عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - الخوري عمانوئيل يوخنا

صفحات: [1]
1
زميلي ومعلمي وخالي العزيز تيري
انا لم اقل ان المحيط المسلم في الوطن ينظر الينا كغربيين بسبب لجوءنا للغرب او طلبنا حمايته. اعتقد اننا متفقون ان اهم اسباب هذه النظرة هي في تفكير المحيط نفسه من حيث اعتباره لكل المنتمين الى دينه هم امة واحدة عابرة للحدود بحيث ان المسلم الذي يبعد الاف الكيلومترات يعتبر اقرب واخ وشريك اكثر من غير المسلم المجاور والشريك في الوطن. فيقوم بتسقيط ذلك على اتباع الديانات الاخرى، وفي هذه الحالة مسيحيو العراق حيث يعتبرهم، بسبب انتماءهم الديني، كتلة بشرية واحدة مع مسيحيي الغرب.
بالاضافة الى ان الدول التي نعيش فيها في الوطن الأم هي دول دينية بمعنى ان هناك دين للدولة فيعتبر ان كل الدول يجب ان تكون لها هوية دينية فيعتبر الدول الاوربية دول مسيحية!! وانت ادرى العارفين بخطأ هذا التصور.
ولعل مصطلحات مثل (العالم الاسلامي) او (الدول الاسلامية) وغيرها وصولا الى مؤسسات على هذا الاساس مثل (رابطة الدول الاسلامية) هي شواهد هلى هذا التفكير وتطبيقاته. ومن نتائجه انه  في مقابل العالم الاسلامي والدول الاسلامية يتصورون او يعتمدون ذهنيا العالم المسيحي او الدول المسيحية.
اكرر اني لم اقل ان المحيط يعتبرنا رعايا وغربيون بسبب لجوءنا او طلبنا لدعم غربي. الامر ليس كذلك مطلقا، فنحن اساسا ضحايا الغرب.
ولكن ما قصدته وبوضوح في المقال هو اننا يجب ان نعمل على تصحيح هذا الوهم والصورة النمطية لا لترسيخها من حيث لا يدري بعضنا من خلال تلويحه بطلب تدخل او استقدام الدعم الغربي لحل مسالة هنا او مسالة هناك،
تحياتي

2
وهم حماية الغرب لمسيحيي العراق

المقال ومقالات اخرى منشور على موقعي الشخصي:
https://etota.net/

سعد سلوم هذا الكاتب-المفكر العراقي ابحر في الشأن الاقلياتي لبني وطنه فتوسع افقيا ليتعرف ويُعرِف جميع الوان طيف النسيج العراقي المتنوع اثنو-دينيا فكتب عن الكاكائية والزرادشتية وذوو البشرة السمراء الى جانب المسيحية والصابئة والايزيدية والجميع، وتعمق عموديا ليستكشف ويكشف جذورهم ويعيش معهم همومهم وتحدياتهم.
اثمرت رحلته معهم الممتدة زمنا غير قليل من حياته الشخصية ومسيرته الاكاديمية ما يمكن تسميته: موسوعة سلوم للاقليات العراقية، قوامها مجموعة كبيرة من الكتب المرجعية الضخمة التي لا تقتصر على التوثيق بل التحليل ايضا.
سلوم في كتابه الموسوم: (مائة وهم عن الاقليات في العراق) والصادر في 2015 عن مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية يقول في الصفحة 325:
(لم يكن المسيحيون عنصرا دخيلا او طارئا ولا امتدادا للغرب المسيحي، بل تصدوا لكل محاولة تشويه لثقافتهم او الزامهم على تبني نسخة ايمانية اخرى تتطابق مع صانع قرار غريب عن بيئتهم الشرقية. فالمسيحيون ليسوا بعملاء او حصان طروادة او طابور خامس للقوى التي تحدت وغزت دول المنطقة، بل كانوا جذورا تربطنا بحضارتنا الاولى، وشركاء ومسهمين فاعلين في بناء الحضارة الاسلامية، كما في بناء الدول الوطنية في العصر الحديث) نهاية الاقتباس

سعد سلوم مع جميع المثقفين المتنورين والكتاب الوطنيين من الاكثريات الدينية او القومية العراقية، ومع جميع مسيحيي العراق يحاربون لازالة وهم وتصحيح صورة نمطية عن مسيحيي العراق بانهم مواطنون غربيون.
الم تكن هذه الصورة النمطية وراء عنونة مكتب رئيس الوزراء العراقي حينها، نوري المالكي، امره الديواني المرقم 1238 في 29 تموز 2007 (الصورة في نهاية المقال) بعنوان صادم: "طلبات الجالية المسيحية في العاصمة بغداد".
مما حدا بي الى الرد بمقال نشرته جريدة الصباح في 27 تشرين الأول 2007 بعنوان:
"اذا كنا في العراق جالية، فاين هو وطننا؟"
الرابط الى المقال:
https://etota.net/articles-books/articles/arewediasporainiraq/

نعم هناك وهم يجب محاربته،
وصورة نمطية يجب تصحيحها،
المسيحيون وطنيون ليس بالتاريخ والجذور فحسب حيث ينتمون الى العراق من قبل تحوله الى الهوية الاكثرية الحالية الدينية او القومية.
بل هم وطنيون بالانتماء والوجدان والعطاء في كل المجالات حيث لم يتركوا مجالا الا وتميزوا في عطاءهم فيه، بدءا من تاسيس الدولة العراقية المعاصرة حيث يشهد وزير ماليتها يوسف غنيمة، مرورا ببدايات العمل السياسي المنظم ويشهد عليهم مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، ومرورا ايضا بالانشطة الاقتصادية والثقافية والادبية والفنية والرياضية وغيرها. (ولنا في عمو بابا مثالا)
مثلما دفعوا، مع بقية العراقيين، اثمانا غالية بسبب وطنيتهم.
بل ودفعوا اثمانا مضاعفة عندما نما الارهاب بعد ان خلق الاحتلال الامريكي الغربي للعراق البيئة المناسبة لنمو الارهاب وتمكنه تنظيما وتمويلا وتسليحا مع انهيار مؤسسات الدولة، ففي نيسان 2003 لم يسقط فقط النظام البعثفاشي الدموي، بل انهارت الدولة العراقية ايضا وفشل المحتل ومعه القوى العراقية السياسية في اعادة بناءها بمسار سليم.
انها لمن سخريات القدر ان يكون المسيحيون، المتهمون بالانتماء للغرب، اكثر العراقيين معاناة من الغزو الغربي، ويكون اهلنا الشيعة الذين يسمون المحتل بالشيطان الاكبر، اكثر المستفيدين من هذا الغزو.

المسيحيون العراقيون وطنيون بانتماءهم وولاءهم ومستقبلهم ولم يلتجئوا يوما ولن يلتجئوا الى الغرب "المسيحي" وصناع قراره بطلب الدعم والحماية والتدخل.
الغرب لم يكن يوما حاميا للمسيحيين ولا لاية مجموعة دينية او عرقية بل كان حاميا دائميا لمصالحه ولم يتردد في تقديم الشعوب وقضاياها العادلة كبش فداء من اجل مصالحه. والذاكرة القريبة تشهد ما فعله صانع القرار الامريكي بالثورة الكردستانية عندما كانت في اوج قوتها وتضحياتها تقارع النظام البعثفاشي.

من المعقول والطبيعي ان تقوم جاليات مسيحية عراقية في هذه الدولة او تلك من الدول التي باتوا مواطنين فيها بحملات مناصرة (لوبي) للعراق او لمسيحيي العراق. وهذا لا يقتصر على الجاليات المسيحية فحسب، بل جميع الجاليات كردية كانت ام تركمانية ام ايزيدية وغيرها. مثلما لا يقتصر على الجاليات العراقية، بل جاليات كل الدول. هذا امر بديهي ولا غبار عليه.
ومن المعقول والطبيعي ان تثار الهموم والتحديات التي تواجه المسيحيين في الاجتماعات المفتوحة او المغلقة مع السياسيين او الدبلوماسيين او المؤسسات الغربية. وهنا ايضا فالامر لا يقتصر على المسيحيين وحدهم بل جميع المجموعات او الفئات، مثلما ليس حالة عراقية فحسب، بل هو امر طبيعي لا غبار عليه ايضا.

الامر المرفوض والخطير، والذي والى الامس القريب لم يقم به المسيحيون ومؤسساتهم ومرجعياتهم في العراق هو تصوير انفسهم ضمنيا بانهم جالية في العراق وانهم يتوجهون للغرب "المسيحي" لمعالجة اوضاعهم في العراق وحل او دعم مطالبهم من الدولة العراقية ومرجعياتها ومؤسساتها.
ان اي تصرف او دعوة كهذه من داخل البيت المسيحي العراقي، بالاضافة الى انها لن تصل الى اي مكان، فالغرب يتعامل مع مصالحه حصرا، فانها ستكون سابقة خطيرة وعبثية، تساهم في ترسيخ الوهم والصورة النمطية على ان المسيحيين مواطنون يدينون بالولاء للغرب. وسيدفع ثمنها المسيحيون انفسهم اللذين ندعي المسؤولية تجاهم. فهكذا تصرف هو دعوة مفتوحة للمزيد من استهداف المسيحيين من قبل المجموعات الراديكالية وللمزيد من التهميش في مختلف المستويات ومن مختلف الجهات ومن بينها مؤسسات ومرجعيات الدولة.
لم يكن جورج بوش الاب ولا جورج بوش الابن حاميا لاية مجموعة في اية دولة بل كانا حاميان لمصالح اميركا وشعبها فهم رؤساء لاميركا وليس لاية دولة اخرى.
ولم يلتجئ مسيحيو العراق اليهم بطلب الحماية والمناصرة.
وكذلك كان ترامب وكذلك هو بايدن.
وكذلك سيكون كل الرؤساء الامريكان.
من له اذنان للسمع فليسمع


الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 18 أيلول 2023



3
الاحبة المتحاورون
يسعدني ان اشارككم هذا الفديو كليب
https://www.youtube.com/watch?v=gUMURL9ghdA

4
يقول معروف الرصافي في قصيدته:
"إلى أبناء الوطن"
واسمح لنفسي هنا تبديلها مجازا: "الى ابناء شعبي"

سر في حياتك سَيرَ نابهْ   ولُمِ الزمانَ ولا تحابِه
وإذا حللتَ بموطنٍ      فاجعلْ محلَّك في هِضابه
واخترْ لنفسِك منزلًا      تهفو النجومُ على قِبابه
ورُمِ العلاءَ مخاطرًا   فيما تحاولُ من لُبابه
والمجدُ ليسَ ينالهُ      إلا المخاطرُ في طِلابه
وإذا يخاطبُك اللئيـ      ـمُ فصمَّ سمعَك عن خطابه
وإذا انبرى لك شاتمًا   فاربأْ بنفسكِ عن جوابه
فالروضُ ليس يضيرُه   ما قد يُطَنطِنُ من ذُبابه
ولرُبَّ ذنبٍ قد أتا      كَ من ابن آدمَ في إهابه
ما امتازَ قطُّ عن ابن آ   وى شخصُه بسوى ثيابه
وإذا ظفرتَ بذي الوفا   ءِ فحُطَّ رحلك في رحابه
فأخوكَ من إن غاب عنـ   ـكَ رعى ودادَك في غيابه
وإذا أصابك ما يسو      ءُ رأى مصابَك من مصابه
وتراهُ يَيْجع إن شكو      تَ كأنَّ ما بك بعضُ ما به

شكرا وتحية للزميل الدكتور صباح


5
تلقت CAPNI بحزن وألم عميقين نبأ وفاة القس أبونا هورست أوبركامبف (1942-2023) ، الذي ظل لأكثر من ثلاثين عاما صديقا ومؤيدا وصوتا للكنائس الشرقية والشعب السرياني الآشوري في الوطن الأم ، طور عابدين ، العراق وسوريا.
كان القس هورست صديقا وراعيا وداعما وموجها ل CAPNI لمدة ثلاثة عقود.
أرسلت CAPNI رسالة تعزية إلى عائلة أبونا هورست:
https://capni-iraq.org/blog/capni-sends-a-message-of-condolences-to-the-family-of-the-late-father-horst-oberkampf/

في يوم الأحد 30 يوليو، أقامت كابني صلاة جنائزية على روحه في القاعة التي سميت باسمه في مقر المنظمة في دهوك:
https://www.youtube.com/watch?v=VbjhkGZ4DUo

تجسيدا للروح المسكونية التي عاشها الأب هورست في حياته، ستقيم المنظمة قداسا لروحه الخميس 3 أغسطس في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في دهوك.

نبذة عن حياة الاب هورست اوبركمبف

ولد القس هورست أوبركامبف في 4 أبريل 1942 في ساجان في سيليزيا السفلى ، وهي اليوم جزء من بولندا.
كاحد ثلاثة اطفال في العائلة كان عليهم الهروب مع ذويهم بعد الحرب العالمية الثانية الى بادن فرتمبرغ في المانيا.
درس اللاهوت في توبنغن وغوتنغن.
اصبح راعيا للكنيسة الانجيلية في شتوتغارت بين 1967 الى 1972
ومن 1972 الى 1985 عين رئيسا للدراسات في الاكاديمية الانجيلية في بادبول.
في 1985 بات راعيا للكنيسة الانجيلية في بادشوسنريد حتى تقاعده في 2005.

من خلال خدمته الراعوية في الكنيسة او في الاكاديمية الانجيلية تعرف على الكنائس المشرقية ومؤمنيها.
وتعرف بشكل اعمق وشعر معاناتهم حين راهم مضطرين لهجرة وطنهم بسبب المظالم كما هاجر هو وطنه حينما كان صبيا.
باتت علاقة الاب هورست مع مسيحيي طورعبدين والعراق وسوريا علاقة وجدانية عاشها في تفاصيل حياته حتى بات ينتمي اليهم بقلبه وعقله، بعواطفه واعماله.
ومع هجرتهم الجماعية اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات تردد في داخله النداء الكتابي: (اذهب الى اخوانك وساعدهم).
فوجد نفسه زائرا دائميا اليهم، قراهم، كنائسهم، عوائلهم، شبابهم في طورعبدين والعراق وسوريا.
زارهم ليتعايش معهم ويصلي معهم ويتشاركهم الالم والامل وليعود يكون لهم صوتا في المانيا والكنيسة بمطبوعات ومنشورات وضعها عنهم ونشرها في عموم المانيا، وبمؤتمرات وجلسات نقاش مستمرة.
لقد بات هورست اوبركمبف صوت من لا صوت له من سريان طورعبدين والعراق وسوريا.

أسس "مجموعة التضامن مع طورعبدين وشمال العراق"
ومن خلال الاب هورست وانشطته تاسست العلاقة ونمت بين الكنائس المشرقية والكنيسة اللوثرية الالمانية، هذه العلاقة التي توسعت من علاقات زيارات متبادلة للاب هورست وزملاءه الى علاقات بين القيادات الكنسية لها، والى برامج دعم مستمرة ومتنامية لم تقتصر على برامج كنسية راعوية بل برامج اغاثية وصحية وتعليمية وتنموية في كل الجغرافيا السريانية في الوطن الأم.

الاب هورست هو الاب الروحي والاخ الاكبر لمنظمة كابني.
فهو من احتضنها في بداياتها، وهو، مع اتحاد الاندية الاثورية في المانيا، من فتح لها ابواب الشراكة مع الكنائس اللوثرية في عموم المانيا.
ربطت ابونا هورست بمنظمة كابني وكادرها علاقات شخصية حميمية مع المرحوم رابي بطرس، الاب شليمون، المهندس عدنان، الدكتورة هيفاء، والاب عمانوئيل حيث توسعت لتكون علاقات عائلية ايضا كلما توافرت فرصة الزيارات العائلية.

انتقل الى حيث يتطلع الابرار للانتقال في 12 يوليو 2023
ولتبقى صورته المفعمة بالامل والسعادة والطاقة والعطاء حية معنا وبيننا
وليبقى شاهدا حيا لربه يسوع المسيح ومحبته للناس في الشرق.
ليرحمك الرب ابونا هورست.


6
تلقت CAPNI بحزن وألم عميقين نبأ وفاة القس أبونا هورست أوبركامبف (1942-2023) ، الذي ظل لأكثر من ثلاثين عاما صديقا ومؤيدا وصوتا للكنائس الشرقية والشعب السرياني الآشوري في الوطن الأم ، طور عابدين ، العراق وسوريا.
كان القس هورست صديقا وراعيا وداعما وموجها ل CAPNI لمدة ثلاثة عقود.
أرسلت CAPNI رسالة تعزية إلى عائلة أبونا هورست:
https://capni-iraq.org/blog/capni-sends-a-message-of-condolences-to-the-family-of-the-late-father-horst-oberkampf/

في يوم الأحد 30 يوليو، أقامت كابني صلاة جنائزية على روحه في القاعة التي سميت باسمه في مقر المنظمة في دهوك:
https://www.youtube.com/watch?v=VbjhkGZ4DUo

تجسيدا للروح المسكونية التي عاشها الأب هورست في حياته، ستقيم المنظمة قداسا لروحه الخميس 3 أغسطس في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في دهوك.

نبذة عن حياة الاب هورست اوبركمبف

ولد القس هورست أوبركامبف في 4 أبريل 1942 في ساجان في سيليزيا السفلى ، وهي اليوم جزء من بولندا.
كاحد ثلاثة اطفال في العائلة كان عليهم الهروب مع ذويهم بعد الحرب العالمية الثانية الى بادن فرتمبرغ في المانيا.
درس اللاهوت في توبنغن وغوتنغن.
اصبح راعيا للكنيسة الانجيلية في شتوتغارت بين 1967 الى 1972
ومن 1972 الى 1985 عين رئيسا للدراسات في الاكاديمية الانجيلية في بادبول.
في 1985 بات راعيا للكنيسة الانجيلية في بادشوسنريد حتى تقاعده في 2005.

من خلال خدمته الراعوية في الكنيسة او في الاكاديمية الانجيلية تعرف على الكنائس المشرقية ومؤمنيها.
وتعرف بشكل اعمق وشعر معاناتهم حين راهم مضطرين لهجرة وطنهم بسبب المظالم كما هاجر هو وطنه حينما كان صبيا.
باتت علاقة الاب هورست مع مسيحيي طورعبدين والعراق وسوريا علاقة وجدانية عاشها في تفاصيل حياته حتى بات ينتمي اليهم بقلبه وعقله، بعواطفه واعماله.
ومع هجرتهم الجماعية اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات تردد في داخله النداء الكتابي: (اذهب الى اخوانك وساعدهم).
فوجد نفسه زائرا دائميا اليهم، قراهم، كنائسهم، عوائلهم، شبابهم في طورعبدين والعراق وسوريا.
زارهم ليتعايش معهم ويصلي معهم ويتشاركهم الالم والامل وليعود يكون لهم صوتا في المانيا والكنيسة بمطبوعات ومنشورات وضعها عنهم ونشرها في عموم المانيا، وبمؤتمرات وجلسات نقاش مستمرة.
لقد بات هورست اوبركمبف صوت من لا صوت له من سريان طورعبدين والعراق وسوريا.

أسس "مجموعة التضامن مع طورعبدين وشمال العراق"
ومن خلال الاب هورست وانشطته تاسست العلاقة ونمت بين الكنائس المشرقية والكنيسة اللوثرية الالمانية، هذه العلاقة التي توسعت من علاقات زيارات متبادلة للاب هورست وزملاءه الى علاقات بين القيادات الكنسية لها، والى برامج دعم مستمرة ومتنامية لم تقتصر على برامج كنسية راعوية بل برامج اغاثية وصحية وتعليمية وتنموية في كل الجغرافيا السريانية في الوطن الأم.

الاب هورست هو الاب الروحي والاخ الاكبر لمنظمة كابني.
فهو من احتضنها في بداياتها، وهو، مع اتحاد الاندية الاثورية في المانيا، من فتح لها ابواب الشراكة مع الكنائس اللوثرية في عموم المانيا.
ربطت ابونا هورست بمنظمة كابني وكادرها علاقات شخصية حميمية مع المرحوم رابي بطرس، الاب شليمون، المهندس عدنان، الدكتورة هيفاء، والاب عمانوئيل حيث توسعت لتكون علاقات عائلية ايضا كلما توافرت فرصة الزيارات العائلية.

انتقل الى حيث يتطلع الابرار للانتقال في 12 يوليو 2023
ولتبقى صورته المفعمة بالامل والسعادة والطاقة والعطاء حية معنا وبيننا
وليبقى شاهدا حيا لربه يسوع المسيح ومحبته للناس في الشرق.
ليرحمك الرب ابونا هورست.


7
على نفسها جنت براقش..
في الكوتا "المسيحية"

كيف وما هي الحكاية؟
هذا المقال هو مساهمة في توضيح موضوعة الكوتا، خلفياتها وكيف سارت امورها ونتائجها وراي لمعالجتها. ورغم انه مخصص لموضوعة الكوتا، الا انه وبسبب الكوتا ليس معزولا عن المشهد المسيحي الراهن، ففي خلفية المشهد ومواضيعه وتفاصيله هناك الكوتا حتى ان لافتات الكوتا كانت تتصدر تجمع الاكليروس والراهبات الكلدان في ساحة التحرير في 12 أيار 2023 وهي سابقة تاريخية أن يخرج الاكليروس والراهبات متوشحين بزيهم الديني في تجمع في ساحة عامة وبمطاليب بينها مطاليب سياسية.


احد تفرعات المشهد السياسي المسيحي في العراق منذ سنوات طويلة هو موضوعة الكوتا البرلمانية "المسيحية" في البرلمان العراقي الاتحادي والتي هي خمسة مقاعد من مجموع 329 مقعد، وتتوزع على مقعد واحد لكل من محافظات بغداد، كركوك، نينوى، اربيل ودهوك، وهي معتمدة منذ الدورة الاولى للبرلمان العراقي. وهي ليست الكوتا البرلمانية الوحيدة فيه حيث هناك كوتا بواقع مقعد واحد لكل من الشبك عن نينوى، الايزيدية عن نينوى ايضا، الصابئة المندائيون عن بغداد، الكورد الفيلية عن واسط، بالاضافة الى كوتا النساء ضمن المقاعد العامة وهي 25%.
وفي الوقت الذي قسمت مقاعد البرلمان على اساس دوائر انتخابية لكل محافظة (في الترشيح والتصويت)، وفي الانتخابات الاخيرة الى دوائر اصغر ضمن المحافظة لتعود مع القانون الجديد للانتخابات اللاحقة حال اجراءها الى دوائر المحافظات، فان الكوتا المسيحية وحدها تميزت بميزة غريبة عجيبة وهي ان العراق كله دائرة واحدة (للترشيح والتصويت)، الى ان تم تعديل جزئي له في الانتخابات السابقة بحصر الترشيح بالمحافظة وابقاء التصويت على المقعد مفتوحا لكل العراق، وتم تعديل جزئي ثاني في القانون الجديد للانتخابات القادمة بجعل الكوتا المسيحية في دائرتين، الاولى تضم ثلاثة مقاعد لثلاثة محافظات (بغداد، نينوى وكركوك) والثانية تضم مقعدين لمحافظتي أربيل ودهوك.
جعل العراق دائرة واحدة للكوتا المسيحية بعد ان كان باب النعيم لمن ابتدع بدعتها لمصلحته عند اقرارها قبل اكثر من 15 عاما، باتت بعد انكشاف لعبتها وبعد سيل اللعاب على مقاعدها باب جهنم لتمكين من اراد التحكم ووضع اليد عليها.

مدخل معلوماتي تاريخي
الكوتا بمدلولها وغايتها وباختصار هي تمييز ايجابي يضمن وجود نواب من اقلية قومية او دينية او ثقافية او مجتمعية او طبقية معينة الى البرلمان كون وجودها العددي لا يمكنها من الدخول الى البرلمان من خلال المنافسة على المقاعد العامة.
البداية كانت مع برلمان اقليم كوردستان في دورته الاولى التي تم انتخابها في 19 أيار 1992 بحسب القانون رقم (1) لسنة 1992 الذي اقرته الجبهة الكردستانية واحد احزابها كان الحركة الديمقراطية الاشورية، وهذا القانون بصيغته حينها لم يمنح الكوتا للاقليات فهو لم يضمن لهم حق التمثيل ولكن فقط حق الترشيح الذي هو تحصيل حاصل. أما الذي ضمن الكوتا في الدورة البرلمانية الاولى لبرلمان كوردستان هو القرار الاستثنائي للجبهة الكردستانية بتاريخ 8 نيسان 1992 والذي نص:
(عقدت الجبهة الكردستانية يوم الأربعاء المصادف 8/4/1992 اجتماعا طارئا بسبب الظروف الاستثنائية القاهرة. وقد أصدرت قرارا يخص هذه الدورة الانتخابية وحدها يقضي بتخصيص (5) خمسة مقاعد في المجلس الوطني الكردستاني للأقلية القومية الآشورية لكافة طوائفهم من (الكلدان الكاثوليك والكنائس الشرقية الآثورية (النسطورية) والسريان وغيرهم) يجري انتخابهم من قبل أبناء الشعب الآشوري في دوائر انتخابية خاصة بهم وبصورة ديمقراطية بما ينسجم وقانون انتخاب المجلس الوطني لكوردستان العراق الرقم (1) الصادر بتاريخ 8/4/1992.) انتهى النص
وبذلك تم تخصيص كوتا قومية من خمسة مقاعد وما زالت معتمدة في كل الدورات الانتخابية وتم تضمينها في متن قانون الانتخابات بعد تعديله، وبذلك كان لشعبنا على الاقل خمسة مقاعد من مجموع 105 في الدورة البرلمانية الاولى و111 في الدورات الاخيرة. والكوتا الحالية في برلمان اقليم هي خمسة للكلدان السريان الاشوريين(هامش 1)، خمسة للتركمان، مقعد واحد للارمن. والاقليم هو دائرة انتخابية واحدة لمقاعد الكوتا.
اذن الكوتا ابتدات في الاقليم بعدد خمسة مقاعد وبهوية قومية، فهي ليست كوتا دينية مسيحية.
ومع التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 وانطلاق العملية السياسية ومتطلباتها من اسس ومؤسسات بدءا بالدستور الى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ومع الاداء الضعيف للمشارك في هذه العملية من اطراف شعبنا، الحركة الديمقراطية الاشورية، فقد بقيت الكوتا بذات العدد رغم ان مقاعد البرلمان الاتحادي هي اضعاف مقاعد برلمان الاقليم، ففي حين تمثل الكوتا 5 من 111 مقعد في الاقليم فانها 5 من مجموع 329 في البرلمان الاتحادي.
وتشوهت هويتها حيث باتت كوتا دينية لا قومية، وشر ما يضحك هو ان من وافق على جعلها دينية مسيحية، وجميع من بقيوا يتنافسون عليها هي ليست احزاب قومية فحسب، بل واحزاب قومية وطنية علمانية تنادي وتصرخ جهارا بفصل الدين عن الدولة، ولكنها تلهث وبكل السبل وراء مقاعد مخصصة على اساس الهوية الدينية.
هذا من حيث عدد وهوية مقاعد الكوتا.
أما من حيث الترشيح والتصويت لمقاعد الكوتا، فبخلاف المقاعد العامة للبرلمان العراقي التي هي على اساس الدائرة الواحدة لكل محافظة، فان المشرع "المسيحي" حينها، الحركة الديمقراطية الاشورية بشخص السيد يوناذم كنا، ارادها دائرة واحدة لغاية يعرفها المتابع، وهي لضمان فوز السيد كنا شخصيا في الانتخابات، حيث مع تكوينه النرجسي والخصومات السياسية التي راكمها كان يدرك بخبرته السياسية وحسه الاستخباري ان حصر التصويت على مقعد المحافظة بالناخبين من ابناء تلك المحافظة سيؤدي الى استهداف المحافظة التي يترشح عليها من احد خصومه الذي سيضخ الاصوات فيها بما يؤدي الى اقصاءه. بينما جعل الكوتا دائرة واحدة فان قائمة الحركة (ائتلاف الرافدين)، وهو رئيسها، ستضمن تجميع جميع الاصوات من العراق والمهجر (كان يشارك في الدورات الاولى) وبذلك يضمن فوزه الشخصي وهذا ما تحقق فعلا الى حين انقلاب السحر على الساحر حين فقه ومارس اللعبة الاخرون، واخرهم بابليون.
وبذلك تكون على نفسها جنت براقش.

تطورات اللعبة
مع تكرار اللعبة في اكثر من دورة انتخابية، ومع توفيرها لمقاعد انتخابية باصوات اقل من الاصوات المطلوبة للمقاعد العامة، ومع تحول كل مقعد برلماني الى صوت يؤثر في موازنات القوى والكتل البرلمانية (every seat counts)، ومع وجود اصوات انتخابية للقوى السياسية الكبيرة في هذه المحافظة او تلك لا تمكنها من التنافس على المقاعد العامة لتلك المحافظة مما يجعلها اصوات مهدورة، ومع وجود اصوات فائضة عن الحاجة للعديد من القوى الكبيرة في هذه المحافظة او تلك بمعنى انها تمتلك اصوات اكثر مما تحتاجه للفوز بالمقاعد العامة في محافظة معينة، فقد توجهت القوى الكبيرة الى الاستثمار في الاصوات المهدورة والفائضة وتوجيهها للتصويت على مقاعد الكوتا لضمان فوز حلفاءها او اتباعها من مرشحي الكوتا.
نبالغ بالسذاجة عندما نتوقع ان القوى السياسية لاسباب من "الفضيلة" و"المحبة" و"الطيبة" وووو تغفل الاستثمار في اية فرصة متاحة لتعزيز قوتها ودورها في مواقع السلطة التشريعية والتنفيذية وغيرها، كيف لا، خاصة وان الفرصة شرعية وقانونية.
واذا لم تفعل ذلك فانها ستتفوق على بعضنا في سذاجتها.
توفرت هذه الفرصة بسببين:
الاول
وهو كون العراق دائرة انتخابية واحدة مما اتاح توجيه الاصوات من اية محافظة عراقية الى الكوتا المسيحية رغم انها تمثيلا (لا تصويتا) مخصصة الى المحافظات الخمسة للكوتا والتي حددها القانون بـ(بغداد، كركوك، اربيل، نينوى، دهوك). وتشرعنت من حيث ان القانون شرعنها واتاحها من يوم ما ارادها المشرع "المسيحي" كذلك لضمان مقعده الشخصي ليصبح اليوم شعبنا يدفع الثمن غاليا حيث باتت مقاعد الكوتا هدية شبه مجانية للقوى الكبيرة. نعم، فعلى نفسها جنت براقش.
الثاني هو انه في الوقت الذي فيه الكوتا "مسيحية" وفي الوقت الذي فيه مرشحو الكوتا مسيحيون، فان التصويت لها هو مفتوح لكل عراقي بغض النظر عن كونه مسيحي ام لا.
وبغض النظر عن ماضي وواقع حال اصوات الكوتا وبالتالي مقاعدها، فانه لا يمكن لنا نزع الشرعية القانونية لاعضاء الكوتا المسيحية أيا كانوا وايا كان مصدر اصواتهم والتي ندرك جميعا من هي وما مصدرها، فهذا لا يغير شيئا في صفتهم التمثيلية التشريعية كونها قانونية. يجب ان نتعامل مع الحقائق والتشريعات كما هي ونسعى الى تعديلها وليس بانكار نتائج ما موجود منها، فهو انكار لا يصل الى اي نتيجة. عوض ذلك يتوجب العمل على تعديل الامر في القانون الانتخابي بمعالجات يكون لها مقبولية وامكانية للتحقق واضعين في بالنا ان من بين من له التاثير في ذلك هو مستفيد من وضعها الحالي مما يجعل الطموح صعبا ويتطلب التفكير والتخطيط السليم لكسب الداعمين له. تقول العرب: فيك الخصام وانت الحكم.

نتائج اللعبة:
البرلمان الاتحادي هو سيد نفسه وهو اعلى سلطة تشريعية في العراق.

من هنا فان الحضور فيه سيتيح فرصة المبادرة بالتشريع او تعديل تشريعات او اسقاط او اقرار تشريعات.
البرلمان العراقي هو من يثبت رئيس الحكومة ويوافق او يعترض على المرشحين للوزارات وغيرها من المناصب ممن هي بدرجة وزير (كرئيس ديوان الوقف، رئيس واعضاء مفوضية حقوق الانسان، مفوضية الانتخابات وغيرها) وغيرها من الدرجات الوظيفية.
من هنا فان الكوتا المسيحية هي الممر الالزامي لتمرير الوزير\ة المسيحي\ة ورئيس ديوان الوقف وغيرها من المناصب المخصصة للمسيحيين او يتنافس عليها المسيحيون.
الكوتا المسيحية تحكمت بها الحركة الديمقراطية الاشورية في الدورات الاولى ومنها تحكمت بالمناصب التنفيذية (الوزير ورئيس الوقف والسفراء على سبيل المثال) التي كان وما يزال يسيل اللعاب لها، ليس سعيا للخدمة، بل طمعا بامتيازاتها ومواردها المالية والتي معظمها هو من خلال الفساد المالي والاداري. واليوم وعلى خطى الحركة تتحكم بابليون بذلك، فبعد التوزير هناك على الابواب رئيس ديوان الوقف الذي هو شاغر منذ تقاعد الرئيس السابق رعد كججي في نيسان المنصرم. (الهامش 2)
وايا كان الموقف من الحركة ومصدر اصواتها واداءها بالامس تاييدا او اختلافا، والموقف من بابليون ومصدر اصواتها واداءها اليوم تاييدا او اختلافا، فانه لا يغير شيئا من شرعيتها القانونية وصفتها التمثيلية وصلاحياتها وفرصها وحضورها في البرلمان. مواقف الرفض الاعلامية والكتابات والتجييش ومواقع التواصل لا تغير قيد شعرة من شرعيتها المكتسبة بسبب الخلل في القانون الانتخابي الذي ارادته براقش.
اذا ما اردنا، ولا اقول يحق لنا ذلك بل اقول يتوجب علينا ذلك، التغيير فان علينا العمل لمعالجة اصول اللعبة لتقويم نتائجها.

ضعف الاداء الانتخابي:
يضاف الى الخلل السابق في جعل العراق دائرة انتخابية واحدة، فان ضعف الاداء الانتخابي لقوائم احزابنا االفردية او التحالفية قد افقدها فرصة الدخول الى البرلمان في دورته الحالية.
ففي حين كان القانون الانتخابي واضحا من حيث عدم وجود قاسم انتخابي وعدم تجميع اصوات القائمة للمحافظات الخمسة بل حصر المنافسة فرديا بين مرشحي كل محافظة وان مقعد كل محافظة تحسمه الاصوات التي ينالها مرشحي المحافظة فان الاحزاب والتحالفات لاحزاب شعبنا انتحرت انتخابيا عندما قرر كل منها دخول الانتخابات بخمسة مرشحين واحد لكل محافظة مما ادى الى تشتيت اصواتها بين المرشحين الخمسة بما جعل من المستحيل فوز ايا منها.
واذا ناخذ المشهد الاوسع فانه بالاضافة الى بابليون (خمسة مرشحون) فان 29 مرشحا فرديا او لقوائم حزبية او تحالفات تنافست على مقاعد الكوتا الخمسة. فناخبي شعبنا في الوطن (لم يكن هناك انتخابات في المهجر) تشتتت اصواتهم على هؤلاء المرشحين، ومن السذاجة ان تتوقع ايا من هذه القوائم ان يجمع احد مرشحيها اصواتا يتنافس بها ويفوز على مرشحي بابليون بالاصوات الهائلة التي كان مؤكدا سيتم ضخها لهم بالاستفادة من اعتبار العراق دائرة واحدة كما ارادتها براقش.
الشيوعي الكردستاني بحنكته هو الوحيد الذي ادرك التكتيك الانتخابي السليم وتحقق له الفوز بمقعد أربيل من خلال التركيز على مرشح مسيحي مستقل واحد.
شخصيا نبهت على الامر في حينها ولكن لا حياة فيمن تنادي.
اذا كانت ضعف التجربة والحنكة لدى عدد من هذه القوائم تبرر لها حساباتها الخاطئة فان اكثر الامور غرابة هو ارتكاب ذات الخطأ والوقوع في ذات الحسابات الخاطئة من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية. شخصيا تحدثت مع السيد كنا مبديا له استغرابي من هذا الامر وقلت له انه انتحار فلا احد من اي من المرشحين سيفوز مع هذا التشتت وانه من المفروض ان يكون التركيز على محافظة واحدة فقط فربما تحشيد الاصوات من كل المحافظات لمرشحها في تلك المحافظة يمكنها من الفوز بالمقعد. وتوسعت في الاقتراح انه بعد غلق باب الترشيح وانكشاف كل المرشحين على كل القوائم والمحافظات فانه يتوجب الاتفاق واختيار المحافظة ذات المرشح الاضعف من المنافسين من بقية القوائم، وتحديدا القوية منها، وانسحاب جميع مرشحي قائمة الرافدين (في حال الحركة) لصالح مرشحها في تلك المحافظة. استغربت الاجابة حين قال ان الشباب ارادوا الترشيح لخمسة محافظات. السيد كنا وللمرة الاولى لم يكن بين المرشحين. ساحتفظ برايي لنفسي في هذا الاداء والتبرير.

الواقع الراهن:
القانون الانتخابي الذي ستجرى عليه الانتخابات القادمة هو نسخة معدلة عالجت جزئيا هذا الخلل ليس من حيث الرغبة في المعالجة الجادة بقدر معالجة جزئية بشكل محاصصة للمستفيدين من القوى السياسية الكبيرة التي يمكن ان يفوز مرشحيها او حلفاءها بمقاعد الكوتا.
الكوتا المسيحية لم تعد دائرة انتخابية واحدة لكل العراق، بل دائرتين:
دائرة اولى مؤلفة من ثلاث محافظات (بغداد، كركوك، نينوى) لمقاعد الكوتا لهذه المحافظات، ودائرة اخرى مؤلفة من محافظتين (اربيل ودهوك) لمقاعد الكوتا لهاتين المحافظتين. بمعنى اخر فان التصويت تم حصره فقط بالمحافظات الخمسة التي لها كوتا وانه بات من غير الممكن لناخبين من خارج هذه المحافظات ىان يصوتوا ويحسموا الفائزين عن كوتا هذه المحافظات الخمسة.
نقلة اولى مهمة ولكن غير متكاملة حيث ابقى التعديل دمج اكثر من محافظة في دائرة واحدة (3 + 2) مما ابقى الباب مفتوحا لضخ الاصوات من خارج المحافظة.
عمليا هذا يعني ضمان القوائم المتحالفة مع الديمقراطي الكردستاني بمقعدي دائرة اربيل ودهوك، وضمان قائمة بابليون الفوز بمقاعد بغداد ونينوى وكركوك بالمقاعد الثلاثة للدائرة الاخرى ما لم يحصل هناك تنسيق انتخابي بين قوائم احزاب شعبنا بالتركيز على احدى المحافظات في دائرة بغداد-نينوى-كركوك مما يضمن الفوز بمقعد المحافظة. لتكون الخارطة البرلمانية للكوتا المسيحية القادمة: مقعدان لتحالف مع الديمقراطي الكردستاني، مقعدان لبابليون ومقعد لتحالف من احزاب شعبنا.
هل يمكن لنا ان نحلم بهكذا تنسيق بين احزاب شعبنا التي تنهش اجساد بعضها بالتسقيط والتخوين والتهم والصراع على امور ثانوية تافهة كالتسمية وغيرها؟ وهل لنا ان نجعل حلمنا اكثر وردية بان ينسقوا ليضمنوا مقعدين؟ ننتظر لنرى.

معالجات مستحيلة:
حق التصويت لكل العراقيين على المقاعد البرلمانية العامة والكوتا مبدأ سليم، وهو سياق يتوافق مع مفهوم المواطنة وحقوق الانسان ناهيك عن الواقع الحياتي. وسوء استخدامه الحالي لا يجب ان يقود الى معالجة الخطأ في الممارسة بخطأ في المبدأ.
الدعوة الى حصر التصويت في الكوتا المسيحية بالمسيحيين خطأ يؤدي الى زيادة التهميش تهميشا وزيادة الاقصاء اقصاء.
فخلق غيتوات انتخابية انما هو بناء للجدران وتقطيع لاوصال المجتمع الذي من ناحية نريده متماسك ومتعايش، ومن ناحية، يدعو بعضنا، الى تقطيعه. فكيف يمكن ان نمنع، على سبيل المثال، طلبة جامعيين من التصويت لاستاذهم الجامعي المسيحي الكفوء لمجرد انهم غير مسيحيون. وكيف يمكن ان نمنع ابناء حي سكني من التصويت لانسان مسيحي كفوء من سكان الحي والمتكامل والمتعايش معهم والذي كسب محبتهم وثقتهم من التصويت له بسبب انه مسيحي وهم غير مسيحيون.
المثير للاستغراب ان من اصر على رفض منح كيان اداري لسهل نينوى، محافظة او اية صيغ دستورية اخرى، بما يمكن ابناءه ادارة شؤونهم وبحسب السياقات الدستورية والقانونية ووصف ذلك بالغيتو، يدعو في الانتخابات الى خلق غيتو انتخابي.
يضاف الى ذلك صعوبة تقنية واقعية. فاذا كان حصر ناخبي الكوتا المسيحية والايزيدية والمندائية ممكنا بالاعتماد على الهوية الشخصية حيث تدرج الديانة، فانه من غير الممكن حصر ناخبي الفيلية والشبك.
ومن غير المنطقي التفاوت في الية انتخاب الكوتا ليكون بعضها محصورا والاخر مفتوحا.
الدعوة والتشبث باعتماد الغيتو الانتخابي الية وحيدة للمعالجة هو اللامعالجة من حيث انه يمكن رفضها بمسوغات المواطنة والحق الدستوري ومواثيق حقوق الانسان التي تضمن حرية الانتخاب للمواطنين دون تمييز.
اتمنى النقاش المبدع لاستنباط اليات معالجة قابلة للتحقيق، ياتي في مقدمتها تصحيح الدوائر وانهاء الحالة التي خلقتها براقش.

معالجات ممكنة:
برايي المتواضع هناك معالجتان يمكن دراستهما وتطويرهما للمعالجة التي، ومهما كانت متطورة، فان باب التاثير في التصويت يبقى موجودا ما دمنا نتشارك العيش والحياة مع محيط اكثري وهذا امر طبيعي، وما دامت القوى السياسية الكبيرة تسعى الى وجود اتباع بدلا عن شركاء، وما دامت احزابنا تعيش حالة الفوبيا تجاه الاخر والشعبوية والتلذذ بدور الضحية.
المعالجة الاولى هي ما اوردناه سابقا من حيث حصر الترشيح والتصويت على مقعد كل محافظة بمواطني تلك المحافظة. هذا يقلل، لكن لا ينهي، حجم وامكانات التدخل في حسم نتائج الكوتا ويفتح الباب امام التحالفات التي هي مسالة طبيعية ولا بد منها في كل البرلمانات سواء قبل الانتخابات او داخل البرلمان.
المعالجة الثانية، والتي ربما تستحق توسيع نقاشها، هي اعتماد الكوتا المسيحية كما الكوتا النسوية بان تلزم كل القوائم المتنافسة في كل محافظة تضمين مرشحين للكوتا المسيحية بين مرشحيها، وهذا يلزم جميع القوى السياسية ان تاخذ بعين الاعتبار في برامجها وعلاقاتها واداءها المجتمع المسيحي بعين الاعتبار. فكما ان الكوتا النسوية فرضت على من يرفض تولية المراة ويتهمها بانها قاصرة ان يرشحها ويدعمها ويقبلها لتكون في اعلى سلطة تشريعية وتكون بين من يتخذوا القرار بشان الامور الحياتية للدولة ومواطنيها. فان الكوتا المسيحية ستفرض على من يلغي ويهمش الوجود المسيحي ويعتبره "ذميا" ان يراجع نفسه.

يبقى الموضوع والحديث فيه ذو شجون اتركها للقراء الاحبة والمهتمين الكرام

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 28 تموز 2023
هوامش:
(1) من المحزن والمؤسف الجهود والوقت الذي اهدرناه، وما زلنا، في موضوع التسمية بين من يحاول فرض تسمية واحدة بالغاء الاخريات، وبين من يفتت المفتت ويشتت المشتت بطلبه اعتماد كل تسمية على انها شعب لا يجمعه مع الاخرين الا بمثل ما يجمعه مع العرب والكرد والتركمان حيث يعتبر الاشوريون والكلدان والسريان شعوب مختلفة!!!
امام هذا الواقع وبسبب تعددية الاسماء المعتمدة والمتداولة بينهم وعنهم من ناحية، وعدم الاتفاق على تسمية مفردة واحدة من بين التسميات الثلاثة الدارجة من جهة اخرى، ومع حقيقة وحدة انتماءهم وهويتهم من ناحية أخرى، فقد اعتمدت المرجعيات السياسية ومعظم النخب الاكاديمية لهم على استخدام التسمية الشاملة (الكلدان السريان الاشوريين) لاغراض التشريع والحضور السياسي المؤسساتي وبخاصة في اقليم كوردستان حيث تنشط احزابهم ولهم تمثيل برلماني بصيغة كوتا قومية مما تطلب التوافق على تسمية شاملة تعبر وتحترم كل التسميات التي يطلقونها على انفسهم، وهي تسمية ليست للاستخدام الشخصي والمجتمعي اليومي حيث يستخدم ابناءها ومؤسساتها ايا من الاسماء: السرياني او الاشوري او الكلداني، بل هي تسمية لاعتماد وحدتهم القومية في العملية السياسية وما يترتب عليها من حقوق وامتيازات وغيرها. من السذاجة رفض التسمية، بغرضها هذا، بانها تسمية لا وجود تاريخي لها وبانه ما من احد يقول عند سؤاله عن قوميته فيقول انه كلداني سرياني اشوري.
احبائي، من قال انها تسمية موجودة تاريخيا. ومن قال انه مطلوب منك الاجابة انك كلداني سرياني اشوري. اجب بما تعرف عن نفسك: كلداني او سرياني او اشوري. لا مشكلة. التسمية هي فقط للتعبير عن وحدة الكلدان والسريان والاشوريين امام الدستور والتشريعات والقوانين.
في 1972 ولمواجهة نفس الاشكالية اعتمدوا حينها الناطقون بالسريانية. فما من احد كان يجيب عن قوميته بالقول: انا ناطق بالسريانية، فتلك تسمية لتوحيد الشعب امام القانون وليس للاستخدام الشخصي الحياتي.
اتمنى عدم توجيه الموضوع بمنحى النقاش البيزنطي السخيف عن التسمية.
انا اشوري بقدر ما انا كلداني وبقدر ما انا سرياني. وادعو للكلداني ان يفكر هكذا والسرياني ايضا.

(2) معركة تعيين رئيس ديوان الوقف، وهو بدرجة وزير، قد ابتدات منذ حين. وللتوضيح فان الية تعيينه تمر بهذه المراحل:
تقدم المرجعيات المسيحية والصابئة والايزيدية مرشحيها، او ربما تتفق على واحد،  الى مجلس الوزراء الذي بدوره يتبنى الترشيح (او يختار احد المرشحين في حال كونهم اكثر من واحد) ويقدمه الى البرلمان للموافقة عليه.
احدى الاشكاليات او الصعوبات في اتفاق مرجعيات الاديان الثلاثة هي انه في حين ان هناك مرجعية واحدة لكل من الصابئة والايزيدية فانه هناك 14 مرجعية لـ 14 طائفة مسيحية معترف بها ولكل منها صوتها.
المعركة الحالية هي بين مرشح بابليون الذي يبدو انه حصل على دعم عدد من الكنائس نتحفظ على تسميتها لانها معلومات قد تكون غير دقيقة، ومرشح منافس تدعمه كنائس اخرى نتحفظ على ذكرها لنفس السبب، مع احتمال وجود مرشح ثالث ايزيدي.
واحتمالات فوز مرشح بابليون واردة مقابل فرص مماثلة للمرشح المسيحي المنافس، ومع فرص اقل للمرشح الايزيدي.
من هنا فانه يتوجب العمل والتوجه نحو القوى الممثلة في الكابينة الحكومية لدعم المرشح المفضل عوض الصراخ الاعلامي والتشنج والتشنيج الذي قد يؤدي الى نتائج ومواقف عكسية من قوى يمكن كسبها في معركة الترشيح على طاولة الحكومة ولاحقا تحت قبة البرلمان. فليست كل الكابينة الحكومية وليس كل البرلمان بابليون. يجب ان يتعلم بعضنا ان المظلومية وحدها والتهويل والتاجيج الاعلامي لا يكفيان لتقويم المسار وبلوغ النتائج بل العمل بهدوء وحكمة ومن وراء الستار وبعيدا عن الاعلام، فالعبرة هي بالنتائج.
المقال ومجموعة كبيرة من مقالاتي ومواضيع وزوايا اخرى منشورة على موقعي الشخصي:
https://etota.net


8
اصدر قداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، تصريحا بطريركيا بشان التطورات المتعلقة بسحب المرسوم الجمهوري من غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم.
اعرب قداسته عن الالم لهذه التطورات وما تؤدي اليه من قلق واضطراب بين المسيحيين وعموم الشعب العراقي، ضاما صوته الى بقية المرجعيات الكنسية في التضامن مع غبطة البطريرك ساكو، ومتوجها الى الرئيس العراقي لايجاد مخرج سليم وعاجل.

9
اصدر قداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، تصريحا بطريركيا بشان التطورات المتعلقة بسحب المرسوم الجمهوري من غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم.
اعرب قداسته عن الالم لهذه التطورات وما تؤدي اليه من قلق واضطراب بين المسيحيين وعموم الشعب العراقي، ضاما صوته الى بقية المرجعيات الكنسية في التضامن مع غبطة البطريرك ساكو، ومتوجها الى الرئيس العراقي لايجاد مخرج سليم وعاجل.

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02DCsZawE2ji8JbDzHwR3dkCcSMSDRgBseV4LC4uJiit3X9ALZ2TJBWQCtQj36fpNql&id=100076236234930&mibextid=Nif5oz

10
رجاء وتمنيات محبة من الاخوة المتحاورين ان لا يكون هناك اتهامات يمينا ويسارا.
المطران بشار ومن معرفتي المباشرة به هو رجل حكمة وادارة ولا يتعامل مع الاموربتشنج وشعبوية بل بهدوء ورصانة بعيدا عن الضجيج والاعلام.
وهو يقدم رؤيته للامور بعد رؤيتها بكل ابعادها الانية والمستقبلية ساعيا وباحثا عن المخارج وليس الانسدادات.
وهذه المواهب التي يمتلكها هي التي مكنته من ادارة ابرشية اربيل بكل تعقيداتها وظروفها فهي عاصمة الاقليم بما يجعله في قلب الحدث السياسي، واربيل، وتحديدا عنكاوة، تحتضن مقرات كل مؤسسات شعبنا السياسية بكل صراعاتها ومناكفاتها، وعنكاوة الكلدانية تاريخيا باتت اليوم حاضنة لكل التنوع الطائفي الكنسي المسيحي بكل مترتباته، وعنكاوة احتضنت عشرات الالاف من النازحين بكل همومهم وتحدياتهم، وغيرها الكثير من تعقيدات واقع عنكاوة وابرشية اربيل.
لولا حكمة سيدنا المطران بشار لما كانت الابرشية هادئة ومتناغمة ومستقرة ومتطورة في كل مجالاتها ومؤسساتها حتى باتت انموذجا للابرشيات، وسيدنا انموذجا وقدوة لاخوته الاساقفة من كل الكنائس.
اتمنى ان نبتعد عن توجيه التهم وتصوير المشهد بانه ذو لونين ابيض او اسود.
المشهد لدى من يريد الحلول والمخارج المستديمة له يتضمن لون اخر ايضا.
الحكمة والمنطق لا يتحملان القول والتصرف على قاعدة تخيير الناس وتصنيفهم بانهم اما ان يتطابقوا معي بالمطلق (في الغاية والوسيلة وفي المضمون والشكل) او انهم اعداء لي.
دعونا نتشارك الصلاة طالبين الهام وارشاد الروح القدس وهدايته لاباء الكنيسة ومؤمنيها، ارشاد ليس بروح العالم.

11
المنبر الحر / قلق اراه مشروعا
« في: 08:54 12/07/2023  »
قلق اراه مشروعا

أرسل لي احد الزملاء صورة من صفحة الرابطة الكلدانية لدعوة لتجمع او مظاهرة في عنكاوة يوم غد الخميس 13 تموز حيث شخصيا ومنذ ايقاف صفحتي على الفيسبوك في تشرين 2021 وانا لا اتابع الاخبار والاعلانات الفيسبوكية وهو امر به فوائد كثيرة ولكن في ذات الوقت يسبب انقطاعا عن متابعة الاحداث وهو امر مهم لشعب بات فيسبوكيا.

قبل ابداء ملاحظاتي وقلقي ومخاوفي، وقبل ان تلصق بي التهم الجاهزة من هنا او هناك، اقول:
لا احد يزايدن علي في احترامي وحرصي على المقامات الكنسية وفي المقدمة منها الاباء البطاركة ومن دون اي استثناء.
ولا احد يزايدن علي في رفضي للاسلوب الذي اعتمدته رئاسة الجمهورية في سحب المرسوم الجمهوري الخاص بغيطة سيدنا البطريرك مار لويس ساكو، ولي رأيي في موضوعة المراسيم الجمهورية لرؤساء الكنائس من حيث المبدا حيث اعتبرها ممارسة ذمية يجب التحرر منها، واللحظة الانية هي اللحظة المناسبة.

الآن، اشارككم حذري وقلقي العميقين عن هذه الدعوة للتظاهر وهي اسباب كافية لي لعدم تاييدها او المشاركة فيها حتى لو تواجدت في عنكاوة يوم غد.
قلقي هو من النتائج المؤكدة لها:
•   اولا: تزيد من عدم الاتفاق الداخلي داخل الكنيسة الواحدة.
•   ثانيا: تزيد من عدم الاتفاق الموجود بين الكنائس.
•   ثالثا: تزيد من الشرخ، بل التناحر، الموجود بين احزاب ومؤسسات شعبنا.
•   رابعا: تزيد من التشتت والانقسام في شعبنا.
هذه نتائج مؤكدة سوف تؤدي اليها هذه التظاهرة بسبب تصنيف او انتماء المشاركين فيها من حيث انتماءاتهم الكنسية او الحزبية او التسموية.
وفي مقابل هذه النتائج السلبية فان التظاهرة لن تغير شيئا في اصل الموضوع، من حيث المضمون (جدوى المراسيم، معانيها، الخ.) او شكل الموضوع (سحب المرسوم، طريقة التواصل للمعالجة بين المؤسسات المعنية، الخ..)

ولتقليل الضرر عندي امنيات اتمناها:
•   ان لا نرى في الفضاء الاعلامي لشعبنا اقلام ومقالات ومواقف تخوينية لكنائس ومؤسسات وانتماءات بسبب عدم المشاركة في التجمع.
•   ان دعوة التظاهر لم توجه بغاية متعمدة للوصول الى هذه النتائج، فعندها يكون الامر خطيرا جدا.
•   أن نتعلم من تجاربنا الكارثية ونتعامل مع الامور بعيدا عن العواطف والانفعال وردود الافعال والتشنجات وفرض الراي او الخطوات، ونعتمد بدل ذلك حوارات هادئة تجمع المعنيين (ليس بالضرورة في العلن بل بالضرورة في غرف مغلقة) للخروج بخطة عمل ومواقف مبنية على تحليل موضوعي للامور مضمونا واعتماد اعلام مؤسساتي محترف.
 كثيرون هم من خسروا حقوقهم وقضاياهم العادلة بسبب سوء اسلوب المطالبة بها.

تحياتي للجميع

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 12 تموز 2023

12
لنتحرر من الذمية
رأي شخصي للحوار

تابعت، كما الكثيرين من المرجعيات والاكليروس الكنسي والمؤسسات والنخب المهتمة، موضوع المرسوم الجمهوري الذي اصدره فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف رشيد.
انتهز الفرصة لاشارك معكم تساؤل وراي شخصي، لا يمثل اية جهة او مؤسسة، كان يراودني كلما شاركت في حوارات تخص الشان الكنسي او حوارات دولة المواطنة.
التساؤل هو: السنا نعيش اليوم ايضا، بعلمنا وموافقتنا، الحالة الذمية في العديد من الممارسات القانونية او السلوكية؟
مظاهر هذه الذمية اجدها موجودة وغير محصورة بالاداء الفردي لمسيحيي الدول المسماة اسلامية (شخصيا لا افهم كيف يمكن ان يكون هناك دين لشخصية معنوية).
واحد مظاهرها هو اصدار مرسوم جمهوري بتعيين رؤساء الكنائس بعد تقبلهم الدرجة البطريركية او الاسقفية وتعيينهم من قبل مرجعيتهم الكنيسة (السينودس، الكرسي الرسولي، البطريركية (في حال الاساقفة)) رؤساء لكنائسهم في دول مقراتهم البطريركية او الاسقفية.
هذه المراسيم الجمهورية هي امتداد وصيغة اليوم لما كان قائما في العهود المندثرة حيث كانت الذمية معتمدة في تعامل الدولة والمجتمع مع المسيحيين، ابتداء بالعهد العباسي مرورا بالعثماني والملكي وصولا الى الجمهوري.
اعتقد شخصيا ان نعمل ونستثمر الفرصة والنقاش الذي انتجه هذا المرسوم عديم المعنى والتاثير، حيث تاثيره (اذا كان هناك من تأثير) معنوي رمزي. فغبطة البطريرك ساكو، وبقية البطاركة ورؤساء الكنائس العراقية، ليسوا محتاجين لمراسيم من مرجعيات دنيوية للاعتراف بمواقعهم ودرجاتهم الكهنوتية الممنوحة لهم من قبل الكنيسة، شانهم في ذلك شأن المرجعيات الروحية الاسلامية. فدولة المواطنة التي نسعى اليها لا يجدر فيها منح امتيازات لطرف وفرض وصايات وذمية لطرف اخر.
لتكملة القراءة انقر على رابط المقال في موقعي الشخصي:
https://etota.net/articles-books/articles/dimmitude/


13
كنيسة المشرق الاشورية تستنكر قيام ملحد عراقي بحرق القران الكريم

إقتباس لنص الاستنكار الصادر من بطريركية المشرق الاشورية:
تداولت وسائل الإعلام قيام أحد المُلحدين، من اصول عراقيّة، بحرق القرآن الكريم، وذلك اليوم الأربعاء 28 حزيران 2023 في العاصمة السّويديّة ستوكهولم. إنّه بالتّأكيد عمل فردي لا يعكس موقف المسيحيّة ككل، ولا موقف أي كنيسة مسيحيّة.
لذلك فإن بطريركيّة كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم تُدين هذا العمل المشين بأشدّ العبارات، لأنّه يدلّ على خطأ جسيم للمسؤوليّة الفرديّة لكل إنسان في احترام كرامة الآخرين ومعتقداتهم وإيمانهم. إن ارتكاب أفعال إهانة، بأي شكل من الأشكال، ضد عقيدة الأديان الأخرى هو عمل غير مسؤول يهدف إلى بثّ ونشر خطاب الكراهيّة، في وقت نحن مدعوون جميعاً لكي نكون بناة جسور، وأن نوطّد أواصر المحبّة والتّسامح والاحترام، لأن هذا هو الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه عالم متحضر، حيث معيار الأدب فيه هو احترام بعضنا البعض، بغضّ النّظر عن إيماننا.
إن كنيسة المشرق الآشوريّة، التي تأسّست على تعاليم السيّد المسيح والكتاب المُقدّس، ترفض اليوم، كما رفضت دائماً، جميع الأفعال وردود الأفعال الّتي تهدف إلى الإساءة إلى ما هو مقدّس ودور العبادة ومؤمني الدّيانات الأخرى، بأي شكل من الأشكال وفي أي وقت ومن قبل أي جهة أو أفراد. إنّنا ندعو جميع القادة الروحيين والدينيين، من جميع الأديان، إلى تحذير أتباعهم من الانخراط في أي أعمال من هذا القبيل تنطوي على التعصّب الدّيني وعدم التّسامح.
إننا ندعو حكومات جميع الدول، ولا سيّما الحكومة السّويديّة، إلى عدم السّماح بهذه الأعمال التي تُرتكب باسم "الحريّة الشّخصيّة". لكل نوع من الحريّة حدود، وأهمها احترام كرامة الآخرين ومقدّساتهم. هذا ما يُعلّمنا إيّاه الكتاب المُقدّس: (كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض) أفسس 4: 32
المنشور بعدد من اللغات على صفحة البطريركية:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100076236234930



14
مدير منظمة CAPNI يشارك في مؤتمر للحوار بين الأديان:
بترشيح من مجلس الكنائس العالمي، مثل المدير التنفيذي المنظمة، الأب عمانوئيل يوخنا، المجلس  في: "المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان: العمل معا من أجل مستقبلنا المشترك"، الذي نظمه برلمان المملكة المغربية والاتحاد البرلماني الدولي وعقد في مراكش  – المغرب من 13 إلى 15 يونيو 2023.
عقد المؤتمر تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي وجه رسالة إلى المؤتمر تلاها نيابة عنه رئيس البرلمان المغربي، فخامة السيد رشيد طالبي العلمي.
حضر المؤتمر ممثلون عن برلمانات الدول الأعضاء والهيئات والمؤسسات الدولية وممثلون عن مختلف المراجع  الدينية والمنظمات المهتمة والأوساط الأكاديمية.
تضمن البرنامج جلسات نقاشية حول مواضيع مهمة منها:
1.   سيادة القانون: العمل معا من أجل تعزيز سيادة القانون: الممارسات الجيدة والتحديات
2.   السلام والشمول: تعزيز السلام الإقليمي والعالمي من خلال الحوار بين الأديان.
3.   البرلمانات والزعماء الدينيون: تعزيز الحوار والعمل معا من أجل مستقبلنا المشترك.
4.   الدين والمعتقد في الأنظمة العلمانية المختلفة: أمثلة من جميع أنحاء العالم.
5.   كيف يمكن للبرلمانيين التعاون مع الطوائف الدينية والمنظمات الدينية لتعبئة المجتمع من أجل مزيد من الاعتدال والتضامن والشمول؟
6.   ولايات مختلفة وأهداف مشتركة: الجهات الفاعلة الدينية والبرلمانيون كحلفاء لتعزيز المساواة بين الجنسين ومشاركة الشباب. (كان مدير CAPNI، الأب عمانوئيل يوخنا، احد متحدثي الجلسة)
والعديد من الحلقات النقاشية الأخرى.
بالإضافة إلى أنشطة أخرى موازية للمؤتمر منها:
"بناء جسور التفاهم: تعزيز التعايش بين الأديان والمجتمعات الشاملة" نظمه" مركز المنارة للتعايش" من الإمارات العربية المتحدة.
و: "مستقبلنا المشترك" الذي نظمته" الرابطة المحمدية للعلماء" من المغرب.
كما نظم الطرف المضيف، البرلمان المغربي، أمسية ثقافية للمشاركين تضمنت عروضا تراثية وموسيقية وفنية من التراث والثقافة المغربية.
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر، التي أدارها معالي رئيس البرلمان المغربي، وشارك فيها السيد مارتن تشونغونغ، الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، تمت المصادقة على البيان الختامي  للمؤتمر، الذي تم اعتماده كإحدى الوثائق الرسمية للاتحاد البرلماني الدولي.
لمزيد من المعلومات والوثائق الخاصة بالمؤتمر، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني للمؤتمر:
www.ipu.rg

15
عزيزي عبدالاحد
انا لم الغي المقال فهو منشور منذ سنتين على موقعي واحلت الراغبين بقراءته والمقالات الاخرى المتنوعة على موقعي منذ تموز 2021 واطلع عليه اكثر من الف قارئ:
www.etota.net
والرابط الى المقال تحديدا هو:
https://etota.net/articles-books/articles/invest-in-wawat/
انا فقط ابدلته بالرابط الى كتابي عن التسمية وذلك نزولا عند اقتراح صديق فانا انسان اتفاعل مع الاراء والاقتراحات التي تاتي من اشخاص موضوعيين ومتنورين وذو رؤية سليمة ونوايا صادقة تجاه شعبنا.
تحياتي

16
المنبر الحر / لنستثمر في الواوات
« في: 23:17 06/06/2023  »
اقترح علي احد الاصدقاء السريان تبديل المقال بالرابط الى كتاب: (حربنا الأهلية: حرب التسمية)، خاصة وان المقال منشور على موقعي الشخصي (www.etota.net).
نزولا عند اقتراحه قمت بتبديل المقال بهذا الرابط الى الكتاب المشار اليه:
https://etota.net/articles-books/books/civilwar/
مع محبتي للجميع

17
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الثالث

قبل الدخول الى متن المقال بجزءه الثالث اجد الحاجة لايراد عدة نقاط:
أولا: المقال بما ورد في اجزاءه ينبع من الحرص على جميع البطريركيات والمرجعيات الكنسية لشعبنا، ومن بين مترتبات هذا الحرص ابداء الراي الذي قد يختلف احيانا مع ما تراه هذه المرجعيات. شخصيا لا افهم الحرص بانه القبول والاتفاق مع كل ما يقوله من انا حريص عليه. أنا ارى ان الحرص الواعي والمسؤول هو ابداء الراي المختلف ايضاً.
ثانيا: لم يكن المقال ليكتب لولا قيام موقع البطريركية الكلدانية الرسمي بنشر مقال السيد عبدالله رابي الموسوم (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو) بعد ساعات من نشر السيد رابي له على موقع عنكاوة، بما يعني اتفاق البطريركية مع المقال وتسويقها له رغم افتقاره للموضوعية والمنهجية.
ثالثا: افتقار مقال السيد رابي للموضوعية واضح من عنوانه، ناهيك عن مضمونه، من حيث كيف يمكن له ان يقارن ويحلل "فكر وخطاب" البطريركين من رسالة تهنئة بروتوكولية لهما. من هنا جاء مقالي، وهو ليس رد على مقال السيد رابي بل اسمه مستوحى من مقال السيد رابي، ليكون قراءة متواضعة في خطاب وفكر البطريركيتين وليس البطريركين.
رابعا: المقال وما يرد فيه ليس بالضرورة رأي الكنيسة التي انا اكليروس فيها ولا راي المنظمة التي انا اديرها، وانما هو راي شخصي بالمطلق.
خامسا: تريثت في نشر هذا الجزء بانتظار هدوء التراشق الاعلامي الذي ساد المشهد "المسيحي" بين البطريركية الكلدانية وكتائب بابليون على خلفيات سياسية متعلقة بالكوتا المسيحية واتهامات فساد كان الاجدر الرد عليها عن طريق القضاء. تراشق كشف، من بين ما كشف، الافتقار الى الحرفية في العمل المؤسساتي والأداء الاعلامي لشعبنا مع قضاياه (شخصيا لست متفاجئا). تراشق ساد مشهده اساءات لا مقبولة ولا تليق بالمشهد المسيحي.
للاسف نقول: اهلا بكم في العراق حيث الاساءات والتسقيط اللااخلاقي صفة ملاصقة للكباش السياسي.
نتمنى انتهاء التراشق خاصة بعد دخول مستشار الأمن القومي، السيد قاسم الاعرجي، على الخط وزيارته لغبطة البطريرك ساكو والسيد ريان الكلداني في نفس اليوم، فالسيد الاعرجي معروف بحكمته في معالجة هكذا كباشات.

عودة الى مقالنا في جزءه الثالث:
الجزء الاول:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044095.msg
الجزء الثاني:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044294.msg

بين الشأن العام واالانغماس السياسي
لا يختلف اثنان في الحق المطلق للكنيسة لابداء الراي والموقف، اتفاقا او اختلافا او تحفظا او تنديدا، بشان مجمل الامور التي تمس حياة الافراد والجماعات، ومنها الامور السياسية والاقتصادية كالحروب والاضطهادات والمظالم والتنمية الاقتصادية ومحاربة الفقر والمرض وغيرها، مرورا بقضايا اخلاقية كالاعدام والاجهاض والمثلية الجنسية وغيرها. والكنيسة تمتلك هذا الحق المطلق من كونها تحمل رسالة يشكل الانسان وكرامته محورها وهدفها.
كما لا يختلف اثنان انه ليس من شأن الكنيسة في تناولها للشأن السياسي العام أن تنغمس في تفاصيله وتتحول الى جهة او مرجعية سياسية شأنها شأن الاحزاب والتنظيمات السياسية، وهذا ينقلها، بالضرورة وكنتيجة طبيعية، الى طرف في الصراعات السياسية والتي في الكثير من الدول، من بينها العراق، تفتقر العديد من ممارساتها الى الاخلاقيات والاحترام المتبادل للرأي والرأي الآخر فتدفع الكنيسة من صورتها وهيبتها وقيمها ومكانة مرجعياتها الثمن الباهظ.
ورغم ان الحدود واضحة بين ابداء المواقف في الشان العام واحترافه والانغماس فيه، إلا انه، وللاسف الشديد، فان مراعاة هذه الحدود تكون مفقودة في العديد من الاحيان.
وهذه هي احدى نقاط قراءتنا في هذا المقال لخطاب وفكر البطريركيتين الاشورية والكلدانية.
فالبطريركية الاشورية ومنذ عقود، وتحديدا منذ مذبحة سميل 1933 وما رافقها ولحقها، ومع توسع ونمو المد والوعي القومي وتأطره في مؤسسات قومية سياسية وثقافية مدنية عابرة للمذاهب الكنسية، تراجع دورها وتنازلت طوعا عن تقديم نفسها مرجعية قومية سياسية مع بقاءها ملتزمة بالهوية القومية وداعمة للعمل القومي ومؤسساته الثقافية والمجتمعية ومع التزام الحياد تجاه الاحزاب السياسية وتوجهاتها وتحالفاتها.
فالمتابع للمشهد السياسي لشعبنا في العراق، ومنذ 1991 ولاحقا بعد 2003 يرى مدى الدعم الذي قدمته الكنيسة في خطابات بطريركيتها للفعل والحضور الاشوري في المشهد السياسي وحثها لابناء الكنيسة للانخراط والتفاعل مع الشأن السياسي القومي والوطني، وبخاصة الانتخابات المتعاقبة، ولكنها لم تتدخل يوما في تفاصيل ذلك من حيث الترشيحات البرلمانية او الوزارية (في الاقليم والمركز)، او من حيث الاعلان في الفضاء العام مواقف داعمة او مختلفة مع هذا التنظيم او ذاك، مثلما لم تعلن تحفظاتها على اداء الاحزاب من القضايا القومية والوطنية او من علاقات الاحزاب مع بعضها او شكل تحالفاتها مع الاكثريات وغيرها، حيث حصرت ذلك في التواصل المباشر، خاصة وان البطريركية الاشورية، كما بقية البطريركيات والمرجعيات الكنسية، تستقبل بشكل مستمر صناع قرار هذه الاحزاب مما يتيح الجو المناسب للطرفين للحوار وابداء الراي والملاحظات وشرح المواقف، دون الحاجة الى الفضاء العام والمنابر الاعلامية لما يؤديه ذلك الى اضعاف هذه الاحزاب وزعزعة دورها وهو امر يفتقر الى المسؤولية. فعدم الاتفاق مع الاحزاب ومواقفها واداءها لا يلغي البتة اهميتها ودورها مما يتطلب الحرص عليها ومشاركة الملاحظات معها وليس النيل منها وتسقيطها، او تاجيج صراعاتها عبر تزكيات او اصطفافات في الفضاء العام. ناهيك عن ان هكذا اداء اعلامي في حال حصوله يؤثر سلبا على المرجعية الكنسية ذاتها وموقعها بين ابناء كنيستها ونظرتهم اليها.
اذا ما قامت أية مرجعية كنسية بتناول اداء احزاب شعبها والانتقاص منهم بمسمياتهم في الفضاء العام، انما تكون بأحد أمرين: فاما الافتقار الى الحكمة والمسؤولية او السعي للدخول كطرف سياسي كما بقية الاحزاب والانخراط في صراعاتها المعلنة.
البطريركية الاشورية لم تسع الى الوصاية على الاحزاب ولا الى التدخل في خياراتها وتحالفاتها ولا الى تسمية المرشحين للبرلمان او الوزارة او المناصب الادارية، وهذا لا يلغي حقيقة انها تراقب وتتابع وتقيم الامور وتشارك ملاحظاتها واراءها مع هذه الاحزاب في لقاءات مغلقة بعيدا عن الاعلام.
وهذا الموقف والاداء المسؤول ليس مقتصرا على البطريركية الاشورية وحدها، مثلما هو ليس مقتصرا على المشهد العراقي، فهو الاداء الذي تلتزمه كل البطريركيات الحكيمة التي تدرك حدود دورها من جهة وتحترم شعبها من جهة أخرى ومن بينها البطريركيات التي لها ابرشيات وازنة في العراق كالسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك. وكما هو ايضا اداء البطريركية المارونية والتي يدرك الجميع مكانتها ودورها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، ادناه الرابط الى جواب البطريرك الراعي عندما اقترح عليه الاعلام التدخل لترشيح وزيرين مسيحيين لحل الازمة السياسية التي كانت قائمة حينها بين الرئيس اللبناني، ميشيل عون، ورئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري. لنستمع الى صوت الحكمة والمسؤولية وهو يقول حرفيا: (أكيد أكيد لا. مش شغلتي. أنا مش شغلي لا اسمي وزراء ولا شغلتي احدد وزارة)
https://youtu.be/BgiJmxCSjCk
وأدناه مقتبس من مقال لي بهذا الشأن ومنشور على موقعي الشخصي (www.etota.net) بعنوان: (غبطة البطريرك الكاردينال الراعي: كم تمنيتك بطريركا في العراق)
"بكركي لم تكن جزءا من المشكلة بل كانت دوما جزءا من الحل، إن لم تكن كل الحل.
بكركي لم تطرح نفسها يوما بديلا لاحزاب موارنة ومسيحيي لبنان.
بكركي لم تطرح نفسها يوما بديلا عن نواب الموارنة ومجلس النواب اللبناني.
سيد بكركي يتعامل بحكمة ومسؤولية بالشان السياسي ولكنه لم يدخل يوما في بازار السياسة بل ترفع عن ذلك، لانه ارفع من اي بازار.
سيد بكركي لم يتخندق او يمايز يوما بين احزاب شعبه ولم يصب الزيت على نيران الصراع بينها بل على العكس من ذلك كان صمام الامان و”رجل الاطفاء”.
سيد بكركي لم يسع يوما لاضعاف احزاب شعبه او يشمت بضعفها. بالعكس تماما، لانه يدرك تماما ان ضعفها يعني ضعفه، مثلما قوتها تعني قوته.
سيد بكركي لم يوظف صراعات احزاب شعبه ليتجاوزها او ليلغيها. بالعكس تماما، وظف حكمته وهيبته ومرجعيته وقوته من اجل جمعها على المشتركات وتقويتها.
سيد بكركي لم يرشح رئيس جمهورية، ولا زكى وزيرا، بل كان راعيا ومشجعا ومسهلا لاتفاق وتوافق الكل.
سيد بكركي بقي ناصحا حكيما ومرشدا موثوقا من الكل، وبذلك استطاع ان يكون أبا للكل، وكسب ثقة واحترام الكل حيث لا يذكر اسمه وموقعه إلا بالمآثر الكبرى والاحترام والهيبة التي يستحقها." انتهى الاقتباس

في المقابل نجد ان البطريركية الكلدانية انغمست ومنذ 2003 في تفاصيل العملية السياسية بمختلف المستويات والمراحل والاشكال بما فيها اصطفافات "لكي لا نقول تحالفات" سياسية مع هذا الطرف مقابل اخر وغيرها.
حتى يمكن القول الى حد ما وبصيغة او باخرى ان البطريركية الكلدانية تسعى الى سلطة زمنية تراجعت عنها البطريركية الاشورية بعد 1933.
دخول البطريركية الكلدانية طرفا في تشكيل القوائم الانتخابية او الترشيحات الوزارية ليس اكتشافا نعلنه او سرا نذيعه. الجميع يدرك ذلك، بل ان غبطة البطريرك ساكو قالها في اكثر من مناسبة انه يُطلَب منه تقديم او دعم ترشيحات فيفعل. في حين ان عليه ان يرفض ذلك ويحيل الموضوع الى الاحزاب والكتل النيابية والجهات المعنية (والكنيسة حتما ليست من بينها). من الجلي أن غبطته يرغب تولي مهمة الترشيح، وفي العديد من الاحيان يبحث عنها.
أدناه بعض من هذه المواقف والاصطفافات على سبيل المثال لا الحصر:
1- في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية عام 2005 كان اصطفاف البطريركية الكلدانية معلنا مع قائمة الرافدين الوطنية حيث تضمنت القائمة "مباركة" البطريرك دلي بادراج توقيعه مع تواقيع رؤساء الاطراف المشاركة في القائمة. (الصورة 1) هل هناك تفسير آخر للـ"مباركة" البطريركية التحريرية لقائمة دون غيرها؟
2- في انتخابات 2018 كان للبطريركية مرشحيها ضمن قائمة ائتلاف الكلدان التي كانت البطريركية محور تشكيلها وتاليفها، حتى يمكن القول ان تأليف القائمة لم يكن ليتحقق لولا دور البطريركية.
3- وفي انتخابات 2021 لم تكن فيها البطريركية طرفا مُرشِحا فحسب بل طرفا محاورا ومفاوضا في انجاز قائمة ائتلاف حمورابي وصياغة برنامجها، وكان اصرارها على رفض الاشارة الصريحة الى وحدة شعبنا سبب انسحاب جهات سياسية من الائتلاف. أدناه اقتباس من تصريح الحركة الديمقراطية الاشورية عن كلمة البطريرك ساكو في مؤتمر عن الوحدة والدستور نظمته جامعة كوردستان في اربيل في 19 ايار 2021 تحدث فيها سلبيا عن الاحزاب والبرلمانيين "المسيحيين" مما تطلب من الحركة اصدار التصريح الذي نقتبس منه:
"في الحقيقة إن أبينا البطريرك رشح في الانتخابات الماضية عام ٢٠١٨ ستة مرشحين  ضمن ائتلاف الكلدان ولم يفوز اي منهم. وعاد غبطته ليرشح شخصيتان للانتخابات القادمة (المقصود 2021) وهما (مستشاره الشخصي في بغداد ورئيس الرابطة الكلدانية كركوك ضمن تحالف حمورابي" انتهى الاقتباس
هناك من يرى ان ما تضمنته كلمة غبطته عن الاحزاب والبرلمانيين المسيحيين كانت جزءا من الحملة الانتخابية لقائمة حمورابي حينها والتي تضمنت مرشحي البطريركية على مقعدي كركوك وبغداد للكوتا.
التصريح الكامل للحركة منشور على الرابط 1.
4- وكذا الامر مع الترشيحات الوزارية والادارية والحكومية.
ونكتفي بهذا المثال لما ترتب عليه من مواقف وصراعات تتجلى تداعياتها في المشهد الحالي بين البطريركية وبابليون. فبعد انتخابات 2018 وفوز بابليون بمقعدين من مقاعد الكوتا والمجلس الشعبي بمقعدين وقائمة الرافدين بمقعد واحد، بادرت البطريركية بدعوة نواب الكوتا الى عشاء في مقرها في 24 أيلول تجاوب معها وحضرها نواب بابليون (واحدهم السيد اسوان كلداني) والمجلس الشعبي، فيما لم يحضر عضو قائمة الرافدين. (الصورة 2)
كانت مبادرة ودعوة اثلجت الصدور وكان متوقعا لها ان تكون خطوة نحو تنسيق جهود الجميع لصالح شعبنا وكل ضمن مجاله وقدراته. ورحبت بها كتلة بابليون (الرابط 2). ولكن ماذا الذي حصل لاحقا؟
لم تكن تمضي عدة اسابيع ومع بدء تشكيل السيد عادل عبدالمهدي لحكومته حتى قامت البطريركية بترشيح السيدة هناء عمانوئيل للوزارة دون التشاور مع نواب الكوتا الذين كانت قد دعتهم الى العشاء!!!!
خطوة رأى فيها نواب الكوتا التفافا عليهم وسلبا لحقهم فهم من سيقرر تمرير الترشيح في البرلمان من عدمه.
فكان ان اجمعت الكوتا على اسقاط ترشيح السيدة هناء، وبذلك انتهت مفاعيل العشاء وانكسرت من حينها الجرة وتشظت وما زالت شظاياها تصيبنا وتجرحنا في الاعلام وساحة التحرير ووسائل التواصل وغيرها.

صحيح ان بدايات جذور ونشأة الخلاف بين سيدنا ساكو (المطران حينها) والسيد ريان كلداني تعود الى الخلافات حينها بين سيدنا ساكو والمطران سرهد جمو الذي رحب وسوق للسيد ريان كلداني فان الخلاف تعمق مع ازدياد نفوذ وقدرات السيد ريان. واذا كانت دعوة العشاء اعلاه بادرة كان ممكنا لها ترميم الامور فان ترشيح السيدة هناء دون التشاور والتنسيق مع الكوتا وبالتالي اسقاط ترشيحها قصم العلاقة الى غير رجعة.
فالمشهد والتراشق الحالي بين البطريركية وبابليون ليس وليد اللحظة وليس وليد مقابلة البطريرك في برنامج (بالثلاثة) على قناة الشرقية في 19 نيسان 2023. كما ليست تهم العقارات مادة التراشق الوحيدة، فالكوتا والتحكم بها هي القضية الاساسية، خاصة ونحن على اعتاب انتخابات قادمة في هذا العام.
المشهد سياسي بامتياز من حيث المضمون (الكوتا) والاطراف (البطريركية وبابليون) والوسائل (بيانات وتصريحات وبرقيات ووقفات وغيرها) كما في كل سجالات الاطراف السياسية العراقية، ومن بينها احزاب شعبنا.
والمشهد ليس محصورا ببعد واحد هو الاساءات الى غبطة البطريرك والتي هي اساءات مدانة قطعا.
المشهد ابعد واعمق من ذلك حيث له مضامين وابعاد سياسية وهو نتاج للانغماس السياسي للبطريركية الكلدانية.
فلو كان محصورا بالاساءة الى شخص غبطته فلماذا لم نجد هذا المشهد عند الاساءات الى المقدسات المسيحية والى شخص قداسة البابا على مواقع التواصل عند زيارته الى الموصل؟
واذا كان المشهد محددا بالاساءة الى شخص غبطته والاتهامات له بشان العقارات دون مضامين ودوافع سياسية فلماذا لم يحصر باجراءات قضائية مع تصريح اعلامي وحيد من البطريركية؟
واذا كان المشهد خاليا من المضمون والانغماس السياسي فلماذا لم ينعقد المجمع السنهاديقي الكلداني؟
كيف يتم اعتبار المشهد ازمة او قضية وطنية ويتم التلويح بطلب التدخل الدولي فيها، ولكنها لا تعتبر قضية كنسية تستحق انعقاد السينودس لبحثها!!! التفسير الوحيد هو ان القضية سياسية المضمون والشكل وليست شان سنهاديقي يمس كل الكنيسة بل شأن بطريركي يخص شخص البطريرك. بل ونرى ان الاسقف سيروب، وهو احد اعضاء المجمع، يكتب بوضوح وبعبارات لا لبس فيها ان المشهد هو سياسي المضمون والشكل.
واذا كان الامر خاليا من المضمون والشحن السياسي، فلماذا لم تنحصر وقفة الراهبات الى صلاة في الكنيسة؟ ولماذا يتم اخراجهن في وقفة في ساحة التحرير وسط بغداد مع لافتات عن الكوتا المسيحية في مشهد يتطابق، شكلا ومضمونا، مع المظاهرات السياسية لحزب ابناء النهرين والزوعا في 30 تموز 2018 امام البرلمان في اربيل. (الصورة 3)
يقول الكتاب المقدس: لا ترموا جواهركم امام الخنازير.
تقول البطريركية، وهي صادقة في ذلك، ان بابليون لها مال سياسي توظفه في كسب الاتباع والموالين. ألم تتوقع البطريركية انه باعلانها في الاعلام عن مكان وتوقيت وقفة التضامن مع غبطته في ساحة التحرير فانها تدعو بابليون الى وقفة مضادة معروفة المضمون والشكل وفي نفس المكان والزمان مما يتطلب (وهذا الذي حصل) تدخل قوات الامن في مشهد مسيء الى الكنيسة قبل كل شيء وفوق كل شيء.
ان كنا ندري فتلك مصيبة، وان كنا لا ندري فالمصيبة أعظم.
انها السياسة التي من يدخل بحرها عليه ان يتوقع ملاطمة الامواج له، ولكنها، وللاسف، مكيافلية السياسة حيث الغاية تبرر الوسيلة.

الاختلاف في الخطاب والاداء للبطريركيتين الاشورية والكلدانية في الشان العام والانغماس السياسي يتضمن اختلافات اخرى من بينها انه في حين ان البطريركية الاشورية لم تسع الى خلق واجهات سياسية لها فان البطريركية الكلدانية خلقت الرابطة الكلدانية لتكون واجهتها السياسية. وبالنتيجة فانه في حين لم تدخل البطريركية الاشورية في اية اصطفافات سياسية فان البطريركية الكلدانية، كما سبق ايراده، دخلت في اصطفافات سياسية مع الزوعا حينها، ولاحقا مع الديمقراطي الكردستاني (قائمة حمورابي 2021) وهذا امر معروف في العمل السياسي بان تتبدل الاصطفافات مع تبدل موازين القوى وامكانات تحقيق اصطفافات مع اطراف اقوى.
كما نتلمس الاختلاف جليا في ان البطريركية الاشورية لم تكن يوما طرفا في السجالات بين احزاب شعبنا، بعكس البطريركية الكلدانية التي كانت طرفا في عدد من السجالات مع احزاب شعبنا ومن بينها الاحزاب الكلدانية (المجلس القومي الكلداني مثالا). الرابط 3

وتشمل دائرة الاختلاف أيضا قضايا ووقائع حصلت لشعبنا في تاريخه المعاصر وكان لها التاثير الكبير على وجوده وديموغرافيته ومستقبله، وفي مقدمتها مذابح السيفو عام 1915. ففي الوقت الذي تستذكر فيه الكنيستان والبطريركيتان الاشورية والسريانية مذابح السيفو وشاركت في اقامة النصب التذكارية لها او الاحتفاء بها فان البطريركية الكلدانية اعتبرتها حدث من التاريخ ووصفتها بصيغة تضمنت التبرير بانها احداث تحصل في الحروب وانه لا يجب تحميل تركيا ذلك، في حين ان البابا فرنسيس نفسه وفي زيارته لتركيا ادانها على انها جرائم ابادة.
https://www.youtube.com/watch?v=DvE6GB5Oj7E

خلاصة هذا المحور من القراءة في خطاب وفكر واداء البطريركيتين الاشورية والكلدانية هو انه في حين ان كلتاهما تمارس حقها في ابداء الراي والمواقف من الشان العام والقضايا القومية والوطنية التي تخص عموم الشعب والوطن، وبشكل خاص التي تهم شعبنا، فان البطريركية الاشورية تدرك وتمارس انها ليست مرجعية قومية بل مرجعية كنسية تتفاعل وتحتفل وتستذكر المناسبات القومية كاية مؤسسة اخرى، وتلتزم قولا وفعلا بعدم الانغماس في العمل السياسي وتفاصيله فهي تعتبره واجب المؤسسات والاحزاب السياسية، في حين ان البطريركية الكلدانية انغمست، وما زالت، في الفعل السياسي متدرجة من التاييد والاصطفاف دون المشاركة مع طرف مقابل اخر، مرورا بالمشاركة في الفعل السياسي وطلب المحاصصة من خلال واجهتها الرابطة الكلدانية، وانتهاء بطموح امتلاك اليد العليا في الشان السياسي والتحول الى مرجعية سياسية الى جانب المرجعية الدينية الكنسية، وهو طموح لا اعتقده سيتحقق يوما كونه خارج سياق مسار العصر.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك 26 أيار 2023
ملاحظة واعتذار:
كنت قد هيكلت المقال ليكون جزءه اعلاه هو الثالث والاخير، ولكن متطلبات محور (الشان العام والانغماس السياسي) ومع المشهد الحالي انتج مقالا طويلا مما تطلب تاجيل ما تبقى الى جزء رابع واخير للمقال يتضمن:
الاداء الاعلامي والتعامل مع الآخر والشعبوية ونقاط اخرى مع خاتمة بتمنيات على بطريركيات شعبنا


الرابط 1 تصريح الزوعا ردا على كلمة البطريرك ساكو:
https://www.zowaa.org/%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7/

الرابط 2: ترحيب بابليون بدعوة العشاء في البطريركية الكلدانية في 24 ايلول 2018:
https://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=905032.0

الرابط 3: جزء من سجال البطريركية الكلدانية مع المجلس القومي الكلداني:
https://saint-adday.com/?p=19119


18
الاخ العزيز
الزملاء الأحبة
رغم ان اشرت في مقالي باني لن اعقب على التعقيبات لحين نشر جميع اجزاء المقال، الا اني اود نشر هذه الملاحظة لاشكر الاخ وليد حنا بيداويذ على ملاحظته. رغم وضوح أن اشارة الاخ بيداويذ ليست الى مقالي بل الى المقال الذي من عنوانه استنبطت عنوان مقالي، الا اني كنت اتمنى عليه ان يشير الى المقال المعني بملاحظته منعا للالتباس بين القراء.
اما تعقيباتي على التعقيبات سانشرها بعد اكتمال نشر المقال.
جزءه الثاني نشرته على هذا الرابط:
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1044294.0

وجزءه الثالث، والاخير، خلال ايام.
اشكر الاخ بيداويذ مرة ثانية واشكر القراء الكرام.
تحياتي

19
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الثاني
المقال ومجموع مقالاتي منشور على موقعي الشخصي:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p2/

لمراجعة الجزء الاول:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p1/

نبتدئ حيث انتهينا في الجزء الاول فنقول انه ما كنت بصدد نشر هذا الموضوع لولا قيام الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية بنقل مقال السيد رابي الموسوم (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين مار ساكو ومار آوا في كلمة تهنئتهما بمناسبة أكيتو) ونشره على واجهته (في نفس يوم نشر المقال على موقع عنكاوة)، بما يعني الاتفاق معه وتسويق طرحه مما نقل الموضوع الى مستوى اخر، رغم ان عنوان ومضمون المقال يفتقران الى الرصانة والموضوعية فمن غير الممكن منطقيا ومنهجيا وبكل المقاييس القيام بتحليل مقارن بين “خطاب وفكر” مرجعيتين كنيستين مهمتين اعتمادا على قراءة لتهنئة يتيمة منهما، مما قادني الى كتابة هذا المقال ليكون قراءة في خطاب وفكر البطريركيتين (وليس البطريركين) الذي انتجتاه واعلنتاه والتزمتاه خلال عقود.
وهي قراءة ستغطي اكثر من محور وبحسب الاهمية والمساحة والوقت المتاح للكتابة، واذا جاء المقال طويلا ومسهبا فانه لتوضيح الامور المطروحة فيه ودعمها بالشواهد، ولكنه يبقى نابعا من حرص ومحبة واخلاص للبطريركيات والبطاركة. واذا تزامن المقال مع الهجمة اللاخلاقية التي تستهدف غبطة البطريرك مار لويس ساكو والتي نستنكرها بشدة فان التزامن تصادف بسبب توقيت نشر مقال السيد رابي واعادة نشره على موقع البطريركية. المقال لم يكن ليكتب اساساً، ليس الآن وليس في قادم الزمان لولا ذلك.
وحيث ان موضوع السيد رابي، والذي من عنوانه استوحينا هذا المقال، يتناول موضوعة الهوية القومية، لذلك ستكون هذه الموضوعة المحور الاول لهذا المقال.
 
الهوية القومية
بدءاً فان مصداقية اية جهة في ايمانها بما تعلنه وتصرح به وتدعو اليه هو انها ذاتها تلتزم وتمارس وتجسد عمليا ما تدعو اليه اتباعها وقواعدها.
المعروف للمهتمين بموضوعة الهوية هو ان بطريركية كنيسة المشرق الاشورية لها فهم مستقر منذ عقود في هذا الشان، بل ومنذ تناول البطريركيات الكنسية لهذه الموضوعة، وخطابها واضح تعلنه جهاراً وتلتزمه سياقاً ويقوم على: اننا شعب واحد، وأن التسمية الاشورية هي التسمية التاريخية له وتعتمدها للتعبير والتعريف بهذا الشعب الذي تجمعه جميع عناصر الهوية القومية كشعب واحد. وهي تحترم التسميات الاخرى السريانية والكلدانية.
وهو ذات فكر وخطاب الكنيسة السريانية الارثوذكسية التي هي الاخرى تؤمن وتلتزم بثبات باننا شعب واحد وانها تعتمد التسمية السريانية للتعبير والتعريف بهذا الشعب وتحترم التسميات الأخرى.
البطريركيتان الكنسيتان، الآشورية والسريانية، لا تعيشان ازمة هوية ولا تعيشان انفصاما في الشخصية، ولا تعيش تناقضا بين الفكر والممارسة بل على العكس تماما. الهوية واضحة لهما، والمواقف والاعمال والبرامج متوافقة مع هذه الرؤية والهوية وكل من البطريركيتين منسجمة مع ذاتها.
شواهد:

لا يختلف اثنان ان اللغة الأم هي من أهم عناصر الهوية القومية. لذلك نرى الكنيستان والبطريركيتان، الآشورية والسريانية، تلتزمان السريانية لغة رسمية للكنيسة وينعكس ذلك في مجمل البرامج والتصريحات والاصدارات وبخاصة التي تعكس هوية الكنيسة: كلمات البطاركة في يوم التنصيب، مقررات المجامع السنهاديقية، تهاني الاعياد، معظم اللقاءات مع الابرشيات، بل وحتى في التوقيع الشخصي للبطاركة. ناهيك عن تشجيعهما لتعلم السريانية وتعليمها سواء للاكليروس حيث التمكن من السريانية شرط للرسامة الكهنوتية، او لعموم ابناء الكنيسة، وغيرها الكثير من الشواهد التي يضيق بها المقال.
باختصار، السريانية حاضرة في كل تفاصيل المشهد الكنسي للكنيستين الاشورية والسريانية.
في مقابل ذلك، فانه في الوقت الذي تنادي به البطريركية الكلدانية باننا لسنا شعب واحد وتنادي بالهوية القومية الكلدانية (لدرجة اعتبار الاشوريين شعب شقيق كما العرب والكرد (راجع تهنئة البطريركية الكلدانية لاعياد اكيتو لهذا العام))، فاننا نجد ان اللغة القومية الأم (حتى لو سميت كلدانية وليس السريانية او السورث) مفقودة ولو بحدها الأدنى (جمل تحية وشكر قصيرة) في خطابات تنصيب البطاركة الكلدان (على سبيل المثال البطريرك الراحل مار عمانوئيل دلي والبطريرك الحالي مار لويس ساكو)، والسريانية مفقودة، ولو بحدها الأدنى، في المجامع السنهاديقية وتهاني الاعياد وعموم المخاطبات البطريركية التحريرية والشفهية، وغيرها من طرائق التعبير عن الهوية. بل وأن غبطة البطريرك مار لويس ساكو وفي فيديو تداولته وسائل التواصل اعلن ومن على المنبر في خدمة قداس الهي وبكلمات واضحة انه غير سعيد بالسورث. لا أفهم كيف يكون المرء فخوراً وسعيداً بهويته القومية ولكنه ليس سعيداً بلغته القومية.
بل واكثر من ذلك، ففي حين ان البطريركية الكلدانية لا تمانع، بل دعت، الى تعريفنا كمجرد مسيحيين في الاستحقاقات والتعاملات القومية والوطنية، فان البطريركية الاشورية رفضت التعامل معنا كمجرد مسيحيين وتشبثت بطلب اقرار حقوق شعبنا والتعامل معه وتعريفه كمكون قومي كما العرب والكرد.

التسمية القومية
كما أسلفنا فان البطريركية الآشورية لها موقف واضح ورؤية مستقرة باعتماد التسمية الاشورية، لشعبنا وتعتبرها تسمية تضم السريان والكلدان ايضا فهي تؤمن انهم شعب واحد وتجد في عناصر هوية ابناء هذه التسميات ما يؤكد وحدتهم. وذات الشيء للبطريركية السريانية في اعتمادها للتسمية السريانية كتسمية لشعبنا الواحد.
ومن الواضح ان ذلك يعني ان كلتا الكنيستان تؤمنان بوحدة شعبنا والاختلاف هو في اي اسم تعتمد كلا منهما.
اما بطريركية الكنيسة الكلدانية فانها ما زالت تمر بتقلبات ولم يستقر فكرها وخطابها على موقف واضح ومحدد.
أدناه محطات موثقة للبطريركية الكلدانية في موضوعة التسمية:
•   في طوال العهد البطريركي للبطريرك الراحل مار روفائيل بيداويذ بقيت تؤمن وتعلن وحدة شعبنا، ولم تكن التسمية مطروحة كموضوع خلافي.
•   في رسالة البطريرك الراحل مار عمانوئيل دلي (الصورة 1) الى مجلس الحكم المؤرخة 22 ك2 2004 تبنى غبطته تسمية كلدو-اشوري لشعبنا وهو اعتراف صريح باننا شعب واحد.
والبطريرك دلي في رسالته الاكاديمية الموسومة، على ما اتذكر، بالمؤسسة البطريركية لكنيسة المشرق يقول في مقدمتها (الصورة 2) حرفياً: (أن الكلدان والاشوريين تاريخيا يشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين) انتهى الاقتباس
•   في 7 حزيران 2005 عادت البطريركية الكلدانية وبشخص البطريرك دلي نفسه لتعلن تراجعها عن تسمية الكلدواشوري (الصورة 3) واعتماد الاسم الكلداني منفصلا كما العرب والكرد. وهو انقلاب من الاعتراف بوحدة شعبنا الى انه ليس شعبا واحدا.
•   وكذلك في رسالته الى فخامة الرئيس بارزاني (الصورة 4) في 25 حزيران 2009.
•   في حين، وعلى التوازي من ذلك، كان نيافة الاسقف حينها (البطريرك حاليا) مار لويس ساكو يعتمد الكلدو-اشورية. بما يعني اننا شعب واحد وان الاجتهاد هو في مسالة اي اسم نستخدم للتعريف بهذا الشعب الواحد. (راجع رسالة سيدنا مار لويس ساكو (الصورة 5) الى مجلس محافظة كركوك في عام 2008)
•   وبعد توليه السدة البطريركية بقي مؤمنا بوحدة شعبنا وطرح في نيسان 2015 اقتراحا للتسمية (الصورة 6) من عدة خيارات جميعها تعكس وحدة شعبنا.
•   ولاسباب نجهلها انقلب الموقف لتصبح البطريركية الكلدانية في مقدمة الداعين الى اعتبار الكلدان شعب والاشوريون شعب اخر والسريان شعب اخر كما في رسالته الى برلمان اقليم كوردستان (الصورة 7) في 21 حزيران 2021.
•   بل وباتت البطريركية الكلدانية تقدم وتوصف الاشوريين في خطابها كما تقدم وتوصف العرب والكرد وتستخدم مصطلح الشعب الشقيق وضمير الشخص الثالث (الهاء) كما في مقدمة تهنئة اكيتو لغبطة البطريرك ساكو: (اهنيء قلبيًّا بناتِ وابناءَ الشعب الكلداني العزيز بأكيتو، رأس السنة البابلية الكلدانية الذي يوافق في الأول من نيسان في كل عام. كذلك اهنيء الشعب الاشوري الشقيق الذي يحتفل بنفس التاريخ برأس سنته الاشورية متمنيا له التقدم والازدهار.) انتهى الاقتباس
•   وهذا ليس الانقلاب الأول او الوحيد بين مرجعيات الكنيسة الكلدانية، فقد سبقه انقلاب شهير للمطران مار سرهد جمو الذي بالصوت والصورة يقول بنبرة عالية وبفكر واداء واثق اننا شعب واحد وان الكلدان جميعهم اشوريون والاشوريون جميعهم كلدان، لينقلب بعد سنوات ليقول باننا لسنا شعب واحد، بعد المرور بمحطة انتقالية كانت تعتمد التسمية الكلداشورية.
https://www.youtube.com/watch?v=_CvpNkXugLA

ما يجدر الاشارة اليه هنا هو ان الكلدان الداعين الى تقسيم شعبنا يبتدعون من حيث لا يدرون اسماء وتعبيرات هي في حقيقتها تعكس معرفتهم العفوية بالحقائق وايمانهم الباطني باننا شعب واحد، ذلك عندما يسمون الاشوريين بانهم كلدان متاشورون. ونكرر القول حمدا لله ان الكلدان الداعين والمنادين بتقسيم شعبنا وانكار وحدته هم اقل من ان نسميهم اقلية، وحمدا لله انهم في المهاجر وليس الوطن. فالاكثرية المطلقة من الكلدان، افرادا ونخبا واكليروس ومؤسسات في الوطن والمهجر يؤمنون قلبا وعقلا ويمارسون عملا وفعلا وحدة شعبنا، ونتمنى على البطريركية الكلدانية ان تقف مع الاكثرية، خاصة وان البطريركية، بشخص بطريركها، هي اكثر من يعرف اننا شعب واحد.

ملاحظة: استغربت كثيرا من مبالغة البعض في تفسيره لمصطلح استخدمه البطريرك مار آوا في تهنئة راس السنة حين اورد مصطلح (ܐܘܡܬܐ ܢܝܢܘܝܬܐ) وترجمتها (أمة نينوية) حيث حملوها ما لا تتحمله واعتبروا انه يبتدع اسما جديدا وغيرها. فبدءا نقول ان هؤلاء يبدون لي لا يقراوا السورث ولذلك لم يسبق لهم المرور على هذا المصطلح المجازي حين اورده البطريرك الراحل مار دنخا في رسالتين او ثلاثة له لانها لم تترجم للعربية وهؤلاء لا يجيدون السورث ليقرأوها. المصطلح ليس اسما جديدا فكنيسة المشرق لم ولا تبشر او تطلق اسماء جديدة بل هو تعبير مجازي كما نقول ابناء الرافدين او ابناء بابل او احفاد احيقار وهكذا.

الخلط بين القومي والكنسي:
منذ بدايات النهضة القومية لشعبنا مع بدايات القرن العشرين، والتي التزمت الاشورية او السريان الاشوريين في ادبياتها كونهما التسميتان المعروفتان والمقبولتان كتسميات قومية لشعبنا بين ابناءه ومع المحيط المحلي والاقليمي والدولي، كان رواد هذه النهضة، مفكرين ونخب ومؤسسات، يفصلون فصلا واضحا بين الانتماء والهوية القومية وبين الانتماء والهوية الدينية. وهذا لم يكن بدعة ابتدعوها بل حقيقة ادركوها كما ادركتها من قبلهم النهضات القومية للشعوب الاخرى.
وهذا التمييز تجسد لاحقا في الفصل بين المرجعيات القومية والمرجعيات الدينية فلكل منهما دورها المرجعي في شانها القومي او الديني وليس في الشان الآخر، دون ان يكون ذلك بالضرورة صداما او صراعا بل تكاملا يقوم على الاحترام المتبادل رغم وجود حالات ومواقف تباينت واختلفت فيها المرجعيتان.
صحيح ان المرجعية البطريركية الاشورية بقيت تقدم نفسها، وباتفاق المرجعيات العشائرية لابناء الكنيسة الاشورية، مرجعية قومية سياسية قبل واثناء الحرب الاولى وبعدها الى مذبحة سميل 1933، إلا انه ومنذ حينها انتهت هذه الازدواجية لاسباب مختلفة من بينها تصاعد  الوعي القومي والسياسي وهيكلته في أطر مؤسساتية مدنية وتوسع مساحته ليشمل مساحات جغرافية وجماهيرية واسعة وعابرة للمذاهب ممن التزموا قضية شعبنا والمؤمنين بوحدته ولم تكن التسمية عامل تمزيق له.
من حينها والى اليوم والبطريركية الاشورية، ورغم ما سبق ايراده من تشبثها بالهوية القومية، ومن مترتبات ذلك دعمها للمطالبات بالحقوق القومية لشعبنا، فانها لم تعلن او تمارس دور المرجعية القومية، بل كانت دائما تعطي هذه المرجعية للمؤسسات القومية المدنية من احزاب ومؤسسات ثقافية وغيرها.
فلا البطريركية الاشورية ادعت يوما، صراحة او ضمنا، انها مرجعية للمؤسسات الاشورية السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، ولا هذه المؤسسات ولا النخب الفكرية الاشورية ادعت ان المرجعية البطريركية هي مرجعية لها او للشأن القومي. في حين نرى ان شعبنا من الكلدان ما زال يخلط بين الانتماءين وبالتالي المرجعيتين: البطريركية الكنسية، والمؤسساتية المدنية.
فرغم ان غبطة البطريرك ساكو في اكثر من مقال او تصريح يؤكد ان البطريركية الكلدانية ليست مرجعية للمؤسسات الكلدانية المدنية، إلا ان الخطاب البطريركي ليس بهذا الوضوح عندما يتعلق الامر بمن هو الكلداني، بمعنى اقتصاره على ابناء الكنيسة الكلدانية وتطابق حدود الكنيسة مع حدود الكلدان.
اما بين المؤسسات والنخب الكلدانية فان الخلط بين القومي والديني الكنسي ما زال يتحكم بخطاب النخب الكلدانية، وتحديدا الملتزمة خطاب ان الكلدان والسريان والاشوريين ليسوا شعبا واحدا، وأحد هؤلاء هو السيد رابي الذي استوحينا عنوان ومضمون مقالنا من عنوان مقاله المشار اليه.
أدناه اقتباس من تعقيب للسيد رابي على مقال للسيد سلام مرقس على موقع عنكاوة بعنوان (لماذا التدخل في شؤون شعبنا الكلداني يا آثوريين؟):(فرجل الدين الاثوري الذي ذكرته، ……، وحتى لو وُجهت له دعوة من عناصر معينة، كان عليه الاعتذار ويوجههم نحو اللجوء الى رئيسهم الروحي). انتهى الاقتباس
وأدناه اقتباس من أصل المقال، حيث يقول السيد سلام مرقس:
(اول تلك الظواهر الغير مقبولة والمخالفة للاعراف والاصول والبروتوكولات وحتى ابسط التقاليد الاجتماعية هو تصرف (احد كبار رجال الدين في احدى الكنائس في العراق) من الاثوريين، ….. والذي قَبل دعوة من احدى الجهات (ثمانية شباط) وقام بزيارة جماعة الكلدان من غير الاستئذان لا من رئيس الكنيسة الكلدانية (الصرح البطريركي) ولا من رئيس الكنيسة الكلدانية في فرنسا) انتهى الاقتباس
(لتوضيح الأحداث والاقتباسات فان احدى مؤسسات شعبنا القومية في باريس ولمناسبة اعتراف البرلمان الفرنسي بمذابح السيفو اقامت امسية خاصة وجهت الدعوة اليها الى مرجعيات كنسية مختلفة، احداها البطريرك مار آوا الى جانب اخرون من الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية، ومرجعيات وشخصيات سياسية وحكومية واكاديمية. وقد لبى البطريرك مار آوا هذه الدعوة. السيدان مرقس ورابي ممتعضان ويستنكران تلبيته الدعوة وانه كان عليه الاستئذان من البطريركية الكلدانية لحضور نشاط لا علاقة له بالانشطة والمناسبات الكنسية الكلدانية كالرسامات او القداديس التي تتطلب بالتاكيد استئذان المرجعيات الكنسية المعنية. "منطق" يتجاهل المنطق.
السيدان سلام ورابي (مثالان من عدة أمثلة نحمد الله انها مهجرية) يقدمان بكلمات وعبارات واضحة لا لبس فيها ان البطريرك مار ساكو مرجعية لمؤسسة مدنية في باريس. انه نتاج الخلط بين القومي والكنسي.

اهمس في اذن أهلي الكلدان، وانا احدهم، (أو كما نقول بالعراقي اغششكم) بنصيحة مجانية:
اختياركم للبطريركية الكلدانية مرجعية للمؤسسات المدنية السياسية او الثقافية او الأجتماعية هو دليل انكم في عقلكم الباطني تعتبرون وتشعرون وتمارسون ان الكلدانية مذهب كنسي. وبذلك تعطون لبعض الاشوريين المتطرفين المحاربين سلاحاً يحاربوننا فيه في هذه الحرب اللعينة.
السيد رابي زعلان لان البطريرك مار اوا لم يستاذن البطريرك  مار لويس ساكو في تلبية دعوة لمؤسسة قومية مدنية. الا يعني هذا يا سيد رابي، وانت الشخص الاكاديمي، انك تعتبر البطريرك، وبحكم مرجعيته الكنسية، مرجعية لمؤسسة مدنية. والا يعني ذلك أن الكلدانية عندك تتطابق حدودها مع الانتماء الكنسي المذهبي.
قليلا من المنطق والانسجام مع الذات يا اخوان.
خيارنا نحن الكلدان في هذا الموضوع هو إما ان نحذو حذو الاشوريين ولا نعتبر البطريركية مرجعية لعملنا القومي المؤسساتي ونقول للبطريرك عفوا سيدنا لك منا كل الاحترام، ولكن مرجعيتكم الكنسية، مع كل الاحترام لها، لا تجعلكم مرجعية عليا لشأننا القومي، وانكم إبن بار لهذا الشعب وبالتساوي مع جميعنا، مع حفظ كل الاحترام لشخصيتكم ومكانتكم البطريركية. أو ان نقول علنا ما نعيشه باطنيا باننا نحن معشر الكلدان طائفة مذهبية كنسية مرجعيتها هي البطريركية الكلدانية. انه خيارنا فلنختار.
وذات الشيء للبطريركية الكلدانية ان تختار احد امرين. فاذا اعتبرت وآمنت فعلاً، لا قولاً، ان الكلدانية انتماء قومي فعليها ان تتخلى عن تصوير نفسها بشكل مباشر او مبطن بأنها مرجعية عليا للمؤسسات الكلدانية. أو أن تختار ممارسة دورها كمرجعية كنسية مع حقها الطبيعي بابداء الراي والموقف كاي من ابناء شعبنا الكلداني.
لنشاهد هذا التسجيل الفيديوي من موعظة المطران مار ابراهيم ابراهيم على منبر الكنيسة لمناسبة انتهاء اعمال المؤتمر القومي الكلداني العام في 2013 حيث الى جانب وضعه وبكلمات صريحة للاشوريين والسريان مع الكرد والعرب والتركمان كقوميات مختلفة عن الكلدان، فانه يطابق مطابقة تامة الانتماء القومي الكلداني مع الانتماء الكنسي الكلداني.
https://www.youtube.com/watch?v=C_yYzpDkdfI

واسمحوا لي ان اضيف من الشعر بيتاً وبمحبة واخلاص صادقين ليس من انسان غريب او شخص شقيق بل من انسان ملتزم قضية شعبه بكل تسمياته، فانا كلداني مثلما انا سرياني ومثلما انا اشوري، بل واقول أنا اكثر كلدانية من الكثير من المرجعيات والنخب الكلدانية، فانا تعلمت وعلمت السورث، وقرات وكتبت ونشرت بالسورث، وادعو الجميع لذلك، واسماء اولادي جميعها بالسورث (أترن، هدرا، يترانا، ايتوتا) وتوقيعي بالسورث وووو (الأمر الوحيد الذي ينزع مني كلدانيتي هو اذا كانت الكلدانية محصورة بمؤمني واتباع الكنيسة الكلدانية)، فاقول ككلداني:
انتقالنا من العروبة الى الكلدانية ومن التعريب الى الكلدنة خطوة الى امام لاسترجاع الهوية والحفاظ على ما تبقى منها، ولكن الغير المفهوم هو ان خطة عمل كلدانيتنا لا تتضمن برامج واعمال بهذا الاتجاه وهذا الهدف، شخصيا أنا مستعد للمساهمة بامكاناتي المتواضعة في هكذا برنامج.
فللاسف الذي نشهده أن برامج كلدانيتنا محصور فقط بالصراع والحرب والمناكفة مع آشوريتنا.
فاولويات برنامج كلدانيتنا هي:
مخاصمة (لكي لا نقول معاداة) وانهاك الاشورية اولا، مخاصمة وانهاك الاشورية ثانيا، مخاصمة وانهاك الاشورية ثالثا، وربما دعم وتعزيز الكلدانية رابعا.
هذه المخاصمة والانهاك من بعضنا الكلداني لعمومنا الاشوري لا مبرر لها مطلقا. (نحمد الله مرة أخرى انها مهجرية والوطن منها براء)
و”التبرير” الذي يتم تسويقه بانها رد فعل على ان الاشوريين يلغون الكلدان ليس تبريرا منطقيا ولا مقبولا. فلا يجوز مخاصمة عموم الاشوريين بسبب بعضهم ممن يلغون الكلدان. وطبعا الالغاء هنا هو ان هؤلاء الاشوريين يرفضون التسمية الكلدانية ولا يرفضون الكلدان، فهم يؤمنون ان الاشوريين والكلدان والسريان شعب واحد ويعتمدون ويحصرون التسمية بالاشورية. ادناه الرابط الى مقال لي بهذا الشأن:
https://etota.net/articles-books/articles/patriarch-sako-dont-punish-us/

وأختم هذا الجزء من المقال بالسؤال: لماذا لا نستثمر نحن الكلدان في الارث السياسي والثقافي والفني القومي لشعبنا من الاشوريين؟ فهم منا ونحن منهم، وهم نحن ونحن هم.
أليس استيقاظ كلدانيتنا احدى ثمار العمل القومي الاشوري الذي نقلنا من اللامبالاة بالهوية والتماهي مع العروبة والتعريب الى البدء بالبحث عن الهوية القومية؟
فلنجعله قيمة اضافية ويكون استيقاظاً لماردنا الكلداني وليس لمعولنا؟
الجزء الثالث في نهاية الاسبوع:

بين الشأن العام واالانغماس السياسي
الاعلام والتعامل مع الآخر
الحضور والمؤسسات
تمنيات واقتراحات مخلصة الى بطريركيات شعبنا
ونقاط أخرى

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 8 أيار 2023

20
قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية
"من وحي مقال منشور"
الجزء الأول

المقال وبقية مقالاتي منشور على موقعي الشخصي:
https://etota.net/articles-books/articles/assyrian-and-chaldean-patrirachtes-p1/

1- في الوقت الذي يواجه شعبنا تحديات، بل وخطط ممنهجة، لاقتلاعه من الوطن وتشتته في بلدان المعمورة (دول اغترابه قاربت الثلاثين)، وفي الوقت الذي هي فيه مسالة وقت، ربما لا تتجاوز الجيلين، وينصهر المهجر في محيطه وتنتهي اخر خصوصياته الهوياتية، وتحديدا اللغة، حتى يصبح ابناء العائلة الواحدة المشتتون في هذه الدول عاجزين عن التواصل (هذا اذا بقي هناك من تواصل) والتفاهم مع بعض الا بلغة اجنبية، فانه قد ابتلى شعبنا ايضا بالبعض من ابناءه ممن يدعون انفسهم زورا وبهتانا بانهم نخب ويعتمدون النهج الاكاديمي (وهو منهم براء) فيكتبوا وينشروا ما يمكن تسميته بحق وحقيق انه حرب اهلية غير مقدسة تهدف الى اشغال الشعب وتحريف بوصلته وحرقه في أتون هذه الحرب التي استنزفت، وما زالت، الجهد والوقت، ناهيك عن تعميقها للشروخ وبثها للسموم، محاولين عن قصد ودراية ايهام الجموع انهم يصنعون معروفا لهم، وان حربهم الاهلية حرب مقدسة، بل هي أم المعارك، وان النصر والانتصار فيها متحقق لا محالة، غير مدركين ان شهادة وفاة الشعب ستصدر قبل اصدارهم لبيان انتصارهم.

2- المشاركون في هذه الحرب والمنتمون الى مختلف تسميات شعبنا، من اشوريين او كلدان او سريان، وان تعددت اسلحتهم وافكارهم وغاياتهم وادعاءاتهم، الا انهم يخدمون بعضهم بعضا ويمنحون الشرعية بعضهم لبعض فوجود اي طرف منهم واستمراره مرهون بوجود الاخر.
فالاشوريين المتطرفين الذين يرفضون بالمطلق اسم الكلدان، والى حد ما اسم السريان، هم شركاء للمتطرفين الكلدان ممن يصرون على تمزيق الممزق واعلان الكلدان شعب مستقل عن الاشوريين والسريان حتى باتوا يعتبرونهم شعوبا شقيقة للشعب الكلداني كما هم العرب والكرد!!!!

3- الذي يعزينا ويواسينا في بلاءنا هذا هو ان الاغلبية المطلقة لهؤلاء هم في الشتات وليسوا في الوطن. وهذه اشارة ايجابية على حصانة شعبنا في الوطن من استنزاف طاقاته التي ينبغي توظيفها في مواجهة التحديات الوجودية التي يعيشها في وطنه. حمداً لله.
ومن هنا فانه من الغرابة الممزوجة بالالم ان يتبنى شخص او سياسي او مرجعية او مؤسسة في الوطن، كلدانية كانت أم اشورية ام سريانية، طروحات هذا البعض لان ذلك بصريح العبارة يعني انفصاماً عن الواقع وهروب من المسؤولية وقصر في النظر.

4- نشر السيد عبدالله رابي بتاريخ 2 نيسان مقالا على موقع عنكاوة بعنوان (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو).
انا لست بوارد التعقيب على مضمون المقال والسعي المحموم لكاتبه الى تسعير الحرب الاهلية وتوسيع جبهاتها الى البطريركيات المبجلة لكنائس شعبنا المقدسة وجرها الى حربه. بل ولن اكون في وارد الاطلاع، ناهيك عن التعقيب، على ما قد يرد منه، او من محاربين اخرين في هذه الحرب الاهلية، من تعقيب او ملاحظات على مقالي، فانا اعتقد يقينا ان التعقيب على ما هو تحت صفري يرفع شانه ويجعله صفريا. وانا لست بوارد منح السيد رابي، والبعض الاخر، هذا التكريم. لن اقع في الفخ.
اكتفي هنا باقتباس من تعقيب للسيد رابي على موضوع اخر منشور في موقع عنكاوة حيث يقول في تعقيبه:
"فرجل الدين الاثوري الذي ذكرته (المقصود قداسة البطريرك مار آوا)، لا يُستبعد منه هكذا تصرف طالما له تطلعات قومية تعصبية، وقد اشرت في مناسبة معينة سابقا انه سيكون سببا لاضطهاد كبير قد يحصل مستقبلاً ضد الاثوريين المتبقين في العراق وينعكس عموما على المسيحيين المتبقين ولا يقل قسوة عن الاضطهادات التاريخية القديمة والمعاصرة (تعميق النص من قبلي)، فالذي يستلم مكانة قيادة في ظل هكذا ظروف سياسية ودينية مجتمعية لابد ان يكون بمستوى المسؤلية وان لا يتدخل بما لا يعنيه، وحتى لو وُجهت له دعوة من عناصر معينة، كان عليه الاعتذار ويوجههم نحو اللجوء الى رئيسهم الروحي، ولكن في هكذا مناسبات وفرص، تطفو الى السطح المكنونات النفسية في العقل الباطني فيندفع الى تصرف دون التفكير بتداعياته."
لعمري لم أشهد هكذا حقد دفين وقلم مسموم وفكر مريض.. أنا مصدوم وصدمتي أكبر من قيام منبر اعلامي للترويج لصاحب هكذا قلم.
يا ستار.. يا الله... لا استبعد منشورا لاحقا للسيد رابي يبرر فيها جرائم داعش بان سببها رجل دين اثوري.
توضيح عن خلفية تعقيب السيد رابي اعلاه:
"تصرف" قداسة البطريرك مار آوا الذي ازعج السيد رابي هو تلبية قداسته لدعوة شرف موجهة اليه من احدى المؤسسات القومية المدنية لشعبنا في باريس للمشاركة في نشاط لمناسبة اعتراف البرلمان الفرنسي بمذابح السيفو وشاركت فيها أيضا شخصيات دينية من مختلف الكنائس (ومن بينها الكلدانية) وشخصيات سياسية وحكومية واكاديمية. والسيد رابي منزعج من حضور البطريرك مار آوا لهذه المناسبة دون الاستئذان من المرجعية البطريركية الكلدانية!!!

5- هذا المقال ليس ردا او تعقيبا على مقال السيد رابي لاني وكما هي سياقاتي في النشر، وكما اوردت اعلاه، لا اعقب على موضوع تحت صفري لاجعله صفريا، كما انا لم ولا ولن اكون محاربا في الحرب الاهلية التي يريدها لنا السيد رابي واخرون. المقال هو موضوع مستقل مستوحى من عنوان مقال السيد رابي الذي اسماه: (شتان ما بين فكر وخطاب البطريركين (مار ساكو ومار آوا) في كلمة تهنئتهما بمناسبة اكيتو).
ونقطة البداية هي كيف لشخص اكاديمي ان ياتي بعنوان كهذا، وتحديدا مفردات فكر وخطاب، واية موضوعية ومنهجية هذه التي تحلل وتقارن فكر وخطاب (انتبهوا: فكر وخطاب) مرجعيتين استنادا على رسالة تهنئة يتيمة. وما كنت بصدد كتابة ونشر هذا الموضوع لولا قيام البطريركية الكلدانية بنقل مقال السيد رابي ونشره على واجهة موقعها الرسمي مما نقل الموضوع الى مستوى اخر. عتبي كبير على موقع البطريركية.

فأقول:
6- بحسب الموجود على موقع عنكاوة وموقع البطريركية الكلدانية فانه في نفس تاريخ نشر السيد رابي لمقاله على موقع عنكاوة، أي 2 نيسان 2023، قام موقع البطريركية الكلدانية بنقل الموضوع ونشره على الصفحة الرئيسية لموقع البطريركية الكلدانية بما يعني اتفاق ادارة موقع البطريركية مع مضمونه وشكله ولدرجة يستحق الترويج والتسويق له على المنبر الرسمي للبطريركية الكلدانية. واذا ما اعدنا قراءة عنوان المقال ومضمونه فانه يمكن ادراج نقل المقال الى موقع البطريركية مؤشرا على نرجسية الموقع والقائمين على اختيار المواد المنشورة فيه، خاصة وان المقال لم يجد طريقه الى صفحة الموقع كمقال مرسل من الكاتب لنشره بل كمقال مستنسخ ومنقول من موقع اخر هو موقع عنكاوة وفي نفس تاريخ نشره.
وتطبيقا للحيادية وعملا بمبدأ التكافؤ من جهة ولمنح القراء حق الوصول والاطلاع على ما ينشر في ذات الموضوع من جهة أخرى فاني اتمنى ان يجد هذا المقال طريقه الى موقع البطريركية الجليلة اسوة بمقال السيد رابي.

7- كنت، وما ازال، اتمنى على البطريركية ومكانتها المعنوية وتاثيرها الاعلامي ان تصطف، بل ان تكون في مقدمة الصف الامامي، مع الاكليروس الكلداني من الاباء الاساقفة الاجلاء والكهنة المبجلون وعموم مؤمني الكنيسة في عموم ابرشياتها في الوطن والمهجر في شعورهم وايمانهم والتزامهم وحدة الهوية والتاريخ والوجود والمصير لشعبنا بمختلف تسماتيه الموروثة والمعروفة والدارجة كلدانية كانت ام سريانية ام اشورية، فعموم شعبنا يحترم هذه التسميات ويعرفها تماما انها تسميات لشعب واحد موحد. ويستثنى من ذلك مجموعة محدودة صغيرة، وصغيرة جدا لدرجة انه لا يمكن اطلاق تسمية الاقلية عليها، ممن، ولاغراض مختلفة، تعتبر الكلدان والسريان والاشوريين شعوبا مختلفة حيث يبلغ جهلها انها تعتبر ابناء داوودية شعبا مختلفا عن ابناء دهى، وابناء كومانى شعب مختلف عن ابناء ديرى، وابناء كرملس شعب مختلف عن ابناء بغديدة، وابناء اورمية شعب مختلف عن ابناء سلامس، وابناء وعوائل القوش المنحدرين من تيارى وتخوما باتوا شعبا مختلفا عن ابناء عمومتهم عشائر تيارى وتخوما، وابناء هربل وجزيرة بوتان شعب مختلف عن ابناء ماردين وطور عبين، وابناء اومرا وشرانش مختلفون عن ابناء عين نونى ودورى وقرى برور.

8- بل كنت، وما ازال، اتمنى ان تصطف البطريركية الكلدانية مع عموم المؤسسات من احزاب ومنتديات ثقافية واعلامية ونخب كلدانية في الوطن والمهجر المؤمنين والملتزمين في خطابهم ومواقفهم وحياتهم وحدة الانتماء والمصير لشعبنا.
وفي سياق مقال السيد رابي كنت اتمنى على البطريركية الكلدانية ان تتعامل معه بنفس المسؤولية التي تعاملت بها نخب كلدانية محترمة.
ادناه النص الحرفي لتعقيب الاستاذ بطرس نباتي على المقال:
(الاخ عبدالله رابي لم احد في الخطابين ما يستوجب الكتابة عنهما بعشرات الاسطر، خطابات مثل هذه التي يتبادلونها بهذه المناسبات بتصوري لا تستحق أصلا كل هذه التفاسير والتحاليل انها مجرد كلمات في مناسبة عامة. نحن ننتظر من امثالكم العلماء في علم الاجتماع دراسات وبحوث رصينة في تحليل واقع ومستقبل مجتمعاتنا وليس تحليل كلمات مناسباتية لا تقدم ولا تؤخر .. تمنياتي لك بعيد قيامة كله خير ونجاح.)
او تعقيب الاستاذ الياس متي الياس منصور منصور:
(الاستاذا عبد رابي، الاخوة المتحاورين، بصراحة انا محبط جداً من الصراعات المستمرة منذ عقود بين ابناء شعبنا -الكلداني السرياني الاشوري -ونحن نشاهد ونتحصر على شبابنا وأطفالنا وهم يذوبون في اقوام اخرى!)

9- من وحي عنوان مقال السيد رابي نسجت عنوان مقالي ليكون:
(قراءة في فكر وخطاب بطريركيتي الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية)
ذلك انه، وكما اوردنا اعلاه، لا يمكن مقارنة "فكر وخطاب" شخصين مرجعيتين من خلال رسالة تهنئة واحدة.
ناهيك اننا نتحدث عن مرجعيات كنسية مستقرة ومستمرة تنتج تراكميا ما يمكن تسميته بفكرها وخطابها تجاه الكثير من الامور الحياتية لابناء الكنيستين على المستوى الفردي والجمعي، ومن بينها ما يتعلق بالهوية، سواء من حيث مضمون هذا الفكر والخطاب او من حيث اشكال التعبير عنه او من حيث مقبوليته بين اتباعها او من حيث التزامه وتجسيده من قبلها في ممارسات عملية.

الجزء الثاني خلال نهاية الاسبوع

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك في 30 نيسان 2023
تنويه مهم
هذا المقال هو راي شخصي ولا يعبر بالضرورة وفي اي حال من الاحوال عن راي الكنيسة التي انا اكليروس فيها ولا عن راي المنظمة التي اديرها، واتمنى ان لا يفهم او يفسر من أي احد بخلاف ذلك، ولا ان يستغل او يوظف البعض المقال للاصطياد في المياه العكرة.
فهو مقال نابع من اخلاصي للبطريركيات المبجلة لكنائسنا الرسولية المقدسة ومحبتي واحترامي للاباء البطاركة الاجلاء لهذه الكنائس، وما يرد في المقال هو من منطلق الحوار وابداء الراي بمسؤولية وحرص على اداء البطريركيات التي لا نشك مطلقا في اخلاصها وعملها الدؤوب لاجل شعبها. وشخصيا تربطني علاقات محبة وتقدير كبيرين مع الاباء البطاركة الاجلاء، وبخاصة قداسة البطريرك مار آوا وغبطة البطريرك مار لويس ساكو، اللذان نتشارك معهم الالم والأمل، الألم على واقع شعبنا في الوطن والتحديات التي يواجهها، والأمل بمستقبل للوطن يقوم على اساس دولة المواطنة والاحترام والعدالة وضمان الحقوق الفردية والجمعية.
المقال يتضمن في بعض اقسامه تمنيات وعتب محبة على البطريركيات، ولكن وبالمطلق لا يتضمن ولا يقصد الاساءة. واذا كان هناك من يعتقد ان في المقال ما كان لا يجدر وجوده فاني اقدم اعتذاري سلفا.
وفي هذا السياق فاني استنكر وارفض بشدة المواقف والتصريحات الاخيرة والسابقة التي قام بها البعض تجاه السدة البطريركية وشخص سيدنا البطريرك الجليل غبطة الكاردينال مار لويس ساكو.



21
كنت اتمنى على الزملاء المعقبين ان يطلعوا على المناسبة على الرابط ادناه قبل التعقيب والوقوع في فخ المنشور الذي عودنا صاحبه على هكذا منشورات تحت صفرية لونها صفراء حاقدة ورائحتها فاسدة.
يبتغي ناشر الخبر، كما في منشورات سابقة له وقد حقق مبتغاه، ان يجر كتاب ونخب واقلام موقرة ومن منطلق الحرص من طرفهم على شعبهم وقضاياه وهمومه الى الرد على تفاهات الناشر متناسين انهم بذلك يرفعون قيمته من تحت الصفرية الى الصفرية ويرفعون مكانته من السفاهة الى الغباء.
اتمنى عليكم الاطلاع على المناسبة (التفصيل منشور بالسورث كاول لغة والانكليزية والعربية).
اسئلة لا يجهل اجابتها الا السفهاء وتحت الصفريين:
أي ذنب او تجاوز ارتكب قداسة البطريرك مار آوا بتلبية دعوة شرفية وجهت اليه من مؤسسة قومية مجتمعية لمناسبة الاعتراف بمذابح ارتكبت بحق شعبه؟ هل المطلوب منه، كما فعل غيره، ان ينكر هذه المذابح؟
هل تلبيته الدعوة هو تدخل بشان شعبنا الكلداني؟
وهل بقية الاكليروس من مختلف الكنائس والاكاديميين والسياسيين الحاضرين تدخلوا بحضورهم في شان شعبنا الكلداني؟
وهل المؤسسة المدنية صاحبة الدعوة خاضعة قانونيا ومؤسساتيا لمرجعية كنسية تستلزم من الحاضرين الاستئذان منها قبل الحضور؟
والى ما ذلك من الاسئلة.
ككلداني، يؤسفني ان تقطر اقلام بعضنا هكذا حقد حرك الناشر لينشر الخبر، وليصل الحقد مداه في هذا الاقتباس من تعقيب انسان اكاديمي حيث يقول السيد عبدالله رابي في تعقيبه، أقتبس:
"فرجل الدين الاثوري الذي ذكرته، لا يُستبعد منه هكذا تصرف طالما له تطلعات قومية تعصبية، وقد اشرت في مناسبة معينة سابقا انه سيكون سببا لاضطهاد كبير قد يحصل مستقبلاً ضد الاثوريين المتبقين في العراق وينعكس عموما على المسيحيين المتبقين ولا يقل قسوة عن الاضطهادات التاريخية القديمة والمعاصرة، فالذي يستلم مكانة قيادة في ظل هكذا ظروف سياسية ودينية مجتمعية لابد ان يكون بمستوى المسؤلية وان لا يتدخل بما لا يعنيه، وحتى لو وُجهت له دعوة من عناصر معينة، كان عليه الاعتذار ويوجههم نحو اللجوء الى رئيسهم الروحي، ولكن في هكذا مناسبات وفرص، تطفو الى السطح المكنونات النفسية في العقل الباطني فيندفع الى تصرف دون التفكير بتداعياته." انتهى الاقتباس
يا ستار.. يا رحمن...
لا استبعد ان نجد منشورا لاحقا للسيد رابي يبرر فيها جرائم داعش بان سببها رجل دين اثوري.
هل تلبية قداسته لدعوة شرف موجهة له من مؤسسة مدنية هي صاحبة الدعوة للمناسبة هو تدخل فيما لا يعنيه.
قليلا من العقل والحياء يا استاذي.

اكرر تمنيات المحبة على الزملاء عدم التعقيب على من هو تحت الصفر ورفع قيمته الى الصفر، وعلى السفيه ورفع مرتبته الى الغباء.
ودعونا نتذكر المثل الشعبي الموروث عن شخص كان اهل القرية لا يذكرونه في احاديثهم لانه لم لم يكن له شيء يذكرونه به، فقام في احد الايام بالتغوط في طريق القرية لكي يذكره الناس. وطبعا نتوقع كيف باتوا يذكرونه.

اليكم مدخل خبر المناسبة بالعربية، ويمكن قراءة الخبر كاملا بالسورث والعربي والانكليزي على الرابط:
لبّى قداسة ابينا البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العالم، الدعوة الخاصّة التي وجهها السيّد عيسى ماريوس ياراميس، رئيس جمعية الآشوريين الكلدان في فرنسا (AACF)، للحضور كضيف شرف في مأدبة العشاء السنويّة التي تُقام بمُبادرة من الجمعيّة المذكورة في العاصمة الفرنسيّة باريس بمناسبة "القرار المتعلق بالاعتراف بالإبادة الجماعية الآشورية الكلدانية 1915-1918" الذي اتخذه مجلس الشيوخ الفرنسي في جلسته العامة (القرار رقم 54). أُقيمت المأدبة في فندق إنتركونتيننتال باريس لو غراند وذلك يوم الأربعاء الموافق 8 شباط 2023، ورافق قداسته في هذا اللقاء نيافة مار أوراهام يوخانيس، أسقف أبرشية غرب أوربا، والخورأسقف أوشانا كانون من أبرشية كاليفورنيا.
كما حضر المأدبة عدد من القادة السياسيين وكبار موظفي الخدمة المدنية، بمن فيهم السيد جان كريستوف بوسيل، مستشار الشؤون الدينية بوزارة الخارجية الفرنسية، والعديد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، من ضمنهم السيد برونو روتايو، رئيس مجموعة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وزميلته السيدة فاليري بويّر، وعدد من الدبلوماسيين منهم السيد وديع البتّي، سفير جمهورية العراق لدى فرنسا، والمسؤولون المنتَخبون وممثلو الأديان والعديد من المطارنة منهم سيادة المطران ميخائيل نجيب، رئيس أساقفة الموصل والعقرة للكلدان الكاثوليك، وأكاديميون ومُمثّلو الجمعيّات والعديد من الأصدقاء وأعضاء المجتمع الآشوري الكلداني في فرنسا. كما حضر باحثين آشوريين من المجال الأكاديمي، وهم: البروفيسور الفخري يوسف يعقوب من الجامعة الكاثوليكية في ليون، والدكتور إفريم يلدز من جامعة سالامانكا، والباحث المستقل جوزيف أليشوران.
للمزيد اقرا الخبر بالسورث والانكليزية والعربية:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid04U4k1L8c8cs6zU7rhry7oQ8PdPMcswbD4m3h4AS1PwcEaXPBa5vpDbdturzLF9hTl&id=100076236234930


22
الزملاء الأجلاء والكتاب المعقبين،
نصيحة محبة أخوية مني كأخ صغير لكم:
لا تناقشوا من هو تحت الصفر لانكم تزيدون قيمته وتجعلوه صفرا
ولا تحاوروا السفهاء لانكم ترفعون رتبتهم الى مصاف الأغبياء
وتذكروا القول العربي المأثور:
ما ناقشت جاهلاً إلا وغلبني .. وما ناقشت عالماً إلا وغلبته

تحياتي

23
بدعوة مشكورة من مجلس الكنائس العالمي شاركت في اعمال اجتماع الهيئة العمومية للمجلس في مدينة كارلسروه – المانيا (30 آب – 9 أيلول 2022)، حيث يتضمن البرنامج انشطة وجلسات حوارية مختلفة تغطي اعمال واهتمامات المجلس.
كنت احد المتحدثين في احدى جلسات الحوار والتي موضوعها هو: (نحو سلام عادل في الشرق الأوسط).
شارك في الجلسات الاب أشرف طنوس من فلسطين، الدكتورة ماريانا عازر من مصر.
وادارها الدكتور عودة قواس (الأردن) مع السيد رازق سرياني (سوريا) مقررا للجلسات.
أدناه النص العربي لمشاركتي التي القيتها بالانكليزية يوم أمس 2 أيلول 2022 بعنوان:
Just Peace Challenges in Iraq: A Christian Point of View
تحديات السلام العادل في العراق: وجهة نظر مسيحية

لا يختلف اثنان في ان ما نسميه بالشرق الاوسط تشكل بخارطته السياسية الحالية بعد الحرب الاولى وباتفاقيات صاغتها القوى الاستعمارية وبما يراعي مصالحها الاستراتيجية، وبخاصة الاقتصادية منها، دون الاخذ بنظر الاعتبار الحقائق على الارض، التاريخية منها والديموغرافية والمجتمعية. وهذا ليس في ترسيم الحدود بين الدول المستحدثة فحسب، بل وبشكل ادارة كل من هذه الدول ايضا من حيث شكل منطومة الحكم واختيار وتنصيب الحكام التي تم فرضهم من فوق (أي من الدول المستعمِرة) على دول وشعوب المنطقة.
وهكذا ولد الشرق الاوسط وتشكلت دوله الحديثة وهي تحمل عوامل تهدد السلم الاهلي الداخلي في كل منها وعدم استقرارها السياسي من جهة، مثلما حملت عوامل كافية لازمات وصراعات عبر الحدود بين دول المنطقة.
ومع تاسيس دولة اسرائيل وما نتج عنها من حروب وكوارث انسانية ما زالت مستمرة ومن دون مؤشرات على حل مستديم قابل للتحقق في المديات المنظورة وبما يضمن حقوق الجميع ويحقق السلام العادل المستديم، فان ازمات دول الشرق الاوسط توسعت وتعمقت من حيث ان الصراع لم ينحصر على انه صراع فلسطيني – اسرائيلي بل صراع بات يسمى بالصراع العربي الاسرائيلي بالاضافة الى وجود لاعبين اخرين اقليميين ودوليين في هذا الصراع. مثلما تعقد الصراع مع امتلاكه طابع ديني ليس بالمنظور العقائدي والتاريخي فحسب بل بالوقائع على الارض من حيث المواقع الدينية المقدسة أيضا.
من هنا باتت القضية الفلسطينية من اطول القضايا الدولية عمرا واكثرها تعقيدا واوسعها تاثيرا حيث تجاوزت جغرافية تاثيراتها حدود الشرق الاوسط.
ومن هنا أيضا بات مصطلح "السلام العادل" من اكثر المصطلحات تداولا في هذه القضية وفي الخطاب السياسي الدولي حتى كاد ان يكون المصطلح مرتبط حصرا القضية الفلسطينية.
واذا كان ذلك صحيح الى حد بعيد، فان السلام العادل في الشرق الاوسط هو تحدي تعيشه دول وشعوب المنطقة سواء في الوضع الداخلي لكل منها او في العلاقات فيما بينها. العراق، سوريا، لبنان وغيرها من الدول التي تعيش ازمات مفتوحة اختلطت فيها العوامل الداخلية بعوامل خارجية اقليمية ودولية هي دليل على حجم هذا التحدي واهميته لشعوب هذه الدول، وبخاصة الاقليات المستضعفة ومن بينهم المسيحيون.
ساتحدث في هذا العرض عن الحالة العراقية والتحديات التي تواجهها الاقليات العراقية بسبب الوضع الراهن والافتقار الى السلم الاهلي وانعدام دولة المواطنة المتكافئة.
فالعراق، ميسوبوتيميا، هذه المساحة من جغرافيا الكتاب المقدس حيث ولد وعاش ابراهيم ابو المؤمنين، وحيث توجه يونان في اول الكرازات خارج بني اسرائيل، وحيث ولدت فيه الكنائس من القرون الاولى وانطلقت منه الى اقاصي الشرق وآسيا، وحيث احتضنت بغداد اول حوار مسيحي اسلامي في القرن التاسع بين طيماثاوس الكبير، بطريرك كنيسة المشرق، والخليفة العباسي المهدي، يعيش في تاريخه الحديث وواقعه القائم احداثا لا تنسجم مع وجوده ودوره الحضاري التاريخي.
لتكملة القراءة:
https://etota.net/articles-books/articles/justpeace/

الخوري عمانوئيل يوخنا
كارلسروه – المانيا
2 أيلول 2022


24
بدعوة مشكورة من مجلس الكنائس العالمي شاركت في اعمال اجتماع الهيئة العمومية للمجلس في مدينة كارلسروه – المانيا (30 آب – 9 أيلول 2022)، حيث يتضمن البرنامج انشطة وجلسات حوارية مختلفة تغطي اعمال واهتمامات المجلس.
كنت احد المتحدثين في احدى جلسات الحوار والتي موضوعها هو: (نحو سلام عادل في الشرق الأوسط).
شارك في الجلسات الاب أشرف طنوس من فلسطين، الدكتورة ماريانا عازر من مصر.
وادارها الدكتور عودة قواس (الأردن) مع السيد رازق سرياني (سوريا) مقررا للجلسات.
أدناه النص العربي لمشاركتي التي القيتها بالانكليزية يوم أمس 2 أيلول 2022 بعنوان:
Just Peace Challenges in Iraq: A Christian Point of View
تحديات السلام العادل في العراق: وجهة نظر مسيحية

لا يختلف اثنان في ان ما نسميه بالشرق الاوسط تشكل بخارطته السياسية الحالية بعد الحرب الاولى وباتفاقيات صاغتها القوى الاستعمارية وبما يراعي مصالحها الاستراتيجية، وبخاصة الاقتصادية منها، دون الاخذ بنظر الاعتبار الحقائق على الارض، التاريخية منها والديموغرافية والمجتمعية. وهذا ليس في ترسيم الحدود بين الدول المستحدثة فحسب، بل وبشكل ادارة كل من هذه الدول ايضا من حيث شكل منطومة الحكم واختيار وتنصيب الحكام التي تم فرضهم من فوق (أي من الدول المستعمِرة) على دول وشعوب المنطقة.
وهكذا ولد الشرق الاوسط وتشكلت دوله الحديثة وهي تحمل عوامل تهدد السلم الاهلي الداخلي في كل منها وعدم استقرارها السياسي من جهة، مثلما حملت عوامل كافية لازمات وصراعات عبر الحدود بين دول المنطقة.
ومع تاسيس دولة اسرائيل وما نتج عنها من حروب وكوارث انسانية ما زالت مستمرة ومن دون مؤشرات على حل مستديم قابل للتحقق في المديات المنظورة وبما يضمن حقوق الجميع ويحقق السلام العادل المستديم، فان ازمات دول الشرق الاوسط توسعت وتعمقت من حيث ان الصراع لم ينحصر على انه صراع فلسطيني – اسرائيلي بل صراع بات يسمى بالصراع العربي الاسرائيلي بالاضافة الى وجود لاعبين اخرين اقليميين ودوليين في هذا الصراع. مثلما تعقد الصراع مع امتلاكه طابع ديني ليس بالمنظور العقائدي والتاريخي فحسب بل بالوقائع على الارض من حيث المواقع الدينية المقدسة أيضا.
من هنا باتت القضية الفلسطينية من اطول القضايا الدولية عمرا واكثرها تعقيدا واوسعها تاثيرا حيث تجاوزت جغرافية تاثيراتها حدود الشرق الاوسط.
ومن هنا أيضا بات مصطلح "السلام العادل" من اكثر المصطلحات تداولا في هذه القضية وفي الخطاب السياسي الدولي حتى كاد ان يكون المصطلح مرتبط حصرا القضية الفلسطينية.
واذا كان ذلك صحيح الى حد بعيد، فان السلام العادل في الشرق الاوسط هو تحدي تعيشه دول وشعوب المنطقة سواء في الوضع الداخلي لكل منها او في العلاقات فيما بينها. العراق، سوريا، لبنان وغيرها من الدول التي تعيش ازمات مفتوحة اختلطت فيها العوامل الداخلية بعوامل خارجية اقليمية ودولية هي دليل على حجم هذا التحدي واهميته لشعوب هذه الدول، وبخاصة الاقليات المستضعفة ومن بينهم المسيحيون.
ساتحدث في هذا العرض عن الحالة العراقية والتحديات التي تواجهها الاقليات العراقية بسبب الوضع الراهن والافتقار الى السلم الاهلي وانعدام دولة المواطنة المتكافئة.
فالعراق، ميسوبوتيميا، هذه المساحة من جغرافيا الكتاب المقدس حيث ولد وعاش ابراهيم ابو المؤمنين، وحيث توجه يونان في اول الكرازات خارج بني اسرائيل، وحيث ولدت فيه الكنائس من القرون الاولى وانطلقت منه الى اقاصي الشرق وآسيا، وحيث احتضنت بغداد اول حوار مسيحي اسلامي في القرن التاسع بين طيماثاوس الكبير، بطريرك كنيسة المشرق، والخليفة العباسي المهدي، يعيش في تاريخه الحديث وواقعه القائم احداثا لا تنسجم مع وجوده ودوره الحضاري التاريخي.
لتكملة القراءة:
https://etota.net/articles-books/articles/justpeace/

الخوري عمانوئيل يوخنا
كارلسروه – المانيا
2 أيلول 2022


25
بدعوة مشكورة من منظمة زاكروس لحقوق الانسان، ومقرها جنيف – سويسرا، شاركت في المؤتمر الذي نظمته المنظمة في مقر الأمم المتحدة في جنيف بعنوان:
"السلام والتعايش تحت الدستور العراقي" (Peace and Coexistence under Iraqi Constitution)
وذلك في يوم الجمعة 16 تموز 2022.
أدناه النص العربي للورقة التي قدمتها للمؤتمر:

السيد رئيس الجلسة
السيدات والسادة
الكلدان السريان الآشوريون في العراق وجميعهم مسيحيون (ساشير اليهم اختصارا بالسريان) هم من الشعوب التي عاشت في ميسوبوتاميا التاريخية التي يشكل عراق اليوم جزءا منها. فكل المهتمين والباحثين يعرفون مهد الحضارة في سومر واشور، ويعرفون نينوى ومكتبة اشور بانيبال، وبابل وبوابة عشتار.
هذا فيما قبل المسيحية.
أما ما بعد المسيحية فان الكنائس السريانية المشرقية تعود نشاتها الى القرون المسيحية الاولى في المنطقة ولتمتد شرقا الى الصين ومنغوليا. واسهاماتهم في العلوم والاداب والفلسفة وكونهم جسرا علميا ربط الشرق بالغرب هي معروفة وموثقة في الجامعات والمراكز البحثية عبر العالم، إلا في وطنهم، أكرر إلا في وطنهم، حيث هذا الوجود والدور التاريخي الطويل والمثمر مغيب في مناهج التربية والتعليم في المدارس والجامعات العراقية وبالتالي مغيب عن الذاكرة العراقية الجمعية. وهذا التغييب والاجتثاث الممنهج والمتعمد للسريان المسيحيون وكذلك الايزيدية كان البيئة التي وفرت البيئة لداعش في محاولة اجتثثاهم الفيزياوي.

اقول ان السريان، كما بقية الشعب العراقي بتنوعه الأثني والديني، تأملوا بمستقبل زاهر سينفتح امامهم مع التحرر من النظام البعثفاشي الذي استهدفهم واستهدف وجودهم وهويتهم بشكل ممنهج من خلال سياسات التعريب والتغيير الديموغرافي والتهميش والتمييز، بالاضافة الى معاناتهم مع جميع العراقيين من حروب النظام المدمرة والمستمرة.
الا ان ذلك لم يتحقق. فما بعد 2003 لم يكن افضل للاقليات العراقية مما كان قبله.
وليكون عرضنا محددا بموضوع المؤتمر، نقول ان الدستور العراقي الحالي وما ترتب ويترتب عليه من تشريعات وقوانين لم يمنحهم المواطنة المتكافئة والعدالة المتساوية كعراقيين ينتمون الى العراق بالأمس واليوم وغدا.
اختصارا للوقت، ولتلافي تكرار ما قيل ويقال في هكذا مؤتمرات وليس لها متابعات فاني لن اشير الى حقيقة كون الدستور العراقي اسلاميا شرعن القاعدة الدستورية لاعتماد الشريعة الاسلامية اساسا يسمو على شرعة حقوق الانسان وبما فتح الطريق الى اسلمة الحياة اليومية في العراق القضائية منها والتعليمية والاعلامية والاقتصادية والمجتمعية وغيرها.
ولكني اود الاضافة بان الدستور فشل في رفع التهميش الحاصل بحقهم حين اغفل في ديباجته، على سبيل المثال لا الحصر، ايرادهم باسماءهم كمجتمعات مكونة للعراق حيث اقتصرت على ايراد العرب والكورد والتركمان.
كما اغفلت الديباجة الاشارة الى اول جريمة ابادة جماعية في العراق المعاصر، مذبحة سميل 1933، التي، مع مذابح الارمن والسريان عام 1915، الهمت رافائيل ليمكن (Raphael Lemkin) لاستخدام مصطلح الجينوسايد.
كما ان الدستور اغفل الاشارة في مواده ذات العلاقة الى جميع الاقليات القومية منها والدينية حيث اقتصر على عدد منها مما رسخ لديها الشعور بالتهميش والتمييز.

هذا لا يلغي حقيقة ان الدستور تضمن العديد من المواد الايجابية نحو الاقليات.
ولكنها دون ذات جدوى ما لم تجد طريقها الى التطبيق، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
المادة الرابعة عن اعتماد التركمانية والسريانية لغة رسمية في مناطقهم، ولكنه لا يتم تخصيص موارد مالية وبشرية ومؤسساتية للاهتمام بهذه اللغات ورعايتها لترقى الى متطلبات اللغة الرسمية.
والمادة 12 تنص ان العلم العراقي يجب ان يرمز الى مكونات الشعب العراقي. ولكن العلم المعتمد هو علم عروبي اسلامي يعكس التمييز والاقصاء بحق الاقليات حيث يلغي وجودها وتاريخها ودورها، فهو يختصر تاريخ العراق الطويل بانه إبتدأ مع تعريب وأسلمة العراق، وكأن العراق كان صحراء قاحلة حضاريا وعمرانيا الى يوم تعريبه وأسلمته.
والمادة 125 عن الادارات المحلية التي تضمن مختلف الحقوق للاقليات التركمانية والاشورية وتدعو لتنظيم ذلك بقانون، ولكن القانون لم يتم وضعه الى اليوم.
وغيرها من الامثلة.
من هنا اقول ان الدستور العراقي وما بني عليه من تشريعات وممارسات لم يمنح السلام والثقة بالمستقبل للسريان وبقية الاقليات، مثلما لم يؤسس اسسا سليمة للعيش المشترك المبني على العدالة والمساواة في الكرامة والمواطنة بعيدا عن الذمية، مما يجعل وجود السريان الكلدان الاشوريين في العراق مهددا تهديدا حقيقيا نتلمسه في نزيف ترك الوطن التاريخي والبحث عن اوطان بديلة.
انه جرس انذار فهل نحن مستمعون اليه؟


بعض التوصيات والمعالجات (بسبب ضيق الوقت المحدد للحديث):
1.   مراجعة ديباجة ومواد الدستور بما يزيل التهميش والتمييز بين المكونات العراقية الدينية والاثنية ويحقق لهم جميعا المواطنة المتساوية، فالكرامة الانسانية لا مفاضلة فيها بسبب العرق والدين واللغة والعدد.
2.   مراجعة وتعديل والغاء التشريعات والقوانين التي تعكس أيضا التمييز والتهميش، وعلى سبيل المثال لا الحصر اسلمة القاصرين.
3.   مراجعة المناهج المدرسية وازالة ما تتضمنه من اساءات وتشويه واقصاء والغاء بحق الاقليات، واعادة بناءها للتعريف الايجابي بالاقليات العراقية وبدورها الانساني والحضاري والوطني.
وينطبق ذلك أيضا على الخطاب السياسي والديني.
4.   اصدار تشريعات وتطبيق ممارسات تخلق فضاء مجتمعيا يتعرف ويعترف بالاقليات ويحترمها ويعتبرها قيمة وطنية. مثلا: اعتبار اعيادهم اعيادا وطنية، ابرازهم في الفضاء العام، الخ.
5.   الاستفادة من تجربة اقليم كوردستان والبناء عليها وتطويرها من حيث اصدار قانون خاص بحقوق الاقليات وصولا الى تشكيل هيئة وطنية خاصة بشؤونهم وتوفير الموارد المالية والبشرية والمؤسساتية لها. فحصر شؤون الأقليات بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية هو انتقاص من هوية هذه الاقليات من خلال حصرها بهوية دينية فقط، بينما هويتهم، السريان مثالا، هي هوية قومية لغوية ثقافية  أيضا.

وشكرا لحسن استماعكم


الخوري عمانوئيل يوخنا
جنيف 15 تموز 2022
انتهى النص

ملاحظات عن المؤتمر:
1.   شارك في جلسات المؤتمر متحدثون رسميون من حكومة اقليم كوردستان بشخص المستشارين في رئاسة الأقليم  السيدين جعفر ئيمنكي ونوزاد هادي. كما شاركت السيدة منى ياقو بصفتها رئيسة المفوضية المستقلة لحقوق الانسان في الأقليم بالاضافة الى عدد كبير فاق 12 متحدثا من الطيف العراقي المتنوع قوميا ودينيا وثقافيا.
2.   من جانب الحكومة العراقية حضر الجلسات ممثل عن السفارة العراقية دون ان يتحدث في الجلسات، في حين اعتذر عن الحضور بداعي الاصابة بالكورونا السيد عبدالكريم هاشم مصطفى ممثل العراق الدائم في مقر الامم المتحدة بجنيف.
3.   رغم توجيه المنظمين الدعوة لعدد كبير من ممثلي الهيئات الدبلوماسية واعضاء البرلمان السويسري الا انه لم يشارك ايا منهم في المؤتمر مما يؤشر على ضعف العلاقات العامة للمنظمين.
4.   وهذا جعل المؤتمر اشبه بجلسات حوار داخلية عراقية بين المتحدثين كان يمكن تنظيمها في العراق ولم يكن يتطلب عناء التنظيم والسفر الى جنيف.
5.   رغم كون عنوان المؤتمر محدد بالدستور العراقي، الا ان العديد من المتحدثين لم يلتزموا عنوان المؤتمر حيث تطرقوا الى محاور اخرى. كما ان العديد من الاوراق او المداخلات كانت عرضا سرديا لمواضيع اخرى.
6.   كانت ادارة مدير جلسات المؤتمر، الدكتور ليوناردو رودريغوز، ضعيفة من حيث قيادة الجلسات والزام المتحدثين بالوقت المخصص، او الزام المعقبين بان تكون تعقيباتهم محددة ومتعلقة بالموضوع حيث كان بين المعقبين من قدم كلمات وعروض مطولة لا علاقة لها بموضوع المؤتمر من الاساس.
7.   لم يتم منح وقت كافي للمناقشات بسبب ضعف ادارة مدير الجلسات.
8.   لم يكن هناك لجنة او شخص لتدوين الملاحظات وتقدينها للخروج بتوصيات.
باختصار: كان مؤتمرا ضعيفا في الشكل والمضمون.



26
وحدة كنيسة المشرق: فرح يتبدد وجرح يتجدد
(خاطرة عابرة)

أما وقد اعتمدت مرجعيات كنيسة المشرق الاشورية الاسلوب الاستعراضي الشعبوي عوض المهني المؤسساتي في اطلاقها مسار تحقيق وحدة كنيسة المشرق بشطريها،
أما وقد اثبتت هذه المرجعيات عدم تفريقها بين "توحيد كنيسة" و"ضم كنيسة"،
أما وقد برهنت هذه المرجعيات عدم استيعابها او عدم استعدادها للتنازل عن جزئية\ات تفصيلية لتحقيق الهدف-الحلم،
فانها تكون قد اثبتت انها لم تلتزم يقينياً العمل للوحدة،
او أنها لا تملك قراراً واحداً موَحَداً بالسعي للوحدة،
أو انها، في أحسن الأحوال، لم تعرف كيف تحقق الوحدة.
شخصيا،
أعتقد ان ضعف كنيسة المشرق الاشورية في موضوع الوحدة يكمن في "قوتها" النسبية بالمقارنة مع الكنيسة الشرقية القديمة،
وقوة الكنيسة الشرقية القديمة في موضوع الوحدة يكمن في "ضعفها" النسبي.


والآن،
هل للحالمين بالوحدة من ابناء الكنيستين ان يتوقعوا قراراً يصنع التاريخ وقراراً مسؤولاً ومخلصاً من هنا او هناك لاستعادة فرصة توحيد الكنيسة، وهي فرصة لم يسبق وجودها سابقاً ولن يتكرر توفرها لاحقاً؟
هل يتوقع الحالمون من ابناء الكنيستين ان تبادر كنيسة المشرق الاشورية بالتخلي عن جزئيات وصغائر الامور في سبيل تحقيق الحلم الكبير؟
وهل يتوقع الحالمون من ابناء الكنيستين ان تبادر الكنيسة الشرقية القديمة باعطاء فرصة أوسع ووقت اطول لتحقيق الحلم قبل الرسامة المرتقبة للبطريرك المنتخب، خاصة وانها اثبتت شفافية مع الشعب واحتراما له في عرضها للامور في الفضاء العام عن هذا الشأن العام؟
أم ان على الحالمين أن يدركوا أنهم واهمين؟
وعندها يصح القول:
باعوا وهم الوحدة لشعب مسكين صدقهم واشتراه على انه حلم يتم تحقيقه.
ليعودوا انفسهم ويقتلونه
ليستيقظ الشعب ويدرك أن ما اشتراه لم يكن إلا وهم تم تسويقه.

وشخصيا،
ومنذ الاعلان الشعبوي عن اطلاق مسار التوحيد توقعت نهايته وكنت صريحا مع كل من سالني رأيي فيه او حاورني به.
لذلك لم استغرب عدم تحقيق الحلم بل كنت ساستغرب لو تحقق الحلم.
فالتعامل الشعبوي مع كل القضايا وفي كل الازمنة والامكنة والمجتمعات لم ولن يحقق اهدافا تتطلب الاداء المؤسساتي.
وللاسف نحن، شعب وكنائس و"مؤسسات" كنا وما زلنا أبعد ما نكون عن المؤسساتية.
نكرر التجارب ذاتها ونتوقع نتائج مختلفة ناسين او متناسين نصيحة آينشتاين المشهورة.

ملاحظة:
هذا رأي شخصي في قضية رأي عام، وهو حق تصونه كل الاعراف والسياقات. وربما سيكون لنا عودة اكثر تفصيلا عن الموضوع.
في عام 2000 نشرت كتيبا مطبوعا بعنوان (كنيسة المشرق الموحدة: أمل قريب، أم حلم بعيد).
والان اعدت نشره الكترونيا على موقعي الشخصي، ويمكن للراغبين بقراءته النقر على الرابط أدناه:
http://etota.net/articles-books/books/church_unity_book/


الخوري عمانوئيل يوخنا
القاهرة، خان الخليلي، قهوة نجيب محفوظ*
15 حزيرن 2022


* أكملت الخاطرة هناك حيث كنت مشاركا في مؤتمر عن حرية الدين والمعتقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وأجلت نشرها في حينه

أتمنى على الزملاء الأحبة في ادارة موقع عنكاوة حذف التعقيبات التي ينشرها ملثمون باسماء مستعارة. فكيف يمكن الوثوق برأي لا يثق صاحبه بنفسه فيدخل ويخرج وينشر ويعقب ملثما متخفيا.

27
قريبا..
شيكاغو.. أيار 2022
بين الشعبوية السائدة والمؤسساتية المفقودة


مع الاعلان عن اطلاق حوار بغاية توحيد كنيسة المشرق بشقيها كنيسة المشرق "الاشورية" وكنيسة المشرق "القديمة" كنت قد كتبت مقالا بالعنوان اعلاه ولكني قررت عدم نشره في الفضاء العام لكي لا يعتبر بصيغة او باخرى على انه تشويش على الحوار، وقررت التريث في نشره الى انتهاء الحوار خاصة وان صيغته المكتوبة حينها لم تكن تتطرق الى تفاصيل نقاط الحوار.
وخاصة لاني ومنذ تشرين الاول 2021 قررت والتزمت الانسحاب من المشهد القومي والكنسي واوقفت صفحتي على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع انتهاء جلسات الحوار الحالية (ربما يتم استئنافها لاحقا)، ومع المعلومات والتوضيحات التي قدمها نيافة الاسقف مار كيوركيس يونان، أمين سر المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق "القديمة"، والتي تميزت بشفافية لم نعهدها وبعرض تفصيلي وسلس وبما يستحق نيافته منا كل الشكر والتقدير، فان المقال-الموضوع تطلب اضافات انجزتها عليه، ولكن ولضمان تغطيتي للموضوع بمختلف جوانبه وبما اراه من وجهة نظري الشخصية، فاني فضلت التريث لعدة ايام قادمة حيث ربما تقوم كنيسة المشرق "الاشورية" باعلان توضيح او معلومات متعلقة بالحوار، فمن حق مؤمنيها ان يستمعوا منها خاصة وانها اختارت في حينه الاعلان عن انطلاق الحوار وبهدفه المعلن: توحيد الكنيسة، وبالتالي فانه من واجبها ان تعلن لابناءها رايها او موقفها عن ما آلت اليه جلسات الحوار السابقة.
محبتي وتقديري

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 31 أيار 2022
[/b]

28
قريبا..
شيكاغو.. أيار 2022
بين الشعبوية السائدة والمؤسساتية المفقودة


مع الاعلان عن اطلاق حوار بغاية توحيد كنيسة المشرق بشقيها كنيسة المشرق "الاشورية" وكنيسة المشرق "القديمة" كنت قد كتبت مقالا بالعنوان اعلاه ولكني قررت عدم نشره في الفضاء العام لكي لا يعتبر بصيغة او باخرى على انه تشويش على الحوار، وقررت التريث في نشره الى انتهاء الحوار خاصة وان صيغته المكتوبة حينها لم تكن تتطرق الى تفاصيل نقاط الحوار.
وخاصة لاني ومنذ تشرين الاول 2021 قررت والتزمت الانسحاب من المشهد القومي والكنسي واوقفت صفحتي على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع انتهاء جلسات الحوار الحالية (ربما يتم استئنافها لاحقا)، ومع المعلومات والتوضيحات التي قدمها نيافة الاسقف مار كيوركيس يونان، أمين سر المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق "القديمة"، والتي تميزت بشفافية لم نعهدها وبعرض تفصيلي وسلس وبما يستحق نيافته منا كل الشكر والتقدير، فان المقال-الموضوع تطلب اضافات انجزتها عليه، ولكن ولضمان تغطيتي للموضوع بمختلف جوانبه وبما اراه من وجهة نظري الشخصية، فاني فضلت التريث لعدة ايام قادمة حيث ربما تقوم كنيسة المشرق "الاشورية" باعلان توضيح او معلومات متعلقة بالحوار، فمن حق مؤمنيها ان يستمعوا منها خاصة وانها اختارت في حينه الاعلان عن انطلاق الحوار وبهدفه المعلن: توحيد الكنيسة، وبالتالي فانه من واجبها ان تعلن لابناءها رايها او موقفها عن ما آلت اليه جلسات الحوار السابقة.
محبتي وتقديري

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 31 أيار 2022
[/b]

29
رسالة محبة مفتوحة الى غبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو
بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية

سلام في الرب يسوع المسيح ودعاء اليه ان يكون معكم وحافظكم بنعمته اللامتناهية
ومن بعد تقبيل يمينكم اقول بارخمار،

لست اتوجه بهذه الرسالة لفتح ملف او قضية مغلقة، بل، العكس تماما، اكتبها سعياً صادقاً مني لغلق شأن ما زال مفتوحاً، وللاسف، ذلك هو تقويلكم لي ما لم أقله.
مما يتطلب التوضيح وبعكسه سوف يعتبر قراء اليوم والغد ان تقويلكم لي كان صحيحاً وأن ظلمكم لي كان عادلاً.
وقد تريثت في كتابتها لاني لا اتسرع الاجابة بل اتريث فيها، فالانفعال والتسرع يوقع صاحبه في الاخطاء.

بعد الوعظة-الاساءة التي تحدث بها غبطتكم في قداس 20 تشرين الاول واساءتكم الى الكتاب المقدس والقربان المقدس والكنيسة الكلدانية اولا وبقية الكنائس الشقيقة، واحداها كنيسة المشرق، كتب العديدون وتداول الكثيرون مقالات وتعقيبات على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية عن هذه الاساءة، خاصة وانها جاءت من غبطتكم وفي مشهد زماني ومكاني مقدس اولا، ولانكم لم تتراجعوا وتعتذروا عن الاساءة ثانيا، بل على العكس اصريتم، وما زلتم، على انكم لم تسيئوا إلى أي أحد، بل واثرتم قنابل دخانية للتعتيم على الاساءة وتحريف البوصلة باتجاه غير مسؤول من خلال شد العصب الطائفي.
شخصيا كنت احد الذين كتبوا ملاحظاتهم عن الوعظة-الاساءة في مقال من ثلاثة اجزاء تضمن وبكلمات وعبارات تليق بالحوار المتمدن ما وجدته جديرا بالكتابة.
إلا انني صدمت وانا اقرا ردكم في 27 تشرين الاول على رسالة الاسقف مار عوديشو اوراهام حيث لم تكتفوا بحشري في ردكم من غير داع، بل قمتم ظلماً بتقويلي ما لم اقله، بالاضافة الى ملاحظات اخرى سآتي عليها تباعا في هذه الرسالة التي وان جاءت طويلة بعض الشيء فان لطولها اسبابه ومبرراته خاصة واننا لا نكتب لانفسنا فحسب بل لجميع جيل اليوم وجيل الغد ايضا فالاحداث تحفظ حقائقها بتوثيقها بغض النظر عن الاشخاص والمواقع.
أدناه اقتباس حرفي من ردكم على نيافة الاسقف مار عوديشو:
(من المؤسف ان  العديد من الاشوريين أساءوا الي  والى الكنيسة الكلدانية بشتائم من دون أن يتحققوا مما قلتُه.  هذه ليست أخلاق المسيحيين. لقد كتب القس عمانوئيل يوخنا، الذي تمويل جمعيته Kapni من الكنيستين اللكاثوليكية والبروتستناتية  اني حاقدٌ على الكنيسة الاشورية، لا أعلم على ماذا احسدها  أواضمر لها الحقد.) انتهى الاقتباس

أبتي الجليل..
أقول
اولا: ان ما كتبته من ملاحظات على الوعظة-الاساءة التي تحدثتم بها ما زال وسيبقى منشورا على موقعي (www.etota.net) وعلى صفحتي في الفيسبوك.
اني ادعوكم ان تفحصوا وتبحثوا في كل موقعي مقالاً مقالاً، مقطعاً مقطعاً، جملة جملة، كلمة كلمة، بل وحرفاً حرفاً واذا وجدتم فيها اني قلت او اتهمت غبطتكم بالحقد على الكنيسة الاشورية فاني لن اعتذر في العلن وبالكلام الصريح فحسب  (فانا امتلك ثقافة الاعتذار ولست مكابراً معانداً) بل وسأصوم كما ابائي اهل نينوى تائبا طالبا الغفران.
أما اذا لم تجدوا، فحينها تكونون قد ظلمتموني بتقويلكم إياي ما لم اقله، واتوقع منكم تصحيح الامر ورفع الظلم بالطريقة التي تختارون، فطرائق ذلك متعددة.

ثانيا: ياتي حشركم وذكركم لي بعد اشارة منكم الى ردود لا اخلاقية للبعض، وكأن قلمكم يقول ضمنيا ان ما كتبه الخوري عمانوئيل يوخنا هو مثال على هذه الردود التي ليست اخلاق مسيحية.
عودوا الى الثلاثة اجزاء من مقالي لتجدوا اني وفي اكثر من مرة كررت واكدت استنكاري باقسى العبارات لردود الفعل غير اللائقة التي عقب بها العديدون من مختلف الكنائس على الاساءة التي اطلقها غبطتكم بحق الكتاب المقدس. واكرر هنا ايضا بالقول والكلام الصريح اني استنكر باقسى العبارات الكلمات غير اللائقة التي استخدمها العديد في ردود الافعال على اساءة غبطتكم في وعظتكم.

ثالثا: من المؤسف انكم في ردكم تعملون على شد الوتر الطائفي والكنسي في تعاملكم مع الحدث، فعوض امتلاك الحكمة والجراة للاعتذار عن الاساءة الموجهة من غبطتكم للكتاب المقدس، القربان المقدس، الكنيسة الكلدانية وبقية الكنائس، فانكم تستنهضون الهمم الطائفية وتشدون العصب الطائفي وكأن لسان حال غبطتكم يقول ضمنيا:
(يا كلدان العالم استنهضوا الهمم واحموا بطريرككم من اساءات الاشوريين الذين يتحدثون عنه بلغة الشوارع (مصطلح استخدمه غبطتكم في احدى وعظاته على المنبر المقدس)).
سيدي الجليل.. بين الاشوريين كما بين الكلدان وكما بين السريان وكما بين كل المجتمعات اناس مختلفوا الثقافات والوعي واساليب التعبير.. وليس من الحكمة والمسؤولية توتير العصب الطائفي بين ابناء الشعب الواحد بسبب تصرفات البعض على هذه الضفة او تلك.

رابعا: وفي هذا السياق فاني وبكل فخر واعتزاز اقول: أبتاه، اني اكثر كلدانية منكم.

•   فانا لا استضعف الكلدان ولا افصلهم عن السريان والاشوريين بل اعتبرهم واحدا.
فانا القائل: سرياني أنا.. كلداني أنا.. آشوري أنا.. هل يمكن لغبطتكم قولها أيضا؟
وأنا المتساءل: ما الذي يجعل اخوتي الكهنة الكلدان كلدانا وانا لست؟ وما زلت بانتظار الاجابة.
•   وانا لا افرط واستخف بلغة السورث، اللغة الأم للكلدان، بل قضيت عمري اتعلمها واعلمها منذ نعومة اظفاري، واقمت عشرات الدورات لتعليمها، ويشرفني اني ساهمت مع الاب شليمون ايشو في وضع اول قاموس عربي-سرياني (قاموس زهريرا) من 1200 صفحة تضم اكثر من ثلاثة وثلاثون الف مفردة لغوية.
•   هل يحق لي ان اسأل سؤالا استيضاحيا بسيطا من غبطتكم عن كم من المقالات والرسائل كتبتكم بالسورث؟ ومتى كان اخرها؟ طبعا من حقكم عدم الاجابة التي هي بذاتها اجابة.
عشرات المقالات كتبت وما ازال بالسورث، وكل رسائلي الى الكنيسة والى العديدين هي بالسورث.
•   وانا لا احصر ملافنة الكلدان بتوما اودو واوجين منا وادي شير فحسب، بل اضيف اليهم نعوم فائق وفريد نزها ويوحنا الدولباني وعبدالمسيح قرباشي واشور خربوط ويوسف قليتا وفريدون اتورايا وغيرهم، فجميعهم هم ملافنة شعبي الواحد.
•   وانا ادعم تاسيس وتطوير المؤسسات الكلدانية السياسية والثقافية والاجتماعية دون ان اسعى لوضعهم تحت جبتي.
•   وانا ادعو العوائل الكلدانية الى تسمية مواليدهم واطفالهم باسماء كلدانية، عشتار وتموز وبابل وغيرها، وقد وضعت كتابا يضم 1760 اسما للاطفال مشتقا من السورث.
•   وانا من يستذكر السيفو ويلتزم الوفاء لضحاياها، وبينهم الكلدان، ويدعو، مع كل الداعين من كنائس (وبينهم قداسة البابا) ومؤسسات وحكومات وبرلمانات، الى تحميل تركيا المسؤولية القانونية والاخلاقية لها، ولا ادعو لطي صفحتها دون مسائلة وتحمل المسؤولية عنها.
•   وانا من دعا ويدعو الى فتح ابواب المؤسسات الكلدانية، الرابطة الكلدانية مثلا، للكلدان الشيعة (كما اسماهم غبطتكم) من الناصرية.
•   وانا احد الداعين، بين الكثيرين، الى الاعتراف الدستوري بالهوية القومية لشعبنا وعدم حصرها بالهوية المسيحية
•   وغير ذلك الكثير

خامسا: تتسائلون بعد تقويلكم لي بان غبطتكم حاقد على الكنيسة الاشورية: (لا أعلم على ماذا احسدها  أواضمر لها الحقد؟.)
جميع من يعرفني يعرف اني اتعامل مع الامور دائما بايجابية وافترض حسن النية عند المقابل حتى عندما يكون ما بين السطور واضحا.
من هنا، فبالاضافة لما سبق لي تاكيده اني لم اتهمكم بالحقد على الكنيسة الاشورية (وجميع الكنائس) فاني بالتاكيد اصدق وأثق ان غبطتكم ابينا الجليل لا تحقدون على الكنيسة الاشورية ولن اقرا ما بين الاسطر او اقوم بتأويل الصياغات وهيكليتها.
ولذلك جوابي ادناه عن تساءلكم: (لا أعلم على ماذا احسدها  أواضمر لها الحقد؟.) ليس موجها اليكم بل لمن يعتقد فعلا انه ليس لكنيسة المشرق ما تستحق الحسد عليه.
فاقول، ان لكنيسة المشرق لها الكثير الكثير مما قد يجلب عليها "حسد الحاسدين":
•   فهي من اولى الكنائس الرسولية المشرقية وهي الكنيسة الأم للكنيسة الكلدانية.
•   وهي من حملت البشارة الى التبت والصين ومنغوليا واقاصي الشرق.
•   وهي التي كانت في عصرها الذهبي من اكبر الكنائس من حيث الجغرافيا والابرشيات والمؤمنين.
•   وهي اول من قامت بما يمكن تسميته بلغة اليوم بالحوار المسيحي الاسلامي حيث كان حوار بطريركها طيماثاوس الكبير مع الخليفة العباسي المهدي بين اوائل هذه الحوارات.
•   وفي المستوى المسكوني ايضا، فهي من اولى الكنائس التي فتحت ما يمكن تسميته اليوم حوارا مسكونيا بينها وبين الكنيسة الرومانية من خلال رسولها الى روما ربان صوما.
•   وهي الكنيسة-الجسر بين الشرق والغرب كما شقيقتها الكنيسة السريانية الارثوذكسية.
•   وهي الكنيسة الوحيدة التي لم تعش يوما تحت حكم سياسي مسيحي ولكنها بقيت وفية لايمانها وثابتة فيه.
•   وهي الكنيسة، كما الكنيسة السريانية الشقيقة، التي تمتلك ما لا تمتلكه الكثير من الكنائس من تراث لاهوتي وادبي وطقسي غني بروحانيته بليغ في لغته رائع في تعابيره ورمزياته المستوحاة من الكتاب المقدس وبالهام الروح القدس والتي شبهتموها وبشكل صادم بانها حديقة حيوانات..
•   وهي الكنيسة التي كانت وما زالت وستبقى امينة على هويتها الثقافية واللغوية والتزمت وما زالت وستبقى اللغة السريانية لغة رسمية لها وحمت نفسها من التعريب والتغريب.
•   واليوم ايضا هي الكنيسة التي تتعامل بكرامة وشخصية معنوية متساوية مع شقيقاتها الكنائس الرسولية ومن بينها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية حيث التاسيس لعلاقة متميزة تتسم بمساواة في الكرامة والشخصية المعنوية بعيدا عن "الوصاية" (مصطلح استخدمه غبطتكم)

سادسا: مرة اخرى اجد في ردكم حشرا لا مبرر له. حيث توردون اسم منظمة كابني وتمويلها في موضوع لا يخصها لا من قريب او بعيد. فانا في كل مقالاتي لا اكتب باسم المنظمة ولا اتحدث عنها، بل وفي صفحتى على الفيسبوك لم اذكر اني اعمل في منظمة (كابني) فانا امتلك الحد الادنى من الحكمة لافصل بين الشخصي والمؤسساتي.
•   اسم المنظمة هو (CAPNI) وليس (Kapni) وهو مختصر (Christian Aid Program – Nohadra - Iraq) والمؤسسة في نوهدرا – دهوك منذ 1993، ويشرفني اني كنت احد مؤسسيها مع زملاء اخرون، بعضهم فارقنا للحياة الابدية وبعضهم ما زال معنا او هاجر البلد ونتمنى لهم الخير والنجاح والعمر المديد والعطاء الكبير.
•   انها ليست "جمعيتي" كما يقول غبطتكم.
فهي منظمة مسجلة بحسب التعليمات النافذة ووفق نظامها الداخلي المصادق عليه من الدوائر المعنية، ولها مجلس ادارة من متطوعين منتخبين، ولها موظفون تنفيذيون. واذا كنت انا اليوم مديرها التنفيذي وفق عقد عمل فقد سبقني في هذا المنصب المرحوم بطرس اسخريا عضو برلمان اقليم كردستان، وهو ابن الكنيسة الكلدانية، الذي تطوع لسنوات لادارة المنظمة، وليستلم المهمة من بعده الطيب الذكر الاخ سركون سليم القس، وهو من عائلة المطران ربان القس، وهو مهاجر حاليا الى كندا ونتمنى له ولعائلته الكريمة الخير والتوفيق.
•   لست افهم اشارتكم الى ان تمويل المنظمة هو من كنائس بروتستانتية وكاثوليكية.
نعم سيدنا الجليل.. تمويل المنظمة هو من كنائس ومنظمات بروتستانتية وكاثوليكية، بل وعلمانية وحكومية أيضا. ونحن نثمن عاليا ونرفع لهم القبعة احتراما وتثمينا لالتزامهم تقديم الدعم الانساني للمجتمعات المستضعفة والمحتاجين في العراق وبقية مناطق الازمات. انهم شهود على المسيحية وقيمها.
ونحن فخورون بان منظمة كابني تم اعتمادها من قبلهم لاهليتها لايصال دعمهم الى حيث يجب ان يصل.
اين الغضاضة في ذلك؟ وما الذي يزعجكم في ذلك؟ وما مبرر حشر ذلك في الموضوع اساسا؟
•   اما اذا كنتم تلمحون ضمنيا باشارتكم الى المنظمات الكاثوليكية بان هناك ثمنا يجب دفعه من حيث ابداء الراي فيما يقوله البطريرك الكلداني الكاثوليكي، فمعذرة سيدي فان هذه المؤسسات المانحة، البروتستانتية والكاثوليكية وغيرها، اسمى من ان تتوقع او تطلب ثمنا لرسالتها الانسانية.

سابعا: ومرة اخرى توردون في ردكم ما لا وجوب لايراده الا اذا كان هناك غرض لم افهمه، واتوقع  لم يفهمه اخرون غيري.
فانا استغربت يا ابينا الجليل ايراد قيامكم بارسال مبلغ 50 الف دولار الى الخابور ايام محنته وبانه دليل محبتكم لكنيسة المشرق. لا اعتقد انها اشارة موفقة، فالروح المسيحانية للعمل الانساني ولهكذا مواقف واضحة وترفض المزايدة على جراح المجروحين.
لم اكن اتوقع يوما ان اضطر لاقول هل يعلم غبطتكم وابناء شعبنا ان كنيسة المشرق كانت من بين اول الكنائس التي قدمت، ورغم امكاناتها المحدودة، مبلغ 120 الف دولار للنازحين الى عنكاوة صيف 2014، وقمت شخصيا بتامين المبلغ على وجه السرعة لحين ارساله من المرجعيات الكنسية في استراليا.
لم تقلها كنيسة المشرق يوما ولم اكن لاقولها لولا اضطراركم لي لذلك.
المواقف الانسانية تفقد انسانيتها عندما يتم المزايدة بها.

بارخمار سيدنا الجليل وابينا العزيز،
اسمحوا لي ان اورد بعض ملاحظات (لكي لا اقول نصائح) أتمنى من غبطتكم المرور عليها فربما فيها ما قد يضيف قطرة الى بحر معارفكم وتجاربكم:
   تقشفوا في الظهور الاعلامي في كل شاردة وواردة.
•   تقشفوا في متابعة كل ما يكتب هنا او هناك والرد على كل ما يقال.
•   لا تستعجلوا الردود والانفعال في التفاعل مع الامور.
•   تفادوا ارتجال الكلمات وبخاصة في الشؤون المهمة والحساسة ومن على المنابر.
•   تفادوا التحدث باللغة الشعبية الدارجة من حيث اللهجة او من حيث بعض المصطلحات التي لا تليق بالمقام.
•   تفادوا استخدام المفردات والصياغات الاستفزازية تجاه الاخرين (كنائس، مؤسسات، اشخاص).
•   لا تناقشوا الامور الخاصة في الفضاء العام (على سبيل المثال ملاحظات المجمع الشرقي على التنقيحات الطقسية شان خاص لا مبرر لنقاشه في الفضاء العام بل في المكاتب والاجتماعات الكنسية ذات العلاقة).
•   واخيرا، راجعوا اداءكم البطريركي بما يعيد ابويتكم الكنسية لمسيحيي العراق التي فقدتموها بارادتكم بسبب هذه التراكمات.


مسك ختام رسالتي هو ذات المحبة التي ابتدات بها ولازيد عليها اني اردتها رسالة محبة فالله محبة،
واني اردتها صريحة صراحة الابن مع ابيه، فانا لا يمكن لي الا ان اكون صادقا صريحا بعيدا عن التملق والمواربة مع من احترم واحب. وانتم تدركون مقدار محبتي واحترامي لكم منذ ان تعارفنا وتعاملنا مع بعضنا على مدى عقدين وفي العديد من المناسبات والمواقف متمنيا ان تتقبلها بروح ابوية.
نخطئ تماما عندما نظن اننا معصومون عن الخطأ.
من هنا كانت ثقافة كل المجتمعات متسامحة مع الاخطاء والمخطئين عندما يعودون عن خطأهم ويعتذرون عنه.
"كلفة" الاعتذار اقل بكثير من كلفة الاصرار على الخطأ.
وانا اعتذر سلفا ان كان في رسالتي ما قد تعتبرونه، او يعتبره القراء خطأ.
واتمنى ان يكون الامر كذلك من الجميع ومع الجميع، وبينهم غبطتكم الذي وبحكم موقعه ومسؤوليته نتوقع منه مثالا للاقتداء.

صلوا لأجلي..


الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 15 تشرين الثاني 2020


30
الاخوة المتحاورون
قمت طوعيا بحذف المقال لان التعقيبات لا علاقة لها به مطلقا.
الراغبون بقراءة المقال يمكنهم زيالاة موقعي الشخصي وقراءته هناك:
www.etota.net
مع التقدير

31
الاخوة المتحاورون
قمت طوعيا بحذف المقال لان التعقيبات لا علاقة لها به مطلقا.
الراغبون بقراءة المقال يمكنهم زيالاة موقعي الشخصي وقراءته هناك:
www.etota.net
مع التقدير

32
الاخوة المتحاورون
قمت طوعيا بحذف المقال لان التعقيبات لا علاقة لها به مطلقا.
الراغبون بقراءة المقال يمكنهم زيالاة موقعي الشخصي وقراءته هناك:
www.etota.net
مع التقدير

33
متابعة للدعوة بشان آثار فايدة
بداية اكرر اني لست في موقف التاييد او الرفض، التبرئة او الاتهام، لاي شخص او جهة.
ولكني فقط اود تشجيع السياق المنهجي والعمل المؤسساتي في تناول القضايا بعيدا عن الغرائزية والشعبوية والتاليب والتاجيج التي لم ولا ولن يستفيد منها شعبنا وعموم ابناء الوطن.
مع عودتي الى دهوك تواصلت مع الدكتور حسن، مدير اثار دهوك، الذي بكل رحابة صدر يوجه الدعوة لاستقبال المهتمين والمعنيين بالموضوع على فنجان قهوة وحوار محبة وشفافية ومسؤولية في متحف دهوك الساعة 12 ظهر يوم غد الخميس 27 حزيران.
نتمنى على الاخوة الحضور:
1- السيدات والسادة ممثلي شعبنا في برلمان اقليم كردستان
2- السادة ممثلي شعبنا في مجلس محافظة دهوك
3- السيد هرمز موشي
4- ممثل عن المركز الثقافي الاشوري
5- ممثل من قناة عشتار
6- ممثل عن كل قناة تلفزيونية او منبر اعلامي مهتم، وبالتاكيد موقع عنكاوة في مقدمتهم

نلتقيكم في يوم الخميس في حوار المحبة والمسؤولية ولننطلق الى مسيرة عمل منهجي لخدمة الانسان والشعب والوطن.
ملاحظة: اتمنى مشاركة المنشور ليصل الى عموم ابناء شعبنا في الوطن والمهجر كون الموضوع كما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي الاشورية بات قضية راي عام.
مع تحياتي

34
الاخ اخيقار
يمكنكم حذف المقالة بانفسكم كونها منشورة من حسابكم على الموقع. تحياتي

35
ايضاح: الرجاء لا تقولوا قداسته ما لم يقله ولا تنسبوا الينا ما لم ننسبه

الاخوة كتاب موقع عنكاوة والمتحاورين فيه وقراءه:
سبق لي، واكرر هنا ايضا، اني انقطعت عن النشر على الموقع العزيز والاغر، موقع عنكاوة، بسبب عدم وضعه الية تحمي فضاء الحوار من الملثمين واساءاتهم وتسقيطاتهم التي ينشروها دون تحمل مسؤوليتها القانونية والاخلاقية، حيث اكتفي حاليا بقراءة مختارات مما ينشر على الموقع.
واطلقت موقعا خاصا لما اكتب او انشر او اعيد نشره وهو موقع: www.etota.net
بالاضافة الى صفحتي على الفيسبوك.
ولكني وجدت نفسي الان مضطرا لكتابة هذا الايضاح بسبب ما وجدته من نشر خاطئ يقوم بتقويل قداسة الحبر الاعظم البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية، ما لم يقله، وتقويلي اني نقلت عن قداسته ما لم يقله.
فاقول:
الاقتباس الذي نقله عدد من الاخوة، الاخ اخيقار في المنبر الحر على سبيل المثال، هو جزء من مقال كتبته انا من وحي كلمة قداسته كما رايتها انا.
 هي كلماتي وليست كلمات قداسته.
ارجو من جميع الاحبة مراعاة الدقة في النقل والاقتباس.
واقترح على ادارة الموقع والاخ اخيقار الغاء موضوعه والتعقيبات عليه من المنبر الحر لانه اساسا ينطلق ومبني على نقل خاطئ. تحياتي
الرابط الى مقالي الواضح جدا هو:
http://etota.net/articles-books/articles/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D9%83%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D8%A2%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D8%A7/?fbclid=IwAR2Av9wdXbh1XMuCAPIEA07Ftssb3l-nuTygusCa-lZom3uxHkprG2jmkWU

36
قمت بمسح الايضاح لزوال اسبابه، خاصة مع الغاء الاخ اخيقار لمقاله. وخاصة لان الايضاح منشورايضا في صفحة اخبار شعبنا حيث لا مجال للتعقيبات التي دائما تسير نحو الحرب الاهلية للاسف. تحياتي

37
واضيف واكرر رأيي من طرفي:

نداء حرص ومحبة الى ادارة موقع عنكاوة وكتابه الافاضل

تحية تقدير ومحبة،
لست اقول جديدا او اكتشف مجهولا اذا قلت ان موقع عنكاوة ليس فقط الموقع الرائد بين المواقع الاخبارية والحوارية لشعبنا، بل هو اكثر من ذلك بكثير.
موقع عنكاوة هو فضاء جامع لشعبنا بمختلف انتماءاته الجغرافية والمناطقية واللهجوية والمذهبية، وبالتاكيد السياسية والثقافية.
موقع عنكاوا هو المنبر الوحيد للاخذ والعطاء والتفاعل بين المخالف والمختلف من الاراء والمواقف.
انه يوفر ما يفتقر اليه شعبنا ومؤسساته.
انه نجح فيما اخفق فيه الجميع.
انه نجح بارادة واصرار فيما اخفق فيه الاخرون، ايضا بارادة واصرار.

ولكن..

برأيي المتواضع كاحد متابعي وكتاب موقع عنكاوة الموقر، اجد ان الموقع، وبخاصة في الفترة الاخيرة، باتت مساحة كبيرة من منبره الحواري توظف من قبل الكثير من الملثمين والاسماء المستعارة للاساءة الى جهات ومرجعيات ومؤسسات واشخاص.
يتم ذلك عن طريق الاستفادة من ما اعتبره ثغرة في سياقات وشروط النشر.
موقع عنكاوة يتيح النشر للاسماء المستعارة والملثمة لعرض بضاعتهم الفاسدة وتسويقها دون ان يتحملوا مسؤوليتها الاخلاقية والقانونية كونهم ملثمون.
بدات اميل للاستنتاج ان هذا الفعل يكاد يكون استهداف مخطط ومبرمج من الملثمين ومن وراءهم كوسيلة للضغط النفسي والمعنوي على الكتاب، وجميعهم افاضل يحترمون ذاتهم وعوائلهم وشعبهم، للتوقف عن النشر والكتابة والتفاعل تفاديا لاساءات الملثمين.
بمعنى اخر انه مخطط لتكميم الافواه من قبل الملثمين ومن وراءهم بسبب فشلهم في مقارعة الحجة بالحجة في حوار متحضر فيسعون الى قتل هذا الفضاء الحواري الرائد الذي اسمه موقع عنكاوة.
لاحظوا ان الكثير الكثير من الملثمين يسجلون عضويتهم وينشرون بذاءاتهم وفبركاتهم بعد دقائق من تسجيلهم ويغادرون بعدها، ليعودوا، ربما انفسهم، باسماء اخرى وتسجيل جديد اخر. وهكذا..
اني اجد هذا، بالاضافة الى ما اوردته اعلاه من غاية تكميم الافواه وفبركة الاساءات، فانه يسيء الى موقع عنكاوة.
وهذا بالتدريج، لا سمح الله، سيؤثر على سمعة الموقع.

المعالجة المقترحة:
من طرفي وبحسب رايي الشخصي، وربما هناك اخرون لهم اراء اخرى، اعتقد ان لا يسمح الموقع باي تسجيل او نشر لاي شخص ما لم يكون اسما وشخصا حقيقيا ينشر صورته الشخصية ومحل اقامته وبريده الالكتروني.
ما معنى الحوار مع مجهول؟
ما معنى راي قادم من مجهول؟
من لا يمتلك الثقة بنفسه ليكون صريحا ومعلوما لقراءه وشعبه والحوار معهم كيف يمكن ان يثق الاخرون به ويحاوروه؟
ويحاوروه عن ماذا؟ عن اساءات وبذاءات!!
طبعا، هناك من اسماء مستعارة من ينشر رزينا وسيكون ضحية.
ولكنه يمكن له تفادي ذلك ايضا بالنشر باسمه الصريح. ما المانع من ذلك؟
لا تقولوا لي اسباب امنية!!!
وطبعا انا لا اقول منع الكتاب المسيئين ولكنهم اشخاص حقيقيين معروفي الاسماء والصورة والمحل وغيرها.
هؤلاء باساءاتهم انما يسيئون الى نفسهم والى من ينتمون.
واذا كانت كتابتهم ليست رايا حواريا وانما اساءات شخصية او لا تليق باداب الحوار فعندها يمكن ازالة منشورهم او ربما تحذيرهم، ولكنهم يبقون اشخاص معروفين واساءاتهم ترتد اليهم وليسوا ملثمين ينشرون الاساءات والفبركات التي بتراكمها وتكرارها تنتشر بين القراء لتتحول الفبركات في البداية الى شكوك بانها ربما صحيحة!!، وبعدها تنتقل الفبركات من كثرة تكرارها من الـ ربما الى حقيقة يصدقها القراء!!!

شخصيا، واعتبارا من بعد نشري هذا النداء، ساتوقف عن نشر اي شيء (اخبار او مقالات) على موقع عنكاوة ما لم تمنع الاسماء المستعارة والملثمة من النشر، وما لم يكون الكاتب معروفا بالاسم والصورة ومحل الاقامة والايميل.
بمعنى اخر سوف اكمم فمي على موقع عنكاوة الذي بعدم معالجته موضوع الملثمين سيقدم هذه الهدية اليهم ويساعدهم على تحقيق غايتهم.

ملاحظة:
اتمنى على الموقع عدم فتح خيار الردود على هذا المنشور لانه سيتكرر ذات الشيء من ملثمين.
كما اتمنى على احبتي وزملائي من الكتاب، بغض النظر عن التقاءنا او اختلافنا في الاراء، ان يشاركوني هذا الاقتراح من اجل شعبنا وموقعنا: موقع عنكاوة الأغر.
تحية محبة الى الاخ الحبيب والفاضل امير المالح على مبادرته بانشاء ومتابعة هذا الموقع وعلى حرصه وجهده والتزامه تطوير الموقع.


والرب يبارك الجميع.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك 14 حزيران 2018

38
نداء حرص ومحبة الى ادارة موقع عنكاوة وكتابه الافاضل

تحية تقدير ومحبة،
لست اقول جديدا او اكتشف مجهولا اذا قلت ان موقع عنكاوة ليس فقط الموقع الرائد بين المواقع الاخبارية والحوارية لشعبنا، بل هو اكثر من ذلك بكثير.
موقع عنكاوة هو فضاء جامع لشعبنا بمختلف انتماءاته الجغرافية والمناطقية واللهجوية والمذهبية، وبالتاكيد السياسية والثقافية.
موقع عنكاوا هو المنبر الوحيد للاخذ والعطاء والتفاعل بين المخالف والمختلف من الاراء والمواقف.
انه يوفر ما يفتقر اليه شعبنا ومؤسساته.
انه نجح فيما اخفق فيه الجميع.
انه نجح بارادة واصرار فيما اخفق فيه الاخرون، ايضا بارادة واصرار.

ولكن..

برأيي المتواضع كاحد متابعي وكتاب موقع عنكاوة الموقر، اجد ان الموقع، وبخاصة في الفترة الاخيرة، باتت مساحة كبيرة من منبره الحواري توظف من قبل الكثير من الملثمين والاسماء المستعارة للاساءة الى جهات ومرجعيات ومؤسسات واشخاص.
يتم ذلك عن طريق الاستفادة من ما اعتبره ثغرة في سياقات وشروط النشر.
موقع عنكاوة يتيح النشر للاسماء المستعارة والملثمة لعرض بضاعتهم الفاسدة وتسويقها دون ان يتحملوا مسؤوليتها الاخلاقية والقانونية كونهم ملثمون.
بدات اميل للاستنتاج ان هذا الفعل يكاد يكون استهداف مخطط ومبرمج من الملثمين ومن وراءهم كوسيلة للضغط النفسي والمعنوي على الكتاب، وجميعهم افاضل يحترمون ذاتهم وعوائلهم وشعبهم، للتوقف عن النشر والكتابة والتفاعل تفاديا لاساءات الملثمين.
بمعنى اخر انه مخطط لتكميم الافواه من قبل الملثمين ومن وراءهم بسبب فشلهم في مقارعة الحجة بالحجة في حوار متحضر فيسعون الى قتل هذا الفضاء الحواري الرائد الذي اسمه موقع عنكاوة.
لاحظوا ان الكثير الكثير من الملثمين يسجلون عضويتهم وينشرون بذاءاتهم وفبركاتهم بعد دقائق من تسجيلهم ويغادرون بعدها، ليعودوا، ربما انفسهم، باسماء اخرى وتسجيل جديد اخر. وهكذا..
اني اجد هذا، بالاضافة الى ما اوردته اعلاه من غاية تكميم الافواه وفبركة الاساءات، فانه يسيء الى موقع عنكاوة.
وهذا بالتدريج، لا سمح الله، سيؤثر على سمعة الموقع.

المعالجة المقترحة:
من طرفي وبحسب رايي الشخصي، وربما هناك اخرون لهم اراء اخرى، اعتقد ان لا يسمح الموقع باي تسجيل او نشر لاي شخص ما لم يكون اسما وشخصا حقيقيا ينشر صورته الشخصية ومحل اقامته وبريده الالكتروني.
ما معنى الحوار مع مجهول؟
ما معنى راي قادم من مجهول؟
من لا يمتلك الثقة بنفسه ليكون صريحا ومعلوما لقراءه وشعبه والحوار معهم كيف يمكن ان يثق الاخرون به ويحاوروه؟
ويحاوروه عن ماذا؟ عن اساءات وبذاءات!!
طبعا، هناك من اسماء مستعارة من ينشر رزينا وسيكون ضحية.
ولكنه يمكن له تفادي ذلك ايضا بالنشر باسمه الصريح. ما المانع من ذلك؟
لا تقولوا لي اسباب امنية!!!
وطبعا انا لا اقول منع الكتاب المسيئين ولكنهم اشخاص حقيقيين معروفي الاسماء والصورة والمحل وغيرها.
هؤلاء باساءاتهم انما يسيئون الى نفسهم والى من ينتمون.
واذا كانت كتابتهم ليست رايا حواريا وانما اساءات شخصية او لا تليق باداب الحوار فعندها يمكن ازالة منشورهم او ربما تحذيرهم، ولكنهم يبقون اشخاص معروفين واساءاتهم ترتد اليهم وليسوا ملثمين ينشرون الاساءات والفبركات التي بتراكمها وتكرارها تنتشر بين القراء لتتحول الفبركات في البداية الى شكوك بانها ربما صحيحة!!، وبعدها تنتقل الفبركات من كثرة تكرارها من الـ ربما الى حقيقة يصدقها القراء!!!

شخصيا، واعتبارا من بعد نشري هذا النداء، ساتوقف عن نشر اي شيء (اخبار او مقالات) على موقع عنكاوة ما لم تمنع الاسماء المستعارة والملثمة من النشر، وما لم يكون الكاتب معروفا بالاسم والصورة ومحل الاقامة والايميل.
بمعنى اخر سوف اكمم فمي على موقع عنكاوة الذي بعدم معالجته موضوع الملثمين سيقدم هذه الهدية اليهم ويساعدهم على تحقيق غايتهم.

ملاحظة:
اتمنى على الموقع عدم فتح خيار الردود على هذا المنشور لانه سيتكرر ذات الشيء من ملثمين.
كما اتمنى على احبتي وزملائي من الكتاب، بغض النظر عن التقاءنا او اختلافنا في الاراء، ان يشاركوني هذا الاقتراح من اجل شعبنا وموقعنا: موقع عنكاوة الأغر.
تحية محبة الى الاخ الحبيب والفاضل امير المالح على مبادرته بانشاء ومتابعة هذا الموقع وعلى حرصه وجهده والتزامه تطوير الموقع.


والرب يبارك الجميع.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك 14 حزيران 2018


39
السيد ابو نيسان مع المحبة
ارجو ان تكون بخير
انا لا اعرفك ولست مضطرا ان تعرفني بنفسك، كما اني ملتزم بعدم الكتابة او التعقيب لمن ينشر او يعقب باسماء مستعارة.
ولكني هذه المرة ساكسر القاعدة واقدم نصيحتي المتواضعة لكم وهي:
اتمنى عدم الرد والسجال مع السيد احمد سعيد لانك بذلك تجعل من النكرة معرفة ومن تحت الصفر صفرا.
طبعا انت حر للاخذ بنصيحتي او لا.
ولكن بالتاكيد انا لن اعقب او اناقش لان النصيحة واضحة، بل واتمنى على ادارة الصفحة ان تغلق خيار الردود على هذا المنشور.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 9 حزيران 2018

40
خالو..
اذا كان احمد سعيد ناطقا بأسم الحركة، فكيف يمكن ان تحل على شعبنا البركة.
ولكن، والحق يقال، يتوجب عليك شكر السيد احمد سعيد من كندا لانه اتاح لك الحصول على براءة اختراع تستحقها.
ونتمنى ان تسمح لنا استخدام هذا الاختراع مع احتفاظك بحق براءة الاختراع.
تحياتي

41
ليس دفاعا عن ابناء النهرين، فانا بالاساس مختلف معهم في العديد من الامور ولكني بالتاكيد احترم ما يتسمون به من اخلاق واحترام للرأي والرأي الاخر، ولكن للشعب المبتلي بهكذا اشخاص يصرون على البقاء وصمة عار في تاريخه.
 يقول السيد كيوركيس رشو (نينوس بتيو) السكرتير السابق للزوعا في رده اعلاه على رسالة ابناء النهرين المنشورة على موقع عنكاوة:
((لا بل عند البعض منهم الاسباب تعود الى تراكمات متخلفة متوارثة من زمن حكاري وتفاعلت في احداث سميل عام 1933 ويبدو ان البعض لا يزال يحتفظ بها رغم سنوات قضوها في مدرسة زوعا ولكن يبدو انهم لم يستوعبوا درسا أوليا من فكر ومبادئ زوعا.)) انتهى الاقتباس
(انشر صورة المقطع المنشور قبل حذفه او تعديله)
 بالتاكيد ان الجملة تعبر عن مكنونات السيد رشو الداخلية، ولكن لا ادري ان كان اعاد قراءة الجملة قبل نشرها كما يفترض ان يفعل من يمتلك الحد الادنى من الحكمة والمسؤولية عما يكتب. اشك في ذلك.
 السيد رشو يستذكر الخلافات بين عشيرتي تياري السفلى (وتحديدا القصراني (ܒܢܝ̈ ܡܬܐ)) ممثلة بالمرحوم مالك خوشابا (والتي ينتمي اليها السيد توما خوشابا القيادي في ابناء النهرين ورفاق اخرين له) وبين عشيرة تياري العليا ممثلة بالمرحوم مالك ياقو (التي ينتمي اليها السيد يوناذم كنا). ولينسب اليها ويعتبرها خلفية لمواقف قيادات ابناء النهرين عند خروجهم من الزوعا والى رسالتهم الاخيرة.
كم انت مريض يا رجل.
السكوت اولى بك لانه على الاقل يخفي المرض والحقد المعشعش في قلبك وعقلك.
 اكتفي بسؤال واحد فقط واترك البقية لانها فعلا مضيعة للوقت ان تناقش مريضا جاهلا وحاقدا في ذات الوقت، فاقول:
 اذا افترضنا صحة قولك واتهامك لقياديي ابناء النهرين من تياري السفلى (وهم قياديون سابقون في الزوعا)، فاذن عن اية مدرسة زوعاوية تتحدث، يا سيادة السكرتير السابق، اذا كانت فشلت في تربية قيادييها وتحريرهم من هذه الاشكالية الخلافية التي مضي عليها ما يقارب 100 عام وباتت من الماضي؟
واي نوع سكرتير كنت يا سيد رشو في قيادتك لهذه المدرسة؟
كان الله في عون هذا الشعب.
 تحياتي

42
هل اشخصن الامور والمواقف؟

كثيرا ما اقرا الردود الاتهامية على ما اكتب من اراء او مواقف مدعومة بالحقائق والارقام والوقائع، ان مواقفي هي مواقف شخصية من هذا او ذاك!!!
انه الاسلوب العروبي في الحوار حيث عندما يعجز شخص ما او جهة ما من محاججة الامور بمنطقية فانه يلجأ الى الاساءات والتهجم على الناشر وليس مناقشة المنشور، الاساءة الى الكاتب وليس المحاورة في المكتوب. ومن بين ذلك اتهامه بانه يشخصن الامور.
فاقول ليس دفاعا عن تهمة هي بالاساس باطلة ولكن من اجل التنوير:
•   عندما رفضت ونددت بمحاولة التصفية الجسدية في المنصورية 1994 فانه كان بسبب رفضي المبدئي والمطلق لمحاولات الاغتيال.
•   عندما رفضت وانتقدت الاغتيال السياسي والتسقيط والتخوين فانه لم يكن موقفا شخصيا مع هذا مقابل ذاك بل هو موقف مبدئي من الممارسة ايا كان القائم بها وايا كان المستهدف منها.
•   عندما انتقدت ورفضت وفضحت الخطاب الديماغوجي والتضليلي فانه لم يكن بسبب شخصي بل بموقف اخلاقي ومبدئي. وما انهيار مصداقية الاحزاب ومرجعياتها الا نتيجة طبيعية لهذا التضليل الذي حذرنا منه. فاين الشخصنة؟
•   عندما انتقدت ورفضت تسييس وتحزيب المؤسسات القومية فذلك كان من موقف مبدئي لا شخصي. وما انتهت اليه هذه المؤسسات من فشل شبه تام يؤكد صحة موقفي.
•   وعندما انتقدت ورفضت اساءة استخدام التبرعات المهجرية فانه لم يكن موقف شخصي بل لضمان الاستمرارية والديمومة في دعم المهجر للتمنية الاقتصادية وفرص العمل وغيرها والتي تساهم جميعها في تثبيت وتعزيز وجودنا في الوطن. ولعل نضب حليب البقرة المهجرية بعد عقدين من سوء الاستخدام هو دليل اثبات على ما انتقدت ورفضت.
•   وكذا الامر مع بقية الانشطة والفعاليات الحكومية منها والقومية والمجتمعية فانها كانت من موقف مبدئي لا شخصي.
•   وعندما انتقدت ورفضت وانتقد وارفض الممارسات والخطابات الفوبيوية والشعبوية فانها ليست بسبب موقف شخصي تجاه مطلقيها ومروجيها بل بسبب حرصي على مصلحة ووجود ومستقبل شعبي في الوطن. ولعل حصاد الفوبيا والانحدار السريع نحو هاوية الانتحار الجماعي دليل مادي لمن يمتلك جراة الصراحة مع النفس على الاقل.
•   وعندما وقفت مع كنيستي وهي تتعرض لاقذر واشرس هجمة مخططة بلون سياسي وحزبي معروف ومفضوح لتسقيطها وتسقيط مرجعياتها لم يكن بسبب موقف شخصي بل التزام اخلاقي وعادل تجاه الكنيسة.
•   وعندما رفضت وارفض الهرطقات التسموية واعتبار اجيال شعبي جهلة لسبعة الاف سنة لم يعرفوا اسمهم وليعتبر البعض شعبي لقيطا يعمذوه باسم لم يرد يوما على لسانه وفي تاريخه وموروثه فانه ليس موقفا شخصيا بل موقف قومي بتقديس مقدسات شعبي وعدم السماح برميها تحت اقدام العابثين.

طبعا انا اعرف واعترف بان هناك مشكلة كبيرة في ان الاجيال الحالية، وعموما اجيال بعد 2003، التي انخرطت وتابعت العمل القومي لا تعرف سوابق الامور، كما ان اجيال ما قبل التواصل بين الوطن والمهجر الذي تحقق في السنوات لاخيرة، لا تعرف هذه الخلفيات والممارسات التي عاصرها وعاشها جيلنا وكان شاهدا عليها، فتراها تقبل تبسيط الامور على انها مواقف شخصية!!!
ولعل ما نتلمسه في واقع حالنا الديموغرافي والسياسي والمؤسساتي والاعلامي والحياتي (الفردي والعائلي والمجتمعي) شواهد على صحة ما انتقدته ورفضته واعلنته ودعوت لمعالجته قبل فوات الاوان.
ولكني اعترف انه لا حياة فيمن تنادي (على الاقل لحد الان).
مثلما اعرف واعترف ان وضعي الشخصي منذ اواسط التسعينيات من حيث حرية الحركة في جغرافيا واسعة، والقدرة على النشاط والحضور في مختلف المنابر، والخدمات الانسانية والتنموية التي كنت وراء تحقيقها لشعبنا، والاستقلالية الفكرية والمادية ساهمت جميعها في ان اكون حرا ومستقلا في اراءي ومواقفي وجريئا صريحا في قولها ومرصودا فيما اكتب او اقول.
مثلما اعرف واعترف ان اسلوب طرحي للامور والمواقف بشكل يحرج الاخر وربما يستفزه هو عامل اخر، رغم اني اتعمد هذا الاسلوب بغاية خلق حالة الصدمة والضغط على المعنيين لمراجعة الاداء.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 27 ايار 2018

43
سيدي نيافة الاسقف مار عوديشو: ان كنت تعلم فتلك مصيبة، وان كنت لا تعلم فالمصيبة اعظم

بالمبدأ لا اتفق او اؤيد انتقال الاكليروس بمختلف الدرجات (شماس، قس، اسقف) من كنيسة رسولية مشرقية الى اخرى مهما كانت الاسباب وسواء كان موقوفا عن خدمته الاكليروسية ام لا، لان هذا الانتقال يؤدي عادة الى المزيد من التباعد والجدالات والصراعات بين الكنائس، كما يؤدي الى خلافات وربما انقسامات داخل العائلة الكبيرة او المجتمع، ناهيك عن التاثير السلبي على التقارب الوحدوي بين الكنائس (بخاصة في حالة كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الشرقية القديمة كونهما لا تختلفان عقائديا او طقسيا).
برايي اذا وجد الاكليروس صعوبة او استحالة في الاستمرار بخدمته في الكنيسة او الابرشية او الرعية التي ارتسم لها اويخدم فيها فالافضل الاستقالة من الخدمة وليس الانتقال الى كنيسة رسولية شقيقة اخرى.
شخصيا هذا ما قمت به عندما قدمت استقالتي من الخدمة الكهنوتية في المانيا وضمن ابرشية اوربا عام 1998 بعد الاختلاف مع نيافة اسقف الابرشية مار عوديشو اوراهام الجزيل الاحترام.
ولكن يمكن لي ان افهم واتفهم واحترم انه، ولاسباب تختلف من اكليروس لاخر، قد يضطر او يختار الاكليروس من كنيسة رسولية (سواء كان موقوفا في كنيسته او غير موقوف) للانتقال الى كنيسة رسولية شقيقة. اتمنى لكل من اختار ذلك بركات الرب بالموفقية.
ولكن ما لا يمكن لي فهمه او تفهمه او قبوله او احترامه هو ان يقوم الاسقف او المرجعية الكنسية في الكنيسة التي ينتقل اليها باعادة رسامته او اي شيء من هذا القبيل (مثلا: الروشما في الجبين) لقبوله.
تقديم الولاء للمرجعية الكنسية الجديدة (ܫܠܡܘܬܐ) وقبولها (ܫܘܡܠܝܐ) مفهوم ومطلوب.
اما اعادة الرسامة او الـ(ܪܫܡܬܐ) فامر مرفوض بالمطلق وغير مقبول ايمانيا وعقائديا وقانونيا تماما.

انها بالحقيقة اساءة الى الرسامة الكهنوتية التي تقبلها الاكليروس في كنيسته الرسولية، واساءة الى رسولية الكنيسة التي قرر الانتقال اليها، ولا يمكن القبول بها او تبريرها.
الاسقف الذي يقوم بذلك اما جاهل بالايمان الكنسي الرسولي (ولا اعتقد بوجود اسقف بهذه الجهالة) او مكابر ومسيء بعمد الى الروح المسيحانية بين الكنائس الشقيقة.
ادناه صورتين لاعادة رسامة القس مرقص مروكى، المرسوم كاهنا في الكنيسة الكلدانية الشقيقة، ولاسباب ليست موضوعنا قرر الانتقال الى كنيسة المشرق الاشورية وهو قراره الخاص ونحترمه، وتم قبوله من قبل نيافة مار عوديشو اسقف ابرشية اوربا لكنيسة المشرق الاشورية وهذا من حقه وضمن صلاحياته.
لكن ان يقوم نيافة الاسقف مار عوديشو باعادة رسامة القس مرقص فذلك سابقة ايمانية وعقائدية خطيرة.
فهل الكنيسة الكلدانية غير رسولية؟ ورساماتها الكهنوتية غير رسولية ولا تقبل بها كنيسة المشرق لذلك يتوجب اعادة رسامته!!!
ماذا عن العماذات والزيجات التي تتم في الكنيسة الكلدانية؟ الا تعترف بها بقية الكنائس؟
وادناه ايضا فديو قبول الاب عدنان خامس (اخذ بعد انتقاله من الكنيسة الشرقية القديمة الى كنيسة المشرق الاشورية اسم الاب شمعون خامس) والذي نصلي ليباركه الرب ويمنحه الصحة والموفقية في خدمة الكنيسة. وفي الفديو يقوم الاسقف مار عوديشو برسم الصليب على جبين الكاهن عدنان لانجاز قبوله وهو ما يعني في الموروث الكنسي انه كان غير قويم الايمان واهتدى الى الايمان القويم!!!
كيف ذلك وكنيسة المشرق الاشورية تشارك ذات العقيدة واللاهوت والاسرار والطقوس للكنيسة الشرقية القديمة!!
بل وكان هناك اجتماعات وبرنامج توحيد الكنيستين وهو ما نتمناه ويتمناه كل ابناء الكنيستين.
كيف ذلك وكنيسة المشرق الاشورية كانت سباقة وبقرار مجمعها السنهاديقي تحت رئاسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع قد ازالت من صلواتها الطقسية الموروثة كل ما يسيء الى الكنائس التي كانت وما زال منها من يعتبر كنيسة المشرق هرطوقية. ان المجمع السنهاديقي انما قرر ذلك بوحي وهداية من الروح القدس الذي اثمر هذا القرار المسيحاني.
من هنا فان افتقار احدهم الى الحكمة والدراية الكنسية واساءته الى كنيسته ورسولية الكنائس الشقيقة ومسيحانيتها لا يجب ان يحسب على كل الكنيسة التي ينتمي اليها مهما كانت درجته الكنسية او مسؤوليته.
قد اتعرض للتهجم والاساءات والتعقيبات من هنا وهناك، وخاصة من المتملقين، او من المختلفين معي في امور ومواقف اخرى، ولكني اكرر هنا ما سبق لي قوله في مواقف وكتابات اخرى باني لا يمكن ان كون الا صريحا مع نفسي وكنيستي وشعبي.
وما يهمني هو هيبة واحترام جميع الكنائس الرسولية الشقيقة ولا تهمني اساءات المسيئين.
لنصلي جميعا من اجل كنيسة الرب ليمنح بروحه القدوس الحكمة لاباءها.
لنصلي من اجل الشعب المؤمن ليعيش كما يعيش الان بروح الاخوة والمحبة بين مختلف انتماءاته الكنسية ومرجعياته البطريركية، وليكون بذلك مثالا يهتدي به بعض الاكليروس!!
الرب يبارك.


الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 24 ايار 2018

ملاحظة: حيث اني لا اعلم كيفية تحميل الفديو في المواضيع على موقع عنكاوة، فانه يمكن مشاهدة مقطع الفديو على هذا المقال حيث نشرته على صفحتي في الفيسبوك: Emanuel Youkhana

44
مشاركة الخوري عمانوئيل يوخنا في مؤتمر بالبرلمان الالماني عن مستقبل للمسيحيين واليزيبدية في العراق

بدعوة من الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي في البرلمان الالماني شارك الخوري عمانوئيل يوخنا، المدير التنفيذي لمنظمة كابني، في الاجتماع الذي استضافته الكتلة في بناية البرلمان الالماني في برلين يوم 16 ايار 2018 والمخصص لعرض ومناقشة واقع المسيحيين والايزيدية في العراق والتحديات التي تواجههم وسبل مساعدتهم في بناء مستقبلهم في الوطن، حيث كان عنوان الاجتماع (مستقبل للمسيحيين والايزيدية في العراق).
تضمن برنامج الاجتماع الذي شارك فيه الدكتور هانس بيتر فريدرش نائب رئيس البرلمان، السيد فولكر كاودر المتحدث باسم الكتلة، الدكتور جيرد موللر (وزير التنمية والمساعدات الخارجية)، البروفسور هيريبرت هيرته والسيد ميشيل براند عضوي البرلمان الالماني وسياسيون اخرون، وحضره اكثر من 300 شخص من ممثلي مختلف المنظمات الانسانية وحقوق الانسان والمهتمين والمتابعين ما يلي:
1- كلمة السيد كاودر، وهو الذي عمل على تنظيم المؤتمر، عن وجوب حماية وضمان الحرية الدينية للافراد والمجتمعات وبانه لا استقرار حقيقي ومستديم للمجتمعات المتنوعة الانتماءات الدينية دون ضمان واحترام الهوية والحرية الدينية. كما تحدث عن معاناة الاقليات الدينية في العراق ووجوب حمايتها ودعمها، مشيرا الى زياراته السابقة للعراق والتقاءه بمختلف المرجعيات وممثلي المؤسسات والمنظمات المدنية ومن بينها منظمة (كابني).
2- عرض فيلم وثائقي من انتاج الدكتور شتيفان مايننغ من القناة التلفزيونية البافارية عن زيارات ميدانية للبلدات المسيحية في سهل نينوى بعد اعادة السيطرة عليها من داعش والتقاء عدد من العائدين اليها.
3- عرض بعنوان (أمل في اربيل) عن الوضع الراهن للمسيحيين في العراق من قبل الخوري عمانوئيل يوخنا، حيث قدم بداية بالارقام من الاحصاءات الرسمية العراقية تعريفا باعداد مسيحيي العراق وانحسارهم التدريجي، بخاصة في العقود الاخيرة، مما يشكل خطرا على وجودهم في العراق. كما قدم وبالسلايدات والخرائط تعريفا يمناطق تمركز الديموغرافيا المسيحية في العراق في منطقة سهل نينوى ومحافظة دهوك وبعض المناطق في اربيل في كردستان وعدم وجود هذه الديموغرافيا المسيحية، بمعى البشر والارض، في بقية المحافظات العراقية حيث هي بشكل وجود بشري في عدد من المدن المليونية كبغداد والبصرة وكركوك والسليمانية.
ومضيفا ان اخذ هذه الديموغرافيا وتمركزها الجغرافي وما تعرض له سهل نينوى من كارثة داعش يحتم علينا جميعا العمل على مساعدة المسيحيين للعودة وبناء الحياة والمستقبل في مدنهم وبلداتهم التي تعرضت للتدمير في سهل نينوى.
كما اوضح التحديات المختلفة التي تواجه هذه العملية التي لا تقتصر على التحديات المادية لاعادة اعمار وتاهيل البنى التحتية والمرافق الخدمية والممتلكات الخاصة والعامة واعادة تنشيط السوق الاقتصادية وتوفير فرص العمل، بل تتجاوزها الى تحديات سياسية وامنية تؤدي الى الشكوك وانعدام الثقة بالمستقبل، خاصة مع فشل الحكومة العراقية في طمئنة ضحايا الكارثة والتجاوب مع احتياجاتهم. ومع تعرض بلدات مسيحية في سهل نينوى، برطلة مثالا، الى عمليات تغيير ديموغرافي ممنهجة فان التحديات تكون اصعب.
وفي الوقت الذي اكد فيه الخوري عمانوئيل الى ان مسيحيي العراق يعيشون الامل ويشاركونه مع شركاءهم في الوطن، فانهم بحاجة الى ترجمة هذا الامل الى برامج عمل يتلمسوها على الارض في المستوى المادي الاعماري او السياسي او التشريعي.
العراق ورغم ما تعرض له ورغم اربع سنوات الا انه لحد الان ليس هناك حوار وطني يتناول جذور الماساة، لامذا حدثت؟ كيف حدثت؟ كيف منع تكرارها من الحدوث؟

وختم عرضه بالشكر والامتنان الى الحكومة الالمانية، وكذلك الحكومة الهنغارية، والمؤسسات الكنسية والمنظمات الانسانية الالمانية على تقديمها الدعم للمتضررين في فترة النزوح والان في مرحلة العودة، داعيا اياهم الى الاستمرار وتقديم المزيد، بالاضافة الى استثمار دور المانيا القيادي في اوربا وحث الدول الاوربية لدعم المسيحيين واليزيديين في اعادة بناء مناطقهم ومستقبلهم.
مركزا في ذات الوقت ان هذه البرامج ما زالت محصورة في التعامل مع النتائج الانسانية للكارثة فانه من المطلوب التعامل مع جذور المشكلة وبخاصة الكامنة في الدستور والتشريعات ومناهج التربية والتعليم وغيرها من التمييز بين ابناء الوطن على اساس الهوية الدينية والقومية، داعيا المانيا والدول الاوربية الى اعتماد حقوق الانسان والاقليات معيارا للتعامل والدعم الاقتصادي والسياسي للعراق.
4- عرضا بعنوان (مشروع سهل نينوى) من السيد يوهانس هيرمان من منظمة الدعم للكنيسة المحتاجة، عن برامج اعادة الاعمار التي قامت وتقوم بها في سهل نينوى بالتنسيق مع الكنائس المحلية.
5- كلمة للوزير جيرد موللر اكد فيها التزام المانيا بدعم المسيحيين والايزيدية في اعمار مناطقهم وتامين مستلزمات العيش الكريم لهم، وان برلين قد خصصت لهاذا العام ميزانية مقدارها 350 مليون يورو لهذا الغرض.
كما اشار الى زياراته السابقة الى العراق وكردستان ولقاءاته فيها، ومن بينها لقاء الخوري عمانوئيل يوخنا في زيارة الوزير الاخيرة الى معبد لالش للتعبير عن التضامن والدعم لليزيدية والمسيحيين، كما اثنى على دور المنظمات الانسانية المحلية، وبينها كابني، في ما تقوم به من برامج.

بعدها انتقل البرنامج الى حوار ادارته المحاورة القديرة تانيا سامروتسكي شارك فيه:
السيدة الناشطة الايزيدية دوتزن تيكال التي قدمت عرضا لاوضاع الناجيات الايزيديات وبرامج اعادة تاهيلهم. وقد اضطرت للمغادرة بعد عرضها بسبب ارتباطات اخرى.
البروفسور هيريبرت هيرته والسيد ميشيل براند عضوي البرلمان الالماني
السيد يوهانس هيرمان مدير منظمة الدعم للكنيسة المحتاجة
الخوري عمانوئيل يوخنا

توسع الحوار في مضامين الكلمات والاستعراضات المقدمة سابقا وتركز على اسباب المعاناة والاحتياجات المادية الحالية ودور المانيا والمجتمع الدولي في ذلك، ووسائل وبرامج تعزيز الامل والثقة بالمستقبل.
ركز الخوري يوخنا على الخلل في المنظومة التشريعية والتربوية في العراق التي تخلق بيئة للتمييز والاضطهاد على اساس الهوية الدينية داعيا الى مراجعة هذه المنظومة.
بالاضافة الى معالجة الخلل في الافتقار الى اطار عمل وطني جامع لمختلف الانتماءات الدينية، بل وحاجة المسيححين والكنائس العراقية الى هكذا اطار عمل.
كما اكد على ان الايزيدية والمسيحيين يشاركون ذات الواقع والتحديات والاحتياجات، ومشيرا الى برامج منظمة كابني التي تتوجه وتشمل الجميع.
واكد على اهمية توجيه الدعم في برامج الاعمار وفرص العمل امن خلال المنظمات المحلية كونها جزء من المجتمع المحلي وتبقى ناشطة معه حتى بعد الوضع الراهن، مما يتطلب تطوير قدراتها واشراكها في تنفيذ البرامج بفعالية.
في نهاية المؤتمر القى الدكتور هانس بيتر فريدرش نائب رئيس البرلمان كلمة شكر لمنظمي المؤتمر والمشاركين فيه ومكررا ومؤكدا التزام المانيا المبدئي والثابت بمبدأ الحريات الدينية، واكد التزام المانيا تقديم الدعم للاقليات الدينية في العراق، واشار بالتقدير الى منظمة (كابني) ومقتبسا في كلمته شعارها (ليبقى الامل حيا).

45
اقتباس: (حاقد حاقد حاقد هي أكثر الكلمات المتداوله في مملكتك تجاه كل من ينتقدك وينتقد زوعتك قولًا او فعلاً أو شعوراً، من يقم بجرد شامل لمرتزقة زوعا في مقالاتهم او ردودهم او في أحاديثم ، نادر ما تخلو من كلمة حاقد وقد تتكرر مرات، هذه الكلمه (حاقد ) هي محور التثقيف الحزبي الزوعاوي)انتهى الاقتباس
لا فض فمك ملفونو.. كفيت ووفيت.
ولكن كنت اتمنى ان يتضمن امورا واحداثا لم تعاصرها او تعيشها اجيالنا الشابة والناشئة الجديدة، والكثير ممن عاشها ذاكرته قصيرة. مثل:
1- محاولة الاغتيال الجسدي في شباط 1994 للسيد روميل شمشون عضو قيادة الاترانايى (الوطني) في مجمع المنصورية وكان ما زال لم يعلن عمله العلني.
2- فبركة وثائق وتهم ضد الاترانايى لدى الاساييش في دهوك بتهمة التعاون مع PKK وتفتيش مقرهم واغلاقه لعدة ايام عام 1998.
3- قيادة اقذر واشنع حملة ضد كنيسة المشرق الاشورية وبطريركها واباءها واكليروسها بعد ايقاف المجمع للاسقف مار باوي سورو عام 2006. الاسقف مار باوي كان حينها زوعاويا بكل معنى الكلمة.
4- الدعم والتعليم اللاخلاقي لاعضاء وقواعد الزوعا وادواتهم الاعلامية للاساءة باقذر الاساءات لكل من ليس زوعاوي. ويكفي ان ننشر هنا الصورة ادناه والتي يرد فيها: (العقارب تلدغ كل بيت رحم اشورية اولادها ما يحبون الزوعا).
تحياتي

46
الاخ والصديق العزيز سامي مع المحبة. ارجو ان تكون والعائلة بخير.
وهل قضية اسم شعب حي وعمره 7000 سنة هي قضية راي؟
استمحيك عذرا ولكني لا افرض رايا بسبب اصراري على تسمية شعبي بالـ (اثورايا) ورفضي واستهجاني لهرطقة (اشورايا).
فانا اقول ما قاله هذا الشعب عن نفسه لسبعة الاف عام.
ان الذي يفرض رايه هو من يحاول استبدال التسمية الاصيلة لهذا الشعب بتسمية لقيطة مبتدعة بالامس.
بالله عليكم سامي من من اباءك واجدادك في سرسنك اطلق على شعبه اسم (اشورايا)؟
قل لي بالله عليك تسجيلا فديويا  او صوتيا (منذ ابتداء هذه التكنولوجيا) او كتاب مطبوع (منذ بدء عصر الطباعة) او مخطوطة مكتوبة بخط اليد فيها اسم هذا الشعب بلغته هو (اشورايا)؟

من هنا سابقى اعتز باسم (اثورايا) الاصيل ارفض اسم (اشورايا) اللقيط.
ولا يهمني في ذلك فشل الفاشلين الذين يهربون من فشلهم القومي باختلاق قضايا يلهون انفسهم وشعبهم بها، كما لا تهمني اساءات المسيئين فالذي يهمني هو قدسية مقدسات شعبي.
وانا لم اتهم او اسيء الى اي انسان بهذه المفردة (حاشا وانت تعرف اخلاقيتي جيدا) بل اطلقتها على تسمية وشعب غير موجود.
ان المسيئين الى مقدسات هذا الشعب بتسميته بالـ (اشورايا) مدينون بالاعتذار الى هذا الشعب وتاريخ 7000 سنة من وجوده كشعب (اثورايا)، الا اذا قرروا اعتبار نفسهم شعبا اخر عثروا عليه بالامس مرميا على الارصفة ليس له اسم وتاريخ وجذور فاطلقوا عليه اسم (اشورايا) وعلى انفسهم اسم (اشورايى). فعندها لا شأن لي بهذا الشعب الجديد (اشورايا) واتمنى له ولمناضلية كل التوفيق.
اعتقد النقطة باتت واضحة لمن له منطق العقل ويحترم اباءه وشعبه. ولن ارجع لمناقشتها.
تحياتي الى صديقي سامي اثورايا ابن المرحوم عوديشو اثورايا من سرسنك ناحية الاثورايي.

47
عادة لا اعقب على المعقبين، ولكني هذه المرة ساعقب على الماشي على تعقيب الاخ ماجد لاني اريد من التعقيب ان اقول له بمحبة:
اقرأ هادئا، استوعب جيدا، وبعدها انتقد وصحح واعط رايك على الرحب والسعة، واشكرك مقدما لاني ساتعلم منك.
1- تصحح لي بالقول: (هي ليست قائمة اتحاد بيث نهرين، هي قائمة ائتلاف  ابناء النهرين)
ارجو الاطلاع على صورة ورقة التصويت الرسمية وفيها اسم القائمة ورقمها.
2- تقول ( لم يعجبك الاسم الاشوري و فضّلت الآثوري) ولتستنتج منها اني اشارك في تمزيق الممزق.
عفوا سيدي، انا لم ولا ولن اعترض على اسم (اشوري) ولا (اثوري) بالعربية (رغم ان االمصادر والنصوص العربية كانت الى الامس القريب تستخدم الاثوري، ولكني لا ارى ضيرا في الاشوري).
ان المعيار والحق هو ماذا يسمي الشعب نفسه بلغته. ونحن نسمي انفسنا بلغتنا (اثورايا).
اعتراضي وتنديدي واستنكاري واستهجاني  كان وسيبقى على هرطقة (اشورايا) والاسم المستحدث (اشورايا) وشعب (اشورايا) اللقيط. وذلك لاني اقاتل (واعتقد انك ايضا تقاتل) لمنع تمزيق الممزق.
والان، هل تعرف من روج لهذه الهرطقة وهذا التمزيق؟ ولم يصححوا او يعتذروا بمعنى انهم مقتنعون ومصرون.
انهم صديقي العزيز الدكتور سرود مقدسي (لاحظ تهنئة اكيتو التي نشرها على صفحته) وعزيزتنا الدكتورة منى ياقو بترحيبها وترويجها لمنشور سماها منى اشوريتا (لاحظ الصورة ادناه). وكانت السيدة وحيدة ياقو (عضو برلمان كردستان عن كتلة المجلس الشعبي) قد سبقتهما في هذه الاساءة.
اتمنى عليكم توجيه الملاحظة الى احبتنا سرود ومنى لترويجهم لهذه البدعة ودعمهم لهذا التمزيق وليس لي الذي اقاتل لمنعه وتفاديه.
في حال وجود القناعة بالحاجة والوقت للكتابة ربما ساعقب على بقية الملاحظات.
تحياتي

48
لماذا انتخبت اتحاد بيث نهرين الوطني؟

سألوني لماذا انتخبت قائمة اتحاد بيث نهرين الوطني دون سواها؟
اجبت انه من حيث المبدأ فان خيار الانتخاب هو قرار شخصي ولست ملزما بالافصاح عن خياري اساسا، ولكني فعلت برغبتي وتلبية لطلب بعض الاصدقاء.
كما لست ملزما بالاجابة على السؤال ولكني سافعل بغية تفعيل الحوار في الرؤية  والاداء السياسي لمؤسساتنا واحزابنا القومية فيما بعد الانتخابات، وتحديدا في امور تكاد تكون وجودية على شعبنا الذي اكرر القول انه ينتحر نتيجة اداء مرجعياته السياسية والدينية، وبخاصة المرجعيات السياسية وخطابها واداءها الشعبوي والفوبيوي.
فاكرر بداية ما عنونت به مقالي الانتخابي باني بدأت خياري بسؤال من لا انتخب؟ وصولا الى من انتخب.
فاقول:
•   لاني احترم شعبي واحترم كنيستي وارفض الفساد بكل انواعه وارفض الاحتكار وارفض كل سلوك مشين في النشاط القومي والسياسي فاني لم اصوت لقائمة الرافدين.
•   ولاني اعتز بشعبي وهويتي وانتمائي الى شعب (اثورايا) الاصيل وليس الى شعب (اشورايا) اللقيط فاني لم اصوت للمجلس الشعبي ولا لابناء النهرين.
•   ولاني ارفض الخطاب الشعبوي الفوبيوي وجعل الوطن اسيرا للمهجر فاني لم اصوت لا للرافدين ولا لابناء النهرين.
•   ولاني ارفض ان تكون المؤسسة روبوتات ملقنة ومبرمجة ومنزوعة العقل والقرار وتنفذ مشيئة شخص واحد، ايا كان، فاني لم اصوت للرافدين ولا للمجلس الشعبي.
•   ولاني لا اتسامح مع افتقار التنظيمات للجراة والصراحة وتحمل مسؤولية الاخطاء التي شاركت في ارتكابها واصرارها على عدم الاعتذار عنها فاني لم اصوت لابناء النهرين.
•   ولاني اعتمد الحقائق الديموغرافية والجيوسياسية التي على الارض وارفض سايكس بيكو جديد نركض وراءه ونصنعه بايدينا، وادعو بدلا عنه الى تقوية ديموغرافيا شعبنا الهشة في سهل نينوى وكردستان عبر توحيدهما تحت مظلة دستورية وتشريعية واحدة فاني لم اصوت للرافدين ولا لابناء النهرين.
•   ولاني ارفض الطائفية وتقسيم شعبنا الذي اؤمن بوحدته التاريخية والمصيرية بغض النظر عن تعددية اسماءه التي افتخر بها جميعا واشعر بالانتماء اليها جميعا، ولاني ارفض المرجعية الدينية للتنظيمات السياسية فاني لم اصوت لائتلاف الكلدان.
•   ولاني ارفض المليشيات بالمطلق ودورها في القرار السياسي بشكل خاص، ورفضت التهليل لها وهي تضع يدها على سهل نينوى وتفتته، في حين ما زال البعض يمني نفسه بان تتوسع وتسيطر على تللسقف والقوش فاني لم اصوت للرافدين ولابناء النهرين.
•   ولاني لا اصوت لمن اجهله واجهل مرجعيته السياسية فاني لم اصوت لقائمة بابليون.

تهانينا مقدما للاحزاب القومية على مقاعدها الدينية.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك
13 ايار 2018

49
من سيفوز بمقاعد الكوتا؟ ولماذا؟ وما هي الية توزيعها؟

اولا:  العوامل التي تؤثر في كسب القوائم للاصوات
بالتاكيد فان كل انتخابات هي مهمة. وبالتاكيد فان صوت كل ناخب هو مهم. وكما يقال بالانكليزية فان (Every vote counts) اي ان لكل صوت حسابه (تاثيره). واضيف بالعموم، وبخاصة للبرلمان القادم، فان (Every seat counts) اي ان لكل مقعد حسابه (او تاثيره).
لماذا: (Every seat counts) اي ان لكل مقعد حسابه (او تاثيره) وبخاصة في البرلمان القادم؟
العراق ما بعد داعش وما بعد الاستفتاء وفي المخاض التي تمر به المنطقة عموما، وبخاصة احتمالات المواجهة بين المحور الشيعي متمثلا بايران والمحور السني متمثلا بالسعودية وحلفاءهما الاقليميين والدوليين، صار امام استحقاقات كبيرة وجدية في توجهاته وتمحوره بل وفي هيكلته البنيوية والسياسية التي تنعكس جميعها في المشهد الانتخابي القائم والبرلمان والحكومة القادمة.
فعلى سبيل المثال هناك صعود في حضور وتاثير المليشيات الشيعية (المطعمة باكسسوارات سنية او مسيحية او يزيدية) في القرار السياسي العراقي، وتحول المليشيات التدريجي الى جيش مواز كما حال الحرس الثوري في ايران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وهناك دخول العراق ضمن الجغرافيا السياسية لتامين الممر الشيعي الامن من ايران الى سوريا مرورا بسهل نينوى.
وهناك دعوات لاستعادة النظام الشمولي عبر ما يسمونه بحكم الاغلبية (المطعمة بوجوه سنية تابعة للشيعية السياسية، وكردية كطه ياسين رمضان جديد، ومسيحية كطارق عزيز) التي ستقود لكارثة جديدة بسبب عمق الانقسام العمودي القومي والديني والمذهبي. العراق لن يكون له استقرار من دون حكومة توافقية تضمن مشاركة الجميع في صنع القرار.
وهناك خطة عمل واضحة للشيعية السياسية لزعزعة الاقليم وافراغ النظام الفدرالي من مضمونه، فالعقوبات الاقتصادية على الاقليم، ومغازلة السليمانية للانسلاخ (على الاقل سياسيا) عن القرار الكردستاني وصولا الى تعديلات دستورية لقضم حقوق الاقليم واقليات سهل نينوى (مثل الغاء المادة 140) وضمان تمرير الدستور من خلال تحييد السليمانية من الاعتراض عليه وبذلك لن يكون هناك ثلاث محافظات رافضة تستطيع اسقاط التعديلات.
والى اخره من القضايا والمواقف والمحطات والمخططات التي يحتاج ملتزميها الى مقاعد برلمانية تؤمن لهم فرص تمرير التشريعات المطلوبة.
من هنا فان خمسة مقاعد الكوتا المسيحية لها تاثيرها ووزنها، ومن الطبيعي ان تطمح الاطراف ان يكون شاغلي هذه المقاعد من حلفاءها السياسيين، وهذا حق مشروع في كل الانتخابات البرلمانية عبر العالم.
وكما هي السياقات والتكتيكات الانتخابية في انتخابات كل البرلمانات فهناك تحالفات ما قبل الانتخابات (قد تصل حد تشكيل قائمة ائتلافية او تبقى قوائم منفصلة ولكنها متحالفة في التوجه السياسي وتحت قبة البرلمان في حال الوصول اليه)، وهناك تحالفات ما بعد الانتخابات اي تنطلق بعد ان تعرف القوائم احجامها ومطالب كل منها من التحالف البرلماني الذي تشكله.
نحن الان في مرحلة التحالفات ما قبل الانتخابات بين القوائم او الاحزاب بعد ان تم تشكيل التحالفات بين الاحزاب التي اتفقت على الائتلافات.
بالاضافة الى الاصوات التي تمتلكها كل قائمة من قوائم الكوتا المسيحية، فان العديد منها يمكن له كسب المزيد من الاصوات من خلال تحالفاته السياسية القائمة على وحدة التوجه والبرنامج السياسي. وهذا حق مشروع تماما.
هذا من حيث حق قوائم الكوتا. وفي المقابل فان من حق القوائم الاخرى ان تستثمر في اصواتها المهدورة او الفائضة في دعم حلفاءها في الكوتا او القوائم الاخرى.
فعلى سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للاصوات المهدورة، فان الحزب الشيوعي الكردستاني لن يخوض الانتخابات في قوائم خاصة به. فهل نتوقع منه ان يهدر اصواته (وهي عدة الاف او اكثر)، ام يمارس حقه الطبيعي في دعم قائمة في الكوتا تضم شيوعيين سواء من الشيوعي الكردستاني او الشيوعي العراقي؟ وتشمل الاصوات المهدورة ايضا القوائم التي لا حظوظ لها للفوز بمقعد عام فمن الطبيعي والمشروع ان تفكر باستثمار هذه الاصوات لقائمة من الكوتا.
وعلى سبيل المثال للاصوات الفائضة، فان القوائم الشيعية في بغداد او بقية المحافظات تحتاج عشرات الالاف من الاصوات لنيل مقعد عام فيما تقدر الحصول على مقعد بالكوتا باصوات عدة الاف، او تحصل على اكثر من مقعد في الكوتا باقل من اصوات مقعد عام واحد.
فلماذا لا تفعلها وهو حق قانوني وتكتيك مشروع؟ بل وفعلتها واخرون في الانتخابات السابقة.

هل يحق للناخبين غير المسيحيين التصويت في الكوتا؟
سؤال لا يستحق العناء للاجابة عليه (هذا اذا استحق اثارته كسؤال اساسا).
ما لا افهمه هذا التناقض بين شعارات الوحدة الوطنية والتشارك والتضامن الاجتماعي بين الموزائيك العراقي ورفض ما يسميه البعض الغيتو وبين الدعوة الى منع الناخبين غير المسيحيين من التصويت في الكوتا المسيحية.
دعونا نناقشها تصاعديا، فنسال هل نطلب منع الجار المسلم او الايزيدي ان يصوت لجاره المسيحي الذي يعرفه تماما انه انسان مؤهل للبرلمان؟
وهل نطلب منع زملاء المهنة او المؤسسة من غير المسيحيين التصويت لزميلهم المسيحي؟ مثلا، هل نمنع الاساتذة من زملاء الدكتورة منى ياقو وتلامذتها في الجامعة ان يصوتوا لها اذا ما ارتاوها بقدر مسؤولية البرلمان؟
وهل نطلب منع الشيوعيين الكرد والتركمان والشيعة من التصويت لرفيقهم الشيوعي المسيحي المترشح ضمن الكوتا؟
بالله عليكم اي مشروع وطني هذا؟ واية نتائج ايجابية تكون علينا؟ انها لن تجلب سوى المزيد من التهميش والانحسار.
الكوتا هي للمرشحين وليس للناخبين.

كيف نحصن الكوتا من تاثيرات القوى الكبيرة؟
يقلق المتنافسون على الكوتا بان المقاعد بهذا الوضع ليست محصنة لشعبنا وانه سيتم "السطو" عليها من القوائم الكبيرة بالطرق اعلاه.
اقول ان التحصين لا يكون بمنع الناخبين من ممارسة حقهم الاخلاقي والقانوني في التعبير عن خياراتهم، ولا يكون عبر الانغلاق والتهميش.
بل عبر ترشيح شخصيات ومرشحين اقوياء اوفياء مخلصين لشعبهم.

وعندها فليصوت لهم من يشاء من الشيعة والكرد والتركمان.
ليست المشكلة في الناخبين بل في المرشحين.
لترشح الرافدين مرشح غير فاسد وغير مساهم في شق الشعب والاساءة اليه والى الكنيسة وغير مضلل وغير عميل استخباراتي وووو وعندها لتصوت كل الشيعة له. اين المشكلة؟
وليرشح المجلس الشعبي او ائتلاف الكلدان مثلا اشخاص كفوئين وحريصين على مصالح شعبهم ولتصوت كل كردستان لهم. اين المشكلة؟
ليصوت كل الشيوعيين، كردا وعربا، للنائب جوزيف صليوا الذي اثبت كفاءته. اين المشكلة؟
الخلل ايها الاحبة هو في الترشيح وليس في التصويت. الخلل هو فينا وليس في المقابل.
بالمناسبة لبنان الذي فيه الطائفية مشرعنة وفي كل المستويات البنيوية للدولة، التشريعية منها والتنفيذية، ولكنه رفض ما سمي في حينه بالقانون الارثوذكسي الذي كان يقترح حصر التصويت لكل طائفة بابناءها فقط.

ثانيا:  الية تحديد المقاعد وتوزيعها بين القوائم الفائزة
تنص الفقرة الثالثة من القسم الرابع (مقاعد المكونات) من النظام الانتخابي المصادق عليه من قبل مجلس المفوضين بتاريخ 22 اذار 2018 على:

(تمنح القوائم المتنافسة على مقاعد المكون المسيحي مقاعدا وفقا لاحكام القسم الثالث الخطوة الاولى من هذا النظام (توزيع المقاعد على القوائم)).
انتهى الاقتباس.
وتقول الخطوة الاولى من القسم الثالث ما يلي:
(أ- يتم احتساب عدد الاصوات الصحيحة المدلى بها لكل قائمة مشاركة في التنافس على مقاعد الدائرة.
ب- يتم ترتيب القوائم المتنافسة في الدائرة الانتخابية حسب عدد الاصوات الصحيحة التي حصلت عليها من الاعلى الى الادنى.
ت- يتم تقسيم الاصوات الصحيحة التي حصلت عليها القوائم على الرقم (1.7) ومن ثم الارقام الفردية (3، 5، 7، 9، 11 الخ...) حتى نحصل على نتائج قسمة تعادل عدد المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية بعد ترتيب هذه النتائج من الاعلى الى الادنى.
ث- يتم تخصيص مقعد للقائمة التي حصلت على اعلى ناتج قسمة ويخصص المقعد الثاني للقائمة التي حصلت على ثاني اعلى ناتج قسمة وهكذا دواليك حتى يتم استنفاذ جميع المقاعد المخصصة للدائرة.
ج- اذا حصلت قائمتان او اكثر نتيجة القسمة على اصوات صحيحة متساوية تؤهلها للحصول على مقعد وكان ترتيبها الاخير ضمن الدائرة الانتخابية تقوم المفوضية باجراء القرعة بينها بحضور ممثليها المخولين وتعد فائزة القائمة التي تحددها القرعة.) انتهى الاقتباس

رغم ان النظام في فقراته اعلاه (والفقرات ادناه في القسم الرابع الخاص بالمكونات) لا يشير الى ان الكوتا المسيحية هي دائرة واحدة لاغراض التصويت وتوزيع المقاعد بين القوائم، فان التطبيق العملي المتبع (برايي دون سند في النظام) هو احتساب المحافظات المشمولة بالكوتا دائرة واحدة في احتساب عدد الاصوات وتوزيع المقاعد. لا علم لي ان كان هناك نص قانوني وملزم اخر ينص على اعتبارها دائرة واحدة.

الان، كيفية توزيع المقاعد بين مرشحي القوائم الفائزة وبحسب المقاعد التي فازت بها ومحافظاتها:
يتم ذلك بحسب الالية الواردة في الفقرات ادناه في القسم الرابع (مقاعد المكونات):
(1- يتم ترتيب جميع مرشحي القوائم المتنافسة الفائزة على مقاعد المكون المسيحي حسب عدد الاصوات التي حصل عليها كل مرشح ومن الاعلى الى الادنى، وحسب الدوائر الانتخابية التي ينتمون اليها (بغداد، نينوى، كركوك، دهوك، اربيل) بغض النظر عن القوائم، ومن ثم يعطى مقعد الدائرة للمرشح الحاصل على اعلى اصوات المرشحين المتنافسين ضمن هذه الدائرة، ويعطى المقعد الاخر للمرشح الحاصل على اعلى اصوات المرشحين المتنافسين على دائرة اخرى، وهكذا الى ان يتم توزيع جميع مقاعد المكون المسيحي على المرشحين وقوائمهم التي ينتمون اليها.
2- اذا حصلت قائمة منفردة على مقعد فان مرشح هذه القائمة ستكون له الاولوية في الحصول على مقعد الدائرة الانتخابية.
3- اذا حصلت قائمتان منفردتان او اكثر على مقعد وكان مرشحوها من نفس المحافظة فيتم تخصيص المقعد للقائمة الحاصلة على اعلى ناتج قسمة وعند تساوي نواتج القسمة يتم اللجوء الى القرعة بحضور مرشحي القوائم المنفردة او ممثليهم المخولين.) انتهى الاقتباس

يبدو لي ان في الاليات اعلاه لتوزيع مقاعد الكوتا المسيحية ثغرات وتناقضات:
اولا: ففي حين ان االتصويت هو دائرة واحدة لكل العراق عمليا، اي ان كل ناخب (بغض النظر عن محافظته) يحق له انتخاب اي مرشح بغض النظر عن محافظته، فان توزيع المقاعد بين المرشحين يذكر اكثر من مرة ان المقاعد المسيحية مقسمة لدوائر (كما وضعناها بالخط العميق اعلاه). لاحظ ان النص يقول (الدوائر الانتخابية التي ينتمون اليها وليس المحافظات التي ترشحوا عنها).
ثانيا: وهذا (تعددية الدوائر وليس دائرة واحدة) يتكرر ويتاكد في الفقرتين 2 و3 اعلاه للقوائم الفردية، بل واكثر من ذلك، فان القائمة الفردية يمكن ان تخسر مقعدها بسبب التعادل والقرعة ولا ينتقل مقعدها لتمثيل محافظة اخرى لسبب واضح هو ان كل محافظة بحسب النظام اعلاه هي دائرة.
ثالثا: اعتبار التصويت في الكوتا المسيحية دائرة واحدة يتناقض مع النظام الانتخابي للمقاعد البرلمانية العراقية التي تقوم على اساس تمثيل المحافظات.
على اية حال فان الالية المتبعة عمليا في تحديد المقاعد الفائزة وتوزيعها في انتخابات 2014 (ويبدو انها نفسها في 2018) هي مخالفة (برايي الشخصي) لما نقراه من نصوص تشير الى خمسة دوائر انتخابية كل منها لمحافظة.
اكرر القول هذه قراءتي للنص ولكني بالتاكيد لست خبير قانون ولا افتي فيما لا افقه، ولكنها ملاحظة اضعها امام المستشارين القانونيين للقوائم المتنافسة لملاحظتها وربما اعتمادها في الطعون اذا ثبت عندهم مخالفة الالية العملية مع نص النظام.

رابعا: من جهة اخرى، فان توزيع المقاعد بين الفائزين قد يؤدي (كما في الانتخابات السابقة) الى ان يمثل القائمة احد المرشحين ممن له اصوات اقل بكثير من زميل له في نفس القائمة، وربما يمثل المحافظة مرشح له اصوات اقل بين المرشحين المتنافسين على مقعد المحافظة.
اضافة الى انه وفي العملية المتبعة حاليا (المخالفة للنظام برايي) هناك احتمالية مناقلة في القائمة الفائزة من محافظة لاخرى لضمان المقعد لها، بينما المرشح الفردي لا يحق له ذلك حيث يمكن ان يخسر حقه بسبب القرعة.

معالجات مقترحة:
1- برايي انه يتوجب تصحيح الالية العملية لتوزيع المقاعد في هذه الانتخابات لتتوافق مع نص النظام من جهة. وهو مطلب يكاد يكون مستحيل التحقيق لاسباب تقنية (من بينها ان الناخب ربما لم يصوت لمرشح محدد)، او لاسباب سياسية للتحكم باختيار الفائزين ضمن توجه معين هنا او هناك.
2- كما اعتقد انه يفترض ولضمان العدالة في تمثيل المحافظة ولضمان حق المحافظة في تمثيل حقيقي لها ان يعدل نظام الانتخابات لاحقا بحيث ان الفائز باعلى الاصوات في كل محافظة هو من يمثلها.
عندها يكون السؤال: ماذا بشان الناخبين الذين ليسوا في المحافظات المشمولة بالكوتا؟ احدى المعالجات يمكن ان تكون منحهم حرية اختيار ان يكون صوتهم الى المحافظة التي يختارونها.

ملاحظة:
1- في نهاية المقال جدول افتراضي لتوضيح الالية المعتمدة عمليا في توزيع مقاعد الكوتا المسيحية.
2- لا يتضمن نظام توزيع مقاعد الكوتا المسيحية شرط كوتا نسوية، رغم ان رئيس البرلمان، الدكتور سليم الجبوري، دعا الى ذلك ولكن لا يبدو ان الدعوة تم تبنيها او اعتمادها في الية التوزيع، على الاقل بحسب متابعاتي.

ثالثا: من القوائم ستفوز وبكم مقعد؟
بناء على ما اوردناه اعلاه ومن معرفتنا بواقع شعبنا ومتابعتنا لمشهده السياسي والانتخابي، اعرض ادناه قراءتي الشخصية للنتائج المتوقعة على مستوى القوائم ولن ادخل في فرص المرشحين ضمن القائمة التي اتوقع فوزها.
اؤكد انها قراءة تحليلية شخصية لا تقصد او تعني الاساءة الى اي احد، ونسبة الخطأ واردة تماما. واعتذر سلفا ان كان احد يرى فيها اساءة او انتقاص.
كما اقدم سلفا تهاني للفائزين من الاحزاب القومية بالمقاعد الدينية!!! واتمنى لهم النجاح والتوفيق.

اضع القوائم بحسب تسلسل ارقامها:

قائمة المجلس الشعبي (113): المجلس ومقبوليته وجماهيره اعتمدت بالاساس على برنامج الاعمار والمؤسسات المختلفة الذي اشرف عليه السيد سركيس اغاجان الذي كان وما زال الامر والناهي في كل شاردة وواردة في المجلس واداءه ومؤسساته ومواقفه، وبهذا البرنامج الاعماري الكبير (ورغم الفساد المالي الذي رافقه) استطاع المجلس تحقيق نتائج انتخابية كبيرة على مستوى برلمان الاقليم والعراق. ليس عدلا تسميته بالمال السياسي ولكن المال كان له دوره في النتائج الانتخابية السابقة للمجلس.
ومع انحسار الامكانات المادية التي تحت تصرف السيد اغاجان ومؤسساته وبرامجه (ومن بينها المجلس الشعبي)، وغيابه شبه التام في التدخل الانساني اثناء ازمة النزوح، فان القاعدة الانتخابية انحسرت طرديا ايضا، ويضاف اليها انحسار الرقعة الجغرافية لوجود المجلس في مرحلة ما بعد الاستفتاء، التي انحسرت ايضا.
ومع ذلك فان المجلس وتحالفاته تضمن مقعدا واحدا على الاقل للمجلس، مع احتمال مقعدين اعتمادا على حجم الدعم والتحالف.

اتحاد بيث نهرين الوطني (115): رغم محدودية حضوره السياسي والجماهيري في الخزانات الانتخابية الكبيرة لشعبنا في الوطن او المهجر مما يقلل اصواته الانتخابية، فانه من الطبيعي ان يتلقى دعم من الاصوات المهدورة للاحزاب التي تشاركه التوجه، خاصة من حيث تضمين قائمته كوادر ونخب شيوعية. لو كنت شخصيا من يصنع قرار المكتب السياسي للشيوعي الكردستاني لكنت مارست حقي الطبيعي واوعزت الى كوادر وقواعد وجماهير الشيوعي الكردستاني للتصويت الى قائمة اتحاد بيث نهرين. لا غبار على ذلك، بل واجدها فشلا وكبوة وخطا في التقدير في حال لم يقرر الشيوعي الكردستاني ذلك.
بذلك فان قائمة اتحاد بيث نهرين الوطني ضمنت لها مقعدا برلمانيا.

تجمع السريان (131): مع جل احترامي وتقديري لهم فقد ظننت انهم انسحبوا من السباق الانتخابي ولذلك لم اشر اليهم في مقالاتي السابقة. ارجو منهم قبول اعتذاري.
التجمع بحصره نفسه بين السريان فقط (وهم مشتتون اساسا بين القوائم)، وبافتقاره الى حليف داعم، فانه لا يمتلك اية فرصة للفوز. في الحقيقة انه فقط يخدم القوائم المنافسة للمجلس الشعبي بسحبه الاصوات من قاعدة المجلس.

ائتلاف الكلدان (139): رغم دعم المرجعية الكنسية الكلدانية له، ورغم التعبئة بهذا الاتجاه، فان هذا الدعم لن يؤمن له الاصوات الكافية للفوز بمقعد برلماني، لان اصوات الكلدان مشتتة، ناهيك عن ان النسبة الاعظم من الكلدان يؤمنون، بخلاف الائتلاف، اننا شعب واحد ويرفضون النفس والتوجه الطائفي التشرذمي. كما ان النسبة الكبيرة من الكلدان، كما الاشوريين والسريان، لا يلتزمون الخيارات الانتخابية للبطريركية حتى لو اعلنت البطريركيات خياراتها جهارا، بل ويرفضون ان تحشر المرجعيات البطريركية نفسها في زاوية وخيار انتخابي محدد.
ولكن بمعرفة احتمالية دعم الحلفاء فان الائتلاف يبقى له حظ لا باس به في مقعد واحد.

ائتلاف الرافدين (144): رغم الانحدار المستمر منذ دورات انتخابية متلاحقة في الاصوات الانتخابية للزوعا، ورغم افتقار محتكري قيادته للمناصب والترشيح رغم الفشل في تقديم المكاسب لشعبنا، فانه يبقى اكبر احزاب شعبنا حضورا وتنظيما ومؤسسات وماكنة انتخابية، لا يهمها تقييم التجارب والاداء فكل ما يهمها هو الولاء الحزبي والشخصي، ستؤمن له مع دعم الحلفاء الشيعة مقعد انتخابي واحد على الاقل، مع احتمال ضئيل بمقعدين، وهو احتمال مشروط بالتزام الدعم وضخ الاصوات له من حلفاءه الشيعة.

ابناء النهرين (154): رغم الصعود الجماهيري لهم على حساب الزوعا، ورغم الذكاء الذي اعتمدوه في اختيار طيف من المرشحين لكسب الاصوات من البيت او من الاصدقاء (مثلا عن طريق المرشح باسل كوركيس)، ورغم كسبهم لقاعدة واسعة من المهجر من خلال خطاب فوبيوي شعبوي، ورغم تفاؤل القائمة ومسانديها بامكانية الحصول على مقعد نيابي، فاني لا ارى فرصة لذلك. صحيح انها ستكسب اصواتا كثيرة وتسجل تقدما كبيرا على حساب الزوعا، ولكن ذلك لن يكفيها للحصول على مقعد نيابي، خاصة بمعرفة ان الصناديق الانتخابية ستشهد، كما اوردنا اعلاه، ضخا للاصوات سيصعب على القائمة بلوغ الاصوات المطلوبة للفوز.

بابليون (166): لا قاعدة انتخابية لها في شعبنا على الاطلاق.
ولكن!!!
اذا كان قرار خوضها الانتخابات متخذا من قبل مرجعيتها السياسية الشيعية، فانه من المنطق ان نتوقع ان القرار يعني التزام الحلفاء الشيعة بضخ الاصوات اللازمة لمقعد انتخابي او اكثر.

اكرر انها قراءة شخصية تتحمل الخطا بنسبة كبيرة، واعتذر من الجميع ممن يخالفني الراي والتقييم، واشكر سلفا كل من يغني الحوار.
تحياتي.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك
10 ايار 2018

مثال افتراضي على توزيع مقاعد الكوتا المسيحية (5 مقاعد) بين القوائم الستة المتنافسة
ت   القائمة   مجموع اصواتها   تقسيم 1.7   تقسيم 3   تقسيم 5   تقسيم 7
1   القائمة أ   25000   14705.88   8333.333   5000   3571.429
2   القائمة ب   21000   12352.94   7000   4200   3000
3   القائمة ج   15000   8823.529   5000   3000   2142.857
4   القائمة د   12000   7058.824   4000   2400   1714.286
5   القائمة هـ   8000   4705.882   2666.667   1600   1142.857
6   القائمة و   5000   2941.176   1666.667   1000   714.2857

ملاحظة: دائما مجموع الاصوات يقسم على 1.7، 3، 5 وهكذا

50
لماذا لن انتخب هذه القوائم؟


انهيت الجزء الاول من هذا المقال (الرابط في نهاية الصفحة) بوعد ان اسعى لمناقشة القوائم القومية المتنافسة على الكوتا المسيحية تسلسليا وبمنهجية المفاضلة بين ما هو مع او لصالح القائمة (Pro) او ضدها (Contra).
ولكني اجد ان كثرة مشاغلي وضيق الوقت وضغطه قبل الصمت الانتخابي لن تسمح لي بانجاز ذلك في الوقت المناسب. وحيث انه ليس عدلا نشر المفاضلة لبعض القوائم دون الاخرى، ارتايت ان انشر مقالا عاما يغطي المعايير التي اراها تستحق الاعتماد في قرار: من لا انتخب؟

بداية اود التاكيد هنا مرة اخرى ان ما انشره او اكتبه او اعلنه لا يمثل راي اية جهة اخرى ولا يلزم اية جهة او شخص اخر غير شخصي.
وحيث اني لاحظت في متابعات ما نشرته مؤخرا محاولات ليست بالجديدة للهروب من المحاججة الى التسقيط تارة او التسطيح تارة اخرى باتهامي انها مواقف شخصية نتاج خصومة مع هذا او ذاك. فاني اود التاكيد هنا ان مواقفي لم ولا ولن تعتمد او تنساق وراء الشخصنة كما يحاول البعض التعامل معها بغاية حرف البوصلة بعيدا عن اخطاءه وممارساته التي الحقت الضرر وما زالت بشعبنا وقضيته واستحقاقاته، وهي الاخطاء والممارسات التي دفعتني الى انتقادها، ومنذ تسعينيات القرن الماضي، نقدا مدعوما بالوثائق والوقائع والارقام والشواهد مما يجعل المقابل عاجزا عن الرد والمحاججة فيقرر الهروب منها اما باعتماد اساليب باتت معروفة في الرد، او تسويق اكذوبة انها مواقف عداء او خصومة شخصية بيني وبين الجهة السياسية الفلانية!!! وفي الحالتين لا اتلقى جوابا ونقاشا موضوعيا بل هجمة مشخصنة تتوجه الى الناشر وليس الى المنشور.
ان مواقفي هي نتاج قناعاتي التي لا اجامل بها احدا. كيف لانسان ان يعيش سلاما داخليا مع نفسه ان كانت مواقفه لا تنسجم مع قناعاته. وكيف لي ان لا اعبر عن قناعاتي ومواقفي من امور تهم وتؤثر على كتلة بشرية انتمي اليها وهي جزء اساسي من كينونتي.
هناك فرق بين ان يعطي رجل الدين رايه في امور وقضايا سياسية تؤثر عليه وعلى عائلته وقريته ومجتمعه وشعبه وبين ان يحترف السياسة. من حقي الثابت والطبيعي ان اعطي رايي بكل صراحة وجراة عن قضايا تخص الشعب الذي انا جزء منه، ولم ولن اتنازل عن هذا الحق. تذكروا اني لا اكتب لشخص محدد او للحظة آنية بل اكتب للشعب والتاريخ.


في الوقت الذي لكل قائمة انتخابية خصوصياتها، من عوامل لصالحها واخرى ضدها، وفي الوقت الذي تشترك فيه، قائمتين او اكثر، في بعض من الامور، مثلا اشتراك المجلس الشعبي وابناء النهرين دون سواهما في الاساءة الى مقدسات شعبنا حين روجوا لتسمية هرطوقية هي (اشورايا)، او اشتراك الرافدين وابناء النهرين في الخطاب الشعبوي والفوبيوي،
فان هناك موقفا واحدا مشتركا بين الجميع وهو حالة التناقض والشيزوفرينيا التي يمارسونها كاحزاب قومية علمانية ترفض الدولة الدينية وترفض التعامل معنا على اساس الهوية الدينية ولكنها تركض لاهثة وتتنافس بشراسة على كوتا ومقاعد بهوية دينية مسيحية.
اعتماد موقف قومي مشترك للاحزاب بعدم خوض الانتخابات ما لم يتم معالجة الامر واحترام الهوية القومية كان سيخلق ضغطا لتصحيح الوضع. وفي حال عدم الاتفاق على موقف مشترك، فان اي حزب كان يعلن مقاطعته للعملية الانتخابية بسبب الكوتا الدينية وضرورة تصحيحها الى كوتا قومية كان سيكون منسجما مع نفسه ويكتسب احتراما ومصداقية.
في الواقع الحالي اسمحوا لي بالقول ايها الاحبة في جميع القوائم انكم تعيشون تناقضا مع الذات حيث تدعون التزام هوية وخصوصية قومية ولكنكم تتنافسون على مقاعد بهوية دينية.
مثلما انتم جميعا تعيشون تناقضا بين ما تدعون في تصريحاتكم وبرامجكم من دعوة للدولة المدنية ورفض اعتماد مرجعيات دينية للمؤسسات السياسية ولكنكم بقبول الكوتا الدينية تسيرون في مسار مناقض لما تدعون.
من هنا فان هذه النقطة هي (Contra) لجميع القوائم دون استثناء.

التناقض الاخر، الذي اجده لدى جميع القوائم (باستثناء ائتلاف الكلدان) هي انها في الوقت الذي ولسنوات طويلة تقول، وانا اتفق معها، ان الازدواجية الادارية والامنية في سهل نينوى، حيث توجد ديموغرافيا مهمة وحيوية لشعبنا، اثرت كثيرا على وضع شعبنا وبقية مكونات السهل،
وفي الوقت الذي بقيت تدعو الى اعتماد الاليات الدستورية (رغم تحفظي الشخصي على وجود اليات دستورية سليمة في العراق ومن بينها المحكمة الدستورية التي هي غير موجودة في العراق)،
فان ايا من القوائم (باستثناء ائتلاف الكلدان) لم تلتزم في برنامجها تطبيق المادة 140 لاغلاق ملف المناطق المتنازع عليها، وهذا يشمل بقدر تعلق الامر بشعبنا منطقة سهل نينوى.
برايي هذا التناقض يثير الكثير من التساؤلات المريبة. احدها انهم ليسوا مؤمنين او مقتنعين بما يقولون عن الازدواجية فلذلك لم يتضمنها برنامجهم الانتخابي، او ربما لانهم لا يريدون اساسا انهاء الازدواجية ليبقى الموضوع مادة دسمة للترويج للخطابات الشعبوية والفوبيوية او لجني المكاسب المالية.
برايي ان السبب الثاني هو الاكثر احتمالا اعتمادا على التجربة مع بعض هذه القوائم في اقليم كوردستان حيث في الوقت الذي تعج فيه تصريحاتهم وندواتهم واعلامهم الفوبيوي بالتذمر والشكاوى (بينها ما هو صحيح) من امور في الاقليم ولكننا لم نجد يوما مشروع قرار او مناقشة في البرلمان لتصحيح الامر. نستثني من ذلك ابناء النهرين بشخص الدكتور سرود مقدسي.
مثلا، لسنوات نتحدث عن المناهج التعليمية، وتحديدا التاريخ وبشكل اكثر تحديدا موضوعة سمكو اغا، ولكن هل تقدم برلمانيو شعبنا في الاقليم بمذكرة طلب استجواب وزير التربية؟

ادناه بصورة عامة العوامل التي لصالح او لضد اختيار هذه القائمة او تلك، مع امثلة (للمثال لا الحصر) لتوضيح بعضها.
ومقدما ادرك حجم التجييش والشخصنة التي ساتعرض لها بعد هذا المقال بغية تكميم الافواه، ولكن ذلك لم يمنعني في السابق ولن يمنعني الان من قول ما اقتنع به بجراة وصراحة وشفافية وبنشره كلما رايت ذلك ضروريا. وادرك مقدما اتهامي بان المقال يتضمن تسقيط هذا او ذاك.
عفوا ايها السيدات والسادة، فانا اخر من يتبع التسقيط الذي انا احد ضحاياه. ان ما اورده من امثلة ووقائع (وليس استنتاجات او اجتهادات) هي التسقيط الذي مارسه ويمارسه البعض واني اوردها لاثبات ما اقول احيانا وكشهادة على السلوك التسقيطي للبعض احيانا اخرى، وفي الحالتين فان غايتي هي الضغط للتوقف عنه. ومع ذلك اعتذر مقدما ممن قد يعتبر ما اورده من امثلة اساءة لا اريدها ولم اقصدها لاي احد.

ما هي العوامل التي تؤثر ايجابا لصالح القوائم:
•   عابرة للانتماءات التسموية او المذهبية او المناطقية وتؤمن بوحدة شعبنا بتعددية تسمياته وتلتزم العمل على هذه الوحدة وتعديل الدستور والتشريعات بما يعكسها.
للتاريخ نقول ان جميع القوائم باستثناء ائتلاف الكلدان تعكس هذه النقطة في اسمها وتشكيلتها.
•   تلتزم احترام مقدساتنا القومية من تسميات ولغة وتاريخ وترفض بالمبدا والممارسة المساس بها.
•   تلتزم مبدا الحوار واحترام الراي والراي الاخر.
تحية وتقدير اكرر تقديمها الى قائمتي اتحاد بيث نهرين الوطني وابناء النهرين بشخص رئيسيهما السيدين صباح برخو وميخائيل بنيامين لقبولهم مبدأ المناظرة السياسية بما تعنيه من حوار متمدن وشفاف مع المنافس ومع الناخبين.
•   امتلاكها لجراءة وثقافة الاعتذار عن الممارسات الخاطئة التي ارتكبتها في مسيرتها السياسية كحزب او قيادات حزبية.
كيف لي مثلا ان اصوت لابناء النهرين وهم لم يمتلكوا جراة الاعتذار عن مشاركتهم فترة قيادتهم في الزوعا عن ما شاركوا في ارتكابه من اخطاء وممارسات بحق شعبنا وقضيته ومؤسساته واحزابه وناشطيه؟ اليس عدم الاعتذار اصرار واستعداد للتكرار؟
راجع مقالي في حينه: (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2) ورابطه في نهاية هذا المقال.
•   التزام توحيد ديموغرافيا شعبنا تحت مظلة ادارية ودستورية واحدة ورفض سايكس بيكو جديد على شعبنا.
كيف لي ان اصوت لمن يرفض تواصل الديموغرافيتان الوحيدتان المتبقيتان لشعبنا في العراق (سهل نينوى وكردستان) تحت مظلة دستورية وادارية واحدة دون اي سبب سوى الفوبيا. طبعا مع التزام الاليات الدستورية ومن ضمنها قرار ابناء سهل نينوى.
•   ترفض وصاية المرجعيات الدينية والكنسية وهذا لا يعني عدم احترامها او تشاركيتها وتفاهمها معها.
كيف لي ان اصوت لقائمة هي خطوة اخرى في برنامج عمل واضح ومتعدد الخطوات انطلق قبل سنوات لوضع الهوية والشان القومي والسياسي تحت الجبة الكهنوتية الكنسية في استنتاخ للشيعية او السنية السياسية.
•   تتميز بالدماء والطاقات الجديدة وتلتزم ديمومة التواصل والتفاعل مع ابناء شعبها وعدم اقتصاره على المواسم الانتخابية او الاحتفاليات او المناسبات.
من منكم يتذكر شخص اسمه لويس كارو؟ هل تعرفون انه مثلكم لثمانية سنوات وانه كان "صوتكم" في البرلمان؟ متى كانت اخر مرة سمعتم به او التقيتموه؟
قام المرشحون وما زالوا بزيارات وندوات لجميع مناطق شعبنا في الحملة الانتخابية الحالية ولكنهم لم يفكروا بهذه الزيارات، الا نادرا واستثنائيا، على مدى دورتهم البرلمانية السابقة. نتمنى ان لا ينسوا ناخبيهم بعد الانتخابات.
السيد النائب عماد يوخنا بالامس (6 ايار) تذكر  فقط ان هناك قرية اشورية اسمها باختمة وهي من القرى الكبيرة في دهوك. صح النوم.
•   تؤمن وتلتزم بالعمل المؤسساتي في الحزب او المجتمع او الوطن. العمل المؤسساتي هو وحده صمام الامان من التخبط والارتجالية وهو وحده الضمان لتحقيق النتائج.
كيف لي ان انتخب من عمل منهجيا على تدمير وشلل ما كان موجودا من مؤسسات، ولو بحدها الادنى، عوض تطويرها.
•   يكون الوطن هو رصيدها وقبلتها وهدفها في مواقفها وسياساتها ويبقى المهجر داعما للوطن وليس موجها له او يقوده.
هل لاحظتم ان الخطاب السياسي لاحزابنا هو موجه الى المهجر بل وخاضع له اكثر من التزامه الوطن وتحدياته وواقعه؟
•   تلتزم اخلاقيات العمل السياسي النظيف.
كيف لي ان اصوت لقائمة مارست قيادتها السياسية محاولة التصفية الجسدية او قامت بفبركة التهم للوشاية الامنية لدى الاساييش لاغلاق مقر الحزب الوطني في نهاية التسعينيات.
•   ترفض المبالغة في الاستفادة من الامتيازات المالية.

اما العوامل التي ليست لصالح اختيار قائمة دون غيرها، فهي بالتاكيد عكس العوامل اعلاه ولذلك قد تبدو تكرارا في المضمون واختلاف في الصياغة عن النقاط السابقة:
•   تبنيها تسمية ضيقة دون اخرى في اسمها وتشكيلتها وبرنامجها.
قائمة ائتلاف الكلدان باسمها وتشكيلتها ومنذ تسجيلها انتخابيا في المفوضية قالت للسريان والاشوريين انا لست معنية بكم ولا باصواتكم ولا بهمومكم ولا بقضاياكم. فكيف يمكن للسرياني او الاشوري، وانا احدهم، ان ينتخبها؟
•   ترويجها لهرطقات تسموية تسيء لمقدسات وتاريخ شعبنا.
المجلس الشعبي ومن على منبر برلمان كردستان اساء وشوه تسمية شعبنا التاريخية واطلق عليه اسم (اشورايي) ولم يعتذر ويصحح الامر. وابناء النهرين من على مواقع التواصل الاجتماعي قاموا بذات الامر طمعا باصوات هراطقة اشورايى.
فمن لا يحترم مقدساتي وتاريخي كيف يتوقع ان ائتمنه على مستقبلي؟
•   انحصار وجودها الجغرافي على الارض في منطقة دون اخرى من ديموغرافية شعبنا.
الى حد ما اتحاد بيث نهرين الوطني مثالا.
•   تبنيها لاجندات سياسية لا تراعي اولوية مصلحة شعبنا. طبعا هناك فرق بين هذا الموقف وبين التحالف فهو امر لا بد منه في السياسة.
هل نستذكر القانون الجعفري مثلا؟ او التصويت لصالح عدم المساس بحدود محافظة نينوى وهو يعني حتما التصويت ضد استحداث محافظة سهل نينوى. او تغطية تشييع برطلة وتامين الممر الاستراتيجي لربط ايران بسوريا.
•   فشل ممارستها ومواقفها في تجاربها السابقة في التعامل مع قضايا شعبنا واستحقاقاته.
هل نستذكر التخبط في مواقف البعض بشان محافظة سهل نينوى؟ وهل نستذكر الامس القريب في التصويت لصالح ممثل مسيحي في المفوضية دون ان يمتلك حق التصويت؟
•   التناقض بين الادعاءات والافعال والخطاب التضليلي المحشو بالاكاذيب والتناقضات.
•   وكذلك الخطاب الشعبوي الفوبيوي الذي يهدر فرص المستقبل لشعبنا في وطنه وديموغرافيته المعروفة.
راجعوا مقالي: (رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني) على الرابط في نهاية المقال.
•   الانتقائية في اختيار الامثلة للتسويق لمواقف سياسية مسبقة.
هل لاحظتم الانتقائية وانكار حقائق الواقع وعمى الالوان السياسي في المقاربة بين اوضاع شعبنا في الاقليم واوضاعه في مناطق الحكومة المركزية.
•   الفساد المالي والمحسوبية.
هل نستذكر حجم الفساد المالي في برنامج حكومة اقليم كردستان لاعمار قرى شعبنا تحت اشراف مباشر من السيد سركيس اغاجان (الاب الروحي للمجلس الشعبي وقوائمه الانتخابية)، وكم كان سيكون البرنامج، رغم الكثير الذي حققه، اكثر انتاجا وجدوى لولا الفساد المالي الذي صاحبه.
وهل نستذكر ان السيد جيفارا زيا عضو المكتب السياسي للزوعا (قبل استقالته الاخيرة) محكوم لاختلاسه المال العام (وهي بحسب معرفتي المتواضعة جنحة مخلة بالشرف) وقضى عاما في السجن بسببها.
•   ضبابية وجودها وتوجهاتها وارتباطاتها.
قائمة بابليون مثالا. والى حد ما المجلس الشعبي وحصره برغبة وارادة شخص واحد يمتلك حق الفيتو على كل شيء.

من هنا وبالمفاضلة بين الـ (Pro) والـ (Contra) للقوائم المتنافسة، وبمعرفة انه من غير الممكن ان تكون قائمة تمتلك كل عوامل الـ (Pro) وتفتقر الى كل عوامل الـ (Contra)، واعتمادا على الواقعية السياسة فاني شخصيا لن انتخب:
ائتلاف الكلدان، ابناء النهرين، المجلس الشعبي، الرافدين، بابليون
ومن حقي الطبيعي ان اتمنى على اصدقائي ومن يشاركونني الهم القومي والرؤية المستقبلية ان يفعلوا الشيء ذاته.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك 6 ايار 2018
في مقال لاحق قبل الانتخابات ساحاول استقراء التوزيع المحتمل لمقاعد الكوتا على القوائم المتنافسة.

الرابط الى الجزء الاول من هذا المقال (من لا انتخب):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,874145.0.html
الرابط الى مقالي (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,702436.0.html
الرابط الى مقالي (رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,864324.0.html

51
المنبر الحر / من لا انتخب؟
« في: 12:46 05/05/2018  »
من لا انتخب؟

مع اقتراب يوم الاقتراع لانتخابات مجلس النواب العراقي في 12 من الشهر الجاري، لا اجد حوارا ونقاشا بين ابناء شعبي للاجابة على السؤال: من انتخب؟
اجابة تعتمد مناقشة استحقاقات شعبنا وبقية الشعوب العراقية واقليم كردستان وسهل نينوى حيث وجودنا الديموغرافي واستحقاقات عموم العراق شعبا ووطنا.
اجابة تعتمد المقاربة والمقارنة بين هذه الاستحقاقات وفرص واليات تحقيقها ابتداء من المرشحين والقوائم وتحالفات ما قبل الانتخابات مرورا بالبرامج الانتخابية وانتهاء باليات العمل في البرلمان وتحالفات ما بعد الانتخابات مع القوائم الاخرى لان الكوتا وحدها (حتى بافتراض وحدة موقفها لن تستطيع تمرير اي مشروع قرار في البرلمان)، تحالفات تهدف تحقيق مصالح شعبنا اولا مع الاخذ بنظر الاعتبار مناطق تمركز ديموغرافيته وظروفه الذاتية والموضوعية وتاثيراتها على وجوده وتحكمها بخياراته المستقبليه، بالاضافة الى انه في عالم السياسة هناك دائما مصالح مشتركة وليس اخذ دون مقابل.
اجابة تعتمد تقييم المرحلة السابقة (منذ 1992 حيث اول انتخابات يشارك فيها شعبنا بقوائم انتخابية لاحزابه السياسية) وما تحقق فيها وما لم يتحقق، وتحديد الاخفاقات واسبابها، واداء الاحزاب والبرلمانيين من شعبنا بممثليه القوميين في برلمان كردستان (حيث الكوتا قومية) او ممثليه المسيحيين في برلمان العراق (حيث الكوتا دينية).
وغيرها من الامور والمواضيع التي تتطلب حوارا شفافا ومسؤولا وموضوعيا ليقوم كل وبحسب استنتاجه وتقييمه لهذه الامور بتحديد خياره الانتخابي سواء على مستوى القائمة او المرشحين ضمنها.

ما اراه هو ان الجميع (بالمعنى العام) حدد خياراته حتى قبل اعلان القوائم والمرشحين والبرامج الانتخابية.
وهذا يعكس مدى التخندق والانقسام العمودي والتصارع لحد الغاء الاخر بين احزاب شعبنا التي باتت الانتخابات عندها يوم سباق رياضي (مع الافتقار الى اخلاقيات الروح الرياضية) يكون المهم فيه تحقيق الانتصار الرقمي على المنافس.

فالمهم هو من كسب اصواتا اكثر وليس المهم ما حقق سابقا او ما سيسعى لتحقيقه لاحقا، وكيف.
اليوم الانتخابي لشعبنا حاله حال يوم اكيتو حيث ترفرف الاعلام القومية والحزبية وتصدح الاغاني وتعلو الاصوات ويشتد التصفيق وترتفع نبرة الخطاب القومي ويصل الحضور الاعلامي مدياته الاقصى وليخبو ذلك في اليوم التالي لينام الشعب 364 يوما ليصحو في اكيتو اللاحق.
وكذا الامر مع يوم الشهيد.

هكذا ايضا هو يومنا الانتخابي حيث الفترة الانتخابية تكون مكتضة بالندوات والاعلانات وادعاءات الانجازات والمفاخر النضالية (معظمها وهمية او تضليلية) والخطابات الفوبيوية والشعبوية والوعود وقطع عهود الشرف والدم بين المرشحين والناخبين وووووو
وفي اليوم الثاني لنتائج الانتخابات يباشر عضو البرلمان باستلام امتيازاته بكل اشكالها، ويذهب الناخب ليواجه تحديات حياته اليومية الفردية والعائلية والمجتمعية والقومية سواء في مجال الاجابة واسشراق المستقبل الغامض او متطلبات اللحظة الانية.
فكلام الحملة الانتخابية تمحوه الامتيازات البرلمانية.
وليتكرر الامر بعد اربع سنوات من النوم والسبات حيث يستيقظ في موسم انتخابي لاحق المرشحون بشعارات وسقف اكثر ارتفاعا وبصوت ونبرة اعلى، لتستيقظ على وقعها الجماهير المتناقصة في الوطن والمتزايدة في المهجر لتطلب على صفحات الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي ولتخرج في شوارع الاوطان البديلة في مشارق الارض ومغاربها مطالبة بحقوقها ووجودها ومستقبلها في الوطن المهجور الذي يسمونه "محتلا"!!!


خيار حدده الناخبون بناء على ولاء حزبي في مدرسة حزبية من محرماتها ان تاتي باسئلة مثل: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟
خيار يستنتخ تجربة القائد الاوحد الذي باتت الامة بعده عاقرا لا تنجب. قائد اوحد تحرم مناقشته في زمن بات الناخبون انفسهم يناقشون في الذات الالهية ولكنهم ممنوعون من نقاش الذات القائدية. وان تجرا احد وفعل فالويل والثبور من الجيوش الاكترونية الجرارة الى قاموس يفوق بقذارته قواميس السياسات والاعلام العروبي، ومفردات يعجز طه حسين عن استنباطها مثل المنبطحون والمستكردون والمتاشورون والمتكلدنون ووو
خيار انتخابي ينعكس في اداء انتخابي رخيص لا يتوقف عند حدود الولاء للحزب او القائد بل يتعداه الى تسقيط الاخر بكل الطرق والاساليب المتاحة واللاشرعية في الحياة الواقعية او الافتراضية على الانترنت. كيف لا وشعبنا هو من اكثر الشعوب استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي (اذا ما قورن مستخدميه بعدده).
كما لا يتوقف عند العامة بل اعضاء برلمان حاليين ورؤساء قوائم واحزاب و"نخب" ايضا.
خيار انتخابي باتت الحملة الدعائية من صور وملصقات وندوات وزيارات غير ذات معنى من حيث انها لا تؤثر شيئا في خيارات الناخبين لانها محسومة سلفا.

اني اعلنها جهارا وللتاريخ اذا كانت ما نراه من حملات واداء اعلامي وانتخابي لقوائم شعبنا ومناصريهم تمثل اخلاقيات وصورة شعبنا فاني براء براء براء من هذا الشعب.

بالتاكيد هناك استثناءات (للاسف قليلة وغير مؤثرة) سواء على مستوى القوائم او المرشحين او الناخبين.
وفي المقابل هناك من كان وما زال له الدور الاكبر في هذه الممارسة التي تراكمت اساليبها وقذاراتها منذ اطلقها عام 1992 عندما منح لنفسه حق منح او سحب ليس فقط صفة النضال القومي او الوطني من الاخرين عبر تخوينهم وتسقيطهم سياسيا وصولا الى محاولة اغتيالهم جسديا (في المنصورية في شباط 1994)، بل وسحب الهوية والانتماء القومي من المقابل المختلف معه سياسيا.
وما زال التسقيط والتخوين مستمرا واتسع عموديا وافقيا واصابت عدواه اخرون.
(وحيث ان الشيء بالشيء يذكر، فانه تعود بي الذاكرة الى المركز الثقافي الاشوري في دهوك بعد انتخابات 1992 حيث حددت الكوتا خمسة اعضاء برلمانيين ولكن البعض كان يصر ان لنا فقط اربعة اعضاء في البرلمان هم قائمة الزوعا حيث اسقطوا الهوية القومية الاشورية من السيد اغاجان. في المقابل كنت اقول ان لنا ستة اعضاء هم خمسة في الكوتا والشهيد فرنسو حريري رئيس الكتلة الصفراء الذي جاء الى الحياة اشوريا فكيف اسحب منه هويته القومية بسبب انتماءه السياسي، علما ان لا احد يزايدن على وفاءه واخلاصه ونضاله القومي فهو خدم وقدم اكثر من الاخرين ممن سمحوا لانفسهم سحب والغاء هويته وانتماءه القومي.)

لاجل هذا وذاك جاء عنوان مقالي: من لا انتخب؟ وليس: من انتخب؟
عنوان تعمدت اختياره من اجل محاولة (اظنها يائسة) لتحريك العقل الراكد الذي وهبه الله لنا للاسترشاد به ولكن الكثير منا قرر الغاء وجوده والتحول الى روبوت يتلقى وينفذ دون ان يناقش ويستفسر.
محاولة (متيقن من كونها يائسة) لياخذ الشعب المبادرة ويمارس حقه في مسائلة من يدعون تمثيله عن طريق عدم انتخاب من خان الامانة وفشل في المهمة او لا يبدو قادرا على الايفاء بها في حال انتخابه.

في المانيا حيث اضطررت مع عائلتي اللجوء اليها بعد محاولة الاغتيال التي تعرضت لها عام 1994 التحق ابنائي بالدراسة واكمل ثلاثة منهم، بنعمة الرب، دراستهم الاكاديمية بدرجة ماجستير، اثنان منهم في العلوم السياسية.
تعلمت منهم الكثير.
واحد اهم ما تعلمته هو انه قبل اتخاذ القرار والخيار في موضوع ما، فاني اضع جدولا بعمودين متقابلين: احدهما (Pro) اي (مع او لصالح) والاخر (Contra) اي (بالضد) وبالموازنة بينهما يتم الاختيار.
اي ليس هناك موقف مسبق او ايهام وتضليل للذات باخفاء ما قد يكون (مع) او (بالضد) بغاية الوصول الى خيار حددته مسبقا او اوجه الامور للوصول اليه.
بهذه المنهجية والمفاضلة بين (Pro) و(Contra) قمت بتحديد الكثير من الخيارات في الكثير من المواقف التي مررت بها، وبهذه المنهجية ساقوم بتحديد خياري الانتخابي بين القوائم المتنافسة، ولكن على اساس (من لا انتخب؟) لان سؤال (من انتخب؟) ليس على طاولة حوار شعبنا، الحوار المفقود اساسا.
ساشارككم هذه المفاضلة التي اتمنى ان يسمح لي ضغط الوقت من جهة واشغالي والتزاماتي من جهة اخرى ان انجزها في الايام القادمة قبل يوم السباق الرقمي بين القوائم المسيحية لاحزابنا القومية.
لن اخوض او اقع في فخ الاسماء بل ساكتفي بالـ (Pro) و(Contra) للقوائم. فانا متيقن ان في كل القوائم اشخاص كفوئين يستحقون التقدير والاحترام.
وساقوم بالمفاضلة ومشاركتها تصاعديا بحسب تسلسل ارقام القوائم:
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري 113، اتحاد بيث نهرين الوطني 115، ائتلاف الكلدان 139، ائتلاف الرافدين  144، ابناء النهرين 154، بابليون 166
اتمنى ان اقوم بذلك ابتداء من مساء هذا اليوم، فالى اللقاء.
تحياتي

ملاحظة: لا ادري ان كان من حقي ان احلم بحوار حضاري متمدن بعيدا عن التسقيط والشخصنة والشتائم. فحتى احلامنا باتت رهينة البعض.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا دهوك
5 ايار 2018

52
استفسارات انتخابية: من يمسك الملف الامني لبلداتنا في سهل نينوى؟ وهل حقوقنا منقوصة؟

من البديهي ان ينشر المرشحون اعلانات انتخابية تتضمن فقرات من برامجهم الانتخابية التي يسعون لتحقيقها، او فقرات مما "انجزوه" في نشاطهم السياسي السابق كاعضاء في البرلمان او الحكومة او الاحزاب او المؤسسات وغيرها.
من هنا فان نشر السيد يوناذم كنا لهكذا منشورات او بوسترات هو حق مشروع لا يجادلن احد فيه.
ومن متابعتي للمنشورات المختلفة لمختلف المرشحين وجدت المنشورين ادناه على احدى الصفحات المروجة للسيد كنا.
اود التعقيب وفتح النقاش عنهما والذي اتمناه موضوعيا، فاقول:
اولا: في احد المنشورات (انشره ادناه) يفتخر السيد كنا بمسك الملف الامني في بلداتنا بسهل نينوى، في اشارة واضحة الى وحدات سهل نينوى. جيد جدا وعاشت ايدك.
ولكن ادناه الحقائق على الارض بمن يمسك الملف الامني في كل بلدة من بلداتنا في سهل نينوى:
بغديدة وكرمليس: وحدات حماية سهل نينوى
منطقة برطلة: الحشد الشعبي الشبكي
(وهو يمارس ويغطي ويحمي التجاوزات وفرض التغيير الديموغرافي على برطلة السريانية التي بات الساسة الشبك يسمونها بعاصمة الشبك، وحيث الاعلام الطائفية الشيعية وصور الامام الخميني وخامنئي ترفرف في مداخلها وعلى احياءها ومؤسساتها. احدى الصور نشرتها سابقا واعيد نشرها ادناه)
منطقة بعشيقة وبحزاني: الحشد الشعبي.
تلكيف: كتائب بابليون
باطنايا: كتائب بابليون
باقوفا: الاساييش
تللسقف: الاساييش
القوش: الاساييش

طبعا بالاضافة الى تواجد الجيش العراقي في مناطق الحكومة المركزية والبيشمركة في مناطق سيطرة الاقليم.
وحيث ان السيد كنا لم ولا ولن يكذب ابدا، لذلك فانا اصدق قوله بان شعبنا (من خلال وحدات حماية سهل نينوى) بات يمسك بالملف الامني في بلداتنا،
عليه يحق لي ان استنتج وفق تصريح السيد كنا ان برطلة، بعشيقة، بحزاني، تلكيف، باطنايا، تللسقف، القوش ليست بلداتنا او ليست في سهل نينوى. وان بغديدة وكرملس هي فقط بلداتنا وهي فقط في سهل نينوى. (بالمناسبة ان السيد جوني يعقوب، عضو برلمان كردستان عن الزوعا سبق وان نشر في 19 اذار على صفحته الصورة والتعليق المنشور ادناه قائلا: (بخديدا بيت الأمة، وحدات حماية سهل نينوى حماة بيت الأمة. تذكار مار قرياقوس – بخديدا) وحينها استفسرت: وهل برطلة وبعشيقة وبحزاني وتلكيف وباطنايا ليست بيوت الامة؟ ولكني وكالعادة لم اتلق الجواب بل الاساءات والشتائم!!!)
انا اصدق يوناذم الذي لم ولا ولن يكذب.
وانا اكذب الجغرافيا والحقائق على الارض التي لا ولم ولن تصدق.

ثانيا: في منشور اخر يقول السيد كنا اننا (يعني شخصه والزوعا) لا يقبلون بحقوق ناقصة لشعبنا.
قائمة الحقوق المنقوصة التي مررها البرلمان بوجود السيد كنا طويلة وعريضة ولا يتسع المجال لذكرها.
ساكتفي باحداها كونها متعلقة بالانتخابات، وهي ان العضو المسيحي في مفوضية الانتخابات لا يمتلك حق التصويت.
وهنا ايضا، حيث ان السيد كنا لم ولا ولن يكذب ابدا او يدعي ما هو غير موجود او غير متحقق، فاني اصدقه واصدق ان عدم امتلاك العضو المسيحي حق التصويت ليس انتقاصا لحقوقنا.
واستنتج مع السيد كنا ان سقف حقوقنا في المفوضية هو ان لا نمتلك حق التصويت وهذا متحقق بالجهود الحثيثة والمشكورة للسيد كنا.
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك
3 ايار 2018


53
لماذا يخفي السيد يوناذم كنا محطات في سيرة حياته السياسية؟

ان ينشر المرشح سيرة حياته هو حق، بل وشخصيا اعتبره واجب اخلاقي تجاه الناخبين.
من هنا فان نشر السيد يوناذم كنا لسيرته الشخصية (كما الكثير من المرشحين) هو حق مشروع لا غبار عليه.
ولكن ان ينشر السيد كنا سيرته مبتورة وناقصة فان ذلك هو تضليل للناخبين واساءة وعدم احترام لهم.
وبذلك يصبح الامر مريبا ومثيرا للاسئلة وعلامات الاستفهام التي يعرف اجاباتها الجيل الذي بعمر السيد كنا وعاصر الاحداث وتابعها، ولكن لا تعرفها الاجيال الناشئة والذين هم الخزان الانتخابي الكبير الذي يسعى السيد كنا الى كسب اصواته عبر تضليله بشتى الطرق ومنها حجب مراحل ومحطات واحداث من سيرته الشخصية.
وهذه تسيئ وتنتقص من ما تبقى للسيد كنا من مصداقية، مثلما هي اساءة سلوك من المرشح الذي يفترض ان يحترم شعبه ويكون شفافا معه.
السيد كنا لم يذكر في سيرته الشخصية التي نشرها انه كان في بداية السبعينات من الاعضاء الناشطين في الحزب الديمقراطي الكردستاني وناشطا في اتحاد طلبة الحزب في جامعة السليمانية.
ولم يذكر انه كان من مرافقي وحماية المرحوم كيو مالك جكو رئيس اللجنة العليا لشؤون المسيحيين التي شكلها حينها الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ولم يذكر انه بعد انهيار الثورة الكردستانية بعد اتفاقية الجزائر 1975 طلب الاستفادة من "العفو" الذي اصدره حينها النظام، وليكون السيد كنا واحدا من الكثيرين الذين اطلق عليهم النظام تسمية "العائدون الى الصف الوطني".
ولمن لا يعلم فان "العائدين الى الصف الوطني" كان النظام يعاملهم بالسوء والعقاب وظيفيا ومهنيا ودراسيا وان الكثيرين منهم تم نفيهم الى المحافظات الجنوبية.
استثنى النظام من هذه العقوبات من قبلوا الالتحاق بالنظام واجهزته الحزبية والامنية، واحدهم كان السيد يوناذم كنا حيث منح بعد تخرجه من كلية الهندسة رتبة ملازم احتياط في الجيش الصدامي، وهي رتبة لم تمنح حينها او بعدها الى خريجي كليات الهندسة الا ممن كانوا بعثيين.

كاتب هذا المنشور هو مهندس خريج كلية الهندسة جامعة بغداد ولكني لم امنح رتبة ملازم احتياط لسبب بسيط هو اني لم اكن بعثيا.
هذه وغيرها معروفة لمن عاصر الاحداث حينها ولكنها غائبة عن الاجيال اللاحقة والحالية.
وهذه وغيرها تؤكد لنا المؤكد الذي نشرته العديد من الجرائد (الحوزة، البينة، هاولاتي، الخ..) التي اتهمت السيد كنا بعلاقات استخبارية مع النظام السابق.
ولكن السيد كنا تعمد اخفاء هذه المحطات لعدم اثارة الاسئلة لدى الاجيال التي تجهلها وهو يسعى لكسب اصواتها.
بالتاكيد فان الانتماء الى الديمقراطي الكردستاني ليس عيبا او انتقاصا. فالديمقراطي الكردستاني ضم وما يزال يضم قياديين وكوادر واعضاء ومناصرين من ابناء شعبنا.
وبين قيادييه من عمل وناضل واستشهد خادما لشعبه كالشهيد المرحوم فرنسو حريري الذي لا يزايدن احد على تفانيه القومي وما انجزه من تشريعات في البرلمان الكردستاني حين كان رئيسا لكتلة البارتي في الدورة الانتخابية الاولى.
وبين قيادييه وكوادره الحاليين من هم ملتزمون ومستمرون في خدمة شعبنا وقضيته بما في استطاعتهم.
ولكن العيب كل العيب ان يقوم المرشح السيد كنا باخفاء هذه المحطات بشكل يثير الريبة والتساؤلات.
بالعودة الى الموضوع، فانه وحتى بعد تسريح السيد كنا من الخدمة العسكرية الى الحياة "المدنية" فانه بقي يتمتع بامتيازات استثنائية مثل اجازة حمل السلاح، وكاتب المقال شاهد على ذلك حيث كنت شماسا اثناء افتتاح كنيسة مارت شموني في كورى كافانا التي "تبرع" ببناءها السيد كنا الذي كان يرتاد القرية لمتابعة الاعمال وشارك في مراسيم الافتتاح والمسدس على خاصرته.
ومن الامتيازات الاخرى التي يقال عنها ان داره في كركوك لم يتم حجزها من قبل النظام بعد "التحاقه" بالكفاح المسلح عام 1985 في حين تم حجز املاك عائلة الشهيد يوسف توما زيباري في كركوك.
ناهيك عن حريته في التحرك بعد اعتقال الشهداء يوبرت ويوسف ويوخنا الى حين التحاقه بالمناطق المحررة من النظام وكما هو وارد في التقرير الخطي الذي كتبه السيد فردريك متي المقيم حاليا في استراليا. (بالمناسبة فان البارتي كان الحزب الذي قاد الثورة الكردستانية التي حررت هذه المناطق ووفرت الفضاء والجغرافيا للمعارضة العراقية من مختلف القوى والتوجهات والهاربين من النظام وبينهم السيد كنا ايا كانت اسباب وغايات التحاقه).
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – دهوك
2 ايار 2018

54
متابعة انتخابية: اتحاد بيت نهرين الوطني وابناء النهرين يوافقان على المشاركة في المناظرة الانتخابية

بتاريخ 16 نيسان دعوت قوائم شعبنا المتنافسة على الكوتا الى اجراء مناظرة انتخابية اقوم بادارتها في دهوك (وربما تلحقها اربيل وسهل نينوى) ويحضرها الراغبين من ابناء شعبنا وتغطيها الوسائط الاعلامية المتابعة والمتاحة.
اشترطت في الدعوة ان يكون المشارك اما رئيس القائمة او مرشح مخول بالمشاركة والتحدث باسم القائمة.
واشترطت ايضا ان تبدأ المناظرة بمصافحة الجميع للجميع وتنتهي كذلك.
اثنتان فقط من القوائم ابدتا الاستعداد للمشاركة وبكل رحابة صدر، وهما: قائمة اتحاد بيث نهرين الوطني (رقمها 115)، وقائمة ابناء النهرين (رقمها 154).
حيث وافقت القائمتين بشخص رئيسيهما السيد صباح ميخائيل برخو والسيد ميخائيل بنيامين داود على المشاركة، ورفضت قائمة المجلس الشعبي المشاركة دون ابداء الاسباب، في حين لم تعلن ايا من القوائم الاخرى رفضها او قبولها.

وحيث اني كنت قد قررت ان المناظرة سنعقدها بمشاركة ثلاثة قوائم على الاقل، فاني اعتذر عن ادارة مناظرة بين قائمة اتحاد بيث نهرين الوطني وابناء النهرين، الا اذا اتفقت ورغبت القائمتين بعقدها بمشاركتهما الثنائية فقط بالتاريخ الذي يتفقان عليه، فحينها اكون بالتاكيد تحت تصرفهما لادارة المناظرة بكل محبة ورحابة صدر.
طبعا الباب مفتوح لعقد مناظرة بثلاثة قوائم على الاقل في حال موافقة قائمة اخرى في اليومين القادمين على المشاركة.
ملاحظة لا بد منها:
جاء ترحيب وتاييد وموافقة اتحاد بيث النهرين الوطني وابناء النهرين على المناظرة والمشاركة فيها اعتمادا على:
•   ان المناظرات هي احترام للشعب والناخبين وحقهم في الحوار والمناقشة مع القوائم المتنافسة.
•   ان المناظرات هي اغناء للحوار السياسي بين مختلف توجهات شعبنا وبينها وبين ابناء شعبنا، خاصة وان قضيته واستحقاقاته وتحدياته لا يمكن لاية جهة تحملها لوحدها.
•   ان المناظرات تخلق حالة من التقارب المبني على الاحترام المتبادل بين مختلف القوائم والتوجهات وهو امر مطلوب لاي جهد جماعي في البرلمان وخارجه.
•   ان المناظرات ستساهم في استعادة الاداء السياسي لشعبنا لنضوجه وترفعه عن المهاترات والتسقيط الذي بات ظاهرة تطبع الاداء السياسي والاعلامي لشعبنا بما يشوه صورته الموروثة والتقليدية من النزاهة والمصداقية والاخلاقية.
•   ان المناظرات بين قوائم شعبنا سترفع الاداء السياسي له واحترامه امام القوى والتوجهات والشعوب الاخرى التي نتقاسم معها الوطن من خلال كونها سابقة وقدوة للاخرين.
•   ان القوائم المشاركة في المناظرة تمتلك الثقة بالنفس وببرامجها وامكاناتها على التعبير عنه ومناقشته، فمن يخاف او يتردد او يفتقر الى الامكانية في مناقشة برنامجه مع شعبه وناخبيه ومع زملاءه من ابناء شعبه كيف نتوقع منه ان يفعل ذلك في البرلمان وبين الحيتان.

اشكر قائمتي اتحاد بيث نهرين الوطني ورئيسها االسيد ميخائيل برخو، واشكر قائمة ابناء النهرين ورئيسها السيد ميخائيل بنيامين واتمنى لقائمتيهما ولشخصيهما الكريمين التوفيق في خدمة شعبنا.
والى فرص اخرى حين يبلغ احترام السياسيين لشعبهم ويبلغ نضوجهم وشعورهم بالمسؤولية واحترامهم المتبادل فيما بينهم مستوى يمكن معه اجراء المناظرات في محطات انتخابية اخرى.

تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 29 نيسان 2018

55
دعوة الى مناظرة انتخابية لقوائم شعبنا

يتوجه العراقيون، وبينهم ابناء شعبنا، الى الانتخابات في 12 ايار القادم لانتخاب اعضاء البرلمان في دورته الجديدة.
•   وحيث ان البرلمان هو اعلى سلطة تشريعية في العراق،
•   وحيث ان شعبنا شعب اصيل في الوطن فانه متوقع منه وله ان يشارك في بناء مستقبل وطنه كما شارك في بناء تاريخه،
•   وحيث ان شعبنا يعاني من الافتقار الى المساواة والعدالة في التشريعات العراقية، مثلما في بقية المجالات الحياتية التي يتطلب التعامل معها تشريعيا،
•   وحيث ان العملية الانتخابية هي عملية لا تنحصر بيوم الانتخابات فقط، بل تنطلق مع اقرار القانون الانتخابي واعلان المشاركين، افرادا واحزابا وتحالفات، وتبنيها لبرامجها الانتخابية واطلاقها لحملاتها الانتخابية،
•   وحيث ان الناخبين لهم الحق في التحاور والنقاش مع المرشحين،
•   وحيث ان القوائم المتنافسة ملزمة باعتماد الصراحة والوضوح مع نفسها ومع شعبها،
•   وحيث ان الجميع، كيانات وقوائم ومرشحين، متعهدون اعتماد الاسلوب الحضاري المتمدن الذي يليق بشعبنا من جهة، وبالسلطة التشريعية التي يسعون للمشاركة فيها من جهة اخرى،
•   وحيث ان شعبنا يسعى الى تعزيز حضوره واداءه النوعي والمتمدن في الحياة السياسية والثقافية وغيرها على مستوى الوطن ايضا، مثلما في البيت الداخلي،
•   وحيث ان اداءنا السياسي والاعلامي يحتاج الى الارتقاء به لما يخدم شعبنا وقضيته التي يتشارك الجميع المسؤولية تجاهها،
•   وحيث ان المناظرات المفتوحة بين المتنافسين تتيح اجواء وفرص متكافئة لتبادل الرؤى والاراء عبر احترام الراي والراي الاخر،
•   وحيث ان المناظرات هي من اكثر الاساليب المعتمدة في الدول الديمقراطية في المنافسات والانتخابات الرئاسية او البرلمانية او البلدية،

فاني ادعو الاحبة في القوائم المتنافسة من ابناء شعبنا الى مناظرة مفتوحة اقوم بادارتها في احدى القاعات في دهوك (وربما تلحقها اخرى في اربيل وسهل نينوى) وتكون مفتوحة للحضور من ابناء شعبنا ووسائله الاعلامية الراغبة.

ملاحظات:
1- لا شروط مسبقة للتهيئة للمناظرة او لمسارها، فيما عدا شرطان:
الاول: ان القائمة المشاركة تتمثل برئيس القائمة او احد المرشحين المخولين رسميا للمشاركة باسم القائمة.
ثانيا: تبتدأ المناظرة بالمصافحة المتبادلة بين كل المشاركين، وتنتهي بمصافحة متبادلة بينهم.
2- التفاصيل التقنية من حيث الموعد والمكان وفترة المناظرة يتم الاتفاق عليها لاحقا بين المشاركين بعد اعلان مشاركتهم
3- نرجو من القوائم الراغبة بالمشاركة ارسال رسالة الكترونية على ايميلي الشخصي: youkhana@web.de
4- اخر موعد لاعلان المشاركة من عدمها هو منتصف ليلة الاحد \ الاثنين 22 \ 23 نيسان 2018

تحياتي ومجبتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 15 نيسان 2018

56
دعوة الى مناظرة انتخابية لقوائم شعبنا

يتوجه العراقيون، وبينهم ابناء شعبنا، الى الانتخابات في 12 ايار القادم لانتخاب اعضاء البرلمان في دورته الجديدة.
•   وحيث ان البرلمان هو اعلى سلطة تشريعية في العراق،
•   وحيث ان شعبنا شعب اصيل في الوطن فانه متوقع منه وله ان يشارك في بناء مستقبل وطنه كما شارك في بناء تاريخه،
•   وحيث ان شعبنا يعاني من الافتقار الى المساواة والعدالة في التشريعات العراقية، مثلما في بقية المجالات الحياتية التي يتطلب التعامل معها تشريعيا،
•   وحيث ان العملية الانتخابية هي عملية لا تنحصر بيوم الانتخابات فقط، بل تنطلق مع اقرار القانون الانتخابي واعلان المشاركين، افرادا واحزابا وتحالفات، وتبنيها لبرامجها الانتخابية واطلاقها لحملاتها الانتخابية،
•   وحيث ان الناخبين لهم الحق في التحاور والنقاش مع المرشحين،
•   وحيث ان القوائم المتنافسة ملزمة باعتماد الصراحة والوضوح مع نفسها ومع شعبها،
•   وحيث ان الجميع، كيانات وقوائم ومرشحين، متعهدون اعتماد الاسلوب الحضاري المتمدن الذي يليق بشعبنا من جهة، وبالسلطة التشريعية التي يسعون للمشاركة فيها من جهة اخرى،
•   وحيث ان شعبنا يسعى الى تعزيز حضوره واداءه النوعي والمتمدن في الحياة السياسية والثقافية وغيرها على مستوى الوطن ايضا، مثلما في البيت الداخلي،
•   وحيث ان اداءنا السياسي والاعلامي يحتاج الى الارتقاء به لما يخدم شعبنا وقضيته التي يتشارك الجميع المسؤولية تجاهها،
•   وحيث ان المناظرات المفتوحة بين المتنافسين تتيح اجواء وفرص متكافئة لتبادل الرؤى والاراء عبر احترام الراي والراي الاخر،
•   وحيث ان المناظرات هي من اكثر الاساليب المعتمدة في الدول الديمقراطية في المنافسات والانتخابات الرئاسية او البرلمانية او البلدية،

فاني ادعو الاحبة في القوائم المتنافسة من ابناء شعبنا الى مناظرة مفتوحة اقوم بادارتها في احدى القاعات في دهوك (وربما تلحقها اخرى في اربيل وسهل نينوى) وتكون مفتوحة للحضور من ابناء شعبنا ووسائله الاعلامية الراغبة.

ملاحظات:
1- لا شروط مسبقة للتهيئة للمناظرة او لمسارها، فيما عدا شرطان:
الاول: ان القائمة المشاركة تتمثل برئيس القائمة او احد المرشحين المخولين رسميا للمشاركة باسم القائمة.
ثانيا: تبتدأ المناظرة بالمصافحة المتبادلة بين كل المشاركين، وتنتهي بمصافحة متبادلة بينهم.
2- التفاصيل التقنية من حيث الموعد والمكان وفترة المناظرة يتم الاتفاق عليها لاحقا بين المشاركين بعد اعلان مشاركتهم
3- نرجو من القوائم الراغبة بالمشاركة ارسال رسالة الكترونية على ايميلي الشخصي: youkhana@web.de
4- اخر موعد لاعلان المشاركة من عدمها هو منتصف ليلة الاحد \ الاثنين 22 \ 23 نيسان 2018

تحياتي ومجبتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 15 نيسان 2018

57
كما لكل فارس كبوة ولكل كاتب هفوة، كذلك للخال الكاتب والمحلل تيري بطرس كبوته وهفوته
نعم خالو العزيز.
مقالك القيم، كما كل مقالاتك وكتاباتك، ناقش موضوعا، او بالاحرى سلوكا، سائدا في "الحوارات" السياسية لشعبنا وقضاياه المهمة والمصيرية حيث عندما نضع الاسئلة الحيوية عنها للحوار وتبادل الاراء والرؤى فان الكثيرين، بل معظم، المحاورين يغيرون دفة النقاش الى الشخصنة وتسقيط الكاتب والاساءة والشتيمة اليه وغيرها من الاساليب السوقية العروبية عوض نقاش الموضوع وتقديم الاجابات ومقارعة الحجة بالحجة والارتقاء بمضمون الحوار وتطويره.
مثلما تفتح افواه اكياس القمامة للاساءة الجمعية الى شعوب باكملها صبيانا ونساء ورجالا وشيوخا.
شخصيا وعلى مدى العقدين الاخيرين واكثر من الكتابة الحوارية في الشان القومي، سواء في امور البيت الداخلي، او المتعلق بالمحيط الذي نعيش فيه وظرفنا الذاتي والموضوعي، هذه الكتابات التي كنت وما ازال ادعمها بالارقام والوقائع وغيرها دون ان ادعي يوما امتلاك الحقيقة او احتكارها او السعي لفرضها قسريا او لوي عنقها، كنت ادعو دوما الى نقاش الموضوعات وتقديم الاجابات وتطوير الافكار، ولكن، وا اسفاه، لم اجد غير المسبة والشتيمة والتخوين وتهم علب السردين المعلبة الجاهزة. طبعا مع بعض الاستثناءات من كتاب وناشطين لهم مني كل المحبة والاحترام.
وقد اشرتم في مقالكم الى امثلة للتساؤلات والاسئلة المهمة التي تنتظر الاجابة وليس الشتيمة، مثلما اشرتم الى بعض اسباب ذلك.
الى هنا لا تحفظ او اختلاف لي مع مقالكم الاخير مضمونا وشكلا.
ولكن ما اجده شخصيا كبوة في مقالك هو تخصيصك مساحة كبيرة منه للاشارة والحديث عن "ناشطين او كتاب قوميين" تحت صفريين او صفريين من الفوبويين ممن لا ارتباط لهم بالوطن ولا هم واهتمام لهم بمصير شعبهم في الوطن. فالشعب والوطن عندهم هو تجارة مربحة" للحضورالاعلامي" والسياحة السياسية عبر القارات. وهم من دون وازع ضمير او شعور بالمسؤولية دفعوا شعبنا للانتحار الجماعي باغلاق اي باب للمستقبل في الوطن وبالمحرقة الثقافية وانصهار وفقدان الهوية في المهجر.
لقد قلت سابقا واكرر نفسي الان، اني شخصيا لم ولن اشير او اتحاور مع مؤسسات او احزاب او اشخاص تحت صفريين او صفريين لاني بذلك اعطيهم قيمة موجبة غير صفرية.
اتمنى ان لا تعطي قيمة موجبة للتحت صفريين والصفريين من خلال اشارتك اليهم او مناقشتك نفاياتهم من افرازات ونتائج داء الفوبيا. ولكني احترم رايك اذا لم تتفق معي.
تحياتي لشخصكم ولقلمكم.

58
اراء انتخابية (1): رسالة محبة مفتوحة الى الزوعا وابناء النهرين والوطني
(اسميت الموضوع اراء انتخابية (1) لانه ربما تلحقه مواضيع اخرى متعلقة بالانتخابات.)

الاخوة الاحبة في التحالفات والكيانات المتنافسة ضمن الكوتا المسيحية
•   مع اقرار يوم 12 ايار القادم موعدا لاجراء انتخابات مجلس النواب العراقي لدورته الجديدة،
•   ومع انتهاء فترة تسجيل الكيانات والتحالفات السياسية التي ستخوض الانتخابات والتي نتمنى لها النجاح في خدمة المواطن والوطن،
•   دخلت هذه الكيانات مرحلة اختيار المرشحين الذين نامل ان تتم تسميتهم على اسس الكفاءة والمؤهلات والشعور والالتزام بمصلحة شعبنا، ونتمنى عدم تكرار اخطاء الترشيحات السابقة (غالبيتها بوعي) حيث الولاءات والمصالح الشخصية والحزبية كانت المتحكمة، وحيث بات مثلا النادل في البارات المفتقر لاية خبرة ودراية سياسية (لا انتقص من قيمة اي عمل او مهنة ولكن لكل منها مجالها) متحدثا باسم الشعب بلغة تتسم بالسفاهة ولا تليق بعضو برلمان يمثل شعب متحضر، او كان "ممثل" الشعب غائبا عن حياة وواقع بل وذاكرة الشعب (مثلا، شخصيا رغم متابعاتي كنت قد نسيت ان الدكتور لويس كارو هو عضو برلمان و"ممثل" لشعبنا، ولم اتذكره الا بعد ان وجدت اسمه وتوقيعه في الايام السابقة على طلب مقعد للارمن)، وغيرها مما يمكن توصيفه (بالشخص غير المناسب في المكان غير المناسب) وهو الامر الذي ادى الى اخفاق تام في تحقيق تشريعات لصالح شعبنا، باستثناء بعض محاولات تستحق التقدير من قائمة الوركاء،
•   ودخلت هذه الكيانات مرحلة اعداد واعلان برنامجها الانتخابي الذي نتمناه ان لا يكون مجرد ورقة روتينية او حشو وتكرار انشائي او نسخ لصق (copy paste) فيكفينا الفشل التام الى اليوم، حيث نكتفي بمثال مطلب محافظة سهل نينوى التي ملا بها الزوعا والمجلس الشعبي الدنيا زعيقا وضجيجا ولكن لم يتحركوا وعلى مدى 8 سنوات (دورتين برلمانيتين) اي شيء تحت قبة البرلمان من اجلها. نتمنى ان تكون البرامج الانتخاببية برامج واقعية نابعة من فهم المرحلة وتحدياتها ومتطلباتها من جهة، وامكانية تحقيقها من جهة اخرى، وبالتاكيد ايمان وقناعة المرشحين بها ليلتزموها،

وبعد الترشيحات والبرنامج الانتخابي ستدخل هذه الكيانات مرحلة الحملة الانتخابية التي نتمناها نظيفة نزيهة بعيدة عن التسقيط والتخوين خاصة بعد ان تم منذ الانتخابات السابقة انجاز صفقة غلق ملف المشمول باجتثاث البعث وشراء براءته بثمن سياسي دفع شعبنا ثمنه، فنتمنى ان تكون الحملة القادمة نزيهة شفافة راقية بقدر ما نصور انفسنا شعبا راقيا،
ليلحقها يوم الانتخابات الذي نتمنى ان يشارك شعبنا في الوطن والمهجر فيه ليس من منطلق الالتزام الشخصي او العشائري او الكنسي او الحزبي بل من منطلق المسؤولية القومية والوطنية،
لتليها مرحلة اعلان الفائزين والتي نتمنى ان تكون نزيهة شفافة لا مؤامرات فيها كما حصل في المؤامرة المفضوحة على السيد خالص يشوع في الانتخابات السابقة،
ولنتمنى بعدها ان يتم احترام النتائج والالتزام بها والتعاون بين الجميع ودعم الفائزين لتحقيق ما يمكنهم من برامج وتشريعات لشعبنا،

فأقول بعد هذا الى الاخوة والاحبة تحديدا في احزاب الزوعا وابناء النهرين والوطني:
لست اشك في اخلاص الكثيرين من اعضاء قياداتكم وكوادركم وقواعدكم للمصلحة القومية والوطنية لشعبنا.
ولست اشك في ادراككم الوضع المزري الذي يعيشه شعبنا ومدى الحاجة الى العمل والجهد الجماعي.
ولكني اشك تماما في فهمكم للواقع الجيوالسياسي والديموغرافي لشعبنا الذي يشكل قاعدة هذا العمل اذا ما اردناه ان يكون مثمرا وايجابيا.
كما اشك تماما في شعوركم بالمسؤولية القومية بعيدا عن الشعاراتية الشعبوية والفوبيوية والغرائزية واللامسؤولية التي اتسمت بها معظم مواقفكم وتصريحاتكم منذ اكثر من عقدين والى اليوم.

ولاني لا اريد البقاء في دائرة الشك، بل واتمنى ان اكون خاطئا في حكمي، ولن اشعر بالحرج مطلقا في الاعتذار عنه اذا ما ثبت خطأي.
فاني اسعى من خلال هذا المقال الى قطع الشك باليقين، ولاجل ذلك ساتناول موضوعة متعلقة بالبرامج الانتخابية، وربما ساعود لاحقا باراء انتخابية سواء بشكل مقالات او منشورات (ومضات) على الفيسبوك الشخصي.

اعلنتم بملء الفم وفي اكثر من مناسبة وموقع انكم ترفضون اسم كردستان.
بل وان احدهم الذي بات لاحقا عضو قيادي بينكم اعتبر اسم كردستان جينوسايد.
هذا رايكم ومن حقكم واحترمه ولست اناقشكم فيه.
وانا لي رايي وهو ايضا من حقي واتوقع منكم احترامه.
ولكني اريد ان اتاكد هل انتم ساسة ملتزمين مواقف وبرامج ام رادود (الذي يردد في المواكب الحسينية) ومهيجي غرائز ومؤججي مشاعر في بازار فوبيوي يدفع الشعب ثمنه.

ترفضون اسم كردستان. حسنا.
ولكن اسم اقليم كردستان اسم دستوري بحسب دستور العراق الذي تلتزمونه وتدعون الجميع لالتزامه.
والبرلمان الاتحادي هو الوحيد الذي يحق له اقتراح تعديلات على الدستور.
وانتم تخوضون الانتخابات بهدف وطموح مشروع ان تكونوا اعضاء في هذا البرلمان.
وانتم تدعون شعبنا للتصويت لكم وانتخابكم على اساس برنامجكم الانتخابي.
ومن حق هذا الشعب ان يطالبكم ان تكونوا صادقين معه.
ومن حقنا في هذه الحال وهذا الشأن ان نطلب منكم ان يتضمن برنامجكم التزاما بالعمل على تعديل دستوري بتغيير اسم كردستان.
وبعكسه فعليكم التراجع بطريقة او باخرى عن هذا الموقف المعلن منكم.
وبخلاف ذلك من حقي ان اعتبر شكي يقينا بانكم مهيجي غرائز ومؤججي مشاعر وتفتقرون الى المسؤولية القومية في مواقفكم التي يدفع الشعب ووجوده ومستقبله ضريبتها.
انكم مخيرون ايها الاحبة بين النخبوية والشعبوية.

والى الان فقد اخترتم ومارستم الشعبوية التي لم تقدم اية ثمار واقعية ملموسة لشعبنا.
فهل تراجعون اداءكم وتختارون النخبوية التي يجب ان يتحلى بها من يدعي ويلتزم قيادة شعبه.
كثيرة هي متطلبات النخبوية وفي مقدمتها الصراحة مع الذات ومع المؤسسة ومع الشعب، والتعامل مع الواقع وحقائقه مهما كانت، فكيف تغير او تطور واقع ما اذا كنت مفصوما عنه اساسا!!

معذرة ولكني اتحدث معكم بالمنطق وبروح الصراحة والمحبة، وصدقوني بروح الحرص على مصداقيتكم التي هي بالتاكيد مهمة لشعبنا.
صدقوني ان احد اسباب تراجع قضيتنا، حيث اصبحنا شعب يحتضر وينتحر، هو عدم وجود رقابة ومتابعة ومسائلة جماهيرية وشعبية لتصريحات ومواقف القيادات السياسية القومية وكذلك الكنسية.
لقد اجتررتم تجربة البعث الصدامي، حيث جذور ونشئة العديد منكم، وحولتم كوادركم وقواعدكم ومناصريكم الى مصفقين ومهللين يقدمون الطاعة والسجود للقائد الاوحد الذي بات إلهاً وباتت الأمة عاقرا بعد ولادته.
لقد الغيتم هبة العقل فيهم والغيتم اسئلة: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ متى؟ من قواميسهم وحواراتهم.
ويح لمن يسأل. واذا تجرأ احد وسأل فهو خائن ومستكرد ومستعرب ومنبطح ووووو من مفردات القاموس السياسي المقزز الذي انتجتموه لهذه الامة.
شخصيا ولشدة المي وانا ارى شعبي ينتحر، وانتم حد اسباب الانتحار، فقد قررت ان اتابعكم واحاسبكم واسائلكم على مواقفكم، وهذا، صدقوني، لصالحكم.
لن اكترث بتهم علب السردين الجاهزة التي تطلقوها على من يتجرأ على نقدكم، فقد تعودنا عليها منذ اكثر من عقدين وانتهى تاريخ نفاذ صلاحيتها.
لا يزايدن علي احد في العمل والعطاء لشعبي، واذا كان هناك من مزايد (فردا ام مؤسسة) فليتفضل في مناظرة اعلامية مفتوحة امام الناس وفي الاعلام.

صدقوني ان ما نشرته وانشره وسانشره من متابعات ومواقف وتساؤلات ومساءلات، وبينها هذا المقال، هي لصالحكم، وبالتالي لصالح مستقبل الشعب الذي تنتمون اليه وتلتزمون (او تدعون التزام) العمل لمستقبله.
فالزوعا ورغم كل الضرر والاذى الذي الحقه بشعبنا، ورغم كل الجهد والفرص التي اهدرها بدراية ووعي، ورغم كل المواقف والارتباطات المصلحية والنفعية لقيادته (او قائده) على حساب مصلحة شعبنا، حتى يكاد البعض يقول (والذمة على القائل) ان اثنان اجهضا مستقبل هذا الشعب: البعث والزوعا (بالاحرى صدام ويوناذم). شخصيا اعتقد رغم محورية عامل الزوعا في اخفاق وتردي قضية شعبنا السياسية فان هناك عوامل اخرى لذلك. اقول انه رغم كل ذلك فان الزوعا له ثقله وتاثيره على واقع ومستقبل شعبنا السياسي وله قواعد جماهيرية بينها نسبة كبيرة من الشبيبة القومية التي لا نشك في حرصها واخلاصها وايمانها القومي ولكنها ضحية قياداتها ونتوقع منها ان تمارس حقها (بل واجبها) في تقييم وانتقاد ومسائلة قياداتها، وهذا المقال وغيره هي بهذا الاتجاه.
والاترانايى هو المدرسة القومية التي تربيت فيها وكان اكثر المدارس القومية السياسية نخبوية وامكانات ورؤى سياسية ناضجة وواعية واداء وممارسة اخلاقية قومية، وهي المدرسة القومية التي اضافت فكريا وسياسيا الكثير، ناهيك عن قدرة النشاط القومي التوعوي من خلال مؤسسات وواجهات مهنية في فترة نضاله السلبي ايام النظام المقبور. ورغم حالة العلاقة معه مؤخرا وحاليا التي لم ولن اعلق عليها احتراما ووفاء لعقود من الانتماء والعلاقة التشاركية اللصيقة بالاترانايى الذي اتمنى له خالصا ان يستعيد نخبويته ولا اقول جماهيريته، فالاترانايى لم يكن في مسيرته شعبويا بل نخبويا وهذا يحسب له وليس عليه.
وابناء النهرين ورغم اني ما ازال اجدهم سياسيا انهم الزوعا2 (هامش 1) ولا اتفق في الرؤى السياسية معهم، الا انهم يمثلون النخبة الناضجة في السلوك والاخلاقية السياسية في قيادات وكوادر الزوعا، فهم اشخاص ذو عقول وقلوب واياد نظيفة يستحقون كل التقدير من حيث سلوكهم السياسي في الحوار وقبول الاخر وابتعادهم عن سياسة التسقيط والتخوين مما يؤهلهم لدور تصحيحي في المسار السياسي لشعبنا اذا ما راجعوا اداءهم وامتلكوا جرأة الاعتذار الصريح عن اخطاء سنين مشاركتهم في قيادة الزوعا1 عوض تغطيتها وتبريرها وتكرارها بصيغة او باخرى. ابناء النهرين بخروجهم من الزوعا يكون الاخير (على مستوى القيادة) خلا من شخوص الاداء والاخلاقية السياسية المتمدنة.
لاجل هذا كله فاني اتوقع منكم ايها الاحبة في الزوعا والوطني وابناء النهرين ان تتعاملوا مع هذا المقال وغيره، مما اكتبه او يكتبه اخرون، بروح منفتحة ومناقشة هادئة ومراجعة نقدية لاداءكم وخطابكم السياسي. واعتذر سلفا اذا اعتقد احدكم ان الموضوع ليس بذاك الهدف والمنحى.
انا اعرف ان الاسطر اعلاه ليست متعلقة بالمباشر مع موضوع المقال، ولكني ادرجتها لطمانتكم ان المقال هو نتاج حرص ومحبة لكم.

بالاضافة الى فقرة اسم اقليم كردستان، اتمنى ان يتضمن برنامجكم الانتخابي تعديلات دستورية اخرى مثل العلم والنشيد الوطني العراقي اللذان هما غير دستوريان من حيث ان الدستور يلزم ان يعبرا عن المكونات العراقية. ولا اعتقد ان ساذجا يصدق ان العلم والنشيد الحاليان هما كذلك بل العكس تماما.
مثلما اتمنى ان تتضمن برامجكم التزام العمل على تطبيق المادة 140 من حيث اهميتها ومحوريتها على وجود ومستقبل ديموغرافيا شعبنا وبالتالي حقوقه وامكانات تحقيقها وممارستها.

وغيرها من التعديلات الدستورية التي تهم شعبنا.
ولكنها امنية ارى انها كبيرة لاطلبها منكم، فما تعيشوه وتروجوه من فوبيا احادية الاتجاه وما تمارسوه من انتقائية وعمى الوان سياسي، وما آل اليه بعضكم من تبعية لاولياء امور نعمته، لا تسمح لكم بالتجرؤ لاعلان والتزام هكذا مواقف. اكرر امنيتي ان اكون على خطأ.
وطبعا انتم وتنظيمات اخرى اقترحتم ايضا مراجعة وتعديل لامور اخرى، وشخصيا اؤيدكم في العديد منها، مثل علم اقليم كردستان ونشيده الوطني وغيرها مما يخص الاقليم، وهذه ساذكركم واذكر الاخرين بها (المجلس الشعبي، بيت نهرين، وغيرهما) مع انتخابات برلمان اقليم كردستان لانها ضمن صلاحياته.

شكرا لهدوء وبرودة اعصابكم وانتم تقرأون المقال.
واطلب مقدما الى الرب ان يسامح ويهدي من توعزون له من اتباعكم بالكتابة مستخدما قاموسكم اعلاه، او يبادر ذاتيا بالكتابة بذات القاموس على سبيل اثبات الولاء والالتزام والطاعة ولكنه الغى عقله ولا يجهد نفسه في السؤال مع نفسه ومعكم اسئلة: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ الى اين؟
تحياتي

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 27 كانون الثاني 2018
هامش 1: للراغبين يمكن مراجعة مقالي: (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2) على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,702436.0.html

59
هل من جدوى في التذكير؟ الزوعا ومطلب محافظة سهل نينوى مثالا

منذ سنوات والقوى السياسية لشعبنا ومرجعياته الكنسية تدعو الى استحداث محافظة سهل نينوى بما يطمئن ابناء السهل من الموزائيك القومي والديني والمذهبي والثقافي الى وجودهم ومستقبلهم بعد ما تعرضوا وما زالوا يتعرضون له من تهميش واضطهاد فاق التهميش الدستوري والسياسي والاقتصادي وغيرها ليصل الى جرائم ابادة جماعية تهدف اجتثاث الوجود ومحوه.
مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى هو من المطالب النادرة الذي جمع واجمعت عليه هذه القوى التي اثبتت على مدى اكثر من عقدين كفاءتها واستعداداتها "الاخلاقية" في توظيف ما متاح لها من امكانات ذاتية او جماهيرية او من دعم الحلفاء السياسيين لتسقيط احدها للاخر ومحاولات اغتيال وتصفية جسدية وتخوينه واستنزاف قدرات الشعب وهدر الفرص اكثر من استعدادها لاية مبادرة ولو متواضعة لخدمة الشعب المنكوب والمبتلي بهذه "القوى".
كما انه مطلب اتفقت عليه بشكل او باخر المرجعيات الكنسية التي هي الاخرى لم تدخر جهدا في استنزاف الشعب وهدر طاقاته في صراعات تسموية تارة وهدم رصيد التاريخ السياسي لقضية هذا الشعب تارة اخرى عبر تقزيم هويته ووجوده الى هوية دينية بغاية وضع اليد عليها سياسيا ووضعها تحت الجبة الكهنوتية التي يتم توسيعها لتكون سلطة سياسية في استنساخ للمرجعيات الدينية للاسلام السياسي. غريب امرنا حيث نحن ضحايا الدولة الدينية وننادي بالمدنية ولكن نمارس الدينية السياسية.
مثلما هو مطلب تم تسويقه اعلاميا في المهجر الشعبي والمؤسساتي، وهو امر جيد رغم رفضنا لحالة التضليل التي تتم ممارستها منذ 1991 بتغييب الحقائق والوقائع عن المهجر، ففي هذا السياق بات تسويق سهل نينوى للمهجر كما لو ان شعبنا مصيره ووجوده محصور حصرا بسهل نينوى الذي بات يسوق على انه مسالة حياة شعبنا او موته في وطنه، متناسين عن عمد وغايات فوبيوية معروفة وجوده الديموغرافي في اقليم كردستان الذي هو عمق لوجوده في سهل نينوى وتواصل له معه ومع امتداداتنا التاريخية والديموغرافية في طور عبدين والجزيرة السورية.
كما يتم تضليل المهجر بشان سهل نينوى عبر تصوير شعبنا كما لو انه القوة الاكبر هناك واننا نمتلك مفتاحه السياسي والديموغرافي في حين اننا احد المفاتيح وربما اضعفها بسبب طبيعة وجودنا الديموغرافي في السهل حيث نحن بشكل جزر منعزلة اكثر من كوننا امتداد ديموغرافي كما هو حال الاخوة اليزيدية والشبك، بالاضافة الى ضعفنا السياسي بسبب عدم حسم خياراتنا وتحالفاتنا السياسية مع القوى السياسية الثلاثة المهيمنة في القرار العراقي (الشيعة، السنة، الكرد) ناهيك عن اصرار بعضنا ومن دون تقديم تبرير او تفسير على ربط السهل بالمركز وعزله دستوريا ومؤسساتيا واقتصاديا عن ديموغرافيتنا في الاقليم في تكرار ارادي لسايكس بيكو ثانية من صنع يدنا.

على اية حال وبالعودة لموضوع او مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى، نكرر انه المطلب الذي اتفق الجميع عليه.
ولكن ماذا عن التحرك لتشريعه وتحقيقه؟
الكتل البرلمانية لشعبنا (الرافدين، المجلس الشعبي، الوركاء) ورغم ادعاءها بتاييد المطلب الا انها لم تتحرك تشريعيا تحت قبة البرلمان لتشريعه ونقله من الاعلام والتصريحات والبازار السياسي الشعبوي الى الحراك السياسي التشريعي ومن ثم التنفيذي، بما يتطلبه من كسب حلفاء ولوبي برلماني لتقديم التشريع وتمريره.
بالعكس من ذلك نرى ان "ممثلينا" في البرلمان باركوا قرار البرلمان بتقديس حدود محافظة نينوى وعدم المساس بها في جلسة الاثنين 26 ايلول 2016 التي اصدرت قرار عدم المس بحدود المحافظة الحالية الذي يعني بالضرورة اجهاض مطلب محافظة سهل نينوى.

بل، وامعانا في رفض واسقاط مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى، نرى رئيس كتلة الرافدين، السيد يوناذم كنا، في جلسة النقاش في البرلمان الاوربي بمعية السيد رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري في الصيف المنصرم لا يقدم اية مداخلة او اشارة لهذا المطلب بل بالعكس من ذلك.
من هنا كانت اشارة ايجابية ان يتضمن بيان المكتب السياسي للزوعا في 27 تشرين الاول 2017 دعوة لتفعيل مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى.
وهي دعوة تختلف عن دعوات الاخرين ممن ليس لهم تمثيل برلماني في بغداد، فالرافدين لها تمثيل بنائبين، يضاف اليهما شراكتها (لكي لا يزعل علينا البعض اذا قلنا تبعيتها) مع الكتل الشيعية السياسية بما يؤهلها لتقديم مشروع قرار الى البرلمان بهذا المطلب.
فما جدوى ان نزعق ونصرخ ونملأ الفيسبوك دعوات بتشكيل المحافظة اذا كنا لا نتقدم بطلب تشريعه؟
لذلك كانت دعوتي الى الاخوة في الزوعا لنقل المطلب من التصريح الى الخطوات العملية للتشريع.

رغم قناعتي التامة وبحكم درايتي بالسيد يوناذم كنا الذي هو الامر والناهي في الزوعا (من السذاجة الاعتقاد بوجود تنظيم والية صناعة قرار في الزوعا) بانه لم ولن يقوم يوما بخطوة لصالح شعبه ما لم تتضمن اولا مصلحته الشخصية والحزبية (سياسية او معنوية او مادية)، وبكلمات اخرى فان السيد كنا لم ولن يتقدم بخطوة او مطلب لصالح شعبه اذا ترتب عليه خسارة شخصية او حزبية (سياسية او معنوية او مادية)، ولذلك لست ساذجا لاصدق او اتوقع ان السيد كنا سينقل مطلب تشكيل المحافظة الى اروقة البرلمان وقنوات التشريع لان ذلك يعني خسائر شخصية وحزبية له عند شركاءه واولياء نعمته السياسية والمعنوية والمادية.
ورغم درايتي ان السيد كنا ليس ساذجا ليفعل ذلك ما دام يعرف ان شعبه قنوع بتصريحات اعلامية وفيسبوكية ولا يتابع او يتساءل عن مصير هذه التصريحات ومتابعاتها التي يطويها النسيان. السيد كنا يعرف تماما ان شعبنا يمتلك ذاكرة قصيرة من ناحية، وانه يعيش فوبيا (غذاها السيد كنا) تسهل ببساطة تحويل الفشل على الاخرين. هل تتذكرون حقيبة السيد كنا التي كانت معه في السويد بعد الهجمات الارهابية على شعبنا عام 2008 والتي قال حينها انه يمتلك فيها ملفات ووثائق تثبت القائمين بهذه الافعال؟ وهل تتذكرون قوله ان شعبنا الهارب من العراق الى سوريا ليس بغاية الهجرة والهروب بل للسياحة والاستجمام؟ وهل تتذكرون رفضه المستميت لمطلب المحافظة هذه عينها؟ وهل تتذكرون دوره الشخصي والتنظيمي في الاساءات الى كنيسة المشرق ومرجعياتها ليعود بعدها مؤثرا، واحيانا متحكما، بقرار الكنيسة او بعض مفاصلها ومراكزها؟ وغيرها الكثير الكثير التي قيلت وتقال ويطويها النسيان.
اقول رغم ذلك فاني مصر على تكرار الدعوة. فلماذا؟

الاسباب ليست كثيرة ولكنها، برايي، مهمة، خاصة وان مجمل الاسباب لا تخص الزوعا حصرا بل عموم القوى السياسية لشعبنا:
اولا:
رغم كل اعلاه فانه لربما اكون على خطأ (بل واتمنى ان اكون على خطأ) وان السيد كنا سيلتزم ما ورد في بيان المكتب السياسي اعلاه ويتحرك في البرلمان بغاية تشريع تشكيل المحافظة.
ثانيا: لتشجيع مبادرات المتابعة والمحاسبة من كوادر واعضاء التنظيمات السياسية لشعبنا لما تخرج به قياداتهم من مواقف ومطالبات ودعوات، والتحرر من عبادة وتاليه الاشخاص واعتبارهم معصومين.
ثالثا: للضغط على هذه القيادات للتفكير مليا بما يعلنوه من مواقف وتصريحات من حيث ان هناك من يتابعهم ويطالبهم بالعمل وليس الادعاء والتصريح فحسب. فعلى قاعدة (من افواهكم ندينكم) اني متاكد تماما ان الحاحي (واتمنى الحاح الاخرين) على الزوعا (والاخرين) للانتقال الى الاعمال وعدم الاكتفاء بالتصريحات سيجعلهم يتريثون ويعيدون صياغة بياناتهم الانشائية وتضمينها مطالب تتحول الى خطط وبرامج عمل وليس فقط شعارات فيسبوكية وبطولات دونكيشوتية.
رابعا: لتشجيع المتابعة الشعبية والجماهيرية وتنمية الفكر النقدي لابناء شعبنا لمرجعياته السياسية والكنسية وغيرها، خاصة ونحن على ابواب انتخابات. الانتخابات تفرض سؤالا منطقيا وملحا: هل هناك اساسا ومنذ 2003 اية مسودات ومشاريع قوانين ومقررات تم تقديمها لمجلس النواب لتشريع حقوق شعبنا؟ شخصيا لم اجد واشكر سلفا من يثبت لي خطأي.
لهذه الاسباب كلها سابقى انشر تذكيري الاسبوعي كل يوم سبت بشان دعوة الزوعا للانتقال من الفيسبوك الى البرلمان بشان ما ورد في بيان مكتبهم السياسي في 27 تشرين الاول لتفعيل مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى، الى حين الوصول الى احدى ثلاث نتائج:
النتيجة الاولى وهي المثالية وهي اطلاق الخطوات العملية في البرلمان نحو تشريع هذا المطلب واعلام ابناء شعبنا بمستجدات ومتابعات الطلب.
او النتيجة الثانية وهي في اصدار المكتب السياسي للزوعا بيانا يتراجع فيه عن مطلبه.
او النتيجة الثالثة البقاء كما هو الحال الان من استمرار الضحك على الذقون.
ننتظر لنرى


ملاحظة: مطلب تشكيل محافظة سهل نينوى وبيان المكتب السياسي للزوعا لن يكون المادة الوحيدة التي سنلتزم التذكير بها.
فلنفس الاسباب اعلاه سنلتزم التذكير بمواقف وتصريحات اخرى اطلقتها جهات وقوى مختلفة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، من المعروف ان الزوعا وابناء النهرين والوطني الاشوري اعلنوا صراحة وبملء الفم رفضهم تسمية اقليم كردستان، وحيث ان التسمية هي دستورية عراقية، وحيث ان العراق متوجه الى انتخاب مجلسه النيابي الجديد، وحيث ان مجلس النواب هو الجهة التشريعية الوحيدة المخولة اقتراح تعديلات دستورية، وحيث ان هذه الاحزاب ستخوض الانتخابات البرلمانية هذه، فانه من المنطق والالتزام السياسي لها بمواقفها والالتزام الاخلاقي تجاه شعبها فانه يتوجب عليها تضمين برنامجها الانتخابي انها ستعمل على تبديل اسم كردستان في الدستور العراقي لتكون بذلك منسجمة مع ذاتها ومواقفها المعلنة. وبعكسه فان عليها اعلان تراجعها عن موقفها، او انها تكون منافقة ومتناقضة مع نفسها من جهة، وانها تتبنى وتروج للخطاب الفوبيوي الشعبوي من جهة اخرى وانها تتحمل كل ما الحقه ويلحقه هذا الخطاب من خسائر سياسية لشعبنا.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا في 20 كانون الثاني 2018

60
في مساهمة البيشمركة بهزيمة داعش

في تعقيب للاخ اشور قرياقوس على منشور لي على الفيسبوك شكك بدور البيشمركة في هزيمة داعش، واستغرب اني اصدق ان للبيشمركة دور في هزيمة داعش.
طبعا حيث ان ما اورده الاخ اشور سبق وان قراناه في العديد من المواقع الاعلامية والتواصل الاجتماعي لشعبنا، فاني وان كنت انشر الرد ادناه ردا على تعقيبه ولكنه بالتاكيد ليس موجها لشخصه الكريم بقدر ما هو يتعامل مع احدى اكبر تجليات الفوبيا والحقد القومي الذي بات يتحكم باداء ومواقف الكثيرين من ابناء شعبنا، بل ومعظمه اذا ما اخذنا المواقع الاعلامية والتواصل الاجتماعي معيارا.
بداية دعوني اكرر باختصار شديد: نحن متجهون لانتحار جماعي ما دامت الفوبيا تتحكم فينا.
والى المهاجر الاشوري (وانا احدهم) اقول: لقد قررت الهجرة. حسنا ولا احد يحاسبك او يعاتبك على قرارك فهو قرار شخصي. مارس حياتك في مهجرك كما تحب فهذا حق لك. ولكن احترم قرار الشعب الباقي في الوطن وادعمه ليس بفرض رؤيتك من وراء البحار والكمبيوترات، وليس بتسويق الفوبيا لتبرير قرارك.

وبالعودة الى الموضوع اقول:
لا طبعا اخ اشور. انا لا اصدق ان قوات البيشمركة كان لها اي دور بالمطلق في هزيمة داعش.
فانا الاشوري سليل قوة وحكمة بابل واشور والمتشبث بارضه وقراه ووطنه كيف لي ان اكون ساذجا لاصدق ان للاكراد والبيشمركة المحتلين لارض آشور يقاتلوا ويهزموا داعش. (بصراحة ضاعت علينا جغرافيا بلاد اشور.. هل هو مصطلح تاريخي ام جيوسياسي معاصر؟ وهل نينوى والشرقاط وبابل ضمنها ام ان السليمانية وحلبجة وبنجوين هي ضمنها؟ وهل نينوى كانت عاصمة بلاد اشور الرئيسية وماذا حل بها واين هي؟ والخ... وضاع علينا مفهوم الاحتلال ومعاييره وتطبيقاتها على حال الدول والشعوب المعاصرة).
ألست آشوريا لاعرف واصدق ان داعش صنيعة كردية فكيف تحاربها البيشمركة.
معقولة اصدق ان البيشمركة شاركت في هزيمة داعش. طبعا لا.
فالمقاتلين الاشاوس من اشوريي استراليا واميركا وغيرهما في قوات الياس يلدا المجهزة دوليا والمدعومة والمدربة يابانيا هم من اوقفوا تقدم داعش باتجاه اربيل ودهوك وكركوك بعد انهيار وهروب الجيش العراقي في آب 2014 ، وحرروا المناطق المحتلة من داعش في سنجار وسهل نينوى وفتحوا الطريق للجيش العراقي لتحرير الموصل، وليست البيشمركة بمساعدة قوات التحالف. (اكيد يتذكر القراء ويفهمون المقصود، وان كان هناك من لا يعرف فليبحث في اليوتيوب عن الياس يلدا (elias yalda) او (ashur sat) وقواته الاشورية).
وطبعا انا لا اصدق ايا من المجتمع الدولي ومراجعه المؤسساتية والسياسية والعسكرية التي اشادت بدور البيشمركة في هزيمة داعش.
وطبعا انا لا اصدق ان الـ 1700 شهيد من البيشمركة استشهدوا في جبهة القتال مع داعش الممتدة لاكثر من الف كيلومتر طولا واكثر من سنتين زمنا وهم يقومون بواجبهم في حماية الاقليم وشعبه وبينهم ابناء شعبنا.
وطبعا انا لا اصدق ان البيشمركة حموا او يحمون الاقليم ليستطيع ابناءه ومن بينهم شعبنا ان يعيش حياته اليومية ويمارس احتفالاته بامان.
فليسوا البيشمركة والاساييش من حموا وضمنوا امان القادمين عبر البحار للاحتفالات القومية والدينية من الاشوريين او الايزيدية او الجميع.
فانا اعرف ومتاكد تماما ان حماية شعبنا وحياته في الاقليم ونشاطاته واحتفالاته القومية والدينية يقوم بها الاشوريون الغيارى اللذين استجابوا لنداء التنظيمات الاشورية المهجرية التحت صفرية وضحوا وتخلوا عن الغرب و"رفاهيته" وجاءوا متطوعين يقضون الليل والنهار عيونا ساهرة في خطوط المواجهة مع داعش او في حماية الحياة اليومية.
احترامي وتقديري الكبيرين للمؤسسات والنشاطات القومية والكنسية المهجرية التي تعمل بمنهجية وبصمت من اجل الجاليات والوطن.

يا معودين كفاية فوبيا ومزايدات عبر البحار. الم تبداوا تشعرون بالغثيان من هذه المزايدات. افهموا انكم اصبحتم عالة على شعبكم في الوطن.
بالله عليكم كم بيتا في سهل نينوى اعدتم تاهيلها للسكن؟ وكم مدرسة اعدتم تاهيلها للدراسة؟ وكم فرصة عمل خلقتم؟ وووووو... وذات الاسئلة عن فشلكم في اعمار وتنمية قرانا في اقليم كردستان.
اذا كان القسم الاكبر من شعبنا قرر الهجرة (وانا احدهم) فليس اخلاقا وعدلا ان يبرر بعضنا قراره ويمارس الفوبيا ومتدرجاتها بالانتحار الجماعي عبر قتل امل الشعب الذي ما زال قراره البقاء في الوطن وبناء المستقبل المشترك.
كما ليس عدلا واخلاقا ان يريح بعضنا ضميره من الشعور بالذنب على الهجرة والتقصير تجاه الوطن عبر الاساءة والانكار لتضحيات المضحين من كل الانتماءات سواء من ابناء شعبنا او شركاءنا في الوطن وفي كل المجالات.


انتقاد الاداء والتقصير هنا او هناك شيء والتشكيك والتخوين والاستخفاف والانكار شيء اخر.
كما ان الانتقاد لظاهرة هنا او تقصير هناك لا يعفينا من قول الحق والشكر حتى لو كان شكرا على واجب.
كم هي الفوبيا المتفاقمة في شعبنا بحيث يتسامح ويبرر خيانة الجيش العراقي وهروبه دون اطلاق طلقة رغم عدده الهائل وتدريبه وتجهيزه المحترف والمتطور، ولكنه ينسج ويصدق كل ما استطاع في تحليله ونظرته المنقادة بالحقد والفوبيا لانهيار البيشمركة بعددها وعتادها وتدريبها المتواضع مقابل زحف داعش الذي تجهز بسلاح الجيش العراقي الهارب. السنا كاشوريين نستخدم مصطلح (أخ أسكر تويرتا. أي: كالعسكر المكسور) للدلالة على الفوضى التي ترافق انهيار اية جبهة.
وكم هي الفوبيا والحقد القومي بين شعبنا بحيث يتسامح ويبرر للحكومة العراقية في بغداد التي لم يرجف لها جفن وهي ترى الهروب الذليل لجيشها والماساة الانسانية لمواطنيها، ولكنه يبقى ينسج افكارا ويبني ابراجا من التهم لكل ما هو مرتبط بالاقليم.
لا احد ينكر وجود العديد من الاخطاء التي رافقت انهيار البيشمركة، او الاداء السياسي في الاقليم او غيرها من المواضيع التي تخص عموم الاقليم او شعبنا والتي تتطلب جميعها الحوار النقدي المسؤول. ولكن يجب ان نكون عادلين في تقييم الامور. وبقدر تعلق الامر بالموضوع هناك فرق بين الانهيار والخيانة.
هل نسينا ام ترانا نريد للفوبيا ان تنسينا ان اعادة البيشمركة لتنظيم صفوفها ودعم طيران التحالف هو من اوقف تقدم داعش نحو دهوك واربيل وكركوك.
يبدو لي من حجم الفوبيا وتجلياتها ان الكثيرين من مهجرنا يشعر بالحسرة لعدم تمكن داعش من ذلك، فحاملي الفوبيا يؤكدون لنا يوم بعد اخر انه لا يهمهم تهجير وموت شعبهم، كل شعبهم، ما دام ذلك يلحق ولو قليلا من الاذى بالاكراد عسكريا او سياسيا او بشريا.
ادعوكم الى القليل من العدل والانصاف لكي لا نقول قليلا من الضمير.

اتمنى على المعقبين ان لا يجتزؤا الموضوع فهو وحدة متكاملة، والاقتباس الجزئي سيشوه روح الموضوع ومضمونه.
انا اعرف علب التخوين المعبئة كالسردين التي لا اقول ستبدا لانها ابتدات منذ عقود، بل اقول ستستمر وتتفاقم، ولكن قول الحق هو واجب ضميري. مثلما انكاره وتشويهه هو ظلم وجبن.
وما يهمني هو ضميري وانا شجاع بما يكفي لان اقول ما يريح ضميري.
تحياتي للجميع.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 16 كانون الاول 2017

61
اشكر جميع من شارك باراءه على صفحتي في الفيسبوك على هذا المنشور، حيث التقت جميعا، وانا متفق تماما، في ان الجريمة هي تصرف فردي لا يجوز باي حال من الاحوال تعميمها على عائلة القاتل او انتماءه العشائري او القومي او الديني او المناطقي.
اتمنى ان تكون اثارة الموضوع والاسئلة مساهمة متواضعة وصغيرة في اعادة تقييم منهجية وذهنية التفكير القومي والجمعي لشعبنا والتحرر من تعميم اخطاء او سلبيات او جرائم الافراد على مجتمعاتهم واقوامهم، والتحرر من المعايير المزدوجة في تقديس الذات وشيطنة الاخر ففي كل الشعوب هناك مصادر خير ومحبة، وللاسف سلوكيات شر وحقد، وشعبنا (كما العرب والاكراد والفرس وغيرهم) ليس استثناء.
شخصيا انا مقتنع تماما انه اذا كان هناك اية فرصة (ولو ضئيلة) في منع انتحارنا الجماعي فان نقطة البداية فيها هي مراجعة منهجية تفكيرنا القومي وطريقة نظرتنا الى الاخرين والبحث عن مشتركات للعيش المستقبلي الذي لا يمكن ان يكون بمعزل، بل بشراكة تامة مع الاخر.
العالم كله اصبح قرية صغيرة فكم بالاحرى الوطن او الاقليم او المنطقة الواحدة.
تحياتي

62
في مثل هذا اليوم 6 تشرين الثاني 1975 في سان فرانسسكو باميركا استشهد غدرا البطريرك مار ايشاي شمعون على يد المجرم داود مالك ياقو مالك اسماعيل من عشيرة تياري العليا الاشورية، ليكون بذلك، وبحسب معرفتي المتواضعة بالتاريخ الكنسي، اول بطريرك يستشهد على يد "مؤمن" من كنيسته. (ارجو تصحيح المعلومة ان كانت خطأ).
وقد حكم على القاتل بموجب القضاء الامريكي واطلق سراحه بعد قضاء فترة محكوميته.
الاسئلة التي تفرض نفسها بسبب نمط وذهنية التفكير الاشورية هي:
هل نعتبر كل عائلة القاتل مجرمة؟
وهل نعتبر كل عشيرة تياري العليا مجرمة؟
وهل نعتبر كل الشعب الاشوري مجرما؟
لان القاتل ينتمي الى هذا الشعب وهذه العشيرة وهذه العائلة.
وان كان كذلك، فالى اي مدى زمني وجغرافي سيمتد اعتبارنا اياهم مجرمين؟
رغم كون الاسئلة بسيطة ولكنها تصبح صعبة بسبب حساسيتها، وبسبب ما تترب على الاجابة من مراجعة للذاكرة القومية الاشورية وطريقة وذهنية تفكيرنا وتعاملنا مع الاحداث التاريخية لشعبنا.
رحم الله الشهيد في جنانه، وليغفر الرب برحمته كل الخطاة.

63
سيدي اخيقر.. اذا كنت قرات المقال ولم تلحظ فيه غير الشكاوى، فهناك مشكلة في قراءتك، وانصحك قراءته ثانية اذا رغبت.
والقراءة يا سيدي هي خيارا وليست فرضا. شخصيا لا اقرا كل ما ينشر، إما بسبب الوقت او الموضوع او الكاتب.
تحياتي

64
أبهذا السقوط نرفع قضيتنا؟

1- في مقالي الاخير (وللكتابة جدولها) الزمت نفسي ووعدت القراء بان اكتب عددا من المقالات عن عدد من القضايا، واختمها بمقال يتضمن ردودا وتعقيبات على ما يرد من ملاحظات واسئلة وتعقيبات من القراء الاحبة.
الا ان التغيرات الدراماتيكية على الارض خلال الاسبوعين المنصرمين وما نتج عنها من معاناة انسانية اخذت وقتي وجهدي والتزاماتي ومنعتني من الكتابة، او بالاحرى اخرتني عنها.
ومع الاستقرار النسبي على الارض، والذي نتمناه ان يكون دائما ومستديما وشاملا، ومع انحسار التحرك الانساني الطارئ، اجد لنفسي فسحة من الوقت للايفاء بالتزامي، وهذا هو اول مقالاتي التي وعدت القراء بها وهو بعنوان: أبهذا السقوط نرفع قضيتنا؟

2- في الحقيقة لم يكن هكذا مقال على جدولي لاني اكرر قناعتي بعدم الرد على الاساءات الموجهة الي، فانا اساسا لا اتصفح هذه المنابر المسيئة، مثلما لا اشخصن الامور فانا لا انتقد او اتفق مع الاشخاص لشخصهم بل اتفق او انتقد اراء وسلوكيات، ناهيك اني لا اريد اعطاء هكذا منابر او اشخاص قيمة الرد ليتحولوا من النكرة الى المعرفة ومن تحت الصفرية الى الصفرية.
ولكن احد الاصدقاء الذي احترمه كثيرا ارسل لي عدد من صوري وهي مفبركة بالفوتوشوب ومنشورة، بحسب هذا الصديق، على عدد من المواقع الاعلامية "النضالية القومية الاشورية" مع تعليقات بغاية التسقيط السياسي او غيرها. وطلب مني الصديق الرد عليها.
رغم ترددي في الاجابة للاسباب اعلاه، ولكني قررت الرد لمرة واحدة على هؤلاء احتراما لرغبة الصديق، وليعلم من ربما لا يعلم.

3- ابتدء المقال بالقول ان الغاية من الاساءات واضحة تماما وهي تكميم الافواه، فمع العجز عن النقاش الحضاري واحترام الراي والراي الاخر ومقارعة الحجة بالحجة، كان اللجوء الى الترهيب الفكري بلغة التسقيط الاخلاقي للضغط علينا للسكوت وترك ساحة ابداء الراي للخطاب الفوبيوي والشعبوي الجارف الذي يقود شعبنا نحو الانتحار الجماعي وبسرعة جنونية بات يستحيل ايقافها.
هذا الاسلوب ليس جديدا بل عايشته وشاهدته منذ التسعينيات عندما تولى قرار شعبنا ومؤسساته خريجو المدارس الاستخبارية للنظام البعثي ومارسوا النظام الشمولي على شعبنا ومؤسساته وتسقيط كل من لا يدين بالولاء لشخصهم.
الجديد (الى حد ما) هو التحاق من يحمل اللقب الاكاديمي او من "الناشطين" بممارسي الارهاب الفكري وتكميم الافواه، ولانه اكاديمي او "ناشط" فيحاول تغطية غايته بقناع "فكري" بتقديم تفسير سطحي للاية الكتابية (اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله) لاخراس رجال الدين من ابداء الراي في الشان العام رغم كونهم يمتلكون حقا مضاعفا في ذلك، اولا هم اشخاص يحق لهم، كما الكل، ابداء رايهم في شؤون حياتهم وحياة عائلتهم ومحيطهم. وثانيا فان رجال الدين هم اكثر المتعاملين بالشان العام والحياة اليومية لشعبهم.
قلتها بملء الفم واكررها انه مهما بلغ الارهاب الفكري مداه، ومهما انحدرت بذاءاته فاني شخصيا لن اتوقف عن الكتابة وابداء رأيي، فهذا وببساطة حق اساسي من حقوقي كأنسان. ومن لا يدافع ويمارس حقه كيف يمكن له المطالبة بحقوق الاخرين. بل ومع زيادة محاولات التكميم ساطلق صوتي اعلى واعلى.
كتبت في السنين السابقة بغاية الامل في التغيير. ورجعت الان للكتابة (بعد سنوات طويلة من الانقطاع) بعد ان يئست من امكانية التغيير وبعد ان ترسخت القناعة الملموسة لمس اليد بان شعبي يمارس الانتحار الجماعي،  رجعت لاكتب بغاية التوثيق بان ليس كل الشعب يريد الانتحار.
اكرر قولي لهذا البعض: نشرت وانشر اراءي، اجبتم بالشتائم فعرفنا أخلاقكم وليس فيها ما يفيد. فهل تجيبوا باراءكم لنعرف حكمتكم فربما منها نستزيد.

4- الصورة المقطعة الاولى كانت التي تجمعني بقداسة الحبر الاعظم البابا بيندكت، وقد وضعتها قبل ايام (تمهيدا لهذا المقال) صورة البروفايل على صفحتي الشخصية في الفيسبوك.
قام النشطاء "القوميون" ومنابرهم "النضالية" بتقطيعها والتعليق عليها بعدد من التعليقات، انشر في نهاية المقال صورة احدها. وكان هناك بحسب ما علمت تعليقات اخرى بالتخوين والتسقيط، وباني اقدم ولاء الطاعة وصك الخيانة الى مرجعيات سياسية كردية ووووو.
لن اعلق اكثر على هذه الصورة، ليس فقط لما تعكسه من غباء مفبركيها، وسخافة تلفيقها، بل لان الصورة منشورة على بروفايل صفحتي ولا تحتاج الى اي تعليق او توضيح. تعليقي الوحيد عليها هو شعوري بالاسف على الانحدار الذي وصل البعض اليه، او دُفِعوا للوصول اليه. اشعر بالاسى على القائمين بالعمل وعلى مرجعياتهم.

5- الصورة الثانية كانت تقطيع لصورة لي في زيارة لاحد البرامج الصحية التي تساهم فيها منظمة (كابني) لمساعدة اهلنا الايزيدية في قمة جبل سنجار والهاربين من ارهاب داعش. الصورة التي انا نشرتها اساسا على صفحتي بتاريخ 6 ايلول وانشرها ادناه (وانشر تقطيعها الذي قام به "مناضل" اشوري معروف الولاء والتبعية الحزبية) وتجمعني مع السيدة الكردية خنساء والتي تستحق بكل احترام لقب المناضلة والمضحية من اجل شعبها، فهي شابة كردية مسلمة من سوريا دفعها قلبها وضميرها الحي لترك اهلها ومحل عيشها في سوريا مع اول ايام دخول داعش الى سنجار ونزوح الايزيدية الى جبل سنجار لتاتي متطوعة (دون مقابل ودون كلل او ملل) لخدمتهم في جبل سنجار منذ ذلك اليوم والى اليوم.
الا خجلتم وخجلت عقولكم الفاسدة وضمائركم النتنة في مقابل هذه المرأة. كم انتم يا "مناضلي" اشور الفيسبوكيين ذرات رمل مقابل شموخ هذه المرأة وهو بشموخ جبل سنجار الذي اتخذته مسكنا للخدمة. كما هم شامخون معها المقاتلات في حراسات الخابور وغيرهن ممن يخدمن شعبهن وقد افترشن ارض الوطن فراشا وسماءه غطاء بدل صفحات الفيسبوك والسيارات الفارهة والشفاه المنفوخة. وفديوات البذاءات الاخلاقية الميمية العوديشوية.
اني اعتز بهذه السيدة وبسيدات حراسات الخابور والمقاتلات في سوريا اكثر من كل صفحات نضالكم الفيسبوكي يا "مناضلي" الامة الاشورية. فاكبركم (ان كان اساسا من يستحق بينكم ان يسمى كبيرا) لا يستحق ان يحل شريط حذاء ايا ممن ذكرتهن.
والشخص الاخر الذي معي في الصورة فهو السيد ميشيل قسطنطين مدير مكتب البعثة البابوية في لبنان الذي ليس له، على المستوى الشخصي، ما يجعله يتحمل عناء ومخاطر ومجازفات السفر والزيارة الى جبل سنجار سوى محبته وخلقه والتزامه الانساني والمسيحي الكبير ليكون شاهدا على المحبة الانسانية. وهي الشهادة التي فشلتم وتفشلون في اعطاءها بل انتم شهودا على الحقد الاسود الذي يعشعش في قلوبكم واعمى عقولكم وقتل ضمائركم (ان كانت حية يوما ما).
ومعي كان شخص اخر لم تتضمنه الصورة هو الدكتور مارتن بروكلمان الالماني ومدير منظمة مسيريور. نعم الماني مدير منظمة مسيريور جاء مخاطرا ومجازفا ليعطي شهادة المحبة والمشاركة لاهلنا الايزيدية.
بالله عليكم من منكم فكر يوما (مجرد التفكير) بزيارة ايزيدية جبل سنجار الذين يعيشون النزوح ومصاعب وقسوة حياة الجبل منذ اب 2014؟
هل فكر برلمانييكم وكوادركم وجمعياتكم في زيارتهم ولو من قبيل اخذ الصور "التذكارية"؟
هل فكر نفرا منكم من المئات القادمين من المهجر للاحتفال والرقص في اكيتو ان تزوروا هؤلاء المعذبون؟
بل وهل فكر الشخص نفسه من قام بتقطيع الصورة ان يزور هؤلاء الايزيدية في محنتهم عند زيارته للوطن في اكيتو؟
وهل فكرت مؤسساتكم المهجرية ان تقدم "حفنة" دولارات مما يصرفه الكثير منكم في محلات القمار او البارات في عطلة نهاية الاسبوع لاشباع بطن او ارواء عطش طفل ايزيدي في جبل سنجار؟

 (كابني) ومنذ ايام حصار الجبل كانت ترسل المساعدات اليهم مع شحنات المساعدات بالهليكوبتر، وحاولت شخصيا ان ازورهم بالهليكوبتر حينها.
ومع تحرير المنطقة قمنا بتاهيل وتشغيل مستشفى ناحية سنوني وباشرنا بتاهيل وتشغيل مستشفى سنجار، وهذه الزيارة كانت ضمن هذا السياق.
الا تخجلون من قيامكم بهكذا فعل مقزز وسخيف وشنيع بان تقطعوا صورة جمعت كل هذه التضحيات للسيدة خنساء والسيد ميشيل والسيد بروكلمان ومعهم شخصي الضعيف.
رباه.. هل هناك من انحدار وسقوط اخلاقي اكثر من ذلك. ان القيم الاشورية والاخلاقية المسيحية يشعران بالعار منكم.

6- اما العلم الذي وراءنا فلا تعليق عليه.
هل كنتم تتوقعون ان تضع السيدة خنساء علم (الله اكبر) ام العلم الاشوري ام ماذا؟

انه العلم الدستوري للاقليم الذي يرفرف في مطار اربيل عند وصولكم من المهجر للاحتفال باكيتو، وهو العلم الذي استشهد تحته 1700 من البيشمركة لتشعروا بالامن والامان وانتم تزورون الاقليم في زيارات سياحية في اكيتو وتذكارات القديسين او لاجراء معاملة التقاعد (هذه حقوقكم لا غبار عليها ولا شماتة فيها)، وهو العلم الذي كان يتقدم مسيرة اكيتو وهو العلم الذي كان على سيارات الاساييش وهي تحمي المسيرة. وهذه كلها واجب على الاقليم ولا منية فيها، ولكن في المقابل يجب ان لا تقابل بالنكران والاساءة والاستخفاف.
طبعا هو العلم الذي يؤدي تحته ممثليكم في البرلمان الكردستاني اليمين الدستورية ويضعونه في مكاتبهم السياسية وووووو.

7- الصورة الثالثة كانت صورتي التي التقطتها ونشرتها في يوم الاستفتاء..

للمقال تتمة (ربما الثلاثاء) لاتاحة الفرصة للقراء خاصة مع وجود الصور العديدة.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 5 تشرين الثاني 2017

65
المنبر الحر / وللكتابة جدولها
« في: 12:15 15/10/2017  »
وللكتابة جدولها
الاصدقاء والقراء الاحبة
يسعدني ان اشارككم جدولا بالمقالات التي ساقوم بنشرها تباعا وبحسب النافذة المتاحة للكتابة والنشر، خاصة واني مغادر الى اوربا لعدة أيام للمشاركة في مراسيم اطلاق برنامج انساني في سهل نينوى، بالاضافة الى المتابعات والاشغال اليومية لمنظمة (كابني) وهي تتهيأ لاطلاق استرتيجيتها للاعوام الخمسة القادمة وعقد اول اجتماع طاولة مستديرة لها مع الشركاء في المانيا.
فمعذرة ان تاخرت في النشر الدوري المنتظم.
ادناه المقالات المدرجة على جدول النشر، واذ اشارك عناوينها ومختصر فحواها فاني ارحب مقدما باية ملاحظة او سؤال تتوقعون او تريدون مني الاشارة اليه عند كتابة المقال وقبل نشره، مع المحبة:

اولا: هذه بعض من خياناتي.
لست اذيع سرا يجهله متابعي موقع عنكاوة (منذ سنوات) ومواقع التواصل الاجتماعي حجم التهم والتسقيط الذي تعرضت واتعرض له بسبب ممارستي لحقي في تقديم رايي والتعبير عن ما اعتقده لصالح شعبي بلغة وحوار هادئ وسليم ومحاججات عادة ما ادعمها بوثائق وارقام وادلة مادية هي للمناقشة.
غاية ذلك واضحة وهي تكميم الافواه من خلال الترهيب اللفظي كبديل لانعدام الحجج المقابلة لنقاش الراي او ضعف المتوفر منها. وهو تكميم لم ولن يجدي معي بل يزيدني اصرارا على ممارسة حقي في التعبير.
في هذا المقال ساعترف واستعرض "خيانتي" وكيف انها ابتدات منذ عقود طويلة، تحديدا منذ انتمائي الى لجنة شباب كنيسة مار كوركيس في الموصل في سبعينيات القرن الماضي، وهي "خيانة" مستمرة الى اليوم واني مصر للاستمرار بها طوال العمر الذي يمنحني اياه الرب.
و"خيانتي" ليست فقط طويلة زمنيا بل واسعة افقيا وعميقة عموديا ايضا، ولذلك سانشر بعضا من "خياناتي" في مجالات:
1.   الحفاظ على الهوية القومية وتعلم وتعليم اللغة ونشر الكتب
2.   الاعلام بشعبنا ومناصرة قضيته في المحافل المختلفة
3.   العمل الانساني والتنموي لشعبنا في الوطن من خلال 25 عاما من عمر منظمة (كابني)
4.   خدمتي الكهنوتية والمهام التي طلبتها مني كنيستي: كنيسة المشرق
وغيرها من "الخيانات" التي اعترف بها واضعها امام القراء راجيا ان اطلع بالمقابل على التضحيات والعطاءات القومية والانسانية لمن قام ويقوم بالتخوين والتسقيط.
اريد ان اصحح "خيانتي" واقتدي بنماذج من عطاءهم وتضحياتهم.. فليساعدوني!!!!

ثانيا: أبهذا السقوط نرفع قضيتنا؟
في الحقيقة لم يكن هكذا مقال على جدولي لاني اكرر قناعتي بعدم الرد على الاساءات الموجهة الي، فانا اساسا لا اتصفح هذه المنابر المسيئة، مثلما لا اشخصن الامور فانا لا انتقد او اتفق مع الاشخاص لشخصهم بل اتفق او انتقد اراء وسلوكيات، ناهيك اني لا اريد اعطاء هكذا منابر او اشخاص قيمة الرد ليتحولوا من النكرة الى المعرفة ومن تحت الصفرية الى الصفرية.

ولكن احد الاصدقاء الذي احترمه كثيرا ارسل لي عدد من صوري وهي مفبركة بالفوتوشوب ومنشورة، بحسب هذا الصديق، على عدد من المواقع الاعلامية "النضالية القومية الاشورية" مع تعليقات بغاية التسقيط السياسي او غيرها. وطلب مني الصديق الرد عليها.
من بينها صورة لي مع قداسة البابا بينيدكت واخرى لزيارة الى برنامج صحي لمنظمة (كابني) لخدمة النازحين والمهجرين من ابناء شعبنا اليزيدية، وغيرها.
رغم ترددي في الاجابة للاسباب اعلاه، ولكني قررت الرد لمرة واحدة على هؤلاء احتراما لرغبة الصديق، وليعلم من ربما لا يعلم.

ثالثا: الفوبيا القومية وعمى الالوان السياسي... الاشوريون مثالا.
ويستعرض بالتحليل والامثلة ظاهرة بل مرض الفوبيا القاتل الذي يعيشه الكثير من ابناء شعبنا (تنظيمات سياسية، فعاليات وناشطون قوميون، قواعد شعبية) تجاه الشعوب التي نعيش بينها ومعها في التاريخ والجغرافيا، والاهم في الحاضر والمستقبل، وبخاصة الشعب الكردي حيث ديموغرافيتنا وحاضرنا ومستقبلنا معه في الوطن.
وكيف ان الفوبيا وصلت حد ان اية دعوة للعمل المشترك لمستقبل مشترك يتم اتهام مطلقيها باكبر التهم من قبيل الخيانة والعمالة والانبطاح وغيرها من قذارات القاموس السياسي العروبي.
وكيف ان الفوبيا وصلت حد التهليل للعقوبات الجماعية ولتركيا الفاشية وايران الاسلامية والمليشيات الطائفية والدواعش السياسية.
تصاعد الفوبيا مؤخرا ليس فقط استمرارا لانعكاسات الذاكرة الجمعية التاريخية واشباعا للحقد القومي، بل هي ايضا سعيا خائبا لتبريرالفشل المؤسساتي والسياسي لشعبنا منذ ربع قرن والهروب من الاعتراف بالفشل، وتحريف بوصلة المسؤول عنه والقاءه على الاخر.
من هنا اللجوء بدراية الى التصعيد المتعمد لهذه الفوبيا في مسعى سقيم للتغطية على الاحباط من امتلاك اي افق نظر سياسي مستقبلي بعد فشل "القيادات" السياسية على مدى ربع قرن، والتجاءهم اليوم الى فشل اخر بوضع بيضهم في سلة الشيعة السياسية.
مثلما هي لدى البعض فيما وراء سياج المنطقة الخضراء للتغطية وصرف الانتباه عن مشاريع الشيعة السياسية والتغيير الديموغرافي والاستحواذ السياسي والاداري والاقتصادي على سهل نينوى الجنوبي وعزله عن التواصل مع بقية ديموغرافيا شعبنا.

كما يشير المقال، كممارسة تعبر عن هذه الفوبيا الى ظاهرة عمى الالوان السياسي التي يعيشها الكثيرون من شعبنا بحيث لا يستطيعوا تحسس وتلمس الفوارق الشاسعة بين الاقليم وبغداد تشريعيا وثقافيا واجتماعيا وووو ليس فقط في مجال الحقوق والممارسات القومية بل وبمدياتها الاوسع مثل حقوق المراة وغيرها.
نشر هذا المقال سيكون له سياق خاص حيث بعد نشر المقال ساقوم يوميا بنشر مثال او مثالين مختصرين لهذه الفوبيا وعمى الالوان.

رابعا: الاستفتاء آشوريا: دروس معه.. واستحقاقات بعده.
الاستفتاء حصل.. والاقليم والعراق والجوار بدأ بالتعامل (كل من موقعه ورؤيته ومصلحته) مع ما بعد الاستفتاء.
ماذا يعني الاستفتاء آشوريا؟ من حيث ما رافقه من مواقف اسقطت الاقنعة وكشفت الولاءات لمن كان يجهلها او يتجاهلها وشخصت قصر النظر هنا او هناك، ومن حيث الاستحقاقات التي يفرضها على شعبنا ومرجعياته سواء على الارض او في المواقف السياسية او المؤسسات الدستورية والتشريعات وغيرها.
ساقدم وجهة نظري التي بالتاكيد لا يمكنني ادعاء كمالها، بل اني متاكد من حاجتها للاغناء والتطوير من خلال الحوار والنقاش الموضوعي الذي ادعوكم له سلفا.

خامسا: من البالتوك الى الفيسبوك يستمر الانحدار والانتحار.
كشعب مشتت في زوايا المعمورة فان تقنيات التواصل الحديثة هي نعمة ما فوقها نعمة. انها من نعم الرب على شعبه الذي احبه.
ولكن كيف يتعامل شعبنا مع هذه النعمة؟ المؤلم حد البكاء اننا جعلناها نقمة.
المقال سيستعرض فشل شعبنا في توظيف وسائل التواصل هذه (ابتداء من الاسريان لنك مرورا بالبالتوك وصولا الى الفيسبوك) للتقارب والتغلب على البعد الجغرافي.
الفاعلون على هذه المنابر بسبب ترهيبهم اللفظي وتسقيطهم (بالاحرى سقوطهم فالاناء ينضح بما فيه) استطاعوا اسكات الكثير من الاكثرية وتحويلها الى اكثرية صامتة انسحبت من الشان القومي والوطني، وليستمر البعض منهم في الاداء "الاعلامي" بشكل مسيء الى شعبنا واخلاقياته وحضارته، وبالتاكيد مستقبله.
الكم والنوع الهائل للاساءات السابقة والحالية (لا نتمنى لاحقة) والموجهة الى مسيحيتنا وكنائسنا ومرجعياتها واكليروسها من قبل هذا البعض من "المناضلين والمجاهدين والمفكرين والمنظرين والفاعلين الاشوريين" ومن قبل القواعد الشعبية للاحزاب والتوجهات القومية "الاشورية" يكشف الازمة الكبيرة التي تعيشها هذه الاحزاب ويعيشها الفكر القومي الاشوري الذي يعاني الفقر والاقفرار والتراجع والانهيار الاخلاقي خلال ربع قرن. ازمة اخلاقية مثلما هي ازمة فكر ورؤية. هل نمتلك الجرأة لنشخص ونحاسب المسؤول؟ ام ترانا نستمر بالانحدار لبلوغ الانتحار عن سابق ترصد واصرار.

سادسا: ردود وتعقيبات وتوضيحات
وهو واضح من عنوانه وسيضم ردودي للملاحظات والتعقيبات التي قد ترد على ما انشره، بالاضافة الى ما سبق وروده لمقالات سبق نشرها. واكرر هنا بعض النقاط عن الردود:
1- لم ولن اعقب على اسماء مستعارة او وهمية بغض النظر عن الالتقاء او الاختلاف معها. فانا احاور فقط اسماء واشخاص حقيقيين معروفين اسما وشخصا وصورة.
2- ليس كل تعقيب على المقال يتطلب مني التعقيب عليه. لم ولن اعقب على التعقيبات التي هي خارج الموضوع او تريد تحريف مسار الموضوع.
3- لم ولن ادخل في مماحكات وسجالات. حيث ساكتفي بتعقيب واحد على التعقيبات التي تتطلب التعقيب ولن اقوم بلعب المنضدة (بينغ بونغ) بين الرد والرد على الرد والرد على رد الرد. احترم اراء الجميع واحترم عدم اتفاقهم مع ما انشر ومع ما اعقب.
(هناك بعض الاحبة ينتظرون ردي على تعقيباتهم، الاخوة كوركيس اوراها منصور وعبدالاحد سليمان بولص، اتمنى عليهم الصبر مع التقدير)
تحياتي
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 15 تشرين الاول 2017

ملاحظات:
1.   في جميع هذه المقالات سالتزم ما ورد في مقالي (لماذا اكتب؟ ولمن لا اكتب؟). وادناه رابطه للراغبين بقراءته.
2.   ربما تطورات الامور تفرض كتابات اخرى.
3.   التسلسل اعلاه لا يعني بالضرورة تسلسل نشر المقالات بل مجرد يريد القول انها موجودة على طاولة الكتابة والنشر.

