكرته في حينها وتمنيت له الموفقيه  في فض المحاكمه لصالح الحقيقه.
الآن وعندما قرأت  نبأ اصدار محكمة نزاهة الرصافه حكمها الوجاهي بحقه  بالسجن سنتان  مع غرامه قدرها 338 مليون دينار عراقي وهو الان في احد السجون لقضاء فتره حكمه بحسب النبأ,  رحت اتصفح المواقع للتأكد من صحة الخبر واذا بأقلام إخوة لنا تكيل ما لم يكن مطلوب منها وبعجاله تثير الريبة والألم , بينما كان هناك تصريحات مهنيه من قبل شخصيات قانونيه مختصه  ابدت استغرابها من قرار الحكم .
على اية حال إخترت ان اكتب  بضع كلمات عبر تيكست التلفون للسيد سرجون مستفسرا عن مدى صحة الخبر , لم اكن اتوقع منه الرد على اعتبار انه موقوف, الا انه  رد  بعد ساعه  معتذرا عن تأخره بسبب توافد الضيوف الى زيارته في الموقف, وعندما أكد لي صحة الخبر, طلبت منه التكلم معه ,  اجابني معتذرا بان لديه ضيوف ربما في وقت آخر.
 في اليوم التالي كتبت له معاودا  طلب التكلم معه , واذا بتلفوني يرن بعد ثواني, اجبته اهلا وسهلا اخي سرجون كيف حالكم واين انتم الآن, اجابني انه في حال جيد وهو موقوف في مركز الشرطه.
قلت له كيف يكون الحال جيد وانتم في السجن؟ ثم  طلبت منه  باختصار عن ما حصل.
 اجابني بان السجن ليس نهاية المطاف وهو امر متوقع  حصوله في عراق اليوم  كما سبق واخبرتك قبل فتره, لكن الامر لم يحسم بعد لان هناك حق التمييز. ثم وجهت اليه بعض الاسئله:
هل هذه القضيه هي تلك التي سبق وتكلمنا عنها ؟
سرجون: نعم  ,  لان الثلاث السابقات تم حسمها قضائيا بعد ثبوت كيديتها.
سألته: الم يكن الافضل لكم مغادرة العراق كما فعل  العديد ممن غادروا حال سماعهم بتوجيه التهم اليهم؟
سرجون: (يضحك وفي نبرة ضحكته انفعال مخفي)  انا مقتنع بأني بريئ  وقناعتي الأكبر هي بعدم مغادرة العراق  وانشاءلله سوف لن اغادر العراق , واذا قررت ان أغادربيوم من الايام,فأكيد لن يكون هروبا او لاسباب عامه , وانما ممكن لاسباب شخصيه او طبيعة عمل او اي سبب اخر , اما الهروب من قضيه قانونيه او بما يتعلق بالاوضاع العامه فذلك خارج حساباتي.
ثم اضاف قائلا: كنت ُ في اوربا نهاية تموز 2015 وعدت للعراق  يوم 16 اب بعد سماعي بالمظاهرات وصدور منع السفر بحق من لهم قضايا بالمحاكم,وبالرغم من وجود  مؤشرات   اصدار أحكام بحق من كانوا في موقع المسؤوليه  اضافة الى نصائح  جاءتني من عدة اصدقاء, لكني رفضتها كلها  وعدت للعراق.
سألته : ما هو شعورك  الان وانت  تواجه حكما بالسجن سنتان وغرامه 338 مليون دينار؟
سرجون:  إن ما يحدث لي هو ..... /هنا قاطعته قائلا: انت تتكلم وكانك جالس في بيتكم!!
اجابني : ما يحدث لي اعتبره وسام شرف لابد وان أخذل فيه الفاسدين وارفع به راس شعبي وليس العكس  كما يتوهم البعض , لاني لست نادما على شيئ عملت  به  او قمت به  ,يكفي اني مرتاح الضمير وثقتي ببراءتي  عاليه , اما مقتبس الحكم  الصادر بحقي فهو بمثابة وثيقة شرف ,  لا انظر اليه كونه صادر من القضاء, انما من قبل الذين تضرروا من أدائنا الوظيفي الحكومي وقناعاتنا السياسيه  التي كنت ابني على اساسها قراراتي  التي اراها تتناسب  ومصلحة الوطن والمنظومه الوطنيه  .
 في الحقيقه استغرق حديثنا قرابة  ساعه تطرق فيها ايضا الى موضوعة وطريقة تاجير بناية مكتب الوزاره  التي تصرف فيها مستخدما صلاحياته كوزير , اذ لم يشوبها اي خرق قانوني  او سرقه والمبلغ المطلوب مني تسديده هو قيمة الايجار لمقر بناية الوزاره .
طيلة حديثي معه لم احس في كلامه باي حالة ضعف او تقهقر  في كلامه انما العكس , وقد لفت إنتباهي  تأكيده بانه لم يوكل محامي لقضيته, لكنه عاد وأكد بانه سيوكل محاميا  في الاستئناف , وهنا سألته , يا ترى هل كان قرار الحكم مبنيا على  إفادات وشهادات  عادة ما  تؤخذ على سبيل المثال من  العاملين  معكم ؟
 أجابني  بأنه لم يكن هناك اصلا في القضايا الكيديه  السابقه اي اجراء تحقيق وجمع معلومات  من قبل المحكمه او الإدعاء عدا اعتماد  تقرير مفتش الوزاره  والان حصل  نفس الشيئ ,هنا قاطعته مستفسرا حول ضرورة الايعاز الى محاميه  للذهاب الى الوزاره واخذ افادات الذين كانوا على اطلاع بماقام به  او اؤلئك الذين شاركوا في توقيع او تمرير عقد الايجار, لان في ذلك فائده في التمييز  وفيها ما يمنح  حق الشكوى المضاده لرد الاعتبارلو ثبتت براءته .
 شكرني على تذكيره بهذه النقطه  واخبرني  بانه سوف ينبه المحامي.
في ختام المكالمه و قبل ان اودعه , شكرته كثيرا  وتمنيت له المزيد من رباطة الجاش والصبر ,  وعبرت له عن شعوري  الممزوج بالحزن و باعجابي  بثقته العاليه  بنفسه التي جعلتني اتخيله   وكأنه جالسا في نزهه  او جلسه عاديه  من شدة ثقته بنفسه. 
ملاحظه : تحقيقا للأمانة , و اعتقادا مني بان الذي نشرته في مقالي هذا ربما فيه ما يشكل ضررا على قضيته , لذا كتبت له بساعتين قبل نشر المقال  باني كتبت مقالا حول المكالمه التي جرت بيننا , ان كان بوده ان يقرأها ويتأكد من خلوها من اي تأثير سلبي لاحق, أجابني بان
لا داعي لذلك قائلا بما نصه( استاذي العزيز , أكتب وانشر ما تراه مناسبا).
الحقيقة من وراء القصد

 



178
الساده برلمانييونا الخمسه لا باس ان تعودوا الى حضور الجلســات ولكــــــن........!!
/ شوكت توسا

ليس من حقي ان اتكلم بالنيابة عن ممثلينا البرلمانيين الخمسه وعن حجم  ومدى تاثير السبب الذي دعاهم الى تعليق حضورهم لجلسات البرلمان , إنما كلي قناعة  بان  لديهم مثلما لدينا حناجر واقلام بل اكثر قوه  ورشاقة مما نتملك  كي يعلنوا للملأ عن كثرة التجاوزات  والتهميشات  بحيث  استطيع القول مجتهدا  بان سبب تعليق حضورهم للجلسات كما هو مفروض وكما تحتمه  حقائق  مجريات  ما يزيد على العقد ,  هو ليس فقط  حادثة تمرير قانون البطاقه ومصير القاصر المسكيــن حنـــون , انما هناك الكثير من ممارسات الوصايات و التهميش  والتغاضي  التي مورست بحق الشرائح  الغير العربيه والغير الكرديه والغير المسلمه وفي مقدمتها ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان , إذ كانت آخرها   الممارسه الساديــــّه  التي  أريد منها اغتصاب  حرية هذا الفرد المنكوب عيني عينك بعد ان  تشرد اكثر من ثلثيه في ارجاء المعموره  وأغتصبت مدنه وقراه .
 
سادتي الكرام ممثلوا ابناء شعبنا الخمسه في البرلمان, للأمانة نقولها  لقد احسنتم فعلا في تعليق حضوركم للجلسات البرلمانيه وليكن السبب هو قضية دين القاصر حنون المسكين , والان و بناء على دعوة السيد رئيس البرلمان ومطالبته منكم بالعوده  , لا بأس من ان تعودوا ,  ولكن  هل فقط من اجل تغيير نص الماده المتعلقه بالبطاقه الوطنيه ؟ أم انكم ستعودون  بزخم اقوى  وبسقف مطاليب وشروط  تتعدى شرط مراجعة دراسة موضوع البطاقه الوطنيه  ومصير حنون المسكين, بالتأكيد ذلك يتطلب من حضراتكم  إتقان وجديه في تحضيرواجباتكم البيتيه سوية فيما بينكم  قبل الذهاب الى الجلسات , وهو الكفيل لكم بعوده كريمه ومشرفه   في أعين ابناء شعبكم  اولا  ثم في أعين بقية اعضاء البرلمان خاصة وقد كسبتم الى جانبكم في اخر جوله  اضعاف اصواتكم الخمسه.   

نتمنى على برلمانيينا ان يستثمروا الخطأ الأخير الذي ارتكبه البرلمانيون العراقيون بحق ابناء شعبنا, ويتخذوه فرصة لتذكير العراقيين من على منبر البرلمان بالعديد من التجاوزات التي كثرت وتراكمت  خلال العقد الأخيــــر.
الوطن والشعب من وراء القصد

179
ادعياء ساديــّون يتلذذون في إذلال  أبناء العراق (النصارى) الاصلاء

شوكت توسا


   " كذابــــــون", هي الكلمه الانسب  لوصف حــّكام عراق اليوم وفي مقدمتهم إسلامويو برلمانه المسيسين وطائفييهم الفاشلين الذين اتخذوا من عباءة الدين والطائفه سترا لعوراتهم وحجة لتحرير صكوك  مفتوحه لمعالجة بواسيرهم وتجميل مقدمات ومؤخرات أجسادهم بأموال السحت الحرام , وهم في كل ما يقررونه يثبتون  يوما بعد آخر, بأن تسويقاتهم الاعلاميه المادحه  بالنصارى ( كما يسموننا) انما هي كذب  وتملق  ظنا منهم  أنهم في ذلك  سيبيضون سواد وجوههم الكالحه في  أعين سيدهم الغربي الكافر الذي لولاه ولولا اجنداته البغيضه لما  استعان بالكذابين في ادارة  سدة الحكم, فعل ذلك  ليس حبا بالحسين ولا اعترافا بعبقرية عقولهم , انما ليكونوا أدواتا طائعه لتنفيذ مشروع لا وطني بغيض خططه الغربي(النصراني/ الكافر) هذا ,وهو العارف قبل غيره بأن  الصدق والمواطنه والنزاهه هي ابعد ما تكون عن عرف هؤلاء الملتحين واصحاب المحابس بعد السماء عن الارض,ولولا معرفته بمدى سقم وعقم عقولهم المريضه,ما عوّل عليهم في انجاز مخططاته .
الكل يعلم , بأن الفساد ما كان له أن يستشري في العراق بهذه السرعه وبهذا الكم لولا المتكلمين بإسم الدين والطائفه  من الذين يصيبهم الذعر كلما اقتربت جمعة الحساب ,نطالب من إذن ببسط العداله واحترام حقوق الانسان , هل نطالب الذي إحتل العراق  وقاده الى الدمار بالاستماع الى هموم الناس وتلبية مطالبيهم , أم نطالب فاقدي الجرأة والرجوله بما لا طاقة لهم فيه الا اللهم  تهربهم من مواجهة مطالب متظاهري الجمعة وتسويفها لان فيها المزيد من الفضائح  أمام شعبهم وليس أمام سيدهم الغربي الذي يعرفهم حق المعرفه وهو شريكهم الأوحد في المحصله النهائيه .
هؤلاء المتدينون المذهبيون الطائفيون (الكذابــــــون) لم ولن يكونوا للحظة رجالا حقيقيون كي يصوتوا  لما من شأنه ان يلاحق الفاسد ويحارب الفساد , لكنهم إسترجلوا وتفتقت رجولتهم عندما تعلق الأمر بــ "حنون" المذبوح , فصوتوا وإنتصروا في تشريع قانون يضمن  أسلمة "حنون " , وكأن حرمان الاسلام من حنون بات عائقا امام القضاء على الدواعش  او سببا يمنعهم عن محاربة الفساد , لذا سارعوا وبهذه العجاله الى ضمان أسلمة حنون القاصرقبل فوات الأوان  بعد أسلمة احد ابويه,وهل سيزيد حنون في الاسلام خردلة يا أدعياء ؟ أم ان النصارى لها شغل بحنون؟يا لكم من كذابين وفاسدين حين تتغاضون عن عظائم الازمات والكوارث وتتشبثون بصغائر الامور واكثرها تفاهة , ألستم في ذلك نسخة  داعشيه ناعمه  ؟ .
لكي يتسنى لنا وللعراقيين الطيبين التعرف عن كثب على مواقف ممثلي الشعب العراقي في البرلمان ,حبذا  لو يطلعنا برلمانيو الكوته الخمسه على أسماء البرلمانيين ال (51)  الذين ايدوا المطلب الداعي الى التمهل قليلا و عدم الضغط شرعيا على القاصر(حنون) وترك أمره الى حين بلوغه سن الرشد عساه يدرك الحقيقه ثم يعلن رفضه ونبذه لكل ما إسمه دين ومذهب في بلد يحكمه كذابون .
الوطن والشعب من وراء القصد

180
حزمة اصلاحات العبادي بين فرض الارادة الامريكيه وتغييب الدور الروسي

شوكت توسا
  منطقيا لا نمتلك ما يطعن بصحة وجود اتفاقات وترتيبات  سريه  إعتادت  إعتمادها  الدول العظمى فيما بينها ديبلوماسيا  من اجل جدولة  مصالحها وترتيبها مع ترك باب خيار التنافس أو بالأحرى التحايل  مفتوح  يستخدم (ديمقراطيا)  سواء بقصد شل  أركان القطب المنافس والايقاع به  او في بسط النفوذ على  الصغار, هذا بالضبط ما كان متبعا أبان الحرب البارده , و ما انهيار الاتحاد السوفيتي الا دليل على ما نقوله  رغم كثرة المعاهدات والاتفاقيات  التي حفظت  لهما مرتبة العظمه والفوقيه و أهلــّتهم  لتمرير خدعهم علينا نحن الصغار  من اجل ضمان مصالحهم  على حساب استقرار وسيادة بلداننا الصغيره وتطلعات شعوبها وهكذا أنظمتها , وعندما سنحت لأحدهما فرصة تفكيك الاخر حصل ما حصل مع الاتحاد السوفيتي.
في سقوط الاتحاد السوفيتي غاب قطب  منافس للامريكان الذين  أضحوا بعد هذا السقوط المدوي مستحوذين على زمام القوه وحرية المبادرات , فسارعوا الى ركوب اجنحة  ساستهم الصقور طائرين باتجاه الفرائس  لالتهامها او اصابتها  ثم تركها تعاني  دون  رادع يمنعهم او ينافسهم في  رحلاتهم ومؤامراتهم التوسعيه  ,والعراق هو مثالنا الاقرب من ضمن امثله عديده تؤكد ما نحن عليه , واقع حاله لم يعد يطاق بعد تغيير نظامه  بقوة الماكنه الامريكيه   تحت مزاعم  تحقيق رغبة العراقيين  و امتلاك النظام لاسلحة الدمار الشامل, مصيبتنا  ليس في كذب هذه المزاعم اوصدقها, انما في الخراب الذي خلفته والكوارث المتناسله التي  تحتاج الى أعوام من الاستقرار ومليارات من الدولارات كي يعاد بناءها, في حين  ورغم كل  مآسي العراق, ما زال شغل أمريكا الشاغل منصب على المزيد من تشتيت طاقاته البشريه وموارده الاقتصاديه بعد تقسيمه الى دويلات صغيره .
 نعم كان لابد  لروسيا  و لسنوات عديده  أن تعاني من مواجهة ازمات ومخاوف متعدده الأشكال  بعد الانهيارالمدوي للاتحاد السوفييتي , أخطرها انشطار الشارع الروسي  بين  لاهث  نحو معكسر الغرب  وبين مطالب بإعادة امجاد  روسيا  التي قادت الاتحاد السوفييتي  لعقود من الزمن أكسبتها  خبره كفيله لإستعادة دورها بعيدا عن التفكير باعادة ضم الجمهوريات السابقه , ولا في بسط نظام حكم الحزب الواحد الذي كان سائدا  , من حسن حظ روسيا ان العديد من الدول  الصغيرة منها والكبيره شاركت  مخاوفها من ظاهرة تمادي القطب الامريكي وانفراده الأهوج,مما هيأ ارضية مشتركه للعمل والتنسيق ضمن ما سمي بمنتدى شنغهاي الذي إنطلقت أعماله منذ نيسان 1996  حيث ضم في بدايته لقاء روسيا والصين بهدف حل مشاكل الحدود بينهما ثم توسعت محاوره مع تطور اهدافه  ليضم دولا اخرى ككازخستان وطاجكستان وقرغيزسستان ثم ايران كمراقب والهند كمؤيد  , مما مهد لروسيا الوقوف على قدميها بعد تحسن اقتصادها وصناعاتها  وبرمجة نظامها السياسي الجديد بخلاف ما كان متبعا في زمن الاتحاد السوفييتي  .
بالرجوع الى عنواننا وموقف حكومة السيد العبادي وسيادتها التي تبدو مسلوبة  الارادة والقرار , فقد اعلن سيادته عن حزمة اصلاحات ضرورية جدا  لها علاقه صميميه  بتسريع  مهمة القضاء على  داعش وتجفيف مصادر تمويله ,لو اعتمدنا في مرحلة معالجة الدواعش على الاتفاقية الامنية المبرمه بين العراق والامريكان , فإن الجانب الأمريكي  هو اول المطالبين  بالمساهمه الفعليه  في عملية التسريع هذه , لكن الذي حصل كان العكس  بعد ان انكشف  زيف موقفه  وعدم التزامه الاخلاقي بالاتفاقيه الامنيه  , بالمقابل كانت جدية  الديبلوماسيه الروسيه وحماسها  تتألق وبشكل واضح  بخلاف المهازل التي مارستها اميركا مع العراق, روسيا استطاعت  و بمعاونة الصين وايران لها  ان تبقي سوريا بمنأى عن  قبضة الامريكان وخارج مخططاتها التدميريه , واصرار روسيا ما زال  مستمر بدليل حجم القوة والأسلحه المتطوره التي استقدمتها  لتوجيه ضربات موجعه  من شانها ان تسهل على الجيش السوري مهمة القضاء على المجاميع الارهابيه المتشدده من ضمنها داعش , أليس في هذا الفرق بين سياسة الدولتين (روسيا واميركا) ما يوحي لوجود خلل ما, ماالذي تنتظره حكومة العبادي  بعد ان انكشفت   خيوط اللعبه  وأنكشفت امام الشعب  النيات الامريكيه المبيته  مذ استقدمت  الطائفيين والشوفيين من  السراق والفاسدين أخلافا لنظام حكم الديكتاتور , ناهيك عن موقفها الواضح من  جرائم الدواعش والعلاقات التي تبرطها بهذا التنظيم المجرم , حيث لم يعد فينا نحن العراقييون من يثق قيد شعرة بوعود ومعاهدات الامريكان.
إذن على السيد العبادي إن كان يقود حكومة ودوله لها سياده واستقلاليه فإن نجاح حزمة اصلاحاته  يتطلب  البحث بكل شجاعه عن الادوات الجباره لتحقيق الاصلاح  المنشود ,و لان القضاء على داعش شرط اساسي ومهم في الاصلاح كما اسلفنا, اذن اللعب مع الامريكان لم يعد يجدي نفعا   بعد ان اصبح حال العراق  يرثى له و لم يعد  يتحمل إبقاءه ساحة لتصفية حسابات او بؤره لعقد مساومات واتفاقات اي كان مستواها,على رئاسة الحكومه والبرلمان (المنتخبان من قبل الشعب)  أن  يصدقان مرة واحده ويلتزمان بالقسم الذي أدوه في اتخاذ قراريلبي مطالب الشعب الذي هو السند الحقيقي لهم  وليس  التقيد  بمصالح الذين جربناهم  فخرجنا من المولد مهتوكين في وطننا يذبح بعضنا البعض  بدون حمص ولا ذرة عدس , هل بإمكان حكومة العبادي والبرلمان مثلا  الضغط على الامريكان لتغيير سياستهم واسلوبهم تجاه الدواعش وتجاه الدول الداعمه لهذا التنظيم؟ إن كان الجواب بكلا, ماذا ننتظر منهم اذن؟اما لو كان الجواب بنعم, فان تغير موقف امريكا من  داعش ومن يمولها  وتبني موقفا مشابها لروسيا  هو المطلب الاشد الحاحا  .
 الوطــــن والشعب وراء القصد

181
ليس تعنصراً  او إنحيازا ً,إنها الحقيقه الواجب قولها بحق شباب ألقوش

شوكت توسا
كما إعتدنا في سابق مقالاتنا , تعود بنا المجريات مرة أخرى الى معرض التذكير والحديث حول إبداعات ابناء القوش وعطاءات شبابها التي اصبحت عرفا مالوفا في سفر وسلوكيات أبنائها , نقول ذلك راجين عدم أخذ كلامنا على محمل العنصرية والتفريق بين بلداتنا العزيزه فهي تشارك لتكمل بعضها البعض في سرائها وضرائها و فيما قدمته وتقدمه اجيالها لترسم لنا مجتمعة ً الصوره البهيه واللائقه لتاريخ وحاضر شعبنا (الكلدواشوري السرياني),لذا فالذي يحز في انفسنا ويؤلمنا هو ان نرى غالبية بلداتنا الجميله في سهل نينوى  مغتصبه ننتظر بلهف ساعة تحريرها من دنس جرذان الدواعش الذين اغتصبوها  بعد انسحاب قوات البيشمركه تاركة وراءها الاهالي العزل يواجهون خيارين لا ثالث لهما , أما البقاء فرائس سهله لمخالب الدواعش وشهواتهم الوحشيه الدنيئه كما حصل في مأساة سنجار, او ترك اماكنهم والهرب الى حيث يتوفر لهم المأوى والمأمن وهذا ما حصل.
  لقد شاءت الاقدار أو هكذا كانت مشيئة المخططين للدواعش في تحديد عملية توسعهم وبسط نفوذهم بحسب ما يخدم مصالحهم التي اقتضت عدم عبور الدواعش الشارع الرئيسي الدولي الرابط بين زاخو_ دهوك_ واربيل  والمار جنوب القوش , ليصبح هذا الشارع  فاصلا  بين الأوباش  وبين بلدة القوش لأسباب لسنا بصدد الدخول في تفاصيلها وحيثياتها, المهم حظيت القوش بنعمة البقاء سالمه من دنس الأشرار ,وهي اليوم  بمحبة الشقيقه لاخوانها واخواتها  وبحنان الام  لابنائها تحتضن وبإعتزاز مئات العوائل من نازحي القرى المجاوره لها في منطقة سهل نينوى المنكوبه.
في ظل الأزمات المعقده التي مر بها عموم العراق بين الامس اليوم, ما بين الامنية والماليه والخدميه والاداريه,لم يعد غريبا علينا ما تشهده القوش على ايدي ابنائها شابات وشباب ومن خلال  تكاتف منظمات المجتمع المدني وتعاونهم في تقديم اقصى ما يمكن تقديمه للأهالي وضيوفهم ,فلو عدنا بذاكرتنا الى عقدين من الزمن, وتحديدا في احداث  العام 1990 وما بعد ذلك , حيث بسبب اوضاع المدن العراقيه المضطربه جراء الضربات الجويه الامريكيه , لجأ الى القوش الالاف من سكنة البصره وبغداد والموصل , وبسبب غياب السلطه ومختلف الدوائر الخدميه ,كان من الطبيعي ان تمر البلده بازمات عده  اهمها انعدام الخدمات البلديه, لكنها ظلت نظيفه بجهود ابنائها الغيارى  و حافظت في نفس الوقت على لحمتها  وتآخيها بمشورة عقلائها, إذن ما اشبه اليوم بالأمس والبلده حاليا تعاني وتتحمل المزيد لكن ابناؤها يثبتوا مرة أخرى اصرارهم على ديمومة الحياة في أجمل وأهدأ صورها .
فبحسب الأصدقاء وما تتناقله وسائل الاعلام  مواقع التواصل الاجتماعي,ان حملات وحملات عديده قام بها ابناء القوش  في الاعوام القليله الماضيه رغم انعدام الأرصده وقلة الاليات والوسائل , واليوم تشهد البلدة انطلاق حمله اخرى لتنظيف البلده وتصليح ما يمكن تصليحه في شوارعها علاوة على ما تقدمه الجمعيات الخيريه ومنظمات المجتمع المدني  من مساعدات ومؤن وتوفير السكن الملائم لأهلنا النازحين  الذين طالت فترة معاناتهم .
لا يسع للمرء في مثل هكذا مواقف الا ان ينحني احتراما وإعجابا  أمام مواقف مشرفه كهذه  يغدو فيها تقديم الشكر والتقدير اضعف الايمان, متمنين لشبابنا المزيد من التلاحم الداخلي فيما بينهم , حتى في حال تعددت الانتماءات الفكريه والحزبيه يبقى تحقيق  مصلحة المجموع كما هو معلوم للجميع , في التكاتف صفا واحدا بوجه التحديات مهما تنوعت اشكالها ومصادرها من   اجل الحفاظ على البلدة وتطويرها .
  لذا ومن اجل تقييم افضل لمثل هذه المواقف والإبداعات المشرفه التي تصدر من شبابنا في بلدتنا العزيزه , مطلوب منا جميعا حيثما نتواجد , المساهمه في تقديم الدعم المعنوي والمادي كل حسب  مقدرته من اجل تشجيع كل ما يضمن أمن اهلها واستقرارهم ودعم كل ما يضيف الى رونق البلدة واصالتها رونقا و جمالا سواء في تنظيف شوارعها او تصليحها او في بناء الاصرح الثقافيه والخدميه التي تبعث الحيوية والامل في العيش المستقر.
الوطن والشعب من وراء القصد

 

182
مهازل الأقدار,نجم الشاشه وفتى الفتيان نعيم عبعوب  يحـــذ ّر  المساس  بأناقته  وفنونه

شوكت توسا
أنها واحدة من  اخزى مكائد هذا الزمن اللعين , زمن ٌ كسيح وعقيم إلا من انجاب فتيان الوسامة , فتيان وما ادرانا ما هوية وهيبة هؤلاء الفتيان وهم يتبوؤن مناصبا إهتزت الكراسي وارتعشت غضبا من ثقل موخراتهم وخواء جماجهم وزيف انتمائهم لشعبهم  ولمرجعياتهم التي زكت  العبعوب  ومن لف لفه  وما اكثرهم , هؤلاء هم  أرقى ما انجبته لنا أرحام  المحاصه الطائفيه والشوفينيه القوميه المقيته  , فتى ً واي فتى ً بهيبة المدعو نعيم عبعوب يصبح أمينا للعاصمه بغداد , انه مبتكر نظرية الصخره الكبيره التي سدت مداخل ومخارج مجاري بغداد , و صاحب مقولة ان لا دبي ولا نيويورك ولا حتى باريس وسويسرا يمكن ان تنافس جمال واناقة بغداد بعد ان تسلمها في عهدته, أناقة اشبه بتلك  التي وصف  نفسه بها على الشاشات والتي ادهشت في سحرها وجذبت في لطافتها مقدمة البرنامج.
بعد التي واللتيا, وبعد ارتفاع اصوات حناجر المتظاهرين  المناديه بمحاسبة الفاسديــــــــــــــــــــــــــــن , أصدرالقضاء وقضاء  النزاهه أوامر ألقاء القبض بحق مجموعه من الفاسدين  وليس كللهم, إن كان هناك اجحافا في القول  بان طريقة إصدار الأوامر تشوبها الشكوك والظنون, لنقل باننا كنا  نتمنى صدور واعلان الاوامر القضائيه  فور القاء القبض عليهم كما هو معمول به في كافة الهيئات القضائيه والادعاء العام, لا ان تعطى للمطلوب قضائيا فسح التسرب و الهروب كما جرت العاده في زمن حكم  وزارة السيد المالكي , ففي ذلك ممارسة فاسده أخرى يحاسب عليها المقصر والمتعمد قانونيا.
المتهم نعيم عبعوب(بريئ حتى تثبت إدانته) صرح  وهو خارج العراق  مباشرة بعد صدور امر القاء القبض عليه بانه بريئ  كبراءة الحمل الوديع  ما لم تثبت ادانته, مبديا إستعداده بالمثول امام القضاء العراقي  وقول افاداته لكنه تعذر متحججا بانه لم  يبلغ رسميا  بالأمر القضائي  , لكن السيد عبعوب يتنساى بأنه في تصريحه اشاد من جانبه  بالرساله التي ارسلها له رئيس الوزراء السيد العبادي معربا فيها عن ألمه ودهشته  اثر صدور امر القاء القبض بحقه , اليس في هذه الرساله  تبليغ رسمي لكم  من اعلى سلطة في الدوله يا سيد عبعوب؟  إذن كن كما تدعي  وارجع  فورا للعراق للدفاع  عن نفسك وعن اناقتك ووسامتك التي اصابها التخدش؟
ثم يضيف السيد عبعوب قائلا بان أمانته بريئة من فساد مسالة توزيع الاراضي ملقيا المسؤولية  على عاتق وذمة رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي , حسنا إذن ليتفضل العبعوب  ويمتثل  امام القضاء كشاهد  يشرح للعراقيين  متى وكيف ولماذا أمر السيد المالكي بتهيئة وفرز قطع الأراضي, ومن هم أصحاب تلك المشوره المقدمه للسيد المالكي ؟  عندها لتنبطق على هؤلاء الفتيان الفاسدين  مقولة : حينما يختلف اللصان ستنكشف السرقه بتفاصيلها .
 الوطن والشعب من وراء القصد

183
بعد نصف قرن من الغربة .. ابو جوزيف يتوسّد صدر مُرضتعه ويتدّثر تراب مولده

شوكت توســا

"تمر علينا هذه الايام  الذكرى الــ19 لرحيل المناضل الشيوعي توما توماس(ابو جوزيف) ,  حيث في رحيله يوم 16 تشرين الأول  1996 , أضيفت الى سفر شعبنا ذكرى مؤلمه  أخرى خسرنا فيها  شخصيه  كاريزميه   نحن بأمس الحاجة اليها في هذا الظرف القاسي .
 إحتراما لنضالاته ولمواقفه المشرفه  ولذكرى رحيله , نعيد نشر مقالتنا التي كـُتبت في تشرين 1 من عام 2010" .

 
                       
إنه مشوار نصف قرن أو ما يزيد من النضال المتواصل, إنها رحلة عقود طويله بعناقيد مثقله بالظلم والقهر والتشرد , فقد خلالها فلذة كبده منير ورفيقة دربه ألماس, وفرهدت السلطات الغاشمة ممتلكاته, وتشردت كامل عائلته, ولكن رغم هذا كله, لم يحن توما توماس قامته  العراقيه الشيوعيه الشامخه لأي من هذه النوائب التي تهز الجبال العاليه , ولم تنل منه مغريات الحياة الفانيه اي منال , ظل حتى آخر لحظه من حياته التي ودعها في سوريا وفيا لقضية شعب يسومه الحاكم الظالم كل انواع الضيم, ومن قامشلي كان قد نقل جثمانه الى مقبرة  دهوك, ظل هناك ينتظر بالصبر الذي عرف عنه حتى نقل الى القوش التي وهبها ما لم يهبها إنسان قبله, ليعود الى الصدر الذي رضع منه أولا, وليتوسد تراب مولده في رقدته الأبديه الى جانب رفيقة عمره وشريكة عواديه التي رغم إشتداد النوائب ابت إلا ان تكون توأمه دائما.
 
إذن إجتمع الخالد الذكربرفيقته وحبيبته أم أولاده ليكون اللقاء الابدي رمزا للحب المتجدد والتضحية والفداء, إجتمعا تحت شاخصة قبر لابد أن تشكل في ضمير الانسان العراقي عموما والألقوشي خصوصا وعلى مدى الدهر, مثابة محطة تستريح عند ظلالها بعض خطى المناضلين المتعبه لكي تستلهم من ذكرى تاريخ من يرقد تحتها: العزيمة والثبات.
 
حين نريد التحدث بحياديه وتجرد عن رجل بقامة وفكر توما توماس, فأنا ارى من الظلم أن ننسب تاريخ نضال الرجل و نختزله بجرة قلم غير مسؤوله وغير واعيه بطائفه  او كتله بشريه قوميه, وإن فعلنا ذلك على طريقة النافخين في قربة مثقوبه من خلف البحار البعيده, طريقة من بدلوا الوان جلودهم مرات ومرات كما الحرباء , فإننا لابد سوف نجني على تاريخ مناضل بطل ورسالته التي تعني وطنا وشعبا برمته, على هذا الأساس  لم يتردد في دعم ونضال الحركه الكرديه , كما لم يألو جهدا في دعم  ومساندة مؤسسي الحركة الديمقراطيه الأشوريه في بدايات الثمانينات  , إذن رسالته هي  أشمل وأوسع  واقدس من رسالة راهب متنسك عزل حياته من اجل قضية تنحصر بين اربعة جدران عاليه رطبه في دير عتيق.
 
إن الرجل توما توماس لا يليقه مطلقا أن ننسب نضاله سوى الى ما يستحقه, فالرجل حمل على كتفيه مدى ما يزيد على نصف قرن من رداءة الزمان, قضية شعب ووطن,هذه القضيه كما نعرف جميعا تتجاوز  سقف القومية والدين  وتتسع مساحتها لتضم كل القوميات العراقيه, فالشعب العراقي يظل رغم كل الدعوات الطائفية والقومية الضيقة, بعضه شريك لبعضه في السراء والضراء.
 
بقدر إعتزازنا وفخرنا بعودة جثمان طيب الذكر ابو جوزيف الى حضن أمه القوش التي ولدته وارضعته حليب الشهامة والشموخ ,إلا أننا نثق ان اي بقعه على ثرى العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ليست اقل طهرا ومعزة من الارض التي توسدها, ناهيكم عن ان الفكر(الشيوعي) الذي كان يتبناه الرجل يرفض بالمطلق بدعة النقاء العرقي ويتعامل مع الدين كقضية إيمان فردية محضه تخص صاحبها ليس إلا.
 
إن توما توماس لم يمارس النضال مجرد هواية كمخاض لعقده نفسيه حاشاه او ترف فكري يستجدي منه تحقيق مكسب شخصي على طريقة من صاروا يتخبطون كما المصاب بحمى الهذيان وسط شوارع المدن التي تستر عريهم الفكري وتخبئ عوراتهم  وراء مسميات وتشكيلات وهميه خلقوها للتلاعب بعواطف البسطاء, إنما  مارس النضال كناموس إنساني إستمد بنوده من أنين المحرومين نتيجة السياسات الظالمه التي مارستها الانظمه المسلطه على رقاب الشعوب بقوة الحديد والنار, ويوم بدل المطبلون والمزمرون لون جلودهم,إزداد إيمان الرجل ضراوة بتمسكه بلون جلده الموبوء بجراحات التشرد ونتوءات الصخور التي تعود ان يتوسدها واصبعه على الزناد دفاعا عن قضايا الشرفاء المظطهدين والمسلوبي الحقوق, ويوم ساوم  المطبلون على شرف انتمائهم القومي والفكري الذي يتشدقون به اليوم , أصر الرجل  على أنه إنسان عراقي كلدواشوري وهب نفسه للعراق كله, وهذا ما تحكيه لنا وثائق مؤتمرات الحزب الوطنيه وعن لسان رفيق دربه دنخا البازي.

لم يكن توما توماس يوما عضوا في منظمه وهميه تضم مجموعة من الجهلة والأميين جعلت لها من صفحات الانترنيت مقرا يدار بفارة الحاسوب,أنما كان قائدا في تنظيم سياسي قدمّ الالاف من أعضائه أرواحهم رخيصة من أجل قضية الفقراء والمسحوقين والوطنيين الشرفاء, إذن لتسكت الأصوات الفاهيه ولترتفع أصوات المنشدين بالمجد الذي يستحقه توما توماس ورفاقه الشهداء الأبطال.
 
بوركت سواعد الذين إستقبلوا نسر بلدتهم  العائد, وبوركت تلك البلده التي أنجبته إبنا بارا, ولكي يقوى عود القوم أمام العاتيات  يتوجب التحسّب والانتباه دائما من خلال  إستذكار مواقف هذا الرجل  الذي لم يفرط يوما بأهله ولم يألو جهدا في دعم  ما يوحدهم  ويحفظ بقاءهم كرماء أعزاء ,رحل عنا الرجل بجسده  لكنه عاد  بروحه المبتهجه الى مثواه  بعد ان ترك  لنا إرثا متميزا من عطاء الأشداء المحنكين, ورث ٌ لا يقبل الحكر  ولا التقسيم  البتة ً, ورثٌ أممي ووطني ثم قومي , فيه من الثراء بما لا يقبل التفريط   به بأي شكل من الاشكال , والذي  يصون هذا الورث ويأتمنه,  له الحق ان يتباهى  به  وبأسم صانعه ,شريطة العمل على تحقيق تلك الرساله التي توالى وستتوالى على حملها الأجيال مثلما حملها المرحوم بدمه وعقله وتضحياته.

المجد والخلود للمناضل  توما توماس (ابو جوزيف) .


184
الى غبطة بطريرك الكنيسه الأشوريه الجديد كيوركيس صليوا المحترم

شوكت توسا
 بمناسبة إنتخابكم بطريركا , أتقدم اليكم بأحر التهاني والتبريكات  , متمنيا لكم الموفقيه والنجاح في أداء المهام الملقاة على عاتقكم.
سيادة البطريرك المحترم:
 بينما شعبنا الكلدواشوري السرياني المسيحي يمر في ظرف قاهر , تم تشريفكم  بتقليدكم هذه الدرجه الدينيه الرفيعه  كي تتحملوا مسؤولياتها الكبرى أمام التاريخ وأمام  العراقيين و امام شعبكم  المؤمن, فالأزمه التي  تعصف بشعبكم المغلوب على أمره  قد نالت بهولها  وبشاعتها من عزائم العديدين  تاركة وراءها مشاكل ومتاعب  طائله  أثقلت كاهل العراقيين بشكل عام وشعبنا (الكلدواشوري المسيحي) بشكل خاص إذ  لم تعد المشاكل بتعقيداتها تطاق أزاء  سياسات الغرب  اللعينه  وأزاء عجز الحكومات العراقيه المتتابعه  في حل الازمات الداخليه  والتخفيف عن كاهل المظلومين , فإن قرى ابناء شعبنا في سهل نينوى المحتل من قبل جرذان داعش , حالها كحال العديد من البلدات العراقيه الأخرى, خاوية  من ساكنيها لأمد تجاوز العام  ولا احد يعلم متى سيهتدي اصحاب القرار والفعل سواء في واشنطن او في بغداد واربيل  الى اخذ امر تطهير هذه القرى على محمل الجد وكأن  أياد عابثه تتعمد  هذا التسويف والتقاعس  بينما الهجرة والتهجير القسري ومعاناة المساكين  بلغت ذروة الخطوره دون  اجراء جاد يحد من تفاقمها  .
 أمام حالة اليأس والإحباط التي خلفتها سياسة دول الغرب الخبيثه  بقيادة الامريكان وبتنفيذ اهوج وعشوائي من قبل الحكومات ما بعد 2003  , ومقامكم  الكريم  لابد ان يضع حال ابناء شعبه ومصيرهم المجهول ضمن أولويات مهامه كي تبدأو مهمتكم المقدسه بالتعاون مع قادة كنائسنا الاخرين  وساستنا ومثقفينا  للبحث عن الحلول والبدائل العاجله التي من شأنها  أن تحفظ لشعبنا أمنه واستقراره وهكذا حقه في بقائه على أرضه, عندما نقول بأن ساستنا في العراق  من أقصاه الى أقصاه قد فشلوا او عجزوا في تأدية واجباتهم , نقول ذلك  ليس إنكارا لمعروف الجهات والادارات التي قدمت المساعده لابناء شعبنا المهجرين سواء في الجنوب او في الشمال, اذ كلهم مشكورون على ما قدموه من تسهيلات وخدمات انسانيه للنازحين, لكنهم مع كل الأسف لم يتمكنوا من وضع الحلول الصحيحه والمناسبه  لمعالجة وتدارك المحنه سواء في جانبها العسكري او السياسي , إذن ماذا ينتظر شعبنا؟ هل سنبقى نعقد الامال على فاقدي مقومات الفعل الحقيقي, أم علينا البحث و الطرق على كل باب يمكن طرقه ؟ .
سيادة بطريركنا الموقر:
جنابكم بالتأكيد  مطلع  و أدرى من غيركم في حقيقة سياسة الامريكان  وضبابية تعاطيها مع ظاهرة جرذان الدواعش وجرائمها ضد العراقيين عموما وضد شعبنا على وجه الخصوص ,سياسة لا تختلف عن تلك  التي انتهجها الغرب (المسيحي)  في الماضي البعيد والقريب بحق شعبنا و غبطتكم  يعلم حجم  تلك الكوارث التي حلت بسبب تلك السياسه, لنأخذ ما استجد مؤخرا في سوريا مثالا, فان الروس في تدخلهم  واتخاذهم قرار ضرب الدواعش ومسح اماكن تواجدهم  , بغض النظر عما يخفيه القرار وراءه, يبقى  الروسي هذا دليلا سيكشف أكاذيب الامريكان ويستغلها في نفس الوقت  من أجل بسط نفوذه ووجوده في المنطقه.
إن الكنيسه الاشوريه بالذات يا سيادة البطريرك الموقر لها تجربة تاريخيه غنية  في هذا المضمار , وإن كان قد مر عليها قرن ٌ من السنين , لا باس من  التذكير بها  وبالفتره التي كان القياصره وكنيستهم الارثدوكسيه هم من يحكم روسيا وبأوامرالقياصره الروس اعطيت في وقتها  الوعود وقدمت المساعدات للاشوريين اثناء الحرب العالميه الاولى , لكن قيام الثوره البلشفيه اوكتوبر 1917  كان بمثابة الحدث الذي خيب امال الاشوريين وأدخلتهم في نفق دموي مرعب  بعد ان تم ضرب الكنيسه الروسيه من قبل البلشفيين, اما اليوم , فنحن نتحدث عن روسيا  التي سبق وقادت  الاتحاد السوفييتي السابق لمدة سبعة عقود , ولكن بعد الانهيار والتفكك الذي حلّ في جمهوريات الاتحاد السوفيتي , أصبحت روسيا  مضطره كي تقود نفسها كدوله لا يستهان بها  وتدير مصالحها  الداخليه والخارجيه بتنسيق ودعم  واضح من قبل كنيستها الارثودوكسيه التي عاودت فتح كنائسها وممارسة دورها المغيب  منذ  اندلاع ثورة اوكتبور البلشفيه  الى ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي البلشفي.
سيادة البطريرك المحترم
كي  لا أطيل عليكم بالكلام  أكثر, فإن الذي جئت به في مقدمة ومتن مقالي هذا , اردت فيه استخلاص وإيصال فكرة  ولتكن مقترحا يمكن النظر اليه وإعتباره خيارا عساه يأتي  بشيئ  يفيد شعبنا , المقترح يتمثل في مبادرة يتبناها غبطتكم   ولا باس  بل حبذا  لو يوافقكم ويرافقكم بقية اخوانكم البطاركه  للقيام  بزياره رسميه دينيه (حصرا) الى قيادة كنيسة روسيا  الارثدوكسيه , اعتقادا مني  وربما هناك من سيؤديني  بأنها ستفتح  بابا او افقا جديدا لفائدة وخدمة قضية شعبنا وحقوقه في العراق وهكذا في سوريا. بلا شك سيكون  هناك من سيعتذر او يعارض المهمه  اويصفها بما لا يناسبها  , وهو في ذلك يتناسى عجز الكثيرين عن ايجاد الحل المطلوب  ضاربا مصير شعبنا ومستقبله المجهول عرض الحائط , من هنا نقول  إن كان فينا من يعول على دور الفاتيكان , فإن موقف بابا الفاتيكان  لم يكن بالمستوى المطلوب تجاه مآسي ابناء شعبنا في العراق  اللهم  عدا ما يقدمه اعلاميا  للاجئين العراقيين من ماوى ومأكل في مدينة روما, تلك حقيقه يمكن ان يتلمسها المتابع  من خلال جدية التصريحات وحجم العمل  المقدم على الارض وعلى واقع شعبنا ووضعه  , لو كان لمستقبل شعبنا ومصيره  ذلك القدر من الاهميه في عيون وعقول المعنيين ,فان مقترحنا يصب في هذا الاتجاه بعيدا عن منافسة  الفاتيكان او التسابق معه , على اساس ذلك  يمكن للمرء أن يرى بصيصا او  شيئا من الجدوى في طرح مقترح هذه الزياره  .
       نختتم كلامنا  بالسؤال  لو سمحتم , ألا يعتقد غبطتكم بان في مثل هذه الزياره والبحث التنسيقي  رافدا من شأنه ان يوفر ويضيف تعزيزا معنويا وروحيا على طريق مساعدة ابناء شعبنا في محنتهم؟

الوطن والشعب من وراء القصد
   






185
يا ريــّس ويا مُقاضي الفاسديـــن, هل من دليل  أبلغ وأفضح !!!

 شوكت توسا
 نقلا  عن سومر نيوز : بغداد
  علي غيدان القائد السابق للقوات البرية اشترى عقارا في كرادة مريم مساحته 608 م2 بسعر مليار و355 مليونا و200 ألف دينار
. فيما تبين أن عدنان الأسدي الوكيل الأقدم السابق لوزارة الداخلية اشترى عقارين، أحدهما في كرادة مريم والآخر في البو شجاع بالكرادة بسعر مليارين وعشرة ملايين دينار.وتشير الوثيقة الى أن عدنان الأسدي ليس وحده من تنعم بخيرات العراق التي لا يراها فقراؤه، وإنما تعدى الأمر الى نجليه حسنين وعلي، حيث حصل كل منهما على شقة في مجمع أم العظام السكني بكرادة مريم.فاروق الأعرجي المدير السابق لمكتب القائد العام للقوات المسلحة المنحل له حصته أيضا، فقد اشترى دار سكن في كرادة مريم مساحته 910 م2 بسعر مليارين و263 مليونا و920 ألف دينار. بينما حاز خمسة أبناء وبنات له (هدى ومحمد وبشار وعلي ورنا) شققا سكنية في كرادة مريم وفي مجمع الحرية السكني، كما تورد الوثيقة.صالح المطلك حاضر في الوليمة العقارية هذه، وحصته قطعة أرض في منطقة الزوية بالكرادة ودار قرب الجسر المعلق.أما أمين بغداد السابق صابر العيساوي فقد اشترى عقارا في كرادة مريم مساحته 608 م2 بسعر مليار و376 مليون دينار.ثم يأتي بهاء الأعرجي في القائمة، حيث تم تخصيص دار سكن له في حي التشريع داخل المنطقة الخضراء وجزء من موقع السندباد في كرادة مريم وفيلا من الفلل الرئاسية.وضمت القائمة محمد صاحب الدراجي وزير الإعمار والإسكان سابقا وزير الصناعة والمعادن حاليا، ومخصصاته عقار في كرادة مريم وفيلا في مجمع القادسية الوزاري ودار سكن في كرادة مريم.ولسعدون الدليمي وزير الثقافة والدفاع السابق نصيب، اذ اشترى عقارا في كرادة مريم مساحته 602 م2 بسعر مليار و388 مليون دينار.
أدناه نسخه ووثيقه مصوره تظهر فيها وبشكل علني وواضح  كيف يستولي المسؤولين (الفاسدين) وأبناؤهم على عقارات عراقيه من اراضي وشقق ومنازل:



للأمانة والتاريخ, وليس لشأن له علاقه بتأييد او عدم تاييد القائمه, كانت القائمة العراقيه  التي يتراسها السيد اياد علاوي  قانونيا  هي الفائزه في انتخابات 2010 سواء بفضل برنامج القائمين عليها  او بدهاء الطريقه  المستخدمه في منافسة الكتلتين (الشيعيه والكرديه) ,فقد حصلت العراقيه على اصوات  جديره كي تؤهلها  لتشكيل الحكومه وترؤسها , إلا ان هواجس الكتله الشيعيه وايران وتخوفهما من ظاهرة تسلل البعثيين للسلطه  خاصة السنه منهم ( هذا ما ورد في تصريح  احد قادة القائمه حين قال بان في قائمته ما يزيد على اربعين بعثي), مما دفع الكتله الشيعيه نحو الضغط بكل الوسائل للتأثير على المحكمه الاتحاديه من اجل افتعال بدعه قانونيه لتفويت الفرصه على علاوي, وهذا ما تم بالفعل  بعد ان نجح الجانب الشيعي في استمالة الكتلة الكرديه الى جانبه ضمن اتفاقات بينيه  تنصل عن الالتزام بها لاحقا رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري مما ادى الى ازاحته لتتوفر للمالكي فرصة  رئاسة الوزراء دورتين  ثم تلاه السيد حيدر العبادي  .
قبل ايام شاهدت مقابله للسيد علاوي على قناة الشرقيه , قال فيها بما معناه  ان الإصلاح الذي يتحدث به العبادي لا صحة لمصداقيته , مضيفا انه مجرد  حملة تقشف مرتبكه  لمعالجة عجز في  الخزينه  , أي أن القول بانه اصلاح  بمعنى الاصلاح الحقيقي للنظام السياسي  كلام غير دقيق من وجهة نظر السيد علاوي  ,أمام وصف كهذا , لابد للمرء ان يتوقف  قليلا ويبحث عن مدى صحة كلام السيد علاوي وقد مر على اطلاق الحمله  اكثر من شهرين  رافقتها تظاهرات سلميه  ومطالب شرعيه واضحه لم يستطع العبادي تنفيذ شيئ منها او حتى البت فيها , ليتبين لنا  بأن السيد علاوي حتى في وصفه للحمله بأنها مجرد محاوله  تقشفيه  لم يكن مصيبا  بعد ان ثبت  ان الحمله  بضجها وضجيجها ما زالت تترنح عند عتبة  الضحك على الذقون وتخدير للشارع المنتفض الذي كثرت محاولات الالتفاف عليه وتصفيته  باعتقال واختطاف واغتيال  للناشطين المتظاهرين . ناهيك عن ان دلائل ووقائع اخرى كثيره  أثبتت  بأن تصريحات العبادي وسلوكه ( سياسيا  وحكوميا وقانونيا)  خلال الشهرين المنصرمين  لا يمتان بأي صله لفكرة اجراء  إصلاح  حقيقي لا في المجال السياسي  ولا حتى المالي او القضائي, بالمناسبه السيد العبادي يدرك جيدا  إستحالة الحديث عن اي إصلاح  حقيقي من دون اجراء اصلاح قضائي  , بل يبقى  مجرد ذر الرماد في العيون وضحكا باهتا على العقول , إذن السيد العبادي بات هو الآخر قطعه شطرنجيه اخرى مضافة الى بقية القطع المتهاويه  .
  ففي الشأن السياسي  ظهر ان السيد العبادي يعاني من فوبيا مركبه  وضعته في موقف غير محسود , فهو ما زال مقيدا بسلاسل طائفته رغم كل  تلميعات تصريحاته (اللاطائفيه) , وهو من الصنف الذي يقول ويتمنى ما لا طاقة له بالالتزام  به, لكن التزامه بتعليمات حزبه وضمانات حماية  السراق منهم على وجه الخصوص ستكون الشعره التي تقصم ظهر رئاسته , أما في المجال التقشفي المالي , فقد مر على حملته اكثر من شهرين لكنه ما زال يتخبط   عاجزا عن  تقديم  ملف للقضاء كي يشفي الغليل او اعتقال  رأس فاسد واحد  وما أكثرها من رؤوس للتحقيق معه واعادة ما يمكن اعادته من اموال , وجنابه يعلم  بأن  الطاقم القضائي الذي أفسد على قائمة علاوي فرصتها في تشكيل الحكومه ,  ما زال دور هذا الطاقم اللاعادل مقتصرا على التستر على الكثير مما تم سرقته من اموال وعقارات .
أغلب الظن ان المعلومات المنشوره في هذه الوثيقه  صحيحه وهي غيض من فيض ما زال ينتظر الكشف عنه , اذن يا ترى متى سيتم إستدعاء الاشخاص الوارده اسماءهم في الوثيقه المرفقه هنا, ومن الذي سيتولى مهمة التحقيق العادل والنزيه معهم  , وكيف ستتم عملية كشف الكيفيه التي تمت بها توفير هذه المليارات واتمام عمليات البيع والشراء ؟
الوطن والشعب وراء القصد
 

186
ألشعب غسل يديه من الكتل السياسيه المتنفذه, على المرجعيه والعبادي تحديد موقفهما

شوكت توسا
عاما بعد عام,جمعة وراء جمعه,والوضع العراقي يكتنفه الشك والتعقيد أمام عجز السياسيين لا بل مساهمتهم الغير المشرفه في إيصال الحاله الى ما هي عليه, بينما خطاب المرجعيه الشيعيه يتدرج في تصدّرالمشهد السياسي دون ايجاد مخرج  حقيقي من الازمه, اذ مجرد باشارة منها تتحرك الملايين لتقول كلمتها الفصل, اذن علام هذا التماطل ؟
 كان أول ظهورلتأثيرالمرجعيه في الساحه,همستها الخافته لعدم مقاومة الاحتلال,ولمن يود أن يسجلها نقطة سلبيه فهناك من له ما يبررها,تلتها مباركة تشكيلة مجلس الحكم المحاصصاتيه, ثم التزكيات والشروط الواجب توافرها في المرشح للكتل الشيعيه مدعومة  بفتوة تحريم الشيعي الذي ينتخب قائمه غيرشيعيه, أما فتوى تشكيل الحشد الشعبي فهي لم تصدر سوى لحماية ما عدّ مكاسبا باتت مهدده , حيث ابتدأ التحشيد شيعيا ثم عـُدلَ لإبعاد تهمة الطائفيه عنه وإضفاء شرعية وطنيه  ظلت متأرجحه , تبعها توجيه العبادي لإطلاق حملة إصلاح عدا كونها جاءت متأخره, فهي ما زالت في نظر المتظاهرين مجرد كلام ما لم تجرى اصلاحات قضائيه  حاسمه بدء ً باقالة السيد مدحت المحمود رئيس المحكمه الاتحاديه .
 من تسلسل ما أسلفناه ,يستشف المتابع وجود خيوط بدأت تكشف عن نفسها تباعا وعن حقيقة المسماة بحزمة الإصلاحات(العباديه),حيث التسويف والتباطؤ بائنان في تنفيذ العبادي لمتطلبات الإصلاح الحقيقي, تلك ظاهره عدا كونها ملفته للانتباه سياسيا , الاان خطورتها تكمن في حجم ردة فعل المتظاهرين المتوقعه ما لم تجيب المرجعيه على تساؤلات الشارع حول رأيها فيما يدور إن كانت راضيه أم ان لها ضلع في تمريرهذا التماطل (ذلك ما لا نتمناه) للتخفيف من وطأة مطالب المتظاهرين على كاهل رئيس المحكمه الاتحاديه مدحت المحمود الذي استقبل مؤخرا في مكتبه وفدا من قيادة الحشد الشعبي, أليس في الأمر ما يثير الكثير من الشك والريبه, علما أن تباطؤاً كهذا لو صح وجوده من شأنه  أن يقلب مهادنة المتظاهرين للعبادي الى الطعن بسياسته ووعوده التي لم يوفي بها ,إن كان ما يجري هو نتيجة تغيير وتراجع في موقف المرجعيه او ان المشهد هكذا تم ترتيبه أصلا, (ذلك ما لا يتمناه العراقيون),في كلتا الحالتين  لا مناص من القول بان هناك مكيده او خديعه يتم حياكتها بين رأس الحكومه والمرجعيه من طرف وبين ضغوط  وتاثيرات الكتل السياسيه المتنفذه من طرف اخرمن اجل إفشال التظاهرات الشعبيه,وإلا بأوامراي قائد  يتم اعتقال المتظاهرين واستخدام الغازات المسيله للدموع ومضخات الماء  ضدهم؟ في كل الأحوال التظاهرات ستستمر حتى لو تدنت حشودها وسوف يرفع المتظاهرون هذه المره يافطات الطعن بسياسة العبادي وهي في نفس الوقت تحذير للمرجعية  من تبعات  مجاملة  الفاسدين الكبار وكتلهم السياسيه,وإلاستشهد ساحات المظاهرات مزيدا من الاعتصامات كبدايه لثورة شعبيه ضد النظام, لا ندري إن كانت المرجعيه قد ضبطت حساباتها وإحتاطت لمثل هذا التطور .
  من خلال مجمل خطابات المرجعيه , اتضح مؤخرا تفردها لوحدها باسداء التوجيهات والتعليمات للعبادي, وهي ظاهرة تقبل الصح والخطأ,مما يستدعي التوقف عندها خاصة المتظاهر المسنود اعلاميا من قبل المرجعيه لكن مطاليبه هي المستهدفه والتي تتضمن إصلاح جذري للقضاء والإتيان بمدعي عام لا يترددفي استدعاء رؤساء الكتل والتحقيق معهم من دون اي تبرير ما دام الاجراء هذا يشكل خطوة جديه على طريق تلبية مطالب المتظاهرين,بعد ان ثبت فساد الكتل البرلمانيه المتنفذه ووزرائها ووكلائهم ومستشاريهم ومدراؤهم العامون, كلهم أثبتوا فشلهم بما لا يقبل الشك وقد جيئ بهم ضمن صفقات فساد ابرمت بين رؤساء الكتل بحسب نظام المحصاصه الذي يعني التسابق في السرقه  وتحصيل الغنيمه ناهيك عما خلفته هذه المحاصصه من تصعيد طائفي  ادى الى احتلال داعش لثلث مساحة العراق .
إن كان تعويل العبادي او المرجعيه على تحقيق إصلاح يرضي  الكتل السياسيه فتلك بحد ذاتها محاولة التفاف وتسويف واضحه لمطالب المتظاهرين.كيف يمكن تبريرفكرة إشراك الكتل السياسيه المتنفذه ممثلة برؤسائها  لتشكل كما يروج البعض , ثنائي مساند لانجاز الحزم الاصلاحيه العباديه , تلك كذبه وطامه مخيبه ومجازفه خطره لو ساهمت المرجعيه في تمريرها او تكون طرفا في قبول مثل هذه الآليه الفاشله,  خصوصا والسيد بهاء الاعرجي ( المفترض انه مجمد ومحجوز ومقال من منصبه) قد عاد وكأن شيئا لم يكن  ليصرح ويوصي  بأن لا اصلاح  بدون ان تمارس الكتل السياسيه دورها معززا كلامه بخطاب المرجعيه.
الوطن والشعب وراء القصد


187
كلمتان مُناصرتان , واحده للحركه (زوعا) واخرى للمتحاملين عليها وليس لناقديها


شوكت توسا
............................................
 في مقولة  "انصرأخاك ظالما او مظلوما" أستخدم الفعل أنصر مع الظالم  والمظلوم بسواء  مؤكدا حاجة الاثنين الى النصره ,لكن نصرة الظالم هنا تعني نقده ونصحه ومنعه ,ربما يصح لنا في هذه الحاله توزيع صفتي الظالم والمظلوم بشكل متبادل بين زوعا والمتحاملين عليها , إذ بمناسبة ومن دونها يجدون فيها حائطهم (النصـّيّص) للتمرين على القفز والرمي العشوائي .
  يقال أن وراء كل نقد ملتزم هدف إصلاحي بناء, ونحن نقول ينقلب النقد الى تخريب عندما يفشل الناقد في التزام أصول اداب الكتابه ومراعاة عقول القراء ,يبلغ التخريب مدياته المخيفه عندما تأتي الكلمه البائسه من كاتب(يفترض انه مثقف ) لكنه يجد في إنتماء ابناء جلدته الى الحركه(زوعا) تهمة تجيز الشتم والطعن في خاصراتهم المنهكه؟بينما يصاب بحمى الفزع لو طـُلبَ منه التقرب قليلا من حلبةالسلطان,أرجو أن لا يؤخذ كلامي على محمل كم الافواه أوعصمة زوعا , تلك ليست مهمتي حتى لو أوصلتنا العشوائيه الى التحيّف على وقت نضيعه في قراءة أهانات(بحجة النقد) لأناس جلهم أهلنا, نختلف معهم لا بأس, لكن احترامهم يبقى واجب ,إن أصابوانطالبهم بالمزيد وان اخطأواعلينا بنقدهم , لكــــن كيف؟ هل بالشتم والتسقيط واستخدام المداسات والبصاق اجللكم الله؟
كتنظيم سياسي , ناضلت زوعا وقدمت(أصابت و أخطأت) ما تيسر لها يوم كان الكهف يغص بأهله النيـّم ,قولنا ناضلت او تناضل, يعني أن أخطاء وكبوات متوقعه, صغرت أم كبرت فهي ستلقي بظلالها على المستويين التنظيمي والسياسي, أما رأب تصدعاتها والكلام موجه للإخوه في زوعا , بالتأكيد لن يتم بتبادل بيانات الاتهامات بين المختلفين والتبريرات الكلاسيكيه المملّه,فعندما نطالب اقلامنا بحسن استخدام حرية التعبير في النقــد ,نطالب تنظيماتنا أيضا وفي مقدمتها زوعا, بإعادة نظر معمقه تـُخضَع لدراسه يساهم فيها مثقفون مستقلون لمعرفة مكامن المفيد والمضر سياسيا ,نقول ذلك تأكيدا منا بان مؤازرتنا لزوعا لم تكن لانها المنقذ المعصوم انما عملها قبل وما بعد 2003 استحق الدعم الذي يتطلب تواصله  تأدية مستحقاته .
   كلما يرتقي الناقد في سلّم رزانة الاسلوب وحصانة الافكار كلما اكتسب نقده صفة الرديف للحرص والالتزام , أما المراوحه عند التشهير وذكر العيوب كيديا ,ذلك معناه فقدان الحجه و تسويف المهم وتعظيم الصغائر بأسلوب وفكر مضطرب و كأننا به يقول:" الأقربون هم اولى بتلقي طعناتي وإهاناتي ولا شأن لي في صد طعنات الغرباء " ,إذن تقييمنا لجمالية النقد البناء وفائدته لن تجدي ما لم نقرنها بنقد ونصح الذي أفقد َته عقدته  قدرة التمييز بين العدو والضحيه ,نعم كلنايكتب بما يطيبنا داركين  بان بين القراء من يستهويه الضغط  بفارة حاسوبه حيث تهريجات السباب والشتائم , لكن فيهم من يمقت التهريج لحد اللعنة بحثا عن النقد التقويمي السليم , هل نكتب لهواة التهريج أم كسر اقلامنا يكون افضل؟
  من الأسئلة الرائجه سؤال يتكرر: مالذي حققه شعبنا الكلدواشوري السرياني ما بعد 2003, تساؤل منتج ومشروع , وأنا بدوري أتساءل , ما الذي تحقق لعامة لشعب العراقي؟ للإجابة على التساؤل الرائج, أرى بأن الشطب على كل شيئ  ليس أقل ظلما من السكوت على الزلات , ثم تفضلوا معي لنتخيل خارطة العراق السياسيه وشعبنا  جزء منها, هل بإمكان احد تسمية حزب وفي لشعبه ومبادئه حقق خــُمس مطالب جمهوره , القضيه بما فيها ليس بالاجابة بنعم او لا ,لكن علينا ان نقرأ جيدا فحوى الرؤوس الكبيره ممثلة ًبماكنة الأمريكان , هم لم يأتوا للعراق من اجل سواد عيون المظلومين , ولا هم بأغبياء كي يعوّلوا في تنفيذ مخططات اجندتهم المقيته على حلقات المحبين للعراق وشعبه وهي المصنفه بالمظلومة والأضعف ,جل اهتمام الامريكان ومن حالفهم هو تمرير برنامج عمل ألزمته اجندتهم التي إقتضت تقليم أظافر البعض ممن  تفوح منه رائحة الوطنيه والتآلف , بينما أرخت الحبل طويلا بايادي المتطرفين دينيا و قوميا كسبيل لتحقيق واحدا من الأهداف التي جاء من اجلها المحتل الأ هو التقسيم .
بخصوص المشروع التقسيمي البغيض,لا نكشف سرا في قولنا بان له مؤيديه حتى وان لم يُعلنوها صراحة تحسبا ً لردة فعل المنطقه والشارع العراقي ,لكنهم يعملون عليه بالخفاء , بالمقابل هنالك مناوؤن للتقسيم  تم بشكل مدروس تجريدهم من مقومات ممارسة دورهم في رفض فكرة التقسيم ,هنا اود تذكير القراء الكرام بانتقادات سبق و وجهها ناشطون اشوريون الى الحركه الديمقراطيه الأشوريه ما بعد 2003 إتهموها بتغلب خطابها الوطني على القومي ,ليس هذا فقط , ففي أحد لقاءاته السابقه, صرح السيد يونادم كنا بأنه لا يستبعد ضلوع الموساد فيما يحصل  من تفجيرات ونهب وتهجير, لسنا هنا بصدد تحديد مدى صحة وطنية الحركه اوذكاء  السيد كنه في هكذا تصريح, انما هناك دواع ٍ مضافه الى ما ذكرناه  استوجبت حصر زوعا بين كماشات أرحمها كماشة التهميش , رافقتها مطرقة التهجير والتخويف التي أوكلها الامريكان  لأزلامهم المتشددين الاسلاميين ضد المسيحيين, ثم  لا ننسى إنغماس الكتل الثلاثه الكبيره بتقسيم الغنائم مما أشغلهم عن احترام حق الانسان الكلدواشوري .
 لو إقتضى تشخيصنا لمكامن الخطأ توزيع النقد بين زوعا وتنظيماتنا , لابد من تحميل الاحزاب الدينيه جزء منه ,لكن حصة الحزبين الكرديين (العلمانيين) وتحديدا  ح.د.ك   من هذا النقد لن تكون قليله لو قورنت شعاراته بالتطبيق, حيث ليس هناك من اشارة  لتنسيق سياسي أو عسكري يراعي وجودنا كاصحاب الأرض كما نسمعها, ولا من إعتبار لاستقلالية تنظيماتنا السياسيه  العلمانيه وفي مقدمتها الحركه الديمقراطيه الأشوريه ,  ظلت العلاقه تترنح تحت وطأة نزعات الاستحواذ و فرض الوصايه التي راجت بسببها بورصة شراء الذمم وتنصيب الموالين  خلافا لما تتطلبه الديمقراطيه والتعايش ,والدلائل كثيره آخرها طريقة تعامل هيئة صياغة دستور اربيل مع مطاليب ممثلة شعبنا السيده منى ياقو الذي يصور لنا موقع قضية شعبنا  وعلاقة الاحزاب الحاكمه مع ممثلي شعبنا المنتخبين .ربما قارئا يقول بان الحركه تستلم حصتها الماليه كذا مبلغ من حكومة الاقليم, إن كان ذلك معمول به , فهو شأن يسري قانونيا على الجميع  ولكن هل معنى ذلك ان على هذا الجميع  ان يرضخوا لسياسة الحزب الحاكم؟
 ختاما ً نقول,بعد ان تطرقنا الى حرية النقد وهيبة المفرده المستخدمه , واشرنا و باختصار الى قسم ٍ مما يعترض او يعرقل عمل الحركه الديمقراطيه الأشوريه, تبقى التساؤلات النقديه  المهمه بإنتظار الأجابات:
1_ لماذا لم تفلح قيادة الحركه في رأب التصدعات التي أدت الى انسحابات وانشقاقات ؟
2_ كم  نجحت الحركه في رفد زخمها السياسي بما يناسب حجم وحِدّة التحديات (الداخليه والخارجيه)؟
 3_المراقب  لوضع شعبنا المتدهور, يرى ضرورة عقد مؤتمر يشمل كافةاطياف ومؤسسات شعبنا الثقافيه والسياسيه والدينيه, هل من مبادره مشتركه  للملمة شملنا الداخلي ؟
الوطن والشعب من وراء القصد
 


188
لتهبط وتهبط  أسعار النفط الى  السينتات او لتجف منابعه, على الشعب أن يشهر عصاه بوجه العصاة

شوكت توســـــا
في أكثر من تقرير , قيل بأن 850 مليار دولار من اموال العراق  ضاعت منذ عام 2003, والمصيبة أن مصيرها يبقى مجهول ما دام توكيل مهمة البحث عنها مناط بهيئات و لجان  أعضاؤها ورؤوسها من الشلة  نفسها, اي أن قبض الحساب من دبش .
يتوهم من يعتقد بان سيد دبش سيعيد الاموال نادما او تائبا لأنه أدنى من أن يفعلها, لكن  الفيزياء التي هيأت لدبش فرص اللغف,هي نفسها التي ستوقظ الشعب ليُمسك بمطرقة العداله(من اين لك )مقتصا من نشالين ناموا زغب الحواصل فأيقظتهم مصالح الغرب الدنيئه على جسد بلد مستباح ,ما شايف و شاف(اللي شافه) وأخترع, تحت عباءة الدين والمذهب والقوميه مارس هؤلاء النشالون ما لم يمارسه الطغاة , تبادلوا التغطيه على سرقاتهم التي ستتضح تباعا لامحال عند تبادل الاتهامات فيما بينهم ,حينها سيتعرى الطناطل, فتسود وجوه  وتنصع أخرى, وقتها سوف لن يشفع مدحت المحمود احد من غضب الثكالى  والايتام.
مع إنهيار نظام صدام, نهضت أسعار النفط  فانتعشت ميزانية العراق بشكل غيرمشهود, لكن أوضاع الشعب لم تتعدى عتبة العوز والازمات : حيث نسبة البطاله فاقت المعقول مع تفشي الأميه  مع انتشارالامراض المستعصيه وضعف اداء المشافي وشحة الأدويه الصالحه وكثرة الفاسده , مواد البطاقه التموينيه إن توفرت فهي فاسده, هجرات ونزوح على قدم وساق, قتل وتهجيرعلى الهويه,لا مشاريع سكن ,لا بناء ولا ترميم للمدارس ,رواتب المتقاعدين والرعايه  الاجتماعيه  في ادنى مستوياتها وقلما تصرف لمستحقيها , الزراعه شبه منعدمه , جفاف الرافدان,عدد المصانع التي تم تشغيلها دون الصفر لان الكثير منها تم تعطيلها , شوارع مدن العراق وبلداته بدون تبليط, لا قطارات ,لا طائرات نقل,لا باصات نقل الركاب,اطباء  ومهندسون  ومدرسون يعبرون الحدود هربا , جامعات خاويه من تدريسييها , بلد من دون جيش وطني يدافع عن امنه وحدوده ,ميليشيات تملأ الشوارع , مافيات متعددة الجنسيات وداعش تعوث بالعراق , القائمه تطول والميزانيه السنويه 130 مليار دولار!!
اليوم و ساعة الصفر دقت لتعلن هبة الشعب بوجه مصاصي دماء المواطن الذي لو تجرأ و سأل عن اسباب ضياع المليارات يأتيه الجواب من رئيس الكتلة (س او ص) بأن  فسادا قاتلا استشرى في اروقة العراق سببه  بقايا نظام البعث التي لا تريد للعراق التقدم, يا لها من كذبه وكأن مجلس قيادة الثوره هو الحاكم في العراق!!
 من ضمن ما تشير اليه تقارير الساعه, هو ان تعداد حمايات السيد عمار الحكيم  بلغ  1600 فرد يتقاضون شهريا مليارين وثلاثمائة وستون مليون دينار, عدا راتبه الشهري  وتكاليف سيارات حماياته, كلها تؤخذ من وزارة الدفاع. يا ترى ماالذي يربط  بين ازلام البعث وبين هذا الهدر بالمال العام ؟ أم بحسب القوانين البعثيه الصداميه  خصصت الرواتب الملياريه كي نلقي تبعات الفساد على البعث ؟  ثم بحسب اية فتوى تمنح الخمسين مليون دينار لمعالجه  بواسير البرلماني المعمم  ومثلها حالات كثيره ما بين عمليات التجميل والترقيع والترشيق ونفخ الأخاديد ,  فضائح  كهذه توحي بما لا يقبل الشك بان الشعب ينتخب برلمانا بمثابة حاضنه تفقس صواصي الفاسدين يتم توزيعها في مرافق الدوله , فتكبرالصواصي ويكبرمعها حجم الفساد والعراقي يئن من كثرة أوجاعه.
 مام جلال , شافاه الله من مرضه ,عرفناه مناضلا قوميا  مخضرما  قضى سنين نضاله متنقلا بين مقارعة نظام الحكم في بغداد تارة , وبين مهادنة النظام ضد رفيق دربه (المرحوم الملا مصظفى البرزاني) وتشكيل فوج جحوش 66, ناهيك عما حكته لنا مذابح بيشتاشان ,تم تعيينه رئيسا للجمهوريه العراقيه بصفقات مريبه وبرواتب خياليه تتعلثم شاشة الحاسبه وتتجمد عندما تحصيها حتى في رقاده متقاعدا لاكثر من عام في احد مشافي المانيا,اما رواتب نوابه وافواج  حماياته ومستشاريه , يقال بانها تكفي لتوفير حصة تموين عام كامل  لسكان محافظه بأكملها ! ولو سئل مام جلال لماذا كل هذا الترف يا سيادة الرئيس؟ يجيب كعادته منكتــّا : كل الرعيه سويه  وهذا من فضل نضالي العتيد!! عذرا سيادة الرئيس المناضل هذا كله مسروق من قوت الشعب ومن موارده النفطيه.
السيد نوري المالكي عارضَ النظام السني, نعم النظام السني وليس البعثي كما يروج ,جاءت به فيزياء السياسه اللعينه رئيسا لوزراء العراق, استبشرنا به خيرامجبرين ,فشاهدناه في صحون الحسينيات يضرب على صدره مغمضا عيناه بخشوع مفتعل ليعيد مشهد مقتل الحسين في انظارو قلوب محبيه  ويفتح عليهم جحيم  ابواب فواجع كربلائيه متتاليه ,أيعقل ان يغدو العراقي  بهذه السذاجه كي يخذله الصغار ويخدعوه بلطمة كف وتغميضة عين  ماكره!!
 عندما نحصي تكاليف رئاسة ابا إسراء مع نوابه ومستشاريه وحماياته وسياراتهم ونثريات مكتبه  ومصفحاته, يقول المخمنون بأن راتبه الشهري يعادل ستة الاف راتب موظف حكومي ومئتي ضعف راتب أوباما , واخرون يقولون بان ماليته تجاوزت مالية العائله المالكه البريطانيه بأكملها, طيب  ابا اسراء إن كنتم لا تحسبون حسابا ليوم الدينونه , ماذا عن الشعب لو سألكم , من اين لكم هذا كله ؟هل جئتم به من سوريا؟
 أما تفاصيل هدر الوزراء لمال العام , تصوروا حتى الحاسبه تتعطل من ثقل الأرقام الخياليه والحديث سيطول لو أحصينا  تكاليف مناصب وكلاءهم بمستشاريهم و مفتشيهم ومدرائهم العامين وبرطلات المقاولين الكبار والثانويين وكومشنات السماسره لاتمام عقود الاستيراد , كل ذلك من نفطات الشعب التعبان , أليس من حق هذا الشعب أن يكفر بتلك الساعه التي وهبتنا فيها الطبيعة نعمة النفط التي اصبحت نقمة ونكدعلى اجيالنا؟
في زياره لي الى لندن, خرجت أتمشى مع صديقي السماوي  في شارع (أدجوار روود) المشهور, راح صديقي يصف لي شهرة هذا الشارع و محلاته التجاريه الضخمه, قاطعته بسؤال :هل هذا هو الشارع الذي غزاه نوابنا ووزراؤنا ومسؤولي هيئة النزاهه بشراء  العمارات والمحلات التجاريه فيه؟
أجابني الصديق مقهقها : " يا ليتهم اكتفوا بهذا الشارع, هنالك شوارع ارقى  في سنتر لندن , اشترى فيها مناضلو الغفلةوهيئات النزاهه عمارات وشقق ومحال تجاريه فارهه, احدهم وهو صدري الهوى, كان قبل سقوط صدام  يشتغل بائعا في احد محلات الموبايلات , الا انه وباموال نفطات العراقيين المسروقه وهيئته اللا نزيهه اشترى اكثر من عماره واكثر من محل تجاري والعلم عن الله كم هي حساباته البنكيه , وعندما يساله الناس هاي منين دبرتها كلها؟ يجيبهم وبكل صلافه وبالعلن , شتريدون مني؟ روحوا كولوا عني حرامي"" .
إذن يا ترى علام الحزن على انخفاض اسعار النفط يا عراقيين ؟ هل يراد منا ان ننتظرارتفاع سعر البرميل الى 800 دولار كما توقع احد الخبراء الروس كي نطالب الحكومه بتوفير رواتب للمتقاعدين وللرعايه الاجتماعيه, ام نطلب من الرب تجفيف منابع النفط كي  يقينا شر الحراميه والدجالين  وليعود العراقي الى كرامة أكل التمر واللبن والبلوط وركب الجمل ؟
الوطن والشعب من وراء القصد
 

 

189
الى  الاستاذ باسم روفائيل
مدير موقع تللسقف المحترم
تحيـــــه وتقدير
أود في البدايه, أن أتقدم اليكم  بباقه ورد معطره مهنئا ً إياكم وموقعكم المحترم  بمناسبة مرور احد عشر عاما على تأسيسه.
 إن موقع تللسقف.كوم الذي يديره جنابكم  طيلة هذه المده , قد حقق  من خلال ادارتكم  المعتدله له  نجاحا ملموسا رغم تواضع امكانياتكم , فقد كنتم  في اسلوبكم الاداري المعتدل , ليس بشهادتي فقط, انما بشهادة الكثيرين من الكتاب والمتابعين , نموذجا ناجحا للسعاة الى بث الفكر الديمقراطي الحر .
 ثم دعني اخي  باسم أن اشكركم على إيلائكم الاهمية لما ننشره في موقعكم ,والتي تجسدت في خصنا ببطاقة شكر وتقدير , فهي بمثابة شارة فخر واعتزاز نتلقاها منكم بكل ممنونيه وسرور. 

تمنياتنا لكم بالموفقيه والنجاح , والى المزيد من التطور والعطاء في إدارة موقعكم الجميل.
تقبلوا خالص تحيات
اخوكم
شوكت توسا

190
الى السيد حيدر العبادي, اعلان اصلاحاتكم ينقصها التحرر فكريا من اية تبعيه  والا ستبقى مجرد جعجعات 
شوكـــت توسا
 بعد التي واللـُتيـّا,  وحينما  أحست المرجعيه  بهبوب عاصفة اخرى ليس أقل خطرا عن  غزوة جرذان الدواعش , هذه المره  العاصفه شعبيه من قلب الشارع العراقي الملتهب , سارعت المرجعيه بتوجيه  أوامرها الى السيد العبادي لإطلاق حملة إصلاحيه جاءت متأخره بحسب كل المقاييس , و جناب رئيس حكومتنا على اعتباره حامل شهادة دكتوراه بريطانيه و سياسي متمرس  , فهو الأجدر بمعرفة بواطن الامور قبل ظاهرها, أم قد  فاته بان  تكرار اللدغات ومن عين الجحر لابد  أن تصحي النائم من غفوته , وها قد تيقن  العراقيون بأنه لولا تفاقم الوضع  وغليان  الشارع العراقي ضد كل من ساند و يساند نهج الحكومه , ما كانت أطلقت المرجعيه المذهبيه  نداء اعلان حملة اصلاحيه والضرب بيد من حديد , ألا تكفي هذه الاشاره  لإستشعار جناب رئيس وزراءنا المحترم  بأن صلاحياته الدستوريه مسلوبة منه  أمام  سلطة المرجعيه  سواء النجفيه أو القمــّيه؟ خاصة بعد ان زادت اتفاقية النووي الايراني  من تعشق خيوط  الترتيبات الثخينه بين  المرجعيات وبين الامريكان  , خيوطٌ  مع انها كانت رفيعه قبل الاتفاق النووي, استطاعوا ان يصنعوا منها حبل  شنق صدام (السني)  التي نفذها  قادة حزب العبادي  ,ومن عين الخيوط تم نسج  لوائح مواد وفقرات دستورهم العاق والفاشل , وبالحبل  ذاته يستمر المتآمرون في  تضييق الخناق على  العراق و رقاب شعبه , تلك حقيقه مؤلمه  لم يعد هناك من يتجرء التشكيك  بصحتها, والذي يزيد المشهد ايلاما وقرفا هو عجز جميع  ساسة الاحزاب الحاكمه  الذين وجد بول بريمر ضالته فيهم , كلهم عجزوا وفشلوا فشلا ذريعا  في إستعادة عافية الشعب ,لا بل زادوا من معاناته وبثوا الشغب والكراهية بين صفوفه , لم ينجح هؤلاء الفطاحل الا في ضبط تكتيكات عمليات السرقات ونهب المال العام  بعد ان استطاعوا بث بذور الطائفيه  وأشغلوا العراقيين  بحرب داخليه  حرقت الاخضر واليابس, اين كانت مرجعية اخواننا الشيعه من كل هذا؟ .
  في وضع سياسي شائك  كوضع العراق , من السخافة والسذاجة أن يجازف احدنا بالقول ان باستطاعة ساسة العراق الحاليين  إعادة عافية  الشعب المسلوبه , الشعب لوحده وليس سواه هو القادر على اعادة كرامته  عندما ينتفض ضد الحراميه  ويفضح  كل من غطى وتستر على سرقاتهم تحت اية ذريعه ,  إن كنا قد اشدنا في الماضي القريب بدورالمرجعيه الدينيه  عندما  نادت  بفتوة تشكيل الحشد الشعبي , فقد فعلتْ ذلك عندما أحست بتهديد  وجودها كمؤسسه لكنها احسن الذكاء حينما أضفت السمه الوطنيه على تشكيل الحشد , السؤال المهم حاليا هو , ما الذي منع المرجعيه الحكيمه  في حينها من اطلاق  النداء الاصلاحي الذي  وجهته للعبادي  الآن؟ ألم يكن من شأن إطلاقه في حينها  تفويت  فرصة استئساد جرذان  الدواعش  واستغلال معاناة الشعب؟
  في مثل هذا الغموض , ليس من حل مجدي  سوى بانتفاض الشعب ضد  الذين استغلوه وسرقوه , عندها سيكون بالأمكان  إزاحة  وكنس مخلفات الحاكم الامريكي  بريمر  والغاء  قوانين  مكرماته وهباته التي اودت بأحد أغنى الدول  الى ازمات  سياسيه وامنيه واقتصاديه قاتله  كان لها بدايه و نهايتها بالتأكيد  لن تكون على ايدي صانعيها والمنتفعين منها انما بسواعد ودماء ضحايا الفساد .
من الأمورالاخرى اللافته  للانتباه  هي  سكوت العبادي المطبق  وتلعثمه هو الأخر أمام  تهديدات المالكي التي سبق واطلقها اثناء حكمه , ثم عاود اليوم  يؤكد ويصر مرة اخرى على فضح كل ملفات الفساد التي بحوزته  ,علما ان الثمان سنوات من حكمه (المالكي ) اثبتت ليس فقط فشله في ادارة البلاد فحسب, انما بتهديداته هذه  يلصق  تهمة الخيانه على نفسه, اي لا حاجة لشاهد وافادات , فهو بعظمة لسانه يعترف بانه كان السبب  في  هدر دماء الالاف وسرقة المليارات عندما  ساوم  ومرر صفقات  سياسيه  لمنافعه الشخصيه ( ماليه او طائفيه العلم عنده) لقاء التستر على السراق والفاسدين اثناء حكمه , أليس تلك بحد ذاتها جريمه خيانه  بحق الوطن والشعب تكفي لإصدار أمر الحجز الانفرادي بحقه  لحين استكمال التحقيق  معه حول اسباب تستره وسكوته على  الفاسدين الذين كانوا يعملون معه, في هذا الصدد, على السيد العبادي  أن يبحث عن اسباب ضعف حكومته  وهو  رئيسها  وعن  اسباب عجزقائد  حملة اصلاحها عن الإمساك بالرؤوس الكبيره  ومحاسبتهم ,  وإلا كيف سيتسنى  للشعب مطالبة القضاء المسيس والفاسد في ملاحقة الفاسدين الذين تستر عليهم القضاء طيلة السنين الماضيه؟
 لو كان العبادي  جادا وصادقا  في حملته ضد الفاسدين  ومهتما بمطالب المتظاهرين(هذا ما نتمناه), ليعلن على الملأ احترامه للمرجعيه  ومكانتها ليس كمصدر تشريعي  يتلقى منه الأوامر , فنجاح قراراته  لا يمكن ان يتجسد  الا عندما يكون مصدرها المباشر هو الشعب الذي فقد ثقته بكل شيئ , حينئذ سيكون شعبه  المعذب  معه قلبا وقالبا , الشعب لوحده  فقط سيمنحه القوه والشكيمه في تحقيق خطوات مهمه وذكيه قبل فوات الاوان , الشعب المتظاهر أعلن رفضه لسياسة الحكومات وهو موشك ان يرفض سياسة حكومة العبادي, لذا من الضروري أن يعلن العبادي حل  حكومته المحاصصاتيه  وليس ترشيقها,  ثم  يشكل حكومة طوارئ  تساندها هيئة قضائيه  وطنيه  ونزيهه  (لتكن مؤقته)  من قضاة   مهنيين يتم اختيارهم  من كُبريات محاكم استئناف العراق , أما لو بقي رئيس حكومتنا  ينتظر الاوامر من هنا او هناك , فإن السحر سينقلب على الساحر  عاجلا ام آجلا.
الوطن والشعب من وراء القصد

191


 شوكت توسا

الدكتوره  منى ياقو, عضوه  عن الكلدواشور السريان  في هيئة صياغة  دستور له علاقه
برسم مستقبل ومصير شعب طال تهميشه على ارض آبائه وأجداده, والذي شجعني على الكتابة
حول الموضوع ,هو صمودها  واصرارها الذي أوصلها  كما ورد في أكثر من تصريح لها الى
اتخاذ قرار الانسحاب من الهيئة نظرا لما لمسته من تلكؤ  في مواقف بقية اعضاء  هيئة

صياغة دستور الاقليم .

أمر ٌ كهذا يتطلب التوقف عنده قليلا , فنحن عندما نعلن تضامننا مع المطالبين بحقهم في العيش
الكريم, والمقصود هم جيراننا الأكراد ,من حقنا ايضا ان نطالبهم بتطبيق ذات الفكره  ما دامت
الديمقراطيه هي المنشوده  ,و لتحقيق ذلك لابد لنا ان ننطلق من المفهوم العصري  لفلسفة بناء
المجتمعات والأنظمه السليمه للأوطان ,و الدستور كونه عقد اجتماعي سياسي ثقافي تصيغه
الارادات وتحميه سلطة القضاء , فهو بمثابة لائحه سياديه  تتحدد في نصوصها  أطر واساليب
تنظيم حالة تعايش البشر فيما بينها,على هذا الأساس تـُسن قوانين لحماية هذا الانسان الراغب
بالعيش مع الاخر بعيدا عن حشر المفردات  والتعابير الاستفزازيه .
بمناسبة ذكر التعابير الاستفزازيه , كان لي رأيا رافضا للدستور العراقي الذي صيغ في زمن
الحاكم المدني الامريكي  بريمر سئ السيط, حيث  حـُشر في بنودالدستور وبعجاله ملفته,  خليط 
من تعابير ومصطلحات(قنابل موقوته) تذكّر العراقيين بمآسي تبادلت الانظمه والحركات  في
ارتكابها,على سبيل المثال ,ركزالمريدون سوءا للشعب العراقي في كتابة الدستور العراقي على
ترسيخ ظاهرة المقابر الجماعيه في ذاكرة الشيعه  والصاق الجريمة بالسنه, ليس تحقيقا لاي
حق, انما  لإطالة وتصعيد وتيرة العداءات , عين الفلسفه هذه تجسدت في ذكر جرائم الأنفالات
و حلبجه والاسلحه الكيمياويه , أما مصطلح اجتثاث البعث و بدعة المناطق المتنازع عليها
,ففيها ما يوحي الى مسلسل  بدأت اولى حلقاته  ولا احد يعرف اين ستنتهي بنا , لكن الامر
المستغرب منه هو ان واضعوا هذا الدستور غظوا الطرف عن المذابح التي حلت بحق
الكلدواشوريين  السريان الذين  اضطروا ان يكتفوا بمطلب المساواة و بعدم تكرار ماسي
الماضي .

 قد يستغرق تنظيم هكذا لائحه مهمه (الدستور) فترة زمنيه تطول او تقصر طبقا  لمدى صدق
ارادات ونوايا  نخب مكونات المجتمع التي تفوز بتخويلها في إقرار الصياغه, اي ان الارادات
حين تتفق على مشتركات وتختلف في أخرى لاسباب  معينه , تكون تسمية الدستور بالموقت 
خيار قبول لتمشية امور البلاد الى حين  تغييره لو تتطلب ذلك , بمعنى آخر, لو توافرت
عناصر الإقدام على وضع الصيغه  التي تتماشى و الوضع القائم  وبمراعاة  كافة الاطراف
للحدود المقبوله من التطلعات والرغبات الاجتماعيه , تكون المؤشرات  باتجاه نجاح  هذا العقد.
 وضع ممثلتنا الموقره في هيئة صياغة الدستور:

من النقاط  التي يمكن تسجيلها لصالح الدكتوره منى ياقو في تمثيلها لحق شعبها ,هي استهلال
مهمتها القانونيه  بالإعلان عبر وسائل الاعلام عن تكليفها  في عضوية هذه الهيئه ,مبدية ًوبكل
صراحه حاجتها  الى دعم ابناء شعبها بأرائهم ومقتراحاتهم , لذلك طالبت كتابنا ومفكرينا بتقديم

ما يغني دورها بمادة  معرفيه دسمه  تمكنها من التعاطي حواريا  ضمن الهيئه المكلفه في

صياغة دستور(الاقليم) ,قد يكون ذلك في نظر البعض سببا منحها زخما شرعيا وقانونيا  في

رفع سقف مطالباتها  وقوة محاورتها لدرجه  يخال  للمتابع  وكأن هذا الزخم قد أحرج

محاوريها وكشف تأرجح جديتهم, لـِمَ  لا  ما دامت الازدواجيه  واضحه حتى في تطبيق ادنى

ممكنات مظاهر الديمقراطيه ومعالمها الشحيحه  مقارنة ً بحجم الشعارات .

 جديربنا هنا أن نذكــّر المعنيين  بأن معظم دساتير انظمة العالم الانساني المتحضر,نجحت في

بناء انظمتها ومجتمعاتها التي انهكتها الحروب والصراعات  بعد أن أدرك مفكروها و نخبها

السياسيه الرائده  بأن الديمقراطيه الحقه والحرية المكتمله  لن تتحققا عبر فرض ارادة الاكثريه

(الدينيه او القوميه) على بقية شرائح المجتمع (الاقليه) بحجة الديمقراطيه, بل تحقيق المساواة

يكتمل في تشريع قوانين تحفظ لكل انسان حقه في الحياة وفي ممارسة شعائره  الدينيه والقوميه

والثقافيه في ظل ضابط اسمه الدستور و نص قانوني ينظم الحقوق والواجبات على حد سواء ,

خلاف ذلك ستبقى الخيبة تطارد الاخر بعصا حق الأكثرية  في فرض وصايتها عليه .

الاخت منى ياقو مشكورة ً, تدرك جيدا بان الذين تنوب عنهم في مطالبة حقوقهم , هم أصحاب

الارض الشرعيين تاريخيا والاكثر مظلومية عبر تاريخ العراق ,لذا فإن رسالتها واضحه 

وصريحه ,فالذي يطالب بالحريه لنفسه تحت شعار الديمقراطيه والمساواة , عليه ان يتعامل

بصدق مع مسالة حقوق  ابناء الوطن الأصليين وبناته التاريخيين, اذ لهذه الفقره ما يؤكد قيمتها

الانسانيه و استحقاقاتها القانونيه في لوائح حقوق الانسان العالميه وفي دساتير الأنظمه

الديمقراطيه, والساده المحترمون في هيئة صياغة دستور الاقليم  ( بحكم  تجربتهم في كلا 

وجهيها النضالي والسلطوي) يفترض ان يكونوا في مقدمة العارفين بهذه الحقيقه الواضحه .

أما إن كان هنالك من لايزال يسترشد بالاستعانه  والتحجج بامثلة ونماذج  نظم الحكم السابقه او

بالطريقه  التي صيغ فيها الدستور العراقي الجديد  , فهو يسلك عين المسلك لتمرير أمور لا

تنسجم والفلسفه الديمقراطيه, ذلك ما لا يتمناه ولا يقبله اي انسان حر ,فكيف بنا  لو ثبت بان

هناك من يعمل  بفلسفة  تجريد او تقليم حق الاصلاء  في العيش كرماء على ارضهم التاريخيه 

تحت حجج وذرائع  لا تقرها الانظمه الديمقراطيه ولا يتقبلها اي انسان ناضل من اجل حريته .

هل تكفي الاشاده والاطراءات الكلاميه؟ :

ما دامت الاخت منى سائره في احدى المهام الصعبه نسأل الله ان يكون في عونها, لا بأس لو

قلنا بانها أمسكت براس خيط , وليبدو رفيعا , لكن من الممكن ان يقود الى مناقشات قانونيه

جاده  تتطلب فتح ملفات الاستحواذ على ممتلكات الاخرين  واثارة آراء ودلائل  تضع الجميع

امام محك  يكون مؤداه كشف الحقيقه  خدمة  للصالح العام , فعندما تتسم النقاشات بسمة

التحضر وقبول الاخر,ذلك ما نتمناه ,  حيث  سينقل المحاورين الى ضفة  تجاوزالعوائق

والمسببات السلبيه وايجاد مخارج قانونيه منصفه تحسمها  بعيدا عن الإكتفاء بوصفها  كحالات 

محتمله  تحصل في اوضاع مرتبكه  كما في عموم العراق .

الآن , الذي يهمنا  ومن اجله كتبنا, ليس تحليل سياسات الاخرين ونقدها , نحن بحاجه الى ما

يخلق توازنا في كفة الحوار, اي ان ممثلتنا  بحاجه الى  آليه تستطيع  بواسطتها  تعزيزحرية

حركتها  ضمن سقف المطالب التي لابد من حجج قانونية تدعمها لتحقيق ما يصبو اليه وما

يستحقه انساننا الكلدواشوري السرياني  , إنه حق قانوني  مشروع لشعب لم تسجل ضده عبر

مئة عام مرت( في اقل تقدير) اية زلة  او تهمه  تجاه ابناء وطنه من جنوبه الى شماله, لكنه

والشهادة لله رغم كل المذابح والنكبات التي جرت بحقه , اثبتت احداث  العقود التاليه  بانه كان

من اكثر واشد المكونات العراقيه حباً  للسلام  وطمعا ً للعيش المشترك الآمن على ارض ابائه

واجداده ,على هذا الأساس الانساني الفضيل شارك بكل ايمان واندفاع  في دعم الحركة الوطنيه

التحرريه دون تمييز بين دين وقوميه ,لست انا الذي يقول ذلك , انما بشهادة مذكرات العراقيين

وذكرياتهم  عن سجون العراق التي اصطبغت جدرانها بدماء مناضلي هذا الشعب المكافح مثلما

اصطبغت صخور جباله الشماءبدماء الذين ساهموا في دعم حقوق المكون الكردي .

  إذن تجسيدا لهذه الحقائق ودعما  لدور السيده منى  في إعادة إعداد وبناء ما افتقدته شخصية

الكلدواشوري السرياني  في مجتمع وجغرافية العراق , من واجب تنظيماتنا  وجمعياتنا و

مفكرينا , عدم التوقف والإكتفاء عند اعلان التأييد والدعم الكلامي  , السيده منى كونها تعتمد 

في ذهابها وايابها معيارية رفعة انساننا بكل تسمياته , يكفي ذلك ان يتجه جميعنا  الى معاونتها

في مهمتها  بعيدا عن الجهه السياسيه التي تتعاطف معها او التسميه التي تؤمن بها.

من هنا الدعوة موجهه ايضا  للاستاذ امير المالح مسؤول موقع عينكاوه , لتحقيق إصدار

اعلامي خاص  لتنظيم حمله تواقيع داعمه للجهد الذي تبذله  السيده منى على طريق  مشروع

تحرير الانسان العراقي عموما والكلدواشوري السرياني على وجه الخصوص , كي يطلع

المعنيون باننا  ضد سياسة  التكبيل والتقييد والحرمان والتهميش تحت شماعة الكثره والاقليه 

التي اصبحت من عداد المفاهيم الباليه التي يستحيل معها بناء الكيانات الديمقراطيه  الحره. 

في الختام نتمنى للاخت منى الموفقيه في الدور المناط بها , راجين من وسائلنا الاعلاميه

الموقره إعطاء المسأله درجة من الاهميه....

الوطن والشعب من وراء القصد

192

 سندعم الرابطه التي  تشد من أزرنا وتحترم وحدة شعبنا الكلدواشوريه التاريخيه

شوكت توسا
   نعلم نحن معشر القراء والكتاب  جيدا  أن فينا من ما يزال يقرأ ويعلق معتمدا على مواقف مسبقه أقفل تفكيره عليها , فأضعفت بصيرته و سطحت مستوى تفكيره لدرجة بات  يأتينا  كلامهم  فاقدا للوزن و مختل التوازن على شاكلة ما يسوقه( بعض وليس كل) المتباهين بالرابطه الكلدانيه و المشككين  بها على حد سواء,  اذ كلاهما من حيث لا يدري ياتينا بخلاف ما نتأمله من هذه الرابطه,فعندما يتسارع  أحدهما في وصف الرابطه بالصفعه التي تلقتها الجهه السياسيه الفلانيه  او التسميه العلانيه ومحبيها, وصف بهذه الهزاله والعجاله لو صحت جوازية إلصاقه بالرابطه, فإن سلبيته ستطال بالدرجه الاساس مؤسسي الرابطه وفي مقدمتهم غبطة البطريرك ساكو, ناهيك عن ما سيعكسه من خيبة لدى الكلداني الذي يفتخر ببقية التسميات  ويعتز بدينه وهكذا بانتمائه ومؤازرته  للتيار الذي يجد فيه خياره  .
 عن نفسي لو تكلمت, سأدلي ببعض  الآراء رغم قناعتي  باني ما زلت أفتقر الى حجة الاشاده بالرابطه او نقدها , بانتظار خلاصة توضيح وتصحيح يصدرها الرابطيون كإجابه على التعليقات  المتبادله , الكيديه منها على وجه الخصوص بين الناقد والمادح, اذ لا اعتقد ان هناك ما يمنع  من إعادة قراءه صياغات ادبيات الرابطه :نظامها  وشروط الانتماء واهدافها  للتأكد إن كان اي تصحيح  يكفل لازالة الضبابيه  ,انه امر طبيعي حينما يتطلب النجاح  إجراء تغيير في نصوص ادبيات الرابطه  كما هو حاصل مع دساتير الدول اذ يتم تغييرها  كلما كان  الهدف  تحسين نظام  العيش, كيف اذن لو كان الامر في بدايته  والمراد منه إنجاح تجربة جديده.
 إن الرابطه كتشكيله فتيه,لايستبعد حصول السهو والخطأ في نصوص ادبياتها, مما يتطلب إيلاء القائمين عليها ما تستحقه الآراء التوحيديه والمعتدله من أهميه , لان الرأي المعتدل  في الوضع الذي نمر به هو المطلوب دعمه وهو دليل صدق الرغبة لتحقيق الخير لشعبنا (الكلدواشوري السرياني ) , فقد علمتنا التجارب السابقه  بان نجاح اي مبادرة كهذه مرهون بحسن النوايا وجدية دوافع مؤسسيسها ومدى استفادتهم من إخفاقات الذين سبق وأستكثروا او استنكفوا إعطاء الاذن الصاغية للآراء المخلصه والبناءه , أي على الإخوه الرابطيين لو كان الرأي الآخر يعنيهم ,ان ينتبهوا  جيدا الى ما خلـّفه الجهد المذهبي الأحادي حينما استطاع مدبره وبغفلة مخادعه  توريط البعض من دعاة القوميه واستقطاب آخرين  لملئ مقاعد مؤتمراته  المذهبيه ,ولأننا نخشى تكرارالصوره, فإن الواجب الأخلاقي والسياسي وهكذا الديني والتاريخي, يحتم تفويت الفرصه على من يريد العبث و الفرقة بحجة اغلبية او افضلية تسميه اومذهب  في وقت لم تعد مثل هذه التراويح تجد من يصغي اليها بعد ان وعى شعبنا عليها وعلى ضجيج الطبول المثقوبه  وحدّة الضغينة  تجاه تنظيمات أبناء شعبنا  دون تمييز بين من يعمل ويجد بحسب امكاناته وبين الانتهازي الذي سخر نفسه اداة بيد الغريب.
 إن اية رابطه تلد من رحم شعبنا يقرها بنفسه ويدعمها بمفخرته بالمسمى الذي ورثه أو فطنه عن قناعه ومعرفه,تلك مسالة لا يشوبها شائب , ودعوتنا لها بالنجاح لا تعني البتتة  دعوة نصرة تسمية مذهبيه او قوميه  دون غيرها,ففي ذلك تكرار لأخطاء ارتكبت في السابق , نحن ندعو  لدعم المسيره العامه حتى في حالة تفاوت قناعات الاراء حول التسميات , نقول ذلك لان وجودنا المهدد بالانقراض لم يعد يسمح لنا التفكير بما يريده  منا كرسي الفاتيكان  الذي تخلى عنا  قبل صياح الديك,  علينا التفكير والعمل على اساس كوننا شعبا واحدا أعطيت له عبرتاريخه الطويل اكثر من تسميه  واليوم يتعرض لابشع الكدمات.
ما دام الحديث حول الرابطه الكلدانيه وعن فرص ارتجاء الخير منها, نقول: لكي تنجح هذه الرابطه لا بد للقائمين عليها, اولا التعاطي المنطقي الهادئ في شروط قبول الانتماء اليها , وثانيا  تبني الخطاب المنصف انطلاقا  من واقع وحقيقة تراكمات التاريخ, وثالثا التمتع بالقدر الجزيل من الشفافيه في مراعاة حقيقة وحيثيات  نهضة شعبنا الحديثه التي يُعزى فضل رسم نقاط شروعها العمليه  قوميا ووطنيا مع  تأسيس الحركه الديمقراطيه الأشوريه (زوعا) بغض النظر عما تخلل مسيرتها من عثرات  واستهدافات لم  تؤخذ مسبباتها في الحسبان كما يتوجب لأسباب لا مجال للخوض فيها , لكن يمكن ايجازها في ضعف قراءتنا للواقع بمجمله  وعدم تحضير أنفسنا  لاستحقاقات تطور الأوضاع وما حبلت به الأيام اللاحقه , فقد شكلّ عجزنا عن انجاب ما يرفد المسيرة سببا سمح  لظاهرة التفكير الاحادي و الإتكائي ان تعتمر  في عقليتنا السياسيه   كي تاخذ مدياتها  تارة في التعويل على امكانية العوم في ساقية مياه الايام الاولى من تغيير النظام العراقي , وتارة اخرى في تغافلنا لاحتمالية  تعقيدات الاوضاع التي جعلت من هذه الساقيه الرقراقه  وبمرور الايام  بحرا بامواج عاتيه يتطلب العوم وسطها ظهور تنظيمات سياسيه مطلوبة  لديمومة ورفد السباحه(المسيره) بطاقات  جديده لكننا لم نحضى بها بعد .
نعم  لقد سبق وأكدنا منذ  ما يزيد على العقد , بان مآل الاوضاع يتجه الى النحو الذي سنحتاج فيه  قوارب نجاة تتبادل مواقعها من اجل امن  وسلامة مركبة شعبنا  وسط اليم الهائج  , ولتكن قواربنا رابطات  او احزاب من رحم امتنا تجتمع على فكرة خدمة هذه الأمه وتستفاد من تجارب الماضي كي لا تغرق في برك العقد التاريخيه التي أورثتها لنا المناطقيات والعشائريات والمذهبيات ,والا كيف سيراد منها  صناعة ارضيه تنافسيه معقلنه  ثقافيا وسياسيا كي ترفد المسيره بالافكار المقرّبه لوجهات النظر والنابذه  للبعثره مذهبيا . 
 إن ما بدأته الحركه الديمقراطيه الاشوريه عند تاسيسها يشكلّ نقطة الشروع الحقيقيه  والرسم الصحيح لطريق النضال القومي الوطني لابناء شعبنا, وبالرغم من اشورية عنوانها, لكنها ضمت في صفوفها مثقفين من مختلف اطياف شعبنا , تلك شكلت العلامه المؤكده كوننا شعبا واحدا وان تعددت الاسماء, اذ كان على الاخرين الذين ابدوا تعطشهم  للمزيد من الحقوق طرح انفسهم منظمين سياسيا تحت اي مسمى مستفادين من تجربة (زوعا) لتحقيق مطالبهم التي لم تستطع  زوعا تحقيقها , حيث في ذلك يتحقق  توسيع قاعدة ومساحة  العمل بتشكيل احزاب تمتلك  برامج  وتعتمد اسس نضاليه  حقيقيه تضع مصلحة الجميع فوق كل اعتبار ,لكن الرياح لم تجر كما اراد القبطان , اذ مع الاسف لم تتحقق هذه الظاهره ,نعم إنها مهمة  لايمكن ان تنجزها الأمزجه الطارئه والخطابات المهترئه  ولا  العقول المنغمسه في المذهبيه الكنسيه  والتي كما اسلفنا فشلت في اكثر من مرة و مع اول إنكشاف لمآرب مدبريها  من قبيل تلك المؤتمرات التي عقدت  تحت رعاية الرأس الكنسي المذهبي في سندياغو (المطران جمو), حيث اتضح جليا  بان مؤتمراتهم تلك لم يكن لها اية علاقه بشيئ اسمه قومي ولا بأي مهمه تضامنيه  داعمه لمسيرة شعبنا بكل تسمياته, إذ لم تتجاوز في جوهرها حدود نصرة وتوسيع كنيسة المطران جمو المذهبيه,ذلك ما أثبتته  الأزمه الحاصله مؤخرا بين مطرانية سندياغو وبطريركية بغداد خاصة بعد تسنم غبطة البطريرك ساكو لمنصبه, و لنتذكر  بأن غبطته اليوم هو الذي دعا الى تاسيس الرابطه, فهل سنستفاد ممن سبقونا ؟.
   لا يهمني  قول القائل جزافا  بان في كلامي اجحاف يهضم حق تجربة تلك اللقاءات المذهبيه الفاشله(بقيادة المطران جمو)  رغم تمنيات البعض واصرارهم على إسباغ الصبغة القوميه عليها, نحن نتكلم عن حقيقه لها ما يسندها من أدله تدعم وجهة نظرنا و تفرض على الرابطيين في نفس الوقت  وفي مقدمتهم  غبطة بطريركنا  المحترم لويس ساكو, تحاشي  ذات المطب  وباي شكل من الاشكال , كأن يتم أختراقها وسحبها الى حيث سبقهم في ذلك المطران جمو , ما يهمنا اليوم هو اسمى من ذلك , انه مطلب تصحيح لمواطن الخيبة والاحباط  في خارطتنا السياسيه القوميه  ,ذلك الاحباط الذي اشترك الجميع في صنعه وقد جسده بشكل جلي عجزمثقفينا عن  تحقيق تأسيس  تيار ينبثق من داخلنا ويلتزم  بمصلحة شعبنا  كي ينافس بنزاهه واخلاص نشاطات الحركه  (زوعا) , إنه مطلب  يطمح  اليه كل مفكر حريص وأكاديمي دارك لقيمة التنافس ومدرك لاهمية  ظهور خط فكري ناضج , على هذا الاساس المؤلم , لن أبالغ حين أقول بان  تاسيس اي تيار منافس للحركه  الديمقراطيه الاشوريه رغم كل  ما اصابالتنظيما من تصدعات داخليه وإستهدافات متنوعه,  لم يتحقق  لنا  اي صنف تيار من هذا النوع أو رابطه  بالهيئة والجوهر الذي من شأنه  تطوير المسيره ان لم يكن  قد ترك اثاره السلبيه على الجميع.
ألسؤال المفيد  يفرض نفسه وبقوه  في خاتمة كلامنا ,بغض النظر سواء كانت الرابطه الكلدانيه  ثقافيه اجتماعيه او سياسيه قوميه , او لنفترض جدلا بانها دينيه مذهبيه  برداء تسميه قوميه( هذا ما لا يتحمله شعبنا) , هل ستسلك هذه الرابطه  مسلكا فكريا مغايرا لتلك المسالك  التي أدت بأصحابها الى الفشل وألقت بمشاريعها  في الرفوف من دون ان تقدم لنا شيئاً؟
 لنا أن نتمنى للرابطه النجاح , ونحن بانتظار وترقب الكيفيه التي ستتعامل هذه الرابطه مع أبناء شعبنا الواحد, سواء في سبك  نص نظامها الداخلي وقوانين الانتماء اليها, او في جرأة  ترتيب عملها بالتنسيق مع التيارات الثقافيه والسياسيه الملتزمه على اساس نهج توحيدي  داخل مكوننا القومي الكلدواشوري السرياني .
الوطن والشعب من وراء القصد

193
الأستاذ والصديق العزيز  نجيب جللّو ولقاء قصر الراين في ديترويت

شوكت توسا
   أثناء زيارتي لأميركا, بدأتها  بديترويت يوم 25 حزيران الماضي ,توجهنا وشقيقي نشأت الى بيت الصديق سام كساب لحضور دعوة عشاء اعتاد على ترتيبها  لنخبه من اصدقائه  في ديترويت , تشرفت فيها بالتعرف على مثقفين  لم تسبق لي معرفتهم , منهم  الاستاذ  وليد جعدان مدير قناة  إم ئي أي, والمحامي جان افرام الرئيس  والسيد كلنت  قسطو عضو المجلس البلدي  في ديترويت ,وابن عمه الاستاذ سامي قسطو مدير اذاعة صوت الجاليه العراقيه, والطبيب الشهم  بسام جويده وشخصيات اخرى طيبه لا تحضرني أسماءهم . كعادتنا في مثل هكذا تجمعات, ساد جلستنا خليط من النقاشات منها المتعلق  بإعلام الجاليه  و مواضيع اخرى متعدده  لم تغب فيها الغيرة على احوال  ابناء شعبنا  خاصة معاناة المتواجدين منهم في العراق.
و لأن برنامجي مع شقيقي كان مغادرة ديترويت الى اوهايوفي اليوم التالي, لم استطع تلبية طلب الاستاذ وليد جعدان في اجراء لقاء تلفزيوني  حيث تم ترك الأمر الى امكانية عقده عبر برنامج السكاي بي, لكن  مع الاسف حتى  ذلك  لم يتم بسبب ضيق الوقت , والحاله نفسها حصلت مع الاستاذ سامي قسطو حيث كان عليّ ان أتصل به على اذاعته لكني لم استطع ,لذاأعتذر لهما عما حصل على امل ان انجز ذلك في هولنده.
    في صباح  اليوم التالي,و بعد سياقة اربع ساعات وصلنا  حيث يقيم شقيقي  لقضاء معظم  أيام سفرتي معه و مع أقرباء وأصدقاء اعزاء  قدموا من تورنتو وتوليدو وديترويت وسندياغو, وبعد ان استمتعنا فيما بيننا  لأكثر من اسبوع , غادرت اوهايو يوم الاربعاء المصادف 8 تموز عائدا الى ديترويت , اي قبل مغادرتي امريكا بيومين  من أجل تلبية دعوة اتحاد السوراي (المجلس القومي الكلدواشوري سابقا ) لحضور امسيه  تعوّد الاتحاد على عقدها  لاعضائه  الذين تربطني بهم  وشائج  اشتاق بسببها  الى تمضية سويعات معهم اشاركهم فيها متعة  الحديث مع نخب المدام ,كانت جلسه جميله بوجوه الحاضرين وبالمواضيع الشيقه المتداوله ما بين سياسيه واجتماعيه يتمنى المرء بحثها خاصة  في حضرة نخبه مهتمه وملمه بشؤون ابناء شعبنا, كنت اتوقع  لا بل اتمنى اللقاء باصدقاء واساتذه اخرين  لم يحضروا لاسبابهم الخاصه  كالاستاذ فاضل بولا  والاستاذ سالم عيسى  والاستاذ سالم كجوجه و الاستاذ نجيب جللو وهكذا الصديق العزيز علاء منصور .
قبل انتهاء سهرتنا التي استمرت الى وقت متأخرمن الليل , علمنا  بان الاستاذ  نجيب جللو سيعقد ندوه مساء اليوم التالي في قاعة  قصر الراين , يحضرها  وجوه آخرون إضافة الى الذين حضروا معنا في جلسة اتحاد السوراي. فكان اتفاق الاصدقاء على حضور هذه الندوه, هكذا توجهنا  مساء اليوم التالي الى قصر الراين بصحبة  الاخوه  والاصدقاء الاعزاء( اديب زرا, زهير ككا, منهل رزوقي ,موئل  رزوقي , حكمت شكوانا , عابد ملاخا , نافع جيقا , أنترانيك , باسل جنو, وجورج شينا القادم من شيكاغو), حيث  كان قد سبقنا  الى قاعة الندوه  اخوه واصدقاء اخرون , بعد دقائق قليله  من وصولنا وقبل ان تبدأ الندوه كان لنا  فرصة  اداء التحيه على اصدقاء أخرين , من بين الذين أسعدني اللقاء بهم  هو الاستاذ والصديق العزيز موفق حكيم , بعد هذه الدقائق القليله إفتتح الاستاذ نجيب جللو الندوة مرحبا بالجميع ومقدما لنا  ضيفيه المحترمين  ,المخرج السوري اشرف حنا , و البروفيسور جان قاصد, دكتوراه في الطب الوراثي  وحاصل  على شهادات  اخرى  مشيرا في حديثه  الى أنه ملم وذو باع  في شؤون شعبنا التاريخيه والسياسيه  مما فسح المجال للمشاركين في توسيع مساحة النقاش  وسحبه  باتجاه الشان السياسي القومي .
بما أن عنوان الندوة كما أعلنه  مديرها الصديق العزيز جللو, كان حول النظام الملكي والجمهوري في العراق والفرق بينهما  , فقد إستهل  ندوته بتكليف الاستاذ موفق في تقديم نبذه حول ما يميز النظام الملكي عن الجمهوري, حقيقة ً لم أفهم لماذا ابتدأ الاخ نجيب  فعالية الندوه بتكليف الحاضرين  في الادلاء بآرائهم حول موضوعة عنوان الندوه  قبل الاستماع  الى الضيف البروفيسور الذي بدأ الكلام بعد إستماعه الى عدة مداخلات كانت اولها  للاستاذ موفق ,اذ  جاء استهلاله  متناسقا في سرده وفي حججه المنطقيه  التي اعتمد فيها على فلسفة الاستحقاق التاريخي في تقييم  اي تغيير يحصل في المجتمعات والانظمه.  ثم تلاه  الاستاذ عابد ملاخا و آخرون في ابداء ارائهم  وحسب اختيار الاخ نجيب , اذ كانت لي ايضا مداخله اجبت فيها على تساؤل وجهه لي الاخ نجيب حول الذي يجري في العراق اليوم وعن مصير ومستقبل العراقيين  خاصة ابناء شعبنا .
أثناء  مداخلات الإخوه  التي كثرت  برز تساؤلا اُعلن فيه عن ضرورة الاستماع الى الدكتور الضيف قاصد, عندها توجه الاخ نجيب  لضيفه بسؤال حول رؤيته لمستقبل ابناء شعبنا في العراق وماهية الدور المفروض على الجاليه العراقيه في الخارج , فبادر الضيف مشكورا بتقديم نفسه وتعريفها كمسيحي عراقي كلداني  حائزعلى اكثر من شهاده عليا , ثم استرسل  في شرح طريقة تفكيره و نشاطاته لسنوات عديده حول نهضة شعبنا ( الذي  حصر تسميته بالمسيحي الكلداني) مستعينا في كلامه  بتجارب  شعوب  استطاعت ان تستعيد  قوامها  باستحلاب ما تمتلكه  عقليات أكاديمييه   وأمواله,فكان هناك  بين الحضور من اعترض مثلا على حصر تسمية شعبنا تارة بالمسيحيين وتارة اخرى بالكلدان , في حين اعترض آخر واصفا طريقة طرح الضيف  بأنها  تسويق للمشروع اليهودي  لمجرد تطرقه الى مؤتمر بازل الصهيوني الذي  إنعقد بتدبير المفكر اليهودي ثيودور هرتزل عام 1897 .
من خلال ما كان يطرحه البروفيسور قاصد, من ناحيتي احسست (ربما كنت مخطئا), بأنه ليس معنيا بالكلدانيه كقوميه, او ربما كان يحاول ان  يرمي الى ما هو انضج واصلح  لانجاح البدايه , خاصة حين سألته  عن ما الذي تقصده بكلمة المسيحي الكلداني في حين هناك مسيحييون اشوريون وعرب واكراد ؟ اذ أجابني من دون اي تردد بانه يقصد بالتسميه الكلدانيه  كصفة كنسيه  الصقتها بنا الفاتيكان , بصراحه لم استطع ان افهم بالضبط  ما الذي كان يعنيه بكلمة الكلدان خصوصا عندما اضاف قائلا  بان لا احد يمكنه ان يحدد انتماء الانسان الى اي قوميه او عرق ما لم يتحقق ذلك بعد فحص الـــ دي إن اي, الحامض المنوي , وهنا سأله الاخ جورج شينا باللغه الانكليزيه لانه اي جورج , لا يجيد التعبير بالعربيه جيدا قائلا: هل تعتقد يا استاذ في حال كانت نتيجة الفحص المنوي  تشير الى اني يهودي الاصل او تركي  او عربي  ستغير من قناعتي  كوني اشوري؟
 من وجهة نظري الشخصيه  كان للسؤال اهمية تستدعي  الكثير من التفصيل والتوضيح , لكننا مع الاسف  لم نحضى بالاجابه الكافيه من الضيف ربما بسبب ازدحام التساؤلات التي اخذت من الوقت كثيرا و أبعدتنا  بشكل متكرر عن موضوع الندوه لا بل كادت تـُربك الضيف في متابعة سلسلة حديثه الذي اراد التدرج فيه  كي يصل  (حسب تصوري)  الى ما يتعلق  بتجربته ومشاركاته  التي  ولاكثر من مره كرر  خلالها  ذكر كلمة سيدنا  التي كان يعني بها   المطران سرهد جمو //وبطريقة النهوض//و قدرات شعبنا الغير المستثمره// ووجوب واهمية  اعتماد الطب الوراثي  في اطلاق المسميات القوميه//وانتقاداته  لأداء سياسيينا ثم تلميحات خفيفه الى عدم زج الكنيسه في امور السياسه.
 في خضم ما كنا نسمعه من توضيحات وردود الضيف على  مداخلات الإخوه اديب زرا  وزهير ككا  وعابد ملاخا وحكمت شكوانا , كان الاستاذ نجيب جللو كونه مدير الندوه , يلفت مسامع الحضور في تأكيده على ضرورة العمل كمسيحيين  فقط  بعيدا عن زج تسمياتنا القوميه التي لم ينكر احترامه ومحبته لها, لكنه مقتنع  حسب كلامه بعدم نجاحها لو كانت بالشكل الذي تتناسل بسببه الصراعات الداخليه  ,فكانت تأتيه التساؤلات والاعتراضات  عن ماهية الفائده ومالذي سنجنيه من حصر حقوقنا تحت مظلة  المسيحيه( خاصة الكاثوليكيه) بينما شعبنا  يعاني  الأمرين  دون مبادرة مشرفه او  موقف  مسؤول من قبل الفاتيكان  على اعتبارها  مرجعية غالبية مسيحيي العراق ناهيك عن وجود او ظهور جديد لمسيحيين اكراد وعرب وتركمان ويزيديون وربما شبك ايضا .
 بعد تبادل نوعي في طرح الافكار بين مختلف ومتفق, اتخذ الحوار منحى اخر بحيث رسى الجميع  على  مرفأ  اتفقوا فيه على ضرورة تطوير مثل هذه اللقاءات  وتوسيعها كي تشمل دعوة المزيد من العقول الأكاديميه  النيره(الغير المسيسه)  من مختلف مسميات شعبنا ومذاهبه  من اجل  دراسة اوضاعنا وتشخيص مكامن الخلل ثم الخروج بخلاصه مفيده  تعتمد  قدرة الانسان في الحفاظ على وجوده  وحمايته  وليس على تمخضات صراعات التسميات والمذاهب  التي لم ولن تكتسب  القوه التي تستطيع فيها حماية انساننا .
 نعم من جانبي والكثيرون معي يتساءلون اليوم بعد تكرار انتكاساتنا السياسيه والدينيه ,  يا ترى لماذا لا ندعو ونناشد بضرورة عقد لقاءات كهذه  يكون الدور الريادي فيها لخبراتنا وعقول ابناء شعبنا  والتي أكد الضيف قاصد  على أن اسباب تهميش هذه العقول هو في اغلبه نتاج  مساعي احتكاريه من قبل بعض السياسيين وقادة الكنيسه , تلك من وجهة نظري تشكل  الخلاصة  المثمره  من الندوه وهي من شأنها أن تساعدنا في تشخيص عوامل ضعفه الحقيقيه  بعيدا عن الانجرار وراء  العنصريين وضيقي الافق
هكذا ودعت الاصدقاء جميعا وانا محمّل بافكار واراء  بذي طعم رغم تضارباتها احيانا , اذ فيها الكثير مما يجب دراسته بمراجعه مجرده من الامزجه وضيق الانتماءات العازله , وفي صباح الجمعه, العاشر من تموز, اوصلني الصديقان باسل جنو وجورج شينا مشكوران الى مطار ديترويت كي اعود الى بيتي وعائلتي في هولنده.
ختاما,  لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر الجزيل الى كافة الساده من اصدقاء وضيوف شاركوا في إحياء هذه اللقاءات المثمره و التي لابد من  دعمها وتوسيعها وتواصلها, فمن خلالها يستطيع العقل والفكر ان يرسم شيئا للمستقبل  ويبدع في خلق مسارات تقويميه لما حصل من نكسات.
الوطن والشعب من وراء القصد
 

