عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - ali selman

صفحات: [1]
1
شاهد فضيحتين عراقيتين بتذكرة واحدة
المؤلف: علي الحسناوي


لا تكتفوا بالقراءة .. إذ لم تعُد اللغة العربية بكل مدلولاتها, القواعدية والإنشائية, قادرة على إستيعاب حجم التداعيات الكارثية التي بدأت تتسيد جسد الرياضة العراقية المتهالك اصلا تحت تأثيرات صراعات الأخوة الأعداء بل لابد من وقفةٍ حازمةٍ إتجاه كل ما يتسبب بالإنتقاص من عراقية الأنشطة الرياضية العراقية في كل مكان.
فكلمات مثل (بلغ السيل الزبى) لم تعُد تفي بالغرض, وتعابير عامية مثل (كبُرَ الشق وضاقت الرقعة) لم تعُد هي الأخرى  تكفي حجم الحزن الدفين والمعلن الذي بدأ يطحن أكبادنا ولكنه وعلى الرغم من دوي صوته المحلي والعربي والدولي لم يتمكن ولحد الآن من إيقاظ ضمير نائم أو أن يُلجم فم شاتم.
وعلى الرغم من أن الجرح العراقي القَطَري لم يندمل بعد ونحن نشاهد أبطال آسيا مُخدرون ومُغيبون في حالة من الوله القَطَري الكروي وهم يتلقون الصفعة تلو الأخرى في مباراة التأهل المونديالي أقل ما يُقال عنها أنها كانت وبحق مباراة العجز العراقي بلا منازع. أقول وعلى الرغم من أننا نحاول في الوقت عينه من إيجاد تضامن حقيقي لتكملة المشوار إلا إننا نجد أنفسنا اليوم أمام حالات أخرى من التداعيات وعلى شكل فضائح أبطالها هذه المرة ثلة من اسود الرافدين ولكن في محفل رياضي آخر وفي نشاطات رياضية أخرى تختلف كل الإختلاف عن كرة القدم ولكنها تتشابه معها في عراقية المنشأ والمصدر.
المسرحية الأولى:
قاعة العرض: مدينة جوهر ـ ماليزيا. زمان العرض: 15 ـ 25 نيسان 2008. البطل: النجم العراقي عباس سلام
العنوان: بطولة آسيا للشباب في كرة الريشة.
يبتدأ المشهد الأول بظهور النجم العراقي ـ الألماني عباس سلام على ساحة الملعب متحديا النجم الأردني ليتفوق عليه بشوطين وسط هالة عراقية  وآسيوية من الزهو والتصفيق الحاد ليعود اللاعب عباس إلى منصته ولاشيء فيه يدل على عراقيته إلا اسمه.
بعدها يبتدأ المشهد الثاني بصراع محتدم بين العراقي عباس سلام والنجم المالديفي حيث يتمكن العراقي وهذه المرة أيضا من إغراق النجم المالديفي في بحور الجزر المالديفية الجميلة. وتكرارا لنفس المشهد السابق يعود العراقي عباس مكللاً بالعزة والنصر المؤزر.
الفصل الثاني: يعلن مدير البطولة تأهل العراقي عباس نحو المرحلة الثانية لمقابلة المتأهل البنغلاديشي وهو ما جعل نجمنا العراقي الألماني ينتفض لللقضاء على خصمه خلال هذه المرحلة. ولكن وبدون سابق إنذار يتدخل طاقم التحكيم لهدر عراقيتنا أولاً وينتقص من لاعبنا ثانيا كونه لم يكن يرتدي ما يشير إلى عراقيته (لا باللون ولا بالأسم ولا بالرقم) ليُعلن حكم النزال بعد قليل خسارة لاعبنا العراقي وإبعاده من البطولة (بالضربة العراقية) التي وجهها له مدربه لعدم معرفته بلوائح ونصوص البطولة التي تقتضي أن يمثل العراق من هو قادر على إرتداء الزي العراقي.
المخرج الذي وقف على نصوص سيناريو هذه المسرحية يقول (لم نتمكن وعند البحث في كل زوايا وخفايا ماليزيا من العثور على قميص للمنتخب الوطني العراقي كما إننا (والله يشهد) لم نجد من يتمكن من كتابة أسم البطل العراقي عباس باللغة الأنكليزية كما إننا (والله أعلم وبشرف العراق) لم نتمكن من الحصول على تسلسل ترقيم اللاعب في منتخبنا الذي تكون من ثلاثة نجوم فقط.
المسرحية الثانية:
قاعة العرض: القاهرة ـ جمهورية مصر العربية. زمان العرض: نيسان 2008. الأبطال: نادي الدفاع المدني العراقي بمشاركة نادي الوسط العراقي. العنوان: بطولة التايكواندو
يبتدأ المشهد الأول بوصول كلا الوفدين وبطائرتين مختلفتين إلى أرض (أم الدنيا) وهم يمنّون النفس بالزيارة والتسيارة . فالزيارة تعني الفوز والتألق والتسيارة تعني التبضع والتسوق. وعلى الرغم من أبطالنا كانوا يحملون الأخضرين في جيوبهم (الدولار الأخضر والجواز الأخضر) إلا أنهم فشلوا في إجتياز الحاجز الأول بغية إنفاق الأخضر الثاني. والسبب يعود إلى لعنة الجواز العراقي من حرف (أس) الذي أكل عليه الدهر والشرب ولا زال البعض منا يجد فيه الغاية والوسيلة والمهرب. هذا الأمر أدى إلى قيام السلطات المصرية في ميناء القاهرة الجوي إلى إحتجاز أبطالنا لفترة زادت عن الثلاثة ايام إنتظاراً (لإعادتهم) إلى أرض الرافدين غير مختومين بختم أرض الكنانة. وهو ما يعني ضمناً حرمانهم من المشاركة في البطولة التي تكبّدوا من أجلها مصاريف وتعاريف من تذاكر سفر وغيرها.
إستطلاع آراء المشاهدين: أجمع العديد من الذين شاهدوا هاتين المسرحيتين على إثارة سؤال واحد وهو من المسؤول عن (مرمطة) عراقيتنا وعراقيينا وهل يصح حقا أن لا يعلم البعض منا من أن جواز أس (ميتعبرش بتعريفه) في جمهورية مصر العربية المباركة  وإن لاعبنا عباس سلام المشارك في بطولة ماليزيا يريد أن يزهو بقميص عراقيته على الرغم من ألمانيته المفروضة. جاءت لحظة إنزال الستار الاسود.

2
الألعاب الأولمبية في الصين .. على صفيحٍ من طين
علي الحسناوي

تطفو على سطح الأحداث الرياضية هذه الأيام جميع الأخبار الواردة من الصين والمتعلقة حصرا بدورة الألعاب الأولمبية لما تحمله هذه التظاهرة الدولية الأولمبية من ابعاد أنسانية ترمز في فكرتها وأهدافها الحقيقية إلى لَم شمل الرياضة الأممية في بيت كبير من الحب والتضامن بين الأنسان وأخيه الأنسان.
وبعيداً عن التوجهات الرياضية المتعلقة بتحديد السقف العمري للمشاركة في المنافسات الأولمبية المختلفة بغية إعطاء الفرصة الحقيقية للكثير من اللاعبين الذين يتنافسون تحت خط الإحتراف المدعوم بالتوجهات والمنافع الإقتصادية فإن لهذه الألعاب العديد من التقاطعات التي تقف في وجه طبيعة أهدافها ومنها على سبيل المثال لا الحصر كيفية إستغلالها لتحقيق بعض المكاسب السياسية بين الدول.
ومع كل تظاهرة رياضية دولية تتوافق مصطلحات المقاطعة والأبعاد والمشاركة الرمزية مع التظاهرة ذاتها. والسبب هنا يعود أولاً وأخيراً إلى حجم المد الإعلامي الدولي الذي غالبا ما يرافق مثل هكذا تطاهرات ومهرجات رياضية ذات الطبيعة الإنسانية.
وكوسيلة , يعتقد البعض أنها مشروعة, هو ما تتعرض له مسيرة الشعلة الأولمبية من منبع إنطلاقاتها على الجزر اليونانية وحتى مكان إيقاد المحفل الأولمبي في الصين إلى العديد من التوقفات والأزمات التي يقوم بها ناشطون محليون ينتمون إلى منظمات معروفة أو غير معروفة. وفي دول الإتحاد الأوربي مثلا يحق لكل ثلاثة اشخاص من تأسيس منتدى وهم بذلك يمكن تسميتهم وإضافتهم الى المؤسسات الناشطة.
وكما عودتنا تجاربنا السابقة مع الألعاب الأولمبية وغيرها فإنه هناك عدة أنواع من المقاطعة والتي تندرج تحت مسميات متعددة إلا أنها جميعا تنقسم إلى مقاطعة فردية وأخرى جماعية. وكما هو معروف فالمقاطعة الفردية أن يقوم هذا اللاعب أو ذاك بعدم المشاركة لتحقيق موقف إنساني معيّن طبقا لتصورات الرياضي ذاته في حين تتبنى الدول والمنظمات الكبيرة مبدأ المقاطعة الفردية.
وعند تحليل حرية المقاطعة الفردية فإننا نفترض أنها يجب أن تتحقق أو يُعلن عنها وفقاً لنظام ديمقراطي متطور يحترم  مبدا حرية التعبيرفي المجتمع الذي يعيش فيه الرياضي, إذ من النادر أن نعثر على رياضي يعيش في مجتمعات دكتاتورية تحكم شعوبها بالحديد والنار وهو قادر على التعبير عن إرادته الحرة الكريمة دون أن يلقى بالتالي أية تبعات أمنية على الصعيد الشخصي وإبعاد وحرمان على المستوى الرياضي.
وعودة مبسطة إلى طرق إعداد الرياضيين الذي تُعدهم دولهم للمشاركة في الألعاب الأولمبية فإننا نجد أن هذا الأمر يوضع وفقا لخطط طموحة طويلة الأمد وهي بالتالي تستنزف الكثير من المال والحلال وراحة البال خلال فترة زمنية قد تتعدى الثلاث سنين ونيف في اقصر متطلباتها. وهذا يعني إن عدم المشاركة أو المقاطعة الجماعية سوق تؤدي بالتالي إلى تحقيق خسارة مادية ومعنوية كبيرة مقارنة بالهدف السياسي من المقاطعة. هذه الخسارة تؤدي أولاً إلى إحراق الرياضي ذاته نفسيا وبدنيا وهو الذي عمل جاهداً طلال الأعوام الماضية من أجل الحصول على شرف تمثيل بلده ونفسه. كما أنها تعمل على زعزعة الثقة المتبادلة بين الرياضي القادم وبين مؤسسته الرياضية الخاضعة لدائرة القرار السياسي.
ومن المحزن أن لا يكون للعديد من الرياضيين لا ناقة ولا جمل في عملية المقاطعة ذاتها فليس من المعقول أن يحمل كل رياضي توجهات بلده السياسية والفكرية ويؤمن بها إيماناً تاما وهو بالتالي مُجبر على الإنصياع للقرار السياسي الذي يذبح تطلعاته الإنسانية من الوريد وحتى الوريد خصوصا حينما يمتد القرار ليشمل المئات من الرياضيين المشاركين في منافسات الألعاب الجماعية.
إن الرغبة في تحقيق المكاسب الإعلامية هي التي تقف وراء العديد من توجهات مقاطعة الالعاب الأولمبية والدليل أن هذه الدول والمنظمات والمؤسسات والأفراد التي تنوي المقاطعة أو عدم المشاركة لم يحركوا ساكنا, سواء عن طريق العمل أو الفعل,  خلال الأعوام التي مرّت وابتداءأ من إعلان اللجنة الأولمبية الدولية إختيار الصين كبلدٍ منظم للأـلعاب الأولمبية وحتى سنة إنطلاقتها.ً
إن إنتشار ظاهرة (التبت) في دول أوربا والبعض من الدول الأخرى مرده ليس إلى التوجهات السياسية والمنافع الإقتصادية التي يمكن أن تتحقق من خلال مناصرة سكان هضبة التبت وإنما يعود إلى تعلّق الشباب الأوربي بكل ما هو جديد ومثير ومستورد من العالم الآخر ويمكن أن يحقق لهم المتعة والهجة وسد أوقات الفراغ التي تحاصرهم بلهيب البطالة وصعوبات الدراسة وإنتشار السلوكيات القاتله. إن البحث عن الخلاص من وجهة نظر الشاب الأوربي بأتي من خلال إعتناق وتعلّم طقوس الحركات الدينية ذات الطبيعة الغريبة والمختلفة والتي يمكن أن تبعدهم بالتالي بعيداً عن مجتمعاتهم وطرائق عيشهم من خلال السير وراء بعض هذه الطقوس المؤمنة بالحب والسلام كأفضل وسيلة لتحقيق الأهداف وعلى الاقل خلال مراحل النظال السلبي. ومن هنا تأتي الولاءات الغير واقعية والغير مدروسة لرموز وطنية ودولية لأشخاص مثل غاندي ولاما ومانديلا. وبسبب الديمقراطية الإدارية لهذه البلدان فإن هذه الحركات تجد لها مناخاً خصبا وأرضية ندية لبناء تفرعات لها من خلال تحريك نوازع الشباب الأوربي وفقاً لإتجاهاتها وأهدافها المستقبلية. ففي الوقت الذي لا نجد فيه أي (تبتي) يجاهر ويقاتل ويموت من أجل إعاقة عمل اللجنة الأولمبية الصينية من داخل الصين وهي تشيد الجسور وتمد شبكة الإتصالات كي تبني القرى الأولمبية إلا إننا نجد على الطرف الآخر بعض الشباب الأوربيون وهم يطاردون حملة شعلة السلام في الشوارع والساحات العامة مستفيدين من واقعهم الديمقراطي. وهنا أعود إلى سياسة أبو ناجي العراقية التي كانت تنتهجها القوات البريطانية إبان إحتلالها للعراق.
وبتقديري فإننا حتى لو أردنا العمل على قبر النظام الصيني اللاديمقراطي المستبد والدكتاتوري فإن هذا العمل لايمكن أن يتحقق الآن ومن خارج أسوار التنين الصيني. لازلنا نتذكر اللاعب المصري وهو يكشف عن تعاطفه مع غزة خلال تسجيله الهدف المصري في بطولة افريقيا حيث شاهدته الملايين من البشر. ترى من كان يمكن أن يراه وهو يكشف عن نفس الكلمات خارج حدود الميدان؟ هذا هو السؤال. واللبيب من الإشارة يفهم.