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,853745.msg7546357.html

67
اذا كان الموضوع بهذا الشكل فمعذرة واسمحوا لي ان اقول لكم:
السيد ثوكش شوتا (= شوكت توسا) (لا تزعل مني سيدي. فانت بنفسك قلت ان الشين والتاء والسين تتبدل وهي ظاهرة صوتية. فمثلما تسمح لنفسك تبديلها في اتورايا (الذي هو اسم افتخر به لشعبي وامتي لالاف السنين) لتقراها اشورايا اسمح لي ان ابدلها في اسمك الشخصي وهو ربما الستين سنة عمرا. الله يعطيك طول العمر).
ان تبديل لفظ هذه الحروف هو في النطق وليس في الكتابة.
كتيتا تكتب بالتاء ܟܬܝܬܐ ويلفظها البعض كتييا واخرون كثيشا واخرون كسيسا وووو
اتورايا تكتب بالتاء ܐܬܘܪܝܐ وليس بالشين واذا كان البعض يريد اليوم ان يباشر بلفظها اشورايا فسيكون اضحوكة، لانه ابا عن جد لم يلفظها احد اشورايا.
اعتذر عن أية متابعة وتعقيب اخر في هذا الموضوع فمن لم يقتنع بما نشرته مرات ومرات وبتفصيل اكثر، ولا يريد ان يقتنع بهذا التطبيق العملي المختصر لما نشره هو بقلمه، فانه لن يجدي معه اي تعقيب اخر.
مع المحبة

68
تحية محبة الى الاخوة المعقبين
حيث هناك ما يمكن اعتباره تكرارا لمضامين التعقيبات او الاسئلة في التعقيبات على مختلف المقالات التي نشرتها مؤخرا، ولضمان عدم تشتت الاجابات في الردود بين مختلف هذه المقالات فاني ساقوم بتجميعها (او تجميع مضامينها) في مقال مستقل بعد ان يكون اخذ المقال اعلاه (بعض الاسئلة الصعبة) والمقالات القادمة مداها الزمني للقراءة وتعقيبات القراء الاحبة.
وارجو ان اتمكن من ذلك قريبا وبحسب الوقت المتاح لي وبحسب الاولويات التي وضعتها للمواد التي اريد نشرها، حيث لي عدد من المقالات التي سانشرها تباعا، وعلى الاغلب ساؤجل المقال التعقيبي الى الانتهاء من نشر اهم المقالات التي في قائمة اولويات النشر.
ملاحظات بشان التعقيبات وتعقيبي عليها:
1- انا لم ولن اعقب على اسماء مستعارة او وهمية بغض النظر عن الالتقاء او الاختلاف معها. فانا احاور فقط اسماء واشخاص حقيقيين معروفين اسما وشخصا وصورة.
2- ليس كل تعقيب على المقال يتطلب مني التعقيب عليه. انا لم ولن اعقب على التعقيبات التي هي خارج الموضوع او تريد تحريف مسار الموضوع.
3- لم ولن ادخل في مماحكات وسجالات. حيث ساكتفي بتعقيب واحد على التعقيبات التي تتطلب التعقيب ولن اقوم بلعب المنضدة (بينغ بونغ) بين الرد والرد على الرد والرد على رد الرد. احترم اراء الجميع واحترم عدم اتفاقهم مع ما انشر ومع ما اعقب.
تحياتي

69
خبر وتعليق: قائمة الرافدين هي وحدة لو ثنتين

نشر موقع الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا اورغ) خبرا بعنوان:
(بدء جلسة برلمان الاقليم للرد على قرارات مجلس النواب العراقي بشأن الاستفتاء بمقاطعة اغلب برلمانيي شعبنا). الرابط في نهاية التعليق.
من بين ما جاء فيه حرفيا: (وجاءت الجلسة للرد على القرارات التي اتخذتها الحكومة المركزية بشأن استفتاء كردستان الذي اجري في 25 من أيلول الجاري)
واضاف: (وقال يعقوب كيوركيس رئيس كتلة الرافدين في برلمان إقليم كردستان العراق، قاطعنا الجلسة لاننا لسنا جزءا من السياسات التي قادت الى خلق هذه الازمة وكذلك لن نكون مع التصعيد سواء كان ذلك فعلا او رد فعل، وتابع كيوركيس بل ندعو الى الحوار لكون ذلك الطريق الوحيد الذي يقود الى إنهاء الأزمات وإيجاد الحلول للخلافات).
كلام حلو: لن نكون مع التصعيد سواء كان ذلك فعلا او رد فعل. وندعو للحوار.. حلو.
ولكن دقيقة سيادة النائب. كيف يستقيم الامر والكلام وكتلة الرافدين في بغداد رفعت اياديها وفرضت العقوبات الجماعية والحصار على الاقليم وشعبه كرد فعل على الاستفتاء.
للتذكير فقط: العقوبات تنال وتستهدف شعبنا وبينه انت وعائلتك وكوادرك واعضاءك وقريتك من الساكنين في الاقليم او النازحين اليه.
بل ولم تلتحق الرافدين - بغداد بمبادرة النائب جوزيف صليوا والعرب السنة والواعين انسانيا من الشيعة من اعضاء البرلمان. (اتمنى ان تلتحق).
الم يكن الافرض ولانسجام موقف الرافدين - بغداد واربيل ان كانت لا تشارك او على الاقل لا تؤيد الرافدين - بغداد هذه العقوبات ورد الفعل.
فهل الرافدين – اربيل هي غير الرافدين – بغداد.
كفى ضحكا على الذقون والتلون بحسب المواسم والاموال.
عودوا الى شعبكم.. فليس من حضن ادفأ وملاذ أأمن منه..
الشيعية السياسية ليست خيارا..
توفير وتغطية الممر الامن من ايران الى سوريا عبر سهل نينوى ليس لصالح شعبنا. (اقرا مقال السناتور فرانك وولف).
برطلة وكرمليس وبغديدة مهددة شيعيا بالديموغرافيا والاقتصاد والسياسة.
لا تكونوا شركاء وغطاء.
اللهم اشهد اني بلغت.


ملاحظة: بالمطلق فانه فيما عدا كون عدم المشاركة يهدف تعطيل اكتمال نصاب الجلسة او عدم اضفاء شرعية لها فان مشاركة النائب في الجلسات وقول وتثبيت ما يريد قوله، اعتراضا او اتفاقا او تحفظا، تحت سقف البرلمان وفي توثيقه الصوري والصوتي والارشيفي والقانوني، هو واجب اخلاقي. وعدم القيام به والتهرب منه هو استعراض اعلامي وفيسبوكي لا يرتقي الى الامانة الممنوحة للنائب وتمثيله لناخبيه. اخلاقيات الاداء اصبحت ازمة عامة وصلت عدواها لمن يقول بتمثيلنا في البرلمان.

الخوري عمانوئي يوخنا
نوهدرا 7 تشرين الاول 2017

الرابط الى الخبر:
https://www.zowaa.org/%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D8%AC%D9%84%D8%B3%D8%A9-%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7/

70
المنبر الحر / بعض الاسئلة الصعبة
« في: 09:10 07/10/2017  »
بعض الاسئلة الصعبة

ونحن نتحاور في قضايا وهموم وامور سياسية قومية ووطنية واقليمية في واقع يتصف بالتعقيد والديناميكية والتغيرات شبه اليومية،
ونحن نمارس انتحارا جماعيا مصدره الفوبيا القومية، ومظاهره الانفصام عن الواقع وعدم التفاعل معه في الوطن، ونتائجه الدعوة العلنية المباشرة وغير المباشرة لترك الوطن والاغتراب،

ونحن قد وضعنا كل طاقاتنا ومصادرنا وجهدنا البشري والاعلامي من اجل عداء الاخر وسعي فاشل لاعاقته وليس من اجل شعبنا ومستقبله،
ونحن نشارك في جرائم عقوبات جماعية ضد شعبنا ونهلل لتركيا الفاشية وايران الاسلامية وبغداد الكارثية ودواعشها السياسية،
ونحن قد وضعنا (ProAssyrian) بعد قائمة طويلة من الـ(AntiKurdish).
فانه لا بد من مواجهة بعض الاسئلة الصعبة وتجاوز السطحية في الامور، ومناقشة تابو ما نراه "مسلمات" محسومة لتغطية فشلنا في التحليل وقراءة الامور والنظر للمستقبل الذي ندعي اننا نناضل ونضحي من اجله.
 
لنسأل ونتساءل ونتحاور باحترام وموضوعية ومسؤولية تجاه غدنا المشترك مع الاخر.
فاذا كنا نريد مستقبلا وغدا في الوطن فلا بد ان نبحث عن المشتركات مع من شاركنا ويشاركنا الوطن والمستقبل. والمشتركات كثيرة واكثر بكثير من المفترقات والشوائب، وهي قوية واقوى من مواطن الضعف، وهي متينة وامتن من مواقع الخلل. المشتركات لا تبنى على الحقد بل على الاحترام والمحبة.
هذه الاسئلة ليست دفاعا عن اي شخص او مجموعة او شعب. وليست تبريرا لاية جريمة فردية او جماعية. وليست انتهاكا لحق اية ضحية فردية او جماعية. بل هي اسئلة علينا مناقشتها بموضوعية ومسؤولية للخروج برؤية مستقبلية لشعبنا بعيدا عن هوس الفوبيا وحمى الحقد القومي الذي يغذيه بعضنا بدراية او غيرها، وينقاد وراءه كثيرنا دون دراية.

اسئلة للانتقائيين الفوبيويين ممن ينبشون الامس وخاصة السيفو بغاية تاجيج الاحقاد اليوم لقتل الغد واجهاض العيش المشترك وتبرير الهجرة والانتحار. الفرق شاسع بين نبش الماضي بدافع الحقد وبين دراسته بدافع تحصين المستقبل.
لا يجوز لشعب يريد الحياة ان يبقى اسيرا للذاكرة، ولكن بالتاكيد من حقه ان يعمل ويطلب معالجة الذاكرة.
اسئلة لمن يريد البقاء وابقاء شعبنا رهينا للذاكرة وليس مشاركا في علاجها مع الجميع ولمصلحة الجميع ولمصلحة مستقبل اجيالنا في الوطن وليس في المزايدين المهجريين.

اقتباس من مقال الاخ يوخنا عوديشو دبرزانا المعنون (آشور المحتلة والعقول المختلة) يقول: (مناضلة أخرى منفوخة الشفاه تطل علينا وهي تقود سيارتها الفارهة عبر أحد شوارع دولة غربية تدعونا للنزول الى الشارع والتظاهر ضد الأستفتاء. أني على ثقة أن ما انفقته على نفخ شفاهها كان يكفي لتموين جعبة مقاتل من مقاتلي قوات حماية سهل نينوى او من مقاتلي دويخي نوشا وحبذا لو قارنت هي وأخريات أمثالها نفسها بالفتاة الكردية على خطوط التماس المباشر مع داعش أو على ألأقل بشقيقاتها في قوات حرس الخابور). انتهى الاقتباس.

واقتباس من السيد نينوس جوزيف عودة: (من قتل مار بنيامين شمعون هو سمكو الشيكاك الكردي وجماعته وليس الشعب الكردي بكامله، تماما كما ان الذي قتل مار ايشاي شمعون هو داود مالك اسماعيل وليس الشعب الآشوري بكامله.) انتهى الاقتباس.
سمكو قام بجريمته عام 1918 في شمال ايران من جهاد ديني متعصب ونستنكر جريمته قطعا.
داود قام بجريمته عام 1975 في كاليفورنيا من جهاد قومي متعصب ونستنكر جريمته قطعا.
واضيف من طرفي: ويقال ان الاتحاد الاشوري العالمي حينها كان وراء اغتيال مار ايشاي شمعون..
ويقال ان قاتله داود مالك اسماعيل بعد خروجه من السجن كان عضوا في هيئات ادارية كنسية. شخصيا لا معلومات مؤكدة عندي بذلك.

لا احد ينكر مشاركة عدد من الاغاوات والعشائر الكردية (خاصة في حكاري وطورعبدين وشمال ايران) في الجهاد الذي اعلنه اردوغان الامس ضد "الكفار".
ولكن هناك اسئلة للمصفقين لاردوغان اليوم ومن يشبهه:
•   هل ارتكب البرواريون الاكراد مذابح سيفو ضد البرواريون الاشوريين؟
•   هل ارتكب الريكانيون والنيرويون الاكراد مذابح سيفو ضد الريكانيون والنيرويون الاشوريين؟
(معلومة لمن يجهلها او يتجاهلها: اشوريو نيروة وريكان كانوا وما زالوا في الامور العشائرية تحت مرجعية عشائرية كردية لعشائر نروا وريكان، وعلاقاتهم جيدة وايجابية لا شوائب او خلل فيها رغم سعي البعض من "مناضلينا القوميين" الى عكس ذلك.)
•   هل ارتكب العماديون والبامرنيون الاكراد (نسبة للعمادية وبامرنى) مذابح سيفو ضد قرى العمادية وصبنا من الاشوريين او الكلدان؟
•   هل ارتكب الدوسكيون الاكراد مذابح سيفو ضد الكلدان في دهوك ومحيطها؟
•   هل ارتكب المزوريون الاكراد مذابح سيفو ضد قرانا في منطقة مزوري؟
•   هل ارتكب اكراد اربيل وكركوك الى السليمانية وشهرزور وبنجوين وحلبجة مذابح السيفو او 1933 ضد شعبنا؟
•   هل ارتكب البارزانيون واكراد راوندوز وسوران مذابح ضد القرى الاشورية هناك في 1933؟ ام حموهم ودافعوا عنهم في حرير وبارزان وغيرها؟ اسألوا اباءكم واجدادكم.
•   بل اساسا هل حصلت السيفو 1915 في جغرافيا اقليم اليوم بحدوده الجيوسياسية الحالية؟
•   ام في هذه الجغرافيا السياسية سكن الناجون من السيفو؟ ومن بينهم اباء واجداد بعض برلمانيونا اليوم في بغداد واربيل ممن تاسست قراهم في اقليم اليوم بعد عشرينيات القرن الماضي.
•   وغيرها من "الهلات"؟

في جميع الاسئلة والمناطق اعلاه انا لا اسال عن حوادث منفصلة ربما حصلت هنا او هناك، ولكني اسال عن مذابح.
وهذه الاسئلة ليست لتجنب نقاش الواقع القائم والطموح السياسي المشترك لشعبنا مع الشعب الكردي. بل على العكس تماما، فهذه الاسئلة تقود الى الايمان بهذه الشراكة والاستفادة من دروس الماضي لبناء الغد.
ربما سناتي لاحقا باسئلة صعبة اخرى تتطلب مواجهتها الجراة والصراحة والتحرر من تابو ما اعتبرناه "مسلمات تاريخية" والتزام المسؤولية تجاه اجيالنا وغدنا الذي حددته الجغرافيا والتاريخ ان يكون مشتركا مع الاكراد والاخرين..

الرب يبارككم

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 7 تشرين الاول 2017

الرابط الى مقال الاخ يوخنا دبرزانا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,855341.0.html


71
قام موقع الزوعا اورغ بالغاء الخبر (لاحظ الصورة) بعد انفضاح غاياته، ولكن صور البوست عند نشره موجودة كما ادناه وننشرها ليمكن مشاهدتها.

72
كفى انحدارا وسقوطا.. ارحموا شعبكم.
نشر موقع الحركة الديمقراطية الاشورية، زوعا.اورغ وعلى الرابط ادناه، خبرا عنونه: (ازمة اقتصادية حادة تحاصر كردستان بعد يومين على اجراء الاستفتاء) ونسبه الى مجلس محافظة بغداد عن (وجود ازمة حادة وغير مسبوقة في الغذاء والوقود) في الاقليم!!!
الزوعا الذي له مقرات في دهوك واربيل وزاخو وسميل وسرسنك وديرلوك والقوش والشيخان والخ.. لا يسال كوادره وعوائلهم عن الوضع بل ينقل عن عضو في مجلس محافظة بغداد!!!
لماذا يكون سعد المطلبي من دولة القانون التي يراسها المالكي وعضو مجلس محافظة بغداد والساكن في بغداد (ابحثوا عنه في الغوغل وتعرفوا على المزيد عنه) مصدرا لمعلومة الزوعا عن الغذاء والوقود في اربيل ودهوك وغيرها، ولا يكون الاخوات والاخوة من برلمانيي وقيادة وكوادر الزوعا المقيمين وعوائلهم في الاقليم؟ هل تراه لا يثق بكوادره واعضاءه؟ ام هناك مخفيا معلوما وراء الامر؟
 الزوعا عوض ان يكذب ما يقوله عضو مجلس محافظة بغداد فانه ينقل الكذب وينشره في مديات اوسع لترويع شعبه وتهييجه وتاجيجه!!!
 الى حد كتابة هذه الاسطر لا ازمة مما يدعيه الزوعا ويروج له مهللا. ونتمنى ان لا تحصل لا في الاقليم ولا خارجه، لا في العراق ولا خارجه، ولا في اية بقعة، لان الانسان طفلا ام امراة، شابا ام شيخا، لا يجب ان يعاني فهو صورة الله الذي هو محبة.
الفرق شاسع بين ان ينشر شخص او مجموعة غير مؤسسة بوست على صفحتهم وبين ان ينشر الموقع الرسمي لمؤسسة سياسية هكذا منشور.
 فهل من انحدار وسقوط اكثر من ذلك. انه ممارسة الجريمة بعد السكوت (وربما المشاركة) في اقرار خطة تجويع مواطني الاقليم وبينهم الشعب الذي يدعي الزوعا تمثيله.
 بعد كل هذا وذاك وما سبق من مواقف لمدى سنوات ياتيك من يقول ان الزوعا هو الحزب المستقل الذي ليس له اجندات غير مسيحية!!!
 من المعيب والمخجل ان ورثة دماء الشهداء يويرت ويوسف ويوخنا يتحولوا الى منبرا للفتنة والتحريض وخنجرا مسموما في الخاصرة.

الرابط الى الخبر على موقع الزوعا:
http://www.zowaa.org/%D8%A7%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%8A/#.Wc3g1dJEmpp



73
انا انادي بدولة اشور.. فهل من معارض؟

رغم اني في مقالي المنشور على موقع عنكاوة بعنوان (الاستفتاء.. بعد قرن من سايكس بيكو التغييب، شعبنا يعطي رايه في اعادة الترتيب) تطرقت لنقطة محاججة بعض احزابنا (الزوعا وابناء النهرين والوطني الاشوري) باسم الدولة التي تترتب على الاستفتاء بانه كوردستان وهو اسم قومي ويتوجب تبديله كاحدى المطالب والضمانات التي تطلبها هذه الاحزاب للقبول بالاستفتاء، حيث اشرت انه برايي ليس الا مطلبا يراد به رفع السقف الى حد تعجيزي لتغطية رفض الاستفتاء، وبذلك يحققون الامرين: تغطية الرفض (لاسبابهم المختلفة التي اوردنا بعضا منها في منشورات سابقة ونعود اليها مستقبلا) من جهة، ومسايرة الحمى والفوبيا التي تتحكم بمعظم مهجرنا من جهة اخرى، خاصة وان بعضهم على مدى اكثر من عقدين غذى، وما زال، هذه الفوبيا وبات اسيرا لها حتى فيما لو اراد (واشك في ذلك) التحرر منها.
يعني: عصفورين بحجر.
واضفت الاستنتاج باختصار ان هذا المطلب ليس مطلبا جديا موجها بالفعل من هذه الاحزاب الى القيادة السياسية الكردستانية لمناقشته بقدر ما هو موجه منهم الى المهجر الاشوري لتهييج عواطفه واشباع غرائزه وتامين اصواته في حملة انتخابية بدات مبكرة اشوريا.
ورغم ان صراحتي مع نفسي وشعبي لا تسمح لي بتضليله ودفعه نحو الاوهام والمزايدات، ولكني لمرة واحدة سادخل سوق المزايدات واقول للاحبة في هذه الاحزاب انكم، ومع احترامي لكم، تفرطون بقضيتنا وضحايانا وشهداءنا. فيجب على القيادة الكردستانية ومنذ اللحظة وقبل الاستفتاء ان تعلن ان اسم الدولة يجب ان يكون اشور ورؤساءها يجب ان يحملوا القاب سركون الرابع واسرحدون الثالث، وقصرها الرئاسي يجب ان يكون بمعمارية نينوى وبابل ومحروسا بالثيران المجنحة. وبعكسه دوننا الموت ولا الاستفتاء.
يقول الاشوريون: ليس هناك شوكة تحت لسان المرء وبذلك يستطيع ان يقول كل شيء.
ولكني وبعد هذا العرض في هذا المزاد (لا اعتقد احدا ياتي بسقف اكثر منه) وكسبي المزاد، اورد بعض الملاحظات والوثائق للقراء الاحبة والاحزاب المناضلة ايضا.

لن استعرض الوثائق الدستورية والسياسية العراقية والدولية التي تتبنى اسم كردستان، كما لن استشهد بالمرجعيات السياسية والدينية لشعبنا التي استخدمت اسم كردستان، ويكفي ان نشير هنا الى الوفد الاشوري المفاوض مع حكومة بغداد عام 1973 والذي كان برئاسة المرحوم مالك ياقو عندما عنون ورقته ومشروعه المقترح بـ (مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان والمنطقة الاشورية).
لن اقدم عرضا ووثائق من المصادر اعلاه اختصارا لمساحة الموضوع فهذه وتلك يمكن العثور عليها بسهولة في تقنية غوغل للبحث.
ساكتفي بمقولة (من افواهكم ندينكم) لمحاججة جدية المطلب الذي ظهر فجأة بعد 25 سنة من عملكم في الاقليم بهذا الاسم وتحته ومن خلاله.

فاقول ان من يريد تحقيق مطلب ما فانه بالتاكيد يورده في برنامجه ومواقفه وخطط عمله ويبشر به ويحشد له ويحققه تدريجيا وتصاعديا، وهذا لم نعثر عليه عندكم.

اولا: ان النظام الداخلي لجميعكم يعتمد ويستخدم هذا الاسم ولا يتضمن برنامج ايا منكم انه يطالب ويناضل لتبديل التسمية.

بل على العكس تماما يعتمد التسمية بكل رحابة صدر وسلاسة. وانا اتفق معه في ذلك.
الزوعا، على سبيل المثال لا الحصر، في المادة السادسة من برنامجه السياسي المعتمد في مؤتمره الثالث في شقلاوة 2001 يقول نصا:
(المادة السادسة: نساند الحركة التحررية الكردية وندعم نضال الشعب الكردي في كردستان العراق وحقه في تقرير المصير ضمن الوحدة الوطنية ونساند التطلعات المشروعة للتركمان وانهاء مظلومية الشيعة وبما يعزز التاخي بين جميع مكونات المجتمع العراقي).
(انشر ادناه الصفحات الاربع لهذا البرنامج السياسي).
وذات المضمون في جميع وثائق الحركة منذ تاسيسها حيث اسم كردستان يرد فيها بكل سلاسة وبساطة، لسبب بسيط لان الزوعا وجميع احزابنا وجميع شعبنا في الوطن، وانا احدهم، نعترف ونتعامل مع هذا الاسم وحقيقته الجيوسياسية.
الوطني الاشوري في البيان الختامي لمؤتمره العام الثالث المنعقد في تموز 2006 خصص محورا خاصا اسماه:
على الصعيد الكردستاني، ويرد فيه نصا: (فان المؤتمر ثمن عاليا الخطوات المهمة التي خطاها الاقليم على الصعيد السياسي من انتخابات المجلس الوطني الكردستاني بدورته الثانية وتفعيل دور البرلمان وتوحيد الإدارتين . كما ثمن عاليا حرص القيادات الكردستانية على ضمان توسيع مشاركة المكونات القومية والدينية لابناء الاقليم وقواهم السياسية في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.)
كيان ابناء النهرين في لقاء موقع عنكاوة مع رئيس قائمته الانتخابية في انتخابات برلمان الاقليم 2013 وممثله الحالي في برلمان الاقليم الدكتور سرود مقدسي يرد السؤال:
س: هنالك مناقشات حول تعديل دستور اقليم كردستان. هل هنالك ما تريدون تغييره، خاصة ما يتعلق منها بشعبنا؟
لياتي الجواب واضحا وبالنص التالي:
(بالتأكيد هناك دائما ما يجب تغييره أو اضافته على الدستورين المركزي والاقليمي، ونحن لدينا العديد من الملاحظات العامة كمواطنين والخاصة كأبناء مكون أصيل له خصوصيته والتي نرى من الضروري مناقشتها بخصوص دستور اقليم كردستان، وهي تبدأ من الديباجة حيث غفل المشرع عن التطرق للمظالم والاضطهادات التي تعرض لها شعبنا في الوقت الذي ركز فيه على ذكر جرائم "حلبجة الشهيدة وباليسان وبهدينان" وغيرها.. كما لدينا رأي بخصوص الفقرات المتعلقة بالعلم والنشيد الوطني واللغة الرسمية والتي نرى من الانصاف ان يكون لشعبنا نصيب منها باعتباره المكون الثاني في الاقليم، كما أن هناك مواد تحتاج الى تعديل في الصياغة لتكون ملزمة بدلا من تركها تحت بند (يؤخذ بنظر الاعتبار أو يراعى) وفي مقدمتها تأتي مسألة معالجة التغيير الديمغرافي والمشاركة السياسية والتمثيل الاداري.) انتهى
لا اشارة الى اي دعوة او برنامج لتبديل الاسم وانما فقط العلم والنشيد وغيرها من المطالب المعقولة.

ثانيا: اعضاء البرلمان و\او حكومة الاقليم من كوادركم جميعهم ادوا اليمين الدستورية كما نص عليها قانون برلمان اقليم كردستان ودستوره.
فقانون برلمان الاقليم عند اقراره في 1992 نص في المادة 83 على اداء اعضاءه اليمين ادناه:
يؤدي عضو البرلمان قبل المباشرة بمهامه اليمين الآتية:  (أقسم بالله العظيم أن أحافظ على مصلحة شعب اقليم كوردستان ووحدته وكرامته وحقوق وحريات مواطنيه وأن أقوم بمهام العضوية بصدق وإخلاص).
وتعدلت في 2009 ويصبح تسلسلها المادة 47 ونصها ما يلي:
يعقد المجلس جلسته الاولى برئاسة اكبر الاعضاء سنا ويؤدي اعضاؤه اليمين التالية: "اقسم بالله العظيم ان احافظ على وحدة شعب وارض كوردستان العراق ومصالحه العليا".
كما لم يتقدم ايا منكم لا في البرلمان ولا في الحكومة بتشريع او مقترح تشريع لتبديل اسم كردستان.

ثالثا: جميعكم وافقتم على مسودة دستور اقليم كردستان.
الدستور المقترح ليس فقط يعتمد الاسم الكردستاني بل ايضا الحدود الجغرافية للاقليم بانها تشمل سهل نينوى وكركوك. منكم من كان له اعضاء في البرلمان شاركوا وناقشوا ووافقوا على مسودة الدستور، ومنكم من لم يكن له عضو بالبرلمان ولكنه وافق عليها عندما عرضت للنقاش وابدى ملاحظات رصينة ولكنها لم تتضمن اقتراحا لا بتبديل التسمية ولا الحدود.
وحتى في المناقشات اللاحقة لمراجعة الدستور فان ممثلة شعبنا السيدة منى ياقو التي تقدمت بملاحظات قيمة ولكنها لم تتقدم، بحسب علمي، باقتراح تبديل الاسم ولا الحدود.

رابعا: جميعكم استلمتم مخصصات ومنح مالية وامتيازات مؤسساتية وفردية بناء على تشريعات برلمان كردستان ومن ميزانية كردستان ودوائرها التنفيذية. ولم تعترضوا على الاسم. ما استلمتوه جميعا، واكبركم هو اكثركم استلاما، هو حق لكم لا اناقشكم فيه.

خامسا: بينكم من كان عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا ايضا حق وخيار سياسي لا اناقش احدا فيه. فهوية الانسان القومية واداءه وعطاءه وخدمته لشعبه ليست مرتبطة مطلقا بانتماءه السياسي. رحم الله الشهيد فرنسو حريري وتوما توماس.
السيد يونادم كنا كان عضوا في البارتي في بداية السبعينيات ومع انهيار الثورة في 1975 عاد الى منطقة السلطة كغيره من العائدين الذين اطلق عليهم اسم (العائدون الى الصف الوطني). فرقه عن غيره كان ان (العائدون الى الصف الوطني) نفيوا وحرموا من حقوقهم، فيما هو منح رتبة ملازم مجند في الجيش العراقي بعد تخرجه من كلية الهندسة، وهي رتبة لم تمنح الا للمهندسين البعثيين. (انا شخصيا وغيري كثيرون مهندسون ولم تمنح لنا هذه الرتبة).
ومن 1991 كانت الحركة حزبا كردستانيا وشارك في كتابة قانون البرلمان 1992 وصياغة القسم الذي اوردناه اعلاه.
لنقرأ القرار 1 للجبهة الكردستانية:
بناء على مقتضيات مصلحة شعب كوردستان العراق، أصدرت القيادة السياسية لجبهة كوردستان العراق القانون الآتي:ـ
رقم (1) لسنة 1992 قانون المجلس الوطني لكوردستان العراق
وهو مذيل باسماء رؤساء احزاب الجبهة الكردستانية كما يلي:
المادة الحادية والستون: يعتبر هذا القانون نافذا من تاريخ نشره في جريدة الجبهة الكوردستانية.
صدر في يوم الأربعاء المصادف 8 نيسان 1992 الميلادي الموافق 19 نوروز 2692 الكردي
 القيادة السياسية للجبهة الكردستانية
جلال الطالباني الاتحاد الوطني الكردستاني
مسعود البارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني
عبد الله ئاكرين حزب الاستقلال الديمقراطي الكردستاني (باسوك)
رسول مامند الحزب الاشتراكي لكردستان العراق
عزيز محمد الحزب الشيوعي العراقي
سامي عبد الرحمن حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني
قادر عزيز حزب كادحي كردستان
يعقوب يوسف الحركة الديمقراطية الآشورية

سادسا: ليس هذا فحسب، بل ان السيد كنا هو السياسي الاشوري العراقي الوحيد الذي استخدم مصطلح كردستان الجنوبية في الاشارة الى اقليم كردستان العراق، وذلك في مقابلة صحافية مع جريدة (Rhein Main Presse) في فيزبادن بتاريخ 19.12.1996 وذكر فيها ان هناك نصف مليون اشوري في كردستان الجنوبية.

سابعا: وبهذا الموقف والمطلب منكم تكونوا قد الزمتم انفسكم تجاه اعضاءكم ومناصريكم وشعبكم بان تعيدوا صياغة برنامجكم السياسي والانتخابي وتضمينه التزامكم العمل لتبديل اسم (كردستان). وبعكسه تناقضون انفسكم. خاصة انكم قلتم (وانا اتفق معكم) ان المطالب لا يجب ان يرتبط اقرارها اساسا بالاستفتاء فهي مطالب في الاقليم الحالي كما الدولة المرتقبة. ومنعا للتناقض المحرج وحرصا منا على انسجامكم مع موقفكم سنذكركم بذلك بروح المحبة في حال انستكم الالتزامات والمشاغل.
بل ويترتب على هذا المطلب من الزوعا وضمن السياق المنطقي للامور ان تتقدم قائمة الرافدين في برلمان المركز بمقترح مشروع لتبديل اسم كردستان. وضمن لعبة التوقيتات الذكية للسياسيين لاختيار الوقت المناسب لتحقيق مطالبهم فان الان هو الوقت المناسب لذلك مع تحامل برلمان المركز على الاقليم. وان لم تفعلها قائمة الرافدين فان مزايدتهم على تبديل اسم كردستان تكون مفضوحة. أليس كذلك؟

ابعد هذا كيف يمكنني وبمنطق وموضوعية ان اصدق ان مطلبكم هو جدي وكل منكم مقتنع به داخليا في بواطن ذاته ومع نفسه؟
ام انه كما ذكرت في بداية المقال لتغطية الرفض المبطن وتلبية متطلبات الفوبيا وديناصورها؟

يا ناس، ارحموا هذا الشعب وارحمونا. اطلبوا ما هو المنطق والمنسجم مع ما في داخلكم وبعيدا عن الشعاراتية والشعبوية حتى نصدقكم وندعمكم بكل ما يمكن لنا من دعم.

واخيرا، ولكي لا يزايد احد علي، اكرر اني رفعت سقف المزاد الى:
ان يكون اسم الدولة اشور
ان يتكنى رؤساءها باسم سركون الرابع واسرحدون الثالث
ان يكون قصرها الرئاسي محروسا بثيران مجنحة وتكون معماريته كقصور نينوى وبابل.
فهل من معارض؟

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 26 ايلول 1992

ملاحظة: اتمنى ان تكون هناك مناقشات رصينة ومعلومات اضافية نتشارك جميعا في نقاشها باحترام متبادل للاراء واشكر مقدما المشاركين في هكذا حوار.
شخصيا اتوقع، كما جرت العادة، هجمات واساءات بذيئة لشخصي (خاصة على صفحات النضال الاشوري في الفيسبوك) عوض مناقشة الموضوع!! واعلم جيدا غايتها الترهيب اللفظي ومنعي من ابداءي الراي. اقول باختصار اني لم ولن ارضخ للترهيب الجسدي ولا اللفظي، ولن اتوقف عن ممارسة حقي الطبيعي والمشروع في ابداء رايي بما اراه مهما ابداءه. قد يكون رأيي صائبا او خاطئا، جزئيا او كليا، ولكنه رأي يمكن نقاشه واغناءه. بصراحة هذه الاساءات تؤكد وتؤيد صحة ما اطرح، اي انها تاييد ضمني. تحياتي.

74
رسالة محبة الى الاحبة ابناء شعبي الكلداني السرياني الاشوري

ܫܠܡܐ ܡܪܢܝܐ ܘܚܘܒܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ܥܡ ܟܠܘܟ݂ܘܢ شلاما مارانيا وخوبا اومتانيا عم كلوخون

سيداتي وسادتي
اباءي وامهاتي
اخواتي واخوتي
بناتي وابنائي من الشعب الكلداني السرياني الاشوري ورثة حضارة بين النهرين من ابناء ومواطني كوردستان.
لم يتبق الا اقل من اربع وعشرين ساعة لانطلاق الاستفتاء في الاقليم، استفتاء تاريخي ليس بمعنى انه سابقة تاريخية فحسب، بل وتاريخي بمعنى انه محطة مفصلية في صنع مستقبل الاقليم والمنطقة.
تاريخي ليس بمعنى اننا الجيل الكلداني السرياني الاشوري الاول الذي يمارس حقه، بل واجبه، في اعطاء صوته في مستقبله ومستقبل اجياله في العراق وكوردستان فحسب، بل وفي كل جغرافيا شعبنا في سوريا وتركيا وايران حيث لم يحصل ان شاركت اجيالنا السابقة ولا الحالية في قرار واستفتاء كهذا.
في سايكس بيكو تم الغاءنا وتغييبنا وكان علينا أن نقبل ما رسمته مصالح الدول الكبرى.
وجميعنا قرا او تذكر او عايش نتائجها: مذابح سميل، صوريا، الانفال والكيمياوي، تدمير القرى، الهجرة والتهجير القسري داخل الوطن ودول الاغتراب، تعريب الهوية، شهداء بعشرات الالاف في حروب الدكتاتوريات، واخرون في معتقلاتها، وغيرها مما اعطته لنا سايكس بيكو التي جعلت منا اليوم شعبا صغيرا مهدد في وجوده ومصيره.
اليوم، كما قبل قرن من الزمان، يعاد التشكيل والترسيم التدريجي للمنطقة. تشكيل نريده ونتمناه تصحيحا للواقع المشوه حيث الدول القومية والدينية التي عانينا ونعاني وسنبقى نعاني منها كوننا مختلفون قوميا ودينيا عن الاخر.
ان تحقيق الاماني لا يكون فقط بالكلام عنها بل المشاركة الايجابية فيها على مستوى الافراد والمؤسسات والجماعات والشعب ككل.
من هنا اننا مدعوون امام ارواح اباءنا واجدادنا ممن كانوا ضحايا سايكس بيكو الاولى، وامام انفسنا واجيالنا، وامام التاريخ ان نتفاعل مع الحدث ونشارك في صنع المستقبل المشترك مع الشعوب الشريكة، وتحديدا الشعب الكردي وكذا العرب والتركمان في الاقليم، التي نتقاسم معها التاريخ والجغرافيا بالامس واليوم وغدا.
لنشارك ونتشارك مع الجميع في بناء مستقبل لدولة مدنية ديمقراطية تكون من الجميع وللجميع ومن خلال الجميع.
لم يقل احدا ان الاقليم باوضاعه السياسية والاقتصادية والادارية القائمة منذ 1991 هو الجنة والفردوس فهناك الكثير من المشاكل والنواقص التي نعاني منها جميعا، والاقليات بشكل خاص، سواء ما موروث منها من عقود الانظمة السابقة او ما مختلق منها من قبل الحكومة المركزية منذ 2003 او ما متعلق منها باداء ادارة الاقليم السياسية والتشريعية والتنفيذية.
ولكننا نتحدث عن جزيرة الامل وسط محيط من الانظمة والدول الفاشية والدينية والدكتاتورية، فهل نختار نموذج الامل ونسقيه وندعمه ونتفاعل معه ام نقتله وننتحر بالتهليل للانظمة الفاشية والدينية المحيطة.
لقد قلتها في منابر وطنية واوربية ودولية متعددة واكررها هنا: النور دائما جميل ودائما مفيد، ولكن اكثر الانوار جمالا واكثرها فائدة هو الذي يشع في الظلام. وفي كردستان هناك شمعة امل تضيء. دعونا نستثمر فيها لاجل اجيالنا.
في كوردستان ولاول مرة في كل تاريخ شعبنا في وطنه النهريني الواسع يعود شعبنا الى قراه ويعمرها ويستعيد الحياة فيها.. تركنا حكاري وطورعبدين واورمية والخابور ولم نعد اليها.
في كوردستان ولاول مرة في كل تاريخ شعبنا في وطنه النهريني الواسع لدينا مدارس حكومية بلغتنا السريانية الحبيبة.
كم كنيسة دمرت او اهملت واندثرت في وسط وجنوب العراق وفي سوريا وتركيا وايران.. وكم كنيسة عمرت في كوردستان.
هل من عوائل لشعبنا هربت من الاقليم الى وسط وجنوب العراق منذ 1991 طلبا للامن والامان، وان كان فكم؟ وكم من عشرات الالاف منهم من كل العراق التجئوا الى الاقليم.
والى غيره من القائمة الطويلة التي لا يمكن انكارها الا لمن كان مصابا بعمى الالوان.

احبتي،
دعونا نحتكم الى ضميرنا ونقرر لاجيالنا ومستقبلنا.
دعونا لا ننجرف وراء بازارات ومزايدات الشوارع المهجرية المحمومة بالحقد والكراهية القومية التي لا يهمها امرنا في الوطن بقدر ما يهمها لافتات وتجمعات فيسوكية لاراحة الضمير الداخلي الذي يشعر بالذنب من فشل المهجر الجمعي (لا الفردي) في واجبه نحو الوطن.
بالله عليكم كم قرية وكم مدرسة وكم كنيسة وكم مركز صحي وكم معمل وكم فرصة عمل في الوطن قدم المتظاهرون والمؤسسات "القومية" المروجة للفوبيا؟
ودعونا لا ننجرف وراء "الساسة" ممن يتحصنون في المنطقة الخضراء ويضاعفوا ارصدتهم المصرفية وشركاتهم الاعمارية والاستثمارية في الامارات وغيرها من العقود والصفقات السياسية في سايكس بيكو جديدة على حساب شعبنا واجياله.
دعونا نفكر باطفالنا واجيالنا في قرانا وفي احياء دهوك وسميل والعمادية والقوش والشيخان واربيل وعنكاوة وشقلاوة وكركوك والسليمانية وهم سيعيشون جنبا الى جنب في الشارع والمدرسة والجامعة والعمل والسوق مع اطفال واجيال الكرد في كردستان.
دعونا لا نفصم انفسنا ونفصل ذاتنا ونعادي محيطنا في حرب وهمية.
دعونا نسهل لاجيالنا العيش ولا نحملهم نتائج فوبيا وكراهية المهجر وبازارات وصفقات المنطقة الخضراء.

اني اتوجه اليكم ليس من صفة وشخصية معنوية فانا لا امثل الا نفسي. وانا لست الا الاخ الاصغر والخادم الاصغر لصغيركم.
اني اتوجه اليكم لاني احبكم فانتم شعبي، انتم اهلي، انتم اباءي وامهاتي، اخوتي واخواتي، اولادي وبناتي.
والله والرب يسوع المسيح شاهد على مقدار محبتي لكم.
ليبارككم الرب
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 24 ايلول 2017

75
بعد زيارته الى سهل نينوى مؤخرا، السناتور الامريكي الجمهوري السابق فرانك وولف وفي مقال تحليلي له على الواشنطن بوست بتاريخ 23 اب 2017 يحذر من مخططات ايرانية وعراقية شيعية لافراغ سهل نينوى من مسيحييه وضمان الممر الاستراتيجي لايران الى حزب الله في لبنان عبر سوريا.
ادناه اقتباس من المقال الذي يمكن الاطلاع عليه كاملا على الرابط في نهاية الخبر.
يقول السناتور وولف:
 In order to achieve their goals, the Iranian regime is currently sponsoring the purchase of Christian land by Shia Shabaks – a minority group of Shiite Turkmen – in the Nineveh plains. Christians are agreeing to sell their land to Iranian funded Shabaks because they fear their land will be taken from them anyway. However, this is an insidious plot devised by the Shiite clerics in Iran to cleanse the Nineveh plains of Christians and establish a Shiite – dominated region of Iranian influence stretching from Iran in the east to Hezbollah in Lebanon in the west.
هل كانت مدرسة الامام الخميني في برطلة رسالة وخطوة بهذا الاتجاه؟
 اترك المقال لاطلاعكم والتعليق متروك لكم، والفعل متروك لممثلي المسيحيين في البرلمان العراقي ومليشياتهم المسيحية تحت الحشد الشعبي.
 لقراءة المقال الكامل:
https://www.washingtonpost.com/blogs/right-turn/wp/2017/08/23/frank-wolf-a-short-window-to-save-christians-in-iraq/?utm_term=.554b46aa99b8

76
الاستفتاء.. بعد قرن من سايكس بيكو التغييب، شعبنا يعطي رايه في اعادة الترتيب

منذ الاسبوعين الزمت نفسي ووعدت القراء بكتابة رأيي وملاحظاتي الشخصية بشأن الاستفتاء المخطط اجراءه يوم 25 ايلول الجاري، ولكن بسبب ضغط العمل والمتابعات اليومية لم يتاح لي الوقت الكافي للكتابة التي اردتها مسهبة وتفصيلية بقدر الامكان.
وفي المقابل فان موعد الاستفتاء يداهمنا وبات لا يفصلنا عنه سوى 72 ساعة مما يعني ضغط كتابة المقال خلالها.
وبين هذا وذاك وجدت المخرج المتوازن بكتابة مقال مختصر وبملاحظات ونقاط ومبادئ ربما نعود اليها لاحقا لتفصيلها اذا تتطلب الامر. فاستمحيكم عذرا على التاخير من جهة، وعلى الايجاز في الكتابة (بخلاف العادة) من جهة اخرى.. اعتقد الكثير من القراء يبتسمون الان بالقول: هم زين ابونا هالمرة ما تطولها.

اولا: قبل قرن من الزمان انتهت الحرب الاولى وتوفي الرجل المريض وتمت عملية توزيع الارث التي مرت بمحطات ومؤتمرات ومفاوضات هنا وهناك، بين هذا وذاك، ولكنها حسمت بما يسمى اتفاقية سايكس بيكو التي كانت صالة ولادة ما نعرفه اليوم من "دول" و"سيادات" و"حدود" اجبر اباءنانا على قبولها واجبرنا على الولادة والعيش في اطارها.
بمراجعة الخطاب والموروث والادب السياسي لما بعد سايكس بيكو والى اللحظة نجد ان هناك اجماعا بين الشعوب المضطهدة المحرومة من التعبير عن ذاتها (الكرد، الاشوريين، الارمن، وغيرهم) على رفض سايكس بيكو لانها فتتت ديموغرافيتهم وباعدت اجيالهم ووضعتهم تحت مظلات دستورية مختلفة بل ومتصارعة، وفرضت عليهم الولادة والنمو في بيئات ثقافية وقانونية واقتصادية متناقضة وحرمتهم من الاتصال والتواصل، بل وفي العديد من الحالات (الاشوريون نموذجا) دفعت نحو تهميش وانهاء وجودهم الحالي والمستقبلي. سايكس بيكو لم تعكس ولم تراع ارادتهم وحقوقهم.
وحتى الشعوب التي تمت مكافأتها في سايكس بيكو (العرب مثالا) تراهم في انتقائية وازدواجية معايير يقبلونها حينا ويرفضونها حينا. فهم يقبلونها ويعتبرون الحدود السياسية للدول الوليدة منها حدودا مقدسة غير  قابلة للمس عندما تمنحهم هذه الحدود هيمنة على غير العرب، ولكنهم يرفضونها عندما يرفعون الشعارات العروبية. فمثلا ذات حدود سايكس بيكو بين العراق وتركيا يعتبرها العروبيون مقدسة لانها قسمت الكرد والاشوريين ومنحت للعرب سلطة وجغرافيا سياسية عليهم، ولكن ذات حدود سايكس بيكو بين العراق والاردن او سوريا هي مصطنعة لانها قسمت ما يقولونه الكيان والشعب العربي الواحد!!
فحلال هو تقسيم وتشتيت الكرد والاشوريين لدرجة ان لا يكون وطن قومي لهم، وجريمة ان تقسم العرب ليكون عندهم اكثر من دولة جميعها تقول انها عربية وتعكس ذلك في هويتها ودستورها وعلمها وسياساتها!!!!
فهل هناك دجل وتناقض ونفاق اكثر من هذا.

ثانيا: العراق الذي نعرفه بحدوده القائمة هو احد اولاد (ايتام) سايكس بيكو. العراق، وكما قلتها منذ سنوات واكررها الان، هو زواج قسري بين مكوناته القومية (عرب، كرد، اشوريين، تركمان، ارمن) وبين مكوناته الدينية (مسلمون، مسيحيون، يزيدية، صابئة، يهود) وبين مكوناته اللغوية والثقافية وغيرها.
الزواج القسري هذا فشل في تكوين عائلة.
ربما يكون قد نجح الى حد ما في تكوين دولة (شخصيا اعتبرها ولاسباب كثيرة ليست موضوع المقال انها دولة فاشلة) ولكنه بالتاكيد فشل في تكوين شعب يشارك ويشترك في الانتماء والهوية الوطنية.
الذاكرة الجمعية لمكونات هذا الزواج القسري لا تحمل مشتركات بقدر ما تحمل صراعات ومآس وكوارث وجرائم ابادة.
عراقيتنا الموحدة هي فقط في وثائق الهوية والجنسية والعملة وليست في قيم الحياة والمواطنة.
موحدون في الاوراق الثبوتية ومضطهدون ونعاني من التمييز في الدستور والوقائع والممارسات على الارض.

شخصيا عندي مشتركات ما يجعلني اشعر بالانتماء الى زالين (القامشلي) في سوريا، وماردين (في تركيا) واورمية (في ايران) اكثر من حويجة وتكريت والناصرية. انا اتحدث بلغة صريحة وشفافة بعيدا عن الدبلوماسية والكلام المنمق المنافق.
وشخصيا اؤمن، وكما قلتها في اكثر من منبر واكثر من مرة، انه مع فشل هذا الزواج القسري في تكوين عائلة سعيدة فاني لا ادعو ان يكون زواجا كاثوليكيا.
يقول الكتاب المقدس: (السبت (اي الشريعة) هي من اجل الانسان وليس الانسان من اجل الشريعة).
وبذلك يكون الوطن من اجل الشعب وليس الشعب من اجل الوطن.
بعيدا عن مزايدات بالروح بالدم وكلنا للعراق. انا لست مستعدا ان اضحي بروح اي اشوري من اجل ما لم اجد فيه سوى المذابح والتمييز والاضطهاد والاهانة.
في مقابلة لي على برنامج في تلفزيون الشرقية انهيت كلامي بالقول: (كلنا للعراق اذا كان العراق لكلنا).

ثالثا: في هذا السياق انظر شخصيا الى الاستفتاء على انه يمنحنا فرصة التعبير عن ذاتنا الفردية والجمعية وهو ما حرم منه اباءنا.
شخصيا لا انظر الى الاستفتاء من جوانب اجرائية مثل: قانون الاستفتاء، انعقاد البرلمان من عدمه قبل الاستفتاء، مدى توافق الاجراءات مع "دستور" العراق المؤقت، والى اخره من الملاحظات التي ربما تكون وجيهة ومعقولة وتستوجب المعالجة او النقاش. ولكني، انا المواطن الاشوري في اقليم كوردستان، لست من يفتي بها فذلك متروك للقيادات والمرجعيات السياسية والدستورية المختصة والمخولة.
وبهذا السياق ايضا فانا لا اناقش او اتعامل مع مبدأ الاستفتاء من حيث هل سيجرى في 25 ايلول 2017 ام في 25 ايلول 2027!!!
بالنسبة لي انا اتعامل مع الاستفتاء كمبدأ ومحطة مفصلية في تاريخ المنطقة ورسم (او بالاحرى تصحيح) صورتها المشوهة الحالية.
التوقيت، على اهميته، هو جزء من الامور الاجرائية والتي كما قلت لا تؤثر او تغير من مبدأ الاستفتاء وموقفي منه الذي اورده في هذا المقال.
التوقيت برايي المتواضع قرار يخضع للعديد من العوامل المعقدة والمتشابكة وفي مقدمتها ميزان القوى بين المعنيين المباشرين وغير المباشرين بالاستفتاء.
وفي هذا السياق فان رؤيتي الشخصية المبنية على ما ارى ضمن هذه العوامل (وبالتاكيد فانا لا ارى الا القليل منها) اجد ان احد العوامل التي تجعل توقيت الاستفتاء مناسبا هو ضعف الاطراف المعارضة له. فالجميع (بغداد، طهران، انقرة، دمشق) لها ما يكفي من مشاكل بحيث تجعل ممارسة رفضها للاستفتاء في حال اجراءه الان اضعف من موقفها في حال كان اجري قبل سنوات او ربما بعد سنوات. وطبعا في المقابل هناك عوامل ربما ترجح كفة كون التوقيت غير مناسب.
القيادات والمرجعيات السياسية التي تعرف مجمل العوامل التي لصالح او ضد التوقيت الحالي هي من يستطيع الموازنة بين هذا وذاك واتخاذ القرار.
لذلك اؤكد القول انه بالنسبة لي امر اجرائي لا يغير من موقفي ورؤيتي المبدئية الى الاستفتاء.

رابعا: الاستفتاءات في امور مهمة كهذه لا تحصل كل يوم ولا كل سنة ولا كل عقد بل وربما ليس كل قرن.
كتابة الدساتير كذلك لا تحصل كل يوم، ومثلها رسم الحدود بين الدول او داخلها، ورسم بنية الدولة ومؤسساتها ايضا.
ومن جهة اخرى فان الاستفتاء ليس محصورا، لا بقراره ولا باجراءاته ولا بمترتباته، على الكرد. فالاستفتاء وبغض النظر عن المصطلحات والتسميات التي ترد في الاعلام ليس استفتاء كرديا بل هو استفتاء لجغرافيا سياسية يشكل الكرد الغالبية المطلقة لمواطنيها ولكن هناك ايضا الاشوريون والعرب والتركمان والارمن وغيرهم.
صحيح ان الاعلام يتداول مصطلح الاستفتاء الكردي ولكنه يقوم بذلك كما يتداول القول بمصطلحات غير دقيقة او دستورية كالقول: المحافظات الشيعية، المحافظات السنية، وغيرها من المصطلحات التي يتداولها الاعلام بمعنى الغالبية السائدة فيها وليس بمعناها الدستوري والدقيق.
من هنا فانه من المهم جدا برايي ان يشارك شعبنا في الاستفتاء ليس بمعناه الاجرائي (بمعنى الادلاء بالصوت) فحسب، بل وبالتفاعل مع العملية السياسية للاستفتاء بمراحلها المتعاقبة: متطلبات ومواقف ما قبله ومترتبات ونتائج ما بعده.
واحيي هنا احزاب شعبنا التي تفاعلت وقدمت ورقة المطالب والملاحظات الى القيادة الكوردستانية بغض النظر عن ملاحظاتي الشخصية اتفاقا او اختلافا معها، واحيي الموقف الايجابي والمسؤول للقيادة الكوردستانية في حثها احزابنا لتقديم ورقتها وملاحظاتها والتزام هذه القيادة بقبول ونقاش الورقة واقرارها واعلانها.
من اكثر ما شاهدت من التبسيط السياسي للامور الوجودية والمحطات المفصلية في تاريخ الشعوب الدعوات السطحية لبعض مؤسسات وابناء شعبنا بانه استفتاء كردي ولا علاقة لشعبنا به!!!
من المؤلم حتى بات يهدد وجودنا ومستقبلنا ان نكون هكذا سطحيين في تناول الامور.
بل والمؤلم ان نجد دعوات، ليس في المهجر فقط بل وفي الوطن ايضا، الى رفض الاستفتاء من حيث المبدأ وليس من حيث اعطاء ملاحظات اجرائية او مطالب واستحقاقات في الدولة المترتبة على الاستفتاء (سواء جرى حاليا ام لاحقا، وسواء تشكلت الدولة قريبا ام بعيدا فنحن نتحدث عن وجود ومستقبل شعب حيث السنوات والعقود هي لحظات).
بل ويصل الامر بالبعض الى تقديس حدود سايكس بيكو وكانها الانجيل، وهم ضحايا هذه الحدود.
شخصيا المسالة واضحة تماما عندي، انها نتاج الفوبيا التي زرعها وغذاها ورباها بعضنا وباتت تتحكم به وينقاد وراءها.
انه الانتحار الذي قرر شعبنا القيام به، ولا يبدو انه يراجع قراره.
اكرر القول انها برايي نتاج اولويات خاطئة حيث الاولوية الاولى لهؤلاء هي (AntiKurdish First) والثانية هي (AntiKurdish Second) وربما الثالثة تكون (ProAssyrian Third).
شخصيا اولوياتي هي: (ProAssyrian First) و(ProAssyrian Second) و(ProAssyrian till the end).
وهنا، وبالعكس تماما من الاحزاب التي تفاعلت ايجابيا ومن موقع المسؤولية القومية مع العملية السياسية للاستفتاء، فانه من المؤسف ان بعض احزاب شعبنا تبنت الخطاب الشعبوي الفوبيوي من الاستفتاء والتحريض ضده ومعارضته من حيث المبدأ تارة، وتارة اخرى من حيث المزايدات ورفع السقف الى حد التعجيز كتعبير والتزام بالرفض المبطن من جهة ولرفع الرصيد الشعبوي المحموم بالغرائز والاحقاد القومية على صفحات الانترنت وشوراع المهجر.
بعض الاباء الروحيين للفوبيا والكراهية في رفضه وتحريضه وتهليله لتقويض الاستفتاء بات يهلل لتركيا الفاشية وايران الشريعة الاسلامية والمالكي والمليشيات الطائفية وداعش السياسية.
اتمنى ان الدولة القادمة تحمل اسم اشور!! واتمنى المدخل الى قصرها الرئاسي يكون محاطا بالثور المجنح، واتمنى ان تكون معماريته كقصور بابل ونينوى، واتمنى واتمنى واتمنى...
ولكن مهلا. هل هذه الواقعية السياسية والمطلبية المنطقية؟ وماذا عن الملايين الاخرى وتضحياتها ونضالها؟
فمثلا، اذا كنتم يا سادة يا كرام ترفضون اسم كردستان للدولة القادمة (عاجلا ام اجلا) فلماذا لم تطالبوا بتبديل اسم الاقليم من كردستان الى ما تريدون، وانتم كنتم لدورات ودورات كتلة برلمانية كوردستانية وحزب كوردستاني ووزراء في حكومة كوردستان؟ اين مشاريع القوانين التي قدمتموها لتبديل اسم اقليم كوردستان منذ 1991؟ السنا محقين بالقول ان اثارة المطلب فجاة مع الاستفتاء هو بغاية البطولات الدونكيشوتية والمزايدات والتعجيز؟ وانها في حقيقتها ليست جدية وموجهة الى القيادة السياسية الكوردستانية بل الى الصفحات الفيسبوكية والشوارع المهجرية.
اكرر اتمنى ان يكون اسم الدولة اشور بل وان يتكنى رؤساءها باسم سركون الرابع، واسرحدون الثالث. ولكن يجب ان اعترف انها تمنيات وليس مطالب واقعية. واتمنى من القيادة الكوردستانية ان تناقش وتاخذ تمنياتي بالاعتبار.

خامسا: لضيق الوقت والمساحة لن اناقش او اكرر الملاحظات والمطالب (العلم، النشيد الوطني، مدنية الدولة، حقوق المواطنة المتساوية، الخ..) التي قدمتها احزاب شعبنا المتفاعلة سياسيا مع الموضوع والحريصة على ان يكون لشعبنا صوتا في مستقبله المشترك، بل سامضي في تقديم بعض الملاحظات التي اراها مهمة والتي آمل ان تغني نقاش احزابنا والقيادة السياسية في موضوع حقوق شعبنا. فاقول:
1- من اكثر نتائج سايكس بيكو كارثية على الشعوب المستضعفة والمضطهدة (وبينها شعبنا) انها فتتت ديموغرافيتها بالنتائج الماساوية التي اوردناها سابقا.
من حق شعبنا ان يتوقع ويطالب بالتزام القيادة السياسية منع تكرار ذلك ومنع تقسيم المقسم وتفتيت المفتت.
ديموغرافيتنا في عراق اليوم، وكما سبق ان نشرناها بالارقام والخرائط اكثر من مرة وكما نعرفها جميعا (فحتى الدافعين نحو سايكس بيكو جديدة يعرفون ذلك)، هي في سهل نينوى واقليم كوردستان.
من هذا المنطلق فاني ادعو احزاب شعبنا والقيادة السياسية الالتزام والعمل بكل السبل المتاحة بان تكون ديموغرافيا شعبنا في سهل نينوى جزءا من الاقليم الحالي والدولة اللاحقة. فناقوس الخطر والتقسيم يدق بصوت عال. بغديدة وكرمليس وبرطلة هي تحت حكم المركز وضمن المخطط الاستراتيجي الشيعي لتامين الممر بين ايران وسوريا، وهيمنة المليشيات الطائفية الشيعية لا يمكن انكارها.
برايي ورؤيتي الى مستقبل شعبنا فانه من المشروع والمنطقي والضروري والحيوي ان تكون هذه البلدات ايضا مع سهل نينوى الشمالي ضمن المظلة الدستورية للاقليم الحالي والدولة القادمة لضمان عدم تكرار كارثة سايكس بيكو. وبالتاكيد وضعها في وحدة ادارية كمحافظة او غيرها مما يتم الاتفاق عليه من قبل ابناء المنطقة وبما يعزز مكاسبهم ودورهم.
2- تلتزم القيادة السياسية ان يسهل الاقليم الحالي والدولة القادمة عودة كل النازحين والمهجرين من بقية اقسام العراق ودول الاغتراب في مختلف مراحل التهجير من تاسيس الدولة العراقية بعد الحرب الاولى.
ويشمل ذلك ايضا معالجة التجاوزات الفردية والجمعية على قرى واراضي شعبنا المتراكمة من الانظمة السابقة او الحاصلة بعد 1991 مع مراعاة ان لا يكون حل مشكلة بخلق مشكلة اخرى بل بحلول عادلة تضمن حقوق الجميع.
3- تلتزم القيادة السياسية بمطالبة الدولة العراقية بالتعويض المعنوي والمادي لكل الكوارث والجرائم التي ارتكبتها الحكومات العراقية على شعبنا منذ تاسيس الدولة العراقية (سميل، الثورة الكوردستانية، صوريا، الانفال، تهجير وتدمير القرى، التغيير الديموغرافي، الشهداء في معتقلات الانظمة العراقية، الخ....)
4- التعبير عن الدور التاريخي الحضاري لشعبنا من خلال المناهج الدراسية والمؤسسات الاكاديمية والتعليمية والاعلامية.
ومن بين ذلك، وبشكل خاص، الاهتمام باللغة السريانية من قبيل انشاء مجمع لغوي لها يتطور، من خلال الدعم المادي والحكومي والاكاديمي له، لان يكون مرجعية لغوية عالمية للسريانية.
بالاضافة الى مراعاة تسمية المؤسسات والمدارس والاحياء السكنية والشوارع وغيرها من المواقع العامة باسماء تعكس التعددية القومية والثقافية لابناء الاقليم الحالي والدولة القادمة.
وكذلك في اقرار الاعياد الوطنية والقومية، كان يكون عيد الميلاد وعيد راس السنة الاشورية وغيرها عطلا رسمية للدولة.
5- التمثيل العادل في مؤسسات الدولة المختلفة: السياسية السيادية، التشريعية، التنفيذية، العسكرية، الامنية، السلك الدبلوماسي، وغيرها..
6- رغم مدنية الدولة وعلمانيتها وتحييد الدين عن الشان السياسي فانه من المهم وعلى المستوى المعنوي والبروتوكولي منح خصوصية وامتيازات بروتوكولية ومعنوية للمرجعيات البطريركية الكنسية في الاحتفالات والمناسبات البروتوكولية الوطنية والرئاسية.


ختاما، هناك العديد من الامور لايرادها والاستفاضة فيها ولكن ضغط الوقت يجعلني اؤجلها الى مناقشات ومقالات لاحقة.
فالى اللقاء.
والرب يبارككم.

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 22 ايلول 2017

ملاحظة: لا حاجة للتكرار الممل باني عند استخدامي التسمية الاشورية فاني اقصد بها جميع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، واني استخدمها لاني تربيت ونشأت عليها، وادعو لابناء شعبي الكلدان او السريان ان يستخدموا التسمية التي تربوا ونشأوا عليها في الاشارة الى شعبنا الواحد الكلداني السرياني الاشوري. افتخر بالكلداني عندما يتحدث عن شعبنا بالاسم الكلداني وهو يقصد ويشمل السريان والاشوريين ايضا. وكذلك السرياني فليتحدث باسم سرياني ولكن ليقصد ويشمل به الكلدان والاشوريين ايضا.
اتمنى على القراء عدم تشتيت نقاش الموضوع في حرب اهلية وهمية هي حرب التسمية. مع المحبة.

77
بعد نشري لمقالي (لماذا اكتب؟ ولمن لا اكتب؟) ارسل لي بعض القراء الاحبة استفسارات وملاحظات على بريدي الاكتروني، وحيث ان ما استفسروه ليس شخصيا فاني اورده اغناء لمعلومات ومعرفة جميع القراء مع تحفظي بعدم الاشارة الى اسماء المرسلين احتراما لخصوصية التواصل.

الملاحظة الاولى: عن كيفية التوافق بين ما انشره من اراء ومواقف وملاحظات سياسية وانا اكليروس في كنيسة.
جوابي: انا لست رجل يحترف السياسة ولكني، وبالتاكيد كما كل ابناء الشعب والوطن، لي اراءي في الامور السياسية القومية والوطنية. وانا انشر ارائي التي ليس بالضرورة تتفق او تختلف مع المواقف الرسمية للكنيسة في حال اعلانها لمواقفها.
الكنيسة هي مرجعيتي التي التزمها واحترمها في الامور الكنسية، اما في الامور الاخرى فالامر مختلف حيث بالتاكيد احترم مرجعيتي وبقية المرجعيات الكنسية، ولكني لست ملزما براي سياسي محدد، بل وان المرجعيات الكنسية عموما لم تعلن موقفا محددا من الامور القومية والوطنية التي اناقشها واعطي رايي فيها.

الملاحظة الثانية: وكانت التباسا بالاسماء نتيجة تشابهها.
جوابي: انا لست سكرتير الحزب الوطني الاشوري. انه السيد عمانوئيل خوشابا يوخنا، والامر ليس سوى تشابه بالاسماء.

الملاحظة الثالثة: حيث اتهامي بافتقار المقال للمصداقية المعلوماتية لاني اختلقت ادعاء لقب رئيس اركان الجيش الاشوري وهو ما لم يدعيه احد.
جوابي: انا وبالمطلق لا اشير او اورد في كتاباتي ادعاءات او افتراضات بل وقائع واحداث وتوثيقات. كما اني لا اشخصن الامور بل اعرض وقائع وتوثيقات بغض النظر عن الاشخاص، فانا احترم الجميع واعتذر من الجميع اذا ما بدر مني عن غير قصد ما قد يعتبرونه اساءة.
انا لم اختلق من الفراغ ان هناك من يدعي هذا اللقب. السيد عمانوئيل خوشابا ومن على عدد من المنابر الاعلامية ادعى هذا اللقب، والجيش الاشوري المقصود هو (الدويخ نوشا) التي لها مني وعندي كل الاحترام.
اما حجم قوات الـ(دويخ نوشا) وهيكلتها العسكرية ليكون لها رئيس اركان، ووجودها ومصيرها فاني لست المخول بالتحدث بذلك، وليس عندي المعلومات بشانها.
ادناه رابط على اليوتيوب لمقابلة تلفزيونية مع السيد خوشابا في احد البرامج على احدى القنوات حيث يتم تقديمه ودون اعتراض او تصحيح منه على انه رئيس اركان الجيش الاشوري:
https://www.youtube.com/watch?v=M_aNxKNQHq0
وادناه رابط لجريدة امريكية تنشر مقالا يتضمن ذات الامر ويتضمن صور زيارته الى مقبرة ارلنغتون لتقديم ما اعتبره السيد خوشابا واجب الاحترام لضحايا الجيش الامريكي في حربه في العراق.
وهناك الكثير من هذه التوثيقات التي يمكن العثور على روابطها بسهولة على غوغل.
http://www.breitbart.com/national-security/2016/01/11/christian-assyrian-army-chief-visits-arlington-national-cemetery-to-honor-u-s-troops-who-sacrificed-their-souls-for-iraqi-freedom/
مع المحبة والتقدير.

78
لماذا اكتب؟ ولمن لا اكتب؟

قبل عدة سنوات، حين قررت التوقف عن الكتابة، سالني بعض الاصدقاء عن السبب. اجبتهم اني التزمت ولاكثر من عقد من الكتابة في المنابر الاعلامية المفتوحة ان اكون صريحا صادقا مع نفسي ومع القراء ومع شعبي، وان ما دفعني للكتابة كان دائما مصلحة شعبي اولا واخيرا حيث لا طموحات شخصية سياسية او غيرها لي، لاني وفي عموم مجالات حياتي (العائلية، الكنسية، المهنية وغيرها) قد حققت وبلغت ما يجعلني في سلام مع نفسي ومقتنعا وبكل تواضع باني قد اعطيت ما يمكنني اعطاءه.
وفي مجمل كتاباتي كان يمكن للقارئ المحايد ان يستنتج اني ابشر وادعو للامل والمستقبل الذي يمكن بناءه على حقائق الواقع القومي والوطني وامكاناتنا وفرصنا، مواطن ضعفنا وقوتنا، وغيرها دون ان انجرف يوما الى بازار ومزايدات الاوهام، بل على العكس تماما كنت، وسابقى، مقاتلا شرسا ضد الاوهام والمروجين لها على حساب شعبي ومستقبله.
وقد دفعت الكثير من الاثمان وتعرضت لاشرس واقذر الهجمات ضد شخصي وعائلتي، بل وحياتي حيث كنت هدفا لمحاولة اغتيال ما زالت الاسئلة عمن يقف وراءها مفتوحة، بسبب صراحتي ومكاشفتي مع شعبي ورفضي المزايدات والاوهام.
وكنت اكمل الاجابة بالقول باني قررت التوقف عن الكتابة لاني اذا كتبت فاول مقالاتي سيكون: (شعبي يحتضر) وهذا ما لا اريده لاني كنت دائما مبشرا بالامل.
بعدها بسنوات كرر الاصدقاء السؤال بالقول: اما زلت مصرا على عدم الكتابة؟ فاجبت نعم وهذه المرة لو قررت الكتابة فان اول مقالاتي سيكون: (شعبي ينتحر) وهذا بناء على ما بدات اتلمسه من حينها من وقائع وحقائق على الارض في الوطن من جهة وسوق المزايدات القومية المهجرية من جهة اخرى.
فتوقفت كليا.

والان وقد بلغ الانتحار الجماعي مداه فاني منذ عدة اشهر قررت العودة للكتابة بذات المبدا: الصراحة والشفافية ورفض بيع الاوهام.
ولكن مع فارق كبير عن ذي قبل.
فحينها وقبل حوالي العقدين كنت، كما اخرون غيري، نكتب ونحاور ونناقش على اساس استثمار الفرص لبناء المستقبل. كنا نكتب بغاية اننا من موقع السلطة الرابعة (اذا جاز لنا اعتبارها ذلك) يمكن ان نساهم في تقويم الاداء السياسي والمؤسساتي لشعبنا وتعزيز فرص المستقبل.
اما اليوم وقد اتخذ شعبنا قراره الجمعي بالانتحار الجماعي ونال هذا القرار مباركة مؤسساتنا القومية والتي في الحقيقة هي من دفعت شعبنا بالاساس الى هذا القرار، فانني اعود للكتابة لا من اجل التغيير (فهذا يأست منه) بل من اجل التوثيق وللتاريخ ليس إلا.
بمعنى انه عندما يصدر الشعب شهادة وفاته ويصبح شعبا من الماضي فان من يقرأ تاريخه وتفاصيل عقوده الاخيرة ما قبل الانتحار سيجد ان كل الشعب لم يكن راغبا في الانتحار الجماعي بل كان هناك من انتبه ونبه الى ذلك.
لذلك عدت واعود للكتابة للتاريخ وتثبيت المواقف وليس للتغيير.
لا ادري ان كان بقية الزملاء من الكتاب ما زالوا مقتنعين بامكانية ان تساهم كتاباتهم في التغيير. فان كانوا ما زالوا، فاني اتمنى ان يكونوا هم الصائبين وانا المخطئ.

منذ بداية التسعينيات ربت وغذت قيادات شعبنا السياسية الفوبيا وروجت للاوهام والمزايدات والبطولات الدونكيشوتية والامكانات الخيالية (في واقعها صفرية) من اجل منافع شخصية وحزبية انية وقصيرة المدى.
ولكنها لم تنتبه ان جرو الفوبيا والاوهام الذي ربته واطعمته بات ديناصورا لا يشبع الا بالتهام وجودنا ومستقبلنا.
ما رباه بعضنا جروا ينقاد وراءهم ويسيطرون عليه بات اليوم وحشا لا يمكن السيطرة عليه فهو من يقود وهم من ينقاد.
ما روج له بعضنا من خطاب فوبيوي للكسب المعنوي والمادي والسياسي بات اليوم خطابا عارما خارج عن السيطرة ولا مفر امام من روج له سوى الانقياد والخضوع.
وبذات المسار والغايات روج بعضنا لخطابات التخوين فامتلا قاموسنا القومي بمصطلحات اقل ما يقال عنها انها من فضلات وزبالة الخطاب العروبي، مصطلحات مثل الخونة، المنبطحين، العملاء، المتسولين، بائعي الذات، الممثل الوحيد، القائد الشريف، بالروح بالدم، التسمية القطارية، والى اخره من مصطلحات اقل ما يقال عنها انها لا تؤسس للحوار والتفاعل.
وذات الامر في الخطاب السياسي الموجه للاخر فباتت شعاراتنا المهجرية المغذاة بالاساس من الوطن تنكر الواقع والوقائع والحقائق وتعيش الاوهام وعالم السايبر حتى نستحق وبامتياز ان نضيف اسما اخر لنا، ربما هو الاكثر تطابقا مع حالنا، باننا Cyber Nation
في عالم السايبر بدانا نزايد في الشعارات مثل: اشور المحتلة، دولة اشور الكبرى. وتفننا في رسم الخرائط لاشور الجديدة ولم نكد نطلع على المعروض منها بمقاييسه (Small Assyria وMedium Assyria وLarge Assyria) حتى ظهر لنا مؤخرا XXL Assyria  التي تضم كل العراق وسوريا وجنوب تركيا وشمال ايران (لاحظ الخريطة ادناه). وتوزيع الالقاب الكبرى مثل رئيس اركان الجيش الاشوري Assyrian army commander in chief.
وبات "قادتنا" في الوطن يتنافسون ويلهثون في كسب رضا ودعم شعب السايبر وشوارع واذاعات المهجر في مقابلات ومزايدات تذكرني باهازيج لقاءات الدكتاتوريات العربية في المهرجانات الخطابية والاذاعات الهتافية كاذاعة صوت العرب ومذيعها احمد سعيد. وباتوا يزيدون من الفوبيا والعداء للاخر وبازدواجية وانتقائية مفضوحة ودون خجل.
وفي عالم السايبر بدأ بعضنا يفضح رخصه وانحداره الاخلاقي من خلال حجم الاساءات والاهانات للاخر من قيادات وشعوب واوطان. فكوردستان التي ساهم احد "قياديينا" في وضع دستورها واقرار علمها وصياغة اليمين الدستورية لاعضاء برلمانها ووزراءها (وكان من اوائلهم) باتت اليوم لدى مناصريه المهجريين وبعد الفوبيا التي اطعمها على مدى ربع قرن باتت: كرستان، قردستان، وغيرها من "الابداعات" المقززة للخطاب السياسي المهجري الاشوري في كرنفالات الانتحار الجماعي.
شعبنا يحصد اليوم ما زرعه بالامس بعضنا.
انها الشعبوية باكثر اشكالها تدميرا لوجود ومستقبل وفرص الشعب في الحياة.

المهجر، هذه الجغرافيا العالمية التي التجانا اليها اضطرارا ام اختيارا، فالنتيجة سيان، تحول الى مركز ثقل وجودنا وقضيتنا.
المهجر الذي فشل فشلا تاما وبالكامل في تعزيز اية فرصة حياة فردية او جمعية لشعبنا في الوطن سواء سياسيا ام اقتصاديا ام مؤسساتيا ام اكاديميا ام خدماتيا، بات هو قبلة سياسيينا في الوطن.
المهجر الذي يمارس المغناطيس لهجرة شعبنا من الوطن بات الخزان الشعبي والانتخابي لاحزابنا في الوطن.
المهجر الذي غذينا الفوبيا الموجودة فيه اصلا جعلناه هو من يحدد اطار وسقف خطابنا السياسي القومي والوطني.
المهجر حيث ذابت فيه الفواصل بين القومي والوطني بات المطبخ السياسي لرسم خرائط الشرق الاوسط واعادة تسميتها وترسيمها على الفيسبوك الاشوري والتجمعات التي غالبا ما تنتهي على موائد العرق والويسكي ومنتديات القمار.
اشوريو ايران وطورعبدين المهاجرين الى اميركا واستراليا واسكندنافيا واوربا نصبوا انفسهم اوصياء على القوش وبرور وعنكاوة وتللسقف وغيرها ويقرروا عنها وهم لا يعرفوا حتى جغرافيتها، ناهيك عن ديموغرافيتها.
كاتب هذا المقال هو احد من اضطرته ظروفه للهجرة الى المانيا.
نحترم ونفهم ونتفهم كل من دعته ظروفه الى قرار الهجرة والاغتراب. ونحترم اكثر المتميزين اشخاصا ومؤسسات في مهجرنا.
ولكن بذات المقدار واكثر يجب ان نحترم شعبنا الذي قرر البقاء والعيش في الوطن.
بل ويجب علينا جميعا ترجمة هذا الاحترام الى دعم عملي على الارض وليس بالمزايدات والوصاية والشعاراتية.
اذا كانت السيفو وسميل والانفال والبعث وداعش فتكوا بنا فان اكثر من يفتك بنا اليوم هو مهجرنا وبشراكة وارشاد من بعض "قادتنا" في الوطن. كل ذلك هروبا من الفشل وتغطية له وهروبا من تانيب الضمير واراحة له.
المهجر هو داعش الذي خلقناه وربيناه لينهش جسدنا ويفتك بنا.

لا ينكر اي عاقل او عادل او حكيم ان ظروف معيشتنا في الوطن ليست كما نريد.
ان كانت الاكثرية التي نتشارك معها تعترف بان معيشتها وواقعها ليست كما تريد، فكم بالاحرى نحن وبقية الاقليات.
لم يقل احد اننا في فردوس، بل هل هناك اساسا فردوس في الشرق الاوسط وشمال افريقيا قاطبة.
ولكننا ايضا لسنا في جحيم كما يصور ديناصور الفوبيا.
وبين الجحيم والفردوس هناك الوقائع والحقائق على الارض التي يجب ان نتعامل معها بحكمة وصراحة ومسؤولية وموضوعية لنبني عليها.
الرفض من اجل الرفض.. والرفض دون البديل.. والرفض نكاية او كرها للاخر.. كلها جزء من الانتحار الجماعي.

لمن لا اكتب؟
كما قلت فاني اكتب للتاريخ ولتكون شهادة ان كل الشعب الاشوري لم يكن راغبا بالانتحار الجماعي، بل وكان هناك بينه من انتبه ونبه وحذر من هذا الانتحار.
ولكن هناك ايضا مجموعة لا اكتب لها، ليس بمعنى انه ممنوع عليها قراءة ما اكتب.
كلا، فما اكتبه انشره على المنابر المفتوحة لقراءة كل من يرغب.
ولكني لا اكتب لهم بمعنى اني لا احاورهم.
وهم فئات قد تختلف في مواقفها ولكنها تلتقي جميعها في انها جزء من قرار الانتحار الجماعي والياته.
من بين هؤلاء الذين لا اكتب لهم:
•   الغير المؤمنين بوحدة شعبنا بتعددية اسماءه. ليس عندي مساحة مشتركة للحوار مع من لا يدرك او يؤمن او يقر بان الكلدان والاشوريين والسريان هم شعب واحد باية تسمية يريد استعمالها او تربى عليها. فكل تسمياتنا التاريخية الموروثة والدارجة هي لنا ونفتخر بها.
•   المصابين بالفوبيا والعداء للاخر ممن وضعوا اولوياتهم: (Anti Kurdish First) و(Anti Kurdish Second) وربما (Pro Assyrian Third) لا مشترك لي معهم، فانا اولوياتي هي (Pro Assyrian First) و(Pro Assyrian Second) و(Pro Assyrian to the end).
•   المستسهلين الاساءات الى شعبي وهويته واسمه من مروجي ودعاة هرطقة آشورايا. فمن يستسهل تشويه هوية واسم شعبه لا حوار لي معه ايضا. طبعا انا ادرك ان هناك بين هؤلاء من ياخذ الامور ببساطة وبانها مسالة صغيرة وثانوية وووو. عفوا احبتي، انها ليست كذلك. يقول الكتاب المقدس: (من يكون امينا على القليل يكون امينا على الكثير). وبذات السياق نقول: من يشوه القليل سيشوه الكثير. اتمنى على هؤلاء المستسهلين الامر ان ينتبهوا الى خطورة ما هم متسامحون ومتساهلون معه.
•   العائشون اوهام السايبر من ابناء الـ Cyber Nation وغير المدركين او المعترفين بحقائق الواقع الديموغرافي والسياسي القومي والوطني لشعبنا ولبقية الشعوب التي نعيش معها. فانا بدراستي الاكاديمية مهندس كهرباء، ومهندسي الكهرباء معروفين بالتزامهم المنطق والحقائق فلا مجال للاوهام والخيال في معادلات الهندسة الكهربائية.

وهكذا ومن وحي ومضمون هذا المقال ساباشر وبحسب توافر الوقت عندي بنشر مقالات متتالية لتدخل في تاريخ وارشيف شعب قرر الانتحار. وبالتاكيد سابدأ بقضايا الساعة، واتمنى ان اجد الوقت للكتابة في شان الاستفتاء كونه قضية الساعة ولكنه قضية تخص المستقبل ايضا.
طبعا لست بحاجة ان اكون نبيا لاتوقع حجم الاساءات التي ساتلقاها.
والترهيب له وسائله من ترهيب اعلامي وتخوين وغيرها مما اشرنا اليه، مرورا بالتسقيط العائلي والمؤسساتي الى الترهيب الجسدي ايضا.
وله غايته النهائية وهي الاسكات سواء اسكات الجسد او القلم.
وقد مررت وعاينت جميع هذه الاساليب منذ التسعينيات الى الامس القريب ولن يكون جديدا تكرارها.
الى اللقاء

الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 17 ايلول 2017

79
الاخ هنري..
شكرا لتعقيبكم. انه فعلا امر يثير الشفقة ان عضو برلمان يجهل او لا يحترم اسم وهوية الشعب الذي يدعي تمثيله، بل ويجهل ولا يلتزم النظام الداخلي للمؤسسة التي من خلالها حصل على هذا التمثيل. ان سكوت المؤسسة على تصرف واساءة ممثلها هو تاييد للاساءة وتحصين للقائم بها وتشجيع للمزيد من الاساءات والتشويهات والتجاوزات.

الاخ بيت نهرينايا..
شكرا لمداخلتكم ولكني استمحيكم عذرا باني وبالمطلق وبالمبدأ لا اتحاور مع اسماء مستعارة بغض النظر عن الالتقاء او الاختلاف مع طروحاتها.

الاخ اخيقر..
برايي المتواضع انه مضيعة واستنزاف للجهد والوقت ان تحاور او ترد على من يتحرك بحقد يجعله يفقد مصداقيته (بافتراض وجودها اساسا) ويجعله حقده مستعدا للتمادي في التزوير والكذب.
شخصيا يعجبني والتزم قول الشافعي: ما ناقشت جاهلاً إلا غلبني, وما ناقشت عالماً إلا غلبته
ولئلك لا اناقش الجهلاء وادعو شخصكم لذات الامر وتفادي الرد والحوار مع الجهلة والمزورين كالذي ينسب في رده الي اني في الصفحة 18 من كتابي (حربنا الاهلية.. حرب التسمية)قلت: (أعطوني كتاباً واحداً، مصدراً واحداً، مخطوط واحد، وريقة واحدة، بل جملة واحدة تُسمِّي هذا الشعب آشوري، أعطوني قاموساً واحداً أو كتاباً قواعدياً واحداً يتضمن هذا التنسيب الذي تبدعونه، أعطوني إنساناً واحداً عبر آلاف السنين لقب نفسه بآشوري.) انتهى الاقتباس.
في حين ان الذي قلته في الصفحة 18 من كتابي هو غير ذلك تماما. لاحظ صورة الصفحة وقد اشرت المقطع بالاصفر.
فاذا كان انسان يزور عن اناس احياء وكتب مطبوعة ومتاحة فكيف لا يزور عن اسلاف انتقلوا الى الاخرة.
الحقد هو مصدر كل الشرور، فكيف اذا تعتشعش مع الجهل عند ذات الانسان.
بالمناسبة فان كتابي متاح ويمكن لي ارسال نسخته الالكترونية بالايميل للراغبين بذلك.

لجميع الاخوة
هذا هو تعقيبي الاول والاخير على هذا الموضوع.
تحياتي

80
شعبي ليس لقيطا

السيدات والسادة في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري المحترمون
الموضوع: تنديد واستنكار

تحية وتقدير،
اتوجه اليكم بهذه الرسالة الخطية الخاصة للتعبير عن شديد رفضي وبالغ استنكاري لما اقدمت عليه رئيسة كتلة المجلس في برلمان اقليم كوردستان، السيدة وحيدة ياقو، في حديثها في جلسة البرلمان ليوم الجمعة 15 ايلول 2017 من اساءة وتشويه لهوية شعبي الاشوري الذي يعرف نفسه وبلغته الام ومنذ الاف السنين بانه (اثورايا)، حيث قامت ولاكثر من مرة (بما يوحي بانه اساءة وتشويه مع سبق الاصرار) بتسميته بتسمية (اشورايا) المشوهة والدخيلة والتي تقطعه عن جذوره وتضع له ولادة جديدة باسم جديد وبعمر جديد لا يتجاوز بضع سنوات.
شعبي ليس لقيطا لتقوم السيدة ياقو باطلاق تسمية له لم تعرفها اجياله لا شفاها ولا كتابة منذ وجد على ارض النهرين قبل عدة الاف سنة.
ان خطورة ما قامت به ممثتكم في البرلمان هي انها جاءت على منبر رسمي وفي مؤسسة دستورية، وبذلك تختلف اختلافا كبيرا عن ما يقوم البعض هنا او هناك عن دراية وتخطيط خبيث الغايات او عن جهل وتبسيط واستسهال للامور.
واذا كنا رفضنا ونرفض ما يقوم به هؤلاء فكيف يمكن السكوت عن استسهال واسترخاص السيدة ياقو لهوية واسم شعبنا.

ايها الاخوات والاخوة،
اذا كانت السيدة ياقو بدراية او بغيرها لا تحترم الحقيقة التاريخية لهوية شعبنا واسمه بلغته الام،
واذا كانت السيدة ياقو بدراية او بغيرها لا تلتزم النظام الداخلي للمجلس الذي يذكر اسم شعبنا بلغته بانه (اثورايا)،
فكيف يمكن لي او لغيري ان يتوقع انها ستحترم وتلتزم حقوق وطموحات شعبنا في مهامها البرلمانية، خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب وحدة الرؤية والموقف وتجنب الاستفزازات وتحاشي الاساءات كالتي قامت بها السيدة ياقو.

ان الاسئلة التي تفرض نفسها هي:
هل ان السيدة وحيدة ياقو اقدمت على اساءتها عن دراية ام بعفوية وبساطة؟
في الحالتين لا يمكن التسامح مع الاساءة، وعليها الاعتذار العلني، وتوجيه مذكرة الى البرلمان لتصحيح توثيق مداخلتها.
وهل ان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري موافق على ما اقدمت عليه رئيسة كتلته في البرلمان؟
فان لم يكن فان عليه الاعتذار والتعهد بعدم تكرار الاساءة.

وبعكسه، فاني كاحد ابناء هذا الشعب، لن انظر او اتعامل مع المجلس الشعبي على انه احدى مؤسسات شعبنا.
ولن انظر او اتعامل مع كتلته البرلمانية على انها تمثل شعبنا.
مع المحبة والتقدير

الخوري عمانوئيل بيتو يوخنا
نوهدرا 16 ايلول 2017

81
ليس دفاعا عن السيدة سويتلن بل رفضا للديماغوجية

لو كنت محل السيدة الكريمة سويتلن اسطيفان في جلسة تصويت مجلس محافظة كركوك لكنت اكتفيت بقول التالي:
(الاخوات والاخوة الكرام.. كوني الممثلة الوحيدة للشعب الكلداني السرياني الاشوري المشاركة في هذا الاجتماع والتصويت على هذا القرار المهم بشان مشاركة كركوك في الاستفتاء فاني التزم قرار شعبي ولن اخرج عن اجماع ممثليه المنتخبين في برلمان اقليم كوردستان من اعضاء الزوعا (السيدة غاليتا شابا والسيد اندريوس يوخنا) وحزب بيت نهرين الديمقراطي (السيد روميو هكاري) والحزب الديمقراطي الكلداني (السيد جمال شمعون) حيث اقروا في جلسة برلمان الاقليم المنعقدة بتاريخ 24 حزيران 2009 على ان كركوك وسهل نينوى وسنجار هي ضمن جغرافيا وتاريخ كوردستان العراق.
حيث نصت المادة الثانية، اولا على ما يلي: كردستان العراق كيان جغرافي تاريخي يتكون من محافظة دهوك بحدودها الإدارية الحالية، ومحافظات كركوك والسليمانية وأربيل، وأقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلكيف وقرقوش، ونواحي زمار وبعشيقة واسكي كلك من محافظة نينوى، وقضاءي خانقين ومندلي من محافظة ديالى، وذلك بحدودها الإدارية قبل عام ١٩٦٨.)

واذا كان هناك الوقت والرغبة في الاستزادة كنت ساقول:
(وبذات الالتزام بوحدة القرار مع ممثلي شعبي من قائمة الزوعا والمجلس الشعبي المنتخبين في برلمان الاقليم في دورته الحالية حيث وقع السيد يعقوب (جوني) كيوركيس والسيدة وحيدة ياقو بالتسلسلين 45 و48 على مذكرة الدعوة لاعلان دولة كوردستان اعلن تاييدي الموافقة على استفتاء كركوك والتحاقها بالاقليم الحالي والدولة اللاحقة التي في الوقت الذي نعمل جميعا لان تكون مدنية ديمقراطية فاننا نريدها ايضا منتعشة اقتصاديا حيث لكركوك امكانية المساهمة بذلك ورفع المستوى الاقتصادي والحياتي للجميع وبينهم الكلدان السريان الاشوريين الذين امثلهم في هذا الاجتماع، والاخوة الكرد والعرب والتركمان.. مع الشكر والتقدير.)
وكنت سارفع يدي بالموافقة ولا اكتفي بعدم الرفض والامتناع عن التصويت.
بذلك كنت يا سيدتي الكريمة وفرت على نفسك وعلينا وعلى الجميع هذه المزايدات والمماحكات والمهاترات الفيسبوكية.
انا لست انشر هذا دفاعا عن السيدة سويتلن، فانا بالمبدأ لا ادافع كما لا اعترض على اشخاص بل ادافع او اعترض على مواقف وسلوكيات بغض النظر عن الاشخاص والجهات.
كما انه وبمعرفتي الشخصية بالسيدة سويتلن ومحبتها لشعبها وقدراتها وامكاناتها فهي ليست بحاجة لشخص بضعفي ان يدافع عنها.
انا انشر هذه المساهمة ليس دفاعا عن السيدة سويتلن بل رفضا للديماغوجية.

ملاحظة:
ضمن المحاولات المؤسفة للاساءة الى السيدة سويتلن مررت على نشر بائس لا اتذكر لمن هو يريد نزع هوية السيدة سويتلن والتزامها القومي لانها ضمن قائمة كركوك المتاخية.
اسال هل هذا ينطبق ايضا على العرب والتركمان الاعضاء في هذه القائمة التي هي قائمة تحالف انتخابي مع البارتي واليكتي؟
وهل ينطبق الامر ايضا على السيدة غاليتا شابا والسيد اندريوس يوخنا من الزوعا في قائمة تحالف انتخابي مع البارتي واليكتي في انتخابات برلمان الاقليم 2005؟
ام ان ما يحل للبعض هو حرام للاخر.
مع فائق المحبة والتقدير.

82
دعونا نوسع افاق الحوار
منذ سنوات والعديد منا، وانا احدهم، نثير سؤالا وندعو الى اجابة منطقية له. السؤال كان وما زال: ما مصلحة شعبنا في عدم وضعه تحت مظلة دستورية واحدة؟ او بتحديد اوضح: ما مصلحة شعبنا في عدم التحاق ديموغرافيتنا في سهل نينوى وتواصلها مع ديموغرافيتنا في اقليم كوردستان؟
ومع مسالة الاستفتاء والمترتبات عليه اعدنا السؤال في اكثر من منشور وباكثر من صيغة وقدمنا احصائيات وارقام وخرائط وانتظرنا اية اجابة منطقية ولكننا لم نحصل. حيث لاحظنا فقط تغيير دفة النقاش وتوجيه التهم المعلبة والاساءات وغيرها، وبقي جوهر السؤال بدون اجابة.
شخصيا اعتقد ان عدم الاجابة ليس بسبب عدم وجودها بل بسبب عدم الرغبة والجراة في قولها.
دعوني اقدمها موضوعا للتحاور الذي نتمناه حوارا موضوعيا ومحترما.
معارضة توحيد ديموغرافيتنا تحت مظلة اقليم كوردستان، ومعارضة الاستفتاء في سهل نينوى، هي معارضات تصب في غايتها على طريق المعارضة الاساسية في تشكيل دولة كوردستانية (او اي اسم اخر) في اي مدى زمني لاحق قريبا كان ام متوسطا ام بعيدا.
ان وضع شعبنا تحت مظلة دستورية واحدة يعني ان شعبنا بالجزء الاكبر الكبير منه سيكون لاحقا تحت دولة ستتشكل عاجلا ام اجلا.
واذا كان لصالح شعبنا ان يكون جميعه (او معظمه الاكبر) في كيان سياسي واحد وتحت مؤسسات دستورية واحدة، فان ذلك ليس لصالح المعارضين او بشكل ادق المعارض المعروف. (بالعربية العامية: ما يصرف). لانه حينها عليه ان يختار ان يكون حزبا عراقيا او حزبا كوردستانيا (او اي اسم اخر للدولة القادمة يوما ما). طبعا هذا سبب رئيسي مع اسباب اخرى مرتبطة بمرجعية ولاءه السياسي والدور المطلوب منه ان يقوم به.
وعليه الاختيار بين مصالحه الحزبية السياسية والمادية في الدولة العراقية التي ليس فيها الا النسبة الصغيرة من شعبنا، وبين ان يتخلى عن هذه المصالح ويكون حزبا في الدولة اللاحقة (عاجلا ام اجلا) حيث تعيش الغالبية المطلقة من شعبنا.
انه اختيار سهل لمن يضع مصلحة شعبه اولوية مطلقة ووحيدة، ولكنه خيار صعب جدا لمن يتخذ من قضية شعبه غطاء لمصلحته.
من هنا فانه سيقاتل الى الرمق الاخير لابقاء ديموغرافيا شعبنا مقسمة بحيث حتى لو تشكلت الدولة الجارة للعراق فانه على الاقل يضمن بقاء ديموغرافيا سهل نينوى تحت الحكومة العراقية وبذلك يضمن المصلحة السياسية والمادية مع بغداد وفي نفس الوقت ديموغرافيا موزونة لشعبنا في العراق.
اما ان يكون الشعب جميعه موجودا في كيان سياسي ومظلة دستورية واحدة وتنشأ اجيالنا المستقبلية دون حدود سياسية ومناطقية وتشريعية بينها فذلك ليس مهما له.
يقول الكتاب المقدس: (حيث تكون ذخائركم هناك تكون قلوبكم).
فكروا فيها..

لابداء الراي والحوار يمكنكم نشر ملاحظاتكم على صفحتي في الفيسبوك حيث نشرت الموضوع ايضا.
Emanuel Youkhana

83
شعبنا وعلمي العراق وكوردستان

بداية اود تاكيد تاييدي لمطلب احزاب شعبنا بمراجعة تصميم العلم الكوردستاني وبما يعكس التنوع القومي والثقافي لابناء الاقليم ومن بينهم شعبنا.

مثلما اؤيد الكثير مما اتفقوا عليه في ورقة المطالب والمقترحات التي قدموها الى القيادة الكوردستانية، وربما ساعود في الفترة القادمة اذا ما تيسر لي الوقت لنشر رايي الشخصي في الاستفتاء.
واني اذ اشد على ايديهم في مبادرتهم لتقديم ورقة المطالب المشتركة بما يعنيه ذلك من تعبير عن الانتماء الى الاقليم والمشاركة الايجابية والشعور بالمسؤولية تجاه وجود وتاريخ شعبنا وجغرافيا مستقبله السياسي، وبما ينقلنا (ربما للمرة الاولى) الى موقع الفعل والتفاعل الايجابي بدل موقع رد الفعل والتذمر السلبي فقط، فاني استمحيهم عذر المحبة بان اعاتبهم من حيث الانتظار الطويل لتقديم هذه الملاحظات كالمتعلقة منها بالعلم والنشيد ونقاط اخرى.
برايي ان تصميم العلم ومراجعة النشيد الوطني بما يعكس التنوع في الاقليم لا يجب ان يكون مرتبطا بالاستفتاء والدولة المقترحة، بل كان يتوجب على من مثل شعبنا في برلمان الاقليم منذ 1992 والدورات اللاحقة ان يبادر وفق الاليات التشريعية الى تقديم هذه المقترحات.
ربما اكون لا اتذكر هكذا مبادرات (وارجو التسامح معي في ذلك فالعتب على العمر والاشغال) ولكني اعتقد ان الاخ روميو هكاري كان قد اشار اليها في سنوات سابقة (ارجو ان يصحح لي الاخ روميو).

والان لنقارن بين علمي كوردستان والعراق والموقف منهما من احزاب وابناء شعبنا:
اولا:
العلم الكوردستاني في حقيقة الامر لا يحمل رموزا قومية كردية فالوانه ليست نتاج ايديولوجيا او موروث قومي كردي بحت (قارنوا الوانه مع الوان اعلام الدول الافريقية والاوربية وغيرها)، والشمس التي فيه ليس لها مدلول او رمزية كردية بحتة بل مشرقية (شعار كنيسة المشرق يتضمن اشعة الشمس كرمز لمشرقية الكنيسة)، وعلم ماليزيا ودول اخرى تتضمن شمسا مشرقية ايضا.
ولكن واقع حال العلم الحالي وكيفية النظر اليه تقول انه علم كردي، وهذا جاء بسبب كونه علم جمهورية مهاباد.
بمعنى ان كردية العلم الحالي هي ليست بسبب رموزه وتصميمه بل بسبب بدايته واعتماده.
من هنا فان المكونات غير الكردية في الاقليم يحق لها الطلب بتعديل العلم ومراعاة تضمينه ما يعكس وجودها. واكرر القول اني شخصيا اؤيد هذا الطلب.

ثانيا: ولكن ماذا عن العلم العراقي؟
العلم العراقي هو علم عروبي واسلامي بامتياز تام.
الوانه مستوحاة من قصيدة الفخر العربي لصفي الدين الحلي التي يقول فيها:
بيض صنائعنا، سود وقائعنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا
وكتابة (الله اكبر) التي عليه هي اسلامية كما يعرفها الجميع.
وتاريخ المجازر التي مرت على شعبنا كانت عروبية واسلامية واستهدفت هويتنا القومية والدينية.
وهنا استذكر باحترام النائب فيان دخيل عندما قالت في البرلمان العراقي وبوجه حق اننا ذبحنا تحت راية الله اكبر. وهو ما عجز ان يقول الاقل القليل منه في البرلمان او الاعلام ايا من نواب شعبنا في بغداد.

ثالثا: ولكن لم نسمع ولا نسمع ولا يبدو اننا سنسمع اية مطالبات بتعديل العلم العراقي بما يعكس التنوع القومي والديني للعراق.
بل وفي الوقت الذي يتفادى الكثيرون، وبينهم من هو في الوطن، رفع او استعمال علم كوردستان في سياقات الاستخدام المعروفة، بل ويرفضونه بالمطلق، فاننا نرى انهم يتفاخرون بالعلم العراقي العروبي الاسلامي ويضعونه على ياقات جاكيتاتهم وعلى مناضدهم ويضعونه جنبا الى جنب مع العلم القومي لشعبنا في المناسبات والاحتفالات والنشاطات في الوطن والمهجر. الصور في نهاية المقال هي للمثال لا للحصر.
الا تتفقون معي اننا وعلى التوازي وبنفس الحق الذي ندعو فيه من خلال احزابنا واعضاء البرلمان الى تعديل علم كوردستان بما يعكس التنوع في الاقليم فاننا ومن خلال نفس احزابنا واعضاء البرلمان في بغداد يجب ان ندعو الى تعديل العلم العراقي بما يعكس التنوع ايضا.
فهل نتوقع ذلك. ننتظر لنرى.
مع فائق محبتي وتقديري.

84
Please advise me understanding this “logic” for Kurdistan and Assyria State:
Scroll for English.
ارجو مساعدتي لفهم هذا "المنطق" بشان كوردستان ودولة اشور:
اولا:
تم تداول اسم كوردستان في الخطاب السياسي والرسمي العراقي والدولي منذ عقود طويلة، وتم تثبيته رسميا في الدستور العراقي منذ عقود، ولشعبنا احزاب ومؤسسات تحت دستور كوردستان الذي شاركت في اعداده وصوتت لصالحه في برلمان اقليم كوردستان، ولاقليم كوردستان هيكليته السياسية والادارية التي شعبنا ومؤسساته جزء منها. الزوعا هو احد الاحزاب الكوردستانية (راجع جريدة بهرا في التسعينيات)، واحزاب شعبنا في الاقليم تستلم منحها المالية الشهرية (توقفت منذ فترة للبعض) من مالية الاقليم وهذا من حقها. كما ان شعبنا يمارس حقه الطبيعي في حياته اليومية في القطاعين العام (دوائر رسمية، مدارس، خدمات عامة) والخاص في اقليم كوردستان ، وغيرها من التفاصيل والشواهد.
ومع الاستفتاء المطروح يمارس ابناء شعبنا المهجري ومؤسساته وفعالياته المهجرية تحت الصفرية، ومعها بعض الاحزاب الرقمية والصفرية في الوطن، حقهم في التعبير عن رايهم وموقفهم في رفض الاستفتاء وما قد يليه من دولة كوردستانية التي يؤكدون على عدم شرعيتها وعدم مقبوليتها وافتقارها الى الاسس التاريخية والديموغرافية والقانونية وغيرها لاعلانها دولة مستقلة عن عراق اليوم.
لا بأس، فمن حق كل انسان ان يعطي رأيه. وشخصيا لي رايي في هذا الموضوع والذي ربما ساكتبه في منشور ما.

ثانيا: نفس هؤلاء رافضي مقبولية وشرعية وقانونية وامكانية وجود دولة كوردستان يطلبون من شعبنا، وانا احد ابناء هذا الشعب، ان يصدق ترويجهم لدولة اشور سواء بحدودها الصغرى بالتنازل عن عاصمتها نينوى (الموصل) لصالح العرب السنة، وبابل لصالح العرب الشيعة، او بحجمها الوسط بتضمين نيننوى لدى البعض الاخر او بحجمها الاكبر كدولة اشور الحديثة الكبرى كما يدعو احد الاحزاب التحت الصفرية. (لاحظ الخارطة).
رغم انه وللان فان تسمية اشور لم تدخل في الخطاب السياسي العراقي والدولي، كما لم تدخل في الدساتير والتشريعات والمؤسسات وغيرها.
ناهيك عن الديموغرافيا والوجود البشري الذي سبق لنا التحدث عنه في منشور سابق.
ارجو منكم بمحبة اجابتي بموضوعية اخذين بالاعتبار اني لا احب النقاش من قعر كؤؤس وقناني الويسكي والعرق.
الرب يبارككم.

اكرر ما اقوله دائما: دعنا نضع ارجلنا على الارض ونبني بقدر مستطاعنا شيئا فشيئا، فليس مجديا ان نطير في السماء ونبني ابراجا لا نحصد منها غير الهواء. وما ارخصه.
نرحب بملاحظاتم ونقاشكم الموضوع على صفحتي في الفيسبوك حيث نشرت رابط الموضوع: Emanuel Youkhana
First: The name of Kurdistan is been used since long decades in the Iraqi and International political and official speech. It is been officially adopted by the Iraqi constitution since decades. Our people had parties and entities under Kurdistan constitution. Indeed, they participated in writing the constitution and our people members of Kurdistan parliament had voted to adopt this constitution. Kurdistan region has political and administrative structure in which our people and our entities are part of it. ADM (Zowaa) is a Kurdistani party (Go to Bahra (ADM newspaper) issues of 90th). Our political parties receive, as a fair and justified right, their monthly grants (stopped for couple of them since a while) from Kurdistan government. Our people practice his natural right in daily life in public sector (governmental offices, schools, public services) and private sector as well, and too other many details and evidences.
With the proposed referendum, our Diaspora community, and under-zero entities and activities along with couple of digit and zero parties in homeland, are practicing their natural freedom of expression to reject the referendum and the possibility to form an independent state of Kurdistan which they consider it as illegal, unacceptable, and lacks the historical, demo-graphical, legal requirements to form a state.
No problem. Every person or entity has the full right to express his opinion. Myself, I have my opinion on this issue which I may post..

 Second: However, the same who are opposing and rejecting the legality, possibility and acceptability of forming a Kurdistani state are expecting our people (I am a member of this people) to believe their marketing for State of Assyria, whether in its minimum borders (giving Nineveh (Mosul) to Arab Sunni and Babylon to Arab Shiite), or medium size by including Nineveh (Mosul) or Full Size of New State of Assyria as introduced by one of the under-zero parties. (See the map).
This despite that the term Assyria is not yet in Iraqi and International political speech and it is not yet in the constitutional, legislative and institutional terms, etc.
Not to speak about the demography and population existence which I wrote about it in earlier posts.

Please be kind to advise me logically keeping in mind I don’t like discussion coming from the bottom of Whisky and Arak bottles and glasses.
God bless you.

I repeat myself: Let us have our feet firmly on the ground and build our future gradually, rather than flying in the sky and building towers made of air where we will not harvest anything rather than illusions and cheap air.
Your comments and discussions are welcomed on my Facebook where the link to the article is posted: Emanuel Youkhana

85
الاحزاب في شعبنا بين الرقمية والعشرية والصفرية
في اللقاء الحواري المفتوح الذي اقمته بتنظيم من (الجمعية الاشورية الاسترالية) في سدني بتاريخ 13 اب 2017 والذي كان تحت عنوان (شعبنا ما بعد داعش: تحديات واسئلة مفتوحة) صنفت في اشارة عابرة الاحزاب السياسية العاملة في شعبنا الى ثلاثة: الاحزاب الرقمية، الاحزاب العشرية (او الكسرية)، والاحزاب الصفرية.
بعد اللقاء جاءني احد الاخوة الحضور مستفسرا او طالبا المزيد من التوضيح عن هذا التقسيم. فاجبته:
اولا: التقسيم هو بناء على حجم القاعدة التنظيمية الملتزمة او المتعاطفة مع الاحزاب وليس بناء على موقفي او رؤيتي من البرنامج والمواقف السياسية التقاء او اختلافا مع هذه الاحزاب، فذلك موضوع اخر.
ثانيا: الاحزاب الرقمية هي التي تمتلك بالفعل قاعدة تنظيمية وجماهيرية بين ابناء شعبنا، وبرايي هي الزوعا والبارتي والمجلس الشعبي.
ثالثا: الاحزاب العشرية او الكسرية (بين رقمي الصفر والواحد) هي من يمتلك حدا مقبولا من المقومات المؤسساتية والقاعدة التنظيمية والجماهيرية مثل الحزب الشيوعي وابناء النهرين وربما حزب اخر.
رابعا: الاحزاب الصفرية وهي التي تفتقر الى كل شيء ما عدا اجازة التاسيس وموقع الفيسبوك وقدرة لغوية عربية تكفي لاصدار البيانات والقنابل الصوتية وبمصطلحات وتعابير تعودناها في خطابات الانظمة العروبية، من بين هذه الاحزاب المنبر الديمقراطي الكلداني والوطني الاشوري والاتحاد الديمقراطي الكلداني وبالتاكيد اخرون.
خامسا: الاحزاب المهجرية التي ليس لها اي وجود (ولو صفري) في الوطن هي بالمطلق سالبة وتحت الصفرية، والحديث عنها قد ينقلها من تحت الصفرية الى صفرية وهو ما لا تستحقه، لذلك لم اشر اليها ولن اشير.
سادسا: الاحزاب العشرية واعتمادا على مواقفها من مستجدات المرحلة واستحقاقاتها في الوطن قد تنمو لتصبح رقمية او تتلاشى لتصبح صفرية كما تلاشى من كان الى الامس القريب عشريا ليكون اليوم صفريا.
سابعا: الاحزاب الصفرية تستطيع ان تتقدم وتسبق الجميع في قلوب وعقول شعبنا وتكسب احترامه اذا ما اعترفت بصفريتها وحلت نفسها وغابت عن الجعجعة الاعلامية والصور البروتوكولية وانتظار اطلاق المنح المالية الحكومية للاحزاب. فكلما خف الضجيج والجعجعة والغبار يكون الاهتداء الى الطريق اسهل واقصر.
ملاحظة: من التعقيبات التي سترد على هذا النشر والكيل الهائل من الشتائم والتهم المعلبة التي ستتضمنها يمكن للقارئ الحكيم ان يتاكد من هذا التقسيم الرقمي والعشري والصفري والسالب.
تحياتي

86
دعوة مفتوحة
الاحبة جميعا
تسعدني دعوتكم للعرض المعنون (شعبنا بعد داعش: تحديات واسئلة مفتوحة)، والذي ساقوم بتقديمه بتنظيم مشكور من (الجمعية الاشورية الاسترالية) وكما ادناه:
التاريخ: الاحد 13 اب 2017
التوقيت: الخامسة والنصف عصرا
المكان: قاعة مار دنخا (مدرسة الربان هرمز) خلف قاعة اديسا

سيتضمن التقديم عرضا بالسلايدات، احصائيات ومعلومات عن الديموغرافيا والاوضاع الانسانية والتحديات الحالية التي تواجه شعبنا، وفرصه وامكاناته المستقبلية ودور المهجر في دعمها.
ويلي ذلك حوارا تفاعليا مفتوحا مع الحضور.
حضوركم يشرفنا ويغني معلوماتنا.


87
رسالة دعوة مفتوحة

الاحبة الشبيبة الامريكية الاشورية الاعزاء
تحية في الرب واملي انكم في احسن حال.

التمس عطفكم لتتسامحوا مع انكليزيتي غير الحرفية فالانكليزية هي ثالث لغة لي بعد اللغة الام واللغة العربية التي هي لغة سنين دراستي.
انا الاب عمانوئيل يوخنا، الاركذياقون في كنيسة المشرق الاشورية واحد مؤسسي منظمة برنامج المساعدة المسيحية – نوهدرا – العراق (كابني) عام 1992 ومديرها التنفيذي الحالي.

اتوجه اليكم من خلال هذه الرسالة المفتوحة لانني اؤمن وبقوة بـ:
1- قدرة الشبيبة في بناء مستقبل شعبنا. وهذا مبني على تجربتي الشخصية كوني واحد من عشرات الشبيبة الكنسية الناشطة في العراق في عقد السبعينيات. والكثير منهم باتوا قادة ومسؤولين في العديد من المؤسسات والمنظمات القومية، وبالتاكيد الكنسية ايضا.
2- حكمة ومهنية الشبيبة الاكاديمية والمتخرجة. وهذا بمقدوره ان يكون اضافة نوعية مهمة جدا الى جهدنا القومي. في الحقيقة فان تعلم الدروس التراكمية من خبرات وتاريخ الاخرين هو الطريق المختصر الذي يساعدنا على توفير الجهود والوقت. وهنا ايضا فاني استنتج من تجربتي وتجربة عائلتي الشخصية.
3- التزامكم العميق والراسخ تجاه شعبنا في الوطن. فعلى الرغم ان العديد منكم هو مولود في المهجر او مهاجر في سنوات طفولته الاولى، الا انكم ما زلتم تمتلكون وتعكسون هذا الالتزام. انا فخور بكم. ليبارككم الرب.
4- الدور الكبير الذي يمكن ان يؤديه المهجر في بناء مستقبلنا في الوطن: ماديا، معنويا، سياسيا، الخ. هذا الدور الذي، ولسوء الحظ، لم يتحقق الى الان.
احد زملائي الالمان الذي هو قريب جدا من شعبنا ومساند كبير لشعبنا وكنائسنا قال: المهجر يكون مهجرا فقط عندما يكون هناك وطن.

على اية حال، بمشاهدتي لمجموعة منكم في نشاط العاصمة واشنطن في الاول من اب، وقراءتي للشعارات واللافتات التي سافرتم الى هناك لرفعها، توصلت لاستنتاج اولي بانكم (كما ارى) لستم على دراية كاملة (او كافية) بالحقائق على الارض في اقليم كوردستان العراق بصورة عامة، وبالامور التي تخص شعبنا بصورة خاصة.

ولذلك، وبناء على ايماني بالشبيبة، وحيث اني اشارككم ذات الالتزام ببناء مستقبلنا في الوطن فاني اتوجه اليكم (وخاصة للحاضرين منكم في نشاط واشنطن) بدعوة مفتوحة لزيارة اقليم كوردستان العراق. (انا استخدم التسمية الرسمية الدستورية المعترف بها من قبل الكيانات المحلية والدولية، وبضمنها بالطبع الاحزاب السياسية الاشورية التي ربما تعرفونها او تنتمون اليها في الولايات المتحدة الامريكية).
انه يسعدني ويشرفني ان استقبلكم واستضيفكم وارتب لكم برنامج زيارة واسع ومفتوح للقاء الناس، المنظمات، الكنائس، القرى، السياسيين من مخنلف الاحزاب، الحكوميين، المسؤولين، الخ.. باختصار: لزيارة ولقاء اي شخص واي مكان يساعدكم ان تطلعون على المعلومات مباشرة (first-hand information).
اهلا بكم في الوطن.
بريدي الالكتروني لاغراض التواصل: youkhana@web.de

(ملاحظة: نشرت هذه الدعوة بالانكليزية على صفحتي في الفيسبوك، وانشر ترجمتها بالعربية تلبية لاقتراح الاصدقاء لتعميم الفائدة)

88
بداية اود التاكيد ان الغاية من هذا النشر وما سبقه هو المساهمة في بلوغ الحرفية والاداء المؤسساتي لمختلف مؤسساتنا الدينية والقومية، ومن بينها (بل وبقدر تعلق الامر بي في مقدمتها) المؤسسة البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية.
وهذا الاداء المؤسساتي الذي نسعى اليه ونساهم فيه وكل من موقعه هو لصالح الجميع وبخاصة المرجعية الكنيسة، كونه سيعكس صورة ايجابية عصرية من حيث اليات صنع القرار والاعلان عنه والشفافية في التعامل مع الاكليروس والمؤمنين وتجنيب الكنيسة المساحات الرمادية التي يصطادها البعض لحشر الكنيسة (عن عمد او بدونه) في مواقف لا تحسد عليها (كما حصل حاليا).

بالعودة الى الموضوع، فانه مع بلوغ الاستعدادات العملية لمؤتمر بروكسل واعداد مسودة برنامجه ودعوات المشاركة فيه فانه من الملاحظ ان كنيسة المشرق ابدت استعدادا واتخذت قرارا بمشاركة فعلية وفاعلة، وانعكس ذلك في رفع مستوى تمثيلها من الخوراسقف اسطفانوس يلدا (كما في المسودة الاولى للبرنامج) الى نيافة الاسقف مار عوديشو اوراهام (كما في النسخة اللاحقة)، الذي اعلن في خدمة القداس في السويد يوم الاحد قبل المؤتمر انه وبناء على تكليف من البطريركية سيمثل الكنيسة في المؤتمر وانه متوجه الى بروكسل لهذا الغرض.
ولكن في الايام اللاحقة وبعد قرار الاحزاب، الزوعا تحديدا، بمقاطعة المؤتمر بدأ الاعلام الاشوري، وتحديدا Assyria TV وغيره من المنابر المعروفة التوجه، يتداول خبر عدم مشاركة الكنيسة.
انه امر مثير للتساؤل والريبة تزامن تبدل القرار من ناحية، ومنافذ تسريبه او تداول خبر قرار التراجع عن المشاركة من ناحية اخرى. حيث التزمت الكنيسة الصمت في اعلان سبب التراجع وتركت الامر لتفسير من هنا وتاويل من هناك والتي صبت جميعها في انه موقف سياسي تماهت الكنيسة فيه وتوافقت مع الاسباب السياسية المعلنة للاحزاب المقاطعة، وكان وما زال هذا التاويل متداولا بين اوساط شعبنا ومنابره الاعلامية على انه السبب الحقيقي لقرار التراجع عن المشاركة اعتمادا على مجيئه مباشرة عقب مقاطعة الاحزاب من ناحية ولعدم صدور اي تصريح رسمي من البطريركية عن سبب تبدل قرارها.
بل وان التصريح الاخير للبطريركية جاء ليزيد الامر ارباكا لانه (ورغم كل المنسوب الى مصادر البطريركية عن سبب عدم المشاركة) لم يعلن سبب التراجع عن المشاركة بل راح فقط لتوضيح ان Assyria TV لم تنقل هكذا سبب من مصادر البطريركية!! وكأن الموضوع هو هل ان Assyria TV قالت ام لم تقل، وليس الموضوع هو حق الكنيسة وابناءها ان يتوقعوا من البطريركية اعلان سبب التراجع عن المشاركة بعد ان كانت اعلنت مشاركتها. اعتقد ان توضيح الامور بات امرا ملحا ومطلوبا بعد قيام المنابر الاعلامية بحشر الكنيسة في زاوية تخندق وموقف سياسي.
ان هذا الارباك في تناول الامر دفع بالبعض الى حد التساؤل عن هل ناقشت الكنيسة قرارها مع ذاتها ام انها سايرت مرجعيات سياسية محددة، وليصل البعض للتساؤل عن من يصنع قرار الكنيسة السياسي.
بالتاكيد فان لا احد يجادل حق الكنيسة في اتخاذ قرار المشاركة من عدمه فهذا ليس موضوع النقاش، ولكن من حق ابناء الكنيسة ان يطلعوا من بطريركيتهم ومن على المنابر الكنسية الرسمية على اعلان موقفها بوضوح خاصة وانها لم تتردد في اعلان مطلب سياسي محدد في مناسبة رسامة كنسية ولكنها تعود لتبدل قرار مشاركتها في مؤتمر ومنبر هو احد المنابر لاعلان ذات الطلب.
(بالمناسبة فان المؤتمر كان متعدد المحاور من سياسي الى امني الى اعادة الاعمار الى المصالحة الى رؤى بشان مستقبل المسيحية في الشرق وغيرها مما اعطى مرونة للمتحدثين في المشاركة دون ان تتحدد مشاركتهم بشان او موقف سياسي محدد)
في الوقت الذي نتمنى على مرجعيتنا البطريركية توضيح الامور وعدم تركها للتاويل والاجتهاد الذي بات باتجاه واحد في هذا الموضوع فاننا نامل ونتمنى عليها تطوير الاداء المؤسساتي البطريركي، وهنا فاني حقيقة لا افهم ولا اتفهم شخصيا (ربما اكون على خطأ) ان يكون امين سر البطريركية الذي اصدر توضيح البطريركية شخص علماني، هو السيد شدراخ ممو الذي احبه واحترمه كثيرا، ولكننا نتحدث عن اداء مؤسساتي وليس علاقات وصداقات شخصية. المفروض ان يكون رجل دين ولاءه للبطريركية التي يحفظ امانة سرها، او في اضعف الاحوال (وفي حال تعذر وجود اكليروس لهذه المهمة) ان يكون رجل علماني مستقل حزبيا ولا ينتمي الى اي من الاحزاب السياسية.
اؤكد القول ان الاداء المؤسساتي هو ما نطمح اليه وهو المطلوب لمرجعيتنا الكنسية وهو يحصنها من المطبات ويمنحها المصداقية والحرفية في مختلف المستويات الكنسية والقومية والوطنية والدولية.
معذرة ان كان هذا النشر يبدو مؤلما ولكنه نابع من الحرص على كنيسة يفتخر المشرق بانها كنيسته.

صلوا لاجلي

ملاحظة: لم انشر الموضوع في المنبر الحر لتفادي الردود الملثمة والاسماء المستعارة التي تعيق الحوار الحضاري والمتمدن. ويمكن للاحبة الراغبين في حوار الموضوع ابداء ملاحظاتهم بكل محبة على صفحتي في الفيسبوك حيث سانشر الرابط للمقال. واشكر سلفا كل المشاركين في ابداء الملاحظات في اغناء الموضوع والحوار.

90
انتهت "واقعة" بروكسل.. فهل يراجع "المقاطعون" موقفهم

1- توقفت عن الكتابة في الشان القومي والسياسي منذ عدة سنوات، وسالني حينها اصدقائي عن السبب، فقلت لاني اذا قررت ان اكتب مجددا فساستهل بمقال اعنونه: شعبي يحتضر.
ولاني كنت دائما مؤمنا بالامل وابشر به فلا اريد ان اكون جزءا من الاحباط ونشره، فالافضل ان اتوقف.
بعدها بسنين سالني الاصدقاء مرة اخرى اذا كنت ساعود للكتابة فاجبت كلا. والسبب هذه المرة لاني اذا رجعت فساستهل بمقال: شعبي ينتحر.
وهكذا استمر صومي وانقطاعي عن الكتابة لسنوات طوال بحيث ان الكثيرين ممن يقراون لي هذا المقال من الاجيال اليافعة والشابة ربما لا يتذكرون كاتبا بهذا الاسم وربما لم يقراوا له سوى بعض التاملات او التقارير المعلوماتية والنشاطات بخاصة في مجال عمل منظمة (كابني).

2- ولكن مع التطورات الميدانية والسياسية المتلاحقة بعد تحرير سهل نينوى، ومع بلوغ استحقاق مناقشة واجابة وتحديد المواقف من العديد من القضايا التي كنا قد اشرنا اليها منذ سنوات سابقة، فاني وجدت لا مفر من العودة للكتابة بهذه الامور والقضايا رغم قناعتي شبه التامة ان لا حياة فيمن تنادي، وان الهروب من مواجهة الحقائق والواقع عبر خلق فضاء من الاوهام والاحلام والفوبيا هو ما زال سائدا ومتحكما بنقاشات شعبنا السياسية، وما زال الاسلوب السوقي في تسويق التهم المعلبة والتخوين والتسقيط يتحكم بحوارات شعبنا وسياسييه ومريديهم.
والسبب في العودة للكتابة رغم هذه القناعة هو ان نكتب للتاريخ على الاقل، بحيث انه في يوم ما وبعد ان تحقق مرجعياتنا السياسية والدينية عملها في استعداء الجميع وهدر الفرص والصداقات وكسب الرهانات في سوق المزايدات والشعارات، وبعد ان يكون هذا الشعب قد بات جزءا من التاريخ فانه على الاقل يكون هناك من يقول انه كانت هناك اصوات وكانت هناك نداءات ولم يكن كل الشعب ساعيا للانتحار الفردي او الجماعي.

3- هناك الكثير الكثير للكتابة.. ولا ادري ان كان جدول التزاماتي المضغوط سيسمح لي بتناولها في وقتها، وبخاصة ما يخص منها استحقاقات داهمة، ولكني آمل ان اجد الحد الادنى للوقت لذلك، على امل ان تتسع فسحته مع منتصف اب القادم. وفي جميع ما كتبت سابقا واكتب الان واكتب لاحقا فاني لا اعبر الا عن رايي وموقفي وليس بالضرورة ان يكون متفقا او مختلفا مع اية مرجعية كنسية او منظماتية اعمل ضمنها.
على اية حال ساحاول ان تتوافق الكتابات مع الاحداث بمعنى الكتابة في الوقت المناسب عن الاحداث والمواضيع. ولذلك فان البداية ستكون في هذا المقال بمؤتمر بروكسل.

4- بالامس انتهى مؤتمر بروكسل الذي ملا به شعبنا الدنيا ضجيجا وقرقعة وتسقيطات واساءات (ولذلك اسميته واقعة) رغم كونه مؤتمرا اخر ضمن العديد العديد من المؤتمرات السابقة منها واللاحقة: هنا او هناك، داخل الوطن او خارجه، برعاية هذه الدولة او المؤسسة الدولية او تلك، وفي هذا الموضوع او ذاك، وبحضور هؤلاء او اولئك، وهكذا..
وهذا سياق طبيعي مع هكذا قضايا وشؤون في الساحة الدولية. الممر من المناصرة (Advocacy) الى الاعمال هو ممر طويل وصعب.
مؤتمر بروكسل كغيره هو مؤتمر للحوار وتبادل الرؤى وصولا الى توصيات ترفعها الجهة الداعية له الى مرجعياتها المؤسساتية التي تصنع القرار (في هذه الحالة البرلمان الاوربي والمفوضية الاوربية) وليس بالضرورة ان توصيات كل مؤتمر ستقود اوتوماتيكيا الى قرارات. وحتى القرارات ليس بالضرورة ان تتحول الى خطط عمل ملزمة وممكنة التنفيذ. فالعملية معقدة ومتشابكة تتداخل فيها مواقف الدول المعنية ومصالحها وغيرها مما يضيق به المجال هنا.
باختصار ان مؤتمر بروكسل كما غيره هو مؤتمر للحوار وليس للقرار.. مؤتمر للتوصيات وليس للالتزامات.

5- ساترك موضوع وتحليل ما سبق ورافق مؤتمر بروكسل من اداء سياسي واعلامي لمقال او مقالات قادمة، واكتفي في هذا المقال بدعوة مقاطعيه لمراجعة مواقفهم. ولن اتوقف على تفاصيل وتحليلات والخلفيات الحقيقية للمقاطعة الا بمقدار الحد الادنى الذي يتطلبه المقال.
حزبيا: قاطع المؤتمر الزوعا وكيان ابناء النهرين  بذريعة واضحة في بيانات المقاطعة وحملات الميديا التي قادوها وروجوا لها ان المؤتمر واجندته المخفية والمعلنة هي مؤامرة ضد شعبنا وترويج لمشروع كردي، وتحديدا البارتي، والاكراد والبارتي والبارزاني هم كما صورتهم ميديا المقاطعين بانهم العدو التاريخي لشعبنا، فكيف يمكن لهما ان يشاركا في هكذا مؤتمر للخونة والعملاء وتجار القضية. كيف يشاركا وهما على اعتاب انتخابات برلمانية (بدات مبكرة اشوريا) تلعب الفوبيا والخطاب الشعبوي غير المسؤول دورها الحاسم في التصويت. (في الحقيقة ان حملة التجييش ضد المؤتمر اعطته زخما وحجما يتوجب برايي ان يشكرهم القائمون على المؤتمر عليه).
وفي حوارات يومي المؤتمر وجلساته وصولا الى مقرراته تاكد بالصوت والصورة والتوثيق والتوقيع ان لا اجندة مخفية ولا اجندة كردية ولا اجندة عربية، بل اجندة كلدانية سريانية اشورية فقط لا غير تمثلت بتبني المطلب العادل والدستوري لمحافظة سهل نينوى.
كما قاطعه حزبيا ايضا الحزب الوطني الاشوري الذي طرح بشفافية ووضوح سبب مقاطعته بمقال نشره امينه العام على موقعه في الفيسبوك بان المؤتمر هو مؤامرة واجندة لحزب (PYD)!!!
نورونا يا اخوان فانتم خميرة الامة وقادتها!!! بحسب معلوماتي ومشاهداتي على الواقع وفي الاعلام والمنابر والمواقف السياسية فان البارتي والـ(PYD) هم اكثر من مجرد مختلفين. فكيف التقى الاثنان في مؤامرة مشتركة على شعبنا في مؤتمر واحد في بروكسل.
انها فضيحة سياسية من المعيار الثقيل ان ثلاثة احزاب يقاطعون نفس المؤتمر بهكذا سببين متناقضين تماما.
وهذا يثير الاسئلة عن الاسباب الحقيقية وراء المقاطعة، وهذا كما ذكرنا لن نتناوله في هذا المقال
.

6- كنسيا: قاطعته الكنيسة الكلدانية بتصريح رسمي صريح ومنشور على العامة. فشكرا لها على شفافيتها وصراحتها مع شعبنا.
شخصيا لا اتفق مع السبب الوارد في بيان البطريركية، ولكني هنا ايضا لن اناقش الامر في هذا المقال.
ولكن كل الذي اتمناه واصلي من اجله خالصا وقلبا وعقلا ان لا تكرر البطريركية الكلدانية الحالية ما قامت به كما تقول (والعهدة على القائل) القوى السياسية المختلفة والناشطين القوميين قبل عقد واكثر ابان بطريركية المثلث الرحمات الراحل مار عمانوئيل دلي انها مع الزوعا رفضتا قرار حماية كان البيت الابيض بصدد اقراره، ولو كان تم ذلك الاقرار حينها لكانت الامور مختلفة اليوم.
وكنسيا ايضا لم تشارك كنيسة المشرق الاشورية. ومشهد عدم مشاركتها\مقاطعتها\تعليق مشاركتها هو المشهد الاكثر تخبطا بين المقاطعين!! ففي المسودة الاولى للبرنامج كان ورد اسم الخوراسقف اسطافنوس يلدا مع ملاحظة وضعت بين قوسين (To be confirmed) اي سيتم التاكيد. لتلحقها المسودة قبل النهائية وتتضمن اسم نيافة الاسقف مار عوديشو اوراهام الذي اعلن على المؤمنين في قداس الاحد السابق انه سيشارك ممثلا للكنيسة وبتكليف من قداسة البطريرك. ولتظهر لاحقا انباء في الميديا ان الكنيسة قاطعت. وليصدر بعدها في 29 حزيران تصريح باسم ابرشية اوربا بانها وبناء على كتاب رسمي من البطريرك قد (علقت) مشاركتها.
شخصيا لا استوعب مدى دقة وصواب مصطلح (تعليق المشاركة) في مؤتمر ليومين.
الكنيسة الاشورية لم تعلن لحد الان اية اسباب لعدم مشاركتها او مقاطعتها او تعليق مشاركتها وهذا اثار ويثير الاسئلة والتاويلات والشكوك عن الامر، وصولا الى اسئلة بين ابناء الكنيسة وربما اكليروسها (كاتب المقال احدهم) عن القرار وخلفياته والياته؟ وهل ان الكنيسة وقعت في فخ نصبه لها بعضهم بدليل الترويج الاعلامي لعدم مشاركتها وتجييره لصالح اجندة سياسية معلومة وحشر الكنيسة في زاوية وخانة سياسية محددة.
المشهد المربك للكنيسة الاشورية يزداد ارباكا والتساؤلات تتوسع اذا ما علمنا انه قبل اقل من شهرين اعلن قداسة البطريرك وفي مناسبة دينية روحانية بحتة هي رسامة الاسقف مار ابرس ومن على منبر ديني (لا سياسي او مؤسساتي) هو مذبح كنيسة مار يوحنا في اربيل وبحضور العديد من المطارنة والاساقفة اعضاء المجمع السنهاديقي اعلن موقف الكنيسة الواضح ومطلبها السياسي الصريح بتشكيل محافظة سهل نينوى. ولكنها لا تشارك في مؤتمر ومنبر كانت احدى محاوره مناقشة اقتراحات لمستقبل سهل نينوى!!!

7- اما وقد تبنى المؤتمر المطلب الذي طالبت به الاحزاب المقاطعة الثلاثة فانها باتت امام لحظة تاريخية ومفترق طرق وامتحان صعب اختارته لنفسها وحشرت نفسها فيه.
فهل ستفرض نتائج المؤتمر نفسها عليهم (بافتراض توافر حسن النية والالتزام بالمسؤولية) لمراجعة وتقييم قرار المقاطعة والعودة عنه وضم صوتهم الى الصوت الموحد لشعبهم؟
فاذا ما علمنا ان مختلف المؤسسات والمرجعيات الوطنية منها والدولية التي تقوم مرجعيات شعبنا بالتواصل معها بشان دعمه في حقوقه وبناء مستقبله تطلب وحدة الموقف والرؤية (في مؤتمر بروكسل ولدى حواري الجانبي مع مسؤول احدى المؤسسات الامريكية المشاركة قال لي ان المؤتمر وتوحيد الرؤية والموقف الذي خرج به سيساعد كثيرا في نيل دعم الادارة) فان السؤال الاخلاقي والعملياتي الذي يفرض نفسه على الاحزاب المقاطعة هو:
هل سيصدرون (منفردين ام مجتمعين) تصريحا بدعم نتائج مؤتمر بروكسل لما في ذلك من تحقيق لوحدة الصف ودعم للمطلب الذي يطالبونه هم ايضا وهو محافظة سهل نينوى وبالسياقات الدستورية العراقية؟
ام تراهم من موقع الكبرياء غير المسؤول يهربون الى امام ويستمرون في رفض المؤتمر وتخوين المشاركين فيه وخلخلة الدعم الذي توافر فيه قوميا وعراقيا وكردستانيا ودوليا بما يعنيه من فرص الانتقال الى خطوات لاحقة لنقل التوصيات الى قرارات ومن ثم الى برامج عمل.
وهل ستبارك الكنيستين الكلدانية والاشورية مطالبات مؤتمر بروكسل؟ (بالتاكيد ليس بموقف مشترك، فللاسف ان آخر ما نحلم به ان كنائسنا في العراق تعمل بروح واطر مسكونية قائمة على ان مرجعياتها الابوية جميعا اخوة وبينهم اخ كبير.. هناك فرق بين ان تكون الاخ الاكبر وان تكون الاخ الاوحد).
بالمناسبة وللتذكير فان السفير العراقي شارك في المؤتمر بناء على تواصل وتوصية من رئيس مجلس الوزراء.. فلا نكون ملكيين اكثر من الملك.

8- وللاحزاب المقاطعة اقول انه في عالم السياسة وحل الاختلافات وفن المفاوضات ومراجعة المواقف هناك ما يسمى بحفظ ماء الوجه.
وادرك حاجتكم لذلك.. ويمكنكم تحقيقه بان يتضمن تصريح التراجع عن المقاطعة والانتقال الى التاييد الادعاء بان مقاطعتكم وهاشتاكاتكم وفورة غضب مريديكم من الروبوتات هي التي اجبرت المؤتمر وتحكمت في مسار توصياته. او حتى يمكن لكم الادعاء ان منظمي المؤتمر سهروا الليل في كونفرنسات فيديوية معكم معتذرين منكم وطالبين حكمتكم وتوصياتكم او اية اسباب وادعاءات اخرى تضمن لكم الانتقال الامين والسليم من المقاطعة الى التاييد. فشعبنا تعود على هكذا ادعاءات، وفي هذه الحال على الاقل سيكون هناك نقلة عملية من وراء الادعاءات وهي الانتقال من تشتت الموقف الى توحيده.
شخصيا سافهم كل ما تكتبون وتدعون وسابتسم عند قراءته واشكركم عليه ما دام يفتح لكم العودة الى الموقف الضميري المسؤول مع شعبكم ولاجل شعبكم.

بارك الرب كل جهد لخدمة شعبنا المتالم

1 تموز 2017

91
(انه ليس هنا) متي 6:28 انه مع شعبه المضطهد وكنيسته المتألمة

تتوجه قلوب وانظار المسيحيين المشارقة في العراق وسوريا الى القيامة ليس كمحطة احتفالية او طقسية فحسب بل لتجديد الامل والثقة بالانتصار على الام الكنيسة المتالمة كما انتصر سيد الكنيسة بقيامته على الام الجلجثة.
أحد القيامة ليس مجرد احد من احاد السنة، او يوم من أيامها.
انه للكنيسة المتالمة انتصار متجدد على المعاناة.. انه تجديد للقوة التي منحها الرب لكنيسته وابناءها بان لا تخافوا فقد انتصرت على الموت.
كبشر نتالم ونعاني ونشعر بالاحباط، ولكننا لسنا بشرا فحسب بل بشرا مؤمنين بالرب القائم من الاموات.
من هنا فاننا نحتفي بالقيامة لنعيشها وننتصر بها على ما يحيطنا من احباطات ومصاعب.
الكنيسة المشرقية في سوريا والعراق تعيش اسبوع الام مستمر من دهور. حملت وتحمل صليبها في درب الجلجثة.
ولكن متى كانت الجلجثة المحطة الاخيرة في حياة رب الكنيسة لتكون المحطة الاخيرة في حياة ابناءها!.
ان الجلجثة هي محطة عبور من الالم الى الامل.. من الحزن الى الفرح.. من الموت الى الحياة..
القيامة هي الشمعة المنيرة التي تبدد ظلام الالم.
في الشرق حيث ظلام الشر والارهاب يكاد ينتشر في كل مكان، ما احوجنا الى نور القيامة.
وفي الشرق حيث الكنيسة مضطهدة ومتالمة، ما احوجنا ان نستلهم ونعيش عصر الكنيسة الاولى.
(وتكونون لي شهودا) هذا ما طلبه منا ربنا وسيدنا، وهذا ما اراده اباء كنائسنا المشرقية لهم ولنا.
ان نكون شهودا للمسيح يعني ان لا نهرب من التالم مع الامه ولنقوم بقيامته.
لا توجد قيامة حقيقية ما لم تسبقها الام ومعاناة حقيقية.
وهذا هو كمال مسيحيتنا المشرقية بانها لا تنتهي بالالام ولا تبتدئ بالقيامة بل انها تسير مع المسيح في الامه وموته وقيامته.
هللويا.. المسيح قام حقا قام..
وهكذا كنيسته في سوريا والعراق تقوم من تحت الغبار والحروب والتهجير والاضطهاد..
تقوم مكللة بتاج النصر..
ومثلما ان الجلجثة ليست جغرافيا محصورة باورشليم حيث صلب المسيح، بل هي في كل مكان او قرية تتالم فيها الكنيسة: في الموصل، في سهل نينوى، في حلب، في الخابور وغيرها
فان القيامة ايضا ليست محصورة بجغرافيتها بل هي فعل يتحقق في كل مؤمن وفي كل رعية وفي كل كنيسة.
هكذا احتفلنا بقيامة المسيح في مخيمات النزوح في العام السابق وهكذا سنحتفل بها في هذا العام.
ومثلما صلينا في قيامة العام السابق من اجل السلام فاننا في هذا العام ايضا نصلي الى ملك السلام الذي منح السلام بقيامته للبشر الخطاة ان يمنح ويرشد بحكمته صناع القرار لان يصنعوا قرار السلام..
نصلي من اجل النازحين والمشردين والمهجرين ان يعودوا الى بيوتهم ومدنهم..
نصلي من اجل الماسورين والمفقودين ان يعودوا بسلام الى اهلهم..
نصلي من اجل الاطفال ان يعيشوا براءة طفولتهم..
نصلي من اجل الشبيبة ان تثمر حياتهم بركات لشعوبهم واوطانهم..
نصلي من اجل الشيوخ ان يعيشوا شيخوخة مباركة..
نصلي في قيامة المسيح مع الجميع وللجميع من اجل ان ينتصر الجميع على الامه.

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا
نوهدرا – 24.03.2016

92
البطريركية قبل البطريرك..
نقاش لا يخلو من صراحة مؤلمة
القسم الثالث وهو الاخير

الرابط الى القسم الثاني:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,782371.0.html
الرابط الى القسم الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,779753.0.html

(ملاحظة: اعتذر للقراء لكون هذا القسم كتب على عجالة ربما انعكست في بنية المقال.. ذلك اني تحت ضغط الوقت لانجاز عدد من المشاركات في حزيران من يوم الكنيسة الالمانية في شتوتغارت الى مؤتمر في زيورخ الى جلسة نقاش في البرلمان الاوربي في بروكسل.. فمعذرة.)

اما وقد غطينا في القسمين السابقين للمقال، ووفق راينا المتواضع، القضايا التي على البطريركية القادمة التعامل معها والتي تراوحت بين الكنسية الداخلية والمسيحية المشرقية والقومية والوطنية، وبالتالي العوامل المختلفة التي يجدر اخذها بعين الاعتبار في اختيار البطريرك القادم لكنيسة المشرق الاشورية لتجعل ارادته وادارته البطريركية بمستوى تحديات المرحلة وبمستوى طموحات ابناء الكنيسة فاننا نعود الى حيث بدانا به المقال، ونقتبس حرفيا:
(المقصود بعنوان المقال (البطريركية قبل البطريرك) ليس التعريف التقليدي الشائع للبطريركية بمعنى مقر او بناء او مكان اقامة البطريرك والدوائر التابعة له، بل المهام والمسؤوليات المناطة بالسلطة البطريركية وبرامج عملها وتوقعات وامال الشعب المؤمن من مرجعيته البطريركية، وهذه جميعها نراها مهمة للنقاش وتبادل الراي ومنها تاتي المعايير التي ترشد وتحدد من يختاره اباء المجمع المقدس لنيل الدرجة البطريركية.) لنسال عن المعايير او "المحددات" التي ترشد عملية الاختيار فنقول وبكلمات تتحدث عن نفسها:
•   الروحية المسيحانية المقترنة بالرؤية الواضحة كنسيا ومسكونيا وقوميا ووطنيا
•   الايمان التام والالتزام المطلق بمساعي توحيد الكنيسة الواحدة والشراكة مع الكنائس الشقيقة
•   منهجية العمل المؤسساتي بتفاصيله ومتطلباته من الهيكلة والشفافية والمحاسبة
•   الكاريزما والموهبة القيادية المترافقة مع روح العمل الجماعي
•   الخبرة والرصيد التراكمي التصاعدي من المبادرات والانجازات في سنين الخدمة الكنسية
•   المقبولية الاكليروسية والشعبية بين ابناء الكنيسة والكنائس الشقيقة
•   الحضور الفاعل والمؤثر في المشهد الكنسي والمشهد المسيحي المشرقي والساحة القومية
•   قبول الاخر المختلف والتواصل والتحاور معه بحثا عن مساحات الالتقاء والبناء عليها
•   الدراية باوضاع وتحديات واساليب العمل في الوطن والمهجر
•   عيش روح العصر والتفاعل الايجابي معها وتوظيفها في الرسالة الكنسية واداء مؤسساتها
•   الطاقة الذهنية والمعنوية والجسدية (البايولوجية) القائمة على روح وقدرات الشبيبة وخبرة وحكمة الشيوخ
•   التحرر من شرنقة الذاكرة المخدشة كنسيا ومذهبيا
•   اعتماد (كونوا ودعاء كالحمام وحكماء كالافاعي) بديلا عن نظرية المؤامرة التي هي ملجأ الضعفاء لتبرير قصورهم وفشلهم

أفضل ما نتمناه ونستحقه
ان بطريركا بهذه المواصفات والمعايير هو المبارك الاتي باسم الرب الذي سيجعل ابناء الكنيسة يهتفون تهليلا وبنشوة فرح روحي عارم لحظة اعلان تسميته بطريركا منتخبا ومناداة اسمه في (الكاروزوثا) لانهم يثقون انه سيطلق الطاقات الكامنة الموجودة فيهم ويجدون في شخصه الامل والثقة بالمستقبل في هذا الزمن الصعب.
ان بطريركا بهذه المواصفات وحده من يقدر ان يعيد اطلاق الكنيسة عنفوانا بل وثورة كالتي اطلقها البطريرك الراحل مار دنخا الرابع يوم انتخابه لقيادة الكنيسة. الكنيسة اليوم بحاجة الى راع يرعاها ومرشد يرشدها وقائد يقودها نحو الامام ويحررها من الجمود والانغلاق. الكنيسة ليست متحفا وتاريخا بل حياة ومستقبل، وانها ليست مجرد ارشيف وصور بل وجود وتصور.
ان بطريركا بهذه المواصفات فقط يمكن ان تكون ساعات يومه مثمرة وممتلئة نشاطا وحضورا في جميع الاصعدة وفي كل جغرافيا الكنيسة وشعبها وقضاياها من اربيل الى نوهدرا الى بروكسل ونيويورك، من الندوات الاختصاصية وورش العمل والمؤتمرات الى المنابر والفضاء الاعلامي من تلفزة وانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
ان بطريركا بهذه المواصفات يجعل الكنيسة اكليروسا ومؤمنين يشعرون بانهم في ريعان شبابهم وبان الكنيسة تتجدد دماءها وحيويتها لتعيش العنصرة كل يوم. وستطمئن اليه لجان الكنيسة بان لهم حضور ودور في  نظام عمل ومؤسسات وبرامج، وسيطمئن الشبيبة بانهم اجيال ومستقبل الكنيسة التي هي امانة باعناقهم.
ان بطريركا بهذه المواصفات سيجعل اكليروس الكنيسة يطمئنون بان لهم صوتا مسموعا في ادارة الكنيسة ومؤسساتها ومجامعها وليسوا مجرد موظفين مدفوعي الاجر. وسيبث في الاباء المطارنة والاساقفة روح العمل الممنهج والمؤطر لتتكامل جهودهم وجهود ابرشياتهم.
ان بطريركا بهذه المواصفات سيجعل المرجعيات الكنسية الشقيقة تتلمس فيه شريكا في التعامل مع الهم الكنسي المشرقي حيث سيكون بطريرك المرحلة ليلاقي اخوته بطاركة المرحلة وبخاصة بطاركة الكنائس المشرقية ذات التراث والهوية القومية المشتركة: مار لويس ساكو، مار اغناطيوس افرام، مار اغناطيوس يونان.
ان بطريركا بهذه المواصفات سيطمئن الشعب ان له حماية يتضلل بها في زمن القرف والانحراف والانهيار، وبان له من يؤمن بوحدته ويسهر عليها ويلتزمها في زمن بات التشطير والتقسيم "ثقافة" و"انتصار".

هل هناك هكذا خيار متاح ام انا واهم وحالم؟
نحن نؤمن يقينا ان الكمال لله وحده.
ولكن وضمن الانسان الذي مهما بلغ وارتقى يبقى ناقصا، فان هناك دائما من هو خيار ورجل المرحلة.
وبذلك انا لست حالما او واهما بل شاهدا ومتلمسا حيث ارى المشهد الانتخابي لانتخاب قداسة البطريرك الراحل يتكرر نصفه الان من حيث وجود خيار واضح يدركه ابناء الكنيسة واكليروسها.
السؤال ليس في وجود الخيار من عدمه بل في قبول الخيار ان يصبح قرارا.. فالرسامات الكنسية ليست قسرية بل ارادية.

اخشى ما اخشاه..
كانسان يعيش ويدرك ضعف الطبيعة البشرية اسمحوا لي ان اعبر عن خشيتي في هذه اللحظة التاريخية ليس لعدم ثقتي باباء المجمع المقدس، حاشا، بل كابن بار لهذه الام المقدسة، كنيسة المشرق، وحريص عليها من اية لحظة ضعف بشري تعيش في اعماق كل انسان فينا. انها الخشية التي تولد من رحم الحرص والمحبة.

حيث ارى ايضا ان المشهد الانتخابي اعلاه يختلف في نصفه الثاني من حيث عدم الاستعداد لتحمل الاعباء والهروب من الاستحقاق التاريخي في لحظة مصيرية للكنيسة وشعبها واللجوء الى بدائل مهما تمكنت ومهما توفر لها فانها تبقى بدائل عن الخيار وليست الخيار، بل وربما اللجوء للانتقال من البديل الى ملء الفراغ الذي لا يتوقف عند بقاء الستاتيكو والجمود القائم بل يعني المزيد من الاحباط بين المؤمنين والاكليروس، والمزيد من الهشاشة في الاداء المؤسساتي والتكامل والانسجام بين الابرشيات ورعاتها. ان ملء الفراغ هو بحد ذاته قفز في الفراغ.

ليس موضوعنا محاججة تبريرات الهروب ومحاججة الانتقال من الخيار الى ملء الفراغ فتلك نتركها للقادمات من الايام، ولكن نكتفي بالقول بانه مهما كانت فانها لا تبرر عدم قبول الاستحقاق البطريركي في لحظة ومرحلة تاريخية حرجة تكاد تكون مفترق الطرق بين ان نكون او لا نكون. 
نصلي الى الرب الذي منح البطريرك الراحل الثقة لتقبل الدرجة البطريركية الثقيلة فلم يهرب منها بل وتحملها وكان خير من فعل، ان يمنحها اليوم لمن هو خيار الكنيسة وشعبها ليقتدي بذات الفعل.

للممارسة الانانية تعبيران فاما السعي لنيل مرتبة يدرك الشخص في اعماقه انه ليس اهلا لها وليس بمستوى مهامها.. او التهرب من تحمل مسؤولية يدرك الشخص في اعماقه انه الاجدر بها ولكنه يتفاداها تهربا منها او حفاظا على وضع يعيشه.. اخشى ما اخشاه ان يتلاقى التعبيران في الاختيار البطريركي.

اخشى ما اخشاه انه وبعد عقود وسنوات من الجهد المبني على رؤية مسيحية وقومية لجلب الكنيسة من هامش المشهد الكنسي المسكوني الى وسطه نتجه اليوم الى التخلي عن هذه الرؤية بل ومناقضتها.

اخشى ما اخشاه انه وبعد العمل الدؤوب والمثمر لتقريب وتوحيد ابناء شعبنا وتحريره من الحرب الاهلية، حرب التسمية، لا نمانع اليوم في اللحظة التاريخية والمفصلية ان تتحول الكنيسة الى كتيبة قتالية في حرب التسمية الضروس.

قد تكون خشيتي مبالغ فيها في مرحلة الانتخاب وما بعده.. ولكني ومن منطلق ثقتي باباء الكنيسة وابناءها اريد ان اكون شديد الصراحة والتي قلنا عنها في عنوان المقال بانها مؤلمة.. واني اعتذر سلفا عنها واتمنى واصلي وادعوكم لمشاركتي الصلاة بان اكون مخطئا فيها.

اصلي انا العبد الخاطئ من اجل الكنيسة وشعبها.. واتضرع واتوسل الى حكمة اباءها..

الخوري عمانوئيل يوخنا
1 حزيران 2015

ملاحظة: كم كنت ارغب ان يكون الموضوع مفتوحا للنقاش وتبادل الاراء واغناء الافكار، ولكن من واقع مسار النقاشات المفتوحة نجد ان السائد هو شخصنة النقاش وتحريفه عن موضوعه وهيمنة النكرات من الملثمين عليه، لذا طلبت من ادارة الموقع غلق باب التعقيبات. واذ اعتذر لاساتذتي واخوتي واحبتي من النخب المثقفة فاني اشكر كل الراغبين بنقاش الموضوع وارحب بملاحظاتهم واراءهم التي يرسلوها على بريدي الالكتروني واعدا اياهم بتجميعها ونشرها مع تعقيباتي عليها في مقال منفصل بعد انتهاء نشري المقال باجزاءه. مع المحبة والتقدير
بريدي الالكتروني: Youkhana-at-web.de

93
البطريركية قبل البطريرك..
نقاش لا يخلو من صراحة مؤلمة
القسم الثاني

الرابط الى القسم الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,779753.0.html

1- انقضت فترة على نشري القسم الاول من المقال لاعود اليوم لنشر قسمه الثاني. وهي فترة غير مالوفة بين قسمين لمقال واحد، خاصة وانه متعلق باستحقاق بات قريبا جدا لانتخاب تاريخي لبطريرك مشرقي.
ولكني تعمدت التاخير لعلمي بالاجتماع المشترك بين شطري كنيسة المشرق في شيكاغو، ولكوني اكليريكي في كنيسة المشرق فقد تفاديت نشر اي شيئ قد يجده هذا او ذاك، هنا او هناك، مرتبط، سلبا ام ايجابا، دعما او رفضا، للاجتماع.
باختصار لم انشر المقال لقناعتي ان الاجتماعات المهمة تحتاج فضاء شعبيا حواريا هادئا.
اما وقد انتهى الاجتماع الذي ربما نناقش تفاصيله يوما ما اذا اتيحت لنا فرصة معرفة مجرياته، فاننا نعود الى القسم الثاني من مقالنا: (البطريركية قبل البطريرك). فمعذرة على التاخير.

2- في القسم السابق تناولنا الوضع الداخلي لكنيسة المشرق الاشورية والتحديات التي تواجهها، ويواجهها تحديدا البطريرك القادم، والتي، براينا المتواضع، تستحق اخذها بنظر الاعتبار في انتخاب البطريرك.
في هذا القسم سنتناول الاوضاع والتحديات التي تستحق هي الاخرى اخذها بنظر الاعتبار وهي في مستويات او مساحات ثلاث:
•   المستوى القومي
•   المستوى المسيحي المشرقي
•   المستوى الوطني
ذلك ان بطريرك اية كنيسة مشرقية لابناءها خصوصية قومية وثقافية وتعيش هذا الوضع القائم وتحدياته الوجودية على المسيحية المشرقية لا بد وان تقوم مهامه وارادته وادارته البطريركية على رؤية ودراية واضحة بالاوضاع والتحديات التي يواجهها شعبه وباقي مسيحيي المشرق وكنائسهم واوطانهم، وبعكس ذلك سيكون بطريركا وادارة بطريركية لا تنتمي الى الواقع، ولا تكون لارادته البطريركية اية فرص تحقق.

على المستوى القومي

1- حالة التشتت التي يعيشها شعبنا بين الوطن والمهجر. فالشعب كما كنيسته مشتت في المعمورة، وكما هو مهدد وجوديا في الوطن فانه مهدد وجوديا في المهجر ايضا.
المهجر مهما بلغ وامتلك من امكانات ومصادر ومؤسسات وطاقات لا يمكن ان يكون وطنا بديلا.. فالمهجر هو مهجر فقط عندما يكون هناك وطن، وبعكسه فانه لا يعني شيئا. والمهجر هذا الحلم الوردي هو في حقيقته مقبرة لكل عناصر الهوية القومية والثقافية.. مقبرة لتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.
قد يكون لنا قائمة طويلة من التبريرات والذرائع لهجرتنا وفي مقدمتها انها تهجير وليس هجرة.. وقد ننام في سلام مع انفسنا بان قرار هجرتنا هو ضمانة لمستقبلنا..
ولكن يجب ان نعترف ان الـ(نا) في مستقبلـ(نا) لا تتعدى حدود الأنا ولتصل في اوسع مدياتها عائلتنا الفردية، ولا يمكن ان تكون مطلقا هذه الـ(نا) شاملة لوجود قومي وحضاري استمر سبعة الاف سنة.
الهجرة قد تكون حلا فرديا ولكنها لم ولن تكون حلا جمعيا. والكنيسة وبطريركيتها عليها التعامل مع الحلول الجمعية وليس الفردية.
المؤلم ان الكنيسة وبطريركيتها الى هذه اللحظة كانت سلبية بمواقفها العملية (لا اقول الخطابات والوعظات التي تبقى مجرد كلام ما دامت لم تقترن بممارسات عملية) من هذه القضية الوجودية عندما "شرعنت" عمليا الهجرة ووهم الوطن البديل.
واذا كان قرار اعادة الكرسي البطريركي الى الوطن نقطة تحول فان ما نتمناه ان يكون ذلك التزاما مبدئيا ينعكس في الاختيار البطريركي ايضا ولا تكون عودة الكرسي سببا غير معلن لتحديد خيارات الانتخاب او الهروب من تقبل السدة البطريركية.
ان البطريركية القادمة ولتتمكن من ادارة شؤون الكنيسة المشتتة بين الوطن والمهجر لا بد ان يكون لها الدراية الوافية باوضاع وتحديات وامكانات وفرص الوطن والمهجر معا. فلا نعتقد ان بطريركا تنحصر درايته بالوطن يمكن ان يقود الكنيسة، مثلما لا نعتقد ان بطريركا تنحصر درايته بالمهجر يمكن ان يقودها ايضا.

2- تشتت شعبنا ليس جغرافيا فحسب بل هو تشرذم وصراع وتناحر، سياسي ومؤسساتي، مثلما هو تشرذم يصل الى التقاطع ايضا في الرؤية المطلبية لمستقبل شعبنا في الوطن.
فتشويه المطالب والاستحقاقات السياسية والادارية لشعبنا في الوطن وبما يجعلها ضمانة لوجوده ومستقبله كانت هدفا لتشويه متعمد ومبرمج شاركت فيه العديد من المرجعيات الكنسية من هذه الكنيسة او تلك، بوعي ودراية ام بدونه، بهذه الصيغة او غيرها، حتى اصبحنا نبحث ونسعى للاختلاف مع بعضنا حتى على الحدود الدنيا من الاساسيات والمطالب.
الكنيسة ومرجعياتها الابوية والبطريركية يمكن لها ان تساعد في تاطير العمل والرؤية المشتركة وادارة الخلافات القائمة. وهذا يتطلب امتلاك الكنيسة، وبخاصة في شخص بطريركها، الرؤية الواضحة المنحازة الى مصالح شعبنا وتترافق مع الممارسة الايجابية القائمة على الحيادية الموضوعية بعيدا عن التموضعات والتجاذبات الحزبية والسياسية.
الكنيسة، وبشخص بطريركها، يمكن لها ان تكون جزءا من الحل ولا يجدر ان تكون جزءا من المشكلة في تبني البطريرك مواقف خلافية تسموية او مطلبية او سياسية.

لسنا نذيع سرا ان اذرع الاخطبوط الحزبي بلغت الى مراكز صنع قرار كنيسة المشرق بمختلف اقسامها وفي مختلف المستويات الهرمية لصنع القرار او مواضيعه. ولسنا نستبعد ان يمارس هذا الاخطبوط مساعيه وصولا الى التاثير في اداء وادارة البطريركية القادمة لتكون بطريركية بلا اسرار وليكون مكتبها تحت ادارة ومعرفة مكتب سياسي محدد.. كما هو الحال مع العديد من المكاتب الكنسية في مختلف اقسام كنيسة المشرق.

3- لسنا نكتشف او نعلن سرا ان شعبنا يعيش حالة فوبيا تجاه الاخر من شركاءه في الوطن.
واذا كان جزء من هذه الفوبيا نتاج تراكمات وذاكرة جمعية تاريخية، فان القسم الفاعل فيها والذي يغذيها ويديمها ويؤججها هو المصالح الحزبية والشخصية الضيقة وتحالفات (تبعيات) من هم في مركز صنع القرار لشعبنا بما يمتلكوه من مؤسسات تابعة ومؤثرة في صناعة وتوجه الراي العام لشعبنا.
فعوض معالجة الذاكرة ومعالجتها بشراكات وبرامج عمل فان هناك من يؤجج الفوبيا بمناسبة او غيرها، بذريعة او بغيرها.
من نتائج الفوبيا انها افقدتنا فرص الشراكة السياسية.
ولكي لا نجلد ذاتنا، فان الشراكة تتطلب ارادة مشتركة لاطرافها. وبالتاكيد ما زلنا لم نلتمس هذه الارادة لدى العديد من الشركاء.
ولكن الفوبيا بالتاكيد ليست لصالحنا، ونحن المتضرر الاكبر منها.. فنحن شعب لا يمتلك قدراته الذاتية لتحقيق طموحاته بمعزل عن الاخرين، ونحن شعب لا نشكل تهديدا استراتيجيا لطموحات الاخرين من شركاء الوطن.
لذلك فاننا نحن من يجب ن يصر ويسعى للشراكة، وزرعنا وتاجيجنا للفوبيا هو انتحار نمارسه اراديا بحق امال ومساعي الشراكة.
مثلما افقدتنا الفوبيا امكانية توظيف المهجر لخدمة الوطن.. فنحن عندما اصرينا على زرع وتاجيج الفوبيا في مهجرنا، فانه لا يمكن لنا ان نتوقع من المهجر ان يقوم بتوظيف واستثمار طاقاته الاقتصادية والمؤسساتية والاكاديمية في الوطن.
الفوبيا كانت وما زالت احد محفزات الهجرة والتهجير (التهجير لا يتم فقط من قبل الاخرين من التنظيمات الاصولية والسياسات التمييزية بل هو ايضا تهجير للوطن من قبل شعبنا في المهجر).
والفوبيا كانت وما زالت اهم اسباب عدم توظيف راسمالنا المهجري لخلق فرص عمل ومؤسسات في الوطن.
الكنيسة بحكم رسالتها وبحكم تجذرها في المجتمع وبحكم مقبوليتها بين الشعب ومحيطه وشركاءه يجدر بها ان تكون جسرا ليس فقط للاتصال والتواصل والتفاعل بين ابناء الشعب الواحد بمختلف انتماءاته الكنسية والمناطقية فحسب، بل وايضا جسرا للشراكة بين شعبها وشركاءه في الوطن.
 الكنيسة يمكن لها ان تكون صمام الامان والبوصلة الراشدة والمرشدة في هذه المشكلة من خلال تهدئة الخطاب السياسي المتشنج والفوبيا تجاه الاخر والتوقف عن كسب الاعداء. وبالتاكيد فان فاقد الشيئ لا يعطيه، بما يعني ان البطريركية نفسها يجب ان تكون متحررة من الفوبيا تجاه الاخر المختلف مذهبيا او تسمويا ضمن شعبنا او مختلف دينيا او قوميا ضمن اوطاننا. فنحن كنيسة مشرقية رسولية وشخص واداء البطريرك امر مؤثر جدا ليس بحكم موقعه كراس للكنيسة بل وايضا بحكم نظر المقابل الى الكنيسة واداءها ومواقفها من خلال شخصه.

4- منذ بداية التسعينيات من القرن المنصرم فان القيم والسلوك الجمعي لابناء الكنيسة تتعرض للتراجع والانهيار حيث هيمنت اساليب البعثفاشية على الخطاب والاداء السياسي والمؤسساتي والاجتماعي (تخوين، تسقيط، ارهاب جسدي، ارهاب لفظي، وغيرها) مما افقد شعبنا قيمة توارثها لقرون تمثلت في رفضه الجمعي للسلوك غير المسيحاني. كلنا نتذكر الى الامس القريب، في السبعينيات مثلا، كيف كان المجتمع الاشوري ينظر الى ناشطيه القوميين، حيث كان ينظر اليهم على انهم المثال والانموذج في وعيهم وتضحيتهم واخلاقيتهم واخلاصهم، ليتحول بدءا من التسعينيات انحدارا ليكون "الناشط القومي" سلوكا من الفساد السياسي والمالي والاخلاقي والمتاجرة بالام ومعاناة شعبه.
وفي سياق هذا الانهيار نلحظ تراجع هيبة الكنيسة واختراق الخطوط الحمراء في التعامل معها ومع مرجعياتها.
واذا كان هذا بحد ذاته اشكالية اخلاقية كبرى لمجتمع توارث احترام كنيسته فان الوجه الاخر للمشكلة هو تماهي وقبول هذه التجاوزات شعبيا ومؤسساتيا وللاسف حتى كنسيا.
فقادة الهجمة اللاخلاقية البشعة ضد الكنيسة تقدم لهم الكنيسة ذاتها بان يتصدروا الصفوف الامامية للاحداث والمناسبات القومية والكنسية، بل وهناك مرجعيات كنسية تشاركهم في الحضور في منتديات ولقاءات تتناول قضايا سياسية ووجودية لشعبنا.
ان الكنيسة المؤتمنة على تربية وارشاد ابناءها على القيم المسيحية النبيلة من المحبة واحترام كرامة الانسان لها مسؤولية مضاعفة امام حالة التردي والانهيار الاخلاقي الحالي من حيث اعادة الاعتبار للقيم الجمعية وخلق الرقابة الشعبية للاخلاقيات الفردية والمجتمعية والمؤسساتية.

5- الامور اعلاه ومعها عوامل اخرى يضيق بها مجالنا جعلت وضع شعبنا هشا من حيث عدم التزام الحد الادنى من الثوابت سواء ما كان منها مطلبيا سياسيا وتشريعيا او تعبيريا عن هوية ووحدة شعبنا. بكلمات اخرى فاننا نفتقر الى التزام الحد الادنى من الاتفاق في الشكل والجوهر.
الكنيسة وللاسف وبمختلف اقسامها ومرجعياتها لم تكن عموما محصنة من هذا الامر، ليس من حيث فشلها او عدم رغبتها في تصحيحه فحسب، بل والمشاركة (التي لا يمكن في هذه الحال الا ان تكون مقصودة) في تعميق الخلاف والاختلاف، بخاصة في موضوعة حربنا الاهلية، حرب التسمية، حيث تم توظيف البطريركيات وما زال لاجندات تسموية لم ولن تثمر سوى الارهاق والنزيف والتشتت.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، وعلى تعلق الامر بكنيسة المشرق الاشورية، بلغ التطرف القومي حد التضاد ومخالفة الكنيسة لدستورها وحجر زاوية ايمانها، الكتاب المقدس، الذي يشير الى شعبنا بلغتنا السريانية بانه (اثورايا) الا ان عدد من مرجعياتها تبنوا وروجوا لبدعة (اشورايا) وهي تسمية لا وجود لها تاريخيا بل وان تبنيها يعني الخروج على الكتاب المقدس والتشكيك بصحته.
المثير للشفقة ان هناك من يحاول الموازنة بين (اثورايا) و(اشورايا) باعتبار (اثورايا) تدل على ابناء كنيسة المشرق، و(اشورايا) تدل على الاشوريين بكل انتماءاتهم المذهبية!!! (لاحظ الصور ادناه من التقويم الرسمي لابرشية كنيسة المشرق في العراق) فهل كان الرب في كتابه المقدس يخاطب ابناء كنيسة المشرق عندما يورد تسمية (اثورايا) في العهد القديم الذي يسبق ولادة كنيسة المشرق بقرون!!! وكيف التمييز بين التسميتين عند الترجمة للعربية او الانكليزية او غيرها من اللغات!!!
الدرجة او الموقع الكنسي لا يمكنه تحصين وتبريروتمرير البدع الخاطئة والمضللة، واي مسعى بهذا الاتجاه هو سوء ادارة يفتقر القائمون به الى الحكمة.

6- وفي شان المهجر-المقبرة فان ما يتميز به مهجرنا (وللاسف سلبيا) عن مهجر بقية الشعوب هو الفشل شبه التام في توظيف ما فيه من "نعمة" لخدمة قضية الوطن سواء في المستوى السياسي او الاعلامي او الاقتصادي (الاستثماري) او حتى الانساني.
لا ننكر العديد من النجاحات هنا او هناك ولكنها لم تستمر او تؤثر او ترتقي بحجم المهجر وطاقاته وفرصه من جهة وبحجم المطلوب في الوطن ومن اجل الوطن من جهة اخرى.
ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو الاداء السلبي لمؤسساتنا القومية وبخاصة السياسية منها ودخولها في حروب داخلية وصراعات وهمية يضيق المجال عليها هنا.
ولعل الفشل التام في توظيف امكانات مهجرنا الاقتصادية والمؤسساتية لخدمة الوطن حيث فشلنا تماما في خلق فرص عمل وتنفيذ برامج تنموية واقتصادية لديموغرافيتنا في الوطن يعكس الاداء الكارثي لمهجرنا.
بل والانكى من ذلك ان معاناة شعبنا واحتياجاته الانسانية باتت الممر الامن لغسل الاموال من المؤسسات المهجرية لصالح اشخاص ومؤسسات "انسانية" وسياسية محددة.
يمكن للكنيسة برايي ان تلعب دورا مهما في تصحيح الامور من خلال مأسسة العمل الانساني بحرفية وشفافية وتشجيع توظيف راس المال المهجري لخدمة الوطن.
وكذلك في الجانب السياسي فان الكنيسة يمكن ان تكون رافعة للعمل والاداء السياسي لشعبنا من خلال اداء دور ايجابي لترتيب البيت السياسي الداخلي لشعبنا وتبني رؤية مشتركة.

وبالتاكيد فان فاقد الشيئ لا يعطيه، بمعنى ان الكنيسة لتكون كذلك عليها هي نفسها، وتحديدا في شخص بطريركها ومجمعها، ان تمتلك هذه الرؤية من حيث الاهداف والوسائل.

على المستوى المسيحي المشرقي
نعتقد ان كنيسة المشرق بسبب الوهن والهشاشة التي تعيشها في بنيتها المؤسساتية والادارية (كما مررنا في القسم السابق) وبسبب هشاشة اوضاع ابناءها (كما في الفقرات السابقة) فانها اليوم تحتاج اكثر من اي وقت مضى للعمل بارادة جادة مترافقة مع رؤية واضحة للعمل المسكوني المسيحاني الذي تتراوح مدياته من اعادة توحيد شطري الكنيسة المشرقية المنقسمة حديثا، الى شراكة تكون غايتها المنشودة في مراحل واجيال قادمة توحيد كنيسة المشرق التاريخية، الى شراكة مسكونية مع الكنائس الشقيقة الارثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية.

1- الامل-الحلم-التحدي الذي يتمناه-يحلمه-يسعى اليه عموم ابناء كنيسة المشرق هو توحيد كنيسة المشرق الاشورية وكنيسة المشرق القديمة.
واذا كانت جماهيرية المطلب تجعله امرا ضاغطا على اباء الكنيسة من جهة، ومقبولا ومفهوم الفاتورة المطلوبة لاجله من جهة اخرى، فانه بذات الوقت ليس بالسهل الهين كما يسعى البعض لتصويره او تبسيطه او تسويقه.
التوحيد هو غير الترقيع.
الدعوات للتوحيد الفوري على قاعدة ان هناك بطريركا انتقل الى الملكوت السماوي، وهناك بطريرك اخر موجود ويكفي للتوحيد ان تناط به السدة البطريركية للكنيسة الموحدة، هي دعوات تبسيطية تصل حد السذاجة بسبب جهلها او تجاهلها لمتطلبات التوحيد الذي اكرر انه غير الترقيع.
توحيد المنقسمين عادة يكون تتويجا لمراحل من التطبيع.
عملية التوحيد بين الكنيستين ستكون سابقة وخارج سياقات التوحيد الاعتيادية من حيث ان التطبيع سيلي التوحيد ولا يسبقه كما هو منطق الامور. من هنا فانه يجب الانتباه الى ان التوحيد والتطبيع يكون حزمة كاملة وواضحة المبادئ والتفاصيل (على الاقل بمحطاتها الاساسية).
برايي المتواضع ان توحيد الكنيسة ليكون قابلا للتحقيق والاستمرار يجب ان يقوم على مبدا انتخاب بطريرك جديد لكنيسة موحدة يشارك في انتخابه اباء الكنيسة الموحدة. وان "حزمة" التوحيد لا بد وان تتضمن حلولا متفق عليها بين اباء الكنيسة الموحدة في شان العديد من اشكالات ومشاكل الوضع القائم:
•   توحيد اسم الكنيسة على المستوى الرسمي في جميع اوطان تواجدها
•   توحيد تقويم الكنيسة ولو بحده الانى بمعنى على مستوى الابرشيات
•   تسوية الوضع القانوني للاباء المطارنة والاساقفة والكهنة والمؤمنين من كنيسة المشرق القديمة الذين هم حاليا خارج الادارة البطريركية للبطريرك مار ادي الثاني.
•   التسوية النهائية للوضع القانوني للممتلكات الكنسية والمحاكمات القائمة بين اطراف النزاع في كنيسة المشرق القديمة.   
•   اعادة توزيع الابرشيات المطرافوليطية والاسقفية

والى بقية المواضيع والنقاط التي ليست موضوع هذا المقال، وحتى ما ذكرناه فانما ذكرناه بايجاز لتوضيح ان التوحيد ليس الترقيع وان له تحدياته ومصاعبه التي لا يمكن معالجتها بمجرد العاطفة والتمني.

2- الشراكة التي تكون غايتها للمديات والاجيال القادمة الوحدة مع الكنيسة الكلدانية.
واذا كانت الغاية النهائية تجسيد لكلمة ووصية الرب فان برنامج تحقيقها يجدر ان يتصف بالحكمة الربانية وارشاد وهداية الروح القدس.
الرسالة الكنسية هي غير العمل السياسي حيث غالبا ما يتقاطع ويتناقض الشكل مع الجوهر.
الكنيسة عندما تؤدي رسالتها فان اسلوب عملها وشكله والياته لا يجب ان تتقاطع وتتناقض مع جوهره.
من هنا فان توحيد كنيسة المشرق مع الكنيسة الكلدانية يجب ان يكون مسيحانيا في الشكل والمضمون.

انه توحيد لا يمكن ان يكون على الطريقة اليوناسرباوية (نسبة الى زوايا مثلث الانقلاب الكنسي الفاشل: السيد يوناذم كنا، الاسقف سرهد جمو، الاسقف باوي سورو) التي قام اسلوبها على العنف والتسقيط وتكسير العظام وايذاء المؤسسات، ومضمونها قائم على عودة الكنيسة الضالة (كنيسة المشرق) تائبة الى الايمان الكاثوليكي (راجع وثيقة ايمان الاسقف باوي سورو).
من السذاجة ان نضع سيناريوهات توحيد الكنيستين بين سيناريو المتشددين المشرقيين بان الوحدة ممكنة وسهلة وما على البطريرك الكلداني لتحقيقها سوى ان يقطع ارتباطه مع الكرسي الروماني ويعود الى كنيسته الام، وسوف نثمن خطوته ونقيمه بطريركا على كل الكنيسة المشرقية الموحدة!!!!
او سيناريو المتشددين الكاثوليك (كما عبرت عنه وثيقة ايمان الاسقف باوي سورو) بان تعود الكنيسة المشرقية من ضلالها تائبة وتقدم الولاء والخضوع الى الكرسي الروماني متجاوزة الفي عام من وجودها وخصوصيتها العقائدية والبنيوية!!!!

3- المسيحية المشرقية هذا الفضاء الواسع وهذا الحضور الكبير في المنطقة المشرقية والعالم وهذا المخزون الغني بكل مصادره وموارده البشرية والاقتصادية والمؤسساتية وغيرها يكاد يكون بالكاد حاضرا في برامج عمل ورؤى اباء الكنيسة المشرقية (مع وجود استثناءات نادرة).
يضيق مجال المقال لهذا المحور المهم الذي نضعه امام البطريركية المشرقية بل ونضعه، كما بقية المحاور في اقسام المقال، امام اباء المجمع السنهاديقي الانتخابي وهم يتوجهون لانتخاب البطريرك.
وهنا ايضا فان شخص البطريرك وقناعاته تحدد توجهات الكنيسة وتحسم خياراتها.
فمن كان اكليروسا منغلقا على ذاته او عائشا في صراعات باتت جزءا من الماضي ولا يراها الا بمنظاره، ومن كان الى الامس غير مؤمن بالعمل الوحدوي او متجاوب مع العمل المسكوني بكل مستوياته لا يمكن له ان يكون غدا بطريركا مسكونيا يفتح لكنيسة المشرق ابواب وافاق الفضاء المسيحي.

على المستوى الوطني

العراق الحالي هو زواج قسري بين مكوناته القومية والدينية والطائفية. وهو زواج فاشل لم ينتج عنه سوى المآسي والاضطهادات والمذابح. العراق الحالي ليس الا وهم الا اذا اعتبرنا خطابات ساسته وادعاءاتهم حقائق!!! العراق الحالي فشل في بناء ذاكرة وطنية جمعية مثلما فشل في خلق طموحات وطنية مشتركة.
وهذا لسبب بسيط لانه لم يكن يوما دولة مواطنة قائمة على العدالة والكرامة والاحترام والمساواة بين الجميع ومن اجل الجميع.
ليس هذا فحسب، فالعراق الحالي لا يتوجه لمعالجة الخلل في بنيته الكيانية والدستورية والتشريعية بل على العكس تماما هو يسير نحو الانشطار الذي هو برايي نتيجة طبيعية ومعقولة لمسار غير عقلاني لدولة اسموها العراق.
العراق الحالي وهم لا يراهن عليه سوى الواهمون، وبينهم للاسف بعض الساسة والمرجعيات الدينية المسيحية العراقية والشرق اوسطية.
انا افهم السياقات البروتوكولية والمتطلبات الدبلوماسية في الخطاب والتخاطب، ولذلك لا انظر الى دعوات المواطنة ووحدة العراق وغيرها باكثر من كونها حروف وكلمات وتعابير تنتحر وتؤول الى الفراغ، حيث مكانها الطبيعي، بمجرد انتهاء ترديدها.
التعويل على دور مسيحي لتجسير الهوات الانقسامات هو وهم اخر يصر بعضنا، نحن مسيحيو العراق، على العيش فيه. التعويل والرهان على حكومة مركزية في بغداد هو من تجليات هذا الوهم ايضا.
رهان البعض على حكومة مركزية يعيش الجميع في ظلها بكرامة ومساواة، ورهان بعض ساسة ومرجعيات مسيحيي العراق على اعادة عقارب الساعة الى الوراء من حيث الوجود المسيحي في مناطق الحكومة المركزية او ارتباط ديموغرافية سهل نينوى بحكومة بغداد  رهانات واهمة.
ان الاوان لمسيحيي العراق، كنائسا وساسة وافراد، التحرر من هذا الوهم واعتماد برامج وخيارات تاخذ بعين الاعتبار حقائق الجغرافيا السياسية القائمة ونتائجها التي باتت ملامحها بالتشكل ولا يصعب على من يمتلك نعمة العقل ان لا يتلمسها ويراها.

ويقينا فان البطريركية القادمة انتخابا ورسامة واداء مطالبة اكثر من غيرها التمعن بهذه الامور وعدم اعطاء اية رسالة خاطئة في المضمون اوالشكل.
وكما نقول بالسريانية (ܚܟܝܡ ܪ̈ܡܙܐ ܣܦܩܝܢ ܠܗ)

خاتمة هذا القسم
لهذه الامور وللامور التي اوردناها في القسم الاول من المقال فان الاختيار هو استثنائي ومفصلي وتاريخي.
فهل سيكون المجمع السنهاديقي الانتخابي القادم بمسؤولية هذه اللحظة التاريخية؟ وكيف سيتعامل مع مروحة الخيارات بين اختيار الخيار، ام اختيار البديل للخيار، ام ملء الفراغ؟
سنعود الى السؤال في القسم القادم الذي نسعى لنشره غدا او بعده.

الخوري عمانوئيل يوخنا
31 ايار 2015

ملاحظة:  كم كنت ارغب ان يكون الموضوع مفتوحا للنقاش وتبادل الاراء واغناء الافكار، ولكن من واقع مسار النقاشات المفتوحة نجد ان السائد هو شخصنة النقاش وتحريفه عن موضوعه وهيمنة النكرات من الملثمين عليه، لذا طلبت من ادارة الموقع غلق باب التعقيبات. واذ اعتذر لاساتذتي واخوتي واحبتي من النخب المثقفة فاني اشكر كل الراغبين بنقاش الموضوع وارحب بملاحظاتهم واراءهم التي يرسلوها على بريدي الالكتروني واعدا اياهم بتجميعها ونشرها مع تعقيباتي عليها في مقال منفصل بعد انتهاء نشري المقال باجزاءه. مع المحبة والتقدير
بريدي الالكتروني: Youkhana-at-web.de

94
البطريركية قبل البطريرك
نقاش لا يخلو من صراحة مؤلمة
الجزء الاول
المدخل
المقصود بعنوان المقال (البطريركية قبل البطريرك) ليس التعريف التقليدي الشائع للبطريركية بمعنى مقر او بناء او مكان اقامة البطريرك والدوائر التابعة له، بل المهام والمسؤوليات المناطة بالسلطة البطريركية وبرامج عملها وتوقعات وامال الشعب المؤمن من مرجعيته البطريركية، وهذه جميعها نراها مهمة للنقاش وتبادل الراي ومنها تاتي المعايير التي ترشد وتحدد من يختاره اباء المجمع المقدس لنيل الدرجة البطريركية.
من هنا جاءت تسمية المقال (البطريركية قبل البطريرك).

منذ شغور الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية بانتقال قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الى الاخدار السماوية في اذار المنصرم فانه من الطبيعي ان السؤال والتساؤل المشروع عن البطريرك القادم يفرض نفسه على مساحات النقاش وحلقات الحوار لكل منا مع نفسه وعائلته ومحيطه، بل ويتطلب نقل الحوار الى فضاء النقاش العام لانه ببساطة موضوع يخص عموم ابناء شعبنا، بمختلف انتماءاته الكنسية والمناطقية والوطنية، رغم خصوصيته "المهنية" من حيث كونه يخص كنيسة المشرق الاشورية، ورغم حصرية "الية" اختياره باعضاء المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية.

في الحقيقة انا لم اكن لاستغرب من هكذا حوار بغض النظر عن الالتقاء او الاختلاف مع ما يرد فيه من اراء وملاحظات وتمنيات وغيرها.
جميعنا يتذكر كيف ان ايقاف اسقف متمرد كان موضوع الحوار اليومي لسنوات، وشاركت فيه جحافل من المؤسسات "القومية" وقادته "شخصيات" سياسية مشاركة في الانقلاب والمؤامرة الفاشلة التي اباحت لنفسها ليس فقط سلطة الحكم على مقررات المجمع المقدس بل وممارسة ابشع الممارسات من التسقيط والاساءات والفبركات ونفث السموم وهدر الوقت والجهد والمال وتمزيق النسيج الاجتماعي لابناء الكنيسة.
فكيف لا يكون موضوع البطريرك القادم موضوعا نقاشيا وحواريا نتمنى ان يتعظ المشاركون فيه من دروس الماضي ويلتزموا معايير اخلاقية لنقاش موضوعي ايجابي.

على العكس من ذلك فاني استغرب ان نقاش الموضوع وتداوله في وسائط النشر والحوار المتاحة لشعبنا، وجلها الكترونية، هو لحد الان نقاش عابر لم يرتق الى مستوى الحدث واهميته ونتائجه.
فاضافة لطرح الاخ تيري بطرس الذي رغم نيته وسعيه لتحريك مياه مبادرات وحوارات راكدة الا ان طرحه مضمونا وشكلا وتوقيتا كان كبوة فارس، فان الطرحين الوحيدين اللذين ارتقيا لمستوى الحدث كان مقالي الاخوة اشور سمسون وليون برخو.
اتمنى على النخب المثقفة لشعبنا اغناء النقاش، فذلك ليس تدخلا في شأن كنسي بل اغناء معارف ومدارك اباء الكنيسة على مختلف ابعاد الموضوع والمسؤولية التاريخية للقرار في لحظة مفصلية من وجود ومستقبل شعبنا وكنائسه، خاصة وان بطاركة كنائس المشرق لا ينحصر دورهم في ادارة الكنيسة وارشادها الروحي والعقائدي، بل لهم دور كبير ومؤثر في المواقف والقرارات المتعلقة بالوجود والمطالب والاستحقاقات المختلفة ومن بينها، بل وفي مقدمتها، السياسية. فكما قال احدهم ان الكنيسة هي اكبر احزاب شعبنا.
المهم ان يلتزم النقاش المعايير الادبية في احترام الراي والراي الاخر.

رغم كون الكاتب من اكليروس كنيسة المشرق الا ان المقال لا يمثل باي حال من الاحول بمضمونه، كليا او جزئيا، وجهة نظر او موقف كنيسة المشرق الاشورية ومرجعيتها السنهاديقية. انه مقال يعبر عن رؤية الكاتب فقط، وبكل امانة وصراحة اقول اني اتوقع الكثير من الاختلاف او عدم الاتفاق بين الرؤية الواردة فيه ورؤية اباء الكنيسة منفردين ام مجتمعين.

كنيسة المشرق الاشورية في بطريركية مار دنخا الرابع
لا يمكن تقديم رؤية موضوعية واطلاق حوار او نقاش بناء لموضوع المقال دون عرض مختصر لواقع كنيسة المشرق في العقود السابقة وواقعها الحالي، او لنقل دون عرض مختصر لواقع كنيسة المشرق في فترة بطريركية الراحل مار دنخا الرابع بما ورثه عن سلفه وما قام به في سدته البطريركية وما اورثه للبطريرك القادم.

ماذا ورث البطريرك مار دنخا الرابع عن سلفه؟
1- اول ما يتوجب ايراده عن الارث الثقيل الذي ورثه البطريرك مار دنخا الرابع هو ان كنيسة المشرق ومنذ خمسة قرون لم تنتخب بطريركها بالية انتخاب في مجمعها المقدس، ذلك انه ومنذ القرن السادس عشر كانت البطريركية وراثية، ولسنا هنا بصدد تقييم الالية تلك والظروف التي حتمتها وغيرها، مثلما لسنا بصدد مناقشة اتخاذ التوريث حينها ذريعة لتقسيم الكنيسة ذلك ان الكنائس المشرقية الرسولية جميعها انقسمت الى قسم اتحد مع الكنيسة الرومانية والقسم الاخر بقي على هويته اللاهوتية والطقسية كما ورثها من الرسل والاباء. كما لسنا بصدد الاجابة على اي من الكرسيين الحاليين (المشرقي الكلداني ام المشرقي الاشوري) هو من سلسلة البطاركة المتحدين واي هو من سلسلة البطاركة "النساطرة" فهذه جميعها تستحق الدراسة الاكاديمية والموضوعية ولكنها ليست ضمن مقالنا هذا.
اول بطريرك منتخب لكنيسة المشرق كان البطريرك الراحل مار دنخا الرابع الذي تولى السدة البطريركية في وقت حرج، وجاء انتخابه سلسا من حيث كونه الخيار الاوحد والوحيد حينها بحكم اداءه وحضوره ورؤيته وفعاليته التي تجاوزت حدود ابرشيته الاسقفية على ايران لتشمل الكنيسة بابرشياتها القائمة حينها من جهة، ومن حيث شجاعته وشعوره بالمسؤولية التاريخية وعدم تهربه من اعباءها وهو الذي كان يدرك كم هي ثقيلة الا انه تولاها معتمدا على ثقته بوعود الرب وارشاد الروح القدس.
المشهد يتكرر نصفه الان من حيث وجود خيار واضح يدركه ابناء الكنيسة واكليروسها مع بقاء النصف الثاني مفتوح الاحتمالات من حيث اختيار الخيار ام اختيار بديل للخيار ام ملء الفراغ.

2- كنيسة المشرق الاشورية التي ورثها مار دنخا كانت تفتقر الى الحد الادنى من الهيكلية، وبخاصة على مستوى البطريركية التي كانت منفية ولا تعيش مع رعاياها المؤمنين ولا تتواصل بروح الشراكة مع اباء المجمع المقدس، بل لم يكن هناك اي التئام دوري ومنتظم للمجمع المقدس ناهيك عن مقررات وبرامج عمل لا يمكن ان تاتي بدون انتظام المجمع وروح الشراكة بين البطريرك واخوته اعضاء المجمع.

3- في عهد البطريرك الراحل مار شمعون، وبمسؤولية غير قليلة له عن ذلك، انقسمت الكنيسة المشرقية الى كنيستين. فكان على البطريرك مار دنخا وراثة الانقسام الذي كان ما زال حديثا ومؤثرا وحاضرا في حياة الكنيسة وابناءها.
بالتاكيد فان كل اباء الكنيسة يتحملون "نظريا"، بسبب موقعهم في هرم الكنيسة، المسؤولية الجزئية عن الانقسام من حيث فشلهم في راب الصدع بين البطريرك مار شمعون والمطروفوليط مار توما درمو لمدة اكثر من خمسة اعوام هي الفترة التي عاشها المطروفوليط موقوفا (بمعنى الكنيسة لم تكن انقسمت بعد) لحين رسامته البطريركية في 1968 ببغداد وهي الرسامة التي قسمت الكنيسة الى كنيستين.
ولكن ما يشفع لهم هو ان البطريرك مار شمعون لم يكن ابا شريكا يحاور ويستمع مما يعفيهم "عمليا" من المسؤولية في الانقسام الذي فرض عليهم ليعيشوه ويتعاملوا معه.

4- الوضع السياسي والقومي الذي كانت تعيشه الكنيسة في الوطن والمهجر..
ففي المهجر كان هناك شبه استحواذ مطلق للاتحاد الاشوري العالمي وحضوره وفعاليته بحيث لم يكن من الممكن لاي بطريرك ان يتجاهله او يتجاوزه.
وفي الوطن كان هناك على المستوى السياسي للدولة النظام البعثفاشي في اوج طغيانه وسياساته العروبية والتعريبية وسياسة الارض المحروقة وتدميره لقرى ومواطن بغاية اجتثاث الوجود القومي لشعبنا من جهة، ونمو واتساع مساحة العمل القومي بين الشبيبة الاشورية التي تصاعدت مع زيارات الاتحاد الاشوري العالمي الى العراق وشخص مالك ياقو وانطلاق العمل السياسي المؤطر، ولو بشكل سري، المتمثل بالحزب الوطني الاشوري ومجالات نشاطه (في الكثير من الاحيان كانت واجهاته غير المعلنة) من لجان الشبيبة الكنسية والطلبة الجامعيين والاندية الثقافية وغيرها.
لقد كان على البطريرك الفتي مار دنخا الرابع التعامل مع هذا الواقع المعقد والمتشابك مع البقاء امينا على كنيسته وحضورها ووفيا لشعبه ووجوده.
لا يتفق الكثيرون مع اطلاق التسمية الاشورية على اسم الكنيسة. ولكن بمعرفة وقائع الامور حينها، وبخاصة سياسات التعريب وتماهي الكنائس الشقيقة معها، كان لاعتماد التسمية الاشورية اثاره الايجابية من حيث تحصين الوجود وحمايته من قبل الكنيسة التي كانت اخر معقل وحصن في وجه البعثفاشية العروبية.
الا اني اعتقد انه ومع اداء الاضافة لمهمتها ومع قيامها بمهمتها كجزء من الحل فانه ومع زوال النظام العروبي فان الاصرار على ابقاءها جزءا من اسم الكنيسة جعلها جزءا من المشكلة. ولا اعتقد ان اي متابع حيادي وموضوعي ينكر ان "اشورية" الكنيسة و"الالحاح" عليها في العقدين الاخيرين باتت جزءا من المشكلة وانه كان على المرجعيات الكنسية الانتباه اليه وتداركه من البداية.
شخصيا ومعي الكثيرين، وفي قراءة استشراقية للمستقبل، دعونا لرفع التسمية الاشورية من الكنيسة منذ التسعينيات والاكتفاء بالاسم التاريخي لها (كنيسة المشرق الرسولية) الا انه، وللاسف، فان دعواتنا لم تلق الصدى حيث كان ضجيج جيوش حربنا الاهلية، حرب التسمية، اقوى واعلى، وبخاصة مع وجود جنرالات لهذه الحرب في هرم الكنيسة ذاتها.
وشخصيا ايضا فاني لم استخدم التسمية الاشورية للكنيسة الا عندما تحتم علي الموضوع او المناسبة ذلك من حيث كوني اكليركي في الكنيسة.

5- انحسار وانكماش الحضور الكنسي في حياة المؤمنين حيث كانت الكنيسة متحفا او مسرحا لممارسة الطقوس دون ان يكون لها اي حضور او فاعلية في حياة المؤمنين اليومية.
وانعكس ذلك على الدعوات الكهنوتية التي كانت فقيرة العدد والمؤهلات باستثناء الدعوات التي تزامنت مع زيارة البطريرك مار شمعون الى العراق بعد عقود من النفي حيث تقدم وتقبل العشرات من الشبيبة للدعوات الكهنوتية المختلفة. بطبيعة الحال فان ذلك كان اندفاعا عاطفيا ما لبث ان خبا لانه لم يكن نتاج برامج راعوية وتربوية كنسية.
نشير بالبنان والتقدير للعديد من ثمار هذه الدعوات ممن هم الان في مواقع المسؤولية الكنسية من مطارنة واساقفة وكهنة.

6- الافتقار الى البوصلة الحكيمة في اولويات الكنيسة، حيث ورغم الواقع الكنسي الضعيف والوجود القومي المهدد فان بطريركية مار ايشاي شمعون، بحكم انفصالها عن واقع شعبها في الوطن وبحكم شخصنتها للامور وبقاءها اسيرة مسار شعبنا المؤلم في عقود توليها للسدة البطريركية، فانها لم ترتق الى مسؤولية المرحلة. ويكفي ان نستذكر انه في اوج التفاف شعبنا حول البطريرك مار شمعون اثناء عودته الى العراق بعد عقود من النفي، وهو الالتفاف الذي تجاوز حدود كنيسته ليشمل ابناء بقية الكنائس ايضا، والذي انعكس مشهدا لن يتكرر في الطوفان البشري في شوارع بغداد فان خطابه البطريركي في زيارته ولقاءه بشعبه بعد عقود النفي والاغتراب القسري كان مركزا على البطريرك مار توما درمو في استثمار غير سليم لهذا الالتفاف عوض استثماره في توجيه ابناء كنيسته وشعبه نحو امور واستحقاقات اكثر اهمية بكثير.

ماذا حقق البطريرك مار دنخا الرابع في بطريركيته؟
سؤال لا يحتاج مني الكثير من الاستفاضة ذلك ان المتابعين للجناز وتابين البطريرك الراحل والتغطية الاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة قدمت الاجابة الوافية للسؤال، ولكني وباختصار اكرر هنا الانجازات الكبيرة للبطريرك الراحل بشكل نقاط مختصرة وكما يلي:
•   نهضة في الدعوات الاكليروسية
•   تنمية المؤهلات الاكاديمية للاكليروس
•   نهضة في البرامج والانشطة الشبابية الكنسية
•   تنظيم دورية انعقاد المجامع السنهاديقية
•   تشييد الكنائس في الوطن والمهجر

الا ان اهم ما يميز بطريركية مار دنخا هي:
•   الحضور في المشهد المسكوني وطنيا (كل ابرشية في وطن وجودها) واقليميا (شرق اوسط) وعالميا. حيث بعد قرون من الغياب عن المشهد الكنسي والانعزال في خارج (وفي افضل الاحوال التواجد في هامش) المشهد الكنسي المسكوني فان قداسته نقل الكنيسة المشرقية الى الحضور في قلب ومركز المشهد. واذا كان توقيع الاعلان المسيحاني المشترك مع الكنيسة الرومانية اهم محطات وثمار هذا الجهد، فانه لا يمكن اغفال العلاقات مع الكنائس الشقيقة الارثوذكسية.
•   التواصل مع ابناء الكنيسة في دول الاتحاد السوفياتي السابق وتلبية احتياجاتهم، بقدر الامكان، من الاكليروس وغيرها. بالاضافة الى زياراتهم دوريا مما اعاد لهم الشعور بالانتماء والهوية الكنسية.
•   توحيد شطري كنيسة الهند بعد عقود من الانشقاق.

ماذا اورث البطريرك مار دنخا الرابع لمن يخلفه؟
رغم الرصيد الكبير للبطريرك مار دنخا الرابع، ورغم القائمة الطويلة من الانجازات التي تحققت في خلال ابويته البطريركية، ورغم الطاقات الكامنة الكبيرة في الكنيسة التي اورثها البطريرك الراحل، الا انه، وما دمنا نستشرق الافاق المستقبلية للكنيسة ودراسة واقعها ومتطلباتها، فانه لا يمكن لنا ان نغفل ما في واقع كنيستنا من هشاشة وسلبيات، فليس من العدل والحكمة تصوير الامور على انها لوحة وردية متكاملة الاوصاف.
على العكس من ذلك تماما، حيث يجب ان نكون موضوعيين وصريحين مع انفسنا وضمائرنا وابناء شعبنا في تحديد مواطن الضعف والهشاشة دون ان يعني ذلك ابدا انتقاصا من ما حققته الابوية البطريركية لمار دنخا الرابع. بل وحتى لو اردنا ان "نشخصن" الامور فاننا نقول انه وفاء للبطريرك الراحل وضمانا لديمومة ثمار البيدر الذي زرعه فانه يتوجب علينا ليس التوقف فقط عند الارث الغني الذي اورثه (كما في النقاط اعلاه) بل ايضا تشخيص الارث الذي اورثه لخلفه القادم.
فنقول بعضا من النقاط تاركين غيرها بسبب ضيق المجال:

1- كنيسة المشرق ورغم سعة انتشارها في الوطن والمهجر، ورغم تعاملها مع العصر ومتطلباته، ورغم امتلاك الكثير من اكليروسها وابناءها للقدرات والمؤهلات، الا انها ما زالت كنيسة غير مؤسساتية، ابتداء بالبطريركية حيث لا وجود للحد الادنى من المؤسسة البطريركية ومكاتبها ودوائرها، مرورا بالافتقار الى الهيئات واللجان الاختصاصية (اللاهوتية، الطقسية، القانونية، التعليمية، الخ) على مستوى الكنيسة او الابرشيات.

2- من نتائج ذلك ان كنيسة المشرق باتت الى حد كبير بين ابناءها كنيسة مشخصنة ومختزلة في شخص البطريرك الذي بات يسمو على الكنيسة. ان الخطأ في هذا الامر ليست في ابداء الاحترام اللائق لشخص البطريرك فذلك حق وواجب، ولكن في اعتباره مرجعية معصومة في كل امور الحياة الدينية والدنيوية، الكنسية والسياسية، وغيرها.. واتساع مساحة الخطأ كانت وما زالت متمثلة في استنساخ المطارنة والاساقفة لهذا النموذج في ابرشياتهم بحيث اصبحت كل ابرشية (مع بعض الاستثناءات) مختزلة في شخص اسقفها الذي هو الآمر والناهي والمدرك ببواطن الامور وظواهرها سواء كانت كنسية او دنيوية حتى الهندسية والادارية والمالية منها.

3- ومن نتائج الافتقار الى المؤسساتية والهيئات الاختصاصية واختزالها بشخص البطريرك او الاسقف فان الكنيسة افتقرت الى الرؤية الواضحة لوجودها الكنسي ووجود شعبها القومي. التذبذب والتناقض بين الرسائل التي اعطتها الكنيسة ومرجعياتها في الامور المختلفة (العلاقات مع الكنائس الشقيقة، حرب التسمية، التشبث بالوطن وهجرة وتهجير اكليروس الكنيسة، الحقوق والمطالبات السياسية، الخ) كانت سمة سلبية اتسمت بها كنيسة المشرق على مستوى المرجعية البطريركية او المرجعيات الابرشية.
واكثر التناقضات تجليا كان الدعوة للتشبث بالوطن مع ابقاء (لا اقول بقاء) الكرسي البطريركي في المهجر، خاصة مع انتفاء المسببات وسقوط الاعذار التي لم يعد احد يصدقها سوانا نحن معشر مطلقيها.

4- ومن نتائج ذلك ايضا ان الكنيسة باتت هشة ومستعدة لمسايرة الظواهر الصوتية والعاطفية الموسمية لشعبنا.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، مسايرة للمتطرفين التسمويين من ابناءها فان الكنيسة المشرقية، التي هي كنيسة رسولية جامعة بايمانها ولاهوتها وتاريخها وواقع ابناءها، باتت كنيسة متطرفة قوميا حتى ان الولاء والهوية القومية باتت اولوية تسمو على ايمانها وهويتها المسيحية والكنسية. وان "الوحدة" القومية باتت تسمو على الوحدة الكنسية.

5- وضمن نتائج الافتقار الى العمل المؤسساتي والاختصاصي، بالاضافة الى كلاسيكية مرجعيتها البطريركية فان الحياة الكنسية بقيت محافظة غير منعشة ومنتعشة، سواء في الليتورجيا او القوانين او التنشئة الكنسية. الحياة الروحية في الكنيسة تعيش خريفا. والكنيسة غائبة عن الحياة اليومية لابناءها.
بالتاكيد هناك مبادرات وبرامج في العديد من الابرشيات والكثير من الرعيات ولكنها نتاج مبادرات رئيس الابرشية او كاهن الرعية وليست نتاج برنامج وخطة عمل كنسية شاملة.

كلمة حق في البطريرك الراحل
ان نقاط الضعف والهشاشة في هذا الارث لا يعني مطلقا انتقاصا من انجازات البطريرك مار دنخا الرابع، مثلما لا يمكن تحميله وحده مسببات هذا الارث دون بقية الاباء والاكليروس والمؤمنين، بالاضافة الى الظرف الموضوعي المحيط بالكنيسة.
فالبطريرك مار دنخا تولى قيادة الكنيسة في اكثر الظروف صعوبة وباقل امكانات وعناصر قوة ذاتية لها، ولكنه بحكمته وطول اناته، والاهم من كل ذلك بغيرته وتفانيه من اجل كنيسته وشعبه استطاع ان يقودها الى بر الامان حيث توافرت لها اليوم عناصر قوة وطاقات كامنة تمكنها من الانطلاق نحو مستقبل افضل وانعش اذا ما قرر اباءها اختيارهم وخيارهم بتجرد من الذات الشخصية.
البطريرك الراحل اعطى للكنيسة المشرقية كل ما كان في وسعه، وانتشلها من واقعها ورفعها ودفعها نحو المستقبل.
ومن البديهي ان الاجيال التي فتح لها قداسته الباب ليعملوا وينتجوا ويثمروا ويقودوا الكنيسة ستتقدم عليه في الرؤية والطاقة والابداع وامكانات العطاء. فهذا قدر الحياة.
السنا نتفوق على اباءنا الذين فتحوا لنا ابواب التعلم والتقدم والعطاء، وهذا ليس انتقاصا منهم بل هو اعتراف بافضالهم. واباءنا فخورين بذلك.
والا يتفوق علينا ابناءنا بعد ان فتحنا لهم الباب لذلك ايضا حتى بتنا غير قادرين على مواكبتهم، وهذا ليس انتقاصا من ابوتنا لابناءنا بل نحن نزداد فخرا بهم كلما تقدموا علينا.
الامر كذلك مع اباء الكنيسة..
ابونا الراحل مار دنخا الرابع كان فخورا بابناءه الاساقفة والاكليروس والمؤمنين لانهم لبوا دعوته لهم بالتعلم والاندفاع والعطاء وعيش عصرهم.
البطريرك مار دنخا علم من اعلام الكنيسة المشرقية وسيبقى اسمه مرصعا بالذهب في تاريخها ومستقبلها.
الكنيسة المشرقية مدينة لابيها الراحل بكل ما لديها اليوم من اباء واكليروس ومؤمنين وطاقات ورؤى نحو المستقبل.
نم قرير العين ابينا البطريرك مار دنخا الرابع.

- للمقال تتمة -
الخوري عمانوئيل يوخنا
نوهدرا 2 ايار 2015

ملاحظة: كم كنت ارغب ان يكون الموضوع مفتوحا للنقاش وتبادل الاراء واغناء الافكار، ولكن من واقع مسار النقاشات المفتوحة نجد ان السائد هو شخصنة النقاش وتحريفه عن موضوعه وهيمنة النكرات من الملثمين عليه، لذا طلبت من ادارة الموقع غلق باب التعقيبات. واذ اعتذر لاساتذتي واخوتي واحبتي من النخب المثقفة فاني اشكر كل الراغبين بنقاش الموضوع وارحب بملاحظاتهم واراءهم التي يرسلوها على بريدي الالكتروني واعدا اياهم بتجميعها ونشرها مع تعقيباتي عليها في مقال منفصل بعد انتهاء نشري المقال باجزاءه. مع المحبة والتقدير.
بريدي الالكتروني:   Youkhana-at-web.de

95
الكوتا الدينية: قتل للهوية القومية واجهاض للرؤية الوطنية
ج3: نحو تطوير نوعي للكوتا ترشيحا وانتخابا
رابط الجزء الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=736125.0
رابط الجزء الثاني:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,736518.0.html

ملاحظة: هذا الجزء الاخير من المقال كان جاهزا للنشر منذ الاحد الماضي، ورغم اني، وكما اوردت في الجزء الاول لا اعتقد ان المقالات المنشورة من كتابنا بمختلف توجهاتهم تؤثر على قرارات القراء الانتخابية لاني اعتقد ان الغالبية المطلقة من القراء هم ممن حسموا قرارهم وتصويتهم حتى قبل اطلاق الدعاية الانتخابية، الا انني ارتايت عدم نشره قبل الانتخابات لكي لا يتم تفسيره او تحميله او تاويله انتخابيا لصالح هذا او ذاك، كما ارتايت عدم تاجيله الى ما بعد الانتخابات لكي لا يفسر انه مصمم على ضوء النتائج المعلنة، فكان قرار نشره عشية الانتخابات (لا قبلها ولا بعدها).

شخصيا لست معنيا او مهتما بنتائج الكوتا "المسيحية" لاني ارفضها بالمبدأ، ولاني لن اشارك في انتخاباتها وتمنيت على ابناء شعبي ممن ما زالوا يلتزمون هويتهم ووجودهم القومي ان لا يشاركوا في ترسيخ الغاء الهوية القومية ولا يشاركوا في ترسيخ الدولة الدينية والحالة الذمية.
ولكن انتخابات الكوتا "المسيحية" حاصلة بمن قبل بالتنكر لهويته القومية وبمن سيشارك في التصويت من الناخبين "المسيحيين".
واهنئ سلفا الفائزين بالمقاعد متمنيا لهم النجاح.
قلت لاحد المرشحين مازحا: هذه الانتخابات ستمنح لشعبنا "المسيحي" خمسة اشخاص جدد من اصحاب الملايين اتمنى ان يوفروا بعض فرص عمل جديدة من سواق وطباخين وحمايات وغيرها من امتيازات البرلمان. فمشروعنا القومي فشل في خلق فرص عمل لشبيبتنا فعلى الاقل اعضاء البرلمان الجدد ربما يوفرون بعضا من الفرص.

الكل بات يعرف ويعترف ويعمل بحسب قدرته وبشتى الادعاءات والاعلانات على اتهام المنافس "المسيحي" باستجذاب القوى السياسية العراقية الكبيرة واصوات ناخبيها في كوتا شعبنا "المسيحي"، ولكن وفي ذات الوقت وفي ازدواجية واضحة يعمل من تحت الطاولة ويرحب بهذا الاستجذاب اذا كان لصالحه.
ومن متابعة المشهد الانتخابي العراقي، ومن متابعة تجارب انتخابية سابقة فانه من السذاجة التفكير بان مقاعد الكوتا مستبعدة من حسابات القوى السياسية العراقية المختلفة. وهناك اكثر من عامل يدفع ويتيح التخطيط والعمل بهذا الاتجاه.
سنكتفي بهذه العوامل الاساسية ادناه:
العامل السياسي:
انشطار وتشتت القوائم الكبيرة للانتخابات السابقة الى قوائم اصغر في هذه الانتخابات مما يزيد من اهمية كل مقعد.
ومقاعد الكوتا تصبح هدفا سهلا لهذه القوائم بسبب رخص ثمن مقعدها من ناحية، وبسبب انه لا يترتب عليها اي التزام سياسي مع قائمة الكوتا المدعومة، لان الدعم اساسا ليس على اساس تحالف او برنامج انتخابي بل على اساس ضخ اصوات. وهو ضخ ترحب به وعملت باتجاهه قوائم الكوتا (بغض النظر عن المعلن في ادعاءاتها)، خاصة وانها دخلت في معركة انتخابية اجتثاثية فيما بينها، وهي حرب وصلت عند البعض محاكاة دعوات داعش لنحر الرقاب، كما اوردنا في مقالنا السابق. فاذا كانت مزبلة التاريخ، بتوصيف احد القادة، هي المحطة التي يتوقعها ويريدها لرفاق الامس، فما المانع من قيامه ومن تحت الطاولة بصفقة انتخابية قانونية تضمن ارسال "الرفاق المتساقطين" الى هذه "المزبلة".

العامل القانوني:
1- تختلف انتخابات هذا العام عن سابقتها بانه لا يوجد فيها مقاعد تعويضية وطنية توزع على القوائم التي لها افضل باقي بعد توزيع المقاعد الصحيحة. حيث وضمن صفقات البرلمان الحالي تم توزيع المقاعد التعويضية على المحافظات الكردية والسنية والشيعية. بمعنى اخر وبغطاء قانوني تم محاصصتها في البرلمان القادم بين القوائم الكبيرة في البرلمان الحالي. وبذلك فان اصوات القائمة التي تفشل في الحصول على مقعد عام في اية محافظة تحترق.
ومن ناحية اخرى فان الية انتخاب كوتا شعبنا "المسيحي" والمقعد الصابئي من حيث كون العراق كله دائرة واحدة تغري القوائم التي لا حظوظ لها للفوز بمقعد عام في احدى المحافظات لتقوم وعوض ان تحترق اصواتها بضخ اصواتها في تلك المحافظة الى المقاعد "المسيحية" او المقعد الصابئي. على سبيل المثال لا الحصر: اذا كان المالكي يدرك ان ائتلافه لا يمكن ان يكسب مقعدا عاما في اي من محافظات الاقليم او في محافظة صلاح الدين فلماذا لا يجير اصواته في قائمة "مسيحية".
كما ان تنافس القوائم الشيعية ضد بعضها يجعل كل منها مرشحة لدعم قائمة "مسيحية" ليكون هناك اكثر من قائمة شيعية تدعم كلا منها قائمة من قوائم شعبنا "المسيحي".
والاحزاب الكردستانية ذات الشيئ لاصواتها في صلاح الدين او بغداد او المحافظات الجنوبية.
والحزب الشيوعي العراقي كذلك في المحافظات التي ليس له فرصة المقعد العام. واستغرب قيام الحزب الشيوعي الكردستاني بالترشح منافسا على المقاعد العامة في محافظات الاقليم ولا اجد له فرصة للفوز في اي منها، في حين ان ضخه لاصواته في عملية مشروعة قانونيا وانتخابيا ومفهومة ايديولوجيا وسياسيا كان سيضمن لقائمة الوركاء الفوز باكثر من مقعد في كوتا شعبنا "المسيحي" عوض حرق اصواته.

اعلاه هو تكتيك انتخابي قانوني ومشروع ولا غبار عليه. اما الرافضين له فعليهم معالجة قانون الكوتا ترشيحا وتصويتا وهذا سنورده لاحقا في هذا المقال.

2- الية توزيع المقاعد على القوائم في الانتخابات الحالية تعتمد قانون سانت لييغو المعدل، وتعديله تم بموافقة الكبار في البرلمان الحالي ليخدم فرصهم في الانتخابات الحالية، حيث تنص الالية المعدلة على تقسيم اصوات القوائم على 1.6 ثم 3 ثم 5 وهكذا.
وهذا يخدم القوائم الكبيرة ويضر بفرص القوائم الصغيرة التي على الواحدة منها ان تجمع كحد ادنى اصواتا = 1.6\3 +1 (اي 53% +1) من اصوات القائمة الكبيرة لتفوز بالمقعد الثاني، وباقل من ذلك فان المقعد الثاني سيذهب الى القائمة الكبيرة.
(مثال: بافتراض ان القائمة أ حصلت على 25 الف صوت فان القائمة ب يجب ان تحصل على 13334 صوت لتحصل على المقعد الثاني).
وهذا يغري القوائم من خارج الكوتا لدعم القوائم "الكبيرة" داخل الكوتا لضخ الاصوات لها لنيل اكثر من مقعد بحيث ان مقعدين في الكوتا يتم ضمانهما باصوات اقل بكثير من المقعد العام الواحد.

كيف نتوقع المشهد الانتخابي "المسيحي":
اتصل بي اكثر من صديق محاورا في توقعات المشهد الانتخابي مما اضطرني واحتراما لهم لاتاحة بعض الوقت لنفسي في اليومين السابقين لقراءة في المشهد الانتخابي "المسيحي" وهي قراءة ليست بالمعمقة بسبب عدم اهمية الكوتا الحالية لي وبسبب الوقت ايضا. ولكن ربما القراءة توضح خطوط عامة يمكن للقارئ الراغب بالتعمق فيها او تصحيح فرضياتها.
اقول برايي انه باخذ العوامل اعلاه بنظر الاعتبار فان هناك قوائما لا اتوقع لها اية فرصة للفوز وكما يلي وبحسب تسلسل ارقامها:
قائمة (ابناء النهرين) (القائمة 298) التي ورغم الاصوات التي ستمتصها من رصيد الرافدين الا انها لن تصل الى حد الفوز بمقعد. وهذا الامتصاص يصب لصالح القوائم الاخرى المنافسة للرافدين والمرشحة برايي للفوز والتي سنوردها بعد حين.
شخصيا، ومن الحرص الواعي والمحبة بروح المسؤولية تجاههم، لا اتمنى لهم الفوز، لانهم، برايي، بحاجة الى صدمة ايجابية لمراجعة الذات وتقييم اداءهم في الزوعا1 وامتلاك الحكمة والجراة لاقرار الاخطاء والاعتراف بها والاعتذار عنها عوض الرهان على فقدان الشعب للذاكرة.
الفشل في الانتخابات ربما سيكون هذه الصدمة، في حين ان الفوز سيرشحهم للسير في خطى الزوعا1 من الغرور والتعنت على الاداء والمواقف الخاطئة وانكارها او تبريرها، خاصة وان ما نشاهده في الاداء الاعلامي للزوعا2 واداء وكتابات الكوادر والمناصرين هو استنساخ واجترار لاداء الزوعا1 منذ انتخابات 1992.
الفشل في هذه الانتخابات ومراجعة الذات وتحديد المسار سيضمن النجاح على المدى الطويل وهو ما يتمناه لهم كل الحريصين على مصلحة شعبنا، بينما الفوز في الانتخابات سيكون فوزا للمدى القريب وخسارة على المدى البعيد، ومن غير المستبعد حينها ان يتكرر معهم ما حصل للزوعا1 وهو ما لا يتمناه لهم اي احد.
قائمة (بلاد النهرين وطني) (القائمة 301) فرغم وجود السيدة فادية الياس المدعومة من الاتحاد الوطني الكردستاني (بحسب احد اللقاءات التلفزيونية التي شاهدناها على تلفزيون (ANB)) فشخصيا لا اعتقد ان وضع الاتحاد الوطني الحالي يتيح له وضع هذا الدعم (بمعنى ضخ الاصوات) في اولوياته وجهده. واعتقد ان الدعم لن يتجاوز حدود الدعم المالي والاعلامي.
قائمة (سورايى) (القائمة 304) التي لا ارى لها اصوات انتخابية لفوزها، مع احتمال حصول "مفاجئة" لا نعتقد بفرص تحققها باصوات الناخبين "المسيحيين" بل، في حال حصولها، فانها ستكون من خلال دعم انصار النظام السابق من البعثيين والعروبيين من "المسيحيين" او العرب السنة في نينوى.
قائمة اور الوطنية (القائمة 305) حيث لا نتوقع لها دعما من الناخبين، ناهيك الى ان بعض الداعمين السابقين من المرجعيات الكنسية يراهنون الان على قائمة (بابليون). نقلة سليمة ومشروعة كانت من القائمة بترشيح سيدة ارمنية ولكني لا اعتقد ان ذلك كفيل بضمان تصويت الارمن او بتحقيق ارقام تصويت للفوز بالمقعد "المسيحي".
قائمة (كيان شلاما) (القائمة 306) المدعومة (بحسب اللقاء التلفزيوني اعلاه) من الحزب الديمقراطي الكردستاني، او على الاقل من شخصيات اشورية في الحزب. شخصيا لا اعتقد ان هذا الدعم يصل الى حد ضخ الاصوات، بقدر ما هو توظيف القاعدة العشائرية ومحدودية منطقة النفوذ لامتصاص اصوات من قائمة المجلس الشعبي، وهذا بالنتيجة هو لصالح قائمة الرافدين. وهناك من يعتقد ان هذا التكتيك حصل بالتوافق بين داعمي كيان شلاما وقيادة الرافدين بسبب التقاءهما في التعارض مع المجلس ومرجعيته، فمن المعروف لمتابعي الشان الاشوري حتى قبل تاسيس المجلس بوجود هذه المنافسات بين هذه الشخصيات الاشورية.
طبعا، هذا الافتراض يمكن ان ينقلب بمفاجاة ان كان هناك قرار سياسي، لا شخصي، بدعم كيان شلاما.

وبذلك تكون برايي القوائم الفائزة بالكوتا المسيحية وبمقعد واحد لكل منها كما يلي (بحسب تسلسل الارقام):
قائمة الوركاء الوطنية (القائمة 299) التي افترض من النقاط اعلاه ومن الخبرة السياسية والانتخابية المتراكمة للحزب الشيوعي العراقي ان تلقى الدعم المشروع والقانوني والمنطقي من اعضاء ومناصري الحزب الشيوعي العراقي في المحافظات التي ليس له فرصة الفوز بمقعد عام فيها من خلال تحالفه (التحالف المدني). شخصيا، ساستغرب كثيرا لو ان الحزب الشيوعي العراقي لن يصوت لقائمة الوركاء وتحديدا للسيدة شميرام مروكل.
قائمة الرافدين (القائمة 300) التي ورغم انحسار اصواتها في الوطن والمهجر فانها تبقى تمتلك خزانات من الاصوات تكفي لفوزها بمقعد برلماني مع احتمال جيد للمقعد الثاني بضخ الاصوات الشيعية من التصويت الخاص تحديدا، ردا لجميل تصويت الوزير لصالح القانون الجعفري.
قائمة المجلس الشعبي (القائمة 302) وهي ايضا رغم انحسار اصواتها (وخاصة مع وجود منافس هو كيان شلاما يستنزف او يمتص اصواتها) فانها تبقى تمتلك خزانات من الاصوات تكفي لفوزها بمقعد برلماني.
قائمة بابليون (القائمة 303) والتي بحسب ما يقال عنها من المتابعين فانها قائمة مدعومة بالمال والاعلام، والاهم من هذا وذاك مدعومة بضخ الاصوات من قبل قوائم شيعية بما يجعلها تفوز بمقعد واحد على الاقل.
لمن سيؤول المقعد الخامس؟
من الصعب برايي التخمين لان الامر يعتمد على حجم الالتزام بضخ الاصوات من الداعمين للقوائم في الكوتا. فجميع الاربعة اعلاه مرشحين ان يفوز احدهم بمقعد ثان، اضافة الى الاحتمال الضعيف بان قائمة (سورايى) او (شلاما) تحقق المفاجاة وتفوز بهذا المقعد الخامس.
طبعا هذه مجرد توقعات قائمة على افتراضات وبذلك ربما ستكون مختلفة مع سقوط او تغير هذه الافتراضات.

كيف يتم احتساب المقاعد للقوائم الفائزة؟
للاطلاع على النصوص المعتمدة من مفوضية الانتخابات راجع هذا الرابط:
http://www.ihec.iq/ihecftp/2014/sys-2014/sys14re.pdf

كما قلنا ان الالية في تحديد القوائم الفائزة واعداد مقاعدها هي بحسب سان ليغو المعدل بقسمة اصوات القائمة على 1.6 ثم 3 ثم 5 وهكذا واختيار اعلى خمسة حواصل قسمة. اي في هذه الخظوة لا تختلف الكوتا "المسيحية" عن المقاعد العامة.
مثال افتراضي: دعنا نسمي القوائم "المسيحية" التسعة بالقوائم ق1، ق2، الى ق9. ودعنا نفترض ان نتائجها هي: ق1 26 الف صوت، ق2 24 الف، ق3 19 الف، ق4 12 الف، ق5 10 الف، ق6 6 الف، ق7 5 الف، ق8 4 الاف، ق9 3 الاف. سنحصل على الجدول التالي:

القائمة   الاصوات الكلية   القسمة على 1.6   القسمة على 3   القسمة على 5
ق1   26000               16250   8666   5200
ق2   24000               15000   8000   4800
ق3   19000           11875   6333   3800
ق4   12000            7500   4000   2400
ق5   10000            6250   3333   2000
ق6   6000            3750   2000   1200
ق7   5000            3125   1666   1000
ق8   4000            2500   1333   800
ق9   3000            1875   1000   600
المقاعد الفائزة تكون بحسب ما وضعناه بالعميق (مقعدين لـ ق1 ومثلها لـ ق2 ومقعد لـ ق3).
لاحظ ان ق4 لن تحصل على مقعد رغم ان لها 12 الف صوت اي نصف اصوات ق2، ولكن ق2 ستحصل على المقعد الخامس بسبب قانون ليغو المعدل وتقسيم الاصوات على 1.6 اولا. وكذلك ق4 رغم حصولها على 10 الاف صوت.

كيف يتم توزيع المقاعد على مرشحي القوائم الفائزة لشعبنا "المسيحي"؟
بسبب كون اصوات الكوتا "المسيحية" دائرة واحدة لكل العراق، ولكن المرشحين ترشحوا بحسب المحافظات الخمسة التي لها مقعد "مسيحي"، فان الية توزيع المقاعد على مرشحي القوائم الفائزة بالكوتا "المسيحية" تختلف عن الية توزيع المقاعد العامة على مرشحي القوائم الفائزة في كل محافظة. وهي الية تبدو معقدة كما ان لها نتائج سلبية على فرص المرشحين الشخصية في القوائم الفائزة.
تنص الية توزيع المقاعد على مرشحي القوائم "المسيحية" الفائزة بحسب المصدر المشار اليه اعلاه على ما يلي:
(يتم ترتيب جميع مرشحي القوائم المتنافسة الفائزة على مقاعد المكون المسيحي حسب عدد الاصوات التي حصل عليها كل مرشح ومن الاعلى الى الادنى، وحسب الدوائر الانتخابية التي ينتمون اليها (بغداد، نينوى، كركوك، اربيل، دهوك)، بغض النظر عن الكيانات السياسية، ومن ثم يعطى مقد الدائرة للمرشح الحاصل على اعلى اصوات المرشحين المتنافسين ضمن هذه الدائرة، ويعطى المقعد الاخر للمرشح الحاصل على اعلى اصوات المرشحين المتنافسين على دائرة اخرى، وهكذا الى ان يتم توزيع جميع مقاعد المكون المسيحي على المرشحين وكياناتهم التي ينتمون اليها).
عمليا هذا يعني احتمال خروج المرشح الحاصل على اكبر عدد من الاصوات في احدى القوائم الفائزة لصالح مرشح من نفس القائمة في محافظة اخرى وله اصوات اقل بل وربما يكون اقل الاصوات بين مرشحي قائمته الفائزة. كيف ذلك؟
لان الية التوزيع لا تسمح بانتقال المرشح لقائمة فائزة من المحافظة التي ترشح عليها الى محافظة اخرى.
فعلى سبيل المثال ان قوائم (ق1، ق2، ق3، ق4) فازت كل منها بمقعد فانه في حال ان المرشح للقائمة ق1 و ق2 عن بغداد هما الاكثر اصواتا في قائمتيهما فان ايا منهما له اصوات اكثر (نفترض ق1) سيفوز بمقعد بغداد ويخرج مرشح ق2 عن بغداد من الفائزين، وينتقل مقعد ق2 من بغداد الى محافظة اخرى يكون مرشحها فيها حاز على اصوات اكثر من القوائم الفائزة الاخرى (ق3 و ق4) وبغض النظر عن عدد اصواته بالمقارنة مع زملاءه من اعضاء قائمته.
اتوقع انه ما زال غامضا للكثيرين ولذلك دعونا نسير بتسميات حقيقية ولكن بنتائج افتراصية بحسب توقعاتنا اعلاه:
لنفترض ان القوائم: الوركاء، الرافدين، المجلس، بابليون فازت كلا منها بمقعد (ونترك المقعد الخامس لصعوبة التكهن به ولكن سينطبق عليه ما نشرحه من الية توزيع المقاعد على الفائزين).
سيتم ترتيب اسماء الاربعين مرشحا لهذه القوائم تنازليا بحسب عدد اصوات كل منهم، من الاعلى الى الاقل، وسيتم وضع مقابل كل مرشح اسم المحافظة التي ترشح عنها. وتبدا تسمية المرشحين الفائزين.
فلنفترض، حتى لا يزعلون علينا الرافدين، ان السيد كنا هو المرشح "المسيحي" الحائز على اكبر عدد من الاصوات بين كل مرشحي القوائم الفائزة الاربعة (الوركاء، الرافدين، المجلس، بابليون). فعندها يفوز وقائمته بمقعد بغداد "المسيحي" لانه مرشح على بغداد، وبذلك يخرج مرشحي القوائم الثلاث الاخرى عن بغداد من سباق الترشيح (بغض النظر عن اصوات كل منهم ضمن قائمته) ويضمن لقوائمهم مقعد اخر في محافظة اخرى وبحسب عدد اصوات المرشحين لكل قائمة عن كل محافظة.
وتخرج قائمة الرافدين لانها استوفت مقعدها بافتراض انه مقعد "مسيحي" واحد، وتستمر في حال الفوز بمقعدين "مسيحيين".
وبعده يسمى الفائز الاخر ومحافظته بنفس الالية وهكذا يتم التوزيع واسقاط النتائج وخروج مرشحي وتسمية فائزي شعبنا "المسيحي" الخمسة.
ولنستمر بخطوة اخرى لتوضيح المثال وباخذ الكوتا النسوية بعين الاعتبار:
ففي حال صدق التوقع بفوز السيدة شميرام مروكي بمقعد برلماني "مسيحي" هو مقعد قائمة الوركاء، فحيث انها مرشحة عن كركوك فان مقعد كركوك سيذهب اليها وبذلك يخرج جميع مرشحي القائمتين الفائزتين المتبقيتين (المجلس وبابليون).
وهكذا تقارن اصوات مرشحي القائمتين (المجلس وبابليون) والقائمة الفائزة بالمقعد الخامس (يصعب التكهن من ستكون) في المحافظات المتبقية ويفوز الحاصل من المرشحين على اكبر عدد من الاصوات على مقعد المحافظة التي ترشح فيها.
يعني يمكن ان لا يفوز مرشح لقائمة فائزة بمقعد برلماني رغم له عدة الاف من الاصوات في محافظة ما ولكن يذهب مقعده الى زميل له في قائمته له عدة مئات او اقل من الاصوات في محافظة اخرى.

نحو تطوير نوعي للكوتا ترشيحا وانتخابا:
شخصيا لست برجل القانون الذي تتيح له اكاديميته وخبرته وضع مسودة قانون للكوتا يطورها نوعيا لتكون اقرب الى تحقيق غايتها في التمييز الايجابي المتمثل بضمان وصول نواب للمكونات "الصغيرة" التي لا تستطيع الوصول من خلال المقاعد العامة.
ولكني وبحسب امكاناتي والتزاماتي المتواضعة تجاه شعبي وجودا ومستقبلا فاني اتقدم بهذا التصور للكيانات والمرجعيات السياسية القومية للنظر فيه وتطويره.
بداية نسال: ما هو خلل الكوتا الحالية الذي يحتاج الى معالجة وتطوير؟
برايي ان الخلل يكمن في:
اولا: خصوصيتها الدينية وهذا اوردناه في الاجزاء السابقة من المقال.
ثانيا: الية الترشيح حيث الكوتا الحالية تقوم على الترشيح بقوائم منفصلة عن القوائم العامة.
ثالثا: الية التصويت حيث العراق كله دائرة واحدة لها.

المعالجات المقترحة:
اولا: تصحيح هوية الكوتا من دينية الى قومية كما في كوتا انتخابات برلمان اقليم كردستان. واقترح المطالبة بمقاعد قومية لشعبنا باكثر من خمسة مقاعد، ودعم مطلب تخصيص مقعد للارمن بهويتهم وخصوصيتهم القومية.
اكرر ما قلته في الجزء الاول انه لو ان الاحزاب السياسية لشعبنا كانت قاطعت الانتخابات وطالبت بتصحيح الكوتا لتكون قومية لا دينية لكان تحقق مطلبهم لان مقاطعتهم كانت ستخلق ضغطا كبيرا يجبر الساسة العراقيين والمؤسسات والاطراف الدولية المهتمة لدعم المطلب.
هذا كان اقصر الطرق للمعالجة عوض الادعاء بالتزام الهوية القومية ورفض الدولة الدينية ورفض الحالة الذمية من جهة، واللهاث وراء الكوتا الدينية من جهة اخرى.

ثانيا: الزام القوائم المتنافسة في المحافظات التي يكون لشعبنا مقعد او اكثر فيها بان تضم هذه القوائم مرشحين من ابناء شعبنا. ويكون الفائز بالمقعد في تلك المحافظة هو المرشح الذي فاز باعلى الاصوات في اية قائمة كانت.
من نتائج ذلك انه كما في الكوتا النسوية حيث حتى الاحزاب التي لا تؤمن بتولية المراة وحقوقها فانها ملزمة قانونا ان ترشح نسوة للبرلمان، ومع الوقت يكون دور المراة وحقوقها امرا واقعا ومقبولا. فانه كذلك مع الكوتا القومية فانه يصبح الزاما والتزاما من مختلف القوائم والكيانات والمرجعيات السياسية العراقية بالاعتراف بوجود شعبنا وحقه في المشاركة والشراكة السياسية.
ربما يعترض قارئ بالقول: ان هذا سيعني حرمان احزابنا من فوز مرشحيها لصالح فوز اعضاء من شعبنا في القوائم او الاحزاب الكبيرة.
قد يبدو الاعتراض من اول قراءة واردا، ولكن مع التعمق فيه فان احتمال تحقق هذه المخاوف ستكون اقل مما هو متحقق وموجود حاليا.
فالقوائم المتنافسة في المحافظة التي لشعبنا مقعد فيها وبسبب تعددية هذه القوائم وبسبب الزامها ان يكون لكل منها مرشح من شعبنا ستضطر للبحث عن مرشحين مقبولين من ابناء شعبنا، وهذا سيضطرها للتفاوض والتحالف مع احزابنا وكياناتنا السياسية وعندها تكون هذه القوائم ملتزمة ببرنامج لهذا التحالف يضمن مراعاتها ودعمها لحقوق شعبنا، بينما الواقع الحالي هو ان هذه القوائم تضخ اصواتها في الكوتا لصالح هذه القائمة او تلك من قوائم شعبنا دون ان يكون لها اي التزام بمراعاة مطالب وطموحات وحقوق شعبنا في برنامجها.
بمعنى اخر ان هناك تطوير سياسي للواقع الحالي ولحقيقة ان اصوات تضخها قوائم كبيرة في الكوتا.
اما القوائم العراقية العامة التي لا تتنافس حاليا على المقاعد العامة في المحافظات التي لشعبنا كوتا فيها فلن تستطيع مد اصابعها في ساحة الكوتا. خاصة مع اخذ المعالجة المقترحة لالية التصويت (كما ستاتي لاحقا).
علما ان هذه الالية لا تحرم كيانات شعبنا التي لا تريد الدخول في تحالف مع القوائم العامة من خوض الانتخابات منفردة وامتلاك ذات الفرصة المتاحة لها حاليا لان تحديد الفائز من ابناء شعبنا هو للمرشح الذي فاز باعلى الاصوات.

ثالثا: من حيث التصويت، فان جعل العراق دائرة واحدة للكوتا فتح الباب الاوسع للقوائم الاخرى لتوظيف اصواتها المحترقة في المقاعد العامة في دعم هذا المرشح او ذاك في مقاعد الكوتا. في حين ان جعل دوائر مقاعد الكوتا، سواء بصيغتها الحالية او بالصيغة المقترحة اعلاه، على اساس دائرة المحافظة سيحصن ويمنع هذا التوظيف.
فعلى سبيل المثال فانه لو كانت مقاعد الكوتا والانتخابات الحالية على اساس المحافظة وليس دائرة واحدة، فانه كان سيكون غير متاح للقوائم العراقية في المحافظات التي لا حظوظ لها فيها من توظيف اصواتها في الكوتا. وبسبب التنافس الكبير بين القوائم العامة في المحافظة الواحدة فان الكثير من هذه القوائم لن تستسهل التضحية باصواتها وفرصها برمي اصواتها في الكوتا.
طبعا الامر كان مختلفا في الانتخابات السابقة (وكما اوضحناها سابقا) بسبب وجود المقاعد التعويضية. وعندما عمل البعض على اعتبار العراق دائرة واحدة في حينه فانه كان يدرك انه مستفيد من ذلك لان اصوات القوائم العراقية لم تكن تحترق وبذلك لم تكن توظف في الكوتا، ولكن في هذه الانتخابات ومع عدم وجود المقاعد التعويضية فقد انقلب السحر على الساحر وان القوائم ستوظف اصواتها المحترقة في الكوتا.

هذه، برايي، خطوط اساسية عامة لتطوير الكوتا وتحقيق غاياتها في المشاركة الوطنية وتطوير اليات المنافسة عليها وتحصينها بشكل افضل من الحالي (ولا اقول تحصينها بالشكل المثالي).
واكرر قولي اني لست رجل قانون ولكني اتمنى على اصحاب الخبرة والكفاءة والمسؤولية السياسية تجاه شعبنا ووجوده ومستقبله ودوره في العملية السياسية على مبدا الشراكة الايجابية ان يدرسوا هذه التصورات ويقوموا بتطويرها عوض الدعوات التي لا فرصة قانونية او سياسية او واقعية لها بالقول ان التصويت للكوتا يجب ان يكون محصورا بابناء الكوتا.
فهذه دعوة مرفوضة سياسيا ومستحيلة قانونيا ولها مترتبات سلبية على شعبنا ودوره السياسي.
وللاسف فاننا سمعنا هذه الدعوة من العديد من الكيانات والمرجعيات السياسية لشعبنا حتى ان احدهم يكرر قول الاخر دون التعمق فيه وتمعن مدلولاته ونتائجه.
ادناه بعض الملاحظات على هذه الدعوة التي ربما ستكون موضوع نقاش، اتمناه ايجابيا، بين كتابنا ضمن مناقشة مجمل الموضوع، واقصد تطوير الكوتا:
لماذا يحق للاشوري ان يصوت لقائمة وطنية عراقية؟ ولكن ليس للعربي او التركماني او الكردي العراقي ان يصوت لقائمة اشورية لها برنامج وطني؟ اين المبدا الدستوري بالمساواة بين المواطنين؟
لماذا يحق للشيوعي الاشوري ان يصوت لقائمة الحزب الشيوعي العراقي في المقاعد العامة ولكن لا يحق للشيوعي العربي او الكردي او التركماني ان يصوت لقائمة الشيوعيين الاشوريين؟
لماذا لا يحق للعراقيين ان يصوتوا لانسان اشوري اكاديمي او رجل اعمال او مثقف او او او رشح للانتخابات العراقية في قوائم الكوتا؟
لماذا لا يحق لجاري ان يصوت لي؟ بينما يحق لي ان اصوت له؟
هذه بعض الاسئلة المنطقية البسيطة..
ولنذهب الى المزيد:
اذا كان بعضنا رفض واعاق (بل وحارب) المطالب القومية لشعبنا ضمن سقف الدستور العراقي بحجة القول اننا لكل العراق وكل العراق لنا، وان المحافظة الادارية لسهل نينوى هي غيتو، وغيرها من التشويهات التي طالت وتنكرت لحقوق شعبنا بذرائع وشعارات وطنية، فكيف يمكن المطالبة اذن بغيتو التصويت.
فحتى لبنان الذي هو اكثر الدول طائفية، حيث طائفيته مشرعنة في الدستور والتشريعات التي قسمت البرلمان اللبناني الى كوتات طائفية فانه لم يمنع التصويت المختلط بين الطوائف. وعندما طرح في العام السابق ما سمي بالقانون الارثوذكسي الذي يحصر التصويت بمرشحي كل طائفة بابناءها، ورغم انه كان واضحا ان طرحه هو لمزايدات سياسية بين الاطراف المسيحية اللبنانية، الا ان اصحابه لم يتجرأوا على تقديمه للبرلمان بسبب حالة الرفض الواسع له على المستويين الشعبي والرسمي، حتى ذهب البعض بالقول انه تقسيم للحياة اليومية اللبنانية الى كانتونات طائفية. ويقطع التواصل والعيش المشترك للجار مع جاره في ذات البناية او المحلة او القرية او المدينة.
ثم عن اية شراكة نتحدث وعن اي دور نسعى اذا كنا نعزل انفسنا كليا، ترشيحا وتصويتا، ونتشرنق على ذاتنا؟
وكيف سنفرض انفسنا في اللعبة السياسية واستحقاقاتها وتحالفاتها اذا كنا نهمش نفسنا بنفسنا؟

انها دعوة لمناقشة الموضوع والتحاور فيه لبلوغ كوتا متطورة للانتخابات القادمة بعد اربع سنوات.
واعتقد ان نتائج الكوتا والانتخابات الحالية ستتيح لنا فرصة العودة لاغناء الموضوع واعطاءه حقه من الاهمية.
والرب يبارككم



الخوري عمانوئيل يوخنا
دهوك 29 نيسان 2014

96
الكوتا الدينية: قتل للهوية القومية واجهاض للرؤية الوطنية
ج2: منافسة "مسيحية" باساليب غير مسيحية

تعرضنا في الجزء الاول الى الكوتا الدينية ودواعي رفضها قوميا لانها تجعل شعبنا دون هوية او جذور. وتجعله، وهو الذي قدم الشهداء من اجل هويته وشخصيته القومية، تجعله اليوم وبرضى ومباركة "قياداته" شعبا مرميا على الرصيف لا اسم او انتماء له.
كما اوردنا دواعي رفضها مسيحيا ووطنيا لانها ترسخ الدولة الدينية عراقيا والحالة الذمية مسيحيا.
ومن مترتبات الرفض عدم المشاركة في الانتخابات على اساس الكوتا الدينية من خلال عدم المشاركة كليا في الانتخابات او المشاركة وتسقيط الورقة باختيار اكثر من قائمة من الكوتا او خارجها مما يجعل الورقة ملغاة (رمي الورقة البيضاء قد تغري لجان الفرز بتزويرها وتاشير من يريدون). للاطلاع على المقال بجزءه الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,736125.0.html

المفارقة الكبرى ان انكار الهوية القومية والتنازل عنها طمعا بمكاسب المقاعد "الدينية" جاءت من على المنبر القومي لاكيتو الذي يرمز اليوم الى وجود مستمر منذ 6764 عاما حيث من على منبره وامام الرايات القومية وعلى انغام مطربي البلاط القومي اعلن "قادة" الامة و"رموزها" انطلاق سباق المقاعد "الدينية" لشعب ارادوه دون هوية... انها من سخريات قدر هذه الامة..

مسيحانية صراع الكوتا المسيحية
اما وقد تنكر "القادة" لهوية شعبهم وتنكروا لدماء شهداءه في السيفو وسميل وصوريا والانفال وزنزانات النظام طمعا ولهاثا وراء مقاعد "دينية" بامتيازات مليونيرية، فانه كان يفترض بهم على الاقل، ما داموا يتنافسون على مقاعد مسيحية، ان يلتزموا باخلاقيات مسيحية تقوم على الاحترام المتبادل والمنافسة النزيهة ومصارحة جمهور الناخبين. فهل تمكنوا من ذلك؟
من المؤسف والمؤلم ان الصراع الانتخابي بين القوائم "المسيحية" ترافق وما يزال مع حملات شرسة لتسقيط الاخر اخلاقيا واجتماعيا وسياسيا، وترافقت وما تزال مع حملة تضليل للناخب.
ادناه البعض اليسير من هذه الممارسات والمظاهر نذكرها كشواهد وامثلة. واذا كان ايرادها تطلب ذكر اسماء لقوائم او قيادات او مرشحين فان ذلك لا يعني البتة حصر الممارسات بمن يرد ذكرهم بل هي ظاهرة عامة (مع بعض الاستثناءات)، وان ايراد الاسماء تطلبه اثبات الادعاء، خاصة مع ما نلاحظه من انكار وتبرير للاخطاء والممارسات مما يتطلب تقديم الدليل والشهادة الدامغة في الامثلة والشواهد.
قد يقول قارئ لماذا انحصرت الامثلة بالزوعا1 والزوعا2؟ فاقول لضيق مساحة المقال اولا، ولان من يعتبر نفسه "الاكبر" فانه يرد في الامثلة اكثر ونتائج اخطاءه تكون اسوأ.

اولا: التضليل المعلوماتي
من الطبيعي ان يقدم المرشحون لموقع سياسي (كما هي الكوتا المسيحية) نبذا عن حياتهم وبخاصة تاريخهم ومشاركاتهم السياسية بالاضافة الى برنامجهم السياسي الذي يفترض ان يكون معيار تقييم اداءهم من قبل الناخبين (وهذا التقييم مفقود في الحالة العراقية (وبينها "المسيحية") بسبب ما اوردناه في الجزء الاول من ذهنية وتنئشة تحزبية وتعنت وولاء شخصي وعشائري وغيرها).
وحسنا فعل المرشحون وبينهم السيد يوناذم كنا بنشره سيرة حياته السياسية، ولكنه امر يثير الشكوك في دوافعه لبتر سيرته وعدم ايراد مراحل ومحطات مهمة فيها.
فالرجل لم يورد انتماءه الى الحزب الديمقراطي الكردستاني في السبعينيات والتحاقه مع الثورة الكردية ضمن لجنة شؤون المسيحيين التي كان يتراسها المرحوم كيوركيس مالك جكو. كما لم يات على ذكر انه وبعد انهيار الثورة الكردية مع اتفاقية الجزائر بين النظام المقبور وشاه ايران، واصدار النظام لما سماه "عفوا" عن "العصاة" وسمى العائدين منهم بـ"العائدين الى الصف الوطني" وكان احدهم السيد يوناذم الذي قرر الاستفادة من "العفو" وهذا قراره ورؤيته وهذا حق له.
الا انه لم يذكر انه ورغم كونه من "العائدين الى الصف الوطني" فانه وبخلاف كل العائدين مثله الذين حرموا من حقوق اساسية لهم وجرت ملاحقتهم ونفيهم الى مواقع عمل بعيدة وغيرها من الاجراءات، فان السيد يوناذم "العائد الى الصف الوطني" بعد تخرجه من كلية الهندسة منح رتبة ملازم احتياط في جيش النظام. وهي رتبة لا تمنح الا للبعثيين (وفي حالة "العائدين" تمنح فقط للبعثيين ممن لهم مواصفات خاصة!!).
كاتب هذا المقال هو مهندس خريج كلية الهندسة من جامعة بغداد ومعه الكثير من المهندسين الذين لم يمنحوا رتبة ملازم احتياط في جيش النظام بسبب عدم انتماءهم الى حزب البعث.
انا لا اناقش الخيارات السياسية للسيد كنا، فهو حر فيها وحريته جزء من حقه. ولكن من حق الناخبين "المسيحيين" ان يكون السيد يوناذم شفافا معهم في انتماءه السياسي الى البارتي اولا والبعث لاحقا والجيش والاستخبارات الصدامية فيما بعد. ان اخفاءها المتعمد يعني الكثير من التساؤلات عن تلك الارتباطات خاصة انها كانت في مرحلة شهدت مضايقات وملاحقات واعتقالات واعدامات وسجون للنشاط والناشطين القوميين الاشوريين. وهذا التضليل ليس من الشفافية بشيئ، والشفافية هي اساس الثقة بين الناخب والنائب.

ثانيا: التضليل السياسي
ساورد مثالين فقط يكفيان لتوضيح المغزى.
1- لم يعد مخفيا ان الوزير "المسيحي" السيد سركون لازار وافق على القانون الجعفري بكل ما فيه من بشاعات وانتهاكات لكرامة المراة وبراءة الطفل، وبكل ما يقره من ذمية للمسيحية.
ولكن وعوض التراجع والاعتذار وتقديم الاستقالة فانه يدافع عن قراره ويضلل الناس بتبريره بانه وافق على الشكل وليس المضمون!!. وهذه هرطقة سياسية لا يوجد لها سابقة بان توافق على الشكل وليس المضمون!!
ويتهم منتقديه متسائلا لماذا يثيرون الموضوع الان!!
فالشعب اصبح المتهم وليس الوزير!! علما ان الشعب المسكين علم من مصادر عراقية شيعية بتصويت الوزير عندما عيرت احدى الشخصيات الدينية الشيعية بعض الوزراء الشيعة بانهم لم يوافقوا على القانون في حين ان الوزير "المسيحي" وافق!!
بل ويتقدم السيد الوزير للترشيح للبرلمان وفي رصيده التصويت للقانون الجعفري.
وتستمر الماكنة في التضليل بان السيد الوزير لم يوافق على القانون وان موافقته كانت فقط على الشكل..
لن نستغرب ان جاء يوما بموافقة على قانون تعسفي ويبرره بانه وافق على نوع الخط او الورق المستخدم في كتابة وطباعة القانون.
وعلى الشعب "المسيحي" ان يصدق ويصادق على انتخابه نائبا وممثلا لهم!!
لعمري ان اي وزير يحترم زوجته واخته واطفاله وايا كان انتماءه الديني او القومي او السياسي لما كان وافق على ما وافق عليه الوزير لازار.

بين الشيخ اياد الاشوري والوزير سركون لازار
الشيخ اياد الاشوري لم يعد يحتاج الى تعريف حيث بات وبسرعة قياسية معروف للجميع، ومدان ومرفوض من الجميع لانه اختار ترك مسيحيته لاسباب منفعية واضحة هي المقعد البرلماني.
اصوب ما نقوله عنه وله ما يقوله الكتاب المقدس: (ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه).
ونضيف من الموروث العربي: (ما زاد حنون في الاسلام خردلة ولا بكت النصارى باسلام حنون).
الا ان ما يستحق الذكر هنا هو حالة الرفض والسخرية بما قام به اياد الاشوري واتفاق الجميع (وبينهم المعلقون المسلمون كما تابعناها في مواقع ايلاف والعربية وغيرها) على انه اساء لنفسه وشخصه فحسب.
بينما ما اقدم عليه الوزير لازار كان اساءة منه للمسيحية والانسانية. اساءة للانسان والمراة والطفل.
ومن هذه الزاوية فان فعلة الوزير اسوا من فعلة الشيخ.

2- لقد صمت اذان الناخبين "المسيحيين" من ادعاءات هذه القائمة او هذا المرشح او ذاك بانه وحده يمثل قرار الشعب وانه وحده المستقل بقراره وان البقية ليسوا الا اتباع وغيرها من تهم التخوين الجاهزة.
حسنا.. قدموا لنا شهادة او موقفا واحدا كانت قائمة الرافدين (سواء في برلمان الاقليم او بغداد) وحدها الرافضة لقانون تراه ليس لصالح شعبنا.
في برلمان الاقليم ومنذ 1992 كان كل نواب شعبنا بمختلف انتماءاتهم الحزبية متفقين غير مختلفين مع بعض وكذلك مع عموم البرلمان.
موقف واحد فقط خرج فيه نواب شعبنا عن قرار الاغلبية البرلمانية وكان في قانون مجالس المحافظات عام 2011.
https://www.youtube.com/watch?v=TwdAvOTQHKk

حيث رفضت الكتلتين، اكرر الكتلتين، (المجلس الشعبي والرافدين) القانون وحسنا فعلوا. وخرجوا من القاعة حيث خرج نواب قائمة المجلس اولا وتلاهم نواب الرافدين (تسلسل الخروج ليس مهما بل المهم انهما كانا بموقف واحد).
اعطوا لنا مثالا واحدا في كل الدورة البرلمانية السابقة كان فيه موقف السيد سالم كاكو او السيدة جيهان اسماعيل مختلفا عن موقف السيد امير كوكا او السيدة سوزان قصراني.
ولنعود اكثر الى الدورة البرلمانية التي قبلها ونسال ايضا: اعطوا لنا مثالا واحدا كان فيه موقف السيدة كاليتا شابا (حينها كانت في الزوعا1) مختلفا عن موقف السيد روميو هكاري... وهكذا الى اول دورة برلمانية في الاقليم عام 1992.
وكذا الامر في برلمان بغداد، حيث كان النواب "المسيحيين" متفقين مع بعض، وانا اشير هنا الى القرارات والتشريعات التي لها مساس بشعبنا "المسيحي". فمثلا حين رفض النواب "المسيحيين" اتفاق الاغلبية البرلمانية بشان المادة 50 حينها، كان السيدان يوناذم كنا وابلحد افرام في نفس الخانة والموقف الذي يستحق التقدير.
https://www.youtube.com/watch?v=StzdwId7jS4

وفيما عدا ذلك هل يتكرم المنادين بتخوين الاخرين وتقديس الذات بايراد موقف واحد اختلفوا فيه مع قرار البرلمان الكردستاني او العراقي بينما وافق عليه بقية النواب "المستكردين" و"التابعين" وغيرها من التهم المعبئة.
وبالعكس ايضا، هل تتكرموا وتوردوا مثالا واحدا وافق فيه النواب "المستكردين" و"التابعين" على تشريع ضد مصلحة شعبنا ورفضته الرافدين. ونضيف، هل يمكن لكم يا سادة يا كرام ان توردوا لنا مسودة مشروع قانون واحد فقط تقدمتم به ورفضه زملاءكم "المستكردين" و"التابعين".
اذن كفى تضليلا.

ثالثا: التخوين ودعوات القتل
اقتباس: (رابي نينوس الاغر، ..... باختصار شديد الخيانة في الكثير من الدول والاحزاب المتقدمة جزائها الاعدام او النفي ليومنا هذا، وللمتابع القريب يقين بان ماقام به المنتفعين المتقاعدين في الاقليم الكردستاني اكبر خيانة في تاريخ الامة الاشورية الحديثة من خلال اعلانهم تشكيل كيان ابناء النهرين (المجاريين) وهم لازالوا في صفوف الحركة، ولو كان في حركتنا رجال كما يستوجب، لاستوجب نحر رقابهم دون هوادة ... خيي زوعا). انتهى الاقتباس.
للاطلاع على كل النص راجع هذا الرابط لمقال السيد هرمز طيرو واحد تعقيبات السيد رعد ايشايا عليه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,734170.msg6236205.html

الاقتباس اعلاه ليس نداء داعشيا للاقتصاص من "الكفار". انه نداء زوعاوي في حملة الانتخابات للمقاعد "المسيحية" للاقتصاص من الزوعا2.
وهو صادر على مواقع التواصل الاجتماعي من سيدة "مسيحية" هي (Shami Israel) (يبدو لي شميرام اسرائيل).
شكرا للسيد رعد ايشايا لجلبه هذا النداء لاطلاع قراء موقع عنكاوة.
واتمنى ان يكون حافزا للضغط الشعبي والمؤسساتي على المرجعيات السياسية لايقاف هذا الانهيار في الاداء والخطاب السياسي "المسيحي".

هذه الثمار هي من تلكم البذار
ولكني اود تنشيط ذاكرة السيد رعد ايشايا بالعودة الى اول محاولة تصفية جسدية بدوافع سياسية في التاريخ الاشوري المعاصر.
اعود به الى المنصورية قبل 20 عاما عندما قام الزوعا بتنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة بحق السيد روميل شمشون، عضو قيادة الاترانايى.
واعتقد ان ذاكرتي تعينني بان السيد رعد ايشايا كان رئيس لجنة التحقيق وعضوية السيدين بينخس خوشابا وكيوركيس شيبا. وكانت نتيجة التحقيق تثبيت حصول محاولة الاغتيال بقرار زوعاوي. ولكن السيد ايشايا (ومعه قيادات الزوعا2 الحاليين) فضل التعايش مع محاولة الاغتيال الى هذا اليوم حيث لم يصدر منه استنكارا للجريمة.
وليسمح لي السيد ايشايا ان انشط ذاكرته اكثر بدعوته للاستماع الى هذا اليوتيوب الذي يضم مقطعا صوتيا له يدعم فيه احدى غرف البالتاك وادارتها، ويضم مقطعا صوتيا اخر لمدير الغرفة (نينوس يونان) وهو يتوجه بدعوة القتل بالجملة. (الغرفة ودعوات القتل وغيرها هي ضمن الحملة الزوعاوية لدعم تمرد الاسقف اشور سورو حينها).
http://youtu.be/LcXz-ssd2bM

فاقول له ان هذه الثمار هي من تلكم البذار.. فلو كنتم حينها (ومعك رفاقك في الزوعا2 المستهدفين بالقتل والنحر اليوم) رفضتم واستنكرتم بذور العنف والتخوين والترهيب والتصفية لما كانت شميرام اسرائيل تجرات باطلاق النداء الداعشي الزوعاوي هذا، لسبب بسيط لانها كانت ستفتقر الى البيئة الحاضنة والتربية المشجعة لهكذا نداء.
واليوم ايضا، لا يكفي منكم استنكار دعوة القتل هذه وتوظيفها انتخابيا بل يتوجب عليكم الاقرار والاعتذار عن افعال ودعوات القتل التي شاركتم في تغطيتها وترويجها. وبخلاف ذلك تكونون تمارسون الازدواجية.

رابعا: التسقيط الاخلاقي والاجتماعي
استذكر بالالم والاسى والحنين الى جيل السبعينيات الذي عشناه (والاجيال القومية الاولى التي قرانا عنها) حيث كان (الاومتانايا) يعني الحالة المثالية في الاخلاق والسلوك والثقافة. الاومتانايا كما عشناه وعايشناه وقرانا عنه كان يعني الانسان المثقف المؤدب ذو الاخلاق النبيلة النزيه المضحي المتواضع المعطاء وغيرها من الصفات المثلى.
اقول اتحسر ويعتصر قلبي الما وانا اعيش شاهد عيان على المدرسة "القومية" الجديدة التي ابتدات مع 1992 حيث الاومتانايا (على الاقل القائد والكادر الاومتانايا وليس عموم القواعد القومية التي تعيش انتماءها القومي وتلتزمه بعاطفة وصفاء وحسن نية يتم استغلالها من قبل القيادات المهيمنة) بات فاسدا ومفسدا لا يتورع عن ممارسة افعال التسقيط السياسي والاجتماعي والاخلاقي لتحقيق غاياته الشخصية.
يقول لي البعض ماذا تتوقع من مدرسة يديرها خريجو استخبارات النظام. فاقول كان الله في عون شعبنا.
احتراما للقارئ الكريم فاني لن انشر نصوصا من ما نشهده ونسمعه من ممارسات غير لائقة.
وساكتفي بهذا اليوتيوب لكلمة احد "قادة" الامة و"رمزها" في مناسبة قومية جليلة هي الاكيتو.
لنستمع الى ما في الخطاب في هذا اليوم الخاص ومن على هذا المنبر القومي وما يتضمنه من كلمات وتوصيفات غير لائقة.
تقول العرب: اذا كان صاحب البيت بالدف ناقرا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص.
https://www.youtube.com/watch?v=Pzdve81g84Y

ان استنكار ورفض هذه الاساءات والتسقيطات مطلوب من الجميع ونحو الجميع، بغض النظر عن من يقوم بالاساءة وبغض النظر عمن تتوجه اليه الاساءة. فهذه مسالة مبدئية واخلاقية لا اجتهاد فيها.
ولذلك فاني، وعلى المستوى الشخصي، ارفض باقوى عبارات الرفض ما تتعرض له قيادات وقواعد الزوعا2 من اساءات واتضامن معهم كل التضامن. ولكني في ذات الوقت وبكل صراحة اكرر ما قلته اعلاه بان هذه الثمار هي من تلكم البذار.
الاساءات الموجهة الى الزوعا2 هي من ثمار البذار الذي شارك في بذرها وارواءها الزوعا2 عندما كان تنظيميا جزءا من الزوعا1 في الاساءات والتسقيط بحق الشخصيات والمؤسسات والاحزاب والكنائس.
استنكر ما تتعرضون له كضحايا لهذه الاساءات بذات القدر الذي استنكرت فيه ما شاركتكم فيه كجناة وقمتم وغطيتم بانفسكم من اساءات ما زلتم لم تمتلكوا الحكمة والجراة للاعتراف بها والاعتذار عنها.


الخوري عمانوئيل يوخنا
المانيا 25 نيسان 2014

ملاحظة:
كنت توقعت ان انجز كامل الموضوع في هذا الجزء، الا انه مع ملاحظة ان الموضوع بات طويلا الى حد ما فاني اضطررت الى اضافة الجزء الثالث والذي سيغطي قراءة لنتائج الانتخابات الحالية ورؤية ومعالجة تصحيحية نوعية للكوتا ترشيحا وانتخابا. واتوقع نشره يوم الاحد القادم انشاء الله. فمعذرة.

97
الكوتا الدينية.. قتل للهوية القومية واجهاض للرؤية الوطنية

لاني احترم وافتخر بهويتي القومية..
ولاني التزم الوفاء للشهداء الذين سقطوا من اجل حماية وجودي القومي..
ولاني رفضت وارفض التعريب والتكريد والتتريك وكل سياسات الصهر والالغاء القومي بحق اي شعب ومن اي مصدر..
ولاني ارفض ان يكون شعبي لقيطا دون اسم او هوية..
ولاني رفضت وارفض الدولة الدينية..
ولاني رفضت وارفض الذمية..
فاني لن اشارك في الانتخابات على اساس الكوتا الدينية..
واتمنى على شعبي اذا كان ما يزال يؤمن بهويته ووجوده القومي ان لا يشارك في انتخابات الكوتا الدينية..


1- رغم ان كل كاتب عندما ينشر اراءه، وبخاصة عندما تتعلق بموقف عملي محدد (كما هو هذا المقال)، فانه يتمنى ان يؤثر مقاله في قرار وتوجه القراء.. هذا حق طبيعي ولولاه لما كان هناك نشر وحوار.. ولكني اقول بصراحة اني لا اوهم نفسي بان المقال سيؤثر في قرار قراءه من حيث عدم التوجه للانتخابات او رفض التصويت للكوتا الدينية.. وهذا ليس بسبب افتقار المقال الى قوة الحجة بل الى انطباع ترسخ عندي (واعتقد عند معظم الكتاب) ان حواراتنا هي لاغناء المعلومات وللاطلاع على الاراء لا اكثر..
فتاريخ سنوات من الحوارات المفتوحة لم تستطع ان تبدل او تطور قناعات الاكثرية المطلقة من الكتاب والقراء، باستثناء نسبة محدودة وحالات محدودة ومواضيع محدودة. ولكي لا يساء فهمي فان المقصود ان الجهد المبذول في الكتابة هو اكثر بكثير مقابل ثماره في اغناء الحوار وتطوير اداءه وتحريره من الشخصنة والتعنت والاساءات.  
هذا الانطباع لا يخص مقالات كاتب معين او موضوع معين بل هو انطباع عن عموم المقالات وعموم الكتاب الاساتذة الذين لهم عندنا كل الاحترام والتقدير.
ولعل السبب الرئيس هو الذهنية التحزبية (ليس بالضرورة حزبية سياسية) وثقافة التعنت التي تربينا عليها في بيوتنا وكنائسنا ومدارسنا ومحيطنا وتحت استعباد حكوماتنا الشمولية.
في الانتخابات يتوجه المرشحون الى الناخبين المترددين اي الذين لم يحسموا قرارهم. ويسعى المرشحون كسب هؤلاء للتصويت لهم.
ولكن برايي، فان النسبة التي تكاد تكون المطلقة لكتاب وقراء ومتابعي مواقعنا الاخبارية هي ممن حسموا قرارهم الانتخابي حتى قبل اعلان المرشحين.. ربما هناك البعض النادر من القراء ممن لم يحسم قراره الانتخابي قبل اطلاق حملة الانتخابات.
ولكن واجب النخب الفكرية والكتاب والمثقفين يبقى الاستمرار في الكتابة وتقديم الرؤى المدعومة بالحجج الموضوعية فالثمار ستكون غنية على المدى البعيد وليس على المدى المباشر وبخاصة مع المواقف العملية (كالانتخابات الحالية).

 2- اكرر دعوتي للقراء بعدم تحريف وجهة المقال نحو امور ليست من صميمه، وبخاصة موضوع التسمية.
فموقفي واضح منها تماما ويقوم على مبدا بسيط لو اراد المقابل فهمه:
اننا شعب واحد..
وشخصيا اعرف هذا الشعب منذ طفولتي وتربيتي ومطالعتي بانه الشعب الاشوري، ولذلك استخدم الاسم الاشوري لهذا الشعب واعتبر من يستخدمون الاسم الكلداني او السرياني ضمن هذا الشعب..
واذا كان بين ابناء شعبي من تربى منذ طفولته وفي مطالعاته على الاسم الكلداني، ويؤمن باننا شعب واحد فليستخدم الاسم الكلداني ويعتبرني ويعتبر السريان من ابناء هذا الشعب الكلداني..
واذا كان بين ابناء شعبي من تربى على الاسم السرياني ويؤمن باننا شعب واحد فليستخدم الاسم السرياني ويعتبر الاشوريون والكلدان ضمن هذا الاسم السرياني..
وللراغبين بقراءة تفصيلية عن موقفي من الموضوع، يمكنهم قراءة كتابي (حربنا الاهلية: حرب التسمية).

3- الكوتا الدينية.. قتل للهوية القومية:
استخدامي لفعل (القتل) في هذا العنوان ليس دون مغزى او خلفية..
فالقتل هو انهاء للحياة.. اي ان ما يُقتل هو ما كان حيا الى حين وقوع القتل..
وهويتنا القومية هي هوية حية لشعب حي وتمتلك كل مقومات الحياة كما هي هويات كل الشعوب الحية..
هويتنا القومية تتوافر فيها كل عناصر الوجود القومي الحي من لغة وثقافة وتاريخ وحضارة وتراث ووجود بشري وعطاء انساني وطموح مستقبلي.
فالاشورية ليست مجرد اثار تزين متاحف العالم..
والاشورية ليست مجرد روايات (كان يا ما كان.. كان في قديم الزمان.. كان هناك بشر ومكان.. يعرف نفسه ويعرفه الاخر بانه اشور..)
الاشورية انتماء حي وفاعل ومؤثر في حياة ابناءه..
الاشورية قيمة لها من القدسية ما دفع ابناءها للتضحية والاستشهاد من اجلها..
واحتراما مني لهذه الهوية القومية.. فاني ارفض الكوتا الدينية..

واحتراما مني لوجود متواصل لاكثر من ستة الاف عام.. فاني ارفض اختزاله الى الفي عام رغم كل افتخاري واعتزازي بالفي عام من مسيحيتي المشرقية..
واحتراما مني لتراثي، لالفبائي، لعاداتي، للشواهد الناطقة في ارض العراق ومتاحف العالم..
ارفض الكوتا الدينية..


انساننا وشعبنا في تاريخه الحديث والمعاصر لم يناضل تحت شعار ديني..
انساننا وشعبنا ومؤسساتنا واحزابنا لم تناضل وتضحي وتستشهد وتعاني من اجل مجرد مطالب دينية..
لذلك..
فاحتراما مني للشهيد مار بنيامين شمعون وشهداء السيفو..
واحتراما مني لشهداء سميل وصوريا والانفال..
واحتراما مني للشهداء يوبرت ويوسب ويوخنا، والشهيد المنسي فرنسيس شابو ورفاقه السابقون واللاحقون..
واحتراما مني للـ (خيث خيث الب، المنظمة الاثورية الديمقراطية، الحزب الوطني الاشوري، حزب بيت نهرين الديمقراطي، الحركة الديمقراطية الاشورية، حزب الاتحاد السرياني، المجلس القومي الكلداني، وجميع تنظيمات شعبي) التي لا احد، اكرر لا احد، منها يحمل اسما دينيا ولا برنامجا دينيا فاني ارفض الكوتا الدينية..


4- الكوتا الدينية.. اجهاض للرؤية الوطنية:
هنا ايضا لم استخدم كلمة الاجهاض مصادفة بل تعبيرا عن الحالة القائمة للعراق حيث ما زال لم يلتزم رؤية او يسير في مسار مستقبلي واضح.. فالرؤية الوطنية لعراق مدني يقوم على اساس المواطنة ويفصل الدين عن الدولة ويساوي الجميع امام القانون هي ما زالت رؤية لم تتبلور، ليس في الدستور والتشريعات فحسب بل وفي رؤية الساسة والاحزاب العراقية عموما (باستثناء البعض).
وللاسف الشديد فان احزابنا ليست ضمن هذا البعض بل على العكس تماما فانها تناقض هذه الرؤية بشرعنتها ولهاثها وراء الكوتا الدينية المسيحية بعكس كل برامجها وتنظيراتها وادعاءاتها.
من هنا جاء استخدامي عن قناعة راسخة بان الكوتا الدينية هي اجهاض للرؤية الوطنية.

مسيحيتي اكبر واعظم من ان تقزم بمقاعد يلهث وراءها المنتفعون..
مسيحيتي اكبر واعظم من ان تهمش الى كوتا في بازار البيع والشراء..
ومسيحيتي اسمى من حملة انتخابية تمارس التضليل والتسقيط وكل ما لا يتوافق مع المسيحية وقيمها.
الكوتا الدينية شرعنة للذمية..
والتزاما مني للرؤية الوطنية لوطن لا يفاضل بين ابناءه على اساس الدين..
واحتراما مني لمسيحيتي.. فاني ارفض الذمية.. وارفض الكوتا الدينية..


5- قد يقول البعض (وتحديدا قادة ومرشحي ومساندي القوائم المتنافسة) بانهم مضطرون للترشيح لانهم ان لم يترشحوا فانه سيكون هناك اخرون من كذا وكذا وكذا من الصفات السيئة سيترشحون ويفوزون وبالتالي سيسيئون الى شعبنا وحقوقه باداءهم في البرلمان!!!
كذا!!! يعني على اساس ان اداء البرلمانيين "المسيحيين" السابقين والحاليين واللاحقين كان قمة في الاداء..
وكاننا شعب لا يمتلك الذاكرة ولا يدرك ان البرلمانيين "المسيحيين" لم يحققوا حتى مشاريع قوانين وليس قوانين تخدم شعبنا..
ناهيك عن الاستحقاقات الكبرى لشعبنا بهويته وحقوقه القومية او حتى في مجال خصوصيته وهويته الدينية..
ويكفي لاي منا ان يستطلع محيطه العائلي والاجتماعي واصدقاءه وزملاءه عن اداء البرلمانيين "االمسيحيين" ليجد ان الغالبية المطلقة تقول انه جيدون لانفسهم فقد حصدوا الملايين بينما الشعب يقتل ويهجر وهم يتجولون ويجولون العالم ولا يخجل احدهم بالقول ان في حقيبته الدبلوماسية ملف تهجير مسيحيي الموصل والمسؤولين عن هذه الجريمة!!
اقول حتى بافتراض هذا الافتراض (يقول المثل العراقي: اذهب مع الكذاب الى عتبة داره) فان الية الترشيح والتصويت الحالية للكوتا "المسيحية" لا تحصنها من استحواذ الاخر. الم يكن هروب احد المرشحين من المعيار الثقيل من الترشح على بغداد والالتجاء الى الحاضنة العشائرية نتيجة لهذا الاستحواذ.
(ملاحظة مهمة: سنعود الى مسالة الية الكوتا (ترشيحا وتصويتا) في الجزء القادم من المقال ليس بالسطحية التي يعرضها البعض ويتعامل معها بل من زاوية ورؤية تهدف الى تطوير الكوتا نوعيا).
ونضيف القول:
ان هذا التبرير هو تبرير العاجزين وهو الغطاء التسويقي للرغبة الجامحة للحصول على الامتيازات السياسية والمالية الشخصية حتى على حساب الهوية القومية ودماء الشهداء الذين سقطوا من اجل (الاعتراف بالوجود القومي الاشوري) او (تعزيز الوجود القومي الاشوري).
فهذا التبرير اعتراف صريح بالعجز والخنوع والخضوع وبعدم القدرة على التاثير وصنع القرار..
اقول:
لو كانت القوائم المشاركة انسحبت او قاطعت الانتخابات وطالبت بتعديل خصوصية الكوتا من دينية الى قومية لكان لها صدى اكثر ايجابي وكان لها تاثيرا تحقق معه مطلب التعديل.
ان مقاطعة الانتخابات من قبل التنظيمات القومية والاعلان عن ذلك والمطالبة بتعديل الكوتا الى قومية كما هي في اقليم كردستان كانت ستحقق صدمة ايجابية لدى القيادات السياسية العراقية والمرجعيات الدولية ذات العلاقة والتاثير.
ايدرك الغافلون ان هذه المقاطعة ولهذا السبب الواضح والمطلب المشروع كانت الطريق الاقصر لتعديل الكوتا وتصحيح الخطا.. وكانت الطريق الاقصر للخروج من هذا الانفصام في الشخصية في الاحزاب القومية لشعبنا (جميعها دون استثناء) فهي احزاب قومية مدنية علمانية ترفض الدولة الدينية ولكنها جميعا تلهث وراء الكوتا الدينية وتشرعن الذمية والدولة الدينية.
ان نيل الامتيازات المادية والمنفعة الشخصية هي اكثر اهمية لديها من نيل الشعب لحقوقه وابسطها واولها الاعتراف بوجوده وهويته القومية.

6- شهادات على داء انفصام الشخصية
من السهولة جدا مع الارشيف الالكتروني الموجود على الانترنت العثور على عشرات ومئات التصريحات المقروءة والمسموعة من "القادة السياسيين" الاشوريين برفض الذمية ورفض التعامل معنا على اساس الانتماء الديني.
لن نعود بالذاكرة الى التسعينيات وارشيف جريدة (بهرا) بل نكتفي بشهادة ناطقة هي مقابلة اذاعة (SBS) مع السيد يوناذم كنا في عام 2003:
استمعوا الى صوت النائب "الاشوري" وهو يستبشر بانتهاء عهد الذمية:
https://www.youtube.com/watch?v=mk_B6q70yKI
هل هو يوناذم نفسه اللاهث عام 2009 و2014 ولاحقا 2018 و2022 وراء الكوتا المسيحية؟
لا... لا... اكيد هناك شيئ خطأ.. ربما التسجيل الاذاعي؟ ربما اللغة؟
ام ان هناك الامتيازات؟
يقال: كلام الليل يمحوه النهار..
يضيف البعض: وكلام المبادئ يمحوه الدولار.

ولكي نكون عادلين، فداء انفصام الشخصية ليس محصورا بالسيد كنا وقائمته.. بل يشمل جميع المتنافسين الاخرين..
ومنهم الزوعا2. (طبعا انا ادرك تماما الاسم الرسمي للكيان بانه (كيان ابناء النهرين) ولكني ككاتب امتلك الحق في اختيار تعابير مختصرة توفر الكثير من الشرح. ومصطلح (الزوعا2) هو بين هذه المختصرات. اما لماذا تعبير (زوعا2) فيمكن العودة الى مقالي (رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2)
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=702436.0
لنقرا مثلا، لا حصرا، رد السيد رعد ايشايا (القيادي السابق في الزوعا1 والقيادي الحالي في الزوعا2) على مقال السيد هرمز طيرو (مرحبا بالذكرى 35 لتاسيس زوعا) حيث يقول السيد ايشايا ما نصه حرفيا:
(2- وهدة الهدف
اي هدف تتمنطق به  سيدي الفاضل
(عراق ديمقرطي حر) كان الجزء الاول لشعار زوعا منذ تاسيسه
 وانت تكتب بقلمك من دولة اقرت واعترفت انه عراق محتل  وضعته في محك التقسيم الطائفي والاثني
(الاقرار  بالوجود القومي الاشوري) اذا تسعفك ذاكرتك وتتذكر كان الجزء المكمل لشعار زوعا قبل ان تنظم الى صفوفه ولتصبح مسؤول قاطع الينوي ......
بجهود وجهي العمله اعلاه تحول نضال زوعا من اجل كوتا مسيحيه في برلمان الاقليم والبرلمان العراقي
 هل ضحى الشهداء الاوائل لزوعا بحياتهم من اجل الصلات في الكنائس  سيد طيرو؟؟؟؟؟) انتهى الاقتباس الحرفي.
رابط المقال والرد:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,734170.msg6236205.html
ولكن الزوعا2 ينافس بغيرة وحمية كبيرة للفوز بالمقعد "المسيحي".

للمقال تتمة في جزءه الثاني (سانشره يوم الجمعة القادم) وفيه:
صراع على الكوتا المسيحية باخلاقية غير مسيحية: تضليل وانكار وتسقيط
نحو تطوير الكوتا: ترشيحا وانتخابا

الخوري عمانوئيل يوخنا

ملاحظة: كما في المقالات السابقة فاني اعتذر مقدما عن الرد على اي تعقيب ولكن يسعدني التواصل مع الراغبين بالمراسلة والحوار.
بريدي الالكتروني: youkhana(at)web.de

98
عيد القيامة وليس عيد الفصح

في الوقت الذي اتوجه فيه الى ابناء الشعب الاشوري وعموم المسيحيين بالتهنئة الصادقة لمناسبة عيد قيامة سيدنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد، متمنيا ومتضرعا اليه ان يمنح البشرية جمعاء، وبشكل خاص شعوبنا واوطاننا المتالمة في الشرق نعمة سلامه الرباني,
فاني اتوجه مرة اخرى، كما في مرات سابقة، الى الاخوة الكتاب والمؤسسات والجميع بالانتباه الى استخدام اسم (عيد القيامة) وليس (عيد الفصح).
صحيح نحن نحتفل بخميس الفصح، ولكنه محطة باتجاه الاحتفال الاكبر: عيد القيامة والانتصار على الموت والخطيئة.
فنحن شعب القيامة
ونحن نؤمن بالقيامة
وفصحنا الكامل هو القيامة

ولكن بسبب المحيط والبيئة الثقافية الاسلامية التي عشناها لقرون فقد تبنينا في خطابنا اليومي مصطلحات وتعابير اسلامية ومنها تعبير (عيد الفصح) بدل (عيد القيامة) كون المسلمين لا يعترفون بقيامة المسيح، وكون الذهنية الاسلامية ترفض قبول الاخر واحترامه كما هو بل تسعى لفرض قيمها ومعتقداتها (القانون الجعفري مثال قائم)، وهناك بيننا، وللاسف وبدوافع مصلحية او بسبب الجهل او الخنوع، من قبل الذمية في العديد من المواقف والتشريعات.
وحتى القيادات السياسية للاوطان التي عشنا ونعيش فيها فانها وبخلاف مسؤوليتها تجاه مواطنيها بان تحترم معتقداتهم وتخاطبهم بما يؤمنون به، فقد اصرت على فرض الذمية علينا حتى في المناسبات والرسائل والتهاني البروتوكولية، يستثنى من ذلك الرئيسين جلال طالباني ومسعود بارزاني اللذان وفي رسائل تهانيهما كما اطلعنا عليها في السنين الاخيرة استخدما اسم (عيد القيامة) وهو الاسم الصحيح، ونتمنى ان يستمر هذا الالتزام، بل ونتمنى ان تصحح بقية القيادات العراقية هذا الخطأ الشائع الذي له مغزاه ومعانيه.
قيامة مجيدة وسعيدة
وكل عام وشعبنا ووطننا والبشرية في سلام

ملاحظة: كما في كل مساهماتي على الموقع فاني لن ارد على اي تعقيب، ولكن يسعدني التواصل مع من يريد المتابعة على البريد الالكتروني:
youkhana@web.de

99
الى سيادة الاسقف باواي سورو: أنا لست ضالا

اطلعت على الموقع الرسمي للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، كما اطلع الكثيرون، على صورة الايمان التي قدمتموها ضمن سياقات قبولكم اسقفا كاثوليكيا بعد ترككم (ضلال) كنيسة المشرق الرسولية و(رجوعكم تائبا) الى كمال التعليم الكاثوليكي.
ملاحظة: العبارات بين الاقواس اعلاه ليست من عندي، فحاشا والف حاشا. فايماني المسيحي وتعليمي الكنسي وتربيتي العائلية واخلاقيتي الشخصية لا تسمح لي استخدام هكذا تعابير بحق اي انسان، فكيف بحق الكنيسة والاكليروس، ولكنها مقتبسة حرفيا ومن وحي صورة الايمان المشار اليها. ولانها لا تتوافق مع ايماني واخلاقيتي فقد وضعتها اينما وردت في هذا المقال بين قوسين.
الرابط ادناه هو لصورة الايمان اعلاه على موقع البطريركية الكلدانية:
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5532.html
كما انشر صورتها في نهاية هذا المقال.

1- هذا المقال لا يتناول مناقشة قراركم وخياركم العقائدي الكاثوليكي. فحرية المعتقد حق اصيل وهبه الخالق لخليقته، وليس من حق اي انسان التدخل في خيارات الاخرين العقائدية او اصدار الاحكام عنها وعليها.
الكنيسة الكاثوليكية كنيسة رسولية تقوم على اسس الايمان المسيحي القويم، كما هي الكنائس الرسولية الاخرى (ومن بينها كنيسة المشرق الرسولية). فالتباينات العقائدية او القانونية او الطقسية وغيرها هي مفهومة وطبيعية وتعبر عن غنى المسيحية وكنائسها، ولم ولن تكون علة للانتقاص من صواب الايمان الرسولي لاي منها.
ثم من انا الانسان الخاطئ الذي يمنح لنفسه حق محاكمة معتقد المقابل.
صحيح انكم منحتم لشخصكم هذا الحق عندما اتهمتم ابناء الكنائس غير الكاثوليكية بانهم (ضالين)، ولكني، يا سيدي، اعترف بجهالتي وضعف ايماني باني لا امتلك هذا الحق.

2- وهذا المقال لا يناقش قرار الكنيسة الرومانية بتنسيبكم اسقفا كلدانيا، فهذه نقطة ربما سنعود لابداء الراي فيها في مقال لاحق، ليس من زاوية التدخل في قرارات الكنيسة الرومانية الأم او الكنيسة الكلدانية التابعة لها. حاشا. بل من زاوية مدى خدمة او اعاقة هذا التنسيب للتقارب بين الكنيسة الكلدانية والمشرقية وتعزيزه استشراقا لامكانية الوصول الى صيغة من الوحدة بين الكنيستين.
وبالتاكيد سيكون رايي قائما على الحرص الكامل والشديد على الكنيستين على حد سواء. فاحترامي وحرصي على الكنيسة الكلدانية لا يقل عن احترامي وحرصي على كنيستي وهو حرص نابع من المشترك المسيحي والقومي بين الكنيستين تاريخا وحاضرا ومستقبلا.
بالاضافة الى علاقة محبة خاصة تجاه الكنيسة الكلدانية تعيش في قلبي منذ طفولتي حيث تتلمذت في مدرسة الطاهرة الاهلية (تابعة للكنيسة الكلدانية في دهوك) التي كان الخوراسقف الراحل فرنسيس اليشوران مسؤولا عنها، وتوسعت علاقة المحبة وتوطدت مع جميع اكليروس ومؤمني الكنيسة الكلدانية الذين تشرفت بالتعامل معهم ومن بينهم، وفي مقدمتهم، غبطة ابينا البطريرك مار لويس ساكو والاساقفة الاجلاء والاباء الافاضل.

3- كما ان المقال لا يناقش مجمل صورة الايمان التي تقدمتم بها، فهذا سياق كنسي تعتمده جميع الكنائس التي لكل منها صورة الايمان التي على من يتقبل الدرجة الكهنوتية فيها او ينتمي اليها اكليروسا متحولا من كنيسة اخرى ان يقدمها الى مرجعيته الكنسية التي سيعمل تحت سلطتها. وكل كنيسة تعتمد نصها لصورة الايمان وعادة ما تتضمن المبادئ العقائدية الاساسية والتعهد بطاعة المرجعيات الكنسية ومقررات المجامع السنهاديقية وغيرها.
فعلى سبيل المثال قدمت شخصيا صورة الايمان عندما تقبلت الرسامة كشماس ومن ثم ككاهن ولاحقا كخوري.
مثلما سبق ان قدمتم صورة ايمانكم الى مرجعيات كنيسة المشرق عند تقبلكم الرتب الكنسية تصاعديا، واخرها كانت صورة ايمانكم الرسولي وتعهد خضوعكم وطاعتكم لقداسة ابينا البطريرك مار دنخا الرابع والمجامع السنهاديقية الكنسية لكنيسة المشرق عندما تقبلتم الرسامة الاسقفية فيها في 21 تشرين الاول 1984
https://www.youtube.com/watch?v=lhpAbcWEX0g
مثلما قدمتم صورة ايمانكم اعلاه لقبولكم اسقفا كاثوليكيا (ليس موجودا عليها تاريخ تقديمها).

4- ولكني بالتاكيد ساناقش ما ورد في صورة الايمان من اساءة الى الكنائس غير الكاثوليكية (بقدر تعلق الامر بي كنيسة المشرق) فهذا حق لي وواجب علي. حيث كتبتم وبتوقيعكم الشخصي:
(أقبل اخويا الضالين عن الايمان واعمل بجميع الوسائل ان يرجعوا تائبين الى كمال التعليم الكاثوليكي). انتهى الاقتباس.
الم تلحظ سيدي ان صورة ايمانك لرسامتك الاسقفية في الكنيسة المشرقية (الضالة) في 1984 لم تتهم ايا من الكنائس الاخرى بالضلال. ولكنكم في عام 2014 وضمن (رجوعكم تائبا) تتهمون كنائس بالجملة بتهمة (الضلال)!!
فهذا الحكم العقائدي الذي صدر عنكم بحق الكنائس غير الكاثوليكية واتهامها بالضلال لم يات من انسان عادي غير مسؤول او في حديث هامشي عابر، بل انه صدر في وثيقة رسمية واساسية وبتوقيعكم الاسقفي وباتت وثيقة من وثائق المجامع السنهاديقية الكلدانية.
اذن هي وثيقة غير عادية او هامشية، بل هي وثيقة كنسية تاريخية ومرجعية.
وبذلك تكون مناقشتها حق لكل من توجهتم اليه بالاساءة. ويمكن ممارسة هذا الحق الطبيعي بشكل فردي (كما هو حال مقالي وما يمكن ان يلحقه من متابعات فردية) او بشكل جماعي او مؤسساتي كنسي.
مثلما هو واجب علي. واقل ما يقال عنه انه واجب اخلاقي للدفاع والحفاظ على كرامة كنيستي واباءها وابناءها الراقدين منهم والاحياء.
ولانه كذلك، فهو ليس بحاجة للاستئذان بشانه من اي احد، فهو ليس اجراء يتطلب مني العودة الى مرجعيتي الكنسية وطلب موافقتها للدفاع عن عقيدة كنيستي وكرامتها وكرامتي الشخصية.
ان يقبل سيادتكم على نفسه بالتوجه بالاساءة الى اباءه الروحانيين والجسديين فهو امر يعنيكم.
وان تقبل عائلتكم واصدقاءكم ومعارفكم ان تسيئوا الى ايمانهم وايمان اباءهم فهو امر يعنيهم.
ولكني بالتاكيد لست ملزما بالسكوت او المسايرة او غض النظر عن الاساءة.
وبالتاكيد فان دفاعي عن كرامة كنيستي هو دفاع بالضرورة عن كرامة الكنيسة الكلدانية ليس لانهما كنيستان رسوليتان شقيقتان فحسب، بل ولاني ان تهاونت في حماية كرامة كنيستي وكرامتي فبالتاكيد لن اكون مؤهلا للدفاع عن كرامة الكنيسة الكلدانية في حال، لا سمح الله، تعرضت لاساءة مماثلة كالتي اساتم بها الى كنيستي وبقية الكنائس غير الكاثوليكية.

5- سيدي الجليل.. ان اي مسعى لتبرير الاساءة بصيغة او باخرى او بتحريف المعنى الواضح والصريح لها وتوجيهه بان المقصود به ليسوا الكنائس غير الكاثوليكية هو مسعى غير مقبول تماما، وانصحكم وانصح المدافعين عنكم بعدم الاتيان به، لان المضمون والسياق واضح للجميع (وليس للاكليروس فقط)، ولان هكذا تبرير او تفسير سيعني الاصرار على الاساءة اولا والاستخفاف بعقل المقابل ثانيا وهو اساءة مضاعفة.
الاساءة واضحة وصريحة.. والمطلوب هو اعتذار واضح وصريح. ونقطة على السطر.
وكان يمكن لكم القيام بذلك بعد ارسالي الايميل الشخصي الاول لكم بتاريخ 11 اذار 2014، ومن بعده الايميل الثاني بتاريخ 15 اذار 2014، ومن بعده نشر رسالتي اليكم على موقع عنكاوة بتاريخ 21 اذار 2014.
ولكنكم بعدم تقديمكم الاعتذار فان لسان حالكم يقول انكم مصرون على الاساءة.
وبالتاكيد فان ذلك يعني، عندي شخصيا، الاصرار على مطالبتكم بالاعتذار عن الاساءة.
وبين هذين الاصرارين فاني لا اتحمل اية مسؤولية في تطور المسالة من مراسلة شخصية (كما اردت لها ان تكون في ارسالي ايميلين شخصيين لكم) الى شان عام من الاقوال والافعال وردود الافعال.
اتمنى قلبيا عليكم واصلي من اجلكم بان تمتلكوا الحكمة والجراة لتقديم الاعتذار الواضح والصريح.
واتمنى على حكماء الكنيسة الكلدانية وهم الاكثرية من الاكليروس والمؤمنين التي تشعر بالمسؤولية ان تنصحكم بالاعتذار.
واتمنى ان تقبلوا نصيحة الحكمة هذه المرة بعد ان لم تسمعوها عندما دعمتم وغطيتم العنف الاجتماعي والتسقيط والبشاعات يوم تحالفتم مع رؤوس الفتنة الاشورية من "ساسة" و"اعلاميين" و"ناشطين قوميين" وغيرهم.

6- اقول يا سيدي
انا لست ضالا.. فانا اؤمن ايمانا ثابتا بسر الثالوث المقدس: الاب والابن والروح القدس، إله واحد.
وانا لست ضالا.. فانا اؤمن بسر التجسد بان يسوع المسيح ابن الله تجسد من اجلنا ومن اجل خلاصنا.
وانا لست ضالا.. فانا اؤمن بسر الفداء بصلب وموت وقيامة الرب يسوع المسيح.
وانا لست ضالا.. فاني اؤمن بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وبالتقليد الرسولي..
وانا لست ضالا.. فانا قد تقبلت سر العماذ المقدس في كنيسة رسولية مقدسة ومن كاهن تقبل الرسامة الكهنوتية المقدسة.
وانا لست ضالا.. فانا اتناول القربان المقدس، جسد ودم ربي والهي يسوع المسيح.

وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة رسولية تقبلت الايمان نقيا صافيا من تلاميذ رب الكنيسة.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة الرسل والشهداء والملافنة الكبار.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة الاسرار البيعية المقدسة.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة تؤمن وتلتزم وتبشر الايمان النيقاوي الذي الهمه الرب بروحه القدوس على اباء الكنيسة.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة الشهادة والاستشهاد.. شهادة على المسيح الحي.. والاستشهاد من اجله.
وكنيستي ليست ضالة.. فهي كنيسة جامعة ومسكونية.


7- واضيف يا سيدي..
وبسبب كل ذلك فبافتراض اني في يوم ما قررت الاختيار العقائدي الكاثوليكي بعد (الضلال) الرسولي المشرقي فاني لن (ارجع تائبا) بل ساكون صادقا امام ربي وخالقي، ومنسجما مع نفسي وضميري، وصريحا مع الكنيسة الكاثوليكية باني لم اكن (ضالا) ولست (ارجع تائبا).

8- واسالكم يا سيدي..
هل لكم ان تفسروا هذا التناقض في موقفكم باتهامكم لكنيستي (كنيستك الأم) بالضلال لمجرد عدم كاثوليكيتها، وبين موقف المرجعية الكنسية الكاثوليكية الرومانية التي انتم الان تحت مرجعيتها العقائدية والقانونية والتي بادلت الاعتراف والاحترام المتبادل للايمان المسيحي الرسولي بينها وبين الكنيسة المشرقية والذي تم توقيعه في روما في 11 تشرين الثاني 1994.
دعني انعش ذاكرتكم بهذه الصورة:

من الصادق: قداسة الحبر الروماني بتوقيعه واعترافه واحترامه لايمان الكنيسة الرسولية المشرقية وترحيبه الاخوي بالحبر المشرقي؟
ام انتم بتوزيعكم تهمة (الضلالة) بالجملة؟

9- واضيف متسائلا:
ماذا تقصدون بتهديدكم (واعمل بجميع الوسائل). فان كانت الصوم والصلاة والارشاد لما كنتم احتجتم لهذه الصياغة التهديدية التي تعودت اذاننا على سماعها كل يوم جمعة.
بالتاكيد فان (الحملة الايمانية) التي ترافقت مع ترككم (الضلال) قبل ثماني سنوات، وحملات العنف الاجتماعي والتسقيط والتضليل التي مارسها حلفاءكم من الساسة والتنظيمات والمؤسسات "القومية" هي تجسيد لـ(اعمل بجميع الوسائل)، مثلما كانت سرقة ممتلكات الكنيسة عبر وضع اليد عليها (شكرا للمحاكم المدنية العلمانية الامريكية التي اعادت الحق لاصحابه) هي ضمن (اعمل بجميع الوسائل).
سنتطرق لهذه الامور وتفصيلاتها ووثائقها في مقالات لاحقة لانها جزء من تاريخ هذا الشعب الذي ربما تراهنون باعتقاده او تريدونه (واخرين ممن التزموا وشاركوا حملتكم الايمانية) شعبا فاقد الذاكرة.
كلا يا سيدي.. انه رهان خاسر فالشعوب لا تفقد ذاكرتها بل تحتفظ بها حية لاجيالها لتتعظ وتتعلم منها.

10- سيناريو لحوار وارد الاحتمال:
ضمن السياقات المفهومة والطبيعية، بل والواجبة برايي، ان يلتقي قداسة البابا مع بطاركة واساقفة الكنائس الكاثوليكية المتحدة مع كرسي روما، ومن بين هذه الكنائس الكنيسة الكلدانية.
ومن متابعتنا لشخصية البابا فرنسيس وما يتسم به من تواضع وروح محبة وعفوية مسيحية فاننا لا نستبعد ان يبادر في لقاءه مع الاساقفة الكلدان ان يسال سيادتكم عن اسم (باواي او باباي) ومعناه او جذوره، خاصة وانه اسم غير مالوف بين اسماء الاساقفة الكاثوليك.
يا ترى: هل ستقول له بانك اتخذت الاسم تيمنا باسم (الضال) الاكبر مار باواي!! المولود في النصف الثاني من القرن السادس والذي هو من اكبر لاهوتيي وملافنة الكنيسة المشرقية.
ام تراك ستسعى الى (تضليل) البابا بالادعاء بانه اسم اشوري او كلداني شائع!!! (لا اعتقد انك ستحاول ذلك فالتضليل ليس من خصالك ولم تمارسه مطلقا في سيرة حياتك!!!! وهذا ما سنعود اليه في مقالات قادمة بعد الانتخابات العراقية).

11-  اما لماذا تاجيل بقية المقالات لما بعد الانتخابات. فلسبب بسيط وواضح باني لا اريد ان يتم توظيف موضوعنا في الصراع الانتخابي، خاصة وان مسيرة (رجوعك تائبا عن ضلال) كنيسة المشرق وما رافقها من عنف اجتماعي وممارسات تقشعر لها الابدان كانت بمشاركة كاملة من جهة حزبية اشورية معروفة تخوض قياداتها الباقية في التنظيم ذاته او الخارجة عنه بدوافع تنظيمية وشخصية (لا تخص الشان القومي او الوطني مضمونا او سلوكا) صراعا انتخابيا لا يخلو من محاولات التسقيط (من شب على شيئ شاب عليه).
بالاضافة الى ان موقفي الشخصي من الانتخابات واضح وساوضحه في مقال لاحق في الاسبوع القادم بعنوان:
(الكوتا الدينية: قتل للهوية القومية واجهاض للرؤية الوطنية).

والرب يبارك الجميع.

(الضال) عمانوئيل يوخنا
الخوري في كنيسة المشرق الرسولية (الضالة)
المانيا في 10 نيسان 2014


ملاحظة: اعتذر سلفا عن عدم الرد على اي تعقيب.
للراغبين بالتواصل بشان الموضوع، يمكنهم مراسلتي على الايميل الشخصي:
Youkhana-at-web.de
مع المحبة والتقدير


100
سيادة اشور سورو المحترم
اسقف فورنتينا شرفا والاسقف المنسب الى ابرشية مار بطرس الكلدانية

تحية في الرب
سبق وان ارسلت الرسالة الشخصية ادناه الى ايميلكم الشخصي بتاريخ 11 اذار 2014 واعدت ارسالها في 15 اذار دون ان اتلقى اية اجابة عليها، مما جعلني اعتقد بوجود خلل تقني في الايميل، وحيث اني حريص على ان تصلكم الرسالة بمقدار حرصي على تلقي الاجابة عليها، فاني, ورغم كونها رسالة شخصية، انشرها على موقع عنكاوة كونه الموقع الذي يضمن وصول ما ينشر فيه من مواد الى الاشخاص والجهات ذات العلاقة بموضوع النشر.
اؤكد ما موجود في الرسالة بانها شخصية لا رسمية.
ايميلي الشخصي هو: youkhana@web.de

101
اعلان: توفر نسخ محدودة واخيرة من مجموعة كتب الاعياد المارانية


تحية المحبة في الرب يسوع المسيح،
نتوجه بهذا الاعلان الى ابناء شعبنا عموما واكليروس ومؤمني كنائس المشرق وجميع المهتمين باللغة والتراث الطقسي والادبي لكنائس المشرق الرسولية من الذين يرغبون باقتناء المجموعة الكاملة للصلوات الطقسية للاعياد المارانية السبعة لاعلامهم بان اعدادأ محدودة فقط بقيت منها.
الجدير بالذكر ان كل كتاب من مجموعة الكتب الطقسية هذه والتي تنشر لاول مرة هو لاحد الاعياد المارنية السبعة: اليلدا (الميلاد)، الدنخا (الغطاس)، القيامة، السولاقا (الصعود)، الفنطيقوسطي (العنصرة)، الكليانا (التجلي)، الصليوا (الصليب).
وكل كتاب منها يتالف من قسمين:
يضم الاول المجموعة الكاملة لنصوص الصلوات الطقسية للعيد (الرمشا، الليا، الصبرا، القداس وقراءاته الكتابية وتراتيله)، فيما يضم القسم الثاني النصوص الكاملة للصلوات غير المنشورة سابقا والتي تم تنضيدها بالعودة الى عدد من المخطوطات القديمة مع مقارنتها مع بعضها.
اضافة الى مصادقة رؤساء الكنيسة ومقدمة المتروفوليت مار ميلس زيا، ومقدمة اخرى تتضمن الكثير من الملاحظات التعريفية والتحليلية للاركذياقون عمانوئيل يوخنا.
فيما ضم ملحق كل كتاب جداول مقارنة بين التراتيل والعونياثا المختلفة بالاضافة الى ترجمة انكليزية لعدد منها.

وادناه جدول باعداد صفحات كل كتاب من كتب المجموعة
•   اليلدا (الميلاد): 388 بينها 132 صفحة للقسم الاول و173 للقسم الثاني بالاضافة للمقدمات والملحق
•   الدنخا (الغطاس): 274 بينها 125 صفحة للقسم الاول و127 للقسم الثاني بالاضافة للمقدمات والملحق
•   القيامة: 404 صفحة بينها 187 للقسم الاول و161 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق
•   السولاقا (الصعود): 231 صفحة بينها 130 للقسم الاول و 70 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق
•   الفنطيقوسطى (العنصرة): 272 صفحة بينها 200 للقسم الاول و42 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق
•   الكليانا (التجلي): 194 صفحة بينها 136 للقسم الاول 40 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق
•   الصليوا (الصليب): 268 صفحة بينها 184 للقسم الاول و59 للقسم الثاني والبقية للمقدمات والملاحق

اهمية مجموعة الكتب ليست فقط في الاستخدامات الطقسية حيث تتيح انسيابية وسلاسة وبالتالي جمالية الاداء الجماعي للصلوات حيث ليس هناك انتقال بين صفحات الخوذرا والمزمورا وغيرها، بل تشمل اهميتها في انها تلقي الضوء وتنشر ولاول مرة نصوص طقسية فيها الكثير من الروعة الادبية والتعليم اللاهوتي والعقائدي بالاضافة الى معلومات تاريخية تعود الى زمن كتابة وتاليف هذه النصوص، وبذلك هي مرجع للدارسين والمهتمين ايضا مثلما هي غذاء روحي للمتعبدين والمصلين.
يذكر ان ابرشية لبنان لكنيسة المشرق انجزت هذا العمل الكبير في فترة زمنية لا تتجاوز 15 شهرا.
مجموعة الكتب متاحة للراغبين باقتناءها وبسعر 150 دولار للمجموعة متضمنا سعر البريد. علما ان بيعها هو بشكل مجموعة كاملة وليس كتبا مفردة.
المجموعة متوفرة وبكميات محدودة في:
شيكاغو: الاتصال بالاب انطوان لاجين. الايميل: FatherAZL@aol.com
سدني – استراليا: الاتصال بالاب نرساي يوخنا. الايميل: revnarsai@icloud.com
مودستو – كاليفورنيا: الاتصال بالسيد سورو سورو. الايميل: sorotsoro@yahoo.com
اوربا الاتصال معي على الايميل: Youkhana@web.de

ملاحظات:
نظرا لمحدودية الكميات المتبقية للمجموعة الكاملة للكتب فان الاولوية ستمنح لمن يطلبها اولا.
قامت الابرشية بطبع صندوق خاص ليضم مجموعة الكتب. الصندوق كان باعداد محدودة للكتب التي تم تقديمها هدايا الى المرجعيات الكنسية والمؤسسات العلمية والاساتذة الجامعيين المهتمين. وهو ليس ضمن التسعيرة اعلاه.

وليبارك الرب الجميع

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا

102
دعوة لدعم حملة (انقذوا سوريا)
اطلقت منظمة (الابواب المفتوحة العالمية) حملة تواقيع بعنوان (انقذوا سوريا) ويتضمن نصها:
((لقد تسببت الأزمة في سوريا بأن يعاني الشعب معاناة رهيبة وأن يواجه تحديات فظيعة. وعلى الأخص المجتمع المسيحي الذي يشكل حوالي 8% من السكان وهو المتجذر أصلاَ في ما لا يقل عن ألفي عام من التاريخ في هذه البلاد، وهو يدفع الآن ثمنَا باهظَا للحياة في منطقة الحرب الدائرة هناك، بينما هو مهدد بالدمار الكامل.
ولذا فإننا باسم المسيحيين في سوريا نرجو أصحاب النفوذ والسلطة لعمل كل ما هو ممكن من أجل:
•   حماية حياة وأسباب الرزق والعيش الكريم والحريات لكل الناس في سوريا.
•   صون ووقاية وجود المجتمع المسيحي وعلى الأخص إيقاف وخطف وتعذيب وقتل المسيحيين من قبل الجماعات المتطرفة والإجرامية.
•   ضمان سلامة وعدالة وصحة وصول المساعدات الإنسانية داخل وخارج سوريا على حد سواء.
•   تمكين المسيحيين من البقاء في ديارهم و/أ و العودة إليها بأمان ودونما خوف أو تهديد بالعنف.
•   صون ووقاية حقوق المسيحيين في العبادة بسلام وأمان وإفساح المجال أمامهم لتقديم العون والمساهمة في صنع السلام.
•   التأكيد على إقامة سوريا جديدة ذات مجتمع ودستور يضمن بالقول والفعل احترام حقوق وحريات الأديان والمعتقدات للجميع.))

ويمكن زيارة موقع الحملة على الرابط التالي:
https://www.savesyriacampaign.org/?lang=ar
حاليا هناك حوالي ربع مليون توقيع تاييد للحملة.
علما ان منظمة (الابواب المفتوحة) هي منظمة عالمية ناشطة في مجال حقوق الانسان وبخاصة المجتمعات المسيحية، وهي عضو المنتدى الاوربي للتسامح الديني.
 
علما ان الخطوات اللاحقة للحملة هي تقديم الالتماس الى اعضاء مجلس الامن في 10 كانون الاول الحالي لمناسبة يوم الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
ولذلك فان توقيعكم للحملة قبل هذا التاريخ هو دعم كبير لها وللمجتمع والوجود المسيحي في سوريا.
ادعموا الحملة وشجعوا الاخرين على دعمها من خلال نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لكم.

مع التقدير

103
الاخ تيري مع المحبة
رغم ان عادتي هي بعدم التعقيب على اي مقال، وعدم التعقيب ايضا على ما يرد من تعقيبات على المقالات التي انشرها ايضا، حيث اكتفي بقراءتها والاستفادة من المعلومات او الاراء الواردة فيها، او الشعور بالشفقة على البعض الاخر.
الا انه هذه المرة وخلافا للعادة اود التعقيب على مقالكم بالقول اني اجدك اهدرت وقتا وجهدا في قراءة مقال السيد مندلاوي، واهدرت وقتا وجهدا اكثر في الرد عليه.
بل وبردك عليه اجدك قد منحته شرفا وقيمة لا يستحقها.
برايي المتواضع ان التعامل الحكيم والسليم مع الحالة المندلاوية والتي تقوم على الحقد القومي تجاه الاخر هي بعدم هدر الوقت بقراءة ما ينشرون، وعدم هدر الجهد بالرد عليهم، وعدم تكريمهم بالردود. سواء كان كاتبها "كرديا" او "اشوريا" او "كلدانيا".
المندلاوي اسم اخر يضاف الى قائمة "كتاب" (جمع كاتب) الاحقاد القومية الذي يضم "كتابا" من مختلف القوميات.
مع التقدير

104
تحية محبة وتقدير
في الوقت الذي اؤيد فيه مطلب رفض تسمية الشارع في دهوك باسم سمكو شكاكي
وفي الوقت الذي كنت داعما ومشاركا من البداية لمبادرة السيد كامل زومايا ونخبة المثقفين في طلب الغاء تسمية الشارع في اربيل
وفي الوقت الذي كنت مساهما اساسيا مع الاخ كامل زومايا في وضع نص المبادرة كما نشره موقع الحوار المتمدن
وفي الوقت الذي اقدر مبادرة الاخ انطوان صنا واحترم نواياها واهدافها النبيلة
فاني ارجو رفع اسمي من الصيغة الحالية للمبادرة بشان شارع دهوك للاسباب التالية:
1- ان ناشر المبادرة لم يطلب مني ادراج اسمي من عدمه فيها بل كان هناك ايميلات متبادلة مع السيد كامل زومايا وكانت ملاحظاتي واضحة فيها بشان الموضوع ولا اجد داع لايراد التفاصيل هنا (مع عدم ممانعتي في ايرادها ان كان ذلك ضروريا).
2- اني في الوقت الذي اثمن عاليا جهود وادوار كل المشاركين في تحقيق نتيجة الغاء تسمية الشارع في اربيل فاني اتحفظ على صيغة المفاضلة المطروحة لجهد محدد من بين مجموعة جهود، فذلك ليس عدلا. مع تكرار وتاكيد شكري وتقديري لكل الجهود.
3- ارفض بالمطلق ادراج اسمي مع اسم من كان له ولسنين متواصلة برنامج تلفزيوني مخصص للسب والشتم والاساءة لكنيسة المشرق واباءها الاحياء والاموات ومن بينهم البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون.

مع المحبة والتقدير

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا


105
محافظة اربيل تسمي شوارعها باسم قتلة رموز شعبنا الاشوري
تيري بطرس
bebedematy@web.de

المقال منقول من موقع (صوت كردستان) من الرابط:
http://www.sotkurdistan.net/index.php?option=com_k2&view=item&id=31147

في 3 اذار 1918 كان قداسة مار بنيامين شمعون العشرون مدعوا لدى اسماعيل اغا الشكاكي والمعروف باسم سمكو الشكاكي، وكانت الدعوة للتباحث حول اقامة حلف اشوري كوردي لاقامة الدولة الاشورية الكوردية، وبعد المباحثات، خرج قداسته ومعه حراسة وعند انطلاق عربته اطلق سمكو الشكاكي الطلقة الاشارة لمن كان قد هيأهم فوق اسطح  المحيطة بمكان الاجتماع في قرية كوهين شهر، وهكذا انهمر الرصاص على الجميع وقتل قائد الاشوريين وبطريركهم الشاب في مكيدة غادرة ذهب ضحيتها هو وحوالي مائة وخمسون من مرافقيه.
تعتبر الاعوام من 1914الى 1918 من اصعب الاعوام التي مرت على الاشوريين، فقد تعرضوا لمذابح بشعة خسروا فيها حوالي 750 الف نسمة منهم، وهذه المذابح حدثت بامر من الحكومة التركية وبيد الخيالة الحميدية التي كان الكثير منها مؤلف من العشائر الكوردية. وحادثة القتل هذه وان حدثت في الاراضي التابعة للسلطة الفارسية الا انها تعتبر امتدادا لهذه المذابح البشعة والتي حولت شعبنا من لا عب فاعل ومؤثر في المنطقة الى اقلية ضعيفة ومضظهدة. هنالك اسماء يحاول الكورد منحها صفة المناضلين القوميين، تثير لدينا اسئلة كثيرة ومنهم بالاظافة الى سمكو الشكاكي ، بدرخان بك الذي قتل اكثر من عشرةالاف اشوري ودمر العشرات من القرى دون ان يقدم خدمة للقضية الكوردية الا هم، ان اعتبر افراغ قرانا من سكانها وتحويل السكان عن دينهم خوفا ورعبا يعتبر جزء من هذه الخدمة؟ والثالث هو محمد كور الراوندوزي الذي بز بدرخان في قتله وتدميره. اننا لا نستنكر ان يقوم الاخوة الكورد بالاحتفاء برجالاتهم ونسائهم ممن قدم خدمة للكورد وخصوصا لكورد العراق، لان اربيل جزء من العراق، فهذا يسعدنا، ولكن ان يكون الاحتفاء برجال لم يكن لهم من انجاز الا قتل وتدمير شعبنا وتدمير بنيته التحتية واراضيه وممتلكاته، فهذا امر يثير التساؤل عن معنى الشراكة التاريخية التي يتغنى بها البعض. وان يترافق ذلك مع الدعاوي لدى البعض للانتقاص من حضور شعبنا في المشهد السياسي والتشريعي بحجة او بسبب انحناء البعض للتوسل من هذا الطرف او ذلك، في لعبة الصراعات الكوردية الداخلية، فعندها تثير اسئلة كثيرة.
هل وصل الامر بادارة هذه المحافظة لهذا الصلف والاستقواء لحد، عدم مراعاة شعورنا واحساسنا بالغثيان والانكسار من مثل هذا العمل الشنيع والذي لا يمكن تبريره باي شكل من الاشكال، ام انها رسالة تقول ما تشعرون به لا يهمنا فنحن اصحاب البلد والاكثرية ومن حقنا فعل اي شئ، في تكرار فج لما فعله البعث بهم وبنا؟ انها رسالة غبية تقول بعدم التعلم من اي درس، لان المظلوم سيمد يده لاي طرف يساعده ويسانده، فهل بهذه الرسالة يمكن بناء امن داخلي متين وتسامح يجعل المجتمع يعيش استقرارا وسلاما؟
ان كون شعبنا اقلية او جعل اقلية بفعل المذابح الكبرى التي لحقت به خلال القرن ونصف القرن الماضي، لا يعنى ان يتم اهانته هكذا بتكريم قتلته وقتله احد اهم رموزه المكني بامير شهداء الشعب الاشوري، والقديس الشهيد، لان الامر لا يمكن ان يخرج عن اعتباره اهانة باي شكل من الاشكال. ان عدم اعادة النظر بالامر وبكل المناهج الدراسية التي تكرم هذا القاتل وبقية القتلة التي تم ذكرهم، لا يعني فقط الاهانة ولكنه يعني رسالة موجهة الى الاجيال القادمة وهي رسالة دموية مرعبة تقول ان من يقتل الاشوريين سيكرم بذكره بطلا من ابطال الكورد؟ اليس مرعبا هذا الامر وهل بهذه العقلية ندخل القرن الواحد والعشرو ن، ام انه استسلام للقوى الاسلامية وعلى حساب الحق والعدالة، وليذهب الاخرين الى الجحيم؟
ان اخوة الشعبين الاشوري والكوردي يجب ان تبني على التفاهم والتشارك كشعبين في الكثير من الامور وليس النظر الى شعبنا بمنظار الاقلية، ان شعبنا ورغم المحن الاخيرة فان قواه الغالبة ايدت التعاون مع الكورد، وكان تواجد شعبنا ومؤسساته وحماسهم للمشاركة في العمل السياسي والثقافي والاجتماعي في الاقليم، واجهة او مراءة جميلة يشاهد من خلالها العالم الاقليم باجمل صوره، واذا اعتقد الشعب الكوردي او قيادات او ادارات فيه انه لم يعد يحاجة لشعبنا فهو واهم. فالشعوب تبقى بحاجة احداها للاخر ان عرفنا كيف نقراء التاريخ وكيف نتعلم من العالم.

106
رسالة مفتوحة الى الاخوة في زوعا2
ملاحظات:
1- الرسالة ادناه لا تمثل بالضرورة راي اية جهة كنسية او مؤسسة انتمي اليها. بل تمثل رايي كابن هذا الشعب ومن حقي ابداء الراي بمختلف الامور التي ارى انها تستحق ذلك. ارجو عدم تحميل المقال ما لا يتحمله من مواقف كنسية او مؤسساتية.. مع ترحيبي وتقديري لكل الاراء التي ترد اتفاقا او اختلافا او تطويرا..
2- تريثت في نشر الرسالة كي لا تتزامن مع الحملة الانتخابية الاخيرة، ولكني استعجلت نشرها قبل اعلان النتائج كي لا تفسر ايضا على انها مبنية على هذه النتائج. فالرسالة لا ترتبط باي موقف انتخابي هنا او هناك.

المدخل:
اسميت المقالة بالرسالة لانها موجهة الى جهة محددة، وان كان موضوعها يخص الشان العام.
ووصفتها بالمفتوحة لاني انشرها في مواقع الانترنت، وتحديدا موقع (عنكاوة) الموقر.
ووصفت الذين اوجه الرسالة اليهم بـ(الاخوة) لانهم فعلا كذلك. كيف لا وهم اخوتي في الانتماء الانساني والديني والقومي والوطني، بل وكان لي علاقات صداقة وعمل قومي مؤسساتي مع الكثير منهم. في كل كتاباتي ونشاطاتي التزمت المحبة مع الجميع وبخاصة ابناء شعبي، ومن خصوصيات محبتي لمن هم في موقع القرار اني اعطي رايي في نشاطهم صريحا مجردا من اي تملق او مواربة، ودعمت ارائي بالنقاش الموضوعي والوثائق والحجج والبراهين. ولانني التزمت اقصى صراحة فان البعض اعتبروا (الاقصى) بانه (الاقسى). شخصيا من اشد المعجبين واكثر الملتزمين حكمة اباءنا الموروثة عندما قالوا: (ܚܒ݂ܪܘܟ݂ ܡܒܟܹܐ ܠܘܟ݂ ܘܣܢܝܢܘܟ݂ ܡܓܚܟܠܘܟ݂) اي: (صديقك يبكيك وخصمك يضحكك).
وسميت الاخوة الموجهة اليهم الرسالة بـ(الزوعا2) لانهم:
1- مجموعة يجمعها راي سياسي.
2- ليسوا منتظمين الى اليوم بحزب سياسي يحمل اسما معينا لمخاطبتهم به.
3- ليسوا فقط قائمة انتخابية بل يعلنون ان الانتخابات الحالية مجرد محطة وان عملهم مستمر قبلها وبعدها.
4- لانهم يصرون انهم ملتزمون اسم الحركة ونهجها. وبوجود الزوعا1 الذي يديره بالامس واليوم وغدا السيد يوناذم كنا فانه بالنتيجة وللتمييز بينهم وبين زوعا1 اسميتهم زوعا2 .
فاليهم اتوجه بهذه الرسالة داعيا في مستهلها الرب ان يمنحنا جميعا بركاته ويحفظكم ويحفظنا بنعمته اللامتناهية.

وبعد،
اتابع كما يتابع العديدون، خروجكم الفردي والجماعي من الحركة الديمقراطية الاشورية. واذا كانت الظاهرة ليست بالجديدة على الحركة وعموم التنظيمات السياسية، فان هناك من العوامل ما يجعلها مثيرة للاهتمام، واهم عاملين برايي هما الشكل والتوقيت:
1- فمن حيث الشكل فانكم في هذه الموجة اخترتم عدم الخروج بصمت بل باعلان الخروج واسبابه، وهذا ومن حيث المبدأ تستحقون عليه التقدير لانكم احترمتم شعبنا الذي من حقه معرفة خلفيات ودوافع الخروج من مستويات قيادية في اي من تنظيماته. بخلاف الموجات السابقة من الخروج حيث لم تنشر علنا اسباب خروجهم وبقيت محصورة ضمن حلقات ضيقة. وبعضهم سرب نسخا منها والبعض الاخر لم يفعل.
ولكن من حيث المضمون، بمعنى اسباب الخروج، فاني ارى فارقا لصالح الموجات السابقة بالمقارنة مع الموجة الحالية وهذا سناتي اليه في سياق المقال.
وفي الشكل ايضا فان الخروج الحالي يتميز بانكم ملتزمون العمل مع بعض كمجموعة سياسية وبالتالي ملتزمون الاستمرار بالعمل القومي المنظم الذي نتمناه ايجابيا. بينما الموجة الاولى لم يجمعها بعد خروجها اطار للعمل المشترك فكل منهم وبحسب رؤيته اختار خياره فمنهم من استمر في العمل القومي بجهد فردي ومنهم من انتظم في مؤسسات وتنظيمات متفرقة ومنهم من اعتزل العمل السياسي. وهم جميعا موضع احترامنا وتقديرنا.
2- ان التوقيت جاء متزامنا، وفي بعضه مترابطا، مع محطات واستحقاقات تنظيمية داخلية بالزوعا (المؤتمر مثلا) وقومية (اليات العمل المشترك) ووطنية (انتخابات برلمان الاقليم والبرلمان الاتحادي قريبا والاستحقاقات المترتبة عليهما والمتوازية معهما من دستور وتشريعات وغيرها) واقليمية (الحراك في ما يسمى الدول العربية، وتحديدا سوريا ومشاركة وتفاعل شعبنا فيه ومعه).
ربما (اقول ربما) لم تكن حاضرة هذه التزامنات (بعضها او جميعها) لدى البعض او كل الزوعا2 عندما قررتم الخروج، ولكن بالتاكيد فان هذا الخروج بما انتجه من نقاشات ومواقف داخل شعبنا ومؤسساته ستؤثر وتتاثر بصيغة او باخرى بهذه الاستحقاقات والمحطات، وقد شهدنا بدايتها في انتخابات برلمان الاقليم.

من حيث المبدأ ومن قراءة حركة التاريخ فان الانقسامات وسجالاتها مسالة طبيعية في كل حين ومكان، بل هي من سنن الحياة. وعندما تكون بسبب اختلاف الرؤى فانها تشكل في نهاية المطاف اضافة نوعية.
ولكن بمراجعة المعلن الصريح او المفهوم من المعلن من اسباب خروجكم فانه، واسمحوا لي القول بصراحة المحبة، خليط بين المواقف الشخصية وتجاوز القيادة للسياقات التنظيمية الداخلية. ولا يوجد، على الاقل لحد الان، خروج على خلفية اختلاف الرؤية والمواقف بشان القضية القومية لشعبنا واستحقاقاتها والتزاماتها وغيرها مما هو صالح الشان العام. (باستثناء ما ورد في استقالة السيد سالم كاكو وسناتي عليها لاحقا).
وهذا بخلاف ما تميز به معظم الخارجين من الحركة في الفترات السابقة. سنكتفي على سبيل المثال لا الحصر باقتباس بعض فقرات من استقالات قياديين سابقين فيها من التي تم نشرها وباتت ملكا للراي العام.
فعلى سبيل المثال يورد السيد شمشون خوبيار عضو اللجنة المركزية للحركة في حينها بين اسباب استقالته عام 1996 ما يلي:
(- ممارسة فكر الهيمنة على الساحة الاشورية واستخدام كافة الاساليب لاحتواء الطموحات السياسية للتنظيمات الاخرى من اجل انفراد الحركة في الساحة القومية وان اهم ما يشغل بال بعض اعضاء قيادة الحركة هو غلق الساحة القومية امام الاحزاب الاخرى واعتبار الحركة هي المرجع الوحيد للانسان الاشوري بالنسبة للانتماء السياسي واعتبار الانتماء الى صفوف الحركة هو مقياس للانتماء القومي وعاملا من عوامل العمل في الساحة القومية.
- قيادة الحركة لم تبذل اي جهد حقيقي من اجل اقامة قوة سياسية اشورية او جهة متماسكة تضم مختلف الاحزاب والتكتلات ولم تبد اي حرص من اجل التوصل الى التفاهم مع هذه الاحزاب والتنظيمات من اجل التصدي للمحاولات التي تستهدف تمزيق شعبنا وزرع النعرات الطائفية والعشائرية بين ابنائه وبالرغم من عدم وجود اختلافات جوهرية حول القضية القومية وبالرغم من توصية المؤتمر الاول للحركة بذلك وان المحاولات الهزيلة التي اقدمت عليها من اجل ذلك كانت لغرض الاعلام وذر الرماد في العيون فقط.. بل العكس من ذلك عملت قيادة الحركة على تثقيف الاعضاء على محاربة الاصوات المعارضة وملاحقة اصحاب الافكار المختلفة والتشهير بهم وارهابهم وتصفيتهم احيانا وبذلك اصبحت وحدة الصف الاشوري التي كانت واضحة للعيان تتلاشى وان مظاهر التمزق بدأت تنمو وتتصاعد والجيوب المنافسة والمعادية للحركة في الساحة القومية والوطنية والاقليمية بدأت تتزايد وتتعاظم وان قيادة الحركة بدأت تفقد ثقة الذين راهنوا عليها ووضعوا امالهم فيها وفقدت الكثير من التعاطف الجماهيري.
- عدم المبالاة بالرأي العام الاشوري في الوطن وعدم مشاركة الجماهير او اخذ رأيها في القضايا المصيرية والتصرف كاوصياء والنظرالى ابناء شعبنا في المهجر كأداة للدعم المادي فقط.
- التدخل الغير المشروع في شؤون المؤسسات الاشورية غير السياسية من اجل الهيمنة عليها ومنعها من ممارسة اختصاصها بصورة مستقلة وعزل العناصر الغير الملتزمة باوامر قيادة الحركة  وخاصة المركز الثقافي الاشوري حيث تمادت قيادة الحركة في التجاوز عليه والتضييق على اعضاءه مما ادى الى ابتعاد الكثير من العناصر المثقفة والتي لم تقدم الولاء المطلق لقيادة الحركة ورفضت الخضوع لاوامر لا تخدم مصلحة الثقافة القومية ومن ضمنهم الهيئة المؤسسة للمركز والتي بذلت جهودا مضنية من اجل ايجاد هذا المنبر الثقافي واليوم اصبح المركز الثقافي الاشوري الذي عقدت عليه الامال من اجل احياء وتطوير الثقافة القومية اصبح مؤسسة مبتورة واشبه باحدى هيئات الحركة الديمقراطية الاشورية.
- لم تستطع قيادة الحركة من انتهاج سياسة واقعية في الساحة الوطنية والاقليمية تخدم المصلحة القومية وان سياسة المراوغة التي اتبعت من قبل البعض ووقوعهم تحت تاثير اطراف سياسية اخرى وكذلك موقف قيادة الحركة من الاحداث المؤسفة التي مرت على اقليم كوردستان خلال السنوات الاخيرة ادى الى الاضرار بالمصالح القومية والعلاقات بين ابناء شعبنا والشعوب التي تتعايش معه في الوطن الواحد.
- شئ واحد لم تقدم عليه القيادة هو مكافئة الرفيق يلده مرقس على سرقة الهويات ومحاولة بيعها في تركيا كما فعلت مع ميخائيل ججو عندما خطط وامر بتنفيذ جريمة اغتيال مواطن اشوري في مجمع المنصورية في شهر شباط 1995 بسبب اختلافات فكرية لا غير فكانت عقوبة الرفيق المذكور هو انقاذه من الملاحقات القانونية وراح ضحية ذلك الرفيق سردار يوسف من تنظيمات الحركة حيث تم الحكم عليه بالسجن لمدة خمسة سنوات واصابة مواطن اخر برئ بطعنات قاتلة بالسكين وفقدان البصر في احدى عينيه. نعم كانت عقوبة ميخائيل ججو في القيادة هي منحه اجازة مطولة ولربما دائمية ليقوم هو وعائلته بجولة في اوربا واميركا واخيرا استقر بهم المطاف في مدينة شيكاغو.)


اما السيد بينخس خوشابا عضو المكتب السياسي فيقول من بين اسباب استقالته عام 1996:
(- عدم المقدرة في اقامة تحالف مشترك او ورقة عمل مشتركة بين قيادة الحركة والاحزاب الاشورية سواء على ارض الوطن او في المهجر فدوما كانت هذه المجموعة سببا في احباط اي محاولة من اجل توحيد الصف الاشوري وابطال التحالفات القومية بين الاحزاب الاشورية ومن ثم طعنها لقيادات هذه الاحزاب.
- كما ان هذه المجموعة لم يكن لها موقف محدد تجاه قضايا شعبنا في المنطقة عموما ومن الاحداث والمستجدات اليومية، وما يؤول اليه مصير شعبنا والمنطقة عموما وكل ما يهمهم جمع التبرعات من الاحزاب والجاليات الاشورية في المهجر، ولا تمتلك الجرأة للمطالبة بحقوق ابناء شعبنا الاشوري في الوطن.
- ان اموال الحركة محصورة بيد شخصين فقط لهم حق التصرف بها وابواب الصرف مفتوحة لهم حسب اهوائهم وهم  القادرون على قطع النثرية والارزاق او منحها لمن يقف معهم.)

وعلى هذا المنوال بقية السادة الاخرين من المستقيلين من الحركة من مختلف المستويات التنظيمية.

كاتب هذا المقال هو واحد من اكثر ضحايا اساءات الحركة الشخصية والاجتماعية والمعنوية ضده (الذين فاتتهم فرصة التعرف على ذلك يمكن لهم الاطلاع على ما قد ياتي من تعليقات من ملثمين واسماء وهمية على هذا المقال)، ولكن قلبي يعتصر الما وحزنا على واقع الحركة اليوم. فالحركة التي اعرفها وعايشتها، حركة يوبرت ويوسف ويوخنا وفرنسيس، لا تستحق ما وصلت اليه اليوم. ولا اعتقد بوجود اي اشوري مسرور بما الت اليه الحركة اليوم. ولكن كل انسان او مؤسسة تحصد ما تزرع وعليها تحمل مسؤولية افعالها.
الشماتة ممارسة مرفوضة اخلاقيا ولا يمكن القبول بها او التسامح معها.
ولكنه ليس من الحكمة ايضا التعامل بسطحية مع الامور وترميمها على قاعدة تبويس اللحى وعفى الله عما سلف.
فلو كانت الحركة، وتحديدا الخارجين الجدد، قد توقفوا في حينها عند استقالات الجيل الاول وعالجوا الامور عوض تغطيتها وتسقيط وتخوين الخارجين الاوائل، ما كانت الحركة (ومعها وبسببها قضية شعبنا) وصلت ما وصلت اليه اليوم من تراجع واخفاقات.
من هنا يجدر التوقف عند ظاهرة الزوعا2 ومدى امكان ان تكون اضافة نوعية لقضية شعبنا ومستقبله وليست مجرد ظاهرة صوتية تنتهي بارضاء الكنة الزعلانة وعودتها الى بيت حماتها.
للاسف، الزوعا2 لحد الان لم يرفض ممارسات ومواقف الزوعا1 المسيئة منها للشان القومي والوطني، بل ولم يتقرب اليها حتى اعطى الانطباع بانه موافق عليها. وهذا بحد ذاته يثير الاسئلة اكثر من تقديمه الاجوبة.
الزوعا2 لحد الان كما يخاطبكم السيد تيري بطرس واقتبس من مقالته الاخيرة: (انكم تتشبهون بشخص يريد ان يعري لص ما ويتهمه بالسرقة، ولكنه مصر على الاستفادة من المسروقات، دون الاعتذار للضحايا واعادة المسروقات.)
اقول وبروح المحبة والصراحة انها ليست نهاية العالم ان يخطئ الانسان او المجموعة في خياراتهم وقراءتهم للامور. ولكنها بالتاكيد خطيئة قاتلة التشبث بها او تبريرها او تناسيها خاصة اذا كانت تخص شانا عاما (كما هي حالة الزوعا2).
ان ما ارتكبه الزوعا1 من اخطاء وتفريط واساءات بحق شعبنا وقضيته ووجوده ومستقبله ومؤسساته وكنائسه ومقدراته هو اكثر بكثير من ان يتناساه الزوعا2 اذا ما اراد ان يكون اضافة نوعية لشعبنا، ونحن جميعا نريدكم اضافة نوعية وواثقون بان لكم غيرة قومية وقدرات وخبرات تؤهلكم لذلك.
بالتاكيد فان المسؤولية المباشرة تتحملها القيادة التي ارتهنت قرارات الحركة ويتوجب ان نكون منصفين ونميز بين من يتحمل المسؤولية لارتكابه الاخطاء واصراره عليها، وبين الكوادر والقواعد التي التحقت ودعمت الحركة بدافع الغيرة والتعاطف القومي وباتت مع شعبنا ضحية هذه الاخطاء، فمسؤولية هؤلاء هي رفض الاخطاء وعدم تغطيتها.

اين البداية اذن؟
الاعتراف بالاخطاء والاعتذار للشعب عنها هو وحده الذي يمنح المصداقية والاحترام لهذا الحراك ويعزز ثقة شعبنا بفعالياته السياسية ويمنحها زخم الاندفاع نحو المستقبل.

ادناه رؤوس نقاط من البعض اليسير مما يتطلب الاعتذار عنه فتفصيلها يتطلب صفحات وصفحات معروفة لشعبنا، وبالتاكيد هي معروفة عندكم بالتفصيل والتوثيق:
•   العمل تحت قيادة اشخاص فشلوا في تبرئة انفسهم من تهم التعامل الاستخباري مع النظام السابق.
•   العنف الجسدي والفكري والاساءة الاخلاقية والسياسية للقوى والشخصيات والفعاليات القومية.
•   التهجم والاساءات للمرجعيات الدينية والكنسية والتدخل في الشان الكنسي ودعم الشقاق والصراع بكل ما انتجه من تسميم للاجواء وتفتيت للنسيج الاجتماعي وهدر للجهد والاموال والوقت والاساءة للشخصية والهيبة المعنوية للكنيسة وقدسيتها. (صحيح ان بعض من دفعتهم الحركة للمشاركة في هذه الحملة البشعة قدموا اعتذارهم العلني، ولكن هذا لا يعفي، بل يؤكد، ضرورة قيام من شجعهم على الاساءة للاعتذار).
•   تشويه وتقزيم قضية شعبنا وهويته ووجوده وحقوقه وتحريفها من هوية وقضية قومية وطنية الى هوية وقضية دينية ليس إلا. فرغم كل افتخارنا واعتزازنا بمسيحيتنا ولكن لنا هوية وقضية وحقوق قومية.
•    افتعال الازمات القومية والحروب الدونكيشوتية التي توسعت ساحاتها لتفتت نسيج شعبنا.
•   التضليل الاعلامي وبخاصة باتجاه المهجر الاشوري في مختلف المجالات السياسية منها والديموغرافية والانسانية وغيرها.
•   الفساد المالي سواء من حيث الهدر والسوء المتعمد في ادارة وتوظيف التبرعات والاعانات الكبيرة جدا التي قدمها المهجر واصدقاء الشعب الاشوري لشعبنا في الوطن (التعليم السرياني مثالا)، او من حيث سوء ادارة الواردات الحكومية والذاتية للحركة منذ سنوات الجبهة الكردستانية وصولا الى المنحة الشهرية المستمرة من حكومة الاقليم والتي يقال انها تصل 150 الف دولار شهريا.
•   تحزيب وتخريب المؤسسات القومية في الوطن والمهجر حتى بات بعضها مشلولا والبعض الاخر امام المحاكم الامريكية بسبب الفساد المالي.
•   فوبيا العداء للاخر من شركاء الوطن ومخاطبة الغرائز والتحريض وصولا الى زرع الياس من المستقبل في الوطن وشرعنة الهجرة والوطن المهجري البديل.
•   التحالفات من اجل المصالح الحزبية والشخصية على حساب الشراكات الوطنية والقومية وانتم ادرى بذلك.
وغيرها من الامور وصولا الى ممارسات صبيانية وخلط الشخصي بالعام والاجتماعي بالسياسي الخ..

وللسيد سالم كاكو اقول بمحبة واحترام: متى ادركت ان قيادة الحركة تعمل على قاعدة العداء مع الشركاء في الوطن؟ الم تدركها خلال 20 سنة من العمل شريكا في هذه القيادة و20 سنة من الاجتماعات واللقاءات في مختلف المستويات ومع مختلف الجهات، وتحديدا المهجر الاشوري حيث تم زرع وتغذية الفوبيا تجاه الاخر؟ اذا كنت انا وغيري ممن هم خارج الاطر التنظيمية للحركة تلمسنا لمس اليد هذا النهج وحذرنا منه وكتبنا عنه بوضوح في العديد من المقالات واكتفي برابط اثنين منهما (في نهاية المقال)، فكيف لم تتلمسه انت الا عندما اصبح مطلوبا ان تاتي في ثالث تسلسل القائمة الانتخابية؟
والاغرب، وكما جاء في نص استقالتكم، انكم تعتذرون ليس لمشاركتكم وتغطيتكم النهج بل لاستقالتكم من الحركة!!! بل وتعتزون بما قمتم به في السنوات السابقة والذي كان جزءا كبيرا منه الاساءات والاخطاء اعلاه ومن بينها الحقد والكراهية للاخر!!!
اذا كنت سيدي امتلكت الحكمة لتتلمس نهج معاداة الاخر في قيادة الزوعا1 فاني اتوقع ان تمتلك الشجاعة للاعتذار عن مشاركتك في هذا النهج بالممارسة او التغطية.

ان هذه الامور وغيرها التي تخص الشان العام والتي تبقى جزءا من تاريخ هذا الشعب وذاكرته تناولها الكثيرون، وانا احدهم، على مدى سنوات من الكتابة الموضوعية الصريحة والمسؤولة، وشخصيا اعمل الان على تجميع ونشر ما كتبته في كتابين (احدهما يخص تمرد السيد اشور سورو (مرفقا معه شهادات ومقابلات صوتية وفيديوية)، والاخر مجموع كتاباتي في الشان القومي والوطني مع الوثائق ذات العلاقة بها). واذا كان نقد هذه الممارسات وكشفها هو الحد الاقصى الممكن القيام به لمن هم خارج الحركة، فان الاعتذار عنها هو الحد الادنى للقيام به لمن كان داخل قيادة الحركة اثناء ممارستها.
وبالطبع فان الاخطاء التي مورست في العمل القومي لا تقتصر على الزوعا1، ولكن اخطاءه هي الاكثر تاثيرا لانه اكبر احزابنا القومية ولانه ارتكب افدح الاخطاء، ولان الخروج الجماعي الحالي منه هو موضوع مقالنا.
 ان حصر الخلاف على انه في اليات العمل التنظيمي ومندوبي المؤتمر والية اتخاذ القرارات واهمها التوزير يعني ان الزوعا2 مقتنع بالممارسات اعلاه وبانها لم تكن خطأ ولم تلحق الاذى بشعبنا.
كما ان الرهان على ان الشعب يفقد ذاكرته وينسى المستنزفين لطاقاته والهادرين لفرصه هو رهان غير صائب، فالشعوب لا تصاب بالزهايمر.

وختاما،
انها محطة مفصلية وموقف تاريخي وقرار صعب لا يقوى عليه سوى الحكماء والشجعان.
الحكمة وحدها لا تكفي، والشجاعة وحدها لا تكفي.
فالاعتذار يتطلب الحكمة والشجاعة.
اني لا اشك في حكمتكم ايها الاخوة في الزوعا2 من حيث خبرتكم الجماعية في العمل القومي، ومن حيث قدرتكم على تشخيص الاخطاء (بعضها اوردناه اعلاه) التي رافقت عمل المؤسسة التي انتميتم وعملتم فيها مدفوعين بغيرتكم القومية، وبالتالي من حيث امتلاك خارطة طريق لمعالجة هذه الاخطاء ابتداء باقرارها.
كما لا اشك للحظة ان من يلتزم مسيرة يوبرت ويوسف ويوخنا يمتلك هذه الشجاعة. ولعل الاصرار والارادة على مواصلة العمل القومي رغم ما بات يوجه اليكم من تهجم (نال الكثيرين قبلكم) هو مؤشر على هذه الشجاعة.
الاعتذار ليس ضعفا بل اقتدارا. وتقديم الاعتذار يرفع من شان مقدميه.
وليمنح الرب جميعنا الحكمة والشجاعة في كل اوان.

الخوري عمانوئيل يوخنا

البريد الالكتروني: youkhana(at)web.de

المقالين والروابط ادناه هي امثلة لاطلاع السيد سالم كاكو مع التقدير:
من ينفذ الاجندة الكردية: نحن ام يوناذم كنا؟
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=253626.0
آشوريو المهجر والفوبيا الكردية (باجزاءه الثلاثة)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,34634.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=35013.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=37801.0

107
ماذا قال مسلحو المعارضة للراهبات في معلولا؟


"النهار"
فرج الله عبجي
11 أيلول 2013 الساعة 22:03

في وقت تتجه الأنظار الى معلولا لمعرفة من سيطر عليها النظام السوري أم المعارضة، فات العالم بأسره ان هناك صراعاً من نوع آخر يجري على ارض المعركة. صحيح ان الجيش السوري والمسلحين يخوضان اشرس المعارك في هذه البلدة للسيطرة عليها ولتسجيل نقاط اضافية، لكنهما في الوقت نفسه يخوضان معركة خفية لاظهارالاحترام والمحبة لمن تبقى في البلدة، وخصوصا راهبات دير مار تقلا.
رئيسة الدير الام بلاجيا سياف قالت لـ"النهار" ان "الوضع الآن تحت سيطرة الجيش السوري في معظم البلدة"، مؤكدة ان "معارك ضارية دارت بين الطرفين على اطرف البلدة بالقرب من اوتيل السفير الا انها انتهت مع هبوط الليل".
وعندما سألناها عن الوضع في البلدة لدى  دخول الجيش السوري مجددا، والى الدير تحديدا، قالت "كانوا فرحين اننا بخير وتصرفوا بكل محبة وعرضوا علينا المساعدة، ولم يغيروا تصرفاتهم معنا ".
هنا استوقفناها لنسألها، كم مرة دخل المسلحون الى داخل الدير وكيف تصرفوا مع ساكنيه، فقالت "امام الله اقول انه لم يصدر منهم اي تصرف سيء ابدا".
وأوضحت ان "المسلحين دخلوا الى الدير ثلاث مرات، المرة الاولى كانت منذ عشرة ايام، حين كانوا قرب المدخل واطلقت رصاصة عليهم فظنوا ان مطلق النار من الداخل فدخلوا ليفتشوا الدير، فخرجت راهبة وقالت له: "نحن لا نحمل السلاح ولن نسمح لاحد باستعماله في حرم الدير المقدس"، وعندما وجدتُ انه لم يقتنع منها، خرجنا انا واخواتي الراهبات وحين شاهدونا، تفاجأوا بجرأتنا وقالوا لنا: "لا نريد شيئاً منكم"، لكننا اصرينا ان يدخلوا ويفتشوا كي لا يبقى الشك في عقولهم، فدخلوا وفتشوا ولم يجدوا شيئاً، وهم في طريقهم الى الخارج، قال لنا المسؤول عنهم: " اذا احتجتم شيئاً، نحن على مدخل الدير".
واضافت سياف انه في المرة الثانية اي منذ اسبوع، "دخل المسلحون برفقة كاميرا فيديو ليصوروا، وسألونا كيف كانت معاملتهم لنا، فقلنا لهم اننا سنجاوب عن المعاملة داخل الدير لاننا لا نعلم بما جرى في الخارج، فأكدنا اننا لم نتعرض لأي مضايقة من قبلهم وهذه هي الحقيقة".
المرة الثالثة
وعن المرة الثالثة التي دخلوا فيها الى الدير، قالت "انهم ايضا جاؤوا بكاميرا نهار السبت ليصوروا الدير والتأكيد انه لم يتم التعرض  لساكنيه قبل ان ينسحبوا من محيط الدير". هنا سألناها، هل كان من بين المسلحين احد من ابناء البلدة؟، فأجابت "نعم كان هناك اثنان". وعن وجود مسلحين اجانب بينهم ؟، أوضحت أن "بعضهم كان يتحدث بلهجة غير سورية بالاضافة الى وجود آخرين من الاجانب".
وكما يتبيّن من شهادة الأم بلاجيا، فإن كل من  الجيش السوري ومقاتلي المعارضة يحرص من خلال تصرفاته مع من تبقى في البلدة على التأكيد انه هنا لحمايتهم والحفاظ عليهم، والسؤال-الواقع يبقى: اين اهالي معلولا اليوم ومتى يعودون الى بلدتهم في ظروف تسمح باستقرار العيش. سؤال يصح طبعا تعميمه على آلاف النازحين واللاجئين السوريين.

للاطلاع على الموضوع والصور المرفقة به في جريدة النهار:
http://jarayid.com/takes-you-to-annahar.com/w1

108
اعلان ودعوة

تنظم الاكاديمية البروتستانتية في هوفغايسمار – المانيا لقاء حواريا بعنوان (Der Sturz Saddam Husseins und die Folgen für die Kirchen im Irak) (سقوط صدام حسين وما تبعه على الكنائس في العراق) للايام 27 الى 29 ايلول 2013 يشارك فيه عدد من الاختصاصيين والمهتمين والاكاديميين من بينهم:
•   البروفسور مارتن تامكه عميد كلية اللاهوت في جامعة غوتنغن الالمانية والاستاذ الاختصاصي في الكنيسة المشرقية
•   البروفسور هيرمان تويله من جامعة نايميخن الهولندية واستاذ الدراسات الشرقية
•   الاب توماس بريتو بيرال مسؤول البرامج المسكونية للكنيسة اللوثرية في بافاريا
•   بيرغيت سفينسون الصحافية المختصة بالشؤون العراقية والمقيمة في بغداد
•   نعيم والي الروائي والكاتب العراقي
•   بالاضافة الى الارشمندريت عمانوئيل يوخنا
كما يتضمن البرنامج اقامة القداس الالهي بحسب طقوس كنيسة المشرق صباح الاحد
وفي الوقت الذي يسعدني الاعلان عن هذا اللقاء-المؤتمر وحيث ان مشاركتي ستكون بالاضافة الى اقامة القداس، وبحسب برنامج اللقاء، تقريرا تعريفيا عن الجالية المسيحية العراقية في المانيا بمختلف الامور القانونية والكنسية والاجتماعية والثقافية والتحديات والمصاعب التي تواجهها، بالاضافة الى التعريف بتمركزاتها في المقاطعات الالمانية وغيرها
فانه يسعدني تلقي مساهماتكم واقتراحاتكم ومعلوماتكم لاغناء التقرير والتي ارجو ارسالها بالبريد الالكتروني على بريدي الخاص:
Youkhana-at-youkhana.de
مع تقديري وشكري سلفا لكل المساهمين.

والرب يبارككم

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا

109
سميل.. ذاكرة العراق المثقوبة

مع المخاض الذي تعيشه منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والذي ابتدا قبل ما يسمى بالربيع العربي الذي يبدو ربيعا بنهاية مفتوحة من حيث الشكل والمضمون فلا احد يدري متى او كيف ينتهي، ومع النتائج التي افرزها او هو في طريقه لفرزها على بنية ومستقبل المنطقة حيث اعادة تشكيل الحدود (كما في السودان) او اعادة بناء بنية الدولة (العراق وربما سوريا) او اعادة بناء الهيكلية المؤسساتية لادارة الدولة، ومع حقيقة ان بناء الاوطان والمستقبل هو تحد ليس بالهين وانه ليس وليد جهد اني بل لا بد ان يعتمد على تراكم جهود وخلاصات ونتائج تجارب مرت على الوطن ذاته او على الاوطان والشعوب في مسيرة بناءها، فانه لا بد للذاكرة العراقية ان تعالج ثقوبها وتستذكر تاريخ واحداث  العراق القريبة والمعاصرة التي ساهمت بشكل او باخر في تشكيلته ومساره وطنا وشعبا ومؤسسات واداء.
اكثر ما يعيق الشعوب والاوطان في مسار بناء مستقبلها هو عندما تفقد ذاكرتها لانها بذلك تكون مرشحة لاعادة انتاج فشلها وتكرار احباطاتها عوض الاستفادة من ما مرت فيه من تجارب.

سميل التي هي اول جريمة ابادة جماعية في تاريخ الدولة العراقية المعاصرة هي احدى ثقوب الذاكرة العراقية، بل اكبر هذه الثقوب.
سميل بجريمتها البشعة حددت بوصلة اداء الحكومات العراقية المتعاقبة في التعامل مع ابناء الوطن.. فلولا ثقب الذاكرة العراقية ونسيانها لسميل ما كانت حصلت مذابح حلبجة وصوريا والانفال والاهوار وشعبان.
سميل بتكريم جنرالاتها ومنحهم نياشين البطولة لارتكابهم مجزرة ضد ابناء الوطن زادت من نهم ورغبة السلطة لدى العسكر ليقودوا اول انقلاب عسكري في الشرق الاوسط عام 1936 ولتبتلي من حينها المنطقة وشعوبها بالانقلابات العسكرية.
سميل بطريقة تعامل الدولة مع هواجس ابناء الوطن ومطالبهم للعيش الكريم هي الفشل الاول واساس كل الفشل اللاحق والمستمر للدولة العراقية.
الم يكن تعامل الانظمة المتعاقبة مع الثورة الكردستانية اعادة انتاج لسميل؟
والم يكن التعامل مع اهلنا في الاهوار والجنوب اجترار اخر لسميل؟
اوليس ما يتعرض له اليوم ابناء الوطن الاصلاء بسبب هويتهم القومية او الدينية هو استمرارية لسميل؟

ماذا ترانا فاعلين اليوم ونحن نسعى (او على الاقل هكذا يدعي ساستنا) لبناء عراق مدني جديد وزاهر؟
ماذا ترانا فاعلين ونحن نرى ان سميل مستمرة وتوسعت مجاميع ضحاياها ممن نزيد من اهانتهم بتسميتهم بالاقليات!!
وتنوعت اساليبها من العنف الدموي بغاية الاجتثاث والاستئصال الى الغاء واجتثاث من الذاكرة العراقية.
اليس تغييب مذبحة سميل من المناهج الدراسية العراقية اهانة مباشرة لضحاياها وتبجيل غير مباشر لجنرالاتها والقائمين بها؟
وذات الامر للاعلام العراقي الرسمي منه والخاص، المرئي منه والمسموع والمقروء..
الا يستحق ضحايا سميل اعتراف الدولة العراقية بالمذبحة التي ارتكبت بحقهم والاعتذار عنها وبما يمنحهم وغيرهم من "الاقليات" الاطمئنان على وجودهم ومستقبلهم، بل وبما يمنح الثقة للعراقيين، كل العراقيين، اننا عازمون على طي صفحات الدماء والعنف.
الاشوريون، هذا الانتماء العراقي الاصيل والمتجذر، الذي يحتفي بيوم الشهيد الاشوري في السابع من اب كل عام والتي هي ذكرى مذبحة سميل، يستحق من وطنه العراق ان يشاركه هذا الاحتفاء.
في العديد من دول الشتات حيث التجا العراقيون، ومن بينهم الاشوريون، هربا من الظلم والاضطهاد الذي عاشوه في وطنهم، اقاموا النصب واطلقوا التسميات على الشوارع والساحات تكريما لسميل وشهداءها.
من المؤلم حقا ان لا يكون في العراق ذلك.

وبمنظار ورؤية اوسع: اليس تغييب المكونات العراقية القومية والدينية ممن نسميهم بـ"الاقليات" من الاشوريين والصابئة واليزيديين عن مناهج التربية والتعليم هو اساءة الى العراق وتاريخه اولا قبل ان يكون اساءة لهؤلاء ممن يريد البعض محوهم من الذاكرة العراقية؟
اليست الديانات المسيحية واليهودية والصابئية واليزيدية موجودة في العراق قرون قبل دخول الاسلام؟ فلماذا يتم تغييبها عن الذاكرة العراقية؟
تلاميذ المدارس العراقية اليوم هم صناع القرار العراقي غدا، فكيف سيكون القرار حكيما اذا كان صانعه يجهل مكونات شعبه؟
الجميع يكاد يتفق (على الاقل في التصريحات الاعلامية) وجوب قبول الاخر واحترامه، ولكن اليست الخطوة الاولى لقبول الاخر هي معرفته؟ كيف يمكن لي ان اقبل من لا اعرف بوجوده؟
استذكار التجارب الدموية والمؤلمة هو ضمانة لعدم تكرارها، بينما نسيانها او تناسيها هو استعداد لاستنساخها.

التعبير الاكثر تاثيرا والاعمق وجدانية للشراكة بين ابناء الوطن هو الشراكة في احترام الضحايا والاحتفاء بذكراهم.
كم هو وجداني ومعبر ان يستذكر العراق الرسمي والشعبي حلبجة والانفال والاهوار؟
وكم سيكون وجدانيا ومعبرا ان يستذكر سميل وصوريا؟

في ذكرى سميل وكضحية مباشرة لها بحكم عراقيتي واشوريتي فاني استذكر المقولة الشهيرة لمارتن لوثر كنغ: لدي حلم.
وحلمي هو ان يقام في العراق مركزا كبيرا باسم (لكي لا تتكرر) (Never Again) يضم مكتبة ومركزا توثيقيا لجرائم الابادة الجماعية في العراق الحديث، مثلما يضم دور عبادة صغيرة لكل الاديان العراقية (الاسلام، المسيحية، اليهودية، الصابئة، الايزيدية) لتعبر ليس فقط عن هوية الضحايا بل وعن ارادة ابناءهم للعيش المشترك، ويقوم المركز ببرامج سنوية في مجال حقوق الانسان والعيش المشترك.
ان الذي حقق حلم لوثر كينغ لم يكن قرارا تشريعيا وسلطويا من الدولة.
ان الذي حقق حلمه هو انه كان حلم الملايين المستضعفة.. وفي عراقنا وشرقنا ملايين مستضعفة تريد ان تعيش بمحبة وعدالة وكرامة واحترام ودون تمييز او تمايز.. فهل يتحقق حلمها..

الخوري عمانوئيل يوخنا

ملاحظات:

- المقال ادناه هو واحد من عدة مقالات نشرتها جريدة (العالم) الصادرة في العراق هذا اليوم الخميس 29 اب ومخصصة لموضوع سميل ضمن مبادرة للسيد حيدر سعيد. شارك في كتابة المقالات كل من حيدر سعيد، الدكتور سعدي المالح، مؤيد الونداوي،  سعد سلوم، والخوري عمانوئيل يوخنا. يمكن قراءة المقالات على الرابط:
http://www.alaalem.com/index.php?aa=category&category2=%C7%E1%D1%C3%ED

- الحوار، والراي والراي الاخر هي من ديناميكيات الحياة ومن اهم قوانين التطور والنمو. وشخصيا اسعى الالتزام بهذا المبدا من حيث ابداءي رايي بكل صراحة وتقبل الراي الاخر ضمن نقاشات وحوارات تقوم على الاحترام والموضوعية، بل وارغب بالاطلاع اكثر على الراي المخالف لرايي لاني فيه اجد اغناء لمداركي، ويجعلني انتبه الى زوايا وملاحظات ربما كانت فاتتني.
وهذا ما التزمته في سنوات كتابتي على موقع عنكاوة في مجمل الامور حيث كنت فيها صريحا والتزمت بقدر معارفي وامكاناتي المنهجية والموضوعية وتسمية المسميات باسماءها وتقديم ما اعتقده مهما للتقديم بعيدا عن الشخصنة والاساءة.
ولكن من تجربتي في السنوات السابقة، ومع ملاحظتي ومتابعتي لزاوية المنبر الحر منذ فتح باب الردود فيه، وللاسف الكبير، فان نسبة كبيرة منها تفتقر، برايي، الى الموضوعية والرزانة سواء من حيث الابتعاد عن الموضوع، او شخصنة الحوار، او اطلاق الاساءات والتهم جزافا وغيرها، لذلك فقدد قررت انه كلما انشر موضوعا فاني ارجو من الراغبين بحواره مراعاة ذلك.
وحيث ان تحوير او تشويه الحوارات تاتي في معظمها من ملثمين او اسماء وهمية، وحيث اني اعتقد بان من لا ثقة له بنفسه ليحاور صريحا باسمه وصورته وحقيقته فانه لا يتوجب السماح له بتعكير الحوارات، ولذلك اتمنى على مدير المنبر الحر عدم السماح للردود ممن لا يكون صريحا باسمه وحقيقته ويضع صورته.
ربما يكون الامر صعبا على مدير الزاوية ما دامت مفتوحة للجميع، وربما يكون الحل بزاوية مستقلة يساهم فيها فقط من تتوفر شروط الصراحة والشخصية الحقيقية له.
ولكني وبقدر تعلق الامر بمساهماتي الحالية والمستقبلية فاني ساقوم بحذف ما انشره اذا جاءت عليه ردود من ملثمين او اسماء وهمية وبغض النظر اذا كان الرد متفقا او مختلفا مع موضوعي.
وفي المقابل فاني احترمت واحترم كل الاراء المتفقة والمخالفة ما دامت تاتي من اشخاص حقيقيون لهم الثقة بانفسهم والاحترام لمن مقابلهم لاجراء حوارات هي بالتاكيد فائدة وايجابية واغناء للجميع.

والرب يبارككم

110
نشرت جريدة اليوم السابع المصرية هذا اليوم الاحد 18 اب 2013 تقريرا اخباريا عن مذابح السيفو والنصب التذكاري الذي يحيي شهداءها في بلجيكا، جاء في مطلعه:
فى الوقت الذى تتخذ فيه تركيا موقفاً متشدداً من الحكومة المصرية من أجل جماعة الإخوان المسلمين وتعمل على التحرك دوليا بزعم ارتكاب جرائم بحق الإخوان وافقت بلجيكا التى يقع بها مقر الاتحاد الأوروبى، بداية الشهر الحالى على إقامة نصب تذكارى لإحياء ذكرى ضحايا العثمانيين من الآشوريين والسريان، والتى تعرف عالمياً بمذابح الأرمن، وذلك فى قرية بانو، جنوب البلاد، حيث يتواجد مزار للعذراء مريم.

وتأتى إقامة هذا النصب بمبادرة من الجالية الآشورية فى بلجيكا والتى تريد لفت النظر إلى من وقع من أفرادها ضحايا للمذابح التى ارتكبها العثمانيون عام 1915.

وفى هذا الإطار، وصف بيير جابرييل، ممثل المعهد الآشورى السريانى فى بلجيكا، هذه الخطوة بـ"الهام والأساسى"، حيث قال إن هذا النصب يلفت النظر إلى معاناة مجموعات عرقية تعرضت للتصفية العرقية والتهجير.

ويشير جابرييل إلى أن هذا النصب سيساهم فى إحياء ذكرى ضحايا 1915 على يد العثمانيين فى الأراضى التركية، لافتاً إلى تعرض المسيحيين من مختلف الطوائف، ممن تواجدوا على الأراضى التركية، إلى مختلف أنواع التطهير العرقى.

للاطلاع على النص الكامل اضغط على هذا الرابط:
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1210347&SecID=12

111
الى انظار المرجعيات الكنسية المشرقية: هل تشاركون في اجتثاث جذور كنائسكم؟

اصحاب القداسة والغبطة والنيافة بطاركة ومطارنة واساقفة الكنائس الرسولية المشرقية المقدسة
اتوجه اليكم من خلال المنبر الالكتروني المفتوح هذا، موقع عنكاوة الاغر، لاضع امام علمكم معلومة و"مبادرة" ربما لستم على علم بها رغم وجود ممثلين للكنائس المشرقية المقدسة فيها.
وحيث ان الامر لا يخص كنيسة محددة لوحدها، فلذلك وجدت انه من المناسب ان اضع الامر امامكم بصفتي الشخصية كابن لهذا الشعب ومؤمن مسيحي مشرقي وليس بصفتي الكهنوتية في كنيسة المشرق الرسولية المقدسة، ومن دون الرجوع الى مرجعيتي الكنسية لانها ليست مسالة محصورة بهيكلية المهام الكنسية بقدر ما هي مسالة تخص الجميع، كما ولذات السبب ولكون الموضوع عاما وليس خاصا فقد ارتايت نشره بهذه الصيغة العلنية، خاصة وان القائمين على "المبادرة" والبلبلة المسمومة هذه ينشروها ويروجوها بصورة علنية ايضا.

بارخمار،
الامر يتعلق ببرنامج تهجير شعبنا من سوريا تدعو اليه منظمة (Zentralrat Orientalischer Christen in Deutschland ZOCD) اي (المجلس المركزي للمسيحيين المشرقيين في المانيا). حيث اطلقت دعوة لتهجير العوائل المسيحية السورية الموجودة في سوريا ولبنان وتركيا الى المانيا.
انا اعلم ان المرجعيات الكنسية (على الاقل في المستوى الاعلامي والرسمي) ترفض هكذا معالجات لانها ليست حلا للمشكلة فهكذا برامج وفي احسن احوالها ليست الا حلولا فردية للاشخاص والعوائل التي تشملها، مقابل المزيد من النزيف والهجرة والتهجير لشعبنا.
وانا اعلم ان المرجعيات الكنسية المشرقية تدعو شعبنا للبقاء والتشبث بارضه ووطنه وهويته المشرقية (مع تمنياتي ان يتحول ذلك الى برامج عمل تجسد وتدعم هذه الدعوات).
ولذلك فاني اجد من الغريب حقا ان يكون للكنائس المشرقية ممثلين باسم كنائسهم في هذه المنظمة وفي هكذا دعوة رغم علم الجميع ان هكذا "برامج" بالاضافة الى كونها اوهام يتم بيعها لضحاياها من ابناء شعبنا الذين يعيشون ظروفا صعبة في اوقات صعبة، فانها وبسبب هشاشة اوضاع شعبنا وبسبب سهولة الوقوع في هذه الفخاخ فانها في الحقيقة تزيد معاناة النزيف والهجرة.
تضم هذه المؤسسة بين مجلس ادارتها كل من:
•   سيمون جاكوب، رئيسا، من كنيسة السريان الارثوذكس
•   جورج محاريب، نائبا للرئيس، من الكنيسة القبطية الارثوذكسية
•   سطيفو تورغاي، عضوا، من الكنيسة السريانية الارثوذكسية
•   اواقيم صليوا، عضوا، من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية
•   نينا سركون، عضو، من كنيسة المشرق الاشورية
•   سيما و. من الكنيسة السريانية الارثوذكسية\الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (لم افهم صراحة كيفية هذا التنسيب)
•   سارة كولين من الكنيسة السريانية الارثوذكسية\الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (لم افهم صراحة كيفية هذا التنسيب)

 (اقرا الرابط: http://zocd.de/der-zentralrat/selbstdarstellung/)

السؤال الى المرجعيات الكنسية المشرقية التي لها ممثلين في هذه المنظمة:
هل انتم موافقون ومشاركون في هكذا دعوة تهجير؟

ملاحظات اضافية:

1- تلقيت وبسبب نشاطي واهتماماتي بشعبنا في الوطن دعوة للمشاركة في اعلان تاسيس هذه المنظمة في نهاية تموز 2013 بمدينة ميونيخ الالمانية ولكني وبسبب تواجدي في بيروت حينها فقد اعتذرت عن المشاركة.
2- انا لست معترضا على برامج واهداف اخرى يمكن للمنظمة القيام بها مثل الحوار بين الكنائس والاديان وبرامج وفعاليات مشتركة بينها او تقديم المساعدة المعنوية والمادية للكنائس وابناءها في الوطن وغيرها بل دعمت وادعم وساهمت واساهم وتمنيت واتمنى النجاح والتوفيق لهم ولجميع المهتمين بحماية ودعم الكنائس المشرقية على التجذر والبقاء وبناء المستقبل.
3- ولكني بالتاكيد ارفض ان تقوم هكذا منظمات بتهجير شعبنا من الوطن وببرامج يتم تغليفها وتسويقها باشكال جميلة وانسانية. يحذرنا الكتاب المقدس من الخرفان بلباس الذئاب ولذلك فاني ارفض السم المغلف بالحلوى كما هو حال هذه البرامج.
4- بعد عودتي الى المانيا استلمت ايميل من المنظمة بتاريخ 11 اب 2013 وفيه دعوة واضحة لتهجير شعبنا وادناه مقتطف منه:
Wer Verwandte im Libanon, in der Türkei oder in Syrien hat und diese nach Deutschland holen möchte, muss das Formular des Hohen Flüchtlingskommissars (UNHCR) ausfüllen.
بل وطلب التبرعات لعمل المنظمة وبضمنه برنامج التهجير!!!:
Unterstützen Sie unsere Arbeit durch eine Mitgliedschaft oder einer Spende.
5- قمت بالاجابة على الايميل بصراحة واضحة، وادناه مقتطفات منه:
Please remove me immediately from your email list.
I don’t want to support or participate in any means with any person/organization/program/etc who are supporting the exodus of Christians from Middle East.
In this way, you are plugging the roots of Oriental Christianity and you are doing exactly what the radical and jihadis groups intend.
You are giving the golden prize for the jihadi groups.

It is much better to offer moral and material support to Syrian Christian refugees in Lebanon, Iraq and other countries rather than supporting the evacuation of Christians from Middle East.
Open a kindergarten, a health centre, vocational training centers, etc is the real support.
وترجمته:
ارجو رفع اسمي فورا من قائمتكم البريدية.
انا لا اريد ان اساعد او اساهم باية طريقة من الطرق مع اي شخص\منظمة\برنامج\الخ من التي تدعم خروج المسيحيين من الشرق الاوسط.
بهذه الطريقة انكم تقتلعون جذور المسيحية المشرقية وانتم تنفذون بالضبط ما تريد المجموعات الراديكالية والجهادية القيام به.
انكم تقدمون الجائزة الذهبية للجماعات الجهادية.
انه من الافضل تقديم الدعم المعنوي والمادي لمساعدة السوريين المسيحيين اللاجئين في لبنان والعراق وبقية الدول بدل المساعدة في اخلاء مسيحيي الشرق الاوسط.
افتتاح روضة اطفال، مركز صحي، مركز تعليم مهني، الخ هي المساعدة الحقيقية.
6- حيث، وللمؤسف، ان معظم الردود في المنبر الحر تقوم على تحريف وجهة الحوار وشخصنته وتحويله الى اساءات واساءات مقابلة (فردية وجمعية) مما يفقد غالبية الحوارات قيمتها وجدواها من ناحية. وحيث ان الموضوع هو اساسا معلومة نريد وضعها امام علم المرجعيات الكنسية (اي ليس مقالا او رايا) فاني اتمنى على المشرف على المنبر اغلاق الحوار في هذه المساهمة.
مع تقديري واحترامي للجميع.

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا

112
المنبر الحر / في كلمة: فه لا
« في: 16:17 06/08/2013  »
في كلمة فه لا
الارشمندريت عمانوئيل يوخنا

ملاحظات استهلالية:

1- قبل اسابيع اطلعت في موقع عنكاوة على تقرير اعلامي عن الاحترام بين الاديان وورد في التقرير كلمة وتسمية (فه لا) فاستذكرت مقالي الذي كتبته قبل 20 عاما  ونشرته في حينها في جريدة (الاتحاد) (جريدة الاتحاد الوطني الكردستاني) العدد 27 في 8- 5- 1993 واعيد نشره الان على الانترنت وبذات صيغته تعميما للفائدة والحوار.
2- للاخوة القراء الذين يرغبون بمحبة الاطلاع على وجهة نظري ورايي الشخصي في مسالة التسمية ، اقول يمكنكم ذلك من خلال الرابط التالي الذي يتضمن نسخة الكترونية من كتابي (حربنا الاهلية: حرب التسمية):
http://www.ankawa.com/Name_Civil_War.pdf
واعتذر منهم سلفا باني لن ادخل في اي نقاش تسموي، ففي هذا الكتاب ما يكفي لاعطاء رايي وتوضيح موقفي جليا.
3- اعتذر الى امراء الحرب الاهلية الذين لا يكلون جهدا ولا يضيعون فرصة عند نشر اي مقال فيه كلمة واحدة يتخذونها مدخلا لجولة جديدة في حرب البسوس هذه، اعتذر منهم باني لن اشارك في هذه الحرب، ولن انقاد الى اية جولة فيها.

المقال:
    
يتداول الاخوة الكرد في عموم منطقة بهدينان تسمية (فه لا) عندما يبغون الإشارة إلى الآشوريين أو المسيحيين (الآشوريون جميعهم مسيحيون) وكلمة (فه لاني) للدلالة على اللغة القومية للآشوريين...
وحيث أن كلمة (فه لا) لا ترد في أي من القواميس الكردية على أنها مفردة كردية (1) كما وليس لها أي اشتقاق أو تأويل لغوي بحسب قواعد اللغة الكردية, فقد ارتأينا أن ندلي برأينا في اصل هذه التسمية ومدلولاتها فنقول :
أن (فه لا) هي تكريد للمفردة العربية (فلاح) .. وقد دخلت ومنذ عدة قرون إلى اللغة الكردية كتسمية تشير إلى الآشوريين خصوصا والمسيحيين عموما..
ويعود ذلك إلى حقيقة أن الآشوريين المعاصرين ينتمون ويقطنون تاريخيا في منطقة نينوى وامتدادها شمالا إلى جنوب تركيا المعاصرة.. واستمر انتماءهم إلى هذه الأرض حتى بعد سقوط كيانهم السياسي حيث استمروا في العيش على أرضهم جيل بعد آخر يمارسون نشاطهم الاقتصادي الزراعي فيها فيفلحون الأرض ليرتزقوا منها...
وبعد دخول الإسلام إلى المنطقة بما رافقه من موجات سكانية عربية وبما افرزه من نتائج على لغة وثقافة السكان الأصليين حيث تعرب معظمهم فقد تقلص الوجود القومي الآشوري, إلا أن من بقي منهم محتفظا بلغته وخصائصه القومية فقد استمر في مزاولة نشاطه الاقتصادي الزراعي في الأرض التي ورثها عن أسلافه...
من هنا أطلق العرب القادمين إلى نينوى وضواحيها على الآشوريين ولغتهم تسمية (فلاحي) أو بالعربية الدارجة (فليحي) بحسب لهجة عرب الموصل, وهذا ما زال شائعا في الموصل إلى يومنا هذا, حيث إذا ما تكلم الآشوريون بلغتهم القومية فانه يقال لهم : (انهم يتكلمون بالفليحي), أي لغة الفلاحين.. بكل ما يعنيه ذلك من حقيقة تاريخية من أن هذه اللغة والشعب الذي يتحدث بها ينتمي إلى تلك الأرض أبا عن جد, ذلك انه وكما هو معروف وفي كل المواطن والأزمنة أن الفلاح هو الأقدم انتماء إلى الأرض...
من هنا وكنتيجة لتحادد بهدينان بالموصل وأطرافها وكنتيجة للاختلاط والتعامل بما يفرزه من تأثر وتأثير فقد دخلت التسمية إلى بهدينان ولتتكرد وحسب اللفظ الكردي فتصبح (فه لا) ولتشير إلى الآشوريين المسيحيين...
وإضافة إلى ما سبق فان اقتصار تداول المفردة العربية (فليحي) على الموصل وأطرافها واقتصار تداول المفردة الكردية (فه لا) على بهدينان من دون غيرها من المناطق الكردية هو دليل إضافي على اصل التسمية ومدلولها عند بداية تداولها....
أما القول بان التسمية (فه لا) تشير إلى المسيحية بغض النظر عن الانتماء القومي فهو قول مردود, من حيث انه لا وجه ربط أو تأويل لغوي أو تاريخي لذلك إضافة إلى أن تسمية (فه لاني) تشير قطعا إلى اللغة السريانية حصرا وكذا الحال بالنسبة لكلمة (فليحي) كإشارة إلى اللغة, وبذلك تصبح كلمة (فه لا) و (فليحي) إشارة إلى الآشوريين, أما اتساع مدلولها المعاصر لتعني (المسيحي) فهو راجع إلى انه والى تاريخ قريب جدا, مع بداية هذا القرن, فان الانتماءات في المنطقة كانت تفرز على أساس الانتماء الديني وليس القومي الأمر الذي أدى إلى إضفاء طابع ديني كون المسيحيين في بهدينان هم من الآشوريين جميعا ما عدا الأرمن الذين يشكلون تجمعا سكانيا صغيرا وإذا كان يشار إليهم أحيانا بـ (فه لا) فانه لا يشار إلى لغتهم قطعا بـ (فه لاني) بل (ارمني)..
إلا أن ما نريد أن نختم به رأينا هو رغم أن تسمية (فه لا) أكاديميا تعبر في حقيقتها واصلها التاريخي واشتقاقها اللغوي إلى حقيقة الوجود الآشوري وانتماءه التاريخي إلى ارض النهرين, إلا أنها في الواقع المعاصر تعطي انطباع (الأقلية المستضعفة), الأمر الذي يجعلها غير مستساغة السمع والتداول بين عموم الآشوريين, خاصة وان عهد الاستضعاف قد ولى مع شمس التحرر والوحدة والتقدم على أساس احترام حقوق كل القوميات وتسمية المسميات بأسمائها...
    
(1) المقصود هو أنها لا ترد كمفردة كردية الأصل, فالمعروف أن كل اللغات قد دخلت عليها مفردات من اللغات الأخرى وربما اشتقت منها كلمات وفق قواعد الصرف والاشتقاق للغة التي دخلت عليها هذه المفردات, إلا أن ذلك لا يلغي كونها دخيلة, وكلمة (فه لا) هي واحدة من هذه المفردات الدخيلة على الكردية مثلما هي كلمة كرسطينا (ܟܪܣܛܝܢܐ) وتصريفاتها دخيلة على السريانية وترد في جميع القواميس السريانية, ولكن كمفردة دخيلة فلا أحد يقول بسريانيتها..

113
حيث وردتني العديد من المراسلات الالكترونية من الاحبة مطالعي المقال طالبين النسخة الالكترونية لكتابي (حربنا الاهلية.. حرب التسمية) من جهة،
وحيث يبدو ان اشارتي الواضحة لموقفي من مسالة التسمية لم تكن كافية للبعض القليل الاخر،
ولضمان عدم تحوير دفة المقال الى مواضيع اخرى بعيدة عن جوهر الموضوع الذي هو التقارب والحوار بين كنائسنا،
فاني اشكر موقع عنكاوة على توفيره امكانية وضع الصيغة الالكترونية للكتاب في متناول جميع المتصفحين والمطالعين وهي على الرابط ادناه:
http://www.ankawa.com/Name_Civil_War.pdf

واكرر رجاء المحبة لابقاء الحوار في جوهر الموضوع وباحترام ومودة للجميع
والرب يبارككم

114
وَهَل لِكنائسَ بيث نهرين خِيارٌ آخَر؟
(مـَن لا يَجمعُ معي فهو يُفَرِق) لوقا 11 : 23

المقال مكتوب ومنشور في شباط 1997

المـدخــل..
منذ التوقيع على الإعلان المسيحاني المشترك بين كنيسة المشرق والكنيسة الكاثوليكية الرومانية في 11 تشرين الثاني 1994 وحديث التقارب والاتحاد بين كنيسة المشرق بشقيها (الاثوري) و(الكلداني)(1) يكاد يغطي المساحة والزمن الأكبر في اهتمامات ونقاشات أبناء شعبنا الآشوري من أبناء كلتا الكنيستين، وبخاصة شق كنيسة المشرق (الاثورية) منها، ويشارك في هذا الحوار والنقاش اليومي عموم أبناء شعبنا اكليروسا ومؤسسات ومثقفين وشخصيات..
هذا على صعيد الحوار والحياة والمعايشة اليومية، أما على صعيد المواقف المعلنة والمنشورة، فان الحوار والنقاش وإبداء الرأي حول هذه المسالة يغطي أيضا الرقعة والزمن الأهم في اهتمامات وأولويات أولي الأمر وتحديدا المراجع الكنسية البطريركية والأسقفية والكهنوتية لكلتا الكنيستين، ويتمثل ذلك عبر إعلانات وأحاديث وخطوات يقودها الآباء البطاركة ومن وراءهم الأغلبية الصامتة من الاكليروس والمؤمنين ومؤسساتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، هذه الأغلبية التي ترى في إعلانات ومواقف آباءهم البطاركة تعبيرا عن ما هو في بالها وذهنها ومخيلتها وأحلامها بتحقيق التقارب والاتحاد فتقدم له صلاتها وقرابينها وجهدها..
فالطموح والحلم الوحدوي القائم على الإيمان المسيحي والشعور بالمسؤولية تجاه الكنيسة ومستقبلها كان الذي أَلهَمَ كهنة كنيسة المشرق في محافظة دهوك ــ شمال العراق (حينها كنت واحدا منهم، وما أزال اشعر بالانتماء روحا وفكرا إلى تلك المَواطن) وقادهم إلى الدعوة إلى هذه الوحدة عندما بينوا رأيهم مجتمعين في مسالة التوقيع على الإعلان المشترك مع الفاتيكان، حيث سبقوا زمانهم في رسالتهم المؤرخة 14 نيسان 1993 إلى غبطة مار كيوركيس مطران كنيسة المشرق ووكيلها البطريركي في العراق لينقل موقفهم إلى المجمع السنهاديقي المقدس للكنيسة، معلنين ليس فقط موافقتهم وترحيبهم بالتوقيع على الإعلان المشترك (المقترح حينها) بل دعوا إلى جعله مرتكزا وخطوة أولى نحو تحقيق الوحدة الكاملة مع الكنيسة (الكلدانية) على أسس أو شروط ثلاثة:
أ - الاحتفاظ باسم الكنيسة وحمايته كما هو تاريخيا: (كنيسة المشرق الرسولية المقدسة) واختصارا (كنيسة المشرق)..
ب - المحافظة على اللغة السريانية كلغة للكنيسة وتوسيع الاهتمام والنشر بها.
ج ـ حماية الوحدة القومية لأبناء الكنيسة كشعب آشوري..

متجاوزين بذلك عقد الماضي ومعيقات الوحدة المختلفة.. فهل كان رأي كهنة دهوك رؤيا بدأت الآن بالتحقق؟.
مثلما يعبر عن هذا الاهتمام مواقف أقلية رافضة للاتحاد ما زالت أسيرة ماضي الفرقة ولم تتحرر ذهنيتها ونظرتها من سلبياته وتقوقعه الذي قد يتيح للبعض منها امتيازات وجاهة وسلطة..
عجبي من هذا البعض الذي ما كادت الكنيسة أن تخطو في طريق تحقيق الاتحاد الذي نتحدث جميعا ونكتب عنه ونتغنى ونحلم به، حتى تراه يرتد إلى الماضي ويشعر بالحنين إليه حتى قبل أن يفقده..
وضمن هذا الحوار أتقدم برأيي ووجهة نظري، ليس لان فيها جديد مخفي على آبائي الروحانيين واخوتي الكهنة، وليس لأني قادر على تغيير مواقف البعض الرافض، فأنا اعترف بضعفي البشري على ذلك متوجها بالصلاة للرب أن ينير القلوب والعقول.
بل، أتقدم برأيي لسبب بسيط ومتواضع هو أني انتمي إلى هذه الكنيسة وهذه الأمة، كانسان وكاهن، ومن حقي إبداء الرأي في أمور لها أثرها على واقع ومستقبل هذا الانتماء، وبذلك هو واجب وحق أن أقول قولي فيها، خاصة وأني لا أتداول سرا كنسيا، فحديث الوحدة هو حوار مفتوح في هذه الأيام.. وقبل القيام بذلك أود توكيد نقطتين أساسيتين:
1- لا أريد إبداء رأيي وتحديد موقفي من منطلق عاطفي، ذلك أن أمورا كهذه لا بد أن يتحكم فيها العقل وتحتكم إلى حقائق الواقع الملموسة وليس إلى العواطف، على أهميتها. إن إثارة العواطف وتأليب المشاعر لكسب التأييد أو الرفض في أي موقف هو، برأيي، ابتزاز لا يجدر بنا ممارسته في كنيسة المسيح..
2- قد يتخالف رأيي وربما يتقاطع مع آراء آباء واخوة لي في الكنيسة والأمة، ولكن ذلك لا يلغي أبداً مشاعر البنوة والاخوة هذه. فالاختلاف ليس حربا، والحوار ليس انتقاصا.. بل وأرى انه من المثمر جدا أن يجري نقاش مفتوح في الكنيسة، اكليروس وعلمانيين، حول أمور جوهرية ومهمة، مثل الوحدة، ما دام الحوار يجري بروحية مسيحية قائمة على الاحترام المتبادل للآراء والمواقف (ما يسمى بلغة اليوم بالديمقراطية) والثقة بان مصدرها وهدفها جميعا هو تمجيد اسم الرب وخدمة كنيسته وأبناءها.
وبالعودة إلى الموضوع، أقول أن كنيسة المشرق بإقرارها ضرورة الخروج من عزلتها ومباشرتها السير في الانفتاح والحوار مع الكنائس المسيحية عامة، والكاثوليكية خاصة، و(الكلدانية) بوجه أخص واكثر تحديدا، تكون قد أثبتت أنها، أي كنيسة المشرق، وبعد اكثر من سبعة قرون من الانعزال والتقوقع بحكم الظرف التاريخي الصعب الذي مرت فيه، إنها ما زالت كنيسة قرار وإرادة، إنها كنيسة تواجه بثقة واقعها بما يتضمنه من تحديات وتهديدات جدية قائمة ليس اقلها الفرقة والتشتت في المعمورة والتطرف الأصولي ومخططات إلغاء الوجود والهوية الدينية والقومية في الوطن الأم والعلمانية واللاانتماء في المهجر.. وتثبت إنها متجهة بهذه الثقة نحو مستقبلها بما يحمل من أمل بقهر هذه التهديدات والخروج من هذه التحديات وقد اكتسبت وشعبها قوة مضاعفة..
إن قرار الكنيسة لمواجهة واقعها والسير نحو مستقبلها والولوج إلى الألف الثالث بثبات وعزيمة هو قرار يستحق الدعم والمناصرة ويستحق أن نتوجه من اجله إلى الرب المسيح بصلاتنا وأدعيتنا..