194
 
من يقرر مصير المناطق المتنازع عليها ,  شهوات الضم والعزل  أم  واقع العجز والترهل

شوكت توسا
لم يبخل عشاق الحرية وطلابها في العراق في مساندة  مشروع  المعارضه للاطاحه بنظام صدام , و قد تحقق  المــُراد  بين واصف للعمليه بالتحرير وبين رافض ومقاوم لها على اعتبارها إحتلال للعراق , وبين خيبة الإثنين  تمتثل  حقيقة  فارضة نفسها  لتؤكد  بأن العراقيين (ضحايا نظام صدام) لم يشهدوا ما يُحسّسهم بالتعويض عن مآسيهم  كي يحمدوا الساعه التي سقط  فيها الديكتاتور.
 عن نفسي لو حكيت مثلا , لم أكن أتمنى مشاهدة  العراقي  وهو يضرب  بحذائه تمثال صدام في ساحة الفردوس بعد أن القوا به أرضا, ربما آخرون وجدوا في صورة العم  المسن تحسين وهو يضرب  بنعاله صورة صدام  تعبيرا عفويا عن فرحة الخلاص, ولكن حين التكلم حول الطريقه التي تم فيها اعدام الطاغيه,ينتاب المرء هاجسا ينبئه بمسلسل تفريخ وتفقيس لثارات لها بدايه  لكن نهايتها  كما تبدو ستضفينا الى الخنادق العريضه و الجدران العازله ثم التقسيمات , كانت طريقة محاكمة صدام وإعدامه تجسيدا  حيا لصورة انتقام الشيعي من السني تحت  اشراف الامريكي  والبريطاني  اللذان  لم ولا ولن يرتجى منهما  ولا من الذين جيئ بهم  لحكم العراق ما بعد صدام اي خيـــــــــــــر.
   الكلام سيطول لو إسترسلنا في نبش  تفاصيل  إجراءات اثنا عشر عاما  يراها البعض اعتياديه  وحيويه  لبناء شيئ جديد في عراق ما بعد صدام , رؤية  تكاد تُبنى على تصريح  الامريكيه السمراء كونداليزا رايس صاحبة مقولة الفوضى الخلاقه , لكن في ذلك ما يضحك ويبكي في آن واحد , خاصة  في سذاجة تفسير  كلمة  الخلاقه  على أنها  خلق الحرية وبث ثقافة الديمقراطيه والوئام بين العراقين , لو كان نفي  صحةهذا التفسير شأنا يهمنا فهو لا يتطلب  التعمق في البحث, يكفي العالق بأذهاننا  وما شاهده الجميع  لدحض إدعاءات هكذ ارؤى .
 على سبيل المثال  بإمكان اي متابع ان يضع علامات وليس علامه تعجب او استفهام واحده   أمام مغزى و طريقة تفليش مؤسسات الجيش والامن والشرطه  حتى وان حصل ذلك بجريرة  وذريعة  تنفيذ أوامر الديكتاتور الذي لم يكن هناك من يجرؤ الاعتراض  على اوامره الا برقبته ثمنا , لان تفليش الجيش والاجهزه الامنيه  جعل من العراق  ضيعة ً تحكمها الميليشيات ,هل بهذه الدرجة  كان غباء الامريكي والسياسي العراقي ؟ ام كان ذكاء من الامريكي   في جعل الوطن  بلا سور ولا حماة  أمام الزواحف والجرذان والسراق والارهابيين  والمافيات  قصدته من مختلف اصقاع الارض  للعبث به ,ناهيك عن سوء نوايا الامريكان في تفليش  الوزارات وفتح أبوابها للنهب والسلب  بينما أصروا على توفير الحمايه  لوزارة النفط فقط , اما لو ألقينا نظره على  ما حل بالمتاحف والآثار أمام أنظار الامريكان ,  فإن التقارير التي نشرها المغدور به الدكتور دوني جورج  حول  سرقات المتاحف والآثار  كونه مديرها العام خير دليل على ما نقول , ولو تحدثنا عن طريقة تشكيل مجلس الحكم و أعضاءه  الخمسه وعشرين الذين تم تنصيبهم امريكيا  وبحسب اوامر الحاكم المدني  بول بريمر, فقد تم توزيع  مقاعده  بين السنه والشيعه والاكراد ( تسميتان  دينيه مذهبيه , واخرى قوميه كرديه , لكن الثلاثه مسلمون) شاطبا في ذلك كل ما له علاقه بالمواطنه والمساواة مع البقيه من غير المسلمين العرب والاكراد وصولا الى الطامه الكبيره التي كبلت العراق وفضحت ساسته  حينما تم تشكيل لجنة (شكليه) لصياغة دستورللعراق,  هذه المسماة باللجنه  إستلمت  نصوص وفقرات الدستور المهمه  جاهزة , ومن يقول بأنها اشتركت عمليا وفكريا وقانونيا  في صياغته  فهي تلصق بنفسها  تهمة  ما يجري اليوم في العراق , لكنها  مطمئنه  لانها  لم تشترك الا  في استنساخ كليشات  المقدمات والتفصيلات التعبيريه واللغويه من دساتير اخرى  .فمن يقرأ  دستورنا  برويه ومحبه محايده للعراق , سيصاب بالدوخان  لما يحويه  من مصطلحات وأفكار لا وطنيه  ولا مهنيه ولا قانونيه, كلها بمثابة قنابل عنقوديه  وألغام  موقوته يمكن لاي من الفئات الثلاثه ان تفجرها متى ما تهددت مصالحها الذاتيه .
من  مصطلحات دستورنا  الفاشل هذا , و التي تبعث اليأس والقنوط في نفس كل محب للعراق ,مصطلح المناطق المتنازع عليها , وانا لست مهتما  بين من ومن هذا التنازع , فذلك ليس المهم في حديثنا لان التنازع سيشمل  كل الأماكن ويطال الشرائح العراقيه برمتها دون استثناء , كما لا يهمنا ان  نستقصي شخص  الذي  وجد في حشر هذا المصطلح  بداية عصر ذهبي للعراق , يهمنا ان نسأل يا ترى بحسب اية عقليه سياسيه ممكن إقناع العراقي باننا أطحنا بنظام صدام (الدموي)  كي نشترك في  نزهه  شعبيه سياسيه دستوريه  نتنازع فيها لأمد مجهول  حول مناطق يسكنها أصحابها  التاريخيون  ( هم ليسوا عربا ولا أكرادا وليسوا مسلمون سنه او شيعه ) موجودون هناك  قرونا طويله قبل الاسلام وقبل المسيح  شاءت  الاقدار أن يشاركهم  العيش  فيها مزيج من القوميات والأديان والمذاهب  قدمت اليهم  بعنوة  لا مجال لذكر تفاصيلها؟ إنها  أسئله تفرّخ أسئله كثيره  والأكثر مصيبه  ان ساسة العراق  الكبار  مع الاسف يكرهون الاستماع اليها   ويستنكفون من الاجابة عليها  لانهم بأنفسهم باركوا تضمين مصطلح  المتنازع  عليها ووقعوا على الالتزام في تطبيقها  في مؤتمر لندن .
 من اجل ايصال فكرة عنوان المقال , لا باس لو نغض الطرف عن المطالبه بإلغاء الدستور او إجراء بعض التعديلات عليه ,ولكن  دعونا أولا نطالب بالتعجيل في تحرير قرانا وبلداتنا المغتصبه و إعادة المشردين الى بيوتهم  , ثم لنســّلم  بما ينص عليه دستورا بغداد واربيل , ففي حال تم إحياء الماده 140  خلافا لرغبة القائلين بأنها  ماتت  لاسباب تتعلق بتوقيتاتها الدستوريه , اي ان فض  حرب التنازع على المناطق  بعد  اعادة رسم الحدود وتعداد الرؤوس بين مصوت بنعم لفلان  وكلا لعلان  في استفتاء شعبي , بمعنى ان  ظهور فريقين او اكثر في عملية الاستفتاء الشعبي المزعوم لن يكون بالامر الغريب ,فسيظهر  فريق  يؤيد فكرة ضم هذه المناطق (المتكاون عليها) الى الاقليم الكردي, يقابله  فريق آخر يطالب بإبقائها تابعه للموصل ولحكومة بغداد, وهكذا فريق آخر يطالب بفصلها بعد تشكيل اقليم او محافظه  وما يشابهها من احتمالات .
 في الحقيقه  انا لا ارى  ان المشكله في تعدد  فرق  المستفتين  وغلبة فريق على اخر , ولا  اجد أن  اصل المشكله  يكمن في أفضلية ضمها الى بغداد دون اربيل او في جعلها اقليما خاصا , ومن يقول معترضا  بانه لا يجوز ان تلغى هوية نينوى الاشوريه بضمها الى كيان جديد اسمه كردستان او الى سنستان او عربستان على سبيل المثال  , فهو ايضا يعزف على وتر تعبان ما دامت الاوتار المدويه  مسيطر عليها من قبل الأقوياء, قد يسهل تفسير ذلك   عند الرجوع  الى مصير  مدينة الشرقاط (أشور عاصمة الاشوريين) التي تم تدمير بقايا  قلعتها الاشوريه ومسحها مع الارض اليوم؟ والسؤال ذاته نسأله حول بابل الجنائن  ونبوخذنصرها  والمتبقي فيها من آثار الكلدانيين!!!
سادتي المهتمين, إخواننا الساسه ورجال الدين المحترمين....
لكي لا نظل كمن يضع  لترين ماء في وعاء برونز(هاون)  يدقه بيدة برونزيه  ثم يدقه  ويغليه ثم يبرده  على أمل ان يستخلص منه عجينة  يخبزها بالتنور  او يصنع منها  كبة لأطفاله, ذلك تفكير عقيم و في غاية السذاجه واللامبالاة , من وجهة نظري الشخصيه المتواضعه , المشكله  ليس في الجهه التي ننضم اليها, وعلى اساسها  لا أراني  اعير اية أهميه لذلك مالم نهتم  قبل  كل شيئ  في مسألة جوهريه ومصيريه مستقبليه أخرى اكثر اهمية من غيرها  , الا وهي:
 هل  هيأ ساستنا بمعاونة مثقفينا  شيئا إسمه كيان سياسي ينطق باسم شعبنا  او مجلس حماية مصالح شعبنا   يجمعهم  لاتخاذ قرار او رسم صوره  في مثل هكذا مناسبات تاريخيه ومصيريه؟  كيف ومن سيمتلك  ناصية التحاور مع السلطات العراقيه  وهكذا الاجنبيه المتحكمه   حول ضمان حماية وجودنا  دون التكلم  او بغض النظر عن الجهه التي سنختار الانضمام تحت ظلها , نحن  ككلدواشوريين سريان  بكل صراحه , بسطاؤنا قبل ساستنا ومثقفينا  يراعون في احكامهم  حراجة الوضع العراقي وتعقيدات خارطته السياسيه, فقد قالوها سابقا ونعيدها دائما ما دام حالنا باق على ما هو عليه دون تطوير فنحن لا ولن نشكل اي تسلسل  في المعادله الوطنيه  ولا حتى الانسانيه التي تستخدمها (تستغلها) السياسه الدوليه  , نعم انها حقيقه مره وقولها على اللسان اشد مرارة من الحنظل , لكن هل في التغطية عليها سنصلح شيئا مما افسدته  الأنفس والرغبات؟ 
  ساستنا المحترمون وهكذا مثقفونا يتحملون  جزءً من وزر ما آلت اليه أوضاعنا , لانهم لم يؤدوا واجباتهم البيتيه كما يفترض بالذي يروم النجاح في الامتحان بجداره ,الكل يعلم  باننا أحوج ما نكون الى كيان سياسي  يتفق عليه  الساسه  ولا نقول يتوحدوا فيه لاننا  أصبحنا نتردد في مطالبتهم  بالتوحد  وكأن في ذلك ما  يضرب ويخل بمصالحهم , لسنا بصدد إجترار كلاما سبق وتكرر ذكره كثيرا , ولكن نؤكد بانه ممكن للإتفاق(تحت خيمة كالتي جمعهم فيها غبطة البطريرك ساكو) على صيغه  لوضع رؤوس نقاط معينه  عساها تمنحهم  موقعا أو صفة  تمكنهم من  فرض شروط  وتوصيات  او مطالب على الجهه التي سيُجمع الأكثريه على افضلية الانضمام اليها  في حال كان موضوع الانضمام الى جهة ما  أمر لا مفر منه , ولا أظنني بان الشروط والمطالب والضمانات التي نحن بصددها هي من التعجيز والثقل بقدر ما ستكون متماشيه وبانسيابيه قانونيه مع ابسط لوائح حقوق الانسان الموثقه  لدى منظمة الامم المتحده  و التي من المؤكد  سيوكل اليها  دورا مهما تمارسه ضمن  اي اتفاق لهذا الضم  لضمان  الالتزام بالشروط سواء  المتعلق منها  باعادة  الاملاك  لأصحابها وتعويض خسائرهم  اومنع الأستحواذ  على ممتلكات وحقوق الغير بعيدا عن فرض الوصايات والتدخل بشؤونهم ضمانا لادارة حياتهم بانفسهم  في تطوير خدماتهم وتحسين احوال معيشتهم  , بذلك نكون قد حققنا شيئا يسيرا على طريق فرض واقع مقبول  لتحريم المزيد من  تدمير معالمنا  أو تغيير ديموغرافيتنا  كما حصل في الشرقاط (اشور) وفي بابل الكلدانيه, ولتكن من تكون الجهه التي يراد منا الانضمام اليها.
اخواني المثقفين و العاملين في السياسه  وفي المجال الديني 
 نعم , إن حكومة الموصل خذلتنا منذ الاشهر الاولى بعد سقوط صدام, حصل ذلك  ليس كرها فينا بقدر ما تسببته  تشظيات السياسه وخطط اربابها المتصارعين  , فقد عشنا مع الموصليين وعاشوا معنا  مئات السنين   لماذا جيئ  لنا اليوم  بداعش , بالتأكيد  لاستكمال ما فات على القاعده  انجازه بحقنا ,  أماحكومة بغداد و بحكم صراعاتها القوميه والمذهبيه مع الاكراد والسنه , فهي مارست  اللعب على الحبلين بشكل مفضوح في تعاطيها معنا , وما علينا سوى ان نقر ونعترف بكل صراحه  بان اللعب على الحبلين والمساومات المخادعه  تشكل جزء حيويا  من تفاصيل فعاليات السياسه  في يومنا هذا , اما حكومة اربيل, فهي  ليس إستثناء من هذه القاعده إطلاقا  , نعم  ومئة نعم  هي  مشكوره عندما استقبلت النازحين الهاربين من قراهم وبلداتهم  النينويه  التي سبقهم في تركها الجيش والبيشمركه  بسبب الزحف الداعشي المزعوم  , ولكن هل من غرابه  لو قلنا بان لعبة شد الحبل  معنا يمارسها الساسه الاكراد ايضا  ,,, كلا ليس هناك امر غريب في السياسه , الشاطر هو اللي يجيب نقش , وعليه  نقول الجميع يلعب سياسه بحسب ما تقتضيه مصلحته , والجميع يمارس اللعب على الحبال , كلهم يبحث عن كيفية تقوية وجوده ودوره وضمان مستقبله  ,  لكن سبحان الله  الا ساستنا مع احترامنا لهم  , لا أود ان ازعج احدا منهم لكني اصبحت ارى في قسم منهم  وكأنهم محامون  تم توكيلهم لمتابعة   ملفات  لاجئين كلدواشوريين سريان جاؤوا هاربين  من أفغانستان  والقوقاز ومن فلسطين  والصومال  ليطلبوا اللجوء في محاكم العراق .
الوطن والشعب من وراء القصد
 

195
بطريركنا الموقر ساكو, ألم يبالغ غبطتكم في التكفير عن ذنوب ارتكبها العثمانيون بحق  الآباء والاجداد

شوكت توسا
http://www.aydinses.com/genel/goruntulu-haber-dunya-keldanileri-patrigi-soykirimla-ilgili-konustu-h522603.html
 
سيدنا الموقر
  إحتراما لمقام شخصكم الكريم  و لدرجتكم الدينيه المقدسه, أستهل كلامي بالتحيه  والتقدير طالبا ً السماح  بمخاطبتكم  هذه المره كرجل حقوقي او سياسي إستجاب لطلب جهه اعلاميه وسياسيه تركيه فأدلى مستندا كما يُفترض على مفاهيم دينه السمحه و على العداله التي يتطلع اليها المؤمنين, ولأن هوية حديثكم سيدنا البطريرك إكتسبت صبغة اخرى غير الدينيه  مما شجعني على كتابة هذا المقال سعيا  الى التأكد إن كان غبطة بطريركنا موفقا فيما أعلنه أم أن هناك ما يستوجب قوله .
فمن خلال الحديث الذي تفضلتم به , والذي يمكن للقارئ الكريم سماعه ومشاهدته  بعد الضغط على الرابط الالكتروني أعلاه, حتما سيكون هناك  اكثر من  تعليق, وعليه ستتعدد التفاسير  والتعليلات وراء ما قاله غبطتكم في ردودكم على تساؤلات الميديا الاعلاميه التركيه.
 دعونا أولا غبطة بطريركنا  نعود بجنابكم الموقر وحضرة القارئ الكريم الى اسابيع قليله تلت تربعكم  سدة بطريريكية بابل على الكلدان,إذ كنتُ من المواضبين عبر ما تعرضه لنا وسائل الاعلام  في متابعة دعواتكم  القيّمه للتجديد والتوحيد حفاظا على أصالة الكنيسه ووحدة أبنائها واساقفتها عملا برسالة سيدنا المسيح, فأعطاكم ذلك زخما انسانيا ودينيا ووطنيا ( يصب في مصلحة وحدة أمتنا قوميا) على طريق إعلاء شأن الكنيسة وتحفيز أبنائها للمطالبه بحقوقهم الوطنيه والقوميه,  وإذ قلما سبقكم في ذلك  مسؤول بدرجتكم الدينيه, فلا غرابة أن يجد عراقي ٌ بسيط مثلي ضالته  فيما تناشدون به وتسعون من  أجله ما دام في مجمله المفيد والنافع  لمستقبل ابناء شعبنا (الكلدواشوري السرياني ) المسيحيين في العراق والمنطقه النهرينيه بشكل عام , لذا وجدته لزاما علي قول و نشر رأيي الشخصي فيما بدأتم به مهامكم الدينية الكنسيه  فوصفتكم  على أساسها بالكاريزمي الذي  شرع  مشواره الإيماني  بوضع الأصبع على جرح ابناء شعبه المزمن في وقت  بات كلنا أحوج ما يكون اليه  وعقارب الساعة تتسارع  منبهة ً مع اشتداد المصائب التي سبّبها لنا الساسه الغربيون بذراعهم الفتاك  داعش وما أدرانا بداعش يا سيدنا البطريرك  لولا  مكائد السياسة ولا أخلاقيات  أوليائها وراسمي وممولي واجهاتها المتمثله تارة بالقاعده التي  ارتكبت مذبحة سيدة النجاة  وتارة اخرى  بداعش التي هتكت أصرحنا ودمرت نسلنا وزرعنا  باسم الدين, فلو سألنا أي متابع بسيط  وليكن هاوي السياسه عن مجريات ما يحصل , سوف يبدأ حديثه بالقاء اللوم على جانب النظام التركي كونه طرف شارك  في تمويل فعاليات القاعده في الأمس القريب و يشارك اليوم بدعم داعش في جرائمها  التي ارتكبتها بحق بابناء شعبنا  (كلدواشوريين سريان وارمن) المسيحيين , اذن سيدنا الجليل هل سنضطر يوما الى تبرئة داعش من جرائمها كي لا ينكشف الدور التركي الخبيث ويغضب المجرمون؟ نحن بكل صدق نقول يا غبطة بطريركنا اننا لم ولن نشكك قط بنواياكم الانسانيه في طرح فكرة التسامح والتعايش السلمي , لكننا نتألم ونتحسر عندما نلاقيهم كما فعلتم سيادتكم بالطيب والنوايا الحسنه ,  بينما هم لا يفهمون  لغتكم لا بل سيتسغلونها في تمرير مآربهم على حساب ضحايانا.
  في الحقيقه , لا أود لنفسي  وضعها في موقع المتراجع والنادم  في تقييمي لطروحاتكم الراقيه التي إبتدأتم مشواركم البطريركي بها,فقد أوصلني إعجابي الى حد وصفكم بالكاريزمه التي تمنينا  لكم من خلالها المزيد من الموفقيه والدعم من قبل ابناء شعبنا ,لا بل تمنينا  منكم تمتين الخطاب و إحكام شده بجذع شجرة شعبكم التاريخيه  وبجذورها التي طال التصحر المحيط بها , فهي اي الشجرة وجذورها بحاجة الى من يحفر جدول ماء يروي عطشها ويشفي غليل المتبقي من أغصانها  المترهله قبل ان تآل الى الاندثار بعد الذبول, تلك الامنيه و سلاسة خطابكم دفعا  بيراعي الى وصفكم بالكاريزمه, ليس تملقا حاشكم وحاشاي من ذلك ولا تشفيا باحد اطلاقا , إنما قول القليل مما نراه مهما ونقل الكثير مما يدور في ذهن  كاتب هذه السطور وأذهان الالوف من المعذبين الذين أنهكتهم الحروب والمذابح .
 سيدنا البطريرك , عن نفسي لو سمحتم لي بالتكلم , مذ وعيتُ على بديهيات الامور السياسيه وابسط ضوابطها مقارنة بواجبات رجل الدين, أدركت مبكرا بان  تدخل رجل الدين في السياسه بأي شكل امرفيه سينات وجيمات  حتى وإن كان مبعثه عجز الساسة  المدنيين  وترهل دورهم في رفد مسيرتهم السياسيه  وضمان حقوق الشريحة التي يمثلونها , ونحن على علم  بأن في  هذا الترهل ما يفتح الابواب  مشرعة مستدعية رجل الدين (مستنجدة به)  للولوج حيث لا يُراد له , إنما بإمكان القائد الديني أن يجمع بين المختلفين على طاولة السلم والمحبه المسيحيه لحثهم على ممارسة دورهم بالتالي يفسحوا المجال له لتأدية رسالته الدينيه ,  لذا لزاما علينا  ان نشيد مرة اخرى بدعوتكم  الاخيره لممثلينا البرلمانيين وبعض مثقفينا المهتمين بشؤون شعبنا الى حضور لقاء معكم في بغداد, متمنين ان يصب ذلك في تصحيح مسارات سياسيينا ورسم خطوط عمل جديده لأنفسهم من تحت خيمة كنتم السبب في لم شملهم تحتها.  كما لابد  أيضا ان نستشهد بذهابكم الى مجلس الأمن , حيث نالت ما نالته من إعجاب وتمنيات , لم نتعجب حين تعامل البعض  معها باعتبارها  تدخلا في السياسة,  لأن تلك ايضا لها ما يبررها كما أسلفنا  مثلما  بررها آخرون  من باب إضطرار جنابكم  و بسبب عدم إستطاعة ساستنا فرض أنفسهم في هذا الحضور فوجدتم في تلبية دعوة فرنسا  فرصة  تعرضون فيها هموم شعبكم أمام واحدة من واجهات صناعة القرار العالمي, شخصيا لم أجد ما أقوله في مناسبة هذا الحضور الدولي افضل من ان أكتب مقالا لأشيد  بكم وبالدور الذي تأملناه من حضوركم إحدى جلسات مجلس الأمن كي تتكلموا عن هموم ابناء شعبنا في العراق وسوريا, ربما اكون قد تجاوزت المسموح  عندما تكلمت عوضا عنكم  بقلمي حيث  أكدت ُ بصيغة تمني انكم لستم بصدد إحلال منصبكم وشخصكم محل مواقع سياسيينا المفترضه , نحن ننتقدهم سياسيا ونطالبهم منطقيا ونعاتبهم  ونصالحهم أخويا كلما بدر منهم اي تقاعس او عدم انسجامهم فيما بينهم , فقد  أشدنا في وقتها بحضوركم ايمانا منا بان إدراككم وتفاعلكم مع خطورة  أوضاع  شعبنا ومجهولية مستقبله  يتأتى من قربكم  ومعايشتكم الواعيه  للاوضاع  في العراق والمنطقه برمتها وهي حاله استثنائيه  , لكن الأمر الذي نحن متأكدون منه اكثر هو مدى درايتكم  وإطلاعكم على حيثيات الأوضاع  التي سادت في حقب زمنيه  هيأت أجواء  إقتناص الكنيسة لأدوار لم  تنجب لشعبها ما كان يرتجيه لحل مشاكله بل زادت الطين بللــّه , ذلك يتضح  لو إتخذنا على سبيل المثال تاريخ وواقع شعبنا في العراق لمدى قرون كمثال ,  او الواقع الذي أضفى عليه دور الكنيسه في لبنان , كانت تلك  أدوار إبتعدت  في الكثير من تفاصيلها عن تعاليم وفلسفة المسيحيه لتقترب من ميادين العمل في اروقة خارج مهامها الدينيه من اجل مشاركة ومنافسة اللاديينيين  في الانتخابات من اجل المناصب والمكاسب , تلك حقائق غبطتكم أشد من يفهمها ويفقهها
سيدنا المحترم
بالعوده الى  ردودكم على تساؤلات الميديا التركيه, واضح أنكم طالبتم  الأمم والأقوام التي أرتكبت بحقها المذابح والمجازر(على يد العثمانيين) أن تقتدي بالبيان السماحي الذي أعلنه الفاتيكان حول تبرئة  يهود اليوم  من تهمة صلب المسيح , أي ان تركيا اليوم ونظامها الحالي ليس المسؤول عما حصل للمليون ونصف مليون كلدواشوري سرياني وأرمني شهيد , وانا هنا أسأل يا ترى هل طالب الفاتيكان يهود اسرائيل الحاليه  مثلا  بوجوب إعادة التعويضات التي ترتبت على المانيا بسبب الهولوكوس المزعوم او على الأقل التوقف عن دفع المتبقي , إذ حسب معلوماتي مازالت المانيا تسدد المئات من مليارات الدولارات لإسرائيل. إذن اين العداله في هذه الفعاليه الفاتيكانيه كي نتخذها أنموذجا للإقتداء به؟
نحن ككلدواشوريين سريان و كأرمن (مسيحيين), قدمنا في الماضي القريب  وما زلنا نقدم ضحايا بالملايين  في أكثر من هولوكوس  وعمليات قلع من الجذور وعلى يد اكثر من قوم ودين ونظام دوله , ولنا مقابر جماعيه  تفوق أضعاف تلك  التي تضم رفاة ضحايا شيعة العراق في زمن صدام , كما ان لنا مدن اكبر من حلبجه  وسنجار أرتكبت فيها المجازر بحق شعبنا . هل سنبادر او يبادر بطريركنا العزيز بمطالبة الشيعه و الأكراد في  التخلي عن المطالبه بتعويضات ضحاياهم لان  طبيعة النظام  والشعب الذي أرتكب تلك الجرائم هو غير الشعب وغير النظام الذي يحكم اليوم؟
 سيدنا البطريرك, من منطلق ثبوت حقيقة مطاطية القوانين الدوليه التي يتم إخضاع عملية تطويلها واختزالها لمقتضيات مصالح الدول العظمى , وهو شأن مفرغ من امره ولا أظنني أننا سنختلف حوله , بدليل أن مسألة هولوكوست الأرمن التي بذل الارمن جهودا مضنيه من اجل إظهارها وتثبيتها دوليا  نعم قد إكتسبت أهميه أعلاميه دوليه مؤخرا, الا أنها عانت وما تزال تعاني المد والجزر طبقا لما تقتضيه مصالح الدول العظمى رغم وجود الأدله الدامغه التي تفوق تلك المطروحه والمتعلقه بهولوكوست اليهود على يد المانيا النازيه. 
إذن خلاصة ما نود ان نعرضه أمام غبطة سيدنا البطريرك هو ما الذي سنجنيه في أعترافنا الطوعي بوجوب التخلي عن المطالبه بحقوق احفاد الضحايا , هل هو الخوف من عدم شرعيتها ام من عدم فائدتها ؟ بينما هناك من قد حقق لأهله وشعبه مثل هذه الحقوق  وقد يكون ذلك درسا  تتعظ  منه الامم والانظمه  وتسود بين الناس ثقافة  التعايش السلمي التي تفضلتم بذكرها في معرض اجاباتكم على تساؤلات الصحفيين الاتراك ,من جانبي لا أرى في  خضم هذه الفوضى الانسانيه السائده  أي سبب منطقي ومقنع  او فائده  معنويه في الترويج لثقافة التخلي عن المطالبه بهذا الحق لمجرد ان الفاتيكان سلك طريقا  غير منصف للحقيقه بأكملها كما أسلفت  إنما  مناصفا  إياها حين اعلن تبرئة اليهود من صلب المسيح.
 أختتم كلامي بالشكر الجزيل لسيدنا البطريرك ولسعة صدره  ازاء ما اوردناه  ,راجيا من  جميع مسؤولينا  التأكيد على الرفض وبقوه نظرية تحليل التعاطي بالحشيشه لزيد  وتحريم شرب ماء الفرات على ابناء اهله .
الوطن وضحايا شعبنا من وراء القصد
 


196
الحشــــد الشعبي بين المـُـراد منه شيعيا ً وبين ما يستدعي لانجاحه  عراقيا ً

شوكت توسا
  سأعتمد فيما سأعتمده  لبلورة فكرتي , على معاصرتي لأنظمة حكمت العراق  و طريقة فهمي لوسائل  تثبيت وفرض سلطاتها إضافة الى جيشها النظامي  من قبيل تشكيلات مـُنحت صفة الشعبيه والقوميه او الوطنيه لأسباب و أغراض إختلط المعلن عنها مع ما كان مخفي ومبطن لكن الحقيقه استبانت في النتائج الملموسه على الأرض.
 ففي أواخرعام 1958  بعد نجاح ثورة 14 تموز التي كان للحزب الشيوعي العراقي دورا رياديا في إنجاحها ودعمها  في بداية مسيرتها , ظهرت في الأفق محاولات  داخليه مدعومه من أنظمة دول الجوار لإجهاض الثورة ,فما كان امام الحزب الشيوعي وبالتسيق  مع الحكومه إلا تبني فكرة تشكيل ميليشيا بأسم المقاومه الشعبيه , إنضم اليها الآلاف من منتسبي  الحزب و مؤازريه شباب وشابات دفاعا عن ثورتهم المجيده ومنجزاتها التي شرع القوميون العروبيون والاسلاميون بمعاونة انظمة سوريا ومصر الى أجهاضها واسقاط نظامها , فنال  التشكيل في بداية تأسيسه تأييد الحكومه وزعيمها وجماهير الحزب المدافعه عن الثوره , إلا أن ظاهره تسلل المنتفعين وإنضمامهم الى المقاومه الشعبيه كانت القشه التي قصمت ظهر التشكيل فحرفته عن هدفه النبيل  خاصة  أثناء وما بعد القضاء على مؤامرة الشواف في 1959 , فقد برزت ممارسات  مشينه  من قبل عناصر المقاومه الشعبيه  كالانتقام والابتزاز مشوهة بذلك سمعة التشكيل  ومسببة ً الكراهية والاحقاد بين مكونات العراقيين , وبالرغم  من تأكيدات شهادات العديدين من الشيوعيين والمستقلين على ان تلك التصرفات كانت شخصيه لا علاقة للحزب الشيوعي في التوجيه بها او التحريض على ارتكابها, الا ان الملامة ألقيت و مازالت  تلقى على الحزب و سوء ادارته للتشكيل الذي  أحرج موقف الزعيم عبدالكريم قاسم  أزاء إلحاح الضباط القوميين والبعثيين  مما إضطره الى إصدار اوامر حل المقاومه الشعبيه  وتجريد عناصرها من السلاح وزج البعض من قادته في السجون, إذن شئنا ام أبينا  فان التجربه فشلت بعد ان كان المؤمل منها ان تستمر في مساندة الثوره  ومقاومة  التيارات القوميه والبعثيه والاسلامويه  والسبب كما اشرنا هو عدم ضبط  وترتيب عملية تشكيلها وطريقة قيامها بواجباتها  في مواجهة مستهدفي الثوره من الداخل والخارج.
بعد إنقلاب شباط 1963 المشؤوم, ومن أجل أن يستمكن الإنقلابيون(القوميون والبعثيون والاسلاموييون)  من مسك السلطة بيد من حديد وفرض نفوذهم على أجهزة الجيش العسكريه و الشارع العراقي الملتهب , لجؤوا الى تبني النمط الذي فشل في إتباعه الحزب الشيوعي لكن باسلوب أعنف وأخلاقيه أوطأ مما يتصوره العقل,  حيث تم تشكيل  كتائب الحرس القومي التي راحت تمارس الجرائم وبروح انتقاميه بحق كل من ثبت اصطفافه او تعاطفه مع ثورة الرابع عشر من تموز الوطنيه , فأمتلات السجون والمعتقلات  بعد ان كثرت المداهمات للمدن والقرى لملاحقة الشيوعيين ومؤازريهم  بهدف تصفيتهم, اي ان هذا التشكيل في حقيقته لم  يثبت لنفسه اي موقف مشرف بل جّسد  أخلاقية الإنقلابيين ومدى كراهيتهم للشعب وحبهم للانتقام منه. بعد اشهر قليله ومع تصاعد وتيرة الصراعات بين قيادات الحرس القومي واطراف بعثيه من اجل الاستحواذ على الحكومه والسلطه, تعاون البعثيون مع الرئيس المرحوم عبد السلام عارف في شن حملة للقضاء على تشكيلات الحرس القومي , وقد تم لهم ذلك في تشرين من عام 1963 بعد القضاء على ميليشيات الحرس القومي لتنطوي صفحه اجراميه وحشيه قادها الحرس القومي الذي ضم عناصر بعثيه  وقوميه واسلاميه متطرفه .
في تموز من عام 1968 انقلب البعثيون( احمد حسن البكر وصدام حسين ومجموعة اخرى من الضباط) على نظام الرئيس عبد الرحمن عارف شقيق الراحل عبد السلام , ومن اجل بسط النفوذ الحزبي البعثي على مفاصل سلطة البلاد خاصةفي مجالها العسكري,كان لابد من السير على خطى من سبقوهم لكن باسلوب مغاير نوعا ما  حيث كانت فكرة  تشكيل عسكري شعبي يضاف الى تشكيلات أفواج ما كانت تسمى بالفرسان  او افواج الدفاع الكرديه الخفيفه (الجحوش) التي كانت تضم أكراد العشائر المواليه  للحكومه لمحاربة مسلحي الحركه الكرديه في شمال العراق انذاك , لذا تم في عام 1970 تشكيل  الجيش الشعبي الذيقيل عنه انه ظهيرا للحكومة والحزب القائد وتولية قيادته لصدام حسين الى عام 1974  ثم تم  تسليم قيادته فيما بعد  للنائب الضابط البعثي طه ياسين رمضان , لم يكن تسليح هذه الميليشيات ولا تدريباتها يرتقي الى مستوى تقني وفني يستحق الذكركي يؤدي دورا مشهودا مع ان تعداد متطوعيه ومنتسبيه  تجاوز النصف مليون مقاتل خاصة  اثناء الحرب العراقيه الايرانيه , فقد كان معظم منتسبي الجيش الشعبي من الموظفين والعاطلين من الذين لم تدعى مواليدهم الى الجيش يساقون  الى التطوع  بقوة التهديد , و بعد تلقيهم  تدريبات عسكريه بدائيه خفيفه  يوزعون  الى مواقع عسكريه داخليه وحدوديه خلفيه ضمن قواطع جبهات  مقاتلة الايرانيين والمسلحين الأكراد شمال العراق .
بعد هذا العرض المختصر لبعض التشكيلات الغير النظاميه(الشعبيه الفاشله) التي كان يـُنظر اليها بمثابة ظهير وسند للسلطه ولقوتها العسكريه, لكنها تلاشت حالما سقطت الأنظمه  دون ان يكون لها اي دور في الدفاع عن السلطة ونظامها .
اليوم وحديث مقالنا  يتعلق بتشكيل الحشد الشعبي  الذي جاء إعلان تأسيسه بفتوة من المرجع الشيعي الأعلى ,لم تاتي الحاجة الى هذا التشكيل من فراغ, أنما  نتيجة لأمرين متداخلين  ببعضهما  أولهما خطورة التهديد الذي تعرض له الوجود الشيعي في العراق من قبل تنظيم داعش وهو في نظر المرجعيه وكما طرحته يشكل تهديد لكل العراق ومكوناته ,وثانيا عجز الجيش العراقي وضعف أدائه في الدفاع عن حياض الوطن  وتكرار هزائمه سواء بسبب قلة خبرته وضعف تدريباته او نتيجة خيانات بعض ضباطه ,  وهنا يجب ان لا ننسى بانه بين عامل قلة خبرة الجيش وخيانات بعض الضباط, هناك جهد سياسي اخطبوطي  فرض دوره  لم ينفك من حياكة مؤامراته ضد العراق, إشتركت في هذا المخطط الاجرامي أطراف داخليه وخارجيه  ترى  في امتلاك العراق جيشا عراقيا مقتدرا  خطرا يهدد مخططاتها ويمنعها من انجاز مشاريعها , وقد تجسدت بداية هذا الجهد التآمري  في القرار المبكر الذي اتخذه الحاكم الامريكي بول بريمر في حل الجيش العراقي وتفكيكه مباشرة حال سقوط نظام صدام حسين, مما أدى الى شرذمة مؤسسه عسكريه متمرسه  جسـّد هيبتها الجيش العراقي, تم تفكيك هذه الهيبه وتوزيع  قوتها بشكل ذكي بحيث  يُذكي الى استدامة صراع و فوضى داخليه يحتاجها المتآمرون على العراق , فتوزعت مراكز القوى بشكل مخطط له بين ميليشيات حزبيه  طائفيه مذهبيه شيعيه من جهه  وبين قوات كرديه ممثلة بالبيشمركه  يهمها انجاز مشروعها القومي المرسوم لها ,توسط بين هاتين القوتين  مجاميع سنيه في غالبيتها ( البعثيين الذين خسروا السلطه) اتخذت لنفسها عنوان مقاومة الاحتلال كغطاء رث وهزيل لاستعادة ما فقده البعثيون والمذهب السني من سلطه ,في ظرف كانت حدود العراق وبشكل متقصد قد استبيحت لا حارس  ولا رقيب يحميها مما مهد الطريق لمجاميع القاعده الارهابيين  للتسلل والاحتماء في حواضن  هيأتها لهم ظاهرة الإحتراب السني الشيعي. في خضم  هذه الصراعات الفوضويه و تفاصيل ألغازها التي  أفضت الى غياب سلطة حكوميه ذكيه , لم يتسنى للعراق فرصة تشكيل جيش قوي يتحمل مسؤولية حماية البلاد, فكثرت عمليات التفخيخ و القتل والتهجير والنزوح أمام تعاظم دور الجهد الاسلامي السني المتطرف  المدعوم بعثيا واقليميا (تركيا والسعوديه وقطر والاردن) وبتوجيه وسيطره امريكيه محكمه , فحينما إنكشف أمر القاعده بصحوة السنه المتأخره والخجوله في المنطقه الغربيه,انكمش نجم القاعده بتأثير الضربات التي تلقتها من سكان المنطقه الغربيه, ولكن تخبط الجانب السياسي الشيعي وحكومته المحاصصاتيه  وعدم استيعابه لاهمية تعامله السياسي  المعتدل مع  واقع هوية الصراع  , منح للامريكان  والمتعاونين  خصوبة اكثر للعمل على تهيئة وزج  جهد تنظيمي آخر تحت مسمى جديد  بدعم  سياسي وعسكري ولوجستي اقوى مما كانت تتمتع به للقاعده , حيث ان الملاحظ  لقدرات داعش يصاب بالرعب والدهشه لما تمتلكه من اسلحه وعجلات واموال وصلت الى امكانية سيطرتهم على منابع  ومصافي نفطيه تكفي لتمويلهم سنوات عديده.... 
 هكذا استطاعت داعش وفي وقت قياسي  ان تلحق الهزيمه بالجيش العراقي الاشبه بالكارتونيات و تحتل اكثر من مدينه (نينوى, تكريت, الانبار, ديالى) ثم راحت تهدد بالزحف تجاه  بغداد وكربلاء بعد ان غنمت مئات الالوف من قطع ومعدات اسلحة الجيش العراقي, أمام هذا الانهيار كان من الطبيعي ان تعجز العقليه الحكوميه المفككه عن اتخاذ اي قرار او اجراء عسكري نظامي لردع الدواعش وايقاف تمددهم نحو الوسط والجنوب الشيعي , فبادرت المرجعيه الدينيه الشيعيه وبشكل ذكي ومتقن الى استنهاض  الوتر المذهبي لدى المواطن الشيعي اولا في فتوتها الجهاديه المشهوره ,  وعندما  انكشفت  جرائم الدواعش واستهدافها الوحشي لكل شرائح المجتمع العراقي , إكتسبت دعوة المرجعيه  وحشدها الشعبي مواقف تأييد ومسانده من قبل  العراقيين  من غير الشيعه وغير المسلمين, بدليل وبحسب احصائيات تعلن هنا وهناك, فان قوات الحشد الشعبي الجاهزه والمشاركه في عمليات تحرير المدن قد وصل تعدادها قرابة الـــ 120 الف مسلح , فيهم ما يزيد على 25 الف سني وقرابة ثلاثة الاف مسيحي او ما يزيد  بين جاهز يشارك في عمليات التحرير وبين من يتلقى التدريب للمشاركه مستقبلا في تحرير بلدات نينوى  وهكذا من الشبك والتركمان والايزيديين,,,,.
 في الختام نقول , لو كنا نسعى بإنصاف الى تقييم  محايد  ومجرد  عن اي ميل او تطرف لفكر او عقيده, بإمكاننا  ان نصل الى ذلك بمقارنه صريحه  بين تشكيل هذا الحشد الشعبي (الشيعي في بدايته ولتكن قاعدته الاساسيه هي الميليشيات) في ظروف قاهره  اقتضت تشكيله,وبين  تشكيلات المقاومه الشعبيه والحرس القومي وهكذا الجيش الشعبي التي أتينا الى ذكرها في اعلاه, سنجد ان لدور الحشد الشعبي حتى لو تمناه البعض حشدا طائفيا او  إتهموه بالطائفيه, فهو في مقارعته ومطاردته لجرذان داعش يؤدي دورا  يتمناه  غالبية العراقيين  خاصة وقد تجاوز الحشد في جهوده   حدود الدفاع عن الطائفه ضد طائفة اخرى,  أمام صورة كهذه فيها من الأمل بما يشجعنا على  ان نطالب رئاسة الحكومه ومسؤولي المرجعيه بتعميق مهمة هذا الحشد وطنيا وتوجيه قادته وافراده نحو التعامل السلس والانساني مع ابناء العراق في مدنهم وقراهم بعد تحريرها , اذ من مصلحة القائمين على جهد الحشد لو أرادوا له  نصرا وطنيا, ان يهيئوا من ابناء المناطق المحرره تشكيلات شعبيه او نظاميه مدعومه حكوميا  تتكفل مهمة مسك الأرض بعيدا عن روح الانتقام او فرض الوصايات المذهبيه  او الدينية  او القوميه, بخلاف ذلك لا قدر الله سنكون قد أفشلنا  مهمة الحشد الشعبي  واستهترنا بدماء شبابه لا سامح الله  , اي اننا  بعد ان نخلص من براثن داعش انشاءلله لا نريد للعراقيين ان يدخلو في دهاليز اعادة توزيع  الادوار من اجل تقسيم العراق بين  ماسش  او كاردش او تاركش او شابكش اخرى , وهذا ما لا يتمناه اي عراقي شريف واصيل لابناء وطنه.
الوطن والشعب من وراء القصد


197

الــى  السيدين يونادم كنــه وروميو هكاري المحترمين: رب ضارة نافعه

شوكت توسا
ما دمنا نكتب والكلام له علاقه  بموضوعة تشكيل الهيئة المشتركه  بين فصائل ابناء شعبنا المسلحه, لا بأس أن  تأخذنا إلتواءات التعاطي الإعلامي تارة في تشويه تصريح هنا وتارة تحريف مقابلة هناك الى تذكيرمسؤولينا وممثلينا الكلدواشوريين السريان بما هو أهم وقد سبق وتطرقنا اليه  اكثر من مره نظرا ً لخطورة وضع أبناء شعبنا ونصف تعداده المشرد خارج بلداته وقراه بإنتظار إنهاء معاناتهم بتعجيل عودتهم  الآمنه الى ديارهم,مما يحتم على مسؤولينا إعطاء الاذن الصاغيه لأهمية تشكيل الهيئة التي نحن بصددها للتنسيق والتفاهم بين فصائلنا المسلحه المقرر لها ان تشارك في تحرير بلداتنا ومسك أرضها وتقديم العون والحماية  للأهالي العائدين , والهيئه التي نتكلم عنها ونتمنى تشكيلها, لم يدعي أحدا بجعلها معزولة عن الجهد العسكري الوطني العام في العراق , لان نجاحها في أداء مهامها مرهون  بحجم تفاهمها وتعاونها مع الحكومه المركزيه  في بغداد بالدرجة الاساس ثم بتنسيقها مع قوات البيشمركه وإداراتها, خاصة وهيئتناالمرجوه هذه لو تعاون الخيرون وتم تشكيلها , مكتوب لها او مطلوب منها تأدية فعاليات  وخدمات عديده  ربما ستعجزالسلطات في بغداد واربيل عن  تقديمها بينما سيكون شعبنا بأمس الحاجة اليها خاصة بعد عودته الى اماكنه علاوة على ان الهيئة هذه يمكن لها ان تكون عاملا مساعدا لتجنب تكرار المآسي التي  وقعت جراء ترك القوات العسكريه ( بجيشها العراقي وبيشمركتها الكرديه) مواقعها في محافطة نينوى وقرى وبلدات سهلها التي تم إفراغها من ساكنيها ونهبها وهي مازالت خاويه من سكانها .
يقال والعهدة على القائل, رب ضارة نافعه, مقولة درج تأكيد صحتها مع حصول حالة سلبيه ينجم عنها أو تكون سببا في توفيرفرص إيجابيه في مجالات اخرى,رب سائل يتساءل ما المقصود بكلمتي الضاره والنافعه في حديثنا , بالنسبة  لكلمة الضاره  تتضح معناها  من  خلال الطريقه التي تم فيها نشر نص المقابلة المتعلقه بتواجد فصائل شعبنا المسلحه و التي أجرتها  صحيفة ويشه الكرديه مع الاستاذ روميو هكاري. أما مدلول كلمة النافعه فسنأتي اليه تباعا بعد ان نقرأ سوية  عنوان ونص تقرير المقابله المترجم من الكردية الى العربيه وعلى النحو التالي:


الحركة الديمقراطية الأشورية و ب ك ك ينفذان مخطط جديد
لقد تم تشكيل قوتين، احداها تابعة ل ب ك ك، قوامها 1000 مقاتل في اطار الحشد الشعبي، واخرى قوامها 300 مقاتل تابعة لزوعا، مترابضة في مناطق سنجار وسهل نينوى، مما اثار القلق لدى القوى السياسية.

وبهذا الصدد، اكد روميو هكاري، السكرتير العام لحزب بيت نهرين، "بأن قوة تابعة للحركة الديمقراطية الاشورية تتحرك في المنطقة، ولا نعرف الجهة التي تنتمي اليها او تساندها
ومع ان معظم سكنة مناطق سهل الموصل هم من الأكراد، وقد تم تشكيل قوة قوامها 300 مقاتل مسيحي، خارج اطار القوة التابعة لحكومة اقليم كوردستان.


واكد هكاري الى ان حكومة اقليم كوردستان قد شكلت قوة في سهل نينوى تبلغ 500 مسلح مسيحي، تستلم اوامرها من وزارة البيشمركة ويتم دفع رواتبهم وتلبية احتياجاتهم من قبل حكومة اقليم كوردستان.

واعلن هكاري لـ"وشه" "بأن قوة قوامها 300 مقاتل تابعة للحركة الديمقراطية الاشورية تلاحظ في المنطقة، لكننا لا نعرف لمن تتبع وما هي الجهة التي تدعمها، لقد توجهنا بالسؤال للحركة الديمقراطية الأشورية لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذه القوة، فكان ردها بأنها ليست تابعة، لا للحكومة العراقية ولا لحكومة الأقليم.
لكننا نتخوف من تواجد اية قوة كانت في هذه المناطق، سيما وانها تقع ضمن المناطق التي اخذت البيشمركه مسؤولية حمايتها لوحدها، بالإضافة الى تواجد قوة مسيحية رسمية هناك، وان اي حضور لقوات أخرى لانعرف لمن تتبع هو موضع شك وقلق في آن واحد".

واشار سالم توما، القيادي السابق البارز والمستقيل حاليا من صفوف زوعا، الى عدم معرفته بإمكانيات حزبه في ادارة قوة عسكرية مستقله

واكد ازاد ابو بكر، البرلماني الكوردي السابق في بغداد، ان هدف الحكومة العراقية من هذه الخطوات ودعمها للحكومة السورية في الملفات والقضايا هو التشويش على اوضاع اقليم كوردستان، ولذا يرى ضرورة انتباه الكورد الى كيفية التعامل معها وسد الطريق امام تمرير خطط الأعداء. ويعتقد بأن السبيل الوحيد لإفشال هذه المشاريع هو يقظة وحذر القيادة السياسية الكوردستانية ووحدة الصف الكوردي!
واضاف ازاد ابو بكر الى "وشه" قائلا – "لا يجوز لأية جهة سياسية كوردية ان تضع حساباتها الحزبية الضيقة في المقدمة وتكون مستعدة لتنفيذ اجندة معادية للكورد، عراقية كانت او لأية حكومة اخرى، تحت غطاء التسليح وتقديم العون المالي... الملاحظ هو، ان من خلال ثغرة الخلافات بين القوى الكوردستانية جرى تمرير تشكيل وتثبيت الحشد الشعبي في سنجار وضواحيها"...

والمقصود بما يقوله العضو البرلماني السابق في بغداد هو قوة حيدر ششو، العضو القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني. وكان حيدر ششو قد شكل قوة ايزيدية مسلحة في منطقة سنجار، تدعم ماليا من بغداد... وجرى فيما بعد اعتقاله من قبل حكومة اقليم كوردستان، واعلن بعد ذلك عن ربط قوته بوزارة البيشمركة.
هذا وقد اكدت حكومة اقليم كوردستان بأن حماية المناطق الكوردستانية تقع على عاتق قوات البيشمركة ولا يسمح بوجود اية قوات اخرى، ما عدا البيشمركة، هناك..!

ويجري حاليا الحديث عن مخطط جديد من جانب "ب ك ك" لعقد صفقة مع الحكومة العراقية لتسليح قوة قوامها 1000 مقاتل من اللأيزيديين في منطقة سنجار ضمن اطار قوات الحشد الشيعي، يتم تزويد القوة  بالسلاح والمؤن من بغداد، وعبر سوريا.

بالاضافة الى قسم من اللأيزيديين ومسلحي "ب ك ك"، تشكلت ايضا وحدات مسيحيية  غير خاضعة لحكومة اقليم كوردستان ووزارة البيشمركه

وتتزامن هذه المخططات مع ما جرى بعد احداث 10 حزيران الماضي واقرار تشكيل افواج لكل من الشبك الكورد والكاكائيين والايزيديين والتركمان والمسيحيين، واول قوة تم تشكيلها ضمت 500 مسلح تركماني!
ويؤكد بخاري عبدالله، الخبير في العلوم السياسية، بأن تشكيل قوة ل "ب ك ك" تابعة للحشد الشعبي بسنجار،  وقوة اخرى للمسيحيين في سهل نينوى بقيادة حزب اشوري، خارج اطار وزارة البيشمركة و لا يعرف مصدر تمويلها، هو موضع "الشك"...
ويضيف عبدالله ل "وشه"، "انها اشارات واضحة لمخطط مدروس موجه ضد اقليم كوردستان ولزرع البلبلة فيه... فعلى ال "ب ك ك" وكل الأطراف الأخرى التعامل مع الأحداث بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة، وعدم الانجرار بإتجاه تنفيذ مشاريع وخطط معادية للشعب الكوردي، لأن الخطر هو على كل اجزاء كوردستان".
هذا وينفي محمد خليل، المتحدث الرسمي بإسم الكورد الايزيديين، ان تكون سنجار او اية مناطق كوردستانية اخرى، خارج سيطرة ادارة اقليم كوردستان، بحاجة لتواجد قوات الحشد الشعبي فيها، "لأن البيشمركة وحدهم يتحملون مسؤولية حماية الأرض الكوردستانية".
كما و يضيف ل "وشه" قائلا، " ان تشكيل قوة للحشد الشعبي في سنجار واخرى مسلحة للمسيحيين في سهل نينوى، هو تنفيذ لمخطط مدروس للأعداء، ولذا نرفضه كليا، ولا يمكن السماح لأية قوة اخرى، عدا البيشمركة، بتثبيت اقدامها في المناطق الخاضعة لحدود المادة 140".
ويؤكد محمد خليل" بأن الأمر الذي يقلقنا نحن الكورد الايزيديين اكثر هو تنفيذ حزب سياسي كوردي لمشاريع الأعداء، انطلاقا من مصالحه الحزبية الضيقة... فبعد افشال تمرير قوة الحشد الشعبي بقيادة حيدر ششو، تحاول الحكومة العراقية حاليا تنفيذ مشروعها عبر ال "ب ك ك"، مما يجعلنا نقف ضد هذه المخططات ومن ثم احباطها، لأن الكورد هم اصحاب سنجار وكل المناطق الكوردستانية الأخرى، ولا يمكن ان يسمح بتواجد قوات اخرى، عدا البيشمركة فيها.
    إنتهى  الإقتباس     
.
_________________________________________________________________________________
الذي يقرأ التقرير من عنوانه الى خاتمته ,اول ما سيتبادر الى ذهنه هو مهزلة صياغة العنوان  التي توحي الى أن مؤامرة   تحاك بتدبيرمن الحركه(زوعا) وحزب الــ بككه الكردي, أما لو تمعن المرء في قراءة النص الى نهايته, ففيه من الغرابة بما يثيرالتساؤل والتشكيك,خاصة قِسمُه المنسوب الى السيد روميو هكاري  سكرتير حزب بيث نهرين الديمقراطي ,فيحارالقارئ بين تفسيردوافع إثارته بهذه الصيغه  و بين تعليل صحته من عدمها خاصة حين يـُنسب الى سكرتير أحد الاحزاب المنضويه تحت تجمع  تنظيمات احزاب شعبنا القوميه .
لكي يتفادى المرء تبعات التسرع في إصدار الأحكام , يفترض به سواء كان قارئا او ناقدا, أن ينتظر حيناً عساه  يقرأ نفيا او تأكيدا للكلام من قبل الاستاذ هكاري او إعتراضا من إعلام الحركه(زوعا) , لكن شيئا من هذا القبيل لم يظهر, ربما لكل منهما  مبرراته وأعذاره ,لكن القارئ  من حقه  ان يسأل عن حقيقة ما يجري , لذا من أجل معرفة جانب من الحقيقه ,دفعني فضولي الى الاتصال باحد الاصدقاء في قيادة الحركه الديمقراطيه الاشوريه لمعرفة رأيهم بما تم نشره عن لسان السيد هكاري على موقع عينكاوه,لم يكن إستغراب الصديق أقل من غيره موضحا لي  بان إعلام الحركه  بانتظار توضيح من السيد هكاري حول ما نشر , وقد تأكد لي من خلال الحديث مطابقة النص العربي المترجم لنص التقرير الكردي , لذا لم يبقى  امامي سوى التأكد إن كان ما قيل في التقرير عن لسان السيد روميو هكاري يطابق ما صرح به بلسانه.
بصراحه و الفضول ما زال يفعل فعله , وجدتُ من الأفضل مخاطبة الاخ روميوهكاري هاتفيا والاستماع الى ما سيقوله بخصوص مقابلته ,وهذا ما فعلته  بعد ان تبين بانه في سفره اوربيه , بعد التحيه والترحيب  الأخوي عبر الهاتف, سألته عن صحة فحوى المنشورفي موقع عينكاوه عن مقابلته مع صحيفة ويشه الكرديه, أجابني  بالنفي مشيرا الى ان هناك حذف وتحوير  في اصل نص كلام المقابله  بالكردي  قبل ترجمتهاالى العربي موعزا ً ذلك الى مساعي سيئة النوايا لزرع الفتنة بين حزب بيث نهرين  وبين الحركه (زوعا) , ونتيجة لنفي الاستاذ روميو  صحة ما نقل عن لسانه  لم تعد هناك فائده من السؤال عن مالذي جعله يعلن في مقابلته عن تخوفه من وجود قوات  لزوعا في سهل نينوى ,  كما لم أسأله عن سبب ذكر التقريرلوجود قوة زوعا بسنجار كونها نكته لا أكثر , لذا لم يبقى لي سوى ان أساله عن سبب عدم نشر توضيح او تكذيب لما قيل عن لسانه أقلها كي يوفرعلى المتابعين عناء الكتابة والتعليق على موضوع فيه أمور تستوجب التأكد منها , اجابني بانه الان منشغل خارج العراق وسوف يفعل ذلك حال عودته او ربما قبلها, شكرته على إعطائي جزءً من وقته للتحدث  إذ تشعب حديثنا ليشمل موضوعة تشكيل هيئه مشتركه وأهمية التنسيق بين فصائل احزابنا المسلحه اثناء تحرير بلداتنا المغتصبه وما بعد تحريرها,وقد وعدني الرجل مشكورا حال عودته من السفر  بخطوات عمليه  من اجل تفنيد الإدعاءات والدعايات أولا ثم العمل بكل ما يخدم  أمن ابناء شعبنا ووحدتهم واستقرارهم اي انه سيركز على كيفية إفشال مساعي الإيقاع بين تنظيمات واحزاب ابناء شعبنا. ودعته بعد ان شكرته على امل ان نتكلم مرة أخرى .
مرت ثلاثة ايام على حديثنا دون أن  أقرأ اي تعليق او توضيح من قبل حزب بيث نهرين او من سكرتيره  السيد هكاري حيث وعدني بذلك , لذا عاودت الإتصال به مستفسرا عن السبب , اجابني بان توضيحا باسم حزب بيث نهرين قد تم نشره في  اكثر من موقع  لكن موقع عينكاوه لم ينشره بعد لأسباب لمّح اليها لكني لم ادخل معه في تفاصيلها, على اية حال بعد قراءة التوضيح  ارسلت  له رساله تلفونيه شاكرا اياه , لكني للأمانة أقول وأرجو من الاخ روميو ان يتسع صدره لوجهة نظري التي لم يتسنى لي طرحها في حينها معه تلفونيا  , فقد لفت انتباهي تركيز التوضيح على معاتبة أحد أداريي موقع عينكاوه بسبب إختيار نص مقابلته للنشر , وهوأمر إستهجنه الاستاذ روميو لاسباب جاء لذكرها في مقدمة توضيحه ,بينما بالنسبة للقارئ  وانا احدهم, كان من الافضل والأجدر نقد وتعرية الجهه التي تلاعبت وحرفت (حذفت او اضافت ) نص المقابله بالدرجه التي أثارت  استغراب الكثيرين.  اي ان الاستاذ روميو مع تقديري الشديد له, في توضيحه المنشور لم ينتقد ظاهرة تلاعب صحيفة ويشه بنص المقابله كما سمعت منه , إنما اكتفى بنقد الجهه التي نشرته(موقع عينكاوه) , اذ كان من الاولى بالاخ  هكاري في توضيحه ان يحدد اماكن التحريف والحذف  التي قامت بها صحيفة ويشه بحق نص مقابلته كي يطلع القارئ الى مكمن الخلل الذي لا ارى اية  علاقه فنيه لأداري موقع عينكاوه في إخراجه , وهنا ليسمح لي الاستاذ هكاري بتوجيه سؤال يفرض  نفسه هنا ليس بقصد الإحراج انما للإطلاع والتوضيح  ,ما سبب عدم نشر موقع حزب بيث نهرين لمقابلة سكرتير الحزب؟على اية حال سنترك الأمر للايام عسا ان نقرأ توضيحا لاحقا بهذا الخصوص ,المهم في كل  كلامنا وما نود التطرق اليه هو اين هي الضاره النافعه في مجمل الكلام ؟
  ما تطرقنا اليه  في الكلام أعلاه, كان الجانب المقصود بكلمة الضارّه , اما الجانب النافع  وهو الأهم في مقالنا ,فهو اللقاء  الذي إنعقد بين السيدين روميو هكاري ويونادم كنه حال عودة الأول الى اربيل وقد تم نشرخبر هذا اللقاء بالصور على صفحات موقع عينكاوه مع شرح  مقتضب لتفاصيل الحديث بينهما , لذا عاد فضولي ليجبرني مرة ثالثه كي اتصل  بالاخ روميو لأعرب له عن شكري وعساني اسمع  منه المزيد مما يفرحني نتيجة لقائهما , دون شك كانت مبادرته خطوه جيده وشجاعه  باتجاه ترتيب ما يمكن ترتيبه في علاقاتهما على اساس خدمة ابناء شعبنا وليس ترضية لأية جهة دون أخرى .
فعندما يكون الحوار بين ممثلي شعبنا ومسوؤليه السياسيين وسيلة للتفاهم فإن شعبنا أحوج ما يكون اليه على اعتباره الدعامه التي يجب إعتمادها بين النشطاء السياسيين بمعزل عن الإملاءات الخارجيه , هكذا تبنى الذات السليمه من العاهات السياسيه كي يمكن طرحها بشكل مهيب ومحترم أمام الآخرين , ليس مهما ان تتفق الاحزاب على كل شئ, لكن من المهم جدا أن يتفقوا على اولوية خطورة المرحله التي يمر بها شعبنا وعلى  اساسها  يمكن ان تتبلورمصداقية شعار تحشيد الجهود  من اجل حماية أبناء شعبنا المهجرين  وتقديم المساعده لهم في محنتهم  ثم التخطيط لما بعد عودتهم الى قراهم  المحرره.
الأمر النافع الآخر هو في مشهد  اتفاق السيدين هكاري وكنا على اهمية تشكيل هيئة تنسيق مشتركه كونها ضروره مهمه وملحه, ففي ذلك مبعث تفاؤل مطلوب منهما تطويره ومتابعته ,  خلاف ذلك لا أعتقد بانه سيتسنى لنا  تصديق الشعارات والتصريحات ما لم يرافقها الالتزام  بالعمل عليها ومتابعة انجازها بخطابات مستقله ومعتدله  تراعى فيها سلاسة العلاقات مع خارطة الصراعات السياسيه  تحاشيا من زج شعبنا  في صراعات الآخرين فيما بينهم .
في الختام , وبناء على مبادرة الاستاذ هكاري وعلى ما تفضل به  مشكورا, نتمنى من الصديقين  دفع الامور باتجاه استمرار هذه اللقاءات الأخويه وتوسيع حلقتها لتشمل بقية التنظيمات التي تؤمن بحق ابناء شعبنا على ارضه وحقهم في استقلالية  إدارة أماكنهم .

الوطن والشعب من وراء القصد


198
سؤال  للسيد حيدر العبادي رئيس الحكومه العراقيه المحترم

شوكت توسا 
( صرح النائب الصيادي عن التحالف الوطني واقترح "توزيع رواتب الرئاسات الثلاث ونواب رئيس الجمهوريه ونواب رئيس مجلس البرلمان والوزراء وأعضاء البرلمان كل اربعين يوما".) بغداد عين العراق نيوز  نقلا عن موقع نهرين . كوم.
الذي تفضل به الصيادي رأي ٌ مسؤول ومقبول شعبيا  وسيكون أكثر منطقيا وفائده لو جُعلت كل خمسين يوما وليس اربعين يوما , إذ بجرد  منصف لما يتم صرفه , سيظهر بأن المبالغ التي يتقاضاها المتربعون على هذه المناصب هي اكثر بكثير من إستحقاقاتهم عدا كونها مبالغ طائله تسبب عجزا حقيقيا في ميزانية الدوله .
 على هذا الأساس  وسؤالنا موجه لكم يا سيادة رئيس وزراء العراق المحترم , ما الذي يمنع أن تبادروا الى طرح مشروع طارئ لجعل رواتب الرئاسات الثلاثه وأعضاء هيئاتها كل خمسين يوما وليس اربعين يوما بدلا من رفع أجور الماء والكهرباء ؟
الشعب العراقي  بكل طبقاته المتضرره وفي مقدمتهم ملايين النازحين والمهجرين  ينتظرون و بفارغ الصبر مبادرة المسؤول الاول  وجنابكم تشكلون راس الهرم , ليس في التبرع بجزء من رواتبكم  فذلك اقل ما يمكن ان تقدموه لشعبكم , بل مطلوب منكم  حث ومطالبة الجهات المعنيه على تشريع وفرض قانون يحدد رواتب الرئاسات الثلاثه واعضاء هيئاتها ويقلل تعداد الحمايات التي تجاوزت حدود المعقول بشكل مفزع,  مع الاسف هكذا انجاز لم يتحقق بعد وليس من اشاره لتحقيقه قريبا , والخلل يكمن اما فيما سيسببه من خسائر ماليه للمسؤولين  او لان تشريعه يحتاج الى وقت كما يزعم  بعضهم, بينما طوابير الفاسدين ما زالت تسرح وتمرح دون قانون يردعها او قضاء يلاحقها  . فعندما يخرج  مسؤول من هنا او من هناك  يقترح وبكل صلافه تحميل طبقات الشعب المتوسطه والدنيا مزيدا من الأعباء,تلك  طمطمه مفضوحه على مكاسبهم الحرام  وهي بمثابة إصدارعقوبه بحق الملايين بسبب خطأ ارتكبوه ليس في سرقة  الخزينه الوطنيه والسطو عليها انما في انتخاب المسؤول ( اللامسؤول) المتحايل والسارق لمئات المليارات بحجة البناء وتقديم الخدمات والتسليح .
 إن  مناقشة جنابكم لهذا المقترح مع المسؤولين الماليين والمخططين الاقتصادين  فيه من الأهمية بما سيثلج قلوب الملايين  ويوقظ ويردع  أولئك الذين  يطمطمون على سرقاتهم وفسادهم  تارة بإقتراح  فرض الضرائب وتارة  برفع اجور الماء والكهرباء كحل لتخفيف جزء من عجز الميزانيه , وتارة أخرى  بتمديد شهر راتب الموظف العراقي البسيط من ثلاثين الى اربعين يوما,ناقشوهم يا سيادة رئيس الوزراء  كي يفهموا كم هي مقترحاتهم استفزازيه و باعثه للخيبة والقرف في نفوس الملايين من العراقيين المعذبين  .
سيادة رئيس الوزراء , يعلم كل العراقييون بأن الفساد المالي والاداري مسشترى  من رأس البلاد حتى أخمص القدمين  و ملفاته المتراكمه طيلة فترة عشر سنوات كثيرة  تحتاج الى طواقم حكوميه وهيئات قضائيه إضافيه خاصه  للبت في كيفية ضياع مليارات الدولارات , ربما يتطلب ذلك سنوات  كي يتم الكشف عنها قانونيا ومحاسبة السراق علنيا  ثم استعادة الاموال عدا ان تحقيقه يتطلب  جدية الاجراء وصدق نوايا الهيئات المكلفه , اذن متى وكيف الحل؟
عندما يخاطبكم  المواطن كونكم المسؤول الأول حاليا في العراق , فهو يطالبكم  بالتزام الجديه  التي تفضلتم وأعلنتم فيها اكثر من مره  بأن اجراءات ستتخذ  بحق الفاسدين الكبار الذين ما زالوا يصولون ويجولون من حولكم  بذخا باموال الشعب وقد ذهب قسم من هذه الاموال الى  تنظيم  جرذان الدواعش , وجنابكم أكد في اكثر من مناسبه عن إنطلاق حملة مكافحة الفساد المالي والاداري  الذي تصفونه بالأخطر من داعش !! اين هي الحمله المزعومه  ضد هؤلاء الذين تصفهم بالدواعش؟ و متى البحث والتمحيص في الحق الدستوري الذي يسمح  للرئاسات الثلاثه بتقاضي المليارات شهريا؟  متى ستتخذون الإجراءات  بحق المسؤولين الذين تحاط بيوتهم بفوج او فوجين من عساكر الحمايات الفضائيين والعربات المصفحه ؟ لماذا السكوت والتستر على هؤلاء المستهترين بأموال الشعب  وبجراحاته  وهم جزء من حكومتكم ؟ إن كان الحال هكذا يا سيادة الرئيس , يا ترى  من سنضع في مقدمة قائمة الفاسدين ؟ أليس في ذلك هدر متعمد وسرقه لاموال العراقيين وعجز للخزينه ؟ نعم موضوع تشريع قانون جديد يحتاج الى موافقات وتوافقات بين البرلمانيين الذين فقد غالبية الشعب ثقته بهم لانهم لحد اللحظه لم يشرعوا قانونا يحد من الفساد والفاسدين بشكل فعلي .
 لذا الأجدر بجنابكم وبمجلس وزرائكم  الموقر في ظرف مالي وعسكري طارئ كالذي يمر به العراق , ما الذي يمنعكم من إصدار قانون استثنائي يتماشى مع اوضاع العراق الطارئه وأحتياجاته الضروريه التي تسمح دستوريا باصدار قرار طارئ  يتقاضى بموجبه الرئاسات الثلاثه ومنتسبوا هيئاتها وحماياتها رواتبها كل خمسين يوما, نعم كل خمسين يوما وليس اربعين يوما , لان الأموال التي يتقاضونها شهريا تكفيهم للعيش عاما كاملا  ان لم تكن زائده في حقهم الى حين انفراج الاوضاع او اتمام تشريع قانون يحدد فيه سقف رواتب الرئاسات الثلاثه وأعضاء هيئاتها, ذلك ما سينال تأييد الملايين من العراقيين ويثلج صدورهم , أما اللجوء الى تفاهات رفع تسعيرة الماء  والكهرباء او تمديد شهر الموظف البسيط الى اربعين يوما ففي ذلك إجحاف وفضيحه مضافه الى بقية الفضائح الاخرى التي سيتحمل سيادتكم وزرها شئنا ام ابينا  كونكم رئيسا للحكومه.
الشعب والوطن من وراء القصد

 
 

 


199

حيدر ششو درس سياسي  في زمن سياسي متقلب

شوكت توسا
   يكاد نص العنوان يوحي بأن مادة مقالنا وهدفها هو سرد تفاصيل قصه هي ليست الاولى من نوعها ,لكنه ليس كذلك , بل من خلال سياق كلامنا وتطرقنا  السريع الى جانب من قضية السيد ششو سيتضح بان اختيارالعنوان جاء بقصد تقريب وجهة نظر متواضعه حول كنية السياسه وفلسفتها في يومنا هذا, هل هي نفسها التي خــُدعنا بها يوما ما ام قد طرأ عليها تحديث يستدعي اعادة الحسابات.
 بلا اي شك , مع تصاعد وتائر البحث عن سبل البقاء والتسلط, أصيبت حزمة من المفاهيم الحياتيه السائده بهزات أثرت في سلوكيات وطرائق تفكير البشر وتأثرت بها ايضا ,والسياسة باعتبارها واحده من العلوم التي تنقل المجتمع من حال الى آخر , لا بد ان تطالها تشظيات الهزة  التي جاءت سلبيه على واقع الشرائح المظلومه وتطلعاتها , غير ان هذه الحقيقه لم تردع المنتفعين عن تبريرظاهرة  تعنيف أساليب العمل السياسي منطلقين  من بدعة القائل بأن فُسح  العمل في مجال السياسة لم يعد ما يقيدها ما دامت هناك ممكنات لاضير حتى لو تصادمت مع أحكام القوانين ذات العلاقه بحقوق الانسان ,لو صح ذلك وهو كذلك مع الاسف,  فهو تأكيد صريح لأرجحية  مقولة دي ميكيافيلي: الغايه تبرر الوسيله ,بالتالي تشريع  وتطبيق هكذا فلسفه يعني إستكمال إفراغ  مضامين علم السياسة  من اخلاقياتها ومبادئها ,مع ذلك ظلت السياسه تتربع تسلسلا متقدما في قائمة صنوف العلوم التي يفترض تضاعف فائدتها مع كل إكتشاف جديد , لكن الامر في علم السياسه الحالي هوالعكس تماما  خاصة عندما تستهوي رجالاته  توليفه فلسفيه تحوي في نصوصها ما يصلح  كشعار تستطيب له تطلعات شريحة  معينه و يجامل طموحاتها فيتم توريطها بفخاخ الديمقراطيه وآلياتها الشكليه , هذا هو النحو الذي على اركانه يعتمد قرننا الشرقي الحالي في خوض السياسه ,إبتداء ً بالنخبه ومن يلحق بها من العامة كلّ ٌ يحمل في جعبته أسبابه وأهدافه ما بين مظلوم يائس و متذاك متعالي , نعم قد يلتقي الإثنان عند صندوق الاقتراع على اساس الشعار والطموح , لكن سرعان ما يحل الطلاق حالما تصطدم  الآمال بالواقع المعاش,فيبدأ الخائب يقضم باصبعه بينما يركن الشاطر جانبا معتذراعن ترهل أداءه ومتعذرا بتفوق الاخر عليه بالقوة والمال.
  داعش التي شرذمت بقايانا في العراق , هي نمط  مضاف الى تخريجات الاقوياء المتذاكين بقدراتهم على المساكين والمغفلين , فقد فاقت وحشية  جرائمها بشاعة مشاهد الافلام المرعبه التي يوصى بمنع الاطفال من مشاهدتها ,استطاع هذا التنظيم  قلب الموازين وهز اركان العالم عسكريا وسياسيا  واقتصاديا بما فيها أنظمه عالميه يشار الى ديمقراطيتها  و قدراتها  التكنولوجيه  بالبنان , تنظيم بهذه القدرات الهائله والتكتيكات المدروسه سيكفر المنطق لو غلــّب الديانة على أهداف داعش الحقيقيه حتى وان تم حشو ادبياته وعناوينه  بمفردات الشريعه والدين, نقول ذلك ليس تأليهاً او تسويفا لاهمية كتاب او نبي,تلك ليست موضوعتنا, انما نظره بسيطه الى  شعوب و انظمة الدول التي تتخذ من الاسلام دينا رسميا  لها ولدولها ,تستدلنا الى ان الواقع الثقافي الفكري المهزوز في هذه البلدان  وهزالة سيادة انظمتها السياسيه والعسكريه والاقتصاديه على اراضيها ومواردها ,لاتدع مجالا نتخيل فيه إمكانية نخبه مسلمه على خلق تنظيم  كهذا أو كالذي سبقه (القاعده) وبهذه القوه ,ناهيك عن  تفاصيل نصف قرن في اقل تقدير, فهي تؤكد بان صناعة مثل هذه التنظيمات  لم يتعدى اروقة دوائر عظمى تمرست على احتكار صناعة الطغاة واستغباء مجاميع يتم تسخيرها للعمل بتلقينها كما الببغاء, هكذا اليوم وبالامس كانت مصالح الامم الكبرى  تقتضي تأجيج  البعض على حكامهم  مما كنا نسميه عن سذاجه  بالثورات التحرريه التي تبين بانها  فبركات تحريكيه متفق عليها بين أقطاب عالميه من خارج جغرافية تلك المسماة بالثورات , ما ان ذبل بهاء احد القطبين الرئيسين , إنفرد القطب  الثاني بزمام  التحكم الأوحد  في تحريك ثورات الناس الحمقاء  للشروع بعملية اعادة رسم خرائط تتناسب و المخطط المراد , فيحين عندها خلق النقائض تحت مسميات حميده لكنها ترتكب الفواحش كالقاعده و داعش وخراسان  والقائمه تطول  كي تثبت بأنها بمجملها لم تكن سوى ضرورات تطلبتها عمليات تعطيل أطراف وإخمادها ثم الدفع باخرى للواجهه .
عوده الى السياسي اليزيدي حيدر ششو عنوان مقالنا , قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني, نتيجة للهجمه الداعشيه القذره التي عصفت بالعراق , أغاظه وأثارغيرته بشاعة الكارثه التي حلت بأهله السنجاريين امام أعين المتعامين بعد أن تركتها قوات البيشمركه  مثلما تركت قرى وبلدات سهل نينوى لاسباب جاء ذكر واحد منها  على لسان السيد مسعود البرزاني عندما توعد بمعاقبة المقصرين الذين هربوا من مواقعهم وتركوا اطفال ونساء سنجار فريسة لقوارض العصر . وبسبب غياب  من يحمي سنجار واهلها , سارع السيد ششو الى تشكيل قوه شعبيه من اليزيديين لانقاذ ما يمكن انقاذه, فلاقت فكرته دعم الحكومه الاتحاديه( لأسباب أشك في انسانيتها) وعليه تم ربط  قوته  بقيادة الحشد الشعبي في حكومة بغداد ,الرجل قام بما املت عليه غيرته  دفاعا عن شعبه المتروك , لكنه  لم يضبط حساباته  على ما يبدو, بدليل انه أعتقل من قبل الاساييش الكردي بسبب ما قام به , ثم بعد اطلاق سراحه  أعلن امام الملأ  قرار تراجعه عن موقفه واعترافه بخطأ  ربط قوته  ببغداد او بالحشد الشعبي  ليؤكد  لنا وجود خلاف بين حكومة اربيل وبغداد حول تشكيل الحشد الشعبي  بفتوه من المرجعيه الشيعيه وبمباركة ايران , ألم يكن يدرك السيد ششو  بانه  في ربط قوته بالحشد الشعبي  قد وضع نفسه  ومن معه  في مأزق  المتحدي لما هو محذور  وهو سيد العارفين بحالة الشارع اليزيدي المقسّم  بين مؤيد لمشروع الحزب الديمقراطي الكردستاني وبين  شاكر ٍ لمعروف البككه اي جماعة  المعتقل اوجلان,  وبين هذا وذاك هناك من يطالب بتثبيت هوية يزيديه مستقله وادارة خاصه بهم في مناطقهم , ناهيك عن أنه في تشكيل قوته المستقله يكون قد غض الطرف عن  استحقاقات الماده  الدستوريه المقدسه 140 المتعلقه بالمناطق المتنازع عليها , أي انه وبكل بساطه  يمكن القول بأنه في موقفه البطولي تخطى الحدود والخطوط الحمراء المرسومة  ليس له فقط , انما حتى  لطواقم حكومتي بغداد واربيل .
من وجهة نظري المتواضعه وهي تأكيد لزعمنا الذي اشرنا اليه حول تزايد تعقيدات السياسه ,  قد نصيب وقد نخطئ  لو قلنا بان السيد مسعود البرزاني باعتباره مناضل قومي و سياسي  إكتسب من الخبرة الكثير مما  يكفيه في ادارة الصراعات , لكنه يواجه وحزبه, معارضه من قبل كتلة التغيير وكتلة الاتحاد الوطني  على توليه الرئاسه مرة ثالثه , علاوه على هاجس خوفه من تبعثر مشروعه القومي  الحلم  أو انكسار هيبة  الماده الدستوريه  140 بين مطرقة محاولات البككه الأوجلاني التدخل في سنجار من جهه و سندانه معارضة كتلتي التغيير والاتحاد الوطني  ذات الثقل الواضح في محافظة السليمانيه من جهه اخرى,لذا كان ضرب احد برلمانيي التغيير تنبيها  واضحا تبعه  قمع للتظاهرات التي سارت فيها جموع النازحين اليزديين في محافظة دهوك ثم عملية توقيف و اعتقال السياسي اليزيدي  ششو الذي يمثل صوت الاتحاد الوطني المعارض.
زبدة ما نحن بصدد قوله وقد نوهنا عنه في مقدمة كلامنا , هوليس التمجيد بغيرة السيد ششو على شعبه  رغم انه يستحق اكثر من ذلك ,  ولا نحن بصدد تخوين تراجعه عن قراره , فتلك  شؤون ستخبرنا بها الايام  بالمجان , انما المصاب الكبيرهو في قرف انتكاسات اوضاع المكونات الاثنيه والدينيه  المتكرره خاصة في المناطق المسماة بالمتنازع عليها  والخاويه من سكانها حاليا  مع غياب بوادر ايجاد الحلول واعادة المظلومين الى ديارهم المهجوره لا بل ما يحصل هو  زياده في تعقيد الأزمات, مما  يجعلنا  نعتقد بان  أمل معالجة مظالم العراقيين على هذا النحو السياسي الأخطبوطي مجرد وهم سرابي  كلما تحدثنا عنه  ابتعد عنا  والسبب كل السبب هو عجرفة و لا إنسانية النهج السياسي الفوقي الذي ترسمه  أنظمه من خارج الحدود وتنفذه جهات داخليه ,لذلك لا يُستبعد  في لحظة ان يكون التعويل بالرجوع الى  تأجيج الصراع بين الاحزاب الكرديه(هذا ما لا نتمناه) بنفس الطريقه التي عولت فيها على اشعال  الحرب بين شيعة وسنة العراق والمنطقه ,إذن مكمن المصيبه وهو الادق, يتجلى  في تشرذم وضع الشعب العراقي وتيه رجالاته الحاكمين الغارقين في اوحال الطائفية  والقوميه , كلاهما(الشعب وحكوماته ) يتخبط عاجزا عن تشكيل قوة ضغط عراقيه للمساهمه في وضع نهاية للجريمه الدوليه  , سواء المرتكبه في سنجار أو في الرمادي اوفي نينوى وبلدات سهلها  الخاليه من ساكنيها  ابتداء من كرمليش وبغديده وبرطلله وتلكيف وباطنايا وباقوفا وتللسقف والشرفيه, ماذا ينتظر كبار الساسه ؟
إستخلاصا مما  ورد اعلاه , يهمنا كثيرا ان نختتم مقالنا بالتذكير بماساة  أبناء شعبنا (الكلدواشوري السرياني) في العراق الذين  طالت معاناتهم  بازدياد مرارة النزوح القسري والتهجير خارج الحدود  حالهم كحال الإخوه اليزيديين والشبك والصابئه ,  يا ترى  متى  وكيف ستتبلور رؤية  تتناسب و حجم الكارثه  التي حلت بهذه المكونات العراقيه الاصيله , متى سيصحو ممثلونا البرلمانيين  وتنظيمات احزابنا من غفوتهم  العميقه  ومعهم ممثلو اليزيدين والشبك كي يطلقوا كلمتهم التاريخيه ؟ ألم تحن لحظة الخروج من قوقعتهم  كي يجدوا مخرجا  لمعاناة هذه المكونات  بعد ان انكشفت اللعبه و ثبت بالملموس ان جميع الاطراف السياسيه الداخليه والدوليه  لم تحرك قيد انمله باتجاه انقاذ الاحياء, بينما جل اهتمامها  ينصب باتجاه تجريم مذابح مرعلى امواتها مائة عام  !!!
 يا لكِ من لعينه , كم انت قبيحه ايتها السياسه !!!
 هل سنتعلم شيئا من قباحة  الدرس الأخير ؟ أم اننا على طريق ترك الحبل للغارب  سائــــــــــرون؟
الوطن والشعب من وراء القصد
 



       



200
السياحة تخصص 850 مليار دينار لتأهيل أربع كنائس في بغداد !!!!!

شوكت توسا
في خبر منشور على موقع نهرين . كوم,نص الخبر: اعلنت وزارة السياحة والاثار، الاثنين، ان مجلس الوزراء خصص لها أكثر من 850 مليار دينار لتأهيل وتطوير اربعة كنائس في العاصمة بغداد .
ساضع مقالتي هذه  بصيغة طلب عاجل من كافة مسؤولي ابناء شعبنا راجيا منهم البت السريع في امر هذا التخصيص الغير المنطقي في كل المقاييس الانسانيه.
المبلغ المشار اليه بالدينار العراقي  يعادل ما يقارب 710 مليون دولار امريكي, تم تخصيصها من الخزينه الحاليه (المتأزمه) لاعادة بناء وترميم بيوت يئمها الناس للصلاة والعباده, أو ليكن الغرض  من هذا التخصيص جعل  الكنائس الأربعه أصرحا  تعطي للمدينه رونقا ومظهرا حضاريا,إنها فكره جيده بذوق واهتمام  راق  مطلوب من مسؤولينا الاهتمام بمثل هكذا  افكار وتطلعات,,,,,,,,,ولكــــــــــــــــــــــــن اي مسؤوليه هذه يا ناس !!
ليكن  هذا الترميم  من اجل تهيئتها واصلاحها كأماكن للصلاة  او لتجميل مظهر بغداد , تلك مسألة لها موجباتها واولوياتها تماشيا مع الظرف واسبقية الامور  التي تستحق التخصيصات الماليه,ولكن يا ترى هل فينا من  السذج  ممن يعتقد  بأن المصلي المؤمن سيؤيد  او يـُسعد بتخصيص هكذا مبالغ لبناء معبد للصلاة في حين هناك العشرات بل المئات من الوف المصلين مشردين من قراهم وبيوتهم  قرابة عام  يعانون الأمرّين في شوارع المدن ومخيماتها التعيسه  حالهم كحال المساكين  الذين كان يعيلهم الشاعر الحطيئه فخاطب يلتمس الخليفه عمر بن الخطاب وواصفا اياهم قائلا :
ماذ تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر ؟
انت الإمامُ الذي من بعد صاحبه
القى اليك مقاليد النهي بالبشر
فأمننّ على صبية بالرمل مسكنهم
بين الاباطح يغشاهم به القدرُ
نفسي فداك كم بيني وبينهم
من عرض وادية يعمى بها الخبر

  ان المشردين من قراهم وبلداتهم الذين لا يمتلكون ما يسدون به رمق عيشهم اليومي, ليسوا بحاجه الى اعادة بناء اصرح ومعابد للصلاة بامكانهم ان يصلوا في العراء ما دام العراء قد اصبح مأواهم القسري , النازحون بحاجه الى مساكن تليق بهم ومدارس تأوي اطفالهم ومراكز صحيه ترعى اطفالهم ومسنيهم , يحتاجون الى الأمن والأمان, وهل هذه المتطلبات ستتوفر لهم في بناء كنيسه او جامع؟.
من هنا ونظرا للمعاناة المريره التي يعانيها النازحون , اطالب غبطة سيدنا البطريرك ساكو  وليطالب معي كل من يهمه مصير أهلنا  من ممثلينا البرلمانيين بان يتدخلوا في تاجيل العمل بمشروع بناء هذه الكنائس ويطالبوا بترحيل فوري لهذا المبلغ او نسبة منه الى وزارة الهجره والمهجرين من اجل تقديم خدمه عاجله للمشردين والنازحين كي يدبروا معيشتهم الى حين عودتهم الى أماكنهم المغتصبه من قبل الدواعش ثم يتم اضافة المتبقي من  هذا المبلغ الى ما سيتم تخصيصه لاعادة ترتيب  إسكان المشردين في قراهم وبلداتهم المحرره.حينها سنشكر الحكومه ومجلس الوزراء على ما قامت به كدليل اهتمامها بالانسان اولا ثم باماكن العباده وغيرها.
الوطن والشعب من وراء القصد


201
كلــــــمه  اخويه لأعضاء  الهيئه الاداريه المنتخبه  جديداً ً في جمعيـــــة ألقــــــوش الثقافيـــــه

  شوكت توســا
 
 تهنئة خاصه  وخالصه أقدمها للفائزين في انتخابات  عضوية الهيئه الاداريه الجديده, إن  كانت  تهنئتنا لهم  للتعبير عن فرحتنا  بفوز واستحقاق نيل شرف ادارة شؤون الجمعيه وهي كذلك , فإن  قول كلمة أخرى هي من الاهمية ايضا بما يتحتم علينا قولها  كي يسمعها الفائزون مشكورون ,  ليس الغرض منها سوى  الحث على  استدامة  هذه الفرحة عن طريق تحقيق المزيد  من فرص تقديم الأفضل والأمثل عبر تمتين دعائم  تواصل الهيئه المنتخبه مع  اعضاء هيأتها العامه اولا ثم مع عامة الجمهور الذي طال تعطــّشه  ولهفه الى الجديد من الفعاليات والنشاطات بما يشفي الغليل ويلبي متطلبات المرحله بجديد وإن كان بشكل قليل .

((لو اردنا الاسترشاد الى دلائل ملموسه لهذه العلاقه المتجدده و بحثنا عن دوافع إستمرارية الانسان واستعداديته في التضحيه من اجل ارضه وجذوره , ليس امامنا نموذجا أفضل من صورة أجيال عاشت وتعاقبت لمئات لابل لآلاف السنين على أرض بلدة ٍ إسمها ألقوش (آيــل  قوشتي ) تناوبت عليها شتى اصناف المحن,بحيث يجد الباحث نفسه امام مسيرة  تاريخيه عنيده حفلت أسفارها بازمات وشدائد صمد امامها مَن صمد من ابنائها و ادت باخرين الى الهجره القسريه وأمنية العوده المستديمه ما زالت تهتز في كيانهم ,غيرأن الملفت في تاريخ هذه السلاله الألقوشيه هو ان اليأس والخنوع لم يلقيا لهما مكانا في عقول أهاليها  ونخبها الذين تربوا في طبيعتها الجبليه /السهليه وشربوا من مياه عيونها و ابارها النقيه وأكلوا من زاد مزارعها محصول عرق جبينهم.
ورغم كل ما حيك ويحاك ضد هذه البدلة, جيل بعد جيل وعظمة هذه البلدة  تتجدد بأعين الغرباء قبل أبنائها,و بفضل تفاعل اهلها مع حقيقة فهمهم لتاريخ بلدتهم المشرف وعطاءاتها السخيه وما انجبته من رجال عظام تحدوا المنيات وقارعوا الطغيان , تتجلى شخصية هذه البقعه وإنسانها بوضوح وباستمرار  في علمائها  ومفكريها  ومناضليها الذين منهم من قضى شهيدا نـُقشت على احجار أضرحتهم قصصا تخبر الانسانية عن صنفٍ  إلتزم بإنسانيته وعشق أرض آبائه وأجداده لحد الثماله بحيث لم يرى سعادته  الا في إقتداء أسلافه الغيارى فيما قدموه من جهد وتضحيات  ثمنا لعشقهم المستمرللأرض والحريه وتحديهم العالي للاستغلال والديكتاتوري)).
مقتبس من مقاله سابقه لي  حول عطاءات شبيبة القوش .


 جدير بنا  وحديثنا خاص حول إدارة جمعية القوش الثقافيه, أن نقول  : بأن تأسيسها ( في ايار 2003) تم في  ظرف وتوقيت  معقد  تشابكت فيه القراءات وتضاربت  فيه توقعات  المهتمين بالامور الثقافيه والسياسيه  حول ملامح  مستقبل  العراق  والمسارات المحسوبه  بعد تغيير نيسان نفس العام , في وقت  كانت حالة التعطش للحرية  والانعتاق  في عموم مناحي الحياة  في اقصى درجاتها بالتالي جاء اعلان تاسيس الجمعيه  على سبيل المثال  بمثابة ردة فعل طبيعيه   لحالة استثنائيه لابد  وان تطفو فيها  سلبيات  قابله للنقد والاعتراض , والاكثر طبيعيا ان  تتلقى  اشكالا من  ردات  فعل  يتم على اساسها مثلا  تاسيس ما ينافسها  من جمعيات  او نوادي اخرى على قاعده او قواعد تبعد الجميع عن جوهر هدفهم المعلن  ثقافيا كان ام دينيا ام اجتماعيا  , اي لا غرابة حتى لو تم تلبيسها   رداء الحزبيه والايديولوجيه  , كونه  رداء  لم تسلم منه غالبية فعالياتنا ومؤسساتنا الثقافيه والاجتماعيه  مدى عقود من الزمن, إذ كان يُفقد المؤسسه  طعم التالف الثقافي والاجتماعي ويعكر عليها صفوها , بالتالي يخفق من لم يُحسن  تحصين استقلالية ثقافة  جمعيته ويواصل المؤمن بهدف مؤسسته السير بها للامام. 

لقد مر على تاسيس جمعية القوش الثقافيه  ما يزيد على العقد ,  تناوبت على ادارتها اكثر من هيئة اداريه منتخبه  كل منها جربت حظها في ظروف غير سهله بكل المقاييس ,فلو اعتمدنا مقياس التجربه في تقييم أمورنا, فإن منطقها  يقول بان تراكما معرفيا  من اجل  ادارة اية مؤسسه بنجاح  هو حصيله واجبه  التوافر في اذهان المتناوبين  على ادارتها او ارتيادها , بدليل ان العديد من المنظمات والجمعيات  او النوادي والاحزاب  وهكذا النقابات في مختلف الدول والمجتمعات المتقدمة  او الناميه , واجهت  هذه المؤسسات  في بدايات تاسيسها  مطبات ومخاضات  منحت كوادرها  خبرة  لاستخلاص صياغه جديده  قادره على تحديث نهج  يتواكب وما طرأ من متغيرات في الوضع العام بما فيه العقليه البشريه داخل ذلك المجتمع.
 وحيث  ان كلامنا  عن جمعية عنوانها ثقافي منسوب لعطاء  بلدة يتكون اسمها  القوش  وبمساحه صغيره وتعداد بشري بعثرت حشده المتواضع  مظالم الايام  وقساوة اوضاعها, لكن في هذه البلدة عظمة وكبر يجسده الرابضون فيها  ممن عركتهم الحياة وهم اليوم عند حسن ظن حجم تاريخ  بلدتهم  وكبر تضحيات اجيالها , أي ان عجلة هذا العطاء وإن اصابها بعض التلكؤ بسبب الاوضاع والانظمه الفاسده  , لكنها مستمرة في دورانها  وهي بانتظار من يدفع  لتسريع سيرها للامام بأي جهد  سواء كان صادرا من جمعية القوش الثقافيه نفسها  او من شباب القوش الديمقراطيين  وشيوعييها المناضلين  او زوعاوييها  القوميين  او منظمة يد بيد من اجل بناء القوش  او من اي اتحاد طلابي شبابي اتخذ لنفسه مسمى قومي او وطني, أما حين يأتيها  هذه الجهد مكللا بتلاحم وتنسيق  جهود جميع  هؤلاء المحبين لبلدتهم القوش  فان من شأن هذا الجهد حين يجيئ بشكل متلاحم  هو تسريع تدوير عجلة هذا العطاء كي يأتي  بنتاج عملي  زاخر يمنح  القوش فرصة النهوض و التمدد في عمرانها شمالا وشرقا وغربا , ثم التوسع في رقعة عطاءاتها الفكريه والثقافيه لتشمل  كل العراق الذي لم تخلو سجونه  من مناضليها , وصولابهذا العطاء  الى حيث يعتمر الألقوشي المغترب  كي  يفتخر ويشيد بما يقدمه ابناء جلدته  لانفسهم اولا ثم للمجتمع المحيط بها.

نحن هنا في طرحنا تصورات وطموحات شخصيه متواضعه  كهذه التي  اشرنا اليها في اعلاه, نفعل ذلك من باب  ان طبيعة المرء و احترام انتمائه تملي عليه ان يتمنى لأهله كل الخير  وينشد الرفعة لكل عزيزعليه متمنيا له  العيش الكريم على ارضه, وامنيات كهذه  ليس صعبة التحقيق على  ابناء بلدة كألقوش , لا بل تاريخ آباءنا واجدادنا  هو من الزهو والرقي  بما يحفز ويمكــّن الابناء  على تقديم ما هو اكثر من ذلك , فكيف بمهمة بلورة  عمل ثقافي يمتلكون منه الارث الغني  الزاخر بالتحفيات التي تكفي منابعها   لبناء  صرح ثقافي وطني وقومي كمشروع  جديد للنهوض بما تم عرقلة نهوضه في سابق الايام.
  بكل ود واحترام  نوجه كلامنا الى  هيئه اداريه  جديده  تم انتخابها ديمقراطيا وتلك سمه ايجابيه تسجل لصالحها وصالح الذين يلتزمون باصول الديمقراطيات, والا ما حافظت الجمعيه على بقائها كمؤسسه   رغم صعوبة الظروف  وكثرة الصراعات , يبقى السؤال  المهم هو كيف سيمكن للجنه الثقافيه والاجتماعيه  الجديده ان ترسم لجمعيتها نهجا يقودها الى مصاف الجمعيات  الناجحه سواء على المستوى العراقي او الاقليمي, سؤال ربما في الاجابة عليه ستتعدد الرؤى والمقترحات حول سبل تحقيق المطلوب ولكن بعد الاسئذان من الاخوه في الجمعيه ,  من وجهة نظري المتواضعه  اجد ان نجاح البدايه يكون  في :
1 _  الابتعاد عن تسييس الثقافة العامه المنشوده حتى وان بدت متقاربه في مفاهيمها  مع بعض الطروحات الحزبيه (القوميه والوطنيه وحتى الدينيه) .
2_ تعلمنا في مغتربات  دول الانظمه الديمقراطيه  بأن للميديا (الاعلام), دورا فاعلا وكبيرا  في إنجاح اي مشروع  مهما كانت صفته لذا اصدار جريده اسبوعيه  هادفه  ستكون خطوه مهمه في هذا الاتجاه.
3_ ضرورة إنشاء موقع ألكتروني  خاص بالجمعيه يدار من قبل لجنه ملمه في مجال الحاسوب  وحسن اختيار الصالح للنشر في صفحات الموقع.
4_  أتذكر جيدا كان هنالك مجلة (كراس) شراغا تصدرها الجمعيه بشكل فصلي وقد حظيت احدى المرات باعداد  من الصديق جلال يلدكو في السويد, حبذا لو تم إعادة التركيز والاهتمام باصدارها  وضبط  عملية توزيعها  بعد ضبط طريقة  استحصال الاشتراكات من الراغبين في اقتنائها.
5_ من الضروري جدا معاودة التفكير بالاستفادة من طاقات وامكانيات مثقفي القوش في مختلف اختصاصاتهم  من اجل تقديم نشاطات ثقافيه تراثيه واجتماعيه  سواء تحقق ذلك  من خلال اقامة مهرجان ثقافي  او فني  مصغر او حفل عائلي غنائي  في اي مناسبه وطنيه او قوميه, او عقد ندوات ومحاضرات  حول مختلف المجالات
6_ تشكيل لجنه مؤلفه من عضوين  توكل اليها مهمة  إقامة وترتيب العلاقات وتوطيدها  ضمن جمعيات ومنظمات  محيط قصبة القوش والمحافظة  كبدايه ثم توسيعها لتشمل بقية المحافظات وجمعياتها .
النقاط التي أدرجتها هي مجرد مقترحات  شخصيه  حاولت اختزال ما وجدته  صعب التحقيق  وطرح ما يمكن تحقيقه شريطة توفر الاراده   , لكن  ذلك لا يعني بان انجازها يمكن ان يكون سهلا وبالسرعه التي نتمناها. نحن  وضعناها اما م أنظار الاخوات والاخوه في الهيئه الاداريه الجديده, عسى ان ينال بعضها اهتمام الهيئة  متمنين لهم الموفقيه والنجاح في تأدية عملهم ......وشكرا جزيلا.
الوطن والشعب من وراء القصد
 







202
عفارم على الذي قام بما يتوجب عليه , المهم كيف ندعمــــه   سياسيا 

شوكت توسا
طيلة سنوات ما بعد سقوط نظام صدام حسين,كل ما امتازت وتميزت به  أروقتنا  السياسيه القوميه(الكلدواشوريه السريانيه المسيحيه)  في العراق هي تجاذبات وتنافرات اقرب للاستهلاكية منها الى المثمره,  فلو تم إخضاعها الى اي معيار سياسي  عصري, و لو تجرء أحدنا  وأنصف في اجراء تقييم لطيلة ما عملناه مدى العشر سنوات , فأقل ما يمكن قوله هو ان الناتج قلما تعدى حدود إلهائنا وإشغال عقولنا  في تغذية وادامة زخم  صراعات داخليه جعلتنا في مؤخرة الركب  سياسيا وقوميا ودينيا وتعدادا بشريا, لكنها وللأمانة نقولها, وضعتنا في المقدمه حين التكلم عن الضحايا والمآسي والتشريد والهجره, وتلك لعمري نتيجه طبيعيه وحقيقه مؤلمه لا تتحمل التبرير ببهاتات القاء اللوم على الاخر ولا تسمح بتبرئة  طرف وتحميل آخر , المهم ان شعبنا وهو المعيار السليم في اي تقييم, لم  يحصد من جهودنا سوى الذل والقتل والتهجير والتهميش, وما حصل مؤخرا على يد جرذان الدواعش يكفي كدليل وواقع  يفرض نفسه بقوه على تنظيماتنا مضافا اليها الآن كنائسنا  للشروع بترتيب برنامج عمل  نتجاوز فيه تفاهات  نصرة جهة  ومناهضة  اخرى بدوافع  إنحصرت محاورها في النزعة الشخصيه والحزبيه و المذهبيه الضيقه.
عطفا على ما قلناه حول تحميل تنظيماتنا السياسيه الجزء الاكبر من مسببات واقعنا المرير, فإن صحةهذا الزعم  لا تنفي ان تنظيما هنا  او هناك من تنظيماتنا سواء مجتمعا مع اقرانه او منفردا لوحده, كان له من الطروحات  والمشاريع التي تستحق الدعم للعمل عليها, لكن الكارثه  ان المشروع حال طرحه سرعان ما  ينقلب الى مادة لتبادل الاتهامات او للتباهي والتشهير فتضيع قيمته بين ترهات المشادات والشعارات بالنتيجه يستحيل متابعة انجازه بجهد جماعي .
اليوم وبعد ان دخلت مأساة ابناء شعبنا في مسارتثبت فيه عجز تنظيماتنا السياسيه  في ايجاد الحل الشافي, أقلقت هذه المآسي وأخافت محبي الانسانية فأيقظتهم  قرعات اجراس تهدد عالمهم المتحضر , إذ بدأ بعضهم يستمع وينتبه بشكل  وبآخر الى تشكيات ومطالبات البعض من ممثلينا السياسيين والتي كانت تهمل في السابق  بتأثيرات  من هنا او هناك لا يتسع المجال هنا للخوض فيها.  احد هذه التأثيرات التي يجب ان نقر ونعترف بفاعليتها السلبيه هي بان العالم الغربي (الديمقراطي)  لم يولي لنداءات سياسيي قضيتنا ما تستحقه من اهتمام  لانها لم تشكل رقما مهما في معادلة السياسة الدوليه المعروفه ,وقد سبق وكانت العديد من اقلامنا تحذر وتنبه بان  تنظيماتنا السياسيه  لم تستطع في اقل تقدير بلورة  خطاب سياسي موحد ومستقل(أشدد على كلمة مستقل)  لصياغة مطالبها بعد تحريرها من إرادات الاخرين الذين سعوا الى إضعاف صوتنا وجعلنا حائطا سياسيا رخوا وعاجزاعن تشكيل عامل ضغط حقيقي يلفت اهتمام وانتباه العالم .
 المهم فيما نحن بصدده هو ليس النبش بالماضي المزعج , بل النظر الى مستقبل وكيفية التعاطي مع  صوت غبطة البطريرك ساكو الذي ما زلت عند وصفي لغبطته بالكاريزمه , وقد  جاء صوته  هذه المره  اقوى بكثير من غيره  قياسا لقوة الحدث وشدة المأساة , حيث لاقى صدىً  اكبر سواء اعزيناه لرفعة منصبه الديني  أو لحكم علاقاته  التي كان يبنيها من اجل تقديم شيئ لابناء كنيسته وشعبه في العراق( اشدد على عبارة من اجل تقديم شيئ لابناء كنيسته وشعبه) وهي صفه ميزته عن صفات السياسيين مع احترامنا لهم , لذا كان لابد له ان  يحضى  بدعوة حضور جلسة مجلس الامن التي طلبت عقدها  فرنسا  خصيصا لبحث ملف معاناة المسيحيين واليزيديين في العراق وسوريا, في هذا الصدد يمكن  ان يثار تساؤلا حول سبب حضور النائبه فيان دخيل عن اليزيديي نفي جلسة مجلس الامن  في حين لم يحضر مثلا امير اليزيدين الروحي  السيد تحسين سعيد بك  او من ينوب عنه منصبا , بينما لم يتم دعوة احد برلمانيينا برفقة غبطة  البطريرك, وهو سؤال  يبدو مهما في سياق كلامنا , ومن ضمن ما ستتضمنه الاجابة عليه هي نقطة اخرى تؤكد  ضعف أداء سياسيينا  .
 المنطق  يقول كما اشرنا  وبما لا يقبل الشك بان مجمل فعاليات سياسيينا ومثقفينا غلب فيها صخب المشاحنات  اكثر من تقديم مصلحة المجموع على مصالح الاحزاب والمناصب , اي لم يحسنوا التعامل مع قضية شعبهم , بمعنى انهم أخفقوا بموجب معايير العمل السياسي ,تلك حقيقه لسنا بحاجه الى تكرار ايراد ما يثبتها , ولكن السؤال المثمر هوهل من المنطق ان يحكم السياسيين على أنفسهم  بعد ان يتوصلوا الى ما يزعجهم  ويربك  هواجسهم كي يقرروا التنحي والعدول عن الاستمرار في العمل السياسي لمجرد عدم حضور احدهم برفقة البطريرك  على سبيل المثال؟ على اعتبار ذلك بمثابة تسويف واهمال متعمد  للجهد السياسي القومي مما يقتضي ترك شأن قضية شعبنا ومصيره لغبطة البطريرك وكنيسته ,أنا أرى حتى وان كان في الامر شيئا من هذا القبيل من لدن مجلس الامن او غيره , فإن غبطته من الذكاء بدرجه  استطاع فيها  تحقيق حضور دولي  كرجل ديني اولا حاملا معه هموم شعبه الى حيث تصنع القرارات الدوليه وادى واجبه على اكمل وجه , لكني وهي وجهة نظر ليس أكثر, لا اعتقد بانه بصدد  تولي هذه المهمه  لوحده ,لا بل غبطته ومن دون شك وهي ثانيا : سيطالب ساستنا بعد معاتبتهم , بوجوب مراجعة أنفسهم وتحديث طرائق ممارسة دورهم كسياسيين بشكل جاد وحيوي اي ان عليهم ان يفكروا بالامر اكثر مليا وعساهم يصلوا الى اهمية  فتح ابواب الحوار الجاد اولا فيما بينهم وليناقشوا بعقل وحكمه  مدى امكانية الاستفاده  من طريقة الحضور البطريركي في مجلس الامن, ثم لينقلوا زبدة اتفاقاتهم وما سيتوصلون اليه من جديد   خلال جلسه تجمعهم بغبطته واساقفة الكنائس الاخرى , هاتان الخطوتان في نظري  والكلام موجه للسياسيين بالدرجه الاساس , ستشكلان نقله نوعيه في طريقة عملهم في حال يمتلكون طموح تطوير عملهم , اي سيتم فيها فرز ما يستوجب فرزه  ودمج ما يستحسن له الدمج وتنبيه من يستحق التنبيه على اعتبار أن قضيتنا اليوم بعد ان تم طرحها حيث مصنع القرارات الدوليه بحاجه الى تحريك ومتابعه بنكران ذات وايمان ولتكن بقدر خمس درجة ايمان البطريرك بقضية شعبه , والا فاننا سنضظر الى تجريد ذواتنا  من مهزلة اي استحقاق سياسي وقومي وسنبدأ بترشيح وانتخاب رجل الدين كي يمثلنا في البرلمان والحكومه وهذا  ما لا نريده لكنيستنا ولشعبنا وبالتأكيد سيرفضه غبطته جملة وتفصيلا , إذن على الذين يخشون او يخجلون  من سحب البساط من تحت ارجلهم في الايام المقبله , عليهم بمسك راس الخيط ووضعه في ثقب الابره  وليس في  الانوف والافواه, كفانا  تباهي علفاضي وشعبنا يعاني ما يعانيه,,,,,
الوطن والشعب وراء القصد


203
  الدرناويون  الضبابيون  وكاريزمه  البطريرك الواضحه

شوكت توسا
  إن الذي بيني وبين غبطته مع احترامنا له, لا يتعدى متابعه عن بعد لنشاطاته مذ كان مطرانا في كركوك  اثبت خلالها بانه ارفع  من ان يتنطر مديحا او إشادة او برطلة ٍ حاشاه , مما جعلني اجد في مواقفه مجتمعة ً ما يكفي كي اتمنى له دون غيره تربع سدة البطريركيه في مقال كتبته خصيصا في حينها, وقد زادني سلوكه البطريركي المسؤول إعجابا به فعبرت عن ذلك بكتابة مقال آخر وصفته فيه بالكاريزمه ,واذ نشهد هذه الايام ما يدور أزاء مساعي ومطالب غبطته لاعادة ترتيب وضع الرعيه وعلاقات مسؤوليها الكنسيين ,برزت على السطح آراء وطروحات لا علاقة لها بتعضيد الحاله المسيحيه كفكر ديني  بقدر ما سعى البعض الى تسييسه و قومنته وتلك نقطة ليس من السهل تجاوزسلبيتها ودوافعها الرثه  . 
 من المعروف أن بين الطريدة  الضحيه والصياد البليّه , صنفُ كلاب رشيقه تُعرف بالسلوكي اوالطاجي  يستخدمها الصيادون في اوقات تسليتهم, حيث بإشارة من الصياد ينطلق الرشيق لمطاردة الضحيه ,وكلاهما يناجي الله لمعاونته , فيبرهنان صحة نظرية نيتشه وفلسفة البقاء للأقوى ,النظريه ذاتها تنطبق على البشر فيما بينهم , ليس ُمهما معرفة نوع تلك القوة ما دمنا في عصر تسيدت فيه مقولة الغاية تبرر الوسيله , فلو نظرنا بعين سياسيه الى  الدواعش وجرائمهم , لوجدنا أن المناط بهؤلاء الارهابيين لا يفرق كثيرا عن مهمة الطاجي  إذ كلاهما باشارة من سيده  ينطلق نحو الهدف  .
 في الحقيقه, ما كان شكلّ موضوع المقاله أية أهمية  لي لو لم يثبت ان جوهرالقضيه لا علاقة له برسالة المسيح ,ولأنه ليس كذلك اخترت التطرق اليه بتجرد شريطة أن لاتؤخذ وسيلة تقريب الفكره بجريرة التجاوزعلى مقام الانسان أي كان, لاننا مبدئيا نؤمن بقدسية الانسان دون منازع , و لو طلع علينا قارئا يعرب عن استغرابه من تشبيه الانسان  أومقارنة ما يفعله بالكلب,فهناك من الشعراء البلغاءمن إستعان  بالكلب لوصف مدى اخلاص الانسان ,كقول احدهم في وصف الخليفه المتوكل: انت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب, إذن قصدنا أرفع من إلصاق الاهانه بالانسان.
 حين  يتعثر امرؤا في محاججة ذاته  فان مبعث العثرة رعونة وبلادة عقليته وإلا توقف قليلاعند الكلمة لو اوحت  بوجود خطأ يتطلب تصحيحه أو مطب  لم يُفصح عنه يستدعي تحاشي الوقوع فيه, اي ان هناك نصيحه تسدى كي لا يكون استغفالها وقلة كياسة الرد عليها سبب حرمانه من اهتمام الاخرين بما يحكيه ,والبلادة هذه تشتد سماجة ً بتكرارعبارة الاعتذارمع كل عنوان تهكمي ,مما يدل ان هناك إشكاليه  مطلوب فك لغزها .
يحكى  أنّ فوضى عمّت بلدة من البلدات لدرجه إقتضى بموجبها تبديل مسؤولها الاداري( القائمقام) والإتيان بآخرعلّه يصلح ما أفسده السلف, فما كان من الخلف الا ان دشن منصبه باستدعاء منتسبي ادارة القضاء الى جلسة يستطلع من خلالها مكامن الخلل وأسباب تدهور اوضاع البلدة , بعد ان استمع القائمقام الى اقوال طاقم إدارته الخدميه بغياب رجل المال, إرتأى إعطاءهم فرصة يصلحوا فيها ما استطاعوا  دون اللجوء الى العقوبات والردع والانذارات , فاختصرها سلميا باقتراح طي صفحة الماضي وفتح اخرى تراعى فيها خطته التي طرحها على شكل ورقة عمل كي يحمّل كل دائرة مسؤوليتها .  فض اجتماع القائمقام بطاقمه ,و ذهب الرجل الى مكتبه لمتابعة أعماله , بينما طاقمه ومن شدة تصدع رؤوسهم سارعوا باستدعاء موظف المال لعقد اجتماع سري وفوري  توصلوا فيه الى ان ورقة عمل الخلف ستوجع رؤوسهم وتفضح عوراتهم وتعكر أمزجتهم فهي من وجهة نظرهم المغوشه من الصرامة بما يُلزمهم بساعات عملهم كاملة ً وبجهود لم تعهدها مزاجيتهم وأهواءهم في السابق,اذن لابد من مخرج لأزمتهم ,عليه اتفقواعلى محاولة إفشالها وايجاد بديل  يقلل من وجع رأسهم.
بعد ثلاثة ايام, وبناء على ما تم ابرامه في اجتماعهم السري , قدّم موظف البلديه شكوى للسيد القائمقام إتهم فيها سكان اربعة أزقه برمي النفايات  في الشارع ,وبأن إمكانيات البلديه لا تسمح بتنظيفها يوميا وهي أعجز من ان تقنع الناس بعدم رمي الاوساخ في الشارع, كان رد القائمقام سلسا وسريعا ومن دون التفكير باحالة الشكوى الى الشرطه , حيث بادره بالسؤال: هل هذه اول مره  ترمى الاوساخ في الشارع؟ لم يتلقى القائمقام جوابا مقنعا لسؤاله,عندها طلب من موظف البلديه (المشتكي) الحضورفي مكتبه صباح اليوم التالي برفقة مسؤولي الصحه والزراعه والمال اضافة الى مدراء مدارس البلده وثلاثة من اولياء امور الطلبه .
 تم للقائمقام ما اراده  في اليوم التالي وحضر المشار اليهم  في مكتبه ما عدا رجل المال, ثم بدأ القائمقام  حديثه مستفسرا من مدراء المدارس عن عدد الاجتماعات  التي تم عقدها مع اولياء امور الطلبه (مجلس الاباء والمعلمين) لبحث مستوى سيرالدراسه و تبادل علاقات الآباء بمعلمي ابناءهم ,اثناء سماعه  بان اولياء الامور لا يلبون دعوة ادارة المدارس في حضور الاجتماع, لاحظ ملامح الابتسامات على وجوه اولياء امور الطلبه الثلاثه, مع ذلك أمر بان يتم إحضار اولياء امور الطلبه رسميا بتكليف شرطي يبلغهم , كما اشترط  حضور موظف الزراعة والصحة  في اجتماع مجلس الاباء والمعلمين المزمع , والقصد كما اوضحه لهم, هوان يتم في  اللقاء مناقشة  تنظيم حملة مدرسيه لتوعية الاباء وابناءهم  بضرورة رمي النفايات في اكياس خاصه,ولو تعذر توفيرالمال لشرائها,بإمكان معلم مادة الفنيه تهيئتها من تجميع  بقايا الملابس المهمله وتعليم الطلاب على خياطتها  بشكل أكياس في حصة مادة الفنيه,لم يكتف بذلك, بل اضاف  مطالبا  المسؤول الصحي ان يشرح في اللقاء اهمية النظافه في حياة الانسان وضرورة تفتيش الطلبه كل صباح من منطلق ان العقل السليم  في الجسم السليم , هنا إلتفت القائمقام  الى الموظف المسؤول الزراعي قائلا له : عليك انت ايضا يا استاذنا  واجب التفكير بتجميل البلده وتحسين بيئتها الملوثه  لذا اشدد على ما ورد في ورقة العمل واطالبك بإلقاء كلمة  في اجتماع الاباء والمعلمين تعلن فيها عن فتح  دورة تحت اشرافكم  لتعليم الاباء كيفية شتل الشجيرات في الشوارع  و وضع جدول لسقيها وحمايتها من الاغنام والابقار,مؤكدا بان ذلك يتطلب تنظيم حملة توعيه صحيه  يشرف عليها الموظف الصحي  لشرح مضار ايواء الحيوانات داخل المنطقة السكنيه .
 انتهى اللقاء بكلمة شكر فيها القائمقام  حضورهم  دون ان يظهر اي علامة استغراب لغياب رجل المال,المهم اوضح لهم الخطوات المهمه التي يجب اتخاذها التزاما بفقرات ورقة العمل المتعلقه بالحفاظ على نظافة ازقة  البلدة و سلامة صحة اهلها, مؤكدا ً في ختام الجلسه انه سيطلب من كل موظف تقريرا  شهريا عن ما يتم انجازه والعوائق التي ستعترضه . خرج الجميع وكأن كابوسا بدأ يجثم عن صدورهم  بعد ان ورطوا حالهم في تقديم شكوى خبطت عليهم  الحابل بالنابل !! يا ترى هل تقديم استقالتهم من وظائفهم افضل من طلب نقل خدماتهم الى بلدة اخرى؟ أم يعترفوا للقائمقام بكل شيئ  ثم يواصلوا العمل معه حسب تعليماته؟ يقال بان رجل المال سبق زملائه بتسليم مفتاح الخزنه الفارغه لحارسها وغادر البلده الى جهة مجهوله.
 الآن والحديث موجه للإخوه الذين انشغلوا بأقلامهم وشاغلوا شعبنا في تسويق انتقاداتهم (السياسيه القوميه) واتهاماتهم ضد غبطة بطريركنا الجديد , ونحن بدورنا نسأل الإخوه ومرجع فكرهم القومي وممول مؤتمراتهم, هل نسوا ام يتناسوا بأنهم يفعلون كل ذلك من  فوق ابراج عاجيه  وهوادج عاليه  بنتها وجهزتها لهم  قائمقاميات(بلديات) ديترويت وسدني  وسندياغو واوسلو وامستردام  وبرلين  وستوكهولم وكوبنهاكن , وهم يعلمون أكثر من غيرهم  بان البطريرك(القائمقام الجديد) ما كان تسلّم  هذه المهمة الصعبه لو لم يكن معنيا  بصدق بمعاناة الرعية ومستقبلها الذي يعني وجودنا جميعا , لكنه قبلها واثقا على امل ان يحظى بدعم ابناء كنيسته الذين شاهدوا كيف ان اهتمام غبطته بشعبه  قد قاده الى الاستماع و بصدر رحب الى كثرة الشكاوى والاعتراضات المقدمه اليه , وبناء عليها  وتلبية لإلحاحات العرائض و عنف الانتقادات بادر بطرح مشروعه الراقي متمثلا بفكرة تأسيس الرابطه الكلدانيه خصيصة للمثقفين القوميين الكلدان ممن يسمح ايمانهم بالعمل على تأصيل الثقافه التي يتكلمون بها , اذن ما يترتب عليه تجاههم  قدمه بكل وضوح وهدوء , وما على المؤمن المُجد و المستعد للعمل الا النزول للعمل  فالساحة مفتوحه  سواء لمن شاءها ان تكون في عواصم ومدن الغرب فليعمل حيث هو موجود , ولمن يعتقد قانعا بان ساحة العمل الحقيقيه  في بغداد وكركوك  ونينوى وبلدات سهلها الخاويه من اهلها  فليتفضل ويشد حقائبه ففي العراق كلدان ومسيحييون  بحاجة ماسه الى خبرات متميزه لإعادة ترتيب ما خربته الايام  بحكوماتها ودواعشها والا كيف سندعم غبطته او نطالبه بتحسين احوال الرعيه؟
 بكل صراحه اقول, نحن القابعون في الغرب الديمقراطي بعد ان تجاوزنا حدودنا, علينا اعادة النظر في ظاهرة كثرة رسائلنا المفتوحة  واعتراضاتنا الموسومة  بختم حرية التعبير التي فاقت في بعض حالاتها سقف الاشمئزاز والقرف دون برهان لمزاعمها, ناهيك عن التراشقات التي انتجتها والوقت الذي أستهلك من اجلها , من جهة نكيل الاتهامات بحجة النقد وحرية التعبير, ومن جهة اخرى  نتشاطر ونلوم بحجة خبرتنا, واحيانا نشتم ونبصق أجللكم الله والحجة عند هواتها , ولكن عندما يراد منا تقديم شيئا يتطلب بذل المتيسرمما يؤكد مصداقية صراخاتنا , نعلن توجسنا المخجل من  ورقة عمل بطريركنا الجديد بالادعاء المسبق كونها مخترقه و هي لم ترى النور بعد !!!! .
 إن كنا نتحسس العيب في اعترافنا بعجزنا عن تلبية دعوة الإلتحاق بإخوتنا الكلدان في العراق؟ مالذي سنتحسسه يا ترى في إعلان تبرير رفض ذهابنا الى العراق امام الملأ باعتباره انتحار ومجازفه تكلفنا كثيرا ,أليس في تبريرنا هذا يا إخوان  الكثير مما يجب قوله بحق ذواتنا التي لم تعد تعي أي برذاك الذي نريد الرسو فيه  , هل جربنا  قبل افتعال مثل هذا الضجيج ومارسنا مثلا حقنا في مخاطبة بلديات مدننا التي نعيش الزهو والرفاه فيها ,وهو حق ليس من حائل يعترضه , أم ان جهلنا وصل لعدم معرفتنا بوجود قوانين وضوابط  ضامنه لحق المطالبه بتحسين اوضاع ابناءنا التربويه وتعليمهم لغة الام مثلا ,أما لو أردنا العمل كقوميين شجعانا , فإن شعورا كهذا  لو صح وجوده فهويستدعي رزم الحقائب الى حيث الساحه الحقيقيه ,ولو عجزنا عن ذلك, فلابأس من حث هذه البلديات الديمقراطيه الغربيه على توجيه الدعم والاسناد لبطريركنا  ولسياسيينا  وأهلنا المسيحيين(( الكلدان)) الذين يعانون الذل في العراق .
 لذلـــــك , عندما لا اجد ما بوسعي القيام بما يجدر على الارض, الافضل ان اتمنى الموفقيه والنجاح لكل من يعمل على الارض وغبطته  مع طاقمه في مهمتهم الشاقه يكافحون سواء مع التواءات دهاليز مواقف الفاتيكان او في اضطرابات العراق وشعبنا  يئن وسط نيران تحرق الاخضر واليابس, انها دعوه لاصحاب الشكاوى والاعتراضات للتأمل قليلا في دعوة غبطته  لنا بالذهاب الى حيث الأنين والآلام والقتل والتشريد والاغتصاب, ومن ثم لنتمحص جيدا  اسباب  تعارض وتلكؤ مواقف بعض كردنالات الفاتيكان  تجاه  دعوات بطريركنا  وخطواته التي يؤكد عليها من وسط انقاض الدمار والخراب والتشرد و الفاتيكان لحد هذه الساعه يتفرج دون ان يكلف نفسه بأكثر من كلمة شجب أومواساة مخجله , ثم لنسال انفسنا  : مَن  لبى دعوة غبطته في تحقيق الوحده والتجديد ؟؟ تأكد للجميع بان الفاتيكان في مقدمة المقصرين في تأدية ما يتحتم عليه تأديته,اما مقدمي العرائض والاعتراضات  فقد اتضحت ردات فعلهم بين ناقد وعاجز رافض لدعوة عودتنا  الى العراق  معتبرا اياها تدخلا في خياراتنا الحياتيه الشخصيه وتعريضها للمخاطر !! 
اذن  اي اسس هي تلك التي نستند عليها حين نتدخل ونتبجح  بحرية ابداء الرأي التي تكشف  يوما بعد اخر زيف إدعاءاتنا  واستعراضاتنا الفارغه التي اوصلتنا الى حال يحتم على كل من يمتلك  قليلا من الاحساس اما ان يشد حقيبته نحو العراق او يقتدي بما إختتمته شلة بلدية وصحة وزراعة  وتعليم القضاء لنفسها , بالمناسبه  لم يكن مصير شلة طاقم القائمقاميه  افضل من حال رجل المال الذي سلم المفاتيح واختفى .
الوطن والشعب من وراء القصد