3

سلوكيات منتخبنا الوطني بين عنق الزجاجة ومطارق الإسفنج


علي الحسناوي

إن التطور العلمي المذهل الذي أصاب الكثير من المفاصل الأساسية في لعبة , أو لنقل رياضة, كرة القدم قد أحدث نقلة نوعية في العديد من المفاهيم التي أضحت تسيطر على متطلبات تنفيذ مفردات هذه اللعبة سواءا على صعيد التدريب أو التنافس.
وسادت خلال الفترة القريبة الماضية العديد من العناصر التي صارت مرافقة لهذه اللعبة في حلها وترحالها بغية الوصول الى أفضل النتائج على الصعيدين الفردي والجماعي. إن النتائج الموثقة باحصائيات رقمية أثبتت مدى أهمية تواجد فرق العمل المتعددة المهمات من أجل الوصول الى الهدف الآني أو المرحلي وكذلك التطلع نحو الأهداف المستقبلية وفقا لخطط طموحة وطويلة الأمد.
وابتداءأ من المشرف الغذائي مرورا بالمشرف النفسي وحتى الإدارة الفنية الجيدة نجد إن هذه اللعبة تعتمد وفقا لمفهومها الحديث على العديد من النظريات الفلسفية ذات الأبعاد البشرية والانسانية ذات الصلة بالمتطلبات العضلية والذهنية.
ومن خلال رؤية بسيطة وموحدة وعقلانية للإخفاقات والتداعيات التي اصابت العديد من مفاصل الكرة العراقية بعد مرحلة مثلث (العراق ـ فيرا ـ المنتخب) والتي أمطرت علينا كأس آسيا فإنه لابد لنا من الإعتراف ضمناً بأن هذه التداعيات قد ألحقت بمؤسستنا الكروية ضرراً كبيرا وحيفاً أكبر من خلال التقاطعات التي أضحت سمة الواقع العراقي على كافة الاصعدة والمحافل.
فمن منتخب الناشئين مرورا بمنتخب الاشبال ووصولا إلى المنتخب الأولمبي وحتى المنتخب الوطني نجد أن هنالك العديد من العوامل التي تآلفت من أجل حصول هذا الأخفاق الغير مستحب والغير مبرر بالنسبة لجمهورنا الرياضي وشارعنا الكروي على وجه الخصوص وهو الأحق بالمطالبة بتفسيراتٍ واقعية لكل ما يحدث من حوله كونه غير قادر على التاثير في صياغة أو صناعة القرار.
ولا يُعقل من وجهة نظر فنية أن تكون المستويات المهارية أو الخططية التي عليها لاعبينا هي التي تقف حائل أمام تطلعاتنا الكروية. كما لا يُعقل أن تكون مستويات التوازن الذهني وعدم توافر عوامل الأمان سبباً أيضا في تفسير معادلة التداعيات على مستوى النتائج كون إن جلية إن لم يكن جميع لاعبينا هم من مستويات الدوريات العربية والخليجية.
إن مجموعة التفسيرات والتبريرات التي يُراد لها أن تروّج هنا وهناك هي في حقيقة الأمر بعيدة كل البعد عن قبول صياغتها وفق قوالب علمية وعملية كونها لا تستند الى أسس واقعية قد تنفرد بها منتخباتنا دوناً عن منتخبات الأرض. إن العشوائية التي تخضع لها عملية التسارع في قبول أو إستبعاد اللاعبين أو المدربين لايمكن لها هي الأخرى ان تقف طرفا في معادلة الاخفاق الذي أخذ يستفحل بل يستشري في جسد الكرة العراقية. ويعمد البعض احياناً الى تفسير الاخفاق وفقاً لصيغ فردية تخص هذا اللاعب أو ذاك وأيضا وفقا للخلفية التي عليها اللاعب وموقع طبيعة المباراة بالنسبة له. إن المهاجم لايمكن له أن يصنع هدفاً إن لم تصل الكرة الى ثلث الهجوم كما إن لاعب الوسط لايتمكن من نقل الكرة الى ثلث الهجوم إن لم تدخل الكرة الى ثلث الوسط. نعم هنالك بعض الإستثناءات الفردية ولكنها ترتبط بطبيعة خطة واسلوب اللعب. كما إن الحارس لا يتحمل وزر الأهداف إن لم تتحصن شباكه بدفاعات متوازنة ومحكمة. من كل ذلك نعي إنه لايوجد في الوقت الحاضر خطط لعب تقوم على اساس التشكيلات الكلاسيكية من حيث تقسيم الواجبات طبقا لموقع اللاعب أو مميزاته الفردية وذلك كون مفهوم الكرة الشاملة لم يعُد يتحمل مثل هذه المفاهيم.  فالمهاجم أول من يدافع والمدافع أول من يهاجم والحارس هو نقطة إنطلاق الهجمة وآخر من يتصدى لها عند الهجوم المضاد.
وقد يتناسى البعض إن كرة القدم ومن خلال طبيعتها التضامنية في الأداء أصبحت تخضع للعديد من المقاييس الإجتماعية ذات التأثيرات السايكولوجية على طبيعة الأداء. هذه المقاييس هي بمثابة مؤشرات للتعامل الإنساني الإجتماعي بين اللاعبين داخل وخارج الميدان. ولابد لنا من الإعتراف هنا, حتى وإن كنا بعيدين عن معايشة اللاعبين, من أن لاعبينا يعانون من أزمة حادة في سلوكياتهم اليومية مع بعضهم البعض من جهة وبينهم وبين علاقاتهم الخارجية من جهة أخرى. إن هذا الأمر بالذات تم استقراءه من خلال محصلة العديد من المشاكل الإجتماعية التي عصفت بمنتخباتنا الوطنية خلال الفترة الماضية والتي اشار لها الإعلام الرياضي من قريب أو من بعيد وبصورة مباشرة أو غير مباشرة وذلك طبقا لمدى تقبّل مؤسساتنا الرياضية الكروية لمبدأ النقد والنقد الذاتي وفق صيغٍ من الاحترام المتبادل.
ولابد من الإعتراف أيضا بطبيعة العلاقات الإنسانية بين لاعبينا والتي تحكمها العديد من النوازع والخلفيات التي تأتي إنعكاساً لطبيعة العلاقات والصراعات بين أهل البلد الواحد وبذلك يتحولون الى عناصر بشرية متأثرة وليست مؤثرة بهذا الواقع وهو ما يمكن أن يلعب دوراً متميزاً في حسم العديد من ناتائج الصراعات على ميدان المنافسة. ومن القضايا الأخرى التي تبدو للبعض غير ذات أهمية, في حين أنها ذات أهمية عظمى, هو ما يطلق عليه إصطلاحاً بالإنتماء المهني. هذا الإنتماء المهني لدى البعض من اللاعبين يدفعهم إلى الخضوع لمدربٍ ما ورفع راية العصيان بوجه مدربٍ آخر. كما تلعب المستويات الإقتصادية للاعبين ومواقعهم الإحترافية على الخارطة الكروية دوراً مهماً في تمايزهم وترفعهم عن بقية اللاعبين الذين لم تسنح لهم فرص إحترافية بالمعنى المقبول.
إن فوران الشارع الرياضي العراقي الكروي على نار الإخفاقات المستمرة لايُمكن أن يُعزى إلى تقاعس هذا اللاعب أو ذاك عن أداء مهماته الوطنية حتى وإن كان لهذا الأمر بعض التأثيرات الغير مرئية. كما لايمكن إعتبار الوقوف الخاطيء  للحارس وفقا لزوايا التسديد سببا في الخسارة أيضاً. كما إن المدرب وخصوصاً مدرب الطواريء لايُمكن له أن يصنع المعجزات بين ليلةٍ وضحاها كون إن هذا الأمر يخضع للغيبيات البعيدة كل البعد عن الواقع العلمي لكرة القدم حيث لابد من توافر عوامل علمية لتحقيق الفوز حتى وإن جاء على أيدي مدرب الطواريء.
لم يعد منتخبنا الوطني لكرة القدم يلعب بنفس الروحية التضامنية والجمالية الأخاذة التي كان عليها من قبل. ورحيل فيرا لايعني إسدال الستار على سمفونية الكرة العراقية كما إن إبعاد أولسن لا يعني إبعاد عوامل الفوز العراقي التي لم ترتبط به ابداً. فالأزمة ليست أزمة هذا اللاعب أو ذاك كما أنها ليست أزمة هذا المدرب أو ذاك. ولايمكن لتغيير المؤسسة الكروية بالكامل أن يُحدث فوزا رباعيا في مبارياتنا المتبقية كي نضمن التأهل للمرحلة القادمة. إن داء المنتخب الوطني العراقي ليس له إلا دواء واحد يكمن في إستحداث مناخات جديدة وبيئة عمل إيجابية تعتمد أساساً على تثقيف اللاعب وفقاً للمساحة الزمنية المتبقية آخذين بنظر الإعتبار الإنطلاق من مربع مابعد مباراتنا مع قطر وليس قبل ذلك. ولابد لهذا الأمر أن يتحقق من خلال خلق أو إيجاد اللاعب البديل القادر على تهديد موقع اللاعب الاساسي المشبع بجبروته وغطرسته خلال الفترة الماضية.
إن المرحلة المقبلة لتحديات منتخبنا الوطني لا تستدعي فكر تدريبي قادر على الفوز على استراليا إنطلاقا من نسخ فوز آسيوي سابق وبالتالي التعكز على مسببات قصر فترة الإعداد في حالة الخسارة. كما إنها لا تستدعي إنقلابا جذريا في طبيعة العناصر البشرية التي تقف على الوفد الإداري العراقي المغادر الى استراليا حتى وإن كانت بعض هذه العناصر قد أيعنت وحان وقت قطافها من على شجرة المؤسسة الكروية العراقية.  إننا اليوم في حاجة واكثر من أي وقت مضى إلى إدخال مباديء الإعداد النفسي والتهيئة الذهنية في عقلية لاعبينا التي تشبعت بالمسببات والأعذار المهارية والخططية. وعلى الرغم من اهمية تواجد السجل الطبي والملف الصحي لكل لاعب من اللاعبين والذي من المفترض أن يشير الى تأريخ جاهزيته البدنية إلا إن هذا الملف, حتى وإن توفر,  لم تعُد له قيمة تُذكر من غير بيانات النضوج النفسي والجاهزية الذهنية لدى اللاعبين. هنالك الكثير الكثير من المقومات التي لايراها المدرب في أجساد لاعبيه ولكنه يفترض جدلاً أنها توافرت حتى وإن جاء هذا التقييم وفقاً لإعتبارات غير علمية وغير مسندة بوقائع رقمية. لايمكن لأي لاعب من أن يخضع أويعترف بأهمية تطوير لياقته البدنية وتركيزه الخططي دون أن يكون خاضعا لتوازن ذهني سليم يمكنه بالتالي من إستيعاب أهمية متطلبات العمل ومدى حساسيته وهو ما نصبو إليه خلال المرحلة المقبلة والحاسمة..
إن تناول الحديث عن سلوكية مؤسسةٍ رياضيةٍ معينة لا نعني من ورائها تناول أخلاقيات العناصر البشرية المرتبطة بها بشكل فردي ومرتبط بعلاقاتهم الإجتماعية الخاصة كما قد يفهمها البعض من الذين يحاولون النظر إلى شكل الموضوع دوناً عن مضمونه بغية إيجاد تقاطعات بين الإعلام الرياضي الهادف وبين القائمين على إدارة تلك المؤسسات الرياضية. إن السلوكية هنا تنحصر وتتحدد بالعلاقة بين كيفية الأداء التي تنتهجه المؤسسة الرياضية العراقية الكروية (لاعبين ومدربين وإدارة) من جهة وبين طبيعة الهدف المحكوم برغبة وتطلعات الجماهير والشارع الكروي العراقي من جهةٍ أخرى.
لا يُمكن لأي تصريح إستهلاكي من هذا المسؤول أو ذاك أن يرتقي بالقدرات الفنية والذهنية للاعبينا بغية تحقيق الإنجاز بل يمكن لهذا التصريح أن يلعب دورا عكسيا على صعيد تحقيق النتائج المرجوة في حالة عدم ثبوت رؤيتها الواقعية خصوصاً وإننا عهدنا مثل هذه التصريحات التي يراد منها تخدير أو تحذير الوسط الرياضي بعد كل انتكاسة عراقية كروية. إن الإعلام الكروي العراقي مطالب وأكثر من قبل إلى التدخل الفعلي في عملية توظيف طاقاته الخلاقة في سبيل إستيعاب المرحلة الحرجة وأن ينزل من على منصة الجماهير لكي يتفاعل والحدث الأسمى بشكل أكثر فاعلية في الميدان ذاته آخذين بنظر الإعتبار سمعة وتأريخ الوطن متجاوزين في الوقت عينه حالات الشخصنة التي يلجأ اليها البعض بغية إلقاء التبعات والهروب من ميدان المعركة. إن هذا التصرف بحد ذاته هو جزء لا يتجزأ من سلوكيات المؤسسة الكروية التي تحدثنا عنها بل إن الإعلام الكروي الآن مطالب ليس بالإكتفاء بتشخيص الخطأ ونقد الحلول فحسب وإنما فرض حالة من المتابعة والرقابة على سلوكيات البعض من اللاعبين الذين عبروا بإهتماماتهم ونزعاتهم الأقتصادية والإعتبارية الخطوط الحمراء التي يقف عندها المواطن العراقي ليصلوا إلى فرض حالة من الشك والريبة حول مدى ولائهم لراية الإتحاد العراقي المركزي لكرة القدم وهو جزء من المؤسسات العراقية الرسمية ذات الإعتراف الدولي. هذا الأمر ومن وجهة نظر سلوكيات علم النفس الرياضي لا يمكن أن يظهر على شكل تمرد مفضوح أو إضراب مكشوف يمكن أن يضع اللاعب داخل دائرة الشك الشعبي والقانون الرسمي بل يمكن أن يُختزن , حتى بدون دراية ووعي اللاعب, بشكل إرادي داخل النفس البشرية ثم يُكبت لينطلق فيما بعد على شكل تمارض آني أو تقاعس ذهني عن أداء المهمات والواجبات المناطة بهذا اللاعب أو ذاك. إن تذبذب مستويات أداء لاعبينا بين العجز في مباراة ما والقتال في مباراة أخرى يمكن أن يُعزى الى العديد من العوامل الداخلية والخارجية ولكن يقف عامل التقاعس الكيفي (كما في حالات الإستفراغ الغذائي الطوعي) كواحد من أهم هذه العوامل مضافاً إليها بالطبع تنوع طبيعة وبيئة المباريات من بلدٍ إلى آخر وبالتالي نوعية العوامل التي تستجد بشكلٍ ذاتي لتحكم طبيعة الأداء.
ومن الجدير بالذكر هنا هو أهمية وعي اللاعب العراقي خلال هذه المرحلة بتفسيرات القوانين المرافقة التي تحكم هذه اللعبة خصوصا وإن بعض الحكام يعمدون إلى تفسير كلمة القانون دونا عن روحها. والمهم في هذا الأمر هو أهمية معرفة قيادات المنتخب من أن ما يُطلق عليه إصطلاحاً بكابتن الفريق لا يتعدى دوره أكثر من المشاركة في تنفيذ مراسيم إنطلاق المباراة وهو كما نص عليه القانون (لايحمل أية مميزات خاصة يمكن أن تُضفي عليه نوعاً من المحاباة أو الدلال أو الرفعة والسمو من قبل الحكام بل إن كل ما يميزه عن باقي اللاعبين هو تلك الشارة (ذات الواجبات الأدارية)  لاغير.
من هنا نجد إن إستقتال لاعبينا على حمل شارة الكابتن تنم عن حالة اللاوعي التي يعانيها اللاعب العراقي بالدور الذي يعتقد إنه يمكن له أن يلعب في توجيه دفة المباراة من خلال الضغط على الحكم أو إحداث مشادات مفتعلة مع لاعبيه وممارسة بالتالي دور الواعظ والمعتذر للاعب الخصم عن كل إحتكاك يمكن أن يصيبه حتى وإن كان هذا الأحتكاك مبررقانونا. وهي حالة نقص مريب في ثقافة اللاعب الذي أضحى ينتفخ ويتمختر على حساب البقية من زملائه بفعل عوامل الدفع والمحاباة التي يلقاها هنا أو هناك وخصوصا عند وقوع القبول المطلق بينه وبين ناديه حتى بدأنا نرى أن هنالك ظاهرة غريبة بدأت تستشري في جسد المنتخب الوطني العراقي وهي حالة التوبيخ المتبادل بين اللاعبين والتي صاروا يمارسونها بكل حرية على مرأى ومسمع من الجميع دون أن يبدوا أي إحترام للمؤسسة الرياضية التي تقف من ورائهم والجمهور الرياضي الذي يتحرق من أجلهم.
إن وعي اللاعب بأهمية دوره الوطني في مباريات كرة القدم لا تخضع وتحت أي مسمى من المسميات الى زمنية الإعداد سواء طالت تلك الفترة أو قصرت والدليل أن الدنمارك فازت بالمونديال الأوربي عام 1992 بعد أن دخلت وقبل فترة قصيرة نسبيا من البطولة بديلا ليوغسلافيا السابقة التي منعتها الحرب من المشاركة. كما أن الحالة القتالية التي عليها دول افريقيا كالكاميرون والسنغال لا يمكن أن تخضع هي الأخرى إلى تكتيكات المدربين أو مهارية اللاعبين بل هي حالة كامنة من الشعور الوطني تشتعل مع شرارة صافرة الحكم.
إن البديل الأفضل لسحب البساط من تحت أقدام غرور اللاعبين تنبع اساسا من إيجاد البديل المنافس للاعب  الاساسي وهي السياسة القديمة الحديثة التي إعتمدها الفكر التدريبي (عمو بابا ـ ماكلنن) خلال فترة الجيل الذهبي للكرة العراقية بعد أن اشتعلت المنافسة بين المنتخب الوطني الأول والثاني بل كان يمكن في حينها من إستحداث منتخب ثالث لو توافرت النيات والتوجهات خلال تلك الفترة الذهبية.
ورب قائلٍ يقول إن كل ذلك كان يتبع تطور الدوري العراقي ومسيرته الحافلة وهذا الكلام يصح تماما حينما كان الإحتراف ضربا من ضروب الخيال بالنسبة للاعب العراقي (مثال أحمد راضي وليث حسين) ولكننا ومن وجهة نظر أخرى نجد أن النسبة الأغلب من لاعبي منتخبنا الوطني خلال المرحلة الحالية هم من المحترفين في دوريات الخير والأمان أو على الأقل من لاعبي المناطق الآمنة والذين ليس على أحدٍ منهم من وصي أو سلطان..
إن عملية بلوغ الهدف المتمثل بالمونديال الأفريقي لا يمكن ان تمر من خلال هذا المدرب أو ذاك أو من خلال إستقدام هذا اللاعب أو إبعاد ذاك وذلك كون المرحلة الزمنية المتبقية لم تعد تستوعب عملية إختبارات جديدة أو إحداث تغييرات شاملة سواء لعبنا في العراق أو في جزر القمر . إن الحل يكمن في تغيير أو تحسين بعض سلوكيات اللاعبين والإداريين المهنية وبالتالي رفع وعيهم وثقافتهم بأهمية دور مامطلوب منهم أن يقدموا عليه خلال المرحلة القادمة والتي تتطلب منهم الكثير من التضحيات الآنية بغية الحصول على منافع وطنية وذاتية أكبر ومكاسب أكثر من خلال وصولهم الى أممية المونديال الأفريقي الذي سيصبح واقعا مفروضا وموحدا لحالة التمزق العراقي العراقي.