ما الذي يدفعنا نحو الوحدة؟

- إن الرب يسوع المسيح، رأس الكنيسة وفاديها بدمه الثمين، يصلي من اجل هذه الوحدة..
(ليكونوا واحدا، كما نحن واحد) يوحنا 17 : 11، 21، 22.. أفلا يجدر بنا الإذعان لصلاة من وهب ذاته فداء لنا؟..
- لان الكنيسة تعلن في دستور إيمانها النيقاوي، ومنذ 1600 عام، ومن على فم أبناءها انها تؤمن (بكنيسة واحدة)..
- لان كنيسة المشرق وفي صلواتها تنشد الوحدة وتطلبها..
راجع للمثال لا للحصر، تسبيحة آحاد تقديس البيعة، الحذرا ج 3، الصفحة 568، حيث يتضرع أبناء الكنيسة للرب بقولهم:
(احلل فيها، في الكنيسة، أمنك، وابطل منها الشقاقات). وكذا في صلاة الكاهن لفجر الأحد الأول لتقديس البيعة ص 572 من ذات المجلد: (أيها اليم الغير المحسوس بأسراره.... نتضرع إلى رحمتك من اجل كنيستك المقدسة الجامعة هنا وفي كل مكان.... ابطل منها الجدالات والشقاقات والانقسامات....) وغيرها كثير..
فهل يا ترى لا نفقه ما نصليه؟ أم ترانا غير راغبين بما نتضرع من اجله؟..
- بمعرفة الحقيقة التاريخية أن أحد الأسباب المهمة في الانقسامات الكنسية في شتى أنحاء المعمورة كان الاختلاف في البيئة الاجتماعية والثقافية والموروث الحضاري والفكري بين المجتمعات المسيحية، يصبح جليا أمامنا أن الانتماء المشترك لأبناء الكنيستين (الاثورية) و(الكلدانية) إلى أصول وجذور قومية واحدة ويجمعهما التاريخ والتراث الواحد واللغة والثقافة الواحدة والمعاناة والطموح الواحد نحو التحرر من المظالم القومية والدينية، تشكل جميعا عوامل محفزة ودافعة للوحدة بين الكنيستين.
الكنيستان لهما منشأ واحد.. مكتبة حضارية واحدة.. ذبحا بسيف واحد.. يطمحان لمستقبل واحد..
إن ما يجمع أبناء الكنيستين هو أقدم وأعمق وأغنى وأقدس مما يفرقهم..
فعلام التردد من الوحدة يا ترى؟؟
- تعيش كلتا الكنيستين وشعبهما الواحد واقعا مشتركا بكل ما يحمله من آلام وآمال، من تهديدات وطموح، سواء في الوطن والمهجر.. ففي الوطن حيث المنبت والمصير، حيث الأمس والمستقبل، تعرضت وما زالت الكنيستين وشعبهما إلى مظالم تستهدف في نهاية المطاف إلى إلغاء الوجود وطمس الهوية والذات الدينية والقومية والثقافية لهما..
فمخططات تعريب الأرض والشعب استهدفت رعايا كلتا الكنيستين، وتدمير القرى وتهديم الكنائس بكل ما كانت ترمز إليه من هوية وانتماء تاريخي للأرض والإنسان شمل كلتا الكنيستين (حوالي 150 قرية، وسبعين كنيسة مدمرة)، وتأميم مدارس الكنيسة والرقابة على نشاطات الشبيبة الكنسية بل وإلغاءها في العديد من الأماكن والأوقات كان دون استثناء، ومحاولات التأثير والتحكم بالقرار الكنسي، بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، لم تسلم منه أي من الكنيستين، والتأثير والضغط الاجتماعي والنفسي لخلق وتعميق الشعور بالاغتراب في الوطن كخطوة نحو هجرته إلى المجهول جلية للعيان، ويغذيها غموض الرؤيا المستقبلية (راجع نداء رؤساء الطوائف المسيحية في العراق في 18 تموز 1991 في أعقاب حرب الخليج)، حيث يرد نصا:
(وقد لاحظنا مؤخرا بقلق أبوي اتجاه بعض أبنائنا إلى طرق أبواب الهجرة لأسباب شتى خلقتها ظروف ما بعد الحرب، منها: ضياع الاستقرار، والحصار الاقتصادي وما نتج عنه من ضيق في المعيشة، وقلق بالنسبة إلى المستقبل الغامض، والخوف أحيانا من المتغيرات على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية)..
وفي المهجر تواجه جاليتي كلتا الكنيستين ذات التحديات والصعاب في المحافظة على الذات والهوية والثقافة والانتماء الكنسي والقومي في طوفان المجتمعات الغربية بما تحمله من مادية علمانية وانفرادية انعزالية تقود إلى فصم العلاقات الاجتماعية والقومية حيث بات انساننا في المهجر أسير ذاته وطموحاته الفردية ومتقاطعا في العديد من الأحيان مع انتماءه التاريخي الكنسي والقومي.
وأمام هذه التهديدات والتحديات التي تفرض علينا مواجهتها تضامنيا، هناك أيضا ما يجعلنا غير مترددين في السير نحو الوحدة، ذلك هو وعي وإدراك عموم أبناء شعبنا بان خلاصهم من هذه التحديات هو وحدتهم، وبذلك يشكلون عمقا جماهيريا ومؤسساتيا لآباء الكنيسة في قرارهم الوحدوي. وهذا عامل حاسم لإنجاز أي قرار، ذلك أنه عندما يتحقق التوافق بين قرارات قيادات الكنيسة وطموح مؤمنيها، يكون تجسيد هذه القرارات أمرا هينا يمكن معه امتصاص أية افرازات ثانوية أو نزعات فردية معارضة. وبالعكس عندما لا يتحقق هذا التوافق تتسع الفجوة والانفصام وينعدم تأثير وجدوى القيادات في حياة ومصير القواعد..

ما الذي يعيق الوحدة؟
بدءا نقول: ما اسهل أن نبقى مفترقين، وما أهون أن نستمر مشتتين، فذلك لا يتطلب أية تضحية وأية جهود..
ولكن مهلاً، أيها السادة، منذ متى كانت كنيسة المسيح تبحث عن الأسهل؟ ومتى ارتضى آباء الكنيسة، مار بطرس وبولص، مار توما ومارشمعون برصباعي، مار توما اودو ومار بنيامين شمعون بالأهون؟
فهل، يا ترى، نتوقع من ورثتهم أن يختاروا بخلاف آباءهم؟ لا، وألف لا، فكنيسة اختارت الصليب والجلجثة، الشهادة والاستشهاد، لن تقبل الرضوخ لأية صعاب ما دامت وضعت ثقتها وإيمانها برب الأرباب، يسوع المسيح الذي وعدها وعدا قاطعا أن: (قوات الجحيم لن تقوى عليها) متي 16 : 18..
إننا نقر بصراحة وجرأة إن قرار الوحدة ليس مجرد توقيع.. فهناك العديد من الاشكالات والعوائق، أهمها برأيي:
- التراكمات التاريخية لقرون متعاقبة والتي هي نتائج طبيعية لانقسام الكنيسة والقطيعة (لأسباب مختلفة بعضها جغرافي  طبيعي وبعضها كنسي مذهبي) بين أبناءها.
- الاختلافات الطقسية والقانونية والإدارية بين الكنيستين، وهي الأخرى نتاج طبيعي للانقسام الذي حصل في الكنيسة..
- ولاء البعض للرئاسات وسلطاتها وسعيه إليها اكثر من الولاء للمسيح راس الكنيسة الأوحد والسعي إليه، وهذه لا تقتصر على كنيسة المشرق بشقيها بل نجدها جلية في أي نقاش وحدوي بين أية كنيستين مسيحيتين..
إن هذه العوائق يمكن تجاوزها والتغلب عليها إذا ما وعينا مسؤولياتنا تجاه كنيستنا وشعبنا ومستقبله، وإذا ما امتلكنا روحية مسيحية في الحوار الذي هو وحده السبيل والأسلوب..
أما تجاوز معطيات التاريخ وحقائق الواقع القائم ودعوة البعض لوحدة الكنيسة عبر (عودة المنشق وتوبته) وتصوير ذلك على انه (السبيل الوحيد للوحدة الحقيقية)، وكذلك الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة وكل ما سواها باطل، والطعن بمسيحانية الكنائس الأخرى، فنعتقد أنها دعوات تحرص على التشتت (بما يوفر للبعض من امتيازات ووجاهة) اكثر من كونها دعوات للوحدة المسيحية. وما ننصح به دعاتها هي العودة إلى الإنجيل الطاهر وقراءته والعيش مع الرب المسيح في تواضعه ومحبته وتضحيته..
أما التشبث بمقولة أن الاتحاد مع الكنيسة (الكلدانية) هو (هزيمة) لكنيسة المشرق و(خضوع) منها لكنيسة تمتلك الأكثرية البشرية (اكثر من نصف شعبنا هم من الكنيسة الكلدانية)، بينما ليس شرطا أن تكون الأكثرية هي صاحبة الحق والحقيقة دوما.
نقول أن ذلك يكون صحيحا تماما لو كانت الكنيستين في حال تقاطع وصراع، ولكن واقع الأمر ليس كذلك، فكلا الكنيستان تنتميان إلى المسيح إيمانا وعقيدة، وبذلك فكلتاهما تمتلكان الحقيقة، والتباين القائم بينهما لا يتعدى الأمور الثانوية في الإيمان، سواء ما كان منها طقسيا أو قانونيا أو إداريا، وبالتالي فلا مجال لتطبيق قوانين ومفاهيم الصراع والتحارب على العلاقة بين الكنيستين.
إن الحوار الوحدوي بين الكنيستين هو حوار محبة واحترام وثقة وتضامن في المسؤولية وشراكة في الانتماء..
انه باختصار حوار مسيحي بين كنائس مسيحية من اجل غد مسيحي لشعب مسيحي.

- الاتجاه التقليدي المحافظ (بين الاكليروس بمختلف درجاتهم الكهنوتية او بين العلمانيين) الذي يبرر وجوده ويغطي نقصه وقصر نظره وارتباطاته عبر الاختلاف والتقاطع والعداء مع الآخر المقابل.. فنراه يقوم بتوظيف التراكمات المشار إليها سابقا ليبتز من خلالها تعاطف الناس عبر التحذير من (الذئاب الذين يرتدون ثياب الحملان) أو التصوير لها بان الاتحاد بخلاف الأسلوب الذي يريده هو خيانة تاريخية وإلغاء لهوية الكنيسة بل ولمسيحيتها وإيمانها وانقطاع عن الجذور الثقافية والقومية لأبنائها. أو تراه يحذر من أن التوجهات الوحدوية هي مصيدة ووقوع في الفخ ذاته الذي نصبته الحملات التبشيرية، ناسيا أو متناسيا أن ذلك يمثل انتقاصا من الكنيسة وآباءها قبل أن يكون تغافلا عن التباين بين الأمس واليوم في النضوج والروح المسيحية لقادة كنائس اليوم. أو تراه يقوم بالتعتيم على الخطوات الوحدوية بغاية تحجيم تأييد المؤمنين لها وخلق فجوة بين ما وصلت إليه هذه الخطوات وبين ما يعرفه أبناء الكنيسة (وبضمنهم الاكليروس) عنها، وصولا إلى عزل المؤمنين عن مرجعياتهم البطريركية..
- الأنظمة الحاكمة في الوطن الأم، بيث نهرين، حيث ان هذه الأنظمة تدرك أيضا أن اتحاد الكنائس المشرقية يشكل عامل ديمومة وبقاء وقوة لهذه الكنائس وشعبها في وطنه التاريخي، فانه لا بد لنا وان نتوقع حتمية سعي الأنظمة القائمة إلى تعطيل أي مسعى للتقارب أو الاتحاد بين هذه الكنائس، وإذا كان دور هذه الأنظمة وازلامها ورجالاتها واضحا في الماضي القريب والمعاصر في زرع الشقاق وتعميقه في كنيسة المشرق، فانه كحكماء في الرب يحق لنا توقع استمرار هذا الدور، ولعل إشارة جريدة بابل وبصورة مشوهة ومتعمدة في عددها بتاريخ 12 تشرين الثاني 1994 إلى خبر توقيع الإعلان المشترك مع الفاتيكان مؤشرا على هذا الدور الذي يستفيد في تشويهه من التعتيم الذي تفرضه بعض القيادات الكنسية على وقائع الأحداث وحقائقها..

السبيل لتجاوز هذه العوائق..
أمام هذه العوائق هناك الكثير لنفعله، وكل من موقعه، لتجاوزها والتغلب عليها، وأدناه وسائلا أراها مهمة وفاعلة:
- يقول الرب المسيح:(وكل ما تطلبونه في الصلاة بإيمان، تنالونه) متي 21:22.
ويقول أيضا: (حتى الآن لم تطلبوا باسمي شيئا. اطلبوا تنالوا، فيكون فرحكم كاملا) يوحنا 16 : 24..
 فعلام التردد، هيا إلى الصوم والصلاة أيها المؤمنون، ولنرفع اليه وباسمه طلباتنا.. السنا نمتلك هذه الثقة به؟
وكما قال أحد المؤمنين: (نحن لا نصلي من اجل أحمال أخف، بل من اجل ظهر أقوى).
- أمام التراكمات التاريخية السابقة، يأتي دور الكرازة والوعظ والندوات الوحدوية لتبيان أهمية نتائج وثمار الوحدة المرتقبة القائمة على الاحترام والمحبة المتبادلة وتجاوز أخطاء الماضي، وان تطلب الأمر الاعتراف بها..
كما هناك أهمية في تشجيع المؤمنين للقيام بدورهم في إنجاز الوحدة، ففي كنيسة المسيح الكل له موقعه ودوره..
- من المهم أيضا القيام ببرامج راعوية مشتركة بين الكنيستين، بدءا بالتربية المسيحية للأطفال إلى برامج الشبيبة المشتركة بين الكنيستين وصولا إلى الخدمة الكهنوتية المشتركة.. ويضاف إليها أيضا أهمية إعطاء الخطوات الوحدوية أولوية قصوى في مجال الإعلام الكنسي في هذه المرحلة تحديدا..
- إن توسيع حلقات العمل الوحدوي ولجانه وتخصصاتها سيتيح فرصة اكبر لتذليل الصعاب والعقبات في طريق الوحدة..

الآفاق المستقبلية..
إننا نرى أن الاتحاد بين شقي كنيسة المشرق سيفتح أبواب المستقبل على مصراعيها نحو المزيد من الثمار الصالحة:ـ
1- الوحدة مع كنيسة المشرق - التقويم القديم، وذلك بعكس ما يريد البعض تصويره لغايات معروفة من أن التقارب والخطوات الوحدوية مع الكنيسة الكاثوليكية هي تعميق للخلاف مع كنيسة المشرق - التقويم القديم.. فالوحدة تمنحنا وبالممارسة العملية ثمارا تشجع على وحدة جميع كنائس المشرق، مثلما تكسر الحواجز النفسية القائمة، كما ستثبت الوحدة ان هناك استعدادات تضحوية لدى آباء الكنيسة، هذه الاستعدادات التي يمثل الافتقار إليها أهم عائق أمام الوحدة بين أية كنيستين..
2- مجمع للكنائس الآشورية التي تمثل السريانية لغة موروثها وطقوسها..
3- تحقيق التكامل الذي يعني القوة لأبناء الشعب الآشوري، فكل كنيسة تكمل الأخرى ولا تلغيها.. ولست ابتغي في هذا المقال - الرأي تبيان اوجه الضعف والحاجة القائمة في كل كنيسة من كنائسنا ويمكن للكنيسة الأخرى أن تغطيه، ويكفي أن أشير إلى البعض من اوجه التكامل التي سيحققها الاتحاد:
أ- المدارس الاكليريكية.. حيث تفتقر كنيسة المشرق (الاثورية) في الوطن الأم إلى مدرسة اكليريكية بمستوى المهام والمسؤولية، وتفتقر كلتا الكنيستين إلى مدرسة خاصة بهما في المهجر..
ب- الدعوات الكهنوتية. فهناك أزمة حقيقية في قدرة الكنيستين على تغطية احتياجاتها إلى كهنة لرعاياها في الوطن والمهجر.
ج- الطباعة والنشر بشقيها التربوي والإعلامي.. وبشتى الوسائل العصرية (كتب، مجلات، دوريات، موسيقى، أفلام، الخ..).
وغيرها من اوجه النقص والحاجة في الكنيستين، وبخاصة في الشق (الاثوري) منها.. واتحاد الكنيستين سيغطي تكامليا العديد من هذه الاحتياجات.. ناهيك عن ما ستحققه الوحدة من تكامل للمؤسسات الثقافية والاجتماعية والسياسية لشعبنا التي تأثرت وما تزال بهذه الفرقة وتشتت الجهود.. إن وحدة الكنيستين تعني قدرة اكبر لشعبنا في تحقيق ذاته ومستقبله في شتى المجالات..

الخاتمة..
وأنا اختتم مقالي في تبيان رأيي وإجلاء موقفي من المشروع - الحلم لوحدة الكنيسة المشرقية المقدسة، أتوجه بالصلاة والدعاء أولا إلى الرب يسوع المسيح ليلهمنا جميعا القوة والعزيمة والحكمة لإنجاز إرادته الربانية في وحدة جسده المقدس عبر توحيد كنيسته.. مثلما أتوجه بالدعاء الحار إليه ليمنح الآباء البطاركة والأساقفة الجرأة لإنجاز الوحدة وتحقيق الحلم الذي راود آباءنا ويراودنا نحن أيضا.. كما أتوجه بدعائي القلبي وبروح المحبة الإنجيلية إلى الرب لينير قلوب وأذهان رافضي الوحدة ليفقهوا أن مشيئة الرب في وحدة كنيسته آتية لا محال، وليلتحقوا كاخوة في الإيمان بمسيرة الوحدة ويتحملوا شرف انجازها.
 إنني وبضعفي أدعو الأب الأقدس مار دنخا الرابع (وغبطة البطريرك مار لويس روفائيل - تعديل من الكاتب) إلى عدم التراجع أمام قرار الوحدة وعدم التردد في تحمل أعباءها، فالمسيح قالها (حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا هناك في وسطهم) متي 18 : 20..
لا تترددوا ايها الاباء.. (ما دام الله معنا، فمن يكون علينا) روميه 31:8..
صلوا من أجلنا والرب يبارك..

فيزبادن في 20 شباط 1997

(1) استعمالنا (الاثورية) و(الكلدانية) هو استعمال مجازي لهاتين التسميتين كما هي شائعة للتعبير عن فرعي او شقي كنيسة المشرق، حيث لم ارغب باستعمال تسمية (النسطورية)..

ملاحظات مهمة:
1. المقال اعلاه كتبته في شباط 1997 ونشرته في وسائل النشر المتاحة حينها والمقتصرة على المنشورات المطبوعة حيث تم نشره في مجلات (حويودو) و(شروغو) وغيرها حيث لم تكن حينها وسائل النشر الالكترونية متاحة.
وتعميما للفائدة ودعما لآمال التقارب والحوار الذي نامله ونتوخاه حاليا اعيد نشر النص الحرفي الكامل للمقال دون زيادة او نقصان او تعديل ما عدا التعديل بادراج اسم غبطة سيدنا البطريرك ساكو، ويستطيع القارئ اللبيب ان يلحظ اشارات في المقال لامور ومواقف تعود الى تاريخ كتابة المقال في 1997.

2. اتمنى ان يكون المقال مساهمة متواضعة في تعزيز التقارب بين كنائسنا وتجاوز سنين الصراع والقطيعة العجاف التي فرضها البعض بعصيانه وانشقاقه وتضليله، واتمنى واستبشر خيرا بتنقية الاجواء التي نشهدها مع اعتلاء سيدنا البطريرك مار لويس روفائيل الاول السدة البطريركية داعيا الرب ان يعين الجميع للاستمرار بها.
واتمنى على القراء الاحبة اغناء الحوار بعدم تحوير دفة المقال الى نقاش موضوع السيد اشور سورو. فاي انسان يمتلك الحكمة والمسؤولية تجاه شعبنا وكنائسنا يدرك ان السيد سورو قام بتسميم اجواء علاقة الاخوة والمحبة المسيحانية بين كنائسنا ليس بسبب اختياره الكنيسة والعقيدة الكاثوليكية، فحق اختيار المعتقد هو حق لا غبار عليه لكل انسان، بل بسبب الاساليب التي استخدمها في تضليل الشعب وتاجيج الاحقاد والعنف اللفظي لمناصريه وتمزيق النسيج الاجتماعي ومحاولة سرقة ممتلكات الكنيسة واستدعاءه لقداسة البطريرك الى المحاكم العلمانية وغيرها مما يفتقر الى الحد الادنى من الاخلاقية المسيحية، وان اعادة تاهيله وحشره مجددا داخل مشهد كنائس شعبنا حصرا، يعني مكافاة وتسويق المضلل (بكسر اللام) مرشدا والسارق امينا والجلاد ضحية ويهوذا بطرسا، وهو تبديد لامال استعادة اواصر المحبة والاخوة. ان تحقيق ارادة الرب وصالح الكنيسة وشعبها اهم من ارضاء اي شخص مهما كان.

3. كما اتمنى على القراء الاحبة ان لا يحوروا دفة موضوع المقال الى نقاش في مسالة التسمية القومية. فشخصيا موقفي واضح ومعروف منها وقد وضعت ونشرت كتابا بشانها عام 2005 ويحمل اسم (حربنا الاهلية.. حرب التسمية). يمكنني ارسال نسخة الكترونية منه للراغبين به. وموقفي باختصار هو ان كل منا عندما يتحدث او يكتب فليستعمل الاسم القومي الذي تربى عليه ولكن ليقصد ويشمل فيه كل شعبنا. شخصيا استخدم الاسم الاشوري.
انا احترم اراء واهتمامات واولويات الجميع في حواراتهم، ولكني اتمنى عليهم ايضا ان يحترموا اهتمامات واولويات الاخرين. فالاخوة المهتمين بالتسمية، مثلا، ومنحها الاولوية يمكن لهم كتابة رايهم في موضوع مستقل ونشره على الموقع عوض نشره كتعقيب على هذا الموضوع وتحوير دفته لان موضوعنا ليس بشان التسمية. ان الحوارات على مواقع الانترنت هي بمثابة اجتماعات طاولة مستديرة لتبادل الاراء، وكما ان الاجتماعات لها سياقاتها من حيث عدم خلط مواضيعها، كذلك اتمنى ان تكون حواراتنا.
والرب يبارك الجميع

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا
البريد الالكتروني: youkhana-at-web.de

115
تحية المحبة
قبل اسبوع نشرت اعلانا عن انجاز كتاب (عندما تسقط الاقنعة: نقاش هادئ للحركة الانشقاقية للسيد (الاسقف السابق) اشور سورو) ودعوت الراغبين باغناءه قبل طبعه لارسال ملاحظاتهم ومساهماتهم من اجل توثيق الانشقاق بسبب تاثيراته وتداعياته السلبية على شعبنا وكنائسه وليبقى في الذاكرة لاستخلاص العبر والدروس منه.
ان فقدان الشعوب والمجتمعات والمؤسسات لذاكرتها يفقدها الحصانة من الوقوع في ذات التجارب والخسائر (ولشعبنا في تاريخه شواهد)، مثلما يقلب القيم والمعايير حد جعل المُضَلِل (بكسر اللام) مُرشدا، والسارق أمينا، والجلاد ضحية، ويهوذا بطرسا.

يسعدني ان اشكر الاحبة الذين بادروا للتجاوب مع الدعوة حيث تلقيت الكثير من:
•   الوثائق المتعلقة بالانشقاق بعضها مؤسساتي وبعضها شخصي
•   التوثيق الفديوي والصوتي للعديد من اللقاءات الاعلامية والتجمعات الخطابية لرموز الانشقاق في مختلف مراحله
•   المقالات المنشورة في حينها لكتاب عديدين رفضا للانشقاق وتفنيدا للتضليلات التي رافقته
•   الملاحظات والاستفسارات المتعلقة بالانشقاق لمحاولة الاجابة عليها وتحليلها مثل: تاثير الانشقاق على تقارب الكنائس المشرقية. التغطية الاعلامية للانشقاق. انقلاب السيد اشور سورو من رجل حوار ووفاق الى قائد تمرد وشقاق. ماذا كشف الانشقاق من عناصر القوة والضعف في كنائسنا؟ هل كان توقيته مصادفة ام اختيارا؟ وهل كانت اجندة الانشقاق كنسية فحسب ام اوسع؟ لماذا انحصر في اميركا والى حد ما في استراليا؟ وغيرها

واذ اشكر الاحبة الذين ارسلوا هذه المساهمات فاني اتوقع منهم ان يتفهموا ان الاطلاع عليها ودراستها بغاية ضمها الى الكتاب يتطلب جهدا ووقتا ضمن انشغالاتي العديدة، وبالضرورة يترتب عليه تاخيرا في اصدار الكتاب لعدة اشهر اخرى. فشكرا ومعذرة.

كما اشكر الاخوة الذين اختاروا الردود على الانترنت للاعلان والدعوة اعلاه، واعتذر منهم لعدم تعقيبي على ردودهم (اتفاقا ام اختلافا) لاني اساسا لم انشر موضوعا للحوار بل اعلان ودعوة (ما زالت مفتوحة لحين طبع الكتاب) لارسال المساهمات والملاحظات الى البريد الالكتروني الشخصي (youkhana-at-web.de).
والرب يبارك الجميع

116
يسعدني الاعلان لابناء شعبنا، وبخاصة ابناء كنيسة المشرق بمختلف مرجعياتها، عن انجاز كتاب (عندما تسقط الاقنعة: نقاش هادئ للحركة الانشقاقية للاسقف السابق السيد اشور سورو) وتهيئته للطبع في الاسابيع القادمة.
والكتاب هو مجموعة المقالات التي قمت بنشرها في حينها على موقع عنكاوة (للفترة من تشرين الثاني 2005 لغاية تشرين الثاني 2007) والتي غطت مختلف جوانب الحركة الانشقاقية: حيثياتها، غاياتها، الجهات الضالعة فيها، نتائجها، وغيرها..
بالاضافة لعدد من المقالات التي تم كتابتها لاحقا وضمها الى الكتاب.
كما يتضمن ملحقا بمجموعة من الوثائق ذات العلاقة.
بالاضافة الى مجموعة مختارة لمقالات منشورة في حينها من قبل عدد من الكتاب دعما او رفضا للانشقاق.

الكتاب يهدف الى توثيق الحركة الانشقاقية لما كان لها، وما زال، من تداعيات كنسية وقومية واجتماعية سلبية، وتسببت في هدر الكثير من الجهد والوقت والمال، ناهيك عن ما زرعته من احقاد وتناحرات على مختلف الاصعدة (وكل ذلك باسم المسيح!! وباسم محبته ووحدة كنيسته!!) يتطلب علاجها الكثير من الجهود والمبادرات والحكمة في التعامل واتخاذ القرارات وبخاصة الكنسية منها لترميم ما هدمته الحركة الانشقاقية وما قام به القائمين بها والمشاركين في دعمها وتغطيتها بمختلف الاساليب والممارسات.
كل ذلك يجعل من الاهمية توثيق الحركة الانشقاقية لتبقى ضمن الذاكرة الحية لشعبنا وفي متناول مرجعياته ومؤسساته واجياله لاستخلاص العبر منها.

ولاهمية هذا التوثيق فاني ادعو الاخوة الراغبين بالمساهمة في اغناء الكتاب من خلال تقديم الاقتراحات بشان المضمون والشكل، او بالمواد التوثيقية المختلفة ارسال ما لديهم من ملاحظات ومواد خلال اسبوع من الان على بريدي الالكتروني:
youkhana-at-web.de

ملاحظة: الكتاب يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة وجهة النظر الرسمية لكنيسة المشرق.
مع المحبة

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا

117
يسعدني الاعلان لابناء شعبنا، وبخاصة ابناء كنيسة المشرق بمختلف مرجعياتها، عن انجاز كتاب (عندما تسقط الاقنعة: نقاش هادئ للحركة الانشقاقية للاسقف السابق السيد اشور سورو) وتهيئته للطبع في الاسابيع القادمة.
والكتاب هو مجموعة المقالات التي قمت بنشرها في حينها على موقع عنكاوة (للفترة من تشرين الثاني 2005 لغاية تشرين الثاني 2007) والتي غطت مختلف جوانب الحركة الانشقاقية: حيثياتها، غاياتها، الجهات الضالعة فيها، نتائجها، وغيرها..
بالاضافة لعدد من المقالات التي تم كتابتها لاحقا وضمها الى الكتاب.
كما يتضمن ملحقا بمجموعة من الوثائق ذات العلاقة.
بالاضافة الى مجموعة مختارة لمقالات منشورة في حينها من قبل عدد من الكتاب دعما او رفضا للانشقاق.

الكتاب يهدف الى توثيق الحركة الانشقاقية لما كان لها، وما زال، من تداعيات كنسية وقومية واجتماعية سلبية، وتسببت في هدر الكثير من الجهد والوقت والمال، ناهيك عن ما زرعته من احقاد وتناحرات على مختلف الاصعدة (وكل ذلك باسم المسيح!! وباسم محبته ووحدة كنيسته!!) يتطلب علاجها الكثير من الجهود والمبادرات والحكمة في التعامل واتخاذ القرارات وبخاصة الكنسية منها لترميم ما هدمته الحركة الانشقاقية وما قام به القائمين بها والمشاركين في دعمها وتغطيتها بمختلف الاساليب والممارسات.
كل ذلك يجعل من الاهمية توثيق الحركة الانشقاقية لتبقى ضمن الذاكرة الحية لشعبنا وفي متناول مرجعياته ومؤسساته واجياله لاستخلاص العبر منها.

ولاهمية هذا التوثيق فاني ادعو الاخوة الراغبين بالمساهمة في اغناء الكتاب من خلال تقديم الاقتراحات بشان المضمون والشكل، او بالمواد التوثيقية المختلفة ارسال ما لديهم من ملاحظات ومواد خلال اسبوع من الان على بريدي الالكتروني:
youkhana-at-web.de

ملاحظة: الكتاب يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة وجهة النظر الرسمية لكنيسة المشرق.
مع المحبة

الاركذياقون عمانوئيل يوخنا

118
ضمن فعاليات يوم الكنيسة المسكوني الذي تقيمه الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية الالمانية على مدى اربعة ايام للفترة من 12 لغاية 16 ايار الجاري في مدينة ميونيخ الالمانية والذي يتوقع ان يشارك ويحضر في نشاطاته المختلفة ما لا يقل عن 150 الف شخص، سيكون هناك برنامج حواري خاص بمسيحيي الشرق الاوسط في الساعة الثانية من بعد ظهر الخميس 13 ايار ولمدة ساعة ونصف في كنيسة القديس مرقس في ميونيخ
يشارك في الحوار كل من:
•   الاسقف الدكتور يوهانس فريدريك، اسقف الكنيسة اللوثرية في بافاريا
•   البروفسورة سمية فرحات ناصر من جامعة بيرزيت
•   البروفسور اسعد الياس القطان من جامعة مونستر
•   الارشمندريت عمانوئيل يوخنا، كنيسة المشرق الاشورية وممثل منظمة كابني
سيدير الحوار الدكتور رونالد لوفنر مدير برنامج Trialogue of Culture ومركزه في باد هومبورغ - المانيا

119
وجهت الكنيسة اللوثرية الالمانية رسالة الى رئيس االوزراء العراقي، نوري المالكي، تشجب فيها الاعتداء الاخير على الطلبة المسيحيين الذي هو ضمن مسلسل العنف المتزايد ضد مسيحيي العراق داعية اياه والحكومة العراقية الى تحمل مسؤوليتهم وتنفيذ تعهداتهم بحماية الاقليات القومية والدينية.
كما اعربت الرسالة عن تضمامنها وتعاطفها مع عوائل الضحايا، مؤكدة مشاركتها لنيافة الاسقف القس موسى دعوته الى اجراءات ملموسة لحماية امن وسلامة مسيحيي العراق.
ادناه صورة الرسالة التي ارسلها الاسقف مارتن شيندهوته، رئيس قسم العلاقات المسكونية في الكنيسة الللوثرية الالمانية، مع ترجمة لها الى العربية.
يذكر ان الكنيسة اللوثرية الالمانية، وهي ثاني اكبر كنيسة في المانيا بعد الكنيسة الكاثوليكية، هي من اكثر الكنائس الاوربية تعاطفا وتضامنا مع الكنائس المشرقية عموما وشعبنا خصوصا من اجل حماية وجوده وهويته في بيت نهرين، حيث قدمت وتقدم هذه الكنيسة الدعم المعنوي والمادي المستمر لابناء شعبنا في طورعبدين والعراق وسوريا بشكل برامج راعوية واقتصادية وتنموية وثقافية.
كما تقوم وفود منها بزيارات دورية مستمرة الى طورعبدين والعراق لابداء التضامن والاطلاع على اوضاع شعبنا.
ليبارك الرب كل جهد من اجل خير الانسان والشعب والوطن.

الارشمندريت عمانوئيل يوخنا

ترجمة الرسالة:

الاسقف مارتن شيندهوته
مكتب الكنيسة اللوثرية الالمانية
هانوفر


نوري كامل المالكي
رئيس وزراء العراق
بواسطة سفارة جمهورية العراق
صاحب السعادة علاء حسين الهاشمي
شارع ريمايستر 20
14169 برلين

5 ايار 2010

الاعتداءات الاخيرة ضد الطلبة المسيحيين في شمال العراق يوم 2 ايار 2010

صاحب السعادة
لقد تلقت الكنيسة اللوثرية في المانيا بفزع انباء الاعتداءات الاخيرة على باصات نقل الطلبة المسيحيين في شمال العراق يوم الاحد المنصرم.
في الوقت الذي يتوجه فيه اسفنا وتضامننا نحو عوائل ضحايا هذا الهجوم الوحشي، فاننا غاضبون لهذا التصعيد الجديد للعنف ضد مسيحيي العراق.
نحن نشارك المطران القس موسى، مطران الموصل، قلقه بان هناك حاجة ملحة لقيام حكومتكم بعمل ملموس لتحقيق الامن والحماية للاقلية المسيحية في البلاد.
في المرات السابقة كررتم تاكيد حرصكم على تحقيق الامن والعمل لوطن افضل للجميع في العراق.
نحن تعاطفنا كثيرا مع هذه الاعلانات.
ولذلك فاني، وبالنيابة عن الكنيسة اللوثرية في المانيا، احثكم وجميع اعضاء الادارة العراقية لضمان ان مرتكبي الاعتداء ستتم معاقبتهم وتقديمهم للمحاكمة باسرع وقت ممكن.
نحن نامل ان حكومتكم ستتخذ كل الخطوات الممكنة لانهاء العنف المتزايد ضد الاقليات الدينية والقومية، وتحققوا الاجراءات الحاسمة لضمان سلامة جميع المجموعات في المجتمع العراقي.
نحن نصلي مع اخواتنا واخوتنا العراقيين وجميع من لهم الارادة الصالحة بان يتحقق اخيرا السلام والعدالة في البلاد.

المخلص لكم
الاسقف مارتن شيندهوته
رئيس قسم العلاقات المسكونية

120
بأسم الآب والابن والروح القدس، إله واحد، آميــــن
«تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي»

رسالة شكر وعهد ايمان لمناسبة الرسامة

سجود وسبحان
مع هذه النعمة الربانية التي انعمها الرب على شخصنا الضعيف اذ اهلنا لخدمة كنيسته وجسده المقدس فانه يحق علينا واجب السجود له وتسبيح اسمه القدوس الذي تركع امامه عروش الملوك وترنم به الملائكة، فكم بالاحرى نحن عبيده الخطاة الذين لولا نعمه وبركاته علينا لما كنا مؤهلين للمناداة به والتقرب اليه.
سبحانك يا رب على عطاياك، ونستلهمك يا رب الحكمة والهداية.

شكر وعرفان
مع هذه النعمة والبركة الالهية للعمل في كنيسة المشرق الرسولية الاشورية المقدسة اتوجه بالشكر والعرفان الى الحبر الاعظم بطرس زماننا صاحب القداسة مار دنخا الرابع، جاثاليق كنيسة المشرق ووريث الكرسي الرسولي المشرقي، على ارشاده وبركاته الابوية التي منحنا اياها، ليس من خلال مباركة تاهيلنا لرتبة الاركذياقون فحسب، بل ومنذ عقود خلت، وتحديدا منذ تقبلنا لرتبة الشماس بوضع يده الطاهرة في رسامتنا يوم عيد الميلاد المجيد عام 1979 في كنيسة مريم العذراء ببغداد – بيت نهرين العراق.
قداسته كان دوما مثلا اعلى لعملنا في كنيسة المشرق ومن اجلها سواء من خلال الرتب الكنسية او من خلال انشطة لجان الشبيبة التي عملنا فيها في نينوى وبغداد وكركوك وكانت لنا مدرسة دينية وقومية.
فالى قداسته نقول: شكرا ابتاه على هدايتك وبركاتك وصلوا لاجلنا.

والى غبطة المطرافوليط مار نرساي دي باز، مطرافوليط لبنان وسوريا واوربا والوكيل البطريركي العام لكنيسة المشرق الاشورية، والذي اختارنا بحكمته لنكون اركذياقون وخادم قلايته المطرافوليطية نمد عبارات الامتنان على ما اولاه لنا من ثقة نسعى ان نكون جديرين بها من اجل  مجد اسم الرب وصالح كنيسته وشعبه.
واذا كان غبطته اليوم قد اهلنا لهذه الثقة فانه كان لنا ولجيلنا من الشبيبة الكنسية والقومية مثالا اعلى حيث كان رسولا مسيحيا ومعلما قوميا اينما حل واقام.

والى غبطة المطرافوليط مار ميلس زيا، مطرافوليط ابرشية استراليا ونيوزيلنده، نتوجه بالشكر والامتنان لقبوله لنا ولعائلتنا ضيوفا في ابرشيته وتجشمه مسؤولية الرسامة بوضع يده المباركة بالنيابة عن غبطة المطرافوليط مار نرساي.
غبطته كان لنا دوما، ومنذ ايام العمل الكنسي والقومي الشبابي في لجنة شبيبة كنيسة مار عوديشو ببغداد، صديقا عزيزا واخا حبيبا وشريكا امينا في كل ما فرضه علينا انتماءنا القومي الاشوري وايماننا المسيحي وكنيستنا المشرقية من مهام واعمال في تدريس اللغة والتعليم المسيحي وحماية الهوية القومية والثقافية لشعبنا وكنيستنا.
كما كان في السنوات الاخيرة مثالا وقدوة لنا بغيرته وعمله الدؤوب لحماية الكنيسة المشرقية الأم مما تعرضت له من تكالبات للنيل منها والاساءة الى اباءها ممن كان يفترض ان يكونوا ابناء بررة لها.
كل شجرة من ثمارها تعرف. وثمار المطرافوليط مار ميلس زيا وما انجزه وينجزه من برامج لشعبنا وكنيستنا في استراليا تشهد على طيبة شجرته المباركة.

والى اباء كنيسة المشرق بمختلف رتبهم الكهنوتية وابرشياتهم ورعياتهم وبخاصة ممن خدمت تحت ارشادهم الابوي، غبطة المطرافوليط مار كيوركيس صليوا ونيافة الاسقف مار عوديشو اوراهام، او من كانت ابرشياتهم محلا لعملنا الانساني، نيافة الاسقف مار اسحق يوسف ونيافة الاسقف مار ابرم اثنيئيل، وجميع الاخوة الكهنة والشمامسة ممن كانوا دوما خير عون لنا وناصحين ومعلمين وشركاء لنا في الخدمة الكنسية والقومية والانسانية اتوجه بالشكر والامتنان داعيا اليهم جميعا ان يبقوا لنا ملافنة واخوة.

والى جميع ابناء ومؤمني كنيسة المشرق الاشورية وعموم ابناء شعبنا الاشوري ممن عملت معهم ومن اجلهم خلال العقود المنصرمة وشاركتهم الالام والمسرات، الاحزان والافراح، المعاناة والامل، الاخفاقات والنجاح وممن كانوا دائما مركز اهتمامي وهدف اعمالي وقبلة توجهي اقدم اليهم جميعا الشكر على ما وهبوني من تعضيد وتشجيع للبقاء والاستمرار في ذات المسار.

عهد وايمان
اذا كان تاريخ كنيسة المشرق الاشورية يؤكد ان العمل في كرمة الرب والعطاء لكنيسته المقدسة ليس مرتبطا برتبة او موقع، فمار افرام كان شماسا ومار نرساي كان قسيسا وغيرهما من اعمدة الكنيسة، فان ايماننا والتزامنا بالتقليد والبنيان الرسولي لكنيسة المشرق يضع في اعناقنا مهام اكبر مع كل مرتبة تمنحها الكنيسة من خلال الرسامة الكهنوتية الممنوحة لنا من السلطة الاسقفية الرسولية.
اننا بضعفنا البشري نتعهد لرب الكنيسة يسوع المسيح ان نبقى على ايماننا بالخلاص الذي منحه للبشرية وافتداءه لها على الصليب المقدس، ونبقى على ايماننا بالعقيدة الرسولية والايمان القويم لكنيسة المشرق الرسولية الجامعة المقدسة التي حملت بشارة الخلاص الى اقاصي الشرق رغم كل ما تعرضت وتتعرض له من اضطهادات ومعاناة ومذابح.

كنيسة المشرق لم تكن ولن تكون فقط المرشد الايماني لابناءها بل كانت وستبقى لهم الام الحاضنة والحامية من كل ما يتعرضون له من مظالم ويعيشون من معاناة ويحتاجون من مستلزمات.
كنيسة المشرق كانت وستبقى حامية امينة لهذا الشعب ولغته وثقافته ووجوده وهويته، وكانت وستبقى امينة على مستقبله من الضياع والتشويه.
وهذه المهمة المقدسة لكنيسة المشرق انما يحملها اليوم جميع اكليروس ومؤمني الكنيسة مثلما حملها من قبلهم اباء الكنيسة وابناءها وقدموا انفسهم قربانا من اجل ايمان الكنيسة ووجود وهوية شعبها.
والتاريخ المعاصر والقريب منه مثلما تاريخ الكنيسة منذ تاسيسها زاخر بالامثلة والقدوات الصالحة لنا.
ومار اندراوس يوالاها ومار ايشاي شمعون واكليل الكنيسة والشعب الاشوري الشهيد مار بنيامين شمعون هم القدوة والمثال لنا نحن الخطاة لنسير في خطواتهم ونستلهم منهم العبر.

نتعهد بضعفنا البشري ان نسعى مثلما سعينا دوما الى خدمة ابناء شعبنا وكنيستنا والدفاع عنهم من محاولات النيل منهما والاساءة اليهما، ولن يثنينا في ذلك ملامة لائم او غضب جائر.
نشر المحبة والسلام والوئام في النفوس اولا ومن ثم بينها كان وسيبقى جوهر رسالة الكنيسة لشعبها وللانسانية.
وكان وسيبقى التزاما يوميا لاكليروسها بمختلف رتبهم ومواهبهم.

نتعهد ان نبقي سعينا، كما كان دوما، من اجل المحبة والسلام بين ابناء الكنيسة وبينها وبين الكنائس الشقيقة، وبخاصة التي ينتمي اليها شعبنا الاشوري وصولا الى استعادة الوحدة بينها على العقيدة والايمان الرسولي الذي تلقاه وامن به رسل الكنيسة الاوائل، مار بطرس ومار توما ومار ماري ومار ادي.
اننا ندرك ان نشر المحبة والسلام وعلى سموه ونبالته ليس سهلا علينا تحقيقه والتبشير به لانه ليس سهلا على من ندعوهم اليه. فالمحبة والسلام بين بني البشر لا يتحقق بالتغاضي عن الاخطاء والاساءات، العفوية منها والمقصودة. فارشادنا للمخطئ ونصحنا له ودعوتنا له لترك اخطاءه والاعتراف بها والتوقف عنها هو من اسس تحقيق السلام والمحبة بين العائلة والمجتمع والشعب الواحد. وهو ما سعينا وسنسعى اليه مع ابناء ومؤسسات شعبنا بروح المحبة ونصلي من اجله ليعيش شعبنا وتعيش كنائسنا وتنعم بنعم المحبة والسلام.

نتعهد امام الرب لروح المرحومين والدي ووالدتي ان نبقي على ذكر طيب لهما فقد كانت تربيتهما وتنشئتهما الدينية والقومية لي بركة ونعمة، وكانا مثالا صالحا للابوة والامومة.

تقدير وامتنان
اتوجه اصالة عن نفسي ونيابة عن عائلتي واخوتي بالتقدير العميق والامتنان الكبير لكل من شاركونا الاحتفاء بالرسامة في كاتدرائية الربان هرمز في مدينة سدني، وفي مقدمتهم الاباء الكهنة، الاركذياقون قرداغ الحكيم والخوراسقف اشور لازار (الذي استضافتنا رعيته بالمحبة) والاب موشي برخو، والاخوة الشمامسة والمؤمنين من ابناء كنيستنا وشعبنا.

كما اتوجه بذات التقدير والامتنان الى جميع من قدموا لنا التهاني والتمنيات بهذه الرسامة عن طريق الهاتف او البريد الالكتروني او النشر على مواقع الانترنت وفي مقدمتهم اصحاب الغبطة والنيافة مطارنة واساقفة الكنيسة والاباء الكهنة والمؤسسات القومية المختلفة (الاتحاد الاشوري العالمي، حزب بيت نهرين الديمقراطي، الحزب الوطني الاشوري، حزب شورايا، المنظمة الاثورية الديمقراطية، منظمة كابني، الجمعية الاشورية الاسترالية، تجمع ايتانا، المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الانسان - المانيا) وعموم ابناء شعبنا من مختلف الاوطان والبلدان.

كما اشكر مختلف المؤسسات والمنابر الاعلامية التي غطت احتفاء الرسامة: موقع عنكاوة، تلفزيون وموقع عشتار، اذاعة صدى نينوى (سدني)، اذاعة المثقف الاثوري (سدني)، جريدة العراقية (سدني) واخرون.

وادعو الجميع للصلاة من اجلي.
ولتكن نعمة وبركة الرب مع الجميع.


خادم الكنيسة
الاركذياقون عمانوئيل يوخنا
المانيا في 20 كانون الثاني 2010

121
الكوتا بلغة الارقام: دحض الافتراءات على نتائج الانتخابات
[/b]

اعلنت المفوضية العليا للانتخابات النتائج النهائية لانتخابات برلمان اقليم كردستان العراق.
وبالتاكيد فان ذلك يفرض على الكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات وعلى متابعي الشان القومي والوطني مهمة تحليل النتائج والعبر والدروس الانتخابية والسياسية منها اضافة الى قراءة مشهد ما بعد الانتخابات واستحقاقات المرحلة القادمة.
شخصيا، وكما يتوقع مني القراء المشاركة في هذه المهمة من منطلق شخصي لا مؤسساتي نابع من الحرص المستمر على تنمية الوعي القومي وتحريره من ارتهان العاطفة والشعارات وتاثيرات تضليل وتشويه الوقائع لغايات شخصية وحزبية وفئوية ضيقة من بينها تحريف البعض لوجهة البوصلة لتغطية الاخفاقات والاحباطات عوض المصارحة مع الذات والشعب، مثلما اسعى الى اغناء الحوار والحراك السياسي على اسس موضوعية ومهنية وبراغماتية.

في هذه الانتخابات شاركت بصفة مراقب للانتخابات عن (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) ومقرها العام في المانيا وهذا اتاح لي فرصة متابعة وتوثيق العملية الانتخابية عن كثب وهذا ما ساقوم بتوثيقه في تقرير للمشاهدات والملاحظات على العملية الانتخابية.
الا ان ضيق الوقت وكثرة الالتزامات والتنقلات خلال الاسابيع المنصرمة منعتني من انجاز تقرير المراقبة الانتخابية (وهو قيد الاعداد حاليا) مثلما اعاقتني عن كتابة الرؤية والتحليل للمشهد الانتخابي بمختلف جوانبه، التقنية والسياسية (وهو الاخر قيد الاعداد).

في المقال ادناه ساتعرض لجزئية محددة من المشهد الانتخابي على امل ان تكون واضحة للقراء.
وعلة اختيار هذه الجزئية تحديدا هو هذا الضجيج الذي تبثه احدى القوائم المشاركة، وهي قائمة الرافدين، عن ما تدعيه من تحجيم لحقها وحجمها في الانتخابات من قبل الاحزاب الكردستانية (وتحديدا الحزب الديمقراطي الكردستاني) والمجلس الشعبي.
في هذا المقال ساتناول بلغة الارقام هذا الاتهام على ان اعود لاحقا (اذا ما اتيح لي الوقت) لتحليله من زوايا اخرى: تقنية، قانونية، سياسية وغيرها.

لا احد ينكر وجود خروقات انتخابية وهذا ما سنستعرضه في تقريرنا المشار اليه اعلاه عن العملية الانتخابية.
ولا احد ينكر احتمال تاثير هذه الخروقات على نتائج قوائم شعبنا بسبب التقارب الكبير بين اصوات هذه القوائم، وهذا ايضا سنستعرضه لاحقا.
ولكن المؤكد ان هذه الخروقات لم تحجم ولم تؤثر سلبيا على تمثيل الرافدين بل وعلى العكس من ذلك تماما، وكما سنرى معا في هذا التحليل وبالارقام، ان قائمة الرافدين ربما هي المستفيدة من هذه الخروقات المحتملة وان المقعد الخامس (ثاني افضل باقي) اصبح من حصتها بسبب تاثيرات او خروقات ضد قائمتي الكلدان والحكم الذاتي.


فبحسب النتائج الرسمية حصلت قائمة المجلس الشعبي على 10595 صوت، والرافدين على 5690 صوت، والكلدان 1700 صوت، والحكم الذاتي 1680 صوت.
دعونا نناقش هذه النتائج ونرى فيما اذا كان هناك من مصداقية لاتهامات الرافدين.
ودعونا نعتمد لغة الارقام التي لا تقبل التاويل والاجتهاد، فعندما تتحدث الارقام تسكت التاويلات.
دعونا ولو لبضعة دقائق نحتكم الى عقولنا لا الى قلوبنا.


فنقول انه بحسب هذه النتائج فان مجموع الاصوات لكوتا شعبنا بلغت 19665 صوتا
وبذلك تكون العتبة الانتخابية = 19665 \ 5 = 3933
وتتوزع المقاعد كما يلي:
المجلس الشعبي: 10595 \ 3933 = مقعدان صحيحان + باقي 2729 صوت
الرافدين: 5690 \ 3933 = مقعد صحيح + باقي 1757 صوت
الكلدان: باقي 1700 صوت
الحكم الذاتي: باقي 1680 صوت
اي ان افضل باقيين هما للمجلس والرافدين وبذلك يكون التوزيع النهائي للمقاعد: 3 للمجلس و2 للرافدين

اولا: دعونا للحظات نتغلب على الحكمة والمنطق وننساق وراء الشخصية النرجسية للسيد يوناذم وخيالاته اللاعقلانية ونفترض:
ان ستة الاف صوت من اصوات المجلس (اي 57%) هي كردية!!!!! (ارى بعض الوجوه المعروفة وهي تبتسم بنشوة النصر على هذا الافتراض واكاد اراها تصرخ مهللة: نعم هذا الذي حصل وحرم الرافدين من مقاعد اخرى كانت تستحقها. فاقول مهلا لبضعة ثوان وبضعة عمليات حسابية بسيطة ستثبت الوهم الذي تعيشونه وتسوقونه بين الاوساط الشعبية).
فرغم المبالغة الخيالية في هذا الافتراض فانه ورغم ذلك يكون مجموع اصوات الكوتا =
5690 (رافدين) + 4595 (مجلس) + 1700 (كلدان) + 1680 (حكم ذاتي) = 13665 صوتا
والعتبة الانتخابية = 2733
وتوزيع المقاعد سيكون:
الرافدين: 2 مقعد صحيح + باقي 224 صوت
المجلس: مقعد صحيح + باقي 1862 صوت
 الكلدان: 1700 صوت
الحكم الذاتي: 1680
والتوزيع النهائي كان سيكون: مقعدان للرافدين، مقعدان للمجلس، مقعد للكلدان

وكذا الحال لو افترضنا اي رقم اخر للاصوات الكردية التي يقول السيد يوناذم انها اعطيت لقائمة المجلس وحرمت الرافدين من مقاعد برلمانية. (يمكن للاخوة القراء اجراء الحساب بانفسهم ليتاكدوا، او ليذهبوا الى الجدول المنشور في نهاية هذا المقال).
في جميع الافتراضات سنجد ان قائمة الرافدين لا تتجاوز باي حال من الاحوال المقعدين.
والفارق هو في حصول المجلس على ثلاثة مقاعد ام اثنان والثالث للكلدان.

اما لو افترضنا خياليا ان سبعة الاف او اكثر من اصوات المجلس هي كردية!!! فان التوزيع النهائي سيبقي مع ذلك مقعدان للرافدين ومقعد واحد لكل من المجلس والكلدان والحكم الذاتي (يمكن للقراء اجراء الحساب بانفسهم او الذهاب الى الجدول ادناه)

اي انه بكل سيناريوهات خيال السيد يوناذم عن الاصوات الكردية الممنوحة للمجلس فان الرافدين لم تكن تاخذ الا مقعدان فقط، وان الاصوات الكردية التي يفترض السيد يوناذم ان البارتي ضخها لم تؤثر مطلقا على عدد مقاعد الرافدين التي لم يكن لها ان تتجاوز المقعدين بل وكان يمكن لها ان تكون مقعد واحد فقط كما سنرى لاحقا.

ثانيا: اما لو افترضنا ان المجلس استطاع سرقة اصوات الرافدين لصالحه (بمعنى انه اثر على الناخبين ليصوتوا له بدل الرافدين) فرغم عدم امكانية حصول الامر مع قائمة الرافدين مع امكانية حصوله مع قائمة الكلدان والحكم الذاتي لقلة امكاناتهما المادية والاعلامية مما يضعف فرصهما للتواصل مع جمهورهما وتحصينه، وبخاصة قائمة الحكم الذاتي حيث ان قاعدتها وبسبب تطابق برنامجها السياسي مع برنامج قائمة المجلس فان اصواتها كانت معرضة للتسرب الى قائمة المجلس وقد تسربت فعلا.
نقول دعونا نفترض ان قائمة المجلس سرقت 3 الاف من اصوات الرافدين.
فعندها ورغم خيالية هذا الافتراض يكون مجموع اصوات الكوتا كما يلي:
8690 (رافدين) + 7595 (مجلس) + 1700 (كلدان) + 1680 (حكم ذاتي) = 19665 صوتا
والعتبة الانتخابية = 3933
وتوزيع المقاعد سيكون:
الرافدين: 2 مقعد صحيح + باقي 824 صوت
المجلس: مقعد صحيح + باقي 3662 صوت
 الكلدان: 1700 صوت
الحكم الذاتي: 1680
والتوزيع النهائي كان سيكون: مقعدان للرافدين، مقعدان للمجلس، مقعد للكلدان

وكذا الامر لو ان المجلس سرق الفان من اصوات الرافدين
فالتوزيع النهائي كان سيكون: مقعدان للرافدين، مقعدان للمجلس، مقعد للكلدان

اما لو ان المجلس سرق الف من اصوات الرافدين
فعندها يكون مجموع اصوات الكوتا كما يلي:
6690 (رافدين) + 9595 (مجلس) + 1700 (كلدان) + 1680 (حكم ذاتي) = 19665 صوتا
والعتبة الانتخابية = 3933
وتوزيع المقاعد سيكون:
الرافدين: 1 مقعد صحيح + باقي 2757 صوت
المجلس: 2 مقعد صحيح + باقي 1729 صوت
 الكلدان: 1700 صوت
الحكم الذاتي: 1680
والتوزيع النهائي كان سيكون: مقعدان للرافدين، 3 مقاعد للمجلس

فمن الواضح هنا ايضا ان قائمة الرافدين حتى بافتراض هذا السيناريو الخيالي بان المجلس سرق الاف الاصوات منها فانها لم تخسر اي مقعد برلماني اضافي لا وجود له سوى في عقول من قرر ان لا يفكر بعقله.

ثالثا: والان نعود الى اكثر الاحتمالات واقعية في مسار الانتخابات ونتائجها ونتساءل:
ماذا يعني ان المجلس فاز بمقعده الثالث (افضل باقي) بفارق الف صوت عن افضل باقي قريب (وهو الرافدين)؟
وماذا يعني ان الرافدين فازت بمقعدها الثاني (وهو ايضا افضل باقي) بفارق 57 صوت عن الكلدان و77 صوت عن الحكم الذاتي؟
بالضرورة يعني ذلك ان الخروقات الانتخابية المحتملة اثرت في حظوظ الجهة التي تحصل على المقعد الاخير (ثاني افضل باقي) بان يكون من نصيب الرافدين او الكلدان او الحكم الذاتي.
وان الخروقات الانتخابية المحتملة ضد قائمة الكلدان او الحكم الذاتي افقدتهما المقعد لصالح الرافدين.
كيف؟
فمثلا: لو ان 57 او 77 صوت ممن صوتوا للمجلس كانوا صوتوا للكلدان او للحكم الذاتي على التوالي فانهما كانا سيفوزان بالمقعد الخامس وليس الرافدين.
او ان نصف هذين العددين (28 او 38) من الاصوات ممن صوتوا للرافدين كانوا صوتوا للكلدان او الحكم الذاتي فانهما كانا سيفوزان بالمقعد الخامس وليس الرافدين.
نكرر هنا حقيقة ان ضعف الامكانات المادية والاعلامية والمؤسساتية لقائمتي الكلدان والحكم الذاتي جعلت اصواتهما اكثر عرضة للتسرب بوسائل التاثير الشرعية او غير الشرعية.
ونضيف حقيقة اخرى بان تطابق البرنامج السياسي لقائمة الحكم الذاتي مع قائمة المجلس وامتلاك الاخيرة وسائل مادية واعلامية ومؤسساتية هائلة ساهمت في انتقال اصوات لقائمة الحكم الذاتي الى قائمة المجلس.
فانتقال 77 صوتا فقط من الحكم الذاتي الى المجلس افقد الحكم الذاتي مقعدها ومنحه الى الرافدين. وهو الاحتمال الاكثر ورودا اعتمادا على ما سبق اعلاه.
ان قائمة الرافدين عليها ان تقدم الشكر لقائمة المجلس لقيامها بالتاثير (لست اتحدث هنا عن شرعية او عدم شرعية هذا التاثير) وكسب اصوات من قائمة الحكم الذاتي مما منح للرافدين مقعدها الثاني.


ونضيف القول:
من طبيعة المهزومين في الانتخابات في مختلف الدول والشعوب، وبخاصة في الديمقراطيات الفتية، البحث عن اعذار وتهم وتبريرات للهزيمة، فهذا طبع المهزومين والسيد يوناذم ليس استثناء.
كنا وما زلنا نتمنى ان تلي كل عملية انتخابية اعادة تقييم للمواقف والاداء ونقد للذات عوض توزيع التهم يمينا وشمالا.
كنا وما زلنا نتمنى ان تكون المنافسات الانتخابية فرصة لجميع القوى السياسية لتنمية وتطوير الوعي القومي والوطني والادراك السياسي لجمهورها عوض تضليله وابقاءه اسيرا لادعاءات واتهامات وترويجات تسقط امام المنطق والوقائع.
كنا وما زلنا ندعو شعبنا الى تفعيل الهبة الربانية الممنوحة له والاحتكام الى العقل والمنطق ومناقشة ما يسمعه والابتعاد عن ترديد ما يتم تلقينه به ممن يستغلون العواطف وضمور الوعي القومي والادراك السياسي وسيلة لارتهان شعبنا وتاجيج الاحقاد القومية والتسلق عليه لتحقيق مصالح انانية وحزبية ضيقة.

نحن ندرك تماما ان لغة الارقام قادرة على اسكات لغة الشعارات والادعاءات.
وندرك تماما ان لغة الارقام ستثير حنق البعض علينا ليطلقوا العنان لالسنتهم واقلامهم، ولكن لا جديد في ذلك.
واني اذ اسامحهم سلفا فاني ادعوهم الى مناقشة الامور بالمنطق والحقائق والارقام وليس بالشعارات والصراخ والعويل والتخوين.

وختاما، واذ اسعى لامتلاك الفرصة للعودة الى الموضوع الانتخابي ومناقشة وتحليل العديد من الامور المتعلقة به والمترتبة عليه، تقنيا وسياسيا، فاني ادعو للقراء بالخير والمحبة.
والرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 13 اب 2009

122
المنبر السياسي / من ننتخب؟
« في: 08:22 21/07/2009  »
من ننتخب؟
[/b]
يتوجه ابناء اقليم كردستان العراق بعد عدة ايام الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في برلمان الاقليم في دورته الثالثة.
والسؤال الذي يراود كل الناخبين هو من انتخب؟ واذا كانت اجابة السؤال ستتم يوم التصويت فانها بالتاكيد، لدى الكثيرين، اجابة يتم التفكير بها وتحديدها قبل ذلك.
المقال ادناه يتناول ومن وجهة نظر شخصية بحتة (غير مؤسساتية) بعض ملاحظات تحدد ملامح الاجابة، كما يتضمن ايضا بعض معلومات اساسية وتوثيقية على امل ان تتاح لنا الفرصة لاحقا لقراءة تحليلية في المشهد الانتخابي الكامل لشعبنا (قبل الانتخابات وبعد النتائج)، حيث لم تتيح لنا انشغالاتنا تقديم عرض تحليلي وتوثيقي لمشهد ما قبل الانتخابات.

حق التمثيل القومي (الكوتا) في برلمان الاقليم
اقر برلمان الاقليم تعديلا على قانونه الانتخابي ضمن فيه حق التمثيل القومي (الكوتا القومية) لشعبنا والتركمان بواقع 5 مقاعد وللارمن بواقع مقعد واحد. ما تميزت فيه هذه الكوتا هو:
اولا: انها اول مرة يتم فيها اقرار كوتا قومية في الانتخابات العراقية منذ تاسيس الدولة العراقية المعاصرة، وبذلك فهي سابقة تاريخية نامل اعتمادها في برلمان العراق الاتحادي. وهي تختلف تماما عن كوتا المحافظات التي جاءت بهوية دينية شوهت الوجود والهوية القومية للقوميات الصغيرة وانكرت عليهم حقهم في الوجود والتمثيل القومي.
ثانيا: انها اقرار واعتراف بالوجود القومي لهذه القوميات وبان لها حقوقا سياسية ومن بينها ان يكون لها ممثليها البرلمانيين.
ثالثا: انها لم تقزم التمثيل البرلماني لهذه القوميات، وهنا ايضا هي بعكس كوتا مجالس المحافظات التي بالاضافة لكونها دينية فانها قزمت التمثيل بمقعد واحد يتيم. فخمسة مقاعد برلمانية لشعبنا ومثلها للتركمان ومقعد للارمن هي اعداد تفوق حجم التواجد الحالي (اؤكد الحالي) لهذه القوميات في الاقليم.
رابعا: انها رسالة واضحة ونموذج ايجابي الى الاعضاء "المسيحيين" في مجلس النواب العراقي لتحسين اداءهم الذي اتسم بالتخبط وتوزيع التهم جزافا في قانون انتخابات المحافظات لتغطية فشلهم واختلافاتهم، وهذه مسالة مهمة، خاصة وان مجلس النواب باشر مناقشة قانون انتخاباته القادمة.

كلمات حق يجب ان تقال:
- كلمة حق يجب ان تقال بحق الاترانايى لانه ادرك اهمية حق التمثيل وبقي يطالب به منذ اول قانون للانتخابات في عام 1992.
- وكلمة حق اخرى يجب ان تقال بحق الاترانايى لانه كان الوحيد الذي رفض الكوتا الدينية في مجالس المحافظات بكل ما انتجته من تشويه لوجودنا القومي ما زالت اثاره قائمة وتتفاعل ووجدناها في الحوارات المستمرة بشان الحكم الذاتي وغيرها.
وبالتاكيد فان اصرار الاترانايى على رفض الكوتا الدينية كان احد الاسباب التي ساهمت في اقرار الكوتا الحالية بهوية قومية.
- كلمة شكر وتقدير يجب ان تقال بحق السيد روميو هكاري ورئاسته لكتلة شعبنا في البرلمان لتحقيقه في الدورة الحالية ما لم يسعى اعضاء البرلمان من ابناء شعبنا في الدورة السابقة تحقيقه.
- كلمة شكر وتقدير لبرلمان اقليم كردستان لاقراره الكوتا القومية وعددها بما يعبر عن حقيقة وجود وحقوق شعبنا في الاقليم.

الخارطة الانتخابية:
الائتلافات المشكلة بين الكيانات وقوائمها بحسب تسلسل ارقامها:
قائمة الكلدان الموحدة وتحمل الرقم 64:
وتضم الاتحاد الدينقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني وتضم مرشحين من الحزبين المذكورين.
قائمة الحكم الذاتي للكلدان السريان الاشوريين وتحمل الرقم 65:
وتضم كل من الحزب الوطني الاشوري ومنظمة كلدواشور وتضم مرشحين من الحزبين المذكورين.
قائمة الرافدين وتحمل الرقم 67:
وتضم فقط الحركة الديمقراطية الاشورية وتضم مرشحين من الحركة.
قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وتحمل الرقم 68:
وتضم مرشحين من المجلس الشعبي والحزب الديمقراطي الكردستاني.

للاطلاع على البرامج الانتخابية واسماء مرشحي كل قائمة يمكن العودة الى موقع عنكاوة كونه نشر مشكورا اسماء مرشحي جميع القوائم وبرامجها الانتخابية.

قراءة في الخارطة: سؤالان يتداولهما المتابعين للخارطة الانتخابية لشعبنا:
اولهما، هل كان يجب التنافس باكثر من قائمة؟
حيث يطرح بعض الاخوة وببساطة لا تخلو من سوء فهم لقانون الانتخابات القول بانه لماذا هذا العدد من القوائم؟ ولماذا لم يتم الاتفاق على قائمة واحدة؟ ويستمرون في التهجم على مؤسساتنا السياسية لعدم توحيد القوائم!! وهم بذلك يعيدون طرح ما كان مطلوبا وملحا في الانتخابات العراقية السابقة بانعدام الكوتا.
فبعدم وجود الكوتا يكون مطلب توحيد القوائم، بافتراض امكانية تحقيقه، مقبولا لضمان عدم تشتيت الاصوات في انتخابات يتنافس فيها شعبنا على مقاعد عامة وتتطلب الحصول على عتبة انتخابية كبيرة مما يتطلب عدم تشتيت الاصوات.
وعلى عكس ذلك تماما في نظام الكوتا فلم يعد هناك قلق من تشتت الاصوات لان المقاعد الخاصة لشعبنا مضمونة.
خاصة وان الكوتا، وهو امر مهم، جاءت قومية وغير مقزمة.
وبذلك فان تعددية القوائم بتعددية البرامج والكيانات امر مطلوب بل وضروري يصبح من خلاله شعبنا مرجعية لاختيار ممثليه، مثلما هو ضروري لتفعيل مشاركة شعبنا السياسية بما يترافق معها من تطوير لاداءه ووعيه وحراكه السياسي.
ان الداعين لتوحيد القوائم بقائمة واحدة تفوز بالتزكية في انتخابات لنا فيها كوتا قومية من خمسة مقاعد انما، من حيث لا يقصدون او لا يدرون، يلغون دور شعبنا ويستبدلونه بشخص قيادات الكيانات. فالانتخابات بين قوائم متنافسة في الكوتا تجعل شعبنا هو من يختار ممثليه، ولكن الاتفاق على قائمة واحدة، بافتراض امكانية ذلك، يعني ان قيادات الكيانات تختار ممثلي شعبنا.
والفارق كبير جدا في الحالتين. اتمنى ان تكون الفكرة واضحة.

والسؤال الاخر هو: هل هناك اساس منطقي او موضوعي لتشكل الخارطة بشكلها القائم؟
نقول بالتاكيد كان هناك اساسا موضوعيا لوجود ثلاثة قوائم بسبب الافتراق السياسي للكيانات المشاركة في الانتخابات الى ثلاثة مواقف:
الاول هو موقف التقسيميين الذين يلتزمون تقسيمنا الى كلدان واشوريين وسريان. وبينهم من ليس له موقفا واضحا من مطلب الحكم الذاتي. ويمثل هذا الموقف الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني اللذان تحالفا في قائمة الكلدان الموحدة.
الثاني موقف الرافضين للحكم الذاتي والملتزمين تقزيم دور وتطلعات شعبنا وابقاءه في اسفل سلم مكونات الشعب العراقي وتشتيت ديموغرافيته بين الاقليم والمركز. وهو موقف الحركة الديمقراطية الاشورية وقائمتها الرافدين، وهي مع رفضها للحكم الذاتي فانها تلتزم وحدة شعبنا رغم تفريطها بذلك في مواقف ممثلها في مجلس النواب العراقي السيد يوناذم كنا، واخر مواقفه كان تصريحه المنشور على الانترنت منذ اسبوعين عن اتفاقه مع السيد ابلحد افرام على ابقاء تسمية شعبنا في دستور العراق مقسمة الى كلدان واشوريين.
http://nahrain.com/news.php?readmore=74813

الثالث موقف الملتزمين بوحدة شعبنا وطموحه المشروع في الحكم الذاتي. ويمثله الحزب الوطني الاشوري ومنظمة كلدواشور للحزب الشيوعي والمجلس الشعبي.
وبالتاكيد فانه ليس هناك من ارضية مشتركة بين اي اثنين من هذه المواقف الثلاثة.

السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا تفرق ملتزمي الموقف الثالث الى قائمتين هما قائمة الحكم الذاتي وقائمة المجلس الشعبي؟
سؤال ستكون رئاسة المجلس الحالية الجهة الوحيدة التي تقطع الشك باليقين عنه يوم تتحدث عن اسباب عدم تحالف المجلس مع الاحزاب المتحالفة معه من احزاب شعبنا.
 والى ذلك الحين سيبقى المتابعون يجتهدون في تحليل الامور وهذا ما لست بصدده وربما نعود اليه بعد الانتخابات.
وبخلاف الاراء والاجتهادات فان ما متاح من حقائق هو ان كلا الحزبين، بيت نهرين والاترانايى، نقلا وبشخص الامين العام قرار ورغبة الحزبين بتشكيل قائمة موحدة مع المجلس تقوم على برنامج الحكم الذاتي ووحدة شعبنا، وان كلا الحزبين اكدا انه لا مشكلة في الترشيحات والتسلسلات، وان كلا الحزبين اقترحا تضمين القائمة مرشحين لمؤسسات كلدانية مؤمنة بالوحدة، في المقابل جاء قرار المجلس الشعبي بخلاف المتوقع وبخلاف رغبة عموم ابناء شعبنا ومؤسساته حيث قررت هيئة رئاسته انه لن يشارك مع ايا من احزابنا في قائمة انتخابية موحدة، اي ان عدم تشكيل القائمة الموحدة كان بسبب رفض المجلس لمبدا التحالف مع احزاب شعبنا ولم يكن بسبب اية خلافات في الترشيحات او التسلسلات.
والى ذلك الحين ايضا نبقى في امل ان مرحلة ما بعد الانتخابات تكون مرحلة جديدة ومتطورة ايجابيا في العمل القومي المؤسساتي بين احزاب ومؤسسات شعبنا المؤمنة بوحدته وبحقه في الحكم الذاتي، وان هذه المؤسسات ستكون بمستوى المسؤولية والاستحقاقات التي تتطلبها المرحلة، فمتطلبات واستحقاقات مرحلة ما بعد الاقرار الدستوري لحقنا تختلف عن مرحلة المطالبات.

عوامل قوة وضعف كل من القوائم
باختصار شديد ومن رؤية شخصية للقوائم والمؤسسات والشخصيات التي شكلتها يمكن ملاحظة بعض عوامل القوة والضعف الانتخابي لهذه القوائم من حيث القدرة على كسب الاصوات، فليس كل ما يكون قويا من حيث كسب الاصوات يكون سليما سياسيا او متوافقا مع طموحات شعبنا، فالذهنية العشائرية مثلا قد تعين على كسب اصوات ولكن تغذيتها وتشجيعها ليس سليما، وهكذا.

القائمة 64 (قائمة الكلدان الموحدة) ونظرا لتبنيها والتزامها تمزيق وتقسيم شعبنا وهو ما يتعارض كليا مع الرغبة الجامحة والاصرار الشديد لعموم ابناء شعبنا في تعزيز وحدتهم، فان القائمة 64 لا اجد لديها اية مقومات او عوامل قوة.

القائمة 65 (قائمة الحكم الذاتي) التي بالاضافة الى وضوح برنامجها السياسي الذي يعبر عنه اسمها، فان قوتها السياسية تكمن في كونها مشكلة من احزاب مشهود لها بانها نخب فكرية وسياسية تلتزم مواقف ورؤى واضحة في اداءها السياسي مع شعبنا ومع شركاءنا في الوطن بعيدا عن التقلبات والمواقف الانتهازية وبعيدا عن شحن العواطف وتاجيج الخصومات والاحقاد.
اما نقاط ضعفها فهي بالاضافة الى افتقارها للامكانات المادية والاعلامية فهي اكثر الاحزاب والقوائم فقرا ماديا بين شعبنا، فان ضعفها يكمن ايضا في الوجه الاخر لقوتها، فكونها احزاب نخبوية فانها ليست جماهيرية، وكونها براغماتية فانها ليست شعاراتية، وكونها عقلانية فانها لا تجيد تضليل الشارع.

القائمة 67 (قائمة الرافدين) وقوتها التنظيمية تكمن في سنوات خبرتها المؤسساتية وامكاناتها المادية والاعلامية الضخمة، وجزء كبير من قوتها الجماهيرية يمكن في ضمور الوعي القومي والسياسي بين ابناء شعبنا وتحكم الولاءات الشخصية والذهنية العشائرية في الكثيرين منهم وانقيادهم وراء الشعاراتية. اما ضعفها الرئيسي فيكمن في انها واجهة لشخص السيد يوناذم كنا بكل ما في عموم شعبنا من حالة رفض لاداء السيد كنا في مسيرته التي اتسمت بالانانية الشخصية والحزبية وتقلباته السياسية، اضافة لكونه الاب الروحي وراعي خطط ومشاريع التناحر الداخلي والمؤسساتي سياسيا وكنسيا داخل شعبنا في الوطن والمهجر، وهو بامتياز بطل هدر الفرص والجهود. اضافة الى التوجه الطبيعي للمجتمعات نحو التغيير، فبعد 15 سنة من سنوات التمثيل الزوعاوي (بالاحرى اليوناذمي) هناك ميل طبيعي للتغيير بين ابناء شعبنا.

القائمة 68 (قائمة المجلس الشعبي) ولها ثلاثة عوامل قوة انتخابية، اولها انها مدعومة وتضم كوادر قيادية من اكبر الاحزاب العاملة بين ابناء شعبنا، وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني. وثانيها انها وماكنتها الانتخابية تمتلك اكبر الامكانات المادية، بل وان الامكانات المادية الموجودة تحت تصرف بعض مرشحي القائمة يمكن لها ان تتحكم باحتياجات المعيشة اليومية لعوائل وقرى ابناء شعبنا. وثالثها انها تمتلك اكبر ماكنة اعلامية بين شعبنا وتحديدا قناة عشتار.
اما نقاط ضعفها فاهمها يكمن في الوجه الاخر لقوتها، فنقطة الضعف السياسية للقائمة 68 هي في رفض المجلس الدخول في قائمة ائتلافية مع احزاب شعبنا ورفضه تضمين قائمته لايا من مرشحي احزابنا القومية. اما نقطة الضعف الاخرى فتكمن في ارتباط القائمة وتعويلها على البرنامج الاعماري الذي تم تنفيذه في السنوات السابقة لقرى شعبنا وهو البرنامج الذي، ورغم الوحدات السكنية التي تم اعمارها فيه، فان هناك الكثير من الانتقادات والاقاويل عنه وعن نزاهة الكوادر الادارية التي شاركت ميدانيا في تنفيذه.

من ننتخب؟
بالتاكيد ان كلا منا حر في قراره وخياره الانتخابي، فهذا لا نقاش فيه.
شخصيا، وحيث ان لي حق التصويت، وحيث اني موجود في الاقليم يوم الانتخابات، وحيث ان الكثير استفسر عن رايي في الاختيار بين القوائم المتنافسة على مقاعد شعبنا، اقول:
لاني اؤمن بوحدة شعبنا
ولاني اؤمن بحقه في الحكم الذاتي
ولاني اؤمن ان مصلحة شعبنا هي في تطبيق المادة 140 وربط سهل نينوى بالاقليم لضمان عدم تشتيت ديموغرافية شعبنا
ولاني اؤمن ان هناك المزيد مما يتطلب تحقيقه لشعبنا في الاقليم تشريعيا وثقافيا واقتصاديا وغيرها بالاضافة لما تحقق
وان تحقيق ذلك يتطلب العمل المؤسساتي المشترك
ويتطلب التخصصية في العمل بما يعنيه وجوب دعم احزابنا المؤمنة بوحدتنا وحقوقنا
ولاني ادرك ان البرلمان مؤسسة سياسية ومن يدخل تحت قبته يجب ان يكون سياسيا حكيما او مرتبطا بحزب سياسي
ولاني اؤمن بوجود حاجة ملحة الى التغيير في تمثيل شعبنا السياسي في برلماني الاقليم والمركز
ولاني احترم حقوق الانسان.. واحترم المراة.. واحترم قيم العائلة
ولاني اجد اهمية قصوى للتنمية الاقتصادية وتطوير البنى التحتية والاحتياجات الحياتية اليومية
ولاني اعتقد بان لا اعمار متكامل ولا تنمية اقتصادية ممكنة في قرانا دون محاربة الفساد المالي
ولاني اعتقد بعدم حاجة كوادر الاحزاب الكردية الى صوتي

لذلك كله ساصوت للقائمة 65 قائمة الحكم الذاتي
ويسعدني ان ادعوكم للتصويت لها.. مع محبتي وتقديري لجميع المرشحين والناخبين ولجميع ابناء شعبي، ومع تهنئتي القلبية مقدما لكل الفائزين.

والرب يبارك الجميع

القس عمانوئيل يوخنا
دهوك 20 تموز 2009

123
ܫܵܘܬܵܦܘܼܬܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ

ܟܘܼܪ ܐܲܦܸܣܩܘܿܦܵܐ ܓܝܼܘܲܪܓܝܼܣ ܬܐܘܿܡܵܐ
ܡܲܪܥܝܼܬܵܐ ܕܡܵܪܝ ܐܲܢܕܪܵܐܘܿܣ
ܕܥܹܕܬܵܐ ܕܡܲܕܢܚܵܐ ܕܐܵܬܘܿܪ̈ܵܝܹܐ. ܫܝܼܟܵܓܘܿ

ܡܝܲܩܲܪܬܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܗܘܝܼܬܵܐ ܝَܠܵܗܿ ܚܕܵܐ ܕܝܼܠܵܝܬܵܐ ܕܛܲܟܼܣܵܐ ܕܣܓܼܵܕܬܵܐ ܕܥܹܕܬܵܐ ܕܡܫܝܼܚܵܐ ܗܵܐ ܡܼܢ ܫܘܼܪܵܝܵܐ ܕܫܲܬܐܵܣܬܘܼܗܿ. ܒܪܵܒܵܐ ܛܲܟܼܣܹ̈ܐ ܕܥܹܕܵܬܹ̈ܐ ܫܠܝܼܚܵܝܹ̈ܐ ܫܸܡܵܢܹ̈ܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܟܹܐ ܦܵܝܫܝܼ ܗَܘܵܘ ܩܸܪ̈ܝܹܐ ܒܥܕܵܢܵܐ ܕܩܘܼܕܵܫܵܐ ܕܐَܪ̈ܵܙܹܐ ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ. ܒܛܲܟܼܣܵܐ ܕܡܵܪܝ ܐܲܕܵܝ ܘܡܵܪܝ ܡܵܐܪܝܼ ܫܸܡܵܢܹ̈ܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܟܹܐ ܦܵܝܫܝܼ ܩܸܪܝܵܐ ܡܼܢ ܓܵܘ ܟܬܵܒܼܵܐ ܕܝܘܼܦܲܛܟܝܼܢ. ܝܵܘܡܵܢܹ̈ܐ ܕܝܼܠܵܢܵܝܹ̈ܐ ܦܝܼܫܠܗَܘܿܢ ܪܫܝܼܡܹܐ ܠܸܕܟܼܵܪܵܐ ܕܣܵܗ̈ܕܹܐ ܘܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ. ܟܲܕ ܥܹܕܬܵܐ ܦܪܝܼܣܠܵܗܿ ܘܩܵܕَܡ ܗܵܘܹܐܠܵܗܿ ܚܲܕَ ܫܘܼܠܛܵܢܵܐ ܪܘܼܚܵܢܵܝܵܐ ܩܸܢܛܪܘܿܢܵܝܵܐ ܗܵܝܓܵܗܿ ܡܘܼܬܸܒܼܠܵܗܿ ܩܵܢܘܿܢܹ̈ܐ ܩܵܐ ܦܪܵܫܬܵܐ ܘܝܵܗَܒܼܵܠܬܵܐ ܕܪܘܼܫܡܵܝܘܼܬܵܐ ܩܵܐ ܩܲܕܝܼܫܘܼܬܵܐ ܕܚܲܕَ ܦܲܪܨܘܿܦܵܐ. ܗܲܕܟܼܵܐ ܕܟܼܵܪܵܐ ܕܐܵܢܝܼ ܩܲܕܝܼܫܵܐ ܕܪܘܼܫܡܵܐܝܼܬ ܦܝܼܫܹܐ ܝܗَܘܵܘ ܫܘܼܪܸܪܹܐ ܘܡܘܼܟܫ̈ܛܹܐ ܒܥܹܕܬܵܐ ܦܝܵܫܵܐ ܝܗَܘܵܐ ܡܘܼܥܒܼܸܪܵܐ ܓܵܘ ܛܲܟܼܣܵܐ ܕܣܓܼܵܕܬܵܐ ܕܥܹܬܵܐ ܘܡܙܘܼܝܸܚܹܐ ܫܹܢَܬܵܐܝܼܬ. ܐܲܢܹ̈ܐ ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܦܝܵܫܵܐ ܝܗܵܘܵܘ ܝَܕܝܼܥܹܐ ܐܲܝܟܼ ܛܘܼܦ̮ܣܵܐ ܕܕܗܲܝܡܵܢܘܼܬܵܐ ܡܫܝܼܚܵܝܬܵܐ. ܪܵܒܵܐ ܐَܢܵܫܹ̈ܐ ܥܝܵܕܝܵܐ ܟܹܐ ܐܵܙܠَܝܼ ܗَܘܵܘ ܒܫܵܘܦܵܦܹ̈ܐ ܕܐܲܩ̈ܠܹܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ. ܐܝܼܢܵܐ ܥܲܡ ܟܠܵܗܿ ܕܐܵܗܵܐ ܢܝܼܚܵܐ ܒܢܝܼܚܵܐ ܚܲܕَ ܓܘܼܒܵܐ ܥܲܡܘܼܩܵܐ ܐَܬܹܐܠܹܗ ܠܐܝܼܬܘܼܬܵܐ ܒܲܝܢܲܬ ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܘܐَܢܵܫܹ̈ܐ ܥܝܵܕܵܝܹ̈ܐ
ܒܗܿܝ ܕܐَܢܵܫܹ̈ܐ ܗܲܡܘܼܢܹܐ ܝܗَܘܵܘ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܩܸܢܝܹܐ ܝَܢܵܐ ܦܘܼܪܩܵܢܵܐ ܡܫܝܼܚܵܝܵܐ ܒܘܼܬ ܐܵܗܵܐ ܫܘܼܪܹܐܠܗَܘܿܢ ܒܸܣܢܵܕܵܐ ܥܲܠ ܡܸܨܥܵܝܘܼܬܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ، ܨܲܠܘܼܝܹܐ ܩܵܬܵܝܗܝ ܘܡܝܲܩܘܼܪܹܐ ܠܫܟܼܝܼܢܵܝܵܬܵܝܗ̈ܝ
ܒܕܵܪܵܐ ܕܐܲܪܒܥܵܐ ܒܡܲܥܸܪܒܼܵܐ ܦܝܼܫܠܹܗ ܪܫܝܼܡܵܐ ܚܲܕَ ܝܵܘܡܵܐ ܠܸܕܟܼܵܪܵܐ ܕܟܵܠܝܗܝ ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܡܸܚܕܵܕܹ̈ܐ. ܐܵܗܵܐ ܦܝܼܫܠܵܗܿ ܥܒܼܝܼܕܬܵܐ ܩܵܐ ܕܕܟܼܪܵܐ ܕܟܠܵܝܗܝ ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܦܵܐܹܫ ܕܒܼܝܼܩܵܐ ܘܐܘܼܦ ܚܲܕَ ܠܵܐ ܦܵܐܹܫ ܫܒܼܝܼܩܵܐ ܕܠܵܐ ܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܘܐܘܼܦ ܙܹܐ ܩܵܐ ܕܒܐܝܼܩܵܪܵܐ ܚܫܝܼܚܵܐ ܕܟܼܵܪܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܦܵܐܹܫ ܕܒܼܝܼܩܵܐ.
ܐܲܚܢܲܢ ܠܹܐ ܨܲܠܲܚ ܩܵܐ ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ، ܐܝܼܢܵܐ ܟܹܐ ܫܲܩܠܲܚ ܚܲܝܠܵܐ ܘܣܢܲܕܬܵܐ ܪܘܼܚܵܢܵܝܬܵܐ ܡܼܢ ܕܐܲܢܹ̈ܐ ܓܲܢَܒܵܪܹ̈ܐ ܕܗܲܝܡܵܢܘܼܬܲܢ ܡܫܝܼܚܵܝܬܵܐ. ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܟܹܐ ܝܲܗَܒܼܝܼ ܠܸܒܵܐ ܩܵܐ ܡܫܝܼܚܵܝܹ̈ܐ ܡܗܘܼܡܢܹ̈ܐ ܟܠ ܐܝܼܡܲܢ ܕܟܹܐ ܢܲܦܠܝܼ ܓܵܘ ܐܘܼܠܨܵܢܵܐ ܒܡܸܬܚܵܐ ܕܚܲܝܘܼܬܵܝܗܝ ܐܲܪܥܵܢܵܝܬܵܐ. ܪܵܒܵܐ ܥܹܕܵܬܹ̈ܐ ܟܹܐ ܡܙܲܝܸܚܝܼ ܠܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܩܵܐ ܕܝܵܠܦܝܼ ܡܼܢ ܚܲܝܘܼܬܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܕܵܐܟܼܝܼ ܚܲܝܝܼ ܒܕܸܟܼܝܘܼܬܵܐ ܘܒܩܲܕܝܼܫܘܼܬܵܐ ܥܲܠ ܐܲܪܥܵܐ.
ܒܗܿܝ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܒܢܘܼܢܹ̈ܐ ܘܒܢܵܬܹ̈ܐ ܕܥܹܕܬܵܐ ܝَܢܵܐ ܒܲܣ ܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܚܲܕَ ܙܘܼܝܵܚܵܐ ܥܹܕܬܵܢܵܝܵܐ ܝَܠܹܗ ܘܘܵܠܹܐ ܕܦܵܐܹܫ ܕܡܙܘܼܝܸܚܵܐ ܒܥܹܕܬܵܐ ܘܓܵܘ ܥܘܼܡܪ̈ܵܢܹܐ ܕܥܹܕܬܵܐ ܒܲܫܗܪܵܐ ܘܒܨܵܘܡܵܐ ܘܒܨܠܘܼܬܵܐ ܘܒܩܲܕܲܫܬܵܐ ܕܐَܪ̈ܵܙܹܐ ܕܩܘܼܪܒܵܢܵܐ ܩܲܕܝܼܫܵܐ ܛܲܟܼܣܵܢܵܐܝܼܬ. ܒܘܼܬ ܐܵܗܵܐ ܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܘܵܠܹܐ  ܕܠܵܐ ܗܵܘܹܐ ܡܘܼܠܟ ܕܚܕܵܐ ܟܘܼܠܦܲܬ ܐܵܘ ܚܕܵܐ ܡܵܬܵܐ ܐܵܘ ܚܲܕَ ܫܵܘܛܵܐ ܘܦܵܐܹܫ ܕܒܼܝܼܩܵܐ ܓܵܘ ܒܲܝܬܵܐ ܐܵܘ ܒܚܲܕَ ܟܲܪܡܵܐ ܒܕܸܫܬܵܐ ܘܒܛܘܼܪ̈ܵܢܹܐ ܒܐَܟܼܵܠܬܵܐ ܘܫܬܵܝܬܵܐ ܘܒܪܸܩܕܵܐ ܘܫܘܵܪܵܐ ܘܒܩܵܠܐ ܕܙܘܼܪܢܵܐ ܘܕܵܘܘܿܠܵܐ. ܥܒܼܵܕܬܵܐ ܕܗܲܕܟܼܵܐ ܥܵܒܼܘܿܕܘܼܝܵܬܹ̈ܐ ܒܝܵܘܡ ܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܕܚܲܕَ ܩܲܕܝܼܫܵܐ ܒܸܬ ܡܲܒܸܨܸܪܝܼ ܡܼܢ ܐܝܼܩܵܪܵܐ ܕܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܕܗܿܘ ܩܲܕܝܼܫܵܐ.
ܡܗܘܼܡܢܹ̈ܐ ܗܵܐ ܡܼܢ ܕܵܪܵܐ ܩܲܕَܡܵܝܵܐ ܕܡܫܝܼܚܵܝܘܼܬܵܐ ܫܘܼܪܹܐܠܗَܘܿܢ ܒܸܚܙܵܝܵܐ ܕܦܲܓܼܪܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܒܸܥܒܼܵܕܵܐ ܝَܢܵܐ ܥܵܓ̰ܸܒܘܼܝܵܬܹ̈ܐ. ܩܵܐ ܛܘܼܦ̮ܣܵܐ ܪܵܒܵܐ ܦܲܓܼܪܹ̈ܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܡܼܢ ܚܲܝܠܵܐ ܕܐܲܠܵܗܵܐ ܠܵܐ ܩܝܼܕܠܗَܘܿܢ ܐܝܼܡܲܢ ܕܦܝܼܫܠܗَܘܿܢ ܪܘܼܦܹܐ ܒܐܵܬܘܿܢܵܐ ܕܢܘܼܪܵܐ ܒܝܲܕ ܕܸܫܡܸܢܹ̈ܐ ܕܡܫܝܼܚܵܝܘܼܬܵܐ. ܦܝܼܫܠܵܗܿ ܚܙܝܼܬܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܒܚܲܕܘܼܬܵܐ ܪܲܒܬܵܐ ܩܲܒܘܼܠܹܐ ܝܗَܘܵܘ ܓ̰ܘܼܢܓ̰ܵܪܹ̈ܐ ܡܫܲܚܸܠܦܹ̈ܐ ܡܼܢ ܟܲܡܪ̈ܵܢܹܐ ܕܬܵܘܕܝܼܬܵܐ ܡܫܝܼܚܵܝܬܵܐ.
ܒܕܵܪܵܐ ܬܠܝܼܬܵܝܵܐ ܡܗܘܼܡܢܹ̈ܐ ܫܘܼܪܹܐܠܗَܘܿܢ ܠܡܙܲܝܘܼܚܹܐ ܠܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܕܣܵܗ̈ܕܹܐ ܘܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ. ܗܲܕܟܼܵܐ ܟܸܢܫܵܐ ܓܘܼܪܵܐ ܕܡܗܘܼܡܢܹ̈ܐ ܟܹܐ ܟܲܦܫܝܼ ܗَܘܵܘ ܠܐܲܝܟܵܐ ܕܦܲܓܼܪܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܦܝܵܫܵܐ ܝܗَܘܵܘ ܡܘܼܬܒܼܹܐ. ܐܵܢܝܼ ܐَܢܵܫܹ̈ܐ ܕܟܹܐ ܟܲܦܫܝܼ ܗَܘܵܘ ܥܲܠ ܫܟܝܼܢܵܬܹ̈ܐ ܘܩܲܒܼܪ̈ܵܘܵܬܹܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܟܹܐ ܨܲܠܝܼ ܝܗَܘܵܘ ܕܒܲܣܡܝܼ ܡܼܢ ܡܲܪܥܵܝܗܝ، ܕܦܵܝܼܫܝܼ ܦܘܼܚܠܹܐ ܚܛܝܵܬܵܝܗܝ، ܦܵܝܫܝܼ ܢܛܝܼܪܹܐ ܡܼܢ ܕܸܫܡܸܢܵܝܗܝ. ܪܵܒܵܐ ܒܲܟܼܬܵܬܹ̈ܐ ܕܠܲܝܬ ܗَܘܵܘ ܠܗَܘܿܢ ܒܢܘܼܢܹ̈ܐ ܘܒܢܵܬܹ̈ܐ ܟܹܐ ܨܲܠܹܐ ܗَܘܵܘ ܘܟܹܐ ܛܲܠܒܝܼ ܝܗَܘܵܘ ܙܲܪܥܵܐ ܡܼܢ ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ. ܫܟܼܝܼܢܵܬܹ̈ܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܗܘܹܐܠܗَܘܿܢ ܚܲܕَܟܡܵܐ ܕܘܼܟܵܢܹ̈ܐ ܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܥܲܠ ܐܲܪܥܵܐ ܘܦܠܝܼܚܠܗَܘܿ ܥܵܓ̰ܸܒܘܼܝܵܬܹ̈ܐ ܓܵܘ ܥܵܠܡܵܐ. ܗܲܕܟܼܵܐ ܢܝܼܚܵܐ ܒܢܝܼܚܵܐ ܣܲܚܒܲܪܬܵܐ ܕܐَܢܵܫܹ̈ܐ ܥܲܠ ܫܚܝܼܢܵܬܹ̈ܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܚܲܕَ ܗܵܕܟܼܵܐ ܙܝܼܕܠܵܐ ܕܥܹܕܬܵܐ ܬܘܼܚܡܸܢܵܗܿ ܒܡܲܩܝܵܡܬܵܐ ܕܡܲܕܒܚܹ̈ܐ ܘܒܢܵܝܬܵܐ ܕܥܘܼܡܪ̈ܵܢܹܐ ܥܲܠ ܫܟܝܼܢܵܬܹ̈ܐ ܘܩܲܒܼܪ̈ܵܘܵܬܹܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ. ܡܼܢ ܫܟܼܝܼܢܵܬܹ̈ܐ ܘܩܲܒܼܪ̈ܵܘܵܬܹܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܐܘܼܦ ܙܹܐ ܦܝܼܫܠܗَܘܿܢ ܫܩܝܼܠܹܐ ܚܲܕَܟܡܵܐ ܩܸܛܥܵܛܹ̈ܐ ܘܡܘܼܬܒܼܹܐ ܒܒܸܢܝܵܢܹ̈ܐ ܕܥܘܼܡܪ̈ܵܢܹܐ ܚܲܕܬܹ̈ܐ ܕܦܝܵܫܵܐ ܝܗَܘܵܘ ܒܸܢܝܹܐ ܒܡܕܝܼܢܵܬܹ̈ܐ ܘܒܡܵܬܘܵܬܹ̈ܐ. ܐܵܗܵܐ ܡܘܼܥܒܼܸܕܠܵܗܿ ܕܟܠ ܡܕܝܼܢَܬܵܐ ܘܟܠ ܡܵܬܵܐ ܗܵܘܹܐܠܵܗܿ ܩܲܕܝܼܫܵܐ ܕܝܼܠܵܢܵܝܵܐ ܕܓܵܢܘܼܗܿ.  ܟܠ ܡܵܬܵܐ ܘܡܕܝܼܢَܬܵܐ ܫܘܼܪܹܐܠܵܗܿ ܡܙܲܝܘܼܚܹܐ ܠܫܲܗܪܵܐ ܘܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܕܓܵܢܘܼܗܿ.
ܐܝܼܩܵܪܵܐ ܩܵܐ ܫܟܼܝܼܢܬܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܗܵܕܵܐ ܙܝܼܕܠܵܗܿ ܓܵܘ ܥܹܕܬܵܐ ܩܵܐ ܕܡܲܬܲܒܼܬܵܐ ܕܫܟܼܝܼܢܬܵܐ ܒܡܲܕܒܚܵܐ ܕܥܘܼܡܪ̈ܵܢܹܐ ܗܘܹܐܠܵܗܿ ܩܵܢܘܿܢ. ܥܹܕܬܵܐ ܒܝܵܘܡ ܕܘܼܟܼܪܵܢܵܐ ܕܩܲܕܝܼܫܹ̈ܐ ܡܙܲܝܘܼܚܹܐ ܝَܠܵܗܿ ܠܫܘܼܢܵܝܵܐ ܕܐܵܢܝܼ ܡܝܼܬܠܗَܘܿܢ ܒܩܲܕܝܼܫܘܼܬܵܐ ܒܗܲܝܡܵܢܘܼܬܵܐ ܫܲܪܝܼܪܬܵܐ ܒܡܵܪܲܢ ܝܼܫܘܿܥ ܡܫܝܼܚܵܐ. ܩܵܬܘܿܠܝܼܩܵܝܹ̈ܐ ܟܹܐ ܗܲܡܸܢܝܼ ܕܟܠܵܝܗܝ ܐܵܢܝܼ ܕܡܲܢܝܸܚܝܼ ܒܩܲܕܝܼܫܘܼܬܵܐ ܚܲܕَܪܹܫܵܐ ܟܹܐ ܫܲܢܝܼ ܡܼܢ ܡܵܘܬܵܐ ܠܚܲܝܹ̈ܐ ܐܵܒܵܕܝܼܢܵܝܹ̈ܐ ܘܟܹܐ ܚܲܝܝܼ ܥܲܡ ܡܵܪܲܢ ܝܼܫܘܿܥ ܡܫܝܼܚܵܐ ܒܡܲܠܟܘܼܬܵܐ ܕܫܡܲܝܵܐ. ܒܘܼܬ ܐܵܗܵܐ ܘܵܠܹܐ ܕܗܵܘܝܼ ܟܵܡܝܼܠ ܒܩܲܕܝܼܫܘܼܬܵܐ ܕܠܵܐ ܠܲܟܵܐ ܡܼܢ ܩܵܕَܡ ܕܟܵܠܝܼ ܩܵܕَܡ ܗܕܝܼܪܘܼܬܵܐ ܕܡܵܪܲܢ ܝܼܫܘܿܥ ܡܫܝܼܚܵܐ ܒܡܲܠܟܘܼܬܵܐ ܕܫܡܲܝܵܐ.
ܨܠܘܵܬܹ̈ܐ ܘܐَܪ̈ܵܙܹܐ ܕܟܹܐ ܦܵܝܫܝܼ ܡܘܼܩܪܸܒܼܹܐ ܡܼܢ ܓܹܒܵܐ ܕܐܵܢܝܼ ܕܟܹܐ ܫܵܢܝܼ ܡܼܢ ܕܐܲܢܹ̈ܐ ܚܲܝܹ̈ܐ ܠܚܲܝܹ̈ܐ ܐܵܒܵܕܝܼܢܵܝܹ̈ܐ ܟܹܐ ܗܲܝܸܪܝܼ ܪܵܒܵܐ ܩܵܐ ܐܵܢܝܼ ܕܒܸܣܦܵܪܵܐ ܝَܢܵܐ ܕܥܵܒܼܪܝܼ ܟܵܠܝܼ ܩܵܕَܡ ܬܪܘܿܢܘܿܣ ܕܡܵܪܲܢ ܝܼܫܘܿܥ ܡܫܝܼܚܵܐ ܒܡܲܠܟܘܼܬܵܐ ܕܫܡܲܝܵܐ.

124
في اعقاب التفجير الارهابي في بغديده - سهل نينوى الاسبوع الفائت وجه عضوي البرلمان الاوربي السيدان غلين فورد (حزب العمال البريطاني) وجارلس تانوك (حزب المحافظين البريطاني) رسالة الى جريدة الغارديان واسعة الانتشار جددا فيها تضامنهما وموقفهما من دعم الشعب الاشوري في العراق.
الجدير بالذكر ان السيدين فورد وتانوك هما من رعاة منظمة (حماية الاشوريين) (Save The Assyrians) التي تتخذ من لندن مقرا لها ويديرها الناشط القومي المعروف السيد اندي درمو وعملت خلال سنوات على التعريف بشعبنا ومعاناته وكسب الدعم والتاييد له.
وفي اتصال مع المنظمة بعد هذه الرسالة اكدت على مطالبتها من الحكومة العراقية والادارات الحكومية في بغديدة للتحقيق عن الحادث وجلب المسؤولين عنه الى العدالة.
لمعرفة المزيد عن المنظمة اعلاه: www.savetheassyrians.org

ادناه الترجمة الحرفية للرسالة مع نصها الانكليزي:
رسالة الى هيئة تحرير جريدة الغارديان:
الارهاب في العراق ومعاناة الاشوريين
[/b]
ايها السادة،
في الوقت الذي انسحبت فيه القوات الامريكية من مدن العراق الرئيسية في الايام السابقة، فانه كان هناك انباء مزعجة عن سلسلة من الهجمات التفجيرية التي استهدفت المدنيين الابرياء. وقد تم نشر التقارير والتنديد بهذه الهجمات على نطاق واسع.
على اية حال فان هناك حادثة شنيعة اودت بحياة ثمانية اشخاص واصابة ثلاثة اطفال بجروح بليغة الا انها بقيت على نطاق واسع دون تغطية.

في 29 حزيران حدث انفجار كبير لسيارة ملغومة خارج مستشفى الحمدانية في مدينة بغديدة في سهل نينوى شمال العراق. وهذه مدينة اشورية مسيحية كبيرة وجميع الضحايا كانوا مسيحيين. والهجوم تم اغفاله من قبل وسائل الاعلام العالمية وبضمنها محطات التلفزة في الشرق الاوسط كقناة الجزيرة. لان اثارة السؤال عن من فجر بغديدة سيزعزع صورة العراق بانه يتالف من الشيعة والسنة والكرد فحسب.

من المؤسف، ان هذا يمثل نمطا سائدا يتعمد تجاهل معاناة الاقلية الاشورية المسيحية، الذين هم الابناء الاصليين للعراق. فقد عانى الاشوريون وما زالوا يعانون كثيرا بسبب الصراع. فمعظم الهجمات ضدهم لا يتم التعريف بها، وكذلك تدنيس العديد من اديرتهم القديمة. ان حقيقة نزوح الكثيرين منهم خارج البلاد، وحقيقة ان الباقين منهم هم في مناطق هي نسبيا غير كثيفة كما في سهل نينوى، يمكن لها ان تساهم في التجاهل العام لمعاناتهم المستمرة.

 الاشوريون هم تاريخيا شعب مسالم. انهم يودون العيش بتناغم مع جيرانهم العرب والكرد في العراق الجديد الذي يوفر لهم الحماية وحقوق الانسان الاساسية.
انهم يستحقون منا الدعم في هذه الاوقات الصعبة.

المخلصين لكم
غلين فورد، عضو البرلمان الاوربي (حزب العمل)
جارلس تانوك، عضو البرلمان الاوربي، حزب المحافظين)

مكتب عضو البرلمان الاوربي غاين فورد
البرلمان الاوربي
3 تموز 2009

Letter to the Editor: Terrorism in Iraq and the plight of the Assyrians

Sir,
As US forces have withdrawn from Iraq’s main cities and towns in recent days, there has been a disturbing spate of bomb attacks aimed at innocent civilians. Most of these attacks have been rightly both condemned and reported upon widely.
 
However there is one major outrage, that claimed eight lives and severely injured three children has gone largely un-reported. On 29th June a large car bomb exploded outside Al- Hamdania Hospital , in the town of Baghdeda in the Nineveh Plains area of Northern Iraq . This is a largely Christian Assyrian town and the victims were all Christians. The attack was passed over by the World media, including Middle Eastern television stations such as Al Jazeera. Because to ask the question who bombed Baghdeda is to undermine the image of Iraq as a Country merely of Shiites, Sunnis and Kurds.
 
Sadly, representing a more general pattern of deliberately ignoring the plight of the Assyrian Christian minority, the original inhabitants of Iraq. The Assyrians have suffered disproportionately as a result of the conflict, and continue to do so. Most of the attacks against them go un-reported, as has the desecration of many of their ancient Monasteries. The fact that so many have fled the country, and that those remain are in relatively under-populated areas such as the Ninevah Plains, may contribute to a general ignorance about their continuing plight.
 
The Assyrians remain historically a peaceful people. They wish to live in harmony with their Arab and Kurdish neighbors in a new Iraq that offers them both protection and fundamental human rights.
 
They deserve our support in these difficult times.
 
Yours sincerely,
 
Glyn Ford Member MEP (Lab)
Charles Tannock MEP (Con)
  
Office of Glyn Ford MEP
European Parliament
03.07.2009

125
قراءة فيما وراء المشهد الكلداني

- المتصفح لمواقع شعبنا الالكترونية يجد تخمة في النشر في موضوع وحدة شعبنا الدستورية بين كتابات ترحب بتضمين دستور الاقليم لحقيقة وحدة شعبنا وكتابات رافضة لتوحيده وداعية لتمزيقه. اتصفت الكتابات التقسيمية باعتماد (النسخ واللصق) (copy & paste) لاعطاء الانطباع بان هناك عددا هائلا من نخب المثقفين يشتركون في رفض توحيد شعبنا ولهم حججهم الكثيرة التي تحتاج هذا الكم من الكتابات، في حين ان معظمها كان نسخا ولصقا من احدها للاخر ومن بيان الاساقفة وهيئة التنظيمات الكلدانية. كما ترافقت مع قائمة طويلة من اسماء المؤسسات كانت تقنية غوغل للبحث كفيلة لمعرفة وجودها ونشاطها او عدمه!!

- موضوعي لا يستهدف ان يكون رقما اخر في مسلسل هذه المقالات. في هذا الموضوع ساحاول كعادتي عدم التوقف عند ظواهر الامور بل التوجه الى ما يكمن وراءها من حيث الاسباب التي تشكل المشهد القائم وغايات القائمين على ترسيمه والنتائج المترتبة عليه، وذلك في مسعى واجتهاد متواضع لتنمية الوعي الثقافي لابناء شعبنا وخلق راي عام يتفاعل مع القضايا ويمارس حقه في النقد والتحليل واثارة الاسئلة بعيدا عن اسر المواقف والولاءات بكل اشكالها.
ان اكثر ما نفتقر اليه في اداءنا هو الانسان الذي يمارس واجبه في تحكيم الهبة الربانية الممنوحة له، العقل، في تعامله مع ما يظهر في واجهة مشهدنا القومي منه او الوطني او الكنسي وغيرها، فعوض ان يسبح في عمق المشهد ويثير التساؤلات ويبحث عن اجوبة نراه، وللاسف، يلغي هذه الهبة وينقاد مع ظاهر الامور والحجج لمجرد انها الاسهل او لمجرد انها تاتي من جهة او مرجعية يدين لها بالولاء.

- فرحت عندما بلغني ان غبطة الكاردينال دلي وجه رسالة الى فخامة الرئيس بارزاني لاني، وكما اي انسان اخر في هذه الحال، توقعت ان غبطته وجه التهنئة لانجاز الاستحقاق الدستوري، وانه شكر قيادات الاقليم على تبنيها الحكم الذاتي للقوميات الصغيرة، وانه شكره لان الدستور وحد شعبنا خاصة وان الوحدة هي هدف مسيحاني، وتحقيقه يغبط الرعية فكيف لا يغتبط به راعيها. ولكني توقعت ايضا ان يكون غبطته عبر عن قلقه من دور الاسلام في الدستور ودعا للتكافؤ بين الاديان.
ولكن، والحق يقال، دهشت حين وجدت غبطته دعا وبالحاح الى تمزيق الشعب الذي ينتمي اليه رغم كل ما يعانيه جسد هذا الشعب اساسا من هزال.. رنت في اذني كلمات غبطته في مناسبة سابقة عندما قال حينها: (لا تسالوني عن المسيحيين بل اسالوني عن العراقيين). فسالت نفسي اين اصبحنا من روحية هذا التصريح..
بصراحة مؤلمة فان غبطة البطريرك دلي فشل في اختبار الابوة التي تقف على مسافة واحدة من ابناءها. ولنا في البطريرك السرياني زكا عيواص مثالا رائعا عندما رفض التخلي عن موقفه الابوي ورفض الوقوف مع فريق من ابناء كنيسته في وجه الفريق الاخر عندما عانى ابناء كنيسته في اوربا تحديدا خلافات وانقسامات بسبب قضية مماثلة في ثمانينات القرن السابق. ولنا في البطريرك الماروني مثالا اخر حيث يرفض الانحياز الى فريق ضد اخر من ابناء كنيسته.
بالتاكيد فان عدم وقوف البطريركية الكلدانية موقفا ابويا واحدا مع ابناءها سيهز صورتها، كما هو واقع الحال الذي نشهده، وربما يدفع الى المزيد من الرفض شكلا ومضمونا خاصة اذا ما اصرت البطريركية على دعوتها التقسيمية في المراحل القادمة ومن بينها دستور العراق المركزي. وما اتمناه قلبيا ان يراجع غبطته موقفه ويقف موقفا ابويا من جميع ابناءه ولا يدفع بموقعه وبموقع المؤسسة البطريركية الى التقاطع مع ابناء الكنيسة.
  
- كما قلت فاني لن اخوض في هذا المقال في موضوعة التسمية.. واحيل الراغبين لمعرفة موقفي منها الى ما سبق لي كتابته ونشره (الرابط 1). ولن اتوجه بالرد على التقسيميين بل احيل كل منهم الى زميله ليجيبه!! (الرابط2).
فشهادة شاهد من اهلها هي الشهادة الاكثر قبولا.

- الواضح ان المشهد الكلداني يعاني خلطا كبيرا في الامور مما يستدعي اولا غربلتها. فهناك خلط بين سؤالين محوريين:
هل نحن شعب واحد ام لا؟ وفيما لو نحن شعب واحد فما هي تسمية هذا الشعب؟
والخلط بين هذين السؤالين يؤدي الى خلط في المواقف من حيث انه وبسبب عدم منهجية الحوار فان الرافض لتسمية معينة ولكنه متفق على اننا شعب واحد تراه يصنف (بفتح النون) في ذات خندق وجبهة الرافضين لكوننا شعب واحد.
بداية يجب فك التشابك والخلط بين المواقف في المشهد الكلداني القائم من خلال فك التشابك والخلط بين هذين السؤالين.
(يقتصر الحديث على المشهد الكلداني لانه لا توجد مؤسسة سياسية او كنيسة اشورية او سريانية تدعو الى تمزيق شعبنا بل على العكس فانهم جميعا دعوا والتزموا توحيده ليس لاكتشاف اكتشفوه مؤخرا وليس مسايرة لتيار بل لوعي متاصل وايمان راسخ بان وحدة شعبنا حقيقة تاريخية وموضوعية قائمة. طبعا هذا لا يعني بتاتا ان جميع الكلدان يدعون لتمزيق شعبنا، بل على العكس تماما فان دعاة التمزيق ليسوا الا اقلية هامشية بين اكثرية كلدانية شعبية ومؤسساتية تؤمن بوحدة شعبنا.)

- ينقسم الرافضون في المشهد الكلداني الى مجموعتين.. الاولى تؤمن باننا شعب واحد ولكنها لا تتفق على التسمية الشاملة الكلدانية السريانية الاشورية، من حيث انه لا يجوز تسمية شعب بتسمية ثلاثية. فمنها من يدعو الى اعتماد تسمية الاراميين (الاب البير ابونا مثلا)(3)، ومنها من يدعو الى الحوار لاعتماد ايا من التسميات المفردة (الاسقف الدكتور ساكو مثلا)(4). ومنها من لا يمانع اعتماد اية تسمية فالمهم هو وحدة الشعب (الاسقف ربان القس)(5)
فيما ترفض المجموعة الثانية مبدا كوننا شعب واحد. والى هذه المجموعة بات ينتمي حاليا الكاردينال دلي، الاسقف جمو، المجلس القومي الكلداني، وجميعهم كانوا الى الامس القريب جدا خلاف ما هم عليه اليوم. اضافة الى الاتحاد الديمقراطي الكلداني وعدد من الاخوة الكتاب.

- ليس هناك الكثير لنقوله للمجموعة الاولى المؤمنة بوحدة شعبنا والمختلفة، او بالاحرى المجتهدة، في اعتماد تسمية مفردة له.
ما نقوله هو ان العملية الدستورية في العراق لم يكن ممكنا لها ان تتوقف بانتظار اتفاقنا على تسمية مفردة ليتم اعتمادها في النصوص الدستورية في المركز او الاقليم. لذا كان لا بد من اعتماد تسمية توافقية تضمن وحدة شعبنا وحقوقه. والتسمية الشاملة هي افضل الخيارات المتاحة لتحقيق هذا الهدف.
ومع اعتماد الدستور تسمية شاملة تضمن وحدة شعبنا وتؤسس لحقوقه القومية، فانه يمكن لنا اطلاق حوار داخلي هادئ وموضوعي في اعتماد تسمية مفردة له، وهو حوار طويل وشاق بسبب ما يتسم به واقعنا من هشاشة من جهة وصراعات كنسية وتخندقات طائفية من جهة اخرى ناهيك عن تقاطع المصالح واستعدادات البعض للتضحية بالصالح العام من اجل موقف او مصلحة شخصية او فئوية.
لقد قلنا ونكرر القول ان التسمية الشاملة ليست تسمية قومية حياتية، فلا احد منا كفرد او عائلة او مؤسسة يجيب عن انتماءه القومي بانه: كلداني سرياني اشوري. بل كل منا سيجيب وفق ما تربى عليه بانه اشوري او سرياني او كلداني. ولا غضاضة في ذلك، وليستعمل كل منا التسمية التي ترعرع فيها ولكن المهم انه يقصد ويعبر فيها عن جميع ابناء شعبنا.
ان التسمية الشاملة هي تسمية دستورية وتشريعية تضمن وحدة شعبنا ووحدة حقوقه وتؤسس لمرحلة من الحوار الداخلي لاعتماد تسمية مفردة بناء على الحقائق التاريخية ومعطياتها.
من هنا، ورغم ان لي قناعتي ودرايتي المتواضعة باي التسميات المفردة هي المتوافقة مع الحقائق التاريخية والموضوعية، الا اني لا اجد اشكالية فيما ذهب اليه الاسقف ساكو والاب ابونا من حيث اننا شعب واحد وان موضوع التسمية المفردة هو موضوع للحوار الموضوعي القائم على احترام الراي والراي الاخر. ولا اجد مشكلة في الحوار بين المؤمنين بوحدة شعبنا والمجتهدين باعتماد التسمية الكلدانية المفردة له.

- اما بالنسبة للمجموعة الثانية التي لا تؤمن بوحدة شعبنا وتدعو بكل الوسائل والطرق المتاحة الى تمزيقه فان هناك الكثير مما يتطلب الوقوف عنده ليس بمقارعة الحجج فحسب بل، والاهم من ذلك، في محاولة معرفة لماذا هذا الموقف التمزيقي؟
مؤسساتيا فان المجموعة هذه تضم الموقف الرسمي للكنسية الكلدانية (البطريرك والمجلس السنهاديقي)، وان كانت في الواقع لا تضم كل الاساقفة الكلدان حيث هناك بينهم من اعلن جهارا موقفه برفض تقسيم شعبنا (الاسقف ربان مثلا) ومنهم من كتب ليقول باننا شعب واحد (الاسقف ساكو مثلا)، ولنا من المعطيات ما يؤكد ان هناك اساقفة عديدون ليسوا مع تقسيم شعبنا.
كما تضم الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني.
بداية، فاني اجد نقلة نوعية وتطور ايجابي في المؤسسة الكنسية الكلدانية من حيث ان هذه الكنيسة التي على مدى قرن واكثر انقلبت على هويتها القومية والثقافية وتبنت العربية لغة وهوية وثقافة لها وفي جميع المستويات، بل وسوقت للعروبة انتماء قوميا وفكريا وثقافيا لابناءها، تعود اليوم لتقول بهوية قومية وثقافية كلدانية. ما نتمناه ان لا يكون الامر مجرد نكاية بل ان يكون موقفا يتم التزام مترتباته واستحقاقاته في الحياة اليومية للمؤسسة الكنسية الكلدانية وفي الحياة اليومية لابناءها. وقد سبق لي الاشارة الى هذه الاستحقاقات في مقال سابق.(الرابط6)
الكنيسة الكلدانية، بصورة عامة مع استثناءات في ابرشيات محددة، باتت كنيسة عربية وهذا يؤلمنا جميعا.
واذا كان الكاردينال دلي يعتقد ان من حقه طلب اعادة الاعتبار للكلدان في دستور الاقليم فان من حق الكلدان عليه ان يطالبوه باعادة الاعتبار لهويتهم وثقافتهم ولغتهم في كنيستهم، وبداية بقلايتها البطريركية ومجامعها السنهاديقية.

ليس من حق احد التدخل في خصوصيات الاخر، ولكن من حقنا ان نستنتج من خصوصيات الانسان قناعاته والتزاماته.
 فمثلا، يحق لنا ان نستنتج ان من سمى اولاده عشتار، نينوى، سركون، الخ.. هو انسان ذو توجهات قومية.
ومن حقنا ان نستنتج ان البطريرك الذي يكون توقيعه الشخصي بالسريانية هو بطريرك ملتزم بثقافة ولغة وهوية شعبه.
وهكذا في الرسائل البطريركية وغيرها. فهل سنجد هذا الالتزام في المؤسسة البطريركية الكلدانية؟ دعونا ننتظر لنرى وحينها ندرك هل كان بيان الاساقفة ورسالة البطريرك قناعة ام نكاية.

- لماذا الاصرار على طلب تقسيم شعبنا؟ ولماذا الاصرار على عزل الكلدان عن السريان والاشوريين؟
سؤال ليس هناك من يصدق ان ما يتم تسويقه من ذرائع هي الاسباب الحقيقة لهذا الاصرار.
فليس هناك من يصدق (حتى البطريرك دلي والاسقف جمو وبقية الداعين لتمزيق شعبنا) ان هناك هوية قومية كلدانية تتمايز بخصائصها عن السريان والاشوريين. وان الكلدان مختلفون عن الاشوريين والسريان كاختلافهم عن الكرد والعرب والتركمان، ورابطهم المشترك هو المسيحية فقط (هناك ايضا عرب مسيحيون).
وليس هناك من يصدق (حتى البطريرك دلي والاسقف جمو وبقية الداعين لتمزيق شعبنا) ان ابناء العم في قرية كوماني هم قوميتين مختلفتين. وان الاقشة اليوم من بيت ابونا هم قومية مختلفة عن اولاد عمومتهم من العائلة البطريركية الشمعونية، التي هي الاب الروحي للعمل القومي الاشوري المعاصر. وان المركايى هم قومية مختلفة عن هلمون وكيرامون. و و و
كما ليس هناك من يصدق انه بمجرد تغيير الانتماء الكنسي لابرشيات وقرى بين النهرين وتحولها الى الكثلكة فانه يعني تغييرا في الانتماء والهوية القومية لهم من الاشورية الى الكلدانية.

- ثم، اذا كانت الكلدانية ليست تسمية بين تسميات تطلق على شعب واحد، واذا كان الكلدان هوية وانتماء ووجود قومي قائم لذاته هو غير الاشوريين والسريان، فلماذا لا يوجد كلدان بخصائص قومية كلدانية خارج السلطة البطريركية الكلدانية كما هو حال الاشوريين والسريان حيث لهم كنائس وابرشيات ورعيات كاثوليكية وارثوذكسية وبروتستانتية اضافة الى الكنائس الأم؟
في الكنيستين المشرقية والسريانية الارثوذكسية فان التسميتين الاشورية والسريانية تدلان على شعب وهوية وانتماء وخصائص قومية ليست محددة او مرتبطة بالسلطة البطريركية والحدود الكنسية لهاتين الكنيستين. ولذلك فان كلتا الكنيستان لا تعيشان ازمة هوية في تعريف الاشوري او السرياني. فلا البطريرك مار دنخا يعتبر الاشوريون فقط من هم من اتباع كنيسته، ولا البطريرك مار زكا يعتبر السريان فقط من هم من اتباع كنيسته. وينعكس ذلك ايضا في فهمهم والتزامهم لوحدة شعبنا، فكلا البطريركين يؤمنان ويلتزمان حقيقة كوننا شعب واحد وكلا منهما يستخدم التسمية المفردة التي يراها الانسب تاريخيا وموضوعيا وان بقية التسميات، برايه، هي تسميات كنسية ضمن الشعب الواحد.
اما مع الكنيسة الكلدانية والبطريرك الكلداني فالامر مختلف تماما. حيث لا وجود لتسمية وهوية وانتماء كلداني خارج الكنيسة الكلدانية، ويوم يخرج الكلداني عن السلطة البطريركية الكلدانية فهو لا يعود كلدانيا.
وكذا الوحدة، فالبطريرك الكلداني لا يؤمن بوحدة شعبنا. الامر كان سيكون مختلفا لو ان الكنيسة والبطريرك الكلداني التزما كوننا شعب واحد واعتمدا التسمية الكلدانية المفردة للدلالة على كل الشعب، فعندها كان سيكون في ذات موقف بطريرك الكنيسة المشرقية والسريانية، وعندها كان سيكون ضمن المجموعة الاولى التي اشرنا اليها في بدء مقالنا وهي المجموعة الكلدانية التي تؤمن باننا شعب واحد ولكن تجتهد وتقترح تبني تسمية مفردة بدل التسمية الشاملة.
من الاجحاف مساواة موقف الكنيسة الكلدانية وبطريركها مار عمانوئيل دلي بمواقف كنيسة المشرق وبطريركها مار دنخا وكنيسة السريان الارثوذكس وبطريركها مار زكا عيواص، فالاخيران يؤمنان اننا شعب واحد وانهما بحسب قناعتهما وادراكهما يعتمدان السريانية او الاشورية كتسمية مفردة للدلالة على هذا الشعب. في حين ان الكنيسة الكلدانية وبطريركها لا يؤمنان اننا شعب واحد وبالتالي رفضا حتى التسمية الشاملة.
وهذا الفارق جوهري واساسي وانعكس على موقفيهما من الدستور، حيث رحبت كنيسة المشرق على لسان بطريركها بوحدة شعبنا في الدستور والتي جاءت بصيغة التسمية الشاملة، في حين دعا البطريرك الكلداني الى تمزيق شعبنا في الدستور.

- كما في كل قضية، فانه حالما تسوق ذرائع واهية لها في العلن فانه لا بد من وجود اسباب حقيقية لا يتم التصريح بها.. فما هي يا ترى؟ برايي المتواضع هناك عدة اسباب تقف ما وراء المشهد الكلداني القائم، وتحديدا الكنسي منه. بعضها يخص الكنيسة الكلدانية ككل وبعضها مرتبط بواقع ابرشياتها واساقفتها وطموحاتهم داخلها.

- يعتقد الكثيرون ان السبب الاساسي لدعوة البطريركية الكلدانية الى عزل الكلدان عن شعبنا هو ان البطريركية مقتنعة في قرارة نفسها واعتمادا على درايتها بحقائق التاريخ ومعطيات الواقع ان التسمية الكلدانية هي تسمية مذهبية اطلقت على "النساطرة" ممن تحولوا الى الكثلكة واتحدوا مع الكنيسة الرومانية، وانها تسمية محصورة باطار الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وبناء على هذه القناعة فان الكنيسة الكلدانية لا تعطي بعدا قوميا شاملا للتسمية الكلدانية كما هو حال التسميتين الاشورية والسريانية، لانها في قرارة نفسها تدرك ان ذلك مناف للحقائق التاريخية والموضوعية. وان الكنيسة والمرجعية الكلدانية تعاني اشكالية وازمة حقيقية في تحديد الهوية الكلدانية، ولعل الاسئلة اعلاه عن تحديد الهوية الكلدانية وعناصرها وحدودها وعن كوماني والقوش وغيرها اسئلة تدعم هذا الاعتقاد.

- اذا اردنا فهم موقف الكنيسة الكلدانية ودوافعه وغاياته فان هناك حقائق لا ينبغي التغاضي عنها عن الكنيسة الكلدانية وسلطتها ودورها في الاحداث في تاريخ شعبنا منذ الولادة المعروفة لهذه الكنيسة.
واذا كان المقال يضيق بسرد هذا الدور او تقييمه في مختلف محطاته فانه يمكن اختصاره بالقول ان الكنيسة الكلدانية وبسبب كونها الكنيسة الاكبر عددا وقدرة اقتصادية ونفوذا سياسيا والكنيسة الاقوى التي تستنبط جزءا كبيرا من قوتها من مرجعيتها الفاتيكانية من ناحية وضعف الكنائس الاخرى النسبي وانشقاق كنيسة المشرق على نفسها ووجود المرجعية البطريركية المشرقية والسريانية خارج العراق من ناحية اخرى فان الكنيسة الكلدانية لهذه الاسباب وغيرها مجتمعة كانت دوما مرجعية لا تعلوها مرجعية اخرى في شان "مسيحيي" العراق، وكانت الناطقة باسمهم في المحافل والمؤسسات السياسية الوطنية والدولية، وكانت المرجعية التي تتشاور معها الحكومة العراقية في الامور التي تتطلب مشورة مرجعية "مسيحية".
واليوم مع اعادة البناء الشاملة التي يمر فيها العراق دستوريا ومؤسساتيا واداريا بل وذهنيا ايضا، فان هذا الدور يتلاشى وينحسر ويتحدد في امور كنسية ودينية بحتة. ومن هنا فان السلطة الكنسية الكلدانية، شانها شان كل السلطات الاوليجاركية عبر التاريخ، تقاوم هذا التغيير وتتشبث بدورها وسلطتها ووصايتها على شعبها "المسيحي".
 
- من هذا المنطلق يمكن لنا ان نفهم لماذا تصر الكنيسة الكلدانية ورجالاتها والمتناغمين معها من كتاب على اعتماد تسميات اقل ما يقال عنها انها تبغي التشويه والتضليل المتعمد للامور. فتسميات مثل "شعبنا المسيحي" و"احزابنا المسيحية" و"الحكم الذاتي للمسيحيين" وغيرها لا تاتي بحسن نية وببراءة ولا يتم الاصرار عليها اعتباطا بل بنية وغاية مقصودة تماما.
فيوم نكون شعبا "مسيحيا" فحسب، ويوم تكون احزابنا "مسيحية" فهل من شك في حق الكنيسة المسيحية التحدث باسمنا؟
وهل من شك في ان اكبر "احزابنا المسيحية" هي "كنائسنا"؟ وهل من شك في ان اكبر هذه "الاحزاب" هو الكنيسة الكلدانية؟
واليس من نتائج ذلك ان يكون للكنيسة الكلدانية حق التحدث باسمنا في امورنا ليس الكنسية منها فحسب؟
اليس من نتائج ذلك ان تقوم الكنيسة بترشيح الممثلين "المسيحيين" هنا او هناك؟
اليس اصرار الكنيسة الكلدانية في كركوك على "حقها" في تسمية المرشحين "المسيحيين" في مجلس مدينة كركوك (بخلاف كل سياقات ترشيح اعضاء المجلس من الكرد والعرب والتركمان) سببا في حرمان شعبنا من عضوية المجلس المذكور؟
واليس من نتائج ذلك ان يتحقق عمليا وبالممارسة ما يتم انكاره شفاهيا بان الكنيسة ليست مؤسسة سياسية وانها ليست بديلة للاحزاب السياسية وغيرها مما تعودنا سماعه؟
لا احد ينكر حق الكنيسة في ان يكون لها كلمتها وموقفها من مختلف الامور والقضايا القومية والوطنية ولكن ليس من موقع مؤسسة سياسية.

- الدفاع عن السلطة الاوليجاركية والوصاية على الشعب هو احد اسباب الدعوة الى عزل الكلدان عن بقية ابناء شعبنا.
فيوم يكون الكلدان معزولين عن اخوتهم فان الكنيسة الكلدانية تكون المصدر الاساسي للسلطة والمرجعية الوحيدة (الدينية والدنيوية) التي لا مجال لاية مرجعية اخرى من الاحزاب والمؤسسات الكلدانية ان تنافسها او تشاركها، خاصة وان جميع هؤلاء اعلنوا ضمنا او جهارا بانهم مؤسسات واحزاب تحت مظلة الكنيسة وتحت خيمة المرجعية البطريركية.
اليس التئام مؤتمر حزبي سياسي كلداني وعقد الاجتماعات السياسية الكلدانية تحت جبة الاساقفة دليلا على ذلك؟
واليس اعتماد المؤسسات الكلدانية التقسيمية المدنية والسياسية بيان الاساقفة الكلدان مرجعا ووثيقة لهم دليلا على ذلك؟
حتى يمكن القول ان المجلس القومي الكلداني، مثلا، بات واقعيا احد مؤسسات الكنيسة الكلدانية.
في حين انه حينما يكون الكلدان مع اخوتهم فان الكنيسة الكلدانية ستكون، كما بقية كنائس شعبنا، مؤسسة دينية ومرجعية روحانية لها احترامها وقيمتها وتقديرها دون ان تكون لها الوصاية والمرجعية في القضايا السياسية والدنيوية الاخرى.

- ومن هذا المنطلق (الدفاع عن السلطة التقليدية الموروثة والوصاية على الشعب في كل شؤونه) نفهم ايضا موقف الكنيسة الكلدانية الرافض لمطلب الحكم الذاتي لشعبنا.
فيوم يمتلك شعبنا مؤسساته المدنية وسلطاته التشريعية والتنفيذية المنتخبة والمنبثقة منه فانه لن تعود الكنيسة سلطة ومرجعية وممثلة لهذا الشعب، وسوف يتحدد دورها وسلطتها في شانها الاختصاصي الديني والكنسي.
في شعب يمارس حكما ذاتيا لتدبير شؤونه لن يكون البطريرك والاسقف والكاهن مرجعيات لامور مدنية وسياسية بل شخصيات ومرجعيات في مجال اختصاصهم الكنسي فحسب.
طبعا لا احد ينكر الشخصية المعنوية والاعتبارية للمؤسسة الكنسية ومرجعياتها ولكن في منظومة الحكم الذاتي هناك تحديد للصلاحيات والاختصاصات، وهذا بالتاكيد سيحدد صلاحيات ونفوذ المرجعيات الكنسية ولذلك فانها ترفض الحكم الذاتي.

- ومن موقف الرفض للحكم الذاتي نفهم تعمد تسويق المفاهيم المغلوطة تماما عنه وتشويهه.
فتارة يصرون على تسميته الحكم الذاتي "للمسيحيين" وتارة يصرون على توصيفه بالغيتو!! وانهم يرفضون عزل "المسيحيين" عن العراقيين فالمسيحيين يعيشون في كل العراق، وكأن الحكم الذاتي هو تهجير وترحيل لمسيحيي بغداد والبصرة وغيرها الى منطقة محددة ووضعهم فيها كعلبة السردين!! وتارة يتهمون الحكم الذاتي بانه مطلب قادم من المهجر!!
بل ويصل الامر الى تحميل مطلب الحكم الذاتي دماء الابرياء من ضحايا الارهاب الموجه ضد شعبنا!! انه لعمري تبرير لم يتوقع الارهابيون يوما ان يقدمه ضحاياهم هدية لهم.
لا حاجة بي للرد على هذه المغالطات فقد قيل في ذلك ما يكفي. (الرابط7)

الاسقف جمو ودوره في المشهد القائم
- اذا كانت الاسباب اعلاه ترتبط بالكنيسة الكلدانية ككل فان هناك اسبابا اخرى لا تقل اهمية وترتبط بابرشيات واساقفة محددين يتحركون وفق واقع ابرشياتهم ومنطلقاتهم ليدفعوا باتجاه تمزيق جسد شعبنا.
ولست اذيع سرا ان نيافة الاسقف سرهد جمو، اسقف غرب اميركا للكلدان، هو الداعية الرئيسي في مخطط تمزيق شعبنا.
المشهد الحالي هو فصل اخر ضمن المؤامرة التي شارك فيها نيافته تخطيطا وتنفيذا والتي استهدفت الشعب الاشوري وكنيسة المشرق الاشورية في الولايات المتحدة الامريكية تحديدا. فلماذا؟
من الحقائق المعروفة ان شعبنا بات مهجريا وان الولايات المتحدة تستضيف اكبر جاليات شعبنا واكثرها قدرات اقتصادية ومؤسساتية واكاديمية التي تتضاعف اهميتها من اهمية الولايات المتحدة نفسها خاصة بعد الدور المحوري لها في العراق وعموم الشرق الاوسط حيث وطننا الأم. وتقليديا فان المؤسسات القومية الاشورية وكنيسة المشرق الاشورية ولاسباب مختلفة يضيق بها المجال هنا كانت تمتلك دورا رياديا وقياديا في هذه الجالية.
الاسقف جمو الذي يطمح لقيادة هذه الجالية، ويقول الكثيرون انه ومن خلالها يفترش الطريق الى السدة البطريركية، كان لا بد له من خلخلة وزعزعة هذه المؤسسات والكنيسة المشرقية، ليصبح هو مرجعية مطلقة للجالية ومؤسساتها.  
وقد وجد الادوات المناسبة لتحقيق ضالته، فكنسيا كان شريكه السيد الدكتور اشور سورو، وسياسيا كان السيد يوناذم كنا.

- فالدكتور اشور سورو الذي كان اسقفا فاعلا حينها في كنيسة المشرق شارك في مخطط النيل من شعبنا وكنيسة المشرق بوعي وشراكة ودعم تام من الاسقف جمو، حيث اعلن تمرده على الكنيسة وفرض عليها صراعا قاسيا استنزف الجهد والمال والوقت واساء الى سمعة الكنيسة والحق افدح الاضرار بالنسيج الاجتماعي والمؤسساتي لشعبنا.
فلو كان الدكتور سورو يتحرك فقط بموجب قناعاته الايمانية وبان المعتقد القويم هو الكثلكة لكان انتقل بسلاسة الى الكنيسة الكاثوليكية كما نصحناه منذ الايام الاولى لتمرده دون ان يثير هذا الصراع والازمة بكل ما اتصفت به من قذارات. ولكن الهدف كان ابعد من ذلك الا وهو الاساءة والنيل من شعبنا ومؤسساته وكنيسة المشرق تمهيدا للهيمنة على مقدرات ومؤسسات شعبنا انطلاقا من الولايات المتحدة. فكان الذي كان.
ليس هناك من جاهل اليوم لا يدرك ان الاسقف جمو هو الاب الروحي للدكتور سورو ومحركه وشريكه في هذا المخطط.
وما تحول الدكتور سورو (الذي هو اقدم بكثير في الرسامة الاسقفية) الى اسقفا بالتبني في ابرشية الاسقف جمو الا دليل على التبعية الشخصية المهينة. فلحد اليوم فان الكنيسة الكلدانية لم تقبل الدكتور سورو اسقفا من اساقفتها ولكن الاسقف جمو يروج له ويسوقه في ابرشيته كاسقف!!

- اما الشريك الاخر لمخطط الاسقف جمو فهو السيد يوناذم كنا وحركته الديمقراطية الاشورية والمؤسسات والشخصيات التي تسير في فلكه في الولايات المتحدة حيث وبسبب قصر النظر المزمن الذي يتصفون به التحقوا بزواج مصلحة مع تمرد الدكتور اشور سورو بل وقادوا التعبئة الشعبية والاعلامية للتمرد.
لقد اخطا السيد يوناذم كنا كعادته الحساب هذه المرة ايضا. فما تم تصويره له من مكاسب وهيمنة ومقدرات سياسية واقتصادية وجماهيرية سيضع يده عليها كونه الشريك السياسي للتمرد وكونه يوفر الغطاء القومي له (حتى ان مريديه روجوا في حملاتهم الاعلامية الداعمة للتمرد بان السيد سورو وحركته هي تتويج لمسيرة شهداء الحركة الاوائل يوبرت ويوسف ويوخنا) لم يحصد منها سوى قبضة ريح.
على العكس تماما فقد سقط القناع عن السيد يوناذم وحركته وخبا بريقها وانكمش دورها وحشرت نفسها في زاوية ضيقة مرفوضة من الجميع وبينهم من شاركتهم في التمرد الذين استغلوها لتحقيق غاياتهم في الاساءة الى كنيسة المشرق وفي تحطيم المؤسسات القومية التي وبسبب مشاركتها في التمرد وتسويقها له باتت اليوم مرفوضة وتلاشى دورها حد الاضمحلال.
الرابح الوحيد من التمرد هو الاسقف جمو حيث حقق الكثير مما خطط له من استنزاف للجهود والاموال وزرع الضغينة والاحقاد بين ابناء البيت الواحد وشل وانكماش للمؤسسات من جهة وتعزيز لمكانته الشخصية في الكنيسة الكاثوليكية.
 
- يتحاجج البعض ان الاسقف جمو يسلك بدافع رد الفعل على مواقف بعض الاشوريين المتطرفين في محيط ابرشيته، افرادا او مؤسسات اعلامية، فاقول انه ورغم ان هذه ذريعة مردودة لاسباب عديدة يضيق بها المجال فانه وباختصار شديد نقول انه لو ان الاسقف جمو بما يمثله من مرجعية كنسية يسلك كرد فعل على هذا او ذاك فانه يضع نفسه (وقد وضعها فعلا) في موقع التكافؤ والمساواة معهم وهذا بحد ذاته اكبر تقدير ودعم معنوي يقدمه لهم نيافته من حيث يدري او لا يدري.

- بقي ان نقول ولو باختصار عن دور بعض الشيوعيين السابقين من الكلدان في المشهد القائم.
انها فعلا ظاهرة تثير الاستغراب في اسباب تحول الانسان الاممي الذي التزم تحطيم الفواصل والجدران بين الامم الى انسان طائفي يلتزم بناء الجدران والاسيجة بين ابناء الشعب الواحد.
انها فعلا ظاهرة غريبة في اسباب تحول الانسان العلماني الذي التزم تحييد الدين ومؤسساته من الشان السياسي الى انسان مذهبي يلتزم بيان اساقفة منهاج عمل سياسي له.
لقد كتب اخرون واوفوا الامر حقه. شخصيا لا اجد سوى ان العلة الحقيقية تكمن في تكوين الشخص وما يتحكم بمواقفه من دوافع يبدو في هذه الحالة انها لم تكن يوما، وليست هي الان، منطلقات وقناعات مبدئية بل ردود افعال شخصية احيانا او بحث عن مكاسب شخصية انتهازية احيانا اخرى، وربما الاثنين معا.

نتائج المشهد الكلداني القائم
بعد ان قدمنا باسهاب الاسباب وراء المشهد القائم فاننا نعرض باختصار بعض نتائج هذا المشهد فنقول ان بين نتائج المشهد:
- زعزعة صورة الكنيسة الكلدانية ومرجعيتها البطريركية. وهذا ما بدانا نتلمسه لمس اليد ويعبر عن نفسه بانماط مختلفة.
الى الامس القريب كان الانطباع بان الكنيسة الكلدانية هي كنيسة مؤسساتية تمارس الروية في مواقفها التي تاتي بمستوى المسؤولية وتتسم بالاتزان. واليوم، ومع هذا المشهد من الاصرار على تمزيق شعبنا ومن حملة التشويه وبث المغالطات بشان وحدة شعبنا وحقه في الحكم الذاتي اهتزت الصورة وبات الكثيرون يستنتجون ان ما يحرك قرارات الكنيسة ليس الصالح العام، كما ان الكثيرين باتوا يستنتجون ان اباء الكنيسة ربما هم مرجعيات علمية في حقل اختصاصهم (لاهوت، قانون كنسي، ليتورجيا) ولكنهم ليسوا افضل حالا من ابناء الكنيسة في الشان العام، بل وان النخب السياسية والفكرية تتقدم عليهم باشواط في هذا الامر.

- حالة الرفض العلني للكنيسة ومواقفها من حيث تمزيقها لشعبنا ومن حيث تدخلها في شؤون ليست من واجبها مما يجعل تدخلها سلبيا. واذا كانت اشكال الرفض البادية للعيان هي كتابات نخب الكلدان المثقفة التي تجاوزت التابو الموروث في تعاملها مع المرجعيات الكنسية الكلدانية، فانه وبحسب درايتنا ومتابعتنا للامور فان حالة الرفض في العديد من المواقع تتجه نحو الخروج عن الكنيسة وخاصة من قبل اشوريي ايران من اتباع الكنيسة الكلدانية في الولايات المتحدة، وهي امور مرشحة للتصعيد ما لم تبادر الكنيسة الكلدانية وتتراجع عن موقفها التمزيقي لوحدة شعبنا.

- حيث ان حدود الشان القومي هي اوسع من حدود اية كنيسة محددة، وحيث ان جميع كنائس شعبنا، باستثناء الكلدانية، هي مع وحدة شعبنا وداعمة لحقوقه التي تطالب وتلتزم العمل من اجلها مؤسساته السياسية، فان الموقف الحالي للكنيسة الكلدانية سيكون له اثره السلبي في العلاقات بين كنائس شعبنا وفي مختلف المستويات.

- وفي المقابل فانه وبسبب النشئة الدينية والالتزام الكنسي الذي هو جزء مهم في شخصيتنا الفردية والجمعية فان الموقف السلبي لاية كنيسة من وحدة شعبنا وحقوقه سيعطل الكثير من طاقات شعبنا ويلحق الاذى به ويزيد من معاناته. وهذا ما لا نتمناه لاية كنيسة.

العوامل التي ساعدت على هذا المشهد للكنيسة الكلدانية
باختصار نقول، ربما نعود اليه لاحقا للاستفاضة، ان اهم الاسباب التي دفعت الكنيسة الكلدانية الى هذا المشهد هي:
- ضعف المؤسسات المدنية والاحزاب الكلدانية ويفاعة تجربتها وافتقارها الى الرؤية الفكرية الواضحة للعديد من الاسئلة وفي مقدمتها الهوية القومية وحدود العلاقة والتداخل بين ما هو ديني وما هو قومي.
- الدعم المادي والمعنوي والاعلامي الكبير الذي قدمه السيد سركيس اغاجان وهيئة رئاسة المجلس الشعبي لبعض الشخصيات الكلدانية وتسويقها بخلاف حجمها حتى صدقت نفسها انها مؤسسة وشخصيات تتحكم بقرار الشعب فتمردت على عهدها مع من دعمها. نتمنى ان تكون هذه التجربة درسا للاستفادة منه وتصحيحه خاصة وان الرئاسة الحالية للمجلس ضاعفت الخطا عندما قررت التخلي في انتخابات الاقليم عن الاحزاب والمؤسسات القومية الاشورية والكلدانية المؤمنة بوحدة شعبنا وحقه في الحكم الذاتي ودفعت للتنافس ضدهم وقام المجلس بتشكيل قائمته من احزاب خارج الاحزاب المتحالفة معه ليتنافس ضد الاحزاب المتحالفة معه!! وهذا ما سنستعرضه في مقالات قادمة عن المشهد الانتخابي في الاقليم اذا اتيح لنا الوقت.
- قصر نظر بعض احزابنا القومية التي، ولتحقيق مكاسب انية في صراعاتها الحزبية، فتحت باب التدخل في الشان السياسي للمرجعيات الكنسية التي حققت لها المكاسب على المدى الاني ولكنها باتت لاحقا عائقا ومعيقا لتحقيق الطموح القومي.
فيوم تقدمت الحلل الاسقفية الصفوف الاولى لما سمي في حينه مؤتمر بغداد القومي فان هذه الاحزاب التي اتاحت ذلك المشهد فتحت ومن يومها الباب لمشهد اليوم. واذا كان فتح الباب لم يتطلب سوى بطاقة دعوة وكرسي في الصف الامامي فان اغلاقه استنزف وسيستنزف الكثير من الجهد والوقت والفرص المهدورة.
ويوم تهافتت الاحزاب على قبول الكوتا الدينية (باستثناء الحزب الوطني الاشوري الذي رفضها بوضوح تام) فانها اعادت فتح الباب للوصاية السياسية للمرجعيات الكنسية على شعبنا.
- النشئة الدينية والولاء الكنسي لمجتمعنا، وبخاصة لابناء الكنيسة الكلدانية حيث الانتماء العقائدي الكاثوليكي انتماء يسمو على اي انتماء اخر بل، وفي العديد من الاحيان، لا يسمح فضاءه لممارسة انتماء اخر خاصة القومي منه. انها ليست مصادفة ان تكون الكنائس الكاثوليكية اقل الكنائس اهتماما باللغة والتراث والثقافة القومية لابناءها، واقل الكنائس التي تحصن ابناءها من الهويات القومية الدخيلة من المحيط.
- الطائفية التي تتحكم بالعملية السياسية في العراق

وختاما، اذا كان المقال بالغا في الصراحة فانها صراحة الاخ مع اخيه، واذا كانت بعض فقراته مؤلمة فانه الم الانسان وشكواه وهو يرى التهديدات الحقيقية تعصف بوجود شعبه ومستقبله ورغم ذلك، يصر البعض، على استنزاف الجهد والوقت في صراعات جانبية وحروب دونكيشوتية.
المعذرة كل المعذرة على الصراحة المؤلمة!!

والرب يبارك الجميع

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 6 تموز 2009



الروابط:
الرابط 1: كتابي (حربنا الاهلية.. حرب التسمية):
www.capiraq.org/Books/Civil_War.pdf
او مقالي: (في الاعادة افادة):
http://www.ishtartv.com/articles/print-artcl.php?id=286
الرابط 2: احيل غبطة الكاردينال دلي الى الموقف الصريح بالصوت والصورة لنيافة الاسقف جمو!!!
http://www.atranaya.org/MarSarhad.wmv
واحيل نيافة الاسقف جمو الى مواقف غبطة الكاردينال دلي!!!
www.atranaya.org/MarDally_01.pdf
www.atranaya.org/MarDally_02.pdf
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,233591.msg3421260.html#msg3421260
واحيل السيد ضياء بطرس الى موقف الدكتور حكمت حكيم!!
http://www.keldo.ws/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=48&topic=32146
واحيل الدكتور الحكيم الى مواقف السيد ضياء بطرس!!
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=23892&PID=148229
واحيل الاثنان، الدكتور الحكيم والسيد بطرس، الى زيارتهما الى لبنان!!
http://www.kaldaya.net/2009/03/Mar03_09_A8_Hikmat_Petros_Lebanon.html
الرابط 3: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,314329.0.html
الرابط 4: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,315929.0.html
الرابط 5: http://www.ishtartv.com/interviews,92.html
الرابط 6: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,298490.0.html
الرابط 7: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,292699.0.html


126
في نقل حي ومباشر على القنوات التلفزيونية لجلسة برلمان اقليم كردستان تمت قراءة نصوص مواد دستور اقليم كردستان وفيها تم تعديل المواد المتعلقة بشعبنا الكلداني السرياني الاشوري حيث تم اعتماد التسمية الشاملة والموحدة.
وهذا التعديل ياتي نتيجة لتجاوب القيادات الكردستانية مع مطالب شعبنا واحزابه ومؤسساته وفاعليه المتشبثة بوحدته، وهو يعكس حرص قيادة الاقليم على تحقيق التطلعات والطموحات والرغبات المشروعة والحقيقية لابناء الاقليم بمختلف انتماءاته.

وسيكون لنا حديث في الموضوع

القس عمانوئيل يوخنا

127
السادة في قيادة الاقليم: حان وقت الخيار، فماذا ستختارون؟
[/b]

القس عمانوئيل يوخنا

منذ تحرير العراق من نظام الطاغية واطلاق عملية اعادة بناء سياسية مؤسساتية ودستورية له انشغل العراقيون بجميع انتماءاتهم القومية والدينية وبمختلف مشاربهم السياسية في هذه العملية ساعين جميعا الى ضمان تحقيق مطامحهم وامالهم وقناعاتهم في العراق الجديد.
وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري كان له دوره ومساهمته في العملية.. ولكن شتان بين دوره وطموحاته وبين ادوار وطموحات بقية شركاء الوطن.
فلا حجمنا ودورنا كان فاعلا بسبب عوامل الفرقة والانقسام والصراع الحزبي التناحري الذي فرضه البعض على الجميع. ولا مطامحنا كانت بحجم انتماءنا التاريخي الى الوطن، كما لم تكن بحجم التحديات والتهديدات التي يتعرض لها وجودنا في الوطن.
بل وان اكثر مطامحنا صعوبة واكثرها استنزافا للجهد والوقت والفرص هو طموح تعريفنا لانفسنا!!
بكلمات اخرى فان ما هو الالفباء وما هو بديهي ومرتكز بناء الطموحات بات طموحا صعبا بحد ذاته!!

لقد دخلنا العملية السياسية وها هي تتقدم الى خط نهايتها ونحن ما نزال في نقطة انطلاقها ومربعها الاول.
ست سنوات ونيف ونحن نهدر الجهد والوقت في حوارات طرشان عقيمة لنثبت اننا شعب واحد وانتماء واحد ولغة واحدة وثقافة واحدة وتاريخ واحد ومصير واحد.
ست سنوات ونيف وما زال البعض مصرا على انكار كل حقائق التاريخ والجغرافيا والحياة والمنطق لغاية في نفسه، جاعلا من نفسه ومن شعبنا سخرية العصر.
اليوم، ومع تقدم العملية السياسية الى خط النهاية، ومع اقتراب لحظات الحسم الدستوري فانه لم يبق لنا ما نقدمه لهؤلاء البعض من حجج وادلة لاقناعهم ما داموا ركبوا رؤوسهم واصروا على الانقلاب على قناعاتهم (راجع الهامش 1) من اجل تحقيق ما في نفوسهم. ليسامحهم الرب.

اليوم، باتت العملية السياسية والاستحقاقات الدستورية فيما يخص شعبنا امام احد خيارين:
فاما نحن شعب واحد بتسمية شاملة هي كلداني سرياني اشوري
او نحن ثلاثة: كلدان وسريان واشوريون كما هم العرب والكرد والتركمان
وامام هذا الانقسام الحاد وامام لحظة القرار بشان الدستور الذي ليس حكرا في ايدينا بل على العكس تماما فنحن اقل المؤثرين فيه قدرة، فان حسم الخيارات هي امام شركاءنا في الوطن.
ونقطة البداية في الحسم هي في يد الاخوة الكرد شركاءنا في التاريخ والجغرافيا والنضال والمستقبل كون دستور اقليم كردستان هو في مرحلة الاقرار النهائي. والى الاخوة الكرد وقياداتهم السياسية وممثليهم البرلمانيين ونخبهم الفكرية والثقافية اتوجه بهذا المقال الذي هو طرح سياسي براغماتي وبمثابة خارطة طريق لاتخاذ القرار وتحديد الخيار، ونامل ان يتسع صدر قيادات الاقليم على الملاحظات الصريحة الواردة فيه:

- نحن نقر وندرك تماما ان المشكلة هي داخلية.. ونحن نقر ونعترف اننا فشلنا في حلها لاسباب عديدة في مقدمتها الواقع المتردي الذي يعيشه شعبنا بعد قرون من الاضطهاد والتمييز، وبعد قرون من الانقسام الكنسي الحاد عموديا وافقيا، وبسبب ضعف المؤسسات السياسية وضعف تجربتها. فهذه الامور وغيرها مجتمعة اتاحت الفرصة للبعض من ابناء شعبنا الاستفادة من هذا الانقسام للاستثمار الذاتي والفئوي.

- نحن نقر وندرك تماما ان القيادات الكردستانية لها من اولويات وقضايا وهموم في الساحات الكردستانية والعراقية والاقليمية والدولية ما يكفي، وان تحميلها وزر مشكلتنا الداخلية هو عبء اضافي وقضية اضافية كان الاجدر بنا حلها داخليا وبذلك نخفف على شركاءنا عوض الاستثقال عليهم.
ولكننا ندرك ايضا ان هناك شراكة تاريخية لشعبنا مع الشعب الكردي، ولنا شراكة نضالية ارتوت بدماء الشهداء من شعبينا، ولنا مسؤولية وشراكة مستقبلية لبناء الاقليم والعراق الفدرالي.
وهذه الشراكات تجعلنا صريحين في مطالبتنا دعم القيادات الكردية في تجاوز اشكالياتنا.

- نحن نقر وندرك تماما ان القيادة الكردية تضع مصلحة الاقليم وشعبه في اولى اولوياتها، بل ونحن مؤمنون تماما بان هذا هو واجبها الضميري والتزامها الاخلاقي والقومي تجاه شعب الاقليم. وفي هذا الالتزام فان هناك مواقف وقرارات قد لا ترضي هذا الطرف او ذاك، ولكن القيادة الكردية تتبناها بسبب مسؤوليتها وحرصها على الصالح العام والمستقبل الافضل. فنحن ندرك تماما ان واجب القيادة ليس ارضاء هذا او ذاك بل التزام مسؤولياتها تجاه مستقبل شعب كردستان بعيدا عن المحاباة لاي طرف.

- في مسالة حسم خيار وحدة شعبنا في دستور اقليم كردستان فاننا ندرك ان خلافنا الداخلي وضع القيادة السياسية للاقليم امام خيارين لا ثالث لهما:
فاما ان تتبنى التسمية الشاملة الثلاثية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري او تتبنى تفريق شعبنا الى مكونات ثلاث وتعريفه بانهم الكلدان والسريان والاشوريين.
ونحن ندرك انه لا يمكن ارضاء الطرفين، بل لا بد من اختيار احد الخيارين ورفض الاخر. لا بد من "ارضاء" طرف و"اغضاب" اخر، فلا يمكن ارضاء الاثنين.
فاي الخيارين تقرر قيادة الاقليم؟

- بمنطق براغماتي صريح وواضح اقول:
انه في حال اختارت القيادة الكردستانية توحيد شعبنا دستوريا فانها سترضي الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا ومؤسساته وسترضي ارواح الراقدين والشهداء والمؤنفلين من ابناء شعبنا في الحركة التحررية الكردية من الشهيد الاول اثنيئيل وقيصر وهرمز مالك جكو وطليا وفرنسو حريري وفرنسيس شابو وتوما توماس وابو نصير والاسقف مار يوالاها والاب بولص بيدارو وعشرات العوائل المؤنفلة.
وستثير امتعاض وغضب فئة ضيقة في الوطن ومرجعيتها في ما وراء البحار..
اما "التهمة" التي ستوجه الى القيادة الكردستانية فستكون انها قامت بتوحيد شعبنا، خاصة وان التسمية الشاملة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري لا تلغي او تطمس او تقصي التسمية الكلدانية بل تضعها في مدى قومي شامل واوسع من اي اطار كنسي او مذهبي محدد.
ان تهمة توحيد شعبنا لعمري هي تهمة تستحق الفخر والاعتزاز.

- اما في حال اختارت القيادة الكردية ارضاء الفئة التقسيمية واختارت تقسيم شعبنا دستوريا فانه يعني بالضرورة اغضاب الاكثرية الساحقة من ابناء ومؤسسات شعبنا وبخاصة من هم في الوطن وتهميشهم.
والتهمة ستكون ان القيادة الكردية قامت بتقسيم شعبنا.

وهي تهمة سيكون لها صداها وتاثيرها اليوم ومستقبلا.

- نضيف القول ان مسلسل الترضيات لن ينتهي. فالاهداف الحقيقية للمطالبين بتقسيم شعبنا ليست حرصهم على هوية وثقافة ومستقبل ووجود شعبنا، وما حجم التعريب الذي تبنوه الا دليل على ذلك، بل انه المكاسب والمناصب. اقول ان مسلسل الترضيات لن ينتهي معهم، فمع اي وزير او مدير عام او قنصل او او او من ابناء شعبنا يتصادف انه ليس كلدانيا او ليس من انصارهم سيطالبون باخر مقابل لهم في محاصصة مقيتة!! ومع اية مؤسسة تحمل التسمية الشاملة او السريانية سيطالبون بمؤسسة مماثلة!!
فمقابل المديرية العامة للثقافة السريانية يجب ان تكون مديرية اخرى للثقافة الكلدانية!! ومقابل التعليم السرياني يجب ان يكون هناك التعليم الكلداني!! وهكذا..

- جميعنا يعلم ان هناك بين شعبنا البعض ممن سعى ويسعى للاساءة الى القيادات الكردية والشراكة بين شعبنا والشعب الكردي. وجميعنا يعلم ان هذا البعض لم يتردد في فبركة بعض الامور وانتقاء اخرى وتهويلها وترويجها في المهجر ووظف مواليه وانصاره في حملة دعائية مستمرة للاساءة الى القيادات الكردية وتجربة الاقليم، ونظم لاجل ذلك "مظاهرات" واطلق منابر اعلامية ومواقع الكترونية وعقد ندوات وغيرها..
واقام تحالفات معلنة ومبطنة في الوطن مع بقايا نظام وايديولوجية البعث العروبية لاعاقة مسيرة الاقليم، واستغل ماسي شعبنا والارهاب الذي استهدفه لتوجيه التهم جزافا، ويرفض تطبيق المادة 140.
واذا كانت مؤسسات واحزاب وشخصيات ومثقفي شعبنا من المؤمنين بالشراكة التاريخية مع القيادة والشعب الكردي من جهة وحقائق واقع الحال في الاقليم من مكاسب متحققة او في طور التحقيق لشعبنا من جهة اخرى قد افقدت هذا البعض مصداقيته وبات مرفوضا من الاغلبية الساحقة لشعبنا في الوطن والمهجر، فان خيار تقسيم شعبنا سيكون الجائزة الكبرى التي ستقدمها القيادة الكردية لهذا البعض، وتتيح لهم الحجة والدليل لوضع القيادات الكردستانية في كفة واحدة مع قوى التعنصر القومي العروبي والتعصب الطائفي المستحكم في بقية مؤسسات ومناطق العراق.

- ان المحاججة بالقول بان هناك دستورا عراقيا هو مرجعية عليا لدستور الاقليم هي حجة مردودة وباطلة. فجميعنا يعلم ان هناك الكثير من المواد التي فيها دستور الاقليم متطور عن مسودة دستور العراق. وجميعنا يسعى الى جعل دستور الاقليم نموذجا متطورا للاقتداء به في دستور العراق ودساتير المنطقة.
بل وفي موضوع البحث تحديدا فان مسودة دستور العراق لا تشير الى السريان في ذكرها لشعبنا وبقية مكونات العراق، فهل يعني هذا ان دستور الاقليم يجب ان لا يشير الى السريان ايضا!!!

- انه سؤال يفرض نفسه ماهو راي قيادة الاقليم لو افترضنا ان بابا شيخ الفلاني في العراق او الامير علان في المهجر افتى او ان مسؤولا لتنظيم ايزيدي ادعى ان الازيدية ليسوا كردا. فهل سينصاع الكرد الى الامر باعتباره حق انساني يجب تنفيذه؟ وهل ستتسامح القوى الكردية مع اية قوى عربية تتبنى فتوى البابا شيخ او الامير او دعوة ذاك السياسي؟ ام انهم سيحاربون حتما حربا مشروعة من اجل صون وحدة شعبهم؟ وماهو راي قيادة الاقليم لو كانت الازمة داخل الشعب الكردي؟ هل كانوا سيرتضون بان يقرر عنهم بعض رجال الدين؟ هل يرضى الكرد ان يمثلهم الملا كريكار (مثلا) وان تتخذ تصرفاته ومقولاته كدلالة على مواقف الشعب الكردي وقياداته؟
فلماذا نكون ملزمين بخيارات مطارنة عبر البحار لهم حساباتهم في ابرشياتهم وطموحاتهم في مؤسساتهم؟

- نحن لا ندعو القيادة الكردية الى خيار لا تدرك حقيقته وموضوعيته، بل بعكس ذلك تماما.
نحن ندعو القيادة الكردية الى تبني الخيار الذي تلمسته لمس اليد وعايشته يوميا في تجربة المعيشة اليومية المشتركة مع شعبنا في الاقليم.

نحن ندعو القيادة الكردية الى خيار حقيقة ابناء كواني، دهى وداوودية، كوندى كوسه ومانكيش، شقلاوة وديانا، كانى ماسى وشرانش، وغيرها الكثير الكثير..
نحن ندعو القيادة الكردية الى خيار ذكرياتها وتجاربها مع هرمز مالك جكو، بولص بيدارو، فرنسو حريري، فرنسيس شابو، توما توماس وغيرهم الكثير الكثير..
نحن ندعو القيادة الكردية الى خيار معايشتها اليوم مع المطران ربان القس والاسقف مار اسحق يوسف واخوتهم وابناءهم من ابناء شعبنا.

- ونحن لا ندعو القيادة الكردية الى خيار لم يختاره شعبنا في تفاصيل العملية السياسية في الاقليم والعراق.. بل على العكس ندعوها الى الخيار الذي عبرت عنه صناديق الاقتراع في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة حيث لم ينل دعاة تقسيم شعبنا الا ما يقل عن خمسة بالمائة مقابل الاغلبية المطلقة من ابناء شعبنا الذين اختاروا مختلف القوائم الاخرى المؤمنة والملتزمة بوحدة شعبنا.
نحن ندعو القيادة الكردية الى تبني الخيار الذي تتلمسه في الاكثرية المطلقة من احزاب ومؤسسات وناشطي وعموم ابناء شعبنا في الاقليم.

- ورغم كل الدلائل الحياتية اليومية، ورغم كل الدلائل التاريخية والتجارب السياسية التي يعرفها جميعنا عن وحدة شعبنا، فانه اذا كانت القيادة الكردية تريد "غطاء" او "مخرجا" قانونيا يزيل "العتب" و"الحرج" عنها، فاننا نقترح عليها الاحتكام الى شعبنا من خلال اجراء استفتاء بين ابناء شعبنا في الاقليم في خيار انهم شعب كلداني سرياني اشوري واحد ام انهم ثلاثة.
لنحتكم الى شعبنا ونحترم خياراته.


اليوم، قيادة الاقليم امام مفترق طريق بالنسبة لعلاقتها بشعبنا.
فهل ترضى ان تضع نفسها في هذا الموقف الصعب حيث كل شعبنا وقواه السياسية مع الوحدة؟
انه خيار نضعه على طاولة القيادة السياسية في اقليم كوردستان التي نحن على ثقة بحكمتها ودرايتها وشعورها بالمسؤولية.

والرب يبارك الجميع..

الهامش 1:
- استمع الى الاسقف سرهد جمو يتحدث بالصوت والصورة ان الكلدان هم اشوريون، والاشوريون هم كلدان.. فالاثنان هم شعب واحد.
الرابط: http://www.atranaya.org/MarSarhad.wmv

- ادناه اقتباسات من مواقف البطريرك عمانوئيل دلي التي يؤكد فيها انهم واحد وفي كل مرة يسميهم بتسمية تلاءم الموسم:
في الصفحة الخامسة من اطروحته للدكتوراه يقول ما يلي: (ان الكلدان والاشوريين تاريخيا يشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين)
الرابط: www.atranaya.org/MarDally_01.pdf
وفي رسالته الى مجلس الحكم بتاريخ 22 ك2 2004 يؤكد انهم شعب واحد باسم كلدواشوريين.
الرابط: www.atranaya.org/MarDally_02.pdf
وفي رسالته الى لجنة الدستور العراقي في 7 حزيران 2005 يدعو الى فصل الكلدان عن الاشوريين.
الرابط: www.atranaya.org/MarDally_03.pdf
وفي لقاءه مع عنكاوة كوم في 27 ت1 2008 يقول: (أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي.)
الرابط: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,233591.msg3421260.html#msg3421260
وفي الموسم الحالي فان الكلدان والاشوريين ليسا شعبا واحدا!!

- وادناه اقتباس حرفي من مقابلة لموقع عنكاوة كوم مع السيد حكمت حكيم بتاريخ 20 ك1 2004 حيث يلتزم فيها بالتسمية الشاملة:
الرابط: http://www.keldo.ws/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=48&topic=32146
س: شاركت  في مؤتمر المنبر الديمقراطي الكلداني الذي عقد مؤخرا في ميشيغن، ما هي علاقتك بهذا التنظيم؟
ج: فعلاً  حضرت جلسة الأفتتاح بعد أن دعيت للحضور كضيف شرف على أفتتاح المؤتمر، وفي اليوم الثاني من المؤتمر خصصت لي ساعة للحديث حول الوضع السياسي في العراق وحول الانتخابات والعملية السياسية الجارية في العراق. وبودي أن أذكر بهذا الخصوص بأنني لست عضواً في المنبر الديمقراطي الكلداني ولكنني أتعاطف وأدعم توجهاته الاساسية المتمثلة في العمل من أجل وحدة أبناء شعبنا الكلداني الأشوري السرياني وأيمانه بالرأي والرأي الآخر ودعمه للعملية السياسية الجارية في بلدنا من اجل أقامة نظام ديمقراطي فيدرالي تعددي تداولي في العراق، كما يعمل من أجل تحقيق طموحات شعبنا في الوحدة وأنجاز الحقوق القومية والأدارية والسياسية لأبناء شعبنا بالتكاتف والعمل الجاد والمخلص مع كافة تنظيمات وأحزاب شعبنا الكلداني الآشوري السرياني.
انتهى الاقتباس..
ونسال: اذا كانوا انقلبوا على ذاتهم فهل قيادات الاقليم وشعبنا وشراكته مع الشعب الكردي ملزمة بهذا الانقلاب؟

128
نشر موقع اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني الصيغة الاخيرة لدستور اقليم كوردستان العراق وفيها نص صريح بحق شعبنا في الحكم الذاتي.
حيث نصت المادة 35 على ما يلي:
(يضمن هذا الدستور الحقوق القومية والثقافية والادارية للتركمان، العرب، الكلدان والسريان والاشوريين، الارمن بما فيها الحكم الذاتي حيثما تكون لاي مكون منهم اكثرية سكانية وينظم ذلك بقانون.)

ولكن الدستور تبنى تقسيم شعبنا الى كلدان وسريان واشوريين بوضع الواوات التقسيمية بينها مع وضع الفوارز بينها وبين المكونات الاخرى!!، حيث يرد في المادة 5 ما يلي:
(يتكون شعب اقليم كودردستان من الكورد، التركمان، العرب، الكلدان والسريان والاشوريين، الارمن وغيرهم ممن هم من مواطني اقليم كوردستان)

وسيكون لنا حديث في الامر.

ادناه الرابط الى الوثيقة:
http://pukmedia.com/News/22-06-2009/parllaman.pdf

129
الى نيافة الاسقف الدكتور مار سرهد جمو الجزيل الاحترام

تحية في الرب،
تابعت ومن على المنابر الاعلامية المتاحة محاضرتكم الاخيرة في كاليفورنيا وبخاصة ما ورد فيها عن شعبنا في سوريا وايران، وقد وجدت فيها العديد من المغالطات والتشويهات التي لا تستوي مع الحقائق التاريخية والموضوعية، اضافة الى ما تضمنته من خلط في المفاهيم والانتماءات والخصوصيات بين ما هو وطني وما هو قومي، وما هو قومي وما هو ديني، ناهيكم عن ما تضمنته من استشهادات لغوية ولهجوية خاطئة.
وانطلاقا من ايماني بقيم الحوار الموضوعي، والتزاما باليات هكذا حوار حضاري متمدن، واعتمادا على ثقتي برحابة صدر نيافتكم، وبهدف توسيع دائرة المعرفة وتبادل الراي واغناءه بالراي الاخر لما فيه في نهاية المطاف خدمة الحقيقة وصالح شعبنا فاني، وبتواضع ومحبة كاملة، ادعو نيافتكم الى مناظرة مفتوحة لمناقشة الموضوع.
انني في الوقت الذي فيه على ثقة بسعة صدر نيافتكم في تحقيق هذه المناظرة، فان ما ارجوه منكم هو اعلامي بموافقتكم المبدئية على هذه المناظرة في الاسبوعين القادمين، مع ابقاء الخيار والقرار لنيافتكم لتحديد الوقت والمكان لاقامتها في شهري تموز واب المقبلين مع الرجاء باعلامي بالموعد المناسب لنيافتكم قبل مدة كافية لا تقل عن ثلاثة اسابيع لتهيئة متطلبات الحضور والمشاركة في المناظرة المفتوحة ودعوة ابناء شعبنا ومؤسساته القومية والثقافية والاعلامية الراغبة بحضورها.
يرجى الاتصال على البريد الالكتروني:
Youkhana-at-web.de
متمنين لكم الصحة والعافية
صلوا لاجلي


اخوكم في الانتماء الديني والقومي والوطني
القس عمانوئيل يوخنا
المانيا 17 حزيران 2009

[/font]

130
تمنيات للزمن الاتي
من وحي مقررات السنهادوس الكلداني المقدس
[/b]

انهى المجمع السنهاديقي المقدس للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية اعماله في عنكاوة ولم يتسنى لنا الاطلاع على مقررات وتوصيات المجمع المقدس التي نحن على ثقة بانها لخدمة الكنيسة ومؤمنيها ولما فيه تمجيد الرب القدوس وصالح شعبه.
الا اننا ومن خلال المنابر الاعلامية اطلعنا على احد مقررات المجمع السينودي المقدس، وهو المتعلق بالتسمية القومية الكلدانية والمطالبة يتثبيتها دستوريا، وهو ذات الموقف المعلن في 3 ايلول 2003 من المطارنة الكلدان (في حينها كان الكرسي البطريركي الكلداني شاغرا بعد انتقال البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويذ ومن قبل رسامة غبطة البطريرك الحالي مار عمانوئيل دلي) وهو ذات الموقف الذي اعلنه البطريرك دلي في رسالته المؤرخة  في 7 حزيران 2005 الى مختلف المرجعيات السياسية العراقية.
صحيح ان هذا الموقف يختلف عن موقف غبطته في رسالته 22 كانون الثاني 2004 المعنونة الى اعضاء مجلس الحكم حينها، وفيها يتبنى تسمية (كلدواشوريون)، وتختلف ايضا عن تصريحه قبل مدة لموقع عنكاوة باننا (اراميون)، الا انني لست مطلقا وباي حال من الاحوال بصدد مناقشة موضوعة التسمية التي اوضحت رؤيتي وموقفي منها في مجموعة مقالات مفصلة وجمعتها وطبعتها في كتاب معروف يحمل اسم (حربنا الاهلية.. حرب التسمية) وهو متاح على الانترنت على الرابط:
www.capiraq.org/Books/Civil_War.pdf
كما لست بوارد مناقشة قرار المجمع السنهاديقي الكلداني المقدس، فاني احترم حق اية مؤسسة او مرجعية اتخاذ ما تراه صحيحا وصائبا لخدمة ومصلحة ابناءها وشعبها.

ما اود طرحه في هذا المقال المقتضب هو بعض التمنيات على الكنيسة الكلدانية بمختلف مكونات هيكليتها. تمنيات تسعى الى تجسيد موقف المجمع السنهاديقي وتعزيزه في الاداء اليومي والحياتي للكنيسة واكليروسها وابناءها.
وبالتاكيد فهي تمنيات وحاشا ان اقولها او اقدمها بصيغة من يقدم نصيحة او يحدد برامج، حاشا لكاهن خاطئ مثلي ان يتوجه الى سنهادوس مقدس بغير التمني الذي يخاطب فيه الابن ابيه.
هذه التمنيات المتواضعة تاتي من قناعة شخصية بان اية مؤسسة او مرجعية، كنسية كانت ام علمانية، لا بد ان تكون متجانسة ومتناغمة مع ذاتها من حيث ان تطبيقاتها واعمالها وبرامجها تاتي متوافقة وغير متناقضة مع مبادئها ومقرراتها.
تمنياتي المتواضعة هي من وحي قرار السنهادوس الكلداني وهي في خانة ترسيخ الهوية والانتماء القومي الكلداني بين ابناء الكنيسة الكلدانية وتعزيز مقومات وعناصر هذه الهوية وهذا الانتماء.
فاقول:
اتمنى ان تحل عبارة ومصطلح (الشعب الكلداني)، (شعبنا الكلداني)، (كلدان العراق) وغيرها محل عبارة ومصطلح (الشعب المسيحي)، (شعبنا المسيحي)، (مسيحيو العراق) وغيرها في تصريحات الاكليروس الكلداني عند التحدث عن واقع وحقوق ومستقبل الشعب الكلداني في العراق.
اتمنى ان تعيد الكنيسة الكلدانية لغة السورث (او السريانية او الكلدانية او الارامية او او او او) لغة رسائلها البطريركية والاسقفية في مختلف المناسبات، كعيد الميلاد والقيامة وغيرها. وتعيدها لغة مخاطبة اكليروسها لابناء الكنيسة في المناسبات المختلفة ومن بينها الرسامات (شخصيا كنت حاضرا في كنيسة مار يوسف ببغداد يوم رسامة البطريرك مار عمانوئيل دلي بطريركا لبابل على الكلدان، وفي ختام طقوس الرسامة وجه غبطته كلمة بكافة اللغات التي يجيدها (اتذكر منها العربية واللاتينية والانكليزية والفرنسية) ما عدا لغة السورث حيث استثناها.
اتمنى ان تعيد الكنيسة الكلدانية لغة السورث (او السريانية او الكلدانية او الارامية او او او او) لغة مجامعها ومقرراتها السنهاديقية المقدسة.
اتمنى ان تعيد الكنيسة الكلدانية الاعتبار للغة السورث (او السريانية او الكلدانية او الارامية او او او او) في طقوسها بعد ما شهدته هذه الطقوس من تعريب.

وذات الشيئ في الكتابة والادب ومن منطلق اهتماماتي اللغوية والادبية من جهة، ومن درايتي بدور اباء الكنيسة الكلدانية في اللغة السريانية وادابها (المطران توما اودو والمطران اوجين منا شاهدان من الذاكرة القريبة) فاقول:
اتمنى ان تهتم الكنيسة الكلدانية بالتراث الادبي واللغوي المكتوب بالسورث (الفصحى واللهجات الحديثة على حد سواء).
اتمنى ان تركز الكنيسة الكلدانية على تعلم اكليروسها وعلمانييها السورث كتابة وقراءة (قبل مائة عام كان في الاكليروس الكلداني من لا يجيد الالفباء العربية فكان يكتب بالحرف السرياني ليقرا بالعربية (وهو ما اصطلح عليه الكرشونية)، واليوم فان معظم الاكليروس يكتب بالالفباء العربية ليقرا السورث).
اتمنى ان تشجع الكنيسة الكلدانية ابناءها لتعلم لغة الام (السورث او الكلدانية او الارامية او او او) في المدارس الرسمية وفي الدورات الصيفية الكنسية او في المؤسسات المدنية والاندية الكلدانية
اتمنى ان اجد السورث (او الكلدانية او الارامية او او او) لغة اساسية ورئيسية في التقويم والنشرات الاخبارية والمجلات والاصدارات ومختلف الفعاليات الكنسية الكلدانية.
اتمنى ان تشجع الكنيسة الكلدانية عوائلها على تسمية اطفالهم باسماء كلدانية او نهرينية اصيلة

واخيرا، فاني اتمنى على الكنيسة الكلدانية، كما على الكنيستين الاشورية والسريانية، ان يسعوا الاجابة على السؤال عن هل سيكون هناك ابناء لهم في العراق بعد عقد او عقدين من الزمن الاتي؟

القس عمانوئيل يوخنا
[/font]

131
وجودنا بين مطرقة الارهابيين وسندان اللبراليين
الاستاذين سيار الجميل وكاظم حبيب نموذجا

1- بينما كنت اضع تصورا لهذا المقال، وبينما كنت اصيغ عنوانه تساءلت اية مفردة اختار: حقوقنا ام مستقبلنا ام وجودنا. ولم يكن صعبا علي اختيار (وجودنا) كونه الاكثر تعبيرا عن الحالة والتحدي الذي يواجهه الشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق.
فبعد ان تمكنت الايديولجيا العروبية والاسلاموية وبعد ان ساعدتها في ذلك احداث وتفاصيل الصراع العربي الاسرائيلي في اجتثاث اليهود من العراق رغم عمق جذورهم فيه، وبعد ان اوصلت ذات الايديولوجيا، ودون شعور بالتزام وطني وبتانيب ضمير، الوجود الصابئي المندائي في العراق الى خط نهاية الوجود رغم الجذور العراقية الاصيلة لهم ورغم ان كل ما تبقى لهم من خصوصية هو الديانة المندائية بعد ان تعرب كل شيئ في حياتهم كافراد ومجتمع، فان وجود شعبنا الذي هو اصل العراق بات على المحك حيث اصبح وجودا هشا في الديموغرافيا والحضور السياسي والثقافي والاقتصادي في العراق.
اين نحن اليوم في العراق من ما كنا عليه بالامس القريب (لكي لا اخوض في غمار التاريخ)؟
الانحسار الديموغرافي المرعب هو سمة هذا الوجود، ويكفي للمقارنة العودة الى اية احصائية او خريطة ديموغرافية او قومية او دينية لعراق العهد الملكي ومن بعده الجمهوري ومقارنتها بواقع اليوم لتكشف للجميع حقيقة التهديد.
لا نخدعن انفسنا بادعاء ما لا نمتلكه.
لا نخدعن انفسنا بالقول اننا ثالث مكون قومي في العراق، فنحن كنا ولم نعد.
لا نخدعن انفسنا بان المسيحية هي الديانة الثانية في العراق، فقد كانت ولم تعد.
انه تهديد وخطر جدي يقف في عتبة دارنا..
انها مسالة اعمق بكثير واخطر بكثير من مجرد ما هو اطار الحقوق او سقفه.
انها مسالة اعمق بكثير واخطر بكثير من مجرد ما هو شكل مستقبلنا في العراق.
انها مسالة وتحدي خطير في هل سيبقى لشعبنا من وجود في العراق لنناقش في القادمات من السنين والعقود وبعد تاسيس الدولة العصرية لجمهورية العراق الفاضلة التي يدعونا المتنورين واللبراليين لانتظار اطلالتها لنناقش حينها شكل حقوقنا ومستقبلنا فيها.
والى ذلك الحين والى مجئ غودو (او كما يقول اباءنا من يوميات سفربلك: الى مجئ الروس) فليس المطلوب منا سوى تقديم القرابين في محرقة الارهاب الاصولي، في الدورة والانبار والبصرة والموصل وكركوك، وحذار من طلب اي شيئ فبعبع الارهاب كفيل باسكاتنا.
مساكين هم ومسالمين هؤلاء الارهابيين فهم لم يتعاملوا معنا الا بالتي هي احسن، ولكننا نحن مصدر الشرور، فنحن بمطالباتنا، ولو سلميا ودستوريا وبعد قرون من القهر والتمييز والاضطهاد، نتمرد على العراق (بحسب الاستاذ سيار الجميل) ونعزل انفسنا عنه ونهدد اوصاله ووحدته مما يدفع الارهابيون، وهم الصناديد المدافعين عن وحدة العراق ونسيجه، الى استهدافنا وتحجيم تهديدنا للعراق. اننا نحن الذين لا نترك لهم خيار اخر سوى استهدافنا بعد ان نفذ صبرهم واستنفذوا كل السبل في اعادتنا الى الحاضرة الوطنية العراقية.

2- اساتذتي الكرام،
قد تبدو نبرة العتاب مؤلمة، انها كذلك بسبب حدة ما انتابنا من الم ونحن نقرا مواقفكم من سعي شعبنا لمطلب تضمنه له الشرعة الدولية ويتناغم مع المبادئ الدستورية للعراق الفدرالي الذي هو في طور الانشاء.
اقولها وبصراحة لقد كانت خيبتي كبيرة حد الصدمة فيما ذهبتم اليه من رفض لمطلب شعبنا في الحكم الذاتي.
ففي الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا الى استهداف منهجي ومبرمج بغية اجتثاثه وتهجيره،
وفي الوقت الذي، وللاسف الشديد، يتجاوب الالاف من ابناء شعبنا مع هذا البرنامج عبر شد الرحال وطرق ابواب الهجرة (الحقيقة هي تهجير)،
وفي الوقت الذي يساهم فيه المهجر في هذا الاتجاه بوسائل شتى لسنا بصددها هنا،
وفي الوقت الذي تساهم فيه بعض الدول والمؤسسات الكنسية والمدنية، وبغض النظر عن بواعثها الانسانية، في هذا التهجير،
وفي الوقت الذي تخفق فيه الحكومة العراقية من طمانة ابناء شعبنا حيث لا نسمع منها سوى الكلام المعسول،
وفي الوقت الذي تلتزم فيه قوانا السياسية ونخبنا الفكرية والمثقفة الدعوة الى معالجة الامر باجراءات تتعامل مع الشق الامني الطارئ
وفي الوقت الذي تتلمس فيه هذه القوى والنخب خطر الاجتثاث فتوسع من اطار المعالجة من امنية طارئة الى سياسية لضمان الوجود ولطمانة شعبنا الى مستقبله في الوطن،
وفي الوقت الذي نلتمس فيه دعم القوى الوطنية اللبرالية والتقدمية ومعاضدة الشخصيات والنخب الفكرية المتنورة،
فاذا بنا نتفاجا باستاذين عزيزين علينا يتقدمان لرفض سعينا للمطالبة بحقوقنا، بل واتهامنا وتحميلنا اوزار خطايا كثيرة بسبب مطالبتنا هذه.

3- لن استرسل في نقاش الدكتور سيار الجميل لان ما قدمه غيري جاء كافيا ووافيا، ولن اناقش الامر مطولا خاصة لان الدكتور الجميل بدا لي في مقاله كمن يسارع الى ميدان وقضية بغاية محددة لنصرة ومعاضدة صديق عزيز عليه، وعلينا جميعا، ودعم رايه دون ان يكون الدكتور الجميل ملما او مدركا لتفاصيل الامر.
ان يعاضد المرء صديقا ليس امرا مرفوضا، ولكن ما يؤخذ على الاستاذ الجميل انه استخدم في معاضدته "اسلحة" عنيفة بلغت حد اتهامنا بالتمرد على العراق، وحد تشويه مطلبنا وتوصيفه بانه (مشروع هدم) و(انقسامي) و(تشظي) و(سلخ) و(قفص)، ناهيك عن تشويه هويته بتوصيفه حكما ذاتيا للمسيحيين!!!! وغيرها.
من حق الانسان، اي انسان، ان يعبر عن رايه ويقدم المحاججات والادلة عليه ولكن ما ليس من حقه ان يروج لرايه من خلال تشويه الراي الاخر. فحتى قوانين وضوابط الدعاية للبضائع الاستهلاكية تمنع على المروجين لبضاعة معينة كسب المستهلك من خلال تشويه البضاعة المنافسة. فكيف والحال هي مناقشة اراء تخص وجود ومستقبل شعب؟
كما يؤخذ على الدكتور الجميل انه بالغ في قلب حقائق الواقع المؤلم الى لوحة وردية من كلام جميل ومنمق، حيث يقول الدكتور: (إن العراقيين كلهم لا يقبلون بإيذاء أي طيف عراقي، أو ملة دينية.).
اين هذه الكلمات من واقع العراق. واخرها كان مساء كركوك يوم الاحد المنصرم.
اضافة الى اشاراته المتكررة الضمنية والصريحة الى بعبع الارهاب حيث يقول: (اننا لا نرضى أبدا أن يصيب أي مسيحي عراقي واحد من المسيحيين، أي أذى سواء كانوا رموزا دينيين أم مواطنين عاديين إزاء أي موقف يتخذونه، أو أي رأي يبدونه، أو أي اجتهاد يعلنونه ).
شكرا استاذي العزيز، ولكننا لا نتفق معك في ان دفع الاذى هو بعدم المطالبة بحق دستوري.

4- فقط اقول واتساءل وباختصار من الدكتور الجميل:
اي تناقض هذا؟ فالفدرالية المعتمدة دستوريا والمطبقة عمليا هي تعزيز لوحدة العراق، ولكن الحكم الذاتي لـ"اقلية" لا يتجاوز عددها الحالي، وبسبب المجازر والهجرة والتهجير، نصف مليون هو تهديد لوحدة العراق؟
واي تناقض هذا؟ فالعربي بانتماءه القومي هو الاكثرية المطلقة في العراق، والمسلم بانتماءه الديني هو الاكثرية المطلقة في العراق، ولا يوجد ما يهدد الوجود والهوية القومية العربية ولا الهوية الدينية الاسلامية، ولكن ورغم ذلك كانت وما زالت العملية السياسية والدستورية تسعى لضمان هذه الهويات وحمايتها دستوريا وعمليا، بل وفي بعض الاحيان هناك اصرار على ضمانات لحماية خصوصيات مذهبية ضمن اللون الواحد، كل ذلك لا ينتقص من عراقيتهم ووطنيتهم، ولكن ان يسعى ويطالب الكلدان السريان الاشوريين بالحكم الذاتي ضمن العراق الفدرالي فالويح لهم لانهم ينفصلون عن عراقيتهم!!
انها ثقافة المعايير المزدوجة التي تتحكم باداء سياسيينا ومثقفينا والتي لا تنكسر جرارها الا على رؤوس المحرومين والمهددين.
في نهاية العام المنصرم كنت مدعوا للمشاركة في مؤتمر حول الاقليات العراقية في واشنطن. واول المتحدثين كان معالي السفير العراقي سمير الصميدعي الذي نال قبلها عضوية مجلس الحكم وبعده منصب ممثل العراق لدى الامم المتحدة وبعده السفير في واشنطن ضمن تقاسم السلطة على اساس المكونات (عربي سني، عربي شيعي، كردي)، ولكن كلمة سعادته الموجهة الى ممثلي (ولد الخايبة) من الاقليات العراقية كانت درسا بليغا في الانتماء والهوية العراقية ودعوة الى التسامي على الخصوصيات الضيقة!!
كم هو هش هذا العراق الذي سيتهدد وجوده بحكم ذاتي لـ"اقلية" اصيلة من ابناءه؟
ان تهمة الانفصال وتهديد الوحدة الوطنية بسبب هذا المطلب المتواضع لشعب منح للعراق سبعة الاف عام من الوجود والدور الحضاري وبات اليوم اقلية مهددة في وطنه هو اقل ما يقال عنه انتقاص لهذا الشعب.
وحقيقة الامر ان هذه التهمة هي ستار يخفي الاسباب الحقيقية للرفض، وهو ستار ينتقي مفرداته لتخاطب الانسان العادي الذي ما زالت ذهنيته السياسية اسيرة موروث الانظمة الفاشية السابقة من اتهام كل مطلب قومي ضمن الوطن العراقي بانه مؤامرة على وحدة العراق وان المطالبين هم عملاء وماجورين للاستعمار وغير ذلك من التهم المعلبة التي اطلقت لعقود على الثورة الكردستانية، وها هي اليوم تطلق على طالبي الحكم الذاتي من الاقليات العراقية.
ولكني اجد لزاما ان اشكر الدكتور الجميل لانه على الاقل اكتفى بتوصيف المطلب بانه (تمرد) و(مشروع هدم) و(سلخ) و(تشظي) و(قفص)!! ولم يحمل مطلبنا مسؤولية ماساة جسر الاعظمية، او تفجيرات سنجار او تلعفر او العنف الدموي الطائفي بين السنة والشيعة او الاخفاقات السياسية للبرلمان والحكومة العراقية او المحاصصة الطائفية في كل شيئ.
فشكرا له على تبرئتنا من هذه الخطايا.

5- هناك عديدون، وبينهم الدكتور كاظم حبيب، من يراهن ويعتمد على الادارات المحلية لضمان وجود ومستقبل شعبنا.
حسنا، بالعودة الى مواد الدستور العراقي والتشريعات ذات العلاقة، وتحديدا قانون المحافظات غير المنتظمة في اقليم نرى بحسب المادة 2-1 من هذا القانون ان: (مجلس المحافظة هو اعلى سلطة تشريعية ورقابية ضمن الحدود الادارية للمحافظة لها حق اصدار التشريعات المحلية في حدود المحافظة بما يمكنها من ادارة شؤونها وفق مبدأ اللامركزية الادارية بما لا يتعارض مع الدستور والقوانين الاتحادية). وفي المادة السابعة هناك ايراد لاختصاصات مجلس المحافظة.
وليس في القانون اي الزام لهذه المجالس بمراعاة (ناهيك عن الالتزام) بتمثيل ومشاركة المكونات القومية والدينية في الحكومات المحلية، فكيف الحال اذا مع برامج مختصة بهوية وخصوصية هذه المكونات!!
وبذلك تصبح هذه الحقوق الادارية المتواضعة رهينة توجهات القوى التي تقود هذه المجالس.
ولنا في قائمة الحدباء شاهدا ينطق.
فرغم الوجود التاريخي لشعبنا في المحافظة،
ورغم ما تعرضنا له في السنوات السابقة وفي نهاية السنة الماضية من ارهاب واستهداف،
ورغم التوظيف البشع لهذا الارهاب ودماء ضحاياه في الماكنة الانتخابية،
فانه وبعد الانتخابات واستلام ادارة المحافظة وعوض طمانة النفوس وطمانة ابناء شعبنا فانه حتى منصب معاون المحافظ الذي كان يشغله احد ابناء شعبنا فقدناه. وليس من شعبنا اي احد نال، ولو بمنة، اي منصب في ادارة المحافظة او مجلسها.
ان الادارت المحلية فشلت في طمانة شعبنا الى حياته اليوم فكيف لها ان تضمن مستقبله.

6- لماذا الخلط بين الحكم الذاتي والمادة 140؟ سؤال يفرض ذاته على الموضوع كلما نوقش، حيث يصر معارضي او رافضي الحكم الذاتي الى ربطه بالوحدات الادارية لسهل نينوى وبالمادة 140 رغم ان لا مجال لربط الامرين من حيث:
- ان المادة 140 هي مادة دستورية ملزمة وبغض النظر عن الية او اوان او نتائج تطبيقها فان مبدا الحكم الذاتي ليس من فقراتها.
- جغرافية المناطق المشمولة بالمادة 140 ليست محددة فقط بالوحدات الادارية التي يعيش فيها شعبنا في سهل نينوى والتي يمكن لها ان تكون من الوحدات الواقعة تحت مظلة الحكم الذاتي. فسنجار ومخمور وكركوك وزرباطية والمندلي هي اوسع بكثير واهم بكثير في تطبيقات المادة 140، بل ومن حيث المبدا فان هناك مناطق مشمولة بالمادة 140 ليست متاخمة لاقليم كردستان بل هي بين محافظات الوسط والغرب العراقي.
- هل "سحب" مطالباتنا بالحكم الذاتي ستحسم اشكالات المادة 140 ودستوريتها ومطالبات تطبيقها؟
فلماذا اذن الاصرار على تقديم المادة 140 بعبعا اخر للتهويل من مطلب الحكم الذاتي؟
فرغم كل هذه الحقائق القانونية والواقعية اذا كان يصر البعض على ربط الامرين فلماذا لا يتم بايجابية؟ كان يتولوا دعم واقرار اعتماد سهل نينوى منطقة للحكم الذاتي للاقليات التي تعيش فيها، تكون لها وضعيتها الخاصة ضمن العراق.
على اية حال، وضمن تطبيقات المادة 140 سواء بالاستفتاء او بالاستطلاع او بعمل لجنة الامم المتحدة او غيرها من الاليات، اذا كان من حق العرب والكرد المسلمين والايزيدية والشبك والتركمان ان يدلوا بصوتهم وفق مصلحتهم في تحديد خيارات ارتباطات مناطقهم الادارية، فلماذا لا يكون من حق ابناء شعبنا ايضا ذلك؟ وعلى سبيل المثال فانه من حقهم ان يختاروا الارتباط بالجهة او المظلة الدستورية التي تعطي وتضمن لهم حقوق اكثر من غيرها.
واذا كان ساسة عرب الموصل والعراق يريدون ابقاء شعبنا في سهل نينوى مرتبطا بمحافظة نينوى او المركز العراقي فان عليهم كسب ودنا وطمانتنا الى حقوقنا وباننا لسنا مجرد (اهل ذمة) و(برجة نصرانيين). وكذا الامر بالنسبة للقادة الكرد ان ارادوا لنا ان نختار الارتباط بالاقليم، فان عليهم طمانتنا الى منافع ومصالح ووجود وحقوق شعبنا في الاقليم.
ومن حقنا ان نختار ومن منطلق مصلحتنا الارتباط بمن يقدم لنا سقفا اعلى من الحقوق. اليس هذا المنطق والعدل الذي يحدد خيارات الجميع، فلماذا نكون استثناء؟ ولماذا يطلب الينا ان نتنازل عن هذا المنطق ونخضع لمنطق الترهيب والتهويل؟
واذا كان ساسة ونخب العراق الفكرية لا تتقبل هذا المنطق البسيط والواضح، فكيف يمكن لنا الاطمئنان بواقعية وصفات العلاج التي يقدمونها بدولة عصرية تقوم على اساس المواطنة.
 
7- المطالبة هي باقرار مبدا الحكم الذاتي دستوريا وليست المطالبة في تحديد جغرافية الحكم الذاتي دستوريا.
وهذه نقطة مهمة جدا. الدستور يقر المبادئ وليس جغرافيا هذه المبادئ. فالدستور لم يقر حق (البصرة) او (ميسان) او (الانبار) تحديدا في اقامة اقليم او اقاليم فدرالية، بل اقر مبدا حق المحافظات في تشكيل الاقاليم.
وعلى نمط مماثل نطالب بان يضمن الدستور حق الاقليات العراقية التمتع بالحكم الذاتي.
اما جغرافية الحكم الذاتي او اوان المطالبة او التطبيق فتخضع لاعتبارات ديموغرافية وسياسية وامنية واقتصادية وغيرها.
صحيح ان سهل نينوى، ولكونه احدى منطقتين لما تبقى من وجودنا الديموغرافي (بمعنى الانسان والارض) هو ضمن المناطق المرشحة لتطبيق الحكم الذاتي، ولكن مبدا الحكم الذاتي والمطالبة باقراره دستوريا لا يخضع لهذا التحديد الجغرافي مثلما لا يخضع لتحديد قومي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري فقط بل هو حق يمكن لبقية الاقليات القومية العراقية التمتع به سواء تحت سلطة المركز او ضمن اقليم كردستان او الاقاليم العراقية التي ربما سيتم تشكيلها.
وفي المقابل فان الدكتور في مقاله الاخير اثار متساءلا بصيغة اختبارية تشكيكية لاقرار الحكم الذاتي لشعبنا في الاقليم.
وهذا يثير استغرابنا في الحقيقة. كنا نتمنى على الدكتور وهو المتابع للعملية السياسية في العراق، والاقليم تحديدا، ان يحث اقليم كردستان العراق على عدم التراجع تحت دعوات من هنا او هناك عن ما تم اعتماده في مسودة دستور الاقليم من ضمان لحقوق الاقليات القومية السياسية والثقافية والادارية وبضمنها الحكم الذاتي.
الدكتور حبيب يطرح في مقاله الاول امكانية وضع تصور ما لارتباط الوحدات الادارية التي يعيش فيها شعبنا حيث يقول: (كما أن من الممكن أن تشكل لجنة عليا على مستوى الوحدات الإدارية للتنسيق بين هذه الإدارات سواء أكانت تلك الوحدات الإدارية في حدود الإقليم أم في حدود العراق الاتحادي العام.)
اليس هذا بحد ذاته اقرارا بوجوب عمل شيئ ما، استثناء ما، ترتيب ما، يراعي ويتعامل ويحفظ خصوصية هذا الشعب.
اوليس الحكم الذاتي هذا الـ(ما)؟
اننا واذ نسعى جميعا لبناء العراق الفدرالي فانه يتوجب علينا دعم اية خطوة بهذا الاتجاه وليس التشكيك فيها.

8- شخصيا، اكثر ما وجدت في مقالي الدكتور حبيب من عدم انسجام او تناغم مع ما نعرفه عنه من نهج اكاديمي وموضوعي في الطرح والتحليل هو اختزاله لموضوعة الحكم الذاتي في شخص السيد سركيس اغاجان، واختزال الحوار والتداول السياسي لها في مقابلة تلفزيونية على قناة عشتار مع السيد مسعود البارزاني اجراها السيد جورج منصور قبل ثلاث سنوات كان حينها السيد منصور مديرا للقناة.
نعتقد ان استاذنا الحبيب وبما له من علاقة طويلة مع السيد جورج منصور، وبسبب ما يبدو انه خلاف او عدم توافق بين السيدين اغاجان ومنصور، فان الدكتور حبيب وقع في شباك التداخل بين العلاقة الشخصية والمعلومات المستقاة منها وبين موضوعة الحكم الذاتي الذي لم يكن بالامس وليس اليوم مطلبا شخصيا مرتبطا او رهينا بشخص اي احد بقدر ما هو مطلب سياسي سابق لاي شخص واعتمدته منظمات وقوى شعبنا ومن بينها السيد سركيس اغاجان.
كما ان تداوله اليوم بين قيادات الاقليم السياسية هو غير ما كان عليه اثناء المقابلة التي يشير اليها الدكتور حبيب، ولعل اعتماد مسودة دستور الاقليم وقياداته السياسية على اقرار حق الحكم الذاتي للاقليات في الاقليم خير شاهد على ذلك.

وضمن ذات السياق، نجد ان اكاديمية الدكتور حبيب المعروفة لا تنسجم مع العديد مما ورد في مقاليه من الاشارة الى الية صرف اموال معينة، والمبالغة في تحديد الملايين المهدورة على دعم مطلب الحكم الذاتي.
شخصيا وبحكم عملي في مجال برامج الدعم الانساني لي ملاحظاتي على برامج الاعمار التي تم تنفيذها، ولكن هذا شان اخر ومجال اخر للحوار الحريص ولا مبرر لربطه بموضوعة الحكم الذاتي الا اذا كانت الغاية توظيف كل الجهود والقضايا للتشكيك بمطلب الحكم الذاتي، وهذا بحد ذاته اداء لم ولن نتمناه على شخص اكاديمي مثل الدكتور حبيب.
اما بشان توظيف الاموال للتبشير بالحكم الذاتي، فمن حيث المبدا لا نعتقد بان هناك خطأ في ذلك فهذا هو ضمن المباح والمشروع بان تقوم فضائية عشتار بالتبشير بهذا المطلب على سبيل المثال، او يتم تنظيم السمينارات والحوارات عن الحكم الذاتي، او الالتقاء والاجتماع مع المؤسسات والشخصيات المعنية، وغيرها.
ولا اعتقد ان الدكتور حبيب ينكر على المطالين بالحكم الذاتي حق التبشير به.
ولكني اجد ان هناك مبالغة من الدكتور حبيب او من مصدر معلوماته في تخمين الميزانية المصروفة على انها الملايين.

9- من الواضح ان موقف الدكتور حبيب ياتي بدرجة اساس من حرصه على شعبنا من ما يعتقده الدكتور ترديات واستهدافات امنية ستستهدفه نتيجة المطالبة بالحكم الذاتي.
ونحن اذ نقدر هذا التعاطف والحرص، واذ نتفهم هذا القلق، واذ نعترف بان المطالبة قد تزيد من الاستهداف، ولكنه في ذات الوقت يجب ان لا يخلط ايا منا الامور ويجب ان نعترف بوضوح ان الارهابيين ليسوا بحاجة لاعذار وحجج لاستهدافنا، فهم استهدفونا قبل وحيث لم نطالب بالحكم الذاتي؟ وهم استهدفوا الصابئة الذين لا مطالب سياسية لهم والى غيره من ما نعرفه جميعا عن خلفيات واهداف الاستهدافات.
ومن ناحية اخرى فان احتمال تصعيد الهجمات ليس مبررا لانكماشنا وتراجعنا عن العملية السياسية والمشاركة فيها والمطالبة بمطالبنا ضمنها وهي مطالب تتناغم مضمونا ووسيلة مع العملية الدستورية. المطلوب هو المزيد من الجهد والقدرات الحكومية في مواجهة الارهابيين وضمان سيرالعملية السياسية في منحى سلمي.
اخشى ما اخشاه ان يطالبنا المتنورين من اصدقاء شعبنا ان نزيل ما يرمز الينا من رموز قومية او دينية كي نبعد شر الارهابيين. اليست فكرة جيدة ان نزيل الصليب من الكنائس فنضمن تحصينها من الاستهداف!!!

10- لست اتي بجديد اذا قلت ان المقارنة كانت غير موفقة بين اقاليم الجنوب ومطلب الحكم الذاتي.
فحق تشكيل الاقاليم موجود ومكفول بالدستور، وللمحافظات وقواها السياسية المطالبة به عندما تجد في ذلك مصلحة وطنية وعندما تستوفي خارطة الطريق الدستورية لتشكيل الاقاليم.
بينما مطلب الحكم الذاتي ليس مكفولا في الدستور ونسعى الى ادراجه خاصة وان عملية تعديل الدستور ليست بالعملية الهينة، بل وانه وبحسب الدستور فان المبادئ الدستورية الاساسية وبعد انجاز اقرارها لن تكون قابلة لاحتمال التعديل الا بعد ثماني سنوات. اضافة الى العملية الصعبة التي يمكن القول انه من المستحيل على اقلية مستضعفة ان تحقق تعديلا دستوريا بعد عدة سنين يضمن لها الحكم الذاتي.
فهل هناك متفائلون يرون ان شعبنا سيكون موجودا وباقيا في وطنه بعد عقود من السنين وسيحقق تعديلا دستوريا يضمن لح الحكم الذاتي؟ شخصيا افتقر لهذا التفاؤل.
شكرا للعرب السنة الذين فرضوا عملية مراجعة شاملة للدستور تتيح لنا فرصة ازالة الغبن علينا في الكثير من مبادئ ومواد الدستور.

واخيرا، فاني اذ اقدر عاليا حرص الدكتور حبيب  على شعبنا حاضرا ومستقبلا فاني اعاتبه عتاب الاخوة في اعتماده لهجة الاستاذية في طرحه لموضوع الحكم الذاتي حيث يطرح كحقيقة محسومة ان الحكم الذاتي هو بداية النهاية لشعبنا ووجوده في الوطن دون ان يوضح لنا كيف ولماذا، وكان لسان حاله يقول: ذنبكم على جنبكم واللهم اشهد اني بلغت.

مع فائق المحبة والتقدير

القس عمانوئيل يوخنا

132
الاخ الحبيب والصديق العزيز الدكتور وليم ايشايا والعائلة الكريمة
سررنا ايما سرور بترقيتكم الى هذا المنصب والمكانة التي انتم جديرون بها وهي ثمرة اخرى من ثمار اداءكم المهني والثقافي والتزامكم القومي والوطني وجهدكم الاكاديمي.
ان منحكم هذه الدرجة هو مصدر اعتزاز لجميع ابناء شعبنا ومؤسساته ويجسد اهلية شعبنا في التعبير عن انتماءه وخدمته لوطننا العراقي العزيز.
نتمنى لكم المزيد من النجاح والتوفيق
ولشخصكم وعائلتكم الصحة والعافية

اخوكم
القس عمانوئيل يوخنا والعائلة
المانيا

133
هل من علاج للارهاب الفكري للزوعا

احبتي في الزوعا: هذه ليست مشكلتنا، انها مشكلتكم
الجزء الثالث وهو الاخير
[/b]

في الجزء الاول بينا ان الاخوة في الزوعا هم وحدهم من يرفض احترام الراي الاخر ويسعى الى تشويهه وتخوين اصحابه والانتقاص منهم.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,281782.0.html
وفي الجزء الثاني قدمنا اسباب ذلك واساليب الغاء الراي الاخر واوضحنا ذلك بالشواهد.
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=287999.0

السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف يقبل الانسان على نفسه ان يكون اداة قمع فكرية؟ وكيف يقبل ان يتحول الى اداة قذف واساءة واستهزاء بمرجعيات كنسية ومؤسسات سياسية وشخصيات فاعلة ومثقفين وكتاب واعلاميين من بني شعبه حريصون، ومن موقعهم، على مصلحة ومستقبل هذا الشعب؟ ما هي الارضية التي تنبت هذا الانهيار السلوكي في شعب التزم ويلتزم قيم المحبة والتسامح والاحترام التي تربى عليها دينيا وقوميا؟ خاصة وان التعددية الفكرية هي ظاهرة صحية وليست حكرا علينا بل هي لجميع الشعوب وفي جميع الاوطان والازمان.
واخيرا، هل هناك من علاج يمكن تبنيه لتصحيح اداء الزوعا في هذا السياق لما فيه مصلحة شعبنا والزوعا؟
في هذا الجزء من المقال سنحاول تقديم اجتهادنا وراينا عن هذه الاسئلة وهي اراء للنقاش والحوار.


من يشارك في التنفيذ؟ ولماذا؟
ليس عدلا تصنيف كل المشاركين في حملة رفض الراي الاخر والاساءة اليه واهانة القائلين به في سلة واحدة، ولا يمكن تحديد سبب واحد فقط لمشاركتهم في هذه الحملات، وبالنتيجة يجب التفريق بين من هو ضحية انخرط من حيث لا يدري في هذه الحملة وبين من يشارك فيها عن وعي ونية مقصودة. وادناه محاولة متواضعة لتحديد الاسباب التي اذا توافر احد منها، او اكثر، عند احدهم فانه يصبح الة تقذف حمم الكراهية والاساءة:

1- الجهل بالمعلومات والحقائق عن شعبنا وواقعه الديموغرافي والحياتي والسياسي في العراق بما يجعله يستصعب، حد الاستحالة، قبول اية معلومة لا تتفق مع ما تم حشو عقله وذاكرته به من معلومات تضليلية، ويدفعه ذلك الى التشكيك بالمعلومة والراي الاخر وصولا الى الاساءة اليه.
مصدر السبب معروف، فالزوعا منذ 1991 ولعدة اعوام بقي القناة الوحيدة تقريبا لنقل المعلومات والمواقف بين الوطن والمهجر، وتم ضخ كم هائل من التضليل في الاتجاهين (عن الوطن في المهجر، وبالعكس)، وتم تكراره لسنوات وبوسائل شتى (وفود، ندوات، منشورات، تلفزيونات، الخ) حتى باتت الاضاليل والمعلومات الخاطئة حقائق راسخة لدى متلقيها، ولا يمكن لهم قبول وتصديق اية معلومة اخرى متناقضة او متقاطعة معها، خاصة وان مضامين التضليل كانت وردية وتخاطب خيالات التمني وانها تمت بتوظيف قنوات ومؤسسات شعبنا المهجرية التي وبحكم انتماءها القومي التفت حول الزوعا، كما فعل كل ابناء شعبنا، واحتضنته وقدمت له كل اشكال الدعم ليس بسبب ولاء حزبي بل بسبب تعاطفها وولاءها لقضية شعبنا (الرابط1) ولكون الزوعا في حينه الحزب العلني الوحيد ولكونه حزب كردستاني عضو في الجبهة الكردستانية اصبح يمتلك التمثيل والتواجد في مراكز القرار حينها، كما ترافق الضخ مع تشويهات واساءات للفعاليات والاحزاب والشخصيات القومية والوطنية التي هي خارج الزوعا والتي كان غير متاح لها حينه قدرة الاتصال المباشر والمستمر مع المهجر. وهذا بالضبط هو ما اشرنا اليه مجازا بالحرب الاستباقية للانطمة الشمولية في تهيئة الجماهير لرفض ما سيسمعون ويتلمسون من اراء ومعلومات مغايرة لما تم ضخه اليهم. ولكي لا يتهمنا احد بالضبابية، فاننا نقدم بعض، اؤكد مجرد بعض، الامثلة على هذا التضليل والتجهيل المستمر الى اليوم واضعها في نهاية المقال كي لا تؤثر على انسيابية القراءة. راجع الهامش2.
للحقيقة نقول ان هناك من هو ضحية بريئة لهذا التضليل بمعنى انه، هو ايضا، تم تضليله باعطاءه معلومات خاطئة ليقوم هو بدوره، ومن حيث لا يدري، بتضليل محيطه وقراءه. ولكن عتبنا المشروع على هذه الحالات هو تشبثها بالموقف الخطأ حتى بعد انكشافه عوض التراجع والاعتذار وتصحيح الامر. فمثلا، نحن على يقين ان كاتبنا الذي بشر الشعب العراقي ببراءة احد المدانين بفساد مالي كان فعلا يعتقد ان حكم المحكمة كان بالبراءة، ولكن كان يفترض به، ومن اجل مصداقيته، ان يتراجع عن موقفه ويعتذر لقراءه عندما ثبت بالدليل المادي العكس.(الرابط3)

2- الخلفيات السياسية والسلوكية: افرزت سياسات النظام الصدامي وقبضته الحديدية على الشعب العراقي وقدرات اجهزته الاستخبارية في الداخل والخارج حالات سلبية جدا بين ابناء شعبنا من حيث ارتباط العديدين بالبعث واجهزة النظام في السر والعلن، مما نقلهم الى مواقع مرفوضة في المحيط والمجتمع.
لقد وجد هؤلاء في الالتفاف الجماهيري والمؤسساتي لشعبنا حول الزوعا بعد 1991 فرصة لتغطية ماضيهم ونيل شهادة حسن السلوك القومي من خلال انتماءهم الى الزوعا!! فمن كان، مثلا، يقف ضد النشاطات القومية (وبينها ما يعود للزوعا) قبل 1991 ويتهجم على القائمين بها بات وبغمضة عين مسؤولا في تنظيمات الزوعا!! ومن كان مسؤولا بعثيا كرمه النظام بالامس ببعثات دراسية يتحول اليوم الى ناطق اعلامي زوعاوي!! وعملية جرد بسيطة تظهر ان مسؤولين وناشطين في اجهزة النظام المختلفة تولوا مسؤولية التنظيمات الزوعاوية الجديدة بعد عام 1991 في الوطن والمهجر وباتوا يزايدون على الناشطين القوميين وينصبون انفسهم قضاة ومرجعيات لمنح اوسمة الولاء والعمل القومي!!
فعلى سبيل المثال لا الحصر، ندرك جميعا ماذا تعني منظمات المغتربين في فترة النظام. وجميعنا يدرك ان القائمين عليها (ولا اقصد العوائل التي تشارك في الزيارات للقاء اهاليها) كانوا جزءا من النظام والته الاستخبارية والاعلامية. ولكن، وبقدرة قادر، تحول احد اكبر ناشطي هذه المنظمات الى مرجعية قومية وناطقا باسم الزوعا في اريزونا، وبات يقدم برنامجا تلفزيونيا (Assyrians for Justice) دوريا متخصصا في تمجيد الزوعا والاساءة الرخيصة الى مرجعيات كنيسة المشرق وجميع المؤسسات القومية غير الزوعاوية. وليس سرا ان الزوعا يدعم برنامجه بشتى الوسائل من بينها الحضور والمشاركة فيه، او تزويده بمواد لنشرها، كما ان الدعم المالي ليس مستبعدا.
شخصيا دعوت وادعو الجميع ممن كانوا او ما زالوا خارج، او ضد، النشاط القومي للالتحاق بهذا العمل، وكل حسب اهتمامه ثقافيا كان ام سياسيا ام اجتماعيا وغيرها، ولكن ما لا يمكن قبوله هو ان يتحولوا، لمجرد انهم باتوا زوعاويين، الى اوصياء ومزايدين على من ترعرع وعاش وعمل ناشطا قوميا حينما كانوا هم ملتحقين بالنظام.

وكذا في سعي اخرين لنيل شهادة حسن سلوك لتجميل صورتهم السلوكية والاجتماعية.
فعلى سبيل المثال، احد هؤلاء من المعروفين جيدا لشعبنا في شيكاغو، وهو من وجه وفي منتديات ومنابر عامة اكثر الاساءات لاصحاب القداسة البطريرك مار دنخا الرابع ومار عمانوئيل دلي مما تقشعر لها الابدان وتثير الغثيان، ولكنه، ورغم ذلك، نال دعم الزوعا ليتبوأ منصب رئيس اتحاد المؤسسات الاشورية الامريكية (الفدريشن)، وليقف الامين العام للزوعا الى جانبه ويهنئه ويخاطبه بـ: رابي فلان!! فهل بعد هذا من يتعجب لما آل اليه الزوعا والفدريشن؟ الا يشعر الزوعا بذلك ويمتلك الجراة على مصارحة الذات باسباب هذا الانحدار ودوره فيه؟ فهل هي ميليشيا "عشتار" ايضا!! ام الكتاب "الماجورين والخونة"!! أم ماذا؟

وذات الامر للاهثين وراء مكاسب شخصية او مؤسساتية ويتخذون من الزوعا سبيلا.
فمثلا، انه ليس القس عمانوئيل يوخنا سبب تسميم الاجواء في كاليفورنيا. انه القس البروتستانتي الذي ولغايات معروفة التحق معكم وبات من واجهاتكم في المنابر الاعلامية والاجتماعية التي يستغلها للاساءة الى كنائس المشرق الرسولية. انه هو من تجاسر واساء بالفم الملان والقول الصريح الى اباء جميع الكنائس الرسولية وبطاركتها واساقفتها الاحياء منهم والراحلين، ومن بينهم الشهيد البطريرك مار بنيامين شمعون. ورغم ان هذه الاساءات موثقة علنا وتعلمون بها جيدا، وقائلها اصر عليها، الا انكم تصرون على اعتماده احدى واجهاتكم في كاليفورنيا.

احبتي، انها مشكلتكم انكم لملمتم كل من سعى لنيل شهادة حسن سلوك بسبب ماضيه وواقعه السياسي او السلوكي.
فهل فعلا انكم غير قادرون لادراك ان هذه التراكمات من الممارسات وهذه الشلة من الواجهات و"الكتاب" و"الاعلاميين" و"الوجهاء" ، وهذا التراكم من المواقف هو سبب ما الت اليه اوضاع الحركة، وهو ما يؤلمنا جميعا.
انها مشكلتكم في انكم تريدون هؤلاء واجهات لكم ودعاة لمواقفكم لانهم وببساطة، وبسبب ماضيهم وواقعهم السياسي والاجتماعي، هم خير من يقدم قرابين الطاعة والخضوع، وخير من ينفذ الاملاءات والتعليمات دون ان يسال ويناقش.
لست اذيع سرا القول ان هذه التراكمات بلغت حدا ان رعية كنسية معروفة وكبيرة في اميركاا طالبت كاهنها في اجتماع عام للرعية بالاعتذار لانه استقبل السيد يوناذم كنا في داره بسبب علاقة قرابة او صداقة. فعندما تصل حالة الرفض تجاه سياسي وقيادي الى هذا الحد، فانه ينبغي عليه مراجعة الامور وتصحيحها عوض الهروب الى امام.
ولست ابالغ القول ان تحولكم لمؤسسة تمنح شهادة حسن السلوك لهؤلاء جعل الزوعا يحتاج بنفسه الى هذه الشهادة، وهو ما يعز علينا. فالزوعا فكرا ومسيرة هو ملك الشعب ويجب حمايته من الانزلاق خارج حاضنه الطبيعي.

3- ضمور الوعي وسطحيته، وهذا ما يدفع بالانسان الى عدم التمحيص في المعلومات والمواقف والاراء خاصة وانها تاتي من مرجعية سياسية يثق بها فياخذ كل ما يرد منها على انه حقيقة وكل ما سواها على انه خطأ.
كتبت احداهن لتقول: (ان لا فرق بين قائمة الرافدين وعشتار)!! لا تعليق لدي!!
من المؤسف ان يتنازل الانسان طوعا عن السمة الربانية الموهوبة له، الا وهي العقل والتفكير، ويتحول الى مجرد رقم او جهاز ميكانيكي لترديد ما يتم التلقين به.
واذا كان ذلك مفهوما الى حد ما عندما يكون بين القواعد فانه لا يمكن مطلقا قبوله والتسامح معه عندما يكون بين القيادات والكوادر والكتاب والمثقفين والاعلاميين. كيف يمكن لهؤلاء غض النظر عن اداء مؤسستهم وانحسار جماهيريتها وعوض ذلك يبحثون عن اسباب وهمية لتبرير الامر ويتهجمون على الاخر ويحملونه كل المسؤولية؟ فمثلا، هل صدق هؤلاء، وبينهم كتاب ومثقفين، ان "مليشيا" عشتار هي سبب خسارة الرافدين؟ فان كانوا صدقوا فتلك كارثة، وان كانوا لم يصدقوا (وهو الارجح) ولكن يروجوا لهذا الاتهام فالكارثة اكبر.
لا يعقل لهؤلاء ان لا يواجهوا الذات والمؤسسة، وحرصا عليها، بالنقد والتقييم والمصارحة والمكاشفة عوض التبجيل والتقديس وتغطية الاخطاء، والاساءة الى الاخر وتشويهه؟ اين هي المسؤولية الضميرية تجاه المؤسسة والشعب؟
اذا كنا نحن غير المنتمين الى تلك المؤسسة ننتقدها من منطلق حرصنا القومي والوطني وبمسؤولية وصراحة ونقدم ما نراه مناسبا لتصويب الاخطاء، ونصر على حرصنا عليها رغم ما نتلقاه من اساءات وتخوين وتشويه بسبب هذا الحرص، فكم بالاحرى يتوجب على المنتمين اليها هذا الحرص عوض توجيه اساءاتهم الينا.
على اية حال، فضمور الوعي السياسي والثقافي هو حالة عامة لا يختص بها الزوعا وحده، حيث يمكن تلمسها لدى عموم قواعد مؤسساتنا القومية وتنعكس في سطحية المواقف من العديد من القضايا، ولعل دعوات تشكيل قائمة جامعة واحدة من مرشح واحد لتتنافس مع نفسها وتفوز بالتزكية بالمقعد الواحد الاحد في مجالس المحافظات هو احد الامثلة.

4- المعايير المزدوجة وهو الاكثر حضورا في الخطاب السياسي والاداء الاعلامي للاحبة في الزوعا وبالتالي هو من اكثرها تاثيرا على هذا الاداء. وبالتاكيد فانه احد مظاهر ضمور الوعي ذلك ان اي انسان يمتلك قدرا من الوعي يمكن له ان يستكشف المعايير المزدوجة فيما يتلقاه.
الحقيقة ان المعايير المزدوجة والشواهد عليها هي بحد ذاتها موضوع يستحق الكتابة فيه، ولكن ولهذا المقال ندرج ادناه بعض، مجرد بعض، شواهد المعايير المزدوجة التي تتضمن في ثناياها ايضا التجهيل والتضليل المعلوماتي:
- ان يستلم الزوعا كاحد الاحزاب المسجلة في الاقليم منحة شهرية مقدارها 75 مليون دينار من حكومة اقليم كردستان امر مقبول وسليم، ولكن ان تستلم بقية احزابنا المسجلة في الاقليم منحا اقل من نصف هذا المبلغ فانه الدليل القاطع على "عمالتها" و"بيعها لنفسها" وانها "غير مولودة في رحم الامة". (انه امر طبيعي ان جميع الاحزاب المسجلة في الاقليم (الكردية والتركمانية والاشورية والشيوعية والاسلامية) تستلم منحا من حكومة الاقليم، وما استغربه هو تكذيب الزوعا لاستلامه اية منحة. (راجع مقابلة زندا مع السيد كيوركيس رشو، الرابط4).
- وان ينال السيد اندريوس يوخنا والسيدة كلاويش شابا عضوية برلمان الاقليم من خلال قائمة التحالف الكردستاني فهو موقف وطني ونضالي ولكن ان ينال السيدين روميو هكاري وجمال شمعون والسيدة بايزار ملكو ذات العضوية في ذات البرلمان في ذات القائمة في ذات الانتخابات في ذات اليوم فهو الدليل على انهم صنيعة كردية!!!(الرابط5)
- وان يقول السيد يوناذم كنا ان التجاوزات على القرى الاشورية في الاقليم هي تصرفات فردية وليست نهجا او سياسة للقيادات الكردية فهو قول سليم، ولكن ان يقول السيد نمرود بيتو الامر ذاته فانه الدليل على انه "مستكرد" و"عميل" و"خائن".(الرابط6)
- وان يتهم السيد يوناذم كنا في ندوته في ديترويت مؤسسات وابناء شعبنا المطالبين بالحكم الذاتي بالعمالة والجهل فهو امر مشروع ومقبول، ولكن ان يبادر السيد جميل روفائيل بالدفاع عن نفسه في وجه هذه التهم فانه يستحق الويل والثبور.
اكثر ما اثار استغرابي في هجوم الزوعا على السيد روفائيل هو قولهم: لماذا يرد السيد جميل روفائيل فالسيد يوناذم لم يتحدث عنه ولم يذكر اسمه؟!! اليس معنى ذلك ان لا حق لي، مثلا، في الدفاع عن كنيسة المشرق في ما تعرضت له من هجمة ما دام المهاجمين لم يذكروني بالاسم!! واليس معنى ذلك ان لا مسيحي يحق له الدفاع عن عقيدته في مواجهة المتهجمين عليها ما داموا لم يذكروه هو بالاسم!! فلو خرج احدهم وقال ان المؤمنين بعقيدة الثالوث المقدس هم اما جهلة او كفار، فانه، وبحسب المنطق الزوعاوي، لا يحق لاي مسيحي مؤمن بالثالوث المقدس ان يدافع عن نفسه بانه غير جاهل او كافر، ولا يحق له الدفاع عن عقيدته لان المهاجمين عليها لم يذكروه بالاسم!!!
وغيرها من المواقف المتناقضة التي تفضح ازدواجية المعايير.
الحقيقة ان المشكلة هي اعمق من ذلك بكثير. فالمعايير المزدوجة بمدلولها السائد (وكما في الامثلة اعلاه) هي ان تطلق حكمين متناقضين على نفس الموقف الذي يتخذه طرفين مختلفين. الزوعا يمارس اكثر من ذلك:
- فهو يفبرك ويروج التهم الكاذبة والرخيصة بالعمالة والارتباط بالنظام لشخصيات ومؤسسات سياسية اشورية (بينهم اتهامه لكاتب المقال بانه كان في حضن صدام!!!)(الرابط7) ويعجز عن تقديم اي دليل، ولو قصاصة ورق او هامش وثيقة استخبارية تؤيد ذلك رغم حصوله من خلال قنوات مجلس الحكم حينها على وثائق الاستخبارات التي تخص ابناء شعبنا وقام بتسريبها وعرضها في برامجه التلفزيونية في اميركا.. ولكنه في المقابل يصر على تبرئة قيادته من الارتباط بالنظام رغم الوثائق المنشورة في منابر مختلفة، بل وان (جريدة هاولاتي)(الرابط8) دعت العملاء الذين نشرت اسماءهم بمقاضاتها اذا انكروا عمالتهم وهي مستعدة لتحمل نتائج ذلك. ولم يتقدم ايا من هؤلاء بدعوى ضد  الجريدة في اعتراف ضمني واقرار صريح بارتباطاتهم مع النظام. والغريب ان احد الكتاب دعا الى تقديم شكوى ضد السيد جميل روفائيل لانه اتهم السيد يوناذم بالعمالة اعتمادا على وثيقة هاولاتي، ولكنه لم يدعو الى مقاضاة الجريدة!! اعتراف اخر بصحة التهمة.
- ويقوم الزوعا باعادة كتابة تاريخ احزاب وشخصيات ابناء شعبنا ليدعي انهم عملاء لهذا ولذاك دون اي دليل، ولكنه لا يتوقف او يعلق على اي من محطات تاريخ السيد يوناذم كنا، وبينها: عائد الى الصف الوطني (تسمية اطلقها النظام على مقاتلي الثورة الكردستانية الذين سلموا انفسهم بعد انهيار الثورة عام 1975)، ضابط في الجيش العراقي رغم كونه من العائدين (الا يعني هذا شيئا؟)، الاسئلة المفتوحة في تقرير فردريك اوراها عن اعتقال قادة الحركة(الرابط9)، تعمد يوناذم ان تنشر (بهرا) في تشرين 1984 اسماء كل قيادات واعضاء الحركة ممن كانوا في مناطق سيطرة النظام وبينهم من لم يكن معتقلا!!(الرابط10) وغيرها اضافة الى الوثائق المنشورة في الجرائد. وموقف السيد فردريك نفسه. سبق لي ان تساءلت ولم اتلقى الاجابة كونها معروفة للجميع:
بالله عليكم لو ان واحدة (وليس كل) هذه الامور كانت لاي من قياديي وفعاليات شعبنا، ماذا كنتم ستقولون عنه؟
ماذا كنتم ستقولون لو ان اسماء السادة سركيس اغاجان، روميو هكاري، نمرود بيتو، ابلحد افرام وغيرهم كانت ظهرت، حاشاهم، ضمن قوائم عملاء النظام؟
الزوعا يفبرك ما ليس موجودا ويبني عليه، ويتجاهل ما هو موجود ويتعايش معه!! انها اكثر من مجرد الكيل بمكيالين.

5- الولاءات الضيقة، وتحديدا الحزبية والقبلية: برايي، ورغم احترامي وتقديري لجميع تنظيماتنا السياسية، فانها نسخة في التنظيم والتربية الحزبية من الاحزاب العراقية والتي هي (كما احزاب الدول المسماة العربية) نسخة من الاحزاب الشيوعية. وبذلك فهي تتصف وتعاني، من بين ما تعانيه، من مشكلتين احداهما الادلجة والاخرى الولاء المطلق نحو القيادة، والقائد تحديدا، بحيث يصبح مع الزمن رمزا يختزل المؤسسة والشعب في شخصه، ويصبح الاب الذي يصبح الجميع يتامى من دونه، وانه وحده يمتلك الحقيقة المطلقة، وانه وانه وانه
مشكلة هذه التنظيمات انها تلغي الراي الاخر داخل مؤسستها فكيف نتوقع لها ان تسمح به بين شعبها!!
الزوعا نموذج مثالي لهذه الاشكالية. وبقية تنظيماتنا ايضا هي كذلك وان بمستويات مختلفة.
يضاف الى ذلك العصبية القبلية التي ما زالت تعشعش في شعبنا وتعبر عن ذاتها وتنفجر احيانا في مواقف تخرج عن سيطرة حاملها رغم كل محاولات اظهار شخصه بانه الانسان المتمدن والذي يسمو على هكذا ولاءات بدائية.
من منا لا يدرك دور العصبية القبلية في تشكيل جغرافيا واطار قاعدة الزوعا، ام ترانا نخدع انفسنا بانكارها او الباسها لبوس الوعي القومي.
فمن الذاكرة القريبة على العصبية القبلية نستشهد بانسانة امضت شبابها اممية، ولكن فجاة تحركت العصبية القبلية الكامنة فيها عندما ورد في مقال لي اشارة عابرة الى معاقبة احدهم بسبب الفساد المالي، فصادف انه كان ابن عم العائلة!! فثار القلم الاممي ليصب عبارات الاساءة التي رفضت المواقع التي تحترم قراءها نشرها. وبلغت الثورة مداها في المطالبة بمحاكمتي لاني اذيت مشاعر الشخص المدان ونشرت عقوبته (وهي كانت حكما علنيا وليس سريا ومع ذلك لم انشرها الا بعد ان طلب مني ذات الكاتب ان اقدم الاثبات المادي على الحكم!!). ولكنه نسي وتناسى ما مارسه، هو واخرون، من استخفاف وتضليل واذى لهذا الشعب عندما هلل وروج ونشر خبرا تضليليا ببراءة الانسان المسيئ!!(الرابط11) فهل مشاعر الشعب مستباحة ولكن مشاعر ابن العم مقدسة لا يجب مساسها رغم انه وبقراره وارادته ارتكب جرما استحق الادانة.

هل من علاج؟
سؤال صعب الاجابة، فتوصيف العلاج ليس هينا في التعامل مع رؤى ومواقف فيها اختلافات وتباينات. كما وان التزام العلاج، في حال وجود مقترحات له، يتطلب التزام اطراف عديدة ومن بينها من يتوجب علاجه في حين انه ومن حيث الاساس ليس مقتنعا بان هناك حالة مرضية فكيف يلتزم علاجها!!
ولكن، ورغم صعوبة الامر، تشخيصا وتطبيقا، فانها مهمة يجب السعي من اجلها لان التسميم الموجود لاجواء الحوار وتقديم الراي والراي الاخر بلغ حدا لا يمكن التغاضي عنه، وباتت نتائجه تؤثر سلبا على عموم اجواء الحوار الرزين والمتمدن لشعبنا. مثلما ان النتائج السلبية لهذا التسميم على عموم قضيتنا ومؤسساتنا، وبخاصة الزوعا نفسه ومساهمتها في انحسار جماهيريته وانحدارها بلغت حدودا لا يمكن التساهل معها، فرغم كل الاختلافات مع الزوعا فانه يبقى فصيلا مهما من فصائل شعبنا، ومن مسؤوليتنا جميعا مساعدته في البقاء كذلك.
انها مسؤوليتنا ان نساهم في حماية الزوعا من الزوعا.
برايي المتواضع ان المعنيين، بدرجة او باخرى، بمعالجة هذه الظاهرة هم: القائم بها واقصد بها الزوعا وكتابه واعلامييه، المستهدفون منها وهم المؤسسات والكتاب والاعلاميين من حملة الراي الاخر، اليات ومنابر تنفيذ الحملة.
بالنسبة للزوعا وكتابه واعلامييه، اعتقد يقينا ان حجم الضرر الذي الحقوه بشعبنا ومؤسساته واجواء الحوار هو بليغ بحيث لا يمكن تجاوزه بمجرد اعلان الوعود والنوايا وعفا الله عما سلف. كما لا يجدي التكرار الممل بانه برئ من هذه الممارسات وانها فردية ليس الا، وغيرها من التبريرات التي لا تنطلي على احد، بل وان تكرارها يؤكد ضمنيا انه وراءها.
اعتقد وجوب خطوة جريئة وشجاعة وهي بالتاكيد مؤلمة، ولكن لا بد منها اذا ما اراد الزوعا تجاوز الاضرار الذي الحقها بنفسه وبشعبنا ومؤسساته، واذا ما اراد ان يكون له دور ايجابي وحيوي في الحوار الموضوعي والمسؤول لشعبنا في مواجهة وجوده ومستقبل اجياله في وطنه:
- الاعتذار الصريح والواضح عما ارتكبه من ممارسات بحق مؤسساتنا القومية وكنائسنا ومرجعياتها والشخصيات القومية والفاعلة فيه على مدى اكثر من 15 سنة مارس خلالها الارهاب الجسدي والفكري والاساءات والتشويه والتخوين وغيرها.
- الادانة الصريحة وبالاسم للمنابر الاعلامية والقائمين عليها التي تولت حملة الاساءات والتشهير والتخوين.
- اعادة بنيان تنظيمية واعلامية باستبعاد من كان وراء هذه الحملات او اعطاها الدعم والتبرير او تغاضى عنها.
- فك الارتباط بالمؤسسات التي يتولى مسؤوليتها من هو جزء من هذه الحملة، ومطالبته بالاستقالة لاعادة تاهيل المؤسسة.
- فك الارتباط بالكتاب والاعلاميين المسيئين الذين يرفضون الاعتذار ويصرون على نهج الاساءة والتخوين والتشهير.
- تحرير المؤسسات القومية المختلفة من الاسر والارتهان الحزبي.

ان هذه الخطوات لا تعني بالضرورة تراجعا للزوعا عن رؤيته ومواقف السياسية، فلا احد قال ذلك وان كنا جميعا نتمنى ان يلتحق الزوعا مع بقية ابناء ومؤسسات شعبنا في المطالبة بالحكم الذاتي. ولكن، اذا ما اصر الزوعا على رفضه الحكم الذاتي فهو قراره وحقه. الاختلاف في وجهات النظر والرؤى امر طبيعي، ولكن من غير الطبيعي الاسلوب الراهن للتعبير وادارة الاختلافات، وما ندعو الزوعا اليه هو تبني اسلوب حضاري متمدن في التعبير عن هذه الاختلافات.
بالتاكيد انها خطوات صعبة ومؤلمة. انها في الحقيقة انقلاب على الواقع واعادة بناء الزوعا بما يؤهله لاستعادة دوره ومكانته. وبالتاكيد فان الحرس القديم سيرفض.. والمتضررين من هذا الاصلاح، مؤسسات وافراد، سيرفض.. ولكن القرار مصيري بنتائجه، فالزوعا يقف الان على مفترق طرق بين البقاء في حاضنته الطبيعية الفكرية والشعبية وبين الانزلاق الى خارجها والتشرنق على الذات والدفاع عن هذا التشرنق بالمزيد من حملات الاساءة والكراهية والتاليب مع الداخل والمحيط، وتعميق الشرخ والتحول التدريجي، الذي ابتدا منذ سنوات، من مؤسسة تحتفظ بحقها في الاختلاف في الرؤية مع الاخرين الى مؤسسة تقوم على استعداء جميع الاخرين وتخوض معهم حرب قاتل او مقتول، بكل ما كان وسيكون لهذا من نتائج سلبية مدمرة على شعبنا ووجوده ومستقبله.

اما ما هو في خانة دور المؤسسات والاعلاميين والكتاب المستهدفين في الحملة المسيئة بحقهم، فاعتقد اهمية عدم التحرك بغريزة ردود الافعال وعدم الوقوع في فخ الشخصنة مع الاستمرار في ممارسة حق ابداء الراي والنقد الموضوعي والضغط لتصحيح الامور. كما يمكن لجمهرة الكتاب والاعلاميين اطلاق مبادرات بهذا الاتجاه: مثل اقامة حوارات مفتوحة ودعوة الراي والراي الاخر للمشاركة فيها، تحرير رسالة مفتوحة الى قيادة الزوعا لتوجيه اعضاءها وكتابها التزام معايير الحوار المتمدن، الاستمرار في النشر في مواضيع تساهم في رفع مستوى الوعي السياسي والقدرة التحليلية للقراء بما يحصنهم من الوقوع في مطب المعايير المزدوجة وغيرها وتضمين هذه الكتابات الشواهد والادلة الموثقة، وغيرها.

اما لمنابرنا الاعلامية، وتحديدا مواقع عنكاوة وعشتار وتللسقف فهم الاكثر ارتيادا، والتي يسعى عدد من الاخوة الكتاب لاستخدامها الة وسلاح في حرب تكميم الراي الاخر من خلال مقالات وعبارات التخوين والاستهزاء والتشويه، فانه، وقبل كل شيئ، اتوجه اليهم بالتحية على الدور الكبير الذي قاموا ويقومون به، فهم تحولوا الى الخيمة التي تستضيف الراي والراي والاخر في حوارات غير مباشرة، وبذلك ساهموا مع الزمن في تطوير الاداء السياسي والثقافي والاعلامي لابناء شعبنا ومؤسساته شكلا ومضمونا. فلهم منا كل التقدير.
ومن اجل تعزيز هذا الدور وتنقية الاجواء الحالية مما هو عالق فيها من محاولات تسميم واساءة فاعتقد باهمية المزيد من المعايير لمنع تسلل مقالات وعناوين وعبارات غير لائقة وتهم وتخوين، اضافة الى المزيد من التضييق على الملثمين والاقلام الطارئة التي تلتحق بالموقع في نفس اليوم لتنشر "مقالا" مسيئا ولتغيب بعده او ربما تعود باسم اخر وهكذا.
كما اقترح اطلاق مبادرات في خانة الحوار المباشر من خلال، مثلا، اتاحة الفرص للتعقيب ومناقشة المواضيع شريطة ان يكون المشاركون اشخاص معروفين. كما ان تخصيص واغناء زاوية الوثائق الخاصة بشعبنا، ليس السرية منها، سيتيح للكتاب والقراء فرصة اغناء المعلومات والمدارك ويحصنهم من الوقوع ضحية التضليل والمعايير المزدوجة.

وختاما، واذ ادرك تعب القارئ من طول الموضوع واستميحه عذرا، واذ ادرك اني ساتلقى موجة جديدة من الاساءات والتشويهات من احبتي، واني لمسامحهم سلفا، فاني اعيد ما سبق لي قوله والتزامه بان ما يدفعنا للكتابة هو انتماءنا وحرصنا على مصلحة ووجود ومستقبل شعبنا، وهو مساهمة متواضعة منا في تقديم الاراء والملاحظات في هذا الشأن، التي تتحمل الخطأ والصواب، ونامل حوارها ونقاشها، بذات روح المحبة التي دفعتنا لكتابتها، بعيدا عن التعصب والكراهية والمواقف المسبقة والمشخصنة، وهنا اشكر الاخ الدكتور كنعان صليوه على مقاله(12).
قد يكون فيما نكتبه معلومة هناك من لا يرغب بتداولها، فنقول لا يحق لنا انتقاء المعلومات خاصة اذا كان تغييبها يستخدم لتشويه الحقائق. وقد يكون فيه نقدا مؤلما، فلنتذكر الحكمة الماثورة: (ܚܒܪܘܟ ܡܒܟܐܠܘܟ ܘܕܫܡܢܘܟ ܡܓܚܟܠܘܟ) اي (صاحبك يبكيك وعدوك يضحكك). فلاننا نحبكم ايها الاحبة فاننا نصارحكم بما نراه خطأ وقد تتالمون لسماعه، ولو كنا لا نحبكم او حاقدين عليكم (كما يردد البعض منكم)لكنا تسترنا وهللنا لكم وبررنا اخطاءكم ودفعناكم للبقاء فيها وتكرارها.
قال لي صاحبي ان احد كبار مساندي الزوعا قال له: قل لصاحبك قاشا عمانوئيل ان لا يكتب عن الزوعا. فساله صاحبي: وهل فيما يكتبه القس اخطاء او تلفيقات. فاجابه: كلا ولكن قل له ان لا يكتب!!
وفي جميع الاحوال لنتذكر المقولة الخالدة: (قد اختلف معك في الراي ولكني ادافع عن حقك في ابداء رايك).
الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا

الاسبوع القادم: تحية للعراق في ذكرى تحريره

الروابط والهوامش:
(1) http://www.capiraq.org/Books/Shimshon_Resignation.pdf
(2) فعلى سبيل المثال لا الحصر:
- تم ضخ معلومات مضللة عن وجودنا وثقلنا الديموغرافي في الاقليم، ففي لقاء صحافي مع جريدة المانية يقول الامين العام للزوعا انه 500 الف (اي نعم نصف مليون بالتمام والكمال):
http://www.capiraq.org/Upload/YYK_Rhein.pdf
وفي اميركا كان يقال انه 200 الف. فكيف يصدقوا قسا مسكينا يقول انهم كانوا حينها بحدود 40 الف!!!
- وعلى مدى السنوات تم الترويج، وما يزال الى حد ما، ان الزوعا يتولى نفقات طبع كتب التعليم السرياني ويدفع رواتب المعلمين!! وجميعنا يدرك ان هذه تحملتها ومنذ البدء وزارة التربية لسبب بسيط ومنطقي ان المدارس هي رسمية حكومية. فكيف يصدقوا كاتبا يتيما يقول لهم خلاف ما يعرفون.
- بل وتم وما يزال يتم الترويج بان التعليم السرياني انجاز زوعاوي!! فجميع متابعي الامور والمشاركين فيها، واحدهم كاتب المقال، يدرك ان الامر ليس كذلك مطلقا بل هو انجاز مشترك. فاول مدرسة للتعليم السرياني افتتحت في سرسنك بجهود من الاب شليمون ايشو راعي كنيسة المشرق الاشورية ، وكاتب هذا المقال هو اول من اقام دورات تاهيل لمعلمي المدارس السريانية، والسيد روميل شمشون من قيادة الاترانايى هو من ادار ندوة خاصة مهدت لاطلاق التعليم السرياني، والوفد الذي ارسل الى اربيل لضمان اطلاق التعليم لم يكن زوعاويا بل قوميا، والسيد جميل زيتو، الرئيس الحالي للمجلس الشعبي، كان بحكم منصبه كمشرف تربوي من زار والتقى اولياء الامور ورفع تقريرا بذلك الى وزارة التربية، وغيرها من المساهمات من الجميع والى الجميع.
وكذا الحال مع الشان السياسي منذ حينه والى اليوم:
- فالضخ الاعلامي اصر على الترويج بان الزوعا لم يتحالف مع الاحزاب الكردستانية في انتخابات برلمان الاقليم 2005، بل تم التاكيد على ترويج الانكار في التعليمات السرية التي عممت على مسؤولي فروعه في حينها.
www.capiraq.org/Upload/Elections_Instructions.pdf
فكيف يمكن لهم تصديق كاتب مغمور يقول ان جميع اعضاء البرلمان من ابناء شعبنا هم ضمن قائمة التحالف الكردستاني. انهم وبسبب الضخ التضليلي والولاء الحزبي لن يصدقوه حتى لو قدم اليهم الدليل المادي(الرابط4 ادناه).
- وهكذا لتشكيلة وزارة الاقليم يصرون انه تم الاجحاف بحقهم في عدم توزير احدهم رغم فوزهم بالاكثرية في الانتخابات!! فعندما ياتي كاتب ليقول لهم ان هذا الادعاء خاطئ تماما ويسالهم عن اية اكثرية اصوات تتحدثون ولم تكن هناك انتخابات ومنافسة بين مرشحي شعبنا اساسا لانهم جميعا تحالفوا مع الاحزاب الكردستانية!! وان الاتفاق كان على ضمان مشاركة جميع احزابنا الفاعلة في الاقليم فمن ليس له ممثل في البرلمان ينال الوزارة. فكيف سيصدقوه؟ وكيف لا يسيئون اليه ويتهمونه بكل شيئ؟
- وحتى اليوم ورغم توافر مصادر النقل الموثوق للمعلومة والراي فان البعض ما يزال ملتزما نهج التضليل والتجهيل. فعلى سبيل المثال، وبالامس القريب فقط، يصر البعض على القول ان 60 الف شارك في المسيرة البنفسجية لهذا العام!!!
 http://themesopotamian.org/cgi-bin/forum/main.pl?read=38233
فيما كان بعض اخر اقل تواضعا فقال انهم 25 الف!!
http://www.aina.org/news/20090402181713.htm
في حين ان من يدرك جغرافية سير المسيرة ومن يعرف المركز الثقافي والمساحة المجاورة يدرك ان المشاركين لا يمكن ان يزيدوا عن 3000 شخص، وعلى اية حال واحتراما لاحبتنا دعونا نتخلى عن الموضوعية للحظة ونقول انهم ضعف هذا العدد اي 6000 شخص. بالتاكيد من يتجرا على قول المعلومة الموضوعية سيتم رفضه والاساءة اليه، وللاسف.
(3) http://www.zahrira.net/?p=5276
(4) http://www.zindamagazine.com/html/archives/2007/01.13.07/index_sat.php
[ZNDA] Where does your money come from?
[NB] 100% of our money comes from the nation. From our members, our organizations, and our supporters. We have not taken help from other organizations, non-Assyrian organizations, so that our independence and decision making power isn’t taken from our hands.
(5) لاحظ تسلسل 71، 72، 73، 76، 81 في قائمة التحالف الكردستاني (القائمة الوطنية الديمقراطية الكردستانية) ص6
http://www.capiraq.org/Upload/KNA_Candidates.pdf
(6) اقتباس من طبعة بغداد لصحيفة الشرق الأوسط الدولية من مقابلة مع السيد يوناذم كنا بعددها 9834 ليوم 31.10.2005:
الشرق الاوسط: بعضكم يشكو مما يسميه تجاوزات بخصوص حقوق اساسية للآشوريين خصوصاً في المناطق الشمالية، مثل تذويب هوية مناطقهم ونهب اراضيهم هل صحيح ان مثل هذا يجري في عراق يقول انه يسعى الى الديمقراطية واعطاء الاقليات حقوقها المشروعة؟.
يوناذم كنا: نؤكد ان ثقافة الزمن الماضي، اي ما قبل 9 نيسان لا تزال سائدة في اغلب مناطق العراق، وهذه حقيقة كما لم نتمكن بعد من فرض سلطة القانون في كل المناطق. اما بالنسبة للقضية التي تطرقت لها، فهي لا تعود الى طرح سياسي او ديني او قومي او عنصري وانما هناك فعلاً تجاوزات وخروقات من قبل بعض الاشخاص ولم تعالج هذه الممارسات، ليس صحيحاً ان هناك اعمال نهب.

اقتباس مقابل من مقابلة مجلة (زندا) الالكترونية مع السيد نمرود بيتو في العدد 23 المجلد 12 بتاريخ 20.11.2006:
http://www.zindamagazine.com/html/archives/2006/11.20.06/index_thu.php
Zinda: Could you please comment on the living conditions of our people in Iraq, and specifically Northern Iraq? And could you respond to allegations that we hear that Kurds are seizing or stealing land and pressuring people to join the KDP?
Nimrod Baito: Regarding your question about the stealing of land, not even one meter has been taken by force by the KRG. Not one meter. We are trying to make this clear to everybody. I am a resident of the area, and we have real estate at stake, not even one meter has been taken by force or by any other means. This is a propaganda used by others to destroy our people. Sometimes we see cases of people who sell their land to Kurds, and then later we hear claims that it was seized. Of course there are encroachments and crimes, just like anywhere else. For instance, this happens not only with our lands, but with Kurds to Kurds’ lands. This is happening by individuals. They [political authorities] are trying to rectify that situation. In Dohuk, there is a special committee to investigate these instances and provide compensation for people who must be moved in cases where they have lived there for a long time and invested in the property.
The best example of this is the village of Fishkhabor, which is near Zhako. Fishkhabor was taken and destroyed by the Iraqi regime in 1975 and its people displaced. In 1991, the village was inhabited by Kurds, as our people who once lived there were probably residing in Baghdad at the time. We and other Assyrian parties asked the Kurdish authorities about this encroachment. The result was all the Kurdish families were forced to move out of this village. This happened two years ago. Today the village is fully inhabited by its original Assyrian inhabitants. 250 to 300 homes have been built there. This is a good example of an honest attempt to deal with the situation.
(7) http://capiraq.org/Audio/AFJ_Elections2009.mp3
(8) http://www.capiraq.org/Upload/Hawlati_292_2006.pdf
(9) النسخة الخطية: http://www.capiraq.org/Upload/Fredrick_Report.pdf
النسخة المنضدة: http://www.capiraq.org/Upload/Fredrick_Report_PC.pdf
(10) www.capiraq.org/Upload/Bahra_1984_Names.pdf
(11) http://www.zowaa.org/nws/ns7/n150109-6.htm
(12) http://www.ishtartv.com/articles,1967.html

134
ملاحظة مهمة الى السيد ابلحد افرام

بداية، اتوجه اليكم بالتهنئة القلبية لمناسبة عيد القيامة المجيد داعيا الرب ان يحل سلام قيامته في قلوب الجميع، فالسلام مع الرب وسلام الانسان مع ذاته هو الطريق الى تحقيق السلام مع الجميع في وطن الجميع.
اطلعت على ايضاحكم وتعقيبكم على ما ورد في كلمة زميلكم السيد يوناذم كنا.
ما جلب انتباهي فيها ودفعني لمخاطبتكم بهذه الملاحظة هو  بشان عطلة عيد القيامة المجيد.
فمن المؤسف ان المسيحية في دول العالم الاسلامي، ومن بينها العراق، عانت وما زالت تعاني من شتى انواع التمييز والاضطهاد، واحدها هو الاضطهاد العقائدي واحد اشكاله ان يفرض على المسيحية وكنائسها وابناءها تعابير وصياغات مغايرة لعقيدتها وايمانها بسبب ان العقيدة الاسلامية لا تقبل تلك العقائد والتسميات.
كنيسة المسيح تحتفي وتحتفل بعيد القيامة وليس عيد الفصح.
ولكن، وحيث ان العقيدة الاسلامية لا تؤمن بحقيقة القيامة فان ذلك تجسد حتى في المستويات الرسمية والبروتوكولية، حيث تسمى عطلة العيد بعطلة عيد الفصح، ويوجه رؤساء ومسؤولي الدول الاسلامية تهانيهم ليقولوا فيها عيد الفصح وليس القيامة، باستثناء السيد مسعود البارزاني حيث يوجه التهنئة ويسميها بالتسمية الصحيحة: عيد القيامة، في حين ان السيد مام جلال الطالباني يدرج التسميتين كمرادفتين والامر ليس كذلك.
المؤلم ان الكثيرين من ابناء شعبنا ومؤسساته استنسخوا هذا الخطأ الكبير عندما يتبادلون تهاني عيد القيامة فيقولوا عيد الفصح.
ما ادعوكم اليه، عزيزي ابلحد، هو الانتباه الى هذه النقطة فهي جوهرية وليست شكلية في تسمية العطلة.
والقبول بتسميتها بعطلة عيد الفصح وليس القيامة سيكون ترسيخا للاضطهاد العقائدي على المسيحية.
ان البرلمان العراقي يجب ان يكون قادرا على تسمية المسميات باسماءها كما يعتقد ويؤمن بها اصحابها، ونحن نؤمن حقا وحقيقة بالقيامة وانه حقا وحقيقة عيد القيامة.

من ناحية اخرى، وبذات سياق ايضاحكم فانه يسعدني جدا ان يحتذي برلمان العراق بما سبق اقراره في برلمان الاقليم في 1992 وبمبادرة من الشهيد المرحوم فرنسو حريري الذي كان يتراس حينها الكتلة الصفراء باعتبار 1 نيسان عطلة لابناء شعبنا، ولكن ما كنا نتمناه جميعا هو ان يتجاوب كلا البرلمانين، الاقليم والمركز، مع المطلب باعتبار 1 نيسان عيدا وطنيا لكل العراقيين اعترافا واقرارا بالارث والدور الحضاري لشعبنا في تاريخ العراق.
علما ان مطلب اعتبار اكيتو عيدا وطنيا عراقيا ليس بالاقتراح او المبادرة الجديدة حيث تم تقديمه مشتركا من قبل لجنة تنسيق احزاب ومؤسسات شعبنا في مذكرتها المؤرخة 10 تشرين الثاني 2006 الى برلمان الاقليم والمركز ضمن سلة ملاحظاتهم على دستوري الاقليم والعراق.

والرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا



135
تثمينا لجهود منظمة كابني للبرامج الانسانية في تقديم الدعم الانساني من خلال العديد من البرامج والانشطة وعلى مدى سنين من العمل، فقد وجهت محافظة دهوك رسالة شكر الى المنظمة باللغتين العربية والانكليزية.
ننشر لدناه صورتهما.
الجدير بالذكر ان برامج كابني الانسانية شهدت توسعا كميا ونوعيا في السنوات الاخيرة وتحديدا عام 2008 الذي سننشر في الاسبوع القادم تقريرا مصورا عن نشاطات وبرامج كابني خلاله.
نكرر ما قلناه دوما باننا سعداء في كابني لايصالنا مساعدات المنظمات الصديقة والشريكة من خلال مختلف البرامج لشعبنا في الوطن ولكننا سنكون سعداء اكثر يوم يستعيد وطننا عافيته ويعيش شعبنا ذاته ويمارس حقوقه ولن يكون بحاجة لمساعدتنا.

عيد قيامة مجيد وكل عام والجميع بخير وسلام

القس عمانوئيل يوخنا
مسؤول العلاقات لمنظمة كابني


136
احبتي في الزوعا: هذه ليست مشكلتنا، انها مشكلتكم
الجزء الثاني

لقراءة الجزء الاول:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,281782.0.html

ملاحظة: انا اتفق مع ما يوجه الي من نقد بان مقالاتي طويلة في العموم ولا تتوافق مع عصر الانترنت. ولكن ليس باليد حيلة عندما اتعرض فيها لقضايا تتطلب التفصيل وتقديم الادلة والشواهد. استميح القراء عذرا واطمع في كرم قلوبهم.

في الجزء الاول من المقال بينا بوضوح ويقين ان الاحبة في الزوعا هم وحدهم، دون بقية مؤسساتنا القومية والسياسية، من يمارس، وللاسف الشديد، العنف اللفظي من تخوين واساءة واستهزاء بما يوجه اليهم من نقد ورؤى وملاحظات عن اداءهم السياسي، وهذا يفرض علينا جميعا مسؤولية العمل والضغط لتصحيح الامر لمصلحة شعبنا ولمصلحة الزوعا ذاته كفصيل مهم من فصائل شعبنا السياسية، وهذا المقال باجزاءه هو ضمن هذا الالتزام والحرص.
في حقيقة الامر ان الظاهرة-المشكلة هي اعمق من ذلك بكثير.
فلا يشترط ان يقوم احدهم، كاتبا او حزبا او مؤسسة، بتوجيه النقد حتى يتلقى التهجم والاساءة واطلاق حملة تشويه صورة وغيرها. كلا مطلقا. فالاساءات حاضرة في كل ان واوان حتى في ايام ومناسبات البهجة والاستبشار.
فمثلا، من حق اعضاء ومساندي الزوعا ان يفرحوا باعادة اطلاق قناة اشور الفضائية رغم ما تسرب عن مصدر تمويلها. ولكن ما مبرر جعل اعادة بث اشور فرصة للتهجم والاساءة الى قناة عشتار ووصفها بـ: السلحفاة الاحمق، نعيق الغراب، البوم الاعور!!! (الرابط 1)
ويمكن للزوعا ان لا يشارك عموم ابناء شعبه ومؤسساته في احتفالات اكيتو، ولكن ليس من حقه ان يسيئ الى الاطراف الاخرى ويتهمها بانها "صنيعة كردية" (الرابط 2)
ومن حق جميعنا الاحتفاء باكيتو، ومن حق وواجب مناصري الزوعا ان يشاركوه مسيرته البنفسجية، ولكن ما مبرر ان تهتف حناجرهم بالاساءة الى بقية المحتفلين من ابناء شعبنا. ومن حق الامين العام للحركة ان يفتخر بحركته في كلمته امام الثلاثة الاف مشارك في المسيرة وبعدها في ساحة المركز الثقافي، ولكن ما مبرر الاساءات التي اوردها في كلمتة، حتى ان الزوعا، تصوروا الزوعا نفسه، اضطر عند ترجمتها ونشرها بالعربية (الرابط 3) لالغاء كلمات وتوصيفات منها بسبب عدم لياقتها. بالتاكيد ان الرجل اخذته النشوة واراد لكلمته ان تتناغم مع هتافات الكراهية والاساءة التي اطلقتها مسيرته، ناهيك عن حالة الغضب التي انتابته بسبب قلة الحضور من جهة وفشله في تحقيق مخططه من المسيرة.
فالمعروف ان محافظة دهوك وقد تلقت طلبين لمسيرتين واحتفالين كبيرين في نفس اليوم في مدينة دهوك قالت ان ذلك غير ممكن لوجستيا من حيث عزل شوارع كثيرة للمسيرتين ومنطقتين لاحتفالين، ودعت الى توحيد الاحتفالين او اقامتهما خارج المدينة. المجلس وافق على الاقتراح، الزوعا رفض من جهة واصر على اقامة الاحتفالية في دهوك من جهة اخرى بغية دفع الامور للمواجهة مع السلطات التي توقع انها لن تمنحه الموافقة فيصدر بيانا بالغاء الاحتفال بذريعة ان السلطات الكردية منعت الاحتفال وانها تصادر قرار شعبنا اليوم مثلما صادرته في انتخابات المحافظات بالامس (وهنا مربط الفرس) والى اخره من الاتهامات التي كان المهجر سيتولى ترويجها بين شعبنا والمؤسسات والمرجعيات السياسية الدولية المهتمة. (وكانت اولى الخطوات قد ابتدات من خلال ما يسمى (وكالة الانباء الاشورية الدولية AINA) وموقع ميسوبوتيما الانكليزي (احد مواقع الحركة)). الا ان الامور سارت بخلاف ما توقعته قيادة الحركة فانعكس ذلك غضبا في الكلمة الارتجالية لامينها العام.
ومن حق الزوعا واعضاءه ان يختلفوا مع هذه المرجعية الكنسية او تلك ولكن ما مبرر الاساءات والتهم المفبركة الرخيصة بكل المعايير ضد المرجعيات البطريركية والاسقفية الكنسية المقدسة.

اولا: ما الغاية من كل هذا الاداء والنهج؟
سؤال يفرض ذاته وبخاصة على المهتمين بالشان القومي الحريصين على مؤسسات وقوى شعبنا ومن بينها الزوعا.
برايي الشخصي والمتواضع فان الزوعا كأي فكر ومؤسسة شمولية لا تستطيع قبول وجود الاخر. فالاخر،رايا كان ام مؤسسة، هو غير مسموح به للظهور والوجود ، فكيف بالاستمرار والتاثير!!
ولاجل ذلك، وكما كل تجارب الفكر الشمولي، يلتزم حربا لا هوادة وتساهل فيها لاجهاض الاخر او الغاءه والقضاء عليه بشتى الاساليب في حرب تستباح فيها المحرمات وتسقط فيها القيم، كيف لا وهو يراها حرب حياة وبقاء او موت وفناء. وان كان مصطلح (الحرب الاستباقية) جديدا، فان الانظمة الشمولية شنت هذه الحرب (من دون تسميتها) عبر تدشين حملات تشويه الراي الاخر ورموزه قبل ان ينتشر بغاية استباق الامر وتهيئة الجماهير لرفضه.
هكذا كان اداء الكنيسة في القرون الوسطى قبل ان تعي الامر (ومحاكم التفتيش بقعة سوداء داكنة في تاريخ الكنيسة).. وهكذا كان اداء الشيوعية التي لم تستوعب الدرس الا بعد انهيار منظومتها.. وهذا هو اداء الانظمة الشمولية (سياسية كانت ام دينية) في كل زمان ومكان.. وهذه هي مشكلة احبتنا في الزوعا.
مشكلتكم ايها الاحبة انكم لا تتحملون رايا سوى رايكم، ولا حزبا سوى حزبكم، ولا سياسيا سوى قائدكم، ولا كاتبا سوى كتابكم، فكل ما سواكم هو خائن وسيئ وقذر ووووو ويستوجب كل صنوف "النضال" لتشويهه والغاءه واجتثاثه.
و"مشكلتنا" ايها الاحبة اننا نحترم الراي الاخر ونصر على الحوار معه، ونصر على حرصنا على المؤسسة التي تلتزمه والجماهير التي تؤيده وبغض النظر عن التقاءنا او اختلافنا معه.
مشكلتكم ايها الاحبة انكم عينتم انفسكم اوصياء ومرجعية لتقرر بمعاييرها ما هو الصواب و"الخطأ"، من هو المخلص و"الخائن"، الشريف و"غير الشريف"، ومن هو من رحم الامة ومن هو "لقيط" وغيرها من المفردات المقشعرة التي تعيد اجترارها قيادتكم واقلامكم بعد اندثارها منذ عقود من الحوارات العقلانية المتحضرة.
و"مشكلتنا" اننا نرفض الرضوخ لوصايتكم ونصر على مساعدتكم في تمدين وتمكين حواراتكم، فانتم، مثلما نحن، اولا واخيرا جزء من هذا الشعب المهدد بالزوال والذي لن يسعفه سوى الجهد المشترك القائم على الاحترام.

ثانيا: امثلة وشهادات
كما قلت فانكم، وللاسف الشديد، التزمتم "النضال" لـ"تطهير" الامة من كل راي اخر، واستبحتم كل الوسائل المتاحة لذلك، وتبنيتم هذا نهجا رافق وما يزال مسيرتكم في ساحة العمل القومي. ولكي لا يتهمني احد بالضبابية دون تقديم الشواهد، ادناه مجرد بعض امثلة مادية ملموسة كنت شاهدا عليها من تاريخكم في قمع الراي الاخر:
1- المركز الثقافي الاشوري في دهوك يشهد على وضع يدكم على المؤسسات الثقافية والقومية. (الحالة ذاتها في مؤسسات اخرى في الوطن والمهجر). والنتيجة كانت فرض اللون والراي الواحد كلما استطعتم الى ذلك سبيلا، وفي حالات فشل الاستحواد فان المؤسسة يتم تقسيمها او انهاكها. يشاركني الشهادة اعضاء قيادة الزوعا ممن اشاروا الى الامر في استقالاتهم.(على سبيل المثال لاحظ الفقرتين 8 و14 في استقالة السيد شمشون خوبيار من قيادة الحركة والتي انشرها كونها وثيقة تم تداولها ولم تعد سرية او داخلية. الرابط 4).
2- محاولة الاغتيال الفاشلة للسيد روميل شمشون عضو قيادة الاترانايى في مجمع المنصورية. (لاحظ الفقرة الاخيرة من الاستقالة ذاتها).
3- محاربتكم للطبعة الوطنية لمجلة (حويودو) لان القائمين عليها كانوا من خارج مؤسستكم. (حيث في زيارتي الاولى الى السويد قادما من العراق اقترحت على اتحاد الاندية الاثورية في السويد ان نقوم في العراق باعادة تجميع المقالات العربية والسريانية لكل ثلاثة اعداد من مجلة الاتحاد المشهورة (حويودو) ونقوم بطبعها وتوزيعها في العراق، اضافة الى تنسيب مراسل للمجلة في العراق، وهو الاقتراح الذي لاقى القبول والدعم مثلما لا قت الطبعة الوطنية النجاح والانتشار، ولكنكم حاولتم كل ما بوسعكم لايقاف الطبعة ولكن المحاولات فشلت ولم تتوقف الطبعة الا بعد سنين بسبب مشاكل مالية للاتحاد).
4- في التسعينيات نشرت مقالا في جريدة (الاتحاد) للاتحاد الوطني الكردستاني، وتضمن اقتراحا ان تخصص الجرائد الكردية صفحة خاصة بالشعب الاشوري (على غرار جريدة التاخي في السبعينيات)، وتجاوبت جريدة (الاتحاد) وشارك في تحرير الصفحة كتاب وسياسيين اشوريين ليسوا من تنظيمكم، ولكنكم، وباستغلال علاقاتكم مع مرجعية (الاتحاد) السياسية عملتم على ايقاف الصفحة.
5- في نهاية التسعينيات، وقبل بداية نشري على عنكاوة، كنت عضوا في خدمة بريد الكتروني مغلقة اشوريا (هي Assyrian Link)، حيث جميع اعضاءها اشوريون يتبادلون الاخبار والمعلومات ويناقشون الاراء فيما بينهم ولم تكن خدمة او موقع مفتوح للنشر والاطلاع، فهي كانت مغلقة بين اعضاءها وكانت حصرا بالانكليزية. كنت عضوا فعالا فيها من حيث نوعية مساهماتي والحقائق والمعلومات التي تتضمنها وهو ما لم يرق للزوعا فقام احد اعضاءه (السيد ج.م. من لندن) من اعضاء الخدمة بانتقاء مشاركات محددة كنت نشرتها وقام بطبعها وتسليمها الى الامين العام للحركة الذي سلمها الى السلطات الامنية الكردية في محافظة دهوك التي، وبناء على ما تم انتقاءه وتسليمه لهم، قاموا بما راوه ضروريا حينها ولست ادخل في التفاصيل هنا. وتطلب الامر جهدا وفترة لتوضيح الامور. حصلت لاحقا على نسخ مصورة من هذه الاوراق ومن داخل قيادة الحركة وفيها يوجد مصدرها بكونه من حاسوب السيد ج. م. ومن بريده الالكتروني. وربما ستتيح سنوات العمر القادمة نشره ووضعه في متناول التاريخ).

هذه بعض امثلة وشواهد اعرفها وعاينتها عن قرب، وعموم ابناء شعبنا عاينوا ويعاينون ما قمتم وتقومون به في تكميم الافواه والغاء الراي الاخر وتشويه اصحابه من مختلف المؤسسات والاحزاب والشخصيات الفاعلة من ابناء شعبنا بكل الوسائل وفي كل المجالات وبينها الاخلاقية، وهو ما لا يحتاج لشهادتي لانه معروف للجميع وبشكل يومي.
الغاية كانت دوما الغاء الراي الاخر فهو ليس مسموحا في فضاء المؤسسات الشمولية.

ثالثا: وسائل تحقيق هذه الغاية
مع التطور الكبير لوسائل الاتصال والتواصل بين ابناء شعبنا في الوطن والمهجر، وبخاصة مع اتساع خدمة الانترنت والايميل وتعدد مواقع النشر والمنابر الاعلامية، ومع ازدياد الهوة بين الزوعا وشعبنا وقواه ومؤسساته بسبب مواقف الزوعا من مطالب وحقوق شعبنا من جهة ومن هذه القوى جميعا من جهة اخرى، ومع الاتساع (كما ونوعا) في تناول مواقف الزوعا وسياساته وممارساته (الحمد لله ان المدعو تيري وانا لسنا الوحيدان)، فانه بات من المستحيل تكميم الافواه بمحاولات الارهاب والتصفية، واصبح مستحيلا خنق الراي الاخر بوضع اليد على المنابر الاعلامية.
فاصبح الراي الاخر واقعا لا يمكن تجاوزه فكان لا بد التعامل معه بطرائق اخرى ولكن للغاية ذاتها وهي الغاءه وتشويهه وافراغه من مضمونه بحيث لا يبقى راي اخر سوى راي الزوعا. والحملة المستمرة من الاساءة والتشويه والاستخفاف والشخصنة في التعامل مع الراي الاخر هي وسيلة قديمة-جديدة لبلوغ هذه الغاية:
1- شخصنة الحوار بحيث يبدو للقارئ انه سجال شخصي تحركه خلافات ومواقف شخصية، وبذلك يفقد قيمته ويفرغ مضمونه وتبطل جدواه. وهنا اود طمئنة القراء باني شخصيا لم ولن اقع في فخ الشخصنة، ولم ولن اتوجه بسجالات شخصية مع اي انسان واية جهة، وسابقى ملتزما نقاش الامور والقضايا والمواقف بعيدا عن اي موقف او رد فعل شخصي، اتفاقا او اختلافا، مع هذا الكاتب او ذاك، وحتى ما يرد من شذرات في هذا المقال من استشهادات بكتاب معروفين ليس بغاية سجال شخصي بل لان مضمون هذا المقال تحديدا يتطلب بعض الاستشهادات للاثبات.
والملاحظ، من تجربتي الشخصية، ان الاساءات والشخصنة، كما ونوعا، تتناسب طرديا مع اهمية ما نقوم بنشره من اراء ومواضيع ومعلومات، حتى اني اتخذ نبرة الاساءة ولهجتها ومضمونها ووسيلتها والقائمين بها معيارا لاهمية وتاثير ما اقوم بنشره، فكلما ازداد العنف اللفظي تجاهي كلما تيقنت ان ما نشرته كان مهما ومؤثرا، فشكرا لهم جميعا.
وايضا، اتوجه برجاء المحبة الى زملائي من الكتاب الذين يتم استهدافهم والاساءة اليهم ان ينتبهوا الى الفخ ويتجنبوا السجال المشخصن، وادعوهم ليتذكروا معي رب المجد وهو يعد الطوبى للانسان الذي يتعرض لحملات الاباطيل بسبب موقف الحق الذي يقفه. كما لنتذكر جميعا ان الحكمة تقول ان هناك من الذم ما يشهد على الكمال.

2- خلق ضغط نفسي ومعنوي على الكتاب من خلال الاساءات والبذاءات والفبركات السلوكية والاخلاقية ليتوقفوا عن الكتابة وينسحبوا من الساحة الاعلامية. فعلى سبيل المثال تضمنت وما زالت الحملة المسيئة الموجهة الي دعوة مباشرة او مبطنة للضغط علي من اجل التوقف عن الكتابة. اقول اذا كان رب المجد قد اسيئ اليه فكم بالاحرى انا العبد الخاطئ. يقول الكتاب المقدس: (اذا كانوا قالوا لرب البيت انه رئيس الشياطين فكم بالاحرى لبني بيته).
واذا كانوا لقداسة البطاركة وجهوا ارخص التهم فكم بالاحرى لقس ضعيف مثلي لا حول له ولا قوة.
اقولها وبصراحة ان اخلاصنا والتزامنا لشعبنا هو ما يحركنا للكتابة في اموره ونقد ما نراه لغير صالحه ودعوة القائمين به لتصحيحه، وليس هناك من جهة او شخص يقبل على نفسه ان يضغط علينا لنتخلى عن اخلاصنا ومحبتنا لشعبنا، فكل من لهم حق علينا هم ملافنتنا وقدواتنا في العمل القومي، بل وهم من استهدفتهم الاساءات اكثر مني بسبب مواقفهم القومية.
كما وادعو بشكل خاص من انسحب او قلل من مساهماته في الساحة الاعلامية لشعبنا بسبب هذه الضغوط الى عدم مكافأة محاكم التفتيش الحديثة.

3- تشويش الصورة لدى القارئ وزرع بذور الشك عنده من خلال الكم الهائل من الاساءات والفبركات والتشويهات الشخصية على امل تحويلها الى حقائق عبر تكرارها لسنوات!!
انها مدرسة احمد سعيد الناصري ومحمد الصحاف الصدامي.. اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس.
"المشكلة" في هذا الاداء انه اذا كان قد فشل في عصر شحة المعلومات وضعف الاتصالات فكيف سينجح في عصر المعلوماتية والاتصالات، وبالاخص بين شعب صغير يكاد يتواصل ابناءه بشكل يومي.
و"المشكلة الاكبر" في هذا الاداء هي ان مفبركي الاساءات والتلفيقات باتوا هم (وليس الجمهور) يصدقون فبركاتهم ويسيرون بوحي منها مما يزيد عزلتهم ويفضح حقيقتهم، وبالنتيجة يلحق الاذى بمجمل عملنا وجهدنا القومي والوطني وهو ما يتوجب علينا جميعا معالجته.
والرب يبارك الجميع

للموضوع تتمة في اليومين القادمين:
من يشارك في التنفيذ؟ ولماذا؟
هل من علاج؟

القس عمانوئيل يوخنا

الروابط
(1) http://zowaa.org/nws/ns7/n170109.htm
(2) http://nahrain.com/news.php?readmore=57252
(3) http://zowaa.org/nws/ns7/n020409-4.htm
(4) http://www.capiraq.org/Books/Shimshon_Resignation.pdf



137
ܢܝܣܢ ܢܐܬܐ ܒܚܕܘܬܐ ܘܢܡܠܐ ܠܐܪܥܐ ܦܨܝܚܘܬܐ
نيسان ياتي بفرح ويملأ الارض بهجة
[/color]

بهذه العبارات تستقبل كنيسة المشرق شهر نيسان من كل عام لتعبر في هذه الكلمات عن حقيقة المكانة الكبيرة لهذا الشهر في حياة ووجود شعبنا
فنيسان شهر التجدد والعطاء
ونيسان شهر اخير والبركة
ومع نيسان هذا العام، نتوجه الى ابناء شعبنا والى عموم ابناء الوطن العراقي بالتحية والتهنئة متمنين ان يكون العام الجديد عاما من السلام والامن والامان لشعب ووطن النهرين.
وياتي الاحتفال هذا العام وسط مؤشرات على تطور الاوضاع وتقدمها نحو الاستقرار والامان ونبذ العنف والارهاب متمنين لهذا التقدم ان يترسخ ويتعزز بما يمنح للانسان والوطن العراقي فرصة التعافي واستعادة دوره الحضاري العريق والذي تعتبر احتفالات اكيتو في بيث نهرين احد مظاهر هذا الدور.
كما ياتي هذا الاحتفال متزامنا مع احتفالات شعبنا بتحقيق خطوة اخرى نحو تجسيد طموحه وحقه المشروع في التعبير عن ذاته واداء دوره الوطني من خلال حقه في الحكم الذاتي ضمن العراق الفدرالي الديمقراطي التعددي، حيث عبر شعبنا عن التفافه ودعمه لمطلب الحكم الذاتي في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة وليمنح بذلك شرعية جماهيرية اخرى تضاف لما سبقها من مواقف دعم جماهيرية ومؤسساتية لهذا المطلب.
ونحن اذ نهنئ شعبنا ووطننا الحبيب بهذه المناسبة فاننا نتمنى لهم احتفالا قوميا وجماهيريا واسعا يسمو ويتجاوز الالوان الحزبية والجهوية الضيقة فاكيتو كان وسيبقى رمزا من رموز شعبنا، كل شعبنا بكل انتماءاته ومكوناته والوانه.
كل عام والانسان والشعب والوطن بخير..

القس عمانوئيل يوخنا
مسؤول العلاقات لمنظمة كابني للمساعدات الانسانية
[/font]

138
رسم واحد يعبر اكثر من الف كلمة
[/color]
بينما كنت انجز تقرير اغلاق برنامج كابني لتوزيع 21 الف هدية الى اطفال العراق في موسم عيد الميلاد وراس السنة وشهر كانون الثاني المنصرم لاقوم بتقديمه الى الجهة المتبرعة في اوربا،
وبينما كنت اقوم بارشفة وترجمة مختلف مستلزمات التقرير من صور وتغطيات اعلامية للبرنامج ورسائل الشكر من مختلف القرى والمؤسسات والجهات والكنائس والمدارس وفضائية عشتار ممن نسقت معهم كابني في عملية التوزيع،
والاهم من كل ذلك بينما كنت اترجم وافهرس رسائل وبطاقات الشكر البريئة والمعبرة التي ارسلتها اعداد كبيرة من الاطفال ممن استلموا هذه الهدايا الى مرسلي الهدايا من اطفال اوربا،
توقف نظري بابتسامة فرح مخلوطة بدموع التعاطف والحزن عند لوحة رسمتها طالبة من حلبجة اسمها (زيار ئاوات) كانت استلمت هديتها ضمن ما يقارب من الف طفل من مختلف الانتماءات القومية والدينية في اقليم كردستان العراق ممن استلموا الهدايا في احتفالية خاصة بالاطفال تم التنسيق لاقامتها بين فضائية كردستان، مديرية تربية اربيل، مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة، قنصلية كوريا الجنوبية في اربيل اضافة الى كابني
حيث حضر الاحتفال العديد من المسؤولين وقامت بتغطيته حينها فضائية كردستان بالبث المباشر.
لذا ارتايت نشر الرسم ومشاركته معكم دون اي تعليق فاللوحة تعبر عن نفسها.

الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني للمساعدات الانسانية
[/font]

139
احبتي في الزوعا: هذه ليست مشكلتنا، انها مشكلتكم
الجزء الاول

احدهم طالبني بتبديل صورتي الشخصية المنشورة مع مقالاتي!!
واخر دعاني الى عدم طلب بركات الرب!!
الثالث يقترح علي ان احصل على قوتا كريما في تنظيف اطارات السيارات!!
وسيدة وامراة وأم، بكل ما لهذه الالقاب من فضيلة خاطبتني حرفيا:
(وأنني أشكر الرب حمداً مئات المرات من أنكم لستم في مراكز القوة والا كنتم هتكتم أعراض زوعا وأعراض أبناء شعبنا الاخرين ممن يحملون وجهات نظر مغايرة لكم) انتهى الاقتباس!!(1)
زميل اخر لهم خاطبني بالصوت والصورة على برنامجه التلفزيوني في اميركا (2):
http://capiraq.org/Audio/AFJ_Elections2009.mp3
واخر دعا الى محاكمتي.. بينما زميل له اصدر الحكم ايضا. شكرا للرب انه لم يكن اعداما!!
فيما الاخر في رسالة الكترونية تمنى الاعدام، بل وحدد طريقتها بحبل المشنقة كما يهوذا، حيث خاطبني حرفيا في مقطع من رسالته انقله دون اي تغيير:
(أنت أنسان حقير تتبرأ منك ألأمة ألأشورية وألمسيحية.  ألى ألنار وبأس المصير يا قبيح الشكل وألأخلاق.....
ليكون الصليب الذي ترديه حول عنقك (هذا أن كنت تلبس ألصليب) ليكن  هذا الصليب حبل خنقك يا يهوذا القرن 21.) انتهى الاقتباس!!(3)

احبتي، هذه هي حزمة الردود التي تلقيتها بعد نشري مقالاتي الاخيرة عن قانون الانتخابات ونتائجها وقراءتي الشخصية لها. وهي ذات الحزمة التي اتلقاها كلما نشرت مقالا فيه من المعلومات والتوثيق، وفيه من التحليل والقراءة لقضايا شعبنا، بل واحيانا يقوم البعض بخلق بريد الكتروني باسم مماثل لاسمي وارسال رسائل مسيئة في محاولة رخيصة للتشويه والاساءة.(4)
واتلقى هذه الحزم من اسماء صريحة او ملثمة يعبرون عن معدنهم واخلاقيتهم في "مقالات" على المواقع او بالايميل.
وهي ذات الحزمة ومن ذات المصادر التي تلقاها ويتلقاها زملاء وكتاب اخرون كلما دفعهم حرصهم على شعبهم وقضيته ان يمارسوا واجبهم وحقم ويتقدموا، كل بحسب رؤيته،  باراء ووجهات نظر تتضمن بين ما تتضمنه ملاحظات نقدية للاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية وامينها العام، مثلما تتضمن نقدا لبقية مؤسسات وشخصيات شعبنا الفاعلة.
ربما لي حصة اكبر (كما ونوعا) في هذا النمط من مقالات وعبارات "التشريف والاطراء" ولكني اعترف بفشلي في الحصول على امتياز ان اكون وحيدا في نيل "اوسمة التقدير" هذه . فقد نالها الاخوة جميل روفائيل، انطوان صنا، حبيب تومي، سعدي المالح، وسام كاكو والعديد الاخرون.(5) اما السيد تيري بطرس (عفوا المدعو تيري بطرس) فله مكانته الخاصة التي استحقها بجدارة، فهو الوحيد بين كتاب شعبنا والكتاب العراقيين الذي خصص المكتب السياسي للزوعا، ورغم زخم القضايا القومية والوطنية، اجتماعا (او جانبا من الاجتماع) له ويصدر بحقه بلاغ باسم المكتب السياسي ويشير اليه بالمدعو تيري بطرس رغم ان السيد بطرس يعرف الحركة ومؤسسيها ومسيرتها وعمل في سوح العمل القومي سنوات طوال قبل ان ينال العديد من اعضاء المكتب السياسي الحالي عضويتهم في الحركة.(6)
وحيث ان هذه الحزمة تكررت وهي مرشحة للتكرار مع كل نقاش او عرض لشان او قضية قومية او وطنية، فانها اصبحت ظاهرة وباتت تمثل احد مظاهر ازمتنا الثقافية والسلوكية، ولذلك اعتقد وجوب الوقوف عندها وتناولها، ان لم يكن بهدف معالجة المصابين بها (فذلك، وللاسف الشديد، امر بعيد المنال رغم تمنياتنا له) فعلى الاقل للتعريف بها للاكثرية المتابعة للامور.
وهذا سيكون هدف هذا الموضوع الذي وعدت القراء بنشره.

اولا: هناك حقيقة لا يمكن انكارها كما لا يمكن اعتبارها مجرد مصادفة.
ففي الوقت الذي يتوجه كتابنا، وبينهم كاتب المقال، بالنقد وابداء الراي والملاحظات وتقديم ما يعتقدونه مناسبا لمعالجة ما يرونه اخطاء او اخفاقات الى كافة مؤسساتنا ومرجعياتنا السياسية منها والدينية ومن دون استثناء، بل وفي الوقت الذي يتوجه فيه هذا النقد الى الشخصيات الفاعلة المستقلة ايضا..
وفي الوقت الذي يلتزمون فيه اللياقة الادبية في كتاباتهم وانتقاداتهم دون اساءات شخصية او غيرها مما لا يتوافق مع معايير النقد الموضوعي والحوار المسؤول.
وفي الوقت الذي راينا فيه تقبلا وتفهما كبيرا من مختلف المؤسسات والمرجعيات والشخصيات المعنية والمشمولة بالنقد، وبغض النظر عن اقتناعها بصحة وصواب النقد من عدمه.
فان الجهة الوحيدة التي تلتزم الاساءة والتخوين والتجريح والتقديح والشخصنة والاستهزاء في التعامل مع ما يتوجه اليها من نقد هي الحركة الديمقراطية الاشورية. وهذه حقيقة مؤلمة يشعرها ويتلمسها لمس اليد كل متابع للحوار السياسي والثقافي لشعبنا.
ولانها تتكرر مع كل حدث او قضية حوارية، ولانها تتوجه الى جميع النقاد، ولانها تصدر من اكثر من كاتب او اعلامي زوعاوي واحد، فلذلك كله لا يمكن اعتبارها مصادفة بل تعبير عن نهج وسياق والتزام بقرار نتمنى، ويشاركني التمني جميع الاخوة، ان يتم تصويبه ويتم الكف عنه وتقوم الحركة وكتابها ومواليها باعتماد اساليب واشكال واخلاقيات الحوار المتحضر.
الحالة الاستثنائية الوحيدة التي تلمستها، شخصيا، بين كتاب الحركة ممن ينشرون باستمرار هو السيد هرمز طيرو الذي، قد نتفق او نختلف معه في الرؤى، ولكن، والحق يقال، فان كتاباته تلتزم معايير الحوار الموضوعي شكلا ومضمونا. فله مني كل التقدير.
الاختلاف في الرؤى امر طبيعي.. فالخالق اراد التنوع في خليقته، فكيف يمكن لنا ان نلغي ذلك.
بل وان الاختلاف هو سبب الحوار، فلو كنا متفقين جميعا وفي جميع الامور لما احتجنا اساسا للحوار.

ثانيا: من تجربتي الشخصية اقول ان قراء مقالاتي تلمسوا وبوضوح اني انتقدت مرجعيات كنسية، مثلما انتقدت العديد من التنظيمات السياسية لشعبنا اضافة الى الزوعا.
بالتاكيد هناك فارق بين الية نقدنا لمن لنا معه قناة مباشرة للحوار، وبين من ليس بيننا قناة مباشرة للحوار.
كما هناك فرق في مضمون وحجم نقدنا لمن ليس حاضرا او مؤثرا في الساحة القومية والوطنية (في العراق تحديدا) وبين من هو مشارك فيها. مثلما هناك فارق في اولويات القضايا التي نقوم بعرضها وابداء الملاحظات عنها. فالحكم الذاتي ومحاولات البعض لاجهاضه هو اولوية ملحة تتقدم على مواضيع اخرى مثل فديوكليبات الاغاني في قناة عشتار.
واقولها وبكل تواضع واعتزاز، ان العديد ممن توجهت اليهم بالنقد والملاحظات (المطكستا مثالا) افادوني كثيرا في حواراتي معهم من حيث استفادتي من اراءهم لتطوير ارائي احيانا، او لتصحيحها في احيان اخرى ناهيك عن اغناء المعلومات، وكل ذلك بسياقات متحضرة من الاحترام المتبادل.
ومن تجربة الاخرين يمكن لي ان استشهد بالسادة جميل روفائيل وحبيب تومي وانطوان صنا وبقية الاخوة، فهم جميعا نقدوا الجميع ومن بينهم الحركة. فمن منا لم يطلع على الانتقادات الحادة للسيدين تومي وصنا (مثلا) بحق الاحزاب الاشورية وبينها الاترانايي وبيت نهرين والزوعا، او بحق المجلس الشعبي ولكن هل سمعتم او قراتم يوما من كتاب الاترانايى او بيت نهرين او المجلس او المتفقين معهم اية اساءة شخصية او تخوين او كلمات غير لائقة بحق منتقديهم. على العكس تماما، فرغم الاختلافات الكبيرة (في موضوعة التسمية مثلا بين الاخ حبيب ومن ينتقدهم) هناك احترام متبادل يقوم على قبول الراي الاخر واحترامه.
وهل سمعتم يوما من قوانا ومؤسساتنا اتهام ناقديهم بانهم حاقدين وخونة وعملاء وماجورين وجهلاء وووووووو
انه الزوعا، والزوعا وحده، الذي يطلق الاساءات والتهم ويمارس محاكم التفتيش.
لذلك اقول وبروح المحبة الى احبتي في الزوعا: انها ليست مشكلتنا، انها مشكلتكم التي عليكم مراجعتهها وتصويبها.

ثالثا: يصر كتاب الزوعا على اتهام ناقديه، ورغم كونهم طيفا سياسيا واسعا، بانهم حاقدين!! وان ما يكتبونه ليس نقدا بل حقدا!!
رغم التقارب اللفظي والاملائي بين مفردتي النقد والحقد فان الفارق شاسع بينهما. فالناقد لا يمكن ان يكون حاقدا، مثلما الحاقد لا يمكن ان يكون ناقدا.
فهل ما اكتبه وكتبه اخرون بشان القضايا القومية والوطنية لشعبنا وما تضمنته هذه الكتابات من اتفاق او اختلاف مع هذه الجهة او الاخرى هو نقد ام حقد؟
طبعا يكفي القول بان شمول عموم تنظيماتنا وقياداتها بهذه الانتقادات من مختلف الكتاب، وكل حسب رؤيته، هو بحد ذاته دليل على ان ما يكتب هو نقدا وليس حقدا.
فلو كان حقدا لاقتصر على الجهة المحقود عليها. ولو كان حقدا لكان جاء فقط من جهة او شخص حاقد محدد.
ولكن عندما ياتي النقد من الجميع ويتوجه الى الجميع فعندها لا يمكن ان يعتبر حقدا.
ولو كان حقدا لما تضمن اقرارا بالايجابيات الموجودة، عند وجودها، في جهة من يتم نقده.
ثم كيف يكون حقدا وهو يلتزم بمعايير الحوار الموضوعي في الشكل والمضمون وتقديم المعلومات الموثقة وتحليلها بما لها وعليها.
وكيف يكون حقدا والكتابات تضمنت دعوات للحوار بل والمناظرات الحوارية، فبالله عليكم هل هناك حاقد يدعو من يحقد عليهم الى محاورته في مناظرة حرة ومفتوحة يمكن لهم فيها تفنيد اراءه ومعلوماته وملاحظاته.(7)
وكيف يكون حقدا وجميع الكتاب يقدمون اراءهم وملاحظاتهم ويدعون ويتمنون على الجميع والزوعا قبولها والتعامل معها بموضوعية واغناءها وتصحيحها اذا كان في معلوماتها ما هو خاطئ. ويتعامل الجميع معها، ما عدا الزوعا، بروح الاحترام وقبول الراي والراي الاخر.
احبتي، انها ليست مشكلتي في ان تحسبون كل ما ليس تبجيلا هو تقديحا.. وكل ما ليس خضوع وولاء هو خصومة وعداء.
وانها ليست مشكلتي ان تحسبون كل من ليس معكم هو ضدكم.
شخصيا، وعلى العكس منكم، وكما اوصانا رب المجد، اؤمن: من ليس ضدي هو معي.

رابعا: وكشهادة على ما يسمونه حقدا منا، يدعونا كتاب الزوعا ان لا نذكر الزوعا او امينه العام بالاسم في مقالاتنا، وان فعلنا فمعناها اننا حاقدون ومصابون بعقدة الزوعا!!
ما لا استطيع ان افهمه هو كيف يمكن ان نقوم بحوار موضوعي وشفاف ومسؤول دون ان نورد اسماء من هم في موضوع الحوار؟ واين المشكلة في تسمية القوى والشخصيات والاحداث بمسمياتها ما دمنا نريد حوارا ايجابيا وهادفا؟
فعلى سبيل المثال لا الحصر، بالله عليكم قولوا لي كيف يمكن ان نناقش عملية ومنافسة انتخابية بين قوائم ومرشحين دون ان نذكر اسماءهم؟!! وكيف يمكن ان نناقش عملية ومحطة سياسية لا تتكرر الا كل اربع سنوات دون ايراد الاسماء؟!!
فهل المطلوب ان نناقش كما الخارطة الصماء!! او نستعين بالرموز بدل الاسماء فنقول مثلا: (ان رفض السيد أ لحق الشعب ب في المطالبة بالحق ج في الدستورين د –و- هـ اثر سلبيا على الاصوات التي حصل عليها مرشحه س في المحافظة ص).
ثم لماذا تكون اسماء اصحاب القداسة البطاركة واصحاب الغبطة والنيافة المطارنة والاساقفة واسماء كل السياسيين غير البنفسجيين تكون علكا تمضغ فيه الافواه بكلمات نابية ومشينة.. ولكن الويل والثبور ان اوردنا اسم شخص محدد في نقاش موضوعي وحوار قائم على احترام الشخص وكرامته رغم الاختلاف معه في مواقفه السياسية.
احبتي، انها ليست مشكلتي ان هناك من يعبد بقرة مقدسة فانا لا اعبد سوى ربي وخالقي.
وانها ليست مشكلتي ان تحول فلان لدى البعض الى قدسية تماثل قدسية الذات الالهية، فبمجرد ذكره دون تمجيد وتسبيح هو كفر وضلال يستحق الرد بالجهاد وسيفه من البذاءات والاساءات.

خامسا: يتساءل البعض عن المدى الزمني الذي سيبقى نقاد الزوعا ينتقدونه.
اقول من وجهة نظري الشخصية انه ليس هناك نقد من اجل النقد. كما ليس هناك نقد محصور بالزوعا فقط.
فالنقد وابداء الراي والملاحظات والاقتراحات هو عملية ديناميكية حية تخضع لما يعيشه شعبنا من وقائع واحداث، وتتوجه نحو ما يطمح اليه من اهداف وطموحات.
وضمن هذه الجدلية يقوم النقد بمهمته في محاولة تحديد مواطن الخلل والصواب، ومصاددر الضعف والقوة وبما يحقق لشعبنا افضل النتائج باقل الجهود والخسائر. هذه هي باختصار رسالة الكتابات النقدية التي يشارك فيها كتابنا كل بحسب رؤيته واجتهاده الذي لا بد وانه في نهاية المطاف يخدم العملية هذه ككل.
وبالتالي فان المواضيع والمواقف والجهات والشخصيات التي يتوجه اليها الكتاب بكتاباتهم وملاحظاتهم ليست محددة باسماء معينة او مواقف وقضايا معينة او فترة زمنية معينة. فالعملية هي ديناميكية بديناميكية الحياة.
فعلى سبيل المثال، انتقد الكثيرون في حينه، وكاتب المقال من بينهم، التسمية الكلدواشورية المركبة، وانتقدوا محاولات فرضها والقائمين بذلك (وفي مقدمتهم كان الزوعا). اما الان وقد حسم الامر وتم تجاوز التسمية المركبة وسحبها من بورصة التسميات!! وبعد ان التحق الزوعا مع قوى شعبنا التي تعتمد التسمية الشاملة (الكلداني السرياني الاشوري) فمن الطبيعي ان ينتهي تناول الامر وانتقاده من قبل كتابنا.
وسيكون الامر كذلك لو تراجع الزوعا عن موقفه في رفض الحكم الذاتي والتحق مع شعبه في المطالبة به، فعندها وبالضرورة الحتمية سيتوقف انتقاد الزوعا لموقفه المتقاطع مع حق وطموح شعبنا. وهكذا..
ولكن وللصراحة والامانة اقول ان هناك ممارسات (وليس مواقف) مسيئة قام بها الزوعا مما لا يمكنني شخصيا تجاهلها او محوها دون قيام الزوعا بالاعتراف بها والاعتذار عنها كونها امور وسوابق مسيئة وخطيرة، وفي مقدمتها محاولة التصفية الجسدية، والاشتراك في محاولة تفتيت الكنيسة والاساءات المشينة ضد اباءها.
فهذه ليست مواقف يمكن تطويرها بل هي ممارسات عملية لا يمكن التسامح معها دون اعتراف القائم بها بخطأه.
يقول البعض ولكن المسيحية هي تسامحية. فاقول هللويا وانها كذلك، ولكن هل اعترف المسيئ وطلب المغفرة والمسامحة؟ فيوم يفعل سنكون له مسامحون واخوة صغار.

سادسا: احدهم قال ان الخلافات في وجهات النظر بالشكل الحالي ربما تؤدي الى تصفيات جسدية.
فاقول ان محاولات التصفية حصلت قبل نشر المقالات والحوارات. فالتصفية الجسدية تعود محاولاتها الى عام 1994 فيما الارهاب الفكري ابتدا قبل ذلك وما زال مستمرا.
واقول بصراحة اني شخصيا التزم ما اراه ضروريا من التحوطات الامنية في زياراتي للوطن.
واحدهم قال ان ما اكتبه، ويكتبه اخرون من ملاحظات نقدية، هي سبب الشقاق القائم بين تنظيمات شعبنا وقواه، وهي سبب الخلافات القائمة في اوساط شعبنا!!
شخصيا، ابتدات بالنشر على مواقع الانترنت انطلاقا من موقع عنكاوة الذي اصبحت عضوا فيه بتاريخ 31 ايار 2002 والراغب بالتاكد يمكنه عرض بطاقتي الشخصية على الموقع.
فبالله عليكم كيف كانت الامور قبل نشرنا على الانترنت؟ هل كانت سمنا وعسلا؟
الم تحصل محاولات التصفية الجسدية والارهاب الفكري وغيرها قبل ذلك التاريخ؟
فلماذا تحملون كتاباتنا المسؤولية؟ ولماذا لا نمتلك الجراة لنقول من هو سبب الانقسامات والتناحرات القائمة؟
واليست كتابات كتابنا جميعا، وبينهم كاتب المقال، تدعو الى تصحيح الامور؟
واليست الردود التي نتلقاها اثباتا ماديا يحدد المسؤول عن هذه السلبيات، ودليلا ماديا لاصراره على المزيد منها؟

سابعا: لماذا يكون من حق الزوعا ان ينسب، بتضليل وفبركات ومن دون وجه حق، كل شيئ، حتى الهواء الذي يستنشقه شعبنا في الوطن، الى نضاله وامينه العام، ولكن ليس من حق اي احد تحميل الزوعا مسؤولية هذا الاخفاق او ذاك (مثل تشويه الهوية القومية وتقزيم التمثيل وغيرها).
احدهم قال انه لولا الزوعا لكانت كل بناتنا قد اسلمن واغتصبن!! فيا من اهانة ليس بعدها اهانة.
اليس من يدعي تحقيق البطولات والانجازات ان يتحمل ايضا مسؤولية الاخفاقات؟
في احدى لقاءات السيد الامين العام للزوعا في احدى زياراته تحدث عن حجم الزوعا ودوره وتاثيره من جهة وقلة وانعدام تاثير بقية التنظيمات التي يحب ان يسميها بالمصطنعة، وفي الحديث ايضا تحدث عن الواقع السلبي لشعبنا وعدم تحقيق حقوقه من جهة اخرى. فاجابه احد الحاضرين بالقول ان المثل يقول: الخط الاعوج (في الزراعة) هو من الثور الكبير.

الرب يبارككم


القس عمانوئيل يوخنا

للموضوع تتمة في الاسبوع القادم:
اهداف الكتابات المسيئة
اسبابها
كيفية التعامل معها

الهوامش:
(1) لم ينشر موقع عنكاوة المقال الا بعد قيام الكاتبة بابدال كلمة (هتك الاعراض) بـ(قمع)، فيما نشر موقع زهريرا المقال كما هو!!.
(2) المقطع هو ضمن برنامج (اشوريون من اجل العدالة) وشكرا لموقع عنكاوة لجلبه هذا البرنامج الذي يقدمه السيد سام درمو (الملقب: اتورايا داريزونا) على الواجهة الامامية لموقع عنكاوة!!! وهذا البرنامج هو النسخة التلفزيونية لمواقع الانترنت الحوارية التي انطلقت بذات الاسم مع حملة تمرد الاسقف الموقوف حينها اشور باوي سورو، وهي الحوارات التي تخصصت (كما هو البرنامج التلفزيوني الحالي) بالاساءة الى كنيسة المشرق واباءها وجميع قوانا السياسية وشخصيات شعبنا الفاعلة ما عدا الزوعا!!. ولمعرفة المزيد عن السيد درمو وهذه الحوارات يمكن زيارة موقع (www.shrara4u.com).
(3) مرسل الرسالة تعود بانتظام على ارسالي ايميلاته المحشوة بالشتائم بالعربية والانكليزية دون ان يفوته اختتام معظمها بعبارة Long Live ZOWAA
(4)
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,216419.msg3309544.html
(5) على سبيل المثال مع الاخ حبيب تومي، اقرأ ذات الامر:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,264152.msg3625191.html
(6)
 http://zowaa.org/nws/ns7/n181208-3.htm
الرد على الايضاح اقرأ:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,256735.msg3574659.html
7 اقرا مثلا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,219599.msg3329390.html
[/font]

140
الاخوة الاحبة
ارسل لي زميل بالبريد الالكتروني صورة البوستر الانتخابي ادناه.
انها فعلا دعاية انتخابية نادرة ومتميزة!!


141
قالها شعبنا بوضوح: لا ليوناذم
فهل يقولها يوناذم ولو بخجل: نعم لشعبنا
الجزء الثاني
[/b]
الجزء الاول منشور على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,269216.0.html
6- هشاشة في الديموغرافيا..  هشاشة في القوة الانتخابية.. هشاشة في التمثيل..
لاكثر من عقد من الزمن واعلامنا يقول بديموغرافية لشعبنا تفوق الـ 160 الف في محافظة نينوى (اي بحوالي اكثر من 100 الف ناخب)، وتحديدا في سهل نينوى. فماذا اظهرت الانتخابات الاخيرة عن هذه الديموغرافيا؟
تقول الارقام ان مجموع اصوات الناخبين لصالح الكوتا المسيحية في محافظة نينوى هي 20759 صوت فقط.
من هنا يفرض السؤال ذاته: اين تلاشت الديموغرافيا والقوة الانتخابية؟
صحيح ان هناك اعدادا حرمت من الانتخابات، وبخاصة بين النازحين، اما بسبب تلكؤهم في التسجيل او بسبب ضعف اداء المفوضية، ولكن هذه الاعداد لا تقدم الاجابة للاسباب الحقيقية وراء هذا الفارق.
شخصيا، اعتقد ان هناك ثلاثة اسباب تتداخل في هذا الامر:
اولها، ان ديموغرافية شعبنا في محافظة نينوى هي اقل مما نتصوره.
ثانيها، ان اقبال شعبنا على الانتخابات هو اقل من ما نطمح اليه.
ثالثها، ان القوائم الوطنية استقطبت هذه المرة ايضا الاعداد الاكبر من الناخبين من ابناء شعبنا.
نتمنى ان تنال هذه الاسباب مجتمعة حصتها من الدراسة والتحليل وخطة التعامل من قبل مؤسساتنا القومية خاصة ونحن مقبلون على استحقاقات ومحطات انتخابية قادمة. ان اثارة اسئلة صريحة مثل لماذا؟ وكيف؟ مع الذات ومع الشعب هي وحدها التي تجدي في معالجة الامور، وليس كما يحلو للبعض ان يعتمد الطريق الاسهل بالهروب من مواجهة الحقيقة بالقاء التهم الجاهزة المستنبطة من نظرية المؤامرة على الاخرين واراحة الضمير وتنزيه الذات ولو بخداعها.

7- هدر الاصوات بالارقام..
قبل الانتخابات نشرت مقالا بجزئين تحدثت فيه عن ما نحن متوجهون اليه من هدر في الاصوات بسبب افتقارنا الى التكتيك الانتخابي والبراغماتية السياسية وانجرافنا، عوض ذلك، وراء الشعاراتية والحروب الداخلية ومحاولات تحقيق الانتصار على الذات والمقابل بسبب قدرة البعض المهيمن على المقدرات الاعلامية والمؤسساتية لشعبنا منذ 1991 في تحويل بوصلة ومعيار الجهد القومي من تحقيق المكاسب القومية والوطنية الى انتصارات دون كيشوتية، وقدرته في خلق تراكم من خطاب سياسي شعاراتي يحصر ساحة الصراع في حدود داخلية ضيقة، مثلما استطاع فرض تعاريف ومعايير تقوم على تخوين دعوات الشراكة والمشاركة الوطنية حتى على حساب تقليص وتهميش حضور شعبنا وفاعليته السياسية في مؤسسات صنع القرار بمستوياتها المختلفة.
واليوم وبعد  الانتخابات ونتائجها حيث تتحدث الارقام يكون ما توقعناه وقراناه قد تحقق في الواقع.
ولكن قبل ذلك دعوني اؤكد القول انه من سذاجة التفكير ان نستصغر الفارق بين ان نكون موجودين في مجالس المحافظات او النواب او غيرها من مفردات الهيكلية السياسية والتشريعية والادارية العراقية بمقعد واحد وبين ان نكون هناك باعداد اكثر من المقاعد. ان القائلين بلا فرق في ذلك انما لا يفقهون العملية الديمقراطية التي نريد بناءها، وبدانا ببناءها فعلا، لشعبنا ووطننا العراقي. ولست بحاجة الى تقديم الامثلة والشواهد من التجارب الديمقراطية عن التاثير الذي يمكن ان يحققه مقعد اضافي على كفة الميزان في العديد من الحالات والعديد من القرارات.
من السذاجة ان ندعي اننا نؤمن بالقيم الديمقراطية في الوقت الذي نستصغر ونستهين بمفردات هذه القيم.
بخلاف ذلك، فانه من البديهي انه من الافضل لنا ان نمتلك اكثر من مقعد في مجلس محافظة نينوى تحديدا لانه سيتعامل، وكما قلنا مرارا، مع استحقاقات سياسية بامتياز وتتعلق بجوهر وجود ومطالب شعبنا.
تقول نتائج الانتخابات ان 7562 صوتا كانت كافية للمرشح الاخير في قائمة نينوى من الذكور و1981 صوتا للاناث لنيل مقعد المجلس. وان 3902 صوتا كانت كافية للمرشح الاخير في قائمة الحدباء من الذكور و121 صوتا للاناث لنيل المقعد. كما تقول النتائج ان نتائج المتنافسين على الكوتا المسيحية هي: 13760 لعشتار، و6144 للرافدين و855 للاتحاد الكلداني في منافسة على مقعد الكوتا المسيحية الذي يمكن الحصول عليه بعدة اصوات بالتزكية.
حسنا، الم يكن من الافضل، وكما اوردنا في مقالنا المشار اليه، ان يتم الاتفاق والتوافق على من يشغل هذا المقعد من المستقلين القوميين  او في اسوا الاحوال تركه لمنافسة المستقلين وتحييده من الصراع الحزبي، مع دخول القوائم المتنافسة في تحالفات وطنية تتلاءم (لا اقول تتطابق) مع خطها السياسي.
فقائمة عشتار وبـ 7600 صوتا كان يمكن لها ضمان مقعد او اكثر مع قائمة نينوى. بل وعدة مئات من الاصوات كان يمكن لها ترجيح فوز السيدة ايفلين ايضا ضمن قائمة نينوى، خاصة وان الخط السياسي للسيدة ايفلين متطابق مع خط عشتار في الحكم الذاتي ووحدة شعبنا.
والرافدين كان يمكنها بـ4000 صوتا ضمان فوز مرشحها في تحالف مع الحدباء التي تشترك معها في الخط والمطالب السياسية لمحافظة نينوى حتى انها وبحسب التقارير الاخبارية نالت دعم الحدباء المالي لاطلاق قناة اشور الفضائية، بل وان قائمة الحدباء كانت من زارتها قائمة الرافدين قبل الانتخابات كما اوردت مواقع اخبار الزوعا نفسه.
وبالنتيجة كان سيكون لنا اربعة مقاعد في الاقل (واحد من الكوتا وثلاثة من ضمن القوائم الوطنية).
وهذا ليس بالفانتازيا الوردية بل هو من البراغماتية السياسية التي تتطلب وعيا يبدو ان بعضنا ما زال يفتقر اليه رغم اكثر من عقدين من احتراف السياسة. ولنا في الايزيدية شاهد على ما نقول حيث قررت مرجعياتهم السياسية عدم هدر اصواتهم في منافسة لكسر العظام من اجل مقعد واحد، وبذلك حصلوا اضافة اليه على ستة مقاعد في الاقل من خلال قائمة وطنية هي قائمة نينوى.
لا فرق في مقعد الكوتا اليتيم ان يفوز به المرشح بمائة صوت او بالف او بعشرة الاف او بعشرين الف صوت. وبذلك لا معنى للدعوات الشعاراتية بتوحيد الجميع في قائمة واحدة من مرشح واحد والتصويت له بالاف الاصوات للحصول على مقعد يتيم واحد يكفي للفوز به عدة اصوات.
انا افهم واتفهم انه ومع اجواء الصراع التي فرضها السيد يوناذم على الاداء السياسي والجماهيري والاعلامي لمؤسسات شعبنا كان هناك ضرورة لتحقيق انتصار يكون فيه الشعب هو الحكم والفيصل ويؤكد من خلاله شعبنا ان له قرار وخيار اخر غير ما يدعي امتلاكه السيد يوناذم، وان السيد يوناذم لم يعد يمثل او يتناغم مع توجهات وطموحات شعبنا، وكانت انتخابات المحافظات ومقعد الكوتا المسيحية هذا الاختبار والانتصار الذي حققته عشتار ولا شك في كونه البرهان المطلوب. ولكن ثمن هذا الانتصار والبرهان، رغم اهميته في تشكيل توجهات شعبنا السياسية في المرحلة الحالية والمراحل القادمة كونه يمتلك ويستند على الشرعية الجماهيرية، وكونه يؤكد ان شعبنا يمتلك حسا فطريا بالمسؤولية ومحاسبة من افرط في تحملها، كان، برايي، ثمنا غاليا تمثل في حرمان شعبنا من حضور في مجلس محافظة نينوى يتناسب مع وجوده وطموحه في مرحلة مهمة من مراحل تشكيل الهيكلة السياسية والادارية للعراق.

8- من السذاجة القول ان خسارة الرافدين في الانتخابات هي وليدة فترة الانتخابات وما سبقها من حملة دعائية. ومن السذاجة القول انها بسبب مخالفات هنا او هناك. فعشتار فازت باكثر من ضعفي اصوات الرافدين وهي نسبة لا يمكن تبريرها بادعاء المخالفات، كما ان الرافدين خسرت في مقابل الاتحاد الكلداني ايضا.
في انتخابات البرلمان العراقي في كانون الاول 2005 والتي جرت على اساس مقاعد للمحافظات نالت الرافدين 9448 صوتا في نينوى، وفي الانتخابات الاخيرة نالت 6144 اي بتراجع بنسبة الثلث رغم ان عدد الناخبين بعد اربع سنوات هو بالبداهة اكثر من عدد الناخبين قبل اربع سنوات.
صحيح ان هناك هجرة الى دول الجوار ولكن الهجرة لم تقتصر على مؤيدي قائمة الرافدين، بمعنى ان عشتار ايضا لها اصواتها ومؤيديها في اللاجئين الى دول الجوار.
اننا نعتقد ان الخسارة كانت نتيجة طبيعية وحتمية لاداء سياسي وجماهيري فاشل للزوعا وقيادته، وتحديدا السيد يوناذم، خلال السنوات الاخيرة.
فمن ناحية وفي الوقت الذي كان الارهاب ضد شعبنا هو سمة هذه السنوات الارع فان مواقف وتصريحات السيد يوناذم اتسمت باللامسؤولية تجاه الامر حتى ان العديد من تصريحاته تناغمت مع ناكري الارهاب والمغطين عليه وربما الضالعين فيه بصورة مباشرة او غير مباشرة. وحتى في المرات النادرة التي اقر فيها بوجود ارهاب استهدف شعبنا حاول تبريره وتقديم الذرائع له عبر ربطه بانه رد فعل على مطالب شعبنا السياسية!!!
ومن ناحية اخرى تمادى في معارضته لسقف الحكم الذاتي كمطلب واستحقاق لشعبنا حتى بدا وانه لا ينتمي الى هذا الشعب.
ومن ناحاية اخرى وضع ذاته وتنظيمه واعلامه، ومن غير مبرر، في تقاطع حاد مع برنامج المساعدات الاعمارية والانسانية التي تمت من خلال السيد سركيس اغاجان عوض الترحيب بها ودعمها وابداء الملاحظات عليها لتطويرها. وفي هذا التقاطع والتعارض الذي ارتدى لباسا غير اخلاقي انعكس في حملة التشهير الرخيصة المستمرة من على كل المنابر الزوعاوية ضد البرنامج وشخوصه خلق السيد يوناذم انطباعا عن نفسه وحركته بانهما غير مباليان باحتياجات شعبنا وان مربط الفرس عنده هو الدولار الاخضر الذي ان جاء من قناة غير قناته فالويل والثبور.
ناهيك عن الاستمرار في نهج الاساءات والتخوين والعداء مع جميع المؤسسات السياسية والمرجعيات الكنسية والفعاليات الناشطة من ابناء شعبنا.
كما يضاف الى ذلك القدوة السيئة التي قدمها ممثل الرافدين في مجلس محافظة نينوى السيد جيفارا زيا الذي تمادى اعلام الحركة في التغطية على اساءته لدرجة اعلان براءته وتهنئة الشعب العراقي عليها حتى بعد النطق العلني لقرار المحكمة بادانته.
كل هذه العوامل مجتمعة كانت وراء التراجع التدريجي في دعم الناخبين على مدى السنوات الاربعة المنصرمة لقائمة الرافدين ليصل التراجع الى نسبة الثلث واكثر.
واتمنى على الاخوة في قيادة الزوعا ان يراجعوا الاداء السياسي والجماهيري والمؤسساتي والاعلامي لهم مراجعة نقدية صريحة ومسؤولة ويمتلكوا الجراة على تحديد مواقع الخلل واسبابه ومعالجته حتى ولو تطلب عملية جراحية لازالة الورم المسبب للخلل. فالعودة الى الشعب والتناغم معه هو ما يتمناه جميعنا للزوعا. واتمنى عليهم عدم محاولة الهروب من مواجهة حقائق الواقع وعدم التغطية على الاخفاق بتعليقه على شماعات وهمية.

9- الحقيقة وبحسب رايي ان السيد يوناذم كنا كان يدرك الخسارة الحتمية لمرشحيه في انتخابات مجالس المحافظات، ولذلك، وكما سبق لي قوله في مقالات سابقة، كان اخر ما يتمناه هو خوض الانتخابات والتنافس الحقيقي.
ومراجعة متانية ومتعمقة في اداءه في مجلس النواب في مراحل قانون الانتخابات تؤكد انه في قرارة نفسه لم يكن يريد الكوتا التي تضعه في هذا الاختبار الحقيقي، وانعكس ذلك في اداءه في البرلمان حتى ان رئيس لجنة الاقاليم انتقده بوضوح وشدة في مجلس النواب لتقصيره (الذي يبدو متعمدا) في تقديم صيغة لكوتا الاقليات.
بل وان دعوته للمقاطعة كانت اخر محاولاته لتجنب الاختبار وتفادي الانتخابات.
وبذلك فان اصراره على خلق كل التبريرات والتشبث بها للتشكيم بشرعية فوز عشتار ليس مفاجئا وان كان مخجلا.
فالرجل الذي طالبنا جميعا باحترام كل الانتخابات التي فاز فيها يطلب منا الان ان نرفض شرعية هذه الانتخابات رغم انها وباعتراف الجميع الاكثر نجاحا من سابقاتها (لا اقول انها مثالية)، ورغم انها اول انتخابات على اساس الكوتا بما تعنيه من اختبار واضح. والرجل الذي اصر على الادعاء بان الرافدين في الانتخابات السابقة فازت باكثر من 80% من اصوات شعبنا (انتبه: اصوات شعبنا وليس فقط اصوات الناخبين المصوتين لقوائم شعبنا!! فالفارق كبير بين القول باصوات شعبنا واصوات قوائم شعبنا لان اكثرية ابناء شعبنا صوتوا حينها للقائمة العراقية والتحالف الكردستاني وغيرها) يرفض الاعتراف اليوم بان عشتار فازت في نينوى باكثر من ثلثي هذه الاصوات. انها المعايير المزدوجة التي يبدو ان شعبنا ابتلى بها.

9- يقيم اعلام قائمة الرافدين الدنيا ولم يقعدها بسبب حادثة تللسقف وفصل ثلاثة من منتسبي الحراسات لانهم ادلوا بصوتهم للرافدين وليس لعشتار، وتتخذ الرافدين من ذلك دليلا ساذجا على ان فوز عشتار غير شرعي!!
وكما في بقية الامور ساحاول هنا ايضا عدم التوقف عند الظواهر بل ادعو القراء معي الى قراءة اعمق للحدث والاستنتاج منه باسلوب منطقي وموضوعي.
مختصر الحادثة يقول وكما وثقها موقع عنكاوة بان لجنة شؤون المسيحيين في تللسقف فصلت ثلاثة من العاملين (حارس ومراقب عمل وموظف تنظيفات) لانهم قاموا بالدعاية الانتخابية للرافدين وصوتوا لها وليس لعشتار. وتفاصيل الحادثة منشورة على الرابط: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,266900.0.html
نقول ومن حيث المبدا واحترام حق التعبير عن الراي فان الفصل ليس مقبولا بتاتا واتمنى على القائمين به مراجعة القرار والغاءه واعادة المفصولين الى وظائفهم.
ولكن ولتحليل الامر، خاصة وانه بات يوظف في تشويه قرار شعبنا الذي عبرت عنه نتائج الانتخابات وبات يوظف كشماعة يعلق السيد يوناذم خسارته الكبيرة عليها فاننا ومع القراء سنحلل الامر ببعض التفصيل، فنقول:
- يقول التقرير ان احد المفصولين وهو السيد صبري اليشاع هو حارس وهو من الزوعا.
الا يعني هذا ان الحرس ليسوا مليشيا جهوية محددة. وان تصديقنا للتقرير وبان هناك بين الحراسات من هو منتمي للزوعا حتى قبل توظيفه في الحراسات يعني بالضرورة الحتمية تكذيبا صريحا لادعاء السيد يوناذم بان الحراسات هم مليشيا جهوية لعشتار. فان صدقنا التقرير بان الحراسات تضم منتسبين للزوعا وجب علينا تكذيب يوناذم بادعاء المليشيا، وان صدقنا يوناذم وجب علينا تكذيب التقرير. شخصيا اصدق التقرير كونه موثق باعترافات وتسميات وتواريخ.
- في الوقت الذي يقول فيه التقرير ان اللجنة طلبت الى الحراس والمنتسبين التصويت لعشتار، فان التقرير يتضمن ايضا ان السيد رمزي عوديش (مشرف عمل) وهو من الزوعا هدد العاملين تحت امرته بانه سيعذبهم ان لم يصوتوا للرافدين. الا يعني هذا ان الرافدين ايضا هددت العاملين تحت اشراف منتسبها بالتصويت لها، والا فالعقاب والعذاب. لا يجوز ان نكيل بمكيالين فالتنديد بممارسة من جهة تفرض التنديد بمثيلتها ان جاءت من الجهة الاخرى.
وللمزيد واعتمادا على الواقعية السياسية بعيدا عن المثالية اتساءل:
- هل هناك سابقة في الشرق (بل وربما الغرب ايضا) ينتسب الافراد فيها الى مؤسسة ملتزمة ومرتبطة بخط سياسي ولكنهم يقومون بالدعاية الانتخابية والتصويت لخط سياسي مخالف في انتخابات مشحونة وفي اجواء تنافسية شديدة حتى يمكن القول انها انتخابات تكسير العظام؟ فان لم يكن هكذا سابقة، فلماذا نكون من الطوباوية لنطلب من تللسقف ولجنة شؤون المسيحيين ان تكون مدينة الفارابي الفاضلة في جمهورية العراق الافلاطونية المثالية. اتمنى ان تكون هكذا سوابق في شعبنا ولكن دعونا نكون واقعيين.
واذا كان سيرد البعض ان هذه اللجان ووظائفها وحراساتها ليست مرتبطة او ملتزمة بخط عشتار السياسي وبالتالي هي مجرد فرص عمل مستقلة لا يجوز تسييسها، فاقول هللويا ومرحى.. اذا توقفوا عن توصيفات شراء الذمم والمليشيا وغيرها من التبريرات السمجة. فهي اما مرتبطة او مستقلة. فان اعتبرتموها مرتبطة فلا يجوز لكم محاسبتها لمطالبتها منتسبيها بالولاء السياسي بل وعليكم شكرها لانها ورغم ارتباطها فانها وظفت منتسبين من غير خطها بل والمتقاطعين معه. وان اعتبرتموها غير مرتبطة فعليكم التوقف عن اتهامها بالمليشيا والمال السياسي وشراء الذمم.
اختاروا واحدا من الامرين فلا يستقيم الامران معا.

10- ومع التصرف الفوري والمباشر لمكتب شؤون المسيحيين الرئيسي واصداره التصريح الذي يتضمن اقرارا بان الذي حصل هو تصرف فردي مرفوض ومع الاعتذار الضمني بين اسطر التصريح تتاكد محدودية الحالة عددا (ثلاثة منتسبين) وحصرها جغرافيا (تللسقف فقط)، وتسقط الاقنعة عن محاولات البعض توظيف الامر لتشويه قرار حوالي 14 الف ناخب في نينوى باختيارهم لعشتار، وتسقط محاولات توظيف الحالة للتغطية على الخسارة الكبيرة لقائمة الرافدين.
وهنا نتوجه بالشكر والتقدير لمكتب شؤون المسيحيين على تصريحه فهو سابقة في اداء مؤسسات شعبنا من حيث الاعتراف والاقرار باخطاءها. فاذا كان الفصل مرفوضا كونه معاقبة لانسان يمارس حرية الراي، فان الاقرار بالخطا هو سابقة نتمنى على مؤسسات شعبنا الاحتذاء بها.
واذا كان الفصل نوعا من العقاب السياسي الذي يستوجب الرفض فما بالكم بمحاولات الاغتيال والارهاب والتعذيب الجسدي. يقول الكتاب المقدس انه يتوجب اخراج الخشبة من العين قبل استخراج القذى من عين المقابل.
في شباط 1995 قام الزوعا بمحاولة اغتيال السيد روميل شمشون عضو قيادة الاترانايى لمجرد انه يمتلك رؤية ورايا سياسيا اخر. فهل اعترف الزوعا رغم مرور 14 عاما، كي لا اقول اعتذر، عن ذلك؟
وفي نيسان 1995، وفي مقر الزوعا في دهوك انهال كوادركم واعضاءكم ضربا مبرحا على السيد كيوركيس ايشايا  لمجرد انه من منتسبي حزب بيت نهرين وقادته حسن نيته الى مقركم للاستفسار عن شقيقه الذي كان من منتسبيكم. فهل اعترفتم، كي لا اقول اعتذرتم، عن الحادثة؟ (انظر ادناه بيان حزب بيت نهرين عن الحادثة).
وهل اعترفتم واعتذرتم عن ضحايا غرف التعذيب في مقركم التي ذاق فيها منتسبوكم واخرون الهول.
(ضمن سلسلة العمليات والممارسات الارهابية) هي الجملة التي يستهل بها عضو لجنتكم المركزية تقريره عن الاعتداءات والتعذيب الجسدي التي مارسها مكتبكم السياسي بحق منتسبي الزوعا. انتبه: سلسلة العمليات والممارسات الارهابية وليس واحدة مفردة!! وانتبه ان كاتب التقرير هو عضو لجنة مركزية للزوعا!! وانتبه ان القائم بالتعذيب هو عضو مكتب سياسي للزوعا!! (ادناه الصفحة الاولى من التقرير بعد ازالتنا لاسماء الاشخاص منه).
ملاحظة: هذه الوثائق ليست سرية او غير متداولة، ولكننا نعيد عرضها للتذكير عسى ان تنفع الذكرى وتصحح المسارات، وكذلك لنقول بها ان شعبنا ليس فاقد الذاكرة، اضافة لمنع ان يتهمنا احد باننا نفبركها (خاصة انه بعد ايرادي لحكم السيد جيفارا عرضيا في احد مقالاتي اتهمني البعض باني افبرك الامر ودعاني لتقديم الدليل ففعلت مضطرا).
هذا عن الارهاب الجسدي. اما الارهاب الفكري والاساءات الشخصية والفبركات الرخيصة التي مارسها الزوعا بحق كل الاحزاب والقوى السياسية والشخصيات الفاعلة في ساحتنا القومية ومن دون استثناء ما داموا لا يسبحون باسمه بكرة واصيلا فحدث ولا حرج. فحتى اصحاب القداسة والغبطة والنيافة بطاركة ومطارنة واساقفة كنائسنا، وتحديدا كنيسة المشرق الاشورية، لم يسلموا من هذا الارهاب.
فقد بات معروفا للجميع ان الجهة الوحيدة التي مارست التخوين ضد الجميع هي الحركة. وبات معروفا للجميع ان الاعلام الوحيد الذي يستخدم الاساءات والاهانات والمفردات الرخيصة هو اعلام الزوعا. فهل هذه مصادفات ام ماذا؟
ان قيامكم بهذه الممارسات لا يبرر مطلقا قيام لجنة شؤون المسيحيين بتطبيق مثيلاتها من قبيل الفصل السياسي على منتسبي الحراسات. ونكرر دعوتنا لها لالغاء العقوبة بعد ان اعترفت بالخطا واعتذرت منه ضمنيا.
مثلما نكرر دعوتنا الصادقة لكم، ايها الاحبة في الزوعا لقبول حقيقة الامر في ان الناخبين اختاروا عشتار وقالوا بوضوح لا للسيد يوناذم. فليقولها اليوم ولو بهمس وخجل: نعم لشعبنا
فهو لا محال قائلها، ان لم يكن في هذه الانتخابات ففي لاحقتها
تقول العرب: خير البر عاجله

الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا

في المقال القادم سنتستعرض اسباب وغايات الكتابات التي تستهدفنا وموقفنا منها فالى اللقاء
[/size][/font]

142
قالها شعبنا بوضوح: لا ليوناذم
فهل يقولها يوناذم ولو بخجل: نعم لشعبنا
الجزء الاول

1- مع اعلان النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات واسماء الفائزين بمقاعد القوائم والتحالفات السياسية تكون صورة المجالس واعضاءها قد اكتملت مع احتمال تغييرات بسيطة في حال قيام ايا من الاعضاء في ايا من القوائم في ايا من المحافظات بالانسحاب او الاستقالة لاي سبب كان ليحل محلهم اخرون ضمن ما يجيزه قانون مجالس المحافظات.
وبهذه المناسبة نتوجه بالتهنئة الحارة والصادقة الى شعبنا العراقي العزيز وهو يسير خطوة واثقة اخرى في بناء عراق فدرالي ديمقراطي تعددي. ونتوجه بالتهنئة الخاصة الى قائمة عشتار الوطنية لفوزها الكبير بمقعدي الكوتا المسيحية في نينوى وبغداد.
فكما اوردت في مقال سابق ان مقعد نينوى هو سياسي بامتياز من حيث القضايا والاستحقاقات التي تواجه المحافظة ومجلسها في المرحلة القادمة وتحديدا تطبيقات المادة 140 ناهيك عن كون نينوى فسيفساء قومية ودينية يسعى ابناءها الى التعبير عن ذاتهم ونيل حقوقهم في العراق الجديد. فمعيار تمدن اي وطن هو حقوق "اقلياته" وليس "اكثرياته".
ورغم ان مقعدي بغداد والبصرة يختلفان عن نينوى من حيث كونهما مقاعد خدمية، الا ان مقعد بغداد يبقى يمتلك اهمية اعلامية كون بغداد هي عاصمة العراق، وفوز عشتار بهذا المقعد هو ايضا فوز مهم يعبر، مع مقعد نينوى، عن التفاف ودعم الناخبين لبرنامج الحكم الذاتي الذي تتبناه وتلتزمه المكونات السياسية لقائمة عشتار. فتهنئة من القلب الى قائمة عشتار ومن خلالها الى كل من عمل لتحقيق فوزها والى كل الناخبين الذين اختاروها اختيارا ديمقراطيا حرا ومسؤولا.
كما نهنئ جميع الفائزين من مختلف القوائم المتنافسة في جميع المحافظات العراقية متمنين لهم ومن خلالهم لشعبنا العراقي المزيد من النجاح والازدهار في خدمة الانسان والشعب والوطن.

2- شخصيا، اطلعت على نتائج الانتخابات عبر التلفزيون في صالة احد فنادق السليمانية قبل ذهابي الى المطار للعودة الى المانيا حيث تابعت المؤتمر الصحفي الذي اعلنت فيه النتائج النهائية للانتخابات والتي لم تات بجديد غير متوقع لي حيث سبق ان قدمت في مقالي السابق صورة لهذه النتائج قبل اعلانها. ومع انتهاء الاعلان الرسمي للنتائج تبادلت الاتصالات الهاتفية للتهنئة بالفوز مع العديد من الاخوة والزملاء الفاعلين في الشان القومي والوطني لشعبنا.
كما تلقيت اتصالا هاتفيا من احد المتابعين لشاننا القومي من الخارج حيث اتصل بي على هاتفي العراقي ليشاركني غبطته بفوز عشتار ومثمنا لي مقالي السابق وكيف ان النتائج الرسمية جاءت متطابقة تماما مع مضمون مقالي، ومنهيا حديثه ممازحا عن كيفية حصولي على النتائج قبل اعلانها وهل اني امتلك شبكة معلومات افادتني بذلك.
وهنا ابتدأ بما انتهى به الحديث الهاتفي لاقول بالطبع اني لست في موقع يتيح لي الاطلاع على النتائج الانتخابية او غيرها من الامور قبل اعلانها. فاني وكما الالوف من الاشوريين والملايين من العراقيين اتابع الاخبار واحصل على وثائقها من خلال اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومن خلال الانترنت والبريد الالكتروني. ربما اتابع اكثر من اخرين، وربما استخدم تقنية البحث والارشفة الالكترونية اكثر من اخرين، ولكن قطعا ليس لي امتياز اضافي مختلف عن المتاح للاخرين.
ولكن ما اسعى اليه، ومتابعي كتاباتي يلحظون ذلك، هو تحليل المعلومة الاخبارية وعدم التوقف عند ظاهر الامور بل الذهاب الى ابعد من ذلك من خلال تقديم الاسئلة والسعي للاجابة عليها، اضافة الى محاولة ايجاد الترابط بين مختلف المواقف والقضايا والمعلومات، وهذا جميعه في دائرة الاجتهاد والتحليل الذي قد يصيب تارة ويخفق تارة اخرى، وفي الحالتين ارجو من القراء افادتي وتصحيح الامر بروح المحبة بعيدا عما يصر عليه البعض من مفردات التخديش والاساءات المفبركة.
فمثلا وبينما كان الجميع يتيقن عبر الملموس والمسموع والمرئي تورط الزوعا الكامل مع الاسقف الموقوف مار باوي في تمرده على الكنيسة ومحاولة تفتيتها من الداخل، خرج علينا السيد يوناذم كنا في ندوة في يوتوبوري السويدية بان الزوعا هو على الحياد في هذه الازمة الكنسية!!
وتصريحه كان كافيا للبعض لالغاء ما تقوله حقائق الامور، بل وطالبني بعض هذا البعض الى تبرئة الزوعا من المؤامرة.
شخصيا لم اتوقف عند ظاهر التصريح، بل اثرت سؤالا: متى تكون مؤسسة قومية (في هذه الحال الزوعا) ومسؤولها الاول (في هذه الحال يوناذم) محايدين تجاه قضية معينة (في هذه الحال تمرد مار باوي)؟ الاجابة هي في احتمالين لا ثالث لهما:
فاما ان القضية ليست مهمة ولا تعني تلك المؤسسة ومسؤولها.. فان كان الامر كذلك فانه يعني ان الزوعا وقيادته غير مكترثين وغير مبالين بقضية هي من اكثر القضايا تاثيرا على اكبر جاليات شعبنا عددا ونوعا وعلى اكثر مؤسساتنا قدسية في اكثر المراحل حساسية واهمية. فتمرد مار باوي لم يكن وليس امرا ثانويا يجوز معه الحياد. واذا كان الزوعا اعتبره كذلك فانه يعكس اللامبالاة وضمور الشعور بالمسؤولية وعدم الاكتراث بمشاعر وهموم الالاف من العوائل من ابناء شعبنا ممن اثر تمرد مار باوي على حياتهم وعلاقاتهم اليومية، ناهيك عن تاثيره على كنيسة المشرق والعلاقات بين كنائسنا.
او ان المؤسسة وقادتها قد درسوا القضية بتمعن ومن مختلف الجوانب واستنتجوا ان طرفي الازمة (في هذه الحال كنيسة المشرق والاسقف الموقوف) يمتلكان موقفا متعادلا في الصواب والخطا مما لا يتيح للمؤسسة المعنية (في هذه الحال الزوعا) اصدار الحكم وتفضل لذلك الحياد. وبهذا الاحتمال فان طامة الزوعا تكون اكبر بان تساوي بين مجمع سنهاديقي مقدس وبين اسقف متمرد تجاوز حدود رفض مقررات المجمع الى عملية سطو في وضح النهار على ممتلكات الكنيسة وابناءها وراح بعيدا في الاساءة الى اباء الكنيسة ومجمعها وفي حملة تضليل وتشويه واساءة لا يمكن حتى للعميان انكار عدم رؤيتها.
وهكذا في مجمل الامور احاول عدم التوقف عند ظاهرها، وهناك الكثير من الامثلة التي يضيق بها المجال هنا.

3- في كل الانتخابات وفي كل الازمنة والامكنة فان مرحلة ما قبل الانتخابات هي مرحلة شد وتجاذب وصراع وتنافس مشروع وطبيعي، بل لا قيمة للانتخابات من دون هذه الاجواء التنافسية. وفي كل الانتخابات وفي كل الازمنة والامكنة فان مرحلة ما بعد الانتخابات واعلان النتائج تكون، من جهة، مرحلة لاعادة تقييم الاداء لكل المشاركين (وبخاصة الخاسرين)، ومرحلة لمد الجسور ورأب الهوات بين الكيانات المشاركة من جهة اخرى..
الا في شعبنا، والا عند السيد يوناذم!! فالامر يختلف..
واذا كان السيد يوناذم ربما سيقوم بعملية اعادة تقييم داخلية للذات والاداء مع اتباعه (وهذا ما نتمناه)، فانه الى الان وفي الاعلام مارس وباصرار الهروب الى امام في تعامله مع خسارته في الانتخابات عندما اصر ويصر على عدم الاقرار بانها جاءت استحقاقا عادلا لسنوات من الاداء التراكمي السلبي، فراح يتهم يمينا وشمالا، هذا وذاك، هنا وهناك، لتبرير خسارته.
جميعنا متفق ان الانتخابات العراقية ليست انتخابات سويسرا او اسكندنافيا بل هي تجربة يافعة جدا وسيرافقها الى سنوات كثيرة قادمة الخروقات من الجميع وضد الجميع كلما استطاعوا الى الخرق سبيلا.
فهل هناك جاهل يصدق ان الرافدين، كما عشتار وكما نينوى وكما البقية، لم يرتكبوا مخالفات وخروقات في هذه الانتخابات؟! وهل هناك جاهل يصدق ان الرافدين والنهرين اتري والبقية لم ترتكب خروقات في الانتخابات السابقة؟! ولكن مربط الفرس هو ان هذه الخروقات كانت، وباقرار الجميع، ضمن المستوى المتوقع والمقبول بمعايير الانتخابات وانها لم تؤثر على النتائج النهائية وشكلها.
واكرر ما سبق لي قوله في مقال سابق انه من المفهوم جدا ان يسعى كل طرف خاسر لتبرير خسارته، بل ومن المفهوم جدا ان يعلن تبريرات في الاعلام مفادها انه نال مظلومية وغيرها. ولكنه من غير المسموح ابدا ان يصل حد الحقد على شعبه ووضعه في دائرة الاستهداف الامني والسياسي.
ومن المؤسف حقا ان يمارس السيد يوناذم ومكتبه السياسي هذه اللعبة الخطيرة على شعبنا عندما يصر على ان قائمة عشتار لها مليشيا مسيحية. ومن المعيب والمخجل حقا على انسان في مستوى المسؤولية ان يذهب هذا المنحى.
اليست هذه الحراسات من حمى شعبنا في سهل نينوى من الارهاب الاصولي؟
اظنك سيدي يوناذم حزينا لان هذه الحراسات قامت بواجبها، واراك ستهلل فرحا لو ان هذه الحراسات تلاشت وان ايادي الارهاب وصلت الى شعبنا وحياته وكنائسه في سهل نينوى.
ثم اذا كانت هذه الحراسات، التي لا لون او اشتراط حزبي على اعضاءها، مليشيا بنظرك، فكيف يكون تعريف مسلحي الزوعا الذين قلت بملء فمك في مقابلتك الصحفية مع جريدة "الراي العام" في سوريا ان عددهم 1500. الن يكونوا مليشيا ايضا؟ بل والا تنطبق عليهم توصيفات المليشيا اكثر من انطباقها على الحراسات؟
وبخلاف منطق وسياق كل الانتخابات فان السيد يوناذم وعوض الاقرار بالخسارة وتهنئة المقابل ومد يد التعاون وبناء الجسور، وعوض احترام قرار ابناء شعبنا الذي تعكسه نتائج الانتخابات فانه يعمق الهوة بعد الانتخابات اكثر مما كانت في الحملة الانتخابية الدعائية، وهذا امر خطير وغيراخلاقي ويعكس النرجسية الشديدة وعشق الذات الذي ان اتصف به احد فانه سيقود ذاته ومؤسسته الى الخراب والانهيار في مجازفات غير محسوبة ومواقف انتقامية تتجاوز اثارها الشخص والمؤسسة لتصل الى الشعب جميعه (تجربة صدام حسين نموذجا). وهذا ما لا يتمناه اي احد للسيد يوناذم وللزوعا الذي عليه يتوقف الامر في كبح هذا الجماح والعودة الى الحضن الطبيعي والدافئ الذي ولد ونشا فيه وقدم من اجله الضحايا من جيله الاول.

4- من المعيب حقا ان يصل الخاسر الى تبرير خسارته باهانة شعبه وتصويره على انه مرتزق متسول لا كرامة له ومستعد لبيع قراره وصوته من اجل لفة فلافل او ما شابه من المغريات التي يصر اعلام الزوعا على انها وراء اكتساح عشتار لاصوات الناخبين من ابناء شعبنا.
اذا كان المال قد اغواك سيدي فعملت لصالح استخبارات النظام حتى ان النظام حمى دارك في كركوك في الوقت الذي صادر ممتلكات الشهيد يوسب توما فانه لا يحق لك اتهام الاخرين بان المال اغواهم فصوتوا لعشتار غصبا عن ارادتهم في انتخابات تقوم على التصويت السري.
اليس هو الشعب ذاته الذي رفعتموه الى مكانة القداسة والتبجيل والوعي المتقدم عندما اختار الرافدين في الانتخابات السابقة؟ وماذا تقول بشان البصرة التي خسر مرشحك فيها مقابل مرشح الاتحاد الديمقراطي الكلداني وليس عشتار؟ هل هي مليشيا عشتار تعمل في العشار (العشار هو احد احياء البصرة)؟ وهل ان السيد ابلحد افرام ايضا اشترى ذمم البصراويين المسيحيين؟
شخصيا لا انكر تاثير برنامج الاعمار والمساعدات التي قدمت لابناء شعبنا من خلال السيد سركيس اغاجان في قرار المستفيدين من هذه البرامج في اختيار عشتار. وهذا امر طبيعي، بل هو المنطق بعينه.
ففي كل الشعوب، في الشرق والغرب والجنوب والشمال، الناخب ينتخب من قدم ويقدم له الخدمات والاحتياجات.
برنامج المساعدة مستمر منذ اربعة اعوام وشمل الجميع دون اعتبارات سياسية او مذهبية او عشائرية، بل وان المقاولين في برامج اعادة الاعمار في العديد من القرى والمناطق هم من الزوعا، وان اعضاء الزوعا نالوا استحقاقاتهم من الاعمار على قدم المساواة مع اعضاء التنظيمات الاخرى. بل وان السيد يوناذم عقد ندواته السياسية في مختلف القرى في القاعات التي شيدها برنامج اعمار السيد اغاجان، ففي باختمة مثلا تقع القاعة الجديدة على بعد مئات الامتار من اطلال وخرائب ما سماه الزوعا في حينه اعادة اعمار باختمة حيث لم ينفذ البرنامج وضاعت مئات الالاف من الدولارات المخصصة له وتحول القليل المشيد منه الى اسطبلات لايواء الحيوانات.
فهل من ساذج لا يفرق بين المشهدين في الصورة ادناه في نهاية المقال، وهي للمثال لا للحصر.
ولتلسقف ايضا، على سبيل المثال، اين مركزها الثقافي الذي جمعت من اجله من استراليا فقط 50 الف دولار (لاحظ الصورة ادناه) والذي تدعي لجنتك الخيرية انه تم ستخدامه لانجاز مركز ثقافي في تللسقف به، وهو في الحقيقة مركز لم ير النور ابدا ولا يعلم احدا اين ذهب المبلغ.
وهناك حقيقة مهمة جدا وهي ان الاعمار الكثيف توقف قبل فترة اكثر من سنة من الانتخابات، وان الفترة القريبة والمرافقة للانتخابات لم تشهد اي برنامج اعماري.
وبذلك فان البرنامج الاعماري المستمر منذ سنوات لم يصمم لغايات انتخابية.
ولكنه من البديهي ان ينتخب الناخب من قدم له الدعم والماوى عندما كان محتاجا لهما.
يا سيدي، انتم قلتم ان لا ارهاب يستهدف شعبنا، وان النازحين واللاجئين هم في رحلة اصطياف.
في حين ان وقائع الامور كانت تقول غير ذلك، وكان برنامج الاعمار يقدم لضحايا الارهاب والفارين منه المأوى والمساعدة. فهل هناك من ساذج لا يفرق بين الموقفين.
بل وان حادثة تللسقف تقدم صك براءة اكثر من كونها دليل ادانة. فهي في الوقت الذي تدين مرتكبيها (لجنة تللسقف) بتحزيبهم للاعانة فانها تثبت براءة برنامج الاعمار من التهمة، لانه لو كان الامر كذلك لما اقتصر الامر على حادثة فردية محدودة عددا وموقعا. (سنتعرض للامر لاحقا ايضا).
ثم، بالله عليك سيدي، الا تستذكر ممارسات الزوعا وتحزيبه للاعانات والتبرعات المقدمة من شعبنا المهجري ومؤسساته واصدقاءه. هل نسيتم ام تتناسون كيف حولتم براءة الاطفال في المدارس السريانية الى اعلانات تجارية مشينة في بازاركم السياسي والحزبي. بل هل نسيتم ام تناسيتم ان مبلغ الدية الذي دفعه الزوعا للسيد شاهين الذي فقد بصره في محاولة الاغتيال التي قام بها الزوعا واستهدفت السيد روميل شمشون من قيادة الاترانايي كانت من مبالغ المساعدات الانسانية التي تبرع بها شعبنا.
فلا وجه مقارنة بين ما اقترفتموه بحق كرامة ابناء شعبنا وبين ما تتهمون اخرين به. يقول المصريون: خلليها مستورة.

5- انه من العدل والانصاف ان نحترم قرار الناخبين وارادتهم وان كانت مريرة مؤلمة لهذا الخاسر او ذاك، فلا انتخابات يفوز فيها الجميع. وللحقيقة نقول: ان رفض شعبنا للسيد يوناذم في انتخابات مجالس المحافظات ليس انتقاصا او خسارة شخصية لمرشحي السيد يوناذم في نينوى وبغداد والبصرة، بل على العكس فان المرشحين الثلاثة يستحقون التقدير والاحترام لمشاركتهم المسؤولة والحضارية في عملية انتخابات كان الشعب حكما عادلا فيها، بل وبصراحة شديدة اقول ان المرشحين الثلاثة يستحقون تقديرا مضاعفا لما تحلوا به من ارادة شجاعة في المشاركة في انتخابات لصالح برنامج وجهة كان الجميع يدرك انها خاسرة لا محال بحكم سنين من تقاطعها وقطيعتها مع شعبها وناخبيه وطموحاتهم المشروعة في مستقبل يحقق لهم سقفا مشروعا ومقبولا من الحقوق.
انها شجاعة خاصة ان يشارك المرء في منافسة يدرك انها خاسرة.
اقول ان رفض شعبنا للسيد يوناذم كنا في انتخابات مجالس المحافظات لم يكن خسارة شخصية لشخص مرشحيه بل هو خسارة لنهج التزمه السيد يوناذم في التعامل مع شعبه وطموحاته ومؤسساته وكنائسه، والمرشحون، في حقيقة الامر، هم ضحايا ابرياء دفعوا ثمن هذا النهج، وهو ذات الثمن الذي دفعه من قبلهم قيادات وكوادر وقواعد ومساندين للزوعا ممن امنوا بوفاء واخلاص بمبادئ الزوعا وتضحيات جيله الاول قبل ان يصبح الزوعا وتضحياته ودماء شهداءه رهينة بيد من لا يمتنع عن اي شيئ من اجل شخصه ومصالحه.
انه خسارة لنهج التخلي عن مبادئ الزوعا والتزامه القومي بهوية وحقوق الشعب الذي بات اليوم مع السيد يوناذم مجموعة دينية مسيحية لا هوية او جذور قومية لها.
انه خسارة لنهج المتاجرة بابخس الاثمان بحقوق الشعب وطموحاته المشروعة.
انه خسارة لنهج التخوين والاساءة لكل الاحزاب والمؤسسات والفاعلين والناشطين.
انه خسارة لنهج الاساءات الرخيصة للكنيسة ورموزها وقدسيتها.
انه خسارة لنهج الاقلام التي لا تمتلك سوى الاساءات في نقاشها وكتاباتها.
انه خسارة لنهج التضليل والاكاذيب والادعاءات والاوهام.
انه خسارة لنهج تبني عملاء النظام ابطالا ميامين.
انه خسارة لنهج اعتبر الشعب عقيما بعد انجاب القائد الاوحد.
انه خسارة لنهج اراد للزوعا ان يكون خارج حاضنه الطبيعي.
انه خسارة لنهج تغذية الاحقاد القومية والاساءة الى الشراكات الوطنية.
وبذلك فهي خسارة حتمية لا يتوجب على اي انسان مؤمن بشعبه ووطنه ان يندم عليها.

لقد قالها شعبنا وبوضوح في بغداد ونينوى والبصرة: لا للسيد يوناذم كنا.
فهل سيقولها السيد يوناذم ولو بخجل: نعم لشعبنا. وهل سيحترم قرار وارادة شعبنا؟!!!

الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا

الى اللقاء في الجزء الثاني
عن حادثة تللسقف
نتائج الانتخابات: هشاشة ديموغرافية وهشاشة انتخابية
وملاحظات اخرى
[/size][/font]

143
قراءة ابتدائية لنتائج الانتخابات الاولية

مع تمديد بقائي في الوطن لمتابعة برامج وانشطة منظمة كابني اتيح لي بعض الوقت في اجندتي اليومية، المزدحمة عادة، لكتابة بعض ملاحظات ابتدائية عن النتائج الاولية لانتخابات مجالس المحافظات كما اعلنتها المفوضية العليا.
والهدف من هذه الملاحظات، كما هو هدفنا في جل ما نكتبه، المساهمة المتواضعة لاغناء النقاش والحوار الموضوعي والمسؤول بالاعتماد على ما يتاح من مواقف وحقائق ومحاولة تحليلها وعدم الاكتفاء بظواهر الامور بل السعي لاستكشافها من خلال اثارة الاسئلة والتساؤلات ومحاولة الاجابة عليها. وبالتاكيد فاننا لم ولا ندعي الكمال في جهدنا وسعينا، بل وعلى العكس فاننا نعترف بضعف امكاناتنا ولذلك دعونا وندعو الاحبة القراء الى اغناء معلوماتنا ونقاشنا وحوارنا بروحية مسؤولة بعيدة عن مطبات الشخصنة والاساءات والتقديح والاستهزاء التي في الحقيقة تنقلب على كاتبها وتكشف شخصيته من ناحية مثلما تضيف مصداقية على ما نقوله من ناحية اخرى..

اولا: المعلوم ان المفوضية اعلنت ان النتائج الاولية لا تتضمن نتائج التصويت الخاص (الجيش والشرطة والمعتقلين وغيرهم) ولا تتضمن النازحين والمهجرين.
وقدر تعلق الامر بالكوتا المسيحية فان النتائج الاولية تقول بفوز قائمة عشتار في نينوى بنسبة 66.1% تليها الرافدين بنسبة 29.9%
وفي بغداد تتقدم الرافدين النتائج الاولية بنسبة 45.2% تليها عشتار بنسبة 29.2%
وفي البصرة يتقدم الاتحاد الديمقراطي الكلداني بنسبة 36.4% تليه الرافدين بنسبة 33.8% وثم المجلس القومي الكلداني بنسبة 29.8% (لاحظ التقارب بين النسب)
واول الاسئلة المثارة هو هل ان النتائج النهائية ستختلف عن الاولية؟ كيف ولماذا؟
اعتقد ان هناك احتمالا كبيرا وواردا للتغيير، وبخاصة لبغداد، اعتمادا على حقيقة ان النازحين والمهجرين من ابناء شعبنا من بغداد هي اعداد كبيرة من ناحية وقلة اعداد الناخبين المشاركين في بغداد من ناحية اخرى.
وبلغة الارقام: لو افترضنا ان 10 الاف ناخب مسيحي (وهو رقم كبير اذا ما قورن بمؤشرات واقع الحال) شارك في انتخابات مدينة بغداد، فان الرافدين تكون قد فازت بـ 4520 صوت، وعشتار بـ 2920 صوت. أي ان هناك فارقا يساوي 1600 صوت وهو رقم قليل اذا ما قورن باعداد النازحين والمهجرين المسيحيين من بغداد.
اما اذا كان الناخبون في بغداد هم 5 الاف فان الفارق يتقلص الى 800 وهكذا.
وبذلك فان اصوات هؤلاء النازحين يمكن لها جدا ان تقلب الارقام النهائية وتحدد الفائز النهائي بالمقعد المسيحي في بغداد، خاصة وان المؤشرات التي تلمسناها بالتعامل اليومي مع هؤلاء النازحين ان النسبة العظمى منهم كان سيمنح صوته لقائمة عشتار.
هل سيكون الامر ذاته لبصرة ونينوى؟
للبصرة وحيث اني لا امتلك معطيات او مؤشرات رقمية باعداد النازحين منها او باعداد الناخبين المشاركين فيها، لذلك اقول ربما.
اما لنينوى، فلا اعتقد ان هناك احتمال بتغير النتائج النهائية عن الاولية من حيث تحديد الفائز لعدة اسباب، فمن ناحية هناك الفارق الكبير بين عشتار (66.1%) والرافدين (29.9%)، وان اعداد النازحين بالمقارنة مع اعداد الناخبين المشاركين في نينوى لن تعوض الفارق، اضافة الى ان مؤشرات توجهات النازحين هي لصالح عشتار.
الحقيقة انه بالنسبة لنينوى فانه من المرجح ان تزداد النسبة والفارق بين عشتار والرافدين.
على اية حال فانه وبغض النظر عن الفائز بمقاعد الكوتا المسيحية في نينوى وبغداد والبصرة، فان من حق المرشحين علينا جميعا كل الاحترام والتقدير لما ابدوه من استعداد للمشاركة في انجاح العملية الانتخابية ولما ابدوه من استعداد للتنافس الديمقراطي. ومثلما للناخبين حق علينا في احترام وتثمين مشاركتهم في الادلاء بصوتهم والتعبير عن قرارهم وخيارهم الحر بطريقة حضارية تليق بابناء موطن الحضارات.
مثلما نتمنى للفائزين بالمقاعد المسيحية كل النجاح والموفقية في مهامهم.

ثانيا: ليس في ديمقراطية ناشئة وفتية كالعراق فحسب، بل وفي الدول الديمقراطية العريقة ايضا فانه وعقب كل انتخابات يبادر الخاسرون الى اطلاق عملية تقييم ونقد لاداءهم لتشخيص مواطن الخلل والقصور واستنفاذ العبر والدروس للاستحقاقات والانتخابات القادمة. وبديهي ان تكون العملية في مستويين متوازيين احدهما داخلي ضمن المؤسسة او التنظيم، والمستوى الاخر هو الاعلام الموجه للجمهور مع ملاحظة ان كل ما يناقش او يشخص في المستوى الداخلي قد لا يثار او يعلن في الاعلام.
واذا كان من المبكر معرفة قيام الكيانات المسيحية الخاسرة بهذا النقد والتقييم، واذا كنا نتوقع منهم ذلك متمنين عليهم الصراحة والشفافية والمسؤولية والموضوعية مع الذات ومع الجمهور، فانه، وكما هو متوقع في ديمقراطية العراق الفتية، ان يبرر الخاسرين خسارتهم بالقاء اللوم والتهم يمينا وشمالا على شماعات التعليق المختلفة، فلكل خاسر في الانتخابات (حتى على مستوى القوائم العراقية جميعا) شماعته.
انه امر مفهوم ومتوقع وطبيعي وهو ضمن الصورة الكاملة للمشهد الانتخابي ولا غبار عليه.
ولكن ان يتمادى البعض في تبريراتهم حدا يبلغ الانتقام من شعبهم عبر وضعه في دائرة الاستهداف الامني والسياسي فهو امر خطير وغير اخلاقي ولا يجوز القبول به او التسامح معه.
انه امر خطير جدا ما اقدم عليه السيد يوناذم كنا باتهام قائمة عشتار بامتلاكها وتوظيفها للمليشيا.
انتبه: مليشيا مسيحية!!!
واين؟
في محافظة نينوى التي باتفاق الجميع هي اقوى واخر معاقل الاصولية الجهادية والايديولوجيا العروبية التي استهدفت شعبنا في ابشع حملة ارهاب منظم قبل عدة اشهر.
ومتى؟ مباشرة بعد الانتخابات وهي الفترة التي يتفق الجميع على انها اكثر الفترات خطورة من حيث احتمالات التصعيد والاستهداف الامني.
باختصار، ان السيد يوناذم كنا بتصريحه غير المسؤول وفي ثورة غضبه وانتقامه من شعبه لخسارة مرشحه وجه دعوة مفتوحة لاستهداف شعبنا في محافظة نينوى.
وربما كانت بداية تلبية الدعوة سريعة جدا، ففي الاربع والعشرين ساعة التي تلت تصريحه احرق محلان لابناء شعبنا في تلكيف ومحل ثالث لمواطن كردي.
ان من حق شعبنا على السيد يوناذم كنا ان يعتذر ويتراجع عن تصريحه.
وانه من حقنا ان نتساءل ونسال من لا يدخرون جهدا في توجيه سهام اقلامهم هنا وهناك عن صمتهم عن تصريح "رابي" يوناذم الخطير والمسيئ.

ثالثا: وما دمنا في تصريح السيد كنا فاننا نساله عن الحكمة في اصراره على اعتبار شعبنا جاهلا.
فالسيد كنا يكرر في تصريحه ان قائمة الرافدين فازت على عشتار بمقدار عشرين ضعفا في بغداد.
انتبه 20 ضعفا. في حين ان النتائج المعلنة للمفوضية والمنشورة على موقعها الرسمي تقول ان الرافدين نالت 45.2% وعشتار 29.2% أي 1.5 ضعف. مع ملاحظة ان هذه ليست النتائج النهائية وكما اوردنا اعلاه.
اليست تجارب غوبلنز واحمد سعيد ومحمد الصحاف ماثلة امام الاعين ليتفادى البعض منا ما داب عليه من اكاذيب وتضليل وتجهيل.
وفي ذات التصريح ايضا يتهم السيد كنا قائمة عشتار بتوظيفها المنابر الكنسية.
شخصيا لا استبعد حصول ذلك فنحن نتحدث عن ديمقراطية ناشئة ستشهد في مسيرتها تجاوزات وخروقات هنا وهناك ومن هذا وذاك. ولكن المهم وباعتراف الجميع انها ضمن الحد المتوقع والمقبول به بمعايير الانتخابات دوليا.
ولكن من العيب اتهام المقابل بامر والاتيان به.
الم ترتكب الرافدين في هذه الانتخابات وسابقاتها خروقات.. دعونا نكون صريحين.
فالسيد كنا معروف للقاصي والداني توظيفه للمنابر الكنسية وغيرها لشخصه وحركته ومرشحيه.
والسيد كنا هو الوحيد الذي قام بدعاية انتخابية لمرشحته في كنيسة مار عوديشو في بغداد التي قام كاهنها المتعاطف مع السيد يوناذم باغلاق الكنيسة في اليوم الثاني، بحسب المتابعين، والمغادرة الى دهوك تفاديا لاحراج طلب المرشحين الاخرين منه ذات الفرصة التي منحها للسيد يوناذم.

رابعا: اثبتت الانتخابات وبما يقطع الشك باليقين توجهات الناخبين في دعم برنامج ومطلب الحكم الذاتي لشعبنا.
فاكتساح قائمة عشتار لاصوات الناخبين في محافظة نينوى مؤشر ورسالة واضحة في ان الناخبين هم مع برنامج ومطلب الحكم الذاتي الذي تلتزمه الكيانات السياسية المتحالفة في قائمة عشتار.
نتمنى على المصرين تخفيض سقف المطالب في بازار السياسة ان يفهموا هذه الرسالة وان يحترموا قرار الناخبين وارادتهم.
كما نتمنى عليهم التوقف عن محاولة اقناع النفس وخداع الاخرين بان الناخبين اختاروا عشتار والحكم الذاتي لانهم باعوا ارادتهم بلفة فلافل كما يصر البعض من مخلفات النظام التسويق له. فلفة الفلافل، حتى لو كانت مع العمبة، لا تكفي للناخب ان ينتخب خلاف ما يريد في انتخابات سرية.
ولكن العرب تقول: الاناء ينضح بما فيه.. فمخلفات النظام الذين كانوا يروجون في اتحادات الطلبة البعثية المسؤولين عليها مفاهيم ومصطلحات الاب القائد الذي يفوز على99.99999% لا نتوقع منهم سوى اسقاط ما في اناءهم وشخصهم على الاخرين.

خامسا: كما اثبتت نتائج الانتخابات رفض الناخبين لدعوات تشتيت شعبنا الى شعبين وربما اكثر!! بسبب تعددية تسمياته.
فالنتائج الفقيرة لمرشح الاتحاد الديمقراطي الكلداني في سهل نينوى، بل وفي القصبات والمدن الكلدانية تحديدا، تؤكد النفس والتوجه الوحدوي للناخبين. واننا نتوقع من الاخوة في الاتحاد الديمقراطي الكلداني مراجعة موقفهم من وحدة شعبنا وتحديدا في المستوى الدستوري.
ربما تكون مصادفة ان يقر برلمان اقليم كردستان العراق بعد اسبوعين من انتخابات مجالس المحافظات وحدة شعبنا في تعديله لقانون البرلمان، ولكنها بالتاكيد خطوة متوافقة ومتناغمة مع الحقيقة التاريخية لوحدة شعبنا والتي صوت لها بالامس ابناء شعبنا رافضين دعوات تشتيته على اسس طائفية. (نامل ان يتاح لنا الوقت قريبا للتعرض لمدلولات قرار برلمان اقليم كردستان)

سادسا: بالنسبة للسيدة ايفلين اوراها المرشحة في قائمة نينوى المتاخية فانه من المبكر التوقع حصولها على احد مقاعد القائمة رغم كونها في التسلسل التاسع بين مرشحي القائمة التي ربما تصل مقاعدها بعد النتائج النهائية الى 11 مقعد. فلو كانت القوائم مغلقة كانت السيدة ايفلين ضمنت فوزها، ولكن كون القوائم خليط بين المغلق والمفتوح فانه سيعاد ترتيب المرشحين لكل قائمة بحسب الاصوات الفردية التي حصل عليها كل مرشح، وهو ما يعني وجود احتمال وارد بان يتراجع تسلسل السيدة ايفلين الى ما بعد الـ 11.
وبذلك فانه لا يمكن حسم الامر الا بعد فرز الاصوات النهائية للقوائم وفرز اصوات المرشحين ضمن كل قائمة وهي اخر مرحلة من مراحل الفرز.
على اية حال، فان السيدة ايفلين وكما اوردنا في بداية المقال لبقية المرشحين الاخرين فانها تستحق منا التقدير والاحترام ليس لما قدمته خلال فترة عضويتها في مجلس المحافظة للسنين السابقة فحسب بل ولمشاركتها في العملية الديمقراطية.
وبغض النظر عن حصول او عدم حصول السيدة ايفلين على المقعد في مجلس محافظة نينوى فان مبدا ترشيحها في قائمة وطنية يبقى سليما من حيث رفض تشويه الهوية القومية لشعبنا وتقزيم وجوده في مقعد واحد، مثلما تؤكد مشاركتها حقيقة ما سبق لنا ايراده في مقالنا السابق من هدر الاصوات الذي حصل عندما تنافس ثلاثة مرشحين وباصوات تصل ربما الـ 20 الف على مقعد يتيم واحد يكفي الحصول عليه بالتزكية وبعدة اصوات.
كما نحن ندرك ان اصعب المواقف الانتخابية كان لمؤيدي السيدة ايفلين، فهم من ناحية يريدون فوز عشتار مقابل الرافدين في الكوتا المسيحية لانها تتبنى موقفهم السياسي في مطلب الحكم الذاتي ووحدة شعبنا، ومن ناحية اخرى فانهم يريدون ايضا فوز مرشحتهم وهو طموح مشروع.
ففوز السيدة ايفلين مقابل خسارة عشتار امر لم يكن ليكون مقبولا سياسيا، بل على العكس فان فوز عشتار هو الاولوية كونه فوز لمشروع الحكم الذاتي على مشروع تخفيض سقف حقوقنا الى ادارة محلية تفتقر الى سلطة تشريعية وتخضع لهيمنة سلطة المحافظة.
وبالتاكيد فان فوز عشتار والسيدة ايفلين سيكون النجاح الكامل الذي نامل تحققه، ولكن ربما ليس كل ما يتمناه المرء يناله.
وهنا لا بد من الاشارة الى اصرار البعض على خداع الذات وتضليل المقابل عندما ينتقدون من رفض الكوتا الدينية بديلا عن الكوتا القومية فيقول هذا البعض ان رافضي الكوتا الدينية لجئوا الى الكوتا النسوية!!
بالله عليكم أية جهالة هذه واي اصرار هذا على التضليل.. فهل حقا يجهل هذا البعض ان الكوتا النسوية هي مبدا عام لجميع القوائم وجميع المكونات القومية والدينية وانها ليست تشويها لوجود شعبنا وهويته، فنحن ككل الشعوب لسنا شعبا من الذكور فقط.. في حين ان الكوتا الدينية شوهت هوية شعبنا القومية والغت وجوده التاريخي الذي يمتد الى عدة الاف سنة قبل المسيحية. ونؤكد ان التزامنا بالكوتا القومية ورفضنا للكوتا الدينية لا ينتقص من مسيحيتنا شيئ، فنحن نعتز بمسيحيتنا وتاريخنا وتراثنا في ظل المسيحية، ولكن ذلك شيئ والتعبير عن وجودنا وهويتنا القومية شيئ اخر.
 
سابعا: افرزت انتخابات محافظة نينوى، وكما كان متوقعا، حضورا كبيرا للعرب السنة في مجلس المحافظة الجديد بعد ان قاطعوا الانتخابات السابقة مما جعل المجلس السابق يتمثل باغلبية مطلقة للقائمة الكردستانية.
ولكنه وفي ذات الوقت افرزت الانتخابات الجديدة ان ايا من القوائم لا تستطيع التحكم المطلق بالامور دون التوافق مع القوائم الاخرى.. أي اننا نتجه الى ديمقراطية توافقية في مجلس محافظة نينوى.
وهنا ندعو ابناء شعبنا ممن تحالفوا بالعلن او السر مع قائمة الحدباء العروبية وهللوا فرحا لفوزها ان يدعوها الى تحديد موقف واضح من شعبنا وهويته ووجوده وحقوقه، فكل ما سمعناه الى اليوم من رموز هذه القائمة لا يعدو اعادة مواقف الانظمة العروبية والاسلاموية المتعاقبة وهو ما يمكن اختصاره باننا "نصرانيين" واهل ذمة!!
كما افرزت انتخابات نينوى مشهدا جيوسياسيا واضحا، ففي الوقت الذي نالت فيه الحدباء على اكثرية ساحقة في مركز الموصل فان قائمة نينوى نالت هذه الاكثرية في الاقضية المختلفة وتحديدا سنجار والشيخان ومخمور (وربما في الحمدانية (قرقوش) وتلكيف التي علينا الانتظار للنتائج النهائية لمعرفتها).
وهو فرز واضح وسيكون له تاثيراته على العديد من الامور والقضايا.

 اكرر دعوتي للقراء والكتاب الى اغناء ونقاش مضامين ما نكتب وليس حرف البوصلة الى الشخصنة والاساءات والفبركات الرخيصة.. ولمن فعل ذلك الى اليوم ويفعل لاحقا اقول ليسامحكم الرب.
وربما سيكون لنا عودة للمزيد من القراءات للانتخابات بعد اعلان نتائجها النهائية.

والرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا

144
توضيحات وتعقيبات

حيث اني ارسل هذا الموضوع على الانترنت من الوطن، وتحديدا من نوهدرا، وحيث انه يتزامن مع انتخابات مجالس المحافظات فقد اتيحت لي في الايام السابقة ان اشهد واتلمس الاجواء الانتخابية لمس اليد، لذا لا بد لي من التعبير ولو بكلمات مختصرة عن هذه المشاهدة والمعاينة لمشهد الدعاية والحملة الانتخابية فاقول ومن صميم القلب ان الشعب والوطن العراقي يعيش بحق عرسا يستحقه.
اكثر ما يشرح القلوب انه ولحد كتابة هذه الاسطر فان ما شهدناه من الدعاية والتعبئة الانتخابية يقع ضمن المسموح والمقبول والمالوف وهي تتماثل مع ما نشهده ونقراه عن الدعاية الانتخابية في الدول التي لها تجارب عريقة  في الممارسة الديمقراطية. فكل قائمة او مرشح يروج لبرنامجه ويدعو الناخبين للتصويت له على انه المؤهل لتحقيق مطالبهم وليس منافسيه الذين يفتقرون بحسب رايه الى المؤهلات والتجربة والحكمة. وحتى ما تناقله البعض من وجود او ادعاءات بوجود ممارسات لشراء الاصوات او تحرشات هنا او هناك فانه يبقى ضمن الوارد في الديمقراطيات الفتية التي سبقتنا، لبنان مثالا.
من كل قلبي اهنئ الوطن والشعب العراقي عموما وابناء شعبنا الاشوري خصوصا بهذا العرس متمنيا له ان يصل نهايته بمثل ما ابتدا من ممارسة حضارية. ونتمنى للمجالس العتيدة النجاح والتوفيق، وللمرشحين ممن يخفقوا في الانتخابات فرص افضل في المستقبل ونشكرهم على مشاركتهم في المنافسة الانتخابية.

كما جرت العادة منذ بدات النشر على الانترنت اني بين فترة واخرى وبعد نشر عدة مقالات اعود لانشر مقالا يتضمن ردود وملاحظات او تعقيبات على ما اورده القراء من تعقيبات على مقالاتي او ما اثاروه من اسئلة سواء في مقالات او رسائل بريد الكتروني او حوارات تلفونية او شخصية مباشرة.
وبالتاكيد فانه قد يخيب بعض القراء من التاخر في ايراد ردي او تعقيبي على ما اوردوه، وفي الوقت الذي اعتذر منهم على ذلك فاني اتوقع منهم ان يتفهموا ان هناك اسبابا مختلفة للتاخر، فقد يكون ضيق الوقت، وقد يكون بسبب اولويات الامور التي اعتقد باهمية الكتابة عنها من عدمه خاصة وان هناك احيانا اسئلة او مطالب شخصية او مضحكة وغير ذات معنى (فاحد كتاب الفكاهة عندما لم يجد ما يحاجج ما ورد في مقالي من حقائق ومواقف كتب طالبا مني ان ابدل صورتي الشخصية المنشورة مع المقال!!)، وربما يكون بسبب انه ىسؤال او امر سبق لي الكتابة فيه. وفي جميع الاحوال فان الكاتب هو من يضع جدول كتابته ومواضيعها وتوقيتها وبحسب ما يراه ملائما ومفيدا، وهو من يمتلك الحق في الاجابة من عدمها، فالكتابة هي ليست حوارا تلفزيونيا تتم الاجابة الفورية فيه على الاسئلة المطروحة.
ادناه بعض ايضاحات وتعقيبات للعديد من الاسئلة والردود على ما قمت بنشره في الفترة الاخيرة.

ـ وردني تساؤل او طلب لايضاح ما المقصود بقولي هدر الاصوات في الانتخابات الحالية.
فاقول ان قانون الانتخابات ضمن للمسيحيين مقعدا في كل من نينوى وبغداد والبصرة، ولكن القانون حدد ايضا انه وبغض النظر عن عدد الاصوات التي تحصل عليها القائمة الفائزة فان عدد المقاعد يبقى مقعدا واحدا لا اكثر. وهذا المقعد يمكن الفوز به بالتزكية (كما الحال في مقعد الصابئة في بغداد حيث هناك مرشح واحد فقط)، وهو سيبقى مقعدا يتيما واحدا حتى لو فاز المرشح له على مائة الف صوت!!!
لذلك فان افتقارنا الى الوعي الانتخابي وتكتيكاته جعلتنا نتجه الى هدر الاف اصوات شعبنا من اجل الفوز بمقعد يكفي الحصول عليه صوتا واحدا. فلو كانت مؤسساتنا اتفقت على تكتيك انتخابي بترشيح شخصية توافقية لهذا المقعد مع تقديم مرشحين اخرين في القوائم الوطنية لكانت النتيجة مقاعد اكثر لشعبنا في مجلس المحافظة وهو امر وطموح لا يجب الاستخفاف به خاصة في مجلس نينوى الذي سيضم كتل كثيرة مما سيكون لكل منها دورها في قرارات المجلس والتحالفات فيه في مرحلة ما بعد الانتخاب.
وضمان فوز المرشحين من ابناء شعبنا في القوائم الوطنية كان سيكون امرا ممكنا لان قانون الانتخابات يتيح للتصويت على مرشح ضمن القائمة، وبالتالي فان التصويت لمرشحي شعبنا في القوائم الوطنية ينقلهم الى مراتب متقدمة في تسلسلات القائمة وبالتالي الفوز بعضوية المجلس.
ولكن الذي حصل الان هو تنافس ثلاثة قوائم على مقعد واحد، وهدر الاف الاصوات للفوز بهذا المقعد.
وللتوضيح دعونا نفترض الارقام التالية:
لنفترض ان 15 الف من ابناء شعبنا سيدلون باصواتهم في انتخابات مجلس نينوى.
ولنفترض توزعها كالتالي: 6 الاف لعشتار، ثلاثة الاف للسيدة ايفلين ضمن قائمة نينوى المتاخية، 3 الاف لقائمة الرافدين، ثلاثة الاف للاتحاد الكلداني.
النتيجة ستكون فوز مرشح عشتار بمقعد الكوتا، وحصول السيدة ايفلين على وضع تنافسي جيد مع المرشحات في قائمة نينوى لانها حصلت على اصوات فردية جيدة اضافة الى اصوات قائمة نينوى. اي هناك مقعدان لشعبنا.
اما لو كان هناك اتفاق على ترشيح شخصية توافقية لمقعد الكوتا، ولو تحالفت قوائم عشتار والرافدين والاتحاد الكلداني مع قوائم وطنية بحسب توافق برامجها، فمثلا: الرافدين مع قائمة اسامة النجيفي كون الاثنان رافضان ومعارضان للحكم الذاتي لشعبنا، وعشتار والاتحاد الكلداني مع قائمة نينوى او اية قائمة وطنية اخرى فكانت النتيجة ستكون:
مقعد الكوتا مضمون للشخصية المتفق عليها.
6 الاف صوت لمرشح عشتار كانت ستضعه في موقع متقدم في القائمة المتحالف معها، 3 الاف صوت لمرشح الرافدين تضعه في موقع متقدم ضمن قائمة النجيفي، وهكذا مع البقية، وفي النهاية كنا سنضمن 4 مقاعد وربما اكثر، وهو عدد غير قليل في خارطة مجلس نينوى.

ربما يعتقده البعض امرا نظريا، ولكنه ممكن لو امتلكنا الوعي والتكتيك الانتخابي وابتعدنا عن التناحر الضيق. ناهيك عن ان تحالفاتنا الوطنية كانت ستعبر عن رفضنا للتشويه الذي حصل لهويتنا وخصوصيتنا القومية في قانون الانتخابات مثلما كان سيعبر عن رفضنا لتهميش تمثيلنا بمقعد واحد.
وهو ممكن ايضا لان هناك من امتلك هذا الوعي والتكتيك عندما قرر ترشيح مرشحته السيدة ايفلين انويا ضمن قائمة نينوى المتاخية.
وهنا اعتقد انه من الحكمة ان ندعم فرصها لتشغل مقعدا في مجلس محافظة نينوى الى جانب زميلها الذي سيفوز بمقعد الكوتا، والذي تشير كل التوقعات بانه من حصة قائمة عشتار.
انه من الحكمة ان نعزز فرص السيدة ايفلين من خلال التصويت لها ضمن قائمة نينوى المتاخية وعدم هدر اصواتنا في مقعد الكوتا المضمون.
 
ـ تساءل عدد من الاخوة عن التركيز على مجلس محافظة نينوى وليس بغداد والبصرة ايضا.
شخصيا اعتقد انه ورغم كون اعضاء جميع مجالس المحافظات يتمتعون بذات الشخصية الاعتبارية الا ان الفارق شاسع جدا بين مجلس محافظة نينوى ومجلسي بغداد والبصرة من حيث المهام والقضايا التي سيتعامل معها المجلس، ففي حين تقتصر مهام مجلسي بغداد والبصرة على الامور الخدمية فان مجلس محافظة نينوى سيتعامل ايضا مع قضايا سياسية مهمة وحساسة نتيجة لخصوصية محافظة نينوى من حيث حدودها الادارية وتطبيقات المادة 140 وسقف مطالب مكوناتها القومية والدينية وغيرها.
ولعل المتابعين لقانون مجالس المحاتفظات يلحظون جيدا اهمية مجلس محافظة نينوى وبخاصة لشعبنا، لذلك شخصيا لم اتناول بغداد والبصرة بمثل ما تناولت نينوى. واعتقد ان معظم ابناء شعبنا يشاركوني الراي في ان انتخابات نينوى هي الاكثر اهمية ونتيجتها تعطي مؤشرا لتوجهات شعبنا وطموحاته.

ـ العديد من قراء مقالي الاخير تساءلوا عن الحكم الصادر بحق السيد جيفارا زيا، وانه اذا كان ما ورد في مقالي عن حكمه صحيحا فلماذا لم انشر صورة قرار المحكمة؟ واضافوا انه لو كان صحيحا فكيف ادعى الكثيرون ببراءة السيد جيفارا على مواقع الانترنت حتى ان احد الكتاب راح بعيدا ليهنئ الشعب العراقي ببراءة السيد جيفارا دون ان يغفل عن توجيه التهم والاساءات المبطنة لجهات هنا وهناك.
اقول ان موضوع مقالي لم يكن السيد جيفارا زيا ولذلك لم انشر صورة لوثيقة قرار المحكمة.
وان المعلومة جاءت عرضيا في مقالي لاثبات ان معيار التمثيل الحقيقي لاعضاء المجالس هو اداء العضو وخدماته واهتماماته وليس مجرد القائمة التي جاء منها من حيث كونها وطنية او فردية او غيرها. فاوضحت في مقالي بان السيد جيفارا (على سبيل المثال) ورغم انتماءه لقائمة الرافدين فان اداءه كان سلبيا وادى به الى السجن، في حين ان السيدة ايفلين انويا (على سبيل المثال) ورغم انتماءها لقائمة لتحالف وطني فانها اثبتت اداء كبيرا لصالح شعبنا، ولعل متابعي الاخبار والتلفزيونات والمواقع الاعلامية التي تناولت ماساة تهجير شعبنا من الموصل يستطيع التاكد من اداءها ودفاعها النبيل ووقفتها الكبيرة مع شعبها في محنته.
على اية حال فانه ولقطع الشك باليقين في شان حكم السيد جيفارا فاني انشر ادناه صورة الحكم الصادر بحق السيد جيفارا واخرين في ذات القضية. واود ان اقول التالي:
ـ كانسان اشوري وكاهن مسيحي يؤلمني جدا ان يكون احد ابناء شعبي قد مارس جرما يستحق عليه الحكم، فهذا يسيئ ويشوه القيم الاخلاقية والانسانية التي نريدها لجميع ابناء وطننا، مثلما يسيئ ويشوه، على وجه التحديد، الى الصورة الايجابية للانسان الاشوري المسيحي في العراق من الامانة والنزاهة والصدق. انه امر مؤلم ومؤسف حقا، ولكن تجارب الشرير صعبة لبني البشر. اننا نصلي لانفسنا وللجميع ان لا ندخل في هذه التجربة مثلما نصلي ونطلب المغفرة لمن خاضها وان يستفيد منها لتفادي تكرارها، لا سامح الله.
ـ من المؤلم حقا ان يصر البعض على تضليل ابناء شعبنا بادعاءات ومغالطات كالادعاء بان المحكمة نطقت ببراءة السيد جيفارا. بالله عليكم ما جدوى هذه الاكذوبة (هذا اذا كان لاية اكذوبة جدوى)؟ الا تجدون انها تقضي على اخر ذرة مصداقية للمضللين؟ اليس الافضل التعامل مع الامر كما هو ووضعه في اطاره الحقيقي لاستعادة المصداقية المفقودة؟ بل والم يكن من الافضل عدم جلب الموضوع اساسا في الاخبار وعدم اصدار بيانات ادعاءات البراءة وبرقيات التهنئة والمقالات وغيرها التي تصدرت اخبار مواقع شعبنا لاكثر من اسبوعين؟ هل هناك من لا يزال يعتقد بان ترويج الادعاءات المفبركة سيقلب الحقائق (في هذه الحالة حقيقة حكم المحكمة)؟ انه امر محير حقا ويثير الشفقة.
ـ الغريب والمخجل في الامر ان هناك من يبرر سلوكا خاطئا بالقول ان هناك اخرين اخطأوا!!
بالله عليكم متى كان خطأ انسان يمنح الحق للاخرين ليخطئوا؟ جميعنا نعلم ونقول ونعترف ان هناك فساد مالي في العراق، وان الكثيرين من القيادات السياسية والحكومية هم مشتركون في هذا الفساد ويغطونه. ولكن هل يعني ذلك ان نسمح لانفسنا ولابناء شعبنا في مختلف المجالس ان يمارسوا ذات الشيئ؟ ان هذا البعض يمارس ذات الاسلوب الذي مارسوه عندما انكشف ارتباط بعض قياداتهم السياسية باستخبارات النظام السابق، فراحوا يبررونها ويغطونها بانهم ليسوا وحدهم من عمل عميلا لاستخبارات النظام وان هناك سياسيين عراقيين اخرين عملوا لاستخبارات النظام!!!

ـ من ابسط الاعراف والقيم في السلوك والتعامل الحياتي ان يخاطب الانسان الاخرين ويسميهم باسماءهم التي يعرفونها ويعتمدونها لانفسهم. فليس من حق اي انسان او اية جهة تسمية اي انسان او مؤسسة كيفما يشاء او كيفما طاب له ان يسمي.
من هنا كان امرا غريبا اصرار احدهم في تعقيب له على مقالتي على تسمية كنيسة المشرق الاشورية بالنسطورية وابناءها بالنساطرة!!
لقد توقفت كثيرا عند هذا الامر لعلي اجد تفسيرا لهذا الاصرار من هذا الكاتب الذي يسعى لتقديم نفسه بانه على دراية بالامور وبانه ناشط قومي يرتدي لونا معروفا وغيرها.
فهل هو الجهل؟ وهل هناك الى اليوم جاهل لا يعلم ان كنيسة المشرق لا تعرف نفسها بالنسطورية، وابناءها لا يعرفون انفسهم بالنساطرة؟ ام هو الحقد الذي يحمله هذا الكاتب ومرجعيته السياسية على هذه الكنيسة واباءها حتى جعلهم ينخرطون تخطيطا وتنفيذا في المخطط الذي بات مفضوحا للاساءة الى كنيسة المشرق وتقسيمها وهدر طاقاتها واشغال اباءها وابناءها.

ـ اكثر الاسئلة غرابة واثارة للشفقة على صاحبه كان عن ايرادي لتعابير الشهيد الاشوري والشهداء الاشوريين، حيث اعترض السائل بالقول ان اكثرية شهداءنا هم من الكلدان.
اقول لصاحب السؤال: اذا كنت تريد معرفة موقفي من التسمية فاني قد اوضحتها مرارا وتكرارا ما يجعلها واضحة للاسوياء من بني البشر. وادناه رابط لمن يريد الاستفادة من التكرار، فالتكرار يفيد:
http://www.telskuf.com/redesign/articles.asp?article_id=15496

واقول لصاحب السؤال، ارحموا هذا الشعب ليرحمكم الله، واتقوا الله في هذا الشعب.
واقول ايضا: صحيح ان لي اهتمامات ونشاطات مختلفة، ولكني لم اعمل يوما في نبش قبور الراحلين واستنطاقهم على اية تسمية غادروا الدنيا شهداء مبجلين.
الا يكفي ما عمل مشرط البعض في الجسد الحي لشعبنا تقسيما وتفتيتا ليقوم مشرط اخر بتقسيم اجساد شهداءنا. اليس هذا امرا مخجلا ومقشعرا.