204
بين سهــــل نيـــنوى  ومشطاخ الخابــــــورجـــرائم  وتــجارب

شوكت توسا
 من دون الغور بعيدا في تاريخ  مأساة عموم سكان بيث نهرين من كلدواشوريين سريان ومعهم الارمن وحتى اليزيديين والمندائيين  , فإن جراح الكلدواشوريين السريان  في مطلع القرن المنصرم  لم تندمل  بعد و قيحها النازف مستمر مع استمرار مسلسل الغزوات الوحشيه والمذابح البربريه التي تعرضوا لها مع اخوانهم الارمن , جرائم يندى لها جبين الانسانية  تم توثيقها وتثبيت هوية مرتكبيها دوليا وهي  بإنتظار الأبناء والأحفاد لإعادة إظهارها للعلن لتدويلها  والبت في  محاكمة مرتكبيها وتعويض ضحاياها , بإمكان  كل من شاء التعرف عليها  ان يتصفح الانترنيت ليجمع ما يكفيه لتقديم دراسات وأطروحات  لفضحها وكشف سياسة  المجتمع الدولي (الغربي والشرقي)  المزدوجه و اسباب تواطئه  في  تنفيذ وتمريرهكذا جرائم بحق الانسانيه , ففي الحرب الكونيه الأولى عام 1914 _1919 المسماة بسفر بللك  , كان الكلدواشورييون السريان  والارمن قد تقاسما فيما بينهما هول ووحشية جرائم اباده جماعيه  بكل ما تعنيه الجريمه على أيدي أقوام متخلفه بنت كياناتها ومعتقداتها على ديدن القتل والاغتصاب القبلي وطمع الإستحواذ على ما تمتلكه الأقوام الآمنه والمسالمه, وعلى هذه الاصناف من البشر إعتمد الغربيون .
الآن, وقد تأمل ذووا ضحايا تلك المذابح خيرا( كمسيحيين ) في مبادرات  بعض هيئات  فروع المنظمات الدوليه الانسانيه ,خاصة وقد افلح الاخوه الارمن  بعد جهود مضنيه وبمساندة البرلمان الفرنسي(  يبدو بأن وراء المسانده  شأنا يتم إخضاعه لاعتبارات سياسيه اكثر منها انسانيه) , مهما يكن تمكن الأرمن من طرح مساعيهم  لإنتزاع قرار دولي  يتم فيه الإعتراف والإعتذار عن المذابح  المرتكبه بحق مليون ارمني  على أمل أن يتحقق ذات المسعى لصالح ذووي النصف مليون كلدواشوري سرياني الذين قضوا مع المليون ارمني , لكن ازدواجية مكاييل  ساسة الغرب (الديمقراطي المسيحي)  ومعهم الدرناويين الذي إعتادت ماكنة الغرب على تناوب تجنيدهم في المنطقه  لانجاز أجنداتها لقاء الحفاظ على عروشهم , أزاء هذه السياسات تتبدد الآمال لا محال وتخيب فيها تطلعات الشعوب المحبه للعيش بسلام .
إن ما تم تنفيذه بمخالب جرذان داعش في جغرافية بلدات سهل نينوى ( وانا اسميهم ذراع سياسة التصهين الغربي التي تطال منطقتنا)  , تم في مساحة شكلت دائرة تتوسطها مدينة الموصل التي تمركز فيها الجرذان , حيث تم في المدينه وانطلاقا منها استهداف اعرق مكونات هذه المنطقه  وتحفياتها , فكان الهتك والفتك بكل مَعلم  ذي صله ودلاله  بقدم المدينه وعراقة سكان سهلها التاريخيين  كتدمير آثارها ومتاحفها وكنائسها  ومراقدها التي إعتاد أن يئمها الناس على مختلف اديانهم ومعتقداتهم .
 لو إفترضنا جدلا بان ما جرى لبلدات هذا السهل  وناسه الآمنين  قد فاجأ  الغرب المسيحي الحامي لحقوق الانسان أو لم  تتوفر فرصة تقديم الحمايه لهم  والاسباب حتما سياسيه تؤكدها تماطلات الغرب وأممه المتحده  في تلبية مناشدات المطالبين بتوفير الحمايه الدوليه لهذا الشعب الذي اوشك وجوده على الانتهاء, لماذا لم ينتبه هذا الغرب وهو الذي دافع عن مسلمي كوسوفو والبوسنه  اشد الدفاع  في حين  ورغم كل مشاهداته لما حصل في منطقة سهل نينوى , اهمل مشطاخ الخابور المسيحي الكلدواشوري السرياني  الذي يضم قرابة الخمسين قريه  تركوها على ذمة شبابها الغيارى الذين لم يمتلكوا للدفاع عن انفسهم عدا سلاح خفيف لا يفيد سوى للصيد فكيف لهم بمقاومة اسلحة الدواعش الحديثه؟  لقد حل ما حل في بلدات مشطاخ الخابور من قتل وخطف واغتصاب لما يزيد على الخمسمائة انسان كلدواشوري مسيحي و تم تهجير وهروب الالاف ممن افلت من مخالب الدواعش. بالمناسبه, وقد أشار الصديق الكاتب نبيل دمان في احدى تعليقاته  , وليسمح لي هنا  بإعادة  قوله هنا لتذكير القارئ بان سكان مشطاخ منطقة الخابور ذات الخمسين قريه, اغلبهم من ذوي و ابناء واحفاد ضحايا مذبحة سميل  الواقعه غرب دهوك (نوهدرا)و التي راح ضحيتها ما يزيد على الخمسة الاف شهيد  اشوري  في آب من عام 1933  ,  مذبحة هي الأخرى  تمت تحت اشراف الغرب المسيحي ايضا  مما ادى الى نقل الذين افلتوا  من المذبحة للسكن حيث مشطاخ الخابور اليوم في سوريا الذي لم يكن سوى مساحه  ضفافيه متروكه اصبحت على ايادي الوافدين اليها اشبه بجنان الارض لما طرأ فيها من عمران وزراعه  يسيل لها اللعاب.
إن عالمنا الغربي  الديمقراطي (المسيحي) الذي سبق  ومارس بحق شعبنا و لاكثر من مره  عين اللعبة  وجريمتها  , فهو الذي أشرف  بماكنته  من دون خجل او مستحى  على ارتكاب مجاز الارمن والكلدواشوريين  ابان سفر بللك  و لم يحرك ساكنا  لحمايته ترضية للدرناويين الجدد ,  اليوم يعود هذا الغرب  ليشرف على إتمام الابشع من الجرائم , ليضع نفسه امام تساؤلات حول موقفه تجاه ما يجري لمسيحيي العراق وسوريا , يا ترى أين  منظومات البنتاغون والناتو والاتحاد الاوربي  والتحالفات الدوليه  التي تقودها الولايات المتحده الاميركيه من إدعاءات نشرهم للديمقراطيه وحماية حقوق الإنسان , وأين حضرة الفاتيكان مما يجري بحق مسيحييها؟  ليس أتفه من ان يجيب احدهم  قائلا بان الباب يطلق خطابات دعمه ومواساته , والأتفه ان نقول بان الغرب قد اعلن عن تشكيل تحالف دولي عازما من خلاله  ضرب الدواعش وإنقاذ شعوب المنطقه من جرائمه , تلك  في نظري  اشد  الاجابات سذاجة , إذ  بات واضحا بان  ما تزعمه غارات طيران التحالف الدولي  ومهماته سواء في العراق او سوريا لا يمكن ان يتجاوزنطاق هدف تحقيق مكاسبه السياسيه والاقتصاديه من حساب موارد نفط العراق  , والأكثر سذاجة هو ان  يتصور أحدنا  بان خطة التحالف الدولي قد تتخطى خطوط الاجندة المرسومة لها  في  تهيئة الأجواء العسكريه والسياسيه والاجتماعيه  والاقتصاديه  من اجل تقسيم العراق وسوريا  ورسم خارطة حدود دويلاته المزعومه بدماء العراقيين و السوريين وعوائد براميل نفطه  كفيلة لتسديد تكاليف غارتها الهوليوديه, وإلا ما الذي يمكن قراءته  في مشهد قيام ظائرات هيلوكبتر (مجهولة الهويه) بنقل الدواعش من مكان الى اخر ؟ ناهيكم عن ظاهرة تسارع  الغرب في تجييش الاساطيل  الجويه وبهذا الكم  من الطائرات  لضرب الدواعش  واعلان اعداد طلعاتها الجويه يوميا وتثبيت كلفة كل طلعه بينما مئات الألوف من النازحين والمشردين يقاسون الويل  , أليس في ذلك غرابة مفضوحه لا  يتغافل حقيقتها  الا السذج من  الساسة والمثقفين. 
شعبنا في عموم المنطقه مستهدف وان كان هناك من يستهجن فكرة استهدافه  فهو قد بات وقودا مستباحا لسعير الاجندات الاجراميه , اذ  ولحد هذه الساعه لم تبرز  اية قوة او فئه او كتله سياسيه تعلن انها قلقه او معنيه بمصير  هذا الشعب عمليا  عدا  اللهم رسائل المواساة وتطييب الخواطر التي لم تتعدى في افضل حالاتها حدود تقديم المساعدات الشحيحه بينما قرى وبلدات هؤلاء المساكين  فارغه من اهلها شاردون  بين منهك ومتعب في الكرفانات والخيم وبين مغادر الى حيث يفتح امامه سبيل الهروب ..... هل فعلا غافل  هذا العالم الغربي المسيحي عن هذه الحقيقه؟؟؟ ثم الى متى سيظل شعبنا يدفع ضريبة معتقده الديني؟
على شعبنا ونخبه  البحث الجاد عن سارق الديك كي يستطيع  كشف سارق المعزى والثور,,,لان مسلسل السراق  مستمر و ماعلى الشعوب المظطهده الا  توحيد كلمتها وتنسيق عملها من اجل بناء مستقبلها في أوطانها.
الوطن والشعب من وراء القصد
   

205
" لقد آن الأوان أن تبدأ الكنيسه بصناعة الاسود  او على الأقل تشجيع صناعة الأسود"

   شوكت توسا

 عنوان المقاله ليس من عندي, انه نص إقتبسته من مداخله تفضل بها الأخ (شليمون جنو) في  تعليقه على مقالتنا حول زيارة نيافة المطران مار يوحنا بطرس موشي لمعسكر تدريب شبابنا المتطوعين ضمن قوة حماية سهل نينوى(إن  بي يو) .  والاستاذ شليمون في مقولته المختصره له مغزى   ربما يتضح في بقية كلامه الذي يقول فيه : (على الكنيسة ان تدرك  بان شعبها يعيش بين الذئاب,على الكنيسة تغيير نهجها في تعليم وتربية اطفالنا , على الكنيسة ان  تباشر بصنع الاشبال منذ التناول الأول وليس الحملان) .
قبل ان ندخل في الموضوع بودي ان أؤكد وبنفس الشده التي ارفض فيها الاله والنبي او الكتاب والدين الذي يبيح للداعيه الداعشي ذبح  الذين يرفضون الصلاة معه, أرفض كذلك اي فلسفه او معتقد يملي عليّ احناء رقبتي صاغرا امام ساطور الذباح ........
  مغزى كلام الاستاذ شليمون كما فهمته وعلى اساسه كتبت مقالتي هذه , يريد ان يقول بان افراط  كهنتنا وواعظينا في تعليمنا  ثقافة التسامح  بالهيبه المنسجمه مع الرتابه الايمانيه الروحيه التي بنت عليها مؤسستنا الكنسيه قوامها الفلسفي و منهاجها الوعظي في تعليم الاطفال وتنشئة الأجيال المجتمعيه , حيث لم تأت جهود أوليائنا الروحين الا بالنتائج الحتميه  والمتوقعه من صنف تلك الفلسفه  التي  إعتمد رجالاتها  طريقتهم الخاصه في تفسير اقوال السيد المسيح من قبيل اذا ضربك على خدك الايمن در له الايسر, او باركوا لاعنيكم  وصللوا من اجل الذين يسيئون اليكم  وما يشابهها من مقولات فضائليه تصلح للأخذ والعمل بها في المدن الفاضله  وليس في مدننا  وقوانينها الفاسده التي لو اردنا  ان نمارس مسيحيتنا الحقيقيه  فعلينا الانتفاض ضد حكامها كما فعل المسيح تنفيذا لمشيئة الخالق , هذا يعني بأن  واعظينا حين يفسروا أقوال السيد المسيح  من اجل تطبيقها لم يعيروا لحاجة التحصن ومقاومة الظلم  اية اهميه  بإعتبارها ضروره يتطلبها المحيط الاخلاقي الذي نعيش فيه و تحتاجها رغبتنا في  العيش مع اصناف بشريه مستذئبه كما يصفها الاخ شليمون تتحكم فيها العصبيه القبليه التي نشطت ما بعد ظهور الاسلام  وتعدد الغزوات والفتوحات التي جلبت  معها اقواما لا يجيدون سوى لغة السيف والثأر  .
أخي شليمون وهكذا القارئ العزيز, مشكلتنا  كمسيحيين في مجتمعاتنا الشرقيه,هي اننا نتيجة تكالب وشراسة الأخرين إعتدنا  صاغرين على ما هو الأسهل والأسلم في تمشية حياتنا تبجحا بحجة إرضاء الإراده السماويه , كإعتماد نا وسائل يتوهم البعض حين يصفها بالورعه  والحميده والمؤمنه انما في الحقيقه هي خارج مفاهيم المحيط والزمن  الذي نحن فيه, مع ذلك نستخدمها بشكل مفضوح للتهرب من التضحيه  والعناء من اجل استحواذ  مستلزمات ومقومات البقاء السليم  وتهيئة الذات للتضحيه من اجل الأرض والإنسان , إذ ترانا نبالغ وبشكل لا عقلاني  في استخدامنا لنظرية غلبة الخير الحتميه على الشر من زاوية المنظور السماوي  للماده ونقائضها على اعتبار ان سيدنا المسيح مات كي ينتصر على الشيطان  فكان صلبه وفداءه حالة مطلوبه لاكتمال مهمة خلاص البشريه  , إذن أصل الخلل هو في تتابع  وتواصل مفاهيم  مر عليها  الفين عاما دون  ان  ينتبه فلاسفة اللاهوت وتلامذتهم الواعظين  الى  خطورة طريقة نمو عودنا وقوامنا الذي كبر ونما  ليناً  بقدر ليونة  درسنا الديني المسيحي الذي أكتفى  بفرض التزامنا  بجانب واحد من مقومات التعبير عن انسانيتنا وايماننا الأحادي بجزاء السماء لنا في محاسننا سواء في تربيتنا البيتيه او في دروس  ومواعظ رجل الدين مما جعلنا نكبر وننمو على فكرة التسامح  واللين والعفو مع من لايفهم منها الا ضعفنا, ثم كيف تريده  ان يتصرف معك حين يراك تدخل  للبيت وتغلق الباب وراءك  كي تصللي للرب بان هناك من يستهدفك او يستهدف ابن عمك او جارك,  أما لو حاول احدنا ووقف متصديا  متحديا الطامعين المعتدين  فسيعتبروه بطلا خارقا بين قطيع من الخراف,هذا ان لم تنهال عليه الملامات والنصح  بالتعقل والكف عن المرجلات  التي لا تعد من طبائع المسيحي المؤمن , اي عليك كمسيحي  ترك امر المعتدي للرب فهو الوحيد القادر على محاسبته ومعاقبته, وهكذا لا  بأس ان تكون رقبتي و املاكي وتاريخي وتراثي  هي الســّداده لفاتورة الفوز بالجنه الموعوده ,هنا يكمن عامل تعطيل العقل ومنعه من التفكير بالحل الذي عساه يساعدنا  ان  نستمر في ايصال رسالة السيد المسيح وليس الهروب منها, ونتيجة لإستمرارية  سوء تفسير المقابل لهذه المفاهيم  بدأت  طلائع الأبخره تتصاعد لتكوّر غيمة  في سمائنا منذ اعتناقنا لهذا الدين السمح  في مجتمعات قبليه وعشائريه  لا تعرف سوى  اسلوب رد الصاع بصاعين , فكبرت  الغيمه مع كثرة المتجاوزين على حقوقنا  و تفاقم سواد هذه الغيمه مع تعدد انشقاقات كنيستنا  وكثرة تراجعاتنا تحت شماعة المسامح كريم والرب غفور رحيم  الى ان تلبدت سماءنا بلون الخشوع الخانع والمستضعف البائس وها هي السماء تمطر علينا اليوم بوابل من المذابح و الهزائم والهجرات التي لم يسبقنا فيها احد.
عندما يرتضي الانسان  بما يرثه من نص ثابت مقولب او معلومه يعتبرها مقدسه كي يعمل مقيدا بها دون التفكير بمدى فائدتها في الارض ومدى منطقية اعتبارها وسيلة للفوز بجنان السماء, على ماذا يدلل ذلك؟ أليس في ذلك دليل عجزه عن فهم سبب وجوده والهدف من بقائه فيرضى بما تفرضه عليه النصوص كأن  يلجأ للصلاة  وترديد عين النص  الموروث  الذي يدعوه لفعل حسنة  سماويه حتى لو كلفته حياته لانها وسيلته الوحيده للفوز بالجنه.
وطن كالعراق مثلا بناه اجدادنا القدامى على سجيتهم  وهواهم ,  ثم انجبونا اجيالا للعيش في نفس جغرافيتهم على طريقتهم وفهمهم للايمان بلله وبالمسيح , لكن ذلك لم يتحقق سلميا  بسبب ما افرزته حاجة البقاء من صراعات واقتتالات , هل من المعقول ان نتناسى مثلما تناسى الذين من قبلنا  بان هذا الوطن قد داهمته وأستوطنته  افكار ومفاهيم ومعتقدات لا يمكن  العيش معها الاعندما يكال الصاع صاعين في كل عمل او حادثة نواجهها, تلك هي الحقيقه  وهي مكلفه  لكن واجبنا  يقتضي ان نعمل عليها , ومن يتجاهلها عليه دفع الثمن في هذه الدنيا راضيا راضخا وهذا ما يطيب مفسري اقوال المسيح وأمزجتهم , حيث من دون احترام هذه الحقيقه  أومن دون  الأحتراز عند غياب القانون والعداله  فإن  مقولة  الفيلسوف الانكليزي جورج برنارد شو تنطبق علينا حينما قال بان الفيلسوف هيغل  كان على حق عندما قال اننا نتعلم من التاريخ  بانه يستحيل علينا كبشر ان نتعلم من عبر وتجارب التاريخ, والمقوله الاقرب الى واقعنا الذي نعيشه  هي تلك التي استخلصها المفكر الاخر  مارك كوين, حيث يقول  كلما نظرت الى جنسنا البشري اتمنى لو ان نوح فاته اللحاق بسفينة نوح ,,,,,
إن المرء الذي يحدد  قيمة افعاله وتصرفاته بحسب معيارية مهابة الله في السماء او الخوف من الشيطان في جهنم  , فإن حاله ليس افضل من حال ذلك الذي كان يكثر من الصلاة ليل نهار يطلب من الرب ان يساعده على امتلاك حمار يستخدمه في الحراثة بعد ان تعب من سحب المحراث بظهره , فلم يتحقق له  ما اراده الا بعد ان إكتشف  بانه مغفل و مخطئ جدا  في طريقة تعامله مع الرب, فما كان منه الا ان قرر سرقة حمار من قريه مجاوره  وبدا يصلي كل  ليلة  طالبا المغفره من الرب وليس  مساعدته على شراء الحمار.
الوطن والشعب من وراء القصد




206
توضيح حول المقابله التي أجرتها معي قناة 
ANB sat.
 
تحاشيا لاي  سوء فهم  او التباس حول  جمله صدرت مني اثناء مقابلتي  مع السيدين ديفد البازي وزيا يارو على قناة  أي إن بي  سات, والمقابله كانت حول فصائل المتطوعين من ابناء شعبنا و تدريباتهم , حيث ان الجمله التي قلت فيها بأن تشكيل وحدات حماية سهل نينوى 
     NPU           
  ليست لتنظيم زوعا , المقصود فيها هو  ان  المتطوعين في هذه القوه ليسوا حصرا من ضمن المنتمين لتنظيم زوعا سياسيا , انما الغالبيه العظمى من هؤلاء الشباب المتطوعين  هم مستقلين ومن مختلف بلداتنا كما  اوضحت ذلك  اثناء حديثنا و لاكثر من مره , بينما الاشراف على تدريباتهم  وادارة شؤون المعسكر هي على عاتق زوعا.
لمن يود التأكد من ذلك, أدناه رابطان للمقابله للاستماع والتأكد مع جزيل الشكر
 https://www.youtube.com/watch?v=mkOifyAom1I
http://www.ankawa.org/vshare/view/6696/mrshawkat-tossa/

شوكت توسا

 
   

207
المطران مار يوحنا موشي :"فخر لنا أن نرى أبناءنا قد نبتت فيهم روح المبادرة وتقديم النفس من أجل أرضه".
شوكت توسا
""جاء ذلك خلال زيارة سيادته لمعسكر وحدات حماية سهل نينوى ولقائه ً المتدربين الجدد، مخاطبهم : "همنا أن تكونون أنتم الحماة والمحافظين على أرضكم وقراكم وأعراضكم، لأنها أرض آباؤكم من قبل المسيحية وإلى اليوم، ولم تغتصب من أحد".واضاف المطران مار يوحنا : "يعتبر الكثيرين بأن ما تفعلونه خطر ومخيف" مؤكدا "وجودكم إذا عبر عن شيء، فهو يعبر عن إيمانكم وإصراركم على البقاء في أرضكم"، كما اثنى على جهود جميع الموجودين.وتابع : تدريب الجندي هو شيء أساسي لجعل إمكانية ردعه للعدو وحماية أرضه وشعبه ممكنة، ليعيشوا بأمان واستقرار.واختتم زيارته داعيا : بارك الله فيكم، ونطلب من الله أن تدومون موحدين شعب واحد، من أجل الحماية والوصول إلى الهدف الواحد.هذا ورافق سيادته خلال الزيارة الأبوين فارس تمس ومجيد عطالله بحضور العميد بهنام عبوش والعقيد جواد حبيب، وكلدو رمزي عضو لجنة الجهد العسكري للوحدات وعدد من ضباط الوحدة التدريبية".(  زوعا.اورغ)
 

معسكر تدريب شبابنا المتطوعين لتحرير وحماية بلداتنا وقرانا
,  المعسكر هذا ليس مجرد مكان للتدريب, بل فيه من المعاني والدلالات التي تطرق اليها نيافته بكل دقه ووضوح  اثناء حديثه مع المتطوعين , وهي في نفس الوقت بمثابة رساله  لنا جميعا , حيث الواجب يتطلب من كل واحد منا أن يزور هذا المعسكر لو استطاع الى ذلك سبيلاً كما فعل نيافته , ومن لم يستطع  ذلك , فبكلمة تشجيعيه او بمساهمه ماديه بسيطه أو دعاء  او نصيحه يسديها للمتطوعين من فلذات أكبادنا وآبائنا وأخواننا,ربما تكفي هذه الكلمه للتعبير عن  التضامن ,اذ نحن عندما نصف شعبنا بانه ملح الارض , فإن طعم هذا الملح ومذاقه الحقيقي  لا نجده في بث  سيول  الأقلام  الباهته  التي لم نذق منها سوى طعم  الفرقة والمشاحنات, انما نتذوقه في عرق جبين هؤلاء الذين نذروا ارواحهم  طواعية للدفاع عن وجودهم وأرضهم ودينهم وحرمة حرائرهم, إنهم الصوره التي يتجسد فيها مستقبل شعبنا على الأرض بخلاف  الصوره المغوشه التي  تعكسها أقلام البعض ممن ينعمون في مدن الرفاه والحريه,  فإن لم نستطع فعل ما فعله نيافة المطران مار يوحنا موشي, علينا بما هو أضعف الإيمان, اي بالكلمه الطيبه  فيما بيننا جميعا .
إن زيارة المطران مار يوحنا موشي للمعسكر وحديثه المقتضب , لكنه ثري بمعانيه , مع متطوعي أبناء شعبه , له من الدلالات الايمانيه  التي تعيد  الإخضرار والنشعة في حب إنساننا  لأهله وتبث فيه روح التضحية  دفاعا عن ارضه وتاريخه  , إذ بدون إيمان حقيقي معزز بالتخطيط والمثابره  لن تكتمل استعدادية الانسان للتضحيه فتصبح مقدراته ألعوبة بأيدي الآخرين .
تحية  وأحترام  للمطران مار يوحنا موشي, ودعاؤنا لإخواننا وأبنائناالمتطوعين في كافة الفصائل بالتآزر فيما بينهم  من اجل انجاز المهمات المناطه بهم بأحسن وجه و تقليلا للخسائر لا سامح الله  .

الوطن والشعب من وراء القصد


208
تحيـــــــــه  لإتحاد الشبيبه الديمقراطي في القوش ومنظمة يد بيد لألقــوش

شوكت تــوسا

 
صور  حيه وناطقه  تجسد  عطاء شباب القوش الغيارى


ليس غريبا لو تعثر كاتبا او متحدثا  وإحتار من اين يبدأ حين التحدث عن  بلدة كألقوش (آيل قوشتي) ذات الاسفار العتيقة والمشرقة, هل يبدأ مثلا من حيث كانت إحدى القلاع الآشوريه  ,أم يقترب قليلا الى حيث أصبحت مركز قيادة  كنيستنا المسيحيه المشرقيه لمئات من السنين,هل يبحث عن سر إعتناق مثقفيها الكلدواشوريين لفكر الشهيد فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي ,أم عن لغز حرصهم وحماسهم القومي , دعونا نعمل  لها و على سر إبقائها  شامخة كالطود آلاف السنين على سفح جبلها دون ان تزعزعها عواصف الزمن وعواتيه الصفراء , بلدة كألقوش التي جمعت هذه الالوان في ماضيها وحاضرها ,  قد حبتها الطبيعة من السمات التي أهابت الكثيرين و شدت  ناسها بها  ومنحتهم من تاريخها  تربتها ومياهها وهوائها أكثر مما تمنحه المرضعة لطفلها .
 سيطول بنا الحديث لو أعطينا للقلم حرية الغور في تاريخ  (آيل قوشتي) ومواقف أهلها  وغزارة عطاءاتهم الوطنية والقوميه والدينيه ,  لكنها مع الأسف ولحد يومنا هذا, يشهد تاريخها وواقعها بأنها لم تحظى بإهتمام أي ّ من الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق,بقدر ما كانت سجون الجلاوزه تعج بشبابها وشيبها  وبدمائهم أصطبغت جدران تلك السجون وجبال العراق وسهوله , لتضخ للحركة الوطنيه مما يسيل في عروقها من حب للحرية وعشق للحياة الكريمه.
ما تشهده اليوم بلدة القوش على يد ابنائها وبناتها الغيارى , هو تحد صارخ  ضد كل من تقــّصد  اهمالها او كان السبب فيما تعانيه من قصور في الخدمات , نعم إن أمجاد أولئك الاباء والاجداد لابد و قد تركت من  نصاعتها بصماتا يتسابق الأحفاد في تعميقها وتجسيدها حيثما تطلب الموقف مبادرة او تضحيه من اجل بقائها جميله  المطلع زاهية الالوان بعزة اهلها وذوقهم الراقي.
تحية واحترام من الأعماق لشباب القوش المنضوين في منظمة يد بيد لألقوش, وكل  التقدير  والعرفان للديقراطيين الشباب منهم  الذين قادوا حملات الصيانه والتجميل  وما زالوا ينجزون اكثر من حملة في تطوير شوارعها وتشجيرها  .
بوركت سواعدكم يا إخواننا وأبناءنا  , وبوركت أرحام الأمهات اللواتي  ينجبن شبابا  يحملون القلم والكاروك بيد وبالاخرى سلاح الدفاع عن أمن وسلامة بلدتهم.
الوطن والقوش من وراء القصد 

209
صديقتكم المغتصبه برطلله تناديكم, أين اختفيتم يا حــُماتي

شوكت توسا
بعد قراءتي لمقالة الاستاذ سعيد شامايا  ( ترى هل سَبتَ أصدقاء برطلا أم دون جدوى مسعى مؤتمرهم القادم). أقـــــــــــول:
 بأن الاستاذ مشكورا  فعل حسنا في تساؤله اذ يذكــّرنا  برابطة أصدقاء برطله قبل إغتصابها,شخصيا لا أسمـّي سكوتهم سباتا, بل استحقاقا حتميا لدوافع تأسيس الرابطه , لذا أطلب السماح لي كي أعقب مُدلياً  ليس بالتكهن والتمني إنما بإعتماد وقائع و حيثيات اوراق الرابطه وما شهدناه من تناقضات تستوجب قول كلمة, متمنيا ً أن لا يؤخذ عنوان المقاله على محمل الاستفزاز فينقلب تعبير اعتزازي ببرطله الى حجه او اتهام لتسويف هدف مقالنا.
  ان كلمة الانسانيه في قاموس عصرنا السياسي, بقدر سمو معانيها  , فقد اصبحت رداء يرتديه كل من إعتلى منبرا  ليخطب او مستمعا حضرلعرض همه شكواه, فلو إرتداه المغلوب على امره  بدا المسكين هزيل القيافة في أعين الميامين وإن التحف به الظالم اصبح درعا حصينا يهابه المساكين , كل ّحسب نياته , ولأننا عراقيو الطباع  ميامينا كنا او مساكين, فإن حرية ابداء الرأي تكفل لنا حق التساؤل عن كل شاردة  أو وارده  تحتك بمصير شعبنا ,مع ذلك سوف لن نشغل  القارئ  في نبش أسباب تقصير حكومتنا المركزيه تجاه قرانا المغتصبه واهتمامهم بآمرلي واخواتها,لان الحديث عنها نال حصته كفايه,كما اننا لسنا من سعاة  تخفيف وطأة تقصير حكومة المركز بتعليل الاهميه ألتي أولاها السيد مسعود البرزاني لمسألة كومباني السوريه دون بلدات سهل نينوى المغتصبه , فلا فائدة اذن من البحث في دافع الايعاز بارسال 200 مقاتل بيشمركه لدعم كومباني  في مقاومة داعش, لأن مبادرات كهذه سواء أنسجمت او لم تنافت مع كلمة الانسانيه, تبقى سياسيه بحته ويكفيها قولنا بانها مرتبطه  بالقومية والمذهب أوبما يخطط له الأسياد الدوليين في المنطقه, لكنها ليس المقصودة في موضوع كلامنا.
    ما يهمنا في تعقيبنا , هوإستقصاء معتدل لكنه منحاز لمعرفة مدى صدق مزاعم الذين ملأوا احياءنا بضجيج الوعود والآمال  قبل وما بعدعقد مؤتمرهم الصداقاتي في مدينة اربيل, ويهمنا اكثر كشف لغز النكت بهذه الصداقة وغياب صوت  دعاتها في محنة بلداتنا وفي مقدمتهم الحميمه برطله , بعدئذ نستفسرعن حافزعزمهم على عقد مؤتمر ثان ومرتجى فائدته  وقد مرت ستة شهورعلى إغتصاب عذرية الصديقه ,وكأننا بهم يقولون بكل بساطه تعالوا لنجرب ثانية ابتلاع الطعم فقد إعتدناه, عله يضمد خدوشنا هذه المره.
   من الأولى بكم وبنا ايضا يا إخواننا الرابطيون , ومن باب وجوب تسمية الأشياء بأسمائها كما هي بلا رتوش ولا مواربة , فإن مسح الأكتاف والطبطبة على الظهور سيختطفنا حال ابتلاعنا الطعم ثانية, لكن هذه المره الى حيث لا يــُحسـَد المنتهكه عذرية صديقته , وليتذكر كل واحد فينا بأن الايام مهما إستذكت عقول رجالاتها  وتبخترت  في تجميل  وستر المظالم  بين ثنيات عورات الراقصين , فهي اي الايام  كفيلة بكشف المستور شئنا ام ابينا, خاصة وإعلام عصرنا فيه من المفقسات التي تفرخ كل يوم و بالمجان وسائلا تدوخ المتكابرين عندما تكشف مختبريا للشعب المغلوب  كيف ان تناسل بويضات السياسه  لم يعد  ما يحدد دورات إخصابها فهي تفرخ وبغزاره دهاليزا ودرابينا يتيه في منحنياتها السذج منا فيصبح حال الحقيقة كحال الكره المتدحرجه  تتقاذفها اقدام الساسة بحركات بهلوانيه  يصعب على أعين السذج متابعتها .
  برطله   وشقيقاتها قرقوش وكرمليش و تلكيف وباطنيا وباقوفه وتللسقف والشرفيه بلدات عراقيه معروفة  الهويه,  مرعلى إغتصابها  زهاء نصف عام, وقد تم فرزها بحسب  دستورنا المفخخ كمناطق متنازع عليها باتفاق ليلي كالح ,فعندما يـُهجر ساكنيها وتدمــّر بناها التحتيه بهذه العنجهيه  دون مبادره مشرّفه أزاءها , يزيد ذلك من حقنا وفضولنا في التساؤل عن سر سقوطها المدوي بيد الدواعش أولا وعن سبب اهمال اهلها المشردين فيما بعد , إذ كان مفروضا على قيادات قواتنا العراقيه المسلحه بما فيهم قوات البيشمركه, معالجة  خطأ( سياسيا كان ام عسكريا )  تركهم هذه البلدات بناسها المساكين فريسة  للدواعش, اقلها حفظا لماء وجه المتسبب في الكارثه إن كان في  تطييب للخواطر استكثار وإستنكاف , في حين إختلف الأمر في آمرلي او سنجار وجلولاء والسعديه والضلوعيه وهيت مع اننا زغردنا في خلاصها من الدواعش.
 سؤالنا هنا لأصدقاء برطله: متى ستدافعون عن صديقتكم ؟ لكننا مقدماً نعرف بان الاجابه ستكون اكثر من متلعثمه . ولكن ماذا لو استدركنا التعلثم وقلنا لهم بالذات بان السبب هو في هزالة عقلية من يحشر انفه في امور السياسة وهو يجهل او يتجاهل  تشعباتها ودهاليزها المظلمه التي لا يــرى فيها السياسي  قهر وضيم الناس المساكين ولا يتحرك من اجلها الا حينما تحقق له خصوصياته و متطلبات اهدافه الضيقه , وهذا ما درجت عليه السياسه ليس في العراق حسب انما في سياسات حكام المنطقه برمتها , هل سيعترض الاخوه في الرابطه على قولنا هذا؟.
  قبل زحف الدواعش واغتصابهم بلدات سهل نينوى , كانت جغرافية  الصديقه برطله وشقيقاتها قرقوش وكرمليش ساحة مفتوحه تزاحمت فيها عراكات شهوات الذكوريين بين مُطالبٍ بتعريبها شيعيةً أو سنيه , وبين من وجد في المادة 140 حقا دستوريا في تكريدها , فعانت ما عانته المنطقه من انتهاكات نتيجة تنازع الوافدين على استحواذ الاراضي عنوة من اصحابها, وهل من مهزلة اقبح من هذه  المهزله , ثم فجأة  استبشر المغلوبون خيرا بنبأ تشكيل رابطه أصدقاء برطله ومنقذيها التي إستبانت مبكرا حقيقتها اذ لم تتعدى كونها ضجيج زوبعة في فنجان , بالنتيجه وقعت الصديقه ومعها شقيقاتها في حصة الدواعش والعلم عن الله كما كان مهرها .
 ليس مهما ان نعرف إن كان  فلم الاغتصاب نتجية صفقة او خيانه أو فوزا حققه ظلاميو الدواعش بسبب تفوق عدتهم , فالفاس قد وقع بالراس , لكن الأمر الذي لا جدال عليه  هو ان احتدام  الصراع الشيعي والكردي على تغيير هوية  جغرافية برطله كان على قدم وساق وكفة ميزان الصراع تتارجح بين الاثنين  مما أدى ذلك  الى التفكير بعقد مؤتمر في اربيل  في اوكتوبر 2013 لتشكيل عصبة  أصدقاء  الحسناء برطله( لحمايتها من أعين الحسّاد وشهواتهم)  .
 إن كان فينا من يرى الحل في معاتبة  طرفي الصراع ( الاخوه الساسه الشيعة في الحكومه المركزيه او الاخوه الساسه الاكراد في حكومة الاقليم), فذلك حق شريطة تقديم الادله, ولكن قبل ذلك عليه ان يعلم بأن الإخوه في مجلسنا الشعبي الكلداني الاشوري السرياني كانوا في مقدمة المتحمسين لعقد هذا المؤتمر,و يفترض بهم أن كانوا من الصنف السياسي الذي يتحمل مسؤولية ما يقدم عليه, يفترض ان يكون لهم السبق في معرفة ما يدور والهدف من تمويل مؤتمرهم  اكثر مني ومن اي قاص او دان, لو صح افتراضنا,  لماذ كل ذلك التحمس؟.
الأستاذ سعيد شامايا مشكورا يقول في مقالته وبحسن نية على ما أظن  : ((نحن على أبواب انعقاد ذات المؤتمر دون ان تنتفي أية من اهدافه او شعاراته  )), متمنيا على اعضاء الرابطه  بالعمل الجاد في مؤتمرهم  المزمع عقده حسب كلام الاستاذ , ونحن بدورنا نضيف  ونطالبهم ان  يتذكروا بيان مؤتمرهم  الذي مرعليه قرابة عام ونصف ويتفحصوه جيدا ,فقد سبق لنا وأستغربنا في وقتها من حصر صداقتهم مع بلدة برطله علاوة على اعتراضنا حول اختزال حقوق ساكنيها بالمسيحية فقط .
 اليوم  وبعد ان حلت الكارثه, على الرابطيين مراجعة أنفسهم بأمانه و شرح سبب سكوتهم  ازاء صديقتهم المنكوبه برطله و شقيقاتها ,ويا حبذا لو جاز لنا ان نتعرف كيف يتذكّر الاصدقاء حسناءهم  وهي في حال يرثى له ,هل سيعتذروا لها بالوكاله عن تاخير فكها من غاصبها ام  ان سكوتهم المطبق  جاء ليثبت زيف حمية تلك الصداقه التي سرعان  ما أخمدتها صراخات الصديقه المبتليه باصدقائها الميامين ؟
 للعلم  : شخصيا,  كنت قد استلمت في الاسابيع التي سبقت عقد مؤتمرهم في 2013,  رسالة  الكترونيه تدعوني لمؤازرة فكرة الرابطه, كيف لا وهم اهلنا من لحمنا ودمنا وابناء وطننا , ثم  تلتها دعوة اخرى بتكليفي كعضو في لجنة مراقبة وتنقيح ورقة عمل مؤتمرهم, اعتذرت عن تلبية طلبهم بسبب  قناعتي الشخصيه بحقيقة تسييس المؤتمروجعله  حجة مخادِعه  لإقحام شعبنا الكلدواشوري السرياني في صراعات باليه  يخضوها الشيعي والسني والعربي والكردي في جغرافية برطله وما يجاورها .
الآن يا إخوان  وانتم بصدد عقد مؤتمركم الصداقاتي الثاني, هل من جديد  في جعبتكم  , ألا ترون ان في  عقده  ثانيه ستزيدون على قرف وخيبة الاول حبتين , حبذا لو طويتم صفحته ما دمتم تسيئون ضبط رصدكم لمواعيد وتوقيتات وضع البيض في مفقسات التفريخ؟؟
الوطن والشعب من وراء القصد
 
 

210
مكتب عسكري خاص بفصائل ابناء شعبنا خطوه عظيمه ومطلب هام
 لـِم َ لا ؟
                                 

شوكت توسا
الحديث بحكم مقاصده فهو موجه لأحزابنا الكلدواشوريه السريانيه التي سبق وأعلنت عن تشكيل تجمّع   على أثر مذبحة كنيسة سيدة النجاة على يد مجرمي تنظيم القاعده في 31 تشرين الاول  2010 
بمجرد  ورود عبارة (على اثر مذبحة سيدة النجاة), تقفز الى الاذهان تساؤلات لابد ان يجيب عليها  حزبييونا  , لماذا اعلان التجمع بعد الفاجعه وليس قبل وقوعها يا إخوان ؟ ألمْ يكن الحدث او شبيهه متوقع حدوثه  في تقديراتكم  ؟ ان كان الجواب بــ لا  , فان المئات من الشواهد كانت تؤشر الى وقوعها  ناهيكم عن عشرات المناشدات والتوسلات  كانت توجه عبر النداءات والمقالات  تناشدكم وتترجى إحتكامكم للضمير وبعد النظرلانكم تتكلمون وتعملون في السياسة  باسمنا,اما  لوأجبتم بنعم وبان فواجع من قبيل مذبحة سيدة النجاة كانت متوقعه  فتلك لعمري مصيبه كبرى ,والذي يزيد من حجمها هو عدم اكتسابكم العبره منها و بحث اسبابها لاحقا بُعيد اعلان تجمعكم كي لا تتكرر مثيلاتها  كالتي وقعت مؤخرا .
 علماً أن اوضاع شعبنا  المتدهوره قبل المذبحة شكلّت هاجسا مخيفا  لدى عامة الناس منبئا بوقوع ما هو أسوء وبما كان يحتم على احزابنا(جميعهم لا داعي لذكر اسماءهم) الجلوس والتحاور والتنسيق فيما بينهم لتناول كيفية توفير الامن والامان على اقل تقدير, كوننا ندرك بأن موضوع المطالبة بحقوق شعبنا القوميه يكاد ينغص علاقات البعض مع مرجعياتهم خارج مكوننا القومي, او يعيق على آخرين تمسكهم بالمنصب والمكسب , نعم موضوع الامن والامان الذي افتقده ابناء شعبنا كان من الاهمية بمكان منذ سقوط الصنم ولحد ما قبل الفاجعه لكنهم فشلوا في تحقيق ادنى درجاته وكأن احزابنا غدت شركات و مشيخات يتبعها الناس كالعبيد  .
 في زحمة هذه اللامبالاة المزمنه وانغماس احزابنا المتزايد في اوحال الخلافات والتنافسات (الهوجاء)  حتى بعد انضوائها  تحت خيمة التجمع (الرثه) , لم تنفك اقلام المخلصين وحناجر المحبين لشعبهم  تصرخ من شدة خوفها على مستقبل شعبها المجهول , أن حذاري يا سياسيين ويا مثقفين , حذاري من تكرار وقوع ما هو اكثر ايلاما ودمارا من مذبحة سيدة النجاة, مع الأسف, كل المناشدات ذهبت هباء كما تفضل احد كتابنا (الاخ ورده البيلاتي) وقالها معلقا باننا نصرخ ونناشد لكننا على علم باننا نحن بواد وساستنا في واد آخرلن يستمعوا خاصة الى الاصوات المستقله التي لا يهمها منصب ولا جاه او ثناء, فحلّ ما حل في بلداتنا إذ وقع الفاس بالراس بعد ان امسينا من عداد الحلقات الاضعف التي اصبحت عذاباتها معزوفات يتراقص على انغام انينها  كل من هب ودب .
لــِمن ْ يود التضامن في وضع الأصبع على جرح هذا الشعب, عليه اولا ان يفكر بعقله وليس حسب ما يريده منه  غيره , وينطق بفمه وباسم معاناة اهله , لا كناطق باسم احزاب غيره , ويعمل بذراعه  حصريا لاهله بهكذا نهج واخلاقيه يكون قد احترم نفسه اولا وكسب ثقة شعبه به ثانيا , و لان الجرح عميقا فتضميده يتطلب تكاتفا  سياسيا و دينيا  ثم عسكريا , يكفي لهذا الشعب خوفه الذي يلاحقه كالشبح  طيلة سنين دون اجراء شجاع من لدن ساستنا ولاحتى من مثقفينا المستقلين الذين طال صمتهم  و الناطقين  ممن يتقصدوا إلهاء البقية بالقشور تاركين الحبل على الغارب  وبيد الذي فشل لأكثر من مره ولم يتعلم  جديدا , إن رأب  جرح بهذا الحجم يتطلب توسيع قاعدة العمل وربط اطرافها بسلسلة  من حلقات  متماسكه لا تتخللها حلقة راخيه , والا فعلينا تنطبق  المقوله المصلاويه: الشق كبيغ والغقعه صغيغي.(الشق كبير والرقعه صغيره).
مما قلناه و شعبنا  ينتظر بلهف عمل عسكري وطني لتحرير بلداتنا ,يستنتج المراقب بأن خيار تشكيل المكتب العسكري يفرض نفسه بقوه , فهو من ناحيه تتماشى ضرورته مع الحمله كونها وطنيه  ومن الواجب انجاحها لمعاجة مشكلة اهلنا النازحين فهو واجب سياسي و انساني واخلاقي , ومن ناحيه اخرى فهو تحميل ساستنا مسؤولية تضامنيه تحتم عليهم إعتماد آليه مشتركه لضمان سلامة ابناءنا المتطوعين وعودة عوائلهم الى بلداتهم معافين .
 من النقاط التي سبق الإتفاق عليها في اجتماع سابق لتجمع التنظيمات , هي تشكيل مكتب عسكري من كافة الفصائل بعد استكمال تشكيلها و تدريبها وتهيأتها , تلك بحق كانت مبادره عبرت عن حرص وذكاء طارحها  مطلوب من الجميع الالتزام بها  لانها كما اشرنا بمثابة العصب الذي  سيفرض مقاما وقواما وحضورا جديدا لشعبنا واحزابه  في خارطة العراق و أمام انظارالعالم ايضا , انما ولكن  ومع الاسف ووووو .....ما اتعسنا عندما نـــُضطر الى الإكثار في  استخدام  هذه الادوات الاستثنائيه!!!! 
  بين فينة واخرى تظهر في الاعلام  تصريحات  وتأكيدات على تشبث بعض الإخوه في ربط فصائلها المسلحه بمرجعيات خارج مكوننا القومي والوطني , كلنا مع فكرة التنسيق المتكافئ مع مختلف السلطات ومسؤوليهم كي لا  نعاود تسليم لحانا وما يعلوها للمرة الكذا بيد الذي أدار ظهره ومشى , مؤكد  ان مثل هذا السلوك كان نتيجه عضويه وحتميه  لحالة غياب استقلالية القرار السياسي,لذاخوفنا ان يكون مصير اتفاق تشكيل المكتب العسكري  كمصير اتفاقاتهم السابقه التي تخلوا عنها مسببة المشاكل والازمات , نحن لا نقول ذلك تشاؤما  ونتمنى ان نكون مخطئين في حكمنا , لكنه هاجس يفرض نفسه  سببه الإشكاليه ذاتها التي سبق  ونخر َت لحد العظام في جسدنا السياسي , لذلك لا نريد لها ان تعاود النخرهذه المره في جهد متطوعينا  الشباب في كافة فصائلهم .
نحمد الرب أن  سبب هذه الأشكاليه ليس في ابناء شعبنا الموحدين  وغيرتهم التي  تجلت في تسارعهم  و منذ الايام الاولى لتلبية نداء المشاركه في الفصائل , كمالا اعتقد ان لمؤسسة الكنيسة اي دورسلبي  في ذلك .
انما  مكمن  إشكاليتنا هي نتاج طبيعي لــــــــــــ :
1_  ضعف روح العمل جماعيا وغياب ثقافة قبول الآخرعلى قاعدة  تبادل الخبره والحاجه من اجل خدمة الانسان وليس رفعة الحزب.
2_   القنوط السياسي الناتج عن غياب استقلالية القرار, وهي مصيبة المصائب كونها حاله سياسيه فاسده  يعاني منها وما يزال كياننا السياسي الداخلي في العراق .
3_ضعف الدورالمناط  بمثقفينا و المطلوب منهم أداءه  وذلك واضح في عدم إكتراث سياسيينا وعزوفهم المتعمد عن تفاعلهم  ما يصلهم من مقترحات وطروحات رغم قلتها, اما قصور اسلوب النقد وشحة  طرح البدائل التي من شأنها فضح  ظاهرة التسول السياسي فهي مهمة يفترض ان تلقى ما تستحقه من  مثقفينا.
4_ تركيز أحزاب عراقيه كبيره شيعيه  كانت  ام كرديه و منها السنيه , على استغلال ضعف حضورنا السياسي في تمرير اجنداتها, نعم انه عامل خارجي  وتفاديه لن يتحقق الا بتعزيزجبهتهم داخليا. 
في الختام, رغم كل ما تخلل كلامنا من ملامح خليطه بين الامل والياس, شكر وتحيه وتقدير لكافة متطوعي شبابنا وشيبنا الكلدواشوريين السريان المسيحيين في كل  الفصائل ومن دون استثناء , واخص بالذكر منهم شباب القوش الغيارى شيوعييهم وزوعاوييهم ومستقليهم  الذين سهروا لحماية بلدتهم  رغم تواضع اسلحتهم وعدم مداهمة داعش لبلدتهم الا انهم اعطوا مثالا ناطقا  لحالة التكاتف والتحشيد المطلوبه  في وقت المحنه وما منظمة يد بيد من اجل القوش اجمل وانظف  الا نموذجا يصلح  تطبيقه  في بقية قرانا وبلداتنا.
تحيه  وبإعتزاز, للإخوه المتطوعين في فصيل دويخ نوشا, ومثلها لمتطوعي شباب تشكيل قوات سهل نينوى  ثم تحيه لشيبنا وشبابنا المتطوعين في تشكيل وحدات حماية سهل نينوى.
 ثم اخيرا نقول : يا ترى يا ساستنا يا كرام,  الا ترون ان لهؤلاء الشباب المتطوعين حق عليكم يحذركم من الاستخفاف بمشاعرهم وارواحهم  , إنكم مطالبون امام شبابنا  ان  تترجلوا عن صهوة منافعكم  الحزبيه  الخاصه وتنزلوا حيث مطالب شعبكم  في تشكيل مكتب عسكري او هيئه مشتركه  كي تنسقون فيما بينكم  تنظيم فعالياتهم  وضبطها بالشكل الذي يضمن تقليل الخسائر وحماية البلدات مستقبلا وحسن إيصال الخدمات لساكنيها .................... وإلا فان التاريخ سيلعن المتاغبين عن مصلحة شعبهم.
الوطن والشعب من وراء القصد 

 

211
إلـــــــى قــُرّة أعيننا وتيجان رؤوسنا : شبابنا وشيبنا في وحدات حماية سهل نينـــــوى

 شوكت توسا

                          
الشباب  المتطوعون يتوجهون  الى معسكر  التدريب                   ساحـــــــة التدريب العســــكري

 نموذجان يبعثان الفخر والاعتزاز في نفوسنا   

 علــى مرتاريخ الشعوب , شكــّل الشباب قلب المجتمع النابض و صوته الهادر بوجه الطغاة مناديا بوطن المساواة والحريه , العراقيون ليسوا إستثناء من ذلك, بل علاوة على سبقهم البشرية في وضع قوانين تنظيم علاقة الانسان بأخيه , فقد تصدروا بتطلعاتهم ونضالاتهم  قائمة عشاق الحرية  جيل بعد جيل يرسمون  بدمائهم  ملامح الوطن الحر والانسان السعيد  .
إن الجرح الذي خلفه ظلاميو داعش ومن والاهم في جسد شعبنا ,جاء  ليعمق معاناة زمن صدام وأزمنة حكم الذين تلوه ,جراح لن يُكتبَ الإلتئام لها ولن تندمل الا بعقول وسواعد أبنائه الغيارى بعد الذي جرى في مدنهم وبلداتهم الجميله , كان لابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان في بلداتهم حصة الاسد نت هذه الجرائم بعد ان غرس الظلاميون مخالبهم  في مركز محافظة نينوى (الموصل)  ضمن صفقه تآمريه أفضت الى هروب  العساكر وتخليها الكامل عن مسؤولياتها ,مما ادى الى إفراغها وبكل وحشيه من أهلها الكلدواشور السريان االمسيحين  ,حيث استمر زحف الاوباش كالجراد لتدمير وسلب ونهب قراهم في سهل نينوى بعد ان تركتها قوات البيشمركه  كما حصل في كرمليش وقرهقوش وبرطله وتلكيف وباطنايا وباقوفه وتللسقف وقرية الشرفيه وما مازالت كل هذه الاماكن خاويه من سكانها  باستثناء القوش ولاسباب غير محدده  المعالم لم يصلها الدواعش, غيران سكانها اضطروا لمغادرتها لفترة قصيره بناء على تحذيرات البيشمركه ومطالبة الاهالي بمغادرتها, سوى مجموعه من شبابها ابت غيرتهم تركها فاتخذوا من بعض الأماكن مواقعا قريبه من البلده لمراقبة الموقف وحماية البلده من عمليات السطو والسرقات ,وبعد تأمين الوضع نسبيا عاد اليها اهلها .
الذي يهمنا لا يندرج في سرد الحدث وذرف الدموع او اتهام هذا وذاك ,انما في العبره المستخلصه من غضون الأشهر السته الماضيه, أي ان على ساسة شعبنا ومثقفيه بشبابه وشيبه دراسة اسباب ما حصل وايجاد  ما يقينا من تكرارها, ولا يخفى على احد بان  التغييب القسري من قبل السلطات المحليه والحكوميه  لدور ابناء هذه البلدات في ترتيب أوضاعهم الأمنيه وتهيئتهم  نفسيا وعسكريا لمجابهة مثل هذا العمل الاجرامي المتوقع , كان لهذا السلوك السياسي الغير الناضج تاثيره فيما حصل.
  اي أن جرى بحق شعبنا في قراه وبلداته يكشف لنا من جهة ٍ حجم تاثير عامل  تبعثر جهدنا الذاتي داخليا , ومن جانب آخر يفضح سياسة التهميش والاقصاء وفرض الوصايات وما  نتج عنها من كارثة حلت بالناس الآمنه, مما عكس حالة  خيبة واحباط  ازاء جميع المحيطين بنا وبمناطقنا, اذن مفروض بنا اولا داخليا  ان نتصرف كمن يتحمل مسؤولية حماية اخيه وجاره في كل ما يقوله وما يقوم به, هكذا ممكن ان تتكامل مهمة توفير الحمايه الذاتيه وباستجابتنا الشعبيه والنخبويه لمساعي تحشيد الطاقات وفي مقدمتها تنظيم  وضع شبيبتنا  التي من المؤسف ان ساسة شعبنا لم يحسنوا استثمار حماس شبابنا  بالطريق الصحيح ,وإلا فإن موقف شباب القوش رغم افتقارهم للسلاح المطلوب في مهمتهم لكنهم سجلوا موقفا ذاتيا مشرفا رغم تواضعه بعيدا عن حزبي وحزبك او قوميتي وقوميتك .
 من خلال ما تبثه وسائل الاعلام , وعبر علاقات الصداقه والقرابه , تأكد  بان موافقات رسميه  بعد طول انتظارها  قد تمت مؤخرا لفتح معكسر تدريبي لمتطوعي شباب ابناء شعبنا  تحت مسمى وحدات حماية سهل نينوى  بالتنسيق المتبادل بين ممثلي قيادة الحركه زوعا من جهه, وبين سلطة حكومة بغداد و اربيل من اجل تشكيل قوات نظاميه من ابناء شعبنا تحظى بتدريبات كافيه لأداء مهامها , أغلب الظن ان المشروع باشراف  امريكي لكن التمويل داخل المعسكركما يبدو فهو ذاتي من تبرعات الخيرين من ابناء شعبنا في الخارج والداخل على أمل  بحسب كلام الاخوه القائمين على ادارة شؤون المعسكر ان يحظى بدعم حكومي ودولي اوسع على اعتبار ان الاجراء جاء متاخرا بعض الشئ وفي وقت مضغوط , مع ذلك كلنا امل ان يعالج جانب من جوانب المصيبه وتفادي وقوعها ثانية.
في الحقيقه ,مثل هذا الاجراء كونه حاجه ملحه وحيويه, تمنيناه مبكرا, والاهم من ذلك  انجازه وإتمامه بشكل  اوسع واشمل من خلال مشاركة متضامنه  ومنسقه بين كافة فصائل تنظيماتنا السياسيه, كي يكون الكل مشاركون متضامنون بالمسؤوليه ومتحابون في عرس تحرير مناطقنا ومساعدة اهالينا في العوده الكريمه الى قراهم وبيوتهم لان ذلك يعكس صورة مريحه ومطمئنه لابناء شعبنا , يبدو ان ذلك لم يتحقق لكننا نشدد على ضرورة تحقيقه الآن وليس غدا .
 فقد استجابت أعدادا غفيره من شبابنا المتحمسين والغيارى  لدعوة التطوع لتحرير مناطقنا وحمايتها كما موضح في الصور الملصقه في مقدمة الصفحه,حيث في الصورة الاولى يظهر الشباب المتطوعين متوجهين  لاستلام التجهيزات والملابس, ثم في  الصوره الثانيه  بزيهم العسكري التدريبي في ساحة التدريب  ,وقد سمعت  بان شبابنا رعاهم الله , يقضون قرابة  14 ساعه تدريب يوميا من الساعه السادسه صباحا حتى العاشره ليلا  في تدريبات اللياقه البدنيه وفنون القتال على يد ضباط ذوي خبره وكفاءه عاليه في تعليم كيفية استخدام  الاسلحه التي تم توفيرها لهم , ويتخلل هذه الساعات الطويله ساعتان  للاستراحه وتناول وجبة الطعام. وللعلم, يقال بان مكان التدريب قد تم تهيئته بالتنسيق بين وزارة البيشمركه وممثلين من الحركه الديمقراطيه الاشوريه تم تكليفهم بادارة  شؤون المعسكر,(لست متأكدا ان كان ذلك قد تم باشراف امريكي) .
 اماا لصوره الثالثه,  اجمل ما لفت انتباهي فيها  هو نصاعة بياض شعرالمقاتلين  بزيهما العسكري,وكأنهما يقولان لنا لم تعد تصّح مقولة ليت الشباب يعود يوما ..! انهم شباب بمحبتهم وحماسهم لشعبهم بما يمكنـّهم فعل شيئ يحسسّهم  بانهم شباب بين الشباب اطال الله في أعماركم .
تحيه وتقدير لشيبنا وشبابنا المنخرطين في كافة فصائل تحرير وحماية بلداتنا وقرانا, وليكن شعارالجميع وهدفهم هو تحرير بلداتنا وحماية عوائلنا والتنافس في تقديم الخدمة للعائدين بعيدا عن نرفزات وتشنجات الشعارات الحزبيه التي  لن تخدم الغرض من الفعاليه و لن تغير من واقع شعبنا المرير شيئا.
الوطن والشعب من وراء القصد
 

 


212
وفرّوا دموعكم لاهالينا المشردين وأتركوا الكنيسة  تحل مشاكلها بنفسها
 

شوكت توسا
 لم يترك ظلاميو داعش شيئا جميلا في أحيائنا  إلا وانتهكوه , الإنسان, الحرث, المـُلك, الكنائس, الآثار التراث, الشرف . جرائم ترتج  بصداها حتى الجماجم التي فيها صمم , بينما الصمت ما زال يلف ألسن الذين في رؤوسهم  سمع وبصر  وأمهاتهم وبناتهم مشردات يتنطرن المواسي واطفالهن بانتظار من يمسح دموعهم و لم يطلبوا منا تجييش المتطوعين كي نخفي رؤوسنا ونغمسها بامور كان سكوتنا وكسر اقلامنا اولى من حشرها  بالذي يحصل وهو ليس الاول في كنيستنا بإمكان رجالها فضه فيما بينهم, كلمة تبلسم الجراح بحق اهلنا كانت كافيه وهي اضعف الايمان كي تطمئنهم ان لهم اقرباء في ذاك الصوب اجتمعوا على كلمة تواسيهم في ماساتهم, ولنتذكر ان كان انشغال اهلنا في ضرائهم قد الزمهم السكوت , فإن العتب والحساب شديدا على الذي فرط بأمنهم ومشاعرهم ..
    بلا شك, لو اجرينا نحن معشركتّاب الخارج مقارنة بين ضجيج إدعاءات حرصناعلى اهلنا وانتمائنا ودفاعنا عن الكنيسه مع ما نقدمه في كارثتهم ,ستسوَد وجوه وتحمر اخرى خجلا,عذرا استخدامي لهذا التعبير (مجازيا)  ليس تكابرا ولا كرها بمن أحسبهم إخوة , فعندما تنفرد مجموعة قليله محسوبة على فصيل تبنى عنوانا نهضويا بإسمنا الكلداني, ضاربةً أدنى  ضوابط الانتماء عرض الحائط كما المفلس فكريا حين يعجز فيلجأ الى الشخصنه واستخدام أوطأ اساليب المخاطبه  . فتلك لعمري إن دلت على شيئ فهي تأكيد فشل أصحابها وإنحسارمزاعمهم  في متعة التخديش والإثاره وإفتعال القيل والقال بمناسبه وبدونها,كان آخرها في صخب مشاغلة الاخرين وتهويل قصة كنيسة سندياغو ونيافة مطرانها التي لا تشكل برمتها حجم أنملة امام صرخة طفل او دمعة ام صبّحـت بلا مأوى , كم تمنينا من بقية الإخوه  في الفصيل وضع حد لافراط زملائهم الذي يتناقض ومستلزمات إنجاح نهضتهم .
 عن النهضه المعنيه اقول من وجهة نظري : كادت مبادرة فصيل النهضة أن يكون دأبها مقبولا حين بادروا ليستفادوا_ او هكذا يفترض _ من اجواء سنحت لهم بفرصة التحدث قوميا بإسمنا مثلما سنحت لغيرهم ,على اعتبار ان صدام حرمهم من ممارسة هذا الحق,اي أن أحدا منهم لم يجازف ونادى بقوميته طيلة فترة حكم صدام, مع ذلك لنسـلّم  جدلا بفرضية عدم جدوى إحتساب توقيت النهضة في تقييمها ,اي انناسنغض النظر عن مسألة توافر إستعدادية التحدي والنضال من عدمها لدى نهضويينا في حينها, وهو مبعث تساؤل متروك أمره لمن يود بحثه ,في كل الأحوال مجاملتنا من عدمها لن تغير شيئا , اذ سرعان ما تنتفي جدواها بمجرد  متابعة مسيرة عمل الفصيل وخطاباته التي بثها عبر البحار قبل وما بعد اطلالته لكن عبر الانترنيت.كيف؟
  نعم بدى الأمرلاول وهلة وكأننا أزاء تهيئة إنضاج فعل سياسي منافس جدير من شأنه ان يستكمل  نواقص وحدتنا  ليضيف زخما جديدا الى فعاليات تنظيماتنا السياسيه في العراق,فكان من المنطق ان يتفاعل المرء معه ويتفاءل به ,غيران الســّفان بدهائه عرف كيف يخادع ركاب السفينه فوجه شراعها حيث شاء.
 بما أن المواقف المسبقه التي تبناها مبكرا بعض افراد الفصيل لم تتغير بدليل اهتمامهم الشديد بمعزوفة الواوات التي لا يمكن ان تشكل اية قيمه الاعند العاجزعن العزف على أوتار تطييب خواطر الشعب , فقد اعتبروها (الواوات) مفتاح ديمومة الصراع وتحقيق عزل وتقسيم شعبنا, وعلى اساسها اعلنواعن تشكيلات كلدانيه  كاتحادات المهندسين والمحامين والكتاب والأدباء,والتي تبين أنها ليست فقط انعزاليه النزعه فحسب, انما صناعات الكترونيه يشرف عليها شخص  او شخصان كما هو حال موقع كلدايا الذي يتحاشى الكثيرون تصفحه خشية المغثه والصداع , وعندما كانت تصلهم النصائح  بالمجان بضرورة مراعاة أبسط مقومات النهضه  قبل التكلم باسم الكلدان , تبين أن غرورهم  قدورطهم في مطب أجندة رجل الدين المذهبي الذي تسابقوا في تأدية قسم اليمين امامه بعد ان نصبوه مفكرا قوميا وقائدا فذا لنهضتهم , فأستحق عندها إنعقاد المؤتمرات تحت اسم النهضه الكلدانيه بقيادة نيافته المذهبيه.
 شخصيا ومن خلال قراءتي وسمعي عن نهضتهم,قلماحظيت بقراءة كلام ينبه من عواقب توجهات البعض منهم ,بل كان التغافل المتعمد  لعواقب اطلاق البالونات الفارهه واضح جدا كالذي أطلقه أحدهم معلنا بان  العمل جارعلى قدم وساق وراء الكواليس لإطلاق زلزال سيهز الارض تحت اقدام اعداء الكلدانيه , فكان بطل الزلزال الشيخ ريان بقائمته الشيعيه وما ادراك كم كانت درجة الزلزال ؟ لذا كتبتُ انا ايضا حالي حال البقيه متنبئا ً بحتمية فشل مساعي الاخوه و استحالة تحقيق ما ينادون به الا بما تمليه مصلحة نيافة الراعي وبما يوسع مقاطعة كنيسته المذهبيه و تسجيلها هي ورعيتها ملكا طابو بإسمه, وهذا فعلا ما حصل, والا كيف فات مطلق الزلزال وزملاءه بان وهج السراب يوهم النظر وان مطبات السياسه أعمق مما يتصور.  ليس هذا فقط!
   بعض الإخوه, ممن وجد في حكمة عداء الاشورية انتصارا لنهضته الكلدانيه ,لم ينفك من زف بشرى انقراض الاشورين عن بكرة ابيهم وأن الكلدان قادمون ! على راسي يا اخي! لكننا لم نحصد سوى وصف المتاشور بالدخيل و ونعت المتكلدن ببائع الذمه والضمير في حين كان أحد فرساننا يتنقل مستجديا على عتبات ابواب احزاب خارج مكونه القومي والديني كي ينصروه على ابناء قومه , ثم يعود مكسور الخاطر بخفي حنين ليلقي بعلل فشله على الغير ناعتا  ابناء جلدته بنعوت مخجله كان للحركة الديمقراطيه الاشوريه حصة الاسد منها ظنا من فارسنا أن نهجه هذا لا بد ان يعود عليه بمنصب ما , كل ذلك كان يحصل باسم الكلدان من دون ان يكلف احدهم نفسه للبحث عن علة تناسل الأخطاء وجدوى الافراط في التغطيه عليها كما النعامه, ألا تكفي هذه التجاوزات لنفور الناس ؟ بالمناسبه انكى ما سمعته من احدهم  وهو صديق , قوله : (لن تقوم لنا الكلدان قائمه الا بعد ضرب زوعا بجلاق حتى وإن كلفنا ذلك التعامل مع الشيطان) الشئ بالشئ يذكر وللامانة اقول :  أن كلام الاخ النهضوي عينه سمعته ايضا من ناشط اشوري  يصر ان تحرير اشور لا يتم الا بالقضاء على زوعا , اي وافق شن طبقه , سيان في الطرح لا فرق بينهما و لا داعي لذكر اسميهما , ولكن  يا ترى الا نبدو امام هكذا مشهد كمن يضحك على نفسه حين يطالب  بتسليم لحايا ومقدرات شعب باكمله  تحت رحمة داعيه قومي كل ما يمتلكه هو اما حقده على الكلدان لاسباب تبدو تافهه او احتقاره لكل ما هو اشوري ؟ أنا أستغرب عن اي انتماء يتكلم امثال هؤلاء؟ ولا افهم اين يكمن النضج الثقافي والسياسي عند الذي يتباهى بحقده واحتقاره لكل شيئ اسمه زوعا بحجة التعبير عن سجيته القوميه المزعومه دون سند او دليل!!
  اليوم ,وما يحصل بين سدة البطريركية و احدى كنائسها في الخارج, لابد ولاحظنا حجم الضجيج المفتعل لمجرد ان خطة البطريرك هزت هودج  مطران سندياغو ( مفكرهم القومي) قليلا أقام النهضوييون الدنيا ولم يقعدوها وكأن غبطته  بصدد إطلاق تسونامي (حاشا درجته) ضد نهضتهم  . لكن يبدو ان الإخوه  في هذه المره ابتلعوا الطعم وأوقعوا انفسهم في مصيده  يا إما الكف والاستراحه قليلا, أو الإعتراف قبل فوات الاوان خاصة وخطة البطريركيه قد حظيت بتاييد شعبنا بمختلف كنائسه .
   كل هذه الإخفاقات و اسبابها الواضحه , فيهم من  يصرمدافعا عن مطران سندياغو ويسانده في عصيان توصيات البطريرك , لماذا يا أخي كل هذا الاقحام؟ هل لأنه القائد الممول لمؤتمرات نهضته المذهبيه على حساب نهضتكم الكلدانيه, أم ان مجموعه داعشيه تنوي مداهمة كنيسته؟ .
  أختتم  بكل احترام و موده للذين شملهم انتقادي فأقول
   شاء  قدرنهضتنا أن تقع اسيرة دهاء نيافة المذهب بسبب ضعف ايمان وكفاءة دعاتها وشدة غرورهم فلم يتمكنوا من تحاشي دورعصب المذهب الذي غطى عليه نيافته بقناع قومي, فأدخلوا نفسهم طرفا في صراع رموز مذاهب الكنيسه  من جهه وصراع المطران وبطريركيته من جهه اخرى, لذا لا اجد اية ذريعة لذرف الدموع على كنيسة سندياغو سوى تأزم موقف نيافة مفكرهم القومي , نعم إنها خيبه ,على الحليم مراجعة تفاصيل خلفياتها   .
ملاحظه لمن يود ان يضيف شيئا:  لم انشد من مقالي  سوى حث المثابرللبحث عن الافضل تضمانا مع اهلنا في العراق وعرفانا لشبابنا المتطوعين  لتحرير وحماية بلداتنا وقرانا..كما موضح في الرابطين  ادناه :
https://www.facebook.com/npuninevehplain
https://www.facebook.com/pages/%D8%B3%D9%87%D9%84-%D9%86%D9%8A%D9%86%D9%88%D9%89/511596195606659?fref=photo

الوطن والشعب من وراء القصد
   

 

213
الى المعنيين بأمر شعبنا  من ممثلين واحزاب , تفضلوا واقرأوا رجاء
 

شوكت توسا
(( الما يعرف تدابيرو حنطتو تاكل شعيرو))
في خضم  التصريحات  والآراء التي تصدر بين الفينة والاخرى  حول عملية تحرير المدن والبلدات من براثن الدواعش,  اضع أمام أنظار ممثلينا البرلمانيين وتنظيماتنا السياسيه  مثالين,, متمنين اتخاذها نماذجا للعمل  والاستفادة منها :
1_شفق نيوز/ قال النائب فوزي أكرم ترزي مساء الأحد إن وزير الدفاع استجاب لطلب تقدم به لتجهيز فوج حماية طوزخورماتو بالسلاح المتوسط والثقيل
واوضح ترزي وهو نائب عن طوزخورماتو في بيان له أن استجابة وزير الدفاع خالد العبيدي جاءت خلال لقاء في ديوان وزارة الدفاع.
وجرى خلال اللقاء بحسب البيان "التباحث حول آخر الأوضاع على الساحة الأمنية و كيفية تحرير المناطق المغتصبة من قبل تنظيم داعش الإرهابي".
ونقل البيان ان ترزي قدم طلبا إلى العبيدي طالب فيه تجهيز فوج حماية طوزخورماتو بالآليات والسلاح المتوسط والثقيل والعتاد وتخصيص بناية لهم.
وأضاف انه سرعان ما استجاب الوزير لطلب النائب ترزي "حول فوج حماية طوزخورماتو ووعد بتجهيزهم تجهيزا كاملا لكي يستطيعوا أن يدافعوا على مدينتهم".  إنتهى الخبر

(الخبر اعلاه منشور بالصوره يوم الاحد المصادف 18 كانون الثاني 2015 ))

  2_في خبر آخر , مفاده ان البرلمانيه  نهلة الهبابي اشارت في تصريح لهاالى ان "هناك محاولة لابعاد الاقليات من شرف المشاركة في تحرير الموصل من قبل اثيل النجيفي والبيشمركة ونحن بدورنا نشك بمؤامرة خطيرة لمنع او لمحاولة التغيير الديمغرافي من قبلهم ضمن صفقات حزبية اوشخصية".وكشفت الهبابي ان "التركمان والشبك والايزيديين قد يخرجون بتظاهرات كبيرة في حال عدم فسح المجال لهم بالمشاركة في تحرير مناطقهم والموصل بشكل عام". انتهى الخبر .... ليس المهم تصديق كلام النائبه  او تكذيبه ,,,, ولكن
 ضمن هذا السياق والحديث حول التحضيرات الجاريه لتحرير مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى المغتصبه ,هل فكــّر او سيفكرممثلو شعبنا البرلمانييين وتنظيمات أحزابنا القوميه في أهمية تشكيل وفد جماعي . أولا :لزيارة رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي لبحث دور ابناء البلدات أثناء مرحلة التحرير وما بعدها و دراسة سبل اعادة المشردين الى اماكنهم وتوفير الخدمات اللازمه ,ثم  ثانيا  : زيارة وزير الدفاع ووزير الداخليه  حول نفس الشأن الذي تحدث فيه البرلماني التركماني فوزي ترزي والبرلمانيه الهبابي؟ ومن ثم وثالثا  زيارة السيد مسعود البرزاني من اجل تحقيق تنسيق مثمر في عمليات التحرير لضمان اعادة المشردين  الى اماكنهم  واستعادة كامل حقوقهم .
 الوطن والشعب من وراء القصد


214
بوركت جهودكن  ايتها الألقوشيات  في رابطة نساء ألقوش

 شوكت توسا

 لو خـُليت قلبت, هكذا يقال عندما تشتد المحن فتتطأطأ رؤوس هنا وتتلعثم ألسنا ًهناك , لكن هاماتا تبقى مرفوعة مهما  تكالبت مظالم الزمن ,وحال شعبنا الكلدواشوري السرياني المسيحي المكضوم  يمرفي واحدة من ابشع  الكوارث التي ألّمت به  و بإخواننا  اليزيدين والشبك,  حيث وبحسب احصاءات تقريبيه  يكون تعداد النازحين المطرودين من قراهم  قد قارب المليون نسمه  من ضمنهم 150 ألف مسيحي مر على تشريدهم قرابة النصف عام , أمام تقاعس  ملفت من لدن المسؤولين في الحكومة الاتحاديه وعدم إستطاعة حكومة  أربيل  من توفير ما يستوجب  تقديمه لهؤلاء المنكوبين  .
                                               
 
تحيه للأخوات والأمهات الألقوشيات اللائي على درب أسلافهن سائرات  , كيف لا ورئاتهن مشبعة بهواء  القوش النقي ومن زلال آبارها يروين عطشهن , ورضعن الغيرة والشهامه من صدور امهاتهن  اللواتي سجلن مآثر ناصعه في سفر ظلم وإضطهاد  قل مثيله  , فقد عــُرف عن المرأة الالقوشيه ومنذ قرون  وقوفها  جنبا الى جنب  مع زوجها واخيها  وإبنها في تحقيق كسب العيش الكريم اضافة الى حبها للمعرفه  ونضالها في مختلف ميادين الحياة .
في واحدة من الوثائق التي نشرها الباحث ابلحد جللو, سبق لي وقرأتها في مجلة حويودو عن طريق الاستاذ ميخائيل ممو في السويد  , يتحدث فيها  الباحث جللو عن مناضله وشاعره من مواليد ألقوش 1350م تميزت بالفطنه والذكاء وطلب العلم  إسمها إيسيغيا  إيلياني منسبا اياها الى عشيرة ال حكيم  حسب  بحثه , والمتوفاة في عام 1459 , إهتمت منذ نعومة أظفارها  بتعلم اللغات  وكسب الثقافه العامه  فاصبحت نبراسا لجيلها من النساء اللواتي شاركن اياها وبقيادتها تنظيم فعاليات للمطالبه بحقوق المرأه في ذلك الوقت.و يقول الباحث  جلو ايضا كما نقلها الاستاذ أدمون لاسو في احدى مقالاته ,يحكي عن الشاعره والمربيه  الألقوشيه باول خوشو المولودة في القوش و المتوفاة عام 298م , عُرفت كشاعره ومعلمه  بمثابرتها ووسع خيالها الشعري  وحبها للتعلم وتعليم الآخرين .
 أما الجار العزيز الكاتب نبيل دمان  مشكورا , فقد أغنانا  في واحدة من مقالاته  بنبذ مقتطفه  من قصص وأسماء لنساء ألقوشيات بصمن بعطاءاتهن و تضحياتهن صورا عن حقيقة  الإمرأه الألقوشيه, كقصة السيده داي ميـّا, والشاعره كتي مجو, وكوزي أسحق, وألماص زلفا, وسعيده اسرائيل تومكا  و كاترين الصفار والشهيدتان تماضر يوسف ديشا وثائره فخري بطرس  واسماء اخريات أضفن الى سالفاتهن الكثير مما اثبت قدرتهن على تحدي المصاعب والمشاركه في شتى مناحي الحياة, حيث كن كشيوعيات  من اوائل العراقيات اللواتي حملن السلاح  وشاركن الرجال في  نضالهم.
 فقط ليسمح  لي جاري وصديقي العزيز نبيل بتذكيره ربما قد فاته سهوا ً ذكر اسم جارتنا المرحومه صلحه والدة الشهيد الشيوعي فؤاد شمو ديشا  رغم تواضع ثقافتها التعليميه , كانت الام والمناضله التي أستطاعت  تنشيط الرابطه النسويه (الشيوعيه)  في القوش بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 و قادت اكثر من مسيره وتظاهره نسويه في شوارع ومحافل بلدة القوش.
ازاء هذا التاريخ النسائي المشع , لا يسع المرء الا ان ينحني مفتخرا و فرحا امام أداء  الناشطات في هذه الرابطه  ليؤكدن  اليوم  بأنهن  بنات وحفيدات  أمهاتهن وجداتهن بحق وحقيقه  خاصة  وهن ّ يتجاوزن في نشاطاتهن كما جاء في الخبر المصور حدود بلدتهن القوش لتشمل فعالياتهن تقديم وتوزيع المساعدات على النازحين من سنجار  في منطقة سينن وشيخ خدر.
تحيه وتقدير لهذه الرابطه  متمنين لها المزيد من التلاحم والتعاون مع بقية التنظيمات النسويه المتواجده في المنطقه من اجل تقوية دورهن وتوسيع نطاق تقديم خدماتهن.
الوطن والشعب من وراء القصد
                                                                                                                 


) .


215
  عندنا وشائج تكفينا للعيش متوحدين كرماء  أما وشيجة موتنا الجماعي فهو خيار العاجزين فكريا

شوكت توسا
    شخصيا لست مع مقولة انصر اخاك ظالما بقصد معاضدته على المظلوم ,مطلوب مني ان اقف مع اهلي عندما تحيط بهم المظالم من كل صوب  حيث لا مقولات ولا تنظيرات أيديولوجيه  تسعفهم .
   في كل المجتمعات, المتحضرة منها و القبلية ,كان التنسيق والتفاهم بمثابة العمود الذي تلتف حوله أركان البيت لتحميه , بينما بيتنا الكلدواشوري السرياني مازالت أركانه تترنح  وشبح الضياع عيني عينك يعشعش في كل زواياه ,ماذا عساه الانسان يفعل أكثر مما اطلقه  من نداءات وانتقادات ,أزاء هذا اليأس  والارتباك المطبق, قفزت الى ذهني لقطه او لقطتين  اثناء تجوال ذاكرتي  في ماضٍ ليس ببعيد  , فوجدت نفسي امام تساؤلات دارجه : لماذا اعتنق ابناء شعبنا  الفكر الماركسي الشيوعي ؟ وهل يحق لنا ان نطالب شيوعيينا ومثقفيهم بدور يضاهي حجم الكارثه , نطالبهم كعراقيين  اولا ثم ككلدواشوريين انطلاقا من اقتخارنا بنصاعة صفحات حزبهم التي كان لابناء شعبنا  دروهم الحيوي والريادي في تزيينها  باحرف ملونه بدماء التضحيات .
  لابد وفينا من يتذكر فترة إنتعاش الفكر اليساري (الشيوعي) في خمسينات وستينات القرن الماضي ,شخصيا قرأتُ وسمعت عنها علاوه على ما علق بذهني من مقتطفات  احاديث كانت تدور حول اختلاف او لنسمه صراع حصل وقتئذ  داخل مجتمعنا الالقوشي بين معتنقي الفكر اليساري(الشيوعيين)  وبين الرافضين له , ربما سيقول قائل  وماذا في الامرمادمنا ندعي بصحية الاختلاف؟ نعم ذلك صحيح ,لكن التفاصيل والدوافع و صنف الثمره التي جنيناها هي من يقرر, يومها كان للكنيسة مكانة اشبه بموقع الشريحه القائده للمجتمع, أي أن تأثيرها  كان ملحوظا فيما يجري مثال الصراع المشار اليه ,اذ لم تخفي الكنيسة تشجيعها  للفصيل اليميني الذي اختار افراده  سبيل  الانخراط بتنظيم الحزب الديمقراطي الكردستاني , انها بنظري مفارقه حين يعجز المرء  عن ايجاد وشاج حيوي او تبرير فكري لخيارهم ذلك سوى تعزيز حملتهم التي حظيت بمباركة الكنيسة لها اي بعكس ما تلقاه الشيوعيين  منها ,و الشواهد كثيره على ما اقوله, ولا ننسى بان الساحه آنئذ كانت خاليه من تنظيم قومي او ديني بإسم شعبنا ,عدا ما كانت تتبناه الكنيسه كالجيش المريمي او اخوية يسوع وما شابه .
  فيما يتعلق  بغياب عمل قومي منظم  لابناء شعبنا في بدايات الستينات,  بودي ان أذكّر القارئ بحقيقه تتناقلها الاجيال حول واحدة من سلوكيات المناضل الشيوعي  المرحوم توما توماس الراقيه, حيث كان في وقتها يقود ضمن الحركه الكرديه المسلحه  تشكيلا معارضا من الشيوعين الانصار,لم تغب عن بال هذا القائد الشيوعي الاممي اهمية الوشائج التي كانت تربطه  بابناء شعبه بمختلف تسمياتهم ,بدليل  العلاقه المتميزه التي كانت تربطه بالشهيد هرمز ملك جكو والتي على اساسها تمت بينهما تنسيقات عسكريه  بحكم  ترؤسه هو الاخر لمجموعة  مسلحه  من ابناء شعبنا ,  وهكذا مع الشهيد طليا وموسى خمو واسماء  اخرى عديده, الى ان تمكنت نخبه مثقفه من ابناء شعبنا في نهايات السبعينات وبداية الثمانينات من تقديم نفسها كتشكيل سياسي قومي تحت اسم الحركه الديمقراطيه الاشوريه  إختارت لنفسها او اضطرت الى  خوض تجربة العمل المسلح ضمن بقية الفصائل العراقيه المعارضه,  كان ابو جوزيف ومعه ابو عامل  اول الداعمين لهذه المجموعه القوميه سواء في استحصال موافقات اشتراكها بالعمل ضمن المعارضه او في دعم تسليحها و بشهادة الكثيرين في مقدمتهم رواد الحركه (زوعا) انفسهم وشهادة الصديق دنخا البازي  , وهو شيوعي معروف بلقب ابو باز رافق المرحوم ابو جوزيف  اكثر من ثلاثة عقود, حيث كان حاضرا عندما تبرع الحزب بما تيسر عنده من قطع سلاح ومستلزمات اخرى تشجيعا ودعما للحركة الديمقراطيه الاشوريه.
  لو استرسلنا في استذكار مواقف رواد الشيوعيه من ابناء شعبنا وهي كثيره لا يمكن حصرها هنا , سيتأكد لدينا بأن للوشائج  القوميه  والدينيه  استحقاقات لابد ان تحظى بحصتها في ذهنية المؤمن وطريقة فهمه للنص النظري , أما لو ركزنا قليلا على ظاهره انتعاش النزعه المناطقيه الحاليه بالتوازي  مع هيئة وشكل الصراع القومي القائم  , فقد فرضت هذه المناطقيه نفسها على احداث عقدنا الاخير بعد ان أقحمتها  الاجنده الخارجيه بطريقة خبيثه في أذهان ساسة العراق الجدد  دون استثناء يستحق الاشاده,هنا يتساءل المرء يا ترى اين وقف يساريوونا  الكلدواشورييون أزاء فيض هذه المناطقيه القوميه  التي لا أظن ان المنتفعون منها  أعاروا او سيعيرون  اي اهتمام لرأي اليسار العراقي فيها كونها ظاهرة تشتيتيه فيما لو تم النظراليها بمنظار المجهر اليساري الوطني , اذن في خضم هذه الفوضى التي حلت بحق شعبنا ما ضير ان يعود اليساري  قليلا الى مواقف  رموز نضاليه شيوعيه وجدت في الوشائج القوميه والدينيه رابطا لايمكن التنصل عنه .
هنا  تتضح لنا حقيقه ممكن ان تصادف اي ناشط سياسي  تدعوه لاتخاذ موقف او اجراء يكاد يعاكس نصوص نهجه ونظامه الحزبي , فتضعه أمام مفترق , إما ان يتجاهل مردات اهمالها فيضع انسانيته ووشائجها  وراء اذنه متزمتا  بنصوص نظريته , أو ان غيرته على اهله لا تسمحان  بتأنيب ذاته او بقبول ملامة الاخرين له كالذي حصل مع المرحومين ابو جوزيف وابو عامل, لذا إرتأيا البحث عن مخرج  يقيهما الخطأ تحت اي ذريعة او حجه ولتكن مقدسه في نظر البعض لكنها تافهه حين لا تشفع امام آهات  المظلومين
  مهما يكن ,وحديثنا عن المناطقيه  القوميه , فقد جاءتنا فارضة حالها كحقيقه  مررتها وثبتتها أجنده  معينه  فاصبحت شغل ساستنا الشاغل و في مقدمتهم القومي الذي يقتضي مشروعه انجاز تحديد هوية المواطن الاثنيه و الدينيه  اوالمذهبيه اولا كي يتبعها بعملية تحديد وتثبيت عائدية ارضه ومنطقته  ,انه واقع شئناه ام ابيناه وقد استفحل ملقيا بظلاله على سلطة التحكم حتى في  صياغات القوانين ونصوص الدستور الذي تضمن فيما يتضمنه  مصطلحات  مرعبه كالاجتثاث و المقابرالجماعيه والانفال  ثم مصطلح المناطق المتنازع عليها داخل الوطن الواحد معززا بالماده 140 .
 نحن  نتحدث هنا ككلدواشوريين سريان , فاليساريين الشيوعيين قد خبروا فنون السياسه مبكرا  مقارنة بحداثة قوميينا (الكلداشور) في العمل السياسي,  طيب  دعونا اذن نتخيل  يساريا شكل المطاف الذي ينتظرشعبنا وايادينا مكتوفه ازاء تصاعد هذا المد المناطقي في جغرافية سطت عليها داعش  كي تستكمل عملية  افراغها من  بقايا أهلها الساكنين فيها تاريخيا؟  ليس المراد من تساؤلنا  قلب الطاولات ,لكننا نبدو  بحاجه  الى واعظ كي يرشدنا الى إعطاء رابط الوشائج حقه في عملنا السياسي, يا ترى من سيكون هذا الواعظ ونحن مبعثرون فكريا في الوصول الى مكامن  مصلحة ابناء شعبنا ؟ هل نترك شعبنا قطيعا مبعثرا تحت شفاعة مقولة المفكر الفلاني  اورحمة القائد العلاني؟
 لو اعتمدنا  الإنشطارات(الطائفيه والقوميه والدينيه) التي أصابت نسيج المجتمع العراقي , والتي بسببها اُستحدثت أطرا ونقاط انطلاق جديده  للتسابق والتنافس في العمل السياسي , لا اعتقد بان شيوعيينا او قومييننا هم من السذاجة حاشاهم كي تفوتهم اهمية  تدارسهم سوية  لكيفية واهمية خلق قاعده تصنع لاهلنا كيانا سياسيا  يمكنهم من خلاله فرض إعادة رد الاعتبار لنا كشعب موجود في العراق , لكنهم لم يفعلوها,  في حين كان الجانب السياسي الكردي سباقا في ادراك اهمية  لملمة  جهود كل تياراته  الفكرية والدينية  واحتوائها كردويا في بودقة واحده بعد ترضيتها بشتى السبل من اجل إنجاح مشروعهم القومي الذي  من المحتمل جدا ان يفضي الى اعلان كيان قومي مستقل بعد  ان سلــّم الجميع  لضرورة تلافي خلافاتهم  الداخليه ووضعها جانبا  , لم يكتفوا بذلك , بل راحت أنظارهم التكتيكيه  الى ما هو ابعد من ذلك  بإتجاه استقطاب عناصر خارج  مكونهم الكردي لضمها و دمجها في مشروعهم القومي, اذن اتبعوا سياسه  ذكيه من اجل تحقيق مرادهم وتطلعات شعبهم  بعيدا عن ما نقوله ونحكيه عن الايديولوجيات والديمقراطيات  المعمول بها
 سردنا اعلاه يعيدنا مرة اخرى الى حالتنا الكلدواشوريه السريانيه المسيحيه  والكل على علم بسمة التنوع الفكري الموجوده في اوساطنا ,والسؤال الذي يقحم ذاته هو ما الذي استفاده قومييونا ويسارييونا ومتدينونا من  قبيل تجربة  الساسه الاكراد , هل كان للوشائج التي تربطنا ببعضنا كاللغه والدين والتمازج الاجتماعي  والجغرافيه والتاريخ اي اعتبار او حوبه في حياكة  خطاباتنا يساريا او قوميا ؟  مع الاسف نحن ما زلنا موزعون  بين مغرم بالنص الايديولوجي وثوريته  وبين مزمر باصلحية  مذهب دون آخر وثالثنا  ينبش باحثا حول جوازية وضع الواوات او اقرار اي  التسمية القوميه هي الأصلح!!,هل كلف ساستنا ومثقفينا  الكلدواشوريين السريان بقوميييهم ويساريييهم  ومتدينييهم  عناء الجلوس على طاولة  لبحث ومناقشة ما يجب  عمله لهذا الشعب  الذي اتخمنا جراحاته  بشعارات  الحرص على  تاريخه وأمن حاضره وحقوقه القوميه  بما فيه سلامة قراه وبلداته وساكنيها؟
 أختتم  فاقول :
رغم كل ما حل من كوارث  كان اخرها  سطو الدواعش المجرمين  على بلداتنا وقرانا بعد ان تركتها  قوات الجيش والبيشمركه فريسة سهله لداعش, يؤسفنا ان نشهد تصاعد وتيرة  التكابر فيما بين تنظيماتنا السياسيه من دون استثناء,  لاغين فيها الوشائج التي تجمعنا و غير آبهين  لحرماننا من فائدة التنسيق  فيما بينهم كفصائل سياسيه او مسلحه  تضم ابناء شعبنا , متى اذن يكون العطاء ونكران الذات ؟ أخشى ان نكون في نضالاتنا بصدد تحقيق وشيجة موتنا الجماعي لا قدر الله ؟.
الوطن والشعب من وراء القصد

216
ثلاثي القوشي يستحق الاحترام والتقدير

 شوكت توسا

 ما دمنا نلج عاما جديدا , كلنا لهفة وأمل ان يكون هذا العام أفضل  على ابناء شعبنا في العراق , داعين  وراجين  الفرج السريع بعودة اهالينا المشردين الى بلداتهم وبيوتهم  سالمين متعافين, ثم شاكرين  بفخر واعتزاز كل صوت وقلم  صب جهده  في التخفيف عن كاهل اهالينا  ومساندتهم في تجاوز محنتهم المؤلمه واخص بالذكر منهم , مثقفينا وفنانينا حيثما تواجدوا  إن في قرقوش  وبرطله وكرمليش , أو في تلكيف وباطنايا وباقوفا وتلسسقف والشرفيه , أما مثقفوا وفنانوا القوش البركة فيهم , لم يدخروا كلمة الا واطلقوها  مع كل نبضة من قلوبهم التي تترقب  بلهف لحظة عودة اخواتهم واخوانهم  في البلدات المجاوره الاخرى.
 أدناه صورة أخترتها من ارشيف صفحة الفيس بوك  العائده للاخ منذر كلله  مذيلة بتعليق الاخ زاهر دودا.


""باختصار شديد . ان ما يحدث هو تصريف او استهلاك بضاعة عسكرية المتكدسة القديمة لتجار الحروب في كل عشر سنين او اكثر . وتجربة اسلحة جديدة وحديثة من قبلهم فقط على رؤوس شعوب منطقتنا المتخلفة التي تقودها سماسرة وعملاء يمهدون لهم الارضية المناسبة لتكون حقل تجارب الغرب الصهيوني. ومتى ما تنتهي تلك الاسلحة وتستهلك حينها سيتوقف القتال بين ليلة وضحاها ......""  ( زاهر دودا)
.   
 الصوره منقوله كما اسلفنا  من ارشيف  الكاتب منذر كلله ,مذيلة بتعليق الاخ زاهر دودا , صوره تجسد الكفايه مما يعبر عن حجم معاناة المشردين من ابناء شعبنا الكلداشوريين السريان(المسيحييون)  جراء الهبّه الداعشيه الصفراء التي عصفت بالعراق  ,ريح ملوثه بسموم الجريمه السياسيه وميكروبات التخلف البائسه عصفت  بالاصلاء من ابناء العراق , سبقتها عقود من ظلم الديكتاتوريه الباليه ,  ثم جيئ كما هو الحال بحكام  جهله  خوت رؤوسهم الا من هلوسات الطائفيه المقيته المفســِده  والشوفينيه القوميه القاتله  ,هيأت لمرضى العقول من امثال الدواعش الارذال فرصة الإنقضاض على بلدات أهلنا   فمحت ودمرت كل ما هو اثري وجميل  فيها بعد إفراغها من أهلها المسالمين , مخطط خبيث جديد /قديم  تساهم في استكمال تنفيذه  عصابات تم تشكيلها  على غرار تنظيم القاعده وأخواتها  من ملتحي الذقون والشعر المليئ بالقمل  , هؤلاء البراثن هم من وضع  نصوص آياتهم  تحت أمرة سيدهم الاجنبي بعد ان باعوا  كل شئ  بابخس الأثمان  في سوق  صناعة القرار  خارج الحدود.
تحيه  للاستاذ الكاتب منذر كلله , فهو علاوة على كونه صديق أعتز بمعرفته , من ناحيتي  كأي متابع  لأوضاع اهلنا في العراق  خاصة في بلدتنا القوش,  لم استغرب  مما خطه قلمه  ونقله عبر وسائل التواصل (الفيس بوك) وهو يصر ويشجع الآخرين على البقاء  في  القوش حيث ولد وترعرع, أما اسلوبه و طريقة محاربته  للإشاعه الكاذبه , فقد نجح  في طمأنتنا نحن المبعثرون في اصقاع المعمورة  مثلما نجح في فضح أكاذيب وفبركات المروجين لانباء الرعب والتخويف بقصد الحط من معنويات الاهالي  واضطرارهم لترك بلداتهم  حتى بعد التأكد من زوال الخطر.
ثم تحيه  أخرى للكاتب والاديب زاهر دودا, مع جل اعتزازي وافتخاري بكل مثقفي وفناني القوش المبدعين, اذ يكفيهم فخرا بانهم على ارضهم باقون , الا اني اقول للصديقين منذر وزاهر,,  بانكما والعزيز الكاتب والشاعر والفنان لطيف بولا شكلتم المثلث الالقوشي العاكس لحقيقة محبي القوش من الغيارى والمبدعين  وما اكثرهم  .
 اخي زاهر, لقد اصبتم فيما اوردتموه ضمن تعليقكم المقتضب على الصوره التي نشرها الاخ منذر , وقد سبق لي وتطرقت  في واحده من مقالاتي  الى المهمه المرسومه لداعش  رغم انها جاءتنا رافعة اسم الله ورسوله  شعارا لها ومن الاسلام  رداء رثا ارتدته كذبا , الا انها  تبقى واحده من نتاجات عصر مصائب عقلية شعوب الشرق الاوسط  التي ما زالت تتخبط  داخل  قوقعة وسذاجة  فكرة ارتداء الفكر والدين والمذهب كرداء  ليس الا , كي تمرر مخططات الغرباء ,عقول  تسيـّرها وتديرها  بؤر سياسيه خارجيه  إعتمدت في رسم خطوطها واجنداتها  على ما تقتضيه مصالح شركات السلاح والنفط والكارتلات العالميه  الاقتصاديه , بالمناسبه هناك تسريبات  تشير الى ابرام صفقات بيع وشراء بالمليارات تمت بين قيادات داعش تحت اشراف اسيادهم  من جهه وبين اطراف متنفذه  اتفقت على تسهيل  مهمة احتلال داعش  للمدن  لفتره معينه ثم اخراجهم او قتلهم حالما يتم انجاز المخطط باكمله  والذي يشمل صرف الاسلحه المكدسه  في  مستودعات الغرب كما تفضلتم عزيزي زاهر, تلك حقيقه لا أظن أن العراقيون غافلون عنها ,  بل  يترقبون لحظة الكشف الحقيقي عن اطراف هذه الصفقات ومحاسبتهم  على جرائمهم قانونيا .
من هنا نقول لحكومتنا العراقيه الحاليه وبرلماننا ورئاسة الجمهوريه , لقد استنفذنا كل ما لدينا من نقد او عتاب نوجهه لهم , ولم يتبقى  سوى مطالبتهم  بمشاهدة هذه الصوره  كونها واحده من  آلاف الصور المعبره عن حالة العراقي المزريه في داخل وطنه المعبأ بالمليارات شهريا  لكنها تذهب هباء وظلما .
لم نعد ندري متى سيستيقظ الموصوفون بالمناضلين  من سباتهم المعتل , لكننا ندري  جيدا  بان  لا أحدا من بين العراقيين يتجرء القول  لهم هنيئا عليهم رواتبهم ؟ كيف سيهنؤون باموالهم السحت  وهم ليسوا سوى وبالا جاثما على صدور الشعب المعذب,  يستلمون الملايين ويسرقون أضعاف أضعافها  في حين شعبهم  يعيش  مذلة هذه الظروف القاسيه.
 تبا لكم إذن ولملايينكم المحفوظه في حسابات  بنوككم خارج العراق .
لابد لليل ان ينجلي  ويأتي صبحا  يشهد فيه العراقيون محاكمة الفاسدين كأسلافهم من وراء القضبان.
الوطن والشعب من وراء القصد

217
هل سيعالج العبادي ما ارتكبته حكومة المالكي بحق الموصل

شوكت توسا
إعتمادا ً على ما يتم نشره من تصريحات في  وسائل الإعلام العراقيه , وإن تباينت  مضامينها , فهي تشير الى اقتراب موعد تحريرمدينة نينوى و تنظيف بلدات سهلها من براثن تنظيم داعش ومؤيديه ,من ضمن هذه التصريحات اخترنا النص ادناه  :
بغداد/..  "أعلن رئيس كتلة التغيير النيابية هوشيار عبد الله، الأربعاء، أن عملية تحرير مدينة الموصل باتت قريبة ووشيكة، مؤكدا مشاركة قوات البيشمركة والحشد الشعبي في العملية ".
بمجرد العوده والتذكير باوضاع مدينة نينوى (الموصل)  قبل احتلال الدواعش لها, ستعيدنا تفاصيل ما كان يجري في المدينه الى حقائق عوامل ومسببات( سبق و تطرقنا اليها في مقاله سابقه) تهيأت على أساسها  أرضيه  بلورتها عوامل  بين نفسيه واجتماعيه وسياسيه ومذهبيه أدت  في مجملها  بأهالي الموصل  الى  تقبل  فكرة دخول مسلحي داعش وسيطرتهم على الشارع الموصللي, إذ كنا  قد قلنا و في ذات المقاله بأن الموصلليون ( العرب السنه تحديدا) قد إبتلعوا الطعم مضطرين غير مخيرين , فقبلوا بما  إختاره  ونسقه  فصيل من بعثيي ابناء المدينه  مع داعش  او بتدبير من جهات أخرى , ظنا من سكان المدينه  بان تغيير الوضع سيعيد لهم مكانتهم وكرامتهم, اي ان قبولهم لم يكن  ترحيبا او محبة  بالغرباء كالشيشانيين والأفغان كي يعبثوا في المدينه , بل ردة فعل  اضطراريه على إجراءات حكوميه غير مدروسه  قامت بها  قوى الامن والجيش ( المحسوبة على الطيف الشيعي)  بحق سكان المدينه تحت غطاء فرض الأمن  ومحاربة الارهاب الذي تم الصاقه بكل ما هو محسوب على السنه, بالاضافه الى السلبيات التي عكسها التواجد الكردي السياسي والمسلح المتمثل بدور قوات البيشمركه تحت غطاء حماية السكان الاكراد المتواجدين في مدينة الموصل , هكذا  وازاء غياب الصوت العقلاني في معالجة الحاله , جرى ما جرى على يد الدواعش .
الآن والحديث  حول ميكانيكية وآلية تحرير الموصل , من الضروري ان تتعظ السلطات العراقيه وقياداتها المسلحه  من أخطاء الذين سبقوهم , لذا عليها التاكيد على نمط العقليه التي يتوجب  التعاطي بها  في مهمة انقاذ الموصل  وسكانها من  براثن الدواعش , إذ من السذاجة ان نتحدث عن تحقيق نصر حقيقي  يعود بالفائدة الى سكان  المدينه  ما لم يؤخذ بنظر الاعتبار احترام رغبة الاهالي المهضومه و مراعاة  أرادتهم المسلوبه ,علما ان ذلك  لن يتم الا من خلال إشراك فعلي  لابناء المدينة  في عملية التحرير و بثقل نافذ قادر على ازالة آثار داعش  ثم  نسيان ما خلفته سياسة السلطتان في بغداد واربيل , إذن ليس من المعقول  إعلان اشراك  الحشد الشعبي( وهو المعروف بصبغته الشيعيه)  وهكذا  قوات البيشمركه (الكرديه)  حصريا  في عملية التحرير دون الاشاره والتأكيد على اهمية دور الأهالي و تسليح ابناءهم للمشاركه الفعليه في تحرير مدينتهم , خلاف ذلك فإن الجميع سيعيدون الاوضاع الى النقطه التي  منها انطلقت  اسباب تأزم العلاقه بين سكان المدينه  من جهه  وبين سلطة المركز بغداد وهكذا اربيل.
نختم قولنا والقصد منه ضمان بسط الامن والاستقرار في عموم مدينة نينوى أثناء وما بعد تحريرها ثم نقول حذار يا ساستنا  ويا قيادة قوات العراق المسلحه من اللعب  بالنار , أعطوا المجال الكافي لأهالي نينوى  وامنحوهم الفرصه المثمره لاعادة ترتيب وضع مدينتهم  وبلدات سهلها المحتله  , وليكن الطرف الرئيسي المساهم  في  تحرير المناطق  ودعم سكانها  هو الجيش العراقي الذي فيه من كل اطياف المجتمع العراقي .
احلى الاماني والامنيات بمناسبة اعياد الميلاد وراس السنه الجديده.
الوطن والشعب من وراء القصد

218
أحلى هديــــه  للبرلمانييين  والمثقفيــن والسياسيين الكلدو اشوريين السريان

شوكت توسا
 بصراحه ,أجهدت نفسي  في البحث عن شيئ ٍ يليق كي أقدمه  كهدية  بمناسبة عيد الميلاد وراس السنه الجديده ليس لبرلمانيينا  وسياسيينا او مثقفينا  مع احترامنا لهم , بل  لأهلنا المشردين والمنكوبين في العراق , مع شديد الأسف لم أجد الذي أستطيع فيه مواساتهم أو وصف حالهم وآلامهم  و ما يجفف الدمعة في مآقيهم , فأعتذرت مع نفسي منهم وهم في حال لا يحسدهم فيه احد  , لكني  بقيت في النيت  اتصفح مواقعنا , واذا بمقالة  خبطت افكاري كلها  ولم أحسس الا بلحظة يأس وكأن قطرة دمعه  خجوله  إنحسرت في عيناي المسرعتان في  قراءة اسطر المقال  لما عكسته  موضوعيتها  واصابتها المسنوده من ألم  وحسره , اذ وجدت فيها  أشياءً  أنستني فكرة تقديم الهدية لاهلي المنهكين في اعياد الشتاء القارص , فلم يك مني بعد الإستئذان من كاتب المقاله  الموقر الا اختيارها كي أقدمها  مني وعن اهلنا المشردين  كهدية  تذكاريه  لبرلمانيينا ومثقفينا وسياسيينا كي يحفظوها في مذكرتهم اليوميه ويعودوا اليها كلما شعروا بالحاجه الى معرفة واجباتهم  , راجيا منهم  قراءتها  جيدا عسى ولعلهم  يعتمدوا  نقاطها المهمه  للعمل عليها لو ارادوا ان يعملوا , والتحدث او الكتابة  حول أبعادها لو شاء كتابنا ومثقفونا الكتابة والتحدث .
  لمن يود  قبول الهديه مشكورا , ليس عليه سوى النقر بفارة الجهاز على الرابط ادناه .

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,762834.0.html
ختاما تقبلوا مني اخلص الامنيات بمناسبة الميلاد وراس السنه الجديده.
الوطن والشعب من وراء القصد


219
 
لنستفد  من تجربة الحشد الشعبي في تحرير بلدات سهل نينوى

شوكت توسا

     كان للنداء الجهادي الذي أطلقته مرجعية الشيعه,  صداه السريع والمؤثر إثر تقهقر الجيش وقوى الأمن أمام الزحف الداعشي الهمجي ,وقد تم على الفور تشكيل  قوات الحشد الشعبي  بدعم  حكومي  متناغم مع السرعه التي استجابت فيها المنظمات الاسلاميه الشيعيه , الحق يقال بان توجسات المرجعيه  من عجز الحكومة في اداء واجبها كانت في محلها  حينما استشعرت  حجم الخطر القادم  بعد قراءتها لعواقب الانفلات الذي أدى في بدايته الى سقوط اكثر من مدينه  بيد الدواعش(  نقطه مهمه لها ما يربطها بحديثنا  حول دور الكنيسه المطلوب  أزاءاخفاق تنظيماتنا السياسيه) .
  ما يهمنا هنا  ليس التعرف على حقيقة دوافع النداء او لون صبغته , طائفيه كانت أم تم تلبيسها رداء أضفى عليها  مقبوليه وطنيه , المهم شارك الحشد بأعاقة تمدد مسلحي الدواعش  بعد ان وجدوا انفسهم أزاء تقهقر الجيش  قادرون ليس على فرض سيطرتهم في المناطق السنيه فحسب, بل التوجه جنوبا نحو بغداد العاصمه وتهديد مدن شيعيه ككربلاء والنجف , اذن باستباق الحدث و استثمار ثقل المرجعيه في تحشيد مواليها ومقلديها  استطاع الشيعه ( في الدوله)  مواجهة الخطر المداهم لعموم  الشعب العراقي من دون استثناء .
غالبا ما يطربنا البعض بمعزوفة حكومة الشراكه الوطنيه, في حين  الصبغه الشيعيه هي السائده  في مرافق الدولة  طيلة الاحد عشر عاما , مع ذلك , لم تستطع الحكومات المحسوبه على الشيعه  خاصةحكومة المالكي  بسنواتها الثمان  وبمليارات خزينتها ,لا بل فشلت فشلا ذريعا  في بناء وتجهيز قوات عسكريه وأمنيه نظاميه  تحمي نفسها بها , كيف سيكون بمقدورها اذن حمايةمدن العراق  او حتى مدنها الشيعيه ؟
 الحشد الشعبي كمبادره دينيه كما اسلفت  وليكن جوهرها طائفيا , جاءت بمثابة ضربة شاطر لمعالجه  ربما وقتيه لحالة فوضى نتجت عن انهيار قوات الجيش وقوى الامن ,وقد اثبت  الحشد دورا فاق أداء الجيش  في اكثر من مكان,  اذ مقابل الاحباط الذي اصاب افراد الجيش,  تهافت متطوعوا الحشد  رافعين معنويات الجيش الهابطه بهتافاتهم الحماسيه  وترديد عبارات يا علي ويا حسين.
   الذي يهمنا  فيما قلناه اعلاه هو العبره الممكن اكتسابها  وموعد تحرير بلدات وقرى سهل نينوى قد إقترب كما يبدو , اي ان الامر يحتاج الى حكمه ودرايه  لتفادي فسح المجال امام تكرارعين الأخطاء  خاصة  بعد اعادة  قرانا وبيوتنا الى سابق عهدها . هنا  لابد من اشاره سريعه  الى مقالة الاستاذ محمد بندر, يخاطب  فيها الكلدواشوريين السريان  ومنبها اياهم بان الأوان قد آن كي يكفوا عن الاتكال على الغير الذي تركهم فرائس سهله لكل من هب ودب , مؤكدا قدرتهم لو تكاتفوا وتعاضدوا  على التحرك شعبيا لتأدية واجبهم ودورهم  اثناء وما بعد تحرير مناطقهم لفرض الأمن  ومساعدة العائدين الى قراهم .
سؤال مهم  يتبادر الى الذهن , يا ترى نداء مَن سيلقى صداه في وسطنا الشعبي الكلدواشوري السرياني (المسيحي)؟  نداء ساستنا مثلا...؟ شخصيا اشك في ذلك والاسباب عديده مع الأسف.  أم نداء وجهاؤنا  ؟ ربما ممكن لو كان لدينا مجلس يجمعهم .
 تأكيدا  لاهمية الموقف نضيف السؤال التالي  : هل تمتلك مرجعيتنا الدينيه (المسيحيه)  قوة الكلمه المؤثره على ابناء كنيستها  كتلك التي تمتلكها المرجعيه الشيعيه على اتباعها؟  جوابنا هو : إن كان هذا آخرما تبقى لمسؤولينا  من خيارات لإنقاذ المسيحيين , علام ستنتظر الكنيسه ؟ لِمَ لا تبادر  بكل مذاهبها في توجيه النداء ؟ بعيدا عن التحجج  بفارق تعداد مسيحيينا في سهل نينوى مقارنة بتعداد الشيعه, لان مساحات  قرانا هي الاخرى اقل بكثير من المساحات الشيعيه .
إذن لو صح  القول بأن ساستنا عاجزون عن تحقيق حشد متكاتف, وهو افتراض وارد و مؤلم في نفس الوقت , ولو افترضنا ايضا عدم قدرة او استعداد مرجعيتنا الدينيه المسيحيه( مجتمعة بكافة كنائسها ومذاهبها) لاطلاق نداء ديني للتحشيد بحجة عدم التدخل في شؤون ليس من اختصاصها  ,اي بمعنى  ليس بمستطاعها تبني النداء و دعمه من خلال السعي لدى حكومة بغداد واربيل وهكذا لدى المنظمات الكنسيه العالميه  لضمان تمويله  وتعزيزه .
  طيب , غياب مثل هذا الاستعداد لدى الكنيسه من اجل انقاذ ابناءها ومؤمنيها,  بلا شك هو أمر ملفت قابل للنقد والمناقشه, مع ذلك نقول  بامكان الكنيسه  على الاقل  دعم مبادرات شعبيه صادقه يمكن ان تصدر من جهات ( كمنظمات جتمع مدني, او تنظيمات سياسيه او جمعيات  , او اصحاب الغيره وما اكثرهم بين ابناء شعبنا ) ,و دعم الكنيسه المقصودهنا ليس عسكرة منتسبيها, انما  على سبيل المثال  كسب تاييد دولي لمطالب اهالي هذه القرى  و توعية الاهالي عبر الكرازات والنداءات  الكنسيه  اثناء وما بعد تحريرالبلدات  وبث روح التشبث بالارض و التوحد والتعاون بين ابناء القرى وترويج مقبولية الناس لفكرة وضرورة الاستفاده  من خبرات ابناء شعبنا  الذين  سبق وعملوا مثلا  في  صفوف الانصار الشيوعيين   او ضمن فصائل ابناء شعبنا القوميه المسلحه.
رب سائل يعترض متسائلا , ما دام هنالك ممثلين و احزاب ومنظمات  عامله على الارض, ما دواعي الالحاح في مطالبتنا  الجانب الكنسي  وتحميله  مسؤوليات  خارج طاقاته ؟ سؤال في محله .
 للاجابة على هذا التساؤل :
 اولا : من المؤسف قوله ان تجربتنا مع  ما قدمته تنظيماتنا السياسيه مجتمعة او منفرده لم يكن في مستوى الاحداث الكارثيه.
 ثانيا:  انجاح  فعالية التحشيد الشعبي  لو تحققت  فهي خطوه على الطريق الصحيح  يمكن تطويرها و الاستفادة منها في المستقبل ايضا بعد  نجاحها في اداء مهمتها الآنيه.
  ثم ثالثا و الأهم , مادمنا متفقون على اولوية تحرير قرانا من دنس الاوغاد , وهي من الاهميه التي لا يتقدمها اي شان اخر كونها ستعيد المشردين الى بيوتهم ومحلاتهم ووظائفهم وكنائسهم , اذن فهي  ضروره ملحه  لها أحكام وسياقات مهمه يجب اخذها بنظر الاعتبار حتى وان يراها الكثيرون غير مقبوله  لكنها مفيده في اكمال مهمة اعادة المشردين  واستقرارهم , إذ ليس من المنطق  تغافلها  او الاستغناء عنها لاي سبب كان , اي بمعنى ان تأكيد الحاجه الى دور كنسي  تاريخي مطلوب  وضروري لتشجيع  ومتابعة تشكيل لجان و مجاميع شعبيه  داعمه عساها  تعالج وتغطي محليا الفراغ الذي عوّدَنا على خلقه (مع الاسف) عجز تنظيماتنا  السياسيه وعدم انسجامهم فيما بينهم  بما أدى الى تقاعسهم في التحرك مجتمعين  باتجاه تشكيل لجان اداريه  خدميه مثلا او  مجاميع عسكريه صغيره تتقيد في اداء واجباتها برغبات ومصالح ابناء المنطقه ممثلة بوجهائها , لا أن تتحكم فيها وكما سبق أجندات الساسه والعساكر الذين تركوا قرانا  وسلموها على طبق من ذهب للدواعش في غضون سويعات  , من هذين المنطلقين , يجد المرء ضرورة ممارسة الكنيسه  لهذا الدور المهم .
اضافة الى كل ما تقدم , بودي ان اختصر بعض الملاحظات  بنقاط قليله عساها تفي بجزء من الغرض   في القادم من الايام.
 مهم جدا ان يتم في كل  وحده اداريه  تشكيل هيئه تتألف من شخص او شخصين من وجهاء البلده + رجل دين كهنوتي + موظف في البلديه + اثنان من  الوسط المثقف .  من واجبات هذه الهيئه:
اولا: تشكيل لجان شعبيه خدميه  لمتابعة احتياجات الناس وتقديم ما يتيسر من عون لهم,  كتنظيم حملات  لتنظيف المدارس  والشوارع .
ثانيا: التنسيق  مع المسؤولين الاداريين  من اجل تشكيل مجاميع صغيره مسلحه مهمتها حماية حدود البلده, يتم تسليحها رسميا  وباشراف  أشخاص من سكنة البلده   يمتلكون خبره عسكريه تمكنهم من تنظيم  واجبات  المجاميع.
ثالثا: تشكيل لجنه خاصه لتصوير و جرد كافة  الاضرار البشريه والماديه  التي لحقت البلده جراء جرائم الارهابين والسراق ثم توثيق ذلك  بقوائم مرتبه  تحت اشراف المسؤول الاداري كي تحال بكتب رسميه الى الجهات المعنيه  عن طريق المحافظ او الممثل البرلماني.
رابعا: يفضل ان يكون للرأس الاداري سواء كان قائمقام او مدير الناحيه او كلاهما سوية  الدور الاداري للتنسيق  ما بين  الهيئه المشكلّه وبين مسؤولي المحافظه لتلبية احتياجات المواطنين  ومتابعتها.
 خامسا: مطالبة الجهات التي لها علاقات وتمتلك سبل الاتصال  بتوجيه الدعوات الى ممثليات الامم المتحده والمنظمات الانسانيه  والكنسيه العالميه للحضور والاطلاع على مخلفات جرائم داعش  في المنطقه .
في ختام كلامي اود ان اؤكد بان المقترحات لا تعتبر دساتير او اراء مطلقه, انما هي مجرد طروحات قابله  للمناقشه خدمة لهدف انساني واضح الا وهو إعادة اهالينا المشردين الى قراهم واعادة ترتيب حياتهم المعاشيه  الى سابق عهدها .  وشكرا
الوطن والشعب من وراء القصد



220
متــــى  تدار أقلامنا  بإتجاه  متطلبات حال ابناء شعبنا في العراق؟

شوكت توسا
  يقول المطران جورجيس خضر  في معرض رده على سؤال  لماذا اكتب:"" أقبل  ضعف الذين يحسون أنهم يكتبون ليحققوا ذواتهم , هؤلاء ينطلقون من أنفسهم, أما الذين ينطلقون من الحقيقه يحسون أنهم  هم وقراؤهم للحقيقه, أكتب لأني لا أستطيع أن أكون أمام عيني إذا لم تقل عيناي ما تنظران"".
 مقولة تؤكد  قولنا بان احدى سمات الكاتب الملتزم  تفاعله مع إهتمامات قرائه وشجون ابناء شعبه , تُكتسب هذه السمه حين اللجوء الى التفكير (والتذكير) بما هو اجدى واقرب لهموم الناس وتطلعاتهم  ,أي بالفكر الدال وبالقلم الميال  صوب  ما تتطلبه  قساوة الحال وكضم الذين في قلب  الحدث , خلاف ذلك وهو ما نحن بصدده , يحتار المرء أمام سيل ٍ من مقالات واشرطه نابشه رواحا ومجيئا في اختلافات اللاهوت والجنان المفقوده التي أورثتنا  جحيما لا يطاق ,حقيقة اعتراضنا هي ليست على اختيار الموضوعة بالتحديد  ,لكننا حين نقارن بين الحاصل لشعبنا اليوم وبين ما اقلامنا منشغلة فيه ,سنجد العجب في مدافعٍ عن قدسية مذهب كنيسته رافعا راية انتصاره على  كنيسة اخرى يئمها اهله الجياع المشردون من بيوتهم وقراهم , واخر يلوّح مبتهجا  بقصم ظهر الذي خالفه الرأي في بنوّة المسيح  وآلوهيته  فيجرّم  ويهدر دم المتسائل : ما ضير لو اعتبرنا المسيح  إنسانا مثلنا  اختلفت نوازعه عنا نحن البشر فتجاوز الشهوه  وواجه  ظلم أخيه الانسان له بالسلم والمحبه  فكان له تحقيق ذاته في جعل حياته قربانا لخلاص الانسان من الظلم والعبوديه.
  كما اسلفنا, ليس المراد من كلامنا  فرض رأينا في اختيار مادة النشر على إخوة لنا نكن لهم التقدير ونحترم جهودهم بعيدا عن قصد النيل منهم  , لكنّ  إنسانية هذا الإبن المـُختلـَف على نسبه مثلا, سواء اعتبرناه  رمزا لمن يود الدفاع  عن كنيسه مؤمنه او مرجعا لمذهب موصوف بالهرطقه , فهو اي السيد المسيح يكفيه أنه تجرع المرارة  كي تسعد البشريه من بعده , فعل ذلك كما اظن  ليس إعلاءً لشأن من هو أصلا في أعالي سماوات الكون  والا ما استطاع ان يتربع  راس هرم الانسانيه ,ناهيك عن ان الحديث  والتعمق  في مسائل اللاهوت وغيبيات المقدسات , تطاله الثرثرة العبثيه لا محال مادامه يتناول شأنا اختلف لا بل عجز المختصون اللاهوتيون أنفسهم  عن فرضه  كحقيقة متفق  عليها  بالمطلق,  وها نحن اليوم نحصد  مزيدا من التشرذم  جراء اختلافاتهم ومن قصور في  فهمنا  لماديات الحياة ومستلزمات البقاء التي  من الممكن تحقيقها  في التزام الانسان بقليل من كثير ركزت فيه النصوص المقدسه  على قيمة  المخلوق المبتلى بمحبي تفاسير النص  وعابدي كتابه ومنظريه .
 جدالات  كهذه عدا كونها عديمة الثمر ,حين ننشغل بها و شعبنا يمر في كارثة  قل مثيلها , لا يمكننا وصفها سوى بالعبثيه  والتبعيه  لمن نصب نفسه  وصيا عن آلوهية المسيح او انسانيته كي يستغلها  في توسيع مقاطعة سلطانه الدنيويه , أيعقل  بقاءنا جالسين صاغرين نستمع الى تراشقات كهذه و صغيرنا قبل شيخنا يدرك بأن علة ضعفنا وطمع الأخر فينا هو تشتتنا !  حقيقةٌ لا يختلف عليها سوى المختل فكريا , اما السليم عقليا فهو الدارك السباق لجوهر المسببات التاريخيه  التي ادت الى  تشتتنا هذا, لو تغاضى عما خلفته مشاحنات الديانه و تماديات تقاطعاتها المذهبيه  فهو في ذلك يتجاهل  فعلة المنشار الذي قطـّعنا وما يزال صعودا ونزولا في جسد شعبنا  المقسّم الى نحل وملل  تتصارع دون هواده  تحت ظل رساله هي براء من ممارسات أوليائها  براءة الذئب من دم يوسف , وإلا ما صنف هذه المسيحية التي يهتف بها مثقفنا ( وهو داعية قومي في نفس الوقت) عندما يتباهى ويتبارى رافعا راية نصرة  رجل دين يمكيج  خديه بلون التفاح  والعنجاص و كرشه  الخارج عن قامته  متخم ٌ باموال  كرماء المؤمنين (ان لم اقل مغفليهم)  , هل تقصى احدهم عن سبب  انزواء اصحاب الكروش  بعيدا عن مربض وموطن كنيستهم الاصل وأحدهم اليوم بصدد اعلان فصل كنيسته عن الام , انا لا افهم تحت اي مسوغ  يدافع الداعيه المسيحي عن رجل دين يمتلك اكثر من معبد ترف وقصر  فخم وسائق لسيارته الفارهه  في بلد الرفاه !! أي فرج ذاك الذي ينتظره شعبنا المشرد في العراق  من سفسطات  المبجلين بأصحاب الخدود المتفحه والكروش المدوره!! .
  في الحقيقه , الذي يهمنا  مما اسلفنا قوله , هو تذكير إخواننا المتكلمين بأمور ومتعلقات  شعبنا  بأن اكثر من ستة اشهر عجاف مرت  و بلدات سهل نينوى الكلدواشوريه السريانيه (المسيحيه)  خاوية من سكانها, اذ تم تفخيخ بيوتها و كنائسها بعد تهجير اهاليها ونهبها بالكامل , بلدات بناسها  تعاني  الظلم والضيم وهي تستنجد بالغرباء  بينما اقلام مسيحييينا (القوميون منهم بالذات) منهمكة في تلميع صفحة راهب  اوتجريم  كاهن قابع عبر البحار,لنفترض صدق اهتمامهم   القومي وصدق حرصهم على متعلقات الايمان المسيحي , ولكن أليس الاجدر بهم ان يلتفتوا قليلا و اولا الى مصير ومستقبل الحضور الحقيقي لمسيحية  وقومية ابناء شعبهم الذين يعانون الأمـّرين في موطن ابائهم واجدادهم المسيحيين.
 من هنا , دعوتي الاخويه التي اود توجيهها الى كل من تهمه مسيحية امته وسلامة ومستقبل قومية ابناء شعبه أن يدع  النقاشات الغير المثمره جانبا كي يعطي للحدث حقه من وقته و من جهد قلمه لدعم ابناء شعبه المشردين وهم مقبلون  بحسب ما ينشر من اخبار على حركه معاكسه للعوده الى قراهم ومساكنهم  بعد تحريرها , وتلك كما نعلم عمليه  معقده  بحاجه الى  ترتيبات  اداريه وماليه  والى تكتاف الأيادي لتسهيل عودة الناس الى اماكنها , اي ان القائمين على هذا العمل  بحاجه الى تبادل وتفاعل افكار ومقترحات علها تقدم شيئا من الدعم والتشجيع  للعائدين الى اماكنهم.
 هل بامكاننا ان نضع المشاحنات جانبا ولو لفترة شهرين  كي نثبت  موقفا متضامنا  مع الرابضين من اهلنا في الوطن؟
الوطن والشعب من وراء القصد