4
العراقي ايوب أوديشو .. عَذاب الوطن, سَراب الحُب, عِتاب الكرة
من كِتاب: اقدامٌ مسيحيةٌ على كرةِ العراق
حوار وأستذكار: علي الحسناوي



في احدى اللقاءات الفضائية
مدخل:
شاهدته من بعيد وكم تمنيت لو اقترب منه كي اشمّ عطره المنتعش برائحة العشب أو اتحسس لزوجة الملح الممزوجة بعرق الاداء العراقي الاصيل. وعلى الرغم من ان شؤون وشجون الكرة العراقية قد اخذته من عالم البيت والاسرة إلى عالم المتعة والحسرة إلا انه وبحق اصبح اخا للجميع وابا لكل الصغار وصديقا لكل من يحب العراق.
ايوب أوديشو يمتلك خاصيتي الحديث والابتسام في ذات الوقت , فلم يخرج يوما دون ان يصحب معه ابتسامته العراقية الاصيلة معه وكأنها اصبحت ماركته المسجلة في التقرب من الناس المنتشرين على كافة اصقاع الكرة الارضية.
تناسى همومه الذاتية ليعيش هَمّ العراق, بمحنته الانسانية والرياضية, وهو يصافح هذا ويتحدث مع ذاك ليتحول الى موسوعة علمية وبرامجية في عالم الكرة الساحر. من القلائل الذين ابدعوا في ميادين اللعب والتدريب والقاء المحاضرات ليجمع العلم المكتوب والتطبيق الميداني في وعاءٍ اكاديمي خالص.
البدايات
احتضنت الحبانية التابعة لمحافظة الرمادي أولى المداعبات الكروية العفوية لأقدام هذا الطفل المسيحي الذي حمل رمز الصبر والانتماء على اسمه لينطلق من خلال هذا الصبر الايوبي الى العاصمة بغداد ليُبدع فيها فيما بعد, أيما أبداع, ليكونَ واحدا من افضل فرسان الكرة العراقية الذين (دافعوا) عن مجدها العفيف وتأريخها الشريف لينتمي الى جيل العمالقة الشرفاء خلال الزمن الجميل. ولم تختفي الكرة عن حضن اللاعب المبدع ايوب حتى حينما اراد ان يختار كلّيته فكان ان قدّم اوراقه الى كلية التربية الرياضية ليتخرج منها أكاديميا ومدربا ومدرسّا في رجلٍ واحد بعد أن كان لمتوسطة دار السلام واعدادية ابن رشد الكثير من التأثيرات الايجابية على مسيرته الاكاديمية والكروية.
ومن رمل الرمادي مرورا بأسفلت بغداد وحتى نداوة ليل البادية كان للرجل الايوبي مسيرة طويلة تراوحت بين شؤون وشجون الكرة العراقية والعربية والدولية. متنقلا من النادي الآثوري الى منتخب شباب العراق مرورا بنادي الطلبة وحتى ارتدائه لقميص المنتخب الوطني العراقي الذي احبه واحترمه ايوب طويلا.

 
مع علي الحسناوي

كرة القدم بالنسة لنا كانت عملاً وانتماءً وحباً واشتهاء وتدريبات في العلن وتدريبات اخرى في الخفاء . هكذا بدأ ايوب اللاعب والمدرب والانسان حديثه معي ليفتح ابوابه روحه على مصراعيها وزوايا قلبه على راحتيها كي يجعلني اغرف من حلاوة روحه وعذابات حبه.
الحُب الأول
ارتجف قلب ايوب لأول حبً في حياته قبل عشرات من الاعوام العجاف ولازال وحتى يومنا هذه يعيش ذاك الحب ويعتاش عليه على الرغم من انه لم يلتقي بالحبيبة حتى ولا زمن يمكن ان يُقاس بلمسة كرة. حصل على حب الشعب والاحبة والرفاق إلا حب الحبيبة الذي لم تشفيه منه بعيدةٌ عن قلبه أو قريبة.
الحُب الأول مكرر
ولهذا الشاب عشق آخر ووله غريب أخَذ منه الكثير الكثير واعطاه القليل القليل. عَشِقَ ايوب التمرين والتدريب  الى الدرجة التي كانت تدفع به الى الهرولة من منطقة الغدير وحتى ملعب الشعب (احماء كيفي و بموافقة المدرب) ليعود بعد نهاية التدريب لفعل نفس الشيء أي الهرولة من ملعب الشعب وحتى منطقة الغدير. يعترف أيوب بأن هذا الامر دفع بالنجم عدنان درجال الى مشاركته هذا الامر بغية التسلية ونسيان الوقت. لم يتخلّف الكابتن ايوب عن اية وحدة تدريبية أو مباراة خلال مسيرته الكروية الحافلة بالانجازات وهو الأمر الذي أكسبه احترام الآخرين.
مسيرة الانجازات
إمتدت المسيرة الكروية للكابتن ايوب من عام 1977 كلاعب الى عام 1990 ليركن حذاء الكرة على الرف ليتمسك بالعِلمِ وبالقلَم كواحد من افضل مدربي العراق واعتبارا من العام 1991 ولغاية كتابة هذه السطور.
ايوب أوديشو من اكثر اللاعبين العراقيين قربا مني وتشبها بي. تعتبر مقولة الحاضر الغائب شيخ المدربين عمو بابا هذه من أولى شهادات الامتياز مع مرتبة الشرف التي حصل عليها الكابتن ايوب خلال مشواره الكروي وذلك على الرغم من الانجازات الباهرة الاخرى التي حققها خلال حياته التدريبية والتي كتبها الكابتن ايوب بأحرفٍ من نور في سجل انجازات المدربين العراقيين حينما استطاع وخلال عام واحد من حصد مجموعة من البطولات خلال عالم واحد تنوعت بين الحصول على بطولتي الدوري والكأس وبطولة ام المعارك الكروية وكأس المثابرة إضافة الى بطولة الجيش وذلك حينما كان قائدا لسرب الصقور المتمثل بنادي القوة الجوية العريق.
وحينما لم يتوقف طموحه في التدريب عند حدٍ معين آثر ان يغزو البرازيل ليتعلّم اسرار كرتها ليمر من خلال ماليزيا في واحدة من افضل دوراتها الكروية لينتقل الى دراسة طلاسم السحر الكروي الفرنسي لتكون أوكرانيا ايضا واحدة من محطات دراساته الكروية. وعلى الرغم من انه قام بتمويل كافة دراساته الكروية بشكلٍ ذاتي إلا انه سعيد بالنتائج التي تحققت من وراء هذا المكوك الكروي.

مع ابطال اثينا وأسيا

ففي العام 1993 كان مساعدا للمدرب عدنان درجال الذي كان للتوّ قد غادر المستطيل الاخضر ليتوقف عند حدوده مدربا حتى قبل ان يعي شخصيا حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقه. وفي الاعوام 97,98,99 كان قد استلم مسؤولية المنتخب الوطني العراقي ليسحق الباكستان بستة اهداف على أديم ملعب الشعب
وفي العام 1995 جاء وصيفا للفريق الياباني حينما تعثر في الحصول على بطولة اندية آسيا بفارق هدف واحد.
الأصابة والموقف الغير طبي
ومن الاخطاء الطبية التي وقع فيها ايوب الاكاديمي هو تغليبه لغيرته على علمه حينما أصرَّ على الاستمرار في اللعب على الرغم من الاصابة القاتلة (تمزق في الغضروف) التي تعرّض لها خلال المباراة المصيرية بين ناديي الطلبة والزوراء بعد مرور خمسة وعشرين دقيقة فقط على بداية المباراة.
وعلى الرغم من اعتبار اللاعب اكرم عمانوئيل آخر من حمل الصليب على صدر لاعب عراقي خلال تصفيات كأس العالم في العام 1993 وذلك حينما كان ضمن سرب الصقور إلا ان ذلك لم يمنع بروز حالة التناغم والتكاتف الديني بين اللاعبين العراقيين خلال أداءهم لمهماتهم الوطنية والدولية. وفي هذا السياق يقول ايوب, ان من اجمل أزمنة المشوار الكروي هي تلك التي كنا ندخل فيها جميعا الى باحات الاضرحة لزيارة الأئمة في الدول الاسلامية وخصوصا في ايران وايضا في دخولنا الجماعي الى ساحات الكنائس ودور العبادة الاخرى.
الصليب يدخل ايران
وفي العام 1995 كان ايوب أوديشو وفرقته أول من يدخل اسوار البوابة الشرقية المطلّة على حدود ايران حاملا معه رسالة سلام ومحبة حينما شهد ملعب ايران أول موقعة كروية عراقية بعد ان صمتت طبول الحرب لينتصر فيها المارد الأيوبي بهدف واحد أودعته اقدام اللاعب صباح جعير في الهدف الايراني وذلك على الرغم من مشاركة سبعة من لاعبي المنتخب الوطني الايراني الذين أحتوتهم كشوفات النادي الايرانمي خلال تلك الفترة.