والرب يبارك الجميع


القس عمانوئيل يوخنا
[/font]

145
قانون الانتخابات واخفاقاتنا: عرض وتحليل
الجزء الثاني
شعبنا والانتخابات: افتقار الى الوعي والتكتيك

لقراءة الجزء الاول من المقال، انقر على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,256405.0.html

مجلس النواب والمادة 50 من جديد:
24 ايلول 2008 كان العراقيون ونوابهم مع موعد جديد لاقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات.
الموعد الجديد جاء في اعقاب نشاط ولقاءات سياسية ماراثونية بين مختلف القوى السياسية العراقية للوصول الى مخارج للخلافات بينها، وتحديدا فيما يتعلق بكركوك. وتدخلت بعثة الامم المتحدة في العراق للمساعدة في ايجاد هذه المخارج. وبالفعل توافقت واتفقت الكتل السياسية على صيغة لقانون الانتخابات انهت الازمة السياسية التي عصفت بالعراق والعملية السياسية فيه.(1)
المادة اليتيمة التي لم يتم بحثها او التوافق عليها في هذه الاجتماعات الماراثونية ولم يكن هناك مسعى حقيقي للتعامل معها والاتفاق على مخرج لها كانت المادة 50، فرغم ورودها في النقض الرئاسي ورغم وجود خارطة طريق لها في هذا النقض فانه لم يتم تهيئة صيغة معدلة لها، وبقيت كما هي الى جلسة البرلمان هذه، الا انه لم يحدث اي تحرك لتعديلها بما يضمن الاتفاق عليها.. فلماذا؟
بالتاكيد لما سبق لنا ذكره. اي: ما دام القاضي راضي فلماذا يتحرك الاخرون!!
السيد يوناذم كان واثقا جدا من تمرير المادة 50 بصيغتها حيث كان واثقا من حلفاءه من انهم سيلوون ذراع التحالف الكردستاني ويفرضونها عليه بصيغتها التي تمنح مقعدا واحدا فقط للايزيدية رغم ثقلهم السكاني الكبير في نينوى.
فالسيد يوناذم كنا ليس من الجهل وضعف الحنكة ما يجعله يعتقد ان التحالف الكردستاني سيصوت لصالح المادة 50 من دون اعادة توازن المقاعد المخصصة للايزيدية. ولكنه راهن على حلفاءه من خصوم التحالف الكردستاني من جهة، ومن جهة اخرى فانه اعتقد بانها فرصته الذهبية للوي ذراع التحالف الكردستاني ووضعه في الزاوية الحرجة، فاما ان يصوت التحالف لصالح الصيغة التي تغبن الايزيدية ويخسر التحالف دعمهم، او ان يرفض الصيغة ليتولى السيد يوناذم واتباعه من بعدها شحن الشارع الاشوري ضد التحالف الكردستاني وتحميله مسؤولية اعاقة حقوق شعبنا بما يوفر غطاءا لفشل السيد يوناذم ويعيد اعتباره قائدا مغوارا!!
الامور سارت برفض الصيغة بعد رفض قوى 22 تموز منح الايزيدية مقاعد توازي ثقلهم. فكانت المحصلة رفض المادة والغاءها من القانون.. التحالف الكردستاني رفض صيغة تحدد مقعد ايزيدي واحد للايزيدية. والقوى العروبية من خصوم التحالف وحلفاء السيد يوناذم رفضوا زيادة مقاعد الايزيديين.
اضافة الى نقطة خلافية اخرى، وهي ان المادة 50 تمنح مقعدا بخصوصية شبكية في حين ان الشبك ليسوا من الاقليات المذكورة في الدستور.
نكرر القول ان من حقنا على التحالف الكردستاني ان يدعم مطالبنا وحقوقنا، ولكن ليس من حقنا ان نطالبه ان يقف بالضد من مصالح وحقوق الكرد مسلمين وايزيدية. والحكمة التي يفتقر اليها بعضنا هي في الوصول الى مصالح مشتركة. والافتقار الى هذه الحكمة كان السبب الحقيقي والرئيسي للفشل في اقرار حق شعبنا وبقية المكونات الصغيرة في قانون الانتخابات سواء في 22 تموز او 24 ايلول.

ما بعد الالغاء: مظاهرات ومواقف شعبية ومؤسساتية تستحق التقدير والاعتزاز..
المشهد القومي الذي تلا الغاء المادة 50 يستحق التوقف عنده لجهة التفاعل الواسع مع الحدث من قبل مختلف المؤسسات والفعاليات وعموم ابناء شعبنا من جهة، ولجهة القراءة السياسية للحدث ومدلولاته ومؤشراته من جهة اخرى، ناهيك عن مواقف مختلف القوى السياسية لشعبنا وتوظيفها للحدث.

فقوميا وجماهيريا ولاول مرة تنطلق مظاهرات احتجاجية بهذا الحجم في الوطن والمهجر.
تميزت المظاهرات الاحتجاجية بسعة المشاركة التي بلغت عدة الاف في مظاهرات تللسقف وبغديدة الى اكثر من عشرين الفا في مظاهرة دهوك.  يضاف الى ذلك فان هذه المظاهرات جاءت قومية حقا وحقيقة من حيث انها لم تجير للون او حزب محدد بعكس ما تعودنا رؤيته من مظاهرات سابقة داب البعض على تنظيمها وتلوينها حزبيا وتسويقها قوميا!! فكانت تاتي هزيلة غير معبرة عن شعبنا وبالتالي فشلت في تحقيق اي تاثير، في حين ان المظاهرات التي اعقبت الغاء المادة 50 جاءت قومية نوعيا وواسعة كميا فكان لها تاثيرها في استعادة الشعب ثقته بنفسه وبمستقبله من جهة، وكان لها تاثيرها في الساحة السياسية العراقية والدولية المهتمة حيث بفعل هذه المظاهرات فرضت حقوق المكونات الصغيرة ذاتها على الاجندة السياسية وصولا الى اعادة تداول القانون.
طبعا اصر هذا البعض على محاولة تحزيب وتلوين مظاهرة هنا او هناك فجاءت تظاهراته باهتة وهامشية فاكبرها وباعتراف السيد باسم بلو ضمت حوالي الف متظاهر في القوش (في واقع الامر عدة مئات من المتظاهرين).(2)
مؤسساتيا، فقد اجمعت مؤسسات شعبنا المختلفة في الوطن والمهجر على التنديد برفض المادة والغاء حق تمثيل شعبنا في انتخابات المحافظات. وبالطبع فقد تفاوتت مضامين الاعتراض والرفض بحسب الرؤية القومية والموقف السياسي للجهة او المؤسسة الرافضة. ففي الوقت الذي اتفق الجميع على التنديد بالغاء المادة والمطالبة بضمان حق التمثيل (الكوتا) فقد اختلف المعترضون في خصوصية هذا التمثيل، حيث معظم المعترضين تحدثوا عن تمثيل مسيحي في حين اصر الاخرون على ان يكون التمثيل لخصوصية شعبنا القومية بغض النظر عن الاختلاف على التسمية. الحزب الوطني الاشوري بين احزاب شعبنا كان واضحا وحازما في هذه النقطة، كما ان كنيسة المشرق الاشورية تفردت بين كنائسنا في دعوتها الى تضمين القانون تمثيل شعبنا بهويته وخصوصيته القومية.
سياسيا، تطور التعامل مع الكوتا ليشمل استخلاص العبر والاستنتاجات منها التي تركزت على فشل المادة 125 في حماية حقوق القوميات العراقية الصغيرة وبالتالي سقوط الرهان على المادة هذه في تحديد سقف هذه الحقوق وضمانها، مع اكتساب مطلب الحكم الذاتي زخما شعبيا ومؤسساتيا وسياسيا كبيرا كونه الضمانة لحقوق شعبنا.

رفض الكوتا والارهاب على شعبنا في الموصل
بداية فان حملة الارهاب على شعبنا في الموصل وان جاءت بعد رفض الكوتا بعدة ايام، الا ان لا ترابط  بين الامرين مطلقا، لان الارهاب على شعبنا مستمر من القوى الجهادية والاصولية منذ سنوات وفي مختلف مناطق الوسط والجنوب العراقي وعلى مدار السنة. وتصعيد الارهاب بشكل حاد في العديد من المرات كان متزامنا مع مواقف او امور متعلقة بالموقف العقائدي لهذه التنظيمات الجهادية الارهابية مثل نشر صور الكارتون في الدانمارك وكلمة قداسة البابا في المانيا وغيرها.. وفي الموصل فان الرابط الوحيد، ربما، هو ان حملة الارهاب جاءت بعد حملة شحن عقائدي جهادي في شهر رمضان الذي سبق حملة الارهاب بعدة ايام.
الحقيقة ان الارهاب ضدنا لم يكن يوما بسبب مطالب شعبنا السياسية بل بسبب هويته الدينية المغايرة، مثلما هو ضد كل الاديان المغايرة (الصابئة والايزيدية) بل والمذاهب المغايرة. فالصابئة، مثلا، لم ينادوا باية مطالب سياسية ولكن الارهاب استهدفهم وتم اجتثاثهم. كما ان الارهاب على شعبنا في الدورة، مثلا، لم يكن متزامنا مع اي حدث سياسي.
ان محاولة البعض ربط الارهاب ضد شعبنا بمطالب سياسية هي محاولة اقل ما يقال عنها انها بائسة، وانها خدمة للارهابيين وتببرير لارهابهم ودعوة مفتوحة لهم للمزيد من الارهاب.
من المؤلم حقا ان يخرج علينا السيد يوناذم كنا مساء يوم الاحد 12 تشرين الاول 2008 في اتصال هاتفي على قناة الجزيرة ليقول ان المطالبات بالحكم الذاتي التي وردت في مظاهرات رفض الغاء الكوتا هي سبب لحملة الارهاب الذي استهدف شعبنا.
من غير الاخلاقي ان يتم توظيف معاناة شعبنا في الموصل في بازار سياسي رخيص من اية جهة كانت، وللاسف والمؤلم فان هذا الذي حصل من قبل عديدين بينهم مسؤولين وقوى من ابناء شعبنا:
- السيد اسامة النجيفي الذي له خلافاته مع حكومة اقليم كردستان والقيادات الكردية لانها، وكما تورد مختلف التقارير الاعلامية، حرمته من ممتلكات وامتيازات كان حصل عليها ابان النظام البائد، وظف وبشكل رخيص معاناة شعبنا. نقول لابناء شعبنا ممن صفق للسيد النجيفي واجرى معه المقابلات الاذاعية، كالتي اجراها مناصر الزوعا السيد سام درمو، ولمن ينسق الانتخابات المحلية معه ويتلقى منه الدعم المالي لاطلاق تلفزيونه (كما ورد في مواقع الاخبار) نقول: نحن لم نسمع اي موقف سياسي من السيد النجيفي لدعم حقوقنا، فنحن لسنا عنده سوى (برجة نصراني)(3)
- السيد طارق الهاشمي رئيس الحزب الاسلامي (الصيغة العراقية للاخوان المسلمين)، وهو ورغم كونه نائبا لرئيس العراقي فانه في مقابلة له مع موقع عنكاوة وتم اعادة نشرها وما زالت رغم عدة اشهر عليها في واجهة موقع زهريرا للحركة الديمقراطية الاشورية يقول انه مقتنع بان جهات حكومية تتعمد اخفاء هوية فاعلي احداث الموصل (في تلميح واضح لمتابعي الامور انه يقصد به التحالف الكردستاني). السيد الهاشمي بقوله هذا ذكرني بالسيد طه محي الدين معروف نائب الدكتاتور العراقي صدام حسين، عندما قال، بحسب النكته العراقية المعروفة، لاحد ابناء عمومته ممن طلب منه المساعدة لفتح دكان فقال له محي الدين معروف: هذه تحتاج لواسطة كبيرة!!
- السيد يوناذم كنا وبالتناغم مع القوى العروبية والاسلاموية بقي يتهم الكرد بارتكاب الارهاب والاعتداءات وتهجير شعبنا من الموصل. كل ذلك بهدف كسب تاييد ودعم هذه القوى العروبية في مجلس النواب لصالح ملحق قانون الانتخابات بشان الكوتا بان يكون بالصيغة التي توافق معهم عليها اي 3 مقاعد للمسيحيين ومقعد للايزيدية واخر للشبك، وعودة الى تصريحات السيد يوناذم للفترة بين 25 ايلول و3 تشرين الثاني تؤكد انه كان مصرا على هذه الصيغة اي بمعنى اخر كان ما زال يراهن على القوى العروبية والاسلامية في مواجهة رفض التحالف الكردستاني لهذه الصيغة لانها تهمش الايزيدية. طبعا لا احد منا يرفض 3 مقاعد ولكن الخطا هو في الاصرار على تهميش الاخرين، اي الايزيدية. السيد يوناذم لم يتعلم من المحطات المختلفة التي مر بها قانون الانتخابات ومواقف واعتراضات مختلف القوى. ولم ينقلب على تصريحاته واتهاماته للكورد بارتكاب الارهاب ضد شعبنا الا بعد ان انقلب حلفاءه عليه في 3 تشرين الثاني وقلصوا التمثيل "المسيحي" الى مقعد واحد، عندها، وعندها فقط، بدا بالتراجع عن اتهاماته للكورد بارتكاب الارهاب. انها ممارسة لااخلاقية ان يتم استرخاص دماء ابناء شعبنا ومعاناتهم في بازار حزبي.

خط النهاية: مقعد مسيحي يتيم
كان للرفض الشعبي والمؤسساتي لرفض الكوتا تاثيره على القيادة السياسية العراقية.
فرغم مصادقة مجلس الرئاسة على قانون الانتخابات بالصيغة التي رفضت الكوتا، الا انه، وامام الضغط الشعبي والمؤسساتي والدولي، دعت مجلس اتلنواب الى اقرار واضافة مادة ملحقة تضمن الكوتا للمكونات العراقية الصغيرة. وتم ذلك في جلسة 3 تشرين الثاني 2008.(4)
حيث تم اقرار الكوتا وبواقع مقعد يتيم واحد كحد ادنى واعلى للمكونات الدينية المسيحية (في نينوى وبغداد والبصرة) والايزيدية (في نينوى) والصابئة (في بغداد)، ومقعد يتيم اخر للشبك في نينوى.
ما يتوجب ملاحظته وقراءته في هذه الفترة هو ما ورد في نقاشات مجلس النواب الذي كان قد شكل لجنة من المكونات المعنية بالكوتا وتراسها السيد يوناذم، حيث يتهم السيد بهاء الاعرجي رئيس لجنة الاقاليم في جلسة 21 تشرين الاول السيد يوناذم بانه وراء التاخير والتقصير في اعتماد صيغة الكوتا.(5)
السؤال الذي يفرض نفسه بعد هذه المحطات المتعاقبة من الفشل في الاهتمام باقرار الكوتا ومنذ المسودة الاولى لقانون الانتخابات وصولا الى الجلسة اعلاه هو: انه وبعيدا عن الخطاب الاعلامي، هل كان السيد يوناذم يريد فعلا كوتا تضعه في تنافس واختبار حقيقي لجمهوره في مواجهة التوجهات الاخرى؟
شخصيا لا اعتقد ذلك، وما دعوته الى مقاطعة الانتخابات الا دليل على ذلك.(6)
فالمقاطعة كانت ستجنبه هذا الاختبار وفي ذات الوقت سيكرر وهمه بانه من يقود قرارات الشعب. ولا يستبعد الكثيرون انه لو كان تجاوب الجميع مع المقاطعة فان السيد يوناذم وفي اللحظة الاخيرة كان سيلتف على الجميع من الابواب الخلفية ويخوض الانتخابات!!
ان عدم التجاوب مع المقاطعة هو بحد ذاته مؤشر على توجهات المشهد الانتخابي.

المشهد الانتخابي:
لسنا بحاجة لتقديم القوائم الانتخابية وهويتها السياسية واسماء مرشحيها اختصارا للمقال ولانها معروفة للجميع، وعوض ذلك سنتطرق الى مضامين المشهد والتكتيك الانتخابي وليس شخوصه.
اولا: فمع وصول الكوتا الى خط النهاية واقرارها بصيغة وخصوصية دينية وتقليصها الى حدها الادنى (مقعد واحد في كل من نينوى وبغداد والبصرة) ومع اعتبار هذا المقعد حدا اقصى كان مفروضا باحزاب وقوى شعبنا التعامل مع الامر بحكمة اكثر.
يجب ان لا نستهين مطلقا باهمية مجالس المحافظات وصلاحياتها وتاثيرها في العملية السياسية في العراق، وما هذا الصراع السياسي العنيف الذي خاضته القوى السياسية العراقية في ماراثون اقرار القانون الا دليل على اهمية مجالس المحافظات. وبشكل اكثر تحديدا فان مجلس محافظة نينوى، وبخاصة لشعبنا وبقية الاقليات، هو هيكل ومؤسسة مهمة جدا كما سبق وان اشرنا في الجزء الاول من المقال، ولعل الصراع الكبير على كوتا المكونات الصغيرة يؤكد هذه الاهمية.
لذلك فانه كان مهما جدا ان نسعى لضمان تواجدنا وباقصى ثقل في مجلس محافظة نينوى. واذا كنا فشلنا بسبب فشل النائبين المسيحيين في البرلمان في ضمان ثقلنا في المجلس بما يتناسب مع ثقلنا الديموغرافي وبما يتناسب مع اهمية المجلس فانه كان يتوجب تصحيح الامر في العملية الانتخابية والتكتيك الانتخابي.
انه امر لا معنى له ان تتهافت قوانا السياسية وتهدر اصوات شعبنا في منافسة انتخابية حدد القانون حجمها بحديه الادنى والاعلى بانه مقعد واحد. ان الحكمة تقول انه كان يفترض عدم التنافس على هذا المقعد اليتيم بل الاتفاق على منحه بالتزكية لجهة او شخصية يتم الاتفاق عليها ويكفيها صوت واحد للفوز بالمقعد، وبالتوازي مع ذلك تقديم مرشحين لشعبنا في قوائم التحالفات الوطنية وبحسب التناغم مع برامج ومكونات هذه التحالفات. فالحركة الديمقراطية الاشورية كان يمكن لها حينها التحالف مع قائمة الحدباء للسيد النجيفي لتوافق مواقفهما بشان عروبة الموصل وحدود محافظة نينوى الادارية والتقاطع مع التحالف الكردستاني. والاتحاد الديمقراطي الكلداني كما الحزب الوطني الاشوري في قائمة نينوى المتاخية وهكذا.
وبذلك كنا سنضمن لنا عدة مقاعد وكان سيكون موقفها مؤثرا في اداء المجلس وقراراته.

ثانيا: ربما يعترض البعض ويقول، وما هي ضمانة فوز مرشحينا في القوائم الوطنية حيث كانوا سيكونون في تسلسلات متاخرة.
نقول ان الاعتراض ينم عن عدم دراية بقانون الانتخابات والتكتيكات الانتخابية المشروعة. فقانون الانتخابات يتيح التصويت على القائمة ولكنه يتيح التصويت على مرشح محدد في القائمة وسيتم اعادة ترتيب تسلسل القائمة بحسب الاصوات الفردية التي حصل عليها المرشحون. اي بمعنى اخر فان التسلسل ليس ثابتا وليس ذات معنى.
فعلى سبيل المثال، انسحب مرشح الاتحاد الديمقراطي الكلداني من قائمة نينوى المتاخية لانه كان في تسلسل 10 او 11. وقرر خوض انتخابات الكوتا. ولكي يفوز في الكوتا فانه يحتاح عدة الاف من الاصوات ضد منافسيه عشتار والحركة. فاذا كان الاتحاد الديمقراطي الكلداني يعتقد ان مرشحه يمكن ان يحصل على هذه الالاف فانه كان من خلالها ان يتقدم مرشحه في اعادة ترتيب التسلسلات الى مواقع متقدمة لو كان بقي في قائمة نينوى، وبذلك كان سيضيف مقعدا اخر لشعبنا في المجلس.
هل تعلمون ماذا فعلت القيادات السياسية الكردستانية مع مقعد الكوتا اليزيدية (مقعد واحد)؟ لقد قررت عدم التنافس عليه وهدر عشرات الالاف من اصوات الايزيدية في هذا المقعد. وعوض ذلك منحت مقاعد لمرشحين ايزيدية في قائمة نينوى.
 
ثالثا: اني اتعجب من دعوات العديد من الاخوة بانه كان يتوجب اتفاق الجميع على قائمة واحدة وخوض الانتخابات من خلالها في الكوتا.
احبتي، هذا قد يكون، على الاقل نظريا، صائبا لو لم يكن هناك كوتا ومن المهم حينها عدم تشتيت الاصوات بل تركيزها لضمان الحصول على العتبة الانتخابية وضمان الفوز لمرشح او اكثر.
ولكن مع وجود الكوتا المضمونة فان هذه الدعوة تصبح دون معنى، فبالله عليكم هل هناك سابقة في الانتخابات عبر العالم ان يتم تحالف جميع الاحزاب في قائمة من شخص واحد ودعوة جميع الناخبين لانتخابه في حين انه لا يحتاج الا لصوت واحد فقط ليفوز بالتزكية (كما هو الحال في المقعد الصابئي في بغداد الذي يتنافس عليه مرشح واحد ضمن فوزه منذ الان).
ان دعوة كهذه تعبر عن عدم دراية ووعي بالتكتيكات الانتخابية وتؤدي فيه الى هدر الاصوات.
اكرر هنا ان الامر كان سيكون حكيما لو تم الاتفاق على عدم التنافس على مقعد الكوتا ومنحه بالتزكية لمن يتم الاتفاق عليه، ودخول الاخرين في تحالفات وطنية لزيادة عدد المقاعد في المجلس.
 
رابعا: لنرجع بالذاكرة الى الوراء ونتذكر ما قاله الكثيرون عن حجمنا الانتخابي في محافظة نينوى حيث قالوا انه اكثر من 100 الف ناخب. شعبنا ليس فاقد الذاكرة. وهذا العدد لم يتغير كثيرا، ففي مقابل الهجرة الى دول الجوار هناك نزوحا داخليا للاستقرار في سهل نينوى. فاين الحكمة في هدر 100 الف صوت في مقعد يتيم يمكن الحصول عليه بمائة صوت لانه مقعد مضمون للكوتا. الم يكن الاجدر ضمان المقعد بمائة صوت وتوظيف الـ 100 الف صوت للحصول على مقاعد من خلال تحالفات وطنية خاصة وان هذه الاصوات ومن خلال التصويت الفردي كانت ستنقل المرشحين من ابناء شعبنا الى المواقع الاولى في قوائم تحالفاتهم؟

خامسا: قد يعترض البعض ويردد لغة الشعارات والاسطوانات المشروخة بان المقاعد التي تاتي من تحالفات وطنية لا تمنح شاغليها حق او شرعية تمثيل شعبنا!! فنقول وبالامثلة والشواهد المادية:
الم يحصل السيد ابلحد افرام على مقعده في مجلس النواب من خلال التحالف الكردستاني، ولكنه، وباقرار الجميع وبتعاملات الجميع هو واحد من اثنين من نوابنا في البرلمان وعلى قدم المساواة مع السيد يوناذم كنا. بل والحق يقال انه كان الانشط والاكثر اهتماما بقضايا ومصالح شعبنا من السيد يوناذم.
الم يحصل السيد اندريوس يوخنا والسيدة كلاويز شابا (وكلاهما قياديان في الحركة) على مقعديهما في البرلمان الكردستاني من خلال التحالف مع الاحزاب الكردستانية. فهل انهما يفتقران الى حق وشرعية تمثيل شعبنا؟ ام ان هناك ازدواجية المعايير!!!
وفي المقابل فان السيد جيفارا زيا حصل على عضوية مجلس محافظة نينوى من خلال قائمة الرافدين، والسيدة ايفلين انويا من خلال تحالف وطني. ولكننا وجدنا السيد جيفارا يسيئ الى تمثيله في فساد مالي ليلقى به في السجن لمدة عام ونصف تقريبا وليفرج عنه مؤخرا بعد ان حكمت عليه المحكمة بالسجن لعام واحد واطلق سراحه كونه امضى اكثر من عام في التوقيف. في حين ان السيدة ايفلين كانت في قلب الاحداث وفي مختلف المستويات لمساعدة شعبنا في الموصل وهو يتعرض للارهاب في الاحداث الاخيرة، اضافة الى اداءها الكبير لخدمة شعبنا والمحافظة عموما في خلال سنوات عضوية المجلس.
اعتقد يقينا ان الاوان قد ان لنكون صادقين مع انفسنا وان نبتعد عن هذه المزايدات ونسترشد طريقنا في شراكات وطنية بعيدا عن الاحقاد.

سادسا: من ناحية اخرى فان كون المقعد بخصوصية دينية مسيحية هو سابقة خطيرة في التعامل مع قضية شعبنا وحقوقه ومستقبله. وهذه السابقة ستقوم عليها تشريعات مماثلة اخرى في العراق واقليم كردستان العراق بحيث نصبح في نهاية المطاف في التشريعات مجموعة دينية مسيحية معروضة للمزاد القومي بان يعتبرنا هذا عربا والاخر كردا والاخر ربما تركمانا. بل وان هذه السابقة تقطع الطريق امام جعل العراق سابقة للتعامل مع شعبنا في بقية دول الوطن الام في سوريا ولبنان وتركيا وايران حيث سنصبح مجرد عربا مسيحيين او اتراك مسيحيين وغيرها.
هناك فرق شاسع بين تناول اجهزة الاعلام او مواقع الاخبار تعابير مثل: نواب مسيحيون، وزراء مسيحيون، احزاب مسيحية وغيرها وبين ان يكون التشريع الصادر عن مجلس النواب يتعامل معنا كخصوصية دينية. من المؤسف ان يقوم بعض كتابنا بتضليل القراء عندما يساوون بين الامرين.
كما ان كون المتنافسين على مقاعد الكوتا شخصيات قومية لها منا كل الاحترام وتنتمي الى احزب ومؤسسات قومية لا يلغي حقيقة كون الكوتا بخصوصية دينية، فالاصل في المسالة هو الصيغة التشريعية التي جاءت بها الكوتا.
وما نود تاكيده هنا ان رفض الكوتا الدينية لا يقلل مطلقا من اعتزازنا بانتماءنا وتاريخنا وتراثنا المسيحي، بل ولا يلغي صواب مخاطبتنا للراي العام او المؤسسات ذات العلاقة والاهتمام في مناسبات ومواقف بمصطلحات مثل (مسيحيو العراق) وغيرها، فنحن مسيحيون ايضا ولنا مطالب وامال وطموحات في مجال الحريات والحقوق الدينية لكل الاديان في العراق. الا ان ذلك لا يعفينا مطلقا من الحفاظ على خصوصيتنا وهويتنا القومية التي فرط بها البعض في قانون الانتخابات الحالي.
من هنا فانه يستحق التقدير والثناء الموقف المبدئي والواضح لمن رفض الكوتا الدينية ورفض خوض الانتخابات على اساسها.

استنتاجات:
لا تهدف هذه الاستنتاجات الى الاساءة او الشماتة باي شخص او جهة بل للاستفادة منها في محطات لاحقة في العملية السياسية واداء شعبنا فيها.
1- رحلة قانون الانتخابات بمختلف محطاتها اثبتت فشل او قصور النائبين المسيحيين في التعبير عن مصالح شعبهم، وهو قصور نتمنى معالجته من خلال الخبرة المكتسبة في ماراثون القانون. كما اثبتت تقصير جميع احزابنا السياسية ايضا.
2- استرخاص قضية شعبنا والاستعداد للتنازل عن هويته وخصوصيته القومية. فبمجرد عدم توافق السيدين يوناذم وابلحد على تسمية شعبنا، وبمجرد تقديم الخصوصية الدينية مخرجا لذلك تنازل السيد يوناذم عن مبرر وهدف انطلاقة الحركة الديمقراطية الاشورية وتاسيسها، بل واساء الى دماء شهداءها الزكية وهم يستشهدون في زنزانات النظام او ساحة النضال من اجل (الاقرار بالوجود القومي الاشوري) وهو شعار الحركة المركزي.
3- مشروعية مطلب الحكم الذاتي كونه الضمانة الوحيدة لشعبنا وحقوقه فبعد سقوط المادة 125 سقوطا ذريعا وفشلها في حماية نفسها (قانون الانتخابات شاهد على ذلك من حيث المضمون اي حق التمثيل ومن حيث الخصوصية حيث المادة 125 تتحدث عن خصوصية قومية لا دينية) بات من المهم اكثر من اي وقت مضى التشبث بمطلب الحكم الذاتي. وهنا ندعو المعارضين له ان يتقوا الله في شعبهم ويتراجعوا عن عرض سقف متدن لحقوق شعبهم في بازار السياسة الذي وبالتاكيد سيعتمد السقف الواطئ من منطلق: القاضي راضي وان الاختلاف هو داخلي.
4- المظاهرات المستنكرة لالغاء الكوتا اثبتت اهمية جماهير شعبنا وبانها قادرة على الحراك والتاثير وهي تجربة وسابقة ايجابية كبيرة تمنح الحصانة لمؤسسات شعبنا وتزيدنا ثقة بمستقبلنا.
5- اهمية بناء الشراكات والتحالفات الوطنية سواء تحت قبة البرلمان من اجل تضمين التشريعات حقوق شعبنا او في الانتخابات المختلفة.

واخيرا، نتمنى للمرشحين حظا في تحقيق رغبتهم المشروعة بالفوز في الانتخابات، ونتمنى للناخبين يوما انتخابيا ناجحا في كل التفاصيل، وفوق كل شيئ نتمنى لشعبنا الاشوري خاصة والعراقي عامة التوفيق في مسيرته من اجل عراق ديمقراطي فدرالي تعددي.
والرب يبارك.

القس عمانوئيل يوخنا


(1) الرابط الى قانون الانتخابات بحسب صيغته النهائية في 25 ايلول:
http://www.parliament.iq/Iraqi_Council_of_Representatives.php?name=articles_ajsdyawqwqdjasdba46s7a98das6dasda7das4da6sd8asdsawewqeqw465e4qweq4wq6e4qw8eqwe4qw6eqwe4sadkj&file=showdetails&sid=2014
(2) الرابط الى تصريح السيد باسم بلو:
http://peyamner.com/details.aspx?l=2&id=85571
(3) برجة: تعني باللهجة الموصلية قطعة. وبرجة نصراني هو تعبير يعكس الاستصغار والاستحقار للانسان المسيحي.
(4) الرابط الى التعديل الاخير باقرار مقعد واحد لكل اقلية:
http://www.parliament.iq/Iraqi_Council_of_Representatives.php?name=articles_ajsdyawqwqdjasdba46s7a98das6dasda7das4da6sd8asdsawewqeqw465e4qweq4wq6e4qw8eqwe4qw6eqwe4sadkj&file=showdetails&sid=2159
(5) الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,239930.0.html
(6) الرابط الى يوناذم وهو يقول بالمقاطعة:
http://news.maktoob.com/article.php/2216666
[/size][/b][/size]

146
قانون الانتخابات واخفاقاتنا
عرض وتحليل
الجزء الاول

ملاحظة: المقال هذا ليس تتمة لمقالنا السابق الموسوم (من ينفذ الاجندة الكردية: نحن ام يوناذم كنا)، حيث وجود رقم الهامش (1) في عنوان مقالنا السابق اثار سوء فهم لدى بعض الاخوة فاعتقدوا ان الرقم يشير الى الجزء الاول. اعتذر لتسببي في سوء الفهم هذا. لراغبين بقراءة مقالنا السابق:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,253626.0.html
مع نهاية الشهر الجاري يتوجه العراقيون في 14 محافظة للتصويت في انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة في اقليم. ومن المؤمل تكرار الامر ذاته لاحقا لمحافظة كركوك التي اجلت انتخاباتها وفي محافظات اقليم كوردستان والتي سيتم تشريع قانون انتخابات مجالسها من قبل برلمان الاقليم قريبا.
العملية الانتخابية بحد ذاتها خطوة مهمة اخرى في طريق بناء العراق الفدرالي الديمقراطي التعددي، وهي من حيث المبدأ خطوة اخرى في طريق اللاعودة الى الحكم المركزي الشمولي الذي عانى منه العراق والعراقيين عقودا طويلة، مثلما هي خطوة اخرى للتعافي من الصراعات التي اعتمدت العنف سبيلا لفرض الرؤية السياسية على الشارع والمواطن العراقي. وبذلك فانه لا يمكن لنا ومن حيث المبدأ سوى ان نتمنى لانتخابات مجالس المحافظات النجاح من حيث اجواء الدعاية الانتخابية والاقتراع والفرز وصولا الى انتخاب مجالس محافظات كفوءة.

اشوريا، فان التوقف عند هذه المحطة السياسية واستعراضها وتحليلها له الكثير مما يبرره بل ويفرضه على المهتمين من ابناء شعبنا وناشطيه افرادا ومؤسسات.
فقانون انتخابات مجالس المحافظات هو واحدا من التشريعات المرتبطة بهيكلية الدولة العراقية ومؤسساتها مما يتم مناقشته واقراره وتطبيقه بمشاركة من قوى شعبنا وممثليه في مختلف مستويات العملية السياسية ذات العلاقة. وهو من بين التشريعات التي يتم اعتمادها وتطبيقها ولها علاقة مباشرة بحقوق شعبنا في عراق ما بعد صدام. وبذلك هو نموذج مناسب للعرض والتحليل والتقييم سواء على مستوى سقف الحقوق التي يقرها لشعبنا. او على مستوى تقييم اداء ابناء شعبنا ومؤسساته وفعالياته في مختلف المراحل التي مر بها قانون الانتخابات، اقتراحا وتصويتا واقرارا وتنفيذا.
وفي المستويين هو مؤشر على ما يمكن ان تكون عليه تشريعات لاحقة تخص شعبنا وحقوقه.
مثلما هو تجربة يتوجب الاستفادة منها لتقويم وتصحيح الاخطاء في المحطات اللاحقة للعملية السياسية في العراق، فاكثر ما يؤلمنا من متابعاتنا هو اننا لا نتعلم من الدروس والتجارب بل نصر على اجترار الاخطاء والانطلاق دوما من المربع الاول فليس لنا تراكم من التجارب والخبرات.
كما ان قانون المحافظات، وتحديدا حقوق "الاقليات" فيه هو قضية سياسية مهمة جدا لاستبيان مواقف القوى السياسية العراقية المختلفة من هيكلية العراق السياسية وحقوق مكوناته القومية وغيرها وخاصة في محافظة نينوى التي تشكل جوهر الخلاف والاختلاف في قانون مجالس المحافظات بعد تاجيل انتخابات محافظة كركوك. فجميعنا يعلم ان محور القضية والخلافات لم يكن تمثيل الاقليات في محافظة بغداد او البصرة، بل محافظة نينوى لسببين مهمين: اولهما الثقل الكبير لهذه الاقليات بالنسبة لعموم المحافظة مما يمنح ممثليهم في مجلس المحافظة تاثيرا كبيرا على قرارات المجلس الذي بحسب القانون يتمتع بسلطات وصلاحيات كبيرة. وثانيهما ان محافظة نينوى هي من المحافظات المشمولة بسياسات التعريب وتغيير الخارطة الديمغرافية والحدود الادارية، وهي مشمولة بالمادة 140 بكل احتمالاتها، ناهيك عن كونها اشوريا مرتبطة بمطلب الحكم الذاتي الذي يطالب به شعبنا.
لاجل ذلك كله سنستعرض ونناقش باسهاب قانون الانتخابات واداءنا، نجاحا واخفاقا، وهدفنا في ذلك، كما كان وسيبقى دوما، المساهمة في حوار موضوعي ومسؤول ورفع الوعي السياسي لشعبنا بعيدا عن الشعاراتية والديماغوجية ونظرية المؤامرة والاحكام المسبقة. فمن الرب نطلب العون ومن القراء المعذرة للاسهاب او ربما الاخطاء التي لا يمكن للانسان ان يدعي العصمة منها.

البداية:
22 تموز 2008 هو التاريخ الذي نكاد نعتقده جميعا بداية لمسيرة قانون الانتخابات، ففي هذا اليوم ناقش مجلس النواب العراقي قانون الانتخابات وادخل عليه تعديلات ومواد مختلفة ثم اعتمده ورفعه الى مجلس الرئاسة للمصادقة عليه.
برايي ان هذا الاعتقاد خاطئ تماما، فلا من قانون يطرح للمناقشة والتصويت في اي برلمان يكون وليد اللحظة ووليد جلسة التصويت.
من المؤكد تماما ان قانون الانتخابات وقبل عرضه على مجلس النواب في 22 تموز تم اعداد مسودته من قبل لجنة برلمانية مختصة. ومن المؤكد تماما ان عملية اعداد قانون بهذه الاهمية السياسية (كونه يتعامل مع احدى اهم مقومات العراق الجديد، واقصد السلطات اللامركزية) لا بد وانه تطلب في الاقل عدة اشهر لانجاز المسودة التي طرحت على مجلس النواب في 22 تموز.
وهنا، وحيث اننا بصدد تقييم اداء شعبنا وقواه وناشطيه ليس للشماتة بهم، حاشا، بل للاستفادة من التجارب والاخفاقات، وحيث ان جميعنا يعلم ان مسودة القانون التي طرحت في جلسة 22 تموز لم تكن تتضمن اية شاردة او واردة عن حق تمثيل القوميات الصغيرة والاقليات الدينية (المادة 50 اضيفت في نهاية الجلسة) نتساءل:
اين كان النائبين "المسيحيين" (سالتزم هذه الصفة لهما لانهما يلتزمانها ويتصرفان على اساسها وهي التسمية التي يعتمدانها للتعريف بانفسهما وصفتهما التمثيلية في مجلس النواب العراقي) من عملية ونقاشات مسودة القانون قبل عرضه على المجلس؟
واني اذ اقدم هذا التساؤل فاني اتمنى ان اجد جوابا موثقا عليه، وليس ادعاءات كلامية. فشخصيا عجزت عن ايجاد اية معلومة في موقع ووثائق مجلس النواب او في مواقع الاخبار عن قيامهما بجهد كهذا.
الم يكن واجبا عليهما ان يكونا بمستوى المسؤولية من حيث الاهتمام والمتابعة لقضايا وحقوق شعبهما "المسيحي" فالاهتمام بهذه الحقوق هو ما يمنحهما خصوصيتهما وفيما عدا هذه الاهتمامات فان بقية مناقشات مجلس النواب ليس لها خصوصية لاي من اعضاء المجلس. فما مبرر وجودهما ودعوى خصوصيتهما ان كانا لا يهتما بخصوصية حقوق شعبهما في تشريعات مهمة كهذه؟ انه مؤشر خطير على اخفاقهما في تمثيل من يدعون تمثيله، وهو فشل كبير في الدفاع عن مصالح من يدعون تمثيل مصالحه. نتمنى عليهما مراجعة نقدية لاداءهما والاستفادة من التجربة في محطات لاحقة.

في الحقيقة، ولكي نكون موضوعيين في احكامنا، فان جميع الاحزاب والقوى السياسية لشعبنا تتحمل هذا التقصير ايضا ولو بدرجة اقل لانها غير ممثلة في مجلس النواب. صحيح انه هنا ايضا فان النائبين "المسيحيين" في المجلس يتحملان مسؤولية التقصير من حيث انهما لا يقومان بالاتصال الدوري والمنتظم مع قيادات الاحزاب السياسية لشعبنا لاطلاعهم على مجريات امور مجلس النواب والتشاور معهم والاستئناس باراءهم، الا ان ذلك لا يعفي هذه الاحزاب من المسؤولية بانهم لم يهتموا او ينتبهوا او يتابعوا اداء مجلس النواب وجدول اعماله.
نتمنى على النائبين "المسيحيين" من جهة واحزاب شعبنا من جهة اخرى الاستفادة ايضا من التجربة.
وهنا نقترح على كل مؤسساتنا السياسية ان تشكل وحدة او ورشة عمل متخصصة للتعامل مع ما يقترح وما يناقش في مجلس النواب العراقي والمجلس الوطني لكردستان العراق، لكي لا يتم اقرار اي قانون دون علم شعبنا، ودون ان يكون لنا راي فيه.
كما من واجب البرلمان العراقي والكردستاني ولترسيخ الديمقراطية الحقيقة ان يمنحا فرصة كافية للشعب، كل الشعب، ان يدلو بدلوه في مقترحات القوانين من خلال الصحف ومنابر الاعلام الاخرى او من خلال التواصل بين النواب وابناء الشعب بحيث تكون هناك مدة كافية لابداء الاراء قبل اقرار القوانين، وكما هو جاري في الدول ذات الانظمة الديمقراطية الراسخة.

جلسة 22 تموز والمادة 50:
في جلسة 22 تموز 2008 اقر مجلس النواب قانون مجلس المحافظات ورفعه الى مجلس الرئاسة للمصادقة عليه. وهناك مصدران لمعرفة مجريات امور الجلسة المهمة هذه، اولهما النص الرسمي لمحضر الجلسة والمنشور على موقع مجلس النواب العراقي (1)، والاخر التصريحات الاعلامية للنائبين المسيحيين السيدين ابلحد افرام ويوناذم كنا.
يقول السيد ابلحد افرام وبالنص الحرفي المنشور على مواقع شعبنا الاخبارية:
(تم تقديم مذكرة من قبلنا الى رئاسة مجلس النواب العراقي حول تخصيص مقاعد للمكونات القومية والدينية المسيحية حيث لم يوافق في المرة الاولى على المذكرة، وبعد انسحاب التحالف الكوردستاني واجراء بعض المداولات مع رئيس مجلس النواب وتدخلي باصرار، تمت الموافقة في المرة الثانية على المذكرة التي تضمن مقاعد لمكونات شعبنا في المحافظات التالية وكالاتي: بغداد – 3- مقاعد، نينوى -3- مقاعد، كركوك- 2 – مقاعد، اربيل – 2 – مقاعد، دهوك – 2 – مقاعد، البصرة – مقعد واحد) انتهى الاقتباس.. وادناه بعض الملاحظات التي تبين بمجموعها الاداء القاصر للنائبين المسيحيين في مجلس النواب:
1-   من موقع المادة في تسلسل مواد القانون (حيث ترد في الفصل الثامن المعنون (احكام عامة وختامية)) (2) ومن تصريح السيد ابلحد ومن محضر الجلسة يتاكد ما سبق لنا ايراده ان النائبين المسيحيين لم يعملا شيئا في مراحل اعداد مسودة القانون وانهما (وتحديدا السيد ابلحد) في اثناء الجلسة عملا جهدهما (وربما انتبها!!) الى وجوب تضمين القانون شيئا عن حق التمثيل لشعبهم المسيحي.
2-   السيد ابلحد في تصريحه يريد القول ان التحالف الكردستاني كان وراء عدم الموافقة الاولى على ادخال المادة، وتم ادخالها بعد انسحاب التحالف الكردستاني. وهذا يؤكد تقصير السيد ابلحد وهو النائب في قائمة التحالف في انه لم يناقش الامر ويتفق مع قائمته قبل جلسة البرلمان، وهنا ايضا تاكيد وشهادة اخرى على التقصير وقلة الخبرة السياسية. وذات الشيئ ينطبق على السيد يوناذم من حيث انه لم يعد شيئا في هذا المجال مع حلفائه من خصوم التحالف الكردستاني.
3-   السؤال الذي يفرض نفسه ويستوجب النقاش بعيدا عن العاطفة والشعاراتية والاحكام المسبقة هي لماذا لم يوافق التحالف الكردستاني على المادة 50 منذ البدء؟ هل السبب هو رفض التحالف لحقوق شعبنا ام لان نص المادة لم يضمن للايزيدية حقهم بشكل منصف؟ فجميعنا يعلم ان الايزيدية في محافظة نينوى لهم ثقلهم الديموغرافي الكبير، بل وان قضاء سنجار هو القضاء العراقي الوحيد الذي فيه المسلمون اقلية فاكثرية القضاء هم ايزيدية.. صحيح ان من حقنا ان نطالب التحالف الكردستاني مناصرة ودعم حقوقنا، وصحيح اننا نرفض قيامه تعطيل او اعاقة هذه الحقوق، ولكن ليس من حقنا ان نطالبه بان يكون اشوريا (او بحسب التسمية التي يرغبها السيدين ابلحد ويوناذم مسيحيا) اكثر من ان يكون كرديا. فكل الكتل السياسية تسعى لضمان مصالح وحقوق شعبها اولا، وحنكة السياسي المقتدر هي ان يتواصل ويصل الى مصالح مشتركة مع القوى السياسية الاخرى. فهل امتلك النائبين المسيحيين هذه الحنكة؟ وهل اعتمادهما على القوى العروبية والاسلامية كان حكيما؟ الجواب قطعا كلا، كما راينا في تسلسل الاحداث وكما سنرى في هذا العرض.
4-   من قراءة نص المادة 50 يتضح انها بالاضافة الى هزالة وجودها في القانون في غير موضعها كما اشرنا اعلاه، فانها تبين مدى ضعف وركاكة صياغتها ومضمونها.. فمن حيث تسمية المكونات المشمولة بها فهي تتحدث عن (الاقليات القومية والدينية المسيحية المنصوص عليها في الدستور) وهو مصطلح غريب عجيب يعكس جهل كاتبه ولا يحتاج الى تعليق منا. ثم تاتي لتشير الى الشبك وهي اقلية لم يرد ذكرها في الدستور، مقابل اهمال الصابئة وهي اقلية مذكورة في الدستور. ومن حيث عدد المقاعد فانها لا توازن بين مقاعد الاقليات المسيحية والايزيدية والشبك. ناهيك عن خطأ وجهل كبير بالعملية السياسية والتشريعية عندما تم تضمين محافظتي دهوك واربيل في القانون رغم انهما غير مشمولتان به، فالقانون هو انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة في اقليم، اي لا يشمل دهوك واربيل والسليمانية. بعبارة اخرى فان نص المادة 50 ولد وهو يحمل عوامل موته، فهو نص ركيك ومكتوب على عجل ويخلو من الموضوعية والتوازن ويقول لمجلس الرئاسة: انقضوني!!

اشوريا، ففي حين حاول كل من النائبين المسيحيين ابلحد افرام ويوناذم كنا التهليل لهذا الانتصار وتجييره كل لنفسه جاهلين او متجاهلين ان القانون برمته، والمادتين 24 و50 ولدتا ولادة عسيرة تضعان القانون امام نتيجة حتمية بالرفض وطلب التعديل، فان الحزب الوطني الاشوري كان الوحيد الذي ومنذ اقرار القانون ابدى رفضه للتشويه الذي فيه من حيث الهوية والخصوصية القومية واستبدالها وتحديدها بهوية دينية مسيحية. راجع التصريح (3)

النقض الرئاسي:
كما كان متوقعا فان النقض الرئاسي وباجماع اعضاء مجلس الرئاسة جاء سريعا وفوريا وحاسما.
وبقدر تعلق الامر بموضوعنا فان النقض الرئاسي وضع النقاط على الحروف بشان المادة 50 من حيث ما سبق لنا ايراده عن شكل ومضمون المادة. راجع نص النقض الرئاسي (4).
النقض الرئاسي جاء واضحا ومحددا بشان المادة 50 بل وقدم خارطة طريق لتعديل المادة بما يجعلها تضمن حقوق الاقليات من جهة وتحقيق تمثيل عادل لها بما يعنيه ذلك من رسالة واضحة بشان المقاعد المخصصة للايزيدية في محافظة نينوى.

بين النقض الرئاسي واعادة مناقشة القانون:
وهي الفترة الممتدة من 24 تموز الى 24 ايلول، شهران بالتمام والكمال، وهي فترة كافية للتعامل مع النقض الرئاسي ومراجعة نص المادة 50 شكلا ومضمونا من جهة وعقد اللقاءات والتواصل للوصول الى تفاهمات واتفاقات مع القوى السياسية الرئيسية في البرلمان لضمان حقوق المكونات الصغيرة في نص القانون عند مناقشته من جديد.. فهل كان النائبين المسيحيين في البرلمان وبقية القوى السياسية لشعبنا بمستوى المسؤولية؟
للاسف فان الاجابة القاطعة تاتي كلا.
فالسيد يوناذم كنا، من جهته، في هذه الفترة وجه اكثر اتهاماته سوءا الى جميع القوى السياسية والمؤسسات القومية الاشورية اثناء زيارته الى الولايات المتحدة وعقده اللقاءات مع جالياتنا هناك، وندوته السياسية في ديترويت والتي اتهم فيها جميع قوى شعبنا من المطالبين بالحكم الذاتي (عمليا هذا يعني جميع قوانا السياسية ما عدا الحركة فهي وحدها رفضت وترفض مطلب الحكم الذاتي) بانهم ماجورين وعملاء او اغبياء جهلة، وما على البطاركة والاساقفة والقيادات السياسية والمؤسسات القومية المطالبة بالحكم الذاتي الا ان تختار احدى هذه الصفات صفة لها!! فعوض العمل من اجل توحيد الجهد والموقف للتعامل مع الامر فانه تم تخوين وتجهيل الجميع. وعوض مد الجسور تم تعميق التخندق. فلماذا يا ترى؟
بل وان السيد يوناذم قام بترويج نفسه في جولته اعلاه على انه وراء اقرار المقاعد الثلاثة في بغداد ونينوى ومقعد البصرة وبصيغة المطمئن عليها رغم ان الرئاسة كانت نقضت القانون والمادة 50 منه تحديدا. يبدو ان السيد يوناذم كان مطمئنا الى حلفائه من خصوم التحالف الكردستاني (ما سمي حينه بتجمع قوى 22 تموز) في فرض القانون بصيغته ورد النقض الرئاسي كما سمعنا من اقطاب هذا التجمع.
وفي اسوأ الاحوال فان شماعة الاتهام جاهزة عند السيد يوناذم في حال الفشل، انهم الكرد!! اليس الكرد بحسب السيد يوناذم مصدر كل اخفاقاتنا وصراعاتنا الداخلية!! وبالفعل هذا ما سمعناه منه لاحقا!!
والسيد ابلحد هو الاخر لم يصدر منه اي توجه للتعامل مع النقض الرئاسي ما عدا انه، والحق يقال، اتصل مع قادة قوانا السياسية واطلعهم على مجريات الامور دون ان يكون هناك خطة عمل للتعامل مع القضية.
وهنا لا بد وللموضوعية في التحليل ان ننتقد قوانا السياسية جميعا، فهي الاخرى لم تتحرك للتعامل مع النقض الرئاسي فيما يتعلق بالمادة 50 وخارطة الطريق المطروحة بشانها. وفي مقدمة هذه القوى لا بد من انتقاد الحزب الوطني الاشوري تحديدا كونه كان واضحا في تحفظاته التي اصدرها في تصريحه بتاريخ 25 تموز بشان قانون الانتخابات، الا انه اكتفى بالتصريح دون ان يتحرك او يبادر الى موقف وخطة عمل للتعامل مع النقض الرئاسي.
مرة اخرى، نحن لا ننتقد بغاية الشماتة والمعاقبة، حاشا، ولكننا ايضا لا نقبل بالتبريرات والاعذار، بل نتمنى من قوانا ممارسة نقد ذاتي وصريح مع الذات للاستفادة من التجربة واخطاءها واخفاقاتها.

للموضوع تتمة في جزءه الثاني الاخير ويتضمن:
   مجلس النواب والمادة 50 من جديد
   ما بعد الالغاء: تظاهرات واستنكار وتنديد
   خط النهاية: مقعد مسيحي يتيم
   المشهد الانتخابي القائم
   استنتاجات ختامية

فالى اللقاء في السبت القادم

القس عمانوئيل يوخنا


الهوامش:
(1)   الرابط الى محضر جلسة 22 تموز:
http://www.parliament.iq/Iraqi_Council_of_Representatives.php?name=articles_ajsdyawqwqdjasdba46s7a98das6dasda7das4da6sd8asdsawewqeqw465e4qweq4wq6e4qw8eqwe4qw6eqwe4sadkj&file=showdetails&sid=1956

(2) الرابط الى نص القانون بصيغة 22 تموز 2008 :
http://www.parliament.iq/Iraqi_Council_of_Representatives.php?name=articles_ajsdyawqwqdjasdba46s7a98das6dasda7das4da6sd8asdsawewqeqw465e4qweq4wq6e4qw8eqwe4qw6eqwe4sadkj&file=showdetails&sid=1910

(3) الرابط الى التصريح المشار اليه:
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,209523.0.html

(4) الاقتباس ادناه هو من النقض الرئاسي لقانون الانتخابات، ويتضمن ادناه ما يتعلق بالمادة 50، وللاطلاع على النص الكامل للنقض يرجى الذهاب الى الرابط الموجود في نهاية الاقتباس:
((المادة 50: (منعاً من التطويل نرجو العودة الى مشروع القانون لقراءة المادة):
أ‌- حددت هذه المادة عدداً من المقاعد للاقليات القومية والدينية في عدد من المحافظات من دون الاستناد الى أي معيار واقعي او احصائي متفق عليه.
ب‌- لم يبين القانون الالية التي ستنظم بها الوحدات الانتخابية التي ستنظم على هذا الاساس ولا سجل الناخبين فيه، خصوصاً وان سجل الاحوال المدنية لا يحتوي دائماً على الهوية القومية او الدينية او المذهبية التي تعرف بعض تلك الاقليات.
ت‌- لم يراع عند التصويت على هذه المادة المقتضيات الاجرائية التي ينص عليها النظام الداخلي لمجلس النواب، لا من حيث القراءات ولا النقاشات في الجلسات الرسمية للمجلس ولا من حيث توصيات اللجنة المختصة.
ث‌- ان الاهتمام بالاقليات الدينية والقومية هو جزء من واجبنا الدستوري والوطني. ونخشى ان يقود هذا الطرح الذي جاء بهذه العجالة ووسط هذه الاجواء الى الذهاب الى الضد من الغرض المقصود، خصوصاً بعد الاخذ في الاعتبار الملاحظتين (أ) و (ب) اعلاه.
ج‌- نقترح اما حذف المادة او منحها المزيد من البحث للوصول الى توافق في الاليات الصحيحة للوصول الى حصول الاقليات حقوقهم كاملة غير منقوصة وتحقيق التمثيل المناسب لهم من دون غبن او تهميش.)) انتهى الاقتباس.. الرابط الى النص الكامل للنقض:
http://www.atranaya.org/Docs/PresedntialObjection.pdf



147
انتقل إلى رحمة الله المرحوم المفكر والباحث السرياني الملفونو أبروهوم نورو ،من مواليد أورفا 1923 ،وسيصلي على جثمانه الطاهر نيافة المطران يوحنا ابراهيم مطران حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس ،يوم الثلاثاء 6/1/2009،الساعة 3.30 بعد الظهر بتوقيت دمشق /1.30 بتوقيت غرينتش/ في كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس ـ سوريا ـ حلب ـ حي السريان .

نقلا عن موقع قنشرين.
للمزيد انقر هنا:
http://www.qenshrin.com/details.php?id=10307

ملفونو ابروهوم نوهرو كان من اعمدة اللغة السريانية في العقود الاخيرة، وافضاله على السريانية وابناءها جمة.
وبانتاله الى الاخدار السماوية فقدت السريانية علما من اعلامها.
ليتغمده الرب بفسيح جنانه

القس عمانوئيل يوخنا

148
من ينفذ الاجندة الكردية: نحن أم يوناذم كنا؟ (1)

يفترض بعض الاشوريين وبينهم مؤسسات قومية وسياسية ان للقيادات السياسية الكردية اجندة ضد شعبنا ووجوده ومستقبله تقوم على تهجيره من مواطنه واراضيه ، والهدف النهائي لهذه الاجندة هو اجتثاث جذور شعبنا وانهاء وجوده. وان القيادات الكردية ومن خلال مؤسساتها السياسية والحكومية والاعلامية والعسكرية تسعى لتحقيق هذه الاجندة بشتى الوسائل وفي شتى المستويات.

الحركة الديمقراطية الاشورية في العراق والمؤسسات والفعاليات الموالية لها في المهجر، وبخاصة في الولايات المتحدة، هم في مقدمة هذا البعض بل والدافعين والمصرين على ترويجه بين ابناء شعبنا، وفي المؤسسات السياسية ودوائر القرار الامريكي والاوربي (كلما وجدوا الى ذلك سبيلا)، ومنظمات حقوق الانسان والمؤسسات الاعلامية.
ويتناغم مع الحركة وخطابها السياسي هذا يعض مؤسساتنا القومية في اوربا التي يهيمن عليها الاشوريين الوافدين من طورعبدين (جنوب شرق تركيا) والجزيرة (شمال شرق  سوريا) الذين، من ناحية، يبنون رؤيتهم ومواقفهم على ذكريات الماضي الاليم بما تضمنته بعض فصوله من مذابح واضطهادات عانى منها شعبنا وشارك في تنفيذها رؤساء وابناء بعض العشائر الكردية المدفوعين بشعارات الاحقاد الدينية التي كانت سائدة حينها، ومن ناحية اخرى فان معظمهم يجهلون او ليسوا على دراية جيدة بجغرافية العراق وخارطته الديموغرافية ناهيك عن واقعه السياسي.
في نهاية المطاف فان المجموعتين، الحركة ومواليها وبعض مؤسساتنا في اوربا، تؤمن بوجود هذه الاجندة الكردية، وهم متيقنون يقينا قاطعا بان القيادات الكردية تتحرك وتعمل بوحي هذه الاجندة وتمارس خطة محكمة التفاصيل لتحقيق الهدف النهائي لهذه الاجندة. ومن ضمن الاليات المزعومة لتنفيذ هذه الاجندة المفترضة هي تنظيمات وفعاليات وناشطي شعبنا من غير الموالين للسيد يوناذم كنا. فحسب السيد يوناذم كنا ومواليه فان كل ما هو خارج ولاءهم هو مشارك في تنفيذ هذه المؤامرة الكردية المفترضة ضد شعبنا.

ومن العبث محاولة انكار وجود هذا التسويق او انكارالهوية السياسية للقائمين به، فكل متابع للانشطة والمواقف والكتابات الاشورية المهجرية يدرك يقينا ان الحركة الديمقراطية الاشورية تقف وراء هذا التوجه وتسعى لتوظيفه لغايات ومنافع سياسية ومادية واعلامية في الوطن والمهجر.
فليس مصادفة ان ترفع التظاهرات البنفسجية، ومهما كانت غايتها وسببها، شعارات ولافتات ضد القيادات السياسية الكردية والصاق شتى التهم وابشعها بها، وفي مقدمتها الارهاب والابادة والتطهير العرقي.
وليس من المصادفة ان يقوم الاسقف الموقوف مار باوي (الذي شاركته الحركة في مؤامرة شق الكنيسة واستنزافها) في كلمته في تجمع نظمته الحركة والموالين لها باتهام البيشمركة الكردية بارتكاب جرائم الابادة.
وليس من المصادفة ان يكون جل الكتاب المروجين لهذا الخطاب هم من اعضاء الحركة او الموالين لها سواء ما ينشر باسماء صريحة معروفة (وهو النادر) او باسماء ملثمة مستعارة (وهو السائد).

ويلتزم هذا البعض المؤمن بوجود هذه الاجندة نهجا سبق لنا توصيفه بانه الفوبيا الكردية والتي تقوم على انتقاء او اختلاق او تبني وترويج اي شيئ معاد للاكراد بغض النظر عن مصداقيته وبغض النظر عن كونه معاديا لمصلحة شعبنا ايضا.. فالمهم لدى هؤلاء ليس تحقيق طموح اشوري بل اعاقة تحقيق اي طموح كردي!!
انهم (AntiKurdish) اكثر من (ProAssyrian).
فايذاء شعبهم باقسى الايذاءات مقبول ما دام الاكراد ايضا يتاذون ولو قليلا!!
فمثلا، هم يفضلون تشتيت شعبنا بين اقليمين ودستورين اكثرمن وضع ديموغرافيته في اقليم واحد وتحت دستور واحد لا لشيئ الا لان الاكراد سيستفيدون ايضا من ذلك!!
وتراهم يهلهلون فرحا مع اي تهديد داخلي او خارجي للاقليم حتى وان كان مصدره تنظيمات ارهابية او دول فاشية. بل وتراهم يتفقون مع القوى العروبية الاسلامية في الدفاع عن ما يسمونه بالهوية العربية الاسلامية لمحافظة نينوى مثلا.
الفوبيا الكردية ليست نتيجة شعور اصحابها وايمانهم بوجود الاجندة الكردية اعلاه، بل، على العكس تماما، فتخيل الاجندة الكردية هو احد مظاهر ونتائج الفوبيا، الا انه وفي جميع الاحوال فان اعراض الفوبيا الكردية ظاهرة في تفاصيل ترويج افتراض وجود الاجندة او في التعامل معها.

ليست الغاية من هذا المقال مناقشة افتراض وجود هذه الاجندة من عدمها.. فواقع الاقليم وواقع شعبنا السياسي والاعماري والثقافي والتعليمي وغيرها تقدم الاجابة وتقطع الشك باليقين.
وليست الغاية تحليل الممارسات والظواهر السلبية القائمة، سواء ما كان منها على مستوى عموم الاقليم وابناءه او على مستوى شعبنا في الاقليم، وهل ان هذه الشوائب ترقى لحدود الادلة والاثباتات في هذه الاجندة. فليس من احد قال بان الاقليم هو سويسرا الشرق الاوسط، وليس باحد انكر وجود تجاوزات هنا او هناك سواء كانت كردية-كردية او اشورية-اشورية او كردية-اشورية. فهذا المحور يمكن ان يكون موضوعا مستقلا لذاته.
ولكن الغاية من هذا الموضوع هي انه بافتراض وجود هذه الاجندة الكردية، فمن يا ترى من الاحزاب والمؤسسات والمواقف الاشورية يخدم هذه الاجندة ومن يعيقها؟
ومن هنا جاء عنوان المقال: (من ينفذ الاجندة الكردية: نحن ام يوناذم كنا؟).

و(نحن) اشير بها الى المؤمنين بالشراكة بين الشعب الاشوري وبقية ابناء الشعب العراقي وتحديدا الشعب الكردي. شراكة في انكار الحقوق القومية والوطنية لهما منذ تاسيس الدولة العراقية المعاصرة.. شراكة في الاضطهادات والمظالم وجرائم الابادة التي تعرضا لها تحت النظام الصدامي الفاشي.. شراكة في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة من خلال الاقرار بالحقوق وضمانها دستوريا في عراق فدرالي ديمقراطي تعددي لا يفرض اللون القومي او الديني الواحد ولا يلغي الاخر بسبب هويته القومية او الدينية او الثقافية.. شراكة في ازالة سياسات التعريب والتغيير الديموغرافي ايا كان مصدرها وجغرافيتها.. شراكة في مواجهة ارهاب التنظيمات الجهادية الاسلاموية.. شراكة في تبني قيم ومبادئ حقوق الانسان والجماعات..
وشخصيا اجد نفسي واحدا من هؤلاء الـ(نحن).

اما لماذا يوناذم كنا وليس الحركة الديمقراطية الاشورية؟ فلانني مقتنع يقينا بان الحركة باتت رهينة السيد يوناذم ورؤيته وطموحاته الشخصية، وباتت تفتقر الى الية القرار المؤسساتي الذي يقوم على تغليب مصلحة الشعب اولا وقبل وفوق كل شيئ. ومن نتائج ذلك ان غادرت الحركة حاضنتها الطبيعية، واقصد بذلك الشعب الاشوري الذي كانت قضيته وراء تاسيس الحركة ونضالها ودماء شهداءها الزكية. كما اني مقتنع تماما بان الكثير من كوادر الحركة واعضاءها والمتعاطفين معها مغلوب على امرهم في مواجهة هذا الارتهان.
لذلك كله ولاجل التمييز بين مبادئ الحركة وتاريخها وشهداءها وكوادرها واعضاءها ممن لا غبار على ولاءهم القومي والوطني من جهة، وبين واقعها الراهن من جهة اخرى جاء اسم السيد يوناذم كنا وليس الحركة.

1- اول ما يتوجب ان تلتزمه الاجندة الكردية  المفترضة هي الغاء هويتنا وخصوصيتنا القومية وتشويهها وحصرها بهوية دينية مسيحية ليس اكثر، فيوم نكون مجرد (مسيحيين) سيكون ممكنا ان نصبح في اليوم التالي (كرد مسيحيين) او (عرب مسيحيين) وبالتالي تتلاشى هويتنا القومية وتتحقق الاجندة الكردية التي يفترضها السيد يوناذم ومواليه.(2)
وهنا نقول بملء الفم ان السيد يوناذم هو من تنازل والغى الهوية والخصوصية القومية لشعبنا عندما قبل ووافق وتبنى التسمية المسيحية لشعبنا في قانون الانتخابات الاخير، وهي سابقة تترتب عليها نتائج في التشريعات والقوانين وتطبيقاتها سواء على المستوى السياسي او الاعلامي او التعليمي وغيرها. والسيد يوناذم لم يرفض (بل ولم يتحفظ مجرد التحفظ) على هذا الانكار لهويتنا ووجودنا القومي. والسيد يوناذم هو بين اللاهثين وراء الكرسي "المسيحي" في مجالس المحافظات ليكون مكملا لكرسيه "المسيحي" في البرلمان العراقي.
السيد يوناذم كنا روج وتبنى توصيفات مثل: شعبنا "المسيحي" واحزابنا "المسيحية" والنواب "المسيحيين" والوزراء "المسيحيين" والى ما ذلك.
اليس هذا خطوة لالغاء وطمس الهوية القومية التي تاسست من اجلها الحركة واستشهد واعتقل من اجلها قادتها الاوائل الذين رفعوا شعار (الاقرار بوجودنا القومي الاشوري) وليس (وجودنا الديني المسيحي)!!!
وفي المقابل رفضنا ونرفض هذا التشويه لهويتنا والتقزيم لوجودنا رغم كل احترامنا واعتزازنا بمسيحيتنا، وقمنا بالتحذير منه وفضح نتائجه واهدافه.
فايا منا ينفذ الاجندة الكردية المفترضة، نحن ام يوناذم كنا؟

2- ما تتطلبه الاجندة الكردية التي يدعي بوجودها السيد يوناذم، ان يتم اضعاف وجودنا الديموغرافي في العراق وتشتيته بحيث يكون عاجزا عن حماية الهوية والخصوصية وعن بناء المستقبل.
والسيد يوناذم كنا هو قلبا وقالبا ومع سبق الاصرار والترصد مع تشتيت واضعاف وجودنا الديموغرافي في العراق بين اقليم كردستان وبقية محافظات (وربما مستقبلا اقاليم) العراق.
السيد يوناذم يرفض جهارا ليلا ونهارا اي ارتباط وتواصل بين ديموغرافيتنا في الاقليم وديموغرافيتنا المكملة لها في سهل نينوى. والسيد يوناذم كنا هو من اوعز لممثل حركته في محافظة نينوى بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع الاحزاب العربية الاسلامية للدفاع عن الهوية العربية الاسلامية للمحافظة ورفض اية دعوة لاعادة ترسيم حدودها الادارية، اي رفض تطبيق المادة 140 بما تتضمنه من ازالة التعريب والتغيير الديموغرافي ومنح الحق لابناء الوحدات الادارية لاختيار ارتباطهم الاداري.
السيد يوناذم، كما اشارت تقارير الانترنت الاخيرة، هو من استلم الاموال من القوى العربية في محافظة نينوى لاعادة اطلاق قناة "مسيحية" فضائية باموال عروبية للدفاع عن الهوية العربية الاسلامية والحدود الادارية الصدامية لمحافظة نينوى. والرجل لم ينكر التقارير، بل فقط انكر لقاءه مع موقع النهرين الذي نشر الخبر.
وفي المقابل، فنحن من دعونا وندعو الى تقوية وجودنا الديموغرافي في الوطن بمختلف الوسائل ومن بينها ضمان الاتصال والتواصل بين ديموغرافية شعبنا ووجوده في الاقليم ووجوده في سهل نينوى.
فايا منا ينفذ الاجندة الكردية المفترضة التي تتطلب اضعاف وتقزيم وجودنا الديموغرافي؟

3- وعلى التوازي مع تشتيت وجودنا الديمغرافي، فان ما تتطلبه الاجندة الكردية التي يدعي بوجودها السيد يوناذم، ان يتم تشتيت جهدنا القومي والسياسي ليصبح بذلك تاثيرنا ضعيفا وصوتنا خافتا في العملية السياسية الجارية في اعادة تشكيل وتاسيس العراق الجديد.
السيد يوناذم كان وما يزال مصرا على تشتيت هذا الجهد وشرذمة الصف القومي منذ عام 1991 والى اليوم.
فلم يبق حزب او فعالية او ناشط من ابناء شعبنا ممن لا يدين بالولاء الشخصي له ويسيرون وفق رغبته الا واتهمه بكل التهم من العمالة الى الخيانة الى الجهالة والغباء وغيرها..
وعودة الى ندوته السياسية في مشيغان في زيارته الاخيرة الى الجالية هناك تؤكد ما نقول.
وفي المقابل فـنحن من دعا واصر ويصر على تحقيق الحد الادنى من وحدة الموقف والجهد في مواجهة استحقاقات العملية السياسية في العراق.
فمن منا يا ترى ينفذ الاجندة الكردية المفترضة؟

4- وفي ذات السياق، فان الاجندة الكردية التي يفترض وجودها السيد يوناذم كنا والهادفة، بحسب مواليه، الى الغاء وجودنا والقضاء عليه، تتطلب، بين ما تتطلبه، افراغ المطالب السياسية القومية لشعبنا من محتواها وتنزيل سقفها الى ادنى مستوياته في بازار العملية السياسية في العراق.
وهنا ايضا فان السيد يوناذم كنا هو من يحقق ذلك.
فتارة يتبنى حلول امنية لقضية شعبنا السياسية. ففي الوقت الذي اتفقت كل القوى العراقية والمجتمع الدولي وقواه المؤثرة في الشان العراقي ان العراق بحاجة الى حلول ومعالجات سياسية لمشاكله الامنية، فان السيد يوناذم وفي قضية شعبنا نادى بعكس ذلك عندما دعا الى حلول امنية لمطالب واستحقاقات سياسية.
وتارة يصر على رفض، بل والعمل ضد، مطلب وطموح الحكم الذاتي لشعبنا ويصر على سقف ادنى يتمثل في ارتهان طموح شعبنا بالمادة 125 من الدستور التي تحدد هذه الحقوق بسقف الادارات المحلية التي لا سلطات تشريعية لها. علما ان المادة 125 فشلت في حماية نفسها فكيف تحمي حقوق شعبنا. فهي تتحدث عن شعبنا بخصوصية قومية، وفي اول اختبار لها في قانون انتخابات المحافظات فشلت في حماية هذه الخصوصية التي تحولت بموافقة وقبول السيد يوناذم الى خصوصية دينية مسيحية.
وفي كل ذلك يقوم السيد يوناذم بتاطير جهده في النيل من مطالب وطموحات شعبنا باننا عراقيون وان انتماءنا هو للوطن العراقي وان هذه هي مطالب شوفينية وعنصرية!!
ما شاء الله.. مسكين هذا الشعب الذي كان وما زال ضحية السياسات الشوفينية والعنصرية ان يتم اليوم اتهامه بانه عنصري وشوفيني.. والمخزي في الامر، ان تاتي التهمة ممن يتبوا منصب سكرتير تنظيم سياسي استشهد قياديه في زنزانات النظام الشوفيني لصدام حسين.
اليس الكورد عراقيون، ولكنهم طالبوا وحققوا فدرالية اقليم كوردستان.
واليس البصريون عراقيون، ولكنهم يطالبون باقليم البصرة. واخرون باقاليم اخرى.
واليس العرب المسلمين في العراق عراقيون بل وهم الاكثرية قوميا ودينيا في العراق ولكنهم، ورغم كل ما يضمنه الدستور لهم، فانهم مصرون ان يشاركوا في الوطن وهيكليته ويعبروا عن ذاتهم بحسب هويتهم المذهبية!! شيعة وسنة.
وكل هذا لا ينتقص من عراقيتهم!! ولكن نحن المساكين (اولاد الخايبة) فان نطلب الحكم الذاتي لنضمن وجودنا ودورنا في العراق فانه الويح لنا، والتوبيخ لنا لاننا بذلك نتنصل من عراقيتنا ونهدد الوطن العراقي!!
وفي المقابل فـنحن من طالب ويطالب بالحكم الذاتي واقراره دستوريا كسقف مقبول وطموح مشروع لشعبنا يضمن له وجوده ويعيد له الثقة بمستقبله في الوطن.
ونحن من نريد لشعبنا اطارا اكثر فاعلية في التعبير عن عراقيته والقيام بدوره في بناء العراق ومستقبله.
فمن يا ترى ينفذ الاجندة المزعومة؟

5- والامر يتجاوز الوطن الى المهجر. فمع كون المهجر الاشوري يفوق الوطن عددا وقدرات مختلفة، فان للمهجر اهميته وبخاصة في الولايات المتحدة وامكانات الاتصال بغية التاثير في بعض مفردات وتفاصيل القرار الامريكي النتعلقة بالعراق وشعبنا فيه. وبالتالي فان الاجندة الكردية التي يتخيلها السيد يوناذم تتطلب تفتيت هذا المهجر واشغاله وهدر واستنزاف طاقاته.
وهنا ايضا، فان السيد يوناذم هو من قام ويقوم بهذا الدور من خلال مواليه واتباعه من اشخاص او مؤسسات.
ويكفي ان نشير هنا الى مثالين من مجموع امثلة تشهد على ما نقول.
اولهما هو مشاركته تخطيطا وتنفيذا مع الاسقف الموقوف مار باوي في تمرده على الكنيسة ومحاولة شقها واشغالها في صراع داخلي استنزف طاقاتها وجهدها ووقتها وزرع الضغينة والاحقاد بين ابناءها، ووسع الفجوة والتباعد والقطيعة بين بين كنائسنا في وقت احوج ما نكون فيه الى كل جهد وتقارب.
وثانيهما هو ما ال اليه وضع اتحاد المؤسسات الاشورية الامريكية (الفدريشن) و(المجلس القومي الاشوري في الينوي) من وضع لا يحسدهما عليه اي احد. كل ذلك بفضل نشاط وغيرة وهمة السيد يوناذم واتباعه.
وفي المقابل، فنحن من دعا ويدعو الى احترام مؤسساتنا ومرجعياتنا المختلفة وعدم تحزيب العمل المؤسساتي وعدم التدخل وتاجيج الصراعات داخل المهجر والجاليات الاشورية.
فمن ينفذ الاجندة المزعومة اذا؟
 
6- وفي المهجر ايضأ، فان الاجندة الكردية التي يتخيلها السيد يوناذم ويروج لها مواليه تتطلب تضليل المهجر عن واقع شعبنا في الوطن بما يزرع الياس والقنوط في مهجرنا ويتم اعتماد المهجر حلا ومخرجا بديلا للوطن، ويتم تبني المهجر والهجرة اليه هدفا بديلا عن التشبث بالوطن. وينتج عن ذلك ايضا منع المهجر واعاقته عن توظيف ما له من قدرات ومنع واعاقة استثمارها في الوطن بشكل برامج اقتصادية او علمية او ثقافية وغيرها.
ومراجعة للخطاب السياسي والاداء الاعلامي للسيد يوناذم واتباعه في المهجر تؤكد بما لا يقبل الشك ان هذا الخطاب يمارس التضليل والانتقائية في طرح المعلومات والوقائع وزرع الانطباع في مهجرنا بان لا مستقبل لنا في الوطن وباننا مستهدفون في مؤامرة كردية خططتها القيادات السياسية الكردية وتنفذها حكومة اقليم كردستان في شتى المستويات والاليات وتفاصيل الحياة اليوميةن يعاونها في ذلك العملاء والماجورين من ابناء شعبنا وتنظيماته الكارتونية!! فحسب السيد يوناذم واتباعه فان الكورد مسؤولون عن كل ما يعاني منه شعبنا في العراق، في المستويات السياسية والامنية والاقتصادية وغيرها.
فالانقسام الداخلي وعدم الاتفاق على وحدة تسمية مصدره الكرد!!
الارهاب واستهداف الكنائس ورجال الدين في بغداد والموصل مصدره الكرد!!
عدم وجود برامج تنمية اقتصادية في سهل نينوى (رغم انه مرتبط بمحافظة نينوى وليس الاقليم) هو تقصير كردي متعمد بحسب السيد مايكل يواش في شهادته امام احدى لجان الكونغرس.(3)
والى ما ذلك.. (تقرير السيدة عطية خمري مثالا لا حصرا).
طبعا لا احد ينكر وجود اخطاء ونواقص في الاقليم وتجربته، سواء ما كان منها على مستوى الاداء الحكومي او الاقتصادي وغيرها مما يؤثر سلبا على عموم ابناء الاقليم وانشطته.
او ما كان منها تجاوزات مختلفة في مجال الارض والزراعة والمياه بين القرى المختلفة، فمنها الكردية-الكردية، او الاشورية-الاشورية، او الكردية-الاشورية من التي تم معالجتها في العديد من الاماكن وتتطلب المعالجة في اماكن اخرى. ولكن هذا شيئ، واعتبار هذه التجاوزات مخططا سياسيا موجها ضد شعبنا من القيادات السياسية والحكومة الكردستانية شيئ اخر. فيكفي ان نشير هنا ان الحكومة الكردستانية دفعت التعويضات والاموال لرفع التجاوزات التي حدثت من قبل مواطنين وفلاحين وقرى كردية على العديد من قرى شعبنا.
وكان من نتيجة هذا الاداء الانتقائي والتضليلي ان المهجر الاشوري بقي وما زال مترددا في دعم الوطن اقتصاديا واستثماريا، اضافة الى توسيع دعوة العوائل المهجرية الى ابناءها في الوطن الى المغادرة والاغتراب خوفا من الوحش الكردي الذي يروج له اعلام السيد يوناذم.
وفي المقابل فنحن من ندعو الى التشبث بالوطن ودعوة المهجر الى الاستثمار والتنمية في الوطن ودعم شعبنا من خلال تقديم خطاب سياسي واعلامي صريح وشفاف لا ينكر وجود الاخطاء والنواقص ولكنه لا يبالغ في التهويل منها او انتقاءها، مثلما يقوم ما نقدمه من خطاب سياسي واعلامي على الواقعية في ان تجربة اقليم كردستان العراق هي تجربة تستحق الدعم وهي فرصة جيدة لشعبنا في بناء مستقبله ووجوده في الوطن، وان احد مجالات دعم التجربة هو المشاركة فيها وتقييمها والتعريف بنواقصها ومعالجتها كمشاركين فيها وليس كاعداء لها.
فمن ينفذ يا ترى الاجندة المزعومة؟

7- وفي ذات السياق ايضا، فان الاجندة المزعومة تتطلب ترسيخ الياس والقنوط والاحباط، بين ابناء شعبنا في الوطن وجالياته المهجرية وليصبح المهجر وطنا وغاية بديلة.
فمن يا ترى يزرع الياس والقنوط؟
هل هو السيد يوناذم الذي وعبر  اصواته المهجرية يصر على سوداوية المشهد السياسي والافق المستقبلي لشعبنا في الاقليم، ليس بما سبق ايراده في النقاط السابقة فحسب، بل ومن خلال الترويج بان الاقليم وتجربته مهددة من الداخل العراقي والجوار الاقليمي وان يوم الانقضاض على الاقليم ات لا محال، وان يوم الحساب مع الكورد الذين يتمادون في اداءهم حتى انهم يستضيفون القوات الاسرائيلية في الاقليم (بحسب تقرير السيدة مارغريت فوكلند من زيارتها الى العراق والاستماع الى مستضيفيها في الحركة الديمقراطية الاشورية) هو قريب. بل ويتم التهليل لاي خطر امني او سياسي لتجربة الاقليم.
ام نحن الذين نريد تعزيز تجربة الاقليم ودعمها وتصحيح اخطاءها لتكون نموذجا للعراق ولبقية دول الشرق الاوسط التي تشترك جميعا في كونها دول لها تعددية قومية ودينية وثقافية؟

8- مرة اخرى نقول ان الاجندة الكردية التي يقول بها السيد يوناذم تتطلب تشجيع شعبنا في الوطن الى الهجرة والاغتراب وترك الوطن والجذور.
وبذلك فانها تتطلب عدم دعم اية برامج اعمارية او تنموية لشعبنا وقراه التي دمرها النظام.
فمن يا ترى ينفذ هذه الاجندة المزعومة؟
هل هو السيد يوناذم الذي اساءت لجنته الخيرية التصرف باموال وتبرعات شعبنا في المهجر من ناحية، وهجومه الاعلامي على برنامج اعادة الاعمار الذي اشرف عليه السيد سركيس اغاجان من جهة اخرى.
ام نحن الذين نسعى بكل الوسائل والمصادر الى دعم اعادة الاعمار والبناء في قرانا ومواطننا التاريخية في اقليم كردستان وسهل نينوى، ورحبنا وشجعنا برنامج الاعمار الذي اشرف عليه السيد اغاجان رغم العديد من الملاحظات عليه والتي تهدف تطويره وليس الانتقاص منه او تشويهه والاساءة اليه؟
وفي ذات سياق التواصل بين الوطن والمهجر، فمن ينفذ الاجندة المزعومة التي تتطلب قطع التواصل بينهما؟
السيد يوناذم كنا والاصوات التابعة له التي ما وفرت جهدا او وقتا في التهجم على اي تواصل كهذا، سواء كان زيارات لوفود وفعاليات بين الوطن والمهجر، او كان قنوات اعلامية مثل قناة عشتار الفضائية ودورها الكبير في ربط جغرافيا شعبنا في دول الوطن والشتات.
ام نحن الذين شجعنا ونشجع هذا الارتباط والتواصل بكل اشكاله ومستوياته بعيدا عن التحزبية الضيقة رغم ملاحظاتنا لتطوير اليات ومضامين هذا الاتصال والترابط (قناة عشتار تحيديا وضرورة تطويرها).

فبعد كل هذا، وبافتراض وجود الاجندة الكردية المزعومة، من ينفذها يا ترى: نحن ام يوناذم كنا؟

ختاما، اقول اني اتوقع من الاقلام البنفسجية ان تنهال علي باسماء صريحة ومستعارة وتتهمني باني حملت الرجل كل خطايا الامة واخفاقاتها. واتوقع منهم ان يقوموا، كالعادة، بشخصنة الامور وتوجيه الاساءات والبذاءات والى ما ذلك من تهم معلبة مستنسخة عن اعلام النظام البائد والانظمة العروبية التي تقوم على تاليه القائد وتنزيهه وتقديسه.
فاقول اولا وقبل كل شيئ اني مسامحهم سلفا، وادعوهم ان يمتلكوا الجراة والصراحة والموضوعية وليقراوا المقال مرة اخرى ويقارنوا ما ورد فيه من ملاحظات مع ما شهدوه ويمكن لهم ان يشاهدوه من ممارسات ومواقف معلنة ومنشورة للسيد يوناذم واتباعه وليدركوا ان ما ورد في المقال ليس تجنيا او ادعاءات مفبركة بل حقائق يمكن تلمسها لمس اليد.
مثلما ادعوهم ان يمارسوا، ولو لمرة واحدة، مسؤوليتهم في توضيح الامور لمرجعيتهم السياسية، السيد يوناذم كنا، ويدعوه الى مراجعة الذات والمواقف والعودة الى حضن الشعب.
والى اللقاء يوم الجمعة القادم في موضوع:
(قانون الانتخابات واخفاقاتنا)
[/size]

القس عمانوئيل يوخنا


هامش 1:
بعد توقف حوالي 3 اشهر عن النشر لاسباب متعلقة باولويات الاهتمامات بسبب ما تعرض له شعبنا خلال الاشهر الاخيرة، وبسبب انشغالنا بمتابعة مختلف النشاطات المتعلقة بدعم شعبنا وهو يعاني من الارهاب الموجه ضده في الموصل، وغيرها من الالتزامات، اضافة الى موسم الاعياد، اعود للنشر مبتدءا بما سبق لي كتابته في تلك الفترة بعد مراجعته.
هامش 2:
حيث ان الشيئ بالشيئ يذكر، فانه انوه هنا الى المقالات العديدة التي نشرت هنا وهناك والمبنية على ادعاء قيام السيد نجيرفان البارزاني بتكريدنا ووصفنا في مقال له بالاكراد المسيحيين.
اقول اني وبسبب التزامي الموضوعية في التعامل مع الامور قمت بالعودة الى نص المقال في موقع حكومة الاقليم على الانترنت فوجدت ان السيد نجرفان قال (الاكراد والمسيحيين) وليس (الاكراد المسيحيين). راجع الرابط:
http://www.krg.org/articles/detail.asp?smap=01010100&lngnr=14&rnr=81&anr=26352
كنت اتمنى على كتابنا التزام الموضوعية والتاكد من النص قبل الكتابة عنه استنادا على تنسيبات او اقتباسات.. كما كنت اتمنى عليهم ان يعالجوا الامر من اساسه من حيث الاجابة على سؤال: من المسؤول عن تحديد وجودنا بـ"المسيحيين"، وبالتالي فتحه الباب امام توصيفات قادمة لا محال كـ"الاكراد المسيحيين" او "العرب المسيحيين"؟ لماذا لا نمتلك الجراة في تحديد مصدر الخلل بيننا قبل القاءه على الاخرين الذين قد يحاولوا استغلاله على مقولة المثل العراقي: (ما دام القاضي راضي).
هامش 3:
السيد مايكل يواش هو لوبي الحركة في واشنطن ويستلم مرتبه الشهري من الحركة وانصارها في اميركا، وبذلك فان جزءا من مرتبه هو من المنحة الشهرية التي تستلمها الحركة من الحكومة الكردستانية والبالغة 60 الف دولار شهريا.

[/font]

149
تواصل كابني وبالتنسيق مع الكنائس والهيئات الاختيارية في المدن والقصبات والقرى المختلفة وتغطية اعلامية من قناة عشتار الفضائية الرائدة بتوزيع الاف الهدايا على الاطفال ومن مختلف الاعمار.
حيث تم توزيع حوالي 500 هدية في بيرسفي في يوم 27 كانون الاول
وفي نفس اليوم تم توزيع اكثر من 300 هدية اخرى على الاطفال في ليفو
اما في يوم 28 كانون الاول فتم توزيع 455 هدية على الاطفال في فيشخابور وديربون وباجدة
ليلحقها في اليوم التالي توزيع 632 هدية في زاخو وبيدارو وهيزاوا
وفي يوم 30 كانون الاول كان الاطفال في افزروك الارمن وافزروك الكلدان وبخلوجه وشكافدل على موعد مع بابا نوئيل وهداياه حيث تم توزيع 349 هدية عليهم
اتسم التوزيعات بالتنظيم واتساع مساحة التوزيع الذي فمرته ابتسامات الاطفال وفرحتهم بهذه الهدايا التي استلمتها كابني من اوربا لتوزيعها على اطفالنا في العراق
يذكر ان برنامج التوزيع مستمر ليشمل مختلف المدن والقصبات والقرى في دهوك وسهل نينوى وسنجار واربيل وكركوك وبغداد
www.capni.net


150
استمرارا لبرنامجها في تقديم الهدايا للاطفال في مناسبة العيد والسنة الجديدة قامت كابني يوم الخميس 25 كانون الاول 2008 بتوزيع الهدايا على جميع اطفال قرية هاورسك الارمنية في منطقة السليفاني في محافظة دهوك.
البرنامج الذي يضم توزيع 21 الف هدية على 21 الف طفل سيستمر في الايام والاسابيع القادمة ليغطي مناطق في سهل نينوى ودهوك وسنجار واربيل وشقلاوة وكركوك وبغداد.
للاطلاع على المزيد عن منظمة كابني، زوروا موقعها التجريبي المطلق حديثا: www.capni.net
ادناه بعض الصور من هاورسك

151
لمناسبة اعياد الميلاد واحتفالات السنة الجديدة اطلقت كابني برنامجا خاصا بتوزيع 21 الف هدية في مختلف المحافظات والمناطق والقرى الى 21 الف طفل من مختلف الاعمار والانتماءات القومية والدينية وهو اضخم برنامج خاص بالاطفال حيث تبلغ كلفته التخمينية 400 مليون دينار عراقي
هذا البرنامج هو التزام من كابني بالبرامج الخاصة الموجهة الى الاطفال التي دابت كابني على التزامها خلال خطط وبرامج عملها السنوية.
الرسالة التي يريد البرنامج اعطاءها هي المزيد من الاهتمام بالطفولة والطفل بعيدا عن اجواء العنف والحاجة التي يعيشها الكثير من اطفال العراق في الوضع الحالي.
حيث سيشمل البرنامج تقديم الهدايا الى الاطفال من مختلف الانتماءات القومية والدينية وفي مختلف المحافظات والاقضية والنواحي والقرى، وتحديدا في محافظات دهوك بمختلف اقضيته وقراه ونينوى وتحديدا في سهل نينوى وقضاء سنجار ومراكز محافظات اربيل وكركوك وبغداد.
البرنامج الذي تبلغ كلفته التخمينية حوالي اربعمائة مليون دينار عراقي يتضمن تقديم الهدايا المرسلة من اطفال هولندا الى الاطفال في العراق من خلال منظمة كابني التي قامت بالتنسيق مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني (وتحديدا تجمع ايتانا النسوي (محافظة نينوى)، بيت عشتار للمراة (كركوك)، منكمة اجنحة الامل (دهوك)، مركز شاروكين لخدمة الطلبة (بغداد) وغيرها، ودوائر الدولة المعنية (المدارس ورياض الاطفال ومستشفيات الاطفال وغيرها)، باعداد برنامج وخطة توزيع تشمل بالدرجة الاساسية الااطفال المحتاجين والنازحين ومستشفيات الاطفال ودور الايتام ومراكز الرعاية الاجتماعية وغيرها
كما يتضمن برنامج التوزيع تنسيقا مع مختلف القنوات الفضائية وفي مقدمتها قناة عشتار الفضائية وقناة فضائية كردستان وقنوات اخرى للقيام بالتغطية الاعلامية للبرنامج.
للمزيد عن كابني وبرامجها، يمكنكم زيارة موقعها التجريبي الحديث: www.capni.net

وادناه تقرير التوزيع لحد تاريخ 24 كانون الاول 2008 كما اعده وارسله تجمع ايتانا النسوي:
ضمن برنامج توزيع الهدايا في سهل نينوى ومنطقة نهلة ، قام كل من تجمع ايتانا النسوي ومركز تلكيف الثقافي وبدعم من منظمة كابني للمساعدات المسيحية بتوزيع هدايا للأطفال بمناسبة عيد الميلاد المجيد و عيد رأس السنة الميلادية وابتدأ البرنامج كالأتي:
في يوم الجمعة المصادف 19/12/2008 م توجه الوفد المتكون كل من جانيت سليم بنيامين والسيدة أيفلين أنويا من منظمة إيتانا النسوي والسيد عوديشو بوذاخ عن مركز تلكيف الثقافي إلى قرية ملا بروان .
وأقام القس حنا عيسى قداساً بالمناسبة وبعدها توجه أطفال كل من قرية ملا بروان وهزارجوت ونهاوا الذين حظروا القداس إلى حديقة الكنيسة المهيئة للاحتفال وتضمن الاحتفال كلمة ترحيبية ألقاها السيد مدير مدرسة ملا بروان وكلمة بالمناسبة ألقاها القس حنا عيسى وحث الأطفال للمواظبة على الدوام في المدرسة والكنيسة وكما ألقت السيدة جانيت كلمة بينت فيها عن مصدر الهدايا وعرفتهم بمنظمة كابني للمساعدات المسيحية وتخلل الحفل دبكات شعبية عبرت عن فرحتهم بالهدايا وأخيراً حضر بابا نوئيل وأستقبله الأطفال بالفرح والتصفيق وقام بتوزيع الهدايا وكانت مجموع الهدايا الموزعة (238 هدية) شملت (121 هدية للأولاد) و (171 هدية للبنات).
وفي يوم الجمعة 20/12/2008 م توجه الوفد الى قضاء الشيخان حيث تجمع الاطفال في قاعة الجوهرة وبحضور القس كوركيس راعي كنيسة الشرقية القديمة والسيد إنويا داؤد البازي مختار الشيخان وكما حضرت قناة كوردسات الفضائية حيث القى القس كوركيس كلمة ترحيبية ، وكما القت السيدة جانيت بنيامين كلمة عرفتهم من خلالها عن مصدر الهدايا وشكر الاطفال منظمة كابني لما قدمته من دعم ومساعدات لهم ، وكانت مجموع الهدايا الموزعة (258 هدية) شملت (133 هدية للأولاد) و (122 هدية للبنات).
وفي يوم الاربعاء 24/12/2008 أتجه الوفد الى ناحية القوش حيث كان التجمع في كنيسة مارقرداخ وكم كانت سعادتنا كبيرة عندما رأينا فرحة بعيون 1264 طفل وطفلة وهم بأنتظارنا في البداية أقام الأب أميل قداساً بالمناسبة وفيها تكلم مع الاطفال وشكر منظمة كابني للمساعدات المسيحية لما قدمته من هدايا جميلة أسعدت الأطفال وبعدها ألقت السيدة جانيت سليم من تجمع إيتانا النسوي كلمة بالمناسبة وحثت الاطفال للمواظبة على الدوام في المدرسة والكنيسة والصلاة من أجل منظمة كابني لكي تستمر بهداياها ومساعداتها . وبعدها دخل قاعة الكنيسة بابانؤيل وهو يقرع الجرس معلناً حان وقت توزيع هداياه وبدأ بابا بتوزيع هداياه الجميلة وشملت 620 طفلة و 644 طفل


152
القراء الاعزاء
الموضوع ادناه ليس مقالا او تحليلا او تبيان موقف من انتخابات المحافظات والكوتا الواردة فيها، فشخصيا بينت موقفي سابقا وبوضوح ومختصره اني غير معني بالكوتا الدينية المسيحية فهي، ورغم ايماني وعقيدتي المسيحية واعتزازي بالفي سنة من تاريخ المسيحية المشرقية التي انتمي اليها، فان الكوتا على اساس ديني هي الغاء لوجودي وخصوصيتي وهويتي القومية التي يمتد عمرها بعمر العراق. والخصوصية والهوية القومية هي التي حصنتني وتحصنني من محاولات تغيير وطمس الهوية القومية فكيف يجوز التفريط بها.
 الموضوع ادناه، وكما في الانتخابات السابقة، هو محاولة متواضعة مني لاغناء قاعدة المعلومات المتعلقة بانتخابات مجالس المحافظات واعتمادا على المعلومات الرسمية وارشيف المفوضية العليا للانتخابات وموقعها الرسمي ولتسهيل الاطلاع على القراء.

ادناه بعض المعلومات:
1- الموقع الرسمي للمفوضية هو: http://www.ihec.iq/index.htm
2- الجدول 1 ادناه يضم اسماء الكيانات المسجلة في المفوضية المستقلة للانتخابات والتي تخص شعبنا وقمنا بترتيبها بحسب رقم مصادقة المفوضية على الكيان، وقد ادرجنا اسم الحزب الشيوعي الكوردستاني ايضا في القائمة كونه يضم مختصة بشعبنا هي (مختصة كلدواشور).
الحقل: (مكان التقديم) يورد مكتب المفوضية الذي تم فيه تقديم طلب الكيان للمصادقة وليس له اية علاقة بالانتخابات.
3- رقم القرعة يعني رقم القائمة الانتخابية للكيان في الانتخابات القادمة، وتم منح هذه الارقام يوم الخميس 6 تشرين الثاني 2008 عن طريق اجراء القرعة بين الكيانات التي ستشارك في الانتخابات. وطبعا هناك ارقام قرعة ممنوحة للقوائم الائتلافية كما سنقدمها بعد قليل.
4- لاحظ ان كلا من: (قائمة الرافدين، المؤتمر الاشوري العام، المجاس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، السيد جورج داود ميا) ورغم انهم قدموا في مطلع شهر حزيران المنصرم طلبات المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، الا انهم انسحبوا منذ مدة قبل اقرار ومصادقة قانون الانتخابات، وبذلك فانهم لن يشاركوا في الانتخابات القادمة ولم تمنح لهم ارقاما لقوائمهم في القرعة التي اجريت في 6 تشرين الثاني،
5- بحسب قانون الانتخابات فان لكل من هذه الكيانات حق المشاركة منفردا في اية محافظة تجرى فيها الانتخابات (ولذلك منح لكل منهم رقم في عملية اجراء القرعة) او المشاركة في قائمة ائتلافية مع كيانات اخرى (منحت ايضا ارقام للقائمة الائتلافية)، ولكن لا يجوز له في نفس المحافظة ان يشارك في قائمة لوحده وفي قائمة ائتلافية في ذات الوقت.
6- الكيانات الفردية (مثل السيد جورج داود ميا بافتراض عدم انسحابه) لا يحق لهم الاشتراك في الانتخابات في اكثر من محافظة، بل فقط في المحافظة التي هو مسجل في سجلاتها، ولكنه يحق له الدخول في انتخابات تلك المحافظة منفردا او متحالفا في احدى القوائم.
7- بملاحظة ان جميع كيانات شعبنا الانتخابية التي لم تنسحب من العملية الانتخابية قبل اقرار قانون الانتخابات شاركت في قوائم ائتلافية (عشتار الوطنية ونينوى المتاخية والتحالف الكردستاني كما سياتي لاحقا)، وبالتالي فانه ليس هناك كيانا (حزبا او شخصا) انتخابيا لشعبنا يخوض الانتخابات منفردا بل في قائمة مع احزاب حليفة.
8- رقم المصادقة للعديد من هذه الكيانات تعود الى الانتخابات العراقية السابقة، والتاريخ الموجود في الجدول هو تاريخ اعادة طلب الكيان للمشاركة في الانتخابات القادمة الذي يشترط دفع تامينات قدرها 25 مليون دينار، حيث هناك المئات من الكيانات الانتخابية العراقية (وبينها من ابناء او مؤسسات شعبنا) التي سجلت في انتخابات سابقة ولكنها لم تتقدم بطلب اعادة تسجيل للمشاركة في هذه الانتخابات، مثل التجمع الوطني الاشوري الذي يحمل رقم مصادقة 131 في سجلات تسجيل الكيانات في المفوضية، والمنبر الديمقراطي الكلداني الذي يحمل رقم مصادقة 367 ولكنهما قررا عدم التقديم للمشاركة في الانتاخابات القادمة.
9- اما الكيانات التي ورد مقابل اسمها: طلب جديد، فهي كيانات انتخابية جديدة لم تسجل في الانتخابات السابقة. والانتخابات القادمة هي الانتخابات الاولى التي ستشارك فيها.
بالنسبة للمجلس القومي الكلداني فرغم انه شارك في انتخابات سابقة وكان له رقم مصادقة هو 97 الا انه يبدو انه بسبب تغييرات بنيوية في تشكيلته ورئيس كيانه فقد قدم طلبا جديدا وله رقم مصادقة جديد هو 657.

اما بالنسبة للائتلافات او القوائم التي تضم كيانات متحالفة فادناه جدول بهذه القوائم المستقلة والوطنية التي تضم كيانات سياسية لشعبنا:
1- هناك (لاحظ الجدول 2) ثلاثة قوائم ائتلافية تضم كيانات سياسية لشعبنا، احداها (قائمة عشتار الوطنية) تضم حصرا كيانات لشعبنا، فيما القائمتين الاخريتين (قائمة نينوى المتاخية) و(التحالف الكردستاني) هما قائمتان وطنيتان تضمان احزاب اخرى.
2- الحرف (C) الموجود مع رقم مصادقة الائتلاف يشير الى كلمة (Coalition) وتعني الائتلاف او التحالف.
3- قائمة نينوى المتاخية ستخوض الانتخابات في محافظة نينوى، وقائمة التحالف الكردستاني ستخوض الانتخابات في محافظة بغداد، فيما ستخوض قائمة عشتار الوطنية الانتخابات في محافظات نينوى وبغداد وربما البصرة.

نتمنى لهذه القوائم جميعا تحقيق نتائج جيدة تضمن وجود ممثلين لشعبنا في مجالس المحافظات.
ونتمنى للشعب العراقي انتخابات ناجحة ونزيهة رغم ما تعرض له شعبنا في قانون الانتخابات من الغاء للهوية القومية، وما تعرض له من اجحاف بتقليل حجم للكوتا.
ونتمنى على شعبنا المشاركة الواسعة في الانتخابات لضمان ايصال اكبر عدد من ابناءه الى مجالس المحافظات سواء من خلال الكيانات السياسية المنفردة او خلال القوائم لكيانات شعبنا المتحالفة او خلال القوائم الوطنية. فايصال اكبر عدد من ابناء شعبنا هو الرد العملي على التهميش الذي اراده لنا البعض.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

ملاحظة: لعرض الجداول بصورة اوضح يمكنكم النقر عليها.


153
تفاقم معاناة المسيحيين في العراق

يستمر العنف والاضطهاد ضد الاقليات في العراق، وبضمنهم المجتمع المسيحي الذي يعود وجوده الى اكثر من 1500 سنة.
كنيسة المشرق الاشورية، احدى الكنائس المتاثرة، عبأت ذاتها عبر العالم لجلب الانتباه الى هذه الازمة، وطلب المساعدة من حيث تكون المساعدة ممكنة. الكنائس الاخرى التي هي تحت هذه الظروف البالغة الصعوبة هي السريان الارثوذكس، الكلدان والارمن.
قبل عام 2003 فان 4% من الشعب العراقي كان من المسيحيين. وحاليا فان 40% من الـ 2,2 مليون لاجئ عراقي هم من المسيحيين، وهذا يبين مدى خطورة وحدة العنف والاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون العراقيون.
"لم يسلم اي احد من هذا الالم سواء بالخسارة والمعاناة الشخصية او برؤية بلدهم ممزقا بسبب العنف" يقول الاسقف مار ميلس زيا، اسقف كنيسة المشرق الاشورية في استراليا.
بحسب المصادر الكنسية فان هذا النزوح هو نتيجة لحملة من العنف والقتل والارهاب والتهديدات والترهيب استهدفت الاقلية المسيحية.
تصاعدت الهجمات منذ شهر ايلول عندما تم تغيير قانون الانتخابات وتم الغاء نظام الكوتا الذي كان يضمن حق التمثيل للاقليات في مجالس المحافظات. نتائج التحقيقات الحكومية واعتقال 12 شخصا لهم علاقة بموجة الهجمات الاخيرة ما زالت قيد الانتظار.
المجتمع الاشوري المسيحي في مختلف الدول يقوم بجمع الاموال للمساعدة. الابرشيات المحلية تجمع التبرعات لمساعدة (منظمة مساعدات كنيسة المشرق الاشورية) (ACERO) لتقديم المساعدة للمحتاجين من مدينة الموصل حيث كان التصعيد الاخير في الهجمات اكثر قسوة. الامل المنظور للنازحين هو منطقة حكم ذاتي ضمن العراق.
المجلس الوطني للكنائس في استراليا (NCCA) يقف متضامنا مع المسيحيين العراقيين، ومع كنيسة المشرق الاشورية التي هي عضو في مجلس الكنائس منذ سنوات عديدة. 
"نحن نشعر بالاسى لسماع معاناة المسيحيين في العراق وما يعانوه من هجمات مخططة لاستهدافهم" يقول الاب جون هاندرسن الامين العام للمجلس الوطني للكنائس في استراليا.
"نحن مستمرون للطلب من الحكومة الاسترالية لاخذ هذا الوضع في الحسبات في مراعاتها لمساعدة اللاجئين العراقيين في سوريا والاردن، والمساعدة في خطط استقرارهم حال توفر الامن في البلاد، والمساعدة في اعادة توطينهم عندما تكون العودة امنة".
نحن نحث الحكومة الاسترالية على:
- تقديم المزيد من الدعم للنازحين العراقيين داخل العراق واللاجئين العراقيين في سوريا والاردن. و:
- زيادة استيعاب استراليا للسكان المتضررين.

للمزيد من المعلومات، الاتصال بالقس جون هندرسن، تلفون 0419224935

مسؤول العلاقات ومساعد الامين العام
للمجلس الوطني للكنائس في استراليا
[/size][/font]

154
نقلا عن موقع موسوعة النهرين:
http://nahrain.com/news.php?readmore=33883

بيان صحفي
الخميس 6 /11/ 2008
السيد رئيس الوزراء يستقبل البطريرك ماردنخا الرابع رئيس كنيسة المشرق الاشورية في العالم

قال رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي إن العراق لم يشهد مشكلة بين المسلمين والمسيحيين وان ما تعرض له المسيحيون هو من فعل العصابات والارهابيين والخارجين عن القانون وبقايا النظام البائد ،وماتعرضت له الكنائس الجوامع والحسينيات لم يستهدف جهة معينة ،انما إستهدف العراقيين جميعاً.
جاء ذلك خلال استقباله بمكتبه الرسمي اليوم رئيس كنيسة المشرق الاشورية في العالم البطريرك ماردنخا الرابع والوفد المرافق له.
واضاف السيد رئيس الوزراء: لقد قمنا بنشر القوات المسلحة والاجهزة الأمنية لتوفير ظروف تشعر المسيحيين بالأمن والإستقرار ونحن نعمل من أجل إعادة الجميع الى ديارهم وتلبية إحتياجاتهم وضمان حقوقهم كباقي العراقيين، وان القوات الأمنية لن تنسحب من مواقعها وستبقى من أجل حماية المسيحيين .
وتابع سيادته : ان جهودنا لا تتوقف عند إعادة المسيحيين في الداخل بل نعمل على إعادة المقيمين في الخارج الى وطنهم ليشاركوا في عملية البناء والاعمار .
وأضاف السيد رئيس الوزراء : لم تعد اليوم اية محافظة او مدينة تحت سيطرة الارهابيين ولم تعد هناك طرق مغلقة ،ونفتخر دائماً بنجاح جهودنا في المصالحة الوطنية والقضاء على الفتنة الطائفية.
وقال سيادته، نريد بقاء المسيحيين في العراق لانهم جزء من التنوع الذي يفتخر به الشعب العراقي على مر التاريخ.
ودعا السيد رئيس الوزراء الاشوريين الى إقامة ندوات ومؤتمرات للتعريف بتأريخهم ولغتهم وإرتباطهم العميق بالعراق.
ورحب سيادته برغبة البطريرك بإعادة فتح الكنيسة الاشورية في بغداد وعموم العراق بعد ان تم تهجيرهم الى الخارج من قبل النظام البائد.
و شكر البطريرك الجهود التي تبذلها حكومة الوحدة الوطنية من أجل المسيحيين ، مثمنا مواقف السيد رئيس الوزراء بإعادة المسحيين في الداخل والخارج الى ديارهم م الى ديارهم وحرصه على توفير اجواء الأمن والاستقرار والعيش الكريم لجميع ابناء الشعب العراقي.

المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء

[/size][/font]

155
صباح اليوم الخميس 6 تشرين الثاني 2008 كان ابناء كنيسة المشرق الاشورية في بغداد على موعد مع قداسة ابينا البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم، حيث اقام قداسته قداسا الهيا مهيبا في كنيسة مريم العذراء في منطقة النعيرية.
شارك في القداس اضافة الى قداسته غبطة المطران مار كوركيس صليوا، مطران الكنيسة ووكيلها البطريركي في العراق، والاباء الكهنة يوسف ويوشيا واوكن كهنة رعيات كنيسة المشرق في بغداد والعديد من الشمامسة، اضافة الى جموع كبيرة من ابناء الكنيسة.
في هذا القداس الالهي الذي ياتي خلال الزيارة الحالية التي يقوم بها قداسته الى بغداد وضمن زيارته الراعوية الى العراق لترؤس المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية نال اباء وابناء الكنيسة بركات قداسته واستمعوا الى موعظته ونصائحه الابوية التي كانت خير مشجع لهم خاصة وهم  يعيشون في ظروف صعبة يمر بها وطننا وشعبنا.
 يذكر ان قداسته في زيارته الى بغداد التقى قادة ومسؤولي الحكومة العراقية وناقش معهم اوضاع العراق عموما واوضاع شعبنا الاشوري المسيحي خصوصا وما يعانيه من العنف والارهاب وما يطمح اليه من حقوق عادلة.

156
نقلا عن موقع pukmedia
http://www.pukmedia.com/News/5-11-2008/news44.html

الرئيس طالباني: سأبقى مؤيدا للاخوة المسيحيين وأدافع عن حقوقهم

استقبل رئيس الجمهورية جلال طالباني في قصر السلام ببغداد، بعد ظهر اليوم الاربعاء 5/11/2008، وفدا عن كنيسة المشرق الآشورية برئاسة قداسة البطريرك (ماردنخا) الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم وعضوية المطران ماركوركيس صليوا مطران كنيسة العراق وروسيا والاسقف مارعوديشو أوراهم أسقف اوروبا والخور اسقف داود روئيل كاهن كنيسة في كاليفورنيا.
وأعرب الوفد الزائر عن القلق من التعديل الذي ادخله مجلس النواب العراقي على قانون انتخابات مجالس المحافظات، مما يؤدي الى تقليص تمثيل الاقليات في مجالس المحافظات، داعيا فخامته الى الاستمرار ببذل جهوده الحثيثة لحماية الحقوق الدستورية للمسيحيين.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس طالباني على ان السياسة العامة في العراق الجديد هي سياسة التآخي بين المواطنين بمختلف أطيافهم الدينية والقومية، مشددا على ان "المسيحيين مواطنون أصلاء في هذا الوطن وانهم واحد من أصوله الاساسية".
كما أشار رئيس الجمهورية الى ان مجلس الرئاسة قد بحث الموضوع وسيعود الى مناقشته بعد مشاورات مع الوزراء والنواب المسيحيين لايجاد حلول تضمن حقوق المسيحيين.
وفي هذا المجال، أكد الرئيس طالباني على أن الحكومة العراقية عملت من اجل اعادة العوائل المسيحية المهجرة الى مناطقها، كما ان حكومة اقليم كوردستان لم تقصر في مساعدتها، واضاف: "سأبقى مؤيداً للاخوة المسيحيين ومدافعا عن حقوقهم وسابذل كل جهدي من اجل احقاق الحق ومن اجل رفع الظلم والغبن عنهم"، مضيفا "نحن بهذا نؤدي واجبا وطنيا علينا".
من جهته، فند قداسة البطريرك ماردنخا الرابع الاتهامات الموجهة الى الكورد بخصوص تهجير مسيحيي الموصل، مثمنا دور القادة الكورد وحكومة اقليم كوردستان في دعم المسيحيين ومساعدة العوائل المسيحية المهجرة، كما اشاد قداسته بمبادرة الرئيس طالباني وسعيه الدائم لايجاد صيغة معقولة من شأنها ان تكفل حقوق الاقليات وخصوصا المسيحيين في العراق، شاكرا فخامته على حفاوة الاستقبال.
وحضر اللقاء فوزي حريري وزير الصناعة والمعادن وعدد آخر من المسؤولين.
     

[/size][/font]

157
اصدر المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية الذي التئم برئاسة سيدنا قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، ومشاركة اصحاب الغبطة والنيافة مطارنة واساقفة الكنيسة للفترة من 27 الى 30 تشرين الاول في نوهدرا دهوك تصريحا مهما بشأن الاوضاع الحالية في العراق ورؤية ودعوة المجمع الى مستقبل عراقي قائم على السلام والعدالة والمساواة بين ابناءه ويضمن حقوقهم دستوريا.
كما تضمن التصريح استنكار المجمع الشديد لما تعرض ويتعرض له شعبنا الاشوري وبقية المكونات الدينية والمذهبية من حملات ارهابية وعنف يستهدف وجودهم وحياتهم داعيا الحكومة والمؤسسات المدنية والمرجعيات الدينية الى المزيد من الجهد لوضع نهاية لهذه الاعمال.
كما اعاد المجمع تاكيد دعمه لمطلب الحكم الذاتي لشعبنا وضمانه دستوريا كون الحكم الذاتي الاطار الذي يحقق المشاركة واتلشراكة الوطنية بين ابناء العراق في التعبير عن ذاتهم وتعزيز دورهم الوطني، فالحكم الذاتي ليس انفصالا او انقطاعا عن الوطن والشعب العراقي.
ادناه الترجمة العربية للتصريح وصورة من النص بالسريانية:

المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية
نوهدرا (دهوك) 27 – 30 تشرين الاول – 2008


لقد اولى المجمع المقدس لكنيسة المشرق الرسولية الاشورية المقدسة والذي انعقد برئاسة خليفة بطرس الرسول قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وبمشاركة اصحاب الغبطة والنيافة مطارنة واساقفة الكنيسة في مدينة نوهدرا (دهوك) للفترة من 27 الى 30 تشرين الاول من عام 2008، اهتماما خاصا باوضاع الشعب والوطن العراقي عموما وابناء الشعب الاشوري ومسيحيي العراق خصوصا.
ان اهتمام المجمع المقدس بالاوضاع الراهنة في العراق وبالمطالب والامال التي يطمح اليها الانسان والشعب انما هو اهتمام يقوم على الايمان بان الكنيسة لكي تكون حاضرة وفاعلة ومرشدة في حياة ابناءها، كما كانت عبر العصور وكما اراد رب الكنيسة لها ان تكون، فان عليها ان تكون منهم ومعهم واليهم، وتهتم بكل تفاصيل حياتهم، وان تشهد يوميا لفعل الايمان برسالة سيدنا وربنا يسوع المسيح.
الكنيسة الحية هي التي تكون مع الانسان ومن اجله في الامه واماله، في احزانه وافراحه، في ضائقاته وانفراجاته. والكنيسة هي ما اوصانا به الرب يسوع المسيح من فعل المحبة، وما قدمه لنا على الصليب من فعل الفداء، لنقتدي به في المحبة والتضحية من اجل الانسان والشعب والوطن والبشرية جمعاء، من اجل العائلة والاقربين والجيران من كل الديانات والاعراق واللغات والثقافات. فالكل خليقة الله وهم صورته وشبهه وهم جديرون بالمحبة وباشعاعها النابع من الذات الالهية.
ان الكنيسة المقدسة اذ تتالم مع الام الانسان والشعب والوطن العراقي فانها تتوجه بالصلاة والابتهال الى الرب ليمد يمينه ويظلل برحمته وينير بحكمته القلوب والعقول ويرشد الجميع الى نبذ العنف والارهاب واعتماد الحوار اسلوبا للتعامل مع الاختلافات وارساء الامن والاستقرار والسلام في القلوب اولا، وفي ارجاء الوطن وبما يمنح للشعب العراقي نهاية لمسيرة الالام والمعاناة التي تهدد بنيته الاجتماعية والاقتصادية وتهدر فرصه المستقبلية في العيش الكريم واستعادة دوره الانساني والحضاري كما كان مهدا للحضارة. ان المجمع يدعو الجميع الى تضميد الجراح ووقف التهجير داخل الوطن واستنزاف المصادر البشرية والاقتصادية للعراق.
يدعو المجمع جميع ابناء الشعب العراقي بكل مكوناته واطيافه الى تجسيد واشاعة ثقافة وقيم المحبة والتسامح والاحترام والمساواة في وطننا العراقي وفي كل بقعة منه.. فلا وطن ومواطنة حقيقية من دون المحبة واحترام حقوق الاخرين.
مثلما يدعو المجمع القائمون على زمام الامور في الحكومة والبرلمان العراقي الى تاسيس المنظومة الدستورية والقانونية لمبادئ العدالة والمساواة والتكافؤ، ومراجعة وازالة التمييز والتمايز بين ابناء الوطن على اساس الانتماء والهوية القومية والدينية والثقافية.
لقد توقف المجمع المقدس بصورة خاصة عند الحملة المستمرة التي تعرض ويتعرض لها ابناء الشعب الاشوري المسيحي في العراق التي استهدفت ثقافته وهويته ونمط حياته وكنائسه ووجوده بغاية تهجيره واستئصاله وافراغ العراق منه. والمجمع المقدس اذ يستنكر وبشدة هذه الحملة المستمرة، واخر فصولها تهجير مسيحيي الموصل التي يمثلون اقدم مكونات نسيجها، واذ يتوجه الى ابناء شعبنا بالدعوة للصبر والتحمل والتشبث بالايمان ووعود الرب لقطيعه بعدم الخوف وبانه معه الى انتهاء الدهر فان المجمع المقدس يطالب الحكومة العراقية القيام بواجباتها في توفير الامن والحماية وترسيخ الثقة بين مكونات النسيج الاجتماعي وبينهم وبين مؤسسات الدولة.
كما يعبر المجمع عن استنكاره الشديد لما تعرضت له بقية المكونات الدينية والمذهبية للشعب العراقي من عنف وتهجير بسبب الانتماء والهوية الدينية او المذهبية، ويؤكد تضامنه معهم في معاناتهم داعيا الحكومة العراقية والمؤسسات المدنية والمرجعيات الدينية المختلفة الى المساهمة في حماية التعددية الدينية والمذهبية في العراق.
ان اقسى معاناة للانسان هي عندما يشعر بالغربة والاغتراب في وطنه ويفقد الثقة في المؤسسات التي يفترض بها حمايته. والكنيسة اذ تستشعر هذه المعاناة بين ابناءها بسبب التراكمات التاريخية الطويلة للمعاناة والتمييز وانكار الحقوق الذي عانوا منه فانها تشارك ابناءها في مطالبتهم بازالة هذه التراكمات سواء في المستوى الدستوري والتشريعي او في المستوى الممارساتي وبخاصة في مناهج التربية والتعليم والاعلام.
ان المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية يكرر دعمه لمطلب الشعب الاشوري في الحكم الذاتي واقراره وضمانه دستوريا في عراق ديمقراطي فدرالي تعددي، فالحكم الذاتي ليس انفصالا او انقطاعا عن الشعب والوطن بل، وعلى العكس من ذلك، هو تعزيز لمبدأ الشراكة بين ابناء الوطن الواحد وتفعيل لدور كل مكونات الشعب في بناء الوطن الذي يحترم الجميع ويضمن حقوق الجميع في التعبير عن ذاتهم وتطوير وجودهم وثقافتهم بما يعنيه من اغناء وتنمية بشرية وثقافية واقتصادية واجتماعية لكل الوطن.
ان المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية يدعو ابناء شعبنا ومرجعياته الكنسية وقواه السياسية والاجتماعية والثقافية لتوحيد مواقفهم وجهودهم من اجل اجيالنا ووطننا الذي ننتمي اليه وينتمي الينا.
ان تمتع شعبنا بحقوقه وبضمان مستقبل ابناءه يعني تشبثه بارضه ووطنه وجذوره. ولكي يزدهر الوطن، يجب ان يكون ابناءه احرارا. ولكي يعم السلام ربوعه يجب ان يكون ابناءه متساوون في الحقوق والواجبات.
كما يدعو المجمع المقدس وبروح المحبة الكنائس الشقيقة الى توحيد الجهود من اجل موقف مسيحي يقوم على وحدة الايمان والارث الرسولي المشترك بينها وعلى القيم المسيحانية التي التزمها وضحى من اجلها ابناء الكنيسة على مدى العصور.
فلنعمل جميعا يدا واحدة من اجل العراق وطنا للسلام والمحبة والامان.
لتكن نعمة الرب مع الجميع..


المجمع السنهاديقي المقدس
لكنيسة المشرق الرسولية الاشورية
نوهدرا (دهوك) في 30 تشرين الاول 2008
[/size][/font]

158
تجسيدا لما يلتزمانه من مواقف للتضامن مع شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) ومساهمة منهما في تخفيف الاعباء الانسانية عن العوائل المهجرة من الموصل، قدمت (المنظمة الاثورية الديمقراطية (مطكستا)) و(اتحاد الاندية الاثورية – السويد) برنامج مساعدات انسانية بقيمة 18 الف دولار على شكل مواد عينية قامت بتهيئتها وتوزيعها منظمة (كابني) على العوائل المهجرة من الموصل في بغديدة وكرمليس وذلك يوم الخميس 30 تشرين الاول 2008.
نشكر المنظمة الاثورية الديمقراطية واتحاد الاندية الاثورية في السويد على هذه المساهمة التي تعكس قيم المحبة والتضامن والشراكة مع شعبنا في الوطن.

الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني للمساعدات الانسانية

159
الاخوات والاخوة الاحبة
حيث اني ساتحدث يوم السبت القادم الى تجمع يقارب 5000 شخص عن معاناة شعبنا في العراق، وحيث اني اخترت عنوان حديثي:
ماذا يعني ان تكون مسيحيا في عراق اليوم؟
فاني اشكر لكم مساهمتكم ومساعدتكم لي في تقديم اجابتكم من كلمة واحدة، فقط كلمة واحدة، على هذه الاسئلة:
- ماذا يعني ان تكون مسيحيا في عراق اليوم؟
- هل ترى مستقبل لمسيحيي العراق؟
- هل انت تعيش داخل ام خارج العراق؟

 
يرجى ارسال الاجوبة على الايميل التالي:
youkhana@web.de

مع الشكر والامتنان
 
القس عمانوئيل يوخنا

160

تستمر كابني في برنامجها لتخفيف الاعباء الحياتية عن كاهل المهجرين قسريا من ابناء شعبنا من مدينة الموصل، حيث قامت في الاسبوع المنصرم بتوزيع مختلف المساعدات الانسانية على العوائل المهجرة في برطلة (بتاريخ 19 ت1)، بغديدة (20 ت1)، كرملش (20 ت1)، القوش (22 ت1)، ملا بروان (23 ت1)، نهلة (23 ت1).
فيما ستقوم اليوم وفي الايام القادمة بتقديم المزيد في مختلف مدن وقصبات سهل نينوى.
نتوجه بالشكر والتقدير الى المتبرعين لتمويل هذا البرنامج.
مثلما نتوجه بالشكر والتقدير الكبير للجان تنسيق توزيع المساعدات في مختلف المواقع الذين من خلال عملهم وجهدهم وفروا الية سلسة واطار منظم لايصال المساعدات الى العوائل، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الاب اميل في القوش، الاب جبرائيل في دير السيدة، السيد نيسان كرومي قائمقام بغديدة، السيد جورج ككونا (برطلة) والجميع.
الصور ادناه هي لمراحل التحميل والتفريغ فقط حيث تلتزم كابني بعدم نشر صور التوزيع.
نامل ان تزول هذه الغمامة ويستقر الامن والسلام في القلوب اولا وفي الوطن العراقي.
الرب يبارك

القس عمانوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني للمساعدات الانسانية

161
في اللقاء الذي اجراه مؤخرا مراسل موقع عنكاوة مع المطران شليمون وردوني حول موضوعة الحكم الذاتي لشعبنا، ورد سؤال هذا نصه:
ما رأيكم بموقف قداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الأشورية بطرح حكم ذاتي يرتبط بالحكومة المركزية؟
بحكم انتمائي الى كنيسة المشرق الاشورية ومتابعتي لمواقفها اود تبيان رايي الشخصي بالقول ان هذا تشخيص خاطئ وبعيد عن الصواب تماما.
ان قداسة ابينا البطريرك مار دنخا ومعه اصحاب الغبطة والنيافة مطارنة واساقفة كنيسة المشرق الاشورية اكدوا على دعم الكنيسة لمطلب الحكم الذاتي للشعب الاشوري كحق مشروع دون ان يحددوا ارتباط هذا الحكم الذاتي، ودون ان يخوضوا في بقية تفاصيل الحكم الذاتي.
كنيسة المشرق الاشورية في مواقف مرجعياتها اعلنت دعمها لمطلب الحكم الذاتي واقراره وتضمينه دستوريا في دستوري الاقليم والمركز دون تحديد موقف بقبول او رفض ارتباط الحكم الذاتي هنا او هناك فتلك مسالة تناقشها قوى شعبنا السياسية ويقررها شعبنا من خلال اليات حضارية.
كنيسة المشرق الاشورية لم تكن ولا تسعى ان تكون بديلا عن الشعب وقواه السياسية.
وليس لها مواقف سياسية مسبقة تجاه ايا من القوى والهيكليات السياسية في العراق.
مثلما لم ولن تسعى يوما الى نزع الهوية القومية لشعبنا واحلالها بهوية وخصوصية دينية ليس الا.

واذا كان هناك من فسر خطابات سيدنا البطريرك بغير ذلك فاني شخصيا اقترح عليه تصحيح الامر.

مع المحبة

القس عمانوئيل يوخنا



162
كابني تخصص اكثر من 200 مليون دينار للمساعدات الانسانية للمهجرين


تستمر كابني في برنامجها التضامني مع المهجرين قسريا من ابناء شعبنا من مدينة الموصل حيث تستمر في تقديم مختلف انواع المساعدات الانسانية في مختلف مناطق التجاء المهجرين.
فبعد تقديم المساعدات الانسانية والمساعدات الطبية العلاجية في القوش، تللسقف، باطنايا وتلكيف تباشر كابني اليوم الاثنين بتقديم المساعدات في برطله. وفي الايام القادمة سيتم التوزيع في بقية المدن والقصبات بالتتابع.
الكلفة التخمينية لبرنامج كابني التضامني في هذه الازمة الانسانية يتوقع له ان يتجاوز 200 مليون دينار.
نتمنى ان يسود السلام والامن والامان عراقنا الحبيب وليعيش فيه ابناءه عيشة كريمة تقوم على العدالة والمساواة والاحترام المتبادل بين الجميع ومع الجميع دون تمييز او تمايز بسبب الانتماء او الهوية القومية والدينية.
وليبارك الرب الجميع[/size][/font]

164
كابني تطلق برنامج واسع لمساعدة ابناء شعبنا المهجرين من الموصل

تجاوبا مع الاوضاع الانسانية الصعبة التي تواجهها العوائل المهجرة من ابناء شعبنا من مدينة الموصل الى سهل نينوى، ومن خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها منظمة (كابني) للمساعدات الانسانية الى هذه العوائل والاباء الكهنة في المدن والقصبات التي التجئوا اليها في تلكيف وباطنايا وتللسقف القوش، اطلقت منظمة (كابني) برنامجا واسعا لمساعدة هذه العوائل.
تضمن البرنامج زيارة ميدانية للعيادة المتنقلة للمنظمة الى تلكيف والقوش ودير السيدة يوم امس 15 تشرين الاول. تبعتها اليوم حملة توزيع مواد اساسية من بطانيات وطباخات نفطية ووقود ومواد غذائية وغيرها الى كافة العوائل النازحة في باطنايا وتللسقف والقوش.
المواد التي تم توزيعها حملت عنوانا من ايات الكتاب المقدس:
(لا تخف ايها القطيع الصغير) لوقا 32:13 (ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر) متي 20:28
وستستمر الحملة في الايام القادمة لتشمل النازحين في بقية مدن وقصبات سهل نينوى وذلك بعد ان تقوم (كابني) بزيارة ميدانية للوقوف على الاوضاع والاحتياجات.
وكما في البرامج المماثلة التي نفذتها (كابني) فاننا لن ننشر صور العوائل التي تستلم المساعدات احتراما منا لكبرياء الانسان وكرامته، ونكتفي فقط بصور التحميل والتفريغ.
ادناه بعض الصور..
للمزيد من الصور انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=230696.0
[/font]

165
اصدرت سكرتارية المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية تصريحا استنكرت فيه بشدة الاعتداءات الاخيرة على مسيحيي الموصل، واعلنت فيه تضامن الكنيسة مع ابناء شعبنا في محنتهم، ودعت فيه الحكومة العراقية لتحمل مسؤولياتها تجاههم.. وادناه نص التصريح:

ܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ ܘܫܠܝܚܝܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝ ܕܡܕܢܚܐ ܕܐܬܘܪܝܐ
ܟܢܘܫܝܐ ܣܘܢܗܕܝܩܝܐ
كنيسة المشرق الاشورية الرسولية المقدسة
المجمع المقدس

تـصريــح

مرة اخرى تعود يد الارهاب لتستهدف ابناء شعبنا الامنين المسالمين في مساكنهم ومدينتهم ووطنهم لا لذنب اقترفوه بل لانتماء وهوية دينية اختاروها ايمانا وجسدوها بالمحبة والسلام مع الذات والجار والشريك في الوطن من مختلف الانتماءات والهويات القومية والدينية والمذهبية والثقافية.
مرة اخرى يستهدف الارهاب مسيحيي العراق، وبخاصة مسيحيو الموصل، في حملة شنيعة سقط فيها الشهيد واصيب فيها الجريح واجبرت العوائل الى ترك منازلها ومساكنها واعمالها ولقمة حياتها لتتحول في ساعات الى نازحين محتاجين معذبين.
في مدينة الموصل حيث الانتماء والجذور التاريخية القومية والدينية لشعبنا الاشوري، والتي تمتد لعدة الاف من السنين، ارتكبت في الاسبوعين الاخيرين، وما زالت مستمرة، حملة تهجير قسري لشعبنا ولمسيحيي المدينة.
ان المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية، برئاسة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، اذ يؤكد تضامنه مع مسيحيي الموصل، وعموم مسيحيي الوطن العراقي، في هذه المحنة والايام الصعبة، فانه يستنكر شديد الاستنكار هذه الحملة، ويدعو المسؤولين في الحكومة العراقية وادارة محافظة نينوى الى تحمل مسؤولياتهم الاخلاقية والانسانية والقانونية تجاه ابناء شعبنا وحمايتهم من براثن الارهاب وتحقيق الامان لهم، وتهيئة المستلزمات الانية الطارئة للنازحين منهم، وتوفير مستلزمات العيش الامن الكريم لهم في مدينتهم ومع اخوتهم من ابناء الموصل بمختلف اديانهم وقومياتهم. فالوطن هو لجميع ابناءه.
ان شعبنا الاشوري المسالم الذي ينتمي الى العراق وبقي محبا لوطنه وشريكا مع كل العراقيين رغم كل ما تعرض له عبر التاريخ من اضطهادات وتمييز بسبب هويته القومية والدينية، يتمنى ويسعى اليوم ايضا الى العيش بمحبة وسلام مع كل ابناء العراق على مبادئ المحبة والاحترام والعدالة والتكافؤ.
العيش الكريم والامن في الوطن هو من ابسط حقوق المواطنة التي يتوجب تامينها لكل ابناء الوطن.
في الوقت الذي نعزي فيه عوائل وذوي الشهداء طالبين لهم الملكوت السماوي ونطلب الشفاء للمصابين نتوجه الى الرب بخالص دعاءنا ان يمنح ابناء شعبنا الصبر على هذه المعاناة، وان يهدي بحكمته اولي الامر، وينعم بسلامه على العراق شعبا ووطنا.


الاسقف مار ميلس زيا
سكرتير المجمع السنهاديقي المقدس
لكنيسة المشرق الاشورية
15 تشرين الاول 2008
[/font]

166
نداء عاجل: المهجرون الاشوريون والمسيحيون من الموصل

تعرض الاشوريون والمسيحيون خلال الاسابيع الاخيرة الى حملة ارهابية شنيعة استهدفتهم في مدينة الموصل، حيث استشهد العديد منهم، وجرح اخرون، فيما اجبرت الاف اخرى منهم لترك منازلهم والنزوح، وقد التجأ العديد منهم الى الكنائس والاديرة وبينها كنيستنا طلبا للماوى والمساعدة.
وفي مسعى منها لمساعدة شعبنا في الموصل، قدمت منظمة اعانة كنيسة المشرق الاشورية (Assyrian Church of the East Relief Organisation) (ACERO) تبرعا اوليا بقيمة 10 الاف دولار لتوفير المساعدات الانسانية الطارئة كالمواد الغذائية والتجهيزات الاساسية والطبية، وهي بصدد تقديم المزيد. كما ان القس عمانوئيل بيتو يوخنا، مدير المشاريع في (ACERO)، موجود حاليا في سهل نينوى للمساهمة في تنسيق الدعم.
منظمة الاعانة لكنيسة المشرق الاشورية تدرك ان هناك حاجة للمزيد من المساعدة، وانها كمنظمة خيرية لن يكون بمقدورها القيام بهذه المهمة تجاه اشوريي العراق، سوريا او الاردن من دون مساعدة ابناءها، مؤمني كنيسة المشرق الاشورية.
نتوجه بالنداء العاجل اليكم ايها الاحبة الاشوريين لتقديم تبرعاتكم الى (ACERO).
تبرعاتكم في هذه المرة، ومع المعاناة التي يعيشها شعبنا، هي اكثر الحاحا واهمية.
ندعو ابناء كنيستنا الراغبين بالتبرع الى تقديم تبرعاتهم الى (ACERO) عن طريق رعية كنيسة المشرق الاشورية في محل اقامتهم.
نصلي الى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ان يحمي شعبنا في هذه الاوقات الصعبة.

المخلصون لكم

الاسقف مار ميلس زيا
مدير منظمة (ACERO)

اندي رمو
محاسب (ACERO)[/size][/font]

167
تقرير حول افتتاح المؤتمر:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,228380.0.html 

اليوم الاول من المؤتمر
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,228614.0.html





  مؤتمر اللغة السريانية الرابع يعقد جلساته لليوم الثاني

الجمعة 10 ايلول 2008 كان ثاني ايام جلسات عمل المؤتمر الرابع للغة السريانية في ماردين - طورعبدين – تركيا اذ التئم المؤتمرون في الساعة العاشرة صباحا للمشاركة في الجلسات الصباحية التي ادارها الدكتور عبدالمسيح سعدي.
اول المتحدثين في الجلسة الصباحية الاولى كان البروفسور شابو تالاي – جامعة ايرلانغن - المانيا الذي قدم بحثا اكاديميا قيما بعنوان (من السوريائيث الى السوريث: اصرة اللغة السريانية الكتابية مع اللهجات السريانية العامية) تطرق فيه الى العلاقة بين السريانية الكتابية والمحكية على ضوء التطور اللغوي التاريخي، واثبت بالشواهد والادلة الى ان هناك مشتركات بين اللهجات المحكية لمختلف المناطق هي اكثر من المشتركات مع اللغة لكتابية.
تلاه البروفسور فابيرزيو بينيشيتي – جامعة تورينو - ايطاليا الذي قدم بحثا بعنوان (نظام اسماء المعاني في السريانية الكلاسيكية والمعاصرة) حاول فيه وباستخدام الرسوم التوضيحية توضيح الاطار النظري لتصنيف الروابط (القبل\البعد) لاية لغة، وبشكل خاص احرف المعاني للسريانية الكلاسيكية والسوادية في نظام متماسك وفي شكل وظيفي ومترادف.
وفي هذا المجال تطرق الى خصوصيات اللغات السامية السريانية والسوادية والعربية بالمقارنة مع الانكليزية من جهة والتركية من جهة اخرى.
كما استعرض البروفسور بينيشيتي خصوصية نظام احرف المعاني في السورث بالمقارنة مع الكلاسيكية.
الباحث الثالث كان الاستاذ بشير طورويو – جامعة بغداد - العراق الذي قدم بحثا بعنوان (نظرة الى الفعل الرباعي لدى ابن العبري) تضمن دراسة للفعل الرباعي لدى ابن العبري اذ وجد ان ابن العبري اورد مجموعة من الافعال على انها رباعية اصيلة، بمعنى انها غير مشتقة من غيرها او لا تعرف جذورها، في حين ان الباحث طورويو وجد انها ليست اصيلة بل معروفة الاصل اوالجذر وانها مشتقة من هذا الاصل، وهذا شيئ غريب جدا ان ابن العبري لم يبحثها كما عرفناه في بحوثه. وفي الحقيقة، بحسب الباحث طورويو، ليس في السريانية سوى بضعة افعال اصيلة تعد على اصابع اليد او اقل.
الباحث اندراوس اصلان – السويد قدم اخر بحوث هذه الجلسة بعنوان (الهوة بين السريانية الكتابية الغربية واللهجات العامية، وسبل تطوير اللهجات العامية) وفيه تحدث عن الواقع الراهن للغة السريانية عامة مركزا على وضع اللهجة الغربية، ثم تحدث عن الصعوبات التي تواجهها اللغة الفصحى في النشر والانتاج وغياب المواد والاساليب اللازمة لكتابة وقراءة اللهجة العامية المتداول بها اليوم. ثم شرح المحاضر الاسلوب والطريقة التي استخدمها في كتابه حول الحكايات الشعبية واعطى امثلة حول سبل كتابة اللهجة العامية لطورعبدين باحرف ابجديتنا السريانية. كما تحدث عن مشروعه الذي يحتوي سبل قواعدية ولغوية قاموسية قريبة جدا من قواعد اللغة الفصحى ومقترحا استخدام مفردات غير موجودة في اللهجات من الفصحى والحفاظ على المفردات السريانية التي تسرينت خلال الزمن وان كان اصلها يعود الى لغات اخرى. واختتم محاضرته بوصف عملي حول الاسلوب الذي اعتمده في كتابة اللهجة الطورانية.

بعد ايفاء النقاش والملحوظات حقها استراح المؤتمر في استراحة قصيرة لتبدا بعدها الجلسة الصباحية الثانية واستهلها الاب شليمون ايشو خوشابا – مدير دار المشرق الثقافية - دهوك بورقة بعنوان (وجودنا القومي وضرورة اللغة الادبية الموحَدة)، وفيها اكد الاب شليمون ان لغتنا هي من اهم عناصر وجودنا القومي وهي الرابط الذي يوحدنا في تشتتنا، واللغة الادبية الحديثة المفهومة من الغالبية هي هذا الرابط وهذا العنصر الموحِد. لذا علينا الاتمام بها وذلك بتوحيد قواعدها ونحوها ووضع كتاب منهجي لذلك يقر من قبل المؤتمر بعد انجازه من قبل لجنة تؤلف لهذا الشأن.
كما تضمنت ورقة الاب شليمون عرضا للجهود التي اطلقها النادي الثقافي الاثوري في بغداد في هذا المجال في مطلع سبعينيات القرن المنصرم.
البروفسورة هيلين مور فان دين بيرغ – جامعة لايدن - هولندا قدمت بحثا معلوماتيا شيقا بعنوان (الكتب الكنسية بحسب البحث العلمي في كنيسة المشرق والكنيسة الكلدانية بين عام 1500 الى 1850) تحدثت فيه انه بعكس الاعتقاد السائد، فان الفترة من القرن السادس عشر الى التاسع عشر كانت فترة معطاءة في مجال التراث والعلوم الكنسية، فالمخطوطات التي تعود الى هذه الفترة تعكس غنى كبيرا في مجمل الحقول وبخاصة تفسير الكتاب المقدس، اللاهوت وقواعد اللغة. ففي هذا المجال لم يتم فقط نسخ ودراسة كتابات الاباء والملافنة الذين ظهروا في القرون السابقة كعوديشو الصوباوي ويوحنا برزوعبي وابن العبري واخرون، بل كان هناك نتاجات جديدة لكتاب مهمين مثل مار يوسف الثاني، القس ساوا من (أولا)، اسحق شبادنايا واخرون مجهولين.
البحث خلص الى الدعوة لاهمية دراسة هذه الفترة ونتاجات كتابها لاهميتها.
تلا البروفسورة هيلين الاستاذ بهاء عامر – بغداد الذي قدم بحثا قواعديا تحت عنوان (الاسماء التي تجمع جمعا مزدوجا في السريانية) تناول فيه الاسماء التي تجمع جمعا مزدوجا (جمع مذكر وجمع مؤنث) في اللغة السريانية، وناقش فيه سبب ورود الصيغتين، وان هذه الظاهرة شبه شائعة في سائر اللغات السامية. وخلص البحث الى وجود عدة اسباب وراء وجود صيغتين للجمع هي: تغيير دلالي حيث كل صيغة جمع تعطي دلالة او معنى مختلفا، او جمع القلة وجمع الكثرة، او اسماء تجمع جمعا نادرا، او جمعا لا ينتمي الى الاسباب السابقة ولا يخضع لضوابط.
فيما كان الاديب جوزيف اسمر ملكى – سوريا اخر متحدثي الجلسة الصباحية في مساهمته المعنونة (بين السريانية الفصحى والطورية) تناول فيه العلاقة بين الفصحى والعامية من حيث اشتراكهما بامور جوهرية عديدة ياتي في مقدمتها كثرة المفردات والتراكيب المشتركة فيما بينهما. وبعض الاختلافات من حيث النحت اللغوي والاعلالات والابدالات التي تحدث في الفصحى. كما تناول ضرورة تنقية الطورية من الالفاظ والتراكيب الغريبة والمحافظة عليها لانها اللغة الحية التي ينطق بها السريان اينما وجدوا.

بعد النقاشات والمداخلات لبحوث الجلسة الثانية شارك المؤتمرون في وجبة الغداء التي تلتها فترة استراحة الى الساعة الخامسة مساء اذ عاود المؤتمر انعقاده في جلساته المسائية التي ادارها الدكتور سعدي المالح.
اول المتحدثين في الجلسة المسائية الاولى كان الباحث بينخس القس خوشابا الذي قدم بحثا موسوما (علاقة اللهجات المحلية باللغات السامية) تضمن دراسة في التغيير الحاصل لبعض الكلمات في اللهجات المحلية ومنها لهجة منطقة نهلة وعلاقتها بالاكدية ومن ثم ربطها ببعض القواعد الاكدية في الابدال والاعلال. ومن ثم تناول الباحث الوسائل الممكنة لتنقية لغتنا الاديية من الشوائب والكلمات الدخيلة والحاجة الماسة اليوم الى لغة وسيطة بين القديم والحديث ودعا المؤتمر الى تحمل مسؤوليته لاعداد كتاب في نحو اللغة السوادية من اجل تطوير المناهج وطرق التدريس في كافة المراحل الدراسية.
المتحدث الاخر في هذه الجلسة كان الدكتور حنا كوكي – المانيا بعنوان (اشكالات اللغة السوادية) تحدث فيها عن بعض الاشكالات التي تواجه هذه اللهجات.
تلاه البروفسور جون هيلي – جامعة مانشستر – المملكة المتحدة وجاء بحثه بعنوان (الدراسات السريانية في الغرب: الاوضاع الحالية واستراتيجية للمستقبل) وتضمن تقييما لهذه الدراسات مع التركيز على اهمية تشجيع الطلبة، وبخاصة من المتحدثين بالسريانية، للالتحاق بهذه الدراسات الجامعية من خلال توضيح اهميتها التاريخية والدينية واللغوية.
بعد النقاش في بحوث هذه الجلسة، وبعد استراحة قصيرة باشر المؤتمر جلسته المسائية الثانية لهذا اليوم.
المتحدث الاول كان البروفسور امير الحراق – جامعة تورنتو – كندا الذي قدم بحثا اكاديميا رائعا بعنوان (هل كانت السريانية الكتابية لغة التجارة؟) اثبت فيه واستنادا الى الرقم الخزفية المكتشفة في تكريت من فواتير ومستندات شراء وبيع ومنح قروض مالية ان السريانية الفصحى كانت تستعمل لاغراض تجارية.
وقد اثارت محاضرة الدكتور الحراق اسئلة كثيرة عن اصل الاسماء والتعابير المستخدمة في هذه الرقم الفريدة.
تلاه الباحث الاستاذ روبن بيت شموئيل الذي قدم بحثا مهما بعنوان (دور المدارس الاشورية الخاصة في تعزيز الهوية القومية) وهو جزء من رسالة الماجستير التي حصل عليها مؤخرا من جامعة لايدن – هولندا. وفي بحثه استعرض الباحث بيث شموئيل خمس مدارس اشورية خاصة اسست في العراق في عشرينيات القرن الماضي. كان هدفها الرئيس تعليم اللغة الام بشقيها الفصيحة والسورث اضافة الى دروس التعليم المسيحي والمواد الاخرى. وخلص الباحث ان هذه المدارس الاشورية تاسست في عهد الاستعمار البريطاني واغلقت في العهد "الوطني". كما ان ترسبات مذبحة سيميلى كانت، بحسب رأيه، سببا في تغيير اسماء هذه المدارس الى تسميات لا تمت بصلة الى تراث الاشوريين القومي والديني.
البحث الاخير كان بعنوان (اسم الالة في اللغة السريانية) قدمه الاستاذ انمار عبدالجبار جاسم – جامعة القادسية – العراق اذ اورد فيه ان اسم الالة هو من الموضوعات اللغوية المهمة، وانه من اقسام الكلام فهو الاسم الذي يطلق على الالات والادوات ويقسم على قسمين جامد ومشتق، فالجامد هو ما لم يؤخذ من غيره، ولكنه وجد في اللغة بشكله المكتوب دون زيادة في حروفه او تغيير حركاته. اما المشتق فهو يؤخذ من غيره وذلك بزيادة عدد حروفه وتغيير حركاته.
ودعا في بحثه الى تشكيل لجنة من اللغويين تنبثق من المؤتمر تتولى دراسة المعجمات او القواميس المعتمدة واشتقاق اوزان جديدة لاسم الالة بعد الاتفاق عليها وتاصيل جذورها وذلك لمواكبة التطور الحاصل في اكتشاف الالات والادوات.
وبعد فتح باب النقاش شارك المؤتمرون في اغناء البحوث من خلال الملحوظات وتبادل الاراء.
وقد كلف المؤتمر في جلسات اليوم لجنة من عدد من اعضاءه لاعداد البيان الختامي للمؤتمر، اضافة الى تكليفها بمهمة جمع وصياغة المقترحات والتوصيات وتقديمها الى المؤتمر لنقاشها واقرارها في جلسته الختامية.
اما الختامية فكانت قد انتهت بالصلاة الربانية رتلها بلحن ملائكي شجي طلبة دير الزعفران (ܕܝܪܐ ܕܟܘܪܟܡܐ) اضفت جوا روحيا لدى الجميع.
من المقرر ان يعاود المؤتمر جلساته في يومه الثالث صباح غد السبت..[/size]

168
تقرير حول افتتاح المؤتمر:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,228380.0.html



مؤتمر اللغة السريانية الرابع يعقد جلساته لليوم الاول

في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس الموافق 9 ايلول 2008 افتتح المؤتمر الرابع للغة السريانية الجلسة الاولى لاعماله في القاعة المخصصة لذلك والتي تصدرتها لوحة كبيرة تحمل شعار المؤتمر وزينتها بوسترات المؤتمر.
مع جلسات اليوم الاول للمؤتمر الحالي كان جليا التطور الكبير في نقاشات المؤتمرين من حيث البحوث المقدمة او من النقاشات التي تميزت بالعلمية والاكاديمية. كما تميزت بتناولها لموضوع لغوي حيوي هو دراسة اللهجات المحكية للسريانية المعاصرة ومقارنتها مع السريانية الفصحى.
ادار الجلسة الاولى الاب عمانوئيل يوخنا الذي رحب بالمؤتمرين متمنيا لهم مشاركات ونقاشات فاعلة في المؤتمر وبخاصة انه انتقل نقلة نوعية مهمة مع مشاركة الاساتذة والاكاديميين المتخصصين من مختلف الجامعات العالمية، اذ اكد الاب عمانوئيل ان المؤتمر لن ينته بانتهاء جدول اعماله بل ستنبثق عنه لجان عمل اختصاصية لمتابعة توصياته ومقرراته، ولاجله فان المؤتمر يدعو المشاركين فيه الى تقديم كافة الاقتراحات والاراء والتوصيات التي يرونها ضرورية في هذا المجال.
الباحث بنيامين حداد - العراق كان اول المتحدثين في الجلسة الاولى اذ القى بحثا لغويا بعنوان (تاء الفعل التائي بين الاصالة والازادة في السريانية) وخلاصته ان الفعل التائي في السريانية اذا اسقطت تاؤه، الباقي منه كفعل مضعف، يلاحظ الدلالة المعنوية لا تتغير كثيرا في الفعل قبل اسقاط تائه وبعد اسقاطها، وبخاصة اذا ما ازيد بحرف مد (صامت) تتويجا او اقحاما او تذييلا. وتضمن البحث امثلة تثبت هذا المذهب.
تلته الباحثة الدكتورة ايلينور كوغيل من جامعة كامبردج – المملكة المتحدة التي القت بحثا بعنوان (تطور حديث في الفعل المستقبل في لهجات الارامية الحديثة في سهل نينوى) تضمن استشهادات لغوية لصيغة حديثة للفعل المستقبل في لهجات القوش وتللسقف وتلكيف وكرمليس في سهل نينوى بالتماثل مع اللغات الاخرى.
الباحث بولس دنخا مدرس اللغة السريانية في المدارس السويدية القى بحثا بعنوان (القواعد واللغة) جاء فيه ان اللغة هي التي تضع الاسس لقواعدها التي يمارسها الشعب في حياته اليومية في مختلف المجالات الاجتماعية والعلمية، وان القواعد هي نتاج اللغة وليست اللغة نتاج القواعد.
وكما هو النظام المتبع في ادارة جلسات هذا المؤتمر، فقد اختتمت الجلسة الاولى بفتح باب النقاش من خلال الاسئلة والتعقيبات على ما تضمنته من بحوث.
بعدها كانت فترة الاستراحة التي تبادل فيها المؤتمرين حواراتهم ونقاشاتهم مع اكواب الشاي والقهوة، فكانت في حقيقتها جلسة مفتوحة من الجميع والى الجميع.
في الجلسة الثانية كان الدكتور يوسف قوزي – العراق اول المتحدثين اذ قدم بحثه الموسوم (حروف ܒܕܘܠ ب د و ل في السريانية، استخداماتها وخصائصها ووظائفها) بين فيه الاحكام القواعدية التي تحكم حركات ولفظ حروف (بذول) عند دخولها على المفردات في السريانية الغربية والشرقية.
تلاه الباحث كوثر نجيب – اربيل الذي قدم دراسة مقارنة  بعنوان (الفعل في الزمن الماضي في لهجات عنكاوا وشقلاوا وكويسنجق وارموتا: دراسة مقارنة مع السريانية الفصيحة والعربية الشقيقة) اذ توصل في بحثه الى وجود نقط مشتركة بين اللهجات وبخاصة لهجة شقلاوܐ وكويسنجق وارموتا وقرب لهجة عنكاوا الى الفصيحة في بعض النقط.
الباحث عمار خليفة من جامعة بغداد القى بحثا بعنوان (الحركات بين الاشباع والاطباق والاختلاس) ضم تعريفا بالحركات من ناحية نوعها وخواصها وتصنيفها وتاثيراتها في صياغة ابنية الكلمات في اللغة الواحدة، وتناول البحث الحركات في السريانية مقارنة مع العربية والعبرية.
المشاركة الاخيرة في الجلسة الثانية جاءت من الاستاذ حنا بهنام - سوريا بعنوان (دروب سريانية) القى فيها الضوء على الدور التاريخي لشعبنا في الحضارة الانسانية واختتم ورقته بتقديم العديد من المقترحات في مجال نهضة اللغة وادابها.
كما تليت في الجلسة الرسالة الواردة من الدكتورة ماجدة سالم – جامعة القاهرة – مصر المتضمنة اعتذارها لعدم تمكنها من المشاركة ومبدية رغبتها بارسال بحثها لنشره في الكتاب الذي سيصدر بابحاث المؤتمر.
بعد النقاشات والملحوظات والمداخلات لبحوث الجلسة الثانية شارك المؤتمرون في وجبة الغداء التي تلتها فترة استراحة الى الساعة الخامسة مساء اذ عاود المؤتمر انعقاده في جلساته المسائية التي ادارها الدكتور جورج كيراز.
اول المتحدثين في الجلسة المسائية الاولى كان البروفسور افرام عيسى يوسف – فرنسا اذ القى بحثا بعنوان (تعليم وتعريف باللغة السريانية وتراثها من القرن السابع عشر الى القرن الواحد والعشرون في فرنسا) ركز فيه على عهد الملك لويس الرابع عشر بتعاون رئيس وزراءه كول بيرت باقتناء المخطوطات الاولى لتراثنا السرياني ومع مرور الزمن تمكنوا من جمع اكثر من 431 مخطوطة سريانية عريقة وهامة. كما اكد في بحثه على الدور الهام الذي ساهم فيه العديد من العلماء الفرنسيين ومن بينهم العالم ايرنست رينان والباحث ديفال والمترجم الشهير جان بابتيست شابو والعالم الرياضي فرانسوا نو. واختتم البروفسور بحثه بالقاء الضوء على تدريس اللغة السريانية في جامعة السوربون والجامعة الكاثوليكية في باريس.
تلاه البروفسور هيرمات تويله من جامعة نايميغن - هولندا الذي القى بحثه (الترجمات العربية – السريانية – العربية: مدخل ثقافي) وفيه القى الضوء على حقيقة ان كون الملافنة السريان بين القرنين 11 الى 14، وهي الفترة السريانية الذهبية، قد تحدثوا السريانية والعربية كان لها التاثير الايجابي على التطور اللغوي والثقافي في الاداب السريانية.
الباحث محمد راضي زوير المقدادي – جامعة بغداد القى بحثه بعنوان (النون الساكنة في السريانية بين الثبوت والادغام) تحدث فيه عن الاسباب التي جعلت حرف النون الساكن يدغم بما بعده في وسط الكلمة مع بيان احكام النون الساكنة في العربية، ودراسة احكام النون الساكنة في الفعل النوني السرياني والعبري وبيان اسباب ادغام النون الساكنة وعدم ادغامها في الافعال السريانية.
بعده كان نقاش مفتوح للمؤتمر مع باحثي هذه الجلسة اذ تم اغناء بحوثهم بالمعلومات والاراء.
في الجلسة المسائية الثانية كان اول المتحدثين الدكتور عبدالمسيح سعدي – جامعة نوتردام – الولايات المتحدة الذي قدم بحثا قيما بعنوان (بين لغة الكتابة والحديث: مستقبل اللغة السريانية) اورد فيه بالبراهين العملية ان اللغة السريانية الكتابية على اهميتها ودورها فانها لا يمكن ان تكون لغة الحديث لشعبنا الذي يستخدم لغة سريانية حديثة بلهجات مختلفة، وان التعامل الاسلم من اجل مستقبل السريانية كلغة واحدة وموحدة لشعبنا هي في تطوير السريانية المعاصرة ورفدها بالاعتماد على السريانية الكلاسيكية التي يتوجب الاعتناء بها وتعليمها لانها الكنز اللغوي والثقافي الثمين لشعبنا وللغتنا.
تلته الباحثة فاتن ناصر – بغداد في بحثها (الفعل الناقص في اللغة السريانية) قارنت فيه بين الناقص الالفي واليائي وتوصلت الى وجود اختلاف في المعنى واختلاف في تصريف الفعل الماضي الالفي واليائي.
المتحدث الاخير في جلسات اليوم الاول كان الباحث محمد علي عبدالامير حسن الذي القى بحثا بعنوان (الدلالة الزمانية والمكانية لاسماء الاشارة في اللغات السامية)، اذ تناول البحث اسماء الاشارة ودلالاتها الزمكانية بشكل مقارن بين السريانية والعبرية والعربية واستنتج امورا عديدة من خلال بحثه هذا.
اختتمت الجلسة بحوار شيق وغني من قبل المؤتمرين وبخاصة بحث الدكتور عبدالمسيح سعدي وموضوعته في اعتماد قواعد موحدة للغة السريانية المعاصرة بلهجاتها المختلفة وبما يبقي قربها من الفصحى.
لا بد من الاشارة الى المشاركة المؤثرة والدعوة الكريمة من الدكتور اسحاق تانوغلو الذي تحدث بشكل معبر ومؤثر عن مشاعره تجاه المؤتمرين، اذ وجه اليهم الدعوة لزيارة مدينة خربوط، مدينة الصحافي الكبير اشور يوسف خربوط، والتي تحتضن كنيسة مريم العذراء وهي من اقدم الكنائس في المنطقة ويعود تاريخها الى القرن الثاني.
غدا يلتئم المؤتمر في يومه الثاني، ولنا مع قراء مواقعنا لقاء يتجدد.
للمزيد من الصور انقر
http://ishtartv.com  و  http://kaldayta.com
[/size]

169
مؤتمر الشهيد مار بولس رحو للغة السريانية ينطلق في طورعبدين

في عرس ثقافي رائع امتزج فيه غنى الماضي مع اصرار الحاضر وطموح المستقبل انطلقت اعمال المؤتمر الرابع للغة السريانية، مؤتمر المطران الشهيد فرج رحو، تحت شعار (لغة قومية واحدة موحدة وموحدة) والذي يستمر من 8 الى 12 تشرين الاول في ماردين – طورعبدين – تركيا.
حيث شهد صحن دير الزعفران الذي يعود تاريخ تاسيسه الى القرن الخامس الميلادي حفل الافتتاح الذي تميز بحسن الضيافة من لدن راعي ابرشية ماردين وامد المطران فليكسينوس صليبا اوزمان.
الحفل سجل تغطية اعلامية واسعة من شبكات التلفزة والصحف التركية المختلفة بالاضافة الى تلفزيون سورويو تي في وتلفزيون عشتار الذي اوفد فريقا تلفزيونيا لتغطية كافة اعمال المؤتمر.
وتميز حفل الافتتاح بالاهتمام بايصال فقرات الحفل ومضامينها الى الحضور باللغات السريانية (بلهجتيها الشرقية والغربية) والتركية والانكليزية.
سجل المؤتمر الرابع ومنذ افتتاحه حضورا نوعيا ملحوظا تمثل في الاساتذة الاكاديميين المعنيين في السريانية وتراثها وادابها من مختلف الجامعات والمؤسسات العلمية اضافة الى الوجوه الثقافية المعروفة ممن لهم باع طويل في هذا المجال.
ساهم في نجاح الحفل الاداء الجيد لمقدمي فقراته في استرسالهم وترابط مفردات التقديم مع مضامين الفقرات وتضمين البرنامج مقاطع شعرية من التراث السرياني مما ابقى الحضور مشدودا الى البرنامج.
كلمة الحفل الاولى من بعد الترحيب كانت لغبطة المطران فيليكسينوس صليبا اوزمان راعي ابرشية ماردين وامد الذي عبر في كلمته القيمة عن ارتياحه وسعادته بانعقاد المؤتمر الرابع في طور عبدين، بدير الزعفران من حيث كونها بادرة طيبة هي الاولى من نوعها كما اكد على دور اللغة السريانية في نقل الثقافة من الشرق القديم الى الغرب ودورها في خدمة الحضارة الانسانية.
السيد روبن بيت شموئيل، رئيس المؤتمر، القى كلمة الهبت مشاعر الحضور حيث لم يتوقف عند عرض الجهود التي بذلت من اجل تحقيق هذا المؤتمر والتي هي استمرار لجهود المؤتمرات السابقة، بل توسع في كلمته مؤكدا ان وحدة لغتنا هي دليل على وحدتنا القومية التي تلزم علنا العمل والجهد المشترك انطلاقا من احترام حقوق الراقدين من اباءنا تحت الارض من اجل ضمان بقاءنا ومستقبلنا على الارض.
واكد السيد رئيس المؤتمر على ان فقدان اللغة القومية يؤدي الى ذوبان ابناء اية قومية في القوميات التي تتبنى لغاتها.
اضاف السيد بيت شموئيل قائلا ان من اسباب ضعفنا وتحولنا الى اقلية كان بسبب فقداننا لحكم ذاتنا منذ سقوط نينوى وبابل، واننا نطمح لتجاوز هذا الضعف من خلال تحقيق الحكم لذاتي شعبنا في وطنه.
واختتم كلمته بتوجيه الشكر الى السيد سركيس اغاجان لدعمه المؤتمر، والى دير الزعفران لاستضافته المؤتمر، والى الحكومة التركية لتقديمها التسهيلات.

تلاه الاب الفاضل شليمون ايشو، مدير دار المشرق الثقافية في نوهدرا – العراق، الذي استعرض نشاطات الدار ومساهماتها في النشر بالسريانية رغم حداثة عهدها.
من طرفه قدم الدكتور سعدي المالح، المدير العام للثقافة والفنون السريانية، كلمة اكد فيها استعدادات المديرية لدعم الكتاب والمؤلفين والادباء والفنانين مضيفا ان المديرية استطاعت في الاشهر السبعة من عمرها تنظيم العديد من النشاطات الثقافية والمعارض الفنية والعروض المسرحية واصدار العديد من الكتب.
السيد كيوركيس شليمون، نائب محافظ دهوك، نقل الى المؤتمر تحيات وتمنيات السيد تمر رمضان محافظ دهوك مؤكدا استعدادات المحافظة الدائمة لدعم اللغة السريانية وتطويرها مشيرا في هذا الصدد الى استعدادات المحافظة لدعم فتح قسم للغة السريانية في جامعة دهوك. كما اشار الى الدعم المستمر للسيد سركيس اغاجان في دعم النشاط والبناء الثقافي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.

من جانبهم، تميزت كلمات المسؤولين الرسميين الاتراك بعبارات التشجيع والدعم المعنوي مما يعطي دافعا للمزيد من الانشطة الثقافية المستقبلية في طور عبدين، حيث تحدث والي ماردين السيد محمد قيليجلر ومدير بلدية ماردين متين بامقجو والبروفسورة عائشة نوراسلام الى المؤتمر متمنين النجاح.
تضمن الختام مادتين متميزتين، الاولى كانت فلما بالسريانية تحت عنوان (المخطوطات: جسر يربطنا بالماضي) من اعداد الاعلامي نشوان جورج وثق فيه بشكل حي وناطق اشهر ما ابدعته قصبات اباءنا الخطاطين في سهل نينوى خاصة، كما تضمن الفلم دعوة الى المؤتمر للعمل على انشاء خزانة للمخطوطات السريانية.
كما كانت فقرة تكريم المؤسسات الثقافية والاشخاص المعنيين باللغة السريانية وتراثها التفاتة ذكية سيكون لها مردودها الايجابي في تطور لغتنا وتشجيع المهتمين بها، حيث تم تقديم هدايا تقديرية تتضمن شعار المؤتمر محفورا على لوح برونزي الى الجامعات المشاركة في المؤتمر والتي تقوم بتدريس السريانية وادابها، وهي:
جامعة لايدن – هولندا التي مثلتها البروفسورة هيلين موري فان دين بيرغ
جامعة نايميخن – هولندا ومثلها البروفسور هيرمان تويله
جامعة مانشستر – المملكة المتحدة ومثلها البروفسور جون هيلي
جامعة تورينو – ايطاليا ومثلها البروفسور فابريزيو بينيشيتي
جامعة ايرلانغن – المانيا ومثلها البروفسور شابو تالاي
جامعة تورنتو – كندا ويمثلها في المؤتمر البروفسور امير الحراق الذي تاخر وصوله الى حفل الافتتاح
جامعة كامبرج – المملكة المتحدة ومثلتها الدكتورة ايليانور كوغيل
جامعة نوتردام – الولايات المتحدة ومثلها الدكتور عبدالمسيح سعدي
جامعة بغداد – العراق ومثلها الاستاذ بهاء عامر

كما قدم المؤتمر هديته التقديرية الى المؤسسات والشخصيات التي ساهمت في اغناء وتطوير اللغة والاداب والفنون السريانية، حيث تم تقديم الهدايا الى:
المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية حيث مثلها الدكتور سعدي المالح
الاب البروفسور ايلي كسرواني لمساهماته في حفظ التراث الموسيقي السرياني
الدكتور جورج كيراز لمساهماته في اطلاق وتطوير الخط السرياني في انظمة الكمبيوتر
البروفسور افرام عيسى لمساهماته في النشر والتعريف بالثقافة السريانية
الاستاذ الاديب بنيامين حداد لمساهماته الكبيرة في مجال اللغة والادب السرياني


كما قدمت الهدايا للعديد من الجهات التي قدمت تسهيلاتها في تنظيم المؤتمر الرابع للغة السريانية:
وزارة الثقافة التركية
والي ماردين
رئيس بلدية ماردين
المجلس الملي في مديات
المجلس الملي في ماردين

وتلقى المؤتمر برقيات تهنئة من جهات ومرجعيات وشخصيات عديدة تمنت للمؤتمر النجاح في اعماله وثمنت جهود القائمين عليه، حيث وردت الى المؤتمر البرقيات ورسائل التهنئة من:
رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب اردوغان
قداسة البطريرك مار زكا عيواص الاول، بطريرك انطاكيه وسائر المشرق للسريان الارثوذكس
قداسة سيدنا البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية
والي استانبول ومعاونه
اتحاد الاندية الاشورية في السويد
اتحاد الاندية الاشورية في المانيا
كلية اللغات وقسم اللغة السريانية في جامعة بغداد

سيواصل المؤتمر اعماله وسنوافيكم بتقارير يومية، فابقوا معنا.[/size]




170
وجه نيافة الاسقف مار ميلس زيا، سكرتير المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية، رسالة الى فخامة رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني ومعالي رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمود المشهداني اعرب يها عن قلق كنيسة لمشرق العميق من الغاء حق التمثيل لشعبنا في قانون انتخابات مجالس المحافظات وداعيا الى ضمان هذا الحق لشعبنا الاشوري الذي يطمح الى اقرار الدستور العراقي لحقوقه السياسية والادارية والثقافية والدينية وبما فيها حقه في الحكم الذاتي..
وادناه نص الرسالة
ܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ ܘܫܠܝܚܝܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝ ܕܡܕܢܚܐ ܕܐܬܘܪܝܐ
ܟܢܘܫܝܐ ܣܘܢܗܕܝܩܝܐ
كنيسة المشرق الاشورية الرسولية المقدسة
المجمع المقدس

فخامة رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني المحترم
معالي رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمود المشهداني المحترم

نهديكم تحياتنا،
نتوجه اليكم عبر هذه الرسالة بالنيابة عن المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية برئاسة قداسة سيدنا مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق، وجميع ابرشياتها وابناءها لنتمنى لكم ومن خلالكم للشعب والوطن العراقي المزيد من التقدم والرفاه والنجاح على طريق بناء العراق الجديد، عراق جميع ابناءه من كل القوميات والاديان، العراق الذي يكون مؤهلا لاستعادة دوره الحضاري كما كان عبر التاريخ.
الا اننا وفي ذات الوقت نعبر عن بالغ قلقنا لما رافق اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات حيث تم الغاء حق التمثيل (الكوتا) لشعبنا الاشوري عبر الغاء المادة 50 من القانون.
اننا في الوقت الذي كنا وما زلنا نامل من مجلس النواب العراقي ان يلتزم في تشريعاته حقوق القوميات الصغيرة ويعززها ويطورها، تفاجأنا بهذه الخطوة التي هي عودة الى الوراء بما تعنيه من اقصاء وتهميش لشعبنا الذي تمتد جذوره الى عمق تاريخ العراق، والى خمسة الاف سنة قبل المسيحية.
ان الشعب الاشوري الذي عانى من سياسات التمييز والصهر وطمس الهوية القومية يطمح مع بقية ابناء العراق من العرب والكورد والتركمان الى بناء عراق فدرالي تعددي يحقق العدالة والمساواة والتكافؤ بين ابناءه بروح الشراكة الوطنية.
مثلما يطمح الى المشاركة في عراق يضمن له التعبير عن ذاته وخصوصيته والتمتع بحقه في الحكم الذاتي وبقية حقوقه القومية والسياسية والثقافية والدينية في اطار الوحدة الوطنية. فمعيار الحقوق في اي وطن هو مدى تمتع الاقليات بحقوقها.
ان كنيسة المشرق الاشورية التي انطلقت في ارض العراق منذ القرن الميلادي الاول وقدم اباءها وملافنتها عطاءات حضارية تشهد لها الانسانية تطمح وتدعو ان يكون العراق الجديد عراقا للتعايش القومي والتسامح الديني وبما يمنح الامن والامان والطمأنينة والثقة لابناءه في مستقبلهم واجيالهم.
نتوجه بهذه الرسالة اليكم بالدعوة الى تضمين قانون الانتخابات حق تمثيل شعبنا في مجالس المحافظات بهويته وخصوصيته القومية، ونحن على ثقة ان دعوتنا ستلقى منكم الاهتمام والرعاية.
ليبارك الرب بنعمته كل الجهود من اجل خير الانسان والوطن

الاسقف مار ميليس زيا
سكرتير المجمع المقدس
لكنيسة المشرق الاشورية المقدسة
27 ايلول 2008
[/font]

171
قانون الانتخابات: اعادة انتاج النمور الورقية

بينما كنت اقوم بالمراجعة النهائية لمقال بعنوان (من ينفذ الاجندة الكردية: نحن ام يوناذم كنا؟) اطلعت على نبا اقرار مجلس النواب لقانون انتخابات مجالس المحافظات بصيغته الاخيرة التي الغيت فيها الكوتا، وحيث اني كنت واحدا من قلائل الكتاب، ان لم اكن الوحيد، الذي تناول قانون الانتخابات والكوتا في الكتابات الحوارية الاخيرة، كان لا بد من تاجيل الموضوع اعلاه ونشر المقال الذي بين يديك عن قانون الانتخابات.

- قبل كل شيئ وفوق كل شيئ فان الغاء الكوتا في قانون الانتخابات الاخير ومن حيث المنطلق هو انتقاص من حقوق المواطنة للعديد من "الاقليات" العراقية في ضمان تمثيلها في المؤسسات التشريعية للوطن الذي ينتمون اليه وبنوا حضارته وتاريخه.. انه لمن سخرية الاقدار ان من حول هذه المكونات بالامس الى "اقلية" يقوم اليوم بتعييرهم بانهم "اقلية" وينتقص منهم عوض الاعتذار اليهم عما لاقوه عبر التاريخ من مظالم وحملات ابادة لا لشيئ سوى لهويتهم القومية وانتماءهم الديني.

- شخصيا، وانا الكاهن في كنيسة رسولية هي اقدم كنائس المشرق، افضل عدم وجود الكوتا على وجودها بهوية دينية مسيحية.. لماذا؟
الكوتا المسيحية هي تمييع لهويتنا القومية وبتر لخمسة الاف سنة من جذورنا وانتماءنا الى الوطن قبل المسيحية.
وهي تحديد قاصر لشكل وسقف حقوقنا في الوطن. وهي نهاية ماساوية لنضالات وتضحيات شعبنا عبر تاريخه. مثلما هي قتل جماعي لطموحات شعبنا، فبمجرد قبولنا تحديد هويتنا وحصرها بهوية دينية مسيحية نكون اقفلنا على مسيرة شعبنا وطموحاته الحالية والمستقبلية ونكون قبلنا طواعية التنازل عن هويتنا القومية ومقوماتها واستحقاقاتها، ونكون حققنا ما فشل اكثر الانظمة فاشية في تحقيقه. ونكون خطونا طواعية الخطوة الاولى نحو تعريبنا او تكريدنا قوميا كعرب او كرد مسيحيين!!

في حين ان عدم وجود الكوتا سيبقي الباب مفتوحا امام شعبنا وقواه للاستمرار في عملها ونضالاتها من اجل اقرار كل الحقوق القومية وبضمنها ضمان حق التمثيل (اي الكوتا).
ان رفضنا لتمييع هويتنا القومية وابدالها بالهوية الدينية ليس مجرد هاجس متاتي من فراغ، فالمتابعين لتصريحات العضوين "المسيحيين" في مجلس النواب وتصريحات عموم اعضاء المجلس والبيانات الرسمية الصادرة تؤكد هذه الهواجس.
كما ان متابعة هذه التصريحات تبين بوضوح، بل وباعترافات صريحة، ان الهوية المسيحية للكوتا كانت من بين اسباب الغاءها مع الغاء الكوتا اليزيدية.. في حين ان الكوتا القومية هي محصنة من هذه المطبات.
من المعيب ان يقوم النائبين "المسيحيين" وبسبب الافتقار للشعور بالمسؤولية القومية وتعنتهم في موضوعة التسمية القومية بالالتجاء الى التسمية الدينية ليتفقان عليها بديلا عن التسمية القومية.. ان هويتنا القومية ليست ملكا شخصيا لاي منهما ليفرط بها من اجل تحقيق توافق شخصي بينهما. وان مسيحيتنا التي نعتز بها لم ولن تكون البديل عن هويتنا القومية.
هل يمتلك النائبين "المسيحيين" الوعي والجراة لاعلان موقف صريح من وجوب الاشارة الينا في كل التشريعات بهويتنا القومية.. لقد اعلنت العديد من احزابنا ومؤسساتنا هذا الموقف بوضوح تام، فهل سيفعلها السادة "المسيحيين" من اعضاء البرلمان.. شخصيا اتمنى ولكني لا اتوقع، بل العكس فمن المتوقع ان اتعرض لهجمة شخصية (كالعادة) تبتعد عن جوهر الامر.

- ان الغاء الكوتا من قانون الانتخابات يؤكد القراءة السليمة لقوى شعبنا السياسية عندما طالبت بالحكم الذاتي واقراره دستوريا ليكون الضمانة لشعبنا لممارسة حقوقه والتعبير عن ذاته.
فالغاء الكوتا اسقطت ورقة التوت عن رافضي الحكم الذاتي المتشبثين بالمادة 125 من الدستور والمبالغين بتحميلها ما لا تتحمله واعتبارهم لها ضمانة دستورية لحقوقنا.. فالمادة 125 الموجودة في الدستور الحالي والتي لها قوة القانون فشلت في ضمان حق التمثيل لشعبنا، وبذلك ثبت بالدليل القاطع قصورها وانها ليست الا سقفا هو من اوطأ السقوف.
اتمنى ان يعيد هؤلاء النظر في موقفهم الرافض للحكم الذاتي، وهنا ايضا فاني لا اتوقع ذلك منهم، لان رفضهم لم يكن عن جهل بان المادة 125 لا تضمن سقفا مقبولا من الحقوق، بل كان نتيجة حسابات مصلحية شخصية وحزبية سبق لنا ولكثيرين التطرق اليها وتفنيدها، ولم يسبق للرافضين ان قدموا اي مبرر للرفض سوى انهم رافضون من اجل الرفض ليس الا!!
بل واتوقع هنا ايضا ان يزداد الرافضون شراسة في رفض الحكم الذاتي متحججين بان رفض البرلمان للكوتا يثبت صعوبة قبوله بالحكم الذاتي!! وسيدبجون المقالات باسماء صريحة ومستعارة ولن يوفروا جهدا في شخصنة الامور والمواقف وتشتيت القضايا والتقويل والفبركة.
نقول ان هذه الذريعة هي شهادة تاييد لمطلب الحكم الذاتي وليست نقضا له او مبررا للتخلي عنه.
فكما قلنا ان رفض الكوتا يؤكد ان الحكم الذاتي هو الضمانة الوحيدة لحقوق شعبنا وان ما سواه فشل في ضمان هذه الحقوق.
ومن قال ان اقرار الحكم الذاتي هو طريق سالك مفروش بالورود والرياحين. بل على العكس فهو طريق صعب.
ثم متى كانت الشعوب تحدد طموحاتها على ضوء ما يريده او يقبله الاخرون لها!!
ان صعوبة اقرار الحكم الذاتي تتطلب تراجع رافضيه من ابناء شعبنا عن رفضهم لانهم بذلك قدموا ويقدمون افضل هدية للاخرين في رفض الحكم الذاتي، متحولين بذلك الى خنجر مسموم في خاصرة شعبنا ولن يستحقوا جزاءه سوى غضب التاريخ.

هذه النقاط من حيث مبدا الكوتا، ولكن وكما هو شان الكتابة والتحليل الموضوعي الذي لا بد من التزامه بعيدا عن الشعاراتية وتاجيج العواطف، وكما هي مسؤولية الكاتب الذي يريد من الكتابة ان تساهم في تنمية وتطوير الاداء والخطاب السياسي لقوانا السياسية من جهة ورفع مستوى الوعي لابناء شعبنا من جهة اخرى، خاصة وان ما شهدناه على مدى 17 عاما هو الانقياد وراء الشعارات والعاطفة وترويج نظرية المؤامرة في كل محطة فشل واخفاق لاداء بعضنا حيث عوض النقاش الشفاف وتقييم ونقد الاداء والقيام بالمسائلة الحريصة والموضوعية لاسباب الفشل وسبل معالجته نجد التهافت على ايجاد مبررات للفشل وتنزيه الذات وتسويقها على انها البطل القومي المغوار الذي سقط ضحية مؤامرات كبرى وليتكرر المشهد السقيم ذاته: تتويج الفاشلين ابطالا ليقوموا بتكرار الاخفاق مرة تلو الاخرى..
فمع كل محطة فشل واخفاق في بيدر الحصاد السياسي لشعبنا نرى الشخوص ذاتها التي ساهمت في هذا الفشل تعيد انتاج وتسويق ذاتها ابطالا ونمورا (من ورق) وان الغيرة القومية تتطلب دعمهم مستغلين في ذلك العاطفة والنوايا السليمة لعموم ابناء شعبنا وموظفين في ذلك ادوات الاعلام والشحن المتاحة ومعتمدين على التجهيل والتضليل ومسح الذاكرة.
لذلك كله فاني في هذا المقال ايضا، كما في مجمل المقالات، لن اتوقف عند الحدث فقط، حيث عالجه معظم كتابنا واعلنت جميع مؤسساتنا موقفها الواضح منه، ولكني ساتوسع الى خلفياته واسبابه وتوظيفاته ولن اتوقف عند ظواهر الامور دون بواطنها ولن انقاد وراء العاطفة الجياشة بغاية غض النظر عن حقائق الامور واسباب الاخفاق ونتائجه وسبل معالجته، فاقول:

1- لماذا نكون في عام 2008 ما زلنا بحاجة الى تحقيق الحد الادنى من حقوقنا الا وهو حق التمثيل رغم ان المتباكي اليوم على حق التمثيل كان مشاركا بلحمه ودمه في العملية السياسية ومنذ بدء انطلاقتها عام 1992 بقانون انتخابات المجلس الوطني الكردستاني حينها؟ اليس من العدل والانصاف ان نسال ونتساءل وبالتالي ان نحاسب ونتحاسب عن فشل البعض منا على مدى 16 عاما في تحقيق هذا المطلب؟
ان مسيرة نجاحات اي شعب هي مجموع تراكمات النجاحات التي يحققها، وكذلك الفشل فهو ايضا تراكمي. وان بناء مستقل الشعب، اي شعب، يتحقق خطوة فخطوة، فكل خطوة تبني على ما سبقها وهكذا.. وبذلك فان الساسة ممن يمتلكون الوعي ويتحلون بالمسؤولية يسعون الى توظيف الفرص المتاحة من اجل حقوق شعبهم واقرارها بما يجعلها سابقة وحد ادنى يتم البناء عليه خطوة اخرى وهكذا..
من هنا كان حرصنا وتاكيدنا دوما ان يتم توظيف الفرص السياسية المتاحة في تجربة الاقليم لتحقيق سوابق في مجال الاعتراف والاقرار بحقوق شعبنا، وليتم البناء عليها مستقبلا على مستوى الوطن العراقي او الاوطان التي يعيش فيها شعبنا.
فكما هو الحال مع التعليم السرياني حيث بات اقراره وممارسته في الاقليم سابقة يتم تكرارها وتطويرها على مستوى الوطن العراقي ومستقبلا على مستوى سوريا وتركيا وايران ولبنان، كذلك كان مطلوبا حق التمثيل (الكوتا) وبقية الحقوق السياسية والادارية والثقافية وغيرها.(هامش 1)

2- في عام 1992، وتحديدا في نيسان منه، وفي رئاسة الجبهة الكردستانية عرض قانون انتخابات المجلس الوطني الكردستاني ولم يتضمن حق التمثيل لشعبنا (الكوتا) فوافق عليه صاحبنا الذي كان عضو رئاسة الجبهة. وبعد الاطلاع على القانون بعد اقراره واجهته شخصيا ان القانون لا يضمن حق التمثيل، جائني الجواب المضحك المبكي: رابي قاشا ان معرفة الفرق بين حق الترشيح والتمثيل تتطلب محامي!!!
وكان غيري حينها قد اصدر بيانا طالب فيه بضمان حق التمثيل في القانون الانتخابي وليس مجرد حق الترشيح.
(اليوم انا سعيد على الاقل بانه بعد 16 عاما ادرك صاحبنا ان هناك فرقا بين حق الترشيح وحق التمثيل. يقول الالمان (besser spät als nie) اي (ان يكون الامر متاخرا افضل من ان لا يكون). ولكني متالم ان تكون قضية شعبي وحقوقه حقل تجارب او روضة اطفال او لعبة اتاري يتعلم ويتدرب البعض فيها وعليها).
وفي عام 1996 قدم الاستاذ بطرس اسخريا، عضو برلمان الاقليم حينها، مشروع قرار لتعديل قانون انتخابات المجلس الوطني الكردستاني ليضمن حق التمثيل، وعندما قدمها الى زملاه في قائمة الحركة لتوقيعها ليتم عرضها على البرلمان رفض السادة يوناذم كنا واكرم عاشور واشمايل ننو الذي رمى الورقة جانبا وقال: ان حق التمثيل ليس مطلبا مهما لنا!!!(هامش 2)

اذن ايها الاحبة نحن نحصد اليوم ما زرعه البعض منا من فشل واخفاقات وهدر للفرص. فلو كان ادرك صاحبنا حق التمثيل وتضمنه في قانون الانتخابات حينها لكان اصبح سابقة نبني عليها المزيد ولم نكن نضطر اليوم في عام 2008 ان نراوح في المربع الاول. فهل اتعضنا من التجارب؟
ان اخطر ما في الامر اصرار البعض على اجترار الاخفاقات وتكرارها وغض النظر عن الاداء السياسي الفاشل فتتم اعادة تاهيل وتسويق ذات الابطال والشخوص الكارتونية تحت شعار حالة الطوارئ القومية وترك الاختلافات (اتوقع مقالات تتهجم على مقالي هذا بحجة ان الامة تخوض معركة مصير وليس الاوان مناسبا للخلافات في استنساخ كريه لاسلوب الانظمة العروبية في توظيف حقوق الشعب الفلسطيني لادامة انظمتهم الدكتاتورية وتعطيل الحريات وانتهاك حقوق الانسان).. فما ان تنقضي حالة الطوارئ حتى يعود صاحبنا الى تكرار التخوين والاساءات وحالات الفشل والاحباط.
الا تجدون معي ان اللعبة صارت مملة.. وان الاوان قد ان (في الحقيقة منذ زمن بعيد) لتبديل اصول اللعبة واللاعبين.
 
3- وفي جميع محطات العملية السياسية والدستورية في العراق لم يتحرك صاحبنا من اجل تضمين الدستور والتشريعات اعتراف بهويتنا القومية وحقوقنا كما يتوجب عليه الاعتراف وكما يتوجب ان تكون الحقوق.
ففي عملية كتابة الدستور، وبسبب تعنته مع التعنت المقابل من زميله في البرلمان تم تقسيم شعبنا الى شعبين!!
وتم تحجيم حقوقنا الى الادارات المحلية، وفق المادة 125، التي انكشف عرجها فهي لم تضمن الحد الادنى من الحقوق الا وهو ضمان حق التمثيل (الكوتا)، ناهيك عن اسلامية الدستور واقصاءنا من وجود وتاريخ العراق كما في ديباجة الدستور.
وهذه جميعا لم تكن سببا كافيا له للاعتراض والانسحاب، على العكس فهو من رفعه امام فلاشات الكاميرات متباهيا!! ليعود بعدها امام شعبه متباكيا!!
انها الازدواجية المقيتة التي تتحكم باداء كل من يضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة شعبه، وبذلك لا يتردد في التقلب والتلون بحسب المصالح.

4- وذات الامر في تشريعات انتخابات مجلس النواب فصاحبنا لم يطالب بالكوتا، بل على العكس نتذكر كيف كان يرفضها بذريعة اننا عراقيون!! في حين ان المدركين لتكوين الشخص النفسي واداءه السياسي يدركون ان الرفض في حينها كان بسبب الاعتقاد ان مقعده مضمون ولا حاجة شخصية له للكوتا.. اليوم الامور تبدلت، والكوتا باتت المعبر الى المقعد.

5- (زهريرا نت - ماهي توقعاتكم عن حجم المشاركة؟
- يتوقف على درجة الامن والاستقرار وحاليا الوضع هو غير طبيعي لذلك من الصعوبة التوقع بمشاركة واسعة لشعبنا والثقل الاكبر كما تعلمون هو في بغداد وهي 600 الف ومدينة الموصل وهذين المنطقتين هي اساسية بالنسبة الينا ونتمنى ان تكون المشاركة كبيرة لانها مسألة مصيرية بالنسبة الى شعبنا.)
هذا هو اقتباس حرفي لمقابلة موقع زهريرا مع السيد يوناذم كنا (هامش 3).. نسال:
اذا كان لنا في بغداد 600 الف مواطن، اي ما لا يقل عن 400 الف ناخب، اي ما لا يقل عن 8 مقاعد في مجلس المحافظة، وذات الامر لمحافظة نينوى حيث ادعت الحركة ان في سهل نينوى وحده لنا اكثر من 120 الف صوت، اي ما لا يقل عن 5 مقاعد.
فلماذا اذن الكوتا وترسيخ مفهوم الاقلية الضعيفة؟ ولماذا تقليل عدد المقاعد الى 3؟
هل يمتلك صاحبنا الجراة على الاعتذار عن اداءه الاعلامي وبانه قام بذلك بغاية تجهيل وتضليل ابناء شعبنا؟

6- واليوم ايضا، فمع اعداد القانون بصيغته الاولية (اي مرحلة قبل 22 تموز) لم يتم العمل على تضمينه حق التمثيل.
فالقانون لم يكن وليد جلسة 22 تموز بل تم الاعداد له وصياغته على مدى شهور او اسابيع من قبل لجان مجلس النواب المختصة قبل عرضه يوم 22 تموز على مجلس النواب.. فاين كان صاحبنا من القانون وتضمينه حق التمثيل؟!!
وفي يوم عرضه على التصويت (في 23 تموز) حينها تمت المطالبة بتضمينه حق التمثيل، وهي المطالبة التي تم صياغتها على عجل بشكل المادة 50 وادخالها في متن القانون على عجل ووسط الفوضى التي رافقت تلك الجلسة فجاءت مادة شابها الكثير من الركاكة في الصياغة القانونية والكثير من الضبابية في تحديد هوية المشمولين بالكوتا.
مما سهل ووفر المبررات لنقضها.

7- ثم، في مرحلة ما بعد النقض الرئاسي وهي المرحلة التي امتدت شهران بالتمام والكمال، من 23 تموز الى 24 ايلول 2008.
الرئاسة نقضت حقا قوميا لشعبنا هو حق التمثيل (الكوتا). فهل تم الاعداد والتعبئة القومية لمواجهة النقض، من حيث:
- التهيئة القانونية من اختصاصيي الفقه الدستوري
- التعبئة المؤسساتية من حيث توحيد مواقف القوى السياسية ودعوتها الى توجيه موقف جماعي موحد الى رئاسة البرلمان
- التعبئة الشعبية من حيث تعريف وتوعية ابناء شعبنا بالامور
ايا من هذه الامور لم تحصل، بل على العكس تماما، فقد شهدت المرحلة واحدة من اسوا حملات الاساءة والتهجم من صاحبنا في جولته الامريكية على جميع احزاب ومؤسسات وكنائس شعبنا ووصفهم بالماجورين.
لماذا لم تطلب يا سيدي من "الماجورين" على الاقل ان "يتوسلوا" الى "مستاجريهم" لدعم مطلب الكوتا.
صحيح ان هجمته اسقطت اخر اوراق التوت عنه اخلاقيا وسياسيا، وصحيح ان نخبة اعلاميي ومثقفي شعبنا قد ردوا واوفوا في ردهم، حتى ان المدافعين عنه تساقطوا كاوراق الخريف ولم يبق بيدهم سوى الكتابة بازدواجية والتهجم على من يدافع عن نفسه عوض نقد من باشر الاساءة.
لقد سقطت ورقة التوت.. عن ادعاء تمثيل شعبنا.. فهل هناك جرئ يقدم استقالته اعترافا بالتقصير.

8- السؤال يبقى: لماذا لم تتم المبادرات القومية بين 23 تموز و24 ايلول 2008؟
الاجابة لا تنفصل عن التكوين النفسي والذهنية المتحكمة باداء صاحبنا فمحور اداءه السياسي هو تقديم وتسويق ذاته بطلا قوميا سواء بتحقيق اي شيئ مما قد يعتبر حقوقا او سواء بتسويق ذاته ضحية الكبار الذين يستهدفونه بسبب مواقفه القومية وبسبب كونه رمز عنفوان الامة ومجدها!!
وهذه الذهنية والنرجسية لا تسمح لصاحبها القيام باية مبادرة لموقف جماعي، ولا تسمح له بالالتحاق بمبادرات الاخرين (وهذا هو سبب رفضه للحكم الذاتي لانه لم ياتي من طاولته او غرفته). فاية مبادرة من هذا القبيل بين 23 تموز و24 ايلول كانت ستؤدي الى تبني وتسويق الامر على انه جهد قومي جماعي من الجميع والى الجميع ولا مكان متميز للقائد الضرورة!!
في حين ان عدم القيام باية مبادرة والاكتفاء بعلاقات ووعودات شخصية في البرلمان ستضمن تحقيق احد امرين:
- فاما اقرار الكوتا وعندها يكون سوبرمان الامة.
- او في حال الفشل فعندها يكون البطل المصروع غدرا ليتم بناء عليه توظيف عاطفة الشعب وتوظيف مطلب المؤسسات والاحزاب للكوتا من اجل اعادة تتويجه مليكا على القلوب واعادة تسويقه بطلا مغوارا ويتم طي صفحة الفشل والاخفاقات والاساءات ويتم غض النظر عن اية مساءلة وتساؤل.
وهذا بالضبط ما يحاوله البعض.. تصوروا ان (حركة التحرر الاشورية) (اسم كبير اليس كذلك!!) التي هي (مع المطكستا) اخر الحلفاء السياسيين لصاحبنا دعت في شيكاغو الى اجتماع للاحزاب لاعلان موقف التاييد لصاحبنا، ودعت الحزب الوطني الاشوري الى الاجتماع!! تصوروا ان (حركة التحرر الاشورية) التي ليس لها في الخارطة السياسية سوى عدة اشخاص في شيكاغو شغلهم الشاغل ومنذ عدة سنوات هو الاساءة والشتيمة الى الحزب الوطني الاشوري قياما وقعودا، بكرة واصيلا،  توجه الدعوة للوطني للمشاركة في الاجتماع!! انها من علامات الازمنة!!
ولن اتفاجا بحملات اعلامية وجماهيرية لدعم صاحبنا من بوابة دعم مطلب الكوتا.
فالغاء الكوتا هو الفرصة الذهبية لاعادة التاهيل واعادة تجميل الصورة القبيحة.
مسكين هذا الشعب الذي بات مطلوبا منه ان يكون معمل اعادة تصنيع النمور الورقية.


9- امام هذا المشهد السياسي وامام حقيقة ان من يسير في جنازة حق التمثيل (الكوتا) هو نفسه من شارك في قتل هذا الحق، يكون لزاما علينا التوجه الى الاخوة من قيادات وكوادر وقواعد الحركة الديمقراطية الاشورية بالتساؤل الى متى تبقى الحركة تستنزف من سمعتها ورصيدها وقيمها بسبب بهلوانيات ونرجسية شخص واحد ارتهنها ماديا واعلاميا وباتت مع هذا الارتهان، وللاسف الشديد، ماكنة لتسويق الفرد وتاليهه ودفع الحركة وشعبها لدفع ضريبة نرجسية الفرد.
شخصيا، وبحكم علاقتي القومية القريبة والطويلة مع نخبة قيادات الحركة وكوادرها وقواعدها المخلصين، الشهداء منهم والاحياء (الذين اضطروا لتركها او الانسحاب من النشاط السياسي بسبب هذا الانحراف) اكرر اليوم اكثر من اي وقت مضى الدعوة الخالصة اليهم للمبادرة بتصحيح الامور.
انها دعوة لاستذكار والتزام القيم والطموحات القومية والوطنية التي استشهد من اجلها شهداء شعبنا من قيادة الحركة..
فهل استشهد يوبرت ويوسف ويوخنا لتقف الحركة اليوم بالضد من حق شعبها في الحكم الذاتي وهي الحركة التي اقرت للاخرين حقهم في تقرير المصير؟
وهل استشهدوا ليقوم امينها العام بما يقوم به من شق للصفوف واساءات الى الشعب وقواه السياسية ورموزه ومرجعياته وكنائسه؟
وهل استشهدوا ليتم توظيف دمهم في تغطية الانحرافات التي جعلت الحركة مرفوضة من ابناء شعبها؟


القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 26 ايلول 2008

الهوامش:
1: في 1995 كتبت تقريرا من تسع صفحات بعنوان (ماذا بعد اربع سنوات؟ تقرير حول الواقع السياسي لشعبنا)، واعطيت نسخا منه الى الحزب الوطني الاشوري، المنظمة الاثورية الديمقراطية، الحزب الاشوري الديمقراطي، حزب شورايا، وفيه اكدت على حقيقة توفر فرصة كبيرة لشعبنا نتيجة حرب الخليج الثانية وتحرير الاقليم من نظام صدام حسين وان معيار نجاحنا اشوريا في استثمار هذه الفرصة هو في مدى تحقيق سابقات في اقرار وممارسة حقوقنا، حيث كتبت في التقرير ان في الاقليم وبعد الوضع المستجد (توفر الفرصة لتحويل (بعض) الاهداف الواردة في برامج عمل الاحزاب الاشورية وكجزء من الطموح القومي المشروع الى واقع مادي ملموس يمارسه ابناء الامة ويضمنه التشريع، وليصبح بالتالي سابقة للتعامل مع شعبنا وحقوقه المشروعة على مستوى الحكومات المركزية في بغداد ودمشق.. وهذه الحقيقة تمثل المعيار لنجاح التجربة اشوريا من عدمها..) انتهى الاقتباس

2: وحيث ان الشيئ بالشيئ يذكر، ادناه نص من رسالة منشورة على موقع عنكاوة في اب 2004 كان قد ارسلها السيد كيوركيس رشو (نينوس بثيو) السكرتير السابق للحركة وختن السيد يوناذم كنا وعم السيد نينوس يوخنا (سكرتير اتحاد الطلبة الكلدواشوري) وخال السيد سركون صليوه مسؤول فرع اوربا للحركة، حيث يقول حرفيا في رسالته التي هي رد على رسالة وردود الاخ عمانوئيل خوشابا على اسئلة كان السيد جميل روفائيل قد وجهها اليه:
(10ـ وردت في الرسالة إن سياسة حزبهم تقوم على إقرار حقوق شعبنا تشريعياً وعدم الاكتفاء بالمناصب القائمة على المكافآت، ومثال ذلك عام 1992 إصدار قانون برلمان كردستان العراق لا يضمن حق التمثيل بل حق الترشيح فقط. ونقول إن القانون المذكور ضمن لشعبنا حق التمثيل، وهذا ما حصل في قيام أبناء شعبنا بانتخابات خاصة بهم وضمن صناديق خاصة لانتخاب ممثليهم في البرلمان وتنافست فيه أربعة قوائم خاصة بشعبنا، الى جانب القوائم العامة التي كانت لها صناديقها. وفازت قائمة زوعا في تلك الانتخابات الخاصة وحصلت على شرف التمثيل الشرعي لشعبنا. فكيف إذن يكون حق التمثيل يا ترى؟.
إن هذا الاتهام لزوعا بالاكتفاء بالمناصب والمكافآت غير صحيح وغير لائق. ونقول إن الشيء الوحيد الذي لم يفهمه أصحاب الرسالة أو ربما لا يريدون فهمه لكثرة ترديده هو ، إن الشيء الاستثنائي في تلك الانتخابات في ما يخص تمثيل شعبنا هو صدور قانون خاص يحدد فيه عدد المقاعد التمثيلية لشعبنا في البرلمان لتلك الدورة الانتخابية وكانت كما هو معروف خمسة مقاعد. وهذا العدد جاء بعد مناقشات مطولة وحادة أحياناً، حيث لم تكن هناك إحصاءات لتعداد السكان، وكل التقديرات كانت ـ ولا تزال ـ تقول إن هذا العدد من المقاعد يفوق نسبة سكان شعبنا في الإقليم. ولكن تم الأخذ بالحالة الاستثنائية وتهجير أعداد كبيرة من أبناء شعبنا من قراهم في العقود الماضية. ومنذ ذلك التاريخ أي منذ عام 1992 لم يصدر أي قانون آخر حرم شعبنا من حق التمثيل.) انتهى الاقتباس
فهل هناك جهالة وتجهيل اكثر من هذا.. ان قانون انتخابات المجلس الوطني الكردستاني لم يضمن حق التمثيل، وان ضمان التمثيل كان لدورة انتخابية واحدة وبقرار استثنائي.. حيث نصت المادة 22 منه:
(لكل حزب أو فئة أو أقلية قومية (التركمان، العرب، الآشوريين،(أو غيرهم) تقديم قائمة خاصة بها تتضمن أسماء مرشيحها على نطاق كوردستان العراق.)
ونص قرار القيادة السياسية للجبهة الكردستانية:
(عقدت الجبهة الكردستانية يوم الأربعاء المصادف 8/4/1992 اجتماعا طارئا بسبب الظروف الاستثنائية القاهرة.
وقد أصدرت قرارا يخص هذه الدورة الانتخابية وحدها يقضي بتخصيص (5) خمسة مقاعد في المجلس الوطني الكردستاني للأقلية القومية الآشورية لكافة طوائفهم من (الكلدان الكاثوليك والكنائس الشرقية الآثورية ((النسطورية)) والسريان وغيرهم) يجري انتخابهم من قبل أبناء الشعب الآشوري في دوائر انتخابية خاصة بهم وبصورة ديمقراطية بما ينسجم وقانون انتخاب المجلس الوطني لكوردستان العراق الرقم (1) الصادر بتاريخ 8/4/1992.)
ونضيف التساؤل: اذا كان قانون انتخابات المجلس الوطني الكردستاني ضمن حق التمثيل (الكوتا) لشعبنا فلماذا اذن دخلت الحركة ضمن تحالف الاحزاب الكردية في انتخابات 2005 لتضمن من خلال هذا التحالف مقعدين لها في البرلمان الكردستاني الحالي، وهم السيد اندريوس يوخنا والسيدة كلاويز شابا (كاليتا شابا)؟

3: http://www.zahrira.net/modules.php?name=News&file=article&sid=52
[/font]

172
أخبار شعبنا / تنويه مهم
« في: 14:24 11/09/2008  »
بعد نشري للجزء الاخير من مقالي (لنتحاور في قضايانا)، وبعد ارسالي كالمعتاد بريد الكتروني للرابط اليه الى قائمة بريدي الالكتروني (حوالي 600 مستلم) نبهني بعض الاصدقاء الى ان الرسالة الالكترونية التي ارسلتها تم اختراقها او قرصنتها الكترونيا حيث ان الضغط على الرابط فيها (وهو عنوان المقال على موقع عنكاوة) فان صفحة الانترنت وبعد انتقالها الى عنوان الرابط تنتقل ذاتيا الى عنوان صفحة اخرى هي صفحة قذرة لموقع اباحي.
صحيح انه لا يمكنني اتهام أي فرد او جهة محددة بهذه القرصنة القذرة،
وصحيح انه لا يمكنني معرفة هل هي قرصنة متعمدة من قبل فرد ام هي قرصنة بواسطة برامج الانترنت، خاصة وان العنوان الالكتروني الذي ارسلت منه الرسالة هو منشور على موقع كابني مما يعرضه للقرصنة،
وصحيح انه لا يمكنني الجزم بان الاختراق حصل لدى جميع مستلمي الرسالة ام فقط لدى عدد منهم،
فهذه امور تقنية اختصاصية لست استطيع الجزم فيها،
ولكن ما لا يمكنني التغاضي عنه او اعتباره مجرد مصادفة بريئة هو تزامن هذا الاختراق مع الحوار السياسي الذي يدور حاليا في شان عدد من قضايا شعبنا ومشاركتي بفعالية فيه وتعرضي بسببه الى محاولات تكميم الافواه والشخصنة والاساءة، اضافة الى انه ياتي بعد اسبوعين من قيام احدهم بخلق بريد الكتروني باسم (qashayoukhana@gmx.de) وارسال رسائل منه كما لو اني كنت مرسلها.
وايا كان القائم (او القائمين) بهذه الممارسات المشينه فانهم لا يعبرون الا عن حقيقة النفسية المريضة التي تعشعش في قلوبهم وعقولهم.
من المؤلم والمؤسف حقا ان ينحدر البعض الى هذا الدرك من الممارسات التي تسيئ الى القيم المسيحية والتربية القومية والاجتماعية التي عرف بها شعبنا وفرض احترامه من خلالها على المحيط.
ليسامحهم الرب وينير قلوبهم وعقولهم
وليبارك الرب الجميع

القس عمانوئيل يوخنا
دهوك في 11 ايلول 2008

173
مبادرة الى مناظرة حوارية

لا يخفى على المتابعين وعموم ابناء شعبنا في الوطن والمهجر اهمية المرحلة التي يمر بها وطننا وشعبنا وتاثيراتها على وجوده ومستقبله.
ومن الطبيعي ان يكون في شعبنا، كما في كل الشعوب الحية، اراء ومواقف متعددة تجاه مختلف القضايا والهموم السياسية منها والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وهذا بحد ذاته دليل صحة وحيوية. ومن الطبيعي ايضا، بل ومن الواجب، ان يكون هناك حوار بين حاملي هذه الاراء والمواقف المختلفة هدفه اغناء جميع الاراء وتطويرها لما فيه مصلحة الانسان والشعب والوطن.
ورغم وجود الكثير من محاولات الحوار غير المباشر من على مواقع الانترنت المختلفة، ورغم ما ادته من خدمة كبيرة للحوار وموضوعاته والمشاركين فيه، الا انه من الواضح ان هناك ايضا سلبيات رافقت وترافق الحوار غير المباشر على مواقع النشر الالكترونية لشعبنا، حيث تلمسنا ظاهرة شخصنة الحوار والمواقف، وتشتيت القضايا مما اثرت سلبا على موضوعات الحوار والمتحاورين والقراء احيانا، واستنزفت الجهد والوقت احيانا، ووسعت الفجوات احيانا اخرى.
من موقع الحرص الشخصي وايمانا واصرارا مني على التاسيس لحوارات موضوعية وسليمة واغناء لمواضيعها وانهاء لما يرافقها من سلبيات الشخصنة والتعويم، ادعو زملائي وابناء قومي من المختلفين معي في الرؤية والموقف من قضايا المرحلة الراهنة: سهل نينوى، المادة 140، الحكم الذاتي وغيرها من قضايا يقترحون اضافتها، ادعوهم الى مناظرة مفتوحة.
وبذلك نكون قد اسسنا لحوار مباشر يشارك فيه الجميع: الراي والراي الاخر والجمهور، وبذلك نكون من موقع وسلوك حضاري ومتمدن قد نقلنا حواراتنا نقلة نوعية الى الامام.
وشخصيا لست امانع من اجراء المناظرة على اي منبر اعلامي يتم اقتراحه. كما ارحب باي شخص (او فريق من عدة اشخاص) يرغب (او يرغبون) بالمشاركة في المناظرة. كما لست امانع من اجراء عدة مناظرات تخصص كل منها لموضوع محدد.
وحيث اني في رحلات سفر واجتماعات لغاية منتصف تشرين الاول القادم لمتابعة برامج ونشاطات منظمة (كابني) وغيرها من الامور فان ذلك يمنح الوقت الكافي لاعداد المناظرة واجراءها في اي تاريخ ضمن النصف الثاني من تشرين الاول القادم.
ارجو من الراغبين بالمشاركة في المناظرة مراسلتنا على عنوانا الالكتروني (youkhana-at-web.de) او من خلال موقع عنكاوة او اية وسيلة اتصال يرغبون بها.
مع فائق المحبة والتقدير وليبارك الرب الجميع..

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 4 ايلول 2008

174
لنتحاور في قضايانا..
القسم الخامس: تعقيبات على ردود
ج2: تعقيبات اخيرة وملاحظات ختامية
ملاحظة: بعد نشر المقال يوم امس نشرت ملحقا متعلقا به ووضعته في نهاية المقال، يرجى الانتباه الى ذلك مع الشكر.
لقراءة الجزء السابق من المقال:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=217911.0

اولا: تعقيب على رد الدكتور وديع بتي الموسوم (الى المصابين بعقدة زوعا مع التحية)(1)

لقد كان متوقعا من البعض وقد سقطت من يده الحجة في المناقشة الموضوعية ان يبادر الى اسلوب اخر.. وماذا سيكون غير تشظية المسائل موضوع النقاش وتعويمها تارة وتسفيهها تارة اخرى بغية التشويش على القارئ وتشتيت رؤيته، اضافة الى شخصنة الامور والتوجه الى الكاتب بدل المقال في محاولة واضحة لجره الى فخ الحوار المشخصن الذي تسقط فيه شروط الحوار السليم وتتشتت القضايا والمواقف. وهذا بالضبط ما فعله استاذنا العزيز الدكتور وديع بتي في رده اعلاه والذي بدءا بعنوانه مرورا بمضمونه وانتهاء بخاتمته كان محاولة واضحة لجرنا الى حوار مشخصن في امور لا تخص موضوع سلسلة المقالات هذه..
اتوجه بالاعتذار الى شخص الدكتور من اني ساخيب ظنه ولن احول بوصلة النقاش من مسائل قومية ووطنية مهمة وملحة (المادة 140، سهل نينوى، الحكم الذاتي) الى امور وقضايا شخصية اخرى سنقوم بنقاشها في سياقها واليتها عندما يتاح لنا بعض الفراغ في الوقت ربما في الاسابيع او الاشهر القادمة.. واعترف (واعتذر للدكتور وديع والقراء) اني تعمدت في هذا التعقيب بعض التلميحات المشخصنة لمجرد ان اثبت للدكتور انها ممكنة ولكنها ليست مرغوبة فهي لا تخدم الحوار.
بينما كنت اكرر قراءة مقال الدكتور وديع، بل واحاول عصر جمله وكلماته، لاجد فيها السمين المتعلق بموضوع النقاش لاتعلم واستفيد منه في اغناء رايي او للتعقيب عليه، فاني لم اجد الا شذرات عابرة لا تغني ولا تسمن، وحينها تذكرت قول جيمس بيكر، وزير الخارجية الامريكي الاسبق، عندما خرج من الاجتماع الماراثوني في جنيف، كانون الثاني 1991، مع طارق عزيز، العروبي من اصول اشورية ووزير خارجية واحد اركان النظام الفاشي، عندما قال بيكر: (لقد اثبت طارق عزيز انه الرجل الذي يستطيع التحدث 6 ساعات دون ان يقول شيئا).
على اية حال، واحتراما مني لشخص الدكتور وحضوره في حوارات شعبنا، ارتايت التعقيب حسب تسلسل ما ورد في مقالاتي من نقاط وما ورد في مقال الدكتور من رد مباشر او ضمني عليها.

1- في اهمية الحوار والحاجة اليه وبخاصة في الوضع الراهن من جهة ومواضيع الحوار من جهة اخرى.
فرغم اني في مقالاتي التزمت، كما هو الحال دوما، وكما هو حال كتاب شعبنا الملتزمين قضيته وحقه والذين يسعون من موقعهم الثقافي والفكري ان يكتبوا بموضوعية مقالات غنية وواضحة الفحوى ورزينة ومتمدنة الاسلوب في الحوار مع الراي الاخر ومناقشته دون شخصنة او استخفاف او اتهام او تخوين..
ورغم اني دعوت الى حوار موضوعي قائم على مناقشة القضايا بعيدا عن ما لا يليق من السلبيات التي ترافق الخطاب والحوار السياسي القائم في شعبنا مما يفقد الحوار شروطه ويجعله حوار طرشان وصراع ديكة، فانه وللاسف فان الدكتور وديع (كما البعض الاخر) لم يستطع ولو التطبع بمظاهر هكذا حوار، فاستمر في ذات اسلوبه من شخصنة واساءات واستخفاف واستهزاء وغيرها.(2) ليسامحه الرب ويسامحنا جميعا.

2- في قانون الانتخابات والكوتا وفي سهل نينوى والمادة 140
لم يتطرق الدكتور وديع الى ايا من هذه المحاور، ربما لانه متفق معي فيها (وهذا امر مشكوك فيه فالاتفاق معي هو من قائمة المحرمات على البعض)، او لانها غير مهمة له، وهذا هو الارجح.. وبالتاكيد ليس من حقي فرضها على قائمة اهتماماته، فليس كل انسان ملزم بالاهتمام بالمواضيع والقضايا التي تهم شعبه وتؤثر على وجوده ومستقبله. ولكل انسان الحق في اختيار المواضيع التي يهتم بها.

3- في مبدا ومطلب الحكم الذاتي
- يقول السيد وديع في رده على محاججاتنا: (بمقدور اي مراقب يدرس تلك الردود، بتمعن بسيط، ان يرى السطحية في الطرح، التناقض والانتقائية في معالجة النقاط، الدوران حول الحلقة وافتقاد الجرأة على ملامسة الجوهر) انتهى الاقتباس
نقول، في الوقت الذي قدمنا وبكل وضوح وبالتفصيل والاسهاب رؤيتنا واسباب مطالبتنا بالحكم الذاتي، وفي الوقت الذي ناقشنا فيه الحجج المقدمة من رافضي الحكم الذاتي فان السيد وديع يتهمنا بالسطحية والهرولة للابتعاد عن الجوهر دون ان يقول لنا ما هو هذا الجوهر.. عجبي ممن يدعي معرفة الامور ولكنه لا يقولها ويكتفي باتهام المقابل بالجهل. الخطا يكون خطا لوجود صحيح مقابله.. فيا سيدي هلا تكرمت على شعبنا وعلينا نحن السطحيين والاميين وفاقدي الجراة بان تقول لنا ما هو هذا الجوهر؟ وما هي التناقضات في حججنا؟ وما هي ردودكم عليها؟ بل ومن حيث الاساس، ما هي حججكم في رفض الحكم الذاتي؟ فاذا كان لكم حججا اخرى غير التي ذكرناها وحاججناها في مقالنا، تفضلوا اعلنوها وحددوها لنناقشها.. واذا كانت ذات الحجج التي حاججناها تفضلوا وتكرموا بتقديم دحضكم لمحاجاجتنا (اي دحض الدحض).
يا سيدي تقول انه بمقدور (اي مراقب) ان يرى سطحية الطرح وخطا محاججاتنا.. فاذا كان (اي مراقب) يستطيع ذلك فانك وانت (سيد العارفين) بالتاكيد تستطيع اكثر من كل المراقبين.. فلماذا لا توفر على شعبنا وعلينا الجهد والوقت الثمين وتتكرم وتبوح لنا بما نحن به جاهلين.
في الحقيقة ان رافضي الحكم الذاتي يؤكدون يوما بعد اخر انهم رافضون من اجل الرفض ليس الا، فهم يرفضون ويعارضون مبدا الحكم الذاتي من حيث الاساس، فيا ريتهم كانوا يعارضون في التفاصيل، مثل الية التنفيذ (استفتاء سكاني ام قرار تشريعي)، الحدود (هناك من يتبنى تسمية المناطق التاريخية وهو اطار اداري مبهم وغير محدد وهناك من يتبنى سهل نينوى وهو اطار محدد)، الارتباط الاداري في هيكل الدولة العراقية (ضمن الاقليم ام مع المركز)، الارتباط القانوني لابناء شعبنا في خارج منطقة الحكم الذاتي مع تشريعات ومؤسسات الحكم الذاتي، الصلاحيات، وغيرها من التفاصيل التي ياتي نقاشها جميعا بعد اقرار الحكم الذاتي كمبدأ وحق دستوري تتم صياغة تفاصيله بتشريع لاحق.

- اورد السيد وديع في رفضه الحكم الذاتي بان الحركة برفضها له تعبر عن نفس الشارع ونبضه!!
اعتقد انه توصيف يفتقر الى المصداقية في الخطاب السياسي الذي يتعامل مع الامور بموضوعية بعيدا عن الشعاراتية.
مسكين هذا الشارع الذي يستبيحه ويتحدث باسمه وقياس ضغط دمه وشهيقه وزفيره كل بحسب هواه..
عفوا، ولكن هذه بضاعة قديمة انتهى تعامل العالم المتحضر معها مع عصر المعلوماتية والفضاء الاعلامي المفتوح والحر ومع تحول العالم، كل العالم، الى قرية صغيرة. انها عبارة سئمنا سماع مثيلاتها بمختلف اللغات وفي اجهزة اعلام كل الانظمة الاستبدادية والشمولية.. وانها تذكرني باعلام النظام المقبور والمتحدثين باسمه من امثال الصحاف والعروبي طارق عزيز. انه خطاب سياسي مهترئ، وشخصيا لا اتبنى ولا اتداول في حواراتي هذا الاعلام الشعاراتي.

- اكثر ما اضحكني، وشر البلية ما يضحك، في رد السيد وديع هو محاججته للمطالبين بالحكم الذاتي بان رافضيه لم يمنعوهم من نيله فلماذا العتب والنقد. بالعربية العامية التي يحبها دكتورنا، يقول بالنيابة عن رافضي الحكم الذاتي ويوجه كلامه الى المطالبين به: (خومو احنه لازميكم).
لا نعتقد ان الدكتور وقد تعلم في اكثر من مدرسة سياسية، انه يجهل سذاجة هذا القول. فالدكتور يدرك جيدا ان الدستور لا يمكن ان يتضمن سقفي مطالب في ان واحد، وبوجود سقفين متفاوتين للمطالب فان تبني ايا منهما هو الغاء للسقف الاخر. نعتقد ان الدكتور، كما البعض، لا يجهلون الامور ولكنهم يحاولون استغباء المقابل من ابناء ومؤسسات شعبه بهكذا محاججات تعودنا مشاهدتها في اعلام النظام المقبور وتصلح للنقاشات السياسية في جايخانات الرصيف بين لاعبي الطاولة والدومينة ولكنها ليست للحوار الموضوعي المسؤول.
فلو اصطلحنا سقف الادارات المحلية الذي يطالب به البعض على انه السقف (أ) وسقف الحكم الذاتي الذي تطالب به قوى شعبنا السياسية بانه السقف (ب) فان الدستور سيتبنى اما (ا) او (ب) ولا يجوز الاثنان. وبذلك فان المطالبة بالسقف الادنى (ا) هو اعاقة ومنع تحقق السقف الاعلى (ب).
ونوجه كلامنا الى رافضي الحكم الذاتي: لا يشرفنكم انكم عرضتم سقفا ادنى من اجل منع اقرار السقف الاعلى.

- يقدم لنا الدكتور وديع محاججة ان الحكم الذاتي ليس موجودا في مسودة دستور اقليم كردستان.. ما شاء الله على هذا الاكتشاف.. ومن قال خلاف ذلك؟ على العكس، فلانه غير موجود ولاننا ندرك ذلك فاننا نطالب به.. فلو كان موجودا لما كنا طالبنا به، بل لطالبنا بتنفيذ النص الدستوري، فهذه هي سنة الحياة وطموح الانسان والشعوب الحية.
وهنا نقول للسيد وديع ان عدم وجود الحكم الذاتي في مسودة دستور الاقليم هو بحد ذاته البرهان والدليل على ان مطلب الحكم الذاتي ليس مشروعا كرديا كما يحلو للبعض توصيفه، بل وبعكس ذلك تماما، فانه لو سايرناهم واستعملنا توصيفهم للحكم الذاتي بانه (مشروع كردي تامري)، فان عدم وجوده في دستور الاقليم يعني ان الرافضين ينفذون (المشروع الكردي) وليس العكس.
ونكرر القول انه لا يشرفنكم اذا ما فشل المطالبين بالحكم الذاتي من تشريعه دستوريا في الاقليم او المركز.. فليس مبعث اعتزاز ان ينجح المرء في اعاقة شعبه، انها الضحالة السياسية كما وصفها وبدقة الكاتب حبيب تومي.

- كما يشير الدكتور وديع الى مسودة نشرت مؤخرا لدستور الاقليم بتاريخ حديث، وهذا غير دقيق اطلاقا.. فاخر مسودة مطروحة تم نشرها في 22 اب 2006 وهناك لجنة في برلمان الاقليم (يمثل شعبنا فيها السيد روميو هكاري رئيس الكتلة الاشورية في برلمان الاقليم) مستمرة في العمل لتعديل المسودة على ضوء الملاحظات والاقتراحات الواردة ومن بينها اقتراحات من القوى الاشورية. فاما ان دكتورنا اطلع لتوه (اب 2008) على المسودة المنشورة في اب 2006، او انه يحاول عمدا تضليل القارئ.

4- في رافضي الحكم الذاتي وذرائعهم
- السيد وديع يحدد في مقاله رافضي الحكم الذاتي بذات التحديد الذي اوردناه في مقالنا والذي بات معروفا للقاصي والداني بانه جهة سياسية واحدة وبعض المرجعيات الكنسية. فشكرا على هذا الاعتراف.

- ولكن السيد وديع لا يقدم للقارئ اية اسباب لرفض الرافضين..
فرغم اني اوردت 11 ذريعة معلنة للرفض لتغطية 7 اسباب حقيقية غير معلنة (راجع مقالنا على الرابط ادناه (3)) فان مقال السيد وديع لم يات باية ذريعة معلنة او سببا مخفيا للرفض.
فمن ناحية الجهة السياسية الرافضة يقول السيد وديع بالنص الحرفي:
(ان اي حكم مُنصف وعادل يهدف الى تقييم رجال السياسة في عراق اليوم ، سيمنح السيد يونادم كنة مرتبة متميزة كسياسي متمرٍس متحضٍر يعي شروط اللعبة وقوانينها ، بغض النظر عن اصابته او اخفاقه في جولاتها.) انتهى الاقتباس
وهذه هي قمة اللامبالاة واللامسؤولية وعدم الاكتراث.. فالسيد وديع يكفيه ان فلانا موجود على الساحة السياسية وانه يلعب فيها، ولكنه ليس مهما نجاح او فشل اللاعب.. قضية شعبنا وحقوقه للسيد وديع هي مجرد مباراة يستمتع بمشاهدة اللاعبين فيها وهم يلعبون بحرفية.. اما نتيجتها فليس مهما ان تكون نجاحا او اخفاقا.. السيد وديع يلتزم مقولة مؤسس الالعاب الاولمبية الحديثة، بيير دي كوبرتان، بان العبرة هي في المشاركة وليس الفوز، ولكن السيد وديع ينسى ان ما يصح لرياضيي الاولمبياد التي تتكرر كل اربع سنوات لا يصح في مصائر الشعوب وقضاياها.
وهذا بالضبط هو الفارق يا سيدي بينك وبيني.. فاني شخصيا مكترث ومبال بقضية شعبي ووجوده ومستقبله، وشخصيا مكترث ومبال بالاداء الفاشل للسياسي المتلاعب بمصير شعبي من اجل مصلحته. انا لا اعتبر وجود شعبي ومستقبله وقضاياه (لعبة اتاري) او (بروفه) للتمرين على اللعب السياسي او لمجرد الحضور في الساحة السياسية..

- يبدو ان تقويل الاخرين ما لم يقولوه او بتر اقوالهم هو طبع متاصل عند البعض.. فرغم اني قلت وبوضوح ان فلانا اقتات على الصراعات الحزبية الكردية-الكردية فان السيد وديع يضع على فمي باني اتهمت فلانا بانه سبب الخلافات الكردية-الكردية.
يا سيدي، ليس من اللائق تحريف الاقوال وتقويل الاخرين ما لم يقولوه.  فاساسا هذه الخلافات هي اقدم واعقد من قدرة فلان.
وفي ذات مسالة الاستفادة من صراعات الكبار، فان احدا لم يرفض ذلك، فهو من قوانين السياسة.. ولكن السيد وديع، مرة اخرى وكعادته، يبتر الاقوال ويشوهها.. فما قلته واكرره ان فلانا يقتات على صراعات الكبار لمصالحه الشخصية وليس مصالح شعبه.

- نشكر السيد وديع على الاقل انه اتفق في تشخيص تفرد شخص واحد بامور الحركة وقرارها ومسارها.. وايا كان سعي السيد وديع لتجميل الصورة، فان اي فرد يختزل التنظيم في شخصه لا يمكن ان يكون الا صنما مسيئا لشعبه، ولا يترجى من بيدره سوى الزوان.

- اما في رفض مرجعيات كنسية لمطلب الحكم الذاتي فان السيد وديع يراه ضمن حرية الراي والقرار..
وجميعنا يعتبره كذلك، فنحن ضحايا تكميم الافواه ولا ننزع حق الاخر في ابداء الراي ولا نتهمه بانه مصاب بالعقد لمجرد ابداءه رايا مخالفا. ولكن حرية الراي لا تعفينا من مناقشته وتقييمه والاختلاف معه من معيار مصلحة شعبنا ومستقبله كما نراها، وليس قبوله من منطلق تشبث السلطة الكنسية المعنية بوصايتها على شعبها ومؤسساته المدنية، واصرارها على تمييع هويته القومية واستبدالها بهوية دينية مسيحية.

- ويصر السيد وديع مرة اخرى على بتر اقوالي او تقويلي ما لم اقله، حيث يتهمني بالانتقائية في اختيار مواقف المرجعيات الكنسية المؤيدة للحكم الذاتي.. وهذا افتراء في وضح النهار ومحاولة تاليب واضحة.. فاني اشرت الى كل المرجعيات التي وبحسب علمي ايدت مطلب الحكم الذاتي (قداسة البطريرك مار دنخا الرابع ونيافة الاسقف مار سرهد جمو)، واضيف اليها مواقف لمرجعيات طالبت في الاسابيع الاخيرة بالحكم الذاتي وبينهم اصحاب الغبطة المطران مار كوركيس صليوة (مطران كنيسة المشرق الاشورية ووكيلها البطريركي في العراق) والمطران مار ابلحد شابو (مطران الكنيسة السريانية الارثوذكسية في السويد) وصاحب النيافة مار اسحق يوسف (اسقف كنيسة المشرق الاشورية في دهوك).
ارجو من السيد وديع ان يقول لي ما هي الانتقائية التي مارستها؟ واية مرجعية كنسية طالبت بالحكم الذاتي ولكني اهملت الاشارة اليها؟ وان لم يكن له ما يثبت به تهمة الانتقائية فاني اتوقع منه التراجع عنها فذلك من شروط الحوار المتمدن. ام يا ترى ان اقرار الخطأ ليس من شيم رجال مشرقنا.

واخيرا، اقول ان تربيتي المسيحية ونشئتي القومية لا تسمحان لي بانهاء التعقيب بعبارات التهديد مثل (وان عدتم عدنا)(4) والتي تذكرني بعبارات النظام المقبور مثل (ليخسأ الخاسئون) و(يا حوم اتبع لو جرينا)، بل اختتم تعقيبي على الدكتور بطلب بركات الرب على الجميع.
اكرر اعتذاري لتضميني المقال بعض التعليقات والتلميحات المشخصنة لنثبت انها لا تحتاج الى "الشطارة"،  ولكننا لم ولن نمارس هذا النمط لان في اخلاقياتنا ما ينهينا عنه، ولاننا نريد الحوار مسؤولا وموضوعيا فهو اولا واخيرا ليس امرا شخصيا، بل هو قضية وجود ومستقبل شعب نعتز بالانتماء اليه والمسؤولية تجاهه.. فهل تكون مواقفنا واخلاقياتنا بمستوى هذا الانتماء والمسؤولية؟

ثانيا: تعقيبات متفرقة
- هناك من يتحاجج برفض الحكم الذاتي على اساس ان دستور الاقليم يتضمن مادة تمنع تشكيل اقليم داخل اقليم..
بالتاكيد ان المبادئ الدستورية الثابتة في تشكيلات كل الدول والاقاليم والمحافظات والوحدات الادارية لا تجيز: دولة داخل دولة، اقليم داخل اقليم، محافظة داخل محافظة، قضاء داخل قضاء، وهكذا.. ولكن بالتاكيد يمكن ان يكون هناك اقليم داخل دولة، محافظة داخل اقليم، وهكذا.. اي يمكن تضمين هيكل اداري ذو صلاحيات ادنى في هيكل اداري ذو صلاحيات اكبر، فصلاحيات الحكم الذاتي اقل من صلاحيات الاقليم الفدرالي..
ولكن محاججة عدم جواز تشكيل اقليم داخل اقليم تنقلب على المتحاججين بها!! فهي تقود الى تفنيد ادعاء البعض بان المادة 125 ضمنت لنا حقوقنا السياسية وصلاحيات ادارتنا الذاتية لشؤوننا، فنقول ان المادة 125 تتحدث عن ادارات محلية ضمن المحافظات العراقية، وبالتالي فان صلاحيات الادارات المحلية هي اقل من صلاحيات المحافظة (فلا يجوز لادارة محلية داخل المحافظة ولها صلاحيات تعادل صلاحيات المحافظة!!)، فاذا كانت صلاحيات المحافظة محدودة الى حد ما وهي حتما اقل بكثير من صلاحيات الحكم الذاتي، فيا ترى ماذا سيبقى وماذا سيكون للادارات المحلية الواردة في المادة 125 من صلاحيات!!!

- ارسل لي صديق مهتم بقضايا شعبنا رسالة الكترونية يشكرني فيها على المقالات وما تضمنته من نقاط وتحليلات، واضاف انه يعتقد فيما يخص بمطلب المنطقة الامنة فان المطالبين بها، من حيث يدرون او لا يدرون، ومن حيث يرغبون او لا يرغبون، يشاركون في مخطط تهجير شعبنا من الوطن..
حيث يضيف صديقي بان مطلب المنطقة الامنة وترويجه في الاعلام الاشوري المهجري وفي اللقاءات والاجتماعات مع مختلف الدوائر الاوربية اعطى لهذه الدوائر انطباعا بانه ليس من منطقة امنة لشعبنا في كل العراق مما يتطلب التعامل الانساني مع الامر وتبني برامج توطين خارج الوطن، وهي البرامج التي كانت مطروحة قبل ان تنتبه الدوائر المعنية وبناء على تقارير وشهادات مختلفة الى خطورتها على مستقبل وجود شعبنا في الوطن، اضافة الى ان تحسن الاوضاع السياسية والامنية في العراق تلغي مبررات هذه البرامج التي تم التريث بها واعادة النظر فيها.
بصراحة، لا يمكن لي سوى ان اشكر الصديق على ملاحظته القيمة والتي ارجو ان تنتبه اليها مؤسساتنا وتنظيماتنا في المهجر وبخاصة الاخوة في المنظمة الاثورية الديمقراطية الذين كانوا دوما متشبثين بالوطن، وهو التشبث الذي يعني عدم المشاركة المباشرة او غير المباشرة في تهجير شعبنا. اتمنى عليهم مراجعة موقفهم السياسي واداءهم الاعلامي فيما يخص هذه المسالة.

- مع انجازي لهذا المقال اطلعت على مقال من السيد ماجد هوزايا موجه الي فظننته رد او تعقيبات تتعلق بموضوع المقالات ربما تغني حوارنا واتعلم منها شخصيا.. ولكن ظني لم يكن في محله.. فقرات المقال لاكثر من مرة فلم اجد فيه سوى امور شخصية ليست ضمن قضايا مقالنا.. والنقاط العابرة في مقال الاخ ماجد المتعلقة بموضوع مقالنا لا تتضمن اي جديد للتعقيب عليها، فقد سبق لنا ذلك..

ثالثا: ملاحظات ختامية
- الشكر والمحبة لمواقع الانترنت التي نشرت سلسلة المقالات، وبخاصة مواقع عنكاوة وعشتار وتللسقف..
انه دليل حرصهم لان يكونوا الخيمة التي تستضيف كل الاراء وتمد جسور الحوار بينها.

- الشكر والمحبة لكل القراء الذين صبروا على مسلسل مقالاتنا او على طول كل مقال فيه..
انه دليل التزامهم بقضية وهموم شعبنا، مثلما هو عامل مشجع للمهتمين والكتاب لاغناء الحوار في هذه القضايا والهموم.

- تحية اعتزاز وتثمين لكل اساتذتي ومعلمي من المثقفين والكتاب والساسة من ابناء شعبنا ممن سبقوني في المطالبة والدفاع عن مشروعية حق شعبنا في الحكم الذاتي.. لقد تعلمت واستفدت منهم الكثير.
لا نعتقدن ان المهمة انتهت، فالقادم منها ما زال صعبا، ولست ابوح سرا اذا ما قلت انه ورغم كل ايماني بحق شعبنا في الوجود والحياة وبان الحكم الذاتي هو التعبير عن هذا الحق، فانني متشاءم من السيناريو القادم.. فاذا كان من هو ابن شعبنا يعمل بالضد من هذا الحق فلماذا يدافع الشيعي والعربي السني والكردي عن حقنا. واذا كان احدنا يعرض بضاعة متدنية في بازار السياسة العراقية فلماذا نتوقع من ساسة العراق ان يشجعوا بضاعة اغلى.

- تحية محبة اخوية لمخالفينا في الراي ودعوة قلبية صادقة نوجهها اليهم ان يعيدوا ثانية مراجعة موقفهم السياسي ويصطفوا مع شعبهم ويضعوا وجوده وحقه ومستقبله وطموحه فوق كل اعتبار حزبي او فئوي او شخصي.

- الرجاء والمحبة الى الكتاب من مخالفينا الراي ان يبتعدوا عن شخصنة الكتابة وتوجيه التهم والاساءات والاستخفاف بشعبهم ومطالبه وقواه وشخصياته.
لا مشكلة لنا ابدا ومطلقا في الحوار ما دام رزينا وغير مشتت وغير مشخصن.
لا مشكلة لنا ابدا في الاصغاء وقبول الحجج المقابلة اذا ما اعتمدت الحقائق والرؤية الموضوعية دون ضبابية وتشويش.. واذا ما تم تقديمها بوضوح وتحديد دون لغة خطابية او شعاراتية.

والرب يبارك

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

ملحق متعلق بموضوع المقال

نشرت مقالي اعلاه ليل امس، واليوم حيث كنت اطلع على رسائل البريد الالكتروني واقراها مع شاي الصباح، شدت انتباهي رسالة من صديق متابع من الولايات المتحدة ارسلها الي بعد قراءته المقال (وهذه من فوائد فارق التوقيت!!) يرشدني فيها الى مقابلة مع الدكتور وديع بتي منشورة على احد المواقع الثقافية العراقية مؤخرا (31 اب 2008 اي قبل ايام).
اطلعت على المقابلة وهي على موقع (مجالس حمدان) ورابطها منشور ادناه وتفاجات مفاجاة سعيدة فيما تضمنته المقابلة من سؤال صريح عن الموقف من الحكم الذاتي، وجواب صريح ايضا في ان الدكتور بتي يؤيد مبدا الحكم الذاتي واقراره دستوريا لجميع المكونات، ويطرح ايضا امورا اجرائية يطلب اخذها بعين الاعتبار في تنفيذ الحكم الذاتي في سهل نينوى. (النص الحرفي للسؤال والجواب منشور ادناه)
الموقف اعلاه يتطابق مع دعوة المطالبين بالحكم الذاتي واقراره كمبدا وحق دستوري، والامور الاجرائية التي يشير اليها الدكتور ليست متقاطعة او لاغية للمبدا الدستوري في الحكم الذاتي، وليست عائقا لتنفيذ الحكم الذاتي، بل ربما تكون ضامنا له.
هذا التطور النوعي في المواقف يثبت اهمية الحوارات بين الاراء المختلفة لابناء شعبنا لانها في النهاية تغني وتخدم الجميع وتطور رؤاهم. فشكرا للصديق الذي ارسل لي المقابلة، وشكرا للجميع.

القس عمانوئيل يوخنا
4 ايلول 2008

الاقتباس الحرفي من المقابلة:
(حمدان: ماذا تقول عن الحكم الذاتي في سهل نينوى؟؟؟.
انني افهم المطالبة بالحكم الذاتي من قبل اقلية معينة على انه خط من خطوط الحماية الذاتية،عندما تشعر تلك الاقلية ان القانون المركزي، فعلا وليس قولا، لايتيح لابناء تلك الاقلية الشعور بالمساواة مع الاخرين، او عندما يرى ابناء الاقلية ان الدولة بقانونها المركزي الذي لايلبي حقوقهم قد فقدت بعض القدرة على فرض هيبتها وقانونها في الشارع فحلً قانون الغاب عوضا عنه. دون ان يعني هذا عدم الايمان في حق اية جماعة معينة باختيارها في ان تحكم نفسها بنفسها وتفرض خصوصيتها في النظام الذي يقودها، ولكنني، وكأجتهاد ربما اكون مخطئا فيه، ارى ان وجود نظام علماني حضاري مؤسساتي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات ويسوده مبدأ تكافؤ الفرص، سيترك جميع الخصوصيات تندمج فيه وتسبح في فضائه و تفكر مليا في جدوى اختيار نظام يقيد الحركة ويتقوقع حول الذات. ولكن ولان النظام الذي نتكلم عنه ونتمناه يبدو في افقه ليس قريبا فلا اجد اي مانع من تثبيت حقوق جميع المكونات في الدستور بما في ذلك حق الحكم الذاتي، كما انني اؤمن ان التفكير في اقامة منطقة للحكم الذاتي في سهل نينوى لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري والمكونات الاخرى المتعايشة معه، اذا قرروا جميعا ذلك في استفتاء شفاف، سيحمل نتائج ايجابية للعراق كوطن موحد، كمنطقة تعايش سلمي متجذرة في الوطن العراقي قد يمتد اشعاعها الى باقي المناطق، ولكن هذا يجب ان يتم في مناخ صحي شامل ومرضي لجميع الاطراف وباشراف السلطة المركزية وبعيدا عن ان يكون ذلك ورقة لتنفيذ اجندة معينة.) انتهى الاقتباس
الرابط الى المقابلة:
http://hammdann.com/index.php?option=com_content&view=category&layout=blog&id=19&Itemid=11

روابط وهوامش المقال:
(1) وضعنا مقال الدكتور وديع بجزئيه في رابط واحد لتسهيل عودة القارئ اليه
 http://www.capiraq.org/Books/Wade3_Batti.htm
 (2) ادناه بضعة عناوين لمقالات كتبها الدكتور وديع، فاذا كانت عناوين المقالات تتضمن عبارات كهذه، فيا ترى ما في متن المقال وصياغاته من كلمات الاستهزاء والاستخفاف:
- تفجيرات قره قوش (بغديدي) وتُجَارالحكم الذاتي
- رد الكاتب عمانوئيل خوشابا: حجج بائسة واوراق صفراء
- طهاة الحكم الذاتي ووجبة البرغل
- الدكتور احمد الجلبي والسيد نمرود بيتو: بطاريتان يعاد شحنهما
- الى المُصابين بِعُقدة ( زَوْعا ) مع التحية
- مع الكاتب عمانوئيل خوشابا للمرة الاخيرة , يا لبؤس (النخبة) ويا لخيبة أملنا
- نمرود بيتو وسهل نينوى: وَهب الوزير ما لايملك
- الراقصون من وخزات الدنابيس
(3) http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,213641.0.html
(4) هي العبارة التي ختم بها الدكتور وديع مقال له بعنوان (رد الكاتب عمانوئيل خوشابا – حجج بائسة واوراق صفراء).. لاحظ اسم المقال ولك ان تخمن مضمونه.. ادعوكم لقراءة المقال ومقارنه اسلوبه مع المقال الاصلي للسيد عمانوئيل خوشابا ورزانته..
الرابط الى مقال السيد عمانوئيل خوشابا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,198454.0.html
الرابط الى مقال الدكتور وديع حنا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,199295.0.html[/font]

175
لنتحاور في قضايانا..
القسم الخامس: تعقيبات على ردود
ج1: تعقيب على السيدين ماجد هوزايا وطلال فكتور

عندما بدات نشر مجموعة مقالات (لنتحاور في قضايانا)(1) انما دفعني في ذلك اهمية الحوار وضرورته البالغة من حيث التوقيت والمضمون في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها شعبنا وهو يسعى الى تعزيز وجوده ومستقبله في الوطن من خلال حقه في التعبير عن الذات ومشاركته في صنع القرار والمستقبل الوطني.
وكما توقعت في مقدمة القسم الاول من المقال انني ساتلقى الردود اتفاقا او اختلافا وهو دليل صحة، ولكني توقعت ايضا ان بعضها سيتضمن مساع لشخصنة الامور وتشظية القضايا لتفريغ الحوار من مضمونه وتحويله من مناقشة جوهر القضايا الى شكلها احيانا والى تعويمها احيانا اخرى بغاية ونية مقصودة ونتيجة للعجز في تقديم المحاججات الموضوعية.
الا اني وعدت ايضا بالتعقيب على هذه الردود والاستفادة منها في اغناء الحوار.
ضمن ما ورد من ردود مباشرة او ضمنية على سلسلة مقالاتي يمكن تحديد ثلاثة او اربعة ردود للتعقيب عليها، وبالتاكيد هناك ردودا وملاحظات كثيرة وردت ضمن العديد من المقالات لكتاب اجلاء ولكن وحيث انها جاءت بالاتفاق والاستزادة فانه ليس لي تعقيبات محددة عليها سوى تاييدها بما اوردته من دعم لمطالب شعبنا في الحكم الذاتي ووحدة التسمية وتواصل الديموغرافيا.
كما قررت التعقيب على الردود بحسب كاتبها وتسلسل نشرها لاعتقادي ان هذا يتيح للقارئ متابعة افضل للحوار الذي في جوهره ليس حوارا شخصيا بل هو حوار يعني جميع ابناء شعبنا، كما انه ليس حوارا مشخصنا حيث اني احترم جميع الاخوة ممن ردوا على مقالاتي، بالاتفاق او الاختلاف على حد سواء، فالاختلاف لا يفسد للود قضية.. وادعوهم بروح المحبة ان يتسع صدرهم لهذه التعقيبات التي لا تنتقص ابدا من شخصهم الكريم ومن المحبة والتقدير الذي لهم عندي.
وحرصا مني على اعطاء الحوار وضوحه فاني قمت بوضع المقالات موضوع الحوار في الانترنت لضمان بقاءها ووضع الروابط اليها ليتمكن القارئ الكريم من العودة اليها بنفسه، فارجو الانتباه الى الروابط الواردة في الهوامش.

اولا: تعقيب على رد الاخ ماجد هوزايا المعنون (رأي في حوار القس عمانوئيل بيتو حول الانتخابات)(2)

بداية، اشكر السيد هوزايا على حضارية مدخل رده واقراره باهمية الحوار المتمدن الشفاف والصريح وقبول الراي الاخر.

1- يتهمني السيد هوزايا بالتحزبية. فاقول اني اعترف باني متحزب مع شعبي وحقه في الوجود والمستقبل. فانا متحزب مع وحدة تسمية شعبنا الشاملة وضد تقسيمها او اختراع تسميات مشوهة، واني متحزب للحكم الذاتي كحق لشعبنا وضد تقزيم هذا الحق مثلما انا متحزب للتواصل الجغرافي لديموغرافيا شعبنا. والتحزب لهذه الامور يحكم كل مقالاتي المتعلقة بشعبنا.
فهل في المقابل يعترف السيد هوزايا بانه متحزب ضد حقوق شعبه المشروعة وهو مع تقزيمها ووصفها بالعنصرية والشوفينية وهو متحزب لتشتيت ديموغرافيا شعبنا.

2- يفهم السيد هوزايا من دعوتي للحوار ونبذ الخلافات انها دعوة الى مدينة فاضلة.. وهذا فهم خاطئ للحوار، فالحوار لا ضرورة له ان كنا متفقين. وان اي حوار على اساس تبويس اللحى ونكران الخلافات ليس حوارا، فالحوار مطلوب لاننا مختلفون وهو اطار للاتفاق على المشترك بغض النظر عن الخلافات.. على اية حال فان ما يمكن فهمه من فهم السيد هوزايا عن الحوار هو انه يدعو للقطيعة.. فمن لا يؤمن بالحوار بين المختلفين انما يدعو الى القطيعة بينهم.

3- وايضا، يخطئ السيد هوزايا فهم ما اشرت اليه في مقالي من ظاهرة قيام البعض بتنفيذ الاوامر والتعليمات دون نقاش وانسياقهم وراء تخوين المقابل وغيرها، فاعتبر السيد هوزايا هذا التنفيذ والانصياع الاعمى بانه امر طبيعي يتوافق مع بناء المؤسسات المختلفة ووجود رئيس ومرؤوس فيها. وهذا فهم خاطئ تماما، فتوزيع الصلاحيات والمستويات الادارية شيئ وسلب الانسان عقله وتحويله لمجرد اداة تنفيذ شيئ اخر. فامتلاك كلا منا لمرجعية كنسية او سياسية او وظيفية وغيرها لا ينزع منا عقلنا وارادتنا وطبيعتنا البشرية التي ارادها لنا الرب كطبيعته عاقلة ومقتدرة، ومن بين الطبائع البشرية الخلاقة ان نناقش ونحدد موقفنا من الامور كما نراها نحن وليس كما يراد لنا ان نراها.

4- السيد هوزايا اعترض على ايرادي لكلمات مثل: التخوين، المؤدلجين وغيرها وتمنى علي عدم استخدامها.. شكرا سيدي على النصيحة ولكنك قرات الكلمات هذه خارج سياق النص، حيث اني اوردتها لتوصيف ما يكتبه البعض وبان ذلك ليس سليما ولا ينفع في الحوار الموضوعي الذي ننشده. السيد هوزايا يتهمني بما قام به اخرون لمجرد اني اوردت قيامهم بذلك. ويكفي ان اقتبس هنا نصا حرفيا لاحدى الكتابات التي كنت اشير اليها وادعو الى رفضها مضمونا واسلوبا:
(الخيانات (عفوا اقصد تقديم المساعدات للغريم) كثيرة في تاريخنا وهي لا تقتصر على المساعدات العسكرية او السياسية فهناك الإعلامية ايضاً كما نشهد اليوم. فقصة مالك خوشابا التياري الطائفة مع الحكومة والانكليز لدحر عظمة آغا بطرس الكلداني المذهب الاشوري القومية معروفة، و ما زال قسم ممّن لا يعرف التاريخ يتغنى بمالك خوشابا ونسي عظمة آغا بطرس ) انتهى الاقتباس
هل تذكرتكم من هو صاحب هذا التخوين الصريح لمالك خوشابا الشخصية الاشورية التي لعبت دورا محوريا في تاريخ شعبنا المعاصر. انه ليس الا السيد هوزايا نفسه الذي كنت اتمنى عليه ان يلتزم نصائحه قبل القيام بالتخوين وقبل ان يضطر موقع زهريرا الزوعاوي بعد الرفض والاستهجان الذي لاقاه هذا التخوين الى رفع اسم مالك خوشابا ووضع النقاط محله(3)، وقبل ان يضطر السيد هوزايا لسحب مقاله من موقع عنكاوة ليس لتبدل قناعته في تخوين مالك خوشابا بل لان "الابواق" رفضت المقال!! حيث يقول: (تم حذف الموضوع من قبلي لان ابواقا كثيرة بدأت تعزف هنا وهناك على كل كتاباتنا واتهامات توجه لنا دون وجه حق ولان الاخوة الكتاب يحللون ويذمون كل الوقت، لذا ارتأيت ايقاف كتاباتي هنا.. مع الود لادارة الموقع)(4) انتهى الاقتباس
في المقابل ورغم كل الاختلافات في الراي مع هذه الجهة او الشخصية او تلك فاني لم اتهم ايا منها بالخيانة، واذا كان المقصود السيد يوناذم فان اتهامه بالارتباط باستخبارات النظام ليست فبركة او تحليل من اي احد بل هي معروفة ومنشورة على صفحات الجرائد العراقية ومواقع الانترنت، وعدم مقاضاة السيد يوناذم للجرائد تلك (مثل هاولاتي في السليمانية)(5) رغم كل ما تعنيه التهمة من معان سياسية واخلاقية الا اعتراف بالتهمة (بالمناسبة فان جريدة هاولاتي تحدت من نشرت اسماءهم الى مقاضاتها اذا كانوا ينكرون تهمة الارتباط باستخبارات النظام).

5- السيد هوزايا ينتقد قولي بان هناك اقلام تسخر في كتاباتها من مطلب الحكم الذاتي ويطالبني باحترام الراي الرافض للحكم الذاتي.. فيا عجبي من تحول الجاني الى ضحية!! هل ان السيد هوزايا لا يقرأ ما نشره هو واخرون من مقالات تضمنت عبارات السخرية والاستخفاف بمطلب الحكم الذاتي والمطالبين به!! ام يا ترى ان هذه العبارات هي سلوك طبيعي عنده بحيث باتت لا تعني استخفافا واستهزاء!! في مقابل ذلك فاني حاججتهم بالقول الصريح من دون عبارات الاستهزاء.

6- في شان الانتخابات.. فرغم ان السيد هوزايا يتفق معي الا انه يعود، كما كل الزوعاويين، الى انكار حقيقة ان اكثرية شعبنا صوتت في الانتخابات السابقة لقوائم وطنية ويعود ليستنسخ الادعاء بان قائمة الرافدين هي التي حصلت على اكثرية اصوات شعبنا (السيد يوناذم يقول انها حصلت على 80% من اصوات شعبنا في الوطن والمهجر).
وهذا ادعاء فيه ليس مغالطة للحقائق فحسب بل وفيه اهانة كبرى لشعبنا.
فهو مغالطة لانه اذا كان 45 الف صوت تمثل 80% من اصوات شعبنا، فهذا يعني ان مجموع اصوات شعبنا هي اقل من 60 الف صوت، وبالتالي ان عدد ابناء شعبنا لا يزيد عن 100 الف انسان. وهذه مغالطة كبرى.
وهو اهانة لان التفسير الوحيد لهذا الادعاء هو ان كل من صوت لقوائم غير قوائم شعبنا هو ليس من ابناء شعبنا وتم اسقاط انتماءه القومي بجرة قلم من السيد يوناذم (وهو بالضبط ما يعنيه اليوناذميون)، وهذه اهانة كبرى.
اتمنى على الاخوة في الزوعا تصحيح الامر والاتفاق على ما نتفق عليه جميعا ان قائمة الرافدين حازت على الاكثرية بين قوائم شعبنا وليس على اكثرية اصوات شعبنا. اتمنى ان يكون الفارق مفهوما!!

7- يتهمني السيد هوزايا باني اشمئز من ذكر اسم الحركة او قائمة الرافدين.. وهذا اتهام ساذج. فمعرفتي بالحركة وقياداتها وتعاملي معهم يعود الى ما قبل تاسيس الحركة (وربما قبل ولادة السيد هوزايا) واستمر مع مسيرتها سواء في دعمها في مواقف يضيق بها المجال، او في نقدها في مواقف اخرى يضيق بها المجال ايضا.
شخصيا تربيت على العمل القومي المؤسساتي ولذلك لا اشمئز من المؤسسات القومية، ولكني اشمئز من الممارسات سواء ما يقوم بها اشخاص ضمن قيادات المؤسسات او تقوم بها المؤسسات. دعني اقول لك بعض ما اشمئز منه:
- اشمئز من انسان يدعي في العلن العمل لشعبه ويمارس في الخفاء العمالة الاستخباراتية لنظام يقمع هذا الشعب.
- اشمئز من انسان او مؤسسة تتبنى التسمية الديمقراطية وتدعو في العلن الى حرية الراي وتمارس في الظلام الارهاب ومحاولة التصفية الجسدية لمعارضي رايها اضافة لممارسة الارهاب الفكري بحقهم.
- اشمئز من انسان ومؤسسة تدعي علنا الحرص على وحدة شعبها وتمارس في الظلام مؤامرات تقسيم شعبها وكنائسه.
والى غيره من هذه التناقضات التي يمارسها البعض والتي اتوقع منكم رفضها ايضا.

8- في موضوع القوائم الانتخابية يدعو السيد هوزايا الى قبول القوائم المسيحية ويعتبر اني اتخوف منها.
بالتاكيد انا متخوف من القوائم المسيحية لانها وبعد مسيرة حافلة من العمل القومي السياسي المرتوي بدماء الشهداء وتضحيات المضحين من احزاب ومؤسسات، تعود الى تعريف شعبنا بهوية دينية مسيحية. واتعجب ان لا يتخوف الزوعا من الامر وهو الذي قدم الشهداء قربانا على مذبح الهوية القومية. ولذلك اشكك في صدق وفاء البعض لمبادئ الزوعا وشهداءه.
بالله عليكم متى رايتم شعبا له خصوصية قومية وثقافية وتمتد جذورها الى الاف السنين قبل المسيحية تبرع طواعية الى الغاء هويته القومية واحلالها بهوية مسيحية!!
ثم الا تقولوا لي الحدود الجغرافية والبشرية وخصائص هذا الشعب الذي تسمونه (شعبنا المسيحي)؟
هل ان مسيحيي سوريا ولبنان وايران ومصر واوربا هم ابناءه ايضا!! فان لم يكونوا:
- فهل لانهم ليسوا مسيحيين!! وهل تلغون مسيحية الاقباط مثلا!!
- ام لانهم ليسوا عراقيين!! فاذا كان الامر محصورا بالانتماء العراقي، فهل يعني ان العراقيين المسيحيين من الارمن والعرب والكورد (هناك اعداد متزايدة منهم ولست هنا لاناقش الموضوع) هم ضمن (شعبنا المسيحي)!!
وهل يعني ذلك ان الاشوريين غير العراقيين، في تركيا وايران وسوريا ولبنان (لكي لا نقول المهجر)، هم ليسوا (شعبنا المسيحي)!!
- ام لانهم لا يشاركونا خصائص معينة؟ وهذا بالضبط هو الفيصل.
فما هي هذه الخصائص؟  اليست اللغة والتاريخ والتراث وغيرها من عناصر هويتنا القومية!! فلماذا اذن لا تسمون المسميات باسماءها وتقولوا بهوية الشعب القومية وليس الدينية؟
ارجو ان لا يفهم من هذا الامر اني اتنصل او اقلل من شان المسيحية ودورها في وجود وهوية وثقافة وتراث شعبنا. على العكس من ذلك تماما فالمسيحية تمثل لشعبنا اكثر من مجرد ايمان ديني. المسيحية لشعبنا هي الفي عام من ثقافة ودور ومسيرة ووجود.. ولكن اعتزازنا بمسيحيتنا لا يعني باي حال من الاحوال تمييع او الغاء او استبدال هويتنا القومية. ولست بحاجة هنا لتكرار الغايات التي يسعى تحقيقها البعض من احلال المسيحية هوية لشعبنا بديلة لهويته القومية.

9- اما مسالة التحالفات الانتخابية لضمان دخول المجالس التشريعية المختلفة فنعتقد، وهذا ليس امرا خلافيا، ان خوض اية انتخابات واعتمادا على قانونها وجغرافيتها هي مسالة تكتيكية، والمهم فيها الدخول الى المؤسسة التشريعية المعنية وفق برنامج انتخابي يراعي ويقبل ويلتزم مصالح شعبنا.. فالمهم ليس اطار القائمة بل برنامجها. والانتخابات وتحالفاتها في كل المعمورة ليس لها اطار ثابت بل تخضع للتكتيكات الانتخابية المشروعة، واتمنى ان نترك لغة المزايدات والشعارات جانبا.
دعوني اهمس في اذن السيد هوزايا بان مرجعيته السياسية، السيد يوناذم كنا، صرح قبل اسابيع بان الحركة في الانتخابات القادمة ستدخل في تحالفات وطنية في حال عدم وجود الكوتا، حيث يقول بالنص الحرفي:
"إذا كان النظام الانتخابي يعتمد مبدأ ضمان حصة الأقليات بنسبة معينة فيمكننا حينها أن ندخل بقائمة منفردة"، واستدرك قائلا "أما في حال عدم إقرار كوتا للأقليات، فحينها سنفكر بالتحالف مع كيانات أخرى"(6)
هللويا.. هللويا..
فالسيد يوناذم ادرك اليوم ما ادركته والتزمته قبله احزابنا السياسية التي امتلكت القدرة على القراءة السياسية والاداء الانتخابي الذي لم يدركه السيد يوناذم الا مؤخرا. فما يلتزمه السيد يوناذم اليوم هو بالضبط ما قامت به احزاب مثل الاترانايى، بيت نهرين، الاتحاد الديمقراطي الكلداني، عندما دخلت في قوائم وطنية في الانتخابات السابقة التي لم يكن فيها كوتا. واتباع السيد يوناذم الذين خونوا هذه الاحزاب حينها مطلوب منهم اليوم ان يهللوا لهذا الاكتشاف المتاخر جدا للسيد يوناذم.. انها عبادة الفرد باتعس صورها واكثرها اثارة للشفقة.
وعلى اية حال فان الكوتا حتى في حال وجودها فانها لا تلغي اهمية التحالفات الوطنية، وهي مسالة ما زال سابقا اوان نقاشها فقانون الانتخابات ما زال غير معتمدا سواء من حيث الكوتا او من حيث الية تنفيذ الكوتا.
شخصيا، ومن حيث المبدا اكرر ما اوردته في مقالي من ان الكوتا القومية (لا الدينية) في الوقت الذي هي حق قومي لنا وواجب وطني على الاخرين فان اليتها يجب ان لا تعزلنا وتزيد تهميشنا في الشراكات الوطنية. فالكوتا مهمة ولكن بما يعزز الشراكة الوطنية من خلال الية تحقيقها ضمن القوائم الوطنية كما هي في كوتا المراة على سبيل المثال.
عجبي ممن يرفض الحكم الذاتي لشعبه بذريعة الشراكة الوطنية ويدعو الى الية للكوتا تعزل شعبه عن الشراكات الوطنية.

10- اما بشان السياسة والدين فالسيد هوزايا يتهمني باني اناقض نفسي فانا ادعو لفصل الدين عن السياسة ولكني اتناول الامور السياسية رغم اني رجل دين. السيد هوزايا هنا ايضا يعجز (او يدعي العجز) على فهم الامور.. لم يطلب احد نزع حق رجال الدين الادلاء برايهم وموقفهم من الشان السياسي القومي والوطني، فهذا فهم قاصر لمبدا فصل الدين عن الدولة، اضافة الى كونه نزع حق اساسي من حقوق الانسان عن رجال الدين وهم مواطنون لهم حقوقهم المصانة وبضمنها حق التعبير عن الراي. لماذا يكون من حق اكليروس كنائسنا، وانا احدهم بل واصغرهم رتبة وادراكا، مناقشة الوضع الفلسطيني الاسرائيلي!! والايراني الامريكي!! ولكنه الويل والثبور ان هم تحدثوا او ناقشوا حقوق واوضاع شعبهم.
ان ما ندعو اليه هو فصل الصلاحيات والادوار المؤسساتية للكنيسة والاحزاب.
فالكنيسة، اية كنيسة، ورجال الدين، كل رجال الدين، من حقهم، بل ومن واجبهم، ان يكون لهم رايا وموقفا من الامور السياسية القومية والوطنية، ولكن ما ليس من حقهم هو الوصاية واخذ دور البديل للمؤسسات السياسية، فهناك فارق كبير بين الادلاء بالراي والملاحظة وبين احتراف العمل السياسي. فهل ما زال الامر صعبا للفهم..

11- بقي ان اقول ان البداية الحضارية التي ابتدا بها السيد هوزايا مقالته انحرفت شيئا فشيئا عن المسار ليصل في نهاية مقاله الى اتهامي بمعاداة (لاحظ كلمة معاداة وليس اختلاف الراي) لشخصيات ومؤسسات قومية.
لا تعليق لدي سوى انه يبدو ان الاداء الحضاري للسيد هوزايا في بداية مقاله كان تطبعا، والتطبع لا يغلب الطبع، بل العكس، ولذلك فان نهاية مقاله جاءت تعبر عن طبعه في اتهام كل من لا يتفق معه بانه معادي. فاي حوار يستوي والحال هذه!!

واخيرا، اشكر السيد ماجد هوزايا على مقاله وارجو ان يكون اتسع صدره لملاحظاتي هذه. واشكره لاتفاقه مع مضمون ما جاء في مقالاتي اللاحقة عن المادة 140 وسهل نينوى والحكم الذاتي حيث في الوقت الذي نشر ملاحظاته على الجزء الاول من مقالي ووعد بنشر ملاحظاته على المقالات اللاحقة عند نشري لها فانه لم يات باي مقال او ملاحظات عن هذه المقالات مما يوحي بانه متفق معها.. فشكرا لهذا الاتفاق الضمني. (قال لي احد الاصدقاء اني بهذا القول سادفع السيد هوزايا للنشر لارضاء مرجعيته فحسب والتنصل مما يبدو انه اتفاق في الرؤية معي، فالاتفاق مع القس عمانوئيل في اية نقطة حتى لو كانت بديهية هي من المحرمات على اتباع السيد يوناذم!!.. فاجبت لا ادري، فربما الامر كذلك، دعنا ننتظر.)

ثانيا: تعقيب على رد الاخ طلال فكتور المعنون (أيها الجالسون في أوربا اتركونا في بلدنا الجريح وشأننا)(7)

الانطباع الموجود من متابعتي للانترنت هو ان الاسم (طلال فكتور) هو اسم مستعار كالتي تعودنا عليها بين الحين والاخر حيث تظهر فجاة وبمقالات نارية ومعروفة الاتجاه لتعود وتختفي من ساحة الكتابة وتظهر محلها اسماء اخرى تستكمل دور الاساءة الى هذا او ذاك والتعبير عن راي سياسي محدد..
طلال فكتور ربما (اؤكد ربما) هو وريث سامي زيا (او شمعون عبدو احيانا!!)(-8-) وداود كيوركيس(9) وهومي بيت ايشو(10) وموشي كني داشيثا(11) وميخائيل دينو شكوانا(12) (الذي فضح زيفه السيد عمانوئيل شكوانا)(13) وغيرهم ممن كان معظمهم ينشر من زيونة او بناء على طلبها، ولكن ورغم ذلك، بل وبسبب ذلك!!، قررت التعقيب على رده لاني حريص على الحوار الموضوعي مع الطرف المخالف عسى ان يتحقق ما وصفه توفيق الحكيم بـ"عودة الوعي".

1- يذكر السيد طلال انتخابات برلمان اقليم كردستان عام 1992 وان الحركة فازت باربعة مقاعد. وهذا لم ينكره احد فقائمة الحركة وبحكم وجود شخصيات مستقلة ومرموقة فيها مثل الشهيد فرنسيس شابو والسيد بطرس اسخريا وبحكم التعاطف القومي والجماهيري فازت باربعة مقاعد من مجموع خمسة.
ولكن ادعاء السيد طلال بان الحركة هي من سمت شاغل المقعد الخامس فهو سذاجة وجهل وتزوير للحقائق. فالمقعد الخامس شغله السيد سركيس اغاجان لان القائمة التي تراسها فازت بهذا المقعد وليس لان الحركة منحته هذا المقعد.
يبدو ان السيد طلال ومن حميته او من قلة معلوماته او من استغباءه للقراء يخلط بين المقعد الخامس الذي شغله السيد اغاجان وبين ملء السيد بطرس اسخريا للمقعد الذي شغر باستشهاد الشهيد فرنسيس، ومن الطبيعي والقانوني ان يشغله مرشح قائمة الحركة السيد بطرس.
مسكين الشعب الذي يفتقر "متنوريه" الى المعلومات السليمة، ومسكين الشعب الذي يستغبيه كتابه ومثقفيه.

2- يكرر السيد طلال ذات النغمة بشان انتخابات عام 2005 وان قائمة الرافدين حازت على اكثرية اصوات شعبنا.
لن اكرر المحاججة فقد اوردتها اعلاه مع السيد هوزايا.

3- اشكر السيد طلال لاتفاقه معي بان الانتخابات السابقة لم تضمن حق التمثيل وان الانتخابات لم تكن على اساس الخصوصية القومية، فالسيد طلال يعترف بان الصابئة ايضا صوتوا لقائمة الرافدين، وهذا اعتراف سليم ويؤكد صحة ما قلته ان الانتخابات لم تجري بخصوصية قومية. فقد شهد شاهد من اهلها، فشكرا له. وبالتالي يكون الاستنتاج المنطقي والقانوني (لا العاطفي او الاستغبائي) ان اعضاء البرلمان من ابناء شعبنا انما "يمثلونا" بحكم انتماءهم الى شعبنا وليس بحكم انتخابهم ممثلين لشعبنا. اتمنى ان يكون الفارق مفهوما.

4- اشعر بالاسى للسيد طلال وهو يسعى لتبرير مجئ الكوتا في قانون الانتخابات بصفة دينية حيث يقول بعدم معقولية ان يسمي القانون القومية كذا والدين كذا!!!
انا افهم ان يفشل السياسي، بسبب موازين القوى، في تشريع كل ما يؤمن به او يريده، ولكن ما لا افهمه هو هذا التهافت على تبرير الفشل وتسويقه على انه نجاح، حيث يتهافت اتباع السيد يوناذم على الدفاع عن شرعنة الهوية والتمثيل المسيحي لشعبنا بدل هويته وتمثيله القومي.

5- اما عن مجلس مسيحيي كركوك ونشاطات سيادة الاسقف الجليل مار لويس ساكو فاني شخصيا مناصر قوي للتقارب والعمل المسكوني بين كنائسنا جميعا، ولي مع نيافته علاقة احترام كبيرة اعتز بها واستفيد من حكمته وعلمه وخبرته.
وشخصيا لم اتحدث عن مجلس مسيحيي كركوك فهو ليس من المواضيع التي تناولتها مقالاتي.
مقالي تناول مبدا فصل الدين عن الدولة، ومبدا التمسك بالهوية القومية ورفض تمييعها، ومبدا عدم وصاية الكنائس واتخاذها دور البديل للمؤسسات القومية والحزبية، وهذه مبادئ اعتقد يقينا ان نيافته يتفق معي فيها بل واقول جازما انه سبقني اليها واني من خبرته لمستفيد.

للمقال تتمة في الاسبوع القادم: تعقيب على رد الدكتور وديع حنا وملاحظات ختامية

الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 28 اب 2008

الهوامش والروابط:
(1) لتسهيل امر مراجعة المقال على القارئ فقد جمعت كل الاقسام المنشورة من المقال في ملف واحد على الرابط ادناه:
http://www.capiraq.org/Books/Let_Us_Debate.htm
(2) http://www.capiraq.org/Books/Majid_Hawzaya.htm
(3)  http://www.zahrira.net/?p=4657&print=1
(4) http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,201224
(5) http://www.capiraq.org/Books/Hawlati_20_09_06.pdf
(6) http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=195271.0
(7) http://www.capiraq.org/Books/Talal_Victor.htm
(-8-) لاحظ ان الكاتب سامي زيا كما نشر المقال في صوت العراق وكتابات (او شمعون عبدو كما نشر ذات المقال في زهريرا وعنكاوة!!) كيف يستقتل في الدفاع عن الحكم الاسلامي لمجرد اني اعلنت الخوف والقلق من التوجهات الاسلامية في مقالي  (قراءة اشورية في الدستور الكردستاني)!!.
http://www.zahrira.net/?p=1673
(9) لاحظ الكاتب وهو ينضم الى موقع عنكاوة في 15 نيسان 2006 لينشر اول مقال له ولتكون اخر زيارة له في 16 ايار 2006 اي شهر واحد فقط!! ولاحظ ايضا التسمية المعتمدة في المقال.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,39166
(10) للاسف لم نعثر على مقاله الموسوم (لا يا سيادة البطريرك والمطران..لا..لا) وفيه الاساءات الى قداسة البطريرك مار ادي وغبطة المطران مار كوركيس صليوه والذي كان منشورا على موقع كتابات في حينها.
(11) لاحظ ان كاتبنا المقدام هذا انتمى الى موقع عنكاوة في نفس يوم نشره المقال، وهو ايضا تاريخ اخر زيارة له للموقع!!
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,45284
(12) لاحظ ان كاتب المقال (كما سامي زيا) يعتمد تسمية (الكلدواشوري السرياني) ويرفض الحكم الذاتي ويتهجم على السيد سركيس اغاجان والسيد نمرود بيتو (ويصفه كما سامي زيا بالوزير السياحي) وغيرها مما يحدد بشكل يقيني الخانة السياسية الحقيقية للكاتب الوهمي وبانه اسم من سلسلة اسماء وهمية تتحدث بالنيابة عن المكتب السياسي للزوعا او بالاحرى بالنيابة عن السيد يوناذم كنا حيث لا زوعا خارج يوناذم!!
http://www.almosul.org/Library/2008/Rajjo_Story_ShakwanaMD.htm
(13) http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=179303.0

176
اعتذر للقراء فالموضوع نشرته سهوا في المنبر الحر وقمت لاحقا بنقله الى المنبر السياسي على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,217911.0.html

فمعذرة

القس عمانوئيل يوخنا

177
اجتماع مع وزير الدولة الالماني للشؤون الداخلية بشان اللاجئين من ابناء شعبنا

في العاصمة الالمانية برلين وفي مكتب وزير الدولة للشؤون الداخلية السيد بيتر التماير، اجتمع وفد من (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) ضم السادة تلمان زولش، رئيس الجمعية، الدكتور كمال سيدو، مسؤول قسم الشرق الاوسط، الاب عمانوئيل يوخنا، منسق الشؤون الاشورية، بالاضافة الى السيد اميرة عسكر، مسؤولة الرابطة الكلدانية في المانيا، وابنتها دينا، اجتمع مع الوزير التماير لتبادل الحوار بشان اللاجئين العراقيين المسيحيين.
حيث قدم السيد زولش في بداية اللقاء تعريفا مختصرا بعمل الجمعية في الدفاع عن الاقليات، وعرض صورة عن واقع العراقيين من ابناء الشعب الكلداني الاشوري السرياني المسيحي وما يتعرضون له من اعتداءات ارهابية في وسط وجنوب العراق من جهة ومشاركاتهم السياسية في بغداد واربيل من جهة اخرى.
وانهى السيد زولش عرضه بتقديم الملف التوثيقي الذي قامت به الجمعية لتوثيق الاعتداءات الارهابية التي تعرض لها الكلدان الاشوريين السريان في العراق منذ عام 2003 ومطالبا الحكومة الالمانية لتقديم المساعدة لهم.

كما تحدث الدكتور كمال سيدو عن رؤية الجمعية لمساعدة الشعب الكلداني السرياني الاشوري وبانه من ثلاثة محاور متوازية، قبول الموجودين منهم في المانيا وعدم اعادة النظر في ملفات لجوئهم وعدم ترحيلهم الى العراق، مساعدة اللاجئين منهم في دول الجوار، تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لهم في العراق.

ثم تحدث الاب عمانوئيل يوخنا قائلا اننا عندما نشير او نتحدث عن مسيحيي العراق فاننا لا نشير الى مجموعة دينية تقبلت المسيحية حديثا على ايدي المبشرين الغربيين، بل اننا نتحدث عن مجموعة سكانية لها وجودها وهويتها القومية في العراق من الاف السنين فهم من ابناء العراق الاصليين، ومسيحيا فانهم ابناء اولى الكنائس المسيحية في الشرق ومنذ القرن المسيحي الاول، وبذلك نحن نتحدث عن شعب وتاريخ وارث حضاري يمتد عدة الاف من السنين.
والارهاب الذي يتعرض له يهدف الى احتثاثه وافراغ العراق منه وهذه خسارة كبرى للعراق والمسيحية ولكل المجتمع البشري، ولذلك من المهم العمل من اجل عدم تحقيق الارهاب لاهدافه.
واضاف الاب عمانوئيل: ان الشعب الكلداني الاشوري السرياني ينتمي بتاريخه الى العراق وانه يريد ان يبني مستقبله في العراق، فكل شعب له وطن واحد ينتمي اليه تاريخيا، ونحن ننتمي الى العراق. واننا نتمنى على الحكومة الالمانية والاتحاد الاوربي دعمنا في هذا الاتجاه.
واورد الاب عمانوئيل امثلة على هذا الدعم بمستوييه السياسي والاقتصادي في الوطن كاولوية، اضافة الى تقديم الدعم الانساني للاجئين في دول الجوار، وقبول اللاجئين المقيمين في المانيا.

ثم تحدثت السيدة عسكر عن تجربتها للحياة في المانيا وما توفره من رعاية للاجئين وفرص تكاملهم، واثنت على دور المانيا في دعم قضية اللاجئين العراقيين وحثها الاتحاد الاوربي بذلك الاتجاه.

بعدها تحدث الوزير التماير مؤكدا ان الحكومة الالمانية لن تعمل يوما من اجل افراغ العراق من مسيحييه، وانها تلتزم مساعدتهم وبقية الاقليات العراقية بشتى الوسائل ومن بينها انها الغت اجراءات فتح ملفات الاجئين الموجودين منهم في المانيا ولا تعمل لاعادة ايا منهم. واضاف ان سياسة المانيا بشان برامج قبول اللاجئين انما تتحدد من خلال مقررات وزراء داخلية المقاطعات الالمانية من جهة وسياسة وقرارات الاتحاد الاوربي من جهة اخرى اضافة الى التزامها لمعايير (UNHCR) في قبول اللاجئين، مؤكدا ان قرار المانيا لقبول لاجئين عراقيين من الاقليات الدينية تم تاجيله بناء على ما قدمته وفود عراقية دينية وحكومية بشان تحسن الاوضاع في العراق التي تلتزم الحكومة الالمانية بمتابعتها عن قرب للتاكد منها.

في ختام اللقاء قدم الاب عمانوئيل يوخنا، نيابة عن جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، ملف التواقيع التي قامت الجمعية بتجميعها وهي ما يزيد عن 7000 توقيع لطلب دعم الحكومة الالمانية للشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق.

وبعد اللقاء توجه الوفد الى مقر مكتب الجمعية في برلين حيث اجرى لقاء صحفيا واذاعيا مع قناة دويتشه فيله.

178
لنتحاور في قضايانا
القسم الرابع: الحكم الذاتي والمنطقة الامنة
لقراءة القسم السابق:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,213641.0.html

في الوقت الذي يعمل فيه العراق والجوار الاقليمي ودول التحالف والمجتمع الدولي لايجاد مخرج سياسي للمشاكل الامنية في العراق، فانه، بعكس ذلك، يسعى "بعض" الساسة الاشوريين للمطالبة بمخارج وحلول امنية لمشاكل ومطالب شعبنا السياسية!!.. فماذا نرتجي من بيدر هؤلاء!!

مشكلة هذا البعض انه يراهن في مواقفه تارة على استغباء المقابل من ابناء شعبه، افرادا واحزابا ومؤسسات (كما سنرى شواهد في هذا المقال وفي مقالات لاحقة)، وتارة يراهن على ان شعبه مصاب بفقدان الذاكرة. بالامس حق تقرير المصير مطلب مشروع للاخرين واليوم الحكم الذاتي لشعبه مطلب عنصري!!، بالامس يدعم الفدرالية مبدا يحمي العراق ويعزز وطنية العراقيين واليوم يرفض الحكم الذاتي لشعبه ويعتبره مطلبا ليس وطنيا!!، وهكذا في امثلة وشواهد كثيرة واحدها هو موضوع مقالنا هذا، المنطقة الامنة.
فيوم كانت العملية السياسية في العراق ما زالت لم تتبلور ملامحها واطرها، ويوم كان العراق ما يزال يتعامل امنيا مع مشاكله وواقعه، ويوم كانت هذه التعاملات الامنية تؤسس لواقع حال على الارض يتطور لوقائع سياسية لاحقة، ويوم كانت الامور تتجه لمنطقة امنة لشعبنا تتطور لاحقا وتنضج مع العملية السياسية لتصبح اطارا سياسيا لحقوق شعبنا اطلق السيد يوناذم كنا ومن موقع مسؤوليته السياسية موقفه الرافض للمنطقة الامنة. الرابط ادناه يقدم وبشكل مادي لا غبار عليه هذا الموقف:
http://www.elaph.com/Politics/2004/10/17001.htm?sectionarchive=Politics
(شخصيا احتفظ بهذه المواقف في الارشيف المتواضع لحاسوبي، ولكني اشكر موقع (ايلاف) انه ما زال يحتفظ به على الانترنت وبذلك يكون حماني من مرافعة محامي دفاع السيد يوناذم واتهامه لي باختلاق التهم واصدار الاحكام ، خاصة وان السيد المحامي له رصيد لا يحسد عليه من تقويل الاخرين ما لم يقولوه، واصراره على ذلك رغم الشواهد بالصوت والصورة.)
ولكن السيد يوناذم يعود ومعه حليفه، المنظمة الاثورية الديمقراطية، للمطالبة بالمنطقة الامنة بعد ان تجاوزها الزمن، وبعد ان بات الجميع (الا السيد يوناذم وحليفه) يبحث عن حلول سياسية للمشاكل الامنية وليس العكس.

صحيح ان مطلب المنطقة الامنة انتحر ورفع من طاولة النقاش، وهذا كان امرا معروفا لمن يمتلك القدرة على القراءة السياسية السليمة، ولكننا ارتاينا نقاشه لتيقننا ان الداعين اليه ليسوا بالجهالة بحيث لا يدركوا ان مطلبهم لم يكن ليتحقق وبانه خارج سياقات الواقع العراقي والاداء السياسي والامني للحكومة العراقية وقوات التحالف على حد سواء. وبذلك فمن حقنا ان نتساءل عن الاسباب الحقيقية للمطالبة به، فهنا ايضا، كما في موضوعة الحكم الذاتي، فان الذرائع المعلنة شيئ والاسباب الحقيقية شيئ اخر.
بديهي نحن هنا لا نناقش مطلب تعزيز القدرات العسكرية والامنية والاستخبارية ليس في سهل نينوى فقط بل في كل العراق.. كما لا نناقش الدعوة الى تطوع ابناء شعبنا في قوات الجيش والشرطة العراقية وتكليف هذه الوحدات بتولي المهام الامنية في مدن وقصبات شعبنا فهذا لا غبار عليه شريطة ان يتم بصورة مهنية وحرفية بعيدا عن خلق مليشيات حزبية بملابس نظامية (سناتي على الامر في سياق الموضوع).

ان ما يثير الريبة هو اصرار بعض ساستنا على المطالبة الخطأ في الزمان الخطأ وبالمقاربات الخطأ.
فمن حيث المطالبة
، نقول: لماذا تتم الدعوة الى منطقة امنة هي في افضل احوالها معالجة امنية مرحلية في حين ان هناك دعوة اشمل وانضج هي الحكم الذاتي الذي يعالج بين ما يعالجه القدرات والاجهزة والاوضاع الامنية في منطقة الحكم الذاتي؟
ومن حيث التوقيت، نقول: العراق وكل الجوار الاقليمي والمجتمع الدولي متفق على ان المعالجات السليمة للوضع العراقي هي المعالجات السياسية لا الامنية.. فالحلول السياسية تعالج المشاكل الامنية، وليست الحلول الامنية تعالج المشاكل السياسية.. فلماذا لنا فقط يصر بعضنا على اقصاء شعبنا من طاولة المعالجات السياسية ووضعه حصرا في دائرة المعالجات الامنية؟
ومن حيث المقاربات الخطأ: يصر هذا البعض في تسويقه للمنطقة الامنة على مقاربتها باعلان المنطقة الامنة في كردستان العراق عام 1991، بل ويزيد ان نتائج اعلان المنطقة الامنة لشعبنا ستقود الى ذات النتائج السياسية التي تحققت لاقليم كردستان. وهي مقاربة اقل ما يقال عنها انها ساذجة.
فاولا، في عام 1991 كان هناك عدة ملايين من البشر حشروا في شريط حدودي ضيق مع تركيا وايران ولم يكن لهم اية منطقة امنة يتوجهون اليها في العراق، وبالتاكيد لم يكن ممكنا لدول الجوار ان تقبل دخولهم واسكانهم لاية فترة، بكل ما يعنيه هذا من نتائج انسانية وسياسية.
في حين ان واقع شعبنا اليوم في العراق يقول ان هناك اكثر من منطقة وخيار له بالمعايير الامنية.. فاقليم كردستان العراق هو منطقة امنة باعتراف الجميع، بل ويشهد حملة اعادة اعمار واسعة لقرانا وقصباتنا.. والاحصاءات تقول انه في محافظة دهوك لم يستشهد ايا من ابناء شعبنا منذ التحرير عام 2003 بسبب الاعمال الارهابية.. وفي محافظة اربيل استشهد اثنان من ابناء شعبنا بسبب تواجدهم وعملهم في محل العملية الارهابية الاجرامية الكبيرة التي استهدفت مقري البارتي واليكتي في مناسبة عيد الفطر عام 2004
فكيف يمكن المقاربة بين الوضعين؟ وكيف يمكن تسويق مطلب اعلان منطقة امنة مع وجود اكثر من منطقة امنة حتى من دون اعلانها؟
وحتى في سهل نينوى، فانه رغم محاولات الارهابيين استهدافه فان وضعه الامني هو افضل بكثير من بقية مناطق وسط وجنوب العراق، وما التجاء الالاف من العوائل اليه الا دليل على انه اكثر امانا.
وثانيا، في عام 1991 كان هناك جيش وشرطة واجهزة امنية وقمعية لنظام استبدادي فاشي تلاحق المدنيين النازحين. في حين ان ما يواجهه شعبنا في العراق هو حملة من الارهاب تقوم بها تنظيمات ارهابية غير نظامية وغير محددة المواقع والتشكيلات. فكيف المقاربة اذن بين الحالتين.
 بل واتساءل، بالله عليكم، اعطوني حالة واحدة من كل المعمورة تم فيها اعلان منطقة امنة بوجود مناطق امنة!! او تم فيها اعلان منطقة امنة لحماية المواطنين من تنظيمات ارهابية سرية!!
وثالثا، كان الامر سيكون صحيحا وسليما وممكنا لو تمت المطالبة بالمنطقة الامنة قبل انطلاق وتاطر العملية السياسية في العراق، اي عندما كانت ما تزال المعالجات امنية لا سياسية وكما اوضحنا في بداية المقال. ولكن المطالبة حينها جوبهت بالرفض ممن يدعو اليوم الى المنطقة الامنة!!
المسالة ليست مجرد رفع الشعارات والمطالبات بل بدراسة مضمون وتوقيت ومبررات المطالبات، فما الجدوى من المطالبة بامر لا يصمد امام المحاججات ولا يتماشى مع الوقائع.

اذن لماذا طالب البعض بالمنطقة الامنة في الزمان الخطأ وبالمقاربات الخطأ؟
ساعود للاجابة على السؤال في نهاية المقال. ولكن دعونا مع بعض نناقش عددا من النقاط المتعلقة بمطلب المنطقة الامنة وسنعرضها بشكل نقاط وتساؤلات تقود اجابة القارئ الذاتية لها الى امتلاك تصور كامل للمسالة، مثلما تساعد في تنمية قدراتنا على الحوارات والتحليلات الموضوعية لمجمل الامور والقضايا.. فاحد اهداف هذه المواضيع والحوارات هو تنمية قدراتنا في التحليل السياسي بعيدا عن السطحية والشعاراتية.

اولا: جغرافيا المنطقة الامنة:
1- من الجلي ان مطالبي المنطقة الامنة يتحدثون عن جغرافية لها هي سهل نينوى. ولكن ولضمان عدم اتهامي بتحديد مسار الحوار فاني اتساءل هل ان المطالبين بالمنطقة الامنة يقصدون جغرافيا اوسع من السهل تشمل بقية مناطق تواجد شعبنا؟ هل انهم يدعون الى منطقة اشورية امنة في اقليم كردستان مثلا، واحياء في بغداد والموصل والبصرة ايضا!! فان كانت اوسع من السهل ارجو تنوير هذا الشعب وتنويرنا باين؟ وكيف؟
وان كانت فقط في السهل (وهذا ما نفهم من التصريحات والايحاءات) يرجى تنوير هذا الشعب بماذا عن شعبنا في بغداد والموصل والبصرة حيث الساحة الحقيقية للارهاب الموجه ضده؟ ام تراكم تستغبون الشعب فتدعون لمنطقة امنة في جغرافيا السهل في حين ان الارهاب وحملته هي خارج تلك الجغرافيا!!
2- واعتمادا على القول الصريح والانطباع المعروف بان المنطقة الامنة هي في سهل نينوى فقط، فاننا نعلم بان السهل هو موزائيك قومي وديني وثقافي متداخل جغرافياً ليتضمن اليزيدية والشبك والكورد والعرب.
فهل ما تدعون اليه من منطقة امنة تغطي جغرافيا الايزيدية والشبك (مثلا) ام فقط لشعبنا!! وان كانت تغطي، فهل هناك طلب مماثل من الايزيدية والشبك بهذا الاتجاه؟ وان لم يكن هناك طلب منهم، فكيف سيكون الامر اذن؟ وان كانت لا تغطي فكيف الامر، خاصة والحديث هو عن وحدات ادارية رسمية وتشكيلات امنية نظامية؟

ثانيا: اهداف المنطقة الامنة:
هل المنطقة الامنة في السهل هي حماية ابناء السهل؟ ام لاستقبال القادمين اليه من بقية المناطق؟
فان كانت لابناء السهل، فهل هو غير امن (بمعايير الواقع العراقي) ليتم اعلانه منطقة امنة؟ وان كان للقادمين اليه، فهل وضعه الامني ليس امنا لقدومهم؟ كيف تفسرون نزوح الاف العوائل اليه حتى من دون اعلانه منطقة امنة؟ اليس الاجدر المطالبة بالدعم السياسي للسهل كمنطقة حكم ذاتي ودعمه اقتصاديا؟ فالحكم الذاتي يتضمن المعالجات الامنية الامني ولكن المنطقة الامنة لا تتضمن المعالجة السياسية.

ثالثا: مبررات المنطقة الامنة:
1- المناطق الامنة تهدف حماية ابناءها من التهديدات التي تستهدف حياتهم ووجودهم. وتتم هذه الحماية من خلال تحييد وانهاء مصادر التهديد، وتعزيز قدرات الحماية الذاتية او الصديقة من قوات للشرطة والامن والجيش. ونقطة البداية بالطبع هي تحديد مصدر التهديد الامني وبالتالي معالجته.
فهلا نورتمونا بماهية التهديد الامني لشعبنا؟ هل هو القوات العسكرية والتشكيلات الامنية والاستخبارية العراقية (كما في حالة المنطقة الامنة لعام 1991)؟ هل هي قوات التحالف؟ ام انها مليشيات؟ ومن هي هذه المليشيات وعائديتها السياسية ومنطقتها الجغرافية؟ ام انها التنظيمات الارهابية التي لا تعلن مرجعية سياسية معروفة لها ولا جغرافيا محددة لها؟ فاذا كانت التنظيمات الارهابية (واعتقد اننا متفقون على هذا التحديد) فهل المنطقة الامنة هي الية الحل؟ في الوقت الذي يسعى الجميع لجعل كل العراق منطقة امنة من الارهابيين.
تم اعلان مناطق امنة في اسيا والبلقان وافريقيا لمواجهة جيش وشرطة الانظمة الاستبدادية والمليشيات المتعاونة معها، ولكن هل هناك بالله عليكم سابقة لمنطقة امنة في مواجهة الارهاب والانتحاريين وعصابات الجريمة والسرقة!! اليست مواجهة هؤلاء بتعزيز القدرات العسكرية والامنية والاستخبارية، وهذا مطلب يتفق عليه ويدعمه الجميع.
2- ان تبني منطقة امنة معينة يعتمد على حجم ونوعية ومصادر التهديدات الامنية فيها قبل اعلانها منطقة امنة.. فهل في السهل مصادر تهديدات امنية، حجما ونوعا، ضد شعبنا بما يتطلب اعلانه منطقة امنة دون مناطق وسط وجنوب العراق، وخلافا لمعايير سوابق اعلان المناطق الامنة؟ وهل ان ذلك يتوافق مع واقع الوضع الامني والعمليات الارهابية في العراق اليوم (حجما ونوعا وهوية) من جهة وواقعه السياسي من جهة اخرى؟ ام ترانا نطالب بحالة استثنائية بان نعلن منطقة امنة في سهل نينوى في حين ان مصادر التهديد الامني موجودة في بغداد والموصل والبصرة!!
3- هل ان الايزيدية والشبك وبقية نسيج سهل نينوى متفقون معكم على مصدر التهديدات وحجمها وعلى مطلب اعلان السهل منطقة امنة؟ وهل هم متفقون معكم على اليات تحقيق المنطقة الامنة؟

رابعا: اليات تطبيق المنطقة الامنة:
لتحقق المنطقة الامنة اهدافها لا بد من قدرات عسكرية تمنع مصادر التهديد الامني.
1- فما هي هذه القدرات؟ هل هي قوات القبعة الزرقاء للامم المتحدة!! ام قوات التحالف (تحديدا الامريكية)؟ ام القوات العراقية؟ ام قوات مناطقية ذاتية؟ فان كانت اممية!! فهل انتم جادون في تبني مجلس الامن قرارا باعلان منطقة امنة في العراق بوجود اكثر من 140 الف عسكري من الولايات المتحدة التي تملك حق الفيتو في مجلس الامن؟ واذا كانت امريكية او عراقية او مشتركة بين الاثنين، فهل ان ذلك يتطلب اعلان منطقة امنة؟ ومرة اخرى هل انتم جادون في طلب اعلان العراق او الحلفاء لسهل نينوى منطقة امنة تقوم بحمايتها هذه القوات في الوقت الذي تتواجد فيه هذه القوات في كل العراق!! هل هو استغباء المقابل ام العكس؟
اما اذا كان المطلوب تعزيز قدرات الاجهزة الامنية في السهل، فهذا لا اختلاف عليه ولكنه لا يدخل او يبرر مطلب المنطقة الامنة، خاصة بمعرفة ان جغرافيا الارهاب مختلفة عن جغرافيا المنطقة الامنة المقترحة.
2- هل ان المكونات الاخرى لنسيج السهل متفقون معكم على هذه الاليات؟

خامسا: نتائج اعتماد المنطقة الامنة:
من مفهوم المناطق الامنة ان هناك صراعا عسكريا (له دوافع سياسية) وهو صراع غير متكافئ بين طرفين.
والمنطقة الامنة هي لحماية الطرف المستهدف وهو عادة مجموعة سكانية لها خصوصية قومية او دينية او ثقافية. وحيث اننا متفقون جميعا ان مصدر التهديد الامني ضد شعبنا هو الجماعات الارهابية الاسلامية التكفيرية، وحيث ان الية تحقيق المنطقة الامنة قد تكون قوات امريكية او عراقية والتي هي ضمن استهدافات الارهابيين كلما كان ذلك ممكنا لهم.
1- اليس اعلان سهل نينوى منطقة امنة لشعبنا (او اية منطقة اخرى في العراق ولاية مجموعة سكانية اخرى) يعني اجتذاب واستهداف اكبر للارهابيين للمنطقة والقوات فيها؟ والن تكون النتائج عكسية بالمقارنة مع الوضع الامني الحالي؟ والن تكون المزيد من الهجرة بسبب تزايد الارهاب احدى النتائج العكسية هذه؟
2- هل تعتقدون ان بقية نسيج السهل مستعد لاستبدال الوضع الامني الحالي للسهل باعلان منطقتهم منطقة حماية امنية من قوات التحالف وبما يجذب المزيد من العمليات الارهابية اليهم؟
3- مرة اخرى نقول، ما الذي يضيفه اعلان المنطقة الامنة في مواجهة الارهابيين؟ واليست المعالجة السليمة بزيادة القدرات العسكرية والاستخبارية، وهو جهد مطلوب ومستمر دون ان يتطلب اعلان المنطقة الامنة.

سادسا: الوضع المستقبلي للمنطقة الامنة:
المناطق الامنة هي دوما مرحلة انية وانتقالية محددة تنتهي بحلول واتفاقات سياسية شاملة.
فما هي المحطة اللاحقة لما بعد المنطقة الامنة؟ وما هي المخارج السياسية وضماناتها لمرحلة ما بعد المنطقة الامنة؟ ومع ادراكنا جميعا ان العملية السياسية في العراق هي عملية قائمة ومستمرة فلماذا التاخر عنها؟ ولماذا لا يتم تقديم ودعم المطالب السياسية لشعبنا في هذه العملية السياسية وعدم الانتظار الى بعد فوات الاوان؟

نعيد السؤال: اذن لماذا طالب البعض بالمنطقة الامنة في الزمان الخطأ وبالمقاربات الخطأ؟
نقول ان السيد يوناذم كنا طالب بالمنطقة الامنة (في التوقيت المتاخر طبعا) لاسباب رئيسية ثلاثة هي براينا:
اولا: لتفريغ مطالب شعبنا من اي مضمون سياسي، وتحديدا من مطلب الحكم الذاتي الذي لا يخفي السيد كنا رفضه الصريح له وعمله بالضد منه. ومطلب المنطقة الامنة هو احد وسائل تحقيق هذا التفريغ حيث الاقتصار على مطالب انية ومرحلية تنتهي بمجرد تحسن واستقرار الاوضاع الامنية في العراق.

ثانيا: لتحقيق المكاسب المالية من خلال تشكيلات الشرطة من ابناء شعبنا عبر قناة الحركة، وهي التشكيلات التي رصدت لها عدة ملايين من الدولارات.
وهنا لا بد من توضيح الامور بان الجميع متفق على تفعيل مشاركات وتطوع ابناء شعبنا في التشكيلات العسكرية والشرطة والاستخبارات العراقية، وتكليف هذه الوحدات بمهام في مناطق تواجد شعبنا في سهل نينوى او لحماية مؤسساته الدينية والقومية في المدن العراقية. فهذا مطلب لا غبار عليه مطلقا..
ولكن تحقيقه يتطلب المهنية والحرفية وليس كما حاول السيد يوناذم مع السيد قائمقام تلكيف تحقيقه عبر مقرات الزوعا لتكون النتيجة مليشيا زوعاوية بلباس نظامي للشرطة العراقية.
فلو كانت الغاية فعلا تعزيز مشاركة شعبنا في سلك الجيش والشرطة بمهنية وحرفية فلماذا الاصرار على العمل في الظلام وتطويع ابناء شعبنا من خلال مقرات الزوعا؟ ولماذا لا يتم استيعاب المئات من ابناء شعبنا ممن قاموا ويقومون بمهام الحماية الامنية لشعبنا في سهل نينوى منذ سنوات؟ اليست الاولوية لهم بكل المعايير المنطقية والمهنية فهم يقومون بهذه المهمة منذ سنوات؟

ثالثا: وكنتيجة للنقطة السابقة سيتم استغلال وتوظيف هذه المليشيا النظامية في مهام مختلفة من بينها خلق الشروخ في النسيج الاجتماعي لقصبات ومدن شعبنا في سهل نينوى عبر تكليفها بمهام امنية كبديل للعناصر والتشكيلات القائمة حاليا وهو ما سيرفضه (ورفضه بالفعل) الكثيرون، وصولا الى تقسيم شعبنا الى خندقين يضمن السيد يوناذم ولاء احدهما على الاقل.

اما لماذا انضمت المنظمة الاثورية الديمقراطية الى المطالبين بالمنطقة الامنة حتى تغلب عندها في فترة معينة مطلب المنطقة الامنة على الحكم الذاتي الذي كانت تبنته ليتراجع مرحليا مقابل المنطقة الامنة قبل ان يعود مرة اخرى مطلبا رئيسيا للمنظمة بعد مؤتمرها الاخير والتغييرات في تشكيلتها القيادية؟
انه امر محير حقا.. فالمنظمة هي من اقدم التنظيمات السياسية لشعبنا وتمتلك خبرة سياسية طويلة، كما تمتلك كوادر لها قدرة الاستقراء والتحليل السياسي. كما للمنظمة دراية بالواقع العراقي عموما وبواقع شعبنا خصوصا حيث يتم تغذيتها بالمعلومات والحقائق والوقائع والمواقف سواء من قبل التنظيمات او الشخصيات الاشورية.
وهاتان النقطتان يفترض كفايتهما للمنظمة من الوقوع في هذا المطب السياسي. فلماذا اذن؟
برايي الشخصي ومن خلال متابعاتي للامور عن قرب ومن خلال علاقة الاحترام والتواصل المتبادل مع المنظمة لم اجد تفسيرا لموقفها سوى التزامها لما تسميه تحالفا استراتيجيا مع الزوعا. حيث يبدو ان المنظمة والزوعا صدقا ذاتهما بانهما "اكبر" تنظيمات شعبنا فقاما باستنساخ تجربة الدول العظمى في تقسيم مناطق النفوذ.. سوريا للمنظمة والعراق للزوعا!!
من المؤسف ان يقود هذا التحالف الى تنازل المنظمة عن دور الحليف الشريك مع الزوعا الى دور الحليف التابع في الكثير من المواقف والمحطات منذ عام 1991 والى اليوم.
التحالف الاستراتيجي وتبنيها لمواقف الزوعا افقد المنظمة مصداقيتها وحياديتها وبالتالي افقدها اية فرصة في القيام بدور ايجابي في تقريب وجهات النظر وتحقيق الحد الادنى من اليات العمل القومي المشترك بين القوى السياسية لشعبنا في الوطن. فمع هذا التحالف باتت المنظمة جزءا من المشكلة عوض ان تكون جزءا من الحل..
من منا لا يتذكر مشاركات المنظمة مع الزوعا في محاولات تحديد الحضور الاشوري في مؤتمرات المعارضة العراقية حينها، ومن منا لا يتذكر مؤتمر بغداد ودور الوصاية الذي قامت به المنظمة على شعبنا ومؤسساته السياسية في العراق حين اباحت لنفسها تنظيم وتوجيه الدعوة لقوى شعبنا في العراق الى مؤتمر يعقد في العراق!! ما شاء الله وشكرا على هذا التكرم وزاد الله فضلكم!! بل ومن منا لا يتذكر مشاركة المنظمة في اقصاء العديد من القوى حتى من دعوة المشاركة!!
ولسنا نستبق الاحداث بل نقراها بحسب تجربة 17 عاما فنقول مع ما يتم ترويجه عن مؤتمر قومي عام، بان اي مسعى للمنظمة في تكرار مشهد مؤتمر بغداد لن يجلب سوى المزيد من فقدان مصداقيتها، فليس الان من اطار لهكذا مؤتمر سوى اطار المجلس الشعبي وسوى التكافؤ بين احزاب شعبنا دون تصنيفات الكبير والصغير.
ان وبالات هذا التحالف شملت المنظمة ذاتها ايضا، فلسنا نخطئ القول ان هذا التحالف هو من اسباب الازمة الداخلية العميقة التي عاشتها المنظمة والتي نتمنى ان تكون انتهت مع المؤتمر الاخير للمنظمة.
وعلى الاقل نستطيع ان نقول ايضا ان هذا التحالف حدد من امكانت المنظمة ومؤسساتنا القومية في اوربا (التي كانت تقود المنظمة معظمها) في عدد من الامور، على سبيل المثال لا الحصر:
- اقامة مؤسسات قومية ديمقراطية فاعلة في اوربا حيث انكمشت حد التوقف او الانهيار المؤسسات التي بقيت فاعلة ومؤثرة لفترة طويلة.
- اقامة لوبي اشوري قومي في مؤسسات الاتحاد الاوربي.
- اقامة مؤسسات اعلامية قومية (وتحديدا قناة فضائية قومية).

نقولها بصراحة الحريص على المنظمة بانها لن تتمكن من اي دور ايجابي في العمل القومي المشترك في الوطن او المهجر ما دامت تلتزم هذا التحالف.

والى اللقاء في الاسبوع القادم:
ردود على تعقيبات وردت على مسلسل مقالات: لنتحاور في قضايانا

الرب يبارككم

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا[/font]

179
أخبار شعبنا / تنويه وايضاح
« في: 17:02 22/08/2008  »
تنويه وايضاح

الاخوة الاحبة،
في اليومين الماضيين قام السيد داني دانييل (لست ادري ان كان اسما حقيقيا ام ملثما) باعداد حساب بريد الكتروني له بما يوحي بانه انا (qashayoukhana@gmx.de) وقام بارسال رسالة الكترونية الى قائمة بريده الالكترونية (لست ادرك حجمها) وذيلها استهزاء باسم (Babokh Youkhana). وقد ارسل لي بعض الاخوة مشكورين الرسالة التي وردتهم لاكون على بينة من الامر. اود قول ما يلي:
في الوقت الذي يثير هذا الشخص وسلوكه الشفقة،
وفي الوقت الذي يثير فيه الشفقة اكثر من قام بدفعه الى هذا التصرف الصبياني سواء بالتعليمات المباشرة او بنهج مريض من التربية والاعداد بات ينتشر كالداء ليصيب اخلاقيات وثقافة شعبنا منذ 1991،
وفي الوقت الذي ادعو فيه خالصا الرب ان ينير عقولهم وقلوبهم جميعا،
وفي الوقت الذي يزيدني هذا السلوك ثقة بالنفس وبما اقدمه من مضامين او معلومات او اراء في ما انشره عن قضايا شعبنا وبان عجز المقابل عن محاججتها يدفعه الى هذا النمط من السلوك،
فاني اود توكيد ان كل ما ينشر او يرسل بالبريد الالكتروني اعلاه لا يمت الي باية صلة، فعنواني الالكتروني معروف للجميع.

والرب يبارككم.

القس عمانوئيل يوخنا

ادناه نسخة من البريد الالكتروني المرسل الى احد الاصدقاء من البريد الالكتروني اعلاه بعد قيامي بمسح مضمونه.


----- Original Message -----
From: "Danny Daniel" <qashayoukhana@gmx.de>
To: <bebedematy@web.de>
Sent: Thursday, August 21, 2008 10:10 PM
Subject: CAPNI, APP & Co.
……….

Babokh Youkhana[/font]

180
ܫܠܡܐ ܘܐܝܩܪܐ
ܗܕܐ ܡܐܡܪܬܐ ܝܠܗ ܕܟܗܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܓܝܘܪܓܝܣ ܬܐܘܡܐ

القراء الاحبة،
المقال ادناه هو للاب الدكتور كيوركيس توما وطلب نشره بالنيابة عنه.

القس عمانوئيل يوخنا

181
لنتحاور في قضايانا
القسم الثالث: رافضو الحكم الذاتي بين الذرائع المعلنة والاسباب المخفية
لماذا ترفض الحركة والكنيسة الحكم الذاتي؟

لقراءة القسم السابق، انقر:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,209517.0.html
وللاطلاع على مقالات وتقارير ومعلومات وخرائط متعلقة بالموضوع، انقر:
http://www.atranaya.org/Maps/index1.htm
في القسم السابق تعرضنا للمادة 140 من الدستور ونتائج تطبيقها على ديموغرافية شعبنا وجغرافية سهل نينوى، كما تعرضنا في نهاية المقال الى مبدأ الحكم الذاتي والمطالبة به كسقف ممكن ومشروع وتضمينه واقراره وضمانه دستوريا. واشرنا اننا لا نذيع سرا بان مؤسسات شعبنا الرافضة لمبدا الحكم الذاتي تنحصر في مؤسستين هما: الحركة الديمقراطية الاشورية والمؤسسة الاوليجاركية الكنسية. وفي الوقت الذي لكل منهما دوافعه الحقيقية غير المعلنة في الرفض فانهما يتشاركان في اعلان رفضهما وتغطيته بـ"اسباب" حاججنا بعضها في القسم السابق.. وليتدافع الكتاب الموالين للمؤسستين في تسويق رفض الحكم الذاتي والاستهزاء به ويضيفوا "اسبابا" اخرى يتلخص اهمها في ترهيب شعبنا من المجزرة القادمة لا محال في حال مطالبته بالحكم الذاتي!!! ويخضع عدد من مخلصي ابناء شعبنا الى ضغوط هذا الجو التعبوي من رافضي الحكم الذاتي فيطرحون هواجسهم وتساؤلاتهم الصريحة والبريئة.

نكرر ادناه ما اوردنا في نهاية القسم السابق ونزيد عليه ردودنا لمجمل ما يثيره الرافضون او المتوجسون.. وننهي المقال بالاسباب الحقيقية، كما نعتقدها، في رفض الحركة والكنيسة للحكم الذاتي، ذلك ان اسباب الرفض الحقيقية هي غيرها المعلنة. فخلاصة المعلن من اسباب الرفض هي:

-  يقولون: ان شعبنا هو جزء من الشعب العراقي ولا نريده معزولا او منفصلا عن بقية العراق والعراقيين!!
فنرد: ومتى كان الحكم الذاتي يبني جدار عزل بين شعبنا وبقية العراقيين؟ واذا كان الدستور الذي يمثل سيادة العراق ووجوده  اقر الفدرالية دون ان ينتقص ذلك من العراق سيادة وهوية، ودون ان يعني ذلك عزل العراقيين عن بعض وبناء الجدران بينهم والانتقاص من عراقيتهم، فكيف لحكم ذاتي اقل صلاحيات من الفدرالية ان يسيئ الى عراقية المطالبين به والممارسين له.

-  يقولون: ان شعبنا يعيش في كل العراق، ولا يمكن تجميعه او الطلب اليه بالانتقال الى سهل نينوى.
فنرد: ومن دعا الى جعل سهل نينوى علبة سردين للشعب الاشوري، بل وكيف لسهل نينوى اساسا هذه القدرة.. منذ 1991 واقليم كوردستان يتمتع بالفدرالية، ولكن ما زال وسيبقى للمستقبل اكثر من مليون كوردي في مختلف مدن ومحافظات العراق.

-  يقولون: ان الدستور بمادته الـ125 ضمن حقوقنا في الادارات المحلية فلا داع للمطالبة بالحكم الذاتي.
فنرد: حتى بافتراض ان المادة 125 ضمنت حقوقنا السياسية فهل يعني ذلك ان الطموح والتاريخ يتوقف.. ما المانع من تطوير المادة 125 والانتقال منها الى سقف اعلى في الحكم الذاتي. . قلنا حتى بافتراض، لان حقيقة الامر فان المادة 125 لم تحدد ايا من الحقوق بقدر ما هي مادة عمومية اشبه بالكليشة التي تجدها في دساتير مختلف الدول حتى الاستبدادية. فالمادة 125 في احسن احوالها تنحصر بسقف الادارات المحلية التي لا تمتلك صلاحيات تشريعية. وتسلسلها في مواد الدستور تثبت ذلك.

- يقولون: ان الحكم الذاتي مطلب شوفيني عنصري وليس مطلبا وطنيا.
فنرد: كيف يمكن للحركة الديمقراطية الاشورية التي تبنت في منهاجها السياسي حق تقرير المصير للشعب الكردي وبانه مطلب وطني ان تتهم الحكم الذاتي لشعبنا مع بقية مكونات سهل نينوى بانه مطلب غير وطني!! وكيف يمكن لها وقد قبلت بفدرالية العراق على انه مطلب وطني ان تتهم الحكم الذاتي بغير ذلك!! وكيف يمكن لامينها العام الذي قال بصراحة في ندوة سياسية في لندن خريف 2005 ان العراق هو اسرائيل الاشوريين(1) ولكنه يتهم اليوم الحكم الذاتي بانه مطلب شوفيني عنصري.

-  يقولون: ان المطالبة بالحكم الذاتي ستجعلنا هدفا للارهاب والارهابيين.
فنرد: ان استهدافنا من قوى الارهاب والتكفير والاسلام الاصولي ليس بسبب مطالبنا السياسية بل بسب هويتنا وخصوصيتنا القومية والدينية. فهذه القوى ترفض الاخر بغض النظر عن اجندته السياسية.. فهل طالب الصابئة بالحكم الذاتي ليتم استهدافهم حد الاجتثاث. وهل طالب الايزيدية به ليتم استهدافهم بشكل بشع في سنجار والموصل. وهل كانت كنائسنا ورجالها ومؤسساتنا وبناتنا وابناءنا مطالبين بالحكم الذاتي عندما استهدفهم الارهاب بالتفجير والنحر والقتل والاختطاف والاغتصاب.
انه امر مشين ان يلجا البعض، وهم في مستوى المسؤولية السياسية او الكنسية او الفكرية، الى ترهيب شعبه لتبرير موقفه السياسي برفض الحكم الذاتي. ان هؤلاء انما يبررون الارهاب بل ويوجهون اليه دعوة مفتوحة لاستهداف شعبنا في سهل نينوى.. فلسان حالهم يقول للارهابيين: هلموا استهدفوا شعبنا فان ارهابكم مبرر.
شخصيا اقولها وبصراحة: ان هؤلاء الدعاة يتحملون مسؤولية اية قطرة دم ينزفها شعبنا في سهل نينوى من جراء اي عمل ارهابي يحدث هناك، لا سمح الله.

يقولون: ان المطالبة بالحكم الذاتي في سهل نينوى تجعل شعبنا بين فكي كماشة كردية-عربية.
فنرد: انه بغض النظر عن سقف مطالبنا السياسية فان السهل هو من مناطق التحادد بين اقليم كردستان والمحافظات العربية.. فالـ"الكماشة" (رغم تحفظي على التسمية) موجودة بحكم الجغرافيا سواء كنا في هذا الجانب او ذاك من جغرافيا التحادد.
ولكن الاهم من هذا ان الحكم الذاتي هو مشروع وطني للسلم والتكامل والتضامن وليس مشروع حرب وصراع.
فوسائل المطالبة بالحكم الذاتي في حال شعبنا واليات ضمانه تختلف عن المسار الذي اتخته المطالبة الكردية في العقود المنصرمة.. ففي الحالة الكردية كان العراق محكوما بانظمة فاشية دكتاتورية واستبدادية وكان يفتقر الى المؤسسات الدستورية للدولة التي رفضت حقوق القوميات غير العربية، فلم تدع خيارا للشعب الكردي وقواه السياسية سوى خيار الكفاح المسلح.
في حالة شعبنا، الامر مختلف تماما.. نحن لا ندعو الى الكفاح المسلح في جبل مقلوب والقوش لفرض الحكم الذاتي..
نحن ندعو الى تبنيه واقراره دستوريا في عملية سياسية دستورية وطنية.. وبذلك يتحول الحكم الذاتي الى التزام وطني بعهدة الحكومة العراقية ويفرض التزامه عليها بقوة الدستور.
وحتى، بافتراض السيناريوات الداكنة لرافضي الحكم الذاتي، فان سهل نينوى ليس اكثر من 30 كلم من تحادد كردي-عربي يمتد لمئات الكيلومترات.. وانه جغرافيا، وكما اسلفنا، يقع في هذه "الكماشة" بغض النظر عن سقف مطالبنا السياسية.

يقولون: نحن لا نريد الحكم الذاتي من الخارج (كما اعلنت الحركة بلسان امينها العام السيد يوناذم كنا).
نرد: ما المقصود بالخارج؟
فان كان المقصود المؤسسات الاشورية المهجرية او غير العراقية.. فاننا نتساءل: هل ان الاحزاب والمؤسسات الاشورية المطالبة بالحكم الذاتي (احزاب لجنة التنسيق والمجلس الشعبي) هي من الخارج؟. التناقض الغريب ان كافة احزاب ومؤسسات شعبنا التي اقامت الحركة علاقات وتحالفات سياسية معها (مستقرة او متقلبة) هي تنظيمات مهجرية او غير عراقية!!
واذا كان المقصود المهجر الاشوري.. فهل نسي السيد كنا ان اصوات المهجر هي التي منحته مقعده البرلماني، فلماذا هذا المعيار المزدوج.. للاصوات نعم وللحكم الذاتي كلا!!
 واذا كان المقصود بالخارج دول الجوار.. فهل يتكرم علينا ويخبرنا اية دولة جوار طالبت بالحكم الذاتي لشعبنا.. بل، واساسا، ايا من احزاب شعبنا له علاقات او تلقى الدعم من الاجهزة الاستخبارية لدول الجوار كالتي كشفها السيد اللواء قرياقوس متشو في اللقاء المنشور معه على اكثر من موقع الكتروني.(2)
واذا كان المقصود بالخارج الولايات المتحدة الامريكية.. فلماذا هذه الازدواجية والمزايدات.. اليس السفير بريمر من عين السيد يوناذم عضوا في مجلس الحكم؟. اليست الحركة من سعى مع السيدة انا ايشو في مطلب ربط السهل بالحكومة المركزية؟. اليست الحركة واصدقاءها يدفعون التكاليف الشهرية الباهظة للسيد مايكل يواش وانشطته في واشنطن لكسب الدعم للحركة؟. وهذا من حق الحركة فواشنطن لها تاثيرها في العراق، ولكن ما ليس من حقها هو المزايدات والمعايير المزدوجة.
واذا كان المقصود الامم المتحدة.. فالمنظمة الاممية تمارس دورها في العراق بطلب ودعم من الحكومة العراقية.. وهنا ايضا، اذا كانت الامم المتحدة مقصودة بـ"الخارج" فلماذا الركض وراء مسؤوليها ولجنتها العاملة في العراق.
نتمنى ان يتم تنويرنا ما هو هذا الخارج الذي يرفض السيد كنا تصديره الحكم الذاتي الى شعبنا.
 
يقولون: ان الاوان الحالي بسبب اوضاع العراق السياسية والامنية وعدم الوضوح في الرؤيا ليست مؤاتية للمطالبة.
نرد: ان مطالبتنا هي ضمن العملية السياسية والدستورية المستمرة في العراق حيث تحاول جميع الاطراف السياسية والقومية المشاركة بما يضمن حقوقها وطموحاتها ويعطيها الغطاء والشرعية الدستورية.. فلماذا لا يكون الشيئ ذاته لشعبنا؟
وبما اننا ندعو الى اعتراف وضمان دستوري بمبدا الحكم الذاتي فانه لا بد من السعي اليه الان حيث عملية مراجعة الدستور وتغييره قائمة.. حيث لا يمكن لنا تغيير او مراجعة الدستور متى ما شئنا وكيفما شئنا، فهي عملية معقدة وصعبة وتضبطها ضوابط دستورية (ادعو القراء الى مراجعة مواد الفصل الاول من الباب السادس من الدستور للاطلاع عليها).
وبذلك لا بد من استثمار الفرصة التي تتيحها العملية السياسية الجارية للسعي لادخال تعديلات دستورية لصالح شعبنا سواء من حيث وحدة تسميته الدستورية، سقف مطالبه السياسية، علمانية الدولة ودور الشريعة، او ديباجة الدستور وغيرها..
واقول بصراحة، شكرا للعرب السنة الذين بسعيهم لمراجعة الدستور بعد التحاقهم بالعملية السياسية اتاحوا لنا ايضا فرصة مراجعة الامور لتصحيح ما فشل به اعضاء لجنة الدستور في حينها، عندما اصر احدهم على تسمية منتحرة لشعبنا في حين سعى الاخر الى ادراج واو العطف بين تسميات شعبنا وتمزيقه دستوريا، والى ما ذلك من مظاهر الفشل في الدستور القائم.

يقولون: ان الاهم والاولوية هي للاستقرار الامني والاستثمار والرفاه الاقتصادي.
نرد: لا احد ينكر اهمية الامن والاقتصاد ليس لشعبنا ولسهل نينوى فحسب، بل ولكل العراق والعراقيين.
ولكن هذا لا يبرر عدم المطالبة بالحكم الذاتي، فهذه مطالبة مرتبطة بالعملية السياسية والدستورية القائمة وكما اوضحنا في النقطة السابقة، في حين ان الامن والاستقرار والتنمية الاقتصادية هي مهمة مستمرة.
نحن لا ننكر اهمية الامن والاستثمار الاقتصادي بل وندعو اليه، وندعو تحديدا المهجر الاشوري ايضا للاستثمار في الوطن وخلق فرص العمل وغيرها من الامور الحيوية، ولكن هذه دعوة مستمرة ليست رهينة زمنيا بمراجعة الدستور، عكس المطالبة بالحكم الذاتي التي اذا ما فشلنا في تحقيقها مع العملية القائمة لمراجعة الدستور فاننا نكون فوتنا فرصة وعلينا الانتظار، ربما لعقود، قبل ان تتاح لنا عملية اخرى لمراجعة الدستور.

يقولون: وما هي صلاحيات الحكم الذاتي، وحدوده، ومرجعيته الادارية؟ وكيف يرتبط او يتكامل فيه وجودنا الديموغرافي في اقليم كردستان؟ وغيرها من الاسئلة المماثلة او في هذا الاتجاه..
نرد: ان جميع هذه الاسئلة وغيرها هي مشروعة ومستحقة، ولكنها سابقة لاوانها. فالمطالبة الحالية هي لتضمين الدستور مبدا الحكم الذاتي الذي ستصاغ تفاصيله في قوانين لاحقة، كما هو الحال في العديد من المبادئ السياسية التي اقرها الدستور. فالفدرالية مثلا، مبدا اقره الدستور، ولكن تفاصيله من حيث عدد الفدراليات وحدودها وصلاحياتها وميزانياتها هي تفاصيل لا تدخل ضمن مهام الدستور بل تركت لتشريعات يتم اقرارها في الحوار السياسي وضمن المؤسسات السياسية العراقية.
الامر ذاته للحكم الذاتي.. فالمطلوب حاليا هو اقراره كمبدأ دستوري.. اما تفاصيله فستاتي لاحقا.
ان تعمد تقديم اجابات على هذه الاسئلة بصيغة او باخرى بغاية اجهاض المطالبة بمبدا الحكم الذاتي هي عملية غير مسؤولة وهي بمثابة قتل الجنين قبل ولادته بذريعة نوع الملبس او الماكل الذي يتوجب اعداده له.

يقولون: لماذا المطالبة بالحكم الذاتي في سهل نينوى؟ لماذا لا يقر الكرد الحكم الذاتي لشعبنا في اقليم كردستان؟ اليس هذا دليل على ان الكرد لا يريدون لنا الحكم الذاتي؟
نرد: ان المطالبة بالحكم الذاتي لسهل نينوى حيث شعبنا وبقية مكونات السهل من الاقليات هي مطالبة اشورية وليست كردية.
وان القوى السياسية التي تشعر بالمسؤولية تجاه شعبها لا تحدد مطاليبها بحسب ما يريده الاخرون ولا تتحرك بدافع اختبار نوايا الاخرين او امتحانهم، بل تتحرك وفق رؤيتها لمصلحة شعبها والتي قد تلتقي او تتعارض مع مصالح الاخرين. فلا الالتقاء يعني التشكيك بصدقية القوى ومطالبها، ولا التعارض يعني التخلي عنها.
القيادات الكردية، مثلا، لم تشترط موافقة العرب والتركمان ولم تطلب اختبار نواياهم في دعوتها لضم كركوك الى الاقليم.. فالقيادة الكردستانية مؤمنة بحقها المبدئي هذا بغض النظر عن موقف العرب والتركمان، وتسعى الى اقناعهم وطمانتهم وكسب دعمهم عبر الحوار السياسي وعرض الحقائق وتبيان المصالح المشتركة.. وان رفض العرب والتركمان لمطلب القوى الكردية لا يجعل الاخيرة تتخلى عما تراه حقا مشروعا لشعبها.
كذا الحال، فان القوى والاحزاب الاشورية في مطالبتها بالحكم الذاتي فانها لا ترتهنه بموقف القيادات الكردية، التي اذا ما دعمت المطلب فانه يسهل ويعجل الامر، واذا ما لم تؤيده فان قوى شعبنا لا تتخلى عنه. وهنا نقول ان الكرد ليس مطلوبا منهم ان يكونوا اكثر اشورية منا، مثلما ليس مطلوبا من الاشوريين ان يكونوا اكثر كردية من الكرد.. فاذا كان بعض الاشوريين يرفضون ويعيقون ويستهجنون مطلب الحكم الذاتي، فلماذا يكون مطلوبا من الكرد الدفاع عن الحكم الذاتي!!!
ونتسائل: هل ان عدم تضمين الحكم الذاتي في دستور الاقليم يعني علينا التخلي عن المطالبة به في الدستور العراقي؟ علما ان المطالبة هي تضمين المبدا في كل من الدستورين العراقي والكردستاني..

هذه بصورة عامة اهم ما اطلعنا عليه من المحاججات التي يسوقها رافضي الحكم الذاتي (مع فارق ايرادها من قبل مؤسسات او من قبل افراد مهتمين يطرحون تساؤلاتهم من منطلق الحرص البرئ او خاضعين لضغط الاجواء الرافضة).. ولانها اسباب واهية وحجج متساقطة وغير خافية فمن حقنا ان نتساءل عن الاسباب الحقيقية وراء رفض الحركة الديمقراطية الاشورية والسلطة الكنسية للحكم الذاتي؟
نقول، انه وفق اعتقادنا الذي نطرحه بصراحة وشفافية للنقاش على مبدأ احترام الراي والراي الاخر فانه في الوقت الذي تلتقي فيه الحركة مع السلطة الكنسية في رفض الحكم الذاتي فان لكلا منهما اسبابه ودوافعه المختلفة عن الاخر.
فبالنسبة للحركة الديمقراطية الاشورية، او لنقل بشكل اكثر تحديدا امينها العام السيد يوناذم كنا حيث نرى، كما يرى مجمل المطلعين على الحركة والية تحديد مواقفها، ان الحركة ومنذ امد بعيد، ولاسباب متعددة لا يسمح بها اطار المقال، قد انتهت من اداء المؤسسة السياسية واختزلت نفسها في شخص امينها العام في تحديد المواقف التي ليس على اعضاء المؤسسة وانصارها سوى الموافقة وتسويق ما يقره حتى لو كان بالضد من منهاج الحركة والمبادئ السياسية التي قامت عليها.. ولعل قبول وتسويق وتبرير اعضاء واعلام الحركة لمقولة (الحكم الذاتي مطلب شوفيني عنصري) التي نطق بها السيد يوناذم في الوقت الذي دعمت فيه الحركة فدرالية العراق هو شاهد على ما نقول.
تصوروا معي للحظة واحدة ماذا كان سيكون عليه موقف اعضاء الحركة واعلامها لو ان قائل مقولة (الحكم الذاتي مطلب شوفيني عنصري) لم يكن السيد يوناذم بل كان سياسيا عراقيا شيعيا او كرديا!!!
وتصورا معي للحظة واحدة ماذا كان سيكون عليه موقف اعضاء الحركة واعلامها لو ان ملفات عملاء استخبارات النظام لم تكن اوردت اسم السيد يوناذم بل اسماء ساسة اخرين (حاشاهم) من ابناء شعبنا مثل السادة سركيس اغاجان، فوزي حريري، ابلحد افرام، نمرود بيتو، روميو هكاري، وغيرهم..
سبقني كثيرون في الاجابة عن سؤال: (لماذا ترفض الحركة الحكم الذاتي) (4). وادرج ادناه الاسباب التي هي برايي وراء رفض السيد يوناذم للحكم الذاتي، فاقول باختصار:
- رفض المواقف او المطالب السياسية ما دامت لم تأت من طاولة السيد يوناذم هو جزء من التكوين النفسي لشخص السيد يوناذم وهو نتاج محاولات الاختزال المستمرة التي يحاولها.
والرجل نجح في اختزال الحركة بشخصه واقصاء كل غير الموالين فيها وابقاء طالبي النعمة وملء الشواغر بسياسيين قوميين حديثي الولادة.. ولكن محاولة اختزال الامة بالحركة وبالتالي بشخصه، وان كانت مستمرة منذ 1991 (المجال يضيق بها في هذا المقال) الا انها محاولة فشلت لحد الان ولكن الرجل مصر للاستمرار بها، ففضاءه وعالمه لا يتسع لغيره هو.
هناك معيار واحد في اداء الحركة السياسي ومشهدها الاعلامي وهو:
الكل، مؤسسات واشخاص ومواقف، ما داموا خارج الحركة تنظيميا او فكريا او سياسيا هم: مدنسون وخونة وغير قوميين وغير وطنيين.. والكل ما دام ضمن الحركة ويسير ضمن اجندة السيد يوناذم ويسوق له هو طاهر ومخلص وقومي ووطني.. حتى بات التصنيف بحسب معيار الحركة لا يتحمل اي لون اخر سوى الاسود والابيض.
وحيث ان الحكم الذاتي ياتي من خارج غرفة السيد يوناذم (ليس مهما كانت غرفة عمل او طعام) فانه مطلب غير قومي وغير وطني وهو موقف خياني لا بد من رفضه!!
- السيد يوناذم لا يعيش الا على فتات الصراعات السياسية بين اللاعبين الكبار، والمشكلة الاكبر انه دائما يكون في الطرف الابعد جغرافيا وحياتيا عن مصالح شعبنا.  فعلى مدى 12 عاما اقتات على الصراعات السياسية بين البارتي واليكتي وكان اداة اليكتي في ساحة البارتي ومن خلال هذا كسب الادوار لشخصه وحركته (وليس لشعبه)، وهذه معروفة ولا تتطلب الاستفاضة.
ومع الاتفاق الاستراتيجي بين البارتي واليكتي في مرحلة عراق ما بعد التحرير، كان لا بد للسيد يوناذم ان يقتات على صراع سياسي اخر، فنقل تموضعه الى الطرف العروبي. وما كسبه لحد الان من هذا التموضع ليس هينا، فقد تم شطب اسمه من قوائم الاجتثاث مع الكثيرين من العرب السنة ضمن تفاصيل الصفقة السياسية لاشراك العرب السنة في العملية السياسية. وهو يطمح للمزيد من المواقع الشخصية في القادمات من العملية السياسية في العراق.
ولكن التموضع له استحقاقاته، ومن بينها رفض الحكم الذاتي الى جانب رفض او اعاقة تطبيق المادة 140 ، والدفاع عن الهوية العربية والاسلامية لمحافظة نينوى (4) (وهما مطلبان عروبيان بامتياز).
- الا ان التموضع اعلاه يهدف ايضا تمرير رسالة الى الجانب الكردي مفادها: (اني قادر على ازعاجكم فلماذا لا تعيدون تاهيلي، خاصة واني اعود نادما). وبوابة رفض الحكم الذاتي هي المدخل، من حيث ان السيد كنا يتوقع ان هناك في المؤسسة السياسية الكردستانية (البارتي واليكتي) متنفذين او اجنحة ترفض او تتحفظ على الحكم الذاتي لشعبنا، ومع اجماع كافة الاطراف السياسية والقومية الاشورية على مطلب الحكم الذاتي يصبح السيد يوناذم الجهة السياسية الاشورية الوحيدة التي سيبادر رافضي الحكم الذاتي في المؤسسة السياسية الكردية الى تبنيها وبالتالي اعادة تاهيل السيد يوناذم. خاصة وهو يدرك انه ورغم كل المواقف السياسية والاعلامية والتعبوية التي التزمها وحركته ضد القيادات والمطالب الكردية بل والشعب الكردي عموما فان القيادة الكردية لم تبادر الى رد الفعل، فامتيازات السيد يوناذم والحركة ومنحتها الشهرية الكبيرة من الحكومة الكردستانية ما زالت مستمرة.
- والعيش على الصراعات والازمات يمارسه السيد يوناذم داخل شعبنا ايضا ليضمن استمرار مركزه، فمن ناحية يتم الهاء الشعب ومؤسساته واستنزافهم، ومن ناحية فان الانقسام العمودي يعني بالضرورة ان احد طرفيه يتخندق مع السيد يوناذم وحركته. ولاجل ذلك فانه يتم دعم الانقسام اذا كان موجودا، وخلق الانقسام حيث ليس موجودا.
من منا لم يشهد ويعايش هذا السلوك التمزيقي من طرف السيد يوناذم في مؤسساتنا القومية المختلفة في الوطن والمهجر.. الم تكن احتفاءات يوم الشهيد الاخيرة شاهد على اننا اصبحنا شعبين وخندقين، احدهما هو الشعب بمؤسساته وابناءه، والاخر هو الحركة واعضاءها.. ومن منا لم يشهد ويعايش ذلك حتى في القرى والقصبات الاشورية في الوطن.. ومن منا لم يعايش دور الحركة في محاولة شق كنيسة المشرق الاشورية في المهجر من خلال دعم تمرد الاسقف مار باوي.
ومن منا لا يتابع مؤشرات ذات الدور في الخطة الموضوعة على طاولة غرفة العمليات في زيونة لشق كنيسة المشرق الاشورية في العراق، والتي ابتدات عملياتها منذ فترة وبدات واجهات الحركة الاعلامية التسويق التدريجي له (تابع ما ينشره موقع ميسوبوتيميا الذي يديره اعضاء الحركة في لندن).
وبذلك كان لا بد للسيد يوناذم والحركة ان ترفض الحكم الذاتي ومنع تحوله الى نقطة اجماع قومية.. فالاجماع يضر بالولاء للحركة، في حين ان الانقسام السياسي على خلفية سقف المطالب السياسية سيعزز من تخندق المتخندقين مع الحركة، وربما يزيدهم من خلال التحاق اخرين من رافضي الحكم الذاتي بمختلف دوافع الرفض التي شهدناها من بعض يعتبر نفسه وريثا للفكر العروبي الذي زرعه النظام في العراق وسهل نينوى، واخرون مدفوعين بمواقف شخصية من المطالبين بالحكم الذاتي.
- سنين عديدة امضاها ويمضيها السيد يوناذم كنا في تعبئة المهجر الاشوري المؤسساتي والشعبي ضد القيادات الكردية وعموم الشعب الكردي وضد مبدأ الشراكة الوطنية معه.. ولسنين طويلة يستمر السيد يوناذم بتصوير نفسه وحركته بانها مستهدفة من قبل الكرد.. وهذه التعبئة تطلبت، بين ما تطلبته، التعبئة ضد المؤسسات والقوى والشخصيات الاشورية التي تؤمن وتلتزم بالشراكة الوطنية مع الشعب الكردي، واتهامهم باشنع التهم حد تخوينهم.. وحيث ان هذه التنظيمات والشخصيات اجمعت على مطلب الحكم الذاتي فبالنتيجة كان توجه انصار الحركة في المهجر ضد مطلب الحكم الذاتي وبانه مشروع كردي!! وبذلك وجد السيد يوناذم كنا نفسه في زاوية ضيقة، فاما دعم الحكم الذاتي وبالتالي الالتحاق بخانة التنظيمات الاشورية الاخرى، وعندها ماذا سيقول لانصاره في المهجرالاشوري الذين اتهموا هؤلاء بالخيانة والعمالة للكرد!! او رفض الحكم الذاتي والابقاء على دعم مناصريه في المهجر.. فاختار الخيار الثاني.. يقول الكتاب المقدس: (حيث هي كنوزكم هناك تكون قلوبكم).. وكنوز السيد يوناذم هي في المهجر الاشوري وليست في اجيال شعبنا ومستقبله في الوطن.
- السيد يوناذم كنا يدرك ان انقسامنا العمودي بطلب او رفض الحكم الذاتي يعني بالنتيجة النهائية ان العملية الدستورية ومطبخها السياسي لن يتبنى الحكم الذاتي بل سيتبنى السقف الادنى، فهذا هو شان البازارات السياسية، فما دام (القاضي راضي) وما دام العضو الاشوري في لجنة مراجعة الدستور يرفض الحكم الذاتي فهل نتوقع ان يطالب به الاعضاء الاسلاميين الشيعة والعروبيين السنة والكورد.. ومع عدم اقرار الحكم الذاتي سياتي السيد يوناذم ليقول: (انظروا اني الوحيد الذي قرات المشهد السياسي واني الوحيد الذي امتلك الرؤية السياسية)!!!
نقول له ومن الان: (ان رفضك للحكم الذاتي هو سبب عدم تبنيه، فلا يشرفنك ذلك.. انه موقف رخيص ان يعمل المرء بالضد من مصلحة شعبه ليقول في النهاية اني كنت ادري النتيجة). من يقتل القتيل يجب ان يمتلك الجراة لعدم السير في جنازته.
مما سبق ندرك ان الاسباب الحقيقية (وليس الذرائع المعلنة) لرفض السيد يوناذم كنا وحركته الديمقراطية الاشورية هي جميعا اسباب ودوافع شخصية لا تمت بشيئ للمنهاج السياسي للحركة ومبادئها القومية والوطنية والتي من اجلها استشهد قادتها وكوادرها. وان الاغلبية الصامتة للحركة المؤمنة بهذه المبادئ باتت لا حول لها ولا قوة فارتضت بالانسحاب والسكون تاركة المسرح لمن ملئوا الفراغ من الملتحقين الجدد والاقلام الصريحة والمستعارة ليسوقوا لرفض الحكم الذاتي.
(بالمناسبة اتوقع كما هائلا من الكتابات المستعارة ونزرا يسيرا من الصريحة نتيجة هذا المقال، ستتوجه جميعها، وكالعادة، الى التهجم السوقي على الكاتب وليس النقاش الموضوعي للمضمون. اشكر الجميع مقدما فذلك يثبت ما اوردته اعلاه).

اما لماذا ترفض المؤسسة الاوليجاركية الكنسية الحكم الذاتي؟
نقول اولا ان ليس كل المؤسسة الكنسية ترفض.. فهناك من اعلن دعم المطلب واخر الشواهد كان كلمة قداسة البطريرك مار دنخا في احتفائية يوم الشهيد الاشوري في شيكاغو.. وكان هناك موقف الاسقف مار سرهد جمو (رغم الدور السلبي للاسقف جمو في مسائل مهمة اخرى).. وهناك من يعلن ان الكنيسة ليست من يقول في هذا المطلب بل الاحزاب السياسية (موقف قداسة البطريرك مار ادي الثاني وغبطة المطران مار كوركيس صليوه) وهو موقف اراه شخصيا داعما بصورة غير مباشرة لمطلب الحكم الذاتي.
القائمون على المؤسسة الاوليجاركية الكنسية هم بشر مثلنا.. ومن الطبيعة البشرية حب السلطة.. وتاريخ السلطات الاوليجاركية يشهد انها لا تتخلى بسهولة عن السلطة على الشؤون الحياتية والسياسية لاتباعها.. وهذا ينطبق على عموم السلطات الدينية لمختلف الاديان وفي عموم الازمان والاوطان.. وشعبنا والسلطات الاوليجاركية الكنسية فيه ليست مستثناة عن هذا القانون العام.
ان الحكم الذاتي يعني، بين ما يعنيه، ان يكون للشعب مؤسساته القانونية التي تنظر وتخطط وتعمل وتعالج مختلف الامور والمسائل الحياتية للشعب، السياسية منها والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها. ولن يكون الاكليروس الكنسي في هذه الحال المرجعية التي يلتجا اليها ابناء الشعب في مطالباتهم وهمومهم وطموحهم. وستنحصر مهام السلطة الكنسية بالامور الكنسية.. وهذا اخر ما ترضى به قانعة هذه السلطات التي ستبقى تتشبث الى ما يمكن لها التشبث بهذه السلطة.
هذا ببساطة ولكن بصراحة السبب الاول والاخير لرفض السلطات الاوليجاركية الكنسية للحكم الذاتي بما سيوفره من مرجعيات مؤسساتية مدنية للشعب.

لا يخدعن ايا منا نفسه بان شعبنا اجتاز او هو خارج ساحة الصراع بين العلمانية القومية والسلطة الدينية..
واذا كان الحكم الذاتي ورفضه هو المشهد الاكثر حدة في هذا الصراع، فان هناك مشاهد اخرى قائمة تعبر عن هذا الصراع اهمها السعي المحموم للسلطة الكنسية الى تمييع هوية ووجود شعبنا وحصرها بهوية دينية مسيحية.. فمصطلحات مثل (شعبنا المسيحي) و(احزابنا المسيحية) و(الكوتا المسيحية) وغيرها باتت تسود تدريجيا الخطاب السياسي لشعبنا. فيوم نكون فيه (شعبا مسيحيا) له (احزاب مسيحية) و(تمثيل مسيحي) فعندها تكون المرجعية الكنسية المسيحية هي المتحدثة باسم الشعب والوصية عليه.. وهذا هو الهدف من المسعى.
وتمييع الهوية القومية من قبل المؤسسة الكنسية ليس جديدا، فقد سبقه، وما زال مستمرا، جهد تعريب الهوية الثقافية للكنيسة وابناءها حتى باتت العربية لغة الكنيسة الرسمية في طقوسها، مقرراتها السنهاديقية، رسائلها البطريركية، صفوف ومناهج تعليمها المسيحي، وغيرها مما يجب التوقف عنده ومراجعته بجدية.

ان ما يعزز قدرة الاوليجاركيا الكنسية في ادامة وصايتها على الشؤون والامور السياسية والحياتية لشعبنا في العراق هو الوضع السياسي السائد في الحكومة المركزية وهيمنة التوجهات الدينية عليها، فمعظم سياسيي الحكومة المركزية هم من الاحزاب الدينية الاسلامية التي تدين بالولاء للمرجعيات الدينية، ومن المستحب لها ان تتعامل مع شعبنا من خلال مرجعياته الدينية التي لا تتردد في قبول هذا الدور لانه يشبع رغباتها.
اضافة الى ان بين احزابنا من فتح الباب واسعا لهذه المرجعيات الكنسية للتدخل والوصاية على الشان السياسي لشعبنا.. فمن منا لا يتذكر من كان يشغل الصف الاول لكراسي مؤتمر بغداد في مقابل اقصاء وابعاد الاحزاب والمؤسسات القومية لشعبنا عن المؤتمر المذكور. ومن منا لا يتذكر مقولات ان فلانا هو مرشح البطريرك، او ان البطريرك ايد القائمة الفلانية وغيرها من الممارسات التي تحكمت بها الانانية الحزبية على حساب مبدأ فصل الدين عن الدولة بما يعنيه من تحرير الشان السياسي لشعبنا عن وصاية المرجعية الكنسية.
ان المرجعية الدينية (ايا كانت) اذا كانت اكتفت في اليوم الاول بدعوتها لتاييد فلان او وتزكية علان، فانها في اليوم التالي لن تقبل باقل من دور تسمية فلان وعلان، وانها في اليوم الثالث لن تقبل بغير السلطة المطلقة.
بالتاكيد فان للكنيسة قولها وموقفها المطلوب والواجب بشان القضايا الحياتية لشعبها، ولكن القول شيئ والوصاية واخذ دور البديل وتمييع الهوية القومية شيئ اخر.


والى اللقاء في الاسبوع القادم مع (بين الحكم الذاتي والمنطقة الامنة)..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
المانيا في 9 اب 2008

(1) استمع: http://www.capiraq.org/Audio/YYK_IraqIsrael.mp3
(2) http://ishtartv.com/interviews,33.html
(3) http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,187808.html
(4) http://www.atranaya.org/Maps/Articles/ADM_Nineveh.pdf

182
اليوم: الاربعاء
التاريخ: 30 تموز 2008
الوقت: الساعة السابعة مساء بتوقيت الماني، الثامنة مساء بتوقيت العراق
القناة: قناة باير الالمانية  (BR)
العنوان: اولاد الله المضطهدون
المدة: 45 دقيقة

(اولاد الله المضطهدون) هو عنوان الفلم التسجيلي الذي ستقوم القناة الالمانية (BR) بعرضه كما مبين اعلاه.
تم انتاج الفلم في شهر ايار المنصرم من قبل فريق تلفزيوني الماني متخصص بالتنسيق مع منظمة (كابني)..
القناة اعلاه اعلامها يمكن استلامها على الساتالايت في العراق والشرق الاوسط ضمن قنوات هوت بيرد او القمر الاوربي.

يستعرض الفلم جوانب عديدة من حياة شعبنا ومعاناته من الارهاب في الوسط والجنوب العراقي كما يرويها شهود عيان من ابناء شعبنا الذين تعرضوا لهذا الارهاب واضطروا للنزوح الى سهل نينوى واقليم كردستان طلبا للامن والامان.
كما يتضمن مقابلات مختلفة بشان الحلول لمعالجة اوضاع شعبنا وضمان وجوده ومستقبله في وطنه الام .
مثلما يتحدث عن البرامج الانسانية التي يتم تقديمها لهم ومن بينها برامج منظمتي (كابني) و(اجنحة الامل).

المادة الارشيفية للفلم قدمت من تلفزيون عشتار.

الموسيقى التصويرية للفلم تتضمن مقاطع من موسيقى اغاني الفنان الاشوري الكبير شليمون بيت شموئيل.

يذكر ان القناة الالمانية الاولى كانت عرضت القسم الاول من الفلم لمدة 30 دقيقة في 8 حزيران المنصرم.

الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا

183
لنتحاور في قضايانا
القسم الثاني: المادة 140 وسهل نينوى والحكم الذاتي

لتكوين صورة اوضح عن جغرافيا وديموغرافيا سهل نينوى وبالتالي لفهم اعمق لمضمون مقالنا ارجو الاطلاع على رزمة الخرائط والاحصاءات ذات العلاقة والتي قمنا باعدادها ونشرها على الرابط التالي: http://www.atranaya.org/Maps/index1.htm

اقتباس: ((يترتب على حقيقة عدم كون سهل نينوى وحدة ادارية واحدة نتيجة مهمة وحتمية تغيب، للاسف الشديد، عن بال الكثيرين وبخاصة المعترضين على ضم السهل الى اقليم كردستان حيث محركهم ودافعهم الوحيد هو الحقد القومي والحاق الاذى بالمقابل اكثر من تحقيق المنفعة للذات.
هذه النتيجة التي لا محال حاصلة هي انه وحيث ان الاستفتاء عند حصوله سيتم على اساس الوحدات الادارية (الاقضية او ربما النواحي) فان نتائجه لن تكون لصالح ضم او عدم ضم السهل بمجموعه، بل بضم او عدم ضم وحدات ادارية منه. وسيتم حتما الحاق بعض هذه الاقضية او النواحي والقرى (وبخاصة في قضاء الشيخان والنواحي المتاخمة للاقليم حيث التمركز الكردي (المسلم والايزيدي)) بالاقليم مع احتمال رفض الاقضية او النواحي الاخرى (المتاخمة للموصل حيث الوجود العربي والشبكي) لهذا الالتحاق.
وهذا يعني نتيجة كارثية على شعبنا بان يشارك ذاتيا (كما هي نتيجة دعوة البعض) الى تشطير سهل نينوى جغرافيا واداريا الى شطرين، احدهما ضمن اقليم كردستان والاخر مرتبط بالموصل.
من المهم والحيوي جدا الانتباه الى هذا الامر والتعامل معه على اساس السعي لالحاق السهل بكل وحداته الادارية بالاقليم، لان قسما منها لا محال سيلتحق..
فهل يدرك البعض فينا الى ما هم داعون؟ والى اين هم ذاهبون؟؟
قالت العرب: "اللهم اشهد اني بلغت"..)) انتهى الاقتباس (1)
النص الحرفي و"التبليغ" اعلاه والذي نشرناه بتاريخ 13 تشرين الثاني 2006 لم يكن ادعاء منا بالنبوة، استغفر الله، ولم يكن قراءة للغيب، بل كان قراءة لمعطيات وحقائق الواقع القانونية منها والادارية والسياسية والديموغرافية.. وكررنا الامر في اكثر من مكان وزمان، ولعل مقالنا (سهل نينوى وقصة الاعرابي قارئ المجهول) المنشور في 21 كانون الاول 2006 شهادة اخرى.(2)

ولم نكن الوحيدين، فقد سبقنا ورافقنا ولحق بنا العديدون، ولعل مواقف الاخوة تيري بطرس وعمانوئيل خوشابا واخرون بينهم السيد اسكندر بيقاشا في مقاله الاخير، تؤكد ان ما حذرنا ونبهنا اليه جميعا هو تحذير جدي يهدد احد اركان ومقومات وجودنا في الوطن، واقصد به ديموغرافيا شعبنا واحتمال تشتيتها او بقاءها موحدة.
الا ان ما يؤسف له لحد الالم من جهة والشك في دوافعه من جهة اخرى هو اصرار البعض على صم اذنيه عن الاستماع والاصرار على الهروب الى امام في رفض التواصل بين ديموغرافيا شعبنا في السهل والاقليم.. فهذا البعض يرفض التواصل والاتصال بين تلكيف وسميل، بين تللسقف وزاخو، بين القوش وبرور، بين بغديده وعنكاوة، بين برطلة وشقلاوة، والخ.. ليس هذا فحسب، بل يصر على تقسيم ما اصطلحنا عليه بـ(سهل نينوى)، حيث عمل جادا ودفع مخلصا باتجاه تقسيم اوصال السهل بين الاقليم ومحافظة نينوى..
كل ذلك دون ان يستطيع تقديم اجابة منطقية موضوعية لاسباب رفضه تحقيق الارتباط والتواصل بين السهل والاقليم.. وحجتهم الوحيدة في هذا الرفض هي ان الكورد سيستفادون من ذلك.. حتى انهم باتوا يسمون الاتصال والتواصل بين شعبنا في السهل وشعبنا في الاقليم بانه مشروع كردي تامري.
لم ينفي احد ان الكورد سيستفيدون.. والايزيدية سيستفيدون ايضا.. ولكن شعبنا ايضا يستفيد.
انه قانون السياسة: مصالح وفوائد مشتركة.
واخذا بعين الاعتبار الوجود الديموغرافي الضعيف والهش والمشتت لشعبنا، فان شعبنا هو المستفيد الاكبر.

لقد قالها الاخ تيري في احدى مقالاته ان هذا البعض يسعى لحرمان شعبه الكثير من اجل حرمان الكورد من القليل. وشبههم الاخ شمشون خوبيار بذلك الانسان الذي استجاب له الرب دعاءه بمنحه ما يريد شريطة منح جاره الضعف، فما كان منه، مدفوعا بالحقد، الا ان طلب ان يفقأ الرب احدى عينيه ليتم بذلك فقئ عينا جاره!!
واضيف القول انها الفوبيا التي تحرك الانسان بغرائزه الانتقامية وتفقده الحكمة والبصيرة. واشبههم بالانظمة الاستبدادية العربية التي ترفض ميثاق حقوق الانسان والديمقراطية السياسية بحجة انها مصلحة امريكية.
في نشاط اشوري في بروكسل في 11 حزيران الفائت وبعد ان تحدث السيد مايكل يواش، وهو لوبي الحركة الديمقراطية الاشورية في واشنطن، توجهت اليه بسؤال من شقين عن اسباب رفض تحقيق الارتباط والتواصل بين ديموغرافيا شعبنا في السهل والاقليم؟ وعن الموقف من توجه الامور نحو تقسيم سهل نينوى؟
عجز عن تقديم الاجابة وراح يتحدث ان السهل هو خليط متعدد وان محافظة دهوك بكل مناطقها، برور وصبنا وزاخو، هي جزء من سهل نينوى. في حين ان المتحدث الاخر الدكتور فيلي فاوتر، رئيس منظمة حقوق الانسان دون حدود، ايد وجهة نظري. يمكنكم الاستماع الى الاسئلة والاجوبة صوتيا على الروابط في نهاية المقال.(3)

بعد هذا المدخل الذي حدد جوهر الموضوع من حيث النتائج المحتملة لتطبيقات المادة 140 على ديموغرافيا شعبنا، ننتقل الى تقديم عرض عن المادة 140 الدستورية وسهل نينوى ومطلب الحكم الذاتي عسى ان نفلح اليوم فيما فشلنا به قبل عامين من فتح اذان وبصيرة اخوة لنا. واملنا في ذلك ان ما بدأ يرشح من اعمال لجنة الامم المتحدة وتوصياتها بات حقيقة مادية ملموسة بان الفاس يكاد ان يقع بالراس، وان خطر تقسيم سهل نينوى بات قاب قوسين او ادنى ما لن يستعيد بعضنا وعيه وينتقل الى تصحيح المواقف بدل التماسات تبقى دموع تماسيح ما لن تقرن بالعمل.. فالسيدة كلاويز شابا، القيادية في الحركة الديمقراطية الاشورية دعت قبل اسبوع وكما نقله موقع عنكاوة عنها الى (عدم تجزئة سهل نينوى والحفاظ على وحدته الجغرافية)، ولكنها لم تقل كيف يبقى موحدا اذا كانت اجزاء منه حتمية الارتباط بالاقليم، فيما يعمل البعض (وفي طليعتهم الحركة الديمقراطية الاشورية) على ابقاء اجزاء اخرى مرتبطة بمحافظة نينوى.

اولا: المادة 140 (لعدم اطالة الموضوع يمكن للقراء العودة الى نص المادة في مختلف مواقع الانترنت)
ادناه بعض حقائق ونتائج واستنتاجات تتعلق بالمادة 140:
1- ان المادة 140 ومضمونها هي مادة دستورية واجبة التنفيذ.
2- ان المناطق المتنازع عليها المشمولة بنص هذه المادة هي المناطق التي تدخل او تؤثر في الحدود الادارية بين الوحدات الادارية العراقية (نواحي، اقضية، محافظات).
3- كما تشمل عمليات التغيير الديموغرافي التي نفذها النظام في ترحيل وتهجير المواطنين من القرى والمدن والمناطق واسكان اخرين محلهم بغاية التغيير الديموغرافي.
4- المادة 140 ليست مختصة بالنزاعات والتجاوزات الفردية على الاراضي التي قام بها افراد ضمن القرى خارج سياسات النظام للتغيير الديمغرافي، وهي ايضا واجبة الازالة ولكنها ليست من اختصاص المادة 140.
5- ان المحطة او الغاية النهائية من تطبيق المادة 140 بمراحلها المتعاقبة هي: أ- اعادة هيكلة الحدود الادارية بين النواحي والاقضية والمحافظات. ب- تقرير ارتباط هذه الوحدات باقليم كوردستان العراق من عدمه. (هذه النقطة لا تشمل المناطق المتنازع عليها في محافظات وسط وجنوب العراق حيث يقتصر الامر هنا فقط على اعادة ترسيم الحدود الادارية بين هذه الوحدات)
6- محافظة كركوك ورغم كونها، لاسباب اقتصادية وسياسية معروفة، المنطقة الاهم ضمن المناطق المشمولة بالمادة 140 الا انها ليست المنطقة الوحيدة.
7- بقدر تعلق الامر بشعبنا وبموضوع مقالنا فان ناحية بعشيقه واقضية تلكيف والحمدانية والشيخان هي ضمن المناطق المشمولة بالمادة 140.
8- رغم ان الدستور اقر مراحل التطبيع، الاحصاء ثم الاستفتاء لتنفيذ المادة 140، الا انه وباتفاق القيادات العراقية تم تكليف لجنة مختصة من الامم المتحدة باعداد دراساتها وتقديم توصياتها بشان تنفيذ المادة 140 على ان تقرر القيادات العراقية اعتماد هذه التوصيات من عدمه.. وفي جميع الاحوال فان الفرق هو في الية التنفيذ وليس مبدأ التنفيذ.. فالمادة 140 هي مادة دستورية ملزمة التنفيذ بغض النظر عن الية التنفيذ او مراحله.

وبذلك فان المادة 140 ليس لها علاقة مباشرة بسقف مطالب شعبنا، سواء كانت ادارات محلية تفتقر الى صلاحيات تشريعية، ام حكم ذاتي بصلاحيات تشريعية. بالتاكيد ان نتائج تطبيق المادة 140 وبحكم ما ستفرزه من واقع ديموغرافي واداري ستؤثر في فرص تحقيق وممارسة مطاليبنا السياسية ولكن، وفي مرحلة تنفيذ المادة 140 (وهي المرحلة الراهنة)، فانها غير رهينة او مرتبطة بسقف مطاليبنا.
بكلمات اكثر وضوحا، فانه بغض النظر عن سقف مطالب شعبنا فان مراجعة الحدود والتبعية الادارية للاقضية الثلاثة اعلاه هي عملية ملزمة التنفيذ بل ودخلت عمليا في مرحلة التنفيذ من خلال تقرير وتوصيات لجنة الامم المتحدة المختصة. ونضيف ان المطالبات بتاجيل تنفيذ المادة 140 لحين حسم الاتفاق على سقف مطاليبنا فيما بيننا وحسمها في الدستورين العراقي والكوردستاني هي مطاليب لا يدرك اصحابها حقيقة العملية السياسية والدستورية في العراق، وهي مطاليب لا تعدو ضمن التمني الذي يدرك صاحبه انه غير قابل للتحقق ولكنه يبقى يردده لعجزه عن هضم الحقيقة القائمة، او لعدم رغبته فيها. ويذكرني بدعوات البعض في حينها الى تاجيل كتابة الدستور العراقي لحين اتفاق شعبنا على تسميته!!

الاستحقاق الدستوري للمادة 140 واقف على عتبة دارنا.. وابناء شعبنا وممثلياتهم وشخصياتهم مطالبة بالاجابة على تطبيقات هذا الاستحقاق والتبعية الادارية لهذه الاقضية والنواحي.. ومن حق شعبنا على مؤسساته السياسية ونخبه الفكرية ان ترشده وتوضح له الرؤية والقرار الامثل لمستقبله ووجوده.. ومن واجب هذه المؤسسات والنخب ان تقدم اجابتها ورؤيتها وتحدد موقفها وليس الهروب من الاجابة بالالتفاف عليها والتذرع بامور اجرائية.(2) وهنا اتذكر ايضا موقف البعض عند طرح الدستور للاستفتاء حيث قالوا ان الامر متروك للشعب ليقرر.. ما شاء الله.. ومن قال انه ليس متروكا للشعب. واليس استفتاء الشعب عليه هو اثبات على ذلك. ولكن من حق الشعب على قواه ان يستمع الى موقفهم، ومن واجب هذه القوى التبشير بموقفها ورؤيتها.

ان خياراتنا في التعامل مع المادة 140 ليست متعددة فهما خيارين فقط حددهما الدستور: فاما ربط هذه الوحدات الادارية باقليم كردستان او ابقاءها مرتبطة بمحافظة نينوى. وعلينا مسؤولية تحديد موقفنا واجابتنا على هذا الاستحقاق الدستوري بتبني احد هذين الخيارين. وهذا ينطبق على الفريقين.. فريق المكتفين بالادارات المحلية التي تفتقر الى الصلاحيات التشريعية وفريق المطالبين بالحكم الذاتي (بعضهم وخشية من الاعلام الاشوري المتسم بالفوبيا الكردية يتحاشى تحديد الموقف من ارتباط السهل).
من غير المجدي اللف والدوران على الامر، او الاكتفاء بايراد سلبيات هذا الخيار او ذاك، فذلك ربما يكون مقبولا من الافراد، ولكنه ليس مقبولا من القوى السياسية فهي ملزمة بتحديد مواقفها بالاستناد على ما تقراه من معطيات وما تستشفه من رؤى مستقبلية وما تعقده من موازنات بين الايجابي والسلبي في كل من الخيارين.
وفي الحالتين علينا تحمل نتائج خيارنا ومسؤوليتنا امام وجود ومستقبل شعبنا، فالمسالة ليست بالمسالة الثانوية او العابرة، بل هي مسالة لها اكبر الاثار على وجود ومستقبل شعبنا وسقف مطالبه وفرص اقرار وممارسة هذه المطالب. حتى يمكنني القول انها المرة الاولى في تاريخ شعبنا الحديث ان يشارك في اقرار الحدود التي تتواجد فيها ديموغرافيته. فاذا كانت القوى الاستعمارية حينها قد قسمتنا، فيا ترى من يقسمنا الان؟

وقد اوضحنا نتائج كل من الخيارين في مدخل المقال، ونكررها باختصار ان خيار ابقاء الارتباط بمحافظة نينوى يعني تشتيت ديموغرافيتنا الهشة اصلا الى منطقتين وتحت مظلتين احداها في الاقليم والاخرى في محافظة نينوى.. كما ان هذا الخيار يعني تفتيت ما نصطلح عليه في خطابنا السياسي بسهل نينوى..
في حين ان خيار التحاق هذه الاقضية والنواحي بالاقليم يعني وضع ديموغرافيتنا، وايضا اقضية سهل نينوى، تحت مظلة واحدة.. فليختار كل منا خياره وليتحمل نتائج قراره في توحيد او تشتيت شعبه.

ثانيا: سهل نينوى
لا يوجد في الهيكلية الادارية والقانونية للدولة العراقية وحدة ادارية او قانونية باسم سهل نينوى، وبذلك فان الدستور العراقي والمادة 140 والادارات المحلية والحكم الذاتي والانتخابات ومجالس النواب والمحافظات وما الى ذلك من مكونات البنية الادارية والتشريعية للدولة العراقية لا تتضمن مصطلح سهل نينوى، وليس لهذا المصطلح اية صفة قانونية تترتب عليها نتائج او استحقاقات.

سهل نينوى مصطلح تبناه الخطاب السياسي الاشوري، ولا غبار عليه ما دام مستخدميه يدركون انه مصطلح سياسي ليس له الى الان نتائج قانونية او ادارية. ولكن المشكلة هي ان البعض يستخدم المصطلح كما لو انه مصطلح اداري وقانوني في الدولة العراقية. ويعطون بذلك انطباعا خاطئا لدى الجماهير عن العملية السياسية والدستورية، فبات الانطباع يقوم على ان سهل نينوى كوحدة واحدة يقرر ارتباطه بالاقليم او محافظة نينوى.
سهل نينوى كما يتداوله الخطاب السياسي الاشوري يضم ناحية بعشيقة وقضاء الحمدانية وتلكيف والشيخان.
وليس معروفا او محددا بين متداولي المصطلح هل يقصدون جميع قضاء الشيخان بضمنه ناحية المزوري التي تتبع دهوك منذ 1991 ام فقط يقصدون جزء قضاء الشيخان الذي كان تابعا لمحافظة نينوى.
وفي الوقت الذي نتفق جميعا على اهمية بقاء السهل (او بالاقل وحداته الادارية التي يعيش فيها شعبنا) مترابطا ضمن حدود محافظة واحدة، نينوى او دهوك، فان هناك اختلافا وتقاطعا كبيرا بيننا اي من الخيارين نختار.
فالحركة الديمقراطية الاشورية كانت وما زالت واضحة في انها ترفض تغيير الحدود الادارية لمحافظة نينوى، اي ترفض تغيير عائدية ايا من اقضية او نواحي سهل نينوى. وقد اعلنت ذلك تصريحا كما في المذكرة التي وقعتها مع عدد من الاحزاب في محافظة نينوى(4) او التزمت العمل الضمني بهذا الاتجاه كما يدرك جميع المتابعين للامور وبخاصة للقاءات لجنة الامم المتحدة المختصة، ولمتابعي الحملة الاعلامية للحركة في الوطن والمهجر. ليس هذا فحسب بل وتتهم الحركة (تصريحا او ضمنا) الداعين الى ربط ديموغرافيا شعبنا في السهل والاقليم بانهم باعوا انفسهم وشعبهم وارضهم لما تسميه الحركة بالمشروع التامري الكردي.
وفي المقابل فان من يقرا ديموغرافية شعبنا وواقعه ويشعر بالحرص المسؤول تجاه وجوده ومستقبله يدعو الى الحاق سهل نينوى بالاقليم لضمان ترابط ديموغرافيا شعبنا.

واذا ما اخذنا بعين الاعتبار حقائق لا مفر منها في ان اجزاءا (كبرت او صغرت) ووحدات ادارية (كثرت ام قلت) من سهل نينوى ستلتحق (بل هي ملتحقة فعلا) بالاقليم فانه لن يصعب علينا التوصل الى النتيجة المؤلمة التي نحن بصدد تلمسها عاجلا ام اجلا وهي ان سهل نينوى سيتفتت في ارتباطه بين محافظة نينوى والاقليم.
الخيار الوحيد لضمان بقاءه مترابط اداريا هو ارتباطه (بالاقل وحداته التي تهم شعبنا ويتواجد فيها) بالاقليم.. وادعو احبتي لعدم التسرع بمحاججتي قائلين ولماذا لا نعمل على ابقاء الترابط بالطريقة الاخرى اي ابقاءه في محافظة نينوى؟ فاقول ان ذلك ليس ممكنا لان الاخوة الايزيدية والكورد من مواطني هذه الوحدات الادارية الملتحقة (حاليا ام لاحقا بالاقليم مثل قضاء الشيخان وناحية بعشيقة وغيرها) هم من يحسم الامر لانهم الاكثرية في هذا القضاء وفي بعشيقة، وقد حسموه.. اضافة الى انه اين مصلحة شعبنا في تشتيت ديموغرافيته بين الاقليم ومحافظة نينوى.
سهل نينوى لن يقرر كوحدة ادارية واحدة بل على اساس وحداته الثلاثة كاقضية بل وعلى اساس المكونات الادارية الاصغر، اي النواحي، وربما (اقول ربما) في حالات معينة على مستوى القرى من حيث نقل عائديتها الادارية الى هذه الناحية او تلك. واذا لم يراجع بعضنا مواقفه فاننا نقول له بملء الفم ان من يصر على ابقاء ربط اقضية ونواحي شعبنا في سهل نينوى بمحافظة نينوى لن يحق له التباكي لاحقا على تفتت السهل..
قالت العرب: اللهم اشهد اني بلغت.

ثالثا: الحكم الذاتي
الحكم الذاتي ليس كما وصفه احدهم بانه (مطلب شوفيني عنصري).. انه شكل من اشكال الادارة اللامركزية اعتمدتها الشعوب والدول في ادارة امورها، واثبتت انها من اكثر اشكال الادارة نجاحا خاصة في الدول ذات التعددية القومية والثقافية التي عانت من التمييز والانكار والتمهيش كما هو حال شعبنا ووطننا العراقي.

الحكم االذاتي بما يتمتع به من صلاحيات تشريعية وتنفيذية متفق عليها هو ضمانة للوحدة الوطنية التي تتعزز مع ممارسة ابناء الوطن لخصوصيتهم وهويتهم القومية والثقافية ودورهم في بناء وطنهم.
الحكم الذاتي مبدأ ومطلب مشروع تبنته كل القوى الوطنية في كل دول العالم والتزمته ودعمته الحكومات التي اعتمدت المبادئ الديمقراطية واحترام ابناء شعبها.
والحكم الذاتي الذي يطالب به شعبنا ليس سابقة في تاريخ الشعوب بل هو تكرار ايجابي لما سبقه من مطالبات الشعوب في مختلف الدول ولعل اقربها للذاكرة والجغرافيا هو الحكم الذاتي لاقليم كوردستان العراق.
الحكم الذاتي الذي ندعو اليه هو تعزيز للانتماء الوطني لابناء سهل نينوى من شعبنا بخصوصيته القومية واخوتنا الايزيدية والشبك بما يمثلونه من خصوصيات دينية وثقافية وما يطمحون اليه مثلنا من ممارسة للذات.
لن اخوض في المزيد عن الحكم الذاتي خاصة وان المطالبة هي لادراجه كمبدا دستوري يتم تنظيم اموره وتفاصيله لاحقا بقانون مستقل، كما هي الحال في العديد من المبادئ الدستورية وفي مقدمتها الفدرالية حيث ينص الدستور عليها كمبدا ولكن التفاصيل من حيث عدد الفدراليات وصلاحياتها وحدودها وميزانياتها والخ.. ما زالت خاضعة للنقاش والراي والراي الاخر.
كما ان الكثير من الاخوة سبقوني في تقديم الحكم الذاتي والتعريف به كمبدا والتعريف بايجابياته لشعبنا ومشروعيته، ممن افحموا الموضوع ما يكفي لمن يمتلك الحكمة والارادة بعيدا عن المواقف الرافضة المسبقة القائمة على ردود الافعال الشخصية او المصالح الشخصية او المؤسساتية.
ما يجب التاكيد عليه هنا ايضا هو ان الحكم الذاتي ما زال طموحا ومطلبا يسعى شعبنا لادراجه وتضمينه في الدستور وبالتالي يصبح مطلبا وقضية وطنية عراقية ويكون ملزما للحكومة العراقية. وبذلك فهو يختلف عن المادة 140 التي هي ومنذ 2005 مادة دستورية ملزمة..

ولكني فقط ساتطرق الى دوافع رفض الرافضين واحاجج محاججات المتحججين.
فما بات معروفا، وقوله ليس سرا، ان هناك مؤسستان او جهتان تقفان بالضد من الحكم الذاتي وهما:
الحركة الديمقراطية الاشورية والمؤسسة الاوليجاركية الكنسية.
يضاف اليهما كتابات متعددة ترفض الحكم الذاتي ليس من حيث المبدا بل من حيث بعض التفاصيل او من حيث بعض التساؤلات والاسئلة عنه. وهؤلاء امرهم مختلف وسنعود الى نقاشهم فيما بعد.

فما الدوافع الحقيقية لكل من الحركة والمؤسسة الاوليجاركية للرفض؟ وما ذرائعهما لتبريره؟ ذلك ان اسباب الرفض الحقيقية هي غيرها المعلنة..
خلاصة المعلن من اسباب الرفض التي تصدر عن احدى او كلتا المؤسستين هي:
- يقولون: ان شعبنا هو جزء من الشعب العراقي ولا نريده معزولا او منفصلا عن بقية العراق والعراقيين!!
فنرد: ومتى كان الحكم الذاتي يبني جدار عزل بين شعبنا وبقية العراقيين؟ واذا كان الدستور العراقي الذي يمثل سيادة العراق ووجوده  قد اقر الفدرالية للعراق دون ان ينتقص ذلك من العراق سيادة وهوية، ودون ان يعني ذلك عزل العراقيين عن بعض وبناء الجدران بينهم والانتقاص من عراقيتهم، فكيف يمكن لحكم ذاتي اقل صلاحيات من الفدرالية ان يسيئ الى عراقية المطالبين به والممارسين له.
- يقولون: ان شعبنا يعيش في كل العراق، في بغداد والبصرة وكركوك وغيرها، ولا يمكن تجميعه او الطلب اليه بالانتقال الى سهل نينوى.
فنرد: ومن دعا الى جعل سهل نينوى علبة سردين للشعب الاشوري في العراق، بل وكيف لسهل نينوى اساسا هذه القدرة.. منذ 1991 واقليم كوردستان العراق يتمتع بالفدرالية، ولكن الى اليوم ما زال وسيبقى للمستقبل اكثر من مليون كوردي في مختلف مدن ومحافظات العراق.
- يقولون: ان الدستور بمادته الـ125 قد ضمن حقوقنا في الادارات المحلية فلا داع للمطالبة بغيرها.
فنرد: حتى بافتراض ان المادة 125 ضمنت حقوقنا السياسية فهل يعني ذلك ان الطموح والتاريخ يتوقف.. ما المانع من تطوير المادة 125 والانتقال منها الى سقف اعلى في الحكم الذاتي.
قلنا حتى بافتراض، لان حقيقة الامر فان المادة 125 لم تحدد ايا من الحقوق بقدر ما هي مادة عمومية اشبه بالكليشة التي تجدها في دساتير مختلف الدول حتى الاستبدادية. فالمادة 125 في احسن احوالها تنحصر بسقف الادارات المحلية التي لا تمتلك صلاحيات تشريعية. وتسلسلها في مواد الدستور تثبت ذلك.
- يقولون: ان الحكم الذاتي مطلب شوفيني عنصري وليس مطلبا وطنيا.
فنرد: كيف يمكن للحركة الديمقراطية الاشورية التي تبنت والتزمت في منهاجها السياسي حق تقرير المصير للشعب الكردي وبانه مطلب وطني وعادل ان تتهم الحكم الذاتي لشعبنا مع بقية مكونات سهل نينوى بانه مطلب شوفيني وغير وطني!! وكيف يمكن لها وهي التي اقرت الفدرالية للعراق على انه مطلب وطني ان تتهم الحكم الذاتي بغير ذلك. وكيف يمكن لامينها العام الذي قال بالكلام الصريح في ندوة سياسية في لندن في خريف 2005 ان العراق هو اسرائيل الاشوريين(5) ولكنه يتهم اليوم الحكم الذاتي بانه مطلب شوفني عنصري.

يضاف الى هذه ذرائع اخرى من قبيل الترهيب بالارهاب في حال المطالبة بالحكم الذاتي، او تسويقه على انه مشروع حرب وصراع وغيرها، وهذه سناتي عليها جميعا في القسم القادم من الموضوع عندما نناقش حجج المعترضين على الحكم الذاتي من ابناء شعبنا الذين يريدون تحقيق الحكم الذاتي ولكنهم يناقشون تفاصيله او يتخوفون من المطالبة به. كما سنتعرض لرفض الحركة والمؤسسة الكنسية الاوليجاركية لمطلب الحكم الذاتي.
والى الاسبوع القادم ساكون شاكرا لو ان ان القراء رغبوا بارسال رايهم في ماهية الذرائع والاسباب لرفض الحكم الذاتي من حيث المبدأ او التوجس منه لنقوم بمناقشتها في مقالنا.
والى اللقاء في السبت القادم مع: رافضو الحكم الذاتي بين الذرائع المعلنة والاسباب المخفية

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
المانيا في 26 تموز 2008

المراجع:
(1) راجع مقالنا (هل للحكم الذاتي الاشوري في اقليم كردستان فرصة؟)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,63983.msg220006.html#msg220006
ولقراءة جميع اجزاء المقال.. راجع:
http://www.atranaya.org/Maps/Articles/KurdistanConstitution_Article.pdf

(2) راجع http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,69128.0.html

(3) استمع الى السؤال: http://www.capiraq.org/Audio/BrusselsQ.mp3
استمع الى اجابة السيد مايكل يواش: http://www.capiraq.org/Audio/BrusselsA1.mp3
استمع الى تعقيب الدكتور فاوتر: http://www.capiraq.org/Audio/BrusselsA2.mp3

(4) راجع: http://www.atranaya.org/Maps/Articles/ADM_Nineveh.pdf

(5) استمع: http://www.capiraq.org/Audio/YYK_IraqIsrael.mp3



184
لمناسبة زيارة معالي رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي الى جمهورية المانيا الاتحادية فقد قدمت (الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة) مذكرة الى سيادته بشان الاقليان القومية والدينية العراقية قام بتوقيعها السيد تلمان زولش، رئيس الجمعية (الصورة)، وادناه نص المذكرة:

معالي رئيس الوزراء العراقي
السيد نوري المالكي

‏الجمعة‏، 18‏ تموز‏، 2008
الموضوع: وضع الاقليات في جمهورية العراق

معالي رئيس الوزراء
لمناسبة زيارتكم الى جمهورية المانيا الاتحادية نناشدكم لبذل كل مساعيكم لحماية الاقليات الدينية والقومية في العراق من العنف والاضطهاد. فكما نعلم ان بلدكم هو في وضع صعب وهو مهدد من الارهاب الدولي المدعوم من الدول المجاورة لكم. ومع ذلك فان من مهام حكومتكم هي حماية المواطنين العراقيين، وبخاصة الكلدان السريان الاشوريين، التركمان، الارمن، الايزيدية، الشبك، الصابئة والكورد الفيليين من الاضطهاد والتهجير.

ان اوضاع الاقليات القومية والدينية في العراق منذ سقوط صدام حسين في نيسان 2003 لم تحقق الطموحات المنشودة. في الحقيقة انها تدهورت. حيث يتعرض ابناء هذه الاقليات الى مخاطر مستمرة، فيتم استهدافهم، اغتصابهم، ظلمهم وقتلهم. انهم مهددون بالاجتثاث. وان من مسؤوليات ادارتكم العمل لمواجهة هذا التهديد القائم. ان على حكومتكم ايجاد الحل الذي يمكن جميع العراقيين من امتلاك الثقة بمستقبلهم وللعيش بسلام في وطنهم. فالعراق يعود لكل العراقيين.
ولضمان التعايش السلمي لجميع العراقيين، فان تغييرات اساسية يتوجب اجراءها على الدستور العراقي. فبالاضافة الى ضمان الحريات الدينية وحرية ممارسة الدين فانه يتوجب دستوريا فصل الدين عن الدولة. وبالاضافة الى ذلك فاننا نتوجه اليكم والى حكومتكم لضمان الحقوق السياسية، الثقافية والادارية للاقليات العراقية.
نحن نناشدكم ونناشد كل الحكومة العراقية لاقرار حقوق الاقليات في الدستور العراقي. ابناء جميع الاقليات العراقية يجب ان يتمثلوا في كل المجالات السياسية. كما ندعو الى التطبيق الكامل للمادة 140 من الدستور العراقي. ويجب ازالة كل نتائج سياسات التعريب التي مورست من قبل النظام البعثي. وابناء المناطق المتنازع عليها عليهم ان يقرروا ارتباط مناطقهم بكوردستان العراق او الحكومة المركزية في بغداد.

نرجو الاقتداء بمثال اقليم كوردستان العراق بدعم حقوق ومشاركة الاقليات في العراق ودعم التعايش السلمي لجميع المجموعات القومية والدينية في بلادكم. وبهذه الطريقة فقط فان جمهورية العراق ستستمر بالوجود كدولة موحدة.

المخلص لكم
تلمان زولش
رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة
22 تموز 2008

185
الاخوة المهتمين بالشانين القومي والوطني لشعبنا الاشوري في العراق
من مؤسسات سياسية وقومية او شخصيات فاعلة ومتابعة

تحية محبة وتقدير،
يسعدني ان اضع امامكم جهدا متواضعا لعله يساهم في اغناء المعرفة المعلوماتية لنا جميعا وفي تطوير حواراتنا واغناء درايتنا بالحقائق وبيانات المعلومات المتاحة والتي تعتمد عليها اراءنا ومواقفنا من مختلف القضايا، وتحديدا القضايا الراهنة ذات المساس المباشر بوجود ومستقبل شعبنا في الوطن العراقي، مثل قضية تطبيقات المادة 140 من الدستور العراقي وسقف مطالب شعبنا في العراق وغيرها.

يسعدني ان اضع امامكم رزمة من الخرائط التفصيلية مع ملفات ببيانات ومعلومات احصائية ووثائق ومقالات مختلفة لاقلام متنوعة سبق لنا نشرها قبل اكثر من عام وقمنا مؤخرا بتحديثها واغناءها بمعلومات احصائية مختلفة وخاصة من احصاء 1957 كونه الاحصاء الاكثر شفافية في العراق وغير الخاضع للادلجة السياسية الحكومية، اضافة الى كونه اجري قبل اية احداث ادت الى هجرة وتهجير شعبنا من مواطنه، مثلما هو قبل عمليات التغيير الديموغرافي المختلفة التي جرت في مختلف مناطق العراق وبمختلف الدوافع.

الرابط الى الرزمة: http://www.atranaya.org/Maps/index1.htm

رجاء المحبة من متصفحي هذه الرزمة ان يعذرونا عن اية اخطاء معلوماتية او تقنية فيها، راجين في ذات الوقت مساعدتنا في تحديثها باستمرار وبما يجعلها مادة بحثية لا سجالية، وتكون جهدا جماعيا من الجميع والى الجميع.

كما اتمنى من ادارة الموقع ان تضع رابطا "دائميا" الى الرزمة في الصفحة الاولى وبما يجعلها في المتناول السهل لمتصفحي الموقع..
مع التقدير..

الرب يبارككم

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
المانيا في 24 تموز 2008
[/font]

186
اجتماع المائدة المستديرة بشان شعبنا في العراق

بدعوة من الكنيسة اللوثرية في مقاطعة فرتمبرغ الالمانية ومتابعة لاجتماع المائدة المستديرة الاول المنعقد في ايلول 2007، استضافت الكنيسة اللوثرية في شتوتغارت الاجتماع الثاني للمائدة المستديرة بشان شعبنا في العراق وذلك يوم الجمعة الموافق 11 تموز 2008.
شارك في الاجتماع ممثلون عن:
الكنيسة اللوثرية الالمانية في فرتمبرغ
الكنيسة اللوثرية الالمانية في بافاريا
وزارة الخارجية الالمانية
الجمعية الدولية لحقوق الانسان
كاريتاس انترنشيونال
جمعية التضامن مع طورعبدين وشمال العراق
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
اتحاد الاندية الاثورية في المانيا
مؤسسة الراهبة خاتون للمساعدات الانسانية
اضافة الى كابني

تضمن جدول اعمال اللقاء تقريرا مصورا عن زيارة وفد الكنيسة اللوثرية الالمانية الى العراق ولقاءاتهم مع مختلف الجهات والمؤسسات الكنسية والسياسية والانسانية والقومية وغيرها، اضافة الى لقاءاتهم مع ابناء شعبنا في سهل نينوى ومحافظة دهوك. (ساقوم قريبا باعداد ونشر تقرير عن هذه الزيارة)
وقد تضمن التقرير الانطباعات والاستنتاجات التي خرج الوفد بها وفي مقدمتها التجربة المشجعة للعيش المشترك في الاقليم بين مختلف الانتماءات القومية والدينية رغم العديد من الصعاب والمشاكل التي تواجه المنطقة وبخاصة الاقتصادية، وهي التجربة التي تؤكد ان لشعبنا فرصة مستقبلية جيدة وانه يتوجب دعم هذه التجربة والفرصة لبناء مستقبل متطور لجميع ابناء المنطقة.
وقد عرض الوفد الزائر نتائج واستنتاجات زيارته الى الجهات الالمانية المعنية الكنسية منها والسياسية حيث اضافة الى التقرير الذي قدمه الوفد الى مرجعيته الكنسية فانه اجتمع وقدم تقريرا بالاوضاع الى اللجان المختصة في البرلمان الالماني الاتحادي في برلين (لجنة حقوق الانسان، لجنة العلاقات الخارجية) والى البرلمان الاقليمي لمقاطعة بافاريا.
وقد ضم الوفد تقريره توصيات بتقديم الدعمين المعنوي والمادي الى المنطقة وبخاصة في اتجاه التنمية الاقتصادية لخلق فرص العمل للنازحين من المدن والعائدين الى القرى.

كما تضمن الاجتماع تقارير من جميع الاطراف المشاركة بشان نشاطاتهم الحالية وخططهم المستقبلية لدعم ابناء شعبنا في الوطن والنازحين منهم الى دو الجوار.. حيث كان الاتفاق السائد بوجوب دعم وجود وبقاء شعبنا في الوطن من خلال مختلف برامج الدعم الانسانية والاقتصادية والمعنوية.. اضافة الى تقديم الدعم الانساني لتغطية الاحتياجات الانسانية للاجئين في دول الجوار.
وفيما يتعلق ببرامج قبول اللاجئين في المانيا واوربا اتفق المجتمعون على ان الاولوية هي للتعامل مع جذر مشكلة النزوح من خلال دعم شعبنا في الوطن.. كما اتفق المجتمعون على ان اي قبول للاجئين من دول الجوار العراقي الى المانيا يجب ان يكون لمرة واحدة (اي ليس برنامجا مفتوحا ومستمرا) وان يكون لعدد محدد (اي ليس مفتوحا في حجمه) ومحددا بضوابط واضحة يتم وضعها مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) وانه يتضمن اللاجئين العراقيين بصورة عامة والاقليات بصورة خاصة.
كما اتفق المجتمعون على وجوب الدعوة لمنح حق اللجوء للعراقيين الموجودين في المانيا ممن لم ينالوا لحد الان حق اللجوء خاصة وان عددهم ليس بالقليل.
(وبهذه المناسبة اتوجه برجاء المحبة الى ابناء شعبنا في الوطن الى عدم بناء قراراتهم وبخاصة النزوح الى دول الجوار بناء على دعايات واشاعات وترويجات غير حقيقية وغير صحيحة عن فرص وحجم برامج توطينهم في اوربا.)
كما قدم ممثل كاريتاس انترناشيونال تقريرا مصورا عن زيارة كاريتاس الى سوريا ولقاءها باللاجئين العراقيين واطلاعها على احتياجاتهم.

