العراقي ايوب أوديشو .. عَذاب الوطن, سَراب الحُب, عِتاب الكرة
من كِتاب: اقدامٌ مسيحيةٌ على كرةِ العراق
حوار وأستذكار: علي الحسناوي
في احدى اللقاءات الفضائية
مدخل:
شاهدته من بعيد وكم تمنيت لو اقترب منه كي اشمّ عطره المنتعش برائحة العشب أو اتحسس لزوجة الملح الممزوجة بعرق الاداء العراقي الاصيل. وعلى الرغم من ان شؤون وشجون الكرة العراقية قد اخذته من عالم البيت والاسرة إلى عالم المتعة والحسرة إلا انه وبحق اصبح اخا للجميع وابا لكل الصغار وصديقا لكل من يحب العراق.
ايوب أوديشو يمتلك خاصيتي الحديث والابتسام في ذات الوقت , فلم يخرج يوما دون ان يصحب معه ابتسامته العراقية الاصيلة معه وكأنها اصبحت ماركته المسجلة في التقرب من الناس المنتشرين على كافة اصقاع الكرة الارضية.
تناسى همومه الذاتية ليعيش هَمّ العراق, بمحنته الانسانية والرياضية, وهو يصافح هذا ويتحدث مع ذاك ليتحول الى موسوعة علمية وبرامجية في عالم الكرة الساحر. من القلائل الذين ابدعوا في ميادين اللعب والتدريب والقاء المحاضرات ليجمع العلم المكتوب والتطبيق الميداني في وعاءٍ اكاديمي خالص.
البدايات
احتضنت الحبانية التابعة لمحافظة الرمادي أولى المداعبات الكروية العفوية لأقدام هذا الطفل المسيحي الذي حمل رمز الصبر والانتماء على اسمه لينطلق من خلال هذا الصبر الايوبي الى العاصمة بغداد ليُبدع فيها فيما بعد, أيما أبداع, ليكونَ واحدا من افضل فرسان الكرة العراقية الذين (دافعوا) عن مجدها العفيف وتأريخها الشريف لينتمي الى جيل العمالقة الشرفاء خلال الزمن الجميل. ولم تختفي الكرة عن حضن اللاعب المبدع ايوب حتى حينما اراد ان يختار كلّيته فكان ان قدّم اوراقه الى كلية التربية الرياضية ليتخرج منها أكاديميا ومدربا ومدرسّا في رجلٍ واحد بعد أن كان لمتوسطة دار السلام واعدادية ابن رشد الكثير من التأثيرات الايجابية على مسيرته الاكاديمية والكروية.
ومن رمل الرمادي مرورا بأسفلت بغداد وحتى نداوة ليل البادية كان للرجل الايوبي مسيرة طويلة تراوحت بين شؤون وشجون الكرة العراقية والعربية والدولية. متنقلا من النادي الآثوري الى منتخب شباب العراق مرورا بنادي الطلبة وحتى ارتدائه لقميص المنتخب الوطني العراقي الذي احبه واحترمه ايوب طويلا.
مع علي الحسناوي
كرة القدم بالنسة لنا كانت عملاً وانتماءً وحباً واشتهاء وتدريبات في العلن وتدريبات اخرى في الخفاء . هكذا بدأ ايوب اللاعب والمدرب والانسان حديثه معي ليفتح ابوابه روحه على مصراعيها وزوايا قلبه على راحتيها كي يجعلني اغرف من حلاوة روحه وعذابات حبه.
الحُب الأول
ارتجف قلب ايوب لأول حبً في حياته قبل عشرات من الاعوام العجاف ولازال وحتى يومنا هذه يعيش ذاك الحب ويعتاش عليه على الرغم من انه لم يلتقي بالحبيبة حتى ولا زمن يمكن ان يُقاس بلمسة كرة. حصل على حب الشعب والاحبة والرفاق إلا حب الحبيبة الذي لم تشفيه منه بعيدةٌ عن قلبه أو قريبة.
الحُب الأول مكرر
ولهذا الشاب عشق آخر ووله غريب أخَذ منه الكثير الكثير واعطاه القليل القليل. عَشِقَ ايوب التمرين والتدريب الى الدرجة التي كانت تدفع به الى الهرولة من منطقة الغدير وحتى ملعب الشعب (احماء كيفي و بموافقة المدرب) ليعود بعد نهاية التدريب لفعل نفس الشيء أي الهرولة من ملعب الشعب وحتى منطقة الغدير. يعترف أيوب بأن هذا الامر دفع بالنجم عدنان درجال الى مشاركته هذا الامر بغية التسلية ونسيان الوقت. لم يتخلّف الكابتن ايوب عن اية وحدة تدريبية أو مباراة خلال مسيرته الكروية الحافلة بالانجازات وهو الأمر الذي أكسبه احترام الآخرين.