الابعاد القسري والحرمان
ومن المواقف المشهودة التي نقرأها في كتاب أيوب أوديشو هي تلك المواقف البطلة والحازمة التي كانت تدعوه للوقوف بوجه كل جبّار عنيد حاول الانتقاص او التقليل من شأن اللاعب العراقي أو الاساءة اليه بأي شكل من الاشكال. ويؤكد العديد من زملاء زمنه على ان تلك المواقف كلّفته كثيرا واخذت منه الكثير ايضا حيث تسببت بتعرّضه الى الحرمان والمنع لفترات ليست بالقصيرة وغيّبته ايضا لاكثر من خمس مرات ليعود دائما وهو اكثر اصرارا على تحقيق طموحات ومتطلبات اللاعب العراقي.
 
مع احد رموز المكسيك غانم عريبي

وفي اللقاء النهائي الذي أوقع كتيبته الزرقاء الموشحة بعلامة الصقور وجها لوجه امام فريق النوارس البيضاء. تقدّمت الصقور لتلتهم النوارس كي تخطف كأس العراق إلا ان رغبة الحكم كان لها شهوة اخرى حيث اضاف عشرة دقائق كتعويض للوقت الضائع في زمنٍ لم يكن فيه للوقت الضائع من قاعدة أو قانون, لتسجل النوارس هدف التعادل لتحلّق فيما بعد بكأس البطولة بعد ان كانت لها الأرجحية في ضربات الجزاء. هذا الحيف الكبير الذي وقع على الكابتن ايوب (رمز الصبر) دفعه الى رفض كل الدعوات من اجل إرتقاء السلّم المؤدي الى مقصورة صناعة القرارات الغبية لينتهي به المطاف الى حيث نعلم وتعلمون دون ان نذكر أو تكتبون.
كبوة الجواد الطلابي الازرق
ومن هنا نجد ان النوادي والمؤسسات الرياضية العراقية غالبا ماكانت تتعرّض الى العديد من القذائف الرسمية الداخلية نتيجة لتخبط صناعة القرار. وعند الحديث عن الكبوة الطلابية في الوقت الحاضر والأزمة التي عصفت بالنادي الأنيق نجد ان للكابتن ايوب وجهة نظر متقائلة حيث يؤكد على ان النادي كان قد مرّت عليه العديد من الأزمات السابقة خلال الاعوام 94, 95 حتى انه عمل بدون هيئة ادارية في اغلب الاوقات خلال تلك الاعوام إلا انه استطاع ان ينهض من جديد. وهذا يعني ان هنالك تفائل حذر يحدو بالكابتن ايوب الى القول ان أزمة النادي خلال هذه الفترة لابد وأن تنتهي على خير متمنيا للحبيب حبيب جعفر وفريق عمله كل الخير والتوفيق خلال الاستحقاقات القادمة.
 

مع الكباتن خالد هادي واحمد الفلوجي

 
الاحتراف ورؤية المُعَلِّمْ
على الرغم من توفر العديد من المواصفات المهارية والفنية لدى اللاعب العراقي عند البتحدث حول موضوع الاحتراف إلا ان نفس اللاعب لازال يعاني من نقص كبير وخطير في ما يُسمى بثقافة اللاعب المحترف والتي تتمحور حول النواحي الادارية والتزامالت العقد إضافة الى التحلي بالصبر والمشاهدة. ولا يمكن اعتبار احتراف اللاعب العراقي وليد اليوم بل كانت هنالك محاولات عديدة للإستئثار بالعديد من اللاعبين العراقين والحصول على تواقيعهم في العديد من الاندية الاوربية والخليجية لكن وكما يعرف الجميع كانت هنالك نوع من الجدران التي كانت تصطدم بها هذه الطلبات حتى قبل ان تخرج من ادراج مكاتب السماسرة والوكلاء. ولكي يتحقق النجاح في عالم الاحتراف فإنه لابد وان تتوفر عنالك مجموعتين رئيسيتين من العوامل هما القدرات على التكيّف النفسي وايضا تواجد مجموعة من اصحاب الثقة والخبرة من الذين يثق اللاعب بهم ثقة صحيحة من حوله. ويقول الكابتن ايوب بما معناه ان الاحتراف في دول الخليج وبعض الدول العربية لا يفي بمتطلبات الاحتراف الحقيقي من حيث تطوير النواحي المهارية والفنية للاعب. ويؤكد ان هذا العمل ليس بما يُطلق عليه بالاحتراف الحقيقي كما هو حاصل عند الاحتراف في الدوريات الاوربية حيث تتشكل هناك الرؤية من افكار المكتشف والاختبارات الطبية والبدنية إضافة الى اهمية توافر قناعة المدرب والمؤسسة الرياضية التي تقف من وراءه.
 
إحتفاء الجالية العراقية به في ستوكهولم
صرخة ايوبية في أُذُن الاتحاد
وفي نداء وجهه الكابتن ايوب أوديشو الى الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم فإنه اراد للقيادات الرياضية هناك ان تكون اكثر اهتماما بالنوادي والدوريات المرافقة لها والعمل بالتالي على مساعدة الاندية ماديا ومعنويا وعدم تركها لتلاعبات الآخرين.
كما يدعو أوديشو الاتحاد على تغيير نصوص عقده مع أولسن بغية اجباره على دخول منطقة كردستان ومتابعة الدوري (كونه أي أولسن مدرب أكاديمي) عن كثب للوقوف على عدالة ومصداقية اختيار اللاعبين المستحقين (هذا ان كان أولسن ليس بالمندرب التجاري كما يقول أوديشو) وحتى لا تخضع عملية الاختيار هذه التالي لاهواء المدربين المحليين وبعض القيادات الرياضية الاخرى حيث لا منتخب بلا دوري حقيقي خصوصا ونحن نقترب من المحك الحقيقي لقدرات لاعبينا خلال الجولات القادمة والحاسمة في تصفيات كأس العالم.
همسة الى أولسن
ويدعو أوديشو المدرب الاكاديمي أولسن الى الاستفادة من فترة تعاقده الطويلة والعمل على إدخال البهجة الى روحية الشعب العراقي بتأهلنا لكأس العالم كي يقترب من الابداع الفيروي الذي أدخل الفرحة الى قلب كل مواطن عراقي وهو (أي فيرا) مدرب لا بد وان تُرفع له القبعة احتراما لقدراته وانجازه وذلك حسب ماذكر الكابتن في احدى لقاءاته التلفزيونية.
اللاعب الآن
وما دامت المادة والعقلية التجارية هي التي تسيّدت الساحة الكروية في الوقت الحاضر فإنه ينبغي على كافة اللاعبين ان لا يتناسوا أمور مهمة مثل الانضباط والخلق واحترام العلاقات المتبادله بينهم وبين المدربين. ويجب ان نعترف ان تركيبة اللاعب اختلفت الآن بسبب اختلاف متطلبات الحياة حيث اصبح من النادر الآن ان تلتقي بلاعب مثقف من الناحيتين الكروية والاجتماعية بعد ان ترك اللاعب العراقي متعة القراءة والاطلاع في سبيل الوقوف على آخر مستجدات اللعبة.
 
مع مهدي عبد الصاحب, بنيامين دنخا, احمد الفلوجي, خالد هادي , علي الحسناوي
أيوبية الاولمبي والتحدي
يحاول الكابتن ايوب من طرح افكاره التدريبية وقيادته للمباريات من خلال رؤيته الخاصة بالتركيز على اللاعبين علاء عبد الزهرة ومصطفى كريم وايضا الحارس وسام كاصد, والذي يتمنى تواجدهم الدائم في المنتخب والعمل على تطوير قدراتهم والعمل من جانب آخر على الاهنمام بمتطلبات اللاعب الاولمبي وقياداته التدريبية كونهم المُعين الاساسي والنهر الذي لا ينضب في سبيل رفد المنتخب باللاعبين الجدد. وهو يؤكد انه متيقن من فوز المنتخب العراقي الاولمبي على الوطني في حالة اجراء مباراة تجريبية بينهما. ويؤكد ايضا على اهمية زيادة عددية تجريب اللاعبين خلال المباريات بدلا من التركيز على تسجيل نسب كبيرة من الاهداف خلال المباريات التي لا تكون فيها الاهداف ذات اهمية تُذكر.
الفلسفة الايوبية في تحديد الهوُية
يركز الكابتن ايوب على اهمية التفريق بين طريقة اللعب واسلوب اللعب بعد ان ثبت ان هنالك الكثير من المدربين يتحدثون عن المفهومين وفقا لرؤية واحدة خصوصا وان نسبة الاستفادة من هذه المفاهيم خلال الاداء الكروي الحالي لم تصل بعد اى نسبة 30% وهو الأمر الذي يدفعنا الى التفكير بأهمية علمية المدرب التي تراوحت بين مدربين كلاسيكيين حققوا نتائج طيبة إعتمادا على خبراتهم الشخصية ودراساتهم المحدودة مثل عمو بابا, انور جسام, اكرم سلمان, واثق ناجي. ويقف على الطرف المقابل لهذه الموازنة نوعية اخرى من المدربين الذين تمتعوا بعلمية واكاديمية كبيرة إلا انهم لم يفلحوا في تحقيق نتائج جيدة من امثال جمال صالح, زيا اسحق, عبد الوهاب عبد القادر, خلف حسن, المرحوم ثامر محسن. ولابد من الانقياد وراء تأكيدات الكابتن ايوب من ان كرة القدم أضحت علما من العلوم المتعارف عليها والمعترف بها, على ان يكون سر نجاح المدرب تأتي معتمدة على أهمية قناعة اللاعب بالمدرب وبشخصيته واسلوب قيادته. وما دمنا في صدد الحديث عن اسلوب القيادة الكروي فإنه لابد لنا هنا من التأكيد على ان الكابتن ايوب الى التعامل بالاسلوب القيادي الديمقراطي مع عدم السماح بتجاوز الخطوط الحمراء.
مع عرّاب الخماسي الكابتن عماد زبير والموسوعي يوسف ثامر



5
ترجمة وتحليل: علي الحسناوي
مجلة (افتن بوستن) النرويجية تكشف خفايا وخبايا صفقة أولسن في اوسع تحقيق اعلامي من الاردن والدوحة
(وشهد شاهدٌ من اهلها)
محامي أولسن يعترف: لولا ان لَعِبْنا على حبل العقود والتمويل لما حصلنا على العقد
عقد لم يحلم به أولسن حتى ولا في ليالي الف ليلة وليلة
فريق دريلو: ابحثوا عن مهووس بكرة القدم ويعمل في محطة وقود (هيدرو) كي يساعدنا
أولسن: قلت للاتحاد العراقي (إيكّه لون) أي (اعمل بدون راتب)
مدير التمويل: خابت آمالي برفض شركات التمويل مساعدتنا وارجو ان يساعدنا الفوز على باكستان
المحامي: لم نعلم بوجود فيرا لولا الاتصال الهاتفي المفاجيء اثناء الجلسة!!!!
مدير التمويل: ندعم منتخبات السعودية والامارات وعُمان وليس العراق..
إيريك آبيري: ليس لنا في العراق لاناقة ولا جمل.
ما هو دور زوجة السفير النرويجي الدبلوماسية (هانّه) في تقريب وجهات النظر؟
لماذا حضر الخبير النرويجي الستراتيجي في الشأن العراقي من النروج خصيصا لحضور جلسة الصفقة؟
يونس جاسم درّب ثلاث فرق للشباب ويحلم الآن بتولي منصب المدير الفني للمنتخب