في نهاية الاجتماع اتفق المجتمعون على:
مخاطبة منظمة الخدمات التنموية التابعة للكنيسة اللوثرية الالمانية، وهي من المنظمات الكبيرة، ودعوتها للعمل في العراق وتنفيذ برامج الدعم والتنمية الاقتصادية في القرى والقصبات.
اعداد برنامج لتفعيل دور المهجر الاشوري من حيث مساهمته العملية في برامج تنمية لابناء شعبنا في الوطن.
تم الاتفاق على تنظيم الاجتماع القادم في صيف عام 2009.

القس عمانوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني[/font]

187
لنتحاور في قضايانا..
القسم الاول: الانتخابات بين هوية التمثيل وحقه وواجب الشراكة الوطنية

المدخل:
من منا لم يقرا عبارة (الحوار هو سمة العصر). شخصيا ورغم انتشار هذه العبارة فاني اتحفظ عليها لانها تعطي الانطباع بان الحوار هو سلوك حديث انتجته اجواء وثقافة العصر. في حين ان الحوار هو سمة الخلق، فهو مبدا اعتمده الخالق في تعامله مع خليقته منذ التكوين.. فالخالق ورغم كل طبائعه الجوهرية في الادراك غير المحدود والعدل، فانه "حاور" ادم وحواء في مخالفتهما لتعليماته الصريحة قبل ان يطلق احكامه عليهما.
الا ان ما يؤسف عليه في واقع شعبنا الاشوري انه ورغم عيشه للعصر في العديد من المجالات (معظمها ظواهر الامور لا جوهرها)، ورغم انتماءه المسيحي الاصيل فانه في واقع حياته وسلوكه اليومي، على مستوى الافراد والعوائل والمؤسسات المختلفة، هو ابعد ما يكون عن التزام الحوار سلوكا انسانيا حضاريا.
ممارسة السلطة الابوية واصدار الاوامر والتعليمات وطلب تنفيذها دون نقاش هي العرف السائد في مجتمعنا وبين عوائلنا بصورة عامة. واطلاق المواقف والطلب الى القواعد والاقلام تقديسها وتسويقها دون نقاش وتخوين من يخرج عليها او لا يتفق معها هي سلوكية عامة لمؤسساتنا الكنسية او السياسية مع بعض الاستثناءات هنا او هناك.
حتى يمكن لي القول انه ورغم عيشنا لعصرنا من حيث تقنياته وتسهيلاته فاننا في عقليتنا وسلوكيتنا ما زلنا بعيدين كل البعد عن ما يعتبره الكثيرون انه سمة العصر.. اي الحوار.
وماساتنا في الافتقار الى الحوار وروحيته والياته ماساة بليغة..
فبعد افتقارنا، واجهاض البعض منا، لاليات وهياكل الحوار العصرية واقصد بها لقاءات الموائد المستديرة بين مختلف اطراف الحوار من حاملي وجهات النظر المختلفة فانه حتى ما يمكن اعتباره الية بديلة للحوارغير المباشر، واقصد به المواقع الالكترونية، بات ساحة صراع ديكة وفي احسن الاحوال بات حوار طرشان، حيث شخصنة الامور وتهم التخوين والاساءات والهروب الى امام والتعنت في المواقف تكاد تكون سمة غالبة نشهدها كلما احتدم النقاش واختلفت الاراء. حتى وصل الامر باقلام تحمل القابا اكاديمية او تدعي الموضوعية في الحوار الا انها لا تتردد في تقويل الاخرين ما لم يقولوه، وعندما يواجهون بالحقيقة والادلة على خطأ ممارستهم او تقويلهم فانهم وعوض التصحيح يفقدون اعصابهم ويستمرون بالهروب الى امام رافعين من حدة ونبرة اساءاتهم الشخصية.
وقد ساهم في ذلك جملة امور لعل اهمها تعددية هذه المواقع وسهولة النشر فيها دون فلترة ما ينشر من حيث لياقته الادبية واسلوبه، اضافة الى العدد الهائل من "الكتاب" و"المحللين السياسيين" لشعبنا من المؤدلجين الذين لا يرون الا لونا واحدا للحياة ويلتزمون حد العبادة ولاءهم الحزبي ومواقف مرجعيتهم السياسية التي يعتبرونها فوق التساؤلات فكل ما يصدر عنها هو مقدس ويجب ترويجه والدفاع عنه دون مساءلة او نقد، مقابل اطلاق العنان لابذأ التهم وارخصها ضد الراي الاخر، ومع الافتقار لقوة الحجة في النقاش تصبح التخوينات والاساءات والفبركات هي سلاح الحوار، وتصبح لغة "السوق" وتعابيره في التعامل مع قضايا ومطالب سياسية وقومية هي لغة الحوار!! ..
النقد واثارة الاسئلة والحوار الموضوعي شيئ والتهكم والسخرية شيئ اخر..
فعلى سبيل المثال ومن خلال متابعة موضوعة الحكم الذاتي التي هي اهم محاور وموضوعات الحوار السياسي لشعبنا في هذه المرحلة نرى اطلاق التسميات والتوصيفات والمصطلحات الساخرة من مطلب الحكم الذاتي للنيل منه عوض نقده ومناقشته واغناءه بصيغة موضوعية.. بالله عليكم هل رايتم شعبا يسخر فيه "مثقفيه" و"كتابه" من طموح ومطلب يلقى الدعم والتاييد من فئة كبيرة من ابناء الشعب.. 
بل واطلاق التهم السوقية بالعمالة والتخوين بحق المطالبين بالحكم االذاتي.. (من سخرية الاقدار ان المطالبين بسقف اقل من الحكم الذاتي ومن الذين تثبت الادلة عمالتهم لاستخبارات نظام صدام حسين يسلمون من هذه التهم!!! او على الاقل لا يتم تذكيرهم بها وطلب اعتذارهم عليها). وبلغ الامر بمن غادر العراق رضيعا او صبيا ليستقر في اقصى الطرف الاخر من العالم ولكنه لا يتردد بسبب الولاء الحزبي في تخوين شخصيات ورموز قومية كان لها رؤيتها ودورها في تاريخ شعبنا.
ان احوج ما نحتاج اليه اليوم هو الحوار الهادئ والموضوعي الذي يحترم الراي الاخر ويناقشه في مضمونه بعيدا عن الشخصنة والتجريح والتعنت. واذا كانت المؤسسات القومية وبسبب ممارسات معروفة بعد 1991 افتقرت الى الية لهذا الحوار فانه وباضعف الايمان نتمنى ان تكون مواقعنا الالكترونية اطارا بديلا لهذا الحوار.
ولاجل ذلك وبعد انقطاع طويل عن الكتابة والنشر بسبب انشغالي في التزامات اخرى في المقدمة منها برامج الدعم الانساني والتنموي والاجتماعي لشعبنا في الوطن من خلال منظمة (كابني) فاني انتهز فسحة الوقت المتاحة لي حاليا لمشاركتكم في حوار اتمناه موضوعيا لعدد من النقاط والقضايا وكما يلي:
القسم الاول: الانتخابات بين هوية التمثيل وحقه وواجب الشراكة الوطنية
القسم الثاني: الحكم الذاتي والمادة 140
القسم الثالث: بين الحكم الذاتي والمنطقة الامنة
القسم الرابع: الاشوريون والفوبيا الكوردية
ساخصص لكل قسم موضوعا اقوم بنشره كل اربعاء، على ان اعود لاحقا الى ابداء الملاحظات التعقيبية لما يرد، ربما، من ملاحظات او مواضيع من القراء سواء في المواقع المفتوحة او على البريد الالكتروني الشخصي.

ولكن ومن خلال التجارب الشخصية السابقة في حوارات الراي والراي الاخر ومن خلال متابعة المشهد الحواري للمواقع الالكترونية لشعبنا فاني شخصيا في الوقت الذي ارحب فيه بكل نقد وراي مخالف لما ساعرضه من مواضيع ورؤى، وفي الوقت الذي اعتبرها جميعا اغناء للحوار وساراجع رؤيتي وموقفي بحسب ما تتضمنه هذه الحوارات من نقاط او ملاحظات ربما غابت عن بالنا او لم نعرها اهميتها وفي الوقت الذي اقدم فيه شكري وامتناني الخالصين لاصحاب كل مساهمة ترد من هذا القبيل وبغض النظر عن مصدرها وعن مقدار التقاءها مع ما ساطرحه، فاني اؤكد في ذات الوقت باني شخصيا لن اتعامل مع اي رد فيه ايا مما يلي:
اولا: الكتابات الملثمة، فشخصيا لا اتعامل ولا ارد (وفي الغالب لا اقرا) المقالات التي تاتي من اقلام ملثمة، واكرر ما سبق لي تاكيده ان الكتابة الملثمة تعني افتقار الكاتب لثقته بنفسه وبمحاوريه. الحوار اذا ما اريد له ان يكون ناضجا ومسؤولا يجب ان يكون صريحا وشفافا..
ثانيا: الكتابات المشخصنة التي تتوجه الى الكاتب وليس الى مضمون المقال او الرؤية.
ثالثا: الكتابات الساخرة التي قد تصلح للنشر في الصفحة الاخيرة من الجرائد ضمن استراحات القراء ولكنها لا تصلح ابدا ان تكون افتتاحية للجرائد او مقالات لصفحات الراي فيها.

القسم الاول: الانتخابات بين هوية التمثيل وحقه وواجب الشراكة الوطنية

يستعد العراق لاجراء انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة في اقليم، حيث حدد لاجراءها تشرين الاول ما لن يتم تاجيله. وفي ايار- حزيران من العام القادم ستكون هناك انتخابات برلمان اقليم كوردستان العراق. وستلحقها انتخابات مجلس النواب العراقي في مطلع 2010.
موضوع مقالنا هو حق تمثيل شعبنا في كل من المجالس المنبثقة عن هذه الانتخابات والية ممارسته. حيث الاسئلة الملحة تفرض نفسها: هل لشعبنا حق التمثيل (او كوتا) في هذه الانتخابات بحيث يضمن دخول ممثلين له في المجالس المنبثقة عنها؟ وهل هذه الكوتا، اذا وجدت، هي لخصوصيتنا القومية ام الدينية؟
الحقيقة المؤلمة والغير معروفة، او على الاقل الغير معترف بها، والتي يتم تغطيتها من قبل الكثيرين انه في كافة الانتخابات السابقة في العراق لم يكن لشعبنا، ولبقية الخصوصيات القومية والدينية الصغيرة، حق التمثيل بل كان له فقط حق الترشيح. وللحقيقة التاريخية فان الانتخابات الوحيدة التي كان لشعبنا فيها حق التمثيل كانت انتخابات برلمان اقليم كوردستان العراق لعام 1992 حيث خصص لشعبنا حينها وبقرار استثنائي من الجبهة الكردستانية (وليس بحسب قانون البرلمان) خمسة مقاعد للتنافس عليها بين مختلف قوائم شعبنا (في الحقيقة فان الممارسة، وليس نص قرار الجبهة الكردستانية، كانت انتخابات بخصوصية دينية مسيحية وليس قومية اشورية حيث شارك الاخوة الارمن في التصويت على القوائم المتنافسة لشعبنا).
واستذكر هنا الحوار الذي جرى حينها بيني وبين السيد يوناذم كنا في المركز الثقافي الاشوري في دهوك بعد توقيعه لقانون انتخابات البرلمان حيث حاججته بالقول ان القانون لا يحقق الحد الادنى من برنامج الحركة السياسي فهو لا يضمن حق التمثيل لشعبنا بل مجرد حق الترشيح.. فاجابني (ويا ليته لم يفعل) ان ادراك الفرق بين حق الترشيح والتمثيل يتطلب محام!! فما كان مني سوى الابتسامة فشر البلية ما يضحك.
وتاسيسا على ذلك فان ابناء شعبنا ممن دخلوا المجالس النيابية او مجالس المحافظات يكتسبون صفتهم التمثيلية لشعبنا بحكم انتماءهم اليه وليس بحكم قانون الانتخابات او الية دخولهم الى هذه المجالس.
ولسنا نذيع سرا ان الغاليية المطلقة من ابناء شعبنا في انتخابات مجلس النواب العراقي الاخيرة (كانون الاول 2005) قد صوتوا لقوائم وطنية وتحديدا القائمة العراقية والتحالف الكوردستاني.
بكلمات اخرى فانه اذا اعتمدنا لمن صوت الناخب الاشوري معيارا لمن يمثله في البرلمان (وهو المعيار السياسي والمنطقي السليم) فان غالبية شعبنا يمثلهم اعضاء قوائم وطنية غير اشورية.
اما على مستوى ممارسة هذا التمثيل فاني شخصيا لا اجد لشعبنا اي ممثل فعلي في البرلمان العراقي اعتمادا على ان ايا ممن يدعون هذا التمثيل لم يلتزم يوما التواصل والتفاعل مع شعبنا ومؤسساته السياسية والقومية للتحاور معها في الامور والمطالب السياسية القومية والوطنية ليتم نقلها الى داخل قبة البرلمان. والاستثناء الوحيد هو قيام الاخ ابلحد افرام في الاونة الاخيرة بالاتصال مع احزاب وقوى شعبنا لوضعهم في صورة قانون انتخابات محالس المحافظات. ارجو قبول اعتذاري سلفا وتصحيح الامر اذا كنت مخطئا واذا كان هناك تواصل وحوارات لم نسمع بها.
ومع سير مجلس النواب العراقي الى اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات ومع توارد التقارير من هنا وهناك عن تضمين القانون لمبدأ الكوتا للاقليات، بمعنى ضمان تمثيلهم والتي هي خطوة مهمة من حيث المبدا ونتمنى ان تتحقق في مختلف قوانين انتخابات مختلف المجالس البرلمانية والمحافظات وغيرها، فان هناك تساؤلات حيوية واساسية لا بد من التوقف عندها خاصة وانها تفاصيل قد تعرض المبدا الاساسي (مبدا ضمان تمثيل الاقليات ومشاركتها في المؤسسات التشريعية) للتشويه والتهميش وبالتالي الى عدم تحقيق الهدف الحقيقي من هذا المبدا.

هل الكوتا الممنوحة هي قومية للشعب (الكلداني السرياني الاشوري) ام دينية كمسيحيين؟
بحسب الانطباعات المتولدة من متابعة الامور (نتمنى ان تكون هذه الانطباعات خاطئة تماما) فان الكوتا هي على اساس الخصوصية الدينية، اي تخصيص مقاعد "مسيحية" في عدد من المحافظات مثل بغداد ونينوى وكركوك.
اذا ما صح هذا الامر (نتمنى ان لا يصح) فانه ضربة ساحقة وسابقة خطيرة في تمييع والغاء الوجود والهوية القومية لشعبنا في وطنه الأم خاصة وانه ياتي في مرحلة تاريخية مهمة ومحطة محورية في مسيرة تثبيت وجودنا القومي واستحقاقات هذا الوجود في احد بلدان الوطن الأم.
لا احد من ابناء شعبنا ينكر او يتنكر لمسيحيته التي هي مصدر فخر واعتزاز ليس لابناء شعبنا فحسب بل وللعراقيين جميعا وللتراث الانساني ككل بما يتضمنه تاريخ الفي عام من مسيحيتنا من نتاج فكري وعطاء انساني غني ووفير.
ولكن ذلك وعلى اهميته لا يبرر تمييع هويتنا وخصوصيتنا القومية التي تمتد لاكثر من سبعة الاف عام واستبدالها بهوية دينية مسيحية تذوب فيها خصوصيات وعناصر الهوية القومية.
انه قلق وتخوف جدي وتهديد حقيقي لا بد من التنبه اليه وعدم التسامح بشانه، وهو تهديد له عواقبه ومترتباته من حيث ان تمييع الهوية القومية واستبدالها بالهوية الدينية يعني تهميش المطالب السياسية وحصرها في اطار المطالب الدينية، اضافة الى اعتماد الكنائس ورجال الدين الية عمل تحقيق او المطالبة بهذه المطالب وقد اثبتت العديد من الكنائس ورجالاتها عدم اكتراثهم بمقومات الهوية القومية لشعبنا (وفي مقدمتها اللغة) مثلما اثبتت جهارا محاربتها لاية مطالب سياسية وقومية تتيح لشعبنا ممارسة ذاته وامتلاكه لمرجعيات مدنية وسياسية خارج جبة الكهنوت.
ومؤشرات جدية التهديد نتلمسها في الحملة التي لا يمكن ان تكون "بريئة" في ساحتنا القومية من تسويق وترويج لمصطلحات في هذا الاتجاه من قبيل "شعبنا المسيحي" و"احزابنا المسيحية" وما الى ذلك.
لا يمكن تبرير الامر بحملة الارهاب الاسلامي المتطرف ضد كنائسنا واكليروسنا، فهوية الشعب لا يعاد تسميتها وتوصيفها كرد فعل على ارهاب هو وليد مرحلة وظروف ينتهي بانتهاءها، وهو ما نتمناه قريبا. كما لا يمكن تبرير الامر باختلاف ابناء شعبنا على تسميته، فرغم كل الاختلافات والاراء هناك اجماع على تبني التسمية الشاملة.
ان الحد الادنى المطلوب من ابناء شعبنا تحت قبة البرلمان هو رفض تخصيص الكوتا على اساس ديني. اما اذا كانوا هم يقبلون بالامر (لا سمح الله) فعندها نقول: اذا كان صاحب البيت بالدف ناقرا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص.
كما نعتقد ان الحد الادنى من المواقف من احزاب شعبنا وقواه السياسية ان تاتي بموقف رافض موحد ومشترك بينها، فالامر يتجاوز الخلافات والاجتهادات وتباين الرؤى.
طبعا نكرر تمنياتنا ان الكوتا ليست دينية بل قومية، ونكرر تمنياتنا على اعضاء شعبنا في البرلمان انتباههم الى الامر ومنعهم له، ولكن ما اوردناه هو من قبيل الرؤية والتعامل مع سيناريو محتمل.

ماذا بعد الكوتا؟ وكيف ستكون الية تحقيقها في الانتخابات؟
نعتقد ان هناك اليتان لذلك وكما يلي:
الالية الاولى: ويتم فيها التنافس بين قوائم خاصة بشعبنا، ويتم التصويت من خلال ورقة انتخاب او صناديق اقتراع خاصة بشعبنا وبذلك تنحصر المشاركة في الترشيح والتصويت على ابناء شعبنا.
الالية الثانية: ويتم فيها الزام القوائم الوطنية المتنافسة بتضمين مرشحيها مرشحين من ابناء شعبنا مع الية قانونية تضمن دخولهم في المجالس. وهذه الية تقنية ممكنة وهي من مسؤولية مفوضية الانتخابات ولا نرى داعيا لتفاصيلها هنا كونها مسالة تقنية بحتة.

برايي المتواضع انه في الوقت الذي تحقق الاليتين اعلاه مبدا حق التمثيل فانه وبعيدا عن الشعاراتية والعاطفية فان الالية الثانية هي الافضل سياسيا ومعنويا لشعبنا وكما يلي:
الالية الاولى وبحكم قيامها بفصل شعبنا في الانتخابات من حيث الترشيح والتصويت ستزيد من تهميشه في رؤيته لنفسه او رؤية الاخرين له سواء من حيث حجمه الديموغرافي واصواته الانتخابية او في التفاصل التقنية للعملية الانتخابية (صناديق خاصة، اوراق خاصة، الخ..)
كما انها تحرمه من حق الادلاء برايه في القوائم الوطنية اي ان صوته يبقى محصورا في اختيار ممثليه ولن يؤثر في تشكيلة المجلس الاخرى. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لو منح قانون الانتخابات لشعبنا مقعدا او مقعدين في مجلس محافظة بغداد من مجموع 50 مقعدا فان شعبنا وبحسب الالية الاولى سينحصر تاثيره في اختيار من يشغل المقعدان ولن يؤثر او يشارك في اختيار الـ 48 مقعدا اخرى بان تكون توجهاتهم اسلامية ام لبرالية.
وفي المقابل فان القوائم الوطنية الكبرى لن تكترث بشعبنا ومطاليبه وطموحاته في برامجها الانتخابية وذلك بسبب ان اصوات شعبنا لا تشارك في المنافسة الانتخابية بين هذه القوائم..
وبعكس ذلك في الالية الثانية حيث تلتزم القوائم الوطنية تضمين شعبنا في ترشيحاتها وبالتالي تطوير برامجها بما يكسبها اصواته، وبذلك يكون لشعبنا صوته وتاثيره في توجهات التشكيلة النهائية لمجالس المحافظات.
ومن ناحية اخرى فان الزام القوائم الوطنية بتضمين قوائمها مرشحين عن الاقليات القومية والدينية المختلفة (اليزيدية، التركمان،الصابئة، الشبك اضافة الى شعبنا) هو مساهمة عملية في تجاوز الاحتقانات والصراعات والتخندقات القومية والدينية والمذهبية.
كما ان الالية الاولى تحصر عدد ابناء شعبنا في المجالس بالحد الادنى، في حين ان الالية الثانية في الوقت الذي تضمن فيه الحد الادنى لعدد ابناء شعبنا في المجالس فانها تتيح له امكانية عدد اكبر.
يضاف الى ذلك ماذا عن ابناء شعبنا في المحافظات التي ليس له فيها كوتا؟ بالتاكيد وبحسب الالية الاولى فانه سيشارك في التصويت على قوائم ليس له فيها ممثل، اضافة الى انه سيشارك في الانتخاب بطريقة مختلفة عن مشاركة ابناء شعبنا في المحافظات التي لنا فيها كوتا.
لقد سمعنا اصواتا ترفض الحكم الذاتي وتعتبره مطلبا عنصريا!! واصوات اخرى رفضته بذريعة اننا عراقيون!! فهل ستدعو هذه الاصوات الى الفصل القومي في الانتخابات ام الى المشاركة الوطنية؟ ننتظر لنرى.
نكرر ان تفاصيل ضمان التمثيل من خلال الالية الثانية هي تفاصيل تقنية من مهام مفوضية الانتخابات، كان يستثنى مرشحي شعبنا في القوائم الوطنية من العتبة الانتخابية ويتم اختيار من فاز على اعلى الاصوات والى ما ذلك من تفاصيل تقنية.
الى اللقاء في الاربعاء القادم مع: الحكم الذاتي والمادة 140

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا 16 تموز 2008 [/font]

188
البيان الصادر عن المؤتمر السنوي الثاني والعشرين لرابطة شبيبة كنيسة المشرق الاشورية

انعقد المؤتمر السنوي الثاني والعشرين لرابطة شبيبة كنيسة المشرق الاشورية في اميركا الشمالية للفترة من 3 الى 6 تموز 2008 في فينوكس، اريزونا (الولايات المتحدة) تحت رعاية كنيسة مار بطرس في فينوكس ضمن ابرشية غربي الولايات المتحدة.
شارك في مؤتمر هذا العام اكثر من 400 شاب من كافة الابرشيات الاربع في اميركا الشمالية (ابرشية شرقي الولايات المتحدة، غربي الولايات المتحدة، كندا، غربي كاليفورنيا). حيث شاركت لجان الشبيبة الكنسية للرعيات التالية من شمال اميركا:
1- مار كيوركيس – شيكاغو 2- مارت مريم – روزيل 3- مار اندراوس – ديس بلينس 4- مارت مريم – ديترويت 5- مار ماري – هاملتون كندا 6- مار بطرس – فينوكس 7- مار نرساي – سان فرانسسكو 8- مار يوسف خنانيشو – سان هوزي 9- مار اداي – تورلوك 10- مار زيا – موديستو 11- مار كيوركيس – سيريس 12- مارت مريم – لوس انجلس 13- ربان هرمز – سان دييغو
اضافة الى ممثل عن ابرشية استراليا ونيوزيلنده.
الكهنة المشاركون هم: 1- الخوراسقف داود روئيل – سان هوزي 2- الخوراسقف كيوركيس توما – ديس بلينس 3- الخوراسقف فردريك هرمز – فينوكس 4- الاب اوشانا كانون – سيريس 5- الاب قندو قندو – رعية مار يوسف – شاندلر 6- الاب كيوركيس بيث رشو – لوس انجلس 7- الاب وليم توما – روزيل 8- الاب بولص بنيامين – شيكاغو 9- الاب لورنس ناماتو – ديترويت

موضوع مؤتمر هذا العام كان: "كنيستي: عمود الحقيقة" والمستند على 1 طيماثاوس 15:3 ".. كنيسة الله الحي عمود الحق وقاعدته .." حيث تعرف شبيبة كنيسة المشرق الاشورية على التراث الايماني واللاهوتي والتاريخي الكبير لوالدتهم الروحانية، كنيسة المشرق.

التئم المؤتمر يوم الخميس 3 تموز، يوم تذكار مار توما الرسول، مع الاحتفاء بالقربان المقدس من قبل نيافة الاسقف مار ابرم خامس، اسقف ابرشية غربي الولايات المتحدة، حيث كان مناسبا انطلاق نشاطات المؤتمر بخدمة القربان المقدس في تذكار احد الرسل المؤسسين لكنيسة المشرق الاشورية.
القيت الاحاديث على مدى الايام الثلاثة اللاحقة، من الجمعة الى الاحد، من قبل الكهنة، الشمامسة والعلمانيين لاغناء الايمان المسيحي الاصيل لشبيبتنا التي تعيش اليوم في اميركا الشمالية.

وقد نالت الشبيبة المشاركة في المؤتمر تكريما خاصا صباح يوم السبت بتناول الفطور مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، الذي قدم من شيكاغو تحديدا لحضور المؤتمر ومنح بركاته الرسولية لكافة الشبيبة.
تحدث قداسته الى الشبيبة الاشورية عن اهمية نمو ايمانهم في مخلصنا يسوع المسيح من خلال كنيسة ابائهم، كنيسة المشرق الاشورية. وبالاضافة الى الاخلاص للايمان الرسولي للكنيسة، اكد قداسته على اهمية المحافظة على لغتنا وثقافتنا الاشورية الاصيلة، خاصة ونحن نعيش في بوتقة الانصهار الكبيرة للدول الغربية. حيث الى جانب ما نتمتع به من مختلف الخيارات المتاحة والحريات الممنوحة من الرب، فان هناك خطرا دائما بان اجيالنا القادمة ستنسى لغتها وهويتها الاشورية ككل.
كما حث قداسته، بالاضافة الى ذلك، الاباء على غرس الايمان المسيحي في قلوب اولادهم من الصغر، لانه في العائلة وتحت رعاية الوالدين يمكن لنا، واينما كانت اقامتنا، حفظ وتعزيز هويتنا المسيحية والاشورية.
في يوم الاحد، 6 تموز، شارك جميع الشبيبة في احتفائية القربان المقدس التي اقامها قداسة مار دنخا الرابع. وحيث ان رعية مار بطرس احتفت في هذا اليوم بتذكار الراحل مار يوسف خنانيشو فان اكثر من الف مؤمن تناول القربان المقدس من اليد المباركة لقداسة مار دنخا الرابع.

خلال المؤتمر، استعرض وناقش الشبيبة القضايا الحيوية المتعلقة بمستقبل وجودنا كاشوريين في وطننا التاريخي، العراق المعاصر.
ان هذا المؤتمر، مؤتمر شبيبة كنيسة المشرق الاشورية، يدعم وبقوة المطلب المشروع للالاف التي لا تحصى من الاشوريين القاطنين في منطقة سهل نينوى في العراق في الحكم الذاتي ضمن عراق ديمقراطي حر ومستقر.
ان حرصنا هذا ليس شانا سياسيا، بل انه حق وهبه الله للشعب الاشوري للاقامة والاحتفاظ بالوطن الذي يعود اليهم، فالكتاب المقدس والتاريخ يشهدان ان الاشوريين هم الشعب الاصيل للعراق.
ولذلك فان هذا المؤتمر يرفع صوته عاليا ويدعم جميع المساعي من طرف المجتمع الدولي والامم المتحدة من اجل تحقيق واقرار حق الاشوريين في الحكم الذاتي في منطقة سهل نينوى وضمانه دستوريا.
ان هذا الضمان لن يعيد للاشوريين في العراق كابناء اصلاء لذلك الوطن حقوقهم المفقودة منذ فترة طويلة فحسب، بل وسيساهم في بلوغ وتعزيز السلام والاستقرار والديمقراطية في البلاد.

ستتم استضافة المؤتمر السنوي الثالث والعشرين لرابطة الشبيبة لكنيسة المشرق الاشورية من قبل رعية مار يوسف خنانيشو، سان هوزي، كاليفورنيا في عطلة نهاية الاسبوع في الرابع من تموز 2009.

9 تموز 2008 [/size] [/font]

189
تصريح
[/b][/font][/size]

اجتمع في 13 و 14 حزيران 2008 ممثلون عن الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية في لقاء تشاوري غير رسمي بالقرب من شيكاغو، الينوي، في الولايات المتحدة الأمريكية. جاء هذا الأجتماع كمتابعة للزيارة التي قام بها قداسة البطريرك مار دنخا الرابع قبل عام الى قداسة البابا بنيدكت السادس عشر في روما. وقد استضافت كنيسة المشرق الآشورية الاجتماع في مدرسة مندلاين الكهنوتية في جامعة القديسة مريم، الينوي.

مثل كنيسة المشرق الآشورية الخوري كيوركيس توما، من رعية القديس مار اندريوس في ديس بلاينس، الينوي، الخوري ديفيد روئيل، من رعية مار يوسف في سان هوزي، كاليفورنيا، والأب وليم توما من رعية القديسة مريم في روزيل، الينوي. ومثل الكنيسة الكاثوليكية المونسنيور يوهان بوني عن المجلس البابوي لتشجيع الاتحاد المسيحاني. الاب رونالد ج. روبنسون، عن سكرتارية الشوؤن المسكونية والدينية في الولايات المتحدة الأمريكية، والأب توماس بيما، الأستاذ في مدرسة مندلاين الكهنوتية في جامعة القديسة مريم.
تسمية اعضاء وفد كنيسة المشرق الآشورية جاءت من البطريرك مار دنخا الرابع، فيما جاءت تسمية ممثلي الكنيسة الكاثوليكية من الكاردينال والتر كاسبر، رئيس المجلس البابوي لتشجيع الاتحاد المسيحاني.

تبادل الطرفان خلال الاجنماع وجهات النظر والمعلومات حول الاحداث الاخيرة في كنائسهم. وركز الطرفان بوجه خاص على المصاعب التي برزت في العلاقات بين الكنيستين الآشورية والكلدانية في الساحل الغربي من الولايات المتحدة. واولى المجتمعون اهتماما بالنشاطات السابقة للجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية ومستقبل هذا الحوار. كما اعطى المجتمون اهتماما بمختلف السبل التي يمكن من خلالها للآشوريين والكاثوليك العمل معا في المناطق التي لهم تواجد مشترك فيها، مثل تاهيل الاكليروس، اعداد مواد مشتركة للتعليم االمسيحي، ومشاريع مشتركة اخرى.
وقد منح المجتمعون اهتماما وافيا بالاوضاع المحبطة للآشوريين وبقية المسيحيين في الشرق الاوسط، وبخاصة في العراق، والسبل التي من خلالها يمكن لكنائسنا العمل مع بعض لدعمهم.
وتم صياغة الافكار والمقترحات المتعلقة بهذه القضايا ليتم تقديمها الى السلطات المختصة في الكنيستين لأتخاذ القرارات المناسبة. المجتمعون كانوا ممتنين لهذه الفرصة للتداول مع بعض حول الوضع الحالي، وخرج المجتمعون بامل ان الكنيستان ستسمران في ايجاد السبل المناسبة للنمو في الوحدة التي ارادها السيد المسيح.

في صباح الاحد 15 حزيران، شارك اعضاء اللقاء التشاوري في خدمة القربان المقدس التي اقامها قداسة مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، في كنيسة القديسة مريم العذراء في روزيل، الينوي. كما استقبل البطريرك اعضاء اللقاء على وجبة الفطور المقدمة بعد خدمة القربان.
وقد قدمت رسالة تحية من الكاردينال فرانسيس جورج، رئيس اساقفة شيكاغو، الى البطريرك.

19 حزيران 2008


190
الله والعالم: اولاد الله المضطهدون.. هو عنوان الفلم التسجيلي الذي ستقوم القناة الالمانية الاولى (ARD) بعرضه في الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت وسط اوربا (السادسة والنصف بتوقيت العراق) ولمدة نصف ساعة.
تم انتاج الفلم في شهر ايار المنصرم من قبل فريق تلفزيوني الماني متخصص بالتنسيق مع منظمة (كابني).
يستعرض الفلم جوانب عديدة من حياة شعبنا ومعاناته من الارهاب في الوسط والجنوب العراقي كما يرويها شهود عيان من ابناء شعبنا الذين تعرضوا لهذا الارهاب واضطروا للنزوح الى سهل نينوى واقليم كردستان طلبا للامن والامان.
كما يتضمن مقابلات مختلفة بشان الحلول لمعالجة اوضاع شعبنا وضمان وجوده ومستقبله في وطنه الام وليس اوطان الاغتراب والمهاجر.
مثلما يتحدث عن البرامج الانسانية التي يتم تقديمها لهم ومن بينها برامج منظمة (كابني).
الموسيقى التصويرية للفلم تتضمن مقاطع من موسيقى اغاني الفنان الاشوري الكبير شليمون بيت شموئيل.
يذكر ان القناة الالمانية الاولى يمكن استلامها على الساتالايت في العراق والشرق الاوسط ضمن قنوات هوت بيرد او القمر الاوربي.

القس عمانوئيل يوخنا

191
تصريح لمناسبة تكريمنا بجائزة الجمعية الدولية لحقوق الانسان

اكثر ما يزيد الام المتالمين عندما يشعرون ان الاخرين لا يشعرون بالامهم.
واكثر ما يزيد معاناة الشعوب المضطهدة عندما تشعر انها متروكة لوحدها في معاناتها.
وهذه كانت عبر القرون معاناة شعبنا الاشوري المسيحي في العراق..
معاناة والم واضطهاد ولكن بصمت..
بل وان قسما كبيرا من الراي العام الدولي لا يعلم اساسا باي وجود مسيحي في العراق رغم ان كنائسهم هي من اول الكنائس الرسولية المسيحية، ورغم ان وجودهم القومي والثقافي يعود الى عدة الاف من السنين.

شكرا للرب الذي يحقق وعوده بان لا يتركنا يتامى..
شكرا له وهو يواسينا ويشجعنا في معاناتنا في اوقات ووسائل يختارها بحكمته..
شكرا للجمعية الدولية لحقوق الانسان ولجميع المؤسسات الاخرى التي التزمت التعريف بمعاناة شعبنا في العراق. وشكرا لها لتكريمي بجائزتها السنوية، جائزة شتيفانوس.

انه يوم سعيد..
ولكنه يوم عمل جديد والتزام جديد، ليس فقط من اجل التعريف بمعاناة شعبنا بل ومن اجل انهاءها..
فنحن سعداء بمساعدة شعبنا ولكن سعادتنا اكبر عندما لن يكون شعبنا محتاجا لهذه المساعدة..

اهدي هذا التكريم الى الشعب العراقي عموما والى الشعب الاشوري المسيحي خصوصا الذي ورغم كل المعاناة وكل الارهاب الموجه ضده يبقى عاشقا للحياة ومتشبثا بالمستقبل في الوطن مع جميع ابناء العراق.
كما اهديه الى كافة المنظمات الكنسية والانسانية الشريكة والى زملائي منتسبي وشبكة عمل (كابني) الذين لولاهم لما امكن تقديم وايصال الدعمين المعنوي والمادي لشعبنا في محنته.
واهديه الى روح والدي اللذان كانا نموذجا انسانيا تعلمت منه العيش من اجل الاخر.

اشكر قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، الذي كان لي ابا ومعلما.
واشكر بوجه خاص عائلتي، زوجتي واطفالي، الذين كانوا صبورين معي ومشجعين لي،  فلولا قلبهم الواسع وصبرهم وتشجعيهم لما كان ممكنا لي الاستمرار فيما يساعدنا الرب على تحقيقه من اجل شعبنا.
لنصلي ونعمل معا من اجل:
السلام في العراق وفي كل المناطق..
العدالة والمساواة بين جميع الشعوب والبشر..
الانسان ليكون، كما اراده الرب، القيمة العليا..

القس عماوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني
المانيا في 22 نيسان 2008

للاطلاع على النص الرسمي للتصريح:
بالسريانية:
http://capiraq.org/Statement_Sy.pdf
بالعربية:
http://capiraq.org/Statement_Ar.pdf

شكر وتقدير،
يشرفني ويسعدني ان اتقدم بالشكر والتقدير لكل المهنئين بنيلنا هذا التكريم وفي مقدمتهم قداسة ابينا البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، والاخوة الكهنة ومؤسسات وشخصيات شعبنا ممن قدموا تهانيهم سواء بالاتصال الهاتفي او البريد الالكتروني او النشر على مواقع الانترنت.
ادعو الرب ان يمنحنا بصلواتهم بركاته ونعمته لتقديم ما يمكن لنا تقديمه من عون لشعبنا في معاناته.
يذكر ان الجمعية الدولية لحقوق الانسان في المانيا كانت قد اعلنت منحها هذه الجائزة في اجتماعا السنوي في مدينة بون يومي 11 و12 نيسان 2008 حيث اعلن ذلك السيد كارل هافن رئيس الجمعية واورد اسباب الاختيار تقدير الجمعية لما نقوم به من دعم لمسيحيي العراق وهم يعانون من الاضطهاد والمعاناة.
 
[/size][/font]

192
في الاعادة افادة

نشر الاخ حبيب تومي مقالا بعنوان (معاناة شعبنا الكلداني من بريمر الى اليوم) تعرض في قسم منه الى ما ورد في تعقيبي على الحركة الديمقراطية الاشورية بشان مؤتمر فرانكفورت للقوميات والاديان الصغيرة في العراق.
في مقاله لم يات السيد تومي بشيئ جديد مختلف او متطور عن ما سبق له ايراده في مقال سابق موجه الي بعنوان (حتى انت يا قس عمانوئيل) كان قد نشره قبل عام (بحسب ما اتذكر).
في المقالين يطالبني الاخ حبيب ان اكتب بخلاف ما اقتنع بشان وحدة شعبنا.
فانا مقتنع بالمطلق اننا شعب واحد، ولنا، وبسبب عوامل واحداث تاريخية، ليست موضوع بحثنا، تسميات متعددة: الاشورية، الكلدانية، السريانية.
شخصيا، وبسبب نشأتي وبيئتي الثقافية والقومية استعمل والتزم التسمية الاشورية للدلالة على الجميع، بمعنى انها تسمية تساوي وتحوي التسميتين الاخريتين.
وكذا الامر بالتسمية الكلدانية في حال استعمالها من قبل ابناء شعبنا حيث اجد نفسي فيها.
وكذا التسمية السريانية.
وهذه قناعة مغايرة لقناعات الاخ حبيب الذي يبدو ليس مقتنعا باننا شعب واحد فلذلك لا يستطيع الكتابة او القول بالتسمية الكلدانية المفردة كتسمية يجد فيها الاخ حبيب اخيه الاشوري او السرياني.
انا لست اناقش قناعات الاخ حبيب لاني ارى هدرا في الجهد والوقت مناقشة هذا الامر الذي بات الجميع متفق على وضعه وراءنا والانطلاق نحو الامام لتثبيت حقوق شعبنا الدستورية في الحكم الذاتي وبما يضمن وحدة شعبنا ووجوده وديمومته في الوطن.
ولكني فقط اتمنى على نفسي اولا وعلى الاخ حبيب وجميع الزملاء والكتاب ان نحترم قناعات بعضنا برغم اختلافاتها، فالاختلاف امر طبيعي. وعندما تكون قناعاتنا مختلفة في امر ما فيكون من المفيد ان نجد ارضيات مشتركة للعمل، فليست الاختلافات وحدها موجودة بيننا، بل هناك قواسم وارضيات وطموحات مشتركة.
كما اعاتبه عتابا اخويا بروح المحبة انه خلط بيني وبين الاخ عمانوئيل خوشابا، نائب الامين العام للحزب الوطني الاشوري، الذي هو اخ وصديق له من المساهمات القومية الكثير مما يفوق مساهماتي وشخصيا تعلمت واتعلم منه الكثير، حيث يبدو ان "حمية" الاخ حبيب واندفاعه خلط الاسماء والاحداث عنده.

واخيرا فانه وعملا بالحكمة التي كنا نسمعها ونحن تلاميذ في الابتدائية انه في الاعادة افادة، فاني اعيد نشر النص الحرفي لمقالي الذي نشرته في حينها وتضمن ردي على موقف مماثل من الاخ حبيب، فربما فات الاخ حبيب او اخوة اخرين قراءته. فرغم الاختلاف في الاحداث الا ان الامر هو ذاته وكما اوضحته في الاسطر اعلاه.

نص مقالي السابق المنشور قبل عام..

التسمية: بين (الى الوراء در) و(مكانك راوح) و(الى الامام سر)

منذ نشري لمقالي الموسوم (قراءة اشورية في الدستور الكردستاني) وردت عدة ردود او تعقيبات على مضامينه.
البعض منها كان مباشرا صريحا، والبعض الاخر اشارات بين الاسطر والمقاطع.
البعض منها كان مقالات كاملة، والبعض الاخر ردودا جزئية ضمن مقال اوسع.
البعض منها جاء مكتوبا، والاخر شفاها في غرف الدردشة والحوار.
البعض منها نشر باسم صريح بما يعنيه من دلالة على ثقة الكاتب بنفسه ورأيه واعتزازه باسمه.
فيما البعض الاخر نشر متخفيا تحت عباءة الاسماء المستعارة بما يعكسه من عدم الثقة بالنفس وضعف الحجة وعدم القدرة للحوار الشفاف والمسؤول. فالاسم المستعار يتيح لصاحبه القذف والذم ومن ثم الهروب والتنصل.
انهم الملثمون يلاحقون حرية الانسان والفكر في فضاء الانترنت ليكملوا بذلك ارهاب رفاقهم وسادتهم ملثمي القنوات الفضائية وليصب جهدهم في نهايته في خدمة الملثمين من ممارسي الارهاب ضد الانسان وحريته في الوطن العراقي الجريح وبقية الاوطان التي ابتلت بآفتهم.
عزائي نحو هؤلاء وهم يتوجهون الي من وراء قناعهم بسبابهم وبما ينضح به اناءهم هو الالاف من ابرياء العراق ممن راحوا ضحايا الارهاب في اوسع مدياته المتمثل بالاقتصاص بالقتل والتصفية لكل مخالفي الراي.
فالى مخالفيني الراي ممن نشروا باسمهم الصريح كل الاحترام والتقدير..
والى الملثمين تحت عباءات الاسماء المستعارة اتوجه بالدعاء من اجل مغفرتهم، وداعيا الرب لينير بصيرتهم وعقلهم وقلبهم ويمنحهم الثقة بالنفس وعزتها وكرامتها.

في هذا المقال ساتوجه بالرد والتعقيب على ما ورد من ملاحظات وتعقيبات مخالفة لمقالي ومضامينه بروح من الاخوة والمحبة ولاحترام وبعيدا عن التشنجات وردود الافعال والاساءات فتلك ليست من شيمي واسلوبي في الحوار الذي اريده دوما غنيا بمضمونه ومتمدنا باسلوبه.
لم يكن لي يوما وليس لي اليوم ولن يكون لي يوما اية مشكلة في وجود الراي الاخر ما دام التعبير عنه يتم باحترام متبادل للذات والمقابل ولعقل القارئ ، وما دام الحوار شفافا وموضوعيا ومسؤولا وبعيدا عن الشخصنة.
فالتنوع والتعددية هما قانون الخليقة.. مثلما الحوار هو قانون التطور واساسه.
والمجتمعات التي حاولت انظمتها فرض لون واحد او عقيدة واحدة او راي واحد كانت نتيجتها انها تخلفت عن مسار الشعوب الحية وباتت تعيش خارج التاريخ.. وهذا ما لن ارضاه لشعبي الذي اعطى للحضارة الكثير من الابداع واغناها بمساهماته التي تشهد عليها متاحف ومكتبات جميع الاوطان والامم والشعوب.

وحيث ان الردود تضمنت عدة محاور، لذلك فان تعقيبي سيتضمن عدة محاور ايضا، وكما يلي:
اولا: التسمية: بين (الى الوراء در) و(مكانك راوح) و(الى الامام سر)..
حيث كان هناك موقفان او فريقان لا يتفقان معي كما لا يتفقان مع بعضهما.. الم اقل لكم ان الحياة متنوعة وغنية؟

الفريق الاول، وهو فريق (الى الوراء در) والذي يريد اعادة عجلة "الحوار" الى نقطة انطلاقها قبل اكثر من عامين، ويريد بنا العودة الى نقطة الصفر والمربع الاول.
وقد عبر عن رأيه كتابة من خلال ردود متعاقبة للاخوة هنري بدروس كيفا، الشماس كيوركيس مردو وحبيب تومي واخرون ممن تمحور رفضهم ومخالفتهم للراي على استعمالي التسمية الاشورية في المقال وفي الاشارة الى الحكم الذاتي الاشوري في سهل نينوى، متهميني بالعنصرية وغيرها من النعوت، وبتجاهلي وتشويهي للحقيقة عمدا لان سهل نينوى وقصباته بعضها كلداني والبعض الاخر سرياني، وفي الحالتين ليست اشورية، فالاشوريين يقتصر وجودهم في سهل نينوى بقرى صغيرة استقرت بالامس هناك بعد الحرب الاولى!!
اقول:
ان نقطة الانطلاق هي في المبدأ والقناعة التي يمتلكها الانسان وهو يناقش الامور ويحكم عليها.
القراءة المؤدلجة للامور والتي يقوم فيها القارئ باسقاط احكامه وقناعاته على ما يقرأ نازعا النص من سياق واطار قناعات الكاتب هي قراءة مجحفة بحق الكاتب وما كتب، وبالتاكيد ستقود الى استنتاجات خاطئة.
فالاخ حبيب، مثلا، يحمل اقوالي ما لا تتحمله وذلك باسقاطه قناعاته، التي هي غير قناعاتي، على مضامين مقالي وصياغته وليستنتج بالتالي استنتاجات غير صائبة.
الاخ حبيب الذي يؤمن بقوميتين احداهما كلدانية والاخرى اشورية (وهذا ما يخالف كليا ايماني وقناعتي) يستنتج من قولي بالحكم الذاتي الاشوري في سهل نينوى اني اقول ان القرى الاشورية  الصغيرة في شرفية ودشقوتان وعين بقرى ورغم حجمها المتواضع جدا واستقرارها الحديث جدا فانها فرضت ذاتها وهويتها على القوش وتللسقف وغيرها من القصبات والمدن الكلدانية العامرة عبر التاريخ في السهل وبعضها منح الارض للسكن والزراعة للقرى الاشورية (كما في حالة دير القوش ومنحه الارض لشرفية)!!!!
عزيزي حبيب.. حيث ان قناعتي وايماني يختلفان من حيث المبدا والمنطلق والاساس عن قناعتك وايمانك فان استنتاجاتك لا تصح ولا يحق تحميلي اياها..
انا مقتنع تماما ومؤمن حتى النخاع ان ابناء القوش وشرفية وتللسقف وعين بقرى وباقوفا وكرنجو وتلكيف ودشتقوتان وبغديدى وبيروزاوه وكرمليس وكرماوة وبرطلة وبعشيقة هم جميعا ابناء شعب واحد وقومية واحدة وامة واحدة وهوية واحدة وتاريخ واحد ومصير واحد ..
وهذا يعني بالضرورة انه ليس هناك من فرض لهذا على ذاك او صهر لهذا في ذاك او اقصاء من هذا لذاك.
واذا كنت انا قد استخدمت التسمية الاشورية للدلالة على هذا الشعب الواحد وعلى حكمه الذاتي فذلك لاني اؤمن بالتسمية الاشورية وبانها تساوي وتحوي وتعبر عن التسميتين الكلدانية والسريانية ايضا.
مثلما تعبر التسمية الكلدانية بحسب فهمي لها وتعاملي معها على انها تساوي وتعبر وتحوي التسميتين الاشورية والسريانية. وكذا الامر بالنسبة للتسمية السريانية.

لم اكن لاتهمك عزيزي حبيب بما اتهمتني به لو انك كتبت وطالبت بحكم ذاتي كلداني في سهل نينوى او صبنا او نهلة او برواري بالا، لاني ساجد فيك انسانا وحدويا مؤمنا بوحدة شعبنا بتعددية تسمياته وانك تستخدم التسمية الكلدانية للدلالة على هذا الشعب..
وذات الامر لو كتب السيد هنري بدروس ودعا الى حكم ذاتي سرياني لشعبنا في سهل نينوى او زاخو او   صبنا او برواري بالا.

دعني اعطي لكم مثالا اخر..
انا لن استنكر او اصدر ايضاحا رافضا لو ان احد كتابنا كتب عن موقع عنكاوة بالقول مثلا: (احد الكتاب الكلدان لموقع عنكاوة هو القس عمانوئيل يوخنا وتتميز كتاباته انها طويلة مملة مزعجة).
ولكنه يبدو لي، ارجو تصحيحي اذا اخطأت القول، انك ستستنكر وتصدر ايضاحا لو ان احد الكتاب قال: (احد الكتاب الاشوريين لموقع عنكاوة هو الاستاذ الجليل حبيب تومي الذي تتميز كتاباته بالموضوعية والسلاسة والقدرة الفائقة على التحليل). واعتقد انك ستفعل ذات الشيئ لو ان احدهم قدمك على انك كاتب سرياني.
وذات الشيئ لو ان احدهم سماني سريانيا فلن احتج واعترض واستل سيف قلمي وانزل لساحة جهاد حربنا الاهلية: حرب التسمية.. ولكن يبدو ان السيد هنري سيجول ساحة الوغى هذه لو ان كاتبا قدمه على انه اشوري او كلداني.

هل ادركتم احبتي وجه الفرق بين رؤيتينا؟ انه واضح وبسيط ولكنه جوهري ايضا..
فانتم لا تشعرون بالانتماء الى جميع هذه التسميات والاعتزاز بها، بل كل منكم يشعر بالانتماء والاعتزاز للتسمية الوحيدة التي ترعرع فيها.
شخصيا في الوقت الذي اعتز بالتسمية التي ترعرعت فيها واستعملها في حياتي الخاصة وكتاباتي، فاني في ذات الوقت وبذات المقدار اعتز واشعر بالانتماء الى التسميتين الاخريتين ايضا وافهمها عند قراءتهما او سماعهما بانهما تشيران الي واجد نفسي فيهما دون اية حساسية او شعور بالانتقاص من اشوريتي.
ان جذر الاشكالية هو انكم غير مقتنعين داخليا بان الكلدان والاشوريين والسريان شعب واحد، فلذلك تستصعبون اطلاق التسمية الكلدانية او السريانية للتعبير عن مجموع شعبنا، وتاسيسا على ذلك فانتم لا تستطيعون استيعاب قيام الاخرين (من المؤمنين بالوحدة) بما هو صعب عليكم القيام به (لانكم غير مقتنعين في اعماقكم بوحدة شعبنا)، وتطبيقا وتعميما من قبلكم لهذا الاستصعاب فانكم تدعوني وغيري من الاشوريين المؤمنين بالوحدة الى عدم استخدام التسمية الاشورية كتسمية لشعبنا، وان استعملناها فنحن بنظركم عنصريون ومتهمون وجناة!!
بل واتوقع ان تدعوا الكتاب الكلدان او السريان المؤمنين بالوحدة الى تفادي استعمال الكلدانية او السريانية كتسميات للتعبير عن شعبنا وبعكسه فهم، بنظركم، كتاب كلدان او سريان عنصريين!!

اذا كان فينا من له خلل او ضعف في قناعته بوحدة شعبه ولذلك يصر على خنادق التسميات وفرزها بما لا يمكنه من قراءة او فهم او استعمال ايا من هذه التسميات للدلالة والتعبير عن التسميات الاخرى، فليس من حقه ان يفرض ذلك على من يؤمن بوحدة شعبنا وتعددية تسمياته وبان ايا منها تساوي وتحوي الاخريتين، وان كلا من ابناء الشعب الواحد يمكن له استعمال التسمية التي تربى وترعرع فيها دون ان يعني ذلك اساءة او انتقاص للتسميات لاخرى.

لم افرض او اشترط على الاخوة من كتاب ومثقفين وسياسيين كلدان او سريان مؤمنين بوحدة شعبنا وهم كثر، بل هم الاكثرية مقابل اقلية لا تؤمن بوحدة شعبنا، ان يستخدموا التسمية الاشورية شرطا او معيارا لمصداقية دعواتهم ومواقفهم الوحدوية.. فلماذا يسعى البعض ان يشترط علي او على غيري من الكتاب الاشوريين الذين لا غبار على مواقفهم وقناعاتهم الوحدوية بانهم إما أو.. فإما ان لا نستخدم التسمية الاشورية، أو اننا عنصريون!! أو في افضل الاحوال فاننا نناقض ذاتنا!!!

اين الخطا ان يقوم كاتب بالكتابة، على سبيل المثال، عن قرى ومدن شعبنا ويقول هناك قرى وقصبات اشورية عديدة في صبنا مثل سرسنك وبادرش وارادن ودهي وداوودية واينشكي وبيباد وديري وكوماني.
هل سيكون الكاتب عنصريا اشوريا بحسب تصنيفكم ايها الاحبة؟
ام ان عليه تقديمها بصنفين احدهما كلداني والاخر اشوري.. وان فعل ذلك فهل عليه تصنيف كوماني الى شطرين كوماني اشورية واخرى كلدانية (انا هنا لا اتحدث عن مجمع كوماني من قرى نيروة التي تم اسكانها في كوماني، بل عن كوماني التاريخية حيث فيها عوائل كلدانية واخرى اشورية!!).
وذات الشيئ لو ان كاتبا قال ان للشعب الكلداني قرى وقصبات كثيرة في صبنا بينها سرسنك واراذن والخ..
فهل سيتم تخوينه وتجريمه من الاشوريين، وربما من قبل الاخ حبيب ايضا باعتبار ان الكاتب كلدن سرسنك وهي اشورية!!
وماذا لو ان كاتبا سريانيا تحدث عن القرى والمدن السريانية في الاقليم وذكر عنكاوة وشقلاوة وديانا وغيرها!!

احبتي.. الانسان المؤمن حقا بالوحدة سيعيشها في وجدانه وسلوكه اليومي ولن يشعر بالحساسية تجاه اي من التسميات ما دامت تطرح على انها تسمية من تسميات شعبنا الواحد الموحد.
الشعور والايمان بالوحدة ليست مجرد شعارات رنانة بل ممارسة وجدانية وسلوك حياتي..
لقد اصر نيافة الاسقف مار باوي، على سبيل المثال، على الادعاء ان احد اسباب تمرده على الكنيسة ومحاولة شقها وشق ابناءها وهدر جهدهم وطاقاتهم هو انه يؤمن بالوحدة القومية لشعبنا بكل تسمياته، حسنا ولكننا وفي مقابلة تحريرية معه (وليس شفاهية حيث ربما اللسان يخون الانسان) ومنشورة على هذا الموقع نجده يقول باننا شعبين احدهما كلداني والاخر اشوري، حيث يرد النص التالي حرفيا: (اتمنى ان يبادروا بعملية معاكسة ويدعوا الى التفاهم والتعاون بين شعبينا الاشوري والكلداني.) عندما يساله محاوره السيد عادل بقال السؤال التالي: (ماذا يستطيع مطارنة ورجال دين والكنائس والجالية الكلدانية العمل لمساعدتك؟)

يبدو ان هناك اخرون مثل نيافته ممن يدعون الايمان بوحدة شعبنا ولكن قناعاتهم الحقيقية هي غير ذلك ويظهروها بين حين واخر، بشكل او باخر، من تعبير صريح كالذي لنيافته او مبطن عبر التشنج والحساسية من استخدام احدهم تسمية معينة من تسميات شعبنا (كما هو حالكم معي ايها الاحبة حبيب والشماس كيوركيس وهنري).

الى متى نبقى نجلد ذاتنا؟
الى متى نبقى نغلق عقلنا وبصيرتنا عن فهم حقيقة بسيطة واضحة باننا شعب واحد وله ثلاث تسميات وليس من اشكالية في ايراد اي منها للتعبير عن الجميع؟
ان قبول هذه الحقيقة وممارستها وهضمها وتحرير الذات والعقل من الحساسية والسلبية تجاه التسميات التي يستعملها ابناء شعبنا كل حسب البيئة التي ترعرع فيها هي الخطوة الاولى نحو هدفنا الذي نامل ان تحققه اجيالنا القادمة بالاتفاق على اعتماد تسمية واحدة ايا كانت: كلدانية ام اشورية ام سريانية فذلك سيكون شانهم وقرارهم ومصلحتهم ومستقبلهم.
الى متى نبقى مستنفرين قوانا وسلاحنا في هذا الاحتقان التسموي؟

بالله عليكم ايها الاحبة هل تريدون مني ان اعنون مقالي:
قراءة (كلدانية اشورية سريانية) في الدستور الكردستاني
ج3: هل للحكم الذاتي (الكلداني الاشوري السرياني) فرصة؟
وبعكسه فاني انسان اشوري عنصري متعصب متشنج متزمت صلب حاقد اجتثاثي اقتلاعي مهووس واعيش خارج التاريخ واهرب وراء الاوهام والسراب وان تعنصري لا بد وان يتفتت ويندحر امام الصخرتين الكلدانية والسريانية مثلما تفتت واندحر كل المتآمرين على الوجودين الكلداني والسرياني.. والى اخره من التهم الجاهزة والمعبئة مسبقا والتي ربما نستطيع تخمين تاريخ تصنيعها ولكن ليس لها تاريخا تنتهي معه صلاحيتها.. انها التهم الجاهزة للاطلاق في اية لحظة وضد كل مخالف للراي..

التسمية الشاملة لشعبنا وتقديمه على انه (كلداني اشوري سرياني) هي تسمية دستورية لضمان وحدة شعبنا امام القانون والتشريعات وما يترتب ليها. ولكنها ليست تسمية حياتية لنا كابناء لهذا الشعب في حياتنا اليومية مع عوائلنا ومحيطنا، او في كتابات كتابنا ومثقفينا فليس معقولا او منطقيا ان نطالبهم بعدم ايراد اية تسمية مفردة في مقالاتهم بل بايراد الثلاثة مجتمعة، او لمؤسساتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية واعادة تسمية كل منها بالـ(الكلداني الاشوري السرياني).

صدقوني لو ان احدكم او غيركم من الكتاب نشر مقالا بعنوان قراءة كلدانية او سريانية في الدستور الكردستاني ما كنت وما كان ايا من المؤمنين بوحدة شعبنا اعترض على عنوانها، بل كنت وكان غيري سيقراها ويتعامل مع مضمونها على انها قراءة تخصه وكان سيحدد موقفه منها اتفاقا او اختلافا اعتمادا على ما فيها من مضامين وليس لانها قراءة كلدانية او سريانية.
ليس المطلوب باسم الوحدة، بالاحرى باسم الادعاء بها، ان نشكك باي من التسميات واستخدامها، او نطالب عدم استخدام هذه او تلك والا فالويل كل الويل..

عفوا.. فهذه هي قناعتي وهذا هو ايماني الذي اعكسه والتزمه في مواقفي ومقالاتي.
وعفوا اذا كان هناك من له حساسية من هذه التسمية او تلك.. او من كان متزمتا بهذه التسمية او تلك.. ويصر على اسقاط  قناعاته وحساسياته وتزمتاته على مضمون مقالاتي ومواقفي..
ان تجربتي وثقافتي القومية من جهة ورؤيتي وفهمي لواقعنا القومي والوطني من جهة اخرى وشعوري بالمسؤولية تجاه مستقبل شعبنا واجياله قد حصنتني جميعا ووفرت لي المناعة من الاصابة بداء الحساسية التسموية والتي تجعل المصاب بها سلبيا من اية تسمية من تسميات شعبنا يستعملها ابناء شعبه ما دامت ليست التسمية التي ولد وترعرع هو فيها.
ولن ابخل جهدا ومسعى في تحصين الاخرين من الاصابة بهذا الداء ايضا.
ولن اتنازل او اغير قناعتي بوحدة شعبي التي اؤمن بها وامارسها.

اما الموقف الرافض الاخر لموضوعة التسمية في مقالاتي فهو موقف (مكانك راوح) وهو الموقف الذي لم يستطع ان يتحسس او يقيم حصاد بيدره بعد موسم حصاد الدستور العراقي وبقي مراوحا في مكانه ومكررا ذات الحجج والدعوات التي اطلقها في معركة الدستور العراقي من معارك حربنا الاهلية، حرب التسمية.
هذا الموقف جاء، وكما كان متوقعا، من احبتي الاشوريين المتزمتين بالتسمية الاشورية كتسمية قومية وحيدة ومنفردة لشعبنا والمطالبة بها في الدستور دون ان ينسوا تخوين من لم يلتحق بدعوتهم (وبينهم كاتب المقال) بتهم انكار الوجود!! وبيع الذات!! وغيرها مما لا يليق بفريق يفتخر بالانتماء الى شعب كانت جل عطاءاته في مجالات الفكر والثقافة والاداب والفنون، وهي تهم لا تستحق منا الرد عليها بقدر التأسي والتأسف على قائليها.

هذا الفريق يصر على تحويل الموضوعة السياسية للتسمية الدستورية لشعبنا الى دروس في التاريخين القومي والكنسي دون النظر الى حقائق الواقع القومي والذي يبين بوضوح ان هناك رفضا واسعا للتسمية الاشورية المفردة من ابناء شعبنا ممن يستخدموا التسميتين الكلدانية والسريانية، مثلما يصر هذا الفريق على الافتقار للمسؤولية والحكمة التي يجب ان يتحلى بها صناع القرار.
اعضاء هذا الفريق لا يريدون تصديق ان لشعبنا مشكلة داخلية موروثة هي مشكلة التسمية.. انهم يصرون على انها مشكلة مستحدثة في السنين الاخيرة من قبل "الاعداء الخارجيين والتاريخيين" للامة.. وهذا التبسيط والتسطيح للمشكلة يرضيهم تماما ويحقق لهم السكينة مع النفس وراحة الضمير..
فمن ناحية ومن خلال هذا التسطيح ينكرون وجود المشكلة ويؤكدون لانفسهم ويقنعونها ان الشعب كل الشعب، من طورعبدين والجزيرة الى زاخو وصبنا وسهل نينوى والى اورمية، مؤمن بالتسمية الاشورية ويتبناها!! مثلما هو، لانفسهم، مثال اخر وشاهد حي على المؤامرة لتاريخية والمستمرة ضد شعبنا من ايام ابينا ابراهيم!!!
اعضاء هذا الفريق لا يفرقون بين صفوف التاريخ وصفوف السياسة في جامعة الحياة القومية.
انهم طلاب مجدون ومجتهدون في صفوف التاريخ ودروسه، وبسبب تفوقهم فيه فانهم يريدونه صفا ودرسا وحيدا في الحياة السياسية بكل تفاصيلها.
انهم اوفياء مخلصون لتفاصيل التاريخ واحداثه اكثر من وفاءهم وحرصهم على مستقبل الشعب ووجود اجياله وحقوقه.

ليست مجرد مصادفة ان يكون معظم منظري واعضاء هذا الفريق من المهجر الاشوري حيث تسود اللغة الشعاراتية والافتقار الى المسؤولية والتهرب من تحمل تبعات المواقف على مستقبل الامة..
يلتحق بهذا الفريق ايضا ابناء شعبنا ممن عاشوا في حياتهم الشخصية ومحيطهم بيئة قومية وثقافية واجتماعية ذات لون واحد من حيث التسمية، كما هو الحال مع ابناء شعبنا في ايران او في الخابور (سوريا) حيث التسمية الاشورية هي التسمية الوحيدة التي عاش وترعرع فيها هذا المحيط ومؤسساته القومية.
وحيث ان لا جديد في مواقفهم فكريا او محاججاتيا (فهو موقف مكانك راوح) فاني لن اضيف لما سبق لي مناقشته ومحاججته معهم في المعركة السابقة في هذه الحرب العبثية والتي كانت حلبتها انذاك الدستور العراقي.
واكتفي باحالتهم لقراءة ما سبق لي كتابته ونشره في هذا الصدد وتحت عنوان (حربنا الاهلية.. حرب التسمية) حيث يمكن لهم اعادة قراءة ما فيه على الرابط التالي:
www.capiraq.org/Books/Civil_War.pdf

النقطة الوحيدة التي اريد اضافتها هنا لهؤلاء الاحبة هي ان الدستور العراقي والكردستاني اثبتا صحة توقعاتنا بان واضعي الدستور لن يتبنوا دعوتكم بالاقتصار على التسمية الاشورية ما دام هناك مجموعة سكانية حية تعرف نفسها بالكلدانية وتريد من الدستور ان يعكس حقيقة وجودها جزءا من النسيج العراقي.
اذا كنا مستعدون منحكم الحق في ممارسة حقكم بالمطالبة حينها حيث الدستور كان يتشكل من فراغ او شبه فراغ، فانه من حقنا اليوم ان ندعوكم لامتلاك "الروح الرياضية" (اذا جاز التعبير) وقبول نتيجة المبارزة بان الدستور ضم التسميتين الاشورية والكلدانية..
انكم امام خيارين:
اولهما الابقاء على هذا الواقع التقسيمي والذي يقر بان الاشوريين والكلدان شعبان مختلفان كما هم العرب والكرد والتركمان والارمن!!! (ولا نعتقنكم تقبلون ذلك مطلقا)
ثانيهما ان تدعموا مواقف وجهود توحيد شعبنا دستوريا عبر التسمية الشاملة لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) كونها تعكس حقيقة وحدة شعبنا، وبعد ان نضمن جميعا هذه الوحدة الدستورية فليبشر كل منا بشارته ورؤيته لاي من هذه التسميات على انها التسمية الصحيحة ولنثق باجيالنا المستقبلية وبانهم سيتفقوا على ما يجدونه سليما ومناسبا لهم..
دعونا نوفر لانفسنا ولاجيالنا القادمة اطار واجواء الحوار من خلال تامين الحد الادنى من الاتفاق والوحدة على اننا شعب واحد في الوثيقة الدستورية.
اذا كان البعض يريد ان يعود الى نقطة الصفر في هذا الجدل والسجال العبثي فاننا نقول معذرة ايها الاخوة فنحن نحو المستقبل متوجهون لاننا للحياة عاشقون.
اننا ندعوكم جميعا للالتحاق بمسيرة السير الى امام..
اننا ندعوكم للالتحاق بفريق (الى الامام سر)، فهو فريق من يريد الحياة ويتطلع الى المستقبل.
انها دعوة مفتوحة للجميع ومن اجل الجميع.

القس عمانوئيل يوخنا[/size][/font]

193
الاخوة الاحبة في ادارة وزوار موقع عنكاوة
كما هو معلوم لزوار الموقع اني انشر ومنذ سنوات على موقعنا الرائد، موقع عنكاوة، باسمي (Qasha Youkhana).
واليوم صباحا نشرت البلاغ الختامي لمؤتمر القوميات العراقية في فرانكفورت.
ولكني لاحظت قبل قليل ان هناك شخصا اخر باسم (Father Emanuel Youkhana) وهو اسمي الكامل بالانكليزية، قد نشر على الموقع ذات البلاغ.
ولاحظت انه قد قام بالتسجيل هذا اليوم مساء حيث نشر البلاغ.

صحيح ان ما نشره اليوم هو ذات البلاغ الذي قمت بنشره، ولكني ارى ضرورة واهمية في التنويه باني لست من نشر بهذا الاسم، واني انشر على موقع عنكاوة فقط باسم (Qasha Youkhana).
وعليه ومن الان اود التنويه اني لست مسؤولا عن ما سينشر في موقع عنكاوة باسم (Father Emanuel Youkhana).
وارجو من ادارة الموقع الانتباه الى هذا الامر ومعالجته.

والرب يبارك..

القس عمانوئيل يوخنا



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

عنكاوا كوم حذفت المشاركة المذكورة من الموقع

ادارة الموقع


194
الأقليات الأثنية والدينية في عراق اليوم

بدعوة من (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) وبرعاية (مؤسسة فريدرش ناومان للحرية) التقى في مدينة فرانكفورت في جمهوية المانيا الاتحادية وعلى مدى يومي 11 و12 نيسان الجاري ممثلين عن كافة القوميات والاديان الصغيرة من العراق.
حيث شارك ممثلون عن (الاشوريون الكادان السريان)، التركمان، الارمن، اليزيدية، الشبك، الصابئة المندائيين، الكرد الفيلية في مؤتمر مخصص لمناقشة اوضاعهم الحالية في العراق ومطالبهم وطموحاتهم.
وبعد الاستماع الى كل المشاركين وبعد مناقشة وافية لمجمل المحاور والنقاط، اتفق المؤتمرون على اصدار البلاغ والتوصيات التالية:

رغم سقوط نظام صدام حسين في نيسان 2003 فان أوضاع القوميات والاديان الصغيرة في العراق لم تشهد التحسن الذي كان يطمح اليه ابناءها، حيث ما زالت أوضاعهم متردية، فمجرد الانتماء الى اي من هذه الاقليات القومية او الدينية يعني التعرض للسطو والاعتداء والاضطهاد والأغتصاب والقتل.
ان ما تتعرض له الاقليات في العراق يهددها بالانقراض وانتهاء الوجود، ومن مسؤولية القوى الديمقراطية والوطنية في العراق ومعها الحكومات والمؤسسات والمنظمات الدولية والاوربية والامريكية التعاون لمواجهة هذا التهديد الذي هو تهديد حقيقي.

لا بد من البحث الجدي عن حلول سياسية جذرية تمنح لابناء القوميات والاديان الصغيرة في العراق الثقة بالمستقبل وتوفر لهم العيش بامان وسلام، ويبقى العراق كما كان دوما وطنهم ووطن اجيالهم القادمة.
فليس لاية بقعة ان تكون بديلا للوطن العراقي الذي يحتضن تاريخ هذه القوميات والاديبان ويحتضنهم اليوم ولا بد من احتضانه لمستقبلهم.

ولتحقيق ذلك فانه، وقبل كل شيئ، لا بد من اجراء تغييرات جوهرية وشاملة في الدستور العراقي وبما يضمن العدالة والمساواة والامان للأقليات العراقية.
ولهذا السبب يطلب المؤتمرون تضمين الدستورين العراقي والكردستاني مبدأ فصل الدين عن الدولة مع ضمان حرية العقيدة والدين والعبادة والرأي.
كما انهم يدعون الى تضمينهما اقرارا صريحا بالحقوق السياسية والثقافية والادارية الكاملة لهذه القوميات الصغيرة وحقها في التمتع بالحكم الذاتي ضمن النظام الفدرالي العراقي الذي يجب دعمه وتبنيه نموذجا يضمن استقرار العراق ووحدته.

اتفق المؤتمرون على المطالبة بالتنفيذ الكامل للمادة 140 من الدستور العراقي وازالة اثار سياسات التعريب بحق المكونات القومية العراقية التي مارسها النظام السابق في العديد من المناطق.

ويدعو المؤتمرون الحكومتين العراقية المركزية وحكومة اقليم كوردستان الى الالتزام بحماية الأقليات وضمان تمثيلهم في السلطات التشريعية والادارية والقضائية وفي مختلف التشكيلات الادارية والامنية والعسكرية والممثليات الدبلوماسية وفي كافة مجالات الحياة وعلى كافة الأصعدة.

واذ يثمن المؤتمرون جهود وتجربة برلمان وحكومة اقليم كوردستان العراق في مجال التعايش بين ابناء الاقليم، واقرار وممارسة القوميات والاديان الصغيرة في كردستان للعديد من حقوقهم، ومشاركتهم في الحياة السياسية في الاقليم، فانهم يدعون الى دعم هذه الجهود وتطوير هذه التجربة من خلال تعزيز المساواة واقرار الحقوق السياسية اعلاه دستوريا وممارستها عمليا.

اتفق المؤتمرون على ان المصالحة الوطنية وتعزيز الروابط بين مختلف المكونات القومية والدينية في العراق هو امر حيوي ومهم في بناء العراق الفدرالي الذي يحترم حقوق الانسان والجماعات.
وفي هذا السياق فانه في الوقت الذي يدعو فيه المؤتمرون الى تفعيل وتحقيق المصالحة الوطنية فانهم يؤمنون انها يجب ان لا تنحصر على المصالحة بين النخب والقيادات السياسية، بل، والاهم، ان تتوسع لتشمل القواعد وعموم ابناء العراق.
من هنا فان المؤتمرون يدعون الى مراجعة مناهج التربية والتعليم العراقية وبرامج الاعلام العراقي بما يضمن التعريف بجميع مكونات العراق القومية والدينية تعريفا وافيا وامينا وموضوعيا.

كما يدعو المؤتمرون حكومات وهيئات المجتمع الدولي الى الضغط على دول الجوار للتوقف عن التدخلات والضغوط السياسية والعسكرية في العراق واقليم كردستان.

النازحون واللاجئون العراقيون

ناقش المؤتمرون هذا المحور واتفقوا على:
1- رفض قيام الحكومات الأوربية بترحيل اللأجئين العراقيين في اوروبا الى العراق بحجة أنه أصبح آمنا بعد سقوط نظام صدام حسين. ودعا المؤتمرون الحكومة الالمانية الى ضمان حق اللجوء العراقيين المتواجدين في المانيا ومساعدتهم في برامج التكامل القانوني والاقتصادي والثقافي.
2- دعوة الحكومات الاوربية الى تقديم برامج الدعم الانساني الى اللاجئين العراقيين في دول الجوار وبما يساعدهم على الحياة الكريمة لحين تهيئة الظروف المناسبة الامنية والسياسية والاقتصادية لعودتهم الى العراق.
3- دعم النازحين في العراق في مختلف الاصعدة، وبخاصة الاقتصادية والصحية والاجتماعية منها.
4- اذ يثمن المؤتمرون برامج حكومة اقليم كردستان في مساعدة النازحين الى الاقليم من بقية مناطق العراق، فانهم، ولمحدودية مصادر الاقليم في تحمل اعباء النازحين، يدعون الحكومات والهيئات الاوربية الى تقديم الدعم الاقتصادي وبخاصة في مجال اعمار البنى التحتية وبرامج اعادة الاعمار والتنمية الاقتصادية للعائدين الى قراهم ومدنهم في اقليم كردستان العراق وسهل نينوى.

واذ يشكر المؤتمرون (الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة) و(مؤسسة فريدرش ناومان للحرية) لتنظيمهم هذا المؤتمر، فانهم، ونظرا لاهمية مسالة القوميات والاديان الصغيرة في العراق والشرق الاوسط عموما، يدعون المؤسستين للعمل على تنظيم ملتقيات اخرى في هذا المجال.

فرانكفورت – جمهورية المانيا الاتحادية
12 نيسان 2008 [/font] [/size]

195
تعقيب على ايضاح الحركة الديمقراطية الاشورية
تحية وتقدير،
اطلعت على ايضاح صادر عن الاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية عن مؤتمر (القوميات والاديان الصغيرة في العراق) والذي عقد في مدينة فرانكفورت في المانيا ليومي 11 و12 نيسان الجاري.
وحيث اني كنت من قدم الاقتراح بتنظيم المؤتمر منذ العام المنصرم، وحيث اني من خلال ما اقوم به من تنسيق للشؤون الاشورية في العراق مع الجهة المنظمة للمؤتمر (الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة) فانني اود ايراد الملاحظات الشخصية ادناه تعقيبا على ايضاح الحركة المشار اليه اعلاه.

اولا: ان ايضاح الحركة بحد ذاته وبعيدا عن مضمونه هو اقرار باهمية وتميز المؤتمر، وبذلك فاني اشكر الاخوة في الحركة على هذا الاقرار خاصة وانها ربما المرة الاولى التي تعترف فيها الحركة، ولو ضمنيا، بوجود مشاركات اشورية وناشطين اشوريين من ابناء شعبنا في العراق من غير الحركة في ملتقيات ومؤتمرات لمناقشة اوضاع شعبنا. واتمنى قلبيا ان يتطور موقف الحركة هذا من السلبية التي وردت في هذا الايضاح الى الايجابية في التعامل مع الجهود والنشاطات والمشاركات من مختلف مؤسسات وناشطي شعبنا.
واعتقد يقينا ان واقع شعبنا، كما كل الشعوب، يؤكد انه لا يمكن اختزال الشعب في اية جهة حزبية محددة ايا كانت.

ثانيا: يقول ايضاح الحركة ان (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) اعدت ورتبت المؤتمر بطريقة غير شفافة!!
1- جميع المتابعين لنشاط الجمعية، وبينهم الحركة، يدركون ان الجمعية لها مكتب في اربيل تم تاسيسه قبل عامين اثناء زيارة وفد من الجمعية برئاسة السيد تلمان زولش وعضوية الدكتور كمال سيدو مسؤول الشرق الاوسط في الجمعية وبرفقة اعضاء ومنسقين اخرين، كنت احدهم. وفي تاسيس المكتب تمت دعوة اكثر من ثلاثين شخصية اكاديمية وسياسية واجتماعية من مختلف القوميات والاديان لتبادل الاراء حول تاسيس المكتب ولتشكيل مجلس ادارة مكتب الجمعية في العراق.
وشملت الدعوة جميع المؤسسات والشخصيات الاشورية الفاعلة ومن بينها الحركة واعضاءها في البرلمان الكردستاني.  وفي الوقت الذي شاركت فيه جميع الشخصيات الاشورية المدعوة ومن بينهم (ارجو ان لا تخونني الذاكرة) السادة: نمرود بيتو وزير السياحة، روميو هكاري، سكرتير حزب بيت نهرين وعضو البرلمان، جمال شمعون، عضو البرلمان، بولص شمعون، رئيس الجمعية الثقافية الكلدانية، الدكتور سعدي المالح، المدير العام الحالي للثقافة السريانية، واخرون، فان الاخوة في الحركة لم يكتفوا بعدم حضور الاجتماع بل ولم يكلفوا انفسهم عناء الاتصال الهاتفي للاعتذار عن عدم المشاركة.. وتكرر الامر ذاته في الزيارة الاخيرة لوفد الجمعية برئاسة السيد تلمان مع اعضاء ومنسقين اخرين، وكنت احدهم، الى الاقليم للمشاركة في مؤتمر الجينوسايد، حيث التقى الوفد في جمعية الثقافة الكلدانية بالكثير من المسؤولين والناشطين من ابناء شعبنا ممن لبوا الدعوة للالتقاء بهم، ما عدا الحركة التي لم تلبي الدعوة ولم تتكلف عناء الاتصال الهاتفي للاعتذار عن الحضور.
فلماذا تكون الجمعية ملزمة او اكون شخصيا كمنسق لها ملزما بمتابعة نشاطات الجمعية مع الاخوة في الحركة.

2-المؤتمر الذي نظمته الجمعية في المانيا كاحد نشاطات مقرها العام راعى دعوة ممثلين من جميع القوميات والاديان الصغيرة في العراق.
بل والاكثر من ذلك، فانه وفي الوقت الذي تمت دعوة ممثل واحد عن كل من هذه القوميات والاديان وكما يلي: (التركمان، الايزيدية، الشبك، الارمن، المندائيين، الكرد الفيلية)  فانه ولشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) كان هناك ممثلان عنه الى المؤتمر، وراعينا في اختيارهم ان يكون احدهم عضو البرلمان السيد روميو هكاري وهو العضو الوحيد من ابناء شعبنا في لجنة الدستور في برلمان الاقليم اضافة لكونه سكرتير حزب بين نهرين الديمقراطي، فيما تم ترشيح السيد عمانوئيل خوشابا، نائب الامين العام للحزب الوطني الاشوري، ليكون المشارك الثاني عن شعبنا.
فاين الخطأ والافتقار في الشفافية؟ وهل ان الشفافية تكون مفقودة ما لم تتم دعوة ممثل من الحركة؟
وهل ان اعضاء البرلمان من غير الحركة لا ينتمون الى هذا الشعب؟
الرابط (http://www.atranaya.org/Docs/KNA_Candidates.pdf) هو باسماء ومرشحي القوائم الانتخابيةفي انتخابات المجلس الوطني الكردستاني. والتسلسل 71 في الصفحة 6 هو السيد روميو حكاري والتسلسل 73 هو السيد اندريوس يوخنا (عضو المكتب السياسي للحركة) وكلاهما (وبقية المرشحين من ابناء شعبنا) هم في قائمة واحدة هي (القائمة الوطنية الديمقراطية الكردستانية) مع مرشحي الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الشيوعي الكردستاني وغيرها..
فلماذا يحق للسيد اندريوس ما لا يحق للسيد روميو؟ ولماذا ازدواجية المعايير هذه؟

ثالثا- يتهم ايضاح الحركة (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) بالانحياز والافتقار الى المصداقية وبانها اداة لشرعنة التجاوزات والضغوط على شعبنا وغيرها من الاتهامات غير اللائقة.
يحق لنا ان نختلف مع الجمعية في بعض الامور والمواقف، فهذا امر طبيعي، ولكن ذلك لا يعني الاساءة الى عملها وتوصيفه بعلب الاتهامات الجاهزة على نمط اعلام الانظمة العروبية والشمولية..
اتساءل الانحياز مع من وضد من؟ فالجمعية منحازة فعلا، ولكن انحيازها المطلق هو لمبادئها في الدفاع عن حقوق الاقليات. فهل المطلوب منها ان تغير انحيازها وتتنازل عن مبادءها كأن تقوم الجمعية، ولكي تنال رضى الحركة، بتوصيف مطالبة الاقليات بالحكم الذاتي بانه "مطلب شوفيني وعنصري" كما وصفه احد الساسة الاشوريين!! او ان تكيل الجمعية الشتائم الى الشعوب الشقيقة وقياداتها السياسية كما يفعل البعض ليلا ونهارا وباسماء صريحة او مستعارة ولكنها معروفة اللون.
نود التذكير هنا بان الجمعية هي من اكثر المؤسسات دعما لشعبنا وقامت وعلى مدى 30 عاما بالعديد من النشاطات في هذا المجال.. فعلى سبيل المثال لا الحصر: قامت بنشر كتب قيمة للتعريف بشعبنا ومن بينها كتاب الدكتورة غابريلا يونان (الهولوكست المنسي) عن مذابح شعبنا عام 1915 وكتاب اخر لها بعنوان (الاشوريون اليوم)..
ونود التذكير هنا بان السيد تلمان زولش، مؤسس ومدير الجمعية، والذي لم يحترمه ايضاح الحركة حين اورد اسمه من دون اية كلمة او لقب مناسب للمخاطبة، هو نفسه الذي بات كل الليل وقاد تجمع واعتصام الاشوريين في كاتدرائية كولن لتسليط الضوء على شعبنا ومعاناته اثناء الهجرة المليونية عام 1991 وهو نفسه الذي تحدث الى الصحافة والاعلام الالماني في ذلك الاعتصام المشهور والذي كان احد الاسباب لفتح ابواب دعم شعبنا بمختلف المجالات، ودعم الحركة كونها حينه الجهة السياسية الاشورية المعلنة في العراق. وهو نفسه الذي اعلن والتزم مواقف داعمة لشعبنا في العديد من المنابر السياسية والاكاديمية والاعلامية في المانيا واوربا.
وفي العام الماضي نظمت الجمعية اوسع حملة (تجمعات، تظاهرات، رسائل، منشورات، وغيرها) لمناصرة شعبنا الذي يتعرض للارهاب في العراق. وبالمناسبة فان الجمعية دعت ايضا الى مساعدة اللاجئين من ابناء شعبنا في دول الجوار الذين اعتبرهم البعض انهم هناك للسياحة والاصطياف!!
والى غيره من المساهمات الفاعلة للجمعية.
فهل هكذا نكافئ من ساعد شعبنا؟ وهل ان هذا الرصيد من مساهمات الجمعية للتعريف بالشعب الاشوري وقضيته ومطالبه وغيرها بات لا شيئ لمجرد ان مؤتمر القوميات الصغيرة لم يضم شخصا من الحركة؟
وهل بهذه الذهنية الحزبية الضيقة في الاداء نكسب ونحافظ على صداقات شعبنا مع المؤسسات التي دعمته وتدعمه؟

رابعا: ايضاح الحركة يحكم القول ان ما يصدر عن المؤتمر لا يعبر بالضرورة عن واقع ومعاناة شعبنا في العراق.
في هذا المجال اقول فقط كنت اتمنى على الاخوة في الحركة ان يتريثوا لمعرفة مقررات وتوصيات المؤتمر قبل اصدار احكامهم.

شخصيا اكرر شكري الى (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) و(مؤسسة فريدرش ناومان للحريات) لتنظيمهما ورعايتهما المؤتمر. واكرر شكري وتقديري لكافة المشاركين فيه من ناشطي القوميات والاديان الصغيرة في العراق. وليبارك الرب كل الملتقيات والانشطة التي تهتم بواقع ومستقبل شعبنا ووطننا بعيدا عن الولاءات الحزبية الضيقة. ولنرتقي بافكارنا واعمالنا لنضع الانسان والشعب والوطن فوق كل اعتبار او لون او تنظيم.

القس عمانوئيل يوخنا[/font]

196


بمبادرة من (الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة) (www.gfbv.de) وبرعاية من (مؤسسة فريدريش نويمان للحريات) (www.wiesbaden.fnst-freiheit.org) ينعقد في فرانكفورت في المانيا وعلى مدى يومي الجمعة والسبت 11-12 نيسان مؤتمر سياسي اختصاصي لمناقشة اوضاع الاقليات القومية والدينية في العراق بمشاركة ممثلين عن جميع هذه الاقليات.
يذكران الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة تمتلك الصفة الاستشارية الرسمية في الامم المتحدة والاتحاد الاوربي في مجال الاقليات القومية والدينية، ومؤسسة فريدرش نيومان للحريات هي من المؤسسات الفاعلة ذات الرصيد والمساهمات المؤثرة في مجال عملها.

حيث وصل الى جمهورية المانيا الاتحادية لهذا الغرض كل من السادة:
عمانوئيل خوشابا، نائب الامين العام للحزب الوطني الاشوري، عن الشعب (الكلداني السرياني الاشوري)
كرخي نجم الدين، رئيس الحركة الديمقراطية التركمانية ورئيس الكتلة البرلمانية التركمانية في برلمان اقليم كردستان العراق، عن التركمان
عيدو بابا شيخ عن الايزيدية
ستار جبار عضو المجلس المندائي في العراق، عن الصابئة المندائيين
خالد شبك، رئيس المؤتمر العام للشبك، عن الشبك
وارتكيس موسيس، مدير عام التربية في محافظة دهوك، عن الارمن
الدكتورة فيان دخيل في مداخلة خاصة عن المادة 140 والاقليات العراقية
بينما اعتذر السيد روميو هكاري، سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي ورئيس الكتلة الاشورية في برلمان كردستان العراق، عن الحضور بسبب ارتباطات مهمة وستتم قراءة مداخلته في المؤتمر.

كما سيشارك اضافة اليهم كل من:
تلمان زولش عن (الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة)
البروفسور رونالد مونش عن (السيناريوات السياسية للعراق واقليم كردستان العراق)
البروفسور هارالد دورغ (نزوح اتلاقليات من العراق)
الدكتور عبدالامير رجب المقيم في المانيا، عن الكرد الفيليين

اضافة الى مشاركات اخرى من الجهات المنظمة والمشاركين.
وسيختتم المؤتمر بجلسة مسائية في يوم السبت 12 نيسان يتم فيها مناقشة واقرار توصيات المؤتمر ومتابعة تنفيذها.

الجدير بالذكر ان هذا هو المؤتمر الاختصاصي الاول في مجال الاقليات القومية والدينية ومطالبها في العراق الجديد، وستتم تغطيته من مختلف الجهات الاعلامية المرئية والمقروءة.
كما انه المؤتمر الاول الذي يشارك فيه ممثلي هذه الاقليات في حوار مفتوح ومتخصص.

الجمعية الدولية للدفاع عن الشعوب المهددة
المانيا

197
ܩܝܡܬܗ ܕܡܪܢ
ܩܝܡܬܐ ܘܚܝܐ ܘܚܘܕܬܐ ܥܠܝܢ

المسيح قام حقا قام
نهنئ ابناء شعبنا الاشوري وكنائسنا المشرقية ووطننا الحبيب والجريح بعيد قيامة الرب يسوع المسيح له المجد
وليجعل الرب من عيد قيامته مصدر بركة فياضة وسلام في القلوب والانفس

القس عمانوئيل يوخنا والعائلة
المانيا 22 اذار 2008

198
ان كان هذا كاتبا اشوريا فاني من الكتابة براء

القس عمانوئيل يوخنا

في الاسبوع الماضي وبعد توقيف السيد جوني خوشابا الريكاني للتحقيق معه على خلفية تهم القذف والتشهير وتلفيق ونشر الاساءات بغاية تلطيخ وتشويه سمعة العديد من الاشخاص قامت العديد من المواقع الاخبارية لشعبنا بنشر الخبر وقام كثيرون اخرون ممن لهم قائمة توزيع بريد الكتروني بتوزيع الخبر، ولا غبار على ذلك فذلك من حقهم.
الا ان ما استوقفني في صياغة الخبر ان معظم هذه المواقع قدمت السيد جوني على انه كاتب اشوري!!!
وبعضها كان اكثر سخاء فاضاف صفة الناشط على لقب الكاتب!!!
وبعض اخر بالغ في مطالباته اكثر تحت شعار الدفاع عن حرية الراي والفكر..

قبل ان ادخل في جوهر موضوعي عن لقب "الكاتب الاشوري الناشط" ولاجل ان يكون مضمون مقالي واضحا للقراء الاحبة ارى لا بد من ايراد ملاحظات استهلالية قصيرة:

اولا: شخصيا لم يسبق لي مطلقا ان التقيت او تحادثت مع السيد جوني خوشابا، واول سماع لي باسمه و"نشاطه" كان منذ حوالي العامين (وقبل ان يطلق موقعه المختص بتلفيقات الفضائح) عندما اطلعت من خلال اصدقاء ارتادوا غرفة معروفة للدردشة الاشورية مختصة بتلفيق وترويج الاساءات ضد اباء الكنيسة.
حينها اطلعت على "رسالة تحريرية" للسيد جوني كان قد حشاها بما يفوق طاقة استيعابها بكلمات نابية وتلفيقات قذرة ضد احد اباء كنيسة المشرق الاشورية.
وهذه الرسالة التي "تصادف" ظهورها مصادفة "بريئة" مع الحملة المستمرة من حينها للاساءة وتلطيخ سمعة اباء الكنيسة والعديد من الناشطين القوميين والسياسيين كانت بداية بزوغ نجم "كاتبنا الاشوري الناشط".
وبعدها، وفي ايلول 2006 واثناء زيارتي للوطن اتصل بي احد الاصدقاء الذين كان السيد جوني التقاه وطلب منه رقم هاتفي ليتحدث الي، فابلغه صديقي بانه لا يستطيع اعطاءه رقم تلفوني دون استئذاني، فطلب رايي فابلغته ودون تردد وبوضوح وعلى الفور، ان السيد جوني لا يمكن له ان يتوقع ان استمع اليه في أي شيئ قبل ان ينشر رسالة تحريرية وصريحة تتضمن الاعتذار عن ما سبق له نشره من اساءات وبذاءات وتلفيقات بحق اباء الكنيسة.
باختصار، لا امر او خلاف شخصي بيننا وان جوهر الامر في حكمي عليه في حينها واليوم والمستقبل ايضا هو ما قام به من تلفيقات ونشر فبركات قذرة تستهدف الاساءة الى كنيسة المشرق الاشورية واباءها.

ثانيا: مقالي وما يتضمنه من موقف لن يتطرق الى مسالة توقيف واطلاق سراح السيد جوني خوشابا بعد التحقيق معه، فتفاصيل ذلك ليست موضوع مقالي، ولكن ما ادركه واؤمن به من حيث المبدا هو ان من ينشر فان عليه تحمل مسؤولية ما ينشر، وان من يفبرك ويلطخ شرف وسمعة الاخرين (وبينهم سيدات وعوائل) فان عليه ان يتوقع ممارسة الاخرين لحقهم في اتهامه ومقاضاته ومنعه من الاساءة.
ولمن تعامل مع التحقيق مع السيد الريكاني من زاوية حقوق الانسان وحرية الراي، اليس من الاجدر به اولا مطالبة السيد جوني بسحب اساءاته والاعتذار عنها؟ اليس من استهدفهم في تلفيق البذاءات اناسا لهم حقوقهم في حماية عرضهم وشرفهم وسمعتهم؟ ام ان حقوق الانسان هي فقط في حماية حقوق المعتدي بينما الضحية لا حق لها في حفظ كرامتها وسمعتها؟

ثالثا: حتى بافتراض انه وبعد غربلة وتصفية الـ 20 صفحة من ما كتبه السيد جوني من الاساءات والفبركات والبذاءات بغاية تشويه وتلطيخ سمعة كنيسة المشرق واباءها، فانه حتى لو افترضنا انه ستبقى بضعة اسطر تتضمن "رأيا" في امور كنسية او قومية او وطنية قد اختلف معها، فانه بالتاكيد ان هذه الاسطر من مخلفات "كتابات" جوني ليست وراء كتابتي لهذا المقال.
فاني اقدس التعددية كونها هبة ربانية ولا مشكلة لي مطلقا مع الراي الاخر والاختلاف معه.
ولكني امقت وبشدة السوقية والبذاءات وفبركة التهم الرخيصة بغاية تشويه سمعة وشرف الاخرين.

وبالعودة الى موضوع المقال اقول بالفم الملآن: ان كان جوني خوشابا كاتبا اشوريا فاني من الكتابة براء.

يقينا ساحتاج الى تقديم الادلة والشواهد على ما اريد قوله للقارئ الكريم ليقوم بالحكم العادل على الامر، وبذلك، وللاسف الشديد، فاني مضطر لايراد بعض اقتباسات من "كتابات" السيد جوني للتحدث عن نفسها.
واذا كان مدير موقع عنكاوة يجد في هذه الاقتباسات اساءات وتخديش للحياء العام ويزيل الموضوع من الموقع او لا يجلبه الى الواجهة امام القراء فاني اقول ان ذلك لن يكون عدلا، فما دام الموقع قام بالتسويق وفي واجهته للسيد جوني الريكاني على انه كاتب اشوري، فان من حقنا ان نمتلك فرصة متكافئة للدفاع عن سمو ونبل الكلمة والكتابة الاشورية وان السيد جوني لا ينتمي اليهما خاصة واننا لا نقتبس من اوراق سرية بل من "كتابات" منشورة على الانترنت.
ارجو ان ياتي المقال في واجهة الموقع (كما هي في كتاباتي السابقة) وان لا يتم الغاءه بذريعة هذه الاقتباسات. فالسؤال حينها سيكون: اذا كانت اقتباساتي من اساءات نشرها جوني سببا لالغاء مقالي فكيف يكون السيد جوني كاتبا اشوريا بنظر موقع لا يتحمل اخلاقيا ايراد ولو اقتباسات من اساءات جوني!!
واخيرا اذا ما قرر الموقع الغاء المقال فان عليه نشر اعتذار في واجهة الموقع عن قيامه بتلقيب السيد جوني خوشابا بلقب الكاتب الاشوري. وبعكسه سيكون الموقع شريكا في منح رصيد غير مشروع لاساءات السيد جوني.. وهذا ما لا يتمناه احد لموقعنا العزيز، موقع عنكاوة.

ادناه بعض عناوين مقالات "الكاتب الاشوري الناشط" جوني خوشابا الريكاني:
(من هي قريبته التي عاشرها جنسيا)
(من التي سحرت .... وجعلته يقع في غرامها ويتوسلها ان ترضى عليه.)
(ما هي قصة الصديقتين؟ وكيف اوقعتا به وكشفتا نواياه السيئة ...)
ملاحظة: ضمير الغائب يشير الى احد الاشخاص الذين استهدفهم جوني وزملاءه بالسب والشتم وتلفيق البذاءات وترويج الاساءات. ولكن انتبهوا فغايتهم نبيلة جدا!! فهي وحدة الكنيسة!!! ومستقبل مشرق للامة!!!

وادناه اقتباسات من "كتابات" السيد جوني.. واكرر الاعتذار عنها ولكن لا بد من ايرادها لتكون الدليل المادي والشاهد الناطق على ما يريد هذا المقال قوله، ولتكون الحكم الامين والعادل على موقف وغاية هذا السيد الملقب بـ"الكاتب الاشوري الناشط"!!!:
يقول في احدى كتاباته والمعنونة (ماذا طلبت انا من ....؟ وما هي الشروط التي وضعها لتلبية طلبي؟):
(..... قال لي وبدون أي حياء (سادعك تعمل هنا لكن بشرط ان تحضر لي النساء) وعند سماعي لهذا الكلام صعقت وصدمت وظللت واقف دون أي ردة فعل تذكر ولا اعلم من اين اتيت بالهدوء كي اساله (ولماذا احضر انا لك النساء وانت عندك هنا منهم الكثير ومن الاقارب المقربين  قبل الغريبات؟) فاجاب وبدون ذرة خجل (هذا صحيح لكن اغلب من اعرفهم هن من الغير المتزوجات وبالتالي لا يستطعن تقديم ما تقدمه المراة المتزوجة)) انتهى هذا الاقتباس
(اعطى الحق لنفسه بان يمارس الجنس بارذل صوره في بيت الله حيث انه كان يختلي باحدى النساء في كنيسة .... فقد شاهدته بام عيني وهو عاري ينزل من الطابق الثاني في كنيسة .......... عندما صعدت الى الاعلى صدمت وتفاجئت عندما رايتها ممددة على الكنبة وصدرها مفتوح وفي يدها سيكار وكانها في احدى خانات الدعارة) انتهى هذا الاقتباس
(قمت بالاتصال به في احدى المرات دون ان اتكلم فلم يصدق هو فاخذ يرفع صوت التلفاز ليسمعني بعد ان وضعه على احدى القنوات الجنسية ضنا منه باني من احدى محضياته) انتهى الاقتباس
(والاسواء من الذي ذكر كله والذي لا يعقله عقل علاقته الجنسية باحدى قريباته المقربين حيث شاهدته وبام عيني معها وذلك في بيته في ..... حيث كان مستلقيا على ظهره على السريرولم يكن نائما بل كان صاحيا يكلمها وهي كانت جالسة بقربه تداعبه الى ان اقتربت من فمه و قبلته  قبلة طويلة لم تكن عفوية اوبريئة  بل كانت قبلة جنسية وهو لم يبدي أي  نوع من الاعتراض بل العكس كان مستمتع الى ابعد حد بالامر) انتهى الاقتباس

اولا: بالله عليكم يا مدراء تحرير المواقع الذين قدمتموه وسوقتموه لنا انه "كاتب اشوري ناشط" هل تسمحون لمواقعكم ان تنشر "كتابات" كهذه؟ بالتاكيد كلا..
فان كنتم لا تقبلون بنشر هذه "الكتابات" فكيف توصفون صاحبها بالكاتب!!!
كيف يمكن لانسان ان ينال لقب كاتب ممن يخجلون من نشر ما يكتبه!!!
ام ان الامور كلها حلال ما دام الهدف هو تسويق الاساءات الى كنيسة المشرق الاشورية؟

ثانيا: بالله عليكم ايها القراء الاحبة..
هل يمتلك احد منا الجراة (الاصح قلة الحياء) لقراءة هذه امام عوائلنا وزوجاتنا واولادنا واطفالنا على انها نتاجات من "الفكر والكتابة الاشورية". فكيف نقبل من ينشر هذه القذارات على انه "كاتب اشوري ناشط".
فان كانت انفسنا تشعر بالغثيان وقلوبنا بالاشمئزاز وعقولنا بالاستنكار لهذه الكتابات فكيف يكون صاحبها كاتبا اشوريا، بل وكاتبا ناشطا!!!

ثالثا: بالله عليكم يا مؤسساتنا الثقافية وكتابنا الافاضل بمختلف توجهاتكم الفكرية والسياسية.
هل هناك اثنان بينكم يقبل بتزكية صاحب هذه الاساءات والتلفيقات ليكون عضوا في اتحادات الادباء والكتاب والمؤسسات الثقافية المختلفة لشعبنا؟
وهل هناك هيئة ادارية لهذه المؤسسات تقبل به عضوا فيها على خلفية انه "كاتب اشوري ناشط"؟
وهل يقبل كتابنا ومؤلفينا من الاكليروس من اصحاب السيادة الاساقفة والاباء الكهنة ومن العلمانيين ممن تعودنا على قراءتهم في مواقع الانترنت: المطران لويس ساكو، الاب بشار وردة، الراهب اشور البازي، الاب ابرم ، عوديشو ملكو، تيري بطرس، جميل روفائيل، الكسندر بيث قاشا، فاروق كيوركيس، سعدي المالح، وليم ايشايا، يوحنا بيداويذ، يعكوب ابونا، حبيب تومي، ابرم شبيرا، وديع بتي، والقائمة طويلة من اصحاب الفكر والقلم ان يكون صاحب هذه الكتابات المسيئة كاتبا زميلا لهم!!

رابعا: بالله عليكم يا معدي ومقدمي البرامج الاذاعية في الاذاعات المختلفة لشعبنا (مثل (SBS) في استراليا، البرنامج الاشوري في اذاعة فيزبادن، اذاعة صوت المشرق وغيرها في الدانمارك، والخ..)
هل تقبلون ان تقراوا هذه "الكتابات" في اذاعاتكم على انها نتاجاءات فكرية وادبية اشورية!!
وهل تقبلون اجراء حوار ادبي وثقافي مع صاحبها على انه "كاتب اشوري ناشط".

والى اخره من الاسئلة والاستفسارات التي تقدم الاقتباسات اعلاه الاجابة عنها.
فهل بعد كل هذا يمكن تلقيب السيد جوني خوشابا الريكاني على انه "كاتب اشوري ناشط".
واذا كان هناك من يصر على القول بخلاف ذلك فاني اتحداه وبملء فمي ان يستطيع قراءة هذه الاقتباسات امام عائلته.. وان لم يستطع فليسكت اذن.

انها الكارثة بعينها نجلبها على ثقافتنا وفكرنا وادبنا وقيمنا واخلاقنا..
انه عصر الظلام والانحطاط الفكري ان يتم تلقيب صاحب هذه الاساءات على انه "كاتب اشوري ناشط".
انها اكبر اهانة توجه الى الفكر والقلم الاشوري الذي رصع تاج الحضارة الانسانية باثمن جواهره ان يتم ضم هذه الاساءات على انها من نتاجات هذا الفكر، وان يتم ضم صاحبها الى كتاب اشور..
انها الاهانة بعينها الى جميع ادباء وكتاب الامة الراقدين منهم والاحياء..
فهل يمتلك اصحاب المواقع ممن لقبوا السيد جوني بانه "كاتب اشوري ناشط" الجراة الادبية ليعتذروا عن هذه الاهانة.

بقي ان نختتم مقالنا بتساؤلات اخرى ونترك اجابتها لحكمة القارئ اللبيب:
لماذا حاولت بعض المواقع الاخبارية، وبخاصة المكتوبة بالانكليزية والموجهة بشكل خاص الى خارج ابناء شعبنا، منح السيد جوني خوشابا لقب شماس في كنيسة المشرق الاشورية وهي درجة لم يحصل عليها مطلقا؟
هل كانت مواقع النشر التي سوقت للسيد جوني خوشابا على انه كاتب اشوري ناشط كانت ستفعل ذات الشيئ لو ان احد ابناء الكنيسة الكلدانية كان لفق ونشر مثل هذه الاساءات، حاشا ولا سمح الله، لتشويه سمعة ايا من اباء الكنيسة الكلدانية العزيزة؟
ما هو سر المصادفة الغريبة ان يترافق ظهور ويتوازى استمرار السيد جوني خوشابا وحملته ضد اباء كنيسة المشرق مع ذات الحملة المعروفة اللون والجوهر التي انطلقت وما زالت ضد كنيسة المشرق الاشورية في اميركا تحديدا؟

199
الاحبة الكرام،
في تداولها لخبر اعتقال واطلاق سراح السيد جوني خوشابا الريكاني من قبل اجهزة الامن المختصة على خلفية تهم القذف والتشهير  وتلفيق ونشر الاساءات الى سمعة واخلاقيات العديد من الاشخاص، قامت بعض مواقع الاخبار الاشورية على الانترنت ورسائلها الالكترونية بتقديم الشخص المذكور على انه شماس في كنيسة المشرق الاشورية، راجع مثلا (Assyrian International News Agency AINA) و(Eastern Star News Agency ESNA) واخرون..
من الاهمية ان يدرك القراء الكرام وعموم ابناء شعبنا ان السيد جوني الريكاني ليس شماسا في كنيسة المشرق ولا يحمل، ولم يسبق له ان حمل، اية درجة كنسية على الاطلاق.

بل وفي حقيقة الوقائع وبناء على شهادة راعي وابناء رعية الكنيسة في تلكيف والذين التقيناهم في زيارتنا الحالية الى الوطن وتلكيف تحديدا فانهم جميعا اكدوا ان السيد جوني لا يرتاد الكنيسة منذ اكثر من عشرة اعوام الا في المناسبات الاجتماعية الخاصة كالعزاء او التكليل.

ان اية جهة اعلامية تتوخى المصداقية واحترام القراء عليها تجنب نشر المعلومات الخاطئة والتضليلية بغاية الكسب والتاجيج الاعلامي والشعبي.
اننا نامل وندعو المنابر الاعلامية المعنية بنشر تصحيح معلومتهم والاعتذار عنها، مثلما نامل منهم توخي الدقة في نشر المعلومات والاخبار حرصا على مصداقية الرسالة الاعلامية.

الرب يبارك

القس عمانوئيل يوخنا
كنيسة المشرق الاشورية

200
تحية طيبة،
يسعدني ان اشارككم الاعلان عن موعد بث المقابلة التلفزيونية التي اجراها معي السيد مارك فون ريدمان من (شبكة الراديو والتلفزيون الكاثوليكية) عن اوضاع شعبنا في العراق.
حيث سيتم بث المقابلة ضمن برنامج (عندما يبكي الله) بصيغتين كاملة واخرى مختصرة مع مشاهد توثيقية فيديوية على القناة المعروفة (EWTN) وفي الساعة الخامسة والنصف عصرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة وذلك في يومي الاحد 10 شباط (غدا) والاحد 17 شباط.
للمشاهدين من خارج الولايات المتحدة وكندا يمكنهم مشاهدة المقابلة على الانترنت من خلال البث المباشر للقناة على الرابط:
www.ewtn.com
ومن ثم الذهاب الى (Televesion) ومن ثم (Live TV).
ادعو الرب ان اكون قد وفقت في التعريف بشعبنا واوضاعه في هذه المرحلة.
مع التقدير

القس عمانوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني

201

لمناسبة اعياد الميلاد المجيدة وراس السنة الميلادية اطلقت منظمة (كابني) اوسع برنامج لتوزيع الهدايا للاطفال يشمل توزيع 15 الف هدية لـ 15 الف طفل في منطقة سهل نينوى ومحافظة دهوك ممن تتراوح اعمارهم بين 5 الى 13 عام.
ولتنفيذ التوزيع لهذا العدد وفي فترة مناسبة تم اعتماد خطة توزيع بالتنسيق مع الخورنات والرعيات الكنسية، تجمع ايتانا النسوي، مديرية التربية اضافة الى التوزيع المباشر من قبل كابني في القرى والارياف المختلفة.
انطلفت حملة التوزيع يوم 26 كانون الاول ولتغطي في يومها الاول:
- قريتي هزارجوت وملا بروان حيث تجمع اطفال القريتين في برنامج خاص بالمناسبة باشراف الكنيسة وراعيها الجليل القس حنا عيسى تضمن العديد من الفقرات اضافة لتوزيع الهدايا على 125 طفلا.
- قرى ديربون، صوريا، باجده، بخلوجة، شكافدل، افزروك ارمن، افزروك كلدان حيث قام البابا نوئيل بتوزيع الهدايا على مئات الاطفال في هذه القرى.
- مدرسة اورهاي للتعليم السرياني في بروشكي - دهوك التي كانت قد اعدت مسبقا برنامجا لمناسبة الاعياد وتضمن توزيع الهدايا على 213 طالب.
تميز التوزيع بمظاهر الفرحة والابتهاج التي ارتسمت على وجوه الاطفال والمشاركين في الاحتفاليات واللقاءات.

وستسمر الحملة في الايام القادمة في مختلف القرى والقصبات والمدارس.
الجدير بالذكر ان الحملة لا تقتصر فقط على طلبة المدارس السريانية بل تشمل في العديد من المواقع الاطفال دون سن التعليم كما تتضمن حوالي 2000 هدية الى طلبة في مدارس محافظة دهوك من غير ابناء شعبنا تعبيرا عن الشراكة وروح المحبة والالفة.
وسننشر في الايام القادمة المزيد من التغطية الخبرية والصورية لحملة التوزيع.
نتمنى للجميع اعيادا سعيدة وسنة جديدة مليئة ببركات الرب من محبة وسلام.

منظمة (كابني)

202
وجه قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، رسالة راعوية لمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وبطبيعة الحال وعلى خطى الفي عام من تراث الكنيسة وهويتها وثقافتها فقد وجه قداسته الرسالة باللغة الأم لابناء الكنيسة بما يعنيه ذلك من مدلولات ودعوة والتزام للاحتفاظ بهوية ولغة وثقافة الكنيسة وابناءها.
ولاتاحة الرسالة امام قراء العربية فقد قمنا بترجمتها ونشرها.
لعرض وقراءة النص الاصلي للرسالة بالسورث وترجمته الانكليزية، انقر على هذا الرابط:
http://www.assyrianchurchnews.com/index.php?modul=news&iy=40
ترجمة الرسالة:

مار دنخا الرابع
بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم

الرسالة البطريركية لمناسبة عيد الميلاد المقدس لربنا يسوع المسيح لسنة 2007 للميلاد
اخوتنا الاباء المطارنة الاجلاء
ابناؤنا بالروح الكهنة والشمامسة الافاضل
ابناء وبنات كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية
وجميع اخوتنا المسيحيون


تقبلوا صلواتنا وبركاتنا

في كل عام وفي اليوم الخامس والعشرين من كانون الاول نحتفي بالعيد المقدس لولادة مخلصنا يسوع المسيح ونسميه عيد الميلاد والذي هو احد سبعة اعياد ربانية لكنيستنا المقدسة.
نجتمع في الكنيسة لنقدم الامتنان لله الآب لارساله ابنه الوحيد – رسول السلام – لخلاص بني البشر.
لقد كان مباركا يوم جاء الملاك الى الرعاة وهم يرعون قطيعهم قرب بيت لحم وقال لهم:
((لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب... وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين لله قائلين: المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر)) لوقا 2: 10-14
اعجوبة كبيرة تحققت في بيت لحم يوم ولادة الملك المسيح، فمن الملائكة التسبحة، ومن السماء كوكب منير ليرشد الطريق للمجوس بني فارس.
ونحن اليوم ايضا نحتفي باصوات التسبحة في عيد الميلاد المقدس للمسيح الملك. نرنم بمجد المسيح الذي خلص طبيعتنا من الخطيئة وافاض علينا ضياء معرفته، وبنعمته وهبنا الحياة الابدية.
ندعوكم با ابناء الكنيسة للابتهاج والغبطة بميلاد المسيح، ثمرة الامل والبهجة الذي اشرق علينا من العذراء مريم. نؤمن ونثق ونطلب اليه ان يغفر لنا ذنوبنا ويسامح لنا خطايانا ويجدد طبيعتنا التي افسدتها الخطيئة.
نحن مبتهجون بالسلام المرسل الى جنسنا البشري من الله الآب بواسطة ابنه يسوع المسيح. ونحن واثقون ان الخاطئ لا يخيب امله اذا قدم التوبة، تماما كالخاطئ الذي كان مصلوبا بجانبه وطلب منه وقال: اذكرني يا ربي في ملكوتك. فاجابه بالقول: اليوم ستكون معي في الفردوس.

انها مسرة كبرى لجميع المسيحيين بميلاد المخلص الرب المسيح، في ذلك اليوم كانت الملائكة في السماء تسبح وتقول: المجد لله في العلى، وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر. واليوم نحن ايضا نهلل مع الملائكة قائلين: المجد لله في العلى على محبته ورحمته ونعمته للجنس البشري.
وفي هذه المناسبة نقول اليكم يا ابناء كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية وجميع اخوتنا المسيحيون:
ليكن عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح مبارك عليكم.

نامل ان تحتفوا بهذا العيد المقدس لميلاد يسوع المسيح بفرح وابتهاج وعافية، وان تمدوا يد السلام الحقيقي والطاهر لبعضكم البعض بمحبة المسيح. المسيح هو رحوم وصالح وغني في دواءه الروحي. واذا امن الانسان المصاب بكل امراض الخطيئة وتوجه الى الطبيب الحقيقي والحكيم فانه سيعالجه منها.

ان اشد الامراض سوءا في اية امة او كنيسة هو الانقسام.
المسيح يعلمنا بان نحب جارنا مثل انفسنا. المحبة تاتي من الثقة والايمان.
سال احد الاشخاص المسيح وقال: اية وصية هي العظمى؟ فاجابه الرب قائلا: الوصية الاولى والاعظم هي ان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل فكرك. وان تحب قريبك مثل نفسك. متي 22: 36
واذا حفظ الانسان هاتين الوصيتين سيكون حينها اكثر قدرة واهلية لحفظ بقية الوصايا الالهية.
فلا يمكن محبة الله من دون ايمان حقيقي وراسخ. وهكذا مع محبة الجار، لان الانسان اذا كان يفتقد الايمان والثقة بالاخر فانه ايضا لن يستطيع محبته.
لذلك فان نجاح اي مجلس او لجنة كنسية كانت ام قومية ياتي من الثقة بين اعضاء ذلك المجلس او اللجنة او الجمعية. وعندها ستكون هناك المحبة ايضا. وعندما تكون هناك الثقة والمحبة والطاعة فعندها سيكون ايضا التوفيق في الامة والكنيسة.
يجدر بنا استقبال رسول السلام والمحبة سيدنا يسوع المسيح بايمان حقيقي وبمحبة دافئة وبان الله الآب ارسله من اجلنا بني البشر. لنجعله يحل بكل وقار في فسح قلوبنا وعقولنا التي يجب تجميلها بالاعمال الطاهرة والجليلة التي تليق بوقار رسول السلام والمحبة يسوع المسيح.

الاحبة ابناء وبنات الكنيسة المقدسة، يسوع المسيح يوصي ويقول:
((ان كنتم تحبوني احفظوا وصاياي)) يوحنا 14: 15 ويقول ايضا:
((هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم)) يوحنا 15: 12
وصايا ربنا هي لاجل صالحنا، واذا حفظناها سنحيا امنين وسعداء مع بعض في حياتنا العابرة هذه على وجه المعمورة.
ربنا يعلمنا ايضا ان نكون متواضعين، رحماء، انقياء القلوب، صانعي سلام. لاننا نحن بني البشر محتاجون للايمان والثقة والمحبة والاحترام والطاعة مع بعضنا البعض. الاولوية هي للثقة والايمان لانها تقربنا مع بعض في قطيع واحد. وستزيد من محبتنا واحترامنا وطاعتنا لبعضنا كنسيا وقوميا.
المصاعب والاخفاقات في المسيرة الكنسية والقومية تحدث من ضعف ثقة الاعضاء ببعض، فعندما تنراجع هذه الثقة فان المحبة والاحترام والطاعة ايضا تزول وعندها يبدا الانقسام. والانقسام يجلب الغضب والكراهية والبغضاء وعدم الطاعة وعدم حفظ احترام بعضنا لبعض وعندها نجني جميعا، كنسيا وقوميا، الضعف والخسارة.
لترسيخ الايمان المسيحي فانه من الضروري ان يكون لنا كهنة يوصلون كلمات الكتاب المقدس الى مسامع ابناء رعياتهم في الكنيسة اثناء القربان المقدس. في كل رعية يجب ان يكون هناك يوما في الاسبوع لصفوف التعليم المسيحي. ومن الضروري ان نكون حريصين على الاطفال والصغار من ابناء وبنات الكنيسة، وكذلك على شبيبة الكنيسة، انتم الاباء الجسديون ونحن الكهنة الاباء الروحانيين يجب ان نربيهم في طريق المسيح المنيرة ليتناولوا الغذاء الروحاني ولا يقعوا في في تجارب ابليس. طريق المسيح منيرة وستوصلم الى الحياة الابدية. وكما يقول الرسول ((اذاً الايمان هو بسماع الخبر والخبر هو من كلام الله)) رومية 10: 17
لذا علينا ان نستمع لكلمات الله ونقراها ونمارسها لنحفظ بنيان ايمان ابناء الكنيسة لائقا ومتماسكا لا ينهار.
كمسيحيين علينا ان نعيش ونعمل في هذا العالم وفق ارادة رب الكنيسة يسوع المسيح.

مرة اخرى، وفي ايام البهجة هذه حيث نحتفي بولادة ربنا يسوع المسيح، فاننا نريد من جميعكم يا ابناء وبناة كنيستنا الاشورية الرسولية المقدسة الجامعة بان تكونوا رحماء مع بعض، تكونوا سائرين بالمحبة المسيحية نحو اخوتكم واخواتكم، غافرين ومتناسين الماضي.
نحن مسيحيون، ويجدر بنا في اوقات كهذه ان نكون اكثر تحملا وتسامحا، ولا نفكر بالانتقام، يجب ان ننتصر على السيئة بالصالحة. المسيح يامرنا ويقول: باركوا لاعنيكم، احسنوا الى مبغضيكم لكي تكونوا ابناء ابيكم السماوي متي 5: 43
لذلك ووفق وصية الرب ندعوكم يا ابناء كنيستنا المؤمنين والذين لديهم المحبة لكنيستهم كابناء وبنات كنيسة المشرق الاشورية والذين وقفوا بعيدا عن الكنيسة لبعض الاسباب، ان ياتوا الى كنيستهم كابناء وبنات لها، فالباب مفتوح ونحن لم نوقف اي علماني، ونحن نسامح جميع الذين تحدثوا وكتبوا ما لا يليق. 
نطلب اليكم جميع ابناء كنيستنا ان تتناسوا وتسامحوا ولنكون جميعا في محبة وسلام في قطيع واحد لكنيسة المشرق الاشورية الرسولية المقدسة الجامعة.
نطلب اليكم جميع ابناء وبنات كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية وفي كل وطن تعيشون فيه ان تكونوا مخلصين لذلك الوطن وحافظين لقوانين اوطانكم وموقرين ومطيعين لمسؤولي حكومتكم لتنالوا منها المحبة والاحترام وتعيشون حياة سعيدة وبسلام كابناء للوطن.
مع جيرانكم كونوا في محبة وسلام، احترموهم حتى تكونوا موقرين وتنالوا محبتهم.
كمسيحيين ابناء وبنات كنيسة المشرق الاشورية كونوا حريصين جدا لحفظ ايمانكم والطفوس والعقيدة والتراث الرسولي للكنيسة. في اي وطن نعيشون فيه ليكن سلوككم لائقا كمسيحيين مؤمنين.
لا تخافوا بل ليكن لكم الفخر والاعتزاز بانكم ابناء كنيسة المشرق الاشورية الرسولية الجامعة المقدسة.
وكامة عليكم حفظ اسمكم الاشوري وتتعلموا تاريخكم واللغة الادبية والحديث الاشوري. لتكن محبتكم لبعض نقية وحقيقية، واتحادكم القومي يكون مرشدا نحو هدف قومي. وفي الختام نقول ثانية:
ليكن عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح مبارك عليكم مع السنة الجديدة 2008.
نصلي من اجل السلام والامان في كل المعمورة وبخاصة في العراق البلد المبارك، والسلام والامان والتوفيق لجميع ابناء كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية.
لتكن نعمة ورحمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم الى ابد الآبدين، آمين.

خننيا دنخا الرابع
بالنعمة جاثليق بطريرك
كنيسة المشرق الاشورية الرسولية الجامعة المفدسة

حرر في قلايتنا البطريركية
في مورتن غروف، الينويس، اميركا
25 كانون الاول 2007 ميلادية[/size][/font]

203
تنظم جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في المانيا (وهي واحدة من انشط واهم الجمعيات الدولية في مجال عملها في التعريف والدعم بمظالم الشعوب والاقليات القومية والدينية) نشاطات لمناسبة اعياد الميلاد للتضامن مع مسيحيي العراق في معاناتهم الحالية حيث يستهدفهم الارهاب والعنف اليومي في وسط وجنوب العراق.
وستقيم الجمعية نشاطات في 35 مدينة المانية في مساء يوم الخميس 13 كانون الاول 2007 حيث يتم التعريف بما يعانيه الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) المسيحي في العراق كما يتم في هذه النشاطات التي تعبر عن الدعم المعنوي حملة تبرعات مادية للنازحين من ابناء شعبنا في العراق.
ندعوكم للمشاركة في هذه النشاطات من خلال الحضور والمشاركة في النشاط المقام في المدينة الاقرب اليكم بين 35 مدينة تقام فيها هذه النشاطات.
يمكنكم معرفة المدن والعناوين وساعات اقامة الانشطة من خلال النقر على هذا الرابط:
http://www.gfbv.de/inhaltsDok.php?id=1180
ولقراءة المزيد انقر على هذا الرابط
http://www.gfbv.de/kampagnen.php

والرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا

204
عندما تسقط الاقنعة:
مار باوي والهروب الى امام

سيدخل 25 تشرين الاول 2007 في تاريخ كنيسة المشرق الاشورية على انه يوم تاريخي لجهة الشخصية المعنوية التي تمثلها الكنيسة. ففي هذا التاريخ اصدر القضاء الامريكي قوله الفصل في حق الكنيسة على الممتلكات التي حاول الاسقف السابق وضع يده عليها رغم ان بينها ما شيدته او امتلكته الكنيسة حين كان ما زال طفلا رضيعا في العراق.
لن اخوض في المدلولات الاخلاقية لمحاولة وضع اليد ذلك اني غطيته في مقالات سابقة ما زالت متاحة لمن يرغب الاطلاع عليها(1). وملخص ما قلناه من حينها انه وبغض النظر عن قرار الحكم فان الحكم الضميري والاخلاقي والانساني والمسيحاني هو ان هذه الممتلكات هي للكنيسة وان وضع اليد عليها هي سرقة لايمان المؤمنين من ابناءها ممن ضحوا ووفروا من لقمة عيشهم من اجل تشييد او امتلاك هذه الممتلكات. وتساءلت حينها سؤالا اخلاقيا: كيف يمكن لانسان "مسيحي" ان ينام ليلته آمنا مطمئنا وهو يدرك انه يسرق تبرعات وتضحيات الارامل واليتامى؟

الا انه وبالتاكيد فان صدور الحكم القضائي لصالح الكنيسة هو دليل مادي اضافي قطع شك البعض باليقين.
فجاء الحكم القانوني رديفا وداعما ومثبتا للحكم الاخلاقي والضميري.

واذا علمنا ان القاعدة البشرية المباشرة لهذه الممتلكات تضم عدة الاف من عوائل ابناء الكنيسة، وقيمتها المادية تفوق عدة ملايين من الدولارات، وقيمتها الوظيفية تشمل كنائس الى قاعات الى دور كهنة، وجغرافيتها تغطي سان هوزيه وسيرس وسان فرانسسكو، فعندها يتضح المشهد من حيث حجم "اللقمة الكبيرة" التي سعى مار باوي "هضمها"، او من حيث اصرار الكنيسة وابناءها وتشبثهم بحقوقهم، او من حيث ان الممتلكات باتت معيار قضية انشقاق مار باوي وباتت قضية "حياة" او " موت" للطرفين. اذكر هنا انه في احد اجتماعات الكنيسة التي شاركت فيها قلت حرفيا:
(انه لو فاز مار باوي بشباك او بباب واحد من هذه الممتلكات فانه يكون قد انتصر في تمرده ويكون قد حقق تقديم نفسه طرفا مكافئا ومساويا للكنيسة).

من هنا نستطيع ان نفهم حجم البهجة والفرح اللذان عما ابرشيات ورعيات الكنيسة مع استعادة الكنيسة لحقوقها.. وهي البهجة التي انتشرت عفويا وطبيعيا ودون ترتيبات او تعليمات او تجمعات مخطط لها (بعكس الاحتفالات التي كان انصار مار باوي قد رتبوها في تدشين حملتهم على الكنيسة عندما طار مسؤولون سياسيون وقياديو مؤسسات قومية معروفون طاروا من شيكاغو الى سان هوزيه ليلقوا خطبهم النارية)(2).
شخصيا واول رد فعل لي عندما تلقيت الانباء حيث كنت في زيارة عمل في هولندا اني توجهت في ساعة متاخرة من الليل الى الحاسوب ونشرت رسالة قصيرة لتمجيد اسم الرب وتهنئة الكنيسة مع كلمات ودعوة للمحبة والتسامح مع ابناءها ممن تم تضليلهم، فالكنيسة المسيحية في الوقت الذي تكره فيه الخطيئة فانها تحب الخطاة وتصلي من اجلهم.

كان متوقعا بعد قرار الحكم ان يراجع مار باوي وشركاءه من مؤسسات سياسية او قومية او من مناصريه الامور بحكمة ومسؤولية ويتراجعوا عن مواقفهم ويمتلكوا الشجاعة المسيحية للاعتذار الى الله والكنيسة واباءها وابناءها خاصة وان قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وجه رسالة راعوية ملؤها المحبة والرحمة.
الا انه ومن المؤسف انهم ما زالوا الى اللحظة يصمون اذانهم عن دعوة قداسة البطريرك:
- فالمجلس القومي الاشوري يستضيفه في تجمع "جماهيري" نتوقع (ونتمنى ان يخيب توقعنا) ان يحضره الخوري اويقم بثيو والاب سنحاريب جميل وممثلين عن الفدريشن.
- وعلى التوازي من ذلك تستمر في المنابر الاعلامية الموالية لمار باوي (منتديات الحوار مثل ميسوبوتيميان وغرف الدردشة وبرامج تلفزيونية محلية المعروفة اللون السياسي) حملة الاساءات والبذاءات والتخوين والتجريم من قبل مناصريه ضد الكنيسة واباءها وضد المؤسسات والشخصيات القومية التي وقفت الى جانب الكنيسة موقفا مبدئيا. (طبعا في المقابل هناك منابر الاعلامية تقوم بحملة معاكسة تتضمن الكثير من الاساءات التي لا يمكن لي شخصيا قبولها او التسامح معها بل تستحق مني كل الادانة والاستنكار ايضا رغم ان الفارق هو ان هذه الاخيرة هي مؤسسات غير مرتبطة بلون او توجه سياسي محدد بقدر ما هي اما شخصية او مفتوحة).
- والاسقف سرهد جمو مستمر في دعمه لمار باوي ويحتفي معه ويثني عليه عوض نصحه بمراجعة مواقفه.
- والاسقف السابق مار باوي ينشر بنفسه تصريحا مقابلا لتصريح قداسة البطريرك.
وبذلك تكون مقولة (الهروب الى امام) هي التوصيفة الدقيقة للحركة الانشقاقية للاسقف السابق مار باوي سورو..

وهذا ما حدا بي الى كتابة هذا المقال لمناقشة تصريح مار باوي وما تضمنه من اصرار على تضليل مناصريه في اوجه عديدة كما سنرى..  المقال هو ضمن رسالة المحبة والتسامح مع ابناء الكنيسة ممن تم تضليلهم لان محبة الاخرين تعني اعانتهم لادراك الحقائق ومساعدتهم على مراجعة مواقفهم

1- يقول مار باوي انه لن يستانف قرار الحكم حرصا على تقليل معاناة شعبنا ولتقليل الاعباء المالية عليه!!!
نشكركم على هذه الصحوة وان جاءت متاخرة.. ونتساءل: متى اكتشفتم، يا سيدي، المعاناة والتكلفة على ابناء شعبنا؟
الم يكن ذلك واضحا جليا منذ يوم اعلنتم على رؤوس الاشهاد انكم لن تسلموا الممتلكات الى الكنيسة، وانكم تستدعون الشرطة لحمايتها، وان على الكنيسة ان تلتجا الى المحاكم اذا ارادت استعادة ممتلكاتها؟
ومتى اكتشفتم انها ابنية مادية وليست ذات اهمية لمسيرتكم الكفاحية الروحانية!!
لماذا لم تمتلكوا الشعور المسيحاني والضميري في اعادتها الى الكنيسة يوم تم ايقافكم من الخدمة الاسقفية فيها؟
اليست هي الابنية ذاتها التي استحقت منكم الاحتفال والتهليل وبرقيات التهنئة من مناصريكم في شيكاغو وكاليفورنيا وزيونة وسدني، فكيف باتت اليوم مجرد ابنية!!!
ساكتفي بدعوة الجميع لمشاهدة التغطية الاعلامية بالصوت والصورة وكما نشرها موقعكم لاحتفالكم امام بناية المحكمة وبعدها في قاعة الاحتفال بعد قرار قاضي التحقيق الاولي في حينها (3)
لن اشير الى الصخب والاساءات التي اصدرها فريقكم السياسي والاعلامي بعد قرار قاضي التحقيق حينها.
فاذا كان قرار تقاسم استخدام الممتلكات لحين حسم عائديتها استحق منكم ان تقولوا انه "يوم مقدس"، وانكم مدفوعين بنشوة الانتصار الوهمي قلتم حينها انه يوم الكلام المتحرر من كل ضوابط، وبلغ بكم الامر انكم وصفتم اباء الكنيسة بانهم "عميان القلوب".. واذا كان قرار التحقيق الاولي باحالة القضية الى المحكمة قد اسكر مناصريكم..
فكم سيكون من حق اباء وابناء الكنيسة ان يفرحوا باستعادتهم لممتلكات الكنيسة.
سيدي، لنتحدث بصراحة ونقول انكم ونحن والجميع يدرك انه لو كان لكم امل بان الاستئناف سيعيد اليكم ولو جزء من الممتلكات لما كنتم ترددتم لحظة في ممارسة حقكم القانوني في الاستئناف.. ولكن بديهي وعقلاني انكم لن تستانفوا القرار لان ذلك يعني تحميلكم اعباء مالية اضافية مقابل فرص معدومة في الفوز بالمحكمة.

2- يستمر مار باوي بالادعاء ان حركته تقوم على مبادئ المحاسبة المسؤولة والاصلاح وتهدف تحقيق الوحدة.
وهي ادعاءات سبق لنا اسقاط القناع عنها ولا نتوقع ان هناك من ما زال مقتنعا بها، باستثناء المتخندقين مع الاسقف السابق بسبب المواقف السياسية المشتركة او العلاقات العشائرية او لانهم ليسوا من ابناء كنيسة المشرق الاشورية.
يقول الكتاب المقدس: (من ثمارهم تعرفونهم)..
وثماركم تقول انكم زرعتم انشقاقا جديدا في جسد كنيسة الرب وابناء الامة، وفتحتم جراح الانشقاقات السابقة.
فعن اية وحدة تتحدث؟ هل هي الوحدة التي حققتموها بتشطير العوائل والاقارب والرعيات في كاليفورنيا وشيكاغو؟

وتقول الحكمة العربية الماثورة ان فاقد الشيئ لا يعطيه.
ونتساءل: كيف يمكن لكم ادعاء المحاسبة المسؤولة وانتم رفضتم قرار المجمع السنهاديقي المقدس الذي اجتمع بهداية الروح القدس (اليس ذلك ما يقول به التراث الرسولي لكنيسة المشرق الذي تدعي الاخلاص له والالتزام به؟) واتفق باجماع اعضاءه ان يقدم لك خيارات رفضتها جميعها فقرر محاسبتك؟
فمن لا يقبل ان يحاسبه المجمع المقدس هو اخر من يحق له الحديث عن المحاسبة.

وعن اي اصلاح تتحدثون؟ هل هو في تحويل عقيدة وطقوس وقوانين وممتلكات الكنيسة الى عائدية للاسقف يتصرف بها كما يشاء؟ انكم تضللون انصاركم بالقول ان الكنيسة عاقبتكم لانكم مصلحين!! ودليلكم على اصلاحكم هو اقامة الطقوس باللغة الدارجة!! وهذا لا شان له بايقافكم.. فالكثيرين قبلكم (وبينهم كاتب السطور) ومعكم وبعدكم اقاموا ويقيمون الطقوس باللغة الدارجة دون ان يعني ذلك انهم خارج الكنيسة او يستحقون العقاب.

3- ويستمر التضليل.. فيقول مار باوي بان "ابرشيته" ستسعى "للاتحاد" مع احدى الكنائس المشرقية.
يا سيدي، عن اية ابرشية واي اتحاد تتحدث؟ فاذا كان مناصريك يتبعونك بسبب الولاءات الحزبية والعشائرية وليسوا مهتمين او واعين لمعنى مصطلحي (الابرشية) و(الاتحاد)، فان الامر ليس كذلك لدى ابناء شعبنا وكنيستنا.
وبالتاكيد انكم تدركون جيدا معنى المصطلحين ولذلك اتهمكم بانكم تمارسون التضليل عن دراية.
بالله عليكم سيدي، هل هناك ابرشية كنسية لكنيسة رسولية لا تخضع لاية مرجعية كنسية بطريركية او سنهاديقية؟
هلا تفضلتم ونورتم لنا ما هي مرجعية ابرشيتكم التي تدعونها؟
اليس المفروض ان تكون صريحا وتقول انكم مجموعة وليس ابرشية؟
في لقاء معكم منشور في موقع عنكاوة اعترفتم بكلماتكم ان الرتبة الاسقفية تكون نافذة فقط عندما يكون للاسقف شراكة مع اخوته اساقفة كنيسته، فهل كان لكم ذلك منذ عامين؟
وتستمرون في ذلك اللقاء لتعترفوا بان وضعكم الاسقفي هو مؤقت وانتقالي!!!
هل لكم سيدي ان تنورونا بالمعنى العقائدي واللاهوتي للاسقفية الانتقالية والمؤقتة؟
اما عن مصطلح الاتحاد فنقول: ان الاتحاد يتم بين طرفين متكافئين.. وفي هذه الحال كنيسة مع كنيسة..
نتساءل كيف تسمون الامر اتحادا؟ اليس الاجدر ان تسموه التحاقا او انضماما؟
والا تجدون فارقا شاسعا بين (الاتحاد) و(الالتحاق)؟ وان الالتحاق هو التعبير السليم عن ما ترغبون القيام به؟

4- ويستمر الاسقف السابق مار باوي في تصريحه ليعلن خطته المستقبلية بانه ومجموعته من اكليروس واتباع سيدخلون في حوارات رسمية بهدف الالتحاق باحدى الكنيستين: كنيسة المشرق القديمة او الكنيسة الكلدانية.
بداية نشكركم سيدي على اقراركم المتاخر بما قلناه لكم مرارا منذ الايام الاولى لانشقاقكم ان خيارتكم هي اما التوبة والعودة الى الكنيسة وقبول قرار مجمعها او الالتحاق باي من الكنيستين: تحديدا المشرق القديمة او الكلدانية(4).

لعمري لم اجد انسانا او مجموعة تفتقد البوصلة مثلما نجده في تصريح مار باوي.
لتوضيح او تشبيه الامر للقراء فان القول بانه سينضم الى واحدة من كنيستين: المشرقية القديمة او الكلدانية هو اشبه بمثال المسافر الذي يذهب الى محطة الباصات في بغداد ليقول انه سيسافر اما الى الموصل او البصرة..
ان هذا التصريح لمار باوي وهو الاكاديمي يعني احد امرين: فاما هو غير مطلع على حقيقة الفروق العقائدية بين الكنيستين بحيث يصبح الاثنان سيان عنده كمحطة نهائية له، وهذا احتمال ضعيف لانه يدرك الفروقات جيدا.
او انه لا يعترف بهذه الفروقات. وهذا ليس من حقه، فكل من الكنيستين لها مجمعها ومرجعيتها السنهاديقية والعقائدية ولم يقبلا بانه لا فرق عقائدي او لاهوتي او قانوني بينهما، ولم يخولاه الغاء هذه الفروق.
او انه يعمل بمبدا ان الغريق يمد يده لكل من ينتشله، وهو يبدو لي الاحتمال الارجح.
ويتعزز هذا الاحتمال من الاجابة على هذه الاسئلة (فخطة مار باوي المستقبلية تثير الاسئلة اكثر من تقديم الاجوبة):
هل محادثاتكم سيدي للانضمام ستكون على التوازي مع كلتا الكنيستين، المشرقية القديمة والكلدانية، في نفس الوقت؟
فان كان كذلك هل ستقدمون لكل منهما ذات الورقة من حيث وثيقة الايمان الكنسية او من حيث عهد الولاء (ܫܠܡܘܬܐ)؟ ام لكل منهما ورقة مختلفة تتوافق مع العقيدة الايمانية واللاهوتية لتلك الكنيسة؟
ام انكم ستبحثون مع واحدة منهما وفي حال عدم النجاح ستلجاون الى المحادثات مع الاخرى؟
فان كان كذلك، فمع اي منهما ستباشرون المحادثات؟ ولماذا اخترتموها هي الاولى؟

وفي تصريحكم عن خطتكم المستقبلية تحددون مبادئ لهذه المحادثات، وهي باختصار:
- مشيئة الرب يسوع المسيح كما في الكتاب المقدس
- ميراث كنيسة المشرق العقائدي والطقسي والتاريخي
- احتياجات شعبنا في الوضع الراهن
وهي مبادئ عامة لم تنكرها اية كنيسة، سواء الكنيسة التي تمردت عليها او الكنائس التي تهدف الالتحاق بها.. وهي مبادئ لا اختلاف عليها ولكن الخلاف كبير في تفاصيلها.. فالكنيسة الكاثوليكية مثلا تعتمد تفسيرا للكتاب المقدس ومشيئة الرب فيه يقود الى عقيدة رئاسة البابا على كافة الكنائس، في حين ان بقية الكنائس لا تتفق مع هذا التفسير.
فهل لو فشلت محادثاتكم مع اي من الكنيستين، المشرق القديمة او الكلدانية، ستتهمونها بانها لا تطيع مشيئة الرب!! او انها خانت ميراثها الرسولي وان مجمعها المقدس هو تحت الحرم!! او انها باعت نفسها للاخرين وخانت شعبها!!

هناك تساؤلات حقيقية وجدية لا بد وانها ستاتي على طاولة المجمع السنهاديقي لكل كنيسة تنظر بامر قبول التحاقكم.. البعض من هذه التساؤلات هو مشترك لكلتيهما فيما الاخر يخص احداهما دون الاخرى. فمن التساؤلات المشتركة:
هل ان الكنيستان مستعدتان لتحمل التبعات المعنوية والشعبية لقبول اسقف موقوف ومنشق وحاول وضع يده على ممتلكات الكنيسة واتهم المجمع السنهاديقي بالحرم وقاد بطريركه الى الاستجواب في محاكم علمانية في سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ الكنيسة المشرقية ونطقت شفتاه بكلمات واساءات بحق قداسة البطريرك والاباء المطارنة والاساقفة؟
وهل انهما مستعدتان لاختيار اسقف موقوف على العلاقة مع كنيسة رسولية شقيقة؟
وهل انهما مستعدتان لتحمل التبعات المالية التي ستترتب بذمة مار باوي والتي ستنظر بها المحكمة في شباط القادم والتي تصل تخميناتها الى بضعة ملايين من الدولارات وربما اكثر؟
وهل الكنيستان مستعدتان لتحمل وجود اسقف سياسي متحزب في مجمعهما السنهاديقي؟
وهل هما مستعدتان لتحمل تبعات مواقفه السياسية المعلنة مثل اتهام الاحزاب الكردية بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاشوريين؟

اما التساؤلات الخاصة بالكنيسة الكلدانية فانه واخذا بعين الاعتبار انها ليست كنيسة مستقلة قائمة لذاتها وان مجمعها السنهاديقي ليس سيد نفسه حيث يخضع في العديد من الامور لمرجعية اعلى هي الحاضرة الفاتيكانية فان هناك جملة اسئلة تفرض نفسها على الطاولة في مناقشة قبول مار باوي اسقفا كاثوليكيا منها:
هل هي مستعدة تحمل تبعات قبول اسقف قدم نموذجا سلبيا للغاية للحوار المسكوني عندما جاءت "خيانته" لكنيسته وتمرده عليها مرتبطة، من حيث الشكل والمضمون، بمسؤوليته عن حوارها المسكوني مع الكنيسة الكاثوليكية؟
وهل هي مستعدة لقبول اجتهاداته "اللاهوتية" في النظرة الى الكنائس غير الكاثوليكية، فحتى لو تم غض النظر عن مساواته للكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق القديمة (وهذا ما لا تقبله ايا منهما كما اسلفنا)، فهل سيتم تجاهل نظرته الى الكنائس البروتستانتية التي اكد الفاتيكان قبل عدة اشهر الموقف منها على انها ليست كنائس مسيحية بل مجتمعات؟
وهل ان الوضع الحالي للمجمع السنهاديقي الكلداني وتباين المواقف فيه يسمح بقرار سنهاديقي (بالاحرى توصية لانه في النهاية سيتطلب اقرار الفاتيكان) لقبول مار باوي؟ وهل ان اساقفة كلدان بمستوى المسؤولية مثل المطارنة الاجلاء لويس ساكو، ربان القس، ميخائيل مقدسي، انطوان اودو، كيوركيس كرمو، جبرائيل كساب واخرون سيقبلون بتوصية الاسقف سرهد جمو ووفاءه الشخصي لمار باوي؟

ومن طرف اخر، وبين اتباع ومناصري الاسقف السابق مار باوي:
هل سيلتحقون به فيما لو قرر الانضمام الى الكنيسة الكلدانية؟
واذا كان تغطية المورد المعيشي عاملا ضاغطا على الكهنة فان السؤال هو هل سيكون التحاقهم "وظيفيا" ام ايمانيا خاصة واذا ادركنا الفوارق العقائدية والطقسية والممارساتية بين الكهنوت في الكنيستين؟ والى اي حد يمكن ان يعيش الانسان المؤمن بسلام وامان وانسجام داخلي وهو يدرك ان ما يفعله هو اضطرارا وليس ايمانا؟
ان احضان الكنيسة الام تبقى دافئة واذرعها ممدودة لاحتضان ابناءها، وان امتلاك الشجاعة للعودة اليها افضل من ادعاء الشجاعة بتركها.
وكيف سيسوق الامر بين انصاره بعد ان اصر على انكار انه يسعى الى كثلكتهم (لكي لا نقول كلدنتهم)؟
(في رسالته اواسط كانون الاول 2005 قال بانه لم ولن ينضم، ولم ولن يطلب من ابناء الكنيسة الانضمام الى الكنيسة الكاثوليكية، وبانه لم ولن يدعو الى استبدال كنيسته وطقوسها ولاهوتها وبطريركها.)
(تحضرني محادثة وحوار تلفوني عميق ومطول اجريته مع احد اكبر مناصريه في استراليا قبل عامين عندما كنا وبمحاولات شخصية نسعى احتواء المشكلة وعدم دفعها باتجاه التمرد، عندما سالت: ماذا ستفعلون لو قرر مار باوي الالتحاق بالكنيسة الكلدانية؟ فاجاب واثقا ان مار باوي لن يفعل ذلك مطلقا، وفي حال فعل فانهم لن يلتحقوا معه.)
ان الجميع على يقين بانه لو كان مار باوي قال يوم انشقاقه ان محطته الاخيرة ستكون الكنيسة الكلدانية لما كان تبعه الكثيرون ممن هم الان معه.. وبهذا ايضا ضلل اتباعه عندما لم يقل لهم ذلك على مدى سنتين، ولكنه دفعهم الى مواقف وممارسات ما يجعل بعضهم يعتقد ان جسوره انقطعت مع كنيسته الأم ولا خيار له سوى الهروب الى امام.
ان الرسالة الابوية المقعمة بالمحبة والرحمة التي وجهها قداسة البطريرك مار دنخا الرابع تقول ان القلوب مفتوحة للجميع، وان الكنيسة لم ولن توصد ابوابها امام ابناءها مهما سبق لهم فعله. فهل تستطيع الام ان تنسى ابناءها.

اما في الالتحاق بكنيسة المشرق القديمة فان على مجمعها المقدس التعامل مع قضية جوهرية هي: هل ستقبل كنيسة المشرق القديمة وثيقة ايمان الاسقف السابق التي قدمها الى المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية والتي تضم بين ما تتضمنه ان لا بطريركية تمتلك شرعيتها ما لن تعترف وتخضع بالبابا ابا عاما لكنيسة المسيح؟
ام يا ترى سيتراجع مار باوي عن وثيقة ايمانه هذه؟
وهل ستطمئن كنيسة المشرق القديمة الى مستقبل اسقفية مار باوي فيها وهي الاسقفية التي تتحرك بمنطلقات لاهوتية وعقائدية وقانونية لم يكن ممكنا لكنيسة المشرق الاشورية قبولها رغم انها اكثر "تساهلا" و"ليونة" من كنيسة المشرق القديمة فيما يتعلق بهذه الامور؟
وهل ستتحمل كنيسة المشرق القديمة في الولايات المتحدة، من حيث الرعيات ومواردها المالية، تبعات وتكاليف ورواتب مار باوي وكهنته وهذه مسالة لا يمكن التغاضي عنها او القفز عليها، وهي التزامات مالية مكلفة ومستمرة وستضاف الى الالتزامات المالية المترتبة بسبب المحكمة على الكنيسة التي تقرر قبوله اسقفا فيها؟

الى اخره من الاسئلة الحقيقية والجدية التي لا يجدي الهروب من مواجهتها، مثلما لا تكفي العواطف والكلمات الخطابية للتغطية عليها، ومثلما لا تكفي دوافع الانتقام من عقد ومواقف في التاريخ البعيد او القريب لكنيسة المشرق ان تقدم الاجابة عليها..
فاذا كان قرار الالتحاق باحدى الكنيستين هو الخيار الاوحد المتبقي امام مار باوي في هروبه الى امام فانه ليس بالضرورة الخيار الوحيد لهذه الكنائس التي نتوخى فيها الحكمة والمسؤولية تجاه عقيدتها الكتابية وارثها الرسولي اولا، ومن ثم تجاه الشراكة المسيحية الحقيقية بين كنائس شعب يواجه وجوده ومصيره في وطنه الكثير من التحديات ما يجعل كنائسه امام مسؤولية مسيحية واخلاقية تاريخية في لئم الجراح وليس تخديشها.

والرب يبارك

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 5 تشرين الثاني 2007

الهوامش:
(1) راجع الروابط:
www.ankawa.com/forum/index.php/topic,62579.msg214370.html#msg214370
و
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,77698.msg2454381.html#msg2454381
و
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,80073.msg2467796.html#msg2467796
(2) راجع الروابط:
http://media15.cqservers.com/bishopsoro/20051113_reception.wmv
http://media15.cqservers.com/bishopsoro/20051111_airport.wmv
(3) راجع الرابط:
http://www.shrara.com/20060201_court_ruling.asx
ولضمان عدم ازالته من موقعكم قمت بوضعه في هذا الموقع:
www.etota.de/court_2006.wmv
(4) راجع مثلا مقالنا المنشور في موقع عنكاوة بتاريخ 2 شباط 2006 وهو ما زال متاحا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,26389.msg82606.html#msg82606[/size
]

205
في اعقاب حسم المحكمة الامريكية لعائدية ممتلكات كنيسة المشرق الاشورية في رعية غرب كاليفورنيا حيث استعادت الكنيسة حقوقها العادلة في ممتلكاتها والتي كان الاسقف الموقوف باوي سورو قد وضع يده عليها، وجه قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، رسالة مفتوحة الى اكليروس وابناء كنيسة المشرق.
ادناه ترجمتها الى العربية، علما ان صورتها ونصها الاصلي منشور على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,137439.0.html

نص الترجمة العربية للرسالة البطريركية:

مار دنخا الرابع
بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم

الاخوة المطارنة الاجلاء
ابناءنا بالروح الكهنة والشمامسة الافاضل
وجميع بنات وابناء كنيستنا المقدسة وابناء امتنا الاشورية

تقبلوا صلواتنا وبركاتنا

كجاثليق بطريرك واب روحي لابناء كنيستنا، كنيسة المشرق الاشورية المقدسة، ادعوكم جميعا لان تكونوا رحماء مع بعض، وان تسلكوا بالمحبة المسيحية مع اخوتكم واخواتكم، وتكونوا غفورين وتتجاوزوا الماضي.
اننا مسيحيون، وعلينا ان نكون اكثر تحملا في هذه الاوقات، وان لا نسعى للانتقام.
علينا ان ننتصر على السيئة بالصالحة.
ان المسيح يأمرنا: باركوا لاعنيكم، وافعلوا الصالحات تجاه من يكرهكم، وصلوا لاجل من يتحدثون اليكم بالسوء، لكي تكونوا ابناء ابيكم السماوي (متي 6: 43-46)
ولذلك ايها الاحبة، ابناءنا وبناتنا بالروح، ابناء كنيستنا: نحن ندرك انكم مبتهجون لان العدالة تم اعتمادها في الحكم، كنائس وممتلكات الكنيسة قد استعيدت.
عليكم بالتسبيح لله، ومن واجبنا الكنسي جميعا ان نتوجه الى الكنيسة ونصلي الى رئيس وسيد الكنيسة، ربنا يسوع المسيح، ونتقدم له بالشكر على محبته ورحمته.
وفي ذات الوقت نصلي من اجل ابناء كنيستنا، الذين ولبعض الاسباب ابتعدوا عن الكنيسة، لياتوا الى كنيستهم، فباب الكنيسة مفتوح.
ونحن كجاثليق بطريرك نقول اننا لم نوقف اي علماني من ابناء كنيستنا، كل الذين كانوا غاضبين وتحدثوا او كتبوا ضدنا بكلمات غير لائقة فاننا نغفر لهم ونتجاوز كل شيئ ونطلب من ابينا السماوي ان يغفر لهم ايضا.
وكذلك نطلب من جميع ابناء كنيستنا بان تتجاوزوا وتغفروا وتسامحوا اخطاء بعضكم البعض لنكون جميعا قطيعا واحدا لكنيسة المشرق الاشورية الرسولية المقدسة، ولنبهج بالمحبة والسلام الراعي الصالح يسوع المسيح.
لتكن نعمة ورحمة ربنا يسوع المسيح معكم الى ابد الآبدين.


خننيا دنخا الرابع
بالنعمة، جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الاشورية

حرر في قلايتنا البطريركية
مورتن غروف، الينوي
31 تشرين الاول 2007 

206
اذا كنا في العراق جالية، فاين هو وطننا؟
[/b]
القس عمانوئيل يوخنا

اطلعت على صورة الكتاب الصادر من الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي والذي تضمن عنوانه ونصه تسمية (الجالية المسيحية في بغداد) في اشارة الى الوجود المسيحي فيها.
لقد صعقت وانا اقرأ هذه التسمية واحترت، وما زلت، محتارا في تأويل ورودها.

فهل هو الجهل الممتدة مخالبه حتى مكتب الامانة العامة لمجلس الوزراء؟
ام هو تعبير يعكس حقيقة قناعة ونظرة الى الشعب الاشوري المسيحي في العراق على انه جالية؟
ام هو مسك الختام الرسمي على حملة الارهاب الاجتثاثي للشعب الاشوري المسيحي من جنوب ووسط العراق؟
ام ربما هي الاسباب هذه مجتمعة؟
او ربما هو بالونة اختبار لتهيئة الاذهان والقلوب لما هو قادم من اكتمال اقتلاع الجذور وتغريب الاهل وتشتيتهم ربما تجسيدا لمقررات مؤتمر باكستان في عقد الثمانينات!!

ان اعتبار الشعب الاشوري المسيحي جالية في العراق هو اهانة للعراق، كل العراق، تاريخا وحضارة.
فعمر الاشوريين في العراق هو بعمر العراق.
وتاريخ وحضارة العراق في جزءها الريادي كحضارة عريقة هو تاريخ وحضارة اشورية وبابلية وسومرية تشهد لها مدن العراق ومتاحف العالم؟
واشوريو اليوم (والذين يطلق عليهم الكتاب اسم الجالية) هم ورثة بناة هذه الحضارة.

كما ان تاريخ الفي عام من المسيحية في العراق يقول ان العراق هو مهد للمسيحية والكنيسة الاولى.
هل يجدر بنا التذكير بالاصول السريانية لتسميات المدن العراقية لاثبات ذلك؟
وهل يجدر بنا ان نقدم لائحة سيضيق بها المقال باسماء ومواقع الكنائس والاديرة في مدن العراق المختلفة؟
وهل ان تحويل هذه الكنائس على يد المستعمر (عفوا الفاتح) الى اتربة واطلال او تحويلها الى مساجد وجوامع يكفي لالغاء حقيقة وجودها؟
اذا كان قد سكت البشر فانه سينطق الحجر..

وهل يجدر بنا ان نفتح الكتب والفهارس العربية الاسلامية (لكي لا نقول المصادر السريانية ونتهم حينها بالانحياز!!!) لنمر على ذكر هذه المعابد والاديرة المسيحية؟
وهل يجدر ان نعيد الى الاذهان التقسيم الاداري والابرشي للعراق بحسب كنيسة المشرق ليتاكد مكتب السيد المالكي بان العراق، كل العراق، كان يعج بابناءه المسيحيين من احفاد بناته الاوائل في نينوى وبابل وسومر؟
وهل يجدر استعادة ذاكرة الامس القريب يوم احتفل العراق بالالفية المسيحية الثانية باقامة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق، الصلاة والقداس المسيحي فيما يعرف اليوم بسلمان باك (ساليق طيسفون تاريخيا) والتي كانت مقرا للكرسي البطريركي لقرون؟

طبعا نتوقع ان يصدر تصريح صحافي من مكتب الامانة العامة يبرر فيه الامر على انه خطأ غير متعمد..
لا بأس..
ولكن ما هي الضمانة في عدم تكرار الخطأ؟
سؤال لا اجد الاجابة عليه الا في مراجعة شاملة للخلفية التاريخية للذهنية التي افرزت وانتجت هذا الخطأ.
واقصد بها تجهيل العراقيين بذاتهم ومكوناتهم وتاريخهم.
نعم، فبسبب عدم تضمين الكتب المنهجية للتاريخ والادب وغيرها تعريفا بمكونات العراق الدينية والقومية والثقافية..
وبسبب عدم تعريف الطلبة العراقيين بتاريخ وطنهم بموضوعية ومن دون انحياز..
بسبب كل ذلك صار لنا موظفون وكوادر وقيادات دولة تجهل شعبها وتاريخه وثقافته.
المعالجة الحقيقية هي في تضمين المناهج المدرسية والبرامج الاعلامية تعرفا محايدا ووافيا بمكونات النسيج العراقي الديني والقومي وبتاريخ ولغة وثقافة هذه المكونات.
وعندها لن يعتبرنا موطفو الدولة العراقية جالية!!!
والى ذلك الحين نتساءل:
اذا كنا في العراق جالية، فاين هو وطننا؟
[/font]

207
قبل ايام نشرت على موقع عنكاوة ملاحظات وتعقيبات على مقابلة تلفزيونية لاسرياسات مع نيافة الاسقف مار ميلس.
ادناه الرابط اليها:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,102650.0.html

وبين ما ذكرته فيها ان تقويل بعض الاعلاميين الاشوريين للكادردينال كاسبر بانه وصف كنيستنا بالغربية هو نتيجة خطأ مطبعي في الموقع الالكتروني الذي نشر المقابلة مع الكاردينال فعوض طبع Eastern طبع Wastern وهو خطا املائي واضح. (ارجو مراجعة تعقيباتي على الرابط اعلاه).
اليوم ارسل لي احد اصدقائي من الكهنة الالمان المقابلة المنشورة على موقع زينت ولاحظت ان الموقع قد صحح الخطأ الاملائي حيث تسمية Eastern واضحة وصريحة.
انقر على هذا الرابط:
http://www.zenit.org/article-19948?l=english

اكرر القول ان ملاحظاتي السابقة ليست للدفاع عن الكاردينال كاسبر الذي لا اعرفه شخصيا، لا بل ان لي ملاحظات وتحفظات معينة على المقابلة معه من حيث رؤيته للوحدة الكنسية او من حيث الاسقف الموقوف مار باوي سورو.
ولكن ذلك لا يعني الانجراف مثل ما فعل البعض بسبب مواقف مسبقة حيث قاموا بالاتهام والتجهيل والتقويل وغيره.
ان الاختلافات في الرؤى لا يعني مطلقا حق تشويه الاخر وتجهيله وبعكسه فان النقاش والحوار سيكون عبثيا ومن دون ذات معنى.
اتمنى على الاعلاميين من ابناء شعبنا التزام الحرفية والمهنية في اداءهم.

الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا
14 تموز 2007

208
تحية في الرب،
كما سبق وان ذكرنا باعداد فلم وثائقي عن لاجئي شعبنا في سوريا والاردن، يسعدنا ان نعلمكم بمواعيد عرض الفلم في التلفزيونين النمساوي والالماني وكما يلي:
يوم الاحد 8 تموز الساعة 12.30 ظهرا بتوقيت اوربا على القناة النمساوية الثانية (ORF 2).
يتم اعادته على ذات القناة في الساعة 12.25 من يوم الثلاثاء 10 تموز.
ويتم اعادته في الساعة 13.45 من ظهر يوم الخميس 12 تموز على القناة الالمانية (3 SAT).

التوثيق اعلاه هو ضمن برنامج (ORIENTIERUNG) ويستغرق حوالي 9 دقائق ويتحدث عن اللاجئين في سوريا.
وهو النسخة القصيرة للفلم الاساسي الذي ما زال طور الاعداد والذي يستغرق حوالي 30 دقيقة ويغطي العراق والاردن وسوريا وسيتم عرضه، انشاء الله، في 18 قناة وباللغتين الالمانية والانكليزية.
وسنقوم باعلان مواعيد بثه في حينه وحال اقرارها.
علما ان الفلم هو اعتمادا على مبادرة قمنا بها في منظمة كابني للاتصال بالمنظمات الصديقة حول انتاج واعداد وبث فلم توثيقي عن اوضاع شعبنا في الوطن ودول الجوار، وقد تجاوبت مع الفكرة وتبنتها مشكورة منظمة (شبكة الاعلام والميديا الكاثوليكية).

القس عمانوئيل يوخنا
7 تموز 2007

209
تعقيبات وملاحظات على مقابلة اسيرياسات مع نيافة الاسقف مار ميلس

اطلعت على ترجمة موجزة لنص المقابلة التلفزيونية لتلفزيون (اسيريا سات) والتي اجراها الدكتور سركون داديشو مع نيافة الاسقف مار ميلس زيا، سكرتير المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية المقدسة، والمنشورة ترجمتها الانكليزية على منتدى بين النهرين للنقاش على الرابط التالي:
http://www.betnahrain.org/bbs/index.pl/noframes/read/18737
الا انه لم يتاح لي مشاهدة المقابلة على التلفاز.
من قراءة النص المنشور للمقابلة التلفزيونية اود وقبل كل شيئ ان اقدم الشكر والتقدير لنيافة الاسقف الجليل مار ميلس زيا على ما قدمه من ايضاحات ومعلومات في المحاور المختلفة للمقابلة وبخاصة في المحاور المتعلقة بواقع الكنيسة القائم وتمرد الاسقف الموقوف مار باوي واتباعه، ويشارك في تقديم الدعم المؤسساتي والمعنوي والاعلامي والـ"جماهيري" له، وللاسف الشديد، بعض الاكليروس من كنائس شقيقة (يحرك بعضهم ولاءهم ولونهم السياسي، والاخر روح الانتقام، والاخر عقد متاصلة في فهمهم للوحدة المسيحية) الا انهم جميعا مدركين في قرارة انفسهم انهم مخطئون وانهم يسيئون الى كنائسهم اولا قبل ان يسيئوا الى كنيسة المشرق، مثلما يسيئون الى الجسد المسيحي ويزيدونه الاما ويقتلون بعملهم هذا مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة المسيحية بين الكنائس الرسولية الشقيقة.. لنصلي جميعا من اجلهم لينير الرب عقولهم وقلوبهم..
كما لاحظت في نص المقابلة عدد من النقاط التي اوردها المحاور الدكتور داديشو مما تسترعي الاشارة اليها تعميما للفائدة..
والله من وراء القصد..

اولا: تطرقت المقابلة الى الاعانات المرسلة من الاسقف الموقوف الى اللجنة الخيرية وقوله بانه ما الفرق بان تذهب عن طريق اللجنة وباسمه وليس عن طريق الكنيسة وباسمها.
نقول لسيادة الاسقف الموقوف والذي اقام الدنيا ولم يقعدها بادعاءات النزاهة والمصداقية والشفافية والحقيقة، نقول له: هل صحيح انك لا تعلم الفرق؟ شخصيا اجزم يقينا انك تعلم الفرق علم اليقين.. ومع ذلك، فاذا كنت فعلا تجهل الفرق، فاسمح لي ان اقول لك ان الفرق كبير وشاسع..
وباختصار شديد (لانني متاكد انك تعلم الفرق ولا حاجة لي للشرح المطول) اقول:
انها خيانة للامانة وانها سرقة لتبرعات المؤمنين وسرقة لعمل الكنيسة.
انك وضعت جهد الكنيسة وتضحيات وتبرعات ابناءها من اجل مصلحتك الشخصية ومصلحة الجهة السياسية التي تشاركك في التامر على الكنيسة.
بل واكثر من ذلك.. ان ما قمت به هو بهدف تاليب ابناء الكنيسة على مرجعياتهم وكنيستهم وتصويرها على انها لم تقدم لهم شيئا ولا تبالي بهم، وتصوير نفسك انك الاسقف المثالي والوحيد الذي تشاركهم احتياجاتهم ومن خلال جهة سياسية معينة ومعروفة.

من ناحية اخرى، فان هذه التجربة المريرة مع الاسقف مار باوي تؤكد حاجة كنيسة المشرق الاشورية الى منظمتها الانسانية كما هو حال بقية الكنائس (كاريتاس في الكنائس الكاثوليكية، دياكونيا في الكنائس اللوثرية، وغيرها)..
ان منظمة انسانية لكنيسة المشرق الاشورية هي الاطار القويم والسليم لمساهمة الكنيسة في دراسة واعداد وتلبية الاحتياجات الانسانية وبرامج الدعم الاجتماعية والتربوية والتنموية وغيرها وبخاصة في الوضع الراهن، وبخاصة مع الاستعدادات التي اثبتها الانسان الاشوري للعطاء والتضحية والتبرع والتضامن مع اخوته في احتياجاتهم حيث تجاوزت الارقام المعلنة لتبرعات المهجر الاشوري الى المؤسسات "الخيرية" الاشورية عدة ملايين من الدولارات في الاعوام المنصرمة.
كما انها الالية السليمة التي يمكن لها ان تنال ثقة المتبرع الاشوري بمصير تبرعاته خاصة بعد ان اساء البعض استخدام هذه التبرعات وقاموا بتوظيفها لاهداف شخصية وحزبية وفئوية. بل وان هذه المنظمة ربما تكون الحل الوحيد لاعادة ثقة المتبرع الاشوري بمصير تبرعاته بعد انهيار هذه الثقة بسبب سوء التوظيف والاستغلال الذي قام به هذا البعض. (فمن غير المعقول بتاتا ان تتم في رعيات كنيسة المشرق وبمشاركة بعض اكليروسها جمع التبرعات لمؤسسة "خيرية" سياسية التزمت وشاركت في التامر على الكنيسة والاساءة الى مرجعياتها.. ومن غير المعقول بتاتا ان يقوم عدد من اكليروس الكنيسة بتقديم "التبرعات" الى مؤسسة "خيرية" سياسية تقوم بطعن الكنيسة في الظهر.)
ناهيك ان هذه المنظمة ستكون خطوة في الاتجاه الصحيح للعمل المؤسساتي لكنيسة المشرق بما يعنيه ذلك من تطوير لاداء الكنيسة تجاه ابناءها، وتفعيل مشاركات ابناءها من العلمانيين بمختلف الاختصاصات في خدمة كنيستهم، وبما يعنيه ذلك من تفرغ الاكليروس لمهامه الراعوية.
صحيح ان العديد من المنظمات الانسانية نفذت برامج انسانية لابناء شعبنا وبرامج راعوية لكنائسنا (وبينها كنيسة المشرق الاشورية) (على سبيل المثال: لعرض صور للبرامج الراعوية التي نفذتها كابني لكنيسة المشرق الاشورية انقر هنا :
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/CAPNI_AssyrianChurch.pdf
 ولعرض صور للبرامج الراعوية التي نفذتها كابني لكنيسة المشرق القديمة انقر هنا:
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/CAPNI_AncientChurch.pdf

الا ان هذا لا يلغي مطلقا حاجة الكنيسة الى منظمتها الانسانية.
 
ثانيا: احد الاسئلة كان عن ادعاء قيام (اللجنة الخيرية الاشورية) وبتمويل من منظمة المساعدات الامريكية ببناء ستة قرى لابناء شعبنا في محافظة دهوك.
ولاجل توضيح الصورة واعطاء المعلومات نقول ان ادعاء تشييد ستة قرى لشعبنا من اللجنة الخيرية هو ادعاء عار عن الصحة تماما، بل ان القريتين الاشوريتين ضمن المشروع لم يتم انجازهما مطلقا.
هذا الادعاء سبق وان اوردته اللجنة الخيرية في النشرة التي تصدرها في اميركا باسم (Tree Of Life) حيث يرد الادعاء بتشييد 6 قرى!!! و350 دار!!! وغيرها في الصفحة الاولى من عددها المرقم 3 من المجلد 3 الصادر في خريف 1999.. انقر هنا لعرض الصفحة:
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/TOL_3_99_p1.pdf
كما ورد الادعاء ايضا في نشرة بالسويدية باسم (Assyrian News) اصدرها المركز الاعلامي الاشوري في السويد!! عام 1996.. انقر هنا:
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/ADM_Sweden.pdf

ادناه بعض النقاط:
اولا: ان الجهة الممولة كانت (OFDA).
ثانيا: ان الجهة التي استلمت الاموال لـ"تنفيذ" المشروع هو اللجنة الخيرية الاشورية وذلك عام 1995.
ثالثا: ان التمويل تضمن تشييد 6 قرى وجميعها ضمن قضاء سميل وكما يلي:
1- قصر يزدين وهي قرية كردية يزيدية.. (بحسب ص119 من دليل محافظة دهوك الصادر سنة 1995 فان البناء هو 94 دارا وبحسب (Assyrian News) فالعدد هو 83). انقر هنا لعرض صفحة الدليل:
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/DohukIndex.pdf
2- كوتبه وهي الاخرى قرية كردية يزيدية. عدد الدور بحسب المصدرين هو 20
3- سرشور وهي قرية كردية مسلمة.. عدد الدور بحسب دليل محافظة دهوك هو 20 دار ايضا، في حين ان النشرة الاخبارية للحركة في السويد لا تاتي على ذكرها!!! وتكتفي بايراد خمسة قرى فقط، في حين ان نشرتها وتقاريرها في الولايات المتحدة تتحدث عن ستة قرى دون ايراد اسماء جميعها.
4- باختمة وهي قرية اشورية.. (بحسب دليل محافظة دهوك فان البناء هو 81 دارا وبحسب (Assyrian News) فالعدد هو 80).
5- صوركا وهي قرية اشورية ويزيدية مختلطة. عدد الدور بحسب المصدرين هو 70
6- افزروك وهي قرية ارمنية.. عدد الدور بحسب المصدرين هو 65
رابعا: تم تشييد الثلاث قرى الكردية والايزيدية.. اما قرية افزروك فلم يتم تشييد كل فقرات البرنامج..
اما القريتان الاشوريتان، باختمه وصوركا، فهما الوحيدتان اللتان لم تشيدا!! حيث تركتا الى منتصف البناء واستخدم بعضها لايواء الحيونات!! ومن بعد تحميل ابناء القرية مساهمات مادية على اساس مشاركاتهم في التشييد...
لمشاهدة الصور لما تسميه اللجنة الخيرية اعمار قريتي باختمة وصوركا انقر هنا..
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/BakhitmaSorkaAAS_Photos.pdf
وبقيت القريتين غير مشيدتين الى ان تم تشييدهما مؤخرا ضمن برنامج اعادة اعمار القرى الذي يقوم به السيد سركيس اغاجان

وحيث ان الشيئ بالشيئ يذكر، فانه هذا ليس الادعاء الوحيد من قبل اللجنة الخيرية بتنفيذ ما لم تنفذه فهناك الكثير الكثير من الامثلة الموثقة التي يضيق بها المجال هنا.

لقراءة المزيد من الامثلة المدعومة بالصور والوثائق: انقر هنا..
http://www.etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/MoreDetailsAAS.htm

ما اوردته اعلاه لا يلغي حقيقة قيام اللجنة الخيرية بتنفيذ العديد من المشاريع الانسانية.. مثلما ان هذه الامثلة ليست غايتها الاساءة الى النشاط الانساني للجنة الخيرية او للمتبرعين لها..
ولكن  الغاية من ما سبق ايراده هو تاكيد حقيقة وجود ازدواجية مقصودة في ادعاء تنفيذ المشاريع او ازدواجية مقصودة في طلب التمويل لها مما يسبب هدرا لمصادر الدعم والتمويل اضافة الى فقدان الثقة والمصداقية ما يؤثر سلبا في هذه المصادر.
وهذا يؤكد الحاجة الى تحييد النشاط الانساني والحاجات الانسانية للانسان والشعب الاشوري من التوظيف السياسي والحزبي بغاية الحصول على مكاسب اعلامية او مالية.. وهذا الهدف النبيل لا يمكن تحقيقه الا من خلال تحييد المؤسسات الخيرية والانسانية من الارتباط الحزبي والولاء السياسي الفئوي.
ان الحاجة الانسانية ليس لها هوية او انتماء سياسي او حزبي او فئوي..

ثالثا: اشار المحاور الدكتور داديشو الى ما ورد في النص التحريري للمقابلة مع الكاردينال كاسبر والمنشورة على موقع زينت للاخبار:
http://www.zenit.org/article-19948?l=english
وتحديدا الفقرة التي تتضمن النص الحرفي التالي:
(Cardinal Kasper: The Assyrian Church of the East is one of the smaller Wastern Churches, at least in the number of the faithful.)
حيث اثار النص الكثير من الاقاويل والاستنتاجات ومن بينها الكثير من الاساءات والتهجمات على الكاردينال كاسبر تحديدا والكنيسة الكاثوليكية عموما.
شخصيا اعتقد ان هناك خطا كبيرا في ردود الافعال هذه، حيث اعتقد يقينا ان الكاردينال كاسبر له من العلم والدراية ما ينزهه من خطا اعتبار كنيسة المشرق كنيسة غربية.
الخطا، برايي، وببساطة ليس من الكاردينال كاسبر بل من هيئة تحرير المجلة الاخبارية، حيث قامت بطبع النص خطأ: (Wastern).. لاحظ الخطا (Wastern) وليس (Western) او (Eastern).
فانا اعتقد ان الخطا الطباعي هو في طباعة (W) بدل (E) لكونهما متجاورتان في لوحة مفاتيح الطباعة.. اي ان النص الاصلي هو (Eastern)
وليس الخطا الطباعي (a) بدل (e) في (Wastern).
ويبدو لي ان مبالغة المبالغين في الاستنتاج والاتهام واصدار الاحكام بناء على الخطا المطبعي الواضح هي مبالغات مبنية على مواقف مسبقة اثرت حتى في القدرة على ملاحظة الخطا الطباعي في النص (Wastern).
ببساطة انه ما دامت الكلمة (Wastern) مكتوبة بخطأ املائي هو واحد من اثنين، فاما (Western) او (Eastern)، فاني لا افهم لماذا يصر البعض على انها (Western) بما يعنيه من تجهيل غير معقول للكاردينال كاسبر، وبما يعنيه ان الكاتب اخطا بين (a) و(e) وهما متباعدتان في لوحة المفاتيح.. في حين ان (Eastern) هي الاصوب يقينا لان الكاردينال يدرك جيدا ان كنيستنا مشرقية وليس غربية ولان حرفي (W) و(E) هما متجاوران في لوحة المفاتيح واحتمال الخطا بينهما في الطباعة كبير ووارد.
طبعا هذا ليس دفاعا مني عن الكاردينال.. فانا لا اعرف الرجل بتاتا ولست معنيا بالدفاع عنه، بل ان لي العديد من الملاحظات على ما ورد في مقابلته..
ولكنها فقط ملاحظة اوجهها الى الاخوة ممن بالغوا في تاويل الامر في مواقع النشر على الانترنت والحوارات، راجيا منهم ان يكونوا اكثر حرصا ووعيا في بناء الاستنتاجات والملاحظات واصدار الاحكام.. فما يصدر من اقوال واحكام استنادا على دليل هش تنعكس سلبا على قائلها.
انها ملاحظة ومساهمة لتطوير الاداء في النقاشات والسجالات.

رابعا: ورد في ترجمة المقابلة قول السيد داديشو بان الكنيسة الكاثوليكية لها تسعة اسرار وكنيسة المشرق سبعة!!
اني اهمس في اذن الدكتور داديشو راجيا منه تصحيح معلومته.. فالكنائس الرسولية جميعها وبجميع عوائلها (الكاثوليكية، الارثوذكسية، المشرق) ورغم اختلافاتها جزئيا في تحديد لائحة الاسرار الكنسية، الا انها تتفق جميعا بان عددها هو سبعة اسرار كنسية.
مرة اخرى، ارجو تقبل ملاحظتي بروح المحبة فهي فقط لتصحيح المعلومات، ليس اكثر.

الرب يبارك

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 3 تموز 2007


210
ايضاح

بعد زيارتي الاخيرة الى الاردن ليوم واحد من 31–5 الى 1-6 المنصرم مع فريق تلفزيوني لتوثيق اوضاع لاجئي شعبنا (ساقوم قريبا بالتعريف بالفلم) اثيرت الاقاويل حول قيامنا في منظمة (كابني) بدعم مركز نصيبين لتعليم اللغة والتعليم المسيحي في عمان.
وتوسعت دائرة الاقاويل من تناقل طبيعي للاخبار عن هذا الدعم.. فاتسعت افقيا لتصل مجالس الحوارات الاشورية في مختلف البقاع!! واتسعت عموديا لتتضمن تاويل وتحميل الدعم مواقفا وامورا ان كان لها بداية فليس لها نهاية!! وصولا ليس الى اصدار الاتهامات فحسب بل والاحكام في حملة ليست جديدة من حيث الواقفين وراءها واهدافهم ولونهم.
واني اذ اشكر واقدر عاليا الاخوات والاخوة الذين اتصلوا بي هاتفيا من الاردن بغاية ونية صادقة لمعرفة الامر وتفاصيله، فكنت صريحا معهم واوضحت لهم التفاصيل وكان ذلك مصدر تقدير وارتياح وتفهم منهم، فاني اجد ضرورة في نشر هذا الايضاح للاخرين (وبخاصة من هم خارج الاردن!!) ممن اتخذوا الامر ذريعة للتهجم الذي هو اساسا بدوافع اخرى!! دون ان يكلفوا انفسهم جهد الاستفسار ومعرفة الامور قبل اعلان التهم واصدار الاحكام!!
ادناه بعض النقاط الضرورية سواء ما ورد منها في حملة الاستهداف هذه او ما له علاقة بالية عمل (كابني).. واذا جاء الايضاح طويلا فانه لاعطاء صورة كاملة اضافة الى التعريف باليات عمل كابني..

اولا: لم يتردد البعض في اتهامي باني وبسبب هذا الدعم شطرت جاليتنا في عمان الى شطرين، احدهما كنيسة المشرق الاشورية والاخر كنيسة المشرق القديمة!! ما شاء الله..
الجميع يعلم (وانا اخرهم لاني اخر من ذهب الى عمان!!) ان واقع جاليتنا هناك هو انها تقوم بنشاطاتها الكنسية والتربوية في عمان في مركزين، احدهما الاشرفية والاخر الهاشمي..
والجميع يعلم (وانا اخرهم لاني اخر من ذهب الى عمان!!) ان الخدمات الكنسية لجاليتنا في عمان ارتدت طابعا بان نشاطات الهاشمي الشمالي محسوبة ضمن كنيسة المشرق القديمة والاشرفية ضمن كنيسة المشرق الاشورية.
وهذا ليس امرا مستحدثا بل هو امر طبيعي وهو نتيجة حقيقة قائمة بان كنيسة المشرق باتت ومنذ عقود منشطرة الى كنيستين: المشرق الاشورية والمشرق القديمة.
وهذا ليس في يد اي احد انكاره او الغاءه قبل اعادة التوحيد الكامل للكنيستين. والى ذلك اليوم-الحلم فان الكنيسة الواحدة تاريخا ولاهوتا وطقسا ليست واحدة ادارة ومرجعيات ورعيات. فلنصلي جميعا من اجل وحدتها.
ومتابعي موقع عنكاوة تعودوا على قراءة الاخبار من الاردن بعنوان (اخبار كنيسة المشرق القديمة في عمان) وهي تغطي اخبار وفعاليات مركز زهريرا في الهاشمية وليس نصيبين في الاشرفية.. والرابط ادناه يتضمن خلاصة بالعديد من هذه الاخبار:
http://ankawa.com/forum/index.php?action=profile;u=35146;sa=showPosts
وفي المقابل هناك اخبار اخرى تغطي كنيسة المشرق الاشورية من خلال نشاطات الاشرفية.
اذن لست انا من شطر رعية كنيسة المشرق في عمان.. فهذا الواقع قائم منذ سنوات وليس نتيجة زيارتي الاخيرة الى الاردن وكانت اقل من 24 ساعة (بالمناسبة ان مجموع ايام حياتي التي قضيتها في الاردن هي 6 ايام، 4 منها في ايلول 2006، يوم واحد في ايار 2007، ويوم اخر في حزيران 2007)!!!!

ثانيا: البعض الاخر كان اكثر تساهلا معي، حيث اكتفى بالقول اني منحاز الى كنيسة المشرق الاشورية في عملي الانساني ولذلك حصرت الدعم بمركز نصيبين المحسوب على كنيسة المشرق الاشورية.
اقول، رغم اني كاهن في كنيسة المشرق الاشورية واتبع مرجعيتها المقدسة المتمثلة بقداسة البطريرك مار دنخا الرابع، الا ان الجميع يشهد، وفي مقدمتهم صاحب القداسة مار ادي الثاني والاباء مطارنة وكهنة كنيسة المشرق القديمة، باني امتلك والتزم تقديرا واحتراما كبيرا لكنيسة المشرق القديمة (وبقية كنائس شعبنا ومرجعياتها) لا يقل عن احترامي وتقديري لكنيستي ومرجعيتي.
لا يزايدن احدا علي في هذا الامر.. ليس الان فحسب، بل ومنذ رسامتي الكهنوتية.. فكنيسة مار دانيال في المنصورية التي كنت راعيها كانت اول كنيسة من كنائس المشرق الاشورية التي فتحت بابها ودعت قداسة البطريرك مار ادي لخدمة القداس فيها.. وانا كنت من اوائل كهنة المشرق الاشورية الذين قاموا بخدمة القداس في كنيسة بطريركية المشرق القديمة في بغداد.
وذات الامر في نشاطي الانساني من خلال منظمة (كابني) حيث لم ولن نبخل في تقديم ما يعيننا الرب على تقديمه لجميع كنائسنا دون تمييز (ومن بينها بل وفي صفوف المقدمة منها كنيسة المشرق القديمة).
صحيح اني انتقد وبصراحة ووضوح مواقف الدعم التي تقدمها بعض رعيات واكليروس الكنيستين الشرقية القديمة والكلدانية للاسقف مار باوي في تمرده على الكنيسة وسعيه تقسيمها والاساءة اليها، الا ان ذلك لم ولن يؤثر على رؤيتي لهذه الكنائس او على تقديم ما يعينني الرب على تقديمه لها، كنائسا او رعيات او مؤمنين.
(كابني) سعت الى خدمة الجميع.. ولتقديم الدليل المادي على ذلك وعلى انها لا تفرق في خدمة كنيسة المشرق الاشورية او القديمة، يمكنكم الاطلاع على ما قدمته (كابني) لكلتا الكنيستين من برامج راعوية.
برامج كابني الراعوية لكنيسة المشرق الاشورية:
http://etota.de/Emanuel/Articles/CAPNI_AssyrianChurch.pdf
برامج كابني الراعوية لكنيسة المشرق القديمة:
http://etota.de/Emanuel/Articles/CAPNI_AncientChurch.pdf

ثالثا: بالنسبة للبرامج الراعوية (كما اعلاه) فان هناك شرطا اساسيا يجب توفره فيها وهو ان المرجعية الكنسية المعنية تقوم بتاييد الحاجة للمشروع.. فكابني لم ولن تتدخل في تحديد الاحتياجات الراعوية للكنائس..
وجميع هذه البرامج تضمنت رسائل تاييد حاجة من المرجعيات الكنسية وتخويلا لكابني او لي كممثل لها للسعي للحصول على تمويل المشروع.
وحيث ان التعليم المسيحي هو برنامج راعوي، لذلك فاننا لم نسعى للحصول على دعم مركز نصيبين دون موافقة المرجعية الكنسية المعنية. ولن نسعى الى دعم نشاطات مركز زهريرا في الهاشمية دون موافقة مرجعيته الكنسية المتمثلة بكنيسة المشرق القديمة.

رابعا: ان عمل (كابني) يقوم على اساس المشاريع، اي ان (كابني) ليس لها اموالا تحت تصرفها وتقوم هي بتحديد اوجه صرفها.. كلا مطلقا.. فـ(كابني) تقدم مشاريع وبرامج معروفة الغاية والموقع والكلفة والتفاصيل الى شركاءها واصدقاءها، وعند حصول الموافقة على اي من هذه البرامج يتم التنفيذ بحسب البرنامج والتفاصيل المقدمة.
وعلى هذا الاساس فان دعمنا لمركز نصيبين كان بناء على برنامج ومشروع تم اعداده وتقديمه تفصيليا (وبضمنه موقع التنفيذ واليته)، وبالتالي لم يكن ممكنا لكابني حق تحويل وجهة الصرف او اليته خارج مركز نصيبين.

خامسا: ان (كابني) وبسبب استقلاليتها ولعدم تبنيها اجندة سياسية او حزبية او مذهبية فانها لا تستثمر برامجها للدعاية الاعلامية. فعدم سعي كابني للدعاية الاعلامية وصل حدا ان هناك من الاصدقاء والشركاء من نفذنا له مشاريع اعمار كبيرة وحيوية، الا انه نسي دعوتنا للمشاركة في احتفالات افتتاح هذه المشاريع او الاشارة الى مساهمات كابني فيها.
كما انها لا تستثني احدا من الاستفادة من برامجها.. فالمعيار الوحيد هو ان هناك حاجة يجب تلبيتها بغض النظر عن هوية المحتاج السياسية او الحزبية او الكنسية او العشائرية او المناطقية وغيرها.
فاضافة لما سبق عن البرامج الراعوية لمختلف الكنائس، فان كابني ترحب باية جهة تتقدم الينا بغاية طلب الحصول على مساعدة لها (والامر ينطبق ايضا على مركز زهريرا بالهاشمية - عمان).
نحن لم ولن نعد احدا باننا نضمن الحصول على تمويل لبرامجه، ولكن الوعد الوحيد الذي نقدمه ونلتزمه دائما هو اننا نسعى بكل جهدنا للحصول على التمويل.

سادسا: ولكون كابني مستقلة ايضا، فان المستفيدين من برامجها ينتمون الى مختلف كنائسنا، احزابنا، مناطقنا، عشائرنا، الخ.. فبرنامج دعم الطلبة الجامعيين مثلا تخرج منه طلاب من مختلف الانتماءات الكنسية والحزبية، حتى ان احدهم كان عضوا قياديا تعود والتزم تنظيمه الاساءات الى كابني والي شخصيا.. ليسامحهم الرب..
كما ان التزام كابني لاحترام الكرامة الانسانية للمستفيدين من برامج دعمها (طلبة وعوائل) منعها من القيام بنشر اسماءهم او تصويرهم في مقاطع فيديوية ونشرها في محطات التلفزيون الاشورية المهجرية بما يعنيه ذلك من اساءة بالغة ومقصودة الى كرامة الانسان والعائلة.. فكابني تكتفي بتوثيق هذه البرامج الى الجهة الممولة حصرا.

سابعا: اما عن دعم كابني السابق والحالي لمركز نصيبين فادناه النقاط ببساطة وصراحة وشفافية:
1- تعود مساهمات كابني في دعم المركز الى عدة سنوات عندما كان الاخ والصديق السيد نمرود يوسف صليوه من المشرفين والمعلمين في المركز المذكور اثناء تواجده في عمان.. وحيث ان علاقة نشاط قومية قديمة ومستمرة تربطنا مع بعض منذ ايام وسنوات عملنا مع بعض ومع نخبة عريضة من الناشطين القوميين في لجنة شباب كنيسة مار عوديشو في بغداد، فان الاخ نمرود، ونتيجة معرفته بمنظمة كابني، كان يتصل معي بين الحين والاخر لمساعدة المركز.
لم نتردد بتلبية الطلب وتقديم مساعدات محدودة وبحسب امكانات كابني الذاتية حيث لم نقدم حينها مركز نصيبين كبرنامج او مشروع مستقل، بل كنا نساعده بمحدودية من كابني.. ومبالغ المساعدة كانت تصل الى عدة مئات من الدولارات لا اكثر. وكنا نقدمها بناء على الثقة الكاملة التي كانت وما تزال لنا مع الاخ نمرود ومواقفه ومساهماته ونشاطاته القومية والكنسية والثقافية والادبية. وقد قام الاخ نمرود وزملاءه باستخدام المساعدة المحدودة في انجاز نتائج كبيرة في مجال نشاطات المركز.
2- لم نستفسر ولم نكن معنيين بالدخول في تفاصيل التقسيمات الادارية والجغرافية لمراكز تعليم اللغة لجاليتنا في عمان، ومن يقوم بالتعليم هنا او هناك، وما هي انتماءاتهم المذهبية او غيرها.. فذلك لم يكن مهما لنا.. فالمهم الوحيد لنا هو ان هناك تعليم للغة والتعليم المسيحي.. ليبارك الرب جميع المساهمين فيه معلمين وتلاميذ.
3- ورغم استقرار الاخ نمرود يوسف لاحقا في استراليا، الا انه بقي ونتيجة ايمانه ومنطلقاته القومية ملتزما بمتابعة المركز ومحاولة الحصول على الدعم له.. وهكذا بقيت كابني ايضا في دعمها المحدود للمركز.
4- في ايلول 2006 كانت اول زيارة لي الى الاردن واستغرقت اربعة ايام فقط تخللها يوم جمعة.. فكان من الطبيعي ان اقوم بزيارة المركز للاطلاع عليه وعلى نشاطاته عن قرب والتعرف على ادارييه ومعلميه وتلاميذه..
ومع مغادرتي المركز عائدا الى اربيل تقدمت ادارة المركز الي بطلب ان نساعدهم من كابني في كمبيوترين وكتب تعليم وقواميس زهريرا.. وبالفعل ارسلنا اليهم كتب التعليم والقواميس مع غبطة المطران مار كوركيس صليوا، كما قدمنا لهم من كابني دعما كافيا لشراء كمبيوترين.
5- في اثناء هذه الزيارة التقيت ايضا في عمان الاخوة من المشرفين في مركز زهريرا، الا انه لم يتسنى لي زيارة المركز لقصر وقت الزيارة.
الا انني ابلغت الجميع بان كابني سترحب باي برنامج او مشروع يقدم لها من اجل دعم نشاطات التعليم والتربية المسيحية، وبالتاكيد على ان يستوفي الطلب الشروط المطلوبة بمعنى تفاصيل البرنامج، الكلفة التخمينية، المدة، وغيرها بالاضافة طبعا الى تاييد الحاجة من المرجعية الكنسية.
6- في اذار 2007 اتصل بي الاخوة في مركز نصيبين طالبين مني مساعدتهم في الحصول على تمويل لبرنامج المركز.. فطلبت منهم ارسال البرنامج وتفاصيله التي قمت بترجمتها الى الانكليزية، كما واتصلت بالمرجعية الكنسية لكنيسة المشرق الاشورية طالبا تاييدها ومباركتها..
7- وبنعمة الرب تمكنا من الحصول على تمويل للبرنامج قدره عشرة الاف يورو، ونقوم بارساله الى المركز على دفعات مع التزام المركز بتقديم تقارير مصورة عن نشاطاته لكل دفعة.
وبديهي انه لا يمكن لنا اخلاقيا وقانونيا ان نقوم بتحويل التمويل الى برنامج او جهة اخرى غير الواردة في البرنامج الذي قدمناه، وهي تحديدا: مركز نصيبين.

هذه هي كل القصة وببساطة وشفافية..

وختاما اود تكرار تاكيد ان كابني كانت وما زالت مستعدة لتقبل كل طلبات البرامج الانسانية والاجتماعية والتربوية والراعوية والتنموية وغيرها ومن كل كنائس ومؤسسات وتجمعات شعبنا في الوطن ودول الجوار.
ونحن اذ لا نتعهد بضمان الحصول على التمويل فاننا نتعهد بسعينا الجاد من اجل ذلك.
وبذلك فان كابني ترحب باي برنامج يتقدم به اليها مركز زهريرا في عمان – الاردن.
كما اتوجه بروح المحبة الى مروجي الاقاويل والاتهامات والتلفيقات بان يتوقفوا عن هذه الممارسات التي اثبتت 16 عاما منها بانها لا تقدم شيئا سوى استنزاف الجهد والوقت واضاعة الفرص وزرع البغضاء.
ان انسانيتنا ومسيحيتنا واشوريتنا تحتم علينا ان نسمو ونرتقي عن هذه الممارسات.
والرب يبارك..

القس عمانوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني
المانيا في 2 تموز 2007

211
نظمت  (الكلية الشرقية) (Collegium Orientale) في مدينة ايشتيدت الالمانية وليومي 18 و 19 ايار 2007 ندوة حوارية تحت عنوان (تهديدات وانقراض المسيحية في الشرق الاوسط والادنى)
(Bedrohung und Aussterben der Christen im Mittleren und Nahen Osten)
شارك فيها العديد من الاختصاصيين والمهتمين بشان مسيحيي الشرق الاوسط.
حيث شارك كل من:
الدكتور البروفسور سمير خليل بمشاركة عن (اوضاع المسيحيين في العالم العربي الاسلامي)
البروفسور ايبرهارد تروغر بمشاركة بعنوان (بعون الرب نحو المستقبل: مصاعب وامال وفرص المسيحية في مصر ولبنان وسوريا)
ديفيد غيلن بمشاركة بعنوان (الاراميون وحقوق الاقليات في تركيا)
الصحافي ميشائيل مانهايمر قدم عرضا توثيقيا بالسلايدات والمصادر بعنوان (مظالم المسيحية في الشرق الاوسط والادنى: الحقائق التاريخ، الاسباب) 

وقد شاركت شخصيا بعرض عن مسيحيي العراق تحت عنوان (مسيحيو االعراق بين الخوف والامل)
يمكن للراغبين الاطلاع على النص العربي للمشاركة على الرابط ادناه:
http://etota.de/Emanuel/Articles/Eichstaett_Ar.pdf
علما ان المشاركة كانت بالانكليزية، وادناه النص الانكليزي مع الاعتذار عن ما قد تجدون فيه من اخطاء في الصياغة او القواعد او الاملاء:
The English version of the presentation:
http://etota.de/Emanuel/Articles/Eichstaett_Eng.pdf

مع التقدير

القس عمانوئيل يوخنا

212
الاخوة زوار ومتصفحي الموقع:
بعد نشري لرزمة الخرائط المتعلقة بالوجود الديموغرافي لشعبنا في العراق، على الرابط ادناه والذي يتضمن اضافة الى الخرائط جداول معلوماتية ووثائق وتقارير ومقالات وتحليلات مختلفة متعلقة بالخرائط وموضوع الحكم الذاتي:
http://etota.de/Maps/index1.htm
فقد وردتني الكثير من الاتصالات من الراغبين بالحصول على نسخة مطبوعة منها او نسخة الكترونية يمكن لهم طبعها.
مما دفعني الى اعداد رزمة للخرائط بصيغة (JPG) وبمقياس (A4) وقابلة للحفظ والطبع.
ادناه الروابط الى الخرائط القابلة للطبع.
في الوقت الذي اشكر فيه المهتمين والمتابعين فاني اكرر دعوتي للجميع في المشاركة باغناء الجداول المعلوماتية والاحصائية المتعلقة بها وبما يجعلها بنك معلومات لا غنى عنه في عمل واداء ونقاشات مؤسسات وناشطي شعبنا.
والرب يبارككم.

القس عمانوئيل يوخنا

خارطة العراق:
http://etota.de/Maps/JPG/Iraq.jpg
خارطة محافظة نينوى:
http://etota.de/Maps/JPG/Nineveh.jpg
خارطة سهل نينوى:
http://etota.de/Maps/JPG/NP.jpg
خارطة محافظة دهوك:
http://etota.de/Maps/JPG/Dohuk.jpg
خارطة قضاء دهوك:
http://etota.de/Maps/JPG/Dohuk1.jpg
خارطة قضاء سميل:
http://etota.de/Maps/JPG/Semele.jpg
خارطة قضاء زاخو:
http://etota.de/Maps/JPG/Zakho.jpg
خارطة قضاء العمادية:
http://etota.de/Maps/JPG/Amadiya.jpg
خارطة قضاء عقرة:
http://etota.de/Maps/JPG/Aqrah.jpg
خارطة قضاء الشيخان:
http://etota.de/Maps/JPG/Shekhan.jpg
 

213
النص ادناه هو ما نشرته (Vatican Information Service) عن لقاء الحبر الاعظم بينيدكت السادس عشر مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية والوفد المرافق لقداسته والذي تم اليوم الخميس 21 حزيران 2007 في حاضرة الفاتيكان:

WITNESSES OF CHRIST IN THE TROUBLED REGIONS OF THE EAST

 VATICAN CITY, JUN 21, 2007 (VIS) - Today in the Vatican, the Holy Father received His Holiness Mar Dinkha IV, Catholicos Patriarch of the Assyrian Church of the East, accompanied by an entourage.

  In his address, the Pope recalled the patriarch's 1994 visit to John Paul II when the two men signed a joint declaration concerning Christology, which included "the decision to establish a Joint Commission for Theological Dialogue between the Catholic Church and the Assyrian Church of the East."

  That commission, said the Holy Father continuing his English-language talk, "has undertaken an important study of the sacramental life in our respective traditions and forged an agreement on the Anaphora of the Apostles Addai and Mari. I am most grateful for the results of this dialogue, which hold out the promise of further progress on other disputed questions."

  "The Assyrian Church of the East is rooted in ancient lands whose names are associated with the history of God's saving plan for all mankind. .... Today, tragically, Christians in this region are suffering both materially and spiritually. Particularly in Iraq, the homeland of so many of the Assyrian faithful, Christian families and communities are feeling increasing pressure from insecurity, aggression and a sense of abandonment. Many of them see no other possibility than to leave the country and to seek a new future abroad.

  "These difficulties," the Pope added, "are a source of great concern to me, and I wish to express my solidarity with the pastors and the faithful of the Christian communities who remain there, often at the price of heroic sacrifices.

  "As a result of successive waves of emigration, many Christians from the Eastern Churches are now living in the West. This new situation presents a variety of challenges to their Christian identity and their life as a community. At the same time, when Christians from the East and West live side by side, they have a precious opportunity to enrich one another and to understand more fully the catholicity of the Church, which, as a pilgrim in this world, lives, prays and bears witness to Christ in a variety of cultural, social and human contexts."

  "New hopes and possibilities sometimes awaken new fears, and this is also true with regard to ecumenical relations." Nonetheless, "it is to be hoped that the fruitful labor which the commission has accomplished over the years can continue, while never losing sight of the ultimate goal of our common journey towards the re-establishment of full communion."

  "However long and laborious the path towards unity may seem, we are asked by the Lord to join our hands and hearts, so that together we can bear clearer witness to Him and better serve our brothers and sisters, particularly in the troubled regions of the East, where many of our faithful look to us, their pastors, with hope and expectation."[/
size][/font]

214
بين الشفافية والتعتيم في اداءنا مع شعبنا

قبل اربعة اسابيع نشرت رزمة الخرائط والملفات المعلوماتية والاحصائية المتعلقة بوجود شعبنا في العراق.
الرزمة وملفاتها تم اغناءها وتطويرها واعادة تحميلها على العنوان التالي:
http://www.etota.de/Maps/index1.htm

لقد اردنا من الرزمة، شكلا ومضمونا، ان تكون مساهمة اضافية في التزام نهج الشفافية مع ابناء شعبنا، وتعزيز هذا النهج بمساهمات كمية ونوعية.
ذلك، وبخاصة لجهة المعلومات والحقائق الديموغرافية والجيوسياسية، هناك تابو فرضه البعض من قوانا على شعبنا وما زالت تريدنا الالتزام بهذا التابو والابتعاد عن الحديث مع الشعب بشفافية وصراحة وبلغة الارقام والمعلومات لا بلغة الشعارات والضبابيات.
منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم، بما مثله من نقطة تحول وفرصة كبيرة لشعبنا ومؤسساته للتعبير عن نفسه، كان هناك صراعا واضحا بين تيارين:
التيار الاول، كان وما زال يقوم على اعتماد التجهيل والتضليل مع شعبه عبر تسويق خطابات عاطفية محشوة باحلام وردية شبيهة باحلام اليقظة وتبتعد عن لغة العقل والمنطق والحقائق الموضوعية التي يتم تبديلها بمعلومات وارقام ومبالغات في مختلف المستويات، من ارقام الوجود الديموغرافي والجغرافي، الى الحجم والدور السياسي لهذا التنظيم او ذاك، الى الحقائق عن الوضع التشريعي والقانوني، الى التهويل في اتهام المقابل (سواء كان من قيادات وقوى الشعوب التي نعيش معها او من شعبنا على حد سواء) وتحميله كل شاردة وواردة في واقعنا، والى  اخره من حلقات مسلسل التعتيم والتجهيل والتضليل.(1)

التيار الثاني، الذي انطلاقا من شعوره بالمسؤوليته التاريخية امام الاجيال رفض دفع شعبنا للسباحة في بحر الخيال، بل، وعلى العكس، التزم المصداقية والمكاشفة وقول الحقائق والامور كما هي لابناء شعبه.
هذا التيار آمن ان تسويق الاوهام والمبالغات قد يخدم القائمين بها ويجلب لهم القبول والدعم الشعبي والمادي والاعلامي، ولكنه لن يخدم ابدا قضية شعبنا عندما يواجه الحقيقة العارية ويستفيق من عالم الاحلام ليجد وجوده وواقعه وقضيته هشة بعكس ما تم تصويرها له.. وعندها سيكون رد فعله الاحباط واليأس.
لقد امن هذا التيار بانه في نهاية المطاف لن يصح الا الصحيح.. وان الشفافية هي سلوك اخلاقي مثلما هي سلوك مسؤول وحكيم.
من هنا التزم هذا التيار، بامكاناته المادية المحدودة وبما توفر له من منافذ اعلامية وجماهيرية، تعريف شعبه بواقعه كما هو دون مبالغات في عناصر القوة ودون الغاء لمواقع الضعف في هذا الواقع.
لم يكن الامر هينا.. فالانسان والمجتمعات بشكل عام (وبخاصة من هي بمثل واقعنا واوضاعه) لا تتلذذ بسماع الحقائق "السيئة".. الم يصف العرب الحقيقة بانها مرة.. وهل هناك من يتلذذ بالطعم المرير!!
من هنا فقد تحول التيار الثاني ولمدة طويلة الى تيار نخبوي لا جماهيري. فالنخب ترغب بالحقائق، والجماهير ترغب الشعارات. وبات، ولمدة طويلة، اقلية بين اكثرية. (الامور بدات بالتغير التدريجي منذ مدة)
مثلما كان وما زال هدفا لكل انواع الاساءات والحملات بغاية النيل والتشويه والاقتصاص منه من قبل التيار الاول (قادة ومنفذين)، بل ووصل الامر حد محاولات التصفية الجسدية.
يقول رب الامجاد ان من يعيش ويعمل في الظلمة يخاف النور لانه يكشف زلاته..
وبالتاكيد سيسعى العامل في الظلام  الى تعتيم اي شعاع للنور يكشف ظلمته.

كان هناك عوامل عديدة خدمت التيار الاول الذي كان وما زال وللاسف الشديد يشكل الاكثرية، من بينها:
- امتلاكه القدرات المادية الهائلة بالمقارنة مع بقية القوى والمؤسسات.
- امتلاكه ووضعه اليد على العديد من المؤسسات الثقافية والاعلامية لشعبنا.
- التعاطف الشعبي والمؤسساتي العام والعارم لابناء شعبنا في الوطن والمهجر مع قضية شعبهم. البعض اعتقد هذا التعاطف دعما وولاء شخصيا له فبات ينظر الى شعبه قطيعا يقوده او مطية يمتطيها او بقرة يحلبها.
كما ان هذا التعاطف ساعد في تحقيق ارتهان المؤسسات وتحويلها الى مؤسسات تبعية.
- الدعم السياسي والمادي والاعلامي اللامحدود الذي وفرته القيادات الكردستانية والتي بلغ بها الامر ان اختزلت شعبنا في تنظيم واحد بل وفي شخص واحد.. وهذا كان من اكبر اخطاء القيادات الكردستانية في تعاملها مع شعبنا.. فقد ربت، على قول الحكمة الماثورة، وحشا بدا ينهش في شعبه اولا قبل ان يحاول نهش الاخرين.
- انعدام (او ضئالة) فرص ومساحة الاتصال المتبادل بين الوطن والمهجر بسبب الاوضاع السياسية (من حيث فرص وشروط وامكانات السفر) او الخدماتية (من حيث الهاتف والانترنت وغيرها)، فقد بقيت (ولسنوات طوال) الاتصالات والزيارات واللقاءات محصورة بقناة ولون واتجاه واحد. والزيارات على مستوى الافراد بغرض زيارة العائلة او الزواج لم يكن ممكنا لها كسر التابو.
(كاتب المقال، ربما لسوء حظه او لحسن حظه، كان من القلائل، من خارج السرب، الذين اتاح لهم وضعهم التواجد والعلاقات الواسعة في الوطن والمهجر في ذات الوقت، مما اتاح له معرفة الكثير من الامور والتعريف بها سواء في مجال الديموغرافيا البشرية والجغرافية لشعبنا او في مجال الاداء السياسي او في مجال المساعدات والتبرعات وغيرها، وكانت ضريبة ذلك باهظة التكاليف من التعرض لحملات منسقة ومبرمجة من الاساءات، بل وكادت تكلفه حياته وحياة اطفاله في محاولة اغتيال عام 1994 بعد احدى الجولات في المهجر واقامة العديد من الانشطة واللقاءات).
- مستوى الوعي السياسي والثقافي للشارع الاشوري من جراء عقود من ممارسات الانظمة المتعاقبة عليه (فمن نتائج ضعف الوعي السياسي والثقافي بين ابناء شعبنا ان كل عملية نقد او تقييم لاداء "الممثل الشرعي والوحيد!!" تم تصنيفه في خانة الخيانة القومية!! (حتى مصطلح "الممثل الشرعي والوحيد" هو من مظاهر ازمة الوعي هذه!!)
(بمعايير الاداء الديمقراطي للشعوب والمؤسسات، وحتى بافتراض ان هذا التيار هو "الحكومة" والتيار الثاني هو "المعارضة"، فانه في جميع الاوضاع فان المعارضة ليست للتصفيق للحكومة بل لنقدها وكشف اخطاءها.. ولكنه في حال شعبنا حاول البعض جعله لونا واحدا وكلاما واحدا ورايا واحدا، وكل من يختلف او يعترض هو خائن وعميل ويستحق الرجم!!).
فالشعب بات مطلوبا منه فقط تصديق كل ما يقال له وان كان تلفيقا او وهما او تناقضا!! وليس هناك من يسأل او يتساءل عن الحقيقة والادلة والتبريرات لذلك!!

وبالعودة الى رزمة الخرائط..
فمع نشرها تلقيت الكثير من الاتصالات التي يمكن لي تصنيفها الى اربع:
الاول: وتضمن عبارات الشكر والثناء على الجهد..
الثاني: وتضمن، وكالعادة، عبارات الاساءة والتجريح والتهم الرخيصة.

لا تعليق لي على المجموعتين سوى الشكر لكليهما!! للاولى على عبارات شكرها وتشجيعها، وللثانية على اساءاتها التي كانت شاهدا، بطريقة اخرى، على اهمية رزمة الخرائط وملفاتها.
كما ادعو الرب ان يسامح المسيئين وينير قلوبهم بالمحبة وعقولهم بالحكمة.

الثالث: وهو من زودني مشكورا بالاراء والملاحظات والاقتراحات والمعلومات من اجل تطوير الرزمة..
وبهذه المناسبة، وفي الوقت الذي اشكرهم جميعا فاني ادعوهم وادعو الجميع ايضا الى اغناء الرزمة بالملاحظات والاقتراحات والمعلومات خاصة واني خصصت لها زاوية ثابتة في الانترنت:
http://www.etota.de/Maps/index1.htm
 واسعى لجعلها بنكا معلوماتيا وتجميعا واسعا لمختلف الاراء والمواقف من موضوع الرزمة: ديموغرافيا شعبنا وحقوقه.
من اهم الاقتراحات التي وردتني كانت اقتراحا بتوسيع المدخل التعريفي بالرزمة من خلال التعريف بالوثائق والشواهد والمقالات لمختلف الرؤى والمواقف السياسية بشان حقوق شعبنا وديموغرافيته.
وفعلا فقد اضفت الكثير من الوثائق والمقالات وغيرها الى النسخة الحالية من الرزمة، وساقوم بتحديثها دوما، واكرر الدعوة والشكر لمن يساهم في ذلك.
الرابع: وهي المجموعة التي تمالكتني الدهشة تجاهها، حيث اعتبرت نشر الخرائط والتعريف بها وبوجود وديموغرافية شعبنا انتهاكا وتسريبا لاسرار قومية!! كذا!!! وان نشرها سيخدم "الاعداء"!!
قبل كل شيئ، لا اسرار في الخرائط ومعلوماتها.. فهي امور وحقائق معروفة لجميع القيادات والمؤسسات السياسية والحكومية والاختصاصية والمهتمة من كل جهة.. الا مؤسسات شعبنا فالكثير منها يجهل حقائق وجوده وديموغرافيته!!!
فاذا كان القس المسكين المحصور في زاوية في المانيا يستطيع معرفة هذه "الاسرار" فكيف بمكاتب اختصاصية ومؤسسات سياسية مهتمة، بل ولها قدرة الوصول الى ارشيف دوائر الدولة المعنية، والى العباد والبلاد في كل زاوية من زوايا الوطن!!
انها من السذاجة ان نعتقد ان من يعتقدهم بعصنا بـ"الاعداء" هم بحاجة الى رزمة الخرائط والمعلومات هذه، في الوقت الذي جميع مفاتيح خزائن "الاسرار" والمعلومات والارشيف هي بيد هؤلاء "الاعداء"!!
ان هذا القول هو نتاج ذات العقلية والذهنية في التفكير القائمة على التضليل والتجهيل لخلق نمور من ورق يخوضون حروبا دونكيشوتية الى انقضاء الدهر!!
وهذا القول يذكرني بحادثة سابقة حصلت معي قبل ثمانية سنوات عندما كنت (وما ازال) مشتركا في خدمة تبادل اخبار ورسائل الكترونية مغلقة ومحصورة باعضاءها من الاشوريين فقط.
حينها ارسلت لهم احصاء كنت حصلت عليه من احد الاصدقاء الموظفين في دائرة طابو دهوك وتضمن جردا باعداد العقارات التي قام ببيعها وشراءها ابناء شعبنا في سنة واحدة، وكانت اعداد العقارات المباعة اضعاف اعداد العقارات المشتراة، وهذه اشارة واضحة في توجهات ابناء شعبنا حينها.
فما كان من احد اعضاء الخدمة (وهو من انصار احدى تنظيماتنا المعروفة) الا وارسل لي رسالة يقول اني اقوم بهذا العمل بخدمة "اعداءنا الفلانيين".
اجبته في حينها اني حصلت على الجرد بناء على طلب مني من الموظف الصديق.. و"الاعداء" هم مدراء دائرة الطابو على مستوى الاقضية والمحافظة والاقليم، فهل هم بحاجة لهذا الجرد المحدود ليعرفوا!!!
كفانا دونكيشوتية، وكفانا تضليلا، وكفانا تجهيلا.
لنكن شفافين وصريحين وجريئين في تحديد مواقع ضعفنا التي ستزداد ضعفا ما لم نواجهها ونعالجها.
ومعالجة اي داء او مرض تبتدأ بالاعتراف وقبول حقيقة المرض.

من المؤلم والمؤسف ان دعاة التعتيم والتضليل والتجهيل مصرون على الهروب الى امام.. ومصرون على تسويق الارقام والادعاءات والانتصارات الوهمية احيانا وتهويل المظالم في احيان اخرى، وبحسب الحاجة الانية، وبحسب من تتم مخاطبتهم، وبحسب من يقوم بالمخاطبة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، فانه في الوقت الذي تتيح منافذ الاعلام بمختلف اشكاله ومصادر المعلومات المختلفة ايضا لجميعنا معرفة ان شارعا من شوارع مدننا بطول كيلومتر واحد لن يستوعب اكثر من 15 الف شخص في حالة التجمع الواقف، وما يقارب نصف هذا العدد اذا كان مسيرة راجلة، والى اقل من النصف اذا كانت المسيرة احتفالية تتضمن لافتات ومواكب وعروض وغيرها، فان هناك البعض يريدنا ان نصدق ان عشرات الالاف من ابناء شعبنا ضمهم هذا الشارع في دهوك في مسيرة حزبية عبرت عن الوفاء والولاء لفلان والتحدي لعلان!!!
(بالمناسبة فان عشرات الالاف هو رقم استخدمته وسائل الاعلام اللبنانية في الاشارة الى التجمعات الاخيرة في بيروت!!)
فهل ترك جميع ابناء شعبنا في كل مدن وريف المحافظة بيوتاتهم عن بكرة ابيهم، اطفالا وشبيبة وعجائز، نساء ورجالا، في يوم ممطر ليلتحقوا بمسيرة حزبية في شارع في دهوك!!


لمن قالوا لي ان نشر الرزمة والمعلومات كان خدمة لـ"اعداء" الامة، اقول: عفوا سادتي..
فاني احب شعبي واسعى له مستقبلا مديدا وسعيدا.. واني لا اصنف الشعوب البعيدة والقريبة على انهم "اعداء"!!
ومن عناصر بناء هذا المستقبل المشترك مع "الاعداء" ان ندرك جميعا جميع حقائقنا وعناصر قوتنا ومواقع خللنا.
كما اني احترم جميع ابناء شعبي، واحد مدلولات الاحترام ان احترم شخصهم وعقلهم، واحد مترتبات ذلك ان اشاركهم المعلومات والرؤى.
(وللتذكير فقط، ان هذه المعلومات ليست اسرارا!!!)

واني لن اتراجع عن المساهمة في بناء هذا المستقبل ولن اساهم في اعاقته من خلال حملات التجهيل والتضليل.
واني لن اؤمن بمقولة "الشعوب الاعداء" الا اذا كنت اريد لشعبي ان يرحل من الوطن وياتي ليجاورني في المانيا!!

وليبارككم الرب الذي قال: "الحق يحرركم".

القس عمانوئيل يوخنا
3 ايار 2007

(1) ادناه امثلة تطلبت اكثر من عشرة سنين واستنزفت الجهد والوقت والمال ليدرك الكثيرين انها كانت مجرد اوهام وتضليلات تم تسويقها لغايات معروفة.. القائمة ادناه هي للمثال وليس الحصر:
- استمر البعض يقول ان شعبنا في اقليم كردستان العراق هو اكثر من 200 الف!! وفي احدى المرات ومع صحيفة المانية بلغ الرقم 500 الف!! (نعم، نصف مليون اشوري في اقليم كردستان العراق)، وعندما (وبعد انكشاف الحقائق) قال رفيق اخر في ذات القيادة باننا اقل من 50 الف، لم يبادر احد (اي نعم، لم يبادر اي احد) للسؤال عن هذا التناقض الصارخ والمعيب.. فالرفيقين وفي الحالتين استحقوا المديح والثناء والاعجاب والتصفيق!!!
- انقضت اكثر من عشرة اعوام ليصدق شعبنا ومؤسساته المهجرية (البعض ما زال غير مصدقا) ان قانون البرلمان في حينها (والى الان) لم يضمن حق التمثيل بل اقتصر على حق الترشيح.
- انقضت اكثر من عشرة اعوام ليصدق شعبنا ومؤسساته المهجرية (البعض ما زال غير مصدقا) ان حكومة الاقليم هي من تتكفل بتكاليف التعليم السرياني من ابنية وصيانة وتجهيزات ورواتب وكتب وغيرها اسوة مع بقية مدارس الاقليم. وان اول مدرسة للتعليم السرياني والتي كانت سابقة تم على اساسها تعميم التعليم السرياني قد افتتحت بجهود الاب شليمون ايشو، راعي كنيسة المشرق الاشورية في سرسنك، الذي كان جزاءه، هو الاخر، حملات من التشويه والتهديد.
- انقضت اكثر من عشرة اعوام ليصدق شعبنا ومؤسساته المهجرية (البعض ما زال غير مصدقا) ان التعليم السرياني هو بسياقين.. الاول كل المناهج بالسريانية مع تعليم الكردية والعربية والانكليزية كلغات، والثاني جميع مناهجه بالكردية مع تعليم السريانية والعربية والانكليزية كلغات. وهذين السياقين اديا الى تشتيت اطفالنا على مقاعد الدراسة، والاكثر قلقا في الامر ان التشتيت يكاد بعمومه يقوم على حدود الانتماءات المذهبية!!
- انقضت اكثر من عشرة اعوام ليصدق شعبنا ومؤسساته المهجرية (البعض ما زال غير مصدقا) ان العديد من المشاريع الوهمية (مزرعة تسمين العجول وغيرها) التي لم تر النور ابدا قد استخدمت لتغطية مصير مئات الالاف من الدولارات من تبرعاته ومساعدات المؤسسات الصديقة.
وان مئات الالاف من الدولارات خصصت لتشييد ستة قرى (اثنتان اشورية واثنتان ايزيدية واثنتان كردية)، وان القريتان الاشوريتان هما الوحيدتان اللتان لم ينجز تشييدهما!!!

وذات الشيئ عن تجربة عراق ما بعد التحرير..
- انقضت عدة سنوات ليصدق من لم يقبل ان يصدق ان تمثيلنا في مجلس الحكم كان على اساس تمثيل ديني لا قومي.
- انقضت سنوات فجرت فيها كنائس ونحر فيها كهنة وقتل فيها شباب واغتصبت فتيات وشردت عوائل ودمرت بيوت قبل ان يعترف بعضنا ان هجرة شعبنا الى سوريا لم تكن للسياحة والاصطياف.
- وانقضت سنوات ليعترف هذا البعض ان تفجيرات الكنائس كانت بغاية استهدافها وليس لتعطيل اجتماع المجعية الوطنية التي كان عضوا فيها!!
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=5419#1#1
- انقضت عدة سنوات لحين قبول بعضنا حقيقة ان التسمية الكلدواشورية قد انتحرت، وبات الان يستعمل التسمية الشاملة في كلمته في ذكرى تاسيس تنظيمه.
وليوقع مع السيد ابلحد افرام مذكرة مشتركة استخدمت التسمية الشاملة في اشارتها لشعبنا.
- وليكون بهذا التوقيع وبعد سنوات من الرفض والانكار بل وقيادة وتوجيه حملة للاساءة الى السيد ابلحد افرام، قد اعترف بحقيقة ان السيد ابلحد هو ايضا من ابناء هذا الشعب ومن ممثليه في البرلمان العراقي.
- انقضت اشهر الى الان وما زال البعض لا يصدق ان تمثيلنا في لجنة مراجعة الدستور هو على اساس ديني..
http://www.coriraq.net/ara/meetings.aspx?id=39
وانقر هنا لتجد ان كلا السيدين يوناذم كنا وابلحد افرام هما ضمن لجنة مراجعة الدستور!!
http://www.coriraq.net/ara/committees.aspx?id=25

والى اخره من الامثلة من تجربتي الاقليم وعراق ما بعد التحرير والتي يضيق المقال بها لو اردنا سردها والتي تطلبت معرفة شعبنا بها (على الاقل مساحات واسعة بدات تفقه الامور) انقضاء اكثر من عشرة سنوات.
وكم من السنين ستنقضي، وكم من الجهد والوقت سيتنزف لحين اعتراف هذا البعض باخطاءه واساءاته.
وكم من السنين ستنقضي لحين محاسبة هذا البعض على ما اقترفه من ممارسات وسببه من خسائر في الانفس والفرص والجهد والمال.
وكم من الوقت سينقضي لحين قدرة الشعب على معالجة اثار هذه الاخطاء وغيرها التي هي نتاج سياسة التضليل والتجهيل..
اسئلة ربما ستبقى تتردد دون اجابة.. فمن يجرأ على الاجابة سيتم الحاقه وضمه الى قائمة الخونة.
اللهم عونك يا رب..

215
ضمن اهتمام والتزام (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) بدعم قضايا الاقليات القومية والدينية فقد افتتحت مكتبا اقليميا لها في اقليم كردستان العراق، وتحديدا في مدينة اربيل.
وضمن خطة عمل الجمعية لتنشيط المكتب المذكور ورفده بالعاملين من مختلف المكونات القومية والدينية، فان الجمعية تعلن حاجتها لتعيين موظف في مكتبها في اربيل من ابناء الشعب (الكلداني الاشوري السرياني).
المؤهلات الاساسية المطلوبة:
الايمان بمبادئ الجمعية ومواثيق حقوق الانسان وقيم العدالة التكافؤ والمساواة بين الشعوب والبشر
اتقان اللغات المحلية، ويفضل اللغة الانكليزية ايضا
اتقان استخدام الكمبيوتر والبريد الالكتروني
خريج الدراسة الاعدادية كحد ادنى


يرجى من الراغبين\الراغبات بالتقديم ارسال طلباتهم بالبريد الالكتروني على العنوان التالي:
youkhana@web.de
كما يرجى تضمين رسائلكم اية استفسارات او ملاحظات ترغبون معرفتها.

الموعد الاخير لتقديم الطلبات هو 18 ايار 2007.

ان هذا الاعلان هو تعبير اخر عن التزام الجمعية ودعمها عبر سنوات تاسيسها وانشطتها لقضية شعبنا وتضمين ناشطين ومنسقين وعاملين منه في مختلف برامجها.

القس عمانوئيل يوخنا
عضو جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة
[/size][/font]

216
اسماء شهداء من شعبنا مدفونين في البسعودية

ورد اسم الشهيدين: منهل شمعون تيسير كوكس ومؤيد يوحنا كركيس
ضمن قائمة الـ 103 شهداء العراقيين من ضحايا الحروب السابقة والمدفونين في الاراضي السعودية.
ليتغمدهم الرب برحماته في جنانه ويلهم اهلهم الصبر.

حيث: (اعلنت وزارة حقوق الانسان قائمة باسماء (103) شهداء عراقيين مدفونين في الاراضي السعودية. وقالت المهندسة وجدان سالم وزيرة حقوق الانسان في تصريح لـ”الصباح“: ان الوزارة حصلت على معلومات مفصلة من السلطات السعودية بشأن 103 شهداء عراقيين معلومي الهوية مدفونين في اراضيها من ضحايا الحروب السابقة. ودعت ذوي الشهداء لمراجعة مقر الوزارة بهدف مقابلتهم وملء استمارة خاصة بهذا الشأن وبيان رغبة العوائل في نقل رفات ابنائهم من الاراضي السعودية الى العراق من عدمه.)

للتفاصيل انقر على الرابط:
http://www.sotaliraq.com/iraq-news.php?id=50789

217

الاخوة زوار ومتصفحي الموقع:
يمكنكم عرض وتصفح خرائط تفصيلية ومعلوماتية عن ديموغرافية شعبنا في العراق، وتحديدا في سهل نينوى ومحافظة دهوك.
وذلك بالنقر على الرابط التالي ومتابعته.

في الوقت الذي نحن مسرورين فيه لتمكننا من تقديم هذه الرزمة من الخرائط امام زوار الموقع ومتصفحيه فاننا ندعوكم جميعا ونامل منكم ان تشاركونا في اغناء هذه الخرائط وملفاتها المعلوماتية بالملاحظات والاقتراحات والمعلومات والاضافات وتصحيح الاخطاء وتكملة النواقص.

مثلما ندعو الاخوة الاحبة في ادارة موقعنا الرائد والرائع، موقع عنكاوة، الى ابقاء هذا الرابط الى هذه الخرائط متاحا امام زوار الموقع لفترة لاحقة كافية.
كما يرجى تفهم ابتعادنا عن نشر مقالاتنا في الاسابيع الاخيرة بسبب انشغالنا بانجاز هذه الخرائط.

للمباشرة بقراءة المدخل الى الخرائط وتصفحها انقر على الرابط التالي:
http://capiraq.org/Maps/MapsIndex.pdf

مع فائق الشكر والتقدير..

القس عمانوئيل يوخنا
6 نيسان 2007[/
font][/size]
[/size] [/font]

218
وجه قداسة مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، رسالة بطريركية لمناسبة عيد قيامة السيد المسيح (له المجد).
ونحن اذ ننشر صورة للرسالة الاصلية فاننا ننشر ادناه ترجمتها الى العربية تعميما للفائدة وتوسيعا لقاعدة قراءها.
نود التنويه ايضا ان قداسته كان قد تفرد من دون جميع كنائس شعبنا بتوجيهه رسالة تهنئة اخرى الى ابناء الشعب الاشوري لمناسبة عيد راس السنة الاشورية، وقد نشرت الرسالة على موقع عنكاوة على الرابط التالي:
http://ankawa.com/forum/index.php/topic,83068.0.html

ادناه الترجمة العربية لرسالة قداسته لمناسبة عيد القيامة المجيد، وفي نهاية الترجمة ننشر صورة للرسالة الاصلية
.


مار دنخا الرابع
بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم


رسالة بطريركية لمناسبة عيد قيامة ربنا يسوع المسيح لسنة 2007 ميلادية

اخوتنا الاحبة في الرب: الاباء الاجلاء
ابناءنا بالروح الكهنة والشمامسة الافاضل
وجميع ابناء كنيستنا المقدسة وابناء امتنا الاشورية وجميع مسيحيي المعمورة

نهديكم بركاتنا وصلواتنا،
[/b]

في هذا العيد المقدس ملأت الفرحة العظيمة قلوب مسيحيي المعمورة بقيامة المسيح من بين الاموات وانارته الخليقة بنوره السماوي، حيث يقول: "أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ" يوخنا 46:12 ويقول ايضا: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" يوخنا 12:8
المخلوقات جميعا تجددت بالمسيح الذي هو راس وبداية الحياة الجديدة الذي بقيامة جسده المقدس تكسرت ابواب الجحيم. المسيح بقيامته منحنا حياة جديدة، وبشر الفرح والامل للانسانية. بقيامة المسيح من بين الاموات تحقق الخلاص الكبير لكل الامم.

المسيح هو سلام الاعالي وامان البشر وهو من يؤهلنا للاحتفاء بسلام قيامته.
يقول الرب لتلاميذه: "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ." يوخنا 27:14
ابناء الكنيسة مبتهجون ومنتعشون بسلام قيامته. منح الرب يسوع المسيح لكنيسته السلام الذي لا ينتزع منها.
منحنا المسيح الملك سلاما الهيا، وعلمنا ان نحفظ في كل ان واوان السلام الذي وهبه لنا من لدن ابيه المقدس لنكون اغنياء بالاعمال الصالحة والمسالك الطاهرة التي تملا قلوبنا وانفسنا بالمحبة، ولنكون رحومين ومتواضعين لدى بعضنا البعض وليقدسنا بسلام قيامته.

في هذا العيد الجليل وفخر جميع الاعياد، قيامة المسيح هي الفرحة العظيمة التي منحت للكنيسة، لذا نقول لجميعكم ابناء كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية وجميع اخواتنا واخوتنا ابناء الكنيسة الكلدانية، والكنيسة السريانية وجميع المسيحيين:

لتكن قيامة ربنا يسوع المسيح مباركة عليكم
.[/b]

لقد قام ربنا يسوع المسيح من بين الاموات بجسد تغير من جسد لحمي الى جسد روحاني غيرتالف وغير مائت. الرسول يكتب ايضا: "إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ" 1 كورنثوس 50:15
في فجر يوم الاحد قام المسيح من بين الاموات، وفي مساء ذات اليوم حيث كان رسله مجتمعين "وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ:سَلاَمٌ لَكُمْ. وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ." يوخنا 20 : 19-21
نحن ايضا كما الرسل فرحون لان المسيح قام من بين الاموات وهو جالس عن يمين الاب في السماء. يقول المسيح: "لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ. فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هذَا الْخُبْزَ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا." يوخنا 33:6

لنتبصر بالرب يسوع المسيح الذي هو رأس ايماننا ومكمله، كمسيحيين مؤمنين وصادقين فمن الضرورة ان نضع بنيان ايماننا على الصخرة القوية التي هي يسوع المسيح لكي لا يهتز هذا البنيان ويتاثر بامواج واعاصير ورياح الضلالة التي يستخدمها الشيطان لتهديم بناء ايمان المسيحي المؤمن.
المسيح يوصينا ويقول: "فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ." متي 24:7
لنكن اذا حكماء، لا نبتعد عن كنيستنا، لان من يبتعد عن كنيسة المسيح انما يبتعد عن المسيح.
يتوجب ان نحصن انفسنا بالصوم والصلاة والسلوك الصالح والتقي في وجه قوى الشيطان الذي هو عدو العدل.
يقول الرسول: "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" 1 كورنثوس 16:3
استلوا بايديكم سيف الروح الذي هو كلام الله. "كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ. بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ" افسس 14:4
لانماء جسد الكنيسة فان الايمان مع المحبة والاحترام والاستماع الى بعض هي امور لازمة. وكلما كنا مرتبطين بالمسيح فاننا سنعطي ثمارا صالحة وهنيئة وسنعيش مسرورين في هذا العالم.

يقول المسيح: "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا." يوخنا 5:15
ويقول ايضا: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." يوخنا 6:14
لذا، كاخوة في المسيح كونوا صادقين مع بعض، ولا تكون محبتكم خادعة، بل كونوا كارهين للشرور وتابعين للصالحات. ما تعتقدونه جيدا لكم اطلبوه ايضا لاخوتكم في المسيح. كونوا متواضعين ورحومين، ولا تعتقدون في افنسكم انكم اكثر حكمة من الاخرين، "لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." رومية 16:12-21
هذه الوصايا من الكتاب المقدس هي فضائل علينا بسماعها وتطبيقها، كنسيا واجتماعيا وقوميا.
اذا اراد احد ان يكون موقرا في المجتمع الكنسي والقومي، فان عليه ان يدرك ان عليه ايضا توقير صاحبه. لا احد يعتقدن ذاته انه اعلى من زملاءه ويتفاخر ويكون انانيا، ولا يعتقدن احدا ان كل ما يقوله من راي او اقتراح هو صائب. بل عليه ان يتشاور مع من يعمل معهم، ولا يرتكب اخطاء ويلحق الاذى والخسارة بالمجتمع الكنسي والقومي. لان اراء وقرارات شخص لمفرده تكون اكثر عرضة للاخطاء، في حين ان اعضاء مجمع معين يرتكبون اخطاء اقل.
الكنيسة والامة ليستا ملك اي شخص، لذا لا يحق لشخص لمفرده ان يكون متسلطا برايه. لنتعلم من ربنا يسوع المسيح من بعد عماذه حين خرج للكرازة اختار لنفسه اثني عشر رسولا ليكونوا دوما معه، وهذا مثال صالح اثبت فيه المسيح ان الانسان هو محتاج للعون.
ان ابن الكنيسة الذي له رتبة ومسؤولية في مجال ودرب الكنيسة يجب ان يكون مؤمنا وصادقا ومطيعا، قال المسيح لتلاميذه: " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي." متي 24:16
انكار النفس تعني التحمل، التضحية، التواضع والتسامح، لذا علينا ان نكون محبين وموقرين ومطيعين بعضنا لبعض.
كنيسة المشرق الاشورية الرسولية الجامعة المقدسة لها قوانين سنهاديقية التي حددت واجبات كل عضو في الكنيسة. من المهم ان يكون ابناء كنيستنا مطيعين، وحريصين على الالتزام بقوانين ومقررات المجمع السنهاديقي من اجل نهوض وتقدم الكنيسة.
على كاهن كل رعية مسؤولية هذه الانشطة:
1- صفوف التعليم المسيحي للاطفال، وعلى الكاهن ان يقوم بتعليم المعلمات والمعلمين الذين يقومون بالتعليم.
2- فرقة الانشاد الكنسية.
3- لجنة الشبيبة الكنسية.
4- يتم تحديد يوم واحد في الاسبوع من اجل التعليم المسيحي لجميع ابناء الرعية، فمن الضروري ان يشارك ابناء الرعية في دورات التعليم المسيحي ليعززوا بنيان ايمانهم المسيحي. يقول الرسول: " إِذًا الإِيمَانُ هو من السماع، والسماع هو من كلمة الله" رو 17:10
لذا عليكم الاستماع الى كلمة الله وتعلمها كي لا ينهار بنيان ايمانكم بالرياح والاعاصير وكلمات غير المؤمنين.

بناتنا وابناءنا بالروح،
نطلب اليكم كمسيحيين مؤمنين في كل بلد تعيشون فيه ان تكونوا مواطنين مخلصين لسلطاتكم وملتزمين بحفظ قوانين البلد الذي تعيشون فيه لتكونوا بذلك اكثر محبة وتوقيرا لدى مسولي البلد.
كونوا مع جيرانكم بمحبة وسلام، احترموهم لتكونوا محترمين، لان الرب يسوع المسيح يوصينا: "احب جارك مثل نفسك" لوقا 28:10
حيثما عشتم لا تنسوا انكم بنات وابناء كنيسة المشرق الاشورية الرسولية الجامعة المقدسة، كونوا بقرب كنيستكم وناشطين فيها وملتزمين بالطقوس والاسرار والتقليد الرسولي والقوانين السنهاديقية للكنيسة  التي يعتمدها ويقرها المجمع السنهاديقي الحالي، لان كنيستنا هي والدتنا الروحية التي علينا بمحبتها وتوقيرها.
كأمة، لا تكونوا متشككين بمن تكونون، لان اباءنا ومنذ الفي عام حفظوا الاسم واللغة الادبية لامتنا الاشورية مع ايمانهم المسيحي، لذا يتوجب ان يكون لكم غيرة واعتزاز بتاريخكم كأمة اشورية، ان الابنية القديمة والاثار المتبقية والالواح المنقورة في بين النهرين تشهد على تاريخ اباءنا.
ان لنا هبتان ممنوحتان لنا من الله: ايماننا المسيحي لكنيسة المشرق الاشورية، وانتماءنا القومي الاشوري.

في الختام،
نقول ثانية لجميعكم: ليكن عيدكم مباركا، واننا نصلي الى الله الآب ليحفظكم في امن وسلام، واننا نأمل ان تحتفوا بعيد قيامة سيدنا يسوع المسيح بفرح وسلام اينما تعيشون يا ابناء كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية، ومع جميع اخوتنا مسيحيي العالم، ونصلي بخاصة من اجل الامن والسلام في الوطن العراق وكل المعمورة عامة.
لتكن نعمة ورحمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم الى الابد الأبدين
.


خننيا دنخا الرابع
بالنعمة جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الاشورية
[/font][/size]

حرر في قلايتنا البطريركية
مورتن غروف، الينويس
في الثامن من نيسان 2007 ميلادية

219
باسم الجمعية العالمية للشعوب المهددة في ألمانيا نتقدم بمناسبة حلول الأول من نيسان عيد رأس السنة البابلية الآشورية 6757 بالتهنئة و التبريك إلى أبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري في العراق وتركيا و إيران و سوريا وفي جميع أنحاء العالم بأحر التهاني و التبريكات متمنين لهم أعياد دائمة وأيام مليئة بالأفراح و المسرات بالرغم من الصعوبات الكبيرة والمعاناة الشديدة متمنين لهم الخير و السلام.

الأمين العام للجمعية العالمية للشعوب المهددة في ألمانيا
تيلمان تسولش

مسؤول قسم الشرق الأوسط
الدكتور كمال سيدو

غوتينغن، ‏27‏/03‏/2007
[/size][/font]

220
القصيدة ادناه هي رثاء من تاليف الاب برخو اوشانا داود، كاهن كنيسة المشرق في كاليفورنيا، نظمها في نعي المطران الراحل الطيب الذكر مار ابلحد صنا وقد ارسلها الي بالفاكس لنشرها في موقع عنكاوة لقراء وزوار الموقع.

تعود علاقة الاب برخو بالمطران الراحل الى اكثر من اربعين سنة خلت عندما كان الاب برخو تلميذا في مدارس القوش وارتبط من ايامها بعلاقة بنوة روحية ومحبة واحترام كبيرة مع المطران الراحل.
واستمرت هذه العلاقة الانسانية الحميمية والاتصال بينهما حتى بعد هجرة الاب برخو الى اميركا ورسامته كاهنا فيها حيث كان يلتقي بالمطران الراحل في جميع زياراته الى اميركا.
يذكر ان الاب برخو ارسل هذه القصيدة المرثية الى نيافة مار ابراهيم ابراهيم ايضا وستتم قراءتها في التابين الذي سيقام في ديترويت على روح المطران الراحل.

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 10 اذار 2007

221
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي


الجزء الثامن
تحليل للمقابلات الاعلامية مع مار باوي
اولا: المحكمة – ج2

ننصح بقراءة الجزء السابق للمقال قبل قراءة هذا الجزء:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,77698.0.html
بين مار يوحنا سولاقا الاول والثاني..
هل يعيد التاريخ نفسه؟ ام سنشهد مبادرة كاثوليكية لمصالحة تاريخية..

ايراد اسم مار يوحنا سولاقا، هذه الشخصية التاريخية المثيرة للجدل والاختلاف، ليس بغاية فتح جروح "الانشقاق-الاتحاد" او اصدار الاحكام في الاحداث التي حصلت حينها او النتائج التي اورثتها والتي ما نزال نعيشها ونعاني منها كنسيا وقوميا.. فهذه امور قال وكتب فيها الكثيرون من رجالات الفكر والثقافة من اكليروس واكاديميين ومؤرخين، والعديد منهم من ابناء الكنيسة الكلدانية.
ولكنه بسبب ان الاسقف مار باوي اعلن في احدى اللقاءات الاذاعية معه في شيكاغو بان له الشرف ان يكون يوحنا سولاقا الثاني، بكل ما يعكس ويعني هذا التصريح من مدلولات ومواقف واستعدادات لدى نيافته.
(بما ان "الاتحاد" مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على ايدي مار يوحنا سولاقا لم يشمل كل كنيسة المشرق حيث رفض جزءا اساسيا منها "الاتحاد"، فان ما يراه البعض "اتحادا" مع كنيسة روما، يراه اخرون "انشقاقا" عن كنيسة المشرق..)

كاتب هذه الاسطر كاهن في كنيسة المشرق الاشورية. ولكنه قبل كل شيئ وفوق كل شيئ انسان لا يعيش الاوهام. انه انسان يعيش عصره، عصر الحوار والتسامح ومد الجسور والاتصال والتواصل.
انه انسان لا يعيش وهم ان الكنيسة الكلدانية ستتراجع عن اتحادها مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وتعود الى الكنيسة الأم التي انشقت عنها.
شخصيا، ومن حيث المبدأ والقناعة والطموح، لست رافضا لوحدة الكنائس بل داعيا لها وقد كتبت عام 1994 في اعقاب توقيع الاعلان الكريستولوجي المشترك بين كنيسة المشرق والكنيسة الرومانية الكاثوليكية مقالا يدعو الى الوحدة وكان تحت عنوان: (وهل لكنائس بيث نهرين خيار اخر؟).
ولكن لي رؤيتي في مراحل هذه الوحدة ابتداءا بالقريبة والممكنة (مع كنيسة المشرق القديمة) وصولا الى الكنيسة الكاثوليكية التي اكثر ما يهمني فيها هو ان تكون الوحدة معها ناضجة بين ابناء الكنيسة قبل قياداتها، فالوحدة هذه (وبسبب النتائج والتراكمات السلبية التاريخية القومية والكنسية لـ"الانشقاق-الاتحاد" الاول، وبسبب الشكوك المشروعة والريبة التي لا يمكن اغفالها بين ابناء كنيسة المشرق تجاه الكنيسة الرومانية، وبسبب السجل غير الناصع للاخيرة في التعامل مع عموم الكنائس الرسولية الاخرى (وهذه ليست مجرد تهمة بل هي حقيقة تعترف بها الكنيسة الرومانية ذاتها) ولاسباب مختلفة اخرى) لا يمكن ان تكون الوحدة قرارا فوقيا من قبل المرجعيات الكنسية دون تهيئة القلوب والعقول معا.
مثلما يهمني في الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية ان تكون كنيسة ما بعد الاتحاد حامية لشخصية وهوية وثقافة وتراث الكنيسة الأم وليس مشوهة لها كما حصل في اتحاد الكنيسة الكلدانية مع الكنيسة الكاثوليكية حيث تعربت الثقافة وتغربت الهوية وتلاشت الشخصية..
الوحدة الكنسية ليست غاية منفصلة وقائمة بحد ذاتها بقدر ما هي وسيلة تمكن الكنيسة وابناءها من التعبير عن ذاتهم وهويتهم وعقيدتهم وممارسة مسيحيتهم ومواجهة تحديات العصر وتهديداته وهي كثيرة ومعروفة وباتت تهدد وجود الكنيسة والشعب وتقترب من اجتثاث جذوره.
خاصة وان مغريات "الاتحاد" مع الكرسي الرسولي السياسية منها والمادية والتي تحكمت بمسيرة "الاتحاد" وشجعت له لم تعد قائمة اليوم، بل وان اية مراجعة تاريخية عادلة لنتائج مسيرة "الاتحاد" تثير الكثير من الاسئلة والشكوك وتفتح باب النقاش الافتراضي في حكمة قرار "الانشقاق-الاتحاد" وهل ان اوضاع ابناء كنيسة المشرق قوميا وكنسيا كان سيكون افضل دون "الانشقاق-الاتحاد".
 
بسبب رغبتي الصميمية بالوحدة ولاني اريدها حقيقية فاني لا اؤمن بتحقيقها عبر حرق المراحل بحثا عن النجومية كما يسعى مار باوي لوحدة على طريقة الوجبات السريعة (Fast Food) ليتحول معها نجما لامعا يدخل في سجل غينيس للارقام القياسية لتحقيقه في عدة سنوات وحدة كنسية بين كنيستين لهما قرون من الخلافات (بل والصراعات) المتراكمة!!

اعود بالقول اني اتمنى ان لا يعيد التاريخ نفسه كما يسعى نيافة مار باوي (او مار يوحنا سولاقا الثاني كما يرغب ان يكون بحسب اقواله) من خلال وضع اليد على ممتلكات الكنيسة الأم كما حصل في عملية الاتحاد الاولى مع الكنيسة الرومانية.
واعود واكرر القول ثانية اني لست رجل اوهام..
فانا لم ولن اعيش وهم ان الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية تطلق مصالحة تاريخية مع كنيستها الأم وتعيد كبادرة حسن نية ولو واحدا من الاديرة او الممتلكات او مكتبة مخطوطات او مخطوطة واحدة على الاقل من مخطوطات اباء وملافنة الكنيسة.
انا لم اتوقع ذلك ولن اتوقعه اعتمادا على درايتي وانتمائي للشرق وذهنيته من جهة، ودرايتي بمعايير وموازين القوى بين الكنائس من جهة اخرى.
(اعذروني على صراحتي، فالصراحة مرض لم امتلك المناعة منه!!)

ولكن من حقي ان ادعو بل وان اتوقع من رجالات الكنيسة الكلدانية الذين هم مثلي، بل وافضل بكثير مني، يعيشون عصرنا وقيمه من التسامح والمصالحة ومعالجة اخطاء التاريخ ان يقوموا بمبادرة حسن نية ومصالحة تاريخية من خلال الاعتذار عن العديد من الاخطاء التي ارتكبها الجيل الاول من اباء الكنيسة الكلدانية "المتحدين" مع الكنيسة الرومانية مثل تحطيم وتشويه الكتابات المحفورة على قبور بطاركة واساقفة الكنيسة في دير الربان هرمز، او اعادة صياغة نتاجات وعطاءات ملافنة الكنيسة الاوائل وتحريفها وطبعها في الطقس الكلداني وغيرها من الممارسات.
اذا كانت هذه الاخطاء التي ارتكبها الجيل الاول من "المتحدين" نتاج ذهنية ذلك العصر فانها اليوم، ونتيجة لتطور ذهنية وعقل الانسان والمجتمعات والمؤسسات هي اساءات الى الفكر الانساني وقيمه وهي نقاط سوداء لا يمكن التغاضي عنها او اغفالها او تبريرها بل تتطلب الجراة والمسؤولية في الاعتذار عنها اذا ما كنا نريد لانفسنا، افرادا ومؤسسات وكنائس ومجتمعات واوطان، ان نتقدم ونسمو ونرتقي الى العصر وقيمه، ونمتلك مفاتيح المستقبل.
ان تحرير الذات من اعباء واثقال اخطاء واساءات "المتحدين" الاوائل شجاعة لا تدانيها شجاعة، واخلاقية لا تدانيها اخلاقية، ومسيحانية تليق بكنيسة تنسب حاضرها واصولها الى تاريخ وعقيدة وفكر اباء وملافنة وشهداء كنيسة المشرق (وبينهم من تم تشويه وتحوير قوانين ايمانهم وابداعات قرائحهم وعطاء عقولهم!!!).
وفي هذا اخاطب رجالات الفكر والثقافة والقرار من اباء وابناء الكنيسة الكلدانية ولست اخاطب ابدا اقلام التعصب والفرقة والاحقاد التي ينفثها البعض منا نكاية وتشفيا.. فانا ورغم كل ما في المشهد من مواقف سلبية ما زلت واثقا من حكمة رجالات شعبنا من اباء وابناء الكنيسة الكلدانية.

ان مبادرات كهذه بالاضافة لكونها تتوازى مع قيم العصر فانها ستكون خطوات تتوافق وتسير مع مواقف الكرسي الرسولي الروماني الذي ومنذ اكثر من عقدين اطلق وبفعل عمل الروح القدوس مسيرة مصالحة مع مختلف الكنائس تقوم على الاعتراف بما في التاريخ من اخطاء والاعتذار عنها بروحية مسيحية حقة.
ان الاعتذار عن ما رافق عملية "الاتحاد" الاولى كان يفترض به ان يكون تحصيل حاصل ونتيجة طبيعية للاعلان المسيحاني المشترك لعام 1994 حيث مع هذا الاعلان اقرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية حقيقة صواب المعتقد الايماني لكنيسة المشرق وبانه ايمان رسولي قويم حافظت عليه بدماء شهداءها وتضحيات ابناءها وعطاءات اباءها ولاهوتييها وادباءها.
وهذا يعني، من بين ما يعنيه، اقرارا صريحا بان كنيسة المشرق لم تكن يوما هرطقة او بدعة، وان اتهامها او توصيفها بذلك كان اجحافا بحقها وضدها.. وبذلك فمن العدل والانصاف ان يكون هناك اعتذار عن هذا الاجحاف.
بل ويفترض ان تكون الكنيسة الكلدانية من بين الداعين والضاغطين لاصدار هذا الاعتذار لانها تنتمي الى هذا الموروث العقائدي والادبي والطقسي الموصوم بهتانا بالهرطقة، وبذلك هي معنية ايضا، مثلما هي كنيسة المشرق، برد اعتبار اباءها ولاهوتييها وشهداءها وقديسيها من التهم التي اقرت الكنيسة الرومانية عبر وثيقة الاعلان الكرستيولوجي بانها باطلة وبان هؤلاء الاباء وهذا الموروث هو موروث رسولي قويم الايمان.

اذا كانت كنيسة المشرق بسبب ما التزمته من نوايا حسنة نحو مد الجسور وخطوات الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية قد اغفلت او تجاوزت المطالبة بهذا الاعتذار فانه اليوم بات امرا واجبا بعد تمرد مار باوي وتفاصيل مشهد تمرده، وان من حق اباء وابناء كنيسة المشرق ان يروا في هكذا اعتذار الخطوة الاولى التي لا بد منها في اي حوار مسكوني مستقبلي مع الكنيسة الكاثوليكية او جزءها الكلداني.

ان شعبنا وهو يعيش ما يعيشه من تشرذم في كل المجالات وتهديدات من مختلف المصادر وبمختلف الاتجاهات والاستهدافات التي تمس وجوده ومستقبله هو احوج ما يكون الى هكذا مبادرة ومصالحة تاريخية من كنيسته الكلدانية تجاه كنيسته المشرقية الأم.
ان الهروب من المشكلة، اية مشكلة، ليس حلا لها.. والتنكر لحقائق الواقع لا يلغي او يغير من هذه الحقائق.
علينا ان نعترف ان هناك شكوكا وريبة وازمة ثقة مشروعة ومتراكمة عبر قرون "الانشقاق-الاتحاد" لدى كنيسة المشرق الاشورية (اكليروسا وشعبا) تجاه الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وجزءها الكلداني.
وقد ترسخت الشكوك وتعمقت الريبة مؤخرا مع:
1- تمرد مار باوي على كنيسة المشرق ومرجعيتها المقدسة ومحاولته الباس تمرده ابعادا عقائدية في مقدمتها مفاهيم الوحدة الكنسية والعلاقات المسكونية..
ان مار باوي وبحكم كونه الشخص الاول في عملية الحوار بين كنيسة المشرق والكنيسة الكاثوليكية يكون بتمرده على كنيسته قد اساء الى مصداقية الكنيسة الكاثوليكية والحوارات التي تقوم بها مع الكنائس الرسولية قبل ان يسيئ الى كنيسته المشرقية.. فتمرده رسخ الريبة والشكوك لدى هذه الكنائس تجاه اي حوار مسكوني مع الكنيسة الكاثوليكية وبان هذا الحوار ليس الا لبوسا ومظهرا يخفي النوايا التاريخية للكرسي الكاثوليكي في قضم او هضم الكنائس الاخرى.
وبغض النظر عن كون هذا الامر والنوايا حقيقية لدى المرجعية الرومانية ام لا (شخصيا اعتقد ان مار باوي كان بابويا اكثر من البابا) فان تمرد مار باوي والطريقة التي قام بها بتقديمه وتسويقه والشعارات التي يحملها والدعم الذي يلقاه من شركاء كلدان قد اعطى ورسخ هذا الانطباع السلبي عن الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية التي لا اعتقد انها تتوقع، في الوضع الحالي والمستقبل القريب وقبل ان تعالج وتحدد موقفها من تمرد مار باوي، اي حوار مسكوني جاد وقائم على الثقة والنية الصادقة بينها وبين ايا من الكنائس المشرقية الرسولية.

2- مواقف الدعم والمساندة التي قدمها بعض اساقفة وابرشيات ورعيات الكنيسة الكلدانية لمار باوي،
ومع تجاهل المرجعية البطريركية الكلدانية للامور لحد عدم ردها على رسالة المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق.
فمن البديهي ان ترسل هذه المواقف، وايا كانت تبريراتها واغطيتها واحجامها وجغرافيتها وشخوصها، رسائل سلبية تزيد وتفاقم من الشكوك والريبة القائمة وتخدش ذاكرة التاريخ.

انه لمن مسؤولية الكنيسة الكاثوليكية، وتحديدا جزءها الكلداني، ان يصحح الامور ويعالج النتائج التي ترتبت على تمرد مار باوي واساليب تسويقه له ورعاية ودعم البعض له. ونحن نعتقد ان مبادرات كهذه، اضافة لما سبق ايراده في مقالات سابقة من موقف واضح لا لبس فيه من الكنيسة الكلدانية تجاه تمرد مار باوي، هي وحدها الكفيلة بزرع الثقة وتبديد الشكوك وجسر الجسور وردم الهوات..
ان شعبنا بحاجة الى مبادرة كهذه، واؤكد هنا على كلمة شعبنا بصيغتها المفردة لاني اؤمن ايمانا يقينيا باننا شعب واحد رغم تعددية التسميات ولن استخدم كلمة شعبينا (بصيغة المثنى) التي استخدمها مار باوي.

اما "المبادرات" الاخرى على غرار لقاء نيافة مار سرهد جمو مع الاسقف الموقوف مار باوي لمناقشة توحيد كنيستي المشرق الاشورية والكلدانية!!! فانها ليست سوى صب الزيت على النار وفتح الجروح وردم ما تبقى من الجسور وقطع الطرق امام اية خطوات بناءة.
هل فكر نيافتيهما في مدلولات ومضامين الرسالة لتي يعطيها لقاءهما وبشعاره بانه من اجل توحيد الكنيستين!!!
واذا كان مار باوي يسعى بكل الطرق لتثبيت شرعية مفقودة فتراه يذهب ذات اليمين وذات الشمال ويعبر القارات والمحيطات من اجل ذلك، فان الامر مختلف كليا مع نيافة مار سرهد الذي نثق بتوافر الدراية لديه بما يقيه من اعلان وخطوات كهذه الا اذا كان يقوم بها عن سابق اصرار ومعرفة وبنية واهداف نتمنى ان نكون مخطئين في استنتاجها ونتمنى ان يكون عموم ابناء الكنيستين مخطئين في انطباعهم المتولد عن اللقاء.
اقرا عن اللقاء في الموقع الرسمي لرعية مار بطرس الكاثوليكية:
http://www.kaldu.org/DailyNews/12_Dec06/News_dec7_06_E1.html

المحكمة بين الاخلاق والقانون
العديد من ابناء الكنيسة، بل ومن اكليروسها، ينظر الى المحكمة من خلال عملياتها الاجرائية (جلسات استماع، وثائق، شهادات، الخ) وما ستؤول اليه نتيجتها القضائية عبر قرار المحكمة الامريكية التي تنظر بالموضوع.
اعتقد انها رؤية مبتورة وان كنت افهم انها نتيجة التركيز الاعلامي على المحكمة واعتمادها مرجعية في الحكم على الامور وعدالتها، وخاصة مع حقيقة عدالة وحيادية القضاء الامريكي.
ان هذه الرؤية المبتورة هي احدى مظاهر الوقوع في الفخ الذي نصبه مار باوي وشركاءه في خطة شق الكنيسة، فهم يسعون الى تفريغ القضية من مضمونها الاخلاقي وتسويقها على انها مجرد قضية قانونية سيحكم فيها القضاء الامريكي العادل والمحايد وسيصدر حكمه فيها اعتمادا على ما يقدمه طرفي القضية من براهين ووثائق وحجج تدعم مطالبات كل منهم.
انه تشويه كبير وتحريف للقضية عن جوهرها الحقيقي..
انا لا ارفض، بل اؤيد قطعا، تهيئة مستلزمات المحكمة من وثائق وادلة بما يحفظ للكنيسة وابناءها حقوقهم، ولكني اتمنى ان يكون هناك ايضا، وفي خط مواز، توعية لابناء الكنيسة بالمدلولات الاخلاقية للمحكمة وتعرية القائمين بمحاولات السطو على ممتلكات الكنيسة واسقاط قناع الاخلاقيات الذي يتنكرون به.

المحكمة، اية محكمة، هي موقف وقضية ضميرية واخلاقية تعكس قناعات كل طرف قبل ان تكون قضية وثائق واوراق وشهود وارقام.
فكم بالاحرى تكون محكمة كهذه..
انها محكمة تتجاوز احكامها الحقيقية الاوراق والادلة..
انها محكمة يجدر بكل انسان بيننا ان يكون حاكما على اخلاقيتها..
وهذا ليس لمجرد ان طرفي القضية هما مؤسسة ورجال دين مسيحيون، بل لان مضمون القضية ايضا هو اخلاقي يتمثل في محاولة السطو على ايمان وقناعات وعطاءات مؤمنين لبى الكثيرين منهم نداء ربهم. (راجع الجزء السابق من المقال).

شخصيا لم ولن انظر الى القضية من خلال ما يقدمه كل طرف من وثائق وشهادات وادلة خلال مجريات التحقيقات القضائية. ولن احكم على الامر من خلال ما ستنطق به المحكمة الامريكية المختصة من قرار قضائي.
فتلك جميعا، ورغم اهميتها الاجرايئة وتاثير نتائجها المادية منها والمعنوية على طرفي القضية (الكنيسة ومار باوي)، تبقى امورا ثانوية بالمقارنة مع الامر الاساسي وهو اخلاقية محاولة السطو على ممتلكات الكنيسة بكل ما تمثله هذه الممتلكات من موروث وعطاء ايماني بالدرجة الاولى قبل ان تكون موروثا وعطاء ماديا.

لست مطلعا، وليس في وارد تفكيري الاطلاع، على التفاصيل القانونية للقضية. ولست استبعد ان يتمكن مار باوي من الحصول على قرار قضائي يمنحه حق التصرف ببعض او جميع الممتلكات موضوع القضية.
فمار باوي ومن خلال تخطيطه ومنذ سنوات للتمرد على الكنيسة يمكن ان يكون، وباستشارات قانونية اختصاصية، قد هيأ وثائق ثبوتية ربما تكون كافية، من وجهة نظر القضاء، لامتلاك حق التصرف بالممتلكات..
فعلى سبيل المثال يدرك الجميع ان مار باوي، مستغلا ثقة الكنيسة به وتحديدا ثقة قداسة البطريرك مار دنخا، قام ومنذ سنوات ومن دون التداول مع الكنيسة بتغيير الوضع القانوني للمؤسسة الكنسية في ابرشيته، ابرشية غرب كاليفورنيا، عندما قام وبتعمد وبنوايا مسبقة (تكشفت الان) بعدم تجديد تسجيل المؤسسة القائمة حينها والتي وبموجب نظامها الداخلي فان حقوق التصرف بممتلكات الابرشية محصورة بثلاثة اشخاص هم قداسة البطريرك (3 اصوات) ونيافة الاسقفين مار ابرم ومار باوي (صوت واحد لكل منهما)، وقيامه عوض ذلك بتسجيل المؤسسة بنظام داخلي يحصر حق التصرف بممتلكات الكنيسة بمار باوي فقط!!
انه الالتفاف على الكنيسة بصيغة "قانونية" ربما سيقبلها القضاء الامريكي، فهو قضاء يعتمد بالدرجة الاساس على قانونية الاوراق وليس على اخلاقيتها.
(لقد ذهل الكثيرون في حينها من اصرار مار باوي في المجمع السنهاديقي الذي نظر في قضية تخص احد الاساقفة حيث حاول منفردا دفع السنهادوس لايقاف وتحريم الاسقف رغم قيام الاخير بالاعتراف بذنبه وطلب المغفرة وقبول اية عقوبة يرتئيها المجمع بحقه. فمار باوي اصر على المطالبة باخراج الاسقف وتحريمه بخلاف اجماع المجمع الذي تعامل مع الامر بروح مسيحانية. (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر).. (عندئذ تقدم اليه بطرس وسأله: يا رب، كم مرة يخطئ الي اخي فاغفر له؟ هل الى سبع مرات؟. فاجابه يسوع: لا الى سبع مرات، بل الى سبعين سبع مرات.)
ولم يكتف مار باوي بالتحفظ على قرار المجمع حينها بل وخرج في القنوات والمنابر الاعلامية الاذاعية والتلفزيونية للطعن بالمجمع.
ومع انكشاف الامور اليوم بشان ممتلكات الكنيسة وقيام مار باوي بوضعها تحت تصرفه تبين ان دافعه الحقيقي في سعيه لاخراج الاسقف المعني كان ليصبح الاسقف الاوحد في اميركا وليضع يده على جميع ممتلكات الكنيسة في كل كاليفورنيا واريزونا في خطة الانقلاب على الكنيسة التي كان يخطط لها في الخفاء.
انها الحكمة الالهية للمجمع المقدس التي حصنت الكنيسة مما كان البعض يخطط له.
وامام هذه الانكشافات هناك من بات يعتقد او يتساءل عن دور لمار باوي في الايقاع بالاسقف المعني فيما وقع فيه بغية اخراجه من الكنيسة، وهي تساؤلات واعتقادات لا يمكن سوى للذات الالهية ان تحكم فيها.)

القضاء الامريكي ربما سيحكم لصالح مار باوي..
ولكن الحكم هو على اساس اوراق ووثائق وليس على اساس اخلاقي او ضميري.
ان ما يسمو على الحكم القضائي هو الحكم الاخلاقي..
قد يضطر كل انسان منا، لسبب او لاخر، ان يسجل ممتلكات شخصية له (عقار او مقتنيات او اموال) باسم شخص اخر يثق به.. واذا ما سمحت اخلاقيات هذا الشخص ان يستحوذ على هذه الممتلكات فان القضاء سيحكم لصالحه اعتمادا على الاوراق الثبوتية..
ولكن ماذا عن حكم الاخلاق والضمير؟
وماذا عن حكم المجتمع الذي يدرك حقيقة عائدية هذه الممتلكات؟
والاهم من هذا كله، ماذا عن الحكم والدينونة الالهية؟
اذا كان هذا مثالا افتراصيا، فانه حقيقة واقعية بشان ممتلكات الكنيسة.
ان محاولة السطو عليها تسقط ورقة التوت عن اخلاقيات القائمين بها.. ولن يكسوها اي قرار قضائي..
فقد قالت العرب: ثوب العيرة لا يدفئ، وان ادفأ لا يدوم.

هل المحكمة سابقة تاريخية في كنيسة المشرق؟

وحيث ان مار باوي وشركاءه يدركون في قرارة انفسهم ان ما يقومون به هو عملية سطو على ايمان وممتلكات الكنيسة وابناءها، وانها سابقة في تاريخ الكنيسة المعاصر، فانهم يسعون تغطيتها وتبريرها والترويج بانها مسالة طبيعية!! وانها ليست المرة الاولى لكنيسة المشرق ان تلجا الى المحاكم في دعاوى الملكية، ويقدمون محاكم استراليا قبل 20 عاما مثالا شاهدا على ما يدعون..
نقول، اذا كنا نبتغي اجابة سطحية تقوم على المظهر من حيث الاحتكام الى القضاء في تقرير عائدية الممتلكات، فيحق حينها القول ان المحاكمات الحالية ليست سابقة.
ولكن اذا كنا اناسا موضوعيين في احكامنا التي تقوم على الادراك الكامل بالامور، فالحقيقة ان هناك فارقا شاسعا بين محاكمات سدني وكاليفورنيا.

صحيح ان احداث ومحاكمات سدني تتشابه مع احداث ومحاكم كاليفورنيا من حيث وجود عنصر وشريك سياسي في المشهد الكامل للاحداث، الاتحاد الاشوري العالمي في سدني والحركة الديمقراطية الاشورية في كاليفورنيا، الا ان الحالتان مختلفتان من حيث ان الاتحاد الاشوري كان الطرف الرسمي والمعلن في مواجهة الكنيسة، في حين ان مار باوي (بصفته الاسقفية والكنسية) هو الطرف المعلن في مواجهة الكنيسة.

في سدني طالبت الكنيسة بحقوقها وممارستها لذاتها وكيانها وسلطتها على ممتلكاتها واجهزتها وادارتها بعد ان كان الاتحاد الاشوري العالمي قد وضع يده على الكنيسة، ممتلكات وقرار وادارة وصولا الى الاكليروس الذي بات تابعا يأتمر باوامر الاتحاد.
وبغض النظر عن ما رافق تلك المحاكمات من تفاصيل من هذا الطرف او الاخر فان المحكمة حينها كانت حتمية ومشروعة في حماية الكنيسة لذاتها واستقلاليتها.
بينما ما يحدث في كاليفورنيا اليوم هو سرقة للكنيسة من اسقف قرر المجمع السنهاديقي وبحسب الصلاحيات التي يمتلكها كاعلى مرجعية كنسية ايقافه من الخدمة وتجريده من جميع صلاحياته الاسقفية في كنيسة المشرق ومن بينها حق التصرف بممتلكات الابرشية التي كانت تحت سلطته.

في سدني كان الامر تصحيحا لواقع كنسي غير سليم حشرت الكنيسة فيه من قبل مؤسسة سياسية قومية مستغلة التعاطف والقاعدة الواسعة التي امتلكتها بين ابناء الجالية من جهة، وافتقار الكنيسة في استراليا الى مرجعية اسقفية واقتصار اكليروسها على كهنة سلموا امورهم بايدي المؤسسة القومية، ناهيك عن بعد الجالية عن مركز الادارة البطريركية الكنسية.
وفي كاليفورنيا، العكس تماما.. حيث هناك محاولة لاخراج الامور عن سياقها السليم المعروف قانونيا واخلاقيا في كل الكنائس بان الاكليروس الموقوف يعيد ما تحت تصرفه من متلكات ومقتنيات وسجلات الى الكنيسة.
في كاليفورنيا هناك محاولة استحواذ غير شرعية على ممتلكات الكنيسة وتوظيفها كبنية تحتية لتنفيذ خطط مار باوي المستقبلية، سواء كانت تاسيس كنيسة جديدة او لتحسين وضعه التفاوضي في الانضمام الى احدى الكنيستين الكلدانية او المشرقية القديمة.

اهداف مار باوي من المحكمة
اما وان الجميع يدرك باللامشروعية الاخلاقية لمحاولة الاستحواذ على ممتلكات الكنيسة، فان السؤال الذي يفرض نفسه: ما هي اهداف الاسقف مار باوي في دفع الامور باتجاه المحكمة والقضاء؟
للاجابة عن السؤال لا بد من العودة الى الايام الاولى للتمرد ذلك ان تحديد مار باوي لخيارات الكنيسة بخيار وحيد اوحد هو المحكمة يعود الى تلك الايام الاولى من التمرد وكما وضعناها بالوثائق في الجزء السابق من المقال.
1- فقبل كل شيئ ان مار باوي مدفوعا بحسابات مخططه الانقلابي وحسابات شركاءه في الحركة الديمقراطية الاشورية كانا يعتقدان بنجاح مخططهما وان التمرد والانشقاق سيخلقان طوفانا من المناصرة والتاييد الشعبي بين ابناء كنيسة المشرق وبما يجعل الكنيسة الكلدواشورية السياسية الجديدة تهيمن بالمطلق على ابناء الكنيسة ومؤسساتها الكنسية او القومية مما يربك كنيسة المشرق ويجعلها تنكفئ على الذات وتنسحب من المشهد لتقليل الخسائر وتقتنع وتتقبل بخسارتها لرعيتها في غرب كاليفورنيا، اسقفا وكهنة ورعيات وممتلكات.
جميعنا تابع المشهد الكنسي والشعبي والاعلامي للاحداث.. وجميعنا يتذكر احتفالات الدعم والمناصرة المطلقة التي قام باعلانها وتقديمها للحركة الانشقاقية مختلف المؤسسات والشخصيات والقواعد المعروفة اللون والتبعية.. فما زلنا نتذكر جميعا الاحتفاء بالاسقف مار باوي وهو يعلن "غزوة سان هوزي" بحضور ممثلين للمجلس القومي الكلدواشوري من شيكاغو وشخصيات معروفة وهم يتناوبون القاء خطب الدعم المطلق لمار باوي وتخوين وتجريم الكنيسة وسط صخب وضجيج الجمهور الهائج وهتافاته الحزبية.
وجميعنا استمع الى الخطابات النارية والاساءات البذيئة لانصار مار باوي والزوعا في اداء يومي مستمر ومتواصل في محاضرات وندوات حوارية يومية في مختلف المنابر الاعلامية المرئية والمسموعة شاركت فيها قيادات سياسية وشخصيات فاعلة معروفة
واستمرت التعبئة الجماهيرية وامتدت الى ما وراء البحار لتشمل عموم القواعد الحزبية لاعضاء ومناصري الزوعا، وليلتحق ايضا بالركب اكليروس ورعيات لكنائس اخرى قدمت الدعم والتاييد للتمرد تشفيا ونكاية.
الا ان حسابات البيدر لم تات بحسب حسابات الحقل لنيافته وشركاءه.. فابناء الكنيسة بقيوا اوفياء لكنيستهم بل وازدادوا قربا والتصاقا بها مما افشل رهانات التمرد. الم يعد الرب كنيسته بان ابواب الجحيم لن تقوى عليها.
كما ان الشريك السياسي لمار باوي بات يبحث عن منفذ عبر الابواب الخلفية للخروج والتنصل من ورطته في التخندق مع مار باوي.
اذن فدفع الامور الى المحكمة كانت بناء على حسابات خاطئة من الفريق الانقلابي.

2- شعور نيافته بانه يمتلك من الوثائق والاوراق القانونية ما يكفي لضمان حصوله على حقوق التصرف بجزء او جميع الممتلكات موضوع البحث. وهذا ما سيعزز وضعه بين مناصريه ويمنحهم "برهانا" على "عدالة" تمرد مار باوي!! مثلما يمنحه وضعا تفاوضيا في خططه المستقبلية الموجودة في ذهنه عندما قرر التمرد والانشقاق ومن بينها: الالتحاق مع الكنيسة الكلدانية، او المشرقية القديمة (مع الطموح بالدرجة المطرافوليطية فيها مما يمهد له التمرد مستقبلا عليها وتاسيس كنيسة جديدة)، او تاسيس كنيسة "كلدواشورية" بمقاسات سياسية.
واذا كان يبدو ان هذه السيناريوهات بدات تتساقط كاوراق الخريف واحدا تلو الاخر (على الاقل فيما يخص الكنيسة المشرقية القديمة) مع توسع حالة الرفض للتمرد وانكماشه وبخاصة مع سقوط الاقنعة عنه، فان فكرة وضع اليد على الممتلكات كانت فكرة تستحق من نيافته السعي من اجلها ولو على حساب القيم والاخلاقيات المسيحانية في سرقة المرء لما لا يعود له.
وهي فكرة باتت اليوم اكثر الحاحا لنيافته لانه بات اليوم اكثر حاجة الى ممتلكات تعوض له قيمتها المادية ما بات يخسره يوميا من انبهار شعاراتي وقاعدة شعبية (كانت بالاساس مهترئة وهشة).

3- احدى مقومات ومظاهر حركة مار باوي الانشقاقية كان وما يزال الاساءة الى اباء الكنيسة وتوجيه الاهانات والبذاءات اليهم، وهي مهمة تطوعت لاداءها وبامتياز مجموعة من الاشخاص ممن تغلب التزامهم الحزبي على اي التزام انساني او اخلاقي اخر فتقدموا ومن دون حياء وخجل في واجهة المنابر الاعلامية ليسيئوا الى الكنيسة واباءها بالاساءات والفبركات وبمباركة من مرجعيتهم السياسية ومار باوي الذين اختاروا في افضل الاحوال مبدأ (السكوت علامة الرضا) للتعبير عن مباركتهم.
ولاكمال مشهد الاساءة كانت المحكمة.. فاحدى غايات مار باوي في الالتجاء الى المحكمة (سواء في استجواب قداسة البطريرك او في قضية الممتلكات) هو الاساءة الى الكنيسة واباءها امام القضاء والاعلام من جهة وامام ابناء الكنيسة عموما من جهة اخرى. فابناء الكنيسة، وبصورة عامة، لم يتمنوا ان تصل الامور الى هذا الحد..
المحكمة ومدلولات الاساءات التي فيها ارادها مار باوي ان تكون ورقة ضغط على اباء الكنيسة لعقد صيغة او صفقة معه تضمن له الحد الادنى من حفظ ماء الوجه وتسويق نفسه على انه يمتلك حقا عادلا ومشروعا!!
وهو ابتزاز لم ترضخ له الكنيسة، وكما قلنا في الجزء السابق حيث لم يكن لها خيار اخر، وقد تفهم وتعاطف وساندها ابناءها في خيارها الاضطراري لحماية حقوقهم.
الم يسر الرب في طريق الجلجثة من اجلنا.. والم يستشهد اباء الكنيسة من اجل ايمانهم..
فهل من شك ان تسير الكنيسة، بطريركها واباءها، في ذات الخطى.

4- ان التكلفة المادية المترتبة عليه من جراء المحكمة هي لا شيئ بالمقارنة مع "المكاسب" الافتراضية المادية والمعنوية لها.. خاصة وان شركاءه وعلاقاتهم السياسية والاستخبارية ومؤسساتهم وواجهاتهم يمتلكون من الموارد المالية ما يغطي نفقات المحكمة المترتبة عليه.

لنتخيل المشهد الاخير
اذن فالمحكمة وخطواتها الاجرائية تسير.. والجميع على موعد مع جلسات محاكمة ساخنة يتصارع فيها الخير والشر، الحق والباطل، العدل والظلم، الصدق والكذب، النزاهة والسطو..
وليس بالضرورة ان تنتصر المحكمة لصالح الخير والحق والعدل والصدق والنزاهة، فهي محكمة تصدر حكمها بناء على قانونية الاوراق وليس على اخلاقيتها، وهي ليست معنية بالنظر الى الوراء الى تقدمات الارامل وعطاءات اليتامى وتضحيات ابناء الكنيسة ممن شيدوا ممتلكاتها منذ كان مار باوي ما زال طفلا.

لنحاول تصوير المشهد الاخير للمحكمة في افضل نتيجة افتراضية لصالح مار باوي.
فهل سيكون القرار اكثر من منحه حقوق التصرف الكاملة بجميع ممتلكات كنيسة المشرق الاشورية في رعية غرب كاليفورنيا بكنائسها وممتلكاتها ومرافقها في سان هوزي، سيريس وسان فرانسسكو.
دعونا في هذه الاسطر نتصور مشهد ذلك..
ستنطلق احتفالات البهجة والانتصار.. اليست غزوة اخرى في مسلسل غزوات الفتوح والجهاد ضد كنيسة المشرق الرسولية.
وستقام المهرجانات في مختلف المنابر الاعلامية وستمتلئ الدنيا ضجيجا وزعيقا بالخطابات النارية دون ان يغفل الخطباء عن توجيه الاساءات والبذاءات الى الكنيسة واباءها.
وستقام صلوات وادعية الشكر للمحكمة وقاضيها في كنائس ومن اكليروس معروفين في شيكاغو وكاليفورنيا واريزونا وسدني احتفاء بانتصار العدل وانتقاما لمحاكمات سدني!!
وستنهال برقيات التهنئة من مختلف المؤسسات البنفسجية في اميركا واوربا واستراليا والوطن، وتحديدا من زيونة حيث سيتحدث السيد اسحق اسحق (رعد ايشايا) عبر الهاتف مهنئا باسم الجميع.. كيف لا يهنئ وهو والسيدة عقيلته (جنان د. يوسف) الوحيدان من العراق ممن وضعوا اسماءهم علنا الى جانب عدة مئات اخرين من دول المهجر (بينهم من ليس من اتباع كنيسة المشرق الاشورية!!) تاييدا لمار باوي في العريضة المنشورة على الانترنت على الرابط التالي:
http://www.thepetitionsite.com/takeaction/898473869?ltl=1172079870
حيث يرد اسميهما في التسلسلين 45 و46 بين الموقعين وبعد "النخبة الفكرية" الرائدة من انصار مار باوي يتقدمهم السادة سام درمو (اتورايا داريزونا) ونيبنوس يونان (دوزوتا) واسكندر قمبر (اسكو) وبقية "النخبة".
بل وان السيد رعد ايشايا ولضمان عدم حصول الالتباس في اسمه كونه وقع باسم اسحاق اسحاق فانه يعود مرة اخرى وفي التسلسل 495 ليكرر تاييده ودعمه وتوقيعه مرة اخرى مع اضافة حرفي (r.e.) لضمان عدم الالتباس في انه هو السيد رعد ايشايا بعينه.
وسيتحسن الوضع التفاوضي للاسقف في حواراته المعلنة والمخفية مع الكنائس "الشقيقة".

ولكن...
ولكن وبعد نشوة النصر والانتصار سيعود الانسان للاختلاء بنفسه حيث لا جمهور يستمع او يشاهد، ولا خطباء يتحدثون ولا جماهير تزعق وتصفق..
في لحظات السكينة التي يعود فيها الانسان الى ذاته ويحاورها دون اقنعة او تنكر..
ماذا سيكون حالك يا سيدي مار باوي؟
ماذا ستقول لذاتك في حوارك الداخلي مع النفس؟
فالضمير لا بد ان يصحو ويصيح عاليا في اعماقك ولن يجدي صم الاذان ووضع الايادي عليها في اسكات صوته الهادر.
بل وماذا ستقول للرب، وانت الاسقف، تصلي اليه قبل خلودك الى النوم منفردا في سريرك؟

الى اي مدى والى كم من الزمن يمكن للانسان اخراس صوت الضمير فيه؟
والى اي مدى والى كم من الزمن يمكن للانسان ان يعيش آمنا سالما مع ذاته وهو يدرك انه ارتكب اثما؟
والى اي مدى والى كم من الزمن سينام الانسان مطمئنا وهو يدرك في اعماقه انه سطا على تقدمات الارامل واليتامى؟
اني اخاطب صوت الضمير الانساني الذي هو موجود في اعماق كل منا مهما تمادينا في كبته واخراسه.
اني اصلي من اجلك سيدي مار باوي..



القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 10 اذار 2007 [/size] [/font] [/font] [/size] [/font]

222
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي


الجزء الثامن
تحليل للمقابلات الاعلامية مع مار باوي
القسم الاول: المحكمة!!!!
المحور الثاني: قضية الممتلكات الكنسية ج1
لقراءة الجزء السابق، انقر على هذا الرابط:[/size]
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,62579.msg214370.html#msg214370

قبل نصف قرن ونيف من الزمان استقر الترحال القسري للكرسي الرسولي لكنيسة المشرق المقدسة في سان فرانسسكو، المدينة الامريكية الجاثمة على ضفاف المحيط الهادئ، بعد عقود من الترحال وعدم الاستقرار التي مر بها الكرسي الرسولي جراء التزامه قضية شعبه وهو يتعرض للابادة والمذابح قبل واثناء الحرب الاولى، وبعد مساعيه وابناء شعبه وقياداتها في تلك المرحلة لتحقيق العيش الكريم لابناء امته في العراق المؤسس حديثا.
فبعد استشهاد البطريرك مار بنيامين شمعون وبعد ان توفي خلفه مار بولص شمعون جراء الاوبئة التي تفشت في الشعب المهاجر كان الدور على خليفته مار ايشاي شمعون ليلقى النفي الاجباري الى خارج الوطن بعيدا عن شعبه وكنيسته ورعيته.
فاستقر بالكرسي المطاف والترحال على ضفاف المحيط الهادئ عله يجد فيه، على الاقل في تسميته، الهدوء الذي افتقر قداسته وكنيسته وشعبه اليه على مدى اجيال.

ربما هدأت تفاصيل ومفردات حياة قداسته على ضفاف المحيط الهادئ، ولكن غيرته الرسولية لم تهدأ ابدا..
فاطلق في اميركا وفي مختلف مدنها، وحيثما كان هناك للكنيسة رعيات ومؤمنين، جهودا حثيثة لترتيب اوضاعهم وهيكلة ادارتهم، بل وبلغ الامر التبشير بايمانه الرسولي لتتحقق في اميركا القرن العشرين اول عملية التحاق جماعية بكنيسة المشرق من غير ابناءها.
وكان لمدينة سان فرانسسكو، حيث منفى الكرسي البطريركي حصتها من الغيرة والجهد الرسولي..
فكان تاسيس رعية مار نرساي، الملفان الكبير، وشراء كنيسة خاصة بها في منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم، وليلحقها دار كاهن الرعية وغيرها من البنى التحتية ومستلزمات حياة الكنيسة.

وفي الطرف الاخر من العالم وعلى بعد عشرات الالاف من الاميال حيث الوطن الأم كانت عوائل ابناء الكنيسة بعد ان اجبرت السلطات والدها الروحي الكبير على النفي والرحيل القسري كانت تبحث لها عن مكان للاستقرار والعيش الكريم والهادئ في الدولة العراقية الحديثة.
فهناك من استقر في الموصل، واخرون في بغداد او البصرة او كركوك وغيرها..
فاستقر من بين من استقر في كركوك حينها عائلة اشورية من ابناء كنيسة المشرق وليرزق الرب العائلة ويفيض ببركاته عليها في اذار 1954 بمولود ذكر اسموه (اشور) تيمنا بهويتهم وانتماءهم القومي..
والرضيع (اشور) هذا الذي ولد في كركوك في ذات سنين تاسيس رعية مار نرساي لكنيسة المشرق الاشورية في سان فرانسسكو على ضفاف المحيط الهادئ ليس الا مار باوي سورو الذي يقوم اليوم بوضع اليد على ممتلكات عديدة لكنيسة المشرق من بينها ممتلكات رعية مار نرساي في سان فرانسسكو التي يعود تاريخها الى ايام رضاعته، والى ايام كان اباء انصاره ما زالوا لم يهاجروا الى الولايات المتحدة، والى ايام كان الكثير من انصاره، ومن عموم ابناء الكنيسة الذين يعاصرون قضية المحكمة، وبينهم كاتب السطور، لم يولدوا بعد.

فهل كان يخطر في بال البطريرك الراحل مار شمعون ومعه الجيل الاول من اباء وابناء الكنيسة ومؤمنيها من اللاجئين الجدد في اميركا ان ما شيدوه بهدوء على ضفاف المحيط الهادئ بعرق جبينهم وتبرعاتهم وتضحياتهم وبينهم الارامل واليتامى والشيوخ والمرضى ممن ارتحلوا الى الحياة الاخرة وهم مرتاحي الضمير وراسخي الايمان، وان ما قدموه لكنيستهم ولابناءها واجيالها لن يسلم من شغب المشاغبين وسرقة السراق في القرن الحادي والعشرين.
هل كان لهم ان يتوقعوا ان سرقة عطاياهم وتقدماتهم وتبرعاتهم، وسرقة ايمانهم (فتبرعاتهم كانت نتيجة ايمانهم وتجسيد له) ستتم على ايدي الرضيع (اشور) بعد ان ترعاه كنيسة المشرق وتحديدا شخص قداسة البطريرك مار دنخا الذي جلس وريثا لكرسي المشرق الرسولي بعد البطريرك الراحل مار ايشاي شمعون وليرسم الشاب اشور كاهنا واسقفا هو مار باوي سورو ويأتمنه على اغلى ما للاب من غالي ونفيس، الا وهم ابناءه..
نعم، فاغلى ما للبطريرك هم ابناء كنيسته وايمانهم قبل ممتلكاتها، وليغدر الاسقف المؤتمن عليهم بهم وبايمانهم وبابيهم البطريرك، ويستزيد في الغدر ليسرق ممتلكاتهم التي شيدها اباءهم بايمانهم قبل رحيلهم مرتاحي الضمير والايمان الى الحياة الاخرة كابناء بررة لكنيسة المشرق المقدسة.

حلقات مسلسل المحكمة
دعونا نستمع الى مار باوي وهو يقول لنا بكلماته هو مسلسل الاحداث:

http://www.capiraq.org/111/Edward6_Court1.mp3
(ملاحظة تذكيرية: هذه المقابلة هي جزء من سلسلة مقابلات تم اعدادها بانتظام وليست مقابلات عابرة او غير مهيئة بما يجعلها عرضة للاخطاء وسوء التعتعبير او الفهم.. لنستمع الى مار باوي ومحاوره يشهدون بانها مقابلات مهيئة جيدا ومتفق عليها بين المحاور وضيفه:
http://www.capiraq.org/111/Edward2_PreArrange.mp3)

اذن وفق مار باوي فان تسلسل احداث مسلسل المحكمة هو:
ان الكنيسة التجات الى المحكمة بعد توجيهها له رسالة تطلب اليه فيها اعادة الممتلكات الى الكنيسة. وبعد ذلك (اي بعد لجوء الكنيسة الى المحكمة) اضطر هو ايضا الالتجاء الى المحكمة.. كــــــــــذا!!!!
فهل هذه رواية صادقة وامينة مع الذات ومع المستمع!!
ام انها مبتورة بانتقائية على طريقة الذي بتر الجزء الاول من اية مزمور داود (يقول الشرير في قلبه ليس هناك من إله) وليقول فقط بالجزء الثاني من الاية (ليس هناك من إله) وليثبت بذلك ان مزامير النبي داود تقول بان ليس هناك من إله!!!


التسلسل الحقيقي للاحداث وكما تؤرخه الوثائق والمراسلات هو التالي:
1- بتاريخ 7 تشرين الثاني 2005 وجه المجمع المقدس برئاسة قداسة البطريرك واجماع اراء اعضاءه رسالة الى مار باوي حدد فيها له الخيارات المتاحة امامه: 1- استلام ابرشية روسيا وايران 2- التخلي المؤقت لمدة سنتين عن ابرشية غرب كاليفورنيا 3- في حال رفضه الخيارين اعلاه فان المجمع يطلب اليه تقديم استقالته كخيار ثالث واخير... وطلب المجمع رد مار باوي وتحديد خياره بحلول 11 تشرين الثاني.
ولم تتضمن رسالة المجمع اية اشارة قريبة او بعيدة الى الممتلكات لان السنهادوس كان ما زال يامل من خلال الخيارات التي وضعها امام مار باوي ان يختار مار باوي خيارا يحمي شراكته كاسقف مع بقية اباء الكنيسة.

2- بتاريخ 11 تشرين الثاني وجه مار مار باوي رسالته الجوابية على رسالة المجمع السنهاديقي واسماها وجعلها رسالة مفتوحة!! وذيلها باسمه وتوقيعه الشخصي، وفي مقطعها الختامي (الصفحة السابعة منها) يقول بالنص الحرفي ما ترجمته العربية هي:
(وختاما، ومن اجل مصلحة الجميع اقول ان لا يتجاسر ايا كان من اساقفة الكنيسة، او الكهنة، او الشمامسة، او العلمانيين، وياتي الى كنيسة مار يوسف، او بقية الممتلكات التي تحت ادارتي بغاية اخذها كنائسا وممتلكات. لانه سيتم منعه واعادته الى ادراجه بواسطة البوليس والـ (FBI) الذين سيكونون موجودين في الكنيسة في كل يوم وفي كل خدمة كنسية من اجل حفظ  امن وسلامة المؤمنين ضد من يحاولون اثارة الاضطراب في الكنائس التي تحت ادارتي. واذا كان هناك من يعتقد انه يستطيع اخذ ممتلكات الكنيسة، نصيحتي الحكيمة له ومن اجل سلامة كل فرد ومن اجل السلام العام، فان عليه ان يذهب ويقدم طلبه الى المحكمة، وهناك ستتم مناقشة المسالة واصدار القرار بشانها بطريقة قانونية وحضارية. وبعكس ذلك، فان بطريرك واساقفة الكنيسة والمعارضين في سان هوزي سيكونون مسؤولين عن كل ما سيحصل.
باوي سورو
اسقف بالنعمة
مدينة شيكاغو 11 تشرين الثاني 2005 ) انتهى الاقتباس والترجمة
صورة الصفحة منشورة في الاسفل. التعميق في الاقتباس المترجم هو من طرفي وبغاية التاكيد.

3- بتاريخ 16 تشرين الثاني 2005 وبناء على مضمون رسالة مار باوي الجوابية المفتوحة اعلاه وجه المجمع المقدس رسالة من صفحتين الى مار باوي يبلغه فيها بان المجمع المقدس قرر ايقافه كاسقف في كنيسة المشرق الاشورية. ومن البديهي ان يطلب المجمع كاحد مترتبات الايقاف ان يقوم الاسقف الموقوف بتسليم ما بعهدته من وثائق وممتلكات واموال وغيرها الى الكنيسة. وان الكنيسة كلفت محاميها لاستلام هذه الوثائق والمتعلقات ضمن عملية تسليم واستلام اصولية حددت الكنيسة تاريخ 30 تشرين الثاني موعدا نهائيا لها.
وحتى في هذه الرسالة فان الكنيسة لم تشر الى الالتجاء الى المحكمة لانها كانت تامل بروحية المسيح وبمنطق العقل البشري ان يقوم مار باوي بتسليم عائديات الكنيسة بعد ان اجبرها على ايقافه.
بل وان الكنيسة في ختام رسالتها له اكدت انها ما زالت مستعدة للاستماع اليه بشان اية قضية.
صورة صفحتي الرسالة موجودة في الاسفل.

4- ومع انقضاء تاريخ 30 تشرين الثاني ومع عدم استجابة مار باوي لتسليم عائديات وممتلكات الكنيسة واصراره على وضع اليد عليها وتشبثه بخيار المحكمة كما ورد في رسالته اعلاه، اضطرت الكنيسة من خلال محاميها الطلب الى المحكمة لاحقاق حقها في ممتلكاتها.

فبعد كل هذا تاتي يا سيدي مار باوي لتقول ان الكنيسة هي التي دفعت الامور الى المحكمة!!!
هل كان نيافتكم ومستشاريكم السادة ادد اشورسين، وليم يومارن، يوئيل بابا، سام درمو وشيبا مندو وغيرهم من اميركا وبقية المجموعة في بغداد وسدني تعتقدون ان الكنيسة ستتنازل لكم عن حقها في ممتلكات الابرشية (بعضها كما اوردنا امتلكته الكنيسة بينما كنت ما زلت طفلا رضيعا في العراق)؟
هل تراك تصورت ان الكنيسة واباءها لا يمتلكون حس المسؤولية والحرص تجاه كنيستهم وابناءها ليتنازلوا لنيافتكم عن هذه الممتلكات؟
اذا كان نيافتك قد تخلى عن الوفاء للكنيسة الأم التي انجبته وارضعته واحتضنته وربته، فذلك لا يسمح بالاستنتاج ان بقية اباء الكنيسة سيتخلون عن الوفاء لايمان وتضحيات المؤمنين ممن تبرعوا وشيدوا واقتنوا هذه الممتلكات بروح الايمان لهذه الكنيسة.
(بالاضافة الى ممتلكات رعية مار نرساي في سان فرانسسكو التي اوردنا تاريخها سابقا، فان كنيسة مار يوسف في سان هوزيه شيدت (او ان ارضها قد اقتنيت) قبل رسامة مار باوي اسقفا، وكنيسة مار كوركيس في سيرس شيدت عندما كان مار باوي في اجازة دراسية طويلة لعدة سنوات.. باختصار فان ايا من الممتلكات التي يقوم مار باوي بوضع يده عليها لم تشيد اثناء ادارته الاسقفية للابرشية.. (ارجو تصحيح معلوماتي ان كانت خاطئة)).

اليست رسالتك اعلاه واضحة لا لبس فيها بان الخيار الوحيد للكنيسة هو ان تطالب حقها في الممتلكات عبر المحاكم الامريكية... فلماذا الانكار يا سيدي مار باوي؟!!!
الغريب المضحك في الامر (وشر البلية ما يضحك) ان نيافته في لقاء تلفزيوني اخر له مع تلفزيون (الاشوريون حول العالم) من شيكاغو يستغرب ويتساءل بصيغة المستهزئ بان الكنيسة تجاوبت مع دعوته اللجوء الى المحاكم ولكنها لم تتجاوب مع بقية الاراء والاقتراحات التي قدمها للكنيسة خلال سنوات اسقفيته!!!
يا سيدي مار باوي.. انت الانسان العليم والحكيم والبليغ والمتحدث، كيف تقع في مطب كهذا؟
فهذا وقبل كل شيئ اقرار شفهي وشهادة ناطقة تضاف الى شهادتك التحريرية اعلاه بانك من اوصلت الامور الى المحكمة.. اما القول بان الكنيسة لم تتجاوب مع بقية اراءك واقتراحاتك، فذلك وببساطة لانها اراء واقتراحات خاضعة للنقاش والتاويل والاجتهاد والاخذ والعطاء، وهي ليست متماثلة مع امر الممتلكات الكنسية التي من البديهي والمنطقي والاخلاقي ان تستعيدها الكنيسة بعد ان خرجت عن الكنيسة موقوفا.

كنت اتمنى عليك (خاصة وانك تنادي دوما وتدعي بالنزاهة والصراحة والشفافية والمسؤولية) ان تكون جريئا في مقابلتك مع السيد ادور ميخائيل وتعترف بحقيقة انك من اوصلت امر الممتلكات الى المحكمة عوض ان تحاول تضليل المشاهد والمستمع من خلال ايراد النصف الاخير من الاية بعد بتر شطرها الاول!!!

 اما بشان ادعاء نيافته بانه وبعد شكوى الكنيسة ضده فانه تقدم بشكوى ضد اباء الكنيسة.
نقول، عذرا سيدي، فانك هنا ايضا تشوه الحقيقة وتضلل المشاهد والمستمع.
فاولا وقبل كل شيئ فان القضيتين مختلفتان كلية في صنفيهما..
فقضية الكنيسة هي لاسترداد ممتلكاتها بعد رفضك اعادتها واجبارك الكنيسة للاتجاء الى المحكمة.
في حين ان شكواك ضد الكنيسة هي لاستجواب واستنطاق اباء الكنيسة في سابقة تاريخية تستحق بها ان تكون اول اسقف في تاريخ كنيسة المشرق يقدم بطريركه واخوته الاساقفة للاستجواب والاستنطاق في محاكم دنيوية بغاية اهانتهم والاساءة اليهم.. فهنيئا لك هذا الفخر.. وقد تحدثت عن الموضوع في الجزء السابق من مقالي..
انقر هنا لعرضه:

 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,62579.msg214370.html#msg214370
وثانيا، وبحسب معلوماتي، فانه واضافة الى الفارق بين صنفي وغايتي القضيتين فانك تقدمت بشكواك وبحسب ارشيف سجلات المحكمة بيوم واحد قبل شكوى الكنيسة!!!
كما ان نيافته يدعي في المقابلة الصوتية اعلاه مع السيد ادور ميخائيل بان شكواه هي للرد على رسالة الكنيسة له التي تتضمن التهديد باللجوء الى المحكمة!!! في حين ان الرسالة (منشور صورتها ادناه) لا تتضمن شيئا مثل هذا وقد بينا مضمونها اعلاه وبانها تدعو الى انجاز التسليم والاستلام الاصولي، بعكس رسالته التي طلب هو فيها اللجوء الى المحكمة..
ما هكذا تورد الابل يا سيدي..

محاججات واهية
1- يتسابق انصار مار باوي ومروجي حملته الشقاقية في المحاججة بشان محكمة الممتلكات الكنسية بالقول ان من يرتاد هذه الممتلكات من اتباع مار باوي هم ايضا ابناء الكنيسة.. فاين الخطأ؟ ولماذا المحكمة؟
نقول:

ان الكنيسة عندما تطالب وتعمل من اجل ضمان ملكية الكنائس والمرافق الاخرى فانها ليست لمنع المؤمنين من الدخول اليها، فالكنيسة لن تجلب الشرطة والـ (FBI) كما يفعل مار باوي ويكتب في رسالته.
الكنيسة ابوابها مفتوحة للجميع.. والكنيسة لم توقف ايا من ابناءها..
الموقوفون عن الخدمة الكنسية هم فقط مار باوي والكاهنين شموئيل دنخا ومايكل بيروتا فهؤلاء وبحسب السلطة الروحانية والقانونية الممنوحة للمجمع السنهاديقي المقدس لا يحق لهم ممارسة درجاتهم الدينية في رعيات كنيسة المشرق المقدسة ولابناءها.
اما اذا كان هناك بين ابناء الكنيسة من قرر ذاتيا عدم ارتياد الكنائس والخدمات الروحانية والطقسية التي يقيمها اساقفة واباء كنيسة المشرق المقدسة فذلك امر وخيار ذاتي.

ان ما تسعى الكنيسة اليه من خلال المحكمة (بعد ان اجبرها مار باوي عليها) هو تصحيح الامور واحقاق الحق بان تستعيد الكنيسة عائدية ممتلكاتها.
الكنيسة لا تسعى لطرد او منع المؤمنين (وبضمنهم الاكليروس الموقوف) من دخول الكنائس، بل تسعى فقط لاستعادة حقوقها وفرض سلطتها القانونية المقدسة بان الاشخاص الموقوفين عن الخدمة لا يمكن لهم ممارسة الخدمة الكنسية.
وحتى هؤلاء الموقوفين بحسب سلطة المجمع السنهاديقي المقدس فان المجمع يحق له اعفاءهم من عقوبة الايقاف، اذا ما ارتاى ذلك، وعندها سيحق لهم الخدمة.

2- وفي هذا المحور ايضا، يردد مار باوي وانصاره حجة ان هؤلاء الانصار هم ايضا تبرعوا في بناء او اقتناء هذه الممتلكات فلماذا يحرمون منها!!!
نكرر القول، ان الكنيسة لم ولن تحرم ولم ولن تمنع ايا من المؤمنين دخول الكنائس واستخدام الممتلكات بعد اعادة وضعها تحت ادارة الكنيسة، وستكون شانها شان كل كنائس ومرفقات كنيسة المشرق عبر العالم.
الا اذا، ونكرر القول ايضا، شاء احدهم ذاتيا ان لا يدخلها.
ان التبرع لانشاء او اقتناء مبنى عام لا يعني امتلاك المتبرع لهذا المبنى.. فالمبنى ستكون عائديته للجهة او المؤسسة او الشخصية المعنوية التي شيدته.. واذا قرر متبرع ما انهاء او ايقاف ارتباطه بتلك الجهة فانه لا يعني ان له حق المطالبة بحصة في تلك الممتلكات.
فكم متبرع لمكتبات عامة (على سبيل المثال) في هذه المدينة او تلك انتقل سكنهم الى مدينة اخرى، فهل يعني ذلك ان يطالب بحصة من جدران او اثاث او كتب تلك المكتبة!!
وكم من المؤمنين من اتباع كنيسة تبرعوا لتشييد كنائس وممتلكات لكنيستهم ولكنهم لاحقا غيروا عقيدتهم او مذهبهم او مرجعيتهم الكنسية (بشكل فردي او جماعي)، فهل يحق لهم او للكنيسة التي انتقلوا اليها ان يطالبوا بحصة او تعويض عن تبرعاتهم في كنيستهم الاولى!!!
نرجو من سيدنا الاسقف اجابتنا وهو المتعلم العليم.


3- اما القول بانهم ما زالوا ابناء لكنيسة المشرق ولم يخرجوا عليها او يتنكروا لها.
فنقول: مرحى بل والف مرحى..

فاذا كنتم كذلك، فقفوا مع كنيستكم ومع مرجعيتها السنهاديقية وابويتها البطريركية في حماية حقوقها وممتلكاتها.
فمار باوي لم يعد اسقفا من اساقفة كنيسة المشرق المقدسة.. ولم يعد تحت السلطة البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية بكل ما يعنيه ذلك وما يترتب عليه من مترتبات ونتائج، من بينها حقوق التصرف بممتلكات الكنيسة.
اما اذا كنتم قررتم الخروج عن الكنيسة مع خروج مار باوي والالتحاق معه باية كنيسة اخرى يرغب الالتحاق بها، او تاسيس كنيسة بمقاساته، فذلك، ونكرر القول، قراركم الشخصي.
ولكن من المؤكد فانه لا يترتب عليه اية حقوق او استحقاقات في الممتلكات الكنسية لكنيسة المرق.

4- المحاججة الاخرى هي في ترويج القول بانه كان الاحرى بالكنيسة ان توفر مئات الالاف من الدولارات التي هي تكاليف المحكمة وترسلها الى اللاجئين والمحتاجين من ابناءها في العراق او سوريا او الاردن.

وهذا بين ما قاله مار باوي بنفسه وردده ويردده مناصريه.
فنقول: الا سلمت افواهكم.. وليبارككم الرب على هذه الحكمة.
ولكن الاجدر ان توجهوا السؤال الى مار باوي وليس الى الكنيسة... فهو الجلاد وهي الضحية..
وهل تحاسب الضحية بجريرة جلادها؟

لقد قدمنا في الصفحات السابقة الادلة وبالتواريخ الموثقة على ان مار باوي هو من يرفض تسليم ما بعهدته من ممتلكات وعائديات الى الكنيسة.. وهو الذي طالب باللجوء الى المحكمة..
وبذلك هو فقط يتحمل كل التبعات الاخلاقية للقضية، ومن بينها هدر مئات الالاف من الدولارات.
فاذا كنت يا سيدي مار باوي بهذا الحرص والمسؤولية فلماذا لم تعلن بتصريح رسمي انك ومن اجل توفير خسارة مئات الالاف من الدولارات تعيد الممتلكات الى الكنيسة وانك ستقوم بتادية الخدمات الى اتباعك (اذا قرروا ذاتيا عدم ارتياد هذه الكنائس بعد اعادتها الى الكنيسة) في كنائس شقيقة قدمت وما زالت تقدم لك كل الدعم!!! كما هو الحال حاليا في شيكاغو وكما كان حالك في استراليا!!!
فالكاهن الذي يتقدم الى المحكمة ليدلي بشهادة مناصرة لك ضد موروث وايمان وقوانين الكنيسة حري به ان يقدم لك عدة ساعات في الاسبوع لتخدم في كنيسته.. اليس كذلك؟

وللموضوع تتمة في يوم السبت القادم:
1- المحكمة بين الاخلاق والقانون..
2- هل يعيد التاريخ نفسه؟
3- هل المحكمة سابقة تاريخية في كنيسة المشرق؟
4- اهداف مار باوي من المحكمة..
5- لننتصور المشهد الاخير للمحكمة..

فالى اللقاء

القس عمانوئيل يوخنا
[/font]

223
ايضاح وتعقيب على مقال السيد يوخنا اوديشو دبرزانه
[/b]
نشر السيد يوخنا اوديشو دبرزانه مقالا في موقع زهريرا للحركة الديمقراطية الاشورية قبل يومين واعاد نشره اليوم في موقع عنكاوة وتحت عنوان (مار باوي ليس الصوت الصارخ في البرية.. انما قد يكون الحجر)، وهو مقال موجه الي!! ومخصص للتبشير بتمرد مار باوي من خلال ترويج ما يدعيه كاتبه من اساءات الى كنيسة المشرق المقدسة واباءها..
ليس من سياق كتاباتي ان ارد على كل ما ينشر هنا وهناك من ردود وتعقيبات، وكالعادة تهجمات واساءات ضدي!! بدوافع ومصادر بات يعرفها الجميع، فمواقفي واراءي اكتبها في مقالات صريحة ومفصلة يجعلها واضحة ومفهومة لقراءها.
ولكن ما دفعني الى هذا التعقيب هو لايضاح الامور للسيد الكاتب اولا ولقراء مقاله ثانيا من انه خلط الامور تماما واختلطت الاسماء لديه كليا حيث انه يرد في عنوان وسياق مقاله على مقال اخر (اظن اسم كاتبه كان السيد عمانوئيل عمانوئيل) وكان قد نشره قبل فترة طويلة ليعود اليوم السيد يوخنا برزانه لينسبه الي ويوجه مقاله نحوي ويحشوه بخطاب سياسي لا صلة له بالامر اساسا (مثل زيارة وفد المنظمة الاثورية الديمقراطية الى العراق!!)، وينسب الي استشهادات من كتاب وجوديين وفلاسفة وضعيين!!!
انه امر يثير الشفقة ان يقوم كاتب بالكتابة والرد على كتابات وكتاب اختلطت عنده اسماءهم (او تعمد خلطها مستغلا تقارب الاسماء!!) فينسب هذا للاخر ليجد ضالته في شخصنة الامور والاساءة الى مؤسسات ومرجعيات معينة والنفخ الاعلامي باخرى..
هذا يذكرني بردين لكاتبين اخرين عندما طلب الي الاب شليمون ايشو ان انشر مقالا له في موقع عنكاوة بعد ان عجز هو عن نشره لاسباب تقنية متعلقة بخطوط الانترنت في سرسنك، ورغم اني كتبت وبكلمات عربية واضحة وبحجم كبير ان المقال هو للاب شليمون، فان هذين الكاتبين اللذين لم يتفقا مع مضمون المقال توجها برديهما وما تضمناه من تعابير قاسية الي!!!
انه التعصب الاعمى الذي يفقد الانسان بصيرته..
بل وانه موغل في العماوة في هذه الحالات لدرجة انه افقد البصر فلم يتبينوا او يقراوا اسم الكاتب!!!
صلاتي ودعائي الى الرب من اجلهم ان ينير قلوبهم بمحبته وعقولهم بحكمته.


ما اوقفني في مقالك سيدي برزانه ويتطلب مني توضيحه، ليس لكم بل لقراء المقال، هو استغلالكم لانتماءكم التنظيمي الى مؤسسة سياسية عريقة من مؤسسات شعبنا وهي المنظمة الاثورية الديمقراطية لاضفاء الرصيد والمصداقية على شخصكم.
فاقول، وليقراني قادة وكوادر واعضاء وجماهير المنظمة، اني لا استبعد عضويتكم التنظيمية في المنظمة فهذا شان خاص بكم لم اسألك ولا اسألك عنه.
ولكن، اسمح لي القول، انت بعيد جدا الى اقصى درجات البعد حد النقيض عن تربية المنظمة ومواقفها في هذه الامور.
المنظمة التزمت نهجا وربت اعضاءها على احترام كنائسهم ومرجعياتهم والبقاء ابناء بررة ومخلصين لهذه الكنائس وارثها الروحي والثقافي ومرجعياتها الابوية.
دعني اذكرك ان رجالات وكوادر واعضاء وجماهير المنظمة عندما رفضت ابرشية اوربا للكنيسة السريانية الارثوذكسية تعميذ اطفالهم بسبب التزامهم الموقف والاسم الاثوري رفضوا ان ينشقوا ويتمرودا على كنيستهم، بل ورفضوا ان يلتجئوا الى اية كنيسة اخرى لتعميذ اطفالهم حتى كبروا وحتى تم تعميذهم لاحقا في كنيستهم الام بعد زوال الازمة وانقشاعها.
هذه هي تربية المنظمة واخلاقياتها.. فاين انت منها؟
انتم سيدي برزانه ومعكم بقية مناصري مار باوي ومروجي تمرده ابعد ما تكونون عن هذا الوفاء لكنيستكم الام، كنيسة المشرق المقدسة.
وما الاساءات والبذاءات التي يتداولها مناصري مار باوي ولونهم السياسي المعروف الا شهادة ناطقة على ما اقول.
ان انصار مار باوي (واظنك احدهم بحسب مقالك) هم الابناء الذين يبقرون بطن الام التي حملتهم، ويذبحون بالسكين ثدي الام التي ارضعتهم.


على اية حال اكتفي بما سبق فانا لا ارد على مضامين هكذا مقالات لاني انشر مواقفي وارائي في مقالات مطولة وتفصيلية، وهذا ما ساستمر به في مسالة حركة مار باوي الشقاقية حيث سانشر يوم غد الجزء الجديد ضمن سلسلتها وهو عن اخلاقية استيلاء مار باوي على ممتلكات كنسية شيد اباء وابناء الكنيسة بعضها في كاليفورنيا عندما كان نيافته ما زال طفلا رضيعا في العراق لم يتجاوز عمره العام الواحد.
وياتي النشر بعد فترة توقف طويلة لاسباب عديدة، احدها وليس اوحدها، الامل بان يفرض عيد الميلاد وروحانيته ذاته على الاسقف مار باوي ويعود عن اصراره وتعنته في التمرد ونشر الشقاق والكراهية بين ابناء الكنيسة.

وختاما اهمس بكلمة في اذن السيد برزانه واقول:
يكفيك ومار باوي "فخرا" و"مسيحانية" انه اول اسقف في تاريخ كنيسة المشرق يسلم بطريركه واخوته اباء الكنيسة الى المحاكم الحكومية للاستجواب.
ويكفيك ومار باوي "فخرا" و"مسيحانية" انه اول اسقف متمرد يضع يده على ممتلكات كنيسة شيدها ابناءها واراملها ويتاماها من نذورهم ومن اقتطاع خبز يومهم وكساء اجسادهم.
ويكفيني طوبى ونعما ما اتلقاه من اساءات لاني ارفض استباحتكم لمقدساتي..
الم يقلها رب الارباب: "طوبى لكم متى اهانكم الناس واضطهدوكم، وقالوا فيكم من اجلي كل سوء كاذبين"


الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 19 شباط 2007 [/size] [/font]

224
أخبار شعبنا / اعلان وبشرى سارة
« في: 10:57 25/01/2007  »
اعلان وبشرى سارة
بادروا للتسجيل والمشاركة للتعريف بشعبنا واسماع صوته
[/b]

للفترة من 6 الى 10 حزيران 2007 سيتقام يوم الكنيسة البروتستانتية الالمانية في مدينة كولون.
وهي مناسبة يحضر فيها بين 120 الف الى 150 الف شخص من مختلف المقاطعات والمدن الالمانية.
كما تشارك في المناسبة مختلف المنظمات المعنية بحقوق الانسان والمنظمات الخيرية والجهات الاعلامية المختلفة للتعريف باهتماماتها وانشطتها من خلال توزيع المناشير المعلوماتية ونصب مناضد المعلومات واجراء المقابلات وغيرها.
باختصار انها فرصة كبيرة لعرض مختلف الامور والقضايا والاهتمامات الى الراي العام الالماني ومؤسساته.

من المنظمات التي ستشارك في هذه المناسبة للتعريف بنفسها ونشاطاتها والقضايا التي تهتم بها هي (منظمة الدفاع عن الشعوب المهددة) وهي اهم منظمة في مجال اختصاصها للتعريف بقضايا الشعوب.
ولهذه المنظمة سجل حافل وطويل ومشرف للتعريف بقضية الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) وما تعرض له من مظالم في الوطن الام، مثلما لها دور كبير في دعم مطالبه وحقوقه.
مثلما لها دور كبير للتعريف بقضية بقية الشعوب والاقليات الدينية في العراق وبقية المناطق، مثل الاخوة الاكراد، الاكراد الايزيدية، الصابئة المندائيين ومختلف الشعوب والاقليات الدينية المهددة.

وفي مجال تهيئة المنظمة واستعداداتها للمشاركة فانها تتوجه عبر هذا الاعلان الى كافة المنظمات والجمعيات والفعاليات والشخصيات (الكلدانية الاشورية السريانية) والمسيحية العراقية وتدعوهم للمشاركة للتعريف بانفسهم وفعالياتهم واهتماماتهم وقضاياهم.
(منظمة الدفاع عن الشعوب المهددة) والتزاما منها بدعمها واهتمامها بمعاناة ومستقبل الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) في العراق والمهجر تقدم هذه الفرصة للجميع وتعلن استعدادها لتقديم مختلف التسهيلات من ترجمة وطباعة وغيرها..
بادروا للتسجيل والمشاركة سواء كجمعيات او منظمات او شخصيات.. فحتى الشخصيات المفردة لها فرصتها للتواجد وتوظيف فرصة هذا النشاط الكبير للتعريف بالقضايا التي تهم شعبنا في الوطن وجاليته في المهجر.

يمكنكم الاتصال للاستفسار والمشاركة مع القس عمانوئيل يوخنا
البريد الالكتروني: youkhana@web.de
رقم الهاتف: 06122-17645

مع التقدير
[/font]

225
سهل نينوى وقصة الاعرابي قارئ المجهول
[/b]

يحكى ان اعرابيا شيخا لاحدى القبائل ادعى النبوة ودراية المجهول.
وذاع صيته خاصة وان ابناء عشيرته صدقوا ادعاءه وروجوا له في العشائر المحيطة ايضا ناهيك عن تناقل الخبر مع ارتحال البدو.
ويحكى انه في احد الايام حضر الى مجلس هذا الشيخ المدعي دراية المجهول اعرابي كان قد سمع عنه وتصادف مروره هناك.
وفي جلسة الضيافة سال الشيخ المدعي النبوة ضيفه عن عدد ابناءه.
فاجاب الضيف: انت الادرى يا شيخنا.
فقال الشيخ: انهم ثلاثة.
رد الضيف: كثرتهم يا شيخنا.
فقال الشيخ: انه واحد.
رد الضيف: قللتهم يا شيخنا.
فقال الشيخ بنبرة الواثق: انهم اثنان.
فصاح الضيف: الله اكبر.. انه نبي ويقرا المجهول بحق وحقيق.. لقد عرف كم ابنا عندي رغم اني في ضيافته والتقيه لاول مرة..

تذكرت هذه الحكاية، والتي هي من اطرف ما قرات من طرائف العرب، وانا اتصفح موقع الحركة الديمقراطية الاشورية على الانترنت واقرا تغطيته الاخبارية للجولة الامريكية للسيد نينوس بثيو، عضو قيادة الحركة، حيث ورد في التقرير الاخباري للندوة السياسية التي عقدها السيد نينوس في موديستو بتاريخ 11 كانون الاول 2006 ما يلي بالنص الحرفي:
(وكان للصوت القادم من الوطن الصدى الكبير على أسماع الحضور حين ألقى السيد نينوس بتيو كلمة شرح فيها الوضع العام في العراق والخاص بأبناء شعبنا الكلدوأشوري السرياني وقضية سهل نينوى وموقف الحركة الواضح من هذة المسألة حيث أكد على أن أي قرار بشأن هذه المنطقة يعود الحكم فيه الى أبناء شعبنا في سهل نينوى. كما تحدث عن نشاطات وعلاقات زوعا داخل الوطن وخارجه وأشاد بدور الحركة الأساسي في بناء عراق ديمقراطي يسوده الأمن والسلام والتآخي ، وكما حث  في حديثه على ضرورة العمل الجاد في أستمرار تحقيق الوحدة القومية والقرار الموحد.) انتهى الاقتباس من الخبر المنشور على الرابط:
http://www.zowaa.org/ns/n161206-1.htm

طبعا التغطية الاخبارية لاي حدث او نشاط سياسي تتضمن زبدة وخلاصة الحدث، وبذلك يكون ما نشره موقع الحركة عن كلمة وشرح السيد نينوس هو خلاصة وجوهر حديثه.. خاصة وانه الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية وبالتالي لا يمكن ادعاء ممارسته انتقائية متعمدة بغاية تشويه حديث السيد نينوس.

مع انتهاء قراءتي للخبر اردت ان اهتف مع ضيف الاعرابي المدعي النبوة واقول: هللويا.. هللويا.. لقد حل السيد نينوس اللغز وقرا المجهول.. انهم ابناء شعبنا في السهل من يقرر بشان منطقتهم.. انه اكتشاف عظيم لم يدركه احد.. انه السر الغائب عن الجميع وكشفه السيد نينوس.. انه فعلا يقرا المجهول بحق وحقيق.. فشكرا لك سيدي نينوس على هذا النبوغ وهذه الاضافة السياسية التي لولاك لما ادركناها..

ولكني وفي اللحظة الاخيرة تراجعت عن ذلك خاصة مع قيام الاحبة من اعضاء وانصار الحركة بالمهمة بدلا عني وبكفاءة اكبر.
حيث كانت هذه المهمة قد انطلقت حتى قبل ندوة مودستو من خلال هؤلاء الاعضاء والمؤازرين وتعضدت وتدعمت باعلان السيد نينوس عن هذا الاكتشاف المذهل. فهؤلاء الاحبة لم يتوقفوا فقط عند القول بما قاله السيد نينوس بل منحوه مديات اكبر ابتداء بتخوينهم لجميع احزاب وفعاليات وشخصيات شعبنا المطالبين بالحكم الذاتي والحاق سهل نينوى بالاقليم لوضع ديموغرافيا شعبنا في اقليم واحد وتحت سقف دستوري وبرلماني وحكومي وقانوني وتربوي واقتصادي واحد.. ومرورا بتجريدهم جميعا من حق ابداء الراي والملاحظة.. الم تقلها الحركة من خلال السيد سامي زيا بان ليس بين بني اشور وبني العراق من له حق الحديث عن سهل نينوى الا من كان زوعاويا (راجع مقال السيد سامي المعنون: باي حق يتحدثون عن سهل نينوى؟).

بعد هذا المدخل اود مخاطبة السيد نينوس بالقول:
يا سيدي، شكرا على ملاحظتك..
ولكن من قال لك ان ابناء الواق واق او الموزمبيق او بورتوريكو سيقررون شان سهل نينوى؟
ومن نزع حق ابناء شعبنا في سهل نينوى عن التعبير برايهم والمشاركة في القرار بشان منطقتهم جنبا الى جنب مع بقية ابناء الوحدات الادارية لسهل نينوى وفي عملية استفتاء بحسب سياقات الانظمة والتشريعات العراقية النافذة؟
الا تدرك سيدي ان نظام صدام واجهزته الاستخبارية قد ولى الى غير رجعة حيث كان النظام يكمم افواه المواطنين وينزع اراداتهم عن التعبير من خلال قمع اجهزته الاستخبارية وشبكة عملاءها، وانت سيد العارفين؟
الا تدري سيدي ان هناك عملية سياسية يؤطرها الدستور والقوانين المستندة عليه؟
وباختصار، الا تدري ان ما قلته هو مسالة اجرائية وهو تحصيل حاصل ولا يحتاج الى ذهن متفتق ليكتشفه، مثلما هو ايضا ليس موقفا سياسيا متميزا، فهو عمل اجرائي يدركه ويلتزمه الجميع.


تصريحك هذا سيدي ذكرني بما هو شائع هنا في المانيا عن قيصر الكرة الالمانية بكنباور وبانه في الكثير من مقابلاته الاعلامية او تحليلاته الرياضية يقول ما لا يحتاج لقول كونه تحصيل حاصل، فمثلا يقول انه اذا لم يفز اي من الفريقين في هذه المباراة فانها ستنتهي بالتعادل.. ما شاء الله..

وتصريحك هذا يذكرني بموقف سابق للحركة اثناء عرض الدستور العراقي للاستفتاء حيث كان موقفكم الرسمي بان القرار هو للشعب.. ما شاء الله.. ومن قال خلاف ذلك؟ اليس الاستفتاء هو لاعطاء الشعب حقه في قول كلمته الواجبة الاحترام.
ان الدستور العراقي في حينها، والمسالة موضوع التداول حاليا (الحكم الذاتي والحاق سهل نينوى بالاقليم) هما مسالتان حيويتان وبالغتا الاهمية بل وهما من القضايا المصيرية.
ومن يدعي او يبتغي ان يكون طليعة لشعبه فان عليه دوما، وتحديدا في القضايا الحيوية والمصيرية مثل هذه، ان يمتلك رؤية واضحة وموقف معلن ودعوة صريحة منه لشعبه لدعم هذه الرؤية والموقف.
اما من يتخلى عن امتلاك الرؤية وتحديد الموقف في هذه القضايا وفي هذه اللحظات والمنعطفات التاريخية المهمة فان عليه ان يتخلى في المقابل من ادعاء امتلاك الطليعية او الطموح لها.
كيف يمكن لاحد ان يدعي قيادة شعبه ولكنه عاجز او متردد في اعلان مواقف صريحة وواضحة من امور الشعب المصيرية.. فان لم يمارس الحزب، او من يدعي القيادة او من يطمح اليها، مسؤوليته تجاه شعبه في هذه المواقف والقضايا فمتى يمارسها؟ في ولائم العشاء الفاخرة وامام المايكروفونات وفلاشات الكاميرات؟

سيدي، ان الموقف السياسي هو ان يعبر عن رؤية سياسية يقوم صاحبها، تنظيما او افراد، بالتبشير بها ودعوة الناس لالتزامها.. وفي موضوع النقاش، فان ما يجدر بتنظيماتنا وشخصياتنا الفاعلة القيام به هو:
1- اعلان موقف سياسي سواء بالرفض او القبول لجوهر الموضوع وهو الحكم الذاتي وارتباط سهل نينوى بالاقليم.
2- ومن ثم دعوة ابناء شعبنا في السهل من خلال القنوات الاعلامية والتنظيمات والفعاليات الجماهيرية (لقاءات، ندوات، وغيرها) لالتزام ذلك الموقف سواء كان رفض او قبول المشروع موضوع البحث.
3- وفي المحطة الاخيرة سياتي الاستفتاء ويقول ابناء الوحدات الادارية للسهل قولهم خلال صناديق الاقتراع وعلى الجميع احترام نتائج ذلك، التي قد تكون قبول بعض الوحدات الادارية في سهل نينوى الانضمام ورفض اخرى..


اظنك يا سيدي تعلم ان سهل نينوى ليس وحدة ادارية واحدة ليكون قراره اما بالانضمام جميعه او بعدم الانضمام جميعه الى الاقليم، بما يعني ان احتمال انقسام السهل الى قسمين هو احتمال وارد جدا.
ام يا ترى اني اتجاوز المحرمات عندما اقوم بصراحة وشفافية وبعيدا عن التضليل المعلوماتي بتعريف ابناء شعبنا بان ما نصطلح عليه في حواراتنا ومواقفنا بتسمية (سهل نينوى) ليس مصطلحا اداريا رسميا في الهيكلية الادارية للعراق وانه ليس وحدة ادارية واحدة بل مجموع وحدات ادارية (ثلاثة اقضية، تلكيف والحمدانية والشيخان، وكل منها عدة نواحي) وان الاستفتاء يتم على اساس الوحدات الادارية وليس على اساس سهل نينوى كوحدة واحدة.

ان من واجب ايا كان ممن يدعي التزامه العمل لمصلحة ومستقبل شعبه ان يعلن رؤيته لهذا المستقبل ويبشر بها ويدعو ابناء شعبه لدعمها وتاييدها.
هل يا ترى انكم قررتم عدم الافصاح عن موقفكم ورؤيتكم (بافتراض وجودها) لحين ان يقوم ابناء شعبنا وبقية ابناء السهل بالتصويت والاستفتاء وعندها، وبعد ظهور النتائج، ستتكرمون عليهم وعلينا باعلان موقفكم الذي لا اشك حينها سيكون متطابقا مع ما قرره ابناء السهل!!!
وهل قررتم وضع رؤيتكم وموقفكم السياسي في الثلاجة، ومنح كوادركم السياسية ومكاتبكم اجازة طويلة بانتظار ما سيقرره ابناء الشعب ليتم بعدها اذابة الثلج وتكثيف المهام واعلان وتبني المواقف!!!

يعتقد الكثيرون ان سبب الاقتصار في اعلان المواقف على الامور الاجرائية التي لا خلاف عليها (فالجميع يتفق ان الشعب ونتيجة استفتاءه هي من تقرر الامور) ليس بسبب عدم الدراية السياسية للحركة او بسبب عدم ادراكها ان الواجب والمسؤولية يفرضان عليها اعلان موقف سياسي بشان جوهر القضية (اكرر القول سواء كان الموقف قبول او رفض الحكم الذاتي وارتباط السهل بالاقليم) وليس الاكتفاء بمجرد الامور الاجرائية (نكرر التي لا خلاف عليها)..
بل يعتقد الكثيرون ان السبب هو ان اعلان هذه المواقف وبالعراقي العامي (ما تصرف).. وبـ (ما تصرف) نعني انها لا تخدم المصالح الحزبية والشخصية لقيادة الحركة، ذلك انه بات معروفا ان الحركة ومصالحها الحزبية والتحالفات التي تتيح لها تحقيق هذه المصالح الحزبية هي من يحرك الحركة في تحديد مواقفها وليس المصالح القومية العليا.
وفي الموضوع مثار البحث شاهد اخر على ذلك حيث تصر الحركة على المضي في طريق تشتيت ديموغرافيا شعبنا الى منطقتين وبفوارق جوهرية بينهما: اقليم كردستان العراق وسهل نينوى المرتبط بالمركز (وربما يرتبط باقليم عربي سني تمثل محافظة نينوى احدى اقوى مكوناته).

امام هذا الاداء نتساءل:
هل نحن امام نسخة واصدار جديد لعمل المؤسسات السياسية يقوم على عكس المعروف من حقيقة مهامها ودورها في توجيه شعوبها؟
ام اننا بصدد ادعاءات نبوة وقراءة المجهول على طريقة الشيخ الاعرابي؟
نورونا، الله ينور حياتكم.

القس عمانوئيل يوخنا[/font]

226

نشر السيد نزار ملاخا مقالا عنونه (الى الابوين الفاضلين القس عمانوئيل والقس شليمون المحترمين) تضمن رده ورايه في مقال الاب الفاضل شليمون ايشو خوشابا المعنون (تعقيب على مقالة الاب البير ابونا: البحث عن القومية).
هذا من حقه، بغض النظر عن الالتقاء او الاخحتلاف معه.
ولكن الغريب ان السيد ملاخا ومن عنوان مقاله وضعني باني كاتب المقال، بل والكاتب الاساسي للمقال حيث اورد اسمي قبل اسم الاب شليمون.
فهو لم ينتبه او يدرك ان المقال موضوع الرد هو للاب الفاضل شليمون ايشو وان دوري هو فقط اني نشرته له بالنيابة عنه وبناء علبى طلبه لوجود مشكلة تقنية له في النشر على الانترنت. وهذا واضح جدا في بداية المقال حيث وضعت بين قوسين الملاحظة التالية بنصها الحرفي:
(ملاحظة: قمت بنشر هذا المقال للاب القس شليمون ايشو بناء على طلبه حيث تعذر له ذلك لخلل تقني. القس عمانوئيل).
اضافة الى وضعي لاسم الكاتب الاب شليمون ايشو بالخط العميق وبحجم كبير.
وهنا ايضا لست بصدد ابداء رايي في مضمون مقال الاب شليمون ايشو.

وجه الغرابة هو كيف ان الاخ نزار اغفل عن هذه الملاحظة الواضحة والتي هي في السطر الاول من المقال.
هل هو اغفال عفوي ام انه اراد هذا الاغفال ليضعني ايضا في دائرة الاستهداف في مقاله؟
اقول هذا لانه من المؤسف حقا ان اجد بين ابناء شعبي من لا يقرأ، او عندما يقرأ فانه يفسر ما يقرأ بخلاف قصد الكاتب وينشر قراءته هو ويشحن الاخرين الى ذات القراءة دون ان يقراوا بانفسهم ما كتبه الكاتب.
وعديدون هم ضحايا هذا "الاجحاف"، فاضافة الي هناك، على سبيل المثال لا الحصر، كاتبنا الجليل تيري بطرس. فعلى سبيل المثال عندما نشر مقالته (اعلان حرب على بليجاني) قام البعض من المشحونين حزبيا وشخصيا بالترويج بين الابناء العاديين لقرية بليجاني (ومعظمهم تربطهم علاقات عائلية مع السيد تيري) ممن لم تتاح لهم قراءة مقاله بانه (اي السيد تيري) يقول كذا وكذا ضد بليجاني!!!
هذه هي احدى مظاهر ازمة حواراتنا "بافتراض جواز تسميته حوارا".
وهي ممارسة تضاف الى رصيد ممارسات التضليل الاعلامي والتجهيل الفكري الذي يمارسه البعض ضد ابناء شعبنا لتاجيج التناحرات وتعميق التخندقات الحزبية منها او التسموية او القومية، والابقاء على حالة التخلف الفكري والجهل المعلوماتي..
يقول الكتاب المقدس، ان الذين يعملون في الظلمة يخافون النور لانه يكشفهم.
اللهم نسالك البصر والبصيرة.

القس عمانوئيل يوخنا

227
تعقيبات على ردود
2- دعوة لمناظرة وملاحظات اخرى

مع مباشرتي للتعقيب على بقية الردود المتعلقة بموضوعي (قراءة اشورية في الدستور الكردستاني) لاحظت ردا من السيد شمعون عبدو وتحت عنوان (قراءة القس امو بيتو.. آشورية ام سمسرة لمشروع  كردي؟) منشور في موقعي (عنكاوة) و(زهريرا).. ولكني لاحظت ان ذات المقال وبذات العنوان منشور في موقعي (صوت العراق) و(كتابات) ولكن باسم السيد سامي زيا!!![/b]
وبغض النظر عن الشخصية الحقيقية للسيد سامي فان الاهم والمعروف عنه انه يعبر فيما يكتبه عن موقف الحركة الديمقراطية الاشورية.. وهذا وجدناه ايضا في هذا المقال.
وهذا لا غبار عليه فهو حق وواجب على الحركة وكوادرها وانصارها ان يتحدثوا ويعلنوا مواقفهم، وعلينا جميعا احترام هذا الحق للحركة وبقية تنظيماتنا وجميع ابناء شعبنا.

ولاهمية ما ورد في مقال السيد سامي زيا من حيث المضمون والمحاور التي شملها من ناحية، ولكونه يعبر بدرجة او باخرى عن وجهة نظر الحركة والتي هي فصيل سياسي مهم من فصائل شعبنا والتي تلتزم (الديمقراطية) نهجا لها وتبنته في اسمها بما يعنيه ذلك من حرصها على اغناء الممارسة والقيم الديمقراطية بين ابناء شعبنا وخاصة في الامور والمسائل الحيوية كالتي وردت في مقالي وفي رد السيد سامي زيا عليه، فاني ارتايت اغناء هذا الحوار عبر الدعوة الى مناظرة حوارية مع السيد سامي زيا في اي من غرف الحوار التي يرغبها وفي التوقيت الذي يناسبه حيث يمكن الاعلان عنها واقامتها بما يجعلها ندوة تخدم الحوار المفتوح والمستمر حول هذه المسالة المهمة من مسائل شعبنا ووجوده ومستقبله.
اني على ثقة ان السيد سامي سيرحب بهذا الاقتراح للتعبير عن موقفه ورؤيته والتبشير بها ومناقشتها مع ابناء شعبنا بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم واهتماماتهم.
كما ان المناظرة ستكون سابقة ايجابية في اشكال الحوار والتفاعل بين ابناء شعبنا.

شخصيا اقترح الاطار ادناه للمناظرة مع امكانية تعديله وتطويره بما يراه السيد سامي مناسبا للمناظرة.
عنوان المناظرة: اتركه للسيد سامي ليقترحه ولا مانع لدي من اي عنوان يراه مناسبا.
موقع المناظرة: في اية غرفة من غرف الحوار على الانترنت، او اذا كان ممكنا في اي من تلفزيونات شعبنا.
تاريخ وتوقيت المناظرة: في اي تاريخ وتوقيت يناسب السيد سامي
فقرات المناظرة:
1- مقدمة مدير المناظرة
2- فترة 3 دقائق للتقديم الشخصي لكل منا
3- فترة 25 دقيقة لكل منا لعرض رؤيته
4- فترة 5 دقائق لكل منا للتعقيب على ما ورد في رؤية الاخر
5- استلام الاسئلة من الحضور وبمجموع 10 او 15 سؤال لكل طرف وبواقع سؤال واحد بالتناوب لكل منا مع تحديد مدة زمنية لكل سؤال وجواب
6- كلمة ختامية لكل منا وبواقع دقيقتين
7- كلمة ختامية لمدير المناظرة
8- تحية من الجميع وللجميع

والى حين استلام راي السيد سامي زيا بشان المناظرة التي هي اولا واخيرا ممارسة ديمقراطية حضارية، ساتناول في هذا المقال تعقيبات على بعض الردود الاخرى (ما عدا ملاحظات وردود السيد سامي زيا).

1- استسلاميون ام مغيرون؟
لاحظت من متابعتي للردود المتعلقة بالموضوع ان هناك اتهاما للمطالبين بالحكم الذاتي بانهم اناس استسلاميون يتظللون بيافطة الواقعية، فهم، براي متهميهم، يرضخون للواقع عوض تغييره، ورضوخهم هذا يجعلهم يطالبون بالحكم الذاتي عوض الاقليم الفدرالي الاشوري.

حسنا.. لكي نحكم على هؤلاء المتهمين (بفتح التاء) بانهم مستسلمين للواقع ولا يريدون تغييره دعونا اولا نرى ما هو واقع شعبنا وحقوقه ومن ثم نحكم عليهم بانهم "استسلاميون" ام "مغيرون". (بفتح الغاء وكسر الياء)

الواقع السياسي التشريعي لشعبنا في العراق، سواء في الاقليم او في المركز، يقول انه ليس هناك تشريعات دستورية تعترف بحقوق سياسية اشورية واضحة.
حق التعليم باللغة الام وحقوق العمل المؤسساتي السياسي والثقافي والاجتماعي وغيرها من الحقوق التي لا غبار عليها والتي نرحب بها جميعا وندعو الى تعزيزها وتطويرها مثلما شاركنا، كل من موقعه، في تجسيدها، هي جميعا حقوق تحصيل حاصل عملية التغيير التي ابتدات في العراق منذ 1991 وتقوم على تشريعها وحمايتها وضمانها حكومة اقليم كردستان في الاقليم، وفي بعض الحالات، الحكومة العراقية في بقية المناطق..
وفيما عداها، لا يوجد تشريعات لحقوق سياسية بخصوصية قومية لشعبنا.
فالتمثيل البرلماني لا يتجاوز حق الترشيح.. والتمثيل الحكومي قائم على مراعاة الكتل البرلمانية تضمين القوميات الصغيرة في تشكيلاتها وليس على اساس الالزام القانوني.
وقد افرزنا لهذه الامور مقالات مطولة في حينها.

فاذا كان هذا واقع قضية شعبنا وحقوقه في التشريعات والمؤسسات الدستورية العراقية، فكيف تكون الدعوة لاقرار الحكم الذاتي، بما تعنيه في مختلف المستويات التشريعية والتنفيذية والادراية والتربوية والثقافية والاقتصادية وغيرها، استسلاما لهذا الواقع وترسيخا له؟
اليس الحكم الذاتي خطوات متقدمة بالمقارنة مع الواقع القائم، فكيف يكون دعاة الحكم الذاتي استسلاميون؟
وهل ان تغيير الواقع القائم هو فقط المطالبة باقليم اشوري فدرالي؟

هذا من حيث مبدا الحكم الذاتي..
اما من حيث التفصيل.. فهل ان اخذ ديموغرافيا شعبنا ووجودها في الاقليم من جهة وفي سهل نينوى من جهة اخرى في عين الاعتبار، وبالتالي المطالبة بضم الديموغرافيتين تحت سلطة دستورية واحدة هي استسلام للواقع ام انه ولاجل ان لا نتهم بـ"الاستسلامية" و"الانبطاحية" وغيرها من مفردات الانظمة العروبية فيجب علينا قبول تقسيم شعبنا بين اقليمين او الدعوة لاقليم اشوري يضم سهل نينوى ومحافظة دهوك بعد فك ارتباطها من اقليم كردستان والحاقها باقليم اشور المرتبط بالمركز العراقي!!

من ناحية اخرى فان واقع حال شعبنا في الدستور هو كونه شعبين اشوري وكلداني.
فهل ان الداعين لتوحيد شعبنا عبر التسمية الشاملة هم استسلاميون لهذا الواقع الانقسامي؟
ام العكس تماما فهم الساعون لتغيير الواقع وتثبيت وحدتنا دستوريا مقابل الساعين لتثبيت الانقسام عبر المطالبين بالتسمية الاشورية المفردة وهم متيقنين ان ذلك غير متاح لهم، او عبر المطالبين بتثبيت الكلدانية منفصلة عن الاشورية.. فالمطالبتين، ورغم التناقض بينهما، تلتقيان في ابقاء الواقع التقسيمي لشعبنا.

ان الرؤية والموقف الوحيد الذي يمكن تصنيفه على انه استسلام وخضوع للواقع هو دعوة البعض الى الادارات المحلية بسلطاتها المحدودة من خدمات بلدية وتعيينات ادارية، فهؤلاء يصح فيهم القول بانهم يكتفون بما هو قائم اليوم في الواقع حيث المجالس البلدية ومجالس المحافظات.

2- الحكم الذاتي والحاق سهل نينوى بالاقليم مؤامرة كردية وتحقيق لاطماع كردية لتوسيع الاقليم..
هذا المضمون بهذه الكلمات او بمرادفاتها تكرر سماعها من مختلف المعترضين سواء كانوا اشخاصا ام تنظيمات سياسية اشورية.
اقول انه ورغم قناعتي بان ما يجمع الشعبين الاشوري والكردي هو اكثر من مجرد مصالح او مواقف سياسية مشتركة، الا انه ولتوضيح الرد على هؤلاء المعترضين اقول:
ليس مطلوبا من الكرد ان يكونوا اكثر اشورية من الاشوريين. وليس مطلوبا من الاشوريين ان يكونوا اكثر كردية من الكرد.
من حقائق العمل السياسي ان السياسة تقوم على التقاء مصالح الاطراف.

وحكمة اي طرف هي في قدرته على تحقيق مصالحه، واذا كان هناك اطراف اخرى تستفيد ايضا فليس من ضرر في ذلك، بل وان الحكمة السياسية تقول الاستفادة من ذلك وتوظيف قدرات الطرف الاخر ايضا في تحقيق الامر والذي هو مصلحة مشتركة.
وحكمة ومسؤولية اي طرف هي ان يحكم على الامور من منظور تحقيق مصالحه وليس من منظور الحاق الاذى بالاخرين..
جميعنا يعلم المثل والحكمة الشهيرة التي تتحدث عن شخص محتاج ولكنه في ذات الوقت كان حاقدا على جاره، وفي يوم من الايام استجاب الرب دعاءه لمساعدته فارسل له ملاكا ليقول له ان الرب سيحقق لك مطلبك ولكن شريطة ان يحقق ذات الطلب مضاعفا لجارك، فهيا تقدم بطلبك.. فما كان منه الا ان طلب من الرب ان يفقئ احدى عينيه، لان ذلك سيؤدي الى افقاء كلتا عيني جاره.
من المعيب ان يكون بيننا "ساسة" و"قوميين" و"تنظيمات" تفكر بهذا المنطق.

صحيح ان الحاق سهل نينوى بالاقليم واقرار الحكم الذاتي لشعبنا هو مصلحة كردية ايضا.. مصلحة في الجغرافيا والسياسة وصورة الاقليم الدولية وغيرها.. ولكنها وقبل كل شيئ مصلحة اشورية سبق لنا التحدث عنها بالتفصيل، وتبتدئ بضمان تواجد ديموغرافيتي شعبنا في اقليم واحد ولا تنتهي عند كون الحكم الذاتي سابقة دستورية لشعبنا يمكن البناء عليها في بقية مواطن تواجد شعبنا، سوريا على سبيل المثال.
في الحقيقة ان هناك اطرافا اخرى تستفيد ايضا من الامر، وفي مقدمتهم الايزيدية لان الحاق سهل نينوى بالاقليم سيوفر لهم ايضا الاتصال والتواصل مع وجودهم الديموغرافي الموجود في حدود الاقليم الحالية.
فما الضرر في ذلك.. هل رايتم قضية سياسية في اية بقعة من العالم تحققت وكان المستفيد منها طرف واحد فقط. فكيف اذن في مسالة كهذه حيث تتداخل الديموغرافيا والعيش المشترك بكل تفاصيله بين شعبنا وجيرانه.

الملاحظ ان احد ابرز الاطراف المشاركة في هذا الخطاب التخويني هو الطرف الاشوري الاول والوحيد الذي كان عضوا في الجبهة الكردستانية ومشاركا في العملية السياسية في الاقليم ومن بينها اعتماد فدرالية الاقليم، وهو ما يزال الى اليوم شريكا في البرلمان الكردستاني عبر تحالف سياسي في قائمة التحالف الكردستاني.
فلماذا هذا النفاق السياسي وهذا الخطاب المزدوج؟ ففي الوطن هناك المشاركة واقتناء الامتيازات السياسية والمادية.. وفي المهجر، او الموجه الى المهجر، هناك تاجيج العداء والاحقاد القومية والاساءات الى القيادات السياسية الكردية والاشورية المشاركة في العملية السياسية.
اني اتوجه بالدعوة القلبية الصادقة الى تنقية الاداء والخطاب السياسي لبعض الاشوريين من ما يتضمنه من شوائب مسيئة الى شعبنا وتنظيماته السياسية التي تعمل ضمن العملية السياسية وعلى مبدا المصلحة المشتركة للشعبين الاشوري والكردي والتي هي تعبير عن الديموغرافيا المشتركة والعيش والمصير المشترك.
مثلما ادعوهم الى تنقية خطابهم واداءهم من الاساءات الى الشعوب التي نتعايش معها وان يتوقفوا عن تاجيج الاحقاد القومية التي لا تخدم حياة ومستقبل شعبنا.

3- لماذا نطلب حقوقنا من الاكراد وليس من العراق!!
وهي من المحاججات الرائجة في الاعتراض على مطلب تضمين دستور الاقليم الاقرار بالحكم الذاتي لشعبنا.
لنناقشها بمستويين، اولهما شكلها ومن ثم جوهرها.
ففي شكل تسويق الحجة هناك نية سيئة واضحة لتوجيه متلقيها وجهة محددة يريدها مقدميها حيث يتعمد هؤلاء في تقديم مقاربة خاطئة بين شقي الحجة.
ففي شقها الاول يستخدمون تسمية (من الاكراد) وفي الشق الثاني (من العراق).. وهذا خطأ متعمد كبير.
فاما ان نقول: (لماذا نطلب حقوقنا من الاكراد؟ لماذا لا نطلبها من العرب؟)
او ان نقول: (لماذا نطلب حقوقنا من اربيل؟ لماذا لا نطلبها من بغداد؟)
او ان نقول: (لماذا نطلب حقوقنا من الاقليم؟ لماذا لا نطلبها من العراق؟)
اما التعمد باستخدام (الاكراد) في الشق الاول، و(العراق) في الشق الثاني فهو تعمد لا يخلو من النوايا غير السليمة في التاثير على المستمع ونقله الى خندق محدد.

اما من حيث جوهر الحجة، فنقول انه من المؤسف ان مستخدميها في الوقت الذي لا نشك بمحبتهم وشعورهم القومي فانهم ومن حيث لا يدرون يسيئون الى شعبهم عندما يعتبرونه من الدرجة الثانية.
فالقول باننا (نطلب من الاكراد) يحمل معنى اننا شعب نعترف ونقبل بكوننا من الدرجة الثانية.
ايها الاخوة،
نحن شعب ينتمي الى هذا الوطن والى هذا الاقليم ولسنا ضيوفا او جالية او لاجئين فيه.
ونحن شركاء في تاريخه وحاضره مثلما نحن شركاء في صنع مستقبله.
ان دستور الاقليم هو دستورنا ايضا.. وان برلمان الاقليم هو برلماننا ايضا.. وان المستقبل الذي يرسم الدستور صورته هو مستقبلنا ايضا.. وان من سيصوت على الدستور هو شعبنا ايضا في بروالاري بالا وزاخو والسليفاني وسميل وصبنا ونهلة وعنكاوة وشقلاوة وديانا وغيرها..
ان العملية ليست تعديل فقرات في عقد تجاري بين طرفين منفصلين متمايزين.
ان ما نقوم به هو تطوير وثيقة الدستور على مبدا اننا شركاء في الاقليم وان الدستور هو الوثيقة المرجعية لجميع ابناء الاقليم وبينهم شعبنا.

الحقيقة ان على شعبنا ومؤسساته وشخصياته ابداء مواقفها وملاحظاتها على كافة الوثائق، وبخاصة الدستورية والاساسية منها، في كل الدول والاوطان التي يعيش فيها، وليس فقط العراق. يجب ان يكون لشعبنا ومؤسساته وشخصياته في سوريا ما تقوله بشان الدستور والتشريعات السورية .. وكذا الامر ايران وتركيا وغيرها.

4- الان ليس وقت المطالبة
تكاد تكون هذه الذريعة الاكثر اثارة للشفقة. وما يزيد شر بليتها انها جاءت من تنظيمين سياسيين وعلى منبر اعلامي عابر للحدود، حيث تقدم بهذه الذريعة كل من السيدين ممثل الحركة الديمقراطية الاشورية والاتحاد الديمقراطي الكلداني في الندوة السياسية المفتوحة على شاشة سورويو تي في مساء السبت 25 تشرين الثاني 2006 حين قالاها بصريح العبارة ان الاوان الان ليس اوان المطالبة بمطالب سياسية، فاوضاع العراق وحاجات شعبنا الانسانية لا تسمح لنا بهذه المطالبة.
هل نسي المتحدثان ام تناسيا انه وبغض النظر عن الاوضاع الماساوية الامنية والاقتصادية والانسانية للشعب العراقي، وشعبنا الاشوري بوجه خاص، والتي يامل الجميع ويدعو الى وضع نهاية عاجلة لها، فانه وبالرغم من ذلك، بل وبسبب ذلك، هناك عملية سياسية مستمرة في العراق، واحدى محطاتها، وهي المحطة الاهم، هي الوثيقة الدستورية للعراق الفدرالي ولاقاليمه الموجودة (اقليم كردستان) او التي يمكن انشاءها بحسب الدستور.
فاذا كان الان، وعملية كتابة واقرار الدستور جارية على قدم وساق، ليس اوان المطالبة باقرار وتثبيت حقوقنا دستوريا فمتى يكون الاوان اذن؟
هل المطلوب منا ان ننتظر كتابة واقرار الدستور ومن ثم ننتظر زوال الاوضاع الماساوية لنعود حينها بالمطالبة باجراء تعديلات دستورية تضمن لنا حقوقنا؟
لماذا الان هو اوان الجميع للمطالبة بحقوقهم وضمانها دستوريا الا الشعب الاشوري فليس اوانه؟
اي منطق هذا.. ما اتمناه هو ان يبادر الاتحاد الديمقراطي الكلداني والحركة الديمقراطية الاشورية الى توضيح ان ممثليهما عبرا عن رايهما الشخصيين وليس عن موقف ورؤية تنظيميهما.

5- مرة اخرى.. التسمية الدستورية..
رغم الكم الهائل من المقالات والمواقف والتوضيحات المكتوبة والمنشورة، ورغم العديد من الجلسات الحوارية من قبل الكثيرين حول موضوعة التسمية وباهمية التعامل معها بما يضمن وحدة شعبنا تحت مظلة الدستور وامام التشريعات، فان كل ذلك لم يجدي نفعا مع مجموعتين ما زالتا تصران على موقفهما..
المجموعة الاولى وتضم المصرين على التسمية الاشورية تسمية مفردة تهون من اجلها كل النتائج والتبعات.. والمجموعة الثانية وتضم المصرين على عزل التسمية الكلدانية عن الاشورية وبما يجعلنا شعبين مختلفين كما هم العرب والكرد والتركمان!!!
في هذا المقال ساقوم وبروح المحبة بمحاولة اخرى لاقناع كلتا المجموعتين بان هناك موقف ورؤية حكيمة اخرى هي في ضمان الوحدة الدستورية لشعبنا من خلال التسمية الشاملة..
في هذه المحاولة ساحاول تبسيط الامر من خلال امثلة افتراضية (وهي محتملة الحدوث). فاقول:
الملاحظ ان التسمية الدستورية والتعامل معها والموقف منها باتت تتاثر وتخضع لمواقف سياسية من مجريات الاحداث الراهنة في الساحة العراقية، حيث نرى تصويرا للمسالة على انها ليست موروثة بل هي جديدة ومختلقة من قبل هذه الجهة او تلك التي "اشترت ذمم" فلان وعلان، وان اخطاء التنظيم الاشوري الفلاني ساعد في خلقها وتعميقها، وما الى ذلك من حجج واتهامات واغطية ربما تكون حقيقية في تصعيد المشكلة ولكنها ليست في اي حال من الاحوال سببا لها.. فتعددية التسمية هي موروثة وتسبق مجمل الفعل السياسي والقومي الاشوري.
ولذلك فاني ساقدم سيناريو هذه الامثلة على اساس افتراض حصولها (وهو احتمال وارد) في اوطان ودول يعيش فيها شعبنا غير العراق، خاصة وان مسالة التسمية ليست شانا وطنيا يخص شعبنا في وطن او دولة دون اخرى.

السيناريو الاول:
تقوم الجهات المختصة في الحكومة الامريكية الاتحادية، او في ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال، واعترافا منها بالتعددية الثقافية والقومية لمواطنيها ومن اجل حفظ هذه التعددية التي هي مصدر غنى لكل الامريكيين باعلان قرارات وبرامج حكومية تشمل:
1- تشكيل مجلس لممثلي القوميات والخصوصيات الثقافية لمواطنيها وله صلاحيات تشريعية في مجال التربية والثقافة والاعلام.
2- تعليم اللغات الام لمواطنيها في المدارس الحكومية وتخصيص ميزانية خاصة لحفظ وتطوير هذه اللغات.
3- تخصيص ميزانية حكومية لدعم المؤسسات والانشطة الثقافية والاجتماعية لابناء هذه القوميات.
(نكتفي بهذا القدر!!)
وحيث هناك حد ادنى لاعداد ابناء القوميات او المتحدثين باية لغة لضمان شمولهم بهذه البرامج، وحيث ان الموعد النهائي هو خلال شهرين من الان!!! لذا فان الحكومة الامريكية تدعو ابناء هذه القوميات الى مراجعة الدوائر المختصة لتثبيت انتماءهم القومي ولغتهم الام ليتسنى للحكومة معرفة القوميات واللغات المشمولة بهذه الامتيازات!!
انتهى الاعلان..
ستتجاوب مؤسساتنا وكنائسنا مع هذا الاعلان وما سيعود عليه بفوائد لشعبنا تتجاوز حدود اميركا، فهو يوفر دعما لحماية اللغة وتطويرها وما الى ذلك.
وضمن هذا التجاوب سيدعو (الاشوريون) باحزابهم وكنائسهم ومؤسساتهم وشخصياتهم وفنانيهم في الجهات الاربع جميع ابناء شعبهم في اميركا الى التجاوب وتسجيل هويتهم القومية على انهم: اشوريون، ولغتهم على انها: اشورية.. والاشوريون لن يبخلوا جهدا في دعوة الكلدان والسريان على تسجيل انتماءهم كاشوريين ولغتهم الاشورية.. وذلك على قاعدة (الارض بتتكلم اشوري)، والارض طبعا هنا هي بلاد اشور وليست بلاد العم سام التي نحن ضيوف وقتيين فيها ومضى علينا فيها قرن واحد وسنبقى قرن اخر او قرنين (لا اكثر) ولن يسقط فيها حق عودتنا خاصة وان احفادنا سيكونوا اكثر عشقا والتصاقا ببلاد اشور، ثم ان القرن هو مجرد 100 عام وهي لا شيئ لشعب عمره 7000 عام.. كما اننا في فترة ضيافتنا في بلاد العم سام حققنا انجازات قومية كبرى.. الم نسمي قطعة من شارع ديفون في شيكاغو باسم الملك سركون؟ اليس هذا انجازا تاريخيا في قرن من الزمان.

وفي خط مواز لذلك سيدعو (الكلدان) و(السريان) باحزابهم وكنائسهم ومؤسساتهم وشخصياتهم وفنانيهم جميع ابناء شعبهم للتجاوب وتسجيل هويتهم القومية على انهم: كلدان او سريان، ولغتهم على انها: كلدانية او سريانية، وذلك على قاعدة (مرحبا يا معارك المصير)، والمعركة المصيرية هنا ليست لمواجهة اثار التعريب وانكار الوجود التي مورست في العراق وما زالت في سوريا العروبة حيث تنادي صيدنايا بعروبتنا، بل هي معركة ضد "الشوفينيين" الاشوريين الذين يبشرون بـ"هرطقة" ان الاشوريين والكلدان والسريان هم شعب واحد، مثلما هي معركة ضد "الخونة" من الكلدان ممن صدقوا هذه الهرطقة.
تنتهي المدة المحددة للاعلان وتاتي النتائج!!!
كذا الف للاشوريين واللغة الاشورية. وكذا الف للكلدان واللغة الكلدانية.. وكذا الف اخر للسريان والسريانية.. وربما الاراميين والارامية.
الا ان كلا من هذه الارقام هو اقل من الحد الادنى المطلوب توافره للتمتع بهذه الحقوق والامتيازات..
ماذا عسانا نفعل؟
هل سيقيم الاشوريون مادب الفرح والاحتفال لانهم حفظوا التسمية الاشورية من "تشويه" الكلدان والسريان "المذهبيين"؟ وهل سيقيم الكلدان والسريان الاحتفالات لانهم اثبتوا ذاتهم في وجه "الشوفينيين" الاشوريين؟
ماذا سيقول الاباء لابناءهم وقد هدروا فرصتهم في الحفاظ على الذات.
بل والاهم ماذا سيقول الابناء لاباءهم الان وبعد حين، الن يندبوا حظهم العاثر لانهم ولدوا لهكذا اباء؟
على اية حال حيث ان اميركا بلد ديمقراطي، فلنفترض ان حكومتها اتاحت فرصة اخرى للنقاش.
هل سنلتزم العقل والحكمة ويبادر حكماءنا من اشوريين وكلدان وسريان بتوضيح مشترك للحكومة ان التسميات الثلاثة هي لشعب واحد.. وان لغة الام لجميعهم هي لغة واحدة.. وعليه فمجموعهم يؤهلهم لهذه الامتيازات.

السيناريو الثاني:
مع تفاعلات المشهد اللبناني، ومع الدعوات المختلفة لمراجعة الهيكل السياسي للدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، دعونا نفترض انه تم الاتفاق على المحاصصة القومية للقوميات اللبنانية بديلا او توازيا مع المحاصصة الطائفية او المذهبية القائمة.
ولاجل ذلك يتم اجراء احصاء سكاني في لبنان بابناء القوميات المختلفة ليتم الاعتراف الدستوري بها، وتشكيل مجلس تشريعي للقوميات اللبنانية وما يترتب على ذلك من امور مختلفة.
بالتاكيد سيتم تحديد حجم معين او نسبة معينة لابناء هذه القوميات يشترط بلوغها لضمان تضمينها في الدستور اللبناني وتمثيلها في مجلس القوميات وما الى ذلك من نتائج.
هنا ايضا سيتهافت الجميع، الاشوريون والكلدان والسريان، وكل على حدة لاثبات وجوده ودعوة ابناءه الى تثبيت هويتهم القومية.
وفي النهاية سيفشل كل منهم على حدة من تحقيق النسبة المطلوبة.
هل سيقتنع الجميع باداءهم و"نجاحهم" ام تراهم يتوافقون على مخرج دستوري للتسمية بما يضمن كونهم شعب واحد يتم الاعتراف الدستوري به ويتم اقرار حقوقه.
هل الحكمة هي في هدر الفرصة ام استغلالها لتثبيت وحدتنا القومية.

اترك الاجابة لحكماءنا ممن يشعرون بالمسؤولية تجاه اجيال أمة تصارع من اجل البقاء.
اترك الاجابة لمن يعطي للحياة قيمتها واستحقاقاتها بعيدا عن الشعاراتية ومحاضرات التاريخ التي يمكن له الاستمرار بها بعد ان يضمن وحدة من يحاضر فيهم ولهم.. فما جدوى محاضرات التاريخ اذا كان المعنيين بها قد ارغمتهم على ان يكونوا شعبا اخر غير شعبك!!! ام ترانا نحاضر لانفسنا فقط بعد ان اثبت الكثير منا انه لا يجيد الحوار الا مع رايه وذاته وليس مع الراي الاخر.

هذان السيناريوان ورغم كونهما افتراضيان الا انهما يبتغيان وضع مسالة وحدة التسمية الدستورية لشعبنا في اطار يتيح للقارئ ان يحكم على الامور ببصيرة وحكمة بعيدا عن تراكمات الاحتقان التسموي والتحزبي للمشهد السياسي لشعبنا وقضيته في العراق حيث ردود الافعال والتشنجات والمواقف المسبقة تحدد الرؤية.

والى اللقاء

القس عمانوئيل يوخنا[/font]

228
تعقيب على مقالة الأب ألبير أبونا: البحث عن القومية
القس شليمون ايشو خوشابا
سرسنك[/size] [/b]

(ملاحظة: قمت بنشر هذا المقال للاب القس شليمون ايشو بناء على طلبه حيث تعذر له ذلك لخلل تقني. القس عمانوئيل)

حقيقة لقد دُهشت من بعض العبارات والأفكار التي ضمّتها مقالة الأب الفاضل ألبير أبونا تحت عنوان (البحث عن القومية) والمنشورة في موقع عنكاوة، ذلك أنّ الكل يعرف سعة اطّلاع الأب البير أبونا وخاصة في دائرة ثقافة الأمة السريانية وتاريخها.
يقول الأب البير في مقالته المشار اليها:
(عُقدت مؤتمرات حول تسمية المسيحيين أو بالأحرى حول الإتفاق على قومية مشتركة تضمّ جميع فئات المسيحيين، ما عدا الذين ينتمون إلى الأصل العربي).
هل من المنطق العلمي والسياسي أن يُحاول أحد من المهتمين والعارفين بالشأن القومي البحث عن تسمية جديدة للمسيحيين؟!!! ماذا نُسمّيهم ... إنّهم مسيحيون ليس إلاّ وبكل بساطة... إلاّ من أنكر مسيحه ودخل حظيرة أخرى غير حظيرة يسوع المسيح، عند ذاك سيتسمّى بتسمية حظيرته الجديدة وقد حصل ذلك كثيراً ويحصل. ثم هل من المنطق أن يحاول أحد من العارفين والمشتغلين بالشأن السياسي أن يبحث عن قومية للمسيحيين؟!!
الكل يعرف أنّ المسيحيين في العالم أُمم وشعوب ودول وقارات مختلفة وكذلك المسلمون... إنّهم يختلفون إلى شعوب ولغات وأوطان، ومن المحال العلمي والواقعي والمنطقي جمعهم في قومية واحدة.. أقول هذا وفق التحديدات العلمية التي يحددها أهل الشأن بالنسبة لمفهوم القومية والأمة والدين والمذهب.... فأهل الشأن من المشتغلين بالعلوم السياسية والإجتماعية يقولون لنا إنّ هناك فروقاً بين القومية والدين والمذهب الديني أو الكنيسة.. خُذ مثلاُ العرب، إنّهم أمّة ذات شعوب وأديان ومذاهب وشيع وكنائس ودول سياسية ويتميزون عن الأمم الأخرى بلغتهم العربية الفصحى أو الأدبية المشتركة وتراثها .. المسيحيون فيهم يحملون نفس الخصائص القومية التي يحملها المسلمون منهم.. فلنقرّ إذن أنّ الدين شئ والقومية شئ آخر، وهناك فرق بين الكنيسة أوالمذهب وبين القومية.  وقد تتواجد في القومية الواحدة أديان متعددة ومذاهب وكنائس مختلفة كما ضربنا مثلاُ بالعرب.. وأنا هنا بلا شكّ أخاطب المثقفين وأهل العلم ولا أخاطب الغوغاء الجهلة والذين يشبهون الببغاوات يردّدون الأقوال دون فحص وتمحيص.. ويخلطون بين الكنيسة والقومية عندنا، ويوجد عندنا من يقول إنّ تسمية (سورايا أو سوريايا) تعني المسيحي لا أكثر...أنا لا أخاطب هؤلاء فليس لي وقت لهم..
إنّ للقومية (أية قومية) خصائص أو عناصر يتفق عليها أهل العلم ليميزوا بين قومية وأخرى وليصنّفوا الجهلاء إلى قومياتهم الحقيقية إذا اختلط الأمر عليهم كما هو الحال لدى الكثير من أبناء شعبنا.. فاللغة القومية المشتركة وتراثها هما من أكثر العناصر القومية قوة وتماسكاً، ومن ثمّ يأتي التاريخ المشترك والأرض المشتركة ولدى الطبقة المثقفة والقومية الواعية تأتي الآمال والأهداف المشتركة أيضاً لتقوّي من الروابط القومية أكثر، وهذا متأتٍ عن الشعور بالإنتماء القومي... وقد استبعدوا الدين والمذهب والكنيسة والدّم.. فليس من شعب متحضّر خاصية نقاوة الدم حتماً.. والدين مشاع لكل الأمم والشعوب وكذلك المذهب والكنيسة مثلها مثل الأفكار والعقائد الفلسفية...
إشكالية التسمية:
حقيقة لست على إطّلاع كافٍ فيما يخصّ إشكالية التسمية القومية لدى الأمم والشعوب الأخرى، ولو إنّ لكل شعب أو أمة واقع تاريخي ومعاش والذي يختلف بدرجة أو بأخرى عن واقع الأمم والشعوب الأخرى.. ولكن يمكن القياس بدرجة ما على بعضها أو الإستفادة من تجاربها في حلّ الإشكالات.. وتحضرني هنا تسمية (جيكوسلوفاكيا) والتي هي من لفظتي (الجيك) و (السلوفاك)...
لنأت الآن إلى مشكلتنا أو إشكاليتنا القومية العَصيّة على السياسيين والمشتغلين بالشأن القومي، ألا وهي إشكالية التسمية القومية الواحدة....
بداية أراني مضطراً إلى استعمال مصطلح (العائلة السريانية) لنعني بها كل الناطقين بهذه اللغة العريقة أو الناطقين بالآرامية بلهجاتها المختلفة والسريانية لغتهم القومية الأدبية المشتركة...
هذه المجموعة البشرية أو هذه العائلة التي تشترك في اللغة كما قلنا وفي الأصول العرقية والأرض والتاريخ، على أقلّه بفجره الجميل كما سمّاه المرحوم الأب يوسف حبّي، وللذين لديهم الوعي القومي منهم نضيف الأمال والأهداف القومية المشتركة كما قلنا... وهذه العناصر المشتركة التي ذكرناها توّاً هي العناصر التي بمجموعها تميّز هذه المجموعة البشرية عن غيرها كالعرب والكورد والترك والفرس والأرمن وتربطهم كعائلة واحدة، ولا يُعتدّ بالحالة الشاذّة التي هم عليها الآن بانتشارهم في بقاع المعمورة نتيجة الظروف السياسية وسياسات التمييز والصهر القومي التي مارسته الحكومات الشوفينية المتعاقبة...
إذن العناصر أو الخصوصيات القومية التي تميّز عائلتنا السريانية عن غيرها هي:
1-   لغتنا القومية الأدبية المشتركة السريانية الآرامية والتي تمتلك إرثاً يمتدّ لألفي سنة هي مفخرة لنا جميعاً وسنحافظ عليها ونصونها ما بقينا..
2-   الأرض المشتركة: بلاد النهرين عرين الأسود والجبابرة والعظام من أكديين وآراميين ولا زلنا عليها نعيش..
3-   الأرضية التاريخية المشتركة، ضاربين عرض الحائط تلك الفروقات الكنسية والتي كانت نتيجة الجدالات اللاهوتية العقيمة التي ابتلي بها كل المسيحيين ومنهم قطيع كنيسة المشرق السريانية كنيسة بين النهرين العريقة، حيث اجتهد الجرّاحون اللاهوتيون في البحث بآلاتهم القاصرة دائماً في جسد الرب عن لاهوته وكنهه وأبقوه مصلوباً ينزف دماً ولا يزال....!!!
4-    وآمالنا وأهدافنا القومية المشتركة المتمثلة في صيانة الجسد القومي وبكل خصائصه القومية والعمل من أجل حياة إنسانية كريمة له في أوطانه التاريخية..
قد نشترك، إلى حدٍّ ما في بعض العناصر مع قوميات أخرى في الوطن، لكن اللغة وإرثها المكتوب يبقيان الخاصية أو العنصر الأهم الذي نتميّز به قومياً... إذن أنّ أبناء السريانية يُشكّلون قومية ذات خصائص واضحة لا لبس ولا شكّ فيها. فمن هم هؤلاء؟.... ماذا كانوا يُسمّون أنفسهم وخاصة في (فجرهم الجميل).....
لو فتّشنا كتب الأولين من الآباء فبلا شك سنلاحظ ضمناً أو صراحة الإجابة التالية:
إنّهم أحفاد بابل وكلدو وآشور وآرام بلا منازع....
[/b]
لقد ضمّت بلاد الرافدين شعوباً كثيرة على مرّ العصور، وقد لعبت بعض هذه الشعوب دوراً متميّزاً في تشكيل تاريخ وحضارة بلاد بين النهرين كالسومريين والبابليين والآشوريين والآراميين.. كلّ كانت له بصمته على خريطة هذه البقعة المباركة الطيبة.. وأعمق صبغة كانت الصبغة الآشورية بإمبراطوريتها المترامية الأطراف والممتدّة على مساحة زمنية تقارب الأربعة قرون...
ما يهمنّا هنا هي حال الفترة قُبيل المسيحية.. كانت بلاد النهرين الشرقية ولاية تابعة لفارس (آسورستان أو سورستان) كما كان الفرس يسمّونها، وعنهم أخذ اليونان تسمية (سيروس Syrus ) والتي منها جاءت لفظة السريان ܣܘܪ̈ܝܝܐ  . كانت شعوب البلاد من الآشوريين والكلدان والآراميين تلهج بالآرامية، والحقيقة أنّ الآرامية في هذه الفترة كانت شبه لغة دولية لمنطقة الشرق الأوسط، من بابل إلى نينوى فحرّان وأورهاي والمدن الآرامية في سوريا وإلى فلسطين ولبنان، تلك كانت خريطة اللغة الآرامية، وقد امتدّت لأكثر من ذلك.. 
نعم بسقوط نينوى وبابل انتهى الحكم السياسي الوطني في العراق وأصبحت ولاية فارسية، وقد تقاسمت المملكتين الفارسية والرومانية بلاد الرافدين وأصبحت ساحة صراع بينهما.. لكن أبناء الرافدين من الآشوريين والكلدان والآراميين أسسوا مملكة أخرى وتوحّدوا في تسمية واحدة تعمذوا بها بعد اعتناقهم المسيحية..
لقد بشّر الرسل الرّها وأسسوا فيها كنيسة ومنها انطلقوا إلى بابل وكانت كنيسة كوخي، لقد تأسست كنيسة المشرق من شعوب النهرين .. من الآشوريين والكلدان والآراميين ومن عناصر أخرى كالعرب والفرس والترك والفرس، غير إنّ الغالبية كانت من الآشوريين والكلدان والآراميين حتماً، ومن كلّ تلك الأعراق الناطقة بالآرامية تكوّنت أمّة جديدة تحت خيمة كنيسة المشرق وبلغتها السريانية الآرامية.. لقد تعمذّوا بالإسم السرياني جميعاً ܣܘܼܪ̈ܝܐ أو ܣܘܪ̈ܝܝܐ وهي التسمية التي تقبّلها كل من دخل المسيحية تحت كنف كنيسة المشرق السريانية.. لم تكن التسمية الجديدة غريبةً على أذهانهم حيث إنّها كانت  مستعملة في سورية بين الناطقين بالآرامية قُبيل المسيحية، لكنّها أصبحت عامة لكل مؤمني كنيسة المشرق السريانية...والتسمية وفق ما عرضه أرنست هرتزفلد تحريف فارسي يوناني للفظة (آثور أو آشور)، ونحن شخصياً نذهب هذا المذهب..
إذن فقد تكونت أمة جديدة بفعل الحركة المسيحية الكبرى في المنطقة.. أمّة اتخذت من لهجة الرها الآرامية(السريانية) لغة رسمية مشتركة لكنيستها الناشئة (كنيسة المشرق السريانية) وهكذا ذابت كلّ تلك الأعراق الناطقة بالآرامية والتي اعتنقت المسيحية في بوتقة كنيسة المشرق وتعمّذت بالإسم السرياني.. إنها حقيقة تاريخية لا مناص من قبولها.. وتصرخ بها كل المصادر السريانية ..
هل من أحد ينكر أنّ افرام (نبيّ السريان) سرياني، وكذلك نرساي ويعقوب أفراهاط والعشرات غيرهم من جيلهم أو من بعدهم.. أفرام ملفان الكنيسة الجامعة.. سرياني... شاء البعض أم أبى.. وكذلك نرساي..
لا ينكر أنّ الكثير من الملافنة السريان قد استخدموا تسميات أخرى وخاصة التسمية الآرامية وكأنها مرادفة للسريانية.. كما إنّ البعض ذكر تسمية الآثوريين والكلدان.. وهذا يعني أنهم يعرفون جيداً أنهم أحفاد أؤلائك الشعوب العريقة..
إذاً فالسريان ܣܘܼܪ̈ܝܐ أو ܣܘܪ̈ܝܝܐ هم أحفاد بابل وآشور وآرام..
لا أحد من الشعوب المجاورة كالعرب والكورد والفرس والترك يدّعي بأنهم أحفاد الآشوريين أو الكلدان أو الآراميين.. سوى السريان بالذات.. ومراجعهم المعتمدة تذكر ذلك...
لاحظوا هذا الإستعمال للفظة السرياني لدى نرساي، وهو يتحدث عن حادثة بلبلة الألسن في برج بابل التوراتية.. كيف يستخدم التسمية (السرياني ܣܘܼܪܝܐ) السرياني... لنقرأ:
ܩ̣ܥܵܐ ܣܘܼܪܝܵܝܵܐ ܠܘܵܬܼ ܝܲܘܢܵܝܵܐ ܕܢܸܥܢܹܝܘܗܝ ܡܸܠܬܼܵܐ:
هتف السرياني إلى اليوناني ليُجيبه بكلمة:
ܘܠܵܐ ܦܲܢܝܼ ܠܹܗ ܡܸܠܲܬܼ ܦܘܼܡܵܐ ܠܦܘܼܡܵܐ ܚܲܒܼܪܹܗ܀
ولم يُجِبْه بكلمة فمٍ للفم صاحبه:
ܠ̣ܥܸܙ ܪܗ̄ܘܿܡܵܝܵܐ ܥܲܡ ܡܸܨܪܵܝܵܐ ܒܠܸܫܵܢ ܒܸܣܪܵܐ:
تكلم الروماني مع المصري بلسان من لحم:
ܘܠܵܐ ܣ̣ܦܲܩ ܒܸܣܪܵܐ ܠܡܸܦܪܲܫ ܠܸܥܙܵܐ ܕܒܸܣܪܵܐ ܟܢܵܬܹܗ܀
ولم يستطع اللحم أن يُمَيّز لهجة اللحم رفيقه.
ܪܡܲܙ̣ ܡܵܕܵܝܵܐ ܠܐܵܠܵܢܵܝܵܐ ܕܲܩܪܘܿܒܼ ܨܹܐܕܲܝ:
أشار الماديّ للآلاني أنِ اقتربْ عندي:
ܘܲܫ̣ܬܸܩ ܘܐܲܗ̣ܡܝܼ ܐܲܝܟܼ ܠܵܐ ܫܵܡܲܥ̇ ܕܠܵܐ ܫܵܡܲܥ̇ ܗ̄ܘ̣ܵܐ܀
وسكت وتغافل كمن لا يسمع حيث لم يكن يسمع.
ܩ̣ܪܸܒܼ ܗܸܢܕܘܵܝܵܐ ܠܘܵܬܼ ܗܹܘܢܵܝܵܐ ܕܢܸܣܬܲܘܲܕܼ ܠܹܗ:
اقترب الهندي إلى الهونيّ ليحاوره:
ܘܲܗܘܲܝ̈ ܡܸܠܵܘ̈ܗܝ ܝܲܬܝܼܪ̈ܵܬܼܵܐ ܘܠܵܐ ܐܸܬܼܩܲܒܲܠ܀
وكانت كلماته من النوافل ولم تُقبَل.
الملاحظ في هذا الميمر إنّ نرساي يورد أسماء شعوب كثيرة منها الداني ومنها القاصي، ولا يذكر التسميات (آشوري، كلداني، بابلي، آرامي) بالرغم من أنهم أبناء الأرض، لكنه يذكر فقط تسمية (السرياني)..[/color]
فماذا نستشفّ من ذلك..؟ بكل بساطة نقول إنّ نرساي عندما استخدم تسمية (السرياني) كانت التسميات (الآشوري والكلداني والآرامي) حاضرة في ذهنه في تسمية (السرياني)، بعبارة أخرى كانت تسمية السرياني عنده تعادل أو هي البديل الموضوعي للتسميات الآشورية والكلدانية والآرامية.. فبذكره لتسمية السرياني لم يكن بحاجة قطّ إلى ذكر تسمية الآشوري أو الكلداني أو الآرامي لأن الأولى كانت تعنيهم جميعاً في ذهنه... وإلاّ لماذا يحجم مثقّف سرياني كبير مثل نرساي عن ذكر تلك الأسماء بينما يذكر أسماء شعوب وأمم أجنبية ...
وعن مصير شعوب النهرين كالآشوريين والكلدانيين والبابليين.. فإن الأب الفاضل البير أبونا قد أذابهم في الشعوب المجاورة، ولا أعرف هل صدرت فتوى صريحة من الشعوب المجاورة بهذه العملية أو حتى من الشعوب (المذابة) نفسها. ما هو دليل الإذابة هذه.. لو كان الأب الفاضل قد قال بأن الآشوريين والكلدان والآراميين قد ذابوا في الأمة الجديدة (السريانية) وكانوا العناصر الأساسية والغالبة لها، لكنّا قد أيّدناه دون شكّ... إنّ الشعوب قد تفقد سيطرتها السياسية ولكنها تبقى كشعب أو كأفراد.. إنّ الآشوريين والكلدان والآراميين قد بقوا مستمرّين خلايا نابضة بالحياة في الجسد أو الوليد  الجديد.. الجسد السرياني.. ولا زالوا ينبضون بالحياة في هذا الجسد.. أنا شخصياً أؤمن يقيناً بأن الآشوريين والكلدان والآراميين لا زالوا أحياء يرزقون، أنهم أحياء كما قلت في الجسد السرياني الواحد...
هل نقول لأهل القوش أنكم بلا جذور؟ وكذلك لأهل تلكيف وتللسقف وباقوفا وباطنايا وبغديدا وبرطلا والقرى السريانية الأخرى في أنحاء آثور المسيحية..؟ هل نقول لهم أنكم أصلاً عرباً أو كورداً أو تركماناً أو فرساً.. وتعلمتم الآرامية ودخلتم المسيحية وتعمذتم بالإسم السرياني؟ هل هذا منطق تاريخ المنطقة؟... إنّ من يمتلك بعض المعرفة التاريخية ويتحلى بالصدق، سيرفض حتماً ذلك ويقول أنّ هؤلاء هم أصحاب الأرض من الأزمنة الغابرة منذ وجود بابل ونينوى.. أنهم أهل آثور....
ولنعد بعد هذه الفذلكة إلى المسألة الجوهرية.. مسألة أو إشكالية التسمية عندنا.. ونقول في ذلك..
لقد عرف أجدادنا أنفسهم بعد اهتدائهم إلى الإيمان القويم بأنهم ܣܘܼܪ̈ܝܐ أو ܣܘܼܪ̈ܝܝܐ وباللغة العربية (السريان). ولا شكّ في إنّ المصادر العربية التي خلفها السريان أنفسهم أو العرب استعملت لفظة (السريان ܣܘܼܪ̈ܝܝܐ)  ولم تستعمل لفظة (السوريين) أي نسبة إلى سورية.. وذلك حسب ظني عن قصد لغرض التفريق بين التسمية القومية (السريان) والتي لا تعني النسبة إلى سورية وبين السوريين نسبة إلى سورية  .
ولا ننكر أنّ تسمية (الآراميين) وردت أحياناً في المصادر السريانية كمرادف لتسمية (السريان)، لكننا نرى أنّ تسمية (السريان) أعمّ وأشملّ من التسميات الأُخَر أعني: الآشوري، الكلداني، الآرامي... ذلك أن تسمية (السريان) وكما استخدمها الملفان نرساي تحوي ضمناً التسميات الأخر.. ويعرف الكل أن السريان ينقسمون إلى شرقيين  وغربيين وفقاً لبعض الإختلافات اللفظية البسيطة في اللغة..
إن التسمية السريانية استعملت لأداء معنى الأمة وليس الدين كما يُروّج البعض من الجهلة، إنها ليست مرادف لتسمية المسيحي، إنّ الربط حصل في البدء حين اقتبل (الآشوري والكلداني والآرامي) الوثني المسيحية ومعها التسمية القومية الجديدة (السرياني) وذلك بغية قطعه من جذوره الوثنية كلياً، وهذا التقبل لم يأت من فراغ حتماً، فلا شكّ إن (الآشوري والكلداني والآرامي) الناطق بالآرامية كان يعرف إنّ تسمية (السرياني) كانت تُطلق على الناطقين بالآرامية في سورية وتحديداً في كلّ المنطقة الواقعة تحت تأثير الثقافة اليونانية وهي عموماً غرب الفرات، ولهذا كان تقبلها ببساطة وكونها تسمية مبشّريهم الذين من الرّها خاصة فكانت محبّبة لديهم حتماً لغيرتهم على إيمانهم..
لقد بقيت تسمية السريان مستعملة عموماً لدى الشرقيين والغربيين  إلى أن انفصل قسم من السريان الشرقيين (النساطرة) واتّحدوا مع روما وطلبوا أن يُسَمّوا كلداناً بدلاً من (نساطرة) والذين كانوا تحت الحرم الكنسي من قبل روما وكنائس أخرى وذلك في القرن الخامس عشر، وحتماً تسمية الكلدان لم يأتِ بها أصحابها من فراغ، فهم كانوا من أصول الكلدان أيضاً وفي مواطنهم التاريخية وتيمناً بلقب أبي المؤمنين إبراهيم الكلداني (الذي من أور الكلدان) فقد طلبوا تسميتهم بهذا الإسم لتمييزهم عن السريان الشرقيين النساطرة، بالمناسبة فإن كتاب الحوذرا ܚܘܕܪܐ والمطبوع في روما سنة 1886 وكذلك طبعة روما سنة 2002 يستعمل تسمية السريان الشرقيين للكلدان:
ܨܠܘܬܐ ܩܢܘܢܝܬܐ ܕܟܗܢ̈ܐ
ܐܲܝܟܼ ܛܲܟ݂ܣܵܐ ܕܣܘܼܪ̈ܝܵܝܹܐ ܡܲܕܼܢܚܵܝܹ̈ܐ
ܕܗܸܢܘܿܢ ܟܲܠܕܼܵܝܹ̈ܐ

الصلاة القانونية للكهنة
حسب طقس السريان الشرقيين
الذين هم الكلدان
وهذه حقيقة واستعمال صحيح وفي مكانه..
الكلدان (النساطرة المتحدّون مع روما) هم سريان مشارقة، لا شكّ في ذلك.. وهل هناك أي كلداني يجرؤ أن يقول: أنا لست سورايا ܣܘܼܪܝܐ؟
ولو أنّ الجهلاء يفهمونها بمعنى (المسيحي) على البساطة، لكن ذلك نتيجة الجهل بالحقائق التاريخية حتماً...
أما إطلاق التسمية الآشورية حديثاً كتسمية قومية للسريان، فإنها حديثة العهد ولا شكّ في ذلك.. إنّ البعثات التبشيرية الغربية والإستشراقية والأركيولوجية الذين تناولوا في دراساتهم ويومياتهم النساطرة قد أشار الكثير منهم إلى الأصول الآشورية والكلدانية للنساطرة  ولا شكّ إنّ ظروف الإضطهاد التي عانها السريان النساطرة خاصة كانت عاملاً مهماً لتنامي الوعي القومي لديهم ومحاولتهم البحث عن جذورهم القومية، وكان المبشرون الغربيون وبناء على دراسات بعض المستشرقين والمؤرخين يطلقون تسمية الآثوريين عليهم، وهذه التسمية لم تكن غريبة عليهم، فمصادرهم الكنسية والتاريخية تزخر بها لا بل إنّ مؤرخيهم يشيرون إلى جذورهم الآشورية والكلدانية.. وهكذا عمّ لدى النساطرة خاصة استعمال التسمية الآثورية أو الآشورية كتسمية قومية مع التسمية السريانية، ونتيجة الظروف السياسية التي مرّ بها النساطرة فقد شاعت التسمية في المجال السياسي القومي والرسمي حتى في المواثيق الدولية وتعمّقت في الفكر القومي، يُضاف إلى ذلك تجذير لفظة (السريان) وإرجاعها إلى (آثور) وهذه حقيقة تاريخية، وقد خرجت التسمية الآشورية من النطاق المذهبي (النسطوري) إلى النطاق القومي السرياني عموماً في الكتابات القومية، فالمثقفون القوميون الآشوريون يطلقون التسمية الآشورية لتعني كل الناطقين بالسريانية، وحتماً هذه تسمية مُصطلح عليها وهي تسمية سياسية لها جذورها وليست بعيدة عن الواقع التاريخي لهذا الشعب، فالسريان هم أحفاد بابل وآشور وآرام كما قلنا.
وبعكس التسمية الآشورية، التسمية الكلدانية التي بقيت ولا زالت محصورة بين جدران الكنيسة ولم تستطع الخروج إلى الدائرة القومية، فالكلداني هو السرياني الشرقي الكاثوليكي تحديداً، ولكن حتى في هذا التحديد هناك إشكالية، فهناك سريان شرقيين كاثوليك يعرفون أنفسهم قومياً بالآشوريين، وقد حلّ البعض هذا الإشكال بالقول أنّهم ليسوا كلداناً بل آشوريين كاثوليك!!!! وذلك طبقاً لنظريتهم المهلهلة بأن الكلدان قومية والآشوريين قومية والسريان قومية.. ، ولم يجهدوا فكرهم في كيف يتمّ التفريق بين الآشوريين الكاثوليك وبين الكلدان خاصة وإن الخصائص القومية واحدة؟!! ما هي الإختلافات بين الجماعتين(!!) في الخصائص القومية؟
لا إجابة حتماً سوى القول: نُسمّيهم حسب ما يعرفون هم أنفسهم... هذه ليست معالجة علمية وقومية وتاريخية وسياسية، بل تملّص من الحقيقة ومجانبتها لأسباب أقلّ ما يُقال عنها إنها ضدّ الوحدة القومية؟ لا أدري هل يرضى ربّ الكنيسة بالتفرقة؟ حتماً لا، فهو القائل بل الآمر: لتكونوا واحداً...
على كلّ أطلنا في مناقشة آراء الجهلة..
واقعنا الآن هو إننا إزاء ثلاث تسميات: السريانية، وهي التسمية الأصلية والقديمة والتاريخية والأعم لهذا الشعب العريق بأصوله النهرينية، والتسمية الكلدانية والتي هي كنسية أو مذهبية تُطلق على جزء من السريان كما رأينا، والتسمية الآشورية والتي هي (على رأينا) إصطلاح سياسي قومي حديث أخذ مساحة واسعة في العمل القومي السياسي على النطاق القومي والوطني والدولي وهي مرادف للتسمية السريانية.. ومما يؤسف له أن تقوم الكنائس السريانية بتخصيص الأسماء الثلاثة لها كالكنيسة الكلدانية والكنيسة الآشورية والكنيسة السريانية (الأرثذوكسية والكاثوليكية)، ولو أننا نجد الآن تحت تسمية الآشورية كنائس أخرى غير النسطورية، كالكنيسة الإنجيلية الآشورية والكنيسة الخمسينية الآشورية.. مما يعني إنّ التسمية الآشورية هي تسمية قومية أكثر مما هي تسمية كنسية، لكن لا زالت هذه التسمية (الآشورية) في أذهان الكثيرين من الكاثوليك الشرقيين مرادفة للنسطورية، وعليه فهي مرفوضة ولا يمكن العمل تحت بيرقها مطلقاً.. وهذا الفهم الخاطئ لدى هؤلاء البعض متأتٍ من كون التسمية الكلدانية مقصورة في أذهانهم على السريان الشرقيين الكاثوليك لا غير..
هذه الحالة المرضية التي نحن عليها الآن، ونعقد المؤتمرات والإجتماعات وتدور النقاشات لمعالجتها وليس لإيجاد قومية مسيحية!!
إنّ المعالجة بطريقة علمية ومنطقية صعبة وغير مقبولة، فلكي تكون المعالجة العلمية والمنطقية مقبولة، فلا بدّ من وجود أذهان وعقليات تتصف بالمنطق والعلمية ولها دراية كافية بتاريخها، وهذا ما تفتقر إليه نسبة عالية من شعبنا، وترى الغالبية توافق طروحات وآراء بعض الإكليروس المتنفذ وإن كانت غير صحيحة.. إنّها الطاعة العمياء وحالة قيادة العميان للعميان...
أتساءل ما الذي يُنقص من حقوقنا المشروعة في أوطاننا لو قبلنا إحدى التسميات الأربع: السريانية، الآشورية، الكلدانية، الآرامية؟ هل سنحصل على حقوقنا بناء على التسمية القومية التي سنَدعو أمتنا بها؟ لست ضليعاً في الأمور والخفايا السياسية والقوانين الدولية، لكن المنطق يقول إن الحقوق القومية تُعطى لأية مجموعة بشرية ذات خصائص قومية متميزة وتطالب بها مهما كانت تسميتها.. نعم هناك بعض الملاحظات بالنسبة لحال أمتنا، هناك فعل سياسي قومي واضح ووثائق وطنية ودولية تذكر التسمية الآشورية أكثر، وكوننا أحفاد البابليين والكلدان والآشوريين والآراميين فنحن أحرار في تبني أية من الأسماء الأربعة كتسمية قومية، هذا قرار يعود لنا وحدنا..
أمّا الصيغة المطروحة حالياً وأعني الشعب (الكلداني السرياني الآشوري) فهي صيغة توفيقية للتوثيق الرسمي ليس إلاً، حيث ماذا سنسمّي الواحد منّا من هذا الشعب؟ لو سُئِلتُ: من الناحية القومية: من أنت؟ هل سأجيب أنا كلداني سرياني آشوري؟ أعتقد من الأفضل أن نتفّق على إحدى التسميات الأربع بدلاً من التشكيلة المعقّدة، أنا شخصياً أفضّل أولاً التسمية السريانية ومن ثمّ التسمية الآشورية... وكنت سأقبل بالتسمية الكلدانية فيما لو تمّ تأميمها (جعلها للأمة كلها) وليس لجزء من الأمة فقط.. أما التسمية الآرامية، فحقيقة هي قليلة الإستعمال في المراجع السريانية كتسمية قومية... وكان من الممكن صياغة مصطلح من تسميتين على غرار الجيكوسلوفاك، حيث من الممكن أن نقول الكلداشوري وليس الكلدو آشوري، فلصياغة المصطلح أو نحته بعض القواعد، ومنها أن تُنسَج الكلمتين أو الثلاث مع بعضها حيث تخسر كل واحدة حرفاً أو حرفين أو أكثر ليستقيم اللفظ ويسهل وتخرج لفظة جديدة مقبولة.. ومن السهل لفظاً القول أنا كلداشوري.. ولكن الأسهل منها القول: أنا سرياني أو أنا آشوري أو أنا كلداني أو أنا آرامي.....
ثمّ لا ننسى الإخوة المندائيين، من أيّ عرق هم يا تُرى؟ لغتهم آرامية بابلية ولا زالوا في المنطقة ومنذ زمن ما قبل الميلاد، ما رأيكم، أليسوا بالحق من الأصل الكلداني، ألا يحقّ لهم الإدعّاء بهذه الحقيقة التاريخية؟ إنهم أيضاً ضمن عائلتنا الآرامية، تلك حقيقة تاريخية شئنا أم أبَيْنا، إلاّ إذا قرّر أهل الشأن (المندائيون) شيئاً آخر...
من الأفضل للمدركين والعارفين والواعين القوميين الأخذ بالنقاط التالية:
1-   نحن المنتمين إلى عائلة اللغة السريانية (العائلة السريانية) لا بل ممكن أن نقول العائلة الآرامية، نحن شعب نهريني عريق بأصوله النهرينية ذو خصائص قومية مثل الإخوة العرب والكورد والتركمان والأرمن، ولنا ما لهم من حقوق وطنية وقومية وعلينا ما عليهم من واجبات وطنية...
2-    إختيار التسمية القومية من التسميات الأربع المتداولة، مسألة قومية داخلية نحن نقرّرها ونطلب استعمالها وتعميمها من الجهات ذات الشأن في الوطن.
3-    لنفرّق جيداً، ككلّ الشعوب والأمم المتطورة، بين الدين والقومية، بين الكنيسة والقومية، ولا يمكن الخلط بين التسمية الكنسية والتسمية القومية، ليقرّر العارفون والمثقفون والسياسيون التسمية القومية، ولتستخدم الكنائس ما شاءت من تسميات وصفات وعبارات تحتاجها للفصل والتفرقة والتمييز والتحريم (لا سامح الله أن تعود إليه). وبالمناسبة هل نخلق للإنجليين قومية خاصة وللسبتيين قومية خاصة وللخمسينيين قومية خاصة، وإلى ما تسع دائرة التفرقة والتمييز والتشيّع من أبناء السريانية؟؟؟!!!!
أنا حتماً بطرحي هذا كما لاحظ القرّاء الأعزّاء وكما قلت آنفاً أتوجّه إلى الخاصّة المثقفة والواعية، وليس إلى الغوغاء والببغاويين، فلا يحلّ الإشكال إلاّ هؤلاء وهؤلاء فقط، وحتماً لا أستبعد رجال علميون ومثقفون وواعون في إكليروس كلّ كنائس الناطقين بالسريانية، الشرقية والغربية والأرثوذكسية والإصلاحية والحديثة، ففيهم عقول وعلم وقرائح ذكية تفيد الأمة حتماً في هذه المسألة شرط أن يتجرّدوا (بطبيعة ذهنيتهم المطلوبة) من التعصب الكنسي....
وليعلم الكلّ إنّ الربّ يريدنا واحداً كما هو والآب والروح القدس واحد... هو لا يرضى بفرقتنا أبداً، بل أنّه لا يزال ينزف على صليب تشريح اللاهوتيين والإجتهاديين والتفريقيين يومياً...
وليبارك الربّ كل مسعىً يتمّ في رضاه...[/font][/size]

229
المنبر السياسي / تعقيب على ردود
« في: 19:46 27/11/2006  »
تعقيبات على ردود
1- التسمية: بين (الى الوراء در) و(مكانك راوح) و(الى الامام سر)
[/b][/size]

منذ نشري لمقالي الموسوم (قراءة اشورية في الدستور الكردستاني) وردت عدة ردود او تعقيبات على مضامينه.
البعض منها كان مباشرا صريحا، والبعض الاخر اشارات بين الاسطر والمقاطع.
البعض منها كان مقالات كاملة، والبعض الاخر ردودا جزئية ضمن مقال اوسع.
البعض منها جاء مكتوبا، والاخر شفاها في غرف الدردشة والحوار.
البعض منها نشر باسم صريح بما يعنيه من دلالة على ثقة الكاتب بنفسه ورأيه واعتزازه باسمه.
فيما البعض الاخر نشر متخفيا تحت عباءة الاسماء المستعارة بما يعكسه من عدم الثقة بالنفس وضعف الحجة وعدم القدرة للحوار الشفاف والمسؤول. فالاسم المستعار يتيح لصاحبه القذف والذم ومن ثم الهروب والتنصل.
انهم الملثمون يلاحقون حرية لانسان والفكر في فضاء الانترنت ليكملوا بذلك ارهاب رفاقهم وسادتهم ملثمي القنوات الفضائية وليصب جهدهم في نهايته في خدمة الملثمين من ممارسي الارهاب ضد الانسان وحريته في الوطن العراقي الجريح وبقية الاوطان التي ابتلت بآفتهم.
عزائي نحو هؤلاء وهم يتوجهون الي من وراء قناعهم بسبابهم وبما ينضح به اناءهم هو الالاف من ابرياء العراق ممن راحوا ضحايا الارهاب في اوسع مدياته المتمثل بالاقتصاص بالقتل والتصفية لكل مخالفي الراي.
فالى مخالفيني الراي ممن نشروا باسمهم الصريح كل الاحترام والتقدير..
والى الملثمين تحت عباءات الاسماء المستعارة اتوجه بالدعاء من اجل مغفرتهم، وداعيا الرب لينير بصيرتهم وعقلهم وقلبهم ويمنحهم الثقة بالنفس وعزتها وكرامتها.