221
هل سيدحض العراقيون تكهنات الامريكان بخصوص موعد تحرير مدينة نينوى؟

شوكت توسا
خلافا لنظرة البعض الخاطئه الى الموصللين كشريحة عراقيه عـُرفت تاريخا وحاضرا بسايكولوجيه خاصه بها  يصعب على الغريب(الأديب) مراضاتها بسهوله فكيف بالغريب إن تجرأ وهتك القيم والاخلاق؟ لذا من الطبيعي جدا ان يستغرب المرء من تفاصيل ما جرى مؤخرا في المدينه ومن سكوت سكانها على فعائل الدواعش,ولكن بالرجوع قليلا الى ما قبل احتلال الدواعش للمدينه, سنجد بان علة هذا سكوتهم كانت ردة فعل نوّه عنها الكثيرون فيما لو استمر التضييق على اهل المدينه وحصرهم بين مطرقة فوضى مشروع التغيير الامريكي وسندانة تخبطات سياسة الحكومة الطائفيه الشيعيه والضغوطات السياسيه الكرديه, اذ ان حجم  المعاناة وتكرارها كان كافيا لإثارة غضب اهالي المدينه (العرب السنه على وجه الخصوص) وزرع اليأس في نفوسهم , فلم يُترك لهم سوى خيار اي خيار مجاراة مخططات البعثيين من ابناء المدينه الذين خسروا الكثير وتم تهميشهم بعد سقوط النظام  , مما حدا بهم الى استغلال تصاعد  وتيرة الطائفيه الحكوميه قابلها من الجانب السياسي الكردي علو سقف مساعيهم القوميه في جغرافية المدينه , شكلّ ذلك مثابة  الشعره القاصمه  التي فرضت  على اهالي  المدينه قبولهم  مرارة فكرة استقدام المجاميع الاسلامويه السنيه المتشدده ظنا منهم( كبعثيين او كطائفه سنيه)  بان اشعال الوضع  داخل المدينه سيخلصهم من تصاعد النفوذ الشيعي الطائفي  والضغط السياسي الكردي  اللذان  ما إنفكا يـُلصقون باهل المدينه  تهم السلفيه الوهابيه  والبعثيه القوميه المعاديه لكل ما هو غيرعربي . 
  لكن ذلك لايمنع التشكيك بطريقة وسرعة سقوط المدينه وضواحيها(قرى سهل نينوى)  فالأمر ما يزال مثار جدل وتأويلات  نظرا لتشابك خيوط  العمليه بين مخطط ومنفذ ومنتفع من احتلال الدواعش للمدينه , فقد مرعلى الحدث اكثر من ستة اشهر ولم يتم الاعلان عن اي نتيجه تحقيقيه لكشف خيوط اللعبه , عدا سيل اعلامي  من التكهنات والاتهامات المتبادله بين مسؤولي الحكومه المركزيه من جهه وحكومة نينوى واربيل من جهه ثانيه,حيث تم خلال سويعات تسليم المدينه بأكملها للدواعش اثر هروب ملفت لعشرات الالوف من العساكر والبيشمركه دون  رد عسكري يذكر.
أزاء هذا الغموض والتشابك, لم يكن الموصليين الا الرضوخ بين واهم ٍ مستبشر بالقادم الاسلاموي السني الجديد وبين متخوف ورافض لأسلوب سلطة الدواعش ونهجهم المخادع  في ساعات نجاحهم الاولى  الذي عكس في ظاهره بصيصا من الامن والامان (الطائفي والقومي) الذي إفتقده الموصللي  قبل سيطرة الدواعش ,ثم سرعان ما تلاشى هذا الشعور بعد ان توالت فضائح  الداعشيين ضد اليزيديين والمسيحيين ليشمل حتى السنه  عدا ما ارتكبوه من جرائم تفجيرللمراقد والمزارات وفرض قوانين  قاسيه  تحت ذريعة الشريعه وفتاوى قتل واعدام كل من لم يبايع خليفتهم ويتقيد بأوامره من اساتذة جامعه و اطباء ومحامين ومدرسين  (مسلمين سنه) ناهيك عن الأتاوات التي تم فرضها  على المحلات والمتاجر  وما الى ذلك من ممارسات تعسفيه تطول قائمتها بثت الذعر والقنوط في اوساط المدينه .
 نعم لقد ابتلع الموصلليون الطـُعمَ  مضطرين و للاسباب  السالف ذكرها  ليغدو حالهم اشبه بحال الذي استقر الموس في بلعومه , إن ابتلعه مزق احشاءه, وان حاول اخراجه شقق بلعومه وحنجرته,تلك حقيقه يتوجب على حكومة السيد العبادي أخذها بنظر الإعتبار في اي خطوه تقبل عليها قواته المسلحه , حيث ان الحكمة والدرايه في تفادي الاخطاء السابقه  تحتمان  الدقة في التعامل مع الوضع الذي سيستجد كي لا تعود العجاله واللامبالاة بالجميع الى مربع الفوضى  ,  ان الذي حصل في نينوى حصل  في اماكن اخرى  مع اختلافات طفيفه, لذا الحل الناضج والمثمر لن يتحقق في  اختزال مسببات سقوط المدينه بالقاء اللوم على سكان المدينه الذين لم يكن لهم  حول ولا قوه سوى القبول بواقع مأساوي اشترك الجميع في صنعه , والذي يود ان يلقي  باللائمه على طرف ويبرئ طرف اخر ففي ذلك اجحاف وتهرب عن المسؤولية ,  اذن لكي تعاد الامور الى مجاريها , فان  حكومة السيد العبادي مطلوب منها وليس من الامريكان وتكهناتهم الزمنية وبالوناتهم الناريه التي يرعبون الناس بها ويخيبوا آمال عودتهم الى بيوتهم ,   على حكومة العبادي وقوى البرلمان مجتمعة  اتخاذ خطوات تصحيحيه تخدم وضع العراق العام و تحفظ للمواطن حقه وتقدر الظرف الذي حصل فيه ما حصل خارج اطرحسابات الانتماء المذهبي والقومي  و بعيدا عن  ارهاصات  اجندات قضم المدينه وتفكيك اوصالها بحجة القضاء على الارهاب واستتباب الامن.
الذي يترتب على سكنة الموصل الموجودون فيها حاليا شأن مهم للغايه, فهم بعد التجربه المريره التي خاضوها وما سببته لهم من معاناة  قاسيه  مطالبون هذه المره بالتعاون والاستجابه لما تصدره قيادة عمليات تحرير نينوى التي من المؤكد انها قد وضعت او ستضع لها قيادة  حكومة العبادي برنامجا عسكريا مرنا يراعى فيه امن وسلامة المدنيين  مع ضمان تقديم المعونات والخدمات المطلوبه  دون النظر او التلميح اليهم  كمتهمين بالتعاون مع قوى الارهاب التي فرضت قوتها ونفوذها على العديد من المناطق في غفلة (خيانيه او تآمريه ) سمها ما شئت تحت مظلة الشريعه والدين .
أما فيما يخص تحرير قرى وبلدات سهل نينوى التي تم تهجير اهلها اليزيديون والشبك و الكلدواشوريون السريان المسيحيون, بلاشك ستكون عملية تحريرها من المنظور العسكري سهلة في حال تم تطويق مدينة الموصل  وشد الخناق  عليهم اثناء تحريرها , لابل ربما لن يحتاج تحرير هذه القرى الى جهد مسلح او خطط  عسكريه  معقده اذ سيضطرالارهابييون ومن   يواليهم  ان كان لهم تواجد يذكر في القرى على الهرب للحاق بجماعاتهم الهاربه من الموصل  باتجاه سوريا غربا مما سيسهل أمنيا عملية اعادة ترتيب وضع القرى الخاليه من سكانها , اذن لابد من الاهتمام والتركيز على ترتيب خطة عمل اداريه مدعومه ماليا وتساندها مجموعات مسلحه يتم تشكيلها من ابناء سكنة المنطقه بتمويل حكومي وتنسيق مع قيادات الجيش العراقي والبيشمركه ,  يكون بامكان هذه التشكيلات التي يفضل ان يشارك في قيادتها خبرات مهنيه مستقله لا يعنيها شأن رفع الاعلام والشعارات الفاهيه بقدر ما يعنيها مصير الانسان وسلامته  كي تساهم معنويا وعمليا في تشجيع و تسهيل عودة الاهالي واستقرارهم في بلداتهم   بعد ان يستتب الامن فيها, بعدئذ يمكن توزيع واجبات حراسة ومسك المنطقه على افراد هذه التشكيلات الشبابيه الشعبيه الى حين اتمام عملية  التطهير بشكل كامل .
كلنا أمل بعد انتظار طويل ان يتم  بجهود الغيارى تحرير مدينة نينوى من براثن الدواعش كي يعود الناس الى اماكن سكناهم واعمالهم .......
الوطن والشعب من وراء القصد




222
ابناء مدينة نينوى وقرى سهلها المنكوبه تنادي هل من مجيب

شوكت توسا

السيــــّــد حيــدر العبادي, رئيس الحكومه العراقيه المحترم
 تأكيدا لـِما كنا قد أوردناه في رساله سابقة لحضرتكم , نعود لنذكــّركم بالقول :
 منذ تولّي جنابكم سدة رئاسة الحكومه العراقيه وقيادة قواتها المسلحه, و شبح جرذان داعش  يطارد احلام وآمال الناس في نينوى وقراها ,فقد حرق المجرمون الداعشيون أخضر ويابس ارض نينوى و بلدات سهلها التاريخي الجميل بعد ان  ذبحوا واغتصبوا كل من وقع بأيديهم القذره ممن لم يستطع الافلات بجلده نتيجة  لتخلي القوات العسكريه المتواجده عن اداء واجباتها المناطه بها في المنطقه , وهكذا أفرغت هذه البلدات من اهلها ليتجاوز تعداد المهجرين النازحين والهاربين من بطش هؤلاء الاوباش مئات الالوف بين ملتحفين لكهوف جبل سنجار ملاجئا لهم وبين مشردين في مدن وشوارع مدن شتى كاربيل ودهوك وسليمانيه ومدن اخرى وسطى وجنوبيه , وقد مرعلى هذه النكبة المؤلمه ومعاناة المهجرين قرابة ستة اشهر وحالهم من سيئ الى اسوأ رغم كثرة المناشدات والوعود مقابل ضعف تخطيط  وايصال الامدادات  وقلة التخصيصات الماليه التي هي الاخرى طالتها الايادي الفاسده  علاوه على حلول فصل الشتاء وما قد يسببه من تفشي الامراض وحرمان الاطفال من مدارسهم, انها حالات عاكسه للياس والقنوط شئنا ام ابينا , ولو استمر الحال على ماهو عليه فان الكثيرين سيضطرون  الى الهجرة خارج العراق .
 بين هذه المعاناة المستمره وبين الفساد إن كان ماليا ام اداريا, وبين  اهتمامات القيادات العسكريه الاتحاديه والفرعيه التي تشوبها الضبابيه , تثار تساؤلات وشكوك مشروعه حول اسباب ترك وإهمال هذه القرى المنكوبه والتي اعلنتم  مؤخرافي اجتماع مجلس وزرائكم الموقر بان الذي جرى بحق  ساكنيها من الشرائح العراقيه الاصيله هو ابادة جماعيه لا تقبل التشكيك بها, اي ان اماكنهم هي بمثابة اماكن منكوبه مما يحتم  على حكومتكم  وبالتنسيق مع حكومة اربيل  الاسراع  في معالجة الأزمة المتفاقمه بكل ما يتوفر من آليات ووسائل ممكنه كي يستطيع الناس ان يعودوا الى اماكنهم الخاويه من اهاليها  طيلة هذه الفتره  وهم يعانون  اشد المعاناة الانسانيه والصحيه , والمثير للاستغراب هو ان توارد الاخبار والمعلومات تشير الى ان هذه القرى التي تم سرقتها ونهبها بعد طرد ساكنيها ,  كباطنايا وباقوفه وتللسقف  لم يعد فيها حاليا تواجد فعلي  لداعش بالشكل الذي يشكل خطرا حقيقيا كما كان في بدايات الهجمه في حزيران او كما هو واقع كرمليش وبرطله وقرقوش حاليا والتي تتردد الاخبار بان هناك ما يزال تواجد ونشاط لداعش فيها , علاوة على ان في هذه القرى( باطنايا وباقوفة وتللسقف وشرفيه) الخاويه من اهاليها هناك مجاميع صغيره من الحمايات(البيشمركه) موجودون بإمكان المسؤولين  دعمها وتوسيع مجال سيطرتها  بتهيئة تشكيلات  من سكنة القرى انفسهم  يتم تسليحها  لتتمكن من حماية قراها ففي ذلك تشجيع مباشر للاهالي على العوده علاوة على كون ذلك  دعم لمجمل الوضع العسكري القائم في المنطقه وهو بالتالي  زخم  عسكري ومعنوي يضاف على ما يحققه الجيش العراقي والبيشمركه والحشود الشعبيه من انتصارات في تحرير اماكن عده من دنس الدواعش المجرمين, اما ابقائها على حالها كما هي فتلك فيها الكثير مما يثير القلق والريبة كما قلنا خاصة عندما تريد الناس المنكوبه ان تعرف مصيرها و مالذي يدور وما هي أسباب هذا التراخي والاهمال تجاه قراهم وناسها المهجره والمشرده  , تساؤل يصعب على العامة  الاجابة عليه او تحديد اسبابه او الجهه التي ترى فيه ما يبرر , فحينما يتم ارسال 150 _ 200 مقاتل بيشمركه الى منطقة كوباني خارج حدود العراق كمثال, ربما يتفهم المتابع  داوعي ذلك انسانيا ,  ولكن حين يتم ربط تقديم الدعم سياسيا بفئة محدده دون اخرى , فقرى سهل نينوى المسماة بالمناطق المتنازع عليها  هي الأحق وطنيا و سياسيا وعسكريا وهكذا انسانيا واخلاقيا   في تقديم  الدعم العسكري والاقتصادي والخدمي لها , خاصة وقد سبق وكانت محميه من قبل قوات البيشمركه المنتشره فيها طيلة سنوات خلقت فيها وضعا امنيا مميزا عن بقية مناطق المحافظه بعيدا عن التأويلات السياسيه لهذا التواجد ودوره الامني الايجابي . إذن  والكلام هنا موجه للاخوه في قيادات البيشمركه, لماذا اهمال مناطق كانت تحت سيطرتهم عسكريا ثم تركها مجهولة المصير في حين ترسل قواتها الى كوباني؟ أرجو ان يؤخذ هذا التساؤل على محمل تحميل المسؤولية للجهات المسؤوله وليس تحميلنا الاتهامات التي لم تعد تفي كتبرير.
الوطن والشعب من وراء القصد

 

223
ليس حبا في التكرار بل ايمانا مني بمقولة  للضرورة أحكام


شوكت توسا
 سأكتب  كما تعودت في السابق, لكنني على علم  مسبق  بمأخذ  تكرار الكلام  الذي سأتلقاه من القارئ النبيه , فقد سبق وتطرقنا  الى مثله في أماكن ومناسبات أخرى , مع ذلك,  نعاود الطـَرقَ الآن و بكل محبه  في مسامع  طالت غفوتها وها قد اوشكت بهم على مشارف التيه وشعبهم قد سبقهم في مصيره المجهول الى حيث لا يحسده احد  , في ذات الوقت لست من المعترضين على فرضية رفض وجهات نظر الاخرين لرأيي , كون ذلك شأن طبيعي في ظل حرية الراي والتعبير شاء من شاء وابى من ابى , وهي ضريبة حرية التفكيرو استحقاقات قول الكلمه , وإلا ما كنت احببتها (حريتي) وهي المانحه الوحيده لفرصة إطلاق ما يجول في خاطري شفاها او كتابة ً , دون قامعٍ  يلجمها , او  حدٍ  يحدها  سوى مراعاة احترام الأعراف التي تربينا عليها  والتزام التعاليم التي وضعت لضبط طريقة كلامنا, ولا اجد ضيرا حين تاتي  الصحوة متاخرة بعض الشئ  بعد ان ضحك المشيب بالرأس , لكنها افضل من لا شئ  كما يقال  بعد ان قرأنا وتعلمنا من النتاجات المنتميه و الملتزمه بالقوانين الموضوعة  وهكذا العشوائيه الغير الملتزمه  .
   ثمــّة  دواع ٍ يتكرر ورودها بهيئة  بذي تأثير هدام , هكذا أراها , فتشق طريقها الى أعماق كل عاقل وبصير , ليجد  فيها مدعاة وقفة حديه ومراجعه جاده لا مناص منها  , كيف لا وصحة هذه الدواعي مسنودة بشهادات مرئيه وملموسه  تؤكدها متاهات منفلته  ينتهي بها البصير  قائلا أن ُربان مثل هذه المتاهات  يمتلكون  عقلا بلا اي شك او ريبه, لكنه صنف عقل  لم يطب بعد ُ لمدارك أهوائه  العدول عن دك  المعاول وجلد السياط بلا رحمة وشفقه رغم  النداءات والترجيات التي لو رُدّدت  وبهذا الكم  في مسامع نزلاء المصحات العقليه او مرتادي  حانات توالي الليل, مع المعذره عن الإتيان بهذه التشبيهات , لإتق َ الكثيرون منهم ربهم  واهتدوا الى صواب السبيل , فكيف بنا لوكان المشمول او المقصود في كلامنا من سليمي العقول على فرضية كونهم أصحاء الاجسام .
بيت  قصيدنا ليس لغزا عصيا ولم نعتمده كوسيلة للترفيه بتسويق الكلام , بل انه ماثل ٌو بمتناول  كل مهتم  بشؤون شريحتنا العراقيه المنسوبة الى تاريخ وحضارة بلاد بيث نهرين, تلك الشريحه التي  إرتدت السواد أو صُبغت في خضم غزارة سنين عمرها  وتعدد فصول  بهائها  وخفوتها  بألوان غلبت على لونها المعروف باصالته ونصاعته , رب مجتهد يعزوسبب هذا التدهور الى تكالب القبليين المحيطين بجغرافية هذه الشريحة , وتلك بلا شك واحده من المسببات  الطبيعيه  يوم كان لقبلية الكر والفر مضربا ً  في مقدرات كيان هذا الشعب  الذي سواء أسميته بالاشوري او بالكلداني فإن حد السيف بانتظار قطع رقبتي , وان قلت الكلدواشوري لكان النفاق السياسي نعت ارحم من غيره,  وهكذا  أصبحنا نأخذ من اتربة الارض التي اوشكت ان تخلو من اهلها وننثرها على رؤوسنا كلما أردنا التكلم عن من نحن واين غدونا وكيف يمكن حماية هذا الشعب الذي تعددت مسمياته ومذاهبه .
   لدعاة ديانتنا المسيحيه من مثقفينا وكتابنا القوميون مع احترامنا لهم وافتخارنا الكبير برسالة السيد المسيح , أقول, رجائي ان لا يـُحسب كلامي على محمل التباهي او الدعوة للالحاد والكفر, فتلك تهمه  مجحفه ومركبه بحق حرية تفكير الآخر وبحق من يزعم قدسية قيمة الانسان مستندا في ذلك على نصوص رسائل الرسل  والانبياء, وعليه  يجوز لنا القول  بان دور مؤسسة الدين الحاملة لاسم السيد المسيح , وعلى مر تاريخها  لم يكن  كذاك الذي يستحق منا او يحتم إنشغالنا المستديم بها اليوم وبهذا الحجم المفرط , ليس دعوة مني بمحاربتها اطلاقا, وهي نفسها التي اخترعت لنا المذاهب  كي تقسمنا الى ملل ونحل شذر مذر متصارعه فيما بينها , لكننا بادراكنا كون الدين مجرد معتقد شخصي, فهو لا يمت للهويه( القوميه ) بصله ما دامه  قابل للتغيير كلما طرأ  تحول في طريقة تفكير الانسان ودرجة نضج علاقته بالخالق والخليقه , ناهيك عن  منطقية وأحقية التشكيك  في قدرةعقليات قادة هذه المؤسسه  وفشلهم او بالحرى عدم اهتمامهم في   بناء فكرمتطور او دولة مقتدره لانسان  يعيش فيها بامن وامان مع مختلف العقائد والميول  , بسبب عدم اعتمادها  لنمو الفكر في تنمية حضارة الانسان ورفع شانه, اذن ما سبب تشبث مفكرنا ومثقفنا  (القومي)  في زجها بمعترك الصراعات السياسيه والفكريه , ثم  ما معنى تردد  الداعيه (القومي تحديدا)  وخوفه من تقنين دور الدين والمذهب في تفاصيل حياته وترك شانه لرجالات اللاهوت, هل خوفا من عدم الفوز بالجنه يبقي حاله مشدودا برموز هذه المؤسسه  ومناهجها؟ , ام قد فاته قراءة  القليل عن دور رجالات الدين( مع تقديرنا واعتزازنا بمن يستحقون التقدير وهم قله)  الذين عرف عنهم دورهم في  إضاعة تلك النصاعه والأصالة الحضاريه التي فقدناها و ما زلنا  نستكمل فقدانها ونحن في كامل وعينا  و لم يعد عقلنا ونشاطه يمتلك سوى أطلالها  للتغني  واستهلال خطاباتنا الحماسيه باصرح ابائنا واجدادنا, نحن شعب لم نصغِ للشاعر الحكيم  ولم نستفد من قوله : لا تقل اصلي وفصلي ابدا,,,, ,كما اننا لم نتعض من تجارب الدول (المسيحيه الغربيه)  التي هيأت لشعوبها الحياة الآمنه بعد ان إستمكنت واختطفت  أكمل العالم  بأكفها الصغيره وعقولها المبدعه  التي كبرت مع تحجيم دور العقليه الدينيه في تدوير حياة شعوبها, هكذا عبره أجد فيها مادة الدرس المفيده والغنيه  التي نحتاج الى مذاكرتها جيدا وما على النائم الملتحف بفراش الثقافه الا ان يسهر قليلا كي يضبط أموره ويحسن أداء واجبه لامتحان الصباح.
الوطن والشعب من وراء القصد


224
الى أنظــــار السيــد الدكتـــور حـــيدر العبادي المحتــــرم
رئيس الحكومـــــة العراقيـــــــه

تحيـــه وأحترام
يطيب لي أن أستهل رسالتي هذه, بتهنئة أقدمها لكم بمناسبة تنصيبكم رئيسا لللحكومه العراقيه  وقائدا عاما للقوات المسلحه العراقيه ,متمنيا لكم الموفقيه, كل الموفقيه في إدارة أمور العراق بالاتجاه الصحيح وبالآليات التي تعيد للوطن وللعراقيين ما فاتهما و ما سبق ان أضاعاه في خضم العجاف من سنوات التغيير التي لم تأت بما يرضي ويسعد محبي العراق وشعبه الطيب بل جلبت الكوارث والويلات .
إن ما خلفته سياسات الاحتلال الامريكي في العراق ,أصبح بوضوح الشمس لكل من تهمه معرفة ومتابعة شؤون العراقيين على اختلاف انتماءاتهم  الفكريه والدينيه والعرقيه, اذ بنظره منصفه الى الخارطة السياسيه والسكانيه لمجمل اوضاع العراق, سنرى وجنابكم يدرك ذلك جيدا, بأن هنالك حرب يراد لها ان تتصاعد وتيرتها  وتشتد ما بين مختلف اطياف الشعب كي تنجب فيما بعد وليدا مشوها فاقدا لعراقيته وانسانيته ,  ونحن اذ يخبرنا الواقع ببروز حقيقة  ذلك من خلال  استشراء مرض  نفسي اصبح فيه العراقي فاقدا للثقه بكل ما يحيط به , تلك حالة واقع مؤلم ومخيب  لا يمكن نكرانه , إجتمعت في صناعته اطرافا عديده لسنا هنا بصدد الدخول في تفاصيل فعالياتها  او في البحث عن دوافع الجهات التي وجدت في ثغراتها سبل تحقيق مصالحها, إنما ما نود التاكيد عليه وهو الذي يهمنا في رسالتنا هذه, هو ان سياسة الحكومات التي سبقت حكومتكم , وبسبب تشكيلاتها المبنيه على تقسيم مواقع ومناصب المسؤوليات ما بين الكتل السياسيه التي هي اصلا مُشــّكله  على اسس واعتبارات طائفيه ما بين قوميه ودينيه وبين مذهبيه وعرقيه دون ان يعطى للكفاءة والاختصاص  اي اعتبار في تبوء المنصب, مما جعل رئاسات تلك الحكومات عاجزة عن تأدية ما هو من صميم واجباتها الوطنيه, كان فشلها  في كل شئ  الا اللهم  في توالي الازمات تلو الاخرى و هي كثيره  وعلى شتى الاصعده حيث يطول الحديث  عنها , اذ لم يسلم اي مرفق حياتي عراقي من ارهاصات وشخابيط المسؤولين مع احترامنا للملتزمين منهم, فكانت ظاهرة الفساد  والاحتراب هي المحصله الحتميه للجهود المبذوله التي اتسمت بالشحة والمحسوبيه والمنسوبيه.
سيادة رئيس الحكومه المحترم
ما من شك, انكم في ترؤسكم لحكومة العراق الجديده , شاء حظكم أن تستلموا  ركاما عراقيا  ثخينا  بثخن جراحات وآلام ومعاناة كل العراقيين من دون استثناء, نتمنى ان يكون  حسن طالعكم بداية تحسين حظ العراقيين وتطييب خواطر المنهكين  جراء ازمات ومعاناة لا تعد ولا تحصى, والتعاطي معها يحتاج  الى عقليه عراقيه منفتحه على الجميع  و مجرده من اية مساومة مبطنه  او مغازلة طائفيه كانت او دينيه او قوميه , فتلك كما عشنا مرها ومريرها و جنابكم عاشها عن كثب  , كانت واحده من القشات التي قصمت ظهر العراق والعراقيين  وادخلت الجميع في بحر من الامواج العاتيه المدمره , ليس من مخرج آمن لضحاياها وأسراها الا بتغيير توجيه دفة أشرع السفينه المهددة بغرقها وغرق الذين على متنها من دون استثناء لا قدر الله.
 لا أحدا فينا يدعي بان عملية الانقاذ هذه  يمكن اتمامها بعصى سحريه او مناجاة كلاميه  , لكن توافر الاراده الصادقه واعلان العمل بموجبها  امام الملأ , هي الكفيلة في اعادة بث الثقه بين العراقيين   وازاحة اشباح الخوف والتوجس من مخيلة الناس , في ذلك حتما سيكون ممكنا وفي اقل تقدير ان تهدئ النفوس قليلا كي تحافظ السفينه التائهه على توازنها  الى حين تتهيا فرصة سحبها وارسائها في شاطئ هادئ .
وهنا, كونكم يا دكتور حيدر المحترم, القائد المدني والعسكري للبلاد, من واجبنا كمواطنين عراقيين , تذكير سيادتكم بالكارثة المرعبه التي حلت بالكلدواشوريين السريان المسيحيين وهكذا الاخوه الايزديين والشبك, والكارثه كما يعلم سيادتكم ومن معكم , فهي ما زالت على اشدها بعد ان تم قلع هؤلاء العراقيين من اماكن سكناهم التاريخيه  على ايدي شذاذ الافاق من الدواعش ومن والاهم, فإن بلدات سهل نينوىسواء كانت سنجار او قرقوش وبرطله وكرمليس وتلكيف وباطنايا وباقوفه وتللسقف والشرفيه ما زالت خاويه الا من الاشباح يئمها الاشرار الداعشيون وعملاءهم  بين فينة واخرى بعد ان  تم نهبها وتدميرها علاوة على حالة البؤس التي يعيشها  أهلها المهجرين الذين يفترشون الشوارع والحدائق العامه ان كانوا في دهوك او اربيل (عينكاوه)  او السليمانيه وحتى  في بعض مدن العراق الاخرى في وسط وجنوب العراق والشتاء ببرده وامطاره وثلوجه لن يرحم المشردين .
لقد صرفت الحكومات السابقه من المليارات التي لم يتحقق لابناء هذه البلدات اية فائدة من دولاراتها  لا امنيا ولا اقتصاديا ولا خدميا لمدى اكثر من عقد من السنين , بل ما اكثر ان سمعنا وقرأنا عن حالات الفساد والسرقات التي تم التغطيه على مرتكبيها بسبب الاصطفافات الحزبيه والطائفيه , فظلت تلك القرى والبلدات مهمله  من ادنى مقومات البقاء  كأن تكون الضمانة الامنيه والحماية الكافيه لها من قبل اهاليها وما حصل كان خير شاهد على ما نقول , في ظرف اصبح كل قوي يحمي نفسه بتسليح نفسه حزبيا  في غياب الدور الحكومي المطلوب , ناهيك عن سلبية الآثار التي تركها تعليق قضية المناطق المتنازع عليها وصلاحية الماده 140 من  عدمها.
لذا فإن اهالي هذه البلدات المشردون يا سيادة رئيس الحكومه المحترم ,أنظارهم موجهة اليكم بالذات و الى جديتكم التي تشكرون على تكرار الافصاح عنها في اكثر من مناسبه, لكن المطلوب  هو عمل شئ  على الارض من اجل انقاذهم  من بؤس حالهم في العودة الى قراهم معززين مكرمين  ففي ذلك الدليل الحقيقي على مدى جديتكم في معالجة مشاكل مئات الالوف من  العراقيين واعادة فتح مدارسهم ودوائرهم  ومحلاتهم  , وبحسب علمي على سبيل المثال , فان بلدة القوش التي غاب عنها اهلها قليلا ثم عادوا اليها خلال ايام , لكنهم عادوا الى حالة من الصفر الملفته للنظر حيث لا دوائر خدميه ولا مسؤليات اداريه مدعومه ومنسوده من اية جهة رسميه حكوميه لا من  قبل بغداد ولا من قبل اربيل,,,,,
نكتفي بهذا القدر الذي هو بحجم الخطر المهدد لمئات الالوف  يا سيادة رئيس الحكومه , متمنين لكم وللعراقيين فرجا سريعا من هذه الازمات.

الوطن والشعب من وراء القصد
 
 

225
يــراع ٌمبتذل  بلا التزام  كمطبخ  بلا ملح و سكين


شوكت توسا
  من المؤسف له  أن قارءنا  القدير , في كل قراءة او متابعة  لواحدة من متعلقات شعبناالسياسية او الدينيه, يجد  نفسه وكأنه على موعد محتوم لمصادفة  تكرارذات الظاهره المقرفه  في شدة إسرافها اللامسؤول , إذ بات تكرارها بمثابة العاكس الدامغ  لحالة المغرور و كذب الادعاء بالانتماء الى المجموع  ان كان في سرائهم او ضرائهم  , فهو في إبتعاده عن أنسنة  قضيته  و تشبثه بعشوائية اسلوبه جعل نفسه  حبيسة حالة أفقدت ثقة الاخرين به  ولن يك من السهل عليه ايجاد مخرج  يستطيع من خلاله كسب ود القارئ  وتمرير ما يتيسر له من افكار.
 كمطلعين على معتقدنا الديني وبعض ٌ من ضوابطه واصول مذاهبه , نعلم شيئا عن ماهية مكانة رجل الدين الروحي , وقد سبق لي وفي اكثر من مشاركه مكتوبه لها علاقة بما نحن بصدده ,أن قلت بان رجل الدين لو اراد لنفسه الحصانه , فحصانته في مجتماعتنا التقاليديه مضمونة اجتماعيا ورسميا  كلما إحتفظ بجهده الروحي  في تأدية واجباته  الكنسيه وقنن ّ قدراته من اجل بث المحبة والتسامح   لان تلك  واحدة من الدعامات التي ترتكز عليها رسالة السيد المسيح , أما منح درجته الكهنوتيه حق ممارسة أدوارا من شأنها ان تبث الفرقة و الكراهية , فتلك حتما ستجرده من حصانته  ليهبط مستواه وتصبح حاله كحال اي ناشط عادي يتعرض للزلات والكذب وما عليه سوى ان يتقبل النقد والطعن باقواله  طبقا ً لما يراه الاخرون فيه من سلبيات, وهذا ما لايتمناه له على الاقل المؤمنون .
اليوم وشعبنا الكلدواشوري السرياني (المسيحي)  في العراق , قد ولج  نفقا مظلما و ازمة شائكهنتمنى الخروج منها باقل خسائر, اذ  يصعب وصفها وقراءة مدى خطورتها حاضرا ومستقبلا , لذا  فان اهلنا في العراق بأمــّس الحاجة الى صوت عاقل وليكن مصدره  منبر ديني او سياسي او اي محفل ثقافي او اعلامي  يبحث عن نجدة ومساعدة المنكوبين , وهل سأنطق كفرا لو قلت بان المنكوبين  من ابناء شعبنا هم في حال لم تعد تهمهم فيه  ثرثرة التسميات القوميه ولا ارهاصات مذهبيات المعتقد ؟ اذن علام وفي هكذا ظرف  كل هذا الاسراف في ملئ صفحات مواقعنا حول موضوعة هي اصلا موجوده كعقده مستديمه في كنيستنا منذ قرون ولم يستطع احدا معالجتها , اليس في الامر ما يبعث الغرابه عندما  تتوازى تصعيدات هذه الازمه الكنسيه مع تصاعد وتيرة ماساة ابناء شعبنا في العراق , شعبنا اليوم  بظرفه الحالي يستدعي وقفة مسؤوله ومشرفه من لدن رجالات ديننا اينما تواجدوا فهو يومهم كي يثبتوا موقفا يشرف معتقدهم  وهكذا سياسيينا ومثقفينا  لتوجيه جهودهم في تخفيف وطأة الكارثه ,لا أظن ان احدا سيختلف  معي على قدسية  ومسيحانية  الصوت العقلاني المدرك لما يتوجب عليه  قوله وفعله في مثل هذا الظرف التعيس , لكن الغريب والمخيب  هو ان شعبنا يموت في كل لحظه بينما  بعض  مسؤولينا الروحيين  و هكذا السياسيين منشغلون في اتفه الامور عيني عينك , كلٌ ووراءه ثلة أقلام , مع احترامي للذين يعون ما يقولون, ملّت منها حتى صفحات مواقعنا , انه لعمري أمر في غاية الاحباط والاستهجان , خاصة و كلنا او كلهم  قد اصابتنا التخمه من  تسويقات الكلام المدافع عن الدين والقوميه  , وحين نتفحص الطروحات تجد الابداع كل الابداع في تشتيت المتبقي  و الهاء القراء عن حقيقة معاناة اهلهم  وعن ماذا يتوجب  فعله أزاء مصير عشرات ألوف المهجرين من اهالي قرقوش وبرطله وكرمليس وتلكيف وباطنايا وباقوفه وتللسقف,,,,,؟ هل هذه هي المهمه الملقاة على حملة اليراع  ودعاة الايمان برسالة المسيح ؟ بإمكان ابسط انسان فينا ان يتساءل  يا ترى هل فعلا ظرفنا الحالي يتحمل مناقشة مسالة عزل او تشكيل ابرشيه لبطريركيه  هنا او هناك؟  أيعقل ان يتمخض  عن مثل هذا الجهد المبتذل  بناء الجسر الذي ستنقل عبره  المساعدات الى اهالينا الذين يفترشون الحدائق والشوارع في عينكاوه ودهوك واماكن اخرى مبعثره,,,,,!!!!!
أثناء قراءة كلام مبتذل كالذي نتحدث عنه وبألم ,مع ملاحظة ازدياد ملحوظ لمحبيه , تعود بنا الذاكره الى احداث وقعت في بلدتي العزيزه القوش لتحكي لنا كم هو شتان بين الثرى والثريا , حيث كان لصوت العقل وليس لغيره , دوره الحاسم في تخفيف وطأة الازمات التي كانت تداهم البلده , فمثلا في حادثة نيسان 1969, تعرضت البلده بعد نزعها من السلاح عدا من بنادق بعدد اصابع اليد الواحده , تعرضت الى هجمه مسلحه شرسه  كادت تغير واقع و تاريخ البلدة , كان للمرحوم المطران يوسف توماس( قس آنئذ), دورا قل مثيله , تصوروا كان يتجول في ازقة البلده يحث الناس على الصبر والصمود بوجه  مريدي السوء لالقوش بحجة طرد الشيوعيين منها , وعندما سهلت السلطات الحكوميه دخول تلك القوه المسلحه(بقيادة فاروق بك اليزيدي) , ارتفع صوت المرحوم المطران يوسف ليهز المشاعر ويثير الحماس بين الاهالي اذعلى اثرها  توجهت جموع الشيب والشبان والصبيان تتظاهر امام القشله وهي تطالب بخروج المسلحين من القوش, الى ان تفاجأ مدبروا المؤامره  بخبر وصول المرحوم ابو جوزيف  الى قمة جبل القوش  فدب الخوف والرعب في صفوفهم ثم عادوا يطلبون من المرحوم المطران يوسف تأمين سلامة طريقة خروجهم, فكان للاهالي ما ارادوه نتيجة تلاحم رجال الدين واهالي البلده بمختلف ميولهم ومواقفهم.
أما في عام 1973 _ 1974 , فما جرى في القوش يومها بسبب الصراعات السياسيه الحزبيه , كان تجسيدا حيا لتكاتف سواعد الاهالي  بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والطبقيه, حيث الكل شد عزمه على وجوب الدفاع عن بلدته وشرفه  وماله.
وهكذا حادثة استشهاد الالقوشيين الثلاثه اسطيفو قسطو والاخوين انور  وحبيب دكالي في عام 1993  على يد عصابة من دهوك قصدت جبل  القوش لسلب الماره ,  كانت  تلك الحادثه المؤسفه  دليلا دامغا على  اهمية  تكاتف الجميع بدء برجال الدين  ثم الوجهاء والمثقفين الذين هبوا هبة رجل  واحد لملاحقة المجرمين القتله الذين نالوا جزاءهم  العادل على ايدي ابناء القوش الغيارى.
 في الحقيقه لم يكن بودي إقحام التذكير بأحداث ومآسي مؤلمه عكست البرود والتجافي بين القوش وجيرانها, حيث لم  يكن العداء والتجافي يوما خيارا لبلدتنا التي  كانت  تختار التعايش السلمي والهادئ مع كافة جيرانها  , لكن تصرفات ربما فرديه و غير محسوبة  النتائج  كانت كافيه كما بدت كي تكون سببا فيما حصل , على اية حال, نتمنى و عسا لمثل هذه التجارب ان تكون بمثابة دروس وعبر يستفاد منها الجميع  , وها قد استشهدنا بها ليس من اجل اثارة الجرح انما تكرار ايصال رسالة اخويه ومخلصه  لكافة  المتكلمين  باسمنا, ان عليهم الحذر والتحسب في كل ما يسوقونه, احتراما لشعبنا وتخفيفا عن كاهله , وان لم نستطع فعل ذلك فما احلى السكوت حين يوصف بالذهب.

226
مدينة نينوى وبلدات سهلها , منكوبة ٌ بمسامير جحا الامريكي وحلفائه

شوكت توسا
 
 قبل إعلان صدام قادسيته في 1980 , كان بإمكان  الفائض المتراكم  في خزينة العراق البالغ 36 مليار دولار بناء  وتطوير ما لم يستطعه اي بلد في المنطقه  ,بنخوة يعربيه مهترئه ولاسباب لم تكن تتطلب قيام حربا ضروسا ,  أعلن صدام حربه على ايران معتقدا بان  الأمر سيحسم  بمجرد هجومين عسكرين او ثلاث  ليتم اركاع ايران التي كان قد تدهور وضعها بسقوط الشاه ومجيئ الملالي الى الحكم ,  لكنها استمرت  وباستمرارها أصيب العراقيون  ومحيطهم العربي  بصدمة كبيره أزاء سكوت العالم المريب لا بل تاجيجهم لها  وكأن  حربا كهذه كانت أمنية ينتظرها الكثيرون ,  حيث لم تفلح  مناشدات   محبي السلم لأمين الامم المتحده السيد دي كويلار  في ايقاف الحرب, وقد أكد  لي احد اقربائي في حينها نقلا عن السفير البلجيكي  (مسيو نسكنس) في العراق قوله: هذه الحرب حرب طويله .....
في هذا السياق ومن اذاعة مونت كارلو سمعت  حينها مقابلة مع محلل سياسي فرنسي غلبت على كلامه نبرة الاستخفاف بعقلية المستغربين من عدم ايقاف الحرب  وبالمتظاهرين تنديدا بالسكوت العالمي , بينما والكلام للمحلل السياسي الفرنسي, كان المئات من العمال الاوربيين يزغردون تاييدا لمثل هذه الحرب التي لا يمكن للمجتمع الدولي (الغربي خاصة) ايقاف اوارها لانها بمثابة الناعور الذي يسقي مزارعا أوشكت ان تيبس , قاصدا بذلك إنتشار البطاله واحتمال حصول ازمه اقتصاديه خانقه لا بد للمصانع الغربيه ( ومنها التسليحيه) ان تعمل لتوفر فرص عمل للعاطلين و اسواق تصريف منتوجها ناهيك عن الآمال السياسيه الاخرى التي بُنيت فيما بعدها .
كلام السفير البلجيكي وهكذا المحلل الفرنسي كان مزعجا ومؤلما للكثيرين لكنه كان في غاية الصراحه والوضوح , ومن يتعمق في تفاصيل ما جرى اثناء حرب العراق وايران , سوف يتأكد من صحة ذلك,حيث بدأ العراق وهكذا ايران يتوسلان ومن دون اشتراطات كي يتم تجهيزهما باحتياجاتهما العسكريه وهكذا المدنيه,بعد ان دارت مكائن المصانع  الامريكيه والدول الغربيه ومعهم الاتحاد السوفيتي من اجل تجهيزالبلدين بما يساعد في خلق توازن لمواصلة  الحرب واحماء وطيسها  خدمة لاهدافهم الاقتصاديه والسياسيه  لا مجال للخوض فيها, وهنا لابد ان اضيف مني ايضا شهادة اخرى , اذ اثناء خدمتي الاحتياط العسكريه , شاء الحظ( بفضل احد اصدقائي) ان يتم تنسيبي الى مديرية طيران الجيش/ قسم الترجمه, اذ كان للمديريه مئات التلاميذ الموفدين للتدريب في بريطانيا وفرنسا وايطاليا والاتحاد السوفيتي  وهو امر طبيعي كما يبدو , من ضمن واجباتي التي كنت اقوم بها هو معاونة ضابطين آخرين في ترجمة التقارير الوارده بخصوص  اولئك المتدربين الموفدين , في احد الايام وبسبب غياب ضابط تشريفات المديريه , تم تكليفي بالذهاب مع سائق مدير طيران الجيش الى فندق شيرالتون بعد ان تمت مهاتفة موظفة استعلامات الفندق التايلنديه (ميري) لتسليمي ثلاث ضباط خبراء أجانب بزي مدني وجلبهم الى المديريه, من لكنة انكليزيتهم بدا لي انهم امريكان ,وقد تأكد ذلك بعد قرابة اسبوع عندما بدأنا نرتب ونترجم قوائم بأسماء الضباط الفنيين والمراتب المزمع ارسالهم الى جزيرة ميامي للتدريب ثلاث اسابيع على  طرق ادامة  طائرات الهيليكوبتر هيوز 300 وهيوز 500 الامريكية الصنع التي تم التعاقد عليها  مع الخبراء الثلاثه شريطة عدم استخدامها للقتال, وبالفعل تم تشكيل سرب منها  ثم تحويرقسم منها كي تحمل كاميرات تصوير جوي و صواريخ , على اية حال ولاسباب امنيه وتقارير امنيه و حزبيه بعثيه لم يتمكن صديقي من مساعدتي في معالجتها , تم نقلي من المديريه فورا كجندي شغل في تنظيف شوارع احدى الوحدات العسكريه في التاجي,,,,, ولكي لا نخرج عن موضوعنا ,,,  يتذكر كلنا  كيف كان كلا البلدين المتحاربين يشتمان امريكا احدهما يصفها بالشيطان الاكبر والاخر بعدوة الشعوب 
 اليوم و سيناريو داعش لم يعد ما يخفي نواياه الا سذاجة عقلية المتطفلين على السياسه, إنه حلقة من مسلسل الخدع الأمريكيه التي إعتادت تمريرها على انظمة بلداننا الكارتونيه وشعوبها المسكينه,اذ ان مهمة عصابة داعش لا تفرق عن مهام أخواتها السابقات من قاعده وطالبان وجبهة النصره  كلها   تشكل مثابة العصا الضاربه لتحديث آليات الهيمنه الامريكيه وفرضها على المنطقه , داعش هذه وبحسب تقارير المتحالفين ضدها , يقال  , بل ثبت انها تمتلك من السلاح  بما يصعب القضاء عليها من قبل اي  نظام في المنطقه  او مقاومتها بمفرده , تنظيم عصاباتي أنتجته عوامل اجتمعت بين الاحتلال وظلم الحكام وفساد الساسه وغباءهم ,  فقد حظي بدعم  مالي( ســنّي اقليمي)  وبموافقه امريكيه  تحت ذريعة القضاء على نظام بشار اسد , وعندما وقفت  روسيا وايران عائقا ,لم تتوقف عملية تمويله وتسليحه وتدريبه فنيا على فنون الكر والفر  لتتوسع  مساحة  مهماته  فشملت العراق ايضا , مما يوحي استحالة معالجته كما تقول امريكا من دون إدخال جيوش المنطقه دورات تطويريه  تشرف عليها امريكا والمانيا وفرنسا وكندا  واسبانيا , والا فمصير مدن وانظمه هذه البلدان آيله للسقوط على ايدي  هذه العصابه الرامبويه  لا محال , وذلك ما يحصل اليوم بينما حكام بلداننا العربيه  في حيص بيص من أمرهم لا حول لهم ولا قوة الا القبول صاغرين بما تنصح به اميركا.
 لقد مر اكثر من اربعة اشهر على احتلال داعش للعديد  من البلدات العراقيه اكبرها مدينة نينوى , وناسنا  واهلنا  ومحبيهم يتساءلون مستغربين عن اسباب تأخر تحرير مدنهم كي يعود اهلها المشردون اليها , في حين تزداد الصدمه حين سماعنا تغريدات الخبراء الامريكان وحلفائهم بان تحرير الموصل على سبيل المثال يحتاج الى تدابير و وقت ,واحدهم يقول نحتاج ثلاث سنوات واخر يقول عشر سنوات , واخر يقول لابد من استقدام عشرين الف من المارينز من اجل تسريع القضاء على داعش , ويعود انساننا المسكين يتساءل ثانية ليقول : يا ترى هل فعلا امريكا التي أسقطت بقدراتها اكثر من نظام في غضون ايام بل في ساعات عاجزه الآن عن تصفية فلول داعش؟
 معروف عن دول الغرب المتقدم  وفي مقدمتهم اميركا الديمقراطيه , بأنها تمتلك طواقم اكاديميه متخصصه لدراسة الواقع  ولتضع دراسات مستقبليه تضمن لبلدانها احتياجاتها في كافة المجالات, طواقم  تكاد لا تربطها علاقة لا بالسياسه ولا بالعسكره , مهمتها  البحث والتخطيط  من اجل ضمان حياة  مستقره لانسانهم , وبحسب تقارير في هذا السياق , هناك تحذيرات لاحتمال  وقوع ازمات اقتصاديه كبيره يمكن تلافي نسبة كبيره منها في  إعادة الحياة الى سوق أصابها تقهقر خلال السنوات القليله الماضيه بعد ان تكدست اسلحتها المصنوعه  او مطلوب تحديث  طرق تصنيع اخرى جديده ومتطوره , لذا لابد من اسواق لتصريف هذه الاسلحه بين ثقيله ومتوسطه , مما يحتم خلق اوضاع مضطربه لاستحلاب ما يمكن من المليارات , وهنا يتذكر المتابع عبارة وزيرة الخارجيه الامريكيه السابقه كوداليزارايسو الفوضى الخلاقه , فلو عرفنا كم هي كلفة الطلعه الجويه الواحده  التي تنفذها  مقاتله جوية امريكيه او فرنسيه او بلجيكيه لضرب قواعد داعش  لمدة ساعه واحده , فهي لا تقل في معدلاتها الدنيا عن نصف مليون دولار لكل طلعه , لذا عندما يغرد الرئيس الامريكي او الفرنسي قائلا بان داعش تنظيم خطير يهدد الكل  , و القضاء عليه لن يتم في شهر او شهرين من العمل العسكري, على الخليجي والعراقي ان يفهم ماذا يعني ذلك, وما شكوة السيد مسعود برزاني حول عدم فاعلية السلاح الذي ارسلته له المانيا  الا دليل على ان الالمان لم يتوهموا بل تعمدوا في ارسال البضاعه المتكدسه وهي حتما ارخص , لكننا سنتوسلهم بارسال سلاح متطور وليكن السعر مهما يكن لان خطر داعش يهدد العروش والمشاريع  ثم سندفع لهم الفواتير من دون سين جيم, وقد اعلنت اميركا لاول فاتوراتها قبل اسبوع حيث طالبت العراق بمليار دولار لقاء بعض ما قامت به من غارات  تحوم حول دقتها واهميتها الكثير من الشكوك ,,,, ودول الخليج في كل الاحوال لن تكون فواتيرها اقل  بل اضعاف ما سيدفعه العراق خاصة قطر والسعوديه والامارات اللواتي شاركن في دعم وتمويل داعش برضا واشراف امريكي منذ  اندلاع احداث سوريا ومشروع اسقاط بشار الذي افشلته روسيا وايران كما اسلفنا  .
 بالتاكيد يحزننا ويؤسفنا ان نقول بانه مهما  علا صوت ابينا البطريرك ساكو الموقر وهكذا اصوات الاحزاب و المنظمات الانسانيه مطالبة بتحرير المدن والبلدات العراقيه ومنها بلدات سهل نينوى كي يعود اليها اهلها المشردون,  فان تحقيق ذلك لن يكون مثلما يتمناه بطريركنا الجليل  وسوف لن تتحرر بهذه السهوله ولا نود التشاؤم اكثر في القول  بان ما سيحصل  واتمنى ان اكون مخطئا, هو فصل قرى ومدن عن امهاتها التاريخيه  وربطها بأخرى واستحداث اخرى وكل ذلك سيحصل ضمن مفهوم الفوضى الخلاقه وهو يحتاج وقت وتسليح واعمال عسكريه متنوعه  تحت رايات داعش السوداء , والقوات الغربيه  ستبقى تضرب هنا وهناك  و حكوماتنا الفاشله  المتعاقبه  ستظل تطالب طائرات الغرب وربما جيوشها من اجل حل المشاكل التي  سوف لن تتحقق الا  في  تقسيم العراق الى اقاليم و مدن  و حضائر  ستدفع من نفطاتها وغازها تكاليف حل مشاكلها  رغما عنها .
كان الله في عون شعبنا العراقي خاصة منهم المنكوبين المشردين  خارج بيوتهم,,,,,,,,
الوطن المضطرب والشعب المنكوب وراء القصد


227
داعـــــــش تتمـــدد والآمال تتــــبدد  كــَ حلم طفل في مَهْـدْ غدا كابوسا في لـَحْــدْ
شوكت توسا
من هي داعـــــش ؟
 مجريات ما قبل حزيران 2014  بأعوام , تدلنا الى دواعي سطوع نجم داعش أبو بكر البغدادي ( الدوله الإسلاميه في العراق وسوريه)  , واحده من خدع السياسه ا وابخس مخلفات قاعدة بن لادن التي خف ذكرها إعلاميا بعد ان أدت ما انيط اليها في أكثر من مكان لتحل داعش محلها  في الميديا الغربيه وأكذوبة إنشاء دولة خلافه اسلاميه ,  اذ هي الأخرى سرعان ما سينكشف امرها رغم كثرة التفسيرات والتحليلات حول اصولها وتمويلها واهدافها التي اضاعت على الكثيرين هويتها الحقيقيه , المهم ان هذه المنظمه ترتكب شتى انواع جرائم الرعب دون ان تستثني المسلم من غير المسلم  وكأن دينا جديدا تم برمجة رأس قائده وافراده  في مهمه مركبه (قتاليه وسياسيه برداء مذهبي) لإتمام ما تعثرعلى الطائفيين انجازه من قتل وتهجير ونهب الحلال وغرس الأحقاد والكراهيات بين أبناء الشعب العراقي, في النهايه يصبح خيار العزل والتقسيم فرضا واقعا لا مفر منه .
ليس مطلوب منا هنا اهدار وقتنا في دحظ او تأكيد اسلامية  القاعده او داعش او رفيقتها الجديده المسماة خراسان مادام الجزء الأهم من حلحلة مصيبتنا ككلدواشورين سريان  يكمن في داخلنا قبل إلهاء انفسنا بتقييم الاسلام او تأييد آلوهية نبوة دون غيرها أو فرض او رفض قدسية نص ديني معين حتى وإن أوتينا بما يميزدينا عن آخر, خاصة ونحن  نعيش عصرا إجتازت فيه الأمم المتحضره مرحلة التعويل على تخويل الدين والمذهب لإدارة شؤون الدوله والشعب كما كان في الماضي , فالغرب المعرّف بالمسيحي على سبيل المثال خلاف ما كان سائدا فيه قرونا سبقت نهضاته الفكريه والصناعيه  , لم يعد يعر اية أهميه  لمثالية نموذج اليوتوبيا المسيحيه ( المدينه الفاضله) التي كان بابا روما  يريدها امتدادا لهيبة المدينه الالهيه وفلسفتها المحكى عنها في الكتب,على اعتباره وكيلالمار بطرس على الارض  فهو اذن موكل من قبل المسيح إبن الله بالتالي جمع تحت كرسيه سلطة الدين والدنيا  معا ً مستمدا صلاحياته من حاكم  المدينه الالهيه  في السماء الذي يمنح له حق التسلطن على سذاجة العقلية المتلقيه.
نعم  نحن  في عصر بلغ فيه رقي العلوم والفلسفه درجات تحرج الانسان وتضعه على المحك  لو بالغ في زيغه عن المنطق ومستحقاته الماديه , اذ لم يعد نضوج العقل الساعي لفكرة خدمة الإنسان يمتلك أية حيله مختبريه مقنعه أو حجة إنسانيه ذكيه لفرض فوقية دينه او للدفاع عن قدسية نص دون غيره, إلا اللهم أؤلئك الذين يجدون في تأجيج هذا التمايز وسيلة لتحقيق مصالح تتنافى والنصوص الانسانيه التي نصت عليها كتبهم المقدسه ذاتها ,فبعد ان أمعن ورثة سلطان هذه الكتب المقدسه في استخدام وتفسير النص بما يخدم  مواقعهم و فرض نفوذهم  ,بات نص التوراة اليهودي على سبيل المثال من اقدس المقدسات وهي حالة تتطلب التوقف عندها , فهو رغم خرافية أساطيره , الا ان غلاة الدين وساسة القوم إعتمدوها ليصنعوا منها وبدهائهم دستورا لأجنده أغرقت العالم بالحروب والدماء,والحال هذا لا يستثنى فيه كتاب القرآن الذي يضم هو الآخر نصوصا استخدمها  الداعشي و من قبله القاعدي وبتوجيه من اسيادهم اللامسلمين في تحليل قتل المسلم لأخيه المسلم , إذن هذه الموصوفة بالكتب الإلهيه المقدسه ربما أدت في وقتها معروفا ما للبشريه المتخلفه لكنها في ذات الوقت شرعنت توريثا روحيا يتنافى ودعائم ديمقراطيات العصر ,  لتتم بواسطته عمليةغسل أدمغة العامه للتحكم  في مصائرهم الدنيويه , هكذا و بمرور الزمن  وتفاقم صراعات المعتقدين( باديانهم ومذاهبهم) , ثبت إخفاقهم وكتبهم السماويه  في تحقيق حلم  يجمع البشرعلى فكرة تقديس الإنسان  وقيمته بمعزل عن معتقده والكتاب الذي يقدسه , لابل  نجحت  في زرع الفتن والكراهيات بين شعوب الأرض وكأن في الكون آلهة ٌ بعدد الأديان والأنبياء كل اله ينادي  بما يحلل اضطهاد وقمع الآخربعد تحريمه  , وهنا يتبادر الى الذهن  تساؤلا عفويا  يا ترى  عن اي متهم سنبحث واي إله نعاتب او دين نلوم كي نلقي عليه لائمة معاناة ضحاياهم  والى اي محكمه يجب تقديم هؤلاء الذين أساؤا استخدام المقدس؟؟.
مالذي يدور اليوم في العراق؟
 إن الذي حل بالعراق وابنائه التاريخيين, يحدث  تحت راية النص الديني القرآني المقدس,لكن ليكن معلوما كما اشرنا  ان الراسم لهذا المخطط الكيدي ليس مسلما , وهنا جدير بنا ان نتذكر بان كوارث مشابهه  سبق و حلت بمسيحيي العراق  تحت إشراف بعثات تبشيريه  قدمت من الغرب بعد تسييسها وتلبيسها رداء الانجيل والمسيحية  لنشر مذهب الكثلكه , ففرقت أعرق شعب ومزقته إربا بعد ان اشرفت على ذبح مئات الالوف من الكلدواشوريين السريان والأرمن المسيحين , ومسلسل الاباده هذا ما زال على قدم وساق وتحت اشرافهم ايضا , اذن يا ترى هل خرج  نفرٌ من هذا الثلاثي  الديني في محصلة ما قام به رجالاته عن تكرار عين الجرم اللا انساني البغيض ؟ .
مذ بدأت ماكنة الإعلام الامريكيه  تروّج لكذبة تحرير العراق و تحشيد حلفاءها على اثر اشاره الهيه اوحى بها الرب لبوش الابن كما صرح جنابه, كـُنا والكثيرون نستغرب اوهام البعض من أهلنا  المرتجين خيرا من أكاذيب السياسه الامريكيه وزيف مسيحيتها , إذ بعد 11 عاما على سقوط الديكتاتور والنكبات تتوالى مخلــّفة الدمار والذبح والتهجيربحق العراقيين, ونحن اذ نتحدث عن الأصلاء منهم , فقد نالهم من الظلم والهتك والذبح والتهجيربما يندى له جبين الانسانيه وما زالوا يذوقون الأمرّين  في مسلسل ماساوي خبيث  نُسجت خيوطه دوليا ببوليسيه ومخابراتيه معقده  وماهره  كان العامل الديني غطاءها معتمدة ٌ على المزيد من الجرائم والإنتهاكات أتونا  لها .
  عوده الى عنوان مقالنا , لكن قبل ذلك , دعونا نستذكر المثل القائل ( المايعرف تدابيرو حنطتو تاكل شعيرو) ,مثل ٌ يـُضرب كما الحكم والأمثال الأخرى ,كل ٌّله مناسبته ومغزاه, ومغزى إستذكارنا إياه فرضته كارثه تاريخيه أشبعت ابناء شعبنا ضربا وهتكا وتنكيلا جراء خبث مخططيها ومنفذيها  الذين اتضح  مدى مكرهم السياسي محليا واقليميا ودوليا, انها كارثه بكل ما تعنيه الكلمه, هزت الأغراب قبل الاصدقاء والأحباب  لكنها لم تهز العقليه المنزويه مع شديد الأسف,تلك العقليه(الدرناويه) التي ترى في آلام شعبها مرتعا  للمزيد من التكابرعلى جروح المساكين , وقد بدا ذلك جليا في العديد من تصريحات ومخاطبات احزابنا وكتابات أصحاب الأقلام اللامسؤوله  من القله الجالسين  في هوادج  ترفهم , إذ كما عودونا لم يروا في حرية ابداء الراي الا فسحة لنفذ ما تختزنه عقولهم من ضغينه تجاه ابناء جلدتهم , ضاربين  في ذلك عرض الحائط  ما يتوجب عليهم أزاء تعاسة الظروف التي يمر بها اهلنا .
 إن ّواقعنا المرير يشهدبما لا يقبل الشك,  بأن الدور المعقود على ساستنا ومثقفينا في تطوير وضعنا السياسي ومعالجة ازمات ما  بعد فوضى الغزو الامريكي  لم يرتق دورهم  في افضل حالاته درجات المسؤوليه الانسانيه  بعد أن نحى خط بيان نشاطاتهم طيلة ال 11 عاما  منحىً  تنازليا نحو العروض الشكليه البائسه و الإنفعالات الهوجاء حتى في الأوضاع الطبيعيه, كيف اذن  سنطالبهم  بمواجهة  أزمه كالتي عصفت بشعبنا مؤخرا؟ الشواهد على اخفاقات مطلقي الكلام العبثي  ليست بقليله , اما القضيه التي صدعوا بها رؤوسنا , فقد تراكمت طبقات الغبار فوقها في الرفوف , و لم يعد او بالأحرى لم يكن  للجهد الفكري الملتزم اي دور في مزاعمهم سوى سعيهم الى الشهره عن طريق الاكثار من الطعن باهلهم ثم تغطية الأخطاء بالثرثره والكلام الفارغ, وهم يدركون  حقيقة ان اشتداد الازمه  يتطلب سلوكا مسؤولا تسقط امامه الاعتبارات الخلافيه  سياسيه كانت او شخصيه ,لكن الحاصل المؤسف له هو ايغالهم في الابتزاز والطعن تشفيا ً او بحثا عن مكسب تافه او منصب يتيم , كل يحاول تجييرأحقيته لنفسه وصوت أنين شعبنا وصل سابع سماء في احلك أزمه لم نتعلم شيئا من سابقاتها , لذلك نقول وبألم بأن القضيه في هكذا أذهان ظلت لعبة تسليه او حاجة للتبضع بها الى حين اندثارها .
 لو تحدثنا اكثرعما هومطلوب من مثقفنا تقديمه  في ظرف كالذي يمر به اهلنا  , شخصيا أكاد اجزم ليس دفاعا عن أحد , بأن إنفراد  بعض ساستنا وفرط عقد التزامهم  كان احد اسبابه  إصرار بعض دعاة الثقافه والسياسه على انهم هم الصح ومعارضيهم مخطئين ولا مكان لاية مساحه رماديه  من اجل التقريب والتواصل , لكننا كوننا ما فتئنا نســّلم بجدلية  ان الشعوب تتعايش وتنهض على اركان تنوع الأفكار بين متعارضه ومنسجمه, لذا القول بان ان كل من ادعى الثقافة لنفسه هو على صح دائما هو إدعاء باطل وجهالة مفرطه, اشدد ثانية إن كنا صادقين في زعمنا  بأن التنوع والاختلاف في الأفكار هو بمثابة المحرك الديناميكي للمجمتع  وهو في نفس الوقت إغناء  لمخزونه الفكري في مواجهة الأزمات وادارتها,ففي اقرارنا هذا  توبيخ  لمن يفرض  نفسه على غيره مثقفا لمجرد انه يقرأ بنهم ويكتب بغزاره  وهي لعمري حجه واهيه لا ترجح صحة إدعاءه ولا تشفع شتائمه واتهاماته  ما لم يرينا  ثمار معرفته وحسن التزامه بآداب الحوار.
قبل ان نختتم كلامنا ,عوده أخيره  الى الذين لم يحسنوا تدبير امرهم قبل وقوع كارثة الذبح والاغتصاب وتهجير مئات الالوف حيث اكلت حنطتنا شعيرنا , والمقصودون في كلامنا هم الذين تكلموا وخطبوا وصللوا وكتبوا وأقسموا وانتقدوا وقادوا وعارضوا وانشقوا وانتخبوا ورشحوا وعقدوا المؤتمرات, كل ذلك  بإسم شعبنا لكن العشا ما زال خباز, اين الخلل اذن؟
  لم يعد من مجال للمخادعه والتضليل  في ترتيش المشوّه و تجميله بالاستثناءات الا بما ندر ,فقد ساهم أغلبنا بدرجات متفاوته في ملئ كأس المراره الذي يتجرعه ابناء شعبنا ,ولو اردنا تحميل ساستنا قدرا من مسؤولية ذلك,  بالتأكيد سنحملهم كما حملناهم  وزرهم فيما يحصل بعد ان فاقت شهواتهم ورغباتهم ونزاعاتهم حدودها المعقوله و قد بدا تلكؤهم واضحا سواء إجتمعوا  تحت ما أسموه  بتجمع التنظيمات  او منفردين , كان فشلهم بائنا دائما حتى في تمرير فكرة تشكيل عسكري شكلي  متواضع للدفاع عن قرية  اوطمأنة اهلها , نعم لقد قمعت الشهوه  قدرتهم على  التحسب لمثل  هذه الايام العصيبه وهي بالمناسبه كانت متوقعه في اية لحظه ,وما اكثر ما كنا ننبه بان عمق اليّم لا يمكن ان تحزره وانت في رحلة عبور البحر سباحة ً  عليك التهيؤ مسبقا لخوض عبابه بكل ما تستلزمه حماية الالاف الذين برفقتك و ذمتك , غياب هذا التفكير والحساب كان مع الاسف  جليا  في معظم ما كنا نسمعه عن غالبية ساستنا وما نقرأه عن بعض مثقفينا  بعد ان اغرقتهم قشور التسميات وافضليات المذاهب فأنستهم حقيقة واجبات السياسي والمثقف المنتمي. 
الـــــــوطن المعذب والشــعب المنكـــــوب وراء القصد

 


228
انتخابات 2014 ....... تبريرات  باهته  و ملامح مستقبل غير مــُطـَمـْـئِنه

شوكت توســـا
 نستهل مقالنا والانتخابات قد أعلنت نتائجها , بتهنئة كل من فاز بأصوات مؤيديه النظيفه, كما نقدرمن تقبـّل بروح رياضيه صريحه خسارته لاسباب تحتاج  مقالا خاصا لشرح تفاصيلها .
 ثم لنبدأ حديثنا بالقول بانه ليس كل مكثارفي الكلام يؤاخذ على ثرثرته ,إنما يُعاب حينما يهذر هاذيا ومتحزما بمنطق المتقلب والمتلون, فيرى أن مديحه لفلان في عشية المساء لن يجديه نفعا ما لم يعود ويشتمه على مائدة الفطورمع عـلا ّن في الصباح .
  أثناء حملة الانتخابات الأخيره, قادني فضولي الى جولة تصفحيه في غوغل,حظيت خلالها بقراءة تقريرلإختصاصيين اميركان وبريطانيين في علم النفس والاعصاب, حيث بعد كشفهم  لدلالات عضويه ونفسيه  تربط  اتخاذ القرار بما يجري في خلايا الدماغ لحظتها, توصلوا الى ان السياسة كعلم هي واحده من أكثر مجالات الفكر الانساني تعقيدا, فقد استخدم العالم دارين شرايبيراشعه خاصه لمراقبة عمل خلايا المخ لحظة إتخاذ القرار, ليكتشف أن هنالك تباينا بين نشاط دماغ لعضو في حزب محافظ وبين آخرفي حزب ليبرالي,.بينما العالم ر.مونتيغو, يقول بانه اثناء احتكاكه بالساسه والتحدث عن قرب مع ليبرالييهم ومحافظيهم,سخر منهم وتركهم غاضبا واصفا كلامهم بالتافه والساذج, لكنه تراجع بعد ان إطلع على بيانات زميله جون تشيشوليم حول دور الساسه في مسيرة حياة الشعوب ,فتغيرت نظرته الساخره ليبدأ بتغيير لهجته الى ما هو اكثر جدية بعد ان  خف غضبه.
  لأننا نعيش فسحة انترنيتيه جعلت المعلومه في متناول الجميع, لم أسرد موجزالتقرير اعلاه للتباهي والاستعراض بقدرماوددت ان اوضح  باننا لسنا نحن العامة من يقولها, انما بحوث العلماء تؤكد بان سلوكيات محترفي السياسه وهواتها بمختلف مرتباتهم و طرائق تفكيرهم لها علاقه بصنف العقليه وحجم تأثرها بالبيئه التي نمت فيها ,على هذا الاساس يُرسَم الهدف,اما صعوبة وسهولة تحقيقه , فذلك يقرره عدد خلايا الدماغ المستخدمه والذي تتفاوت نسبته من شخص لآخر,في حين نحن (عن نفسي ومن هم مثلي) الفصيل الأكثر شيوعا نبدو وكأن بيئتنا قد قولبت عقليتنا على قالب إرتضيناه وارتضينا بما تنتجه نسبة إستخدامنا المتدنيه من هذه الخلايا, لكننا رغم ذلك نواسي انفسنا بالقول بان هذه النسبه تكفي للتعبيرعن رأينا فيما يدوركأن تكون الإنتخابات العراقيه الاخيره  .
الآن والانتخابات قد وضعت اوزارها بعد ان بذل المتنافسون جهودا كلّ وإمكانيته في حصد اصوات اكثر في بلد مقسـّم الإراده بين قومي ّ وديني ومذهبي والقليل من الوطني , واقع ٌينبئنا بان القائمين على ادارة الانتخابات هم نفسهم الذين بعد أن قســّموا الشعب قوميا ودينيا ومذهبيا تيقنوا  بان شعبهم المخدوع هذا لن ينظر سوى بالعين العوره الى عملية التزويرما دام فيها ما يسد رمق أفواهه المفتوحه باتجاه رضّاعة الطائفه والقوميه,اذن العراقي يتلكأ مرة أخرى  وعمر التغيير داخل في عامه الثاني عشر  .
 نعمــ ,شهدنا ما شهدناه من دعايات بين طرح برامج متشابهه وكأنها مستنسخه  لكن إطلاق الوعود جاء مـُعززا ً بسرد سسيرالمرشحين الذاتيه وتحصيلاتهم الدراسيه ونضالاتهم ,تلك تعتبر بديهيات طبيعيه , لكن المخيب وقد سبق وشهدناه في دورات سابقه, شهدناه اليوم مرة أخرى بحجم اكبر وببهلوانيه اذكى عوّدنا جشع الكبارالمتنفذون على ممارستها ,تلك فعلا مبعث خيبة ويأس حين تمارس باسم الديمقراطيه لتتجاوزحدود المعقول والاخلاق,إذ لمجرد استحواذ جهه دون اخرى على قدرات ماليه وتنفيذيه يمنحوا لانفسهم حق سلب حرية تعبيرالمكونات الصغيره في غياب نص قانوني صريح يردعها ويحاسبها مثال حالة الاختراق المتكرره للكوته المسماة بالمسيحيه , فقد كانت عملية إختراقها (ديمقراطيا!)عيني عينك دون حاجه الى اعادة فرز اوعد الأصوات او تبريرات باهته ,يكفي ما تفضل بإعلانه الاستاذ خسرو كوران أحد قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني في تصريحه المنشورعلى صفحة موقع عينكاوه بعد ظهور النتائج  مباشرة متباهيا بان مقعدي المجلس الشعبي من مقاعد كوتة المسيحيين محسوبان على ملاك الموالين لحزبه اضافة الى مقعد آخر باسم الشبك , هل من صراحه أبلغ من صراحة الاستاذ خسرو؟ علام اذن يجهد الاخوه في المجلس الشعبي انفسهم بتسويق التفاسير الناعمه لتخفيف صدمة الفضيحه بتكذيب  ناشر الخبر(موقع عينكاوه) , شخصيا أرى ان محاولات التبرير هي الاخرى تدخل ضمن بهلوانيات الانتخابات لكن ليس بالشكل الذكي ,  إذ كان حـَريٌ بالاخوه في المجلس الإعتراض على مصدرالتصريح اولا اومطالبته بتوضيح مقصده لان تفسيره كيفما يتم فهو يعني الكثير.
 لقد تأكد مبدئيا  حصول التلاعب من خلال تعدد ألوان شكاوى المراقبين والمرشحين الموزعه ما بين خضراء عفويه خفيفه /صفراء غبيه متأرجحه /حمراء ذكيه خطره بدليل ما جاء على لسان المفوضيه المستقله للانتخابات حين أعلنت بان تعداد الشكاوى الحمراء كان بالمئات اي  ان التحقيق بها يتطلب وقتا طويلا , فلم يتم الاعلان عن تفاصيل فعلها وفاعليها ولاعن طريقة معالجاتها , اي احتمال تمريرها اوتلافيها وارد بشكل ذكي  ومقنن ,المهم تم الإعلان اخيرا عن  أسماء الفائزين واعداد المقاعد التي حاز عليها الفائز.
  عندما تتسيّدالعقليه القوميه والدينيه المذهبيه حتى في تطرفها ,فهي تغازلنا بالديمقراطيه نعم ! لكنها لا تتعامل بها ولا حتى بحواشي هوامشها لانها مكلفه, بل تتصرف بتعالي وبصفة الوصي على الذي دونها عددا وقوة ومالا,فعندما تدرك صعوبة استحواذها على ما لا يحق لها ديمقراطيا واخلاقيا  إستحواذه,بالتأكيد ستلجأ الى تشغيل المال السياسي في توكيل عناصرمناسبه سمها ما شئت لتساعدها في بسط نفوذها وسلطتها  وليس بسط العدالة والمساواة  في غياب اي رادع قانوني كما حصل  ولاكثر من مره في حال الكوته  .
   إن حصول اختراقات كالمشارالى احدها اعلاه, أمرمرفوض في كل المقاييس لكنه متوقع كما قلنا في ظل نظام حكم  طائفي وقومي,ولكن هل يجوزاعتبار ذلك سببا وحيدا في تراجع او فشل البعض من مرشحي الكوته ام هناك ما يستوجب قوله,لمن يريد الاستفاده في القادم من الايام عليه مواجهة جوهر أسباب تراجعه و فشله الذاتيه و الداخليه  بكل صراحه , يا ترى هل بسبب قصور فهمه للاشياء جاء فشله,ام بانتهازية مسعاه للوصول , لقد سبق على سبيل المثال ولمح أحد الاخوه المرشحين في وقت سبق الانتخابات باشهر قليله ومن على هذا المنبر,قائلا بانه سيفاجئ ابناء قوميته الكلدان بقنبله تسوناميه تهزالارض تحت اقدام اعداء أمته حسب تعبيره, وإذا بقنبلة الاخ القومي تتفرقع  بين أرجله حال ظهوراسمه مرشحا في احدى قوائم الكوته المسيحيه التي لم يعترف بها اصلا ,والأنكى من ذلك رشح نفسه في قائمه بابليون المموله والمداره من قبل جهه اسلاميه , ثم يخرج علينا اليوم بعد فشله ناقدا الانتخابات برمتها ومستخفا  بالكوته ,لا افهم كيف يراد منا تصديق انتقادات الاخ السابق منها كي نثق باللاحقه وقد نسي ان بدايات إخفاقاته كانت مذ تجاهل نصائح الاخرين له بوجوب معرفة قدراته وسبك خطابه على اساسها كي يستطيع تمييز الصح من الخطأ ومن ثم  لم لا , ليرشح نفسه للانتخبات حينها يكون دعمه واجب علينا.
ختاما نقول, كل منا حكى مما إحتوته جعبته  قبل الانتخابات , بين ناقد وناصح , وبين مطالب  بالتصحيح  ومناور متمرد , وبين حالم ٍ وصاحٍ ٍ, والان نقول ان كلنا يفهم ماذا تعنيه مقولة عند الامتحان يكرم المرء او يهان , مقولة ٌمأثوره لم تــُقل من فراغ , بل قيلت لمن يجازف مدعيا ً تحمل ما لا طاقة له من مسؤولية التنافس او التمثيل المقعدي البرلماني , ولكي يجتاز الامتحان عليه سهر الليالي مواظبا للتهيئه لخوضه بجهده ونزاهة ايمانه , أو بامكانه ايضا ان يبني آماله على قصاصة غش صغيره تمرر له كي يختلس منها ما يسعفه . لذلك يقال بان الانتخابات هي  بحد ذاتها إختبارا نوعيا لأكثر من ممتحن  فهي فحص  حقيقي لما تذاكره وتعلمه(المرشح والناخب) في الكورس الذي استغرقه اربع سنوات, يا ترى هل تعلــّم ممن حواليه,هل سيزيد من نسبة استخدامه لخلايا دماغه كي يطورطريقة تفكيره و سلوكه ليتأهل لإجتياز الإمتحان المقبل؟؟. الإجابه داخل اقفاص الجماجم .
الوطن والشعب من وراء القصد



229
الدرناويون  إخــوان  الشياطيــــن  فاجتنبوهم 

شوكت توسا
الخيانة او النكايه كظاهره سلبيه صغرت أم كبرت فهي نكران وتنصل لو أتانا من غريب علينا الإتعاظ  والتعلم لماهوآتٍ , وإن أتتنا من صديق اوقريب ففيها ما يجعلنا نتألم وبصمت اذ لا جدوى من السؤال عن السبب ففيها الجواب الواضح بأكمله .
  كقراء,لابد وقد قرأ أغلبنا نُبذا ًعن تاريخ الأوطان وأخبار شعوبها, فتصادفنا رفوفا تزهو ببهاء   مواقف الزهاد تخليدا لأسمائهم وأفكارهم ,كما تصادفنا مكبات خلفيه للعَزلِِ تـُرمى فيها النفايات (قمامه) أجللكم الله بعد لفظ المجتمعات والتاريخ لها كحال الجندي الذي سنختصر قصته ادناه.
 من إسم هذا الجندي الفرنسي المدعوJoseph Darnui   إشتق أحدهم مصطلح الدرناويه كدلالة للخيانه والتنصل, فقد ذاع سيط هذا الجندي في باريس أبان إحتلال القوات النازيه للمدينه في الحرب الكونيه الثانيه 1939_1945, بعد ان شاع عنه بذخ سهراته الليليه الماجنه برفقة ضباط ومراتب الجنود النازيين الغزاة لتمضية ساعات لهوهم في العربده والاعتداءعلى اهالي باريس وأغتصاب بناتها ,من شدة إفراط هذا الضال في موبقاته وانتهاك سمعة أهله, بدا وكأنه  منتصرا حين  أطلق عنان هوايته البخسه متمنيا بقاء الغزاة والى الابد كي تصبح باريس مرتعا مباحا لمجونه ولمن على شاكلته ,جدير بنا هنا التذكير بمقولة هتلر في معرض رده على سؤال احدهم له: من هم أحقر الناس في حياتك؟ رد هتلر قائلا " أحقرهم هم اولئك الذين ساعدوني على احتلال اوطانهم وعبثوا بمقدرات أهاليهم". كان جوزيف دارنوي قد بنى امنيته الماجنه هذه على استسلام ابناء مدينته ورضوخهم لقدرالاحتلال و براثن الغزاة , لكن آماله المريضه تلك خابت اذ سرعان ما انتكست هامته لتلامس اقدام حرائرباريس بعد تحرير المدينه وطرد النازيين تاركين وراءهم الأرذال الذين تاجروا بمقدرات شعبهم اثناء محنته, فأصبح  قدرجوزيف مثالا للرذيله التي ألحقته بقافلة الخونه المحكوم عليهم بالإعدام,إذ بعد نيل قصاصه ضُم إسمه الى قائمة القمامه الخلفيه للتاريخ  .
  شعبنا العراقي المنكوب بدوامة لها بدايه دون نهايه معلومه ,هو الآخر يكابد هول احداث وأزمات جلبها المحتلون ومن معهم ليستغلها المنتفعون والانتهازيون,قد تختلف بشاعة فعائلهم و تأثيرات جوانبها المعنويه عن تلك التي اقترفها جوزيف  لكنها في محصلة عنجهية فاعليها تذكـّرنا بمن استباح الغالي والنفيس في مدينته الجميله باريس من اجل تحقيق احلامه المريضه .
بلدٌ كالعراق بات قاب قوسين اوادنى من خربة موحشه يعبث فيها درناويون من نحل وملل شتى , علما ًان في البلد مقومات للرفاه والتقدم يُسيـل لها لعاب اسياد العالم وسماسرتهم,لذا أصبحت هذه البقعه رقما مهما في تنافسات العقليه الرأسماليه للسيطره على منابع موارد الطاقه والتحكم في تسويقها اذ بدونها لا تكتمل عناصرفرض سياسة الامرالواقع,من اجل ذلك يجتمع اسياد العالم (masters of the world )كل عام لتدارس منجزات حربهم البارده وتغييرما يستوجب تغييره في سياساتهم  طبقا لما يستجد ثم اسناده بقوانين وتشريعات دوليه يتم تثبيتها لشرعنة إستلاب ملكية الآخرين (المغفلين) بدهاء وهذا بعينه الحاصل في العراق عيني عينك  تحت طائلة خدع مسميات الديمقراطيه والتعدديه وحقوق الانسان وحق تقرير المصيربعد ان كان كرسي الديكتاتور لعقود من الزمن ينعم بحماية هؤلاء الاسياد جزاء ما قدمه كرسي الطاغيه من خدمات جليله لمصالحهم,إذن تبّني المصطلحات الناعمه في عملية تغيير الانظمه والاستعانه على سبيل المثال بحكاية ممارسة الانتخابات انما هي خدعه واضحه خاصة وحديثنا عن العراق الحالي بدستوره الملئ بالألغام  وبطريقة تشكيل الكتل والقوائم (الدينيه والقوميه ) فهي خير أدلة على قصورعقول الاولياء وزيف شعارات تجلت في شخابيط هيئات المساءله والاجتثاث الباهته واخرى  مثلها موسومة بالنزاهه  زورا ناهيك عن مفوضية الانتخابات (اللامستقله) وقوانينها الفلجاء التي من اجل اطالة امد الفوضى تعمد المستفادون في عدم ادراج قانون لضبط اصول الدعايه الانتخابيه وتحريم استخدام المال العام  للكسب الانتخابي, مما أدى الى إنتعاش سوق شراء الذمم وتزايد الدرناويين ليصبح الكلام عن الكوته وديمقراطيتها كبقية  المنجزات مجرد معروضات في المزاد يحظى بها مالك مفتاح بيت المال,هذه العيوب واخرى كثيره مسكوت عليها  في اكثرمن دورة انتخابيه تكفي لاناطة اللثام عن قبح النوايا وعن حالات الشذوذ المتفاقمه التي تشير في مجملها الى ان حال العراقيين تحت حكم ساسه بهذه العقليه القاصره ينبئ بتفاقم الخيبات مع استشراء حالات اشباه  درناوي بينما المغفلون منكبوّن يجترون قشورالامور .
شيئا فشيئا ينقلنا الحديث الى متعلقات معاناة شعبنا الكلدواشوري السرياني وما وفرته الأوضاع العامه من فرص لأمثال الجندي دارنوي كي يلعبوا لعبتهم , فلو رسمنا خطا بيانيا من نقطة سقوط الصنم وانطلاق المفقسات بتفريخ الأصنام والدرناويين , سنجد بأن تسارع انحدارالخط  تؤكده حقيقة تعداد المتبقين من شعبنا على أرضه بعد ان كانت البدايه واضحة مع بداية حملات الترهيب والتهميش والاقصاء التي طالت شعبنا في طول البلاد وعرضها .
 إن كانت كوتة الخمس مقاعد محسوبة على المنجزات التي حققناها , فهي في حقيقتها منيـّة ماكره إن لم نقل فخا لشعب مشتت تعداده يتجاوز الثلاث ملايين أخفقت نخبه في ترتيب داخله فقبل بالكوته على علاتها دون قانون يحميها من انياب أفواه الكبار المفترسه ,فبعد ان بدؤوا الخديعة بذكرنا قوميا في الدستور, طابهم نقيق صوت الدرناوي التقسيمي داخل بيتنا لتحل التسميه الدينيه محل القوميه, والعلم عند الرب ان كنا ننتظر تقسيما مذهبيا على يد درناويين أنشط  كي تشعل حربا مذهبيه  اكثر سخافة لتكمل ما عجزت عنه حرب الواوات والتسميات التافهه .
 المشهد الانتخابي الحالي بهزالة خلفيات غالبية قوائمنا التسع ( المسيحيه المبعثره) خير دليل على فشلنا مع تزايد دور الدرناويين, وهو الشاهد على هروب وتنصل الابطال عما اصدعوا به رؤوسنا حال شمشمتهم رائحة الكعكه(الكوته) سواء منهم دعاة التصحيح ( مع احترامنا للمؤمن فيهم بالتصحيح ) اومن سبقوهم في حمل سلاح الواوات في نضالهم النهضوي , ولا ادري هل من نفع لو سالناهم عن ما الذي جرى لقدسية تسمياتهم القوميه ولواواتهم المبجله  ! فص ملح وذاب!!؟  أبهذه العجاله والسهوله تــُنسى قرارات مؤتمراتهم القوميه التي ينص أحدها على تشكيل اتحاد القوى السياسيه العالميه  للعمل على اساس الثوابت القوميه؟ لقد ابتلي شعبنا  بدرناويي زمننا ما بين نهضوي قومي للنخاع وبين تصحيحي قومي متمرد , في حين كلاهما إختزلا عناوينهما بالمسيحيه  مع اعتزازنا بها !  اذن يا ترى هل نشكر الرب الذي أنساهم استخدام الواو في تقسيمنا مذهبيا ام نبارك لهم  شق صفوف الشعب ؟لقد تناسى الجهابذه ماهوابخس واخطر بحق شعبنا حين تغافلواعن مخاطرشق الصف والانضواء في قوائم تحت مظلات من خارج بيتهم القومي والديني , نسوا الكثير من مزاعم انشقاقاتهم التصحيحيه مثلما تخلى أصحاب يافطات النهضه عن نهضتهم  وكذبة واواتهم ونكدها , إلا اللهم السمسره و اللعب على الحبال  فتلك لم ينسوها حتى وان كلفتهم ضياع شعب وحقوقه بأكملها , المهم في عقيدتهم الإمساك بعصعص مؤخرة الفار باليسرى بعد ان تعبت اليمنى من أداء التحيه,ما أتعسها من مهنه  كشفت لنا المزيد من الزيف وميزت لنا الملتزمين عن المقلدين لأبي رغال و ابن العلقم الذين لعنهم التاريخ وهو اللاعن دائما لكل من يتاجر بشعبه ويتملق للغرباء كما فعل الدرناوي الباريـســـــــــــــــــــــــي.
الوطن والشعب وراء القصد
 


 

230
  عن أي تصحيح نتحدث! حدث العاقل بما لا يُعقل, إن صدّقَ فلا عقل له
شوكت توسا
  في نيسان عام 2011 تطرقت في مقالي"القيافه القوميه في ضيافة صاحب النيافه", الى لقائي بنيافة المطران باوي سورو في كاليفورنيا عام 2007, الذي تحدثنا فيه حول مشروع كنيسته الجديده, وقد تبين بان نيافته وجد في جمهور زوعا فرصة لجمع تعداد رعوي لكنيسته , وحين سألته عن هدف مسعاه , اجابني بانه ينشد تحقيق تصحيحا من اجل توحيد المؤمنين مؤكدا مساندته ودعمه لزوعا ومعتبرا إياها حركه قوميه توحيديه, ولما سألته عن موقف  شريكه المطران جمو من زوعا ,أجابني بانه حاول كسبه لكنه أخفق, بينما توفق في استمالة جمهره من مؤازري ومنتسبي زوعا مسببّا بلبله داخل صفوف ابناء شعبنا ونيافته كان متيقنا من سلبية موقف عضيده تجاه زوعا وتجاه توحيد الامه .
    قبل ثلاث اسابيع , كتبت مقالا بعنوان "المطب شيعي هذه المره في قائمة بابليون" ,ورئيسها السيد ريان الملقب بالشيخ الكلداني , تصريحاته هي الأخرى تفيد بانه بصدد تصحيح اوضاع المسيحيين بالتنسيق مع عشائر ومرجعيات اسلاميه شيعيه  ومحملا ً في نفس الوقت الاحزاب المسيحيه مسؤولية وضع المسيحيين المزري , مضيفا بانه لا يخشى أحدا فهو يمتلك علاقات عميقه مع الاطراف الاسلاميه ومشايخ عشائرها لدرجه يعتبر فوزه بمقعد واحد خساره له ,لشيخنا نقول بما انك تحًمل الاحزاب المسيحيه مسؤولية ما يجري للمسيحيين , وحضرتكم تدعون بانكم  تمتلكون علاقات عشائريه  واسعه  ومكاتب  استشاريه , لماذا لا تقلها انت وتفضح الحزب المسيحي او الشخص الذي تواطأ او كان له علم اوعلاقه بالميليشيات التي قتلت وهجرت وسلبت المسيحيين في البصره وبغداد والموصل واماكن اخرى؟.
  تصريحات شيخنا الكلداني , فيها ما يثير العجب ولانه يتكلم باسمنا , يحار المرء يصدق من ويشكك بماذا, الاخ يؤكد كونه مستشارافي مكتب رئيس الوزراء ,لكنه يعلن عن رفضه لقرار رئاسة الوزراء في انشاء محافظة سهل نينوى ويعتبره غير مقبول الا بعد تنفيذه,طيب من حقك ان ترفض او تؤيد يا شيخنا ولكن هل نسيت بانك مستشار لرئيس الوزراء ! أم يا ترى لنا في العراق رئيس حكومه غير المالكي؟ او ربما جنابكم مستشار معارض؟ ألا ترىيا شيخنا ان كلامكم لا رابط يربط مضمونه , اين إستشاراتكم اذن كي يصدق المستضعفون مشروعكم التصحيحي؟ حذار من ان تنظرون الى شعبكم بالسذاجه التي يمكن لتصريحات عشائريه وطائفيه ان تقودنا ونحن في زمن العولمه والمدنيه؟
اما لو تحدثنا عن الشيخ  أياد,فهو بخلاف الشيخ ريان الكلداني الذي اكتفى بانقاذ المسيحيين, شيخنا الاشوري اياد اعلن اسلامه ليس من اجل تصحيح اوضاع المسيحيين فقط!! إنما لإستعادة امبراطورية أشور, مهازل تالي زمان ومن هلمال حمل جمال.
 شخصيا لست من هواة اعتلاء منصة الواعظ  للتزامط والتباهي أمام أهلي وفيهم من هم بمقام أساتذه ومناضلين يدركون ما تعنيه و تخفيه هكذا فعاليات, ونحن حينما نذكـّـر بهذه المهازل , نوجه نقدنا لما نراه واجب النقد , تقبل نقدنا من عدمه شأن يتعلق بحسابات الآخر و بمقاصد الناقد الذي لوإنتقد لنصرة قضية شعبه فإن نقده بالتالي يصب في صالح ساسته وحتى مشايخه .
 كي لا يتيه مربط فرس مقالنا بين تشعبات الكلام ومطبات المشايخ,سنتجاوز الدخول في تفاصيل المعلن وغير المعلن عن اسباب ما حصل داخل تنظيم الحركه (زوعا) مؤخرا,نقول بملئ فمنا بأن الدلائل أثبتت عجزا واضحا في قدرة التنظيم ككل على حلحلة العقد بكلفه أقل ,وإن إعتبرنا جدلا إعلان الاخوه في الكيان حرصهم على مبادئ الحركه سببا لإدراج كيانهم المشكل في خانة التصحيح ,فإن ذلك لا يكفي ولن يشفي غليلا,إذ من خلال ما نسمعه ونقرأه يتهيأ لنا وكأننا نعايش ملامح مشهد مشابهه لبدايات اطلاق المطران سورو لمشروعه وخطاب استمالته الناس.
  قبل وقوع مذبحة كنيسة سيدة النجاة,و اوضاع شعبنا (الكلدواشوري السرياني) تسيرمن سيئ الى أسوأ, لم تنفك الاقلام والحناجرمطالبة بإعطاء الحوارفرصته للتهدئه و بلورة خطاب سياسي يحفظ لنا ماء الوجه, لم يتحقق ذلك الابالمذبحه البشعه التي جاءت بمثابة صعقه أجلست الرفاق  حول طاوله رغما عنهم  لتتحقق مقولة رب ضارة زهقت فيها اراوح بريئة كانت نافعه لهداية الفرقاء ,كثيرون وكاتب هذه السطورمنهم طالبوا باستحضارأدنى المشتركات في حواراتهم, وهل من مشترك أقدس من مصيرشعب مهدد من كل الجهات؟ باركنا تجمعهم ونحن على اطلاع بتباين ميولهم وأهواءهم التي غيبت عن أذهانهم توقعات حدوث مثيل مذبحة الكنيسه بسبب مشاغلهم الذاتيه وتبادل تهم التشكيك في استقلاية المواقف ,مع ذلك تمنينا تواصلهم في تجمعهم على اساس قاسم المذبحه المشترك عساه يشكل مدخلا الى المزيد في الغد.
الذي حصل في هذا الغد ,ان الخوف من فقدان المكاسب لدى البعض (المؤسف ان هذا الخوف لقى صداه لدى البعض ممن رأى في  نهج المجلس الشعبي  وسيلة لتحقيق المزيد من المناصب و كسب الاموال) ظل هذا الخوف يخيم كالشبه , كلما طـُلب من احدهم تكليف نفسه بالتفكير في كيفية منع تكرار وتفاقم الكوارث اي لزوم عليهم تطويرالموجود اوعلى الأقل استمراريته على النحو الذي تمت فيه بداية تشكيله,لكنهم فشلوا بجداره,آسف لو استخدمت مفردة يخسأ بحق من يتنطرصعقة اخرى لا قدرالله كي تجمعهم من جديد بعد ان راح كل من ناحيته يجد لنفسه ما يبرر تنصله ولم يتبقى من تجمعهم الا الذين التقت منافعهم ,من هنا نقول ان التصحيح حاجة لايختلف على اهميتها إثنان شريطة ان لا يكون المخطئ طرفا في فعالية التصحيح , والحليم يفهمها, فالخيارالفصل هوفي القول بان المتغيرات السياسيه تفرض على اي حركه او حزب حاجة تبني افكار يكون التصحيح في مقدمتها, ليس انتقاصا من احد,إنما درج الحال مع حركات واحزاب مخضرمه و بسبب ظروف عملها وتعاقب الانظمه كان التصحيح خيارا تتجسد فائدته بصراحة وفصاحة آلياته وأساليبه اي يثبت في ممارسته احترامه لعقول الناس اولا ثم  قدرته على مواصلة ما خطط له ,  من وجهة نظري الشخصيه: أرى ان أسلوب وميكانيكية ما جرى مؤخرا داخل تنظيم زوعا تحت شعار التصحيح لم يكن مدروسا كما يفترض,لذا ان يأتي بما يتمناه العقل المؤمن بالتطوير مسالة فيها وجهة نظرسيما والظاهرالمعلن يعطينا انطباعا مغايرا لما يمكن إعتباره تصحيحا,فما بالنا لو تعرفنا على بواطن المزيد مما لم نتعرف عليه بعد؟
  لو عدنا الى اسباب فشل تجمع تنظيماتنا ,فإن سببا رئيسيا ما زال  يتجدد  في دور تنظيم المجلس الشعبي الذي حباه القدر مذ تاسيسه بمسانده ماليه باذخه قيدته بأجندات أبقت حالة التشكيك تحوم حوله خاصة في غياب استقلالية برنامجهم وقرارهم السياسي مما القى بظلاله ليس فقط على سلوك زوعا السياسي داخل التجمع بل على سبل تعامل الجميع  فيما بينهم حيث تم شــلـّها  وهو العاجز ولحد هذه اللحظه عن تحرير خطاب مستقل ومشجع كي لا نحمله مسؤولية بث الفرقه ثم تفليش التجمع .
في اختتام مقالنا نتوجه بسؤالين للإخوه في الحركه ولإخوانهم المنشطرين في كيانهم الجديد:
 1_ كم كانت الحركه (زوعا) صائبه في استجابتها للعمل مع المجلس الشعبي ضمن التجمع  في حينها؟
2_ هل فيكم من يرى اليوم  فائده من معاودة التنسيق والعمل مع المجلس الشعبي لتحقيق هدف يصعب تحقيقه عبرالتنسيق بين زوعا وكيان ابناء النهرين ؟
ملاحظه: لو أراد المجلسيون الاجابه, لهم حرية ترك سؤالين  .
الوطن والشعب من وراء القصد

 



l

231
قائمة الرافدين  300  وقائمة ابناء النهرين 298 
شعبكم يستحق أكثر من حدقات أعينكم 
شوكت توسا
  ككلدواشوريين سريان,مقبلون  للمشاركه في إنتخاب برلمان عراقي جديد بقوائم لايتناسب عددها وتناقص تعداد شعبنا ,على اية حال سنتذكروللمره الثانيه ونذكـّر من يهمهم الامربان قائمة الرافدين كانت بالامس واحده بادارة الحركه الديمقراطيه الاشوريه ,بسبب السياسه وما تخفيه طقوسها من مفاجأت, تمخض عنها ولادة كيان ابناءالنهرين وقائمة انتخابيه باسمه .
للإخوه في القائمتين نقول منطلقين من رغبة محب لوحدة شعبه: ان شعبكم يستحق حدقات عيونكم , يطالبكم بتصحيح مآخذ كانت بمثابة أخطاء بحقه اولا ثم بحق مسيرة حركتكم(زوعا),ليس من مستحيلٍ في العمل السياسي فيما لو توافرالإخلاص  والإعتقاد بأن إختلاف الرؤى لا يكتسب أحقيته ويأتي بثماره الا مع صدق دعوة التصحيح والتقويم لخدمةً الشعب.
 الظاهروالمعلن من طرق تبادل الطرفين لبيانات اعتراضاتهم وخطاباتهم ,فيه ما هو بمثابة أدله وحجج لاعتراضنا على ما حصل دون الحاجة للنبش فيما لم يتم إعلانه,وقد تلقى المختلفين وقتها اكثرمن رسالة تنبيه بعدم جدوى اسلوبهم مقارنة بجدوى خيارالحوارالذي من شأنه حلحلة ماهوأعقد ,لكن الدعوات لم تفد , مع ذلك ومن باب ان للمؤمن بقضيته حق الاجتهاد في نصرتها, يرى في تقريب وجهات النظر ضرورة قابله للتحقيق بعد ان إطلع على مسببات الخلاف وتباين خطابات المختلفين , حيث فيها الكثيرمما يوحي الى استقامة الكلام عن امكانية تهدئة الاجواء ثم إعادة المياه الى مجاريها,ما يؤسف له , وهوعامل مشجع للمؤمن , هوان أغلب الخلافات لم ترتكزعلى ما هومطلوب من الناشط في قضيه غيرمسموح له التفريط بها, ففي جانب من خطابات المعترضين على سياسة قيادة زوعا,كان التسرع والخلط المتناقض جليا في الرد على تزمت الجانب الاخرالذي  لم يستطع مسؤوليه تطويق الخلاف وبحثه داخليا, نقول رأينا هذا دون مجاملة لأحد, بل حقيقه توثقها نصوص كلا الطرفين اللذين نعتز بصداقة العديد منهم سواء في الحركه او كيان ابناء النهرين حتى في تشكيل كيانهم ,فتلك آراءهم التي نحترمها كلما عملوا على تطويرها بالشكل الذي يخدم وحدة ومستقبل شعبنا, ولكن عند التحدث عن مصير شعب يراد التكلم باسمه, فتلك حجه تتقدم على بقية الاعتبارات خاصة و التناقض بدا جليا في دوافع  بعض ما قيل ونشرعن خطابات الاخوه  المختلفين مع قيادة الحركه ,بينما غُضّ الطرف عن تلك التناقضات و تم ضم أصحابها الى تشكيل الكيان الجديد !
بعيداعن ترويج حالة التشكيك في هدف تشكيل الكيان , للمرء ان يتساءل عن دوافع تجميع المتناقضات وتغاضي تبعات ضم شخوصها في حملة التصحيح والتقويم , لذلك نقول ,وهو رأينا الشخصي ,بان عملية التمرير هذه ومنح أصحابها دورا سياسيا في فعالية التصحيح  يحتم على المحايد أن يتوقف عندها قليلا كي يتلقى الاجابه قبل استخدام حد السيف في الحكم على صواب طرف دون آخر.
   للذي سيعاتبني على عدم ذكرالاسماء على اساس صوابها من خطئها, سأعتذرعن ذلك لإعتقادي بإمكانية المعني ان يشخصها افضل مني بكثير وهوالافهم في حيثياتها والاقرب اليها ,ومثالي الذي ساستعين بإمكانياته هوالأستاذ والصديق العزيز يوسف ايشو لما يمتلكه من قدرات وخبره تؤهله في التعاطي مع النقطه التي نحن بصددها.
اضيف الى ما اسلفنا لاوضح بان مبتغانا لن يتحقق بعتاب طرف او تأييد طرف آخر, ذلك لن يجدي نفعا أزاء ما تم استخلاصه من معطيات تؤكد تحميل الرافدين وأبناء نهريه سوية تبعات ما حصل,معنى ذلك أن كلاهما مطالب بتأدية واجبه في تصحيح الخطأ لنتأكد بان هدف خلافاتهم ومناوشاتهم كان الشعب ومسيرة حركتهم , فالناقد حين يعتمد حجة نقده من خلال ممارسات معينه ولتكن داخل تنظيم الحركه قبل اوبعد الانشطار كسبب للنقد,سوف لن يسكت عندما يكتشف بان خللا قد إستجد في عملية ترحيل الخطأ وصاحبه الى صفوف التشكيل الجديد (ابناء النهرين) خاصة ونحن قد اجزنا لانفسنا وصف الكيان بالخطوة التصحيحيه المطلوب اتخاذها من وجهة نظر اصحابها ومؤيديها!
 إذن  وبناء على ما تقدم ,لا مناص لنا من القول باننا في برمجة ميكانيكية الفلتره بموجب مقاسات حاجتنا نكون قد قبلنا بما رفضناه كقياديين في الحركه ,التصحيح  والتغييرمطلوب في كل الاحوال, ولكن بهذا الشكل وإن لاقى التأييد فهوعلى المدى القادم  سيلاقي ما يعيق جني الثمار المرتجاة,اذن فعالية الكيان بحد ذاتها تحتاج الى اعادة النظر فيما أشرنا اليه , حينها لا بد لفسحة لم الشمل ان تتوفر كي يستقيم التفكير بما هو ابعد من ذلك  كاجراء الحوار مع الإخوه في الحركه الديمقراطيه الاشوريه التي هي الاخرى مطالبة بالتهدئه اولا ثم بوضع برنامج عمل يناسب المرحلة القادمه على اعتبار ان السياسي الناجح هو من يتبنى التغيير ويقبل بالتصحيح بشكل متكامل.
ما اجمل ما قرأناه عن الإخوه والاصدقاء في كيان ابناء النهرين وهكذا في الحركه  تأكيدهم بانهم على طريق الوحدة والمبادئ التي من اجلها تاسست زوعا سائرون, في حين يؤسفنا ان نقرا ونسمع النقيض الذي ينسف ماسبقه,من جانبنا كمستقلين نطالب بمصداقية الطرفين و ثباتهما حيث يتفاءل ابناء شعبنا الذي يتكلمون بإسمه.
 لو وزعنا نسبة حسن النوايا بين الطرفين لتكن لصالح ابناء النهرين 40%للحركه و60% لكيان ابناء النهرين, لا ضير حتى لو عكسناها, المهم كلاهما مطلوب منه  المراجعه فهو حق لنا وواجب عليهما,وإلا  اعذروني لوقلت بان الشعب الذي نتشاجر باسمه نستخدمه كقميص عثمان , مصلحة الشعب تقتضي وتفرض عليكم اعادة النظر كل من ناحيته في الأخطاء التي مارسها على الاقل تحاشيا للاخطاء التي نتوقع وقوعها مستقبلا وتلك ستكون حتما اخطر من التي سبقتها.
في الحقيقه, لست ممن يستهوي تمثيل دور بث الفتنة والشغب بين إخوانه ,كل ما وددت التركيز عليه هو شأن اسمى وارقى من ان يُختزل في عتاب شخص او مديح آخر بذكر اسمه من عدمه, خاصة ومطلبنا يتعلق بمستقبل ومصير شعب مطلوب من خدامه أن يصدقوا في خدمته ,لنختلف بالأفكار فهي السبيل الى كشف صعوبة المهمه التي يستحيل تسييرمركبتها في عباب بحرهائج بمجذاف واحد ,المهمه ليست بالسهوله التي يمكن جعلها رحلة ترفيهيه , فهي تدعوكم الى دراسة الواقع العراقي الحالي وتقييمه منطقيا حينها ستتعرفون على المطلوب منكم عمله  لمواجهة حجم الهجمة التي يتعرض لها شعبنا , عندها سندرك مدى اهمية وضرورة الحوار للبحث عن الآليه الصحيه من اجل تقديم شيئ لهذا الشعب المنكوب, بعكسه اسمحوا لي بالقول باننا  كلنا  سيكذب على كلنا ان لم تكن مصلحة الشعب في مقدمة كل ما نقوم به.
 
الوطن والشعب من وراء القصد
 


232
المطب شــيـــــعي هذه المره في قائمــــة  بابليـــــّون 

شوكت توسا
...........................................................
   بعد عام 2003 ,إنجلت هوامش حرية اتاحت الفرصه للعراقي الذي لم يجرؤ المطالبه بحقوقه في زمن صدام  لاسباب تلاشت مع سقوط  النظام, لوصح هذا الكلام, فهو ينطبق على من اختاروا النهضه عنوانا لنشاطهم الكلداني بعد تغيير النظام , وهو حق انساني ودستوري لا اعتراض عليه ,الاعتراض ان وجد فهوعلى أليات تحقيق هذه النهضه التي تشترط توافرذهنيه قادره على رسم برنامج سياسي يقودها وينأى بروادهاعن الخطابات الفاقده لمقومات التعامل السليم مع واقع الزمن المتغيروتعدد  تسمياتنا ومذاهبنا التي تدعو استثمارالمشتركات لتعزيز النهضه وليس إضعافها بادوات التشتيت.
حقيقة ً لم تتصف النهضه هذه بصفة من قبيل ما تـُعقد عليه الآمال , خاصة والخيبه حصيله واضحه لطغيان الخطاب النفعي الضيق وغياب الفكراوعجزه عن تطويربرنامج  لفتح حوار جاد تحدد فيه غايات هذه النهضه كي نفهم هل هي لإثبات مصيرنا المشترك بمختلف تسمياتنا القوميه ام تفضيل مسمى والغاء آخر لتقسيم المقسم بمسمياته الى نحل وملل واستخدامها لغايات حولت أروقتنا بشكل مُهين الى مراتع يئمها الكبارلإصطياد طرائدهم وإدارة صراعاتهم, هؤلاء في نظري هم المعرّفون بسياسيي الصدفه ممن يروا في تسقيط ابناء جلدتهم وتبويس اللحى اسهل وسيلة للتسلق على حساب وحدة ومصيرالمجموع .
عذرا ما هكـــــــــــــــذا تكــــــــون النهضـــــــــــــه ! .
  نجاح اية نهضة في انتشال انسانها من ركامات الكوارث , مرهون بذخيرة النخبه المعرفيه وصدق التزامها بقضيتها ,دون ذلك يبقى انسانها يئن تحت الركام ليلقى المزيد من ثمارتخبط ناهضيه وخلطهم العشوائي بين ضوابط العمل القومي من جهه وبين إحقاق الولاء لرمز المذهب الذي بعد ان انتزع منهم قسم يمين إطاعته  تمكن من تجليسهم حول موائد مؤتمرات مذهبيه  بغطاء المسمى الكلداني, هكذا إنتصر المذهب وتاهت خيوط النهضه بين التشكي والإستجداء على ابواب خارج البيت القومي بالنتيجه كان الإياب بخفي حنين حاملين شارات قسم اليمين الى نيافةالرمزالمذهبي (المطران جمو) الذي وجدها لهــم في صداقةالشيخ ريان توأم الشيخ  أياد الأشوري, جاعلين العمل القومي مجرد لعبه ملئ المربعات, حيث أفتتح بابا شيعيا اسلاموياهذه المره لتطوى عند عتبته يافطات نهضتهم قوميه كانت ام مسيحيه .
 قائمة بابليون برئيسها الملقب بالشيخ الكلداني مع احترامنا له , ليس وحدها,بل هي واحدة من القوائم العاكسه لواقعنا السياسي المهترئ , شخصيا لم يطرق مسامعنا تنظيرا او نشاطا قوميا صدرعن شيخنا,  كما ان اسمه لم يرد ضمن اسماء النهضويين ,عدا ظهوره الأشبه بتوأمه الاشوري اياد في الدوره ,غاب لفترة ثم ظهركمرشح في قائمة شيعيه معلنا إسلامه ,اما ثقافيا بما تتطلبه قيادة نهضة  والحديث عن شيخنا الكلداني,فذلك ما لم يؤكده اي مصدر, لنفترض امتلاك شيخنا الكلداني من الثقافة ما نعتقده كاف, فالمنطق السياسي يجزم بان امكانية خروج قائمته عما ترسمه لها الكتله الشيعيه محض اوهام وسفسطه, والأيام كفيلة للكشف عن حظوظها وهكذا حظوظ اياد الاشوري المتأسلم و التي سوف لن تختلف عما حظت به  قائمة المجلس الشعبي في انتخابات الاقليم عدا اختلاف لون الاصوات الذي ستحدده الخمسون مليون دينار شيعي او ربما اكثر تم دفعها لهدف من السذاجة إحتسابه تمجيدا لديننا اوإحياء للكلدانيه,اذن عن اي قائمه قومية اوعراقيه اومسيحيه نتكلم؟ كفانا ضحك على الذقون ,بإمكان ابسط عقليه سياسيه  تشخيص هوية القائمه دون الحاجه الى بحوث فهي  لعبه محسوبه سياسيا  ومحسومه مسبقا بالأموال والاصوات المهداة .
  ما اشرنا اليه اعلاه يدلنا الى ان ابجديات ضوابط العمل القومي رغم أهميتها فهي غائبه عن عقلية المتاجرين بقضية شعبهم , وقد تم تعليقها خلف آذان لم يعد يطربها سوى العزف على وتر اشباع الرغبات وشد البسطاء اليهم في حين في قرارة انفسهم يدرك الاخوه إستحالة  تحقيق ذلك من دون رزانة واستقلالية الخطاب .
  ان تركيزنا على طرف محدد سببه تقيدنا بعنوان مقالنا ومناسبته وليس تناسيا لزلات قوائم اخرى او تمويها عن أخطاء زوعا وهي الرائدة في العمل القومي ,فقد سبق وانتقدنا باسلوبنا في اكثر من مناسبه  كل ما رأيناه  خطأ من وجهة نظرنا لدرجه اعتبرها أصدقاء لنا انقلابا في مواقفنا تجاه الحركه ,حيث كان نقدنا لظاهرة ترويج التسمية المسيحيه على سبيل المثال واضحا  كوضوح نقدنا لدورتمثيلنا البرلماني ولتعثرقيادة الحركه في معالجة مطبات وتصدعات كان الهدف منها النيل من زوعا نفسها كتنظيم مستقل.
يبقى السؤال المهم هنا, يا ترى اي منطق هذا الذي يعتمده الداعيه عندما يعتمد اخطاء الحركه (زوعا) في تبرير تورطه في مطبات ومصيدات واضحة المعالم ؟ .
  كلامنا عن ظاهرة سياسييّ الصدفه ,والمصطبغه السنتهم بلون قومي إستنطقته المآرب وروضته عقليات واجندات سواء كانت سياسيه خارجيه او مذهبيه داخليه وجدت في  ترويجه تحقيقا لمصلحتها, إن كان احدنا يتصور بان هذه الألسن ومروضوها قدافلحوا بشئ يستدعي التصويت لهم , فقد نجحوا في دق أسافين الفرقه والكراهيه وفي اطلاق عناوين دون قاعده ملتزمه , وإلا ما كان مـآلهم  ابتلاع طـُعم المطب الشمالي ثم الجنوبي, والسبب كما أكدناه هو تجاهل ضوابط  العمل السياسي القومي  وانتهازية بعض مثقفينا,إذ تكاد هذه التخبطات تنسينا كلا المشيتين وقد نوشك  لا سامح الله ان نضيع الخيط والعصفور في زحمة قوائم تتشابه اغلبها في خفايا وميكانيكية تشكيلها لدرجه يصعب التقريب بين ما يدعيه روادها وبين اجندات صُناع قوائمهم,اذن والحالة هذه لا يجيز لنا ادراجها في خانة حرية التعبير في زمن أغبر اصبحت فيه الشعارات تتلون بمسحة فرشاة حال تبدل سيد بيت المال وعطاءاته السخيه , نقول ذلك  ليس اعتباطا ,كقراء ومتابعين لنا من الادلة والحجج تطرقنا الى قسم منها وأخرى سبق و شهدنا انعكاساتها في مسلسل  الواوات العبثي  وقوانة "مذهبي أصح واقدس من مذهبك", ناهيك عن انتقادات التسقيط  بحجة نقد أخطاء وهفوات لسنا بصدد تبريرها اونفي حصولها في مسيرة زوعا , والأخوه مازالوا يتحدثون بالشان القومي!!! .
 نعود الى مطب قائمة بابليون عنوان مقالنا , فهو يذكرنا باعوام تلت سقوط النظام  بقليل, يومها كنت  أناصر ومازلت  فكرة ظهور تيارات سياسيه منتميه ومستقله تتنافس في تقديم الافضل  وليس في اقتناص الأسهل , لم اجد في حينها مايمنعني من اتخاذ ظاهرة المجلس الشعبي كمثال سياسي لمطب أغوى البعض ليس حبا بالعمل القومي الزاهد فذلك ما يُستبعد عما تفرضه اجندة الجهة التي صنعت المجلس الشعبي ,بل بقوة المال ومغريات المناصب جيئ بمن وُجـِد َ فيهم إستعداد تأدية مهمه سياسيه خاصه ,الملفت في هذا السيناريو هوان بين مؤيدي قائمة بابليون  مَن كان قد استهوته يومها مهنة المديح والإستجداء امام ابواب عده كان احدها باب المجلس الشعبي ,واذا به ينقلب فجأة الى ناقد ناقم على هذا المجلس لاسباب تمنيناها سياسيه, لكنها لم تكن اطلاقا, بدليل ان رسو نهضتهم المزعومه في المرفأ الاسلامي الشيعي ليس بأفضل حال من مرسى المجلس الشعبي ,اما الادعاء بان ممولي المجلس الشعبي بصدد انشاء دولة اشوريه على ارض الأجداد, فتلك  نكتة لا تقل طرافة عن الكذبه القائله بان لممولي قائمة بابليون  وهكذا  داعمي اياد الاشوري المتأسلم  إهتمامات باعادة امجاد الاشور والكلدان او تمجيدا لديانتنا , على سياسيي الصدفه ان يدركوا ويقروا بان عجز خطابهم عن كسب جماهيريه ملتزمه تؤازرهم هو سبب فشلهم  في تشكيل قائمه مستقله فلم يعد امامهم سوىقبول طبخة المطب الجاهزه , اذن باي  منطق سياسي قومي  او وطني  او ديني يطالبون ابناء شعبنا  بالتصويت لهم ؟
  ان أمرالمطب يا إخوان لهو مثيرللعجب حين تضاهي قوة جذبه سحر بطاقة Lottery  يترقبها حبيس احلام الربح ولهفته في تعويض الخساره, وجناب مقامرنا  يتناسى بان هناك عيون تقرا و اقلام تكتب لا شأن لها بالبرطلات و لا بالمدائح  وتبويس اللحى, ربما ترى التزام الصمت لوهلة خيارا معقولا ,لكنها تتابع  كما يفعل الذاهب مع الكذاب لباب بيته لتنكشف النوايا,وإلا أي رابط قومي اوديني اوحتى فكري او وطني يربط الكلداني المسيحي سياسيا  بمرجعية ولاية الفقيه الاسلاميه الشيعيه العربيه  مع احترامنا لها؟؟؟ .
دعونا من سفسطة تهم التسقيط والتجريح , الذي يجري هو محاولة محو والغاء تاريخ شعب وحضاره واختزالها بأكملها تحت إبط الكبار المتصارعين , ليكن اهتمامنا بتفنيد ما يجافي الحقيقة في كلامنا بكلام سياسي قومي يتقبله العقل و المنطق, وفي حال عجزأحدهم عن قولها خوفا من ان تفوته بطاقة اللوتري فتلك مشكلته ,لكن ذلك لا يعني سكوت الاخر الذي يحز في نفسه القول بان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة من طعنات الغرباء .
 أختتم  مقالتي بالاعتذار للقارئ عن طولها واقول: التصويت ممارسة لابد منها من وجهة نظري , لكني سوف لن انتخب سياسيي الصدفه ولا عبدة الدريهمات ولن اصوت لخدم الحاكمين  وشحاذي دواوينهم, إن كان في تمثيلي قوميا او وطنيا ما يحقق هدفي وما أنشده , سأجد بكل سرور وقناعه في نضالات اعضاء القائمه والتزامهم  ضمانا لاحترام هويتي والاسافتقد ما تبقى لي لو منحت صوتي لمرشحي قائمه تمولها اموال جهات خارج بيتنا  .
الوطن والشعب من وراء القصد

233
سأنتخب البرلماني الذي يتبرع شهريا بنصف راتبه لإعالة عشرين عائله معففه

شوكت توسا
 بالرغم من كثرة ما شهده العراقيون من غرائب وفنون ابدع فيها برلمانيونا المنتخبون وهيئات رئاساتنا الثلاث أيما ابداع في تحقيق حصاد مالي ضرب ارقاما قياسيه عالميه لم يسبق لها مثيل في اي بلد او شعب . لابد لهذه التجربه(الانتخابيه) وان لم نتوفق فيها باي قدر بعد, ان تصل بنا الى مرفأ  آمن مهما طال الزمن وتعددت الدورات الانتخابيه , لذا سوف لن اتخلى عن حقي في المشاركه  في انتخاب من يمثلني لكن بفارق واختلاف في الاسلوب هذه المره , اذ أجد نفسي امام مسؤوليه اخلاقيه  تفرض علي شخصيا مساعدة المرشح النزيه في تأدية مهامه والتزام تنفيذ برنامج قائمته  باحسن وجه  كي يجعلنا ننظر اليه كذاك المتطوع لخدمة من يمثلهم.
لذا اشترط  على نفسي ما يلي كي انتخب  :
1_ البرلماني الذي  يوقع عهدا بعدم تخصيص  اكثر من ثلاثة أشخاص حمايه له.
2_ ان يتبرع شهريا بنصف راتبه الشهري لإعالة عشرين عائله  او لمساعدة دور  وملاجئ اليتامى او المسنيين بقوائم صرف واستلام  من قبل العوائل او الجهه التي تستفاد من نصف راتبه.
3_ ان لا يسكن في المنطقة الخضراء بل يبقى في مسكنه الذي يعيش فيه الآن.
3_ ان يقدم مضبطه في ذلك  مصدقة من كاتب العدل وثلاث شهود .
4_ ان يقدم قائمه  معلنه  امام الجميع بما يمتلكه من اموال وعقارات في حال رشح نفسه .
5_   المرشح الذي سيعلن استعداده  لهذا الالتزام مثبتا في مضبطه  من قبل كاتب عدل او قاضي محكمه  سوف يفوز من دون منافس  .
 هل ستقرا المفوضيه العليا للانتخابات  كلامـــــــــــــــــــــــــــــــي هذا؟
وهل سنحظى بعراقيين وطنيين  يؤدون هذه الشروط ؟
الوطن والشعب وراء القصد



234
الى السيد رئيس البرلمان العراقي :  بحق السماء انت الذي رحت زياده عن اللزوم

شوكت توسا
في عراق تتحكم فيه العقليه الطائفيه والقوميه المتزمته ,بتنا ككلدواشوريين سريان  (مسيحيين) نسمع من الغرائب والعجائب التي يشيب منها الراس قبل وقته ,  فقد سمعنا قبل سنوات قليله احدهم  في مكتب رئيس الحكومه ينعتنا بالجاليه المسيحيه في العراق, وآخر خرج لنا بنظرية قومجيه  اكتشفها حديثا ليفتي باننا جاليه سكنت حديثا في العراق لا نمتلك مترا مربعا ولا اي حق تاريخي , والآن سمعنا ما سمعناه  من السيد النجيفي رئيس البرلمان العراقي قائلا للمطالبين باستحداث محافظة سهل نينوى  لا تروحون زايـــــد !!!!! وربما سنسمع  لاحقا  بفتوات تأمرنا بمغادرة العراق فورا حفاظا على وحدة اراضيه وخوفا من تفجيرات سياراتنا المفخخه ومسدساتنا الكاتمه.
  كمواطن عراقي اتوجه بكلامي الى السيد اسامه النجيفي رئيس البرلمان  العراقي وأقول :
اولا _ إن دستور العراق الحالي صاغه لكم المحتل وانتم  تعملون بحسب بنوده وفقراته بعد ان ارتضيتم به ووقعتم عليه بالعشره  والا لما اصبحتم رئيس البرلمان , في دستوركم الكثير مما يفترض بكم المطالبه بتعديله ان كانت المطالبه بتشكيل محافظة سهل نينوى خط احمر في نظركم , إذ أن نفس دستوركم يا سيادة رئيس البرلمان فيه اكثر من ماده تمنح الحق لكل عراقي ان يطالب بحقوقه ومن ضمنها استحداث محافظه جديده تضمن لهم العيش الشريف ,  كان يفترض بكم قبل  نهر المساكين  وزجرهم ان تحاسب نفسك اولا على قبولك بمواد الدستور التي بموجب قوانينها المحاصصاتيه تصدرتم البرلمان يوم استبشرنا فيكم الخير و يا فرحة الما تدوم !! ,  اي ان سكوتكم على أخطاء الدستور وعدم المطالبه بتغييره يعتبر مأخذاعليكم يجب مراعاته حين تكيلون بأكثر من مكيال  .
ثانيا _ جنابكم يعرف اكثر من غيركم بان الكلدواشوريين السريان في العراق هم الابناء التاريخيين للعراق و لنينوى مدينتهم التي احبوها وضحوا من اجلها رغم  عواتي الزمن ,و لولاجهودهم واصرار أخيار رموزهم على إفشال مخططات تركيا العوصمليه لما بقيت مدينة نينوى عراقيه , ألا ترى يا سيادة رئيس البرلمان بانكم انتم الذي رحتم زايد وقفزتم على حقائق يتشرف بها السوري والاردني و ربما حتى التركي يتشرف بهكذا مواقف وطنيه  !! فكيف بعراقي يتصدر مجلس النواب ؟
 ثالثا__ نسالكم بلله عليكم , من الذي يتبنى اليوم تنفيذ مشروع تقسيم العراق الى كانتونات واقاليم ومدن طائفيه وقوميه  وانتم تدعون محاربة فكرة تقسيمه, هل قرأتم في اي خطاب سياسي لاي حزب او حركه او جمعيه او نادي  كلدواشوري سرياني  كلمه تستفز وحدة العراق وشعبه؟ ام انهم اول المعانون والمعذبون بسبب صراعاتكم الطائفيه  الحاليه ؟ أليست كتلكم  العروبيه السنيه + الشيعيه+ الكرديه هي التي تهيئ العراقيين للوثوب في مطب التقسيم الطائفي والقومي للعراق ؟ لماذا تستأسدون على المساكين  وتستكثرون عليهم حقهم الوطني التاريخي في وطنهم  في حين تسكتون على المريدين شرا بوحدة العراق وكأننا في حضرة الامام الذي يستحرم شرب الخمر على قومه  في حين يحلل الحشيشة لنفسه؟ .
رابعا__ في طمطمتكم على مطالبات تحويل اقضية الجنوب والمنطقه الغربيه وقضاء حلبجه الى محافظات واضحة جدا  مقابل تهكمكم و اتهامكم ابناء نينوى الاصلاء   في مطلبهم بالمحافظه , انما تعكسون  من خلالها ما تضمره النوايا ازاء كل ما هو غير مسلم  والا ما تفسير موقفكم المزدوج هذا؟
خامسا___ إن كنتم  صادقون في ادعاء حرصكم على وحدة اراضي وشعب العراق  وانتم القائل في اكثر من مناسبه بان الكلدواشوريين المسيحين  هم ابناء العراق التاريخيين ,ألا يفترض بكم أذن الأخذ بيد المحبين لوطنهم  وأرضهم  وتشجيعهم على البقاء ؟ أم علينا ان نلعن تلك الام التي فضلت التخلي عن طفلها  من ان ينفذ قرار حكم القاضي في شطر جسمه وتقسيمه بينها وبين الامرأه اللصه الكذابه.
سادسا__  لتذكيركم  يا سيادة الرئيس ,معروف ومعلوم بان الحاكم لو اراد ان يثبت  اعتداله وحنكته وصرامة سريان قانون بلده, عليه ان يبدا بمخالفات الأقوياء أولاوليس بالضعفاء وإلا فان الطمطمه والازدواجيه لن تشفعه ولن ترفع من مقامه قيد شعره بل دليل ضعفه وإختلاط معاييره.
بغض النظر عن الجهه السياسيه التي ينتمي اليها الاخ مظلوم مروكي, فان العباره التي وجهها له السيد النجيفي , لم تكن موجهه لشخص السيد مروكي ولا اعتقدها وجهت للمجلس الشعبي الذي ينتمي اليه السيد مروكي, انما جاءت لتكشف موقف النجيفي عن قصد ضد تطلعات ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني في العراق. لذا على جميع احزابنا ومنظماتنا وأقلامنا المنتميه عدم تسويف هكذا تصريحات لاي سبب كان  كي لا يتجرأ النجيفي  او غيره  في توجيه هكذا كلام  تجاه اي مواطن كلدواشوريسرياني  مهما كان انتماؤه الحزبي او المذهبي.
الوطن والشعب من وراء القصد
 