مسيرة الانجازات
إمتدت المسيرة الكروية للكابتن ايوب من عام 1977 كلاعب الى عام 1990 ليركن حذاء الكرة على الرف ليتمسك بالعِلمِ وبالقلَم كواحد من افضل مدربي العراق واعتبارا من العام 1991 ولغاية كتابة هذه السطور.
ايوب أوديشو من اكثر اللاعبين العراقيين قربا مني وتشبها بي. تعتبر مقولة الحاضر الغائب شيخ المدربين عمو بابا هذه من أولى شهادات الامتياز مع مرتبة الشرف التي حصل عليها الكابتن ايوب خلال مشواره الكروي وذلك على الرغم من الانجازات الباهرة الاخرى التي حققها خلال حياته التدريبية والتي كتبها الكابتن ايوب بأحرفٍ من نور في سجل انجازات المدربين العراقيين حينما استطاع وخلال عام واحد من حصد مجموعة من البطولات خلال عالم واحد تنوعت بين الحصول على بطولتي الدوري والكأس وبطولة ام المعارك الكروية وكأس المثابرة إضافة الى بطولة الجيش وذلك حينما كان قائدا لسرب الصقور المتمثل بنادي القوة الجوية العريق.
وحينما لم يتوقف طموحه في التدريب عند حدٍ معين آثر ان يغزو البرازيل ليتعلّم اسرار كرتها ليمر من خلال ماليزيا في واحدة من افضل دوراتها الكروية لينتقل الى دراسة طلاسم السحر الكروي الفرنسي لتكون أوكرانيا ايضا واحدة من محطات دراساته الكروية. وعلى الرغم من انه قام بتمويل كافة دراساته الكروية بشكلٍ ذاتي إلا انه سعيد بالنتائج التي تحققت من وراء هذا المكوك الكروي.
مع ابطال اثينا وأسيا
ففي العام 1993 كان مساعدا للمدرب عدنان درجال الذي كان للتوّ قد غادر المستطيل الاخضر ليتوقف عند حدوده مدربا حتى قبل ان يعي شخصيا حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقه. وفي الاعوام 97,98,99 كان قد استلم مسؤولية المنتخب الوطني العراقي ليسحق الباكستان بستة اهداف على أديم ملعب الشعب
وفي العام 1995 جاء وصيفا للفريق الياباني حينما تعثر في الحصول على بطولة اندية آسيا بفارق هدف واحد.
الأصابة والموقف الغير طبي
ومن الاخطاء الطبية التي وقع فيها ايوب الاكاديمي هو تغليبه لغيرته على علمه حينما أصرَّ على الاستمرار في اللعب على الرغم من الاصابة القاتلة (تمزق في الغضروف) التي تعرّض لها خلال المباراة المصيرية بين ناديي الطلبة والزوراء بعد مرور خمسة وعشرين دقيقة فقط على بداية المباراة.
وعلى الرغم من اعتبار اللاعب اكرم عمانوئيل آخر من حمل الصليب على صدر لاعب عراقي خلال تصفيات كأس العالم في العام 1993 وذلك حينما كان ضمن سرب الصقور إلا ان ذلك لم يمنع بروز حالة التناغم والتكاتف الديني بين اللاعبين العراقيين خلال أداءهم لمهماتهم الوطنية والدولية. وفي هذا السياق يقول ايوب, ان من اجمل أزمنة المشوار الكروي هي تلك التي كنا ندخل فيها جميعا الى باحات الاضرحة لزيارة الأئمة في الدول الاسلامية وخصوصا في ايران وايضا في دخولنا الجماعي الى ساحات الكنائس ودور العبادة الاخرى.
الصليب يدخل ايران
وفي العام 1995 كان ايوب أوديشو وفرقته أول من يدخل اسوار البوابة الشرقية المطلّة على حدود ايران حاملا معه رسالة سلام ومحبة حينما شهد ملعب ايران أول موقعة كروية عراقية بعد ان صمتت طبول الحرب لينتصر فيها المارد الأيوبي بهدف واحد أودعته اقدام اللاعب صباح جعير في الهدف الايراني وذلك على الرغم من مشاركة سبعة من لاعبي المنتخب الوطني الايراني الذين أحتوتهم كشوفات النادي الايرانمي خلال تلك الفترة.
الابعاد القسري والحرمان
ومن المواقف المشهودة التي نقرأها في كتاب أيوب أوديشو هي تلك المواقف البطلة والحازمة التي كانت تدعوه للوقوف بوجه كل جبّار عنيد حاول الانتقاص او التقليل من شأن اللاعب العراقي أو الاساءة اليه بأي شكل من الاشكال. ويؤكد العديد من زملاء زمنه على ان تلك المواقف كلّفته كثيرا واخذت منه الكثير ايضا حيث تسببت بتعرّضه الى الحرمان والمنع لفترات ليست بالقصيرة وغيّبته ايضا لاكثر من خمس مرات ليعود دائما وهو اكثر اصرارا على تحقيق طموحات ومتطلبات اللاعب العراقي.