في هذا المقال ساتوجه بالرد والتعقيب على ما ورد من ملاحظات وتعقيبات مخالفة لمقالي ومضامينه بروح من الاخوة والمحبة ولاحترام وبعيدا عن التشنجات وردود الافعال والاساءات فتلك ليست من شيمي واسلوبي في الحوار الذي اريده دوما غنيا بمضمونه ومتمدنا باسلوبه.
لم يكن لي يوما وليس لي اليوم ولن يكون لي يوما اية مشكلة في وجود الراي الاخر ما دام التعبير عنه يتم باحترام متبادل للذات والمقابل ولعقل القارئ ، وما دام الحوار شفافا وموضوعيا ومسؤولا وبعيدا عن الشخصنة.
فالتنوع والتعددية هما قانون الخليقة.. مثلما الحوار هو قانون التطور واساسه.
والمجتمعات التي حاولت انظمتها فرض لون واحد او عقيدة واحدة او راي واحد كانت نتيجتها انها تخلفت عن مسار الشعوب الحية وباتت تعيش خارج التاريخ.. وهذا ما لن ارضاه لشعبي الذي اعطى للحضارة الكثير من الابداع واغناها بمساهماته التي تشهد عليها متاحف ومكتبات جميع الاوطان والامم والشعوب.

وحيث ان الردود تضمنت عدة محاور، لذلك فان تعقيبي سيتضمن عدة محاور ايضا، وكما يلي:
اولا: التسمية: بين (الى الوراء در) و(مكانك راوح) و(الى الامام سر)..
حيث كان هناك موقفان او فريقان لا يتفقان معي كما لا يتفقان مع بعضهما.. الم اقل لكم ان الحياة متنوعة وغنية؟

الفريق الاول، وهو فريق (الى الوراء در) والذي يريد اعادة عجلة "الحوار" الى نقطة انطلاقها قبل اكثر من عامين، ويريد بنا العودة الى نقطة الصفر والمربع الاول.
وقد عبر عن رأيه كتابة من خلال ردود متعاقبة للاخوة هنري بدروس كيفا، الشماس كيوركيس مردو وحبيب تومي واخرون ممن تمحور رفضهم ومخالفتهم للراي على استعمالي التسمية الاشورية في المقال وفي الاشارة الى الحكم الذاتي الاشوري في سهل نينوى، متهميني بالعنصرية وغيرها من النعوت، وبتجاهلي وتشويهي للحقيقة عمدا لان سهل نينوى وقصباته بعضها كلداني والبعض الاخر سرياني، وفي الحالتين ليست اشورية، فالاشوريين يقتصر وجودهم في سهل نينوى بقرى صغيرة استقرت بالامس هناك بعد الحرب الاولى!!
اقول:
ان نقطة الانطلاق هي في المبدأ والقناعة التي يمتلكها الانسان وهو يناقش الامور ويحكم عليها.
القراءة المؤدلجة للامور والتي يقوم فيها القارئ باسقاط احكامه وقناعاته على ما يقرأ نازعا النص من سياق واطار قناعات الكاتب هي قراءة مجحفة بحق الكاتب وما كتب، وبالتاكيد ستقود الى استنتاجات خاطئة.

فالاخ حبيب، مثلا، يحمل اقوالي ما لا تتحمله وذلك باسقاطه قناعاته، التي هي غير قناعاتي، على مضامين مقالي وصياغته وليستنتج بالتالي استنتاجات غير صائبة.
الاخ حبيب الذي يؤمن بقوميتين احداهما كلدانية والاخرى اشورية (وهذا ما يخالف كليا ايماني وقناعتي) يستنتج من قولي بالحكم الذاتي الاشوري في سهل نينوى اني اقول ان القرى الاشورية  الصغيرة في شرفية ودشقوتان وعين بقرى ورغم حجمها المتواضع جدا واستقرارها الحديث جدا فانها فرضت ذاتها وهويتها على القوش وتللسقف وغيرها من القصبات والمدن الكلدانية العامرة عبر التاريخ في السهل وبعضها منح الارض للسكن والزراعة للقرى الاشورية (كما في حالة دير القوش ومنحه الارض لشرفية)!!!!
عزيزي حبيب.. حيث ان قناعتي وايماني يختلفان من حيث المبدا والمنطلق والاساس عن قناعتك وايمانك فان استنتاجاتك لا تصح ولا يحق تحميلي اياها..
انا مقتنع تماما ومؤمن حتى النخاع ان ابناء القوش وشرفية وتللسقف وعين بقرى وباقوفا وكرنجو وتلكيف ودشتقوتان وبغديدى وبيروزاوه وكرمليس وكرماوة وبرطلة وبعشيقة هم جميعا ابناء شعب واحد وقومية واحدة وامة واحدة وهوية واحدة وتاريخ واحد ومصير واحد ..
وهذا يعني بالضرورة انه ليس هناك من فرض لهذا على ذاك او صهر لهذا في ذاك او اقصاء من هذا لذاك.
واذا كنت انا قد استخدمت التسمية الاشورية للدلالة على هذا الشعب الواحد وعلى حكمه الذاتي فذلك لاني اؤمن بالتسمية الاشورية وبانها تساوي وتحوي وتعبر عن التسميتين الكلدانية والسريانية ايضا.
مثلما تعبر التسمية الكلدانية بحسب فهمي لها وتعاملي معها على انها تساوي وتعبر وتحوي التسميتين الاشورية والسريانية. وكذا الامر بالنسبة للتسمية السريانية.

لم اكن لاتهمك عزيزي حبيب بما اتهمتني به لو انك كتبت وطالبت بحكم ذاتي كلداني في سهل نينوى او صبنا او نهلة او برواري بالا، لاني ساجد فيك انسانا وحدويا مؤمنا بوحدة شعبنا بتعددية تسمياته وانك تستخدم التسمية الكلدانية للدلالة على هذا الشعب..
وذات الامر لو كتب السيد هنري بدروس ودعا الى حكم ذاتي سرياني لشعبنا في سهل نينوى او زاخو او   صبنا او برواري بالا.

دعني اعطي لكم مثالا اخر..
انا لن استنكر او اصدر ايضاحا رافضا لو ان احد كتابنا كتب عن موقع عنكاوة بالقول مثلا: (احد الكتاب الكلدان لموقع عنكاوة هو القس عمانوئيل يوخنا وتتميز كتاباته انها طويلة مملة مزعجة).
ولكنه يبدو لي، ارجو تصحيحي اذا اخطأت القول، انك ستستنكر وتصدر ايضاحا لو ان احد الكتاب قال: (احد الكتاب الاشوريين لموقع عنكاوة هو الاستاذ الجليل حبيب تومي الذي تتميز كتاباته بالموضوعية والسلاسة والقدرة الفائقة على التحليل). واعتقد انك ستفعل ذات الشيئ لو ان احدهم قدمك على انك كاتب سرياني.
وذات الشيئ لو ان احدهم سماني سريانيا فلن احتج واعترض واستل سيف قلمي وانزل لساحة جهاد حربنا الاهلية: حرب التسمية.. ولكن يبدو ان السيد هنري سيجول ساحة الوغى هذه لو ان كاتبا قدمه على انه اشوري او كلداني.

هل ادركتم احبتي وجه الفرق بين رؤيتينا؟ انه واضح وبسيط ولكنه جوهري ايضا..
فانتم لا تشعرون بالانتماء الى جميع هذه التسميات والاعتزاز بها، بل كل منكم يشعر بالانتماء والاعتزاز للتسمية الوحيدة التي ترعرع فيها.
شخصيا في الوقت الذي اعتز بالتسمية التي ترعرعت فيها واستعملها في حياتي الخاصة وكتاباتي، فاني في ذات الوقت وبذات المقدار اعتز واشعر بالانتماء الى التسميتين الاخريتين ايضا وافهمها عند قراءتهما او سماعهما بانهما تشيران الي واجد نفسي فيهما دون اية حساسية او شعور بالانتقاص من اشوريتي.
ان جذر الاشكالية هو انكم غير مقتنعين داخليا بان الكلدان والاشوريين والسريان شعب واحد، فلذلك تستصعبون اطلاق التسمية الكلدانية او السريانية للتعبير عن مجموع شعبنا، وتاسيسا على ذلك فانتم لا تستطيعون استيعاب قيام الاخرين (من المؤمنين بالوحدة) بما هو صعب عليكم القيام به (لانكم غير مقتنعين في اعماقكم بوحدة شعبنا)، وتطبيقا وتعميما من قبلكم لهذا الاستصعاب فانكم تدعوني وغيري من الاشوريين المؤمنين بالوحدة الى عدم استخدام التسمية الاشورية كتسمية لشعبنا، وان استعملناها فنحن بنظركم عنصريون ومتهمون وجناة!!
بل واتوقع ان تدعوا الكتاب الكلدان او السريان المؤمنين بالوحدة الى تفادي استعمال الكلدانية او السريانية كتسميات للتعبير عن شعبنا وبعكسه فهم، بنظركم، كتاب كلدان او سريان عنصريين!!

اذا كان فينا من له خلل او ضعف في قناعته بوحدة شعبه ولذلك يصر على خنادق التسميات وفرزها بما لا يمكنه من قراءة او فهم او استعمال ايا من هذه التسميات للدلالة والتعبير عن التسميات الاخرى، فليس من حقه ان يفرض ذلك على من يؤمن بوحدة شعبنا وتعددية تسمياته وبان ايا منها تساوي وتحوي الاخريتين، وان كلا من ابناء الشعب الواحد يمكن له استعمال التسمية التي تربى وترعرع فيها دون ان يعني ذلك اساءة او انتقاص للتسميات لاخرى.

لم افرض او اشترط على الاخوة من كتاب ومثقفين وسياسيين كلدان او سريان مؤمنين بوحدة شعبنا وهم كثر، بل هم الاكثرية مقابل اقلية لا تؤمن بوحدة شعبنا، ان يستخدموا التسمية الاشورية شرطا او معيارا لمصداقية دعواتهم ومواقفهم الوحدوية.. فلماذا يسعى البعض ان يشترط علي او على غيري من الكتاب الاشوريين الذين لا غبار على مواقفهم وقناعاتهم الوحدوية بانهم إما أو.. فإما ان لا نستخدم التسمية الاشورية، أو اننا عنصريون!! أو في افضل الاحوال فاننا نناقض ذاتنا!!!

اين الخطا ان يقوم كاتب بالكتابة، على سبيل المثال، عن قرى ومدن شعبنا ويقول هناك قرى وقصبات اشورية عديدة في صبنا مثل سرسنك وبادرش وارادن ودهي وداوودية واينشكي وبيباد وديري وكوماني.
هل سيكون الكاتب عنصريا اشوريا بحسب تصنيفكم ايها الاحبة؟
ام ان عليه تقديمها بصنفين احدهما كلداني والاخر اشوري.. وان فعل ذلك فهل عليه تصنيف كوماني الى شطرين كوماني اشورية واخرى كلدانية (انا هنا لا اتحدث عن مجمع كوماني من قرى نيروة التي تم اسكانها في كوماني، بل عن كوماني التاريخية حيث فيها عوائل كلدانية واخرى اشورية!!).
وذات الشيئ لو ان كاتبا قال ان للشعب الكلداني قرى وقصبات كثيرة في صبنا بينها سرسنك واراذن والخ..
فهل سيتم تخوينه وتجريمه من الاشوريين، وربما من قبل الاخ حبيب ايضا باعتبار ان الكاتب كلدن سرسنك وهي اشورية!!
وماذا لو ان كاتبا سريانيا تحدث عن القرى والمدن السريانية في الاقليم وذكر عنكاوة وشقلاوة وديانا وغيرها!!

احبتي.. الانسان المؤمن حقا بالوحدة سيعيشها في وجدانه وسلوكه اليومي ولن يشعر بالحساسية تجاه اي من التسميات ما دامت تطرح على انها تسمية من تسميات شعبنا الواحد الموحد.
الشعور والايمان بالوحدة ليست مجرد شعارات رنانة بل ممارسة وجدانية وسلوك حياتي..

لقد اصر نيافة الاسقف مار باوي، على سبيل المثال، على الادعاء ان احد اسباب تمرده على الكنيسة ومحاولة شقها وشق ابناءها وهدر جهدهم وطاقاتهم هو انه يؤمن بالوحدة القومية لشعبنا بكل تسمياته، حسنا ولكننا وفي مقابلة تحريرية معه (وليس شفاهية حيث ربما اللسان يخون الانسان) ومنشورة على هذا الموقع نجده يقول باننا شعبين احدهما كلداني والاخر اشوري، حيث يرد النص التالي حرفيا: (اتمنى ان يبادروا بعملية معاكسة ويدعوا الى التفاهم والتعاون بين شعبينا الاشوري والكلداني.) عندما يساله محاوره السيد عادل بقال السؤال التالي: (ماذا يستطيع مطارنة ورجال دين والكنائس والجالية الكلدانية العمل لمساعدتك؟)

يبدو ان هناك اخرون مثل نيافته ممن يدعون الايمان بوحدة شعبنا ولكن قناعاتهم الحقيقية هي غير ذلك ويظهروها بين حين واخر، بشكل او باخر، من تعبير صريح كالذي لنيافته او مبطن عبر التشنج والحساسية من استخدام احدهم تسمية معينة من تسميات شعبنا (كما هو حالكم معي ايها الاحبة حبيب والشماس كيوركيس وهنري).

الى متى نبقى نجلد ذاتنا؟
الى متى نبقى نغلق عقلنا وبصيرتنا عن فهم حقيقة بسيطة واضحة باننا شعب واحد وله ثلاث تسميات وليس من اشكالية في ايراد اي منها للتعبير عن الجميع؟
ان قبول هذه الحقيقة وممارستها وهضمها وتحرير الذات والعقل من الحساسية والسلبية تجاه التسميات التي يستعملها ابناء شعبنا كل حسب البيئة التي ترعرع فيها هي الخطوة الاولى نحو هدفنا الذي نامل ان تحققه اجيالنا القادمة بالاتفاق على اعتماد تسمية واحدة ايا كانت: كلدانية ام اشورية ام سريانية فذلك سيكون شانهم وقرارهم ومصلحتهم ومستقبلهم.
الى متى نبقى مستنفرين قوانا وسلاحنا في هذا الاحتقان التسموي؟

بالله عليكم ايها الاحبة هل تريدون مني ان اعنون مقالي:
قراءة (كلدانية اشورية سريانية) في الدستور الكردستاني
ج3: هل للحكم الذاتي (الكلداني الاشوري السرياني) فرصة؟
وبعكسه فاني انسان اشوري عنصري متعصب متشنج متزمت صلب حاقد اجتثاثي اقتلاعي مهووس واعيش خارج التاريخ واهرب وراء الاوهام والسراب وان تعنصري لا بد وان يتفتت ويندحر امام الصخرتين الكلدانية والسريانية مثلما تفتت واندحر كل المتآمرين على الوجودين الكلداني والسرياني.. والى اخره من التهم الجاهزة والمعبئة مسبقا والتي ربما نستطيع تخمين تاريخ تصنيعها ولكن ليس لها تاريخا تنتهي معه صلاحيتها.. انها التهم الجاهزة للاطلاق في اية لحظة وضد كل مخالف للراي..

التسمية الشاملة لشعبنا وتقديمه على انه (كلداني اشوري سرياني) هي تسمية دستورية لضمان وحدة شعبنا امام القانون والتشريعات وما يترتب ليها. ولكنها ليست تسمية حياتية لنا كابناء لهذا الشعب في حياتنا اليومية مع عوائلنا ومحيطنا، او في كتابات كتابنا ومثقفينا فليس معقولا او منطقيا ان نطالبهم بعدم ايراد اية تسمية مفردة في مقالاتهم بل بايراد الثلاثة مجتمعة، او لمؤسساتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية واعادة تسمية كل منها بالـ(الكلداني الاشوري السرياني).

صدقوني لو ان احدكم او غيركم من الكتاب نشر مقالا بعنوان قراءة كلدانية او سريانية في الدستور الكردستاني ما كنت وما كان ايا من المؤمنين بوحدة شعبنا اعترض على عنوانها، بل كنت وكان غيري سيقراها ويتعامل مع مضمونها على انها قراءة تخصه وكان سيحدد موقفه منها اتفاقا او اختلافا اعتمادا على ما فيها من مضامين وليس لانها قراءة كلدانية او سريانية.
ليس المطلوب باسم الوحدة، بالاحرى باسم الادعاء بها، ان نشكك باي من التسميات واستخدامها، او نطالب عدم استخدام هذه او تلك والا فالويل كل الويل..

عفوا.. فهذه هي قناعتي وهذا هو ايماني الذي اعكسه والتزمه في مواقفي ومقالاتي.
وعفوا اذا كان هناك من له حساسية من هذه التسمية او تلك.. او من كان متزمتا بهذه التسمية او تلك.. ويصر على اسقاط  قناعاته وحساسياته وتزمتاته على مضمون مقالاتي ومواقفي..
ان تجربتي وثقافتي القومية من جهة ورؤيتي وفهمي لواقعنا القومي والوطني من جهة اخرى وشعوري بالمسؤولية تجاه مستقبل شعبنا واجياله قد حصنتني جميعا ووفرت لي المناعة من الاصابة بداء الحساسية التسموية والتي تجعل المصاب بها سلبيا من اية تسمية من تسميات شعبنا يستعملها ابناء شعبه ما دامت ليست التسمية التي ولد وترعرع هو فيها.
ولن ابخل جهدا ومسعى في تحصين الاخرين من الاصابة بهذا الداء ايضا.
ولن اتنازل او اغير قناعتي بوحدة شعبي التي اؤمن بها وامارسها.


اما الموقف الرافض الاخر لموضوعة التسمية في مقالاتي فهو موقف (مكانك راوح) وهو الموقف الذي لم يستطع ان يتحسس او يقيم حصاد بيدره بعد موسم حصاد الدستور العراقي وبقي مراوحا في مكانه ومكررا ذات الحجج والدعوات التي اطلقها في معركة الدستور العراقي من معارك حربنا الاهلية، حرب التسمية.
هذا الموقف جاء، وكما كان متوقعا، من احبتي الاشوريين المتزمتين بالتسمية الاشورية كتسمية قومية وحيدة ومنفردة لشعبنا والمطالبة بها في الدستور دون ان ينسوا تخوين من لم يلتحق بدعوتهم (وبينهم كاتب المقال) بتهم انكار الوجود!! وبيع الذات!! وغيرها مما لا يليق بفريق يفتخر بالانتماء الى شعب كانت جل عطاءاته في مجالات الفكر والثقافة والاداب والفنون، وهي تهم لا تستحق منا الرد عليها بقدر التأسي والتأسف على قائليها.

هذا الفريق يصر على تحويل الموضوعة السياسية للتسمية الدستورية لشعبنا الى دروس في التاريخين القومي والكنسي دون النظر الى حقائق الواقع القومي والذي يبين بوضوح ان هناك رفضا واسعا للتسمية الاشورية المفردة من ابناء شعبنا ممن يستخدموا التسميتين الكلدانية والسريانية، مثلما يصر هذا الفريق على الافتقار للمسؤولية والحكمة التي يجب ان يتحلى بها صناع القرار.
اعضاء هذا الفريق لا يريدون تصديق ان لشعبنا مشكلة داخلية موروثة هي مشكلة التسمية.. انهم يصرون على انها مشكلة مستحدثة في السنين الاخيرة من قبل "الاعداء الخارجيين والتاريخيين" للامة.. وهذا التبسيط والتسطيح للمشكلة يرضيهم تماما ويحقق لهم السكينة مع النفس وراحة الضمير..
فمن ناحية ومن خلال هذا التسطيح ينكرون وجود المشكلة ويؤكدون لانفسهم ويقنعونها ان الشعب كل الشعب، من طورعبدين والجزيرة الى زاخو وصبنا وسهل نينوى والى اورمية، مؤمن بالتسمية الاشورية ويتبناها!! مثلما هو، لانفسهم، مثال اخر وشاهد حي على المؤامرة لتاريخية والمستمرة ضد شعبنا من ايام ابينا ابراهيم!!!
اعضاء هذا الفريق لا يفرقون بين صفوف التاريخ وصفوف السياسة في جامعة الحياة القومية.
انهم طلاب مجدون ومجتهدون في صفوف التاريخ ودروسه، وبسبب تفوقهم فيه فانهم يريدونه صفا ودرسا وحيدا في الحياة السياسية بكل تفاصيلها.
انهم اوفياء مخلصون لتفاصيل التاريخ واحداثه اكثر من وفاءهم وحرصهم على مستقبل الشعب ووجود اجياله وحقوقه.

ليست مجرد مصادفة ان يكون معظم منظري واعضاء هذا الفريق من المهجر الاشوري حيث تسود اللغة الشعاراتية والافتقار الى المسؤولية والتهرب من تحمل تبعات المواقف على مستقبل الامة..
يلتحق بهذا الفريق ايضا ابناء شعبنا ممن عاشوا في حياتهم الشخصية ومحيطهم بيئة قومية وثقافية واجتماعية ذات لون واحد من حيث التسمية، كما هو الحال مع ابناء شعبنا في ايران او في الخابور (سوريا) حيث التسمية الاشورية هي التسمية الوحيدة التي عاش وترعرع فيها هذا المحيط ومؤسساته القومية.
وحيث ان لا جديد في مواقفهم فكريا او محاججاتيا (فهو موقف مكانك راوح) فاني لن اضيف لما سبق لي مناقشته ومحاججته معهم في المعركة السابقة في هذه الحرب العبثية والتي كانت حلبتها انذاك الدستور العراقي.
واكتفي باحالتهم لقراءة ما سبق لي كتابته ونشره في هذا الصدد وتحت عنوان (حربنا الاهلية.. حرب التسمية) حيث يمكن لهم اعادة قراءة ما فيه على الرابط التالي:
www.capiraq.org/Books/Civil_War.pdf

النقطة الوحيدة التي اريد اضافتها هنا لهؤلاء الاحبة هي ان الدستور العراقي والكردستاني اثبتا صحة توقعاتنا بان واضعي الدستور لن يتبنوا دعوتكم بالاقتصار على التسمية الاشورية ما دام هناك مجموعة سكانية حية تعرف نفسها بالكلدانية وتريد من الدستور ان يعكس حقيقة وجودها جزءا من النسيج العراقي.
اذا كنا مستعدون منحكم الحق في ممارسة حقكم بالمطالبة حينها حيث الدستور كان يتشكل من فراغ او شبه فراغ، فانه من حقنا اليوم ان ندعوكم لامتلاك "الروح الرياضية" (اذا جاز التعبير) وقبول نتيجة المبارزة بان الدستور ضم التسميتين الاشورية والكلدانية..
انكم امام خيارين:
اولهما
الابقاء على هذا الواقع التقسيمي والذي يقر بان الاشوريين والكلدان شعبان مختلفان كما هم العرب والكرد والتركمان والارمن!!! (ولا نعتقنكم تقبلون ذلك مطلقا)
ثانيهما ان تدعموا مواقف وجهود توحيد شعبنا دستوريا عبر التسمية الشاملة لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) كونها تعكس حقيقة وحدة شعبنا، وبعد ان نضمن جميعا هذه الوحدة الدستورية فليبشر كل منا بشارته ورؤيته لاي من هذه التسميات على انها التسمية الصحيحة ولنثق باجيالنا المستقبلية وبانهم سيتفقوا على ما يجدونه سليما ومناسبا لهم..
دعونا نوفر لانفسنا ولاجيالنا القادمة اطار واجواء الحوار من خلال تامين الحد الادنى من الاتفاق والوحدة على اننا شعب واحد في الوثيقة الدستورية.
اذا كان البعض يريد ان يعود الى نقطة الصفر في هذا الجدل والسجال العبثي فاننا نقول معذرة ايها الاخوة فنحن نحو المستقبل متوجهون لاننا للحياة عاشقون.
اننا ندعوكم جميعا للالتحاق بمسيرة السير الى امام..
اننا ندعوكم للالتحاق بفريق (الى الامام سر)، فهو فريق من يريد الحياة ويتطلع الى المستقبل.
انها دعوة مفتوحة للجميع ومن اجل الجميع.

القس عمانوئيل يوخنا
[/font]

230
قراءة اشورية في الدستور الكردستاني
الجزء الخامس (وهو الاخير)
ملاحظات ختامية عن دستور اقليم كردستان

ملاحظة: يرجى من الاخوة القراء ممن لم يقراوا الجزء السابق من المقال، النقر على هذا الرابط لقراءته قبل قراءتهم لهذا الجزء:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,64474.0.html

في الاجزاء السابقة تناولنا بالعرض والتحليل والتفصيل المطلب الذي يكاد يكون هناك اجماع عليه بين معظم فصائل شعبنا السياسية ونخبه الفكرية وشخصياته والمتمثل بمطلب الحكم الذاتي ضمن اقليم كردستان العراق الفدرالي وضم سهل نينوى الى الاقليم.
ما اضطرنا للتفاصيل هو كون الموضوع حديث الجميع من ابناء شعبنا، في الوطن والمهجر، وكون هناك العديد من التساؤلات عن جوهر المطلب واخرى عن الية تحقيقه.
العديد من هذه التساؤلات طبيعية ومنطقية ومشروعة، فيما العدد الاخر منها تاتي ضمن سياق تبسيط الامور والتشكيك بالاخر وتخوينه وتوظيف بعض الاحداث وتخديش الذاكرة وتاجيج الاحقاد والعداوات القومية وترهيب ابناء شعبنا لدفعهم نحو اجندة حزبية محددة حتى لو كانت تتقاطع مع مصلحة شعبنا، وحتى لو كانت تساهم، مع سبق الدراية، في تشتيت وجوده وديموغرافيته الى قسمين، احدهما في اقليم كردستان العراق والاخر خارج الاقليم، بكل ما يعنيه ذلك من نتائج سلبية على وجود ومستقبل شعبنا واجياله.
نعود في هذا الجزء، وهو الاخير، لنقدم عرضا مختصرا لبعض ملاحظات اخرى بشان مسودة دستور اقليم كردستان العراق دون الخوض في التفاصيل كون النقاط واضحة ناهيك عن وجود اجماع يكاد يكون مطلقا عليها.

اولا: ديباجة الدستور
يقول القول الماثور ان الكتاب يقرأ (بضم الياء) من عنوانه..
وتاسيسا على ذلك نقول ان الدستور يقرأ (بضم الياء) من ديباجته.

في الوقت الذي ضمت فيه ديباجة الدستور عرضا وسردا تاريخيا لنضالات الشعب الكردي من جهة والمظالم التي تعرض لها من جهة اخرى فانها في ذات الوقت اخفقت في التعبير عن الغنى والتعددية القومية والدينية والثقافية لابناء اقليم كردستان ودورهم الحضاري في تاريخ الاقليم والمنطقة والبشرية.
وحيث ان الديباجة هي جزء من متن الدستور وهي المدخل اليه، ونظرا لكونها تقديما يمكن معه اعتماد البلاغة اللغوية للتعبير عن الحقائق والمبادئ والقيم التي يريد الدستور اقرارها والبناء عليها، وهي بذلك بخلاف الدستور الذي يتركب من ابواب وفصول ومواد وفقرات يراعي فيها صياغات قانونية محددة، وحيث ان ديباجة الدستور هي المقدمة للوثيقة الاهم في وجود الاقليم ومؤسساته وعملها وبما يجعل منها خلاصة وزبدة الدستور وقيمه ومبادئه ومن دون ان ترتبط بحدث او ظرف تاريخي محدد، ومن دون ان تكون موقفا سياسيا محددا، فاننا نقترح اعادة صياغتها بما يراعي اختصارها دون الخوض في التفاصيل التاريخية مع الحرص على التعبير عن التعددية القومية والدينية للنسيج الكردستاني ودور هذه المكونات جميعا وبمسمياتها في مختلف مراحل تاريخ المنطقة ودورها وعطاءها الانساني، بالاضافة الى التعبير عن نضالات وتضحيات الشعب الكردستاني، بكل مكوناته القومية والدينية، من جهة والمظالم والاضطهادات والتضحيات التي لاقاها في المراحل التاريخية المختلفة وبخاصة مع تاسيس الدولة العراقية المعاصرة، وصولا الى تحقيق الاقليم لذاته وكيانه الفدرالي القائم على المبادئ والقيم العصرية من حقوق وحريات للافراد والجماعات وكما يقرها ويلتزمها الدستور.
الديباجة هي اعلان مبادئ والتزام قيم تاتي في الدستور الذي يلحق بها، لذا فمن الضروري ان يجد ابناء الاقليم واجيالهم اليوم وغدا انها كتبت لهم جميعا بكل انتماءاتهم القومية والدينية وبكل توجهاتهم السياسية والفكرية.

ثانيا: تسمية شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) في الدستور الكردستاني:
يكاد لا يختلف اثنان من ابناء شعبنا، كما ايضا ابناء الاقليم من الاخوة الكرد والتركمان والعرب، ان التسميات الاشورية والكلدانية والسريانية هي تسميات متعددة لشعب واحد موحد تاريخا وحاضرا ومستقبلا، يشترك ابناءه في كل مقومات وعناصر الهوية القومية الواحدة، ولكنهم يختلفون في التسمية التي يطلقونها على هذه الهوية القومية.. فمنهم، والكاتب بينهم، من يستعمل التسمية الاشورية (كما فعلت في كل اجزاء هذا المقال)، ومنهم من يستعمل التسمية الكلدانية، ومنهم من يستعمل التسمية السريانية.
وحيث ان الدستور هو وثيقة مرجعية فانه لا بد له من ناحية ان يعتمد ويتضمن صياغات وتسميات محددة وواضحة، ومن ناحية اخرى فان على الدستور ان يعكس ويلتزم الحقائق التاريخية والوجودية والحياتية.
فما هو المخرج الدستوري اذن للتعبير عن شعبنا وتعريفه؟
هناك اجماع بين فصائلنا السياسية ومؤسساتنا القومية ونخبنا الفكرية ان المخرج هو اعتماد التسمية الشاملة لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) بخلاف ما هي المسودة عليه حاليا لانها تقدم شعبنا على انه شعبين احدهما اشوري والاخر كلداني وهو ما يخالف الحقيقة التاريخية والوجودية لشعبنا، وهي الحقيقة التي تدركها جميع قيادات الاقليم السياسية ومرجعياته العلمية ونخبه الفكرية، ومن بينهم لجنة كتابة الدستور!!
في هذا السياق، فاني اضم صوتي الى اصوات القائمة الطويلة من المطالبين باعتماد التسمية الشاملة لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) لانها تعبر عن كلتا الحقيقتين:
اولا: وحدة شعبنا
ثانيا: تعددية التسميات التي يطلقها على ذاته


ان اعتماد التسمية الشاملة لا يلغي حق ابناء شعبنا استخدام التسمية التي تربوا فيها وعاشوا معها ويقدسونها كونها التسمية القومية التي يؤمنون بها.. فالاشوري (وبينهم كاتب المقال) سيبقى يستخدم التسمية الاشورية في اموره الحياتية من تعبير عن الذات او في الكتابة عن مختلف القضايا التي تخص شعبه.. وكذلك سيفعل الكلداني، وكذلك السرياني.. ولكن المهم هو انه:
على المستوى الدستوري، وبتفاصيل ما يترتب عليه من تشريعات وتطبيقات وحقوق وغيرها، فاننا شعب واحد امام الدستور والتنشريعات ومؤسسات الاقليم.
وعلى المستوى الحياتي فليستخدم الافراد ولتستخدم المؤسسات التسمية التي دأبت على استخدامها.
فان كنا نؤمن يقينا اننا شعب واحد فانه لا بد ان لا نشعر باية حساسية او ريبة تجاه اي من هذه التسميات.
فليس مقبولا على الاطلاق من الاشوري المؤمن بوحدة شعبنا ان يدعو اخيه الكلداني المؤمن هو الاخر بوحدة شعبنا الى تفادي استعمال التسمية الكلدانية والا فتهمة التعنصر القومي وسيفها جاهزان!!
مثلما ليس مقبولا على الاطلاق من الكلداني او السرياني المؤمن بوحدة شعبنا ان يدعو اخيهم الاشوري (وبينهم كاتب المقال) الى تفادي استخدام التسمية الاشورية وبعكسه فانه عنصري شوفيني اناني والى اخره من النعوت التي تعكس حساسية مستخدميها تجاه التسميات، مثلما تعكس هذه الحساسية عدم قناعة وثقة بوحدة الشعب..
الانسان المؤمن بوحدة شعبه (الكلداني الاشوري السرياني) لن يشعر بالحساسية من قراءة اي من هذه التسميات، مثلما لا يرى في استخدام اي منها من قبل اخوته تفريطا بعقد الوحدة..

دعوتان ارغب بتوجيههما من خلال هذا المقال بشان التسمية الدستورية لشعبنا وبما يضمن وحدته.
اولاهما
الى الداعين للتسمية الاشورية كتسمية مفردة ووحيدة للتعبير عن شعبنا وتعريفه في الوثيقة الدستورية، فاقول:
اذا جاز لنا ان نتفهم سعيكم وحرصكم في مرحلة كتابة الدستور العراقي لاقتصاره على التسمية الاشورية فقط من منظور ان الوثيقة لم تكن موجودة وانها كانت تكتب من فراغ.. واذا جاز لنا اعطاءكم الحق في ذلك المسعى في تلك المرحلة وبانه من حقكم ان تسعون بان يعكس الدستور قناعتكم وايمانكم بان التسمية الاشورية لوحدها هي التعبير والتعريف الوحيد لهذا الشعب.
فان نتائج الامور اثبتت (كما كان الكثيرين، وبينهم كاتب المقال يتوقعون) ان الدستور لن يلتزم دعوتكم لان هناك مجموعة تعرف ذاتها وتقدم نفسها على انها كلدانية وتطالب بحق تضمين الدستور اعترافه بها، فكانت النتيجة ان الدستور بصيغته العراقية وبصيغته الكردستانية الحالية يقدم شعبنا على انه شعبين اشوري وكلداني.
وهي نتيجة لا نعتقدكم راضين عليها او مقتنعين بها، كما هم عموم ابناء شعبنا غير راضين او مقتنعين بها.
بالتاكيد لا نعتقدكم اليوم مقتنعين بامكانية نجاح اي مسعى او دعوة لتعديل الوثيقة القائمة بما يلغي التسمية الكلدانية!! والاكتفاء بالتسمية الاشورية فقظ!!
لذا اعتقد انه واعتمادا على حرصكم، الذي لا اشك فيه، على هوية ووجود شعبنا ومستقبله فانكم ستؤيدون مطلب توحيد التسمية بالتسمية الشاملة كتسمية دستورية والغاء واو العطف بما تعنيه من تجزئة وشق شعبنا.

اما الدعوة الثانية فاوجهها الى ابناء شعبي من الكلدان (مرجعيات ومؤسسات وتنظيمات وشخصيات) ممن حرصوا على ادراج التسمية الكلدانية بصيغتها المنفصلة عن التسمية الاشورية فاقول:
اذا جاز لنا تفهم حرصكم على تضمين الدستور التسمية الكلدانية، واذا جاز لنا منحكم الحق في الهواجس والريبة من المقابل ان يعمد الى الغاء التسمية الكلدانية، فان واقع الحال ضمن تضمين التسمية الكلدانية في الدستورين، العراقي والكردستاني.
الا ان التضمين جاء بشكل يقسمنا فيه الى شعبين.. ولا نعتقد ان هذه قناعتكم الحقيقية.
من حق شعبنا عليكم ان يدعوكم، وقد تبددت مخاوف الغاء التسمية الكلدانية، ان تبددوا لنا مخاوفنا من تقسيم شعبنا دستوريا.. اننا نتوقع منكم، ومن منطلق ثقتنا بشعوركم بالمسؤولية التاريخية، ان تدعموا التسمية الدستورية الشاملة لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني).

ثالثا: نضم صوتنا الى المطالبين من ابناء شعبنا بضمان حق تمثيله في المؤسسات التشريعية والتنفيذية عوض مراعاة تمثيله.

رابعا: العلم والنشيد الكردستاني:
نعتقد بعدم صحة تضمين الدستور اوصاف علم الاقليم وترك ذلك الى قانون خاص بعلم ونشيد الاقليم، كما هو الحال في جميع الدساتير حيث تنص على ان الدولة، او الاقليم، يكون له علم خاص به ينظمه قانون خاص.
ومن البديهي ان يضم العلم عند تصميمه ووفق القانون الخاص به رموزا تعبر عن جميع مكونات الاقليم القومية ودورها الحضاري.

خامسا: اعترافا من الدستور بالتعددية القومية والدينية في الاقليم، واحتراما منه لهذه التعددية، فاننا نقترح تضمين الدستور نصا بجعل احد الاعياد المسيحية (عيد الميلاد تحديدا) والايزيدية والاشورية (راس السنة الاشورية مثلا) عطلة لكل الاقليم وليوم واحد.
وضمن هذا السياق ايضا نقترح على الدستور ان يتضمن نصا يلزم المؤسسات التعليمية والتربوية في الاقليم ان تزيل الغبن التاريخي الحاصل على مدى تاريخ الدولة العراقية والمتمثل في تغييب متعمد للموزائيك القومي والديني من مناهج التربية والتعليم ومن برامج المؤسسات والاجهزة الاعلامية.
ان تضمين الدستور نصا يلزم المؤسسات التربوية والتعليمية والاعلامية في الاقليم للتعريف بالشعب الاشوري والمسيحية والايزيدية وتاريخهم ودورهم الحضاري وثقافتهم هو امر حيوي لابناء واجيال الاقليم في العيش والمصير المشترك.

سادسا: حسنا فعل الدستور في منعه للافكار العنصرية والشوفينية، الا اننا نجد اهمية تخصيص فقرة ونص دستوري واضح في منع حزب البعث العربي الاشتراكي من النشاط في الاقليم كونه احد اكثر الايديولوجيات عنصرية وفاشية في تاريخ العراق المعاصر. واقليم كردستان العراق وما تعرض له من حملات ابادة منظمة هي شاهد على فاشية البعث.
وفي هذا السياق ايضا نرى اهمية تضمين الدستور في اشارته الى برلمان الاقليم وحكومته ان يشترط كون المرشح لعضوية البرلمان او المكلف بمهمة وزارية لم يرتبط باي شكل من الاشكال مع الاجهزة القمعية والارهابية للنظام البائد.
فهذا اقل الوفاء لضحايا هذه الاجهزة ان لا يؤتمن من تعامل معها على حق التشريع او سلطة التنفيذ بمرتبة وزارية في الاقليم.

وختاما،
تحية تقدير واعتزاز الى برلمان اقليم كردستان العراق وهو يخطو هذه الخطوة على طريق ترسيخ الاسسس الدستورية للاقليم ومؤسساته عبر دستور مدني متطور.
تحية تقدير واعتزاز الى تنظيمات شعبنا السياسية ونخبه الفكرية وانشطته المؤسساتية والاعلامية وشخصياته الفاعلة على تفاعلهم الايجابي مع المسودة المطروحة واغناءهم لها بما يحقق لشعبنا واجياله مستقبلا آمنا متقدما قائما على اساس الشراكة القومية والوطنية مع عموم ابناء كردستان العراق.
تحية تقدير واعتزاز الى كل المشاركين في هذا الحوار البناء.
انكم جميعا ايها الاخوة تصنعون التاريخ وتبنون المستقبل..
فليبارك الرب جهودكم..

القس عمانوئيل يوخنا
[/font]

231
قراءة اشورية في الدستور الكردستاني
الجزء الرابع
تفنيد الاعتراضات على الحكم الذاتي وضم سهل نينوى للاقليم
[/b][/size]
ملاحظة: يرجى من الاخوة القراء ممن لم يقراوا الجزء السابق من المقال، النقر على هذا الرابط لقراءته قبل قراءتهم لهذا الجزء:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,63983.0.html

كما اوردنا في الجزء السابق من المقال فان مهمة اقرار مبدا الحكم الذاتي لشعبنا في دستور اقليم كردستان وضم سهل نينوى الى الاقليم ليشكل مرتكزا اساسيا في تحقيق الحكم الذاتي ليست بالمهمة السهلة حيث تواجهها العديد من المصاعب التي اتينا على ذكرها في القسم السابق.
آشوريا، فان ما يمكن فرزه من مواقف متبلورة بشان الموضوع هي ثلاثة:
- موقف عموم الاحزاب السياسية والمؤسسات القومية لشعبنا ونخبه الفكرية وشخصياته الفاعلة حيث يقوم موقفهم على مرتكزين: الحكم الذاتي لشعبنا في اقليم كردستان وضم سهل نينوى الى الاقليم لتحقيق الحكم الذاتي ووضع ديموغرافيتنا في اقليم واحد.
- موقف الحركة الديمقراطية الاشورية الذي يقلص المطالب بحصرها بالادارات المحلية مثلما يرفض ضم سهل نينوى الى الاقليم.
- موقف المؤتمر الاشوري العام الذي يدعو الى اقليم فدرالي اشوري قائم لذاته ويضم سهل نينوى ومحافظة دهوك التي لا بد، بحسب مطالب المؤتمر الواردة في بيانه، ان يتم اخلاءها كرديا وفصلها عن اقليم كردستان.

من البديهي ان يسعى كل طرف للتبشير برؤيته، مثلما يقوم بنقد ومحاججة الراي الاخر..
فهذا امر سليم ولا غبار عليه ونتمنى ان يسود في حياتنا وحواراتنا مع التزامه للمبادئ والاشتراطات الاساسية للحوار الديمقراطي من احترام الراي الاخر وعدم شخصنة الامور والابتعاد عن التشكيك والتخوين للمخالفين في الراي، اضافة الى التزام الموضوعية والمصداقية في تقديم الحجج والمعلومات والحقائق.
للاسف ان مساحة واسعة من الحوارات والمساهمين فيها تفتفر لهذه الشروط حيث يسود التخوين وتوزيع التهم التي كنا نقراها في جرائد البعث من (الانبطاحية) و(الانهزامية) و(بائعي الامة) و(العبيد)، الى ترويج الضبابية والشعاراتية مع تشويه الحقائق وانكارها والتجاوز عليها، الى تاجيج الاحقاد والعداءات القومية، وانتهاء بخلط الامور والقضايا في افتقار واضح للمنهجية في الحوار الذي لا بد ان يكون مسؤولا.
في هذا القسم سوف نناقش عدد من الاعتراضات التي تتداولها الحوارات الاشورية بشان الحكم الذاتي في اقليم كردستان وضم سهل نينوى.. واذا كان بعض الشيئ طويلا فانه لاهمية الردود واهمية ايفاءها حقها، فمعذرة.

اولا: يروج المعترضون انه لا يمكن للاشوريين العيش مع الكرد وتحت رحمتهم، لانه، وبحسب هؤلاء، فان الكرد هم اعداء للشعب الاشوري وانهم كانوا وما زالوا يسعون لانهاء وجوده وارتكبوا في ذلك مذابح لا يمكن غفرانها، وان الكرد وقيادتهم السياسية، وتحديدا البارتي والسيد البارزاني، هم اكثر ظلما ضد الاشوريين من نظام صدام!!! (على سبيل المثال، هذا ما قالت مجموعة الحركة والتي ضمت مسؤولها وعدد من كوادرها في اميركا انها ابلغته واكدته للسيدة لورا بوش اثناء مشاركتها في حفل الغداء الانتخابي قبل اشهر في اريزونا لدعم انتخاب المرشح الجمهوري وشاركت في الحفل ايضا هذه المجموعة الى جانب المئات من الامريكيين).
والى اخر هذا الخطاب السياسي والاعلامي القائم على الحقد والكراهية والمليئ بالاساءات والذي يفتقر الى اية مسؤولية ضميرية واخلاقية قبل المسؤولية السياسية.
من المؤسف والمؤلم حقا ان يكون هذا خطابا يوميا لهؤلاء في حواراتهم وحضورهم السياسي والاعلامي في مختلف وسائل النشر والتاثير الجماهيري المتاحة.
ومن المؤسف والمؤلم حقا ان يتم مباركة هذا الخطاب وتبريره وتغطيته باسم حرية التعبير عن الراي!! (اخر الامثلة على التبرير وردت في المقال الاخير للسيد يعقوب يعقوب، وكان سبقه في ذلك السيد رعد ايشايا واخرون من قيادات وكوادر الحركة في الوطن والمهجر).
كما يشارك في هذا الخطاب اخرون لا يلتزمون اية مسؤولية تجاه شعبهم ولا ينتمون الى عمله السياسي في شيئ بقدر انتماءهم الى عالم من الخيالات نسجوه لانفسهم خارج العصر.

لهؤلاء جميعا ولاعتراضهم نقول:
ان الشعوب، كل الشعوب وفي كل الازمنة والاماكن، لا تختار جيرانها وشركاءها في الحياة والمصير..
فالتاريخ والجغرافيا يختاران للشعوب جيرانها وشركاءها.
وتاريخ وجغرافيا الشعبين الاشوري والكردي قد حكما عليهما بالجيرة والحياة والمصير المشترك.

قد يكون لرجل اعمال يؤسس لشركة حق وفرصة اختيار شركاءه.. ولكن هذا الخيار ليس متاحا لقادة وابناء الشعوب وهم يؤسسون لمستقبل شعوبهم..
فلا الشعب الكردي وقياداته لهم حق الخيار هذا، ولا الشعب الاشوري وقياداته لهم هذا الحق ايضا.
لذلك، قلت واكرر القول، ان ما هو موجود بين الشعبين هو شراكة قومية ووطنية فرضتها حقائق التاريخ والجغرافيا.. وانه من الواجب البناء عليها من اجل المستقبل.. ومدى تحقيق هذا الواجب هو معيار الحكم على مسؤولية القيادات السياسية للشعبين.

طبيعة تاريخ العلاقة بين الشعبين الكردي والاشوري (كما بين جميع الشعوب المتجاورة ليس في حدود الدولة العثمانية فحسب بل وفي جميع انحاء المعمورة) تحكم فيها عاملان اساسيان:
- الاكثرية والاقلية العددية
- الاختلاف والتمايز القومي والديني

ومن البديهي ان طبيعة الوعي ومستوى التطور الثقافي والاجتماعي وعوامل التعنصر الديني ناهيك عن الهيكلة المؤسساتية للدولة واجهزتها وغيرها ادت ان يضم التاريخ المشترك للشعبين، في مسيرته الطويلة زمنا ومساحته الواسعة مكانا، صفحات من الحوادث الدموية.
وذات الشيئ ينطبق على علاقات الترك بالارمن والعرب والكرد والفرس، وعلاقات هؤلاء مع بعضهم.
بالتاكيد فان علاقة الاقوام المسلمة مع بعض (حيث الاختلاف قومي فقط) كانت افضل من علاقاتهم مع الاشوريين والارمن واليونان (حيث الاختلاف هو قومي وديني ايضا).
هذه حقيقة تاريخية لا يمكن انكارها او تغييرها.
الصراع بين الاقوام والاديان والمذاهب والعشائر وغيرها من الكيانات والولاءات هو حقيقة في تاريخ كل الشعوب وكل الدول وكل القارات، وليس حالة تتفرد بها العلاقة بين الكرد والاشوريين.
بل وانه وضمن الشعب الواحد فقد حدثت حوادث دموية بسبب اختلاف الانتماءات الدينية او المذهبية او العشائرية او المناطقية.
هل نحتاج للتذكير بالمذابح العربية الاسلامية بحق ابناء شعبنا؟ ام ترى ان ذاكرة البعض هي انتقائية سياسية!!
ومن كان غير العرب المسلمين، والمغول من بعدهم، من جعلنا اقلية مستضعفة في بلادنا؟
وهل كان صدام ونظامه كرديا ام عروبيا ولاحقا اسلامويا؟!!!!
لا احد ينكر، ومن بينهم المؤرخين الكرد وقادتهم السياسيين، ان هناك صفحات مؤلمة في تاريخ التعايش بين الشعبين الكردي والاشوري.
فهذه حوادث تاريخية حصلت بسبب ضمور مستوى التطور الثقافي والوعي الانساني وبسبب التزمت والتعنصر الديني مثلما ساعدت في حصولها وتاجيجها اطراف خارجية، ناهيك عن الضعف في اداء وتحكم اجهزة الدولة.
ولكن هل المطلوب البقاء رهينة واسرى لهذه الصفحات في الوقت الذي نحن ملتزمون مسؤولية ضميرية وانسانية وقومية ووطنية لبناء مستقبل مشترك لاجيالنا جميعا؟ هل المطلوب تخديش الذاكرة ام معالجتها؟
هل المطلوب ان نقدم مستقبلنا قربانا لارواء عطش الجالسين في الشتات في المقاعد الوثيرة ووراء الكمبيوترات المتطورة التي تتيح لهم المخاطبات وترويج الاحقاد ورفع الشعارات عبر الحدود دون اية تكلفة؟
ام المطلوب ان نتوجه الى اطفالنا واجيالنا المصرين على اعادة بناء الحياة في قراهم وقصباتهم ومدنهم في الوطن الى جنب الكرد وبقية مكونات نسيجه الاجتماعي والديني والثقافي والقومي؟

بالله عليكم، وللمقارنة فقط، اليس مشهد العراق الحالي معبرا عن الواقع ومؤشرات المستقبل وتوجهاته وشكله؟
اين البصرة الفيحاء اليوم من التسامح الديني والثقافي الذي عاشته في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم وكان شعبنا في البصرة جزءا منه؟ فهل مجتمع عرب البصرة اليوم اكثر تطورا وتسامحا وسموا مما كان عليه حينها، ام تراه تراجع الى قرون خلت بتاثير قوى الظلام.
اين الرمادي بحبانيتها وفلوجتها وخالديتها من التسامح والعيش المشترك حتى ان عوائل عربها كانوا يتحدثون لغتنا ويشاركون شعبنا احتفالاته واعراسه؟ الم تتبدل هذه العلاقة اليوم الى قطع الاعناق باسم الله اكبر!!
اين المجتمع البغدادي من قهاوى شارع الرشيد ومسكوف ابي النواس واغنية الغزالي: (اي شيئ في العيد اهدي اليك يا ملاكي)؟
وحدث ولا حرج عن الموصل حيث ينحر رجل الله المسالم الاب بولص اسكندر في اقدس اشهر الاسلام، شهر رمضان، ويقدم ذبيحة يريد ناحريه اجرها انهر من خمر وحوريات تتجدد عذريتهم كل يوم.

اين العراق العربي من الكنائس وكهنتها ومؤمنيها الذين باتوا اهدافا يومية وسهلة للارهابيين؟
لماذا نزحت الاف العوائل الاشورية من البصرة والرمادي وبغداد وبعض مناطق مدينة الموصل الى الاقليم او المناطق المتاخمة التي تحميها قوات الاقليم؟
هل يكفي القول ان الارهابيين لا يمثلون الاسلام الحقيقي؟
ولكن هل يعزي هذا القول عوائل الضحايا ويمنح الثقة لشعبنا بمستقبل آمن في مناطق تفرض عقيدة الغاء الاخر واقتلاعه نفسها على الانسان والشارع والمجتمع والدولة؟
بطبيعة الحال نحن لا نتحدث عن تعميم او حالة مطلقة في واقع المجتمع العراقي بقدر ما نتحدث عن توجهات وممارسات عقائدية سائدة وتمتلك من التعبئة الشعبية والقدرات على تطبيق توجهاتها.

لماذا تاجيج الاحقاد القومية عبر تخديش ذاكرة التاريخ، وفي ذات الوقت التغاضي واعماء الذات عن ما جرى ويجري اليوم من ارهاب ومذابح يومية بحق شعبنا بسبب هويته وانتماءه الديني؟
اذا كان القتل على الهوية ممارسة يومية يروح ضحيتها يوميا عشرات ومئات العراقيين الابرياء ممن لا ذنب لهم سوى انهم ينتمون الى هذا المذهب او ذاك وتواجدوا، لسوء حظهم، في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، فكيف هو حال ومستقبل شعبنا المختلف قوميا ودينيا عن عصابات الجريمة المذهبية هؤلاء؟
نأمل جميعا ان يمنح الرب حكمته وينير قلوب وعقول الجميع ليضعوا نهاية لنزيف الدم والجرح العراقي.

بالله عليكم، هل فعلا انكم غير قادرين على ملاحظة القفزة النوعية التي حصلت في مستوى التطور الثقافي في المجتمع الكردي بين ما كانت عليه وبين ما هي عليه؟ وهي نقلة تتسارع خطاها الى امام.
وهل فعلا انكم غير قادرين على ملاحظة مدى الارتداد والتخلف والعودة الى وراء التي حصلت في بقية المجتمع العراقي؟ وهو ارتداد يزداد انحدارا الى الوراء حيث الظلام والعقول المتحجرة.
قارنوا فقط بين جامعة من جامعات الاقليم وبين اية جامعة تختارون في بقية العراق. بل وقارنوا بين اية جامعة عراقية اليوم وبين ذات الجامعة قبل ثلاثة او اربعة عقود.
وانا هنا لا اتحدث فقط عن الاوضاع الامنية، بل الاجواء الاجتماعية والثقافية والتوجهات العقائدية والفكرية وقبول الاخر والتعايش والامن الاجتماعي
.

قد يعترض معترض بايراد حالات من التجاوزات على الافراد او الممتلكات او القرى الاشورية في الاقليم.
لا احد ينكر وجود ذلك. ولكن لا يجوز تحميل الامور ما لا تتحمله. ولا يجب تحميل ممارسات فردية سلبية اوزار المستقبل السياسي لشعبين محكومان بالعيش المشترك.
فالتجاوزات قائمة على اساس فردي من قبل المواطنين وليست على اساس تخطيط وممارسة منهجية ومدعومة من الحكومة. وهناك سعي جدي لحلها في اطار المؤسسات القانونية والدوائر المعنية. وفيشخابور وتلان وغيرها تشهد على ذلك. فلماذا لا نرحب بما حصل من رفع للتجاوزات وندعم الاستمرار في العملية.
مثلما هو مطلوب رفع التعريب عن مدن وقصبات وقرى سهل نينوى..

ان الاعتراض على الحكم الذاتي وضم سهل نينوى بهذه الذريعة من الحقد القومي والاساءات للقيادات السياسية، الكردية والاشورية منها على حد سواء، هو موقف غير اخلاقي وغير مسؤول ويسيئ الى شعبنا واجياله وقضيته اولا قبل ان يسيئ الى الشعب الكردي وقياداته.
اني ادعو مخططي ومنفذي ومروجي هذا الخطاب الكف عنه وامتلاك الحد الادنى من المسؤولية الضميرية والاخلاقية والسياسية تجاه شعبنا ووجوده ومستقبله في الوطن.

ثانيا: يقول البعض ان سهل نينوى ليس تابعا للاقليم فباي حق يتحدث دستور الاقليم عنه ويدعو لضمه؟!!
مروجي هذا الاعتراض هم غير مصمميه. فمروجيه هم من عامة المتحاورين الذين يرون ببساطة ان الحجة والاعتراض منطقيان.. ولهؤلاء نقول انه لا غبار على اعتراضكم ووجاهة مناقشته.
اما مصممي الاعتراض فانهم يدركون جيدا، وبحكم موقعهم السياسي ودرايتهم المفترضة بالعملية السياسية والدستورية، ان الاعتراض لا مشروعية فيه.
معدي ومشرعي الدستور الكردستاني يدركون جيدا ان الذي يقرر بشان ضم السهل الى لاقليم من عدمه هم ابناء السهل في عملية استفتاء لاحقة.
وذات الامر بالنسبة لبقية المناطق التي اعتمدها الدستور الكردستاني جزءا من حدود الاقليم (الكثير من الاشوريين ممن يعتمدون نظرية المؤامرة يعتقدون ان سهل نينوى هي المنطقة الوحيدة التي يطالب الدستور الكردستاني بضمها الى الاقليم كجزء من مؤامرة الاعداء التاريخيين على شعبنا ووجوده!!! ولا يدركون اساسا ان الدستور اعتمد ضم مناطق تفوق مساحة وبشرا ومواردا اضعاف سهل نينوى.)
واعتماد دستور الاقليم لضم هذه المناطق ليس الغاء لحق ابناءها في التعبير عن ارادتهم عبر الاستفتاء، بل على العكس فهو احترام لهذه الارادة وتمهيد لهذا الاستفتاء. بمعنى ان تضمين الدستور لهذا الضم هو ميثاق التزام وتعهد من الاقليم ودستوره ومؤسساته وقياداته ونوابه في مجلس النواب العراقي في بغداد تجاه ابناء هذه المناطق بان تتاح لهم فرصة وحق التعبير عن ارادتهم في ضم او عدم ضم مناطقهم الى الاقليم. وعندها ليدلي الجميع برايه بحرية وعلى الجميع احترام ارادة الاكثرية.
وبكلمات اخرى فان السؤال هو هل نريد اعطاء الفرصة لابناء سنجار وتلعفر والشيخان وتلكيف وبغديدة وكركوك وغيرها من المناطق المتاخمة للاقليم والتي تعيش فيها تجمعات سكانية واسعة من غير العرب وممن لهم وجود وامتداد ديموغرافي في الاقليم ان يقولوا قولهم ويختاروا اختيارهم في الالتحاق ام عدم الالتحاق بالاقليم؟ ام ترانا نلتزم الموروث السياسي للنظام ونبقي الانسان قسريا في محيط لا يريد، ربما، البقاء يه؟
بالتاكيد ان مطالبة كتلة برلمانية لها ثقلها في مجلس النواب، ومدعومة بنصوص من دستور الاقليم وارادة ثلاثة ملايين من ابناءه سيمكن لها تحقيق ما سبق من فرصة الاختيار لابناء هذه المناطق اكثر من مطالبة عضو واحد!! وهذه المقارنة (بين حجم الكتلة وحجم العضو الواحد) كفيلة بالرد على الداعين لمناقشة الامر تحت قبة بغداد دون اعتماد دستور الاقليم له. فهذا البعض لا يفقه ماذا يعني ان يعتمد دستور الاقليم مطلبا تم اقراره باستفتاء الاقليم بحدوده الحالية بما يجعل من المطالبة الدستورية التزاما وتعهدا بعاتق الاقليم ومؤسساته ونوابه.

هناك من يضيق الامور اكثر ويطلب تكميم الافواه وانتزاع حق الانسان والتنظيمات في التعبير عن رايها.
كنت اتصفح الانترنت يوما ومررت على موقع زهريرا للحركة الديمقراطية الاشورية، ولاجد في زاوية كلمة الموقع (بمعنى انها تعبر عن موقف الحركة) مقالا استوقفني عنوانه حيث يقول: (باي حق يتحدثون عن سهل نينوى؟) وهو تساؤل بصيغة الواثق من الاجابة.. (ما زال المقال موجودا ولكن ضمن زاوية منتدى الحوار) فتوقعت ان الـ (ون) في (يتحدثون) ربما تشير الى طالبان من افغانستان او حماس من فلسطين او الاتحاد الافريقي، فربما تجاوزوا اللياقة والحكمة واصدروا موقفا سياسيا بشان سهل نينوى او مدوا ذراعهم فيه!!
من قراءة المقال وجدت ان الـ (ون) تشير الى الاشوريين او اية جهة او مؤسسة او شخص اخر خارج الحركة وخارج اصوات قائمتها في الانتخابات العراقية الاخيرة!!!
كاتب اخر من كتاب الحركة الديمقراطية الاشورية يقول ان لسهل نينوى ابناءه ولا يحق للاخرين الحديث!!
يا للهول من ذهنية التفكير هذه..
1- وقبل كل شيئ فان سهل نينوى، اداريا، هو جزء من العراق كل العراق.. وبالتالي فان اي عراقي، فردا او مؤسسة او تنظيم، يحق له ابداء الراي في الموضوع من منطلق المواطنة والانتماء العراقي.
2- سهل نينوى يمثل ديموغرافية اشورية وكردية ايزيدية بوجه خاص ولبقية مكوناته من الشبك والعرب والكرد المسلمين. من هنا فان من واجب (والواجب هو اكثر من الحق) التنظيمات والمؤسسات السياسية التي تناضل من اجل مستقبل وحقوق هذه المكونات القومية والدينية الموجودة في سهل نينوى ان تعطي رايها في الامر.
3- ان حصر المناقشة بالاشوريين فقط هو خطا وجهل سياسي، ليس بسبب ما سبق واوردنا من نقطتين فحسب، بل ومن منطق انه من الجهالة اعتبار ان الاشوريين وحدهم هم من سيشارك في الاستفتاء على السهل!!
4- في حصر الامر بقائمة الرافيدين على انها حصلت اصوات اكثر من بقية القوائم القومية لشعبنا جهالة ما بعدها جهالة.. فقبل كل شيئ اذا كانت الحركة واعتمادا على فارق عدة الاف من الاصوات لقائمتها في سهل نينوى من بقية القوائم القومية تمنح لنفسها حق التفرد بادلاء الراي وتكمم افواه الاخرين فانه وعلى هذا المبدا فان قائمة التحالف الكردستاني يحق لها التفرد بالامر كليا لانها حصلت على اضعاف اصوات الحركة في سهل نينوى، وكذلك القائمة العراقية. (من يحفر حفرة للاخرين يقع فيها).
ثم اي منطق هذا ان "المعارضة" (تعبير مجازي عن الاحزاب التي حازت اصوات اقل) يجب ان تخرس ولا تتحدث عن اي شيئ لان اصواتها كانت اقل!! هل فكرتم لحظة ماذا يعني هذا؟ وهل ان هذا ينتمي الى الديمقراطية التي اسمها تحملون، ام الى نظام صدام الذي يبدو انكم اليه تحنون.
فـ"المعارضات" في كل العالم تبدي رايها وتقدم رؤيتها في كل الامور، بل وتركز على قضاياها الخلافية مع "الحكومة". ام ترى انكم على خطى صدام تريدون "معارضة" تصفق لكم، وبعكسه فهي خائنة ويجب اخراسها؟

ثالثا: الاعتراض الاخر يروج على ان الكرد يريدون ضم سهل نينوى ليجعلوا منا ساندويش وحجابات لصد عساكر العرب!! وان مطلب الحكم الذاتي وضم السهل سيجعل شعبنا هدفا للارهابيين!!
قبل كل شيئ.. ان "خط التماس" الكردي – العربي في سهل نينوى لا يزيد عن 35 كم مقابل مئات الكيلومترات من التماس بين الاقليم وبقية العراق. فعن اية حجابات عسكرية يتحدث هؤلاء في سعيهم لترهيب شعبهم وترويج انه ضحية مؤامرة كردية لتقديمه كبش فداء في مذبحة لا محال قادمة!!
ثم ان عراق اليوم والمستقبل مختلف في مؤسساته وتفاصيل واليات عمليته السياسية ناهيك عن توازن القدرة العسكرية وغيرها ما يجعل من الخطا الفادح مجرد التفكير بتسقيط موروث الحكومة المركزية وعساكرها في حربهم الداخلية ضد الحركة التحررية الكردستانية على انه السيناريو المفترض.
ان هذا الاعتراض وتفرعاته تقوم على قراءة خاطئة لواقع ومستقبل العراق.. قراءة تقوم على اسقاط موروث الدولة العراقية منذ تاسيسها من حيث قيامه على مركزية مطلقة وامتلاك المركز لكل الجبروت والقدرة على فرض الوقائع السياسية والامنية في عموم الوطن باصغر قراه ومحلاته..
حقيقة الامر، ان المستقبل العراقي يقوم على هيكلية تعتمد اللامركزية الكبيرة في ادارتها وفي توزيع عوامل القدرة السياسية منها والعسكرية والاقتصادية بين مكونات هيكل الدولة العراقية سواء كانت اقاليم فدرالية قائمة او ستقوم او محافظات غير منتظمة في اقاليم.

اما الارهابيين وارهابهم، فهم ليسوا بحاجة لذرائع ليستهدفوا شعبنا وابناءه وكنائسه وطريقة حياته وثقافته.
فهل كان شعبنا مطالبا بالحكم الذاتي عندما استهدف في البصرة والرمادي؟ وهل كانت قيادات كنائسنا قد طالبت بالحكم الذاتي يوم فجرت كناسنا في البصرة وبغداد وكركوك والموصل؟  وهل كان الاب بولص اسكندر داعيا سياسيا من انصار ضم السهل للاقليم ليذبحه الارهابيون؟
ان ترهيب شعبنا، هو تبرير لا اخلاقي للارهاب ودعوة مفتوحة للارهابيين لتصعيد ارهابهم وجرائمهم ضد شعبنا.. وهو مشاركة فعلية في الارهاب ضد شعبنا.

لا احد يستبعد ان يسعى الارهابيون لتنفيذ عمليات ارهابية هنا او هناك في سهل نينوى.. بل لا احد ينكر انهم سعوا حتى قبل هذا السجال السياسي.
ولكن هذا لا يبرر ابدا السكوت عن المطالبة بما نراه مستقبلا افضل لشعبنا، بل على العكس انه يعني وجوب العمل من اجل هذا المستقبل بعيدا عن الارهابيين والخضوع لهيمنتهم الادارية والسياسية والعقائدية.
انا افهم ان من حق الحركة الديمقراطية الاشورية وبقية المختلفين في الرؤية السياسية بشان ضم السهل الى الاقليم ان يحاججوا في رؤيتهم وينتقدوا الرؤية المقابلة؟
ولكن ما لا يمكن القبول به والتسامح معه ان تسعى الى ترهيب شعبنا وتبرير الارهاب ضده حينا وتخديش ذاكرة التاريخ حينا اخر.

رابعا: اعتراض اخر يقول ماذا لو اقام الكرد دولتهم؟
نقول اولا وقبل كل شيئ فانه لا توجد مؤشرات قائمة بهذا الاتجاه، بل ان من يهدد وحدة العراق ليس الكرد بل التناحر الدموي الشيعي – السني، وان الكرد هم الى الان الضمانة التي ضمنت وحدة عراق ما بعد التحرير.
ولكن لا مانع من مناقشة الامر بافتراض وجود هذا الاحتمال وبافتراض تحققه في المستقبل القريب او الوسيط او البعيد ضمن المبدا المشروع لحق الشعوب في تقرير مصيرها.
نتساءل: ايهما افضل لشعبنا ان يكون في اطار دولة واحدة ام مشتت بين دولتين؟
لن نطيل الاجابة فواقع وجودنا اليوم وتشتتنا بين اكثر من دولة (عراق، سوريا، تركيا، ايران) وما افرزه من نتائج هو الاجابة العملية، لا النظرية، على هذا السيناريو في حال تحققه.
"الاستعمار" وضع الحدود بيننا قبل قرن وما زلنا نلعنه الى اليوم بانه وراء تقسيمنا بل ووراء كل مشاكلنا حتى العائلية منها!!!
واليوم نضع نحن الحدود بين انفسنا لا لشيئ الا لاننا محمومون بحمى الفوبيا الكردية القائمة على الحكم على الامور من منظور مدى الضرر الذي تلحقه بالكرد وليس من منظور مدى الفائدة التي تحققها للاشوريين.
وفي جميع الاحوال فاننا يجب ان نؤمن بمبدأ وحقيقة ان وجود شعبنا وديموغرافيته في اقليم واحد وتحت دستور واحد وفي ظل مؤسسات تشريعية وتنفيذية واحدة هو خطوة اساسية توفر لشعبنا ووجوده بنية تحتية وديموغرافيا تؤهله اليوم او غدا تحقيق حقه في الحكم الذاتي وليكون سابقة دستورية في التعامل مع شعبنا ووجوده وقضيته.

من جهة اخرى دعونا نطرح في المقابل سؤالا افتراضيا اخر له مؤشراته.
ماذا لو تحولت الحكومة العراقية المركزية الى حكومة اسلامية تحكم بشرع الله!! الذي يصنفنا على اننا كفار وان علينا دفع الجزية لضمان امن عيشنا، اذا ما افترضنا ان الجزية تجلب الامن!!

سؤال تجيب عليه قائمة ضحايا شعبنا في البصرة وبغداد والانبار والموصل، مثلما تجيب عليه مشاهد تفجيرات الكنائس. وتجيب عليه بصورة اجلى مشاهد نحر الاب الشهيد بولص اسكندر.

هذه اهم الاعتراضات التي نسمعها في الحوارات والكتابات الاشورية عن الحكم الذاتي وضم سهل نينوى الى اقليم كردستان العراق، وقد اهملنا، واختصارا للموضوع، اعتراضات ثانوية اخرى هي اقل هشاشة.
في الجزء اللاحق، وهو الاخير، من هذه المقالات سنعرض بقية ملاحظاتنا على دستور اقليم كردستان العراق مع كلمة ختامية. فالى اللقاء..

القس عمانوئيل يوخنا
[/font]

232
برلمان كردستان يمدد فترة مناقشة مسودة دستور الاقليم
 
من عبدالحميد زيباري
أربيل-(أصوات العراق)
أعلن عدنان المفتي رئيس المجلس الوطني لكردستان العراق، اليوم الأربعاء ، أن البرلمان قرر تمديد فترة مناقشة مسودة دستور اقليم كردستان حتى الأول من شهر نيسان ابريل من العام المقبل.
وقال المفتي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان نيجبريفان البارزاني اليوم "بطلب من الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين في اقليم كردستان قررنا تمديد فترة مناقشة مسودة دستور اقليم كردستان حتى الأول من نيسان ابريل القادم لدعمه بالمقترحات والاراء."
وردا على سؤال حول مطالب الكلدواشوريين والسريان باقامة منطقة حكم ذاتي لهم في سهل نينوى وادراج ذلك في دستور الاقليم، قال المفتي "هناك توجه قوي وواضح بان يتضمن الدستور الحقوق الكاملة للكلدواشوريين والتركمان ويجب بحث الصيغة المثلي في كيفية ادراج هذه الحقوق في الدستور و( نحن) ندعم بشكل كامل توجهاتهم."
ومن جانبه، علق نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان على هذه المسألة بالقول" (هناك) احتمال ان يكون عدد التركمان والكلدواشوريين قليلا في اقليم كردستان ولدينا معهم تاريخ مشترك وعريق في المنطقة مبني على التسامح والتعاون ومطالبهم معقولة وسندرسها وندعهما."
وكانت مجموعة أطلقت على نفسها لجنة عمل الاحزاب والمؤسسات الثقافية (الكلدانية والاشورية والسريانية) قدمت مذكرة الى لجنة اعداد مسودة دستور اقليم كردستان تطالب فيها بادارج منح حكم ذاتي للمسيحيين في سهل نينوى في مسودة دستور الاقليم.
وكان برلمان كردستان حدد بداية شهر كانون الاول ديسمبر المقبل اخر موعد لاستلام الآراء والمقترحات حول مسودة دستور اقليم كردستان التي أعلنت في بداية شهر ايلول سبتمبر الماضي.
ع ح - ش ع 
 

233
عزيزي واخي في الانسانية والامة والدين والوطن،
اخي في التاريخ والحاضر والمصير،
اشكرك شكرا جزيلا على مقالتك وعتابك الاخوي واستفسارك.
موقفي من التسمية واضح جدا باننا شعب واحد تاريخيا ومصيريا ولكننا نستعمل ثلاثة تسميات له، فهناك من يستعمل الاشورية للتعبير عن هذا الشعب، وهناك من يستعمل الكلدانية، وهناك من يستعمل السريانية.
انا لا اجد اية اشكالية وليس لي اي اعتراض على اي منها فجميعها تسميات نعتز بها.
فالمهم ان استعمال اي منها من قبل اي شخص او مؤسسة انما يعني ويشير بها الى التسميات الاخرى ايضا.
فانا هكذا اقرا وافهم للكاتب الكلداني عندما يكتب ويقول الشعب الكلداني. وليس لدي اية حساسية منها ولا اشكك في استعماله لها، ولا ادعوه لتفادي استعمالها، ما دام يؤمن بوحدة شعبنا.
وهكذا اقرا وافهم للكاتب السرياني عندما يكتب ويقول الشعب السرياني وليس لدي اية حساسية منها ولا اشكك في استعماله لها، ولا ادعوه لتفادي استعمالها، ما دام يؤمن بوحدة شعبنا.
وهكذا ارجو بروح المحبة ان يقراني ويفهمني الكلدان والسريان عندما اكتب واقول الشعب الاشوري.

انا موقفي واضح من التسمية باننا شعب واحد يستعمل ثلاثة تسميات.
دستوريا ادعو لتبني التسمية الشاملة (الكلداني الاشوري السرياني).
وحياتيا، فرديا ومؤسساتيا، فان كل منا ليستعمل التسمية التي تربى وعاش فيها ويعتز بها مثل اعتزاز بقية ابناء شعبه ممن يستعملون التسميات الاخرى.
فانا استعمل الاشوري لانني ولدت وتربيت وعشت في هذه التسمية واعتز بها واقدسها وانا اؤمن انها تحوي وتساوي التسميتين الاخريتين الكلدانية والسريانية.
وهكذا انظر الى ابن شعبي الذي يستعمل التسمية الكلدانية لانه ولد وتربى وعاش تحت التسمية الكلدانية ويعتز بها ويقدسها. فالمهم اني اعتبرها، وادعو الكاتب الكلداني ان يعتبرها ايضا بانها تساوي وتحوي التسميتين الاشورية والسريانية.
وكذا الامر لابن شعبي الذي يستعمل التسمية السريانية لانه ولد وتربى وعاش تحتها ويعتز بها ويقدسها. فالمهم اني اعتبرها، وادعو الكاتب السريانيان يعتبرها ايضا بانها تساوي وتحوي التسميتين الاشورية والكلدانية.

ارجو ان يكون الامر واضحا للاخ هنري ولبقية القراء ايضا.
علما اني كنت اتمنى عليه ان يصبر الى نهاية المقالات حيث كنت، وكما ذكرت في القسم الاول، ساعود الى موضوع التسمية.

ختاما، تحية محبة وتقدير اكررها الى جميع ابناء شعبي وتحت اية تسمية يستعملون في حياتهم فالمهم انهم يؤمنون باننا شعب واحد وموحد وان قوتنا ومستقبلنا مرهونان بوحدتنا والتي لا يضيرها ان يستعمل كل منا في حياته التسمية التي عاش وترعرع فيها ما دام يؤمن بوحدة الشعب.

وليبارككم الرب جميعا.

القس عمانوئيل يوخنا

234
قراءة اشورية في الدستور الكردستاني
الجزء الثالث
هل للحكم الذاتي الاشوري في اقليم كردستان فرصة؟
[/b]
ملاحظة: يرجى من الاخوة القراء ممن لم يقراوا الجزء السابق من المقال، النقر على هذا الرابط لقراءته قبل قراءتهم لهذا الجزء:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,63547.0.html

في الجزء السابق من المقال اوردنا الاسباب التي تدعونا للمطالبة بالحكم الذاتي الاشوري ضمن حدود اقليم كردستان العراق مع تضمين ضم سهل نينوى الى هذه الحدود. كما بينا المكتسبات والافاق السياسية والاقتصادية المستقبلية لذلك.
الا انه واعتمادا على الحقيقة الحياتية الشخصية والجماعية في ان ليس كل ما يطلبه المرء يناله، فان السؤال الذي يفرض نفسه في السياسة ايضا هو: هل هناك فرصة حقيقية لاقرار وتحقيق هذا المطلب؟
في امور ومواقف كهذه، ومع كل ما للمرء من تفاؤل، فانه لا بد ان يكون نزيها صريحا مع ذاته ومحيطه وشعبه.
لقد عانى شعبنا الاشوري ودفع الكثير من التكاليف، وهدر الكثير من الفرص والجهد جراء قيام البعض من سياسييه وتنظيماته بتسويق الاحلام الوردية وترويج الاوهام عن الثقل الديموغرافي والدور السياسي والدعم الدولي وغيرها مما كشف الواقع زيفها، ودفع الشعب ضريبتها من احباط ويأس وانحسار في التفاعل مع الفعل والجهد السياسي والقومي ومؤسساته.
واليوم، واذ بدأ الشعب، شيئا فشيئا، باسترجاع ثقته بنفسه ووجوده ومستقبله، وبدأ يستعيد الثقة بفصائله السياسية وشخصياته الفاعلة، فانه يجب الحذر، والحذر الشديد، من تكرار الخطأ وترويج الاحلام وتسويق الاوهام.
اذا كان الانسان الحريص والمسؤول يلتزم الصدق والمصارحة مع ذاته وعائلته، فكم بالاحرى يكون الامر مع القوى والفعاليات السياسية والنخب الفكرية في تعاملها مع شعبها ومستقبل اجياله.

السياسة ليست في الشعارات بل في الانجازات..
والسياسة هي فن تحقيق افضل الممكنات المتاحة وليس رفع اكثر الشعارات بريقا..

وفي الساحة السياسية هناك اكثر من لاعب واكثر من هدف.. واللاعب التي يمتلك القدرة الاكبر يحقق الاهداف الاكثر.. في السياسة فان دور واحجام واهداف اللاعبين لا تعتمد فقط على حقائق التاريخ بقدر اعتمادها على حقائق الواقع وتفاصيله، الذاتية منها والموضوعية.
ويمكن للاعب في الساحة السياسية ان يزيد من دوره وحجمه وبالتالي يحسن فرص تحقيق اهدافه عبر التقاء هذه المصالح مع لاعبين اخرين في ذات الساحة.
هذا هو ابسط تعريف منطقي لواقع السياسة بعيدا عن الدراسات النظرية والاكاديمية للعلوم السياسية.

بداية يجب ان نكون صريحين في التعريف بسهل نينوى وبخصوصيات مكوناته القومية والدينية.
فمن الناحية الادارية فان مصطلح سهل نينوى ليس مصطلحا قانونيا اداريا له حدوده في هيكلية الدولة العراقية ومحافظاتها. وترديده في الحوارات والمداولات السياسية الاشورية دون ادراك لكثيرين ودون تحديد لاخرين لمفهومه وواقعه وحقائقه هو جزء من ازمة العقل والخطاب السياسي الاشوري الذي يقوم (في معظمه) على الضبابية والهلامية وترديد العبارات الجذابة والرنانة دون تحديد ماهيتها.
قد تكون هذه الضبابية مفيدة في الاعلام او الحوارات او حتى في التفاوض السياسي، ولكنها ليست مجدية في التعاملات القانونية حيث لا بد من تسمية الامور وتحديد ماهياتها.
يمكن تحديد الجغرافيا الادارية لسهل نينوى اعتمادا على ما للكلمتين من دلالة بانه الحدود الادارية للاقضية الثلاثة: تلكيف وبغديدة (الحمدانية) والشيخان.
فهذه المنطقة هي ضمن الحدود الادارية الرسمية لمحافظة نينوى.. اقول الحدود الرسمية وليس حدود واقع الحال، لانه وكما هو معروف فانه ومنذ 1991 فان ناحية اتروش مثلا والتابعة لقضاء الشيخان ضمن حدود محافظة نينوى الرسمية باتت تابعة عمليا الى محافظة دهوك، بعكس ناحية فايدة التي كانت ضمن الحدود الرسمية لقضاء سميل في محافظة دهوك الا انها ومنذ 1991 باتت عمليا تابعة لمحافظة نينوى.
على اية حال فانه وبغض النظر عن هذا التداخل والاختلاف بين الرسمي والقائم من الحدود الادارية والتي سيتم معالجتها حتما وفق اتفاقات وعملية سياسية دستورية، فان سهل نينوى بمفهومه الدارج يضم ثلاثة اقضية بنواحيها وقصباتها وقراها، وهي اقضية: تلكيف، وبغديدة (الحمدانية) والشيخان.

يترتب على حقيقة عدم كون سهل نينوى وحدة ادارية واحدة نتيجة مهمة وحتمية تغيب، للاسف الشديد، عن بال الكثيرين وبخاصة المعترضين على ضم السهل الى اقليم كردستان حيث محركهم ودافعهم الوحيد هو الحقد القومي والحاق الاذى بالمقابل اكثر من تحقيق المنفعة للذات.
هذه النتيجة التي لا محال حاصلة هي انه وحيث ان الاستفتاء عند حصوله سيتم على اساس الوحدات الادارية (الاقضية او ربما النواحي) فان نتائجه لن تكون لصالح ضم او عدم ضم السهل بمجموعه، بل بضم او عدم ضم وحدات ادارية منه. وسيتم حتما الحاق بعض هذه الاقضية او النواحي والقرى (وبخاصة في قضاء الشيخان والنواحي المتاخمة للاقليم حيث التمركز الكردي (المسلم والايزيدي)) بالاقليم مع احتمال رفض الاقضية او النواحي الاخرى (المتاخمة للموصل حيث الوجود العربي والشبكي) لهذا الالتحاق.
وهذا يعني نتيجة كارثية على شعبنا بان يشارك ذاتيا (كما هي نتيجة دعوة البعض) الى تشطير سهل نينوى جغرافيا واداريا الى شطرين، احدهما ضمن اقليم كردستان والاخر مرتبط بالموصل.
من المهم والحيوي جدا الانتباه الى هذا الامر والتعامل معه على اساس السعي لالحاق السهل بكل وحداته الادارية بالاقليم، لان قسما منها لا محال سيلتحق!!
فهل يدرك البعض فينا الى ما هم داعون؟ والى اين هم ذاهبون؟؟
قالت العرب: "اللهم اشهد اني بلغت"..
فهل وصلت الفكرة؟


اما من ناحية الديموغرافيا والتوزيع القومي والديني، فان المتابع للحوارات الاشورية بشان الموضوع يرى ان هناك من يحاول اعطاء الانطباع بان الشعب الاشوري في سهل نينوى يمثل اغلبية ديموغرافية مطلقة تجعله المتحكم بقرارها السياسي.
حقيقة الامر ليست كذلك.
فرغم عدم وجود احصاءات رسمية وشفافة في هذا المجال فان المطلعين على وقائع الامور يدركون ان شعبنا في الوقت الذي له ثقله الديموغرافي الملحوظ في السهل فانه، وفي ذات الوقت، فان هذا الثقل لا يؤهله ليقرر مصير السهل لوحده.
بمعنى اخر، في الوقت الذي ربما يكون فيه شعبنا في سهل نينوى اكثر من اي من بقية المكونات لمفردها، فانه حتما لا يمثل اكثرية بالمقارنة مع بقية المكونات او بعض منها مجتمعة.
فالمكون الرئيسي الثاني في سهل نينوى هو الايزيدية الذين ولعوامل شتى، من بينها مستوى التطور الثقافي والاقتصادي، والتكوين والبنية الاجتماعية والريفية له، مضافا اليها ظاهرة تعدد الزوجات وعدم التزام تحديد النسل وعدم وجود هجرة واسعة بينهم فان النمو السكاني لهم جعلهم اليوم في العدد والديموغرافيا في سهل نينوى متقاربين مع شعبنا.
مجموع الاشوريون والايزيدية مع بعض، وليس كل لمفرده، هو من يمكن له حسم توجهات ورغبات ابناء سهل نينوى.
كما ان هناك نقطة اخرى تغيب عن بال الكثيرين منا، الا وهي، وبعكس اعتقاد الكثيرين، ان هناك وجودا كرديا (اضافة الى الكرد الايزيدية) في السهل بمعناه وحدوده الادارية التي اشرنا اليها وذلك يتمثل في ناحية اتروش وقراها سيضاف الى ما لهم من وجود في بقية اقضية ونواحي السهل (وبخاصة ضمن حدود قضاء الشيخان). فاعتماد العملية الدستورية بالتطبيع قبل الاستفتاء ليس مجرد ازالة التعريب عن قرى شعبنا في سهل نينوى، ولكن يعني في تطبيقه الكامل ان يشارك في الاستفتاء ابناء كافة الوحدات الادارية التابعة رسميا لاقضية سهل نينوى ومن بينها اتروش. ولا نعتقد ان هذه النقطة غائبة عن القيادات والمؤسسات الكردستانية ولا نعتقد انها ستتجاهل توظيفها لضمان التحاق قضاء الشيخان (حيث كانت تتبع ناحية اتروش) الى الاقليم.
وهناك طبعا الشبك والعرب وهم ايضا لهم وجودهم الديموغرافي والمؤثر وبخاصة في الحدود الادارية لقضاء بغديدة شرقي الموصل او ناحية وانة التابعة لقضاء تلكيف شمال الموصل.
باختصار فان الاشوريين لوحدهم ليسوا من يقرر توجهات السهل ولكنهم ومع الكرد (الايزيدية والمسلمين) وبعد عملية التطبيع وازالة سياسات التغيير الديموغرافي التي مورست اثناء فترة النظام ضد مدن وقصبات سهل نينوى فانه سيكون ممكنا لهم حسم الخيارات.
ما يلاحظ على الوجود الديموغرافي لشعبنا في سهل نينوى وبخلاف وجوده الديموغرافي في دهوك انه يتخذ منحى الشريط الضيق على ضفاف الشوارع الرئيسية: (تلكيف – القوش) (القوش – شيخان) (بعشيقة – بغديدة) دون ان يكون له هناك قرى في العمق.

والان بالعودة الى موضوع المقال عن فرص اقرار وتحقيق مطلب الحكم الذاتي الاشوري ضمن اقليم كردستان العراق الفدرالي، نقول، وبصراحة وجرأة، انه ليس بالمهمة السهلة، ولكنها ليست بالمهمة المستحيلة.
وبين عدم سهولتها وعدم استحالتها، او بين صعوبتها وامكانيتها يكمن دور شعبنا واحزابه ومؤسساته وشخصياته في ترجيح فرص تحقيقها.

اين تكمن المصاعب؟
برايي فان هناك ثلاثة مصاعب رئيسية تعرقل او تعيق تحقيق هذا المطلب بجوانبه المختلفة، من حيث مبدأ الحكم الذاتي كسقف للمطالب، او من حيث منطقة الحكم الذاتي وتحديدا سهل نينوى وضمها للاقليم، او من حيث خطوات الاقرار، وكما يلي:
1- اشوريا:
أ – من حيث مطلب الحكم الذاتي:

قيام احد الاطراف الاشورية، والذي كان له الى الامس ثقله السياسي والجماهيري والاعلامي بين ابناء شعبنا، بتخفيض سقف المطالب الاشورية وحصرها بمطالب بدائية وهامشية هي الادارات المحلية!! مع تمريره رسالة مفادها بانه على استعداد للقبول بهذا السقف الواطئ مقابل اعادة تاهيله ورعايته كردستانيا.
من بديهيات العمل السياسي في كل القضايا ولكل الشعوب والتنظيمات ان وجود سقف واطئ للمطالب يزيد من صعوبة تحقيق السقف الاعلى لها.
انه من المؤسف والمؤلم حقا، والمثير للريبة في ذات الوقت، ان يتفرد فصيل اشوري بتقزيم شعبه وطموحاته الممكنة ومطاليبه المشروعة من الحكم الذاتي الى الادارات المحلية!!
ب- من حيث الحاق سهل نينوى بالاقليم:
فان ذات الطرف يروج الرفض لالحاق سهل نينوى بالاقليم ويؤيد تشطير شعبنا وديموغرافيته على الارض الى شطرين، احدهما داخل الاقليم والاخر داخل محافظة نينوى.

2- كردستانيا:
أ- من حيث مطلب الحكم الذاتي:

فان عدم اقرار مسودة الدستور لمطلب الحكم الذاتي لشعبنا يعني ان القوى السياسية الاساسية التي صاغت مسودة الدستور، وهي ذاتها التي ستناقش ما يرد من ملاحظات ومآخذ واقتراحات، ليست، الى حين اعداد المسودة، بوارد المبادرة الذاتية منها باقرار وتبني مطلب الحكم الذاتي لشعبنا.
هذا لا يعني مطلقا ان الابواب موصدة، وان علينا، كما يفعل البعض فينا ومن مواقف معروفة، تجريم القيادات الكردية والتشكيك بها وتخوين الاحزاب والشخصيات الاشورية التي تتعامل مع القيادات والمؤسسات الكردستانية على مبدا الشراكة القومية والوطنية.
بل على العكس فان هذا يعني وجوب شحذ الهمم والعمل الجدي من اجل اقناع هذه القوى بان الحكم الذاتي لشعبنا هو مطلب عادل ومشروع وانه تعبير اخر عن المواقف المبدئية وقيم العصر التي تلتزمها هذه القيادات وتدعو اليها، ومثلما هو مصلحة مشتركة للاقليم ومستقبله.
ب- من حيث الحاق سهل نينوى بالاقليم:
في هذا المحور فان مسودة الدستور تدعم هذا الالحاق وبذلك تحقق وضع ديموغرافيا شعبنا في اقليم واحد وتحت دستور واحد، وهو مستلزم اساسي ونقطة البداية لاقرار وتحقيق الحكم الذاتي لشعبنا في الاقليم اليوم او غدا.
وخير البر عاجله!!

3- عراقيا:
أ- من حيث مطلب الحكم الذاتي:

فان الدستور العراقي والذي ضمت لجنة كتابته عضوان من ابناء شعبنا فشل في اقرار مبدأ الحكم الذاتي للقوميات الصغيرة (الاشوريون والتركمان) ومحددا سقف حقوقها بالادارات المحلية!!
وهذا نتاج العقيدة السياسية التي تلتزمها القوى السياسية الاسلامية والعربية  المؤثرة في الساحة العراقية.
ومتابعي الامور وتفاصيلها وخفاياها، وبينهم عضوي لجنة الدستور، يدركون انه حتى الحد الادنى المتحقق في الدستور العراقي من اشارة الى القوميات الصغيرة، ومن بينها شعبنا، كانت تحت ضغط القيادة الكردستانية التي هددت بالانسحاب من العملية الدستورية في حال اغفال الدستور الاعتراف بهذه القوميات.
لذلك فان من يتوقع اقرار هذه القوى العراقية (السنية منها والشيعية) لمبدأ الحكم الذاتي لشعبنا في خارج اقليم كردستان انما يلهث وراء سراب.
على اية حال فان هذه القوى والبرلمان العراقي ليسوا من يتحكم او يقرر بسقف مطالب شعبنا داخل اقليم كردستان، وهذا بحد ذاته سبب اخر للدعوة لالحاق سهل نينوى بالاقليم.
ب- من حيث الحاق سهل نينوى بالاقليم:
العملية التشريعية لالحاق سهل نينوى بالاقليم تتطلب، برايي، في محطاتها تشريعا برلمانيا من مجلس النواب العراقي باجراء استفتاء بين ابناء المنطقة. وبغض النظر عن الامور التفصيلية في كيفية تقديم الطلب الى البرلمان، سواء من المجالس البلدية او مجلس محافظة نينوى او كتلة محافظة نينوى او اية كتلة اخرى في مجلس النواب، فانه يتطلب جهدا من التعبئة السياسية في مجلس النواب العراقي.
وهذا ما يعرضه للمصاعب من حيث المواقف السياسية للكتل البرلمانية الاسلاموية والعروبية، الشيعية منها والسنية.
على اية حال فان فرص النجاح في مجلس النواب العراقي ستكون اكثر لو تم اقرار المطلب في الدستور الكردستاني لان ذلك سيجعل الكتلة الكردستانية في مجلس النواب العراقي امام التزام دستوري وسياسي لتبني المطلب، وبالتاكيد فان ذلك سيعزز فرصه اكثر بالمقارنة مع تقديمه من مجرد عضو واحد او عضوين في مجلس النواب. وكما اوردنا في القسم السابق فهذا سبب اضافي لاهمية تضمين المطلب في الدستور الكردستاني.

يضاف اليها معيقات اخرى ثانوية لها تاثيراتها ايضا، ومن بينها:
ضعف الوعي القومي، التاثيرات العروبية، المفاهيم الموروثة عن قوة السلطة المركزية، الموروث الاداري للارتباط بسلطة المركز، تشابك مصالح اقتصادية، ارتباطات خدماتية (الجامعة والدوائر الخدمية الحكومية)، اضافة للخوف من العمليات الارهابية، ناهيك عن عدم وجود امتدادات مذهبية وكنسية في الاقليم لابناء شعبنا من سريان سهل نينوى.
فجميع هذه العوامل منفردة او مجتمعة وبنسب متفاوتة ستؤثر سلبا في توجهات المشاركين في الاستفتاء.
والتعامل معها يكمن في برامج توعية قومية من جهة وتبيان المصالح والفوائد السياسية والاقتصادية والثقافية التي سبقت الاشارة اليها في القسم السابق من مقالنا. وهذه هي مهمة الاحزاب السياسية والمؤسسات القومية والاجهزة والقنوات الاعلامية لشعبنا وفعالياته وشخصياته ونخبه الفكرية والثقافية.

في مقابل هذه العوامل المعيقة او المعرقلة فانه هناك جملة عوامل وحقائق يمكن الارتكان اليها وتوظيفها والاستفادة منها في اقرار وتحقيق هذا المطلب القومي المشروع والممكن:
1- وجود اتفاق عريض وواسع بين القوى والاحزاب السياسية والمؤسسات القومية والنخب الفكرية والشخصيات الفاعلة من ابناء شعبنا في الوطن تحديدا، وفي المهجر، تدعم هذه المطالب بشقيها: مبدأ الحكم الذاتي، وضم سهل نينوى للاقليم.
2- وجود مقومات واطر عمل مؤسساتية للعملية السياسية في الاقليم واستقرار اوضاعه السياسية مما يتيح فرص الحوار وكسب المساندين وممارسة الضغط الايجابي.
3- وجود توجهات ومواقف يمكن ان ترتقي الى مستوى الارادات بين طيف كردي واسع يشمل قيادات سياسية ونخب ثقافية واعلامية تدعو لالتزام دستور للاقليم يرتقي، وبقدر الامكان، الى التزام مفاهيم العصر في حقوق وحريات الافراد والجماعات وبينها حقوق القوميات الصغيرة. وجعل الدستور ومضامينه اقرب الى الدساتير الاوربية منه الى دساتير الدول الاسلامية.
4- وضمن النقطة السابقة يندرج ايضا وجود فهم وقناعة متزايدة بان دستور الاقليم يجب ان يضمن الاستقرار السياسي للاقليم من خلال ضمانه لجملة من الامور من بينها حقوق القوميات الصغيرة والتعايش الاخوي المشترك بين ابناء قوميات واديان الاقليم.
5- وجود اهتمام دولي، حكومي وشعبي، بالاقليم ودستوره وتاهيل الاقليم الى ادوار سياسية ايجابية في استقرار واعادة تاهيل العراق، وصولا الى دور ونموذج ايجابي للاقليم في عموم منطقة الشرق الاوسط التي تعاني من مسالة "الاقليات" القومية والدينية.
6- ادراك الجميع، كردا واشوريين، ان الوجود القومي الاشوري في اقليم كردستان العراق لا يمثل تهديدا او خطورة على الطموحات الاستراتيجية البعيدة المدى المشروعة للشعب الكردي وعموم شعب كردستان العراق ومن بينها حق تقرير المصير.
7- التنوع والتعددية القومية والدينية والثقافية لسهل نينوى مما يجعل مطلب الحكم الذاتي للسهل مطلبا اوسع من ان يكون اشوريا فقط، بل هو مصلحة يزيدية وشبكية ايضا.

وفي تحييد عوامل الضعف وتفعيل عوامل القوة تتجلى قدرة الاحزاب والمؤسسات والشخصيات القومية على التحرك الذي نكرر القول انه لن يكون سهلا.
لا احد يستطيع القول، ومنذ الان، بانه يضمن نتيجة المسعى، بقدر القول انه يستوجب القيام بهذا المسعى وباقصى ما يمكن من جهد، وعندها يكون التفاؤل مشروعا.
الادعاء بضمان اقرار وتحقيق المطلب هو ادعاء غير مسؤول وليس اكثر من تسويق احلام وردية.
مثلما ان رفض المطلب والمسعى بحجة عدم ضمان تحققه هو موقف لا اخلاقي تجاه الشعب ومستقبله، وهو موقف يريد ابقاء الشعب في واقعه المتردي وقتل روح الطموح فيه.
فلو ان الاهداف السياسية كانت مضمونة سلفا لما كان هناك فعل سياسي.
فالعمل السياسي هو السعي لتحقيق ما هو غير مضمون، فالمضمون هو مضمون ولا يحتاج الى العمل!!

القس عمانوئيل يوخنا

في الجزء القادم: تفنيد الاعتراضات وتبديد المخاوف الوهمية

ملاحظة: حيث ان العديد من المشاركين في الحوارات بهذه المسالة لا يدركون مدن وقصبات وقرى شعبنا في سهل نينوى، ومن اجل اغناء المعلومات والحوار، فاني اخص قراء موقع عنكاوة بهذا العرض المختصر للوجود الديموغرافي الاشوري في سهل نينوى بحدوده السابقة الذكر.
اولا: قضاء تلكيف: ومجموع سكانه بحسب احصاءات برنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة في عام 2003 هو 167600 شخص يتوزعون على قضاء تلكيف ونواحيه وقصباته وقراه..
1- في مدينة تلكيف، التي هي مركز القضاء، يمثل شعبنا اليوم نصف سكان المدينة، مع ملاحظة ان معظم النصف الاخر هو جراء سياسات التعريب التي يفترض ازالتها.
القرى والقصبات المرتبطة بمركز القضاء:
القصبة الوحيدة هي باطنايا وجميع سكانها من ابناء شعبنا، مع وجود بدايات تعريب فيها لا بد من وقفه وازالته.
ولا توجد قصبات او قرى لشعبنا مرتبطة بمركز تلكيف مقابل قرى كثيرة اخرى معظمها عربية باعتقادي.
2- ناحية القوش التابعة لقضاء تلكيف:
مركز الناحية، مدينة القوش، جميعها من ابناء شعبنا. وترتبط بها القصبات والقرى التالية:
تللسقف، باقوفا (لست متيقنا من ارتباطهما بالقوش او بمركز قضاء تلكيف)، شرفيا، بندوايي وجميعها من ابناء شعبنا. مقابل قصبات وقرى كثيرة اخرى للايزيدية بشكل خاص.
3- ناحية وانة: ولا وجود لشعبنا في مركزها او في القصبات والقرى التابعة لها.

ثانيا: قضاء بغديدة (الحمدانية): ومجموع سكانه بحسب احصاءات برنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة في عام 2003 هو 125700 شخص يتوزعون على مركز القضاء ونواحيه وقصباته وقراه..
1- بغديدة (قرقوش او الحمدانية) والتي هي مركز القضاء، حيث الوجود شبه المطلق هو لشعبنا مع وجود اثار لسياسات التعريب ايضا ويتوجب ازالتها.
القرى والقصبات المرتبطة بمركز القضاء: كرمليس التي هي بمجموعها من ابناء شعبنا.
ولا يوجد قصبات او قرى اخرى لشعبنا مقابل قرى كثيرة اخرى معظمها من الشبك باعتقادي.
2- ناحية برطلة: مركز الناحية في غالبيته العظمى من ابناء شعبنا مع وجود اثار ملموسة لسياسات التعريب مما يتطلب ازالتها جديا. ولا توجد اية قرية لشعبنا مرتبطة ببرطلة مقابل قرى اخرى معظمها من الشبك باعتقادي.
3- ناحية بعشيقة: مركز الناحية في غالبيته من الايزيدية مع وجود ملموس لشعبنا، ووجود حديث للشبك والعرب.
القصبات والقرى المرتبطة بالمركز: بحزاني وتلتصق ببعشيقة وهي قصبة مشتركة بين شعبنا والايزيدية
قرية مغارة في اسفل جبل مقلوب وهي قرية صغيرة لشعبنا، واعتقد بوجود قرية اخرى او قريتان في ذات المنطقة. مقابل قرى كثيرة تتبع بعشيقة ومعظمها من الشبك والايزيدية باعتقادي.
4- ناحية النمرود: ولا وجود لشعبنا في مركزها او في القصبات والقرى التابعة لها.

ثالثا: قضاء الشيخان: ومجموع سكانه بحسب احصاءات برنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة في عام 2003 هو 58100 شخص يتوزعون على مركز القضاء ونواحيه وقصباته وقراه (الرقم لا يشمل ناحية اتروش وبقية مناطق الشيخان التي كانت ضمن الاقليم وخارج سلطة الحكومة المركزية قبل تحرير العراق)..
1- عين سفني وهي مركز قضاء الشيخان وفيها وجود لشعبنا مقابل اكثرية مطلقة للايزيدية.
لا يوجد لشعبنا قصبات وقرى ترتبط بمركز القضاء مقابل قصبات وقرى كثيرة اخرى للايزيدية تحديدا.
2- ناحية باعذره: وسكان مركزها جميعهم من الايزيدية.
القصبات والقرى التابعة لها: خمسة قرى صغيرة لابناء شعبنا هي: بيروزاوه، كرماوه، كرنجوك، دشتقوتان، عين بقرى (لست متاكدا اذا كانت جميعها تتبع باعذره ام ان الثلاثة الاخيرة تتبع القوش).
مقابل قرى كثيرة معظمها للايزيدية تتبع ناحية باعذره.
3- لسنا بحاجة لايراد ناحيتي اتروش ومريبه (لست متاكدا من عائدية مريبه الى قضاء الشيخان ام عقرة)  كونهما فعليا في اقليم كردستان العراق، وعلى اية حال فان الناحيتين، مركزا وقرى، هي بغالبية كردية مطلقة مع وجود لقرى شعبنا بعضها ما زال قائما مثل تلان، ئازخ، هرماش، بيبوزى، دزي.[/size][/font]

235
قراءة اشورية في الدستور الكردستاني
الجزء الثاني[/size]
لماذا الحكم الذاتي ضمن فدرالية كردستان العراق
[/b]

ملاحظة: يرجى من الاخوة القراء ممن لم يقراوا الجزء السابق من المقال، النقر على هذا الرابط لقراءته قبل قراءتهم لهذا الجزء:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,63340.0.html
وللانتقال الى الجزء الثالث من المقال وهو بعنوان (هل للحكم الذاتي الاشوري في اقليم كردستان فرصة؟) انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,63983.0.html

في الجزء السابق من هذا المقال وبعد تقديمنا للاسباب الموجبة لابداء الراي في مسودة دستور اقليم كردستان وبانه مسؤولية شخصية وقومية ووطنية تجاه الشعب والاقليم والوطن..
وبعد تقديمنا لسقف مطالب شعبنا التي نؤمن بمشروعيتها وامكانية تحقيقها والتي ندعو الدستور الكردستاني لاقرارها وضمانها والمتمثلة بالحكم الذاتي (الذي اقترحنا اعتماده تسمية موحدة للمطالب عوض استخدام مصطلحين مختلفين وان كاتوا متماثلين في الجوهر، اعني الحكم الذاتي والادارة الذاتية)..
وبعد ان رفضنا دعوة البعض لتقليص سقف المطالب المشروعة وحصرها بالادارت المحلية!!
نعود في هذا الجزء من المقال لمناقشة قضايا ونقاط تفصيلية متعلقة بهذا المطلب القومي والوطني المشروع والذي في حقيقته ليس مجرد مطلب يلبي الطموحات المشروعة للشعب الاشوري في الارض التي ينتمي اليها عبر التاريخ ويرتبط بها مستقبله ووجوده وهويته، ولكنه ايضا مطلب يتوافق مع المنطلقات المبدئية والتوجهات السياسية للقيادات الكردستانية في اعتماد دستور عصري ومدني يجعل من الاقليم نموذجا متقدما للحقوق والحريات الفردية، مثلما يكون نموذجا متقدما للتعايش القومي والديني بين مكونات نسيجه.
نحن على ثقة ان الشعب الكردي وعموم ابناء كردستان وقياداته السياسية ونخبه الفكرية الذين عانوا من سياسات الالغاء وهضم الحقوق ويدركون جيدا معنى الحرمان من ممارسة الذات والهوية القومية لن يقبلوا بدستور لا يلبي العدالة والشراكة القومية والوطنية لجميع قوميات واديان وثقافات الاقليم.
انها نعمة وعامل قوة ان يكون الاقليم متعدد القوميات والاديان التي تشكل غنى للاقليم وليست عامل فرقة وتناحر وتمييز كما كان الحال ابان النظام الاستبدادي البائد.

الحكم الذاتي للشعب الاشوري في حقيقته هو مسؤولية سياسية ووطنية في اعناق القيادات الكردستانية وكتجسيد للمبادئ التي تؤمن بها وناضلت من اجلها لعقود متواصلة وقدمت مئات الالاف من الشهداء والضحايا في سبيلها.
من الخطأ اعتبار مطالبتنا بالحكم الذاتي للشعب الاشوري في اقليم كردستان العراق الفدرالي مسالة اشورية بحتة وعلى قوانا السياسية التفاوض في شانها مع الطرف الاخر وعلى اساس الاخذ والعطاء.
قد يكون هذا تعميما وسياقا سائدا في التعبير عن المسالة. قد يكون كذلك فعلا لدى العديد في "الطرفين".
ولكن حقيقة الامر ليست ويجب ان لا تكون كذلك.
ويجب ان لا تسمح القيادات الكردية والاشوررية على حد سواء بتوجيه الامر بذلك المنحى لانه يؤسس لعلاقة هشة من التقاء المصالح بين الطرفين بدل الشراكة التاريخية والوطنية والمصيرية بينهما.
ان الحكم الذاتي للشعب الاشوري في اقليم كردستان يجب ان يكون التزاما ومطلبا كرديا لدى القيادات التاريخية للشعب الكردي ونخبه المثقفة مثلما هو طموح والتزام بعاتق القيادات السياسية للشعب الاشوري.
فدرالية اقليم كردستان هي تكليل للمسيرة النضالية لشعب اقليم كردستان بجميع صفحاتها الناصعة وبجميع تفاصيل ماسيها ودماء الالوف المؤلفة من ضحاياها.
والقيادة السياسية الكردستانية، كما مؤسساتها التشريعية والتنفيذية ومثقفيها وناشطيها، عليها التزام ودعم تحقيق الحكم الذاتي لشعبنا الاشوري في اقليم كردستان وفاء للتضحيات الكبيرة لشعبنا الاشوري (اذا ما قورنت بحجمه)  في تضحيات اقليم كردستان العراق وشعبه.
مثلما هو احترام ووفاء لوجود واصالة تاريخية عمرها الاف السنين عاش فيها شعبنا وعبر عن ذاته وادى دوره الحضاري والانساني، وتشكل عطاءاته خلالها ارثا هو موضع فخر واعتزاز لكل ابناء الاقليم.
انه الوفاء للانسان والهوية والتاريخ والمستقبل الاشوري في وطنه وبين اهله واخوته الكرد وبقية ابناء الاقليم.
فالمسالة ليست استجداء او تفاوض بقدر ما هي استحقاق وقناعات مبدئية.
ولنا في المواقف الايجابية للقيادات السياسية الكردية، وفي المقدمة منهم السيدين البارزاني والطالباني، ما يعزز من تفاؤلنا وقناعتنا.
ان اختبار تطور ورقي اي دستور او اقليم او دولة هو في مدى ضمانه واحترامه لحقوق "الاقليات"، فـ"الاكثريات" لا محال تمارس حقوقها.

فهل سينجح دستور اقليم كردستان في هذا الاختبار؟
انا شخصيا متفاءل، ولكن للتفاؤل اشتراطاته من العمل والجهد وتحديدا من لدن القوى السياسية والنخب المثقفة للشعب الاشوري التي تبدو مصرة على تحمل اعباء المسؤولية، مثلما يزيد من تفاؤلي وثقتي موقف اباء الكنيسة الكلدانية، والتي جاءت على لسان نيافة الاسقف سرهد جمو، في الدعوة لاقرار الحكم الذاتي لشعبنا (رغم تحفظي على استعماله الخصوصية الدينية المسيحية عوض القومية!! ورغم تحفظي على موضوع تسهيلات الهجرة وبما يجعلها تهجير ذاتي!!).

لماذا الارتباط بكردستان؟
1- نكرر الاشارة الى الحقيقة الواقعية والوجودية لديموغرافية شعبنا الاشوري في ان له ديموغرافيتين في العراق، احداها في اقليم كردستان العراق والاخرى في سهل نينوى المتاخم للاقليم.
وبديهي ان يسعى شعبنا الى ان تتواجد منطقتي وجوده الديموغرافي ضمن حدود وحدة سياسية واحدة وتخضع لدستور واحد.
وبذلك ليس من العسير علينا ان نستنتج وببساطة فائقة، ولكن بموضوعية فائقة ايضا، ان اقليم كردستان العراق هو الوعاء الذي يمكن له تحقيق ذلك.

ففي الاقليم هناك وجود ديموغرافي لشعبنا ما لا يمكن "التفريط" به او "تحريكه" او "نقله" الى خارج الاقليم!! مثلما ان الوجود الديموغرافي الاخر والمتمثل بسهل نينوى هو متاخم للاقليم مما يمنح فرصة تستحق العمل من اجلها وهي فرصة ضمه الى الاقليم، خاصة وان خيار الضم، وبحسب التشريعات الدستورية والسياقات القانونية، هو في ايدي ابناء سهل نينوى والتي يشكل شعبنا جزءا مهما منه الى جانب الكرد (اليزيدية منهم والمسلمين) (وهم ايضا تكمن مصلحتهم في الارتباط بالاقليم) والشبك (وفيهم من يرغب بالانضمام الى الاقليم ايضا) والعرب.
 
2- من هنا فان ارتباط سهل نينوى باقليم كردستان العراق هو حيوي وجوهري ولصالح ضمان الاتصال والتواصل بين وجودين ديموغرافيين لشعبنا هما اخر ما تبقى لنا من وجود ديموغرافي في العراق يمكن لنا من خلاله ممارسة الحقوق والطموح السياسي والقومي والوطني لشعبنا.
هناك من يقلل من النتائج السلبية المترتبة على تواجد شعبنا وديموغرفيته في اقليمين وتحت دستورين.
ان ما يقود هؤلاء الى استنتاجهم الخاطئ هذا هو بالدرجة الاساسية امرين:
الاول هو اعتمادهم فوبيا ألـ (AntiKurdish) في تحديد مواقفهم من الامور، فهم بذلك لا يفكرون او يهتمون بالمنافع والايجابيات المتحققة لشعبنا الاشوري بارتباط سهل نينوى بالاقليم، بل يفكرون بان عدم ارتباط السهل بالاقليم سيلحق اذى بالطموحات الكردية وبالتالي فان عليهم الحاق هذا الاذى المحدود حتى وان تطلب الحاق اذى اكبر بشعبنا الاشوري!!
والثاني هو اسقاطهم لحالة العراق تحت صدام حيث كانت، وبسبب صورية الحكم الذاتي للاقليم، الفوارق بين ابناء الاقليم وبقية المحافظات العراقية فوارق محدودة وهامشية.
حقيقة الامر في العراق الحاضر والمستقبلي لن تكون كذلك.
ففدرالية اقليم كردستان العراق وواقعه الدستوري والمؤسساتي والسياسي والحياتي تقول انه هناك فروقا جدية وجوهرية وحقيقية بين الاقليم وبقية محافظات العراق في مستوى الحقوق والحريات الفردية والجماعية، وفي القوانين والتشريعات، وفي الاجواء والتوجهات الثقافية والفكرية وفي سياسات ومناهج التربية والتعليم وغيرها من تفاصيل الحياة اليومية للفرد والعائلة والمجتمع.
وقد راينا ان تجربة 15 سنة من فدرالية الاقليم قد نقلت الاقليم الى مستوى متطور ومتقدم كثيرا عن بقية اجزاء العراق، مثلما خلق فجوة كبيرة بين الاقليم وبقية اجزاء العراق لجهة التطور الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي بتوجهات الاقليم اللبرالية والعصرية، مقابل التراجع الكبير في بقية اجزاء العراق.
ولنا ان نتوقع ازدياد هذه الفجوة مع استمرار الاقليم في توجهاته في كل المجالات وانحسار وارتداد بقية العراق في كل المجالات.
ان المراهنين على ان اوضاع العراق هي مسالة وقت وازمة راهنة ستنحسر قريبا، فاني، والجميع، في الوقت الذي نتمنى ذلك، الا ان المؤشرات هي غير ما نتمناه.
ثم وحتى بافتراض استقرار العراق الامني والسياسي في المدى القريب، فانه لن يؤثر كثيرا في توجهات القوى السياسية الرئيسية في العراق والتي هي توجهات اسلاموية او عروبية تتقاطع مع مفاهيم العصر والمدنية لجهة الحقوق والحريات الاساسية ولجهة حقوق القوميات والاديان الصغيرة، او ما يسمى بـ"الاقليات".
اما لدعاة الـ (AntiKurdish) فاني ادعوهم بتبني الـ (Proassyrian) في مواقفهم، والتي تعني ان المعيار الاساسي والاول هو مصلحة الشعب الاشوري. اما اذا كان هناك شعوب او قيادات اخرى تستفيد مع استفادة شعبنا، فلم لا؟ بل ان ذلك يعيننا في تحقيق مطالبنا من حيث ان هناك قوة اخرى داعمة بسبب استفادتها. اليس هذا منطق السياسة؟

3- ان اقليم كردستان وبالتوجهات السياسية العصرية لقياداته وقواه السياسية ونخبه الفكرية وعموم ابناء الاقليم يتيح لنا ضمانات اكثر للعيش المشترك وفرص وافاق النمو والتمدن.
فالاقليم، قيادات ومؤسسات ونخب وعامة، يلتزم في مناهج التربية والتعليم والمؤسسات الاعلامية والتشريعات والسلوك اليومي نهحا لبراليا قوميا ينأى بنفسه بعيدا عن التزمت العقائدي الاصولي الاسلامي.
بعكس بقية اجزاء العراق، ساسة وتنظيمات وعامة.
وهنا استذكر ومن اجل المقاربة عنوان مقال منشور في الانترنت منذ عام تقريبا: (الاكراد يفتتحون الجامعات، والشيعة يستوردون القامات).
 
4- ان وجود ديموغرافية شعبنا مجتمعة في اقليم كردستان يتيح لنا استقطاب كافة الامكانات البشرية والاقتصادية لشعبنا في حدود سياسية واحدة وتحت تشريعات دستورية واحدة.
فذلك سيتيح عدم تشتت الراسمال البشري والاقتصادي الاشوري بين اقليمين وتحت دستورين وتشريعات مختلفة.
مثلما يتيح حرية انتقال وتمركز هذه الموارد  (البشرية والاقتصادية) ضمن الاقليم.

5- كما ان الاقليم، بوجودنا الديمغرافي فيه، وبتمتعنا بالحكم الذاتي داخله، وبالتشريعات الدستورية العصرية واللبرالية فيه، سيتيح حقا لمهجرنا الاشوري ان يطلق عملية الهجرة المعاكسة، التي ليس بالضرورة ان تبتدأ بهجرة عوائل واجيال، بل بالمرحلة الاولى يمكن ان تكون عودة راس المال من اجل الاستثمار، والطاقات والخبرات والاختصاصات من اجل التنمية العلمية والخبراتية.

6- انه سيتيح لشعبنا ان يكون القومية الثانية في الاقليم بما يتيح له من امتيازات في مختلف المجالات.
فبالله عليكم هل رايتم انسانا حريصا على مصلحته يختار ان يكون الثالث في الوقت الذي يمكن له ان يكون الثاني!!

7- كما انه، ومع النقاط السابقة، سيتيح امكانات التشريعات السياسية التي تسمح وضمن برنامج حكومي مدعوم تشريعيا وماديا بالتبادلية، بمعنى تناقل وتبادل سكاني بين القرى وبما يسمح المزيد من تمركز الخصوصيات القومية والدينية لابناء الاقليم في مناطقهم.
كأن يحصل هناك تبادلات بين قرى اشورية وكردية ويزيدية على سبيل المثال.
قد يتسرع القراء بان هذا غير ممكن، ولكني ادعوهم للتفكير الطويل المدى في اقليم تحكمه قيم العصر والحضارة وتلتزم قياداته السياسية المسؤولية تجاه جميع ابناء الاقليم ومن دون تمايز.

8- كما انه سيتيح الافاق المستقبلية لتطوير الحدود الادارية الحكم الذاتي الى محافظة داخل الاقليم من خلال تطوير ونمو منطقة الحكم الذاتي لتضم الشطر الشرقي لمدينة الموصل.
وهنا اود التوضيح، بروح المحبة، الى خطأ وخلط في المفاهيم وقع فيه عدد من اساتذتنا وزملاءنا واحبتنا في العمل والجهد القومي عندما اعترضوا على اشارة الحزب الوطني الاشوري الى افاق توسع ونمو منطقة الحكم الذاتي الاشورية الى محافظة بضم شرق الموصل، ولتصبح محافظة تتمتع بالحكم الذاتي ضمن الاقليم الفدرالي لكردستان العراق.
حيث بنى احبتنا اعتراضهم ان المحافظة هي اقل من الحكم الذاتي!!
هذا خلط في المفاهيم.
فالمحافظة هي تسمية قانونية عراقية لوحدة ادارية تضم وحدات اصغر هي الاقضية والتي يضم كل منها وحدات اصغر هي النواحي.
في حين ان الحكم الذاتي (البعض سماه الادارة الذاتية) هو شكل من اشكال الادارة.
وبذلك فان المصطلحان ليسا من صنف واحد لتتم مقارنتهما بالقول ان هذا هو اقل من ذاك!!
المحافظة يمكن ان تكون مجردة من اية صلاحيات تشريعية كما كان الحال ابان النظام العراقي البائد.
والمحافظة يمكن ان تكون بسلطات ادارية محدودة كما هو حال محافظات العراق حاليا خارج اقليم كردستان العراق حيث لا تتعدى سلطاتها الادارة المحلية من مجالس بلدية ومجلس محافظة محدودة الصلاحيات.
وقد تكون محافظة تتمتع بالحكم الذاتي كما يمكن ان يكون عليه مستقبل منطقة الحكم الذاتي التي تطلبها التنظيمات الاشورية.
وقد تكون محافظة تتمتع بسلطات الاقليم الفدرالي كما نص عليه الدستور العراقي الذي يمنح الحق لمحافظة او اكثر تشكيل اقليم فدرالي.
اي ان سلطات المحافظة يمكن ان تكون دون اية سلطة!! او تكون ادارة محلية (اقل من حكم ذاتي) او ان تكون حكم ذاتي (اقل من فدرالية) او ان تكون فدرالية.
وبالتالي من الخطأ الخلط والمقارنة بين المحافظة وبين شكل ادارتها!!

9- وبالاضافة الى النقاط السابقة يمكن لنا ان نضيف سببا اخر للدعوة الى ضم سهل نينوى الى الاقليم.
فحيث ان مطالبة الشيئ لا تعني بالضرورة تحققه بل تحتاج الى جهد وعمل ولوبي شعبي ومؤسساتي وسياسي ضاغط من جهة، وحيث ان القرار النهائي لالتحاق سهل نينوى بالاقليم هو قرار يحدده ابناء السهل انفسهم في عملية استفتاء رسمية ودستورية، وحيث ان اقرار الذهاب الى هذا الاستفتاء يتطلب تشريعا برلمانيا في البرلمان العراقي، لذلك فان اعتماد دستور الاقليم لمبدا ضم سهل نينوى الى الاقليم وتحقيق الحكم الذاتي لشعبنا سيجعل الكتلة الكردستانية ومؤسسات الاقليم ملتزمة السعي لتحقيقه واقراره من قبل الدولة العراقية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية.
وهذه مسالة مهمة جدا اذا ما ادركنا ضعف الامكانات الذاتية لشعبنا في التاثير في قرارات الدولة العراقية ومؤسساتها من جهة، وعدم المراعاة والاهتمام الذاتي من قبل التوجهات السياسية الاخرى في البرلمان العراقي بمطلب شعبنا هذا بسبب توجهاتها السياسية المعروفة، الاسلاموية منها والعروبية.

وعلى العكس من هذا كله، فان دعاة ربط سهل نينوى بالمركز العراقي لا يقدمون اية فائدة او مبرر واضح وموضوعي لدعوتهم سوى الادعاء ان الارتباط بالمركز افضل من الارتباط بالاقليم، دون ان يقدموا اسباب (الافضل) هذا.
وكذلك لا يقدمون حججا سوى ان ضم سهل نينوى الى الاقليم هي مصلحة كردية!! وسبق لنا القول انها مصلحة اشورية قبل ان تكون كردية. واذا كان الاكراد يستفيدون منها ايضا فذلك امر اخر لا يستوجب بسببه تحطيم الفائدة الاشورية والتخلي عنها!!

والى هذه النقاط والمحاور سنعود بالمزيد في الجزء اللاحق من المقال.. فالى اللقاء..

القس عمانوئيل يوخنا[/font][/size]

236
تحية محبة وتقدير،
في الوقت الذي نحيي لكم مسعاكم في توحيد موقف وكلمة شعبنا ونثمن جهودكم الخيرة في تعزيز العمل من اجل تحقيق مطالبه في الدستور الكردستاني وبما يضمن للاقليم ومكوناته القومية والدينية مقومات العيش والمصير المشترك والمتدن وفي ظل دستور لبرالي عصري.
وفي الوقت الذي نثمن فيه مواقف وجهود بقية الشخصيات السياسية الفاعلة من ابناء شعبنا ونخبه الفكرية ومؤسساته القومية والقافية التي تصب جميعها في اتجاه دعم مطالب شعبنا.
فانه يسعدني ان اتوجه اليكم بهذه الرسالة لاضمنها اهم ملاحظاتي الشخصية التي اثق انها ليست غائبة عن اجندة اجتماعكم وتفاصيله، علما اني انشر حاليا سلسلة من المقالات بهذا الخصوص على موقعنا الموقر، موقع عنكاوة، الذي له دوره الاعلامي الكبير في توعية شعبنا بحقوقه ودعم جهوده.
تتحصر ملاحظاتي باهم نقاطها في خمسة نقاط:

اولا: تضمين ديباجة الدستور الاشارة الى الهوية والوجود والدور الحضاري لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) والمعاناة التي تعرض لها وتحديدا منذ تاسيس العراق الحديث، في سميل وصوريا والانفال وغيرها.

ثانيا: اقرار وتعبير الدستور في ديباجته ومواده عن وحدة شعبنا بتعددية تسمياته من خلال اعتماد التسمية الشاملة (الكلداني الاشوري السرياني).
بذلك نكون قد حققنا ضمانة وحدة شعبنا دستوريا بكل ما يترتب عليها من وحدة الحقوق.
علما ان التسمية الشاملة هي مخرج دستوري ولا يترتب عليه التزام على ابناء ومؤسسات شعبنا لتغيير التسمية التي يستعملها كل منهم في التعبير عن هويته القومية.

ثالثا: توحيد سقف المطالب السياسية وتوحيد المصطلح المعبر عنها من خلال اعتماد مصطلح (الحكم الذاتي) لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) ضمن اقليم كردستان العراق.

رابعا: ضمان حق التمثيل في المؤسسات التشريعية والتنفيذية للاقليم.

خامسا: ضمان قيام المؤسسات التعليمية والوزارات المعنية في برامجها وانشطتها التعبير عن الدور والجذور الحضارية لشعبنا في تاريخ وحياة ومستقبل الاقليم. وضمن هذا السياق تاتي المطالبة باعتبار عيد الميلاد المجيد وعيد راس السنة الاشورية عطلة رسمية لكل الاقليم.

وختاما، اذ اختصر ملاحظاتي بالنقاط اعلاه فاني اتوقع ان لكم المزيد من الملاحظات والاقتراحات التي تصب جميعها في خدمة عموم ابناء الاقليم وبخاصة ابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني).
اشد على ايديكم ثانية متمنيا لكم النجاح والتوفيق.
وليبارككم الرب

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 8 تشرين الثاني 2006

237
قراءة اشورية في الدستور الكردستاني[/size]
الجزء الاول
لنحاور بعضنا[/b]
لقراءة الجزء الثاني من المقال، والذي هو بعنوان: (لماذا الحكم الذاتي في فدرالية كردستان؟) انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,63547.0.html

ليس من السهل على المرء ان يغض نظره عن الامور السياسية والقضايا الساخنة التي يعيشها محيطه، الاجتماعي او القومي او الوطني، خاصة اذا كان المرء حريصا على مستقبل هذا المحيط.
من هنا ومع تفاعل الحوارات وتصاعد وتيرتها والتهاب سخونتها بشان دستور اقليم كردستان العراق الفدرالي ومساحة شعبنا، هوية ووجودا وحضارة، في هذا الدستور، وصيغة وسقف الحقوق التي يقرها لشعبنا، ومع وجود اكثر من رؤية بين ابناء شعبنا في هذا السياق فاني، ومن منطلق حقوق المواطنة اولا والالتزام القومي بحق الشعب الاشوري، الذي انتمي اليه واحمل هويته، في التمتع بحياة كريمة وممارسة ذاته وتطويرها في وطن انتمى اليه هذا الشعب حتى تطابق تاريخ الشعب والوطن، فاني وجدت لزاما علي ان ادلو، وبتواضع شديد، بدلوي في هذه القضية التي باتت تستحق تسمية برنامج هيئة الاذاعة البريطانية المشهور: (حديث شؤون الساعة).

في هذا المقال ساقوم بعرض رؤيتي القومية والسياسية بشان الدستور الكردستاني، وقد تلتقي او تتعارض مع هذه الرؤية او تلك، لهذه الجهة او تلك، فذلك امر طبيعي. فانا شخصيا احترم واقدس حرية الانسان في التعبير عن ذاته ورأيه، سواء كنت انا هذا الانسان ام كان غيري.
الحوار هو منطق العصر وهو اساس التطور.. مثلما هو الاختلاف سنة الخليقة.
ويسعدني ان اتلقى الردود والمحاججات على هذه المواقف والرؤى، بل وادعو اي من الاخوة المختلفين معي في الرؤية الى مناظرة مفتوحة.

حقائق اساسية:
1- في ايار 1992 انطلق اول برلمان لاقليم كردستان العراق.
وفي 4 تشرين الاول من 1992 قرر البرلمان الكردستاني في قراره المرقم 22 وباجماع اعضاءه الـ 105 (ومن بينهم الكتلة الاشورية المرلفة من 5 اعضاء، اربعة منهم من قائمة الحركة الديمقراطية الاشورية، والخامس من قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني) وبمختلف الكتل السياسية التي مثلوها اعتماد الفدرالية لاقليم كردستان العراق ضمن الوطن العراقي.
ومن استحقاقات ذلك كانت اعداد دستور للاقليم، والذي تاخر بسبب الوضع الداخلي للاقليم، حيث لم تنطلق عملية اعداده الا في عام 2002 وانجزت اللجنة المكلفة بذلك مهامها مع نهاية عام 2002.

2- ومع التغيرات التاريخية التي حصلت في العراق وتحريره في 9 نيسان 2003 من النظام الاستبدادي البائد انطلقت العملية السياسية للعراق الفدرالي الجديد القائم على الديمقراطية والتعددية ومؤسسات الدولة المدنية وهيكليتها العصرية، واحدى اهم محطات العملية السياسية كانت اقرار الشعب العراقي لدستور العراق بما تضمنه من اقرار واعتراف دستوري واضح وصريح لاقليم كردستان العراق كاقليم فدرالي ضمن العراق.
بمعنى ان ما اقره برلمان اقليم كردستان العراق من فدرالية للاقليم من طرف واحد في عام 1992 بات اليوم حقيقة سياسية ودستورية ورسمية باعتراف وقبول الشعب العراقي، وليس كما يروج البعض من اشوريينا من تشكيك بفدرالية الاقليم والطعن بشرعيته!!
مثلما ان فدرالية اقليم كردستان العراق وبالاضافة الى شرعية واقع الحال منذ 1992 وشرعيتها الدستورية والوطنية العراقية منذ اقرار الدستور العراقي، فان لها شرعيتها الاقليمية والدولية المتمثلة في تعامل وقبول المؤسسات والمرجعيات السياسية الاقليمية منها والدولية لفدرالية اقليم كردستان ومؤسساته التشريعية والتنفيذية.
لسنا بحاجة لتذكير هذا البعض الى استقبال الرئيس الامريكي في البيت الابيض للسيد البارزاني رئيس الاقليم ورفع علم الاقليم في البيت الابيض.
كما لسنا بحاجة لتذكيره بذات الاستقبال من الحكومات والعواصم الاوربية.
يضاف اليها التعامل الرسمي مع المؤسسة التشريعية للاقليم حتى ان جامعة الدول العربية التي وقفت عبر تاريخها الى جانب الانظمة العروبية في انتهاك حقوق القوميات الصغيرة فان امينها العام السيد عمرو موسى زار البرلمان والقى كلمته تحت قبة البرلمان الكردستاني وتحت علم الاقليم.
ناهيك عن التعامل الرسمي الاقليمي والدولي مع حكومة اقليم كردستان العرق، رئيسا ووزراء.
كما يمكن ان نضيف ايضا افتتاح القنصليات والممثليات الدبلوماسية في عاصمة الاقليم.
واخرا، وليس اخرا، افتتاح الاقليم لممثلياته في السفارات العراقية عبر العالم، وهو استحقاق دستوري بقيد التنفيذ.

3- ومن بعد انتخاب البرلمان الكردستاني الجديد في انتخابات 30 كانون الثاني 2005 تم تشكيل لجنة اختصاصية لاعادة النظر في الدستور السابق والتي انجزت مهامها في اب المنصرم وقدمت مسودة عملها الى البرلمان الذي اطلق عملية مناقشتها.
بمعنى ان عملية اعداد الدستور الكردستاني هي عملية انقضى عليها عدة سنوات وليست امرا مستحدثا، كما يسعى البعض للتشويش. وان المسودة الحالية هي تطوير ومراجعة للدستور السابق.

4- بعد مناقشة الاقتراحات والملاحظات التي ترد على مسودة الدستور وبعد اعداد صيغته النهائية واقرارها من قبل البرلمان الكردستاني ستعرض للاستفتاء عليها من قبل ابناء اقليم كردستان العراق بحدوده الحالية.
واي مطلع على المشهد والواقع السياسي للاقليم يمكن له ان يتوقع ان الدستور سيتم اعتماده بالاغلبية المطلقة من ابناء الاقليم ومن بينهم ابناء شعبنا الاشوري. شخصيا اتوقع ان تفوق نسبة الموافقين عليه الـ 90% وبذلك سيتحول الى وثيقة مرجعية للاقليم بكل ما تتضمنه من مواد وفقرات تغطي مجمل الامور وكما هو الحال مع كل الدساتير.

5- ماذا يعني هذا اشوريا؟
ان حقيقة اقرار الدستور الحتمية باكثرية مطلقة لا تعني ابدا السلبية في التفاعل مع عملية مناقشته وتعديله وتطويره من قبل اقراره.
بل على العكس فانها تعني اننا بصدد وثيقة دستورية مهمة وان علينا السعي لتطويرها نحو الافضل.
لقد عانى شعبنا من التهميش في المشاركة السياسية في صنع وبناء الاوطان والدول التي عاش فيها، ومن بينها العراق.
واليوم تتاح له فرصة تجاوز هذا الحرمان والتهميش.
اليوم شعبنا بكل فصائله وانتماءاته ومؤسساته وطيفه مدعو للمشاركة في عملية البناء هذه، واذا ما قصر احد منا في ذلك وهمش ذاته بذاته فانه لن يكون له القاء الملامة الا على نفسه.

6- الحقيقة التاريخية والوجودية للشعب الاشوري هي انه يعيش في الاقليم تاريخيا وحاضرا ومستقبلا.
وان الوجود الديمغرافي الاشوري في الاقليم هو وجود له اعتباره وقيمته من حيث العدد ومن حيث الانتشار والارض. (حوالي 140 قرية وقصبة ومدينة اشورية (كليا او جزئيا) في الاقليم).
وهذا الوجود الديموغرافي الاشوري في الاقليم هو واحد من وجودين ديموغرافيين اشوريين في العراق، حيث الوجود الديموغرافي الثاني هو في مدن وقصبات وقرى سهل نينوى المتاخم للاقليم.
يجب ان نكون صريحين مع انفسنا في ان الوجود الاشوري في المدن العراقية الكبرى، مثل بغداد او البصرة لا يمكن له باي شكل من الاشكال ان يعتبر وجودا ديموغرافيا حقيقيا بمعنى انه يمكن من خلاله ممارسة الحقوق السياسية القومية في التعبير عن الذات وفي مؤسسات ادارية وتنفيذية لها خصوصيتها القومية.
فالمدن الكبرى ليست مناطق ديموغرافيا قومية.
صحيح انه يمكن لشعبنا في بغداد ان يمارس حقوقه وخصوصيته الثقافية في مدرسة في هذا الحي واخرى في الحي الاخر، او يمارس حضوره السياسي والاعلامي او يلعب دوره الانتخابي وغيرها كما هو حاصل اليوم، ولكن لا يمكن باي شكل من الاشكال ان نخدع ذاتنا بان لشعبنا ديموغرافيا وارض وسيكون له مؤسسات تشريعية وتنفيذية بخصوصية قومية في مدن بغداد او البصرة!!
والامر ينطبق على بقية القوميات العراقية ايضا والتي لها ثقلها السكاني في بغداد حيث جميعها لا تجد ديموغرافيا سياسية لها في بغداد وينحصر الامر فيما سبق قوله من مؤسسات تعليمية او اعلامية او احزاب سياسية او اصوات انتخابية وما هو ضمن هذه الحدود.

المسؤولية الفردية والجماعية لشعبنا ومؤسساته السياسية وشخصياته الفاعلة ومثقفيه واكاديمييه، وبخاصة التي لها حضورها ونشاطها في الاقليم، هي ان يحددوا موقفهم ويعلنوا ملاحظاتهم ويقدموا تصوراتهم بالنسبة لهذا الدستور وبما يجعله وثيقة متطورة تؤطر وترسم صورة الحياة لابناء الاقليم بكل انتماءاتهم القومية والدينية وبكل طيفهم السياسي.
ان سعي البعض من الاشوريين، افرادا وتنظيمات، الى الطعن والانتقاص من شرعية عملية اعداد ومناقشة واقرار الدستور الكردستاني هي جهالة لحقائق الواقع السياسي العراقي والكردستاني كما يقرها الدستور العراقي، مثلما هي اهانة لعموم الشعب العراقي (ومن بينه ابناء شعبنا الاشوري) الذين صوتوا واعتمدوا الدستور العراقي بما يتضمنه من اقرار بفدرالية اقليم كردستان العراق والمترتبات القانونية على هذا الاقرار، ومن بينها الدستور الكردستاني.
كما ان الوقوف موقف المتفرج من مناقشة واقرار الدستور الكردستاني هي تقاعس عن الالتزام الاخلاقي والقومي والوطني تجاه منطقة ننتمي اليها، وتجاه ابناء شعبنا الاشوري في هذه المنطقة.
فالمسؤولية الاخلاقية والسياسية والقومية والوطنية تفرض على الجميع، وبخاصة الاحزاب والقوى السياسية لشعبنا، ان تعلن موقفها وتقدم رؤيتها من جميع مواد الدستور وفي مختلف ابوابه سواء ما تعلق منها بالحقوق والحريات الفردية او الحقوق السياسية للمكونات القومية او المؤسسات والهيكلية الادارية للاقليم والى اخر مواد الدستور.
ليس بالضرورة، بل ليس من المطلوب، ان تاتي هذه الملاحظات بالتاييد المطلق للدستور.
على العكس فالمطلوب هو ان تاتي ملاحظاتنا بالنقد وتسجيل المآخذ والتعبير عن المخاوف وتقديم البدائل.
باختصار شديد فان مهمتنا جميعا هي تطوير هذه الوثيقة التي سنعيش ويعيش شعبنا واجياله في الاقليم في ظلها وتحكم وتتحكم بمفردات حياته وتحدد الصورة المستقبلية لهذه الحياة التي سيعيشها مشتركة مع بقية مكونات النسيج السكاني القومي والديني والثقافي للاقليم.

ان الاختلاف مع هذه المادة او الفقرة او الصياغة في الدستور او ديباجته لا تعفينا من ابداء راينا، ولا تبرر لنا الانتقال الى موقف الحقد والعداء اللامسؤول، بل على العكس تفرض علينا ابداء راينا من اجل شعبنا ومستقبله.
فهل نحن أهل لها؟ شخصيا انا متفاءل.

ملاحظات على المسودة الحالية للدستور
اولا: الحقوق السياسية[/b]
شاني شان الكثيرين من متابعي المسالة، فان لي ملاحظات ومآخذ واقتراحات عديدة بشان الدستور، (مثل الديباجة والتسمية وغيرها) الا اني ساتركها الى نهاية اجزاء المقال كونها موضع اتفاق شبه عام بين ابناء شعبنا وقواه السياسية، وساركز عوضها على الحقوق السياسية للشعب (الكلداني الاشوري السرياني) في مسودة اقليم كردستان العراق، وما تثيره من نقاط خلافية واجتهادات ومحاججات وتعكسه من مخاوف وقلق بعضه مشروع ومعظمه مختلق..
حيث في الوقت الذي يكاد يتفق عليه الجميع بان سقف هذه الحقوق لا يقل عن الحكم الذاتي (البعض يستخدم لذات السقف مصطلح الادارة الذاتية) فان الاختلاف هو في ارتباط الحكم الذاتي ضمن العراق الفدرالي.
حيث تدعو الاكثرية المؤسساتية والشعبية الى ربط منطقة الحكم الذاتي باقليم كردستان العراق في حين يدعو البعض الاخر بربطها بالحكومة المركزية. (بالتاكيد ان هناك خلافات تفصيلية اخرى تنتج او تنعكس في هذا الاختلاف الاساسي، مثل الرقعة الجغرافية لمنطقة الحكم الذاتي، هيكليتها السياسية والمؤسساتية، وافاق مستقبلها، وغيرها.)
في حين هناك البعض ممن، وللاسف الشديد، قلل سقف المطالب والاستحقاقات السياسية لشعبنا الى حده الادنى المتمثل بادارات محلية لا تمتلك سلطة التشريع والتنفيذ الذاتي. (راجع مذكرة المكتب السياسي للحركة والمؤرخة في 2 ت2 والمنشورة في 7 ت2 2006 بشان دستور الاقليم)
في حين هناك البعض الاخر يدعو الى اقليم فدرالي اشوري على غرار اقليم كردستان الفدرالي.
سنحاول شيئا بشيئء، وخطوة بخطوة تغطية ومناقشة مختلف هذه المواقف ومحاججات كل منها.

بين الادارة الذاتية والحكم الذاتي..
لا بد لي من الاعتراف وبنزاهة وصراحة وتواضع اني لست مختصا بالقانون الدولي او السياسة الدولية لاقوم ومن منطلق اكاديمي باثبات او نقض تماثل المصطلحين، الادارة الذاتية والحكم الذاتي.
وذات الامر ينطبق على معظم المشاركين في هذا النقاش، ومن بينها التنظيمات السياسية.
وهذا بحد ذاته يكشف احدى نقاط الضعف في الاداء السياسي الاشوري من حيث افتقاره الى الاختصاصات والمؤسسات الاكاديمية.
على اية حال وعلى قدر ما يتاح لي من مطالعات ومتابعات ومصادر فاني شخصيا لا اجد اي فارق بين المصطلحين حيث ان كلاهما يتضمن التعبير عن وجود مؤسسات تشريعية وتنفيذية ذاتية تقوم بسن التشريعات وتنفيذها عبر اليات وهياكل مؤسساتية يؤطرها الدستور والتشريعات، والذي (الدستور) يحدد العلاقة بينها وبين المؤسسات التشريعية والتنفيذية للاقليم الفدرالي.
بمعنى ان الاختلاف هو شكلي تسموي وليس اختلافا جوهريا في الصلاحيات حيث كلاهما يتضمنان صلاحيات تشريعية وتنفيذية ذاتية.
عن الادارة الذاتية، لنقرا مثلا في الفقرة الخامسة من نص قرار مجلس الامن الدولي المرقم 1160 في 31 اذار 1998 بشان كوسوفو (والذي بالتاكيد ان وضعه السياسي والقانوني هو متقدم اكثر بكثير مما تطلبه الجهات الاشورية لشعبنا في الاقليم):
((يعرب (اي مجلس الامن) عن تاييده لتعزيز مركز كوسوفو بما يشمل منحها اكبر درجة من الاستقلال الذاتي ومن الادارة الذاتية المفيدة))
ويتكرر ذلك وبوضوح في القرار 1244 بتاريخ 10 حزيران 1999 حيث ينص في فقرة منه:
((واذ يؤكد من جديد ما ورد في قرارات سابقة من دعوة الى منح كوسوفو استقلالا ذاتيا كبير القدر ودرجة معقولة من الادارة الذاتية)).
وليعود في فقرة لاحقة من نفس القرار ويشير الى مؤسسات حكم ذاتي.
فالادارة الذاتية والحكم الذاتي لا يردان كمتناقضين او متقاطعين او كمستويين مختلفين من السلطة السياسبة.
قول البعض ان الادارة الذاتية هو اقل من الحكم الذاتي لان الادارة الذاتية تعني وحدة ادارية واحدة فقط (في الحالة موضوع البحث يقولون قضاء واحدا) هو قول مردود لانه وحتى باقتصار الادارة الذاتية على سهل نينوى فانه يضم ثلاثة اقضية هي تلكيف وبغديدة والشيخان.
وقول البعض ان الادارة الذاتية تماثل ما هو قائم حاليا في عنكاوة مثلا من حيث ان رئيس وحدتها الادارية هو من ابناءها، هو ايضا قول مردود، لان عنكاوة ليس لها سلطة تشريعية وتنفيذية، وانها منطقة ادارية ولكن ليس منطقة ادارة ذاتية.
الحقيقة ان هذا هو مفهوم الادارة المحلية حيث تفتقر الى السلطات والصلاحيات التشريعية. فسقف الادارات المحلية هو ان يقوم ابناء المنطقة بتبؤ المناصب الادارية كما هو الحال اليوم في تلكيف والقوش وعنكاوة دون ان يكون لهذه الادارات سلطة ذاتية للتشريع والتنفيذ، واقصى ما تمتلكه هو المجالس البلدية!!
ان تخفيض سقف المطالب والحقوق السياسية لشعبنا الى الادارة المحلية يعني الوقوف بوجه الطموح القومي والوطني المشروع لشعبنا، مثلما يعني عمليا الابقاء على الواقع الحالي لحقوق شعبنا دون اي مسعى لتطويرها وتعزيزها.

اكرر اعتذاري باني لست اختصاصيا في القانون الدولي والعلوم السياسية واكون شاكرا جدا لاي من اصحاب الاختصاص ممن يساهموا في توضيح المصطلحات لنا جميعا.

على اية حال..
وحيث ان الموروث السياسي لشعبنا وبقية ابناء العراق من حيث توارد مصطلح الحكم الذاتي اكثر من الادارة الذاتية.
وحيث انه من المهم جدا توحيد سقف المطالب وتوحيد الخطاب السياسي وبضمنه توحيد المفردات والمصطلحات المستخدمة فيه.
وحيث ان معظم القوى والفعاليات السياسية والقومية والشخصيات الفاعلة من ابناء شعبنا استخدموا مصطلح الحكم الذاتي.
وحيث ان الاعلام والملاحظات السياسية بشان دستور الاقليم، وبضمنها ملاحظات السيد جلال الطالباني، رئيس جمهورية العراق الفدرالي، بشان اقرار حقوق التركمان، تتداول مصطلح الحكم الذاتي وليس الادارة الذاتية.
ولتفويت الفرصة امام افتعال الاشكالات الداخلية وحروب المصطلحات والتسميات (التي اثبتنا كاشوريين قدرة فائقة فيها!!)، ولعدم الانجرار في المزايدات بشان سقف المطالب.
فاني اعتقد انه من الافضل توحيد المطالب وتسمياتها باعتماد مطلب ومصطلح الحكم الذاتي.

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 8 تشرين الثاني 2006
الجزء الثاني من المقال سيتناول محاور: لماذا الارتباط باقليم كردستان؟ وهل لنا فرص تحقيق الحكم الذاتي ومحاور واسئلة اخرى.. فالى اللقاء.[/font][/size]

238
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي

الجزء الثامن
تحليل للمقابلات الاعلامية مع مار باوي
القسم الاول: المحكمة!!!![/size]

لقراءة الجزء السابق، انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,61139.0.html
كلمة لا بد منها..
مع الاقسام الاخيرة لمسلسل هذه المقالات تلقيت اشارات تحريرية (كما في مقال السيد كليانا يونان) او شفاهية من العديد من انصار مار باوي والمدافعين عن حياض تمرده متهمينني بان هذه المقالات سلبية في نتائجها ولا تخدم او تعين في رأب الصدع وحصر الازمة!!
كلام جميل ومنمق.. ولكنه ليس الا حق يراد به باطل.
عجبي من هؤلاء ان ينزعوا، باسم المحبة والسلام!!، عن ابناء الكنيسة حقهم في الدفاع عن كنيستهم وهي تتعرض لابشع الاساءات والاذى.
الم يكن، وما زال، الاجدر بهم ان يوجهوا كلامهم ونصحهم الرشيد الى نيافة مار باوي بان يكف عن محاولات شق الكنيسة والسطو على ممتلكاتها؟
الم يكن الاجدر بهم، وما زال، ان يتوجهوا بنصحهم الحكيم الى المؤسسات التي ينتمون اليها، بصيغة او باخرى، وهي تصب زيتها على نار الحقد والكراهية التي اذكاها نيافته في الكنيسة وابناءها من سان هوزيه الى شيكاغو وانتهاء بملبورن مرورا بكندا وسدني وما زال مصمما على توسيع مساحة النار واتونها؟
الم يكن الاجدر بهم، وما زال، ان ينصحوا انصار مار باوي بالتوقف عن الاساءات والتلفيقات التي باتت زادا يوميا لهم ولمنابرهم؟
بل واليس الاجدر بهم ان ينصحوا مار باوي لينصح ويامر اتباعه ان يلتزموا حدا ادنى من الاحترام في التعامل مع بني البشر، فكيف مع الكنيسة المقدسة واباءها؟

اما ان يتوجهوا بنصحهم الي في دفاعي عن الكنيسة وفضح ما تتعرض له من هجمة شرسة قائمة على التضليل والتلفيق.. فكلا والف كلا..
صحيح ان اكثرية الكنيسة صامتة في طريقة دفاعها عن نفسها، حيث اختارت اسلوب تفعيل مشاركتها وحضورها في الانشطة الكنسية والالتفاف حول اباءها تعبيرا عن الوفاء للكنيسة وحمايتها من هذه الهجمة.
الا ان هذا الصمت الايجابي في مواجهة الصخب والضجيج الاعلامي لقوى التمرد والعصيان لا يلغي ان يكون هناك كتابات واحاديث تفضح الهجمة وهشاشة مرتكزاتها وذلك من اجل ابناء الكنيسة من الابرياء الذين هم ضحايا التضليل والكلام المنمق والمعسول.
فالى هؤلاء اتوجه بهذه المقالات وليس الى اي احد اخر..
فكنيسة المشرق التي اسسها رب الارباب على صخرة الايمان القويم ليست بحاجة الى انسان خاطئ مثلي ليذود عنها وعن حقيقتها، مثلما ليست ضعيفة مع ذاتها في وجه هذه الزويبعة (نعم الزويبعة وليس الزوبعة)، فرب الارباب وعد كنيسته وهو صادق في وعده بان ابواب الجحيم لن تقوى عليها.
على اية حال فان هذه الاشارات تزيدني ثقة بان المقالات ومضامينها تؤتي ثمارها من حيث توضيح الحقائق واسقاط الاقنعة.

ثم عن اي راب صدع يتحدثون؟ وهناك طريق واحدة وباتجاه واحد لرأب الصدع، الا وهي طريق عودة الابن الضال الى بيت ابيه نادما ومعترفا بخطيئته وسائلا الرحمة والمغفرة.
فهل لكم ان تبشروا اهلكم ان مار باوي وانصاره يفكرون، مجرد التفكير، بهذه العودة واعادة ما سطوا عليه من ممتلكات الكنيسة، ومد جسور المحبة بين ابناء العائلة والرعية والكنيسة والامة الواحدة بعد ان قاموا بشق جزء منها (ولو كان ضئيلا) على مرتكزات الحقد والكراهية.
الكنيسة كما هو راعيها الصالح والامين، يسوع المسيح، تفرح بتوبة الابن الضال وتغتبط بالعثور على الخروف الضائع من المائة خروف.

من افواهكم ندينكم
في هذه المحطة من المقالات سنتناول وتحت عنوان (من افواهكم ندينكم) الحجج والذرائع التي يقدمها نيافة مار باوي في تبرير تمرده وحركته الشقاقية واهدافها. وسنناقش بالحجة والبرهان وندعم نقاشنا بالوقائع والحقائق المادية منها والكنسية والموضوعية والمنطقية ما يقدمه مار باوي من حجج وذرائع وخطاب بشان تمرده.
فهل هناك في الوقائع والحقائق الكنسية ما يؤيد ادعاءات مار باوي كما يقدمها بنفسه في مقابلاته الاعلامية؟
ام ان جل ما يقوله هو مغالطات وتضليلات وفي افضل الاحوال كلمات حق يراد بها باطل؟
في هذا الجزء المهم من سلسلة المقالات والتزاما منا بالنقاش العادل والموضوعي سنتيح للقارئ الحق الكامل للاستماع بنفسه لما يقوله نيافته شخصيا من حجج وذرائع وتاويلات لمواقفه ومن ثم نقوم بالرد عليها، وبذلك نناى بانفسنا عن تقويل نيافته ما لم يقله..

وحيث ان هناك طوفانا من المقابلات والانشطة الاعلامية لمار باوي في تسويق ذاته وتمرده، حيث يزيد عدد ساعاتها خلال السنة الواحدة من عمر التمرد على مجموع انشطته الثقافية الكنسية خلال عقدين ونيف من عمر كهنوته قسيسا واسقفا في كنيسة المشرق!! فاننا قمنا باختيار عدد من هذه المقابلات المهمة التي يتعرض فيها نيافته الى محاور ومفاصل تمرده وتفاصيله.
ولكي لا نتهم بالانتقائية في الاختيار، فاننا توخينا عدم الاستشهاد بالحوارات الارتجالية التي اجراها نيافته في الندوات والعديد من المناسبات لانها قد تكون خاضعة لاجواء الندوة وانفعالاتها وطبيعة الحضور وبالتالي ربما لا تعكس بشكل دقيق وجهة نظر نيافته، او ربما يكون نيافته فيها قد فشل في اختيار الكلمات والعبارات المناسبة (فعلى سبيل المثال في احدى هذه المقابلات المرتجلة يستخدم نيافته مصطلحات غير لائقة مثل (يا عميان القلوب) وفي اخرى يتهم جهة اعلامية معينة بانها (معمل الاكاذيب) و(وكر الزنابير) وغيرها).
لذلك قمنا باختيار المقابلات التلفزيونية والاذاعية التي سبق الاعداد اجيد لها من طرف نيافته، وبالتالي تعكس في الشكل والمضمون رؤيته وموقفه، ومن بينها مقابلاته التلفزيونية مع السيد ادور ميخائيل حيث يعترف بانها مسبقة الاعداد والتنظيم بينه وبين المحاور. استمع الى نيافته:
http://www.capiraq.org/111/Edward2_PreArrange.mp3

كما اعتمدنا مقابلات اخرى له مع تلفزيون (الاشوريون حول العالم) التي تبث في شيكاغو ومع اذاعة (SBS) التي تبث في استراليا.

وحيث ان الانشقاق والحملة الاعلامية لنيافته للترويج له يتضمن تفاصيل ومحاور عديدة، فقد قمنا بتقسيم المقال الى فقرات لكل من هذه القضايا.
 
اولا: المحكمة
وتتضمن محورين او قضيتين، اولها قضية النظر في عائدية الممتلكات الكنسية التي وضع نيافته يده عليها، والثانية استجواب المحكمة للكرسي الرسولي لكنيسة المشرق في شخص قداسة البطريرك مار دنخا بناء على طلب ودعوى من مار باوي.
ولنبتدا بمحور الاستجواب القضائي للكرسي الرسولي لكنيسة المشرق، كونه في نظري الاهم من حيث ما يعكسه من مدلولات..[/b]

قبل ما يقارب الالفي عام جرى اشهر استجواب في التاريخ... ذلك هو استجواب الرب يسوع المسيح.
قبل ما يقارب الالفي عام تقدم يسوع المسيح بكل ما يمثله من ربانية ونقاء وقدسية للاستجواب امام قضاة خضعوا لارادة خصومه بما مثلوه من شر وحقد وسوء.
لم يتردد الرب المسيح في قبول الاستجواب وعاقبته الموت مصلوبا من اجل البشرية ومن اجلنا نحن فردا فردا.
وبذلك، وكما في كل تفاصيل حياته ومفرداته، قدم لنا الرب المسيح شهادة وقدوة للاقتداء بها.
لقد قالها لنا بفمه القدوس:
((احذروا من الناس. لانهم سيسلمونكم الى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم. وتساقون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللامم. فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون. لانكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لان لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم. وسيسلم الاخ اخاه الى الموت والاب ولده. ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم. وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.)) متي 10 : 17-22
كما بشرنا ايضا:
((طوبى لكم اذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا .لان اجركم عظيم في السموات .فانهم هكذا اضطهدوا الانبياء من قبلكم)) متي 5 : 11-12

وتاريخ الفي سنة من عمر كنيسة المشرق يشهد ان اباء الكنيسة كانوا اهلا لهذه التطويبة، مثلما كان تاريخ الكنيسة شاهدا على عمل الشيطان وشروره وسعيه الدؤوب والمستمر لاضطهادها واهانتها.

لقد تعرض الكرسي الرسولي البطريركي لكنيسة المشرق عبر الفي عام من تاريخه للاساءات ومحاولات الاذلال والمهانة في محاكم الطغاة ومجالسهم واستجواباتهم.
ولكنها كانت تاتي دوما من طرف الحكام والاشرار والطغاة الفاسدين والفاسقين الذين مارسوا الاضطهاد ضد كنيسة المسيح ورجالاتها وابناءها.
وبذلك تستحق الكنيسة وتاريخها ويستحق اباءها وبطاركتها كل الاحترام والتقدير لتحملهم وقبولهم دون مخافة او رهبة هذه المهانات والاذلالات من اجل مجد الرب وكنيسته وابناءها وليتحقق لهم الوعد الصادق:
((لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت)) لوقا 12 : 32

جديد العصر والزمان الذي تتفرد به حالة الكنيسة هذا اليوم هو ان يتم تعريض كرسيها الرسولي وبطريركها للاستجواب بهدف الاذلال والاهانة على يد من كان اسقفها الى الامس القريب.

يتفرد مار باوي في تاريخ كنيسة المشرق انه الوحيد بين اكليروس كنيسة المشرق من اختار بوعي واصرار السعي الاساءة الى كنيسة المشرق وكرسيها الرسولي وابيها الاقدس من خلال استغلال مار باوي للقوانين الامريكية العلمانية واجباره لقداسة البطريرك للاستجواب فيما يسمى بالـ (Subpoena)، وتضمين الاستجواب ان يقدم البطريرك كل ما يطلبه محامو مار باوي منه من مراسلات ومخاطبات لقداسته مع بقية الكنائس والمرجعيات والقيادات الحكومية والقومية والسياسية المختلفة.
وهي جميعا مراسلات وخصوصيات كنسية وبطريركية لا علاقة لها بمقرر المجمع السنهاديقي بايقاف مار باوي ولا علاقة لها بقضية ودعوى ممتلكات الكنيسة، ومن الواضح ان نيافته يحشرها مستغلا الحقوق والسياقات التي تتيحها المحاكم الامريكية من اجل الاساءة والاهانة للكرسي الرسولي البطريركي.
وبذلك يكشف نيافته "اخلاقيته" واحترامه لابيه الروحي قداسة البطريرك.
تاريخ الكنيسة سيسجل بفخر واعتزاز موقف قداسة البطريرك الذي على خطى الرب يسوع المسيح واباء الكنيسة يقبل ويتحمل الاساءة من اجل اسم الرب والكنيسة واباءها.
والتاريخ ذاته سيسجل على صفحات سوداء وبكلمات من العار مسعى جلب الاهانة للكنيسة وبطريركها واباءها.

لنستمع الى مار باوي يشير باختصار عن ما يسميه شكوى من نيافته لضمان حقوقه دون ان يخوض في تفاصيل حقوقه وشكواه مع ايراده لادعاءات عن الشكوى الاخرى المتعلقة بممتلكات الكنيسة (وهي ادعاءات سناتي لمناقشتها في المحور الثاني من هذا المقال)..
http://www.capiraq.org/111/Edward6_Court1.mp3

فما هي يا ترى غاية دعوى مار باوي ضد الكنيسة وطلبه استجواب بطريركها؟
متابعو القضية وتفاصيلها يدركون جميعا ان فحوى الشكوى وطلب الاستجواب وهدفه هو محاولة الاساءة والاهانة للكرسي البطريركي والانتقاص من كرامته وتسليط الضغوط النفسية والمعنوية عليه.
الاستجواب لا يمت بصلة قريبة او بعيدة بقضية ايقاف مار باوي فهو يدرك جيدا انه ليس للسلطة القضائية الامريكية اي حق في نقض او استئناف قرار المجمع السنهاديقي بايقافه.
مثلما ليس لها علاقة بالمحكمة الاخرى المتعلقة بعائدية الممتلكات الكنسية فهذه قضية مطروحة في المحكمة التي لم تتخذ قرارها لحد الان، بل انها لم تبتدا جلساتها الفعلية بعد جلسات الاستماع الاولية التي انتهت قبل عدة اشهر.

ولكي لا يتهمنا القراء باننا ندعي ما هو غير الحقيقة، فاننا ندعوهم للاستماع الى السيد سام درمو، الناشط الكبير في حملة دعم مار باوي، وهو يصف يوم استجواب الكرسي الرسولي لكنيسة المشرق باليوم التاريخي في تاريخ الامة الاشورية!! وبان الاستجواب سيتضمن محاور المراسلات الخاصة للكرسي الرسولي الذي عليه الاجابة بعد اداء القسم على كافة الاسئلة بشان علاقات ومراسلات الكنيسة!!!
http://www.capiraq.org/111/SamDarmo_Court.mp3

ولنستمع اليه ايضا وهو يصف بالتفصيل مشهد جلسة الاستجواب من موقع العارف بالامور والمهلل لها:
http://www.capiraq.org/111/SamDarmo_Court1.mp3

بارخمار وآمين يا نيافة الاسقف الجليل مار باوي..
وحقا يا سيدي سام درمو..
انه يوم فريد في تاريخ الكنيسة والامة..
انه يوم فريد ان يسيئ الابن الى ابيه.. والتلميذ الى معلمه.. والاسقف الى بطريركه.. والاطفال الى امهم.. والانسان الى مقدساته..

انه يوم فريد ان يقوم من يملأ دنيانا ضجيجا بادعاءات روحانيته ومسيحانيته وقيمه بدفع بطريركه قسرا الى اداء القسم والاستجواب..
انه يوم فريد حقا يتيح لنا نحن من قرأنا في كتب التاريخ محاولات الاذلال والاهانة التي تعرض لها الكرسي الرسولي لكنيسة المشرق على يد الاشرار والفاسقين، ان نشهد باعيننا في القرن الواحد والعشرين نسخة من محاولات العصر للاساءة الى الكنيسة واباءها.
ولتقطع هذه المشاهدة الشك باليقين..
فاذا كان هناك من احد يشك في استهداف ابليس وشروره للكرسي الرسولي لكنيسة المشرق فان هذا الاستجواب يقطع شكوكه يقينا.

هل جميعنا يفقه حقا حجم الاساءة التي يراد توجيهها الى الكرسي الرسولي لكنيسة المشرق عبر هذا الاستجواب؟
وهل جميعنا يدرك معنى ان يتم تادية الكرسي البطريركي للقسم القانوني وليتم استجوابه عن مراسلاته وخصوصيات الكرسي الرسولي وليتم وضعها لاحقا، كما يقال ان القضاء الامريكي سيفعل، امام متناول كل من هب ودب؟
هل كان يمكن الى الامس القريب لعاقل ان يتصور ان يحصل هذا وعلى يد احد اساقفة الكنيسة؟
اليس هذا استنساخا كريها ومقيتا للسخريوطي.
بماذا يمكن تشبيه الممارسة هذه؟ اذا جاز لخيالنا ان يتصور حصول حالة مماثلة لها..
الن يكون اقرب مثال لها ان يقوم احد الازواج بعد تركه لبيت الزوجية وخروجه من تحت سقف العائلة وتمرده عليها ان يسعى للانتقام منها باستنطاق عائلته تفاصيل حياته الزوجية وخصوصياته العائلية ووضعها امام من يريد المشاهدة والاستماع!!!
ايعقل ان يصل عاقل لهذا الحد من الخيانة والاساءة؟

انه فعلا يوم فريد في التاريخ ايها السادة..
انه فريد بحجم اساءته ومصدرها.. انه فريد بسوداويته.. مثلما هو فريد باختباره وفرزه للخراف والمعاز. (متي 25 : 32)
طوبى لك سيدي قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وانت تخطو على خطى المسيح في استجوابه ودرب صليبه في يوم الفداء العظيم.
طوبى لك سيدي قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وانت تخطو على خطى اسلافك اباء وقديسي وشهداء كنيسة المشرق..
وويح ليهوذا عصرنا وشابور زماننا..


انه يوم يتيح الفرصة والشهادة الحية على حقيقة التمرد واهدافه.
وبذلك هو يوم وفرصة للكثير لمراجعة مواقفهم واستدراكها.

1- انه وقبل كل شيئ شهادة حية للكنائس المشرقية الشقيقة، وتحديدا كنيسة المشرق القديمة والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، لمراجعة مواقف بعض الاساقفة والاكليروس فيهما ممن اصروا على اقناع ذاتهم (بل وخداعها) بتقديم الدعم لتمرد مار باوي ليقوموا بمراجعة الذات وتقويم الامور..
فالاستجواب، بما يحمله من مدلولات اساءة وغايات اهانة، وان كان موجها لشخص قداسة سيدنا البطريرك مار دنخا الرابع فانه في حقيقته ومدلولاته الواسعة استجواب ومحاولة اساءة واهانة موجهة الى الكرسي الرسولي لبطريرك كنيسة المشرق بكل ما يمثله من شخصية معنوية وقيمة اعتبارية تفوق ابعاد الشخص والزمان والمكان والحدث الراهن لتشمل ارث واصالة وقدسية في تاريخ كنيسة المشرق وابناءها.
انه استجواب لكرسي المشرق وكنيسة المشرق واباءها وتعليمها ودماء شهداءها وجهود رسلها وتعليم ملافنتها.
انه استجواب لالفي عام من عمر المسيحية المشرقية.. الفي عام من عمر ووجود شعب وكنيسة..

وبذلك فهو استجواب ومحاولة اساءة لجميع فروع واقسام كنيسة المشرق ولجميع اباءها وبطاركتها الاحياء منهم والمرحومين.
ان قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وهو يخوض هذا الاختبار الايماني الكبير من اجل كنيسة الرب وابناءها انما يحمل صليبه ويتسلق الجلجثة بالنيابة عن كل كنيسة المشرق واقسامها وتاريخها وتراثها ومستقبلها.
لقد سقطت ورقة التوت الاخيرة بعد ان سقطت قبلها الاقنعة.. فهل من حاجة للمزيد من البراهين؟

2- مثلما هو يوم يقدم الشهادة الحية امام البعض من مؤسساتنا القومية والسياسية التي قدمت الغطاء والوسيلة وكل اشكال الدعم لتمرد مار باوي.
انه الفرصة الحقيقية للمجلس القومي الاشوري في الينوي والذي كان قداسته من اكبر داعمي تاسيسه وعمله ونشاطه، وقدم له كل الدعم المعنوي والشعبي وكل التقدير والثناء.
انه اليوم-الفرصة للمجلس القومي الاشوري ان يعتذر ويتراجع عن تخندقه ودعمه لمار باوي، اذا كان المجلس يريد ان يكون بريئا من الاساءة الى كنيسة المشرق واباءها وابناءها واجيالها.
انه الفرصة الحقيقية لاتحاد الجمعيات الاشورية في اميركا (الفدريشن) ليتراجع عن دعمه لمار باوي بعد ان قطع نيافته الشك باليقين عن اهدافه الحقيقية.
انه الفرصة الثمينة للحركة الديمقراطية الاشورية لان تغسل يدها من وزر هذه الخطيئة، كما غسل بيلاطس يده من دم المسيح.. وتعتذر عن الانجرار في الاهانة التي يريد شريكها، مار باوي، توجيهها الى واحدة من مقدسات وجودنا الا وهي كنيسة المشرق.

3- ومثلما هو اليوم والفرصة للاقلام التي جذبها الخطاب المنمق لنيافته فانبهرت به وبتمرده وراحت تكتب اناشيد ومقالات التبجيل والثناء وصولا الى التاليه والتقديس لنيافته وبانه هو المنقذ والفاروق لهذه الكنيسة والامة.

4- اما لانصار مار باوي واتباعه فاقول، وللاسف الشديد، اني لا اتوقع منهم (بوجه ادق من معظمهم) اي تغيير او مراجعة في الموقف لانه وكما اشرت في مقالي السابق ان حملة دعم مار باوي بين انصاره التزمت اداءا وخطابا حاقدا للطرف المقابل بحيث بات من المستحيل عليهم التراجع بل التزام الهروب الى امام.
ولن استغرب ابدا ان يقيم هؤلاء مآدب الفرح والانتصار لانهم تمكنوا من تحقيق الاساءة الى الكرسي الرسولي لكنيسة المشرق عبر استجوابه.
لنستمع الى السيد سام درمو وهو يتحدث بصيغة الجماعة عن هذا العمل والانجاز والنتائج القومية الكبيرة لصالح الامة!! (وبالتاكيد ان صفته الجماعية تشير الى حركة مار باوي وانصاره):
http://www.capiraq.org/111/SamDarmo_Court2.mp3

لهؤلاء جميعا نقول بملء افواهنا ان الصمت في مواجهة هذا المشهد الكئيب هو صمت مريب يضع اصحابه في كفة المسيئين.
انا لا ادعو لخرق الصمت من قبل هذه المؤسسات والاقلام ببيانات ومواقف رسمية او تحريرية تندد بخطوة مار باوي هذه (رغم ان اعلان المواقف الصريحة هو من شيمة الاوفياء والصادقين)، الا ان اقل ما نتوقعه منهم هو مراجعة الذات وتقويم المواقف. وتوقعنا هذا ليس لاستجداء المواقف من اجل الكنيسة بل من اجل مصداقيتهم هم.
فهل هم بمستوى المصداقية، أم يا ترى لا حياة في من تنادي.

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 2 تشرين الثاني 2006


المحور الثاني: قضية الممتلكات الكنسية
ساقوم بنشره قريبا جدا في الايام القادمة[/b][/font][/size]

239
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي
الجزء السابع
الحركة الديمقراطية الاشورية ومار باوي
القسم الثاني[/size]
[/size]

لقراءة الجزء السابق، انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,59092.0.html

من السذاجة ان نتوقع اصدار الحركة لتصريح وموقف رسمي تعلن فيه دعمها ووقوفها الى جانب مار باوي في تمرده على الكنيسة وشقه لها.
ولكنه من السذاجة البالغة ايضا ان نصدق ان مجرد اصدار الحركة لتصريح تعلن فيه حياديتها من المسالة بانه دليل يقيني على عدم دعمها لنيافته.
فاولا، وقبل كل شيئ وفوق كل شيئ، فانه لا حياد (على افتراض ان الحركة محايدة) تجاه الانقسام وزرع الضغينة والكراهية واستنزاف الطاقات والجهد والوقت والمال.
فكيف الامر اذن وقد اجمع الجميع، كنائسا ومؤسسات وشخصيات واقلاما (باستثناء الحركة) على ان الحركة الديمقراطية الاشورية متورطة في دعم مار باوي وحركته الشقاقية.
وهامش الاختلاف بين هذا الجميع هو مدى التورط واسبابه واهدافه..
فهناك من يعتقد ان التورط يعود الى سنوات عديدة تسبق خروج مار باوي على اجماع السنهادوس واضطرار السنهادوس لايقافه.. فهو تورط، براي هؤلاء، في التخطيط ومن ثم التنفيذ.
في حين يعتقد البعض الاخر انه تورط يتزامن مع انعقاد السنهادوس الكنسي وقراره ايقاف مار باوي.. وهو راي يفتقر الى الصواب وتفنده القرائن التي تسبق السنهادوس بسنوات.
مثلما هناك من يعتقد ان من بين اسباب هذا الدعم هو المرجعية الاستخبارية للنظام الذي كان دوما يسعى الى اضعاف كنيسة المشرق والنيل منها.. في حين هناك من يكتفي باسباب التقاء المصالح بين مار باوي والحركة.
الا ان الجميع، وكما سبق قوله، متفق على ان الحركة الديمقراطية الاشورية شريك وداعم لمار باوي في تمرده وانشقاقه على الكنيسة.. بل وان قراءة متانية لتصريحات الحركة بشان المسالة تجد ان الاخيرة تسعى، من بين الاسطر، الى القاء اللوم على الكنيسة وتبرئة مار باوي وتصويره على انه ضحية وصولا الى تمرير رسالة دعم مبطنة له في مواجهة الكنيسة!! فعن اي حياد يتحدثون؟
(ذات الشيئ نجده في كتابات السائرين في فلك الحركة.. فعلى سبيل المثال في مقال السيد كليانا يونان الاخير (رد هادئ على مقال الاب عمانوئيل يوخنا) اعتراف ضمني بين الاسطر بدعمه لمار باوي وبانه رجل الحركة في حزب بيت نهرين.. بمعنى اخر فان الشهادات التي يريد اصحابها ان تكون شهادات نفي تاتي بمضمونها وصياغتها وتبريراتها وما بين كلماتها لتكون شهادات اثبات!!)
نحن جميعا تلاميذ مار توما الرسول الذي لم يصدق الا بعد ان تيقن وتلمس ماديا..
واذا كانت الحركة تريد من شعبنا تصديق انها ليست متورطة في دعم مار باوي وتمرده فان عليها الاتيان بالممارسات والشواهد المادية، فما موجود منها الى اللحظة يؤكد عكس ذلك.
والى ذلك الحين فان الجميع متيقن من موقف الحركة المشارك في التخطيط والتنفيذ مع مار باوي.

مظاهر دعم الحركة لمار باوي:
اولا: الدعم البشري والجماهيري

المتابعون لحركة مار باوي الانشقاقية ومنذ يومها الاول، بل ومنذ التبشير العلني بها من قبل ولادتها الرسمية، يرى ان الغالبية العظمى، بل والمطلقة، لانصار مار باوي ومريديه هم من كوادر واعضاء واصدقاء الحركة الديمقراطية الاشورية.. فمجتمع شيكاغو يتذكر جيدا، على سبيل المثال لا الحصر، ما رافق انتخابات المجلس القومي الاشوري في صيف 2005 (عدة اشهر قبل السنهادوس) وفوز القائمة الموالية للحركة في الانتخابات من تصريحات علنية وواضحة اطلقها انصار الحركة في نشوة الانتصار بان مسلسل الانتصارات مستمر في كل المجالات!! وقريبا سيكون لنا بطريرك كلدواشوري لكنيسة كلدواشورية!!! كذا..
فهل من غموض في هذه التصريحات؟
وهل من شكوك في الهوية الحزبية والسياسية للمظاهرات لتي كان مخططا تنظيمها في شيكاغو لدعم مار باوي وضد المجمع السنهاديقي قبل انعقاده!!! وهي التظاهرات التي اعترف مار باوي بانه طلب الغاءها في اللحظة الاخيرة لاسباب معروفة وفي مقدمتها انها كانت ستفضح حقيقة موقفه بانه قادم الى السنهادوس ليتمرد عليه ويخرج عن اجماعه.

لا يمكن لاي مراقب او متابع تجاهل حقيقة ان العامل المشترك بين عموم انصار مار باوي واتباعه هو كونهم من اعضاء ومساندي الحركة الديمقراطية لاشورية. فحتى اعضاء وانصار الحركة من ابناء الكنائس الشقيقة الاخرى، الشرقية القديمة والكلدانية بل وحتى البروتستانتية، يلتقون في دعمهم مار باوي والمشاركة في الترويج له والاحتفاء به.
بل ويصل الامر بهم، وكما تثبته شهاداتهم الصوتية انهم يتمادون في دعم مار باوي الى حدود الاساءة البذيئة الى كنيسة المشرق الاشورية ومرجعيتها البطريركية واباءها الاساقفة والكهنة. فعلى سبيل المثال لا الحصر:
ما الذي يدفع كادرا معروفا من تنظيمات الحركة ومؤازريها مثل السيد يوسف ابرم عما، وهو من ابناء الكنيسة الكلدانية، الى دعم مار باوي من جهة والاساءة لكنيسة المشرق والاستهزاء باساقفتها واباءها من جهة اخرى.
وما الذي يدفع شخصا مثل المليونير الاشوري يوناذم يوخنا، وهو من انصار الحركة ومسؤول حملتها الاعلامية الانتخابية في اميركا، وهو من ابناء كنيسة المشرق القديمة الى مناصرة مار باوي والاساءة والتخوين ضد كنيسة المشرق الاشورية وبطريركها واساقفتها.
وما الذي يدفع قسيسا بروتستانتيا مثل القس وليم نيسان، وهو نصير كبير للحركة، للترويج لتمرد مار باوي والاساءة الى كنيسة لمشرق ومجمعها المقدس واباءها، بل ويصل الامر به تغيير حقائق التاريخ وتلفيق التهم البذيئة بالقول ان اغتيال مار بنيامين شمعون كان على خلفية اخلاقية مع فتاة كردية!!.
وغير ذلك العشرات من الامثلة والشواهد.
الملاحظة التي شهدتها بنفسي في لقاءاتي في المانيا والعراق والاردن (وهي بلدان خارج ساحة "المعركة") مع اشخاص لم يسبق لهم معرفة او مجرد لقاء مار باوي مثلما لا يدركون حيثيات ايقاف مار باوي وطروحاته الا انهم متعاطفون معه لمجرد كونهم من انصار الحركة!!
فهل كل ذلك هو مجرد صدفة عابرة؟ وهل ان الادعاء بان انصار مار باوي من اعضاء الحركة ومسانديها لا يعبرون في مواقفهم هذه عن موقف الحركة هو ادعاء يمكن ان ينطلي على احد؟
ولماذا تقف الحركة وهي ترى ان الجميع متيقن بانها تدعم مار باوي، ومن بين هذا الجميع اقلام وشخصيات مقربة من الحركة وحريصة عليها، ساكنة في منع اعضاءها من هذه "الاراء الشخصية" التي الحقت اضرارا بالحركة لا تقل فداحة عن اضرار انكشاف ارتباطات قادتها الاستخبارية؟

واذا ما فعلت في اسكات بعضهم فانه لا يعدو ان يكون تصرفا وقتيا لامتصاص النقمة ولتعود الامور وبسرعة الى ما كانت عليه من ترويج لتمرد مار باوي ونشر الاساءات والتلفيقات والبذاءات ضد الكنيسة واباءها.

ثانيا: الدعم الاعلامي
الترويج لمار باوي والاساءة لكنيسة المشرق وجهان لعملة واحدة ورديفان غير منفصمان، حيث لا يوجد على الاطلاق داعما واحدا لمار باوي لا يسيئ الى الكنيسة.. وبالعكس، فكل المسيئين للكنيسة، هم داعمين لمار باوي. وهذا الامر بحد ذاته يبين حقيقة التمرد والمتمردين.

وهذا الترادف ينعكس في الحملة والدعم الاعلامي للحركة لتمرد مار باوي.
فعلى التوازي مع الدعم البشري والجماهيري فان الحركة تقدم الدعم الاعلامي الواسع للتمرد عبر منافذها الاعلامية المباشرة او عبر المنافذ الاعلامية التي تسير في فلكها.
فتلفزيون اشور للحركة الديمقراطية الاشورية في كاليفورنيا منبر غطى ويغطي تمرد مار باوي بتفاصيله واحداثه ليس بصيغة خبرية اعلامية ومهنية بل بصيغة ترويجية وتبشيرية بالتمرد.
والبرنامج التلفزيوني لولسن نرساي (كاليفورنيا) هو الاخر منبر مطلق الولاء لتمرد مار باوي..
ويضاف اليها المنابر التلفزيونية الموالية او المسايرة للحركة، مثل برامج (الاشوريون حول العالم) وغيرها حيث التزمت جميعها الترويج لمار باوي وتمرده عبر تقديم المتابعات الاخبارية له او تنظيم اللقاءات الحوارية المسبقة الاعداد مع نيافته دون ان يكون هناك مساحة للراي الاخر. (في القسم القادم من المقال سنقوم بتحليل لهذه المقابلات واسقاط الاقنعة عن التضليلات والمغالطات الواردة فيها).
وكذا الحال مع ما يتاح لها من منابر اذاعية هنا او هناك، ولعل مجمتع شيكاغو يدرك هذه الحقيقة مع البرامج الاسبوعية الاذاعية في كل يوم سبت، حيث تقوم هذه البرامج بالدعم الاعلامي بخطين متوازيين لا يتقاطعان ابدا، هما دعم الحركة الديمقراطية الاشورية ودعم مار باوي.
وذات الامر ينطبق على مواقع البالتاك الحوارية على الانترنت، حيث تشترك الحركة الديمقراطية الاشورية ومار باوي في البالتاك في غرفة حوارية واحدة دون ان يكون هناك فواصل بينها من حيث المشاركين او المواضيع وغيرها، فهي غرفة واحدة لحملة واحدة ذو ثلاثة محاور: دعم الحركة الديمقراطية الاشورية ودعم مار باوي والاساءة الى كنيسة المشرق.

ويتجاوز الدعم الاعلامي من الحركة الديمقراطية الاشورية لمار باوي حدود منافذ ومنابر الاعلام المرئي والمسموع لتشمل الاعلام المقروء عبر الانترنت بالاستفادة من المنابر والمواقع الحرة التي تتيح امكانية النشر دون تحميل الكاتب المسؤولية الاخلاقية والقانونية لكتاباته، ولو بحدها الادنى والذي هو الاسم الحقيقي للكاتب.
فمنذ انطلاق تمرد مار باوي وصفحات الانترنت ومواقعها، وبخاصة الاشورية، تمتلئ باقلام لم يسبق لها ان تنشر شيئا وليست معروفة للقراء سوى بمقال يتيم ومسيئ تقوم بنشره اليوم لتختفي وتعود بعد حين باسم اخر لنشر مقال اخر وهكذا.. الكثيرون من هؤلاء تراهم ينضمون الى قائمة التسجيل في الموقع (عنكاوة مثلا) في نفس يوم نشر مقالهم وليختفوا الى ما شاء الله.
وبلغت الامور سوءا حد توسيع مساحة النشر ليشمل مواقع عراقية غير اشورية، مثل موقع (كتابات) و(النهرين) وغيرها لنشر مقالات مسيئة بحق اباء الكنيسة.
وقد قمت شخصيا بتجميع العشرات من هذه النماذج التي تلتقي في شيئ واحد هو الاساءة الى كنيسة المشرق واباءها.
احدى الغايات من النشر باسماء مستعارة والتكثير منها هو اعطاء الانطباع بوجود مساحة واسعة من المؤيدين لهذه المواقف، اضافة الى تمرير معلومات والتصريح بمواقف لا يمكن اعطاءها او تمريرها رسميا او باسماء حقيقية لاعتبارات شتى.
صحيح ان لا اثبات مادي على انتماءهم الى الحركة، ولكن مضمون المقالات والمواقف والحشو الاعلامي الحركي فيها وتبنيها مصطلحات مثل التسمية المركبة وغيرها من الامور والقرائن التي لا تخفى على القارئ اللبيب حتى يمكن التيقن انها اسماء متعددة لشخصية او مكتب اعلامي واحد.

ومن بين المديات الواسعة لهذا الدعم الاعلامي هو حضور قيادات الحركة ومشاركاتها في حملات دعم مار باوي والمسيئة للكنيسة.. فالانسة اكنس جبرائيل ميرزا، من كوادر الحركة، طارت من شيكاغو الى سان هوزي للمشاركة في حفل اعلان التمرد في تشرين الثاني 2005، والسيد رعد ايشايا، عضو قيادة الحركة، هو ضيف كان له حضوره الدائم والفاعل في غرف الحوار الداعمة لمار باوي والمسيئة للكنيسة، بل وشارك بنفسه في هذه الحملة، ناهيك عن تثمينه وتقديره للاشخاص القائمين عليها وجهودهم القومية المتميزة!!
فيما شاركت الشخصيات الموالية للحركة من قبيل الدكتور ادور عوديشو ويوئيل بابا واخرون في حملة دعم مار باوي وفي اكثر من مناسبة ومن على اكثر من منبر، لعل اخرها وليس اخيرها هو المقالة التضليلية ليوئيل بابا في جريدة (زندا) الالكترونية في عدد 6 تشرين الاول 2006.
بل ووصل الامر الى اطلاق منابر اعلامية متخصصة في الترويج لمار باوي وتمرده والاساءة لكنيسة المشرق كما هو البرنامج التلفزيوني (Assyrian For Justice) الذي اطلقه السيد سام درمو، احد العاملين الناشطين مع المرحوم قليمس كنجي حينها، واحد اكبر مناصري الحركة الديمقراطية الاشورية في اريزونا حاليا.

وفي مقابل هذه التعبئة الاعلامية لدعم مار باوي نلحظ ان المنابر الاعلامية للحركة الديمقراطية الاشورية تتعمد تجاهل وتهميش اية اشارة، ولو اخبارية مهنية صرفة، الى نشاطات وفعاليات كنيسة المشرق الاشورية.
حيث لم يقم اي من المنابر المشار اليها اعلاه الى ايراد ذكر ايا من النشاطات والفعاليات الكنسية، ابتداء باصغرها مثل اقامة المحاضرات والندوات الى اقامة المهرجانات والسفرات العائلية وانتهاء بالرسائل الراعوية البطريركية لمناسبات اعياد القيامة والميلاد. فعن اية حيادية يتحدثون!!
وحتى الزيارة التاريخية الاخيرة لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع فانها لم تلق الاهتمام الاعلامي من منابر الحركة الا النزر اليسير لبعض فقراتها من قبيل ذر الرماد في العيون، بل واقتصر هذا النتف الشحيح على فقرات الزيارة التي كانت الحركة حاضرة فيها تلبية لدعوة من الكنيسة.
وعلى ذكر الزيارة فانه وتعبيرا عن الموقف السلبي للحركة تجاه كنيسة المشرق (وهو تحصيل حاصل لدعم الحركة لمار باوي) فان الحركة لم تبادر الى التقاء قداسة البطريرك مار دنخا الرابع في زيارته الى الوطن كما فعلت بقية الاحزاب السياسية الاخرى.

ثالثا: الدعم المؤسساتي
ليس بالامر المخفي على ابناء شعبنا وجالياته المهجرية ان الحركة الديمقراطية الاشورية قد وضعت يدها على العديد من المؤسسات القومية. ولسنا هنا بصدد ايراد الاسباب التي مكنتها من ذلك، ولا النتائج السلبية التي لحقت بالعمل المؤسساتي المهجري من جراء هذا الارتهان الحزبي لهذه المؤسسات.
ولكن ما يتوجب ايراده ضمن سياق الموضوع هو توظيف الحركة لهذه المؤسسات وقدراتها وتسهيلاتها لدعم مار باوي والتبشير بتمرده. فاضافة الى الدعم السابق الذي تقدمه المؤسسات الاعلامية الحركية لمار باوي فان مؤسسات اخرى شاركت في تقديم هذا الدعم:
- المجلس القومي الاشوري في الينوي، نكرر المجلس القومي الاشوري في الينوي، والذي ومن تسميته ليس مؤسسة كنسية او مذهبية بل قومية تضم الاشوريين من مختلف الكنائس والمذاهب، كما انها محددة بجغرافيا ولاية الينوي، فان المجلس لم يره احراجا، بل التزاما!!، ان يرسل وفدا منه برئاسة الانسة اكنس ميرزا من شيكاغو (ولاية الينوي) الى سان هوزيه (ولاية كاليفورنيا) للمشاركة في حفل تدشين التمرد (بتاريخ 13 تشرين الثاني 2005) ولتعتلي المنبر وتعلن بالكلام الفصيح والصريح وباسم المجلس التاييد الكامل بنسبة 100% (ليس اقل!!!) لمار باوي..
وليستمر الدعم والتاييد المعنوي وتقديم التسهيلات المادية لمار باوي وانشطته في شيكاغو.
هذا التاييد ليس متاتيا من فراغ او مرتبط بالحالة الطارئة حاليا بقدر ما هو تجسيد لما سبق ان بشر به فاعلي المجلس يوم انتخابهم قبل ايقاف مار باوي بعدة اشهر يوم اعلنوا وبشروا ببطريرك كلدواشوري قريبا!!!
مثلما هو استمرار للالتزام المجلس لمواقف الحركة الديمقراطية الاشورية وارتهانها له.

- اتحاد الاندية الاشورية الامريكية، او الفدريشن (ولسنا نذيع سرا ان الفدريشن هو الاخر من المؤسسات التي ارتهنت ذاتها بالحركة الديمقراطية الاشورية) وهو ايضا شارك اعضاءه وفاعليه في تدشين التمرد والترويج له والتبشير به وصولا الى قرار الفدريشن بتخصيص 25 الف دولار لاطلاق برنامج تلفزيوني في شيكاغو ليقوم باعداد وتقديمه اثنين من اكثر مناصري مار باوي واثنين من اكثر المسيئين لكنيسة المشرق وهما السيدان ادد اشورسين ووليم يومارن!! فهل من شك في المواقف؟
ومع الهيئة الجديدة للفدريشن التي تدين بالتبعية للحركة قرر الفدريشن اناطة مسؤولية تحرير المجلة المعروفة (النجم الاشوري) بالسيد سام درمو!!!!
ويتجسد الدعم اللامحدود للفدريشن لمار باوي وتمرده من خلال الاصرار على منحه القيمة الاعتبارية والمعنوية في نشاطات الفدريشن، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان نيافته ضيف الشرف في احتفالية يوم الشهيد في كاليفورنيا وطلب اليه مباركة الاحتفال، ولنفس الاحتفالية في شيكاغو كان نيافته ضيف الشرف عبر الهاتف حيث طلب اليه مباركة الاحتفال بحديث هاتفي!!

- اللجان الادارية الكنسية لكنيسة المشرق القديمة والتي معظمها، ان لم نقل جميعها، تدار من قبل اعضاء ومناصري الحركة الديمقراطية الاشورية حيث عملت التزمت هذه اللجان موقفا داعما لمار باوي وكانت احد عوامل الضغط داخل كنيسة المشرق القديمة لفتح ابوابها وتقديم دعمها لمار باوي.

بقي ان نكرر القول والتوكيد ان دعم الحركة لنيافة مار باوي هو دعم يسبق تمرد نيافته على الكنيسة ويعود الى سنين سابقة كما اسلفنا القول وكما هو معروف للجميع.

دعم مار باوي للحركة:
على التوازي مع الدعم المستمر للحركة والمؤسسات التابعة لها لمار باوي فان نيافته ايضا التزم الدعم المستمر للحركة منذ سنوات وما زال مستمرا.
وقد شمل دعم نيافته للحركة مظاهر عديدة منها الدعم البنيوي حيث وضع نيافته المنشات الكنسية التي في ابرشيته تحت تصرف الحركة وتنظيماتها ونشاطاتها حتى باتت اشبه بمقار للحركة.
كما تضمن ايضا دعما ماديا جليا حتى بلغ الامر بنيافته ان في رعيات ابرشيته وبتعليمات منه يتبرع المؤمنون في اثناء خدمة القداس مرتين، احداها للكنيسة (كما هو الحال في جميع الرعيات) والثانية للحركة الديمقراطية الاشورية!!!
وفي سياق الدعم المادي ايضا ارسل نيافته عشرات الالوف من الدولارات من واردات الكنيسة الى الحركة الديمقراطية الاشورية ولجنتها الخيرية في دهوك في الوقت الذي هناك اسقف للكنيسة في ابرشية دهوك وان الالتزام القانوني والاخلاقي يقول ان المساعدات المقدمة من الكنيسة يجب ان ترسل الى اسقف الابرشية وهيئاتها وليس الى التنظيمات الحزبية وواجهاتها.
جميعنا شاهد من على شاشة تلفزيون اشور قيام اللجنة الخيرية في دهوك بتقديم سلات سوداء تضم بعض الاغذية الى العوائل من ابناء كنيسة المشرق وتقديمها على انها مساعدة من مار باوي!! انتبهوا من مار باوي وليس من الكنيسة!!!
ان تصرفا كهذا يحمل الكثير من المدلولات.. فاولا يمثل توظيف واردات الكنيسة واستعمالها للمكاسب الاعلامية الشخصية له وللمكاسب الاعلامية الحزبية للحركة.. كما انها تجاوز على البناء والهيكلية الكنسية لانها تدخل في شؤون ابرشية اخرى.. مثلما هي محاولة واضحة للاساءة والانتقاص من الكنيسة واباءها.
كما ان دعم نيافته للحركة تجلى ايضا في المجال السياسي والاعلامي عبر الترويج في لقاءاته واحاديثه للحركة وتقديمها على انها التنظيم الاشوري السياسي الوحيد والفاعل و"مستهزءا" بالتنظيمات السياسية الاخرى ومستصغرا شانها!! ناهيك عن الترويج لمواقف الحركة السياسية من مختلف الامور ومن بينها التسمية المركبة. وناهيك عن موقفه المعلن في الانتخابات العراقية من دعمه المطلق للحركة.

وهذا الدعم من نيافته للحركة يسبق انشقاقه على الكنيسة وايقاف المجمع السنهاديقي له حيث كانت مشاركات مار باوي في انشطة الحركة والمؤسسات التابعة لها مشاركات جلية ودائمية حتى كانت شبه التزام تنظيمي من نيافته حيث بلغ الامر انه في احدى المشاركات التي كان يستعد لها نيافته وكانت تتطلب منه السفر من ابرشيته الى الابرشية البطريركية في شيكاغو، حيث ورغم طلب قداسة البطريرك منه عدم الحضور والمشاركة الا ان نيافته اصر على المشاركة متجاوزا بذلك القوانين السنهاديقية وملتزما الولاء لمرجعيته السياسية.
بل ويتذكر جميعنا كيف انه شارك في احتفالات الكونفنشن لعام 2005 ولكنه تعمد عدم المشاركة في احتفاء الكنيسة بذكرى الرسامة البطريركية، وهي احداث سبقت ايقاف المجمع لمار باوي.

القواسم المشتركة بين مار باوي والحركة الديمقراطية الاشورية:
من البديهي ان ينعكس تطابق القاعدة الجماهيرية لمار باوي والحركة في اداء الطرفين ومواقفهما من مختلف الامور والقضايا شكلا ومضمونا.
ادناه بعض اهم اوجه التطابق بين حملة مار باوي والحركة الديمقراطية الاشورية:
1- الاشتراك في تبني التسمية الكلدواشورية المركبة حتى بعد انتحار التسمية حيث يصر مار باوي والحركة على التفرد بتبنيها.
2- الاشتراك في تبني خطاب سياسي قائم على تاجيج الاحقاد القومية وتحديدا ضد الشعب الكردي وقياداته السياسية وتصوير الشعب الكردي على انه العدو التاريخي والدائم للشعب الاشوري، وتحميل القيادات السياسية الكردية مسؤولية كل الاحباطات والفشل الاشوري، وانهم يخططون للقضاء على الوجود الاشوري والى غيره من مفردات الخطاب السياسي اليومي الذي نسمعه من انصار مار باوي وانصار الحركة على حد سواء في تنمية وتاجيج العداء والحقد القومي.
3- بل ويشترك الاثنان في تفاصيل هذا الموقف من حيث، على سبيل المثال، اشتراكهما في توجيه الاساءات والبذاءات الى قيادة البارتي، وتحديدا السيد البارزاني، وتحييد الاتحاد الوطني الكردستاني والسيد مام جلال طالباني من هذه الاساءات. (فعلى سبيل المثال، في الوقت الذي كان دافع مظاهرات الحركة في واشنطن بعد تشكيل الحكومة العراقية ان التحالف الكردستاني انتزع ما سماه المتظاهرون "حق الحركة في الوزارة" فان المتظاهرين اقتصرت اساءتهم الى البارتي والسيد البارزاني رغم ان الاتحاد والسيد الطالباني هم شركاء متساوون في قرار التحالف الكردستاني!!!).
4- الاشتراك في الرؤية السياسية بان لا فعل قومي ولا تنظيم سياسي قومي في الساحة القومية باستثناء الحركة، وان جميع البقية هي تنظيمات خيانية او كارتونية او غيرها من التهم المعلبة.
5- الاشتراك في الاساءة الى كنيسة المشرق الاشورية واباءها ورموزها وتلفيق التهم والاكاذيب بحقهم والترويج لها ليل نهار وبمختلف الاساليب مع السعي لشقها والحاق الاضرار بها معنويا وماديا.
وفي التفاصيل فان الطرفان يلتقيان ايضا في عدم تكافؤ سلبيتهما من مواقف سلبية من الكنائس المشرقية الاخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ففي الوقت الذي يدعي الطرفين فيه، الحركة ومار باوي، التزام مواقف قومية وحدوية فانهم قابلوا برد فعل فاتر التصريحات والمواقف التخوينية الخطيرة لغبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي في تخوينه للوحدويين من الاشوريين والكلدان، في حين ان مواقفهم واساءتهم بالغة الشدة تجاه البطريرك مار دنخا الرابع وكنيسة المشرق الاشورية رغم انها تؤمن بوحدة شعبنا.
طبعا نحن بهذا لا ندعو انصار مار باوي والحركة للاساءة ولكننا فقط نورد مثالا شاهدا على حدود الموقف المسيئ لهم لكنيسة المشرق. ونكرر تساؤل احد الناشطين القوميين في شيكاغو عندما تساءل: ماذا كان سيكون موقف الحركة لو كان مار دنخا هو القائل بتخوين الوحدويين وليس مار عمانوئيل دلي؟
6- الاشتراك في استغلال الحاجات الانسانية والطارئة في كسب وشراء الولاء والتاييد، واذا كان سجل الحركة حافلا بذلك فان نقلات مار باوي الاخيرة تجاه اللاجئين الاشوريين في سوريا والاردن تبين انه سائر على نفس الخطى في شراء الولاءات.
7- الاشتراك في اسلوب تصعيد الخلاف وتطويره الى العداء والاحقاد بهدف ايصال المناصرين الى نقطة اللاعودة وقطع الفرص وغلق الابواب وسد الطرق امامهم للعودة الى الكنيسة. وهو نفس اسلوب الحركة في تصعيدها ضد الاحزاب الاخرى من تشويه واساءات ومحاولات اغتيال مما قطع الطريق امام الخارجين عنها للالتحاق بالاحزاب السياسية الاخرى. (وهذا يذكرنا باسلوب الطاغية صدام في دفع اعوانه لممارسة الجريمة وتوثيقها ونشرها لقطع اي خطوط عودة لهم نحو الشعب).
فعلى سبيل المثال لا الحصر، فان رسالة مار باوي الى قداسة البطريرك بشان احتلال الكويت والمضامين الخطيرة التي فيها هي كافية لمراجعة المواقف بعد سقوط الاقنعة.. ولكن ذلك لم يحصل من الكثيرين من انصاره حتى من يرتدي منهم لباس العمل القومي.. لماذا؟ لان حملة مار باوي دفعت الامور بالحقد والضغينة ضد الكنيسة ما يجعل مستحيلا على هؤلاء مراجعة الذات وتقويم المواقف..
وذات الشيئ للكثير من قادة وكوادر واعضاء ومناصري الحركة بعد فضيحة ارتباط السيدين يوناذم كنا ونينوس بثيو (كيوركيس رشو) باستخبارات النظام، حيث بقيوا على مواقفهم بل ويعملون كل شيئ لاقناع انفسهم وانكار او تبرير هذه الارتباطات!!!
انه منطق الهروب الى امام.
8- الاشتراك في اسلوب كيل التهم وتلفيقها بشان الخصوم بغاية تضليل الجمهور، والمتابع لمسيرة انصار واعلام الحركة ومار باوي على حد سواء يرى ان كلا منهما يعتمد مبدأ غوبلنز الشهير (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) في ترويجهم للاساءات والتلفيقات بشان الخصوم (القوى والفعاليات السياسية في حالة الحركة والكنيسة واباءها في حالة مار باوي).
لنقرا على سبيل المثال لا الحصر واحدا من عشرات الامثلة التي تشهد على هذا السلوك، حيث يقول السيد يوئيل بابا النص التالي في مقالته الاخيرة في مجلة زندا الالكترونية في عددها المنشور بتاريخ 6 تشرين الاول 2006 ما يلي حرفيا في كيله التهم لقداسة مار دنخا وتخوينه له ولزيارته الاخيرة:
 (Assyrian Church of the East will be known as the Kurdistan Church of the East, and Assyrians will be known as Kurdish Christians.)
وترجمتها: (كنيسة المشرق الاشورية سيتم تعريفها بكنيسة المشرق الكردستانية، والاشوريون سيتم تعريفهم بالاكراد المسيحيين).
السيد يوئيل بابا وبقية انصار مار باوي والحركة يريدون منا تكذيب اذاننا واعيننا وانفسنا ونحن نتابع زيارة مار دنخا واحاديثه ومواقفه وتشبثه بهويته القومية، ويريدون منا تصديق ما يكتبه السيد بابا وغيره من اكاذيب وتلفيقات تسطرها انفسهم ومخيلاتهم!!
نقول: اذا كان الحكماء بهذه الجهالة فكيف سيكون حال الجهال!!!
يقول الكتاب المقدس: (اذا كان نوركم ظلاما فكيف سيكون ظلامكم).

والشواهد المماثلة على هذا الاداء التضليلي في مسيرة الحركة تجاه التنظيمات السياسية الاشورية كثيرة لا نرى حاجة لايرادها.
والتضليل لا يتم فقط في توجيه وتلفيق التهم بشان الخصوم بل في ادعاء الانجازات والمكاسب الوهمية واغداق الوعود الوردية، حيث بدات تزداد يوما بعد اخر قائمة انجازات نيافة مار باوي من توحيد وشيك لكنائس الامة، الى تحديث وعصرنة الحياة الروحية والطقسية، الى انقاذ اللاجئين في سوريا والاردن والى اخره من الانتصارات الدونكيشوتية في اداء اعلامي يستنسخ سلسلة الانجازات الوهمية التي قام بتصديرها الاعلام التضليلي من عام 1991.
9- الاشتراك في ذات الاسلوب في اعادة كتابة الاحداث التاريخية وتحليلها لدعم مواقفهم الحالية، حتى وصل الامر ببعض مؤيدي مار باوي في مسعاهم للنيل من قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الى شن هجمتهم وتجريمهم لاداء الكرسي البطريركي المشرقي منذ قرون!!! حتى ان بينهم من اتهم وحمل الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق مسؤولية جرائم الابادة والمذابح التي ارتكبها العثمانيون ضد شعبنا ابان الحرب الاولى!!!
راجع على سبيل المثال مقال (الاشوريون على برج بابل) للمهندس زيا اوديشو المنشور على موقع زهريرا للحركة الديمقراطية الاشورية. (شخصيا لست متيقنا من الكاتب وكونه شخصية حقيقية ام وهمية)، حيث يتساءل بصيغة الواثق من الاجابة بان المرجعية البطريركية هي السبب!!:
(من تسبب في إثارة نقمة العثمانيين على الآشوريين ليقتلوا الكثيرين منهم ويُهجِّروهم من ديارهم وأراضيهم في ذلك الشتاء القارس 1915م ؟)
بل ويزيد من تحميله الجرائم على المرجعية الكنسية حيث يتساءل:
(من تسبب في تعريض شعبنا لمجازر العراقيين والإنكليز آب 1933م ؟)
10- يشترك الطرفان في ارتباطهما بصيغة او باخرى بالنظام واجهزته.. ففي حالة الاسقف مار باوي هناك، كما في رسالته الى قداسة البطريرك، تبنيا كاملا لسياسات النظام وايديولوجيته، وفي حالة الحركة هناك الارتباطات الاستخبارية لقياداتها. مثلما يشترك انصارهما في اعتمادهما على رموز النظام ومخلفاته بين ابناء شعبنا وتحديدا في الجالية الاشورية في اميركا.

اسباب التقاء مار باوي والحركة:
يعتقد الكثيرون ان اسباب هذا الالتقاء والزواج الذي يبدو كاثوليكيا بين الطرفين تنحصر في عاملين اساسيين:
اولهما هو المصلحة المشتركة، فالحركة، وتاسيسا على نهجها التوتاليتوري في محاولة الهيمنة على مقدرات كل المؤسسات، كانت بحاجة الى ذراع لها في الكنيسة للتاثير او المشاركة وسعيا الى الاستحواذ على القرار الكنسي، ومار باوي، من جهته، كان بحاجة الى الحركة وماكنتها الاعلامية وقاعدتها التنظيمية والمؤسساتية للتعبئة الجماهيرية له لتحقيق طموحه في التربع على رئاسة الكنيسة، رسميا او عمليا.
والاثنين في جموحهما نحو هدفيهما لم يترددا في تعريض الكنيسة للانقسام بل سعيا اليه، بعد فشل مؤامرة الاستحواذ على الكنيسة كما في خطة الانقلاب التي التزمها وتبناها نيافته، لان تقسيم الكنيسة سيوفر لهما على الاقل احد القسمين الا وهو القسم المتمرد باضعف الاحوال.
وثانيهما تنفيذهما المشترك لارادات خارجية، وتحديدا ارادة النظام البعثي، في اضعاف الكنيسة وهدر طاقاتها واستنزاف جهودها. فتاريخ الطرفين كما اكدته الوثائق يبين ارتباطات ايديولوجية وسياسية واستخبارية بالنظام الذي له سجل مشهود من المواقف تجاه الكنيسة بهدف النيل منها.

العوامل المساعدة لهذا الالتقاء وديمومته:
جملة عوامل اجتمعت لتساعد في هذا الالتقاء وتعميقه وديمومته، من بينها:
- افتقار الكنيسة للعمل المؤسساتي السليم في جميع المجالات واعتمادها على الفردية في ادارة امور ابرشياتها مما وفر ويوفر الفرصة الواسعة للاساقفة لالتزام مواقف وخطط عمل واجندات خاصة بهم. واذا كان مار باوي وتمرده نتاج هذا الضعف المؤسساتي فانه ما لم تتم معالجة هذا الضعف فان حالة مار باوي (بمعنى التفرد والتمرد والعصيان) يمكن لها ان تتكرر في ظروف مكانية وزمانية اخرى وباجندات وذرائع اخرى.
- ضعف حضور الادارة والمؤسسة البطريركية في الحياة الكنسية في اميركا واقتصارها على اداء روتيني للطقوس والخدمات الكنسية وحضور بروتوكولي في مناسبات احتفالية، يضاف الى ذلك مبالغة الكرسي البطريركي في الثقة باساقفة الكنيسة، وتحديدا مار باوي، مما جعل من الاخير رقما يختزل كنيسة المشرق في اميركا بشخصه، مستفيدا من الفراغ الموجود، وهو ما حفز الغرور والشعور بالعظمة والنظرة الفوقية الى اباء الكنيسة وهو اول الغيث في التمرد على الكنيسة والخروج على الشراكة الاخوية مع اباءها.
- وفي التفاصيل فان هذا الضعف المؤسساتي والنزاهة باسم الحيادية، حد البساطة، في التعامل مع الشان القومي حدا بالكنيسة للانزواء في زاوية ضيقة في الشان القومي تاركة ابناءها وكنائسها ورعياتها والعديد من كهنتها فرائس سهلة للهيمنة الحزبية التي تحولت مع الزمن الى وحش ينهش في جسد الكنيسة ويسيئ الى قيادتها ومرجعيتها التي بقيت الى الامس القريب، والى اليوم تقريبا، تراقب كيف يتم تاليب ابناءها عليها وكيف يتم تحويل ولاء العديد من كهنتها من ولاء كنسي الى المؤسسة البطريركية والكنسية الى ولاء سياسي وحزبي دون ان تفعل شيئا، وحتى عندما اضطرتها الاحداث للتحرك فان حركتها بدت مترددة خوفا من الماكنة الاعلامية الحزبية.
- القاعدة الجماهيرية التي لا باس بها للحركة في اميركا، وتحديدا في ابرشية مار باوي وشيكاغو، ويضاف اليها حضور وفاعلية المؤسسات التابعة للحركة والتي سبق لنا ايرادها.
- رصيد العلاقات الشخصية الواسعة التي يمتلكها مار باوي مع الكنيسة الكلدانية والعديد من الكنائس الامريكية، ويضاف اليها طاقته ونشاطه الشخصي وتحصيله الاكاديمي.
- عفوية ابناء شعبنا لجهة تعاطفهم السريع والانفعالي مع الكلمات الوحودية والقومية المعسولة حتى لو افتقرت الى الاعمال.. اضافة الى المبالغة في "مسيحانية" الانتماء الكنسي لابناء كنيسة المشرق بحيث انهم لا يجدون صعوبة او مشكلة في الخروج عن كنيستهم ومرجعيتهم البطريركية بذريعة ان الكنائس لا فرق بينها!!
وهو طريق ذو اتجاه واحد دوما!! وهو اتجاه تخلي ابناء كنيسة المشرق الاشورية عن ارتباطهم وعضويتهم والتزامهم كنيستهم!!! فجميع ابناء الكنائس الاخرى، الكلدانية والسريانية، لا يجدون في مقولة ان (الكنائس لا فرق بينها) سببا للتخلي عن انتماءهم وارتباطهم بكنيستهم.

هل لهذا الالتقاء من نهاية؟
رغم النتائج الكارثية التي جلبها تخندق الحركة مع مار باوي عليها وعلى مصداقيتها ومنطلقاتها القومية، من حيث ان هذا التخندق كشف ادعاءات الحركة في حرصها على المصلحة القومية وعلى المؤسسات القومية والكنسية وغيرها من النتائج التي انعكست في مراجعة الكثيرين من انصارها وجماهيرها ممن يمتلكون الشعور بالمسؤولية لمواقفهم وتراجعهم عن ولاءهم السياسي والحزبي لها، الا انه ليس واردا ان تتخلى الحركة عن دعمها لمار باوي وتخندقها معه، وليس هناك اية مؤشرات بهذا الاتجاه.
ويخطئ من يظن ان ما رافق زيارة السيد يوناذم كنا الى كندا ولقاءه نيافة الاسقف مار عمانوئيل، اسقف كنيسة المشرق في كندا، ودعوته له لحضور الندوة السياسية للسيد كنا، وتجاوب نيافته مع هذه الدعوة من جهة، وعدم توجيه الدعوة لنيافة مار باوي الذي تصادف وجوده هناك يوم الندوة، هي مؤشرات على تراجع الحركة عن دعمها وتخندقها مع مار باوي.
فقبل كل شيئ فان الحركة اكدت ان عدم دعوة مار باوي لم يكن قرارا مركزيا من الحركة بقدر ما كان قرارا محليا اتخذه تنظيمها في كندا. فرغم اني شخصيا اشكك في امكانية هذا السيناريو واكاد اجزم بان القرار اتخذ بالتشاور مع السيد يوناذم كنا، الا ان مجرد ادعاء هذا القول فان الحركة تعترف انها لم تتخذ قرارا مركزيا واستراتيجيا بالتخلي عن مار باوي. وبالفعل فان دعوته كضيف شرف في احتفالية يوم الشهيد، كما اسلفنا، يؤكد ان عدم الدعوة لمحاضرة كندا كان قرارا موضعيا لمرة واحدة في مناسبة واحدة في منطقة واحدة.
كما ان السيد كنا في محاضرته في كندا لم يعتذر عن الاساءات التي وجهها كوادر واعضاء وانصار الحركة الى الكنيسة واباءها، واكتفى  بترديد اقوال ان الحركة لا تتدخل في الشؤون الكنسية، وهي ادعاءات لا يصدقها احد وبضمنهم قائلها. وما الحملة المستمرة للاساءات ضد الكنيسة واباءها الا دليل على استمرار الحركة في نهجها وموقفها من الكنيسة.
كما يمكن لنا ان نتوقع ان مشاركة مار عمانوئيل لم تات كموقف كنسي يمنح الثقة والدعم للسيد يوناذم وغض النظر عن اساءات الحركة ضد الكنيسة، بقدر ما كانت نقلة شخصية ذكية و"لوي ذراع" مع مار باوي.

فما هي الاسباب التي تجعل فك الارتباط بين الحركة ومار باوي مستحيلا؟
1- بعد المديات الواسعة والعميقة للتخندق ومشاركة قياديين من الحركة فيه بات من غير الممكن تبرير التراجع وتسويقه بين اعضاءها وقواعدها ومناصريها الذين بات ولاءهم لمار باوي لا يقل اهمية لديهم من ولاءهم للحركة.
2- لا يمكن كسب ثقة الكنيسة وتطبيع العلاقات معها بعد حملة الاساءات والتلفيقات والتجريم والتخوين ضد الكنيسة. وهذا يعني انه بفك الارتباط مع مار باوي دون استرجاع ثقة واحترام الكنيسة بان الحركة ستخرج صفر اليدين، حيث باتت كما يقول المثل العراقي (مثل بلاع الموس) فهي تكون بذلك (لا حظت برجيلها ولا خذت السيد علي).
3- ما يتردد في الكواليس من تشابك المصالح المادية بين قيادات الطرفين.
4- الغرور والهروب الى امام والذي هو نهج التزمته قيادة الحركة في مواقفها وتعاملها مع ازماتها.
5- تطبيقا لمبدأ (شيلني واشيلك) بمعنى التستر، او التبرير، المتبادل للطرفين على الارتباطات الاستخبارية مع النظام.. فليس مصادفة ان يكون اركان حملة مار باوي هم من المتعاملين مع النظام، وليس مصادفة ان يلتزم المؤتمر الاخير للحركة المتعاملين مع النظام في قمة هرمها القيادي.

نتمنى على الطرفين ان يراجعا المواقف ويوفرا على شعبنا وكنيستنا هذا الهدر للجهد والامكانات والاموال، وان يتوقفا عن زرع الشقاق والكراهية فهذه كانت حصيلة بيدر حقل نيافة مار باوي بعد عام على اعلان تمرده.


القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 22 تشرين الاول 2006


القسم القادم:
من افواهكم ندينكم: تحليل للمقابلات الاعلامية مع نيافة الاسقف مار باوي[/b][/font][/size]

240
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي
[/b][/size]

الجزء السابع
الحركة الديمقراطية الاشورية ومار باوي
القسم الاول
لقراءة الجزء السابق، انقر على هذا الرابط:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,51796.0.html
يعتقد الكثيرون، وبينهم كاتب المقال، انها كانت مجرد مصادفة تزامن زيارة كل من نيافة مار باوي والسيد يوناذم كنا الى تورنتو – كندا قبل اكثر من شهرين. فلم يكن هناك، شكلا ومضمونا، ما يشير الى غير ذلك خاصة وان جدول زيارة السيد كنا كان حكوميا وخارج قدرته الشخصية للتحكم بتوقيته.
كما يعتقد كثيرون، وبينهم كاتب المقال ايضا، انها كانت مجرد مصادفة تزامن نشر الوثيقة – الرسالة بخط يد نيافته والمؤرخة في 6 اب 1990 في اعقاب الغزو الصدامي للكويت وما تضمنته الرسالة من مواقف سياسية وفكرية مؤيدة للنظام الصدامي والتي تسربت عبر الانترنت قبل اسبوعين، ونشر جريدة هاولاتى المستقلة التي تصدر في السليمانية في عددها الصادر بتاريخ 20 ايلول 2006 لقائمة عملاء استخبارات النظام ومن بينهم، بل وفي المقدمة منهم، السيدين يوناذم كنا ونسيبه كيوركيس رشو (نينوس بثيو)، الشخصيتين القياديتين في الحركة الديمقراطية الاشورية.

الا ان الكثيرين يؤمنون، وبينهم كاتب المقال ايضا، انها لم تكن مصادفة بل تخطيط وتنسيق مسبق التزامن بين كشف نيافة مار باوي لخطته في "الانقلاب" الكنسي كما وردت تفاصيله في رسالته الى الاباء الكهنة الدارسين في روما والمؤرخة تشرين الثاني 2003، (انقر لعرض الوثيقة-الخطة بالانكليزية:
 http://www.capiraq.org/111/Mar_Bawai_Plan.pdf
بالعربية (ترجمة):
 http://www.capiraq.org/111/Mar_Bawai_Plan_Ar.pdf)
وبين ما سمي حينها بالمؤتمر القومي في بغداد والذي خططت له ودعت اليه الحركة الديمقراطية الاشورية والمنظمة الاثورية الديمقراطية وليعلن المؤتمر تبني التسمية الكلدواشورية المركبة وهي ذات التسمية التي تبنتها وثيقة خطة "الانقلاب" الكنسي لمار باوي المشار اليها والمؤرخة كما قلنا في تشرين الثاني 2003 اي بعد اسابيع من المؤتمر.

فالفهم والتنسيق والتخطيط والتنفيذ المشترك لمار باوي والحركة لديمقراطية الاشورية من اجل الاستحواذ على قرار كنيسة المشرق سواء عبر "الانقلاب البنفسجي" على مرجعيتها كما خططت له الخطة المشار اليها، او عبر شقها ووضع اليد على شقها المتمرد كما هو الحال حاليا * (راجع الحاشية) هو امر لا يمكن لاي من الجهتين (مار باوي والحركة) انكاره، كونه امر يمتلك من الوقائع والقرائن المادية في الشكل والمضمون ما يجعل انكاره مستحيلا، مثلما يتطلب تصديق الانكار مستوى من السذاجة لا يتوفر في الاكثر فطرية وبراءة وسطحية بيننا. فكيف يكون الحال وعموم ابناء شعبنا يمتلكون قدرا من الادراك والتواصل والمعلوماتية ما يحصنهم من الوقوع في فخاخ الانكار التي تحملها التصريحات الرسمية والاعلامية والتي تكذبها الوقائع وتجعل تصديق الانكار مماثلا لتصديق ان صدام لم يرتكب جريمة قط لان تصريحاته الاعلامية قالت انه لم يرتكب!!!

قبل تقديم مفاصل المقال كما في عنوانه (الحركة الديمقراطية الاشورية ومار باوي) لا بد في هذا القسم من التوقف قليلا عند الخلفية السياسية لمار باوي والتوقف بشيئ من التفصيل والتحليل لرسالته الى قداسة البطريرك مار دنخا الرابع في اعقاب غزو الكويت.

نيافة مار باوي سورو قبل رسامته الكهنوتية والاسقفية كان عضوا في حزب بيت نهرين الديمقراطي في اميركا في الفترة الذهبية لهذا الحزب والتفاف مساحات وجماهير واسعة من ابناء الشعب الاشوري حوله ومن قبل ان تعصف به الانقسامات والخلافات التي لسنا بصددها في هذا المقال الذي قدر تعلق الامر به فان هذه الفترة والعلاقة التنظيمية لمار باوي بحزب بيت نهرين اتاحت له تاسيس علاقة شخصية متميزة مع احد اكثر الشخصيات فاعلية وتاثيرا في حزب بيت نهرين حينها والى اليوم (ضمن احد اجنحة الحزب) وهو السيد كليانا يونان وهو اشوري من ابناء الكنيسة الكلدانية ويرتبط منذ عقود بعلاقات متينة مع اساقفة الكنيسة الكلدانية وتحديدا نيافة الاسقف مار سرهد جمو (القس حينها) حتى بات المثلث مار باوي ومار سرهد وكليانا يونان محكم الارتباط وله تاثيره في مسار ومواقف واداء نيافة مار باوي منذ سني كهنوته ولاحقا اسقفيته والى الازمة الحالية ايضا (خاصة اذا ما ادركنا ان السيد كليانا يونان هو رجل الحركة الديمقراطية الاشورية ضمن حزب بيت نهرين وان ولاءه واداءه لصالح مواقف الحركة هو اكثر بكثير من ولاءه واداءه لصالح حزبه وصولا الى محاولاته المستمرة في تقليص حضور حزب بيت نهرين لصالح الحركة كما في الانتخابات الاخيرة (راجع بيان حزب بيت نهرين في حينها) او في محاولاته لجذب حزب بيت نهرين في مدار وفلك الحركة كما في زيارته ومواقفه الاخيرة والمستمرة حاليا ايضا). ناهيك عن ما يمتلكه السيد كليانا يونان من مواقف سلبية من كنيسة المشرق الاشورية ومرجعيتها البطريركية.
ومن ناحية اخرى فان هذه العلاقة التنظيمية لمار باوي مع حزب بيت نهرين والسيد يونان تحديدا من جهة، ومع نيافة مار سرهد جمو (القس حينها) من جهة اخرى اتاحت له خلفية سياسية وفكرية لصالح التسمية الكلدواشورية المركبة وهي التسمية التي تبناها حينها حزب بيت نهرين ليس كتسمية قومية بديلة للشعب الاشوري بل كتسمية يتم العمل على ترويجها واعتمادها وتبنيها بين الكلدان وبخاصة في ديترويت في مواجهة المد العروبي القوي حينها والمدعوم من النظام البعثي.. وضمن هذا السياق يدخل تاليف ونشر كتيب (كلدواشوريون نعم.. عرب كلا) من قبل احد الكوادر القومية من الكلدان من حزب بيت نهرين الديمقراطي (تخون ذاكرتي اسمه واعتقد انه السيد يونان.. معذرة لذلك).. بمعنى اخر فان التسمية المركبة حينها لم يطرحها حزب بيت نهرين كتسمية عامة ومطلقة وبديلة للتسمية القومية الاشورية بل لصد امتداد التسمية العروبية بين الجالية الكلدانية في اميركا على مبدا ان التسمية الكلدواشورية افضل واسلم قوميا من التسمية العربية.
الرسامة الكهنوتية والاسقفية لمار باوي ابعدته عن الاطر التنظيمية لحزب بيت نهرين وادت، وخاصة مع الازمات والانقسامات التي عصفت بالحزب، الى ابتعاد نيافته عن اي التزام حزبي مع بقاء علاقة متميزة مع السيد كليانا يونان.. علاقة مرتكزها الكنسي هو التوجهات الكاثوليكية لنيافته، ومرتكزها السياسي هو التقارب اولا، والولاء والشراكة لاحقا وحاليا، مع الحركة الديمقراطية الاشورية، وهي الشراكة التي تعددت مظاهرها بين نيافته وبين الحركة وبلغت مدياتها القصوى في التخطيط والتنفيذ المشترك للاستحواذ على الكنيسة او، باضعف الايمان، التمرد عليها ومحاولة شقها.. مثلما تعددت خلفيات واسباب هذه الشراكة التي يثير انكشاف الارتباطات الاستخبارية لقياديي الحركة من جهة والموقف السياسي والايديولوجي لمار باوي مع النظام الصدامي اسئلة خطيرة ومريبة ولكنها مشروعة عن الاجندة والمرجعية المخفية لهذه الشراكة.

قراءة في رسالة نيافة مار باوي الى قداسة البطريرك مار دنخا
غداة الغزو الصدامي للكويت
[/b]
سربت مواقع الانترنت الاشورية، وتحديدا المهتمة بتمرد مار باوي، قبل اكثر من اسبوعين رسالة بخط يد نيافته يعود تاريخها الى 6 اب 1990 غداة غزو الكويت وموجهة الى قداسة البطريرك مار دنخا الرابع يقترح فيها نيافته على البطريرك ارسال رسالة تهنئة ومباركة باسم كنيسة المشرق الاشورية الى الطاغية لتهنئته ومباركة عمله بغزو الكويت الذي يصفه مار باوي بالكبير او العظيم.. وليلحق ذلك بمجموعة من المبررات والاسباب التي براي نيافته تجعل من ارسال الرسالة امرا مهما وعاجلا ويخدم مصلحة ومستقبل الشعب الاشوري في الوطن وليختم الرسالة بالطلب من قداسة البطريرك ان يمنح موافقته على ارسال الاساقفة لرسائل تهنئة باسماءهم في حال عدم رغبة الكرسي البطريركي ارسالها باسمه.
وحيث ان الرسالة تضمنت قناعات ايديولوجية مريبة وعكست مواقف سياسية خطيرة تجاه الفعل القومي الاشوري ولصالح نظام وسياسات الطاغية فقد بادرت بترجمتها حرفيا الى العربية ووضعها مع صورتها الاصلية امام القراء والمهتمين الذين يمكن لهم الاطلاع عليها على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,56901.0.html

اولا: في البلدان المبتلية بالانظمة الدكتاتورية الطاغية التي لا تتورع، بل تسعى بشتى الطرق والاساليب ومن بينها الدموية والاجرامية، للهيمنة على قرار ومقدرات كل المؤسسات ومن بينها الدينية، فان الاخيرة، ومن بينها الكنائس، تجد مرجعياتها نفسها في وضع لا تحسد عليه من حيث الموازنة بين القيم الاخلاقية والمواقف الضميرية التي تفرضها عليهم معتقداتهم وايمانهم المسيحي من جهة ومطالب اجهزة النظام وقيودهم من جهة اخرى.. وهو توازن صعب جدا بل يكاد يكون مستحيلا للعديد من الكنائس في العديد من المرات وتحت العديد من هذه الانظمة في مختلف الازمان والاوطان.
ونظام الطاغية صدام حسين كان واحدا من هذه الانظمة، بل واعتاها في الازمنة العصرية، والذي فرض نيره ووظف امكاناته، ومن بينها العنف والجريمة والارهاب، من اجل السيطرة على مقدرات البلاد والعباد، ومن بينها قرار وانشطة الكنائس المسيحية في العراق.
من هنا كان الامر مفهوما ومقبولا بين ابناء الكنائس المختلفة في العراق ان يجدوا مرجعياتهم في العديد من المناسبات والظروف وهم يعلنون موقفا سياسيا يتوافق مع سياسات النظام او يبررها، وربما يتقاطع مع قناعاتهم ووقائع حياة ابناء كنائسهم، ذلك ان جميع هؤلاء الابناء ومرجعياتهم كانوا يدركون انه موقف او تصريح لدفع الشرور وليس باي حال من الاحوال نتاج قناعات يؤمن ويعتقد بها اباء الكنيسة.

ثانيا: الا ان رسالة نيافة مار باوي الى قداسة البطريرك لا يمكن باي حال من الاحوال توصيفها ووضعها في خانة الرسائل او التصريحات التي هي بغاية دفع بلية النظام..
فالرجل اولا لم يكن في العراق ولم يكن مسؤولا عن الكنيسة فيها ليقدم هذه "المشورة" نيابة عن الكنيسة التي كانت تحت مسؤولية غبطة المطران مار كوركيس والذي كان الشخص الاول الذي يمكن له تقديم المشورة اذا ما ارتاى ضرورتها وصالحها.
ثم انه وحتى بافتراض ان نيافته تحرك بدافع دفع بلية النظام عن ابناء الكنيسة في العراق فان مضمون الرسالة يقول غير ذلك.. فالرسالة لم تتضمن تبرير ارسال التهنئة والمباركة على انها لدفع البلية وحماية الكنيسة من جبروت الطاغوت.

ثالثا: بل على العكس من ذلك تماما، فان الرسالة عكست قناعات سياسية واضحة وغير قابلة للتاويل بان نيافته هو مع سياسات النظام ومن بينها غزو الكويت الذي يقول عنه بانه انجاز عظيم يتوجب مباركته.. كذا!!!.
مثلما عكست الرسالة قناعة سياسية لدى نيافته بـ"حكمة" صدام حسين وحاشيته التي يدعو مار باوي كنيسة المشرق للصلاة من اجلهم تعبيرا عن دعمهم ومناصرتهم.

رابعا: الرسالة تتضمن قناعة مبدئية لنيافته مفادها ان الكنيسة يجب ان تكون صديقا وفيا للنظام، وان واجب الوفاء يدعوها الى الوقوف مع النظام في ضيقه الناتج عن غزوه للكويت..
فمار باوي يعترف بان النظام هو في ضيق، ولكن، وعوض الاعتراف بحقيقة ان الضيق هذا هو نتاج مغامرة النظام الطائشة بغزو الكويت، فان مار باوي وبعد ان يشيد بالغزو يعتبر ان مصدر الضيق هو بسبب سياسات اليهود!!

خامسا: الرسالة تعكس نزعة من العداء للسامية وبما لا يمكن تبرير وجودها اخلاقيا لدى انسان يحمل موقعا كنسيا ودينيا مسيحيا مثل الذي لنيافته. وجميعنا يعلم ان العداء للسامية هي نزعة تبنتها وروجت لها في اوطاننا الانظمة العروبية الفاشية ومن بينها نظام صدام حسين عبر اجهزته واعلامه.
فمار باوي لا يكتفي بالقاء اللائمة على اليهود في الوضع الصعب الذي وجد صدام نفسه فيه جراء غزو الكويت، بل انه يعتبر مرضاة اليهود سبب المواقف الاشورية المعارضة للنظام وسياساته.

سادسا: الرسالة تكشف عن جهل او تجاهل تام لنيافته للسياسات القمعية والمظالم اليومية والجرائم البشعة التي ارتكبها النظام ضد جميع ابناء العراق، ومن بينهم الاشوريون. وان هذه السياسات، وليس كسب رضا اليهود، كانت وراء معارضة ورفض التنظيمات القومية الاشورية لنظام صدام حسين وسياساته.
وبذلك تتضمن الرسالة قناعة وموقف بالغة الاساءة من طرف نيافته تجاه التنظيمات والقوى القومية الاشورية
والتي يطلق عليها مار باوي تسمية (قوميون بالاسم) استهزاء واستخفافا بهم، وليصل الامر به الى اتهامهم بانهم يريدون تذبيح الامة.
ان الرسالة ومضامينها اسقطت القناع عن الالتزام والشعور القومي الذي يحاول نيافته ارتداءه، مثلما اسقط تمرده على الكنيسة وسعيه لشقها القناع عن ادعاءات الحرص على الكنيسة وتطويرها.

سابعا: ثم ان الرسالة هي شخصية بين نيافته وقداسة البطريرك بمعنى انها لم تكن للنشر او التسويق الاعلامي حينها ليقوم نيافته بتضمينها وحشوها بهذه المواقف بغاية دفع بلية النظام.
الحقيقة الجلية هي ان كل ما ورد في الرسالة هو قناعات يؤمن بها نيافته..
وان هذه القناعات والرؤية الايجابية لمار باوي تجاه النظام الصدامي (عام 1990) تثير العديد من الاسئلة والشكوك المشروعة عن وجود اية علاقة بينه وبين النظام وممثلياته واجهزنه، ومدى هذه العلاقة في حال وجودها.. مثلما تلقي الرسالة ضوءا اضافيا على العلاقة بين نيافته وبين قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية التي كشفت الوثائق ارتباطاتها الاستخبارية مع النظام الصدامي.

ثامنا: من هنا فان محاولة تبرير الرسالة على انها تماثل مواقف بروتوكولية او تصريحات اعلامية من قبل اباء مختلف الكنائس (ومن بينها كنيسة المشرق الاشورية) تجاه النظام ورئيسه هي تبريرات ساذجة ولا تنطلي الا على من اعمى الحقد على كنيسة المشرق الاشورية بصيرته.
فالقول، مثلا، ان الرسالة هي مماثلة لزيارة قداسة البطريرك ولقاءه رئيس النظام هو قول مضحك للغاية كون لقاء قداسته برئيس النظام هو جزء من البروتوكول الذي يتوجب التزامه من قبل ضيوف الدولة الكبار ولا يعني باي حال من الاحوال موقف سياسي داعم او مؤيد لسياسات رئيس النظام.. مثلما هو بروتوكول سائد في جميع الدول ويلتزمه جميع الضيوف دون ان يعني تحميلهم اوزار مواقف سياسية..

تاسعا: يحق لمار باوي، الى حد ما، الاستنكار او التنديد بتسريب الرسالة كونها رسالة شخصية لنيافته، ولكن ذلك لا يبرئه باي حال من الاحوال من مضمونها وما يثيره من تساؤلات مريبة وخطيرة عن نيافته ومواقفه السياسية وارتباطاته المحتملة.
وعلى اية حال فان تمرد مار باوي على الكنيسة وجره لها الى هذا الصراع والحرب المفتوحة والشاملة وتوظيف حلفاءه من بعض السياسيين وبعض الاكليروس لكنائس شقيقة ممن لا يدخرون جهدا في دعمه وتوفير مستلزمات ادامة تمرده، يعطي مبررا مفهوما ومقبولا لتسريب الرسالة لانها تساعد في اجلاء المواقف وتعين من ضللتهم خطابات مار باوي القومية على ادراك الحقيقة دون اقنعة.

عاشرا: وامام حقيقة الرسالة ومضامينها الخطيرة في امور حساسة وبالغة الاهمية لشعبنا الاشوري فاننا ندعو نيافته الى التزام الحكمة والجراة واعلان الاعتذار العلني والصريح عنها.
فالاعتذار هو اولا، وقبل كل شيئ، الى الالوف المؤلفة من العراقيين، وبينهم عشرات الالاف من الاشوريين، من ضحايا النظام الصدامي وسياساته ومغامراته المجنونة.. مثلما يتوجه تحديدا الى كنيسة المشرق الاشورية تاريخا وحاضرا، عقيدة وهوية، كونها ضحية استهدف النظام وجودها..
انه اعتذار لاكثر من 140 قرية اشورية وبينها اكثر من ستين كنيسة ودير دنسها النظام واحالها ركاما وشرد ابناءها..
فمن يدعي الوفاء والاخلاص لكنيسته وشعبه عليه الاعتذار عن دعمه لجلادها.
فرغم الاختلاف والتقاطع الكبير لي مع نيافته في تمرده على الكنيسة فاني وبكل صدق واخلاص لا اتمنى له البقاء اسيرا للاعباء الضميرية والنفسية جراء دعمه للنظام الصدامي..
اني اتمنى لنيافته الهدوء والسكينة والسلام الداخلي مع الذات وهو ما لن يتحقق له دون التحرر من وزر خطيئة دعمه لنظام الطاغية وجرائمه.
اتمنى على نيافته احترام الانسان الاشوري الذي لن يقبل تبرير الرسالة عبر التقليل من خطورة مضمونها او اتهام الاخرين بذات الجريرة او غيرها من اشكال الهروب الى امام..

العقل الاشوري لن يقبل بهكذا تبريرات، واذا كان هناك من المحيط المقرب والدائرة المغلقة والشريكة من يقبل هذه التبريرات، بدوافع سياسية او كنسية وغيرها، فاني اتمنى على نيافته ان لا ينظر الى شعبه من خلال هؤلاء.
اتمنى على نيافته الاستفادة من اخطاء الاخرين من رفاقه الذين اصروا على التنصل من جريمة ارتباطهم بالنظام ليجدوا انفسهم وليجدهم بني شعبهم يوما بعد اخراكثر تلوثا.
اتمنى على نيافته عدم تكرار اخطاء هؤلاء الذي بلغ ضحكهم على ذقون مريديهم ان يبرروا ويطلبوا منا تصديق تبرير ورود اسماءهم في قوائم عملاء النظام بانه امر طبيعي كونهم ضمن المعارضة وان وثائق استخبارات النظام لا بد وان تتضمن اسماء معارضيه!!
فنقول، صحيح ان ارشيف استخبارات النظام يضم الكثير عن المعارضة وقادتها وتنظيماتها ولكن كاهداف نوعية للاغتيال والتصفية والتجسس وليس كـ(مصادر نوعية) للمعلومات الاستخبارية والتجسسية كما توصف القوائم الاخيرة اسماء هؤلاء العملاء.. فشتان بين ان تورد الاستخبارات اسماء المعارضين بهدف تصفيتهم وبين ايرادها لاسماء العملاء المتجسسين على المعارضة لنسهيل تصفيتهم.
مثلما هو الامر شتان بين ان يتفاوض السياسي مع الحكومة التي يعارضها في مفاوضات سياسية، قد تنجح او تفشل، وبين ان يقوم "سياسي" اخر بالتحول الى عميل من بين عملاء الاستخبارات.

الاعتذار هو من شيمة الرجال الحكماء واني اتوخى فيكم الحكمة سيدي مار باوي.

القس عمانوئيل يوخنا
نوهدرا في 7 تشرين الاول 2006
[/b]

* اذا جاز لنا تسمية الملتحقين والمناصرين لمار باوي في تمرده بالشق كونه لا يزال في طور التشكل ويجهل ذاته ووجهته كما اعترف بذلك نيافته في اكثر من لقاء ومن على اكثر من منبر بانه ما يزال يجهل محطته النهائية.. انقر للاستماع:
http://www.capiraq.org/111/MarBawaiSBS.mp3


القسم القادم من هذا الجزء:
الحركة ومار باوي، مظاهر الدعم المتبادل، والقواسم المشتركة، وغيرها[/font][/size]

241
الترجمة الحرفية لرسالة مار باوي الى قداسة البطريرك مار دنخا بشان احتلال الكويت
[/b]

بعد ايام على احتلال الكويت في 2 اب 1990 من قبل صدام حسين، وتحديدا في 6 اب 1990 ارسل الاسقف مار باوي، اسقف كنيسة المشرق حينها والموقوف حاليا عن الخدمة والسلطة الاسقفية، رسالة خطية الى قداسة البطريرك مار دنخا الرابع يدعوه فيها الى ارسال رسالة مباركة وتاييد الى صدام حسين..
ولاهمية الرسالة المحررة بخط يده فاننا نقوم بوضع ترجمتها الحرفية الى العربية مع وضع صورة لها للراغبين بعرضها بصيغتها الاصلية. (اذا ما تمكنا من ارفاقها بسبب حجمها).
لن نعلق بالتعقيب والتحليل على الرسالة لان ذلك سياتي في الاقسام القادمة من فصول كتابنا (عندما تسقط الاقنعة) التي ننشرها تباعا على هذا الموقع وبحسب توفر الوقت لنا بين اشغالنا الكثيرة، ولكننا الان نكتفي بهذه النقاط:
اولا: اقتراح نيافته الوارد في هذه الرسالة رفضته بطريركية واباء كنيسة المشرق رفضا قاطعا.
ثانيا: هل ان نيافته ارسل، ومن دون موافقة الكنيسة، رسالة تهنئة ومباركة شخصية منه الى نظام صدام حسين او ممثليه في اميركا والامم المتحدة؟ وهل ان نيافته في فترة بقاءه في واشنطن التقى او اقام علاقات مع ممثلي النظام هناك؟
اسئلة تبقى تبحث عن اجابة.
ثالثا: ان هذه الوثيقة الخطية لنيافته تتيح للسياسيين الاشوريين المشاركين والمتخندقين اليوم معه في التمرد على الكنيسة والانشقاق عليها، فرصة ذهبية لفك الارتباط وتحقيق اصابتين في ان واحد: التخلص من مازق التخندق مع مار باوي خاصة مع فشل مخططه، وتغطية الارتباطات الاستخبارية التي كشفتها وثائق النظام.
فهل سيمتلكون الحكمة هذه المرة؟

الترجمة الحرفية لرسالة مار باوي الى قداسة البطريرك مار دنخا في 6 اب 1990
[/b]

كنيسة المشرق الرسولية الجامعة الاشورية المقدسة
ابرشية غرب الولايات المتحدة
الاسقف اشور باوي
145Taylor Street N.E. Washington D.C. 20017
Tel 202 526896 Fax 202 832 3860

6 اب 1990
واشنطن دي.سي.

الى قداسته الاب المبجل مار دنخا الرابع جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الاشورية

بارخمار سيدي،
اليوم هو العيد المقدس لتجلي ربنا وانا اصلي لان يكون الرب المسيح معكم ويجلي (يظهر) لقداستكم كل الحكمة الروحانية والدنيوية لتكونوا قادرين على هداية كنيستنا هذه الى ميناء الامن والامان وتوصلوها الى حيث طلب المسيح من جميعنا ان نذهب ونكون.

حيث ان ظروف الشرق الاوسط تدخل يوميا في مصاعب كبيرة جدا، ونتائجها الى الان كانت في ان دولة العراق ساعد في تاسيس  حكومة جديدة في الكويت، فاني اعتقد ان الوقت مناسب جدا لاشعار حكومة العراق بان كنيسة المشرق الاشورية برئاسة بطريركها مار دنخا الرابع، تقدم التبركة لهذا العمل العسكري العظيم الذي انجز بنجاح، وكذلك فان هذه الكنيسة تصلي بان يكون الله الرب مساندا ومساعدا ومقويا لكل خطوة يتخذها مدبر وطن العراق فخامة صدام حسين الموقر.
سيدي، هذه المباركة سيكون لها مكانة كبيرة جدا لدى حكومة العراق وخاصة وانه في هذه الايام فان جميع دول العالم، تحت تاثير السياسة اليهودية، يعملون بكل جد للوقوف بالضد.

بحسب المثل الذي يقول (الصديق الحقيقي هو في وقت الضيق) فان هذه الخطوة من قداستكم سوف تثبت للحكومة باننا نحن اباء الكنيسة اصدقاء اوفياء وحقيقيين في وقت حاجتهم (اي حاجة الحكومة والقيادة العراقية - المترجم).
الفائدة الاكبر التي ستجنيها هذه الخطوة ستكون لصالح ابناء وبنات كنيستنا وامتنا في الوطن العراق.
ليس مثل بعض الاشوريين (القوميين بالاسم)، الذين يلعنون العراق اليوم محققين رضا اليهود ومضحين بامتنا وكنيستنا.
اقل ما يمكن ان نفعله هو ان تطلبوا من بقية اباء الكنيسة ان يرسلوا برقيات مباركة، اذا كنتم قداستكم لا ترون ضرورة في ان ترسلوا بانفسكم وباسم كل كنيسة المشرق الاشورية.. طبعا كل اسقف سيكون حرا في ان يرسل او لا بعد ان تكون قداستكم قد ابديتم عدم الممانعة.
كلما كان قراركم اسرع، كلما يكون له اثر اكبر.
من محبتي لقداستكم ولكنيستي، انا كتبت هذا الاقتراح.

محبكم
اشور باوي

انتهت الترجمة[/size][/font]

242
ادناه مجموعة اخرى من الصور وسنوافيكم بتغطية اعلامية مصورة ويومية عن هذه الزيارة التاريخية.

243
ادناه صور اخرى من اليوم الاول لزيارة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الى اقليم كردستان العراق

244
ܝܘܡܢܐ ܚܕܝ ܠܒܝ ܘܕܨ ܐܝܩܪܝ
(اليوم فرح قلبي وتهلل وقاري)

بهذه الترنيمة الكتابية البليغة التعبير خفقت قلوب وعواطف ابناء كنيسة المشرق الاشورية وعموم ابناء عنكاوة وهي تحتفي بقداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم، في مستهل زيارته على راس وفد كنسي رفيع المستوى الى اقليم كردستان العراق والتي بدات هذا اليوم الاحد 17 ايلول 2006.

تاتي هذه الزيارة تلبية للدعوة التي تلقاها قداسته  من فخامة السيد مسعود البارزاني  رئيس اقليم كردستان العراق ومعالي السيد نجيرفان بارزاني رئيس وزراء حكومة الاقليم واللذين انابا عنهما السيد سداد بارزاني، مدير مكتب السيد مسعود البارزاني، في مراسم استقبال قداسته والوفد المرافق له والذي ضم غبطة المطران مار نرساي دي باز واصحاب النيافة الاساقفة مار عمانوئيل يوسف ومار افرام اثنئيل الى جانب عدد من الكهنة وشخصيات من ابناء الكنيسة.
كما كان في استقبال الوفد في مطار اربيل الدولي الى جانب السيد سداد البارزاني عدد من السادة الوزراء في حكومة اقليم كردستان العراق: الشيخ محمد احمد سعيد شاكلي وزير الاوقاف، السيد كريم سنجاري وزير الداخلية، السيد سركيس اغاجان وزير المالية، الدكتور نوري عثمان رئيس ديوان مجلس الوزراء، السيد نوزاد هادي محافظ اربيل، السيد كيوركيس شليمون نائب محافظ دهوك والسيد فهمي متي مدير ناحية عنكاوة.
كما شارك في مراسم الاستقبال اصحاب الغبطة والنيافة مار كيوركيس صليوا الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق في العراق، مار اسحق يوسف اسقف ابرشية دهوك واربيل، مار ربان القس اسقف ابرشية العمادية واسقف ابرشية اربيل وكالة، وعدد كبير من الاباء الكهنة من مختلف الكنائس والرعيات اضافة الى عدد اخر من الشخصيات.

كان الوفد قد وصل مساء يوم السبت 16 تموز الى عمان قادما من لندن حيث كان في استقباله في مطار الملكة علياء معالي وزير الصناعة السيد فوزي فرنسو حريري وممثلين عن وزارة الخارجية الاردنية والسفارة العراقية في عمان الى جانب غبطة المطران مار نرساي دي باز والاسقف مار افرام اثنئيل وعدد من الكهنة وشخصيات من ابناء كنيسة المشرق.
كما جرت لقداسته والوفد المرافق له صباح هذا اليوم الاحد مراسم توديع رسمية في ذات المطار وهو في طريقه  الى مطار اربيل الدولي.
شارك في مراسم التوديع التي اقيمت في صالة التشريفات في المطار معالي وزير الصناعة السيد فوزي فرنسو حريري والسيد فاضل العزاوي الوزير المفوض في السفارة العراقية في عمان.

بعد مراسم الاستقبال في مطار اربيل توجه الوفد ومستقبليه في موكب رسمي كبير الى قاعة مزار مار ايليا في عنكاوة حيث جرى الاستقبال الشعبي والجماهيري له والذي عبرت عنه لافتات الترحيب التي ذيلت باسم اهالي عنكاوة وزينت مدخل المزار وهي تقول:
(أهلا بكم قداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق في العالم والوفد المرافق لكم في بيتكم عنكاوة)

المئات من المؤمنين من مختلف الفئات العمرية ومن مختلف الكنائس والرعيات تجمعوا على جانبي مدخل المزار وهم يرحبون بقداسته ويتبركون بزيارته ويعبرون بغبطتهم  بالورود والزغاريد والتصفيق.

يقول المرنم (من افواه الاطفال والشبيبة صنعت تسبيحتك)..
ومن وحي هذه الاية تم استقبال قداسته بانشودتين رنمتهما فرقة انشاد كنيسة المشرق وليدخل قداسته القاعة مصحوبا بغبطة المطران مار ربان القس وبقية المطارنة والاساقفة والاباء الكهنة.

في مستهل الاحتفاء القى نيافة الاسقف مار اسحق يوسف، اسقف ابرشية كنيسة المشرق على دهوك واربيل، وبالنيابة عن اباء وابناء الكنيسة كلمة رحب فيها بقداسته بين ابناءه وفي وطنه ومتمنيا له زيارة راعوية تفيض بركاتها بالمحبة والسلام على عموم ابناء الاقليم والوطن.
كما اعلن نيافته عن جدول الزيارة وبانها ستغطي جميع المدن والقرى التي يعيش فيها ابناء الكنيسة مما يتيح لهم جميعا الالتقاء في اعراس روحانية مع قداسته كاب وراع رسولي.

بعد كلمة نيافة الاسقف مار اسحق القى السيد محمد احمد سعيد شاكلي وزير الاوقاف كلمة رحب فيها بقداسته والوفد المرافق له متمنيا لهم طيب الاقامة في كردستان العراق حيث يعيش الاقليم حياة ملئها الامن والسلام والمحبة بين ابناءه بمختلف قومياتهم واديانهم.

بعدها القى قداسته كلمة ابوية وراعوية قيمة رحب في مستهلها بالاباء المطارنة والاساقفة والكهنة وجمهور المؤمنين ومقدما الشكر بوجه خاص الى فخامة السيدين مسعود البارزاني ونجيرفان البارزاني على دعوتهما وكذلك على تكليفهما للسيد سداد البارزاني لاستقبال الوفد في المطار.
كما شكر قداسته السادة الوزراء الذين شاركوا في مراسم الاستقبال في المطار وفي القاعة المخصصة للاحتفاء.

في كلمة قداسته التي ارتجلها على الجماهير المشاركة في الاحتفاء اكد على عمق الجذور التاريخية لكنيسة المشرق واباءها في هذه الوطن المبارك، هذه الجذور التي تعود الى القرن المسيحي الاول عندما انطلقت كنيسة المشرق في بشارتها من هذا الوطن باتجاه اقاصي اسيا لنشر وزرع قيم المحبة والسلام اللذان هما جوهر رسالة السيد المسيح (له المجد) فهو ملك السلام ورسول المحبة وقد اوصانا بمحبة بعضنا بعضا وبمحبة جارنا محبتنا لانفسنا.
وقد التزمت كنيسة المشرق واباءها هذه الوصية الربانية على مدى الفي عام حيث عاش ابناءها مع جيرانهم وابناء وطنهم بمحتلف انتماءاتهم القومية والدينية معيشة محبة واحترام وسلام وامان وبخاصة مع المسلمين منذ العصور الاسلامية الاولى.
كما اكد قداسته واوصى بان يكون هذا الفهم والمحبة التي امن وبشر وعاش بها اباء الكنيسة وابناءها سائدا في هذا اليوم ايضا بين ابناء المسيحية بمختلف كنائسهم فهم اخوة ولدوا لام واحدة هي المعمودية المقدسة، مثلما اوصى وتمنى قداسته ان تسود هذه المحبة بين كل ابناء الاقليم وابناء العراق بمختلف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم، مشيرا ومرحبا في هذا السياق بما ورد في كلمة السيد وزير الاوقاف التي عبر فيها عن توجهات حكومة الاقليم بتعزيز الاخوة المشتركة وروح المحبة والسلام والتسامح  بين جميع ابناء الاقليم.

كما عبر قداسته عن اعتزازه الكبير بالعلاقة الاخوية التي ربطته وتربطه بعائلة المرحوم ملا مصطفى البارزاني منذ  لقاءهم الاول في حاج عمران عام 1973 ومن بعدها اللقاءات المختلفة مع المرحوم ادريس البارزاني والسيدين مسعود ونجيرفان البارزاني والتي عكست روحا من الاحترام والمحبة الكبيرين.
كما شكر قداسته السيد سركيس اغاجان، وزير مالية الاقليم، على ما يقوم به من برامج انسانية لمساعدة المحتاجين واعادة الاعمار متمنيا له النجاح.

افصح  قداسته في كلمته عن المكانة الخاصة التي لاقليم كردستان العراق في قلبه وحياته كونه ولد وترعرع في الاقليم وخدم فيه شماسا وكاهنا الى ان قامت الكنيسة بتنسيبه كاهنا الى ايران عام 1957 ومن ثم اسقفا عليها، ومبديا اشتياقه لزيارة مختلف القرى والمناطق التي يشعر بالانتماء اليها فهي جزء منه وهو جزء منها.
كما عبر قداسته عن اعتزازه بعلاقات الصداقة والاخوة التي تربطه مع الكثير من ابناء الاقليم من ابناء جيله من الاشوريين والكرد ومبديا اشتياقه لمقابلتهم ومتمنيا لهم الخير والنجاح.

وفي ختام كلمته كرر قداسته التوكيد على وجوب ان نسعى جميعا الى علاقات محبة وسلام واحترام بين الجميع اذا ما ابتغينا السعادة للجميع، ومتمنيا ان يلتقي ابناء الكنيسة والاقليم في زيارته التي ستسغرق عدة اسابيع.

يذكر ان عدة قنوات تلفزيونية شاركت في تغطية مراسم الاستقبال والاحتفاء، حيث كانت كاميرات كنيسة المشرق الاشورية، عشتار، كردستان، العراقية وكاميرات اخرى حاضرة للتغطية الاعلامية لليوم الاول من هذه الزيارة التاريخية.

نكرر مع قلوب ابناء الكنيسة وابناء عنكاوة واربيل ونوهدرا وديانا وبارزان وبرواري وصبنا وغيرها مهللين:
(اليوم فرح قلبي وتهلل وقاري)

ولنضيف اليها هذه الترنيمة للترحيب بزيارة قداسته:
ܒܗܢܐ ܝܘܡܐ ܦܪܝܫ ܒܝܘܡܵܢܐ
ܢܦܝܵܩܐ ܝܘܚ ܟܠܢ ܒܝܕ ܐܘܫܥܵܢܐ
ܠܩܘܒܠ ܐܒ̣ܘܢ ܪܒ ܥܵܠܠܢܐ
ܡܪܢ ܕܢܚܐ ܡܠܐ ܢܨܚܵܢܐ

ܡܟܠ ܡܕܝܵܢܬܐ ܦܢܝܬܐ ܘܕܘܟܐ
ܟܦܝܫܐ ܟܢܫܐ ܛܥܝܢܐ ܣܘܟܐ
ܠܩܘܒܠ ܪܥܝܢ ܦܛܪܝܪܟܐ
ܫܡܫܐ ܠܘܩܒܠ ܢܘܗܪܗ ܚܫܟܐ

عنكاوة في 17 ايلول 2007
[/size] [/font]

245
ܦܘܩܕ̈ܐ ܕܠܘܡܕܐ ܬܪܝܢܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ
ܐܪܒܝܠ 31 ܐܒ – 2 ܐܝܠܘܠ 2006
ܕܐܬܩܛܪ ܬܚܝܬ ܪܡܙܐ
(ܚܕ ܠܫܢܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ܡܚܲܝܕܐ ܘܡܚܲܝܕܢܐ)
ܩܕܡܝܬ: ܥܠ ܐܦܝ̈ ܡܛܘܪܢܘܬ ܠܘܡܕܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܐܝܟܢܐ ܕܢܗܘܐ ܣܦܩܐ ܠܫܘܪܪ ܢܝܫܘ̈ܗܝ ܕܐܚܕ ܒܗܘܢ ܒܝܕ ܐܘܪ̈ܓܢܘܬܐ ܘܬܚܪ̈ܙܬܐ ܕܦܘܠܚܢܐ ܚܕܪ ܫܢ̄ܬܐ، ܫܲܪܪܘ ܡܬܠܡܕܢ̈ܐ ܠܫܘܚܠܦ ܠܘܡܕܐ ܠܚܕܐ ܡܫܬܐܣܬܐ ܐܘܡܬܢܝܬܐ ܫܪܝܼܬܐ ܝܼܨܝܼܦܬܐ ܘܡܬܕܝܠܢܝܬܐ ܒܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܘܝܪܬܘܬܗ ܘܒܫܡ (ܠܘܡܕܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ). ܘܐܣܬܒܠܬ̤ ܘܠܝܬܐ ܕܛܘܝܒܼ ܡܬܒܥ̈ܝܢܘܬܐ ܕܐܠܨܝ̈ܢ ܥܠ ܢܛܘܪܘܬ ܐܪܙܐ ܕܠܘܡܕܐ ܠܡܐܟܦ ܡܛܠ ܡܦܪܝܢܘܬܗܝܢ.
ܕܬܪܬܝܢ: ܐܝܟ ܕܠܣܘܡܟܢ ܗܪ̈ܓܐ ܐܟܕܝܡܝ̈ܐ ܒܝܕ ܠܘܡܕܐ، ܫܪܪܘ ܡܬܠܡܕܢ̈ܐ ܡܠܵܝ ܒܥܘܬܐ ܕܐܬܩܪܒܬ̤ ܠܗ ܡ̣ܢ ܝܕ ܡܢܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܒܟܠܢܝܬܐ ܕܣܦܪ̈ܐ ܕܒܓܘ ܒܝܬܨܘܒܐ ܕܒܓܼܕܐܕ ܝܘܠܦܢܐܝܬ ܘܗܘܠܢܐܝܬ، ܘܐܬܒܥܝ ܡ̣ܢ ܡܢܬܐ ܛܘܝܒ ܬܫܪܪܐ ܒܣܢܝܩ̈ܘܬܗ̇ ܐܝܟܢܐ ܕܢܚܦܛ ܠܘܡܕܐ ܡܛܠ ܡܠܝܗܝܢ.
ܕܬܠܬ: ܩܪܐ ܠܘܡܕܐ ܠܟܠܗܝܢ ܡܫܬܐ̈ܣܬܐ ܕܥܡܢ (ܟܠܕܝܐ ܐܬܘܪܝܐ ܣܘܪܝܝܐ) ܥ̈ܕܬܢܝܬܐ ܘܡܪ̈ܕܘܬܢܝܬܐ ܘܐܡ̈ܢܝܬܐ ܠܡܐܨܦ ܒܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܘܡܠܦܢܘܬܗ ܘܦܪܵܣ ܥܝܪܘܬܐ ܠܫܢܝܬܐ ܒܝܬ ܒܢܝ̈ ܥܡܢ ܒܝܕ ܬܚܪ̈ܙܬܐ ܘܚܘܦܛ̈ܐ ܡܦܬܟ̈ܐ. ܘܒܗܢܐ ܓܝܓܼܠܐ ܠܘܡܕܐ ܩܪܐ ܠܟܠܗܝܢ ܡܫܬܐ̈ܣܬܐ ܠܡܦܪܫ ܡܲܛܘܼܬܐ ܡܕܡ ܡ̣ܢ ܡܣܐܬܐ ܫܢ̄ܬܢܝܬܐ ܡܛܠ ܬܚܪ̈ܙܬܐ ܘܚܘܦܛ̈ܐ ܕܩܝ̈ܡܢ ܒܗܝܢ ܡܫܬ̈ܐܣܬܐ ܗܠܝܢ ܒܡܠܦܢܘܬ ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܘܦܪܣ ܣܦܪܝܘܬܗ ܘܡܪܘܚܢܘܬ ܫܛܝܚܘܬ ܡܬܝܒܠܢܘܬܗ.
ܕܐܪܒܥ: ܐܝܟ ܕܠܝܲܨܝܦܘܬܐ ܕܡ̣ܢ ܠܘܡܕܐ ܒܡܘܕܥܢܘܬ ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܡ̣ܢ ܚܕ ܓܒܐ، ܘܐܝܟ ܡܫܘܬܦܢܘܬܐ ܡܢܗ ܒܡܫܪܪܢܘܬ ܫܘܬܦܘܬܐ ܐܘܡܬܢܝܬܐ ܘܐܬܪܢܝܬܐ ܕܥܡܢ ܥܡ ܒܢܝ̈ ܥܡܐ ܟܘܪܕܣܬܢܝܐ ܒܥܪܐܩ، ܦܩܕ ܠܘܡܕܐ ܠܡܩܲܪܒܼܢܘ ܒܥܘܬܐ ܠܓܒ̈ܢܐ ܝܼܨܝܦ̈ܐ ܒܩܠܝܡܐ ܠܚܒܼܫ ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܒܠܘܚ̈ܐ ܕܫܘܘܕܥܐ ܕܡܬ̈ܘܬܐ ܘܡܕܝ̈ܢܬܐ ܕܥܡܢ ܒܩܠܝܡܐ، ܒܕ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܦܪܝܫܐܝܬ ܐܝܬܘܗܝ ܠܫܢܐ ܬܪܝܢܐ ܒܩܠܝܡܐ.
ܬܘܒܼ ܩܪܐ ܠܘܡܕܐ ܡܛܠ ܢܛܝܪܘܬ ܫܘܡܗ̈ܐ ܫܪ̈ܫܢܝܐ ܕܡܬ̈ܘܬܐ ܘܕܡܕܝ̈ܢܬܐ ܘܡܗܦܟܼܢܘܬ ܫܡܗ̈ܐ ܫܪ̈ܫܝܐ ܕܐܬܥܪܨܘ ܠܫܘܓܼܢܝܐ.
ܕܚܡܫܐ: ܘܐܝܟ ܡܘܕܝܢܘܬܐ ܕܡ̣ܢ ܠܘܡܕܐ ܒܕܘܪܐ ܕܐܒ̈ܗܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܘܡܠܦܢܘ̈ܗܝ ܒܡܟܼܬܒܼܙܒܼܢܐ ܡܕܝܢܝܐ ܘܡܪܕܘܬܢܝܐ ܕܒܩܠܝܡܐ ܕܟܘܪܕܣܬܢ ܕܥܪܐܩ، ܘܡܛܠ ܡܫܘܕܥܢܘܬܐ ܕܗܢܐ ܕܘܪܐ ܘܕܪܓܗ، ܒ̣ܥܐ ܠܘܡܕܐ ܡ̣ܢ ܢܛܘܪܘܬ ܐܪܙܐ ܠܡܥܒܕ ܡܘܛܝܐ ܥܡ ܫܪܝܪܘܬܐ ܕܡܪܕܘܬܐ ܘܥܡ ܫܪܝܪ̈ܘܬܐ ܘܚܘܕܪ̈ܐ ܕܝܲܨܝܼܦܝܢ ܡܛܠ ܛܘܟܣ ܥܕܥܕ̈ܐ ܡܪ̈ܕܘܬܢܝܐ ܘܐܡܢܝ̈ܐ ܠܡܙܝܚܘ ܕܘܟܼܪܢܐ ܕܐܒ̈ܗܬܐ ܘܡܠܦܢ̈ܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܐܝܟ ܟܼܡܝܣ ܒܪ ܩܪ̈ܕܚܐ ܕܐܪܒܝܠ ܘܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܝܐ ܕܐܪܒܝܠ، ܘܡܪܝ ܢܪܣܝ ܘܫܪ.. ܐܝܠܝܢ ܕܐܬܝܠܕܘ ܘܪܒܘ ܒܡܕܝ̈ܢܬܐ ܘܒܼܦܢ̈ܝܬܐ ܦܪ̈ܝܫܬܐ ܕܩܠܝܡܐ.
ܕܫܬܐ: ܐܝܟ ܕܠܙܗܝܪܘܬܐ ܕܡ̣ܢ ܠܘܡܕܐ ܥܠ ܚܘܝܕ ܬܘܪܨܡܡܠܠܐ ܘܩܢܘܢ̈ܐ ܕܟܬܝܒܼܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܕܪܝܐ، ܘܐܝܟ ܕܠܡܘܕܝܢܘܬܐ ܡܢܗ ܒܣܢܝܩܘܬܗ، ܒܗܦܟܐ ܕܟܠܣܝܟܝܐ، ܠܩܢܘܢ̈ܐ ܕܬܘܪܨܡܡܠܠܐ ܕܡܬܐܘܝܢ ܥܠܝܗܘܢ ܟܬܘܒܼܐ ܒܗܢܐ ܠܫܢܐ، ܫܪܪ ܠܘܡܕܐ ܟܘܝܢ ܣܝܥܬܐ ܚܕܐ ܕܡ̣ܢ ܡܠܫܢܢ̈ܐ ܡܬܬܕܝܠܢ̈ܐ ܠܡܩܡ، ܐܝܟ ܕܡܨܝܐ، ܒܘܠܝܬܐ ܕܡܚܝܕܢܘܬ ܩܢܘܢ̈ܐ ܕܬܘܪܨܡܡܠܠܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܕܪܝܐ ܘܥܠ ܫܬܐܣ̈ܐ ܓܪ̈ܡܡܛܝܩܝܐ ܘܩܢܘܢ̈ܐ ܬܪ̈ܝܨܐ ܐܝܟܢܐ ܕܢܗܘܘܢ ܩܪ̈ܝܒܼܝܢ ܡ̣ܢ ܣܘܪܝܝܐ ܟܠܣܝܟܝܐ.
ܘܒܗܢܐ ܓܝܓܼܠܐ ܠܘܡܕܐ ܡܣܬܟܐ ܡ̣ܢ ܟܬܘܒ̈ܐ ܕܣܘܪܝܝܐ ܕܪܝܐ ܕܢܥܒܕܘܢ ܡܘܛܝܐ ܥܡܗ ܒܐܘܪܚܐ ܕܗܕܡ̈ܐ ܕܢܛܝܪܘܬ ܐ̄ܪܙܐ ܕܝܠܗ ܐܘ ܒܝܕ ܒܪܝܕܐ ܐܠܟܬܪܘܢܝܐ، ܠܡܫܡܠܝܘ ܡܗܦܟܢܘܬܐ ܠܫܢܝܬܐ (ܡܘܠܝܐ ܘܬܘܪܨܡܡܠܠܐ) ܕܟܬܒܝ̈ܗܘܢ ܘܦܐܪ̈ܝܗܘܢ ܡ̣ܢ ܩܕܡ ܦܪܣܗܘܢ ܘܗܕܐ ܣܘܥܪܢܘܬܐ ܥܬܝܕܐ ܗ̄ܝ̣ ܕܬܩܪܒ ܬܫܡܫܬܐ ܥܠ ܐܦܝ̈ ܚܘܝܕ ܬܘܪܨܡܡܠܠܐ ܘܩܢܘܢ̈ܐ ܕܟܬܝܒܬܐ.
ܕܫܒܥ: ܟܕ ܡܣܬܟܠ ܛܒ ܠܘܡܕܐ ܠܕܘܪܐ ܕܫܒܟܐ ܕܐܢܬܪܢܝܬ ܒܡܘܕܥܢܘܬ ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ، ܐܝܟ ܠܫܢܐ ܘܝܪܬܘܬܐ ܘܦܐܪ̈ܐ، ܦܩܕ ܕܝܢ ܠܘܡܕܐ ܒܐܢܢܩܝܘܬܐ ܕܡܛܘܪܢܘܬ ܘܡܪܘܚܢܘܬ ܒܝܬܙܩܘܪܐ ܕܠܘܡܕܐ ܕܥܠ ܐܢܬܪܢܝܬ (www.lishana.com) ܘܡܲܥܬܪܢܘܬܗ ܒܒܨܝ̈ܐ ܘܡܲܦܩܢ̈ܘܬܐ ܘܦܐܪ̈ܐ ܕܣܘܪܝܝܐ، ܘܡܪܘܚܢܘܬ ܬܪ̈ܥܘܗܝ ܐܝܟܢܐ ܕܢܚܒܘܫ ܡܟܬܒܼܬܐ ܚܕܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܐܠܟܬܪܘܢܝܬܐ.
ܕܬܡܢܐ: ܦܩܕ ܠܘܡܕܐ ܠܡܬܚܫܚܢܘܬܐ ܒܣܪ̈ܛܐ ܕ (Syrcom) ܒܓܝܓܠܐ ܕܣܕܝܪܘܬܐ ܐܠܟܬܪܘܢܝܬܐ ܒܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܒܕ ܕܐܝܬܝܗܘܢ ܡܣܲܟܡ̈ܐ ܥܠ ܐܣ̈ܐ ܕ (Unicode) ܕܦܪܝܫ ܠܗ ܡܕܡ ܕܝܗܒ ܠܗ ܐܘܦܩ̈ܐ ܪ̈ܘܝܚܐ ܘܕܠܝܠ̈ܐ ܠܣܥܘܪ̈ܘܬܐ ܡܫܚܠܦ̈ܬܐ ܕܬܚܪ̈ܙܬܐ ܝܨܝ̈ܦܬܐ.
ܘܐܦ ܩ̇ܪܐ ܠܘܡܕܐ ܠܡܬܬܕܝܠܢ̈ܐ ܒܓܝܓܠܐ ܕܣܘܟܡܐ ܕܣܪ̈ܛܐ ܕܚܫܘܒܐ ܠܡܥܬܪܢܘܬ ܣܪ̈ܛܐ ܕܣܘܪܝܝܐ ܕܚܫܘܒܐ ܥܡ ܡܬܬܚܝܒܢܘܬܐ ܒ (Unicode) ܕܦܪܝܫ ܠܣܘܪܝܝܐ ܐܝܟ ܕܐܝܬܝܗܘܢ ܣܪ̈ܛܐ ܕ(Syrcom) ܕܚܒܫܬ̤ ܡܦܩܬܐ ܕ (Windows XP).
ܕܬܫܥ: ܘܒܓܝܓܠܐ ܕܣܪ̈ܛܐ ܕܟܬܝܒܬܐ ܘܦܪܣܐ ܘܐܝܟ ܡܘܕܝܢܘܬܐ ܡܕܡ ܡ̣ܢ ܠܘܡܕܐ ܒܝܪܬܘܬܐ ܥܬܝܪܬܐ ܕܬܠܬܐ ܣܪ̈ܛܐ ܕܡ̣ܢ ܝܪܬܘܬܐ (ܐܣܛܪܢܓܠܝܐ، ܡܕܢܚܝܐ، ܡܥܪܒܝܐ) ܦܩܕ ܕܝܢ ܠܘܡܕܐ ܒܐܢܢܩܝܘܬ ܢܛܝܪܘܬ ܟܠܗܘܢ ܕܠܐ ܒܘܛܠ ܐܘ ܫܘܓܢܝ ܚܕ ܡܢܗܘܢ ܘܩܪܐ ܠܡܬܬܕܝܠܢ̈ܐ ܘܡܒܥܢ̈ܐ ܒܚܩܠܐ ܕܣܪܛܐ ܣܘܪܝܝܐ ܠܡܛܘܪܢܘܬ ܫܘܦܪܗܘܢ. ܘܐܦ ܬܢܐ ܠܘܡܕܐ ܠܡܫܪܪܢܘܬܐ ܕܦܘܣܩܢܐ ܕܠܡܕܐ ܩܕܡܝܐ 2005 ܕܥܠ ܐܦܝ̈ ܡܪܘܚܢܘܬ ܡܬܚܫܚܢܘܬܐ ܒܣܪܛܐ ܐܣܛܪܢܓܠܝܐ، ܘܗܕܐ ܕܝܢ ܠܐ ܡܘܕܥܐ ܥܠ ܚܘܝܕ ܣܪ̈ܛܐ ܒܢܝܫܐ ܕܒܘܛܠ ܚܕ ܡ̣ܢ ܬܪܝܢ ܣܪ̈ܛܐ ܐ̄ܚܪ̈ܢܐ.
ܕܥܣܪ: ܟܕ ܡܘܕܐ ܠܘܡܕܐ ܒܫܪܝܪܘܬܐ ܘܫܪܫܢܝܘܬܐ ܘܥܘܬܪܐ ܠܫܢܝܐ ܕܟܠܗܘܢ ܠܥܙ̈ܐ ܕܦܢ̈ܝܬܐ ܡܫܚ̈ܠܦܬܐ ܕܒܢܝ̈ ܥܡܢ، ܫܪܪ ܠܘܡܕܐ ܠܡܲܣܒܠܢܘܬ ܢܛܘܪܘܬ ܐ̄ܪܙܐ ܠܡܣܡ ܬܚܪܙܬܐ ܘܚܘܟܡܐ ܕܦܘܠܚܢܐ ܒܢܝܫܐ ܕܥܒܕ ܚܕ ܡܫܵܚܐ ܡܫܛܚܝܐ ܠܠܥܙ̈ܐ ܣܘܕܝ̈ܐ ܘܡܟܢܫܢܘܬ ܒܢܬ̈ܩܠ̈ܐ ܕܝܠܗܘܢ ܕܟ̈ܝܐ ܘܡܥܠܢܘܬܗܝܢ ܠܠܟܣܝܩܘܢ ܣܘܪܝܝܐ.
ܕܚܕܥܣܪ: ܟܕ ܡܣܬܟܠ ܠܘܡܕܐ ܠܐܢܢܩܝܘܬܐ ܕܝܘܕܥܐ ܒܡܚܝܠܢܘܬ ܥܝܪܘܬܐ ܠܫܢܝܬܐ ܘܦܪܣܐ ܘܡܫܘܕܥܢܘܬ ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܘܝܪܬܘܬܗ ܡܕܝܢܝܬܐ ܘܦܐܪ̈ܘܗܝ ܕܪ̈ܝܐ، ܐܣܒܠ ܠܢܛܘܪܘܬ ܠܘܡܕܐ ܠܡܥܒܕ ܡܘܛܝܐ ܥܡ ܡܫܬܐ̈ܣܬܐ ܝܘܕܥܝ̈ܐ ܕܥܡܢ ܘܡܣܬܕܪܢܘܬܐ ܘܦܘܠܚܢܐ ܕܥܡܗܘܢ ܠܡܐ ܕܡܫܡܫ ܠܢܝܫ̈ܐ ܐܘܡܬܢܝ̈ܐ ܡܫܘܬܦ̈ܐ ܥܠ ܐܦܝ̈ ܦܪܣ ܠܫܢܐ ܘܡܪܕܘܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܘܡܛܘܪܢܘܬܗܝܢ.
ܬܪܥܣܪ: ܩܒܠܘ ܡܬܠܡܕܢ̈ܐ ܒܚܕܘܐ ܠܙܡܝܢܘܬܐ ܕܡܢܥܬ̤ ܠܗ ܡ̣ܢ (ܟܢܘܫܬܐ ܡܪܕܘܬܢܝܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ) ܕܥܠ ܡܩܒܠܢܘܬܗ̇ ܠܐܪܚܘܬ ܠܘܡܕܐ ܬܠܝܬܝܐ ܒܠܒܢܢ ܒܩܝܛܐ ܕܫܢ̄ܬܐ 2007 ܘܩܪܒܘ ܠܟܠܗܘܢ ܗܕܡ̈ܐ ܕܟܢܘܫܬܐ ܬܘܕܝܬܐ ܥܠ ܗܢܐ ܣܘܘܚܐ ܕܡܫܘܕܥ ܥܠ ܝܨܝܦܘܬܐ ܕܟܢܘܫܬܐ ܒܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ.
ܘܫܪܪ ܠܘܡܕܐ ܕܐܢ ܗܘ̤ ܠܐ ܬܗܘܐ ܡܨܝܐ ܠܡܩܛܪ ܠܠܘܡܕܐ ܒܠܒܢܢ ܥܬܝܕ ܗ̄ܘ̣ ܕܢܬܩܛܪ ܒܫܠܒܼܐ ܕܢܝܢܘܐ.
ܘܐܦ ܩܒܠ ܠܘܡܕܐ ܒܦܨܝܚܘ ܠܙܡܝܢܘܬܐ ܕܨܲܝܒܬ̤ ܠܗ ܡ̣ܢ ܚܣܝܘܬܗ ܡܪܝ ܨܠܝܒܐ ܐܘܙܡܢ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܕܝܪܐ ܕܟܘܪܟܡܐ ܕܥܕܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܐܪܬܕܘܟܣܝܬܐ ܠܡܩܒܠܢܘܬ ܐܪܚܘܬ ܠܘܡܕܐ ܪܒܝܥܝܐ ܠܫܢܬ 2008 ܒܕܝܪܐ ܥܗܝܕܬܐ.[/size]

246
توصيات مؤتمر اللغة السريانية الثاني
اربيل 31 اب – 2 ايلول – 2006
والمنعقد تحت شعار
(لغة قومية واحدة موَحَدة وموحِدة)
[/b]

اولا: من اجل تطوير مؤتمر اللغة السريانية وبما يجعله مؤهلا لتحقيق الاهداف التي اخذها على عاتقه من خلال اليات وبرامج عمل على مدار السنة، فقد اقر المؤتمرون تحويل المؤتمر الى مؤسسة قومية مستقلة مهتمة ومتخصصة باللغة والتراث السرياني وباسم (مؤتمر اللغة السريانية).
وتم تكليف الامانة العامة للمؤتمر باعداد المستلزمات اللازمة لذلك والسعي لتوفيرها.

ثانيا: دعما من المؤتمر للدراسات السريانية الاكاديمية، فقد اقر المؤتمرون تلبية الطلب المقدم اليه من قسم اللغة السريانية في كلية اللغات بجامعة بغداد بدعم القسم علميا وماديا، وطلب من القسم اعداد تقرير باحتياجاته ليسعى المؤتمر لتأمينها.

ثالثا: يدعو المؤتمر جميع مؤسسات شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) الكنسية والثقافية والفنية الى الاهتمام باللغة السريانية وتعليمها ونشر الوعي اللغوي بين ابناء شعبنا عبر البرامج والانشطة المتنوعة.
وفي هذا الصدد فان المؤتمر يدعو جميع هذه المؤسسات الى تخصيص نسبة محددة من ميزانيتها السنوية لبرامج وانشطة تقوم من خلالها هذه المؤسسات بتعليم اللغة السريانية ونشر ادابها وتوسيع مساحة تداولها.

رابعا: اهتماما من المؤتمر بالتعريف باللغة السريانية من جهة، ومساهمة منه في تعزيز الشراكة القومية والوطنية لشعبنا مع ابناء شعب كردستان العراق، فقد اوصى المؤتمر بتقديم طلب الى الجهات المعنية في الاقليم لتضمين السريانية في لوحات الدلالة على قرى ومدن شعبنا في الاقليم، وبالاخص كون اللغة السريانية هي اللغة الثانية في الاقليم.
مثلما يدعو المؤتمر الى المحافظة على التسميات السريانية الاصيلة لهذه القرى والمدن واسترجاع التسميات الاصلية التي تعرضت للتغيير.

خامسا: اقرارا من المؤتمر بدور اباء السريانية وملافنتها في التاريخ الحضاري والثقافي لاقليم كردستان العراق، ومن اجل التعريف بهذا الدور والمكانة فقد كلف المؤتمر امانته العامة للاتصال بوزارة الثقافة والوزارات والدوائر المعنية من اجل تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية للاحتفاء باباء وملافنة السريانية كخامس القرداخي الاربيلي، وكيوركيس وردة الاربيلي، ومار نرساي وغيرهم ممن ولدوا او ترعرعوا في مختلف مدن ومناطق الاقليم.

سادسا: حرصا من المؤتمر على توحيد قواعد واصول الكتابة باللغة السريانية المعاصرة، واقرارا منه بافتقارها، بعكس السريانية الكلاسيكية، الى قواعد واصول متفق عليها بين كتابها، فقد اقر المؤتمر تشكيل لجنة من اللغويين والاختصاصيين ليقوموا، وبقدر الامكان، بمهمة توحيد اصول وقواعد الكتابة بالسريانية المعاصرة وعلى اسس نحوية وقواعد سليمة وبما يقربها من السريانية الكلاسيكية.
وفي هذا السياق فان المؤتمر يتمنى على كتاب السريانية المعاصرة للاتصال به عن طريق اعضاء امانته العامة او بالبريد الالكتروني، لانجاز المراجعة اللغوية (الاملاء والقواعد) لكتبهم ونتاجاتهم قبل نشرها لما تقدمه هذه العملية من خدمة في توحيد قواعد واصول الكتابة.

سابعا: ادراكا من المؤتمر لاهمية شبكة الانترنت في التعريف بالسريانية، لغة وتراثا ونتاجات، فقد اوصى المؤتمر باهمية تطوير موقع المؤتمر على الانترنت (www.lishana.com) واغنائه بالبحوث والاصدارات والنتاجات السريانية، وتوسيع ابوابه ليضم مكتبة سريانية الكترونية.

ثامنا: اوصى المؤتمر باعتماد خطوط (Syrcom) في مجال التنضيد الالكتروني بالسريانية كونها مصممة على اساس (Unicode) خاص بها مما يتيح لها افاقا واسعة ومرنة لمختلف التطبيقات البرامجية المهمة.
كما يدعو المؤتمر الى الاختصاصيين في مجال تصميم خطوط الحاسوب الى اغناء الخطوط السريانية للحاسوب مع التزام الـ (Unicode) الخاص بالسريانية كما هو مع خطوط (Syrcom) التي ضمها اصدار (Windows XP).

تاسعا: وفي مجال خطوط الكتابة والنشر واعترافا واقرارا من المؤتمر بالتراث الغني للخطوط السريانية الثلاثة الموروثة (الاسطرنجيلي، الشرقي، الغربي) فقد اوصى المؤتمر بضرورة الحفاظ عليها جميعا دون الغاء او تشويه ويدعو المختصين والمبدعين في مجال الخط السرياني الى تطوير جمالياتها.
كما كرر المؤتمر التوكيد على مقرر مؤتمره الاول عام 2005 على توسيع استخدام الخط الاسطرنجيلي دون ان يعني ذلك توحيدا او الغاء للخطوط الاخرى.

عاشرا: اقرارا من المؤتمر بحقيقة واصالة الغنى اللغوي لمختلف اللهجات لمختلف مناطق ابناء شعبنا فقد اقر المؤتمر تكليف الامانة العامة للمؤتمر بوضع برنامج وخطة عمل تستهدف اجراء مسح ميداني للهجات المحكية وتجميع مفرداتها النقية وادخالها الى المعجم السرياني.

حادي عشر: ادراكا من المؤتمر لاهمية الاعلام في تعزيز الوعي اللغوي والنشر والتعريف باللغة السريانية وارثها الحضاري ونتاجاتها المعاصرة، فقد تم تكليف الامانة العامة للمؤتمر للاتصال بالمؤسسات الاعلامية لشعبنا والتنسيق والعمل معها لما فيه خدمة الاهداف القومية المشتركة بنشر اللغة والثقافة السريانية وتطويرها.

ثاني عشر: رحب المؤتمرون بالدعوة الواردة اليه من قبل (هيئة الثقافة السريانية) في لبنان لاستضافة المؤتمر القادم في لبنان صيف عام 2007 وابدوا شكرهم لهذه البادرة التي تعبر عن اهتمام الهيئة باللغة السريانية.
كما اقر المؤتمر انه في حال عدم امكانية عقد المؤتمر في لبنان فانه يتم عقد المؤتمر القادم في سهل نينوى.
كما رحب المؤتمر بالدعوة الموجهة اليه من قبل نيافة المطران مار صليبا اوزمان، مطران دير الزعفران للكنيسة السريانية الارثوذكسية لاستضافة المؤتمر الرابع عام 2008 في رحاب الدير المذكور.[/size][/font]

247
ܒܘܝܢ ܚܘܬܡܐ
ܕܠܘܡܕ ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܬܪܝܢܐ
31 ܐܒ- 2 ܐܝܠܘܠ 2006
ܐܪܒܝܠ – ܥܪܐܩ

ܬܚܝܬ ܐܬܐ (ܚܕ ܠܫܢܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ܡܚܝܕܐ ܘܡܚܝܕܢܐ) ܐܬܬܩܝܡ ܠܘܡܕ ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܬܪܝܢܐ ܒܡܕܝܢܬ ܐܪܒܝܠ ܐܪܫܟܝܬܐ ܩܠܝܡܐ ܕܟܘܪܕܣܬܐܢ ܠܡܬܚܐ ܕܡܢ 31 ܐܒ – 2 ܐܝܠܘܠ 2006 ܒܟܢܘܫܬܐ ܕܡܪܕܘܬܐ ܟܠܕܝܬܐ-ܥܢܟܒܐ.
ܦܬܚ ܠܘܡܕܐ ܥܒܕ̈ܘܗܝ ܒܪܥܝܘܬ ܡܠܦܢܐ ܢܘܙܐܕ ܗܐܕܝ ܗܘܦܪܟܐ ܕܐܪܒܝܠ ܒܡܛܝܒܢܘܬ ܡܪ̈ܘܬܐ ܫܪܝܪܐ ܕܡܪܕܘܬܐ ܘܫܪܝܪܐ ܕܟܪܘܟܝܐ ܘܕܥܩ̈ܒܐ ܘܫܪܝܪܐ ܕܩܠܝܡܐ ܠܨܒܘ̈ܬ ܫܘ̈ܬܐܣܐ ܡܕ̈ܝܢܝܐ ܘܦܪ̈ܨܘܦܐ ܪ̈ܘܫܡܝܐ ܘܡܪ̈ܘܬܐ ܡܝܛܪ̈ܦܘܠܝܛܐ ܘܐܦܣܩܘ̈ܦܐ ܘܟܗܢ̈ܐ ܘܡܡܬܠܢ̈ܐ ܕܡܢܝܢܐ ܡܢ ܓܒ̈ܐ ܘܫܘܬܐܣ̈ܐ ܐܘܡܬܢ̈ܝܐ ܘܥܡܗܘܢ ܓܘܒܝܐ ܡܢ ܝܨܝܦܝ̈ ܠܫܢܐ ܐܡܗܝܐ ܡ̣ܢ ܒܢܝ̈ ܥܡܢ (ܟܠܕܝܐ ܐܬܘܪܝܐ ܣܘܪܝܝܐ). ܘܗܘܐ ܙܘܝܚ ܦܬܚܐ ܥܕܥܐܕܐ ܥܬܝܪܐ ܒܣܘܟ̈ܠܝ ܡܠܘ̈ܐܐ ܕܐܬܐܡܪܘ ܒܗ ܘܒܫܘܬܦܘܬܐ ܪܘܫܡܝܬܐ ܘܐܘܡܬܢܝܬܐ ܘܡܢܝܢ ܒܪ̈ܩܝܬܐ ܘܬܗܢ̈ܝܬܐ ܕܐܬܝ̈ ܠܢܛܘܪܘܬ ܐܪ̈ܙܝ ܠܘܡܕܐ.
ܐܩܦ ܠܘܡܕܐ ܡܘܬܒܘ̈ܗܝ ܠܡܬܚܐ ܕܬܪܝܢ ܝܘܡ̈ܝܢ. ܘܒܬܪܝܢ ܡܘ̈ܬܒܐ ܝܘܡܢܐܝܬ. ܐܫܬܘܬܦ ܕܝܢ ܒܡܥܬܪܢܘܬܗܘܢ ܚܕ ܡܢܝܢܐ ܪܒܐ ܡܢ ܒܨܘܝ̈ܐ ܘܕܝܠܢܝ̈ܐ ܘܝܨ̈ܘܦܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܠܓܘ ܡ̣ܢ ܐܬܪܐ ܘܠܒܪ ܡܢܗ ܐܝܠܝܢ ܕܓܪܓܬ̤ ܐܢܘܢ ܘܠܝܬܗܘܢ ܐܘܡܬܢܝܬܐ ܠܡܫܘܬܦܘ ܚܝܐܝܬ ܘܡܥܒܕܢܐܝܬ. ܘܗܕܐ ܐܢ ܡܣܟܠܐ ܠܡܕܡ ܡܣܟܠܐ ܠܫܕܬܐ ܡܥܠܝܬܐ ܕܐܝܬ ܠܗ ܠܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܒܠܒܝ̈ ܪ̈ܚܡܘܗܝ ܡܢ ܒܢ̈ܘܗܝ ܕܝܠܢܐܝܬ ܒܗܢܐ ܡܫܩܠܐ ܕܒܥܐ ܚܘܝܕ ܡܡܠܠܢ ܡܪܕܘܬܢܝܐ ܕܠܘܬ ܫܘ̈ܬܐܣܐ ܘܚܘܕܪ̈ܐ ܪ̈ܘܫܡܝܐ.
ܕܪܫ ܠܘܡܕܐ ܣܪ̈ܢܐ ܐܢܢܩ̈ܝܐ ܘܡܢܗܘܢ:
•   ܡܥܬܪܢܘܬ ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܣܦܪܝܐ ܘܛܘܘܪܗ ܘܠܥܙ̈ܘܗܝ ܣܘ̈ܕܝܐ.
•   ܡܠܦܢܘܬ ܠܫܢܐ ܐܡܗܝܐ ܠܒܢ̈ܘܗܝ ܘܦܪܵܣ ܝܪܬܘܬܗ.
•   ܢܛܝܪܘܬ ܣܪܛܐ ܣܘܪܝܝܐ ܘܙ̈ܢܘܗܝ ܡܫܚܠܦ̈ܐ ܡܛܠ ܕܐܬܝܒܠܘ ܠܢ ܡܢ ܙܒܢ̈ܐ ܪ̈ܚܝܩܐ ܕܬܪܝܢ ܐܠܦܝ̈ܢ ܫܢ̈ܝܢ ܘܡܥܬܪܢܘܬܗܘܢ ܒܫܘܦܪ̈ܐ.
•   ܐܘܟܦܢܐ ܒܣܦܪܝܘܬܐ ܕܫܒܪ̈ܐ ܘܕܥܠܝܡ̈ܐ. ܘܡܓܪܓܢܘܬ ܟܬܘܒ̈ܐ ܠܡܬܚܫܚܢܘܬܐ ܒܡܠܘ̈ܐܐ ܬܪ̈ܒܝܬܢܝܐ ܕܐܣܝܪ̈ܝܢ ܒܗܘܢ.

ܘܗܘܐ ܦܘܪܫܢܐ ܠܠܘܡܕܐ ܬܪܝܢܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܫܪܝܪܘܬ ܕܘܪ̈ܫܐ ܕܒܝܢܬ ܡܬܠܡܕܢ̈ܐ ܕܚܕܪ ܣܪ̈ܢܐ ܪ̈ܫܝܐ ܕܐܬܝܒܠܘ ܒܥܕܢ ܡܘܬܒ̈ܐ ܐܝܟܢܐ ܕܐܬܥܬܪܘ ܟܠ ܡܢ ܪ̈ܥܝܢܐ ܡܘܫ̈ܛܐ ܘܥܘܩܒ̈ܐ ܘܢܘܗܪ̈ܐ ܡܘܬܪ̈ܢܐ. ܘܗܕܐ ܐܝܬܝܗ̇ ܬܚܘܝܬܐ ܕܠܘܡܕܐ ܚ̇ܢܐ ܠܩܘܕܡܐ ܥܠ ܐܦܝ̈ ܢܝܫܘ̈ܗܝ ܐܘܡܬܢܝ̈ܐ ܘܝܘܠܦܢܝ̈ܐ.
ܘܢܦ̣ܩ ܠܘܡܕܐ ܒܣܓܝ ܡܢ ܦܘܩܕ̈ܐ ܚܕܪ ܣܪ̈ܢܐ ܕܐܬܗܪܓܘ. ܘܟܕ ܡܫܠܡ ܠܘܡܕܐ ܣܘܥܪ̈ܢܘܗܝ ܠܐ ܣܦܩ ܠܗ ܣܛܪ ܡܢ ܕܢܩܪܒ ܩܘܒܠܛܝܒܘܬܗ ܘܐܝܩܪܗ ܠܟܠ ܡܢ ܕܐܫܬܘܬܦ ܒܡܨܠܚܢܘܬܗ ܘܒܩܕܡܝܗܘܢ ܕܝܢ ܡܝܩܪܐ ܡܠܦܢܐ ܣܪܓܝܣ ܐܓܐܓ̰ܐܢ ܫܪܝܪܐ ܕܟܣܦܐ ܕܩܠܝܡܐ ܕܟܘܪܕܣܬܐܢ.
ܘܐܦ ܒܥܝܢܢ ܬܘܒ ܕܢܩܪܒ ܒܗܢܐ ܦܘܪܣܐ ܬܘܕܝܬܐ ܠܟܢܘܫܬܐ ܕܡܪܕܘܬܐ ܟܠܕܝܬܐ ܠܩܘܒܠܗ̇ ܐܪܚܘܬܗ ܕܠܘܡܕܐ ܕܠܫܢܐ ܬܪܝܢܐ ܟܕ ܡܣܟܝܢܢ ܕܢܩܘܘܢ ܬܪ̈ܥܝܗ̇ ܦܬܝܚܐ ܒܐܦ̈ܝ ܛܥܝܢܝ̈ ܐܬܐ ܕܡܪܕܘܬܢ ܣܘܪܝܝܬܐ ܘܐܦ ܡܩܪܒܝܢܢ ܬܘܕܝܬܐ ܠܡܨܥ̈ܝ ܝܘܕܥܐ ܘܦܪܝܫܐܝܬ ܕܝܢ ܩܢܝܐ ܐܬܝܪܝܬܐ ܕܥܫܬܪ.


ܢܛܘܪܘܬ ܠܘܡܕܐ
ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܬܪܝܢܐ
[/size]

248
البيان الختامي
لمؤتمر اللغة السريانية الثاني
31 آب ـ 2 أيلول 2006 أربيل ـ عنكاوا
[/b]
   تحت شعار (لغة قومية واحدة موحَّدة وموحِّدة) انعقد مؤتمر اللغة السريانية الثاني في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان للفترة من 31 آب ولغاية 2 أيلول 2006 في جمعية الثقافة الكلدانية ـ عنكاوا.
افتتح المؤتمر أعماله برعاية الأستاذ نوزاد هادي محافظ أربيل وبحضور السادة وزير الثقافة ووزير السياحة والآثار ووزير الإقليم لشؤون مؤسسات المجتمع المدني وشخصيات رسمية في المحافظة والسادة المطارنة الأجلاء والكهنة الأفاضل وممثلي عدد من الأحزاب والمؤسسات القومية فضلاً عن نخبة من المهتمين باللغة الأم من أبناء شعبنا (الكلداني الآشوري السرياني). وقد شكل حفل الإفتتاح كرنفالا غنياً في مضامين الكلمات التي ألقيت فيه وحجم المشاركة الرسمية والقومية وتعدد برقيات التهنئة التي وردت إلى أمانة المؤتمر.
واصل المؤتمر جلساته الإختصاصية ليومين متتاليين وبواقع جلستين لليوم الواحد. ساهم في إغنائها عدد كبير من الباحثين والإختصاصيين والمعنيين باللغة السريانية من داخل الوطن وخارجه الذين حثهم واجبهم القومي للمشاركة الحية والفعالة. وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على المكانة المرموقة التي تحتلها اللغة السريانية في قلوب المخلصين من أبنائها وخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب توحيد خطابنا الثقافي الموجه إلى المؤسسات والدوائر الرسمية.
تناول المؤتمر محاور مهمة منها :ـ
ـ إغناء وتطوير اللغة السريانية.
ـ الفصحى واللهجات المحلية.
ـ تعليم لغة الأم لأبنائها ونشر تراثها.
ـ الخط السرياني وضرورة الحفاظ على خطوطه الموروثة لما لها من ارث تراكمي على مدى الفي عام، واغنائها بما هو اكثر جمالية.
ـ العناية بأدب الأطفال والشبيبة وحث الكتاب على تناول الأبواب التربوية لهم.
وقد تميز المؤتمر الثاني بجدية المناقشات بين المؤتمرين حول المحاور الرئيسة التي دارت أثناء الجلسات حيث اغتنى الكل من الآراء المطروحة والتعقيبات والمداخلات المفيدة. وهذا دليل على أن المؤتمر يمضي قدماً نحو بلوغ غاياته القومية والعلمية.
هذا وقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات في المحاور التي نوقشت.
وإذ يختتم المؤتمر أعماله لا يسعه إلا أن يوجه شكره وتقديره إلى كل من أسهم في إنجاحه وفي مقدمتهم الأستاذ سركيس آغاجان وزير مالية الإقليم.
كما نود ان نقدم بهذه المناسبة شكرنا الى جمعية الثقافة الكلدانية لاستضافتها المؤتمر الثاني، آملين ان تظل ابوابها مشروعة بوجه حاملي لواء ثقافتنا السريانية.
كما نشكر الوسائط الإعلامية وخاصة قناة عشتار الفضائية لتعاونها..

الامانة العامة
للمؤتمر الثاني للغة السريانية
[/b][/size][/font]

249
تذكار يوم الشهيد في فيزبادن
[/b]

احتفت كنائس ومؤسسات وجالية شعبنا في فيزبادن بالمانيا بيوم الشهيد الاشوري وذلك مساء يوم الاحد 27 اب 2006 على قاعة غرمانيا هايم.
الاحتفاء جاء بدعوة من اتحاد الاندية الاثورية في المانيا وبتنظيم واستضافة واعداد من نادي بيث نهرين في فيزبادن والذي هو احد الاعضاء الناشطين في اتحاد الاندية.
شارك في الاحتفاء اباء كهنة من مختلف كنائس شعبنا اضافة الى ممثلين عن الاحزاب السياسية لشعبنا وكما يلي:
الحزب الوطني الاشوري الذي مثله السيد البرت كيسو موشي، عضو اللجنة المركزية مسؤول فرع كركوك والذي يقوم حاليا بزيارة الى السويد والمانيا.
المنظمة الاثورية الديمقراطية والتي مثلها السيد عبود زيتون، مسؤول تنظيم المانيا للمنظمة.
حزب شورايا والذي مثله السيد رئيف توما.
فيما اعتذر عن المشاركة الاتحاد السرياني الاشوري في اوربا لانشغال ممثله بماتم عزاء.
وتخلفت الحركة الديمقراطية الاشورية عن المشاركة.

كما شارك ممثلين عن المؤسسات الاشورية، يتقدمهم السيد شليمون يونان رئيس اتحاد الاندية الاثورية، والسيد شابو حديكو عضو هيئة الاتحاد والسيد عزيز بوداق رئيس الهيئة الادارية لنادي بيث نهرين الاثوري في فيزبادن، والسيد صبري ممثلا عن النادي الارامي في فيزبادن.

بعد كلمة الترحيب من قبل السيد صبري بوداق وقف المشاركون والذين فاق عددهم الخمسين دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء.
بعدها شارك الاباء الكهنة في صلوات على ارواح الشهداء.

اول المتحدثين كان السيد شابو حديكو الذي استعرض المراحل التاريخية التي تعرض فيها الشعب الاشوري لحملات القمع والاضطهاد والابادة منذ القرون الاولى والى التاريخ المعاصر.
ثم تحدث السيد شليمون يونان مستعرضا دور اتحاد الاندية وبرامج عمله للاحتفاء بيوم الشهيد والسعي الدؤوب للحصول على الاعتراف بمذابح الابادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا من قبل الدولة العثمانية، وفي هذا الصدد استعرض السيد شليمون عمل الاتحاد وتشكيله للجنة عمل خاصة بهذا الغرض.
بعده تحدث الاب عمانوئيل يوخنا بكلمة احتفاء مع قصيدة بالسريانية الكلاسيكية بالمناسبة.

ممثلو الاحزاب بدورهم تعاقبوا على الحديث مؤكدين ان الاحتفاء بيوم الشهيد هو محطة لمراجعة الذات ومراجعة العمل القومي ومتطلباته وفي مقدمتها العمل القومي المشترك.
وفي هذا السياق جاءت كلمة الحزب الوطني الاشوري لتوكيد اهمية العمل المشترك ليس فقط بين قوانا وابناء شعبنا بل والعمل المشترك مع القوى الوطنية التي بوسعها دعم مطالب شعبنا في الحياة الكريمة على قدم المساواة مع جيراننا من الشعوب والامم التي نعيش معها وبينها بعيدا عن تغذية روح العداءات القومية.

بعد الكلمات تم تقديم اغاني قومية بالمناسبة ادتها باداءها الرائع الفنانة ليدا حديكو.
ثم كانت الفقرة الختامية المتمثلة بحوار ونقاش مفتوح بين الجمهور وممثلي الاحزاب والمؤسسات المشاركة.

تحية اكبار واجلال لشهداء شعبنا
تحية اجلال واكبار لشهداء الحرية والانسانية.

الحزب الوطني الاشوري
المانيا[/size][/font]

250
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي

الجزء السادس
الكنيسة الكلدانية ومار باوي

لقراءة الجزء السابق، انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,49950.0.html
(قد يبدو المقال طويلا، ولكنه كذلك لاني ساقوم بطبع ونشر مجموع هذه المقالات في كتاب ووضعه امام متناول القراء مما يتطلب اعطاء محاور الموضوع حقها خاصة وان الكتاب سيؤرخ لحركة انشقاقية باتت جزءا من تاريخ الكنيسة. فمعذرة للقراء ان وجدوا المقال طويلا).

كنا قد انهينا القسم السابق بايراد امثلة تعكس الموقف الداعم لعدد من اكليروس الكنيسة الكلدانية لحركة مار باوي الانشقاقية بما تمثله هذه المواقف من الاساءة، بصيغة او باخرى، الى علاقات المحبة والاحترام التي يجب ان تكون عليها كنيستي المشرق الاشورية والكلدانية. وتساءلنا عن السبب في هذه المواقف.
براينا ان اسباب ذلك تتراوح بين واحد او اكثر من الاسباب التالية التي تتفاوت نسبة تاثيرها بتفاوت الاكليروس الكلداني او الابرشية او الرعية:
اولا: الوفاء للموقف العقائدي الكاثوليكي الذي يحمله ويبشر به مار باوي
فنيافته لم يخف عقيدته الكاثوليكية حتى من قبل تمرده على الكنيسة، على الاقل في مسالة مرجعية الكرسي الروماني ومفهوم الشراكة الكاملة. وليس معلوما ما هو موقفه من الامور العقائدية الخلافية بين كنيسة المشرق والكنيسة الرومانية (وهي امور متعددة) ولكن يحق لنا ان نتوقع ان نيافته لا ينظر اليها كاشكالية او عقدة ذلك انه يدرك جيدا ان الاتحاد والشراكة الكاملة مع الكرسي الروماني تعني حتما قبول كافة المنطلقات العقائدية واللاهوتية للكنيسة الرومانية، واذا كان نيافته ساعيا ومستعدا للاتحاد والشراكة الكاملة فهو مستعد لقبول هذه العقائد.
طبعا نحن لا نشكك بمسيحانية العقيدة الكاثوليكية مثلما لا نشكك بمسيحانية عقيدة بقية الكنائس الرسولية، ولكن ما نريد قوله انه في الوقت الذي يمكن للكنيسة الواحدة، مثل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ان تضم تحت مرجعيتها الكنسية تقاليد وطقوس متعددة فانها لا يمكن ان تقبل بعقائد متعددة.
ومن ناحية اخرى فان جميعنا يعلم ويشهد ان الكثلكة، بالاضافة الى كونها عقيدة وكنيسة، فانها ايضا، ونتيجة لذلك، اصرة تربط المنتمين اليها رباطا يكاد يسمو على الانتماءات الاخرى.
ومن هنا فانه من البيديهي ان يكون هناك بين اكليروس الكنيسة الكلدانية من يشعر بالتزام الوفاء تجاه نيافة الاسقف مار باوي.

ثانيا: الوفاء الشخصي تجاه نيافته
ليس مخفيا ان لنيافته علاقات عميقة مع عدد من الاساقفة الكلدان منذ سنوات عديدة تجاوزت مجرد كونها علاقات شخصية بحكم التجاور الجغرافي او المشاركة في المؤتمرات والانشطة المختلفة، بل هي علاقة تقوم على شراكة في الموقف العقائدي والرؤية من العديد من الامور والقضايا بعضها كنسي والبعض الاخر قومي.
واذا كان "شركاء" نيافته من الاساقفة الكلدان قد تراجعوا اليوم عن موقفهم ورؤيتهم من احدى هذه القضايا الاساسية التي كان وما زال لها التاثير في موضوع تمرد نيافته على الكنيسة، الا وهي موضوعة االتسمية القومية وتبني التسمية االمركبة، فان هذه الشراكة ليست خافية على متابعي مسيرة وانشطة نيافته في السنوات السابقة مثلما ما زالت شراكة قائمة في الامور الاخرى (العقائدية والكنسية).
الكثيرون يعتقدون بان هذه الشراكة كانت بصيغة او باخرى، الى جانب اسباب اخرى اوردناها مرارا في هذه المقالات، عامل دفع وتحفيز لنيافته للوصول الى ما وصل اليه من فجوة وقطيعة وتنافر بينه وبين مرجعيته الكنسية انتهت برفضه كل صيغ الاتفاق والتوافق معها ووضعه الكنيسة في نقطة ان لا خيار سوى خروجه من الكنيسة وتمرده عليها.
ومن هنا، واعتمادا على المنطق المعروف بان من يتبنى ويدعم شخصا فانه يلتزمه في وقت الضيق، يمكن لنا توقع ان شركاءه من الاكليروس الكلداني يشعرون تجاهه بنوع من الالتزام الادبي والشخصي.

ثالثا: التمهيد لقبوله في الكنيسة الكلدانية
اذا كان نيافة مار باوي لم يخف قناعته، مثلما لم يخف دعوته لالحاق كنيسة المشرق الاشورية بالكرسي الروماني لان في ذلك، بحسب قناعته، التزاما بالوصية الربانية في ان (تكونوا واحدا)، واذا كان نيافته في خطة العشر سنوات التي عرضها على كهنة كنيسة المشرق الدارسين في روما قد التزم انه في حال فشل الحاق الكنيسة ككل فان البديل هو التحاق جزء منها على الاقل، فانه بالتاكيد يكون مستعدا ومغتبطا لان يلتحق بالكنيسة الكلدانية فرديا.
(اتشرف بان اكون يوحنا سولاقا الثاني) هي الكلمات الحرفية التي قالها نيافته في مقابلة اذاعية معه من شيكاغو يوم السبت 29 تموز 2006.
صحيح ان هذا الالتحاق يواجه اشكاليات ومصاعب مثلما يمتلك عناصر تجعله ممكنا، وسناتي عليها في مقاطع لاحقة من هذا المقال، ولكن وايا كانت الموازنة، بين ما يعيق وما يسمح، فان الوقوف مع نيافته في تمرده هو خطوة تمهيدية لدعم التحاق نيافته بالكنيسة الكلدانية في لحظة ما.

رابعا: لوي الذراع بين كنيستي المشرق الاشورية والكلدانية
بصراحة مع الذات وشفافية مع الجمهور اقول انه ورغم العلاقات البروتوكولية والاحاديث المسيحانية عن علاقات الكنائس الرسولية الشقيقة لشعبنا، فان ما وراء الستار هناك تقاطع كبير بين توجهاتها ومواقفها من العديد من القضايا، وبخاصة القومية والسياسية منها اضافة الى العقائدية.
لقد مر شعبنا بكل مكوناته وكل مؤسساته وفي كل مناطق تواجده تجربة مريرة من الصراع والتناحر الداخلي التي اتت على الكثير مما كان قائما ومقبولا من علاقات الاحترام والتقدير والتنسيق بين مختلف مكوناته.
وموضوع ومادة هذه التجربة، التي اسميتها شخصيا بالحرب الاهلية، هو التسمية القومية.
وقد كان واضحا تقاطع مرجعيتي الكنيستين، المشرق الاشورية والكاثوليكية الكلدانية، في هذه المسالة.
وهذا الصراع والتناحر كان احد ابعاد قضية مار باوي سواء من حيث اختلافه مع مرجعيته الكنسية مرورا بتمرده عليها ووصولا الى الدعم الذي يقدمه له بعض اكليروس الكنيسة الكلدانية.
فمار باوي التزم منذ عدة سنوات خط سياسي لتنظيم حزبي معروف.
ومار باوي التزم التبشير باجندة هذا التنظيم وقدم له كل ما تيسر من الدعم المعنوي والمادي، وشاركه في التخطيط والتنفيذ للحركة الانشقاقية في كنيسة المشرق.
والجميع يدرك ان عام 2003 كان شهر عسل سياسي بين ذلك التنظيم والكنيسة الكلدانية ايضا، وهو شهر العسل الذي اثمر التسمية المركبة التي تولت الكنيسة الكلدانية ومار باوي مسؤولية الترويج لها ودعمها.
ومع انقلاب الكنيسة الكلدانية على التسمية المركبة بقى مار باوي وحيدا في حربه الضروس من اجلها بالتوافق مع التنظيم الذي كان عرابها.
والجميع يدرك ان كنيسة المشرق الاشورية، في المقابل، التزمت التسمية الاشورية ورفضت رفضا قاطعا التسمية المركبة، مما جعل من مار باوي صوتا متفردا يغرد خارج السرب.
(مع ملاحظة فارق اساسي في اعلان الكنيستين لموقفيهما، ففي الوقت الذي كان وبقي موقف كنيسة المشرق الاشورية واضحا على الدوام في التزامها موقف اننا شعب واحد وبان التسمية الاشورية هي التسمية القومية الجامعة، فان الكنيسة الكلدانية افتقرت وما زالت تفتقر الى موقف واضح وثابت، فتارة تقول بوحدانية الشعب وتارة تقول بان الكلدان والاشوريين شعبان مختلفان مثلما هم العرب والكرد، بل ويصل الامر الى تخوين من يدعي وحدة الشعب، وتارة تدعو الى التسمية المركبة لتعود بعد فترة بالانقلاب عليها.)
بالتاكيد ان "قسوة" و"دموية" (اذا جاز التعبير) التناحر التسموي بين الكنيستين والذي ليس سرا، حيث ساحته الاعلام والتلفزيونات الفضائية والانترنت وغيرها قد افرز مواقف "خصامية" ما زالت تتحكم في مواقف اكليروس الكنيستين تجاه بعضهما الاخر.
واحد اسباب دعم مار باوي من قبل بعض اكليروس الكنيسة الكلدانية هو بدافع "لوي ذراع" كنيسة المشرق الاشورية من خلال مار باوي الذي ارتضى ان يصبح اداة حرب يستعملها الكثيرون (احزاب، اكليروس، افراد) في تصفية خلافاتهم مع الكنيسة التي ولد وترعرع وتعلم فيها مار باوي وتحول فيها ومن خلالها الى شخصية معروفة وعابرة للحدود. فشكرا لنيافته على هذا الوفاء!!
بالتاكيد فان ما زاد من قسوة "لوي الذراع" هذا وتحوله الى "الانتقام" من كنيسة المشرق الاشورية عبر دعم مار باوي هو الانطباع السائد بين مرجعية وابناء الكنيسة الكلدانية من ان كنيسة المشرق الاشورية قد تخندقت مع قناة اعلامية اشورية استغلت هي الاخرى تمرد مار باوي وانشقاقه على الكنيسة لتصفية الحساب مع الكنيسة الكلدانية وموقفها من التسمية والتهجم على الكنيسة الكلدانية بما لا يليق من توصيفات.
وبتسمية المسميات باسماءها فان موقف الابوين بيكوما وصنا في دعم مار باوي هو الرد الكلداني على قناة الاسرياسات واساءاتها الى الكنيسة الكلدانية ومرجعياتها.
(الانطباع الخاطئ بوجود تخندق لكنيسة المشرق الاشورية مع الاسرياسات اكده لي شخصيا احد الاساقفة الكلدان).
وهنا ايضا تدفع كنيسة المشرق الاشورية فاتورة الاخرين.
وهنا ايضا يتحول مار باوي الى اداة تصفية حساب لا شان للكنيسة بها.
فكنيسة المشرق وهي تتعرض لتمرد مار باوي ومسعاه الانشقاقي بكل ما ابتدا به من مظاهر خادعة للقوة الاعلامية والشعبية تمثلت في احتفالات الترحيب به والتبني الكامل لدعوته والتخندق معها من قبل مؤسسات اشورية مثل المجلس القومي الاشوري، الحركة الديمقراطية الاشورية، الفدريشن وغيرها، اضافة الى حدود التمرد التي بلغت وضع اليد على ممتلكات الكنيسة والتهديد بالشرطة الاتحادية الامريكية لحمايتها، كان لا بد لهذه الكنيسة ان تسعى كل المنافذ لايصال موقفها واعلان الحقائق المتعلقة بالقضية الى ابناءها، ومن بين هذه المنافذ، وربما اكثرها اهمية بسبب الجغرافيا ومساحة التغطية، كانت الاسرياسات.
الا ان الكنيسة كانت واعية جدا للاثار الجانبية السلبية التي قد يفرزها ظهور اباءها المتكرر على الاسرياسات، لذلك سعت الى التعامل بقدم المساواة مع المنافذ الاعلامية الاخرى المتاحة، فكانت ترسل نسخا من انشطتها الى تلفزيون اشور في كاليفورنيا (للحركة الديمقراطية الاشورية) والبرنامج التلفزيوني للسيد ولسن نرساي (وهو الاخر منبر غير رسمي للحركة)، الا ان كليهما لم يعرضا ايا من المواد الاعلامية في نقلة محسوبة، فاضافة الى تخندقهما الكامل مع مار باوي ضد الكنيسة فانهما بعدم عرض المواد ساهما في ترسيخ الانطباع الخاطئ بان كنيسة المشرق الاشورية متخندقة مع الاسرياسات.
اذا كانت كنيسة المشرق الاشورية قد وظفت قناة الاسرياسات للتعبير عن مواقفها من قضية مار باوي واذا كانت الاسرياسات قد استغلت حاجة كنيسة المشرق اليها فوظفت القناة قضية مار باوي بدوافع موقفها من مسالة التسمية واستغلتها فرصة للتهجم على الكنيسة الكلدانية ورجالاتها ووصفهم بما لا يليق قوله، فان ذلك ليس مبررا للكنيسة الكلدانية ان توظف مار باوي والشان الكنسي للانتقام من الاسرياسات، لانها بذلك تفرط بعلاقة شراكة مسيحية مع كنيسة شقيقة للنيل من قناة اعلامية عليها الكثير من التحفظات والمآخذ من مختلف شرائح الشعب الاشوري ومؤسساته، ناهيك عن ان القناة لا تعود للكنيسة اساسا بل واختلفا في السابق وربما يختلفان الان وفي المستقبل في مواقف اخرى.
ان هذا ليس تبريرا للمسالة بقدر ما هو وضعها في سياقها الصحيح المبني على دراية بحقائق الامور وتفاصيلها والتي يجهلها الكثيرون مما يجعلهم يحكمون على الامور من ظواهرها فقط.
(سؤال يفرض نفسه: منذ عقد من السنين ومار باوي هو اسقف ابرشية كاليفورنيا، فلماذا يا ترى لم يطلق منبرا اعلاميا تلفزيونيا للكنيسة التي يقول اليوم انه يتمرد عليها واحد ادعاءاته في تبرير الانشقاق هو انه يبتغي التحديث في وسائل تبليغ رسالتها والقيام بانشطتها؟)

خامسا: اعاقة عودة الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية الى الوطن
من المعروف ان البنية والتركيبة الاجتماعية العراقية تتيح للمرجعيات الدينية تاثيرا كبيرا على الطبقة السياسية العراقية مما يمنح لهذه المرجعيات دورا فاعلا في القرار السياسي في المرحلة الراهنة (ومراحل مستقبلية ايضا). وهذه حالة عامة لا تنحصر في المرجعيات الشيعية او السنية بل المرجعيات الدينية المسيحية ايضا.
كما انه من المعروف ان المرجعيات الكنسية هي المرجعيات الاكثر تاثيرا بين ابناء شعبنا كون المؤسسات الكنسية هي المؤسسات الاكبر بين ابناء شعبنا، اضافة الى اسباب اخرى ليست مجال بحث المقال.
من هنا فان الدور السياسي والجماهيري للمرجعيات الكنسية المتواجدة في العراق هو دور كبير ومحوري في العملية السياسية الراهنة في العراق والمرشحة للاستمرار سنوات طويلة قادمة.
وباخذ الواقع التناحري القائم بين كنائسنا ومحاولة كل من مرجعياتها الاستئثار بالدور الاكبر فاننا لا نذيع سرا او ندعي اكتشافا ان المرجعيتين الكنسيتين الكلدانية والمشرقية القديمة لا ترغبان بعودة الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية الى الوطن لان ذلك سيزيد من دوره الذي ما زال محددا حاليا بسبب كونه كرسيا مهجريا.
وهناك بين احزابنا السياسية ايضا من لا يرغب بهذه العودة لانها ستمنح الكنيسة الاشورية دورا سياسيا رسميا وجماهيريا سيكون حتما على حساب هذا التنظيم الذي بات واضحا تقاطعه وصراعه مع كنيسة المشرق الاشورية.
ومع دخول عودة الكرسي البطريركي الى الوطن مرحلة التهيئة والاستعدادات العملية فانه من البديهي ان نتوقع من غير الراغبين بذلك ان يثيروا العوائق والمصاعب.
وتمرد مار باوي هو خير عائق يمكن توظيفه والاستفادة منه.
من هنا ياتي تفسير تصعيد مار باوي لتمرده وتنشيطه داخل الابرشية البطريركية وفي عقر دارها في شيكاغو.
ومن هنا ياتي تفسير اصرار الابوين اويقم بثيو وادور بيكوما (كلاهما في شيكاغو) على تقديم اقصى ما يمتلكون من دعم لمار باوي في شيكاغو.
ومن هنا ياتي الدعم غير المحدود للحركة الديمقراطية الاشورية والمؤسسات السائرة في ركابها (المجلس القومي الاشوري والفدريشن) لتمرد مار باوي وتنشيطه في شيكاغو تحديدا.
فالسيدة اكنس ميرزا من كوادر الحركة المعروفة في شيكاغو وهي عضو في المجلس القومي الاشوري طارت الى سان هوزي لتعلن الدعم الكامل (100 بالمائة بحسب اقوالها حرفيا) لمار باوي.
والفدريشن يخصص 25 الف دولار لاطلاق تلفزيون في شيكاغو لدعم مار باوي ويقوم على اعداده ادد اشورسين ووليم يومارن المعروفين بمواقفهما السياسية واساءاتهما البذيئة الى الكنيسة واباءها.
وغيرها من الامثلة والشواهد التي يضيق بها المقال والتي ليست مجرد مصادفات لا رابط بينها او لا هدف لها.
فاحد اهدافها هو الضغط على قداسة البطريرك بعدم العودة الى الوطن وترك الابرشية ساحة مفتوحة للمتمردين والمنشقين، خاصة وبعدم وجود اسقف في الابرشية يملأ جزءا من الفراغ الذي ستتركه عودة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بما يمتلكه من كاريزما نادرة في التاثير على ابناء الكنيسة وعموم ابناء شعبنا.
وما يبدو الى الان من مؤشرات يقول ان هذه الضغوط تؤتي ثمارها في تاخير او اعاقة عودة الكرسي البطريركي بكل ما يعنيه ذلك من تراجع في الدور القومي التاريخي السياسي والوطني للمرجعية البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية لحساب المنافسين الاخرين مما يتطلب من مرجعية كنيسة المشرق الاشورية مراجعة الامور واعتماد مقررات او اجراءات مقابلة كتكليف غبطة المطران مار نرساي او نيافة الاسقف مار ميلس بمهام الابرشية لحين انتهاء الهجمة والتمرد او لحين رسامة اسقف للابرشية.

احتمالات وفرص التحاق مار باوي بالكنيسة الكلدانية
نيافة الاسقف مار باوي يدرك جيدا ان وضعه الحالي، اسقف دون مرجعية كنسية او بطريركية او سنهاديقية، لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية، وان لحظة الحقيقة لا محال قادمة عاجلا ام اجلا، وهي اللحظة التي على نيافته ان يقرر احد ثلاثة خيارات:
اما العودة تائبا الى بيت ابيه، كنيسة المشرق الاشورية، على المبدأ الانجيلي لقصة الابن الضال، وهو خيار لا يبدو محتملا بعد المديات البعيدة التي قطعها مار باوي في تفاصيل تمرده على الكنيسة.
او الاعلان عن كنيسة مشرقية جديدة وهو امر ربما لا يفتقر الى النية لتحقيقه (على الاقل بين مناصري مار باوي) بقدر ما يفتقر الى متطلباته، فحدود صلاحيات السلطة الاسقفية لا تتيح لمار باوي رسامة مطارنة يقومون برسامته بطريركا كلدواشوريا (على توصيفة انصاره)، وعليه فهو احتمال غير وارد حاليا مع بقاءه واردا في حال تحقق السيناريو الذي اوردناه في قسم سابق عبر "صفقة" مع كنيسة المشرق القديمة تتضمن رسامته مطرانا ليعود لاحقا للانشقاق عليها، وهو سيناريو نثق بان كنيسة المشرق القديمة تدرك مخاطره بما يجعلها لا تشارك فيه.
او الالتحاق باحدى الكنيستين، المشرق القديمة والكلدانية الكاثوليكية، وهو القرار الذي يبدو حتميا مع وقف تنفيذه بانتظار ما ستؤول اليه محكمة حقوق التصرف بممتلكات الابرشية، ولا اقول عائديتها لانها عائدية معروفة كونها ممتلكات شيدتها كنيسة المشرق الاشورية بعرق وجهود وتضحيات وتبرعات ابناءها المؤمنين بها والتابعين لسلطتها الكنسية البطريركية والسنهاديقية.
وفي هذا الخيار فان الالتحاق بالكنيسة الكلدانية، وكما اوردنا سابقا، هو الخيار الافضل ولكنه ليس الاسهل.
فما الذي يجعل منه خيارا صعب التحقق؟
نعتقد ان لذلك جملة اسباب منفردة او مجتمعة وهي كما يلي:
اولا: المرجعية الرومانية ومسؤوليتها والتزامها للعلاقات المسكونية:
لا نعتقد ان قرار قبول نيافة مار باوي في الكنيسة الكلدانية هو ضمن صلاحيات البطريرك الكلداني، بل هو قرار يعود الى الكرسي الرسولي الروماني. ولا نتوقع للكنيسة الرومانية ان تسيئ الى منظورها ومواقفها المسكونية وتفرط بعلاقتها مع كنيسة رسولية شقيقة من اجل اسقف موقوف متمرد.
وفي افضل الاحوال فانه في حال سير الامور بهذا الاتجاه فان الكنيسة الرومانية ستشترط لقبول نيافته حتما كتابا او رسالة صادرة من كنيسة المشرق الاشورية تتضمن رفع قرار ايقافه ومنحه " براءة ذمة" وعدم ممانعة في الالتحاق بالكنيسة الرومانية.
ان درايتنا بما يتصف به قداسة البطريرك مار دنخا من المحبة والرحمة تجعلنا نتوقع ان تكون كنيسة المشرق مستعدة لذلك، ولكن، من ناحية اخرى، فان مدى الاضرار والاساءات التي الحقها مار باوي بالكنيسة تجعلنا نتوقع ان "براءة الذمة" هذه لن تكون دون مقابل، فعلى الاقل ستكون مقابل اغلاق ملف المحاكم واعادة الممتلكات التي وضع نيافته يده عليها الى صاحبها الشرعي، كنيسة المشرق الاشورية.
بالتاكيد ان الكنيسة الكلدانية لن تشارك في عملية السطو التي يقوم بها نيافته على كنيسة المشرق وممتلكاتها.

ثانيا: صوت الحكمة في الكنيسة الكلدانية
اذا كانت جاليات ومؤسسات شعبنا في ساحة المعركة، اي الولايات المتحدة الامريكية، لا تدرك او لا تسمع صوت العقل والحكمة في الكنيسة الكلدانية خاصة مع ارتفاع ضجيج المعركة ومع خضوع ساحتها، كلدانيا، الى قرار وارادة شركاء نيافته، فان ذلك لا يعني باي حال من الاحوال ان صوت العقل والحكمة ليس بالصوت الفاعل والمؤثر في قرار الكنيسة الكلدانية.
ان اساقفة اجلاء ومشهود لهم بالرؤية الحكيمة والشعور بالمسؤولية، مثل اصحاب النيافة الاساقفة مار رمزي كرمو وجاك اسحق ولويس ساكو وربان القس وميخائيل مقدسي واخرون لن يكون من السهل عليهم قبول مار باوي بين صفوفهم وهو المنشق على كنيسة يحترمونها ويحترمون مرجعياتها ومجمعها المقدس ويسعون دوما الى تعزيز الاواصر معها.
فما يتطلع اليه هؤلاء الاباء في رؤيتهم وما يعتمدون عليه في قرارهم وموقفهم يختلف عن ما يحكم قرار وموقف الجالية في اميركا وصراعاتها والافعال وردود الافعال فيها.
في افضل الاحوال فانهم لن يمهدوا له الطريق قبل ان يصفي ذمته، كما اسلفنا، مع مرجعية كنيسة المشرق الاشورية.

ثالثا:  الاجندة السياسية والحزبية لمار باوي
ليس من الخطأ، بل من الواقعي جدا، ان يكون للاساقفة وعموم الاكليروس مواقف سياسية من مختلف القضايا.
ولكن الخطأ، كل الخطأ، هو ان يتحرك الاكليروس في مهامهم ومسؤوليتهم الكنسية بوحي من موقفهم السياسي والحزبي. وهذا هو بالضبط احد اكبر اخطاء نيافة الاسقف مار باوي الذي التزم شراكة سياسية وحزبية ووضع اجندتها ومتطلباتها فوق شراكته الكنسية مع المرجعية البطريركية والسنهاديقية لكنيسة المشرق الاشورية.
والمتابع لمسيرة مار باوي منذ تقاطعه مع كنيسته وتمرده عليها يرى انه يوما بعد اخر باتت حملته وشعاراتها ودعواتها سياسية متلونة بلون حزبي محدد اكثر من كونها حملة "اصلاح" كنسية مسيحانية.
واذا كان هذا قد خلق ازمة لنيافته مع الكنيسة التي ترعرع فيها والتي تلتزم تاريخيا مواقف قومية وسياسية فكم بالاحرى يكون الحال معه في الكنيسة الكلدانية، وخاصة اذا كانت رؤيته السياسية ولونه الحزبي يتناقض مع رؤية المرجعية الكنسية الكلدانية التي يروم الخضوع لها.

رابعا: طبيعة مناصريه واركان حملته وسلوكياتهم
منذ مرحلة الاعداد والتهيئة للانشقاق على الكنيسة، وهي مرحلة سابقة للمجمع السنهاديقي، احاط نيافته نفسه بمجموعة من "المستشارين" و"المقربين" و"المبشرين" اقل ما يقال عنهم انهم، اضافة الى لونهم الحزبي المعروف، مرفوضون في سلوكهم واداءهم الاجتماعي.
وقد كشفت حملة المناصرة والتبشير التي التزمها هؤلاء والتي حفظتها لنا وللاجيال القادمة شهاداتهم الصوتية الناطقة عن المدى الكبير الذي هم مستعدون للذهاب اليه في الاساءات والبذاءات التي تتقزز لها الانفس عند سماعها فما بالك عند المشاركة والجلوس معها.
الدعوات الى القتل والارهاب.. تلفيق وتسويق التهم الرخيصة البذيئة.. هي اهم ما يميز ويشترك فيه مناصرو مار باوي واركان حملته الجماهيرية.
وان تصفحا بسيطا لموقع (www.shrara4u.com) وما تضمنه من شهادات ناطقة لمناصري مار باوي كالسادة نينوس يونان (دوزوتا) وسام درمو (اتورايا داريزونا) ووليم يومارن ورعد ايشايا (اسحق اسحق) وادد اشورسين واخرون تكفي لصم الاذان والاستعاذة بالله على ما وصل اليه البعض من حضيض.
فهل ستقبل الكنيسة الكلدانية بهؤلاء مع مار باوي.. قطعا كلا.
ام تراه يعلن براءته منهم، وهو امر مشكوك فيه الى الان كونهم العمود الفقري لقاعدته اذا ما استثنينا منها مناصريه من ابناء كنيسة المشرق القديمة الذين يناصروه بدافع اللون الحزبي و"التشفي" بكنيسة المشرق الاشورية ولكنهم يقينا  لن يتخلوا عن كنيستهم ويلتحقوا بالكنيسة الكلدانية.
وكذلك اذا استثنينا مناصريه من ابناء العشيرة والاقارب والعائلة الذين لن يكون سهلا عليهم الالتحاق مع نيافته بالكنيسة الكلدانية. فعلى الاقل كان هذا موقف احد اهمهم، وهو السيد سام شلالو، الذي كان لي معه احاديث هاتفية مطولة في اول ايام واسابيع الازمة بهدف السعي لحلها عبر قبول نيافته بمقررات المجمع السنهاديقي كخطوة اولى ومن ثم مناقشة تفاصيل الخلافات والسعي للتوافق بشانها.
حيث اكد السيد شلالو ان مناصري واقارب مار باوي لن يلتحقوا معه اذا ما قرر الخروج عن كنيسة المشرق الاشورية والالتحاق بالكنيسة الكلدانية.

خامسا: مصداقية ادعاءاته الوحدوية
رغم ان نيافة مار باوي في رسالته و"وثيقة ايمانه" التي قدمها الى المجمع السنهاديقي وذيلها بتوقيعه يعترف ويقر بان اباء كنيسة المشرق الاشورية وقداسة البطريرك مار دنخا هم اباء روحانيون يؤمنون ويسعون الى تحقيق الوحدة الكنسية، الا انه ومع ذلك يحاول في كل خطاباته ودعواته الى تسويق نفسه داعية وحدة من الطراز الاول، حتى ان غيرته وحرصه على الوحدة الكنسية دفعاه الى شق الكنيسة!!! فهل في تاريخ الكنيسة المسيحية من كان اكثر حرصا على وحدتها منه وهو يمارس شعار (داوها بالتي كانت هي الداء)!!
فاذا كانت الولاءات الحزبية والعشائرية لقاعدة واسعة من مناصريه، واذا كانت ردود الافعال تجاه واقع ووقائع معينة في الكنيسة لدى البقية الباقية من مناصريه قد جعلتهم يغفلون او لا يفقهون هذا التناقض في اداء نيافته، فان التحاق نيافته بالكنيسة الكلدانية بعد هدوء العاصفة وزوال الغشاوة عن العيون لن يكون سهلا التسامح معه او تبريره من حيث انه سيسقط ورقة التوت الاخيرة عن الادعاءات الوحدوية لحملة نيافته وسيؤكد للقاصي والداني انها لم تكن سوى شعارات اريد بها تاجيج العواطف.
هذا الا اذا كان نيافته سيعلن لنا جهارا ما يقوله ضمنا وبين الاسطر ان فهمه الوحيد للوحدة الكنسية هو الالتحاق بالكنيسة الكاثوليكية وهو ما لم تقله الكنيسة الكاثوليكية ذاتها!!

في مواجهة هذه المصاعب التي تواجه التحاق مار باوي بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هناك امران يساعدانه في مسعاه وهما: رغبته الجامحة لذلك مما تمنحه ارادة وقوة دفع معنوية لمواجهة الصعاب، والدعم والالتزام الشخصي تجاهه من قبل عدد من الاكليروس الكلداني المتنفذ.
وعلينا امتلاك الصبر والانتظار لرؤية ما سيؤول اليه الامر.
وان كنا شخصيا نامل من الكنيسة الكلدانية الوقوف الى جانب كنيستها الشقيقة، المشرق الاشورية، في هذه الازمة. وعلى الاقل كان المفروض منها الحياد، بل التوسط لحل الازمة وليس تغذيتها وصب الزيت على نارها.
ما نامله من الكنيسة الكلدانية او اكليروسها المعني هو التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لكنيسة المشرق الاشورية. وان يتوقفوا عن استخدام مار باوي كـ"حصان طروادة" لهم في حرب باطنها هو غير ظاهرها..

المثقفون الكلدان والازمة
قد يقول قائل، وما شان المثقفين الكلدان بازمة انشقاق مار باوي.
فنقول، حيث ان الازمة تجاوزت حدود كونها "ادارية" كنسية داخلية وتحولت الى حدث في الساحة القومية وله من المظاهر الكثير، مثلما له من التداعيات الكثير ايضا، وخاصة مع دخول الكنيسة الكلدانية في القضية فانها باتت شانا يخص المثقفين من ابناء الكنيسة الكلدانية ايضا بل باتت شانا واجب النقاش وقول الكلمة فيها.
ساكون صريحا مع ملافنتي واساتذتي وسادتي واخوتي المثقفين الكلدان بان خيبة الامل كانت كبيرة من الصمت المريب الذي التزمتموه تجاه الازمة.
الا تستحق كنيسة المشرق الاشورية، هذه المؤسسة العريقة التي لها من الدور والمكانة في تاريخ شعبنا ما يفرض اجلاله واحترامه على الغرباء فكيف بالابناء، منكم كلمة واحدة وهي تتعرض للنحر والنزف والاستنزاف باسم وحدة الامة التي تنتسبون اليها؟

الا تستحق القدسية التاريخية للكنيسة والا يستحق اباءها منكم كلمة ووقفة تضامن وهم يتعرضون لابشع واقذر حملة من الاساءات والبذاءات شارك فيها الكثيرون وبينهم مناصرين واعضاء مؤسسة سياسية قومية؟
اهو تواطؤ ام خوف من ان يستهدفونكم باساءاتهم وبذاءاتهم.. (الباب اللي يجيك منه الريح، سده واستريح)؟
لقد بادر منكم من دعا، وهو محق في دعوته، تنظيما سياسيا ضالعا في مخطط شق الكنيسة للتوقف عن التدخل، ولكن قلمه كان بخيلا في قول كلمة ومقال، ولو عمومي وضبابي، في عدم شق الكنيسة واستنزاف طاقاتها.
لم يبادر قلم كلداني واحد بطلب الحياد، لا نقول الدعم، من كنيسته تجاه الازمة، او على الاقل لعب دور الوسيط.
انها خيبة امل كبرى..
لعمري ما كنت وقفت صامتا، وامثالي كثيرون، اذا ما، لا سمح الله، تعرضت الكنيسة الكلدانية لمسعى انشقاقي، وتعرض، لا سمح الله، اباءها للاستهداف والاساءات والبذاءات.
لعمري لم اكن لاقف صامتا، وامثالي الكثيرون، فيما لو، لا سمح الله، تمرد اسقف كلداني على كنيسته وفتحت كنيستي ابوابها له.

ان الاستثناء الوحيد الذي يستحق التقدير والثناء هو موقف (المنبر الديمقراطي الكلداني) الذي رفض بوضوح وصراحة وجراة طلب مار باوي بان يتبنى المنبر جدول زيارته ونشاطاته ومحاضراته التي القاها في ديترويت، وليضيف المنبر بذلك موقفا ورصيدا اضافيا لمواقفه القومية المسؤولة.

لقد كنا نتوقع اصوات واقلام كلدانية ترفض شق الكنيسة وهدر الجهود واستنزاف الطاقات و"تعاتب" (ولا نقول تستنكر) دعم الكنيسة الكلدانية للانشقاق.
المفاجاة ان الصمت لف هذه الاصوات والاقلام.. ومن اخترق الصمت جاء مشجعا للانشقاق وبخلفيات ودوافع مختلفة. فاضافة لما سبق ايراده من دعم بعض الاكليروس الكلداني لمار باوي فهناك من دعمه من:
1- الكلدان من منتسبي الحركة الديمقراطية الاشورية الذين بحكم تحزبهم لم يخذلوا قيادتهم الحزبية في التعبير عن موقفهم الداعم لمار باوي وحركته الشقاقية بكل مظاهرها ومن بينها الاساءات الى كنيسة المشرق الاشورية.
ولعل العينة والشاهد الناطق على ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، هو السيد يوسف ابرم عما (المعروف بالجواهري) وهو من الكوادر الناشطة للحركة الديمقراطية الاشورية في شيكاغو والذي لا يتردد باملاء تعليماته على مناصري مار باوي للتظاهر امام المحكمة في سان هوزي ويدعوهم لحمل اللافتات والشعارات التي تعبر عن التاييد له في وجه اساقفة كنيسة المشرق الذين لا يتردد الجواهري في الاساءة اليهم.
2- البعض من الكلدان "المتشددين" ممن ملأ صفحات موقع عنكاوة بمقالاته التي تشيد بمار باوي، حتى وصل الامر بتشبيهه (بتوصيفة مايكل سيبي) بمار يوحنا المعمذان!!! واية قراءة، حتى السطحية منها، لمقالات هذا البعض المعروف بمواقفه ورؤيته السلبية لمسالة وحدة شعبنا وتسميته يرى ان ما يدعوهم ويدفعهم الى دعم مار باوي هو اختلافهم وتقاطعهم وحربهم ضد الاشوريين "المتشددين" من اباء وابناء كنيسة المشرق الاشورية وعلى مبدأ: عدو عدوك صديقك. ناسين ومتناسين ان موقف مار باوي لا يتفق مع مواقف كتاب هذه المقالات في موضوعة الوحدة والتسمية القومية. ولكنهم يبدو انهم  لا يشعرون بحرج في ذلك كونها مسالة مؤجلة حاليا، فالمهم الان هو النيل من الاشوريين "المتشددين" وعلى مبدا ان لكل حادث حديث.
اما بعض المقاطع او الكتابات الواردة ضمنا او تلميحا هنا او هناك بان دعم مار باوي هو بسبب مواقفه الوحدوية فهو ادعاء لا ينطلي على احد. فاذا كان مار باوي يستحق التصفيق والدعم والتاييد من هؤلاء بسبب دعوته الوحدوية (ولا اقول اعماله لانها شقاقية) فالا يتوجب عليهم انفسهم ان يقولوا قولا صريحا وجريئا برفض مقولات التخوين التي اطلقتها المرجعية الكلدانية.

ان وجود اقلام كلدانية تروج لتمرد مار باوي ويصل بعضها الى تخوين كنيسة المشرق الاشورية واتهامها بانها قامت بمؤامرة لايقاف هذا الصوت الصارخ في البرية (على توصيفة سيزار هوزايا) كان يفترض من المثقفين الكلدان وقفة تاريخية بحجم الحدث وبحجم المسؤولية التي بعاتقهم.

استمحيكم عذرا ايها الاساتذة والاخوة والاحبة على ما تضمنته كلماتي من نبرات قسوة.. فهي قسوة الالم التي تعتصر قلب الانسان تجاه من يحب.. فانا احبكم واثق فيكم ولذلك تالمت من صمتكم..

القس عمانوئيل يوخنا

القسم القادم:
الحركة الديمقراطية الاشورية ومار باوي
[/size][/font]

251
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي

الجزء السادس: القسم الاول
الكنيسة الكلدانية ومار باوي

لقراءة الجزء السابق، انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,47417.0.html

المشهد الاول:
لم يكن ينقضي اكثر من شهرين على مشاركة كاهن الكنيسة الكلدانية في شيكاغو الخوراسقف ادور بيكوما في العشاء الاحتفائي بالذكرى السنوية لرسامة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية ورئيس مجمعها السنهاديقي المقدس، حيث جاءت مشاركته ثالثا في تسلسل ضيوف المادبة بعد الخوري ابرم دي باز (خوري القلاية البطريركية) والخوري اويقم بثيو (راعي كنيسة المشرق القديمة في شيكاغو) (ص8 من مجلة قالا من مدنخا عدد ت1 – ك1 2005)، ولم تكن تنقضي عدة اسابيع على قرار المجمع السنهاديقي المقدس وباجماع اعضاءه وبرئاسة قداسة البطريرك مار دنخا بايقاف الاسقف مار باوي بعد اصراره على رفض كل الخيارات والتوافقات الاخرى، قام الاب بيكوما بفتح ابواب كنيسته ليستقبل فيها استقبال الفاتحين نيافة الاسقف مار باوي وهو يخطو اول خطواته التصعيدية ضد كنيسة المشرق واول حملاته التاليبية لدعم التمرد والانشقاق في الكنيسة، وهي الخطوة المتمثلة بالدخول الى الابرشية البطريركية واقامة الخدمات الكنسية فيها في خطوة لها مغزاها واهدافها التي شاركه فيها الاب بيكوما بكل قناعة وارادة ووعي بفتح ابواب الكنيسة والرعية للاسقف الموقوف والاحتفاء معه وبه اسقفا في كنيسة رسولية في تحد واضح للمجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق.
ان ابسط المعايير والالتزامات السلوكية، على الاقل الشخصية منها تجاه قداسة البطريرك مار دنخا، لا تبرر للقس بيكوما فعلته.

المشهد الثاني:
بعد ستة اشهر من قرار المجمع المقدس بايقاف مار باوي، وبعد اصرار الاخير على التمرد واعلان شق الكنيسة والانشقاق عليها، وكجزء من حملة التبشير بكنيسته الجديدة وانجاز الفتوحات لها سافر نيافته الى استراليا بهدف معلن هو زيارة عائلته، وهو حق له وللجميع، وليدشن هناك حملة تقوم عناصرها على عدة عوامل منها: العلاقات العائلية والعشائرية، الدعم الكامل من كنيسة المشرق القديمة، المواقف المتعلقة باحداث سابقة بين الجالية في سدني، الدعم الاعلامي والسياسي المعروف وغيرها، وبهدف واحد اوحد هو شق الكنيسة وبلبلتها قدر الامكان. ولهذا الهدف وظف نيافته العوامل السابقة وحاول توظيف الكنيسة الكلدانية ايضا فالتقى بالاب زهير راعي الكنيسة الكلدانية في سدني طالبا منه اقامة القداس في الكنيسة الكلدانية، ولياتيه الجواب صاعقا بالرفض القطعي اعتمادا على حقيقة ان ما يهم الكنيسة الكلدانية ورعيتها في سدني هو علاقات الاحترام والاخوة مع ابرشية كنيسة المشرق الاشورية والتي لا يجوز التفريط بها بسبب اسقف موقوف زائر.

المشهدان متناقضان تماما ويثيران حيرة المتابع لهما خاصة وانهما يصدران عن الكنيسة الكلدانية وهي مؤسسة نتوقع منها ان تكون متجانسة ومتناغمة خاصة وهي الكنيسة-المؤسسة التي يشهد تاريخها بعمل مؤسساتي ملتزم ومنضبط. كما يثيران سلسلة من الاسئلة عن كلا المشهدين وخلفياتهما واهدافهما ونتائجهما وغيرها.

اي الموقفين يمثل الكنيسة الكلدانية؟
اكثرية مشاهدي المشهدين يميلون الى اعتبار المشهد الاول على انه الاقرب الى موقف المؤسسة الكنسية اعتمادا على حقيقة وجود مرجعية اسقفية للاب بيكوما، ويمثلها نيافة الاسقف مار ابراهيم ابراهيم في ديترويت، والتي لا يمكن الاعتقاد ان الاب بيكوما وافق على فتح ابواب كنيسته دون استشارتها وموافقتها.
اضافة الى اهمية وحساسية وخصوصية رعية شيكاغو التي يدركها الاب بيكوما والتي على اساسها لا يمكن ان يكون قد حدد موقفه دون الرجوع الى مرجعيته الاسقفية.

المشهد الثالث:
على اية حال فان افتراض مشهد ثالث قد يضع النقاط على الحروف ويقدم اجابة يقينية.
بالتاكيد ان جميعنا لم ولا ولن يتمنى هذا المشهد الافتراضي الذي نطرحه فقط للتوضيح.
المشهد الافتراضي يقول ان المجمع المقدس للكنيسة الكلدانية وباجماع اراء اعضاءه وبرئاسة غبطة البطريرك يقرون ايقاف احد الاساقفة الكلدان بعد رفضه جميع الخيارات التي يقدمها له المجمع لتلافي ما للاسقف من اشكالات مع ابرشيته ومع مرجعيته الكنسية ومع مواقف الكنيسة ككل. وليعلن الاسقف رفضه للقرار السنهاديقي والتمرد عليه ووضع اليد على ممتلكات الكنيسة الكلدانية في ابرشيته وللاستمرار في ممارسة صلاحياته المنزوعة منه والتعبئة الجماهيرية ضد الكنيسة والاساءة الى اباءها، وغيرها..
تقوم، افتراضيا ايضا، كنيسة المشرق الاشورية بفتح ابواب كنائسها للاسقف الموقوف والاحتفاء به واستقباله استقبال الاباء الاجلاء رغم امتعاض ورفض الكنيسة الكلدانية لذلك.
ماذا كانت ستكون مواقف الكنيسة الكلدانية ابتداء برعيتها المعنية الى الابرشية الى السدة البطريركية الى المرجعية البابوية وسفراءها في الدول المعنية.
اجزم يقينا ان جميع القراء قد تصوروا صورة لما كان سيحصل.. وهو كان سيكون حقا مشروعا للكنيسة الكلدانية ومرجعيتها المتمثلة في الكرسي الرسولي.
قال الحكماء: التاريخ يكتبه المنتصرون..
ونضيف بالقول: المعايير يفرضها الاقوياء..


ما هو دور الكنيسة الكاثوليكية في تمرد مار باوي؟
سؤال يفرض نفسه على المشهد الكنسي وحركة التمرد والانشقاق القائمة. وليس محتما على الكنيسة الكلدانية ان تجيب عليه كونه يتضمن افتراضا لا اجماع عليه عن وجود هذا الدور المفترض اساسا.

كثيرون، ويمكن القول انهم الاكثرية، بين اكليروس وابناء كنيسة المشرق الاشورية يعتقدون ويكادوا يجزمون بان الكنيسة الكاثوليكية كان لها دور في دفع مار باوي لايصال الامور الى ما وصلت اليه.
تبني هذه الاكثرية نظرتها على ان تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وتعاملها مع الكنائس المسيحية يقوم على قضم هذه الكنائس كل ما كان الى ذلك سبيلا. وانهم لا يرون اختلافا بين اليوم والامس عندما انشقت الكنيسة الأم والتحق جزئها الاكبر مع الكنيسة الكاثوليكية، حتى ان هناك من يسمي مار باوي بيوحنا سولاقا الثاني.
ويضيفون ان ذلك ليس خاصا بكنيسة المشرق الاشورية بل هي "عادة" و"طبيعة" متاصلة في النهج والعقيدة الكاثوليكية وممارساتها مع جميع الكنائس الرسولية، القبطية، الارمنية، السريانية، وغيرها..
ويعتقدون ان المسالة هي مخطط بدأ مع رعاية مار باوي ودراسته الكاثوليكية حيث عملية "غسل الدماغ" وزرع القناعة العقائدية عنده بان الالتحاق مع الكرسي الرسولي هو شهادة لا بد منها لاثبات مسيحانية الكنيسة المشرقية واتمامها للوصية الربانية في المحبة والاتحاد، وانه من دون هذه الشراكة والاتحاد الكامل مع الكرسي الرسولي فان الكرسي البطريركي المشرقي، وبقية البطاركة، لا يمتلكون الشرعية والاهلية الكاملة. (راجع رسالة نيافته الموجهة الى المجمع السنهاديقي المقدس..
انقر لقراءتها:
http://www.capiraq.org/111/MarBawaiLetter.pdf

وما يبرهن على صحة معتقدهم، كما يرون، هو المخطط الذي التزمه مار باوي وعرضه على الكهنة الدارسين في روما والهادف الى الاعداد والتاهيل الاكليروسي والاداري والشعبي لالحاق الكنيسة المشرقية الاشورية بالكرسي الرسولي خلال عشرة اعوام ابتدات بعد اسبوعين من مؤتمر بغداد القومي عام 2003 وبغض النظر عن قبول او رفض مجمع كنيسة المشرق لذلك.
(انقر لعرض الوثيقة-الخطة بالانكليزية: http://www.capiraq.org/111/Mar_Bawai_Plan.pdf
بالعربية (ترجمة): http://www.capiraq.org/111/Mar_Bawai_Plan_Ar.pdf

وتتعزز قناعة هذه الاكثرية بادخال البعد القومي في القضية، حيث ان اكثرية هذه الاكثرية هم اناس قوميون اشوريون يؤمنون بالوجود القومي والحقوق القومية والسياسية للشعب الاشوري، وهو امر طبيعي ومشروع.
الا انهم وفي مواجهة ما في واقع العمل القومي من احباطات واخفاقات من جهة، وبحكم التاثر الكبير، كعموم ابناء الشرق وشعوبه، بنظرية المؤامرة التي تسمح لحامليها ومروجيها بتنزيه الذات عن الخطأ وتزكيتها من الضعف وتصويرها ضحية افعال تامرية كيدية ليس إلا، فقد تبنى هؤلاء ان مار باوي ومن وراءه الكنيسة الكاثوليكية (الرومانية والكلدانية) كانوا جزءا من هذه المؤامرة لشق الشعب الاشوري وتشتيت جهوده واضاعة فرصه والهاءه بمشاكل لم تكن موجودة لولا هذه المؤامرة، ومن بينها بل وفي مقدمتها موضوع التسمية!!
الكثير من ابناء شعبنا يزيح نظره عن حقيقة واقعنا القومي وما فيه من مواطن ضعف وخلل ذاتية موروثة وتراكمية وعوض ذلك يتبنى نظرية المؤامرة القائلة بان هذا الشعب لم يكن ممكنا لـ "عظمته" و"تفوقه" و"تاريخه" و"قوته" ان يعيش هذه الاخفاقات والاحباطات لولا تآلب المتامرين الذين يبتداون من تل ابيب (انتقاما من سنحاريب ونبوخذنصر!!) مرورا باربيل (حيث الاخوة الاعداء!!) الى واشنطن ولندن (حيث الامبريالية العالمية!!) دون ان ننسى الفاتيكان (حيث مطبخ الموامرات!!)، فهؤلاء جميعا وبغض النظر عن التقاء او تقاطع اجنداتهم وبغض النظر عن الواقع السياسي الدولي وتهديدات العصر المختلفة فانهم يلتقون في العمل للقضاء على الشعب الاشوري الذي يقض مضاجعهم، وتقسيم كنيسة المشرق هو المؤامرة الكبرى بين مؤامراتهم!!
بين هذه الاكثرية وتحت خيمتها ايضا يحتمي من يلتزم مواقفا ظاهرها حماية كنيسة المشرق الاشورية والذود عنها وباطنها الانتقام والاساءة الى الكنيسة الكلدانية بسبب موقف مرجعياتها من موضوعة التسمية القومية.
(مثلما هناك (كما سنرى) بين الكنيسة الكلدانية وابناءها من يقف مع مار باوي في مواقف ظاهرها دعم توجهاته وفي باطنها ومنشأها مواقف من قضية التسمية).
حقيقة الامر ان موضوعة التسمية وصراعاتها انعكست بشكل واضح في تمرد مار باوي والموقف منه دعما او رفضا.

وهناك قليلون من الاكليروس وابناء كنيسة المشرق، وبينهم كاتب السطور، ممن يؤمنون ان الكنيسة الكاثوليكية بريئة من توجهات مار باوي ومخططاته ومواقفه.
الكنيسة الكاثوليكية اليوم، وتحديدا من بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، كنيسة تعيش عصرها وتتحمل مسؤولياتها، وتعي تماما حقيقة المخاطر والتهديدات التي تواجهها الكنائس المسيحية في شتى انحاء العالم وتحديدا الكنائس المسيحية الرسولية في الدول الاسلامية حيث يتعرض الوجود المسيحي لخطر الفناء والزوال مع تصاعد الاسلام الاصولي والسياسي ومع ما تعيشه هذه الدول من حروب وعدم الاستقرار السياسي والتخلف الاقتصادي والثقافي والتراجع الكبير فيها لقيم التسامح والشراكة الوطنية مما دفع مسيحيوها، وهم اقوام اصيلة لهذه الاوطان وليسوا جاليات طارئة فيها، الى الهجرة نحو الغرب والمنافي.
الكنيسة الكاثوليكية تدرك وتعلن ذلك صراحة ان هذا الواقع وهذه المخاطر تتطلب العمل المشترك لمواجهة مصير القارب المشترك لمسيحيي هذه الاوطان وهم يتعرضون لامواج هذا البحر الهائج.
مثلما هي كنيسة تعيش عصرها المسيحاني والروحي لجهة قبول الاخر والاعتراف به وبخصوصيته.
الكنيسة الكاثوليكية اليوم لم تعد تفرض اطارا عقائديا واحدا وتشترطه دليلا وبرهانا على مسيحانية غير الكاثوليك.
بل وخطت خطوات اكبر في هذا السياق، منها اعترافها باخطاء الماضي وتقديمها الاعتذار عنها.
ان كنيسة يرشدها ويهديها الرح القدس بهذا الشكل الذي يتلمسه الجميع، مؤمنين وغير مؤمنين، مسيحيين وغير مسيحيين، كاثوليك وغير كاثوليك لا يمكن لها، كمؤسسة، ان تعمل من اجل قضم وتفتيت كنيسة رسولية شقيقة هي كنيسة المشرق الاشورية، بل وعلى العكس فان ما نتوقعه، وما هو حاصل فعلا، ان الكنيسة الكاثوليكية معنية بتقديم الدعم لكنيسة المشرق لحماية ذاتها ووجودها واصالتها.
ولعل ما كشف عنه لقاء وفد كنيسة المشرق مع الدوائر المعنية في الفاتيكان بعد ايقاف مار باوي يعطي الكثير من الحقائق والمدلولات التي تؤكد ما نقوله.
http://assyrianchurchnews.com/index.php?modul=news&iy=13

لا يمكن لاحد انكار حقيقة توجهات ورغبات مار باوي في ضم كنيسة المشرق الاشورية الى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. فهذا امر تؤكده العديد من المؤشرات، بدءا بخطة العمل التي تبناها نيافته والتي وضع اطارها وتفاصيلها في نوفمبر 2003 وانتهاء بمضمون وفحوى الرسالة الموقعة من نيافته الى المجمع السنهاديقي الاخير ومرورا بمحطات عديدة اكثرها تعليمي وتبشيري بمواقفه العقائدية.
ولكن ليس في الوقائع ما يبرر تاويلها على انها خطة ومؤامرة وتدبير من الكنيسة الكاثوليكة.
حقيقة الامر انها مواقفه ورؤيته وخطته هو، ولا يجوز تحميلها على الكنيسة الكاثوليكية الرومانية او الكلدانية. فعندما يكون الرجل بابويا اكثر من البابا، فان البابا لا يتحمل التبعات.

وصحيح ايضا ان توجهاته العقائدية ومواقفه العملية خلال فترة ما قبل الايقاف وبعده والممتدة الىاليوم هي توجهات ومواقف مدعومة من قبل بعض الاساقفة كلدان، ولكن ذلك ايضا لا يحمل مسؤولية الامور على المؤسسة الكنسية الكلدانية بقدر ما هي مواقف وتوجهات للاساقفة المعنيين ليس إلا.
خلاصة القول ان الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكلدانية لم يكونا لهم دور في دفع مار باوي وتبنيه لخطط وبرامج عمل لضم كنيسة المشرق الى الكرسي الرسولي، ولم يكونا لهم دور في دفعه الى التمرد والعصيان على كنيسته ومحاولة شقها، بل هي جميعا توجهات ومواقف التزمها واعتمدها نيافته بناء على قناعاته العقائدية من جهة وعلى قراءته الشخصية لواقع الكنيسة من جهة اخرى، وعلى مشاركته (من منطلق التقاء المصالح والحاجة المتبادلة) مع توجه سياسي معروف، اجتمعت جميعا مع طموحاته الشخصية.
نيافة مار باوي، والاساقفة الكلدان الذين دعموه بصفتهم الشخصية، والتوجه السياسي الذي شاركه التخطيط والتنفيذ هم وحدهم يتحملون المسؤولية التاريخية في دوافع ومظاهر ونتائج هذا التمرد.
ولا يمكن، برايي، باي حال من الاحوال تحميل المؤسسة الكنسية الكلدانية هذه المسؤولية.

ما هو موقف الكنيسة الكلدانية من تمرد مار باوي؟
بعكس السؤال السابق، فان هذا السؤال هو مشروع لا بد للكنيسة الكلدانية ان تجيب عليه من حيث الممارسة العملية وليس بالضرورة من خلال موقف او بيان معلن رغم ان ذلك يكون الخيار الافضل لتوضيح الرؤى والمواقف بعد ان قام راعي الكنيسة الكلدانية في شيكاغو بالاحتفاء بمار باوي بكل ما يعنيه ذلك من موقف له معناه لجهة عدم الاعتراف وعدم الاحترام لمقررات المجمع المقدس لكنيسة رسولية شقيقة، بل ويصبح طلب تحيد الموقف، عمليا او رسميا، مطلبا اكثر الحاحا بعد ان قام الاب يوشيا صنا بتقديم شهادته في المحكمة في مسالة ممتلكات الكنيسة ووضع مار باوي يده عليها، وبعد ان وجهت كنيسة المشرق الاشورية رسالة الى بطريركية الكنيسة الكلدانية طالبة فيها توضيح الامور.

الموقف المبدئي والمنطقي يقول بان على جميع مؤسساتنا ومرجعياتنا الكنسية الرسولية ان يحترم بعضها الاخر.
ومن اول مظاهر ومترتبات هذا الاحترام ان تحترم وتقر بشرعية المؤسسة المرجعية للكنائس الشقيقة وبخاصة مجامعها السنهاديقية المقدسة ومقررات هذه المجامع.
ان احترام كنيسة رسولية تدرك المعنى العقائدي للمجمع السنهاديقي لمجامع الكنائس الرسولية الشقيقة انما هو احترام للذات قبل ان يكون احتراما للمقابل.
والاساءة، باي شكل من الاشكال، الى المجامع السنهاديقية للكنائس الرسولية الشقيقة هو اساءة الى الذات قبل ان يكون اساءة الى الاخر.
هذه برايي مواقف مبدئية كنا نتوقع، وما زلنا نتمنى، ان يتم التزامها من قبل كافة كنائسنا الرسولية المقدسة (الكلدانية، المشرق الاشورية، المشرق القديمة، السريانية الارثوذكسية، السريانية الكاثوليكية وغيرها).
ان التفريط بهذا المبدا وتبني مواقف داعمة، باي شكل من الاشكال، لشخص (ايا كانت رتبته الكنسية) على حساب الكنيسة الشقيقة انما هو موقف غير مسؤول مهما كانت تبريراته.
ما يفرضه علينا ايماننا وعقيدتنا ككنائس رسولية، ما يفرضه علينا واقعنا كمجتمعات، هو ان نقف مع المؤسسة الكنسية في محاولات الاساءة اليها وشقها واستنزاف قوتها.
فلا حياد تجاه الانقسام والتشرذم.. ولا حياد تجاه التمرد والعصيان.. ولا حياد تجاه استنزاف الجهد والطاقات.. ولا حياد تجاه نشر الخصومات والكراهية..


واذا كان واقع حال بعض مؤسساتنا ومرجعياتنا واكليروسنا الكنسي بسبب ضعف الادارة او الفوضى المؤسساتية او الانتقام او التنازل عن القرار لصالح جهات سياسية يمنعها من اتخاذ مواقف مبدئية واضحة من التمرد والانشقاق فان الحياد وعدم التدخل هو اضعف الممكن.
ومن المؤلم ان يكون البعض في كنائسنا اضعف من يتبنى هذا الموقف الاضعف.
وقد تناولنا في القسم السابق الموقف غير المبرر لبعض رعيات كنيسة المشرق القديمة، والموقف ذاته ينطبق على الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في بعض رعياتها وبعض مواقفها التي نتمنى ان تكون شخصية فردية بحتة مثلما نتمنى ان تتم معالجتها بما يليق بالشراكة الاخوية للكنيستين الشقيقتين وان كانت المؤشرات لا تبشر خيرا.

ادناه ثلاثة مواقف لا تتوافق مع حقيقة العلاقة الاخوية المسيحية بين الكنيستين الكاثوليكية الكلدانية والمشرق الاشورية اللتان تشتركان بذات التقليد الرسولي:

اولا:
لا يمكن وتحت اي نوع من الذرائع تبرير قيام الاب بيكوما بفتح ابواب الكنيسة الكلدانية في شيكاغو للاسقف مار باوي، وبخاصة مع ما تحمله شيكاغو من قيمة اعتبارية كونها الابرشية البطريركية مما يمنح لخطوة مار باوي بالدخول اليها وخطوة الاب بيكوما بدعم مار باوي مدلولات ومغزى ابعد واعمق.
لقد سبق لنا اسقاط المبررات المعلنة من قبل كنيسة المشرق القديمة في فتح ابواب كنيستها في شيكاغو لمار باوي، فكم بالاحرى مع الكنيسة الكلدانية التي ليس لكاهنها او مرجعيته الاسقفية تبريرات مماثلة.
التبرير الوحيد القائل بان ابواب الكنيسة مفتوحة امام الجميع هو تبرير مرفوض ولا يمكن قبوله، ويكفي ان نكرر اختصارا ماذا لو كان الاسقف الموقوف هو اسقفا مارونيا او سريانيا كاثوليكيا او سريانيا ارثوذكسيا.. فهل كان الاب بيكوما سيفتح ابواب كنيسته له ويحتفي به؟
سؤال نتركه للقارئ، وان كنا نسمع صدى الاجابة الان في قلوب وعقول القراء.

وكما تساءلنا عن اسباب عدم مشاركة الخوري اويقم في تقديم تهاني عيدي الميلاد والقيامة الاخيرين (بعد فتحه باب الكنيسة لمار باوي) لسيدنا البطريرك مار دنخا، فاننا نطرح ذات السؤال على الاب بيكوما الذي كان في مقدمة ضيوف شرف مادبة العشاء للذكرى السنوية للرسامة البطريركية (قبل ايقاف مار باوي).
الا يقول هذا شيئا؟ اليس لسان حال الاب بيكوما (كما الخوري اويقم) يقول انه اساء الى علاقة الاحترام التي كانت قائمة وسائدة مما يجعله محرجا حتى في المشاركة بتهاني عيدي الميلاد والقيامة.

ثانيا: مار باوي بعد ايقافه وتمرده وخروجه على مرجعيته الكنسية اقدم على خطوة هي سابقة في تاريخ الايقافات الاسقفية عندما وضع يده على ممتلكات الكنيسة (كنائس، قاعات، دور كهنة، وعقارات اخرى) التي اوقفه مجمعها السنهاديقي ووجه رسالة تحريرية بهذا الغرض الى الكنيسة محذرا اياها من التقرب الى هذه الممتلكات لانه يستدعي الشرطة لحمايتها وطالبا من الكنيسة المطالبة بها عبر القضاء الامريكي.
وهي عملية لا يمكن توصيفها الا بالسرقة.. سرقة الممتلكات.. سرقة الضمائر.. سرقة النوايا.. سرقة ايمان ابناء الكنيسة ممن تبرعوا لهذه الممتلكات التي شيدتها الكنيسة حتى من قبل رسامة مار باوي اسقفا فيها، والكثير منهم انتقلوا الى الحياة الاخرة قبل الازمة.
لن نناقش هذا المحور لاننا سنخصص له مقالا خاصا.
ما يهمنا هنا هو انه بحسب اجراءات المحاكم الامريكية فان طرفي القضية يحق لهم تقديم شهادات لخبراء لدعم مواقفهم في المحكمة.
كنيسة المشرق قدمت شهادة لكاهن كاثولكي امريكي هو الاب الدكتور كودا (Paul Joseph Goda) وفحواها الاساسي هو ان كنيسة المشرق الاشورية هي كنيسة يقوم بناءها على التنظيم الهرمي للرتب (hierarchical church) التي يخضع ما دونها لما فوقها وصولا الى البطريرك الذي هو رأس الهرم الكنسي وتخضع له بقية الرتب الكنسية الاخرى.
بل ويستشهد بان الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لا تعترف بكنيسة اخرى ما لن تكون كنيسة هرمية الترتيب، وان اعتراف الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بكنيسة المشرق يعني اعترافا صريحا وكاملا بانها كنيسة هرمية الرتب الكنسية. وليصل الى الاقرار بان كنيسة المشرق الاشورية ومن خلال مجمعها السنهاديقي برئاسة قداسة البطريرك له السلطة على كافة اساقفة واكليروس الكنيسة وبضمنها سلطة ايقافهم من رتبهم الكهنوتية.
انقر هنا لقراءة الشهادة الكاملة: http://www.capiraq.org/111/Father_Goda.pdf

بالتاكيد، نحن ابناء كنيسة المشرق الاشورية، وفي المقدمة منا، نيافة مار باوي ندرك هذه الحقيقة وان كان نيافته لم يلتزم بها عندما تمرد على هذه السلطة وشكك بها وهو امر مفهوم في سعيه لتبرير تمرده.
ولكن ان يتقدم الاب الدكتور يوشيا صنا لتقديم شهادة في المحكمة يسعى فيها لدحض شهادة الاب الدكتور كودا فانه امر مريب حقا ومرفوض حتما. لماذا؟
لان شهادة الدكتور كودا كانت لاقرار حقيقة البناء الاداري والتنظيمي الهرمي للكنيسة. وهذه حقيقة ساطعة يدركها الاب يوشيا ايضا. في حين ان الاب يوشيا نصب نفسه حاكما وقاضيا في مسالة هل ان قرار الايقاف كان قانونيا بحسب القوانين السنهاديقية لكنيسة المشرق ام لا. وهذا امر لا يحق لاحد اقراره سوى المجمع السنهاديقي وليس اي احد اخر.
الاب يوشيا ينصب نفسه حاكما على مقررات المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق ناسيا او متناسيا ان القوانين السنهاديقية التي يدعي استناده عليها ودرايته بها تقول ان لا سلطة اخرى على سلطة المجمع السنهاديقي.
الاب يوشيا يصدر حكمه وشهادته على ضوء درايته بالقوانين السنهاديقية التي ينسبها الى مجموعة قوانين مار عوديشو الصوباوي (القرن 13).. ناسيا او متناسيا ان القوانين الكنسية لم تتوقف عند الصوباوي بل هي قوانين يتم تعديلها والاستزادة فيها مع كل مجمع سنهاديقي.
ام تراه فعل ذلك عمدا للتعبير عن رسالة مفادها ان كنيسة المشرق من بعد الصوباوي لم تعد تمتلك شرعية اقرار قوانين سنهاديقية جديدة لانه بعد اتحاد الجزء الاكبر من ابناءها بالكرسي الرسولي (القرن 16) واستحداث الكرسي البطريركي الكلداني فان بطريركية كنيسة المشرق غير المتحدة باتت تفتقر للشرعية وبانها باطلة وما يؤسس على باطل فهو باطل.
والانكى من ذلك انه يتجاهل اسباب الايقاف عندما يحصرها حصريا بتوجيه مار باوي لرسائل شخصية الى قداسة البطريرك.. الاب يوشيا ينسى او يتناسى ان المجمع السنهاديقي بعد مناقشة مستفيضة ومتشعبة ومطولة مع الاسقف مار باوي ومواقفه ومراسلاته قرر ايقاف مار باوي بعد ان رفض الاخير مقررات السنهادوس والخيارات التي قدمها له واحدا تلو الاخر، ابتداء بنقله الى ابرشية روسيا وايران.
هل يتفضل الاب صنا ويكرمنا ماذا سيكون موقف اي مجمع سنهاديقي لاية كنيسة رسولية (وبينها الكنيسة الكلدانية التي ينتمي اليها) من اسقف يرفض الانصياع والالتزام بقرار او توصية يتخذها المجمع بالاجماع؟
وهل يتكرم علينا الاب صنا ويقول لنا ماذا سيكون موقف الكنيسة منه لو انه كتب الى اسقفه ليقول له: انك طردت المسيح من الكنيسة!! الن يستدعيه المجمع لنقاشه واذا اصر على موقفه ورفض كل الخيارات الن يعاقبه المجمع؟
قد تكون الكنيسة الكلدانية قد خولت الاب يوشيا للتحدث باسمها، ولكن هل كنيسة المشرق القديمة خولته ايضا ليقول في الصفحة الثالثة من شهادته انها لا تقر بقانونية ايقافه ولذلك فتحت له ابوابها لاقامة الخدمات الكنسية، وهو امر لم يقله قداسة البطريرك مار ادي الثاني في المقابلات التي اجريت معه بشان الموضوع.
وحتى بافتراض هذا الامر، فهل ان عدم قبول او اعتراف الكنيسة الكلدانية والمشرق القديمة بقرار ايقاف مار باوي يعني ابطال القرار؟ فهل الكنيستين وبطريركيهما هما سلطة تسمو على السلطة التي يمتلكها المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية على اساقفته واكليروسه؟
لقراءة النص الكامل لشهادة الاب يوشيا صنا انقر هنا:
http://www.capiraq.org/111/Yoshia_Sanna.pdf

السؤال الذي يبحث عن الاجابة هو هل ان شهادة الاب صنا في المحكمة هي الاخرى تصرف شخصي منه؟ ام انه بدراية وعلم وموافقة من مرجعيته الاسقفية (لكي لا نقول البطريركية)؟
فان كان كلا فتلك مصيبة، وان كان نعم فالمصيبة اعظم.
على اية حال فان ما تسرب من انباء حول ترشيح المجمع السنهاديقي الكاداني للاب يوشيا صنا للرتبة الاسقفية (على الاكثر بدعم من الاسقف مار سرهد جمو) وتكليفه ابرشية استراليا تحديدا يثير العديد من التساؤلات التي لا يمكن لكاتب السطور الجزم بها.