الحقيقة, هذه المرة بعيدة كل البعد عن التصوّر والاستنتاج أو حتى الاستقراء, لانني سأحاول ومن خلال تناولي لترجمة وتحليل المقال ووفق قراءة خاصة للتحقيق الذي نشرته مجلة (افتن بوستن) النرويجية الرياضية والواسعة الانتشار في عددها الصادر في اليوم التاسع عشر من اكتوبر لعام 2007 وتحت الرقم التسلسي 42. ومن المفيد هنا القول ان الترجمة عن اللغة الاجنبية تخضع لمقياسين مهمين أولهما الترجمة بتصرّف أي ترجمة المفهوم العام وايصال المعنى الى الطرف الآخر وثانيهما الترجمة بتقيّد وهي ترجمة الكلمة أو المصطلح (المتكون من كلمتين أو كلمة واحدة وحرف ربط) بما يقابلهما من معنى لدى الطرف الآخر.
ولابد لي اولا من ذكر حقيقة مفادها ان هذا التحقيق أو هذه الدراسة الميدانية الواقعية تم نشرها بعد ما يقرب من الشهر من العمل الصحفي الميداني والدؤوب الذي قام به الطاقم الصحفي المرافق لرحلة دريللو الاردنية القطرية والني تمكن خلالها الطاقم من الوقوف على حقيقة تداعيات العمل الاداري والمهني عند العاقد مع أولسن وايضا من خلال اجراء العديد من المقابلات والمشاهدات التلفزيونية التي ادارها الطاقم النرويجي المؤلف من أوله هينمو (الذي حاول من قبل ترتيب لقاء مهني خاص بيني وبين فيرا من جهة وبينه وبين دريللو من جهة اخرى) اضافة الى ستين بيورغه بكاميراته السحرية.
ان ما تطرحه الصحافة الاسكندنافية على صدر صفحاتها الاولى أو الاخيرة لابد وان يكون قد مرّ عبر مصفاة دقيقة ومحكمة من المصداقية والثقة واحترام الرأي والرأي الآخر ونحن حينما نعترف بذلك فاننا ننأى بأنفسنا (وارواحنا) ومنهجيتنا عن كل ماجاء فيه من تفصيلات قد لاتروق للبعض أو قد يطرب لها البعض الآخر آخذين بنظر الاعتبار احترامنا للقرطاس والقلم وامانة النقل ومصداقية وحيادية التحليل لكل من جَهَلَ منا الأمر أو كان يَعلم.
ان نظرة اولية وحتى وان كانت عابرة للعنوان الذي توشح به المقال وبالتالي دخول المستشار القانوني للسيد أولسن في ترتيبات صفقة التعاقد انما تدل دلالة واضحة على ان هنالك مصداقية في العلاقة التبادلية بين حصول السيد أولسن على العمل وفقا لترتيب مسبّق وبين وعده الخاص للكرة العراقية واتحادها الموقر بمزيد من الدعم والاسناد المالي والاقتصادي وذلك لأن القائل رجل قانوني وعارف بخفايا وخبايا التعاقدات من هذا النوع وهو عليم خبير بالقضايا المحلية والدولبية من هذا النوع.
يتمحور التحقيق الصحفي لمجلة افتن بوستن, موضوع البحث والمناقشة, حول الاجابة عن ثلاثة اسئلة محددة وتثير نفسها بنفسها, اولهما, مدى صدق أولسن لوعوده النارية في تمويل الاتحاد العراقي عن طريق الشركات النرويجية والاسكندنافية أو الاوربية, وثانيهما, يدور حول ماهية الدوافع المهنية التي دفعت بدريلو أو أولسن لقبول المهمة, وثالثهما, وهو آخرهما, يتعلق بما يمكن ان يعطيه العراق لدريلو من شهرة وعودة ميمونة الى عالم الكرة الساحر.
(السلام عليكم) كانت هذه اولى الكلمات التي حاول من خلالها دريلو التقرب من مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني العراقي وهو يبارك لهم الاعجاز الفيروي الرافديني (تسميتي الخاصة) في الوقت الذي كان يتحدث فيه اليهم عن منجزاته في تسعينيات القرن الماضي. يدخل اللاعب يونس الآن ليهب الجميع لأخذه بالاحضان ثم يعلن أولسن بداية الوحدة التدريبية!!! قائلا: الآن اصبحنا جاهزين لاداء الوحدة التدريبية !!!! هذه الوحدة التدريبية احتوت على خمس مدربين بزي جديد (الرمادي الموشح بالازرق) ويخلو من علم العراق على الصدور اضافة الى ثمان لاعبين فقط (يونس + 7). ثم تقدم يونس محمود من أولسن وطلب منه راحة لعدة ايام حتى يستعيد عافيته وتوازنه اثناء الوحدة التدريبية الاولى. ولكن تواجد المساعد الثاني رحيم حميد في الباص هو الذي جعل أولسن يتردد في قبول عرض يونس محمود. وحينما اقترب الصحفي من رحيم بادره رحيم بالقول: نعم هنالك الكثيرون من الذين لايريدون لي ان اكون مع المنتخب الوطني ولكنني ابحث عن مصدر رزقي بعد تهديدي وهروبي الى اربيل. وهنالك البعض ايضا من الذين لايريدون لأولسن ان يتولى تدريب المنتخب الوطني لبلد (مُحتل) من قبل الولايات المتحدة الامريكية ولكن أولسن يقول: لست افهم لماذا يحاول البعض سحب العمل مع المنتخب الى السياسة!!!.
وحينما بدأ المترجم (المُسجَّل بعنوان مساعد ثالث) يونس جاسم العراقي النرويجي القادم مع أولسن بترجمة بعض تصورات اللاعبين توقف ليتحدث العربية معهم معلنا انهم (أي اللاعبين) بدأوا يتذمرون من كل شيء وخصوصا من قلة التمويل المالي والدعم الاقتصادي. هنا يتدخل يونس محمود ليقرأ على اولسن خطابه المعتاد من انهم ابطال آسيا وهم محترفون فقراء الحال!!!! وليس لهم من ممول أو داعم كما انهم يقاومون من اجل الانتقال من بلد الى بلد آخر دون الحصول على جرعات كافية من التدريب خصوصا مع عدم رغبة نواديهم بتحريرهم من التزاماتهم الاحترافية لينهي كلامه بمقولة: ارجوك مستر دريلو افهم ما اقوله.
الكثيرون حاولوا بطريقة أو باخرى التعرُّض لاسلوب أولسن الرجل ذو الخمسة والستون عاما وصاحب التوجهات السياسية الماركسية وخصوصا تلك التي تتعلق باسلوب لعبه الدفاعي والمناولات الطويلة التي يستخدمها في تطوير الهجوم. ومن الحسنات السياسية التي تنير سجل أولسن الراديكالي انه كان قد هرب من معسكر تدريب المنتخب الوطني في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن للمشاركة في احدى التجمعات الجماهيرية ضد السياسات الغير بشرية اتجاه الانسان. حصل هذا في بدايات سعينيات القرن الماضي. وحينما يتطلب الامر النصح الخارجي فان المتخصص بالشان العراقي هنريك ثونه لا يبخل على أولسن بأية معلومة وهو يقول له: ان المنتخب الوطني العراقي الآن هو مثال التوحد وهو الشيء العراقي الوحيد الذي يجمع العراقيين وهو ليس رمزا عاديا كما هو حاصل في الدول الاخرى.
ولعله من اهم ما يجب ان يُقال هنا انه كان للسيدة هانه أولريشون العاملة في القسم الخارجي في الدبلوماسية النرويجية  , وهي زوجة السفير النرويجي . الدور المميز والقول الفصل في ربط اواصر الحوار بين أولسن وفريق العمل المرافق والساند له وبين الاتحاد العراقي ومن خلال تواجد خاص لمحامي أولسن السيد غونار مارتين شينر وايضا من خلال تواجد عرّاب الصفقة  ومدبّر التواصل العراقي النرويجي يونس جاسم. ولغرض المحافظة على حقوق السيد أولسن المهنية والتعاقدية والامنية فقد حضر الخبير بالشؤون الستراتيجية العراقية السيد هنريك ثونه خصيصا من العاصمة اولسو للمشاركة في مباحثات العقد وهو العامل الذي جعل أولسن يلغي أي فكرة أو مناقشة حول الاقامة في اربيل وعلى اعتبار انها ليست من المناطق الآمنة حسب رؤية ونصح الدبلوماسية النرويجية.
وكان يبدو جليا للعيان من ان الطرف العراقي المقابل لدريلو على طاولة المفاوضات لم يكن يعنيه أولسن بكل ما يحمله من افكار كروية أو فلسفة قيادية بل ان جُلّ ما كان يعنيه هو ما يمكن ان يقدمه أولسن من دعم وأسناد مالي للاتحاد العراقي عن طريق الشركات السانده لتوجهاته. وهو ما جعل السيد حسين سعيد ونائبه الاول (والامين) المالي للاتحاد من ترديد عبارات واحدة فقط وهي (ان شاء الله) حينما كان أولسن يطرح افكاره وفلسفته حول تطوير المنتخب الوطني العراقي لكي يتمكنوا من مناقشته وسبر اغوار مصداقيته التمويلية.
ومن الحقائق الاخرى هي ان دريلو أو أولسن لم يكن الوحيد الذي كان في سباق محموم من اجل ارتداء النصر (الرافديني الفيروي) بل كان هناك السيد مارتين شينار الذي حاول تعزيز مكانته المالية من خلال استدراج الشركات الاسكندنافية والاوربية والقنوات التلفزيونية للدخول في صفقة أولسن.
كان السيد مارتين شينار من اهم ما اثار فضول القيادة العراقية في الاتحاد بحديثه وخبرته عن التمويل المالي ومصداقيته ايضاً في تحويل كلامه الى واقع ملموس وهو (اي شينارٍ هذا) كان قد جَبُلَ واكتوى بالعمل القانوني التعاقدي بين الاطراف الكروية على شكل منسِق ومراقب للصفقات ومديرا لها ايضاً.
وخلال هذا الوقت الساخن من المحادثات يتوقف النقاش فجأةً للاجابة على بعض الاتصالات الهاتفية ليتبين للطاقم النرويجي من خلالها انهما لم يكونا على علم بتواجد المدرب البرازيلي جورفان فيرا في مكانٍ آخر في انتظار القيادة العراقية الكروية. فيرا الذي تحول الى بطل قومي وحبيب للشعب العراقي بعد موقعة بطولة آسيا. ان الاضطراب والتقاطع الحاصل في عمل الاتحاد العراقي هو ما جعل فيرا يتنحى عن مواصلة المهمة علما انه تحدث بصراحة لقناة عشتار الفضائية من ان السيد حسين سعيد يرغب بالتعاقد مع أولسن بسبب قدرته على التمويل والدعم المالي والاقتصادي للاتحاد وهو مادفع بفيرا الى الرد على سعيد بالقول انه مدرب وليس تاجر.
وبذلك فقد اصبح أولسن صاحب العقد العراقي بسنواته الثلاث والذي لم يكن يحلم أولسن به حتى وان عاش كل حكايات الف ليلة وليلة من قبل ان يدخل على الخط العراقي. وخلال محادثاتنا خلال شهر مايس كنت قد اعلنت لهم أي للاتحاد العراقي عن عدم اهتمامي بمرتب العقد وتفاصيله المالية مستخدما عبارة (إيكّه لون) وتعني حرفيا (بدون مرتب) وذلك تماما حسب ما قاله أولسن شخصيا.
ويعترف المستشار القانوني لأولسن صراحة بانه لولا التركيز على الوعود بالدعم المالي والاقتصادي لما حصل أولسن على العقد وهي العبارات التي أدت الى التأثير في قرار الاتحاد العراقي على القبول بتوقيع أولسن على العقد الذي اضاف قيمة تأريخية ومعنوية ليس لأولسن فحسب وانما منح فرصة العمر لمدرب كرة القدم للشباب العراقي النرويجي يونس جاسم الذي عمل فقط مع فرق الشباب لنوادي (فاردال, يوفيك ـ لين, ونادي بيري) وهو يراهن الآن على تولي منصب المدير الفني للمنتخب الوطني العراقي بعد انتهاء مرحلة أولسن. ومن المخيّب للآمال الاولسنية واماني محاميه هو ان احد اعمدة التمويل الرياضي (يوتون) كان قد رفض كل توسلات المستشار القانوني لدريلو بالمساعدة على دعم أولسن والاتحاد العراقي وهو ما دفع بمؤسسات التمويل النرويجية الى القول:
انه من الممتع والمفيد العمل على دعم الكرة السعودية أو العُمانية أو الاماراتية على ان ندعم الكرة العراقية. كما اثار السيد أيريك آبري جدلا واسعا باعلانه انه ليس لهم في العراق لا ناقة ولا جمل قائلا بالحرف الواحد: لماذا ندعم بلدا ليس لنا في اسواقه لا استثمار ولا توزيع.. هذا الرد دفع بالمستشار القانوني لدريلو الى القول بالفم المليان من ان الامر اصعب مما كانوا يتوقعون ولكنهم يراهنون على اقناع المؤسسات الداعمة من ان العراق بلد قادر على النهوض مرة اخرى ومن جديد وهم (اي فريق دريللو) قد سقطوا في فخ عجز التمويل طويل الامد حيث كان (يوتن) من الذين تمت مفاتحتهم في هذا الامر إلا انه رفض الامر جملة وتفصيلا. كلا كلا لا يبدو لي ان هنالك مؤشرات جادة لتحسن الوضع العراقي وبالتالي العمل على تمويله ولكن هل تعرف احدا في محطة الوقود العالمية (هيدرو) وعاشق لكرة القدم كي نفاتحه بأمر التمويل والمساعدة. هذا كان واحدا من توسلات فريق دريللو.نحن متفهمون لموقف الدعم ولكننا نأمل ان يتحسن الوضع بعد عبور مرحلة باكستان. من كل ما تقدم نجد انه ليس هنالك من احد تحدث عن مرتب أولسن الذي يكتنفه الغموض, هذا ان كان موجود اصلا ضمن مفردات العقد, وكل الدلائل الحوارية وخصوصا ما اعترف به أولسن ومستشاره القانوني تدل دلالة واضحة على ان أولسن يعمل بدون مرتب رقمي واضح ومحدد وبذلك فان التحقيق يدعونا الى التفكير مليا بمصداقية التحليلات التي تذهب الى اعتماد أولسن على شركات التمويل في سبيل تدبير حالهز ولست ادري ان كنا نستطيع ان نصفق للاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم الذي استطاع وعبر دهاء دهاقنته من ان يصيب مال أولسن وسمعته وقدراته بحجرٍ واحد. ويبقى أولسن ومترجمه العراقي يونس جاسم هما الرابحان الوحيدان من خيِّرات سمعة الكرة العراقية في صفقة ربحت فيها جميع الاطراف إلا طرف واحد قد تكشف عنه قادمات الايام.
ترجمة وتحليل: علي الحسناوي




6
نادي (عراقنا) وليد الرياضة العراقية في المهجر
علي الحسناوي

تعقد الجالية العراقية في مدينة سودرتاليا السويدية مؤتمرها الأول لانطلاق مشروع بناء صرح النادي الرياضي العراقي في المدينة. وقد وافقت اللجنة التحضيرية على اطلاق تسمية (عراقنا) على هذا التجمع الرياضي النبيل والذي سيتخصص اول الامر بانشاء نادي لكرة القدم يندرج ضمن مسابقات اتحاد المدينة للعبة على ان يتم العمل ووفق دراسة متكاملة على تطوير النشاط الرياضي والثقافي في المستقبل القريب ان شاء الله.
واعتمدت التوجهات الصريحة للنادي من حيث الهدف المعلن على لم شمل الشباب العراقي تحت خيمة الرياضة وهو ما تم تثبيته في محضر الاجتماع الرسمي الاول للنظام الداخلي داخل المدينة على ان يتم فيما بعد توسيع دائرة العمل والنشاط لتشمل الشباب العراقي في المدن والضواحي القريبة وصولا للتعاون الاوربي بين مجاميع الجاليات العراقية في دول المهجر.
وصرح الكابتن احمد الفلوجي مدير المشروع الى ان الهدف الاسمى من المشروع  يتحدد وفق معطيات التعاون الرياضي العراقي ـ العراقي بين الداخل والخارج في سبيل العمل على مساعدة الرياضة العراقية على النهوض والارتقاء وفق اسس علمية حديثة. ومن المؤمل ان يتم خلال هذا المؤتمر انتخاب رئيس واعضاء الهيئة الادارية للمشروع والذين سيعملون على ادارة دفة العمل خلال الفترة القانونية القادمة.
وابدى الكابتن الفلوجي رغبته الاكيدة في افتتاح باكورة نشاطات نادي عراقنا من خلال اقامة الدورة العراقية الاولى لكرة الصالات (فوت سال) والتي سيشارك فيها نخبة من النوادي العراقية خلال مطلع الشهر القادم. ولعله من الواجب هنا ذكر الرعاية الحميدة التي يحضى بها النادي من لدن بلدية المدينة واتحاد الكرة والنوادي السويدية في المنطقة التي ابدت رغبتها في اجراء العديد من المباريات التجريبية خصوصا بعد السمعة الطيبة التي حصلت عليها الكرة العراقية مؤخرا ومن خلال تسيد اسود الرافدين للكرة الآسيوية بقيادة المدرب المبدع يوسف جورفان فيرا.
وفي الوقت الذي نهيب به بهذا الانجاز إلا اننا نتطلع قدما من اجل تفعيل دوري الفئات العمرية لهذه النوادي وهو ما سوف يتحقق قطعا من خلال دفع العوائل العراقية لابنائها من اجل الاستفادة من هذا الصرح الرياضي العراقي مستقبلا.