مع احد رموز المكسيك غانم عريبي
وفي اللقاء النهائي الذي أوقع كتيبته الزرقاء الموشحة بعلامة الصقور وجها لوجه امام فريق النوارس البيضاء. تقدّمت الصقور لتلتهم النوارس كي تخطف كأس العراق إلا ان رغبة الحكم كان لها شهوة اخرى حيث اضاف عشرة دقائق كتعويض للوقت الضائع في زمنٍ لم يكن فيه للوقت الضائع من قاعدة أو قانون, لتسجل النوارس هدف التعادل لتحلّق فيما بعد بكأس البطولة بعد ان كانت لها الأرجحية في ضربات الجزاء. هذا الحيف الكبير الذي وقع على الكابتن ايوب (رمز الصبر) دفعه الى رفض كل الدعوات من اجل إرتقاء السلّم المؤدي الى مقصورة صناعة القرارات الغبية لينتهي به المطاف الى حيث نعلم وتعلمون دون ان نذكر أو تكتبون.
كبوة الجواد الطلابي الازرق
ومن هنا نجد ان النوادي والمؤسسات الرياضية العراقية غالبا ماكانت تتعرّض الى العديد من القذائف الرسمية الداخلية نتيجة لتخبط صناعة القرار. وعند الحديث عن الكبوة الطلابية في الوقت الحاضر والأزمة التي عصفت بالنادي الأنيق نجد ان للكابتن ايوب وجهة نظر متقائلة حيث يؤكد على ان النادي كان قد مرّت عليه العديد من الأزمات السابقة خلال الاعوام 94, 95 حتى انه عمل بدون هيئة ادارية في اغلب الاوقات خلال تلك الاعوام إلا انه استطاع ان ينهض من جديد. وهذا يعني ان هنالك تفائل حذر يحدو بالكابتن ايوب الى القول ان أزمة النادي خلال هذه الفترة لابد وأن تنتهي على خير متمنيا للحبيب حبيب جعفر وفريق عمله كل الخير والتوفيق خلال الاستحقاقات القادمة.
مع الكباتن خالد هادي واحمد الفلوجي
الاحتراف ورؤية المُعَلِّمْ
على الرغم من توفر العديد من المواصفات المهارية والفنية لدى اللاعب العراقي عند البتحدث حول موضوع الاحتراف إلا ان نفس اللاعب لازال يعاني من نقص كبير وخطير في ما يُسمى بثقافة اللاعب المحترف والتي تتمحور حول النواحي الادارية والتزامالت العقد إضافة الى التحلي بالصبر والمشاهدة. ولا يمكن اعتبار احتراف اللاعب العراقي وليد اليوم بل كانت هنالك محاولات عديدة للإستئثار بالعديد من اللاعبين العراقين والحصول على تواقيعهم في العديد من الاندية الاوربية والخليجية لكن وكما يعرف الجميع كانت هنالك نوع من الجدران التي كانت تصطدم بها هذه الطلبات حتى قبل ان تخرج من ادراج مكاتب السماسرة والوكلاء. ولكي يتحقق النجاح في عالم الاحتراف فإنه لابد وان تتوفر عنالك مجموعتين رئيسيتين من العوامل هما القدرات على التكيّف النفسي وايضا تواجد مجموعة من اصحاب الثقة والخبرة من الذين يثق اللاعب بهم ثقة صحيحة من حوله. ويقول الكابتن ايوب بما معناه ان الاحتراف في دول الخليج وبعض الدول العربية لا يفي بمتطلبات الاحتراف الحقيقي من حيث تطوير النواحي المهارية والفنية للاعب. ويؤكد ان هذا العمل ليس بما يُطلق عليه بالاحتراف الحقيقي كما هو حاصل عند الاحتراف في الدوريات الاوربية حيث تتشكل هناك الرؤية من افكار المكتشف والاختبارات الطبية والبدنية إضافة الى اهمية توافر قناعة المدرب والمؤسسة الرياضية التي تقف من وراءه.
إحتفاء الجالية العراقية به في ستوكهولم
صرخة ايوبية في أُذُن الاتحاد
وفي نداء وجهه الكابتن ايوب أوديشو الى الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم فإنه اراد للقيادات الرياضية هناك ان تكون اكثر اهتماما بالنوادي والدوريات المرافقة لها والعمل بالتالي على مساعدة الاندية ماديا ومعنويا وعدم تركها لتلاعبات الآخرين.