ثالثا: بناء على الموقفين السابقين من الاب بيكوما والاب صنا فقد بادرت كنيسة المشرق الاشورية بتحرير رسالة رسمية من سكرتير مجمعها السنهاديقي، نيافة الاسقف مار ميلس زيا، بتاريخ 14 شباط 2006 الى المرجعية البطريركية الكلدانية للاعراب عن اسفها من موقف الابوين بيكوما وصنا ومستفسرة بروح المحبة والاخوة المسيحية والكنسية عن اجابة من الكنيسة الكلدانية من هذين الامرين.
انقر هنا لقراءة الرسالة:
http://capiraq.org/111/ACOE_Letter_CC.pdf
رغم انقضاء حوالي ستة اشهر، ورغم انعقاد المجمع السنهاديقي الكلداني فان كنيسة المشرق الاشورية لم تتلق اية اجابة او اي رد لا من قريب او بعيد، وهو مؤشر سلبي وبالغ الحساسية ومن الممكن ان يكون له تداعياته على العلاقة بين الكنيستين وابناءهما.
فابسط السياقات البروتوكولية تقول بضرورة الاجابة (بغض النظر عن مضمون الاجابة) احتراما للجهة التي وجهت الرسالة، وفي هذه لحال هي كنيسة رسولية مقدسة شقيقة.
هناك من يعتقد، وعلى قاعدة السكوت علامة الرضا، ان عدم الاجابة هو اقرار بان موقفي الابوين بيكوما وصنا كانا بعلم ومباركة الكنيسة الكلدانية او على الاقل مرجعيتيهما الاسقفيتين.

امام هذه الشواهد الثلاثة يفرض السؤال نفسه:
لماذا تقدم الكنيسة الكلدانية دعمها لمار باوي في تمرده على كنيسة المشرق الاشورية ومحاولته شقها؟
وهذا ما سنجيب عليه مع امور اخرى مثل:
هل سيلتحق مار باوي بالكنيسة الكلدانية؟ وهل ستقبله الكنيسة الكلدانية؟ وتحت اية ظروف او شروط؟
وهل هناك توافق بين الاساقفة الكلدان في هذه المسالة؟ ام هناك اكثر من موقف محتمل؟
وما هو موقف ابناء الكنيسة الكلدانية ومثقفيها ومؤسساتها من المسالة؟
وغيرها..


فالى اللقاء..

القس عمانوئيل يوحنا[/size][/font]

252
بسم الاب والابن والروح القدس، إله واحد، آميــــن
((لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ)) يوحنا 15 : 16

رسامات كهنوتية
في يوم السبت 15 تموز 2006 والذي هو تذكار الشهيد مار قرياقوس ووالدته يوليطي بحسب التقويم الكنسي لكنيسة الشهداء، كنيسة المشرق، وفي كنيسة مار كيوركيس في شيكاغو، ومن خلال وضع اليمين الابوية المباركة لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، وبشاركة صاحب الغبطة المطران ما ركيوركيس صليوه وعدد من الاباء الكهنة والشمامسة الافاضل وجمع كبير من مؤمني الكنيسة وابناءها تم مباركة ورسامة كل من الاب الدكتور كيوركيس توما، راعي كنيسة مار اندريوس في شيكاغو، والاب داود روئيل، راعي كنيسة مار يوسف في سان هوزي – كاليفورنيا (طالب دراسة الدكتوراه حاليا) الى رتبة الخوراسقفية.
لقد كانت الرسامة عرسا روحيا لكنيسة المشرق واكليروسها وابناءها.
نتمنى للخوراسقف الدكتور كوركيس توما والخوراسقف داود روئيل الصحة والعافية وليباركهما الرب ويمنحهما الحكمة والنجاح في تمجيد اسمه القدوس وخدمة كنيسته المقدسة وحمايتها.[/size][/font]

253
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي

الجزء الخامس
كنيسة المشرق القديمة ومار باوي
القسم الثاني
[/b]لقراءة القسم السابق، انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,45175.0.html

لماذا تفتح كنيسة المشرق القديمة ابوابها وتحتفي بنيافة مار باوي في رعياتها؟
قبل كل شيئ، شاء ابناء كنيسة المشرق القديمة والمتعاطفين معها (مثل كاتب المقال) ام ابوا، قبلوا ذلك ام رفضوه، عملوا لذلك ام لم يعملوا، فان الانطباع المترسخ لدى عموم ابناء الكنيستين المشرقيتين، الاشورية والقديمة، هو ان كنيسة المشرق القديمة وبارادة واعية منها هي في حالة تخندق ودعم ومناصرة لمار باوي وتمرده على مجمع الكنيسة المقدس وانشقاقه عنها..
ربما يكون هذا الانطباع خاطئا، وربما يكون انطباع لم تتقصد كنيسة المشرق القديمة خلقه.. ولكنه انطباع قائم اليوم وترسخ تراكميا مع استمرار كنيسة المشرق القديمة باحتفاءها وفتحها ابوابها لمار باوي وتقديمها الدعم والاسناد الكنسي والشعبي لتمرده وخروجه عن اجماع كنيسته ومجمعها المقدس والتزامه لحركة انشقاقية لم تعد مخفية المظاهر والاهداف.

فكنيسة المشرق القديمة، والتي هي كنيسة رسولية شقيقة لها ما يجمعها وتشترك فيه مع كنيسة المشرق الاشورية من معتقد لاهوتي وموروث كنسي وهوية ثقافية وطقسية وقوانين تنظيمية اكثر مما يفرقهما، نجدها، وبخلاف كل التوقعات المنسجمة مع ما سبق، تبنت مار باوي ليس كاسقف قرر الانتماء اليها (فذلك كان سيكون مختلفا تماما) بل احتضنته كاسقف متمرد بكل ما يعنيه ذلك من ان كنيسة المشرق القديمة قررت عدم شرعية المجمع السنهاديقي لكنيستها الشقيقة الذي بموجبه تم ايقاف مار باوي. كما وقررت دعمه من خلال تقديمها له ما يتاح لها من عناصر الدعم والتسويق لحركته الانشقاقية بكل ما يعنيه ذلك من مشاركة مباشرة وواعية وارادية في حركة الانشقاق.
رغم ان الحياد مع التمرد عن الاجماع السنهاديقي واعلان الانشقاق في الكنيسة لا يمكن ان يكون كافيا او مقبولا في تعامل الكنائس الرسولية الشقيقة مع بعضها، الا انه، ومن المؤسف، ان موقف كنيسة المشرق القديمة لم يكن حتى حياديا بل كان داعما لمار باوي وتمرده وانشقاقه.
وكذا الامر، الى حد ما، في موقف الكنيسة الكلدانية وهذا ما سنستعرضه في القسم القادم من المقال.
لا يمكن لمراقب ان ينظر الى فتح كنيسة المشرق القديمة ابوابها لمار باوي في محطات ترحاله للتبشير بتمرده وانشقاقه على انه امر اعتيادي ولا يحمل اية رسالة دعم وانه مماثل لاقامة نيافته القداس في اية قاعة كنسية امريكية او استرالية او في اية قاعة مدرسية او قاعة يستاجرها لهذا الغرض.
ان الموضوعية والصراحة مع الذات والمقابل تقول ان الامر يفوق ذلك كثيرا..
مظاهر الاحتفاء الرسمية والشعبية بنيافته وهو يدخل رعيات وكنائس كنيسة المشرق القديمة.
تطوع كهنة وشمامسة كنيسة المشرق القديمة للمشاركة ليس بمجرد الحضور للاستماع الى هذه الخدمات بل وللمشاركة فيها سواء في المشاركة الجوهرية في الطقوس الكنسية او في تقديم كلمات الثناء والتشجيع لمار باوي او في ترؤس جموع مستقبليه في المطار في يوم الجمعة العظيمة او مادب العشاء التكريمية وغيرها..
بل وعندما يصل الامر برعية رئيسية من رعيات كنيسة المشرق القديمة للتنازل عن واجبها في اقامة كهنتها للخدمة والقداس الالهي في صباح عيد القيامة المجيد (بكل ما يمثله هذا العيد من قيمة في معتقد وطقوس كنيسة المشرق) الى اسقف زائر موقوف من كنيسة اخرى فانه يجب ان تكون للبيب والحكيم وقفته وقوله. (الاعلان عن ذلك تم حتى قبل مغادرة مار باوي الى استراليا مما يعكس تنسيقا في جدول الزيارة وفقراتها).
وحيث ان الشيئ بالشيئ يذكر، فان مار باوي كان قد اقام خدمة وطقس عيد القيامة قبل اسبوع من ذلك بحسب التقويم الغربي وعاد ليحتفي به ثانية بحسب الطقس الشرقي بكل ما يعنيه هذا من استخفاف بالطقس وما يعكسه من معتقدات ايمانية. فجميع الكنائس وجميع الاكليروس يحتفي بالقيامة مرة واحدة سنويا وبحسب تقويمه (شرقيا كان ام غربيا) وليس من كنيسة او اكليروس يحتفي بالقيامة مرتين، الا مار باوي!! الا يعبر هذا عن شيئ؟
الامر يختلف لو يتطلب من كاهن ان يقيم خدمة العيد لرعية من كنيسة اخرى لا تمتلك كاهنا لها..
لقد كنت دوما صديقا واخا وفيا لكنيسة المشرق القديمة حاميت عنها ومن اجلها، ولكني اجد نفسي اليوم ابكما لا يمتلك ما يتفوه به لتبرير او تفهم موقف كنيسة المشرق القديمة من مار باوي.

تتفاوت اسباب دعم كنيسة المشرق الاشورية لمار باوي الى اسباب معلنة واخرى مخفية.. في اجزاء سابقة من المقال تعرضت للاسباب المعلنة وكونها لا تبرر هذا الدعم. ولذلك ساعرضها هنا مختصرة  وكما يلي:
1- ان كنيسة المشرق القديمة بفتحها ابوابها لنيافة مار باوي انما تتعامل بمثل ما تقوم به كنيسة المشرق الاشورية من فتح ابوابها لنيافة مار عمانوئيل ايليا، اسقف كنيسة المشرق القديمة في اميركا.
الجواب، وباختصار، ان الحالتان لا تتماثلان لان الوضع الكنسي والقانوني لنيافة الاسقفين مار عمانوئيل ومار باوي ليس متماثلا.. فنيافة مار عمانوئيل ليس موقوفا عن الخدمة والسلطة الاسقفية، بعكس مار باوي.. ونيافة مار عمانوئيل لم يسع الى اقامة تمرد وانشقاق كنسي، بعكس مار باوي.. ونيافة مار عمانوئيل اقام خدمة القداس في كنيسة المشرق القديمة ايضا بعد الازمة القائمة بينه وبين مرجعيته البطريركية، بعكس مار باوي.. ونيافة مار عمانوئيل لم يضع يده على ممتلكات الابرشية التي كانت تحت ادارته، بعكس مار باوي..
واخيرا فان كنيسة المشرق القديمة كانت تعلم ولم ترفض يوما اقامة الاسقف مار عمانوئيل للخدمات الطقسية في رعيات كنيسة المشرق الاشورية.. ويكفي ان نضع هنا مقاربة نترك استنتاجاتها للقارئ اللبيب:
على مدى السنين السابقة ورغم قيام نيافة مار عمانوئيل بخدمة القداديس في رعيات كنيسة المشرق الاشورية في شيكاغو فان الخوري اويقم بثيو، راعي كنيسة المشرق القديمة في شيكاغو، بقي ضيفا عزيزا في كل المناسبات الاحتفالية لكنيسة المشرق الاشورية، مثل تهاني الاعياد والاحتفالية السنوية بذكرى الرسامة البطريركية لقداسة مار دنخا وغيرها الى جانب الاكليروس وشخصيات المجتمع الاشوري في شيكاغو، وفي العديد من الاحيان الى جانب نيافة مار عمانوئيل.. في حين ان الخوري اويقم بثيو قطع مشاركاته هذه مباشرة بعد المجمع السنهاديقي الاخير لكنيسة المشرق الاشورية وتحديدا بعد فتح الخوري اويقم لباب كنيسة مار عوديشو لمار باوي..
فهل من الصعب الاستنتاج؟

2- ان كنيسة المشرق الاشورية قد قامت بضم اساقفة ورعيات كنيسة المشرق القديمة في الهند اليها.. فلماذا "الزعل" من فتح ابواب كنيسة المشرق القديمة لمار باوي!!
قبل كل شيئ، فحتى لو جازت المقارنة (وهي لا تجوز كما سنرى) فان هذا التبرير يعكس ذهنية انتقامية غير مسيحانية لا نتمنى ان تعيش او تسود بين اي من كنائسنا الرسولية المقدسة التي حملت بشارة المسيح ومحبته وسلامه والخلاص به الى اقاصي الشرق.
ولكن المقارنة لا تجوز اطلاقا.. فضم، او انضمام، مطارنة ورعيات كنيسة المشرق القديمة في الهند الى كنيسة المشرق الاشورية يعود الى مرحلة سابقة من مراحل العلاقات بين الكنيستين، وهي المرحلة التي سادت وتحكمت فيها ذهنية الغاء المقابل وعدم الاعتراف به. وهي مرحلة قامت كلتا الكنيستين، وليس فقط كنيسة المشرق الاشورية، بمحاولة "اصطياد" وضم اكليروس ورعيات من الكنيسة الاخرى. و"الصياد" الاكبر اصطاد اكثر!!
فضم، او انضمام، نيافة الاسقف مار دانيال، اسقف كنيسة المشرق الاشورية، الى كنيسة المشرق القديمة سبق ضم، او انضمام، مطارنة الهند االى كنيسة المشرق الاشورية. ولسنا بحاجة لاستعراض الحالات المتعددة لانتقال الكهنة من هذه الكنيسة الى الاخرى.
الا انه ومع المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية عام 1999 ومقررراته المهمة بشان كنيسة المشرق القديمة فقد انتقل الجميع الى مرحلة متقدمة ومختلفة وهي مرحلة العمل الجدي لتوحيد الكنيستين الشقيقتين على مبدا المساواة والاحترام المتبادل. ولا يجوز مطلقا اخضاع خطوات هذه المرحلة الى وقائع واحداث تنتمي الى المراحل التي تم تجاوزها قولا وفعلا.

3- القول بان فتح الابواب هو امر اعتيادي فابواب الكنائس مفتوحة للجميع.
القول والذريعة مردودة تماما.. فاولا، سبق لنا في بداية المقال تبيان ان التسهيلات لم تنحصر فقط بفتح ابواب بناية الكنيسة.. وثانيا، نعيد توجيه سؤالنا من القسم السابق من المقال: هل كانت كنيسة المشرق القديمة ستفتح ابوابها لاسقف كلداني موقوف، او لاسقف سرياني ارثوذكسي موقوف، او لاسقف ارمني موقوف؟ لعمري كلا والف كلا.. وثالثا، ان طبيعة العلاقات بين الكنيستين تفرض على كنيسة المشرق القديمة ان تراعي خطوات التعامل مع مار باوي لانها ستؤثر حتما على مسار العمل الوحدوي بين الكنيستين.. إلا اذا كانت كنيسة المشرق القديمة تسعى لتوظيف قضية مار باوي للابتعاد عن نقاش وجدولة وتحقيق الوحدة..

4- يضاف الى هذه الاسباب المعلنة في المنابر الاعلامية المختلفة سببين اخرين يعلنان هنا او هناك دون ان يصلا حد تبنيهما من جهات رسمية او اعلامية لكنيسة المشرق القديمة.
احد السببين يقول بان كنيسة المشرق القديمة لا تعترف او تقبل بقرار ايقاف مار باوي.. ولا حاجة بنا للتعليق على هذا القول كونه لا يفتقر الى الصواب فحسب (من حيث ان مار باوي ليس اسقفا لكنيسة المشرق القديمة لتقرر هي قبول او رفض ايقافه)، بل ولان اعتماد هذا التبرير سيشكل سابقة كارثية خطيرة على تعاملات الكنائس الرسولية الشقيقة وسيحيل تعاملاتها من الاحترام والاعتراف والقبول المتبادل الى حالة الفوضى والانكار والالغاء بينها.
السبب الاخر يقول ان كنيسة المشرق القديمة تفتح ابوابها لمار باوي لضمان عدم خسارته ولجوءه الى كنائس اخرى!!!
السبب كان سيكون مقبولا لو ان مار باوي قرر الانضمام الى كنيسة المشرق القديمة، ولكن واقع الحال، الى اليوم، هو ان مار باوي يوظف كنيسة المشرق القديمة سلاحا وساحة لحركة عصيان وانشقاق في الكنيسة، وان كنيسة المشرق، بعلمها او لا، بارادتها او لا، تساهم في اطالة عمر العصيان وتوسعه وهي خسارة تفوق بكثير لجوء مار باوي الى كنائس اخرى لا يقولون لنا مسوقي هذا التبرير من هي؟ وما هي مؤشرات التحاق مار باوي بها؟ وما هي خسارتنا ككنيسة وشعب من هذا الالتجاء فيما لو حصل؟
اما اذا كان المقصود بالكنائس الاخرى هو الكنيسة الكلدانية. فان اي حكيم متابع للامور يدرك جيدا ان مار باوي لن ينشد الالتحاق بكنيسة المشرق القديمة الا بعد ان يفشل في الالتحاق بالكنيسة الكلدانية التي تبقى الخيار المفضل، ولكن ليس الاسهل، لنيافة مار باوي.. وهذا سنناقشه في القسم القادم عندما نستعرض موضوع الكنيسة الكلدانية وحركة مار باوي الانشقاقية.

اما الاسباب غير المعلنة وراء فتح كنيسة المشرق القديمة ابوابها لمار باوي ودعمها له، فنعتقد انها تنحصر بالدرجة الاساسية في ما يلي:
1- الاسباب والدوافع السياسة..
ان "اللون" السياسي ليس امرا يصعب ملاحظته في المشهد الكامل للاحداث والشخوص.. فدرجة وضوح اللون تفوق ما يراه عموم ابناء شعبنا من خلال مواقف كهنة واعضاء لجان معظم رعيات كنيسة المشرق القديمة، كما انها تفوق تاثيرات "الازدواجية" او "ثنائية" المسؤوليات الاعلامية للمتحدث الاعلامي باسم كنيسة المشرق القديمة ورئيس تحرير مجلتها الرسمية (الافق). فالوضوح في اللون والموقف السياسي يصل الى ابعد من ذلك بكثير عندما يصل حدود مشاركة الشخص الاول في كنيسة المشرق القديمة في اميركا، الخوري اويقم بثيو، في المظاهرات الحزبية البنفسجية في واشنطن حيث ترفع راية كنيسة المشرق القديمة في هذه المظاهرة التي تمثل مشاركة الكنيسة فيها جزءا من حالة التناقضات في المواقف التي تعيشها العديد من مؤسساتنا وبينها كنيسة المشرق القديمة.. ففي الوقت الذي ترحب المرجعية البطريركية لكنيسة المشرق القديمة في الوطن بتشكيل الحكومة وتباركها تقوم ذات الكنيسة في اميركا من خلال شخصها الاول ومن خلال راية الكنيسة بالاحتجاج على تشكيلة الحكومة.. وفي الوقت الذي ترحب وتثمن فيه كنيسة المشرق القديمة في الوطن الدعم المادي غير المحدود لتنفيذ برامج اعادة اعمار الكنائس والقرى وغيرها من البرامج في رعياتها من حكومة اقليم كردستان العراق فان شخصها الاول في اميركا يشارك في مظاهرة ترفع شعارات الاساءة الى السيد رئيس اقليم كردستان العراق متهمة اياه بالدكتاتورية.. (لاحظ الصور ادناه)
شخصيا اني على يقين بان موقف الخوري اويقم بثيو ليس تعبيرا عن موقف الكنيسة ومرجعيتها البطريركية بقدر ما هو موقف حزبي سياسي منه تدركه رعية الكنيسة والمجتمع الاشوري في شيكاغو مثلما تدركه كنيسة المشرق القديمة ككل.. على اية حال فاننا نتمنى على المرجعية الكنسية لكنيسة المشرق القديمة  التناغم والتوافق في امور مهمة وحساسة كهذه.
لا احد من متابعي الامور يشك في ان تطابق المواقف السياسية والولاءات الحزبية لنيافة مار باوي مع الفاعلين في كنيسة المشرق القديمة وكهنتها وهيئاتها الادارية كانت وما زالت سببا رئيسيا في التزام كنيسة المشرق القديمة لمار باوي. والجميع على قناعة بان المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية لو كان قد اوقف، لا سمح الله، اسقفا اخر ليس له المواقف السياسية والحزبية لمار باوي، لما كانت كنيسة المشرق القديمة بادرت لفتح ابوابها وتقديم دعمها له. (في قسم لاحق من سلسلة المقالات هذه سنستعرض الشان السياسي والحزبي في انشقاق مار باوي).

2- تاجيل استحقاقات الحوار الوحدوي او التهرب منه..
تبني ودعم كنيسة القديمة لمارباوي يعني حتما انها تؤجل او تقضي على اية فرصة للحوار التوحيدي مع كنيسة المشرق الاشورية. فهذا امر لا يحتاج الى اجتهاد.

جميع المتابعين يدركون ان كنيسة المشرق الاشورية وكنتيجة مترتبة على قرار مجمعها السنهاديقي في عام 1999 وجهت رسالة رسمية وتحريرية الى كنيسة المشرق القديمة تدعوها فيه الى عقد مجمع سنهاديقي مشترك بين الكنيستين يتم فيه مناقشة واقرار خطوات توحيد الكنيستين الشقيقتين على قدم المساواة بعد ان ازال مجمع 1999 العقبة الوكداء في طريق الوحدة عندما اقر الاعتراف الكامل لكنيسة المشرق الاشورية بالسلطة البطريركية لكنيسة المشرق القديمة بكل ما يعنيه ذلك من نتائج.
وجميع المتابعين يدركون ان ازمة واختلافات في الراي (وهو امر طبيعي في جميع الكنائس) داخل كنيسة المشرق القديمة حدا بها الى تاجيل العمل على تحقيق هذا المجمع السنهاديقي المشترك.
وجميع المتابعين يدركون ايضا ان كنيسة المشرق الاشورية في مجمعها السنهاديقي الاخير (2003) جددت دعوتها الى كنيسة المشرق القديمة لعقد المجمع السنهاديقي التوحيدي المشترك.
وكثير من المتابعين وبينهم كاتب السطور يدركون ان المرجعية البطريركية لكنيسة المشرق القديمة قد اجابت بتاجيل مناقشة رسالة كنيسة المشرق الاشورية الى اجل غير مسمى ربطته بتحسن الاوضاع الامنية في بغداد ليتسنى عقد مجمع سنهاديقي لكنيسة المشرق القديمة لمناقشة الرسالة..
ربط عقد مجمع سنهاديقي لكنيسة المشرق القديمة بتحسن الاوضاع الامنية يجده الكثيرون ذريعة اكثر من كونه ربطا صائبا من حيث ان الوضع الامني في بغداد نهايته مفتوحة الى امد طويل لا يجوز ان تربط الامور به خاصة بوجود البدائل لعقد المجمع السنهاديقي في كركوك او اربيل او دهوك او سهل نينوى (وتحديدا قصبة شرفيا) وخاصة لان عدد اعضاء الممع السنهاديقي هو قليل نسبيا وان قداسة البطريرك مار ادي الثاني هو الوحيد المقيم منهم في بغداد.
الكثيرون يرون في هذا الربط رفضا غير معلن لعقد المجمع السنهاديقي المشترك.
اخرون يقولون ان دوافع الرفض المغطى بذريعة الوضع الامني هي ان كنيسة المشرق القديمة لا ترى جدية او ثقة او مصداقية في نوايا كنيسة المشرق الاشورية بدعوتها الوحدوية.
لا احد يدعو ايا من الكنيستين الى الوثوق المطلق بالامور والعروض من الكنيسة المقابلة (وان كنت مسيحانيا اتمنى ذلك ولكن وقائع الامور تفتح ابواب الريبة البشرية المفهومة)، ولكن المنطق يقول ان الحوار والمجمع المشترك وتقديم الرؤى لتوحيد الكنيستين وبما يمنح لكل منها الضمانات تجاه الشكوك بالكنيسة الاخرى هو وحده الكفيل بوضع النقاط على الحروف ويختبر الارادات.
من "المشروع" او "المفهوم" ان هناك ازمة ثقة.. ولكن ذلك لا يعني الغاء الحوار بل على العكس يكون الحوار ضروريا اكثر.. فلتضع كنيسة المشرق القديمة رؤيتها وتصورها وضوابطها لتوحيد الكنيسة وتضعها على طاولة المجمع المشترك لمناقشتها اذا كانت فعلا تمتلك ارادة العمل لتوحيد الكنيسة.. وهي ارادة يتشكك الكثيرين في توافرها حاليا بسبب الوضع الداخلي لكنيسة المشرق القديمة ذاتها وبسبب التاثيرات السياسية الموجودة فيها من اطراف سياسية لا تريد وحدة الكنيسة لان ذلك سيمنح الكنيسة ومرجعياتها دورا ومصداقية وتاثيرا اكبر في عموم اوضاع الامة سيكون حتما على حساب ما يمتلكه هذا الطرف السياسي او ذاك.

3- التهيئة لضم مار باوي الى كنيسة المشرق القديمة..
كنيسة المشرق القديمة تدرك جيدا انه ليس بمقدور مار باوي الاستمرار في وضعه الحالي كاسقف وكنيسة دون مرجعية سنهاديقية او بطريركية.
وكنيسة المشرق القديمة تدرك جيدا ان الرتبة الاسقفية لمار باوي لا تسمح له برسامة اساقفة ومطارنة  يرسموه بطريركا كلدواشوريا لكنيسة كلدواشورية جديدة كما اراد وكما بشر بها انصاره عدة اشهر من قبل ايقافه، وتحديدا في انتخابات المجلس القومي الاشوري في شيكاغو.
وكنيسة المشرق القديمة تدرك جيدا ان خيارات مار باوي في هذا السياق هي خيارات محدودة جدا لا تتجاوز الانضمام الى الكنيسة الكلدانية او المشرقية القديمة بعد ان قطع كل احتمالات العودة والمصالحة مع كنيسته التي يبدو انها حزمت امرها في التعامل بحزم معه مع قيامه بعمليات التصعيد ضدها ومع قيادته لمجموعة من الغوغائيين الذين لا يترددون في توجيه اسوا البذاءات والقذارات الى الكنيسة ومرجعياتها.
وفي مفترق طرق مار باوي بين الكنيسة الكلدانية والقديمة فان لكلا منها حظوظها في مقابل الاخرى..
ويبدو الامر طبيعيا ومفهوما ان تلجا الكنيسة المشرقية القديمة الى تقوية حظوظها.
وفتح الابواب وتقديم الدعم الكنسي والشعبي والمعنوي لمار باوي هو ما تمتلكه كنيسة المشرق القديمة في هذا السياق الذي فيه من الامور المريبة اكثر مما يطمئن، بدءا بالتساؤل عن لماذا هذا التوجه من مار باوي الى كنيسة المشرق القديمة، من بعد ايقافه وتمرده؟ وما هو مستقبل هذا التوجه؟
الجميع، وفي مقدمتهم اباء كنيسة المشرق القديمة، يدركون جيدا ان مار باوي كان من اكثر المعارضين للتقارب والتوحد مع كنيسة المشرق القديمة لانها كنيسة محافظة اكثر ولان اباءها سيشكلون عامل اعاقة لطموحاته ومعتقداته وعلاقاته الكاثوليكية.
اننا نعتقد انه اضافة الى اللون الحزبي والموقف السياسي الفئوي المشترك بين مار باوي والكثير من اكليروس وفاعلي كنيسة المشرق القديمة، فان اسبابا اخرى دفعته للالتجاء الى كنيسة المشرق القديمة بينها:
- كسب المناصرين وتعزيز كتلته وبالتالي موقعه التفاوضي مع اي من خياراته، الكنيسة الكلدانية او المشرقية القديمة او العودة نادما الى كنيسة المشرق الاشورية.
- التشويش والتاثير على كنيسة المشرق الاشورية وتصوير نفسه بانه قادر فعلا على اثارة المشاكل لها والضغط عليها في مستويات عدة الجماهيرية منها او الاعلامية او التشويش والتاثير على علاقاتها مع الكنائس الشقيقة.
لا بد من الاقرار انه ورغم محدودية ما استطاع مار باوي ومريديه والجهة السياسية التي شاركته التخطيط والتنفيذ من الحاقه من اذى وضرر بكنيسة المشرق الاشورية على المستويين الشعبي والاعلامي فانه نجح والى حد بعيد في التاثير على علاقات الكنيسة مع الكنيستين الكلدانية والقديمة كنتيجة طبيعية لاحتضان هاتين الكنيستين له.
- خلط الاوراق في المشهد الكنسي والقومي والسياسي والذي ربما سيتيح له فرصا يقتنصها هنا او هناك، لهذا الهدف او ذاك.


ان الرؤية والموقف العقائدي لمار باوي ورصيد علاقاته تقولان ان لمار باوي توددا ورغبة تجاه الكنيسة الكلدانية اكثر مما له تجاه الكنيسة المشرقية القديمة التي ستبقى الخيار الاخير والاحتياطي له فيما لو فشل في الالتحاق بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.
فكنيسة المشرق القديمة ومار باوي متناقضان لا يمكن التقاءهما الا على اساس مواقف مصلحية وتكتيكية اكثر من ان تكون مواقف عقائدية ايمانية مبدئية.
لم يفقد احد ذاكرته، وبينهم كنيسة االمشرق القديمة ونيافة مار باوي، لينسى المواقف العقائدية والرسمية المعلنة لكنيسة المشرق القديمة من خطوات التقارب التي كانت تقوم بها كنيسة المشرق الاشورية مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وتابعتها الكنيسة الكلدانية.. فهل لاحد ان يتوقع ان تتبنى الكنيسة المشرقية القديمة طروحاته التي هي اليوم اكثر وضوحا في غاياتها النهائية مما كانت حينه.
وهل يمكن لكنيسة المشرق القديمة ان تتسامح مع العقيدة التي يعلن مار باوي ايمانه بها، لقراءتها انقر على هذا الرابط:
http://www.capiraq.org/111/MarBawaiLetter.pdf
وينسبها جورا وظلما الى اباء الكنيسة، بانه يؤمن بمرجعية السلطة البابوية على الكنائس الرسولية في فهم تبسيطي واحادي الاتجاه لوصية المحبة والوحدة التي اوصانا بها الرب يسوع المسيح..
ما لا افهمه شخصيا ولا تفهمه معي كنائس العالم ومسيحييها وملافنتها وبطاركتها واباءها على مر التاريخ هو لماذا هذا التحديد بان وصية السيد المسيح الربانية لنا بان نكون واحدا هي وصية بان نكون جميعا تابعين للكنيسة الرومانية الكاثوليكية؟ اليس من تفسيرات وصية الرب هذه هي ان نكون واحدا فيه وليس في الكرسي الروماني؟
ولماذا هذا التفسير الاحادي الوجهة بان مدلول منح اباء كنيسة المشرق وملافنتها لمكانة متميزة لاسقف روما يعني الخضوع لسلطته الكنسية والادارية؟ فاذا كان ذلك قصدهم فلماذا لم يتوحدوا ويلتحقوا بالكنيسة الكاثوليكية دون الانتظار لما يزيد عن الالف عام لياتي اسقف سياسي ويكتشف ذلك ويدعو اليه ويلتزمه ويسعى لفرضه غصبا عن ارادة االكنيسة واجماع مجمعها السنهاديقي؟

ان منح اباء الكنيسة المشرقية خصوصية لاسقف روما يعني مكانة تقديرية ومعنوية في اي ملتقى او اجتماع يضمه مع اخوته. وهذا سياق لم ولا تتنكر له كنيسة المشرق الاشورية التي لم ولن تفرط او تسيئ بالمكانة المعنوية والاعتبارية لرأس الكنيسة الكاثوليكية.
ان قيام كنيسة المشرق واباءها عبر التاريخ بمنح الخصوصية المعنوية والتقديرية لاسقف روما من جهة ورفض الاتحاد الكامل مع الكنيسة الرومانية في ذات الوقت من جهة اخرى يعكس فهم الكنيسة الواعي ومن وحي الروح القدس لوحدتها في تعدديتها.. وحدتها في المسيح وتعدديتها في سلطاتها الكنسية.. وهو امر كنا نتمنى ان يدركه ويبلغه سيدنا الجليل مار باوي الذي يقول بانه ملتزم ايمان اباء كنيسته وتراثها.
ولماذا هذا التطبيق الاحادي لوحدة الكنيسة في ان تطبيقه وصيغته الوحيدة هي ان تقوم كنيسة المشرق الاشورية، لوحدها دون كنائس العالم جميعها، بالتخلي عن استقلاليتها والالتحاق بكنيسة مسيحية شقيقة لا تدعو مرجعياتها ولا تطالب مجامعها من كنيستنا ما يدعو ويطالب به اسقفنا الذي بات ملكيا اكثر من الملك؟
يقول الاسقف مار باوي في خلاصة رسالته المعبرة عن معتقده الايماني بشان الوحدة الكنسية انه يريد تحقيق الوحدة الكاملة بين كنيسة المشرق الاشورية والقديمة والكلدانية ومن ثم الانتقال للحوار مع الكنيسة الكاثوليكية لتحقيق الوحدة معها.
كلام جميل ومنمق وينطلي حتما على اتباع مار باوي ومريديه.
ولكننا نعتقد يقينا ان نيافته لا يتوقع ان ينطلي هذا السيناريو على المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية والقديمة فالجميع يعلم ان الكنيسة الكلدانية هي، ومنذ 500 عام تقريبا، متحدة وبشراكة عقائدية وقانونية كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية وتابعة لها اداريا وهي جزء منها. فكيف يمكن له ان يتصور ان الكنيسة المشرقية الاشورية والقديمة يمكن ان تتحد مع هذا الجزء من الكنيسة الكاثوليكية لتقوم الكنيسة الموحدة لاحقا (وبينها الجزء الكلداني) بالحوار من اجل الشراكة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية.. هل يدرك اسقفنا الجليل فوضوية هذا السيناريو وتناقضاته؟
اما اذا كان المقصود ان الكنيسة الكلدانية تفك شراكتها مرحليا مع الكنيسة الكاثوليكية وتتحاور وحدويا مع الكنائس المشرقية لتعيد وحدة كنيسة المشرق كما كانت قبل 500 عام ومن بعدها، في مرحلة قادمة، تتحاور من اجل الشراكة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية، فاننا لم نجد الى اليوم وليس هناك في واقع الامور ما يؤشر على هكذا سيناريو.. واذا كان اسقفنا يدرك من الامور ما لا ندركه فلينعم علينا بفضل اعلامنا ونكون له من الشاكرين.

ان كنيسة المشرق القديمة ومار باوي متناقضان في هذه المسالة الجوهرية والحيوية ولا يمكن ان يلتقيا الا اذا التقت لهما مصالح اخر في صفقة تحقق لكل طرف بعض ما يريده وبحسب ميزان القوى اثناء التفاوض على الصفقة.
فاسقف ومعه ممتلكات بقيمة عدة ملايين من الدولارات سيكون وضعه التفاوضي افضل بكثير من اسقف ليس له كنيسة او عقار تحت تصرفه.
السيناريو المرجح لصفقة التجاء مار باوي الى كنيسة المشرق القديمة سيقوم على اساس طلب ترقيته الى الدرجة المطرافوليطية ومنحه الصلاحيات المطرافوليطية المطلقة في اميركا حيث راس المال والاعلام والجمهورمقابل ارتباط وعلاقة خيطية مع المرجعية البطريركية تقوم على المناداة باسم البطريرك في الكاروزوثا واستقباله استقبالا لائقا في زيارات راعوية كل عدة سنين.
وفي مقابل ذلك سيوفر المطرافوليط مار باوي المؤسسة الكنسية والشعبية لكنيسة المشرق القديمة في اميركا في مواجهة كنيسة المشرق الاشورية التي تشهد، حاليا، ضعفا في الاداء المؤسساتي في اميركا.
ناهيك عن ما يمكن ان يوفره دعم المؤسسات ذات اللون السياسي المعروف لمؤسسة كنيسة المشرق القديمة بمرجعية مار باوي في اميركا.
وهذه جميعا ستؤمن لكنيسة المشرق القديمة وضعا تفاوضيا افضل مع كنيسة المشرق الاشورية في اي حوار وحدوي ربما نراه يوما ما، مثلما توفر في الاساس سببا في الابتعاد وتاجيل هذا الحوار من حيث المبدأ.
المريب وغير المطمئن في هذا السيناريو هو ما الذي سيقدم عليه المطرافوليط مار باوي لاحقا؟ فمن تمرد مرة يتمرد اخرى.. وماذا ستكون وجهة تمرده اللاحق؟ العودة من البوابة الخلفية الى الكنيسةالأم؟ اطلاق كنيسة جديدة؟ من يدري..
نتمنى من كل قلوبنا وعقولنا من كنيسة المشرق القديمة ان تتريث في التعامل مع هذا السيناريو الذي يبدو ان مار باوي سيطلقه في حال فشله في الالتحاق مع الكنيسة الكلدانية.
فمخاطر هذا السيناريو والالغام التي فيه ستصيب بشظاياها الجميع وتحديدا كنيسة المشرق القديمة التي لها من المعزة والمحبة والاكرام لدينا وفي قلوبنا ما جعلنا ان نقول مخاوفنا وقلقنا بصراحة قد لا تعجب البعض من صيادي المياه العكرة.
ان المطلوب اليوم اكثر من اي يوم مضى وقفة وموقف تاريخي ومسؤول من الكنيستين: المشرق الاشورية والمشرق القديمة.. وبدايته هي ايقاف اي دعم مباشر او غير مباشر لمار باوي من قبل كنيسة المشرق القديمة.. وعوض ذلك تحقيق مجمع سنهاديقي مشترك بين الكنيستين وطرح التصورات وكذلك المخاوف فيه على الطاولة وبكل صراحة وشفافية ووضعها للنقاش الاخوي بروح المسيح، روح المحبة، من اجل هدف المسيح ورسالته، السلام والوحدة..
ان ثقتنا كبيرة باباء الكنيستين بان يحملوا لنا هذه البشرى فهم يدركون اكثر منا معناها وثمارها على كنيستنا وشعبنا ومستقبلنا في الوطن والمهجر.
ومن اجل ذلك نصلي..


الرب يبارك

القس عمانوئيل يوخنا
7 تموز 2006
القسم القادم:
الكنيسة الكلدانية ومار باوي[/size][/font]

254
عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي
[/b]

انقضى اكثر من شهرين على اخر معالجة لي على موقع عنكاوة لقضية الانشقاق الكنسي الذي يقوده مار باوي كنت خلالها متنقلا بين المانيا والولايات المتحدة والوطن تلبية لالتزامات ومشاركات في اجتماعات ولقاءات مهمة. كما ان احداث الساحة القومية والوطنية في الاسبوعين الاخيرين اضطرتني ومن منطلق الحرص على المصلحة القومية والوطنية ان ادلو برايي في موضوع اخر هو موضوع المظاهرات البنفسجية في كندا وواشنطن وفي مقال من جزئين في اقل من اسبوع (الفترة القصيرة بين الجزئين حرمت القراء من الاطلاع على الجزء الثاني ورابطه للراغبين بقراءته هو:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,43187.0.html)
على اية حال فانه ومن خلال زيارتي للولايات المتحدة وكندا من جهة وتعاقب الاحداث المرتبطة بالحركة الانشقاقية لنيافة مار باوي من جهة اخرى اضافة الى "الدعم المعنوي والقانوني" والتسهيلات (بصيغة او باخرى، بمستوى او باخر) التي تقدمها الكنيستين، المشرقية القديمة والكلدانية، لانشقاقه  تجعل من الاهمية بمكان العودة لمناقشة الموضوع بصراحة وشفافية وموضوعية ووضعه في متناول ابناء شعبنا من خلال هذا المنبر الاعلامي.
سيتضمن هذا الجزء والاجزاء اللاحقة محاور عديدة، منها: كنيسة المشرق القديمة ومار باوي، الكنيسة الكلدانية ومار باوي، المحكمة: اخلاقيا وقانونيا، عرض وتحليل للقاء تلفزيوني مسجل مع مار باوي، وغيرها.
وتاتي هذه السلسلة من المقالات لتضاف الى المقالات السابقة لنقوم بعد اكتمالها بتجميعها ونشرها في كتاب يحفظها، خاصة وان الحركة الانشقاقية لمار باوي باتت جزءا من تاريخ الكنيسة مما يتطلب توثيق متعلقاتها والموقف منها.
اضافة الى المقالات هذه والوثائق المرتبطة بها فان الكتاب سيتضمن ايضا (انشاء الله) مقابلات مع:
نيافة الاسقف مار ميلس بصفته سكرتير المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق، نيافة الاسقف مار باوي، الخوري نينوس ميشائيل بصفته الخوري المسؤول ضمن الابرشية التي كانت تحت رعاية مار باوي، الاب داود روئيل احد الاباء الكهنة من الدارسين في الفاتيكان

الجزء الخامس
كنيسة المشرق القديمة ومار باوي
القسم الاول
[/b]
بداية، واستباقا لاي اصطياد في المياه العكرة من قبل اي احد، واستباقا لاي لوي او تشويه لما سيرد في المقال، واستباقا لاي تحميل للمقال ما لا يتحمله (وهذه جميعا فنون اثبت البعض استعدادهم للقيام بها كلما نشرت مقالا في موضوع او مسالة هامة تخص شعبنا) فاني اكرر كتابة ما يدركه الجميع عني، وفي المقدمة منهم قداسة سيدنا البطريرك مار ادي الثاني والاباء المطارنة والاخوة الكهنة وعموم مؤمني كنيسة المشرق القديمة في الوطن والمهجر، باني كنت وما ازال من اكثر الاصوات دعما لكنيسة المشرق القديمة في كنيسة المشرق الاشورية، اكليروسا ومؤمنين.
لقد كنت، وحتى من قبل القرار السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية لعام 1999 والذي هو نقطة تحول حقيقية وكبرى في العلاقة بين الكنيستين الشقيقتين، صوتا هادرا اقرن القول بالفعل في احترام ودعم كنيسة المشرق القديمة، حتى يمكنني القول اني كنت مناصرا لكنيسة المشرق القديمة حاميت وحاججت ودافعت عنها اكثر مما فعله معظم اكليروس وابناء الكنيسة القديمة ذاتها..
- في عام 1990، وتحديدا في ايار من ذلك العام كنت اول كاهن في كنيسة المشرق الاشورية يتوجه بدعوة قداسة البطريرك مار ادي للتقديس في كنيسة تعود لكنيسة المشرق الاشورية، وكنت اول كاهن يفتح ابواب كنيسته (كنيسة مار دانيال في مجمع المنصورية في محافظة دهوك) امام قداسته.. وهذا لم ولا اراه منية بقدر ما رايته واراه استحقاق واحترام واجب تجاه قداسته.. (طبعا كان الاباء المطارنة والاخوة الكهنة من كنيسة المشرق القديمة يقيمون القداديس في العديد من كنائس كنيسة المشرق الاشورية، ولكن قداسة البطريرك، وبحسب علمي (يرجى تصحيحي اذا كنت مخطئا) فكانت كنيسة مار دانيال اول كنيسة من كنائس المشرق الاشورية يقيم فيها القداس في 6 ايار 1990).
- وقبلها، كنت واحدا من كهنة قلائل جدا من كنيسة المشرق الاشورية ممن اقاموا القداس في كنيسة مريم العذراء، وهي الكاتدرائية البطريركية لكنيسة المشرق القديمة في بغداد.
- وبعدها، وتحديدا في خريف 1994، وعندما كانت هناك ازمة بين غبطة المطران مار كوركيس (مطران كنيسة المشرق الاشورية في العراق) وبيني، واثناء زيارتي الى الولايات المتحدة الامريكية رفضت رفضا قاطعا "العرض" الذي قدمه الي المليونير يوناذم يوخنا، من كنيسة المشرق القديمة في شيكاغو، للانضمام الى كنيسة المشرق القديمة ورديت محاولاته سلبا على ثلاثة اسس:
اولها، ان لكنيسة المشرق القديمة عندي احترام وتقدير يفوقان ان اتعامل معها ملاذا امنا لي في الازمة مع غبطة المطران مار كوركيس.. فالالتجاء والانتماء اليها في اثناء الازمة هو اساءة لا اسمح لنفسي بتوجيهها الى كنيسة المشرق القديمة.
ثانيها، اني مؤمن بحتمية توحيد الكنيستين، واني يجب ان اكون جزءا من الحل.. والقفز الى الضفة الاخرى من النهر يعني تحولي الى جزء من المشكلة.. وهذا ما لا اسمحه لنفسي ايضا.
اما ثالثها فكان، ان لي من علاقات المودة مع قداسة سيدنا البطريرك مار ادي من جهة، ودراية واحترام لسياقات الكنائس الرسولية من جهة اخرى، ما يجعلني ارفض الدخول (لو فكرت بالدخول اساسا) الى داخل بيت كنيسة المشرق القديمة عبر بوابة خلفية علمانية مهما بلغت مغرياتها فانها لا تغريني.

(رفضي لهذا العرض يفسر الموقف الشخصي الذي التزمه تجاهي من حينها. ليباركه الرب.)
- والاهم من ذلك كله موقفي المعلن والمنشور في كتابي (كنيسة المشرق الموحدة: امل قريب ام حلم بعيد) والمطبوع في المانيا واستراليا والوطن يبين بما لا يقبل التاويل والتشكيك موقفي المبدئي الصادق تجاه كنيسة المشرق القديمة.
واليوم ايضا، فان احترامي وتقديري لكنيسة المشرق القديمة ومرجعياتها وابناءها هو ذاته ولم يتغير. وان ما ورد في مقالاتي السابقة وما سيرد في هذا المقال ليس تناقضا مع محبتي وتقديري للكنيسة بل ينسجم معهما من حيث انه ناتج من حرصي على هذه الكنيسة الشقيقة ومودتي لاباءها وابناءها.

هل كنيستي المشرق، الاشورية والقديمة، كنيسة واحدة ام كنيستان؟
سؤال قد يراه البعض غريبا، فيما قد يراه البعض الاخر ان لا علاقة له بموضوع المقال..
الحقيقة انه سؤال جوهري لا بد من المرور عليه وهو سؤال اساسي وفي صلب الموضوع.. فنقول:
منذ الازمة بين الراحلين قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون وغبطة المطران مار توما درمو (البطريرك لاحقا) في عام 1963، ومنذ تطور الازمة الى انشطار الكنيسة الواحدة الى كنيستين عام 1968 مع الرسامة البطريركية لقداسة البطريرك الراحل مار توما درمو، ومن بعده قداسة البطريرك مار ادي الثاني، والى المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية عام 1999، بقيت الاجابة على هذا السؤال (كنيسة ام كنيستان؟) تمثل جوهر المشكلة..
ففي الوقت الذي اصرت فيه كنيسة المشرق الاشورية على القول باننا كنيسة واحدة وبان اتباع البطريرك مار توما وخليفته مار ادي هم ابناء "خرجوا" وقتيا منها وان ابواب الكنيسة مفتوحة امامهم للعودة اليها والدخول ثانية تحت الرعاية والسلطة البطريركية "الشرعية الوحيدة" للكنيسة ممثلة على التعاقب بالبطريركين مار ايشاي شمعون ومار دنخا الرابع..
فان كنيسة المشرق القديمة من طرفها اصرت على انها كنيسة مستقلة قائمة لذاتها ولا سلطة لبطريركية كنيسة المشرق الاشورية عليها باي حال من الاحوال، واقرنت القول بالفعل عندما اكدت هذه الاستقلالية عبر ممارسة بطريركية كنيسة المشرق القديمة لكل الصلاحيات البطريركية من عقد مجامع سنهاديقية ورسامات اسقفية وكهنوتية وغيرها مما هو ضمن صلاحيات اية مرجعية بطريركية للكنائس الرسولية.
الحقيقة المدعومة بالوقائع باستقلالية كنيسة المشرق القديمة رفضتها كنيسة المشرق الاشورية على مدى 30 عاما الى ان قبلت واعترفت بها في مجمعها المقدس عام 1999.
الحقيقة التي يجب الانتباه اليها ان القول باننا (كنيستي المشرق الاشورية والقديمة) كنيسة واحدة هو قول يفتقر الى الدقة والصراحة التي لا يتجرا الكثيرين قولها. انه قول وادعاء عاطفي يخاطب القلوب ليس الا..
فنحن كنيسة واحدة بمعنى تاريخ الكنيسة الى 1963 (الاكثر دقة الى 1968)، ونحن كنيسة واحدة بمعنى الانتماء القومي لمعظم ابناء الكنيستين (اقول معظم، وليس جميع، لوجود اكليروس ومؤمنين من الهنود والامريكان بين رعيات كنيسة المشرق الاشورية)، ونحن كنيسة واحدة بمعنى الهوية الطقسية واللاهوتية والثقافية..
ولكننا وباي حال من الاحوال لسنا كنيسة واحدة بمعنى البناء الهيكلي والاداري والقانوني (اذا جازت التعابير) للكنيستين. فلو كنا كنيسة واحدة فلماذا لدينا مجمعان سنهاديقيان مستقلان؟ ولماذا لدينا بطريركان؟ والى سلسلة طويلة من الاسئلة من نتائج السؤالين السابقين.. (وذات الشيئ ينطبق على القول بان كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الكلدانية هما كنيسة واحدة.. فالقول هنا ايضا يفتقر الى الدقة والصواب.)

على مدى حوالي 40 عاما والى اليوم اكدت كنيسة المشرق القديمة فيها استقلاليتها ككنيسة رسولية شقيقة لها من السلطة الرسولية والشخصية المعنوية ما لشقيقاتها من الكنائس المشرقية. وبعد حوالي 40 عاما من ممارسة كنيسة المشرق القديمة لاستقلاليتها عن كنيسة المشرق الاشورية، وبعد 7 اعوام من قبول كنيسة المشرق الاشورية لهذه الحقيقة التي ظلت تنكرها لمدة 30 عاما، نجد ان كنيسة المشرق القديمة، وبارداتها هي، وبممارستها هي، تتخلى عن هذه الاستقلالية عندما تفجرت ازمة عصيان مار باوي ورفضه لمقررات المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية حيث تتطوع كنيسة المشرق القديمة للتعامل مع نيافته كما لو كان احد اساقفتها وتتعامل مع قضية ايقافه كما لو كان شأنا من شؤونها او كما لو كانت هي جزء من كنيسة المشرق الاشورية!!!
فنراها مرجعيات وكهنة ولجان كنسية ومؤمنين تتحاجج في قضيته وتتطوع للدفاع عنه والتبشير به وفتح الابواب له كما لو كان بطرس عصرنا وبولص زماننا، وصولا الى القول بان كنيسة المشرق القديمة لا تعترف او تقبل بايقاف مار باوي من قبل المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية!!!
الا يعني هذا، لو امعنا النظر فيه بموضوعية، بانه تدخل في شان كنيسة طالما دأبت كنيسة المشرق القديمة على تاكيد استقلاليتها عنها بالقول والفعل؟ والا يعني هذا التدخل ان كنيسة المشرق القديمة تناقض نفسها وتعيد الامور الى المربع الاول (عام 1968) وتشكك، هي نفسها، باستقلاليتها عن كنيسة المشرق الاشورية؟
ولكي يكون الامر ونتائجه اوضح للقراء الاحبة واخف على مسامعهم، دعوني افترض معكم الفرضية التالية:
ماذا لو كانت احدى الكنائس المشرقية الرسولية الشقيقة (الكلدانية الكااثوليكية، السريانية الكاثوليكية، او السريانية الارثوذكسية) قد اوقفت ومن خلال مجمعها السنهاديقي المقدس احد اساقفتها.. فهل كانت كنيسة المشرق القديمة ستنظم حفلات الاستقبال والتكريم له؟ وهل كانت ستفتح له ابوابها ويحتضنه اساقفتها وكهنتها بالقبل واكاليل الورود وصلوات (ܨܠܘܬܟ ܐܒܘܢ ܬܗܘܐܠܢ)؟ وهل كانت ستقدم له منابرها ليبشر تمرده على كنيسته ومجمعها؟ وهل كانت ستدفع بمؤمنيها للاحتفاء به بطلا وفاتحا؟
لعمري، لا والف لا..

فلماذا اذن هذا التعامل مع نيافته الموقوف من مجمع كنيسة المشرق الاشورية؟
اذا كان ما سبق قوله من تناقض هذا الموقف مع حقيقة استقلالية كنيسة االمشرق القديمة هو نتيجة منطقية لهذا التعامل (سواء ادركت ذلك كنيسة المشرق القديمة ام لم تدركه، وسواء قبلت بهذه النتيجة ام لا)، فان الاسباب لهذا التعامل متعددة، وبعض المخفي منها هو خلاف البعض المعلن. وسناتي الى المعلن والمخفي لاحقا..

والان لنقدم سؤالا اخر.. هل مار باوي واتباعه هم اتباع كنيسة المشرق الاشورية اليوم؟
مرة اخرى قد يبدو السؤال غريبا وثقيلا على مسامع البعض..
الحقيقة انه ايضا سؤال جوهري.. فنجيب عليه بالقول الذي قد يصعق الكثيرين فنقول:
يقينا كلا، فمار باوي وكهنته وشمامسته واتباعه ليسوا اليوم، عمليا، اتباع كنيسة المشرق الاشورية..
(قليلا من الهدوء ايها الاحبة القراء، وقليلا من الصبر لحين قراءة بقية المقاطع القادمة)..
صحيح ان كنيسة المشرق الاشورية لم "تطرد" ايا من اتباع مار باوي من بنوتها وبيتها. وصحيح ان اتباع مار باوي لا ينكرون، على الاقل الكثيرين منهم وعلى الاقل نظريا، بنوتهم لكنيسة المشرق الاشورية. الا ان حقائق الامور كما هي عليه اليوم تقول ما يلي:
لو كان اتباع مار باوي ما زالوا يعتبرون انفسهم حقا ابناء لكنيسة المشرق الاشورية فلماذا اذن يتوجهون بنداء الذهاب الى الكنيسة الكلدانية في شيكاغو (على سبيل المثال لا الحصر) لطقوس وقداس احد السعانين وليس الى اي من الرعيات الخمسة لكنيسة المشرق الاشورية؟
ولو كانوا ما زالوا يعتبرون انفسهم اتباع كنيسة المشرق الاشورية فلماذا يستقدمون كاهنا موقوفا عن الخدمة من كاليفورنيا الى شيكاغو (على سبيل المثال لا الحصر) لاقامة قداس العيد في كنيسة ليست ضمن رعيات كنيسة المشرق الاشورية في الوقت الذي كانت كنيسة المشرق الاشورية تقيم طقوس وقداس عيد القيامة في رعياتها الخمسة في شيكاغو؟
واذا كان نيافة مار باوي وكهنته الموقوفين والشمامسة الذين يشاركون في خدمة القداس ما زالوا يعتبرون انفسهم اتباع كنيسة المشرق الاشورية فلماذا لا ينادون باسم قداسة البطريرك مار دنخا في صلاة (الكاروزوثا)؟ علما ان المناداة باسم البطريرك في الكاروزوثا ليست مجرد طلب بالصحة له (كما هو نص الكاروزوثا) بل انها مناداة واعتراف بانتماء وهوية الرعية، اسقفا وكاهنا وشمامسة ومؤمنين..
هذا ناهيك عن السؤال الجوهري بانهم لو كانوا يعتبرون انفسهم ابناء كنيسة المشرق الاشورية فان عليهم وجوب اطاعة مجمعها السنهاديقي..
الحقيقة التي يتهرب البعض من قولها، ربما لعدم استيعابهم لها وربما لمرارتها، هي ان مار باوي وكهنته وشمامسته واتباعه قرروا بانفسهم التخلي عن بنوتهم وتبعيتهم لكنيسة المشرق الاشورية ومرجعيتها السنهاديقية والبطريركية التي يمثلها قداسة سيدنا البطريرك مار دنخا الرابع.
انهم هم من قرروا ذلك وليست كنيسة المشرق الاشورية من ابعدتهم عن بنوتها، فابواب الكنيسة كانت وما زالت وستبقى مفتوحة امامهم لاية خدمة او احتياج كنسي واسوة بجميع ابناء الكنيسة ووفق المعتقد والايمان والقوانين والمقررات السنهاديقية المقدسة للكنيسة وبضمنها المجمع السنهاديقي الاخير
.

ايها الاحبة..
ان نيافة الاسقف مار باوي وكهنته وشمامسته واتباعه اليوم يمثلون كنيسة، او نواة كنيسة، مستقلة منفصلة عن كنيسة المشرق الاشورية.. استمع اليه في لقاءاته وهو يتحدث ليس عن نفسه بل عن "جماعة"، وايضا استمع الى اتباعه وهم يتحدثون عن انفسهم كـ"جماعة" او "حركة اصلاحية"!!!
صحيح ان احتمالات الافاق المستقبلية لهذه "الكنيسة" تبدو محدودة لاسباب متعددة، بينها تهاوي الشعارات المرفوعة لتبرير الانقسام من وحدة كنسية وتجديد روحي ومحاسبة مسؤولة وغيرها.. فعوض الوحدة المزيد من الانقسام والاحقاد والكراهية. (شخصيا اطلق على الوحدة التي ينادي بها مار باوي بالوحدة الانشطارية)، وعوض التجديد الروحي المزيد من الانهيار والسلوك البذئ الذي يقوم به اركان حملة مار باوي ومناصريه، وفي مجال المحاسبة المسؤولة نرى لا شرعية ولا ضميرية محاولات الاستحواذ على ممتلكات الكنيسة في عملية لا يمكن الا تسميتها بالسرقة. وبينها ايضا "تهاوي" الاجندة السياسية للحركة الانشقاقية من تسمية وشخوص وشركاء وغيرها..
الا ان اي دعم او تبرير او تسهيل لهذا الانفصال والتبشير به هو دعم لتاسيس كنيسة جديدة تبقى احتمالات مستقبلها مفتوحة لاكثر من سيناريو.. فنيافته يعترف بكلماته هو في لقاء اذاعي له بتاريخ 17 اذار 2006 مع راديو (SBS) انه لا يدرك ما هي وجهته!! انقر للاستماع (http://www.capiraq.org/111/MarBawaiSBS.mp3)..
نيافته وبعد سنين من التهيئة للانسلاخ عن كنيسة المشرق الاشورية، وبعد سنين من تهيئة الناس لقبول هذا الانسلاخ والالتحاق به، وبعد اشهر من اعلانه الرسمي للانشقاق عنها ياتي ليقول لنا انه لا يدرك ولم يقرر بعد الى اين يتوجه!! فهل يريدنا نيافته تصديق انه فعلا تمرد على الكنيسة وقاد حركة انشقاقية في جسدها دون ان يدري وجهته؟ ام ترى ان الوقائع سارت بخلاف ما توقعه نيافته والمشاركين معه في التخطيط (حساب البيدر جاء مخالفا لحساب الحقل) فبات لا يدرك نقلته القادمة؟
وهل تدرك كنيسة المشرق القديمة ان اتباع "كنيسة" مار باوي الجديدة او "كتلته" لن يكونوا من ابناء الكنيسة الكلدانية او السريانية بل سيقتصرون على ابناء كنيسة المشرق، الاشورية والقديمة، فقط؟
وهل تدرك كنيسة المشرق القديمة ان فتح ابوابها لنيافته ورعايتها ودعمها له لا يمكن توصيفه بانه تعامل "مسيحاني" مع حالة نيافته "الفردية"، بل انه دعم لانشقاق وانسلاخ "جماعي" لنواة كنيسة جديدة عن كنيسة المشرق الاشورية التي تعترف كنيسة المشرق القديمة بانها كنيسة شقيقة لها؟
وهل تدرك كنيسة المشرق القديمة ان دعمها لانشقاق مار باوي يثير بين ابناءها، وخاصة نخبهم المثقفة، نقاشا وازمة محورها رفض هذه النخب اقحام الكنيسة القديمة في قضية ليست قضيتهم وشانا ليس شان كنيستهم، وان هذا الاقحام ياتي متقاطعا مع طموح ابناء الكنيسة في تعميق حوار وخطوات اعادة توحيد الكنيستين؟
ام يا ترى ان كنيسة المشرق القديمة بفتح ابوابها والاحتفاء بنيافته تهيئ لاحد السيناريوهات القائل بانضمام نيافته و"كنيسته" الى كنيسة المشرق القديمة؟
سناتي على هذه الاسئلة والسيناريوهات وغيرها من الامور في القسم اللاحق من الموضوع وفيه:
- المعلن والمخفي في فتح كنيسة المشرق القديمة ابوابها لمار باوي.
- هل يلتقي النقيضان: كنيسة المشرق القديمة ومار باوي.. (ادعو ذوي الالباب والحكمة سادتي واباءي واخوتي في كنيسة المشرق القديمة لقراءة الرسالة المذيلة بتوقيع نيافة الاسقف ما باوي والمقدمة الى المجمع السنهاديقي الاخير لكنيسة المشرق والتي يعرض فيها قناعاته العقائدية بشان وحدة الكنيسة الكاثوليكية الجامعة ورئاستها ومرجعيتها ففيها ما يغني عن الكثير من التحليل لاثبات هذا التناقض) (انقر (http://www.capiraq.org/111/MarBawaiLetter.pdf) لعرضها بشكل PDF فايل)..
- نحو موقف تاريخي مسؤول من الكنيستين المشرقيتين: الاشورية والقديمة.
فالى اللقاء..


اخوكم  بالمحبة
القس عمانوئيل يوخنا
22 حزيران 2006 [/size] [/font]

255
المظاهرات البنفسجية.. بين المعلن والمخفي.. الجزء الثاني
[/b]
لقراءة الجزء الاول.. انقر: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,42661.0.html

للاطلاع على صورة محاضر الاجتماعات والوثائق التي توثق مشاركة او توقيع السيد يوناذم كنا مع السادة فوزي حريري ونمرود بيتو والسيدة وجدان ميخائيل كممثلين لشعبنا وتنظيماته في مؤتمري نيويورك ولندن للمعارضة العراقية وفي الجمعية الوطنية العراقية.. انقر على هذا الرابط:
http://www.atranaya.org/Books/Documents.pdf

عندما نشرت المقال وعنونته بـ(المظاهرات البنفسجية) للتدليل على انها مظاهرات حزبية ضيقة وليست قومية شاملة، من حيث التنظيم والمشاركة والغاية، حاول بعض البنفسجيين رفض عنوان المقال واعتبروه دليلا على تضليل من الكاتب (اي مني) للقراء فالمظاهرات هي قومية!! ولا يجوز توصيفها بالبنفسجية.. والى ما ذلك.
يقول الكتاب المقدس: (من افواهكم ندينكم).. شكرا لموقع زهريرا، احد مواقع الحركة الديمقراطية الاشورية، الذي نشر خبر مظاهرات واشنطن واصفا اياها بالبنفسجية، حيث يرد النص الحرفي التالي ضمن تغطية زهريرا الاخبارية للمظاهرات:
(ويذكر أن الخوري أويقم بيثيو راعي كنيسة مار عوديشو للكنيسة الشرقية القديمة قد شارك في هذه المسيرة البنفسجية، وكان لحضوره دافعا روحيا عزز من معنويات المتظاهرين).
فهل من شك الان في بنفسجية المظاهرات وحزبيتها؟

بالعودة الى الجزء الثاني من مقالي والذي هو عن تشكيلة الحكومة العراقية ونقاط اخرى..

ثانيا: تشكيلة الحكومة العراقية..
1- لنبدا بالسؤال التالي: هل ان قائمة الرافدين لها استحقاق وزاري بحسب الدستور والقانون؟
الجواب يقينا كلا..
فقائمة الرافدين لها مقعد برلماني واحد.. والحكومة العراقية، شانها شان كل الحكومات، تتشكل من قبل القائمة الاكبر في البرلمان والتي تقوم بتشكيل الحكومة بما يضمن كسب ثقة البرلمان، وهذا قد يتطلب تشكيل حكومة ائتلافية موسعة بينها وبين القوائم الكبيرة الاخرى.. وهذا بالضبط ما قامت به قائمة الائتلاف الشيعي حيث ضمت اليها ثلاثة قوائم كبيرة اخرى هي (التحالف الكردستاني) و(التوافق) و(العراقية) ليس فقط لضمان كسب ثقة مجلس النواب بل ولضمان المشاركة السياسية الواسعة. (جبهة الحوار الوطني شاركت في مفاوضات تشكيل الحكومة الا انها انسحبت لعدم رضاها عن الحقائب الممنوحة لها).
بمعنى اخر فان الائتلاف لم يكن ملزما قانونيا ودستوريا بضم قائمتي (التوافق) و(العراقية) الى التشكيلة الحكومية فمجموع اصواته واصوات التحالف الكردستاني كانتا كافيتان لكسب ثقة البرلمان ولكنه قام بذلك لضمان مشاركة سياسية واسعة يتطلبها الوضع العراقي الراهن.
فاذا كان الائتلاف غير ملزم بقوائم لها عشرات الاصوات في البرلمان فكيف يكون ملزما بقائمة لها مقعد واحد.. بل وضمن هذا السياق هناك قوائم اخرى لها مقاعد اكثر من قائمة الرافدين، مثل قائمة المصالحة والتحرير التي لها 3 مقاعد!!!

2- قد يعترض القارئ البسيط المدفوع بالعاطفة القومية والذي يفتقر الى الحقائق الموضوعية (وهم الاكثرية بين ابناء شعبنا) بالقول: ولكن قائمة الرافدين لها خصوصية قومية مما يعني ان يتم ترشيح وزراء شعبنا من خلالها.
نقول ان هذه المحاججة كانت ستكون سليمة ولا غبار عليها لو ان المقاعد البرلمانية كانت تمتلك خصوصية قومية من حيث الترشيح والتصويت والتمثيل.

وهذه خصوصية غير متوافرة في قانون انتخابات وبالتالي في مقاعد مجلس النواب العراقي الحالي.. ولسنا بحاجة لتكرار توضيح ذلك للقارئ الذي نكتفي باحالته الى مقالنا السابق (شكرا لقائمتي التحالف الكردستاني والعراقية الوطنية) ففيه ما يكفي من توضيح لمن يمتلك الموضوعية معيارا. انقر على الرابط لقراءته:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,40365.0.html

3- ان توزير السيدة وجدان ميخائيل والسيد فوزي حريري جاء ضمن حصتي حقائب (القائمة العراقية) و(التحالف الكردستاني) وليس باي شكل من الاشكال على حساب حصص القوائم الاخرى، وهذا امر معروف للجميع وقد صرح به السيد عارف طيفور نائب رئيس البرلمان وهو من قادة قائمة التحالف الكردستاني.
(وبالمناسبة فان التوزير ياتي متطابقا، ولا اقول تلبية، مع ما طالب به السيد يوناذم قبل اكثر من عام عند تشكيل الحكومة السابقة حيث دعا حينها التحالف الكردستاني الى منح حقيبة وزارية لشعبنا من الحصة الوزارية للتحالف.. ولكنه اليوم منزعج كثيرا.. والله لقد احتار العالم معكم).
فلا (العراقية) ولا (التحالف الكردستاني) تجاوزا على حصة القوائم الاخرى..
ولكن الحقيقة التي يجب ادراكها والاعتراف بها والقبول بها بروح رياضية!! وديمقراطية وباخلاقية متمدنة هي ان قائمة الرافدين لم يكن لها استحقاق وزاري..
فمن ناحية ليس لها الا مقعد واحد في حين ان الحكومة تشكلت من القوائم التي لها 10 مقاعد فاكثر. ففي كل برلمانات وحكومات الدول ليس كل من يدخل البرلمان يدخل الوزارة.
ومن ناحية اخرى فانه ليس في القانون الانتخابي وفي التشريعات الدستورية التي تحدد اليات والتزامات تشكيل الحكومة اي نص يمنح لمقعد قائمة الرافدين خصوصية قومية مثلما لا يوجد اي نص يلزم رئيس الوزراء بتسمية الوزراء الاشوريين من هذه القائمة او تلك، لانها جميعا مقاعد برلمانية متماثلة دون خصوصية.
بالمناسبة، فان ذات الشيئ ينطبق على الجبهة التركمانية.


4- لضمان دخول قائمة الرافدين او اية قائمة قومية اخرى لشعبنا (النهرين وطني)، (المؤتمر الاشوري) او للقوميات الصغيرة الاخرى مثل (الجبهة التركمانية) الى التشكيلة الحكومية، فانه كان عليها الحصول على مقاعد برلمانية كثيرة..
او كان على ممثليها المشاركين في صياغة واقرار القوانين والتشريعات الانتباه الى ضمان خصوصية قومية يضمنها القانون للمقاعد البرلمانية (من حيث الترشيح والتصويت والتمثيل) وبالتالي التزام رئيس الوزراء المكلف بالرجوع اليهم في تسمية وزراء من القوميات الصغيرة.
ان المتظاهرين البنفسجيين فقدوا بوصلتهم فعوض التظاهر والاحتجاج امام مقر زيونة ضد لا مبالاة السيد يوناذم كنا في طلب خصوصية قومية لشعبنا في التشريعات والقوانين التي ذيلها بتوقيعه فانهم يوجهون احتجاجهم ضد القوائم التي احترمت شعبنا وخصوصيته وقامت بتضمين ابناءه في حصتها الوزارية.

نقاط اخرى:
1- ان اصرار المتظاهرين على تقزيم شعبنا وحصره في الاصوات الممنوحة الى قوائم (الرافدين الوطنية) و(النهرين وطني) و(المؤتمر الاشوري) هي اهانة لشعبنا قبل ان تكون اهانة لميثاق حقوق الانسان الذي ضمن للمتظاهرين انفسهم حق التظاهر.. كيف؟

حقوق الانسان وحدة كاملة لا يمكن تجزاتها.. فعلى التوازي مع حق التظاهر هناك حق الراي والمعتقد السياسي.. واذا كانت الاكثرية المطلقة من ابناء شعبنا قد اختارت البرنامج السياسي لقائمتي (العراقية) و(التحالف) فان هذا الخيار لا ينزع عنهم صفتهم وخصوصيتهم القومية، ناخبين كانوا ام مرشحين، اعضاء برلمان كانوا ام وزراء..
ان محاولات نزع الهوية القومية لعشرات الالاف من الناخبين من الشعب (الاشوري الكلداني السرياني) لمجرد تصويتهم لقوائم غير (الرافدين) و(النهرين وطني) و(المؤتمر الاشوري)، ومحاولات نزع الهوية القومية للمرشحين في قوائم غير هذه القوائم (بالمناسبة وللتذكير فقط ان السيد رعد ايشايا كان ضمن مرشحي قائمة الامة العراقية للسيد مثال الالوسي)، ومحاولات النيل من الهوية القومية للوزراء من ابناء شعبنا في الحكومتين الكردستانية والعراقية على خلفية توجهاتهم السياسية الغير بنفسجية هو استنساخ سمج واجترار مرفوض لممارسات صدام حسين ونظامه العروبي الفاشي في نزع الجنسية العراقية عن عشرات الالاف من العراقيين على خلفية توجههم السياسي، مثلما هو استنساخ لممارسات النظام عندما منح لاتباعه الحق في تبديل وتعريب قومية العراقيين من كرد واشوريين وتركمان..
العراق الجديد بحاجة لاكثر من هيئة لاجتثاث البعث الذي يبدو انه يعيد استنساخ ذاته.
لنقرا في تصريح السيدة باسكال وردا، القيادية في الحركة، الى جريدة الزمان بتاريخ 1 حزيران 2006 حيث تقول حرفيا: (الصواب كان يتمثل بمشاركة الاقليات في هذه الحكومة تأكيدا لمبدأ الوحدة الوطنية وتعزيزا ومراعاة لتنوع المجتمع العراقي الذي يشمل الجميع لا ان نعود الي الوراء). انتهى الاقتباس.
اي ان لسان حالها يقول ان الحكومة الجديدة لم تضم ابناء الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) فيها.
فباي حق تمنح السيدة وردا لنفسها حق الغاء الهوية والخصوصية القومية للسيدة وجدان والسيد فوزي!!
وباي حق تعتبر نفسها وزيرة تمثل شعبها في حكومة الدكتور علاوي بعد ان تم توزيرها عبر قنوات خلفية مع الاخضر الابراهيمي التي ترتبط مع ابنته بعلاقات صداقة، حتى كان توزيرها، بحسب الكثير من داخل الحركة والكقربين منها، مفاجئا للسيد كنا نفسه وكان مصدر ازمة شخصية استمرت لفترة طويلة وانعكست حتى في مراسيم جنازة حماية السيدة وردا ممن استشهدوا، في حين تنزع هذا التمثيل من السيدة وجدان والسيد فوزي اللذين جاء توزيرهما بشفافية تامة واعترافا من قائمتيهما بخصوصية شعبنا.
لقد ضمت حكومتي الدكتور علاوي والدكتور الجعفري وزيرا واحدا من ابناء شعبنا، ولكن حكومة المالكي ضمت اثنان.. فهل هذه عودة الى الوراء يا سيدة وردا؟ هل بلغ فقدان البوصلة لدى البعض ان بات لا يفرق بين التقدم الى امام والعودة الى الوراء؟

2- يصر اعلام الحركة الديمقراطية الاشورية على السن مناصريها تشبيه وزراء شعبنا الخمسة في الحكومتين الكردستانية والعراقية بالوزير في النظام المقبور طارق عزيز..
وفي هذا التشبيه سخافة وغباء في ان واحد.. فطارق عزيز لم يعترف يوما باشوريته بل ولم يبخل جهدا تنظيريا او عمليا في الغاء وطمس الهوية القومية للشعب (الكلداني الاشوري السرياني).
وبعكسه فان الوزراء الخمسة لم ينكروا او يتنكروا يوما لهويتهم القومية، بل وان العديد منهم لم يدخر جهدا في التعبير عن هويته القومية وحمايتها وتطويرها..
فبينهم من عمل في تنظيمات سياسية اشورية مارست النضال السلبي وبشرت بالعمل القومي والوطني رغم ارهاب النظام واجهزته الاستخبارية التي وظفت العديد ممن كشف انهيار النظام مستورهم.
ومنهم من كان مقاتلا لعقود في جبال اقليم كردستان العراق ضد النظام.
ومنهم من قضى عقود وسنين عمره ناشطا في حقل الثقافة القومية..
بخلاف من كشفت هيئة اجتثاث البعث ارتباطاتهم.. وبخلاف "الاشوري" الذي كان قبل سقوط الصنم مديرا عاما في حكومة النظام ليتحول بعد السقوط وزيرا اشوريا لسنا بحاجة لتقييم اداءه.

3- لدى متابعتي لجلسة منح الثقة لحكومة اقليم كردستان العراق لاحظت ان السيدة كلاويش شابو والسيد اندريوس يوخنا، اعضاء البرلمان الكردستاني عن الحركة الديمقراطية الاشورية المتالفة ضمن التحالف الكردستاني الى جانب حزب بيث نهرين، والوطني الاشوري، والاتحاد الديمقراطي الكلداني، لاحظت انهما منحا ثقتهما لكافة اعضاء الحكومة من مختلف الاحزاب القومية والوطنية والاسلامية ولكنهما لم يمنحا الثقة للسيدين نمرود بيتو وجورج منصور.. شخصيا لقد سررت بذلك كثيرا لسببين مهمين:
الاول، انهما اثبتا ان هناك ممارسات وحياة ديمقراطية تحت قبة البرلمان الكردستاني.. اليس كذلك..
ولكني اضيف القول بانه اذا كان حق التصويت بالرفض جزءا من العملية والاخلاقية الديمقراطية فان الجزء المكمل لها هو قبول واحترام راي الاكثرية.. والبرلمان الكردستاني باكثريته المطلقة منح الثقة للحكومة وللسيدين نمرود بيتو وجورج منصور.. والحد الادنى من اخلاقيات الاداء الديمقراطي هو ان الاقلية بعد ان عبرت عن رايها وفشلت ديمقراطيا في حجب الثقة فان عليها تقديم التهنئة البروتوكولية للحكومة ووزراءها.
للتذكير هنا اشير الى ان الحزب الوطني الاشوري وبقية احزاب شعبنا وممثلهم في البرلمان العراقي ورغم اعتراضهم ديمقراطيا على توزير الانسة باسمة الا انهم ومع اقرار البرلمان العراقي لحكومة السيد الجعفري قاموا بتقديم التهنئة للحكومة وللوزيرة باسمة بطرس.. شتان بين الاخلاقيتين.
الثاني، انهما وعلى مراى ومسمع شعبنا في الجهات الاربع الذي كان يتابع الجلسة من على شاشات الفضائيات اثبتا قولا وفعلا ما كان الكثيرون يقولونه بان ديدن الحركة الديمقراطية الاشورية هو الامتيازات الحزبية وليس الاستحقاقات القومية.. اتمنى ان يكون هذا الفعل والمظاهرات الحزبية البنفسجية الحالية شهادات ناطقة للاقلية القليلة من ابناء شعبنا التي ما زالت تشك في ذلك.

وذات النقطتين بشان انسحاب السيد يوناذم من جلسة برلمان بغداد بعد مشاركته الى نصفها وتصويته لصالح اكثر من نصف اعضاءها قبل ان يتذكر وينسحب من القاعة.

4- وكنقطة ختامية للموضوع اضع امام القارئ اسئلة تعتمد على ما ابتدانا به المقال بان التظاهر حق مشروع لاية فئة او طبقة او مؤسسة او مجتمع يؤمن بان حقه قد غبن. فاتساءل:
- الم يكن عدم منح الرئاسة الدورية لمجلس الحكم في دورة التسعة اشهر والاشهر التمديدية الى السيد يوناذم كنا تهميشا لشعبنا؟ فلماذا لم تطلق المظاهرات حينها في الوطن وفي واشنطن التي كانت صاحبة الكلمة الاولى والاخيرة في كل التفاصيل حينها؟
اليس هذا دليلا على ان الامتيازات الحزبية وليس الاستحقاقات القومية هي وراء مواقف الحركة في رفضها او قبولها للامور؟
- اليس اغفال قوانين الانتخابات المتعددة والمتعاقبة للخصوصية القومية في الترشيح والتصويت والتمثيل (اي ما نسميه حق التمثيل لا حق الترشيح) مصدر العديد من النتائج (وبينها ما يتظاهر البنفسجيون من اجله اليوم).. فلماذا لم تتظاهروا امام مقر زيونة ضد لا مبالاة السيد يوناذم بهذه المسالة؟

والامثلة كثيرة ولكن المجال يضيق بذكرها..
عود على بدء، نقول ان التظاهر حق مشروع ولكن المريب في هذه التظاهرات هو انها للبحث عن "امتياز حزبي مفقود" وليس "حق قومي مسلوب".. الم يحن الاوان لازالة اللثام ووضع النقاط على الحروف..

والرب يبارك

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 9 حزيران 2006 [/size] [/font]

256
المظاهرات البنفسجية بين المعلن والمخفي
[/b]

لقراءة الجزء الثاني من هذا المقال، انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,43187.0.html

تقوم في هذه الايام الحركة الديمقراطية الاشورية بتنظيم عدد من المظاهرات لاعضاءها ومناصريها في المهجر، وتحديدا في الولايات المتحدة وكندا، للاحتجاج على ما تسميه الحركة "اقصاء" للشعب الاشوري من التمثيل الوزاري في حكومة اقليم كردستان العراق والحكومة العراقية المركزية.
وعلى التوازي مع المهجر، هناك تهيئة من الحركة لمظاهرات مماثلة في الوطن نشك شخصيا في تحققها نتيجة لعوامل عدة بينها معرفة عموم ابناء الشعب الاشوري بان المبطن في المظاهرات هو خلاف المعلن عنها.

1- بدءا، التظاهر السلمي حق اساسي من حقوق الانسان ولا غبار عليه وعلى ممارسته من قبل اية فئة او طبقة او مؤسسة او مجتمع يشعر بان حقه قد غبن.
لذا وتاسيسا على هذا الحق فانه من حق الحركة الديمقراطية الاشورية ومناصريها ان يتظاهروا سلميا للاعراب عما يعتقدونه غبنا في حقهم.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه على المشهد القائم هو في مشروعية وعدالة الشعار المرفوع للمظاهرات.
هل ان هذه المظاهرات تاتي فعلا، بحسب الحركة ومناصريها، احتجاجا على "اقصاء" او "تهميش" الاشوريين من التمثيل في الحكومتين الكردستانية والعراقية، ام انها احتجاج على "اقصاء" الحركة الديمقراطية الاشورية من هذا التمثيل؟
هل يبحث المتظاهرون فعلا عن "حق قومي مغبون" ام تراهم يبحثون عن "امتياز حزبي مفقود"؟


2- من السهل الاجابة عن الغاية والمحرك الحقيقي وراء هذه المظاهرات من خلال مراجعة تاريخ الحركة واداءها السياسي عبر سنين مشاركتها في التشكيلات والمؤسسات المختلفة، سواء ما كان منها في الاقليم او المعارضة الوطنية او عراق ما بعد التحرير، حيث اثبتت هذه المشاركات دوما حرص ولهاث الحركة وراء الامتيازات الحزبية والشخصية واحتكارها، بل وتقليص المشاركة القومية والسياسية الاشورية لضمان حصرها بالحركة وحدها.. ونكتفي في هذا السياق بمثال وشاهد ناطق الا وهو ان الحركة الديمقراطية الاشورية لم تدعو يوما الى توسيع المشاركة الوزارية الاشورية في حكومة اقليم كردستان التي بقي ممثلوها يشغلون المنصب الوزاري المخصص للاشوريين في جميع الكابينات الوزارية المتعاقبة منذ 1992 الى 2006 لعلمها ان هذا التوسيع كان سيؤدي الى مشاركة اشورية من خارج الحركة.. وعندما شعرت بمؤشرات انها لن تشغل هذا المنصب الوزاري في الحكومة الكردستانية الاخيرة، عندها، وعندها فقط، دعت لتوسيع هذه المشاركة الى وزارتين عسى ولعل ان تكون الوزارة الاخرى من حصتها.. (راجع تصريح السيد سالم كاكو عضو قيادة الحركة والمنشور على هذا الموقع قبل ايام من تشكيلة الحكومة الكردستانية)..
الا يعني هذا شيئا للقارئ النبيه..

3- كما انه من السهل بلوغ الاجابة من خلال تقديم عدة اسئلة مختصرة ومعروفة الاجابة، مثل:
لو كان احد وزراء الحكومة الكردستانية الثلاث من الحركة الديمقراطية الاشورية.. فهل كانت الحركة ستقول ان الشعب الاشوري تم اقصاءه من التشكيلة؟
ولو كان احد وزيري شعبنا في الحكومة العراقية جاء من خلال الحركة.. فهل كانت ستصر حينها ان شعبنا ليس ممثلا في الحكومة؟
الا يعني هذا ان الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) بحسب تعريف الحركة هو فقط من انتسب او ناصر الحركة؟ وانه لا يشفع لاي اشوري مهما بلغت عطاءاته ومواقفه ان يكون اشوريا ما دام لونه ليس بنفسجيا؟

لماذا كانت السيدة وجدان ميخائيل ممثلة لشعبنا في البرلمان العراقي الذي دخلته عن طريق القائمة العراقية (راجع الوثيقة ادناه والتي تضم توقيع السيدة وجدان والسيد يوناذم وبقية اعضاء البرلمان من ابناء شعبنا على انهم جميعا ممثلين لشعبنا حيث تبتدا الوثيقة بالقول: نحن ممثلو الشعب الكلداني الاشوري السرياني ... ) ولكنها لا تمثل شعبنا اليوم في الحكومة رغم انها هي نفسها ورغم انها نالت حقيبتها عن طريق القائمة العراقية ذاتها؟ كيف يمكن للحركة ان تتوقع منا تصديق ان السيدة وجدان فقدت خصوصيتها القومية خلال 9 اشهر تفصل بين تاريخ الوثيقة هذه (14 اب 2005) وبين توزيرها؟
ولماذا كان السيد حريري اشوريا وممثلا لشعبنا لدى المعارضة الوطنية العراقية وبانتخاب اكثرية ممثلي شعبنا من اعضاء مؤتمر نيويورك للمعارضة الوطنية العراقية (1999) ومن بينهم السادة يوناذم كنا واشمايل ننو ويونان هوزايا، ولكنه اليوم لم يعد اشوريا بعد توزيره في الحكومة العراقية؟
ولماذا يكون السيد نمرود بيتو، الامين العام للحزب الوطني الاشوري، اشوريا في مؤتمر نيويورك وفي مؤتمر لندن ومن بين الموقعين على وثيقة ترشيح السيد يوناذم الى قيادة المعارضة العراقية، ولكنه اليوم يفقد اشوريته لانه بات وزيرا في حكومة اقليم كردستان محل السيدين يوناذم كنا ويونان هوزايا اللذان تعاقبا على الحقيبة الوزارية الاشورية؟

4- حاشا ان يكون قصدي الادانة اوالانتقاص من المنطلقات والالتزامات القومية لاي احد، ولكني فقط ابحث عن اجابة لسؤال يفرض نفسه الا وهو:
وفق التحاليل المختبرية ومقاييس السيطرة النوعية للحركة الديمقراطية الاشورية، ما هي الصفات التي جعلت من السادة يوناذم كنا، يونان هوزايا، بولص بهنام، والسيدة (عفوا الدكتورة بحسب جريدة بهرا) صوريا ايشو والانسة باسمة بطرس اشوريين من ابناء الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) ويفتقر الى هذه الصفات كل من السادة سركيس اغاجان ونمرود بيتو وجورج منصور وفوزي حريري والسيدة وجدان ميخائيل؟
علما ان ايا من الوزراء الخمسة الحاليين لم يسبق له الارتباط باجهزة النظام والعمالة لها وان وثائق هيئة اجتثاث البعث لم تورد اسم ايا منهم.
ما هي هذه الصفات اذن: هل هي فصيلة الدم، ام لون الشعر، ام الجينات الوراثية، ام يا ترى هو اللون الحزبي؟
قطعا ويقينا انه اللون الحزبي..
لذلك اقول انه من حق الحركة الديمقراطية ان تقول انها "اقصيت" من المشاركة في الحكومتين الكردستانية والعراقية.. ولكنه ليس من حقها القول ان الشعب (الاشوري الكلداني السرياني) "اقصي" من المشاركة..

رغم ان الاسئلة السابقة تكفي لادراك بواطن الامور وراء المظاهرات البنفسجية، الا اني ساخوض في المزيد من التفاصيل بالمزيد من المعلومات ليس لتوضيح الحقائق فحسب بل ولتنمية الحوار وتوسيع مساحته والانتقال من التعامل الشعاراتي مع الامور الى التعامل الموضوعي الذي يتخذ من الحقائق معيارا له.

اولا: تشكيلة حكومة اقليم كردستان العراق
[/b]
1- مشكلة البعض هي اعتقاده ان جميع ابناء شعبه هم فاقدو الذاكرة..
يقول السيد يوناذم في مقابلة مع (العالم الان) في يوم 10 ايار ما يلي حرفيا:
((س - في حكومة كردستان هل حصل الكلدو آشوريين على مقاعد؟
ج - لقد تم تخصيص مقعدين، مقعد لشخصية مستقلة على حساب علمي، وهو مدير التلفزيون عن الحزب الديموقراطي الكردستاني، والشخص الآخر من حزب أياغان (يبدو ان هناك خطا في التعبير او التسمية هنا – الكاتب) اللذين شاركا في الانتخابات وحصلا على أقل من 10 في المئة، واستبعدت حركة وقائمة الرافدين رغم كونها الفائزة في منطقة الإقليم بما لا يقل عن 90 في المئة من الأصوات.  هكذا كانت النتيجة ولكن لم يتم احترام إرادة شعبنا بنظري ولم يتم احترام الإستحقاق الإنتخابي أيضا.)) انتهى الاقتباس
الرجل يريد في اجابته القول ان حكومة اقليم كردستان العراق تشكلت على اساس نتائج انتخابات 15 - 12 - 2005 وكانت الوزارة استحقاقا انتخابيا لقائمة الرافدين!!! وبذلك يكون الرجل قد فقد الذاكرة او انه يتوقع منا ان نكون فاقديها.
الحقيقة الدامغة هي ان تشكيلة حكومة اقليم كردستان العراق لم تتشكل مطلقا على اساس انتخابات 15 - 12 - 2005 وليس لها علاقة بهذه الانتخابات لا من قريب ولا من بعيد.

ففي 15 - 12 - 2005 لم تجري انتخابات للبرلمان الكردستاني بل جرت انتخابات مجلس النواب العراقي، ولم يكن هناك اية قوائم متنافسة للفوز بمقاعد برلمانية في برلمان كردستان العراق لانه كما قلنا لم يكن هناك اساسا اية انتخابات للبرلمان الكردستاني في 15 - 12 - 2005.
انتخابات البرلمان الكردستاني والتي على اساسها تشكلت الحكومة الكردستانية جرت في 30 - 1 - 2005 في ذات اليوم الذي جرت فيه انتخابات الجمعية الوطنية العراقية الانتقالية. بمعنى اخر فانه في حين جرت الى الان عمليتين للانتخابات للبرلمان العراقي، الاولى في 30 - 1 - 2005 والثانية في 15 - 12 - 2005، فانه لم تجرى الا عملية انتخابات واحدة للبرلمان الكردستاني وذلك في 30 - 1 - 2005.
وعلى ضوء انتخابات 30 - 1- 2005 تشكلت الحكومة الكردستانية في ايار 2006 حيث تاخر تشكيلها لاكثر من عام لانها تطلبت ماراثونا سياسيا طويلا ومعقدا لتوحيد حكومتي الاقليم في حكومة واحدة.
من المؤسف ان يسعى البعض الى محاولة استغفال شعبهم وتضليله.
الجميع يعلم ان كافة احزاب شعبنا القومية المتواجدة في الاقليم قد تحالفت ضمن قائمة التحالف الكردستاني الى جانب الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، (رغم سعي الحركة حينها في تعليماتها الانتخابية الى تنظيماتها في المهجر للتعتيم على هذا التحالف).
في هذا التحالف شارك كل من: حزب بيث نهرين الديمقراطي، الحركة الديمقراطية الاشورية، الحزب الوطني الاشوري، حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني اضافة الى مرشح عن الجمعية الثقافية الكلدانية.
وفي هذه الانتخابات منحت قائمة التحالف الكردستاني 5 مقاعد برلمانية مضمونة الفوز لخمسة مرشحين تم الاتفاق في البداية ان يكون هناك مقعد واحد لكل من الكيانات الخمسة المذكورة.
الا ان الحركة الديمقراطية الاشورية طالبت بمقعدين ضمن الخمسة عوض المقعد الواحد، فتم الاتفاق حينها ان يمنح مقعد الحزب الوطني الاشوري كمقعد ثان للحركة على ان تتم مشاركة الحزب الوطني في السلطة التنفيذية (الحكومة) عوض التشريعية (البرلمان).
فاصوات قائمة الرافدين، سواء في انتخابات 30 - 1  او انتخابات 15 - 12، ليست لها اية علاقة بتشكيلة برلمان وحكومة اقليم كردستان العراق لان قائمة الرافدين لم تتنافس اساسا في انتخابات برلمان الاقليم، وان الحركة، حالها حال بقية احزابنا القومية، تحالفت مع التحالف الكردستاني في انتخابات برلمان الاقليم والتي جرت في 30 - 1 - 2005.
ومن البديهي ان يضمن التحالف الكردستاني المشاركة السياسية للاحزاب المتحالفة معه (الكردية منها او الاشورية)، فاشوريا ضمنت الحركة وبيث نهرين والاتحاد الكلداني هذه المشاركة في السلطة التشريعية (البرلمان) فيما شارك الوطني في السلطة التنفيذية (الحكومة).. وبذلك تكون مشاركة السيد نمرود بيتو في وزارة الاقليم نتيجة طبيعية لتحالف احزاب شعبنا وبينها الحركة ضمن التحالف الكردستاني في انتخابات 30 - 1 - 2005.
وهذه مسالة جلية وبسيطة الادراك ولا تتطلب تحميلها ما لا تتحمله الا اذا كان المطلوب هو سوء النية والتشويش والتضليل وتحريف الحقائق والوقائع..

2- يمكن للحركة ان" تتحاجج" في عدم منحها الحقيبة الوزارية الاخرى التي شغلها السيد جورج منصور. ولكن التحاجج شيئ وشرعيته وعدالته شيئ اخر.
فقبل كل شيئ، فاذا كان للحركة "الحق في التحاجج" بشان هذه الوزارة فان لحزبي (بيث نهرين الديمقراطي) و(الاتحاد الديمقراطي الكلداني) "حقا مضاعفا في التحاجج" كون التحالف الكردستاني منح لكل منهما مقعدا واحدا فقط في البرلمان مقابل منح الحركة مقعدين في تحالفات انتخابات 30 - 1 - 2005 والتي دخلها الجميع متكافئين ضمن التحالف الكردستاني.
يبدو لي ان الواقع التناحري بين احزابنا من جهة وضغط الوقت لتسمية وزراء الاقليم في الحكومة الكردستانية (التي يبدو انها تمت في الايام ان لم نقل الساعات الاخيرة) لم تكن تسمح لقيادات التحالف الكردستاني المكلفين بتشكيل الحكومة المبادرة بالاتصال باحزابنا وطلب الاتفاق على مرشح لهم لمنصب وزارة الاقليم.

3- ناهيك عن ان "محاججة" الحركة بشان الوزارة الثانية لا يمكن لها ان تكون مقبولة.. فاحد مبادئ تشكيل الحكومات الديمقراطية او الساعية الى الديمقراطية هي انه لا يمكن لك ان تكون في المعارضة والحكومة في ذات الوقت.. فلا يمكن ان يكون للحركة رجلا في الحكومة بعد ان وضعت رجلها الاولى في المعارضة.
الحركة الديمقراطية الاشورية لم تعد تخفي من خلال منابرها واعضاءها ومناصريها انها في تقاطع ومعارضة تامة مع عموم الوضع السياسي في اقليم كردستان العراق، بدءا بتسمية الاقليم الى فدراليته مرورا بتفاصيل الامور وبخاصة العلاقة بين الشعبين الكردي والاشوري.. واعلام الحركة ومريديها وتحديدا في المهجر لا يتردد في ترويج وتاجيج العداءات والاحقاد القومية.. مثلما بات امرا معروفا ان الحركة لا تؤمن بالشراكة القومية والسياسية للشعبين الكردي والاشوري.
فكيف يمكن لها ان تتوقع ان تكون طرفا في حكومة هي معترضة عليها من حيث المبدا والتفصيل!!!!

القس عمانوئيل يوخنا

الجزء الثاني يوم الخميس القادم:
تشكيل الحكومة العراقية ونقاط اخرى..[/size][/font]

257
ضمن الانشطة واللقاءات التي يتضمنها برنامج زيارة وفد (جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة) الى اقليم كردستان العراق، سيكون هناك اليوم في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر بتوقيت العراق (الواحدة والنصف بتوقيت وسط اوربا) لقاءا تلفزيونيا حواريا مباشرا مع الوفد على قناة زاجروس الفضائية (قناة ساتالايت).
سيتحدث في البرنامج البروفسور تلمان زولش مدير الجمعية ورئيس وفدها، الاب عمانوئيل يوخنا والسيدة ماريا سيدو عضوي الجمعية.
الجدير بالذكر ان وفد الجمعية الذي يضم ايضا الدكتور كمال سيدو عضو مجلس ادارة الجمعية ومسؤول قسم الشرق الاوسط فيها والسيد تورستن فالدر، هو في زيارة الى اقليم كردستان العراق منذ الثلاثاء 23 ايار ولمدة اسبوعين.
الهدف الاساسي للزيارة هو التهيئة لفتح مكتب لجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في اربيل.
اضافة الى لقاء العديد من الشخصيات والفعاليات السياسية والثقافية المختلفة.
حيث قام الوفد بلقاء السيدين رئيس ونائب رئيس البرلمان الاقليمي والسيد فلك الدين كاكئي وزير الثقافة والسيد جورج منصور وزير الاقليم واخرين.
كما التقى الوفد مجموعة من الشخصيات التركمانية، كما سيلتقي مجموعة من الشخصيات وممثلي المؤسسات المختلفة لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني).

258
شكرا لقائمتي (التحالف الكردستاني) و(العراقية الوطنية)
[/b]

قبل كل شيئ ادعو قراء المقال من ابناء شعبي من الاشوريين التريث وعدم القفز الى النتائج واتهام كاتب المقال بالتخوين انطلاقا من عنوان المقال قبل قراءته!!
المقال ليس موجها لاي احد بقدر ما هو للمساهمة في توسيع الوعي المعلوماتي والمؤسساتي والسياسي فيما يتعلق بالعملية السياسية الجارية في العراق واسسها وضوابطها وتوافقاتها..

1- قبل اكثر من ستة اشهر انطلقت الحملة الانتخابية لانتخابات مجلس النواب العراقي التي تنافس فيها حوالي 300 كيان سياسي مستقل و20 قائمة تحالفية تنافست للفوز بالمقاعد الـ 275 التي يضمها مجلس النواب العراقي وموزعة على 230 مقعد مخصص للمحافظات و45 مقعدا تعويضيا وبحسب قانون الانتخابات الذي اقرته الجمعية الوطنية العراقية السابقة، وهو قانون لم يمنح اية خصوصية قومية او دينية للمقاعد البرلمانية..
الخصوصية التمثيلية الوحيدة هي المقاعد الـ 230 المخصصة للمحافظات من حيث ان شاغليها فازوا بمقاعدهم من خلال اصوات ناخبي تلك المحافظة.. فالفائزين بالمقاعد المخصصة للبصرة يحق لهم ادعاء تمثيلهم لاهالي البصرة لانهم فازوا بمقاعدهم من خلال اصوات الناخبين البصراويين حصرا.. وهكذا لبقية المحافظات..
وفيما عدا ذلك فان مقاعد مجلس النواب العراقي لا تمتلك قانونيا اية خصوصية تمثيل قومية (عربية كانت ام كردية ام اشورية ام تركمانية) او دينية (اسلامية كانت ام مسيحية ام يزيدية ام صابئية)..
فالوضع القانوني والتمثيلي لمقاعد مجلس النواب هي ان الجميع يمثل الجميع لان الجميع انتخب الجميع..
وكل نائب في مجلس النواب العراقي يمثل مجموع الشعب العراقي..


2- شخصيا، كنت من داعمي قائمة (النهرين وطني) لاسباب مختلفة معروفة للقراء من ابناء شعبي واوردتها في مشاركاتي المتواضعة في الدعاية للقائمة كجزء من حقي القانوني الذي مارسته مثلما مارسه عموم العراقيين المشاركين في الحملة الاعلامية التي سبقت الانتخابات..
بالتاكيد فان الحملة الدعائية والانتخابات العراقية لم تكن مثالية 100% حيث تخللتها العديد من الشوائب والاخطاء والتجاوزات التي مارسها الجميع والتي من المهم تقليصها مع كل انتخابات عراقية قادمة.
ومع اغلاق صناديق الاقتراع وبدء ظهور نتائج التصويت، كنت شخصيا اول من نشر خارطة توزيع المقاعد البرلمانية مع كل دفعة نتائج فرز للاصوات تعلنها المفوضية العليا.. بل وكنت اول من حدد ملامح الخارطة البرلمانية بوجه دقيق وتفصيلي.. وكنت اول من وجه التهاني للفازين بعضوية مجلس النواب من مختلف القوائم الانتخابية المتنافسة.
ان قيم الديمقراطية التي اؤمن بها تفرض علي احترام الناخبين وقراراتهم.. فرغم اني سعيت وتمنيت ان تفوز (النهرين وطني) وهو امر لم يتحقق، فاني احترمت نتائج الانتخابات وتقدمت بالتهنئة للفائزين فيها.
واتمنى على الجميع ان يمتلك ويلتزم هذه الروحية وهذه القيم.

3- صحيح انه بحسب المشاعر والعواطف والانتماءات التي تعيش في ذات كل فرد منا، فاننا قد نشعر بان فلانا من النواب هو اقرب الينا من زملاءه.. فالاشوري العراقي يشعر بان النواب الاشوريين (3 في البرلمان الحالي) هم اقرب اليه (بل وربما يشعر بسبب الانتماء الحزبي او المذهبي او العشائري ان فلانا بين الثلاثة هو اقرب اليه وهو من يمثله)، وكذلك التركماني العراقي والنواب التركمان.. والامر ذاته دينيا او مذهبيا كان يشعر السني او الشيعي بان النواب السنة او الشيعة هم اقرب اليه.. او ان يشعر اليزيدي بان النواب اليزيدية هم اقرب اليه.. بل ويتسع الامر بانه ربما يشعر الاكاديمي العراقي بان اعضاء مجلس النواب الاكاديميين هم اقرب اليه..
ولكن هذه جميعا تبقى ضمن اطار المشاعر والعواطف والانتماءات القومية والدينية والحزبية ولا مترتبات قانونية لها وعليها.. فالنص القانوني والقيمة الاعتبارية والتمثيلية القانونية لاعضاء مجلس النواب هي ان الجميع يمثل الجميع.
بمعنى اخر، وقدر تعلق الامر بشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني)، فان القانون الانتخابي لم يمنح لنا خصوصية قومية في الترشيح والانتخاب والتمثيل عندما لم يخصص مقاعد برلمانية بعدد محدد (ايا كان) يتم الترشيح لها والتنافس عليها والفوز بها بين مرشحين وناخبين من ابناء شعبنا حصرا..
النتيجة القانونية والطبيعية والمنطقية لذلك هي انه ليس هناك ممثلين برلمانيين بخصوصية تمثيلية قومية قانونية لشعبنا، بل هناك اعضاء من شعبنا في البرلمان وليس ممثلين لشعبنا في البرلمان تنافسوا وانتخبوا اشوريا.. (رغم اننا جميعا نستعمل ببساطة نريد بها ابداء الاحترام لابناء شعبنا في البرلمان بتوصيفهم بالقول انهم ممثلو شعبنا في البرلمان وهو كما اوردنا تعبير يفتقر الى الدقة والصواب القانوني)..
ورغم ان هذه هي حقيقة واقعة ومعلومة قانونية يتوجب ادراكها من الجميع (بغض النظر عن تمنياتنا بما يجب ان يكون عليه القانون الانتخابي) فانه من المناسب ان نضيف مثالا اخر يوضح هذه الحقيقة، الا وهو مثال عضو مجلس الشورى الايراني (اي البرلمان الايراني) عن الاشوريين.. حيث ينص قانون مجلس الشورى الايراني انه يجب ان يكون هناك عضو واحد في المجلس يمثل الاشوريين يقوم الاشوريين في ايران بانتخابه في صناديق انتخابية خاصة بهم وبين متنافسين اشوريين.. وبذلك فانه يحق للفائز ان يقول انه يمثل الاشوريين في ايران.
كما من المفيد هنا ان ندرج اقتباسا حرفيا من تصريح للسيد يوناذم يوسف كنا يقول فيه بصراحة انه يتوقع لقائمة الرافدين ان تفوز بعدة مقاعد اضافية في البرلمان العراقي من خلال اصوات عراقية غير اشورية، حيث يقول حرفيا في مقابلة مع موقع زهريرا نت:
http://www.zahrira.net/modules.php?name=News&file=article&sid=52
((ولدينا توقعات ان تكون اكثر من عشرة مقاعد قد تصل الى 15 مقعد لوجود اصوات غير آشورية او كلدانية او سريانية وغير مسيحية ايظا بل اصوات عراقية بسبب نهجنا الوطني لاننا عملنا بشكل نزيه وارتباطنا هو بمصالح الوطن حيث هناك اصوات خارج اطار انتمائنا القومي والديني.)) انتهى الاقتباس.
وهذا اعتراف صريح وسليم بان الاشوريين من اعضاء البرلمان العراقي لا يمتلكون صفة تمثيلية قومية خصوصية بل هم اعضاء اشوريين في البرلمان تم انتخابهم على اساس عراقي ويمثلون الشعب العراقي (ومن بين مكوناته الشعب الاشوري) على قاعدة ان الجميع يمثل الجميع..
من الحق المشروع للاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية، اعضاء ومساندين، افرادا ومؤسسات، ان يؤمنوا ان السيد يوناذم كنا يمثلهم في البرلمان العراقي لانهم منحوه اصواتهم التي جعلت منه عضوا في البرلمان، ولكن ليس من حقهم القول بانه الممثل الوحيد لشعبنا في البرلمان.. فالبرلمان من جهة، ومن حيث المبدا والنص القانوني، لا يضم ممثلين جرى انتخابهم بخصوصية قومية لاي من القوميات العراقية، وهذا ينطبق على النواب العرب والكرد والاشوريين والتركمان على حد سواء.. اضافة الى انه من جهة اخرى هناك اعضاء اشوريين اخرين في البرلمان فازوا بعضويتهم بطريقة قانونية وشرعية ومن خلال اصوات الناخبين الذين بينهم ناخبين من ابناء شعبنا تفوق اعدادهم اضعاف اعداد الناخبين الذين مارسوا حقهم المشروع ومنحوا صوتهم للسيد يوناذم، كما سناتي في الفقرة اللاحقة.
ارجو بروح المحبة من القراء من ابناء شعبي ادراك هذه الحقيقة بروحية موضوعية ومعلوماتية قانونية بعيدا عن العاطفة التي اكرر القول انها تجعل كل منا يشعر بالقرب والتفاعل مع اعضاء مجلس النواب بحسب المشاعر او المنطلقات القومية او الدينية او المذهبية او المهنية ويشعر الواحد منا بناء عليه ان فلانا من النواب يمثله دون غيره من النواب، ولكني اكرر القول ان هذه مشاعر وتعاطفات وولاءات لا ارضية قانونية لها مثلما ليس لها اية تبعات او نتائج قانونية الزامية..

3- وبالتاكيد فان قانونا انتخابيا لا يتضمن خصوصية قومية في الترشيح والتصويت والفوز والتمثيل يعني ان من حق وواجب الساعين للدخول تحت القبة البرلمانية (اشخاصا مستقلين او مرشحين لتنظيمات) ان يقراوا الخارطة الانتخابية ويقرروا افضل فرص الفوز في الانتخابات كان يقرروا التنافس مستقلين او ضمن تحالفات قد تكون مع قوائم قومية او وطنية.. فهذه مسالة مشروعة بل هي من شروط النظام الديمقراطي ويضمنها القانون.. وعلينا تفهمها وادراكها بوعي ناضج بعيدا عن الشعاراتية.
الارقام لها لسان وتتحدث بلغتها وتعطي توصيفا حقيقيا للوقائع اكثر من خطاب اي سياسي وبلاغة اي كاتب..
الارقام الانتخابية للانتخابات السابقة تتحدث لتقول ان حوالي 90% من الناخبين الاشوريين منحوا اصواتهم لقوائم انتخابية وطنية ضمت شخصيات من ابناء شعبنا ضمن قوى سياسية وطنية (مثل السيد فوزي فرنسو حريري في قائمة التحالف الكردستاني والسيدة وجدان ميخائيل في القائمة العراقية الوطنية واخرون في هاتين القائمتين والقوائم الوطنية الاخرى) مثلما تضمنت مرشحين عن احزاب شعبنا ممن تحالفت تنظيماتهم مع هذه القوائم الوطنية (مثل السيد ابلحد افرام ساوا مرشح الاتحاد الديمقراطي الكلداني المتحالف مع التحالف الكردستاني) وهذه مسالة طبيعية جدا ما دام القانون الانتخابي لا يتضمن خصوصية قومية في الترشيح والتصويت والتمثيل. وهذا لا يلغي هويتهم القومية ولا يسمح للتشكيك بقناعاتهم واخلاصهم وحسهم القومي والوطني كون الهوية والانتماء والعمل من اجل الامة والشعب والوطن ليس محصورا بلون او فصيل او تنظيم سياسي واحد اوحد.
الارقام الانتخابية تقول انه من مجموع حوالي 300 الف ناخب من ابناء شعبنا داخل العراق بالتقديرات الواقعية، ومن مجموع نصف مليون ناخب من ابناء شعبنا بحسب تقديرات الحركة الديمقراطية الاشورية (شخصيا اعتقد ان الرقم مبالغ فيه) فان مجموع ما فازت به قائمة الرافدين الوطنية هو 29733 صوت فقط (10% من 300 الف) وقائمة النهرين وطني هو 4786 صوت (1.59%) والمؤتمر الاشوري العام هو 632 صوت فقط (0.21%).. والمجموع للثلاثة هو 35151 صوت فقط (11.71% من 300 الف).
(طبعا تصبح النسبة اقل بكثير!! لو اعتمدنا تقديرات الحركة بان اعداد الناخبين من ابناء شعبنا في العراق هو اكثر من نصف مليون ناخب).
(لم نحتسب ارقام المهجر لعدم وجود تخمينات معقولة لاعداد شعبنا المقيمين في المهجروتحديدا في الدول التي جرت فيها الانتخابات.. وعلى اية حال فان النسبة لن تتغير كثيرا حتى باضافة اية تخمينات لاعداد المهجر).
وهذا يعني ان الـ 265 الف صوت لمتبقية (90%) ذهبت الى القوائم الوطنية وتحديدا التي ضمت تنظيمات من شعبنا متحالفة ضمن القائمة او شخصيات من ابناء شعبنا، وبشكل اكثر تحديدا فان النسبة العظمى من هذه الـ 90% ذهبت الى قائمتي (التحالف الكردستاني) و(العراقية الوطنية) اللتين من حقهما القول بانهما تمثلان معظم الـ 90% من شعبنا مثلما يحق لقائمة الرافدين ان تقول انها تمثل 10% من ابناء شعبنا.

4- من هنا ياتي عنوان المقال بالشكر للقائمتين، (التحالف الكردستاني) و(العراقية الوطنية) من حيث انهما احترمتا ما يزيد مجموعه عن 200 الف من الناخبين من ابناء شعبنا الذين منحوا اصواتهم للقائمتين.. حيث عبرت القائمتين عن هذا الاحترام لناخبيهم عندما ضمت كل منهما وزيرا من ابناء شعبنا في حصتها الوزارية.
فمن مجموع 5 وزراء لقائمة التحالف الكردستاني تولى السيد فوزي حريري حقيبة وزارية، ومن مجموع 4 وزراء للقائمة العراقية تولت السيدة وجدان ميخائيل حقيبة وزارية.
لقد ضمنت التشكيلة الوزارية لحكومة الدكتور المالكي التعددية القومية والدينية للشعب العراقي وبذلك تكون قد احترمت الدستور العراقي الذي يقر بهذه التعددية. ونتمنى ان تلتزم ذلك في برنامجها وعملها.
ليس هناك اي نص قانوني يلزم رئيس الوزراء بان يطلب ترشيح الوزراء العرب او الكرد او الاشوريين او التركمان من هذه القائمة او تلك الكتلة دون غيرها لانه وكما سبق لنا تكراره ان المقاعد البرلمانية ليس لها خصوصية قومية بل هي مقاعد وطنية.
الالزام القانوني والتقليد العرفي هو ان الكتل التي تقوم بتشكيل الحكومة (وهي بالتاكيد الكتل الاكبر كما هو الحال في كل الدول) يجب ان تضمن وجود كل الفسيفساء القومية والدينية العراقية في التشكيلة الوزارية.
فالوزير التركماني الذي تتم تسميته من قبل كتلة الائتلاف لا يفقد تركمانيته لانه ليس من حزبا تركمانيا محددا دون غيره. والوزيرة من ابناء شعبنا التي تتم تسميتها من قبل القائمة العراقية لا تفقد هويتها القومية لانها لا تنتمي الى حزب قومي محدد من احزاب شعبنا. والوزير الاشوري الذي تتم تسميته من قبل التحالف الكردستاني لا يفقد اشوريته لانه لا ينتمي الى حزب اشوري محدد دون غيره.
فشكرا للدكتور المالكي حرصه على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعكس المكونات العراقية القومية والدينية.
وشكرا لقائمتي (التحالف الكردستاني) و(العراقية الوطنية) احترامهما لناخبيهما من ابناء شعبنا (الاشوري الكلداني السرياني) وتسميتهما للسيد فوزي حريري والسيدة وجدان ميخائيل وزيرين في اول حكومة عراقية دائمية منتخبة.
وتهنئة قلبية للعراق، كل العراق، بانجازه هذا على طريق مستقبله الفدرالي الديمقراطي.
وتهنئة لابناء شعبنا (الاشوري الكلداني السرياني) على مشاركته الوزارية بشخص اثنين من ابناءه.
وتمنيات قلبية للحكومة الجديدة، رئيسا ونوابا ووزراء، بالنجاح والتوفيق.
والرب يبارك الجميع..


القس عمانوئيل يوخنا
المانيا في 21 ايار 2006 [/size] [/font]

259
أخبار شعبنا / رسالة تهنئة
« في: 10:49 20/05/2006  »
رسالة تهنئة
[/b]

لمناسبة اعلان حكومة اقليم كردستان العراق يسعدني ان اتوجه بالتهنئة القلبية الى السيد نجيرفان بارزاني رئيس الحكومة ونائبه السيد عمر فتاح والى السادة الوزراء متمنيا لهم النجاح والتوفيق في مهامهم في تعزيز المسيرة التنموية للاقليم لما فيه خير ورفاه عموم ابناءه من كرد واشوريين وتركمان، من مسليمن ومسيحيين ويزيدية.
كما اتوجه بالتهنئة الحارة الى السادة سركيس اغاجان، نمرود بيتو، جورج منصور لتوليهم المناصب الوزارية في حكومة اقليم كردستان العراق متمنيا لهم النجاح في مهمتهم خاصة وانها تاتي تجسيدا واستمرارا للعلاقة والمشاركة القومية والسياسية لشعبنا مع اخوته من ابناء الاقليم.
ليبارك الرب كل الجهود الطيبة لما فيه خير الانسان والشعب والوطن..

القس عمانوئيل يوخنا[/size][/font]

260
أخبار شعبنا / شكر واعتذار
« في: 10:23 20/05/2006  »
شكر واعتذار

لمناسبة انتهاء زيارتي الى الولايات المتحدة الامريكية وكندا اتوجه بجزيل الشكر وفائق التقدير والاحترام الى قداسة سيدنا البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، والاباء المطارنة والاساقفة والاخوة الكهنة وكافة الاخوة والاصدقاء الذين ساهموا في انجاح الزيارة في محاورها المتعددة من خلال بركاتهم ونصائحهم الابوية او بالتسهيلات التي وفروها او بالضيافة الكريمة التي قدموها..
ليباركهم الرب جميعا..

كما اتوجه بالاعتذار الشديد الى كافة الاخوة والزملاء والمعارف والاقارب ممن تعذر لي لقاءهم بسبب ضيق الوقت وكثرة المشاغل والالتزامات.. داعيا الرب ان يمنحهم جميعا موفور الصحة والعافية، واردد هنا القول بان المؤمنين لا يقولون وداعا بل الى اللقاء..

القس عمانوئيل يوخنا
المانيا 20 ايار 2006 [/size] [/font]

261
آشوريو المهجر والفوبيا الكردية
الجزء الثالث
[/b]

في القسم السابق من المقال بينا تجليات الفوبيا الكردية لدى البعض من اشوريي ومؤسسات المهجر في مواقفهم من الشعب الكردي وقضيته وقياداته..
وفي هذا القسم سنتناول تجليات الفوبيا الكردية في محورها الثاني، واقصد به، القضية الاشورية والطموحات القومية والوطنية الاشورية في العراق..
حيث في هذا المحور ايضا تتجلى الفوبيا الكردية واثارها ومظاهرها لتشمل مجمل تفاصيل الاداء السياسي والاعلامي الاشوري وعلى مختلف المستويات.. وهذا بحد ذاته يبين مدى احتدام هذه الفوبيا بين حامليها من بعض ابناء الشعب الاشوري ومؤسساته، وتحديدا المهجرية.

- الموقف من القوى والطروحات السياسية التي تدعو الى الشراكة السياسية بين الاشوريين والكرد
اليوم وبعد ان بات العالم قرية صغيرة، فانه في مجمل الامور الحياتية المعاصرة، الفردية منها والجماعية، وتحديدا في الامور والقضايا السياسية للشعوب، لا يمكن بلوغ الهدف دون ان تكون هناك شراكة قائمة على التقاء المصالح بين الاطراف..
هذا كمبدا عام..
وفي الوضع الخاص لشعبين يتقاسمان التاريخ والجغرافيا، الحاضر والمستقبل، فان الشراكة تصبح، وكما اوردنا في مقالنا السابق، خيارا لا مناص منه بين الشعبين..
من هنا، كانت قراءة الكثير من االقوى والشخصيات السياسية الاشورية للواقع السياسي القومي منه والوطني بان المصلحة القومية والوطنية للشعبين الكردي والاشوري هي في التزام رؤية مستقبلية واقامة شراكة سياسية بين الشعبين وقواهما السياسية.. وممارسة وتجسيد هذه الشراكة في مختلف الاصعدة والاحداث والمواقف، وبخاصة في الوضع العراقي الراهن حيث تاسيس العراق الجديد دستوريا واداريا ومؤسساتيا.
الا ان حاملي الفوبيا ومروجيها يعتقدون بخلاف ذلك..
فالتحالفات السياسية الاشورية مع القوى السياسية الكردستانية هي جريمة وخيانة عظمى بنظرهم!! وان من يقوم بهذا التحالف تسقط عنه اشوريته ويصبح اشوريا مستكردا!!
فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما تحالفت احزاب اشورية مع التحالف الكردستاني في انتخابات الجمعية الوطنية العراقية (30 كانون الثاني 2005) وهو تحالف سياسي طبيعي تقوم به كل الاحزاب في كل الانتخابات وفي كل البلدان والاوطان، خاصة وان الانتخابات لم تمنح خصوصية قومية للمقاعد البرلمانية (بمعنى لم تخصص مقاعد معينة لكل قومية عراقية ويتنافس عليها ابناء هذه القومية حصرا)، فان هذه الاحزاب ومرشحيها في الانتخابات وبالتالي ممثليها في الجمعية الوطنية تم تخوينهم وتجريمهم واسقاط الانتماء الاشوري عنهم!!
فمثلا وفي نص البرقية التي وجهها السيد شيبا مندو، رئيس المجلس القومي الاشوري في الينوي في اميركا، الى السيد جلال الطالباني لمناسبة انتخابه رئيسا للعراق حيث يشير بالنص الصريح السيد مندو الى ان ممثل الاشوريين في البرلمان هو فقط السيد يونادم كنا!! وبذلك يجرد اعضاء البرلمان العراقي من الاشوريين الذين تحالفت تنظيماتهم في الانتخابات ضمن التحالف الكردستاني من هويتهم القومية، عملا بمبدا الفوبيا الكردية القائل ان "الاشوري الذي يتحالف سياسيا مع القوى الكردستانية تسقط عنه اشوريته".
والسيد مندو والمجلس القومي الاشوري لم يكن حالة استثنائية بل هو حالة عامة عمت على معظم المؤسسات القومية الاشورية المهجرية المرتبطة عضويا باحد التنظيمات الاشورية في الوطن، واتسعت لتشمل احزابا سياسية يفترض فيها امتلاك الخبرة والوعي السياسي، كما هو الحال مع المنظمة الاثورية الديمقراطية على سبيل المثال.  (لنتذكر جميعا المداخلة التي قام بها السيد سعيد يلدز، مسؤول المنظمة في سكندنافيا، في البرنامج الحواري المفتوح على قناة سورويو الفضائية عندما حصر شعبنا بالمصوتين للقوائم القومية مجردا بذلك 85% من ابناء شعبنا ممن صوتوا للقوائم الوطنية من هويتهم القومية.. من اباح له ذلك؟ انها الفوبيا..).
وذات الشيئ تكرر وما يزال يتكرر في الانتخابات الاخيرة والنظر اليها بعوينات الفوبيا الكردية..
ارقام الانتخابات الاخيرة تقول ان القوائم القومية غير المتحالفة وطنيا (الرافدين، نهرين وطني، المؤتمر الاشوري العام) حصلت على مجموع اصوات داخل العراق هو 35151 فقط.
فبافتراض ان هناك 350 الف اشوري في العراق، يكون الحد الادنى للناخبين هو 227 الف صوت انتخابي، وبذلك يكون 15% فقط من الاشوريين في العراق منحوا اصواتهم للقوائم القومية غير المتحالفة، و85% منحوا اصواتهم للقوائم الوطنية، التحالف الكردستاني والعراقية.
الا ان مروجي الفوبيا الكردية يسقطون الـ85% من ابناء شعبنا من حساباتهم ويجردونهم من هويتهم القومية ويعتبرون ان الـ 15% فقط هم اشوريين، وليستنتجوا بذلك ان النائب الاشوري الوحيد في البرلمان هو من حاز على اكثرية الـ 15% هذه، ناسين او متناسين، جاهلين او متجاهلين الـ 85% من الاشوريين..


ان تخوين وتجريم القوى والشخصيات التي تدعو الى الشراكة السياسية بين الشعبين الكردي والاشوري لم تقتصر على التنظيمات السياسية الاشورية المختلفة التي شاركت في تحالفات سياسية مع القوى الكردستانية، بل
توسعت لتشمل المرجعيات الروحية والكنسية لكنائس الشعب الاشوري..
فقداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، بات وما زال هدفا لحاملي الفوبيا الكردية حيث تم تخوينه وتجريمه وصولا للدعوة الصريحة لاغتياله لانه وجه رسالة تهنئة الى السيد مسعود البارزاني لمناسبة انتخابه رئيسا للاقليم ولانه قام بزيارة ولقاء السيد البارزاني في زيارته الى واشنطن..
ومع قرار المجمع السنهاديقي الاخير لكنيسة المشرق بعودة الكرسي البطريركي للعراق والتهيئة لذلك في زيارة راعوية بطريركية من المؤمل ان يقوم بها قداسته قريبا الى الاقليم فان حملة تخوينه وتجريمه تصاعدت متهمة اياه بانه خان الامة وباعها وتجرد من هويته القومية وتنكر لتاريخ الكنيسة والامة..
وذات الشيئ، وان بنغمة الطف ومساحة اضيق، قيل ضد قداسة االبطريرك مار عمانوئيل دلي للقاءه بالقيادات السياسية الكردية، السيد مام جلال الطالباني رئيس الجمهورية والسيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق، في روما..

- الموقف من المنطقة الادارية في سهل نينوى
المنطقة الادارية في سهل نينوى كانت وما زالت حديث التنظيمات والساسة الاشوريين داخل الوطن وخارجه.. وحتى من رفض الطرح (بدوافع حزبية ومناصب وزارية) عندما تم تداوله في بدايته تحت تسمية "الملاذ الآمن" (وهي ذات التسمية التي اطلقت عام 1991 على اقليم كردستان العراق ولتتحول المنطقة الامنة وتتطور الى اقليم فدرالي لكردستان العراق) عاد لاحقا للالتحاق بموكب الداعين للمنطقة الادارية في سهل نينوى حيث يعيش الاشوريون مع اليزيدية والشبك فيما يسميه البعض بحزام الاقليات.
الا ان ظاهرة الفوبيا الكردية والتي كما اسلفنا تقوم على مبدا (AntiKurdish) اكثر من مبدا (ProAssyrian) تتجلى في الموقف من المنطقة الادارية باجلى صورها، حيث ان المصابين بهذه الفوبيا يرفضون رفضا قاطعا ومسبقا ومن دون اية دراسة او تحليل للواقع الديموغرافي لشعبنا في العراق ان ترتبط المنطقة الادارية (حين تشكيلها) باقليم كردستان العراق ويصرون على ضرورة ارتباطها بالحكومة المركزية في بغداد.
ان العداء والموقف المسبق لهؤلاء تجاه الشعب الكردي واقليم كردستان العراق وقياداته السياسية تجعلهم رافضين لارتباط المنطقة الادارية بالاقليم بما يضمن التواصل بين سهل نينوى وبين اكثر من مائة قرية وقصبة اشورية في الاقليم وبما يجعل الاشوريين القومية الثانية في الاقليم. وعوض ذلك وبدافع من (AntiKurdish) يدعون لارتباط المنطقة الادارية لسهل نينوى بالحكومة المركزية حيث لا وجود ديموغرافي لشعبنا خارج المنطقة الادارية المقترحة، فيما عدا الوجود في المدن الكبيرة مثل بغداد والموصل، وبما يجعل شعبنا القومية الثالثة او الرابعة.
هذا من حيث مبدا المنطقة الادارية وهيكليتها، اما من حيث الية اقرار وتحقيق المنطقة الادارية فان حاملي الفوبيا يتجاهلون حقيقة ان ذلك يتطلب دعما من القوى السياسية العراقية لاقراره في العراق الجديد حيث المؤسسات الدستورية التي لا بد من الحصول على موافقتها لاقرار المنطقة الادارية الذاتية..
وبدعوتهم لربط المنطقة الادارية بالحكومة المركزية فانهم يقطعون الطريق مقدما على اي دعم سياسي كردستاني ويراهنون عوضه على دعم القوى السياسية العربية والاسلامية.. فهل هناك من احد يتوقع ان تقوم هذه القوى بدعم تشكيل منطقة ادارية قابلة للتطور الى محافظة للاقليات القومية والدينية في سهل نينوى؟؟ شخصيا اشك في ذلك كثيرا، بل واستبعده من اكثر السيناريوهات تفاؤلا..

- الموقف من برامج اعادة الاعمار
لا يختلف اثنان في ان جميع الاشوريين وبمختلف ولاءاتهم وبرامجهم السياسية، وبمختلف انتماءاتهم العشائرية او المذهبية او المناطقية، يتفقون على ان اعادة اعمار القرى الاشورية التي قام النظام السابق بتهديمها انما هو اعادة للثقة بالنفس وتعزيز للامل بالمستقبل.. مثلما يتفق الجميع ان برنامجا كهذا يفوق طاقة العوائل المرحلة على الايفاء بمتطلباته المادية، خاصة بعد عقدين من السنوات العجاف بسبب الحروب والحصار..
في الوقت الذي تصر فيه التنظيمات والمؤسسات والشخصيات الاشورية على ادراج مطلب اعادة الاعمار كاحدى مهام الحكومتين، المركزية والاقليمية، وبضرورة تخصيص الميزانية اللازمة لذلك، وهي مطالب مشروعة.. فاننا نرى انه حينما التزمت حكومة اقليم كردستان العراق برنامجا كهذا وبوشر به قبل حوالي السنتين وما زال مستمرا، ونامل باستمراريته وتوسعه، فاننا نرى البعض في المهجر الاشوري المشحون حزبيا بهذه الفوبيا يقف موقفا سلبيا ومعاديا لهذا البرنامج، بدءا بالتعتيم عليه عندما انطلق مرورا الى التقليل من شانه، بعد ان بات التعتيم غير ممكنا، وصولا الى تحميله ما لا يتحمله من مدلولات سياسية حزبية ضيقة.. وبصورة اجمالية فان الشحن الحزبي ضد هذا البرنامج يصل حدود رفض فقراته وتفاصيله من اعمار للقرى والبنية التحتية وغيرها، وبكلمات اخرى فان الدعوات تاتي صريحة احيانا وضمنية احيانا اخرى الى تفضيل اللجوء الى سوريا والاردن او البقاء في المدن وضمن مدى الارهابيين على العودة الى القرى والقصبات الاشورية في اقليم كردستان العراق وسهل نينوى ضمن برامج الاعمار هذا.
عشرات من القرى التي لم يكن ببال احدنا ان تتعمر اعيد اعمارها في برواري بالا وصبنا والسليفاني وغيرها..
عشرات الكيلومترات من الطرق التي افتتحت في الجبال والوديان لتصل الى قرى نائية معزولة وليصل معها شريان الحياة لها.
مئات البيوتات تم توسيعها وتطويرها.. عشرات الكنائس والمدارس والقاعات تم تشييدها.. وغيرها مما يضيق به المجال..
الا تستحق كل هذه كلمة حق بتثمين البرنامج..
بالتاكيد هناك نواقص وملاحظات هندسية او ادارية على تفاصيل البرنامج.. ولكن ان يتم تاويلها وتحميلها نتائج سياسية واحقاد قومية فتلك خيانة للقيم الانسانية التي تدعو الى قول الحق، قبل ان تكون خيانة لطموح الامة وابناءها بالعودة الى قراهم واراضيهم..

وذات الشيئ عن فضائية "عشتار" التي وصل الامر بحاملي الفوبيا الى الدعوة الصريحة لاغتيال مديرها الاعلامي السيد جورج منصور.. فالقناة التي استطاعت ان تدخل بيوتات الاشوريين عبر العالم وتحطم الفواصل اللهجوية والمناطقية والذهنية بينهم محققة بذلك ما لم تستطع اية مؤسسة اخرى من تحقيقه حيث النتائج القريبة والطويلة المدى لها هي توحيد الشعب المفتت وادامة التواصل والارتباط بين الوطن والمهجر، يعتبرها حاملو الفوبيا الة اعلامية كردية للانتقاص من شعبنا والاساءة الى قضيته وتكريده..

وذات الشيئ يقال عن رفع التجاوزات التي كانت، وما زال العديد منها، قائما على العديد من القرى والاراضي الاشورية في الاقليم..
لم ينكر احد ان هناك تجاوزات مختلفة حصلت لاسباب وظروف ومراحل مختلفة..
ولم ينكر احد حق الاشوريين في رفع هذه التجاوزات، مثلما لم يصر احد من الكرد على ابقاءها كحالة حتمية لا يمكن النظر اليها..
اذا المطلوب كان وما يزال الية وبرنامج لمعالجة هذه الحالات المختلفة..
وهذه الالية وهذا البرنامج بوشر به منذ اكثر من سنتين.. وفيشخابور وديربون عاد اليهما ابناءهما.. مثلما العملية مستمرة بشان القرى الاخرى.. الا تستحق هذه العملية الترحيب والدعوة للاستمرار بها..
لماذا التشكي من وقوع التجاوز عند وقوعه، والسكوت وعدم الترحيب عند رفعه..
 
- الموقف من المشاكل الداخلية الاشورية

يعاني الاشوريون، شانهم شان كل الشعوب والمجتمعات الحية، من مشاكل وصراعات وازمات داخلية في مختلف الامور والقضايا.
ولعل اكبر الاشكاليات التي يعاني منها شعبنا هي اشكالية التسمية القومية.. فالشعب الواحد ذو التاريخ الواحد والثقافة واللغة الواحدة، والاهم من ذلك كله ذو المصير الواحد، يعيش ومنذ قرون اشكالية تعدد التسميات التي يطلقها ابناءه على انفسهم، من التسمية الاشورية الى الكلدانية الى السريانية..
وبغض النظر عن المنشأ التاريخي لكل من هذه التسميات ومصدرها فان الحقيقة الواقعة اليوم هي ان حاملي هذه التسميات يحملونها كتسميات قومية موروثة وهي بذلك مصدر فخر واعتزاز وكبرياء قومي.
يضيق المجال هنا للتعرض لهذه المسالة، خاصة واننا افردنا لها سلسلة مطولة من المقالات التي جمعناها لاحقا في كتاب تم طبعه وتوزيعه وهو بعنوان (حربنا الاهلية: حرب التسمية)، الا اننا نكتفي بالقول هنا ان اشكالية التسمية وعدم الاتفاق على تسمية قومية واحدة هي اشكالية داخلية بشعبنا وليست دخيلة عليه، كما انها اشكالية موروثة منذ عقود وقرون وليست مستحدثة.
الا ان حاملي الفوبيا الكردية من ابناء ومؤسسات واحزاب الشعب الاشوري يتشبثون بنكران الحقائق ويصرون على خداع الذات والمقابل بان هذا الاختلاف وهذه الاشكالية هي اشكالية حديثة ودخيلة خلقها الكرد وقياداتهم للنيل من وحدة الشعب الاشوري المتراص كالرصاص!! وانها خطة لتحجيم الطموح الاشوري وتشتيت جهده ولافساح الطريق امام تمرير الاجندة الكردية!! ومن اجل ذلك فان القيادات الكردية اشترت ذمم البعض!! ودعمتهم بهذا الاتجاه.. والى ما شابه ذلك من خطاب سياسي يقوم على انكار حقيقة ان اشكالية التسمية القومية ليست وليدة ما بعد 1991 بل موروثة منذ عقود وقرون.. وانها اشكالية داخلية لا دخيلة..
وذات الشيئ يقال عن اخفاق الاحزاب والمؤسسات الاشورية لتبني الية واطار عمل مشترك يقوم على الحوار والمشاركة بينها.. ففي الوقت الذي يدرك جميعنا ان مصدر هذا الاخفاق هو الذهنية السياسية التي تتحكم بعمل احد اكبر التنظيمات الاشورية، فان ذات التنظيم ولتغطية هذه الذهنية والاداء الحزبي فانه يروج من خلال المؤسسات التي تدور في فلكه والتي نقل اليها فايروس الفوبيا الكردية بان اخفاق المؤسسات والاحزاب الاشورية في تحقيق الحد الادنى من العمل والحوار المشترك هو بسبب الكرد والقيادات الكردية!!!
ولسنا نذيع سرا ان الفوبيا الكردية بين البعض من اشوريي المهجر ومؤسساتهم التي يتم تحريكها بالريموت كونترول من الوطن بلغت حد تحميل القيادات الكردية مسؤولية حركة التمرد والعصيان التي قام بها احد اساقفة كنيسة المشرق الذي قرر المجمع الكنسي ايقافه من الخدمة الاسقفية.. فمصدري الفوبيا وحامليها يروجون ان ايقاف الاسقف مار باوي تم بناء على تعليمات من القيادة السياسية الكردية، وتحديدا من السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق.. واية زيارة واستماع للشهادات الناطقة المنشورة على موقع (www.shrara4u.com) تصيب مستمعيها بالذهول لهذه الذهنية وهذه الترويجات التي يريد اصحابها القول ان لا مشكلة للشعب الاشوري الا وكان مصدرها الكرد وقياداتهم السياسية.. مثلما ان الشهادات الناطقة تعكس مدى الحقد والعداء القومي والولاء السياسي والحزبي للناطقين بها..
انه واقع يستحق الشفقة والرثاء عندما يقرر الانسان او المؤسسة ان يتنازل طواعية عن حقه بل وعن واجبه في التزام العقل والمنطق في النظر الى الامور، ويلتزم عوضها نظرية المؤامرة باقسى واقصى مدياتها..

امام هذا الوضع الكارثي للفوبيا الكردية بين البعض من الاشوريين ومؤسساتهم فانه لا بد من البحث عن سبل معالجتها حرصا على الافاق المستقبلية لشعبنا في الوطن.. ويقينا فان المعالجة تتطلب دراية باسباب الظاهرة اولا.. وهذا ما سنتوقف عنده في الجزء القادم عندما نستعرض اسباب الفوبيا الكردية.. فالى اللقاء..

القس
عمانوئيل يوخنا

اعتذر على التاخر الحاصل في نشر هذا الجزء بسبب انشغالي بعيد القيامة المجيد ومن ثم الزيارة الحالية التي اقوم بها الى الولايات المتحدة..[/size][/font]

262
ܗܠܠܘܝܗ ܗܠܠܘܝܗ ܢܙܝܚ ܠܩܝܡܬܗ ܕܡܠܟܐ ܡܫܝܚܐ ܒܗܠܠܘܝܗ
ܩܝܡܬܗ ܕܡܪܢ
ܩܝܡܬܐ ܘܚܝܐ ܘܚܘܕܬܐ ܥܠܝܟܘܢ
[/size]
لمشاهدة الرسالة البطريركية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم، لمناسبة عيد القيامة المجيد.. انقر على الرابط ادناه:
http://www.assyriancoalition.com/video/MaDinkha_Easter.rm
ولتنزيل الرسالة وحفظها في الحاسوب انقر على الرابط ادناه:
http://www.assyriancoalition.com/video/MaD.mpg

ليبارك الرب اعيادكم ويمنحكم السلام الرباني..

263
كنا قد نشرنا لقراء عنكاوة بتاريخ 4 كانون الثاني 2006  اخبارا سعيدة لقريتي (تن) و(دهي) في منطقة صبنا في محافظة دهوك باقليم كردستان العراق. لقراءة الخبر انقر على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,23073.0.html
ويسعدني اليوم ان انقل اليكم بالصورة المراحل المتقدمة من مشروعي بئر وشبكة مياه الشرب التي يجري تنفيذها في كل من القريتين من قبل مقاولين محليين وبتمويل من قسم الخدمات الهندسية الامريكية.
علما انه ستتم المباشرة قريبا بتنفيذ بناء مدرستين، واحدة باربعة صفوف في قرية تن والاخرى بستة صفوف في قرية دهي.
نهنئ القريتين بهذه المشاريع التي تضاف لما سبق القيام به لهما من مختلف الجهات والمنظمات، حيث بالنسبة لقرية تن قامت حكومة اقليم كردستان العراق وضمن البرنامج الذي يشرف عليه السيد سركيس اغاجان نائب رئيس الوزراء وزير المالية في الاقليم باعمار بيوت القرية وقاعة صغيرة اضافة لايصال شبكة الكهرباء اليها.
يذكر ان كابني قامت بمساعدة العائدين الى تن بمواد عينية مختلفة اضافة الى شمولها ببرنامج العيادة المتنقلة لكابني التي تقدم خدمات علاجية ودوائية مجانية.
في حين لقرية دهي كانت المنظمات الاجنبية قد قامت باعمار القرية، كما قامت منظمة (CFK) الامريكية بنشييد كنيسة القرية، في حين قامت منظمة كابني بصب بيوت القرية بالكونكريت المسلح عوض الاسقف الترابية السابقة.
يذكر ان كابني من خلال اتصالاتها تسعى الى شمول قرى ومناطق اخرى ببرامج ابار وشبكات مياه الشرب والمدارس..
الرب يبارككم

القس عمانوئيل يوخنا

264
آشوريو المهجر والفوبيا الكردية
الجزء الثاني
تجليات الفوبيا الكردية بين اشوريي المهجر
[/b]

الجزء الاول منشور على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,34634.0.html

تتجلى ظاهرة الفوبيا الكردية في المهجر الاشوري، الشخصي منه والمؤسساتي، السياسي منه والاعلامي، في مظاهر ومواقف عديدة يمكن تحديدهما بصورة عامة بمحورين متوازيين، اولهما هو الرؤية والموقف من القضية الكردية والحقوق القومية والوطنية للشعب الكردي، وثانيهما الرؤية والموقف من القضية الاشورية والحقوق القومية والوطنية للشعب الاشوري بما تفرضه من رؤية سياسية واليات عمل لتحقيق هذه الرؤية.

قبل كل شيئ، ولكي لا يسرع بني قومي بتسويق تهم التخوين بحقي وترويجها!! فانه لا بد من التاكيد انه ليس مطلوبا من الاشوريين ان يكونوا اكثر كردية من الكرد انفسهم، مثلما ليس مطلوبا من الكرد ان يكونوا اكثر اشورية من الاشوريين.. كما انه ليس حتميا ان يكون هناك تطابقا بين الاجندتين السياسيتين للشعبين، فالاختلاف والتقاطع امر وارد بل ومرجح الحصول، فاذا كانت الاجندات السياسية للاحزاب الفاعلة في كل من الشعبين غير متطابقة، وفي العديد من الاحيان متقاطعة، فكيف لنا ان نتوقع او ندعو بتطابق الاجندات السياسية للقوى السياسية للشعبين.
انما هناك فرق بين الاختلاف مع المقابل وبين انكار حقه او انكار حقيقة وجوده او تجاهل ثقله السياسي..
في عالم السياسة، بل وفي الحياة اجمالا، لا بد من التعامل مع حقائق الواقع القائم كما هي وليس كما نتمناها لو كانت..
صحيح انه من حق السياسي، بل ومن واجبه، ان يعمل على تشكيل المستقبل مثلما يريده ان يكون، ولكنه، ولتحقيق ذلك، عليه الانطلاق مما هو قائم في الواقع السياسي بكل تفاصيله الذاتية منها والموضوعية..
ومن حقائق الواقع الجيوسياسي للشعب الاشوري هي انه قومية صغيرة تعيش تاريخيا وجغرافيا مع قومية كبيرة في وطن ومنطقة مشتركة يتقاسمون فيها كل شيئ ويتجهون فيها نحو المستقبل المشترك..
الشراكة في هذه الحالة وفي واقع كهذا ليست خيارا بين خيارات، انها خيار اوحد.. انها خيار واجب..
ولتحقيق هذا الخيار الذي لا مناص منه فانه لا بد من تحرير العقلية السياسية من الاحقاد القومية التي يتم تغذيتها باستذكار وقائع تاريخية معينة والبقاء رهينة لها.. لا يمكن تغيير حقائق التاريخ السارة منها والمؤلمة، ولكن لا يمكن البقاء رهائن لها واسرى لطابع من العلاقات حكمت المجتمعات المختلفة في مراحلها التاريخية السابقة.
لم يكن ممكنا لاوربا ان تعيش ما هي عليه اليوم لو بقي قادتها ومؤسساتها واعلامييها اسرى تاريخهم، فشعورهم بالمسؤولية تجاه مستقبلهم كان منطلق اداءهم..
لا بد للشعبين الاشوري والكردي من البحث عن قواعد مشتركة مستندة على قواسم مشتركة قائمة في الواقع السياسي والديموغرافي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لهما..
بل وبصراحة وشفافية اكثر، واعتمادا على ميزان القوى الديموغرافية والسياسية والاقتصادية، اقول انه ربما تختلف مبررات هذه الشراكة بين الشعبين، الا انه ولكليهما فهي خيار وشراكة واجبة.

بالعودة الى بداية الموضوع، نقول انه في المحور الاول لسنا نذيع سرا ان رؤية وموقف بعض المؤسسات الاشورية المتأثرة بهذه الفوبيا، سواء المروجة لها او التي هي ضحيتها (سناتي لاحقا للتمييز بين الاثنين) هي رؤية وموقف سلبي يصل حد "العداء" من القضية الكردية وقياداتها السياسية وليتسع امتدادا الى موقف سلبي، في العديد من الاحوال، من الشعب الكردي نفسه، وصلت احيانا لدى المصابين بهذه الفوبيا حد "التشفي" بالاخفاقات الكردية كما في حال الحرب الداخلية بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني.
صحيح ان عموم الشعب الاشوري بريء من هذه المواقف كونه شعب مر بتجارب مريرة من الاضطهاد ويتعاطف انسانيا مع المضطهدين بين الشعوب، فكيف لا يتعاطف مع الكرد وقد تقاسم معهم مظالم صدام حسين ونظامه، الا ان اكثرية الشعب الاشوري، في ذات الوقت، هي اكثرية صامتة، فالاعلام الاشوري والمؤسسات الاشورية المهجرية المرتبطة ارتباطا عضويا بالوطن تنقل اصوات الاقلية وضجيجها الذي يفتقر الى المسؤولية.
وهذا الموضوع هو دعوة لتفعيل الاكثرية الصامتة لتناقش وتقول قولها..

- الموقف من تسمية الاقليم باقليم كردستان العراق..
لكي لا نعود الى الدراسات والارشيف السياسي والتاريخي للعراق ابان الدولة العثمانية وتاسيسه الحديث مما يبعدنا عن جوهر الموضوع، خاصة واننا وعدنا بمقالات غير مطولة، فاننا نشير الى انه في عام 1970 توصلت القيادة السياسية الكردية مع الحكومة المركزية في بغداد الى اتفاقية 11 اذار التي اقرت تشريعيا ودستوريا الحكم الذاتي لمنطقة (كردستان العراق).. وفي عام 1973 تقدم وفد سياسي اشوري بملاحظات على قانون الحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق، تضمنت اقرار الوفد لتسمية كردستان العراق.. (راجع الوثيقة كما نشرها الدكتور سركون داديشو في كتابه The assyrian National Question & the United Nations)..
بمعنى اخر فان تسمية كردستان العراق هي تسمية دستورية وتشريعية وقانونية عراقية وكردية واشورية (في ان واحد) حتى قبل ولادة الاحزاب السياسية الاشورية العراقية..
واليوم فان كردستان العراق اقليم فدرالي اقره الدستور العراقي واعترف به المجتمع الدولي ودوله القيادية في شرق العالم وغربه، بل واعترفت به اكثر المؤسسات العربية عروبية الا وهي جامعة الدول العربية وبشخص امينها العام العروبي عمرو موسى الذي توجه الى برلمان كردستان العراق ومن تحت علم الاقليم ليوجه خطابه وكلمته وليلتقي بالسيد مسعود البارزاني بشخصيته المعنوية والسياسية كرئيس لاقليم كردستان العراق.. وذات الشيئ فعلت القيادات السياسية العراقية، الشيعية منها والسنية، الاسلامية منها والعروبية.. ناهيك عن الجوار الاقليمي ومؤسساته.
اما بعض اشوريي المهجر ومؤسساتهم المصابة بالفوبيا فالامر يختلف عندهم..
فكردستان مصطلح غير موجود في قاموسهم وخارطتهم السياسية وكانهم ينتمون الى عالم اخر ليس عالمنا..
وكردستان عندهم هي اشور المحتلة من قبل الاكراد..
وكردستان عندهم تسمية مرفوضة لا يجب تداولها او الاعتراف بها او التعامل مع مؤسساتها، وكل من فعل فهو خائن مستكرد يستحق كل شيئ الا ان يكون اشوريا مخلصا..
واذا اضطر الامر هذا البعض ايرادها فانه يجب استباقها بمصطلح: ما يسمى.
بل وفي العديد من المناسبات يتم الاستهجان بالتسمية وتحريفها بقصد الاساءة، كما في الامثلة والاستشهادات الناطقة في موقع (www.shrara4u.com) وجميعها شهادات ودعوات يتم اطلاقها في منتديات وحوارات مفتوحة امام الجميع.
كما انه في موقع حواري على الانترنت، وهو الاسريان فورم وهو موقع مفتوح لجميع متصفحي الانترنت، فانه كان قد تم تصميمه ليقوم بالغاء كلمة Kurdistan اذا ما قام اي شخص بكتابتها وتتحول اوتوماتيكيا الى رموز مثل #### ولست متاكدا ان كان الحال لا زال قائما.
ان اية زيارة وقراءة لارشيف تقارير وتصريحات (وكالة الانباء الاشورية العالمية - أينا) (Assyrian International News Agency) في موقعها (http://www.aina.org/releases.html) او تصفحا في ارشيف جريدة زندا الالكترونية (http://www.zindamagazine.com) ومقالاتها وتقاريرها كافية للاطلاع على ما سبقت الاشارة اليه..

ما لا يمكن للعقل السليم ان يفهمه هو هذا الاصرار على انكار حقيقة سياسية قائمة يقرها العراق والجوار والمجتمع الدولي من جهة، ومن جهة اخرى الاصرار على دعوة المجتمع الدولي والعراقي والكردستاني وقواهم السياسية والمؤسساتية الى دعم حقوقنا في الوطن بصيغة تنكر هذه الحقيقة السياسية..
انه ذات التناقض الذي لحركة حماس وزميلاتها.. فحماس تدعو المجتمع الدولي الذي يعترف بالدولة الاسرائيلية وحقها في الوجود والحياة الى دعمها (اي دعم حماس) في برنامجها القائم على القضاء على اسرائيل وعدم الاعتراف بها!!

ان الغاء حقيقة الاقليم الكردستاني في العراق وكيانه السياسي ومؤسساته هو جزء من الخطاب السياسي لبعض المؤسسات الاشورية ومساعيها في اعادة تشكيل الخارطة السياسية للعراق والمحيط الاقليمي ليس على اساس من الواقعية السياسية التي تجد لها فرصا واحتمالات واسعة من التاييد والنجاح كتاسيس منطقة ادارة ذاتية في سهل نينوى تتصل وتتواصل مع شعبنا في الاقليم، بل على اساس من الخطاب العاطفي الذي ينتقل معه المتحدث والمتلقي الى عالم من النشوة والاحلام الوردية ليعيد رسم الخرائط وكانه في مرسم المدرسة..
فمن دعوات الى الكرد والعراق والمجتمع الدولي لاحلال تسمية اشورستان بدل كردستان..
الى دعوات لاعتبار العراق اسرائيل الاشوريين، وهي الدعوة الصريحة التي اطلقها السياسي الاشوري السيد يوناذم كنا في ندوته السياسية الحوارية المفتوحة في 19 تشرين الاول 2005 والتي اعيد بثها مرارا وتكرارا (بحيث لم يعد ما ورد فيها مخفيا عن اي احد مهتم) والتي اعلن فيها ان العراق للاشوريين هو مثل اسرائيل لليهود، فكما هي اسرائيل وطن اليهود من مشارق الارض ومغاربها، فكذلك هو العراق لكل الاشوريين من كل العالم.
لا احد ينكر حق الاشوريين العراقيين في استرجاع الجنسية العراقية التي اسقطها النظام عن الكثيرين منهم بحجة التبعية الايرانية او التركية.. كما انها قضية سياسية تستوجب النقاش في حق الاشوريين الذي هجروا من العراق بعد مذبحة سميل 1933 الى سوريا بالعودة، وهناك من التنظيمات الاشورية من اثار الموضوع منذ عدة سنوات.. ولكن ان يصل الامر الى اعتبار العراق اسرائيل اشوريي العالم فذلك جهالة تاريخية وافتقار للحكمة السياسية.. فالانتماء التاريخي لاشوريي طورعبدين (تركيا) وسوريا وايران باوطانهم هو انتماء يفتخرون به ولم يتنازلوا عنه لاي احد.. مثلما ان اطلاق هذه التصريحات ومهما كانت تاثيراتها العاطفية وفوائدها الانتخابية هو تصرف غير مسؤول وخاصة مع الوضع الامني الذي يعيشه العراق والنشاط الارهابي الذي فيه. استمع الى النص الكامل لهذه التصريحات على الرابط: (www.shrara4u.com/YYK_IraqIsrael.mp3)

- الموقف من القيادات والمؤسسات السياسية للاقليم..
فحيث ان كردستان لا وجود لها في العقل والخطاب السياسي لبعض المؤسسات الاشورية المصابة بهذه الفوبيا، فان القيادات السياسية للاقليم الكردستاني من جهة ومؤسساته السياسية والحكومية (التشريعية والتنفيذية منها) هي قيادات ومؤسسات غير شرعية وهي جزء من الة ازالة وطمس الهوية والوجود الاشوري والقضاء على مستقبله..
فالسيد مسعود البارزاني ورغم كونه رئيسا للاقليم باعتراف واقرار الجميع، فانه امير حرب!! بنظر (أينا) المعروفة الاتجاه واللون السياسي.. وقوات البيشمركة ليسوا الا ارهابيين ولصوص!! بتوصيفة (اينا).. لنقرا على سبيل المثال لا الحصر في التصريح المعنون:
Kurds Prevent Assyrian Representation, Continue Divisive Formula in Iraq
والصادر عن الوكالة اعلاه والمنشور بتاريخ 28 اذار 2005 على الرابط التالي:
http://www.aina.org/releases/20050328112133.htm
ما يلي:
A pre-election terror campaign by warlord Masoud Barzani's Kurdistan Democratic Party (KDP), as well as beheadings, beatings, mutilations, kidnappings and church bombings in Baghdad and Mosul, succeeded in drastically reducing Assyrian voter turnout in Baghdad, Kirkuk, and Mosul. On election day, when thousands of would be voters defied threats in the Nineveh Plain, armed thugs of the KDP simply stole the ballot boxes destined to the towns and villages of the Nineveh Plain. Voter lockout of Assyrians in and out of Iraq was also suspected.

وفي تصريح اخر لها بعنوان:
Kurdish Attacks on Assyrians in Iraq Intensify As Election Nears
نشرته بتاريخ 17 كانون الثاني 2005 فان (أينا) تنهيه بهذه العبارة:
Referring to the close ties between US forces and the KDP, one analyst complained so far, our tax dollars have gone to aiding the KDP in terrorizing our own people.”
النص الكامل على الرابط:
http://www.aina.org/releases/20050117124917.htm
وهذه التوصيفات تتكرر في عموم التصريحات السياسية والاعلامية في الانترنت والاذاعات المهجرية الحزبية وغرف الحوارات المفتوحة على الانترنت وبشكل شبه يومي يغنينا عن ايراد الامثلة الكثيرة.
ونكتفي بهذا الصدد، اضافة الى موقعي (أينا) و(زندا) المشار اليهما اعلاه، بالاشارة الى جدول بتجميع الاحداث الارهابية والاعتداءات الحاصلة على اشوريي العراق بعد تحريره عام 2003 والمعد من قبل السيد فريد ابرم في كاليفورنيا وهو تحت عنوان:
Assyrians face oppression and murder in Iraq with the rise of Islamist and Kurdish power
ومنشور في الرابط ادناه على موقع ميسوبوتيميان، وهو احد مواقع الحركة الديمقراطية الاشورية:
http://www.themesopotamian.org/murder_and_oppression.htm
فقراءة العنوان والتعليقات الموجودة في الجدول تكشف مدى الفوبيا الكردية المتجسدة في كاتبه السيد فريد ابرم والتي تنعكس في عموم مداخلاته ومقالاته المنشورة في زندا والاسريان فورم وغيرها..

كما انعكست وما زالت الفوبيا في الحوارات والنقاشات السياسية الاشورية في الدور السياسي الكردي في عراق ما بعد التحرير.. فعلى سبيل المثال لا الحصر فان تبوء السيد مام جلال الطالباني رئاسة الجمهورية في العراق، اثار عدم رضا واضح عجزت برقيات التهنئة الرسمية عن اخفاءه.. وعندما نشرت، شخصيا، مقالا اهنئ به مام جلال بهذا المنصب وموضحا فيه المدلولات الايجابية الكبيرة له لعموم العراقيين، بمن فيهم الاشوريون، وصولا الى القوميات المضطهدة في دول الجوار، جاءتني العديد من الردود بالبريد الالكتروني تستنكر مقالي متهمة اياي بالتخلي عن اشوريتي!! وكأن الاشورية الحقة هي فقط بالعداء لكل ما هو كردي!!
وذات الانطباع نراه في الشان السياسي العراقي الراهن، فرغم ان حكمة القيادات السياسية الكردية وتحملها لاعباء المسؤولية الوطنية جعلتهم الخيمة التي تجتمع تحتها ومعها الاطراف العراقية الاخرى الذين اثبتوا وما زالوا استعدادهم لدفع الامور باتجاه الحرب الاهلية الطائفية بعكس الكرد وقياداتهم الذين اثبتوا سعيهم لمنع ذلك فان امتلاك الكرد لهذا الدور الايجابي في العملية السياسية الراهنة يثير امتعاض المصابين بالفوبيا الكردية من اشوريي المهجر ومؤسساته التي تتحرك بوحي وايعازات من الوطن.
وينعكس ذلك ايضا في حسد واضح من الاستقرار الامني والسياسي في الاقليم وانعكاساته على النمو الاقتصادي ومستوى الخدمات التي في الاقليم والتي تسبق ما هو موجود في بقية اجزاء العراق باشواط كبيرة هي نتاج عوامل عديدة منها الاداء والخبرة المتراكمة للاقليم منذ 1991 وخبرة قياداته السياسية والتجانس القومي لعموم ابناء الاقليم ومشاركتهم الحرص والمسؤولية في حماية مكتسباتهم وغيرها من العوامل التي يضيق بها المقال..
فحادثة سلبية واحدة في مجال حقوق الانسان او في مجال الخدمات او الفساد الاداري تكفي للعديد من الاشوريين الاستشهاد بها وتسويقها مثالا وشاهدا للاساءة الى الصورة الكاملة للاقليم.

- الموقف من فدرالية الاقليم وقضية كركوك
رغم ان تاريخ العراق ودول الجوار اثبت بشكل لا خلاف عليه ان الحكومات المركزية كانت دوما البوابة الى الانظمة الدكتاتورية التي مارست سياسات الاضطهاد والمظالم والتمييز ضد "الاقليات" القومية والدينية من ابناء الاوطان المبتلية بهذه الدكتاتوريات.. ورغم ان النظام الفدرالي وتوازن توزيع الصلاحيات والسلطات فيه اثبت انه النظام الامثل الذي يضمن الاستقرار السياسي والنمو والازدهار الاقتصادي للاوطان عموما، وبخاصة المتعددة القوميات والاديان، فان المصابين بالفوبيا الكردية بين اشوريي المهجر ومؤسساته لا ينظرون الى فدرالية اقليم كردستان العراق بهذا المنظار، ناسين او متناسين ان الحكم المركزي في الوقت الذي انتج الدكتاتوريات التي عاثت بالبلاد والعباد جميعا فان الاشوريين كانوا، بحكم وضعهم الضعيف ديموغرافيا وسياسيا، الاكثر تضررا بين المتضررين..
وفي سياق الرفض يطرح البعض فدرالية اشورية موازية، وهذا ليس مرفوضا من حيث المبدا، ولكن الفدرالية، اية فدرالية،لها مقومات وعناصر يجب توافرها على الارض، وليست شعارا من اجل المزايدة السياسية فقط.. وحتى بافتراض توفر هذه المقومات، فان طرح الفدرالية الاشورية يجب ان تتم بناء على انها مصلحة اشورية وليس مجرد رد فعل ضمن مفهوم الحسد والاعاقة للاخر..
اما مسالة كركوك فهي ايضا مؤشر على هذه الفوبيا.. فكركوك التي ينحصر الوجود الاشوري فيها بشكل وجود مدني في مركز المحافظة، اي مدينة كركوك حصرا، وحيث لا وجود ديموغرافي ريفي اشوري في كل مساحة المحافظة الشاسعة، وكركوك التي يعرف العراقيون جميعا، وبينهم الاشوريون، انها تعرضت لسياسة تعريب واضحة من قبل النظام السابق وبانه من العدل والحق المشروع ان تزال اثار هذه السياسة وفق ما نصت عليه نصوص قانون ادارة الدولة الانتقالي ولاحقا الدستور العراقي، فان هناك من الاشوريين من يرفض قطعيا ارتباط كركوك باقليم كردستان العراق، مستبقا نتائج العملية السياسة الدستورية المتفق عليها بشان كركوك.
البعض من الاشوريين عوض ان يفكر ببراغماتية سياسية ويبحث عن مصلحة قومية له في مسالة كركوك (على سبيل المثال كسب دعم وتاييد الكرد لرفع اثار سياسات التغيير الديمغرافي عن القرى والقصبات الاشورية في سهل نينوى وغيرها بالتوازي مع رفع اثار التغيير الديموغرافي في كركوك) فانه يتحرك بمواقف معادية ويخوض معركة ليست معركته.. فما الذي يغير في الطموح الاشوري ان كانت كركوك مرتبطة بالاقليم ام ببغداد؟ علما ان ارتباطها بالاقليم هو لصالح ابناء الاقليم وبينهم الاشوريون، من حيث الالتزام بمبادئ العملية الدستورية اولا ومن حيث النمو الاقتصادي للاقليم وابناءه جميعا.
اتصل بي يوما احد الناشطين القوميين الاشوريين في المانيا وهو من اشوريي جنوب شرق تركيا (من طورعبدين) ولم ير العراق يوما.. اتصل مستفسرا عن ماذا يجري في كركوك وغاضبا متهما الاكراد بتكريدها.. فسالته بهدوء عن دوافع الغضب الكبير هذا.. فاجابني بانه حريص على مستقبل شعبنا الاشوري ووجوده في كركوك، ظنا منه ان كركوك مدينة اشورية وان فيها ريف اشوري واسع.. وضحت له الامور دون ان اكون متاكدا انه بدل قناعاته..

في الامثلة اعلاه، والتي هي للمثال لا الحصر، تتجسد الفوبيا الكردية لدى البعض من مؤسسات المهجر الاشوري واعلامييه ولتتوسع الى الموقف من القضية الاشورية ذاتها وتفاصيل الاداء السياسي والاعلامي والانساني الاشوري.. وهذا سيكون موضوع الجزء القادم من مقالنا هذا الذي نريد التوكيد هنا مرة اخرى انه ليس للاساءة الى اي احد بل للمراجعة والتقييم لاداءنا السياسي والاعلامي من منطلق الحرص على شعبنا ومستقبله مع الشعوب التي يعيش معها وفي الاوطان التي ينتمي اليها.. مثلما ان الاستشهادات والامثلة الواردة فيه ليست "اسرارا" اشورية داخلية بل هي مواقف واراء معلنة.. مثلما ان (وكما سناتي في الاجزاء القادمة) اسباب الظاهرة، وبالتالي معالجتها، ليست بعاتق طرف واحد لوحده..
الى اللقاء..

القس عماوئيل يوخنا[/size][/font]

265
آشوريو المهجر والفوبيا الكردية
الجزء الاول - المدخل
God Bless our National Movement (ZAWAA)
God Bless the unity of our ChaldoAsSyrian Nation
ChaldoAsSyria for ChaldoAsSyrians
Death to so called Kurdistan on ChaldoAsSyrian Homeland
وترجمتها العربية:
"ليبارك الرب حركتنا القومية (الزوعا) (اي الحركة الديمقراطية الاشورية - الكاتب)
ليبارك الرب وحدة شعبنا الكلدواشوري
كلدواشور للكلدواشوريين
الموت لما يسمى كردستان على وطن الكلدواشوريين"

هذه كانت العبارات الختامية للاعلان عن الندوة الحوارية على البالتاك للحركة الديمقراطية الاشورية والتي عقدها عضو قيادتها السيد رعد ايشايا قبل الانتخابات العراقية الاخيرة. وبقي الاعلان منشورا على صفحات الاسريان فورم بالانكليزية ونشرت ترجمته العربية على موقع اخر لفترة قصيرة وليرفع الاعلان لاحقا بعد انتهاء الندوة التي لم يشعر فيها السيد ايشايا باي حرج من هذه الصيغة الاعلانية..
العبارات رغم حصول تخفيف في لهجتها لاحقا بعد سلسلة انتقادات لها، الا انها ما زالت منشورة في خاتمة مواضيع وحوارات اخرى على الاسريان فورم لحين هذه اللحظة (على سبيل المثال لا الحصر: http://www.aina.org/bbs/index.cgi?read=35499)

العبارات اعلاه ليست حالة استثنائية شاذة في الخطاب السياسي الاشوري المهجري والذي ينقاد بوحي وتوجيه مباشر من احد الفصائل السياسية الاشورية المهمة العاملة في الوطن.
فالفوبيا الكردية في الخطاب السياسي الاشوري، الفردي منه والمؤسساتي، (وكما سناتي عليها في اجزاء الموضوع القادمة) ظاهرة تتجلى يوميا وفي كل المنابر وفي كل الشؤون، فمن تسمية اقليم كردستان العراق الى فدراليته وانشطته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مرورا بقياداته السياسية وصولا الى الموقف من الاحزاب السياسية والاقلام الاشورية التي تؤمن بالشراكة الوطنية وتدعو للتحالف الستراتيجي بين الشعبين الكردي والاشوري، ودون ان تستثني هذه الفوبيا الازمات الداخلية الاشورية..
فنزيف الهجرة الذي يعيشه شعبنا في الوطن الى المنافي ودول الاغتراب والمستمر منذ تاسيس الدولة العراقية هو مخطط كردي!!
والانقسامات بين شعبنا والموجودة منذ قرون وعدم اتفاقه على التسمية مؤامرة كردية!!
وفشل احزابنا السياسية في قبول بعضها والتحاور والتنسيق بينها هو نتاج تدخلات كردية!!
واخفاق المفوضية العليا للانتخابات في تامين الانتخابات في سهل نينوى هو لعبة كردية!!
وعزوف شعبنا عن المشاركة في الانتخابات العراقية في المهجر وتصويت 85% منه في الوطن للقوائم الكردستانية والوطنية هو من صنع الكرد!!
وايقاف المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق للاسقف مار باوي هو تنفيذ لاوامر من القيادات الكردية!!
والارهاب وعدم الاستقرار في العراق مدعوم كرديا لتعزيز الدور والطموح والمصالح الكردية!!
فجميع هذه الامور وغيرها محكومة بفوبيا كردية وبخطاب سياسي هو "AntiKurdish" اكثر من كونه "ProAssyrian".

لا بد لي من الاقرار ان هستيريا هذه الفوبيا وامتلاكها منابر اعلامية يديرها "اكبر" الفصائل السياسية الاشورية  ولا تتردد في تخوين وتجريم من لا ينصاع لها وصولا الى الدعوات الصريحة للقتل والتي شملت قائمتها قداسة سيدنا البطريرك مار دنخا الرابع (بسبب لقاءه مع السيد مسعود البارزاني) والسيد سركيس اغاجان (بسبب اشرافه على برنامج الاعمار في اقليم كردستان العراق) والسيد جورج منصور (بسبب ادارته لقناة عشتار الفضائية)، وهي قائمة مرشحة للتوسع، قد جعلتني اتردد في كتابة هذا الموضوع لفترة طويلة، حيث من المؤكد وبعد هذا النشر ان تستهدفني (اكثر مما هي عليه حاليا) حملات التخوين والتجريم من على المنابر وصولا، ربما، الى استهدافي جسديا في اية فرصة سانحة، فمن فعلها مرة يمكن ان يفعلها مرتين.

الا اني حسمت امري اخيرا وقررت كتابة المقال ونشره انطلاقا من حرصي على مصلحة ومستقبل شعبنا في الوطن حيث الجذور والمستقبل، وحيث لا يمكن لهذا المستقبل ان يكون زاهرا دون التزام خطاب واداء سياسي واعلامي مسؤول بعيدا عن الشعاراتية والاحقاد القومية وتاجيج الضغائن لترضية نزوات وطموحات فردية.
فالمساهمة في بناء هذا المستقبل وتعزيز مقوماته هي اكثر اهمية ووجوبا لمراعاتها من تهم وافتراءات التخوين والتكفير والتجريم من على منابر المهجر ومن وراء حواسيبه.

قبل استعراض الفوبيا الكردية ومظاهرها بين ابناء شعبنا ومؤسساته ومنابره الاعلامية فاني اجد ضرورة ايراد بعض النقاط والحقائق، وكما يلي:
اولا: ما يتضمنه المقال من امثلة واستشهادات لهذه الفوبيا ليس اجتهادات وتحاليل قد تصيب او تخيب، بل هي كتابات منشورة وشهادات صوتية ناطقة لا تقبل التاويل.. ومن جهة اخرى فان الاشارة الى هذه الامثلة والاستشهادات ليس نشرا لاسرار مكتومة بين جدران المكاتب السياسية وفي اضابيرها، بل هي كتابات منشورة واقوال مسموعة في وسائط الاعلام المفتوحة من انترنت وغرف حوار واذاعات وغيرها، او كما يشار اليها بالانكليزية "Public Records". وبذلك لا مجال لاتهامي بـ"فبركة" امور او نشر "اسرار".
ثانيا: ان المقال باجزائه ليس موجها للاساءة الى اي من تنظيمات شعبنا السياسية او منابرها الاعلامية او قياداتها وكوادرها واعضاءها ومؤازريها، بقدر ما هو موجه الى عموم ابناء شعبنا من اجل تنمية وعيه السياسي وادراكه المعارفي ومسؤوليته تجاه مستقبله. ويتوجه بخاصة الى الاكثرية الصامتة من ابناء شعبنا والمثقفين منهم بوجه ادق ليخوضوا حوارا داخليا للمسائل الاساسية التي تتعلق وتتحكم بمستقبل شعبنا وقضيته، وليستعيدوا بذلك المبادرة في هذا المجال بعد ان اضطرتهم السياسات والصراعات التحزبية وحملات التخوين الى الانكفاء والانزواء في زاوية المتفرجين..
ثالثا: ان ظاهرة الفوبيا الكردية وتجلياتها ومساحتها في الاداء السياسي والاعلامي الاشوري تفاقمت بشكل باتت تفرض نفسها على الاحزاب السياسية والمؤسسات القومية والاقلام المسؤولة للوقوف عليها وعرضها وتحليلها ومعالجتها لما تسببه من نتائج وتشكله من مخاطر على مستقبل شعبنا وطموحه السياسي في الوطن.
رابعا:  ان العراق يمر بمرحلة من اعادة التشكيل في كل المجالات سواء بدستوره او ببناءه الهيكلي او بمؤسساته التشريعية والتنفيذية منها وغيرها من اوجه العراق الفدرالي الجديد، مما يتطلب من شعبنا، وهو احد مكونات العراق، ان يعزز دوره في هذه المرحلة ويبحث له عن مكان لائق في العراق الجديد من حيث اقرار حقوقه وتجسيدها، وهي عملية لا يمكن لشعبنا ومؤسساته القيام بها بذات الخطاب السياسي المهترئ القائم على الديماغوجية والشعاراتية، مثلما لا يمكن له القيام بها من دون شراكة وشركاء سياسيين في الوطن.
وهذا يتطلب بين ما يتطلبه تبني خطاب سياسي قومي ووطني مسؤول وموضوعي وناضج ومتحرر من الشعارات والاحقاد.
وفي هذا السياق فان المقال يتوجه ليس فقط الى القوى السياسية الاشورية بل ايضا الى القوى والمؤسسات السياسية الكردية وعموم ابناء الشعب الكردي ومثقفيه تحديدا حيث ان لهم دورهم ايضا في انضاج وتحقيق الشراكة القومية والوطنية نحو مستقبل كريم لاقليم كردستان العراق ولعموم العراق شعبا ووطنا.

ساقوم بتجزئة الموضوع الى عدة محاور وكما يلي:
- تجليات ومظاهر الفوبيا الكردية:
حيث تتجلى الظاهرة في خطين متوازيين، اولهما الموقف من الشعب الكردي وقضيته ودوره، مثل:
الموقف من القيادات السياسية الكردية، الموقف من تسمية اقليم كردستان العراق ووضعه الفدرالي، الموقف من الدور الكردي في العراق الجديد، وغيرها..
والخط الاخر وهو الشعب الاشوري وعلاقته بالشعب الكردي، مثل:
الموقف من التحالفات السياسية مع القوى الكردية، الموقف من برامج اعادة الاعمار، افاق المستقبل والحقوق السياسية الاشورية، وغيرها..
- اسباب ومقومات انتشار الظاهرة ونتائجها السياسية السلبية..
- المروجون للفوبيا الكردية من مؤسسات وقيادات سياسية اشورية، اهدافهم وضحاياهم..
- معالجة الفوبيا.

وحيث ان القراء يتهموني بان مواضيعي تاتي مطولة، فاني سوف اسعى هذه المرة الى تسهيل مهمة القارئ من خلال تقسيم الموضوع الى اجزاء قصيرة ساقوم بنشرها تباعا وبمعدل جزئين في الاسبوع (كل يوم جمعة واثنين).. والمدخل اعلاه هو جزءها الاول.. فالى اللقاء يوم الاثنين القادم..

القس
عمانوئيل يوخنا[/size][/font]

266

(بعد عودتي من الوطن اتصل بي الكثيرون معزين بوفاة الوالدة ومستفسرين ايضا عن تفاصيل ما اقدم عليه وفد الحركة الديمقراطية الاشورية في اليوم الثالث من مجلس العزاء.. مما تطلب مني هذا التوضيح الذي قد يرى البعض في بعض فقراته قسوة في التعبير.. فاقول مع الاعتذار ان قدرتي على التعبير اضعف من ان تصف الوقائع والحقائق القاسية بكلمات لطيفة.)

كان يوم الخميس 23 اذار يوما اعتياديا كبقية ايام الاسبوع.. ابتداته في الصباح الباكر برحلة بالقطار الى احدى المدن الالمانية للاجتماع بشان برامج مساعدات لشعبنا في الوطن.. بعد اقل من ساعة من انطلاق القطار رن هاتفي النقال ليتحدث الي ابني (اترن) طالبا مني الحديث الى دهوك بناء على طلب شقيقي نوئيل.
اتصلت بشقيقي نوئيل في دهوك ليبلغني اكثر الاخبار حزنا على اي انسان.. خبر رحيل الوالدة..
فرحيل الأم هو اكثر الاحزان حزنا، واعمق الالام الما على كل انسان..
كيف لا، والأم هي من تهب الحياة لنا وترعانا وتسهر معنا وعلينا..
الأم هذا المعين الذي لا ينضب للحنان والرحمة.
الأم هذه الشمعة التي تصر على ان تذوب من اجلنا..
السنا في الامنا وضيقنا ننادي باسمها ونستغيث بها قريبة كانت ام بعيدة، حية كانت ام راحلة عنا.
قد يكون لنا اخوة كثيرون، ابناء كثيرون، اصدقاء ومعارف كثيرون..
ولكن لكل منا أم واحدة طوال العمر.. وان رحلت فلا من يعوض رؤيتها، حنانها، دفئها، حبها..
رحيل الأم وحدها يجعل الانسان منا يتيما.
رحيل الأم وحدها يجعل الانسان منا، ومهما بلغ من رباطة الجاش، ضعيفا خائر القوى.
رحيل الأم وحدها يعيد الانسان منا، ومهما بلغ منه الشيب، طفلا تائها.
انه الرحيل الذي لا نريد تصديق حقيقته.

لقد وقع علي خبر رحيل الوالدة، ورغم توقعي سماعه كون مرضها كان قد تفاقم في الاسابيع والايام الاخيرة، وقع الصدمة.
ومع تيقن حقيقة رحيلها كان لا بد من ترتيب الحجوزات للسفر الى الوطن للمشاركة في مراسيم الجناز والعزاء فهذا اقل ما يتوجب للانسان منا ان يقوم به ايفاء لمن وهبته الحياة والدفء والحنان..
فجناز الأم ليس بروتوكولا ومظهرا.. انه امتداد للحبل السري الذي لا ينقطع بين الأم وابناءها..
وهكذا وصلت في مساء اليوم الثاني للجناز في دهوك لالتقي اخوتي نمرود ونوئيل والتقي المشاركين في مجلس العزاء بايامه المتتالية ولتكون مشاركتهم مصدر عزاء وتشجيع لقبول حقيقة رحيل الوالدة الحبيبة.

في اليوم الثالث لمجلس العزاء، اقيم القداس الالهي الذي اقامه نيافة الاسقف مار اسحق يوسف، اسقف ابرشية دهوك واربيل لكنيسة المشرق، وشارك فيه غبطة المطران مار توما ايرميا، مطران ابرشية نينوى لكنيسة المشرق القديمة، وبمشاركة العديد من الاباء الكهنة والاخوة الشمامسة واعداد كبيرة من المؤمنين امتلات بهم كنيسة مريم العذراء في دهوك.. ومن بعد خدمة القداس، وكما هي طقوس كنيسة المشرق، توجهنا، افراد العائلة والاقارب، مع عدد من الاخوة الكهنة والشمامسة الى المقبرة للصلاة الطقسية..
بعدها، وكما هي التقاليد الدارجة، جلسنا (شقيقي نمرود ونوئيل وانا) في القاعة المخصصة لاستقبال المعزين الذين توافدوا مجاميعا وافراد توجهوا اولا الينا لمصافحتنا ومن ثم الجلوس في القاعة لمدد تتفاوت بحسب المشاركين يغادر بعدها المعزين بالتوجه الى ايدينا وتقديم عبارات العزاء ومن ثم مغادرة القاعة.

هذا كان سياق المئات من المشاركين في العزاء في مختلف ايامه وتحديدا اليوم الثالث الذي هو تقليديا اكثر الايام مشاركة للمعزين فيه.
وهذا كان سياق قدوم ومشاركة وفد الاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية يتقدمهم السيد روميل موشي، عضو اللجنة المركزية للحركة ومسؤول فرعها في دهوك ورئيس لجنتها الخيرية، ويتبعه عدد من كوادر واعضاء الحركة بينهم نائب مسؤول الفرع.
بعد دخولهم وقفنا كما جرت العادة لاستقبالهم فتقدموا لمصافحتنا وتوجهوا للجلوس في القاعة، فيما بقينا نحن واقفين لحين جلوسهم والترحيب بهم بالعبارة التقليدية (ܒܫܝܢܐ ܐܬܐܠܘܟܘܢ) وليتم تقديم القهوة كما هو معتاد.

لم يكن من غير الطبيعي مشاركة الحركة في العزاء.. بل كان سيكون من غير الطبيعي عدم مشاركتهم.
فالعزاء ومجالسه في كل زمان ومكان، وبين كل الاديان والاقوام والمجتمعات والثقافات هي مناسبات تسمو على الخلافات والاختلافات، بل وكانت مناسبات لمد الاواصر المقطوعة.
فكم بالاحرى تكون مناسبة عزاء الوالدة التي عرفها الجميع بمحبتها وحنانها وطيب قلبها، بل وتجمعها اواصر قرابة ومعرفة بالعديد من كوادر واعضاء الحركة وبينهم مشاركون في الوفد الذي قدم لتقديم العزاء.
رغم كل الاختلافات في وجهات النظر والاراء، ورغم كل المواقف بين المؤسسات والتنظيمات الاشورية فان مجالس العزاء كانت خيمة دخل تحتها الجميع، وقدم فيها الجميع تعازيهم لذوي الفقيد وبغض النظر عن الالتقاء او الاختلاف في الرؤية والانتماء. وهذا امر طبيعي..

لاحظت اثناء جلوس وفد الحركة ان السيد روميل موشي يحرك ارجله بصورة مستمرة اعتقدتها انها من طباعه الشخصية، فلكل منا طباعه في الجلوس او الحديث او غيرها.. الا ان ما حصل لاحقا يقول غير ذلك..
وبعد مدة من الجلوس نهض السيد روميل ومعه اعضاء وفد الحركة للمغادرة فتقدموا لمصافحتنا، مبتدئين بي اولا..
اثناء مصافحة السيد روميل لي وبينما كنا نتوقع منه طبيعيا كلمات العزاء والتشجيع فاذا به يقول وبصوت عال يريد به اسماع الحاضرين: (ܟܠܢ ܒܛܠܒܐ ܝܘܚ ܗܘܘ ܕܠܐ ܗܘܬ ܗܘܐ ܠܐܟܐ ܩܐ ܕܠܐ ܫܥܫܚ ܗܘܐ ܠܗ ܐܝܕܘܟ) وترجمته: (جميعنا تمنينا ان لا تكون هنا لكي لا نصافحك).
لقد كان لكلماته وقع الصاعقة علينا..
فالرجل لم يتحدث بصفته الشخصية بل تحدث باسم المجموع.
الرجل وباسم رفاقه الحاضرين والغائبين يتمنى ان لا اكون مشاركا في عزاء والدتي..
فهل ادرك الرجل معنى قوله؟!!!
نشكر الرب على نعمته بانه منحنا عائلة ووالدة مؤمنة ربتنا على الخلق المسيحي والانساني الرفيع.
لقد كانت روحها حاضرة فينا لنجيب على اساءة السيد روميل بعبارات هادئة بالقول: (عزيزي، الان ايضا يمكنك عدم مصافحتنا.. الرب يباركك) وليضيف اليها اخي نمرود: (عزيزي، لماذا اتيت الى العزاء اذا؟).
هكذا صافحنا وفد الحركة الديمقراطية الاشورية وقدم العزاء لنا وليغادر القاعة وسط استهجان ورفض الحاضرين وليصبح ذلك حديث مجتمع دهوك للايام التالية..

ترى ما الذي دفع السيد روميل للتصرف هكذا في مناسبة مثل هذه؟
انه الحقد الاسود الذي لم تستطع المناسبة وهيبتها وحزنها اخفاءه..
انه الحقد الاسود الذي ما ان يمتلئ به قلب الانسان حتى يفقد انسانيته ومشاعره واحاسيسه.
حزن الابناء برحيل والدتهم لا يفوقه اي حزن. واحترام مشاعر الحزن والحزانى التزام اخلاقي وانساني.. ومن يفتقر الى هذا الالتزام يفتقر الى القيم السامية في الحياة.
انه الحقد الاسود الذي ما ان يمتلئ به قلب الانسان حتى يفقد حكمته (اذا كانت متوفرة اساسا، فالحكيم لا يحقد).
فخيارات الحركة الديمقراطية الاشورية ومسؤول فرعها وكوادرها في دهوك كانت عديدة، بينها المشاركة كما تتطلب القيم والاخلاق والاعراف الدينية والقومية والانسانية، او المشاركة الصامتة على مضض، او المشاركة بصورة فردية، او (وفي اسوأ الاحتمالات) عدم المشاركة في العزاء..
الا انهم، قرروا المشاركة بالطريقة اعلاه التي ذكرت من شاهدوها بمشاهد تفجير مجالس العزاء في العراق.
انها دوافع الحقد والكراهية ذاتها مع اختلاف في الاسلوب.. من تفجير للعزاء بالمتفجرات الى تفجير له بالعبارات..

ويا ترى ما الذي يريده السيد روميل من تصرفه هذا في مناسبة كهذه؟
يمكن للسياسيين من المؤمنين بالعقائد التوتاليتورية (الشمولية) ان يسعوا الى فرض مقاييسهم على الاوطان والشعوب المبتلية بهم..
ويمكن للاقزام السياسية ممن يمتلكون بذور التوتاليتوريا في افكارهم ان يسعوا ذات الشيئ في محيط تاثيرهم، بدءا بتحويل الحزب ليكون وفق مقاييس القائد.. ومن يرفض، ومهما كانت قدراته ومؤهلاته وموقعه القيادي، يجد نفسه خارج الحزب، وتهمته جاهزة: الخيانة او السرقة او التقاعس عن مواصلة النضال..
ومن ثم الاحزاب والشخصيات الفاعلة فجميعها يتم تخوينها وتجريمها ما دامت لا تخضع لمقاييس الحزب القائد وقائده الضرورة.
وحتى الكنيسة فانه يتم شقها واطلاق كنيسة جديدة بمقاييس خاصة يكون المكتب السياسي مرجعيتها السنهاديقية.
ولكن ان يسعوا الى فرض مقاييسهم على المناسبات العائلية الخاصة فذلك هو الجحود باقصى مدياته.
السيد روميل موشي ومن تحدث وتصرف باسمهم يريد مجلس عزاء للوالدة المرحومة بحسب مقاييسه هو.. يريد مجلس عزاء لوالدتي المرحومة لا اشارك فيه انا الذي وهبتني الحياة والحنان والمحبة، كي يستطيع السيد روميل والحركة المشاركة براحة بال وخاطر في العزاء!!
السيد روميل موشي يريد سرقة العزاء ومجلسه وليضعه على طاولته هو ويحدد كيفية التصرف به..
انه يريد سرقة الأم من ابناءها ويطلب حرمان الابن من المشاركة في جنازها وعزاءها..
فاي جحود هذا..

اصلي من كل قلبي من اجلكم ايها الاحبة في قيادة وكوادر واعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية.
اصلي الى الرب ليملأ قلوبكم بالمحبة.
اصلي الى الرب لينير عقولكم بالحكمة.
اصلي الى الرب من اجلكم احبتي لتدركوا ان في الحياة قيما وخلقا غير الحقد والاساءات.
اصلي الى الرب من اجلكم لتستحضروا قيم وخلق الرعيل الاول من اخوتكم واخوتي ممن وهبوا حياتهم تجسيدا لمحبتهم.. نعم احبتي، فالمحبة كانت وراء استشهاد يوبرت ويوسف ويوخنا، فهلا استحضرتم قيمهم وفاء لارواحهم.
اصلي الى الرب ليبارك حياتكم وعوائلكم ويحميكم من كل مكروه.

القس عمانوئيل يوخنا

267
الاخوة الاحبة قراء ومتابعي موقع عنكاوة

تحية محبة وتقدير،
مع اكتمال نشري لمقالات (عندما تسقط الاقنعة: نقاش هادئ مع نيافة الاسقف مار باوي سورو)، وردتني عدة رسائل واتصالات الكترونية او هاتفية مقترحين فيها تجميع المقالات ونشرها في الوطن في كتاب بنفس العنوان ووضعه امام متناول القراء وابناء الكنيسة في الوطن تحديدا، حيث لم يتسنى للجميع قراءتها او حفظها..
شخصيا، اجده اقتراحا يستحق الاعتبار.
لذلك اتوجه اليكم بطلب ابداء الملاحظات وارسالها على بريدي الالكتروني وهو: youkhana@web.de
علما اني اجد ان الكتاب يتطلب التوسع في محاور المسالة وليكون بصيغته النهائية كما يلي:
1- الرسالة المفتوحة التي وجهتها الى نيافة الاسقف مار باوي سورو
2- نصوص حلقات مسلسل موضوع (عندما تسقط الاقنعة) مع التوسع في المشهد الاعلامي والسياسي والاخلاقي لحملة دعم مار باوي مع الاستشهادات التحريرية والصوتية (تحويلها الى نص مكتوب)
3- نص وتحليل للوثيقة المؤرخة 9 تشرين الثاني 2003 لنيافته مع الكهنة الدارسين في روما، وتصادف تزامنها مع مؤتمر بغداد
4- اجراء مقابلات حوارية تحريرية (وبهذا الخصوص يرجى من القراء ممن يتوفر لديهم البريد الالكتروني لنيافة الاسقف مار باوي سورو ارساله الي).
5- اضافة ملحق وثائقي بالوثائق المتعلقة بالمسالة

مع التقدير

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

268
عندما تسقط الاقنعة
ملحق: ملاحظات وهمسات محبة الى الاخ شليمون داود

نشر الاخ شليمون داود توضيحا بعنوان (لماذا يا ابتاه) حول مقالي السابق..
بدءا اشكر الاخ شليمون على "توضيحه" وارجو ان يتسع صدره لهذه الملاحظات التعقيبية التي ستكون الاخيرة لي في هذا الشان..
شخصيا التزم في كتاباتي سياقا بان اضع نقاطا ومحاورا لما اريد الكتابة فيه ومن ثم اباشر الكتابة.. وعندما يكون ما اكتبه ردا او تعقيبا على مقال لكاتب فاني اقوم اولا بتحديد النقاط الواردة في مقال الكاتب التي تتطلب  الرد عليها او توضيحها او نقاشها..
وضمن هذا السياق فاني عندما قمت بقراءة واعادة قراءة "توضيح" الاخ شليمون تاكد لي ما يلي:
- ان التوضيح لم يتضمن اية ملاحظة نقاشية او توضيحية او تعقيبية لـ(مضمون) و(جوهر) تعقيبي بما يعني ضمنا قبول الاخ شليمون بهذا المضمون.
- ان التوضيح تضمن نقطة اساسية واحدة تقول ان ما ورد في مقال السيد شليمون السابق والذي  كان موضوع تعقيبي هو لقداسة سيدنا الجليل مار ادي الثاني بطريرك كنيسة االمشرق القديمة وليس لكاتبه وناشره الاخ شليمون.
وبتجميع هاتين النقطتين يكون لسان حال الاخ شليمون يقول:
(شكرا ابونا القس عمانوئيل.. انا اتفق معك بصحة كل المحاججات والملاحظات الواردة في تعقيبك على مقالي السابق.. ولكن يا ابونا القس اني لست من قال بمضمون المقال بل هو قداسة سيدنا البطريرك مار ادي الجزيل الاحترام.)

فاقول، اشكرك بدوري يا اخي شليمون على اتفاقك معي في صحة ما ورد في تعقيبي السابق، مثلما اشكرك على توضيحك للالتباس الذي خلقه تعقيبك السابق بين ما هو من اقوال قداسة سيدنا البطريرك وما هو من كتابتك.

1- من الواضح انكم يا عزيزي شليمون تسعون في توضيحكم الاصطياد عندما تعمدون وبشكل تحريضي واضح الى توجيه الامور لاختلاق وتصعيد "ازمة" تريدونها " كبرى" بين قداسة سيدنا البطريرك الجليل وبيني.. وهذه المحاولة الواضحة لكل قراء توضيحكم تقدم بحد ذاتها الكثير من الاجابات عن النوايا وادعاءات الحرص والمسؤولية الواردة في مقالكم.
لا يمكن لاحد ان يزايد علي في التقدير والاحترام لجميع المرجعيات الكنسية المقدسة، وفي مقدمتها اصحاب القداسة الاباء البطاركة وبينهم قداسة سيدنا مار ادي الثاني الذي كان وما زال وسيبقى له عندي كل الاحترام والوفاء والتقدير.
اعتقد يا عزيزي شليمون ان هناك اعلاميين وبرامج اعلامية تستحق الاقتداء اكثر من برنامج (الاتجاه المعاكس) ومقدمه المشاغب السيد فيصل القاسم..
كثيرون فسروا تحريضكم انه بحكم عملكم وارتباطكم الاعلامي والتنظيمي وولاءكم السياسي.. وشخصيا، افضل عدم التعليق على ذلك..

2- كما انه من الواضح في توضيحكم انكم "تهللون" لما تعتقدونه اني وقعت فيه من خطأ وهفوة ومصاب جلل!! حتى يكاد "تهللكم" يكشف عن ترصدكم منذ فترة طويلة لتحقق ما تسميه (رايح بالغلط).. وهذه ايضا نقطة اخرى تقدم الكثير من الاجابات عن النوايا.

3- بالعودة الى مضمون تعقيبي السابق وجوهره.. ان ما ورد فيه من تصحيح للمعلومات (اعلان القداديس مثلا) او من مناقشة عدم جواز المقاربة بين حالة نيافة الاسقفين مار عمانوئيل ومار باواي، او من توضيح للاختلاف في وضع ومتطلبات المرحلة الراهنة بين الكنيستين (الاشورية والقديمة) واختلاف هذه المرحلة عن مرحلة ما قبل 1999 (عام اقرار واعتراف كنيسة المشرق الاشورية بكنيسة المشرق القديمة)، وغيرها من الامور التي ادعوكم وادعو القراء لمعاودة قراءتها ثانية في تعقيبي السابق على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,29258.0.html
فانه لا يضيرها بشيئ ولا يغيرها البتة مصدر او قائل هذه المعلومات والاراء.. فالمعلومة الخاطئة لا تصبح صحيحة بتغير قائلها..
وقناعتي براي معين لا تتبدل بسبب ان شريكي في الطرف الاخر من الحوار هو قداسة سيدنا البطريرك مار ادي الثاني وليس زميلي شليمون داود..
بل على العكس فاني اصبح اكثر التزاما بالشفافية في المعلومات واكثر مسؤولية وموضوعية في الحوار وتقديم الحجج ونقاشها.. اتدري لماذا يا عزيزي شليمون؟
لان موقع المسؤولية الكنسية والمسيحانية التي لقداسته، واحترامي وحرصي الكبيرين على هذا الموقع المسؤول (السدة البطريركية) وشخص قداسة البطريرك الذي يشغل هذا الموقع بالنعمة الربانية يجعلاني حريصا على توفير اكثر المعلومات صحة ودقة، وتصحيح ما هو خاطئ منها ووضعها امام قداسته ليكون قراره وارشاده وهدايته مبنيا على معلومات صحيحة.. فقرار ومواقف سيادته وتاثيراتها ونتائجها لا يمكن ان تكون بذات حجم قراراتك وتاثيراتها ونتائجها، مما يجعلني حريصا اكثر على صحة المعلومات التي امام قداسته..
وذات الشيئ بشان مناقشة الاراء المختلفة كالمذكورة اعلاه، على سبيل المثال.

وهذا ليس بالجديد علي سواء مع قداسة سيدنا البطريرك مار ادي الثاني او بقية مطارنة واباء كنيسة المشرق القديمة.. ولست بحاجة لسوق الامثلة المتعددة لعقدين من الزمان، بدءا بحقيقة كوني اول كاهن رعية في كنيسة المشرق الاشورية يدعو قداسة البطريرك مار ادي للتقديس في الكنيسة والرعية التي كنت مسؤولا عليها، ولكني ساكتفي باخر مثال شاهد على ذلك وهو في صلب موضوعنا.. فاقول لك اني في حواراتي مع اباء وكهنة كنيسة المشرق القديمة، وجميعهم لدي كل الاحترام والتقدير، اعطيت رايي واضحا بشان فتح كنيسة المشرق القديمة ابوابها لمار باواي ومدلولات ذلك وتداعياته.. كما قلت لهم وبكل احترام وتقدير رايي في عدم جواز المقاربة بين حالة مار عمانوئيل ومار باواي وكما وردت في مقالتي بالضبط.. وكنت ساقول ذات الشيئ لو كنت تمكنت من القدوم الى بغداد ومقابلة قداسة سيدنا البطريرك مار ادي والتبرك منه..
كما انه ليس بالشيئ الجديد علي ايضا في كنيسة المشرق الاشورية حيث دأبت على مناقشة مختلف المواضيع مع مختلف اباء الكنيسة بدءا بقداسة سيدنا مار دنخا الرابع الى بقية المطارنة والاساقفة والكهنة.. وفي الكثير من الاحيان والامور نكون مختلفين في الراي وهذا دليل الحيوية..
فاي مطب تدعي وقوعي فيه، واية ازمة تبشر وتهلل بحدوثها يا عزيزي..

4- الحقيقة انه يجب ان اعاتبك مرتين على هذه المسالة.. مرة لانك لم تدقق ولم تعلم قداسة سيدنا البطريرك مار ادي بخطأ المعلومة المنقولة الى قداسته بشان اعلان القداديس (فقداسته بريئ من خطأ المعلومة كونها منقولة اليه من مصدر او مصادر اخرى)، خاصة وانك بحكم عملك في جريدة (بهرا) وتواجدك في مقر الحركة الديمقراطية الاشورية تكاد تكون متواصلا مع الجالية في شيكاغو بشكل شبه يومي او دوري منتظم مما يمكنك وبسهولة من التيقن من المعلومة قبل نشرها، لو كنت اردت ذلك..
واعاتبك مرة اخرى لنشرك المعلومة الخاطئة التي تنسبونها الى قداسته قبل التيقن منها على صفحات الانترنت مما يجعلها امام جاليتنا المهجرية (وبينها شيكاغو) التي تدرك جميعا خطا المعلومة وهو ما كان يتطلب منك الحرص اكثر.. فباضعف الايمان والامكان كان يمكنك التحقق قبل النشر.

5- ولننتقل الى (شكل) تعقيبي الاخير واتهامك لي على خلفية ان "تعقيبكم" لم يكن الا مقتطفات من مقابلة لكم مع قداسته.. فاقول:
اذا جاز لك الاستنتاج باني اخطات تقويلك وان قداسته هو المتحدث وانت لست الا ناقلا للحديث فاسمحوا لي ان احملكم مسؤولية ذلك.. كيف؟
- كان حريا بك ان لا تسمي مقالك "تعقيب على مقال القس عمانوئيل" وكان حريا بك ان لا تذيله باسمك مما اعطى الانطباع العام لقراءه بانه مقال من كتابتك وتضمن عرضيا مقتطفات من مقابلة مع قداسته..
صدقني، ان جميع من اتصل بي بعد مقالك السابق لم يقولوا لي: ابونا، هل قرات ما قاله قداسة البطريرك مار ادي؟ بل ان جميعهم سالوا: ابونا هل قرات ما قاله السيد شليمون في مقاله؟
كان الاجدر بك ان تسميه "ايضاح من كنيسة المشرق القديمة" او "مقتطفات من مقابلة مع قداسة البطريرك مار ادي الثاني"، الى غيره من سياقات العمل الاعلامي التي لا اشك في ادراكك لها.
- كل من قرا او يعيد قراءة مقالك يرى انك الغيت الحدود الواضحة بين ما هو من كتابتك وبين ما هو من اقوال لقداسته..

والنقطتان اعلاه هما سبب اي اشكال تعتقد بحصوله.. ورجائي ان تنتبه الى ذلك مستقبلا خاصة وانك تعمل في اصدارين اعلاميين من اصدارات شعبنا، الا وهما (الافق) لكنيسة المشرق القديمة و(بهرا) للحركة الديمقراطية الاشورية..

6- اما عن كون مقالاتي طويلة، فانا اتفق معك كليا.. ولكن ذلك له اسبابه ايضا، واهمها:
- تقديسي للكلمة
مما يجعلني حريصا على ايصالها واضحة المعنى وبما لا يحتمل التاويل والاجتهاد.
- احترامي الكبير للقارئ وعقله ومسؤوليته مما يجعلني اسهب في ايراد التفاصيل المعلوماتية المتعلقة بموضوع المقال وليس فقط ايراد الاستنتاجات والطلب من القارئ قبولها.. فعندما اورد التفاصيل ومنها انطلق الى الاستنتاجات اكون قد خلقت حوارا مسؤولا وصريحا مع القارئ يتيح له مناقشة الاستنتاجات بموضوعية وقبولها بعقلانية، واذا شاء رفضها فاني اتوقع منه حينها ان يقدم المعلومات والمبررات الواضحة لرفضه..
فعلى سبيل المثال، وبقدر تعلق الامر بالموضوع، ان التفصيل في ذكر الفروق بين حالة الاسقف مار عمانوئيل والاسقف مار باوي كانت ضرورية جدا للقارئ ليستنتج ويتفق معي ايضا في عدم جواز المقاربة بينهما..
وكذلك، فان التفصيل بتوضيح المراحل التاريخية للانشقاق في كنيسة المشرق الى كنيستين (المشرق الاشورية) و(المشرق القديمة) كان ضروريا للقارئ ليحكم على ما يتوقعه من الكنيستين في المرحلة الراهنة باتجاه توحيدهما.
- قناعتي المطلقة بان هناك بين شعبنا من يسعى للتضليل الاعلامي ويروج ويسوق معلومات مغلوطة (عن دراية واصرار) ومواقف ليست مبنية على الحجج الموضوعية ويطلب من ابناء شعبنا الانسياق وراءه بناء على هذا التضليل.. واظننا متفقون جميعا على النتائج الكارثية لذلك (ما نعيشه في واقعنا هو شاهد حي على نتائج الاعلام التضليلي).. مما يتطلب مني، واتمنى ذلك على جميع الاقلام، ان اكون حريصا على المصداقية والشفافية ووضوح الحجة في الكتابة الى ابناء شعبي.
ولذلك يجد القراء ان الردود التي تاتي على مقالاتي تفتقر دوما الى المحاججة الموضوعية بمضمون المقال بل تتجه الى شخصنة الامر والتهجم على الكاتب والاساءات الشخصية اليه متخفين باسماء ملثمة ولكن معروفي اللون والاتجاه.. وحتى شخصكم الكريم عندما لم تجدوا ما تحاججون به "مضمون" مقالي، توجهتم الى تحريف المسار باتجاه محاولة خلق ازمة مع قداسته واتهامي ضمنيا بالاساءة الى قداسته وهو امر حاشا ان اكون يوما قد قمت او اقوم به تجاه اي من كنائسنا ومرجعياتها. (في الحقيقة لو كنت من المسيئين الى مرجعياتنا الكنسية لكنت التحقت بشلة الدكتور ادور عوديشو واكنس ميرزا ووليم يومارن وادد اشورسين ويوناذم يوخنا ونينوس يونان وسام درمو وغيرهم من اعضاء الطاقم الاعلامي والسياسي والاستشاري لسيدنا مار باوي).
باختصار شديد، الكتابة عندي ليست هواية امارسها في وقت الفراغ الذي افتقر اليه اساسا، بل هي التزام بقدسية الكلمة الحقة وباحترام عقل الانسان..

7- ان حسدك "الايجابي" لي بشان ما تعتقد اني امتلكه من " وقت فراغ كبير" فاسمح لي يا عزيزي ان اقول انك اخطأت الحدس..
فما امتلكه ليس الكثير من وقت االفراغ بل القليل والحد الادنى من التنسيق الذي التزمه في حياتي للايفاء بالتزاماتي الكثيرة والمتنوعة والتي اعتقدكم تدركون عنها الكثير.
فانا انسان لا اعيش لذاتي بل للاخرين.. ووقتي ليس ملكي بل ملك الاخرين، بمعنى اني وعلى مدار اليوم وساعاته اكرس اهتمامي بالقضايا والالتزامات التي علي.. الورقة والقلم صديقان دائميان لي حتى عندما اكون خارج البيت، في الباص او المطعم او اي مكان، واستخدمهما لكتابة الملاحظات والنقاط التي اعود اليهما لاحقا لتنفيذها او الكتابة فيها.. وفي كل تنقلاتي الكثيرة جدا فان جهاز الحاسوب النقال هو في حقيبة اليد لمتابعة وانجاز الامور..
كما ان ليس لي هوايات كلعب الدومينو او الكوتشينة.. مثلما ليس في منزلي (الذي هو اساسا شقة مستاجرة في عمارة) مسبحا داخليا لامارس السباحة او غيرها من الرياضات..
كما ان عائلتي، زوجتي بلندينة واولادي (اترن)، (هدرا)، (يترانا) و(ايتوتا) يفهمونني وهم خير معين لي..
باختصار شديد انا انسان اسعى جهدي ان يكون يومه منظما ومنتجا..
ان الحد الادنى من التنسيق من جهة والايمان بالمهام التي يلتزمها الانسان، اي انسان، وبانها ليست مجرد وظيفة يؤديها على طريقة الموظفين في الدوائر العراقية (الكثير من التبريرات والقليل من الانتاج) ستتيح له ان يكون معطاء..
ان تنسيق التزاماتي وترتيبها بحسب اولوياتها يجعلني استطيع استثمار وقتي للايفاء بها كل حسب اهميته واولويته.. فعلى سبيل المثال، تطلب الرد على توضيحكم، ورغم وضعي له كاولوية ليس لمضمونه بل لشخصكم والزمالة التي بيننا، انتظار اكثر من عشرة ايام لايجاد الوقت المناسب له في وقتي وبين اولوياتي، وها انا اكتبه اليك على حاسوبي النقال وانا في القطار في الطريق الى ميونيخ لحضور اجتماع مخصص لخطط ومشاريع كابني للعام 2006.

8- وضمن نفس موضوع "حسدك" الذي اسميته "ايجابيا" بان ما تعتقده وقت الفراغ يتيح لي الكتابة المطولة، اقول، اضافة لما سبق، ان الوقت ليس العامل الوحيد للكتابة.. فمن ليس شاعرا لا يمكنه كتابة قصيدة حتى ولو حاول ذلك سنة باكملها.. ومن ليس رساما لا يمكن له رسم لوحة فنية ولو وهب لذلك سنوات طوال.. ومن ليس موسيقارا لن يكتب سمفونية او لحنا حتى لو وهب كل عمره لذلك..
صدقني، وارجو ان لا اسبب لك انزعاجا (فانت تعرف جيدا مقدار محبتي لك) ان هذا المقال لم ياخذ مني اكثر من ساعة واحدة..

9- اني اكرر ما سبق لي دوما قوله وما سبق لي دوما ممارسته باني اعتذر شديد الاعتذار من جميع ابناء شعبي بكل مواقعهم ودرجاتهم، الكهنوتية والسياسية والاجتماعية، اذا كنت يوما قد قلت او كتبت او مارست ما شعروا انه اساءة.. فانا لم ولن اقصد يوما الاساءة الى انسان، اي انسان..
مع ملاحظة ان تسمية المسميات باسماءها ليست باي حال من الاحوال اساءة.. فعلى سبيل المثال من يقوم بشق الكنيسة لا يمكن ان اسميه وحدويا بل انشقاقيا وليس في ذلك اساءة له.

واخيرا، اكرر ما بدات به المقال من انه سيكون الاخير في هذا السجال مع زميلي السيد شليمون داود الذي اتمنى له كل التوفيق والنجاح..
ولرب يبارك

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
13 اذار 2006

ملاحظة:
ضمن ترتيب وقتي والتزاماتي واولوياتي، فاني ساقوم بالالتزام (بقدر الامكان) بالنشر في موقع عنكاوة وبشكل اسبوعي دوري كل يوم ثلاثاء.. كما ساقوم (بصورة عامة) بالاعلان عن موضوع المقال القادم سلفا، متمنيا ان لا اضطر لتغييره بحسب الاحداث وطوارئها..
موضوع الثلاثاء القادم هو حقائق وارقام وقراءات عن البرلمان العراقي بدورته الجديدة..[/size][/font]

269

عقدت (مجموعة التضامن مع طور عبدين) اجتماعها السنوي في مدينة ميونيخ الالمانية لليومين 3 و 4 اذار، وقد خصص اجتماع هذا العام الذي حضره عدد من المهتمين والمختصين بشعبنا واوضاعه في الوطن الام لمناقشة اوضاع مسيحيي العراق.
وقد وجهت اللجنة المنظمة الدعوة لي للتحدث الى الاجتماع عن اوضاع مسيحيي العراق.
ادناه مختصر بالمحاور والنقاط التي تضمنتها محاضرتي، علما اني ساحاول كتابة نصها بالعربية ونشره على موقع عنكاوة اذا ما توافر لدي الوقت.
محاور المحاضرة واهم نقاطها باختصار:
اولا: تعريف مختصر بمسيحيي العراق:
مسيحيو العراق، فيما عدا الارمن، ليسوا:
1- مجتمع او خصوصية دينية فحسب بل هم ايضا خصوصية قومية ولهم هويتهم القومية بمقوماتها وهم ورغم تعدد تسمياتهم (اشوريين ام كلدان ام سريان) شعب واحد يحمل السمات القومية المشتركة والموحدة. (شخصيا استخدم التسمية الاشورية وهناك غيري يستخدم التسمية الكلدانية واخر التسمية السريانية.. المهم ان كل من هذه التسميات عند استعمالها يجب ان تشير وتحوي التسميات الاخرى وعموم شعبنا (الاشوري الكلداني السرياني)
2- نازحين او لاجئين في العراق بل هم الابناء الاصليين للعراق
ثانيا: توزيع مسيحيي العراق:
1- التوزيع الكنسي لمسيحيي العراق (العائلة الكاثوليكية، العائلة الارثوذكسية، كنيسة المشرق بشقيها، العائلة البروتستانتية)
2- التوزيع الديموغرافي لمسيحيي العراق: تاريخيا وواقعيا
3- اعداد مسيحيي العراق في الوضع الراهن وكما قمت بنشره في مقالي السابق على هذا الموقع.
ثالثا: مسيحيو العراق وحرب تحرير العراق
ماذا توقع المسيحيون من عراق بعد التحرير؟
رؤية العراقيين عموما، وتحديدا المجتمع المسيحي، الى مرحلة ما بعد الحرب كانت الامل بان تضع هذه الحرب ونتائجها السياسية حدا ونهاية للعقود المستمرة من المعاناة للشعب والوطن العراقي.
كانت امال مسيحيو العراق ان يعيشوا في عراق مستقبلي دون حروب داخلية واقليمية.
عراق دون حصار وعزلة دولية.
عراق دون تمييز ومظالم بسبب الانتماء القومي او الديني او المذهبي.
عراق جديد يقوم على المجتمع المنفتح واحترام حقوق الانسان.
رابعا: اوضاع العراق الحالية:
هناك فارق جوهري وكبير بين اوضاع اقليم كردستان العراق وبقية العراق الذي كان يخضع للنظام البائد لحين تحريره عام 2003.
اوضاع المسيحيين العراقيين في الوضع الراهن ليست معزولة بل هي مرتبطة حتما بالاوضاع العراقية عموما والتي تتصف بما يلي:.
سياسيا: عدم الاستقرار السياسي، الاحتقان الطائفي، الفساد السياسي والاداري
امنيا: انهيار الوضع الامني، المليشيات الحزبية بلباس امني وهذا من اخطر الامور
اجتماعيا: الفرز والتمييز الطائفي والقومي ومحاولات فرض اللون الديني او امذهبي الواحد
اقتصاديا: انهيار البنية التحتية، فشل في اعادة الاعمار، البطالة
رابعا: اوضاع المسيحين في العراق في المرحلة الراهنة
النتائج الايجابية لحرب تحرير العراق، وهي نتائج تحصيل حاصل لتحرير العراق من النظام الفاشي:
المشاركة والتمثيل السياسي: الحضور والمشاركة السياسية في البرلمان والحكومة المركزية.
حرية العمل السياسي والاعلامي.
الاعتراف الدستوري واقرار الحقوق الاساسية (وان جاءت منقوصة): مع الاشارة الى النواقص والاعتراضات على الدستور (المقدمة، دور الاسلام الدستوري وتضمينه اشتراط ان تضم المحكمة الدستورية علماء فقه اسلامي، تقسيم شعبنا الى شعبين).. وهنا لا بد من تضمين تحفظي على الصيغة الانتقائية التي تضمنها التقرير المنشور في جريدة زندا الالكترونية عن الاجتماع والاقتباس من تقريري باني اعتبر الدستور العراقي الحالي اكثر دساتير الشرق الاوسط تطورا..
ان ما قلته في محاضرتي هو ان الدستور العراقي وفيما يتعلق بالاعتراف بشعبنا وهويته ووجوده القومي هو افضل دساتير المنطقة فانها المرة الاولى التي يقر فيها دستور احد البلدان بهويتنا ووجودنا وحقوقنا القومية (اكرر وان جاءت منقوصة). كما انه اكثر تطورا في مجال الحريات والحقوق الفردية بالمقارنة مع دول الجوار (ما عدا لبنان).
اما الوقائع السلبية فهي:
الاوضاع السياسية:
1- التشرذم الكبير للقوى السياسية لشعبنا.. 12 تنظيم سياسي لشعبنا في العراق!!!
2- ضعف القاعدة الجماهيرية للاحزاب السياسية لشعبنا.. 15% فقط من ابناء شعبنا في العراق منحوا اصواتهم للقوائم المستقلة لشعبنا بينما الـ 85% منحوا اصواتهم لقوائم وطنية وتحديدا التحالف الكردستاني والقائمة العراقية.
3- التشرذم بين الكنائس والصراع غير المعلن بينها
الاوضاع الامنية:
فاضافة الى الاوضاع الامنية المتدهورة وتاثيراتها على عموم العراقيين، وبينهم المسيحيون، فان هناك استهدافا للمسيحيين من مختلف مصادر الارهاب والجريمة (التنظيمات الاسلامية الاصولية، الشارع الاسلامي، التنظيمات السياسية المعارضة للوجود الامريكي، عصابات الجريمة المنظمة)..
فالاسباب والدوافع مختلفة:
- التنظيمات الاسلامية الاصولية بشقيها الشيعي والسني بسبب نظرتها الى المسيحية كعقيدة ودين وطريقة حياة
- مختلف قوى الارهاب التي تلقب نفسها بالـ"مقاومة" بسبب الانطباع الخاطئ بان المسيحيين هم مرتبطون بالغرب "المسيحي"
- ضعف المسيحيين وعدم استعدادهم وقدرتهم على الانتقام من الخاطفين وغيرهم
- ابتزاز الاموال
اما النتيجة فهي واحدة: القتل والاختطاف والتهديد والتهجير (ولا اقول الهجرة)
مظاهر استهداف مسيحيي العراق:
- استهداف طريقة الحياة
- استهداف الكنائس
- القتل  والاختطاف
- رسائل التهديد بغاية التهجير

الاوضاع الاقتصادية:
البطالة وانهيار البنية التحتية وفشل برامج اعادة الاعمار لاسباب انهيار الوضع الامني، الفساد السياسي والاداري والمالي، وغيرها..

خامسا: اوضاع كردستان العراق
سياسيا: الاستقرار السياسي وتراكم خبرات وتجربة سياسية جيدة.
امنيا: السيطرة على الاوضاع الامنية ووجود اجهزة امنية منضبطة ومقتدرة.
اقتصاديا: تطور اقتصادي وتنمية متقدمة بخطوات كثيرة عن العراق.. معامل (ادوية، مصافي)، بنوك، مطارات، الخ...
اجتماعيا: انسجام وانفتاح اجتماعي جيد، تطور ثقافي وجامعات ومراكز علمية وبحثية..

سادسا: اوضاع مسيحيو كردستان العراق:
سياسيا: حضور سياسي في مختلف المؤسسات والانشطة السياسية والاعلامية، اضافة الى برامج اعادة الاعمار الواسعة والشاملة، واضافة الى المباشرة برفع التجاوزات على القرى الاشورية. مع ملاحظة ان الوضع ما زال لم يصل حد الشراكة السياسية الحقيقية في صنع القرار السياسي وهي مسالة لها العديد من الاسباب.
امنيا: استقرار الوضع الامني مما ينعكس على الحياة اليومية للفرد والمجتمع من حيث النشاط اليومي والاقتصادي والاجتماعي.
اقتصاديا: نتيجة الاستقرار السياسي والامني فان فرص النمو الاقتصادي متوفرة ولكن ما يفتقر اليه شعبنا في الاقليم هو المبادرات والمشاريع الاستثمارية لخلق وتطوير فرص العمل عوض الاعتماد على المساعدات الدورية من افراد العائلة المقيمين في المهجر.

سابعا: نتائج الوضع العراقي العام على مسيحيي العراق عموما:
- الافتقار الى الثقة بالمستقبل السياسي للعراق
- الهجرة والنزوح الى دول الجوار على امل بلوغ حلم الغرب ناهيك عن حقيقة كوننا شعب مهجري بمعنى ان اعداد شعبنا في المهجر هي اضعاف اعدادنا في الوطن..
الاسباب:
- صعود الاسلام السياسي
- الاتجاه نحو الحرب الاهلية
- عدم الثقة باستقرار قريب للاوضاع الامنية والاقتصادية
- الشعور بالضعف والاحباط من الذات

ثامنا: العوامل المحددة لاداء مسيحيي العراق:
1- العوامل الذاتية الداخلية:
- الاقلية العددية والتشتت الديموغرافي
- التشرذم المذهبي والصراع الكنسي
- التشتت والصراع السياسي وضعف الاداء والخبرة السياسية
- ضياع البوصلة فيمن نتوجه  لكسب قناعته: لشعبنا في الوطن ام المهجر؟ فمع حقيقة اننا شعب مهجري بات المهجر يتحكم بالاداء السياسي لشعبنا وقواه في الوطن (40% من الاصوات الانتخابية لمجموع قوائم شعبنا كانت اصواتا مهجرية مقابل 7% للتحالف الكردستاني و3% فقط للائتلاف الشيعي).. وهذا التحكم اثر ويؤثر سلبيا لاداء شعبنا وقواه السياسية في الوطن وتحديدا فيما يتعلق بالمشاركة والتحالفات السياسية مع الشعوب التي نتعايش معها وتحديدا الشعب الكردي حتى بات شعبنا ومؤسساته المهجرية يتحرك ويتعامل مع المواقف من منطلق الـ (AntiKurds) اكثر من (ProAssyrian).

2- العوامل الموضوعية والوطنية:
- الاحتقانات والصراعات الطائفية والقومية بما ينذر بحرب اهلية
- ضعف تاثير التوجهات اللبرالية مقابل تصاعد الخطاب الاسلامي الاصولي
- تدخلات وتاثيرات المحيط الاقليمي

3- العوامل الدولية:
الخوف الاكبر هو ان القوى الدولية تتخلى عن حماية الاقليات والقوميات في الدول الاسلامية بسبب حرصها على مصالحها الاقتصادية او بسبب خضوعها لابتزازات وتهديدات التنظيمات الارهابية الاسلامية

الخاتمة والاستنتاجات:
ان قضية شعبنا ومستقبله في العراق ليست مجرد مشكلة امنية تزول مع استقرار الاوضاع الامنية..
مثلما ليست مجرد مشكلة بطالة تزول مع استقرار الوضع الاقتصادي للعراق..
انها مشكلة سياسية بالدرجة الاساسية.. انها مشكلة كل القوميات الصغيرة في اوطانها التي تحكمت بها الانظمة الاستبدادية وسياسات التمييز القومي والديني..
من هنا فان المخرج هو سياسي ايضا.. ويتمثل تحديدا بانشاء منطقة ادارية لشعبنا في سهل نينوى الى جانب اليزيدية والشبك، وبما يجعل شعبنا في سهل نينوى ان يتصل ويتواصل مع شعبنا في اقليم كردستان العراق..
وتحقيق هذا المطلب والطموح السياسي لا ياتي دون تحقيق صداقات وشراكات سياسية وقومية ووطنية مع بقية مكونات الشعب العراقي وقواه السياسية االبعيدة عن الاجندات الاسلامية والطائفية.
من السهل جدا ايجاد الاعداء في كل زمان ومكان..
ولكن من الحكمة ان نبحث عن اصدقاء لبناء المستقبل.. وذلك لا يتم بالبقاء رهينة التاريخ وذكرياته وماسيه.. ولا يتم بالبقاء رهينة الاحقاد القومية.. ولا يتم عبر الجلوس خلف شاشات الكمبيوترات في دول المهجر وتوجيه السباب والشتائم..
التاريخ يبقى تاريخا لا يمكن تبديله.. ولكن يمكن الاستفادة منه للانطلاق نحو المستقبل المشترك عبر الشراكة القومية والسياسية مع من نتقاسم معه الارض والحياة..


والرب يبارك..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

270

عقدت (مجموعة التضامن مع طور عبدين) اجتماعها السنوي في مدينة ميونيخ الالمانية لليومين 3 و 4 اذار، وقد خصص اجتماع هذا العام الذي حضره عدد من المهتمين والمختصين بشعبنا واوضاعه في الوطن الام لمناقشة اوضاع مسيحيي العراق.
تضمن برنامج اليوم الاول ومن بعد كلمة الترحيب التي القاها الاب هورست اوبركمبف الفقرات والتقارير التالية:
- عرض بالسلايدات من الاب هورست عن المشاريع المختلفة التي تقوم كنيسة فرتمبورغ بتمويلها ويتم تنفيذها من قبل منظمة كابني واللجنة الخيرية الاشورية
- تقرير عن اوضاع مسيحيي العراق من قبل الاب عمانوئيل يوخنا (راجع عرض مختصر لمحاور التقرير في رسالة اخرى على هذا الموقع).
- تقرير من السيد الكسندر شتاينبيرغ، سكرتير مكتب حكومة اقليم كردستان في المانيا، عن اوضاع مسيححي اقليم كردستان العراق من خلال الارقام والمشاهدات في الزيارة الاخيرة للسيد شتاينبيرغ الى الاقليم.
- كلمة من الاب هورست اوبركمبف بعنوان: كيف نتمنى ان يكون العراق.
- مناقشة مفتوحة

اما برنامج اليوم الثاني فقد تضمن:
- كلمة من الاب توماس بيرال
- تقرير (مستقبل اشوريو العراق) من السيد عبدالمسيح ابروهوم وهو من الناشطين القوميين من ابناء شعبنا من طورعبدين في جنوب تركيا ولم تتاح له الى الان فرصة زيارة العراق.
اضافة لما تضمنه التقرير من تصورات سياسية لمستقبل مسيحيي العراق، فقد تضمن ايضا عرضا نقديا لدستور اقليم كردستان العراق بالاعتماد على الصيغة السابقة لهذا الدستور والمعدة قبل تحرير العراق، ذلك ان الصيغة الجديدة ما زالت قيد الاعداد من قبل لجنة في برلمان الاقليم لعرضها لاحقا للنقاش من قبل المؤسسات والمختصين..
- تقرير من الانسة جانيت ابروهوم، شقيقة السيد عبدالمسيح ابروهوم، وعضوة ادارة جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة (ومقرها في غوتنغن – المانيا) عن دور الجمعية في التعريف باوضاع القوميات الصغيرة في مختلف دول الشرق الاوسط، وبينها الشعب الاشوري.. كما تضمن التقرير خطة عمل الجمعية وسعيها لفتح مكتب اقليمي لها في العراق حيث تقوم الجمعية بالتنسيق في ذلك مع الاب عمانوئيل يوخنا.
- تقارير مختصرة عن مختلف البرامج الموجهة لدعم شعبنا في الوطن، حيث تم عرض تقرير بالسلايدات عن برنامج دعم قرية كفرو في طورعبدين، برنامج منظمة اجنحة الامل في العراق (وهي من مؤسسات الكنيسة اللوثرية في بافاريا وهي منظمة شريكة مع كابني) قدمه الاب توماس بيرال، برامج دعم شعبنا في الوطن من قبل كنيسة فروتمبورغ قدمه الاب ارنست لودفيغ فاتر، برامج كابني الحالية والقادمة قدمها الاب عمانوئيل يوخنا، برامج دعم الراغبين بالعودة الطوعية من اللاجئين في المانيا قدمته الانسة ادريان تخش.
- مناقشات واقتراحات من قبل المشاركين عن الاجتماع السنوي القادم وموضوعه، كما وجه الاب عمانوئيل يوخنا الدعوة لمجموعة (التضامن مع طورعبدين) لزيارة العراق واستعدادات كابني لتنظيم الزيارة وتهيئة مستلزماتها.
- كلمة شكر ختامية من قبل الاب توماس بيرال

الجدير بالذكر ان مجموعة (التضامن مع طورعبدين) هي مجموعة نشطة في مجال التعريف بقضية شعبنا في الوطن للمؤسسات الالمانية والاوربية عموما، اضافة االى تقديم الدعم المادي بشكل برامج مختلفة.
نتمنى للمجموعة المزيد من التوفيق..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

271
تقرير اخباري من منظمة كابني
[/b]

تحية طيبة،
ليس بالامر الصعب ان تقنع مهاجرا من برواري بالا او نهلة او مانكيش او ارادن ان يتبرع لقريته..
وليس صعبا ان تقنع مهاجرا من ابناء شعبنا من العراق او سوريا او ايران للتبرع لدعم بني جلدته في الوطن..
ولكن ان تقنع منظمات دعم وتنمية دولية ان تدعم برامج اعانة ودعم شعبنا من بين عشرات الالاف من البرامج المقدمة اليها من كل انحاء العالم، من افريقيا وامريكا اللاتينية واسيا، فتلك هي المهمة الصعبة التي استطاعت (منظمة برنامج المساعدة المسيحية - نوهدرا - العراق) (كابني CAPNI) ببركة الرب ان تحققها وعلى مدى اكثر من عشرة سنوات وبصورة تصاعدية عاما بعد عام..
كما لا بد من الاشارة الى نقطة مهمة جدا بالنسبة لعمل كابني الا وهي ان كابني لم ولن تقدم برامجها على اساس التوظيف السياسي للاحتياجات الانسانية فهي تتوجه الى جميع المحتاجين، وبحسب طاقتها، وشملت برامجها اضافة لعوائل وابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) ايضا (وبحسب توفر الامكان) عوائل اسلامية ويزيدية، عربية وكردية وشبكية، كما شملت برامجها للطلبة والتسقيف والاعمار والعوائل وغيرها ابناء مختلف كنائسنا ومناطق شعبنا وكوادر واعضاء مختلف احزاب شعبنا دون النظر الى الانتماء السياسي للمشمولين ببرامج كابني ودون النظر الى مواقف هذه الاحزاب من كابني.
فشكرا للرب على بركاته..
وشكرا للمتبرعين على تجاوبهم..
وشكرا لكادر كابني على نجاحه..
وفوق كل شيئ الشكر والتحية والتقدير لابناء شعبنا ممن اصروا ويصرون على البقاء في الوطن وتحدي الصعاب..


قبل تقديم التقرير المختصر عن نشاطات كابني لا بد من تسجيل الثناء والتقدير لكل الجهود الطيبة التي يقوم بها الكثيرون لتقديم الدعم المادي والمعنوي في مختلف المجالات (الاعمار، التنمية، الثقافة، التربية والتعليم، الاغاثة وغيرها) ونخص بالذكر تحديدا في هذا السياق البرنامج المستمر والشامل الذي يشرف عليه الاستاذ سركيس اغاجان نائب رئيس الوزراء وزير المالية في اقليم كردستان العراق.. انها كلمة حق يجب ان تقال، خاصة وان البرنامج يتصف بالشمولية من حيث نوع فقراته، وباستمراريته وبانه برنامج ضحم وكبير من حيث حجمه، ناهيك عن كونه لا ينظر الى اللون المذهبي او المناطقي او السياسي للمشمولين به.. نتمنى للقائمين به المزيد من النجاح..

اولا:
ادناه معلومات مختصرة عن برامج كابني قيد التنفيذ حاليا في العراق.

الصور يمكن عرضها على الرابط التالي: www.capiraq.org/111/Photos_Ankawa_01.htm
فضمن جهودها المستمرة في تقديم الدعم لابناء شعبنا في الوطن، وكثمار اخرى من ثمار العمل الدؤوب وعلاقات الثقة والمصداقية مع المنظمات الانسانية المختلفة تستمر كابني في تنفيذ العديد من البرامج والنشاطات لابناء شعبنا في مختلف المجالات وكما يلي:
1- استمرار العمل في مشروع مؤسسة نصيبين الثقافية في شرفية – سهل نينوى حيث من المؤمل انجازه باواخر نيسان ليتم تشغيله في مرحلته الاولى ليكون مركز تنضيد الكتب والمخطوطات السريانية، علما ان مؤسسة نصيبين هي من مؤسسات كابني ومستمرة بتنضيد وطبع الكتب منذ عدة سنوات حيث تجاوز عدد الصفحات المنضدة من قبلها العشرة الاف صفحة لحد الان.. ومؤخرا باشرت المؤسسة بالتعاقد مع المعاهد والجامعات العالمية المختصة من اجل تنضيد الكتب والمراجع السريانية المهمة.. وسيتم لاحقا الانطلاق الى المرحلة الثانية من عمل مؤسسة نصيبين الثقافية بتاسيس مطبعة اوفسيت تعني بطبع الكتب ومصادر التراث السرياني.
2- الاستمرار في تشييد دار الكاهن في سميل حيث من المؤمل انجازه في الصيف القادم
3- الاستمرار في تشييد دار الكاهن في عقرة ومن المؤمل انجازه في الاسابيع القادمة.
4- البدء بتوزيع عشرات الالاف من شتلات الفواكه (شتلات مبرعمة وبعمر سنتين لان كابني رفضت توزيع شتلات السنة الواحدة لانها غير مضمونة وتعني خسارة سنة من العمل والجهد.. بالطبع سعر شتلة السنتين هو اضعاف سعر شتلة السنة الواحدة)
5- الاستمرار بخدمة العيادات المتنقلة وتقديم الفحص والعلاج والدواء المجاني (بدون اية اسعار رمزية) في القرى.
6- البدء بتشغيل مركز تلكيف الثقافي من خلال تنظيم المحاضرات واقامة دورات الكمبيوتر ومعرض رسوم الاطفال
7- توزيع 2000 صندوق مساعدات غذائية مقدمة من منظمة (كام) الامريكية لـ 2000 عائلة محتاجة. (نعتذر عن نشر صور العوائل احتراما لهم ونكتفي بنشر صور تفريغ الشحنات)
8- توزيع شاحنة كبيرة من الملابس المقدمة من منظمة (كام) الامريكية الى العوائل المحتاجة (ذات الشيئ بالنسبة لنوع الصور)
9- تهيئة مكتبة متنقلة للطفل ليتم تشغيلها لاحقا من قبل كنيسة المشرق الاشورية.
10- الاستمرار في برنامج دعم الطلبة الجامعيين وهو البرنامج المستمر منذ عشرة سنوات وتخرج من خلاله مئات الطلبة بمختلف الاختصاصات ومن مختلف الجامعات والمعاهد العراقية.
11- الاستمرار في برنامج دعم العوائل المحتاجة. (لهذا البرنامج وبرنامد دعم الطلبة نعتذر عن نشر الاسماء او الصور احتراما للعوائل والطلبة)

- فيما توقف العمل في مركز افراهاط التعليمي في شرفية لحين توفير المشاركة المحلية من قبل كنيسة المشرق القديمة (من مبادئ عمل كابني والمنظمات الشقيقة لها والممولة لمشاريعها ان يساهم المستفيدون من المشاريع في تغطية نسبة محددة من ميزانية المشروع تجسيدا للمبدا المعروف: ان من يحتاج للمساعدة يجب ان يساعد نفسه)
وجميع هذه المشاريع هي من خلال الحصول على دعم المنظمات الاوربية والدولية المختلفة..

- كما استطاعت كابني من خلال نشاطات ممثلها ومسؤول علاقاتها العامة القس المهندس عمانوئيل يوخنا بالحصول على موافقة القسم الهندسي للقوات الامريكية لتشييد مدرستين ابتدائيتين في دهي (6 صفوف) وتن (4 صفوف) اضافة الى مشروعي ماء (بئر وشبكة) لكل من دهي وتن وتم احالة المشاريع الى مقاولين لتنفيذها وذلك بحسب سياقات عمل القسم الهندسي الممول للمشاريع..
علما انه وبهذا الاتجاه هناك محاولات اخرى من القس عمانوئيل يوخنا للمزيد من المشاريع ضمن القسم الهندسي للقوات الامريكية وما زالت تحت القيد والدراسة.

- كما انه ومن خلال نشاطات وعلاقات القس عمانوئيل يوخنا كعضو الامانة العامة لمؤتمر اللغة السريانية من جهة وكممثل لمنظمة كابني من جهة اخرى فانه حصلت الموافقات النهائية والرسمية لالتحاق احد ابناء شعبنا من العراق باحدى الجامعات الاختصاصية في اوربا للحصول على شهادة الماجستير ولاحقا الدكتوراه في اختصاص اللغة السريانية على ان يلتحق بالفصل الدراسي المبتدئ في ايلول 2006. (الاسم والتفاصيل سننشرها لاحقا).. وتاتي هذه الخطوة تجسيدا لمقررات مؤتمر اللغة السريانية الاول (المنعقد في تموز 2005 والذي تم تمويله من قبل السيد نائب رئيس الوزراء وزير المالية الاستاذ سركيس اغاجان وبمشاركة من كابني ايضا) بالعمل على هيئة مستلزمات افتتاح اقسام اختصاصية بالسريانية في الجامعات العراقية وتحديدا في جامعات المدن التي يعيش فيها ابناء شعبنا.

ثانيا:
فيما تتوقع كابني الحصول على الدعم المالي، وهنا ايضا من المنظمات الانسانية الاجنبية، لتنفيذ العديد من البرامج الاخرى في عام 2006 ومن بينها المشاريع التالية التي نامل الحصول على تمويلها:
1- مركز عشتار للمراة في كركوك
2- شبكات مياه الشرب
3- كنيسة في كرنجو
4- كري السواقي في منطقة نهلة
5- تنمية الثروة الحيوانية
6- مخيم صيفي للاطفال بالتنسيق مع منظمة (اجنحة الامل – العراق) وهي احدى المنظمات الشقيقة لكابني


كما ستقوم كابني وابتداء من هذا العام بالسعي لتوسيع برامجها لتشمل مساعدة ودعم ابناء شعبنا في دول الاتحاد السوفياتي السابق..

ثالثا:
كما يسعدنا ان نضع امام القراء عرضا مختصرا للمشاريع التي قامت كابني بتنفيذها خلال 10 سنوات من عمرها..
1- تسقيف البيوت في بيبادى، دهي، داوودية، سرسنك، بادرش، سردراوة
2- بناء قاعات متعددة الاغراض في سميل، هزارجوت، كرنجو
3- بناء دور الكهنة (Presbytery) في افزروك، هيزاني، اضافة لتوسيع الدار الموجودة في سميل (وهي غير الدار التي قيد الانشاء حاليا المذكورة سابقا)
4- بناء مدرسة في قرية دورى، وتكملة بناية المدرسة في قرية بيباد
5- بناء دار لاقامة المعلمين في قرية هرماش
6- بناء مركز تعليمي كبير لكنيسة المشرق في مركز مدينة دهوك
7- تشييد كنيسة الشهداء في مدينة سميل وكنائس في قرى دورى، افزروك كلدان، افزروك ارمن، داوودية، هيزاني (في نهلة) اضافة الى تشييد القاعة وجزء من الكاتدرائية في القسم الجنوبي من دهوك والاعمال مستمرة فيها من قبل كنيسة المشرق ومن المؤمل انجازها قريبا.
8- تشييد مركزين ثقافيين اجتماعيين، الاول في تلكيف، والثاني في سرسنك
9- تبطين قناة الري في بادرش
10- تجهيز 12 سيارة لتنقلات الكهنة والخدمات الراعوية لمختلف الكنائس من زاخو الى بغداد
11- تقديم العديد من المستلزمات الاضافية لادارات وطلبة المدارس السريانية بمختلف مراحلها، علما ان وزارة التربية في الاقليم تتكفل ومنذ سنوات بجميع مستلزمات التعليم السرياني من توفير وصيانة الابنية المدرسية، رواتب المعلمين، الكتب والقرطاسية، الاثاث،  وغيرها، وما تساهم به كابني او غيرها من المنظمات هو مشاركة اضافية ثانوية ومحدودة جدا، مع استثناء ان عددا من المنظمات (وبينها كابني) قامت بتشييد عدد من المدارس منذ سنوات وقبل ان تتوفر الامكانات المادية للوزارة في حينها لتنفيذ خطط اعمار كافة المدارس..
12- طبع اكثر من 12 كتاب وقصة بالسورث (وزارة التربية تتكفل بطبع الكتب المنهجية)
دعم اغاثة واحتياجات اساسية لقرية بندوايي
13- توزيع عشرات الالاف من الشتلات على مئات الفلاحين في قرى: ارادن، ئازخ، داوودية، بيبوزى، تن، هرماش، بندوايى، بليجانى، شولى، هيزاني،ميروكى، ربتكى، كشكاوة، خليلانى، بلمند
14- توفير تراكتورين زراعيين لدعم الفلاحين في عمليات الزراعة وباسعار رمزية
15- تقديم الدعم والعديد من المستلزمات للنازحين من ابناء شعبنا اثناء حرب تحرير العراق 2003
16- وكذلك تقديم الدعم والعديد من الاحتياجات لمئات العوائل النازحة الى الاقليم وسهل نينوى هربا من الارهاب الموجه ضد شعبنا في بغداد والموصل وغيرها
17- توزيع مئات الاطنان من المواد الغذائية ومواد الاغاثة الى الاف العوائل المحتاجة في بغداد والخالدية والحبانية والموصل وكركوك وسهل نينوى ومحافظة دهوك
18- توزيع المئات من كراسي المعوقين
19- تجهيز مختلف المستشفيات بعشرات الاسرة للمرضى
20- تجهيز المستشفيات بكميات من الادوية الحيوية
21- تغطية القرى التي تفتقر الى المراكز الصحية من خلال الزيارات الدورية للعيادات المتنقلة
22- تنظيم دورات توعية وارشاد للمزارعين
23- توزيع 20 طنا من بذور الخصراوات والمحاصيل الموسمية المقدمة الى كابني من منظمة كندية
24- اضافة الى دعم وتوسيع اداء مؤسسة نصيبين الثقافية المتخصصة بحفظ ونشر وتطوير التراث الثقافي للغة السريانية من خلال تنضيد وارشفة المخطوطات وكتب ومرادع اللغة السريانية واقامة شبكة من العلاقات مع المؤسست والجامعات ذات الاختصاص في اوربا واميركا.

اضافة الى العديد من البرامج المختلفة كبناء ملحقات صغيرة هنا او هناك وتجهيز الكمبيوترات في عدد من الاحوال ودعم برامج وانشطة نسوية وشبابية وغيرها مما يضيق به المجال..
للمزيد من المعلومات والصور يمكن زيارة الموقع التالي:
www.capiraq.org
ونعتذر عن كونه متواضعا من حيث التصميم ومتاخرا من حيث التحديث..

الرب يبارك

منظمة (برنامج المساعدة المسيحية – نوهدرا – العراق CAPNI)
10 اذار 2006
[/size] [/font]

272
شعبي ولعنة الارقام..
حول اعداد شعبنا (الاشوري الكلداني السرياني) في العراق

قبل عدة اشهر وبينما كان يكتب السيد تيري بطرس مقاله "اين مؤسساتنا.. برسم الجقيقة" والذي تضمن عرضا وتحليلا للارقام الاحصائية الواردة في كتاب الاستاذ رشيد الخيون المعنون "الاديان والمذاهب بالعراق" وبعد ان طلب مني ابداء الراي والملاحظة اقترحت عليه ان يلحق المقال بخلاصة او مقال اخر بعنوان "شعبي ولغة الارقام" عن اعداد شعبنا في العراق..
جاء الاقتراح بغاية اغناء المعلومات والحوار خاصة واننا كنا متوجهين للانتخابات من جهة وللبرامج والمطالب السياسية التي تتطلب ترجمتها الى برامج عملية على الارض من جهة اخرى، ناهيكم عن "بازار" الارقام التي دخلها سياسيونا ومؤسساتنا وكتابنا..
على اية حال فان الانشغال الكبير من جهة، وعدم توفر المصادر على الرف التي تطلبت وقتا للعثور عليها من جهة اخرى اخرت انجاز المقال متزامنا مع مقال السيد تيري المشار اليه اعلاه..
وبينما كنت في الاسبوع المنصرم اعد محاضرتي لالقاءها في الاجتماع السنوي للجنة التضامن مع طورعبدين والتي خصصت هذا العام لمناقشة اوضاع مسيحيي العراق، وطلبت مني اللجنة المنظمة ان اكون احد المتحدثين، واثناء اعدادي للمحاضرة ومحاورها مررت بالسؤال: كم هو عدد مسيحيي العراق؟ فرجعت الى الاوليات السابقة وتجميعها وتلخيصها وعرضها ضمن المحاضرة.
ولاغناء المشاركة والمعلومات والحوار قررت نشر هذا المقتطفات على الانترنت بعد تضمينها بعض الملاحظات التوضيحية والتعقيبات والتساؤلات وغيرها مما كان وقت المحاضرة ضيقا لتضمينها.

1- ارتايت تبديل الاسم من "شعبي ولغة الارقام" الى "شعبي ولعنة الارقام" لما تضمنته هذه الارقام من تناقضات فيما بينها ذاتها وبينها وبين الانطباع العام السائد بيننا نحن ابناء الشعب المبتلين بقيادات غير مسؤولة في التصريح مثلما هي غير مسؤولة في الممارسة.
2- من وجهة نظري الشخصية، فانه وبغض النظر عن حقيقة ان الثقل السكاني والديموغرافي لاية مجموعة، قومية كانت ام دينية، له تاثير كبير على دور وحضور تلك المجموعة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وبالتالي له دور كبير في تحقيق هذه المجموعة لمطالبها وطموحاتها، فان ضعف حجمنا السكاني والديموغرافي في العراق الراهن يجب ان لا يشكل مدخلا او ذريعة للانتقاص من حقوقنا القومية والسياسية والادارية والدينية والثقافية.. فنحن لسنا لاجئين او جالية تعيش في العراق بل نحن ابناء العراق الاصليين وتاريخ ومكتبة وحضارة العراق هي تاريخنا ومكتبتنا وحضارتنا..
3- كما ان النقطة المهمة التي لا بد من ادراكها والانتباه اليها واخذها بعين الاعتبار، وهي النقطة التي طالما اشار اليها السيد تيري بطرس، هي انه من كان السبب في تحولنا الى اقلية في وطننا؟ اليست المظالم والابادات الجماعية وسياسات التمييز العنصري والديني التي ارتكبت ضد شعبنا والتي ابتدات منذ اكثر من 1300 عام واستمرت الى ايام النظام البائد وما زال البعض في العراق الجديد يريدها تستمر عبر تبنيه لاجندة اسلامية طائفية في الدولة دستورا ومؤسسات واعلام، حتى زرع هذا البعض من الاحزاب الدينية الخوف من المستقبل بين "اقليات" العراق القومية منها والدينية. فهل يجوز لمن كانت عقيدته وشرعه وتطبيقاتها سببا في تحويلنا الى "اقلية" ان يقوم بتعييرنا باننا "اقلية"؟ ام ان عليه "تعويضنا" عبر ضمان حقوقنا وطمانة اجيالنا الى مستقبلهم في العراق وتحفيز من قسروا على الهجرة للعودة الى الوطن.
4-  امام هذا الواقع السكاني والديموغرافي وتاثيراته المباشرة لثقل ودور شعبنا السياسي فان شعبنا عموما، وقواه السياسية ومؤسساته القومية ومرجعياته الكنسية تحديدا، هي امام قرار تاريخي واستراتيجي سيتحكم بمستقبل وجود شعبنا ومصير من بقي منه في العراق.. السؤال هو من من القوى والمكونات العراقية السياسية والشعبية والمؤسساتية مرشح لنكون معه شريكا سياسيا ويكون لنا عضدا قويا لدعم مطالب وحقوق وطموحات شعبنا في العراق الفدرالي وتحديدا اقرار الاطار العملي لهذه الحقوق بمنطقة ادارية في سهل نينوى تتصل وتتواصل مع الوجود التاريخي المستمر لشعبنا في اقليم كردستان العراق وبخاصة في محافظتي دهوك واربيل؟
انه حري بنا ان نتسم بالعقلانية والموضوعية وبروح المسؤولية تجاه اجيالنا في الاجابة على هذا السؤال بعيدا عن العواطف المشحونة بالاحقاد القومية.


ساقسم الموضوع والاحصاءات الى ثلاثة اقسام: اقليم كردستان العراق، سهل نينوى، عموم العراق
ولكل منها ساقدم عددا من الارقام المعلنة مع الاشارة الى مصادرها وتاريخ نشرها تصاعديا، وبالنسبة للمصادر غير المنشورة على الانترنت (مقابلات مع جرائد، تقارير مطبوعة) فاني جمعتها في ملف واحد بصيغة (PDF) ووضعتها على الرابط التالي:
 www.capiraq.org/Books/Numbers_Docs.pdf

ملاحظة: بعض المصادر والاقتباسات تستخدم تسمية (مسيحيين)، وهذا يشمل ابناء شعبنا (الاشوري الكلداني السرياني) والارمن.. بمعنى اخر فان اعداد المسيحيين هي اكثر من اعداد ابناء شعبنا ولو بفارق طفيف يمثله الارمن.

اولا: اعداد شعبنا في اقليم كردستان العراق
[/b]
1- المصدر: جريدة "Rhein Main Presse"
التاريخ: 19 كانون الاول 1996
المتحدث: السيد يوناذم كنا، سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية
الاقتباس الحرفي بالالمانية:
“Die Assyrer, von denen heute noch 500000 in Süd-Kurdistan leben, sind seit der Parlamanenwahl 1992 politisch “das Zünglein an der Waage”. Sie haben fünf Parlamentssitze, die übrigen 100 teilen sich jeweils zur H&auml;lfte die beiden inzwischen bitter verfeindeten kurdischen Parteien.
الترجمة العربية: (الاشوريون، الذين ما زال 500000 منهم يعيش اليوم في جنوب كردستان (المقصود اقليم كردستان العراق – الكاتب)، فانهم ومنذ الانتخابات البرلمانية 1992 يمثلون بيضة الميزان (اي من يرجح كفة الميزان – الكاتب). لهم (اي الاشوريين – الكاتب) خمسة مقاعد برلمانية، فيما يتقاسم المقاعد المائة الاخرى مناصفة بينهما كل من الحزبين الكرديين العدوين اللدودين لبعضهما.)
لعرض التقرير راجع الرابط المشار اليه اعلاه (www.capiraq.org/Books/Numbers_Docs.pdf)

(ملاحظة تعقيبية: لم يبادر اي من اعضاء قيادة او كوادر او قواعد الحركة، واي من المؤسسات الاعلامية لشعبنا لسؤال السيد كنا بانه اذا كان تعداد شعبنا هو نصف مليون في اقليم كردستان العراق من مجموع 3 ملايين فانه وبحسب النسبة او بحسب قانون برلمان الاقليم الذي ينص ممثل واحد لكل 30 الف مواطن كان يحق لنا 16 عضوا في برلمان الاقليم وليس 5، ويعني ايضا اكثر من وزير واحد، فان كنت صادقا في هذا الرقم فلماذا وافقت على 5 اعضاء ووزير واحد فقط.
وعندما سأل هذه الاسئلة السيد تيري بطرس في كراسه "افاق: مقالات في السياسة" الصادر عام 1997 فانه لم يتلق الرد الى اليوم!!!)

2- المصدر: رسالة مشتركة لعدد من التنظيمات والشخصيات الاشورية في اوربا الى السيدة مادلين اولبرايت، وزيرة الخارجية الامريكية.
التاريخ: 13 تشرين الثاني 1999
الرابط على الانترنت:  http://www.chaldeansonline.net/news/news1127.html
الاقتباس الحرفي بالانكليزية:
“The conflict in Kuwait served the interests of Turkey. In 1991 more than 200 000 Assyrians, Syrians and Chaldeans lived in the UN security zone in the northern part of Iraq.”
الترجمة العربية: (ان النزاع في الكويت خدم مصالح تركيا. في 1991 اكثر من 200000 من الاشوريين، السريان والكلدان عاشوا في المنطقة الامنة للامم المتحدة في القسم الشمالي من العراق)

3- المصدر: تقريري الشخصي عن شعبنا في الاقليم والموزع ضمن الاسريان لنك (وهي خدمة تبادل تقارير ورسائل بريد الكتروني بين اعضاءها، وليست منتدى حواريا مفتوحا)
التاريخ: النصف الاول 1999
خلاصة الرقم: 35537
لعرض التقرير راجع الرابط المشار اليه اعلاه (www.capiraq.org/Books/Numbers_Docs.pdf)

4- المصدر: جريدة زندا الالكترونية
التاريخ: 3 حزيران 2002
المتحدث: السيد يونان هوزايا، عضو قيادة الحركة ووزير الصناعة في حكومة اقليم كردستان العراق
الرابط على الانترنت: http://www.zindamagazine.com/html/archives/2002/6.3.02/index.php
الاقتباس الحرفي:
“Zinda: Let's talk about the Assyrians in North Iraq. Do we have an accurate estimate of how many Assyrians are currently residing there?
Hozaya: I personally do not have an official figure on the population of Assyrians, and neither does anyone else. We estimate roughly about 50,000 Assyrians living among 2.5 to 3 million Kurds and Turkomans. The Turkomans live mainly in Arbil and Kifry.”
الترجمة العربية: (زندا: دعنا نتحدث عن الاشوريين في شمال العراق. هل لديك تخمين دقيق عن عدد الاشوريين الذين يقيمون هناك حاليا؟
هوزايا: انا شخصيا لا امتلك رقما رسميا بعدد الاشوريين، وكذلك لا يمتلك اي شخص اخر. نحن نخمن تقريبيا بحوالي 50000 اشوري يعيشون بين 2,5 الى 3 مليون كردي وتركماني. التركمان يعيشون بصورة رئيسية في اربيل وكفري.)
(ملاحظة تعقيبية: هنا ايضا لم يبادر اي من ممثلي الحركة وكوادرها وقاعدتها في المهجر او المؤسسات الاعلامية وبينها "زندا" ذاتها من الاستفسار من السيد هوزايا عن هذا الاختلاف الكبير بين ما قاله هو وما قاله السيد كنا في مختلف لقاءاته والذي تراوح بين الـ 200 الف (في ادنى الارقام) والـ 500 الف كما سبق اعلاه..)

خلاصة الارقام لاعداد شعبنا في اقليم كردستان العراق:
المصدر \ الرقم \ السنة
السيد يوناذم كنا \ 500000 \ 1996
منظمات اشورية في اوربا \ + 200000 \ 1991
القس عمانوئيل يوخنا \ 35537 \ 1999
السيد يونان هوزايا \ 50000 \ 2002


ثانيا: اعداد شعبنا في سهل نينوى
[/b]
1- المصدر: جريدة زندا الالكترونية
التاريخ: 3 كانون الاول 2004
الكاتب: السيد روبرت قليتا في مقاله (Nineveh Calls)
الرابط على الانترنت:
http://www.zindamagazine.com/html/archives/2004/12.3.04/index_fri.php
الاقتباس الحرفي:
Currently, there are about 100,000 ChaldoAssyrians living on the Nineveh plains, the area north of the capital of the ancient Assyrians.”
الترجمة العربية: (حاليا، هناك حوالي 100000 كلدواشوري يعيشون في سهل نينوى، المنطقة التي هي شمال عاصمة الاشوريين القدماء).

2- المصدر: مراسل الاسوشييتد بريس في ديترويت
التاريخ: 13 شباط 2005
المتحدث: الدكتور جوزيف كساب
الرابط على الانترنت: http://www.aina.org/news/20050213193829.htm
الاقتباس الحرفي:
“But Kassab complained that many Christians in Iraq, particularly in the area of Nineveh, were unable to cast votes. Election organizers said conditions were dangerous in the area.
"We lost more than 150,000 votes in northern Iraq," he said.
الترجمة العربية: (ولكن كساب اشتكى من ان الكثير من المسيحيين في العراق، وتحديدا في منطقة نينوى، لم يكن بمقدورهم الادلاء باصواتهم. منظمو الانتخابات قالوا ان الاوضاع كانت خطرة في تلك المنطقة.
"خسرنا اكثر من 150000 صوت في شمال العراق (الاشارة الى سهل نينوى - الكاتب)" قال (السيد كساب))
(ملاحظة تعقيبية: حيث ان اعداد الناخبين تمثل (كما يشير الكثيرون) الى 60% من اعداد المجموع، فان اكثر من 150 الف صوت انتخابي يعني اكثر من 250 الف انسان.)

3- المصدر: موقع (المسيحيون العراقيون)
التاريخ: 10 اذار 2005
الكاتب: السيد غوردن ليك
المتحدث: السيد يوناذم كنا
الرابط على الانترنت:
http://www.christianiraq.com/news/2005/03/10/yonadam-kanna-on-chaldoassyrians-and-iraq-assembly/
الاقتباس الحرفي:
“Kanna: Well first ChaldoAssyrian communities are spread all over Iraq, so they get like any other Iraqis that’s right. But specifically in that region nothing is done. I can say that over 80,000 are there among 350,000 people from Yazidis, Shabak, Arabs and ChaldoAssyrians, over 350,000 are living in that region so nothing is done yet.”
الترجمة العربية: (كنا: حسنا، اولا فان تجمعات الكلدواشوريين منتشرة في عموم العراق، لذلك فهم يحصلوا مثل بقية العراقيين، هذا صحيح. ولكنه تحديدا في تلك المنطقة (الاشارة الى سهل نينوى – الكاتب) لا شيئ تحقق. انا استطيع القول ان اكثر من 80000 يعيشون بين 350000 مواطن من اليزيدية، الشبك، العرب والكلدواشوريين، اكثر من 350000 يعيشون في تلك المنطقة ولم يتم القيام باي شيئ الى الان (الاشارة هي الى الاعمار – الكاتب))

4- المصدر: الحركة الديمقراطية الاشورية – التيار الوطني
التاريخ: غير محدد بالضبط ولكنه بعد انتخابات 30 كانون الثاني 2005
المتحدث: السيد هرمز بوبو (نورالدين القس زيا دوباتو)
الرابط على الانترنت: http://zaawa.org/lega.html
الاقتباس الحرفي: ((السؤال): كيف تنظرون اشـورياً الى نتائج انتخابات الجمعية الوطنية العراقية المؤقتة ؟ وما الذي حال برأيكم دون ان تلتئم احزابنا في قائمة مستقلة واحدة ؟
(الجواب من قبل السيد هرمز بوبو): لايمكن للتمثيل الفقير الذي حظي به ابناء شعبنا في الجمعية العمومية المؤقتة من ان يبعث روح الرضا في نفوس احزابنا وطوائف مجتمعنا الآشوري وإن كانت النتيجة متوقعة والاسباب جليّة للجميع , فبالرغم من ان الانتخابات الاخيرة هي حدث ديمقراطي لم يعهده العراق لأكثر من ثمانون عاما رغم ما شابها من ممارسات أخلّت بمصداقيتها، واقصد سلب الحق الانتخابي لأكثر من 150 ألف اشوري في سهل نينوى)

5- المصدر: الحزب الوطني الاشوري
التاريخ: تشرين الاول 2005
الرابط على الانترنت: http://www.atranaya.org/Books/Elections.htm
وتحديدا في القسم الاول من الدراسة
الاقتباس الحرفي:
"اخر الاحصائيات عن عدد مسيحيي محافظة نينوى ما يلي:
ابرشية القوش للكلدان الكاثوليك 17487
ابرشية الموصل للكلدان الكاثوليك 20600 (يبدو لنا الرقم متواضعا)
ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك 34000
الارمن الكاثوليك (لكل العراق) 2000 وبافتراض ان 80% منهم في بغداد يكون عددهم في الموصل 400
الارمن الارثوذكس (تخمين) انهم ليسوا اكثر من 1500
ويمكن تخمين الحد الاقصى لعدد ابناء كنيسة المشرق كما يلي:
بمعدل 500 عائلة لكل من رعيتيها (للتقويمين) في الموصل، 500 عائلة في تلكيف، 300 عائلة بين شرفية الى الشيخان  يكون عدد العوائل 1800 عائلة
وبمعدل 5 افراد للعائلة الواحدة يكون العدد التخميني 9000 وهو عدد من الواضح انه اكبر من العدد الحقيقي.
وبافتراض ان السريان الارثوذكس في نينوى يماثلون السريان الكاثوليك اي 34000
يصبح المجموع الكلي بحده الاقصى 116987"

خلاصة الارقام لاعداد شعبنا في سهل نينوى:
المصدر \ الرقم \ السنة
السيد روبرت قليتا \ 100000 \    ك1 2004
الدكتور جوزيف كساب \ + 250000 \ شباط 2005
السيد يوناذم كنا \ + 80000 \ اذار 2005
السيد هرمز بوبو \ + 150000 \ بعد ك2 2005
الحزب الوطني الاشوري \ 116987 \ تشرين الاول 2005 (الرقم هو لعموم محافظة نينوى، اي سهل نينوى ومدينة الموصل ايضا)


ثالثا: اعداد ابناء شعبنا في عموم العراق
[/b]
1- المصدر: جريدة الشرق الاوسط
التاريخ: 22 شباط 1997
المتحدث: السيد يوناذم كنا في مقابلة معه
الاقتباس الحرفي: (س: كم تقدرون عدد الاشوريين في العراق؟
ج: الاحصاء السكاني الذي اجرته الحكومة العراقية عام 1987 اظهر ان عدد الاشوريين من كل طوائفهم (الكلدانية والسريانية والنسطورية وغيرها) يقترب من مليون ونصف المليون. ربما كان العدد اكبر من ذلك، لكننا نقدر ان ما موجود من الاشوريين داخل العراق حتى الان باكثر من مليون و350 الفا.)
لعرض التقرير راجع الرابط المشار اليه اعلاه (www.capiraq.org/Books/Numbers_Docs.pdf)

2- - المصدر: رسالة مشتركة لعدد من التنظيمات والشخصيات الاشورية في اوربا الى السيدة مادلين اولبرايت، وزيرة الخارجية الامريكية.
التاريخ: 13 تشرين الثاني 1999
الرابط على الانترنت:  http://www.chaldeansonline.net/news/news1127.html
الاقتباس الحرفي بالانكليزية:
 “- In 1990  the number of our people was 1,5 million.
- After the Gulf War the number was reduced to 700 000. ”
الترجمة العربية: (- في 1990 كان عدد ابناء شعبنا (في العراق – الكاتب) هو 1,5 مليون.
- بعد حرب الخليج انخفض العدد الى 700000).

3- المصدر: منظمة الشعوب والامم غير الممثلة Unrepresented Nations and Peoples Organization
التاريخ: عام 2003
الكاتب: اقتباس للمنظمة اعلاه عن الدكتور جوزيف يعقوب
الرابط على الانترنت: http://www.unpo.org/news_detail.php?arg=08&par=740
الاقتباس الحرفي:
“According to Joseph Yacoub, more than 500,000 Chaldoassyrians live in Baghdad, 150,000 in Mosul, 50,000 in Kirkuk , and 30,000 in Basra,”
See Menaces sur les chrétiens d’Iraq, C.L.D., Paris, 2003.
الترجمة العربية: (بحسب جوزيف يعقوب، اكثر من 500000 كلدواشوري يعيشون في بغداد، 150000 في الموصل، 50000 في كركوك، و30000 في البصرة) راجع (Menaces sur les chrétiens d’Iraq, C.L.D., Paris, 2003))

4- المصدر: هيئة الاذاعة البريطانية
التاريخ: بعد حرب تحرير العراق 2003
المتحدث: غبطة المطران مار كيوركيس صليوا، مطران كنيسة المشرق في العراق، في حديث له ضمن الفلم الوثائقي (عراق صدام)
الرابط على الانترنت: http://homepage.mac.com/weblink/Iraq/P06-Assyrians.htm
الاقتباس الحرفي:
“Baghdad: Archbishop Gewargis Sliwa is head of the Assyrian Christian community throughout the world. He explains that Iraq has always been the traditional homeland of the Assyrian community, and he feels there is no problem being a Christian minority of roughly 300'000 people in a predominantly Muslim country.”

الترجمة العربية: (بغداد: رئيس الاساقفة كيوركيس صليوا هو رئيس المجتمع الاشوري المسيحي في العالم. لقد بين ان العراق كان دوما الموطن الموروث للمجتمع الاشوري، وانه يشعر بانه ليس هناك من مشكلة بكوننا اقلية مسيحية بحوالي 30000 مواطن في بلد باغلبية مسلحة).
(ملاحظات تعقيبية: يبدو ان محرر التقرير اخطأ في توصيف اللقب من حيث ان غبطته هو رئيس الكنيسة الاشورية في العراق وهو الوكيل البطريركي لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع الذي هو رئيس الكنيسة الشرقية في العالم.
كما يبدو لي ان الرقم الذي اشار اليه غبطته هو اكثر الارقام واقعية واعتقد ان مصدر ذلك هو اعتماده على الاحصاءات الكنسية التي من المعروف انها اكثر المصادر واقعية بهذا الخصوص.)

5- المصدر: منظمة (مبادرة مسيحيي المشرق) (Initiative Christlicher Orient ICO)
التاريخ: 2003
الاقتباس الحرفي: Ca. 600000 Christen
الترجمة الحرفية: حوالي 600000 مسيحي
لعرض التقرير راجع الرابط المشار اليه اعلاه (www.capiraq.org/Books/Numbers_Docs.pdf)
ملاحظة تعقيبية: (2003 هو تاريخ نشر التقرير ولا يشير الى تاريخ التخمين الذي يبدو انه قبل 2003 لانه يشير الى عدد سكان العراق على انه 20 مليون.. او ربما هو لعام 2003 ولكنه لا يتضمن اقليم كردستان العراق المقدر سكانه بثلاثة ملايين مواطن.)

6- المصدر: موقع (مسيحيو العراق)
التاريخ: 13 شباط 2005
الكاتب: السيد غوردن ليك
الرابط على الانترنت:
http://www.christianiraq.com/news/2005/02/13/chaldoassyrian-christians-shut-out-of-iraq-elections/
الاقتباس الحرفي:
“With an Iraq population estimated at over 700,000 people, ChaldoAssyrian Christians would have been expected to win 10 seats in Iraq’s 275 seat National Assembly. That would have matched the 3% share of the Iraqi population that ChaldoAssyrians now enjoy. But that is not what happened.”
الترجمة العربية: (بتخمين بتعداد في العراق يفوق الـ 700000 مواطن، فانه كان متوقعا للمسيحيين الكلدواشوريين ان يفوزوا بعشرة مقاعد بين الـ 275 مقعد للجمعية الوطنية العراقية. ان ذلك كان سيحقق نسبة الـ 3% من مجموع العراقيين التي (اي النسبة – الكاتب) يتمتع بها الكلدواشوريين الان. ولكن لم يكن هذا ما تحقق.)

7- المصدر: مديرية الامن العامة – مركز الاعداد والتطوير الثقافي – مكتب العلوم النفسية والاجتماعية
التاريخ: 1977
الكاتب: اورد هذه الوثيقة الكاتب رشيد الخيون في ملحق كتابه (الاديان والمذاهب في العراق) الصادر عام 2003
الاقتباس الحرفي:
مديرية الامن العامة
مركز الاعداد والتطوير الثقافي
مكتب العلوم النفسية والاجتماعية

التوزيع الديني للسكان العراقيين
محدود التوزيع
مقدمة
(ترمي هذه ادراسة الى بيان التوزيع الجغرافي للفئات الدينية من السكان العراقيين في القطر العراقي، معتمدين بذلك على نتائج التعداد السكاني الاخير في عام 1977.)
الى اخر المقدمة التي تقول: (واخيرا نامل ان نكون وفقنا في اعداد هذه الدراسة عن التوزيع الديني للسكان العراقيين، التي تمثل الجزء الثاني من دراسة سابقة تضم التوزيع القومي والديني للسكان العراقيين). انتهت المقدمة.
(الفصل الاول
التركيب الديني للسكان العراقيين
1- التركيب الديني للسكان العراقيين
تظهر نتائج التعداد السكاني الاخير لسنة 1977 ان المسلمين في العراق يمثلون غالبية السكان العظمى، حيث بلغ عددهم (11,474,293) فردا او ما يعادل (97%) تقريبا من مجموع السكان العراقيين والبالغ (11,862,620)، لذلك فان بقية الطوائف الدينية الاربعة (المسيحيون، اليزيديون، والصابئة، واليهود) يمثلون اقليات دينية في العراق، وهم موزعون كالاتي: المسيحيون (253,478) نسمة اي ما يعادل (2,14%) من المجموع الكلي للسكان العراقيين، واليزيديون (102,191) نسمة او ما يعادل 0,86% والصابئة (15,937) نسمة او ما يعادل 0,14% واليهود (381) او ما يعادل 0,01%.) انتهى الاقتباس
الا ان المؤشر الاخطر الذي تتضمنه الدراسة هو الانخفاض المتواصل في معدل النمو السكاني للمسيحيين في العراق، حيث يرد ما يلي في فقرة (اتجاهات نمو السكان بين الفئات الدينية في العراق 1947 – 1977):
(ومن جهة اخرى نجد ان معدل زيادة السكان بين المسيحيين كان يقرب الى حد كبير من نظيره لدى المسلمين خلال الفترة الواقعة بين 1947 – 1957 وهو يزيد على 3% سنويا. الا اننا نلاحظ ان معدل زيادة السكان بين المسيحيين بدأ بالتناقص السريع فانحدر الى 1,6% سنويا بين 1957 – 1965، ورغم قلة هذا المعدل الا انه استمر بالانخفاض السريع حتى وصل الى 0,73% سنويا بين 1965-1977، وهذا المعدل يعتبر واطئ جدا، وهو يقرب من معدل نمو السكان في الاقطار المتقدمة.) انتهى الاقتباس.
(لاحظ ان هذا المعدل يستمر وبكل مرعب بالانخفاض الى تحت الصفر كما في المصدر اللاحق)
(ملاحظة: لم ندرج هذا المصدر في الخلاصة الاخيرة لهذا المقال لان الرقم اعلاه هو لعام 1977 وهو تاريخ بعيد لمقارنته ببقية المصادر التي تبتدا اعوامها مع نهاية التسعينيات.)

8- المصدر: مؤسسة (Operation World)
التاريخ: 18 ايلول 2002
الرابط على الانترنت: http://www.gmi.org/ow/country/iraq/owtext.html
عدد المسيحيين هو 358281 وبمعدل نمو سنوي سلبي (تناقص) هو0.9 % 

9- المصدر: زهريرا نت (وهو من مواقع الحركة الديمقراطية الاشورية)
التاريخ: 5 ك2 2005
المتحدث: السيد يوناذم كنا
الرابط على الانترنت:
http://www.zahrira.net/modules.php?name=News&file=article&sid=52
الاقتباس الحرفي: (زهريرا نت - ماهي توقعاتكم عن حجم المشاركة (في الانتخابات – الكاتب)؟
- يتوقف على درجة الامن والاستقرار وحاليا الوضع هو غير طبيعي لذلك من الصعوبة التوقع بمشاركة واسعة لشعبنا والثقل الاكبر كما تعلمون هو في بغداد وهي 600 الف ومدينة الموصل وهذين المنطقتين هي اساسية بالنسبة
الينا ونتمنى ان تكون المشاركة كبيرة لانها مسألة مصيرية بالنسبة الى شعبنا.)

10 – المصدر: الحزب الوطني الاشوري
التاريخ: تشرين الاول 2005
الرابط على الانترنت: http://www.atranaya.org/Books/Elections.htm
وتحديدا في القسم الاول من الدراسة
الاقتباس الحرفي: (اخر الاحصائيات عن عدد "مسيحيي" مدينة بغداد ما يلي:
الكلدان الكاثوليك 130000
السريان الكاثوليك 25000
الارمن الكاثوليك (لكل العراق) 2000 وبتفتراض ان 80% منهم في بغداد يكون عددهم 1600
ويمكن تخمين الحد الاقصى لعدد ابناء كنيسة المشرق كما يلي:
بمعدل 500 عائلة لكل من رعياتها الثمانية (للتقويمين) في بغداد يكون عدد العوائل 4000 عائلة
وبمعدل 5 افراد للعائلة الواحدة يكون العدد التخميني 20000 وهو عدد من الواضح انه اكبر من العدد الحقيقي.
وبافتراض ان السريان الارثوذكس في بغداد يماثلون السريان الكاثوليك اي 25000
وبافتراض 3000 ارمني ارثوذكسي
يصبح المجموع الكلي بحده الاقصى 201600) انتهى الاقتباس بالنسبة لمحافظة بغداد
وقد سبق ايراد الاقتباس عن عدد مسيحيي محافظة نينوى حيث يقول التقرير انه بحده الاقصى 116987
وادناه الاقتباس عن اعداد بقية المحافظات:
(دهوك: مجموع مسيحيي المحافظة لا يزيد عن الـ 20 الف ..............)
(اربيل: مجموع مسيحيي اربيل لا يزيد عن 16 الف ...............)
(كركوك: مجموع مسيحيي المحافظة لا يزيد عن 7000 شخص ................) انتهت الاقتباسات.

فحتى بافتراض ان البصرة تضم 4000 مسيحي و3000 اخرون في بقية المحافظات المتفرقة، يكون المجموع:
201600 + 116987 + 20000 + 16000 + 7000 + 4000 + 3000 = 368587 كحد اقصى

خلاصة الارقام لاعداد شعبنا في عموم العراق:
المصدر \ الرقم \ العام
السيد يوناذم كنا \ + 1350000 \ شباط 1997
منظمات اشورية في اوربا \ 700000 (1) \ بعد 1991
الدكتور جوزيف يعقوب \ 730000 (2) \ 2003
المطران مار كيوركيس صليوا \    300000 \ 2003
منظمة (ICO) \ 600000 \ 2003
موقع مسيحيو العراق، السيد غوردن ليك \ + 700000 \ 2003
مؤسسة (Operation World) \ 356810 \ 2002
السيد يوناذم كنا \ 600000 (3) \ ك1 2004
الحزب الوطني الاشوري \ 368587 (4) \ ت1 2005

الملاحظات:

(1) الرقم هو لما بعد 1991 في حين تقول هذه المنظمات انه كان 1500000 قبل 1991 (وربما بذلك يشيرون الى رقم السيد كنا لجريدة الشرق الاوسط في المقابلة معه في شباط 1997 وكما سبق ايراد مقتبسها).
(2) الرقم 730 الف يشير الى المدن والمحافظات التي هي خارج اقليم كردستان العراق. في حين لا يشير المصدر الى تخمينات الدكتور جوزيف لابناء شعبنا في الاقليم، فلو اعتمد على الارقام الواقعية في الاقليم حينها (بحدود 40 الف في افضل الارقام في عام 2003) فان المجموع الكلي سيكون 770 الف. ولو اعتمد على الارقام المعلنة من قبل اعلام الحركة فان المجموع الكلي سيكون بحدود المليون.
(3) الرقم هذا الذي يعطيه السيد كنا هو فقط لمدينة بغداد.
(4) الرقم هذا وبمراجعة تفاصيله ومصادر الارقام يبدو اكثر الارقام واقعية وموضوعية لاعداد شعبنا في العراق في المرحلة الراهنة.

وختاما،
اذ ننشر هذه الارقام بمصادرها فاننا نامل ان يكون هذا المقال مساهمة متواضعة منا في تصحيح واقع الخطاب السياسي الاشوري وتحريره من ما يشوبه من الاخطاء واللاواقعية.
انه واقع ديموغرافي مؤلم، ولكنه واقع لا يمكن القفز عليه او الغاءه، بل يتوجب الانطلاق منه لتصحيحه.
ان انكار حقائق الواقع الديموغرافي وتسويق الاحلام الوردية لشعبنا في المهجر لا يخدم باي حال من الاحوال قضيتنا ومستقبلنا وحقوقنا ووجودنا في الوطن، بل وعلى العكس تماما من ذلك سيشارك في زرع الياس والاحباط بين ابناء شعبنا يوم يطلع على حقائق واقعه وديموغرافيته، وهي حقائق لم تعد مخفية، خاصة وان شركاءنا في الوطن من قيادات ومؤسسات حكومية او سياسية او جماهيرية تعرف، اكثر منا، حقيقة واقعنا الديموغرافي..
نختتم بما ابتدانا به باننا لسنا جالية طارئة الوجود في العراق، بل نحن ابناء العراق الاوائل ولا عراق دوننا، وان حقوقنا وضمانها ليست مرتهنة بعددنا بل بخصوصيتنا كقومية اصيلة من قوميات العراق.
وهذا هو عنصر القوة الذي نمتلكه وهو بالضبط ما يحقق لنا المشاركة السياسية مع القوى الوطنية العراقية، اللبرالية منها والقومية الكردستانية، لبناء العراق الفدرالي الجديد بعيدا عن اجندات الاحزاب الدينية الطائفية التي تدفع بممارساتها واجنداتها الى المزيد من الاحتقان والتخندق والصراع الطائفي المذهبي الذي لن يسلم الجميع من عواقبه، وبالذات شعبنا الذي سيكون الهجر والاغتراب خياره ما لم يبادر العقلاء منا بخلق وتعميق هذه المشاركة السياسية مع هذه القوى لتحقيق الحل والمخرج السياسي لوجودنا في الوطن عبر منطقة ادارية في سهل نينوى تتصل وتتواصل مع وجودنا التاريخي المستمر في اقليم كردستان العراق.. فهل ندرك ذلك؟ وهل سنبحث عن شركاء وشراكة سياسية وقومية قبل فوات الاوان؟


والرب يبارك

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا[/size][/font]

273
عندما تسقط الاقنعة
ملحق: تعقيب على مقال السيد شليمون داود

نشر السيد شليمون داود، مسؤول قسم الاعلام في بطريركية كنيسة المشرق القديمة ورئيس تحرير مجلة (الافق) مجلة كنيسة المشرق القديمة، وسكرتير تحرير جريدة (بهرا) للحركة الديمقراطية الاشورية، مقالا على صفحات موقع عنكاوة بتاريخ 19 كانون الثاني 2006 بعنوان (تعقيب على مقال القس المهندس عمانوئيل يوخنا) يمكن للراغبين بقراءته الاطلاع عليه عبر الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,24745.0.html
ونظرا لما تضمنه المقال من نقاط وايضاحات تتطلب مني الرد او التعقيب عليها فاني انشر هذا التعقيب.

اولا: كنت اتمنى على صديقي السيد شليمون داود التريث بنشر مقالته لحين اكتمال نشر الاجزاء المتعاقبة من مقالي (عندما تسقط الاقنعة) فذلك كان سيغنيه عن اصدار الاحكام المجتزئة على مقالي او تقويلي ما لم اقله.

ثانيا: مع اختياره لعنوان مقالته، فان السيد شليمون ابتعد عن التوصيف الصحيح عندما سمى مقاله بانه (تعقيب) على مقالتي. فالحقيقة التي تظهر جلية لقارئ مقال السيد شليمون انه ليس تعقيبا على مقالي بقدر ما هو (ايضاح) منه، بحكم موقعه الاعلامي في كنيسة المشرق القديمة، لاسباب قيام كنيسة المشرق القديمة في شيكاغو بفتح ابوابها لنيافة مار باوي (الموقوف عن الخدمة بقرار المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية) لاقامة قداس عيد الميلاد فيها وبمشاركة كاهن وشمامسة وابناء رعية كنيسة المشرق القديمة (التي تحتفل بعيد الميلاد بحسب التقويم الشرقي لا الغربي) في طقوس واحتفالية عيد الميلاد مع نيافته وبشكل بدا للجميع (الا للسيد شليمون) على انه موقف دعم وتاييد وتضامن مع نيافة الاسقف مار باوي في شقه لكنيسة المشرق، وبانه موقف لا يتواءم (وقبل كل شيئ) مع احترام الكنائس الرسولية للمرجعيات السنهاديقية للكنائس الشقيقة.. وهو موقف بدا واضحا للجميع (الا للسيد شليمون ولانصار مار باوي في تمرده وانسلاخه عن الكنيسة) على انه خطوة محسوبة من نيافة مار باوي لجر كنيسة المشرق القديمة الى ساحة الصراع بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات ونتائج ومواقف سلبية (ومن بينها جهود توحيد كنيستي المشرق الاشورية والقديمة) لا حاجة بنا  لتكرارها فقد ضمناها وبوضوح وشفافية في اجزاء مقالنا.
وفيما عدا ايضاحه لاسباب فتح كنيسة المشرق القديمة في شيكاغو ابوابها لنيافة مار باوي، فان مقال السيد شليمون لم يتضمن ما اسماه (تعقيبا) على مقالي الا النزر اليسير من الشذرات والعبارات المبتورة والتقويلات التي ساتي عليها في هذا النقاش مثلما ساتي على مناقشة الايضاحات التي تضمنها المقال بشان فتح الكنيسة ابوابها لنيافة مار باوي.

ثالثا: يبتدا المقال بالدفاع الضمني عن نيافة مار باوي وتمرده على الكنيسة وبتقويلي ما لم اقله، حيث يصدر حكمه القطعي علي باني اعتقد بامتلاكي الحقيقة!!! في حين ان جميع مقالاتي تضمنت الاعتراف الصريح او الضمني مني بان ما اكتبه هو رؤية وقراءة شخصية للامور قد تصيب او تخيب. فمن اين استنتج السيد شليمون باني اعتقد بامتلاك الحقيقة؟ هل له ان يقتبس المقاطع او الاسطر التي تضمنها مقالي والتي اوحت له بذلك؟
ام تراه بتثبيته التهمة علي يحاول تبرير ادعاء مار باوي بامتلاكه الحقيقة دون غيره، وهو الادعاء الذي التزمه ومارسه مار باوي عمليا عندما رفض اجماع اعضاء السنهادوس المقدس وشكك في شرعية السنهادوس..
ويضيف السيد شليمون بان له ملاحظات كثيرة على المقال وانه لا يتفق مع الكثير مما ورد فيه بشان انشقاق مار باوي.. ولكنه ومن دون ان يذكر ملاحظاته وماخذه، التي نرحب بها لاغناء الحوار والنقاش، يقفز الى الاستنتاجات والاحكام كما سبق على سبيل المثال من اتهامي باعتقاد امتلاكي الحقيقة المطلقة!!
اني لعلى ثقة بان السيد شليمون يدرك ان تفاديه النقاش وايراد الملاحظات لا يسمح له ان يطلق الاحكام والاستنتاجات وطلب قبولها من القراء على انها حقائق.. الا اذا كان الزميل شليمون تعمد في ذلك!!

رابعا: مرة اخرى يُقوِلني الاخ شليمون ما لم اقله.. حيث يستنتج من مقالي ما يلي بالنص الحرفي في رده:
(... ومُقدِماً صورة ليست بالضرورة دقيقة أو مقبولة لدى الطرف الآخر، من خلال تقديمه (اي انا في مقالي عندما تسقط الاقنعة – الكاتب)  الأمور وكأن رئاسة كنيسة المشرق الآشورية كانت السباقة على الدوام في المبادرة بهذه الشأن، بينما قابلتها رئاسة الكنيسة الشرقية القديمة بممارسات غير متجاوبة آخرها السماح لنيافة مار باوي بإقامة القداديس في أبرشياتها في الولايات المتحدة). انتهى الاقتباس.
انا لم اقل ذلك مطلقا بالنص الصريح او بالتفسير الضمني.. بل على العكس تماما، فقد قلت بالنص الصريح ان كنيسة المشرق الاشورية تاخرت في اقرار الخطوة الاولى للتوحيد بتاخيرها لمدة 30 سنة الاعتراف الكامل بحقيقة وجود كنيسة مشرقية رسولية شقيقة هي كنيسة المشرق القديمة. وفيما يلي الاقتباس الحرفي لما ورد في مقالتي بهذا الشان: (صحيح انه كان هناك تاخرا في انضاج وتحقيق الخطوة الاولى في مسيرة الوحدة هذه والمتمثلة بالاعتراف الكامل بالسلطة البطريركية لقداسة البطريرك مار ادي الثاني، وصحيح انه كان هناك، عبر اكثر من ثلاث عقود، تناقضات وافتقار الى رؤية وموقف واضح من حقيقة ان كنيسة المشرق القديمة كنيسة شقيقة قائمة، الا ان هذه الخطوة الاولى قد تحققت في المجمع السنهاديقي المنعقد عام 1999 ... )
فكيف واين قرا السيد شليمون في مقالي استنتاجه اعلاه!!!

خامسا: وكذا الامر في مسالة الوضع القائم بعد 1999 من خطوات لتوحيد الكنيستين، فما جاء في مقالي هو ان كنيسة المشرق الاشورية دعت الى مجمع سنهاديقي مشترك لمناقشة مختلف الامور واقرار توحيد الكنيستين، وهو المجمع الذي لم يتحقق في حينه (المدى القريب بعد 1999) بسبب ازمة داخلية مرت بها كنيسة المشرق القديمة (وهي ازمة يعرفها الجميع وبينهم السيد شليمون الذي يقر بذلك في مقاله)..
وانا لم اتحدث عن الواقع الحالي لكنيسة المشرق القديمة.. فالسيد شليمون يدرك تماما اني على مقربة ودراية باوضاع كنائسنا، ولم يكن مبررا له توجيه الاتهام الضمني التالي: (وأن الكنيسة الشرقية القديمة إذا كانت قد مرت ذات يوم بأزمة داخليه فهو أمر لا ننكره وقد انتهى وزال، وهي مسائل قد تحدث مع مختلف الكنائس، والكنيسة الشرقية القديمة هي اليوم مستقرة في كل حلقاتها الإدارية والرعوية). انتهى الاقتباس.
وهنا لا بد من تكرار التذكير بحقيقة ان المجمع السنهاديقي الاخير لكنيسة المشرق الاشورية قد كرر الدعوة لهذا المجمع المشترك مما يعكس ارادة ونية صادقة للانتقال الى ممارسة والتزام توحيد الكنيسة عبر لقاء مشترك لاباء الكنيستين بهداية الروح القدس وليس عبر المنابر الاعلامية.
ودعاءنا الى الرب ان يلتئم هذا المجمع المشترك باقرب فرصة ولتخطو الكنيستين خطوة تاريخية بتوحيد الكنيسة وليتحقق بذلك الحلم الذي طالما انتظرناه جميعا.. بل وان تحققه في هذا الظرف بالذات سيكون اكثر من مجرد توحيد كنيستين بل سيكون موقفا كنسيا وقوميا يعيد الاعتبار للكنيسة والامة ويعيد ثقتها بنفسها وبمستقبلها.
ان ما نامله بنية خالصة ان تقابل المرجعية السنهاديقية والبطريركية لكنيسة المشرق القديمة بايجابية موقف كنيسة المشرق الاشورية الذي يعكس التزاما وارادة واعية وكاملة في تحقيق الوحدة.
واذا اجاز لنا قراء هذا المقال استعارة المصطلحات والتعابير الصحافية لتوصيف الوقائع فانه يجوز لنا القول مجازا ان الكرة كانت في ملعب كنيسة المشرق الاشورية الى عام 1999 ولكنها الان في ملعب كنيسة المشرق القديمة.


سادسا: المؤسف ان يرد في المقال معلومات تفتقر الى الدقة (رغم امكانية التحقق وبسهولة من خطأها)، مما يثير التساؤل عن الغاية من ايرادها رغم خطأها، حيث يقول السيد شليمون ان كنيسة المشرق الاشورية في شيكاغو تعلن اقامة القداس من قبل نيافة الاسقف مار عمانوئيل ايليا (اسقف كنيسة المشرق القديمة) في حين انها لا تعلن قيام البطريرك مار دنخا بذلك!!! يقول السيد شليمون بالنص الحرفي:
(... مع ملاحظة أن إذاعة الكنيسة تقوم بالإعلان عن هذه القداديس قبل إقامتها (اي القداديس التي يقيمها نيافة مار عمانوئيل - الكاتب)، في الوقت الذي لا يتم فيه الإعلان من خلال هذه الإذاعة عن القداديس التي يقيمها قداسة مار دنخا نفسه وهو بطريرك الكنيسة ورئيسها.) انتهى الاقتباس
يا سيدي شليمون، اسمحوا لي ان اقول انكم جانبتم الحقيقة كثيرا بل وتجنيتم عليها..
السياق المعمول به، والذي يدركه جميع ابناء الجالية في شيكاغو، هو ان الكنيسة تعلن في برنامجها الاذاعي الاسبوعي كل يوم سبت اسماء الاكليروس الذين سيقومون بتقديس القربان في مختلف رعيات الكنيسة في شيكاغو في يوم الاحد التالي، ويتم ذلك بطبيعة الحال بايراد اسماء الاكليروس بحسب رتبهم تنازليا بدءا بقداسة البطريرك ثم المطارنة والاساقفة والاركذياقون والكهنة.. وبالطبع فانه اذا كان قداسة البطريرك لا يقوم بتقديس القربان في الاحد التالي فانه لا يذكر اسمه، وكذا بالنسبة للجميع..
اتمنى ان يكون هذا الادعاء من قبل الاخ شليمون هفوة معلوماتية غير مقصودة وليست نتيجة الاصابة بداء الاعلام التضليلي بحكم تواجده وعمله في اكثر من مرفق اعلامي.

اما بشان اسباب فتح الكنيسة لابوابها لنيافة الاسقف مار باوي، وهو جوهر مقال السيد شليمون، فانه يورد نقلا عن قداسة البطريرك مار ادي الثاني جملة ملاحظات ونقاط تتطلب منا التعقيب عليها بروح المحبة والاخوة وحرصا على اغناء الحوار من جهة، وخدمة لمسيرة وحدة الكنيسة من جهة اخرى، فنقول:
اولا: لقد مر الانقسام في كنيسة المشرق الى كنيستين ورئاستين (التقويم الغربي والتقويم الشرقي مجازا) او كنيسة المشرق الاشورية (كما سميت منذ 1976) والمشرق القديمة (كما سميت في الثمانينيات)، بثلاث مراحل تاريخية وكما يلي:
- المرحلة الاولى بين 1963 و 1968 حيث كان الوضع فيها انقساما بين رعيات الكنيسة واباءها ومطارنتها وعلى راسهم غبطة المطران الراحل مار توما درمو (قداسة البطريرك مار توما درمو لاحقا).
وفي هذه المرحلة لم تكن كنيسة المشرق (التقويم الشرقي) قد تبلورت بشكل كنيسة برئاسة بطريركية مستقلة.
- المرحلة الثانية بين 1968 (سنة رسامة قداسة البطريرك الراحل مار توما درمو للسدة البطريركية) و1999 وهي سنة اقرار كنيسة المشرق الاشورية بالسلطة البطريركية لقداسة بطريرك كنيسة المشرق القديمة بكل ما يعنيه هذا الاقرار من نتائج.
- المرحلة الثالثة والمبتدئة بعام 1999 والمستمرة الى اليوم والقائمة على الاعتراف والاقرار بكنيسة المشرق القديمة كنيسة رسولية شقيقة ومتكافئة مع كنيسة المشرق الاشورية من حيث البناء والمرجعيات والسلطات الاكليروسية.
(طبعا نحن لا نتحدث عن كنيستين بمعنى الاختلاف في اللاهوت والطقوس والقوانين وغيرها، فالكنيستين مشتركتين في لاهوت وطقوس وقوانين واحدة فيما عدا بعض التغييرات الطفيفة التي قامت بها كل من الكنيستين بعد 1968 في مجال الطقوس والقوانين السنهاديقية).

ثانيا: ما يمكن قوله بالنسبة للمرحلة الاولى (1963 – 1968) فانه من المؤسف ان كنيسة المشرق (الاشورية) وتحديدا قداسة البطريرك الراحل مار ايشاي شمعون (وبحسب معلوماتنا التي قد تكون غير كافية) لم يقم باية مبادرة لاصلاح ذات البين مع غبطة المطران (حينها) مار توما درمو.. ان خمسة سنين كانت كافية لحل اي سوء فهم او اختلاف وكان ذلك سينجينا من انقسام الكنيسة.. ولسنا هنا بصدد تحليل او اصدار الاحكام على هذه الفترة وتفاصيلها، خاصة واننا لا نمتلك من الوثائق والمراسلات ما يمكن الاعتماد عليه، اضافة الى الظروف الذاتية والموضوعية للكنيسة واكليروسها وضعف (واحيانا انعدام) التواصل فيما بينهم او بينهم وبين عموم ابناء الكنيسة.
المهم فيما يخص في هذه المرحلة ان غبطة المطران مار توما درمو لم يعلن كنيسة منفصلة باسم توحيد الكنيسة وعصرنتها وبقيت الكنيسة موحدة الرئاسة الكنسية  وانحصر الاختلاف في نقطتين، اولاهما ايقاف المطران مار توما من قبل البطريرك مار شمعون (وليس من خلال مجمع سنهاديقي) والثانية الاختلاف في التقويم.
(من الجلي للعيان ان هناك فارقا جوهريا بين الراحل مار توما درمو الذي بحسب مقاييس الدكتور ادور عوديشو وشلته كان اميا لا يعرف كتابة اسمه!!! (راجع كلمات الدكتور ادور والدكتورة اكنس وغيرهما في الاحتفاء بانشقاق مار باوي في قاعة كنيسة سان هوزي في 13 ت2 2005) وبين الدكتور الاسقف مار باوي (كما يطيب لانصاره تسميته). فالانشقاق لم يكن هدفا وغاية حتمية لمار توما درمو، ناهيك عن انه وهب حياته ونذرها لحماية الكنيسة وهويتها وتراثها وطقوسها حتى بات علما من اعلام الكنيسة في تاريخها الحديث بعكس الاسقف مار باوي الذي سعى الى الانشقاق مع سبق الاصرار والترصد والتخطيط منذ سنوات، اضافة الى ما يبديه نيافته من الاستهانة بهوية الكنيسة وخصوصيتها الثقافية والحضارية وليدخل تاريخ الكنيسة من اكثر بواباته عتمة الا وهي بوابة التقسيم والشرذمة)

ثالثا: اما المرحلة الثانية، فهي التي ابتدات برسامة البطريرك مار توما درمو للسدة البطريركية وهي الرسامة التي كرست الانشقاق وبات هناك كنيستان مستقلتان من حيث الرئاسة والسلطة الكنسية والمرجعية السنهاديقية والبطريركية. وما يميز هذه المرحلة هو ان الكنيستان دخلتا في حالة الصراع على كل المستويات، الاكليروس والعلمانيين وصولا الى تدخلات الحكومات والانظمة ناهيك عن الصراع على عائدية الممتلكات الكنسية.
ولسنا بحاجة للتفصيل في مفردات وتفاصيل هذا الصراع خاصة وانه بات جزءا من الماضي المؤلم. ولكننا سنكتفي، ولتعلقه بموضوع النقاش، بالاشارة الى احد مظاهر الصراع وهو انتقال الاكليروس من هذه الرئاسة الكنسية الى الاخرى، سواء كان الانتقال اثناء تازم علاقة الاكليروس بمرجعيته (وهي الحالة السائدة) او الانتقال "السلس" من دون خلفيات ازمات (وهي حالات نادرة).
ففي هذه المرحلة (ثلاث عقود من السنين) انتقل مطارنة واساقفة من هذه الرئاسة الى تلك سواء بمبادرات شخصية او بـ"صفقات ومفاوضات" وراء الكواليس..
فقد انتقل نيافة الاسقف مار دانيال من كنيسة المشرق الاشورية الى كنيسة المشرق القديمة.
وفي المقابل انتقل غبطة المطران مار افرام ونيافة الاسقف الراحل مار بولص (وكلاهما في الهند) مع كهنتهما ورعياتهما الى كنيسة المشرق الاشورية.
كما انتقل العديد من الكهنة (في الوطن والمهجر) من هذه الرئاسة الى الاخرى وبخاصة كلما كان احد الكهنة يعيش ازمة مع مرجعيته الاسقفية فـ"يقفز" الى الضفة الاخرى ليلقى الترحيب وفي احيان كثيرة (كما في المانيا) الترقية والمكافاة!!
لا يمكن لاي من الرئاستين الكنسيتين ان "تنزه" نفسها من هذه الممارسة وتتهم الرئاسة الاخرى، فالحقيقة المطلقة والمعروفة والتي لا يمكن انكارها هي ان كلتا الرئاستين والكنيستين مارستا "اصطياد" اكليروس الكنيسة الاخرى كلما استطاعتا الى ذلك سبيلا.
 (قد يكون من المفيد ايراد تجربتي الشخصية في هذا السياق.. فشخصيا، عندما مرت علاقتي بمرجعيتي الكنسية في العراق او اوربا بازمة، لا يمكن انكارها، فقد اتصل بي العديد من ابناء كنيسة المشرق القديمة  ممن تربطني معهم علاقات صداقة واحترام (بل واتصل بي غبطة المطران مار طيمثاوس شليطا، مطران كنيسة المشرق القديمة في اوربا) وعرضوا علي اقتراح الانتقال الى كنيسة المشرق القديمة.. وهو امر رفضته جملة وتفصيلا لقناعتي المطلقة بان اكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة.. واي اكليروس ينتقل من رئاسة الى اخرى يتحول الى جزء من المشكلة.. لقد كنت وما ازال وسابقى مؤمنا بحتمية توحيد الكنيستين وبامكانية تحقيقه بتوفر النية والارادة الصادقة لذلك بين رئاستي الكنيستين، وقد نشرت كتابا بعنوان (كنيسة المشرق الموحدة: امل قريب ام حلم بعيد) واعيد طبعه في الوطن واستراليا وتضمن موقفا وتفصيلات ووثائق ورؤية واضحة للمسالة، وجاء في البرنامج المقترح فيه لتحقيق الوحدة نقطة واضحة برفض انتقال او قبول اي من الاكليروس من هذه الكنيسة الى الاخرى..
ولهذا السبب، ورغم الازمات مع المرجعية الكنسية، بقيت علاقتي وثيقة وقائمة على الاحترام بكلتا الكنيستين ومرجعياتها البطريركية.).
كما اتصفت هذه المرحلة، وبسبب عدم وضوح الرؤية والموقف من كنيسة المشرق الاشورية تجاه كنيسة المشرق القديمة بتعددية المواقف والبرامج لتوحيد الكنيسة اختلفت بل وتناقضت بين برنامج سابق واخر لاحق ولكنها كانت جميعا قائمة على عدم الاعتراف والاقرار بالسلطة البطريركية لبطريرك كنيسة المشرق القديمة.

رابعا: اما المرحلة الثالثة والتي انطلقت مع المجمع السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية في عام 1999 والذي اقر بشكل لا لبس او تردد فيه بكنيسة المشرق القديمة وسلطتها البطريركية الرسولية، واطلق المجمع بناء على ذلك دعوة لتوحيد الكنيسة ورئاستها البطريركية وهيكليتها يتم مناقشتها واقرارها بمجمع سنهاديقي مشترك بين الكنيستين (ما زالت كنيسة المشرق القديمة لم تعلن موافقتها او رفضها على عقده).
من من ابناء الكنيستين لم يلحظ وبالممارسة العملية الانتقال من المرحلة السابقة الى هذه المرحلة، سواء على المستوى "البروتوكولي" او على مستوى المشاركة في الخدمات الكنسية ولمختلف الدرجات الكهنوتية وغيرها..
طبعا هذا لا يلغي ان هناك، في الكنيستين، مواقف متشنجة ولكنها لا تمثل يقينا الموقف الرسمي للكنيسة بقدر ما تمثله من موقف شخصي للقائم به سواء كان اسقفا او كاهنا او اداريا.
ان ما يجب الانتباه اليه وتوكيده هو ان هذه المرحلة تعتبر مرحلة متقدمة في طريق توحيد الكنيستين وانها تعني، من بين ما تعنيه، طي صفحة الماضي والتحرر من اسره ومن تفاصيله وفي المقدمة منها "اصطياد" الاكليروس او خلق المتاعب او تعميقها من قبل هذه الكنيسة للكنيسة الاخرى.. ولا يمكن، لمن يمتلك الرغبة والارادة الصادقة لتوحيد الكنيسة ان يعيش المرحلة الحالية بروح المرحلة السابقة التي باتت جزءا من الماضي ولا يمكن باي حال من الاحوال البقاء رهينة لها او التصرف كردود فعل انتقامية انظلاقا منها.
فمن غير المسموح لاي من الرئاستين وهي تبشر وتعلن مرحلة الحوار الوحدوي القائم على الاعتراف والاقرار بالاحترام والتكافؤ المتبادلين بين الكنيستين ان تقوم بالتصرف بوحي ورد فعل على مواقف وممارسات تنتمي الى مراحل سابقة.

وبوضع النقاط على الحروف وتسمية المسميات باسماءها فيما يتعلق بموضوع المقال، فانه ليس من المنطق والحكمة بشيئ ان تبرر كنيسة المشرق القديمة تعاملها مع نيافة مار باوي وحركته الانشقاقية اعتمادا على مواقف من كنيسة المشرق الاشورية في الفترة التاريخية التي سبقت عام 1999.
كما لا يمكن لاي من الرئاستين او اكليروس الكنيستين او مثقفيهما اطلاق الاحكام المسبقة دون خوض حوار التوحيد تحت قبة المجمع السنهاديقي المشترك.. فما لا يمكن لنا الاتفاق فيه مع الاخ شليمون اتهامه لدعوات كنيسة المشرق الاشورية بتوحيد الكنيسة وعقد المجمع المشترك بانها (كلمة حق يراد بها باطل).

خامسا: بين نيافة الاسقفين مار عمانوئيل ايليا ومار باوي سورو
يورد السيد شليمون في مقاله مقاربة غير عادلة بين قيام نيافة الاسقف مار عمانوئيل (اسقف كنيسة المشرق القديمة في اميركا) بتقديس القربان في كنائس ورعيات كنيسة المشرق الاشورية في شيكاغو، وبين قيام نيافة الاسقف مار باوي بتقديس القربان في رعيات كنيسة المشرق القديمة في اميركا.
اما اوجه عدم العدالة في المقاربة هذه فهي ثلاث:
1- ان نيافة الاسقف مار عمانوئيل ليس موقوفا عن السلطة الاسقفية في كنيسة المشرق القديمة بعكس مار باوي الذي اصدر المجمع السنهاديقي المقدس لكنيسة المشرق الاشورية قرار ايقافه عن السلطة الاسقفية وبحسب السلطة والصلاحيات التي يتمتع بها السنهادوس، وهي سلطات وصلاحيات تدركها وتقرها كنيسة المشرق القديمة.
فنيافة الاسقف مار عمانوئيل ما زال اسقفا من اساقفة كنيسة المشرق القديمة وعضوا من اعضاء مجمعها السنهاديقي. وان جل ما في الامر هو انه في خلاف او ازمة مع مرجعيته الكنسية يتمنى الجميع ان تزول باقرب فرصة ممكنة، واني لعلى يقين بان كنيسة المشرق الاشورية هي اول المستعدين للمساهمة في حل الازمة بل ودعت وحثت على حلها.
بل وان التزام كنيسة المشرق الاشورية لقرارها السنهاديقي لعام 1999 بالاقرار والاعتراف الكامل بالسلطات والرتب الكنسية لكنيسة المشرق القديمة (كما مر ايراده) يجعل من المستحيل عليها ان تعتذر عن فتح ابواب كنائسها ورعياتها لاسقف جليل غير موقوف من اساقفة كنيسة المشرق القديمة.
اني لعلى ثقة ان السيد شليمون كان اول من سينتقد اعتذار كنيسة المشرق الاشورية عن فتح ابواب كنائسها ورعياتها لمار عمانوئيل، وكنا سنقرا له القول والتشكيك بان كنيسة المشرق الاشورية في الوقت الذي تقول فيه باعترافها وقبولها بالسلطات والرتب الكنسية لكنيسة المشرق القديمة وفي الوقت الذي تدعو فيه الى الوحدة فانها تمنع اسقفا غير موقوف من تقديس القربان في كنائسها!!!!
الجدير بالذكر هنا ان نيافة مار عمانوئيل قام بتقديس القربان في كنيسة مار عوديشو لكنيسة المشرق القديمة مثلما قام بتقديس القربان في كنائس كنيسة المشرق الاشورية.. فهل المطلوب من كنيسة المشرق الاشورية ان "توقف" الاسقف مار عمانوئيل اذا كانت كنيسته ومرجعيته البطريركية والسنهاديقية لم توقفه!!!
ان اقرب مقاربة للوضع الحالي لنيافة الاسقف مار عمانوئيل هو الوضع الذي مر فيه نيافة الاسقف مار سركيس في كنيسة المشرق الاشورية منذ عدة سنوات وكانت كنيسة المشرق القديمة قد فتحت له ابواب رعياتها وكنائسها (حتى قبل 1999) ولم يشكل ذلك سببا لنغوص او الم او عتاب في كنيسة المشرق الاشورية!!
2- ان نيافة الاسقف مار عمانوئيل، وبخلاف نيافة مار باوي، لم يسع الى تقسيم الكنيسة وشقها.
فنيافته ملتزم بوحدة الكنيسة التي ينتمي اليها بل هو من المؤمنين والداعمين لتوحيد كنيسة المشرق القديمة وكنيسة المشرق الاشورية.
وهذا يجعله في موقف مخالف تماما مع نيافة الاسقف مار باوي الذي سعى ويسعى وبسابق اصرار على شق كنيسة المشرق الاشورية الى كنيستين.
وهنا نهمس في اذان اباءنا واخوتنا الاحبة في كنيسة المشرق القديمة بالقول ان نيافة الاسقف مار باوي في سعيه المحموم لترسيخ كنيسته الجديدة فانه لن يتردد، بل سيسعى حتما، الى اقتطاع ابناء ومؤمنين من كنيسة المشرق القديمة الى كنيسته الوليدة.
الامر كان سيختلف لو ان نيافة الاسقف مار باوي قرر الانضمام الى كنيسة المشرق القديمة، فعندها الامر يكون بصيغة اخرى من حيث انه ليس شق وانقسام جديد في الكنيسة.
3- ان فتح كنيسة المشرق الاشورية ابواب رعياتها في شيكاغو امام نيافة الاسقف مار عمانوئيل هو بعلم ودراية كنيسة المشرق القديمة في شيكاغو التي لم تعترض صراحة او ضمنا على ذلك.
طبعا كنيسة المشرق الاشورية ليست بحاجة للاعتراض على فتح كنيسة المشرق القديمة ابوابها لنيافة مار باوي، ذلك انها قدمت نسخا تحريرية ورسمية من قرار مجمعها السنهاديقي بايقاف مار باوي الى المرجعية البطريركية لكنيسة المشرق القديمة ورعيتها في شيكاغو.. وكنيسة المشرق القديمة ككنيسة رسولية شقيقة تدرك النتائج الطبيعية والمترتبات المنطقية لهذا الايقاف.. وهو خيار متروك لكنيسة المشرق القديمة ومرجعيتها البطريركية والسنهاديقية بين دعم الانشقاق وبين مترتبات المقررات السنهاديقية.

سادسا: باستثناء الزميل شليمون ومناصري انسلاخ مار باوي وانشقاقه عن كنيسة المشرق، فانه، وبحسب معلوماتي، لا يوجد من ينظر الى فتح كنيسة المشرق القديمة ابوابها لمار باوي الموقوف عن السلطة الاسقفية بانه امر طبيعي واعتيادي يماثل فتح كنيسة ايطالية او مكسيكية او كورية بابها لنيافته.
شخصيا افتقر الى المقدرة لاقناع ذاتي وخداعها بان هناك تماثلا كهذا.
الجميع متفق على ان ذلك كان موقفا تضامنيا وداعما ومساندا لمارباوي وانشقاقه، ولعل الاركذياقون اويقم، راعي كنيسة المشرق القديمة في شيكاغو، هو اول من يدرك ذلك وانعكس في عدم مشاركته هذا العام في تقديم تهاني عيد الميلاد المجيد الى قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بخلاف كل الاعياد والمناسبات السابقة!!!!

سابعا: فان مجرد نشر السيد شليمون مقاله لتوضيح اسباب فتح الكنيسة ابوابها لمار باوي هو اقرار ضمني بان ذلك يتضمن امرا غير طبيعيا او مالوفا مما تطلب قيام الاخ شليمون ايضاحه!!

وختاما، اذ اعبر عن اعتزازي وتقديري الكبيرين للاخ الحبيب شليمون داود وحضوره واداءه الاعلامي في مجلة (الافق) لكنيسة المشرق القديمة وجريدة (بهرا) للحركة الديمقراطية الاشورية فاني اكرر تمنياتي، على نفسي اولا، وعلى الجميع بالابتعاد عن تبرير المواقف الخاطئة او الاتيان بها بناء على ردود افعال لا ترتقي الى مستوى مسؤولية حماية مؤسساتنا الكنسية والقومية واركانها من عبث الساعين وراء الامجاد والسلطات والامتيازات الفردية والشخصية المغلفة بادعاءات وشعارات من الوحدة والعصرنة والتحديث.. كما اتمنى على نفسي وعلى الجميع الابتعاد عن الرؤية الضيقة للامور، شخصية كانت ام كنسية مذهبية ام سياسية حزبية، بل وجوب النظر الى الامور بمقدار خدمتها لمستقبل شعبنا وكنائسه ومؤسساته ووجوده ومستقبله في الوطن والمهجر..
اؤكد ما سبق لي ايراده ان التوحيد لا يتحقق بالانشقاق.. والتحديث لا يتحقق بالتمرد.. والعصرنة لا تتحقق بالفوضى.. مثلما ان رفض الانشقاق والتمرد والفوضى لا يلغي حقيقة الحاجة الملحة للتوحيد والتحديث والعصرنة.. والرب يبارك..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
المانيا في 26 شباط 2006

ملاحظة: اعتذر عن تاخر نشري هذا المقال بسبب زيارتي الى الوطن لمتابعة برامج وخطط عمل منظمة (كابني)..[/size][/font]

274

عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي

الجزء الرابع وهو الاخير

بدءا، لا بد لي من الاعتذار عن تاخر نشر هذا الجزء لانشغالي في الايام السابقة بامور اكثر الحاحا.. وياتي هذا الجزء متزامنا مع تواصل انعقاد جلسات المحكمة الامريكية للنظر في عائدية وحقوق التصرف بممتلكات كنيسة المشرق في رعية غرب كايفورنيا التي كانت تحت ادارة مار باوي الذي رفض تسليمها الى الكنيسة ودعاها للالتجاء الى المحاكم..
بغض النظر عن حقيقة ان نيافته هو اول من بادر لاقامة دعوى ضد بطريرك الكنيسة واساقفتها الموقعين على الرسالة المؤرخة 16 ت2 2005 الموجهة اليه والتي طالبوه فيها بتسليم ممتلكات وسجلات الكنيسة واموالها بعد ان قام المجمع بايقافه، حيث اقام نيافته الدعوى في 19 ك1 2005 في حين ان الكنيسة اقامت دعوى المطالبة بحقوقها في الممتلكات في يوم 20 ك1 2005، نقول انه بغض النظر عن هذه التواريخ (التي تناهت الى مسامعنا ولا يمكننا تاكيدها) فان التجاء الكنيسة الى المحكمة كان اضطرارا وليس خيارا..
ادناه الترجمة الحرفية لما ورد في رسالة نيافته المؤرخة في 11 ت2 2005 بهذا الشان:
((وختاما، ومن اجل مصلحة الجميع اود اعلامكم بان لا يتجرأ ايا من اباء الكنيسة كائنا من كان، او ايا من الكهنة او الشمامسة او العلمانيين بالقدوم الى كنيسة مار يوسف او بقية الممتلكات التي تحت ادارتي بغاية استلام الكنائس والممتلكات، لانه سيتم منعه وصده من قبل الشرطة وألـ (FBI) الذين سيتواجدون في الكنيسة في كل يوم وفي كل خدمة كنسية لحفظ امن وسلامة المؤمنين ممن يحاولون اثارة القلاقل في الكنائس التي تحت ادارتي، واذا كان هناك من يعتقد انه يستطيع اخذ ممتلكات الكنيسة، نصيحتي الخالصة له هي ان يذهب ويقدم طلبه الى المحكمة، وذلك من اجل سلامة الجميع، ومن اجل السلام الكلي، وهناك (في المحكمة) يتم دراسة القضية والقرار بشانها قانونيا وحضاريا، وبعكس ذلك، فان البطريرك واباء الكنيسة وخصوم سان هوزي سيكونون مسؤولين عن كل ما يحدث))
هذه هي التعابير "المسيحانية الروحانية" لرسالة نيافته، والمثير للدهشة ان يكون المقطع اعلاه هو المقطع الختامي للرسالة ويرد قبل توقيع نيافته، فهي وخروجا عن كل سياقات المخاطبات المسيحانية والكنسية والانسانية لا تنتهي باية مفردات او كلمات او تمنيات طيبة الارادة والمضمون.
(لنقارن المقطع الختامي اعلاه مع ختام الرسالة الاولى المؤرخة 7 ت2 2005 الموجهة الى نيافته من قبل المجمع السنهاديقي:
(وختاما سوف ننتظر جوابكم ونطلب لكم الصحة الطيبة للجسد والروح..
نعمة ربنا يسوع المسيح تكون مع جميعنا الى ابد الابدين)
ولنقارنها بختام الرسالة الثانية المؤرخة 16 ت2 2005 الموجهة الى نيافته بعد رسالته اعلاه: (لتكن نعمة ربنا معكم))
فالمحكمة اذن هي بقرار مار باوي وليس بخيار الكنيسة. واكرر شخصيا القول انه وبغض النظر عن قرار المحكمة القانوني، فاني اتساءل اين بات حكم الضمير، واين امان وسلام الانسان مع ذاته وهو يدرك انه يضع يده على ما ليس له.

المشهد السياسي للانشقاق الحالي:
في القسم السابق اشرنا الى المشهد الاعلامي للانشقاق الحالي، وادناه نتعرض باختصار الى مشهده السياسي.
انه من السذاجة اعتبار دوافع الانشقاق وتفاصيله وتوجهاته والياته على انه مجرد انشقاق كنسي على خلفية خلافات واختلافات كنسية، عقائدية كانت ام ادارية ام رؤى متباينة..
الانشقاق الحالي في اكثر اوجهه وضوحا هو ناتج عن موقف ورؤية وتخندق سياسي لنيافة الاسقف مار باوي وقبوله (من حيث يدري او لا يدري، او من حيث يريد فعلا ام لالتقاء المصالح) ان يكون اداة لاضعاف الكنيسة وهدر طاقاتها والنيل من هيبتها وتاثيرها، وما يثار من ان اسباب الانشقاق هي رؤيته الاصلاحية والروحانية للكنيسة ليست في افضل احوالها سوى امور ثانوية يراد بها تغليف حقيقة الموقف والرؤية والطموح الشخصي لنيافته.
من السذاجة الاعتقاد ان مار باوي تمرد على الكنيسة وانشق عليها لانه يريد اقامة القداس بالسورث الدارجة وليس الكلاسيكية!!
منذ سنوات ونيافته متخندق سياسيا مع مؤسسة ولون سياسي محدد.. ومنذ سنوات كان ولاءه وتنسيقه مع هذه المؤسسة يطغي على التزاماته سياقات واليات عمل كنيسة المشرق الاشورية.
رعيات ابرشيته ومن على المنابر الكنسية كانت مفتوحة تماما لحملات الدعم الاعلامي والمادي لهذه المؤسسة، والتي في المقابل وظفت مؤسساتها واعلامها لجعل نيافته نجما قوميا وضيفا دائم الحضور في المناسبات الجماهيرية القومية.
بل وان تخندقه وولاءه السياسي دفعاه الى توظيف اموال الكنيسة في كسب الدعم المعنوي والسياسي لشخصه وللمؤسسة التي يواليها دون مراعاة لابسط سياقات الهيكلية الكنسية.. فنيافته قرر ارسال اعانات انسانية من واردات واموال ابرشيته الى العراق، وهي خطوة لا غبار عليها من حيث المبدأ، ولكنه وعوض ان يقوم بذلك من خلال القنوات الكنسية فانه ارسلها الى اللجنة الخيرية الاشورية التي قامت بتوزيع الاعانة باسمه في رعيات كنسية ليست ضمن سلطته الاسقفية في العراق، بكل ما يعنيه ذلك من تجاوز على سياقات العمل الكنسي ومن تدخل في رعيات ليست ضمن ابرشيته، ناهيك عن ان ذلك هو توظيف غير نزيه لاموال الكنيسة وتبرعات مؤمنيها لكسب رصيد شخصي او لمنح رصيد اعلامي لجهة سياسية محددة.
فهل لنا ان نصدق ان نيافته قام بذلك بحسن نية ولم ينتبه ولم يدرك ان عليه ارسال المساعدات عبر القنوات الكنسية، وانه لم يدرك ان ما قام به هو تجاوز وتدخل منه في ابرشية اخرى؟
ومع تطورات الشان السياسي القومي وتحديدا اشكالية التسمية انجلت الصورة اكثر فاكثر، وقد سبق لنا الحديث عن ذلك. ونكرر باختصار قولنا بما لا يقبل الشك ان مسالة التسمية القومية، وهي احد اهم الابعاد السياسية للانشقاق، ليست شانا كنسيا اختصاصيا ولا يمكن شق الكنيسة والتمرد عليها، كما فعل نيافته، بسببها.
كما ان تفاصيل ومسار الاحداث تؤكد بما لا يقبل الشك ان الانشقاق الكنسي الذي قام به نيافة مار باوي هو سياسي الجوهر والالية والتوجه، وادناه بعض الشواهد:
- مارباوي ذاته في رسالته الى المجمع يعترف ضمنيا بتبنيه ولاء وموقف سياسي محدد، حيث يدعي (وهو مخطئ في ادعاءه) ان البعد السياسي للمسالة هو وراء ايقافه..
- وانسياقا مع هذا النمط في تفكير نيافته المدفوع بدوافع سياسية فانه يتهم قداسة البطريرك والمجمع السنهاديقي بانهم عملوا دوما على اعاقة العمل السياسي القومي لشعبنا في الوطن!!! وهو ايضا اتهام خاطئ.
- وكذلك يردد مسانديه واتباعه في كل حين..
- التطابق شبه المطلق لحركة مار باوي الانشقاقية من حيث الجمهور والاليات مع توجه ولون سياسي محدد.
- الخطاب الذي نسمعه من الكنيسة الجديدة، نيافة مار باوي ومناصريه، يتوجه بالتدريج الى خطاب قومي سياسي لا ديني كنسي..

في مقابل ذلك، فانه ورغم ان الكنيسة وبطريركها واباءها ينأون بانفسهم، وبقناعة تامة، عن التخندقات والصراعات السياسية، الا انهم لا ينكرون ولا يسعون لاخفاء موقف سياسي قومي في مسالة التسمية من خلال التزام موقف متشدد بتبني التسمية الاشورية كتسمية قومية جامعة ووحيدة.
الا انهم، والحق يقال، لم ولن يسعوا اعتماد هذا الموقف معيارا للتعامل مع الاكليروس الكنسي واباء الكنيسة وابناءها ومؤسساتها.. بمعنى ان الكنيسة تدرك انها وفي الوقت الذي يحق لها ابداء رايها في هذه المسالة، فانها تدرك انها ليست مرجعية ملزمة وواجبة الطاعة في هذا الامر.
كما ان اضطرار الكنيسة للاستفادة من منبر اعلامي معروف في كاليفورنيا جعلها تساهم في خلق انطباع خاطئ بان الكنيسة لها تخندق سياسي محدد، وهو انطباع له اثاره السلبية على الكنيسة ونتمنى، كما سبق لنا القول، ان تنتبه اليه الكنيسة.

اين صوت العقل في هذه الازمة؟
لا نعتقد ان هناك من عقلاء الامة ومسؤوليها وابناءها من يعتقد ان الانشقاق الحالي الذي قام به نيافة مار باوي يمثل انتصارا او مكسبا لاي احد..
نستثني من ذلك النفوس المريضة التي وجدت في هذا الانشقاق فرصة للتنفيس عن احقادها الشخصية وباسلوب سوقي كما نسمعه من افواههم ويعكس حقيقتهم.. كما نستثني الاخرين الذين وجدوا في هذا الانشقاق بما وفره من تخندق في فريق ومخيم مار باوي فرصة لتعزيز هيمنتهم السياسية والاعلامية على كنيسة مار باوي الجديدة المؤلفة (بشكل اساس) من مسانديهم وعلى شخص مار باوي ذاته، خاصة وانه بحاجة الى اي شيئ لدعم وتثبيت اركان حركته الانشقاقية.
وبالتاكيد فان الكثير من ابناء الكنيسة وهم يشعرون بالالم والاسى على هذا الواقع اثاروا تساؤل اين يقف صوت العقل؟ وهل من فرصة للحكمة ان تتدخل لردم الهوة واعادة الوحدة؟
من خلال متابعتي وتواصلي مع هذه القضية منذ انشقاق نيافة الاسقف مار باوي يمكن لي ان اجزم بحقيقتين:
الاولى: انه كان هناك من ابناء الكنيسة من ابدى استعداده ومنهم من خطا خطواته في طريق لم الجروح وردم الصدع من خلال اتصالاته بكنيسة المشرق من جهة وبنيافة مار باوي من جهة اخرى.
الثانية: ان كنيسة المشرق ومرجعيتها السنهاديقية والبطريركية اكدت انها ما زالت عند حسن نيتها وموقفها بالترحيب بنيافته وعودته الى الكنيسة وقبوله مقررات المجمع السنهاديقي.
اين المشكلة اذن؟

المشكلة التي اعاقت وستبقى تعيق انهاء الانشقاق هي:
هل ان نيافة مار باوي راغب بالعودة الى الكنيسة؟
وان كان نعم.. فما هي نقطة البداية لتحقيق ذلك؟
رغم ان كل المؤشرات التي سبقت المجمع السنهاديقي، وكما اوردناها في اجزاء سابقة من المقال، تؤكد ان نيافة مار باوي كان قد حزم امره للانشقاق عن الكنيسة وهيأ من اجل ذلك الكثير، ما يجعل من الصعب تصديق ان نيافته يرغب فعلا في عدم شق الكنيسة وانه يرغب فعلا في تحقيق السلام والوحدة في الكنيسة.
بل وان الخطوات التصعيدية التي خطاها نيافته بعد المجمع السنهاديقي ومحاولاته الحثيثة لتوسيع الانشقاق ونقله الى خارج حدود رعيته، ناهيك عن التصعيد الاعلامي وناهيك عن محاولاته لجر كنيسة المشرق القديمة الى ساحة الصراع باية صيغة كانت، هي ادلة مضافة الى عدم امتلاكه الارادة والرغبة الصادقة لانهاء الانشقاق.
ولكنه وحتى بتجاوز المؤشرات والتصعيد اعلاه وحتى بافتراض ان نيافته يريد حقا اعادة وحدة الكنيسة التي انشق منها، فان المشكلة تكمن في تحديد نقطة البداية والخطوة الاولى لتحقيق ذلك.

يتعامل البعض من اصحاب النوايا الطيبة مع الانشقاق كما لو ان هناك طرفين متكافئين متخاصمين ونقطة البداية هي ان يجتمعا على طاولة واحدة لبحث اوجه الخلاف وحله.
الحقيقة ليست كذلك..
فهذه الرؤية تنطبق على اي مسعى لحوار توحيدي بين قسمي كنيسة المشرق (التقويم الحديث والتقويم القديم)، كما تنطبق على اي خلاف بين اسقفين او كاهنين ضمن الكنيسة الواحدة.
ولكن الامر ليس كذلك مع نيافة مار باوي، فهو ورغم اطلاقه كنيسة جديدة، فانه بواقع الحال اسقف "متمرد" على المجمع السنهاديقي المقدس للكنيسة الأم.
فالمسالة ليست انهاء خصومة شخصين كما انها ليست توحيد كنيستين في كنيسة واحدة..
المسالة هي عودة الاسقف "المتمرد" على المجمع السنهاديقي للكنيسة الى حضن كنيسته من خلال قبول مقررات السنهادوس وبذلك يستعيد شراكته كراع في الكنيسة ومن ثم يمكن له مناقشة الامور التي يراها جديرة بالمناقشة مع مرجعيته الكنسية.
نقطة البداية ليست ان تقوم الكنيسة ومؤسستها السنهاديقية بالغاء مقرراتها بشان شخص واحد، ايا كان، حتى لو كان عضوا في المجمع السنهاديقي.
لا يمكن باي حال من الاحوال، ومهما كان التعاطف الانساني مع نيافة مار باوي او الالتقاء العقائدي او الفكري مع رؤيته وارائه، ان يتم السماح بزعزعة المؤسسة الكنسية والسنهاديقية.. فالشخص الذي خرج عن الارادة الجماعية للكنيسة يجب ان يتوجه اليها، وليس ان تتراجع الكنيسة ومؤسستها السنهاديقية امام الشخص بما يعنيه ذلك من ابتزاز للكنيسة وزعزعة لها ولاركانها العقائدية، وخلق سابقة في حل الازمات والخلافات بما يفقد الكنيسة ومجمعها السنهاديقي من اية قيمة اعتبارية ومرجعية عليا، ناهيك عن الاساءة الى الركن العقائدي في مرجعية المجمع السنهاديقي من حيث انه يستمد سلطاته ويتخذ مقرراته من الهام الروح القدوس.
المشكلة الثانية التي لا يلتفت اليها البعض رغم امتلاكهم الرغبة والنية الصادقة لحل الشقاق هي ان قرار ايقاف نيافة الاسقف مار باوي هو قرار مجمع سنهاديقي ولالغاء القرار يتوجب التزام الية قانونية عبر مجمع كنسي او مجمع بطريركي يمنحه الاساقفة الغير المشاركين فيه موافقتهم او اية الية تمتلك صلاحية مراجعة قرار المجمع، وبعكس ذلك تكون الكنيسة قد اساءت الى ذاتها والى نظامها والى مجمعها السنهاديقي ومرجعيته وهو ما لا يقبله اي من اباء الكنيسة او ابناءها، ولا يفترض بنيافة مار باوي ان يقبله ايضا.
الاشكالية ليست خلافا شخصيا بين نيافته واسقف شقيق له ليتم حله على مائدة عشاء تنتهي بتبويس اللحى.
سيجد مار باوي الكثير من الدعم والمساندة، اكثر مما يمتلكه الان وهو منشق عن الكنيسة، لو قرر او امتلك الاستعداد والارادة ليخطو الخطوة الاولى لانهاء الازمة والانشقاق الا وهي القبول بالمرجعية السنهاديقية واحترام وقبول مقررات السنهادوس والخضوع له كونه المرجعية العليا للكنيسة. وعندها، وعندها فقط، يمكن الانتقال الى الخطوة او الخطوات اللاحقة ومناقشة تفاصيل الاختلافات في وجهات النظر..
وكان سيجد ذلك الدعم ايضا لو كان قرر مع رفضه لمقررات السنهادوس ان يلتزم مبدا عدم شق الكنيسة والانصراف عوض ذلك الى الكتابة والتعليم والنشر والتبشير باراءه. اني على يقين انه كان سيجد اصوات مسؤولة في الكنيسة واكليروسها وابناءها ممن كانوا سيدعموه ويساهموا بروح المسؤولية لاعادة مناقشة الامور ومراجعة المواقف. وكانت هذه الاصوات منحت المصداقية له اكثر مما يفعل المحيط الذي احاط نيافته نفسه به الان والقائم، في معظمه، على الاساءات والاحقاد التي تاتي رائحتها النتنة من الاقوال والافعال التي يقومون بها ونشاهدها ونسمعها.
الا ان تجاوز نيافته لمحرم شق الكنيسة افقده هذه الفرصة.
فهل سيستعيدها نيافته بالاصغاء الى صوت العقل والسير بالخطوة الاولى لاعادة وحدة الكنيسة عبر اعترافه وقبوله بمرجعية المجمع السنهاديقي اولا وقبل كل شيئ، ومن ثم مناقشة كل القضايا.. اتمنى عليه ذلك..


الكنيسة الجديدة: لماذا؟ والى اين؟
اطلق مار باوي كنيسته الجديدة بشعارات ضبابية من الوحدة والاصلاح والتطوير والنزاهة دون ان يقدم اي برنامج محدد الملامح لذلك، بل ومارس نقيض الشعارات هذه، كما اوردنا في الاجزاء السابقة.
واذا كانت الشعارات الكنسية منها والقومية قد ابعدت الكنيسة الجديدة، قيادتها واكليروسها ومسانديها، عن مواجهة الذات بسؤال مفصلي فانه ومع استقرار الامور فان السؤال يفرض ذاته على الجميع: الى اين؟
الحكمة التي يدعي مساندو مار باوي توفرها في نيافته وفيهم تفترض ان يكونوا اجابوا هذا السؤال منذ لحظة الانشقاق الاولى بل ومنذ لحظات بداية التخطيط لهذا الانشقاق..
نحن لا نشك لحظة ان نيافته والمؤسسة التي شاركته التخطيط للانشقاق وتنفيذه وتسويقه لا بد وان تساءلوا مع ذاتهم ومع بعضهم عن هذا السؤال.. ونحن لا نشك لحظة انهم اذا كانوا لا يدركون بالفعل الى اين هم ذاهبون، فانهم، ومنذ اليوم الاول، يدركون، على الاقل، الى اين هم ليسوا ذاهبون.
انهم ادركوا ومع سبق الاصرار انهم ليسوا ذاهبون الى وحدة الكنيسة.
وهذا بحد ذاته يعطي الاجابة عن اسباب الانشقاق واسباب اطلاق الكنيسة الجديدة.

الامر كان سيختلف كثيرا لو ان نيافته توصل الى قناعة بانه لا يمكن له العمل مع بطريرك واباء هذه الكنيسة وانه يرفض توجهاتههم وبالتالي مقرراتهم، وقرر بناء عليه الاستقالة، او الانضمام الى احدى كنائسنا القائمة التي يدعي انه يريد توحيدها.
الواقع الحالي هو انه يؤسس كنيسة جديدة على مقاساته الشخصية (حيث اثبت برفضه المنفرد لما اجمع عليه السنهادوس بانه لا يستطيع العمل بروح الشراكة وبروح الفريق) وبذلك يكون تاسيس الكنيسة الجديدة الاطار الذي يمارس فيه ذاته فلا بطريرك يتوجب الرجوع اليه ولا مجمع سنهاديقي يتوجب الخضوع له ولا مرجعية قانونية يتوجب احترامها، وانما فقط ممارسة السلطة الاسقفية بالطريقة التي يراها مناسبة له.
كما انها كنيسة على مقاسات توجهاته السياسية حيث اعلن بالقول والفعل تخندقه السياسي بما لا يجوز ان يكون عليه اسقف مسؤول.
قد يكون هذا التخندق السياسي التقاء افكار ورؤى وقد يكون ايضا التقاء مصالح على مبدأ (شيلني واشيلك).
وفي الحالتين فانه تخندق لا يتوافق مع رسالة الكنيسة ومهامها.
بل انه اذا ما اخذنا بعين الاعتبار اللون السياسي المحدد لمار باوي وعموم مسانديه، واليات ومنافذ الترويج لكنيسته الجديدة، ومحاولات توسيع رقعتها وجر كنيسة المشرق القديمة الى حلبة الصراع، والحملة الاعلامية المستمرة ضد اباء الكنيسة وشخصيتهم المعنوية وتخوينهم وتجريمهم، واعادة فتح الجروح المندملة (يتم اليوم في كاليفورنيا، ومنها لاحقا الى مواقع اخرى ربما، توزيع وبث فيديو احداث استراليا قبل 20 عاما)، فانه يصبح من الواضح والسهل علينا اكتشاف ان احد اهم الاهداف التي اراد الانشقاق الحالي تحقيقها هي اضعاف كنيسة المشرق الاشورية واضعاف سلطتها المعنوية والبطريركية بين ابناءها، واشغالها بحرب استنزاف للجهد والوقت من خلال خلق كنيسة جديدة ذات هوية وولاء سياسي محدد.
مرة اخرى.. الى اين؟
سؤال يفرض ذاته على مار باوي وكهنته واتباع كنيسته الجديدة..
هل الكنيسة الجديدة متوجهة نحو الاتحاد مع احدى كنائسنا القائمة، الكلدانية او المشرق القديمة؟
التصريحات التي خرجت عن نيافته وعن المقربين منه تنفي بقطعية تامة (الى الان) توجهه نحو الانضمام للكنيسة الكلدانية.. بل وفي رسالته الاخيرة التي كتبها ووقعها في اواسط كانون الاول 2005 يقول بانه لم ولن ينضم، ولم ولن يطلب من ابناء الكنيسة الانضمام الى الكنيسة الكاثوليكية، وبانه لم ولن يدعو الى استبدال كنيسته وطقوسها ولاهوتها وبطريركها..
كما اننا، براينا المتواضع، لا نعتقد ان قرار قبول نيافته في الكنيسة الكلدانية هو قرار ضمن صلاحيات صاحب القداسة سيدنا البطريرك مار عمانوئيل دلي، بل نعتقد انه قرار لا يمكن اتخاذه الا بموافقة المرجعية البابوية، والتي نعتقد يقينا انها لن تفرط بعلاقاتها المسكونية مع كنيسة رسولية شقيقة من اجل اسقف قرر التمرد على كنيسته.
كما ان المواقف الصريحة لنيافته والتي تكشف التزامه اجندة سياسية محددة حتى بات فحوى خطاباته ولقاءاته الاخيرة يركز على البعد السياسي والقومي اكثر من البعد الديني والكنسي تجعل من شبه المستحيل ان يلقى طلب انضمامه للكنيسة الكلدانية (حتى بافتراض رغبة نيافته بذلك) الدعم والتزكية من اساقفة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.
ثم ماذا عن اتباع نيافته، حيث نتساءل انه حتى بافتراض انضمام نيافته الى الكنيسة الكلدانية وقبوله فيها اسقفا فهل سينضمون هم ايضا الى الكنيسة الكلدانية؟
واخيرا، حتى بافتراض انضمام نيافته واتباعه الى الكنيسة الكلدانية، فهل يا ترى هذه هي الوحدة التي ابتغاها وادعاها نيافته.. وحتى اذا كانت تلك الوحدة التي يريدها مار باوي.. فلماذا لا يعلنها اليوم وقبل الغد ويوفر الجهد والوقت والاحتقان والصراع..

وذات الاسئلة والاجوبة عن الاتحاد مع كنيسة المشرق القديمة، حيث اعلن انصاره المقربين منه في اتخاذ القرار وبصراحة تامة على الملأ ان نيافته لن ينضم الى كنيسة المشرق القديمة..
وانا اتفق معهم كليا في ذلك اعتمادا على حقيقتين، تتعلق اولاهما بنيافته من حيث انه اثبت عدم قدرته على العمل بروح الشراكة وقبول الراي الاخر المختلف حتى لو اجمع عليه اشقاءه، في حين ان السبب الثاني يتعلق بكنيسة المشرق القديمة من حيث انها اكثر تحفظا من كنيسة المشرق الاشورية فيما يتعلق بالعلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية او بما يسميه نيافته "الاصلاح والتطوير"..
وهنا ايضا، وبافتراض انضمامه الى كنيسة المشرق القديمة، فهل سيلتحق به انصاره.. وبافتراض ذلك، فلماذا التاجيل واستنزاف الوقت.. افعلوها اليوم قبل الغد، ووفروا على الجميع هذا الانشقاق وكلفته المعنوية والمادية..

اذن، كل المعطيات والمؤشرات تقول ان وجهة مار باوي وكنيسته هي البقاء كنيسة مستقلة محدودة الحضور والفاعلية.. كنيسة بمقاسات شخصية وسياسية كما اسلفنا..
فما هي فرص استمرارية وتوسع هذه الكنيسة؟
سبق لنا في جزء سابق التحدث عن فرص استمرارية الكنيسة الجديدة ولا نجد مبررا لتكرار ذلك.
اما عن فرص توسع الكنيسة الجديدة فاننا نجد فيها فرصا ضئيلة جدا في كلا الاتجاهين، التوسع الافقي والتوسع العمودي.
فمن حيث التوسع الافقي، واقصد به اتساع الرقعة الجغرافية للكنيسة الجديدة، فانه من الواضح انها ستبقى محدودة الانتشار وتكاد تنحصر كما يلي:
في اميركا حيث بداية الانشقاق وامتلاكه قاعدة معينة ساهمت في خلقها وستستمر في ديمومتها اجتماع عدة عوامل، بينها:
•   كون نيافته اسقفا عاملا في اميركا ومسؤولا عن احدى ابرشياتها ومن الطبيعي ان يكون له انصار ومساندين.
•   كون نيافته متخندق سياسيا ومنذ عدة سنين مع المؤسسة القومية التي شاركته تخطيط وتنفيذ وتسويق الانقسام، والمؤسسة المعنية تتمتع بحضور وفاعلية مؤسساتية واعلامية جيدة في اميركا سخرتها لحركة الانشقاق.
•   كون نيافته الاسقف الوحيد الحاضر فعليا، من حيث النشاط الكنسي والراعوي والاعلامي، في اميركا ناهيك عن تحصيله العلمي الاكاديمي وعلاقاته الكنسية مع الكنيسة الكلدانية التي لها حضور كبير في الولايات المتحدة.
•   تمتع نيافته بنفس وحدوي في مسالة التسمية واشكاليتها وهو نفس ينسجم مع التوجه العام لابناء شعبنا ومثقفيه.
•   ضمور النشاط الراعوي وهشاشة الحضور والاداء الاعلامي لكنيسة المشرق الاشورية في اميركا.
نعتقد ان اميركا مثلما كانت بداية الانشقاق فانها ستبقى الساحة الاولى والاساسية للكنيسة الجديدة وستستمر معها الى النهاية.
في استراليا التي تبدو مرشحة اكثر من بقية ابرشيات كنيسة المشرق الاشورية لامتداد الانشقاق اليها، لاسباب في مقدمتها العلاقات العائلية لنيافته خاصة وان معظم اقارب نيافته شخصيات فاعلة في الساحة القومية والكنسية ويتمتعون بالاحترام والمصداقية مع المحيط الاجتماعي، ومن ناحية اخرى فانه هناك من يحاول تخديش الجروح المندملة وتوظيفها واستغلالها في مواقف عدائية وشخصية من نيافة الاسقف مار ميلس وصولا الى تشجيع التمرد في ابرشيته والالتحاق بالكنيسة الجديدة. لذا فمن المحتمل جدا اطلاق رعية للكنيسة الجديدة في استراليا، خاصة اذا ما لاقت التسهيلات من الكنائس الشقيقة، الا اننا نعتقد انها ستبقى رعية صغيرة محصورة باقارب نيافته وبالمنقادين سياسيا وبالمدفوعين بردود فعل ضد نيافة الاسقف مار ميلس.
في اوربا، لا تمتلك الكنيسة الجديدة اية فرصة لتاسيس رعيات لها مع توفر فرصة نتلمسها منذ الان بوجود مناصرين لنيافته مدفوعين بالولاء السياسي.. وافضل السيناريوهات للكنيسة الجديدة في اوربا ان يقوم نيافته بين الحين والاخر بزيارات شخصية يرتب له مناصريه فيها خدمة قداس هنا او هناك.
ونعتقد بذات الشيئ في كندا مع فرص افضل بسبب القرب الجغرافي من الوطن الأم للكنيسة الجديدة، اميركا.
وبالتاكيد فان الكنيسة الجديدة ليس لها اية فرصة للتوسع الى رعيات ارمينيا وروسيا وجورجيا والهند.
اما في الوطن الأم، سواء في العراق او سوريا ولبنان او ايران فلا نعتقد بوجود اية فرصة لانشقاق الكنيسة والتحاق ابناءها بالكنيسة الجديدة لاعتبارات كثيرة، في مقدمتها الموقف المبدئي والعام الرافض لاي انشقاق جديد حيث يعتقد عموم ابناء الكنيسة، وهم على حق في ذلك، ان لنا من الانشقاقات والكنائس ما يكفينا شرور اي انشقاق جديد، ناهيك عن عدم وجود فرصة لتوفر ادوات الانشقاق من اكليروس وكهنة، اضافة الى الحصانة القانونية للكنيسة في اوطان الشرق.
صحيح ان للمؤسسة القومية المشاركة في تخطيط وتنفيذ وترويج الانشقاق حضور مؤسساتي وجماهيري واعلامي بين ابناء كنيسة المشرق الاشورية في العراق، الا ان ولاء وايمان ابناء الكنيسة لمرجعيتهم من جهة ورفضهم من حيث المبدأ للانشقاق من جهة اخرى لن يسمح للانشقاق ان يتحقق حتى لو قررت المؤسسة المعنية العمل من اجله.
وبذلك ستكون الخارطة الجغرافية للكنيسة الجديدة هي رعيات دائمية في كاليفورنيا وشيكاغو وسدني ورعيات تتم زيارتها بين الحين والاخر في اريزونا وكندا وربما اوربا.

اما من حيث التوسع العمودي بمعنى اكليروس ومؤسسات الكنيسة الجديدة، فنعتقد انه هو الاخر سيكون توسعا محدودا..
فمن حيث المبدا والاساس لا نتوقع من نيافته، ولاسباب كثيرة، ان يبادر الى رسامة اساقفة ومطارنة وصولا الى ترسيم نفسه بطريركا جديدا (بخلاف تصريح انصاره الذين اعلنوا منذ عدة اشهر انه سيكون البطريرك الكلدواشوري لكنيسة كلدواشورية!!).
الا انه يحق لنا ان نتوقع ان تقوم الكنيسة الجديدة برسامة كهنة وشمامسة للرعيات التي تعود اليها كجزء من متطلبات تلبية الاحتياجات الطقسية والوطيفية للكنيسة تجاه اتباعها.
كما ان محدودية الامتداد الافقي للكنيسة الجديدة سيحدد من امكاناتها المادية والاختصاصية والجماهيرية وبالتالي يحدد امكاناتها لخلق مؤسسات كنسية من مدارس او مطابع او ممتلكات او مؤسسات شبابية او اعلامية وغيرها، وستبقى الكنيسة الجديدة رهينة ما توفره امكانات رعياتها الحالية ورهينة ما توفره لها المؤسسة القومية السياسية المتخندقة معها والتي نشكك في استمرار تخندقها مع الكنيسة الجديدة الى ما لا نهاية.
يتوقع الكثيرون ان تراجع هذه المؤسسة السياسية قرار تخندقها مع الكنيسة الجديدة وتعيد النظر فيه من حيث ان الهدف الاساس المتمثل في اضعاف كنيسة المشرق الاشورية وهدر جهدها ووقتها قد تحقق وان رسالة امتلاك القدرة على اثارة القلاقل قد وصلت، هذا من جهة، وبانها كجهة سياسية نتوقع منها تبديل تكتيكها بحسب المستجدات السياسية وحسابات الربح والخسارة من جهة اخرى.
ولا نستبعد ان تكون الخطوة الاولى في هذا الاتجاه ان يتفادى السيد يونادم كنا في زيارته الحالية لاميركا الالتقاء العلني مع نيافة مار باوي مع طلب زيارة ولقاء قداسة البطريرك وتغطية اللقاء اعلاميا في الوطن والمهجر.

وبالتاكيد فان محدودية التوسعين الافقي والعمودي للكنيسة الجديدة سيحدد بالتالي فرص تحقيق الشعارات التي اعلنتها الكنيسة وبررت بها انسلاخها عن الكنيسة الأم.
فحتى بافتراض ان هذه التبريرات (التوحيد، التطوير والعصرنة) كانت الاسباب والدوافع الحقيقية للانسلاخ فان الكنيسة الجديدة بمحدداتها السابقة ستكون عاجزة ومشلولة عن تجسيد شعاراتها.


ونعود ثالثة بالسؤال الى أين؟
اننا لا نرى في الافق ملامح كنيسة فاعلة وناشطة، بل ان ما نراه هو كنيسة انطلقت بحملة شعاراتية راهنت على العواطف والقلوب لا الحكمة والعقول.
اننا نرى كنيسة معرضة للانكماش والضمور على المديين المتوسط والبعيد حيث يبدا معظم اتباعها، ولاسباب مختلفة بينها الامور والمواقف السياسية وبينها هدوء العواطف والانفعالات والعودة الى الذات والاحتكام الى المنطق ومقارنة النتائج الواقعية بالاهداف المعلنة، بمغادرتها تدريجيا الى الكنائس القائمة الاخرى التي تمتلك مقومات الكنيسة الكاملة من مرجعية بطريركية وسلطة سنهاديقية وابرشيات ورعيات وغيرها..
اننا نرى كنيسة جديدة ضعيفة وتساهم في اضعاف الكنائس القائمة.
اننا نرى كنيسة استنزفت منا الوقت والجهد والمال من اجل اجندة شخصية وجهوية تم تغليفها بشعارات براقة من الوحدة والحداثة والعصرنة..

هناك الكثير من الاسئلة التي تفرض نفسها على الجميع وفي المقدمة منهم اتباع الكنيسة الجديدة للاجابة عليها بمنطق والعقل والحكمة لا بردود الافعال او العواطف والشعارات:
ماذا حصدنا، شعبا وكنائسا ومؤسسات، من هذا الانشقاق؟
اي من همومنا ومشاكلنا قام الانشقاق بحلها؟ ام تراه اضاف هموما ومشاكل جديدة؟
لقد امتلكتم الارادة والقرار للانسلاخ عن كنيستكم الأم التي ولدتم وتعمذتم وتزوجتم وعشتم في كنفها لانكم سمعتم دعوات تؤمنون بمفرداتها في الوحدة الكنسية، فماذا انتم قائلون وماذا انتم فاعلون مع حقيقة ان الوقائع المادية للكنيسة الجديدة ليست متطابقة مع هذه الدعوات الوحدوية حيث لا يمكن وصف ما حدث الا بانه انسلاخ وانشقاق؟
وهل يكفي عدم الرضا عن اداء وواقع كنيسة المشرق الاشورية للانشقاق عنها والانسلاخ منها؟
نؤكد هنا ما سبق لنا قوله ان رفض الانشقاق وحركته لا يعني غض النظر عن حاجة الكنيسة للاصلاح في مختلف المستويات.


في محطتها الاخيرة فان الكنيسة الجديدة وبعد ان يهدا ضجيجها وزوبعتها وعندما تفرض حقائق الحياة ووقائعها نفسها على الامور فانها ستكون كنيسة "اسقفية" "شخصية" يقودها نيافة الاسقف مار باوي الذي سترتبط الكنيسة باسمه ومصيرها بمصيره، ويكون لها اتباع محكومين بعلاقة القرابة او الصداقة او بسبب تماديهم في قطع الجسور مع الكنيسة الأم..
فهل سيقرر نيافته يوما ان يقوم بما كان من الحكمة القيام به في المجمع السنهاديقي ويعود الى حضن الكنيسة الأم؟ ربما..
ام انه سيقرر مدفوعا بالكبرياء والعناد الهروب الى امام دون بوصلة ودون غاية بعد ان يكون شركاءه قد تخلوا عنه بعد ان نفذ لهم مأربهم في شق الكنيسة واضعافها؟ ربما..
ام ان الكنيسة الأم ستقرر في لحظة تاريخية معينة ووسط احداث لا بد منها يوما ما، مثل انطلاق عهد بطريركي جديد، او وحدة كنسية مع كنيسة المشرق القديمة، ان تطلق مبادرة ما باتجاه كنيسة مار باوي لاحتضانها؟ ربما..
والى حين انكشاف هذه الـ (ربمات) سنبقى نقول ان مار باوي دخل تاريخ الكنيسة من بوابة اختلفت عما كان متوقعا له دخولها.. حيث قرر بارادته ان يدخل تاريخ الكنيسة قائدا لحركة انشقاقية لا يمكن لعقل ان يبررها، ولا يمكن لتاريخ الكنيسة واجيالها القادمة ان تتسامح معها.
الختام،
اما وقد وصلت الى نهاية المقال، ولكي لا اخرج عن الهدف الذي من اجله كتبته وهو اغناء الحوار الموضوعي وعلى اسس من الاحترام المتبادل للراي والراي الاخر، فانه يسعدني ان اختم مقالي بالتوجه الى نيافة الاسقف مار باوي، الذي كان وما يزال يمتلك عندي كل الاحترام والتقدير بغض النظر عن الاختلاف او الاتفاق في هذا الامر او غيره، بدعوة صريحة وصادقة اليه للمشاركة في مناظرة يختار اسلوبها، تلفزيونيا كان ام اذاعيا ام كتابيا، ويختار وقتها ومكانها لمناقشة الحركة الانشقاقية هذه التي يبدو واضحا اننا مختلفين لحد التناقض في تقييمها.
من حق ابناء الكنيسة علينا ان نكون صريحين وشفافين معهم، ومن واجبنا ان نقدم لهم الصورة الكاملة والرؤى المختلفة للحدث.
لربما تعتقدون انه من غير المناسب لكم وانتم الاسقف الذي يحمل شهادة الدكتوراه ان تحاوروا في مناظرة مفتوحة كاهن مثلي لا حول له ولا قوة سوى محبته لشعبه وصراحته معه ما جعله مستهدفا من اكثر من جهة وفي اكثر من موقف وصولا الى استهداف حياته، فاني ورغم تاسفي حينها الا اني ساتفهم موقفكم لاني احترمكم واحبكم كثيرا، وعندها ساقترح اقتراحا بديلا بان تتم المناظرة مع اي من كهنتكم الافاضل، الاب الخوراسقف شموئيل دنخا او الاب الفاضل مايكل بيروتا.
وفي الختام، واذ يقطر قلبي دما من الالم على الانشقاق الحاصل في الكنيسة فاني اتوجه بالدعاء الى رب الكنيسة وحاميها ان يحقق عهده ووعده لها بان يبقى معها وفيها الى مجيئه الثاني الذي نصلي لان نكون مؤهلين لاستقباله فيه كعبدة مؤمنين ومخلصين ومنفذين لارادته الربانية واساسها ان نحب بعضنا بعضا مثلما احبنا هو واعطى ذاته لنا قربانا على الصليب.
واخيرا اعتذر بكل صدق عن اية كلمة او عبارة ربما وردت في المقال واساءت من دون نية الاساءة الى قراء المقال او المعنيين به.
صلوا لاجلنا وليكون الرب معكم ببركاته الفياضة.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا[/size][/font]

275
في مدينة فيزبادن في المانيا، اقامت المنظمة الاثورية الديمقراطية يوم امس الاحد 29 كانون الثاني 2006، مهرجانا تابينيا على روح الفقيد الراحل الدكتور سنحاريب حنا شابو احد مؤسسي المنظمة واحد ناشطي رعيلها الاول الذي وافاه الاجل في القامشلي يوم الاثنين المنصرم 23 كانون الثاني 2006.
شارك في الاحتفال التابيني كهنة الكنيسة السريانية الارثوذكسية في فيزبادن الابوين صبري شاهين وايليا، كما شارك الخوري بثيو بثيو والاب عمانوئيل يوخنا من كنيسة المشرق.
اضافة الى ممثلين عن الاحزاب الاشورية، حزب شورايا، الحزب الوطني الاشوري، الحركة الديمقراطية الاشورية.
كما شارك في الاحتفال التابيني اعداد من ابناء شعبنا في فيزبادن بينهم كوادر واعضاء واصدقاء المنظمة والناشطين في الساحة القومية.
بعد تلاوة الصلاة الجنائزية من قبل الاباء الكهنة القى السيد صبري الكان مسؤول فرع اوربا الوسطى للمنظمة الاثورية الديمقراطية كلمة تابينية تطرق فيها الى مناقب الفقيد ونشاطه القومي والوطني والانساني الذي امتد من سوريا الى لبنان الى المهجر الاوربي وانتهاء بعودته واستقراره في الوطن وفي مدينة القامشلي تحديدا حيث اسس اول مستشفى اهلي فيها باسم مستشفى الامل.
كما اشار السيد الكان الى مشاركة الفقيد الراحل في المؤتمر التاسيسي للاتحاد الاشوري العالمي اضافة الى دوره الكبير في العمل المؤسساتي في المانيا في عقد السبعينيات والى نشاطه الانساني لمساعدة ابناء شعبنا في لبنان ابان الحرب الاهلية.
بعد ذلك القى الاب صبري شاهين كلمة تابينية معبرة داعيا فيها ابناء شعبنا ومؤسساته للاقتداء بالفقيد الراحل.
كما تعاقب ممثلو الاحزاب الاشورية المشاركة لالقاء كلماتهم حيث القى السيد يوسف بثيو كلمة الزوعا، والسيد هارون عوديشو كلمة شورايا والسيد تيري بطرس كلمة الاترانايي.
الا ان الكلمة والشهادة الاكثر تاثيرا كانت من الدكتور ابروهوم لحدو الذي تحدث عن الفقيد الراحل كزميل ورفيق درب لسنوات من العمل القومي والانساني المشترك حتى لم يستطع من تمالك نفسه من البكاء على الفقيد الراحل.
كما تم في الاحتفال قراءة العديد من برقيات التعزية الواردة الى المنظمة بفقدان الدكتور سنحاريب بينها برقية موقع عنكاوة.
اجمع المتحدثون ان الموت الجسدي هو نهاية حتمية لكل انسان، الا ان مناقب الراحل واعماله القومية الكبيرة تجعله حيا في ذاكرة وحياة ابناء شعبه الذي احبه ومنح له حياته.
ليرحم الله الفقيد وليمنح اهله العزاء.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

276
الاخوة الاحبة،
نشرت المفوضية العليا للانتخابات النتائج النهائية للانتخابات العراقية مع نشر توزيع المقاعد النيابية لدوائر المحافظات والمقاعد التعويضية والوطنية.
وكما كنا قد وعدنا الاخوة القراء باننا سنعيد احتساب ما قمنا به سابقا من توزيع المقاعد النيابية وبخطوات توضيحية فانه يسعدنا ان ننشر لكم ذلك ونضعه امام متناولكم.

وكما كنا توقعنا فان توزيع المقاعد النيابية بحسب النتائج النهائية لم تختلف الا في الشيئ القليل جدا عن التوزيع الاولي الذي كنا نشرناه لكم منذ حوالي الشهر.

مع ملاحظة ان تقرير الاحتساب هذا يتضمن نتائج توزيع المقاعد لمختلف اوجه التفسير التي يتحملها نظام تويع المقاعد الانتخابية، وبضمنها طبعا نتائج التوزيع في حال تقرر عدم اعتماد التفسيرات التي اعتمدتها المفوضية في توزيعها للمقاعد الـ 230 لدوائر المحافظات او الـ 45 للتعويضية والوطنية، حيث هناك فروق كبيرة في النتائج باختلاف التفسيرات، ونصعها جميعها امام القراء للتوضيح والفائدة وهي على الرابط التالي:
www.atranaya.org/Books/Different_Calculations.pdf

نهنئ مرة اخرى تهنئة قلبية صادقة جميع الفائزين بعضوية مجلس النواب العراقي.
والى غد افضل للعراق انسانا وشعبا ووطنا..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
المانيا في 22 كانون الثاني 2006

277

عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي

الجزء الثالث

في الجزئين السابقين من المقال ناقشنا اهم النقاط التي ساقها نيافة الاسقف مار باوي في تبرير اطلاقه كنيسة جديدة منسلخة عن كنيسة المشرق الاشورية. وفيما تبقى سنناقش عددا من النقاط التي تاتي في تفاصيل الحركة الانشقاقية، وصولا الى مناقشة التساؤل والاشكالية الكبرى: الكنيسة الجديدة.. الى أين؟

هل هو ايقاف ام خروج مع سبق الاصرار؟
ترافقت حملة التهيئة لاعلان الكنيسة الجديدة مع ادعاء ان امرايقاف نيافة مار باوي كان مخططا ومقررا قبل انعقاد السنهادوس الذي يرى نيافته ويرى مناصريه انه لم يكن سوى اخراج مسرحي ليس الا.. (بين ما تروج له حملة المناصرة الاعلامية ان قرار الايقاف كان احدى فقرات "صفقة" بين قداسة البطريرك مار دنخا وبين السيد مسعود البارزاني!!!)
برايي ان الادعاء بكون قرار الايقاف متخذ سلفا هو ادعاء يفتقر الى المصداقية ولا يصمد امام المنطق السليم وحقائق الاحداث وتعاقبها.
لا ينكر احدا ان احدى فقرات جدول اعمال المجمع السنهاديقي كانت مناقشة وضع نيافة مار باوي في الكنيسة، من حيث مناقشة اوضاع ابرشية كاليفورنيا والخلافات القائمة فيها بين نيافته وعدد كبير من اعضاءها ممن قدموا ملاحظاتهم وشكاواهم تحريريا الى قداسة البطريرك، اضافة لمناقشة فحوى ومضمون رسائل نيافته الى قداسة البطريرك.. والكنيسة كانت اعلنت جهارا ان هذه النقاط هي ضمن جدول اعمال السنهادوس.. وهذا امر بديهي ان يناقش السنهادوس امورا كهذه، وان يناقش اداء الاساقفة وغيرها..
ولكن هناك فرقا بين مناقشة قضايا متعلقة باسقف وابرشية معينين وبين معاقبة الاسقف، فالمناقشة، اية مناقشة، تبقى مفتوحة النتيجة والنهاية بحسب ما يطرح من وجهات نظر ومحاججات ومقترحات.
ومن التفاصيل المعلنة او المتداولة عن السنهادوس وجدول اعماله ومقرراته يتضح، لكل من يريد ان يكون صادقا وعادلا مع نفسه، ان الادعاء اعلاه ليس صحيحا البتة..
1- لقد شارك نيافة مار باوي في السنهادوس واعماله الى اليوم الاخير بكل جلساته والفقرات التي نوقشت فيه.
2- وفقرة مناقشة قضية نيافته كانت الاخيرة في اعمال السنهادوس ولم تناقش الا بعد مناقشة القضايا الاخرى.
3- السنهادوس منح لنيافته ثلاثة خيارات والوقت الكافي لاعطاء القرار بشانها، واولها كان تكليف نيافته ابرشية ايران وروسيا.. فهل ان سنهادوسا قرر مسبقا ايقاف احد الاساقفة يقترح عليه الانتقال الى ابرشية اخرى!!!
4- ادعاء نيافته ان قرار الايقاف كان متخذا من قبل قداسة البطريرك ونيافة الاسقف مار ميلس قبل السنهادوس فيه الكثير من الاساءة والانتقاص بحق اعضاء السنهادوس وبينهم مطارنة واساقفة سبقوا نيافته في الخدمة ويفوقونه علما ودراية بالامور الكنسية (وليس كما يقول الدكتور ادور يوخنا ويلقى من نيافته الترحاب والرضا بانهم اميون) ولهم الكثير من الرصيد في الوفاء والعطاء للكنيسة في سنوات وظروف اصعب بكثير من سنوات وظروف خدمة نيافته، وهو ادعاء لا يليق توجيهه وهو يفترض ان اعضاء السنهادوس من مطارنة واساقفة الكنيسة هم (حاشا) مجرد دمى لا يمتلكون سوى الموافقة دون المناقشة..
كنا نتمنى على نيافته ان يكون اكثر حكمة وعدلا وانصافا قبل توجيه هذه التهم بحق اخوة له قضى الكثير منهم الساعات والايام ومنحوا الكثير من الجهد في المجمع لثنيه عن موقفه في الانسلاخ، والعديد منهم توسلوا الى نيافته كاخوة بروح المحبة ولكن دون جدوى..
5- في احدى المقابلات مع نيافته اعترف ان المجمع توجه اليه بالقول ان نيافته يسير نحو تقسيم الكنيسة.. وهذا يؤكد النية الصادقة للسنهادوس انه لا يريد من نيافته الخروج عن الكنيسة.

فهل بعد هذا كله مطلوب منا ان نكون من البساطة لنصدق ادعاء ان قرار الايقاف كان متخذا قبل السنهادوس.

في الحقيقة انه مع تعاقب الاحداث تتوضح الصورة اكثر فاكثر بان المسالة هي معكوسة تماما، وان نيافته وقبل انعقاد السنهادوس كان قد حزم امره وقرر الانسلاخ عن الكنيسة والخروج عليها.. وترويج الادعاء ان السنهادوس كان قرر ايقافه قبل انعقاده هو من قبيل استباق الامور على طريقة (ضربني وبكى، سبقني واشتكى). ان نيافته ومناصريه هم من اختلقوا ونشروا ومنذ اشهر قبل السنهادوس مقولة ان السنهادوس سيقوم بايقاف مار باوي، خاصة وان المؤسسة القومية التي شاركت نيافته شق الكنيسة تمتلك من الخبرة الاعلامية والاستخباراتية والتخطيطية ما يجعلها تعتمد هذا الاسلوب.
1- منذ عدة سنوات (كما اتضح الان) قام نيافته بتسجيل ممتلكات ابرشيته باسم مؤسسة له وحده حق التصرف فيها، وهذا ما اعترف به احد المخططين واقرب المقربين لنيافته في الحملة الانشقاقية وهو السيد وليم يومارن.. وهذا بعكس الوضع القانوني لممتلكات كنيسة المشرق في الولايات المتحدة والمسجلة باسم مؤسسة يتراسها قداسة البطريرك وتضم في عضويتها اساقفة الكنيسة في الولايات المتحدة.
2- لم يعد سرا قيام نيافته (وقبل انعقاد السنهادوس) وبالتنسيق مع مؤسسة قومية معروفة بتعبئة حملة تواقيع مساندة لنيافته وصولا الى تنظيم مظاهرة احتجاجية ضد السنهادوس قبل انعقاده وقبل مقرراته (امر نيافته بالغاءها في اللحظة الاخيرة).
3- انشطة نيافة الاسقف مار باوي في فترة طويلة قبل السنهادوس تضمنت خطين يعكسان حقيقة واحدة، فمن ناحية تكثيف المشاركة في انشطة جماهيرية وقومية غير كنسية ومعروفة اللون السياسي ومن بينها انشطة خارج ابرشيته وبعضها داخل ابرشية البطريركية ومن دون علمها او موافقتها، ومن ناحية اخرى عدم مشاركة نيافته في انشطة واحتفالات كنسية مثل احتفالية الذكرى السنوية للرسامة البطريركية حيث لم يحضر الاحتفالية بل ولم يوجه برقية تهنئة بالمناسبة.
4- في شيكاغو، ومنذ اشهر قبل السنهادوس، اعلن ناشطين مناصرين ان نيافته سيتوج بطريركا كلدواشوريا لكنيسة قومية كلدواشورية.
5- رفض نيافته لاي من المقترحات الثلاثة التي قدمها المجمع المقدس وباجماع اراء اعضاءه، وعدم طرح نيافته اي اقتراح او خيار بديل سوى الخروج والانسلاخ عن الكنيسة. فحتى بافتراض (اكرر افتراض) ان توجه (وليس قرار) السنهادوس او اعضاء فيه كان نحو ايقاف نيافته، فان نيافته كان قادرا على اجهاض هذا التوجه وسحب المبادرة من ايدي "المتامرين" عليه، لو كان نيافته قبل خيار استلام ابرشية ايران وروسيا، الا انه لم يفعل لانه كان قد حسم امره بالخروج عن الكنيسة والانشقاق عليها لا محال ومهما كانت الاحوال.
6- واخيرا، فان التواريخ ادناه تعني الكثير:
موقع شرارا (www.shrara.com) المخصص لتوثيق المقابلات الصوتية والفديوية لنيافة مار باوي تم اعداده منذ 26 اب 2005 اي قبل انعقاد السنهادوس باكثر من شهرين!!! واعتقد ان اسم الموقع له دلالاته ايضا!!!
موقع مار باوي (www.marbawai.com) المخصص هو الاخر لدعم نيافته وتوثيق الاخبار والمقالات واللقاءات الخاصة بالترويج للكنيسة الجديدة تم اعداده بتاريخ 9 تشرين الاول 2005 اي قبل يومين من انقضاء المدة التي حددها السنهادوس لاستلام جواب مار باوي وهو الجواب الذي ارسله نيافته في 11 تشرين الثاني!!!
في حين ان موقع شرارا فور يو (www.shrara4u.com) المخصص لتوثيق الشهادات الناطقة للاساءات التي تضمنتها حملة الكنيسة الجديدة ضد اباء كنيسة المشرق تم اعداده في 23 تشرين الثاني، اي بعد اسبوعين من رسالة نيافته وبعد انتهاء اعمال السنهادوس وبعد التصعيد الاعلامي للكنيسة الجديدة.

ان هذه الملاحظات مجتمعة تثبت ان نيافته كان قد حسم امر علاقته بالكنيسة وخروجه منها من قبل انعقاد السنهادوس الذي لم يترك نيافته له سوى خيار الايقاف لتنطلق بعدها حملة اعلامية تصور نيافته ضحية لأب واخوة لا يرحمون بحسب توصيف شاعر البلاط المطرب اشور سركيس.

عن ابرشية ايران وروسيا:
في المحاججات المطروحة لرفض الخيارات التي قدمها المجمع السنهاديقي لنيافة الاسقف مار باوي تكرر القول بانه اذا كان نيافته (حاشا) غير مناسب او غير صالح لابرشية كاليفورنيا فكيف سيكون صالحا او جيدا لابرشيات ايران وروسيا وارمينيا وجورجيا التي يبلغ اعداد ابناءها اضعاف ابرشية كاليفورنيا؟
جميعنا يعلم، واكثر من يعلم ذلك هم اباء الكنيسة وبينهم نيافة الاسقف مار باوي، ان تنقلات الكهنة ضمن حدود الابرشية الواحدة او تنقلات الاساقفة والكهنة بين الابرشيات لا يعني البتة عدم اهلية من يتم نقلهم.
فالتنقلات قد تكون بسبب اولويات احتياجات الرعيات والابرشيات الى الاكليروس.
وقد تكون لانهاء ازمات وخلافات في الرعية او الابرشية التي ينتقل منها الاكليروس وفي ذات الوقت تلبية حاجة الرعية او الابرشية التي ينتقل اليها الاكليروس.
واقتراح نقل نيافته الى ابرشية ايران وروسيا كان ضمن هذا السياق، فهو من ناحية كان سيضع نهاية للازمة القائمة في ابرشية كاليفورنيا والتي نيافته طرفا فيها، ومن ناحية اخرى كان سيلبي حاجة ابرشية ايران وروسيا وارمينيا وجورجيا الى اسقف يكون اكثر تفرغا لهم ويلبي احتياجاتهم مما هو عليه الحال الان حيث يقوم سيدنا نيافة الاسقف مار اسحق بادارة ابرشيات روسيا وجورجيا وارمينيا اضافة الى ابرشيته في دهوك واربيل مما يشكل ضغطا كبيرا على نيافته ويحدد قدرته وفرصته للمتابعة اليومية لابرشية روسيا وقد اقترح نيافته على الكنيسة تنسيب اسقف متفرغ لهذه الابرشية.. اما ايران فانه ليس للكنيسة اسقف فيها حاليا.
وهذا الاجراء في تنقلات الاكليروس ليس سابقة ابتدات بنيافة مار باوي.. فنيافته على دراية كاملة بان كنيسة المشرق وجميع الكنائس قامت باجراءات كهذه للخروج من ازمات في رعياتها وابرشياتها وفي ذات الوقت تلبي احتياجات رعيات وابرشيات اخرى. بل ان نيافته وعلى مدى مشاركته في ادارة ابرشيات اميركا عايش تنقلات اكليروسية كانت خلفياتها انهاء ازمات وخلافات داخل الابرشيات والرعيات.
نعتقد ان وضع التساؤل بالصيغة السابقة بانه اذا كان نيافته (حاشا) غير مناسب لكاليفورنيا فكيف يكون مناسبا لايران وروسيا، هو، كما في الامور الاخرى، بغاية كسب التعاطف بتبسيط الامور وتسطيحها.
في هذه المسالة ايضا فان السؤال يتوجب وضعه بصيغة معكوسة وكما يلي:
لماذا يقوم الاسقف الذي نذر ووهب حياته من اجل الكنيسة، واقسم يوم رسامته بالتزام مقررات السنهادوس وخدمة الكنيسة في اية ابرشية تطلب منه الكنيسة ادارتها، برفض توصية السنهادوس التي اتخذها بالاجماع لنقله الى ايران وروسيا؟
ما الذي موجود في كاليفورنيا ولا يريد ان يتخلى او يبتعد عنه؟
هل هي الامتيازات المادية؟ ام السلطة؟ ام البريق الاعلامي؟ ام لان ابناء شعبنا وكنيستنا في ايران وروسيا وارمينيا وجورجيا ليسوا ضمن دائرة الاهتمامات والاحداث السياسية الراهنة؟
اسئلة يطرحها الكثيرون بانتظار اجابة نيافته عليها.

دعاوى المحاكم القضائية بشان عائدية الممتلكات الكنسية:
في تاريخ المجتمعات ومؤسساتها، وبالتاكيد في تاريخ الكنائس وبينها كنائسنا المشرقية، فان خروج احد قادة هذه المؤسسات عن المؤسسة الأم او خروج احد اباء الكنيسة عن الكنيسة الأم ومرجعيتها هي حالات تكررت في مختلف الظروف والازمان والاماكن ولمختلف الاسباب. الا ان منطق الامور يقول ان الممتلكات المادية التي كانت تحت عهدة وادارة من قرر الخروج تحتفظ بعائديتها للمؤسسة او الكنيسة الأم.
من المؤسف والمؤلم حقا ان يدفع نيافته الامور باتجاه التقاضي امام المحاكم المدنية الامريكية بشان عائدية ممتلكات ابرشية كاليفورنيا التي كانت تحت ادارته الاسقفية.
رسالة نيافته الى السنهادوس تضمنت عبارات صريحة انه لن يسلم ممتلكات الابرشية من مبان وغيرها الى كنيسة المشرق (والعديد منها شيدته كنيسة المشرق من قبل تولي نيافته مسؤولية الابرشية)، بل وحذر نيافته الكنيسة بعدم محاولة ذلك لان الشرطة الفدرالية الامريكية وبطلب منه ستقوم بالتواجد وحراسة هذه المباني التي اذا ما ارادت الكنيسة المطالبة بها فان عليها اللجوء الى المحاكم المدنية الامريكية!!!
وبالتاكيد فانه ليس متوقعا من الكنيسة ان تتنازل عن حقها في هذه الممتلكات الى نيافته لوجه الله..
فكان الالتجاء الى المحاكم بناء على الخيار الوحيد الذي ورد في رسالة نيافة الاسقف مار باوي.
شخصيا لست مطلعا على الاوضاع القانونية من حيث تسجيل هذه الممتلكات وعائديتها بحسب الوثائق والمستندات القانونية، كما لست على دراية بالقوانين الامريكية بهذا الشان والخصوص. وربما تقوم هذه المحاكم بتثبيت عائدية الممتلكات لادارة نيافته وتثبت "حقوقه" فيها، ولكن ما اريد قوله بهذا الخصوص هو الحكم الضميري وليس الحكم القانوني بشان عائدية الممتلكات.
فهل هناك من احد يقول بالقيم والمبادئ المسيحية ويقبل بضمير مطمئن ومرتاح ان تؤول ممتلكات الابرشية الى ادارة نيافته بعد خروجه عن الكنيسة؟ اني اخاطب الضمير الانساني وليس الحكم القضائي.
وهل ان الحكم القضائي للمحكمة يلغي ويسود على الحكم الضميري؟ ربما الامر كذلك من حيث النتائج الواقعية، ولكن ماذا عن راحة البال والضمير والسلام مع النفس، خاصة ونحن لا نتحدث عن شركات تجارية بل عن كنيسة مسيحية؟
طبعا اني افهم حاجة نيافته، وقد اطلق كنيسة جديدة، الى هذه الكنائس والممتلكات كونها من اهم مقومات البنية التحتية المادية للكنيسة الجديدة واستمراريتها. وبذلك افهم مبررات تشبثه بهذه الممتلكات و"كفاحه" من اجلها الى اللحظة الاخيرة عندما يصدر الحكم القضائي بشانها.
ولكن اليس هذا الامر كافيا للتشكيك بما رافق حملة الترويج للكنيسة الجديدة باتهام الكنيسة الأم واباءها بالفساد المالي وعدم النزاهة وغيرها.. اليست محاولة الاستحواذ على ممتلكات الكنيسة ومنشاتها دليلا على الاحتكام الى "روح العالم" وليس "روح المسيح".
بحسب معلوماتي المتواضعة، فانا لا اعرف حالة سابقة استحوذ فيها فرد على ممتلكات مؤسسة خرج منها.
اكرر القول اني اتحدث باحكام ضميرية قبل كل شيئ وقبل الاحكام القضائية.

لكي لا نكرر الخطأ..
من الواضح ان الحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي لا تمتلك، كما سناتي عليه لاحقا، مقومات الامتداد والتوسع الافقي منه والعمودي، خاصة بعد التناقض الذي وقع فيه نيافته كما مر في الاقسام السابقة من قبيل ادعاء الوحدة وممارسة الانشقاق، والدعوة الى القانون مع التمرد على السنهادس وغيرها، ولكنها وبالتاكيد تمتلك مقومات الاستمرار في حجمها الذي ابتدات به مع احتمالات التمدد او الانكماش الطفيفين (على المديين الحالي والقريب).
واسباب الاستمرارية تتراوح لدى القاعدة التي التحقت بالانشقاق بين ردود الفعل على الخلل في الحياة والانشطة الكنسية لكنيسة المشرق واخطاء وهفوات اباءها، وبين التعاطف مع طروحات مار باوي في شان الاصلاح والوحدة الكنسية (وان كانت ضبابية)، وبين الولاء بسبب القرابة او الانتماء العشائري او التخندق السياسي.
وبالتاكيد فان قرارا سياسيا في لحظة واردة من الزمن باشهار الطلاق او القطيعة او التوقف عن الدعم السياسي والاعلامي والشعبي للكنيسة الجديدة اعتمادا على قراءات المكاسب السياسية للمؤسسة المشاركة في اطلاقها سيؤثر سلبا في استمرارية الكنيسة الوليدة.

الا ان مقومات الاستمرار لا تنحصر فقط داخل فريق مار باوي ومناصريه (مؤسسات وافراد)، بل هناك مقومات اضافية بسبب اداء وخطاب كنيسة المشرق ذاتها.
فاضافة الى الانطباع السلبي المتولد نتيجة ما يبدو للمشاهدين على انه "التزام" الكنيسة لمنافذ اعلامية تفتقر الى المصداقية والاحترام بين عموم ابناء الكنيسة مما يؤدي الى "احتراق" الكنيسة واباءها بنيران هذه المنافذ، واضافة الى تصلب اباء الكنيسة في مسالة التسمية القومية بخلاف توجهات عموم ابناء شعبنا ومؤسساته وخاصة في الوطن، ناهيك عن قدرة الكنيسة الجديدة على جر الكنائس الشقيقة لشعبنا الى الدخول، بصيغة او باخرى، في الصراع، فانه هناك نقطة مهمة اتمنى ان لا تقع في مطبها كنيسة المشرق وان لا تكرر الخطأ التاريخي الذي سبق وان ارتكبته مع كنيسة المشرق القديمة في قضية الموقف والتعامل مع الرتب والخدمات الكنسية التي ستقوم بها كنيسة مار باوي الجديدة.
لا يمكن لاحد منا ان يشكك او يرفض حق وصلاحية المجمع السنهاديقي في ايقاف اي من الرتب الكنسية الاكليريكية اذا ما وجد ما يستدعي ذلك. ولا احد يمكن له التشكيك في حقيقة ان نيافة الاسقف مار باوي وكاهنين اخرين معه هم موقوفون عن ممارسة الخدمات الكنسية لرتبهم..
ولكن يجب ان ندرك ان الايقاف هو ضمن اطار وهيكل كنيسة المشرق الرسولية الاشورية ولا تسري مترتبات الايقاف عليهم عند التحاقهم باية كنيسة اخرى وقبولهم فيها، او عند اطلاقهم كنيسة جديدة كما هو واقع الحال.
ولكي لا استرسل في شرح الامر ولايصال النقطة بوضوح الى االقارئ، دعونا نسال:
هل ان من سيقوم نيافة الاسقف مار باوي او كهنته الموقوفين بتعميدهم في الكنيسة الجديدة ستعتبرهم كنيسة المشرق الاشورية (وبقية الكنائس الشقيقة) غير معمذين ويجب اعادة تعميذهم يوما ما؟
وهل ان من سيقوم نيافة مار باوي او كهنته الموقوفين بتكليل زواجهم في الكنيسة الجديدة ستعتبرهم كنيسة المشرق الاشورية (وبقية الكنائس الشقيقة) زناة (حاشاهم) يتوجب الطلب اليهم التوبة والمغفرة؟
وهل ان من سيقوم نيافة مار باوي برسامتهم من شمامسة وكهنة في كنيسته الجديدة هم بنظر كنيسة المشرق  الاشورية (وبقية الكنائس الشقيقة) علمانيون؟ واذا ما قرر احدهم العودة الى كنيسة المشرق فانه ستتم اعادة رسامته ام يتم الاكتفاء فقط بمنحه التثبيت (الشوملايا) بعد ان يكون قد طلب الولاء (الشلموثا)؟

هذه اسئلة لا يمكن الهروب من مواجهتها وهي كافية لوضع النقاط على الحروف بالاستفادة من ثلاثة عقود من التعامل مع كنيسة المشرق القديمة ووجوب عدم تكرار الخطا الذي بداه البطريرك الراحل مار ايشاي شمعون في كاتدرائية مار زيا في بغداد مطلع السبعينيات عندما كرز في اول كرازاته في اول زيارة له الى الوطن بعد اربعة عقود من النفي حيث كرز قائلا ان كافة الرتب الكنسية التي منحها منصور درمو (بالاشارة الى قداسة البطريرك الراحل مار توما درمو) وما يترتب عليها هي باطلة. وقد كلفنا هذا الموقف ما يقارب الثلاثة عقود من الجهد والوقت والصراع لحين قيام كنيسة المشرق في عام 1999 (وردت في القسم السابق 1998 بسبب خطأ في الطباعة، فمعذرة) بوضع نهاية له عبر الاعتراف الكامل بكنيسة المشرق القديمة بكل رتبها واسرارها وشخصيتها المعنوية.
هناك حقيقة واقعية موجودة لا تصمد امامها اية دعوات او تنظيرات، وهي ان كنيسة جديدة ولدت من انسلاخ مار باوي وكهنته ومناصريه عن كنيسة المشرق الاشورية، وان نيافته وكهنته سيمارسون السلطات والخدمات الكنسية التي تمنحها لهم رتبهم في كنيستهم الجديدة، ويتوجب على كنيستنا التعامل مع نتائج ذلك كما تتعامل مع الاسرار المقدسة والخدمات الطقسية التي تقدمها الكنائس الاخرى لابناءها، والعديد من هذه الكنائس هو غير رسولي بعكس الكنيسة الجديدة لمار باوي الذي تقبل رتبته الاسقفية من تقليد رسولي.
نتمنى ان تنأى كنيسة المشرق بنفسها عن دعوات التشكيك بالاسرار والخدمات الكنسية للكنيسة الجديدة لاتباعها.
ان دعوات كهذه، وبغض النظر عن مطلقيها وما يقدمونه من حجج، لا تستطيع كسب قلوب او عقول من قرروا الانسلاخ عن الكنيسة والالتحاق بالكنيسة الجديدة.. بل وعلى العكس فان دعوات كهذه او دعوات تحريم المشاركين في تقبل الاسرار والخدمات الطقسية التي يقيمها اكليروس الكنيسة الجديدة ستساهم في المزيد من ولاء وتخندق ابناء الكنيسة الجديدة وقطع اواصرهم وخطوط رجعتهم وفرص عودتهم الى حضن الكنيسة الأم ولو بعد حين، عندما تهدا الامور ويحتكم الانسان على المنطق والوقائع بعيدا عن العاطفة والولاءات الاخرى.
كما نتمنى ان لا ننساق وراء تجريد بعضنا البعض من القابه واحترامها في التخاطب كان يحاول البعض منا مناداة نيافته او كهنته باسماءهم المجردة.
ان مناقشة ومحاججة الانقسام ومدى مسيحانيته وروحانيته وهشاشة مبرراته ومدى جدواه على الكنيسة والامة التي لا تعد تحتمل الانشقاقات هي الدعوات التي يمكن لها ان تحصن الكنيسة وابناءها من نتائج الانشقاق السلبية.
ليس من الحكمة ان نشارك في بناء الجدران وتعميق الجروح وتشجيع العناد والتشنج.