7
أولسن ودجاجة مسعود بين انفلاونزا الطيور والكوليرا
علي الحسناوي
Alias2155@yahoo.com


بين المثلث النرويجي ومثلث برمودا ارتباط وثيق يتمحور حول قدرة الاشياء على الاختفاء وفق معادلات كونية دقيقة لم يصل الى كنهها بشر ولم نجد اليها تفسيرا أو ممر لكي نُثبت عجزنا امام سخرية القدر.
ان المثلث النرويجي ذو الاضلاع الثلاثة التي تشكلّت من أولسن الرجل والمدرب وطاقمه الاعلامي الذي بدأ يقترب من مدارس غوبلز بقدرته على لف خيوط اللعبة النرويجية للالتفاف حول شرنقة الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم من جهة ومن اتحادنا ذاته المعني بالمؤسسة العراقية الكروية والذي يشكل الجهة الثانية المقابلة من المثلث ليُضاف اليهما السلطة الحقيقية التي يتمتع بها السيد النرويجي الآخر أَلا وهو (أوكة هاريلد) رئيس الاتحاد النرويجي لكرة القدم كطرف ثالث في معادلة اللعبة الاولسنية..
أولسن يعرض خدماته المجانية لتمويل الكرة العراقية عن طريق نظام مصرفي هو غاية في التعقيد وملأه الوعيد ولذلك فهو, ما ان تناول الاعلام أسرار وعوده, حتى طلب مني وعبر جنرالاته ان يُشاهد الحلقة الكاملة لبرنامج فيرا في الحوار المفتوح والصريح الذي استضفت فيه عمنا فيرا على فضائية عشتار, لابل انه طلب الابقاء على الحوار الانكليزي لمشاهد الحلقة كي يتأكد بنفسه من حقيقة التمويل التي انكرها أول الأمر خصوصا وان المواطن النرويجي الطيب لازال مصدوما من هول تصريحات السيد أولسن.
ولكي يزيد السيد أولسن الطين النرويجي بلة فانه صرّح وعبر احدى قنوات التلفزة النرويجية من ان الشعب العراقي احتفل حتى الصباح واقام الليالي الملاح فرحا وطربا بموافقة أولسن على تدريب المنتخب الوطني العراقي (المصدر محفوظ للتأريخ). وبالتأكيد فأن تحليل وتأكيد هذا الامر متروك للشارع العراقي ذاته.
الصحافة النرويجية لم تفهم الأمر بشكل سليم كونها تعتمد على ارضية واسعة من الثقة والاحترام المتبادل بينها وبين قرّائها من جهة وبينها وبين مصادر الخبر لذلك فأنه كان للاتصال المباشر بيني وبينها دليل آخر على رغبتها بمشاهدة وتحليل الحلقة والاستماع المباشر لما قاله ووعد به أولسن على لسان سعيد وفيرا.
والآن وبعد ان أشرقت شمسين على ظلام اللعبة الأولسنية وهما:
1 ـ انسحاب أولسن من تصريحاته الرنانة ووعوده الطنّانة والقول أو التذرع انه كان يعني قيام محاميه بالتصرف وفقا لما يمكن ان يخدم مصلحة الكرة العراقية. وفعلا كان محامي أولسن قد تحرك في اتجاهين مختلفين أولهما مغازلة الخارجية النرويجية بغية التكرّم بالتعامل مع واقع الكرة العراقية وتنظيم دخولها على شكل ثلل أو جماعات الى الجنة النرويجية. وثانيهما فتح قنوات اتصال مع الشركات النرويجية بغية الحصول على تجاوب ما يمكن ان يصب أولا في خدمة أولسن بعد ان يقتطع المحامي عمولته العادية المرئية والغير مرئية خصوصا وان المحامين والمحاسبين في اوربا هم اكثر الاوربيين قدرة على التهرب من الضرائب.
2 ـ خروج السيد أوكة وهو الرئيس الاقوى للاتحاد النرويجي من شرفة الاتحاد والتصريح بأنه غير مُلزَم بوعود أولسن للعراقيين وهو (أي أولسن) يعمل خارج اطار الاتحاد كمدرب محترف. وصدقوني هذا التصريح دفع بالمدرب أولسن الى الوقوف امام ابواب الاتحاد والصراخ (انا نرويجي ولست اول مدرب قدم من شمال الارض ليدرّب في شرقها) ولا يحق لكم معاملتي بمثل هذه الطريقة.
السيد وزير الشباب العراقي يقول في تصريحاته للصحافة العراقية ان الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم مدعوم بتمويل شركات ببسي واثير ومنظمات وافراد آخرين. رئاسة الوزراء تبعث بمبلغ 850 مليون دينار عراقي الى أمانة مسعود. استحقاقاتنا على الاتحاد الدولي لابد وان تدخل ايضا أمانة مسعود لان الفيفا ان قال فَعَل وهو لا يقبل ان يتفوق الألم الكروي على الأمل العراقي وخصوصا مع الرعاية الشخصية التي يحضى بها اتحادنا من لدن المسؤوليين الدوليين في الفيفا وغيرها وهي واحدة من الحسنات التي تثسجل للكابتن حسين سعيد.
ان التعاطف الكبير والحفاوة العربية الاصيلة التي جوبه بها فيرا من قبل محترفينا في قطر اثناء زيارته للاصدقاء البرازيليين من اهل الكار الكروي ذاته انما تدل على عمق الترابط الروحي والنفسي بين لاعبينا وفيرا في مرحلة كأس آسيا والذي لازالت آثارها تشع في قلوب اللاعبين ومدربهم وهو ما سوف لن يحصل قطعا في أو خلال مرحلة أولسن لأن هذا الاخير لا يعنيه العراق بقدر ماتعني له ركوب موجة العراق الآن والتعالي من خلالها وربما العودة الى الاضواء التي لم تستقطبه قبلها أية دولة من الدول حتى تلك التي تروم بناء كرتها ومستعدة للدفع على شيكات بياض.
ما اريد قوله هو ان أولسن غير قادم من اجل ركوب صهوة الكرة العراقية للاسراع بها نحو المونديال الافريقي بل هو قادم من اجل التنعم بالنوم على الحرير الآسيوي الذي فرشه فيرا من قبل. وكل ما يعني أولسن بعد ذلك هو دجاجة مسعود (التي أُنقذت من فلاونزا الطيور لتصاب بالكوليرا) ذات البيض الذهبي.
الثلاثاء سيقف السيد أولسن وجها لوجه امام مهمته الجديدة يصحبه اكبر طاقم اعلامي رياضي عرفته النروج ولكن هذا يحتاج منا الى حكاية اخرى.

8
عمو بابا ...عرّاب الكرة العراقية ..الآن!

كثيرون هم الذين كتبوا عنه وتغنّوا بشاعريته. بطولاته لا تُعَد ولا تُحصى على الصعيدين الكروي والأمني فهو من ازاح العمالقة من على  منصات التتويج ليعتليها.  وهو من رفض أوامر العسكر ليبتليها ويُبتلى بها وحينما وجدوه نظيفا ناصعا كإنتماءه لعراقيته ألصقوا به واحدة من تُهم العصرالحديث الجاهزة لتصبح تهمته تلك فيما بعد واحدة من طرائف العصر ونوادر الزمان واليكم نص التهمة:

ـ عمانوئيل بابا داوود
ـ نعم سيّدي ... قال شيخ المدربين حينما كان ملكا على عرش الكرة العراقية.
ـ انت متهم بإنتماءك لحزب الدعوة (العميل والمحضور) ... قال الضابط المسؤول.
ـ هاها يأني راه ادزوني الأيران .. مو آني مسيهي.
قال العرّاب بعربيته المذهبة بالمسيحية  وهو ينظر بسخرية ملأها القوة  لمحدثيه.

ومرة اخرى يصطدم العرّاب بمافيا الكرة العراقية وذلك حينما كان يقتطع بقايا الادغال التي شوّهت وجه الورود في حديقته المنزلية الصغيرة.
ترّجل الاشخاص ذوي الملامح الكئيبة من السيارة التي توقفت تماما امام منزل العرّاب. ليبادره احدهم بالقول:
ـ عمو بابا تعال ويانة يريدك الأستاذ.
وبقوة عراقيته وسخريته من الزمن الأغبر أجاب:
ـ روهو كولوا للأستاذ (ئه مو) ميروه لهد. إلي يردني يجي ئَه ليه.

ولد شيخ المدربين العراقيين والملك الذي تربع على عرش الكرة العراقية والعربية والدولية طويلا في بغداد عام 1934 وتحديدا في واحدة من الليالي الباردة من يوم 27 لشهرتشرين الثاني من ذلك العام أي قبل ليلة اعياد الميلاد المجيدة بثلاثين يوما.
وكغيره من العراقيين داعب الكرات بمختلف انواعها على الارض التي اكتست بالرمل وإزرّقت بالماء في في مقاطعة الحبانية من لواء (الدليم) وذلك قبل ان يصارع اقرانه في مدرسة الحبانية الابتدائية.
لم يكن عمو بابا مولعا بالمدرسة وعلومها بقدر ولعه بالكرة وفنونها وهو الأمر الذي دفعه الى ان يبتدأ تألقه الكروي المنظّم من خلال اللعب لفريق ال (سي سي ) البريطاني في الحبانية ذاتها.
وحينما وطأت اقدام شيخ المدربين العاصمة بغداد مصحوبا بمنتخب تربية الرمادي للمنافسة على بطولة تربية العراق المدرسية كانت تلك النقلة النوعية الاولى في حياته حينما تمكن من لفت الأنظار اليه وخصوصا حينما تسّمرت ابصار الخبير الكروي العراقي في ذلك الوقت الكابتن اسماعيل محمد ليصطحبه معه الى بطولة الدورة العربية التي أُقيمت في مصر عام 1951..
وحينما بهرته بغداد بجمالها انتقل الى الحرس الملكي وتحديدا في العام 1954 ومنه الى منتخب الجيش ليلعب أولى مباريات  الدولية امام منتخب الجيش المصري في العام 1955.
تألق في ثاني لقاءاته الخارجية الدولية وذلك حينما رسم علامة الصليب على صدره مرتين بعد ان سجل أول هدف دولي له في مرمى نادي تاج الايراني ليُلحقه بهدفٍ ثانٍ ولتكون هي نتيجة المباراة
كما أوقعتها اقدام شيخنا الجليل لينتقل بعدها الى الفريق الازرق الجوي عام 1958 ومنه الى نوادي المصلحة والكلية العسكرية والنادي الآثوري ليشكل وزميله يورا (استاذ المراوغة في المتر المربع الواحد) ثنائيا أدار عقول الكثير من المدافعين خلال تلك الفترة.
زامله شقيقه نويل بابا اللعب في فريق المصلحة وفريق الجيش إلا انه سرعان ما اختفى ليترك عمو بابا وحده في مقدمة السبق وهو ينتقل من انتصارٍ الى آخر ليتوّج بلقب الهداف للأعوام 57 , 59 , 60 , 63
ومن المفاخر التي سطرها عمو بابا هي تسجيله لأول هدف أولمبي عراقي في المرمى اللبناني بتأريخ 15 من تشرين الثاني عام 1959 وهي المباراة التي جرت ضمن التصفيات المؤهلة لدورة روما عام 1960 وهي المباراة التي انتهت بثلاثية عراقية سجل عمو منها هدفين.
اليوم يرقد العرّاب الكروي في واحدة من مستشفيات فرنسا بلا حولٍ ولا قوة ومن على طاولته يتدلى الصليب في حين ترمح عيناه نحو تطاول نخلة.
الكثير منا يعلم لو ان الكابتن عمو طلب حق اللجوء الانساني في باريس لاصبحت الحكومة الفرنسية مجبرة على رعايته عملا بالقوانين الدولية الانسانية, فهل يفعلها العرّاب بدلا من ان تحاول ابنته إستصراخ واستنهاض الضمير الرسمي العراقي بعد ان لم يعُد للضمير الشعبي من قدرة على التعامل مع متطلباته الاساسية أولا ؟؟؟؟ ها نحن ننتظر.