235
  العــراق : تعداد ابناءؤه الأصلاء يتضاءل وقوائمهم الانتخابيه تتناسل

شوكت توسا
  في ظرف مضطرب كالذي يمر به العراقيون,ليس عيبا ان يخفق الناخب متوهما في اختيارمن يمثله , مع انه يتحمل قسطه من المسؤوليه , لكن أن يُلدغ  مرتين او ثلاث من نفس الجحر فتلك مدعاة التوقف عندها إن كان هدف الترشيح او الانتخاب هو التغيير وإصلاح الوضع.
بين رغبة التصحيح و معاودة اللدغة, يتوجس مُحبوا الديمقراطيه خشية إنقلاب هذا الإخفاق الى احباط يصل بالناخب الى التفكير بمقاطعة ركنا  مهما (الانتخابات)من اركان البناء الديمقراطي حتى وان لم نعتبره دليلا لتزكية ديمقراطية النظام والمجتمع , ونظام حكم عراق ما بعد 2003  الموصوف بالديمقراطيه والوطنيه زورا خير دليل على كلامنا سيما وكلمة الفصل مازالت تتحكم فيها مرجعيات المذهب والقوميه بعيدا عن  منتديات الديمقراطيين ومؤيديهم , حيث وبشتى الوسائل المرفوضه ديمقراطيا تمرر هذه المرجعيات ما يطيب لها في ظل برلمان انتج لنا حكومه فاشله وقضاء مسيس.
  الخوف ليس من دعوة مقاطعتنا الانتخابات, فهي في حضاريتها وسلميتها يمكنها ان تحقق شيئا  أفضل شريطة أن يـُتفق عليها  شعبيا  بالتنسيق بين أحزابنا كي يُضمَن صداها الوطني والدولي, ولكن آواه من التنسيق وما ادرانا كيف سيتحقق وذروة  تفشي المنفعه الشخصيه في أشدها ليس في أحزابنا  فحسب ,انما جرفت معها قطاعا حسبناه على النخبه لكنه زاد مَعلماً آخر من معالم التدهور على هيبة مكوننا  .
من هنا نقول ان التشكيك بما سنجنيه من مقاطعة الانتخابات للاسباب التي سنتطرق اليها لا يعني: رفضها أو دفاع غيرمباشرعن الكوته المخترقه او تغطيه على تقصير ممثلينا, غير ان السؤال الحيوي هوكيف نضمن لها صدىً دوليا والدولي هذا هو الذي خطط لهذه الفوضى وسلم البلاد بيد المذهبي المتحزب والقومي المتشدد فألقت بنا في غياهب صراعاتهم ومصالحهم .
 قبل ان نقترح او ننادي بدعوه ولتكن دعوة مقاطعة الانتخابات, جدير بنا كمثقفين ان نستجوب انفسنا اولا كي لا نلقي جل اللائمة على غيرنا , هل أدينا ما علينا سواء في نقدنا او دعواتنا بالوجه الذي لا يدع مقترحنا الاخير ينقلب الى مقاطعة انفسنا فيما بيننا, والا نقاطع مَن ونطالب مَن ؟ هل نطالب الراي الدولي (المطنش) ام برلمان وحكومه منغمسه في الفساد, هل نتكل على وضعنا الداخلي( المنهك) مثلا, ان تجاوز حقائق وتساؤلات مهمه يعني تسويف المتوخى من فكرة المقاطعه , ما الضير لو طالبنا انفسنا باعادة النظر في طرائق تفكيرنا كمثقفين او ناخبين لنصنع  خطابا موحدا  نفرضه على مرشحينا قبل ذهابنا الى مقترح غير معلومة نتائجه, اليس افضل من ارتكاب غلطة أخرى نتمم فيها تشتيت  المتبقي من شملنا وجعلنا حصصا  تتقاسمها الحيتان رسميا.
  اما لو تناولنا فكرة المقاطعه من جوانبها الأخرى , سنجد ان في عجالة إطلاق المقترح تجاهل واضح لثوابت نهوض الشعوب وبناء انظمة حياتها المتطوره , حيث أننا في عجالتنا ومن دون دراسه سنتعمد تجريد شعبنا من عناصر المثابره وقدرة فرض ارادته على تنظيماته ,في وقت باتت شعوب الارض بمختلف مستويات ثقافاتها, تدرك بأن الانتخابات ليست بغايه انما وسيله واداة لتفعيل مبادئ وثقافة  تطبيق القانون والديمقراطيه ,على هذا الأساس خاضت وتخوض الشعوب صراعاتها  ومن خلال تكرار تجربة الانتخابات نهض انسانها وطوروعيه وثقافته  لدرجة إعتماد المعايير المجرده في انتخاب ممثليه .
 و في العجاله ذاتها كما هو ملاحظ , تفوتنا في أحكامنا اهمية التمييز بين اجواء الانتخابات في انظمه ديمقراطيه متقدمه وبين  حكمنا عليها(الانتخابات) عندما تكون الديمقراطيه مصطلحا يُتداول شكليا لترقيع الشقوق وتمرير حالات الفساد, إذ بدون العمل على  تأسيس علاقه  بين ثقافة ورغبة الانسان مع مدى تاثيرها في اصلاح اعوجاجات السياسيين  ونخب التغيير(المرشحين) سنبقى نراوح  في اماكننا , بالطبع ليس سهلا تحقيق مثل هذه العلاقه الحيويه بمجرد الكلام عنها,  فهي  بدورها تتطلب  إصدار قوانين وضوابط  يتم تثبيتها  اولا في أدبيات أنظمة الاحزاب نفسها لتطبيقها داخليا ثم يكون الأنطلاق الجماعي  الى بلورة  قرار مجتمعي يتم تشريعه كقانون يلزم البلاد  ويرغم المرشح في خوض منافسة شريفه  لطرح برنامج يستطيع الالتزام به ويجذب الناخب اليه .
 بمناسبة ذكرالنقطه أعلاه واهميتها, انا اشك في مصداقية السياسي والمثقف الذي  يطلب من الرأي الدولي صدىً ومن الحكومه واحزابها موقفا ديمقراطيا في حين هو نفسه يـتافأف من الالتزام بها وتطبيقها مع انه مكثار التكلم عنها في العلن  او داخل تنظيمه الحزبي .
انه قدرنا وليس جلدا لذاتنا عندما نقر بان إحقاق التغيير يبدا من مقاطعة (الأنا) التي في داخلنا كل من موقعه  كي نتجرأ التحدث حول تعاقد منتج  بين ارادة الناخب و برنامج المرشح , اذ لا يعقل غضنا الطرف عن واقعنا الذي يستحيل فيه انتاج ما نتمناه , والا كيف نفسر اسباب منحنا الكوته؟ هل من اجل سواد عيوننا وخوفهم منا  ام ترضيات تبادلها الكبار فيما بينهم وارتضاها ممثلونا مضطرون و خائفون على مصيرها  الذي لم يختلف عن مصير تلك الغيمة التي خاطبها الخليفه قائلا اذهبي حيثما تشائين  فخراجك هنا , في حين ممطالاتهم في اقرار قوانين مهمه  كانت واضحه ازاء كل ما من شأنه تحسين وضع الناخب ومساعدته في ازاحة المفسدين و الفاشلين امام الأكفأ والانزه.اذن عدم تشريع  القوانين الحيويه لم يكن سببه عدم قدرتهم انما منافعهم  الضيقه هي التي دعتهم الى هذا التماطل والتسويف .
كعراقيين, فرض علينا خوض صراع  داخلي لا احد يعرف مداه  ونتائجه, واجهنا فيه  خيبة تلو اخرى في اكثر من دوره انتخابيه ولاسباب تطرقنا الى القليل منها , لكن يبقى الأمر المعول عليه هو إدراكنا لحجم المسؤوليه التي يتحملها الناخب  وعلى اساسها يكون البحث عن الحل  الممكن  وليس الافضل ,هذا يعيدنا الى موضوعة عنواننا وسالفة الكوته, التي يشفي البعض غليله حين يصفها بالمسيحيه نكدا بالذين يريدونها قوميه لغرض في نفس يعقوب, لكن الصحيح  في نظري ان كلتا الوصفتين اصبحتا بلا قيمه ومن السذاجة تفضيل احداها على الاخرى ما دام تمثيلها اصبح من جانبنا وسيله للتنافس على اقتناص المكاسب , والجانب الاخر ينظرالى كوتتنا اللادينيه واللاقوميه ملعبة بيده يمطها ويضغطها متى ما شاء نتيجة  ضعف ثقافتنا السياسيه التي أرهقت مكوننا القومي وطنيا .
مثل هذه المتعرجات السياسيه , مفروضا على سياسيينا ومثقفينا العمل على تسويتها قبل ان يصاب شعبنا بالعقم  إلا من تفريخ وتفقيس  قوائم, تتنافس على ماذا؟  انها مهزلة ام المهازل يا اخوان .
   هل فينا من احد يصعد المنبر ويقول اني أخطات و فشلت يا ناس, أعتذر واترك الساحه لمن يرى نفسه بحجمها  كما فعلها الكثيرون من محبي شعوبهم واوطانهم.
شعبنا ينتظر بلهف عساه وعله  يحظى بكلمة اعتذار من احد اعضاء القوائم الثلاث عشر عن خطأ وليكن في زلة لسان نطقها بحق اخيه ورفيقه ؟
هل يعقل ان الجميع أنبياء معصومون؟


الشعب والكوته من وراء القصد
 كانون الاول 2013

236
فسروا كلامي كما يروق لكم يا أخواني الاكارم شرط ان تضعوا مصلحة شعبنا امام أعينكم

  شوكت توسا
  سبق وقطعت مع نفسي وعدا مذ بدأت أنشر آرائي مكتوبة  ومدعومه بمؤازرة  تنظيمات  ابناء شعبنا , حرصت بوعدي على قول ما تمليه ثقافة انتمائي الى شعبي , وقد إخترت لنفسي عن قناعه مؤازرة نشاطات تنظيم الحركه الديمقراطيه الأشوريه لأسباب غير التي حاول البعض تشويهها باختزالها في السعي لتحقيق المنفعه الشخصيه , كما لم أفوت فرصة إلا وأوضحت يقيني  بأن تأييدي للحركه ليس تأليها ً لها ولا إستثنائهاعن قاعدة من يعمل يخطئ اذن ممكن ان يـُنتقد ,والأهم فيما ذهبت اليه هو انني لم اقبل لتاييدي ان يكون سببا للوقوف بالضد من تشكيل آخر يجتهد باستقلاليه ووضوح  جريئ في منافستها اي اوفي العمل معها(زوعا) لتقديم الأفضل ,لكن تلك ظلت أمنيه حبستها فنون وضع العصي في الدواليب وخنقتها المغريات,فلم نحظى  بتشكيل نوعي يستحق وصفه بمنافس.
 مع اعلان فوز قائمة الرافدين بثلاث مقاعد والمجلس الشعبي بمقعدين  ضمن انتخابات البرلمان العراقي عام 2010 , كتبت مهنئا الفائزين  ومُذكــّرا ً إياهم باننا صوّتنا لهم نعم, ولكن ليس لمنحهم إجازه او تذكرة سفره ترفيهيه امدها سنوات الدوره , بل لتحميلهم مسؤولية تنفيذ برنامجهم الانتخابي المعلن والتصدي للتحديات حسبما ينص عليه نظام برلمانهم الداخلي ولتكن النتيجه ما تكون فالناذر نفسه حقا لا تستقوي عليه المغريات ,وهذا ما شجعني على المضي في عدم السكوت على من يلعب الفار في عبه متناسيا وعوده ,عليه فقد طالبنا بتوحيد كلمة ممثلي الكوته  دون  ان نتلقى  ملموسا عمليا , لا منهم ولا من ساستنا الذين كان لهم حصتهم من انتقاداتنا دون مجاملة  أحدعلى حساب قناعاتنا  لكن بعيدا عن شخوصهم  فتلكم لا شان لنا بها اطلاقا .
 حديثنا اليوم وأروقة ساحتنا السياسيه  تلوثها  ظاهرة تناسل مايكروبيه قاتله رغم  كثرة نواقيس الخطروالعلامات الحمراء,اذ بات من الصعب على الرئة السليمه استنشاق روائحها  او الصمت وغض الطرف عن تراجع المؤدين قسم اليمين عن تنفيذ برنامجهم الانتخابي المعلن,  فقد غدا مصير تطلعات ناخبيهم وهكذا نقاط برنامجهم الانتخابي في سلة احلام العصافير الغير القابله للتحقيق  لما تسببه سقوفها من أعباء تحرج الذي اتخذ من حقوق شعبه ومظالمه مظلة للاحتماء تحتها .
   شعباَ كشعبنا الكلدواشوري السرياني المالك لحقٍ تاريخي  مثبت, عانى ما لم يعانيه اي شعب اخرفي المنطقه , كان لابد لمآسيه المستفحله ان تنجب وليدا (زوعا) نما وحبا مع قساوة الظروف ثم بدأ يمشي على قدميه بدعم اهله حاملا رسالة اليقظه والعمل  بعد سبات طال أمده, فبعد ان كنا شعبا مطوقا ً بالخيبات  يُنظر اليه مجرد اداة يتناوب الكبارعلى تشغيلها عند حاجتهم , ورغم  تعدد المريدين سوءً بهذا الوليد وبوحدة شعبه ,بدأ يدب فينا أمل استعادة نتفا تليق بشعبنا في وطنه الام ,  لذا لم ننفك مطالبين بضرورة الحفاظ على تقوية عود هذا الوليد مع إشتداد وتائر الصراعات , على اعتبار ان نهضة الشعوب تبدا من ولاده طبيعيه  ومن خطوه اولى تخطوها نخبه نذرت نفسها ثم يتبعها دعم النخب المحبه لشعبها لاستمرارية  التلاقح  في افكارها وعملها وتطويره جماعيا .
 أن يواجه وليدُ كهذا ما واجهه اثناء مسيرته من محاربه وتهميش  بسبب تقاطع المصالح والأهداف , فذلك أمروارد يفترض ان يكون في أعين وعقول المؤمنين  حافزا قويا  لتقوية التنظيم وتوسيع قاعدة فعالياته وتحالفاته مع تنظيماتنا المستقله, لا ان يلقى تهافتات  إخوانا من بين ظهرانيه وظهرانينا آثروا التبضع  بمصير شعبهم فجمعتهم منفعتهم مع مصالح آخرين  دون جامع فكري  يجمعهم سوى تحقيق المأرب الذي يقود الى تشتيت ما تم جمعه, مما يؤكد الزعم ان اسباب نكساتنا المتكرره هي داخليه اكثر من غيرها وفيها من الملامح  المخيفه  التي تنذر باستعدادية البعض  للأرتماء السياسي في احضان الغير التي لو تفاقمت  يعني الخذلان والعجزعن مواجهة المريدين جعلنا صنفا خانعا يكتفي بالفتات ,لذا نعيد ما قلناه في السابق بحق ساستنا في حال لو صدقوا وهكذا مثقفينا ان يتعاطوا مع هذه الحقيقه دون القفز عليها كي يكون باستطاعتهم البحث عما يوقف استشراء دونية هذا الشعور والتاكيد على ان كرامة الانسان خطا احمر حتى في حال اشتداد قساوة سياط السياسة المسلطه علينا .
  التجريح  والقال والقيل لم ولن يقينا من خطر ما دمنا كلنا في مركب مهدد , لكني اقول ان استمرار تفاقم  حال هذه المسماة بالكرامة سيما والمفجوعة لم تحظى بكينونه تتناسب مع صخب الهتافات الأشبه بتبجحات الحافي ووعيده باستخدام الكلاشات ( عذرا ,  اصل المثل هوحافي ويتضارب بالكلاشات) للدفاع عن قومه المبتلى بتخريجات أضاعت علينا الصحيح  مـُخلفة ً وراءها انقسامات وردات فعل اخذت بفصيل ضحكت بوجهه المذهبيه فرقص لها في مؤتمراتها الارتجاليه عبر البحارولم يصلنا من ضجيجها سوى المزيد من الخيبة والتشرذم , ولا ادري ان كان الذين طبلوا لهذه المؤتمرات  قد ادركوا  الآن ما قلناه  في السابق حول ابعاد ونتائج مؤتمراتهم المتوقعه  ((بالمناسبه هذه كلها محصلات  توقعناها وحذرنا منها  ومن عواقب خواء كبرياء سلوكيات وتحريرات البعض من مثقفينا وساستنا ورجال ديننا ))  التي ظهرت جلية  في هرولة فصيل هو الآخر غوشت بصائره خضرة الأوراق فسال لعابه ليجد ملذته وملاذه في حضور ولا اقول في تنظيم  مؤتمرات  مبهرجه في أماكن  اخرى  عقدت بالإنابة عنا كالمنعقد  مؤخرافي اربيل و الذي اتضح في ادبيات مدبريه و نصوص بياناته حقيقة تسييسه لصالح صراعات الكبار الشيعيه السنيه والعربيه الكرديه , اذ لم يتعدى عنوان هذا المؤتمر حدود يافظة الديانة  مزركشة بعباره التغيير اليموغرافي دون ذكر ولو شكلي بسيط لما يتعلق بالجانب القومي المتعلق بنا وبابعاده الوطنيه مما يعطي الانطباع عنه كونه يافطه أخرى رفعها ابناء شعبنا نيابة عن غيرهم لمجرد التباهي والتزامط بهاعلى اهلنا وعفارم على الذي سيستحلبها .
  أعود و أؤكد على ما اسلفت , وحديثنا عن آلام وخيبات شعب , اذ ليس من الانصاف إعفاء أحد عن اسباب تفاقمها  ,كيف نعفي احدا وقيراط حبة صغيره من التناسب والتوافق  لم يتحقق بين كينونة الشهامه والكرامه وبين شفافية  وموضوعية مزاعمنا وهتافاتنا السياسيه والثقافيه,لو كان هذا القيراط قد تحقق كنا تجرأنا القول بانه لاخوف علينا ولاهم يحزنون حتى  لوتكالبت الشدائد والازمات علينا طالماهناك من نذر نفسه مؤمنا  مضحيا  بصدق .
 الذي كنا نخشاه ونحذر منه  بشده, وقد حصل مع الاسف, هوتوريط  او توّرط أصحاؤنا في إستنشاق انفاس  الاستحواذ والتعالي والانفراد التي  بالتاكيد ستطلق عند انتشائها زفيرالتشنج والعناد بالشكل الذي سيشفع ويحفزسيلان لعاب الغير  الاصحاء  وميلهم  الشديد نحو مذاق طعم التساوم  والانتفاع  من خيبات شعبنا وليس معالجتها.
 يا تــرى هل حقا لم يعد من نفس يحز فيها حال هذا الانسان المظلوم  دهورا والمتطلع للإنعتاق , ألا يكفي لدعاة هذا الموديل من العمل القومي انهم أوصلوا حال هذا الشعب الى حال يرثى له؟  كيف ومالذي سيكتبه مثقفونا وساستنا للأجيال ؟ هل  سنكتب عن ابداعنا في تفشية نزعة الخنوع وتغييب رصانة الحفاظ على كرامتنا؟  .
  شخصيا لم  تعد تهمني سذاجة التساؤل عن ما هي تسميتي القوميه التي أعرفها جيدا لكنها باتت تضعني في خانة المعادي لابناء شعبي , بل يهمني التعرف على اسباب تمادي مثقفينا والناطقين باسمنا في عدم اتعاظهم من تجارب الأمس والعبر التي بامكان ابسط من فينا الاستفادة منها دون عناء , فقد قيل في احداها بأن إعطاء العجينة للخبازه (خبازة الحي) ولتأكل نصفه, خير ٌ لاشباع الجياع  وحفظ  ماء وجه كرامتهم و مستقبلهم , من ان تسلـّم الحقوق والمستقبل, اللحى والذقون, التراث والتسميات, الحقول وسنابلها , اللغه وهويتها , الثقافة وفنونها, بأيادي الغير, مالذي تبقى لنا اذن ؟ أحقا أن بيننا منجمون مغفلون ,ام شطار في اخفاء حقيقة  تهاوي بنيان بيت بأيادي وعقول تصف نفسها بالنخبه كي تتناسل كما تفعل الأرضه  داخل اروقة  البيت.
عندما سقط في العراق نظام ديكتاتور وطاغيه إسمه صدام حسين,  يعرف القاصي والداني حجم ظلم  ذلك النظام وجوره , رغم ذلك قارب تعداد شعبنا (الكلدواشوريين السريان ) المليونين , في حين مع بزوغ  المسماة  بشمس التحرر والديمقراطيه  زورا ً تناقص تعداد هذا الشعب الى الربع, هل تمعن حليمٌ في هذه الحقيقه ووزع مسبباتها على أطرافها المفترضه كي يستطلع امكانية تبرئة ساستنا ومثقفينا.
في الحقيقه , لقد نال  الجزع منا مناله ( اتكلم عن نفسي ) جراء رتابة الخطابات  الانهزاميه  المنثوره في اروقتنا , نعم ليس من المنطق انكار سلبية دور الأطراف السياسيه المحيطة بنا التي تملي عليها مصالحها  العليا الإمعان في اختراق مكوننا القومي الوطني دون هواده مستثمرة كل نقطة ضعف فينا وما اكثرها, فقد اصبح لنا بحمد رزم الدولارات اكثر من مسيلمه  و أخطر من ابن علقم , كل يؤدي دوره  سواء في كيل المديح والتمجيد دون مكيال للجهه التي تغدق عليه والى جهنم بالقوم الذي يذرف عليه الدموع كذبا وزورا , سمة كارثيه رافقت المستثقف للارتزاق السهل  ما بين إمعانه في تسقيط ابناء شعبه , فالذي كان  بالامس القريب يطرق ابواب المجلس الشعبي للارتزاق, كان وما يزال يستكثر ويستحرم قول كلمة منصفه بحق الذين يعملون ولتكن ناقده وبناءه فتلك ما نحتاج اليها , بالنتيجه استشرت في عقول العامة والمتعلمه على حد سواء ظاهرة التعويل على املاءات  وبرطلات جهات سياسيه  ما زلنا نعتبرها  سببا في ترهل دورنا, ان كان هذا هو اسلوب تعاطي مثقفينا فهو دليل على النزعه البزنسيه الخاويه من اي ايمان او التزام اخلاقي بقضية هذا الشعب المغلوب .
بماذا تفسر ظاهرة تسليم مفاتيح القضيه  بايادي غير ابنائها , اليس تبهرجا  ورقصا على جراح اهله ؟, كيف لا يحارالمرء امام هكذا تخبطات , من سيسمي أجل بقاء خطابنا السياسي راضخا  تحت وطأة المغريات واملاءات الساسه الكبار تكتبه أجنداتهم و صراعاتهم (الشيعيه والسنيه  /العربيه والكرديه ), الأنكى والاكثر إستهجانا  في الامر هوعندما نوجه نقدا لخطاب متقهقر تاتينا التفنيدات والتبريرات  بإلقاء مسببات كل ما يجري بحقنا اما على شماعة افضلية تسميه على أخرى او القائها على تجاوزات الآخرين الذين هم من تلكم الكتل الكبيره,  اذن متى يحين وقت ادراكنا لحقيقة وخطورة تفاهة هذه المقولات  المخادعه  والغير المتوزانه, متى سنذهب الى العقليه الخلاقه  لنبذالخطاب المتقهقر الذي تحدده  جعب ومنافع  التقت مع الكراهيات الشخصيه التي جرجرت الجميع  تدريجيا الى هاوية الخنوع والتسليم الكامل  لمقدرات شعبنا  بايادي غير أبنائنا, ألا يدرك ساستنا  ومثقفونا هذه الحقيقه التي من شدة وضوحها وكثرة  التأكيد عليها  اصبح التطرق اليها ضربا من الثرثرة؟ أم ان المصالح والكراهيات الشخصيه  باتت   تفقد البصائر  وتعطل العقول ؟
الشعب والوطن من وراء القصد
كانون الاول 2013


237

" ننقــــد تارة ً  وندعم  في أخرى , نناشد المخلصين  من دون تهكم او زعل "

شوكت توسا
 مع ترسيخ ثقافة الحوار وإتساع حيزها الذهني, ,يغدو اختلاف الرؤى مجالا خصبا وثمينا لمن يحسن استثماره ,وقد قيل بان اختلاف الرؤى  لا يفسد للود قضيه على اعتباره بمثابة محرك وحافز فكري لتحضير الذات وترويضها على نحو مدرك لمدى ضرورة واهمية تقريب وجهات النظر و تنقيح الرؤى المختلف عليها خدمة للذين يجمعهم هدف مشترك , خلاف ذلك يكون الإمعان تحت وابل ما تفرزه لحظات الانفعال محصله رعناء لا يسلم  فيها ملاك ولا شيطان  .
  مقدمتنا اعلاه لها علاقه جدليه بالعاصفه التي اصابت هيكل الحركه الديمقراطيه الاشوريه وما نتج عنها من مجافات وتقاطعات جديرة بالدراسة والتمحيص حتى لو اعتبر العصف امرا عاديا , فقد سبقه  حسبما تبين عجات  تم طمطمتها لأغراض معينه دون التحسب لإحتمالات تصاعد حدتها , اذ كان المفروض الاستفادة من مقولة ابحث عن الديك المسروق كي تستطيع معرفة من الذي سرق المعزى والجمل ثم المرعى .
 أن يصل الأمر بالإخوان الى  تبادل  خيارات الفصل والتجميد وتعليق العضويات واعلان القطيعه ,  فهي خيارات يضطر اليها المؤمنون  في حالات اليأس والعجز عن منح انفسهم فرصا وما اكثرها  لو توفرت الإرادات ,  فقد كان إقدام المختلفين (فكريا /شخصيا /منفعيا) الى نشر غسيل يؤسفنا تكرار وصفه بالعشوائي والغير المسؤول,  إذ لم ينم عن درايه واعيه في إدارة  الاختلاف داخل التنظيم بما يليق مقام السياسي المتمرس  والعارف بحجم المهمه الملقاة على عاتقه , وبسبب النقص في هذه الدراية ضاعت على  الكثيرين  ومنهم المثقف الناقد والسياسي الملتزم فرص جني ثمرة حق النقد والمناشده المراد منها التصحيح والتقويم ,والذي  زاد من بلة الطين هو تشكيات وانتقادات شابتها  نزعات ومثالب مشكوك في صدقها  يصعب ادراجها في خانة اختلاف الرؤى الفكريه  الذي يمكن التعويل والبناء عليه.
   إذن جاء  الجفاء والزعل كنتيجه أخطاء متبادله  ألقت بظلالها على تفاصيل انتخابات الاقليم الأخيره والتي أبرزت لنا اشارات  مخيبه  هي الاخرى تسدعي التقوف عندها !! لا ادري  هل سينتبه الإخوه المختلفون اليها والى تفاقم ظاهرة تشتت أصوات ابناء شعبنا  بين قوائم  حزبيه من خارج مكوننا القومي وعزوف الآلاف من ابناء شعبنا عن المشاركه في التصويت؟,  ام ان الظاهره لا تستحق التوقف عندها قليلا؟
  لا أظن ان المساله بحاجه الى فتوة حكيم او قرار حليم ,فالسبب هو السياسي  وهو وراء قرعات الناقوس المنذره بخذلان شعبنا  لا سامح الله في القادم من الايام  ,لان  توقيت العاصفه  الهوجاء عكس صورة  هزيله  ومزريه عن واقعنا السياسي في نظر الآخرين , ولا اعتقد بان ساستنا المحترمون  يجهلون  تبعات هذه الهزاله  وما سيترتب عليها من اجراءات ليس من السهل  منعها او حتى تأجيلها .
  نعم  المشاع  في خارطة العراق السياسيه  هو من التعقيد  بما يصعب الحديث عن عطار يصلح ما افسدته المصالح والمنافع , لكن ذلك  لا يشفع المولعين بايجاد عذرهم في ذلك  كي نعفيهم عن مسؤوليتهم , انه منبه  لمثقفينا و تنظيمات ابناء شعبنا المستهدفه كي ينتبهوا لظاهرة كيل وتبادل الاتهامات فيما بينهم  لانها لا تشفع الاخطاء  بقدر ما هي محاولة  تهرب عبثيه للابتعاد عن تحمل المسؤوليه .
  العامة من ابناء شعبنا  يدركون بان في متناول السياسي اكثر من فرصه  للتقويم والتصحيح ,وهواول المطالبين بمنح نفسه  قدرا من الحكمة لدراسة ما يدور كي يحذو مؤازروهم حذوهم من اجل الخروج بآليه مسؤوله  لمعالجة ما يواجه شعبنا من ازمات .
   لنفترض ولا نقول نؤكد , بان مصداقية المختلفين في داخل التنظيم وجديتهم في اعلان التزامهم بمبادئ الحركه هو امر حاضر في ذهنياتهم , لكن هل سنكتفي بالشعارات والادعاءات بعد او ولى زمنها, الدليل العملي يبدا بنقطة ادراكهم  لاستحقاقات هذا الالتزام  واحدى هذه الاستحقاقات  هي العمل على رسم حدود الدائره المطلوب منهم التحرك في نطاقها  مستقبلا  وهذا ما نتمنى مناقشته بتركيز في مؤتمر الحركه السابع بعكس ذلك , سينعكس الأمر سلبا  بشكل أسوء مما شهدناه  وسيلقي بظلاله ابعد من تلك التي  شهدناها.
دعونا نطرد من عقولنا  حجة وسلاح التشهير بهذا او التمجيد بذاك , فتلك أوهام لن تساهم اطلاقا في حل لب مشكلتنا,  عليكم  بايجاد آلية  تجمع  المختلفين  في رؤاهم على قاعدة القاسم المشترك ( التزام مبادئ الحركه)  لان انفراطه  كاف لإغراق الجميع في صراع  تافه شعبنا في غنى عنه .
  الساده المختلفون في امور ولتكن متعدده , انما  اتفاقكم على صون واحترام مبادئ الحركه فهو بمثابة قاسم سياسي واخلاقي  حيوي مشترك لا يسمح  لكم البتتة بتقطيع وتقسيم جماهير الحركه , أســِسوا عليه   في رسم خطة عمل غير مهزوزه  تكفل التنسيق لتأدية واجباتكم تحت قبة البرلمان وفي اي مكان آخر  , ليس هذا فقط , هذا التنسيق سيكون دليل التزامكم الاخلاقي  بالقاسم المشترك  وهو بحد ذاته عامل حث لكل مهتم بحقوق شعبه على دعم  فكرة التحاور والتنسيق ,فعندما يجتمع  الفائزون ثلاثيا وربما خماسيا (كممثلين) على هدف تطوير اسلوب عملهم السياسي , عندها سينكشف الملتزم  الحقيقي بقضية شعبه, اؤكد بان التزام الثلاثه هو ضمان لفرصه دراسة وبحث امكانية تسوية  ما عصف بالحركه كتنظيم اولا ثم النظر في مسالة  التنسيق الخماسيه التي لا اريد ان اعود بسبب ذكرها الى ما قلناه بحق ممثلينا  في الدوره السابقه التي خرجنا منها بلا حمص يسد الرمق وبلا  قرار او انجاز يستحق الذكر او الشكر.
 شخصيا أراني وكانني إتخذت من نتائج الانتخابات المعيار الأرجح في  تحديد الطرف الذي يتحمل مسؤولية القادم  من الايام او تحديد الجهه التي يمكن الحديث عن دعمها  , ولكن ليس من المعقول ان نتناسى وجود عوامل على المؤتمرين ان يناقشوها جيدا  نظرا لإستفحالها المتزايد  وبدوافع متشعبه للتاثير سلبا على مجمل وضعنا السياسي ,  وهنا دون شك سيضع العامل النفعي امام محك وواجب مطاردته كحاله مرفوضه ومنبوذه   مثال تاسيس مجالس واحزاب الظل  تعددت بسببها نسخ مفاتيح اقفال ابوابنا لتصبح في متناول جهات من الصعب الإئتمان بها وبعدم استقلاليتها , وما اكثر ما تطرقت الى هذه النقطه  ليس بدافع كره او حب انما كحاله سياسيه  لابد من توضيح دورها الهدام  ما دمنا نتكلم عن  تطويروضع شعبنا سياسيا .
  لو نظرنا بعين سياسيه مجرده  الى تنافسات قوائم الحزب الديمقراطي الكردستاني /والاتحاد الوطني الكردستاني/ والتغيير  واليساريين والاشتراكيين  والجماعات الاسلاميه , نعم هناك  تبادل مخاوف فيما بينهم  وهذا امر طبيعي , لكنهم مجمعون على اهمية مشروعهم   في تشكيل كيان خاص لهم ,  لذا عرفوا كيف يشاركوا في صياغة  قوانين ودستور البلاد  بالشكل الذي يمنحهم  فسح استغلال ديمقراطية نصوص القوانين المنقوصه في اقتناص الفريسه والتقاط لقمة الصياد منها, هكذا  هي سياسه اليوم ليس من مانع  قانوني  يمنعهم من توجيه أنظارهم  الى الحلقه الضعيفه  (التركمانيه  او الكلدواشوريه  اواليزيديه  او الشبكيه او الأرمنيه)لضمان مقعد او مقعدين من الكوتات ,السؤال البسيط الذي يتبادر الى الذهن هوعلى من يقع واجب معالجة هكذا اختراقات, انا اقول ان العطار  في أجازه مفتوحه منحتها له الكتل السياسيه , والسؤال الأكثر أهمية  فيما يتعلق بالقائمة  التي قيل انها حازت على اصوات المئات من منتسبي الحزبين الكرديين ,هل سيستطيع ممثلوهذه القائمه  ضمان  مساندة اي من الحزبين  في المطالبه بحقوق ابناء شعبنا الكلدواشوري السرياني  ؟؟
 حين تتم الاجابه على تساؤلنا  سيحق لنا الإفصاح عن الجهه التي نراها تستحق الدعم  لا ان نسبق الأحداث  وننصاع الى العواطف والأمزجه في قرار دعمنا  لقائمة ابناء النهرين لمجرد انها غادرت  تنظيم (زوعا)   فهذا  كلام لا يستقيم  مثلما لا يستقيم القول بأن أفكار الباقين  بالتنظيم  كلها تستحق الدعم.
الوطن والشعب من وراء القصد


238
 
شــكوى قائمة الرافدين 126 بين عدالة  قوانين  المفوضيه  وصراحة السيد هريم كمال أغا

 أستهل مقالتي بتهنئة  أقدمها لكل من حقق الفوز الشفاف في انتخابات برلمان الأقليم بأصوات مؤيديه ومؤازريه النزيهه  متمنين للفائز الإخلاص في إدارة شؤون المواطن وإحترام حقوقه دون تفريق او تميييز, كما نتمنى سعة الصدور  فيما سنطرحه من نقد وتعليق الهدف منه تحقيق ما هو خير للجميع  .
الى المسؤولين والمنتخبين الجدد المحترمين, مع ان نتائج الانتخابات قد ظهرت بشكلها النهائي , الا ان كلاما  ورأيا شخصيا لابيد ان يقال في مناسبة  شكوى قائمة الرافدين , حيث:
بتاريخ 19 أيلول 2013  قرأنا  على موقع عينكاوه  نص الشكوى التي تقدمت بها قائمة الرافدين 126  نقتبس أدناه مقتطف من نص الشكوى :
""وردتنا معلومات من مراقبي قائمتنا (126) ومن بعض منتسبي القوات العسكرية والامنية في دهوك المشمولين بالتصويت الخاص لانتخابات برلمان اقليم كوردستان التي جرت اليوم 19/9/2013 بأن المراجع العليا السياسية والامنية في الاقليم قد وجهت الناخبين المشمولين بالتصويت الخاص بالتصويت لصالح قائمة الكوتا (127) / التسلسلين (2 و 4)، وبمعدل (1500) الف وخمسمائة صوت لكل منهما في مركز دهوك ،  و في المراكز الانتخابية عمادية ، زاويتة، سرسنك، سميل، زاخو، ديرابون وباطوفة وغيرها  ، اضافة الى التوجيهات والضغوطات المستمرة على المصوتين  داخل مراكز التصويت وبصورة علنية ، ويشهد على ذلك العشرات من منتسبي الكيانات السياسية المختلفة في كافة المراكز المذكورة اعلاه ".انتهى المقتطف .
   لم نقرأ أي رد او تعليق رسمي من الجهه المشتكى عليها , سوى تبريرات  أصفها بالمبتذله لأنها نحت منحى تبريري أفلج  يستسهله المتعاجزون عن التفكير باهميه تشكيل كيان سياسي يستطيعوا باستقلالية برنامجه النضالي كسب اصوات  شعبهم بارادته بدون لف ودوران , أما  فيما يتعلق بردة فعل مفوضية الانتخابات المستقله أزاء الشكوى , فقد تبين انها إعتمدت على ما تيسر في نصوص قوانينها (العذر اقبح من الصوج). فهي لم تنف صحة ما جاء في مضمون الشكوى لكنها لم تأخذ بها لعدم وجود نص يمنع  المراجع السياسيه والأمنيه  من التدخل باي شكل في شأن مقاعد الكوتا  كتوجيه  جماعاتهم  للتصويت  لقائمة دون اخرى من كوتا المسيحيين كما يسمونها , كأن تكون  قائمة 127 المشار اليها في نص الشكوى, والتي يرأسها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي  تأسس بدعم وتمويل  لم يعد البت فيه سرا او امرا مكتوما, ومن يرى في قول الحقيقه  دس وبث الأحقاد  فهو حر فيما يقول لكن للحقيقة ايضا كلمتها الحره التي بالتأكيد  تزعج آذان الذين يجدون في السياسه بزنسهم المربح ومصدر رزقهم الاسهل  .
 من تفاصيل المجريات السياسيه التي يشهدها العراق , برز نمط من المنافسه   مدعوم بنصوص دستوريه وقانونيه ناقصه  تسمح بالاختراقات لا بل تعتبرها حق لا تشوبه شائبه تحت ظل ديمقراطيه  باهته  وقوانين مبتوره  تتطلب التقويم كما هو حال قوانين مفوضيه الانتخابات المستقله التي بحسب قوانينها  يحق لاي حزب سياسي غير كلدواشوري سواء عربي او كردي /  وغير مسيحي سواء شيعي او سني  إستغلال مقاعد الكوتا الخمسه واستخدامها لضمان مقعدين مواليين له و بسهوله  بمجرد  اعطاء 1000  او 1500 صوت من اصوات منتسبيه لقائمة  من قوائم الكوته, في الوقت  الذي يتطلب حصوله  على اكثر من ثلاثين الف صوت كي يضمن  مقعدا  واحدا  في قائمته خارج نطاق الكوتا, إذن لماذا تم إقرار هذه الكوتا الكسيحه المستباحه؟.
    هذا الذي حصل يشكل رساله  لكل من يود التعرف على هيبة العمل السياسي في طول العراق الديمقراطي الجديد وعرضه , رساله واضحه لا تنم عن اهتمام مرسليها بسلبية انعكاساتها النفسيه على علاقات العراقيين فيما بينهم  بقدر اهتمامهم في استحواذ السلطه والكعكه  باي وسيلة كانت,  وما احلاها من ديمقراطيه  حين  تمهد لجعل المستضعف  صاحب الكوتا آلة وأداة  سهله ضمن أجندة الأقوياء والمتنفذين.
 في الحقيقه يستغرب المرء متسائلا يا ترى كيف يتسنى في مثل هكذا ديمقراطيه عرجاء مد جسور التآلف والتآخي التي يزمر بها سياسييونا العراقيون ليل نهار وكيف سيأتمن المظلومون و محبوا الديمقراطيه والحريه على حريتهم وحقوقهم  في ظل قوانين تعمد ُمشرّوعها  في صياغتها مجتزءه ومنقوصه ؟ تساؤل لو تكرم واجاب عليه السياسييون سنكون لهم شاكرون  .
في نفس موضوعة  الشكوى أعلاه, و قد أعلن عن نتائج الانتخابات النهائيه , أمر لفت  نظري وانا اقرا تصريح  السيد المسؤول السياسي الكردي هريم  كما أغا,مسؤول في الإتحاد الوطني الكردستاني كما ورد في الخبر المنشور , حيث صرح حضرته  قبل ايام من اعلان النتائج مطالبا: (بوجوب التوقف عند ظاهرة حصول التركمان والكلدان والاشوريين على أصوات كثيره بين صفوف قوات الزيرفان والقوى العسكريه  الاخرى في محافظات الاقليم), وقد جاء اعلانه هذا على موقع قناة الفضائيهNRT المستقله حيث يضيف سيادته :
"إن هذا يعتبر تزوير وشراء ذمم بعض الناس,.............................." . لو إكتفينا بقراءة هذا الجزء من كلامه  منفصلا عن الذي تلاه , سيتبادر الى الذهن بان المقصود  فيه هو ان الإخوه في قائمة التجمع الكلداني السرياني الاشوري  المرقمه127  قد  كسروا حواجز السلطه وتمكنوا من تحقيق نصر  لقائمتهم 127 في شراء  1500 او ربما اكثر من  أصوات العسكر ورجال الامن  الاسايش والشرطه كي يصوتوا لقائمتهم !!  طبعا تلك امنيه  ليس من السهل البت فيها !!!! غير اننا حين نكمل قراءة بقية ما قاله السيد هريم  حيث يضيف في تصريحه (( .... لأن الحزب الديمقراطي الكردستاني بنفسه قد خلق هذه الأحزاب))  بالتاكيد ستتوضح الصوره , مع ان الاستاذ هريم  لم يذكر هذه الأحزاب  بأسمائها , لكنها معروفه  لدى الكثيرين خاصة لدى السيد  الكاتب انطوان صنا الذي وصف الانتخابات بالشفافه والنظيفه والديمقراطيه( ربما في جانب غير الجانب المتعلق بقوائمنا) متجاهلا بان مصطلح الشفافيه يتحقق في هكذا مراسيم  عندما  تحترم ارادة المكونات الأصغر وكوتتهم اليتيمه  ,ليس بالقفز على أكتافها لمجرد عدم ادراج فقره قانونيه تمنع مثل هذه القفزات, لذا كان الأجدر بكاتبنا التحدث  بقليل من  تلك الشفافيه  عن مدى صحة  ما حصل وما مسبباته و من هي تلك الاحزاب التي لم يصنعها ابناء شعبه .
المهم  بعد قراءة ما تفضل به السيد المسؤول السياسي الكردي هريم , يتساءل المرء يا ترى  هل فعلا  راج سوق بيع وشراء الاصوات؟ ومن ذا الذي باع ذمته ومن  اشتراها ؟  ثم هل  قائمة الرافدين  تمكنت من شراء ذمة السيد هريم كمال اغا ( حاشاه) مع احترامنا وتقديرنا له  كي يدلي بهذا التصريح !!! هذا ما لا يتوقعه اي عاقل البتتة  مثلما إستبعدنا شراء ذمم العسكر ورجال الشرطة  من قبل القائمه 127,انما الحقيقه لمن يريد الحكم على اساسها سيجدها  في تفاصيل ودوافع  من المؤسف انها حولت شعب الكوتا الى ألعوبه بأيادي الكبار من المتنفذين .
إذن بناء على ما  دار وما سيدور , علينا ان ندرك جيدا بان في أروقة سياسة هذا العصر العراقي  ممارسات وألاعيب لم يعد يحدها نازع انساني كي يتوقف عندها قليلا  المتنفذون والمنتفعون  , وهنا تكمن مهمة  الكاتب الملتزم  الذي على عاتقه تقع مهمة تنوير القراء بحدود العمل في السياسه كي نتعلم  جميعنا كيف  نمارسها  عندما تحرر نفسها من اي قيد  او نازع  انساني او اخلاقي  , لكننا  نعود ونقول يا سادتنا المسؤولين , ونحن مكسوري الخاطر  كوننا شرقيي الهوى في طباعنا , نقول باننا شاركنا ونشارك آلام المظلومين  و تألمنا ونتألم من الظلم بكل اشكاله و كما اننا نستحيفه حين يكون ابن جلدتنا مساهما في ألحاقه بشعبه , اما الحديث عن  إجحاف  سياسة  الذي شاركناه مآسيه ومعاناته عقودا طويله  , فلا أدري  إن كان علينا ان  نعترف ثم نستسلم لحقيقة ان السياسة  لم تعد تعر اي اهميه   لوصف ظاهره كالتي شهدناها كونها  مؤلمه  ومؤسفه  حين تجتمع فيها ملامح اللاديمقراطيه واللاتآخي واللا ثقه ,  وما على الحليم  سوى ان يفهمها كي يعمل عليها لو ابتغى الصدق والاخلاص مع اهله .
الشعب والوطن من وراء القصد


239
حقوق شعبٍ يبعثرها أبناؤه بين أشواك دروب الجنة المـــوعوده
شوكت توسا
أستهل مقالي بدعوة القارئ للتأمل ملياً في مقولة "ما ضاع حق وراءه مُطالب", عن اي حق نتكلم؟كيف نطالب به؟ممن يُطلب؟ ماذا لو كان صاحب الحق ضائعا ً ؟ .
  القول بان فلاسفة التاريخ وعظام مفكروه سبقوا الكتب المنسوبة للسماء في إيلاء الإنسان ما إستحقه من أهميه ,قول صحيح بل حقيقه إضطرت واضعي قوانين الحياة ومكافحيها قبل ظهورالاديان وما بعدها الى طرق ابوابا اوصدها السلاطين واصحاب الجبب ووُعاظهم  بوجه كل من طالب بفك القيود عن هذا الانسان.
 كشعب بيث نهريني,كان لأجدادنا سبق إعتناقهم المسيحية آملين منها التعويض عن إنكساراتهم الدنيويه وضمان فردوس الآخره ,فتوارثها الابناء عن آبائهم بالمعموذيه وإرتضوا بوصاياها دستورا وبكهنتها أولياء وحكاما لتفاصيل حياتهم.
 مبتغى ما سندلو به ليس مناكفة معتقد اومذهب, بقدر ما شكلته رفعة الإنسان غاية عززتها تسبيحة الله محبه, المحبه التي رفضت أذية الإنسان خلافَ الأخرى التي يتحمل دعاتها وزرأذية شعبنا على إفتراضات نُسبت الى السماء ومُررت تحت عباءتها بُدعاً مشوِهه لمحبة الله زادت من معاناة المؤمنين في ضائقاتهم.
 المُلفت والغريب في هذه البُدع الشاذه عن سياقات محبه الله, أن أفاعيل منجميها استمرت ردحا دون حظوة تصلح ذات البين ولا نهضة توقظ المخدوع على مستلزمات البقاء , فقد ظلت ذات الأفاعيل, بخلاف الأوربيين الذين وعوا على مخاطرها, تتحكم في عقلنا الشرقي مذ تمت سلفنتها بصك الجنة والغفران لتغدو بمثابة جُرع أدمنت عليها عقول المرتعبين من فكرة العقاب والثواب فقسمت بيوتاتهم  ما بين مؤيد ومعارض لمناوشات المختلفين حول تجسد المسيح وآلوهيته (اللاهوت والناسوت) وامومة العذراء, وبسببها شـُطرنا الى مذاهب فرخت لنا نـُحَلا ً ومِللا ً انحسر فهمها لوجودها ما بين وعيد نارجهنم و نعيم الجنة الموعود وما رافق ذلك من سفسطات سلبت منا العديد من مقومات بقاءنا, والأنكى من ذلك ونحن في القرن الــ21 مازلنا نحوم حول ذات الخطأ بين ناقد له ومبررٍ لفداحته .
السؤال لمثقفينا القوميين منهم بالذات :أي مكسب قومي اووطني حققنا من تلك البدع عبر قرون ؟ وهل سنجني الافضل من زجها في قرننا الجديد؟
 بالعوده الى دورالمثقف الملتزم الذي يتميزعن غيره في بناء وبلورة فكره على اسس مادية مرتبطه بحياة الإنسان في محيطه الأرضي,مما يترتب عليه النأي بنفسه عن اجترار مفرقعات هتكت و فرّقت بني رَحمِهِ  بذريعه نُسبت كذبا  وزوراالى الله ,فهو (مثقفنا) حين يضع قيمة الانسان نصب عقله وبصره, انه يقترب اكثر من غيره الى فضيلة خالقه الذي حبا وديعته (الانسان) بنبي ليرشدها ويحميها لا ليتسبب في إهانتها وذبحها, وهذا بحد ذاته يضَعَنا كمثقفين(غير لاهوتيين) أمام ضابط اخلاقي يُلزمنا بالدفاع عن حق هذه الوديعه التي دفعت فواتيرا باهضه ثمنا لما أرتكب باسم اللاهوتيات ومحبة الله, وهي من الجسامة بما يضعنا في موقف المشكك بسلامة العقل الذي يختار لضالته إبقاء العربه على سكة المفخخات غيرمكترث لنداء البقاء ولا حتى لتسبيحة الله محبه التي تفرض عليه نبذ المذهبيه التي مـزقتنا إربا , أذن اين يريد بنا ولسان حال واقعنا يردد باننا لولاها لكنا في حال غيرالذي وضعنا فيه اولياؤنا الاكارم (سامحهم الرب) حين آثروا شرذمة شعبهم وتشتيته كي لا تلامس قدسية مذهبهم الارض .
الحياة  كما تبدو, فهي في تغيّرمستمريضيف الى تعقيدات جيو_بوليتيك قضيتنا عقدا تحتم على مُريدي الحياة الكريمه تصحيح طريقة تفكيرهم بما يتلاءم و منطلق اين السبيل الى البقاء حيث الارض والتاريخ والهويه, وأي باب يجب على مثقفيها (القوميين) طرقه من اجل وضع الرأس الديني والسياسي أمام مسؤوليته دون منحه مبررات إنفراد إفراطه بمصيرشعب بأكمله , نعم احترام المعتقد والمذهب واجب إنساني شريطة عدم حشره لبعثرة الاخوه وتشتيتهم ,والا ما دواعي تناطح دعاة القوميه على اشياء أنستنا الارض وافقدتنا الهويه , انا ارى ذلك مجرد تزامط خاوي وإرتجال متخبط واضح تحت وطأة سوء فهم لفريضة سماويه سبقنا الأسلاف في تأديتها بطريقه أدت الى تنصلهم عن سواها من مقومات البقاء المهمه .
لو حاول احدنا سبرأفكار أخاه الكلدواشوري المسيحي لمعرفة مايهمه إن كانت الجنة ونعيمها الموعود هي شغله الشاغل ! أم العيش مرفوع الراس في رحاب الاجداد وما خلفوه لنا من إرث وأصرح وهويه ولغه وتاريخ  ؟ له أن يقنعنا بفرضية الجمع بين الرغبتين, لكن يا ترى كم مسموح لمثقفنا القومي استغفال طبيعة جيو_بوليتيك  مزدحم  وملتهب بصراعات قوميه على الارض والهويه و بين ثقافات وأديان في مكان اسمه العراق ليس الفاتيكان ولا مكة؟
  ان مشكلتنا لن يحسمها تباكينا مجتمعين على ما أضعناه من مقومات وجودنا كشعب بهويه قوميه ووطنيه عريقه ما لم نجب على السؤال : هل صحيح ان تسليم امور دنيانا لسلطة الدين والمذهب كان إرضاء لربنا و نصرا لقضية الارض والهويه  ؟ هل حقا بتخويل من الرب وابرام تعاقدات معه  نكفـّرالقائل بان الدين مجرد شأن خاص بين الانسان وخالقه ,أفكار وخرابيش تعاقديه كهذه أنتجت منا نموذجا مستهلـَكا ومستهلــِكا, تعاقدات ابرمها المؤمن البسيط  ليس مع خالقه الذي آمن به بل  طاعة ًللوسيط الذي وجد في ترويض العقول على رصف الرقاب وحنيها أمام السياف إرضاء ً لله, ففصِلت رؤوس عن اجسداها وشُقت بطون حوامل في عقر ديارها ليسكنها ويدنسها من بعدها أوباش غزاة أجادوا بتأليه حد سيوفهم فِعلَ ما يبيح حلالنا , فأُحتلت الأرض فارسيا و عربيا وكرديا واسلاميا بمقايضتها مع المقدس الديني والمذهبي الذي تلاشى هو الاخرفي انهرمدماة على فرضية ان أنهر زلال ستروينا في جنان السماء, كما لم يهتزلنا جفنا لصروح الآباء التي دُمرت  على اعتبار ان السماء صرحا لا يعلوه صرح, كل هذا تم في تأملات ايمانيه  يحارالمرء كيف يعلل معاودة حشر الديانة وخلافاتها المذهبيه في شؤون السياسه والقوميه وهي سبب إضعافنا و تشريدنا في اصقاع المعموره بحثاعن جنة مفقوده بعد ان هجرنا الجنان التي شيدها لنا اجدادنا واباؤنا  بكدهم وعرق جبينهم كما يقول المرحوم القس يوحنا جولاغ في قصديته نخريوثا:
أوبرا طاوا دبابا وساوا كمشوقيلي __ جْعزلـَي منّح وتا نخرايا كمياويلي
أن نشواثي لا خازنّني ولا خازيلي_ لـْمـَها بريلي بئذي دونيي وقملي ورويلي

  مع نضج عقله , يكتشف المرء بان طريقة تديننا وتمذهبنا جاءت خارج إراداتنا العقليه حيث يفترض انها نتاج قناعه (ليس توريثا كما في المعموذيه) تبنى على اساسها علاقه مع الفكرة وعوائدها التي لا يحددها سحرعصا او أسطوره مصفطه او صلاة مكرره, أما جرجرة ناقدي الحاله الى تهم الكفر والهرطقه فهواختزال لكل مآسينا  في مقوله ان الثواب والعقاب ليس في هذه الدنيا انما في دينونة الآخره وما على المؤمن الا المزيد من الصلاه,وهنا تعود بنا الحيرة الى مربع مساءلة دعاتنا القوميين , يا ترى هل هذه هي أدوات نهجنا  لسبيل بقائنا على ارضنا احرارا واسيادا على انفسنا؟ أم يا ترى هناك مسوغ إلهي أوصى بوساطة شخص بيني وبين الرب كي اسمع وانفذ  خاشعا وإن سألته عن  سبب ضياع ارضي وهويتي ساكون من الكافرين؟ في حين كمؤمنين نقر ونعترف بان ارادة الرب  قد خصتنا دون بقية المخلوقات بعقل نميز فيه الصح كي نشيد به ونقتديه في محاربة الخطأ حين يداهمنا, بالتالي سنحس بوجودنا وقدرة تحكمنا بعلاقاتنا مع الله اولا ثم مع بقية البشر. أين نحن من اعترافنا وإقرارنا  إذن ؟ .
 أعود وأؤكد بان ما نبتغيه من كلامنا كما اسلفنا ليس طعن او تمجيد لشان روحي , بل مراجعه منطقيه معمقه لعلاقة الدين بحياتنا ستقودنا الى  ما جنيناه وسنجنيه من خلافات تفاسيرالمذاهب , والداعيه القومي الذي يعتزبدينه ومذهبه هو أول من سنطالبه , ليس بترك عقيدته او مذهبه فهو حر,لكنه مدعو لبحث  كيفية استعادة أرض اخوانه (في الدين على الاقل) وكنائسهم وحقوقهم وهويتهم التي سلبت منهم, والا فحالنا مثير للشفقه ونحن نعلم بالذي حل بشعبنا الرازخ تحت سوط من تسللوا الى جغرافيةاحيائنا ومدننا, لقد اصبحنا اقليه دخيله دينيا ودنيويا(وطنيا وقوميا) في وطننا التاريخي... لماذا؟  إن كان الأسبقون قد فازوا بالجنة , فقد سلّموا رقابهم المسيحيه ثم رقاب أحفادهم لعنجهية أجندات السيافين ثمنا لقاء الجنه الموعوده, ربما هذا الكلام سيعكر صفو مريدي الجنة ! لكن حديثنا ما زال حول المتحدثين عن حقنا القومي ان عليهم الكف عن مخادعة الحقيقه ومجانبتها التي باتت كارثه لابل هي الكفر بعينه نمارسه بحق أنفسنا كلما اعتبرنا مكاشفة الحقيقه أو مناقشتها مساسا بالدين  وتحجيما لدوررجاله ودرجاتهم التي اكتسبوها لبث المحبة ولم شمل أبناءهم وليس العكس .
 ان مخافة الرب يا سادتي لا يجسدها تخوفنا وتلكؤنا في الإفصاح عما يدور في عقولنا بحريه وأدب فحسب, انما وراء هذا التخوف يكمن سر صناعة الشخصية المهزوزه التي اخفقت حتى في إرضاء ربها الذي خلقها كي تعيش سيده على ارضها  ولتكافح من اجل حقها وترفض كل من يقصد استعبادها .
ملاحظه  ورجاء : توجيه تهمة الكفر والهرطقه لن تجدينا نفعا, ان كانت تلك تهمة فحسابها عند الرب  , المهم نريد ان نتعلم اين السبيل الى حقوق شعبنا؟  هل في الآخره ام هنا على الأرض؟.
الوطن والشعب وراء القصد




240
أيها البرلمانيون  عليكم تشريع قانون الغاء تقاعد المناصب السياسيه او قانونا يبقيكم في مناصبكم مدى العمر
/ شوكت توسا
 الحديث عن العراق وشعبه المكــّنى بأبي الحضارات وصانع المعجزات لا ينسجم  وحظه المنحوس فيما يلم به من تدهورو فوضى جعلت  نموذجا  عالميا  للاكتئاب والشؤم لحد حرمانه من اية متعه او فسحه يتنفس فيها الصعداء  عدا متعة سماع  النكات الكيديه التي يطلقها بين فينة واخرى برلمانيين ومسؤولين انتخبهم الشعب لكنهم فشلوا  لأكثر من مره في كل شي الا في إقرارقوانينا تخدم اجنداتهم وتحقق مكاسبهم الخاصه والضامنه لترف أحفاد أحفادهم .
 فكاهات برلمانيينا وساستنا حدث عنها ولاحرج , أحدثها وليس آخرها  صحوتهم المفتعلهفي اعلان البعض منهم  عن استعداد تخليهم عن راتبهم التقاعدي , لكن متى؟ بعد ان طفح الكيل , صح النوم يا إخوان ! اين كنتم طوال هذه السنين وغيرتكم غائبه لتنطقوا الان بكلمة حق يراد منها تسويق الخدع التي أتخمتم بها العراقي الذي اعتاد سماع الكثير مما يشبهها من استعراضات ومزايدات لا ناقة للشعب فيها ولا بعير, وها هي ضحكتنا الاليمه تشق طبلات الاذان مع نكتة إنبراء بعضهم معلنين استعدادهم  للتخلي عن راتبهم التقاعدي , لكن الذي يضحك حد  ذرف الدموع هو رد أحدهم  متضجرا ومنزعجا من فكرة إلغاء تقاعده على اعتباره ظلما ما بعده ظلم وإجحافا لا  تقبل به شريعة السماء ولا لوائح حقوق الانسان بحق  المناضل الذي أتعبه السهر من اجل تشريع  القوانين ورسم خطط تطوير الخدمات ومراقبه احوال الناس بالنزول اليومي الى الشارع لمعايشة  مشاكل المواطنين في الحر والقر و زقزقات المفخخات و الحان كاتمات الصوت طيلة عضويته في البرلمان او  في الوزارة او الرئاسات الثلاث .
   هل صحيح هذا ما عودتناعليه طواقمنا  السلطويه المسؤوله أم بتنا نحن ايضا نحكي النكات المضحكه؟ لقد عودوا شعبهم على كل ما لا يتشرف به  العراقي من استهتار بقيمة الانسان وتسخيف لقسم اليمين سيما وصراعاتهم  التي إن زادت حدتها  فهي بسبب توزيع المناصب والمكاسب اما حديثهم وجعجعاتهم حول الغاء الراتب فهي واحدة من اكاذيبهم التي كشفتها لنا خلافات اللصوص وفضحهم لسرقاتهم , لم  تعد فبركات  تصريحاتهم  وخلافاتهم فيما بينهم  تنطلي على أحد  كلما اقتربنا من موسم اجراء الانتخابات , في حين بصائر الشعب المخدوع بهم للمره الكذا مع الاسف  لم  تتيقظ  ولم تصحو رغم  كل هذا البؤس الذي خيم على حياتهم , بل ظلت موصده  و العقول  ما زالت اسيره لأكذوبة نصرة  الكتله الفلانيه للمذهب الفلاني والقوميه الفلانيه , هكذا دواليك  ساهمت  سذاجة الضحيه في  كبت نفسها  وفي تضييق حبل القتل والجوع والخوف على رقبتها  ولأكثر من مره  دون ان تعي بان حياتها  ومستقبلها  في نظر من إنتخبتهم  لنصرة الطائفه والقوميه لا تشكل اية قيمه او اعتبار اخلاقي , لذا سيطول أنين المعذبين وستكثر آلام خواء الحواصي التي بات عشاؤها خبازا اخضر ملفوفا بورقة خباز ذابله  بينما براتب  شهر واحد لبرلماني او وزير يمكن لخمسين يتيما عراقيا أكل المحار والكافيار ولحم الغزال  والعسل الطبيعي يوميا على مدى ايام الشهر , هل من عدالة أرقى من عدالتكم هذه ايها المؤمنون الاسلاميون والقوميون والليبراليون والديمقراطيون ؟ هل يرضيكم ضيم العراقيين المتقع هذا و رئيس جمهوريتنا  راقدا في  مستشفيات المانيا قرابة عام عجل الله شفاءه يتقاضى راتبا يتجاوز الخمسين مليون دينار شهريا ؟
إن ذرفكم لدموع التماسيح والتناكف المصطنع  حول هموم الشعب ومعاناته  باتت مزايدات مفضوحه واستعراضات اعلاميه  لن تشفع سراق قوت الشعب فهي تتكرر لاكثر من دوره دون ان نتشرف بكتلة غيوره من الكتل الكبيره كي تعترض وتشدد مطالبتها بتشريع قانون يفض ازمه واحده من ازمات الشعب الحقيقيه لابل تفعلون ما يزيد الاحتقان ويعمق الجروح , انكم يا ساسه ويا برلمانيين تدركون جيدا بان حكاياتكم  الضاحكه على ذقون المساكين  والمعدمين محفوظة في ذاكرة الشعب   وسيسجلون تماطلاتكم في دراسة وتشريع الكثير من القوانين المفيدة للشعب والتي ابرزها إستكثاركم على شعبكم  المبتلي بكم مناقشة أزمة واوضاع ستة ملاين متقاعد عراقي  من خيرة شرائح الشعب التي يتم تسويفها لاكثر من سبع سنوات دون ان يصدر قانونا يحل ازمتهم المستفحله في حين ترتفع اياديكم  وتطبع  فورا قرارات تشريعات قوانين رواتبكم ومخصصاتكم  ابتداء من رئيس جمهوريتنا وانتهاء باصغر رزام في البرلمان ,اذن كم أنتم مخلصون في تمثيل ابناء شعبكم الذين انتخبوكم ؟؟؟
ان تشريع  قانون جديد تلغى بموجبه امتيازات البرلمانيين والوزراء والرئاسات  التي تعجلتم في اقرارها وتطبيقها  بات رفضها هدفا سينادي العراقيون برفضه والغائه رغما عنكم  ليس حسدا ولا كرها بابنائكم وعوائلكم  انما لانكم اثبتم فشلكم ونقضكم لوعودكم وقسمكم من خلال إصراركم المقرف في عدم اكتراثكم لهموم الناس التي انتخبتكم , لذا لا تستبعدوا ان تضطر الجماهير الى المطالبه  حتى بالغاء الانتخابات كي لا تفرخ لنا طوابير من  المتقاعسين باسم الديمقراطية المزيفه ليحمـّلوا الخزينه مزيدا من اعباء مبالغ تقاعدهم,  لذا ربما الافضل لكم كبرلمانيين وهكذا للشعب ان يتم تشريع قانون الغاء الانتخابات وابقاء الرئاسات والاعضاء والوزارات  نفسها مدى الحياة  كي تشبع بطونكم  وبطون الشعب تشبعها اهزوجة بيت الشعر القائل 
 نامي جياع الشعب نامي   حرستك آلهة الطعام   .
الشعب والوطن من وراء القصد


 



241
رســـــــالــــــه  حُــــــرّه  الى العقول  والأذرع التي يكبلها  أصحابها

  شوكت توسا
   دواعي رسالتي مهما تواضعت فهي  بنظري من الاهميه بما لا تعزى دوافعها او تحصرفي مزاجية البيانات والرسائل التي ما زالت تفرخ لنا مزيدا من التصدع , فقد سبق  وناشدنا اطرافها المعنية بالتوقف هنيهة والإلتفات قليلا الى الأهم  لكن عدم اكتراثهم  جعلنا نتخيلهم وكانهم غير معنيين بقراءة ما يكتبه ابناء شعبهم  وهذا امر مؤسف يؤكده  استمرار المضاف من رمادية الرسائل التي لم ولن تجلب لنا سوى التشظي في الصفوف والخيبة  لشعبنا و لمحبيه الغيورين على مستقبله .
    تقييما بسيطا للرسائل والبيانات المشار اليها من باب معرفة  إنعكاساتها بغض النظرعن شخوص اصحابها الذين نكن لهم الاحترام , أول ما سيلفت الإنتباه هو تجلي سمة الإنفعال في شكلها  وعقم  فحوى مضمونها  الذي خلا  من  دلائل  الحرص والتحسب لخطورة ما هم مقدمون عليه , بالنتيجه لن يشفعنا عض الاصابع ولن يعالج ورطتنا إنفراد مجموعة في تشكيل قوائم  منشطره لخوض انتخابات الاقليم المقبله .
 إن وصفنا لهذه الرسائل بالمنفعله والعجوله لم يكن الغرض منه تبرئة طرف باتهام طرف آخر بقدر ما كان إدلاء واضحا للرأي سنبقى ندلو به متمنين عدم  تلبيسه رداء الدفاع عن السيد يونادم كنه  فهو في مقدمة المعنيين  بنقدنا  لمجمل الحاله  خاصة و شخصه كما قرأنا في الرسائل هو المحور الذي يحوم حوله  الكلام بين ناقد لممارساته السياسيه و عارض لمآخذ مغوشه ضاع صحيحها بين  الامور الشخصية والنفعيه المكسوة بغطاء بنفسجي   .
 للمؤمنين بقضية شعبهم المراد تركيعها امام إرادات اشخاص  إختلفوا على  اموركان من الواجب مناقشتها وجها لوجه, نقول بان  اختلاف هدف رسالتنا لا يتحمل وضعها في مصاف  الرسائل والبيانات المشار اليها اعلاه,  إنها دعوة صريحه للمختلفين الى ولوج طريق  يبقي قضيتهم مرفوعة الراس ,و السيد يونادم كنه بإعتباره سكرتير الحركه ورئيس قائمة الرافدين البرلمانيه  , من حقنا ان نخاطبه ومن خلاله رفاقه الذين علقواعضويتهم او تم تجميدها لأسباب تمنيناها عقائديه وفكريه  تلزم اصحابها بالتحسب لعواقب نشربيانات وغسيل  لم تراعى فيه هشاشة وسطنا السياسي ورخاوة أجوائه القابله لتفقيس المزيد من التشتت والحيره في صفوف ابناء شعبنا , على هذا الأساس كان  رفضنا لهذا اللجوء العقيم  الذي سبب لنا الحيره حيال سر غياب تبعاته عن أذهان  إخواننا السياسيين خاصة وحصيلة ما فعلوه  قد بانت  في العزف النشاز كلٌ على وتره المنفرد الذي يطربه ,  لذا ليس لنا سوى ان نكرر المطالبه بضرورة إستعادة  الوعي والعقلانيه  لميكانيكية توجيه النقد وطرح التشكيات تحاشيا من جعل قضية شعب باكمله اسيرة عجالة منفعله  أو رغبة آنيه .
الإخوه والأخوات الزوعاوييون المحترمون :
 جنابكم  كسياسيين  والاستاذ يونادم  واحدا منكم , لا أظنكم بحاجه الى  شخص مثلي علله يتباهى في تحذيركم عن مخاطر استفحال الرتابه والروتين في هيكيلية اي تنظيم سياسي  فهو نذير خيبة وشؤم لا تحمد عقباه لو جاءت معالجته بإعلان القطيعة  كل من طرفه او بنتف الريش وتعرية الجسد ثم جــَلدِه .
ما بالكم لو كنا ندرك بان على الناشط  حين يطالبنا التصديق بكلامه  فعليه مسؤولية أخلاقيه لا أظنها تبيح له تجاوز خط قضيته الاحمر او تغافله في اية خطوة يقدم عليها وفي كل نشاط يقوم به ففي التزامه العملي هذا دليل يرسخ في أذهاننا بأن لقضيته التي ينادي بها اهميه وقدسيه في ذهنية تصرفاته ,وهي أصلا لا تتحمل التنكيل بها بتحويلها الى حجه او بضاعه تجعل من السياسة حرفه أو هوايه يستمر المرء معها ما دامت تلبي ما في هواه حالها حال  الألة او الملعبه التي ما  ان تنتفي الحاجة  اليها ليس من رادع  يوقفه عن تفكيكها ورميها في اقرب قمامه .
  نخاطبكم كإخوه وأخوات  ليس لنا فيما نقوله سوى قدرا من الحرص والمحبه لشعبنا ولكم انتم النخبه التي بنيت عليها الآمال وعلى مؤسسي حركتكم المناضله  الذين إرتضوا الموت لإنارة الدرب لمن بعدهم , نخاطبكم لأنكم نذرتم أنفسكم وأقسمتم  اليمين على إشعال المزيد من الشموع  على درب تحمل مسؤولية شعبكم , وقد شهد لكم في ذلك خصومكم قبل اصدقاءكم ومؤيديكم  الذين تابعوا وما زالوا  نضال حركتكم (زوعا)طيلة مسيرتها ,وانتم قبل غيركم على إطلاع تام بما حيك  ويحاك ضد تنظيمكم   بقصد النيل منه وتحجيم دوره الملقى على عاتقكم  مما يستدعيكم  لمعالجة كل ثغره ممكن استغلالها في صنع خصوم اضافيين يتراصفوا مع الخصوم السياسيين التقليديين فكان لكم منافسون من داخل شعبكم سرعان ما إنكشفت أوراقهم  بعد ان  عرتهم عدم استقلاليتهم ومنعتهم من تجسيد اي اهتمام  لقضية شعبنا القوميه والوطنيه  , مما اعطاكم ولحركتكم  فرصا  لمزيد من الدعم  الجماهيري  الذي مدكم بشريان  أضاف لكم وللحركه ومؤازريها  زخما وإصرارا يفرضان عليكم  توسيع قاعدته وتعزيزه بمزيد من الحصانه  والحذر من غياهب الغرور والتبرج الفكري المنفلت  حفاظا على  إرث نضال تنظيمكم والتزاما بقسمكم الذي أديتموه  تبجيلا  لما قدمه مناضلوكم  السابقون في سبيل قضية شعبهم  وإيفاء ً للجماهير التي إلتفت من حولكم  .
إشكالية  تغافل  تطور الفكر مع متغيرات عجلة الزمن :
 من المسلمات التي لنا ان نعاتب فيها السياسي المتمرس هي تغافله حقيقة اساليب و معايير العمل المتبعه في تسيير  مناحي الحياة  والسياسة إحداها  التي ليس فيها  ثابت يحكم  على مسيرته بالعقم والجمود , كلنا يعلم  بان الزمن في حركه مستمره ومستلزمات البقاء في تجدد مستديم , و الجانب السياسي  كما قلنا هو واحد من هذه المناحي  المرتبطه نظريا وعمليا  بتطور الزمن وظروف العمل التي شئنا ام ابينا  فهي في تغير مستمر عما كانت عليه بالامس شكلا ومضمونا  مما يشكل لزاما على السياسي المواظب أسبقية إستيعابها كحقيقه قائمه للتعامل على اساسها  وليس الرضوخ لها  وإتخاذها عذرا لتقهقر الخطاب , عندما نتكلم عن تعاطي السياسه  ينبغي ان نعي  باننا  في عصر لم تعد ثقافته وطموحات انسانه تسمح بإقتياده وإسكاته بالطمطمة  ولا ببيانات التشكي التي تخفي في ثناياها دوافعا لا علاقة لها بأصل القضيه .
 ان انسان هذا العصر بات ينبذ وبشده مطلقي بالونات الأعذار ,وهو  يرى ذاته ويحس بوجودها في مؤازرة الذين  يستمعون بشغف وانتباه  الى من ينقدهم و يطالبهم بالعمل الدؤوب  وإحترام احقية المطالبه بإيجاد حل للمشكله وليس خلق اخرى اتعس منها ,فالذي كان يحسب  في الماضي تنازلا في منظور الكثيرين أوتخليا عن المسؤوليه  أصبح اليوم  أمرا واقعا يلزم تعاطي القيادة معه بمرونة تفكير وجدية  رجل الفكرنلسن مانديلا الذي خلد اسمه نتيجة سلوكياته  مع خصومه قبل مؤيديه , أما الإدعاء بالتصدي للتحديث فهو هراء ما دامت عجلة التغيير تضخ   رؤى فيها ما يؤكد إنتفاء فائدة المسماة بديمقراطية التمثيل و نفاذ صلاحيتها مقابل تزايد رغبة استبدالها بما هو افضل رغم علمنا بان تنظيمات حزبيه عديده إعتادتها  ومنحت على اساسها قائدها المنتخب علاوة على تمثيل  تنظيمه وجماهيره منحته  شرعية انسيابية لحكر التمثيل واتخاذ القرارات بشخصه او بمن يحيط به .
 إذن يا سادتي إقرارنا بدورعوامل تطور الحياة يؤكد لنا حاجة الانسان الى التطوير بالنوعيه  وهي  وراء  ارتفاع اصوات المطالبين بديمقراطية المشاركه  في مناقشة القرار قبل اقراره وهذا امر لا شائبة فيه  كونه سيشرك الأغلبية  في تحمل مسؤولية ما يتخذ من قرار ,  خاصة بعد ان ثبت بان المسماة بديمقراطية التمثيل فيها من السلبيات التي  تثير التحفظات على تخويل المُمـَثل  ديمقراطيا  ومنحه فسحة التحكم  بالشكل الذي يمكن تفسيره اهمالا وهدرا للطاقات وتهميش مالكيها , (  هنا يجب ان نميزبين من يصدح صوته من اجل تحقيق مكسب شخصي وبين من يرى في عملية التغيير طريقا افضل لمواصلة المسيره).
الاستاذ يونادم كنه المحترم :
أرجو منكم أن يتسع صدركم  لكلام  صادر من شخص  لم يجد في التملق والنفاق  مسلكا  لتحقيق مكسب شخصي , بيد انه لم ينجو من اتهامه تارة بالتحيز للحركه وتارة لصالح  السيد يونادم ,إن كان في ذلك تهمه فانا ما زلت افتخر بشطرها الاول , اما انحيازي لجانبكم شخصيا فحضرتكم  والكثيرون أعرف بمدى صحتها , لذا ارجو  ان تتقبل ملاحظاتي النقديه بنفس اخوي مسؤول او على الاقل كوني احد المتهمين بالانحياز لكم .
 لقد تعلمنا دائما بأن القائد المتفاني هو اول المُطالبين  بتحمل مسؤولية خلق أجواء توفيقيه  تستدعي التضحيه أحيانا ولا اقول التنازل بما يتناسب  ومتطلبات  تفويت الفرصه على كل من تدعوه رغبته  وشهوته الى  تشتيت وبعثرة ما انجزه المناضلون , مثل هذه المهمه تفرض عليكم وأنتم  محورها , إهتمامكم  في متابعة المستجدات ومراعاتها  من اجل معالجتها  عبر الاستماع  الجاد لنقد الآخر وتشكياته بعنايه دون ترك معالجتها لما تأتي به الصدفه ولا بطمطمتها ففي ذلك تكاسل و تقاعس( مع احترامي لكم ) يمكن ان يحسب تسويفا  تتراكم  بسببه عوامل ودوافع لإثارة من حوله , دون ذلك تغدو النزاهة والمصداقيه مجرد كلمات خاوية المعاني والأبعاد.
 القصد من تأكيدنا على الاهتمام بتفاصيل الأمور ومعالجة جزيئاتها  ليس معناه اصدار قرارات غير مدروسه و إشغال الناس ببيانات إخباريه وبأمور ثانويه وبسيطه هي من السهولة بحيث يمكن معالجتها  بحوار بيني  مبني على اساس تحمل المسؤوليه  وإثارة رغبة الآخر وإستعداده في تحملها  ,  انما اعتراضنا هو  على غض الطرف عن  الأمور المهمة  وتاجيل البت في كل ما له علاقة صميميه بواقع ابناء شعبنا ومعاناته التي بدأت تزداد يوما بعد آخر من دون ان نتلمس موقفا  جماعيا صارما بحجم الأزمات التي يمر بها ابناء شعبنا .
 اخي الاستاذ يونادم :
 ان مهمة اي تنظيم كان وليكن تنظيم الحركه السياسي (زوعا)  موضوع مقالنا , فهو يتمتع بنظام داخلي  وبستراتيجيات  تم وضعها وتثبيتها بسبب اهميتها  للعمل على إنجازها  وليس  للتباهي ببريقها واستغلالها في تحقيق امور جانبيه اخرى تثير التحفظات وتزيد المواجع    .

 مـــــن  أيــــن يبـــدأ الحـــل الصحيــــح؟
 مما ذكرناه اعلاه ,يبقى هاجس  _ما العمل _ يؤرقنا ووضعنا السياسي بحاجه الى من يعيد ترتيبه بافضل مما هو عليه,  من ناحيتي  لست من الصنف الذي يستهوي التفاؤل او التشاؤم من دون اعطاء العقل دوره في التحكم بالاشياء , لذا أتحاشى التعويل على خطاب مرتجل او مقاله او تصريح  من هنا او هناك فذلك ليس ما نحتاجه اليوم , انما لدينا من الأسباب الموجبه الكثير مما يدعم أرجحية فكرة الشروع من المحور (  الاخ  يونادم كنه) الذي  تحوم حوله الإنتقادات  والاعتراضات  وجمعه ومؤيديه في لقاء(كونفرنس طارئ) بمن علق نشاطه او تم تجميده بحسب  أصحاب الرسائل الناقده والمتذمره مما يدور,  ومن منطلق تقديرنا العالي لنضال  إخواننا في  زوعا ومنهم السيد يونادم  واعترافا منا بقدراته  وقدرات زملائه التي لولا ثقتنا بهم جميعا لما توخينا منهم مبادرة التصحيح العملي التي ستثبت لنا من خلالها حرصهم  واحترامهم لنضالهم وقضية شعبهم ولا اقول لمصلحة حزبهم او حركتهم ,  لذا الطرفان مطالبان  اليوم بتحقيق هذا اللقاء قبل الغد حرصا منهم وحفاظا على الارث الذي تركته لهم دماء ابناء شعبنا :
نطالبكم يا اخوان  بتسخير ما بحوزتكم من قدرات مؤثره  وبنكران ذات وتجاوب لايمكن ان نحسبه تنازلا بل ايمانا بعمل الافضل الذي  يمهد لإنجاح الشروع في  فكرة الجمع بين الفرقاء  ووضع النقاط عى الحروف فهو المدخل الضامن لإذابة الثلوج  وتوسيع مسارات المياه لجرف العوائق و تخفيف الإختناقات لا تثقيلها بالمزيد, الحل يا إخواني  وأرجو إعطائه ما يستحقه من إهتمام , يبدأ بعقد كونفرنس طارئ يجمع الطرفين تحت إشراف نخبه مستقله يفضل ان تكون من خارج تنظيم  زوعا يتم اختيارها بالاتفاق كي تستطيع تأدية مهمه ضروريه وملحه في تقريب وجهات النظر , أرجو ان لا تلاقي فكرتي هذه  الرفض والتحفظ على اساس ان الكونفرنس هو شأن داخلي خاص بالتنظيم, نحن نتكلم  وننتقد  ثم نقترح انطلاقا من حقيقة واحده وهي ان قضيتنا ليست قضية حزبيه قابلة للإحتكار من قبل حزب او اي تنظيم  محدد سواء كان زوعا او غيره, انما هي قضية شعب تقع مسؤوليتها على عاتق الجميع وهي اليوم تمر بمآزق سببه تلاطمات الاحزاب وتضاربات  إخواننا  داخل تنظيماتهم.
خاتمة الكلام :
  بعد الإعتذار عن اي كلمه وردت  في غير محلها تؤخذ علي  كتجاوز فهي  غير مقصوده البته .
  أختم  رسالتي بالتأكيد على دعوتي المجرده من اي حس نفعي او تفضيل احد على آخر..... دعوه لجميع  الإخوه الناشطين  القوميين والوطنيين الذين وجدوا في حركتهم (زوعا) مجالهم الاوسع للعمل السياسي والاقرب  الى هموم شعبهم  لتحقيق ما اضاعوه من حقوق على مدى قرون , دعوتي هي ان لا سبيل  لإثبات صرامة الايمان بالقضيه  الا بالحوار الأخوي البناء والمنتج  بعد التجرد الكامل عن كل ما يلوث مسيرة الناشط السياسي سواء كانت مغريات او علاقات شخصيه  او تطلعات مكسبيه آنيه سيلعنها التاريخ  ,,,,,  قضية شعبكم  يا سادتي  لا تتحمل   المزايدات وتمقت كل من يضع مصلحته الشخصيه  فوق مصلحة ومستقبل شعبه......
الشعب والوطن من وراء القصد






242
هل نغني بالعربي ام ندبك  بالكردي  أم نغادر العرس


شوكـــت توســــا
  المُدرك لمغزى تسليم العراق للاحزاب الفئويه سيرى في سياسة اميركا ومن جاء معها سببا ً رئيسيا في خيبتنا(كلدواشورسريان), فهي اي اميركا تعرف مسبقا مالذي يحصل عندما تمسك مخالب الفئه والطائفه بالسلطة وبمفاتيح بيت المال ,لذلك يُعد يأس العامة لا بل ترحُمّهم على ايام الديكتاتور نتيجه مريره ومتوقعه سيما وثقافة من جاء بعده ترفض هي الأخرى مقاسمة السلطه وتستحرم مغادرة عروشها ديمقراطيا ( أخذناها وما ننطيها)الاكما غادرها مرسي مصرلكن وا حسرتاه أنى لنا هكذاجيش وشعب يقوم بهذه المهمه .
 كلامنا اعلاه ليس الغرض منه تبرير أخطائنا أو إستغفال قصورأدائنا طيلة العشرة أعوام فالوقائع تؤكد بان سياسيينا وممثلينا وهكذا مثقفينا ورجال ديننا ساهموا  كل من ناحيته في تعميق خيبة ابناء شعبنا  بعد 2003 .   
في مقابلة مع الاستاذ فائزعبد مدير ناحية القوش عبر قناة sbs ,يشير الأستاذ في حديثه وبألم الى ظاهرة غياب ساستنا وممثلينا وإنشغالهم بأمورثانويه لا بل تافهه وبلا معنى بدليل تقاعسهم الواضح في أداء واجباتهم المناطه بهم ليحصل ما يحصل في بلداتنا من الذي لمّح اليه الاستاذ فائز بتحفظ  وهو يتساءل كيلي احزاب ديان؟.
  في العام 2009 شاءت الصدفه أن ألتقي بالبرلماني صالح المطلك (نائب رئيس الوزراء العراقي حاليا) بصحبة صديق كردي قدمني لضيفه بلقب ابو شلير (اسم ابنتي البكر) فتصورالضيف باني كردي لكنه ابتسم  مندهشا لماعرف باني كلداشوري واسماء اولادي الثلاثه كرديه  قائلا: "يبدو انك من مناصري الامميه ", المهم لم استطع التواصل معه سوى دقائق لارتباطي بموعد طبيب, لذا إعتذرت وتساءلت إن كان بالامكان ان نلتقي في وقت اخرمن مساء ذلك اليوم, لبى الرجل طلبي, وفي المساء إصطحبته الى مطعم كان لنا  فيه حديث متشعب لا يتسع المجال هنا لذكر تفاصيله, لكني أكتفي بذكر جمله  لها علاقه بسياق عنوان مقالنا أكد عليها السيد المطلك اكثر من مره خلال حديثه:
""أحنا نخاف منكم أنتو الكلدواشوريين السريان"" . سالته مالذي يخيف الحيتان من سُميكات صغيره يا ابا محمد؟ اجابني : "يا اخي ابا شلير نخاف من ميلكم للاكراد و تأييدكم لمشروعهم القومي الذي سيؤول الى تقسيم العراق" حسب تعبيره . انتهى .
في نفس العام , سمعت ايضا من احد الحاضرين في لقاء وفد من ابناء شعبنا في المهجر مع القياده الكرديه في اربيل تأكيد عدم إرتياحها للتظاهرات التي تنظمها جمعيات ومنظمات ابناء شعبنا في المنافي ومن جملة ما قيل للوفد: " إن كنتم تريدون حقوقكم عليكم ان تقفوا مع الاقليم وتطلعات الأكراد لا مع غيرهم " .
  لاحظ عزيزي القارئ  ,الأستاذ فائز يتساءل بحرقه اين احزابنا , في حين السيد المطلك يعرب عن مخاوفه من ميلنا قاصدا ميل ساستنا صوب جيراننا الاكراد وكأنها تهمه, بينما الإخوه في القياده الكرديه يعتبرون ذلك شرطا لضمان حقوقنا , لسنا بصدد الخوض في تفسير ابعاد الكلام وانعكاساته على شعبنا ,لكن خيرما اختصر به هوالقول بان لكل منهما اجندته الخاصة به بينما أجندة السُمَيكات الصغيره بقيت بفضل  نخبنا عند ضفاف العيش الآمن الذي لم يتحقق, لذا لم تعد  هذه السُميكات المبتليه تهتم سواء ابتلعتها كواسج مياه نينوى او ُرحلت الى مياه  الخابور فكلاهما موطن الأجداد حيث شبح الرحيل عبرالمحيطات والبحار ما زال ماثلا .
إنه لمن الخطأ الظن بان العله  تكمن في مطالبة إبقاء مناطقنا(المتنازع عليها) تابعه  لمحافظة نينوى أو في نوايا من يريد إلحاقها بمحافظة اخرى , فالحالتان تبدوان طبيعيتان فيما لو توفرت أجواء نظيفه لحرية ابداء الراي, انماالخلل في افتقارنا الى كيان سياسي موحد بهيكليته  ومستقل بخطابه ليتمكن من برلمان ودستور وقضاء و حكومه وخزينه كلها مسخره ومسيسه لصالح الفئات المتنفذه, نعم وا أسفاه على اصحاب حق  لم تهتد نخبهم بعد كي تتصرف من منظلق اهمية تشكيل كيان يتعامل بقوة مايمتلكه من اوراق وحجج  يعتمدها في حواراته  مع صناع القرار . إذن......
نعود الى تساؤل الاستاذ فائز:كيلي احزاب ديان( اين احزابنا )؟إنه سؤال يحتاج الى جواب شجاع من لدن الذين يتكلمون باسمنا , ام يا ترى هل نركن جانبا وكأن الامر قد بلغ  بشعبنا او بالاحرى باحزابنا درجة من الترهل والتبعيه (حاشاهم ) بحيث بات يـُنظرالينا مجرد أداة سهلة التحريك سياسيا باتجاه تنفيذ اجندات الاخرين والقبول بفتات موائد الكتل؟
 فيما يتعلق بنزاع  الإخوه العرب والاكراد على (مناطقنا التاريخيه)المسماة بالمتنازع عليها, يتوهم من يرى أن فض هذا النزاع سيكون في اعتماد إستفتاء شعبي ووضع شعبنا اشبه بحال السُميكات المضطربه  جراء المشاهد الغير المشجعه التي يغض عنها الطرف ديمقراطييو اليوم ومعارضو صدام  يوم كان يُخضع الضعيف لمشيئة جبروت القوي بشراء الذمم  او بقوة سلطته , اذن ما الذي نتأمله؟  الخيبه مخيــّمه والشواهد كثيره لم تكن أولها ربتكي,ولا أعتقد أن آخرها كان  في إعلان الاخوه في الحزب الديمقراطي الكردستاني عن عقد اكثر من ندوه في بغديده وكرمليش  لدعم مرشح المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري  في انتخابات مجلس محافظة نينوى دون ذكر سبب سياسي موجب لهذه المبادره  كأن يكون هناك تحالف أو اتفاق بينهما, والسؤال يا ترى لماذا لدعم مرشح المجلس فقط؟
يا سادتي الكرام , ممارسات كهذه شئنا ام أبينا ومهما لمّعنا وبررنا لها  فهي تعكس  الإنطباع عن كون ذكر تسمياتنا القوميه وإشراكها ليس سوى سيناريو كاريكاتيري يجعل من تمثيلنا رقما مضافا اما الى مقاعد القائمة الكرديه او العربيه  (إسمنا بالحصاد ومنجلنا مكسور), والأكثر إيلاما بحسب مفهوم الاستقلاليه والتمثيل الحقيقي, سنكون داخل صوره لا تليق بشعبنا وطنيا ولا اعتقد بانها  تشرّف دعاة الديمقراطيه.
  اخيرا بقي لي ان أؤكد ثانية على حيث مكمن الداء و تساؤل الاستاذ فائز (كيلي احزاب ديان) , فالكره كانت و ما زالت في ملعب ساستنا وممثلينا ورجال ديننا , وماعليهم سوى الكف عن تزامط بعضهم على البعض  ثم البحث الجاد عن اسباب فشلهم في تشكيل كيان سياسي مستقل (اشدد على كلمة مستقل) فهومن ابسط واجبات الناشط المؤمن  بقضيته وإلا كيف يمارس دوره المطلوب كبقية الكيانات سواء كان مع بغداد ونينوى اومع اربيل ودهوك؟ حققوا هذا الإنجاز يا إخوان .................
عندها لا خوف على الكلدواشوريالسرياني إن دبك الدبكه الكرديه وغنى بالسريانيه على الالحان العربيه  والتركمانيه , وإلا دعونا نكف عن قالت الديمقراطيه و حكت الفيدراليه التي لا تتحقق إلا بتهميشنا وترحيلنا خارج الحدود .
الوطن والشعب من وراء القصد





243
قرية جمي ربتكي واخواتها  / بالامس مؤنفله واليوم منتهكه
 

شوكت توســـا
ما أعقل الإنسان حين ترشده إنسانيته الى نسيان مآسي الماضي ونبذ ضغائنها فيصبح نموذجا   للعيش بتآلف شريطة ان يقابله ويعاضده الآخربعربون الإلتزام والاحترام , هكذا يتصرف المؤمنون بالتسامح  ليصنعوا مستقبلا بعيدا عن فوهة العنف والنكايه وبدون لف او دوران .
 نعم  كي تتعايش الشعوب لابد من طي صفحات النكايه و فتح صفحة المراجعه  الجديه والمسامحه  المتبادله يعيد فيها دعاتها ودعاة الديمقراطية والتعايش لو صدقوا , ترتيب العلاقات بما يحقق  تبادل الثقة والطمأنينه  في عصر سبقنا فيه الاوربييون بتجربتهم الناجحه, ونحن نتكلم كعراقيين نعيش في عصر يصفه لنا  ميامينه بقرن الديمقراطيه  ورفاه الشعوب المضطهده, لذا عندما ينصت بقايا ابناء شعب بيث نهرين الى وعود وشعارات الحاكم للبناء والمحبه , تأخذهم الامنيات و حسن النيات الى وضع صخرة التسامح  فوق قبر المآسي والضغينه  تلبية ًلنداء استمرار الحياة فيكون مسح  آثار وعقد الاحداث المؤلمه من ذاكرتهم حافزا للسير مع القائلين باننا نلج قرنا ملأت سماءه هلاهل التحرر وفرشت ممراته بالورود  .
 حسبما نقل عن  شهود عيان في قرية ربتكي من ضمنهم  مختار القريه  الذي طالت رأسه ضربة اخمص , فقد داهم القرية المكونه من خمسة عشر بيتا  قوة مسلحه بتعداد مئة فرد من الاكراد الزيباريين , جاؤا بتخويل حكومي حسب قولهم لضمان إدخال  قلابات المواد الاوليه والسمنت   لبناء البيت المزمع بناءه على ارض يمتلكها احد ابناء القرية .
 في حال صح كلام شهود العيان :يتساءل المرء يا ترى أليس ارسال كل هذه القوه الى قريه مؤلفه من خمسة عشر دارا  فيه شيئ من غرابة التصرف وحجم المهمه التي توحي وكأن سرايا جند القاعده  قد اتخذت من القرية وكرا لها , او ان سكنة القرية بصدد تعريب المنطقه او  في نيتهم أشورة او كلدنة دهوك التي كانت نوهدرتهم في السابق او اربيل التي كانت أربائلهم, الواقع يقول بان اهالي القريه هم أناس بعد ان أتعبتهم النكبات والويلات عادوا على اصوات الوعود ليعيشوا حياتهم البسيطه على اراضي آبائهم  وأجدادهم  التاريخيه بعد ان عانوا الامرين وسلبت منهم الاف الهيكتارات .
اين الخطورة في امر هؤلاء المساكين ؟  وما دواعي هذا التخويف والتهديد  و تحت اي مســوغ  والى متى  ستبقى ربتكي واخواتها  تعيش قلق ورعب  التهديد بالاستحواذ على املاكها عنوة ؟ هل كانت ربتكي غنيمة  مؤجله حان وقت استباحتها ؟؟
   السؤال طبعا موجه بالدرجه الاساس وبشكل مباشر الى كل من إستحوذ  قدرا من سطوة السلطة او القانون وبات يتكلم  كثيرا عن الحرية والحقوق بعد ان كان محسوبا على ضحايا النظام الديكتاتوري , وعين السؤال تفرضه معاناة  شعبنا من اجل ان نتعرف على مدى جدية ممثليه الجالسين تحت قبب البرلمانات باصوات ابناء ربتكي وكندكوسه وبرطله وديرابون والقوش وعينكاوه ووو.....
في خضم صراعات  شهد العراق اعنفها  طيلة قرن  مضى, كان لسكنة مدن وقرى شمال العراق بكل قومياتهم واديانهم مواعيد مختلفه  مع الموت على ايدي  أبطال أجادوا بأسلحتهم المتنوعه تارة بالسيوف ذبحا  بالنساء الحوامل والشيوخ العزل و تارة  بقصف قنابل النابالم  ليحرقوا القرى ويهجروا اهلها الآمنين .
  كانت عمليات  الأنفال  سيئة السيط وما رافقها من قتل وتهجير حلقة  سوداء اخرى استكملت افراغ  قرى عديده من ابناء شعبنا عنوة وخوفا  , وكارثة جريمة حلبجه  وبشاعتها التي راح ضحيتها اناس ابرياء  هي احدى الجرائم التي لايمكن ان تُغيــّب عن ذاكرة ماسكي زمام السلطة والقانون والدستور حقيقة مذابح  ليس اقل بشاعة أرتكبت بحق الكلدواشوريين السريان  وفي مختلف المناطق  منها مدينة سميل  ثم  صوريا  وتبعتها مجزرة كنيسة سيدة النجاة.
أسئلة إنسانيه وسياسيه تراود كل من في عقله ذرة عدل واحساس عساها تلجم المتملقين والانتهازيين الذين يبحثون عن تبريرات الجريمه بحق الشعوب اي كان مصدرها , ولكن يا ترى من هو المجرم القاتل  بحسب نظرة القضاء والقانون؟ ومن هو البطل الضحيه فيما نسمعه من قصص؟  من سيحاسب المجرم وعلى من تقع مسؤولية اعادة حقوق الضحيه ؟  وهل ينتهي الامر في الاعتذار او في إعدام الذي ارتكب الجريمة؟ ام  ان هناك مستحقات واجراءات والتزامات قانونيه و اخلاقيه وسياسيه على الحاكم  ان يراعيها حيث الانطلاق الصحيح يكون منها  في اعادة بناء جسور الثقه, هل نطالب باراك اوباما مثلا في فرض حالة السلم وبسط سلطة القانون  في بغداد  و الموصل و اربيل ؟ ام نطالب ونستن تشرشل ومانديلا  لإعادة  حق الاعتبار للكلدواشوريين  السريان ؟ هل نطالب  الحقوق مثلا من حبل المشنقه الذي خنقت به انفاس صدام حسين؟ ام نحرق ثراه و عظامه؟
  أنا أحمل حكامنا الأحياء والديمقراطيون الذين يحكمون العراق مسؤولية تصحيح الامور ؟
ان تسويف اعتداءات سبقت الاعتداء الاخير على ربتكي , يضع المرء في موقف الشك  بوجود يد خفيه تحرك الجريمه  وتغطي على مرتكبيها؟ وإلا من الذي سمح للمداهمين بحمل السلاح؟ وكيف يعقل السكوت على من حرق المحال التجاريه في زاخو واماكن اخرى وكيف يعقل  اطلاق الرصاص  على ناس آمنين  في جغرافيه يقال انها آمنه( حدث العاقل بما لايعقل فان صدق لا عقل له ) .
ان المسلحين (الزيباريين من قرية بانيا) الذين اطلقوا الرصاص على اهالي قرية ربتكي اليوم ,  انا متاكد ويؤيدني في ذلك الكثيرمن الاكراد قبل غيرهم , ان من بين هؤلاء المسلحين ان لم يكونوا غالبيتهم من كان بالأمس مستشارا او ضابطا او فارسا مغوار في  افواج  قوات الجحوش المرتزقه( الجتا)  تحت امرة  الحكومات اخرها نظام صدام , يوم كان  ومن هم على شاكلته  ينهبون حلال الناس في عموم قرانا ويقتلون العربي والكردي والكلداشوري لا فرق عندهم  من اجل اشباع شهوتهم وإرضاء سيدهم , هم نفسهم ساهموا في حرق برزان  وأرادن وبيرفكان  وحلبجه و الداووديه  واتروش وربتكي  و قرى غيرها  تنفيذا لاوامر  صدام حسين ومن سبقوه ..............يا ترى ما سر إستقواء هذا النموذج   اليوم ونحن نعيش تحت ظل سيادة القانون والديمقراطيه المدعاة ؟  هل نبقى يا إخوان نطبل ونزمر بالمظلوميه  ونخادع انفسنا والاخرين  بسرد  قصص جرائم صدام ونظامه , متى سيصدق السياسيون في شعاراتهم كي يصدق الشعب يافطات الاخوة والتآخي؟
الوطن والشعب من وراء القصد



244
هل هو انشقاق أم فرط اتفاق أم في  عجالة  الترويج  شيئ من النفاق* 

شوكت توسا

   الرغبه في الإطلاع  هي واحدة من طبائع الانسان الفطريه , لهذه الطبيعه ما يميزها بين شخص وآخر , فعندما يمتطي احدنا فرس العجالة لإلتقاط المعلومه,  يتمشى آخر ُ بتأني ورزانه  ليتأكد من صحتها ,اي ان ندم العجول أمر متوقع ,  في حين يبقى راس المتأني باردا  بقدر هدوئه ورويته , هذا  يرسخ في اذهاننا حقيقة كون التجربه والممارسه أي ٍ كان مجالها او مصدرها,  تمنح الانسان خبرة  تضاهي او تفوق ما تعلمه  نظريا  في دراسته ,فتكسبه فضائلا تنعم عليه بالنجاح  وراحة البال  طيلة حياته   .

   بالنظر لما لفضيلة التأني من أهمية  وهي تتوسط  حالتي العجاله والتكاسل , يفترض بالمثقف / السياسي المتمرس  وقوفه في مقدمة المتحلين بها بعد إكتسابها  دون عناء  البحث في الكتب والمراجع ,كيف لا وهو  من الصنف الذي يحتم  عليه طموحه ومشروعه مراعاة المصداقيه امام خصمه قبل صديقه عليه,  اذن التحسب لكل خطوة يخطوها  وكل كلمة ينطقها أمر مطلوب  .
  مربط فرس حديثنا له صله مباشره بظاهرة العجاله المنفلته التي تعتري احيانا اسلوب بعض نشطاء ومثقفي  ابناء شعبنا , حيث في مناسبة وأخرى نصادفهم  وهم  في وضع المنشغل بضرب الاخماس بالاسداس في تحليل شاردة او وارده مجهولة المصدر لا من دليل يثبت صحتها ولا من صوت ينفيها,  ولكن لانها تصب في هواه   يتعجل في فبركة موضوع خطير منها ليورط الاخرين بمشاركته  في قيله وقالها  , والأمثله  التي بين ايدينا ليست بقليله ولا هي ببعيده عنا  اقربها  الطقطوقه التازه حول انشقاق او انهيار في تجمع تنظيمات واحزاب ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان .


الطريف في الامر اننا الآن نتكلم  ونحن ايضا منشغلين نتحدث عن شيئ يقال انه  انشقاق( كما ورد)  الحركه الديمقراطية الاشوريه من التجمع  وانها ستشترك في انتخابات محافظات اربيل ودهوك وسليمانيه بقائمه مستقله حسبما ورد في الطقطوقه  والامر لم يتاكد بعد , مهما يكن لاباس   .


  ما دمنا نتحدث ونحن بصدد التاني والمصداقيه,  لابد من تصحيح لمن يعنيه امر المصداقيه في مراعاة مفردات القاموس السياسي , نقول ان استخدام كلمة انشقاق في هذا المجال  ليس في محلها سواء صح  ام لم يصح نص الطقطوقه , لان  التجمع المعني  وإن كان يـُنظر اليه ككيان الا انه ليس حزبا  تاسس كاي حزب  طبقا لأجنده واحده  وبنظام داخلي موحد او بتمويل خاص به  , بل  مجموعة احزاب وتنظيمات باجندات وانظمه داخليه مختلفه  إضطرتها  أوضاع معينه الى اعلان ما يمكن  تسميته اتفاق  على مشتركات محدده  تاركة نقاطا عديده من دون  الاتفاق عليها او مناقشتها  بسبب اختلاف  وجهات النظر  وتاثير المصالح, لكن على امل ان تناقش بمرور الزمن وهذا امر طبيعي يحصل دائما بين الاحزاب  , علما ان تلك النقاط  المؤجله هي الأهم  من المنظور السياسي , لذا ارى ان كلمة انشقاق غير مناسبه وليس في محلها , كان بامكان صاحب الطقطوقه  استخدام  عبارة فرط الاتفاق  مثلا او الخروج عنه  في حال ثبوت صحة الخبر  لانها اكثر مناسبه  .



اما لو تحدثنا حسبما تحكيه فلسفة سياسة العصر الذي  نشهد فيه فنون متنوعه من اللعب السياسيه المتاحه خاصة في مجال الانتخابات , ليس صحيحا التحدث عن  انشقاق او فرط اتفاق لمجرد ان زوعا او  جهه اخرى في التجمع  إختارت لنفسها المشاركه بقائمه مستقله  او طرحت مرشحا لها في قائمة اخرى  خارج مكوننا القومي  ,و حتى لو إفترضنا ان الحاله ذاتها حصلت في انتخابات مجالس المحافظات في بغداد والموصل والبصرة ,فهو امر  طبيعي  ومتوقع  لو كنا ندرك او نمتلك تصورا حول الاسس التي تم اعتمادها في تشكيل هذا التجمع والاتفاق عليه , هنا يجب التذكير  بان اعلان التجمع في الظرف الذي تم اعلانه فيه لاقى تحفظا لدى مثقفين وسياسيين من مختلف التيارات والطبقات  لإعتبارات اغلبها سياسيه  تتعلق بواقع وجدية بعض اطراف هذا التجمع التي مازالت استقلالية قراراتها ومواقفها مرهونة لم يتم حسمها او تطوير حالها , وفي نفس الوقت لاقى الاتفاق تاييد غالبية الكيانات السياسيه ولا اجد اي غرابه في ذلك  .

لكن  الاخ(او اخوان) الذي تعجل  في ترويج الخبر وإعتبره انشقاق,كان من الافضل لو تأنى قليلا في اطلاق تحليلاته وتفسيراته التي شابتها و عكرتها ضبابية مواقف مسبقه بعيدة عن تطلعات ابناء شعبنا, لو تأنى علينا قليلا كان بمقدوره  ان يتحفنا بكلام  مفيد  مبني على معطيات واقعيه و سياسيه من شانها ان تبرر حصول  الاختلاف حول  قائمة انتخابات مجالس محافظة دهوك واربيل  وحتى كركوك  خاصة و قضايا  التجاوزات على اراضي ابناء شعبنا و  التغيير الديموغرافي  ومستقبل تبعية سهل نينوى هي بمثابة مشاكل ملحه يتطلب حلها خطابا سياسيا صريحا  يضع أطرافا معينه  في التجمع على المحك  وفي مقدمتهم الحركه الديمقراطيه الاشوريه   التي مازالت  ومعها تنظيمات  اخرى تعاني من عامل الثقه (السياسيه) التي يتولد منها  حالة التحفظ على مواقف  المجلس الشعبي مثلا خاصة عندما يتطلب الامر  تحرير خطاب موحد صريح وجريئ يطالب  سلطة الاقليم مثلا بإستعادة القرى والاراضي  الى اصحابها او تجميد قرارات تمليك اراضي بهدف إحداث تغيير ديموغرافي .

 في الحقيقه , غالبية ابناء شعبنا تفاءلوا خيرا بالتجمع وهذا امر معروف على أمل ان نشهد مواقف اكثر جديه مع مرور الايام , وقد خص ابناء شعبنا  ممثلي زوعا مثلما خصوا ممثلي بقية التنظيمات  في مطالبتهم  بوحوب تحشيد الرأي و بلورة موقف بخطاب سياسي موحد  تجاه ما يحصل من محاولات الاستحواذ على املاك واراضي ابناء شعبنا في حكومة اربيل ودهوك  لكن يبدو  لم يتحقق منه شيئا يستحق الذكر  والسبب مرة اخرى  نقوله هو من داخل التجمع وهاي هي قرية رتبكي هي الاخرى  تناديكم , هل من مجيب يعين أهلها .

كنا في مقال سابق قد قلنا بان اهمية هذا التجمع يجب ان تتجاوز فكرة ملئ فراغ اعلامي للدعايه والتخدير الوقتي  , ثم نحن اليوم وقد مضى  اكثر من عامين على تشكيله, نتساءل يا ترى  مالذي تحقق على الأرض من هذا التجمع  الذي أنجبته قيصريا  مجزرة سيدة النجاة اوكتوبر 2010 ,في حين الكثيرون منا كانوا يطالبون احزابنا  وبإلحاح  بضرورة التنسيق(السياسي) وليس المصلحي الذاتي  قبل وقوع كارثة سيدة النجاة  يوم كانت عمليات التهجير والتهميش والخطف والتغيير الديموغرافي  على قدم وساق لكن ذلك لم يتم ولهذا اصبحت قرانا في منال كل من استطاع استفزاز اهلها بشتى الوسائل .

 مع ذلك سلمنا امرنا لله ولهم و قلنا لابأس رغم كون اعلانه جاء ردة فعل خجوله على تكرار النكبات التي طالت ابناء شعبنا في عموم العراق, وأستبشرنا خيرا في اتفاقهم  وليكن على اقل ما يمكن من قواسم  تم اعتمادها كبدايه  لصياغة اعلان لتجمع في وقت كان أبناء شعبنا يترقبون شيئا يخفف من مآسيهم , على هذا الاساس شاركنا  تفاؤل المتفائلين  بأمل إمكانيه تطوير هذا العقدالسياسي  من اجل توسيع فرص و نقاط الالتقاء كي بالنتيجه تزداد حظوظ واحتمالات  تحقيق الفائدة  لكن الامر ظل مجرد مراوحه مستديمه  عدا اللهم اجتماع موسمي يرافقه بيان لا يوفي بشيئ .

   لا ارى اية جدوى مرجوه في معاودة خوضنا  اعمق في تفسير وتحليل دوافع هذا  التشكيل  لانها ستاخذنابالنهايه  الى اثارة مواجع الحديث حول الاهداف والأسس التي بموجبها تاسس ونشا كل حزب او منظمه او حركه او مجلس من  التي يضمها التجمع  ابتداء بالحركه زوعا ثم حزب بيث نهرين والمجلس الشعبي والوطني الاشوري وبقية الاحزاب الاخرى , ولكن بغربله بسيطه   يمكننا  ان نستخلص منها المحدوديه المؤلمه والمخيبه  في حجم الفائده التي يمكن ان يتأملها إنساننا من هذا التجمع الذي يضم في تشكيلته  اطرافا من المؤسف انها  تحمل اسماءنا القوميه  وتدعي صفة العمل السياسي القومي,  لكن واقعها السياسي من ناحيه تأسيسها  وجماهيرها  وبرنامجها وتمويلها  يشير الى غير ما تتطلبه المهمه السياسيه  التي نعنيها , ارجو ان لا يتهمنا احد بالتحامل او التنكيل  في بيبلوغرافية  الاشخاص, لان كلامنا  لا علاقة له بالاشخاص بل  بالاسلوب السياسي وليس سواه  فهو الذي يضعنا  اما في مكان (المتفائل او المتشائم) او في مكان  المشكك باستقلالية اتخاذالقرار الحاسم  سواء بالمجلس الشعبي او باي تنظيم اخر وللاسباب التي لا نحبذ  تكرارها  فقد سبق وذكرناها لاكثر من مره وفي اكثر من مقالة ومناسبه.
...........................
*المقصود بكلمة النفاق   / النفاق السياسي  وليس غيره


الوطن والشعب من وراء القصد


245
كلمه لأصحاب التعليقات المبتذله في منابرنا 

شوكت توسا
 أقول , وانا لست اول القائلين وبألم, بانكم يا اخوان رغم قلة عددكم ( اقل من عدد اصابع اليد) قفد ملأتم صدور قراءكم قيحا  وعيل صبر الكثير من متصفحي مواقعنا جراء إصراركم  على نشر كلاما غير مسؤول يستحيف المرءعلى وقت يضيعه فيه او في التذكير بتنبيه أصحابه ,سيما وأن مسؤولية إدارة المواقع هي الحفاظ على صفحات مواقعها من هكذا تشويهات.
 بمناسبة ما نحن بصدده , نتقدم بالشكر لكل صاحب موقع إهتم ويهتم بشأن إظهار موقعه بمايليق  المواقع الهادفه , وذات الشكر نقدمه بكل سرور لأصحاب الأقلام التي ما زال عبق الرزانة والادب يفوح من مساهماتها التي يتمنى المرء مشاركة تعليقاتهم عرفانا وتضامنا , من ناحيتي حرمت من مشاركتهم  بشكل مباشرلاسباب فنيه تتعلق بتثبيت الباسوورد لتسجيل الدخول الى مكان الردود والتعليقات الى ان إستجاب أخيرا الاخ امير المالح مسؤول موقع عينكاوه مشكورا ملبيا طلب مساعدتي .
  إن جمالية المقال التي تجذب القراء وتزيد من متعة قراءتهم, هي المتأتيه من هندام المفرده المستخدمه بالدرجه الأساس, فهي العاكسه لشخصية الكاتب و جدية طروحاته التي ليس من ضير لو تباينت مع افكارالمتلقي . وعلى اعتباري أحد القراء , اجد ان ما يشفي غليل القارئ الجاد ويطيبه هو جمع الكاتب بين إنضباط الأسلوب و قيمة المعلومة التي يقدمها , لذا أراني أختلف مع القائل ان إنسجام أفكارالكاتب مع القارئ هو سبب تواصلهما الوحيد , في حين يشكل إلتزام الكاتب بالضوابط الأدبيه المعمول بها  عاملا يشد الإثنين ببعضهما حتى وإن تقاطعت افكارهما,  دون ذلك تحل القطيعة محل التواصل.
 الحديث عن ظاهرة التباين بين أفكارالقارئ والكاتب ,فهي من الظواهر التي ألفتها النخب ودرجت عليها الشعوب المتقدمه بعد ان إعتمدتها( ظاهرة التباين) في صياغة مفاهيم واسس لنهضة مجتمعات لم تعد ترى في التباين الفكري عامل نفور بل سببا مشوقا يشجع الفرقاء على مواصلة  تبادل المعلومه دون تكلف او إنفعال , إن كان كلامنا هذا صحيحا,  يحق لنا الزعم اذن بان  تمتين آصرة القارئ بالكاتب لا يتم بمجرد مراضاة الأفكار ومجاملتها ما لم  يتم ايلاء الاحترام المطلوب لانسانية المتلقي التي عندها يكتمل القاسم المشترك الجامع  بين الفرقاء حول  طاولة  المعلومه  لتبادلها والتحاور حولها.
 من خلال كتابات وتعليقات هذه القلة من الاقلام في فضاءات ومنابر بعض مواقعنا, أقل ما يمكن ان يقال حولها كونها  من الصنف الذي يستهوي تقديم عروض أقرب الى التهريج منها الى كلام مثمر لما للمفرده الغير اللائقه من حضور  تشويهي يجعل قراءتها مضيعة وقت لا بل إهانة للقارئ,  لذا إرتأيت الأستنجاد هنا  بهذه الكلمات  كي انقل عبرها رأيي الى المعنيين متمنيا على ادارات مواقعنا وضع حد لهذه الإشكاليه التي يؤسفنا ان يكون من بين مسببيها  أسماء نعرفها عن كثب  أغرقت الصفحات بضجيج مبتذل تحت اسماء صريحه تارة  او تستبدلها بأخرى مستعاره لتشكل مجموعه أشبه بجوقة وجدت في فسحة حرية التعبير مرتعا لعرض الرث ظنا منها بان صفحات المواقع يمكن ان تكون مكانا لها او ساحة نضال بديله .
 ليس لي ما اختتم به كلامي سوى القول للذين يرون في الاسلوب الهابط متنفسا لهم  عليهم  ان يعيدوا النظر في طريقة إستخدامهم لفضاءحرية التعبير ,لانهم  في إساءاتهم هذه انما يضعون انفسهم في حرج و يشوهون ثقافة وسمعة شعبهم  ناهيك عن تعكير صفو افكار القراء و الكتاب.
الوطن والشعب من وراء القصد





246
ما قصة الرسائل التي تنفتح قريحتها  بعد إغلاق ابواب البحبوحه

شوكت توسا
  لزمن طويل  وشعبنا الكلدواشوري السرياني في العراق لم يكن له متكأ سياسي قومي يسند ظهره المتعب به او يعقد الآمال عليه ,  الى ان جاء تأسيس الحركه الديمقراطيه الأشوريه (زوعا)  كبداية صحيحه تصدرت منذ تاسيسها بإمكانياتها المتوفره مهمة  التعاطي بقضايا شعبنا فمثلته في محافل وطنيه ودوليه عده, خاصة بعد زوال نظام صدام عام 2003 , وكحركه فتيه لابد وان تواجهها  منذ بدايات عملها محاولات شتى للنيل منها وتحجيم دورها من قبل اطراف وجدت فيها ما يهدد او ينافس مشاريعها .
  بعد مسيرة نضاليه إتسمت بالاعتدال في مناداتها بحقوق ابناء شعبنا القوميه , أكسبتها  قاعدة جماهيريه  برصيد اضاف وأضفى على صفتها القوميه  صفة وطنيه جعلتها في مصاف الحركات القوميه والوطنيه في نفس الوقت  , سمة كهذه قلما  تمتعت بها الحركات القوميه في المنطقه  فمنحتها قدرة تنافس بها احزابا وطنيه عريقه واخرى قوميه بنفس القدر الذي جعل الأنظار توجه اليها كمنافس وند  .
 حركة قوميه ووطنيه كهذه وهي وليدة طبيعيه لمعاناة شعب يفترض ان لها مؤمنين بمثابة نواطير يسهرون عليها ليس فقط  خشية من  منافسيها المعلنين والمعلومين ,إنما  من  تمخضات وتشظيات ساحة العراق السياسيه  التي  باتت تعج بحمية التسابق على تحقيق الخاص وترك العام على الغارب,لذا التحذير الأشد يجب ان يكون دائما من انتقال عدوة رضوخ الإرادات امام مغريات عصرنا السياسي العراقي الى ناشطنا الزوعاوي الذي عرفناه مناضلا متواضعا و دؤوبا جاب سوح العمل مضحيا بحياته ووقته وفي لحظة رعناء يلعب الفار في عبه لينزع رداء عزته ويرتدي رداء مقلدا فيه  نمونة لا تليق بمقامه  لينقلب فجأة ًالى صياد يترقب فرصة اقتناص اللقمه , فيصبح حجم اللقمه التي سينتشلها لنفسه مقياسا لشطارته في حين الآلاف من مؤازريه  الذين صوتوا له ينتظروه ولهم الحق ايضا بقول كلمتهم الفصل بعد ان وثقوا بقسمه ويمينه و بسوطٍ وسلطةٍ انضباطيه تضع المناضل الحقيقي في مؤخرة مَن يفكر بهذه اللقمة  (اول من يضحي وآخر من يستفيد), الكلام هذا ينطبق بالتمام على كل من يؤدي قسم اليمين ناذرا نفسه من اجل غيره.
موضوع مقالنا فرضته مرارة المضاعفات الجانبيه الناتجه عن جرعات  يتناوب على زرقها في جسدنا ساسة هم إخوة لنا في الدم والدين والوطن قبل ان يكونوا ناشطين ومناضلين في الحركة (زوعا) , استميحهم العذر لو زعمت باني لا ارى فيما يقدم عليه البعض اي اكتراث لعهد شعبهم بهم  وبالقسم الذي أدوه , فقد إحتلوا في قلوب وعقول اهاليهم أماكنا مرموقه من المعيب أن يتم التفريط بها وبتضحيات الذين طرزوا  صفحات مسيرة حركتهم ,بيد أننا بين فينة وأخرى نتفاجأ بواحده من هذه الجرعات التي شئنا ام أبينا تبث في نفوسنا إحساسا من الشك والقنوط على خلفية جدالات وحشرجات يصعب فيها  تبرير موقف المتشـكي (المدعي) مثلما تصعب تبرئة ساحة المدعى عليه لما يتخللها من مزاجيه وقلة جديه سيما وهي تفتقد لشرعية تداولها  ومعالجتها بهكذا أسلوب مما يضعنا نحن المؤازرون من عامة الناس في موقف المتعجب ونحن على قناعة تامة بان إطلاقنا لاي كلام نجامل فيه طرف دون آخرعلى حساب الحقيقه او على فرضية امتلاك حق النقد سينقلب كلامنا  بلا شك الى عملية صب الزيت على النار و تأجيج أمر يكاد يبدو باهتا  لكنه يضمر  نتائج  ومخاطر على قضية شعب  يراد لها ان تتقهقرامام رغبة مسؤول  او زعل آخر منه.