كما يدعو أوديشو الاتحاد على تغيير نصوص عقده مع أولسن بغية اجباره على دخول منطقة كردستان ومتابعة الدوري (كونه أي أولسن مدرب أكاديمي) عن كثب للوقوف على عدالة ومصداقية اختيار اللاعبين المستحقين (هذا ان كان أولسن ليس بالمندرب التجاري كما يقول أوديشو) وحتى لا تخضع عملية الاختيار هذه التالي لاهواء المدربين المحليين وبعض القيادات الرياضية الاخرى حيث لا منتخب بلا دوري حقيقي خصوصا ونحن نقترب من المحك الحقيقي لقدرات لاعبينا خلال الجولات القادمة والحاسمة في تصفيات كأس العالم.
همسة الى أولسن
ويدعو أوديشو المدرب الاكاديمي أولسن الى الاستفادة من فترة تعاقده الطويلة والعمل على إدخال البهجة الى روحية الشعب العراقي بتأهلنا لكأس العالم كي يقترب من الابداع الفيروي الذي أدخل الفرحة الى قلب كل مواطن عراقي وهو (أي فيرا) مدرب لا بد وان تُرفع له القبعة احتراما لقدراته وانجازه وذلك حسب ماذكر الكابتن في احدى لقاءاته التلفزيونية.
اللاعب الآن
وما دامت المادة والعقلية التجارية هي التي تسيّدت الساحة الكروية في الوقت الحاضر فإنه ينبغي على كافة اللاعبين ان لا يتناسوا أمور مهمة مثل الانضباط والخلق واحترام العلاقات المتبادله بينهم وبين المدربين. ويجب ان نعترف ان تركيبة اللاعب اختلفت الآن بسبب اختلاف متطلبات الحياة حيث اصبح من النادر الآن ان تلتقي بلاعب مثقف من الناحيتين الكروية والاجتماعية بعد ان ترك اللاعب العراقي متعة القراءة والاطلاع في سبيل الوقوف على آخر مستجدات اللعبة.
مع مهدي عبد الصاحب, بنيامين دنخا, احمد الفلوجي, خالد هادي , علي الحسناوي
أيوبية الاولمبي والتحدي
يحاول الكابتن ايوب من طرح افكاره التدريبية وقيادته للمباريات من خلال رؤيته الخاصة بالتركيز على اللاعبين علاء عبد الزهرة ومصطفى كريم وايضا الحارس وسام كاصد, والذي يتمنى تواجدهم الدائم في المنتخب والعمل على تطوير قدراتهم والعمل من جانب آخر على الاهنمام بمتطلبات اللاعب الاولمبي وقياداته التدريبية كونهم المُعين الاساسي والنهر الذي لا ينضب في سبيل رفد المنتخب باللاعبين الجدد. وهو يؤكد انه متيقن من فوز المنتخب العراقي الاولمبي على الوطني في حالة اجراء مباراة تجريبية بينهما. ويؤكد ايضا على اهمية زيادة عددية تجريب اللاعبين خلال المباريات بدلا من التركيز على تسجيل نسب كبيرة من الاهداف خلال المباريات التي لا تكون فيها الاهداف ذات اهمية تُذكر.
الفلسفة الايوبية في تحديد الهوُية
يركز الكابتن ايوب على اهمية التفريق بين طريقة اللعب واسلوب اللعب بعد ان ثبت ان هنالك الكثير من المدربين يتحدثون عن المفهومين وفقا لرؤية واحدة خصوصا وان نسبة الاستفادة من هذه المفاهيم خلال الاداء الكروي الحالي لم تصل بعد اى نسبة 30% وهو الأمر الذي يدفعنا الى التفكير بأهمية علمية المدرب التي تراوحت بين مدربين كلاسيكيين حققوا نتائج طيبة إعتمادا على خبراتهم الشخصية ودراساتهم المحدودة مثل عمو بابا, انور جسام, اكرم سلمان, واثق ناجي. ويقف على الطرف المقابل لهذه الموازنة نوعية اخرى من المدربين الذين تمتعوا بعلمية واكاديمية كبيرة إلا انهم لم يفلحوا في تحقيق نتائج جيدة من امثال جمال صالح, زيا اسحق, عبد الوهاب عبد القادر, خلف حسن, المرحوم ثامر محسن. ولابد من الانقياد وراء تأكيدات الكابتن ايوب من ان كرة القدم أضحت علما من العلوم المتعارف عليها والمعترف بها, على ان يكون سر نجاح المدرب تأتي معتمدة على أهمية قناعة اللاعب بالمدرب وبشخصيته واسلوب قيادته. وما دمنا في صدد الحديث عن اسلوب القيادة الكروي فإنه لابد لنا هنا من التأكيد على ان الكابتن ايوب الى التعامل بالاسلوب القيادي الديمقراطي مع عدم السماح بتجاوز الخطوط الحمراء.
مع عرّاب الخماسي الكابتن عماد زبير والموسوعي يوسف ثامر