9
بين ماضي فيرا العراقي وحاضر أولسن..انقطع الخيط وضاعت الكرة
علي الحسناوي
توافدت على الكرة العراقية العديد من المدارس التدريبية ذات الهويات المختلفة والإنتمائات المتباينة والتي تركت فيها آثاراً واضحة لازالت عالقةً في الأذهان على الرغم من ابتعاد سفينة منتخباتنا الوطنية الكروية عن الربان الاجنبي لفترة طويلة نسبيا. وتراوحت النتائج بين مدٍ وجزر ودمعة وابتسامة حتى جاءت احداث خليجي 18 بكل تداعياتها الفنية والمهنية لتدق جرس الانذار في اروقة اتحادنا المركزي للعبة ولتجعل بالتالي من ضرورة تواجد مدرب اجنبي على راس هرم المنتخب الوطني العراقي حقيقة فرضتها كل المتغيرات وتطلبها الواقع.
وبعد طول انتظار والعديد من المداولات والمناقشات وصلنا في نهاية المطاف الى اسم وقيادة فيرا العراقي ( المدرب البرتغالي البرازيلي يوسف جورفان فيرا) الذي توّحدت محبته للعراق بغيرة اللاعبين لتخلق نظرية جديدة في علم كرة القدم بعيدة كل البعد عن الواقع والحسابات الرقمية.
لم يكن فيرا العراقي يملك اية أدواة عمل كونه لم يكن يمتلك اية صورة واضحة عن المنتخب وبذلك فلم تكن له خطة عمل واضحة وهو ما دفعه الى الإعتراف لي بأنه سيراهن على لياقة اللاعبين وانتمائهم الوطني وإجراء بعض التعديلات الضرورية في التوازن الدفاعي.
وعلى الرغم من الرياح الداخلية والعواصف الخارجية التي كادت ان تعصف بسفينة فيرا فإنه نجحت الوصفة الفيروية العراقية بعبور السفينة العراقية نحو بر الإنتصار وفزنا بكأس آسيا ليتحول فيرا العراقي بين ليلة وضحاها الى واحدٍ من اجمل الذكريات الكروية العراقية التي حفرت اسمه بمعولٍ من ذهب في جدار الشرف العراقي الكروي.
رؤية فنية سليمة مصحوبة بترتيب خططي متنوع ومتميز داخل اطار من القيادة الرياضية الفذة. ذلك كل ما كان لفيرا من ادوات عمل مع التركيز على تحقيق وإنجاح سياسة اللاعب البديل الذي افتقدناه طويلا قبل ان يسلب فيرا منا عراقيتنا ليرتقي بها الى مصاف النجوم ومنصّات الفوز. وبالتالي فإننا لايمكن لنا ان نبخس حقوق المساعد المتألق رحيم حميد وفرناندو الصبور الذي ارتقى بلياقة لاعبينا الى اعلى المستويات على الرغم من الاعتراضات الغير مبررة التي واجهته في بداية الأمر.
غادرنا فيرا الرجل مشبعا بهموم المهمة مثقلا بالذكريات والحب لرقصة الجوبي وقفزات الدبكة وإعجاب البعض من اللاعبين وهو يغني بشكلٍ عراقي سليم (جيب الكاس جيبه) و (شفتو لاعب بالملاعب ..).
ولكنه قبل ان يغادر قال كلمته للأتحاد العراقي المركزي للعبة واشار عليهم بأنه لابد وان يكون هناك فيرا آخر لابد وان يكمل المشوار من بعده معترفا بشكلٍ صريح ومشيراً بشكلٍ دقيق الى اهمية تطابق وتوافق رؤية لاعب كرة القدم العراقي مع الرؤية البرازيلية في هذا المجال وهذا الميدان.
هذه الرؤية ليست بجديدةٍ علينا ولم يأتي بها فيرا حتى وان كان قد اعلنها على رؤوس الاشهاد إذ ان العديد من إنتصاراتنا الكروية كانت ترتبط بتكنيك الكرة البرازيلية الذي تربى عليه لاعبينا حتى وان كان المدرب واقواقياً. وكلنا نتذكر العديد من المقولات وفي المجال ذاته التي جاء بها وأكدّ عليها بقية المدربين البرازيليين الذين عملوا مع المنتخب الوطني العراقي خلال الفترات السابقة والتي دارت حول نفس المفهوم الفيروي وتطابقت ورؤيته الفنية للاعب العراقي.
واليوم يقع الاتحاد في دائرة البحث عن مدربٍ آخر بعد ان قال فيرا كلمته وفعل فعلته راحلاً بماجناه منا وبما جنيناه عليه. وتشير العديد من التقارير الاعلامية الى تقارب وجهات النظر بين لجنة اختيار المدرب في الاتحاد المركزي وبين المدرب النرويجي أولسن على تسّلم الأخير لدفة المنتخب الوطني العراقي.
وعلى الرغم من تغليب أولسن لمصالحه الأكاديمية على مستقبل المنتخب الوطني العراقي في المرة الاولى التي حاور فيها اتحادنا الموقر قبل ان يلقنّه فيرا العراقي درسا في المحبة والتواضع إلا انه عاد هذه المرة وهو يحلم بترتيب البيت العراقي الكروي, بعد ان أوصله فيرا الى السحاب, من خلال تعاقده على قيادته له في التصفيات المؤهِلة لنهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا.
سادتي الأكارم . ارجو ان لاتعتبروا فوزنا القادم على الباكستان (بلد البيسبول وصناعة الطيّارين) بمثابة انتصار مذهل سيحققه لنا أولسن كوننا نلتقيهم في أول مباراةٍ لأولسن وهو يقود منتخبنا في مشوار المونديال الجنوب افريقي. مع إحترامنا الشديد للكرة الباكستانية آخذين بنظر الاعتبار التطورات المذهلة التي داهمت بطولة كأس آسيا من قبل منتخبات الفيتنام وتايلند.
ولكي يتمكن أولسن من اداء مهمته بشكلٍ سليم وملائم فإنه لابد وان تتوفر هناك العديد من العوامل الاسكندنافية البحتة والتي لايمكن ان تتواجد في مناخات كرتنا العراقية.
1 ـ ان الكرة الاسكندنافية التي ينتمي اليها أولسن تُبنى على مستوى عال من التنظيم الاداري وتنظيم العمل وتوافر نظرية (من يعمل ماذا). حتى لا تتقاطع المسؤوليات وتضيع الجهود. هذا الأمر لا يتطابق والضروف المهنية والميدانية التي تحيط بإتحادنا في الوقت الحاضر من جهة وباللاعبين من جهة أخرى كونهم شتات في الارض وهو ما سيُعطي أولسن اعذارا جاهزة لتبرير الاخفاق في حالة حصوله.
2 ـ ان طبيعة التدريب الاسكندنافي لاتتلائم قطعاً وطبيعة اللاعب العراقي الذي تعوّد على إستثمار وإستخدام التكنيك اللاتين اميركي والبرازيلي على وجه الخصوص وخصوصا ما يتعلق بكيفية المراوغة ومسافة المناولة والقدرة على التهديف.
3 ـ يعتمد أولسن في رؤيته للفوز على بناء دفاعات قوية تنطلق منها مناولات طويلة نسبية مع تحديد حركي لخطوط اللعب لضمان عدم توافر مساحات مكشوفة خلف خطوط اللاعبين. هذا الأمر يتقاطع الآن وفي هذا الوقت بالذات مع اسلوب اللعب الذي تركه فيرا في أداء اللاعبين العراقيين.
4 ـ يحتاج أولسن وكعادته الى زمنٍ مريح واوقات طويلة بغية بناء منتخب يفهم متطلبات أولسن النادرة خصوصا وان أولسن نفسه يحتاج الى وقت مريح آخر بغية التحليل والمراجعة لمباريات الأمس وأداء اللاعبين كونه رجل تغلب اكاديميته على تواجده الأكاديمي من جهة وعلى عمله الميداني من جهةٍ أخرى. انعملية البناء التي أدارها أولسن لمنتخب النروج والذي بنى عليه أولسن نفسه انتصاراته وشهرته احتاج الى سنواتٍ طويلة من العمل والجهد والمال حتى وصل الى المرحلة التي هو عليها الآن. علما ان أولسن انطلق في هذا العمل متدرجا من فرق الشباب والاولمبي وصولا الى المنتخب الوطني.
5 ـ تعتمد الكرة الاسكندنافية على غطاء تربوي متطور وتغليب عميق لأهمية العوامل الاجتماعية في حياة اللاعب وأيضا على اهمية ان يكون اللاعب في حالة من التوازن النفسي حتى لو جاء ذلك على حساب التوازن الفني. هذا الأمر يخلق ليونة وضعف واضح في أسلوب القيادة الذي تتطلبه المنافسات وخصوصا حينما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني العراقي والمهمات الثقيلة الملقاة على عاتقه بأعتباره سيد كرة آسيا المطلق.
6 ـ وهذه النقطة في غاية الأهمية حيث غالبا ما يتطلب عمل أولسن رؤية ميدانية ومتابعة جادة للدوري الكروي وخصوصا اللاعبين الشباب منهم وهو العامل المفقود تماما لدينا من الناحية العملية خصوصا وان دوري النخبة عندنا يستثمر نفس الوجوه وأن اختلفت الارقام وتسميات الفرق.
هذا العامل بالذات يدفع أولسن الى إعتماد نفس التشكيلة السابقة من اللاعبين دون إحداث اي تجديد أو تطوير خصوصا وانه قادر ولو بشكل متقطع على متابعة لاعبينا المحترفين بين الفينة والاخرى.
ان السماح بدخول العقلية التدريبية الاسكندنافية الى جسد الكرة العراقية تتطلب أولا توافر حالة طبيعية من الأمان والاستقرار على كافة الاصعدة وانطلاقة ميدانية حقيقية من مرحلة الفئات العمرية مع توافر إسناد عائلي وتعزيز ثقافة جديدة في عالم كرة القدم العراقية مبنية على التكاتف والتكافل الاجتماعي وأيضا فعالية أولياء الامور في المشاركة الميدانية الحقة والصحيحة من خلال خلق سور بشري تربوي حول الفرق الشبابية.
وعلى الرغم من ان تولي أولسن أو اي مدرب اجنبي آخر منوط بالقدرات المالية التي عليها أتحاد اللعبة وايضا مستوى الدعم الرسمي والحكومي إلا انه وان حصل يعتبر بحد ذاته جعل منتخبنا الوطني الحائز على كأس آسيا امام امتحان عسير وصعب هو أمتحان قدرة المنتخب على التعايش مع عقلية ومدرسة واسلوب تدريبي تتمتمع بحداثة علمية تفوق المستويات الثقافية التي عليها لاعبينا كما انها تحتاج الى فترات طويلة بغية التعلم والتغيير والإنقلاب من واقع اسلوب المدرسة البرازيلية التي زرعها فيرا العراقي فينا الى محيط المختبر الاسكندنافي الغني بالعلم والفقير الى النواحي الفنية والأطار الذي يمكن ان يحتوي ذهنية اللاعب العراقي وتصرفاته المتقلبة الاهواء خلال الوقت الحاضر.
علينا ان لا ننظر الى اللاعب العراقي بنفس المنظار الذي نتطلع من خلاله الى اللاعبين الآخرين في كافة دول العالم كون ان اللاعب العراقي يخضع لمعايير خاصة وعوامل تعصف به ذات اليمين وذات الشمال آخذين بنظر الاعتبار مدى تعلقه بأهله واحبته في الوطن إضافة الى ارتفاع اسهم وطنيته وانتماءه الى بلده مقارنة بلاعبي دول العالم الذين عادة ما تمنعهم مرتباتهم الاحترافية المغرية من تحقيق الأداء الكامل خوفا من الاصابة وبالتالي انخفاض الاسهم في سوق انتقالات اللاعبين.
وللحديث عن المدرب المحلي كواحدٍ من البدائل المتاحة في حالة عجز التمويل المالي الرسمي لتغطية متطلبات المدرب الاجنبي فإنه لابد من القول انه يجب دراسة هذا الامر في غاية الحذر خصوصا وان الاخفاق المحلي سوف يزيد من اسهم تواجد المدرب الاجنبي وهو ماسوف ينعكس سلبا على الشارع الرياضي ومؤسساته الرسمية ويرفع بالتالي من صواب رؤية الاتحاد المركزي في انتهاج سياية المدرب الاجنبي.
إلا ان نجاح المدرب المحلي من جهة اخرى سوف لايعفي الكرة العراقية من محاولاتها في سبيل التطور والانطلاق في عالم الكرة العلمية الحديثة التي تتبعها دول العالم الأخرى وخصوصا مديات توافر فريق العمل المتكامل خصوصا وان هذا النجاح غالبا ما سوف يُحسب للمدرب المحلي على ان نعود الى مربع المدرب الاجنبي بعد أول اخفاقة غير متوقعة.
لم تُختبر الكرة العراقية بلاعبيها ومدربيها وقياداتها بشكل صادق وحقيقي وبعد سنوات عجاف إلا من خلال كأس آسيا. والعقل والمنطق يقول انه لابد من المحافظة على هذا التوازن والتوليفة المثلى التي هي طريقنا الوحيد والأكيد لقطع تذكرة التأهل الى مونديال جنوب افريقيا على انه لابد وان تتم مراجعة ميدانية شاملة للعناصر الشبابية المتوافرة الآن سواء في داخل الوطن أو خارجه بغية الاستفادة من قدراتهم وتطلعاتهم وذلك إذا ما اُحسن إستثمارهم على الوجه الاكمل والافضل.