 الحركه (زوعا)  لها  من الخبره بما يسمح لنا ان نطالب مسؤوليها  التعامل بحنكه وتعقل مع ما يصادفها من عثرات قد يؤدي اهمالها باسلوب الطمطمه والمراضاة الى إثارة القال والقيل الذي تتبعه تراصفات تربك الهيكل التنظيمي وتشغله عن اساسيات مهامه , والذي يعرف ماذا تعنيه عبارة (الهيكل التنظيمي) يدرك جيدا حجم القصور والتقصير الذي ينطوي عليه نشر الغسيل على الملأ  خاصة  حينما يعتتقد احد الطرفين متوهما بضرورة جرجرتها الى المحاكم  مقابل إلحاح الطرف الآخر  على نشرها في العلن  كردة فعل على طمطمتها وحيلولة بحثها داخل اروقة التنظيم  , حتما نتيجةَ هذا التسارع  ستتفتق ثغرات وتتوسع شقوق يكون مؤداها استباحة المحذور امام من هب ودب  من خارج التنظيم  , اي بكلمة أخرى اقولها بصيغة سؤال يا ترى هل فعلا توصّل الإخوه ناشري هذه الرسائل الى ان  جهدهم  الفكري الكفاحي بات في وضع العاجز الذي لم يعد أمامه اي خيار يلجا اليه سوى دك جدران البيت وأستباحة كل شيئ ؟ من ناحيتي لا أعتقد بان سياسيا متمرسا يجهل  تبعات هذا الإبتذال  وتأثيره على مجمل واقع شعبنا ومستقبله .
 ان ابناء شعبنا وانا واحد من الذين ينتقدون بكل حريه, نكن كل الاحترام  لعطاء ونضال الاخوه في زوعا ومن ضمنهم اصحاب الرسائل المفتوحه , وعندما أنتقد كشخص مستقل  افعل ذلك بجد وتجرد يصل بي الى حد حرمان الناشط السياسي  حتى من التكلم حول المنصب والكسب النفعي ,فكيف لو كنت أجد امامي بان احد محاور الخلاف المعلن وتصعيده هو إعتراض طرف او الحاح آخر على تعيين هذا الوزيراو ذاك المدير ؟ لذلك إن كنا مطالبين بقول كلمتنا كمستقلين بخصوص الرسائل المفتوحه , فانا  ما زلت كالاعمى لا ارى فيها ما يفيد قضية شعبنا , العديد منا كان يتمنى على الإخوه  تأنيـّهم قليلا قبل فتح   رسائلهم ونشرها بهذه  العجاله وطالما إرتأوا اتباع اسلوب نشر الغسيل كان الأجدر بهم ان يشرحوا لنا قبل ذلك وبوضوح أسباب إستغراق سكوتهم على ما كان يدور وسبب  تأخرصحوتهم على ما يدور سواء في التنظيم ككل او من خلال تصرفات وسياسة شخص سكرتيره العام  السيد يونادم كنه طيلة فترة عملهم وبقائهم في صفوف الحركه  .
أرجو ان لا تأخذ فكرة دفاعي عن السيد يونادم كنه او تبرير أخطائه أية مساحة في ذهنية القارئ , لاني لا اتمنى ذلك لنفسي  ما دمت اعتبر عصمة  كائن من يكون هو ضرب من السذاجه, و قمة السذاجه ستكون حتما في قبول التغطيه المتعمده على أخطاء الغيرفي الامس لأسباب يكون السكوت عنها اليوم بهذه السهوله اجحافا  .
يا سادتي ,النقد او التعليق الذي يرد من شخص عادي ومستقل مثلي لم يرتج من مؤازرته لزوعا اي نفع شخصي سوى دعم اسبقية اعتدالها السياسي في اهتمامها بقضية شعبنا و استمرار مسيرتها التي يكذب من يقول بانها خلت او ستخلو من الاخطاء , و ما اكثر ان حذرنا منها وانتقدنا مرتكبيها لكن عبر اساليب وقنوات حفظت للحركه متانة كيانها وخصوصياتها مثلما لم نتردد يوما في إعطائها ما تستحقه من دعم وتأييد حيث اقتضى الموقف, لذلك يعجزالمرء عن كبت حسرته  وهو يرى اليد التي ساهمت  في وضع حجرا على جدار هذا البيت  بالامس تعود  بعد ان قوى عودها لتمسك بمعول تهدم ذلك الجدار اليوم فوق رؤوسنا  امام الخصوم الذين طال تربصهم  وكاننا مقبلين على توجيه دعوة  مجانيه الى بوفيه مفتوح للهتك  المبرمج الذي سبق لي ووجدت في توقيته ومبرراته مسوغا واضحا حثني  في حينها على الرفض وبشده  فكرة الذهاب بهذه المشاكل لتسويتها في المحاكم   او بنشرالغسيل في الاعلام المفتوح  مجانا كون  هذه الممارسه بشقيها غير مسؤوله حسب كل المقاييس خاصة حينما تصدر من اشخاص وعناصر لها دورها الريادي في مسيرة الحركه وتدعي حرصها وتقديرها لنهج الحركه وجماهيرها .
 ليس ملاطفة لاحد او مزايدة عليه لو قلنا باننا مع الناقد الجاد الذي يضع مصلحة شعبه وقضيته امام عينه وضميره  في كل ما يقدم عليه بالطريقه التي تحفظ خصوصيتنا السياسيه ونحن نعيش حالة لا قضاء يحكمها ولا دستور يحميها , نعم سنظل نحث ونؤيد الناقد الحريص الذي يتحسب ويتفحص جيدا  إنعكاسات طريقة نقده ونتائجها المرجوه على قضية شعبه و كيانه السياسي الذي آزرته الألوف وبنت عليه آمالها المستقبليه  .
  أعود مرة أخرى و بعيدا عن مجاملة اي احد , لاقول بان سقف احترام المبادئ وتقديسها لا يحتمل اسلوب نشر الغسيل بهذه الطريقه لان المبادئ كما يراها الداركون لها ترى بان ممارسه كهذه وشعبنا يعيش وضعا شاذا  هي طعنة في خاصرة الشعب قبل ان تكون في خاصرة التنظيم , و نقل تشظياتها الى القضاء والمحاكم ليس له من مبرر هو الآخر كما سبق واشرنا بانه لن يشفع حامل الفكر والمبدأ,  بتصوري  المتواضع كان الانسب  للذي وجد  بان الابواب قد سدت بوجهه ونحن نتحدث عن المبادئ وقدسيتها ,الانسحاب الرزن كما هو متبع في الكثير من الحركات ليس في ذلك إنكارا لوجود ما يبرر النقد في سلوك اي سياسي  ومنهم شخص السكرتير العام والعاملين لانهم ليسوا بمنزلين كي نعفيهم  و هم  جزء من التنظيم  يترتب عليهم  ما يترتب على الجميع من التزام  بالنظام الداخلي الذي يوصي بمناقشة تفاصيل اي خلاف و هو الكفيل لمعالجته لا ان تتخذ المواقع الاعلاميه المكشوفه ساحة لتصفية الخلافات , لو افترضنا  جدلا ثبوت أرجحية كفة الميزان  لصالح اصوات حكر المناصب وفرض الارادات  كما ورد ذلك في احدى الرسائل ,حينها سنقول باننا فعلا امام مشكلة تحتاج الى مبادره شجاعه وحريصه من لدن الكوادر وفي مقدمتهم السيد السكرتير العام  (الاستاذ يونادم كنه) الذي يتمتع بقدره سياسيه عاليه وذكاء راقي يؤهله لتبني  مبادره معتدله لحسم الأمر  لصالح قضية الشعب وليس لمصلحة المنصب او مكانة صاحبه , بهكذا آليه ارى ان الحريص على مستقبل شعبه يكون  قد اثبت ولاءه لقضية شعبه في إبعاد  شبح اليأس والقنوط عن منتسبي ومريدي الحركة كلها.
  بالعوده الى الرسائل المفتوحه وردات الفعل عليها ,الملاحظ في سياق نصوصها بروز او ربما طغيان عنصر النفس النفعي بحيث يصبح الانسان في حيرة من امره , هل فضها يكون حصريا في اقالة السيد يونادم  ومحاسبته على انفراده  مثلا ؟أم  في تحميل المعارضين  لسياسة السيد كنه  تهمة السعي  الى المكاسب ,  صوت العقل  في مثل هذه التشابكات لابد ان يصدح من افكار وحناجر الحريصين على المسيره في مطالبتهم  بمؤتمر خاص يتم فيه عقد جلسه  لمداولة ومناقشة ظاهرة هذا التدافع المتشنج واسباب اللجوء الى نشر الغسيل  الذي ما من سبب منطقي او مبدئي يبرره .
 تبقى  الامنيه التي تحاصرها المنحنيات معلقة ً على ان يكون مبعث الجدالات او حتى الخلافات  مصدره ليس نفعيا (وهذا ما يخيفنا) بل فكريا  وإن إشتد فليشتد فهو بالتالي من شأنه أن يصب في صالح قضية شعبنا بشرط عدم تحميله  ما لاطاقة به  لينقلب الى أمر شخصي  يتم استغلاله  للتغطيه على رغبة البعض في اشغال المناصب  وتحقيق المكاسب , لو كانت لأمنيتنا المعلقه هذه اي حظوظ او فرصة للتحقق  فان مناقشة المشاكل مهما كانت يجب ان تتم داخل اروقة الهيكل التنظيمي لانه دليل حرص المختلفين على حرمة كيانهم السياسي , لذلك استبعد أن يكون في نشر الغسيل بهذا الشكل اية فلسفة مقنعه تخدم مسيرة الحركة وشعبنا في الوقت الحالي  مثلما إستبعدت في وقتها  اي فائدة نرجوها لشعبنا وللحركه من ذهاب الاستاذ يونادم كنه الى القضاء لفض الإشكال .
  في اختتام الكلام ,أرجو ان يعلم الإخوه  في الحركه , بانه عندما يتكلم انسان مثلي من خارج حدود الهيكل الزوعاوي  التنظيمي الذي إن بحثنا عن نواطيرحقيقين له , يفترض ان يكون في مقدمتهم أنتم الذين بنيتم له ولشعبكم من ايمانكم وتضحياتكم وحرصكم  جدرانا منيعه وابوابا محكمه غير مسموح لأحد تسليم مفاتيحها بالمجان  لكل من هب ودب.
 الوطن والشعب من وراء القصد



247
مؤتمرات لــنهضة قوميه كلدانيه ام تصفيات لحسابات كنسيه مذهبيه

شوكت توسا

لو اتخذنا من رجل الدين الملتزم برسالة نبيّه ودينه و كتابه المقدس مثالا لسياق حديثنا ,  فهو العارف أكثر من غيره اين تبدأ مهمته الروحيه  وعند اي نقطه يجب ان يتوقف, أما الذي يتجاهل حدود مهامه رغم إدراكه لها ولا يردعه اي كابح  لجماحه , فمثل هذا النموذج  يكون قد ارتضى رفع  الحصانة عن نفسه و استباح قدسية درجته .
بعد الذي شهدناه في افتتاحية المؤتمر(القومي النهضوي الكلداني) المنعقد  بتاريخ 15 ايار 2013في ميشيغان , عادت بنا مضامين مداخلات الساده المشاركين  الى المربع الذي يؤكد صواب رؤانا حول حقائق  وتفاصيل مؤتمرات مشابهه سبق و نظمتها ومولتها ورتبت خطابها نفس العقليه المذهبيه دون اجراء  إصلاح يحسـّن  من هيبتها, والعتاب ليس حصريا موجه لرجل الدين  المذهبي الذي له مؤسسته التي يسعى من اجلها, انما اللوم يطال  مثقفينا الذين يـُلدَغون من عين الجحر مرة  بعد مره بإبرة لمعان يافطة النهضة القوميه الكلدانيه التي تخفي تحت إبط القائمين عليها أهدافا وتطلعاتا مذهبيه لا شان  لها بجوهرالمسأله القوميهولا بوحدة شعبنا ,  فقد رسمها وخطط  لها فكر ذات الرجل الديني المذهبي الذي سمعناه بالامس القريب  يصف ابناء شعبنا في سهل نينوى بالبهليه فيما لو تجرأ تلكيفيا او ألقوشيا او تللسقفيا وقال بانه كلداني  لانه اثورايا دنينوي (حسب قول المطران سرهد يوسف جمو) .
هدف حديثنا لا رابط يربطه بافضلية مذهب على آخر اطلاقا ولا يحتمل سفسطة تعظيم  مقام فلان بجريرة خطأ علان , إنما  تكرار تسويق الخدعه المكشوفه  وتمريرها على عقولنا بات أمرا  مستهجنا  أزاء سيل تذبذبات خطابات القائمين على  فعاليات يراد منا تسجيلها  في مصاف المؤتمرات السياسيه , والاكثر غرابة في حال المشاركين هو عزوف المحسوبين منهم على الشيوعية والعلمانية عن الاعتراض  والتحذير من تبعات إعتماد  تقلبات خطاب الرموز المذهبيه المتصارعه في عملهم القومي التي نخشى ان تغدو نسقا مألوفا في اعراف بعض مثقفينا وسياسيينا .
كان عقد أولى هذه الحلقات  في آذار من عام 2011 في مدينة سندياغو الامريكيه, يوم أتخذت كليشة القوميه الكلدانيه عنوانا سياسيا ظاهريا تم استغلال بريقه في صناعة محطة وجدها رجل الدين المذهبي  فرصة ً للانطلاق منها نحوتوسيع مستعمرته الكنسيه اولا ومن ثم الذهاب الى استكمال تاسيس كرسي بطريركي لكنيسه كاثوليكيه (كلدانيه) جديده يكون مركزها سندياغو أو ديترويت بعد فصلها عن كرسي البطريركيه في بغداد .
 وإلا يا ترى , ما سرتذبذب مواقف المطران سرهد جمو ولجوئه  مضطراالى خيار استقدام خليط متنافر من الافكار(الشيوعي والبعثي والعلماني والداعيه القومي والمجاهد المذهبي) ثم جمعهم تحت بافطه القوميه الكلدانيه في لقاء سندياغو وهو (اي المطران)  الذي وصف  ابناء شعبه في قرى سهل نينوى بالبهلليي ّ إن قالوا عن انفسهم بانهم كلدانا  , أليس في هذا الانقلاب  ما يكفينا لندرك  ان هم رجل ديننا  وشغله الشاغل لا علاقة له بشيئ اسمه  قضيه قوميه  بقدر ما هو استغلال ذكي لقصور في منطقية مثقفينا  وتسخير لقاءاتهم من اجل دعم مشروع  خاص به و بكنيسته يمهد بحسب مخيلته لتاسيس كنيسة معزوله عن اصلها تمهل  وهلة ًفي الاعلان عنها  بسبب ضعف سلطة البطريرك  المتقاعد عمانوئيل دللي التي منحته  صلاحيات ربما ستخضع للمساءله من قبل البطريركيه الجديده  .
  اليوم , ونتيجة  لتصريحات البطريرك الجديد التي كما تبدو استفزازيه للمطرانين سرهد جمو وابراهيم ابراهيم ومخيفة للمطران باول في نفس الوقت , إرتأى المطارنه الثلاث توجيه رسائلهم الرافضه لتطلعات البطريرك الجديد ورؤاه الوحدويه , فوجدوا  في مؤتمر ميشيكان مكانا مواتيا للإعلان عن نواياهم المؤجله مادام  الذين أحاطوا المطران سرهد جمو بهالة المفكر القومي الفذ  يعولون على ثمار الخطاب المذهبي المتذبذب ويصرون على جواز اعتماد كلام الخصوم المذهبيين دستورا وورقة  لمشروع سياسي قومي يشحذ حماسه من تصعيد نبرة  خصام المتصارعين من اجل نصرة مذهب كنسي على آخر.
 في أوكتوبر عام 2011 , كان قد تم  ايضا عقد لقاء آخر في ستوكهولم السويديه بنفس مصدر التمويل والتنظيم ليتم التأكيد على ان المطران سرهد جمو بحكم موقعه الديني وامواله مُنح له حق الجمع بين الأبوه  الروحيه  والوصايه السياسيه القوميه على كل ما يتعلق بكلمة الكلدانيه التي أصبح  مجرد ذكرها في خطابات رجال المذهب الكنسي  فسحة يتنفس البعض عبرها الصعداء , و الأنكى  من ذلك هوان هذه الخطابات إستمكنت بعض مثقفينا لتوقعهم في شراكها .
 بالعوده الى افتتاحيات المؤتمر المنعقد  في ميشيكان 15 ايار 2013  واضح إن خطاب  الساده المؤتمرين قبل واثناء مؤتمرهم ما زال يراوح متأرجحا تحت وطأة ما دُبر له في سندياغو او ستوكهولم , عدا القفزه النوعيه التي شهدها مؤتمر ميشكان  تلك التي تؤكد صحة ما قلناه حول  المؤتمرات القوميه المداره من قبل رجل الدين المذهبي .
 القفزه التي أود استدعاء انتباه القارئ اليها هي  ظاهرة إعتلاء اكثر من رجل دين منصة قاعة المؤتمر الكلداني القومي  ليقولوا كلاما متشابها في مضمونه مع التصفيق وتعالي الصفير, كان أول المرددين لهذا الكلام المتشابه سيادة المطران ابراهيم ابراهيم الذي دشن كلامه المطول بسردتاريخي واضح المقاصد ثم عاد منتقدا بشكل مباشر رؤية بطريرك كنيسته الجديد مار لويس ساكو وموقفه من علاقة الكنيسة ورجالاتها بالعمل السياسي القومي , ثم أنهى كلمته بتكرار مقولة اننا لسنا بحاجه الى متخصصين لدراسة موضوع تسميتنا القوميه اشارة منه الى  تصريح للبطريرك ساكو , بعده القى المطران باول سورو كلمته التي أعتمد فيها خبط الكلام العاطفي بالمفرده الانكليزيه المنتقاة  لإختراق احاسيس المستمعين  كي يستقبلوا  هجومه المبطن على كنيسته  (كنيسة البطريرك دنخا) التي تم إبعاده عنها (صلبه) في حين إستكثر على المستمعين تصحيح  غلطة زميله المطران ابراهيم  حول نسبة الكلدان في كنيسته الكاثوليكيه  متجاهلافي ذلك حقيقة انتماء آلاف الاشوريين اليها , ثم  جاء دور القس نوئيل لقراءة كلمة المطران سرهد جمو بالنيابه ,كلمة فاحت منها الرائحه المذهبيه من بدايتها حتى نهايتها .
جدير بمن يدعي العلميه والمنطقيه في النهج الذي يسلكه,  ان يتحلى بدرجة من الوعي والتواضع في تقييم الامور والا غادرته المصداقية  حيثما دار وحل ,لذلك لابد من قول  جملة مفيده لصالح الحقيقه كما هي  وليس كما يراد لها ,نقول هنيئا لمطارنة سندياغو وديترويت ومعهم المطران (المصلوب كما وصف نفسه) باول سورو لانهم  استطاعوا هذه المره لــَيْ  اذرع  مثقفينا بكل جداره  عندما تمكنوا من فرض خطابهم المذهبي بشكل قوي وطاغي  يلغي امكانيه وصف هكذا لقاء بمؤتمر سياسي قومي .


 في الإختتام لنا ان نتساءل بكل حياد واحترام عن مالذي يمكن إستخلاصه من فعاليه مؤتمراتيه خصص اغلب وقتها و ثقلها  الخطابي لتبادل الرسائل الخصاميه بين رجالات مذاهب كنائسنا؟ هل نسمي ذلك مؤتمرا سياسيا قوميا  ام مناسبه  لتصفية حسابات كنسيه مذهبيه ؟ ام يراد منا تصديق القائلين باننا  بصدد مؤتمرات نهضويه قوميه لأبناء شعبنا؟
الشعب والوطن من وراء القصد

248


ايهما نـُصــّدق يا أستاذ  ناصر : (الاندثار والانتهاء) أم (لا تمحى ولا تتبدل)  ؟ 

شوكت توسا

  ما اكثرالشواهد التي تؤكد  بأن عدم إنسجام أفكار القارئ مع ما يطرحه الكاتب هي مسألة طبيعيه  تدخل في خانة تلاقح الافكار لا بل تكاد تشكل حافزا لتواصلهما , إنما الذي يثير حفيظة القارئ ويضعه في حيرة من امره هو مناقضة الكاتب لنفسه بنفسه وضبابية ما يطرحه ضمن مقالاته , فتبدأ عندها قطيعة القارئ بهذا التساؤل: يا ترى ألا تستدعي المصداقية واحترام عقل القارئ مراجعة الكاتب لما يكتبه قبل نشره ؟
اتمنى ان يكون لكلامنا وقع هادئ وطعم مقبول  ونحن إذ نقتطف لحديثنا نموذجا من كلام كاتب يحمل لقب رئيس اتحاد الكتاب الكلدان العالميين ,لقبٌ كهذا لابد وان يـُنظر اليه كعنوان بذي مدلولات اعتباريه ومديات معرفيه يترتب على حامله مسؤوليات يجد الراصد لتفاصيلها حقه في التساؤل حين يستوجب الأمر, ليس بهدف النيل من شخص حامل اللقب ما دامه إنسان يشبهنا إلا في طريقة تفكيره ونمط كلامه , لذلك كأي قارئ  لايعنيه شخص الكاتب باي شكل  بقدرما تهمه الافكار وقدرة صاحبها على الدفاع عنها والثبات عليها, وجدت ان واجبي يحتم علي القول بان عنوانا  كبيرا كهذا (رئيس الاتحاد العالمي ......)بغض النظر عن ميكانيكية إيجاده  وإطلاقه , لابد وان تترتب عليه إستحقاقات فكريه وأدبيه والتزامات تتوزع بين مصداقية  ومهنية  الكلام وبين قدرة الثبوت على ناصية الراي المُقال, بالمناسبه هذه كلها تصب في خانة احترام عقل القارئ من دون اي شك, لذلك منحت لنفسي حق التعليق.
وإذ حديثنا مخصص لمناقشة بعض مما يكتبه الاخ ناصر عجمايا, كان  جنابه قبل  أكثر من عام  قد كتب مقالا علق فيه على  إحدى مقالاتي التي إنتقدت فيها  بكل وضوح  برلمانيينا وتقصيرهم  في أداء واجبهم المناط ,شكرته في حينها على لطافة اسلوبه مع اني لم  أتجرأ الاتفاق مع طرحه ولا الخروج بزبدة من كلام سردي مبعثر لم يسعفه في بلورة فكره اؤيده فيها.
 لكي اوصل فكرتي للقارئ الكريم ,  دعوني أقتطف من مقالته تلك هذه الفقره:
 (( ......   رغم اختلافي مع الاخ والزميل توسا في بعض الامور الفكرية ، وخصوصا بالتسمية الهجينية المبتكرة مؤخراّ ، ضمن نوايا معروفة وواضحة للجميع ، الا وهو الغاء وجود شعبنا الكلداني الأصيل ، لجعله طائفياّ تابعاّ للآشورية ، رغم اندثار وأنتهاء الاخيرة ، بعد سقوط أمبراطوريتها عام 612 قبل الميلاد ، نتيجة تحالف الدولة الكلدانية البابلية مع الفرس ، ونترك هذا للتاريخ وتقلباته الذاتية والموضوعيه ...........   )) .
من باب الاحترام والتواصل الأصولي , كان لي ردا في حينها إخترت نص الفقره المقتبسه أعلاه  نموذجا أوضحت من خلاله وجهة نظري حول خلطه الجلي في اعتباره مسالةالاختلاف حول التسميه خلافا فكريا,كما اشرت في ردي الى عبثية  تسويق الاحكام القاسيه  دون سند  يدعمها  بحيث توهن الجانب المهني الذي يجب ان يتحلى به الكاتب , فالاخ ناصر  في فقرته اعلاه يصرح بان الاشوريون  قداندثروا وانتهوا بسقوط امبراطوريتهم وكأننا به يطلق بشرى ساره معلنا فيها بان الكلدانييون وبسبب تحالفهم مع الميديين الفرس فهم ما يزالوا ينعمون في جنائنهم ومعلقاتهم  وغيرهم من الاقوام اندثروا الى غير رجعه, لنقل لاباس مادامت  فضاءات حرية إبداء الرأي  مشرعة كما اسلفنا , ولكن يا استاذ ناصر نحن ايضا بدورنا كمعشر القراء نقرأ ثم ننتظربشغف كي نقرأ المزيد من مفكرينا  وأدبائنا  من حاملي الالقاب العالميه كي نتأكد من ثبوتهم على ما يقولونه !!!!غير ان المحير في الامر هوالضبابيه والغوش في ما  قرأناه لكم وهو فعلا يثير العجب والاستغراب لو قورن بمقولتكم التي أكدتم فيها اندثار وانتهاء الاشوريين .
 لنقرأ ما قاله الاخ الكاتب ناصر قبل بضعة ايام  معلقا على مقال لاحد الاخوه الكتاب في المنبر الحر في موقع عينكاوه :
"من ناحية موضوع سيادةمار باول  الجزيل الاحترام والتقدير فهو من اختصاص رجال الدين" /دخول معقول لا شائبة فيه . ثم يضيف الاستاذ :"اما من الناحية القومية وحبه لأبناء جلدته وأنحداره وخصوصياته المتعلقة بشعبه ، فهو موضع أحترامنا وتقديرنا " شخصيا لم أستطع ان افهم  عن اي قوميه يتكلم الكاتب  ومن هم  ابناء جلدته هل هم من المندثرين ام من الأزليين؟ . ثم يختتم قائلا : "كما وله مكانه خاصة بيننا كونه من شعبنا الأصيل من عروقه وجذوره التي لا تمحى ولا تتبدل " . (انتهى الاقتباس) . مرة اخرى الجملة  التي تحتها خط  لم استطع فهمها ايضا .
يا استاذنا ناصر, حسب معرفتي ,  نيافة المطران باول سورو هو اشوري القوميه  ربما وجد في الكثلكة مذهبا فضلـّه على غيره , هذا شأنه وهو انسان مثلنا له الحريه في معتقده , أما لو كنتم تقصدون بان نيافته قد غيّر او بصدد تغيير قوميته  كي لا يحسب على فصيل المندثرين  فهذا ما لا طاقة لي كي أفتي به, ساترك امره لحضرتكم كي تفسروه لنا , يبقى  الامر الجوهري الذي من اجله اكتب هذه المقاله  هو أن تشرح لنا  أين هو الصح من الخطأ  بين قولكم  قبل عام( اندثار وانتهاء الاشوريين )وبين  الجمله التي اختتمتم فيها تعليقكم المقتبس أعلاه(كونه من شعبنا الاصيل من عروقه وجذوره التي لا تمحى ولا تتبدل) ,حبذا لو تكرمتم علينا بتفسير الفقرة اعلاه ولكم ان تستعينوا بسؤالنا ادناه عساه يسهل امر الاجابة عليكم :
ماالمقصود  بعبارة ( كونه من شعبنا الاصيل من عروقه وجذوره التي لا تمحى ولا تتبدل...)  هلا تفضلتم وأوضحتم لنا  يا اخي  ما إسم هذا الشعب الذي لم يندثر ولا تمحى ولا تتبدل جذوره وعروقه ؟
معرفة الحقيقه  من وراء القصد

 

249
من الذاكره .............
   إنتهازية السوفييت ورطـّت  الشـــيوعي العراقي بجبهة البعثـــي الفاشي 


شوكت توسا
من مسلــّمات الحقائق المـــُعاشه فيما يناهزالثمانية عقود من تاريخ العراق, يبقى  الشيوعيون العراقيون الذين إلتزموا قضية الشعب ودافعوا عن حقوقه بكلمتهم ودمائهم هم النبراس المنير لكل من يجد في هموم الشعب ومعاناته سببا للنضال والكفاح من اجل بناء الوطن الحر وتحقيق اماني الشعب في السعادة والرفاه.
  كنا في مطلع عام 1973 قد أمضينا ثلا
ثة اشهر في مركز تدريب مشاة الموصل بإنضباط والتزام عاليين  أديــّا بنا الى  حصد عقوبات واهانات جماعيه تكفي لتكذيب مقولة ان شخصية الشاب وعوده تختمران في أدائه الخدمة العسكريه ,  تم بعد هذه الاشهر الثلاث توزيعنا  ليكون معمل الميدان الرابع  في وسط مدينة الموصل من نصيبي حيث تم تنسيبي ككاتب في مستودع  قطع الغيار(سوفيتية الصنع)  تحت أمرة الملازم الاول الفني  حكمت فرحان الذي قضيت تسعة اشهر تحت أمرته  أنستني كيف يبتسم الانسان.
يومها , كانت الاخبار المتناقله تشير الى وجود مباحثات  بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث الحاكم تحت اشراف ورعايه  السوفييت  ,  من ناحيتي تخيلت  أن تهدئة  سياسيه وأمنيه ستعم البلاد علها  تزيح تخوفات وهواجس الغير البعثيين التي رافقتني طيلة اشهر الخدمة التسعه المتبقيه الى ان تم في بداية اوكتوبر 1973 تسريحي لأعود الى اهلي و بلدتي والقوش , كان الشيوعيون من ابنائها وبناتها  قد دخلو في صراع  مع منتسبي (حدك) بعد  ان كانوا قد أمنوا الجانب البعثي , تطور هذا الصراع  بسرعه مذهله  كاد يسبب كارثه  صدام  مسلح داخل القصبه  لولا جهود العقلاء التي افلحت في اقناع مسلحي (حدك) بالانسحاب خارج القوش  .
إعلان الجبهه الوطنيه:
 قبل أن تـُقدِم حكومة البعث على تأميم حصص شركات النفط  في الاول من حزيران 1972 , كانت قد ابرمت في 9 نيسان من نفس العام  معاهده صداقه وتعاون مع السوفييت  شملت مناحي التسليح والأقتصاد والدعم السياسي والثقافي ,البعض فسرهذه المعاهده  واصفا اياها بنقله نوعيه  في سياسة البعث يمكن التفاؤل بها, وآخرون إستهجنوا فكرة الوثوق بحزب االبعث, في حين توقع أخرون خيبة قادمه انطلاقا من قناعتهم  بان الاتحاد السوفييتي  كقطب أممي ليس إستثناء ً من قاعدة واضعي مصالحهم  في مقدمة التعامل مع قضايا الشعوب , لذا لا غرابة ان تكون منافعه كما اثبتت النتائج ,هي المعيار الأرجح في تقوية علاقاته مع حكومة البعث بعيدا عن استحقاقات مفاهيم اممية الفكر الماركسي الداعمه للشعوب المضطهده  واحزابها اليساريه.
     ولكي لا نكون كمن يسوق  الكلام  من دون سند او دليل , جدير بنا ان نستدعي المتابع  لملف العراق اثناء الحرب الكونيه الثانيه (1939_1945) يوم كان العراق يرضخ تحت الانتداب البريطاني , ليجد كيف كان لتحالف السوفييت مع بريطانيا ضد المانيا الهتلريه(دول المحور) تاثيره الواضح على تغيير موقف الحزب الشيوعي العراقي  تجاه الانتداب البريطاني حيث خفت حدة شعارات الحزب المناوئه للانتداب  لدرجة ملفته للانتباه, وشبيه الحالة تكرر في  زمن حكم المرحوم عبدالكريم  قاسم  حيث ان مصلحة السوفييت هي التي اقتضت رفض مقترح  الشهيد سلام عادل (سكرتير الحزب الشيوعي العراقي) لاستلام الحزب للسلطه تلبية لمطلب  نادى به الشعب  (.......حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي)  لكن خطا احمر تم وضعه تحت هذا المطلب  الى ان حل ما حل  في كارثة 1963 .
 ثم يتكررسيناريو  آخر في بداية السبعينات عندما تبين بان مصالح السوفييت ذاتها هي التي حـرّكتهم  باتجاه البحث عن سبل  تقوية ركائزحكم البعث الغاشم  وهو اي الجانب السوفييتي لم يكن بغافل عن تفاصيل معاناة الشيوعيين العراقيين وجرائم البعثيين  التي ارتكبت بحق حزب  الشهداء والمثقفين,لذا راح السوفييت ضاغطين على شيوعيي العراق لتسوية خلافاتهم مع البعث بعد اقناع الاخير بأهمية تبني تكتيك إقامة جبهه وطنيه (تقدميه) تشمل  الاحزاب الكبيره من ضمنها  "حدك" الذي لم يرى في هذه الجبهه  ما يحقق مطالبه( الحزبيه والقوميه)  لذا رفض الانضمام اليها , في حين وافق الحزب الشيوعي العراقي  وأبدى استعداده  للدخول في هذه الجبهه التي إعترض من اعترض عليها لكن دون جدوى.
في  تموز عام1973 , أعلن عن تشكيل هذه المسماة بالجبهه الوطنية القوميه التقدميه  والتي من خلال راعيها السوفييتي  و تفاصيل إبرامها  وسلوكيات صاحبها البعث ومأسوية خاتمتها  ظهر انها لم تكن سوى مصيده من المؤسف ان يقع في شراكها حزب المناضلين والمثقفين  ليتم اختزال هيبته الوطنيه ووضع هيكلية تشكيلاته التنظيميه  بين  فكي ماركيسية السوفيت المزيفه وانتهازية البعث العدائيه , فقد منحت هذه الموصوفة بالوطنيه فرصه كان يحلم بها البعثيون لإنهاك الحزب الشيوعي عبر زجه بخلافات ومعارك مسلحه  كالذي حصل في منطقة القوش أبان فشل مفاوضات الحكومه عام 1973 _1974 مع  المرحوم  ملا مصطفى البرزاني حول تطبيق  بيان آذار وإجراء الإحصاء السكاني  لفض مشكلة كركوك  الغنيه بالنفط.
 فعندما فشل البعث والشيوعي في ضم البرزاني وحزبه الى اتفاقهما, شرعت الحكومه منفردة و بدعم  من الشيوعيين  و ساسه اكراد معارضين لنهج البرزاني في تنفيذ مخطط الحكم الذاتي المنصوص عليه في بيان آذار 1970 , فكان تأسيس مجلسين تنفيذي و تشريعي في اربيل  ضم في تشكيلاته عناصر قياديه شيوعيه , مما إضطر (حدك) الى إعلان عصيانه المسلح ضد حكومة البعث  في73_ 74   بتشجيع ومساندة نظام  إيران الذي إستغل الازمه  للضغط على الحكومه العراقيه وإجبارها على تغيير الحدود المائيه حسب معاهدة 1937 ,بالنهايه نجح شاه إيران في إرضاخ حكومة البعث على توقيع اتفاقية 1975و التفاوض من جديد حول حدود شط العرب مقابل  تخلي الشاه عن دعم الحركة الكرديه المسلحه وهذا ما تم إقراره  في اتفاقية الجزائر 1975.
 
ما بين عامي 1973 و1975 إحتدم الصراع  بين الحكومه وحلفائها الشيوعيين من جهه وبين  مجاميع (حدك) المسلحه من الجهه الاخرى, كان الانصار الشيوعيون ومؤازريهم هم راس الرمح في ادارة الصراع بجانبيه العسكري والسياسي  , حيث كانت اولى شرارات هذا الصراع قد إندلعت في القوش كما اسلفنا  وتطورت الى مواجهات مسلحه  أجبرت شباب البلدة وشيبها  على خوض معاركا دفاعيه عن بلدتهم  ليلا ونهارا لصد هجمات مسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني الذين حشدوا قواتهم وثقل أسلحتهم في جبل القوش وضواحي البلده,  جرت حينها معارك عديده راح فيها شهداء  وتم فيها ضرب القوش اكثر من مره بقنابل المدفعيه , لو تفحصنا المحصله جيدا لوجدنا انها كلها كانت تصب لصالح تقوية اركان نظام البعث الذي كان يعاني من ازمه سياسيه واقتصاديه وعسكريه خانقه بسبب تاميم شركات النفط و الحشود العسكريه الكرديه المدعومه من دولة ايران انذاك , حيث و من خلال تلك الجبهة المشؤومه  فرض على الحزب الشيوعي العراقي مشاغلته  في مواجهات مسلحه  داخليه ساعدت على تثبيت اركان البعث ثم الكشف عن كامل تنظيمه وتعريته قبل الإنقضاض عليه  وتسقيط غالبية قواعده بعد انهيار الجبهه .
  فقد عادت الى القوش مرارة احداث الستينات  مع تجدد حملات الملاحقات  الأمنيه ما بين 1977  _1978   لكن هذه المره  بأسلوب امني وبوليسي مخادع  في تعقيب  وملاحقة كل من له علاقه من قريب او بعيد بالحزب الشيوعي , اصيب الحزب  جراء ذلك في عموم العراق  بانتكاسه  تنظيميه  فاقت كارثيتها  نتائج  الحملات الشرسه التي شنت ضده في 1963, وبسبب  غياب التنسيق بين تنظيمات الحزب  وخلاف  قياداته تأخر في إصدار اي بلاغ حاسم  لاتخاذ  قرار سريع ينقذ تنظيمه , علاوة على صمت السوفييت المشين,إذ لم يعد في وقتها اي خيار امام  منتسبي الحزب  ومؤازريه  الا المثول امام أمر الواقع المرير  , حيث لم يفلت من قبضة  السلطات الامنيه الا الذي استطاع توفير مأمنا له الى حين إلتحاق المرحوم البطل توما توماس  مع قليل من رفاقه ليبدأ من جديد إعادة تشكيل قوة أنصاريه مسلحه.
شكرا للقراء الكرام
الوطـــــن  الحــر  والشعـــب السعيــــــــد   من وراء القصــــــــد



 



250
تعقيب على فقره ضمن مقال الاستاذ ليون برخو( القوميون الكلدان والخطأ القاتل)

شوكت توسا
 مقالة الاستاذ برخو كما هو حال معظم مقالاته , فيها من المفيد بما يشد القارئ ويحفز فضوله  الذهني لابداء رأيه ,حرصا  من جانبي على وقت القارئ ومزاجه , أكتفي باختيار الجمله  المكتوبة بالاحمر من الفقره () هل رأيتم يوما ما الأخوة في زوعا يستنجدون برجل الدين؟ هل رايتم يوما ما الأخوة في زوعا يهاجمون لغتنا القومية السريانية؟ هل رايتم يوما ما رجل دين بجلبابه وهو يقود زوعا ويصلي على رأسهم ويخطب فيهم ويفرض عليهم إداء القسم امامه؟))  ليس كون بقية فقرات المقال دونها اهمية , فالمقاله بمجمل ما تضمه جديرة بتحليلها ومناقشتها  ,لكنني أجد في مناقشة هذه الجمله (الحمراء) وتحليلها  فائده للجميع سبق ونشدتها في اكثر من مناسبه ومقال تناولت فيها  دواعي و عواقب التعويل على زج رجل الدين المذهبي وخطابه في مجال العمل السياسي القومي  خاصة  فيما يتعلق بشعبنا الكلدواشوري السرياني, وقد  إستعنت في إسناد رؤيتي  بشواهد شملت اكثر من كنيسه أحدها قيادة المطران سرهد جمو للمؤتمر الذي أطلق عليه مؤتمر النهضة الكلدانيه القوميه في سندياغو كمثال واقعي لما كنت اقصد الوصول اليه .
 بعد قراءتي لمقالة الاستاذ ليون برخو , وجدت ان الامانة  كقارئ  تحتم عليّ  الدلو بما عساه يؤكد مصداقية ما سبق وقلته و بنفس الوقت مساهمة مني في تفادي التباس الامور على اقراني من القراء ,  لذا  اقول حبذا لو كان الاستاذ ليون برخو قد وفرعلينا هذا الجهد في سبق اشارته  ولو بجمله اعتراضيه في معرض إستشهاده بحالة زوعا وموقفها من الجانب الديني الكنسي, تمنيت  منه التنويه باقتضاب الى  الخطأ ( الزوعاوي )  الذي  حصل مع بدايات قضية المطران باول سورو , حيث رافقتها ظاهرة التهافت والتراصف الغير الصحيه التي برزت داخل اوساط بعض ناشطي ومؤازري  الحركه الديمقراطية الاشوريه ( أؤكد بعض وليس كل) خاصة منهم الذين يعيشون خارج العراق ,إن كان هذه الظاهرة قد دلت على شيئ فهي برهان واضح على عدم إجهاد ذواتنا في التمييز بين مهمة رجل الدين وواجبات المثقف العلماني.
يومها كان لي رايا نقديا أعلنته بخصوص ظاهرة ذلك التهافت الغير المبرر سياسيا , لم يمنعني موقفي المؤازر لزوعا وما يزال , من إبداء إستغرابي من تهافت بعض الإخوة نحو هتافات كان دافعها العفوي الذي لا تشوبه شائبه دون شك هو حبهم للوحده الشامله غير ان الغرابة جاءت جلية في فعالية الترويج والتعويل على الخطاب الديني المذهبي الذي خرج به نيافة المطران باويل سورو ثم إحلاله محل الخطاب المفترض تبنيه في الشأن السياسي القومي, ربما ( وليس أكيد) كان لذكاء نيافته في دعوته لوحده شامله  دورا ً استطاع من خلاله ان يستقطب  مجموعه مؤازره لزوعا من مؤمني ( الكنيسه الاشوريه) وهذا ما كان يتمناه الجانب الكنسي الكاثوليكي بالتأكيد , حيث من المؤسف قوله  ان بعض  مؤازري ومحبي الحركه (زوعا) ومريدي الوحده وقعوا في هذا الفخ  دون ان يتحسبوا للتوابع السياسيه والدينيه التي تلي هذا الهتاف الارتجالي وهنا تكمن العبره التي يتلكأ اليوم بعض مثقفينا من اعتبارها.
 في العام 2006, شاءت الصدفه ان ألتقي بنيافة المطران سورو  في مدينة سانهوزيه/كاليفورنيا  على مائدة غداء دعانا اليها  بحضور صديق آخريعمل في الاعلام التلفزيوني , نيافته بقوامه الديني وثقافته الحواريه يهيئ لجليسه جوا منفتحا في حرية التحدث , مما جعلني اكثر من تساؤلاتي  ومناقشته حول خلفية دعوته لاستحداث كنيسه  لاقت صدى ايجابيا لدى المطران سرهد جمو دون غيره , كما سالته  أيضاعن مدى فائدة كسب ود نشطاء ومؤيدي زوعا وسحب قسم منهم الى ساحة مشروعه (الديني المذهبي)  هذا ,في حين هو على علم كما فهمت من نيافته بموقف المطران جمو من الحركه زوعا .
الامر الذي لفت نظري في سياق الحديث مع نيافته هو تأكيده ولاكثر من مره على كونه من محبي الوحده الشامله ولهذا السبب إتخذ موقفا مؤيدا للحركة الديمقراطيه الاشوريه حسب كلامه, وعندما سالته إن كان المطران سرهد جمو سيتفق معه في موقفه الداعم  لزوعا, اجابني نيافته بانه يسعى لكسب المطران سرهد جمو لتاييد زوعا  لكنه إستبعد تحقيق ذلك لاسباب إختصرها لي بنقطتين لم اجد فيهما ما يشفي غليلي, في خلاصة ما سمعته منه وانا ما زلت احترم درجته وثقافته , طلبت منه بصيغة رجاء حفاظا على درجته الدينيه وصونا لوحدة مؤازري زوعا  التي يؤيدها ( كون اعضاءها ومناصريها من مختلف التسميات والكنائس) ان يبعد مشروعه الديني المذهبي عن اروقة السياسه ويتركها لاهلها ,اعتقادا مني وكما اوضحت لنيافته , بانه  في  زجه لمؤيدي ومناصري الحركة (زوعا) ضمن محاولته الكنسيه  سيضيف خنادقا وعوازلا مذهبيه  وعشائريه اخرى تعزل زوعا(التي يدعمها ويحبها كما صرح) عن بقية اهلنا  وتلك لا يمكن ان تكون من احدى مهام رجل الدين المؤمن برسالة المسيح ,علاوه على انها ستبث بذور الخلافات حتى في داخل  منتسبي  ومؤاري زوعا نفسها وهذا ما يخشاه  ويتحاشاه كل حريص على وحدة ابناء شعبه  .
الغرض مما سردته اعلاه هو الوصول الى حقيقة  تؤكد ما تفضل به الاستاذ ليون  وهي ان المثقف (السياسي /القومي/ الديني)  الذي تنقصه الخبره الكافيه لتدبيرامره بنفسه  او مع اقرانه  لتحقيق ما يتمناه ويؤمن به  بجهده  الفكري ومثابرته مع مجموعته, عجزه هذا لا يلغي حقه في الانطلاق بتواضع وتدرج بشكل مدروس ,و لو وجد نفسه قد اخفق في شد اقرانه مع مشروعه , ليس عيبا  لومنح نفسه فرصة  يراجع فيها خطابه واسلوبه ثم يعاود محاولته, لكنه بالتأكيد سيرتكب خطأ فادحا  لو كان عجزه وعدم درايته  سببا يدفعه الى عجالة السعي الى مطالبة وزج طرف غير مؤهل  فكريا وغير مقبول نظريا وفلسفيا للقيام بتنفيذ ما عجز عنه .
 نختتم  كلامنا ونقول بان السياسي / المثقف الذي يريد التسابق مع الزمن كي يحقق قفزة ماراثونيه سياسيه عبر تمسكه بخيار التشبث بإزارات وجبب رجال مذهبه الديني من اجل مشروعه السياسي القومي, إحتراما لهذا السياسي كونه إنسان مثلي سوف لن أنعته بالمتكاسل او المترهل فكريا,ولن اصفه بالجاهل او المتجاهل لتجارب وعبر تاريخنا القريب والبعيد في هذا المضمار , بل سأمنحه مضطرا حقه في طرق الابواب ما دامه ينشد العمل السياسي منطلقا من ارضية هشه, لكن السؤال الفكري والاخلاقي الذي سيلاحقه  هو الى اين يريد بنا هذا السياسي والداعيه القومي ونحن نتحدث عن واقع شعب (كلدواشوري سرياني)  شائك موزع بشكل متشابك بين عدة كنائس ومذاهب وعدة تسميات منها القديمه ومنها المستحدثه وكلهم مهدد بالزوال  والضياع؟ أليس هذه واحده من المعضلات التي واجهت وتواجه مثقفينا وسياسيينا لحد هذه الساعه , الا تستدعي هذه المعضله مفكرينا ومثقفينا العلمانيين  الى معالجتها بخطاب معتدل يقرب وجهات النظر ؟
 انا في تصوري البسيط لا امتلك قول شيئا أزاء هذا الضيق  المزمن في طريقة تفكير البعض ممن نحسبهم  على نخبة مثقفينا وناشطينا , سوى القول ان من واجبنا وهو اضعف الايمان, ان نشيد ونشكر ثم نشد على يد غبطة البطريرك روفائيل ساكو لأنه يصوغ خطابا كنسيا  معتدلا ونهجا فكريا  يناسب رغبتنا في التوحد ويتناسب ودعوته الى التجديد والاصلاح  .
شكرا لكم استاذ ليون برخو والشكر موصول للقارئ المحترم  ايضا.
الوطن والشعب من وراء القصد

 


251
العزيــــز  جوزيف الياس مالان  لقد إفتقدناك    ........ هل من عـــوده ؟؟؟
شوكت توسا
في خبرمنشور على صفحة موقع عنكاوه قبل يومين , قرأته ولم  أتأكد من مدى صحته,  ينص الخبر على استقبال العراق واستلامه مؤخرا مجموعه من أسرى ومفقودي الحرب العراقيه الايرانيه  المنسيين  , ومعلوم ان لكل قريه او مدينه عراقيه  كان لها حصتها من الشهداء وهكذا من  الاسرى  الذين عاد قسم منهم  وبقي الاخرون في عداد المفقودين  مرت عقود دون  اي خبر مؤكد عن مصيرهم . فقد اعاد هذا الخبر سواء صح ام لم يصح, الى ذاكرتنا اسماء الكثيرين من أعزائنا و معارفنا واقربائنا الذي ابتلعتهم تلك الحرب الضروس,كان العزيزالغائب الحاضر جوزيف الياس مالان و هكذا شقيقه جنان ,ضمن الاسماء التي أعلن عنها في وقتها (1981) كونها مفقوده اي مجهولة المصير.
من هو جوزيف مالان ؟
من محطات الحياة التي ما زلت اتذكرجزئيات أحداثها  بكل اعتزاز وسرور هي فترة صبانا التي عرفت فيها العزيز جوزيف مالان عام 1961 في مرحلة المتوسطه . تلك الصداقه الحميمه التي توطدت بمرور السنين وتوسعت حلقتها مع اصدقاء اخرين فاصبحنا مجموعة أصدقاء طلبه مكونه من ( الغائب الحاضر المهندس جوزيف مالان , الدكتور باسم شابا كلله في اميركا حاليا , الاستاذ مسعود ميخائيل صنا في اميركا حاليا, الدكتور صباح بولص ديشا في بغداد , المرحوم  م مهندس بطرس ديشا, المرحوم الشهيد نوئيل ججو كوزا والاستاذ فرج حيدو في استراليا ) ثم   تكونت صداقات اخرى مع من هم أكبر سنا  منا عرفناهم  خلال سنوات المتوسطه والثانويه كالصديق العزيز الدكتور جرجيس يونس ختي حاليا في رومانيا  والاستاذ صبري اسطيفانا حاليا في القوش  والمرحوم البروفيسورالآثاري دانيال اسحق رئيس عوديشو  وهكذا  الشاعر والاديب  ميخائيل ورده وكلاهما من قرية الشرفيه , ونظرا لما تحلت به تلك الصداقة والعلاقة من محبة وانتظام  متواصلين , تطورت  فارضة نفسها على عوائلنا  التي كانت تشجع مثل هذه الصداقات الهادئه والمرتبه  لذا إنبسطت لها وشجعت على تقوية وشائجها.
العزيزالغائب الحاضر جوزيف مالان ترك  في قلوب محبيه جرحا لن يندمل ما دامه افترق عنا  عنا بتلك السرعه  منذ بدايات الحرب العراقيه الايرانيه ,كلما اتذكره لا اتمالك نفسي مفتقرا لاية حيلة احبس فيها دمعتي على حسرة فراقه , لقد تربى هذا المغيب عنا قسريا  في كنف عائلة  كادحه إتخذت من الوطنية والتقدميه  طريقا في ثقافتها ومن المحبة والمساعده طبعا القوشيا أصيلا  جعلها نموذجا يتعاطى بكل ثقة واقتدار مع مختلف مستويات المجتمع ,عرفت في  شخصية جوزيف كما  الكثيرون, ذكاءه  المفعم وصراحته الشجاعه التي  كان يجسدها في عشقه الدؤوب للحوار والنقاش  الهادئ  خاصة مع المختلفين معه .
بعد انهائه مرحلة الثالث متوسط  عام 1966 , قرر اكمال الدراسه في ثانوية الزراعه / المجموعه الثقافيه  رغبة منه في  اختزال الوقت من اجل مساعدة اهله ,وبعد تخرجه من ثانوية الزراعه , أهلــّه تفوقه على اقرانه لاكمال دراسته في المعهد الزراعي الفني في ابي غريب /بغداد  حيث تخرج من المعهد عام 1970_71 بتفوق مماثل  سهل  عليه التوظيف  في احدى دوائر الدوله الزراعيه , كان  العزيزجوزيف من الصنف الطموح لدرجة انه لم يكف عن البحث  عن فرصة لاكمال تحصيله العلمي, ورغم انشغاله بوظيفته وبنشاطاته السياسيه في الحزب الشيوعي العراقي في مدينة بغداد , تمكن من ان يلوي ذراع حظه  وينتزع بجهوده الذاتيه  زمالة دراسيه ضمن أختصاصه في احدى الجامعات الامريكيه, غادر العراق الى اميركا  في منتصف عام 1978وبقينا على تواصل  معه بواسطة الرسائل . اثناء وجوده في اميركا اندلعت الحرب العراقيه الايرانيه البغيضه عام 1980,  لم يكن أحدا منا ولامن اهله يتمنى عودته بعد انتهائه من دراسته كونه من مواليد 1949 المشمولة للسوق الى الخدمه العسكريه الاحتياط في حينها, وهذا ما كنت قد أكدته له  في احدى الرسائل بصورة غير مباشره , لكن ظروفا وأسبابا معينه إضطرته للعودة الى العراق في العام 1981 _1982 , استقبلناه  في حينها بفرح  لم يدم سوى اياما قليله  إذ سرعان ما تم ابلاغه بوجوب مراجعة التجنيد ثم  الالتحاق ضمن مواليده المساقين يوم كان أوار معارك البسيتين والخفاجيه  وديزفول وسربيل زهاب في أشده .
لم يمر سوى اسبوعين او ثلاثه  على التحاقه ,واذا  بخبرين مفجعين متتاليين نكبت بهما عائلة بيت المرحوم ألياس ومالان وصدم بها اهالي القوش وكافة محبيهم وذويهم , حيث أعلن عن اسم العزيز جوزيف وشقيقه المحبوب جنان كمفقودين في معارك البسيتين والخفاجيه , ثم بدات تتوارد الاخبارالمتضاربه ما بين جندي  يدعي انه شاهد جوزيف في ساحة الحرب سالما معافىقبل ان يقع بايدي الايرانيين , وبين آخر يزعم انه سمع صوت جوزيف عبر مذياع الصليب الاحمر وآخر يدعي انه شاهد صورته  من على الشاشة الايرانيه , رغم كل هذه المعلومات المتناقله, الا انه لم يتأكد صحة اي منها , حيث ما اكثر ما تحملت الوالده والاشقاء عناء ومتاعب السفر الى حيث مصدر الخبر لكن دون جدوى   ولم يستطع احدا معرفة اي شيئ مؤكد عن مصيريهما.
نبقى نتمنى والآمال معلقة على لحظة نسمع فيها خبر عودة أحبابنا واصدقاءنا  الاسرى والمفقودين الذين غيبتهم تلك الحرب الاجراميه التي حصدت مئات الالوف من شباب العراق.
ستبقى صورتكما يا جوزيف ويا جنان مختومة في الذاكره مهما حيينا .





252
أيـــــْنَ  أدوار الــذين إنتخبناهم  بأصواتـــــنا  ولماذا   هذا السكوت  ؟


شوكت توســـا
سؤال  وارد  ومشروع  من حقنا  ان نوجهه خاصة نحن الذين شاركو باصواتهم  في انتخابات2010 ,  حيث باصوات ابناء شعبنا الكلدواشوريين السريان  تأهل خمسة ممثلين لنا في البرلمان العراقي, ثلاثة منهم من قائمة الرافدين /قائمة الحركه الديمقراطيه الاشوريه. وإثنان آخران من المجلس الشعبي  ليكونوا ناطقين باسم هموم ومطالب شعبنا  داخل قبة البرلمان العراقي , وقد مرعلى استلامهم مهام عملهم  اكثر من ثلاث سنوات  .
 في يوم إعلان نتائج انتخابات 2010, كتبنا مقالا لتهنئة  الفائزين ومواساة الغير الفائزين نقتطف منه  هذه الفقره  :
(((وفي نفس الوقت نطمئن أهالينا   بأننا سوف لن نسكت عن كل من يتقاعس في عكس هموم شعبنا الحقيقية ونحذره  إن لعب الفار في عبّه  وإستغل هذا التمثيل لصالح اجندات شخصية ضيقة  او تجرفه المغريات بإتجاه المساومة  بمقعده  تحت طائلة مصالح وسياسات لا تخدم تطلعات شعبنا الوطنية وحقوقه القومية المشروعة((. أنتهى الاقتباس
 ومن اجل ضبط إيصال رسالتنا  الى ممثلينا  المحترمين في البرلمان , نستعين  بواحده  من فقرات  برنامج قائمة الرافدين  الانتخابي و اخرى من برنامج قائمة المجلس الشعبي   :
نصت الفقره السادسه من برنامج قائمة الرافدين على :
_6 تطبيق بنود المادة (23) من الدستور العراقي الخاصة بالأراضي والممتلكات لمنع التغيير الديموغرافي ورفع التجاوزات عن أراضي وقرى شعبنا وتعويض الفلاحين المطفأة أراضيهم تعويضا مجزيا .  إنتهت .
كما نصت الفقره الخامسه لبرنامج قائمة المجلس الشعبي  على :
5- نطالب باعادة جميع الاراضي التي استولى عليها النظام السابق في مناطق تابعة لسهل نينوى واقليم كوردستان الى اصحابها الشرعيين ، وسنعمل من اجل رفع جميع التجاوزات التي حصلت في منطقة سهل نينوى . إنتهت .
 إخترنا هاتين الفقرتين  من بين فقرات أخرى تضمنتها برامج كلتا القائمتين  بسبب حيوتهما وأهميتهما الاستراتيجيه  لاسيما والذي يدور في بلداتنا وقرانا من محاولات التغيير الديموغرافي  اصبح شأنا معروفا لدى القاصي والداني , والكل يعلم بأن الالتزام  بهاتين  الفقرتين ومتابعتها من شأنه أن يتعامل بموضوعيه وجديه في معالجة آثار التغيير الديموغرافي ماقبل 2003  ومخلفاته الشاخصه , وفي نفس الوقت يحتم  هذا الالتزام على ممثلينا اتخاذ المواقف الصارمه ضد كل مسعى  كائن من كان صاحبه  يهدف  الى إحداث تغيير ديموغرافي في اماكن تواجد شعبنا , لكن المؤسف والملفت للنظر ان هذه الظاهره  اصبحت  تتكرر يوميا في عموم جغرافية العراق  سواء كان الهدف منها التشييع  او التكريد بعد ان كان  في السابق تعريبها.
من المعروف  ان اطلاق الكلام جزافا من دون سند او حجه  لا يمكن ان يعتد به فهو لا يغني ولايسمن ولن يلقى اذانا تسمعه ,لذا  لو كان من الصعب علينا إبراز الوثائق والكتب الرسميه  كاثباتات , فلاباس  لو إعتمدنا في كلامنا على ما يصدر من شكاوى ونداءات احتجاجيه شعبيه  تكررت في اكثر من مكان وبنفس الموضوعه (التغيير الديموغرافي) مما يفترض بممثلينا اخذها على محمل الجد و إثارتها كل ضمن مجال عمله ونشاطه , علما ان محاولات التغيير الديموغرافي  موضوعة كلامنا , لم تعد بامر خفي على احد ولا هي بفعاليه سريه كي يصعب طرح الادله والاثباتات, بل تمارس على الارض  في اكثر من مكان عيني عينك  بشكل خاص وملفت للنظر في قرى وبلدات سهل نينوى و في محافظة اربيل ودهوك .
السؤال البديهي الذي نوجهه لبرلمانيينا  هو: الا تشكل مثل هذه الممارسات في نظركم تجاوزا غير إنسانيا  على حقوق الجموع التي انتخبتكم  بحيث يتطلب اقامة دعوه قضائيه ؟ أم ان مثل هذا السلوك لا يتعارض مع مفاهيم الديمقراطيه المدعاة  والشراكه الوطنيه التي تتحدثون عنها ؟  ناهيك  عن كون مثل هذه الممارسات تتعارض وهي منافيه  بالتمام  والكمال نصا وتطبيقا  لكل ما ورد في بنود الماده (23)  .
سيداتي وسادتي (ممثلونا في البرلمانين البغدادي والاربيلي) المحترمون والمحترمات, إن في سكوتكم او في ترهل ردود افعالكم  أمورا تبعث  الخيبة واليأس في عقول وقلوب اهلنا  خاصة منهم الذين انتخبوكم , ويا ليت هذه الخيبة  إقتصرت على  عدم  تعاطيكم  مع مسالة إعادة  الاراضي والحقوق المتجاوز عليها ما قبل 2003 الى اصحابها  وعدم تعويضهم بالشكل المجزي, حيث ان ابناء شعبنا اليوم يعانون المزيد من ممارسات الذين كتبوا دستور ما بعد 2003  بانفسهم  وهم اطراف حكوميه ومحليه (حزبيه وعشائريه دينيه وقوميه) حذت وما تزال تحذو خطى من سبقوها باتباع نهج ابتزازي منظم ومدروس ومدعوم ماليا وسياسيا  تمارسه بالقوة والمخادعات و بشتى وسائل الترهيب والترغيب من اجل الاستحواذ على املاك وحقوق اهلنا حيثما يتواجدون , اذن متى ستحتجون يا برلمانيينا ومتى ستصدح اصواتكم في البرلمان؟؟.
تساؤلات  عديده  من حق كل واحد فينا  ان يوجهها  وهي فعلا تتكرر على السنة الكثيرين ممن صوتوا , يا ترى اين اصوات ممثلينا  الذين انتخبناهم  سواء في برلمان بغداد  اوأربيل؟ اين مواقفهم  من الذي يدور في العلن عيني عينك ؟؟اليس كافيا ما حصل في عينكاوه وما يحصل في برطله وتلكيف والقوش  وهكذا في دهوك وبلداتها التي يتواجد فيها ابناء شعبنا , الا تكفي هذه الشواهد  لرفع الاصوات عاليه  بوجه الذين يسمحون لهذه الفعاليات اللاديمقراطيه ؟  الناس تتساءل لانها  سبق وقرأت برامج قوائمكم ثم انتخبتكم على اساسها , وهي حين تتساءل  ليس تعطشا لنقد ومحاسبة ممثلينا ولا حسدا في رواتبها التي تتقاضاها نتجية تصويتنا لهم  , بل بسبب القلق والخوف على مستقبلها المجهول  ومن حقها ان  تعرف كم مره حاول ممثلونا  جمع تواقيع زملاءهم  وأصدقاءهم البرلمانيين لتحشيد الاصوات لأستجواب ومحاسبة المسؤولين عن حملات الاستحواذ على ممتلكات وحقوق ابناء شعبنا  ؟  كم مذكره تم رفعها بهذا الخصوص  الى المحكمه الاتحاديه  او الى ممثلية الامم المتحده؟!ثم يا ترى هل قدم ممثلونا البرلمانييون اية دعوة مكتوبه لاي منظمه دوليه او حقوقيه للاطلاع على الحقيقه من خلال زيارة الاماكن  التي كثرت فيها شكاوى ابناء شعبنا أزاء محاولات التغيير الديمغرافي؟ أسئله لابد من إجابات لها يتفضل بها علينا برلمانيونا وليس غيرهم .
الوطن والشعب من وراء القصد





253
الكاريزمه  تتجلى  في حراك غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو

  شوكت توسا
من اجل تقييم مسيرة مسؤول ما , يتبع المختصون في ذلك سلـّماً او خطا بيانيا ترصد من خلال تقاسيمه و منحنياته تحركات ذلك المسؤول في صعودها ونزولها او استقامتها وتعرجاتها ثم تحدد على اساسها قدرته من عدمها في تأدية واجباته المناطه اليه .
في هذا الصدد يجوز لاحدنا ان يتساءل وليكن (انا) يا ترى  هل هناك ضروره لتوفر الصفه الكاريزميه في المسؤول كي يكون اكثر اقتدارا في تادية مهمته ؟ام يكفيه التقيد بالتعاليم المهنيه او بنظام حزبه الداخلي  او بطقوس الصلاة والاتكال على ما تقسمه له مشيئة الاخرين  وما تسمح له حركة الاوضاع.
الكاريزمه في الحقيقه  هي ليست رتبه او تدرج وصفي تمنحه جهة ما  لمجرد ان احدا اجهد نفسه من اجل رغبة لامتلاكها ,كلمة كاريزمه هي مفرده اغريقيه تعني هبة من الله او من الطبيعه يحصل عليها انسان ٌدون آخر لاسباب وارادات قدريه او فيزياويه وبيولوجيه  تجعل صاحبها  ذي قدرات استثنائيه اقرب الى الخارقه لو قورنت بروتينية قدرات غيره ورتابتها , تكتمل فائدة سمة الكاريزمه وتجنى منها الثمار حينما يستثمرها مالكها في تادية  مهمه يعجز غيره عن تأديتها .
كي تتحقق السمه الكاريزميه بمعناها المتكامل في شخص انسان  , لابد من  توافرشروط بديهيه اهمها عمق المعرفه و استقامة السلوك  مع توافر القناعه المطلقه بوجوب تأدية مهمه لصالح شعب  ما اوشريحة معينه , فيصبح نجاح الشخص الكاريزمي بما يمتلكه من امكانات ذاتيه  مرتبط  بشرط تحقيق المصالح العليا للذين يستمعون اليه و يقتنعون بما يطرحه من تحقيق للعداله والحرية والامن العام .
حديثنا هذا يعيد الى الاذهان نماذج  بطوليه وقياديه ولدت  من رحم الازمات واوار الحروب والمحن و في مختلف الحقب والازمنه , كان لهذه الشخوص ادوارها المتميزه عن بقية الناس في حسم الامور وحلحلة الازمات وحفظ الكيانات وحمايتها من شرور الاوضاع واطماع العابثين ,مثل هذه النماذج يصح وصفها بالكاريزميه. وحديثنا ذاته  يضعنا اليوم امام حالة لا احبذ وصفها بالمثيره بقدر ما هي ملفته  للعنايه والاهتمام  والدعم ممثلة في شخص غبطة البطريرك لويس ساكو .
فقد سبق  لنا في مقال حول نداءات  غبطة البطريرك ساكو أشرنا فيه باننا لسنا من دعاة زج رجال الدين في الامور السياسيه لما لمرتباتهم من قدسيه ولما للفارق الديني والمذهبي من تاثير سلبي في عمل الاطياف , كما اكدنا في مقالنا ايضا باننا لسنا ممن ينادي بالغاء دور السياسيين ونبذ جهودهم لسبب مزاجي , ففيهم من يجتهد مخلصا وفيهم من يتخلف عن الركب.
  الذي نود طرحه  بعيدا عن اية مؤثرات  سياسيه او مذهبيه ,هو ظاهرة الرجل الوقور ( غبطة البطريرك الجديد) , الذي ظهر لنا  ظهورا ملفتا بقدراته واصراره , نعم انه رمز روحي ديني مسيحي ولاهوتي ضليع  يمكن لاي منا ان يجتهد في وضع حدود لمساحة تحركاته كونه وجها دينيا , ولكن عند التدقيق في اقواله و سلوكه ومواقفه ستجدها نابعه بصدق عن ايمانه  بانسانيته   التي كسرت  العوارض وازاحت العوازل فاصبح ما لديه ليس حكرا لنصرة  جماعته  من دينه المسيحي وللمسيحيين  , بل إتسعت دائرة نشاطه باتجاه  جامع  ومتآلف لم تحضى اروقتنا الدينيه العراقيه ولا حتى السياسية  بمثل هذا الظهور .
 يبدو ان شخصنا الملفت هذا له جزيل الاحترام ,  سبق و قد هيأ نفسه لهذا الانفراد الجهادي الطوعي في تادية رساله نموذجيه صاغها وتبناها  من خلال دراساته وثقافته (اللاهوتيه والفلسفيه) ,  الكثيرون منا تابعوه وهو يمارس مهمته الروحيه في اكثر من مكان  لعقد من الزمان في اقل تقدير ,وها نحن اليوم بعد ان حضينا برسامته بطريركا  نتطلع اليه من خلال جولاته الهادفه وكلامه الرصين متأملين الخير فيه  خدمة للعراقيين و لمحبي العراق ومحبي وحدة ابناء شعبنا (الكلدواشورين السريان) المسيحيين بشكل عام , خاصة والعراق يمر في  بئس ما تمر به الشعوب المغضوب عليها  من ظروف تعسه  بعد هزة تغيير النظام في العراق , نعم  لنا ان نتفاءل به و نسترجي من صرح شخصيته المتميزه بكل صفاتها  دورا  ايجابيا مؤثرا في مجتمعنا العراقي كله لما يتمتع به من حنكه انسانيه شامخه رافضه للخنوع والذل ومتشبثه بروح وطنيه لا تشوبها اية نزعه انعزاليه متزمته  سواء كانت دينيه مذهبيه او قوميه .
كلنا يراقب عن كثب الحراك الجديد الذي بدأه هذا البطريرك الشاب في تحريك المياه الآسنه وصرفها بعيدا  بدأ حراكه مخاطبا أهله في كنيسته اولا ثم شرع يطرق ابواب العديد من مؤسسات و اروقة العراق المنهك سياسيا واجتماعيا بعد ان غابت اصوات الساسه المتنفذين وعجزوا عن قول كلمة تعيد لحمة الوطن وتلم شمل البلاد  التي شرذمها القطب الاجنبي الوافد باجنداته الشريره , لابل اجندات  هذه الاحزاب الغالبيه ساهمت عن عمد او عن قصر نظر في اتمام ما رسمه الاجنبي لهذا الشعب المعذب وبلده العراق , نعم  لقد غابت عن عقول هذه التيارات السياسيه (بمتدينيها وقومييها وعلمانييها ) اهمية قدسية الانسان العراقي و اهمية وحدة الوطن وسلامة حدوده , فليكن لبطريركنا دوره الذي ينتظره المعذبون بلهف .
 اذن والحديث عن غبطة البطريرك الجديد , فهو من خلال زياراته  وتصريحاته  يطرح مشروعا للمواطنه لكن بحلـّته الروحيه الانسانيه  عاقدا العزم على تقديم  نموذج عصري جديد للقائد الروحي المسؤول عن سلامة الجميع  وليس سلامه كنائسه ورعاياها فقط ,اختار طريقا اقرب الى رسالة السماء السمحاء من ادعياء الصلاة ونصرة الدين والمذهب وهي اي طريقته هي فعلا اكثر ضمانا لسلامة ابناء شعبه ومؤمنيه, نعم العراق اليوم بحاجه الى صوت قيادي مسؤول  يتخذ من شعبه ووطنه مرجعيته الوحيده وينبذ التعويل على اية جهة خارج حدود البلاد .
 لذا  فإن رسالة هذا البطريرك الجليل  واضحه وضوح الشمس وهي موجهه دون استثناء حتى للذين يدعون العلمانية والوطنية في شعارات احزابهم  اذ عليهم ان يراقبوا حراكه ويتعلموا من مصداقية المنتمي الحقيقي لوطنه وشعبه ورسالته , أما دعاة  الاحزاب الدينيه والطائفيه من الذين غلـــّبوا مصالحهم الضيقه على مصالح عموم الشعب العراقي , فعليهم ان يتعلموا بان فكرة بناء دولة الدين الواحد او المذهب الواحد او القوميه الواحده هي فكرة متخلفه ومنبوذه اكل الدهر عليها وشرب  لابل كاذبه حين تتكلم عن الدستور الوطني وعن الديمقراطيه والحريه للجميع .
نتمنى لبطريركنا الموقر المزيد من الاناقة والعنايه في بسط وفرض الخطاب الوطني الانساني المقبول وليتعض منه الغلاة والمتطرفين .
الوطن والشعب من وراء القصد

254
 
نداءات البطريرك  لويس ساكو تذكــّرنا بمأثرة  البطريرك يوسف عمانوئيل

شوكت توسا
 لعقود بل لقرون , وشعبنا الكلدواشوري السرياني( المسيحي) في العراق يلاقي ما يلاقيه من نكبات وإضطهاد لما لتشرذمه الداخلي المذهبي من دور انهك وجوده  الوطني والقومي والديني , نكبات تركت أثارا مؤلمه ظلت تعيش معه ومع حلم  توحيد مؤسسات كنائسه المذهبيه وإعادة لحمتها إلى سابق اصولها  كي تمارس دورها  لكن ذلك لم يتحقق,  لذلك يحلو لنا اليوم أن نتسابق مع المتفائلين  في مخاطبة  جلّ رجال كنائسنا الاجلاء تحت مسمى الكنيسه العراقيه( كنيسة المشرق  الواحده),  مع علمنا  ان الهاجس السائد حول مطلب التوحيد  ما زال حلما ً تتراءى بوادره هنيهة ً ثم تتلاشى مع تصادم  المصالح , فلو تحقق  فهو بلاشك بمثابة المحرك الوجداني لجمود مسيرة شعبنا ومصيره على ارض الآباء, دعونا إذن نتفاءل مع  إطلالة بطريركنا  الجديد مار لويس  روفائيل الاول ساكو جزيل الاحترام, وهو رأس روحي محبوب لدى غالبية العراقيين  وقائد لكنيسه تضم غالبية مسيحيي العراق, إنه القائل بانه مستعد للتنازل عن منصبه من اجل هذه الوحده , كلام مسؤول  لا يقوله الا الذي يستقي من  كلمات المسيح دستورا صالحا له في عمله الروحي والعلماني  .
  لقد تعاقبت على سدة  العراق حكومات وسلطات إستمدت نفوذها من اجندات دينيه / قوميه ثم حزبيه شموليه اقتضى تنفيذها  تذويب كل ماهو غير عروبي و غير اسلامي  في بودقة مشاريع واهداف ضيقه ثبت فشلها  ,و سيرا ًعلى نسق هذه الفلسفة المتخلفه كان هنالك من يحاول تجميد دور كنيسة العراق(بمختلف مذاهبها ) وإبعاد صوتها  المفترض عن هموم رعيتها  المنعوتة تارة باهل الذمه وتارة اخرى بالمسيحيين العرب الناطقين باللغه السريانيه  ثم بدانا  نسمع  مؤخرا بالمسيحيين الاكراد ولا ندري إن  كان التمييع داخل القوميات الاخرى تحت مسمى  الديانه المسيحيه هو قدرنا المرسوم  ثم اسلمتنا اخيرا , كل هذا واقع وربما يحتمل وقوع المزيد في حين نادرا ما كانت  الكنيسه الكاثوليكيه تحرك ساكنا أزاء هذا التهميش المبرمج بينما السلطات الحاكمه واحزابها تبذل مستطاعها بامعان في إختلاق معادلة ترضي اطرافا من مؤسسة الكنيسه  يتم خلالها تحييد  الحضور الروحي والشعبي وتسخيره لصالح شرعنة ديكتاتورية الانظمه .
 الذي حصل في خضم أحداث عشر سنوات خلت , هوأن شكل العلاقة والمعادله الروتينيه بشعاراتها المخادعه  ظلت كما هي  تتوارثها الانظمه  دون ان يطرا عليها تغييرا محسوسا  يتناسب و شعارات التغيير المرفوعه على شاكلة ما تم رفعه  في العراق مؤخرا, لابل بقيت سلوكيات  الأسلاف الحاكمين  هي النماذج المتبعة عينها  من قبل الانظمه واحزابها  ازاء ليونة ردات فعل رجالات ديننا بحجة عدم التدخل في الشؤون السياسيه , في وقت ٍ انحنى العديد من رجالات ديننا تحت تاثير الإغراءات  وطبطبات الظهور بحيث تم استغلال مكانتهم الروحيه  لصالح بقاء رموز السلطات الظالمه  التي عزلت  دورالكنيسة  عن مناصرة طموحات ابناء شعبها القوميه والوطنيه , والذي يحصل اليوم في حصر تسميتنا الوطنيه والقوميه  تحت المسمى الديني فقط هو  ليست سوى إحدى تلك الفعاليات التي يعمل على تمريرها والترويج لها اليوم  اكثر من جهه وطرف إما بقصد تاجيج الصراعات الدينيه  او بسبب ما يترتب على طرح تسميتنا القوميه من استحقاقات  إبتداءً من الاعتذار لنا وتعويضنا  وصولا  الى تخوف اصحاب الاجندات اللاوطنيه من  تعطيل مشاريعهم  التوسعيه في الاستحواذ على اراضي  الغير  .
بالعوده الى مبعث تفاؤلنا  وآمال شعبنا في قيادة بطريركنا الجليل لويس ساكو  والحراك الذي بدا مع استلامه مهامه, نقول بان الكنيسة كمؤسسة روحيه فهي المسؤولة  عن تعداد بشري من المؤمنين  قابل للزيادة والنقصان في  الاحوال الطبيعيه  والغير الطبيعيه , لكن الذي يحصل  وهو مبحث كلامنا , هو انكماش هذا العدد في العراق  بشكل غير طبيعي وملفت خاصة  مدى نصف قرن مضى  والرقم يتنازل  بحسب الاحصائيات  الى نسبة  60الى 70% من تعداد نفوسنا , وهي حالة لابد ان تسترعي انتباه واهتمام القائمين على كنيستنا بدرجة لا تقل عن اهتمامات مؤسساستنا السياسيه والاجتماعيه والثقافيه ,لا نقول ذلك من باب المطالبه بزج الكنيسة في امور السياسه و دروبها ولا هي باشارة لالغاء دور سياسيينا , انما موضوع مغادرة المؤمنين لأرضهم وكنيستهم  يشكل ظاهرة تعاني من تبعاتها السلبيه المؤسسه الكنسيه بنفس القدر الذي تعاني منه  فعاليات احزابنا السياسيه على حد سواء, لان تناقص عدد المؤمنين والمصوتين  وهجرتهم الى ما عبر البحار هو خسارة كبيره لن تعوض  ناهيك عن المصير الذي ينتظرهم  .
  ان الحراك الذي بدت ملامحه  تستبان مع استلام بطريركنا الجديد مهامه ( المار لويس روفائيل  الاول ساكو), يذكــّرنا  بالدور التاريخي الذي أداه المرحوم  البطريرك مار يوسف عمانويئل الثاني (1901/ 1947  )  يوم وضعت الحرب الكونيه الاولى اوزارها, استطاع بحنكته ووطنيته أن يــُدخل  اسمه في صدر صفحات الارشيف العراقي الناصع عندما اطلق صرخته معلنا موقف مؤسسته الصريح وتمسكه الشديد بعراقية مدينة الموصل (نينوى) وبوحد ة اراضي العراق و شعبه بكل مكوناته , وهو الذي قاد في حينها حملة وطنيه تاريخيه  بدأها ابناء كنيسته في ارسال برقيات الاحتجاج الى الفاتيكان والى بريطانيا وبروكسيل وفيينا  احتجاجا ضد محاولات التغيير الديموغرافي  وضد مطالب الاتراك في سلب الموصل وضمها الى تركيا  والتي انتهت في الأخير الى قراردولي  بابقاء الموصل تابعه للعراق .
اليوم والعراق بغالبية مكوناته  خاصة الكلدواشوريين السريان المسيحيين كونهم ابناء تاريخ وجغرافية العراق بحق وحقيقه  , هم أحوج ما يكونوا الى خطاب عراقي تاريخي مسؤول  عجز ساسة عراق اليوم (سنة وشيعه /عربا واكراد)  عن تبنيه  كما يبدو بسبب تنازع العقليه الطائفيه والقوميه الضيقه  , إن كان ولا بد  من خطاب( ديني /قومي/وطني) يترتب على مؤسسستنا الكنسيه العراقيه  إطلاقه الآن , لا بد ان يحذو حذو خطاب البطريرك  مار يوسف عمانوئيل الثاني الذي تحدى فيه الانكليز والعثمانيين وتعكز في موقفه على محبي العراق وشعبه  , نعم العراق اليوم بحاجه الى خطاب  يخرج  موازيا  بالاتجاه والقوه لما يطلقه  محبي العراق من ضمنهم  ممثلينا ومثقفينا  الذي يحرصون على  تعزيز فكرة البقاء على الارض ومنع محاولات  إحداث التغيير الديموغرافي في اماكن تواجد ابناء شعبنا في العراق بشكل عام .
الوطن والشعب من وراء القصد



255
اهمية المؤتمرات تتجلى بدوافعها ونتائجها  وليس في أماكن أنعقادها ويافطاتها ؟

شوكت توسا
ثمــّةَ ظاهرة  لها علاقه  بموضوعة عنواننا  لابد من الاشرة اليها ما دمنا نكتب وننشر ونقرأ من اجل  امور تختلف كل حسب ما يدور في ذهنه  ,ألا وهي مسالة ادارة موقع او موقعين الكترونيين يحملان أسماءنا لكنهما ساهما في تضييق فضاء حرية التعبير وخلط الأوراق عندما اساءا استخدام الفسحة في نشركلام  لاينم عن اي إنضباط  اداري مهني  مما يؤكد عدم أكتراث أدارييه بما نحتاجه كشعب في هذا الظرف العصيب , وهنا يجدر بنا ان نذكـّر الذين اصبح ديدنهم  التشكيك  بكل كلام  يراعى فيه اصول الادب والحوار , نذكــّرهم بأن  إدلاء الرأي بالدلائل من شأنه ان يتقبل النقدوالتعليق التصحيحي المقابل  لكنه يمقت الطعن والتشهير والاستخفاف  مادام القلم اداة مهذبه  للتذكير والتعبير عن الراي ليس الا  .
خير ما نستهل به حديث مقالنا هو التأكيد على ان ما سنحكيه ليس موجها لمؤتمرمحدد بجريرة عنوان تسميته القوميه ولا حتى بسبب مكان انعقاده , انما تشديدنا على ظاهرة انفراد نخبه لافرق  إن حملت تسمية  الاشوريه او الكلدانيه او السريانيه ,ولكن الطامه تتفاقم  عندما لا يعد مصير الشعب  يشكل اي رقما في حساباتها عندما تصر هذه المجموعه على إتمام عملية جنوح منظم بخطاب احادي معتكف ضاربين عرض الحائط مشاعر اهلنا واعتزازهم بكل تسمياتنا (كلدانيه او سريانيه او اشوريه).
تاسيسا على ذلك , أراني غير نادما لا بل راضيا عن انضمامي  الى المدرسه  التي تؤكد بان كلام السياسي القومي (الكلدواشوري السرياني)  لهو عاجز عن تحريك أي ركود ما دام يكبح خطابه بنفسه  تحت عنوان او مسمى أحادي او انعزالي ,لانه في ذلك سواء عن عمد او بدونه  يهيئ نفسه بجرة قلم او ببنت شفه منفعله لاختزال  كل ما يحمله شعبنا بمختلف مسمياته من  موروثات  واثقال ثم  يطالبنا بالقفز بها  معه على واقع  جلي  يستهجن تمرير أوهاما يرفضها العقل السياسي المهذب وتتعارض مع قوانين واصول التحدي .
 واذ نحن نتكلم عن واقع دامغ  بات يدركه جيدا  ويتفاعل معه عفوياعامة ابناء شعبناالمعذبون في العراق والكل يدرك كيف استغل  خصومنا  ومأجوريهم موروثنا المتنوع هذا في تفريقنا  وإختراقنا  مما يضعنا في موقف المتحير ازاء تجاهل مثقفينا (المخلصين) لهذه الحقيقه وهم ينعمون بديمقراطية ورفاه مغتربات اصقاع الارض ,إذن سنتمنى مثلما تمنينا طيلة العقد المنصرم ونحن نناشد بضرورة مراعاة هذه النقطه بجديه وتجرد كي  يفلحوا برضا  شعبهم  ولكي لا يكون مخاض المؤتمرات القادمه ونتاج الخطابات أسوء من سابقاتها.
 لقد مرعلى سقوط نظام صدام حسين  عقدا من الزمن  ولم نشهد لوضع ابناء شعبنا (الكلدواشوري السرياني)  ما كان مؤملا  له من تقدم وتغيير ايجابي , وذلك واضح لكل متابع سواء تكرم وانصف الحركه الديمقراطيه الاشوريه  فيما استطاعت بامكانياتها المتواضعه تقديمه او انتقدها وطالبها باستحقاقات سني نضالاتها التي  تجاوزت الثلاث عقود  وهي اليوم مطالبه كما الاخرون  بمراعاة وضع ومصير شعبنا على ارض اجداده .
فلو أجرينا إحصاء لعدد المؤتمرات(الخاصه بمكوننا القومي) التي تم  عقدها في المنافي وتحديدا خلال اعوام التغيير , دون الاخذ بنظر الاعتبار المسمى القومي الذي كانت تعقد تحت مظلته, لوجدنا بانها رغم عدم قلتها مع فرضية صدق نوايا البعض من مدبريها او المشاركين فيها , فهي مع الاسف  لم تقدم  شيئا ايجابيا بالحجم الذي يستوجب الاشادة به او التعويل عليه  من قبل أهلنا  في الداخل ولم تفد حتى لحمة المتواجدين  في منافي انعقادها, ناهيك عن ان الذين سبق وأمعنوا في الترويج لفكرة تصــدّر الرموز الدينيه وخطاباتهم المذهبيه  في رعاية مؤتمراتهم  الموصوفة بالقوميه  وتمويلها في اكثر من مدينه اجنبيه , ما زال هؤلاء الإخوه  في طور محاولات ايهامنا وايهام اهلنا في الداخل بضرورة المضي في عقدها على علات بداياتها من دون إجراء اية تصحيحات رغم  كل الإنتقادات  ورغم قناعاتهم (الغير المعلنه) بعدم جدوى تمحور فعالياتهم  حول فكرة العزل والانطواء الطوعي عن ابناء جلدتهم  .
 إن العبرة التي إعتدنا الانطلاق  منها  دائما في ابداء رؤانا المتواضعه هي مديات إمكانية زيادة زخم  قدرات شعبنا السياسيه  بكل مسمياته , وكم كنت اتمنى لرؤيتي هذه ان تسلم من مخالب  المتطرفين  الذين لا يروا فيها تحقيقا لمآربهم  , بل إعتدنا حكمهم السريع بوضع  افكارنا الوسطيه  ضمن خانة الالتفاف على التاريخ  او بث ثقافة  اليأس او التخوين خصوصا ونحن ما زلنا نؤكد وصفنا  لخطورة انعزالية دعواتهم السابقه واللاحقه لتلك المؤتمرات  بالضبابيه  وبعبثية  الاهداف التي يفترض رسمها بشكل جدي على اسس  يحترمها ابناء شعبنا  كي يجوز  اعتمادها سياسيا لكنها مع الاسف ظلت مجرد محطات صخب لإشغال اهلنا  في دهاليز تقسيم وتشتيت  المقسم والمشتت.
في حديث  صدفة جرى قبل سنوات بيني وبين  صديق منبري ديمقراطي كلداني يعيش في قلعة الكلدان الثانيه ديترويت(شما رابا لماثا ...با) , كان في معرض كلامه  يحثني مشدداعلى ضرورة دعم مؤتمرهم التاسيسي يومها  وكنت من ناحيتي استمع اليه لارى الى اين يريد بي , الى ان سنحت لي فرصه سألته فيها حول الهدف الحقيقي من مؤتمرهم  وما سبب تسميته فقط بالكلداني مادام هناك اشوريون وسريان يؤمنون للنخاع  بمصيرهم المشترك , اجابني بانهم سيسمونه بالكلداني على عناد اسم الحركة الديمقراطيه الاشوريه ! , ضحكت مع نفسي من طرحه المحير , لكني صدمت  حينما اضاف معلقا  بلهجه شعبيه : يا اخي احنا  الكلدان لازم نسوي اي شيئ حتى نضرب جلاق قوي على(اسف على التعبير) طـــ .... زوعا  ونستلم المهمه احنا !!!!  والرجل حي يرزق وهومن الدعاة الأشداء وبعنف للتسمية الكلدانيه, لا اجد ضرورة لذكر اسمه فهو نموذج  طرح نفسه كاحد قياديي النهضه القوميه الكلدانيه.
يومها , بعد ان تمعنت في كلام الرفيق و إجاباته , لم اجد  تفسيرا لما سمعته منه سوى ان الرفيق المناضل  ومن هم على نسقه , يعيش وضعا تعلمه في سيرة حياته العامه والسياسيه خاصة , تعلم ان يشتهي شيئا ويتمناه , لكنه يستكثر بذل اي جهد من اجله  ويشتاط غضبا حين  يدافع عن اشيائه المسروقه آخرون اثبتوا انهم اكثر ايمانا منه واستعدادا للتضحيه, لو كان هناك اي تفسير سياسي اخر لكلامه ,ساكون شاكرا لمن يدلني عليه ,هذا مجرد مثال لغيض من فيض  .
والشيئ بالشيئ لابد ان يذكر , فقد عقد أيضا مؤتمرا اشوريا في امستردام  قبل  سنوات وحكينا  في حينها واعطينا راينا حول عدم جدواه  مسبقا كون خطاب مؤتمريه هو الآخرلم يكن افضل من النموذج الذي تكلمنا عنه,  لا بل لم يتعدى جوهر ومقصد ما كان ينشدوه  اكثر من مساعي بذلها طرف  سياسي اشوري يصف نفسه بالعالمي  لكن لانه لم يستطع ان يجد لنفسه مسوغا  انسانيا  يقبل من خلاله او يعترف بما يحتاجه ابناء شعبنا وما يبذله اهلنا في العراق  متمثلا على سبيل المثال بالحركه (زوعا) وفعالياتها  المتواضعه انذاك, مما دفعه الى عقد مؤتمره في مدينه غربيه والنتيجه كانت واضحه حبر على ورق ليس اكثر.
اؤكد بان حكم المرء على  جدوى المؤتمر من عدمها بسبب  انعقاده في المنافي  ,  ليس بكاف ٍ لتقييمنا المنصف له , إنما المعقول  يبقى معقولا فيما لو كان النقد  لأليات تدبيرالمؤتمر والفكره التي تؤسس عليها حاجة عقده , هنا يكمن لب هدف عملية النقد و تتضح الرغبة الحقيقيه , ودليلي في ذلك هو أنني كنت من ضمن الناقدين  للمؤتمر الذي عقد في العراق (عينكاوة) الذي منه انبثق تنظيم المجلس الشعبي  والذي  كنت وما زلت أنظر اليه من وجهة نظر فكريه مجرده مع احترامنا لشخوص طواقمه المتغيره,بان تاسيسه  لم يكن لدعم ومساندة إستقلالية تطلعات ابناء شعبنا قوميا ووطنيا في الوقت الذي تهافت العديد من ناشطينا المثقفين الكلدانيين العالميين ومنابرهم ورجالات ديننا  ومعهم العديد من الاشوريين تراكضوا باتجاه بيت  ماله لتلقي الهدايا و المنح والبرطلات تاركين قضية إستقلالية القرارومستقبل وحقوق ابناء شعبنا كليشات للتغني بها  في حين ظل المخلصون يناشدون كيفية تحقيقها  .
اما لو عدنا الى المؤتمرات المسبغ عليها صفة النهضة القوميه الكلدانيه,  فقد سبق لي ايضا وكتبت اكثر من مقال ٍ حول ظروفها وفكرة عقدها بدءً من سندياغو مرورا بستوكهولم ,ابديت بخصوصها رايي رغم تواضعه لكني اعتمدت فيه على قناعاتي الخاصه, نعم  تعارضتْ مع شهوة كرسي المذهب الكنسي  الذي  بمشيئته  وتمويله عقدت , ورفضتْ تاثيرات مشاحنات الشخوص السياسيه ومنافعهم الذاتيه النفعيه, لكنني ما زلت اصرعلى حاجتنا الى خلق خط سياسي قومي ووطني ناضج  قائما على الارض وليس الكترونيا وهميا , يؤمن بوحدة شعبنا  وليس بتقسيمه , ولتكن احدى مهماته  بمثابة منافس منطقي يتسابق مع الآخرين في طرح افكاره الوحدويه ومشاريعه البناءه وليس في ضرب الجلاليق والبكاء على فتات الكعكة كما عودنا بعض المحسوبين  على مثقفي وادباء كلدانيينا واشوريينا  العالميين  , لا مجال هنا للخوض في تفاصيل مثل هذه النشاطات الفوضويه وما حصدناه من مآرب ابطالها الواضحة المعالم والمرامي ,انما لو خضنا قليلا ودققنا في تفاصيل هيئة وهيبة  مثل هذه التشكيلات الگلوبليه والانترناشيوناليه , فهي كفيلة بإرشادنا الى  حجم ما يمكن ان يرتجيه شعبنا من نفاق خطابات عباقره وابطال قومييون يفترض بهم لو  صدقوا مع قضية شعبهم القوميه لطرحوا  أليات و برامج  لإستعادة تاسيس دولة كلدانستان او اشورستان  لا ان  يضحكوا على ذقون وعقول البسطاءفي شرح كيفية استحداث استانات لشعوب اخرى   .
 إذن سياسيا نقول لمن يريدون صدقا تجنب تكرار المطبات  والخيبات  في لملمة شمل بيتهم كما يــدّعون, عليهم  في مؤتمراتهم المزمعه دون استثناء اي طرف , البحث والتركيز على ما يريده ويحتاجه بقايا شعبنا في العراق(بكل مسمياته), شعبنا الذي بات رقم تعداده الحاضر يخيفنا ويرعبنا لدرجة اصبح عامتنا يستهزؤون بكل دعوه  كاذبه تطلق لنصرة تسميه منفرده على أخرى من خلال  إطلاق البالونات الاستفزازيه التي يراد منها ان تصبح جزء ً من خطاب وفعالية ما نسميه بالمؤتمرات.
الكلام بهذا الاتجاه ولكي لا نطيل,  يؤكد لنا بما لايقبل الشك  بان  ظاهرة التسلق المنفعي على أكتاف وكواهل شعبنا تتنامى وقد باتت حاله تنذر بالخطر المحدق عندما تصطبغ بلونها  فعاليات(مؤتمرات وخطابات واتفاقات وانتقادات) بعض مثقفي وساسة شعبنا وليس كلهم . سواء في الداخل او الخارج , وهو حال مخيف يستدعي كل مخلص للمطالبه بغربلة وتقصي دوافع وأهداف اية فعاليه قبل الشروع بالتطبيل والتزمير لها  او انتقادها عشوائيا . وها نحن نقولها للمره الكذا بان اي مؤتمر,بغض النظر عن مكان عقده  وتسميته, لا ينتهج نهجا وحدويا  صريحا  لجمع شتات شعبنا أينما تواجد , هو أشبه باغنية ناشزه  وهابطه فاقدة اللحن المتناسق والكلمة الرزنه سرعان ما يطويها النسيان.
الشعب والوطن من وراء القصد



 

256
هل غريب على القوش ما يقدمه أبناؤها 

  شوكت توسا
   ألهــَوان واليأس يأتيان في مقدمة أسباب ضعف الإنسان وجمود عطائه, وكونهما يؤديان الى عقم فكره ونكوصه يصبح التنصل عن ابسط  حقوقه الخاصه و نسيان تاريخه وموروثاته نتاج طبيعي محسوم , في حين  يفترض بمثل هذه الخصوصيات  ان يتسم بها كل إنسان يعتزبموروثه وبانتمائه لأرضه ويحس بعمق جذوره .
أما حينما نتكلم عن عزة الانسان بنفسه وحبه لأرضه وافتخاره بها فالمقصود في كلامنا ليس  تلك النشوة  التي تتولد عن فعالية إمتلاكه عقارا يـُدخله ضمن حسابات ربح البيع او إقتناء حاجه ثمينه ثم تزول في بيعها لقاء ثمن, ولا هو بشعور تقليدي متناقل  يتوارثه الانسان كي نطالبه بتقديم دليل تعلقه او ننتقده في حال إكتفى بالتغني به فقط ,انما حب الأرض هو خلاصة علاقه  ثنائيه حميمه تتوطد أواصرها من خلال العطاء المتبادل بينهما (الارض والانسان) .
  و لو اردنا الاسترشاد الى دلائل ملموسه لهذه العلاقه المتجدده و بحثنا عن دوافع إستمرارية الانسان واستعداديته في التضحيه من اجل ارضه وجذوره , ليس امامنا نموذجا أفضل من صورة أجيال عاشت وتعاقبت لمئات لابل لآلاف السنين على أرض بلدة ٍ إسمها ألقوش (آيــل  قوشتي ) تناوبت عليها شتى اصناف المحن,بحيث يجد الباحث نفسه امام مسيرة  تاريخيه عنيده حفلت أسفارها بازمات وشدائد صمد امامها مَن صمد من ابنائها و ادت باخرين الى الهجره القسريه وأمنية العوده المستديمه ما زالت تهتز في كيانهم ,غيرأن الملفت في تاريخ هذه السلاله الألقوشيه هو ان اليأس والخنوع لم يلقيا لهما مكانا في عقول أهاليها  ونخبها الذين تربوا في  طبيعتها الجبليه /السهليه وشربوا من مياه عيونها و ابارها النقيه وأكلوا من زاد مزارعها محصول عرق جبينهم .
رغم كل ما حيك ويحاك ضد هذه البلده, جيل بعد جيل وعظمة هذه البلدة  تتجدد بأعين الغرباء قبل أبنائها,و بفضل تفاعل اهلها مع حقيقة فهمهم لتاريخ بلدتهم المشرف وعطاءاتها السخيه وما انجبته من رجال عظام تحدوا المنيات وقارعوا الطغيان , تتجلى شخصية هذه البقعه وإنسانها بوضوح وباستمرار  في علمائها  ومفكريها  ومناضليها الذين منهم من قضى شهيدا نـُقشت على احجار أضرحتهم قصصا تخبر الانسانية عن صنفٍ  إلتزم بإنسانيته وعشق أرض آبائه وأجداده لحد الثماله بحيث لم يرى سعادته  الا في إقتداء أسلافه الغيارى فيما قدموه من جهد وتضحيات  ثمنا لعشقهم المستمرللأرض والحريه وتحديهم العالي للاستغلال والديكتاتوريه.
أليوم,  تمر قرابةعشرسنوات, و العراق  تحكمه عقول يؤسفنا القول بانها مخيبه في كل تفاصيل فعاليات كبارهم وصغارهم الذين  لم ينجبوا لنا سوى فوضى عارمه بات من الصعب التعويل على رجالاتها  في تلبية طموحات الانسان العراقي في عموم البلاد كون هذه الحكومات ومؤسساتها إن كان لها وجود عملي فمفاصلها  محكومه بعقلية دينيه/قوميه/ مذهبيه  متخلفه  غيــّبت عن أذهانهم معنى المواطنه و أحقية المواطن المحب لأرضه وتاريخه والمعتز بموروث آبائه وأجداده ,وبسبب هذه العقليه المتخلفه أصبحت البلدة (القوش) حالها حال بقية بلداتنا الأخرى  تفتقر الى  أبسط مقومات التطوير من امكانات ميكانيكيه ومالية  لتطويرها كما يستوجب  كي تبدو بمظهر يليق بتاريخها وبنضالات أبنائها عبر القرون .
أثناء متابعتي لنشاط الفريق الشبابي (يد بيد من اجل القوش) الذي تم تشكيله مؤخرا في القوش , شاهدت صورا ملفته لشباب وشابات منهمكون في تجميل وتنظيف بلدتهم , فجأة عادت بي الذاكره الى  عام 1991(الانتفاضه) يوم هرب مسؤولو القوش الحكوميون والحزبيون وبقيت البلدة من دون سلطه او اي دائرة  تدير الامور او تقدم الخدمات,لكن امور البلدة سارت  بجهد الغيارى من ابنائها  وعقلائها  الذين أشاهدهم اليوم بروحية الشباب  والشيب قد غزا رؤوسهم  وهم يشرفون على هذه الفعاليه  الشبابيه الطوعيه الجميله (يد بيد) , إنها بحق لقطات تبعث الامل والغبطة في النفوس , نعم  ليس بامر غريب او جديد على بلدة كألقوش فقد إعتادت بلدتنا العزيزه  على هكذا  ابداعات وجهود طوعيه على ايادي أبنائها التي تجسدت مؤخرا في تشكيل مجموعه شبابيه نفذ صبرها أزاء الاهمال الذي تلقاه البدلة من قبل المسؤولين, لذا أخذت على عاتقها  قيادة حملة تجميل مظهر هذه البلدة  , فبادروا بتشكيل فريق  شبابي من بنين وبنات البلدة وباشراف ذوي الخبره ليقدموا لبلدتهم خدمة دون مراسيم كتابنا وكتابكم  وحزبنا وحزبكم  ومن دون ابرام عقود شركات ولا طلب تخصيص اموال حكوميه او تسييس اموالا اخرى بحجة تقديم الخدمه .
إن كان لما يقدمه شبيبة القوش من دلالات و اشارات, فهم يعرضون امامنا شعورهم العالي  بمسؤوليتهم تجاه اهاليهم وأهمية إظهار شكل بلدتهم بجماليه وتنظيم تستحقه رغم صعوبة الظرف وتنصل السلطات وانشغالها بامور اخرى, عمل جبار كهذا يحتم علينا نحن المغتربون  تنظيم ذواتنا في تشكيل هيئات ولجان واجبها دعم مثل هذه العمليه وامدادها بما يستوجب معنويا وماديا من اجل استمرارها , انها دعوة لكل الخيرين كي يثبتوا ارتباطهم بجذورهم ومحبتهم لارضهم وتاريخهم.
نعم الأرض كي تحترمها و تحافظ على هويتها التاريخيه تحتاج الى عقول  نيره ومرنه  لا تقيدها أيديولوجيات ولا تهمشها كوابح  يصنعها المعطلون فكريا ,بل  الأرض بحاجه الى ما يشد أواصر علاقة المتواجدين فوقها وتحثهم  نحو الثوابت التي تشكل حافزا قويا لحالة الابداع في مختلف شؤون الحياة , هكذا تظل الارض مع الانسان حاله متحده لا تنتهي الا بانتهاء الانسان والارض معا , ولو زال أحدهما لا سامح الله فهو نذير شؤم لنهاية  الآخر.
القوش  واهلها  من وراء القصد




257
الحقيـــــــقه تقض مضاجع الزائغين  عنها لكنــها  تنعش  اذهان  السُعاة اليها 

  شوكت توســــا
الحديث عن حال شعبنا الكلدواشوري السرياني ذو شجون يتحسسها المتابع كلما دقق قليلا فيما تتكرم به  بعض اقلام أبنائه وأفكارهم , اقول ذلك وانا لست من دعاة غض الطرف عن أخطاء العاملين بإسمنا الذي اصبح وجود حامليه قاب قوسين, إن الفوضى التي عمت العراق باتت تقلق كل  ذي حس وطني لما آلت اليه هذه الشريحة وأخواتها الاخرى  جراء  التهميش والقتل والتهجير المبرمج , فبعد ان بنى البعض آماله على التغيير, إرتأى اهلنا ركوب الموج بسفينة  ليس أمام ربــّانها  افضل من خيار مسايرة الموج وتخفيف  حدته بدراية وتعقل  وإستعداد متفانٍ في ظرف ما زالت عيون  ركاب هذه السفينة تترقب و تتطلع بلهف و أصوات حناجرهم  تردد الدعاءات وتناشد العقلاء للحفاظ على ما تبقى  .
في ظروف كالتي نتكلم عنها , لا غرابة حين تتعدد الجبهات وتتنوع الصراعات  التي  تقذف بشظاياها وحممها داخل بيتنا القومي الوطني, مما قد يعكس ملامح تبدو للبعض وكأنها تصدعات  خطيره تـُقرا بشؤم موشك الوقوع, لكن  اعود واقول  بان حالات كهذه ونحن نتكلم عن بلد مضطرب  يفترض بالعقل الدؤوب والمؤمن  التيقظ دائما والتحسب لتكرارها المتوقع  و تكرار تباين ردود الافعال  ما بين بناءه وهدامه وبين لاذعه وهادئه  سحبت البعض الى تنابزات داخليه  ليس من المفروض ان تصل بمثقفينا الى قطيعة الشاكي والمشتكى عليه او الى إطلاق دعوات ومقترحات وبيانات غير مسؤوله لا تغني ولا تسمن في اغلبها , انما الذي يغنينا ويسمننا هو ضرورة ان يضع ساستنا ومثقفونا مثل هذا الطارئات  في ميزان التقييم الجاد ودراسة مسبباتها في حوارات  جاده وهادئه  من منطلق ان لكل حالة ظروفها  التي تتطلب إيجاد الحلول المعقوله لها  لخلق شيئ جديد وليس التراجع وإدارة الظهور.
 من هنا  جدير بنا ان نذكــّر اخواننا المثقفين واصدقاءنا السياسيين لنقول لهم بان في السياسة  نسق ٌ وضوابط   وعلم وفلسفه  وأخلاق هم أدرى منا  بها  وبعلاقتها العضويه بقضية شعبنا  التي هي محور نضالهم , وليتذكروا ايضا  بانه ليس من السهل علينا نحن عامة الناس غض الطرف عن ضاربي  أهمية هذه الثوابت وإنعكاساتها عرض الحائط ,ولو شاء وترحـّم التاريخ  في إعفاء المتلاعبين والمتاجرين بمقدرات شعبنا , لكنه سوف  لن يـغفر لنا  ذنب سكوتنا على  تنصل مسؤولينا عن واجباتهم التي اخترناهم من أجلها  , وكونهم في الواجهه والمحسوبون على مالكي الخبره,  فان التخبط  تحت يافطات  سرد  المبررات والدعوات المزاجيه  أمر محسوب عليهم وضدهم و لا يمكن ان  يمر مرور الكرام على مسامعنا ومشاهداتنا  كي نظل منصتين نترقب لحظة الهبوط  الى مربع القفز والاستهزاء بالحقائق أمام أعين ومسامع عشرات الألوف.
•   يا سادتي ويا اخواني  وأصدقائي , العقلانيه  مصطلح راقي الابعاد  دأب الفلاسفه في  التعويل عليها لمعالجة قضايا الحياة من ألفها الى طأطئها  بعد ان توصلوا الى ان لهذه العقلانية  فعل مؤثروأيجابي في عموم مناحي الحياة ومنها السياسيه بالتحديد  , وتوصلوا ايضا  الى ان هذا الايجابي  يبقى بعيد المنال ما لم  يصدق الانسان مع نفسه ومع  مؤازريه  الذين وقفوا معه حيث استوجبت الوقفه  , وهذا يكفي  كي يحتم  إستخدام  العقل في مراجعة النفس بكل جرأه من أجل إعادة ضبط ما يُطلق من رؤى وممارسات يوميه سواء في طريقة إنتقاد ما يجري من حوله او تقويم ما يراه معوجا او في طرح المبادرات المدروسه والدعوات المقبوله وليس بترك الحبل على الغارب , فهي اي العقلانيه مهمة  ٌ دماغيه واخلاقيه بحته  يؤديها الانسان النشيط والمؤمن لتصبح سمة نهجيه تميّز المفكر الذي يستعين بالاستقراء والتمحيص وسيلة له او معيارا يعتمده في بحثه عن الحقيقه ونقيضها وأيجاد الحلول الناجعه والمخارج  المنطقيه ,  في تفكيره الواقعي سيقترب من هموم الناس اكثر في ابتعاده عن التعويل على العوامل العاطفيه او النفعيه .
•     وإلا لماذا أكد سقراط على وجوب فهم الانسان لنفسه بتجرد اولا كي يحدد  اين يجب ان يقف من الصواب والخطأ وهل له جرأة مواجهة نفسه لو أخطأت, عندئذ  يمكنه ان يعلن بصراحه ونزاهه عن ماذا يريد  قبل الهروله الى  التقييم التفسيخي و التشهيرالتعسفي لمَن ولما حوله وإطلاق التقييمات المنفعله جزافا بحيث ينقلب كلامه الى سفسطه وهراء ,لهذه الاسباب يؤكد سقراط في فلسفته بأن التفكير العقلاني(الملتزم بانسانيته) هو الطريق الوحيد  وهو الصعب وليس الأسهل لتحقيق الذات وأنجاز الأصلح .
على مر تاريخ  نهضات الشعوب وإنتكاساتها  , كانت الفلسفه  والحكمه برجالاتها (التي نسميها  بالنخبه) نتاج حتمي لتفاعل العقل مع المادة والطبيعه مهمتها  معالجة  اي مشهد او ظاهره  طارئه وهذا ما أكده  ارسطو عندما قال بان الدهشه هي الأم التي تنجب لنا الفلسفه والحكمه  فهي اي الفلسفه مرتبطه بحياتنا ومكمله لقيم معانيها في طريقة نقدها وتحليلها للظواهر ثم تقويمها  لصالح شئ اسمه مستقبل. 
 سقراط كان  واحدا من الذين أولوا الحكمه والفلسفه  إهتماما سبقه وتبعه  فلاسفه ومشاهير آخرون حذوا حذو منحاه  وزادو عليها بما تستلزمه تعقيدات الحياة ومتطلباتها  فكان لهم دورهم المعروف في تخليص شعوبهم من الكوارث وبراثن الافكاركي تستمر مسيرة النهضه  ,وقد برز في هذا الميدان فلاسفه ذاع سيطهم وتضاعف دورهم عندما  إتبعوا و سلـّموا بهذه الحقيقه العقلانيه  كما هو حال الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا الذي إدعى امكانية توصل الانسان الى الحقيقه باتباع طريقة أقليدس المنهجيه والدقيقه في اعتماد البراهين الصحيحه او حتى الغير الصحيحه في تصويب مسارات الفكر شريطة ان لا تختلف أوتتناقض فيما بينها, بالمناسبه هو صاحب فكرة ان الله موجود في الطبيعة والكون  في حين يصف النصوص الدينيه مجرد  استعارات ومجازات يستخدمها الرجالات في  تعريف الانسان بطبيعة الله.
•    اما الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت وهو الملقب بـ  شيخ الفلسفه الحديثه  و صاحب مقولة أنا أفكر إذن أنا موجود, أي من دون تفكير وعقلنه يفقد الانسان الحجه  التي تميزه  كمخلوق عن صنف الحيوان , يشابهه في الطرح لا بل يعاضده  الفيلسوف الألماني غوتفريد ليـبنتز الذي يؤكد  ان  مبدأ التناقض والابتعاد عن العقلانيه  يتمثل بكون الإدعاء كاذب إذا إحتوى على تناقض  ويعتبر صحيحا اذا خلا من اي تناقض, اي ان التناقض يبرز كلما زاغ الانسان  عن عقلانية تعاطيه مع الحقيقه والواقع اللذان يجد في ملامستهما  خسارة  وخيبه نفسيه تجلب له الانكسار والتقهقر.
•    اما الفيلسوف البيلاورسي الاصل (الالماني) جورج فريدريك هيغل  صاحب مشروع تناول  التوترات والإختلافات على محمل الجد  ووضعها في سياق وحده عقلانيه شامله بسياقات مختلفه أطلق عليها الفكره المطلقه  او العقلانيه المطلقه, ترتكزحكمة هذا الفيلسوف و التي يتهمها العديد كونها مثاليه  حيث  يدعي فيها  بأن الوعي سابق للماده وهذا  يناقض ما ذهبت اليه  النظريه الماركسيه  التي اعتبرت الماده سابقه للوعي والفكر اي ان الماده هي التي تحدد او تحرر مدارك الوعي وعمق التفكير وبذلك  يرتبط تطور الوعي و نضوج الفكر بتطورالماده المحيطه بالانسان .
•   
بعد هذه المقدمه الطويله  التي لم نبغى فيها السرد من اجل السرد  فحسب , انما هدفنا ايصال رساله لكل من قدم نفسه كنخبه تتحمل المسؤوليه وليس تستثمرها  لصالحه .
 إن سيف الحقيقة  بتار  وبذي حديــّن لا يرحمان   , أحد حــدّي  هذا السيف يـُنهي صاحب الحقيقة ربما جسديا  لو حكاها  جهارا وفي التوقيت الغيرالمناسب ولنا في التاريخ أمثلة دفع فيها العديد  من العلماء والفلاسفه والساسه حياتهم ثمنا  بسبب إكتشافهم  وإعلانهم لحقائق  حتى وان كانت صحيحه  لكن توقيت اعلانها  الغير المدروس الحق الأذى بهم  وبالجميع على حد سواء , وثاني هذين الحدين  يـُبقي الانسان المتنكر للحقيقة متألما طيلة حياته يصارع ذاته ما بين الكذب عليها بسفاهة  و بخداع الآخرين بجدوى منقوصه متوهما بانه في الكذب والزوغ  عن حقيقة ماهية مقاصده  وماهية ذاته  يستطيع ان يحيا  حياته  منتصرا ويحقق طموحاته  او بالاحرى أطماعه .
في حياتنا اليوميه الطبيعيه , حين تناول المواضيع العامه التي لها مساس بعامة الناس كأن تكون في الشؤون السياسيه او الدينيه  , لا يكون للعمل والجهد  اية ثمار حين ينطلق الجهد من أرضية شخصيه ضيقه تقود صاحبها  باتجاه صب جام غضبه على شخص هنا او هناك   او مخادعة  الناس في ممارسات دعائيه,  فيبقى الانسان الصادق مع نفسه  وأهله  هو ذاك الذي يتخذ من  حيوية ضميره الانساني  قائدا له ورائدا لتفاصيل فعالياته الحياتيه بما يحقق ذاته ويرضي ربه إن كان مؤمنا  ولا يعر لحطام الدنيا الزائل اية أفضليه الا بالحجم الذي يقترب فيه الى أخيه الإنسان او الى وصايا ربه والأنبياء الصالحين .
الوطن والشعب من وراء القصد


258
بطريركنا الجديد وما قــُلتــُه عنه  في اوكتوبر 2010

شوكت توسا
((الجزبل الإحترام المطران ساكو يخاطب الأكليريوس في سينودس روما المخصص لبحث مشاكل مسيحيي الشرق ومصيرهم المجهول, ومن خلالهم وكعادته وجـــّه نيافته الموقره رسالته الى  مثقفينا وحذرهم  بوضوح  من مغبة التعصب و الانجراف وراء تخبطات الإنقساميين  حيث المصير المجهول بانتظارنا......)) مقتبس من مقال كتبته قبل اكثر من عامين .
 بمشيئة و قناعة مطارنتنا الأجلاء وبمباركة بابا الفاتيكان تم أنتخاب المطران لويس ساكو بطريركا للكنيسه الكاثوليكيه الكلدانيه بديلا للبطريرك (الكاردينال)  المتقاعد عمانوئيل دللي .
لو كان مطلوب مني قول كلمة بحق هذا الانجاز , فإن أقلام أبناء شعبنا السخيه وفت بالكثير و لم تبق لنا  سوى  القول  مبروك  لبطريركنا الجليل لويس ساكو منصبه الروحي الجديد , ومبروك  لأبناء العراق  تسنم  غبطته  هذا المنصب  الديني الرفيع ,كلنا أمل وامنيات  بأن يكون غبطة بطريركنا  في رحلته  هذه و بدرجته الدينيه المكلف بها موفقا في عمله  ناطرا ً لرسالة المسيح  وحريصا على تحقيق مصلحة ابناء شعبه المسيحي وضمان مستقبل بقاءهم في بلدهم التاريخي موحدين تحت كل المسميات المذهبيه والقوميه .
ولا اخفيكم  سرا لو قلت باني  كنت من المتمنين لإختياره بطريركا لاسباب لم يكن من الصعب  معرفتها  وقد كشفتها شخصيا من خلال مواقفه الوطنيه المتعدده وطروحاته الانسانيه  المعتدله منطلقا من طريقة وفلسفة فهمه لرسالة المسيح , وقد  سبق وأعربت عن رأيي هذا ضمنيا منذ اكثر من عامين في مقال  أورد رابطه أدناه لم يريد قراءة تفاصيله:
http://tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=6298:2010-10-15-16-06-48&catid=66:sh&Itemid=63
تمنياتنا لغبطة بطريركنا بالنجاح والسؤدد في أداء مهمته التي لا تبدو سهلة لكن الرجال  خــُلــِقوا لخوض الصعاب وتحقيق الجديد .
شوكت توســـــا





259

الى الاستاذ والصديق عزت إسطيفان


 / شوكت توسا


كلمحة ِبصر مرت عقود ٌ أربع على عصرية ٍ صيفيه صاحبت ُ فيها الاخ عزت للتمشي بطريق دير السيده شرق بلدتنا العزيزه القوش, لم تكن  طلعتنا للتنزه أو لتمضية الوقت فحسب , انما إعتدنا يومها استغلال مثل هذه الطلعات كفرصة آمنه بعيدا عن انظارالمراقبين السريين ومسامع المتربصين , كنا نحتاج الى هذه الفرص  للتكلم والاستماع  بحريه حول مشاغلنا  وهمومنا اليوميه كشباب يتطلع الى مستقبله  ويسعى الى استماع ذوي الخبره  كالاخ عزت الذي سبقنا في تجاربه وخبراته بحكم تقدم سنه وإهتماماته السياسيه .أغلب الظن ان الصديق عزت يتذكر معي كيف تم تنغيص طلعتنا من قبل نفر محسوب على البعث لا اود الافصاح عن اسم هذا النفر و لا عن جنسه ونسبه  لاسباب معينه  .
عرفت الأخ عزت كما هو معروف عن مناضلي عائلته  بيساريته وهو من بيت  وعشيرة (آل اسطيفانا) قدمت للحركه  الوطنيه الكثير من خلال ناضالات ابنائها  في صفوف الحزب الشيوعي  العراقي لا يتسع مقالنا لذكر تفاصيلها , عرفته إنسانا ً  مثقفا دمث الأخلاق جريا على طريق من سبقوه في عائلته وعشيرته , وقد شدني اليه اكثر وضوح أفكاره التي لم يكن يلتقي في بعض مفاصلها مع ما كان يدور في الساحه السياسيه يومها .
اليوم وبعد مرور اربعون عاما , أسعدت كثيرا عندما لمحت إسمه تحت عنوان منشور في موقع القوش نيت ينقل لنا فيه مقتطفا حول محاكم التفتيش في اوربا من كتاب  ألفه شقيقه الاستاذ نجيب إسطيفان( صراعات الكنيسه وسقوط القسطنطينيه), ولكن حز في نفسي ان اتفاجأ برفع مقالته من الموقع(القوش نيت) وبشكل سريع  لاسباب  لا استطيع الجزم حولها  وحول من يقف وراءها  ولكن كان المفروض بالقائمين على الموقع شرح اسباب هذا الاجراء مهما كانت إحتراما للكاتب اولا ثم للقارئ كي يعرف  الى اين يراد به و كي يتعرف على نهج اداريي الموقع , على اية حال .
لمن يود قراءة مقالة الاخ عزت الضغط على هذا الرابط رجاء:
http://www.akhbaar.org/home/2013/1/140663.html

صديقنا المحبوب عزت,إسمحوا لي بالتوجه من خلالكم وتقديم التحيه  لشقيقكم  وصديقنا الاستاذ الموقر نجيب الذي اتحفنا بعصارة جهده في كتابه  المشار اليه طالبا ًمنك او منه ارشادي  الى كيفية اقتناء  نسخه من هذا الكتاب الذي سمعت عنه قبل بضع سنوات لكني مع الاسف لم أحظى باقتنائه او قراءة شئ منه سوى المقتطف الجميل والملفت  المنشور في مقالتكم التي لم يرق للبعض نشرها وتعميم فائدتها .
يبقى الطلب الاهم من  وجهة نظري  يا استاذ عزت هو ان تستمر في نشر المزيد من محتويات هذا الكتاب على المواقع التي يعنيها شأن تثقيف اهلنا وتقريبهم من الحقائق التي  يحتاجها كل منا  و تيسير الاطلاع عليها للذين لم يحظوا باقتناء نسخة منه وانا واحدا منهم .
املي ان تصلكم كلماتي هذه وانتم في اتم الصحه والعافيه.
في حال إرتأيتم  الرد بشكل شخصي, بامكانكم طلب عنواني الألكتروني  من احد اداريي المواقع .
أخوكم  شوكت توسا



260
المستقطعه والمتنازع عليها أم  المختلطه والمتعايش فيها ؟

 شوكت توسا

تكاد صيغة العنوان توحي بان المقصود  في كلامنا هو الماده 140 وصلاحية مفعولها او نفاذه ,بيد ان هدف مقالنا أشْمَل من أن يَختزل( مكرمات) ساستنا في تناول مادة  ضمن مواد أخرى لا تقل خرابا  لما سيجنيه منها العراقيون من ازمات وخيبات  بعد ان توهموا مستبشرين خيرا في الجدد فانتخبوهم لأسباب يطول الحديث عنها,وما ان صحى الناخب على الطامة التي  حلت  به توالت بوجهه شظايا فرقعات الدستورالذي لم يقدم  لحد هذه اللحظة عدا الفوضى والخذلان .
وإذ ما يعنينا هو معاناة شعب ٍ بالدرجة الاساس, بعيدا عن مناكفة طرف بدافع الكره او مهادنة آخر من باب التملق له لاننا لسنا من جوقة المهرجين  , نقول لساستنا  باستثناءٍ أشح من شحة المطر في يوم مشمس, نقول وبالفم المليان  بأنكم صفقتم وهلهلتم وقبلتم بدستورتزخرمواده بألغام ومفخخات مكبسله رغم يقينكم بانها قابله للانفجار بأخف لمسه ,ليس هذا فقط بل عززتم قبولكم الميمون به في مخادعة عقول بسطاء الشعب وإستغلال عواطفهم طائفيا وقوميا ليبصموا ديمقراطيا على صلاحية تمريرهذا الدستور .
   مربط الفرس يقودنا للحديث عن مآل ِ بلدٍ  سَجلّ في أسفارالخليقة سبقاً تاريخيا بسن القوانين وهندسة الري والاصرح التي تفتخر بها الشعوب , بل بلدٌ قدم أفواجا من الضحايا وأنهرا من الدماء قرابينا  في سوح ومنابرالنضال لنراه اليوم بحال يرثيه فيه الخصم قبل الصديق في ظل المسماة بحكومة شراكة وطنيه منتخبه  وبميزانيه ملياريه طافحه جلبت عليه نكبات لم يشهدها اي شعب تحكمه ديكتاتوريه او سلطة عائله ملكيه بالكاد تديرامور بلدها بمعونات الدول .
  يوما بعد آخر يتكشف للعراقين بهاء الثلاثي المتمثل بالبرلمان والحكومة والقضاء   الذي يفترض ان يكمل بعضه الاخر تشريعيا وتنفيذيا وقانونيا لتنظيم حياة المواطنين, لكن ما انتجه لنا هذا المثلث في سابقة لم يبتلى بها اي شعب إنتخب حاكميه بأصواته , مثلثٌ والعياذ بلله اشبه  بمثلث فرمودا المميت لكل ما يحيط به او يقترب منه , لا نقول ذلك تجريحا باحد أو إعتباطا, انما معاناة الشعب تحت حكم هذا الثلاثي تحكي لناغرائبا وعجائبا  يشيب لها الراس قبل اوانه  في حين يتزامط القائمون مطبلين بديمقراطيتهم التي رفعت ذروة فسادهم  لتبلغ حدودا غير مسبوقه ,ولوطـُلِبَ  منا استثناء من يستحق التبرئة, فهم اقل من عدد اصابع اليد الواحده  ان لم ينطبق عليهم قول شاعرنا مظفر النواب بعد المعذره :  " ... لا أستثني منكم احدا ".
 الكلام عن الشخوص والمقامات عدا كونه نهج غير مهذب فهو لن يجدينا نفعا في كل الاحوال, يكفينا الاستعانة بخطاباتهم المذيلة بعبارات الوطنيه وحقوق الانسان نماذجا يتعض منها الناخب  مستقبلا و نذكرّ من خلالها المعنيين بان شذ ممارساتهم عن إنسانية شعاراتهم  قد سببّ صداعا ودوارا في رؤوس محبي العراق المنحنيه خجلا  ورعبا  فرض عليهم قناعة قلما أبتليت ببشاعتها حكومات وشعوب المنطقه , قناعة اوصلت المواطن الى تبريرقبول الذل و رضوان التعايش مع الحرمان .
 ان ممارسات حاكمينا و فساد أركان حكومتهم المتقع قد طفح كيلها في خذل هذا الشعب أكثر من مره فأنسته حقوقه وأنست  فقهاءه ما معنى ان تغتصب النساء في السجون مثلما أنست مسؤوليه اهمية المدرسه والمشفى والمسرح ورياض الأطفال ونظافة الشوارع ومنظومة المجاري , شعبٌ  يعلم جيدا بان ميزانية دولته الأفلاطونيه تضاهي ميزانية اربع دول مجتمعة  ,و يدرك ايضا أي صنف من السياسيين  يتحكم في مقدرات البلاد  وأموالها ,  لكن المصيبة الكبرى هي ان هذا الشعب هو الذي إنتخبهم ولأكثر من مره !!!.
  امام صورة كالتي نتحدث عنها , ليسمح لنا إختصاصيو علم الاجتماع وهكذا مثقفونا من محبي العراق وشعبه بتوجيه السؤال التالي :  ما بالكم يا سادتي لو إدعى قائل ٌ بان لغز مصيبة هذا الشعب قبل ان يكون سببها سياسييه(الطائفيين والعنصريين), فهي نتاج عقليه قبليه متوارثه تحتم على الذين أدوا القسم اليمين مساعدة هذا الشعب في خلاصه ونبذه  لهذه العقلية وليس استغلالها لمصالحهم و تركها تتفاقم لتصبح حاله إشمئزازيه طارده لكل ما له علاقه  بالديمقراطيه ؟.
 ولو تحدثنا عن الكيفيه التي تم فيها إنتشال هذا الشعب من قوقعة النظام السابق , كلنا يعلم كونها تحققت بجهد فاعل أجنبي  مصلحته هي التي دعته الى ذلك  وليس حبا بنا ولا ببث الديمقراطية في ربوعنا  كما يطبل البعض ويزمر متوهما , ومثقفونا يدركون جيدا قبل ساستنا بان آمالهم  وأحلام شعبهم إن وجدت و مهما تواضعت  لن يحققها لهم الاجنبي ولن يتحقق منها شيئا ما دام تكاسل فكر انساننا  قد جعله يستسلم مقتنعا بعقيده تقليديه  إختزلت كل تفكيره وجهده  في ايجاد قوقعة بديله لتلك التي اُنتشل منها كي يستر فيها قامته ويقضي ايام حياته ذليلا بانتظار رحمة الحاكم   والفقيه .
 ما يؤسف قوله, هو ان المرئي والمسموع يؤكد بما لا يقبل الشك  بان نمط  التفكير المُقاد الذي نحن بصدده هوالاكثر رواجا اليوم في عقلية الوسط العراقي كما اسلفنا وهو بلا شك وكما أكدنا نتاج تراكمات عجاف السنين العمياء  ومساعي رجالاتها الحمقى التي روضت عقلية العامه وأدلجتها على التبعيه الروحيه وإطاعة مشيخة العشيره ثم تبعتها حشود المثقفين و الثوريين لتكتمل صورتنا الحقيقيه التي اصبحنا فيها  ورشة تتناوب طواقمها على تدوير صراع المذهبية تارة و تأجيج النزاعات القومية تارة اخرى بمجرد فتوة من مرجع  قابع هناك اوباشارة مشيخة قوميه وجدت ان مصلحتها في تاجيج وطيس الصراع بين أبناء البلد الواحد , هكذا غدونا جميعا نطحن بذواتنا ونستخف بدماء شهدائنا  تنفيذا لأجنده رسمها الاجنبي لساستنا الأكارم. والسؤال هنا ايضا: لو كان أرباب ساستنا بالدفوف ناقرين من سيحذرهذا الشعب من الرقص النشاز؟  .
 نعم  سؤال مهم, الى متى سيظل هذا الشعب يدفع فواتير مصالح الغرباء ومنتفعيهم  الداخلييين, ومن  سينقذه من عادة اللجوء الى قوقعه أخرى بديله بعد خروجه من سابقتها, هل ننتظرنبيا ترسله السماء  لياخذ بايدينا ويعلمنا استنشاق هواء الوطنيه والمواطنه , ام ان امرالتصحيح بات ضربا من سابع المستحيلات ,اليس من عجب العجاب ان يكون قدر ضحايا الامس (معارضي نظام صدام) دق طبول الحرب على حدود قرية  اوعلى  مذهب وقومية ساكنيها ؟ ماالذي اختلف إذن عن زمن الديكتاتور الذي عارضتموه؟ولـِمَ  حررتم هذا الدستور؟ هل بهذه السهولة تناسيتم وأخفيتم مصطلحات الوطنيه والديمقراطيه التي كانت أحزابكم ترفعها شعاراتا بوجه النظام الديكتاتوري ؟
أرجو ان لا يساء فهمي وأتهم بدعوة ان شعبا على وجه البسيطة يختار بملئ ارادته  الإذلال والخنوع  نمطا وأسلوبا لحياته, انما عقدة هذا الشعب المراد ايجاد حلا جذريا لها تكمن كما اسلفنا  فيما ورثناه من رواسب عهود القهر والاحتلالات وإنتهازية الانظمه التي تناوبت على تحجيم عقولنا الى ان صنعت منا قوما ً لا يهدأ لساسته ونخبه بال ٌ الا عندما يبرمج نظامهم السياسي عقلٌ اجنبي يحتله لفترة ,و لو إضطرت مصلحة هذا المحتل اللعين  فك أسرنا  ينصب ديكتاتورا يحكمنا بالحديد والنارلكذا عقود,ولو اقتضت مصالحه ان يؤتى لنا بحكاية دَعْ الشعب ينتخب حاكميه بالطريقه التي أتت بها امريكا والسائرين بركبها(الديمقراطيه الكاذبه) , فالذي نشهده من فوضى الصراعات القوميه والمذهبيه ومن قتل وسرقات وسوء خدمات على مدى عقد مضى خير شواهد على حجم الكوارث التي سببتها هذه المسماة بالديمقراطيه زيفا وما خفي هو اعظم لا سامح الله .
مناشده واستفسار نتوجه بهما  الى أنظار ومسامع ساستنا العراقيين المحترمين: حسب اية مسوغات وطنيه ودستوريه تحشدون انتم (وليس الشعب المغلوب على امره) عساكركم  ومعداتكم الخاكيه من اجل  تحديد هوية وطائفة  قرية اوبلده  ليس لأي ذنب أقترفه اهاليها سوى انهم  متعايشون متآخون  لكذا قرون من الزمن هم اليوم بامس الحاجة الى الامن والى تطوير احوالهم للعيش الكريم !!! .
 اختتم كلامي بالقول بان أفكارا كمقترح تشكيل قوات من اهالي المناطق  المسماة بالمتنازع عليها او بالمختلطه من اجل حماية ساكنيها كحل للازمات المفتعلة والمزعومه , فهي كلمة العاجز عن حل مشاكل شعبه ولن تجدي نفعا بل ستزيدها تعقيدا , انها دليل دامغ وقاطع على  عدم احترامهم لدستورهم وسلطة قانونهم  اولا  وعجزهم و فشلهم في فرضها على الجميع ثانيا , والايام بيننا وما علينا سوى ترقب انتشار البيريات الزرقاء بين الطرفين وهذا ما يخطط له الاجنبي وليس الشعب الذي بلغ به الكسل  الى أن يصنع من ابناء السراديب المعتمه قادة وديكتاتوريات معاقه روحيا ووطنيا , و بات هذا الكسل يمنعه حتى من ان يغار من تجارب الشعوب المجاوره وحماس انتفاضاتهم من اجل استعادة  الوعي والصحوه  لقضايانا المصيريه .