10
الى قناة البغدادية ..عراقيتنا أولاً وبعدها الطوفان

هاجر العراق. فالعراق لايُقاس بما تبقى من ارضه بل بما تبقى من اهله. فالأرض لم تعُد يوما ملكاً لنا بل كانت تُقطَّع لكي ندفع من أوصالها تلك الجزية التي تعوّد حكامنا ان يدفعوها ثمناً لأخطائهم التأريخية والقومية.
هاجرَ العراقيون أو هُجِّروا فلم يعُد للفعلِ من معنى غير الاختيار بين الموت الغير هادف والغير مُبّرر في الوطن وبين الحياة في الغربة. هاجرَ العراقيون أو هُجِّروا ليتوزعوا فيما بعد على العديد من الدول وخصوصاً تلك التي تُسمى بالأقليمية أو دوار الجوار.
وبعيدا عن الدوافع والاهداف والمبررات التي دفعت بالعراقي ولازالت تدفع به اول الأمر للإختيار بين الإرتماء على ضريح السيدة في سوريا أو إفتراش الساحة الهاشمية في عمّان أو الوقوف حائراً مناجيا صمت ابي الهول في (المحروسة أم الدنيا) مصر أو الذهول امام النهضة الشاملة في دبي وهي لاتملك عشر الموارد التي عليها العراق.
اقولُ قولي هذا وانا ارافق قناة البغدادية في رحلتها لدعم وإسناد (الجاليات) العراقية وخصوصا تلك الاصوات التي تطالب بالرحمة لعزيز قوم حلَّ في ديار الغربة. تم التركيز (وحسب ماجاء في اتصالات الأحبة) في الحلقة التي أدارها المقدّم بكل طيبة وبساطة وعفوية على موضوعة الطلبة العراقيين الذين تلاعبت بهم اقدار وزارة التربية والتعليم المصرية وهم بالتالي ما انفكوا يناشدوا هذا وذاك مسؤولين ومنظمات من اجل التوصل الى الحل الذي يمكن ان يُرضي جميع الاطراف.
ولست ادري في حقيقة الأمر مالذي يجنيه العراقي المتخبط بين رؤية هذا واقتراح ذاك وهو يملك كافة مفاتيح اللعبة بيديه وبوادر الحل الأمثل والذي لايمكن ان يلقاه حتى لو قابل (البيه الوزير) هذا ان وجد اليه باباً عملاً بتعددية عادل امام الوزارية.
لم يهاجر الطالب لوحده ولم يمنع واقع الحال العراقي البائس كلٌّ من الأستاذ والمدرّس من الهجرة والاستقرار المؤقت في نفس البلد الذي هاجر اليه الطالب كما انه ليس من المستحيل التحصل على الكتب والمقررات المطلوبة عن طريق مساندة ودعم السفارات العراقية في البلدان المعنية خصوصا وان الأمم (الغير متحدة) أبدت إستعدادها العالي لتوفير (الجنيه المصري) ووضعه بالتالي ولو بشكلٍ محدود تحت تصرف المواطن العراقي.
لم يتبق إذن والحالة هذه إلا تأجير الابنية البسيطة وبغض النظر عن جماليتها وموقعها في أول الأمر (ولتكن حتى المساجد والكنائس) من اجل تأسيس مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا والإنطلاق بالتالي نحو بناء الصرح العلمي العراقي في دول المهجر عفوا دول الجوار.
فهل تجروء السفارة العراقية حينها وهي المعنية بالأمر كله ان لا تعترف بمستوى التدريس وتوثيق الشهادات الممنوحة من قبل هذه المؤسسات الدراسية والاكاديمية؟؟ لا اعتقد ذلك.
قد يبدو الفارق كبيرا ولكن من الذي أوجد المدينة الصينية واليابانية والايطالية والانكليزية في اميركا؟
بقيت لي همسة محبة لابد لي من وشوشتها في أُذُن الاخ المقدّم:
ان إستثناء المواطن العربي والفلسطيني على وجه التحديد من شرط المعدل للقبول في أرقى الكليات والجامعات العراقية كان بمثابة إستهزاء وإنتقاص من مكانة المواطن العراقي امام (شقيقه) العربي اضف الى ذلك انه عمل على تخريج دفعات من الاطباء والمهندسين الذين إبتلت بهم بلدانهم فيما بعد بعد ان قتلوا ابنائنا وهدّموا بنيتنا من قبل ان يغادروا كالقطط السِمان.
أذكرك فقط بقانون الاعتداء على اي مواطن عربي (مصري) هو بمثابة اعتداء سافر على رأس هرم السلطة ولابد اذن من القصاص العادل عملا بشرع الله (ولكم في القصاص حياة يا أولي العراق) وكيف حوّلنا بالتالي الى جبناء مساكين في ديارنا ونحن نراها تُستباح في الليالي الملاح دون ان يطلع عليها صباح. من فرط اعتزازي بكم ارجو ان يكون ماقلته مجرد زَلَّة لسان.وانا معكم في مسعاكم.

11
باسل كوركيس بين داني الكلداني وفيرا البرازيلي
علي الحسناوي

لم يَعُد علم التدريب الرياضي من حيث طبيعة ممارسته ومهنيته مقتصرا على مجموعة من الاسماء الرنانة التي بَنَت شهرتها على خارطة الكرة الدولية ومن خلال المحافل الدولية. كما لا يمكن لأحدٍ منا أن يَغبن مستوى الإنجازات المحلية التي تتوفر هنا وهناك أو في هذه الأرض أو تلك وخصوصا تلك التي تؤرخ لحقيقة وجود أُمَّةٍ أو كيان شعب.
ففي البطولة العربية التي إُقيمت في لبنان في الخمسينيات من القرن الماضي وتحديدا في العام 1957 كان لنا أيضا أحد عشر كوكبا كرويا صالوا وجالوا على ملاعب الأرز ولكن الذي كان مختلفاً خلال تلك الفترة انه كان هنالك سبعة من الأقمار المسيحية التي ساندت الهلال المسلم في سبيل التألق في تلك البطولة بعد ان سجّلّت خمسة أهداف من اصل ثمانية وبالتالي تجيير ذلك التألق بإسم العراق المتعدد الطوائف والأديان والذي لم يكن يعنيه خلال تلك الفترة غير الحب والإنسان.
وعلى الرغم من ان منتخبنا هذه المرة لم يكن يضم تحت جناحيه صليبا إلا انني استطيع ان أحكي لكم حكاية قد تكون نهايتها أحلى من البداية سواء كتبتها بقصدٍ أو دراية.
لم تكن قطر وخلال إحدى تصفيات كأس العالم المؤهِلة لنهائياتها في المكسيك راغبة في مقابلة المنتخب الوطني العراقي على الأرض السعودية وذلك بسبب حساسية المباراة والمراهنة على نتيجتها وهو ذات الأمر الذي دفع بالقطريين الى التحايل والتمايل على الإتحاد الدولي والآسيوي حتى تمكنوا من نقل الموقعة القطرية من الأرض المسلمة المباركة في الكويت الى أرض الهندوس والسيخ في كلكتا ذات المناخ المُتعب والتي لايمكن ان يصل إليها نفر من الجمهور العراقي كما راهنت عليه قطر العربية المسلمة. كانت قطر قد أَعدّت العدة لهذه المباراة والتي كان يكفيها التعادل كي تتأهل في حين كان يكفينا الفوز ولا شيء غير القوز وخصوصا بعد أن إتفقت واللجنة المنظمة على إستدعاء طاقم تحكيم تمّ الإتفاق معه مسبقا على تأهل القطريين على حساب العراقي المقاتل والمتفائل في آنٍ واحد.
هذا الأمر اثار قلق العراق الأمر الذي إستدعى بالقيادة الكروية العراقية إلى تسجيل إعتراضها وفضح المتلاعبين بمقدراتها وهو مادفع باللجنة المنظّمة الى إستبدال طاقم التحكيم بآخرٍ أوربي.
هذه المراهنة على المباراة ومصيرها الذي كان يعني لنا مصير شعب وموقف وطن دفعت بالطاقم التدريبي  إلى وضع نسخة من القرآن الكريم على عتبة باب الإنطلاق نحو الميدان, وطبعاً ماكان من اللاعبين إلا ان قبّلوه ومرغّوا جباههم فيه طلبا للنصر من عند الله سبحانه وتقرّبا من أنبياءه ومرسليه وتحببا بملائكته الأبرار فمنهم مَن بَكى ومنهم من شكى قسوة ذلك الدهر على اللاعب العراقي.
كان اللاعب المسيحي العراقي الغيور باسل كوركيس واحداً من الذين غسلت دموعهم تلك القماشة الخضراء التي وُضعت فوق المصحف وهو يُشبع المصحف تقبيلا ومناجاة  وهو ربما يكون قد كان ممسكا بقبضته على الصليب الذي كان معلّقا في روحه على الرغم من خشوعه المتصوف خلال تلك اللحظات.
وللإجابة على السؤال الذي يدور في أذهانكم الآن اقول (سقطت قطر وصعد العراق في نهاية تلك الموقعة التي فاز بنتيجتها العراق المتعدد الأديان بهدفين لهدفٍ واحد والتي اريد اليوم ان أُسجّلها بأحرفٍ من عراقية كلٌّ من تلك الكتيبة التي أخذتنا الى مونديال المكسيك فيما بعد).
وعودة من كلكتا وحتى هذا اليوم الذي ستهتز له منطقة (سيركل توري) تحت اقدام الفرح العراقي المهيب فإني لابد وان أقف قليلا عند الحقيقة الأخرى التي دفعتني الى كتابة هذا المقال.
هذه الحقيقة التي تتناغم وتألق الكابتن (داني) المدرب الأول لنادي بابل في مدينة اسكلستونا السويدية حينما فاز أو لنقل أنتصر هو الآخر على فريقٍ كان قد تعادل معه في موقعة الدور الأول ولكن النصر هذه المرّة جاء بنتيجة كبيرة من الأهداف وهو ما علّق عليه داني بالقول حينما أتصلت به الصحف السويدية ومنها صحيفة (فولكت) بالقول:
ـ هذه المرّة لعبنا بِنَفَس الإنتصار العراقي الآسيوي الذي نشر عطره وظلاله علينا جميعا فأزادنا قوة ومَنَعة.

12
مَن يتبنى الوليد الآسيوي
علي الحسناوي

أفرزت التجربة الكروية الفيروية ـ العراقية العديد من النتائج الجادة والطيبة على صعيد نهضة الشارع الكروي العراقي من اجل إستقدام المدرب الأجنبي. هذه النتائج التي لبست أثوابا متعددة الألوان ومتباينة القياسات. إن هذه التعددية في خيارات الحجم واللون هي التي أعطت البعض القدرة على إستغلال عوامل النصر (الإعجاز) العراقي الآسيوي لكي ينسبونه فيما بعد إلى أنفسهم أو إلى مؤسساتهم.
ولا يُمكن هنا ان نفترض الحقيقة لأن الحقيقة تقول ان هذا النصر الآسيوي جاء نتيجة لجهود اللاعبين الذاتية والتي أُسنِدت بالوقفة الشعبية العراقية التي كانت الأكثر سعادة بهذا الإنتصار الذي كان فوق الألم والأمل معاً.
وغداً حينما تخفت صوت الزغاريد وتنتهي سرادق الأفراح والعيد فإنه لن يتبقى لنا من مواكب الفرح إلا  التأريخ الذي كتبناه بأحرفٍ من نور والذي من المفترض ان نحتفل به كل سنة. وايضا لابد لنا من الإنتباه الى ضرورة دراسة هذه التجربة الآسيوية بشكلٍ حضاري ومستفيض كي نتمكن وبصورة علمية وحضارية من إستخلاص العِبَر والتجارب والتي لابد وانها سوف ترفد مكتبتنا العراقية الرياضية والسياسية بقصة المنتخب ـ الشعب الذي إنتصر على كافة عوامل الهزيمة مقارنة بالمنتخبات ـ السلطة التي خسرت على الرغم من كل عوامل النجاح التي توافرت لها.
وسواء إتفقنا أم لم نتفق فإنه لابد وان تكون هنالك عوامل موضوعية وذاتية واشكال متميزة من الدافعية قد وقفت وراء هذا النصر العراقي الآسيوي المبين سواء كانت هذه العوامل قد توافرت على شكل عناصر بشرية تميّزت بعملها ورؤيتها للأمور والإحداث أو توافرت على شكل مستلزمات تم إستغلالها بشكلٍ أفضل من قبل.
فمادام الإتحاد العراقي المركزي بشخوصه المعتادة هي التي رافقت وقادت وعمِلت على تسيير مستلزمات المنتخب الوطني العراقي خلال الفترة القصيرة التي إنقضت. ومادامت الوجوه التي لعِبت المباراة خلال ثلاث بطولات هي نفس الوجوه ونفس الأسماء السابقة بإستثناء بعض التغييرات البسيطة التي جاءت لتتطابق ورؤية فيرا العراقي.
إذن لابد والحالة هذه من البحث عن(طلسم) الإعجاز العراقي الآسيوي والعمل على فك أسراره وإشباعه نقداً إيجابيا وتحليلاً علميا كي نتمكن مستقبلاً من بناء اسلوب كروي عراقي ومدرسة كروية ذات ماركة مسجلة بأسم العراق والتي لابد وانها سوف تنعكس وبشكلٍ إيجابي وفعّال على طول المرحلة القادمة.
وربما يكون الحديث سابقا لأوانه إلا اننا بدأنا نتلمس أثر النصر العراقي على تطورات الأحداث الكروية العراقية والتي بدأت تتسارع وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية, كما أنها سوف تؤدي مستقبلا الى قيام منتخبات الفئات العمرية والشباب بتسجيل نتائج طيبة على صعيد الإستحقاقات الوطنية والدولية التي تنتظرها مستقبلاً تماما كما سيحصل تطوّر غير مسبوق على صعيد توسيع رقعة المدارس الكروية وحصول زيادة غير مسبوقة في عدد لاعبيها أو لنقل طلابها حتى وان كانوا لازالوا يلعبون حفاة وبملابسهم البيتية, إذ المهم ان تكون أجسادهم الصغيرة هناك..
فالنصر الذي أيقظ السياسي من إغفائته الطويلة. والنصر الذي أوقد الكلمة وأشعل اللحن ووّحد العراق المُنقسِم لابد له ان يُسجّل في خزانة التأريخ العراقي والآسيوي بحروفٍ من طين لابد ان يُصنع من تراب العراق وماءه فقط على ان لا يُعجَن إلا بأيدٍ عراقية خالصة لا تحمل بين راحتيها إلا جواز من حرف (جي).
أدعو كافة المعنيين بهذا النصر ان يقوموا بدراسته دراسة أكاديمية بحته وان يكتبوا عنه ما استطاعوا اليه سبيلا.   

صفحات: [1]