الوطن والشعب من وراء القصد

 

261
القوش التي صعبت على أنياب الفاشست لن تخدشها مخالب أذنابه
الحلقتان 16  و 17
شوكت توسا

فــي معســــــكر الغــزلانـــــي
عملا ً بمبدأ عسكرة المجتمع وتسخير طاقاته في خوض حروب  ومعارك جلبت المآسي والويلات لعموم العراقيين  ,كان النظام البعثي الفاشستي قد أصدر في مطلع سبعينات القرن الماضي  قانونا يلزم  خريجي الكليات بأداء الخدمه العسكريه لمدة سنه واحده  يتم فيها تعطيل  عقول الشباب المتعلم  وتبعيثها ولتذل وتهان فيها كرامتهم  تحت سوط وطائلة  أنظمه وقوانين متخلفه تحت راية خدمة العلم .
في  اوكتوبر 1972 عام تخرجي من الجامعه ,إلتحقت لأداء الخدمه العسكريه مع مجموعة ألقوشيه من خريجي الكليات  , فقد تم سوقنا من تجنيد تلكيف الى مركز تدريب مشاة الموصل في  معسكر الغزلاني  ونسبنا  الى السريه الثالثه / الفصيل السادس الذي ضم مجموعتنا  الألقوشيه ومجموعه كرديه من خريجي جامعة السليمانيه وعدد قليل من  الجنود الموصلليين   .
أسماء المجموعه الألقوشيه كما أتذكرها  :
  المرحوم أسماعيل يوسف عوديش(خريج حقوق بغداد) ,المرحوم رمزي جوكه صفار(خريج ثانويةالصناعه في الموصل), المرحوم بطرس ديشا(خريج معهد هندسي بغداد) , صادق يوسف جولاغ (خريج كلية التربيه بغداد), مسعود ميخائيل صنا(خريج كلية التربيه بغداد) ,صبري أسحاق أسطيفانا(خريج تربيه بغداد ), حميد حسقيال تومكا(خريج آداب بغداد), جورج حسقيال بابانا(خريج تربيه بغداد) , ميخائيل اوراها (خريج ثانوية الصناعه موصل)و كاتب السطور (خريج آداب موصل), هؤلاء كنا في فصيل واحد إضافة الى أسماء القوشيه أخرى وزعت على بقية  السرايا والفصائل طبقا لتجانيدهم , اتذكر منهم  الإخوه يوسف يونس رحيمه( خريج علوم موصل), حكمت حسقيال كجوجه(خريج علوم موصل) , ميخا عبو سيبي(خريج تربية بغداد), حنا أسي(خريج تربيه بغداد) و جرجيس بيوس شيخو  خريج كلية علوم الموصل  .
 ومن خريجي جامعة السليمانيه من الاخوه الاكراد الذين كانوا ضمن فصيلنا, أتذكر منهم  رزكار سعيد (مطرب كردي)صاحب أغنيته الكرديه جميله جميله  التي اشتهرت في حينها , ونجاة عوصمان, وحسن قادر, وزرار احمد , ومن منطقة الشيخان الخريج اليزيدي الياس يوسف(خريج آداب جامعة الموصل) إضافة الى جنود موصلليين من ضمنهم  خليل الخشاب وقيدار , كما كان معنا ايضا جندي كردي من سكنة الموصل اسمه محمد انور البيرفكاني(خريج كلية الزراعه جامعة الموصل) وهو ابن عم النقيب طارق البيرفكاني أمر سريتنا .
كان المتبـّع في نظام خفارات المعسكر تناوب مجموعه من جنود الفصيل  لحراسة القاعه والنائمين فيها ليلا حتى ظهر اليوم التالي لاستلام تعيين القاعه , إشتهرت قاعة فصيلنا  كونها الأجمل بين بقية القاعات  والاكثر ترتيبا نتيجة إعتنائنا الفائق في نظافتها و ترتيب أسرتهاعلاوة على هندام قيافتنا وحلاقة ذقوننا وتلميع بساطيلنا بدرجه جعلتنا قدوة بين فصائل السريه , ناهيك عن ان أحدا من فصيلنا لم  يتقاعس يوما في اداء واجبه او ترتيب مظهره الا المدعو قيدار الواسطجي الذي كان المسبب لمشكله حصلت معنا قلبت حالنا راسا على عقب  نتيجة  تصرفاته الأرستقراطيه,  كان الجندي المدعو قيدار كلما يأتيه الدور لأداء واجب خفارته ليلا, يتسلل كالثعلب الى بيته في الموصل  ومن هناك يتصل أقرباؤه بضابط خفر المعسكر فيعفيه من واجبه بحجة انه مريض , بالنتيجه يأمر الضابط بترشيح جندي بديل من بيننا نحن المقيمين في القاعة لمسك واجبه , تكررت هذه الحاله لاكثر من مره و أكثرما كان يثير حفيظتنا هو نفسية هذا الجندي المتعاليه  التي لم تدعه  يوما ينطق ولو بكلمة شكر تطيب الخاطر , وحين كنا نستفسر منه عن سبب عدم إلتزامه  في أداء واجبه كان يضحك  بكل بهاته واستخفاف قائلا " البينو خير يجيب نقش " ,باسلوبه الاستهزائي هذا اجبرنا نحن الجنود الالقوشييون والأكراد أن نتفق على عدم اطاعة اوامر ضابط الخفر في حال تكرارالمحاوله  .
 في احد الاماسي ,كنا قد عدنا للتو من جوله طويله و متعبه في شوارع الموصل وأزقتها الجميله, و الكل كان مسترخيا فوق سريره منشغلا اما بقراءة ما تيسر او بحلاقة ذقنه او تصليح ملابسه  او بتبادل الحديث مع زميله , فجأة دخل علينا رئيس عرفاء خفر المركز ليبلغنا بأن الجندي  قيدار يعاني من وجع في بطنه مما يصعب عليه أداء واجب خفارته وعلينا ترشيح جندي لتأدية واجبه عوضا عنه  ,ثارت ثائرتنا وانتفض الكل بوجه رئيس العرفاء معربين عن شجبنا لتكرار هذه الكليشه  وابلغناه باختصار باننا  لا نرشح بديلا  ولن نحرس القاعه هذه الليله الا بحضور قيدارالذي لم يسبق له ان أدى واجبه يوما كبقية الجنود .
 استغرب رئيس عرفاء الخفر من ردة فعلنا الجماعيه قائلا: يا اخوان أنا لست سوى رسول يبلغكم بأمرعسكري مكلف به من قبل  ضابط خفر المعسكر وعليكم تنفيذه دون نقاش وانتم  خريجين تفهمون ذلك فعلام إعتراضكم . رد عليه أحد الزملاء الذي استفسرت عنه أثناء كتابتي هذه الحلقة  وتأكدت بانه كان الاخ صبري اسطيفانا الذي كان يقرأ جريدة الفكر الجديد (المحذور إصطحابها الى المعسكر وقد أعدم وقتها  عضو شيوعي في بغداد بسبب إقتنائه الجريده في المعسكر) , رد الاخ صبري موجها كلامه لعريف الخفر :  قل للضابط لأننا خريجون سوف لن ننفذ الامر مادمتم تجاملون جندي متقاعس وواسطجي  وتستغلون التزامنا وإنضباطنا , ثم تشجع جندي آخر قائلا  ليأتي الضابط بنفسه ويتكلم معنا كي نفهم مالذي يميز قيدار عنا؟ ثم تبعه جندي آخر أغلب الظن كان الشيوعي اليزيدي الياس يوسف قائلا: هاذي قوانين مجحفه , ثم صرخنا جميعا بصوت واحد قائلين: خللي يجي الضابط هو ونجماته هنانا!!!!  خللي يجي بنفسه نتفاهم وياه !!
 إندهش رئيس عرفاء الخفر من موقفنا  ولم يعد أمامه بعد خيبته و فشله في إقناعنا  إلا مغادرة القاعه مما جعلنا نعتقد بان محاولتنا قد نجحت, لكن إعتقادنا لم يكن في محله حيث بعد  اقل من نصف ساعه عاد الينا  العريف وبصحبته ثلاثة انضباطيه ونحن مازلنا منبسطون على اسرتنا , حاولوا ثانية إقناعنا بترشيح اسم للخفير لفض المشكله ودفع البلاء  لكن دون جدوى, تركونا وغادروا القاعه , في حوالي الساعه التاسعه ليلا, دخل علينا مرة اخرى عريف  الخفر مع مجموعه من الانضباطيه  وهم  يصرخون : اين خفراء القاعه ؟ يلله الكل ينهض ويلبس قيافه كامله  ضابط الخفر يريدكم لانكم تعصون الأوامر العسكريه!!! .
 في البدايه تماطلنا في الامتثال لأوامرهم وحاولنا شرح الموقف لهم  بهدوءعلهم يتركونا وسبيلنا , لكنهم  أصروا على تنفيذ  أمر الضابط بالقوه والضرب لوإقتضى الامر , من خلال تبادل الأحاديث  والاراء فيما بيننا نحن الجنود ,توصلنا الى ان الجدال والعناد معهم لن يجدينا  نفعا  لابل  سيعقد المشكله أكثر ويضيع  حقنا الذي من اجله إعترضنا ,  لذا فضلنا النهوض وارتداء ملابسنا العسكريه  ولنرى ما ستكون النتيجه, هدأ الجو قليلا عندما شرعنا بارتداء ملابسنا العسكريه ,وحين  تهيأنا بكامل قيافتنا  أوعز لنا رئيس العرفاء بالخروج والوقوف خارج القاعه على شكل صفين, نفذنا أمره حسب الاصول  ومن ثم  بدأ يطلق الإيعازات العسكريه الممله, ستريح ستعد ستريح ستعد, يمينا در يسارا در, فتح النظام سر ضم النظام سر , ثم صرخ : ثابت  فصيل لا تتحرك!! .
 تركنا  العريف ونحن في حالة الاستعداد تحت نظارة الانضباطيه ورحمة البرد القارص وذهب  الى ضابط الخفر, بقينا  في اماكننا قرابة ساعة نتبادل النكات والتعليقات  فيما بيننا بانتظار ما سياتي به عريف الخفر هذه المره  , عاد عريف الخفر وقادنا  الى حيث لا ندري , بعد مسير قليل أوعز لنا بالوقوف في فسحه صغيره مقابل شباك غرفة ضابط الخفر, بقينا واقفين هناك لاكثر من ساعه أخرى  الى ان تشرّف الضابط بالخروج  وبعد ان قدم عريف الخفر موجودنا  له , بدأ  يشرح لنا معنى الاوامر العسكريه وتبعات  عصيانها ثم راح يخيفنا ويهددنا  بأن العقيد علي ثامر الجبوري كبير ضباط المعسكر منزعج جدا من تصرفاتنا وقد اوصى  بمعاقبتنا  هذه الليله ليتم لاحقا تقديمنا الى المحكمه العسكريه  وانزال اشد العقوبات بنا وكأننا  بصدد القيام بانقلاب عسكري  .
في الساعه  الثانيه عشر ليلا  قادنا ضابط الخفر وبرفقته عريف الخفر والانضباطيه وكاننا اسرى حرب  الى مكان آخر عباره عن مساحه  طولها عشرين متر وعرضها سته او سبعة امتار مكسوه  بالحصو المكسّر والمدبب الشبيه بالسكاكين , اوعز لنا الضابط بالوقوف اولا ثم تبعها بايعاز أثبت فصيل !! ثم  صاح فينا: فصيل ابرك , اي اركع على الركبتين  فوق ذلك الحصو,و أشبك الأيادي خلف الرقبه  ثم على ركبتيك سر!!! قضينا ساعة كامله في المشي على ركبنا وقطع الحصو تنهش  بأرجلنا الى  ان أمرنا بالنهوض والتراصف , تصورنا بان العقوبه انتهت وسيعود بنا الى القاعه ,  لكنه فورا اوعز للعريف بسحبنا الى كومة  أطنان من الأحجار  وزن كل حجره لا يقل  15 كغم, طلب منا نقلها من مكانها  الى مكان آخر يبعد حوالي ثلاثين مترا وعندما انتهينا من نقلها أمرنا بإعادتها الى مكانها  الأول ,  نفذنا الامرالتافه هذا حسب الاصول ثم  جمعنا كي يخطب فينا  ويوضح  بان هذه العقوبه هي مجرد وجبة زلاطه ستتكرر مدى ثلاثة ليالي, لكن هناك عقوبة اخرى بانتظارنا من سيادة الآمرالكبير أو ربما سيحيلنا الى المحكمه العسكريه حسب قوله .
عادوا بنا الى القاعه والساعه قاربت الثالثه صباحا ونحن ندردم  ونلعن تفاهة قوانينهم والانهاك النفسي والبدني  الذي اصابنا, المهم قبلنا ذلك على مضض مادمنا نحن الذي ارادها ثمنا لمعارضتنا , لم نستطع النوم من شدة آلام أجسامنا  الى ان حانت السادسه صباحا موعد الذهاب الى المشجب  لاستلام السلاح ومن هناك  توجهنا الى ساحة العرضات والتدريب برفقة  نائب العريف المصلاوي  مؤيد الرحو  شخص متعلم نوعا ما  كان يتعاطف معنا  ربما بسبب توصيه من  شقيقه الموظف في البنك الذي كان يعمل فيه الاستاذ  صباح الصفارابن عم  وصهر زميلنا المرحوم رمزي جوكه الصفار ,إستغرب مؤيد من طريقة سيرنا الغير المعتاده وهو يتساءل: أشبيكم ليش ما تمشون عدل ؟ أجبته باننا لم ننم طيلة الليل ثم سردت له بايجاز قصة ما جرى معنا في الليله الماضيه , تاسف مؤيد لنا لكنه عاتبنا قائلا :  يا شباب عليكم ان تنفذوا الأوامر وتقضوا خدمتكم بالتي هي احسن لان امامكم مستقبل ينتظركم .
في ساحة العرض الصباحي ,  حضر ضباط المركز جميعهم  كما تعودنا  ولكن خلاف بقية الايام حيث تقدمهم في ذلك الصباح  آمر اللواء  العقيد علي ثامر الجبوري  الذي راح يخطب معلنا لجنود ومراتب المعسكر تفاصيل الجريمه الكبرى التي ارتكبها الفصيل السادس الذي اصبح ينعت بفصيل الشغب  لانه رفض الذل والتمييز , كان العقيد  الجبوري في معرض  خطبته يتحدى كل من يدعي او يثبت بان هناك واسطات بالجيش في عراق يحكمه البعث القائد ,,,ثم توجه بسؤال هزيل  للجميع قائلا :من منكم ايها الجنود يعتقد بان هناك واسطه بالجيش في عهد الحزب والثوره فليتفضل ويتكلم !!!
 من بين مئات الجنود  إستعد الجندي  الشيوعي الياس يوسف( طويل القامه بحيث يبرز رأسه بوضوح بين الجنود) وأدى التحيه برفع سلاحه على كتفه مع ضربة كف على أخمصه اشارة منه لطلب الأذن للكلام, قال له العقيد ثامر الجبوري: تفضل شعندك ؟ اجابه الياس يوسف:  سيدي  نعم  انا أكول أكو واسطات !! شلون ماكو؟ أكوواسطات ونص وتكدر تسأل الجندي قيدار هل  مسك يوما خفارته !!! ثارت ثائرة الضباط  ومعهم العقيد الذي  صرخ بعلو صوته غاضبا  :  أنچب  أسكت انت تكذب هاذي حاله استثنائيه !!.
  مباشرة  أخرج العقيد ورقة من  جيبه  وبدأ يقرا علينا  العقوبات المتخذه بحقنا نحن  جنود الفصيل السادس :
1_ حلاقه نمره صفر للجنود الذين يباتون في قاعة الفصيل السادس 2_حرمانهم من النزول  الى المدينه طيلة فترة بقائهم في المعسكر  3_ تدريب ليلي اضافي ساعتين على مدى ثلاث ليالي 4_ يحرم عليهم اجازة خميس وجمعه طيلة فترة التدريب , واذا صدر منهم اي مخالفه ستكون العقوبات اشد !
مع إنتهاء التعداد الصباحي , ساقونا كما تساق الأغنام لقص صوفها الى حلاق المعسكر وبعد حفلة حلاقة رؤوسنا نمره صفرتوجهنا الى ساحة التدريب . في حلول المساء ونحن في حالة  نفسيه منهكه , جاءنا  رئيس عرفاء الخفر كي يصطحبنا  الى تنفيذ عقوبة التدريب الاضافي  فوق الحصو المكسرلليلة ثانيه كما نصت العقوبه , أصابته الدهشه عندما رأى الجندي حسن قادر منشغلا في حلاقة راس الياس يوسف بموس حلاقة والدماء تسيل من راسه  و جميعنا يردد  ( احتجاجا على ظلم قوانين الجيش التعسفيه  نحلق رؤوسنا بموس الحلاقه), كنا انا والاخ صبري اسطيفانا ومسعود ميخائيل نهيئ  الموس لحلاقة رؤوسنا ايضا تضامنا مع الياس وحسن قادر,ولكن حال مشاهدة رئيس عرفاء الخفر لما يدور في القاعه  أسرع  واتى بضابط الخفرمن دون علمنا  ليرى بعينه ما يدور من وراء الشبابيك, فإضطررنا  فورا  للتوقف عن حكاية الحلاقة بالموس مع دخول الضابط  علينا وهو يصرخ بعصبيه : انتو شلون خريجين كليات؟ انتو مخابيل فعلا !!  شنو تحتجون  شنو تعترضون ولكم بابا هذا جيش البعث ماكو بيه لا احتجاج ولا اعتراض عليكم ان تنفذوا فقط !! لا تسوولكم طلايب نفذوا الأوامر فقط وماكو مناقشه .
علمنا في وقت لاحق من احد المراتب  , بان ضابط خفرهذا اليوم قد تم تكليفه بواجب الخفاره كعقوبه له  بجريرة مخالفه لم نعرفها, لذا بدا الرجل  وكأنه مكسور الخاطر علينا  وهو يسدي  نصائحه ويشرح لنا  باننا في عملنا هذا سوف ننال عقوبات تصل الى الإعدام ....المهم ساقنا الى التدريب الليلي الاضافي لكن باسلوب اخف من الليله السابقه.
في ظهيرة اليوم التالي المصادف يوم الخميس , بعد إنتهائنا من التدريب عدنا الى القاعه برؤوسنا  المحلوقه  وبسلاحنا لتنظيفه  كالمعتاد قبل تسليمه للمشاجب  في نهاية الاسبوع, كان معنا  نائب ضابط حسين (كردي) ونائب ضابط  محمد سعيد  ايضا كردي في منتهى الطيب , ونائب العريف المصلاوي مؤيد الرحو, كلهم شعروا بمدى الضجر والإحباط الذي كان يعترينا  بسبب العقوبات الظالمه وحرماننا من النزول لبيوتنا يوم الخميس والجمعه  , على اية حال  فرشنا البطانيات على الأرض وباشرنا بتفكيك اسلحتنا (سيمنوف) للتنظيف بعد ان جيئ لنا بالزيت والبنزين في قروانات الاكل(القصعه) , اثناء التنظيف بعودة شخاط او بجمرة سيكاره اشتعلت النار في البطانيات والبنزين والقروانات, فهب جنود  الفصيل الاخر لمساعدتنا في إخماد  النار وقد تم إخمادها بخسائر قليله , كان المفروض ان يتم تشكيل مجلس تحقيقي بحق فصيلنا , لكن تفاديا للمشاكل  والفضائح  تم أعتبار الحريق قضاء وقدرا بفضل إفادة نائب عرف مؤيد وافادة النائب الضابط الكردي محمد سعيد, والا كانت كارثه  اخرى بإنتظارنا, اثناء اخماد الحريق  سمعنا من احد الضباط يقول دعوا النار تستعر عساها  تحرق هؤلاء المشاغبين لنخلص منهم ومن مشاكلهم .!!!
الى الحلقه الثامنه  عشر والاخيره ............ اعلان الجبهه الوطنيه القوميه التقدميه


262
الشيوعي البصراوي  الذي كان يتغنى  بألقوش  باق ٍ في الذاكره 

شوكت  توسا
إستكمالا لحلقاتنا التي نعتذرعن  تعثر تواصلها بشكل منتظم  لاسباب  خارجه عن ارادتنا , نعود لنكمل ما تبقى .
الحلقه الخامسه عشر
  من جملة النعم التي  منت  بها الطبيعة علينا لتميزنا عن بقية الكائنات, هبة الدماغ  بحجمه الصغير وقدرته على خزن احداث ومشاهد نستذكرها كلما استدعتنا الحاجه , فيها من المهم الذي  يصلح نموذجا  لمن ينشد مواصلة حياته كما يستوجب , ليس القصد بان المهم  هو حصريا الموقف المشرف والرزين  , فالاهمية تكمن أيضا في إستذكار  شطحات  وهفوات  لا تـُـوَد ْ ولا يحبب استذكارها  لكن  التذكير  بها  ضروري  لإنذار مسبق  أوتحذير لمن لا يرى في عالم محيطه الا نفسه , فالحياة بمجملها هي أشبه  برحله  طالت ام قصرت , يحل  فيها الانسان طفلا محبوبا  في اولى محطاتها ,  يكبر  ويشب عوده لياخذ دوره  باستقبال ضيوف جدد ومشاركة جوقة المودعين لكل من يغادر  مثلما سيودعه الأخرون عند مغادرته , هكذا كلٌ منا يبدأ مشواره ضيفا  خفيف الظل ثم يغادر تاركا  بصمة  يستذكرها الخلف من بعده,لا غرابة لو تناسى أحدنا إستذكار مآثر مبدعينا وأبطالنا, لكن المعيب ان ننادي أبا رغال الخائن  بإسم الليث أو أن نصف إبن آوى بالحمل الوديع .
     في العام الدراسي 1970 _1971 , بعد أن نُـقلنامن بناية القسم الداخلي رقم 6 الكائن في الفيصليه, تم توزيعنا على بنايات  جديده بجوار الجامعه , فتفرق شمل مجموعتنا وضاعت معها  تلك الاماسي الجميله  التي كانت  تلمنا ( كطلبه من برطله والقوش وبغديده وزاخو وعينكاوه وكرمليش)  في غرفة أحد الأصدقاء بمجرد سماعنا صفارة  الصديق صليوه  إيذانا لنا بالتجمع لقضاء وقتا نتبادل فيه مختلف الاحاديث .
شاء نصيبي في بناية القسم الجديد ان أعيش في غرفة مع  طالبين غاية  في الطيب ,أحدهما  بصراوي أسمر إسمه عبد الزهره الزبيدي( ابو يسار) , شاب شيوعي من الطرازالثوري العنيد يعمل ضمن التنظيم  الموصوف آنئذ بالمنشق (قياده مركزيه) ,متزوج وله بنت إسمها يسار ,في البدء  لم أكن اعرف عنه أكثر من معرفتي  العابره لأي طالب آخر في الكليه  , غير ان علاقاتنا توطدت بعد السكن سوية  وعرفنا بعضنا عن كثب , مع مرور الايام وتبادل الثقه فيما بيننا عرف باني منتمي الى اتحاد الطلبه  التابع للحزب للشيوعي (اللجنه المركزيه) , الجميل الذي جذبني فيه هو انني لم اشعر يوما بان إختلافه الفكري  أعاق  إنسجامنا  وعيشنا مع بعضنا , بل زادنا قربا من خلال نقاشاتنا  وزاد من إنشراحه المفعم بالمحبة  لكل ما له علاقه بأسم ألقوش التي كان يتغنى بإسمها وبناسها وكانه واحد ٌ من أبنائها ومواليدها,  شخصيا لم أستغرب  من إعجابه هذا لانه كثيرا ما كان يشيد ايضا بأهالي مدن وبلدات اخرى كالشطره وعينكاوه وكويسنجق ومدينة الثوره  قاصدا ثقافتهم اليساريه  ,  اللطيف في هذا الشاب  انه كان يتعمد نطق كلمة القوشي  بدون الالف واللام فيلفظها  قوشي.
 نتيجة إعجابه  بمناطقنا التاريخيه العريقه وبسكانها الطيبين, نمت عنده رغبة زيارة هذه المناطق,فإصطحبته في أحد الجمع معي الى بلدة تلكيف  تلبية لدعوة  زيارة  عائلة  احدى الزميلات المحترمات  التي توفاها الاجل  قبل عامين في ديترويت , رافقني  في زيارتي بعد  طلب الأذن من الزميله المرحومه خيريه طوبيا  التي وافقت  بكل ممنونيه , إندهش الاخ عبد الزهره من طريقة صناعة الراشي التي كانت تمارسها عائلة المرحومه خيريه , كما انبهر بطيب اهل المدينه وبإنفتاحهم الاجتماعي و هكذا ببنايات البلده  العتيقه  الجذابه , من شدة إعجابه بأخلاق المرحومه خيريه وبطيب عائلتها ,حاول الاخ عبد الزهره ان يعبر عن محبته  وحرصه على مصلحتي  حينما سألني بعفويه وببراءته المعهوده عن سبب عدم طلبي يدها من اهلها ,لكني اوضحت له بان تقاليدنا الاجتماعيه  المتبعه تفرض علينا إيلاء الأهميه لمسالة العمر واكمال الدراسه  وتدبير المعيشه قبل التفكير او الاقدام  على هكذا مشروع  .
  في صباح يوم أغبر رغم شمسه المشرقه ,غادرت القسم الداخلي كعادتي متوجها الى الدوام  تاركا عبد الزهرة  في الغرفه نائما  لوحده , وانا في طريقي  بين الاشجار التي تفصل القسم عن بناية الكليه  , أوقفني شخص طويل القامه  تجاوز الثلاثين من عمره ,  وجهه مائل للسواد ملئ بالحفر والتجاعيد, واضح من شكله بانه ليس من موظفي او طلبة الجامعه ,سألني إن كنت أعرف طالبا بصراويا اسمه عبدالزهره الزبيدي , اجبته بنعم رغم عدم إرتياحي من هيئته وهو يرتدي الجاكيت  في يوم مشمس , بلطف مصطنع اخبرني بانه ابن عمه قدم من البصرة لرؤيته , بين ان أصدق كلامه وأكذ ّب شكوكي ,  كذبت عليه و أخبرته بان عبد الزهره  في مثل هذا الوقت معتاد على  تناول وجبة فطوره في مطعم نادي الجامعه و بامكانه رؤيته هناك , طلب مني مرافقته الى النادي متعذرا بعدم معرفته الطريق الى النادي , لكني غلبته  بحجة  تأخري عن  المحاضره  لو رافقته , لذا أرشدته الى طريق النادي  وتركني لحالي .
مباشرة عدت أدراجي وأبلغت عبد الزهره بالأمر بعد أن أيقظته من نومه , بينما كنت اصف له شكل وملامح ابن عمه المزعوم  , كان كعادته  يبتسم  بوجهي وكأني أصف له شكل ممثل في أحد الافلام,  قبل ان اكمل كلامي قاطعني قائلا  :"هذا مو ابن عمي !! هذا واحد من چْلابْ الامن جاي يريد يصيدني ", ثم نهض مسرعا لتغيير ملابسه , بينما إنشغلت انا بلملمة الاوراق والكتب التي لا علاقة لها بمناهج دراستنا والقيتها  بين الحشائش عبر الشرفه.
 حين سألته عن ماذا سيفعل, اجابني ليس له افضل من الذهاب الى وادي حجر حيث  وكرهم السري قرب معمل النسيج حسب علمي , لم يكن معه ما يكفيه لتاجير تاكسي لذا ناولته بضعة دراهم ثم خرج  من الجانب الشمالي للبنايه متسللا الى الشارع العام, بعد توديعه عدت ثانية مسرعا الى الكلية لألحق بالمحاضره وفكري قلق و مشتت في اكثر من مكان وانا اتساءل مع نفسي يا ترى ماذا سيكون مصيرهذا الشيوعي العنيد  لو وقع بايدي اجهزة الامن, وهل وانا الصديق المقرب له ساكون في مأمن , أسئله كثيره  تبادلتها مع نفسي دون ان القى لها اجابه.
 في قاعة المحاضره,كنت من خلال نوافذها أرى وجوها غريبة  تجوب اروقة وممرات  الكليه ,  لا يختلف شكلها المخيف عن شكل ابن عم عبدالزهره المزعوم , مهما يكن , إنقضت المحاضره دون ان أفهم شيئا من حديث الأستاذ المحاضر ,ثم توجهت بعدها الى مسؤولنا الطلابي  (كريم سعيد/ كردي اربيللي) لأعلمه بما  جرى ومنه عرفت  بان رجال الامن قد باغتوا طالبا شيوعيا(قياده مركزيه) في كلية العلوم وإعتقلوه  وما زالوا يفتشون الكليات و الاقسام الداخليه  بحثا عن طلبه آخرين من نفس التنظيم , بعد انتهاء المحاضره  الثانيه التي لم يكن حالي  فيها افضل  من المحاضره الاولى , إستدعاني طالب بعثي  يدعى فندي (من اهالي حمام العليل)لا اتذكر اسم والده ,  في غرفة اتحادهم  سئلت عن  سبب غياب عبد الزهره  عن الدوام , كذبت كذبة أخرى  كنت قد هيأتها  من باب الاحتياط  حيث أجبتهم باني نمت ليلة امس مبكرا ولم يكن في الغرفة و عندما استيقظت هذا الصباح لم أجده  ربما يكون قد بات في مكان اخر او غادر غرفتنا في الصباح قبلي .
غاب الصديق أبو يسار عن الأنظار ولم يك بوسعي فعل شيئ سوى الإستفسار من أصدقائه الذين إعتدت اللقاء بهم  في محل الحلاق الاشوري  يوخنا برواري  في شارع حلب , علمت من اصدقائه ( سالم العماري, عذاب الركابي, جمال الكربلائي,علي النجار) بانه في مأمن وهذا ما طمأنني  ,لكني أسعدت كثيرا حين علمت منهم بان هناك من  يحاول مساعدته في تسهيل أمر عودته , بعد قرابة اسبوع  عاد ابو يسارثانية الى الدوام دون أن اعرف تفاصيل طريقة عودته , لكنني اكتشفت لاحقا بان عودته كانت ردة فعل المتحدي والعنيد مما دفعني الى الطلب منه بتهدئة حماسه  والتخفيف قليلا من نشاطاته كي يتجاوز هذه الأزمه , بدأ ابو يسار يغير مكان مبيته واحيانا يغيب يوما او يومين عن الانظار ثم يعود ويظهرمن جديد  الى ان تجاوزت غياباته الحد المسموح به  فتم فصله لما تبقى من السنه ,لم يفلح أحد  في اقناع موظف التسجيل في تسهيل امر عبد الزهره مما إضطره على أثر فصله الى السفر الى البصره كما روج عنه وقتها , لكن  احد اصدقائه المقربين أكد  بانه  ذهب الى منطقة برزان ( احدى قواعدهم المسلحه) .
تخرجي من الجامعه
 هواية  الرياضة( القدم و المنضده)  وصحبة الاصدقاء و النشاطات الطلابيه  أخذت هذه الهوايات  والمشاغل  من وقتي الكثيرمما كان يفترض تخصيص قسما منه للدراسه , لذا كنت مدى السنوات الثلاث الاولى  أحرم ُ من متعة العطله الصيفيه في القوش بسبب إنشغالي بدراسة الماده التي أكمل فيها وأحيانا مادتين  ثم انجح في الدور الثاني( درجة النجاح في وقتنا كانت 60%).
 في  السنه الرابعه  نتيجة انتقاد وعتاب  والدي ّ رحمهما الله  وكثرة إلحاح إخواني الذين طالبوني بضرورة النجاح من الدور الاول , بدأت في البحث والتفكير بطريقه  أبتعد فيها عن النمط الذي إعتدته في تمضية اوقاتي كي أستطيع  توفير الوقت الكافي للدراسة والتهيئه للامتحان النهائي, من اجل ذلك فاتحت شقيقي الاصغر نشأت  الذي كان يسكن في غرفة  مؤجره قرب كلية الطب,طلبت منه مساعدتي في العيش معه فترة التهيؤ للامتحانات رغم بعد الغرفه عن كليتي,لكنه كان كريما معي عندما  ترك الغرفة لي بعد تنسيق سكنه مع صديقه (شوقي يوسف) , وهكذا قضيت قرابة شهر من العزله متفرغا لبرنامج لم أعتاده سابقا في التحضير للإمتحانات النهائيه التي أديتها  بشكل جيد  خلاف السنوات الماضيه , ثم غادرت  الى القوش بانتظار النتيجه, كانت بحق فرحتي وفرحة العائله كبيرة  عندما جاء تسلسلي السابع ضمن  قائمة الثلاث عشر الناجحين في الدور الأول ( كان مجموعنا في السنه الرابعه بحدود ال 30 طالب وطالبه) .
  كل هذه الفتره ظلت أخبار عبد الزهره منقطعه عني خاصة بعد ان تخرجت  حيث لم اسمع عنه اي شيئ  الا بعد عامين من تسريحي من الخدمه الالزاميه عندما صدمت بنبأ إعتقاله  في البصره  وصدور حكم الإعدام  بحقه  ثم خفف الى المؤبدبعد شموله بقانون معين حسب ما قيل , علما  اني كنت قبل ذلك قد إستفسرت عنه من أحد الطلبه الشيوعيين (من جنوب العراق)  رايته في القوش اثناء اندلاع الصدامات المسلحه بين تنظيمات الحزب الشيوعي  والحزب الديمقراطي الكردستاني  في عام1974 ولم يكن لديه اي خبر يقين عنه .
 منذ ذلك اليوم  وأخبار أبو يسارغائبه عني  تماما , حاولت مرات عديده  قبل و بعد سقوط النظام  معرفة  أي خبر او معلومه عنه  لكني لم أفلح, ولشدة رغبتي في معرفة اين صفا به الدهر , كتبت اكثر من ايميل للشاعر عذاب الركابي المقيم حاليا في مصر عساه يعرف عن اخباره شيئا , كما كتبت  للصديق الشاعر علي النجار الذي كان من ضمن الطلبه المسفرين الى ايران  مع عوائلهم في بداية السبعينات  بتهمة التبعيه , وهو  يعيش حاليا في اميركا , لكني لم اتلقى اي معلومه مفيده ,وقد  فاتني ان أستفسر عنه  من الصديق العزيز عبدالله منصور خزمي (أودا)  الذي إلتقيته مؤخرا  في ويندزر /كندا  , كونه احد أصدقائه وزملاء مرحلته .   سأكون سعيدا وممتنا لكل من  يزودني  باي معلومات  او اخبار عن الصديق عبدالزهره الزبيدي ...
الى الحلقه السادسه عشر لطفا.......................... في معسكر الغزلاني
 


263
حـَــدَثَ في القـــوش

شوكت توسا

اليوم :الثاني من كانون الاول 1982
الوقت : مساء ً بين السادسه والسابعه
الموضوع : إصابة الاخ قيس حيدو بطلقه ادت الى شلله
...........................................................
  قبل ثلاث عقود من اليوم , كنا نعيش تصاعدا مقيتا لوطيس الحرب العراقيه الايرانيه  الذي زج البلدين في محرقة لم يميز أوارها بين انسان واخر ولا بين يابس واخضر, حيث اصبح قتل ابناءالشعبين المساكين في نظر الرأسين القابعين  في حربهما الشعواء مبعث أنس ومتعه يتلذذوا به في اعلان البيانات العسكريه المفبركه وترديد اغاني المعركه واناشيد النصر في حين طوابير التوابيت الملفوفة بالأعلام العراقيه تتوالى على مدن وقرى العراقيين , وفي ذات الوقت لم ينسى النظام البعثي الفاشستي كرهه ولم تكف أجهزته القمعيه من ممارسة ابشع الجرائم ضد كل من كان يعارض سياسته وحربه المدمره, وكالمعتاد كانت حصة الشيوعيين ومؤازريهم  من هذا القمع  حصة الاسد خاصة في بلدات وقرى ابناء شعبنا الكلدواشورين السريان  .
في مساء الثاني من كانون الاول من ذلك العام  , غادرت نادي الموظفين متوجها الى بيتي المؤجر في محلة سينا ,عند وصولي امام بيتي أركنت سيارتي (موسكوفيج) كالمعتاد في فسحة صغيره مقابل بيت جاري المرحوم عبد موسى خدركه ثم  توجهت مشيا لصعود الدرج الى بيتي الذي يقابل بيت عشيرة (ياقو حنو) , أثناء ذلك رايت الصديق قيس هادي  قادما من جهة السوق يمشي مسرعا بقامته, لم اكن اتصور بانها ستكون آخر مره اراه  فيها يمشي, أخرت نفسي قليلا  كي  نقترب من بعضنا لتبادل التحيه ,  ثم سألته عن وجهة سيره , وهو سؤال أعتدناه أثناء تأدية التحيه , فأجابني بانه داخل لزيارة اصدقائه  في بيت المرحوم عزيز ياقو حنو مقابل بيتي .
دخل الاخ قيس في بيت الجيران (بيت حنو) وصعدت انا الاخر درج البيت  ثم فتحت باب الهول كي ادخل واذا بي اسمع صوتا مكبوتا لإطلاقه قريبه جدا بدت اللعينه  وكانها دخلت  في جسم قريب منها,ولان سماع اصوات الطلق الناري في تلك الفترة كان من الامورالشبه عاديه يوميا , لم اعر للصوت اية اهميه , فدخلت بيتي وغيرت ملابسي كالعاده مرتديا البيجامه والروب , لم يمر على جلوسي ربع ساعه  واذا  بصوت طرق شديد على باب الدار الخارجي, خرجت  مسرعا لارى  جاري وصديقي المرحوم (يعكوب يوسف بوداغ ) المعروف بأبي لؤي, وهو يصرخ ما بالك ياخي شوكت  ألم تسمع بالذي جرى؟ اجبته خير اخي ابو لؤي؟ سالني الم تسمع صوت اطلاقه ؟ اجبته نعم سمعت ما الذي جرى ؟ قال انها اصابت الاخ قيس حيدو وهو داخل بيت حنو, وقد نقل الى مستوصف القوش.
حال سماعي بهذا الخبر المفاجئ , توجهنا سويه بسيارتي انا والمرحوم ابو لؤي الى مستوصف القوش  فوجدنا الصديق قيس ممددا فوق سرير الفحص ووجهه شاحب كقشر الليمون بينما كان الطبيب (المصري) مرتبكا وحائرا  يبحث في جسم الاخ قيس عن مكان الطلقه دون جدوى وهو يشكك بصحة قصة اصابته بطلقه, رحنا انا والمرحوم ابو لؤي والاستاذ المرحوم حبيب شدا نبحث  في جسم الاخ  قيس عن اي اثرللإطلاقه لكننا لم نجد لها اثرا , في هذه الأثناء كان الاخ قيس يؤكد اصابته بالاطلاقه وهو يشكو من صعوبة التنفس  ويرتجف من البرد مع  ازدياد شحوب وجهه, كنت اراقب شحوب وجهه المتزايد وهكذا قدميه التي غلب عليها الإزرقاق  , وعندما تلمستها بيدي  احسست ببرودتها الشديده, نزعت الروب من على جسمي والقيته عليه عساه يدفيه قليلا.
أخيرا وبعد ان اقتنعنا بعجز الطبيب عن تقديم اية مساعدة لحالة قيس طلبنا منه  إحالته الى المستشفى في الموصل لان وضعه كان يتدهور تدريجيا, حيث كان الاخ قيس ايضا يطلب نقله  بعد ان يئسنا ويئس الطبيب من العثور على اي اثر للطلقه, يبدو ان النمش الطبيعي في جلد جسمه حال دون قدرتنا على كشف اي  أثر لشيئ غريب.
في النهايه تم إستدعاء سائق الاسعاف (المرحوم سعيد قانيجو) لنقل الاخ قيس الى المستشفى العسكري في الموصل , في اليوم الثاني سمعنا بان الطلقه كانت فعلا  قد إخترقت جسده من القسم العلوي من كتفه ومرت متخفيه تحت جلد ابطه لتضرب النخاع الشوكي في احدى فقرات العمود الفقري مما سبب له شللا نصفيا أقعده طيلة الثلاث عقود .
في حينها تم تسجيل تلك الجريمه ضد مجهول وظل الحدث طيلة هذه العقود مطويا فس سر الكتمان  ضاع فاعله بيت تأويلات الناس والسلطات  وتعدد الجهات التي يمكن ان تكون قد قامت به سواء كان  الفعل  قد تم عن عمد ام انها طلقه طائشه  إختارت طريقها الى تعويق هذا الشاب الطيب او  ان في الامر سهو  وخطأ حصل لم يكن المقصود به قيس الذي عرف عنه خفة حركته في مشيته  وصعوده او نزوله الدرج  وهكذا حتى في سياقته .
قضى الاخ قيس فترة طويله بالمستشفى دون امكانية ايجاد علاج لحالته ,و بعد مرور اكثر من عام على الاصابه , استطاعت عائلته الحصول على موافقة سفره برفقة والدته الى لندن للمعالجه على حسابهم الخاص , لكن يبدو ان سفره كان متأخرا جدا لذالم تتعدى فائدة سفرته حدود  النقاهه وتلقي تمرينات وتعليمات على عيش الحاله كما هي, و بعد ان اقتنع بان لا علاج لحالته سوى التكيف والاستمرار, عاد الاخ قيس الى بيته في القوش مستسلما لقدره  وهو الان يعيش حياته الطبيعيه  في القوش يتنقل مستخدما  كرسي  (المعوقين).
تمنياتنا للاخ قيس دوام الصحه  .
اخوكم شوكت توسا

264
الى الاستاذ لويس مرقوس عضو مجلس بلدية الحمدانيه المحترم

شوكت توسا
بعد قراءتي لتصريحكم  المنشور على الصفحه الرئيسيه لموقع عينكاوه(ايضاح حول تصريح زوعا بخصوص أستحداث وحدات ادارية في سهل نينوى ) ,  وجدت من واجبي  اولا  ان  اشكركم على تذكير قراءنا وناشطينا  بان اي عمل او إنجاز يصب لصالح ابناء شعبنا (الكلدواشوريين السريان)  لايمكن ان يتحقق  ما لم تتكاتف الايادي  ويتعاون أبناء شعبنا فيما بينهم كل حسب قدراته وإمكاناته وموقعه حيثما تواجدوا خاصة المتواجدون  منهم داخل الوطن , وكلنا يعرف حق المعرفه بان في العراق أناسا من بين أهلنا وجنابكم وحدا منهم  أشبه ما يكونوا بالجنود المجهولين الذي وضعوا مصلحة شعبهم  و بقائه على ارضه معززا  في أولويات انشغالاتهم وجهودهم , حيث اننا نحن المغتربون نتابع جيدا جهود مجالس بلديات بلداتنا  العزيزه وإصرار أهالينا في تصديهم  لاي مسعى يراد منه إحداث تغيير ديموغرافي في اماكن تواجد ابناء شعبنا, هذا من جانب .
أما الجانب الثاني الذي وددت ان اشير اليه وأؤكد عليه تضامناً مع ما ورد في تصريحكم يا استاذنا العزيز لويس, فهو اننا(شخصيا) قد كتبنا أكثر من مقاله بخصوص ما كان يحصل من تجاوزات على منطقة برطله وبغديده والقوش وامان اخرى من محاولات تغيير واقعها الديموغرافي  وما شابه ذلك , وقد طالبنا في اكثر من مقال الجهات المسؤوله  وهكذا تنظيماتنا السياسيه  بضرورة العمل على ايجاد الحلول عبر القنوات القانونيه  المسموح بها كأن يكون إستحداث وحدات اداريه جديده  يستفاد منها اهاليها في تطوير واقعها الخدمي  وتوسيع فرص العمل فيها مما سيساهم في تخفيف الضغظ  البشري السكني على بلداتنا  ويفوت  الفرص على المتصيدين  الذين يهدفون تغيير واقع جغرافية المنطقه,,,,
وبمناسبة  عتابكم  الضمني في  تصريحكم , أسمحوا لي اخي لويس  كي اقص عليك وعلى القارئ الكريم هذه  اللقطه:
قبل ما يقارب عامين او اكثر, كنت اتابع وبكل شغف موضوع إستحداث محافظة سهل نينوى  لما له من اهميه  مستقبليه  لشعبنا ,وقد كتبت  أكثر من خمس مقالات حول مسالة إستحداث محافظة (سهل نينوى )  لساكني قراها وبلداتها  وليس تحت اي مسمى قومي او ديني كما يحلو للبعض وصفه , وقد أقترحت في حينها تسميه (سور نينوى)  كمرادف  بديل لمن يراه انسب وافضل  , بعد نشر إحدى تلك المقالات  بيومين , اتصل بي من  محافظة نينوى احد الأصدقاء اليزيديين (  شيخ الياس خلف ) وهو ناشط سياسي معروف على حد علمي و يعمل في إحدى منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في السويد حيث يعيش,يبدو ان الاخ الشيخ كان في زيارة عمل للعراق  عندما فاجأني قائلا عبر التلفون  بانه يتكلم معي من  بناية المحافظه واتصور قال بانه الان في طريقه لمقابلة السيد المحافظ  في مواضيع تتعلق باوضاع واحوال مكونات مدن وقرى سهل نينوى  , واوضح لي بان مقالتين من التي كتبتها قد تم الاطلاع عليها ومناقشتها مع الساده في المحافظه وأضاف بانه الان يحمل  مقالتي الثالثه  بعد ان قرأها كي يعرض بعض مما وجده مفيدا فيها  امام المسؤولين.
أخي الاستاذ لويس, كانت فرحتي كبيره لا تعادلها اموال الارض حينما علمت بان هناك من يتابع ويقرا ويعير الاهميه  لافكارنا ويحترم ما نكتبه لاننا نكتب ليس لاي مصلحه شخصيه عدا تقديم ما عندنا إيفاء ً للقليل الذي في ذمتنا تجاه ابناء شعبنا و عسانا نصيب فيه  ويحضى برضى القائمين على البلد وعلى بلداتنا , لم يخطر ببالي يوما  اني انتظرت  كلمة شكر وأشاده  من اي طرف , لابل  نتلقى الشتيمة احيانا  لكننا لم  ولن نتوقف عن تقديم ما نستطيع تقديمه وهو اضعف الايمان .
 اختم كلامي  بالاشاده  بجهود كل الخيرين , ولكم  يا استاذ مرقوس  ولكل من يساهم في  تحقيق اي مكسب لمساعدة اهلنا في الوطن كل المحبه  والتقدير ,  سواء كان إعلانه عن طريق  السيد الوزير الاستاذ سرجون آوأنجاز ترتيباته كان بتضامن جهود مجالس طوائفنا الدينيه مع مجلس بلديتكم  وجالس بلديات بلداتنا الاخرى  فهو بالنهايه يصب لصالح شعبنا   , أعملوا  لابناء شعبكم  ترون كل الخير في حياتكم .
الوطن والشعب من وراء القصد

265
الناقد الذي تحركــّه منفعته الشخصيه لا يُعتــد بكلامه

شوكت توسا

 استميح القارئ عذرا لأستهل مقالتي برساله  وطلب تحريري اتوجه به  الى الاستاذ يونادم كنه , ليس لكونه صديق أعتز بعلاقتي معه ,اتفق معه فكريا في مناسبه واختلف معه في مناسبة اخرى وهذا لا يعكر من صفو علاقاتنا اطلاقا, كما اني لست بصدد  الدفاع  في رسالتي عن طرف آخر (السيد خوشابا سولاقا) الذي لا تربطني معه اية معرفه شخصيه مسبقه لا من قريب ولا من بعيد مع احترامنا لشخصه ,عدا ما أقرأه احيانا في كتاباته, انما اتوجه برسالتي  المقتضبه الى الاخ يوناذم كنه كنائب برلماني يمثلني بعد ان منحت صوتي عن قناعه لقائمته  وله ولاكثر من مره .
اخي العزيز الاستاذ يونادم ممثلنا في البرلمان العراقي المحترم
 الرجال تقاس من خلال مواقفها ونبض قلوبها وسعة صدورها  تجاه ابناء جلدتها, ان الذي قرأناه حولكم  مؤخرا من نقد وانتقادات في مقالات السيد خوشابا سولاقا فيه مما يثيرالحفيظة ويلفت الانتباه دون شك , وفيه  أيضا مما يعكس حالة  الكاتب الانفعاليه مع احترامنا لشخصه لكني أتحفظ على اسلوبه  وهذا شأني الذي تحدده مواقفي وخبرتي المتواضعه ,و لا ننسى  بان حالة الاخ خوشابا سولاقه فيما كتبه هي حاله  ترافق كل صاحب قلم لسبب او لآخرلا اريد اشغالكم في تفاصيلها , لكني أؤكد باننا نحن معشر القراء إعتدنا قراءة مثل هذه الكتابات المتشنجه في اكثر من موقع وصفحه و من أكثر من طرف و بدرجات متفاوته من الحديه والنديه تحت مسوغات ومسببات مختلفه  كان لغالبيتها انعكاسات مخالفه لما كان يتوخى منها اصحابها او ما كان يتوقع البعض الاخر, وكوني واحدا من الذين يحترم نضالات الحركه الديمقراطيه الاشوريه بالدرجة الاولى  ويقدر ما تبذله من جهود رغم محدودية قدراتها ثانيا , اسمحوا لي بطلب خالي من اي دافع مصلحي او منفعه شخصيه عدا مصلحة شعبنا وصون وحدته وتضميد جراحه وعدم فتح الثغرات التي سيستغلها الغير.
 أخي المحترم يوناذم كنه , كوني واحدا من الآلاف الذين إنتخبوا قائمتكم  لتمثلوهم  في البرلمان , لذا أمنح لنفسي الحق بان أطالبكم شخصيا  بكل محبه واخلاص بالتنازل عن شكواكم  ضد السيد خوشابا وغلق ملفها ولندع الاقلام  تستمرفيما  تكتبه  وتحكيه  ولنترك الباقي من الحكم والاحكام  لحلم القارئ الذي  انتم على اطلاع تام  على  مواقفه وردود افعاله , وانتم تعلمون جيدا  كيف اثبت القارئ بانه  في حكمه  وموقفه  فاق وسيفوق الكثير مما تقرره اي محكمه او دائره  قانونيه . هذا ما وددت ان اطلبه منكم  يا استاذ يونادم وجنابكم  وقيادة الحركه على علم ويقين تام  باني لم يسبق لي ان طلبت منكم اي طلب  شخصي  طيلة سنين دعمي ومؤازرتي لكم . شكرا لكم , ولكم كامل الحريه في اتخاذ قراركم مثلما منحت لنفسي حرية عرض هذا الطلب.
اخوكم 
شوكت توسا
_________   عوده الى موضوع عنوان مقالنا :

للحديث الجاد عن النقد وعن وظيفة الناقد ومقومات نجاحاته واسباب إخفاقاته , نحتاج الى دراسة مستفيضه لبحوث إختصاصيين ضالعين لهم شأن معتبر وباع طويل في علوم السياسة و الأدب والمنطق , ففي بحوثهم ودراساتهم  الفلسفيه خلاصات يمكن ان نستنير بها والتعرف من خلالها عن كثب على صنف الناقد المطلوب و مواصفات  النقد البناء ونقيضه , ولكن مع أهمية هذه الاشتراطات و قيمة مرجعياتها, فإن غيابها لا يعني بخس حق الذي يجد في نفسه  أهلية إبداء رأيه او نقد راي الاخر , عندها يصبح تناطح الافكار الوسطيه ظاهره شبه طبيعيه ضمن ممارسة حق النقد او الرد على انتقادات الاخرين , فيبقى الإجتهاد الشخصي  يراوح بين محاوله معرفة متى نعتد ونثق بالناقد  و متى  نقر ونعمل بصلاحية كلامه  او في محاولة كشف  الهدف من توجيه النقد  .
  من البديهيات التي بمقدور القارئ  المتوسط  معرفتها دون عناء هي ان جوهر فعالية النقد هو إعتراض الناقد على راي ما و الدعوة الى اعادة النظر فيه وطرح البديل المناسب محله , وقد أثبت التاريخ  بان المسار الصحيح في ممارسة هذه الظاهره له الفضل الاساسي في انتاج الجديد المفيد ,من هذا المنطلق يكون من الصعب كما قلنا بخس حق اي انسان يعتز بما تعلمه من ان يمنح لنفسه تلقائيا حق المبادره بنقد اي ظاهره لا يتفق معها و في اي مجال كانت , بالنتيجه  سيظهر من بيننا من يعتقد بان سعة الإطلاع واللباقه في تسويق الكلمه هي بمثابة حافز او عامل مساعد يبيح للانسان  ممارسة نقد الاشياء والافكار , وهنالك من سيقول بان لعامل التخصص المهني اهميته  في  إعطاء الناقد فرصة اوسع  لتحقيق المفيد والمثمر في مجال عمله واختصاصه كأن يكون فنانا او عالما اجتماعيا او مهندسا او سياسيا .
 ولكن عند الرجوع الى نظريات فلاسفة النقد والاصلاح  ودراساتهم  التي تعتبر مصادرا يعتد بها, سنجد اننا في منح انفسنا حق النقد دون مراعاة أسسه وقوانينه قد اوقعنا ذواتنا في مطب اجتماعي وادبي  و ربما قانوني علاوة على اننا لم ننصف زبدة فلسفة العارفين والاختصاصيين التي تشدد على ان ابداع الناقد في مهمته لا يكتمل في امتلاك موهبة اللباقه وصياغة الكلمه او عبر تعاطيه النقدي  في مجال إختصاصه , إنما إبداعه يتجسد و ثمرة فائدته تتحقق عندما يتجرد في كل ما يقوله عن العاطفه والمنفعه الشخصيه ويبتعد عن إيلاء المحسوبيه اهميتها او منحها  فسحة  التأثيرفيه سلبا وتحيده عن أقدمية مصلحة العامه و مهنية مهمته الانسانيه . هذا باختصار ما يمكن إيجازه  نقلاعن أصحاب الراي .
 بعد هذا التعليق المبسط ,لا أكاد أبالغ  لو زعمت بان بين أيدينا وسائلا ايضاحيه ( اقصد المكتوبه) لو أجرينا عليها  مراجعه مقتضبه تحت مجهر الضوابط والاصول لوجدنا ان المراد منا كقراء هو إعتبارها نقديه وبناءه في نفس الوقت كما يجول في خاطر كاتبها  وما علينا الا ان نلبي طلبه في قبولها والبناء عليها , المخيف في الامر ان مثل هذه الانتقادات المضببه يتكررويتنوع ظهورها  و من اكثر من كاتب ويتم نشرها في صدر صفحات مواقعنا الالكترونيه  المتعدده , فتصبح ماده من السهل انتقادها وتبيان عيوبها والاسهل من هذا وذاك يمكن استخدامها قضائيا.
من طبع القارئ  الجاد الذي يتابع  ما يدور و يقرأ ما ينشر ,هو لهفه وشوقه الى قراءة مادة نقديه مرتبه تفيده  وتساعده  في معرفة ما قد يفوته او يجهله , لكنه عندما يقرا مضامين كلام  يطغى عليها خليط من التشهيروالتسقيط  بشكل عشوائي ومن إدعاء صاحبه  بانه  ينتقد بسبب  شدة حرصه على مصلحة شعبه  و يلتزم كما يدعي بقوام  الكلام البناء والمفيد في حين الحقيقة تقول العكس حتى لو حاول تمرير خطته من خلال حشركلامه تحت  غطاء عناوين نقديه , كيف لا يصاب هذا القارئ بالحيرة والخيبه  امام هكذا كلام  مطلوب منا أخذه وقبوله على انه نقد بناء , فعندما يتمعن احدنا بقراءة  هكذا كلام ودراسته ,لا بد ان يكتشف نوايا الناقد  والمحركات التي أرشدته الى ما قاله وكتبه ليجد  بانها وإن صحت  , فهي بعيده كل البعد عن اسس ومقومات النقد ورسالته  الانسانيه والمهنيه ,حيث يحس القارئ بان عملية النقد قد أختزلت مهمتها الصحيحه  من قبل الناقد نفسه   بحيث أصبحت مجرد غطاء او وسيله لتمرير رغبة شخصيه  حتمت عليه مراوغة القارئ والتلاعب بافكاره  , بالتالي يكتشف القارئ بان في داخل هذا الناقد هناك ناقد  آخر يحاول المخادعه والتضليل من اجل إشفاء غليل او اكمال مهمه انتقاميه  ضد طرف او شخص معين  كان سببا في فشله و خذلانه وحرمانه من تحقيق مكاسبه الشخصيه  الى الدرجه التي  تجعل من محورالتجريح والمديح والاطراء بالاشخاص  قاعده يدور حولها المسمي نفسه ناقدا.
النقد كونه فعاليه تفحيصيه و تكميليه  لا يقل شأنها عن  شأن رسائل وأفكار الأخرين التي ننتقدها , لذا ما يترتب على الناقد ربما  هو اكثر بكثير من المترتب على اي كاتب او ناشط في شتى تفاصيل الحياة , وهذا يعني أن على الناقد الذي يدعي ملكة القدره على نقد الاخر ان يتحلى بنفس القدره في تمحيص وتقييم كلامه قبل تسويقه السريع وعرضه للملأ  بانفعالاته وخيباته التي تتضح معالمها للقارئ البسيط فكيف لو فاتت على الناقد ؟
عندما يتغافل الناقد عن حيوية نقطة تمحيص كلامه  قبل نشره ويعفي نفسه  من  حساب تبعاتها  او مراعاتها يكون في طرحه قد اسبغ على نفسه الصفه التي هو بصدد نقدها كأن تكون الانتهازيه  , وهذا ما أكدنا عليه في مقاله سابقه أوضحنا فيها رأينا المتواضع حول الفرق الواضح  بين المثقف الانتهازي والمثقف الثوري و تباين أسلوب محاكات الاثنين للكعكة وطعمها وللكرسي الدوار ومتعته  ولكيس الدراهم وصليلها.
وإذ نحن نتكلم عن الجانب الذي يعنينا في شأن مكوننا الكلدواشوري العراقي, من المؤسف  ان نقول  بان  وسطنا السياسي والاعلامي في الاونة الاخيره  قد ساده نمطا  هداما من التفكير الذي ينطلق من مبدأ إعتبار العمل السياسي  حزمه من العلاقات النفعيه وبموجبها يتم تحديد المواقف  وعلى اساس ضمانها او عدمه تغدق المدائح وتكال الانتقادات اللاذعه ,مثل هذا الخطاب النفعي والعنفي يشكل خطرا قاتلا ومدمرا عندما يمتطيه اهل النخبه من المحسوبين على الثقافة والانتماء ومن الذين تسللوا باشكالهم المصطنعه  والمقنعه وأخفوا كنه ذواتهم الحقيقيه  , وهذا ما يبدو جليا في تناقضات  وتذبذبات مواقفهم  مع جوهر إدعاءاتهم .
أما النقد الذي يأتي  متأخرا عن وقته المفترض ففيه تنكشف حقيقة النوايا  وقد تضع صاحبه امام تساؤلات واتهامات تجعل من مسعاه النقدي حاله انسانيه كاذبه وميته لا تقبل التصديق باي شكل  حتى وان صحت وقائعها . فالناس ستتساءل اين كان الاخ يوم كان يهلهل من ضمن الكمبارس لنضالات القائد ومنجزاته , ولماذا سكت على اخطار اخطاء رفاقه و مرؤوسيه لياتينا اليوم بشكل المصلح المؤمن والغيور على شعبه ؟
 على الناقد ان يحتاط ويعلم جيدا انه من الصعب  تمريرنوايا مغلفه على القارئ الملم الذي يراقب بكل حواسه  ما يقراه عن العقليه النقديه التي  تفقد خاصية التوازن والاعتدال بحيث ينفضح امرها وتنكشف نواياها  خلال سعيها الى تصفية حسابات شخصيه لا يستفيد منها اي طرف , انما المستفيد الاوحد منها هم الذين في صدورهم  الحقد والكيد المبيت .

الوطن والشعب من وراء القصد




 





266
ثلاثية  الكـعكـة ُ والكيــسُ والكرســي..... و ركـَعات المثقف  الإنتهازي 


شوكت توسا
   في قاموس اللغه , كلمة الانتهازيه  (نهز, ينتهز.. الفرصه) تعطي معنى ً غيرمعناها السلبي المشاع استخدامه في خضم  تعقيدات الصراعات و تعددت آلياتها,  حيث أصبحت كلمة إنتهازي صفة سلبيه يُنعت بها السياسي والمثقف الذي لا تهمه المبادئ والقيم بقدر ما يهمه تحقيق مآربه بأقصر الطرق واقلها كلفه.
عندما يتفاجأ مجتمع ٌ بأزمة تلم به اوإنعطافة  تباغته ,تحتم الضرورة انبثاق نخبة  تتقدم الجميع في التصدي للازمه و معالجة تبعاتها ,الذي يزكي هذه النخبه ويخولها هو نضجها العقلي المتميز ومواهبها المجرّبه مقرونة بغيرتها الجياشه على شعبها ,قلما إجتمعت هذه العناصر في نخبة واحده ,ولو حصل واجتمعت  يكون ذلك المجتمع محظوظا لا خوف عليه ولاهم يحزنون .
    اذ نحن بصدد آفة الانتهازي القاتله والآلهه المنفعيه التي يعبدها,يقفزالى أذهاننا مشهد شعبنا الكلدواشوري السرياني كمثال ٍ امضى عقودا بل قرونا يتنقل بين أنفاق الأزمات دون مخرج او حل لواحدة من أزماته , اليوم ووضع بقايا هذه الأمة المؤلم , لا يبعث الطمأنينة في نفوس أبنائها ومحبيها ,وما يزيد القلق هو التشدق بذريعة لا ديمقراطية النظم و طائفية أحزابها , في حين يغض بعضنا الطرف عن خطورة العامل الداخلي الذي فتك وما زال يفتك  بمقومات التصدي وعناصر النهوض تهربا من مواجهة الحقيقة ومسؤولية معالجتها .
 بقراءة  فاحصه لقصاصات الشعارات الورقيه التي يرفعها أبناء هذه الأمه موزعين  بين جالس فوق التل يطلق بما يحلو له , وواقف ٍ متربص كي يضع عصاه  في دولاب عربة أخيه , و كاتب مثقف فضل ّ التغريد خارج السرب , وناشط متباك على التسميه ,و قائد مذهبي  يخشى ضياع سلطته . لو جمعناها كلها في يافطه واحده , يكون بامكاننا معرفة سبب عجزنا حتى في وضع حد للمتمادي الذي كان قد غط ّ في نومة اهل الكهف العميقه و فجأة يوقظه صليل الدراهم وشمشمة رائحة الكعكة ثم ينزل  وسط  الساحه  مرعوبا وبيده  يافطته المليئة بعبارات مطالبة الحق والحقوق و نبذ الهامش و التهميش  وهي منه براء براءة الذئب من دم يوسف .
  إن ما يجري لشعبنا المسكين على أيدي إخوة ٍمن دمنا ولحمنا , يشبه حال حزمة الخشب التي قـَطعت حبال شدها يد ُمدسوسه  فتفرقت العصي وبدأ تكسيرها واحدة تلو الاخرى , و لو تأملنا قليلا في تدافعات وخطابات البعض الناريه ,سنصاب بالهلع عندما نجد ان فيهم من نصب نفسه وكيلا ينوب عن خصوم ابناء جلدته وملكيا اكثر من الملك  ,عندها يتساءل المتأمل مندهشا يا ترى  الى متى نظل مخدوعين بصراخات لا يهدأ سعيرها الا بقطعة كعكة او كرسي دوار , أم مكتوب علينا ان ينزوي كل منا باكيا على ليلاه  وليلانا الأم طريحة الفراش تنتظر دفانا يرحم جسدها .
   في كل المجتمعات, يـُصنَفْ المثقفون طبقا لمناحي الحياة ومتطلباتها المتنوعه ,والمثقفون السياسيون في مجتمعاتنا  بإعتبارهم الطليعه التي يعوّل عليها العامة , يبرز من بينهم الجاد والمخلص و يرتفع كذلك صراخ المعتاش على مأساة ومعاناة شعبه , صنفان متناقضان  يعرفان بـ المثقف الثوري و المثقف الإنتهازي  لكنهما يشتركان في خطورة وجهة بوصلة  حركتهما .
 بالنسبة لبوصلة المثقف الثوري(الحقيقي) في مجتمعاتنا (الناميه) ,يحدد إتجاهها  التزامه بمبادئه  وغيرته على شعبه , وإلا لما أفنى حياته كالشمعة المحترقه .بينما إتجاه بوصلة المثقف الانتهازي دوراني محير , تدور وبشكل مكوكي داخل محيط دائرة الـ (أنا)  الضيقه ,ما أن تتحسس مجسات بوصلته صليل الدراهم  ودسامة زفر الكعكه تهيج شهيتها باعثة اصواتا غريبة عجيبه .
 إذن شتان  بين الثرى والثريا , شتان بين الذي يُركِع مبادئه من اجل مكسب فان ٍ , وبين الذي نذرنفسه لشئ اسمه الانسان وقضيته , شتان بين المتلون كالحرباء كلما تراءى امامه الكيس  والكعكه والكرسي , وبين مثقف ثوري كلما  قست الأيام زادت من عناده وسمت أخلاقه لتقف حائلا بينه وبين النيل من اهله في ضائقتهم .
 المثير للسخريه في أمر المثقف الانتهازي , زيف إستخدامه الفج  لمصطلحات العصر المحببه  في دغدغة عواطف البسطاء  ثم  سرعان ما يتنكرلها عندما تحين ساعة مطالبته بتطبيقها كاشفا لنا فجاجته وقبح فعلته  .
الانتهازيه كثقافه, لها روادها وهي سلوك لا يجيده الا الذي تربى على التملق والرياء,وخطرها لا يداهم المجتمع على حين غــّره , بل كالفايروس له حاضنات تغذيه ومقدمات  يرتبها و يبرمجها الانتهازي لنفسه لو أستطاع, وفي حال عجزه , ليس من رادع اخلاقي يمنعه من  التسول بحثا عن زعيم او سياسي يحتضنه ويلقنه , فتصبح مهمته بث الافكارالمسمومه وترديدها كالببغاء في مسامع السذج الذين لا تسعفهم خبرتهم  في  كشف الأكاذيب وردها الى مطلقيها فيقعون في شباكه , فهو البهلواني  في إغراء البسطاء  للسير وراء ضجيجه المفتعل , لا يهمه ان كانت الجوقة تمشي خلفه حبا به او مخافة منه او إعجابا  بسحر مزماره, المهم عنده خلط الاوراق لإذكاء روح العداء والفرقه  بين الإخوه والأحبه عسا ان يتمخض عنها ولادة معزى حلوب .
  لقد علمتنا الحياة بان الإنتهازي الذي علمته ثقافته عيش حياته  ذليلا من اجل كعكة اوكيس دراهم  اوكرسي لا تربطه بناسه ومحيطه  سوى مصلحته , فيلقى صدى تشنيعه بأهله التشجيع والترحيب لكن وراء اسوار البيت , لهذا السبب تراه مكثارا في محاببة الزعيم والسياسي  ظنا منه انه سيحميه من ردات فعل المساكين على جريمته المشينه ,  ولكي يظهر نفسه بهيئة الجهبذ  الكاسر لشوكة ابناء شعبه , يحوم حول سذج العقول كما اسلفنا موهما اياهم  بقدراته وعلاقاته  فيصبحوا كقطيع نعاج  يقتادهم  من صحراء قاحله الى اخرى أقحل بحجة البحث عن العشب  والكلأ , بالنتيجه يبات الجياع لياليهم زغب الحواصل لا ماء ولا شجر , او ياكلوا  لحوم أجساد بعضهم  ثم يتركون كالغنم القاصيات  ويعود الراعي الى سيده منتصرا .
   
الوطن والشعب من وراء القصد


267
الأخ  كامل  زومايا  عــُذرَكْ  معـاك 

شوكت توسا 
  في تعليقه على مقالتي "ممثلينا البرلمانيين في حال حيص بيص" ,  تكرم علينا السيد  كامل  زومايا بمقالته المعنونه "حيص بيص وفن التدليس عند البعض" , بشخطة من قلمه حشرني في قائمة  البعض المتفنن بالتدليس, بحسب قواميس تفسير مفردة التدليس, يصبح كلامي تعطيلا لحواس القراء وعقولهم (حاشاهم) من اجل إقحام حكايه من نسيج رغباتي, لست هنا في معرض رد التهمه عساه لم يكن يقصدها , انما لنصرة الحقيقة ومكاشفة المستفيد من تدليسها نقول :   
 إن كان من زُبدة ٍ أستهل بها رثاء الحقيقة ومواساة محبيها , فخيرما إختمر في ذهني هو أن عذر الكاتب معه , ليس لقصور في فهمه للأشياء  ولا إنتقاصا من شخصه حاشاي من ذلك , لكن نمطا ًمن الفذلقة أشبه بموده باتت تستغوي عقول محبي السياسة  بعد ان إستشرت لتصبح علامه فارقه تميز المتحزب بشطارته عن غيره , وبسبب غزارتها تعثر حتى في إنتقاء ما يستشهد به كما هو حال الاخ كامل عندما إقتطع من مقالتي هذا المقتبس :   
"  ان تحفظات العديد من مثقفينا وساستنا على المجلس الشعبي لم يكن سببها حداثة تشكيله كما لم تكن من اجل الدفاع عن اي تشكيل سياسي آخر والتخوف من منافسيه  ,إنما العلة بدأت في طريقة تأسيس المجلس التي لم تتأكد شعبيتها وهو الموصوف بالشعبي , وهكذا فكرة استحداثه التي لم يتأكد إنبثاقها من بنات افكارمثقفي شعبنا وتطلعاتهم علاوة على التستر على الجهه المموله له , تبقى العهدة على المنطق و ذمة العقل المحايد الذي لو قال رأيه في أسباب تاسيس المجلس يقينا سيعزيها الى تنامي شعبية الحركه الديمقراطيه الأشوريه وبروزها المتزايد مما أثار قلق  أطرافا معينه  نختصرها إبتداء بــــ "   انتهى المقتبس.
 أخي كامل , لوعُرض هذا المقتبس على محايد وليكن من زملائك المقربين , هل تعتقد انه سيشاطرك الرأي فيما ذهبت اليه؟ ام سيجاملك لو همس بأذنك وأبلغك على الاقل بوجود علاقة ما بين مضمون المقتبس والحقيقه ؟ هذا يجرني الى الزعم  بانك في قرارة نفسك لست  مقتنعا في اتخاذ المقتبس دليلا لأتهامي بالتدليس , لكن آه  وألف آه لمن لا يعرف كم مزعجة ٌ وملعونة هي الصراحة عندما تعكرصفو ميولنا , والا لما صعب عليكم  تفنيد واحدة من جُمَل ِ المقتبس  لو توافرت الحجه.
    يا سيدي, عندما يبادر شخص مستقل مثلي ويتناول على بساطته وعلاته  اسباب ترهل تمثيلنا البرلماني من زاوية مصلحة شعبنا ويطالبهم بإستقلالية قرارهم وبتوحيد خطابا متينا يشرّفنا ,ليس من المنطق ان تخاطبني وكأني أنطق باسم حزب منافس لكم  او مدفوع من قبل تيار, انت مخطئ في تصورك لاني لست هكذا , نحن نكتب لحث الجميع , لذلك  لم أطالب شخصكم الحزبي ولن أطالب اي جهه حزبيه اخرى بالاشادة  بكلامي لأسباب لا أخالك  تجهلها بل يعرفها كل ملم بالسياسة , الذي أوردته في المقتبس قد سبقني في تفصيله الكثير من متابعي اوضاع شعبنا ومن مختلف المستويات  مما يؤكد  صحة مضمون المقتبس وما تبعه من كلام لم يتسع المجال هنا لاضافته, أقول هذا ليس تبجحا مني او تقويلا لما لم يقله حضرتك او غيرك , انما هنالك  دلائل لو فاتكم قسم منها او تناسيتموه لغرض لا يعنيني , فمن الإجحاف ان تجهزون علينا بتهمة التدليس لمجرد ذكر جانبا مما فاتكم او تناسيتموه من حقائق يطول بنا الكلام لو دخلنا في تفاصيلها . الملم بشؤون السياسه  لا يحتاج الى  شرح تفاصيل الدلائل   التي ما زالت قائمه  ما لم ينبري أحدا  ويدحضها بعد إخراجها  من طي الكتمان  بخطاب  واضح وشفاف ,يومها سيكون للحادث حديث آخر .
    ما يزيد من دهشتي هو تلميحات تجيز مخادعة النفس ومراوغة القارئ في سرد ما يجافي الحقيقة  في حين للتو ألصقتم بزيقي تهمة التدليس التي لها مدلول واحد في كل زمان ومكان , لكني من خلالكم بدأت أشك بان لمفردة التدليس وجها آخر أجهله , وجه يناقض معناها الحقيقي عندما يبتسم لنا ولفذلقاتنا , أي ان المفرده هي الأخرى قد إستهوتها مودة التسسييس !!.
لقد مـلّ قراءنا من وجبات البيرغركينج السريعه أزاء جوعهم الى معرفة الحقيقه بعد أن سئموا سقم تخريجات وتقليعات  يفهمون جيدا بانها لن تساعدهم على مآسيهم ولن تدفعهم  خطوة واحدة  للأمام, عطشنا وجوعنا كشعب هو الى جرأة  وثقافة نواجه بها واقعنا من دون تلميع  لزيف الحقيقة   .
هنا تنقلني ذاكرتي الى لقاء دون موعد مع  الاستاذ نينوس بثيو قبل عامين تقريبا وبحضور أصدقاء أخرين , والرجل موجود حي يرزق اطال الله في عمره يمكن التأكد منه  .
دعني اخي كامل أزيدك من الشعر بيتا  فيما قاله السيد نينوس ردا على تساؤلي: كيف ترى يا استاذ نينوس وضعنا السياسي بعد إعلان تشكيل تجمع احزابنا وتنظيماتنا؟
 أجابني الاستاذ قائلاوبما معناه :
(( إن حركتنا  (زوعا) تؤمن بشكل مطلق بالعمل الجماعي عندما يكون مثمرا, نحن الان في بداية التجربه ونجاحها ممكن لو توفرت لدى الأطراف المؤتلفه عناصر الإستقلاليه في  آرائها و قراراتها ومواقفها المتعلقه بحقوق ومصير شعبنا, وقد ذهبنا الى هذا التجمع نزولا عن رغبة الجماهير وتلبية لمطالبكم _يقصد نحن الداعين الى توحيد الصف وقطع دابر التراشقات _ ونتمنى ان لا نكون قد أخطانا في تلبية رغباتكم وإلحاحاتكم  )) .
مرعامين على هذا الحديث والقيل والقال مازال قائما على مختلف المستويات , نعم كل حريص على وحدة شعبه طالب بهذا التجمع  ليس للدعاية أو لملئ فراغ إعلامي كي يتم تمرير المنافع الخاصه بيافطاته ,و المثقف الذي  طالب او دعم فكرة تأسيس هذا التجمع , عليه ان يجتاز  حاجزالمجاملات ويحث سياسيينا المؤتلفين على مراجعة صريحه لأسباب عدم تحقيقهم أدنى ما كان مخطط له؟
ان تطوير ذاتنا الذي ننشده , لن يتحقق في تسابق أحزابنا للإمساك  بكعكة ٍ او منصب  , ولا  في إبقائنا أداة يستخدمها الغيرفي مشاريعه على حساب  دماء شعبنا وحقوقه ومستقبله, فعندما يتلكأ المؤتلفون داخل التجمع  في إتباع نهجا مستقلا يرسمه لنفسه اطرافه المؤتلفه, يكون تسويفنا للخلل ومديحنا للمستفيدين منه هو مخادعة لشعبنا وتطلعاته وهو التدليس بعينه .
   فيما مرعلينا من تجارب أحزابنا في مجتمعاتنا , تعلمنا بأن تقيّد العضو بنظام ونهج حزبه يشكل جزء من إنضباطه الحزبي الذي يتعارض احيانا مع إنسانيته, فلا غرابة لو اعتبرتسمية الأشياء بمسمياتها تفننا ً بالتدليس , في حين لو جاملته بجملة فضفاضه تغطي على زلة صدرت منه او من حزبه , تغدو في نظره صنديدا ومناصرا وفيا , هذه هي إحدى آفات عقليات بعض ساسة شعوبنا الشرقيه المزمنه , والمؤسف اكثر ان هذا العرف  بات يُعد شطارة  ُيتباهى بها عيني عينك  رغم علمه انه بسلوكه هذا يمارس ارهابا فكريا ضد من لا حول له  ولا سلطان على من يتهم بحسب مزاجه ويفسر بالامور حسبما تقتضي مصلحته و سمعة حزبه.
 هكذا يا اخي كامل عساني أكون قد أوضحت جانبا من أوجه الفرق بين الحزبي والمستقل , ليس تعاليا على احد ولا إنتقاصا منه, لكن هذا هو واقع المستقل ينقد ويطالب بضمير لا يقلقه غضب الرقيب خلافا لحال المكبل بسلاسل الأدلجه والمنفعيه .
 في الختام أقول :عذرا إن كان في كلامي المطوّل ما يخدش المشاعر, و أعود وأكرر بانك معذور يا أخي كامل في حكمك علي ّ وعلى آراء أمثالي عندما تثير الحفيظه , و معذور أيضا بقولك ان تاسيس المجلس الشعبي  جاء متمما لجهود الحركه الديمقراطيه الاشوريه , بالنسبة لي اتمنى ان يكون قولك صحيحا ,  يبقى صاحب الرأي محترم في نظرنا سواء كان حزبيا او مجرد أعلامي  ,انا قلت ما عندي وانت شاركت بما عندك ,و للقارئ رأيه, والشكر موصول لكل صاحب رأي سديد.
الوطن والشعب من وراء القصد




268
الأقــربون  أوْلـَى  بمعــروف إنـتقاداتـنا   ولــكــــــن .....

شوكت  توسا

    ما سنحكيه في مقالنا هومجرد وجهات نظرشخصيه, فضلنا إستخدام ضمير الجمع " نـــ  و نحن* بدلا من "أنا " تضامنا مع الذي يتفق ومزيدا من الاحترام  للذي لا يتفق .
  نقول اولا, العياذ بلله من كل معتاش على مقالة يكتبها في مديح او هجاء , لذا ليس لنا اية مصلحه لا من قريب ولا من بعيد  في الهمس والتدليس , انما إخترنا الكتابة  مجالا  نعبر فيه عن آرائنا وننقد ما نراه جديرا بالنقد من وجهة نظرنا  الشخصيه المتواضعه بعد ان وجدنا فرصتنا كمستقلين( أشدد على كلمة مستقلين ) في قناة ٍ مفتوحه وسلسه لمخاطبة أناسنا الذين تهمهم وجهات نظرنا ومقترحاتنا كونها اي الكتابة وسيلة حضاريه ترقى برزانة مفرداتها وشفافيتها وتسمو في أعيننا حينما تجمعنا توافقات الأفكار وتبايناتها على محبة شعبنا وغيرتنا على مستقبله.
 أن نحكي في امور تتعلق بمصير ومستقبل شعب  امر واجب ومفروض نسبيا, لكن أن نكذب على قرائنا في مجاملة هذا وقذف ذاك من اجل مصلحه ذاتيه أو حزب معين , نكون كمن يخيب ظنون شعبنا بنا من اجل شئ إسمه مجاملة السلطان أو دفتردار المال ,  لذا  يكون كسر اقلامنا  أفضل بكثير من مجاملة الضاحكين على  ذقوننا  اومن إشفاء غليل ضغينة تلقي بصاحبها في غياهب الاوهام  .
   في امور السياسه ونقد حالاتها , نحن كمستقلين لا نرى أية جدوى في تمجيد فلان كي نجعله ملاكا ولا  بالتشهير بعلان كي يصبح شيطانا, لان ميكيافيللي قد حسمها حين أكد ان في السياسة  ما يبيح للإثنين العمل سوية وهو محق في ذلك, انما نحن نكتب إقتفاء ً بأثر ومآثر الفيلسوف البراغماتي جون ديوي الذي يقول"ان التفكير لا ينشأ الا اذا وجدت مشكله" , لذلك كل منا يقول ما يجول في خاطره من أفكار وحلول عسا أن يرن صدى صحيحها مسامع وأذهان المعنيين ليأخذوا بالمفيد في حل المشكله ولهم أن يختاروا ما يرونه مفيدا, إن أخذوا بها فخيرا على خير , وإن لم نحضى برضاهم وتأييدهم لآرائنا فإن غضبنا وتذمرنا لن يحل المشكل , اما مهمة تلميع الخدع فهي سفسطه مفضوحه وهي التدليس بعينه الذي لا يغيرشيئا من الحقيقة بل يزيد من التشكيك فيها وبأربابها .
 لذا نحن نحكي بما نراه صائبا من وجهة نظرنا  كمستقلين وليس موجهين من اية جهة ,سلاحنا  القوي هو هدوء الكلمه واحترام الأخر و الباقي متروك للزمن وعقلائه كي يفتوا .
 اما سكوتنا وعزوفنا عن قول كلمتنا خشية من تعكيرصفو امزجة الذين نحترمهم  و نؤازرهم  أو خوفا من هدر كلامنا و عدم أخذه على المحمل الذي يستحقه , فنحن سواء كنا يساريون او يمينيون مستقلون او منتمون, عندما نذيل نقدنا وتعليقنا بعبارات الحرص والمحبة والغيرة على مصلحة شعبنا , بالتاكيد او هكذا  يفترض اننا نفعل ذلك إنطلاقا من إنسانيتنا اللتي لا تكتمل أركانها الا باحترام الحقيقة وبديمومة وتواصل شفافية تبادل الرأي ما بين الكاتب والمتلقي , بدون ذلك يستحيل إختمار عناصر الفكروالتفكير التي تكلم عنها الفيلسوف جون ديوي بل يستديم عقمنا الفكري مع إستدامة غرف الماء بالغربال .
  ان دافع تهافت الكاتب على نقد ظاهرة معينه فهو كونه يراها سلبيه من وجهة نظره , ولو كان مستقلا  متعافيا فهو لا يتنـّطر فضل أحد عليه بهديه او مكافأة , ينتقد الظاهره إعتقادا منه أن  في استمرارها  خطوره ليس على من يمارسها  فحسب , انما على المجموع  في محصلتها النهائيه ,فهو اي الكاتب يؤدي ما عليه من زاوية نظر تضيق أحيانا لتصبح حاده في مناسبه معينه اوتتسع لتصبح منفرجه في مكان آخر , لكن التحديد المنصف لحدتها وإنفراجها  يكون بيد من يستخدم معيار الصدق والجد  وبدوافع الطرح وليس بعامل الإدعاء بإمتلاك ناصية الحقيقة بأكملها .
مع كل نشاط حياتي مهما كان حجمه ومجاله, يصيب واحدنا في محطة ويخطئ ثانينا في أخرى فتتفاوت النتائج والتاثيرات بتفاوت حجم  الصواب والخطأ, معلوم ان أحد طبائع إنساننا الشرقي هي رصد الخطأ ونقده أكثر من إشادته بالصواب وتقييمه في حين كليهما (الخطأ والصواب)قابل للتكرار بهيئات مختلفه, لكن تأثيرتكرار الخطأ لو تفاقم  يتعاظم وتتضاعف الأذيه إن لم يكن هناك من يراقب الاحداث عن كثب قبل إصدار الحكم ونقد الظاهره.
 هذا يقودنا الى التأكيد على ان مهمة الناقد لو أريد لها ان تكون مثمرة وبناءه , لا تنضج ثمرتها عند تشخيص الخطأ ولوم مرتكبه فحسب ,فالناقد عندما يتلكأ عند عتبة الدفاع عن الجهه التي ترسم له حدود حركته  تنحصر مهمته النقديه في إنتقاء الخلل ثم الخلط  بين نقده وطريقة دفاعه عن منفعته, بينما الناقد الحقيقي والمستقل يرفض اي حد يرسمه له غيره لذا ترى مجاله يمتد ليصل الى طرح البدائل  الممكنه (الواقعيه) والمعالجات الصائبه (المناسبه) للحالات التي يراها غير صحيحه, نقيض هذا النموذج هوالناقد المكبّل برغباته الذاتيه  يستعين بالقذف بحممه الحارقه ليقال عنه جسورا في نقده من  , لكنه  ينسى بانه في ذلك إنما يورط نفسه من حيث لايدري في مطب صعب لا يحسده فيه أحد, وعندما لا يـُرَد ْ عليه  يتصور بأن شجاعته وبطولته قد أسكتت الآخر وأركنته جانبا .
 ثمة ملاحظه غاية في الاهميه حول الناقد الحريص  عندما يرسم كلامه بألوان آلام وهموم شعبه في نقده للافكار والمواقف والممارسات , ليس بالضرورة ان يكون قد إختار التراصف مع أنداد ناشطي و ممثلي شعبه كي نحكم عليه  بجريرة الخيانة  والإصطفاف مع المستبد والطاغيه ضد ابناء شعبه, انما يمكن ان يكون نقده في محله ونابع من غيرته ومحبته لشعبه  وبدلالة مفردته النقديه المقبوله, لو صَح ّ هذا الأحتمال يكون قد حقق من مهمة النقد مالم يستطع أقرانه ويكون في نفس الوقت قد ساعدنافي التمييز بين الناقد الباني والملتزم  وبين شعوذات الناقد  التي تجرده وكلامه من اية مصداقيه لا بل تضعه في خانة الساعين الى مصلحه ذاتيه او لتسجيل وتحقيق موقف شخصي معين.
 ما دمنا  نتكلم ونحن ندرك باننا أناسا عاديون ليس فينا معصوما يمتلك ناصية الحقيقه والكمال , شئنا ام أبينا  إذن فالأخطاء موجوده مهما حاولنا او طالبنا التقليل منها ,والحقيقة التي لا خلاف عليها هي أن نقد الخطأ هو دائما أمر طبيعي يجب تقبله وقبوله عندما ياتي مرتبا ومهذبا  دون منية او تكلف , اي علينا التمييز بين ما هو واطئ وهدام وبين ما هو معتدل وبناء , هذا الإختلاف النقدي  هو الأخر أمر طبيعي  فيما لو أخضعناه  لتنوع  العوامل التي تحرك الناقد , اذن إحترامنا قائم دائما للناقد الذي تحركه غيرته على شعبه بإتجاه الإصلاح والتقويم , أما الذي في جعبته أشياء أخرى فالزمن كفيل بكشف امره وغرضه إن لم يكن قد إنكشف بعد كي نرى كم نستطيع  إرتجاء الخير من كلامه.
في الأونة الاخيره,نتيجة تزايد مظاهر وممارسات تهميش  شعبنا على مختلف الأصعده والمستويات , من الطبيعي أن تتزامن معها  أنتقادات قلما يسلم منها طرف دون آخرإبتداء من رموز أركان صنع القرار في العراق وانتهاء بأصغرناشط  سياسي محسوب على أبناء شعبنا , لكن الخشية تبقى دائما من الخلط ما بين النقد وبين التنكيل  فتختلط الأمور ويضيع الصحيح بين الركلات الهوجاء .

الوطن والشعب من وراء القصـــد


269
تمثيلنا البرلماني  في  حال   حـَيـْصَ  بيـْصَ 


شـــوكت تــوســا
حيص: مأخوذه من يحوص / يراوغ /يلف ويدور, اما بيص فمعناها الشده /الازمه /الضيق.
   
 في أنتخابات 2010 البرلمانيه, لم تستطع أحزاب شعبنا  تنظيم نفسها بقائمة  واحده لاسباب أشك بعلاقتها بتطلعات شعبنا ومستقبله , فكانت النتيجه تنافس القوائم  فيما بينها على الكوته  لتفوز الرافدين بثلاثة مقاعد  مقابل مقعدين  للمجلس الشعبي فكان لنا ان يمثلنا في البرلمان العراقي خمسة من ابناء شعبنا.
   لم يكن يعني هذا التمثيل الخماسي في البرلمان سلامة ومعافاة واقعنا السياسي الذي مايزال يعاني من حالة التفكك  والتشرذم , فمن باب الحرص على ظهور ممثلينا الخمسه بما يليق بنا وبهم  في البرلمان, ساهمنا في أكثر من مقاله موجهه لممثلينا الخمسه طالبناهم أخويا ً بضرورة الجلوس فيما بينهم للتباحث بعيدا عن خلافات مرجعيتيهما(الحركة والمجلس)  وعن اية تأثيرات أخرى عللهم يتفقواعلى نقاط  ولتكن في حدودها الدنيا يتم إعتمادها على أمل توسيع أفق العمل,لكن يؤسفنا ان نرى اليوم ماهو دون المستوى المطلوب بكثير .
  بين  الفينة والفينه, تصدر تصريحات (سياسيه)يتبادلها طرفا الحركه والمجلس , يا ليتهم  لم يُصرحوا بها لما تحويه من إنفعالات و متناقضات تثيرحفيظة القارئ ليعود بذاكرته وقلمه الى نبش ٍ لا فائده ترتجى منه.
  ان تحفظات العديد من مثقفينا وساستنا على المجلس الشعبي لم يكن سببها حداثة تشكيله كما لم تكن من اجل الدفاع عن اي تشكيل سياسي آخر والتخوف من منافسيه  ,إنما العلة بدأت في طريقة تأسيس المجلس التي لم تتأكد شعبيتها وهو الموصوف بالشعبي , وهكذا فكرة استحداثه التي لم يتأكد إنبثاقها من بنات افكارمثقفي شعبنا وتطلعاتهم علاوة على التستر على الجهه المموله له , تبقى العهدة على المنطق و ذمة العقل المحايد الذي لو قال رأيه في أسباب تاسيس المجلس يقينا سيعزيها الى تنامي شعبية الحركه الديمقراطيه الأشوريه وبروزها المتزايد مما أثار قلق  أطرافا معينه  نختصرها إبتداء بــــ :
 _ الأطراف التي كان وما زال همها الأوحد هو الإمساك بقطعة من الكعكه  وعدم تفويت الفرصة مما جعلهم يتنقلون بأفكارهم واقلامهم وصلواتهم من محطة الى أخرى بحثا عمن يلبي لهم حاجتهم ( الإمساك بقطعه من الكعكه) .
_ قسم من رموز ديننا المذهبيين الذين لا يعنيهم  قط أمر وحدة شعبنا القوميه والسياسيه  بقدر حرصهم على إحكام قبضتهم الروحيه على منتسبي  كنيستهم وعدم التفريط بسلطتها,  بذلوا  ما بوسعهم من اجل  ضعضعة مصادر تخوفاتهم  , فراحوا تارة يحتضنون الراكضين وراء الكعكه وتارة أخرى  يلقون أنفسهم وبيضاتهم في أحضان وسلات الغير, فكانت النتيجه واحده وهي خيبتنا على طول الخط .
_   الجانب السياسي القومي الكردي المعروف بعلاقاته السياسيه (النضاليه)  مع تنظيم الحركه الديمقراطيه الأشوريه منذ ثمانينات القرن الماضي و هكذا سجل مواقف شعبنا المساندة  لثورته المسلحه ضمن فصائل الأنصار الشيوعيين  او عن طريق مساهمات ابناء شعبنا ضمن تنظيمات الاحزاب الكرديه , ناهيك عن مشتركات المعاناة ورابط الجيره والتجاره والتداخل الإجتماعي, مواقف كهذه لابد ان يتوقف المرء عندها ليتدارس إستحقاقاتها وما تحقق منها على الأرض .
 إن  إحترامنا لتطلعات جيراننا الأكراد الذين نعتز بتاريخ علاقاتنا معهم ,دفع بشعبنا الى تقديم ما لم يقدمه الغير من دعم ومسانده وتضحيات,مواقف كهذه لن  يفيها  إستذكارها للتغني بها وترك الأهم , بل يجب ان تتعدى ذلك باتجاه تعزيزها بإعطاء كل ذي حق حقه , فالحاجه والمصلحه المشتركه تستدعي بث روح الأخاء وتبادل الطمأنينه من خلال تطويرهذه العلاقه وليس إنهاكها سياسيا ونفسيا ونحن نتطلع الى بناء ديمقراطي لحياتنا, أيصح لنا إعتبار ان ما شهده العراق من تبدل  في مناخاته السياسيه  يبيح تعنيف ميكانزم العمل الحزبي و تكتيكاته ليصبح التهميش والإقصاء نصيب اصحاب المواقف المشرفه  فتلك حاله غير مطمئنه  وغير مشجعه.
  بعد خروج  الفصائل السياسيه والعسكريه من خنادق معارضة النظام السابق, إنتقلت الاحزاب المتنفذه  ( الدعوة والمجلس و حدك / أوك  والوفاق )الى مواقع  صنع القرار في عموم البلاد ,أملى هذا التغييرليس على حزب دون آخر, صيغا واساليبا نضاليه جديده  زادت من حدة التنافس والتسابق على إستحواذ ادوات السلطه لدرجه أبتعدت اطرافا عن شعاراتها فاصبح  الممنوعُ مسموحٌ  ومستباحْ  مما زاد من حمية الصراع و أنسى المتصارعين  حقيقة وجود الآخر الذي ناضل و يتمنى ويحلم  بوطن ديمقراطي يضمن حقوقه  كبقية  الشعب غير ان  إفتقاره لمقومات التصارع والتنافس   إنحسر جهده في الخطاب والمطالبه , نقول ذلك و التجارب تثبت لنا بان في فلسفة الأحزاب القوميه والدينيه  من الشطحات بما يتعارض ومفهوم الديمقراطيه والقيم  و بما يخدش تطلعات الفصائل الصغيره  التي ناضلت هي الاخرى من أجل رفعتها , وكون هذه الشطحات تتكرر فالأمر يستدعي خلق حاله من التوازن والتوفيق بين الشعارات والممارسات .
 لو كان السياسي يمارس نشاطه او يفسر المواقف إنطلاقا من فهمه الذاتي لمقولة "  السياسه هي فن المكن", فالاكاديمي يدرك  تفاصيل معانيها جيدا , وهو يفقه اكثر من غيره  بان السياسي الذكي والمؤمن لايجوز له أن يستسلم للمواقف المتغيره او يستخدم شطحات الأخرين  كتبرير لإنزواءاته وإخفاقاته.
 عندما يتشكى ناشطنا السياسي من إقدام جهه قوميه  (عربيه او كرديه ) أودينيه ( سنيه او شيعيه  سياسيه) على إغراء عناصر لتشكيل حزب  سياسي اشوري او كلداني او مسيحي كواجهه مساندة لمشاريع  الآخرين القوميه او الدينيه , ألا يدرك ناشطنا بأن هكذا ممارسه تدخل  في خانة تحليله لنظرية " السياسه هي فن الممكن"؟  أو َ ليس إذن من واجبه البحث عن السبل والوسائل السياسيه التي تعوض عن خسارته ؟
إن إحدى آفاتنا المزمنه هي تعويل بعض ساستنا ورجال ديننا على الإستجداء أثناء أداء واجباتهم ,لقد أكل الدهر وشرب على هذه الفلسفه الهزيله ,فالرمزاو الناشط  الذي يجهل إجادة ممارسة اللعبه و يتكئ متفيئا ً بظلال الأقوياء هو أعجز من ان يبرر هفوته وأضعف من ان يفند إنتقاد الأخرين له  , لان شعبنا بات قادرا ان يميز ما بين سلوك وطباع الكسول المنتفع وبين ذكاء الناشط المؤمن .
لو رام احدنا دراسة ظاهرة إختلال توازن عمل سياسيينا وخاصة ممثلينا في برلمان بغداد واربيل,  شئنا أم أبينا فإنه سيربطها بتأثير ظاهرة تأسيس المجلس الشعبي الذي يمتلك مقاعد  , ليس لكونها لغزا سياسيا عصيا يحاول بعض الإخوه تلميعها في بياناتهم وتصريحاتهم  , انها  ظاهرة سياسيه  كبقية الظواهر بإمكان اي جهة متنفذه ان تلجأ اليها لتستخدمها  درعا لها  وقد سبق و مارستها العديد من الحركات والأحزاب القوميه .
  مرة أخرى نذكـّرالساده الموقرين ممثلي شعبنا الخمسه في البرلمان وفي التذكير حسنه , ان الذي يؤمن بان السياسة هي فن الممكن سواء في اجواء ديمقراطيه او بغيابها , عليه أن يتحسب جيدا لألاعيب السياسي التي تعددت أوجهها , سواء كان قوميا او ليبراليا او دينيا , يستعين بها لإضعاف منافسيه على الأرض , والذي يرى بانه مخترق سياسيا  بسبب افتقاره  للاليه  التي تحمي جدران بيته ,عليه ان يتجاوز حالة التشكي والإستجداء ويذهب الى  بدائل  تعوض له ما خسره او سيخسره جراء هذا الاختراق.
الآن ونحن نتكلم  وهدفنا حصريا هو مصلحة الشعب من خلال تحفيز وتقويم سبل العمل  بعيدا عن تناول الأشخاص ,  لوجرب أحدنا و دخل  بناية البرلمان  في بغداد  او في اربيل  وراقب ظاهرة رفع الأيادي اثناء التصويت ,سيصاب بالهلع حينما يجد  بأن اصوات ممثلينا حتى في شؤون العراق العامه غير متفقه , فكيف وأين ستصبح الايادي لو كان الامر يمس حقوقنا وتمثيلنا في الهيئات التي لها تماس مباشر  بمصالح الكتل الكبيره؟هذه نقطه مهمه  أتمنى على برلمانيينا ان يناقشوها بنزاهه  وصدق.
  كيف سيكون لون الخيبة ونوع الألم  حينما نرى احد ممثلينا يضم صوته الى اصوات الرافضين تمثيلنا في مفوضية الانتخابات, أليس الأجدربه ان يمتنع عن التصويت  لو كان يعتبر تضامنه مع عضو قائمة الرافدين تجاوزا على الديمقراطية او على حقوق بقية العراقيين  ,  أوَهل سأل هذا البرلماني الكلدواشوري نفسه عن سبب تضامن قائمة التغيير الكرديه مع مقترح ترشيح ممثل لنا في المفوضيه؟  نعم يا إخوان إنها لعبة  السياسه , فيها ينال الذكي المؤمن ما يستحقه عندما يتعامل  بما يمتلك من حنكه ودرايه  وفيها تنكشف المهازل المضحكه المبكيه  .
 أحد أسباب كتابتي هذا المقال المطوّل الذي اعتذر عن إطالته هو كلام أحد كتابنا المحترمين الذي  ذكـّرني بحلقات (شماعه اسمها يوناذم كنه) الثلاث التي  تناولت فيها احتمالات بطلان حكم الكاتب ونقده  وشددت ُ فيها  على ظاهرة  اعتماد جزيئه من الحقيقه  وإهمال  البقيه المحيطه افقيا وعاموديا. 
  الاخ (اليساري) المحترم دون الحاجة الى ذكر إسمه , كتب معاتبا وناقدا طريقة رد النائب البرلماني عماد يوخنا على منتقديه , له كل الحق في ذلك عندما يأتي نقده منسجما مع تبريراته , ولكن لو راجع الأخ الكاتب ما كتبه , يقينا سيكتشف كم هي حيرة القارئ امام متناقضات كلامه , فهو من جهة يدافع عن تضامن ممثلي قائمة المجلس الشعبي مع الكتلة الكرديه في رفض ترشيح ممثل من ابناء شعبنا في هيئة المفوضيه للإنتخابات , وهو حرفي ذلك ولا حول لنا ولا قوة عليه , لكن ان يبرر دفاعه باتهام  قائمة الرافدين لانها تضامنت مع كتلة دولة القانون وخرجت من القاعه أحتجاجا على عدم ترشيح ممثل عنا! من يتضامن مع من يا اخي؟ الم يكن التصويت يخص تمثيلنا في مفضوية الانتخابات؟ هل تريدمن ممثلنا ان يعترض  ويقاطع من يساند مطالبتنا بحق تمثيلنا ؟
 هل هكذا يكون تبرير الأخطاء والهفوات ؟ أن كاتبنا الموقرفي كلامه يسعى  دون علم منه الى ترويض واضح لقبول التبعيه والذل بتبرير لا سند منطقي يسنده ؟ يا أخي لقد سئمنا وشبعنا من هذا الإستخفاف بالعقول  ومن تسويق مقارنات ركيكه يستهجنها العقل الاكاديمي ويستهزئ بها اصغر عقل سياسي .
 في الوضع الذي فيه برلمانيينا لن يحسدنا عليه أحدا و لايمكن لهم ان يأتوا لنا بشئ ايجابي جديد , ما دام فيهم مناد ينادي : تعالوا نتصارع فيما بيننا لنبقى ادوات طائعه وجاهزه لما يوده الأخرون ,,,,, لهذا السبب نقول بان ثلاثه زائدا اثنان يساوي ناقص خمسه, اي اسمنا بالحصاد لكن مناجلنا مكسوره ومثلومــــــه ...........................
 عودوا ايها الاخوه بمناجلكم  المكسوره الى ورشة عمل شعبكم, تحاوروا  وتناقشوا في الامر من منطلق ومنطق الاستقلاليه كي  تصلحوا مناجلكم  , فالشعب  بالتالي له كلمته الفصل في الانتخابات المقبله .

الوطن والشعب من وراء القصد



270
مداخله محايده  حول حوار الاستاذين ليون برخو وغسان شذايا

شوكت توسا
((بين ناشطينا السياسيين وأكاديميينا فجوة مطلوب ملؤها )).
جذب إهتمامي حوار الكاتبين الموقرين  ليون برخو وغسان شذايا  تبادلا من خلاله  أرائهما حول ما يقدمه الناشط السياسي  مقارنة  ًبدور المفكر الأكاديمي ,وقد دخل معهما على الخط الاستاذ يوحنا بيداويذ  ,واضح  أن دخوله كان بدافع حرصه وحرقة قلبه على شعبنا وخشيته من ان تتدحرج الاقلام حول مشغلة التسميات وملحقاتها, لذا طلب منهما توجيه جهدهما واقلامهما الى حيث تتحقق الفائده حسب رأيه , مهما يكن النية كانت حسنه في كل الأحوال.
  من ناحيتي , أرى ان واقعنا السياسي القائم يدعونا الى تخطي فكرة المفاضله بين الناشط السياسي والاكاديمي والذهاب الى الجانب الأهم في علاقة الإثنين و كيف يجب ان تكون  كي تتحق الفائده المرجوه .
 بعيدا عن نظريات فلاسفة السياسه والمجتمع , تجربتنا  تكفينا كي نشير الى سلبية ظاهرة قصور دور العقل الأكاديمي وغيابه عن رسم وترتيب فعاليات شعبنا السياسيه (ناشطينا السياسيين) والذي ان وجد فهوبالشحه الملفته للنظر, بصمات هذه الظاهره تبدو واضحه في التخبط  الذي يعتري خطابات غالبية مؤسساتنا السياسيه وهكذا الكنسيه , وأحد الاسباب الرئيسيه التي يعزى اليها هذا التخبط  هو أنحسار دور مثقفنا الاكاديمي و إبتعاده عن أداء دوره المطلوب بسبب تشتته ما بين  توظيف إمكاناته لتحقيق مكسب شخصي او تحاشيه تبعات خوض هذه الأجواء .
   ان حصر حلول مشاكل شعبنا  في الجهد السياسي  كلام تنقصه المنطقيه , شعبنا بحاجه ماسه الى توسيع فرصة الأكاديمي  كي تتخطى دائرة إختزالها  في مجال السرد البحثي الآثاري  لتثبيت حقائق وتفنيد ما يناقضها تاريخيا  , نعم فقد اصاب الاستاذ برخو حينما أشار الى خطورة إنفراد الناشط السياسي بهذه الحقائق  وانتقاء ما يدعم مشروعه وأفكاره , وهي معلومه  تفيدنا أكاديميا عندما يكون جوهر مشكلتنا هو معرفة  من نحن وما هي أصولنا وهذا بالتأكيد يقع في خانة مهمات ذوي الإختصاص في التنقيب والبحث تحت الأرض عن تاريخ وهوية الذين يعيشون فوق الأرض,و قد يختلف عليها المختصون او يستغل جانبا منها الناشطون بالسياسه, لكننا عندما نتكلم عن دور الاكاديمي الأكثر اهمية ,فنحن نقصد  مساهمته الفكريه بمهنيه مجرده  في ترشيد  وتقنين دور الناشط السياسي من اجل الحفاظ على  إنساننا  ووجوده المهدد بغض النظر عن نقاء هويته العرقيه من عدمها .
في رد الاستاذ غسان شذايا  وتعليقه , ذهب الى ما هو تحفيز للعقل الاكاديمي اكثر من تقليل شانه رغم انه في دفاعه عن دور الناشط السياسي  وتضحياته إستعان بقوله أننا قلما نشهد تجسيدا للتضحيه بمعناها الحقيقي ( النضالي)  في تفاصيل عمل ومهمة الأكاديمي,وهو ايضا  محق الى حد كبير عندما يكون الحديث عن الممارسه الفعليه على الارض والتي  نعرفها بمصطلح النضال, بالمعارضه والتحريض  والدعايه او بالاسلوب المسلح  الذي لم يعد خيارا سهلا امام السياسيين  مثلما يرفضه الاكاديميون ايضا .
 كي لا أطيل عليكم الكلام ,  من خلال رأيَي الاستاذين المحترمين , ونحن بصدد وضع وحال شعبنا (الكلدواشوري السرياني ) المقلق ومستقبله المجهول ,أود ان أوجه سؤالا عساه يلقى ما يستحقه من إجابه , لا أنشد منه  تحديد او تأكيد  أفضليه الناشط على الاكاديمي او العكس , انما اتساءل عن كيفية  توسيع  مساحة مهمة المفكر الاكاديمي لتتقرب اكثر الى معالجات حالات الجذب والنفور  بين مكونات شعبنا وسياسييه من جهه, وبين الاثنين ومرجعياتهما الدينيه, ثم  يتبع ذلك الحديث عن  إمكانية  الاكاديمي والناشط السياسي إستخلاص الخطاب العام الذي يعكس واقعنا و يحدد بصراحه مانريده  او ما نستطيع ان نطالب به ,لاننا عندما نتحدث سواء كمناصرين  لمهمة الاكاديمي فيما ينقله لنا من دراسات وخلاصات او كمؤازرين لمناضلينا  وناشطينا السياسيين,يجب علينا ان نكون على علم ويقين  وأن نقر بان غياب  دورأحدهما  قد يجرد الفكره والفعاليه من احد مقومات إنجاحها وهذا بات واضحا و جليا في خطاباتنا السياسيه المتذبذبه  وتضاربها  داخليا ثم التلكؤ في تحقيق  خطوه للأمام .
 الجدوى والفائده لا تتحقق في مفاضلة الناشط السياسي على الطرف المكمل له او العكس , واقع شعبنا هو الذي يحكي ويطالب بضرورة تفاعل وتلاقح جهد الناشط  والاكاديمي  مجتمعان وليس متضاربان, ان الأكاديمي  بعلميته ومهنيته مطالبٌ بالتشديد على فكرة صناعة الأرضيه المشتركه التي تجمع الناشط السياسي  والمفكر الاكاديمي على طاولة مشروع سياسي ونضالي  يرافقه ويسانده جهد فكري ثقافي  موازي له ؟ فالأكاديمي بحكم أنسنة معرفته وعلمية إدراكه للأمور له القدرة على التأثير إن لم يكن بشكل مباشر على فعاليات الناشط السياسي, فمن خلال محاكاته و إحتكاكه المباشر مع الجماهير التي تشكل القاعده التي لايمكن للناشط السياسي التحرك من دونها وهي اي القاعده بالتالي ستشكل الوسط و الظهير المساند  للأكاديمي في الضغط  على الناشط السياسي , اذن القاعده ستصبح بمثابة القاسم المشترك  لكليهما (الناشط والاكاديمي)ومحط تنافسهما وهذا هو بعينه المطلوب تحقيقه.
نحن كاي مجتمع شرقي , ورثنا من نضالات طبقات وشرائح مجتمعاتنا , وشعبنا الكلدواشوري السرياني أحدها الأكثر غبنا و إضطهادا وذبحا , ورثنا حقيقة ما زلنا نتكئ عليها في محننا وازماتنا الا وهي الكاريزميه ودورها المميزفي التحشيد  وشحذ الهمم  للقيام باي نشاط    لصد  اي إعتداء يطالنا, ولو غابت هذه الكاريزمه  تعاظمت مشكلتنا , حيث قلما تخبرنا الأحداث عن وجود تنسيق عملي لمواقف تتفق عليها مسبقا مراكز الثقل الاجتماعيه من وجهاء ومفكرين ورجال دين  كي يتشكل  منها مجلسا دائميا يضم المتعلمين والمتمرسين من ذوي الخبره  تكون مهمته دراسة  الاوضاع ومعالجة  اي طارئ يمكن ان يتفاجأ به المجتمع, بهذا الغياب اصبحت  المبادره متروكه لغيرة وشجاعه أشخاص معينين( كاريزمات) ولردات فعلهم التي غالبا ما  تلقى الرفض وعدم المباركه من قبل الوجهاء ورجالات الكنيسه .
في عالم  اليوم ونحن نتكلم عن حياة تغيرت اساليب وأدوات صراعاتها  بسبب التكنولوجيا والفكر والإقتصاد و إختلفت فيها متطلبات العيش والبقاء , لم تعد فكرة الناشط (الكاريزمي) كافيه لتحريك وإنجاح أي فعاليه لوحدها ما لم يكن هناك ما يوازيها من دور للعقل المدبر (الأكاديمي) الذي تقع عليه مهمة التثقيف والحث على أهمية  تنظيم العمل الجماعي في تحمل المسؤوليه وكيفية إقامة العلاقات والأحلاف بعد تحديد هوية الخصم والمنافس .

  أرجو أن أكون قد ساهمت بشئ في فكرتي المتواضعه .
الوطن والشعب من وراء القصد

271
  مَكــــروهه  وجابـَتْ  بـْنــَـيّه , ولكــــــــــن ........

شوكت توسا
 مكروهه وجابت بنيه  ,مثل عراقي أكثر من يستخدمه هم  ابناء الجنوب, يُضربْ   في وصف حال ٍ مشابه لحال ِ الفتاة التي في زيجتها تصبح مكروهه في عين حماتها على إعتبار انها خطفت منها ابنها ,ولو  شاء حظ  الفتاة العاثر و أنجبت  بنتا, كان الله في عون هذه المكروهه على الغضب الذي سيحل عليها من حمويها وزوجها والعشيرة بأكملها .
أما لماذا الاستعانه بالمثل  لعنوان مقالنا, فمغزاه يطابق بشكل او بآخر ما حال شعبنا الكلدواشوريالسرياني اليوم ممثلا بنخبه السياسيه القوميه  والدينيه , هذا الشعب  المعروف عنه عشقه لأرضه التاريخيه لانه إبنها واخيها وزوجها وامها ,إلا ان حزمة العراق السياسيه(  بشقيها الديني والقومي) ما زالت تنظر اليه بنفس العين التي تنظر فيها الحَماة (ام الزوج) الى كنتها المكروهه, فكيف بهذا الشعب  لو جاء في الدستور ذِكرٌ له او في البرلمان صوت ٌيطالب بحقوقه ويدافع عنه( جبنا نقش على اساس ) , بلا شك لن يكون حاله أفضل من حال المكروهه التي جابت بنيه  .
 لـَمْ  أقرأ ولم أسمع  مدى عقد  وفكـّرَ  سياسي كلدواشوري بترشيح  نفسه لمنصب سيادي في مواقع قيادة الدولة , علما ان ذلك حق مشروع  ومضمون ومعترف به دستوريا  يكرره  دائما الديمقراطيون الذين وضعوه , كل ما يطالب به هذا الكلدواشوري السرياني المسيحي  لم يتعدى قبول مشاركتهم في إعادة بناء عراقهم الجديد الذي كان لأبائهم وأجدادهم الفضل في بناء أصرحه الحضاريه  .
بعملية جرد وإحصاء بسيطه لسقف مطالبات ممثلينا سنجد بانها في احسن حالاتها هي دون الاستحقاق ولا ترتقي الى ربع ما يسمح به الدستور كإستحقاق , بينما لو خضنا قليلا في  ردود أفعال كتل البرلمان والرئاسات الاخرى  (حماتها, حماها,زوجها , عشيرتها) على مطالب المكروهه رغم قلتها وإعتدالها ,سنجد ان وصف أحدهم لنا باننا جاليه  مسيحيه  كان تعبيرا لا يختلف عن كره الحماة لكنتها التي انجبت بنتا , أما قول أحدهم بأن الكلدواشوريون ليس لهم متر مربع أرض ملك في العراق لانهم حللوا عليه ضيوفا لا يحق لهم أكثر مما يحق للمكروهه التي أنجبت بنتا , ولوإسترسلنا اكثر ستلاقينا عجائب و طفرات ديمقراطيه تشيب العقل قبل الراس, كان آخرها وليس أخيرها ما شهدته جلسة البرلمان في التصويت على اسماء  الهيئة المستقله لمفوضية الانتخابات , الطفره هذه ليست الاخيره  نعم , لان الايام القادمه حبلى بالمزيد تنبؤنا بان القادمات لن تكون أفضل من سابقاتها, إذن متى ستكف المكروهه عن انجاب البنات؟ .
   لنراقب حال هذه الچنـّه المكروهه و قوانات حَماتها  وحَماها والعشيرة برمتها , ونحن للتو أشرنا  في كلامنا اعلاه  كيف كانت بدايات الطفرات الديمقراطيه وسرعان ما وصلت بنا الى مشروع  بناء جامع وحسينيه شيعيه في برطله ثم انتقلت الى مسلسل الابراج الاربعه في عينكاوه  ,  ثم تبعتها محاولات توزيع اراضي في القوش لغير ابنائها ,وقد سبق ذلك  حرق محلات  وبارات  في زاخو  وما من معوض لخساراتهم, والآن  تحت قبة برلماننا العراقي  تم شرعنة حرمان تمثيلنا في مفوضية الانتخابات , اما  قضية استملاك 88%  من اراضي  ابناء شعبنا في قرية كوري كافانا  في دهوك  فنحن بانتظار تبريراتها  والحبل على الجرار.
يا ترى  لو أريدَ للماده 140 ان ترى طريقها الى التطبيق, هل سيبادر أحدهم ويحل  لنا واحدة من هذه الخروقات والمئات التي سبقتها  ؟ طبعا  الجواب كلا لان الذي نصفه بالخروقات يحسبه الأخرون في العرف العراقي الجديد طفرات ديمقراطيه  مع قليل من الحشمه و الخدر.
بعد كل هذا البؤس المقرف في حالنا الذي فاق عذابات المكروهه اللي جابت بنيه, لم تعد تفيدنا سوى ماده قانونيه يحدد رقمها تظاهرات شعبيه  سلميه خارج العراق وداخله وحيثما أمكن( وهي دعوة لكافة الجمعيات والنوادي والمنظمات السياسيه والخيريه والكنائس لتنظيم تظاهرات وإعتصامات لفضح التجاوزات دوليا) ,  إن شعبنا بحاجه الى ماده يثبــّت بنودها موقف سياسي جرئ لتجمع احزابنا وتنظيماتنا يفضح و يستنكر ويقاطع  كل جهه تمارس او تروج لمثل هذه الممارسات  .
  لبرلمانيينا المحترمين  قبل غيرهم نقول:  إن على عاتقكم يقع الكثير من المسؤوليه , لقد تعددت الملفات وكثرت الجعجعات وما من طحين يغني  ,نحن كابناء لشعبكم  إنتخبناكم بوعي وايمان كي تمثلونا و ما زلنا عند كلمتنا يوم أنتخبناكم , ما كان علينا أديناه بالوجه المرضي وسنستمر بنداءاتنا وانتقاداتنا  بالاسلوب الحضاري دون تشنج , ولكن حذار يا إخوان  ان تتصوروا بان دفاعنا عنكم  يعني سكوتنا  لو أحسسنا  بقصور في أدائكم  وردة فعلكم  التي يفترض تنشيطها اكثرقبل ان يسبق السيف العذل .
 الذي يجري يا ساستنا ويا برلمانيينا المحترمين هو إختبار لكم ولايمانكم بقضية شعبكم  ولقدراتكم على التعامل مع الواقع  بجديه ودرايه ,  نحن من جانبنا ننفعل احيانا بسبب ما  نقرا ونسمع ونشاهد ما يحصل , لكن من خلال رصدنا لخطاباتكم و استعداداتكم  نرى اننا ملزمون بمطالبكتم بتبني المواقف الصلبه  التي تشرف شعبنا  و تشجعنا نحن الذين أنتخبناكم , لا نود تكرار ما قلناه في السابق كي لايحسب كتهديد , فقد  أوضحنا في حينها بان عضوية البرلمان ليست رحله او سفره ترفيهيه, بل ستزداد تعقيداتها بمرور السنين ,نعم نحن مجرد مواطنين عاديين ومغتربين  يهمنا وضع شعبنا ومستقبله لهذا نخاطبكم يا برلمانيينا  في بغداد واربيل وسياسيينا المنضوين تحت تجمع الاحزاب والتنظيمات القوميه , انطلاقا مما يترتب على مهماتكم  من استحقاقات اخلاقيه وسياسيه  يدركها جيدا اولئك الذين انتخبوكم , يا إخوان ان ما يجري  من تجاوزات  بلا شك يستدعي رفع الشكاوى الى حيث يستوجب وهذا اضعف الايمان , ولكن الا ترون ان تكرارها دون اي اجراء قضائي فيه ما يبرر اتخاذ موقف من طرف واحد , ان كنتم  يا سادتي ترون ان في طلاق هذه المكروهه  امرا  مخالفا للأخلاق  والشرع  فعليكم بسحبها  الى بيت ابيها  لاجل معين ,,,,, وهذا ايضا اضعف الايمان لكنه مطلوب.....

الوطن والشعب من وراء القصد





272
شمـــّاعه إسمها  يوناذم كنـــــّه
الحلقه الاخيره
شوكت توسا

"اننا بمجرد ان ندرك حدود إمكانياتنا تكون الخطوه التاليه هي السعي لتخطي هذه الحدود , فلا يستطيع تحقيق المستحيل  إلا أولئك الذين  يؤمنون بما يراه الاخرون غير معقول".هذا ما قاله العالم والفيلسوف انشتاين  معلقا على مقولته " عليك أن تتعلم قواعد اللعبة أولا, ثم عليك ان تتعلم كيف تلعب أفضل من الآخرين" .  
   كلام مثل هذا يزعج المتقاعس فكريا مثلما يخيب مثقف المكاسب والإنتهازي الذي  لو حضر مسرات ابناء جلدته وأحزانهم  يقلب فرحهم الى لطميه ومأتمهم الى أكذوبه , بينما تتشقق اوتار حنجرته تملقا ونفاقا في حضرة الأباطره ويصبح الوقوف بوجه ظلم الحاكم هو خروج على الفضيلة والدين .
  لكن الأمر يختلف في نظر الصادق مع نفسه وأهله حتى وان بلغت قساوة الايام ذروتها ,فهو يدرك جيدا بان الامانة  لا تجيز له التحايل على اهله والرقص على جراحاتهم  ,فإن فعلها وأجازها لنفسه ستنطبق عليه مقولة "فاقد الشئ لا يعطيه"  كما هي منطبقه على الذي يختزل مهمته وإدعاءاته إما بتعليق كل شاردة ووارده أي كان مصدرها على شماعة يتعمد تسقيطها او يشاغل الناس بسفسطات التسميه والواوات, ولا نعلم متى سيجرب احدهم  ويتجرأ النزول للساحه والعمل  ليرىبأم عينه هل حقا ان مفاضلة تسميه قوميه على اخرى هو ما يشغل ابناء شعبنا أم ان في الواوات لغز  حلحلة ازمتنا ؟ متى سيعي الإخوه  باننا بصدد شعب مهدد بالزوال بسبب صنوف الظلم  والتهجير والتهميش تحت كل مسمياته , بقايا شعبنا اليوم بحاجه الى وقفه مشرفه  تسعفهم في محنتهم لا ان تصدع رؤوسهم بتفاهات الأمور لنجردهم  حتى من مقومات الدفاع عن النفس .
  انا متأكد لو سُئل أحد تلامذة  انشتاين عن ظاهرة البحث عن الشماعه الجاهزه,لقال أنها سلاح    من لا فكر له  ولا رابط  يربطه بقضية شعبه وآهات أهله بقدر ما يهمه البحث عن فريسة سهله يستلذ بها  .
  عين الجواب سنلقاه في فلسفة المفكر فولتير الذي  بعقله وارادته  إبتكر نمطا فكريا  ونهجا صادقا  أفاد به شعبه في بناء مستقبله الباهر, تم سجنه ونفيه ومصادرة  أعماله من قبل السلطات الكنسيه لكن إيمانه بحق شعبه في العيش الحر لم يتزعزع طيلة حياته التي قضاها متحديا بأفكاره وقلمه بلاطات السلاطين والبطاركه فارضا عليهم إحترامهم له .
هنا يجدر بنا  أن نعرج  قليلا على مواقف قسم من قادتنا الروحانيين  وليس كلهم , يوم سال لعابهم ودفعتهم شهوتهم الغير المعلنه  الى التسابق باتجاه أبواب بيت المال السياسي  فأصابت منهم عدوى التدخل بالسياسه , و كان ما كان جراء ركضتهم لتجربة حظهم , حيث  إنفضح أمرهم وأمر المروجين لهم في أول كلمه نطقوها  تاركين لنا مزيدا من الخيبه والأذيه بعد ان إنكشفت حقيقة نزعتهم المذهبيه التي استحرمت عليهم  تنسيق أمورهم مع أقرانهم في كنائس  المذاهب الاخرى أومع ممثلينا السياسيين .
  كل ما قلناه يبقى نصف الحقيقة ما لم نكمل نصفها الآخر بإقرارنا ان نقد الساسه وسياستهم  هو حق وواجب لكن بإنصاف وتجرد , نعم نحن نحترم مشاعر ابناء شعبنا الذين بالكاد إستطاعوا ان يفرزوا من بين هؤلاء الساسه ممثلين لنا في البرلمان, ولكن على الناكر علينا هذا التمثيل  ان يفهم بانه في نكرانه انما يستهزئ باهله ويقلل من شأنهم في عيون الاخرين, لذا الافضل له يسكت إن كان لا يتذكر رموزنا الا كشماعات مستباحه او مضخات لنفذ سمومه .
 عندما نطالب بقليل من الرفق بأهلنا  هذا لايعني الدعوه الى التهاون مع من إنتخبناهم لو تأكد تقصيرهم  , بل ما ننشده هو مراعاة  الحقيقه  والتأمل قليلا بحال الذي يمارس نشاطه وعمله في عراق الفوضى سواء كان سياسيا او دينيا او انسانا عاديا فهو أشبه  بمن يحلم بفردوس من وراء قضبان  جحيم  فتحت عليه ابواب النيران من كل الجهات , هل يعقل ان تأتيه الطعنات والاتهامات من الجالسين في فردوسات نعيم الغرب ؟
 ان الشماعه التي أسميناها مجازا بيوناذم كنه , اصبحت من السخف المبالغ به بحيث لم يعد بمقدورنا حتى نقد ما يستوجب نقده ,وكأن الرجل بحركته وقائمته رفض طلبات تطوع المئات منا  لتشكيل قوه عسكريه او سياسيه في الداخل لحماية  أهلنا والدفاع عنهم , ولا ندري  ان كان يمتلك كاكي نفطي او نقطة كمارك  ويبخل علينا ببناء مشفى  في عينكاوه او مدرسه في تللسقف.
 أعود وأؤكد على ما أوردته في مقدمة الحلقه الأولى ,و من يود ان يتهمني بالتهاون مع ممثلينا و بتعليق الإخفاقات فقط على شماعة الاجنبي والقوى الدينيه والقوميه, اقول كلا ودليلي  لمن يريد التاكد يجده في كتاباتي  السابقه ان لم يكفيه ما سيرد في خاتمة هذه المقاله , اما ما ذكرته في هذه الحلقات الثلاث فهو ليس اكثر من تحفيز لأقلامنا كي توازن الامور اكثر عندما تتكلم عن وضعنا السياسي المخيب وما ابتلينا به ابتداء بايران وميليشياتها  ثم السعوديه ومفخخاتها  مرورا بقطر وتركيا  ووصولا الى امريكا واسرائيل, وكلنا يدرك بان الشجب والإستنكار لم يعد يفد  ما دامت  آذان مصممي دستورنا  ومقرري مجلس امتنا وحكومتنا هم  أحفاد  الدفتردار أبو گنـــو !! أنما قليلا من الانصاف بأهلنا وهو اضعف الايمان.
نختتم حلقاتنا بدعوه أخويه ومسؤوله  لممثلينا وتجمعات أحزابنا  , ندعوهم  الى تدارس حالة شعبنا ومستقبله بمسؤوليه وروح مجرده عن اي منفعه او مصلحه ضيقه , شعبنا وحيد في الساحه ليس من قوة تسانده  ولا من دستوريحميه أو  برلمان يسمعه, أما كراسينا وإن زاد عددها  فبهذا الوضع المزري لن تصد المظالم  والتهميشات و لن تستعاد للثكلى إبتسامتها ,والاسباب كثيره تطرقنا الى قسم منها وحرصنا على عدم حصرها في سياسيينا وممثلينا , لذا  ومن وجهة نظر شخصيه نرى ان امام السياسي الملتزم خيارات يفترض ان لا تحجبها المنافع الذاتيه ,ولا ندّعي ان الخروج من الماء والجنوح الى اليابسه هو أفضلها , لكن طرح هذا الخيار او على الاقل التلويح به اصبح  أمرا مطلوبا  ولا مناص منه  ,لنجربه مرة  ولن يكون صداه أتعس مما رأيناه طيلة العشر سنوات   .
الوطن والشعب من وراء القصد


273

شمــّاعه إسمــها يــوناذم كنـــّه

شوكت توسا

الحلقه الثانيـــه
نحن هنا بصدد مخاطبة الكاتب او الداعيه القومي بكل احترام , لا يهمنا سواء إتخذ الاشورية او الكلدانية عنوانا لدعوته بقدر ما تعنينا ظاهرة تهربه المتقصد من ذكرعناصر الخلل كما هي خوفا من ان تـُؤخذ عليه صراحته على انها مساس بجهه سياسيه متنفذه او أن يتم تفسيرها  بأنها اشادة  بطرف سياسي يتحسس من إسمه وعنوانه  لا يذكره الا كشماعه سهله , الطرف السياسي المقصود معلوم كونه الحركه الديمقراطيه الاشوريه وقائمتها البرلمانيه "الرافدين"  أما الحديث عن المجلس الشعبي والأطراف الأخرى فالامر مختلف تماما ليس بامكاني الخلط بيها لاسباب يعرفها  الكثيرون وقد سبق و تتطرقنا اليها في مناسبات عده.
 على كاتبنا وداعيتنا  القومي الموقر هذا ان يدرك ويعلن بكل جرأة ,بان قضيته التي للتو وعى  او وعينا عليها  وبدأنا نتكلم بها وندعو اليها  , كان لنشوء الحركه (زوعا) ونشاطها على الأرض بأخطائها وإصاباتها , الفضل الأساسي في إبراز قضيتنا قوميا ووطنيا , وإلا لـَما كان لنا اي فعل قومي سياسي حقيقي في صخب اروقة العراق الجديد ,إذن الكاتب الذي لا يعطي لهكذا حقيقه حقها ولا يبدي لصناعها اي احترام  دون تدليس وتشويه ,نحن كقراء لنا كلمتنا  وملاحظاتنا في غربلة و تقييم  نتاجه وكشف خلل مكياله في موازنة كفي المعادله سواء إختلفنا معه في أفكاره  وتطلعاته  او إتفقنا .
عوده الى موضوعنا .................
  بين أيدينا حقيقه واضحه  تراكمت براهين  صحتها  في ارشيف شعبنا, تثبت بان  مكوننا الكلدواشوري السرياني (المسيحيين) كان دائما يتقدم الخاسرين في كل طبخة يتم طهيها في  مطبخ اجنبي  لتقدم لنا وجبة مُسمــّمه على مائده عراقيه , والحال هذا سار ٍ الى يومنا هذا لم يتغير جوهره شيئا ونحن داخلون في العام العاشر ما بعد التغيير , السؤال المعتاد هو: هل من الإنصاف إختزال كل اسباب خساراتنا  وتعليقها على شماعة عجز ساستنا و تقاعس ممثلينا ثم نتهمهم بالمتسولين ؟ أم  علينا السعي الى  تبرئة ساحة سياسيينا الناشطين؟ شخصيا لا اجد  اي وجه مقارنه بين الاثنين عدا ان في كلاهما  قفز عشوائي على مقولة انشتاين الشهيره " الشخص الذي لايرتكب اي اخطاء لم يجرب اي شئ جديد" .
 أما لو تحدثنا عن الإقتصاص من المخطئ  او احقاق براءته , فبأحكام قوانين المهنه التي يمارسها يتم ذلك ,لا باعتماد نصف الحقيقة و أهمال نصفها الآخر كما يفعل بعض كتابنا الذين اصبح حالهم لا يفرق عن حال ذاك الواعظ الديني الذي يفتح  صفحة  الأيه : "لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ",يقرأ  شطرها الاول لا تقربوا الصلاة.... ثم يتوقف, فتصبح موعظته دعوة  زنديق وكافر  الى الكف عن الصلاة وليس  فرض الحشمة عليها .
   الفوضى(الخلاقه) التي خلفتها ماكنة  الأجنبي و تكالب مصالحه  في العراق حديث ذو شجون, فهي اي الفوضى  محصله طبيعيه بامكان كل ذي عقل قراءة خطوطها العريضه مسبقا وفعلا العديدون منا تنبأ عن معظم  تفاصيلها ربما كاتب هذه السطور نفسه طالته تهمة الترحم على نظام البعث لمجرد تحدثه عن بؤس ما ينتظرالشعب العراقي  و مجهولية مستقبل المكونات الاصيله الصغيره في حال تم إسقاط نظام الطاغيه بطريقة  خطف مقدرات البلاد من  قبضة ديكتاتور وعرضها مكشوفة على البساط  تحت رحمة مخالب التيارات الدينيه  والقوميه التي عانت ما عانته جراء النظام الديكتاتوري الشمولي .
  بحكم واقع الحركات الدينيه المسيسه والقوميه الشموليه , معلوم ان اجنداتها  لو إستحوذت على ادوات السلطه سوف لن يتوقف سقف مطالبها وطموحاتها عند حدود رد اعتبار ما لحقها من مظلوميه , بل تستغل  ما باستطاعتها  لما هو ابعد من ذلك , فيكون  أمر تهميش  بقية الأصوات الوطنيه  و إقصاء المكونات الاثنية  والدينيه الاخرى هو ديدنها المفترض , والدلائل على ما نقوله ماثلة امامنا لا تحتاج الى دراسات وبحوث ولا هي بمظاهر خافيه كي ندعي اننا بصدد كشف اسرارها هنا , فمحاصرة الشيوعيين والوطنيين وتغييبهم  ومعهم المكونات الصغيره  كانت  حصادنا المبكرمن التغيير الذي حصل  فورتسليم  البلاد لميليشيات افحمت في ممارساتها  إدعاءات  أحزابها .
 إذن أزمتنا نحن مكونات العراق الصغيره(الأصيله) اليوم باتت بحكم واقعها  جزءا أخلاقيا وإنسانيا  من مصائب الاحزاب الوطنيه وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراق, فقد سبق  مبكرا أن أدركت مجتمعة ً خطورة إنفلات الأوضاع و انقلاب الضحيه الى جلاد على حين غره  , لذا حرصت هذه المجاميع المهمشه اليوم على إبقاء خطابها السياسي تجسيدا لايمانها بان لا خلاص لها في العراق الا في نظام ديمقراطي  يتربع  قمة هرمه دستور وقانون وبرلمان  , لكن وا حسرتاه !!!  كم  ستكون نسبة حظوظنا في تحقيق هذه الامنيه في عراق أعمى بصيرة الامم (الديمقراطيه ) بنفطه وموقعه وحضاراته بينما الأحزاب والشخصيات الداعمه لبناء مثل هذا النظام  تبحث عن مأمن تحمي  به وجودها ؟
  أمام هذا المشهد ,و الشؤم والتشاؤم يحوم امام أبصارنا ومسامعنا حيثما ولت أدبارنا ,لسنا مجبرون بالتمنطق وتسويق الرأي, إنما المنطق هو الذي يعتذر لو كان في كلامه الصريح  تثقيلا على أحد او تخديشا او تجريحا , فهو اي المنطق يقول وبكل صراحه بأن لا أحدا من ماسكي  قبضة  البلاد  أثبت أهلية أجندته  وكفاءته لأداء مهمة وطنيه نبيله  او أقلها رد جمائل العراقيين  الذين إنتخبوه  , هذا ما يقوله المنطق ونحن معه ليس للطعن والتشهير  بكائن من كان ,  إنما  معطيات الاجندات وآليات تنفيذها هي السبيل الى هذه الخلاصه المنطقيه , نعم انه لامر في غاية الخيبه والأسى ان نرى القوى التي حسبناها بالامس ضحيه تذهب اليوم بعيدا عن وعودها  وتجد في جلد حلفاء الامس وشركائها في النضال تحقيقا لطموحاتها  ضاربة عرض الحائط  كل  قواعد العمل المتبعه في بناء الوطن والانسان  وبحسب المعايير المعروفه ديمقراطيا ودوليا .
   الآن حان موعد عودتنا الى قضية الإعتداء الاخير على النوادي والمنتديات الاجتماعيه والثقافيه في بغداد,والتي أثارت حمية اخوة لنا من كتابنا المزاجيين لم يجدوا الا في النائب يوناذم كنه  شماعة  لردود افعالهم وتحليلاتهم السياسيه !!!!
 مبدئيا كلنا متفق على ان هذا الإعتداء ليس الأول من نوعه, ولن يكون الأخيربفضل من لا فضيلة له , فقد عمّ عراقنا الجديد هجمات وإعتداءات غطت طول البلاد وعرضها  وحرقت الأخضر بسعر اليابس  ليس في بغداد وحدها , ففي البصرة  أضطر مسيحييها الآمنين الى الرحيل بسبب الفوضى التي  هددت مصالحهم وسلامتهم ,   وشبيه الحاله وقع في الكاظميه  الشيعيه والأعظميه السنيه  ثم مدينة الدوره التي أخليت من مسيحييها  و هكذا مدينة الموصل ثم تبعها ما شهدناه في  قضاء زاخو حيث  عم ّ شوارعها فرهود شمل فيما شمله مصادر رزق المسيحيين  بعد تحطيم المحلات وسرقة  ما فيها بحجة محاربة محلات التجميل والدعاره و المنكر ومتعاطيه, هل فعلا من الصعب على المثقف المتابع ان يستخلص  جملة  منطقيه مفيده  مما يحصل؟ .
بحسب الذي سمعناه وشاهدناه وقرأناه , لم يستبان دليلا يثبت بان ما وقع في بغداد مؤخرا كان غزوة ً او حمله شنت  ضد المسيحيين تحديدا كما حصل في جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة  , ولا أعتقد ان فينا من ينكر عجرفة وعدائية هكذا اعمال  بحق الانسان وحريته التي لها ذكر في الدستور ,بالنسبة لحصتنا (ككلدواشورين مسيحين)  تذكـّرنا هذه الأحداث في طبيعة وقوعها ونتائجها بتلك  التي حصلت ضمن حملات البعث في  تعريب مناطق كان لشعبنا  وجوده التاريخي فيها,  مما إضطرابناء شعبنا الى مغادرة أراضيه  بسبب نزاعات لا ناقة له بها , اليوم بعد كل ما خلفه لنا نظام صدام من كوارث وتغييرات ديموغرافيه,  جاء دور إعادة  الامور الى طبيعتها بنصوص دستوريه  أجازت  لأصحاب الشأن إعادة تكريدها هنا او تتريكها هناك أو إبقاءها معربــه لكن اين  اصبحنا نحن ؟؟؟ ومن سيعيد شعبنا الى سابق أماكنه , بين تلك الاجراءات السابقه  والمستجدات الحاليه ظل خيار المتبقين من أصحاب الأرض هو استكمال مغادرة أماكنهم  ,  اذن مالذي تغير بالنسبة لشعبنا ؟

  ليس مرتجى كلامنا أعلاه  بث روح التشاؤم رغم اننا لم نحكي سوى غيض من فيض ,  لكن من حقنا ان نستغرب ونعاتب ونتأسف عندما يعفي صاحب القلم  نفسه  من تادية واجبه في كتابة الحقيقة كما هي في مكانها  وزمانها  ؟لا ان تتعالى صيحاته  فقط بوجه الضحيه و تتفتــّق شهيته في طعن الاقربين دون غيرهم بسبب مواقف مسبقه سلبت منه قدرة التفكير بلزوم قراءة الواقع  بأكمله قبل كيل الأتهامات  لممثلينا في برلمان إسمه البرلمان العراقي وليس السويسري!!
 
يتبع في الحلقه القادمه رجاء



274
شمــّاعــه إسمــــها يونـــاذم كنــّه

شوكت توسا

حلقه رقم واحد
   ليس دفاعا عن شخص الذي أسْميتُ الشماعة َ بإسمه مع احترامنا الجزيل له, فأمر الدفاع عنه وعن قائمته  وتنظيمه متروك لمن يراه ضروريا , إنما يحزبالنفس السكوت على أقلام  أثقلت كاهل شعبنا وشوهت صحافتنا بجريرة مواقف مســبّقه وتأثيرات عاطفيه  جعلتهم  أسرى يقفلون جل حواسهم عن حقائق المجريات في لحظة  ويفتحوها فورا على شماعةٍ  يحملـّوها من رث الكلام  ما إستطاعت أقلامهم  .
   لذا أتمنى على القارئ الحليم ان يركن جانبا فرضية دفاعنا عن  فلان او ذم علان,  لأن مغزى كلامنا أنزه من ان يشوه ويكفن بهذا الرداء, ما يعنينا بالدرجه الاساس  ( بعد ردات فعلنا على الهجمات الاخيره على النوادي والجمعيات في بغداد ) هو التحدث عن  إشكالية تمتع الكاتب والناقد بمَلـَكـَة الخلق القويم  وعن حاجة إلمام الإثنين بحيثيات القضيه  التي يودان الخوض فيها وهي سياسيه في أغلبها ,كيما يتمكنان  اولا من تحديد موقعها الجيوبوليتكي من الاعراب , ثم توصيف علاقتها الماديه بما يحاددها أفقيا وعموديا  , بغياب احدهاذين العاملين  يفقد الكلام طعمه ويجرده من اية إضافه معلوماتيه او قيمه فلسفيه, فكيف لو غاب الإثنان معا؟ .
  الغريب في كلام هذه القله ممن يود التحدث سياسيا عن حال شعبنا الكلدواشوري السرياني , بات يطلق الكلام وكأن لسان حاله يقول بأن الامريكي عندما جيـّشَ الاساطيل وحشد صوبنا جاءنا ليعيد للعراق كرامته و لعيون أبناء كلدواشور بريقها و سواد كحلها, لو صحّ  هذا الإعتقاد المنافي لجملة من الحقائق وليس لحقيقه واحده  , فإن قراءات مشاهير السياسه و فلاسفتها  مضافا اليها الوقائع والشهادات  كلها تصبح هراء في هراء لا علاقة سياسيه او اقتصاديه لها  بمايدورمدى تسعة سنوات ان لم يكن اكثر.
  بتساؤل بسيط  حول سبب عجز الأحزاب العراقيه عن تشكيل مجلس عسكري خاص بها  كان بإمكانه المساهمه بفاعليه في عمليات اسقاط النظام ودك أركانه , الاجابه على هذا السؤال  ستقودنا تلقائيا الى معرفة الهدف وراء إبقاء الميليشيات طليقة الحركه بعد سقوط النظام لتمارس نشاطاتها في القتل والخطف والتهجير إن لم يكن تحت أمرة قيادة الأركان الامريكيه فهي امام مسمعها ومرآها  .
ثم إن كان فينا من يجهل او يتجاهل ما تناقله الامس القريب , فهناك من يتذكرجيدا بلاغ القيادة الامريكيه  عشية إجتياح  العراق الذي حذرت فيه من اي تجمع او تظاهر اثناء عملياتها العسكريه  وهددت بضربه لو حصل , وشبيه مقصد البلاغ صدر ايضا من السيد مسعود البرزاني عندما اعلن  مشددا عدم سماح سلطاته  لاي تحرك مسلح ينطلق من اراضي الاقليم  بهدف اسقاط  النظام في بغداد دون موافقته  .
 في الخوض قليلا بتفاصيل صغائر مرت علينا دون ان ترف لها آذاننا, لابد ان يتساءل المرء عن السبب وراء تفكيك القوة  المسلحه (الميليشيا) التي كانت تقودها الحركة الديمقراطيه الاشوريه  وشمولها بالحل والتفليش والتي حسبما يقال ناهز تعدادها الثلاثة الاف مقاتل كان بامكانها  توفيرالحماية لقرانا و كنائسنا بالتعاون والتنسيق مع أهاليها ,يا ترى هل كان تفليشها  بقرار طوعي من الحركه (زوعا)  بسبب العامل المالي ام لسبب آخر؟ مجرد تساؤل علّ الاجابةعليه توقظ اقلام المتحاملين  .
ثم إن كنا نسينا  إجماع الكتل البرلمانيه (الديمقراطيه)  قبل سنوات على إلغاء المادة خمسين المتعلقه بكوتة ضمان تمثيل شعبنا في البرلمان ؟ فإن خبر إنقسام هذه الكتل اليوم  ما بين مؤيد لحق تمثيلنا  في مفوضية الانتخابات المستقله  ورافض له  يشكل مؤشرا آخر على مثقفينا التوقف عنده قليلا.
حرصا منا على إستكمال تقريب الصوره اكثر,نبقى مع اقتطاف ما يستوجب على البعض معرفته  قبل التسرع في تعليق شوائبنا على شماعه سهله ,فليسمح لنا القارئ الكريم بالتذكير بجملة قالها السيد النائب يونادم كنه في لقاء له قبل بضعة سنوات مع صحيفة البيان الاماراتيه, شخصيا قلت مع نفسي في وقتها بان موقف الرجل فيما قاله لن يكون محسودا عليه, لم ادرك وقتها ان كان ما قاله سهوا ام كان يعنيها عندما  قال بانه لا يستبعد ان يكون للموساد دورا في بعض هذه التفجيرات ,  قالها السيد النائب ولا أظنه كان يجهل كم باهضة ستكون الفاتورة عليه وعلى أبناء شعبه بغض النظر عن صواب كلامه من خطئه,  بعيد ذلك بأسابيع تمت معاقبته ومعاقبة ابناء شعبنا بسرقة سبعة عشر صندوق إقتراع  قيل انها ضاعت في مراكز انتخابات مناطق سهل نينوى الاخرى ,بالمناسبه لم أستق هذه المعلومه من اي مصدر عراقي , بل من تأكيد تقرير الجنرال الامريكي ويثرو او ميثرو لا أتذكر إسمه جيدا, كان مكلفا حينها في مراقبة عملية الانتخابات في سهل نينوى, حيث بعد عودته الى بلده  ذكرها ضمن تقريره الذي نشرته الصحافه الأمريكيه.
   بمجرد تمحيص سريع  للكلام أعلاه وهو غيض من فيض, تكفي لكشف  كذبة الديمقراطيه وتقلبات  أدعيائها , ليس هذا فقط لكن حتى حديثهم عن إستعادة العراق لسيادته  بعد انسحاب الامريكان المزعوم أصبح مجرد نكته سمجه يراد منها خلط الاوراق و تضييع رأس الشليله علينا.
 واضح جدا ان قبضة الأمريكي بـــ ِ( ماكنته السياسيه و وكلائه وسفارته وإعلامه  وتنظيم قاعدته  وحلفائه الداخليين والأقليميين) ما زالت هي المتحكمه  بكل ازمه تحصل  لتلد أخرى دون ايجاد حل حاسم لها بل تتركها مثلما ترك جحا بسماره , وان شفق أحدهم  علينا  فبجرعة مخدره  يخادع عقولنا  وكأن كارثة في طور إستكمال عناصر إشعالها تنتظرنا لاقدر الله ,اذن اي خير يرتجى من قاده يخرجون من ازمه ليطمسوا بأخرى ,وهل هم فعلا قادرون على النفاذ بجلدهم من ورطة الإستمرار في مغازلة  أنظمة  ومصالح خارج الحدود ؟
على مدى السنوات التسع البوليتكساسيه , إجتاحت البلاد أفلام جرائم  حدث عن أصنافها  و عن ابطالها المتسترين ولا حرج ,زهقت فيها مئات الألوف من الأرواح البريئه, وضاعت بين ظهراني فسادها مئات المليارات من دولارات الشعب, المضحك المبكي اننا لحد اللحظه لم نشهد للقضاء العراقي أن أعلن رسميا  أمر القاء القبض على  فاسد او قاتل مدان الا بعد تهريبه خارج الحدود  بعمليه دونكيشوتيه قذره , ولو حصل تحت ضغوط شعبيه أن أعلنت الحكومه عن القاء قبضها على مجرم  فان اجراءات المحاكمه  تتم في غرف مغلقه بعيدا عن الميديا  والامثله على ذلك لا حصر لها , بإستثناء الاحكام التي في اعلانها امام الملأ  يحمي وطيس الصراعات الطائفيه والقوميه  التي يتختخ لها الأمريكان, بينما في بريطانيا واميركا وهولنده شاهدنا كيف تم إعتقال الضالعين في قتل العراقين الابرياء من جنود وتجار  تتم محاكمتهم  بشكل علني ,,,,, هل لنا ان نفك هذا اللغز أم لا؟
يتبع في الحلقه المقبله رجاء


275
بــذخ   وهراء  الحكومة و البرلمانْ   و  المتــقاعدُ في وطنه مــُهــانْ.......

شوكت توســا
البرلماني (ــه)  , يؤتى به (ـها) ديمقراطيا عبر صندوق الاقتراع  بعد ان يدلي الناخب بصوته إعتمادا على برنامج يعلنه المرشح  قبل واثناء حملة الدعايه الانتخابيه, بالنتيجه  الفائز ببرنامجه  وسيرته الذاتيه  يحضى بثقة  ناخبيه الذين سيراقبون  التزامه ببرنامجه  و احترامه لقسمه طيلة دورته البرلمانيه.
عذرا  للقارئ الكريم , كلامنا أعلاه معمول به في نهج ديمكراسيات العالم المتمدن  أما حيث  فلسفة  ديمو/ كـَراسي الدين والطائفه والقوميه فالأمر يشيب الراس قبل الأوان .
 في صباح يوم الاحد المصادف 2 من ايلول سيبتمبر 2012 ,  بينما كنت أتنقل مع الريموت كونترول بحثا عن فضائيه عراقيه  اسمع خبرا او اشاهد برنامجا  , استقر بي الحال على شاشة البغداديه  لأقضي دقائقا من الضحك والبكاء معا  برفقة برنامج" يسعد صباحك يا عراق" الذي تقدمه الست شيماء , كان موضوع الحلقه حول قانون التقاعد الذي تنتظره بفارغ الصبر اكبر واهم شريحه  في المجتمع العراقي من الذين قضوا أجمل سني حياتهم  في خدمة وطنهم بكل تفاني ومحبه,,,,,,,,, إنهـــــــــــــــــــم :
المــــــــتـــــــقــــــــاعـــــــــــون المــهــانـــون  في وطنهم , واحده من الشرائح التي غبنتها الأنظمه  بعنجهياتها أضعاف ما قدمته للوطن و أحشاء بطونها ما زالت  تتلوى تحت وطأة ممارسات  برلمانييينا التافــــهــــــه, أرجو ان تسامحوني على استخدام مفردة (التافهـــــه) ,لاني ساكذب انا ايضا على المتقاعدين  لو إستبدلتها بـعبارة اكثر ديبلوماسيه , فالمتقاعدون أدرى من غيرهم بأنكم  يا سادتنا البرلمانيون قد أبخستم اليمين الذي أديتموه( باستثناء قله من الذين لا حول لهم ولا قوه في البرلمان مع تقديرنا لهم ) و لم تثبتوا حبة خردل من  أهليتكم لموقعكم  ومسؤولياته  إذ بلغ التقصير فيكم قمة ايفريست  حتى في مجال تخصصكم , ولا أخالكم تجهلون ما يقوله عنكم  ملايين المتقاعدين و بقية المُعدَمين في الشارع والمعمل والمشفى والمدرسة وفي قيض الحر وقرص البرد وما من مجيب, لا  بل  تطنشون  رغم علمكم  ان الويل كل الويل  نصيب  من يستخف باصوات ابناء شعبه ويمعن في تسويق الحجج والتبريرات لفشله طيلة هذه السنوات .
من خلال تساؤلات السيدة شيماء مديرة  البرنامج و أجوبة ضيفيها , تبيّن من مداخلة  السيد علي عويد عباس رئيس جمعية المتقاعدين العراقيين , تبين  بأن موضوع دراسة تشريع مسوده قانون التقاعد قد بوشر البت فيه منذ عام 2006 او ربما قبل ذلك  ونحن اليوم على مشارف العام 2013 , يا ترى اي رب سيبارك فيكم  تماطلكم يا برلمانيينا؟ هل يعقل  إنقضاء سبع سنوات من القيل والقال  والمسودة ما زالت  لم تكتمل  او بانتظار عقد جلسه برلمانيه للمصادقه عليها ؟ أين العباقره الذين أبدعوا في ملئ الدستورالعراقي بالألغام والمفخخات  وأفرغوه من قوانين الأحزاب والانتخابات والنفط والغاز والتقاعد والضمان الاجتماعي  ؟ يا سادتنا البرلمانيون لا أظنكم  تجهلون  بانكم متهمون ليس في هذه فقط , ولكن بحسب  كل الاعراف والقوانين  فإن رواتبكم  وامتيازاتكم  ومصفحاتكم  وهندامكم  ومفخخاتكم وحساباتكم المصرفيه كلها من المال السحت  والحرام و هي شواهد  وشهادات تكفي لإدانتكم  ومحاسبتكم ؟ .
في سؤال  أخرأثارته  الست شيماء  وهي تستفسرمن ضيفتها عضوة اللجنة الماليه في البرلمان النائبه ماجده عبد اللطيف حول  صحة  ما ورد في  تصريح تازه  لأحد أعضاء اللجنه الماليه  البرلمانيه الذي أكد  فيه  إكتمال  صيغة مسودة القانون وان التصديق عليه موشك  و سيتم اعلانه في سيبتيمبر الحالي!!.
 اجابت البرلمانيه  عبد اللطيف : ان هذا الكلام  عار عن الصحه ولم يصدر هكذا تصريح من اللجنه الماليه البرلمانيه الرباعيه  التي هي عضو فيها .
  مباشرة احالت السيده  شيماء  نفس السؤال  الى السيد علي عويد عباس الذي أكد بان التصريح  صحيح( والعراقيون ايضا سمعوه ) وقد صدر عن لسان البرلماني هيثم الجبوري  وهواحد اعضاء اللجنه الماليه الأربعه !! اجابته السيده ماجده  : هناك من هو اسمه في اللجنه الماليه الرباعيه لكنه لا يداوم فيها ويصرح بحسب ما يشاء!!.
 وشهد شاهد من أهلها , حيث السيده ماجده  بصراحتها  تكشف للملأ حقيقة  أخرى  ليتبين  لنا حجم  الكارثه والطامه التي ابتلى بها الشعب العراقي . فلو كان كلام النائبه صحيح ,السؤال  هنا, يا ترى  باي أجواء  واي حق استطاع الجبوري ان يفوز في مقعد البرلمان وعلى اي اساس تم تنسيبه الى اللجنه الماليه ؟؟
  الأنكى والأمــّرفيما سمعته خلال البرنامج كان في  تعليق آخر للسيد علي عباس عويد ردا على تساؤل مقدمة البرنامج حول اسباب تاخير انجاز مسودة القانون حيث أوضح السيد عويد قائلا : ان الإسراع في انجاز القانون  وتنفيذه  في نظر البرلمانيين ووزارة الماليه  يشــّكل عبئا  ثقيلاعلى ميزانية الدوله لذا يضطرالبرلمانيون المماطله في إصدار هكذا قانون ! قيم الرگاع من تحت قبة البرلمان !!! .
   نعاتب مــَن ْ إذن ؟  هل نعاتب شعبنا  الذي إنتخب هؤلاء ؟ أم نلوم  واضعي القوانين التي  حلــّللت على البرلماني راتبه  وحماياته ومصفحاته ؟ بينما حرامست على المتقاعد  ان يعيش بقية ايامه بعز وكرامه.
انا لا أرى اي داع  للاستغراب من البرلماني الذي لا يجرؤ المشي بطول قامته  خطوة الا راكبا في مصفحه مدرعه  ,و لا يهدأ ويحلو منامه في بيته الا وجسده المتبرلمن محاطا بالحمايات , اتدرون لماذا؟ لانه يعرف جيدا بانه بعقليته ووجوده  في البرلمان يشكل الخطر والارهاب بعينه في نظر المجتمع وهو العارف ايضا بان الفضل  يعود له ولكتلته  في تأجيج اطياف الشعب على قتل بعضهم البعض بحجة المظلوميه المذهبيه والقوميه  .
متى سنعي كشعب قيمة أصواتنا  واهمية اختيار من يستحق ؟ 
 يتساءل المرء حائرا , يا ترى هل هذا  المـُحاط بالحمايات  خوفا من الذين انتخبوه  يستحق  كل هذا الدلال والترف  والاحترام  كي ننتخبه  ونشـرعن  ترفه وبذخه من خيرات العراق في حين الملايين من العراقيين ومنهم المتقاعدين  يعيشون البؤس في كل شئ .
إنها فضائح كثيره ومتنوعه  لا يتستر عليها  الا  المجرمون الضالعون  في ظلم هذا الشعب المنكوب, كوارث  ترتكب برداء  ديمقراطي فاقت  مآسيه جرائم نظام صدام الديكتاتوري ,لا يمكن ان  يحسمها  و ينهيها الا المواطن العراقي لحظة صبغ بنانه .
 كأي عراقي  يكره التصفيق ويمقت صفاقة السياسي وإستهتاره  بقسم اليمين وبالذين منحوه أصواتهم  ,  ادرك جيدا بان المقصودين في كلامي سوف لن يهتز لهم شنب مهما ارتفع  صوت العراقي  المعذب معلنا  بان حسه  الانساني تجاههم  قد ذاب مع  تعاظم يأسه  ولم يعد يمتلك طاقة  تحمل المتاجرين  بإسم الطائفه والقوميه  اللتان ستعودان اتعس مما كانتا عليه و بخفي حنين  , اما الديمقراطيه  التي يتمشدقون بها كذبا وزورا,  فبإسمها  يتوجب  على الشعب سحب الثقة منهم  وإقصائهم من مناصبهم  وحرمانهم من راتبهم التقاعدي لانهم ليسوا اهلا  وقد خانوا الأمانه .
و لو شاء احدهم  أن يعاتبنا على كلمه خدشت مقامه وقيافته فلا باس , لكن عليه اولا ان يعلن عن حسنه واحده قدمها لمنتخبيه , وإلا فسيأتي اليوم الذي سيقاضيهم  فيه الشعب على شنائع فعائلهم وبشهادة 32  مليون عراقي؟؟ أمنيتي ان اعيش هذه اللحظة  مثلما عشت لحظة محاسبة قتلة الشعب  كي لا  تصح مقولة ان هذا الشعب قد تم إستغباءه (حاشاه) من قبل المعطلين فكريا والبعيدين الاف الاميال عن همومه.
شكرا للست شيماء  ولقناتها البغداديه , والى المزيد من  تعرية وفضح  لهؤلاء , انهم يفضحون أنفسهم بأنفسهم.
الوطن والشعب من وراء القصد


276
مــــرة ٌ أخرى في حضرة  السكــيــّر  "  أبــو گــنــَو ْ "


 / شوكت توسا

لا أعتقد أن مقولة " التاريخ يعيد نفسه "  تحتاج الى شرح وتفسير,فهي اشهر من النار على العلم , نستخدمها كلّما إستدعى الموقف  وتشابه المشهد  في المضمون مع مشهد آخر سبقه لكنهما يختلفان في الشخوص والمكان وتاريخ الوقوع .
بالنسبة  لقصة أبو گـنــــّو , إحدى القصص التراثيه التي نعيش بين الفينة والأخرى  نتفا  وجوانبا  من أحداثها  في حياتنا اليوميه ,نستذكرها ليس من اجل متعة طرافتها فحسب , انما  المغزى منها إيصال فكرة معينه او لتوجيه نقد يكون المعني به كل من يتوهم أن بإمكانه الضحك على عقول الناس  وإرضاخهم لقاعدة تطبيع الرذيله التي إن كان يقبلها أحدنا على نفسه  من اجل التسلق على أكتافنا او تحقيق صفقة  خاصه به ,عليه ان يعلم بان للناس ألسن واقلام  ليس من السهل إسكاتها .
  وقد سبق لنا في مقالات سابقه  أن إستعنا بمغزى القصة في كتابة مواضيع ذات صله بمضمونها , وبحسب مصادر القصه , من المرجح انها ليس  من نسج الخيال بل واقعيه حصلت في بغداد أيام الإحتلال العثماني يوم كان العراق ولايات يحكم كل ولايه حاكم تركي  يلقب بالوالي.
معروف ان مهمة الوالي في حكم بلد غير بلده لم تكن  بالمهمة السهلة , بل غاية في الصعوبة والتعقيد  على شخص غريب عن المجتمع وثقافته ,وهومطلوب منه إدارة الولاية بما يضمن ولاء أهلها لمشيئة السلطان القابع في عاصمة الإمبراطورية العثمانية آنئذ.
  إحدى تلك الصعوبات كانت كيفية تواصل الوالي التركي مع الناس وهو يجهل لغتهم العربيه , كي يذلل مشكلته فكر بإستقدام مترجم  يجيد العربية والتركية لتسهيل تفاهمه مع وجهاء العشائر وتجار الولايه,فطرح فكرته على مستشاريه الذين وافقوه بشرط التحسب لتبعات  إستخدام  المترجم الذي لو شاء الفأر ولعب في عبه  سيكون سببا في تسريب اسرار الوالي و توتير علاقاته مع الناس مما سيزيد الأمور تعقيدا وبالتالي يشوّه مقام  الوالي وسمعة إمبراطوريته العوصملليه.
 ثبـــّت الوالي تحذيرات مستشاريه في مفكرته , ثم أوعز بإستدعاء ثلاثة جندرمة وجاويش  مخضرم يتولاهم , إستلم الفريق أمر الوالي للبحث عن رجل يجيد التكلم بالعربية والتركية .
إنطلق الأربعه في أحياء بغداد و مقاهيها  بحثا عن هذا الرجل.  في ساعة متأخرة من تلك الليلة ,و بينما كانوا يجتازون  أحد شوارع المدينة في طريق عودتهم إلى القصر بخفي حنين, سمع أحدهم صوت غناء شجي قادم من إحدى الحانات الليلية , تفاجأوا عندما إكتشفوا بان الأغنيه كانت باللغه التركيه , فهرعوا  إلى مصدر الصوت وأندفعوا بقوه داخل الحانه  مما أرعب روادها و قد أخذتهم نشوة السكر إلى حيث الفراديس والأحلام , توزعت عيون الجندرمة  في زوايا الحانة بحثا عن المغني , وإذا به رجل منكب على طاولة  احدى زوايا الحانه  وربعية العرق تترنح بيده مع تمايل رأسه على نغمة أغنيته , إقترب  الجندرمة نحوه ليروا جسدا نحيلا قصير القامة رث الجلباب ذو لحية طويلة مبعثرة وعلى رأسه عرقجين ( كلاو او كليته) يتدلى تحتها شعره الطويل , رغم  رائحة جسمه الكريهه  الممزوجة برائحة العرق وعفنة جو الحانة الرطب, تقدم  أحدهم وساله باللغة التركية: هل انت الذي يغني بالتركية يا قرداش؟ أجابهم السكيــّر متلعثما من شدة خوفه بنعم,ثم سأله هل انت عراقيا وتجيد العربية؟ أجاب  السكير خائفا بنعم أخرى  وكأنها ستطيح برقبته, ثم سألوه عن إسمه , فأجاب أن الناس ينادونه  بأسم أبـــــو گـــَــنـّــَو العرقجي , من دون  سين جيم أمروه بالنهوض ومرافقتهم فورا,  أحس الرجل بأن أجله إقترب , وهكذا كان إحساس رواد الحانة الذين  إلتمسوا الجندرمة بالكف عن هذا الرجل  الذي لا يُحسب له  لا في العير ولا في النفير سوى كونه مغني وسكير , إلا أن الجندرمة لم يعيروا الكلام اي اهميه عدا إعلانهم بانهم ينفذون مشيئة الوالي  .
أخذوا أبـــو كنــو معهم  الى القصر والوقت فجر , وفورا ادخلوه الحمام  للإغتسال وحلاقة  ذقنه وشعر رأسه ثم البسوه ملابس نظيفة ومعطرة  فبدى وكأنه عريس في ليلة الزفه ,  في الصباح أخبر الجندرمة الوالي بان اسم الشخص ابو كنو وقد عثروا عليه في احدى الحانات, ثم جيئ به  أمام الوالي الذي تفاجأ حين رآه مرعوبا بهذه الدرجه .
 رحب الوالي به وراح يهدئ من روع العريس المرتبك و يشرح له المهمة التي من اجلها جلبوه ,  بينما أبو كنــو كان سارحا  بهندامه مدهوشا حيال ما يجري معتقدا بان مقلبا  ما ينتظره  لانه  يعلم جيدا بانه لا يصلح لمهمة كالتي يريدها الوالي منه, لكنه في النهايه إنصاع لمشيئة الوالي  تحت تاثير الإغراء تارة ووطآة الوعيد تارة أخرى, بالنتيجه وافق ابو كنو  على المباشره في مهمته  كمترجم يحضر في ديوان الوالي للترجمة كلما دعاه الوالي, مرت الأيام والوالي يزداد إعجابا  بمترجمه  , لكنه لم يكن يقظا لما يدور وراء الكواليس,فأبو كنو كان لا يحكي للوالي إلا عن رضا شيوخ العشائر وحسن سيرأمور الولاية , لكنه كان من ورائه  يقيم علاقات سرية وخاصه مع أشخاص  وجد فيهم  ضالته بمجرد تمشية مصالحهم على حساب  أبناء قومه المحرومين ولا أحد يتجرأ الإعتراض لدى الوالي  , لذا إنهالت مكافآة  الوالي على أبي كنو , فأمر بتخصيص قطعة ارض له مطله على  دجله الخير ثم تبعها بترقيته الى  د. الولاية(دفتردار الولايه) ,و بذلك يكون قد سلـّم  سجل بيت المال بيده ومنحه صلاحيات الرفض والموافقات.ليس هذا فقط , بل سمح لأبي گنو بإحتساء الخمر في القصر ثم أذن  له بجلب الغواني للقصر  ليلة الخميس على الجمعه للسهر والعربده  مع أصدقائه  المقربين .
تفشت في الولاية فوضى  أثارها شيوخ عشائر الولاية ووجهائها نتيجة إهمال القصر لمطالبهم و عدم متابعة مشاكلهم ,فكثر القيل والقال حول تهاوي سلطة الوالي  وتهاونه أزاء تصرفات دفترداره الذي كان منهمكا  في ملاذه ولغف كعكته المقسومه  التي يستحوذ عليها  بالتملق لهذا و شتم وتسقيط  ذاك, مما دفع بالبعض إلى أيصال شكاواهم إلى الوالي مباشرة  لانه إعتاد إهمالها محبة ً بدفترداره ,وحين طفح الكيل ,  قرر الوالي الجلوس مع الدفتردار والتكلم معه حول  المشكلة ومدى صحة الشكاوى.
في عصرية  أحد الأيام , بينما كان د. أبـــو گنو جالسا يحتسي المنكر في شرفته المطلّة على زقاق السوق , وصله بلاغ برغبة الوالي  في التباحث معه في أمر طارئ, في الحال أمر أبــو گنو بإحضار كرسي للوالي الذي جاء وجلس بجانبه , شرع الوالي يحكي  لدفترداره  حقيقة ما يرده من شكاوى  وضجر  وجهاء المنطقه من أسلوب القصر و إدارة دفتر داره , كان د.ابو كنو  يستمع  و يبتسم بوجه الوالي ويهز برأسه و الوالي يصرخ من شدة إنفعاله ويكثر من أسئلته دون  أي رد من ابو كنو, وفجأة أنتفض أبو كنو من كرسيه  عندما رأى مسيرة جنازة محمولة على الأكتاف تمر أمام القصر, وقف ابوكنو ومد ذراعيه طالبا من المشيعين أن يقفوا بالجنازة امام القصر, ظن الناس بأن د. الولايه  يريد مرافقتهم مع الجنازة, أما الوالي فقد اصابه الذهول , إلتفت ابو كنو اليه  طالبا منه الأذن لدقيقتين , نزل ابوكنو مسرعا إلى الشارع وأمر بوضع صندوق التابوت على الأرض, وأمام إرتباك الناس لهول طلب أبو كنو والوالي يراقب الموقف من الشرفة,أمر ابو گنو بفتح صندوق الميت,  تم فتح الصندوق والناس تراقب ما سيحصل, إقترب أبو كنو من الصندوق ثم إنحنى فوق رأس الميت وهمس  بأذنه, تصور الناس بأنه يقبل المتوفى قبلة الوداع ربما لانه يعرفه او قريب له , ثم أمرهم بغلق الصندوق ثانية والسير به إلى المقبرة.
عاد أبــــو گنو إلى الشرفة ليرى الوالي حائرا أمام هذا المشهد, فقال له: لا تحتار مولاي الله يرحمه!!, رد عليه الوالي مالذي تعنيه؟ هل كنت تعرفه؟ رد أبو كنو: كلا لا أعرفه . ثم سأله الوالي ما الذي فعلته إذن؟ قال همست بأذنه  كلاما عاديا!! نهض الوالي من شدة  غضبه وسأله وكيف تتكلم مع الموتى؟ هل أنت معتوه أم ساحر؟ اجابه ابو كنو, انا لم أتكلم مع الميت  يا مولاي , بل كنت أتكلم مع الذي خلقه وبمشيئته أماته ! ثارت ثائرة الوالي وصرخ بوجهه متسائلا : وما ذا تريد من الرب وما الذي قلته له؟ لم يكن د.ابو كنو  راغبا في الإفصاح عما همس بأذن الميت خوفا من العقاب , لكن إلحاح الوالي وتهديده بقطع رأسه إظطره لقول الحقيقة  , فقال أبو كــــنو:
يا سيدي الوالي , أنا لا أعرف الميت , ولم اقبلــّه كما تصور المشيعون , بل همست بأذنه رساله  بسيطه كلفته بنقلها بسرعه الى رب السماوات والأرض , ارجو ان تسمعني للآخر قبل ان تأمر بقطع راسي:
( يا ايها المغادر الى دار الآخره , بـلــّغ خالق السماوات  وملائكته و أسلافنا الراقدين , قل لهم  بحق السماء, إني برئ مما يحلّ في الولاية, لأن الولاية التي يديرها حاكم يمنح سكيرا مثلي لقب  د، الولايه , فهو حاكم أهوج  وفاسد  قد فاته الرجـــم , و حال  ولايته لن يكون أفضل من حال سوق النخاسة , فيه يــبصق الأمعات بوجه الأخيار وتــُحتقر المعرفه , وسرعان ما سيهجرها أهلها لتسكنها الجان والغربان والثعبان )).
ورسالتنا لولاة الله على الأرض وللعباد  , أن أحذروا  أشباه  أبــــــو گنـــــــــــــــــو فسمعة شعبنا لا تحتمل تحقير المعرفه  وتطبيع الإهانة والرذيله ............... والحليــم تكفيه الإشاره .
________________________________________

277
الصديق يوحنا ميخا كوسا  كان شاهدا    


شوكت تـــوسا

 للأخ  شمعون ميخا كوسا واحته الخاصة به فيما يكتبه  بعيدا عن صخب ومشاحنات السياسه ,فهو ينقلنا بمواضيعه الى قيلولة  يحتاجها القارئ  وتفيد المولعين بتراشقات  شؤون السياسة .
 كقارئ حالي حال بقية القراء لكن بمواظبة متوسطه , اشعربالسعادة لامتلاكي  مطلق الحريه في إختيار المادة التي أفضل قراءتها  بعد النقر على أسم كاتبها , لذا من ضمن الساده  الذين   تعودت النقر على أسمائهم دائما بحثا عن الجديد هو الكاتب شمعون كوسا ,فكانت لمقالته الاخيره(التخاطر والإستشعار عن بعد)  النصيب الاكبر في متعتي,  لذا قررت  إضافة شيئ من عندي,لكني وجدتها فسحة يمكنني إستغلالها للدلو برأيي في واحدة من علل الجذب والتنافر بين الكاتب والقارئ , أختصرها بالقول: ان تطابق أفكار الكاتب و القارئ  او تباينها ليست هي السبب كله في تجاذب او تنافر الإثنين حول ما يجب ان يـُكتب أويـُقرأ .
 من ناحيتي كقارئ  كما اشرت ,أشعر بالورطة و الخيبة عندما انقر على عنوان  مزوق لاجد  غياب أبسط ضوابط الكتابه خاصة البديهية منها , تلك التي يعتمدها القارئ في تقييم الكاتب سواء إتفق أو إختلف مع افكاره  ,لاني اعتقد بانه كلما افلح الكاتب في تجسيد نسبة  مقبوله من الضوابط الشكليه  والشروط الأخلاقيه في مضمون  وظاهر مقالته , كلما زاد من إنسانية الاختلاف الفكري بيني وبينه مع تقلص تأثيره السلبي أمام تقديري لجهده  ووقته الذي إستنفذه في إخراج مقال راعى فيه اختيار المفرده وعقل القارئ, عندها يكون كلانا قد حقق المتعة وتبادل المعلومه دون اي تكلـّف  , بعكس ذلك يصعب  الانسجام والتواصل  بين الإثنين حتى لو كانا من مدرسة فكريه واحده .
عوده الى أصل موضوعنا ومقالة الاستاذ شمعون ميخا كوسا  الذي أعده في مصاف الذين أستمتع بقراءة  كتاباته الهادفه والرزنه ,  ليس لكونه صديق فهو أرفع من ان ينتظر مني المديح, ولا إستهانة بما يكتبه آخرون , بل احترامي وتقديري قائم دائما لكل كاتب يصدق مع نفسه فيما يدعيه و يحترم عقل القارئ فيما يكتبه.
كاتبنا المحترم شمعون كوسا (ابا كميل):
   أثناء قراءتي مقالتك المعنونه (التخاطر والإستشعار عن بعد), أعادتني موضوعتكم الشيقه لا إراديا  الى حادثه وقعت معي  زهاءاربعة عقود خلت ,  اللطيف بأمرها ان الشاهد  كان شقيقكم يوحنا, أدناه أسرد قصتي تعزيزا  لمادة مقالكم  وإستذكارا لتلك الصداقة التي أفتقدها.
بحكم  عملي في مهنة التدريس , تكونت لي في شقلاوه صداقات  ما زلت  أتغنى بها وأرطب حشرجات أنفاسي بعطر طيبتها كلما تذكرتها , إحدى تلك الصداقات كانت مع شقيقكم  يوحنا بدأتها معه  بتحيه رسميه في مصرف شقلاوه حيث وظيفته  ثم تطورت مع الأيام الى صداقه حميمه لم تشوبها شائبه.
في ربيع 1974 إتفق كلانا الأعزبان على تمضية  العطله الربيعيه سوية في البصرة , ونحن في طريقنا بين اربيل وبغداد أبلغني الاخ يوحنا بانه يود زيارتكم اثناء مرورنا في بغداد , ويقيناً  تتذكرتلك الزياره الخاطفه لكم في مقر عملكم في بغداد يوم كنت تعمل في الملحقيه التجاريه الفرنسيه مع شركه ليفانت اكسبريس, فبعد التعارف والجلوس معكم  قرابة ربع ساعه, اودعناكم  مثلما إستقبلتنا ثم توجهنا الى المحطه  للسفر بالقطار ليلا ,حال وصولنا البصرة في الصباح  توجهنا مباشرة الى  شارع الوطني ,وهناك وقع اختيارنا على فندق "جبهة النهر" لتوسطه المدينه وقربه من كورنيش شط العرب.
ارى من الضروري وصف مدخل الفندق وكيفية الصعود اليه , فهو عباره عن باب حديدي متوسط  الحجم  يتكون من قطعتين (سفاقتين) تعلوه نافذه زجاجيه مستطيلة الشكل  لا يتجاوز ارتفاعها  20 سم وطولها بقدر عرض السفاقتين اي اقل من متر ونصف , يعلو الباب عن رصيف الشارع  درج واحد(پايه او دكه)  , من ثم عليك ان تصعد قرابة خمسة عشر درج لتصل الى  صالة  الفندق حيث الاستعلامات.
في اليوم الرابع , إرتأىكلانا المكوث ليلا في الفندق  لنيل قسطا من الراحة  , وقد شجعنا على ذلك  صاحب الفندق الكرمليشي الطيب عندما أبدى إستعداده  لإيصال المشروب وملحقاته اللازمه لنا داخل غرفتنا .
 جلسنا سوية نتسامر بصحبة المُدام , ولما شربناها و دبّ دبيبها الى موطن الحسرات والمكبوتات  بدا العزيز يوحنا يقص علي الحاله التي كان يمر بها نتيجة تشتت العائله وأنا اصغي اليه وأشاركه معاناته , فجأة  أحسست برنين غريب يخدش أذني  رافقه شعور بالانقباض تذكرت اثناءه شقيقي ممتاز, بقيت أنتظر يوحنا كي ينهي حديثه  ظنا مني بان ما ساحكيه سيخفف عنه همومه , وعندما فرغ من كلامه قلت له : يا اخي يوحنا كان الله في عونك على فراق العائله ومتاعبها , كلنا يعيش حالة الفراق  والوحشه لكن بدرجات متفاوته , ولكن, والحديث لي ,لا ادري مالذي ذكرني بشقيقي ممتاز  الذي كان موفدا الى بلغاريا  ثم عاد وسافر مرة ثانيه  وليس لي اي اخبار عنه ,اتمنى زيارته اثناء مرورنا في بغداد في رحلة عودتنا لاني فعلا مشتاق لرؤيته .إبتسم الاخ يوحنا  وقال لي:  لا داعي للقلق انه في مامن ما دام هناك من يستقبله ويودعه و بالتأكيد ستراه عن قريب بعكس حالتي و اهلي مشردين اجهل مصيرهم ,  لم استطع ان اعلق بكلمه على رده , حينها خيّم على  جلستنا دقيقة  صمت احسست خلالها بأذني ترن مرة اخرى بشكل غير طبيعي , ثم ما كان من الاخ يوحنا الا وكسر الصمت قائلا : الافضل لنا ان نخلد الى النوم فالساعة متأخره.
في الصباح  نهض كلانا من النوم  وبأقل من نصف ساعه تهيأنا للخروج لتناول الفطور, في اللحظة التي كان الاخ يوحنا يسلـّم مفتاح الغرفه لموظف الاستعلامات , توجهت الى الدرج  للنزول  وفجأة وقعت عيناي وبشكل خاطف على راس رجل يسير في الشارع , رأيته من خلال نافذة الباب الزجاجيه الصغيره ودون وعي صرخت : انه ممتاز شقيقي , نزلت الدرج  كالمجنون مسرعا  ويوحنا يتبعني وهو يناديني  مهلا مهلا  ما ذا دهاك يا اخي شوكت , خرجت الى الشارع  وانا اكرر مناداة اسم ممتاز ,  وفجأة يقف ممتاز على مسافة عشرين مترا  ويدير وجهه نحوي برفقة  صديقه منيب , لم أستطع استيعاب وتصديق ما حصل بينما الاخ يوحنا  من شدة إندهاشه من تصرفاتي  تصور بان حالة هستيريه قد إصابتني, لكنه حين رآني اعانق شخصا  جمد في محله وهو يتساءل هل يعقل ان يكون هذا الشخص هو ممتاز شقيقك الذي كنت تتكلم عنه ليلة أمس ؟ أجابه منيب  صديق ممتاز نعم انه ممتاز شقيقه,  في زحمة هذه الصدفه الغريبه بدأ يوحنا  يشرح القصة لهما من الفها الى يائها وهو يقهقه بشكل أذهل ممتازوصديقه  ,و بعد ان استقر وضعنا النفسي قليلا  قدمت صديقي يوحنا وعرفته بممتاز ومنيب  .
الشكر موصول  للأخ شمعون على مساهماته  ونحن بانتظار المزيد من مقالاته الممتعه .  
شوكت توسا



278
هل من فائده في الأماسي الثقافيه  ؟ في القوش على سبيل المثال / شوكت توسا
وجهة نظر شخصيه

موضوع عنوان مقالنا  ليس بغريب على  مثقفي ابناء شعبنا ومتابعي أوضاعه , كما لا أحسب نفسي اول متناوليه , فهو كونه  واحدة من الطـَرَقات  المألوفه التي إعتاد أن يتلقاها مثقفنا من بعض عامة الناس وهم مع الاسف ليسوا قليلون  , يصبح شأن هذا الإشكال  بحكم أهميته ودلالات أبعاده,  ذي علاقة مباشره  بنخبة رواد الثقافة  لما يشكله من عوائق في مسيرة تحقيق آمالهم وطموحات شعبهم , اذن من أحد واجبات هذه النخبة وأولويات عملها هو أن تجيب على الجانب الفكري من التساؤل بممارسات على الأرض كي يتسنى لها ان تخطو  بثبات وحكمه, هذا من ناحيه , ومن الناحيه الأخرى فهو اي التساؤل  دعوة لتقصي ودراسة حالة التباين بين  سعي انسان  وتقاعس آخر في إقتناء المعرفة والتسلح بها على اعتبارها من افضل الاسلحه التي يصعب مصارعتها.
 في هذا الصدد, تحوي ذاكرة كل متابع ومهتم نماذجا من الأحكام التي إعتاد على إطلاقها  البعض  بحق كل دعوه  يطرحها المثقف دون التمييز بين الهادف والعابث  سواء  جاء الطرح  بطلب عقد ندوة  ثقافيه او لقاء علمي او حوار عام  , حيث لدينا الكثير من صنف هذه الإتهامات الموجهه  , ولو إكتفينا بذكر أخفها وأقلها قساوة ً, سنجد  بان التشكيك  بجدوى  الندوات  واللقاءات  و الأماسي الثقافيه   هي ابسط الاتهامات  مقارنة بتهم اخرى لا يستحسن ذكرها .
 فالقول بان اللقاءات والندوات هي مجرد وسيله لملئ فراغ الذين ليس لهم عمل آخر يؤدونه  او للترويج لهذا الحزب او ذاك القائد ليس إلا , أحكام كهذه وغيرها ليس من المنطق  إعتبارها وليدة  مواقف شخصيه او مزاج  عابر او جهل للأمور , إنما هي في أغلب حالاتها  محصله  نفسيه تكورت وتأصلت  في  عقلية الناس  تحت ظل وتأثير عقود كانت سطوة حكم الحزب الواحد وثقافة تمجيد  القائد  هي إحدى تلك العوامل  المؤثره سلبا يوم كان الناس يساقون الى الندوات الحزبيه  مكرهين  ومغصوبين .
لو أردنا ان نكون في تحليلنا  منصفين بعيدا عن العاطفة والتشنج , سنجد بانه من غير المسموح لنا سلب العامة من الناس حقهم  ليس فقط في تساؤلهم  وتشكيكهم  بجدوى الندوات والامسيات الثقافيه ,لا بل حتى في نفورهم وعدم حضورهم  او حتى انتقادهم لهذه  الندوات والأماسي , لماذا؟ لانهم  كما أسلفنا إعتادوا في العهود السابقه  على الحضور القسري والاجباري في  الندوات  الحزبيه (الجماهيريه) التي كان البعثي المسؤول  على سبيل المثال مكلف بإحضار اكبر عدد لحضور تلك الجلسات الباهته والخاويه إلا من سماع هتافات عروبيه  وترديد شعارات التمجيد  بالحزب والقائد الضروره  كي يسجل الرفيق في ملفه الحزبي  منجزا  بين الجماهير يعجل في ترفيع درجته الحزبيه  ولنا في هذا المجال أمثلة لا يمكن حصرذكرها هنا, اذن هنا تكمن أحد النقاط السلبيه الواجبه على المثقف مراعاتها.
لكن الجانب المثير للإستغراب في الحالة السلبيه التي نود التأكيد عليها , هو عندما نبدي عدم  تشجيعنا للأمسيات الثقافيه واللقاءات الحواريه بدافع أن أذواقنا  الحياتيه قد جعلتنا من الصنف القائل (عوفني دعوفك ) , أو ان مزاجنا قد طغت عليه شهوة الحاجه الى متعة  أمسيات  صخب الطرب وبذخ الموائد  و اللقاءات الساخنه التي غالبا ما تتخللها التراشقات والإنفعالات  ثم تختتم إما بالزعل والنفور او بإستدعاء الشرطة وما الى ذلك .
إذن من هنا نقول وهو زبد كلامنا , بأن مهمة إثبات  عكس هذه النظره الموروثه و تصحيح  النزعه اللاأباليه الذوقيه التي تناقلتها الأجيال  تقع على عاتق مثقفينا قبل سياسيينا كي يتسنى للنخبة  الشروع بالجديد الصحيح  الذي نراه ضروريا  وواجب علينا  نشره وبثه اليوم قبل الغد خاصة والعراقيون اليوم كما يفترض  قد ودعوا  زمن الملاحقات السياسيه   و اصبحت الساحة مفتوحة لكل من يمتلك قضية  ويريد ان يعمل من أجلها  بعد حرمان امتد لعقود.
الحقيقه المره التي يؤسف لها هي ان صنف  محبي امسيات الطرب والصخب  يكاد يشكل نسبة مخيفه في مجتمعنا العراقي , و مجتمعنا الكلدواشوري السرياني  ليس إستثناءمن هذه القاعده, مما يحتم على مثقفينا ومسؤولينا وسياسيينا إيلاء هذه الظاهره  القدر الموجب من الأهمية لمعالجتها , ارجو ان لا يؤخذ رأيي على محمل النيل او الإساءة  لأحد  , فكلنا قد عاش هذا الصنف من الواقع  المريروإن إختلف حجمه ,لكنه في كل الأحوال  إن دل على شيئ فهو وليد تراكمات إجتماعيه  وإرهاصات قمعيه و أزمات  وخيبات  نتج عنها طبع اللامبلاة  الذي  أمعنت في تعميقه  ممارسات السلطات الحزبيه والحكوميه و قمع أجهزتها المتنوعه , وبسببها غرقت عقولنا بالتفكير المبسط والمحصور بكيفية ضمان سلامتنا وبفرص العمل من اجل توفير قوت عيشنا  للاكل والنوم في بيوتنا  , حيث القليلون منا  جازفوا التفكيراو التعبيرفي السابق  عن امور محذوره امنيا او دينيا او اجتماعيا  كتلك التي يكاد يعرّض الانسان  نفسه فيها الى الملاحقه والعقاب, مع  كل هذه العواقب والقيود السالفه الذكرالتي  أرهبت المثقف يومها, نقول ان مهمة المثقف اليوم في خضم الخارطة السياسيه والثقافيه الشائكه تختلف لابل تبدو  أصعب  مما كانت عليه في السابق ايام تسلط الحكم الشمولي وقمع أجهزته .

اليوم  بعد التغيير الذي شهدناه  في نظام الحكم وإنبلاج أفق جديد في فضائنا, بات جل العراقيون و من  دون استثناء يشتركون  في سباق  تحقيق المطالب بشتى نواحي الحياة ( اللي  بي خير يجيب نقش)  , بينما بالأمس كانت الفسح والامكانيات والوسائل كلها محصورة وبشكل مطلق  بالحاكم وبطانته الحزبيه والرئاسيه  التي مكنته من تجاوز سقف  ترويض افكار  الشعب العراقي وكسبه الى جانبه بالمغريات  , لدرجة وصل الامر في بعض حالاته الى  غسل ادمغة العديدين واستطاع ان يفرض عليهم  نكران هويتهم و وجودهم  وهذا ما قد حصل مدى عقود الحكم الشمولي الديكتاتوري  .

كان سقوط النظام الصدامي بالنسبة للعراقين أقرب للحلم منه الى الحقيقه ولم يكن  توقع  حدوثه بالامر السهل ,  ولكن ما ان تحقق حتى هب الناس عن بكرة ابيهم  و بشكل عشوائي يتدافعون للخروج من ظلام نفق طال أمد إنحباسهم فيه  ليقابلوا وجها لوجه قوة شعاع  شمس الإنعتاق  الذي غوّش رؤيتهم للأمور واربك عليهم مشيتهم بشكل ملفت للنظر  بحيث شرع البعض يفكر بافضلية الرجوع الى  ذلك النفق على تحمل معاناة ما يحصل اليوم , وبالمناسبه  ظاهرة  التخبط وضعف البصيره وسوء الإداره  تنطبق على عموم شرائح المجتمع  من أصغرهم الى أكبرهم وفي مقدمتهم  كبار ساسة العراق  ومدبري شؤونه , ولمن يريد الدليل  فبؤس واقع عراق اليوم  وسلوكيات القائمين عليه منذ ساعات التغيير الأولى ولحد هذه اللحظه خير  دليل, حيث  مثقفنا ومناضلنا الذي كان يقيم الدنيا ولا يقعدها في شعاراته ومبادئه ومعارضته للنظام  بات اليوم يناقض نفسه بنفسه  سواء فيما يدعيه من فكر ديمقراطي او قومي او ديني, و الجميع يشهد بأم عينه  كيف ان من كان ينسب نفسه الى معارضي حكم الديكتاتور سرعان ما نسي نفسه  في زحمة اللغف والهبش والركض وراء المناصب  , خلاصة الكلام ان كل ما شهدناه بالامس وما نعاني منه اليوم هي ممارسات لا تمت للإنسانيه ولا للديمقراطيه باي صله ونحن في العام العاشر ما بعد التغيير  .

عوده الى الامسيات الثقافيه الألقوشيه او التللسقفيه او حيثما يتواجد ابناء شعبنا  والتي نحن بأمس الحاجة اليها كي  لا نكون في مؤخرة الركب  المتحضر ولا نغدو اسماكا صغيره تقتات عليها الحيتان والقروش,  المقصود بالامسيات الثقافيه  ليس حصرا تلك التي يـُقرأ فيها الشعر ونحن على علم بان الشعر هو مثابة غذاء الروح  الذي يحرك الخلايا الانسانيه وينشط تلك الاجزاء المعطله في عقل الانسان  , إنما المقصود  هو ان كل فعاليه معرفيه  تطرح وتتم  مناقشتها مع الجمهور من قبل ذوي الإختصاص  ولتكن على سبيل المثال  محاضره في التاريخ او اللغه او الصحة او الفلك او في الشؤون السياسيه والخدميه  او اي موضوع يتم تناوله مع الوسط الشعبي, فهو محسوبة  كغذاء معرفي وتثقيفي على طريق تصحيح سلبيات الماضي وفرز الجديد النوعي الذي  يحتاجه عقل الانسان العادي  كجرعة  سلميه تزيح ذلك الشعور  بالقنوط و الانطواء و ترفع  من هيبته  ومقامه لتضعه في  مصاف الشعوب التي تستحق العيش بعز  ويكون بمقدورها  ان تميز و تختار الاصلح لنفسها  وان تحقق لذاتها استقلالية قرارها  وممارسة دورها في تغير الواقع المحيط بها بما يخدمها و يخدم تطلعاتها .

في مثل هذه الأماسي الثقافيه  التي يكون فيها صوت المثقف  هو الصادح او هكذا يفترض  , تبدأ بذرة  الحياة الشبه ميته  بعد سباتها  بالانبات من جديد  في دفئ أروقة و أجواء  تبادل الآراء حتى لو إختلفت  وعرض العطاءات والابداعات الفكريه حيث في ذلك تتهيأ لهذه البذرة ظروفا طبيعيه للنمو دون  تخديش او تشويه في  جدرانها وانسجة نواتها .

لمثل هذه  المساهمات المتنوعه وإداراتها المسؤوله  فضل كبير لا يمكن إنكاره في رأب التصدعات الموروثه وبجهود وعقول المثقفين  لابد ان يعاد بناء  جسور الحوار رغم  وجود الفوارق الفكريه والإعتقاديه  التي لا بد لها ان تغادر دورها السلبي ما دمنا جميعا معنيون ببلداتنا  و باصالةهويتنا وارضنا وتراثنا وحقوقنا كشعب تاريخي يراد منه  ان يحسب حاله في مصاف الشعوب الآئله للإندثار كي يصبح تحت وصاية هذا الطرف او ذاك.

هذه النقلة المطلوبة في توحيد هدفنا  لا يكفيها  المناداة بها انما  تتطلب ميكانيكية فكريه جديده  تضعنا امام خيار واحد لاغيره وهو الاندماج فكرا وعملا  في عملية تطويريه مشتركه تنقلنا من حالة الانعزال  والتربص  الى حالة شعور جماعيه  في تحمل المسؤوليه والدفاع عن حقنا على ارضنا وعن هويتنا وتاريخنا وثقافتنا , اي اننا مع هذه النقله الثقافيه نكون  قد بدأنا مرحلة صناعة  العقل الانساني المبدع والشخصيه الكاريزميه التي ستتسابق مع أخواتها في تحقيق مطالب ورغبات العقل  الذي ينشد البقاء الصحيح  والأصلح على الأرض.

في خاتمة الكلام , ليس بوسعي الا ان اشد على ايادي مثقفينا اينما كانوا وخاصة في العراق البلد الأم  , والشكر دائما  للقائمين على تنظيم مثل هذه الأمسيات الثقافيه  المشتركه في القوش بشكل خاص , لأن أجمل ما في هذه  اللقاءات هو انها تجمع ولاتفرق  خاصة عندما يكون اللولب السباق  في هذا التجميع واللملمه هو مثقفنا قبل غيره , ويا حبذا لو حذا سياسيينا ومسؤولينا حذو مثقفينا ويكونوا واول المبادرين الى حضور مثل هذه الاماسي الثقافيه واللقاءات لتشجيعها وليس لتجييرها لصالحهم  لاننا كشعب سئمنا من أدلجة كل ما هو ثقافي من اجل اجندات سياسيه متنافسه.
الامر اللطيف  ان يكون ابن تللسقف وشرفيه وتلكيف وباقوفه  حاضرا مع أخوانه ومشاركا إياهم في تقديم ما تسخى به  أفكاره وشريحته , ففي هذه  التفاعلات  بداية  المشوار الذي إفتقدناه طويلا ,  نعم اننا بأمس الحاجة الى  هكذا فعاليات  تدار وتغذى من قبل مثقفينا وأدباءنا, ومنها تكون إنطلاقة الإدعاء ثم التأكيد  على الأرض بأننا   أصحاب حق  ليس شعاراتيا بل  في طرح أنفسنا  كوننا شعب  موجود توحده جهود مثقفيه بثقافته ولغته وتاريخه ومناضليه.
مستقبل شعبنا أمانة في عقول وأعناق مثقفينا قبل سياسيينا .
الوطن والشعب من وراء القصد

شوكت توسا



279
عذرا.....لن تكون القوش ماردين ثانيه


شوكت توسا
في ديسمبر كانون الأول 2010,  كتبت مقالا بعنوان : القوش تنادي  أين أنتم يا ابنائي ؟ هل ستجعلوا مني ماردين ثانيه ؟   ولمن يرغب في الإطلاع على المقال يرجى الضغط على الرابط أدناه.
http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=8174:2010-12-31-14-07-18&catid=66:2010-04-10-08-27-04&Itemid=63
عندما كتبت المقالة اعلاه, كان الخوف  على  أشده  من تصاعد وتيرة هجرة ابناء القوش وبقية قرانا , لذا بدأت ألأقلام والحناجر تدلو بدلوها  وهي تحذر من خطورة  هذه الظاهره وضرورة إيجاد سبل الحد منها.
بعد  عامين أقتطف فقرة من ذلك المقال :
القوش التي  منحتنا  شارات الفخر والعز تطالب أولا :  مسؤولي الإدارة المحلييين في( القضاء والناحيه) أن يتحملوا مسؤولياتهم  الملقاة على عاتقهم  ويرتبوا اوضاعهم  و علاقاتهم الداخلية الرسمية وغير الرسميه فيما بينهم ونبذ خلافاتهم الشخصيه  من أجل عيون أهل المدينة ومن أجل إيجاد الحلول البناءه لإيقاف ظاهرة الهجرة المخيفه , إذن مطلوب من مسؤولينا المحليين  بالذات بذل اقصى الجهود من أجل تطوير البلدة وتحقيق خدمة إحتياجات الناس وليس إستغلالها لمصالحهم الشخصية  ( والحليم تكفيه الأشاره).

الآن حــَقَ علي ّ الإعتذار في حضرة بلدة ألقوش و أمام هيبة أبنائها ,وهو  أضعف الإيمان  أزاء ما شاهدته أعيننا في يوم التظاهره الألقوشيه التي نظمتها وقادتها منظمات المجتمع المدني والتي أفصح  الأهالي من خلالها عن حقيقة أنهم الأصدق والأكفأ في ولائهم لبلدتهم وتاريخها و انهم الأقدرعلى منع المتلاعبين في مقدراتها ديموغرافيا , لقد اثبت الجماهير في مظاهرتهم المتواضعه والمسالمه  بأنهم الأكثر إحتراما لشهداء بلدتهم  والأخلص تقديسا للدماء  التي روت هذه الشجره الباسقه والمعطاء.
 بعيدا عن مدى صواب او خطأ التوقيت وبغض النظر عن موضوعة التوفيق مع ما قد  يتخذ من إجراءات بخصوص وعود المسؤولين بتهدئة الاوضاع  و إيقاف مساعي التغيير الديموغرافي , إن المظاهرة التي سار تحت شمس يومها الحارق شيب البلدة وشبابها  لهي المعبر الحقيقي عن ماهية هذه البلدة واصالة أبنائها, فقد وضعوا الصراعات الحزبيه  والإختلافات الفكريه جانبا ورفعوا صوت بلدتهم عاليا لتقول  للعالم : ها هم أبنائي الذين  ربيتهم بعرق جبيني ونقاء حليبي ليرثوا من أبائهم  محبة بعضهم البعض  وتمسكهم بأخلاق الحفاظ على  كرامة  الأم الحنون  التي تربوا  بعزها  ورضعوا من حليبها وأكلوا من زادها.
بوركت جهود أهلنا في القوش و طريقة ردة فعلهم الحضاريه  التي نتمنى أن تبقى  بعيدة عن تأثير ومنال  الصراعات السياسيه وحبذا لو خلت اليافطات من اي شعار سياسي يفقدها حياديتها  او يشكك بإنحيازها لما هو لصالح القوش وبقية البلدات في مناطقنا.
 بقي لي أن أعيد الى الذاكره مرة أخرى  طلبا وأمنيه  سبق و أعلنته  قبل عامين  وهو مذكور في  فقرتي المقتبسه أعلاه من مقالي السابق , بكل محبه واحترام  أشدد مرة أخرى على  كامل مضمون الفقرة أعلاه خاصة أسطرها  الثلاث الاخيره  لما لمعانيها  من إنعكاسات إيجابيه في حال تحقق هذا التنسيق بين مسؤولينا الإداريين ليزيد من المحبه ويسود تناسق وتوافق جماهيري القوشي , وإلا يا سادتي المسؤولين المحليين , ما فائدة ان تطالب الجماهير من مسؤول في بغداد او الموصل او في دهوك  في حين مسؤولينا الإداريين المحليين لا يجلسون ويتحاورون فيما بينهم  حول شؤون بلداتهم ومطاليب أبناء شعبهم؟

القوش ومستقبلها من وراء القصد





280
 
  التدليس والتزامط  يؤكدان صحة مقولة  نيافته  ؟؟

شوكت توسا

 واحدة من أكثر آفات فكر وثقافة هذا العصرخطورة  , هي إشكالية رضوخ المتداخل ومغازلته لوَهْم ٍ إحتل مجال تفكيره للمدى الذي تظهره  كأسيــر ٍ يتلـوى تحت وطأة عقدته الوهميه و لجوئه الى اسلوب التدليس ظنا منه أن  إستخفافه  بعقول القراء  سيخفي عنهم حقيقة مسعاه.
ليس هذا فقط , بل الأنكى من ذلك ان الغرور والتزامط  يجرجرانه الى هاوية اللامبالاة لمن يشكك بأقواله حتى تلك التي يرددها أثناء تأدية ركعات صلاته, ولنا في هذا الصدد أكثر من مثال ومستند , أحدثها    الموضوعة  المتعلقه  بالطبعه الجديده لكتاب القوش عبر التاريخ وسوف لن تكون الأخيره .
   إن العامل الذي شدني الى كتابة هذا المقال  ليس تفنيد أو تأكيد ادعاء  حصول تزوير او تغيير للحقائق في طبعة الكتاب الجديده  , إنما أمر آخر سنتوصل اليه  ضمن مقالنا ,  وبمناسبة صدور الطبعه الجديده  لابد  من قول  كلمة شكر وإشاده بالجهود التي أخرجت الكتاب بحلته الجديده, ولنا أيضا كل الإحترام  لمن ينتقد طريقة إخراجه لكن بمنطق العقل وليس بما تمليه الأمزجه المتقلبه والمواقف المسبــّقه .
 كي لا نكيل ونعبي الصفحة  بكلام  فارغ يبعدنا  عن اساس موضوعنا, يجب علينا اولا ان نعلم بأن نيافة المطران ( الكاثوليكي الكلداني) المرحوم بابانا  لم يصفنا  بالبهلليّ  لا في حياته المدنيه ولا الكهنوتيه, وهكذا  يبدو ورثته الذين  لم يحذفوا او يضيفوا  كلمة مديح او ذم بحق اي  تسمية قوميه  في الكتاب الذي وجد النهضوييون  في طريقة إعادة طبعه وسيلة من أجل التشهير والطعن فقط وليس النقد من أجل التقويم وصيانة الحقيقه.
 إنما الذي قال كلمة "البهـلليّ " وبأعلى صوته هو نيافة المطران الكاثوليكي الآثوري  سرهد جمو عندما وصف نفسه وسكنة سهل نينوى بالآشوريين  او الاثوريين بينما يصفنا بالهللي لو كنا نعتقد العكس , فعل ذلك عام 1996 في محاضره ألقاها في ديترويت  امام حشد  مؤكدا  بنفسه على  انه آثورايا من تلكيف,  في حين لم نعثر على  اي شبيه او مرادف لكلمة البهللي  سواء في طبعة الكتاب الاصليه(القوش عبر التاريخ) أو في الطبعه التي نقحها وأعاد طبعها مشكورون  ورثة المرحوم بابانا .
 يقول نيافة المطران سرهد جمو : (( بهللي هم اولئك الذين يعتقدون بان ابناء تلكيف والقوش وسهل نينوى هم كلدانا ,أنما  يعرفون أنفسهم و معروفون كونهم اثوريون,,,,,, الخ )   .
 يقيــــنا ً ,ان الذين يتباهون بتسابقهم  في إتهام عائلة بابانا بتزوير كتاب القوش عبر التاريخ  واشورته ,  قد سمع هؤلاء المتزامطون وشاهدوا كلام نيافة المطران سرهد جمو الذي ما زال حي يرزق, لكنهم طنشوا  والسبب ليس بخاف حتى على أوساط المتعلمين , حيث لم يكلف أحدهم نفسه عناء  مساءلة  نيافته شخصيا  للتأكد مما قاله , عساهم يفعلونها الآن  فهي فرصه مناسبه لبرهنة المصداقيه  وفي نفس الوقت لطلب إستشارته حول أزمة التزوير المدعاة  على إعتباره(المطران جمو) مرجعا مذهبيا دينيا وقوميا كلدانيا سياسيا  وتاريخيا (بالنسبة للنهضويين الجدد)  .

 بعيدا عن صحة  حصول التزوير من عدمه , فتلك ليست قضيتي التي من أجلها أكتب هذا المقال  كما اسلفت , لكني أتساءل : يا ترى  هل  صادف أن مرت علينا  جملة او فقره كتبها أحدهم ( نهضويينا الكلدانيين) او حتى كلمة  تساؤل او نقد واحده حول سبب وصف المطران سرهد بالبهللي لكل من يعتقد بان سكنة القوش وتلكيف هم كلدانا ً؟  ثم هل يا ترى كان هذا الوصف وراء إلتفافهم حوله في مؤتمره القومي(الكلداني) في  سندياغو  أم  كان وراءها مغريات  كعكة أخرى أخفق نيافته في خطفها لهم؟
 بالمناسبه هذه ليست المره الأولى التي أتطرق فيها الى موضوعة  كلمة البهللي ومؤتمرهم القومي في سندياغو , فقد كتبنا عنها في وقتها بما فيه الكفايه, ولم يكن بودي العودة اليها مرة أخرى  لولا الصخب الذي أثير حول طبعة القوش عبر التاريخ الجديده ,لكني ما زلت و لحد هذه اللحظه بإنتظار أن أقرأ او اسمع اي تعليق  على ما تفضل به المطران جمو حول كلدانيتهم وأثوريته .  بإمكان من يرغب التأكد الضغط على الرابط أدناه ومشاهدة الفيدو بعد قراءة مقالة (لماذا التدليس) .
http://www.alqosh.net/article_000/thamer_tosa/tht_62.htm
أن نيافة المطران سرهد جمو حفظه الرب, هو نفسه  القائل بانه آثورايا  وليس انا او غيري الذي يقول عنه ذلك , لكننا لم نقرأ للمرحوم بابانا اي شيئ  من هذا القبيل  ولم يضف ورثته  الى كتابه  شيئا من هذا الخصوص, قبل عامين او أكثر, كان نيافة المطران جمو قد قاد حملة نهضويه قوميه كلدانيه في كنيسته الكاثوليكيه  في سندياغو ,  وشاهد المتابعون وسمعوا وقرأوا حول الشخوص التي تهافتت  الى مؤتمره وهتفت بإسمه قائدا ومفكرا قوميا كلدانيا عظيما ( وليس أثوريا)  يستحق التمجيد والمديح!!!! .
الغريب العجيب ان  ذات  الأشخاص الذين طبلوا وزمروا بالأمس للمؤتمر (الكلداني )الذي قاده المطران(الأثوري) جمو هم نفسهم  يستقتلون اليوم  في التعبير عن حزنهم وخوفهم  لغياب كلمة كلدانيه عن عباره او فقره في طبعة النسخه الجديده  بحيث إنقلب أمرهم الى التشهير ببيت بابانا بسبب كلمة او كلمتين لا يمكن مقارنتها  بخطورة ما قاله المطران سرهد جمو(خطورة الأشوره على الناهضين الكلدانيين ) , ولنفترض  صحة إدعاءهم  ونقدهم  لما يرونه  تغيرخطير في بعض مفردات  نسخةالطبعه الجديده من كتاب القوش عبر التاريخ ( أرجو ان لا يفهم من كلامي باني  أدافع عن تزوير في النص الأصلي بقصد تغيير المعنى ) .
لكن الامر المهم الذي نحن بصدد الوصول اليه  يقودني الى التساؤل عن مالذي يعني  إعفاء المطران سرهد من تهمة التزوير والتقلب بالأفكار في حين قامت الدنيا ولم تقعد بخصوص كتاب المرحوم بابانا؟ هل هي المصداقيه؟ ام  إنها العقد ه  من كلمة الاثوريه؟ ام الحركة  الاشوريه (زوعا)   التي أصبحت شماعه  يعلق عليها التأشور والتهميش والتزوير  ؟
 أعود وأؤكد باني لست أنا الذي  أثـْوَر َ او أشْوَرَ نيافة المطران جمو  , بل أنه في دعوته ونعته ابناء سهل نينوى من دعاة الكلدانيه بالبهللي استطاع نيافته ان يقود حملة ثقافيه وتحريضيه  لبث فكرة التأشور(كما يسميها النهضوييون) بين رعيته الكاثوليكيه (الكلدانيه) وهو صاحب  مقولته المشهوره  التي  قالها بعظمة لسانه , يا ترى هل خلا  كلام  نيافة المطران جمو هذا من اي تجريح لمشاعرهم او وتخريب لمشروعهم ان كان لديهم فعلا مشروع فعلا مشروعا قوميا ؟ ألا يعتبر تصريح المطران جمو  موضوعا سياسيا تستدعي المصداقية والأمانة البت فيه إن كان  للمصداقيه اي أهمية  في ضمائر وعقول النقاد النهضويين ؟.
بالنسبة لي لم أقتني بعد نسخة الطبعه الجديده من كتاب القوش عبر التاريخ , لكني امتلك النسخه القديمه , لذا لا يحق لي  إعتماد كل ما ينشر على الصفحات الألكترونيه  في نفي او تأكيد حدوث اي تغيير في النسخه الجديده, لكن الحق يقال بأن ما جاء في مقال الاخ يوحنا بابانا كان ردا منطقيا أوضح الكثير من الأشكالات , مع ذلك يبقى موضوع مقالتي هو ليس تأكيد او نفي حصول التغيير في طبعة الكتاب الجديد , إنما  تأكيدي على شأن أخلاقي آخر نحن بصدد الوصول الى زبدته من خلال تتبع الكلام  وتفحص النوايا التي ثبت عدم حسنها  .


شخصيا لم أستمع يوما ما بأن  المرحوم المطران الألقوشي يوسف بابانا قد قاد  فعاليه سياسيه قوميه كانت ام دينيه, لكننا على علم  بأنه إجتهد  في تثبيت معلوماته  وأرائه حول بلدته القوش ثم بادر ورثته مشكورون  الى جمعها وتنظيمها  في كتاب  القوش عبر التاريخ , أتذكر في وقتها  أثيرت بعض الانتقادات  بخصوص حقائق التسمية القوميه  وحول أمور اخرى منها اسماء عوائل القوش وأماكن قدومها  , ولا  أعتقد أن في ذلك شائبة لأن المجتهد يمكن ان يصيب و يخطئ حاله حال اي إنسان .

من خلال نظره تحليليه بسيطه لهذه القضيه  مضافا اليها تخبطات تعليقاتهم  على الندوات  الاخيره التي عقدها السيد يونادم  كنا في مدن المهجر أضاف  النهضويون الى أرشيفنا دليلا آخر  يؤكد  بان مواجهة الحقيقه ونقلها كما هي لا تشكل في عقولهم اي رقما في كل ما يحكونه او يتكلمون عنه إطلاقا  ,في حين  الحقيقة الصارخها التي تكشف عن نفسها يوما بعد آخر  هي ان التناقض والتدليس قد باتا  ديدن كل من تكورت في عقله عقدة من التسميه الاثوريه او الاشوريه وهذا ما أثبتته مناقضة أنفسهم بأنفسهم عندما  تهافتوا الى مؤتمر سندياغو الذي قاده نيافة المطران (الاثوري )جمو صاحب وصفة  البهللي لكل من يتصور بان ابناء سهل نينوى هم كلدان انما هم اثوريين حسب قوله , لكن الرفاق الكلدان  سكتوا وطنشوا  ولم ينطقوا ببنت شفه في دحض ما قاله.
 إذن بلله عليكم إن كان أسلوبكم مبني لتحقيق هدف تسقيط الآخر, كيف سيتسنى لنا ان نصدقكم  ونصدق إدعاء خشيتكم  من خطورة تغيير كلمه او كلمتين  في كتاب القوش عبر التاريخ , في حين تريدون  منا أن نكـّذب أعيننا ومسامعنا ونسكت كالطرشان و الخرسان امام قول قاله رجل دين مذهبي  هلهلتم لقيادته نهضتهم القوميه الكلدانيه المزعومه ,وهو القائل عنكم وعنا وعن نفسه باننا جميعا أثورييون؟ والرجل ما زال حي يرزق أطال الله في عمركم وعمره؟ كيف يكون التدليس  إذن؟ .

 خلاصة كل ما نود توضيحه في هذه الأسطر هو أن الذين  ينتقدون  او بالأحرى يتهجمون على ورثة المرحوم بابانا ويتهمونهم بتزوير كتاب القوش عبر التاريخ , نقول ان نقدهم  لم يكن موفقا في كل الأحوال, لانه لم يأتي بدافع حرصهم ولا من اجل  صون الحقيقه  إطلاقا , و إلا لماذا أطبق عليهم الصمت والسكوت  وتغافلوا عما قاله المطران سرهد جمو الذي قاد نهضتهم الكلدانيه المزعومه؟ ؟
 أليس نيافة جمو  مطرانا ايضا  من ديننا ومذهبنا وقومنا ؟ اليس ما قاله  محسوب عليه  ومسحوب علينا  ومسجل باسمه ومن أفكاره ؟ ألم يتهمنا بالبهللي فيما اذا سادنا الاعتقاد باننا كلدانا ؟ ألم يعلن بنفسه بانه اشوريا  كونه من تلكيف احدى ضواحي نينوى الأشوريه؟ هل علق أحدا منكم على كلامه بنعم او لا؟  بالمناسبة لو شاء احدا وكتب نبذة عن أوراق و أجتهادات نيافة المطران سرهد جمو, الأمانة تتطلب إدراج ما قاله في ندوته عام 1996 . وانا متأكد بأن هناك اقوال اخرى تستحق نشرها وحفظها من ألاعيب أيادي الساكتين عليها .
 ثم  للتذكير فقط ,  المرحوم المطران بابانا  لم يقل ما يشبه تصريح غبطة المرحوم البطريرك روفائيل بيداويذ عندما قال بأن قوميته أشوريه  ومذهبه كاثوليكي كلداني   ونفس المعنى ورد ايضا  في مضمون كلام المطران سرهد جمو مضيفا اليها بان اللغه التي نتكلمها هي لهجه كلدانيه(لعزا) وليس لغه  كما يحلو للبعض وصفها, إذن اين انتم من هذا الكلام؟؟ .
  المرحوم بابانا لم  يصف أحدنا بالغباء لو إعتقد بانه كلدانيا أوأشوريا , أي أنه لم يتبع الأسلوب القسري الذي إتبعه المطران سرهد جمو  في سنين تعاطيه مع موضوع التسميات القوميه يوم أتهمنا بالبهللي لو قلنا عن انفسنا باننا كلدانا  ,إذن إستنادا على ماذا تم  إختياره  قائدا ومفكرا قوميا كلدانيا؟ ألم يكن في ذلك طمطمه  منكم على حقيقة طروحاته وإعتقاده   ؟
نختتم كلامنا بكلمه قصيره حول مصداقية الناقد في نقده , من وجهة نظري أرى بأن الناقد  الذي يسكت على مقولة قائده النهضوي القومي (الكلداني) ويطمطم على الكثير من المقالات التي نشرت  كلام المطران سرهد جمو , عليه ان يفهم بأن الخرس أمام ولي النعمه  هو دليل كافي على عدم مصداقية كل ما يحكيه و على عدم براءة  إنتقاده حتى لو كان  النقد في محله ,,,,,,
الشعب والحقيقه من وراء القصد



281
 
دبابيس  ألقوشيه خفيفه لا تخترق الريش  


شوكت توسا
 
 كثيرة هي أفضال  الإكتشافات العلميه  على حياة الإنسان ,  منها  فضل تكنولوجيا الإنترنيت المشهود في إختزال المسافات وتقريب الناس من بعضها بعد ان حولت كوننا المترامي الى حي ألكتروني صغير بإمكان ساكني قاراته  تبادل المعلومه  بمجرد ضغطة ماوس خفيفه  ,فقد بات بإمكاننا التواصل دون الذهاب الى  البدالة  او البريد لسماع أصوات أهلنا  او قراءة ما تجود به أقلام ورسائل كــتابنا  من داخل مدن العراق  وقراه منها  بلدتنا العزيزه ألقوش التي نتنطر بلهف جود أبنائها علينا  بمقال او حوار او عرض عمل غنائي او مسرحي نتابعه  بشغف ونقرأه بإهتمام  فائق عن  قراءتنا لغيره  لأسباب ليست بخافيه  على أحد نذكر منها  أولا ً  نكهة  جغرافية الكلام ونوطة عزفه الأصيله  التي تنــّشط ذاكرتنا  كي نتذكر ما قد ننساه  في خضم صخب مدن الإغتراب وبذخ حياته .
وثانياً  عندما يكتب لنا كاتب من ألقوش بالتأكيد سيحكي أشياء تشد القارئ البعيد اليها كونها من قلب الحدث ومن عنديات  بقايانا في أرض أبائنا وأجدادنا , واعتقد ان هذا الشد  بعينه هو حاجة القارئ الجاد , وإلا ما معنى ان نبلغ ذروة إستمتاعنا بقصائد واشعار  تــُغنــّى  بلغتنا وتؤدى في طبيعة القوش وهوائها  ويزداد طعمها  حلاوة  حتى  في تكرار سماعها ومشاهدتها لكذا مره  ,في حين  تمرعلينا أغاني مشاهير مطربينا في اميركا واوربا واستراليا وكندا مرور الكرام  في مسامعنا؟ ...
أما ثالثا ً  ,باعتقادي ان ما يصلنا من نتاجات اقلام أهلنا ومن شدو  حناجرهم  في الوطن حتى وإن بدت في نظر البعض متواضعة  سواء في جانبها الادبي او الفني او السياسي, لكن فيها ما يميزها عن غيرها  كونها تجســّر الأميال التي فصلتنا نحن الأغصان عن ساق وجذع الشجرة الأم  ,مما يحتم على هذا الغصن الذي يدعي إنتمائه وحبه لأصوله  اخذهذه الميزة على محمل من الجد عند تفاعله  بالرد او التعليق على ما يأتينا من الداخل ,ففي تحقيق هذا التبادل الإعتباري نكون  قد ساهمنا  كل من جغرافيته في تجسيد التواصل الوجداني المطلوب  الذي يعيد الثقة و الطمأنينة  في نفوس المحبين لبلدتهم و يزيدهم تمســّكا بجذورهم  وتماسكا فيما بينهم .
من الطبيعي جدا ان نختلف في كتابة أفكارنا ورؤانا من اجل هدف يفترض كونه سام ٍ, لكن ان يصل غرور البعض حد الإستخفاف بكلام أهلنا و تسويق  المفردات الواطئه بحقهم , حينها يصبح إدعاء دفاعنا عن مستقبل أهلنا وحقوقهم في الوطن كلام مبتذل على ورق ليس إلا , لان الذي  ينبغي علينا إثباته هو اولا توثيق إدعاءنا  بحسن تعاملنا مع ما تعكسه المرآة الناصعه  لواقع حال ابناء شعبنا  عبر صراحتهم  في  الفصح عن تطلعاتهم  و طريقة تفكيرهم حسبما تتطلبه تعقيدات حياتهم دون رتوش. 
    وبسبب بعض الأقلام اللامسؤوله,  يكاد البعض منا يستسلم لمقولة  أن نعيم  البلدان التي إستقبلتنا هي السبب في تعالي بعضنا على البعض , أو أن هذا النعيم المترف  قد يفضي بعد عقد او عقدين الى إعلان فصلنا وأجيالنا عن جذورنا وتاريخنا  . حكم مطلق كهذا تنقصه الدقه فيما لو أخضعناه  لعامل  دور مثقفينا و حسن تبادل نشاطات جمعياتنا ونوادينا في المهجر والوطن  من منطلق أن الحنين والتحسرللوطن والاهل حاجه غريزيه تلازم المتغرب مع كل ما يطرأ  من متغيرات  في حياته, ولكن ليس بإستطاعة أحد نفي  وجود ما يدغدغ هذه الحاجةالغريزيه او ينغصها من قبيل  خليط  مشاعر وأحاسيس متناقضه تتباين  من شخص لأخر, كأن يكون التكبّرالغير المبرر في بعض حالات تفاقم ظاهرة الغرورهو أحد هذه المنغصات , أو الإحساس بالذنب والتقصير تجاه أهلنا الذين أدرنا عليهم ظهورنا, كما فينا من تأخذ اللامبلاة منه مأخذا كنتيجة ليأسه ووحدانيته , وفينا من أبعده تسابق إقتناء المال حتى عن شقيقه الذي يعيش في نفس مدينته ,ولكن يجب ان نتذكر بأن بين هذه الأصناف  صنفُ المحب والمنتمي لتاريخه وبلدته  الذي بلغ حبه لأهله وبلدته الحد الذي يجعله يغار ويحسد في أهله  صبرهم على مكاره سنوات عجاف  قضاهاهو وغيره متربعين في بلدان النعيم و الرفاه  , وتزداد غيرته ومحبته لاهله عندما يقرأ في  سطور كلام زملاء له من القوش  بأنهم ليسوا نادمين  في بقائهم على أرض الأباء رغم متاعب الحياة , بل ما زالوا  يتباهون في تفضيلهم  العيش في القوش مع كل تبعاتها, هنا يكمن زبد الكلام  وقيمة طرحهم  النوعي المرتجى  واللامزاجي  الذي يخدم بقاءهم حيث هم  معززين وهذا من حقهم , فهل يا ترى  سيحسدنا أهلنا في الوطن عندما ننبش فيما يكتبونه ويقولونه  بحثا عما يشبع رغباتنا و يرضي ميولنا التي فرعنتها حياة الإغتراب؟ بالتأكيد كلا نحن لسنا محسودون  في سلوكنا هذا  لأننا في عدم مراعاتنا لهذه الحقائق نكون  قد أهملنا جانبا مهما في ممارسة حق النقد الذي ينقلب الى إجحاف وتقصير بحقهم. ربما سيتوهم أحدٌ ويفسر كلامي سلبا متهما إياي باني أستهين  بهموم المغتربين وبإمكانياتهم او ان ما ابتغيه من كلامي هو كسب ود أناس عرفناهم عن كثب  قبل ان نغادرهم  وهم في غنى عن مديحنا  وإطرائنا لهم , تفسير كهذاهوفعلا اقرب الى الوهم منه الى الصحه لأن الأمانة تقتضي قول الحقيقة رغم مرارتها , فالكلمات  التي تخطها الأصابع المكتويه بسعير النار لا تنطق بالقال والقيل الممل والمقرف الذي اصبح ديدن من لا قضية له ولا يرى سوى بالشتيمة والمفردة المتعجرفه شفاء ً لدائه , انما هي كلمات تطلق آهات آلام تلك الحرقة وعذابها إشاراتا  لنا نحن المغتربين كي نشعر بهمومهم ونتعض من كلامهم لو أردنا معرفة  ما يتوجب علينا عمله تجاههم, فان لم نستطع عمل شئ علام القذف والتنكيل بكل من يخالفنا؟ , ان في ثنايا سطور رسائل أهلنا في الوطن ما يزيح  الغطاء عن العورهويكشف علة تطاول البعض , وفي معاني كلمات المعذبين سنجد  الترشيد والتصحيح  المفيد لمثيري الهلوسه والكلام المزاجي من المتنعمين بالفلل المكيفه والبلاجات البحريه ووجبات الماكدونالد السريعه  غير مكترثين لمقولة أهل مكة أدرى بشعابها .
و إذ  ما زلنا نحوم حول ما ينقله المجال الأثيري الانترنيتي لنا من داخل الوطن  وخارجه , ليس بوسعنا إلا التذكير بأسماء ألقوشيه نتـنـّطر بشغف  ما تمنه علينا اقلامهم  وما تشدوه لنا حناجرهم ,  إنهم الموقرات والموقرون:  الأستاذ القدير يوسف زرا , و الأنصاري المبدع في رحلاته السرديه الاستاذ  سمير قس يونان, الست الشاعره منال أبونا , الاستاذ  صبري اسطيفانا, والاستاذ جميل حيدو,  الاستاذ أدمون لاسو,  والكاتب والشاعر الاستاذ فائق بللو,  و الشيوعي الفلاح فلاح قس يونان,والشاعره جنينه حيدو , والحارث  في كنوز القوش وفنون تراثها وآدابها  الاستاذ لطيف بولا , والاستاذ الزراعي والكاتب  منذر حبيب كلله وشقيقه  الاخ شوكت كلله,  والاستاذ جورج بابانا وشاعرنا المتألق زاهر دودا , والكاتبه  العنيده كافي قس يونان التي ننتظر عودة صدح صوتها من القوش , أسماء  رزنه  تضفي على رونقها  جمالا نتحسسه فيما تقوله , وأخرون  نعتذر عن  سهو  ذكر أسماءهم  ,  لكننا نقول  بكل صدق بأن الآمال ستبقى  معلقه على زيادة الاقلام ونتاجاتها من داخل القوش لانها تبعث في انفس المتغربين المزيد من الحوافز والتواصل.
 بقي لي ان أختم كلامي بدبوس ألقوشي :
""  في موسم الحصاد , تغدو السنابل الفارغه علفا سهلا ,و إن إستطاعت  فعل شيئ فليس افضل من  شد نفسها بحزمة بعد تزيين  نهايات سيقانها العليا بحبات الزؤان التي طفت بجانبها  , فهناك في منحدر الحي حاوية ألكترونيه , مشكور ذلك اللاهوتي  الذي صنعها خصيصة لعزل  البذور الغير الصالحه عساها تتحسن , ففي  وقاية  محاصيل المواسم المقبله من الأدغال الطفيليه ضروره اقتصاديه  "".
الوطـــــــــــــــــــن  والشعـــب  من وراء القصد


282
بوادر إستحداث محافظة سهل نينوى تستبان  في الافق

شوكت توسا
في خبر منشور على موقع زوعا اورغ الموقر,  مفاد الخبر :
(  صرح النائب عماد يوخنا عن اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في مدينة الموصل بان الاجتماع قرر تشكيل لجنة لدراسة استحداث الوحدات الادارية واقسام البلدية من منطقة سهل نينوى برئاسة الامانة العامة لمجلس الوزراء وعضوية وزارة البلديات والاشغال العامة والوقف المسيحي والديانات الاخرى ، يذكر بأن لجنة دراسة احتياجات المسيحيين المشكلة بأمر ديواني رقم اربعة وخمسين برئاسة وزير البيئة سركون صليوا وعضوية عدد من الوزارات ذات العلاقة كانت قد قدمت طلباً بالموضوع قدمته الى مجلس الوزراء للدراسة والموافقة على تشكيل هذه اللجنة) . انتهى الاقتباس
مر قرابة عامين  او أكثر على إثارة موضوع أستحداث محافظة سهل نينوى أعلاميا بعد مذبحة سيدة النجاة , وقد سمعنا العديد من  تصريحات المسؤولين حول هذا الشأن كما كتب العديد من المقالات حول هذه الموضوع من ضمنهم كاتب هذه السطور,من ضمن تصريحات المسؤولين الكبار من بارك الفكره  منطلقا اما من مصلحته او من احقية ومشروعية المطلب , وأخرون رفضوها  كما اشرنا في مقالاتنا السابقه  لسبب ليس له علاقة بهدف شعبنا من المحافظة انما لمحاربة من ايد الفكر ليس الا, وهكذا الامر بالنسبة للكتابات , حيث إرتفعت أصوات المريدين لهذا المطلب الفشل من خلال تأيديهم لتصريحات السادة الكبار  كرئيس البرلمان ومحافظ نينوى  الرافضه لهذا المطلب الانساني , فقد وصفوه  ظلما بتسميات دينيه او عرقيه  او انفصاليه دون اي وجه حق او وازع قانوني , في حين ظل القسم الاخر متمسك به كونه خطوه باتجاه تطوير حياة ابناء شعبنا في اماكن تواجدهم وعيشهم  مع بقية مكونات المجتمع من عرب واكراد  وتركمان وشبك ويزيديون  بعيدا عن اقاويل و مقالب السياسة والسياسيين .
  الان قرأنا الخبر المنشور اعلاه عن لسان السيد عماد يوخنا , نتمنى صحته وجدية المعنيين  في متابعة تفاصيل تنفيذه , من هذا الخبر المهم رغم إقتضابه  يمكن ان يستشف  اننا امام الخطوه العمليه الصحيحه الأولى  باتجاه  التركيز اولا على  أهمية الانسان كإنسان وليس كبضاعه نستخدمها في متاجراتنا السياسيه ,  ابناء شعبنا  يتطلعون الى كيفية تحسين الخدمات في قراهم وبلداتهم  المهمله خدميا لعقود طويله, اذن استحداث القضاء والناحيه هو خطوة باتجاه تطوير الحياة وإسعاد الإنسان  , ابناء شعبنا  بحاجه  الى توفير فرص إستقرارهم في اماكنهم من خلال منحهم الحق والاذن  في بناء الدور وتشييد المرافق الخدميه  والمشاريع الانتاجيه لهم في اماكن تواجدهم  وليس مغادرتها الى اماكن أخرى بحثا عن الأفضل  او تنفيذا لأجندات سياسيه وديموغرافيه , لو تحققت هذه الخطوه التي نحن بصددها بإعتبارها إنسانيه بالدرجه الاساس ,فإنها ستساهم في منع الهجره وفي  التقليل من معاناة الناس  اليوميه  بسبب الصراعات السياسيه القوميه والطائفيه  التي أنتجت لنا  غياب الامن و قلة الخدمات وانعدامها في القرى الصغيره هذا من ناحيه .
 من ناحيه أخرى فان هذه الخطوه التي اصفها بالجباره, ستساهم  بشكل مباشر وفعال  في وضع حد للإرباكات والمشاكل ( الديموغرافيه)التي تسببها  حاجة المواطن البريئه في البحث عن العيش في القضاء والمدينه  , ناهيك عن ان كثافة  القرى التابعه و الملحقه  بقضاء واحد او ناحيه واحده ( كبرطله , وقرهقوش  والقوش ) قد يكون لحقيقة مكونات هذه المناطق العرقيه والدينيه  تأثيرها السلبي في فرض واقع سياسي او انتخابي تمثيلي   ينتج عنه فرض سلطه محليه لا تتوالم مع تطلعات  سكان القصبة  سواء كان قضاء او ناحيه  كما هو الحال في برطله وقرقوش والقوش, لهذا السبب يكون موضوع احترام خصوصيات الاخر واجب وطني وانساني دون جعله وسيله سياسيه للتراشق وادارة الصراع .
إن إعادة ترتيب الوضع الادراي في اقضية ونواحي وقرى سهل نينوى  بقصد تنظيم حياة المواطنين ورفاهها سوف يعكس حاله ايجابيه من التآخي والمحبه التي تبعث الامن والارتياح النفسي  لدى المواطنين , فعندما يتم على سبيل المثال  فصل  قرية بوزان  اداريا عن ناحية القوش و يصاغ  الى جعلها مركز ناحيه  تتبعها  اداريا قرى ايزيديه( هذا مثال  واحد من امثله  موجوده في عموم مناطق سهل نينوى)  , بالتأكيد  سيتحقق من ذلك اكثر من أمر ايجابي, اولهما تطوير بلدة بوزان  اليزيديه وهكذا توابعها الجديده, لان ادارتها كمركز ناحيه  ستتوجه الى الاهتمام باوضاع الاخوة الايزيديين في بقية قراهم انطلاقا من أحترام  واقعهم وتقاليدهم الدينيه والثقافيه والقوميه , وهذا يعني ان السكان وادارة وحداتهم الاداريه سيتوجهون نحو الانشغال في كيفية تطوير حياتهم  الاقتصاديه  والثقافيه  والصحيه بعيدا عن استغلال همومهم  سلبيا   في زجهم في صراعات سياسيه وانتخابيه لفرض واقع سياسي وتمثيلي  ضاغط , فمثلا في القوش  على سبيل مثال  التي لا يعيش فيها سوى اهلها  لهم وحدهم الحق في اختيار طريقة ترتيب حياتهم في القوش  , اذ ليس من حق الالقوشي ان يذهب ويشارك في انتخاب مجلس بلدي في بوزان  او خورزان  ليكون له دور في رسم طريقة عيش اهالي بوزان وطريقة ممارسة شعائرهم او تشييد بناياتهم .
من المؤسف القول ان ما يحصل اليوم  في بلدات وقرى سهل نينوى  من محاولات تغييريه لواقع ديموغرافي قديم واصيل   لا يبعث الامل والطمأنينه  في نفوس الناس , فالوضع  بحاجه الى حلول إنسانيه وقرارات جريئه وسريعه  من خلال إجراءات  اداريه  تحفظ  وحدة اراضي العراق وشعبه  اولا  وتضمن للجميع خصوصياتهم  و حقهم في إدارة شؤون بلدتهم بأنفسهم, فالالقوشي الساكن في القوش سواء كان يميل الى الفكر اليساري  او القومي  او الديني بإمكانه ان يشترك  في تنافسه مع  ابن عمه السياسي الالقوشي في رسم خطط تطوير البلدة حسب رغبات اهالي القوش نفسها  وليس كما يريد اهالي  قرية بدرية مثلا او خربة صالح  او بيبان او خورزان مع احترامنا لهم ولمعتقداتهم  , في نفس الوقت نحن ضد ان يمنح للالقوشي  حق التدخل في رسم حياة اهالي بلدة  نصيريه مثلا , كلامنا هذا  ليس من باب التعصب والانغلاق , انما  لقطع دابر الدور السلبي الذي  تخلفه الصراعات السياسيه  التي استجدت بعد سقوط النظام الديكتاتوري.
 لو تم السير في خطوات تنفيذ مسالة استحداث اقضيه ونواحي  بشكل انساني , بالتأكيد سنكون قد شاركنا  في زرع بذور جديده من  محبه العيش وتبادل الثقه التي سيصبح الدستور مقررها ومشرعها , عندئذ سيكون الكلام عن تشكيل محافظة من هذه الوحدات الاداريه الجديده امر في غايه السهولة والطبيعيه  بعيدا عن قال فلان انها مسيحيه وقال علان انها انفصاليه او تكريديه او تشييعييه,,, دعونا  إذن نتكلم عنها من منطلق انساني يحفظ لاهلنا تواجدهم في اماكنهم بالعيش احرارا يقررون لانفسهم طريقة عيشهم بحسب ما يريدونه تحت ظل قانون ودستور وطني في  وطن غني  ومساحه  تتسع لملايين  وملايين.
نتمنى على السلطات الحكوميه  وكافة الاحزاب العراقيه أخذ المسأله بجديه من ابوابها الانسانيه  كي تنال تاييد الجماهير لها كما  نؤكد تمنياتنا من القائمين على هذا المشروع وضع مصلحة الانسان العراقي بالدرجه الاساس , وعندما تكون المصلحه العامه هي من اولويات كل مشروع او قرار , حينها نقول لا خوف علينا ولا هم يحزنون , انما في احترام الخصوصيات نكون قد وفرنا المزيد من فرص التعايش السلمي  والوطني الحقيقي , والشاطر الذي يبدع في تخطيط وصنع الوسائل التطويريه لاهله في بلدته ستكون له الحظوة الاكثر في الفوز باصوات اهله .
الوطن والشعب من وراء القصد
 


283
الأخ ناصر عجمايا المحترم  : انها ثوابتي وليست نقلات  كما تفضلتم

شوكت توسا
 بصراحه, نص عنوان مقالة الاخ  ناصر عجمايا  و لطافة اسلوبه تدعوني أن أشكر فيه هدوئه في طرح ما تيسر لديه من  أفكار لايحق لي  رفض المنطقي منها  كما ليس بمقدوري تأييد  أخرى لم تفلح في فرض نفسها  رغم  سعيه الى تعضيدها وإسنادها  بإقتطاف  جمل و فقرات من مقالتي التي حملت  عنوان ( في كلام ممثلينا فضح لواقع هزيل لا نقبل على أنفسنا  ان نصبح غطاء لهكذا واقع) .
 قبل الخوض في تفاصيل الكلام والتعليق  على بعض ما يستوجب من ملاحظات , من المفيد ان الفت انتباه القراء ومنهم  الأخ ناصر الى انني بعد نشر المقال المنوه عنه اعلاه , ألحقته بإعادة نشر مقال آخر مرعلى نشره اكثر من عامين تحت عنوان ( تمثيلنا في البرلمان مسؤوليه اخلاقيه وليس رحله ترفيهيه ) , وهنا يجدر بي أن أشكر مسؤول موقع زوعا  اورغ  على نباهته في ربط المقالين سوية في صفحة واحده , أؤكد هنا بان سبب طلبي إعادة نشرالمقال الذي مر عليه اكثر من عامين  هو كي يكون بمثابة توضيح مسبق  لتساؤلات  قد  تثار حول المقال الحديث ,بالضبط  كالتي وردت في مقال الاخ عجمايا , لذا اتمنى على الاخ ناصر ان يقرأ المقالين سوية  في الرابط أدناه  وتحت نفس العنوان . رابط المقال :         http://www.zowaa.org/Arabic/articles/art%20200512-2.htm
أخي ناصر: أتمنى أو هكذا يفترض انكم بعد قراءة المقالين سويه, سيتبين لديكم بان طريقتي في التكلم عن هموم شعبنا  وقضاياه لم يحدها خطاب حزب او مذهب كنيسه  ولا تحكمها اية مصلحه شخصيه لا من قريب ولا من بعيد ولدي في ذلك من الشواهد الكثير , والاهم من هذا وذاك  هو أن الراسخ في ذهني فكريا و سياسيا  لا يسمح لي بالكتابة من منطلق نصرة تسميه على أخرى سواء  كانت الهجينيه كما يحلو لكم وصفها ام اصيله كانت ام قطاريه بسبعة عربات   تخللتها الواوات ام لم تتخللها , لكنكم جعلتم منها كما تفضلتم  سببا فكريا تختلف فيه معي  !!!!, مع ذلك أقول لا ضير في إختلافك  معي حول تسميتنا القوميه  مادمنا نعتبر ذلك شأنا  خاضعا لمتغيرات التاريخ وتداخلات المعتقد والمذهب , لكن الذي أستهجنه وأستغرب منه هو صنف المعيار الذي إعتمد عليه حضرتكم في إعطاء مسألة التسميه بعدا  فكريا او حتى انسانيا  في قولك (: رغم اختلافي مع الاخ والزميل توسا في بعض الامور الفكرية ، وخصوصا بالتسمية الهجينية المبتكرة مؤخراّ )  اين الفكر في هذا الإختلاف؟؟.
 لو إفترضنا  جدلا باني سأؤيدك في سبب او وجوب إختلافك معي حول التسميه مع أني لا أضع ذلك في خانة الفكر السياسي كما أسلفت , شئنا ام ابينا سنكتشف  بان أحدنا سيكون ضالعا  في تسفيه قضية شعب وأمه تعاني الأمرين , ربما تسألني كيف  يكون ذلك؟ بكل بساطه اقول  إن كان كلانا  يتجه في خطابه نجو تجريد الفكرالسياسي من اهم عناصره الانسانيه  خاصة ونحن نتكلم عن قيمة الانسان وحمايته وليس عن إسمه ,و هذا يقودنا الى ان نتساءل هل الاسم يحمي حامله  ام العكس؟ 
  الانسان من زاوية نظري وفي هذه المرحله بالذات يبقى هو العامود الفقري في كل ما أقوله وأكتبه وهو اهم  وأسمى من أن نتاجر بمصيره  ووحدته  في جرة قلم  تحت يافطة نصرة تسميه على أخرى او بوضع الواوات او بدونها , ليس إستخفافا بتسمياتنا إنما  في هذه المرحله الصعبه  التي يمر بها شعبنا هناك ما هو أجدر وأكثر أهمية , لذلك ترى يا صديقي ناصر والكل يرى كيف أن  مصيرمطلقي الهتافات والخطابات  التي ذهبت بأتجاه نبش جراح شعبنا بحثا عن التسميه الصحيحه  كان الفشل السياسي حليفها  الحتمي  فكريا وسياسيا مما دفعها إخفاقها نحو المزيد من شرذمه شعب هو في مرحلة نهوضه إنسانيا .
 اخي ناصر عندما تقول  : (رغم اختلافي مع الاخ والزميل توسا في بعض الامور الفكرية ، وخصوصا بالتسمية الهجينية المبتكرة مؤخراّ ، ضمن نوايا معروفة وواضحة للجميع ، الا وهو الغاء وجود شعبنا الكلداني الأصيل ، لجعله طائفياّ تابعاّ للآشورية ، رغم اندثار وأنتهاء الاخيرة ، بعد سقوط أمبراطوريتها عام 612 قبل الميلاد ، نتيجة تحالف الدولة الكلدانية البابلية مع الفرس ، ونترك هذا للتاريخ وتقلباته الذاتية والموضوعية).
   لك أن تختلف معي اوتتفق  فهذا من حقك وهو أمر لا شائبة فيه لو لم تشوبه مفردة التسقيط والإنعزال وقطع الصلات( لست انت المقصود
) , وهل يخفى عليكم بان أولويات صاحب اليراع  و حامل الفكر يفترض بها ان تأخذ تسلسلها  الأخلاقي بدء من التزام قضية الانسان المنكوب  وعلى اساسها يتم تحديد مرتبات المهم والاهم  ثم العمل عليها فكريا  بما يصب لصالح شعبنا , لذا اسمح لي ان اقول بان  مضمون الفقره المقتبسه أعلاه زاد من يقيني  حول مكمن علتنا الحقيقيه  , فحينما تضع موضوعة التسميه  الهجينيه على انها نقطة خلاف فكريه  بينما هي رؤيه شخصيه متعلقه بالتاريخ والجغرافيه  لا علاقة لها بشئ اسمه فكرسياسي اذن ما دواعي حشرها ؟, وفي نفس الوقت يستطيبك التحدث  لا ادري فكريا ام تاريخيا ام انسانيا  عن  إندثار وانتهاء كل شئ اسمه اشوري  وكانك تتحدث وأنت جالسا فوق  احد ابراج الملوك الكلدان,  يا اخي العزيز عليك أن تخمن مدى تاثير هذا الحشر المنفعل لأخبار تاريخيه حتى وان كانت صحيحه مئه في المئه, ألا ترى أن  فيها من خلط الامور و فرض العزله  الطوعيه على الذات  واثارة الكراهيات عندما تصدر حكم الإندثار بحق شعب وحضاره  ثم  تريدني ان أرضخ  لتمجيد  خطابك  وتمجيد نفسي واجدادي الكلدان كوننا شاركنا في إنقراض الاشورين واندثارهم  حسب قولكم , هل يجب علي ان اقلدك  في اسلوبك  وطريقة فهمك  كي نلغي الخلاف الفكري بيني وبينك  كما تصفه , هل هذا  هو ما نحتاجه اليوم ؟
إن كنت يا صديقي العزيز تريد اقناع الاشوري المتزوج من كلدانيه  او الكلداني المتزوج من اشوريه  بتصديق مقولتك حول إندثار الاشوريين عن بكرة ابيهم وخلود الكلدانيين وأزليتهم  في أراضيهم , فعليك  ان تتحسب لتساؤل إبنهما الذي سيطالبك بالبرهان والدليل والوثائق والمصادر التي تؤكد كلامك وهذا اقل ما سيطلبه منك , اي انك ستقضي عمرك وعمره  وعمري بحثا للوصول الى هل هذا الابن اشوري ام كلداني؟ في كل الأحوال هذا الامر متروك للأكاديميين الاختصاص وما على المفكر السياسي الا التمسك بكيفية توحيد الجهد والحفاظ على الموجود, لذلك انا شخصيا  أفضل اليوم إستخدام تسمية الكلدواشوري بعيدا عن تأويلات الساسه والمتلاعبين بالتاريخ, هل لديك سبب فكري او سياسي يمنعك من ذلك ؟يبقى  السؤال الأهم هو ما ذا سيجني شعبنا من هذه المشاغله العبثيه من المنظور الفكري السياسي الذي تتكلم عنه؟
  أما عندما تقول :. ( ومن جانبي أعتبر توجهات الاخ توسا نقلة نوعية بالأتجاه السليم والصحيح عندما يقول الآتي......)لا يا صديقي  ناصر ,  إن كنت ترى موقفي في مقالتي الاخيرة  وأسلوبي في النقد  تغيرا تصفه  بنقلة نوعيه  في توجهاتي  بالاتجاه السليم والصحيح  , فهذا ليس بامر جديد في كتاباتي لاني كما اسلفت انا لا اكتب حسب ما يريده اي حزب او كنيسه   كي تاتيني المدائح ,انما هكذا كان اسلوبي منذ  ولوجي لعالم الانترنيت لا بل منذ بدأت أقرأ عن مصائر الشعوب وكيف يتسنى لها البقاء .
  لهذا السبب يا اخي العزيز ناصر أرى بان ما تفضلتم به حتي في طريقة إطرائكم لي ( التي أشكركم عليها) فيها من الللبس والإيهام بما يتطلب التوضيح ,لكن ذلك  لن يحيدني عن  الإشادة بأسلوبك الهادئ  واحترامك للاخوة والجيره فهي خميرة  تواصلنا  ووسيلة لبقاء الاجيال , بل انه أمر مشجع وذي قيمه  لتبادل الاراء ففي ذلك  فائدة  للجميع  لكن شريطة ان لا نستهين بعقول القراء حينما ندعي المنطق والعلميه فيما نقوله في الفكر والسياسه.
 صديقنا العزيز ناصر عجمايا , تتساءلون  في متن مقالكم وبتكرار عن سبب استخدامي لكلمة بعض  عند الاشارة الى احزاب تجمع تنظيماتنا  دون تشخيصها  او ربما تريدني ان أذكرها كلها بأسمائها دون استثناء , ولكن لا تنسى يا صديقي فهي اكثر من عشرين حزب بين منضوي ومتمرد, واكثر من عشرة ممثلين برلمانيين في بغداد واربيل , وعشرات الجمعيات والنوادي والاتحادات والمنابر,  مع ذلك  أعود واقول إن كان لديكم اي تصور باني أستثني الحركة الديمقراطيه الاشوريه في إنتقاداتي  لبعض ممارساتها  فذلك في نظري موقف لن يحسدني عليه احد وهو في نفس الوقت  تأكيد عدم النضج  وعدم مصداقية إدعائي بتأييد نشاطاتها وتضحياتها مع كل ما يتخلل عملها من أخطاء واجب نقدها وليس شتم ابناءنا , اما لو كنت تريدني ان أشخص الخلل في فعاليات المجلس الشعبي  أو الحزب الديمقراطي الكلداني او الوطني الاشوري  , فيا أخي ناصر هناك الكثير مما كتبته  يوم كان العديدون ممن تعرفهم جيدا من التنظيمات الكلدانيه يمجدون ويمتدحون المجلس الشعبي , كتبتها خصيصا لنقد  سياسات هذه الأحزاب من وجهة نظري الشخصيه و في مقدمة من أنتقد أليات عملهم هو المجلس الشعبي قبل و ما بعد تشكيل تجمع أحزابنا وتنظيماتنا .
   اسمحوا لي أن أستخلص  من كل ما تفضلتم به  ومن تعليقاتي التي اتمنى ان لا اكون فيها قد جرحت مشاعر اي كان من ابناء شعبنا, اسمحوا لي  في القول  : نعم ان  جوهر الخلل يكمن في أسلوبي الذي أؤمن به شخصيا ولن أحيد عنه  , فعندما  أنتقد  أفكار ناشط معين  او سياسة تيار حزبي ,إعتدت الاكتفاء بالقيام بواجبي في كشف الخلل وطرح البدائل لو إستطعت من ذلك , ومحصلة ذلك هي من دون اي شك  اني أستحرمت على قلمي سلاح  التطاول على الاشخاص  وقذفهم وشتمهم  بحجة النقد والتهميش , فتراني بكل وضوح  انني تعلمت كيف أتحاشى جرح مشاعر الاشوري الذي يعتقد بانه كلداني  او سرياني مثلما أحترم الذي تحسبه كلداني من وجهة  نظرك لكنه يعتقد بان اصوله اشوريه , إذن يا صديقي العزيز ناصر الخلل يكمن في  قاموسي الذي ارجع اليه في كتاباتي, فهو لايحتوي على مفردات مهترئة كالمتأشور والمتكلدن والخونه والقطط والمعتوه والنكرات وما الى ذلك من تعابيرتسقيطيه عاكسه لثقافة الانسان وذاته  ,لهذا السبب لا أنشد اية منفعه في الرد على من يملا اسطر مقالته المزعومه بالسب والشتائم  لان القارئ نبيه  وحليم  بامكانه فرز الصالح من الطالح , لكني  أراني سعيدا جدا من خلال طرحك  بانك يا صديقي العزيز ناصر وصلت  الى معرفة نوعية وطريقة تفكيري وان كانت متأخره , لكنني أؤمن  بان  الانسان مثلي ومثلك  يبقى تلميذا في مدرسة الحياة ما دامه حيا يعيش فيها.
ختاما , لقد أسعدت  حقا بعد قراءة مقالكم , لانكم  بدأتم أخيرا تكشفون جوهر ما كنت أود إيصاله وقوله في كتاباتي , فلا باس  الوقت ليس متأخرا.


شكرا جزيلا لكم اخي ناصر , لانكم كنتم السبب في طرح هذه الإيضاحات  .
الوطن والشعب من وراء القصد

صفحات: [1]