المشهد الاعلامي للانشقاق الراهن:
انه عصر المعلوماتية والاتصالات والملتيميديا يدخل حياتنا الكنسية من بوابة نشر الغسيل وتعميق الجروح وتمترس الخنادق. هذه هي باختصار صورة المشهد الاعلامي للانشقاق الراهن.
فمع عودة نيافة مار باوي الى كاليفورنيا في 11 تشرين الثاني وحتى من قبل اعلان ونشر رده الرسمي في المنافذ الاعلامية وهو الرد الذي رفض فيه جميع خيارات السنهادوس بما ترتب على ذلك من نتيجة ادركها وارادها نيافته وهي ايقافه من الخدمة الكنسية، جرى لنيافته في مطار سان هوزي احتفال استقبال (من الواضح انه كان معد سلفا) علا فيه ضجيج الشعارات والتصفيق وكأن الجمهور يستقبل بطلا منتصرا عائدا من ساحة معركة حياة او موت دون ان يفقه البطل والمستقبلون ان حقيقة الامر هي بداية معركة داخلية جديدة وانشقاق جديد لا ابطال وبطولات فيه وجميعنا فيه من الخاسرين.
وليتكرر المشهد بعد 48 ساعة وفي صورة اكثر ماساوية عندما نصبت المنابر في قاعة رعية مار يوسف في سان هوزي ليعتليها افراد تم انتقاءهم بدقة، ويتوفر فيهم كل شيئ الا احترام الذات والمقابل، ليعلنوا انطلاق حرب تخوين الكنيسة وتجريم اباءها والاساءة اليهم وسط هتافات وتصفيق الجمهور المتحزب حتى النخاع ذكرتني هتافاته بهتافات جماهير الانظمة العروبية من قبيل (بالروح بالدم)، (سيروا الى امام ونحن من وراءكم) حتى بدا الجمهور وكانه في احتفال سياسي وليس في اجتماع رعية بعد خدمة القداس الالهي.
اجتمعت كل هذه المكونات في صورة تثير الشفقة والاسى وليتم تدشين مرحلة جديدة من توظيف للاعلام وتقنياته في هذه الحرب، فاعلنت على الجمهور المواقع الالكترونية من قبيل (مارباوي كوم)، و(شرارا كوم) للترويج للكنيسة الجديدة وتمجيدها حتى من قبل تعميذها، ولينطلق بالتالي موقع (شرارا فور يو) ليكشف بشهادات ناطقة الوجه الحقيقي غير المرتش لحملة الترويج الدعائية وما تضمه من اساءات وما تلتف به من عباءات.
يجدر التكرار هنا ان موقعي شرارا ومارباوي سبق الاعداد لهما حتى من قبل الانشقاق الرسمي (راجع التواريخ في بداية المقال) وهو كما اسلفنا دليل اخر على ان قرار الانشقاق كان نيافته وانصاره قد اتخذوه سلفا بغض النظر عن نقاشات السنهادوس وبغض النظر عن الخيارات التي كان سيمنحها.
كما انطلقت وبحضور يومي غرفة البالتاك المخصصة للاساءة المقرفة الى الكنيسة واباءها وبشكل لا يمكن معه للمرء ان يصدق ان المتحدثين هم ابناء هذه الكنيسة والامة، فكيف سيكون الحال اذا عرفنا انهم، وباعتراف السنهم وافواهمم، من كوادر واعضاء وقاعدة وجمهور احد فصائلنا السياسية الذي لا يجد حرجا ان يقوم قيادييه ليس فقط بالحضور المستمر لحوارات الغرفة بل وبتنظيم ندوة حوارية فيها ليقدموا الثناء والشكر والاعتزاز بالغرفة ومدراءها والمشاركين فيها وبالعمل القومي الكبير الذي يقومون به ومؤكدين دعمهم لهم.
وبخط متواز انطلقت تلفزيونات اشور وتلفزيون السيد ولسن نرسي في كاليفورنيا لتلتحق بالحملة الاعلانية للكنيسة الجديدة، كيف لا وان كنيسة بماركة جديدة تنزل الى الاسواق!! حتى بلغ بها الامر الى اعادة عرض شريط فيديو لاحداث سدني عام 1985 في مسعى واضح يدعو ضمنيا لتكرارها بنسخة امريكية وفي مسعى لا يخلو من سوء النية باعادة تخديش جراح العلاقات السابقة بين الكنيستين المشرق الاشورية والمشرق القديمة.
لا يمكن الفصل بين هذه الحملات الاعلانية ومن ضمنها عرض هذه الافلام من جهة وبين المحاولات الاخرى للكنيسة الجديدة لاعاقة وتعطيل اية خطوة وحدوية بين الكنيستين من خلال تخديش الجراح المندملة من جهة اخرى.

وهل لاحد منا ان يتوقع سكوت او حيادية قناة اسريا سات الفضائية وهي المشحونة اصلا بموقف متشنج واضح من الحركة الديمقراطية الاشورية ومن نيافة الاسقف مار باوي وتحديدا على خلفية التسمية الكلدواشورية المركبة. ان الانشقاق الاخير كان لهذه القناة هدية مجانية لمادة اعلامية "دسمة" تمتزج فيها عناصر الاثارة الخبرية والاهتمام الشعبي والمضمون (والمقصود مسالتي التسمية والانشقاق) والشخوص.
الكنيسة يهمها ان تلتزم الحيادية في الشان والموقف السياسي والحزبي، بعكس نيافته الذي لا يشعر بالحرج من اظهار ولاءه ولونه الحزبي وتخندقه السياسي، ولعل مناسبة الانتخابات العراقية كانت اختبارا حقيقيا لذلك، حيث اعلنت الكنيسة دعمها وبحيادية للانتخابات عندما دعت ابناءها للمشاركة في الانتخابات واعطاء صوتهم وبكل حرية لمن يشاؤون، في حين انه على العكس من ذلك، فان نيافة مار باوي وكما هو معروف وكما ورد في النشرة الاخبارية لرعيته والمنشورة على هذا الموقع دعم قائمة انتخابية محددة ودعا مناصريه (وهم اصلا من اتباعها) للتصويت لها.
ان كنيسة المشرق الاشورية هي في موقف لا تحسد عليه في هذا المشهد الاعلامي، فهي اذ تدرك مخاطر التخندق مع اي من القنوات التلفازية المتخندقة حزبيا (وجميعها متخندق مع هذا او ذاك) فانها في ذات الوقت لا تستطيع الاستغناء عن توظيف الشاشات الفضية لايصال حقيقة الاحداث والمواقف الى ابناء الكنيسة، وبخاصة في الولايات المتحدة حيث موقع الانشقاق.
لقد التزمت الكنيسة، وما زالت، الحيادية في اختيار وتوظيف القنوات والمنافذ الاعلامية عندما قررت ان تمنح التسجيلات الفديوية لانشطتها والمقابلات الحوارية مع اباءها الى جميع القنوات التلفزيونية في كاليفورنيا وعلى حد سواء وبالتكافؤ وفي ذات الاوقات.

الا ان هذه الحيادية اجهضتها المواقف الحزبية وحنكة التخطيط الاعلامي والخبرة الاستخباراتية للواقفين وراء الاداء الاعلامي لتلفزيوني اشور وتلفزيون السيد نرسي اللذين ورغم استلامهما، مع قناة اسريا سات، وفي ذات الوقت نسخا من هذه التسجيلات الفديوية فانهما لم يبادرا الى عرضها مطلقا بعكس تلفزيون السيد داديشو وليخلقا بذلك الانطباع الواسع بين المشاهدين ان الكنيسة متخندقة مع تلفزيون السيد داديشو، وهو الانطباع الذي يساهم في ترسيخه التقاء معظم اباء الكنيسة مع السيد داديشو في مسالة التسمية، بكل ما يجلب هذا الانطباع من نتائج سلبية على الكنيسة واباءها وموقفها ورؤيتها لاسباب معروفة ترتبط بموقف عموم ابناء شعبنا من هذه القناة وخطها السياسي والاعلامي.
انه موقف لا تحسد عليه الكنيسة ولا بد لها من ايجاد البدائل مهما كانت محدودة، واضعفها ايمانا ان تتضمن هذه التسجيلات كتابة سبتايتل يقول ان التسجيل الفديوي الذي يتم بثه قد وزع لجميع القنوات، اشور والسيد نرسي واسرياسات، اضافة الى توسيع الاتصال المباشر مع ابناء الرعية دون وساطة التلفزيون، ناهيك عن توظيف خدمات الانترنت المتاحة والواسعة الانتشار في اميركا، وايضا تطوير اداء ونوعية ومساحة الاعلام المسموع للاذاعات المختلفة.
ان اداء وتنوع القنوات الاعلامية سواء الجديدة منها التي اطلقها الانشقاق او القائمة منها سابقا وتخندقت بسبب اللون السياسي مع الانشقاق هي اكثر مساحة من المنافذ الاعلامية للكنيسة، الا انها ليست الاوسع تاثيرا لجهة كسب مواقف ودعم ابناء الكنيسة وهذه لاسباب مختلفة في مقدمتها التناقض القائم بين الادعاءات الوحدوية والممارسات الانشقاقية، والتزام ابناء الكنيسة التقليدي والموروث بكنيستهم والاعتزاز بها ورفضهم للانقسام وخاصة اذا ما كشف عن ذاته بانه بلون وطبيعة سياسية، اضافة الى رد الفغل العكسي الذي اولده عدد من هذه المنافذ عندما اتخذ من الاساءات والبذاءات نهجا ناهيك عن ما احاط بنيافته من طاقم ومجموعة تفتقر الى المصداقية والاحترام وغيرها من الاسباب الاخرى التي كانت وراء الفشل الحتمي لحملة الترويج للانشقاق.
ان ما يثير عندي الحيرة والذهول هو سكوت نيافته وغضه الطرف عن الاساءات والبذاءات التي يروجها مناصريه واكتفاءه بتوجيه طلبات ونداءات عمومية للتوقف عنها، بل وفي لقاءه الاخير في اريزونا وفي ختام اللقاء وفي رجاءه لايقاف هذه الاساءات فانه بررها بانها كانت رد فعل على ما تعرض له نيافته..
يا سيدي الجليل، لا يوجد ما يمكن لاسقف ان يبرر به اساءات وبذاءات تقشعر لها الابدان كالتي اطلقها ويطلقها مناصريكم ضد الكنيسة واباءها.
ان الروحانية المسيحانية التي لم ولست ولن اشكك تاصلها فيكم تدعوكم لاعلان والتزام موقف واضح يقطع الشك باليقين برفض ونبذ هذه الاساءات والمشاركين فيها خاصة وانهم باتوا ضيوف شرف في لقاءاتكم المتعددة.

وللموضوع تتمة في جزءه الرابع وهو الاخير

والرب يبارك

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

ملاحظة:
نشر الصديق العزيز شليمون اوراهم تعقيبا بشان نقطة محددة وردت في الجزئين الاول والثاني من مقالي، وانا اذ اشكره على تعقيبه فاني ارجو منه تفهم تاجيلي الرد على ما ورد في تعقيبه (وخاصة انه وضع على لساني ما لم اقله!!) لحين اكمال الموضوع. مع الشكر والتقدير للصديق العزيز شليمون.[/size][/font]

278

عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي

الجزء الثاني
لقراءة الجزء الاول، انقر على الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,23926.0.html

المزيد عن الوحدة الكنسية:
في الجزء السابق من نقاشنا للحركة الانشقاقية القائمة في كنيسة المشرق تناولنا ادعاء او توصيف الحركة لذاتها بانها وحدوية الاسباب والاهداف في الوقت الذي تجاوزت فيه خطا احمر هو تقسيم الكنيسة واعلان كنيسة جديدة، وقلنا انه لا يمكن للمنطق البشري ان يقبل توصيف ذلك بانه من اعمال الوحدة في حين انه يشطر الكنيسة الى كنيستين.
كما دعونا نيافته الى تجاوز الخطاب العاطفي والضبابي وتقديم تصور واضح للوحدة الكنسية التي يدعو اليها ومع اي من الكنائس وكيف؟ وقدمنا في ذلك الخيارات القائمة والتي لا يحدد لنا نيافته ايا منها ضمن برنامجه "الوحدوي".
وحيث ان الموضوع هو بغاية تبادل وجهات النظر واغناء الحوار وتوسيع المدارك فقد يتساءل احد القراء بالقول: صحيح ان نيافة الاسقف مار باوي لا يقدم اليوم مفهوما واضحا للوحدة.. ولكن ما هو مفهومك انت للوحدة؟
اقول وبدون تردد اني مع توحيد كنيسة المشرق كما كانت تاريخيا موحدة ولكن عبر برامج عمل وخطوات متتابعة ومراحل لا يمكن حرقها..
وفي قراءتي المتواضعة لواقع كنيسة المشرق والانشقاقات التي عصفت بها وما افرزته هذه  الشقاقات من كنائس قائمة اعتقد ان نقطة البداية هي في التوحيد الكامل لكنيسة المشرق الاشورية مع كنيسة المشرق القديمة كون الكنيستان مشتركتان وموحدتان في كل الامور اللاهوتية والطقسية والقانونية ما عدا الهرم الاداري فلكل كنيسة منهما هرمها الاداري الذي قمته قداسة البطريركين مار دنخا الرابع ومار ادي الثاني.
ان توحيد الكنيستين في كنيسة واحدة وهرم اداري واحد يتم نقاشه والاتفاق عليه عبر الحوار الاخوي القائم على الاحترام المتبادل وروح المسؤولية هو امر ممكن التحقق بالمدى الحالي والقريب (في حال امتلاك الارادة والنية الصادقة لتحقيقه).
ليس هناك من توصيفة واحدة مطلقة لتوحيد الهرمين الاداريين في هرم واحد، فالحوار بين الكنيستين كفيل بالاتفاق على توصيفة تكون نتاج مجمل الاراء والمقترحات التي ستطرح على مائدة البحث والحوار الذي هدفه توحيد كامل للكنيستين. شخصيا قدمت رؤيتي لبرنامج وخطوات تحقيق الوحدة الكاملة في كتابي (كنيسة المشرق الموحدة.. امل قريب ام حلم بعيد) وادعو الرب خالصا ان يلهم الكنيستين ومرجعياتها السنهاديقية هذه الارادة وفي القريب الممكن، ويشجعني في هذا الاتجاه ان يكون السنهادس الاخير لكنيسة المشرق (التقويم الحديث) قد اكد رغبته ودعوته لعقد مجمع سنهاديقي مشترك مع كنيسة المشرق (التقويم القديم) لمناقشة تفاصيل توحيد الكنيستين وتحديدا الهرم الاداري.
كما اتمنى ان لا يكون الانشقاق الحالي وضغوطه وتفاصيله سببا للتاخير او عائقا لتحقيق التوحيد، رغم ان ذلك يبدو واردا خاصة وان الحركة الانشقاقية الجديدة استطاعت، لحد الان، جر كنيسة التقويم القديم الى حلبة الصراع من خلال الانتقاء المتعمد ولغايات واضحة لرعيات كنيسة المشرق القديمة لاقامة الخدمات الطقسية للكنيسة الوليدة وبمشاركة ودعم معنوي واضح من كهنة وادارات وابناء تلك الرعيات.
قلقي الكبير هو ان يكون ذلك عاملا سلبيا لاعاقة الخطوات العملية للوحدة بين شطري كنيسة المشرق (التقويم الجديد والقديم)، وقلقي الاكبر ان يكون احد اهداف التعمد في انتقاء الكنيسة الوليدة لكنائس المشرق القديم هو اعاقة (وربما اجهاض) اية خطوات وحدوية بين كنيستي التقويمين، كما قلت في الجزء السابق، لان اية خطوة وحدوية تتحقق بين الكنيستين تنزع مصداقية كنيسة مار باوي الوليدة وادعاءاتها الوحدوية، حيث ستكون الصورة حينها كما يلي: كنيسة المشرق الاشورية بمرجعيتها المتمثلة بقداسة مار دنخا (والمتهمة من قبل سيدنا مار باواي بانها لا تريد الوحدة) تحقق خطوات وحدوية مع كنيسة المشرق القديمة بمرجعيتها البطريركية المتمثلة بقداسة مار ادي الثاني، في حين ان نيافة الاسقف مار باواي الذي يرفع شعارات وحدوية وعبأ لذلك حملة اعلامية ضخمة ملأت دنيا اشور ضجيجا يقوم عمليا بشطر الكنيسة واطلاق كنيسة جديدة!!
لذلك لن استغرب سعي الكثيرين في كنيسة مار باوي الجديدة الى اعاقة تحقيق اية خطوة وحدوية بين شطري كنيسة المشرق.. واحدى الاليات هي الاصرار على انتقاء رعيات كنيسة المشرق القديمة لاقامة الخدمات الكنسية وبمشاركة كهنتها بما يخلق جوا مشحونا ويعيد الى الواجهة جروح الانقسام وذكرياته.
من حقنا واعتمادا على المنطق البشري ان نتوقع ان في كلتا الكنيستين (التقويم الجديد والقديم) من لا يريد تحقيق الوحدة.. والانشقاق الجديد وجره لكنيسة المشرق القديمة الى ساحة الصراع هو هدية مجانية لقوى الرفض في الشطرين لاستغلاله لاعاقة التوحيد.
وبذات الرؤية نتوقع ان يكون بين القوى السياسية لشعبنا فئة لا تريد للوحدة ان تتحقق لان ذلك سيعزز مصداقية المسؤولية القومية لقيادات هذه الكنائس وهو ما سعت وما زالت هذه الفئة ان تنال منه وتسيئ اليه لاسباب وغايات معروفة اقلها نزوة الاحتكار والهيمنة.
وتفاصيل احداث الحركة الانشقاقية اثبتت بما لا يقبل الشك ضلوع هذه الفئة في التهيئة لهذا الانشقاق ودعمه وادامته لغايات عديدة بينها اعاقة تحقيق الوحدة الكنسية والاساءة الى المكانة البطريركية لقداسة سيدنا مار دنخا وبخاصة مع توجهات وقرارات العودة الى الوطن.

بالعودة الى رؤيتي الشخصية لتوحيد الكنيسة، اقول انه ومع تحقيق الوحدة بين كنيسة المشرق بتقويميها يتم الانتقال الى المرحلة اللاحقة وهي الحوار الوحدوي مع الكنيسة الكلدانية.
شخصيا ارى ثلاثة شروط واجبة التوفر في توحيد كنيسة المشرق الاشورية مع الكنيسة الكلدانية وهي:
1- احتفاظ الكنيسة الموحدة باسمها التاريخي: كنيسة المشرق الرسولية المقدسة.
2- احتفاظ الكنيسة بهويتها اللاهوتية والثقافية والطقسية عبر تصفية الدخيل واسترجاع الاصيل مع واجب تطويره.
3- ان تساهم الكنيسة الموحدة في تعزيز الوحدة القومية لابناء شعبنا مع التركيز هنا على ازالة التعريب في الحياة الكنسية واستعادة اللغة السريانية لغة للكنيسة وطقوسها وثقافتها.


اما سؤال هل تكون الكنيسة الموحدة مستقلة ام متحدة مع الكنيسة الكاثوليكية فنعتقد انه سيكون موضع حوار لا يمكن التكهن بنتائجه اليوم.
شخصيا انا لست مهتما بالشكل بل المضمون..
فالمهم، من وجهة نظري، هو ان تكون الكنيسة الموحدة (سواء اكانت متحدة مع الكنيسة الرومانية او مستقلة عنها) بمستوى مسؤولية حماية ايمانها وهويتها وابناءها في المحيط الذي تتلاطمهم امواجه في الوطن والمهجر.
في الوطن حيث المد الاسلامي الاصولي الذي يشكل عائقا ليس فقط في حماية حقوق وحريات الافراد والجماعات فحسب، بل وبشكل اكبر يشكل تهديدا للمجتمعات غير المسلمة وبينها، بالدرجة الاولى، شعبنا الاشوري المسيحي.
وفي المهجر حيث الضياع الفردي والجماعي الناتج ليس فقط بسبب خصائص وتفاصيل النظام الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمجتمعات الغربية بل وبسبب افتقارنا، نحن الوافدين اليه، الى الحصانة الثقافية والاجتماعية على مستوى الافراد والمؤسسات، وبينها الكنيسة.
من هنا فان قدرة الكنيسة المشرقية الموحدة على تحمل هذه الاعباء ومواجهة هذه التحديات وبما يحفظ وجود وهوية واستمراية الخصوصية العقائدية والثقافية والقومية لابناءها هو بنظري الاعتبار الاهم الذي يسمو على اعتبارات المرجعية الكنسية العليا او التعابير اللاهوتية العقائدية الموروثة التي باتت الكنائس في عصرنا، وبارشاد الروح القدس، تدرك انها مفردات لفظية مختلفة للتعبير عن ذات الجوهر العقائدي وبشكل طوت فيه الكنائس الرسولية صفحة التحريمات والتوصيفات الهرطقية، ناهيك عن كونهما (المرجعية والمفردات العقائدية) لا يتحكمان او يؤثران في تفاصيل الحياة العقائدية والروحانية والكنسية اليومية لابناء الكنيسة.
ان كنيسة متحدة مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ومهما امتلكت من دعم معنوي ومؤسساتي ومادي ليست موضع الطموح والرغبة اذا كانت كنيسة عربية الثقافة وغربية الطقوس والتقليد.
وفي المقابل فان كنيسة موحدة ومستقلة ليست موضع الطموح والرغبة اذا بقيت مجرد متحف لعرض نتاج الاباء لابناء يشعرون بلاانتماء الكنيسة الى الحياة وحيوتيها.


بالتاكيد، لا يمكن لاي منا، وانا احدهم، ان يدعي الكمال في وجهة نظره باي شان من الشؤون، ولكن المهم هو مناقشة مختلف وجهات النظر في اطار من الموضوعية والاحترام المتبادل وروح المسؤولية ومن دون محاولات فرض وجهة نظر واحدة واللجوء الى التمرد والانشقاق في حال عدم التجاوب معها.

في الوحدة القومية، وبالاحرى وحدة التسمية القومية:
لسنا نختلق امرا او نذيع سرا اذا ما قلنا ان الحركة الشقاقية لسيدنا مار باوي لها ابعاد وخلفيات واليات ومظاهر سياسية، واحد المظاهر هذه هي انها تحاول تقديم نفسها على انها حركة وحدوية قومية وان نيافته هو رجل وحدة قومية بخلاف اخوته اعضاء المجمع السنهاديقي الذين اوقفوه عن الخدمة!!
جوهر الاختلاف ليس في برنامج العمل لتعزيز الوحدة القومية (فالبرامج العملية امور مفقودة في حياة واداء شعبنا ومؤسساته عموما) بل هو اختلاف الجانبين في مسالة التسمية القومية.
فالجانبين يؤمنان، وهم على حق، باننا جميعا ابناء امة وشعب واحد مهما اختلفت تسمياتنا. ولكن الاختلاف هو في التسمية التي يعتقدها ويتبناها كلا منهم على انها التسمية القومية الصحيحة.
فبطريرك كنيسة المشرق ومعظم اساقفتها (ان لم نقل الجميع باستثناء مار باوي) يرون ان التسمية الصحيحة هي التسمية الاشورية المفردة وبان تسميتي الكلدانية والسريانية هي تسميات مذهبية وكنسية ليس الا.
في حين ان نيافته يدعو الى التعامل مع حقيقة ان حاملي التسمية الكلدانية او السريانية يرون فيها تسميات قومية كما هو حال التسمية الاشورية وانه لا بد من احترام هذه التسميات ومراعاتها اذا ما اردنا وحدة شعبنا القومية. وتبنى نيافته في هذا الاتجاه، وبحكم تطابق خطه السياسي مع خط الحركة الديمقراطية الاشورية، التسمية الكلدواشورية المركبة.
نقول:
1- ان الشان السياسي او القومي، ولو حتى بمسالة مثل التسمية، ليس شانا حصريا بالكنيسة ومرجعيتها السنهاديقية بقدر ما هو شان عام يخص جميع ابناء الامة ومؤسساتها الثقافية والسياسية وغيرها، وانه من حق كل منها ان يدلو بدلوه ويبدي رايه ويسعى لتحقيق رؤيته بغض النظر عن التقاء او اختلاف تلك الرؤية مع رؤية اباء الكنيسة التي ينتمي اليها الشخص او عموم او مجموع ابناء هذه المؤسسات.
بكلمات اخرى، ان مسالة التسمية القومية لم تكن، وليست ولن تكون امرا يحسمه سنهادوس اية كنيسة كما هي الامور العقائدية واللاهوتية والطقسية والقانونية للكنيسة التي تكون مقررات السنهادوس بشانها واجبة الطاعة والقبول من قبل ابناء الكنيسة.
بالتاكيد فان لاباء الكنيسة بصفاتهم الشخصية او بصفتهم الجماعية (مجمع بطريركي او مجمع سنهاديقي) كل الحق في اعطاء رايهم ورؤيتهم لهذه المسالة، وبالتاكيد فان رؤيتهم سيكون لها قاعدة واسعة من الجمهور واحترام كبير لدى الاوساط الرسمية (فهذه حقائق لا يمكن انكارها بحكم البنية الثقافية والاجتماعية والذهنية لشعبنا ولاوطاننا)، ولكن لا يجب ان يتوقعوا او يطلبوا من ابناء الكنيسة التزاما واجبا بتلك الرؤية.. وكذا بشان كافة الامور السياسية والثقافية القومية التي ليست مسائل حصرية بالسنهادوس المقدس.
وهذا ينطبق، بالنسبة لموضوع المقال، على حد سواء على المرجعية المقدسة لاباء كنيسة المشرق الاشورية في تبنيهم للتسمية الاشورية المفردة او نيافة  مار باوي في تبنيه للتسمية الكلدواشورية المركبة. فاي منهما ليس مرجعا واجب الطاعة في هذه المسالة بل هم ايضا، وعلى المساواة مع جميع ابناء ومؤسسات الامة، يطرحون وجهة نظرهم ومن حقهم ان يسعوا لتوسيع قاعدة تبنيها، وعليهم ان يتوقعوا رفضا او اختلافا هنا او هناك.
2- ومن هنا فان اختلاف الطرفين في وجهة النظر هذه لا يمكن، باي حال من الاحوال، تصويره او تسويقه على انه من اسباب رفض مقررات السنهادوس واعلان الانشقاق على الكنيسة وتاسيس كنيسة جديدة كما يشير نيافته في الفقرة 3- د من رسالته الجوابية الى المجمع وكما يفعل فريق اعلامه في الترويج للكنيسة الجديدة وتبريرها.
وبذات المنطق والعدالة فان اختلاف سيدنا مار باوي مع اخوته رئيس واعضاء المجمع السنهاديقي المقدس في مسالة التسمية لا يمكن ان يكون سببا في تبرير ايقاف نيافته عن الخدمة الاسقفية. والحق يقال اني لم اجد او اسمع الى اللحظة ايا من اباء الكنيسة يقول مجاهرة ان سبب الايقاف هو الاختلاف في التسمية.
على اية حال وبكلمات مختصرة نقول انه لا يمكن السماح لمسالة قومية غير كنسية بشق كنيسة لها اكليروس وابناء في الهند واميركا ممن ليسوا اشوريين اساسا!!!
ان الاختلاف في مسالة التسمية هو اختلاف لا يعيق الشراكة الروحية بين اباء الكنيسة وبينهم وبين ابناء كنيستهم، مثلما لا يعيق التعامل الكنسي والمسيحاني مع ابناء كنائس شعبنا الاخرى ممن تختلف وجهات نظرهم في مسالة التسمية.
لقد نادى سيدنا مار زكا عيواص بعروبة كنيسته وعروبة ابناءها وهو امر يرفضه معظم اساقفة الكنيسة السريانية، الا ان احدا منهم لم ينسلخ ويتمرد على الكنيسة تحت هذا الغطاء وبهذه الذريعة..
مثلما لم تبادر المنظمة الاثورية الديمقراطية الى اطلاق حملة تخوين واساءة لقداسة البطريرك عيواص ولم تشارك في اية حركة انشقاقية في الكنيسة بهذه الذريعة رغم ممارستها لحقها وواجبها في تقديم رؤيتها ومحاججة البطريرك باسلوب حضاري لا ينال من الكنيسة واحترامها ووحدتها كما يفعل البعض منا.
وذات الشيئ في الكنيسة الكلدانية، حيث ان جميع مطارنتها لم يوقعوا على رسالة كنيستهم الموجهة الى الحاكم بول بريمر، ولكن ايا منهم لم ولن يتمرد وينسلخ عن كنيسته.
مثلما لم يدعو الكلدان الوحدويون (ومن ضمنهم اعضاء في الفئة السياسية المساندة لمار باوي) الى شق الكنيسة الكلدانية ردا على رسالة سيدنا البطريرك مار عمانوئيل دلي التي دعا فيها الى التسمية الكلدانية المنفصلة.
3- ان الاختلاف في رؤية التسمية القومية الموحدة لا يبيح لاي من الطرفين "تخوين" الاخر واتهامه بانه "غير وحدوي" و"تقسيمي" وغير ذلك من مفردات التشكيك والنيل بالمقابل والتي تسللت الى قاموسنا وخطابنا السياسي والاعلامي.. ان جلسة استماع واحدة لفريق اعلام الحملة الانشقاقية لسيدنا مار باوي تجعلنا نشعر بالشفقة والاسى على القائمين والمشاركين فيها لما يبدر منهم من تهم واساءات رخيصة للكنيسة ومرجعياتها واباءها ما زال سيدنا مار باوي ساكتا عليها، وهو السكوت الذي يثير الريبة والتساؤل عندما نجد ان ابطال هذه الاساءات هم ضيوف شرف و(VIP) في لقاءات ومجالس نيافته.
لقد قلنا في الجزء السابق ونكرر القول هنا ان الانشقاقات الكنسية والقومية القائمة هي موروث ورثناه وليست امرا صنعناه، ولا يمكن تحميل جيل اليوم خطيئة التقسيم الموروث، كما لا يمكن تخوين قيادات اليوم اذا ما فشلت في تحقيق الوحدة بين ليلة وضحاها.
4- ان مسالة التسمية والحرب الاهلية التي رافقتها هي حرب حدت نيرانها وتحددت مساراتها بعد اقرار الدستور العراقي في تشرين الاول المنصرم والذي فشل فيه جميع الوحدويون سواء كانوا دعاة التسمية الشاملة من تنظيمات وقوى سياسية وقومية واسعة، او كانوا دعاة الكلدواشورية ممثلين في الحركة الديمقراطية الاشورية ونيافة الاسقف مار باوي.. مثلما فشل فيه دعاة الاشورية كتسمية مفردة ووحيدة ممثلين في كنيسة المشرق الاشورية وعدد من تنظيمات وقوى شعبنا السياسية والثقافية. وستتجه هذه الحرب الاهلية للانتهاء مع اقرار الدستور الدائمي بعد اجراء التعديلات عليه في الاربع اشهر الاولى من عمر مجلس النواب القادم.
ان الفشل اعلاه مع توفر الفرصة المتبقية في اجراء التعديلات تفرض على الجميع، وتحديدا على الاسقف مار باوي كونه من انشق وفتح جبهة صراع داخلية تهدر الجهد والوقت، مراجعة الامور والمواقف بما لا يشغلنا، افرادا ومؤسسات، في حروب وامور ثانوية على حساب امور واستحقاقات تمس مستقبل شعبنا في الوطن. فالمطلوب من جميعنا تحقيق حد ادنى من الاتفاق بما يضمن وحدة شعبنا ووحدة حقوقه في الدستور والدولة العراقية الحديثة.

وكما في مسالة الوحدة الكنسية، فانه هنا ايضا اختم هذا المحور بتقديم رؤيتي الشخصية فاقول ان موقفي يتفق مع موقف نيافة الاسقف مار باوي في الجوهر ويختلف معه في الشكل، بمعنى اني اتفق معه في حقيقة ان ابناء شعبنا ممن يحملون التسمية الكلدانية او السريانية انما يحملونها ويؤمنون بها كتسمية قومية لا مذهبية، وانه ولاجل ترسيخ وحدتنا القومية في الاستحقاقات القومية والوطنية التي هي امام عتبة دارنا فانه لا بد من صيغة للتسمية تضمن وحدة شعبنا الدستورية.. واختلف معه في اعتباره للتسمية الكلدواشورية المركبة هي الصيغة.. فالتسمية المركبة انتحرت ورفضها شعبنا ومؤسساته السياسية والقومية ومرجعياته الكنسية، بل وتحولت مع اصرار البعض عليها الى جزء من المشكلة.
برايي ان التسمية الشاملة (كلداني اشوري سرياني) هي الصيغة الاكثر قبولا وتضمن وحدتنا القومية في الدستور والتشريعات في العراق ودول الجوار في المستقبل ايضا، وادعو نيافته لتبنيها والدعوة اليها.
ولست بحاجة للتفصيل في هذه المسالة لانني ضمنتها في كتابي (حربنا الاهلية.. حرب التسمية).

لماذا فقط كنيسة المشرق الاشورية؟
بالعودة الى النقطة الثانية مما سبق، قد يسال البعض لماذا كنيسة المشرق الاشورية وحدها تعيش ازمات انشقاقية دون الكنائس الشقيقة الاخرى وتحديدا الكلدانية والسريانية؟

انا لست من المؤمنين او المروجين لنظرية المؤامرة ولن اتفق مع مجيبي هذا التساؤل بان كنيسة المشرق الاشورية كانت وما زالت عرضة للمؤامرات الخارجية لدورها القومي والتاريخي وغيرها.
برايي ان اسباب انحصار هذه الازمات الداخلية بشكلها الانشقاقي في كنيسة المشرق الاشورية يعود الى جملة اسباب البعض منها يتعلق بالكنيسة ذاتها والبعض الاخر بواقع شعبنا ومؤسساته الاخرى:
1- صحيح ان الاهتمامات السياسية والقومية لقيادة ومرجعية كنيسة المشرق هو من بين الاسباب التي تضع الكنيسة في بؤرة الاحداث السياسية وازماتها وتعرضها بالتالي لازمات اضافية او تزيد من حدة الازمات التي قد تعيشها على خلفية امور كنسية لتتعاظم وتاخذ ابعادا قومية وسياسية ايضا.
2- ناهيك عن ان هذه الاهتمامات السياسية والقومية تنقل الى داخل الكنيسة وبنيانها الاداري الخلافات والصراعات القائمة على الساحة السياسية الاشورية حتى يصبح التقاء اسقف او مجموع من الاساقفة مع موقف او تنظيم سياسي اكثر من التقاءهم مع بعض كاباء واعضاء مجمع سنهاديقي كنسي واحد.
فما تخندق نيافة مار باوي مع الحركة الديمقراطية الاشورية من جهة وتقارب الاخرين مع توجهات الدكتور داديشو واعلامه من جهة اخرى (لا اقول التخندق معه كونه لا يشكل حزبا او تنظيما حقيقيا) الا شاهدا على ذلك.
3- ولكن في المقابل فان الهشاشة التنظيمية والادارية للكنيسة يجعلها اضعف من ان تصون نفسها من الازمات او ان تحدد مساحة وتداعيات الازمات عند ظهورها.
اضافة الى ان ضلوع عدد من اباء الكنيسة بشكل مباشر او غير مباشر في امور دنيوية بحتة وهفواتهم فيها يجعلهم هدفا سهلا لحملات الاساءة وتوظيفها في خلق الشقاقات وتعميقها.
4- يضاف الى ذلك ان التنظيمات السياسية الفاعلة على الساحة القومية الاشورية في كل من ساحات ومراحل الازمات كانت تنظيمات تنتمي قياداتها وعموم قواعدها الى كنيسة المشرق الاشورية من جهة وتمتلك، بحكم قصور ذهنيتها السياسية، نزعات للهيمنة على مجمل تفاصيل وجود ومؤسسات الامة وبينها الكنيسة.
هذا كان حال الاتحاد الاشوري العالمي في استراليا والذي سعى، وكان قد نجح في ذلك الى حد بعيد، الى تحويل الكنيسة الى واجهة من واجهات عمله السياسي حتى ان اكليروسها (ناهيك عن لجان ادارتها) كان ياتمر باوامر الاتحاد الاشوري اكثر من مرجعياته الكنسية.
وحاليا فان الحركة الديمقراطية الاشورية تسعى الى ذات الشيئ ولو ضمن اطارات واساليب مختلفة ولكنها تخدم ذات النتيجة وهي تحزيب الاكليروس وانشطة الكنيسة وتلوينها بنفسجيا، وقد نجحت في العديد من الابرشيات والرعيات نجاحا ملموسا مستفيدة من العواطف القومية لاباء الكنيسة وابناءها، اضافة الى ضعف وهشاشة البناء الاداري في احوال اخرى.
وهنا لا بد من الاشارة بالاحترام والتثمين العاليين لتجربة المنظمة الاثورية الديمقراطية التي تعرضت الى حملة قاسية من عداء الكنيسة السريانية لها في الثمانينيات من القرن المنصرم حتى بلغ الامر الى رفض الكنيسة تعميد الاطفال من ابناء كوادر وقواعد المنظمة الذين حملوا الاسم الاثوري وغيرها من المظالم التي مارستها الكنيسة على المنظمة قيادة وكوادرا وقواعدا، الا ان المنظمة ورغم هيمنتها المطلقة على المؤسسات الثقافية والاجتماعية والاعلامية لشعبنا في اوربا لم تسعى الى شق الكنيسة او التمرد عليها او الانسلاخ منها، بل ورفض اعضاءها الالتجاء الى اية كنيسة اخرى لتعميد ابناءهم الذين بقي العديد منهم عدة سنوات دون عماذ لحين استتاب الامور حيث تم تعميذهم في كنيستهم.
لقد بقيت المنظمة وفية مخلصة لقدسية الكنيسة السريانية الارثوذكسية وبقيت حريصة على وحدة الكنيسة ولم تسيئ يوما اليها او الى بطريركها واساقفتها.
ان تجربة المنظمة مع الكنيسة السريانية الارثوذكسية تجربة جديرة باحترامها والاستفادة منها.
5- بالتاكيد مع هذا الواقع وهذه الاسباب فان الاطراف الخارجية كما كان الحال مع النظام البعثفاشي في العراق سيوظف الامور بما يحقق سياساته.. وبمعنى اخر ان ظرفنا وضعفنا الذاتي يتيح للاخرين فرصة التدخل في حال رغبوا او ارادوا ذلك.

في التطوير والاصلاح الكنسي:
وهو محور اخر مهم من محاور الحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي حيث يتم تقديم حاجة كنيسة المشرق الاشورية الى التطوير والاصلاح كاحد اسباب الانشقاق من حيث ان نيافته يلتزم هذا الاصلاح الذي يرفضه بقية اباء الكنيسة ومجمعها المقدس!!
لا بد من التاكيد هنا ان رفضنا المطلق للحركة الانشقاقية لمار باوي عن كنيسة المشرق لا يلغي ابدا اتفاق الكثيرين من اكليروس ومؤمني الكنيسة، وبينهم كاتب السطور، مع نيافته في ان كنيسة المشرق الاشورية بحاجة ماسة الى تطوير واصلاح اداءها وحياتها وفي كل المستويات والمحاور.
صحيح، ان نيافته في الفقرة 3-أ من رسالته الجوابية الى سنهادوس الكنيسة حصر الاصلاح في مثال واحد هو استخدام اللغة المحكية في خدمة القداس والطقوس الكنسية وهو براينا مثال غير موفق من حيث ان ترجمة القداس الى اللغة الدارجة امر يقوم به الكثير من اكليروس الكنيسة ومنذ سنوات طويلة، اضافة الى ان سنهادوس الكنيسة قبل عدة سنوات قد اقر مبدا اعداد ترجمة رسمية لخدمة القداس الى اللغة الدارجة لطبعها ونشرها واستخدامها بعد مصادقة البطريركية عليها، كما هو الحال في كل الكنائس عند طبع اي كتاب ليتورجي.. وبحسب علمنا المتواضع فان الترجمة قد انجزت وتم تعميمها على اباء الكنيسة لابداء الراي والملاحظات قبل توحيدها ومصادقتها وبالتالي طبعها وتعميمها.
الا اننا نرى، ونعتقد يقينا ان نيافته يمتلك دراية ووعيا اكثر منا، في ان كنيسة المشرق بحاجة الى التطوير واعادة النظر في مجمل الامور، بدءا بالتعليم المسيحي ومناهجه مرورا بالقوانين والطقوس الكنسية المختلفة اضافة الى الهيكلية المؤسساتية للكنيسة التي تفتقر حاليا الى الهيئات واللجان الاختصاصية المختلفة (لاهوتية، علاقات مسكونية، ثقافية، اعلامية، شبابية، برامج انسانية وغيرها) وانتهاء باليات المشاركة في القرار والبرامج الكنسية حيث دور العلمانيين ملغي (فيما عدا دورهم في اللجان الادارية) ودور الكهنة مهمش ومعرض للانتقائية والاجتهاد بحسب الابرشية، الى غيرها من مجالات حياة الكنيسة التي تحتاج جميعا لاعادة النظر والتطوير.
في الحقيقة ان الكثير من اكليروس الكنيسة (ويقينا العديد من الاساقفة) اضافة الى الشريحة الواسعة من النخب المثقفة التي لا يشك احد في اخلاصها ومحبتها للكنيسة وحرصها عليها كانت وما زالت تامل في برامج اصلاح وتطوير بمستوى التحديات وبمستوى الامكانات، بل وان الكثيرين منهم، وبينهم كاتب المقال، كانوا يرون في نيافة الاسقف مار باوي، اكثر من بقية اخوته الاساقفة، اسقفا متميزا تنعقد عليه الكثير من الامال وعاملا ايجابيا ومساعدا في تحقيق هذه البرامج تحت خيمة الكنيسة ومرجعيتها السنهاديقية والبطريركية وبخطوات تمتلك القدرة على التجسيد وتراعي التوازن بين العصرنة والخصوصية، بين الطموح والامكانات وبما يجعلها في نهاية الامر تطويرا حقيقيا للكنيسة وتفعيل لدورها وحضورها في حياة ابناءها، هذا الدور الذي هو محدود اليوم ومحصور بالخدمات الطقسية وبضعة انشطة كلاسيكية رتيبة تفتقر الى الجاذبية والحيوية التي من دونها لا يمكن استقطاب الاجيال الناشئة الذين هم مستقبل الكنيسة.
الا انه من المؤسف ان تخسر الكنيسة نيافة مار باوي الذي عوض ان يكون عامل دفع لتطوير الكنيسة تحول بقراره الى عامل اعاقة وتاخير لعملية التطوير والاصلاح والمراجعة بسبب حركته الشقاقية التي ستشغل الجميع وتهدر الوقت والجهد والاموال.
ما لا استطيع استيعابه هو لماذا نحكم ونمارس على ان الانشقاق هو الطريق الوحيد للاصلاح.
لقد اتاح المجمع السنهاديقي للكنيسة اكثر من خيار واحد لنيافة الاسقف مار باوي كانت ستمكنه من البقاء شريكا في قيادة الكنيسة وتوجيهها، وكان سيمكنه اختيار ايا منها، وتحديدا خيار ابرشية روسيا وايران، المزيد من الوقت والفرص لاثبات وتحقيق دعواته الاصلاحية وكسب الكثير من الاكليروس والنخب المثقفة الى جانبه في مهمة الاصلاح والتطوير، بعكس ما الت اليه الامور برفضه لكافة الخيارات والانشقاق على الكنيسة مما زعزع مصداقية الدعوات الوحدوية والاصلاحية التي تبناها ووعظ بها.. فمع خيار الانشقاق فقدت هذه الدعوات مصداقيتها وفقد نيافته دعم وتضامن قاعدة واسعة من الاكليروس وابناء الكنيسة ونخبها المثقفة تحديدا.
ان نظرة واحدة على واقع الاصطفافات الحالية والمحيط الذي احاط بنيافة مار باوي يثبت لنا ان حصاد بيدر نيافته لا يوازي مطلقا حسابات الحقل الذي داب نيافته على اثراءه ليمنح ثمارا اسرع نيافته في قطافها قبل الاوان بتوقيت ونقلة خاطئة هي تجاوز الخط الاحمر في الانشقاق على الكنيسة والانسلاخ عنها عوض البقاء تحت سقف الكنيسة والاستمرار في الكفاح من اجل تطويرها واصلاحها وانعاشها.
حاشا ان اتهم نيافته بسوء النية في رفضه لجميع الخيارات واصراره على الانسلاخ والانشقاق، فاني لم اشكك ولست اشكك في نوايا نيافته الذي له عندي كل الاحترام والتقدير، الا انه يحق لي، وببالغ الالم والاسف، ان اقول ان نيافته اخطا الحكم والقرار برفضه لجميع الخيارات.. ففي اضعف الخيارات كان يمكن لنيافته الاستقالة والانصراف الى الكتابة والنشر والتعليم والتنوير في موضوعات بقي وما زال يدعو اليها مثل الوحدة الكنسية، عصرنة الكنيسة واصلاحها وغيرها وبما كان سيوسع قاعدة المطالبين والضاغطين بالتطوير والاصلاح وبما كان سيحقق في نهاية المطاف خدمة الكنيسة التي يقول نيافته بانه حريص عليها.
على اية حال، واذ نتالم لخسارة الكنيسة وابناءها لنيافته فاننا نامل من اباء الكنيسة ومرجعيتها المقدسة واكليروسها ومؤمنيها ان لا يشكل الانشاق الحالي ذريعة او عائقا امام التطوير والاصلاح وانعاش الحياة الكنسية وحضورها في الحياة اليومية لابناءها وفي مواجهتهم للتحديات الحياتية والاجتماعية والثقافية التي يواجهونها. بل على العكس فانه، اليوم وقبل الغد، الان واكثر من اي وقت، فان على قيادة الكنيسة ومرجعيتها السنهاديقية والبطريركية مسؤولية كبرى في اطلاق حوار ومسيرة عصرنة الكنيسة وتنشيطها.
كما انه يجدر بالاكليروس الكنسي والنخب المثقفة والحريصة المشاركة في هذه العملية عبر تقديم تصوراتهم ورؤاهم ومساهماتهم على اساس من المشاركة المسؤولة ضمن اطار الكنيسة.

في القوانين والمحاسبة الكنسية:
وفي هذا المحور ايضا، وهو احد التبريرات المقدمة من نيافة مار باوي في رفضه لمقررات السنهادوس، نكرر ذات القول والموقف بان الكثيرين اذ يرفضون الموقف والحركة الانشقاقية لنيافته عن كنيسة المشرق فانهم يؤيدون دعوته للكنيسة بالتزام مبادئ العدالة والمحاسبة القانونية لمختلف المواقف والامور ولمختلف اعضاء الاكليروس بمختلف درجاتهم الكهنوتية.

الا انه، وفي هذا المحور ايضا، فان مصداقية دعوة نيافته قد تزعزعت عندما رفض، باسم القانون والمحاسبة القانونية، اعلى سلطة ومرجعية قانونية في الكنيسة.. انه من التناقض الصارخ ان يرفض نيافته سنهادوس الكنيسة ويطعن في شرعيته وفي ذات الوقت يدعو الى الشرعية والقانون..
باسم الوحدة ننسلخ عن الكنيسة ونقسمها.. وباسم القانون نتمرد على السنهادوس ونرفضه..
ان البقاء في الكنيسة وقبول مقررات سنهادوسها كان سيمنح نيافته والمتعاطفين مع دعواته فرصا لتصحيح "الاخطاء" وتطوير الاداء وتحقيق الالتزام بالقانون اكثر مما هو الحال مع الانشقاق.
نكرر القول ان الوضع الراهن لكنيسة المشرق من ناحية التزام العدالة والمحاسبة القانونية ليس بالوضع المثالي او المناسب. ونكرر الاتفاق مع نيافته للحاجة الى مراجعة اداء الكنيسة في هذا المحور بدءا باجراء عملية مراجعة شاملة للقوانين السنهاديقية والهياكل الادارية الكنسية وتبويبها ونشرها بما يجعل اكليروس وابناء الكنيسة واعين ومدركين لها، وبالطيع مع تطوير هذه القوانين وملء النواقص فيها خاصة فيما يتعلق بالعديد من الجوانب المستجدة في الحياة العصرية التي لم تتطرق اليها السنهادوسات الكنسية السابقة.
كما نتفق، والكثيرين معنا، في اهمية التزام الكنيسة ليس فقط بمعايير العدالة الانسانية في جانب الاستحقاقات المادية لاكليروسها، بل وبالشفافية في الامور الادارية والمالية لابرشيات ورعيات الكنيسة وبما يحصن اساقفة الكنيسة وكهنتها من الوقوع في الاخطاء والهفوات، او من توفير الفرص للمصطادين في المياه العكرة ان يسيئوا الى اباء الكنيسة من هذا المدخل. ولكن كل ذلك عبر البقاء تحت خيمة الكنيسة وضمن الياتها.

كما نختلف مع نيافته في اثارته لمسائل ومواقف سابقة لتبرير الانشقاق، فالخطأ لا يبرر الخطأ.
كما ان رؤية الامور بنظرة مسيحية (كما يدعو نيافته في العديد من الامور الاخرى) تقول ان النص القانوني ليس سيفا بتارا.. الرب يسوع المسيح قال ان السبت هو من اجل الانسان وليس الانسان من اجل السبت.. واعتقد يقينيا ان نيافته يدرك ان هذا النص الانجيلي كان من بين اسباب عدم تطبيق الكنيسة، وتحديدا قداسة سيدنا البطريرك مار دنخا، للحد الحرفي للقانون الكنسي في مواقف وقضايا يثيرها نيافته في تاريخ الكنيسة القريب والمعاصر ونتفق جميعا ان القائمين بها ارتكبوا تجاوزات لا يمكن القبول بها او تبريرها.. بل ان من قام بها اعترف بخطيئته.. نكرر القول: السبت من اجل الانسان وليس الانسان من اجل السبت.
لا نعتقد انه من الحكمة مبادرة نيافته وجمهوره اثارة وفتح جراحات مندملة من الماضي حتى لو كان قريبا وحتى لو كانوا شخوصه ما زالوا فاعلين.. الا اذا كان ذلك من اجل تبرير خطأ الذات باخطاء الاخرين..

وللموضوع تتمة

والرب يبارك

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

الجزء القادم من الموضوع يوم الجمعة انشاء الله.[/size][/font]

279

عندما تسقط الاقنعة...
نقاش هادئ للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي
الجزء الاول

المدخل
(من ثمارهم تعرفونهم)
هو الارشاد والوصية الربانية الواجبة الاعتماد للحكم على الاحداث والمواقف في كل الازمان والاماكن بان تكون الاحكام مبنية على الشواهد والوقائع وليس مجرد المسميات والادعاءات..
فالرب لم يقل اننا سنعرفهم من اسماءهم او من القابهم او من اقوالهم، بل من ثمارهم، وثمارهم فقط..
وعملا بهذه الحكمة الربانية، التي لا تسمو عليها حكمة، ياتي هذا المقال النقاشي الهادئ حول ما تشهده كنيسة المشرق الاشورية من احداث وحركة انشقاقية كنسية جديدة يقودها نيافة الاسقف الجليل مار باوي.

يوم نشرت رسالتي المفتوحة الى نيافته بعدما هالني ما رايت وسمعت من رفضه للمرجعية السنهاديقية المقدسة لكنيسة المشرق وتشكيكه بشرعيتها وادعاءه بانه وحده، دون اخوته اباء الكنيسة، من يمتلك الحقيقة، وانه وحده، دون اخوته اباء الكنيسة، من يلتزم المبادئ الروحانية المسيحانية، وبكل ما نتج عن ذلك من اصرار نيافته على دفع الامور باتجاه واحد اوحد هو الخروج على الكنيسة والانسلاخ عنها، كنت اتمنى ومن اعماق قلبي انها كانت لحظات من الفوران وثورة الغضب لدى نيافته كالتي تعتري كل واحد منا في مواقف كهذه..
وكنت اتمنى ان تهدا ثورة الغضب هذه بعودة نيافته الى الذات ومواجهتها بالاسئلة التي يوجهها ابناء الكنيسة اليه من قبيل: ماذا انتم فاعلون؟ والى اين انتم متجهون؟ وما حصيلة ذلك كله على الكنيسة والشعب الذي اليه تنتمون ومحبته ومصلحته تدعون؟
لقراءة الرسالة انقر على هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,17523.0.html
الا انه وبصريح العبارة فان توقعاتي خابت وتمنياتي عصفت بها الاحداث التي تعاقبت مع الايام، مما دفعني الى التعبير عن حالة الاحباط في مقالي الاخر (العيد قادم.. باي حال تاتينا يا عيد). انقر على الرابط لقراءته:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,21987.0.html
ولتستمر الاحداث في التعاقب وبمزيد من السوداوية وبشكل بات جليا ان التمنيات الطيبة والدعوات الصادقة الموجهة الى نيافة الاسقف مار باوي لم تعد قادرة ان تثنيه عن السير في الطريق الذي اختاره طوعا في شق الكنيسة وبلبلة رعياتها وهدر طاقاتها وتغليف كل ذلك بعبارات منمقة الالفاظ والاداء والالقاء في اذان جمهور محدد اللون والتوجه قرر ان لا يناقش او يحاور او يتساءل، بل ينقاد دون ان يسال الى اين؟ وكيف؟ ولماذا؟

الكثيرون منا، كل في مجال عمله او اهتمامه، يدرك ان شعبنا بعمومه، وبحكم ما مر به من اوضاع ومعاناة، بات شعبا تسوقه العاطفة والخطابات الموجهة الى القلوب والممزوجة بعبارات ضبابية عن الامال التي تعيش في صدور ابناءه مثل (خويادا) و(قوياما) و(دعتيد) و(نيشا اومتانايا) والى نهاية قائمة المفردات هذه التي كثر تردادها وقل نقاشها وانعدم تحويلها الى برامج عمل تتعامل مع الوقائع المادية والديموغرافية والاقتصادية والثقافية وغيرها من مقومات اعداد وتنفيذ اي برنامج يمتلك القائمون به المسؤولية تجاه ضمائرهم وشعوبهم ومجتمعاتهم.
وبين هؤلاء الكثيرون ممن يعرفون هذا الواقع المؤلم عن شعبنا هناك النخبة التي ترفض الانسياق وراء الخطاب العاطفي لكسب التصفيق والهتاف والاهازيج، وتصر في المقابل على رفع درجة وعي الشعب ودرايته بحقائق حياته والتوجه ببطء ولكن بثبات نحو مستقبله، حتى لو تطلب ذلك ان تتعرض لحملات من التشويه والاساءات والتخوين وغيرها من انواع الارهاب وضروبه.
وفي المقابل، هناك الفئة الاخرى التي قررت توظيف هذا الواقع لاغراض شخصية وفئوية ضيقة ولتحقيق قاعدة جماهيرية تقوم على الخطاب العاطفي وتتلذذه لتعيش فيه احلاما وردية لا تنتمي الى الواقع في شيئ، ولتتحول هذه الفئة في نظر جمهورها الى اوثان بشرية لها من العصمة ما يجعلها واجبة الطاعة.
وقد خسر شعبنا، وما يزال يخسر، الكثير من الفرص والجهد جراء تحكم هذه الاوثان في مقدراته.

يؤسفني ويؤلمني القول، سيدي الجليل، ان نيافتكم، وبخلاف ما كان متوقعا ومطلوبا منكم، قررتم الانتماء الى هذه الفئة وقررتم تبني الشعاراتية والعاطفة والكلمات المنمقة التي لا تصمد امام وقائع الامور وحقائقها التي تاتي متناقضة مع شعارات حملتكم في كسب الجمهور..
من هنا كان من الواجب الاخلاقي والضميري تجاه شعبنا ان نتوجه اليه في مقالنا الحواري هذا لتوضيح حقائق الامور ووقائعها ورفع مستوى وعيه وادراكه وتنمية روح الحوار والسؤال ومناقشة الحجج بما يجعله يواجه الاحداث ويحدد موقفه منها بشكل مسؤول بعيدا عن العاطفة والمشاعر المدغدغة..
المقال ليس فقط محاججة الذرائع التي ترد في حملة الترويج للانشقاق الكنسي الذي تقودونه بل يتسع الى محاور اخرى من قبيل لماذا الانشقاق اساسا؟ ولماذا انتم بالذات؟ وما هو مستقبل الكنيسة الوليدة هذه؟ ووضع ذلك وغيره امام القراء والمهتمين بالنقاش والحوار الهادئ بعيدا عن الضوضاء والضجيج الذي يرافق حملة الترويج الاعلاني للكنيسة الجديدة..
الغاية النبيلة هي الحوار على اساس من الموضوعية والاحترام المتبادل والامانة مع الذات ومع ابناء الكنيسة بما يساعدهم للحكم على الاشجار من ثمارها لا من اسماءها والقابها واقوالها..

في الوحدة الكنسية
اكثر المفردات الخطابية تردادا في احاديث ومقابلات نيافتكم التي تسنى لنا متابعتها، واكثر المفردات صدى يردده مجموع المساندين لكم هي مفردة الوحدة والاتحاد، الكنسي منه والقومي.. خويادا عيتانايا واومتانايا.
وهذا ليس فقط بتصوير ان نيافتكم يعمل ويسعى من اجل هذه الوحدة بل وان عملكم الوحدوي هو وراء ايقافكم من الخدمة الاسقفية في كنيسة المشرق الرسولية المقدسة!!!! حتى انهم اطلقوا عليكم لقب (اسقف الوحدة).
وكأن لسان حالكم وحالهم يقول ان كنيسة المشرق ومرجعيتها البطريركية والسنهاديقية واباءها المطارنة والاساقفة هم ضد وحدة الكنيسة والامة!! وان بقية اخوتك من اباء الكنيسة هم اساقفة التقسيم!!
حتى ان احد مناصريكم قال ان الكنيسة اوقفتك لانك تريد الوحدة بينما الكنيسة لا تريد من ابناءها ان يبادلوا التحية والسلام مع ابناء جلدتهم من الكلدان والسريان عندما يلتقوهم في المحلات العامة!!!!

نقطة ابتدائية ولكن مهمة جدا نقولها مع بداية هذا المحور هي ان عدم تحقق الوحدة الكنسية لا يعني ان قيادات الكنيسة هم بالضرورة انقساميون.. فالانقسام القائم هو حالة ورثناها جميعا وهي ليست حالة خلقناها بقرارنا نحن جيل اليوم من مرجعيات وابناء الكنيسة.. ولا يمكن باي حال من الاحوال تحميل خطيئة الانقسام الموروث برقاب مرجعيات اليوم..
كما ان عدم تحقق الوحدة الكنسية على يد هذه المرجعيات لا يبيح بالضرورة اتهامها بانها انقسامية غير وحدوية، فتحقيق الوحدة ومعالجة الانقسام الموروث لقرون ليس وصفة سحرية جاهزة وموضوعة على الرف وما علينا الا تناولها.. ففي الوحدة، وبخاصة الكنسية، هناك العديد من القضايا والامور التي لا بد من معالجتها وهناك العديد من وجهات النظر في مفهوم الوحدة الكنسية واولوياتها ومراحلها وتهيئة مستلزماتها وتوفر شروطها وتهيؤ العامة لقبولها وحمايتها.
ولا يمكن باي حال من الاحوال فرض تصور واحد مطلق وتوقيت واحد محدد كمعيار وحيد للفصل بين فريق "الوحدويين" وفريق "الانقساميين".. ولا يمكن اخلاقيا وفكريا ان يقوم احدنا او بعضنا بالترويج للوحدة بصيغة شعاراتية على طريقة الوحدة العربية!! ويجعل معها الاخرين متهمين في قفص الاتهام وعليهم الدفاع عن انفسهم واثبات براءتهم من تهم "الانقسامية" و"التخوين" وغيرها.. فهذا ابتزاز لا يمكن القبول به مثلما لا توجد له سابقة بين كل الشعوب والكنائس والمجتمعات وفي كل المواقف والامور.

وذاكرتنا الحية المعاصرة والمستمرة احداثها تشهد بالنتائج الكارثية لفرض واعتماد تصور واحد وتوقيت محدد للوحدة القومية على ابناء شعبنا.. فكلنا بات يعيش هذه النتائج الكارثية عندما حاول البعض فرض التسمية الكلدواشورية المركبة كاطار وحيد لوحدة شعبنا وفي لحظة محددة من الزمن.. وكلنا بات يدرك ويعيش النتائج الكارثية لمحاولات هذا البعض من اتخاذ التسمية الكلدواشورية معيارا وحيدا للفصل بين "الوحدويين" و"الانقساميين".. فكل من لا يلتحق بالتسمية المركبة هو تقسيمي وعميل وخائن باع نفسه!! ولا تشفع له رؤيته واجتهاده وحرصه على الوحدة القومية برؤية وبرنامج مختلف.
لا يمكن لاي منا ان يبيح لنفسه ويخولها حق مصادرة الراي الاخر او تخوينه وفرض الراي الواحد معيارا وفيصلا بين الحق والباطل، بين النور والظلمة، بين الوحدة والانقسام؟ ان ذلك هو استخفاف بالشعب والانسان والعقل.
فيا ترى هل نحن متوجهون لاستنساخ التجربة بكوارثها على الكنيسة.. فكل من لا يلتحق بدعوة نيافتكم والان، وليس الغد، هو تقسيمي لا يريد وحدة الكنيسة؟!!!
لا نتوقع منكم ان تدعونا لتصديق احد مروجي الحملة الدعائية للكنيسة الجديدة عندما قال بان الرب يسوع المسيح قد استشار بطريركي الكنيسة مار بنيامين ومار ايشاي شمعون عن من يرسل منقذا ومخلصا لكنيسة المشرق فاجابوه ان يرسل نيافتكم..  انقر هنا للاستماع:
http://shrara4u.com/NextPage06/AA_MarBawaiSaviour.mp3
ان هذا الاعلان يقارب ما كانت صحف النظام تردده من ان رئيس النظام الاجرامي هو هبة من السماء وانه يقود العراق بوحي رباني..
اننا نتوقع منكم موقف معلن وصريح دون ضبابيات وعموميات يدين هذه الخزعبلات وغيرها الذي يحمل الكثير من الاساءات الى كنيسة المشرق واباءها. وقد قالت العرب: ان السكوت هو من علامات الرضا.

الا انه في مقابل التكرار الكبير لكلمة الوحدة والاتحاد في خطابكم ومقابلاتكم فان هذه المفردات هي في ذات الوقت من اكثر المفردات ضبابية في خطابكم العاطفي.
فرغم كل الجهود التي بذلتها ويبذلها الاخرون في استنتاج مفهوم واضح للوحدة التي تنادون بها وتدعون اليها فان الجميع فشل في الحصول على تعريف واضح للوحدة هذه..
هل هي وحدة كنسية ام قومية؟ واذا كانت، وكما يفترض المنطق وكما هو موقعكم، وحدة كنسية، فمع اي من الكنائس؟ وكيف؟

هناك من يعتقد، واعتقاده يستحق الاعتبار، ان الضبابية في طروحاتكم هي مسالة مدروسة ومتعمدة في المرحلة الراهنة لحين استقرار الامور وتهيكل كنيستكم الجديدة لتنتقلوا بعدها الى الاعلان عن الوحدة التي تؤمنون بها والتي يتهمكم بها "خصومكم" وتنفونها عن انفسكم اليوم.
وبكلمات اخرى، ان ما يقوله عنكم "خصومكم" بانكم مؤمنون عقائديا بان بطريرك كنيسة المشرق، وكافة بطاركة الكنائس الرسولية، لا يمتلكوا الشرعية القانونية البطريركية ما لم يقبلوا بالمرجعية البابوية بكل ما يترتب على ذلك، هو قول صحيح ولكنكم تتريثون في المجاهرة به حاليا لانه سيجعل الكثير في مخيم انصاركم يتردد، مما يتطلب تاجيل المجاهرة به لحين هيكلة الكنيسة الجديدة وتخندق اعضاءها فيها وقطعهم لاواصر وجسور الارتباط مع الكنيسة الأم ووصولهم الى نقطة اللاعودة وعندها يتم الاعلان عن مفهوم الوحدة ويتم الحاق الكنيسة الجديدة بالكنيسة الكاثوليكية (وهو امر يرتهن تحققه بقرار الطرف المقابل وسناتي عليه في الجزء الثاني من المقال).

الوحدة الكنسية.. مع من؟ وكيف؟
وعلى اية حال ولاجل توضيح الامور والحقائق امام ابناء الكنيسة والامة ومن اجل حوار موضوعي ومسؤول ومن اجل تنمية الوعي واعتماد المنطق في تناول الامور دعنا نناقش الامرخطوة بخطوة، او كما يقول المصريون (حته حته)، فنقول: اذا كنتم تلتزمون وتسعون لتحقيق الوحدة الكنسية.. فمع من؟ وكيف؟

- بالتاكيد انكم لم ولن تدعوا الى توحيد كنيسة المشرق الرسولية مع اي من الكنائس المسماة اصلاحية.. فهذا غير وارد اطلاقا.. وبالتاكيد فان جميع اباء وابناء الكنيسة متفقون على هذه النقطة..

- كما لا نظنكم تقصدون العمل من اجل توحيد كنيسة المشرق الرسولية مع الكنائس الارثوذكسية وتحديدا الكنيسة السريانية الارثوذكسية فانتم سيد العارفين بالاسباب التي تجعل الامر غير واردا  حتى في اكثر الاجندات الوردية باستثناء اجندة السيد ادد اشورسين، احد الناطقين الاعلاميين لحملة الترويج للكنيسة الجديدة حيث يقول في احد اعلاناته الترويجية ان الكنيسة التي تطلقونها وتتولون قيادتها هي كنيسة الاصول الاولى وستحملون بقية الكنائس الكلدانية والمارونية والارثوذكسية في راحة يدكم اليمنى!!! انقر هنا للاستماع:
http://shrara4u.com/NextPage06/Ashurseen_MarBawaiApostel.mp3
بصراحة ان الرجل يذكرني بالسيئي الصيت احمد سعيد من صوت العرب ومحمد سعيد الصحاف، مثلما يذكرني الاخرون من فاعلي الحملة الاعلانية للترويج للكنيسة الجديدة برموز سياسات واعلام النظام مضمونا واسلوبا واداء.. فالشتائم ذاتها والتضليل ذاته والصياح والعويل والضجيج هو ذاته والانتصارات الوهمية هي ذاتها..

- اما اذا كنتم تقصدون، وكما يتهمكم "خصومكم" (وينفيه نيافتكم حاليا) بانكم تريدون توحيد كنيسة المشرق بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية وبما يجعلها تحت ادارة السلطة البابوية شانها شان جميع الكنائس المتحدة مع الكنيسة الرومانية (ومن ضمنها الكنيسة الكلدانية، السريانية الكاثوليكية، المارونية، وغيرها) فانه هنا ايضا هناك ثلاثة احتمالات او سيناريوهات:
اولها: الالتحاق بالكنيسة الرومانية كافراد، بمعنى تحول اكليروس وابناء كنيسة المشرق الى المذهب الكاثوليكي والتحاقهم بالجملة بالكنائس الكاثوليكية في دول معيشتهم.. وهو احتمال، نحن متاكدون ان نيافتكم لم ولن يدعو اليه وهو ليس في سياق النقاش مطلقا.
ثانيها: اتحاد كنيسة المشرق الرسولية بمرجعيتها البطريركية وابرشياتها ورعياتها بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية ولتصبح، كبقية الكنائس المتحدة مع الكنيسة الرومانية، كنيسة كاثوليكية المذهب والمعتقد وبابوية المرجعية الادارية مع الاحتفاظ بنوع من الاستقلالية الذاتية كما هو حال بقية الكنائس الكاثوليكية المتحدة مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
وهو الاخر احتمال ليس في وارد البحث والتداول خاصة مع وجود حالة الكنيسة الكلدانية (مما يعني منطقية الاتحاد معها عوض الاتحاد مع الكنيسة الرومانية بالتوازي مع الكنيسة الكلدانية) ناهيك عن ان الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وتحديدا بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، ليست بوارد البحث عن الحاق الكنائس الرسولية بها.
ثالثها: الاتحاد مع الكنيسة الكلدانية المتحدة مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.. وهو باحدى صيغتين:
فاما اتحاد كنيسة المشرق الاشورية مع الكنيسة الكلدانية بوضعها القائم بمعنى ان الكنيسة الناتجة عن اتحاد كنيستي المشرق والكنيسة الكلدانية ستبقى كنيسة كاثوليكية متحدة مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بما يعنيه ذلك من مترتبات عقائدية وقانونية وادارية على كنيسة المشرق الاشورية.
او اتحاد الكنيستين في كنيسة مشرقية واحدة ومستقلة عن الكنيسة الرومانية عبر فصم الكنيسة الكلدانية لاتحادها مع الفاتيكان واستعادة كنيسة المشرق لوحدتها التاريخية المعروفة، وهذه الصيغة لها مترتبات عقائدية وقانونية وادارية على الكنيسة الكلدانية.
لحد الان، لم يقدم نيافتكم اي تحديد او تصور او دعوة واضحة لاي من هاتين الصيغتين، بل وينفي نيافتكم انه يدعو الى الحاق كنيسة المشرق بالمرجعية البابوية (بمعنى ينفي نيافتكم الدعوة للصيغة الاولى)، كما لم نسمع من نيافتكم اية دعوة لتبني الصيغة الثانية.
كما انه ولحد الان فان كنيسة المشرق الاشورية، ولاسباب مهمة بنظر مرجعيتها، ترفض اعتماد الصيغة الاولى اعلاه، في حين ترفض الكنيسة الكلدانية، ولاسباب مهمة بنظر مرجعيتها، اعتماد الصيغة الثانية.

- في الايام المنصرمة سمعت قولا منسوبا اليكم وقد استغربت فحواه حد الذهول.
يقول مناصريكم انكم في دعوتكم للوحدة مع الكنيسة الكاثوليكية لا تقصدون الوحدة الكاملة بما يضع كنيسة المشرق تحت سلطة المرجعية البابوية كما هو الحال مع الكنائس المتحدة مع الكنيسة الرومانية.. وانما تقصدون الشراكة الكاملة مع الكنيسة الرومانية وهي لا تعني ايضا، بحسب تفسيركم الذي نقله عنكم مناصريكم، الخضوع للادارة والسلطة البابوية بل تعني، من بين ما تعنيه، ان تتبادل كنيسة المشرق مع الكنيسة الرومانية نسخة قوانينها السنهاديقية وبذلك ستكون الكنيسة الرومانية ضمانة لالتزام كنيسة المشرق بهذه القوانين مما يمنع تكرار "التجاوز" عليها وبما يمنع، على سبيل المثال، تكرار ما حصل لنيافتكم في المجمع الاخير، اي ايقافكم. بكلمات اخرى فان المرجعية البابوية ستكون بمثابة الحارس والمراقب الامين لاداء كنيسة المشرق ومجمعها المقدس.. كل هذا وكنيسة المشرق مستقلة وغير خاضعة للادارة البابوية..
ما لا استطيع استيعابه هو كيف يمكن لمنطق سليم ان يقبل هذا التفسير ويروج له!!
فاذا كانت هذه دعوتكم وتفسيركم لها.. فهل يعني في المقابل ان كنيسة المشرق ضمن تبادل القوانين هذه ستكون ايضا حارسا ومراقبا لاداء الكنيسة الرومانية ومجامعها المقدسة!!
ثم، اعطونا مثالا واحدا لكنيسة واحدة مستقلة وغير متحدة مع الكنيسة الرومانية الا ان الاخيرة هي حارس ومراقب عليها.. هل المطلوب ان نكون سابقة فريدة في تاريخ الكنيسة؟
ثم لماذا هذه الدعوات والاجتهادات التي لم نسمع او نقرا مثيلا لها في الكنيسة الرومانية ذاتها التي تعيش وبخاصة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني عصرا وروحية جديدة في التعامل مع الكنائس غير الكاثوليكية وبخاصة الكنائس الرسولية حيث لا تدعو الكنيسة الرومانية لاخضاعها بقدر ما تدعو لاستقلاليتها وحماية خصوصياتها اللاهوتية والثقافية والطقسية..
اتمنى ان يكون مناصريكم قد اساءوا فهم اقوالكم ونسبوا اليكم ما لم تقولوه..


- اما اذا كنتم تقصدون بالوحدة الكنسية مع كنيسة المشرق القديمة.. فما الجديد في هذه الدعوة؟
صحيح انه كان هناك تاخرا في انضاج وتحقيق الخطوة الاولى في مسيرة الوحدة هذه والمتمثلة بالاعتراف الكامل بالسلطة البطريركية لقداسة البطريرك مار ادي الثاني، وصحيح انه كان هناك، عبر اكثر من ثلاث عقود، تناقضات وافتقار الى رؤية وموقف واضح من حقيقة ان كنيسة المشرق القديمة كنيسة شقيقة قائمة، الا ان هذه الخطوة الاولى قد تحققت في المجمع السنهاديقي المنعقد عام 1998 ومسالة السير في خطواتها اللاحقة هي مسالة وقت وهو مرهون بالاساس (مثلما يعرف نيافتكم جيدا) بالطرف المقابل، الذي فرضت ازماته الداخلية عليه التريث، اكثر من ارتهانه اليوم بموقف كنيسة المشرق الاشورية التي اتبعت قرارها السنهاديقي السابق الذكر بدعوة اخرى في المجمع الاخير بارسالها رسالة بهذا الخصوص الى مرجعية كنيسة المشرق القديمة تدعوها فيها الى عقد مجمع سنهاديقي مشترك للاتفاق على تفاصيل توحيد الكنيسة.
كما ان قرار سنهادوس 1998 اتبعته الكنيسة بخطوات قد تبدو بروتوكولية ولكنها كبيرة التاثير والمدلول من قبيل قيام قداسة البطريرك مار دنخا الرابع باقامة القداس الاخير في كنيسة مار عوديشو لكنيسة المشرق القديمة في شيكاغو قبل تهديمها لاعادة بناءها، اضافة الى فتح ابواب كنيسة مار سركيس امام كاهن كنيسة المشرق القديمة لاقامة الخدمات الطقسية طوال مدة السنتين اللتين تطلبهما اعادة تشييد كنيسة مار عوديشو..
وهذه خطوات حملت الكثير من معاني ومدلولات المحبة والاخاء والنوايا الوحدوية بعكس خطوة نيافتكم الاخيرة في اقامة قداس عيد الميلاد في شيكاغو في كنيسة مار عوديشو للكنيسة المشرقية القديمة في خطوة اقل ما يقال عنها انها ابتغت تحقيق اكثر من هدف تتناقض جميعها مع الادعاءات او النوايا الطيبة للوحدة:
1- فمن ناحية تكونون قد تحديتم المرجعية البطريركية في محل اقامتها لتقولوا بذلك انكم مستمرون في طريق الانشقاق وقادرون عليه وغير نادمين عليه.
2- ومن ناحية اخرى ابلغتم رسالة مفادها بانكم مستعدون وقادرون على التشويش واعاقة اية خطوات تقارب وحدوية بين الكنيستين وقلب الطاولة عليهما في ان واحد.
3- اضافة الى تحقيق هدف غير معلن وهو اختراق رعيات كنيسة المشرق القديمة التي يبدو ان كاهنها وادارتها في شيكاغو وهم مدفوعين بولاءات سياسية اغفلوا عن حقيقة ان نيافتكم في حملتكم لاطلاق وتاسيس الكنيسة الجديدة ستسعون الان ومستقبلا الى اقتطاع ما يمكن اقتطاعه من اكليروس واتباع كنيسة المشرق بشقيها، التقويم الحديث والقديم.
4- ومن ناحية اخرى قد لا ينتبه اليها الكثيرون فان نيافتكم بخطوة اقامة القداس في كنيسة مار عوديشو (ومشاركة كاهن الكنيسة معكم بما يحمله ذلك من دلالات الدعم وخلق جبهة وخندق مشترك) ونقل الشقاق وتاجيجه في شيكاغو تكونون بهذه الخطوة والاستعداد لتكرارها المستقبلي قد حاولتم وضع العصي في خطوات انتقال الكرسي البطريركي من شيكاغو وعودته الى الوطن، وهو الانتقال الذي سعى اليه واراده ويريده عموم ابناء الكنيسة في الوطن والمهجر (وبخاصة الوطن) فيما عدا فئة معينة لا ترغب تلك العودة لاسباب مرتبطة بنزواتها في التسلط السياسي وفرض الذات مرجعية قومية في الوطن ولا ترغب بالتالي باية مزاحمة من البطريركية..
ان عدم رغبة هذه الفئة بعودة الكرسي البطريركي الى الوطن يكشف الاسباب والدوافع الحقيقية للهجمة القذرة والشرسة التي خاضتها هذه الفئة وادواتها وابواقها وما زالت مستمرة على قداسة البطريرك مار دنخا على خلفية لقاءه بالسيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق.. بل وان توقيت خلقكم للانشقاق في الكنيسة وتمركزه في اميركا (وبينها شيكاغو تحديدا) وتطابق اللون السياسي لمروجيه مع اللون السياسي لهذه الفئة يجعلنا نعتقد ان احد اهداف الانشقاق هو ان يفرض ضغط الانشقاق ذاته على البطريركية للتريث في قرار العودة الى الوطن او تاجيله.

- اذا كان الموقف والولاء السياسي لكاهن وادارة كنيسة مار عوديشو في شيكاغو قد جعلهم ينسون او يتناسون بسرعة موقف قداسة البطريرك مار دنخا في اقامته القداس في كنيسة مار عوديشو وفتح ابواب كنيسة مار سركيس، وقاموا وبخلاف كل سياقات احترام المرجعيات السنهاديقية والتزام الحيادية وعدم التدخل في الشؤون والخلافات الداخلية لكنيسة رسولية شقيقة هي في عملية وحوار وحدوي مع كنيستهم، فقاموا بخلاف ذلك كله بفتح ابواب الكنيسة لاسقف موقوف عن الخدمة بل ومشاركته في خدمة القداس ومناولة القربان في خطوة فاقت مجرد الاستخدام الوظيفي لبناية الكنيسة لتصل الى حد اعطاء رسالة دعم وتضامن، فان ما نامله ونتوقعه من المرجعية البطريركية لكنيسة المشرق القديمة توخي الحكمة في هذه المسالة وعدم التدخل او الرهان باية صيغة من الصيغ على هذا الانشقاق ودعمه.. فليكن الرهان على توحيد الكنيستين المشرق الاشورية والمشرق القديمة.
كما نامل الحكمة ذاتها من المرجعيات الكنسية الكلدانية.

يجب ان نكون صريحين مع ذاتنا وبعضنا، فان اقامة القداس في كنيسة مار عوديشو ومشاركة كاهن الرعية في خدمة القداس ومناولة القربان يختلف كثيرا عن اقامته في اي من الكنائس الامريكية او القاعات المستاجرة، بل ويختلف الى حد ما عن القداس السابق الذي اقيم في كنيسة الكلدان في شيكاغو حيث تم ذلك، حسب ما علمناه، ضمن تعاملات التاجير والاستئجار!!

- عودة ايضاحية الى ما سبق قوله بتاخر كنيسة المشرق الاشورية في اطلاق الخطوة الاولى نحو اعادة وحدة الكنيسة مع كنيسة المشرق القديمة، فاقول انني استغرب القاءكم اللوم في ذلك على الكنيسة وبطريركها واساقفتها مع تبرئة انفسكم.. ان هذا ليس بالعدل والانصاف يا سيدي الجليل..
انتم كنتم على مدى العقدين السابقين عضوا كامل العضوية في مجامع الكنيسة السنهاديقية وقرارات المجامع هذه عبرت عن الارادة المشتركة لاعضاء المجمع ولم نقرا لكم اي تحفظ على اي قرار سنهاديقي للكنيسة بشان كنيسة المشرق القديمة.. وبذلك تتحملون ايضا مسؤولية الشراكة التضامنية وعلى قدم المساواة مع بقية اعضاء السنهادوس في هذه المسالة سواء ما تراه سلبيا او ايجابيا..

المزيد عن الوحدة الكنسية:
اما اذا كنتم تقصدون بالوحدة الكنسية، وحدة الايمان بالرب يسوع المسيح ووحدة العقائد الاساسية من سر الثالوث المقدس وسر التجسد وسر الخلاص.. فهذه امور متفق عليها بين جميع الكنائس وكنيسة المشرق الرسولية هي متحدة بهذا المعنى الانجيلي والمسيحاني مع كافة الكنائس المسيحية التي تؤمن بالعقائد المسيحية الاساسية.
وهذه لا تتطلب من احد في اي من الكنائس الانشقاق بهذه الذريعة لان الكنيسة لم ترفض حقيقة وحدة الايمان والمعتقد في الرب يسوع المسيح مع بقية الكنائس.

واما اذا كنتم تقصدون بالوحدة اقامة علاقات المحبة والاخاء والاحترام المتبادل بين مختلف الكنائس الرسولية.. فاضافة الى كون هذا الفهم تعريفا مغايرا للوحدة يثير وبتعمد التشويش والخلط بينه وبين الفهم الشائع والمعروف للوحدة، فانها، ومع ذلك، مسالة مفروغ منها وليست مسالة خلافية ولا تبيح شق الكنيسة تحت يافطة الوحدة.
فكنيسة المشرق ومرجعيتها السنهاديقية والبطريركية تدرك مبدا ان العلاقات المسكونية مع بقية الكنائس، وبخاصة الكنائس الرسولية، هي جزء حيوي في حياة اية كنيسة تريد ان تعيش عصرها..
ربما يحق لنا القول ان العلاقات المسكونية لكنيسة المشرق الاشورية هي اقل امتدادا افقيا واقل عمقا عموديا بالمقارنة مع كنائس شقيقة اخرى، وهو نتاج طبيعي لمراحل تاريخية غير طبيعية ذاتية وموضوعية مرت على الكنيسة والامة، الا ان ذلك لا يبرر الانشقاق عن الكنيسة والانسلاخ عنها واشغالها بصراعات ونزيف داخلي يهدر الجهد والوقت والمال عوض البقاء فيها ودعمها وتعويضها عن الخسائر والضربات التي تلقتها.
فعن اية وحدة تتحدثون ومع من؟ هل يمكن لكم تنويرنا بعبارات واضحة بعيدا عن الضبابية.

على اية حال، وفي جميع الاحوال، ومهما كان، وايا كان، التعريف المحدد والبرنامج الواضح لدعوتكم الوحدوية (وكلاهما مفقودان الى الان في حملتكم الانشقاقية فعلا والوحدوية قولا) فان ما تمارسونه الى الان هو خطوات شقاقية لتقسيم كنيسة المشرق كما سبق لي القول في مقالي السابق، حيث لا يمكن لاي انسان مهما بلغ من بساطة التفكير ان يصدق انكم تقومون بتوحيد الكنيسة في الوقت الذي انتم اطلقتم كنيسة جديدة.. ولسنا بحاجة للتفصيل في هذا التناقض الصارخ بين ما تدعون وما تفعلون، فحقيقة سعيكم لشق الكنيسة باتت معروفة وعلى كل الاصعدة، الادارية منها والقانونية و"الشعبية".

اكرر ما ابتدات به هذا المحور بان الانقسام الحالي هو حالة موروثة وعدم القدرة على تحقيق الوحدة الكاملة لا تعني بالضرورة ان قيادة الكنيسة لا ترغب الوحدة وبانها انقسامية بل لان تحقيق الوحدة فيه الكثير من التفاصيل والامور التي تتباين وجهات النظر بشانها.
وللموضوع تتمة

الرب يبارك

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

سانشر يوم الاثنين القادم الجزء الثاني من الموضوع ويتضمن:
المزيد عن الوحدة الكنسية والوحدة القومية (وبضمنها رؤيتي الشخصية لهذه الوحدة)
دعوتكم بشان القوانين، المحاسبة، وتجديد كنيسة المشرق
دعاوى المحاكم القضائية بشان عائدية الممتلكات الكنسية
الكنيسة الجديدة: لماذا والى اين؟
اين هو صوت العقل في هذه الازمة؟
 [/size] [/font]

280
اخبار سعيدة لقريتي دهي وتن في محافظة دهوك

في خلال زيارتي الاخيرة الى الوطن، وتحديدا محافظة دهوك، التقيت بدائرة الشؤون الهندسية والاعمار لقوات التحالف في محافظة دهوك من خلال موعد قام بترتيبه احد ابناء شعبنا العاملين مع قوات التحالف.
حيث اجتمعت مع السيد كين برايت مسؤول الدائرة في يوم الخميس 3 تشرين الثاني 2005 وبعد التعارف وتبادل وجهات النظر والاراء عن مختلف الامور، وتحديدا برامج المساعدات واعادة الاعمار، والاطلاع من السيد برايت على انشطتهم في مجالات الاعمار حيث اوضح لي اهتمامهم بمشاريع المياه وبالمدارس بوجه خاص حيث يقومون بتمويل مشاريع في هذين المجالين ويتم تنفيذها عن طريق المقاولات من قبل شركات مقاولات محلية.
عرضت عليه زيارة قرية تن ودهي في صبنا حيث من خلال معرفتنا بواقع هاتين القريتين كنا على دراية بحاجتهما الى خدمات المياه والمدارس وحددنا يوم الاحد اللاحق موعدا للزيارة وقمنا بتبليغ مختاري واهالي القريتين بالموعد.
وبالفعل قمنا في يوم الاحد اللاحق 6 تشرين الثاني بزيارة القريتين والتقاء ابناءها والتعرف عن كثب على احتياجاتهم في مجال مياه الشرب والمدارس.
وبالفعل، وشكرا للرب، فقد حصلت الموافقة على تمويل تنفيذ:
مدرسة ذات ستة صفوف في قرية دهي
مدرسة ذات اربع صفوف في قرية تن
بئر ارتوازي وشبكة مياه في قرية تن
ومن المؤمل ايضا تمويل تنفيذ مشروع مياه مماثل في دهي

وقد تم بالفعل احالة ميزانيات هذه المشاريع الى محافظة دهوك حيث تم اعلان مناقصات لتنفيذها ومن المؤمل ان تتم احالتها قريبا الى شركات مقاولات محلية في محافظة دهوك للتنفيذ.

نهنئ ابناء قريتي تن ودهي ونشكر كل الذين ساهموا معنا في تحقيق هذه المشاريع ونخص بالذكر منهم الاخ سركون الذي رتب لنا الاجتماع مع السيد برايت والاخوة مختاري وابناء القريتين الذين كانوا متعاونين وايجابيين جدا في عرضهم لاحتياجاتهم. كما نتوجه بشكر خاص الى السيد برايت لايجابيته وتجاوبه الكبيرين مع تحقيق الزيارة والالتقاء باهالي القريتين والاستماع لاحتياجاتهم.

والرب يبارك.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا





281

الاخوة الاحبة:
لدى نشري لتوزيع المقاعد البرلمانية على ضوء النتائج الاولية المعلنة من قبل المفوضية تردد الكثير من الاخوة في قبولها او الاعتماد عليها واتصل بي الكثيرون منهم مستفسرين عن مدى دقتها.
اليوم، سربت مصادر في بغداد خبر قيام المفوضية بتعميم رسالة تضمنت توزيع المقاعد الانتخابية لدوائر المحافظات (230 مقعدا) وهي متطابقة بالضبط مع ما احتسبته ونشرته لكم على هذا الموقع. الرابط هو التالي:
http://www.sotaliraq.com/iraqi-news/nieuws.php?id=14793

الاختلاف الوحيد هو في حصة كتلة المصالحة والتحرير حيث قمت باحتسابها على انها 3 مقاعد في حين ان الخبر المنسوب الى المفوضية يقول مقعدان.
الحقيقة اني متاكد انها 3 مقاعد وان الخطا هو في الخبر المنشور هذا اليوم وتكفي عملية جمع بسيطة للتاكد من انها يجب ان تكون 3 وليس 2، حيث ان مجموع المقاعد بحسب هذا الخبر هو 229 وليس 230!!! المقعد المنسي هو المقعد الثالث للمصالحة والتحرير!!!
الخبر لا يشير الى المقاعد التعويضية والتي سبق لي احتسابها ونشرها على هذا الموقع كما في الرابط ادناه، ويوم تقوم المفوضية بنشرها ستتاكد صحة احتساب التوزيع الذي قمت به.
بقي ان اكرر القول ان الاحتساب هو بحسب الارقام المعلنة لنتائج التصويت، وفي حال حصول تغيير في هذه الارقام نتيجة ما تقوم به المفوضية ولجان التحقيق من تدقيق للارقام فاننا سنقوم باعادة الاحتساب ثانية بحسب النتائج الجديدة في حينه.
الرابط الذي تضمن تفاصيل الاحتساب والتوزيع التي اجريتها هو:
www.capiraq.org/Books/CompleteCalculation.pdf

نتمنى لكم عاما جديدا سعيدا مليئا بالمحبة والامان والنجاح.
والرب يبارك..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
30 كانون الاول 2005

282

الاخوة الاحبة،
يسرني ان اضع امامكم جدولا باسماء اعضاء مجلس النواب العراقي الفائزين بعضويتهم ضمن الدوائر الانتخابية للمحافظات العراقية (اي مجموع 230 مقعد)، في حين ان اسماء الفائزين بالمقاعد التعويضية سيتم تحديدها من قبل القوائم الفائزة بهذه المقاعد لاحقا على ان يكونوا ضمن المرشحين الذين خاضوا الانتخابات في المحافظات.
الاسماء في الجدول هي اعتمادا على ما نشرته المفوضية من قوائم باسماء المرشحين في كل محافظة، واعتمادا على ما اجريناه من احتساب لعدد المقاعد التي فازت بها مختلف القوائم في المحافظات العراقية.
علما ان اسماء المرشحين الفائزين في دوائر المحافظات لا يمكن باي حال من الاحوال تبديلها او التنازل عنها، والحالات الوحيدة لابدالها بمرشحين اخرين هي الوفاة او عجز دائمي (لا سمح الله) او بناء على طلب هيئة اجتثاث البعث لارتباط المرشح بالنظام السابق واجهزته القمعية (نجانا الله من شر النظام البائد وعملاء اجهزته القمعية).
للاطلاع على الجدول اضغط على الرابط التالي:
www.capiraq.org/Books/MP_Names.pdf


والرب يبارك

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
المانيا في 28 كانون الاول 2005

283

الاخوة الاحبة:
نشرت اليوم، 26 ك1 2005، المفوضية العليا للانتخابات ارقام التصويت خارج العراق وارقام التصويت الخاص (المستشفيات، السجون، الخ..) بحسب القوائم.
وهذه الارقام تدخل في احتساب توزيع المقاعد التعويضية.
لذلك فقد قمت باعادة احتساب توزيع المقاعد التعويضية وثبتت صحة توقعي السابق بان النتائج النهائية للارقام لن تؤثر على توزيع المقاعد التعويضية الذي بقي كما سبق لي احتسابه.
كما قمت بتوحيد فايل احتساب المقاعد الـ 230 للدوائر الانتخابية وفايل احتساب المقاعد التعويضية في فايل واحد للسهولة والانسيابية في عرضه ومتابعته.
يمكنكم الاطلاع على الفايل على الرابط ادناه:
www.capiraq.org/Books/CompleteCalculation.pdf

كما ساقوم باعادة احتساب المقاعد جميعا فور نشر المفوضية للارقام النهائية للانتخابات.

مع الشكر والتقدير..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
26 كانون الثاني 2005

284

الاخوة الاحبة..
1- اقل من 48 ساعة وتصدح الحناجر بالترنيمة الملائكية الخالدة:
المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر[/color]*
اقل من 48 ساعة ونتوجه الى بيوتات الرب لنقدم قرابيننا صلوات وادعية.. تسابيح وتمنيات.. ابتهالات وطلبات..
اقل من 48 ساعة لتعلو البسمة والفرح وجوه اكثر من مليار انسان على وجه المعمورة وهم يحتفلون بهذا اليوم ويحيون فيه ذكرى ولادة الطفل المعجزة.. ولادة الرب يسوع المسيح في بيت لحم في شرقنا الاوسطي..
نتوجه الى البشرية جمعاء.. والى مسيحي المعمورة خصوصا.. والى ابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) تحديدا باحر التهاني القلبية وازكى التبريكات لهذه المناسبة الربانية داعين رب الارباب وملك الملوك ان يجعل من عيد الميلاد مصدر خير وبركة.. سلام وامان.. محبة ومودة للجميع في كل الاوطان ومن كل الامم والشعوب..
يا رب، اجعل من العام الجديد عاما مختلفا بامنه وامانه.. بسلامه واستقراره.. بنجاحه ورفاهه..

2- الا انه هنا ايضا، كما في كل الامور، فان التمنيات شيئ وواقع الاحداث شيئ اخر..
بل ان وجود المحبطات والالام والفشل في حياتنا مع عجزنا عن مواجهتها ومعالجتها كبشر تجعلنا نتوجه بالدعاء والتمنيات اكثر واكثر الى الرب الاله ليعيننا عليها..
وباستخدام مفردات الحساب نقول ان سقف طلباتنا منه يتناسب طرديا مع حجم الاخفاقات في واقعنا الحياتي!!
ولعلنا بذلك نمارس اليوم ايضا ما قاله الملفان الكبير مار افرام في ميامر باعوث نينوى حين قال ما معناه:
(نتوجه الى بيوتاتك ونطلب اليك كلما ضاقت بنا الامور.. وننساك ونرميك وراء ظهرنا كلما راقت لنا الحياة)

شكرا للرب على سعة صدره ورحابته ليقبلنا كلما طرقنا ابوابه.. ويسمعنا كلما تحدثنا اليه..

3- نعم العيد قادم لا محال.. فالتاريخ والزمن لن يتوقفا..
ولكن باي حال ياتينا العيد؟
اكاد اجزم الاعتقاد باني لا اتذكر عيدا اقبل علينا ونحن نعيش الارتداد والاخفاق والفشل مثلما هو عيد الميلاد هذا..
فشل واخفاق في كل المستويات.. الوطنية.. القومية.. الكنسية..

وحيث ان حجم المقال وتوقيته لا يسمحان لي بالاستفاضة في سرد الاخفاقات الوطنية والقومية التي نعيشها عشية عيد الميلاد هذا، فاني ساكتفي بالاختصار فيها والاستطالة في الشان الكنسي..
نعم احبتي.. انه الاخفاق الكبير الذي نعيشه وطنيا هذه الايام..
فقد اثبتت الانتخابات الاخيرة وعبر صناديق الاقتراع ولاية التوجهات الاسلامية على عراقنا الحبيب لاربع سنوات قادمة..
فالائتلاف العراقي الموحد، والذي هو ائتلاف اسلامي شيعي، كرس اغلبيته هذه المرة ايضا رغم الاداء الضعيف للحكومة التي قادها في الاشهر التسعة المنصرمة.. وليستمر فيها، على ما يبدو، لاربع سنوات قادمة ما لم يحصل سحب الثقة عنها وهو احتمال غير وارد بمعرفة الاصوات البرلمانية وولاءها الحزبي..
لقد استقرانا الامور وكشفت لقاءاتنا وحواراتنا مع ابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) بل ومع عموم التوجهات الوطنية العراقية بان الناخبين العراقيين والمحيط الاقليمي (في جزء كبير منه) والمجتمع الدولي كانوا يرغبون بصعود كتلة لبرالية كبيرة يقودها الدكتور اياد علاوي.. ومن اجل هذا الطموح صوت عشرات الالاف من ابناء بابل ونينوى على حساب قوائمهم المستقلة املا في دعم التوجه اللبرالي.. ولكن وللاسف فان حسابات البيدر جاءت مختلفة عن حسابات الحقل..
نشعر جميعا بالقلق الكبير على افرازات السياسات اليومية للحكومة العراقية المقبلة على ضوء التجربة السابقة لها وعلى ضوء النتائج الانتخابية..
ومن هنا نرفع سقف طلباتنا الى الرب في عيد ميلاده ليجعل من الاربع سنوات العراقية القادمة مختلفة عن سنوات ايران ما بعد الخميني، خاصة وان دولة الجوار التي التجانا اليها للسياحة والاصطياف هي الاخرى تعيش على كف عفريت من المتغيرات التي لا يمكن التحكم بها..
املنا في الواقع العراقي ان تمارس القوى الاخرى، وتحديدا القومية والعلمانية، وبتحديد ادق الكردستانية وقائمة الدكتور علاوي، جهدها في تحييد الاسلام من تفاصيل الحياة اليومية للانسان والمجتمع والوطن العراقي.. وبعكسه فان القادمات من الايام لن تكون مصدر راحة بال لاجيالنا ومستقبلنا..

4- قوميا.. فقد جاءت الانتخابات الاخيرة لتبرهن لمن كان يشك الى اليوم ضعفنا الديموغرافي والسياسي.
البرلمان القادم سيضم ثلاثة من ابناء شعبنا فقط مقابل ستة ضمهم البرلمان السابق.. فهل من شك في اننا اكبر الخاسرين؟
النتائج الانتخابية كسفت المستور الذي حاول بعضنا تغطيته بشتى الوسائل والادعاءات..
فاين تبخرت المائة الف صوت الذين قال بعضنا انهم حرموا منها في الانتخابات السابقة؟
فمجموع الاصوات، كل الاصوات وحتى الاسلامية منها، في مناطق الحرمان لم تصل خمس هذا الرقم..
واين تبخر المائتي الف اشوري، كما ادعى البعض منا، بانهم يعيشون في اقليم كردستان العراق..
ان شعبنا بكل قواه السياسية خسر جولة الانتخابات وامتحان الثقة بينه وبين قواه..
فقد نجحنا فقط في الحصول على ثلاثة مقاعد لثلاثة مرشحين من ابناء شعبنا.. اثنان منهم فازوا بمقاعدهم عبر قائمة وطنية هي قائمة التحالف الكردستاني.. والثالث فاز بالباقي الاقوى في محافظة بغداد، اي بمعنى فوز مناطقي محدود.. بل انه جاء في بغداد وليس في نينوى..
فبغداد هي العاصمة.. والعاصمة في كل الدول ليست خصوصية قومية بل هي خليط وطني..
الفارق كبير بين فوز القائمة الاشورية في بغداد وبين فوز القائمة الايزيدية في نينوى، والتركمانية في كركوك.
ففي حالتي الايزيدية والتركمان تتوازى وتتوافق الجغرافيا الانتخابية مع جغرافيا المطالب والطموحات السياسية.
بعكس الحالة الاشورية..
على اية حال فان امرا ايجابيا تحقق بنتيجة الفوز في بغداد وهو ان المرجعية والحسم عادا الى الوطن وليس الى المهجر الذي لم تشفع اصواته لشعبنا..
نتمنى ان تتم مراعاة ذلك في الاداء السياسي والاعلامي لعموم قوانا السياسية والقومية والوطنية.
ولنا الى الموضوع عودة..

5- قوميا ايضا.. فما يعطي الامل بعيدا عن الارقام وقراءتها هو هدوء جبهة الحرب الاهلية، حرب التسمية..
فمع تشكل تحالف النهرين وطني بما ضمه من قوى، وليس اشخاص، تمثل مختلف مكونات ومسميات شعبنا، فاننا لاحظنا هدوءا في الحرب الاهلية وهو هدوء يريح الاذهان والقلوب ونامل ان يستمر من خلال استمرار تحالف قوى النهرين وطني والقوى الاخرى ايضا وتوجهها بصوت وموقف واحد نحو الاستحقاقات التشريعية القامة.
وهذا الانجاز الذي حققته النهرين وطني، وبعيدا عن الشعاراتية والارقام ومفاهيم الربح والخسارة القوائمية الضيقة، هو انجاز كبير علينا جميعا الضغط من اجل حمايته وتعزيزه.

6- كنسيا.. وحيث تتهيا كنائس الرب على اختلاف لاهوتها وطقوسها وهوياتها للاحتفاء بعيد الميلاد المجيد فان كنائسنا، على الاقل كنيسة المشرق الاشورية، تتجه عشية العيد المجيد نحو الانقسام والتفتت مرة اخرى.. وكأن تاريخ الانقسامات فيها لم يكن كافيا لاسقفنا الجليل مار باواي ان يدرك بعين الحكمة المسيحية نتائج ما هو مصر على القيام به من تقسيم للكنيسة.
نعم، وللاسف الشديد فان نيافته دفع ويدفع الامور باتجاه التقسيم..
انا لست ممن تدغدغهم المشاعر والكلمات المعسولة التي ترد في الخطابات الموجهة بعناية الى القلوب لا العقول..
شعبنا الاشوري اثبت بعمومه انه شعب يرغب الاستماع الى الكلمات العاطفية التي لا تقدم الاجابة على اسئلة واستحقاقات الواقع المادي المعاش.
وهذا كان احد اهم اسباب اخفاقاتنا واحباطاتنا القومية في الوطن عبر 15 سنة بنيناها على الخطاب العاطفي وتأليه الذات وعبادة الفرد وانكار حقائق الواقع.
وحيث ان الشعب هو ذاته في الحالتين، السياسية والكنسية، فان سيدنا مار باواي يستنسخ ذات الاداء فيتوجه لمخاطبة القلوب والعواطف لكسبها دون التفات منها الى تناقض الوقائع والافعال مع الكلمات والاقوال.
سيدنا مار باواي الذي يدرك جيدا التوجه والنفس الوحدوي لشعبنا يقول انه عمل ويعمل، سعى ويسعى الى وحدة الكنيسة..
كلام جميل..
وعندما تضيق به الامور، بل وعندما واجهه المجمع السنهاديقي المقدس، بان الكنيسة يكفيها ما عانت من انقسامات فلماذا تريد تقسيمها مرة اخرى.. يجيب مؤكدا القول انه لا يسعى التقسيم بل التوحيد..
كلام اجمل..
ولكنه لا يقدم لنا جوابا عن كيفية توحيده للكنيسة في الوقت الذي يمارس فيه تقسيمها..
فما يقوم به سيدنا مار باواي بكل اللغات والمفردات هو محاولة تقسيم الكنيسة القائمة، كنيسة المشرق الاشورية ببنيانها اللاهوتي والطقسي المعروف وبمرجعيتها السنهاديقية والبطريركية المعروفة، الى كنيستين.. احداهما هي ذات الكنيسة التي خرج منها نيافته، والثانية كنيسة في طور التكوين.. وضعها الحالي هو ذات اللاهوت والطقوس والقوانين، ولكن دون ان يكون لها حاليا اية مرجعية سنهاديقية او بطريركية..

7- اذا كان المتعاطفونن والمؤازرون لنيافته يتلذذون بسماعه وهو يخاطب عواطفهم بكلمات وحدوية جميلة تشبع خيالهم وعواطفهم، وبذلك لا يفكروا، او لا يتجراوا، ان يسالوا نيافته اسئلة واقعية محددة تزيل الضبابية عن الخطاب العاطفي فاننا التزاما منا بالمسؤولية الاخلاقية والضميرية تجاه انفسنا وتجاه اخوتنا ابناء الشعب الاشوري نضع امام نيافته هذه الاسئلة مع التذكير مقدما بان كاتب هذه السطور هو من اكثر الراغبين والداعمين لتحقيق الوحدة القومية والكنسية عبر الحوار بين ما هو قائم من مؤسسات وكنائس وليس عبر تقسيم القائم منها باسم الوحدة.. فاتساءل:
يا سيدي الجليل واسقفي الحبيب مار باواي:
الى اية كنيسة تنتمون الان؟ والى اية سلطة سنهاديقية وبطريركية تتبعون؟
الكنيسة الكلدانية.. كلا..
كنيسة المشرق القديمة.. كلا..
الكنيسة السريانية الارثوذكسية.. كلا..
الكنيسة السريانية الكاثوليكية.. كلا..
الى اية كنيسة اذن؟
كنيسة االمشرق كما نسمع منكم ونسمع من الحملة الاعلامية المناصرة لنيافتكم..
حسنا..
كنيسة المشرق بمرجعيتها البطريركية المعروفة قداسة سيدنا مار دنخا الرابع وبسنهادوسها المقدس (وبغض النظر عن التفاصيل التقاء ام اختلافا) قررت ايقافكم من السلطة الاسقفية.
فاذن ما تمارسونه من سلطات اسقفية ليست باي حال من الاحوال ضمن كنيسة المشرق هذه..
فماذا يتبقى..
دعونا نكون صريحين مع انفسنا ونسمي المسميات باسماءها دون تغليف ومواربة ولف ودوران..
لم يبق هناك الا قولا وفعلا واحدا وهو انكم تؤسسون كنيسة جديدة جديدة جديدة لا بطريرك ومجمع سنهاديقي لها الان.. وقوامها الحالي اسقف واحد هو نيافتكم وكاهنين (وضعهم الكنسي مماثل لوضعكم) وعدد من الشمامسة..
وبعد كل هذا تقولون انكم لا تقومون بتقسيم الكنيسة..
ماذا تسمون قيامكم بالقدوم الى شيكاغو (حيث الرعية البطريركية لكنيسة المشرق) وقيامكم باقامة خدمة القداس الالهي هناك؟
(وبالمناسبة هل لكم ان تنورونا اسم اي بطريرك ذكر الشماس في اثناء قراءته للكاروزوثا في خدمة القداس؟
بالتاكيد لم يكن قداسة سيدنا مار دنخا الرابع)
اليس معناه انكم لستم خاضعين للسلطة البطريركية هذه..
وبالنتيجة اليس ذلك اعترافا عمليا منكم بانكم لا تنتمون الى كنيسة المشرق هذه.. وانكم تمثلون كنيسة ما زالت تفاصيلها الادارية والتنظيمية في طور التشكل.
فان لم يكن هذا انشقاقا عن كنيسة قائمة وولادة لكنيسة جديدة (على الاقل بالبناء الاداري والتنظيمي) فما هو الانشقاق اذن؟
واذا كان هذا تجسيد للوحدة التي بشرتم وتبشرون بها.. فاعذروني القول ان قاموس اللغة يتوجب تبديله ويتوجب اعادة تعريف مصطلحاته.

8- لو كنتم رفضتم المجمع السنهاديقي وقدمتم الاستقالة من الخدمة الاسقفية ولم تمارسوا ما تمارسونه الان من فعل تقسيمي للكنيسة لكان هناك فرصة لمصداقية الادعاء بانكم لا تسعون للتقسيم.
كما انه لو كنتم رفضتم مقررات السنهادوس واعطيتم الولاء لاي من السلطات السنهاديقية والبطريركية لكنائسنا القائمة (الكلدانية او المشرق القديمة مثلا) لكان يمكن للبعض القول والمحاججة انكم لم تسعوا لتقسيم الكنيسة.
ولكن الاصرار على رفض السنهادوس والخروج عن السلطة والمرجعية السنهاديقية والبطريركية لكنيسة المشرق الاشورية والاستمرار بممارسة السلطة الاسقفية هو التقسيم بعينه، بل هو التقسيم مع سبق الاصرار والترصد.

9- وماذا عن المستقبل؟
فاذا كنتم يا سيدي تنوون الانضمام الى اي من كنائسنا الموجودة فافعلوها اليوم وقبل الغد ووفروا على انفسكم وعلينا الجهد والوقت والمال، والاهم من ذلك كله روح الحقد والكراهية والعداءات التي افرزها الانشقاق الذي تقومون به.
واذا كنتم تنوون العودة للحوار مع كنيسة المشرق الاشورية وقبول مرجعيتها البطريركية والسنهاديقية فافعلوها اليوم ايضا وقبل الغد لنفس الاسباب السابقة، خاصة وان المجمع السنهاديقي قد قالها وبوضوح ان ابوابه وقلوبه مفتوحة لكم كلما قررتم العودة اليه وقبوله.
واذا كنتم لا تنوون هذا او ذاك، وتريدون الاستمرار بطريركا غير متوج لكنيسة جديدة فاسمحوا لي القول ان ذلك بعيد كل البعد مع ما تقولونه وتكررونه في خطاباتكم..
مرة اخرى اقول، انه ليس بالحكمة والمسؤولية ان نخاطب شعبنا بالعاطفة والكلمات المعسولة والوعود الضبابية لتغطية النوايا الحقيقية والحقائق الواقعية.
ومرة اخرى اقول انه يستحيل علي استيعاب ان يكون احدنا يدعي الوحدة وهو يمارس التقسيم.

10- وذات الشيئ عن دعوتكم لتحديث الكنيسة.
اضم صوتي الى صوتكم سيدي الجليل بان كنيسة المشرق بحاجة الى التحديث في مجمل الامور، اللاهوتية، الطقسية، القانونية، المؤسساتية، وغيرها الكثير الكثير..
ولكن اذا كان جميعنا رفض ويرفض، استنكر ويستنكر، قيام البعض ممن يسمون بالـ "المبشرين" بتقسيم كنائسنا وتاسيس كنائس صغيرة ومتعددة هنا وهناك باسم تحديث الكنيسة واستعادة روحانيتها، الا ينطبق الامر ذاته على ما تقومون به من تقسيم للكنيسة باسم تحديثها.
وهل ان ممر التحديث يمر دوما عبر التقسيم؟

11- كما عن الوحدة كذلك عن احقاق القانون في الكنيسة.
فسيدنا الجليل مار باواي في الوقت الذي يدعو فيه الى ضرورة احقاق الحق والتزام القانون في الامور الكنسية، وهي دعوة يتفق معه الكثيرون بشانها من حيث المبدا (وبينهم كاتب السطور)، فانه يرفض (البعض يسميه تمرد) قبول مقررات اعلى مرجعية وسلطة قانونية في الكنيسة الا وهو المجمع السنهاديقي المقدس.
انه تناقض لا يمكن اخفاءه بكلمات من العاطفة وتقديم الذات على انها ضحية.
فباسم احقاق القانون نرفض قبول اعلى قانون!!

12- اما عن المحيط الذي احاط بسيدنا الجليل مار باواي (ولا اقول انه احاط نفسه به، فاني متيقن من ان نيافته ليس بالراغب بهم) فحدث ولا حرج..
الكلمات النابية.. التلفيقات والاساءات المقززة.. التعابير التي تقشعر منها الابدان وتشمئز منها النفوس ضد المرجعيات البطريركية والاباء المطارنة والاساقفة وكل ذلك في حملة توظيف سياسي وحزبي وشخصي للمسالة.
احدهم شبه السنهادوس بمائد قمار لعب البوكر.. والاخر اتهم المجمع المقدس بانهم مجموعة قتلة.. واخرون لم يترددوا في تخوين قداسة البطريرك وخضوعه لمؤامرة كردية احدى فقراتها هي ايقاف نيافة الاسقف مار باواي تلبية لمطلب من القيادة السياسية الكردية.. والى غيرهم..
فهل هذه هي سمات التحديث الروحي والتعليم المسيحي للكنيسة التي في طور الولادة..

13- بقي ان اشير بروح المحبة المسيحية الى موقف كاهني الكنيسة الكلدانية والكنيسة الشرقية القديمة في شيكاغو..
فكلتا الكنيستين هما كنيستان رسوليتان مقدستان وشقيقتان لكنيسة المشرق..
وذلك يعني، من بين ما يعنيه، الاحترام المتبادل للمرجعيات السنهاديقية والبطريركية وعدم التدخل في الخلافات والامور الداخلية.
من هنا ليس مفهوما ان تقوم رعيتي الكنيستين وكاهنيهما بفتح ابواب كنيستيهما (كما تناهى لمسامعنا) امام اسقف وكهنة موقوفين من كنيسة المشرق الاشورية لاقامة الخدمات الكنسية.
ولست ادري اذا كان ذلك بعلم وموافقة المرجعيات الاسقفية والبطريركية لهما.
اضعف الامور ايمانا هو الحيادية وعدم تشجيع الانشقاق.

14- قد يقول بعض قراء المقال ان نبرته ربما هي قاسية وتختلف عن اسلوب، ولا اقول مضمون، رسالتي المفتوحة الى نيافته.. فاقول صدقتم ايها الاحبة.. ومصدر ذلك هو ان رسالتي المفتوحة وجهتها والمسالة كانت في بداياتها وكنت وبكل صدق آمل من نيافته التوقف عن تقسيم الكنيسة، اما اليوم فان خطوات التقسيم قائمة ومستمرة في كاليفورنيا وشيكاغو وهناك من يسعى الى تصديرها الى مواقع اخرى.
كما ان مصدر "القسوة" هو عظيم محبتي واعتزازي بنيافة الاسقف مار باواي.. وهي محبة واعتزاز يشاركني فيها الكثير من ابناء الكنيسة والمؤمنين بها والذين كانوا يجدون في نيافته مستقبلا منيرا لكنيستنا وشعبنا من حيث امتلاكه لرؤية تمنينا تحقيقها بالحوار والمحبة وروح الشراكة بين اباء كنيسة المشرق الاشورية ومن ثم بينها وبين الكنائس الشقيقة، وليس بالدفع القسري للامور والقفز على الوقائع وحرق المراحل.
واليوم، ومع اصرار نيافته ودفعه للامور باتجاه تقسيم الكنيسة وغيرها من النقاط التي اوردنا العديد منها اعلاه، فاننا، نحن معشر المتعاطفين بوعي مع نيافته في رؤيته وخدمته الاسقفية في كنيسة المشرق الاشورية، نجد انفسنا مصعوقين ومشلولين كوننا نرفض التقسيم ونرفض التشكيك بالمجمع السنهاديقي ونرفض التمرد عليه ونرفض توظيف الامور سياسيا وحزبيا ونرفض العديد مما تستبيحه وتمارسه حملة دعم نيافته.

15- وختاما، هذا هو حال عيدنا هذه السنة..
انشقاق وفشل وقلق على الوطن والمستقبل..
فلنتوجه الى رب الارباب وملك الملوك في عيد ميلاده المجيد ان يمنحنا الحكمة والقدرة للتغلب على مواقع ضعفنا ونتعظ من تاريخنا القديم والحديث والمعاصر وندرك ان ما ينقصنا هو محبة بعضنا بعضا ونبذ الانانيات الكنسية والحزبية والشخصية واستذكار ما قاله الرب يسوع المسيح بان الكبير فينا هو من يكون خادما لنا لا حاكما علينا.

وليبارك الرب اعيادكم..


القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

* شخصيا لا احبذ الترجمة القائلة (وبين الناس المسرة)، فالنص السرياني للبشيطتا (وهي نسخة الكتاب المقدس المعتمدة في كنائس المشرق) تقول (سورا طاوا لونيناشا) اي (الرجاء الصالح لبني البشر)[/size][/font]

285

القراء الاحبة
كما وعدتكم بالامس، انشر لكم اليوم احتساب وتوزيع المقاعد النيابية الـ 45 وبالتالي الخارطة النهائية للبرلمان العراقي.
http://www.capiraq.org/Books/45SeatsDistribution.pdf

مع المحبة

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
21 ك1 2005

286

الاخوة الاحبة:
للاطلاع على احتساب وتوزيع المقاعد الـ 230 على الدوائر الانتخابية للمحافظات العراقية انقر على الرابط ادناه حيث قمت بتوضيح حساب التوزيع على جميع المحافظات:
www.capiraq.org/Books/SeatsDistribution.pdf
مع التقدير

اخوكم
القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

287

بعد نشر نتائج التصويت في المحافظات من قبل المفوضبة في موقعها على الانترنت قمنا بمراجعة الحسابات والتوزيعات السابقة ومن بينها بغداد.
حيث تاكد لنا فوز قائمة الرافدين الوطنية باحد المقاعد النيابية للمحافظة من خلال الباقي الاقوى وعلى اساس ان المقاعد المتبقية بعد توزيع المقاعد الصحيحة سيتم توزيعها على القوائم ذات البواقي الاقوى بغض النظر عن فوزها بالقاسم الانتخابي للمحافظة ام لا.
وهذا ما كانت اشارت اليه الدراسة الاستقرائية للحزب الوطني الاشوري في حينه (بداية تشرين الاول) بان التنافس على الباقي الاقوى من دون الحصول على القاسم الانتخابي للمحافظة يحسن فرص قوائم شعبنا للفوز من خلال الدوائر الانتخابية.

السؤال اللاحق هو:
ماذا عن فرص المقعد الثاني لقائمة الرافدين ضمن المقاعد الوطنية؟
ذلك يعتمد على باقي اصوات القائمة (مجموع اصواتها – المعدل الوطني) ومن الصعب الاجابة الواضحة حاليا. نظريا الفرصة موجودة ولكن عمليا نعتقد بصعوبتها الفائقة من ححيث ان الباقي المذكور سيكون ضعيفا للمنافسة.
كما ان ذلك يعتمد على القوائم المتنافسة ضمن المقاعد التعويضية وبواقيها.

ادناه احتساب توزيع مقاعد بغداد بعد نشر المفوضية للارقام الجديدة، كما ساقوم اليوم بنشر توزيع المقاعد لبقية المحافظات على ضوء الارقام الجديدة المنشورة من قبل المفوضية:
مجموع الناحبين في بغداد = 2392543
عدد مقاعد الدائرة = 59
القاسم الانتخابي مقرب الى رقم صحيح = 40552

القوائم التي حازت على القاسم الانتخابي:
الائتلاف العراقي الموحد: 1398778 صوت = 34 مقعد صحيح وباقي 20010 صوت
جبهة التوافق العراقية: 454107 صوت = 11 مقعد صحيح وباقي 8035
القائمة العراقية الوطنية: 330082 صوت = 8 مقعد صحيح وباقي 5666
الرساليون: 43888 صوت = 1 مقعد صحيح وباقي 3336

المقاعد الصحيحة الموزعة: 54

خمسة كراسي لافضل خمسة بواقي وهي:
الجبهة العراقية للحوار الوطني: 37437 صوت
التحالف الكردستاني: 25459 صوت
الائتلاف العراقي الموحد: 20010 صوت (من اعلاه)
قائمة مثال الالوسي: 13316 صوت
الرافدين الوطنية: 9986 صوت
التوزيع النهائي:
الائتلاف العراقي: 35 مقعد
جبهة التوافق العراقية: 11 مقعد
القائمة العراقية الوطنية: 8 مقاعد
الرساليون: 1 مقعد
الجبهة العراقية للحوار الوطني: 1 مقعد
التحالف الكردستاني: 1 مقعد
قائمة مثال الالوسي: 1 مقعد
قائمة الرافدين الوطنية: 1 مقعد

نهنئ الفائزين وبخاصة السيد يوناذم كنا متمنين لهم النجاح والتوفيق.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

288

عدد المقاعد المخصصة لمحافظة صلاح الدين هي 8 مقاعد
سنحاول استخراج توزيعها اعتمادا على النسب المئوية للنتائج كما اعلنتها المفوضية وليس باستخراج القاسم الانتخابي لعدم معرفتنا للمجموع الكلي للناخبين في محافظة صلاح الدين.

جبهة التوافق العراقية: 2 مقعد صحيح وباقي = 0.6736
الجبهة العراقية للحوار الوطني: 1 مقعد صحيح وباقي = 0.5568
القائمة العراقية الوطنية: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.8496
كتلة المصالحة والتحرير: صفر مقد صحيح وباقي = 0.7488
الائتلاف العراقي الموحد: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.5944
التحالف الكردستاني: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.3432

المقاعد الخمسة المتبقية ستوزع على اقوى خمسة بواقي وليكون التوزيع النهائي للمقاعد كما يلي:
جبهة التوافق العراقية: 3 مقاعد (1 امراة، 2 رجال)
الجبهة العراقية للحوار الوطني: 2 مقعد (2 رجال)
القائمة العراقية الوطنية: 1 مقعد (1 رجل)
كتلة المصالحة والتحرير: 1 مقعد (1 رجل)
الائتلاف العراقي الموحد: 1 مقعد (1 رجل)

نسبة المراة: 12.5 % وهي اقل من الحد الادنى الذي يشترطه القانون
طبعا ان هذا لا يعني الطلب من القوائم الفائزة في صلاح الدين تبديل تسلسل مرشحيها لضمان تحقيق نسبة المراة فذلك غير ممكن قانونيا.
ولكن هذه النسبة ربما ستؤثر على النسبة النهائية للمراة في مجموع الـ 230 مقعد وعندها سيتم مراعاة ذلك في جنس المرشحين ضمن المقاعد التعويضية.
طبعا لا يمكن لنا منذ الان تحديد ذلك الا بعد معرفة توزيع كافة المقاعد الـ 230 ولكننا نشير اليها هنا للتوضيح والفائدة.

للراغبين معرفة اسماء النواب يرجى الذهاب الى الرابط ادناه وقراءة الاسماء بحسب الحصص اعلاه.
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Salahaldeen.pdf

نتمنى لمرشحي بابل النجاح والتوفيق

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

289
عدد المقاعد المخصصة لمحافظة السليمانية هي 15 مقعد
في محافظة السليمانية سنستخرج توزيع المقاعد من خلال القاسم الانتخابي الذي يمكننا استخراجه كما يلي:
عدد الناخبين \ عدد المقاعد = 770819 \ 15 = 51388 (مقرب الى عدد صحيح)

قائمة التحالف الكردستاني:  671814 صوت = 13 مقعد صحيح وباقي 3770  صوت
الاتحاد الاسلامي الكردستاني: 83208  صوت = 1 مقعد صحيح وباقي 31820 صوت
الحركة الاسلامية في كردستان العراق: 10330 صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 10330 صوت

وبذلك يكون التوزيع النهائي بعد منح المقعدين بحسب الباقي الاقوى:
التحالف الكردستاني: 13 مقعد (4 نسوة، 9 رجال)
الاتحاد الاسلامي: مقعدان (رجلان)

نسبة المراة: 26.66 % وهي نسبة تفوق الحد الادنى الذي يشترطه القانون
وبذلك فان السليمانية مثل: بغداد، بابل، دهوك، اربيل، ميسان والنجف لن تؤثر في تحديد جنس مرشحي المقاعد التعويضية.

للراغبين بمعرفة اسماء الفائزين يمكنهم ذلك من خلال الرابط ادناه واعتمادا على التوزيع اعلاه:
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Sulaymania.pdf

نتمنى لنواب محافظة السليمانية النجاح والتوفيق.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

290

عدد المقاعد المخصصة لمحافظة النجف هي 8 مقاعد
في محافظة النجف سنستخرج توزيع المقاعد من خلال القاسم الانتخابي الذي يمكننا استخراجه كما يلي:
عدد الناخبين \ عدد المقاعد = 368498 \ 8 = 46062 (مقرب الى عدد صحيح)

قائمة الائتلاف العراقي الموحد: 302282 صوت = 6 مقاعد صحيحة وباقي 25910  صوت
القائمة العراقية الوطنية: 28755  صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 28755 صوت
الرساليون: 14805 صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 14805 صوت

وبذلك يكون التوزيع النهائي بعد منح المقعدين بحسب الباقي الاقوى:
الائتلاف العراقي: 7 مقاعد (2 امراة، 5 رجال)
القائمة العراقية: 1 مقعد (رجل)

نسبة المراة: 25% وهي مساوية للحد الادنى الذي يشترطه القانون
وبذلك فان النجف مثل: بغداد، بابل، دهوك، اربيل وميسان لن تؤثر في تحديد جنس مرشحي المقاعد التعويضية.

للراغبين بمعرفة اسماء الفائزين يمكنهم ذلك من خلال الرابط ادناه واعتمادا على التوزيع اعلاه:
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Najaf.pdf

نتمنى لنواب محافظة النجف النجاح والتوفيق.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

291

عدد المقاعد المخصصة لمحافظة ميسان هي 7 مقاعد
في محافظة ميسان سنستخرج توزيع المقاعد من خلال القاسم الانتخابي الذي يمكننا استخراجه كما يلي:
عدد الناخبين \ عدد المقاعد = 316733 \ 7 = 45248 (مقرب الى عدد صحيح)

قائمة الائتلاف العراقي الموحد: 275128 صوت = 6 مقاعد صحيحة وباقي 3640  صوت
القائمة العراقية الوطنية: 13739  صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 13739 صوت
الرساليون: 10699 صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 10699 صوت

وبذلك يكون التوزيع النهائي بعد منح المقعدين بحسب الباقي الاقوى:
الائتلاف العراقي: 6 مقاعد (2 امراة، 4 رجال)
القائمة العراقية: 1 مقعد (رجل)

نسبة المراة: 28.57 %  وهي اعلى من الحد الادنى الذي يشترطه القانون
وبذلك فان ميسان مثل: بغداد، بابل، دهوك، اربيل لن تؤثر في تحديد جنس مرشحي المقاعد التعويضية.

للراغبين بمعرفة اسماء الفائزين يمكنهم ذلك من خلال الرابط ادناه واعتمادا على التوزيع اعلاه:
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Misan.pdf

نتمنى لنواب ميسان النجاح والتوفيق.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

292


عدد المقاعد المخصصة لمحافظة كربلاء هي 6 مقاعد
في محافظة كربلاء سنستخرج توزيع المقاعد من خلال القاسم الانتخابي الذي يمكننا استخراجه كما يلي:
عدد الناخبين \ عدد المقاعد = 302334 \ 6 = 50389

قائمة الائتلاف العراقي الموحد: 229790 صوت = 4 مقاعد صحيحة وباقي 28234  صوت
القائمة العراقية الوطنية: 35452  صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 35452 صوت
الرساليون: 8095 صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 8095 صوت

وبذلك يكون التوزيع النهائي بعد منح المقعدين بحسب الباقي الاقوى:
الائتلاف العراقي: 5 مقاعد (1 امراة، 4 رجال)
القائمة العراقية: 1 مقعد (رجل)

نسبة المراة: 16.66%  وهي اقل من الحد الادنى الذي يشترطه القانون
طبعا ان هذا لا يعني الطلب من القوائم الفائزة في كربلاء تبديل تسلسل مرشحيها لضمان تحقيق نسبة المراة فذلك غير ممكن قانونيا.
ولكن هذه النسبة ربما ستؤثر على النسبة النهائية للمراة في مجموع الـ 230 مقعد وعندها سيتم مراعاة ذلك في جنس المرشحين ضمن المقاعد التعويضية.
طبعا لا يمكن لنا منذ الان تحديد ذلك الا بعد معرفة توزيع كافة المقاعد الـ 230 ولكننا نشير اليها هنا للتوضيح والفائدة.

للراغبين بمعرفة اسماء بقي الفائزين يمكنهم ذلك من خلال الرابط ادناه واعتمادا على التوزيع اعلاه:
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Karbala.pdf

نتمنى لنواب كربلاء النجاح والتوفيق.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

293
عدد المقاعد المخصصة لمحافظة اربيل هي 13 مقعد
في محافظة اربيل سنستخرج توزيع المقاعد من خلال القاسم الانتخابي الذي يمكننا استخراجه كما يلي:
عدد الناخبين \ عدد المقاعد = 604433 \ 13 = 46495 (مقرب الى رقم صحيح)

قائمة التحالف الكردستاني: 575068 صوت = 12 مقعد صحيح (4 نسوة، 8 رجال) وباقي 17128  صوت
قائمة الاتحاد الاسلامي الكردستاني: 19612  صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 19612 صوت يمنحها المقعد المتبقي (رجل)

نسبة المراة: 30.77 %  وهي تفوق الحد الادنى الذي يشترطه القانون
وبذلك محافظة اربيل  مثل بابل وبغداد ودهوك لن تؤثر على تحديد كون المرشحين في المقاعد التعويضية نسوة

كما هو معلوم فان اثنين من ابناء شعبنا فازوا بمقاعدهم النيابية من خلال قائمة التحالف الكردستاني في محافظة اربيل وهما السيد فوزي فرنسو حريري والسيد افرام ابلحد ساوا

للراغبين بمعرفة اسماء بقية الفائزين يمكنهم ذلك من خلال الرابط ادناه واعتمادا على التوزيع اعلاه:
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Erbil.pdf


نتمنى لمرشحي اربائيلو الحبيبة، وبخاصة السيدين فوزي وابلحد النجاح والتوفيق في تمثيل شعبنا في البرلمان القادم.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

294

عدد المقاعد المخصصة لمحافظة دهوك هي 7 مقاعد
في محافظة دهوك سنستخرج توزيع المقاعد من خلال القاسم الانتخابي الذي يمكننا استخراجه كما يلي:
عدد الناخبين \ عدد المقاعد = 383356 \ 7 = 54765 (مقرب الى رقم صحيح)

قائمة التحالف الكردستاني: 344717 صوت = 6 مقاعد صحيحة (2 نسوة، 4 رجال) وباقي 16127 صوت
قائمة الاتحاد الاسلامي الكردستاني: 28401 صوت = صفر مقعد صحيح وباقي 28401 صوت يمنحها المقعد المتبقي (رجل)

نسبة المراة: 28.57 %  وهي تفوق الحد الادنى الذي يشترطه القانون
وبذلك محافظة دهوك مثل بابل وبغداد لن تؤثر على تحديد كون المرشحين في المقاعد التعويضية نسوة
للراغبين بمعرفة اسماء الفائزين يمكنهم ذلك من خلال الرابط ادناه واعتمادا على التوزيع اعلاه:
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Dhouk.pdf

نتمنى لمرشحي نوهدرا الحبيبة النجاح والتوفيق

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

295
عدد المقاعد المخصصة لمحافظة بابل هي 11 مقعد
سنحاول استخراج توزيعها اعتمادا على النسب المئوية للنتائج كما اعلنتها المفوضية وليس باستخراج القاسم الانتخابي لعدم معرفتنا للمجموع الكلي للناخبين في محافظة بابل.

قائمة الائتلاف العراقي الموحد: 8 مقاعد صحيحة وباقي = 0.327
القائمة العراقية الوطنية: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.9658
جبهة التوافق العراقية: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.6281
الرساليون: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.1793
فراتيون – حقوق الانسان: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.0638

المقاعد الثلاثة المتبقية ستوزع على اقوى ثلاثة بواقي وليكون التوزيع النهائي للمقاعد كما يلي:
قائمة الائتلاف العراقي الموحد: 9 مقاعد (3 نسوة، 6 رجال)
القائمة العراقية الوطنية: مقعد واحد (رجل)
جبهة التوافق العراقية: مقعد واحد (رجل)

نسبة المراة: 27.27% وهي تفوق الحد الادنى الذي يشترطه القانون
وبذلك محافظة بابل مثل بغداد لن تؤثر على تحديد كون المرشحين في المقاعد التعويضية نسوة

للراغبين معرفة اسماء النواب يرجى الذهاب الى الرابط ادناه وقراءة الاسماء بحسب الحصص اعلاه.
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Babil.pdf
نتمنى لمرشحي بابل النجاح والتوفيق

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

296

نواب بغداد: 37 ائتلاف، 11 توافق، 8 عراقية، 1 لكل من الكردستاني، الرساليون، الحوار الوطني

مجموع المقاعد لمحافظة بغداد هو 59 مقعد
توزيع المقاعد الصحيحة (من خلال النسب المئوية المعلنة وليس القاسم الانتخابي الذي لم يتيسر لنا احتسابه لعدم توفر مجموع الناخبين الاجمالي في بغداد)
الائتلاف العراقي: 36 مقعد صحيح وباقي = 0.6448
جبهة التوافق العراقية: 11 مقعد صحيح وباقي = 0.151
القائمة العراقية الوطنية: 8 مقاعد صحيحة وباقي = 0.0712
الرساليون: 1 مقعد صحيح وباقي = 0.0856
الجبهة العراقية للحوار الوطني: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.9027
التحالف الكردستاني: صفر مقعد صحيح وباقي 0.6254
قائمة مثال الالوسي: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.3245
قائمة الرافدين: صفر مقعد صحيح وباقي = 0.2478
مجموع المقاعد الصحيحة الموزعة هي: 56 مقعد
المقاعد الثلاثة المتبقية ستوزع على افضل ثلاثة بواقي وهي:
الجبهة العراقية للحوار الوطني، الائتلاف العراقي الموحد، التحالف الكردستاني
اما في حال اشتراط حصول القائمة على القاسم الانتخابي للمحافظة كشرط لدخولها منافسات الباقي الاقوى فعندها ستستبعد قائمتي الجبهة العراقية للحوار الوطني والتحالف الكردستاني.
وستمنح المقاعد الثلاثة لكل من: الائتلاف العراقي الموحد، جبهة التوافق العراقية، الرساليون

على اية حال ومن خلال تصريحات المفوضية قبل الانتخابات فانه يبدو ان القوائم ستتنافس على مقاعد الباقي الاقوى دون شرط القاسم الانتخابي.
وبذلك يكون توزيع مقاعد بغداد كما يلي:
الائتلاف العراقي: 37 مقعد
جبهة التوافق العراقية 11 مقعد
القائمة العراقية الوطنية: 8 مقاعد
الرساليون: مقعد واحد
الجبهة العراقية للحوارالوطني مقعد واحد
التحالف الكردستاني مقعد واحد

وللراغبين بمعرفة الاسماء يمكنهم العودة الى اسماء المرشحين لمحافظة بغداد من الرابط ادناه، ومعرفة اسماء النواب وفق الحصص اعلاه.
http://www.ieciraq.org/final%20cand/pdf2/Baghdad.pdf

بقيت هناك نقطة مهمة ستؤثر لاحقا على تحديد القوائم لمرشحيها في المقاعد التعويضية، وهي نسبة المراة في مجلس النواب.
وسنوضحها هنا للمعلومات.
ينص القانون ان لا تقل نسبة المراة عن 25% من اعضاء مجلس النواب.
ولذلك فانه بعد توزيع الـ 230 مقعد لدوائر المحافظات ستقوم المفوضية باحتساب نسبة المراة في هذه المقاعد، فان كانت اقل من 25% فعندها ستشترط على القوائم التي تدخل البرلمان من خلال المقاعد التعويضية ان ترشح نسوة الى المقاعد التعويضية لتحقيق نسبة الـ 25%.
فبغداد مثلا وبمعرفة ان كل مرشحين تلتهما مرشحة يكون مجموع النسوة في الـ 59 مقعد اعلاه كما يلي:
من الائتلاف: 12 امراة، 25 رجل
جبهة التوافق: 3 نساء، 8 رجال
القائمة العراقية: 2 نسوة، 6 رجال
وبقية القوائم رجل واحد لكل منهم
المجموع: 17 امراة + 42 رجل
نسبة المراة هي: 28.8 % اي اكثر من الحد الادنى المطلوب

نتمنى لجميع نواب بغدادنا الحبيبة النجاح والتوفيق.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

297

وفق النتائج الانتخابية المعلنة هذا اليوم:
لحد الان تاكد فوز اثنين من ابناء شعبنا في البرلمان العراقي وهما:
السيد فوزي فرنسو حريري والذي هو في التسلسل الخامس ضمن قائمة التحالف الكردستاني لمحافظة اربيل
والسيد ابلحد افرام ساوا، مرشح الاتحاد الديمقراطي الكلداني في قائمة التحالف الكردستاني وهو في التسلسل الـ 11 ضمن قائمة التحالف في اربيل.
حيث ضمنت القائمة فوزها بـ 12 مقعد صحيح من مقاعد المحافظة البالغة 13 مقعد.
وكما يلي:
مجموع الاصوات في المحافظة: 604433
القاسم الانتخابي للمحافظة هو: 46494.846
اصوات قائمة التحالف: 575068
575068 \ 46494.864 = 12.3684
اي 12 مقعد صحيح وباقي 17128 اصوات
اما المقعد الثالث عشر فسيكون من حصة الاتحاد الاسلامي الكردستاني الذي لديه 19612 صوت
هذا اعتمادا على ان باقي المقاعد بعد توزيع المقاعد الصحيحة سيمنح للباقي الاقوى بغض النظر عن تحقيق القاسم الانتخابي.
اما اذا تم اشتراط القاسم الانتخابي في المحافظة مثلما هو مشروط في المعدل الوطني فان المقعد 13 ايضا سيكون من حصة التحالف الكردستاني.

نهنئ شعبنا ونهنئ السيدين فوزي حريري وابلحد افرام على هذا الفوز ونتمنى لهم التوفيق لخدمة شعبنا العراقي عامة وشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) خاصة.

ومن جهة اخرى تقترب قائمة الرافدين من تحقيق المعدل الوطني الذي سيتيح لها الفوز بمقعد واحد ضمن المقاعد التعويضية.
نتمنى تحقيق ذلك.

في حين ان المؤشرات تشير الى فشل السيدة وجدان ميخائيل للفوز بمقعد نيابي عن بغداد.
فحصة القائمة العراقية الوطنية هي 13.68 % من اصوات بغداد.
وتسلسل السيدة وجدان هو الـ 12 في القائمة العراقية من مجموع 59 مقعد لبغداد، وهذا يتطلب الحصول على 20.33%
يبقى للسيدة وجدان احتمال ان تقوم القائمة بمنحها احد المقاعد التعويضية.
نتمنى لها النجاح ايضا.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
19 ك1 2005

298

1- اما وقد وضعت الانتخابات التشريعية العراقية اوزارها، فانه يحق لنا ويستوجب علينا ان نتوجه الى العراق والعراقيين شعبا ووطنا في داخل العراق وفي الشتات والمنافي، بالتهنئة القلبية الحارة على نجاح العملية الانتخابية، ونجاح السير خطوة اخرى في عملية اعادة بناء العراق على اسس من القيم الحضارية والعصرية وفي مقدمتها الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الانسان وحرياته.
مع الانتخابات الاخيرة يكون العراق الجديد سار واثق النفس نحو مستقبله الذي يامله العراقيون مستقبلا زاهرا ونموذجا يقتدى به في المحيط الاقليمي الذي بات العراق فيه جزيرة محاطة بانظمة استبدادية بالية ليس فيها للانسان اعتباره وليس فيها للحرية نسمتها.
فهنيئا لنا، نحن العراقيون، ابناء النهرين وورثة اورنمو وحمورابي واخيقار، هذه الخطوة.. والى امام..

2- كما يحق لنا ويستوجب علينا ان نتوجه الى عموم ابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) في بيت نهرين العراق وفي المنافي والاغتراب بالتهنئة القلبية الصادقة على هذه الانتخابات وبغض النظر عن ما افرزته من نتائج وما ابلغته من رسائل سناتي عليها في هذا المقال وفي مقالات قادمة.
فالاعتبار الاول، وفوق كل شيئ، هو ان خطوة اخرى نحو العراق الجديد تحققت وبمشاركة وطنية من كل مكونات النسيج العراقي من دون اقصاء بعكس ما كان يحدث سابقا منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة.
نهنئ ممثلي شعبنا في البرلمان القادم سواء من فاز بتمثيله عبر التحالفات الوطنية او ربما يفوز (ونتمنى ذلك قلبيا) عبر قوائمنا المستقلة ونتمنى لهم جميعا ان يكونوا الصوت المعبر لشعبنا وهمومه وطموحاته تحت قبة البرلمان الجديد.
ولمرشحي شعبنا ممن فشلوا في هذا الاختبار نقول ان الحياة وقوانينها وتجاربها هي خليط من النجاح والفشل، ومن الفرح والالم..
اننا فخورون بكم بغض النظر عن اي شيئ.. اننا فخورون بكم لانكم احتكمتم الينا وقررتم احترام ارادتنا وخيارنا عبر الانتخاب الحر.

3- وحيث ان الانتخابات هي مجرد محطة لانطلاقات واستحقاقات اخرى في عملية بناء العراق الديمقراطي الفدرالي التعددي فاننا نامل ان تفرز الانتخابات ونتائجها حكومة وحدة وطنية نابعة من الشعب وتتوجه اليه لتلبي احتياجاته ومطاليبه وفي المقدمة منها الامن والاستقرار والقضاء على الارهاب والجريمة والفساد المالي والاداري والسياسي وبما يحقق اعادة بناء البنى التحتية وبناء اقتصاد عراقي يقضي على البطالة بكل ما تفرزه من نتائج سلبية وامراض اجتماعية..
واذا كانت هذه تمنيات يشترك فيها كل العراقيين فانه يجدر بنا جميعا ان نساهم في تحقيقها كل من موقعه بنشر روح التسامح وتعزيز الشراكة والاخوة الوطنية وغيرها مما شاب ويشوب الاداء السياسي والاعلامي في عموم الوطن.

4- الا انه ومع هذه التهاني والتمنيات الصادقة فانه لا يجدر بنا ان نغفل او نتغافل عن استيعاب الدروس والرسائل التي ارسلتها صناديق الاقتراع ونتائجها والتي بدات تطرق مسامعنا وانظارنا وان بصيغتها غير الرسمية.
فالانتخابات، اية انتخابات وفي كل الاوطان والازمان، هي محطة اختبار الثقة بين الشعب وقواه.. بين الناخبين والمرشحين.. بين المصوتين والساعين لكسب هذه الاصوات..
وبالتاكيد فان قراءة النتائج الانتخابية والدروس والرسائل التي افرزتها تختلف باختلاف الزاوية التي تتم من خلالها القراءة..
فقراءة النتائج من منظور حزبي او قوائمي تختلف كليا عن قراءتها من منظور قومي ووطني..
فذات النتائج التي قد يعتبرها البعض انتصارا قوائميا او حزبيا  بمعنى ان القائمة او الحزب او المرشح الفلاني حاز على اصوات اكثر من القائمة او الحزب او المرشح الفلاني، قد يعتبرها البعض الاخر خسارة قومية ووطنية لانها اخفقت في تحقيق الاستحقاقات والطموحات القومية والوطنية لاحد مكونات الشعب في التمثيل البرلماني.

5- شخصيا، وفي هذا المقال، اسعى لتقديم قراءة اولية في النتائج الانتخابية والرسالة التي اعطتها صناديق الاقتراع من منظور قومي لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني)..
فاقول وبكل صراحة وجراة وشفافية ومصداقية مع الذات ومع الجماهير ان شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) هو الخاسر الاكبر، ان لم يكن الاوحد، بين الخاسرين من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية.
فشعبنا وبكل ابناءه في الوطن والشتات، وبكل قواه السياسية والاعلامية، وبكل ناشطيه وكتابه، فشل عبر قوائمه المستقلة في تحقيق الحد الادنى من استحقاقاته في التمثيل البرلماني.
صحيح ان النتائج النهائية والرسمية ما زالت غير معلنة.. الا ان المؤشرات المعلنة لا تدع مجالا لاكثر الحالمين فينا ان يصدق احتمال تحقيق النزر الادنى من احلامه مثل التي اطلقها البعض منا على تلفزيون (الحرة) قبل اقل من 48 ساعة على الانتخابات بان ينال بين 5 الى 10 مقاعد.
فالنتائج الاولية تشير الى ان افضل فرص قوائمنا المستقلة ربما هي الفوز بمقعد يتيم واحد وبشق الانفس وباصوات معدودة فوق المعدل الوطني وهي الاصوات المكررة التي منحها المئات من ناخبي شعبنا ممن ادلوا باصواتهم مرتين في شيكاغو وسدني وتورنتو ودمشق وغيرها (وهي حالة عامة مؤسفة رافقت العملية الانتخابية ومارسها انصار معظم القوائم كلما استطاعوا الى ذلك سبيلا!! مع فارق في العدد وفي تاثير ذلك العدد على النتيجة النهائية وفي حالتنا فان التاثير هو ربما بالانتقال من خارج الى داخل البرلمان)
مقعد يتيم واحد رغم حوالي المليون انسان ممن يحق لهم التصويت من ابناء شعبنا في الوطن والمهجر، ورغم الاكثر من مليون دولار المخصصة للحملة الاعلامية الانتخابية لكسب اصوات الناخبين وتوظيف النقائض في هذه الحملة من دماء زكية وتشييع جثامين طاهرة لشهداء بررة في النهار وحفلات الغناء والرقص في المساء والليل، والى اخره من تفاصيل واليات الحملات الانتخابية لمختلف القوائم.
لنقولها بكلمات واضحة دون مواربة ودون تضليل ودون تبرير.. لقد فشلت جميع القوائم الانتخابية المستقلة لشعبنا في كسب ثقة ناخبينا.. لقد سقطت جميع القوائم الانتخابية المستقلة لشعبنا في هذا الاختبار الانتخابي..
ومن دون الاعتراف بحقيقة الفشل هذا لن يكون ممكنا لنا ادراك اسبابه، ولن يكون ممكنا لنا معالجة نتائجه..


6- لا يمكن لنا التغطية على فشلنا القومي عبر الترويج بالفوز القائمي النسبي، بمعنى ان قائمتنا الفلانية فازت باصوات اكثر من قائمتنا العلانية.
فقوائمنا المستقلة تشكلت جميعا بغاية تحقيق فوز وتمثيل برلماني يتوازى مع استحقاقنا القومي في وطننا العراق.
وهذا هو معيار فشلها او نجاحها..
وقوائمنا المستقلة لم تتشكل بغاية تحقيق مقارنات او انتصارات او هزائم بين بعضها..
وبالتالي فان ادعاء احداها انها حازت على اصوات اكثر من الثانية، وادعاء الثانية انها حازت على اصوات اكثر من الثالثة وهكذا، لا يجب ان نسمح بالترويج له لتغطية فشلنا جميعا في تحقيق الاستحقاق والطموح القومي.
هذه المقارنات واسبابها ومدلولاتها بعد وضعها في سياقها الذاتي والموضوعي الصحيح هي بالتاكيد مهمة وضرورية في اية دراسة تحليلية تفصيلية للانتخابات التشريعية العراقية واداءنا كشعب ومؤسسات واعلاميين وناشطين وكتاب فيها.. ولكن لا يمكن ان تكون باي حال من الاحوال، وحتى في حال تحقق الـ (ربما) السابقة وفوز احدى قوائمنا بمقعد يتيم، ان تكون تبريرا وغطاء لفشلنا القومي الكبير.

7- شخصيا، لم اتفاجا بهذا الفشل.. بل وبصراحة وشفافية فائقة كنت ساتفاجا بعكسه.
لقد كنت واحدا من بين القلائل ممن اطلعوا على الدراسة والاستقراء الانتخابي الذي قام به الحزب الوطني الاشوري في شهر تشرين الاول المنصرم وقبل شهرين من الانتخابات.
للراغبين بقراءتها بعد ان قام الحزب بنشرها يمكنهم ذلك على الرابط التالي:
http://www.atranaya.org/Books/Elections.htm
لقد اوضحت تلك الدراسة بواقعيتها وموضوعيتها محدودية فرص القوائم المستقلة لشعبنا في الفوز المشروط باشتراطات صعبة وشبه مستحيلة التحقيق.
صحيح اني كنت اتمنى لقوائمنا، وتحديدا القائمة 752، النجاح في الاختبار الانتخابي، وقد سعيت جهدي لاجل ذلك.. ولكن التمنيات شيئ وحقائق الواقع شيئ اخر..
ولذلك اقول اني لست محبطا بالنتائج لانها لم تكن غير متوقعة بل كانت متوقعة جدا، رغم ان جميع المطلعين على حقائق الواقع الديموغرافي والاداء السياسي والوعي الوطني لشعبنا والذين اعدوا واستوعبوا الدراسة اعلاه كانوا ياملون ان يحصل ما يغيرها ويمنعها من التحقق، من قبيل مشاركة واسعة من ابناء شعبنا في المهجر، او من قبيل فهم الاداء الانتخابي وعدم هدر الاصوات في القوائم الوطنية الي كانت ستكون بالنتيجة حليفا لقوائم شعبنا في البرلمان وغيرها من الامور التي يضيق نطاق طرحها هنا.
بالتاكيد اني اشعر بالاحباط من زاوية اخرى وهي الاحباط في الاداء السياسي لقوى شعبنا عبر اكثر من عقد من الزمان كانت نتيجته هذه النتائج الفقيرة في اول اختبار حقيقي للثقة بينها وبين شعبها. وهو شعور ليس بالجديد سماعه مني، فقد كنت صريحا فيه منذ سنين وجنيت "ثمار" مصارحتي به حملة من التشويه والاساءات والتهديدات من قمة الهرم السياسي لشعبنا مرورا بكوادره وصولا الى قواعده التي قررت التنازل الارادي عن الهبة الربانية في تحكيم العقل والمنطق وقررت طوعا العيش في احلام اليقظة الوردية.

8- لقد اجاب شعبنا في الوطن والمهجر على اداءنا السياسي وقال لنا في صناديق الاقتراع انه لا يثق بقواه وبقياداتها واداءها.. وان ثقته في القوى الوطنية هي اكبر من ثقته بالقوى التي تحمل مسميات وتوصيفات قومية خاصة به.. وهذه اشكالية كبرى يجب التوقف عندها بالتحليل الموضوعي الصريح والجرئ، بعيدا عن البحث عن شماعات خارجية وتحميلها فشلنا مثلما فعل البعض منا في الانتخابات السابقة عندما اصر على ان "الاعداء التاريخيين للامة" قاموا بتنفيذ مؤامرة كبرى حرمتنا من اكثر من مائة الف صوت!! ولتاتي الانتخابات الحالية وتثبت بالارقام والحقائق اكذوبة الارقام هذه.. فهل سيتفضل هؤلاء ويجيبونا اين هي المئة الف صوت هذه، فصناديق الاقتراع تقول ان مجموع الاصوات لكل القوائم وبضمنها الاسلامية في بغديدة وبرطلة وكرمليس هي اقل بكثير من 20 الف صوت!!! ام ترانا شعبا يريده بعضنا فاقد الذاكرة.
في المهجر، كان لشعبنا كلمة اضافية تمثلت في الاكثرية التي لم تشارك في الانتخابات وكأن لسان حالها يقول ان العراق ومستقبله لا يعنيها.. وهذه ايضا اشكالية حقيقية كبيرة يجب التوقف عندها وتحليلها موضوعيا وبصراحة وجراة.

9- وختاما، اذ نكرر التهنئة للعراق شعبا ووطنا على الانتخابات التشريعية، واذ نكرر تمنياتنا الصادقة بانبثاق برلمان وحكومة عراقية وطنية تخدم الانسان والوطن بعيدا عن التمييز والتمايز، فاننا نقول ولاجل استيعاب عبر ودروس الانتخابات والرسالة التي ارسلها شعبنا الى قوانا السياسية بانه سيكون لنا عودة الى الموضوع لمناقشة الامور وتحليلها وحوارها بروح المسؤولية القومية والوطنية وبموضوعية وصراحة وجراة وشفافية.
فالى ذلك الحين، وهو قريب حتما انشاء الله، نستودعكم في بركة الرب.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

299

صباحكم مبارك،
اليوم هو السبت من اخر عطلة نهاية اسبوع عراقية ومهجرية قبل الانتخابات.
واليوم بالتاكيد سيشهد شحذ اكبر للهمم والجهد من قبل الجميع للاتصال والتواصل مع الجميع.

شخصيا ستكون خاطرتي لهذا اليوم بعض اضافات وتوضيحات لبعض نقاط وردت في مطالعات وحوارات الايام السابقة وتحديدا في حوار تلفزيون سورويو..

اولا: بين 731 و752:
هناك من ابناء شعبنا من هو محتار في الخيار والقرار بين هاتين القائمتين.
صحيح انهم حزموا امرهم في اختيار اي من قوائم شعبنا الثلاث وقرروا 752.
وصحيح انهم حزموا امرهم في اختيار اي من القوائم الوطنية فاختاروا 731..
ولكن عددا منهم ما زال لم يحسم امره بين القائمتين فيتساءل ماذا هو فاعل فله صوت واحد فقط وله خيارين كلاهما محببان له.
وهذه هي مشكلة الانتخابات الديمقراطية!!! فليس لك سوى صوت واحد تمنحه لقائمة واحدة..
ما الحل وما الموقف اذن؟
احبائي، بقليل من الهدور والقراءة السياسية والحكمة يتاكد لنا ان القائمة 731 هي حليف طبيعي للقوى والتوجهات الوطنية العراقية.. وهي بما تمثله من توجهات لبرالية وعلمانية ديمقراطية ووطنية حليف طبيعي لشعبنا وطموحاته القومية والوطنية في العراق الجديد. وبتحديد اكثر فهي حليف طبيعي للقائمة 752.
ولكن التحالف الطبيعي هذا لكي يتحقق في عمل البرلمان فانه لا بد من وجود ممثلين للقائمتين 752 و 731 في البرلمان..
وحيث ان فرص الـ 731 هي فرص اكبر بكثير من فرص 752 في كسب الاصوات والفوز بمرشحين فان عدة الاف من الاصوات من ابناء شعبنا ليست ضرورية للقائمة 731 لدخول البرلمان.
ولكن هذه العدة الاف من الاصوات، بل حتى لو كانت عدة مئات او عشرات من الاصوات فانها ضرورية للقائمة 752 لدخول البرلمان..
وعندها يتحقق التحالف الطبيعي بين القائمتين.
لذا فانه من المهم جدا تعزيز فرص 752 للدخول الى البرلمان.. ومن الضروري جدا عدم هدر كل صوت.
بل واتمنى على احبتي من مؤازري 731 من عموم العراقيين وبخاصة في المهجر منح اصواتهم للقائمة 752 حليف الـ 731 الطبيعي.. فالتصويت للـ 752 هو الممارسة العملية لدعم ونصرة القوميات الصغيرة.
قلت خاصة في المهجر، وهذه نقطة قانونية من حيث ان اصوات المهجر هي لصالح المقاعد التعويضية الـ 45.
وهذه المقاعد تمنح الاولوية للقوائم التي لم تحصل على مقاعد في المحافظات.. بمعنى اخر فان اولويتها لن تكون للقوائم الكبيرة مثل 731 و730 وغيرها..
وبذلك فان اصوات المهجر لهذه القوائم لن يكون لها اهمية ودور لقوائمهم مثل ما هي مهمة للقائمة 752 وغيرها من القوائم الصغيرة..
اكرر القول صوتوا للـ 752 وهي حليف طبيعي في البرلمان للقائمة 731.

ثانيا: قال احدهم ان تحالف قوى شعبنا في الـ 752 هو تحالف لضرب الحركة الديمقراطية الاشورية.
عجبي.. على مدى 15 عاما وصوت شعبنا يعلو ويعلو مطالبا قوانا بالتنسيق وتوحيد الموقف والكلمة والاداء..
ويوم يتحقق يشكك البعض به!!!
لماذا يشكك البعض بالعمل الوحدوي وينزه التفرد!!
انا اعتقد ان الوضع هو مقلوب تماما.. فالحركة لم تنضم الى التحالف لانها لا تريد ان تعمل في اطار مشترك للعمل يخضع لضوابط ومعايير اولها الحوار والاتفاق والتوافق.. الحركة لم ترغب بذلك وارادت العمل على قول عادل امام (على حل شعرها).. الحركة بالتحاقها بالتحالف وبعد الاتفاق على البرنامج وتسمية المرشحين من مختلف الكيانات في مختلف المحافظات كانت سيكون عليها التعامل مع احد الاحتمالات التالية في البرلمان القادم:
أ- في حال عدم فوز مرشحها في المحافظة التي يتراس القائمة فيها وفوز مرشح لتنظيم اخر في محافظة اخرى فان عليها، وعلى السيد يوناذم تحديدا، قبول هذا الفائز على انه ممثله في البرلمان.. وهذا "ما يصرف" للحركة ويوناذم.
ب- في حال فوز اكثر من مرشح بينهم السيد يوناذم فعندها يجب على السيد يوناذم العمل في البرلمان بصيغة فريق عمل وعليه نسيان مفردة (انا) وتعويضها بـ (نحن).. وهذا ايضا "ما يصرف"..
ج- حتى في حال فوز مرشح الحركة فقط بين مرشحي النهرين وطني فان عليه العودة في عمله البرلماني الى التشاور والحوار مع مرجعيته وهي كيانات وورشة عمل النهرين وطني.. وهذا ايضا "ما يصرف".
فالوحيد الذي "يصرف" للسيد يوناذم ان يعمل بمفرده وعلى الشعب وقواه القبول بنتائج العمل على انها الممكن الوحيد وانها لم تكن لتتحقق  لولا جهوده.. حتى لو كان المتحقق تحصيل حاصل مثل اعادة الجنسية للعراقينن الذين اسقطها النظام عنهم.. (راجع خاطرتي ليوم امس).
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,20252.0.html
لذلك كله قررت الحركة الانسحاب من حوار تشكيل التحالف منذ بداياته وقبل وصول الحوار لمرحلة اعداد واقرار البرنامج وقبل تسمية القائمة وقبل اقرار وتسمية المرشحين..
وقرر السيد يوناذم النزول بالحركة في قائمة مفردة لتقليل فرص فوزها بقدر الامكان الى واحد سيكون هو، فالحقيقة التي يعرفها الكثيرون ولا يقبلها البعض هي ان السيد يوناذم لا يريد ان يكون معه احد حتى من اعضاء قيادته كلما كان ذلك ممكنا.
واليوم فاما ان يفوز السيد يوناذم وتخسر الـ 752 (وهو امر غير وارد) وعندها يرسخ مبدا القيادة الازلية وعقم الشعب الاشوري.
او يفوز الاثنان ولا نتوقع ان يتحقق تنسيق بينهما في البرلمان فمن لم يسع الى العمل المشترك عبر 15 عاما ولم يسع اليه قبل البرلمان، فمن الصعب ان يسعى اليه بعده، والتبريرات ليست صعبة وسنسمعها في حينها.
او يفوز مرشح النهرين وطني ويفشل مرشح الـ 740 فعندها التبريرات ايضا موجودة بانه كان هناك مؤامرة ضد الناخبين من القائمة 740 والانتخابات في بريطانيا والغاءها هي حلقة ضمن هذه المؤامرة!! فالجالية العراقية في بريطانيا (اكثر من 150 الف مواطن) كان سيمنح الناخبين بينهم اصواتهم للقائمة 740 وبالاجماع.

ثالثا: قالت احدى المداخلات بانه يفترض فينا التصويت للقائمة 740 لانها قدمت الشهداء ولان لها تاريخا من الانجازات.
اما عن تقديم الشهداء فاقول باختصار ان تكريم الشهداء هو اقدس من طرح دماءهم في بورصة الاصوات الانتخابية.. وهو عمل لم تقم به اي من القوائم العراقية ما عدا الـ 740.
وان الوفاء للشهداء هو وفاء للقيم التي حملوها وليس شرطا للتنظيم الذي كانوا فيه.. فهذه القيم ربما ليست متوفرة بين اعضاء القيادة الحالية، وربما هي متوفرة عند اخرين من تنظيمات اخرى.
وانه وكما يقول السيد يوسف متاوي فانه بهذا منطق اللامنطق فان الدكتور علاوي ربما لن يحق له التوظيف كموظف استعلامات في مكتب الدكتور الجعفري الذي يتوجب منح قيادة العراق طابو له مقارنة مع الدكتور علاوي فحركة الوفاق الوطني لم تقدم شهداء مقابل الالاف من شهداء حزب الدعوة..
ادعوكم لقراءة مقال السيد يوسف متاوي المنشور على موقع كتابات عن موضوع شهداءنا والانتخابات.
http://www.kitabat.com/i10899.htm
اما عن "المكاسب" فرغم انها تحصيل حاصل للعراق المتحرر الجديد، ولكن حتى لو افترضنا تنسيبها الى الحركة، فان من يدعونا للتصويت لها على اساس تحقق هذه المكاسب، يجب ان يكون عادلا مع نفسه ومع شعبه ويقول ويعترف انه مقابل تنسيب الانجازات للحركة فان الاخفاقات يجب ان تنسب اليها ايضا.
ونتفق جميعا ان اخفاقاتنا هي اكثر من انجازاتنا سواء على مستوى الدستور (نواقصه معروفة من تقسيم شعبنا الى عدم الاشارة اليه الى اسلامية الدستور وغيرها) او قانون الانتخابات (لم يضمن حق التمثيل) او المناصب السيادية (وزارة مهمشة يتيمة) او الحقوق السياسية والادارية الاخرى..
فلماذا الافتخار بالمكاسب التي هي تحصيل حاصل، ونسيان الاخفاقات التي حصلت نتيجة ضعف وخلل الاداء.
ماذا سيضيف من فشل في تلافي هذه الاخفاقات رغم كل الفرص التي اتيحيت له؟
وحيث ان الشيئ بالشيئ يذكر وحيث ان التعليم السرياني الذي هو تحصيل حاصل وتقوم وزارة التربية بتوفير مستلزماته كجزء من واجبها فاني وقراء الموقع ما نزال بانتظار الاجابة على ما ذكرناه في تصحيحنا المنشور بعنوان: ما هكذا تورد الابل يا سيدة حنان على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19790.0.html

وليبارككم الرب..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

10  كانون الاول 2005

حيث ان هذه الخواطر هي يومية، فاننا نضع للقراء الروابط لعرض وقراءة خواطر الايام السابقة، مع التقدير والمحبة.
لماذا ننتخب (2 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19348.0.html
752 هي الوحدة (3 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19437.0.html
752 هي التضحية(4 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19575.0.html
752 هي المستقبل (5 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19730.0.html
752 هي التغيير (6 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19856.0.html
752 هي الاحترام والشراكة الوطنية (7ك1):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19994.0.html
الرافدين.. احبكم ولكني لن انتخبكم (9 ك1):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,20252.0.html

300

صباحكم مبارك،
اعتذر لعدم مشاركتي لكم خاطرتي بالامس لاني كنت في رحلة سفر، لذا جاءت خاطرتي اليوم اطول وقد تحتاج قراءتها الى فنجانين من الشاي او القهوة.

خاطرتي موجهة اليوم لاحبائي في قائمة الرافدين لاقول لهم بكل صدق وصراحة باني احبكم.. احبكم كثيرا واكثر مما تتوقعون او تتخيلون.. ولكني وبصراحة لن انتخبكم... فلماذا؟

اولا، لماذا احبكم..
احبكم لانكم وقبل كل شيئ بشر مثلي وجميعنا بني البشر صورة الله على الارض ويجدر بنا ان نحب بعضنا بعضا..
ثم احبكم اكثر لانكم بني وطني النهرين.. وبني امتي.. وبني ديانتي.. والكثير منكم بني مدينتي الحبيبة نوهدرا دهوك..
واحبكم اكثر لان الكثير منكم اعرفه معرفة شخصية.. البعض منها، كما الحال مع السيد يوناذم تعود الى اكثر من عقدين منذ كان ضابطا في الجيش العراقي ولاحقا مقاولا معروفا في كركوك حيث كنت اجيئ اليها في العطلة الصيفية واقوم بتعليم اللغة في كنيسة مار كوركيس.. والبعض منهم معرفتي العميقة به تعود الى بعد 1991 مثل السيد نيسان ميرزا (رئيس المركز الثقافي ومسؤول اعلام فرع الحركة في دهوك)في دهوك حيث ان معرفتي البسيطة السابقة به تعمقت بعد تاسيس المركز الثقافي الاشوري وتحديدا بعد اشرافي على اعداد برنامج الثقافة الاشورية في محظة التلفزيون الكردية في دهوك (كانت التلفزيون الوحيدة حينها) حيث كنت اكتب المادة بالكرشوني (حروف عربية واملاء سورث) واسجل لفظها على كاسيت المسجل ليتعلم قراءتها وتلفظها وليقدمها في البرنامج كونه كان يجهل القراءة بالسورث، واخرون من الاصدقاء والمعارف بينهم الانسة الكريمة فاديه عبدالكريم التي ما ازال احتفظ بقصيدتها الرائعة (من حيث التقينا) والمكتوبة بخط يدها والمهداة الي لمناسبة تخرجها وبامتياز من دورة تعليم السورث التي اقمتها لعشرات الشبيبة وكانت العزيزة فاديه بينهم.. والى غيرهم من الاصدقاء والمعارف الاحبة.
كما احبكم اكثر لانكم تشاركون في بناء وطننا النهرين عبر مشاركتكم في العملية الانتخابية من خلال قائمة الرافدين، فانتم الى جانب الاف اخرين من مختلف القوائم، وبينها 752 و800 واخرى تمثلون نخبة العراق من بين 27 مليون عراقي.. واحسدكم حسد المحبة على هذا الامتياز.
لهذا كله احبكم.. حبا جما كبيرا..

ولكني وبصراحة ومحبة اقول لن انتخبكم.. فلماذا؟
قبل يومين قلت ان هناك من يخاطب المهجر الاشوري بخطاب سياسي يقوم على العنصرية والاحقاد القومية بغاية كسب اصوات من يعيش في عالم الكراهية..
هناك ازدواجية في الخطاب السياسي لهؤلاء.. ويؤسفني بل ويؤلمني القول ان حملة قائمة الرافدين هي ضمن هؤلاء..
انا لا اقول ان مرشحيها جميعا هم ضمن هؤلاء.. بل اقول ان بعض قياداتها وحملتها الانتخابية والقائمين عليها هم بين هؤلاء الذين يمارسون ازدواجية الخطاب السياسي..
اليكم بعض الامثلة المختلفة ومن الذاكرة القريبة جدا والحية لازدواجية بل وتناقض الخطاب السياسي لقيادات قائمة الرافدين واعلامها وتناقض افعالها مع اقوالها..

- ولنبتدئ بهذا المثال والشاهد البسيط، واقول مقدما ان ذكر الاسماء في هذه الامثلة لا يبتغي باي شكل من الاشكال الاساءة لاي احد بل لاثبات ما اقوله، فالجميع، واكرر الجميع، لهم مني كل الاحترام والتقدير والمحبة، واذا شعر اي احد، اكرر اي احد، بان كلماتي اساءت اليه او الى اخرين، فاني اعتذر مقدما من الجميع.
نشرت المفوضية العليا للانتخابات اسماء كافة المرشحين لكافة القوائم الانتخابية ولكافة المحافظات.. نشكرها على ذلك.
ما استرعى انتباهي واستغرابي هو ورود اسم السيد رعد ايشايا (اسحق اسحق) كمرشح في التسلسل الثاني لقائمة مثال الالوسي في محافظة دهوك.. الى هنا الامر يبدو سليما وهو من حق السيد رعد ايشايا.
ولكن الغرابة تبدا عندما نعرف ان السيد رعد ايشايا هو مسؤول العلافات للحركة الديمقراطية الاشورية والتي لها قائمة انتخابية هي قائمة الرافدين وتتنافس ضد، اكرر ضد، قائمة مثال الالوسي في محافظة دهوك.. والسيد رعد ايشايا يدعو شعبنا والناخبين عموما للتصويت لقائمة الرافدين ضد القائمة التي  هو مرشح فيها، اي قائمة مثال الالوسي.
المنطق يقول ان المرشح يترشح في القائمة التي يرى برنامجها اكثر توافقا مع اراءه وافكاره.. اليس كذلك؟
والمنطق يقول ان المرشح سيمنح صوته للقائمة التي ترشح فيها.. اليس كذلك؟
السؤال الاخلاقي هنا هو: لمن سيمنح السيد رعد ايشايا صوته الشخصي، لكي لا اقول اصوات عائلته واصدقائه؟
فان كان سيمنحه لقائمة مثال الالوسي فلماذا يدعو الاخرين للتصويت لقائمة الرافدين؟
وان كان سيمنحه لقائمة الرافدين فلماذا ترشح في قائمة مثال الالوسي؟
الا ترون معي ان هناك اشكالية اخلاقية (ارجو عدم الذهاب بعيدا في تاويل الكلمة) في الامر..
لا يقول لي احد ان السيد رعد ايشايا انسحب من قائمة الالوسي.. فالاسماء المنشورة رسميا تقول غير ذلك.. ثم اين بيان الانسحاب.. بل وان السيد رعد ايشايا لم ينكر الى صباح الثلاثاء السابق انه في قائمة مثال الالوسي حيث قال ذلك واكده في حوار البالتاك معه يوم الثلاثاء..
الامر كان سيكون معقولا الى حد ما لو ان قائمة الرافدين لم تكن تتنافس في دهوك ضد قائمة الالوسي..
والامر يختلف كليا مع حالة السيدة جاكلين زومايا.. فالسيدة جاكلين اضافة لالتحاقها بقائمة الالوسي بقرارها الشخصي لا الحزبي (ربما السيد رعد ايضا) فانها تدعو الناخبين للتصويت لقائمة الالوسي ولا تدعوهم للتصويت لقائمة اخرى.. اي ان موقفها منسجم مع ذاتها وليس هناك اشكالية اخلاقية.. نتمنى للسيدة جاكلين التوفيق..
بصريح العبارة اني اجد في الامر اشكالية اخلاقية وهو استخفاف بمبادئ العملية الانتخابية واستخفاف بالناخبين واصواتهم..

- تقول الحركة الديمقراطية الاشورية وقائمتها بانها تؤمن وتلتزم فكرا وحدويا قوميا وبانها تدعم اية خطوة وحدوية بين كنائس شعبنا ومؤسساته وجماهيره..
وهذا الامر يسرنا جميعا، وتشترك فيه الحركة مع عموم احزابنا ومؤسساتنا التي تقول بذات الشيئ.
الا ان المحك هو في الاعمال لا الاقوال..
ما نلاحظه وبادلة وشهادات دامغة ان الحركة الديمقراطية الاشورية وقائمة الرافدين هي اكبر الداعمين لعملية شق كنيسة المشرق تحت شعار دعم نيافة الاسقف مار باوي.
حتى تطابقت حملة دعم مار باوي مع حملة دعم 740 من حيث الاهداف والشعارات والمشاركين، وهي حملة تقوم اعلامها بتوجيه اسوا الاساءات والاباطيل والنابيات الى اصحاب القداسة البطاركة ومطارنة واساقفة كنائس شعبنا. فمن اصدق.. اصدق العبارات الوحدوية المكتوبة.. ام اصدق الممارسات الانشقاقية القائمة.

- بعد الحملة الارهابية التي استهدفت كنائسنا العام الماضي، وبعد اطلاق دعوات لخلق منطقة امنة لشعبنا في سهل نينوى على غرار المنطقة الامنة في كردستان العراق 1991 والتي تطورت الى اقليم فدرالي، اعلن السيد يوناذم كنا رفضه لاقتراح المنطقة الامنة من جهة، واتهم اسرائيل بانها وراء التفجيرات من جهة اخرى..
طبعا جاء ذلك في موقف ونغمة ابتغى فيها رسالة تودد وكسب رضا بعض الاطراف السياسية العراقية وليحصد ثمارها لاحقا في التوزير والدعم المادي والسياسي.
وطبعا رفض الاقتراح من قبل السيد كنا لم يوقف تفاعلات الاقتراح وتفاصيله وامكاناته المستقبلية. ولست هنا بصدد التفاصيل.
ولكن ما يثير استغرابنا هو ان ذات يوناذم عاد قبل شهر ونيف، وتحديدا في 19 تشرين الاول وفي ندوة حوارية مفتوحة وبعد ان ساله احد الاشوريين الايرانيين عن حق الاشوريين الايرانيين للتصويت في الانتخابات العراقية ليجيب عليه السيد يوناذم بانه خلال البرلمان السابق استطاع!! ان يضمن هذا الحق لمن اسقط النظام جنسيتهم، ولكن برنامج الحركة المستقبلي هو ضمان حق المواطنة والحقوق العراقية لكل الاشوريين (حرفيا قال كل الناطقين بهذه اللغة، اي السريانية) في كل العالم فالعراق لنا هي مثل اسرائيل لليهود.. ولكنه لم يذكر هل ان ذلك سيتم باعادة ترسيم حدود العراق الحالية لتضم طورعبدين (جنوب شرق  تركيا) واورمية (شمال غرب ايران) او الجزيرة (شمال شرق سوريا) حيث يعيش شعبنا ازليا وهي جزء من وجوده التاريخي.. ام ان ذلك سيتم بالطلب لابناء هذه المناطق بالتنازل عن انتماءهم اليها والقدوم للاستيطان في العراق..
هذا تصريح انتخابي يهدف كسب القلوب والعواطف خاصة وان اقصر الطرق لصوت الانسان الاشوري هو عاطفته. والاغرب ان برنامج قائمة الرافدين لا يضم حتى مجرد الطلب بفدرالية اشورية كالتي طلبتها القائمة 800.
وهو تصريح يدلل على مزاجية وتقلبات السيد يوناذم بحسب الجلسة، فالمهم دائما هو قول ما يريد الجالسين سماعه، ومهما كان ذلك.
فيا ترى ماذا سيكون التقلب الاخر اذا ما احتاج القيام به مقابل كرسي وزاري او ربما اقل..

ساكتفي بهذه الامثلة لاقول لاحبتي  في قائمة الرافدين، اعذروني فاني لن انتخبكم لاني احب شعبي واريد من ممثليه ان يكونوا صادقين مع انفسهم ومعه وواضحين في رؤيتهم ومواقفهم وبعيدين عن المزاجية الانتهازية وان يلتزموا قبل كل شيئ مصلحة شعبنا في الوطن وليس نزوات البعض في هذه الزاوية او تلك من المعمورة.
والى صباح الغد نقول لكم وداعا..
وليبارككم الرب..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

9  كانون الاول 2005

حيث ان هذه الخواطر هي يومية، فاننا نضع للقراء الروابط لعرض وقراءة خواطر الايام السابقة، مع التقدير والمحبة.
لماذا ننتخب (2 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19348.0.html
752 هي الوحدة (3 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19437.0.html
752 هي التضحية(4 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19575.0.html
752 هي المستقبل (5 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19730.0.html
752 هي التغيير (6 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19856.0.html
752 هي الاحترام والشراكة الوطنية (7ك1):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19994.0.html

301
ندوات ولقاءات للنهرين وطني 752 في السويد

حصل تغيير طفيف في برنامج زيارتي الى السويد حول الانتخابات العراقية وقائمة 752 حيث تم الاتفاق على اقامة ندوة يوم السبت في نادي اكد في استوكهولم عوض نادي عشتار في لنشوبتغ.

وادناه الجدول النهائي للجدول والمواعيد:
التاريخ: الخميس 8 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة الثامنة مساء بتوقيت اوربا، الساعة العاشرة ليلا بتوقيت العراق
النشاط: حوار تلفزيوني مباشر
محل النشاط: تلفزيون سورويو

التاريخ: الجمعة 9 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة السادسة مساء
النشاط: ندوة وحوار مباشر
محل النشاط: نادي اشور في استوكهولم - السويد

التاريخ: السبت 10 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة السابعة والنصف مساء
النشاط: ندوة وحوار مباشر
محل النشاط: نادي اكد في استوكهولم - السويد

التاريخ: السبت 10 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة العاشرة مساء بتوقيت السويد (الثانية عشر منتصف الليل بتوقيت العراق)
النشاط: ندوة وحوار مباشر على البالتاك
محل النشاط: غرفة مدرشتا ضمن مجموعة لغات الشرق الاوسك
المتحدث: القس عمانوئيل يوخنا
مدير الندوة: الدكتور ادور مرزا

التاريخ: الاحد 11 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة السادسة مساء
النشاط: ندوة وحوار مباشر
محل النشاط: نادي حمورابي في يوتوبوري - السويد

مشاركتكم في هذه الندوات مصدر فخرنا وتقديرنا..

www.nahrain-atry.org


[الملحق حذف بواسطة المشرف]

302

صباحكم مبارك،
يتميز عراقننا ووطننا النهرين بتعدديته القومية والدينية والثقافية.. بل ويتميز بان مكوناته القومية ذاتها متعددة الانتماءات المذهبية واللهجوية وغيرها..
فابناء شعبنا، سواء حملوا الاسم الاشوري او الاسم الكلداني او الاسم السرياني، فرغم هويتهم وانتماءهم القومي الواحد بالامس واليوم وغدا، فانهم يتوزعون على كنائس متعددة منها الكاثوليكية والارثوذكسية والمشرقية ومنها البروتستانية.
وهذه الكنائس وتحديدا الرسولية منها (المشرقية والكاثوليكية والارثوذكسية) باتت بتاريخها وعطاءها جزءا من شخصية شعبنا وهويته، بل ونتيجة تاصل هذه الكنائس، عقيدة وقيما وممارسات وموروث، في الحياة اليومية لابناء شعبنا فانها باتت جزءا من مفردات حياته اليومية.
وانعكس ذلك على المكانة الاعتبارية الكبيرة والمقدسة للكنيسة واباءها لدى ابناء شعبنا، بل ولدى المرجعيات السياسية الوطنية عموما.
ان احترام كنائسنا وعقائدها، واباء الكنيسة ورجالاتها هو احترام لالفي سنة من العطاء والتضحية لهذه الكنائس ودورها في حماية شعبنا وهويته وخصوصيته.
ان احترام كنائسنا واباءها هو ضمانة وشرط حتمي لفرض احترامنا في العراق الجديد.
ان من يحترم كنائسه ومرجعياتها سيعمل بالتاكيد من اجل فرض احترامها عند الاخرين.
وبالعكس فمن لا يحترم كنائسه واباءها وابناءها لا يمكن له ان يدعي انه يسعى لتحقيق وضمان هذا الاحترام في دستور الدولة العراقية وتشريعاتها ومؤسساتها.
ومن يحترم كنائسه ومرجعياتها ولا يسعى لاستغلال امورها ومشاكلها الداخلية لاغراض انتخابية فانه بالتاكيد سيوفر الحماية لهذه الكنائس واستقلاليتها من اية تدخلات للاخرين في شؤونها.
وبالعكس فان من يكون مستعدا للاساءة الى كنائسه وتاليب الانشقاقات فيها من اجل حفنة من الاصوات، فانه بالتاكيد سيكون مستعدا لبيع احترام واستقلالية كنائسه من اجل امتيازات حكومية لاحقة.
من اجل ذلك فاني انتخب 752 لانها اثبتت بالقول والفعل احترام كنائسنا ومرحعياتها واستقلاليتها الادارية.. وبذلك نالت احترام هذه الكنائس ايضا..

وكذا الامر مع اخوتنا في الوطن والمواطنة..
فالعراق متعدد الاقوام والاديان والمذاهب.
وشعبنا ورغم كونه من اقدم اقوام العراق وصانع حضارته، فانه، ولاسباب تاريخية معروفة، بات قومية صغيرة شاركت وتشارك العيش والمصير مع بقية ابناء العراق من العرب والكرد والتركمان بمختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية.
واذا كان العيش المشترك على اساس الاحترام والعدالة والمساواة مهما لجميع ابناء العراق فانه مهم لنا اكثر كوننا "اقلية" قومية ودينية.
ان خطابات الكراهية والاحقاد القومية والدينية وتغذيتها خطاب جلب الماسي لجميع من تبنوه عبر العصور.
فاية حكمة تكمن في ان تتبناه "اقلية" قومية ودينية مثل شعبنا في مرحلة بناء العراق الجديد.
العراق الجديد هو عراقنا جميعا.. وابناء العراق هم اخوتنا وشركاؤنا فيه جميعا..
ويجب ان نتوجه اليهم ومعهم، وهم الينا ومعنا، بخطاب الشراكة الوطنية المدعوم بالممارسة العملية.
فمن يخاطب ابناء شعبه بالاحترام ويدعوهم لاحترام العراق والعراقيين يستحق شروط هذه الشراكة الوطنية وسيكون لشعبه مكانته ودوره في العراق الجديد.
وبالعكس، فان من يخاطب ويغذي الاحقاد القومية في منابر الانترنت والاذاعات المهجرية الدعائية لكسب اصوات بضعة افراد جالسين في اصقاع العالم وشيدوا لانفسهم عالم من الاحقاد والكراهية فانه بالتاكيد ليس مؤهلا للشراكة الوطنية.
لذلك فاني انتخب، وادعوكم ايها الاحبة لتنتخبوا معي قائمة النهرين وطني.. القائمة 752..
قائمة الاحترام والشراكة الوطنية..

والى صباح الغد نقول لكم وداعا..
وليبارككم الرب..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

7 كانون الاول 2005

حيث ان هذه الخواطر هي يومية، فاننا نضع للقراء الروابط لعرض وقراءة خواطر الايام السابقة، مع التقدير والمحبة.
لماذا ننتخب (2 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19348.0.html
752 هي الوحدة (3 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19437.0.html
752 هي التضحية(4 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19575.0.html
752 هي المستقبل (5 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19730.0.html
752 هي التغيير (6 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19856.0.html

303

ايها الاحبة:
سلام الرب معكم،
مع خروج كتابي (حربنا الاهلية.. حرب التسمية) من المطبعة وتوزيعه في الوطن، فانه يسرني ان اضعه على الانترنت امام الراغبين بقراءته..
وقد قمنا بتقسيمه الى ثلاثة اقسام لسهولة استعراض الكتاب وقراءته، وكما يلي:
القسم الاول:
www.capiraq.org/Books/Part1.pdf
ويتضمن متن الكتاب المؤلف من المواضيع التي سبق لي نشرها على موقع عنكاوة، مع اجراء تعديلات واضافات وتنقيحات عليها.
القسم الثاني:
www.capiraq.org/Books/Part2.pdf
ويتضمن الملحق الاول للكتاب ويتالف من التعقيبات التي وردت على اقسام الكتاب عند نشري له على موقع عنكاوة.
القسم الثالث:
www.capiraq.org/Books/Part3.pdf
ويتضمن الملحق الثاني للكتاب ويضم صور او نصوص عدد من الوثائق التي وردت الاشارة اليها في متن الكتيب وبحسب تسلسل ورود الاشارة اليها:
•   مقدمة المنهاج السياسي للحزب الوطني الآشوري
•   صورة رسالة (الكلدانيون في كردستان)
•   صورة ونص رسالة نخبة المثقفين الاشوريين حول قانون الانتخابات
•   صورة غلاف وتقديم كراس (الاشوريون والتسميات المتعددة)
•   التصريح الصحفي للحركة حول الاجتماع مع نيافة مار ابراهيم ابراهيم
•   قرار المؤتمر الثاني للحزب الوطني الآشوري بشأن التسمية
•   رسالة قداسة البطريرك مار عمانوئيل دلي بشأن التسمية الكلدانية
•   بيان المنظمة الاثورية الديمقراطية بشأن الانتخابات في سهل نينوى
•   بيان اتحاد الاندية الاثورية بشأن نفس الموضوع
•   رسالة المطارنة الكلدان الى الحاكم الامريكي بول بريمر
•   رسالة غبطة المطران مار كوركيس صليوا الى الحاكم الامريكي غارنر
•   بلاغ كنسي مشترك
•   رسالة قداسة البطريرك مار عمانوئيل دلي الى مجلس الحكم
•   وثيقة استخبارات النظام كما نشرتها الحركة الديمقراطية الآشورية
•   التعليمات الانتخابية للحركة الديمقراطية الآشورية
•   رسالة قداسة البطريرك مار اداي وغبطة المطران مار كيوركيس ونماذج من التهجمات عليهما
•   البلاغ المشترك للحركة الديمقراطية الآشورية والاتحاد الاسلامي الكردستاني
•   مقابلة جريدة (بهرا) مع السيد وليم وردة
•   صورة ونص استقالة السيد شمشون خوبيار من اللجنة المركزية للحركة
•   رسالة ممثلي شعبنا اعضاء الجمعية الوطنية بشان الدستور
•   برقية السيد شيبا مندو رئيس المجلس القومي في الينوي الى السيد جلال طالباني
•   صورة لجريدة (الحوزة)
•   صورة لجريدة بهرا عدد ت2 1984
•   صورة ونص التقرير الخطي للسيد فردريك متي

الرب يبارككم..
القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
6 كانون الاول 2006
 

304

نشرت المفوضية العليا للانتخابات في العراق اسماء المرشحين لكل القوائم ولكل المحافظات.
ادناه جدول باسماء ابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) المشاركين في هذه الانتخابات بحسب القوائم والمحافظات.
لم ندرج في الجدول اسماء مرشحي قوائم شعبنا 800، 752، 740 لان جميع مرشحيها طبعا هم من ابناء شعبنا.
ونعتذر اذا كان هناك اي سهو في الاسماء.
ونتمنى للجميع التوفيق.

القس المهندس عمانوئيل يوخنا
6 كانون الاول 2005

305

صباحكم مبارك،
(Deutschland braucht Wechsel) ومعناه (المانيا تريد او تحتاج الى التغيير) كان شعار الحملة الانتخابية لحزب المعارضة (SPD) حينها في تعبئة الناخبين الالمان لعدم التصويت للزعيم السياسي الالماني هلموت كول وحزبه (CDU).. وتحقق ذلك.
وفي الانتخابات الالمانية الاخيرة قبل ثلاثة اشهر رفعت المعارضة الالمانية مجددا هذا الشعار مع تبادل في الادوار ففي هذه المرة كان (CDU) هو المعارضة و(SPD) هو في الحكم.. وهذه المرة ايضا نجح نداء التغيير في تغيير الحكم.
ما ذكرناه اعلاه هو شهادة من الذاكرة القريبة على حقيقة ان المجتمعات والشعوب والاوطان تميل وتطمح بطبيعتها الى التغيير.. في حين ان الافراد والاشخاص يطمحون ويميلون بطبعهم الى الهيمنة والتسلط.
وكلما نجح الافراد في فرض ميولهم كانت الكوارث من خلال الانظمة التوتاليتورية مثل ستالين وهتلر وصدام وكيم ايل سونغ وغيرهم من انظمة القهر والاستبداد في العالم.
العديد من الدول فرضت محددات دستورية لضمان التغيير في ادارة شؤونها كما في اميركا التي يمنع دستورها الرئيس من الحكم لاكثر من دورتين رئاسيتين بمجموع 8 سنوات.
شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) لا يختلف في ميوله وتطلعاته عن بقية شعوب المعمورة.
شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) يريد ويحتاج الى التغيير في ادارة شؤونه السياسية.
فاذا كان الالمان طلبوا واحتاجوا وارادوا تغيير هلموت كول بطل الوحدة الالمانية الحديثة الذي حقق توحيد الالمانيتين الشرقية والغربية.. فما بال شعبنا الذي يحتاج الى التغيير اكثر خاصة وان هلموت كوله (تنسيب ادبي مجازي) حقق تشتيت شعبنا وتقسيمه.

فبعد 15 سنة من تمثيل وادارة الشان السياسي لشعبنا من قبل ذات اللون والطاقم والاداء والخطاب والوجوه والكلمات فان هناك حاجة ملحة وحتمية للتغيير.
فبعد 15 سنة من الفرص السياسية لتحقيق طموحات شعبنا خرجنا بالمزيد من التشتت والتشرذم والاحباط والاخفاق.. الى جانب العديد من مكاسب تحصيل الحاصل في العراق الجديد.
فبعد 15 سنة من الاستماع الى ذات الوعود وذات التبريرات بعدم تحقق الوعود..
فبعد 15 سنة من اعطاء الانطباع بان هذا الشعب عاقر ولم ينجب الا سياسيا واحدا لكل زمان ومكان ومناسبة.
فانه يحق لشعبنا ان يطالب تغيير اداءه السياسي من خلال تغيير طاقم ووجوه ممثليه وصوته في السلطات التشريعية والتنفيذية العراقية.
وانه يحق لشعبنا ان يثبت انه في خير وان فيه من الطاقات والقدرات والكفاءات الكثير ممن يستحق منحهم الفرصة لخدمة شعبهم وتصحيح الاخفاقات والاخطاء التي افرزتها 15 سنة من اداء البرنامج واللون والشخص الواحد.
السؤال المنطقي والمشروع هو:
هل يجوز لنا ان نمنح الفرصة لذات الوجوده والبرنامج التي فشلت في الفرصة السابقة في تحقيق الوحدة القومية في الدستور، وفشلت في تضمين مقدمة الدستور الاشارة الصريحة الى شعبنا، وغيرها..؟

هناك حاجة للتغيير.. والقائمة 752 تمثل هذا التغيير..
والقائمة 752 تستحق القيام بالتغيير فهي قائمة مجموع ابناء شعبنا وقواه السياسية..
والقائمة 752 تستحق منك صوتك لتقوم بالتغيير من اجلك ومن اجل مستقبل اطفالك ووطنك النهرين.
والى صباح الغد نقول لكم وداعا..
وليبارككم الرب..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
6 كانون الاول 2005


حيث ان هذه الخواطر هي يومية، فاننا نضع للقراء الروابط لعرض وقراءة خواطر الايام السابقة، مع التقدير والمحبة.
لماذا ننتخب (2 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19348.0.html
752 هي الوحدة (3 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19437.0.html
752 هي التضحية(4 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19575.0.html
752 هي المستقبل (5 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19730.0.html

306

قرات من على صفحات هذا المنبر الخبر الذي تفضلت بنشره السيدة الكريمة حنان اويشا، عقيلة السيد روميل موشي، عضو اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية ومسؤول لجنتها الخيرية.
تناول النشر خبر افتتاح مدرستين ثانويتين للتعليم السريالني في زاخو وديرلوك في محافظة دهوك.
الى هنا لا غبار على الخبر، بل نشكر السيدة حنان عليه ونهنئ ابناء شعبنا وابناء المحافظة والطلبة والمدرسين على ذلك.
ولكن ما يثير الاستفهام في خبر السيد حنان هو المقدمة التي قدمتها له بكل ما تضمنته من دعاية اعلامية انتخابية للقائمة 740، وهذا كان سيبقى من حقها لولا محاولتها الواضحة للوي الحقائق في التسويق الضمني للخبر بان الحركة ولجنتها الخيرية هي وراء افتتاح المدرستين بل ووراء التعليم السرياني في العراق واقليم كردستان خاصة.
علما اننا جميعا نعلم ان التعليم السرياني الذي كانت اول بداياته في تشرين الثاني 1992 في سرسنك بمبادرة من احد اعمدة السريانية المعاصرين الاب الفاضل شليمون ايشو خوشابا هي عملية تعليم رسمية حكومية قامت وتقوم بها وبتغطية مستلزماتها الرسمية والمادية والعلمية وزارة التربية في اقليم كردستان العراق.. وهذا جزء من واجبها ويجب ان تقوم به من دون اي فضل او منية وبالتساوي مع كل المدارس في الاقليم.
وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات هي من توفر الابنية المدرسية (ما عدا بعض المدارس التي قامت منظمات اغاثة محلية (مثلا اللجنة الخيرية و CAPNI و KRO وغيرها او دولية بتشييدها).. ووزارة التربية هي من يقوم بصيانة هذه المدارس وتوفير وادامة مستلزماتها من اثاث وغيرها.. ووزارة التربية هي من يقوم بدفع رواتب المعلمين والاداريين والمستخدمين والحراس.. ووزارة التربية هي من يقوم بطبع وتوفير الكتب والقرطاسية.. والخ من مستلزمات العملية التعليمية.. واكرر القول كجزء من واجب الوزارة..
ادعوكم للاستماع الى مقتطف من كلمة السيد نائب محافظ دهوك الاستاذ كيوركيس شليمون خايي في الحفل الافتتاحي لمؤتمر اللغة السريانية الاول في 25 تموز 2005 وهو يشير الى دور وزارة التربية في الاقليم ويدعو الجميع الى زيارة المدارس.
www.capiraq.org/111/SyriacTeaching.mp3
وحيث ان السيد نائب المحافظ قد ذكر سهوا رقما خاطئا لعدد المدارس فقد طلب من الحفل تصحيح الخطا لاحقا في نفس الاحتفال كما في هذا المقطع.
www.capiraq.org/111/SyriacTeaching1.mp3
على اية حال هل يمكن للسيدة حنان تاكيد او تصحيح او نفي ما يرد في كلمة السيد نائب المحافظ، ونكون لها من الشاكرين.. علما ان السكوت هو من علامات الرضا.
وهل يمكن للسيدة حنان ان تقدم لنا على هذا المنبر اجابات واضحة من مدراء المدارس عن ما سبق ذكره اعلاه من حيث قيام الوزارة بتوفير وصيانة الابنية والاثاث، دفع رواتب المعلمين والاداريين والمستخدمين، توفير وتجهيز المدارس والقرطاسية وغيرها..
ونكون لها مرة اخرى من الشاكرين.
وحيث ان الشيئ بالشيئ يذكر، فقد سبق للسيدة الكريمة حنان ان قامت بذات الشيئ من نشر خبر دون اعطاء حقائقه الكاملة بغاية تسويق الانطباع بان الحركة ولجنتها الخيرية هي من قام بالعمل، في حين ان الحقيقة هي غير ذلك.
ففي تاريخ 29 تموز نشر هذا الموقع خبرا مصدره السيدة حنان عن افتتاح كنيسة مار كوركيس في قرية ايات.. يمكنكم الاطلاع عليه على الرابط التالي:
 http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=3274.0

الخبر كما يعطي الانطباع لدى قراءته ان الكنيسة اعلاه شيدت من قبل الحركة في حين ان شعبنا في دهوك يعرف انها شيدت من قبل حكومة الاقليم ضمن برنامج الاعمار الخاص بشعبنا والذي يشرف عليه السيد كيوركيس اغاجان نائب رئيس وزراء الاقليم ووزير المالية.
الرب يبارككم.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

307
ندوات ولقاءات للنهرين وطني 752 في السويد

ضمن الحملة الاعلامية لقائمة الوحدة القومية.. قائمة  النهرين وطني (القائمة 752).. لالتقاء ابناء شعبنا والحوار معهم بشان الانتخابات الوطنية العراقية، سيقوم الاب المهندس عمانوئيل يوخنا بالانشطة التالية في السويد:
التاريخ: الخميس 8 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة الثامنة مساء بتوقيت اوربا، الساعة العاشرة ليلا بتوقيت العراق
النشاط: حوار تلفزيوني مباشر
محل النشاط: تلفزيون سورويو

التاريخ: الجمعة 9 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة السادسة مساء
النشاط: ندوة وحوار مباشر
محل النشاط: نادي اشور في استوكهولم - السويد

التاريخ: السبت 10 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة السادسة مساء
النشاط: ندوة وحوار مباشر
محل النشاط: نادي عشتار في لنشوبنغ - السويد


التاريخ: الاحد 11 كانون الاول 2005
الوقت: الساعة السادسة مساء
النشاط: ندوة وحوار مباشر
محل النشاط: نادي حمورابي في يوتوبوري - السويد

مشاركتكم في هذه الندوات مصدر فخرنا وتقديرنا..
[/size][/font][/b]

308
أخبار شعبنا / تصريح
« في: 12:07 05/12/2005  »

بعد اطلاق موقع الحقيقة لكم قام البعض بتوجيه سهامهم واساءاتهم الي..
مما تطب مني هذا الايضاح:

اولا: ان السؤال المهم والوحيد هو ماذا يتضمن الموقع؟
فالموقع ليس اراء او افكارا للاجتهاد والتحليل بحسب اراء الناشر او القارئ..
الموقع هو شهادات ناطقة لا تحتاج الى تعليق لمعرفة مضمونها او معرفة اهدافها او معرفة اصحابها.
وعوض ان تتوجه السهام نحوي فاتمنى وادعو ان تتوجه النصائح والارشادات الى من تضمن الموقع شهاداتهم واساءاتهم وهجمتهم الناطقة ضد اباء الكنيسة وضد مكونات من الشعب العراقي.
اتمنى ان تتوجه الارشادات والنصائح للمرجعيات السياسية لهؤلاء بان احترام كنائسنا واباءنا الروحانيين واحترام جميع ابناء العراق هو اهم من حفنة اصوات انتخابية.
خاصة وان اية زيارة للموقع تكشف حقيقة الهجمة الحالية ضد الكنيسة واباءها مثلما تكشف حقيقة دوافعها التي لا تترك لنا اي خيار سوى استنكارها باشد عبارات ومواقف الاستنكار..

ثانيا: اما لمن ارسل لي بالبريد الالكتروني باسماء مستعارة رسائل تهديد، فاقول حتما اني اخذت التهديدات محمل الجد، خاصة واني سبق وان تعرضت لمحاولة اغتيال في 1994 لمواقفي وارائي بشان واقع العمل السياسي لشعبنا، اضافة الى تعرض اصدقاء ومعارف لي لهذه المحاولات مثل السيد روميل شمشون والاستاذ بطرس اسخريا.
ولكني الى جانب التحوط المطلوب فاني اؤمن ان الموت حق..

ثالثا: اما لمن اساء ووجه لي البذاءات بمختلف الاساليب فاني اردد ما قاله الرب يسوع المسيح حين قال: (يكفي التلميذ ان يصير مثل معلمه، والعبد مثل سيده. إن كانوا قد لقبوا رب البيت ببعلزبول (رئيس الشياطين) فكم بالاحرى يلقبون اهل بيته؟) متي 25:10
فاذا كان المسيئون قد وجهوا بذاءاتهم الى اباءنا في الايمان، اصحاب القداسة والغبطة بطاركة ومطارنة واساقفة كنائسنا، فهل سيبخلوا بها على كاهن مثلي لا حول ولا قوة له سوى الصراحة مع ابناء شعبه.
ليسامحهم الرب.
والرب يبارك.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
5 كانون الاول 2005

309

صباحكم مبارك،
صحيح ان الحياة هي تراكم كمي ونوعي للافعال والخبرات التي يمارسها الانسان والمؤسسات والمجتمعات..
وصحيح ان كل لحظة انية او مستقبلية ستصبح جزءا من الماضي..
الا ان الصحيح ايضا ان كل فعل اني وبالاعتماد على خبرات الماضي انما تكون غايته ويتوجه الى صنع المستقبل وجعله اكثر تقدما من اليوم.
فقانون الحياة هو ان نعمل في يومنا ما هو افضل لغدنا..

التصويت للقائمة 752 هو تصويت للمستقبل.. لماذا؟

اولا، وقبل كل شيئ، فان الوحدة القومية المتمثلة في القائمة 752 والتي تحدثنا عنها في خاطرة سابقة بانها وحدة حقيقية لانها تمثل وحدة مؤسسات شعبنا بمختلف تسمياته وتفاصيله وليست مجرد وحدة افراد مختلفين في اللهجات او المذاهب وتربطهم علاقات صداقة او قرابة شخصية او ينتمون الى ذات الحزب..
اقول ان هذه الوحدة القومية في القائمة 752 ليست وحدة او تحالف انتخابي ينتهي بانتهاء فرز الاصوات.
كلا.. بل هي وحدة وتحالف مستمر بما يعني كونها اطار عمل ينسق ويجمع ويوحد الطاقات السياسية والجماهيرية لشعبنا من خلال قواه المؤتلفة في نهرين اتري..
اي ان التحالف هذا عملية مستمرة للمرحلة المستقبلية القادمة ايضا.

ثانيا، كما سبق القول في بداية الخواطر هذه ان البرلمان الذي سننتخبه هو برلمان يتحمل مسؤولية تاريخية كبيرة تجاه الشعب والوطن.
فالبرلمان القادم سيراجع الدستور العراقي وتعديله..
والبرلمان القادم سيقوم بتشريع اكثر من 40 قانون اساسي منبثق من الدستور.
فهو برلمان يحدد ويصنع شكل المستقبل لنا ولشعبنا ووطننا النهرين.
والقائمة 752 كونها اطار عمل لتنظيماتنا (الكلدانية، الاشورية، السريانية) المختلفة فانها ورشة عمل لبلورة موقف قومي مشترك من التعديلات الدستورية وايصال صوت شعبنا الموحد تحت قبة البرلمان وفي لجانه.
لقد راينا نتائج كون صوتنا متفرق ومشتت.. فهل يجوز البقاء في المستقبل كذلك ام يجب توحيد الصوت والموقف؟

ثالثا، لان رؤية القائمة 752 للمستقبل تقوم على فهم واستيعاب تجارب واخطاء الماضي في اداء شعبنا السياسي عندما انحصر هذا الاداء في لون وتنظيم واحد.. وجميعنا يرى نتائج ذلك على المستويات التشريعية والقانونية او الجماهيرية حيث التفرقة والتشتت والصراع والتناحر بالاضافة الى التفريط بابسط الحقوق، ومنها المتعلق بالحدث الوطني الساخن، اعني الانتخابات، حين فرط البعض بحق التمثيل القومي لشعبنا واصبح لزاما على مرشحينا وقوائمنا، نحن ابناء القومية الصغيرة، ان نتنافس كما هو حالنا في هذه الانتخابات مع مرشحي وقوائم الاكثرية، بكل ما يعنيه ذلك من تقليل فرص التمثيل الى اقلها، وربما لا سمح الله الى انعدامها.
ولنا الى هذا الموضوع عودة غدا صباحا، فاحد اسباب التصويت للقائمة 752 هو ان شعبنا يريد التغيير.
والى صباح الغد نقول لكم وداعا..
وليبارككم الرب..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
5 كانون الاول 2005


حيث ان هذه الخواطر هي يومية، فاننا نضع للقراء الروابط لعرض وقراءة خواطر الايام السابقة، مع التقدير والمحبة.
لماذا ننتخب (2 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19348.0.html
752 هي الوحدة (3 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19437.0.html
752 هي التضحية(4 ك1): http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,19575.0.html
[/size]

310

صباحكم مبارك،
قبل عقدين من الزمان واكثر، عندما كان جيلنا ما يزال شابا عاملا في لجان الشبيبة الكنسية في الوطن والتي كانت بمثابة مدارس تاهيلية قومية ننتقل منها الى المدرسة القومية العليا، واقصد النادي الثقافي الاثوري ونشاطات طلبتنا الجامعيين، اقول كان جيلنا قد ورث عن سابقه والتزم ومارس معنى ساميا للـ(اومثانايا) والـ(اومثانايوثا) يتلخص في ان الاومثانايا هو الاكثر استعدادا للعطاء والتضحية.. وهو الاكثر اخلاصا في عمله، ناهيك عن كونه الاكثر وعيا وثقافة في محيطه..
باختصار كان الاومثانايا رمزا وقدوة وقيمة عليا..
الا انه مع تصاعد استبداد البعص وصدام وهيمنتهم وتغلغلهم في مختلف مرافق الحياة وتحطيمهم للقيم والمبادئ والاخلاق البشرية من جهة ومنعهم او تشويههم وتحريفهم للمؤسسات اعلاه.. بدات شيئا فشيئا "قيما" جديدة في الظهور والتبلور تقوم على الانتهازية والوصولية واقتناص الفرص واللهاث وراء الكراسي وملئها حتى دون مؤهلات..
وبعد 1991 وتحرير اقليم كردستان العراق بما وفره من مناصب وامتيازات لقوى شعبنا السياسية المشاركة في ادارة الاقليم بدات "القيم" الجديدة للامثانايوثا في التبلور والتحول الى واقع افرز مع الايام انطباعا عاما سائدا بان الفرد منا كلما ارتفعت مناصبه كلما كان اومثانايا اكبر.. وكلما ازداد عدد افراد حمايته وموكب سياراته وبنى حاجزا من المرافقين بينه وبين شعبه كلما كان ذلك دليل اكبر على اومثانايوته، وكلما ازداد عدد غرف وحمامات ومسابح بيته او بيوته وكلما ازداد عدد الخدم والحشم فيها كان دليلا اكبر على اخلاصه وثقافته ووعيه..
وهكذا خلال ثلاثة عقود تبدل معنى الاومثانايا لدى الكثيرين من انسان خادم نزيه مثقف واعي مخلص الى انسان انتهازي وصولي يقتنص الفرص ويلهث وراءها.
تسالوني.. وما شان ذلك باختياري للقائمة 752؟
فاقول:
في القائمة 752 هناك تضحية مع سبق الاصرار، مما يعني اصرار على اعادة الاعتبار للقيم الاصيلة في العمل القومي.
كيف؟
القائمة 752 تمثل ستة كيانات سياسية لشعبنا.. اكرر ستة كيانات سياسية..
صحيح انهم جميعا ونحن جميعا نتمنى للقائمة الفوز ليس فقط بـ 6 بل بـ 16 مقعد برلماني.
ولكن التمني شيئ وحساب الارقام والوقائع شيئ اخر.. وحده الانسان غير المسؤول وغير المهتم يبني حساباته في الهواء ويقول انه سيفوز بـ 15 مقعد لتثبت الارقام انه لم يكن متاحا له سوى مقعد واحد.. وهي نسبة خطا كبيرة اذا كان ارتكبها احد القادة المسؤولين في اية دولة تحترم قياداتها لشعوبها لكان ذلك القائد قد تنحى واستقال من مسؤولياته.
حساب الارقام الواقعية لا يمنح القائمة 752 اكثر من مقعدين وفي افضل الاحوال ثلاثة مقاعد.. وهي نسبة اكثر من حظوظ القوائم الاخرى لشعبنا كون 752 تمثل اكثر جماهير شعبنا كما سبق القول يوم امس.
ماذا يعني هذا؟
هذا يعني ببساطة وصراحة ان هناك 3 او 4 كيانات دخلت قائمة 752 وهي تدرك مقدما انها (هذه الكيانات) لن يفوز مرشحيها بل سيفوز مرشحي كياناتها الحليفة معها في القائمة.
وهنا هي التضحية وهنا هي القيم الاصيلة للعمل القومي بان اضع مصلحتي جانبا من اجل المصلحة العامة.. بكلمات اخرى بان اضع مصلحة مرشحي جانبا من اجل مصلحة القائمة وشعبها.
وبذلك تختلف 752 وكياناتها عن الاخرين ممن اصروا على تشتيت العمل القومي وتشتيت الاصوات وتشتيت شعبنا ليضمنوا ان يكون مرشحهم في التسلسل الاول..
وبذلك فان قائمة 752 ليست فقط قائمة انتخابية بل وانها موقف اخلاقي واستعادة لقيم اصيلة ونبيلة في شعبنا..
قد تسالوني وماذا عن الشهداء واستشهادهم واكرامهم.. فاقول ان لنا للحديث عودة.. فاسباب اختيارنا لقائمة النهرين وطني القائمة 752 كثيرة بينها احترام واكرام شهداءنا..
اما الان ومع اقتراب فنجان قهوتي الصباحية من الانتهاء فاقول ان قيمة التضحية الموجودة بين مرشحي ومسؤولي الكيانات السياسية لقائمة 752 هي سبب اخر لاختياري لها ودعوتي لكم ايها الاحبة لاختيارها..
وليكن يومكم سعيدا مباركا..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

311

صباحكم مبارك،
كما وعدتكم ايها الاحبة ان اخاطبكم كل صباح (بتوقيت وطني النهرين وبتوقيت اوربا) مع فنجان الشاي او القهوة في هذه الايام المهمة التي تفصلنا عن الانتخابات التي ستقرر شكل مستقبلنا كابناء النهرين وطن الجميع.
بالامس قلت لكم اني قررت التصويت لقائمة النهرين وطني.. القائمة 752.. وادعوكم احبائي للتصويت لها.
وكما وعدتكم اني ساكتب بصراحة وببساطة وواقعية عن اسباب هذا الاختيار، وفي الحقيقة هي اسباب كثيرة.
السبب الاول وهو سبب رئيسي لهذا القرار هو ان قائمة النهرين وطني.. القائمة 752 تمثل قائمة وحدة شعبنا بكل تسمياته وبمجموع تنظيماته السياسية.

لقد عانى شعبنا ومنذ قرون وقرون انشقاقات وانقسامات اضعفتنا ما فيه الكفاية.
فنحن ابناء نفس الامة وورثة حضارتها في اشور وبابل، وابناء نفس اللغة والثقافة والهوية انقسمنا ولاسباب مختلفة في القرون الماضية والى الامس القريب فاصبحنا مقسمين في تسمياتنا.. فهذا اشوري، وذاك كلداني، والاخر سرياني، والاخر ارامي..
وفي كنائسنا وايماننا فهذا كاثوليكي والاخر ارثوذكسي والثالث كنيسة المشرق والرابع بروتستانتي وغيرها..
ومع وضع الحدود بين الدول الحديثة انقسمنا الى عراقي وسوري وايراني وتركي وبعدها تشتتنا في مختلف دول العالم.. ومثل كل الشعوب فلنا لهجاتنا المختلفة.. عشائرنا المختلفة.. عاداتنا المختلفة.. وغيرها..
ومنذ 1991 اضاف البعض تقسيما جديدا فاصبحنا نقول ان هذا زوعاوي والاخر اترانايا والثالث بيت نهريناوي وهكذا..

وفي مقابل هذا التقسيم والصراعات التي اضعنا فيها جهدا ووقتا وفرصا كبيرة فان شعبنا بقي يطالب بالوحدة او باضعف الايمان التفاهم والعمل المشترك الذي هو نقطة بداية مسيرة الوحدة.
وبقي شعبنا يطالب احزابنا ومؤسساتنا بالعمل الوحدوي منذ 1991 ولحد الان دون ان يتحقق ذلك.
وبالتاكيد فان تحقيق العمل الوحدوي المشترك في المجال السياسي هو الاكثر اهمية والحاحا في هذه المرحلة بالذات لتحقيق افضل النتائج والمكاسب لشعبنا في العراق الجديد..

اليوم، واليوم فقط، تجاوبت وتمكنت مجموعة من احزابنا السياسية العاملة في ارض الوطن، وطن النهرين، من تحقيق هذا المطلب الشعبي، وهذا الامل والحلم الذي من خلاله يمكن لشعبنا تحقيق المستقبل الافضل..
اليوم، واليوم فقط، اتفقت مجموعة احزابنا المخلصة والمؤمنة بوحدة شعبنا ووحدة عمله ووحدة مصيره ووحدة مستقبله على توحيد عملها في قائمة واحدة.. نعم قائمة واحدة موحَدة وموحِدة..
لقد استمعوا الينا وحققوا مطلبنا..

الوحدة الموجودة في قائمة 752 ليست وحدة اشخاص وافراد من تنظيم واحد.
الوحدة الموجودة في قائمة نهرين وطني (القائمة 752) هي وحدة قومية حقيقية لانها وحدة احزاب وتنظيمات مختلفة وتمثل كل اسماء ومناطق ولهجات وافكار شعبنا.. ففيها احزاب اشورية وكلدانية وسريانية اتفقت جميعها على انها تنتمي لشعب واحد وانها يجب ان تعمل مع بعض لمستقبل شعبنا ووطننا.

والان ياتي دورنا وواجبنا نحن ابناء الشعب لدعم ونجاح خطوة الوحدة والتوحيد هذه..
وواجبنا ودورنا هو منح صوتنا لقائمة الوحدة القومية.. قائمة النهرين وطني.. القائمة 752.
من واجبنا ان ندعم القائمة لان ذلك هو اثبات لصدق موقفنا وطلبنا الوحدة.. ولان، فشل القائمة، لا سمح الله، يعني فشل عمل الوحدة القومية.
ولذلك فاني ادعو كل من يؤمن بوحدة شعبنا، وكل من يؤمن بوحدة عمل احزابنا، وكل من يؤمن بوحدة مستقبلنا للتصويت لقائمة الوحدة القومية، قائمة النهرين وطني (القائمة 752).
وليبارك الرب ايامكم..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

312

صباحكم مبارك،
كما وعدتكم ايها الاحبة ان اخاطبكم كل صباح (بتوقيت وطني النهرين وبتوقيت اوربا) مع فنجان الشاي او القهوة في هذه الايام المهمة التي تفصلنا عن الانتخابات التي ستقرر شكل مستقبلنا كابناء النهرين وطن الجميع.
بالامس قلت لكم اني قررت التصويت لقائمة النهرين وطني.. القائمة 752.. وادعوكم احبائي للتصويت لها.
وكما وعدتكم اني ساكتب بصراحة وببساطة وواقعية عن اسباب هذا الاختيار، وفي الحقيقة هي اسباب كثيرة.
السبب الاول وهو سبب رئيسي لهذا القرار هو ان قائمة النهرين وطني.. القائمة 752 تمثل قائمة وحدة شعبنا بكل تسمياته وبمجموع تنظيماته السياسية.

لقد عانى شعبنا ومنذ قرون وقرون انشقاقات وانقسامات اضعفتنا ما فيه الكفاية.
فنحن ابناء نفس الامة وورثة حضارتها في اشور وبابل، وابناء نفس اللغة والثقافة والهوية انقسمنا ولاسباب مختلفة في القرون الماضية والى الامس القريب فاصبحنا مقسمين في تسمياتنا.. فهذا اشوري، وذاك كلداني، والاخر سرياني، والاخر ارامي..
وفي كنائسنا وايماننا فهذا كاثوليكي والاخر ارثوذكسي والثالث كنيسة المشرق والرابع بروتستانتي وغيرها..
ومع وضع الحدود بين الدول الحديثة انقسمنا الى عراقي وسوري وايراني وتركي وبعدها تشتتنا في مختلف دول العالم.. ومثل كل الشعوب فلنا لهجاتنا المختلفة.. عشائرنا المختلفة.. عاداتنا المختلفة.. وغيرها..
ومنذ 1991 اضاف البعض تقسيما جديدا فاصبحنا نقول ان هذا زوعاوي والاخر اترانايا والثالث بيت نهريناوي وهكذا..

وفي مقابل هذا التقسيم والصراعات التي اضعنا فيها جهدا ووقتا وفرصا كبيرة فان شعبنا بقي يطالب بالوحدة او باضعف الايمان التفاهم والعمل المشترك الذي هو نقطة بداية مسيرة الوحدة.
وبقي شعبنا يطالب احزابنا ومؤسساتنا بالعمل الوحدوي منذ 1991 ولحد الان دون ان يتحقق ذلك.
وبالتاكيد فان تحقيق العمل الوحدوي المشترك في المجال السياسي هو الاكثر اهمية والحاحا في هذه المرحلة بالذات لتحقيق افضل النتائج والمكاسب لشعبنا في العراق الجديد..

اليوم، واليوم فقط، تجاوبت وتمكنت مجموعة من احزابنا السياسية العاملة في ارض الوطن، وطن النهرين، من تحقيق هذا المطلب الشعبي، وهذا الامل والحلم الذي من خلاله يمكن لشعبنا تحقيق المستقبل الافضل..
اليوم، واليوم فقط، اتفقت مجموعة احزابنا المخلصة والمؤمنة بوحدة شعبنا ووحدة عمله ووحدة مصيره ووحدة مستقبله على توحيد عملها في قائمة واحدة.. نعم قائمة واحدة موحَدة وموحِدة..
لقد استمعوا الينا وحققوا مطلبنا..

الوحدة الموجودة في قائمة 752 ليست وحدة اشخاص وافراد من تنظيم واحد.
الوحدة الموجودة في قائمة نهرين وطني (القائمة 752) هي وحدة قومية حقيقية لانها وحدة احزاب وتنظيمات مختلفة وتمثل كل اسماء ومناطق ولهجات وافكار شعبنا.. ففيها احزاب اشورية وكلدانية وسريانية اتفقت جميعها على انها تنتمي لشعب واحد وانها يجب ان تعمل مع بعض لمستقبل شعبنا ووطننا.

والان ياتي دورنا وواجبنا نحن ابناء الشعب لدعم ونجاح خطوة الوحدة والتوحيد هذه..
وواجبنا ودورنا هو منح صوتنا لقائمة الوحدة القومية.. قائمة النهرين وطني.. القائمة 752.
من واجبنا ان ندعم القائمة لان ذلك هو اثبات لصدق موقفنا وطلبنا الوحدة.. ولان، فشل القائمة، لا سمح الله، يعني فشل عمل الوحدة القومية.
ولذلك فاني ادعو كل من يؤمن بوحدة شعبنا، وكل من يؤمن بوحدة عمل احزابنا، وكل من يؤمن بوحدة مستقبلنا للتصويت لقائمة الوحدة القومية، قائمة النهرين وطني (القائمة 752).
وليبارك الرب ايامكم..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

313
المنبر الحر / خواطر انتخابية
« في: 10:41 02/12/2005  »
خواطر انتخابية
[/b]

مبارك صباحكم يا ابناء شعبي المبارك،
بعد اقل من اسبوعين ستجرى الانتخابات العراقية لاختيار البرلمان الذي سيضم ممثلي الشعب العراقي والذي سيتولى السلطة التشريعية في العراق لمدة اربعة سنوات.
قد تكون الاربع سنوات فترة قصيرة بمقاييس اعمار الاوطان والشعوب..
ولكن الاربع سنوات القادمة للبرلمان والشعب والوطن العراقي هي اربع سنوات مفصلية ومهمة، فهي ليست مجرد اربع سنوات من تاريخ العراق، بل هي اربع سنوات تصنع مستقبل العراق وتكتب تاريخ العراق لاجيال وقرون قادمة.

لذا فواجبنا ان نشارك في صنع هذا المستقبل وكتابة هذا التاريخ.. كيف؟
1- بالمشاركة في الانتخابات.
فمستقبل عراقنا ومستقبل شعبنا فيه يستحق منا ان نمنحه بضعة ساعات نختارها في اي من الايام المخصصة للانتخابات في دول المهجر.
ومستقبل عراقنا ومستقبل شعبنا فيه يستحق منا جهد الطريق من حيث نسكن الى حيث ننتخب في اقرب مدينة واقرب مركز انتخابي.
نتمنى ان يشارك شعبنا في الانتخابات القادمة ليس من اجل التمتع بحق الانتخاب فقط بل لتنفيذ واجب وطني وقومي هو صنع المستقبل.
2- بالاختيار الصائب والمسؤول لمن نمنح له صوتنا.
بالتاكيد ان حق اختيارالقائمة او المرشحين الذين نمنحهم ثقتنا ونضع مستقبل وطننا وشعبنا بين ايديهم هو حق لكل فرد ويمارسه بكل حرية.
ولكن الديمقراطية السليمة ليست فقط حرية الاختيار بل تكتمل بالوعي في الاختيار.
هناك اكثر من مائتي قائمة انتخابية يحق لنا اختيار واحدة منها.. نعم واحدة منها فقط..
وهناك 3 قوائم لابناء شعبنا ويحق لنا اختيار واحدة منها.. نعم واحدة منها فقط..
اترون، ايها الاحبة، كم هو ثمين صوتنا.. وكم هو مهم قرارنا: من نختار ومن ننتخب؟
شخصيا قررت ان انتخب قائمة النهرين وطني.. القائمة 752.. وادعوكم احبائي الى التصويت لها ايضا..
بالتاكيد ستسالوني: لماذا قررت التصويت لقائمة النهرين وطني.. القائمة 752؟ ولماذا ادعوكم للتصويت لها وليس للقوائم الاخرى؟
ساجيب على هذه الاسئلة في هذه الخواطر التي سانشرها لكم كل صباح اعتبارا من يوم غد على موقع عنتكاوة ومواقع اخرى ولتقراوها مع فنجان الشاي والقهوة في كل صباح مبارك يا ابناء شعبي المبارك.


القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
[/size][/font]

314
المنبر السياسي / خواطر انتخابية
« في: 10:38 02/12/2005  »
خواطر انتخابية
[/b]

مبارك صباحكم يا ابناء شعبي المبارك،
بعد اقل من اسبوعين ستجرى الانتخابات العراقية لاختيار البرلمان الذي سيضم ممثلي الشعب العراقي والذي سيتولى السلطة التشريعية في العراق لمدة اربعة سنوات.
قد تكون الاربع سنوات فترة قصيرة بمقاييس اعمار الاوطان والشعوب..
ولكن الاربع سنوات القادمة للبرلمان والشعب والوطن العراقي هي اربع سنوات مفصلية ومهمة، فهي ليست مجرد اربع سنوات من تاريخ العراق، بل هي اربع سنوات تصنع مستقبل العراق وتكتب تاريخ العراق لاجيال وقرون قادمة.

لذا فواجبنا ان نشارك في صنع هذا المستقبل وكتابة هذا التاريخ.. كيف؟
1- بالمشاركة في الانتخابات.
فمستقبل عراقنا ومستقبل شعبنا فيه يستحق منا ان نمنحه بضعة ساعات نختارها في اي من الايام المخصصة للانتخابات في دول المهجر.
ومستقبل عراقنا ومستقبل شعبنا فيه يستحق منا جهد الطريق من حيث نسكن الى حيث ننتخب في اقرب مدينة واقرب مركز انتخابي.
نتمنى ان يشارك شعبنا في الانتخابات القادمة ليس من اجل التمتع بحق الانتخاب فقط بل لتنفيذ واجب وطني وقومي هو صنع المستقبل.
2- بالاختيار الصائب والمسؤول لمن نمنح له صوتنا.
بالتاكيد ان حق اختيارالقائمة او المرشحين الذين نمنحهم ثقتنا ونضع مستقبل وطننا وشعبنا بين ايديهم هو حق لكل فرد ويمارسه بكل حرية.
ولكن الديمقراطية السليمة ليست فقط حرية الاختيار بل تكتمل بالوعي في الاختيار.
هناك اكثر من مائتي قائمة انتخابية يحق لنا اختيار واحدة منها.. نعم واحدة منها فقط..
وهناك 3 قوائم لابناء شعبنا ويحق لنا اختيار واحدة منها.. نعم واحدة منها فقط..
اترون، ايها الاحبة، كم هو ثمين صوتنا.. وكم هو مهم قرارنا: من نختار ومن ننتخب؟
شخصيا قررت ان انتخب قائمة النهرين وطني.. القائمة 752.. وادعوكم احبائي الى التصويت لها ايضا..
بالتاكيد ستسالوني: لماذا قررت التصويت لقائمة النهرين وطني.. القائمة 752؟ ولماذا ادعوكم للتصويت لها وليس للقوائم الاخرى؟
ساجيب على هذه الاسئلة في هذه الخواطر التي سانشرها لكم كل صباح اعتبارا من يوم غد على موقع عنتكاوة ومواقع اخرى ولتقراوها مع فنجان الشاي والقهوة في كل صباح مبارك يا ابناء شعبي المبارك.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
[/size][/font]

315
وجه قداسة سيدنا البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم، رسالة دعا فيها ابناء وبنات كنيسة المشرق للمشاركة في الانتخابات القادمة ولاختيار من يرون فيه القدرة للعمل من اجل مصالح العراق والعراقيين عامة بكل قومياتم واديانهم  ومن اجل مصالحنا القومية كاخوة ابناء امة واحدة (اشوريون، كلدان، سريان).
ولتعميم الدعوة وايصالها الى عموم ابناء شعبنا في الوطن والمهجر قمنا بترجمة الرسالة ترجمة اولية ونشرها مع صورة الرسالة (بعد تجميعها في صورة واحدة) على موقع عنكاوة.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

ترجمة الرسالة:

مار دنخا الرابع
بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم

تصريح من القلاية البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية

الى جميع ابناء وبنات كنيستنا المقدسة وامتنا الاشورية

تقبلوا صلواتنا وبركاتنا،
كما يتيسر لنا من الانباء العامة عن العراق، فان القوانين الاساسية للحكومة الجديدة والمؤقتة تمنح الحق والفرصة للتصويت لكل العراقيين من كل قومية ودين واينما يتواجدون، سواء في العراق او خارجه، لاختيار اشخاص مخلصين وصادقين ومحبين لحقوق وطنهم وشعبهم ليعملوا وفق القوانين الاساسية للعراق ويحفظوا بطريقة ديمقراطية الحقوق الانسانية المتساوية لعموم الشعب العراقي ولجميع قوميات واديان ابناء وبنات العراق.
وفي هذه المناسبة فاننا نطلب منكم جميعا ابناء وبنات كنيسة المشرق الاشورية ان تنجزوا واجبكم الوطني والقومي من خلال منح صوتكم بكل حرية لرقم القائمة او الاشخاص الذين تعتقدون وتعرفون ان لهم ايمانا وحبا وغيرة للعمل من اجل الفائدة العامة للوطن كعراقيين، ومن اجل المصلحة القومية كاخوة (اشوريون، كلدان، سريان) لان جميعنا ابناء امة واحدة، كما اننا من حيث الدين جميعا مسيحيين.
ولذلك فانه من الضروري،  وان الوقت قد حان لنؤمن جميعا باننا قد تربينا ونمينا قوميا في مهد واحد لبين النهرين، وكمسيحيين فقد ولدنا من ام واحدة هي المعموذية المسيحية المقدسة.. ولذلك فاننا واحد قوميا وكنسيا..
نحب ونحترم بعضنا البعض ونعمل باتحاد مع بعض كقطيع واحد مع كل الشعب العراقي بكل قومياته واديانه ولنقطف جميعا ثمارا طيبة وهنيئة.
اننا نصلي الى الله الاب ليعين برحماته الفياضة جميع ابناء امتنا الذين يعملون في السبل القومية السياسية، كاحزاب سياسية ومؤسسات واندية قومية ليكونوا موفقين.
نعمة ورحمة ربنا يسوع المسيح تكون مع جميعكم الى ابد الابدين.

خننيا دنخا
بالنعمة جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الاشورية

حرر في قلايتنا البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية
مورتن غروف، ايلينوي
29 تشرين الثاني 2005 ميلادية

316
نشر سمير عبيد مقالا على موقع كتابات مليئ برائحة الحقد والكراهية للعراق المتحرر وتضمن الكثير من الاساءات والتاليب ضد مسيحيي العراق والكنيسة الكلدانية ومرجعيتها.
واذ ننشر الرابط التالي لقراءة المقال فاننا نقول ان الاساءات والتشكيك والتاليب الذي ورد فيه واضحة وجلية ولا تحتاج للرد والتفنيد بل الاستنكار والتنديد.
http://kitabat.com/i9997.htm

اني ادعو مؤسساتنا ومواقعنا الاعلامية وكتابنا للتنديد بهذا المقال المشين.
ابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) لهم تاريخ وطني مشرف في العراق ومقارعتهم للدكتاتورية الصدامية ومشاركتهم في تحرير العراق وبناءه الجديد.
وكنائسنا ومرجعياتها هي انزه من ان يشكك فيها مقال وكاتب عروبي فاشي.
ودعوتنا لتحييد الدين في الدستور هو مساهمة حضارية مضافة الى مساهماتنا في حضارة الرافدين.
والعلمانية هي غير الالحاد.
عاش العراق الجديد المتحرر من براثن الفاشية..
والى امام لتطوير عراق اليوم وجعله غدا عراقا علمانيا لبراليا يحفظ كرامة الانسان دون تمييز وتمايز بسبب الدين او المعتقد.

317

بسم الآب والابن والروح القدس، إله واحد، آميــــن
[/b]

نيافة الاسقف الجليل مار باواي سورو الجزيل الاحترام

تحية محبة وسلام في الرب يسوع المسيح ودعاء اليه ان يكون حافظكم بنعمته اللامتناهية من كل اذى.
ومن بعد تقبيل يمينكم المباركة اقول بارخمار،

اتابع بقلب يعتصره الالم والاسى ما يعيشه جسد الرب وكنيسته الرسولية المقدسة في هذه الايام من جروح وعذابات تدمع لها القلوب قبل العيون.
وما يزيد ألمي آلاما وحزني أحزانا هو ان نيافتكم، الذي عرفته ابا روحيا وراعيا متواضعا، اختار ان يكون طرفا بل وسببا لالام المسيح وكنيسته وجسده المقدس.
لقد عرفتكم ابتي وسيدي الجليل في مخيم جوقرجا للاجئين في ربيع 1991 عندما زرتمونا مبعوثين من قداسة سيدنا مار دنخا الرابع وكان بمعيتكم الاباء الافاضل وليم ياقو وعمانوئيل ريس.
ومن حينها وانا احمل لكم في اعماق قلبي مشاعر الود والاحترام والتعاطف وارى فيكم مثالا ابويا صالحا.
ولست هنا بصدد عرض المواقف والحوارات والامور التي طالما استانست فيها برايكم وحكمتكم ومحبتكم الابوية.
ولكني، واقولها بصراحتي المعهودة، صعقت باحداث الاسبوعين الاخيرين بكل ما يثار فيها من تفاصيل وما تشير اليه من اسباب وما تحمله من معان وما تقود اليه من نتائج لم اكن اتوقع يوما ان تكونوا وبقراركم وارادتكم طرفا فيها.

سيدي الجليل،
انتم اكثر دراية مني، وحاشا ان ادعي دراية ما لا تدرونه، بان كنيسة الرب لم تهدا او تخلو يوما من خلافات واختلافات، حوارات واراء، وللاسف انشقاقات وشقاقات. فالكنيسة هي جسد حي، ومن بين سنن الحياة هو تعدد الرؤى والمواقف والاختلاف.
انتم اكثر دراية مني لماذا شبه اباء الكنيسة وملافنتها العظام الكنيسة بالسفينة.. لم يكن ذلك لمجرد تشبيهها بسفينة نوح بما تمثله من رمز كتابي للخلاص في السيد المسيح، بل وايضا لان السفينة لا تهدا ابدا وهي تشق عباب البحار في وجهتها نحو بر الامان، حيث تبقى تسير وتتارجح يمينا وشمالا، صعودا ونزولا، ولكن، وهنا اهمية الرمز والتشبيه، دون ان تغرق.
فهذا هو قدر كنيسة الرب لانها جزء من الحياة، والحياة لا تهدا او تركد ابدا.

انتم اكثر دراية مني بتاريخ كنيستنا الرسولية المقدسة، البعيد منه والقريب، الحديث منه والمعاصر، وكيف انها كانت دوما تعيش الاشكالات والمشاكل، الازمات والصراعات.. وبذلك فان المشكلة الحالية التي انتم طرف فيها ليست المشكلة الاولى ولا نتوقع لها، وان كنا نريدها ان تكون الاخيرة..
ولكن الصحيح ايضا ان المشكلة الحالية تختلف عن سابقاتها من مشاكل كنيستنا وازماتها في العقد او العقدين الاخيرين، سواء في استراليا او العراق او شيكاغو، بان هذه المشكلة ليست خلافا قانونيا حول حقوق التصرف بممتلكات الكنيسة، وليست بسبب موقف من قرار كنسي، وليست بسبب سلوك لشخص قيادي في الكنيسة..
ان المشكلة الحالية هي مختلفة كليا.. انها مشكلة التشكك بنظام الكنيسة وعمل الروح القدوس فيها بما يعنيه ذلك من تشكك في تاريخ الكنيسة وصواب خطها ومعتقدها الايماني.
وما يزيد المشكلة تعقيدا هو تسييسها وفتح الابواب مشرعة على مصراعيها للمزايدات السياسية والحزبية من قبل مؤسسات وافراد لا رابط لهم بالكنيسة ولا يهمهم امرها وامركم بقدر ما يهمهم جعل الكنيسة وشؤونها حصان طروادة لتحقيق مارب حزبية وشخصية وبخاصة في موسم الغليان السياسي والانتخابي في العراق ومؤشراته سلبا ام ايجابا.

ابتي الفاضل،
لقد تابعت مسار الاحداث وكيف تطورت وصولا الى قرارك بالابتعاد القسري عن الشراكة الروحية مع اخوتك مطارنة واساقفة كنيسة المشرق تحت الرعاية الابوية لسيدنا قداسة البطريرك مار دنخا الرابع.
لا تستغربن قولي بانكم من قررتم الابتعاد القسري عن هذه الشراكة، فحقيقة الامر ان الكنيسة ومجمعها السنهاديقي المقدس الذي تؤمنون واؤمن مثلما يؤمن الجميع انه مجمع مقدس بهداية الروح القدس، لم يعزلكم او يبعدكم او يوقفكم عن شراكة الكنيسة كاسقف وراع لها بل سعى لحل الخلاف وابقاء شراكتكم الروحية في الكنيسة ومنحكم لذلك اكثر من خيار.
انكم انتم من قررتم واخترتم الابعاد برفضكم اكثر من خيار طرحته الكنيسة امامكم واولها ان تستلموا رعاية رعياتها في الاتحاد السوفياتي السابق وايران بكل ما كان يعنيه ذلك من خدمة مقدسة لابنائك واخوتنا في الايمان في هذه الدول، وبخاصة روسيا وارمينيا وجورجيا، المحرومين من رعاية ابوية تعيش معهم همومهم وحياتهم وتعيد بناء حياتهم الروحية التي سعت لتدميرها الشيوعية على مدى اكثر من سبعة عقود.

اننا نؤمن جميعا ان المجمع السنهاديقي هو مجمع مقدس يقوده ويهديه الروح القدس فكيف يمكن لنا ان نلغي قبول هذه الهداية والارشاد.
وحتى لو تجردنا من هذا الايمان وطبقنا مبادئ التشريع الوضعية، الا تعتقدون معي ان فردا واحدا في هيئة قيادية عليه احترام وتنفيذ ارادة الاكثرية، بل اقول في هذه الحال ارادة الجميع حيث ان جميع اعضاء المجمع السنهاديقي اتفقوا على هذه الخيارات ومنحوها لكم.
قد يعترض معترض بان نقل نيافتكم الى روسيا كان سيكون بمثابة العقوبة!!
ربما يكون ذلك الامر صحيحا بمقاييس البشر والمؤسسات الوضعية، ولكن الامر لا يصح مطلقا رؤيته بتلك الرؤية في الكنيسة. فانتم الادرى بانه في التاريخ الطويل لكل كنيسة المسيح فان الروح القدوس الهم مجامع واباء الكنيسة الحكمة في هكذا خطوات في العديد من الاحوال عندما تمر ابرشية او رعية ما بخلافات داخلية مع راعيها الذي تقوم الكنيسة حينها بتكليفه بمهمة راعوية اخرى في ابرشية اخرى.
بل وانتم الادرى ان دول الاتحاد السوفياتي السابق بحاجة الى راع واسقف مثل نيافتكم.
ثم انتم الادرى ومن خلال مسيرتكم الاسقفية نفسها انكم والكنيسة بادرتم لاجراء تنقلات للاساقفة والكهنة في معالجة للاشكالات والخلافات التي حدثت في ابرشياتهم ورعياتهم.. وحالة انتقالكم كانت ستكون حالة مضافة الى سابقاتها..
وحتى لو بقيتم مقتنعين بان النقل كان عقوبة!! فانه يجدر بنا ان نتذكر قول الرب المسيح:
(فَإِذَا اضْطَهَدُوكُمْ فِي مَدِينَةٍ مَا، فَاهْرُبُوا إِلَى غَيْرِهَا. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ تَفْرَغُوا مِنْ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متي 23:10
وذات الشيئ عن الخيار الاخر الذي طرح امامكم للابتعاد الاختياري عن الادارة الكنسية لمدة عامين كان سيتخللها بالتاكيد لقاءات وحوارات لردم الهوات وجسر الخلافات.
الا انكم تشبثتم برفض قبول القرار السنهاديقي بكل ما يعنيه ذلك من تشكيك بعمل الروح القدس في الكنيسة وهدايته لها، وبكل ما ينتجه ذلك من دفع للامور باتجاه التصعيد وصولا الى شق الكنيسة، لا سمح الله.
وفي جميع الاحوال، بل وفي اسوأها، كان يمكن لكم الاعتذار عن قبول هذه الخيارات والاستقالة من مهامكم الادارية الراعوية والانسحاب دون ضجيج وازمة ودون دفع الامور للتصعيد ودون السعي لشق الكنيسة التي تقولون بحرصكم عليها.
ويقينا فانكم الكبير كنتم ستكبرون اكثر في عيون معارضيكم ومؤيديكم على حد سواء وكانوا سيسعون جميعا للمزيد من الحوار والفهم والتفهم والتفاهم بين وجهات النظر في مختلف الامور الخلافية والاجتهادية.

من هنا اقول انكم، ابتاه، من قرر واختار الابتعاد القسري عن الكنيسة، وليست الكنيسة من ابعدكم عن شراكتها.
فالكنيسة منحتكم وبروح الشراكة الاخوية اكثر من خيار، واعطتكم الوقت الكافي للتأمل والصلاة واتخاذ القرار والاختيار الذي جاء، وللاسف والالم الشديدين، متقاطعا مع ايمان الكنيسة وعقيدتها بان المجمع السنهاديقي هو اكبر سلطة كنسية يقودها الروح القدس.

بارخمار،
لقد استمعت الى كلمة نيافتكم الى ابناء رعيتكم في يوم الاحد في كنيسة مار يوسف في سان هوزيه، وكررت سماعها لاكثر من مرة.
الحق يقال انها كانت كلمة مؤثرة وعاطفية امتزجت فيها البلاغة والكاريزما المعروفتين عن نيافتكم.
واكاد اجزم ان هناك من ذرف الدموع وهو يستمع لكلماتكم.
كيف لا وقد انتقيتموها انتقاء وقدمتموها في كلمات من المحبة المسيحية والعاطفة الانسانية.
ولكن اسمحوا لي ابتاه ان اشارككم ملاحظاتي بروح المحبة على ما انتقيتموه من نقاط في خطابكم، مع اعتذاري مقدما وتوكيدي ان ما اقوله هو نتاج المحبة المخلصة والتعاطف الحريص معكم ومن دون مناقشة وسجال مجمل ما ورد فيه، فاقول:
1- انا افهم رغبتكم في تقديم انفسكم في الخطاب ضحية ظلمها اخوتها كما كان يوسف ضحية اخوته.
ولكن الحقيقة الكاملة، ابتاه، ليست كذلك فكما قلنا وكما تعرفون واعرف ويعرف الجميع ان اخوتك لم يطردوك ولم يبعدوك عن شراكتهم بل انتم من اخترتم الابتعاد القسري ودفعتموهم لذلك.
2- انا افهم الموقف وحاجة الانسان، وكلنا بشر، لانتقاء الاحداث بما يخدم حجته ومحاججته.
ولكن اسمحوا لي القول انكم بالغتم في الانتقاء الى حد ايقاع الظلم على المجمع السنهاديقي المقدس وعلى اخوتكم في الشراكة الروحية اباء كنيسة المشرق.
لقد بنيتم خطابكم على انهم ظلموكم وابعدوكم لانكم تدعون الى وحدة الكنيسة واتحادها.
وبذلك اتهمتم اخوتكم وكنيستكم ومجمعها المقدس بانه لا يريد وحدة كنسية الرب.
لا اختلاف ولا نقاش في ان الجميع، المجمع السنهاديقي واباء الكنيسة وابناؤها، يريدون جميعا، مثلما تريدون انتم، وحدة الكنيسة.
وشخصيا، لا يشك احد في موقفي من وحدة الكنيسة وتحديدا كنيسة المشرق سواء مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية حيث نشرت اكثر من مقال ودعوة بهذا المضمون، او وحدة كنيسة المشرق بشقي ادارتيها وتقويميها وقد طبعت كتابا بهذا المضمون.
ولكن الاختلاف هو في مفهوم الوحدة وطريقة تحقيقها.
ان رؤيتكم بان كنيسة المشرق اخطأت تاريخيا في عدم قبولها لرئاسة قداسة الحبر الاعظم لا يجوز اعتبارها كانها الحقيقة المطلقة والبديهية التي لا نقاش عليها او بشانها.
ربما ومن وجهة نظركم الشخصية فان الوحدة الاندماجية مع الكنيسة الكاثوليكية عبر الالتحاق بالرئاسة البابوية هي ممكنة التحقق الان وقبل الغد.. فهذا من حقكم، ومن الواجب احترام وجهة نظركم.
ولكن من حق الاخرين ايضا ان تكون لهم رؤيتهم ايضا، ومن الواجب احترامها ايضا.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، فانه في الوقت الذي تكون الوحدة مع الكنيسة الرومانية اولوية لديكم، فانه لدى اخرين تكون الوحدة مع التقويم الشرقي من كنيسة المشرق اولوية اكبر لاسباب معروفة، ويعتقدون ان تعميق الحوار الوحدوي مع الكنيسة الرومانية يعمق الخلاف مع هذا الشق وعليه يتوجب تاجيل ذلك الى ما بعد توحيد شقي كنيسة المشرق.
والى ما ذلك من رؤى واراء ومواقف بشان مفهوم واليات الوحدة وليس مبدا الوحدة.
وليس من العدل اتهام مجمع سنهاديقي كنسي بانه لا يريد وحدة الكنيسة وانه يظلم راعيا خطيئته انه يدعو الى الوحدة.
وما لا يمكن لي استيعابه هو كيف يقدم الواحد منا لشق الكنيسة باسم وحدتها!!
3- اما اذا كان المقصود بان المجمع يرفض توحيد شعبنا تحت التسمية الكلداشورية التي دعوتم اليها بين اخرين دعوا اليها.
فانه هنا ايضا، وحتى لو افترضنا ان هذا هو من مهام السنهادوس المقدس، لا يجوز تحديد وفرض صيغة واحدة لوحدة شعبنا وتسميته.
4- في خطابكم قلتم انكم تريدون اصلاح الكنيسة. فنقول بارخمار.. فالكنيسة، اية كنيسة، بحاجة الى الاصلاح ومراجعة الذات في مختلف الامور، اللاهوتية والطقسية والقانونية وغيرها..
ولكنه هنا ايضا قد تكون هناك رؤى مختلفة للاصلاحات وتعاقبها وتناقش بحوار مسؤول قائم على احترام كل الرؤى وقبول قرار واتفاق الاكثرية دون ان يقود بالاقلية للخروج عن الكنيسة لان السنهادوس لم يشرع او يقبل رؤيتها.
فعلى سبيل المثال اوردتم في خطابكم نقطة ترجمة الطقس الى السورث المعاصرة، وهذا ما قام ويقوم به الكثيرون من الاساقفة والكهنة دون ان يقود ذلك الى الخروج عن الكنيسة.
ما لا يستطيع انسان خاطئ مثلي استيعابه هو كيف يمكن لمسالة كهذه ان تقود الى خروج اسقف وراع صالح واب حكيم مثلكم من الكنيسة.
5- كما اثار استغرابي والمي هو انكم تعمدتم في خطابكم عدم الاشارة الى خيار الانتقال الى روسيا بما كان سيصون وحدة الكنيسة من جهة واستمرار شراكتكم الروحية في قيادتها مع اخوتكم المطارنة والاساقفة وبرعاية ابوية من قداسة البطريرك.
6- الا ان اكثر ما المني في خطابكم، ابتاه، هو تصريحكم وتشكيكم الضمني (ولكن الواضح) بان قداسة البطريرك والمجمع السنهاديقي لا يحققون ارادة الرب..
ابتاه.. ابتاه.. انتم الادرى بما يعنيه هذا التصريح من زعزعة لركن ايماني راسخ في كل الكنائس الرسولية بان الروح القدس يقود السنهادوس المقدس ويرشده ويهديه..
وهنا ايضا الا ترون معي انه حتى بالمقاييس البشرية الوضعية وسياقات عملها ان تحترم الاقلية قرار واتفاق الاكثرية.
سيدي الاسقف الجليل، لقد المني تزكية نفسكم ضمنيا على انكم تمثلون وحدكم ارادة الرب وان السنهادوس المقدس وبطريرك الكنيسة لا يلتزمون تحقيق هذه الارادة الربانية.. فهذا خلاف ما عرفته عنكم ابا متواضعا.

بارخمار،
اكثر ما اثار استغرابي وذهولي والمي في احداث يوم الاحد هو الاحتفاء الخطابي في قاعة كنيسة مار يوسف في سان هوزيه حين تعاقب على الحديث متحدثون جعلوا من قضيتكم الخلافية مع الكنيسة ومجمعها المقدس بازارا سياسيا رخيصا وجهوا فيه ارخص التهم وابذلها الى كنيستكم كنيسة المشرق الرسولية المقدسة وبطريركها الحالي قداسة مار دنخا الرابع وعلى مسمع ومراى منكم دون ان تبادروا الى رفض استغلال رؤيتكم الكنسية (رغم اختلافكم فيها مع الكنيسة) من قبل هؤلاء للتهجم على الكنيسة وقياداتها ورموزها في بازار سياسي رخيص.
لم تمض اكثر من ساعة على خطابكم في الكنيسة والذي تضمن دعوة صادقة ومخلصة منكم الى احترام اباء الكنيسة وعدم المس بهم، حتى كانت التهم الرخيصة تنهال عليهم من المتحدثين الذي جلسوا على طاولة الشرف الى جانبكم.

دعني اقدم المتحدثين ومختصر ما تحدثوا به واحدا تلو الاخر كما هي منشورة على موقع
 (www.marbawai.com):
1- الدكتور ادور يوخنا والذي كفائته واختصاصه العلميين مصدر فخر لنا جميعا.
ولكن الاختصاص والكفاءة العلمية شيئ والافتاء في شؤون كنسية شيئ اخر.
الدكتور ادور يوخنا المقيم في شيكاغو والذي لا ينتمي الى كنيسة المشرق الاشورية، اكرر مقيم في شيكاغو ولا ينتمي الى كنيسة المشرق الاشورية، طار الى كاليفورنيا ليعلن تضامنه مع نيافتكم اسقفا في كنيسة المشرق الاشورية من مظالم اخوتكم بطريرك واعضاء المجمع السنهاديقي المقدس.
الدكتور ادور يوخنا مدفوعا بلقبه الاكاديمي ومدركا لاكاديميتكم وعوض ان يلتزم الاخلاقيات الاكاديمية التي اول ما تعلم (بضم التار وفتح العين) طالبيها التواضع واحترام الاخر، تهجم على اباء الكنيسة ومجمعها المقدس وانتقص منهم بالقول انهم يجهلون القراءة والكتابة وسط التصفيق الساخر للحضور..
الدكتور ادور يوخنا الذي تعمد الاعلان والتوكيد في خطابه انه من انصار الحركة الديمقراطية الاشورية استمر في تهجمه على اباء الكنيسة ليصل في ذروة خطابه السياسي الى تجريم وتخوين قداسة البطريرك مار دنخا الرابع عندما اشار ضمنيا ولكن بوضوح الى لقاء قداسته مع السيد مسعود البارزاني، رئيس اقليم كردستان العراق، وتساءل الدكتور يوخنا في تعبير تخويني رخيص بالقول:
(اذا كنا قد علمنا ما الذي اخذه (قداسة مار دنخا) بيده (من السيد البارزاني) فاني اريد ان اعرف ماذا اعطى (البطريرك) بيده الاخرى (الى السيد البارزاني).)
كل ذلك بمراى ومسمع منكم وبتصفيق الحضور المشحون حزبيا والمدفوع سياسيا.
2- الدكتورة اكنس ميرزا والتي تحدثت بالنيابة عن المجلس القومي الاشوري في الينوي، وهي ايضا طارت من شيكاغو الى كاليفورنيا بغاية تقديم الدعم والتضامن.
السيدة اكنس اصرت على القول والتوكيد بان المجلس القومي الاشوري في الينوي والذي وبحسب نظامه الداخلي هو مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ولا هوية مذهبية او كنسية او دينية له هو معكم ووراءكم ويدعمكم.
الا يرى نيافتكم ان سعيكم لاصلاح الكنيسة وتطويرها والذي لا اشك في صدق نواياه قد خطفه وارتهنه المزايدون وجعلوا منه ومنكم مادة للمزايدات السياسية والشخصية.
السيدة اكنس التي تكلمت وباستهزاء بالغ عن الكنيسة ومرجعياتها واتهمتهم بانهم يهينون المثقفين والواعين من ابناء الكنيسة (ويقينا تعتبر نفسها احد هؤلاء المتعلمين والمثقفين!!) ويعتبرونهم خرافا اهانت نفسها اكثر عندما اصرت وبغاية اعطاء شهادة دعم لموقفكم انها لم تفهم يوما قداس كنيسة المشرق لانه كان يقام باللغة الكلاسيكية وانها اليوم فقط فهمته لانها سمعته منكم بالسورث الحديثة.
كأن لسان حالها يقول انه اليوم وبعد ان تحرر نيافتكم من القيادة الكنسية التي لا تعرف القراءة والكتابة (بوصف الدكتور ادور) استطعتم اقامة القداس بلغة السورث الدارجة.
في حين ان جميعنا يعلم ان العشرات من الاساقفة والكهنة في العشرات من الكنائس والمئات والالاف من المرات اقاموا ويقيموا القداس بالسورث دون ان يقودهم ذلك الى الخروج عن الكنيسة ورفض سنهادوسها.
هل كان غباء منها ام استغباء.. لست ادري..
3- السيد ادد اشورسين واعتقد اسمه الحقيقي ادور شمعون، وهو الاخر مقيم في شيكاغو وطار الى كاليفورنيا لذات المهمة.
السيد اشورسين لم يتوانى في كلمته عن تقديم الخزعبلات والترويج للوثنية والاساءة الى المسيحية كما يؤمن بها نيافتكم وكما نؤمن بها جميعا.. السيد اشورسين لم يتردد في توكيد ان الاشوريين كانوا يعرفون السيد المسيح ويؤمنون به ويقدمون الذبائح له حتى قبل مجيئه وتجسده.. السيد اشورسين يقدم الملك سنحاريب ملكا مؤمنا بالرب يسوع المسيح وبانه كان يقدم الذبائح له عندما كان يقدمها الى الاوثان والالهة القديمة.
يا ترى هل هذا التعليم الالحادي هو جزء من الاصلاح الذي نريده لكنيستنا.
السيد اشورسين لم يفته ان يستغل المناسبة في الدعاية الانتخابية لقائمة الحركة الديمقراطية الاشورية، بل ودعاكم للتبشير بها..
4- السيد يوئيل بابا وهو كاتب واديب قدير الا ان مشاعر الحدث ربما، او سعيه لاستغلال المناسبة سياسيا وحزبيا قد خذلته ليخون الامانة ويلوي عنق الحقيقة في كلمات ملتوية.
فالسيد يوئيل بابا، وهو القادم من سان فرانسيسكو التي احترمت رعيتها كاهنا ومؤمنين قرار السنهادوس الكنسي بخلاف السيد بابا الذي تحدث مدفوعا بولاءه السياسي والحزبي لم يفته استغلال المناسبة والجموع في دعاية انتخابية بالقول ان السبب الحقيقي وراء ايقافكم هو لانكم احد مساندي الحركة الديمقراطية الاشورية.
ويستمر في كلمته ليتهم البطريركية بالخيانة القومية ناهيك عن تاجيجه للعداءات والاحقاد القومية التي حتما لا تلتقي مع رسالتكم سيدي الاسقف الجليل والتي هي رسالة المسيح، رسالة المحبة والسلام.
السيد يوئيل بابا تجاوز حدود اللياقة الادبية متهما قداسة البطريرك بالدجل حين قال ان قداسته قال له (للسيد بابا) ان ايقاف مار باواي ليس على جدول اعمال السنهادوس ولكن تبين (بحسب السيد بابا) ان ذلك كان غير صحيح وليستنتج السيد بابا لنفسه انه ليس هناك صدق في الكنيسة. هكذا وبكل بساطة!!
اقول للسيد بابا، نعم ان ايقاف سيدنا نيافة مار باواي لم يكن على جدول الاعمال.. فالسنهادوس لا يتخذ قرارا قبل انعقاده.. بل يناقش الامور والقضايا ويتوصل الى قرار بهداية الروح القدس.
والسنهادوس لم يناقش الامور بنية وقرار مسبق بايقاف مار باواي، بل ومنحه عدة خيارات.
والايقاف تم بعد رفض نيافة الاسقف مار باواي لجميع الخيارات، وبذلك كان قداسته صادقا مع نفسه ومعك بان الايقاف لم يكن على جدول الاعمال..
فالايقاف جاء بارادة ورغبة سيدنا مار باواي، وللاسف وللالم الشديدين.

كل ذلك على مسمع ومراى من نيافتكم سيدي الحبيب مار باواي.
فهل نتوقع منكم استنكارا لهذه الكلمات والتهم الرخيصة والنابية ضد من عاشرتموه وعشتم معه ابا واخا كريم الخلق ونزيه السيرة وصادق المشاعر وطاهر القلب.

طبعا انا لا استغرب، بل واتوقع، ان يقول احدهم ان الخطابات والاستغلال السياسي للمناسبة هو تصرف فردي من المتحدثين والحركة الديمقراطية الاشورية ليست معنية بالامر.
بل ولن استغرب، بل اتوقع، ان تقوم الحركة الديمقراطية الاشورية بارسال احد قيادييها، ربما السيد يوناذم كنا نفسه، الى الولايات المتحدة في الفترة الحالية.. واتوقع ان يبادر للالتقاء بقداسة البطريرك ويتعمد عدم الاتصال او الالتقاء بكم في مسرحية معروفة الاهداف.
فمن ناحية يكون البعض من السياسيين وانصارهم (كالامثلة اعلاه) قد استغلوا موقفكم في الكنيسة لكسب دعم واصوات محبيكم والمتعاطفين معكم. ومن ناحية اخرى تكون زيارة الولايات المتحدة والالتقاء بقداسة البطريرك رسالة لكسب دعم واصوات المختلفين معكم.
وفي الحالتين تكون نواياكم الصادقة ودعواتكم المخلصة للاصلاح الكنسي قد تم استغلالها في بازار سياسي اكرر القول بانه لا يهمه الكنيسة ومبادئها وسنهادوسها واساقفتها بقدر ما يهمه الاصوات الانتخابية.
وهذا يا ابتاه ما يؤلمني ويؤلم المتعاطفين معكم اكثر.
كم اتمنى ان تنأون بانفسكم عن موقف كهذا حرصا على صفاء رسالتكم وصدق واخلاص دعوتكم..

ابتي الجليل،
كم اتمنى ان تبادروا بروح المسيح الذي اختاركم راعيا في كنيسته الى مراجعة الامر والموقف وتعيدوا شراكتكم الروحية اسقفا جليلا وخادما امينا وزارعا مجتهدا في كرمة الرب التي لا تقتصر حدودها على كاليفورنيا.
ان صلاتي الى الرب وابنه يسوع المسيح هي ان تسمع كنيسة المشرق وهي على اعتاب الاحتفاء بسابوع البشارة ان تسمع منكم اخبارا سارة وبشارة تهلل لها قلوبنا والسننا بعودتكم ابا واخا في كنيسة الرب الى جانب اباءنا واخوتكم ولنعظم جميعا الرب ونقول: (ܛܘܼܒܼܵܐ ܠܐܲܚܹ̈ܐ ܡܵܐ ܕܥܵܡܪܝܼܢ ܐܲܟܼܚܕܼܵܐ).
والى ذلك الحين نقول: وا أسفاه.. وا ألماه...
صلوا لاجلي..

ابنكم بالروح
القس عمانوئيل يوخنا
المانيا الاربعاء 16 تشرين الثاني 2005

ملاحظة الى قراء الرسالة:
ادرج الملاحظة ادناه بعد متن الرسالة لانها ليست ضمن الرسالة وليست موجهة الى نيافة الاسقف مار باواي الجزيل الاحترام كونه على دراية كاملة بمضمون الملاحظة وتفاصيلها، ولكني ادرجها فقط للقراء ممن قد تدفع بعضهم مواقفهم الشخصية وولاءاتهم وتوجهاتهم التي لها مني كل الاحترام والتقدير الى القول بان لي مشاكل مع الكنيسة وعليه فليس لي ما يمنحني حق توجيه هذه الرسالة.. فاقول:
انا لا انكر انه كانت لي اشكالات وخلافات في الكنيسة في مختلف مراحل خدمتي الكهنوتية فيها، فهذه حقائق تاريخية لا يمكن انكارها او الغاءها.
ولكنها تختلف عن المشكلة والخلاف الحالي لنيافته مع الكنيسة. ورغم كونها جزءا من الماضي ورغم اصراري المستمر على عدم مناقشتها في مجالات مفتوحة فانه ولهؤلاء اقول وباختصار ان مشكلتي الاولى والمتمثلة بايقافي عام 1994 من الخدمة الكنسية على يد غبطة المطران مار كيوركيس صليوا على خلفية زيارتي اوربا لاغراض العلاج وما رافقها من انشطة قومية حينها انتهت برفع غبطته في عام 1995 قرار الايقاف الذي رفضته حينها لا لشيئ الا لانه صدر غيابيا.. اي اني لم اشكك في صلاحية وسلطة المطران مار كيوركيس صليوا في ايقاف الكهنة، بل اعترضت لانه جاء غيابيا.. ورغم رفضي للقرار فقد التزمته حرفيا..
والمشكلة اللاحقة كانت ادارية بحتة مع نيافة الاسقف الجليل مار عوديشو اوراهم اسقف اوربا ولم تصل حد الايقاف، بل على العكس فقد قدمت استقالتي طوعيا من مسؤولية رعية المانيا ومنحت الكنيسة 3 اشهر لتنسيب كاهن يحل محلي بكل محبة وسلام واحترام.. بل وحتى الاشكالية الشخصية مع نيافة الاسقف مار عوديشو تم تجاوزها بروح المحبة المسيحية.
صحيح اني لست الان، ولا اسعى لاكون، مسؤولا عن رعية لان التزاماتي في برامج المساعدة الانسانية تجاه شعبنا في الوطن تتطلب التفرغ وحرية الحركة والتنقل مما يتعارض والتزامات مسؤولية رعاية اية رعية، الا ان ذلك لا يلغي حقيقة بنوتي (من البنوة) ككاهن في كنيسة المشرق واقامة خدماتها الكنسية كلما اتيحت الفرصة او تطلبت الحاجة وبينها اقامة القداديس والخدمات الطقسية في الوطن في زياراتي المتكررة هناك او في الرعيات الاخرى التي ازورها.
بعد نشر الرسالة انتهبهت الى خطا تاريخا الذي ورد 17 بدل 16 تشرين الثاني مما اقتضى التصحيح.[/size][/font]

318
اعلان: كتاب (حربنا الاهلية: حرب التسمية) 

يسرني ان اعلن للقراء الكرام عن قرب طبع كتابي (حربنا الاهلية: حرب التسمية) حيث حصلت على موافقة الطبع برقم ايداع 744 وسيتم طبعه ووضعه في متناول القراء في الوطن خلال الايام القادمة.
قدم للكتاب الاستاذ تيري بطرس ويقع في 181 صفحة من قياس (A5).
للاخوة في دول المهجر من الراغبين في الحصول على نسخة الكترونية مجانية منه بصيغة (PDF) فانه يمكنهم طلبه عن طريق البريد الالكتروني على بريدي الالكتروني:
youkhana@web.de
. حجم الفايل هو (2.7) ميغا بايت.

الكتاب هو صيغة منقحة لمجموع المقالات التي نشرتها في موقع عنكاوة كوم تحت نفس العنوان حيث قمت باضافة العديد من الفقرات والمقاطع للمزيد من الايضاح.
كما ارفقت بالكتاب ملحقين، الاول هو نصوص للردود والتعقيبات الواردة على المقالات.
والثاني يتضمن صور او نصوص عدد من الوثائق التي وردت الاشارة اليها في متن الكتيب وبحسب تسلسل ورود الاشارة اليها، مثل:
•   صورة رسالة (الكلدانيون في كردستان)
•   صورة ونص رسالة نخبة المثقفين الاشوريين حول قانون الانتخابات
•   صورة غلاف وتقديم كراس (الاشوريون والتسميات المتعددة)
•   التصريح الصحفي للحركة حول الاجتماع مع نيافة مار ابراهيم ابراهيم
•   رسالة قداسة البطريرك مار عمانوئيل دلي بشأن التسمية الكلدانية
•   بيان المنظمة الاثورية الديمقراطية بشأن الانتخابات في سهل نينوى
•   رسالة المطارنة الكلدان الى الحاكم الامريكي بول بريمر
•   رسالة غبطة المطران مار كوركيس صليوا الى الحاكم الامريكي غارنر
•   بلاغ كنسي مشترك
•   وثيقة استخبارات النظام كما نشرتها الحركة الديمقراطية الآشورية
•   التعليمات الانتخابية للحركة الديمقراطية الآشورية
•   رسالة قداسة البطريرك مار اداي وغبطة المطران مار كيوركيس ونماذج من التهجمات عليهما
•   البلاغ المشترك للحركة الديمقراطية الآشورية والاتحاد الاسلامي الكردستاني
•   مقابلة جريدة (بهرا) مع السيد وليم وردة
•   صورة ونص استقالة السيد شمشون خوبيار من اللجنة المركزية للحركة
•   رسالة ممثلي شعبنا اعضاء الجمعية الوطنية بشان الدستور
•   برقية السيد شيبا مندو رئيس المجلس القومي في الينوي الى السيد جلال طالباني
•   صورة لجريدة (الحوزة)
•   صورة لجريدة بهرا عدد ت2 1984
•   صورة ونص التقرير الخطي للسيد فردريك متي

مع الشكر والتقدير..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
14 تشرين الثاني 2005 [/size] [/font]

319
لماذا اصرت الحركة الديمقراطية الاشورية على التسمية المركبة؟
وهو القسم الثاني من الجزء الخامس من موضوع:
حربنا الاهلية: حرب التسمية.[/b]
لقراءة الاجزاء السابقة انقر هنا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=12153.0

منذ تاسيسها عام 1979 والحركة تبنت والتزمت التسمية (الاثورية) اسما لها وفي ادبياتها وبرامجها ومواقفها السياسية.
واستمر هذا الاسم معها الى نهاية عقد الثمانينات عندما تحول تدريجيا الى التسمية (الاشورية) من دون ان يتم ذلك في مؤتمر محدد للحركة، وهذا بحد ذاته شاهد من الحركة نفسها على ما يسوقه البعض عن عدم تبديل الحركة لاسمها الى الكلداشورية (راجع الجزء السابق من المقال).
مثلما بقيت ملتزمة به بعد تحرير اقليم كردستان العراق عام 1991 واستفادت مما اتيح لها من تعاطف جماهيري ودعم مادي ومشاركة سياسية ومنابر اعلامية ليس في التبشير والالتزام به فحسب، بل وفي الرفض القاطع لاية تسمية اخرى.
الا ان الحركة ذاتها وبعد ان باتت التسمية استحقاقا لا يمكن الغاءه او تجاوزه او اهماله، وبعد ان فشل الفعل السياسي والقومي الاشوري في استيعاب الكلدان الذي اصروا، في معظمهم، على رفض الاقتصار على التسمية الاشورية في تعريف شعبنا والدلالة عليه، باتت من اشد المناصرين والمصرين على التسمية المركبة حتى باتت التنظيم السياسي الوحيد الذي يتبنى هذه التسمية.
يقول السيد اسحق اسحق في مقابلة عنكاوة كوم معه بتاريخ 6 اب 2005:
(أن الحركة الديمقراطية الأشورية هي التنظيم السياسي الوحيد الذي خرج أعضاءه بتسمية مشتركة)

فحتى المشاركين في المؤتمر القومي الاشوري من احزابنا السياسية لم تتبنى التسمية المركبة فيما بعد.
فالحزب الوطني الاشوري كان صريحا في موقفه في انه ربط موافقته وتبنيه لها كخيار ثان (بعد خياره الاول وهو التسمية الشاملة)، بموافقة مؤسسات وجماهير شعبنا عليها وهي الموافقة التي لم تتحقق والتي حدت بالحزب الى تنفيذ عدم التزامه بها لانها لم تحقق شرط موافقته عليها.
والمنظمة الاثورية الديمقراطية تعاملت مع التسمية اساسا على انها تسمية للحالة العراقية!! وليس الحالة القومية..

فلماذا اصرت الحركة على التسمية المركبة الكلداشورية رغم هذا الرفض المؤسساتي والقومي لها؟
جملة اسباب تقف وراء هذا الاصرار، من بينها:

اولا: هاجس الانتصار الحزبي:
فهاجس تسجيل الانتصارات الحزبية على الاحزاب القومية الاخرى واثبات القدرة الذاتية الكبيرة وتهميش الجميع كان ومنذ 1991 الهاجس الاكبر والشغل الشاغل للحركة وقيادتها واعلامها بهدف الغاء وتهميش الكل ولو تطلب الامر ممارسة التصفية الجسدية كما في حال محاولة اغتيال السيد روميل شمشون، عضو قيادة الحزب الوطني الاشوري، والتي اشار اليها ايضا السيد شمشون خوبيار العضو المستقيل من اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية في رسالته المؤرخة 1 ايار 1996 الموجهة الى سكرتير الحركة والمتضمنة توضيحا مفصلا لاسباب استقالته.
اضافة الى الارهاب الفكري المستمر والقائم على تخوين كل من لا يتفق مع طروحات الحركة او ممارساتها.
ساعدها في ذلك الماكنة الاعلامية الضخمة والامكانات المادية الهائلة والمؤسسات التبعية ناهيك عن المريدين من الساعين لشهادة حسن السلوك تكفيرا عن ماضيهم الشخصي وارتباطاتهم بالبعث واجهزته، كما شخص الحال وبدقة عضو قيادة وممثل احد التنظيمات في اميركا.
والشواهد كثيرة، فاكثر الاعلاميين البنفسجيين اليوم واذاعاتهم في المهجر هم من مروجي النظام السابق.
والماساة اكبر عندما يتربع رفاق بعثيون معروفين على راس الهرم التنظيمي في اوربا وامريكا.
فالرفيق البعثي في كركوك يتحول الى مرجعية قومية وتنظيمية لاوربا ويطوف العالم مبشرا وقاصدا رسوليا للفكر القومي البنفسجي. والرفيق البعثي ومهندس التصنيع العسكري الملتحق بدورات الاسلحة في المانيا ايام النظام يصبح قائدا سياسيا قوميا في امريكا.
والى اخره من الشواهد في كل حدب وصوب.
والتسمية المركبة بما امتلكته من فرص الاقرار، كما سبق ايراده في التقرير، من جهة ورفض الاحزاب القومية (الاشورية والكلدانية على حد سواء) لها من جهة اخرى كانت الفرصة الذهبية الكبرى لتوجيه "الضربة القاضية" لهذه التنظيمات، خاصة وان التسمية المركبة تم تسويقها للراي العام الاشوري على انها ولدت بشهادة ميلاد بنفسجية، ولا يشفع للحزب الشيوعي تبنيه لها منذ 10 سنوات، كما لا يشفع للكنيسة الكلدانية تبنيها لها منذ صيف 2003، فلا الحزب الشيوعي ولا الكنيسة الكلدانية يمتلكان الماكنة الاعلامية لذلك ناهيك عن عدم سعي الكنيسة الكلدانية، تحديدا، لتوظيف موقفها من اجل الكسب الاعلامي والجماهيري.

ان الاصرار على التسمية المركبة في احد اسبابه كان اصرارا على نهج التسلط والهيمنة والاحتكار، واستغلال لفرص التسمية المركبة والدعم الكنسي الكلداني لها في تحقيق انتصار حزبي.
وليس ادل على ذلك من عدم القيام باي مسعى او حوار حقيقي لتوحيد الجهد والموقف من التسمية الموحدة، حتى بالتسمية الكلداشورية، مع القوى والتنظيمات والاحزاب القومية.
فالاجتماعات التي تمت في بغداد (تموز 2005) قبل سقوط التسمية المركبة تحولت رغم النية الصادقة لمنظميها والعديد من المشاركين فيها الى ساحة لصراع الديكة وحوار للطرشان اكثر من كونها اجتماعات للحوار بغاية نزيهة ومخلصة للاتفاق كما ارادها الداعين اليها.
وما حصل في اللحظة الاخيرة من لقاءات و"توحيد" مواقف بين ممثلي شعبنا في الجمعية الوطنية ورسالة مشتركة للامناء العامين لتنظيمات شعبنا المؤمنة بالوحدة القومية لم يكن الا مساع يائسة بعد انتحار التسمية المركبة..
ويقينا لو كانت قد تحققت هذه اللقاءات ووحدة الموقف قبل ذلك لما كان الدستور شرعن تقسيمنا وتجزئتنا.
كما انه يقينا لو لم تنتحر التسمية المركبة لما كان السيد يونادم سعى الى الالتقاء اساسا بممثلي شعبنا الاخرين في الجمعية وما كان وقع رسالة مشتركة مع اخوته الامناء العامين لبقية التنظيمات القومية الذين طالما وصف تنظيماتهم بالخيانة القومية!!

(اصر اعلام الحركة الديمقراطية الاشورية على ان لشعبنا ممثل واحد فقط في الجمعية الوطنية هو السيد يونادم كنا، راجع على سبيل المثال المنابر الاعلامية للحركة منذ الانتخابات ولاحقا، وراجع برقية التهنئة من السيد شيبا مندو الى مام جلال لمناسبة توليه رئاسة الجمهورية وغيرها من البرقيات والرسائل الموجهة من المؤسسات التبعية البنفسجية الى قيادات ومرجعيات العراق السياسية، رغم ان قائمتي التحالف الكردستاني والقائمة العراقية اللتان ضمتا مرشحين من ابناء شعبنا فازتا بالاغلبية المطلقة من اصوات شعبنا، فمن مجموع حوالي 200 الف صوت باقل التقديرات لابناء شعبنا في الوطن فازت قائمة الرافدين باقل من 20 الف صوت)

ثانيا: العلاقات الاستخبارية
انها من الاهانة للعقل ان يمر مرور الكرام على ما افتضح من ارتباطات استخبارية للسيدين يونادم يوسف كنا وكيوركيس رشو زيا باستخبارات النظام.
وانه لاستخفاف بالعقل الاشوري وبعموم شعبنا ان يتم "تفسير" ما افتضح من علاقات بانه حملة انتخابية للنيل من قائمة الرافدين الوطنية انتخابيا عبر تشويه السمعة وتلويثها.
فالسيد كيوركيس رشو زيا اساسا لم يكن ضمن القائمة الانتخابية، ناهيك، وهذه نقطة مهمة جدا، ان اسمه الحقيقي (كيوركيس رشو زيا) ليس معروفا لجماهير الحركة وقاعدتها الانتخابية بل وللعديد من كوادرها ومسؤولي مؤسساتها وبخاصة من الجيل الجديد بالمقياس العمري، ناهيك عن جهل الاخرين في المعارضة العراقية لاسمه الحقيقي.. فالجميع وبضمنهم الحوزة العلمية يعرفه بانه نينوس بثيو.
ثم ان الجهة التي نشرت هذه الارتباطات لم تكن من قريب او بعيد ضمن دائرة المنافسة الانتخابية مع قائمة الرافدين الوطنية.
يضاف الى ذلك طبيعة المعلومات الاستخبارية التي تشير اليها الفضيحة من حيث المضمون والتاريخ.
واخيرا وليس اخرا، سكوت الحركة عموما والسيدين يونادم كنا وكيوركيس رشو تحديدا عن اية اجراءات تعيد الاعتبار لهما من "المسيئين" اليهما من قبيل التعويض القانوني المعنوي الاعتباري والمادي.

وعلى اية حال فان ما افتضح عن طريق جريدة الحوزة التي لم تكن الا قناة لنشر المعلومات وليست صاحبة المعلومات يضاف الى العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام السابقة في تاريخ الحركة وقيادييها والتي ما زالت تبحث عن اجابة منطقية وموضوعية لها من قبيل منح السيد يونادم كنا رتبة ضابط في الجيش رغم كونه ممن اطلق عليهم النظام في حينه "عائدون الى الصف الوطني" مما جعل هذا المنح "استثناءا" خارج العادة لتعامل النظام مع "العائدين"، ومن قبيل نشر (بهرا) في تشرين الثاني 1984 لاسماء التنظيمات الداخلية للحركة رغم كونهم غير معتقلين، ومن قبيل ما ورد في التقرير الخطي للسيد فردريك متي والمؤرخ 23 اب 1985، والعديد من التساؤلات التي استمرت بعد 1991، مرورا بـ"مصادفة" خروج السيد يونادم من اربيل الى سوريا عن طريق ايران عشية 31 اب 1996 من دون ان يكون هناك اي التزام موجب يقسره على الخروج.. ومن ثم تصريحه الاذاعي المشهور من سوريا الى الاذاعة الاشورية في شيكاغو بانه كان على علم مسبق بدخول جيش صدام الى اربيل!!!
وليس انتهاء بالتقرير المعنون (لماذا هجرت وطني؟) والذي كتبه المقدم أ. ب. ج. واكتفي بهاتين الفقرتين منه:
(في إحدى المرات قلت للرفيق يعقوب عن مجموعة من الرفاق أعضاء الحركة يُشَك بأنهم عملاء لمخابرات صدام حسين، ولكنه بدأ يقلل من قيمة المعلومات التي حصلت عليها وقال لي بان من أوصل لك هذه المعلومات كاذب وهو من المخابرات أصلا، علما أني اعرف اتصال هؤلاء الرفاق السابق بمخابرات النظام... شعرت بالخطر يحوطني من كل جانب خاصة بعد هذا الحديث وعلمت بان مصيري سيكون مصير الكثير من الشهداء الذين قتلوا غدرا ولم تشير الأصابع لأي متهم ولم يفتح أي تحقيق في الموضوع، فقط نعي في الجريدة وتصوير لمراسيم الدفن ويظهر فيها أعضاء المكتب السياسي وخاصة يعقوب يبكون بحرقة على رفيق الدرب الذي فقدوه طواعية. )
(لماذا يستطيع اقارب اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية التنقل بحرية بين بغداد والمنطقة المحررة وبدون أي عوائق وبدون مسائلة وبل ايضا يجلبون معهم مواد لا يمكن لشخص عادي ادخالها ويدركون بانهم يخدمون الحركة، في حين لم اكن استطيع ارسال او تلقي رسالة من اهلي في بغداد مهما كانت بسيطة؟
لماذا داهمت السلطات الامنية في بغداد منزل ابي عدة مرات وتعرض للاستجواب عدة مرات، علما اني لم اكن اسكن معهم، في نفس الوقت يجلب اقارب الكوادر المتقدمة في الحركة الذهب والاشياء الثمينة بدون خوف؟؟؟ هل ان مخابرات صدام حسين ضعيفة المعلومات والمصادر الى هذا الحد، حيث كانت تفجر مكاتب وسكن قوى المعارضة اينما حلوا في الشمال ولكنها ليس لديها أي معلومات عن الرفاق المسؤولين واهلهم في الحركة، أم ان هناك ما خلف الاكمة ما وراءها؟)
واعتذر عن نشر النص الكامل للتقرير والاسم الصريح لكاتبه احتراما لرغبته، علما ان نص التقرير والاسم الصريح لكاتبه سبق وان نشر لفترة على صفحات الانترنت.

ومن ناحية اخرى، وكما سبق لنا الاشارة في مقالات سابقة، فان النظام، وبحسب الوثيقة الاستخبارية التي نشرتها الحركة نفسها، تبنى التسمية الكلدواثورية لشعبنا..
وكما قلنا، ونكرر القول، فان ورود التسمية المركبة في وثائق استخبارات النظام ليس مصادفة وليس سهوا..
فالمصادفة والسهو ليس لهما مكان في وثائق من هذا النوع وفي مواضيع كهذه..

فاذا كانت الوثائق الاستخبارية، كما نشرتها الحركة نفسها، تقول بتبني النظام للتسمية المركبة، فانه من المنطق والحتمي ان تطلب الاجهزة الاستخبارية هذه من وكلاءها ومعتمديها اعتماد التسمية المركبة حتى اذا تطلب الامر انقلابا على ذاتهم وعلى ما سبق وان اعتمدوه من تسميات.

ثالثا: استحقاق تبديل اسم الحركة

في حال نجاح الحركة في تمرير التسمية المركبة دستوريا كانت ستخطو خطوة لاحقة بتبديل اسمها من الحركة الديمقراطية الاشورية الى الحركة الديمقراطية الكلداشورية.
بل ولم يكن يفصلها عن ذلك الا اياما معدودة حيث كان موفدي مؤتمرها العام، من الوطن والمهجر، في غرف الانتظار في بغداد ودهوك وكركوك في الصيف المنصرم بانتظارانعقاد المؤتمر الذي يتبنى تبديل التسمية، لولا انقلاب الامور من حيث رفض اعتماد التسمية المركبة في لجنة الدستور.
وهذا الانقلاب حدا بالحركة لتاجيل مؤتمرها.. فتبديل اسم الحركة الى الكلداشورية دون اعتماد هذه التسمية في الدستور كان سيجعل الحركة في حال لا تحسد عليها.
ان عدم تبديل اسم الحركة الى الكلداشورية منذ 2003 لم يكن سببه عدم انعقاد المؤتمر بل عدم ضمان اعتماد الدستور للتسمية المركبة.
سبق وان مررنا على هذه النقطة في مقال سابق من الدراسة ولا نرى موجبا لتكرارها هنا.

وبالعكس من ذلك فان تبني الدستور للتسمية المركبة من جهة وتبديل اسم الحركة الى الكلداشورية من جهة اخرى كان سيعني تحقيق الحركة نصرا نهائيا وفتحا قوميا مبينا كان سيضمن لها، ليس فقط تنحية الاحزاب والمؤسسات القومية الاخرى التي ورغم توجهاتها الوحدوية فانها لم تكن (على ما يبدو) مستعدة لتبديل اسمها من اشوري او كلداني الى كلداشوري، بل كان سيضمن لها دعما جماهيريا واعلاميا وماديا الى ماء شاء الله وتحديدا من المهجر الكلداني الغني بمؤسساته وجماهيره ودولاره.


اننا لا نشك في ان الحركة الديمقراطية الاشورية رغبت وما تزال ترغب في تحقيق اتفاق على وحدة تسمية شعبنا.. ولكن المشكلة كانت وما زالت انها في مسعاها لتحقيق هذه الرغبة لم تستطع ان تتحرر من ذهنية ومساعي التسلط والاحتكار والغاء الاخر بكل الوسائل ومن بينها محاولات التصفية الجسدية وحملات التشويه والتخوين..
انها تريدها وحدة بقرارها هي وبمقاييسها وتفصالها هي وبتوقيعها هي ولا مانع من تجميل الصورة باضافة اسماء وتواقيع مؤسسات تابعة.
انها لا تريدها وحدة تتحقق عبر الحوار والشراكة.

اكرر ما سبق لي مرارا قوله ان مؤسسات واحزاب وكنائس وشخصيات شعبنا منذ 1991 قالوا للحركة: اعملي فانت الاخ الاكبر.. وجواب الحركة كان دوما: انا الاخ الاوحد.. وبديهي فانه شتان بين ان تكون اكبر الاخوة وان تكون الاخ الاوحد الذي لا اخ له.

انه من نتائج هذا الاداء ان الحركة باتت تنظر الى كل ابناء شعبنا ومؤسساته ممن ليسوا في ركابها او متفقين معها او مقدمين لها ولاء الطاعة على انهم اعداء..
وهذا التقييم اسقط اية فرصة لاية جهة او شخصية قومية ان تقوم بدور الوسيط لتقريب وجهات النظر، لانه حتى من يمكن لهم ان يكونوا وسطاء بين الفرقاء الاشوريين (على طريقة الدكتور محمود عثمان وفخري كريم في الصراع الذي كان قائما بين البارتي واليكتي) هم مخونون بتقييم الحركة لان لهم علاقات احترام مع بقية الاحزاب الاشورية، فهذه العلاقات كافية للتخوين واغلاق الابواب امام اي مسعى او دور.

ومما يؤسف له ان الحركة بالية العمل التي اعتمدتها في تحقيق وحدة التسمية ساهمت في اخفاق التوصل الى وحدة التسمية واضاعة فرصها..
صحيح ان دعاة الكلدانية كتسمية منفصلة ساهموا في شق وحدة شعبنا دستوريا الى جانب دعاة الاشورية كتسمية منفردة، ويتحمل كلاهما مسؤولية فيما الت اليه الامور.. وهذا ما كنا حذرنا منه منذ القسم الاول من دراستنا هذه واسميناهم في حينها بالانتحاريين.
فانه من الصحيح ايضا ان الحركة الديمقراطية الاشورية، المحسوبة ضمن صف الوحدويين، شريكة في هذا الاخفاق وشق وحدة الشعب من خلال اسلوبها ونهجها واداءها وتعاملها مع الامور القومية ومؤسسات وقوى شعبنا، حيث ساهمت من حيث تدري او لا تدري في الكثير من الاخفاقات والاحباطات القومية وهدر الفرص، اضاقفة الى ما يتعلق بموضوعنا حيث ساهمت في تسعير حربنا الاهلية، حرب التسمية.

دور الحركة في تسعير حربنا الاهلية واجهاض اية فرصة للاتفاق على التسمية الموحدة:

مع انتفاضة اذار 1991 وتحرير اقليم كردستان العراق والتعاطف والدعم الجماهيري الذي قدمه والتزمه ابناء شعبنا تجاه الحركة كونها التنظيم السياسي المعلن الوحيد حينها مما جعلها تستقطب عموم ابناء شعبنا بمختلف انتماءاته مدفوعين بذلك بعفوية غريزية وليس نتيجة دراية بالحركة وبرنامجها وقيادتها فهذه كانت مجهولة لشعبنا ما عدا العدد القليل من ابناءه.. فالعفوية والعاطفة القومية كانتا كافيتان للم شمل ابناء شعبنا وراء اي تنظيم وباي مسمى وباية قيادة.. كيف لا وقد عانى شعبنا من الاضطهاد السياسي والكبت القومي ما عاناه على ايدي اعتى نظام فاشي..
ومن ناحية اخرى فان تحرير الاقليم من النظام وتولي الجبهة الكردستانية اموره السياسية والادارية واليومية، ولكون الحركة احد اعضاء الجبهة الكردستانية منذ تشرين الثاني 1990 وفر لها امكانات مادية هائلة للعمل والتحرك..
وبهذين العاملين، الدعم والعاطفة الجماهيرية والامكانات المادية، تحقق للحركة ما لم يتحقق ابدا لاي من تنظيمات شعبنا، بل ولا نذكر حالة مماثلة في عموم الشرق الاوسط .
واتاحت هذه العوامل مشتركة: الجماهير، المادة، المشاركة السياسية مضافا اليها الدعم المعنوي والمادي والسياسي والاعلامي غير المحدود وغير المسؤول من جالياتنا المهجرية قدرة هائلة لقيادة الحركة في التبشير ببرنامجها السياسي وتسويق المواقف من مختلف القضايا.
وقدر تعلق الامر بموضوعنا، فان التسمية الاشورية لاقت فرص النشر والتبشير والتعميم والفرض ما لم تحظى به من قبل. وليس في ذلك اية ملامة، فمن حق اي تنظيم ان يستثمر ما يتاح له من فرص للتبشير بما يؤمن به ويلتزمه.

الا ان الخلل في اداء الحركة في هذا المحور تمثل في كبوتين اساسيتين:
الاولى: على المستوى القانوني
والمتمثلة في اغفال الحركة عن اهم وثيقة في الاقليم في حينها، الا وهي قانون المجلس الوطني الكردستاني، حيث اغفلت الحركة عن ورود التسميتين الاشورية والكلدانية مفصولة بواو العطف في مسودة القانون، وهذا ما اعترض عليه في حينه الحزب الوطني الاشوري وسبق لي ايراد التفاصيل في مقال سابق من هذه الدراسة.
ورغم معالجة النقطة اعلاه في المتن القانوني لاحقا، الا ان اشكالية التسمية بقيت على المستوى الشعبي.
ليس المقصود هنا ابدا انه لم يكن هناك اشكالية على المستوى الشعبي وان النص القانوني اعلاه اثار الاشكالية.
فاشكالية عدم الاتفاق الشعبي على التسمية كانت موجودة قبل واثناء وبعد العملية القانونية اعلاه، ولكن بالتاكيد وكما سبق لي القول في حلقة سابقة ان هذا الاخفاق ومن ثم التعديل في النص القانوني اعطى دفعة و"سابقة قانونية" لتعريف شعبنا بتسميتين منفصلتين.

الثانية: على المستوى الشعبي
حيث اصرت الحركة على اعتبار مطالبي ودعاة الكلدانية مجرد افراد قلائل هم خارج الاجماع الشعبي ويتحركون بدافع المصلحة الشخصية والانتهازية وهم ليسوا سوى دمى تحركها القيادت الكردية، وتحديدا الديمقراطي الكردستاني، بغاية شق الصف القومي الاشوري المتراص كالرصاص، وبغاية ضرب الحركة الديمقراطية الاشورية الممثل الشرعي والوحيد لهذه الامة والتي يشكل نضالها عائقا امام الطموحات الكردية والبارتية تحديدا!!!
من منا لم يطلع او يسمع عن هذا الخطاب الاعلامي للحركة في الوطن او المهجر.
ومن منا لم يطلع على حملات تاجيج العداوات والاحقاد القومية التي يروج لها القوميون الاشوريون البنفسجيون.
ومن منا لم يسمع حملات التخوين ضد الفاعلين في الساحة الكلدانية، سواء كانوا رجال دين او سياسة، في الوطن او المهجر، ووصفهم باسوأ الاوصاف والتهم..

ان طريقة رفض الحركة للتسمية الكلدانية وطريقة التعامل السياسي والاعلامي مع المنادين بها من الناشطين الكلدان كانت الخطا الاكبر والقاتل في ايجاد اية فرصة مستقبلية للاتفاق والتوافق.
فمن البديهي ان تنتج حملة التشويه والاتهام والتخوين التي قامت بها الحركة شرخا عميقا وتخندقا عدائيا سوف يمنع مستقبلا اية فرصة او مسعى للتوفيق، وهذا ما شهدناه بالضبط ابان العملية السياسية في العراق منذ تحريره.
فقيادة الحركة الديمقراطية الاشورية وصلت الى نقطة اللاعودة في رفضها الفاعلين الكلدان... فكيف يمكن لقيادة مناضلة ان تتحاور مع الخونة والمرتزقة وعملاء الاعداء التاريخيين للامة!!
وواجهات الحركة ومؤسساتها وتحالفاتها الحزبية مع بقية احزابنا القومية، مثل المنظمة الاثورية الديمقراطية، كلها تبنت ومن دون اي نقاش ذات الموقف وذات تقييم الحركة للناشطين الكلدان.
اليس هذا التقييم سببا في عدم طلب مشاركة الاصوات الكلدانية في التحضير لمؤتمر بغداد والاستعاضة عنهم بدمى كلدانية بنفسجية.

بذلك تكون شعرة معاوية قد انقطعت بين الحركة ومريديها من جهة وبين الناشطين الكلدان من جهة اخرى والذين، وللاسف الشديد، تصرفوا ايضا بخطا كبير من خلال تحكم رد الفعل بهم في مواجهتهم المشروعة للاعلام والتسويق البنفسجي ضدهم.
فذهبوا بعيدا في الدعوة الكلدانية الانفصالية عوض الالتقاء في وسط الطريق على اساس وحدة الشعب وتعددية التسميات.
كما اصروا على التعامل مع الشعب الاشوري من خلال مواقف قيادة الحركة في حين ان في امة آشور اصوات عقل وحكمة لا تتفق مع المواقف العبثية لهذه القيادة، بل وعلى العكس يمكن لها ان تتفق مع صوت العقل والحكمة من الجانب الكلداني.

فكان ما كان من تخندق عميق وحرب ما زالت رحاها مستمرة.

ان الهروب الى امام في الغاء الاخر والاستقواء بفرص وفرتها المشاركة السياسية في مجلس الحكم لفرض امر واقع على الشعب دون الحوار معه ومع الفاعلين فيه هو احد اخطاء قاتلة في مسيرة الفعل السياسي الاشوري في العقد الاخير والذي يتطلب الاقرار به والتراجع عنه اذا ما اردنا تصحيح اداء هذه المسيرة.

وبرايي فان واقع حال الحرب الاهلية التي نخوضها وما زلنا نقدم فيها المزيد من خسائر الجهد والوقت والفرص يتطلب من جميع قوانا السياسية ومؤسساتنا القومية ومرجعياتنا الكنسية قبول حقيقة مطلقة واحدة الا وهي:
اننا شعب واحد ومصيرنا واحد.

ومن اجل توحيد تسمية هذا الشعب الواحد فان واقع حال الحرب الاهلية يقول ايضا بان اي من التسميات المفردة (اشورية) او (كلدانية) او (سريانية) لا تلقى، وللاسف الشديد، القبول الجماعي.
كما ان التسمية المركبة انتحرت، بل والاصح اجهضت من قبل عرابيها.
فلا مناص من الاستماع الى صوت العقل والحكمة الذي اطلقه البعض منا منذ سنوات وبناء على فهم وتحليل ودراية بواقعنا القومي، الا وهو اعتماد التسمية الشاملة (الكلداني الاشوري السرياني).
فالتسمية الشاملة تحفظ لابناء شعبنا اعتزاز كل منهم بالتسمية التي ولد فيها وترعرع عليها.
والتسمية الشاملة لا تتطلب عمليات جراحة وتجميل لاعادة تسمية مؤسساتنا واحزابنا. فالكل يحتفظ باسمه.
والتسمية الشاملة تضمن توحيد جهدنا وامكاناتنا في تحقيق طموحنا القومي والوطني في الدول التي نعيش فيها في الوطن الام خاصة وان العديد منها هو على اعتاب التغيير.
والتسمية الشاملة هي الخيمة التي يمكن ان نجتمع تحتها ونستمر في الحوار والاتفاق المستقبلي، اذا ما اردنا وتمكنا، على تسمية منفردة من بين هذه التسميات بعد ان نكون قد تجاوزنا التخندق والتعصب.

مع كانون الثاني 2006 تنطلق العملية الدستورية مجددا بتقديم اقتراحات لتعديل الدستور..
فهل نحن واعين لهذه الفرصة؟[/b]

هل ادرك دعاة الاشورية كتسمية منفردة انه من حقهم ان يطلبوا تضمين الدستور للاسم الاشوري، وقد فعل الدستور.. ولكن ليس من حقهم ان يطالبوا الدستور بعدم ذكر الكلدان ما دام الكلدان يطالبون بحقهم.
وهذه هي المشكلة الكبرى وقصر النظر الكبير لدعاة الاشورية كتسمية منفردة من حيث ان لهم مطلبين في الدستور وليس مطلب واحد.. فمطلبهم الاول هو الاعتراف بالوجود الاشوري وهذا حق لم ولا ينكره احد.. والمطلب الثاني انهم يطلبون الغاء الاعتراف بالطرف الاخر وهذا ما لن يمنحه لهم الدستور ما دام الطرف الاخر لم يتنازل عن حقه في الاعتراف به.
وهنا اتساءل لماذا لم يهللوا للدستور؟ الم يحقق لهم ما ارادوا من اقرار بالاشورية؟ ام تراهم وعوا سوء تقديرهم؟ ان كان ذلك فلا شماتة اذا ما توافرت الارادة لتصحيح الخطأ.
لم يكن مقالي الاول في هذه الدراسة نبوءة بل كان قراءة لمسار الاحداث.. وقد قلناها ان الدستور سيضم الاقرار بالتسميتين ولكن المهم ان ننتبه الى كيفية الاقرار هذا.. ونبهت في حينه الى ان الاصرار على الاشورية المنفردة وطلب رفض ادراج الكلدانية سيعني حتما ادراج الاثنين كشعبين منفصلين..
وهذا ما تحقق بالفعل..

وهل ادرك دعاة الكلدانية كتسمية انفصالية ان شعبنا، وفي مقدمته الكلدان منه، يرفض ما الت اليه الامور في الدستور؟ وهل ادركوا ان الاعتراف الدستوري بالكلدان ليس بالضرورة ان يكون كما جاء بشق الشعب الى شعبين؟ فهناك مخارج توفيقية تضمن الاعتراف بالكلدان والاشوريين والسريان وضمان وحدتهم في ذات الوقت.
وهل ادرك هذا الفريق ان خسائر شعبه من حربه الانفصالية هي اكبر من مكاسبها.

وهل ادرك دعاة التسمية المركبة انهم يسعون لنفح الحياة فيها بعد ان قتلوها وباتت جزءا من الصفحات الاليمة للاستغلال والكسب الحزبي؟

ومن هؤلاء الفرقاء اتساءل:
هل من امل في ان تحققوا حالة "عودة الوعي"؟ (مع الاعتذار للكاتب الكبير توفيق الحكيم صاحب كتاب عودة الوعي).
وهل من امل في نهاية قريبة لحربنا الاهلية: حرب التسمية؟

وليبارك الرب الجميع

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

انتهت سلسلة المقالات ويبقى جزء واحد فقط وهو مخصص لتحقيق وعدي بالاجابة والتعقيب على ما ورد من اسئلة وملاحظات على المقالات.[/font][/size]

320
عندما تكافئ الضحية جلادها..
[/size][/b]

لا يفصلنا عن التصويت على الدستور العراقي الجديد الا اياما معدودة.
وبانتهاء العد التنازلي لهذه العمليات ومع الساعات الاولى من يوم 15 تشرين الاول 2005 يكون العراقيون قد اضافوا الى ايام اعراسهم يوما جديدا.
فالتصويت على الدستور، ومن حيث المبدا وبغض النظر عن التصويت بالقبول او الرفض، هو وبحد ذاته عرس عراقي جديد اخر يضاف الى اعراسهم التي ابتدات في 9 نيسان 2003 يوم سقوط الطاغية، ولتليها ايام عرس اخرى من الانتخابات الى مباشرة الجمعية الوطنية مهامها التشريعية مرورا بكسر المحرمات في دولة العراق ودول الجوار الاقليمي من قبيل احتكار العرب للمناصب السيادية واحتكار العربية لغة العراق في المنابر الدولية الى اقرار حقيقة التعددية القومية والدينية والثقافية للعراق.
لم يصوت العراقيون يوما على دستورهم.
بل واستغل ما سمي بالدستور لارتكاب الجرائم بحقهم.
ولم يصوت الجوار الاقليمي على دستوره ديمقراطيا، بل ولم تشارك شعوب هذه الدول في كتابة دساتيرها.
وبذلك يكون العراق سابقة ايجابية لدول الجوار.
وهذا ما توقعناه له منذ تحريره ومنذ اطلاق العملية السياسية فيه على مبادئ من الديمقراطية والفدرالية والتعددية واحترام الاخر وبناء المؤسسات التشريعية والتنفيذية بما يعكس حقيقة الموزائيك العراقي.
اذن نحن متوجهون الى عرس جديد لتلحقه ايام عرس اخرى في كانون القادم.

واذا كانت بقايا النظام وفلوله تحاول تعكير صفاء هذه الاعراس فانها خابت وستخيب امام ارادة العراق والعراقيين بعربهم وكردهم واشورييهم وتركمانهم، بمسلميهم ومسيحييهم ويزيدييهم وصابئتهم.
واذا كانت مساعي هؤلاء لتعكير اعراس العراق "مفهومة" حيث يقول الكتاب المقدس "لا يمكن للشجرة الفاسدة ان تؤتي ثمرا صالحا" فان ما هو غير مفهوم مطلقا التقاء البعض من ضحايا النظام وايديولوجيته العروبية مع جلاديهم في خندق واحد عبر الدعوة لرفض الدستور.
فالنظام وايديولوجيته الفاشية وسياساته وممارساته على مدى ثلاثين سنة تضمنت، من بين ما تضمنت، انكار الوجود القومي للشعب (الكلداني الاشوري السرياني) وطمس هويته القومية والثقافية وتعريبه، حيث ارتكب الجرائم الكبرى بحق ابناء الشعب الاشوري حتى باتوا يشعرون ان الوطن الذي بنوه منذ بدء الخليقة بات يضيق بهم وتحول الى معتقل كبير لهم ولبقية اخوتهم في الوطن من العرب والكرد والتركمان الذين كانوا جميعا ضحايا هذا النظام وايديولوجيته الفاشية.

لا احد يدعي ان الدستور جاء متكاملا ومرضيا للجميع ومن بينهم الاطراف الرئيسية التي كتبته. فحتى هؤلاء لهم ماخذهم وتحفظاتهم على العديد من مواد الدستور وتبعا للرؤية السياسية التي تنظر من خلالها الى الدستور.
الدستور هو نتاج عملية توافق.. وهو محطة وسطية يستطيع الجميع الالتقاء فيها والانطلاق منها نحو الافضل مع بقية خطوات العملية السياسية.

الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) له الحق كل الحق ان يسجل ماخذه على الدستور في نواح عديدة اهمها ان هذا الشعب الذي تشهد له سهول وروابي وجبال العراق، وتشهد له متاحف العراق والمعمورة انه شعب العراق الاصيل وباني حضارة الرافدين تم تغييب اسمه في ديباجة الدستور، كما لو ان لجنة الكتابة، وبينها عضوان من ابناء هذا الشعب!!، شعرت بالخجل والحياء من ذكر اسم هذا الشعب في الوقت الذي ذكرت وبالتفصيل "المذهبي" بقية مكونات العراق من اخوتنا العرب والكرد والتركمان.
كما له الحق، كل الحق، في ان يسجل ماخذه على اغفال ديباجة الدستور من استذكار شهداءه وضحاياه في سميل وصوريا وغيرها.. اوليست سميل اول جريمة ابادة جماعية في تاريخ العراق المعاصر.. اوليست سميل البوابة التي دخل منها العسكر الى قصور الحكم في بغداد في اول انقلاب عسكري فتح شهية الانقلابات في المنطقة لتصبح وبالا على الجميع.. اوليس السكوت على مذبحة سميل 1933 سببا في تحول جرائم الابادة الى "عادة".. ان مذابح سميل وحلبجة والانفال والاهوار توائم ولدت من ذات الرحم..
كما يحق لنا نحن المؤمنين بوحدة شعبنا بتعددية تسمياته ان نسجل ماخذنا على الدستور لانه شرعن تقسيمنا الى شعبين مثلما اغفل عن احدى تسمياتنا.


ولكن الماخذ شيئ ورفض الدستور جملة وتفصيلا شيئ اخر.
ربما احدى "المساوئ" الحتمية والتي لا مفر منها في عملية الاستفتاء الدستوري في العراق وفي كل دول العالم هي ان المواطن يتوجب عليه التصويت اما بالقبول بكل الدستور بحسناته وعيوبه، او برفضه كله بحسناته وعيوبه.
وهنا ياتي دور الحكمة والمنطق في اتخاذ القرار بالموازنة بين حسنات الدستور وعيوبه.
وهل ان رفض الدستور بسبب عيوبه ستتيح للاشوريين تبديل هذه العيوب  الى حسنات، ام سيفتحون الباب للمزيد منها؟ وفي المقابل هل ان قبول الدستور هو اغلاق الباب امام تصحيح الخلل والعيوب التي فيه؟

ان الخارطة السياسية والايديولوجية لقوى "الرفض" واضحة ولا لبس فيها.
فالرافضون*، يرفضونه لانهم يرون فيه هوية عروبية واسلاموية ضعيفة!! ويرون فيه حكما مركزيا ضعيفا!! ويرون فيه حقوقا كثيرة للقوميات الغير العربية!!
انهم لا يرفضونه لان ديباجته لم تذكر الاشوريين. ولا يرفضونه لانه وضع واو العطف بين الاشوريين والكلدان.
انهم يرفضونه لانه اقر النظام الفدرالي واقر الهوية العراقية ومنح حقوقا للغات العراقية.

ان رفض الدستور يعني العودة الى المربع الاول في العملية السياسية.
وهو يعني مكافاة للارهاب والارهابيين بانهم يستطيعون بالقتل والتدمير وذبح الابرياء وتفجير الكنائس والمساجد ان يبتزوا مكاسب سياسية.
ان رفض المسودة يعيدنا الى نقطة الصفر وبما يعزز فرص الارهابيين في العودة للتحكم بالعراق والعراقيين كما يعزز من "مصداقيتهم" ومن دعم الدول العربية لتوجهاتهم واطالة امد الاعمال الارهابية وقتل العراقيين.

اليوم ابناء شعبنا امام مفترق الطرق، وخيارهم الحر يجب ان لا يحجب عنهم المخاطر التي ستحيق ببلدنا وشعبنا العراقي وشعبنا الاشوري الكلداني السرياني، في حال تحقق ما يريده البعض من قصيري النظر الذين لا يرون ابعد من مصالحهم الشخصية والانية.

ان دعوة البعض من التنظيمات الاشورية الى رفض الدستور هي، شاءوا ام ابوا، رفضا لما تضمنه الدستور من اعتراف بالهوية والحقوق القومية لشعبنا ومن بينها حق التعليم بالسريانية، مثلما هو رفض للقيم والمبادئ التي تضمنها الدستور من حقوق للافراد والاديان.
طبعا هنا ايضا هناك نقاط ضعف في الدستور، ولكننا نكرر ايضا ان الماخذ شيئ ورفض الدستور، كل الدستور، شيئ اخر.

من المؤلم ان تكون الدوافع الحقيقية للدعوة الاشورية لرفض الدستور دوافع قاصرة لا تشعر بالمسؤولية تجاه الشعب والوطن، بل تتوجه لارضاء غرائز ومشاعر الحقد القومي التي داب هؤلاء الرافضون من الاشوريين لترويجها في المهجر الاشوري وليتحولوا بذلك الى ابطال قوميين على حساب المصالح القومية والوطنية لشعبنا ومصيره ومستقبله المشترك مع اخوته في الوطن.
لا نستغرب ان يروج الرافضون لدعوتهم عبر مواقع الانترنت الاشورية وندوات البالتاك التي يذيلوا اعلاناتها بعبارات الاحقاد القومية من قبيل: الموت لكردستان على وطن كلدواشور!!! كما نجدها على موقع الاسريان فورم ونسمعها في غرف البالتاك الاشورية.
فالخطاب السياسي والاعلامي لهم في شقه المهجري يقوم على اساس ان كل خيباتنا هي من صنع الاخرين الذين ليسوا سوى اعداء تاريخيين لهذه الامة وانهم من قسم هذه الامة وشق وحدتها!!
في حين ان مسودة التحالف الكردستاني للدستور، كما نشرها موقع عنكاوة نقلا عن جريدة الاتحاد، كانت واضحة في تعريفها لشعبنا بشعب واحد وتسمية واحدة هي الكلدواشوريين.
ان الخلل هو فينا نحن عندما اخفقنا في الاقرار والقبول بوحدتنا القومية.
فحتى لو افترضنا انه، واحتراما لدورنا الحضاري في العراق، تم تجميد العملية الدستورية والسياسية في العراق، وتم وضع الدستور على الرف او في الثلاجة، وتم منح اعضاء لجنة الدستور والجمعية الوطنية اجازة اجبارية لمدة ثلاثة اشهر لنتفق على تسميتنا الموحدة لادراجها في الدستور.. فهل سنحقق الاتفاق؟
لا ولعمري..

فلماذا اذن تحميل الاخرين خطايانا واخفاقاتنا؟
انه من الحري بنا جميعا، مؤسسات ومرجعيات وافراد، ان نتحرك بما يمليه علينا ضميرنا ومسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا وليس لارضاء نزوات ورغبات من الحقد والكراهية القومية.
ومسؤليتنا في هذه المرحلة هي دعم العملية الدستورية والسياسية في العراق من خلال اقرار الدستور وتعبئة الجهود لحل اشكالات بيتنا الداخلي اولا وكسب الاصدقاء لتقويم العيوب في الدستور في المرحلة القادمة.
ففي جميع الحسابات والمقاييس فان تعديل الدستور بما يتجاوب مع ملاحظاتنا هو الممر الاكثر امانا من الالتحاق بقوى الرفض العروبية والاسلاموية والبعثية.

فلماذا ترتضي الضحية الالتحاق بخندق جلادها؟

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

* المقصود بالرافضين هنا من غير الاشوريين

نظرا لموعد الاستفتاء فقد ارتايت نشر هذا الموضوع وتاجيل نشر الجزء اللاحق من موضوعي (حربنا الاهلية: حرب التسمية) والذي هو بعنوان (لماذا اصرت الحركة الديمقراطية الاشورية على التسمية المركبة) الى يوم الاحد القادم انشاء الله.. مع التقدير..[/font]

321
حربنا الاهلية: حرب التسمية
الجزء الخامس
القسم الاول
لماذا تراجعت الكنيسة الكلدانية عن التسمية المركبة؟

لقراءة الاجزاء السابقة انقر هنا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?PHPSESSID=b379448a4b4e7052f047e1a04a86426a&topic=11361.0

انه سؤال مشروع ويفرض نفسه على كل المتحاورين في الشؤون القومية ومواضيعها الراهنة وتحديدا التسمية القومية الدستورية.
فالكل يعلم من متابعته لمسلسل الاحداث ان الكنيسة الكلدانية كانت اول مؤسسة من مؤسسات شعبنا دعت وتبنت التسمية المركبة بعد تحرير العراق من النظام البائد (استثني هنا الحزب الشيوعي الذي كما اوردت في اجزاء سابقة كان اول من تبنى التسمية الا ان تبنيه لها لم يحقق لها القبول والانتشار وذلك لاسباب عديدة).
بل ان تبني الكنيسة الكلدانية للتسمية المركبة فتح ابواب القلاع المحصنة والعاصية التي حاربت التسمية.
الم يكن تبني الكنيسة الكلدانية لها سببا لانقلاب الحركة الديمقراطية الاشورية، قيادة ومؤسسات وقواعد، على ذاتها واطلاق حملة التبشير بالتسمية بعد ان صرفت عقدا من الزمان وجهودا كبيرة في التنظير ضدها ورفضها.
في الصيف الحار لبغداد 2003 وفي اجتماع "تاريخي" مهم بين قيادة الحركة والوفد الكلداني الزائر برئاسة الاسقف الجليل مار ابراهيم ابراهيم قام نيافته بـ"تعميد" التسمية المركبة وليكون السيد يوناذم كنا اشبينا في هذا العماد بكل ما يتحمله الاشبين من واجبات وحقوق تجاه من يتم تعميده.
والجميع يعلم ما تلا ذلك من مواقف من الكنيسة الكلدانية بدعم والتزام التسمية الكلداشورية المركبة سواء من خلال المؤتمر القومي في بغداد خريف 2003 او الرسالة البطريركية الموجهة الى مجلس الحكم في 22 كانون الثاني 2004 او في الانتخابات العراقية 2004 وغيرها.
(لن اتوقف عند مذكرة الاساقفة الكلدان في ايلول 2003 الموجهة الى الحاكم الامريكي بريمر لانها انتحرت بعد فترة قصيرة جدا ناهيك عن كونها ردا على مذكرة غبطة المطران مار كوركيس صليوا الموجهة الى الحاكم الامريكي غارنر في ايار 2003 والتي اعتبر فيها التسمية الكلدانية تسمية مذهبية لكنيسة منشقة عن كنيسة المشرق الام.)
الا انه ومع اقتراب انجاز الاستحقاق الدستوري بكتابة مسودة الدستور وجه قداسته باسم الكنيسة والمرجعية الكلدانية رسالة بتاريخ 7 حزيران 2005 الى القيادات والمرجعيات السياسية العراقية تراجع فيها عن التسمية المركبة.
فلماذا اذن هذا التراجع؟ بل ولماذا هذا الانقلاب؟
من المؤسف ان ضمور الوعي السياسي لعموم ابناء شعبنا من جهة، والغايات التضليلية للاعلام الموجه انتقائيا والذي يسعى الى ابقاء هذا الضمور من جهة اخرى افرزا حالة من السطحية في التعامل مع المواضيع القومية والوطنية، وتتجلى هذه السطحية في وجود انطباعات عامة، او لنقل مجازا راي عام، يتعامل مع الامور ويصدر الاحكام بشانها (دعما او رفضا) وكانها حالات منفردة ومفصولة عن ما سبقها من امور وما يلحقها من نتائج ومواقف.
بهذه السطحية تعامل الراي العام الاشوري مع تراجع او انقلاب الكنيسة الكلدانية على التسمية المركبة وبدات، وما زالت مستمرة، حملة شنعاء من قذف ورمي الكنيسة الكلدانية وسدتها البطريركية بابشع التهم وصولا الى التخوين وتحميلها مسؤولية الاحباط الدستوري الكبير لشعبنا متناسية في ذات الوقت المواقف الملتزمة للكنيسة بشان التسمية الوحدوية (ولو بالصيغة المركبة) ومتناسية عن عمد او عن جهل الاسباب التي حدت بالكنيسة الى هذا التراجع بل ومصورة القرارات الكنسية ومرجعياتها كما لو كانت مزاجية صبيانية وليدة لحظتها.
فتهم التخوين اطلقت دون ان يكلف مطلقيها عناء التساؤل والبحث عن حيثيات ومسببات هذا التراجع في موقف الكنيسة الكلدانية.

صحيح ان ما سنذكره هنا، او ذكره او يذكره اخرون، من اسباب لهذا التراجع ستبقى تحليلات واجتهادات يمكن ان تصيب او تخيب ولكنها في نهاية المطاف مسعى لتنمية الوعي السياسي والقومي والوطني بين شعبنا وتحرير عقله من قيود العاطفة والسطحية والانقياد الميكانيكي.

برايي المتواضع هناك عدة اسباب ساهمت منفردة او مجتمعة في تراجع وانقلاب الكنيسة الكلدانية في موقفها من التسمية الدستورية لشعبنا.

اولا: انتهازية قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية واستخدامها الدعم الكنسي الكلداني للتسمية المركبة لتحقيق اجندة حزبية وشخصية دون مراعاة المصالح القومية المشتركة واستحقاقاتها على صعيد البيت الداخلي وترتيبه وتحصينه.
فجميعنا يدرك ان الاعلام البنفسجي قام بحملة توظيف كبرى لدعم الكنيسة الكلدانية للتسمية المركبة واستغلالها في هيمنة واستحواذ الحركة على القرار القومي سواء في التوسيع الافقي للحركة في الوطن والمهجر واستغلال الموقف الوحدوي للبطريرك في اقتحام المؤسسات الكلدانية او تاسيس مؤسسات بديلة تدين بالولاء لقيادة الحركة، او في الاستغلال الحزبي والانتهازي لموقف السدة البطريركية الكلدانية في مرحلة الانتخابات عندما استغل اسم قداسة البطريرك دلي ومواقفه الوحدوية، او في مرحلة التشكيلات الحكومية لاحقا.
- جميعنا يتذكر اصرار اعلام الحركة على اعتبار قائمة الرافدين الوطنية قائمة البطريرك دلي بل والاصرار على ان السيد بولص بهنام تحديدا هو مرشح البطريرك دلي.
ورغم اصرار الكنيسة الكلدانية والبطريرك دلي، وفي اكثر من مرة ومن على اكثر من منبر، على نفي هذا الادعاء البنفسجي الا ان الحركة اصرت على ترويج ادعاءها بغاية الكسب الانتخابي.
بالطبع لا يمكن لاحد ان يعتبر المباركة الابوية لقداسته لقائمة 204 والواردة في هامش خطي له موقفا انتخابيا متحيزا للقائمة، فهي مباركة ابوية من رجل دين كان سيمنحها لاية قائمة اخرى لو طلب اعضاءها ذلك.
رغم اني شخصيا كنت اتمنى وما ازال اتمنى ان لا تزج القيادات الكنسية نفسها في مواقف كهذه لان الساسة الانتهازيين سيسيئوا استغلال الموقف.
- كما ان جميع متابعي تفاصيل التشكيلة الحكومية العراقية يدركون ان التوزير الحركي كان بسبب ما تم ايصاله للسيد ابراهيم الجعفري بان مرشح الحركة للوزارة هو بتاييد ومباركة قداسة البطريرك دلي.
في احدى اتصالاتي الهاتفية مع السيدة جاكلين زومايا اثناء مرحلة التشكيلة الوزارية نقلت لي اجواء وتفاصيل حوارها وبقية زملاءها في لقاءهم مع السيد الجعفري.
بين ما قاله الجعفري لهم انه رجل ذو خلفية دينية ويحترم احتراما كبيرا المرجعيات الدينية جميعا، ولذلك فانه لا يستطيع ان يتغاضى عن الدعم والتاييد الذي يقدمه البطريرك دلي لمرشح الحركة للوزارة.
(هناك من يقول ان رسالة التزكية للاستحقاق الوزاري كانت مفبركة ومزورة باسم البطريركية. وبالتاكيد فانه لا يتسنى لي امكانية تاكيد او نفي هذا الادعاء).
- ناهيك عن استغلال هذا الدعم في نفخ حجم الحركة وقيادتها على حساب الكنيسة ومرجعيتها حتى بات التصور العام المخلوق بنفسجيا ان البطريرك دلي بات تابعا للسيد يوناذم وبحاجة اليه.
كلنا يتذكر كيف ان مكتب اعلام الحركة نشر تصريحا رسميا في اثناء الحملة الانتخابية وصف فيه قائمة الرافدين الوطنية بانها قائمة السيد يوناذم كنا. فاين اذن الادعاء بانها قائمة ائتلافية للحركة والكنيسة والمجلس القومي الكلداني.
 
بل وان سوء توظيف واستغلال دعم وموقف الكنيسة الكلدانية من التسمية المركبة تجلى ايضا في تصعيد الحركة لحملتها الاعلامية للنيل من الاحزاب والمؤسسات الكلدانية ذاتها من التي اختلفت مع الحركة في الرؤية والموقف، عوض ان تتخذ الحركة من موقف البطريركية جسرا لمد الايادي والتواصل واللقاء وتنقية الاجواء.
وبالتاكيد فان ابا روحيا مثل قداسته لا يمكن له ان يسمح اساءة توظيف مواقفه الوحدوية لتحقيق مارب حزبية وشخصية مثلما لن يسمح باستغلال مواقفه الوحدوية في شق صفوف رعيته ومؤسساتها وشخصياتها.
بل ونتوقع للبطريركية الكلدانية ان تمد جسور التواصل مع اعضاء البيت الكلداني من مؤسسات وشخصيات، هذه الجسور التي كانت مفقودة او واهنة في المراحل السابقة.

ثانيا: عدم تجاوب الكنائس الاخرى مع التسمية المركبة
- في الوقت الذي خطت فيه الكنيسة الكلدانية وهي اكبر واقوى كنائس شعبنا خطوة نحو التوحيد الدستوري لشعبنا المبتلي بتعددية تسمياته ويخوض حرب قاتل او مقتول بين هذه التسميات، وفي الوقت الذي سارت فيه الكنيسة الكلدانية خطوة نحو منتصف الطريق بينها وبين شقيقاتها من كنائس شعبنا، وتحديدا الكنيسة الاشورية، فان هذه الخطوة ووجهت بمزيد من خطوات النفور والابتعاد من قبل الشركاء الاخرين، واقصد بالشركاء هنا ان كنائسنا جميعها جزء من هذا الشعب وتشاركه حياته وهمومه ومن بينها هم التسمية.
فكنيسة المشرق الاشورية، ((كما اسمت نفسها منذ سنهادوس 1976 وبكل ما تضمه هذه التسمية من تناقضات مع تاريخ وواقع هذه الكنيسة ومعتقدها الايماني من قبيل انها كانت تاريخيا كنيسة رسولية اممية غير قومية ناهيك عن ان كل ابناءها اليوم ليسوا اشوريين مثلما ان كل الاشوريين ليسوا ابناءها، اضافة الى ان هذه الاضافة ساوت كليا ورسميا بين التسميتين الاشورية والكلدانية (وهذا ما ترفضه الكنيسة الاشورية)))، خطت او دعمت في المقابل خطوة تباعدية اقل ما يقال عنها انها بدعة عندما دعم العديد من قادتها، بينهم قداسة البطريرك مار دنخا الرابع وغبطة المطران مار كوركيس صليوا، تسمية (ܐܫܘܪܝܐ).
فيا ترى ماذا يعني ذلك؟ وما هي نتائجه؟
لا يتطلب منا الكثير من البحث والتاويل ان نستنتج ان الغاية النهائية لتبني بدعة (ܐܫܘܪܝܐ) هو ان تكون تسمية قومية شاملة تضم التسميات (ܐܬܘܪܝܐ) و(ܟܠܕܝܐ) و(ܣܘܪܝܝܐ) كتسميات مذهبية كنسية ليس الا.
الم يقل قداسة البطريرك مار دنخا اننا امة واحدة بثلاثة اسماء كنسية.
هكذا اذن كانت تسمية وبدعة (ܐܫܘܪܝܐ) الرد العملي لكنيسة المشرق الاشورية على خطوة الكنيسة الكلدانية بتبني ودعم التسمية الكلداشورية.
وهكذا اذن كان موقف الكنيسة الاشورية بالاصرار على التسمية الاشورية الوحيدة والمفردة للتعبير عن شعبنا، وهو موقف لا يحتاج الى ارشيف من الوثائق لاثباته، فقادة الكنيسة الاشورية لا ينكرون ولا يخفون موقفهم هذا بل دافعوا وتشبثوا به وما يزالون.

- اما الكنيسة السريانية الارثوذكسية والتي اعلن منظمو مؤتمر بغداد 2003 ان بطريركها قداسة مار اغناطيوس زكا عيواص يدعم ويؤيد التسمية الكلداشورية وانه اعلن دعمه وتاييده في اتصال شخصي له مع السيد كنا، كما لم تتردد المنظمة الاثورية الديمقراطية لتقدم نفسها شاهد اثبات على موقف البطريرك الانطاكي وتوكيده للسيد يوناذم ولها موقفه بهذا الخصوص، فاننا نرى ان بطريركيتها غير معنية اساسا بالهوية القومية لشعبها التي تدعوه لرفع راية العروبة، ولتقدم بذلك البطريركية السريانية اثباتا على ان شهادة منظمو المؤتمر كانت شهادة زور.

فهل نتوقع بعد هذه المواقف من الكنيستين الاشورية والسريانية تجاه الوحدة القومية الدستورية لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) ان لا تعيد البطريركية الكلدانية النظر في موقفها.

ثالثا: اتضاح الحجم الحقيقي للحركة الديمقراطية الاشورية في الانتخابات العراقية
منذ عام 1991 والاعلام الاشوري في الوطن منه والمهجر وكذلك المؤسسات الاشورية يقوم على تضخيم حجم ودور الحركة الديمقراطية الاشورية ليس في الشان السياسي الاشوري فحسب بل وفي الساحة الوطنية ايضا حتى بات الكثيرون من ضحايا هذا الاعلام يصدق ان الحركة عموما والسيد يوناذم كنا تحديدا له في الشان العراقي والاقليمي ما لبقية قوى وقادة المعارضة العراقية حينها (ولاحقا المسؤولين السياسيين العراقيين).
وحتى بات هذا البعض يؤمن ان ايماءة من راسه تفتح الابواب الموصدة.
الم يقل السيد يوناذم في احدى ندواته في المانيا، وكنت حاضرا للاستماع فيها، ان كلا من السيدين البارزاني والطالباني يقبلان ايديه ويتوسلان اليه لكسب رضاه. والم يقل في مناسبة اخرى انه كرئيس للكتلة البنفسجية في البرلمان الكردستاني يمسك بستيرن (مقود) البرلمان والاقليم.
كثيرون هم ضحايا هذا الاعلام. وكثيرة هي الاحزاب والمؤسسات الاشورية التي اعتمدت هذه الاكذوبة حقيقة تعتمدها في مواقفها وحساباتها، بل وتمادت في تقديم الامداد والدعم الغير المسؤول، الاعلامي والسياسي والمادي، دون ان تتساءل عن حقائق الامور، بل ووصل الامر بها الى قبول وتبرير الارهاب الجسدي والفكري (وبينها محاولات التصفية الجسدية) وقبول وتبرير الفساد المالي في الدعم والنشاط الخيري والانساني.

وكنائس شعبنا ومرجعياتها كانت من ضحايا هذا الاعلام التضليلي.
الم يكن هذا الانطباع الخاطئ هو سبب توجه الوفد الكلداني الامريكي الى الحركة دون غيرها من المؤسسات والاحزاب الاشورية او الكلدانية.
فاي اتفاق او اجماع لجميع القوى لن يقبل على انه وحدة وعمل مشترك ما دامت الحركة ليست فيه.
والجميع يطالب الجميع بالعمل مع الحركة دون ان يطالب احدا الحركة بان تعمل مع الاخرين.
وما هو حلال على الحركة هو حرام على الاخرين.

وبقي هذا الانطباع سائدا بل وتعزز بان قرار ومصير هذا الشعب هو رهين بالارادة الشخصية للسيد يوناذم كنا.
فالمؤتمر القومي 2003 واخراجه الاعلامي الناجح والتسويق الرائع لعضوية السيد كنا في مجلس الحكم وبينها مصادفة كون اسمه مبتدءا بحرفي الياء والواو (اخر حروف الابجدية العربية) ليجعل منه ذلك اخر اعضاء مجلس الحكم الموقعين على قانون ادارة الدولة مما اتاح له، وهو البارع في استغلال فرص البريق الاعلامي، رفع الوثيقة التاريخية امام اجهزة الاعلام في صورة تاريخية نادرة، اجتمعت كلها في ترسيخ الاكذوبة الكبرى التي استمرت الى وقت اختبارها الحقيقي في الانتخابات العراقية السابقة في 30 كانون الثاني 2005.

يقول السيد يوناذم كنا، سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية ورئيس قائمتها الانتخابية في مقابلة له نشرها موقع (زهريرا) بتاريخ 5 كانون الثاني 2005 ما يلي وبالنص الحرفي:
((هذا يعني ان هناك 10 مقاعد لدينا ولدينا توقعات ان تكون اكثر من عشرة مقاعد قد تصل الى 15 مقعد لوجود اصوات غير آشورية او كلدانية او سريانية وغير مسيحية ايظا بل اصوات عراقية بسبب نهجنا الوطني لاننا عملنا بشكل نزيه وارتباطنا هو بمصالح الوطن حيث هناك اصوات خارج اطار انتمائنا القومي والديني.))

الا ان نتائج الانتخابات العراقية وضعت النقاط على الحروف وابانت الحجم الجماهيري الحقيقي للحركة الديمقراطية الاشورية التي جنت اقل من 20 الف صوت في العراق، مما يعني وبلغة الارقام ان شعبنا الذي يقدر عدد ناخبيه (بحسب السيد كنا نفسه وفي ذات اللقاء انه ربع مليون صوت) اختار القوائم الوطنية وتحديدا قائمة التحالف الكردستاني (التي ضمت تحالفا موسعا بين الاحزاب الكردية والاشورية والكلدانية وغيرها) والقائمة العراقية التي تراسها الدكتور اياد علاوي.
لا يمكن لاحد ان يكون من السذاجة بان يدعي ان عدم تمكن ابناء شعبنا من الانتخاب في عدد من المدن والقصبات والقرى في سهل نينوى هو السبب في تقليص كراسي الحركة في الجمعية الوطنية من 15 كرسي متوقع الى كرسي واحد متحقق.
فاكثر الارقام تضخيما لاعداد ناخبي هذه المدن لا يتجاوز الـ 50 الف صوت لشعبنا، وحتى بافتراض ان جميعها كانت ستؤول للحركة، وهو افتراض ساذج بحد ذاته، فانها لم تكن لتشفع للتصريح السابق الذكر للسيد يوناذم عن توقعاته بـ 15 كرسي في الجمعية الوطنية.
(طبعا في الدول والمجتمعات المتحضرة وبين القيادات التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها فان اخفاقا مثل هذا في تحقيق الوعود يعني الاستقالة الفورية للقيادة واحلالها بقيادة بديلة تدرس مواقع الخلل لتقوم على تصحيحه.)

واذا كانت نتائج صناديق الاقتراع قد بينت الحجم الحقيقي للحركة الديمقراطية الاشورية بين جماهير شعبنا، فان مرحلة التحالفات التي سبقت الانتخابات كشفت الدور والحجم الحقيقي للحركة على الساحة الوطنية ايضا من حيث رفض هذه القوى والتحالفات الوطنية ان تمنح للحركة حجما اكبر مما لديها، او التعامل معها على انها الحزب والممثل الوحيد لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني.
فحقيقة عدم تحالف الحركة انتخابيا مع القوى الوطنية ليس سببه، كما يسوق اعلام الحركة، انها ارادت وبقرار مبدئي ان لا تتحالف مع قوى خارج شعبها، بل ان حقيقة الامر هو ان الاطراف الوطنية التي سعت الحركة التحالف معها رفضت اعطاء الحركة الحجم الذي تدعيه وتطالب به.
ففي مفاوضات الحركة مع التحالف الكردستاني طالبت الحركة منحها وحدها هي (دون الاحزاب الاشورية والكلدانية الاخرى) حق تسمية مرشحي شعبنا في قائمة التحالف الكردستاني، وهذا ما رفضه التحالف الكردستاني عارضا للحركة حق تسمية مرشحيها اسوة بالاحزاب الاشورية والكلدانية الاخرى.
فالتحالف، اي تحالف، هو بين احزاب وليس بين شعوب، وكل حزب يسمي مرشحه دون الغاء حق الاحزاب الاخرى.
والمفاوضات لتشكيل الائتلافات، كل الائتلافات، هي بين احزاب، وليس من حق اي حزب ان يتفاوض بالنيابة عن الاحزاب الاخرى، او ان يدعي الوصاية واحتكار "حصة" مجموع الاحزاب في هذا التحالف.
والحركة نفسها تعترف وبلسان المسؤول عن حملتها الانتخابية، السيد وليم وردة، انها لم تسع الى تحالف مع احزاب شعبنا الا بعد ان فشلت في تحقيق تحالف مع القوى الوطنية وبينها القوى اللبرالية. (راجع مقابلة جريدة (بهرا) معه في الصفحة الرابعة من العدد 282 الصادر بتاريخ 1 كانون الثاني 2005.

وعلى اية حال فان تحالف الحركة مع التحالف الكردستاني في انتخابات برلمان اقليم كردستان العراق يؤكد ان الحركة لم ترفض مبدا التحالفات الانتخابية قبل الانتخابات، ولم ترفض التحالف تحديدا مع التحالف الكردستاني. مثلما يؤكد ان اسباب عدم تحالفها مع التحالف الكردستاني على مستوى الجمعية الوطنية العراقية كان بسبب عدم منحها "امتيازات" اضافية عن الاحزاب الاشورية والكلدانية الاخرى، وعندما منحت هذا الامتياز في برلمان اقليم كردستان العراق (عضوين من الحركة مقابل عضو واحد لكل من الاحزاب الاخرى) وافقت على التحالف الكردستاني الذي تدعي رفضه على المستوى الوطني بل وتوجه اعلامها في الوطن والمهجر بتخوين احزاب وشخصيات شعبنا المتحالفة مع التحالف الكردستاني وهو ما يتناسق والضخ الاعلامي لها بين ابناء شعبنا والقائم على تعميق الاحقاد القومية.

وبالعودة الى سياق الموضوع فان نتيجة الاختبار الحقيقي لحجم ودور الحركة بين الجماهير ودورها ومكانتها بين القوى والمرجعيات السياسية الوطنية العراقية والتي اتضحت اثناء الانتخابات العراقية كانت برايي سببا اضافيا لمراجعة المواقف قامت به المرجعية الكلدانية ولا نستغرب ان يقوم اخرون به.
انه لمن الحقائق التي لا يمكن انكارها قدرة البطريركية الكلدانية بضمان مقعد او اكثر لمرشحيها في اية انتخابات عراقية من خلال اي اتصال هاتفي مع اي من القيادات والمرجعيات السياسية العراقية التي لا مناص ان تتجاوب وبكل احترام وتقدير مع الارادة البطريركية ومن دون ان تقحم البطريركية في بازارات التسويق والاعلام الحزبي مثلما فعلت قائمة الرافدين التي فشلت في ضمان فوز من ادعت انه مرشح قداسة البطريرك.
انه لمن المتوقع امام هذه النتائج والحقائق ان تراجع البطريركية موقفها وتتحرر من محاولات تسويقها على انها تحت جناح الجهة الفلانية رغم فشل الجهة تلك في تحقيق الادنى الذي يمكن للبطريركية تحقيقه عبر اتصال هاتفي ربما.
واول خطوات فك الارتباط (اذا جاز لنا التعبير) كانت في التراجع عن التسمية المركبة لان هذه التسمية تحديدا كانت خاتم "الخطوبة" الذي قدمه الوفد الكلداني لامريكي الى السيد يوناذم، وهذه التسمية كانت العقد الذي جمع الطرفين، ولنقض العقد يتوجب اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل صيف 2003.

رابعا: عدم ايفاء الحركة بالتزاماتها في العقد السياسي مع الكنيسة الكلدانية
يسمع ويقرا الكثير منا عن شروط تضمنها العقد السياسي بين الكنيسة الكلدانية والحركة الديمقراطية الاشورية، ففي مقابل دعم الكنيسة للتسمية المركبة هناك من يتحدث عن وعود بتبديل اسم الحركة الى "الكلداشورية" ويتحدث اخرون عن وعود تبديل تسمية محطة اشور التلفزيونية وغيرها من الوعود التي لا يمكن لنا التحقق من صحتها او تكذيبها.
وبالتاكيد فنحن لا نتحدث عن شروط او وعود تحريرية مثلما لا نتحدث عن عقد مكتوب بقدر ما نستعمل فيه هذه المفردات مجازيا.
المثير للدهشة ان المدافعين عن عدم ايفاء الحركة بوعدها بتبديل اسمها الى الحركة الديمقراطية الكلداشورية يقدمون حجة واهية بان تبديل اسم الحركة يتطلب عقد مؤتمر لها.
بالله عليكم ايها السادة، ايهما اسهل تبديل اسم شعب ام اسم مؤسسة من مؤسسات هذا الشعب.
فاذا كنتم قد اقنعتم انفسكم وحاولتم اقناع الاخرين بان المؤتمر القومي في بغداد يشكل مرجعية كافية لتبديل اسم شعب، الا يكون المؤتمر ذاته او مؤتمر استثنائي للحركة على هامش المؤتمر القومي او بعده مرجعية كافية لتبديل اسم الحركة.
بالتاكيد ان تنظيم مؤتمر لتبديل اسم الحركة لم يكن ابدا عائقا او مستحيلا.
والسبب الحقيقي لعدم عقد مؤتمر لتبديل اسم الحركة هو انتظار ما ستؤول اليه الامور وبخاصة الاستحقاق الدستوري وتسمية شعبنا في الدستور العراقي الدائم.
فتبديل اسم الحركة الى الكلداشورية دون ان يضمن الدستور هذه التسمية ستعني على القول الشعبي "تضييع المشيتين".
بمعنى ان سبب عدم تبديل اسم الحركة لم يكن الافتقار الى اليته التنظيمية بل عدم ضمان اعتماد التسمية دستوريا.

واذا كان من الصعب توكيد او نفي شروط والتزامات الحركة في العقد السياسي هذا فانه ليس صعبا التاكد من عدم التزام الحركة الاطر التنظيمية لهذا العقد والاتفاق.
فالحركة، والتزاما منها بسياقها التقليدي في التفرد بالامور قامت ومن دون اية مشاركة مع المؤسسات الكنسية والقومية (بل ومن دون الرجوع الى ما تعتبره هي وحلفاءها مرجعية قومية والمقصود بها المؤتمر القومي وامانته العامة) باضافة التسمية السريانية على التسمية الكلداشورية المركبة ولتحاول تسويق وفرض تسمية الكلداشوري السرياني بكل ما تفتقر اليه هذه التسمية من مقومات، وابسطها اللغوية، حيث مع هذه الاضافة باتت الكلداشورية صفة للسريانية وليس تسمية مساوية او موازية لها.
وقد اعلن البطريرك الكلداني في حينه رفضه لهذه الاضافة.
ناهيك عن ما يعنيه هذا التصرف من استخفاف بجميع المؤسسات القومية والكنسية.
ان العبثية اللامسؤولة في التلاعب المزاجي بالتسمية وتشويهها دون اية مساهمة او مشاركة في الراي والبحث والقرار كانت، براينا، سببا مهما من بين اسباب عودة الكنيسة الكلدانية عن دعمها للتسمية المركبة.

صحيح ان هذه الممارسات الغير المسؤولة وكذلك بعض الاسباب التي ذكرناها في الموضوع لا تتطلب بالضرورة ولا يتوجب ان تقود الكنيسة الكلدانية للتراجع عن موقفها من وحدة شعبنا الدستورية، حيث كنت اؤمن شخصيا وبقيت الى اللحظة الاخيرة على قناعة بان الكنيسة الكلدانية وقيادتها لها من الشعور بالمسؤولية التاريخية تجاه وحدة شعبها ما يمنعها من شرعنة تقسيمه دستوريا، واعترف بان ظني قد خاب رغم كوني ما ازال مقتنعا بانه في حال توافر النيات الحسنة من شركاء الهم القومي من مرجعيات كنسية وسياسية فان الكنيسة الكلدانية ستكون، واعتمادا على ما تفردت به في المراحل السابقة، اكثر الشركاء دعما لتحقيق توافق على وحدة شعبنا الدستورية.
ان خيبة ظني لا تسمح لي مثلما يفعل الاعلام التضليلي والذهنية السطحية في التعامل مع الامور وتحليلها وفهمها ان اتوجه باصابع التخوين والاتهام الى الكنيسة الكلدانية كما لو كانت هي السبب المطلق في الاحباط، فانا لا ارى ان موقف الكنيسة هو سبب قائم لذاته بل هو نتيجة لعوامل واسباب من اطراف اخرى اوردنا بوفق اعتقادنا واجتهادنا عددا منها.

كنت اتمنى ان لا تقود هذه الاسباب والعوامل الكنيسة الكلدانية لاتخاذ موقفها الاخير ولكني بالتاكيد اتفهم تاثير هذه الاسباب والعوامل التي اوردناها لتجتمع مع بعض وتقود الى تراجع وانقلاب الكنيسة الكلدانية على التسمية المركبة خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان التسمية المركبة جرى تسويقها والتعامل معها اعلاميا ومؤسساتيا وشعبيا على انها مرتبطة بالحركة الديمقراطية الاشورية التي عززت هذا الانطباع باصرارها على التسمية المركبة الكلداشورية.
اما لماذا اصرت الحركة على هذه التسمية، فهذا ما سنناقشه في القسم القادم.
فالى اللقاء..

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

للموضوع تتمة:
لماذا اصرت الحركة الديمقراطية الاشورية على التسمية المركبة

322
ايضاح

نشرت اللجنة الخيرية الاشورية – فرع استراليا خبرا على موقع عنكاوة وعلى الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=8719.0
عن مساهماتها في تمويل عدد من برامج الاغاثة والاعمار وغيرها لابناء شعبنا في الوطن.
ونحن في منظمة برنامج المساعدة المسيحية – نوهدرا – العراق (كابني) اذ نثمن فيه مساهمات كل الخيرين في دعم ابناء شعبنا في الوطن، نرى من الاهمية نشر هذا الايضاح تفاديا لاي التباس او خلط للمعلومات وتحديدا في بعض الفقرات التي وردت في الخبر اعلاه والمتعلقة ببعض القرى التي قامت منظمتنا بتنفيذ برامج اعمارية فيها.

اولا: ورد في الخبر عن مساهمة اللجنة الخيرية في اعمار دور سكنية في قرية دهي.
ادناه تسلسل اعمار دور قرية دهي والقائمين به:
•   تم اعادة اعمار قرية دهي من قبل منظمة كاريتاس السويسرية عام 1993 ببناء دور سكنية متواضعة وبتسقيف باعمدة خشبية وحصائر وتراب.
•   قام العديد من ابناء دهي بتشييد دور اخرى لهم بتمويلهم الذاتي او بمساعدة اقاربهم من دول المهجر.
•   قامت منظمتنا، منظمة كابني، بتسقيف الدور في قرية دهي بتبديل السقف الترابي بسقف كونكريتي مسلح وذلك في عام 2004 وبتمويل من منظمات انسانية وكنسية المانية صديقة. انقر هنا لمشاهدة صور المشروع: http://capiraq.org/Galleries/Dehy_Roofing_Photos.htm
•   ستقوم قريبا حكومة اقليم كردستان العراق وضمن برنامجها الضخم لدعم وتطوير وتنمية قرى شعبنا في الاقليم والذي ينفذ باشراف مباشر من السيد سركيس اغاجان، نائب رئيس وزراء الاقليم ووزير المالية، بانشاء 12 دارا سكنية لـ 12 عائلة في قرية دهي. (على الارجح انه تمت المباشرة).
•   كنيسة دهي تم تشييدها من قبل منظمة (Care For The Kids) الامريكية منذ 8 سنوات تقريبا.
•   قاعة دهي تم تمويل تشييدها عن طريق تبرعات من ابناء دهي في المهجر وحيث ان التبرعات لم تكن كافية لانجاز القاعة فقد قامت حكومة الاقليم بتكملة القاعة ضمن البرنامج المشار اليه اعلاه.

هذه هي تفاصيل اعمار الدور والمنشات في قرية دهي. وهناك برامج اغاثة ومساعدات اخرى لقرية دهي في العديد من المجالات شاركت فيها العديد من المنظمات بينها اللجنة الخيرية وكابني ولكن لم ندرجها هنا لاننا اكتفينا بفقرة اعمار الدور لانها الفقرة الواردة في تقرير اللجنة الخيرية اعلاه.

ثانيا: ورد في الخبر عن مساهمة اللجنة الخيرية لتمويل تشييد قاعة في قرية سردراوة:
ادناه تسلسل اعمار قرية سردراوة والقائمين به.
•   قام عدد من عوائل وابناء قرية سردراوة وعددهم 10 عوائل في المرحلة الاولى ببناء دور سكنية لهم وبتمويل ذاتي وذلك في ربيع هذه السنة.
•   قامت اللجنة الخيرية بدعم كلا من هذه العوائل العشرة بتقديم طن سمنت واحد (كلفته حوالي 100 دولار امريكي).
•   قامت منظمتنا، كابني، بتسقيف هذه الدور بالكونكريت المسلح وقد تم صب اخر بيت في هذه البيوت العشرة قبل اسبوع. سننشر قريبا صور المشروع على موقع كابني على الانترنت www.capiraq.org
•   يستمر اصحاب هذه البيوت العشرة بانجاز ما تبقى من اعمال (لبخ، ارضية، كهربائيات، الخ) على حسابهم الخاص.
•   تشجع عدد اخر من العوائل (اعتقد 4 الى 6) وباشروا بتشييد بيوت لهم في القرية.
•   تم تضمين برنامج حكومة اقليم كردستان العراق المشار اليه اعلاه مشروع تشييد كنيسة وقاعة في قرية سردراوة، وفي زيارتي الاخيرة للقرية (قبل اسبوعين) كان هناك حوار لاهالي القرية لاختيار موقع القاعة والكنيسة.

اضافة الى فقرات اخرى من المساعدات قامت بها المنظمات المختلفة (وبينها كابني) وحكومة الاقليم ولكن لم ادرجها لانها غير متعلقة بتشييد الدور والقاعة.

ولازالة احتمالات الالتباس نشرنا هذا الايضاح.
نكرر تثميننا لدور كل المساهمين في دعم شعبنا في الوطن في مختلف المجالات الانسانية والتنموية والاجتماعية، وليبارك الرب كل مسعى خير في هذا الاتجاه.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني

323
حربنا الاهلية: حرب التسمية
تتمة الجزء الرابع
لماذا التسمية المركبة هي الاوفر حظا والاقصر نظرا؟


لقراءة القسم السابق من الموضوع انقر هنا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=10936.0

ان سقوط مؤتمر بغداد (2003) والانتحار الجماهيري للتسمية المركبة لم يسحبها من بورصة التسميات الرسمية والمؤسساتية حيث بقيت الاكثر تداولا ورصيدا بل والاوفر حظا في العملية الدستورية التي كانت في طور التشكل. لماذا؟
برايي كان هناك مجمل اسباب مجتمعة تجعل التسمية الكلداشورية المركبة اوفر حظا في الدستور، اهمها ما يلي:

اولا: اعتمادها في قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية
حيث  جاء في الفقرة (د) من مادته الـ 53 ما يلي:
(يضمن هذا القانون الحقوق الادارية والثقافية والسياسية للتركمان والكلدوآشوريين والمواطنين الاخرين كافة).
والجميع متفق على ان قانون ادارة الدولة كان بمثابة الدستور الانتقالي للعراق الجديد وبذلك يكون هذا النص اول نص قانوني دستوري يعترف او يسمي شعبنا في التاريخ القريب والمعاصر لدول الوطن الام التي نعيش فيها منذ تشكلها كدول حديثة (بعد الحرب الاولى) ومنذ تبنيها للوثائق الدستورية.
وحيث ان قانون ادارة الدولة كان احدى مرجعيات الدستور العتيد من حيث تضمنه الكثير من المبادئ الاساسية كفدرالية الدولة واقرار تعددية مكونات العراق القومية والدينية وغيرها من الامور، فانه كان متوقعا للتسمية المركبة الكلداشورية ان تتسلل بسلاسة وانسيابية من قانون اادارة الدولة الى دستور العراق الدائم.
وهذا االتسلل كان سيتحقق في كلتا حالتين:
1- بقاء ما يمكن تسميته بـ "الاجماع الانتقائي" على التسمية بصيغة مؤتمر بغداد، بمعنى استمرار الاطراف المشاركة او الحاضرة بروتوكوليا في مؤتمر بغداد (وبخاصة المرجعيات الكنسية وبالذات الكلدانية منها تحديدا) في قبولها (الرسمي على الاقل) للتسمية المركبة او الوقوف حياديا تجاهها.
ففي مثل هذا الوضع لم يكن ممكنا للقوى المتطرفة الاشورية منها والكلدانية من دعاة التسمية المفردة ان يفرضوا ارادتهم بتجزئة الشعب في مواجهة التسمية الكلداشورية المسوقة على انها وحدوية بغض النظر عن دوافع البعض في ذلك التسويق.
كما لم يكن ممكنا للقوى العقلانية من ذوي الرؤية السياسية وبعد النظر من دعاة التسمية الشاملة ان يغيروا في الوضع شيئا كونها قوى نخبوية تخاطب العقل والبصيرة وتفتقر الى الجماهيرية الشعبية والمؤسساتية ناهيك عن افتقارها الى المنافذ الاعلامية في شعب واقعه الشعبي والسياسي والمؤسساتي يقوم على العاطفة وعبادة الاوثان السياسية ويغيب عنه ممارسة الحق الطبيعي بل والواجب المشروع في التساؤل والتحليل والبحث عن الاجابات والتفسيرات لما يسوق او يقرر مما له علاقة بحياة ومستقبل الامة.
ان شعبا تحركه الاشعار والاغاني ويعيش احلام اليقظة هو ابعد ان تجد نخبه الواعية والمثقفة اذانا تسمعها.

2- حتى في حال تمكن القوى السياسية المتطرفة منها او العقلانية في ايصال صوتها بفاعلية الى لجنة الدستور فان الاخيرة وفي وسط الاسئلة والاشكالات الدستورية الكبرى من قبيل الفدرالية والاقاليم وسلطاتها ودور الاسلام وهوية العراق وتوزيع الموارد وغيرها لم تكن لتضيع الوقت والجهد في مناقشة مسالة شعب يحتفل بعيد ميلاده الـ 6755 ولكنه غير متفق على اسمه!! مما كان سيجعل لجنة الدستور ان تعتمد التسمية المركبة كما وردت في قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية وتحسم بذلك الامور.
وبالفعل فقد كان هذا هو التوجه السائد في لجنة الدستور وقد عبر عنه الصمت المجسد للرضا من قبل السيد يوناذم كنا عضو لجنة الدستور في هذه المسالة، بل وان الحركة ومع شعور السيد يوناذم بانه قاب قوسين او ادنى من اعتماد الدستور للتسمية المركبة هيات لعقد مؤتمرها العام وفي راس اجندته تبديل اسم الحركة الى الحركة الديمقراطية الكلداشورية، ووصلت وفود المؤتمر من دول المهجر الى العراق وكلها متهيئة لرفع الايدي بالموافقة دون نقاش، كما جلس ممثلو الاحزاب "الشقيقة" والمؤسسات "القومية" في صالات الانتظار في القامشلي وغيرها وبرقيات التهنئة معدة سلفا في جيوبهم بانتظار اشعارهم بموعد ومحل المؤتمر ليحلوا ضيوف الصف الاول فيه وليطلوا من على المنابر ويكرروا دعمهم للتسمية الكلداشورية كتسمية قومية للحالة العراقية!!!
(لا بأس ان يكون لنا اليوم تسمية قومية للحالة العراقية واخرى غدا للحالة السورية وثالثة بعدها للحالة الايرانية وهكذا.. اليس للماء اسماءه في حالاته المتعددة من جليد الى ماء الى بخار.. فلم لا يكون لنا ذلك ونحن بمثابة ماء الحياة لشعوب الدنيا!!)
الا ان هذا التوجه انقلب في لحظة ما عندما قررت المرجعية الكنسية الكلدانية رفض التسمية المركبة (وهذا ما سناتي عليه وعلى اسبابه في الجزء القادم من هذا الموضوع).
وحيث ان الشيئ بالشيئ يذكر فان احدى المضاعفات الثانوية لهذا الانقلاب كان تاجيل المؤتمر العام للحركة وعودة الوفود ادراجها.

ثانيا: شيوع استعمال التسمية المركبة بين المرجعيات والقيادات السياسية العراقية
مع تضمين قانون ادارة الدولة للتسمية المركبة فقد بدات القيادات السياسية العراقية، وتحديدا الكردستانية، تداولها واستعمالها كلما ارادت الاشارة الى شعبنا، وهذا بحد ذاته كان عاملا مهما في تعزيز فرص التسمية في مسودة الدستور خاصة وان هذه القيادات السياسية هي المرجع السياسي لاعضاء لجنة صياغة الدستور.
صحيح ان القيادات السياسية الشيعية وبحكم هويتها وطابعها الديني المذهبي لم تتبنى الاشارة الى شعبنا بهويته القومية بل بقيت، وما زالت، تتعامل معه على اساس هويته الدينية المسيحية، ويكفي هنا ان نوثق للتاريخ ان التحالف الشيعي اسقط لثلاث مرات في ماراثون كتابة الدستور التسميات القومية لشعبنا والتركمان من مسودة الدستور، وهو الامر الذي تطلب من القيادات الكردستانية، وبشخص السيد مسعود البارزاني، التدخل وبقوة لتضمين الدستور المكونات القومية العراقية، وبلغ التدخل حد تهديد التحالف الكردستاني بالانسحاب من العملية الدستورية ما لم يتضمن الدستور الاعتراف والاشارة الى مكونات العراق القومية.
الا ان القيادات الشيعية لم تكن لتكون معترضة على التسمية المركبة لصالح التسميات الاخرى.
فالاعتراض الشيعي كان على مبدا تضمين الدستور المكونات القومية العراقية ولم يكن على تفضيل تسمية على اخرى.
كما ان القرار السياسي للتحالف الكردستاني بتبني التسمية الكلداشورية المركبة والتي اعتمدها التحالف الكردستاني في مسودته للدستور العراقي والتي نشرت في وسائل الاعلام (وبينها موقع عنكاوة) كان دعما قويا للتسمية المركبة واقرارها دستوريا.

كما ان هذا القرار السياسي للتحالف الكردستاني والوثيقة الدستورية المقترحة من قبل التحالف والتي تتضمن الاقرار الصريح والتبني الذي لا لبس فيه لوحدة شعبنا هو الرد والتفنيد لادعاءات الاعلام التضليلي المستمر منذ اكثر من عقد والقائم في احدى فقراته على تحميل القيادات الكردستانية (التي اعتاد هذا الاعلام على تسميتها بالغرباء تارة والمعادية تارة اخرى) مسؤولية تفرقتنا القومية.
(في طريق عودتي مطلع شهر اب من العراق الى المانيا عبر سوريا اتيحت لي فرصة اللقاء والحوار مع قيادات سياسية لشعبنا اكن لهم كل المحبة والتقدير فسالني احدهم وكان قد اطلع على مسودة الدستور المقترحة من قبل التحالف الكردستاني:
ابونا، حسب معلوماتنا من اصدقاءنا في العراق (في اشارة الى الحركة) فان القيادات الكردية، وتحديدا البارزاني، هم ضد وحدة شعبنا ويعملون على تقسيمه، ولكن مسودة الدستور المقترحة من قبل التحالف تقول عكس ذلك.
فاجبت: ما دمتم اصريتم لسنوات على الاعتماد وتصديق ما يقوله لكم اصدقاءكم دون تفحص مسؤول، حتى ان برطلة باتت تابعة اداريا لاربيل!! (في اشارة لبيان المنظمة الاثورية الديمقراطية (المطكستا) بشان الانتخابات الذي حمل البارتي في محافظة اربيل عدم ارسال صناديق الاقتراع الى برطلة وبغديدا في محافظة نينوى!!)  فانه عليكم الان ايضا ان تبحثوا عن الجواب عند اصدقاءكم!!)
صحيح ان تسمية شعبنا في الصيغة النهائية للدستور اختلفت جذريا عن تسميته في مسودة الدستور للتحالف الكردستاني، ولكن ذلك لم يكن سببه القيادات السياسية العراقية او التحالف الكردستاني بل ان سببه كان اخفاقنا نحن في الاتفاق على التسمية الوحدوية. وكل ما فعلته لجنة الدستور انها تجاوبت مع "المطالب" المقدمة اليها فكان ما كان.


ثالثا: تبني الكنيسة الكلدانية للتسمية المركبة والتزامها لها والتشبث بها:
رغم ان التسويق الاعلامي للتسمية المركبة من خلال الماكنة الاعلامية البنفسجية والقائمة الطويلة للمؤسسات التبعية وجيوش المريدين خلق الانطباع العام بين ابناء شعبنا بان التسمية المركبة صدرت بشهادة ولادة بنفسجية الا ان حقيقة الامر ليست كذلك.
فاضافة الى الحقيقة المنسية بانها تسمية اعتمدها الحزب الشيوعي قبل غيره ومنذ عدة سنوات (كما اوردنا في القسم السابق من الموضوع)، فان الحقيقة الكبرى هي ان الكنيسة الكلدانية هي الاب الروحي للتسمية المركبة وان دعم الكنيسة لها كانت وراء حشد الدعم والتاييد لها ومنحتها وكانت ستمنحها مقومات الاقرار والانتشار.
وهذا نتاج طبيعي لدور وحجم وتاثير الكنيسة الكلدانية كما سبق لي ايراده في قسم سابق من مسلسل هذا الموضوع. ويكفينا ان نقول هنا انه لا القيادة "التاريخية" وعلاقاتها المعلنة والمخفية ولا الاعلام البنفسجي ولا المؤسسات التبعية ولا جيوش المريدين شفعوا للتسمية المركبة يوم ارادت المرجعية الكلدانية وبتوقيع ورسالة واحدة ان تشطب التسمية من بورصة وسوق التداول وكان لها ما ارادت.
الابوة الروحية للكنيسة الكلدانية للتسمية المركبة بدات منذ زيارة الوفد الكلداني الامريكي برئاسة الاسقف الجليل مار ابراهيم ابراهيم لبغداد واصداره البيان المشترك مع الحركة وتبنيهما للتسمية المركبة.
واستمرت الابوة والتبني الى ما بعد انتخابات 2005 وتشكيل الحكومة بل والى اسابيع قبل انجاز مسودة الدستور.
وطوال هذه الرحلة الزمنية التي استغرقت ما يقارب السنتين فان الكنيسة الكلدانية بمرجعيتها ومواقفها الرسمية بقيت ملتزمة التزاما صريحا ومبدئيا بالموقف الوحدوي وتجسيده في التسمية الكلداشورية.
صحيح انه كانت هناك مواقف غير ذلك مثل رسالة المطارنة الكلدان الى الحاكم الامريكي بريمر (ايلول 1993) والتي يمكن اعتبارها رد على رسالة سابقة للمطران مار كوركيس الى الحاكم غارنر (ايار 1993) (انها عدوى الفتاوى والفتاوى المضادة)، ولكن ذلك لا يعيب موقف واستعداد الكنيسة الكلدانية تحقيق موقف وحدوي من خلال التسمية المركبة، هذا الموقف الذي اتضح اكثر فاكثر بعد مؤتمر بغداد وبعد الرسامة البطريركية لصاحب القداسة مار عمانوئيل دلي الذي بقي متشبثا بوحدة شعبنا من خلال التسمية المركبة التي تبناها في رسالته الى الحكومة العراقية والتي تضمنت مطالبة بحقوق سياسية وقومية مما يجعلها سابقة تستحق كل التقدير والثناء في مواقف الكنيسة الكلدانية.
يضاف الى ذلك مواقفه اللاحقة في الانتخابات العراقية (بغض النظر عن موقفنا بالقبول او الرفض للموقف الانتخابي للبطريركية) حيث بقي مع وحدة شعبنا.
كما لا يعيب مواقف المرجعيات الكلدانية واستعدادها لتحقيق مخرج وحدوي عدة تصريحات من هنا او هناك بانهم كلدان وانهم يفتخرون ويعتزون بتسميتهم الكلدانية فهذا امر طبيعي يحق لهم مثلما يحق لمرجعيات الكنيسة الاشورية ذات الشيئ للتسمية الاشورية وكذا للسريان.
اذن وبالتاكيد فان موقف الكنيسة الكلدانية الداعم للتسمية المركبة جعلها الاكثر حظا بين كل التسميات والمخارج الدستورية.
وكانت التسمية ستجد طريقها الى الدستور (بفضل الكنيسة الكلدانية لا بفضل و"نضال" غيرها) لولا الانقلاب الذي حصل لاحقا في موقف الكنيسة والذي باتت القيادة "التاريخية" مشلولة تجاهه بما يعكس ورقية اسودها.
اما لماذا هذا الانقلاب فسناتي اليه لاحقا..

رابعا: السلاسة اللغوية للتسمية
وهذه ايضا يتوجب اخذها بنظر الاعتبار ولسنا بحاجة للاسهاب فيها، ولكن ما نضيفه ايضا لصالح فرص التسمية المركبة هو انها بسلاستها تكون قابلة التبني ليس فقط في الوثائق والتشريعات والاستمارات الرسمية والحكومية بل هي قابلة التبني ايضا في تسمية المؤسسات القومية السياسية منها والثقافية والاجتماعية بعكس التسمية الشاملة التي لا تتيح ذلك.
بالطبع في مقابل ذلك فان التسمية الشاملة تتيح لكل فرد او مؤسسة في شعبنا الاحتفاظ بتسميته التي يفتخر بها وتعيش في ذاكرته وتاريخه بما يضمن تواصلها واستمراريتها في اطار وحدة قومية دستورية، وهو امر ايجابي سيوفر مع الزمن ارضية مشتركة ويردم الهوات القائمة بين مكونات الشعب الواحد عندما نتحرر من التعصب التسموي والتخندقات والتناحرات وحربنا الاهلية هذه، وهذا لا يتم من خلال الالغاء بل الحوار والتفاعل بين الجميع مع الاتفاق على الثوابت واولها اننا شعب واحد.
 
خامسا: هناك مجموعة عوامل في الواقع السياسي والمؤسساتي لشعبنا ادت منفردة او مجتمعة لتعزيز فرص التسمية الكلداشورية المركبة.. وكما يلي:
أ- الماكنة الاعلامية:

من بين الاحزاب السياسية والمؤسسات القومية المختلفة في الوطن او المهجر والتي تعددت رؤيتها الى مسالة التسمية الدستورية، فان الحركة امتلكت الماكنة الاعلامية الاكبر والاوسع مما اتاح لها فرصة تسويق التسمية المركبة وتحديدا بعد تاييد المرجعية الكلدانية للتسمية.
التسويق الاعلامي للتسمية المركبة على انها تسمية وحدوية ضمن لها قاعدة انتشار واسعة في وجه التسميات الانتحارية المنفردة او الانفصالية اعتمادا على حقيقة اساسية وهي ان عموم ابناء شعبنا هم مع الوحدة ومع الاتفاق على مخرج دستوري يضمن هذه الوحدة دون الغاء او طمس.
صحيح ان الماكنة الاعلامية البنفسجية الضخمة لم تستطع الغاء او تحديد انتشار التسمية الشاملة (كلداني اشوري سرياني) الا ان التسمية المركبة بقيت بسبب العوامل الاخرى الاوفر حظا مقارنة مع التسمية الشاملة.
ب-المؤسسات التابعة:

وما اكثرها في زمن تردي العمل المؤسساتي لشعبنا الى ادنى درجاته حيث باتت المؤسسات القومية المختلفة واجهات حزبية تدين بالولاء الحزبي اكثر من ولاءها لنظامها الداخلي واهدافها المعلنة.
ان حالة الانهيار وفقدان المؤسسات القومية لمصداقيتها هي احدى مظاهر ضمور الوعي القومي والسياسي لشعبنا.
وما اتساع الهوة بين هذه المؤسسات وعموم الوسط الجماهيري الذي تعيش فيه الا نتاج افة تحزب المؤسسات.
لقد باتت جل مؤسساتنا القومية (الموجودة منها والوهمية) مكاتب تنظيمية واستخبارية وتجارية واعلامية لهذا الحزب او ذاك. وباتت قراراتها تملى عليها بالهاتف او بالبريد الالكتروني من القيادة الحزبية التي تدين بولاءها.
وما مسرحيات الرسائل الى لجنة الدستور بشان التسمية الا شاهدا على حقيقة التبعية الحزبية المطلقة لهذه المؤسسات.. فعلى سبيل المثال لا الحصر ارسلت هذه المؤسسات وبناء على طلب مرجعياتها الحزبية وفي لحظة من لحظات العملية الدستورية رسائل دعم التسمية المركبة، لتعود بعد اسابيع وربما ايام، وبعد ان تم اشعارها من قبل مرجعياتها ان التسمية المركبة سقطت من على مائدة الدستور، الى ارسال رسائل اخرى تطلب التسمية الشاملة التي سبق وان رفضتها وحاربتها ضمنيا!! (انه داء فقدان الذاكرة).
ان ذيلية المؤسسات ليست حالة مقتصرة على هذا الحزب او ذاك فلكل حزب مؤسساته (بعضها موجود وبعضها وهمي)، يشذ في ذلك النادر من الاحزاب وبخاصة ما كان منها نخبويا تمنعه نخبويته ووعيه من ممارسة لعبة المؤسسات الذيلية.
على اية حال، فان عدد المؤسسات البنفسجية الولاء واتساع رقعتها الجغرافية في الوطن والمهجر ساهم في توسيع رقعة التسمية المركبة المدعومة بنفسجيا وعزز من فرصها.
ج- ضعف تاثير القوى السياسية الاخرى الداعية للتسمية الشاملة
التسمية المركبة هي احد مخرجين للتسمية الوحدوية دستوريا.
المخرج الاخر هو التسمية الشاملة، اي (الكلداني الاشوري السرياني) وهو المخرج الذي اعتمدته ودعت اليه العديد من الاحزاب السياسية في الوطن مثل الحزب الوطني الاشوري واتحاد بيث نهرين الوطني وحزب بيث نهرين.
رغم ان التسمية الشاملة وجدت قبولا جماهيريا واسعا الا ان محدودية تاثير القوى السياسية التي تبنت التسمية الشاملة ومحدودية علاقاتها مع مراكز القرار السياسي العراقي حددت من فرص التسمية الشاملة مقابل التسمية المركبة.
لسنا هنا بصدد الاسهاب في اسباب محدودية تاثير مختلف هذه الاحزاب خاصة وانه مرت بنا في الاقسام السابقة من الموضوع ان التعامل العاطفي لشعبنا مع الاحداث من جهة وذيلية مؤسساته من جهة اخرى قد حددت فرص تاثير النخب الواعية في القرار الاشوري الذي ما زال الى الان اسيرا للخطاب العاطفي الذي يتحرك بمشاعر انية تغذيها الامجاد التاريخية القديمة والاحقاد القومية والدينية وخاصة ما هو منها رد فعل على ماسي ومجازر تاريخية تطبعت بها العلاقات بين اقوام واديان ومذاهب الدولة العثمانية وكان للقوميات والاديان الصغيرة حصة وفيرة من الدماء.

د- ضعف الصوت السرياني:
التسمية المركبة تلغي التسمية السريانية وهي احدى التسميات الثلاث الدارجة التي يعتمدها ابناء شعبنا في التعريف بهويته القومية.
ولا يشفع لهذا الالغاء توليفة مؤتمر بغداد باننا شعب كلداشوري وبلغة سريانية، ذلك ان هذه التوليفة تعني عدم الاشارة الى التسمية السريانية في تعريف مكونات العراق القومية.
ولكي لا يساء فهمي، وبنية مبيتة، فاني لم ولا ولن الغي حقيقة ان التسمية الاكاديمية والرسمية للغتنا الام هي السريانية (وليس الاشورية او الكلدانية او الارامية) وان الدستور والتشريعات والقوانين يجب تضمينها عند اشارتها الى اللغات العراقية تسمية اللغة السريانية، ولكني فقط اقول ان هذه التوليفة الغت تضمين التسمية السريانية في تسميتنا القومية الدستورية، فلا يتوقع احد منا ان ينص الدستور، على سبيل المثال:
ان العراق يتالف من العرب والاكراد والكلداشوريين بلغتهم السريانية والتركمان والارمن.
في مواحهة هذا الالغاء فان الصوت السرياني الرافض للتسمية المركبة والداعي للتسمية الشاملة التي تضم السريانية الى جانب الكلدانية والاشورية كان ضعيفا، وبخاصة مع تبني البطريرك السرياني للعروبة في الوقت الذي كان حريا به دعوة لجنة الدستور الى عدم اغفال التسمية السريانية عند الاشارة الى شعبنا.
ان هذا الضعف في المطلب السرياني كان سببا مضافا لما سبق من اسباب في تعزيز فرص الكلداشورية.

لماذا التسمية الكلداشورية هي الاقصر نظرا؟
رغم ان التسمية المركبة امتلكت كل المقومات لتكون التسمية الوحدوية الاوفر حظا، الا انها وبمنظور المصلحة القومية الاستراتيجية لشعبنا في الوطن الام والمعتمدة على القراءة السياسية الواعية للاحداث وتوجهاتها المستقبلية في عموم منطقة الشرق الاوسط حيث يعيش شعبنا في خمسة دول في وطنه الام كانت التسمية الاقصر نظرا والاكثر سلبية على مستقبل طموحاتنا القومية والوطنية.
وهذا يعكس قصر النظر السياسي وانعدام الرؤية المستقبلية والافتقار الى القدرة على استشفاف المستقبل وقراءته لدى مسوقي ومروجي التسمية المركبة. وهذه احدى اكبر مصائب اداءنا السياسي منذ اكثر من عقد حيث تتابع هدر الفرصة تلو الاخرى بسبب قصر النظر هذا.
يتفق جميع المحللين السياسيين والمنظرين الاستراتيجيين ان تحرير العراق من النظام الفاشي وبناء العراق الجديد على اسس من الديمقراطية والتعددية والهيكلية الفدرالية واقرار حقوق الافراد والجماعات (القومية والدينية) السياسية والادارية والثقافية وضمانها دستوريا هي عملية تجاوزت وستتجاوز اثارها الحدود السياسية للعراق المعاصر الى دول الجوار الاقليمي (ايران، تركيا، سوريا، لبنان، مصر، الخليج) بل وستصل الى جوار هذا الجوار في شمال افريقيا او في وسط اسيا.
بل ويمكن القول انه، وعلى المدى المتوسط والبعيد، فان اثار تحرير العراق ستضع الحدود القائمة في دائرة اعادة الرسم بما يتجاوب مع الوقائع القومية السياسية او الاقتصادية.
ان دول الجوار الاقليمي، وتحديدا ما يتاخم منه العراق مباشرة والتي تعني شعبنا اكثر من سواها كونها جزءا من وطنه الام، هي لا محال سائرة في طريق التحرير او التغيير بغض النظر عن اسلوبه او اوانه عاجلا كان ام اجلا.
بل وان مؤشرات هذا التغيير (لكي لا نقول التحرير) جلية اليوم في الساحة اللبنانية وفي الاستحقاقات السورية، مثلما هي واضحة في السعي التركي، المدعوم امريكيا، لتاهيل تركيا الى الاتحاد الاوربي بما يتضمنه من اشتراطات في مقدمتها وضع القوميات غير التركية والاديان غير المسلمة في تركيا، ومثلما يتوقع لها ان تثار في الوضع الدولي لايران.
ناهيك عن تاثيرات رياح التغيير العراقية على مصر التي رضخت دكتاتوريتها الى الانتخابات التعددية، بغض النظر عن مسار الانتخابات المصرية فهي تبقى اختراقا مهما على طريق التغيير،  في الوقت الذي كان النظام المصري سائرا نحو التوريث واستنساخ التجربة السورية.
ان هذه التغييرات ستضع لا محال شعبنا في دول الوطن الام امام استحقاقات سياسية متعددة وبينها، بل واولها هو الاعتراف به وتسميته دستوريا.
وليست مسالة اجتهادية او خلافية بل هي مسالة متفق عليها بين مختلف قياداتنا السياسية ان واقع شعبنا في سوريا حيث يمثل نسبة مئوية سكانية الى مجموع سوريا اكبر مما تمثله نسبته الراهنة في العراق الى مجموع العراقيين هو واقع لا يمكن له ان يقبل التسمية الكلداشورية المركبة، وكذا الحال في تركيا.
(في ذات الجلسة الحوارية لي في سوريا لدى مروري بها قادما من العراق سالت اصدقائي وهم من قمة الطاقم السياسي لشعبنا في سوريا سؤالا محددا هو:
هل سيقبل شعبنا ومؤسساته ومرجعياته في سوريا التسمية الكلداشورية في اي دستور سوري مقبل؟
اتفق الجميع باجابة واضحة بالنفي).

ما الذي يعنيه هذا على مستقبل شعبنا وطموحاته القومية المشروعة؟
اقول انه قبل حوالي القرن من الزمان، وتحديدا بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وتوزيع تركة الرجل المريض وتشكيل الدول ووضع الحدود بينها، فان القوى المهيمنة على العملية، والتي تعودنا تسميتها بالاستعمارية، استطاعت وبدافع من مصالحها او من ميزان القوى بينها او من الوقائع المادية لميزان قوى شعوب المنطقة من تقسيم هذه الشعوب بين عدة دول (وتحديدا تركيا، سوريا، لبنان، العراق، ايران)، الا انها لم تستطع تقسيم انتماء ووجدان وشعور ايا من هذه الشعوب.
فكلا من العرب والاكراد بقي ورغم تقسيمه بين هذه الدول يشعر ويؤمن بالانتماء الى امة واحدة هي العربية للعرب والكردية للاكراد.
وكذا الحال لشعبنا، فرغم تشتته القسري دون ارادته بين هذه الدول، الا انه بقي يشعر بوحدانية الانتماء (سواء الديني او القومي) ووحدانية المصير.
واليوم، وبعد قرن من الزمان وبعد ان تتاح لنا الفرصة لنشارك بارادتنا ووعينا وقرارنا في اقرار مشروع دستوري لاجيالنا واوطاننا فاننا وبملء ارادة وقرار وبلاوعي وقصر نظر بعض المتنفذين بيننا نمارس ونشرعن ما فشلت القوى الاستعمارية في تحقيقه.
نحن نشرعن ان نكون شعبا كلداشوريا في العراق وشعبا سريانيا اخر في سوريا وتركيا وربما لبنان ايضا ونبقى شعبا اشوريا اخر في ايران.
فيا ترى اي تواصل واي طموح قومي مشترك سيكون لهذه الشعوب؟
فاية بصيرة وحكمة في ذلك؟
واي عقم سياسي يعيشه بعضنا؟


ان شرعنة تقسيم شعبنا الى شعوب في اوطانه (كلداشوريين في العراق وسريان في سوريا وتركيا واشوريين في ايران) هو بالذات ما سعت اليه الانظمة العروبية الفاشية.
فبعد ان فشلت في تعريب شعبنا تبنت ودعمت اضعافه من خلال تقسيمه وتعميده باسماء مختلفة تبعا لحالته الوطنية!!
لم يكن ورود التسمية الكلداثورية في وثيقة استخبارات النظام (كما نشرت في موقعي (زهريرا) و(عنكاوة)) مجرد صدفة، فليس للصدف مكانا في وثيقة كهذه تتعامل مع شان قومي حساس ومهم لنظام عروبي فاشي سعى بكل جبروته محو وطمس الهوية القومية لشعبنا سواء اكانت بتسمية اشورية او اثورية او كلدانية.
ما الذي يجعل جهاز الاستخبارات العراقي في عام 1999 ان يورد التسمية الـ(كلداثورية) في وقت كانت قوى شعبنا ما زالت لم تتداول التسمية اساسا؟!!!
ان النظام الذي بقي يؤمن بالوحدة العربية الكبرى واول حلقاتها سوريا المجاورة، وبعد ان عجز عن طمس الهوية القومية لشعبنا فانه سعى لاضعافه وتشتيته الى تسميات تمنع التواصل بين ابناء شعبنا في العراق واخوتهم في سوريا، واكبر اسفين هو التسمية الكلداثورية المرفوضة حتما في سوريا الحالية والمستقبلية.

خلاصة القول ان التسمية الكلداشورية تمثل تهديدا حقيقيا لوحدة شعبنا في دول الوطن الام وتمنع التواصل بين ابناء الامة الواحدة وتقضي على اي طموح قومي ووطني استراتيجي حقيقي لشعبنا في المستقبل الذي بدا يتشكل في منطقة الشرق الاوسط حيث عشنا ونعيش وسنبقى عائشين.
انها العلقم المغلف بالعسل.

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا


للموضوع تتمة:
في القسم اللاحق من الموضوع سنقدم اجابة تحليلية للسؤالين:
لماذا اصرت الحركة على التسمية المركبة؟
لماذا تراجعت الكنيسة الكلدانية عن التسمية المركبة؟

324
حربنا الاهلية: حرب التسمية ج4
التسمية الكلداشورية: الاوفر حظا والاقصر نظرا


للاطلاع على الاجزاء السابقة انقر هنا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=4236.0

منذ مدة ليست بالقصيرة وانا انشر اجزاء هذا الموضوع، وقد سعيت كل جهدي انجازه قبل مسودة الدستور العراقي، الا انه وللاسف اخفقت في ذلك بسبب كثرة مشاغلي ومتابعاتي اليومية وخاصة في الشهرين الاخيرين حيث ومنذ منتصف تموز وبعد نشري الجزء السابق من هذا الموضوع وانا في تنقل وانشغال تام بدا بسفرتي الى العراق للاعداد والمشاركة في المؤتمر الاول للغة السريانية ومن بعده مباشرة رافقت وفدا من العراق  للمشاركة في مهرجان الشبيبة العالمي في المانيا ومن ثم العودة مع الوفد الى العراق حيث تابعت العديد من الامور وبخاصة برامج كابني قيد التنفيذ وخططها وبرامجها المستقبلية، وقد عدت منذ ايام فقط الى المانيا.
لقد حالت هذه المشاغل دون امكانية نشر الاجزاء المتبقية من الموضوع (وهذا احدها) مثلما حالت دون متابعتي لموقع عنكاوة ومختلف المواضيع والاقلام التي تنشر فيه، فعذرا للقراء على هذا التاخير.

والان ومع انجاز مسودة الدستور ومع تجاوب لجنة صياغة الدستور مع "اماني" التوجهات المتشددة "الكلدانية" و"الاشورية" من حيث ان المسودة شرعنت دستوريا دعوتهم لتجزئة شعبنا وحققت لهم مطلبهم بالتسمية المفردة لكل منهم (ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ما هم فاعلون)، ومع حقيقة استحالة اسقاط مسودة الدستوربسبب هذه المسالة، فان حربنا الاهلية، حرب التسمية، تكون قد حسمت لصالح تطرف الفعل الاشوري وتطرف رد الفعل الكلداني، ويكون صوت العقل والحكمة قد اخرس، وتكون القوى القومية والوطنية النزيهة والمخلصة والحريصة قد خسرت جولة المعركة التي جاءت نتيجتها بهذه الصيغة بسبب اساسي هو سعي القيادة "التاريخية" الانتهازية الى تسجيل الانتصارات الحزبية والشخصية مستفيدة من الامكانات المادية والاعلامية المتاحة لها ومستفيدة من ضمور الوعي السياسي والقومي المسؤول بين عموم شعبنا الذي تغلب عاطفته عقله، ناهيك عن استفادتها من ذيلية معظم مؤسساتنا القومية التي باتت تتحرك بالريموت كونترول لترسل رسائلها باسم الشعب الى المرجعيات السياسية العراقية تطالب فيه تبني تسمية محددة من وحي القيادة "التاريخية" ولتعود بعد حين الى رسالة اخرى (باوامر من القائد "الضرورة") تطالب ومن دون وجل بتبني تسمية سبق ان رفضتها قبل اسابيع او ايام. (ولم لا ما دام الشعب فاقد الذاكرة، وما دامت مؤسساته تفتقر الى الرقابة والمحاسبة الشعبية).
قد يقول البعض هنا انه لم تعد هناك حاجة لهذا الموضوع فحرب التسمية في الدستور وضعت اوزارها.

اقول، قد يكون هذا الراي محقا الى حد بعيد، بل واضيف اني اتفق مع حقيقة خسارة شعبنا بعموم مجموعه وبخاصة المؤمنين بوحدته على اساس من المصلحة القومية العليا (لا الشخصية والحزبية الانتهازية) لجولة وحدة التسمية الدستورية لشعبنا مما يتطلب التهيئة والاعداد لكسب الجولة القادمة وهي وحدة الحقوق وتجسيدها، الا اني ارى اهمية انجاز الموضوع باجزاءه المتبقية، وذلك للاسباب التالية:

اولا: لاعطاء الصورة الكاملة لموقفي من موضوع التسمية. فبعد 3 اجزاء من الموضوع يكون من حق القراء معرفة الصورة الكاملة له، ويكون من واجبي ان اعطي تصوري كاملا منعا للتاويل والاجتهاد والتقويل.

ثانيا: هناك عملية دستورية مستمرة، وحلقتها القادمة هي اعداد واقرار دستور اقليم كردستان العراق والذي يشكل شعبنا جزءا من مكوناته القومية والثقافية. وقد ابتدات هذه الحلقة قبل ايام بتشكيل برلمان كردستان العراق للجنة من اعضاءه وتكليفها اعداد مسودة للدستور الكردستاني (تضم اللجنة السيد روميو هكاري عضو البرلمان الكردستاني، فكما هو معروف فان البرلمان الكردستاني يضم 5 من ابناء شعبنا فازوا بعضوية البرلمان من خلال قائمة التحالف الكردستاني ويتوزعون كما يلي: 2 من الحركة الديمقراطية الاشورية، 1 من كل من حزب بيت نهرين الديمقراطي، الاتحاد الديمقراطي الكلداني، الجمعية الثقافية الكلدانية).

ثالثا: بغض النظر عن العملية الدستورية فان موضوع التسمية سيبقى وبنهاية مفتوحة موضوعا حواريا بين ابناء شعبنا مما يحتم علينا المشاركة في اغناء هذا الحوار.

رابعا: العراق ليس الوطن الوحيد الذي يعيش فيه شعبنا، فهناك العديد من دول الجوار الاقليمي التي يشكل شعبنا جزءا من نسيجها القومي والثقافي. وجميع هذه الدول هي على اعتاب تغيرات سياسية (بغض النظر عن اسلوب هذا التغيير او وقت حدوثه طال الزمن ام قصر). وليس من المستبعد ابدا، بل انه من المؤكد ان يواجه شعبنا في هذه الدول ذات الاستحقاقات الدستورية والسياسية التي واجهها ويواجهها في العراق ومن بينها التسمية، مما يتطلب الاستمرار في مناقشة الموضوع  من اجل بلورة رؤية وموقف واضح وناضج ومسؤول من مسالة التسمية كونها ليست شانا او حالة وطنية عراقية بل هي شان وحالة قومية عامة لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) اينما عاش او تواجد.
ما يثير الاستغراب حد السخرية ان يقول احد احزاب شعبنا "العريقة" في تبريره لتبنى التسمية المركبة (الكلداشورية) في مؤتمر بغداد انها حالة عراقية!!!!
انها الكوميديا السياسية السوداء لشعب يعيش في 5 دول في وطنه الام وفي عشرات من دول الشتات ان تكون تسميته القومية حالة وطنية عراقية محددة بحدود العراق السياسية!!!

خامسا: وهو احتمال شبه مستحيل واقعيا ولكنه قائم نظريا، الا وهو اسقاط الدستور من قبل ثلثي ابناء 3 محافظات عراقية متجاورة في الاستفتاء على الدستور مما سيعيد العملية الى نقطة الانطلاق ثانية.

التسمية الكلداشورية تاريخيا:
يعود، وبحسب معرفتي المتواضعة، اقدم استخدام للتسمية الكلداشورية الى ما يقل عن قرن من الزمان عندما استخدمها اغا بطرس في تقديم نفسه قائدا للقوات العسكرية لشعبنا حيث قام بالتوقيع بلقب قائد القوات الكلداشورية.
وهو استخدام لم تتجاوز حدوده شخص اغا بطرس، فلا نجد ايا من القادة (الكنسيين او المدنيين) او مثقفي او ادباء او عسكريي شعبنا من استخدم هذه التسمية شفاها او كتابة او توثيقا.
كما لم يشهد استخدامها اي تواصل واستمرارية بين شعبنا في الوطن.
وهذا يكفي لمنعنا من التعويل عليها او الترويج لها كتسمية معروفة او شائعة او مقبولة بين ابناء شعبنا.
بل ويقودنا ذلك الى التساؤل عن مصدرها ايضا، خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار انها تسمية منحوتة بتركيب تسميتين شائعتين الا وهما الاشورية والكلدانية.
من نحت التسمية وقام بصياغتها اللغوية؟
ان شعبا مهاجرا وملاحقا ومتعرضا لابشع انواع المجازر، كما كان حال شعبنا في حينه، لم يكن يسمح له وضعه باثارة ومناقشة اشكالية التسمية واستنباط المخارج والحلول لها، فكيف باستنباط التراكيب اللغوية!!
ومؤلفات وكتابات السريانية في تلك المرحلة وما تلاها لا تقدم لنا اية اجتهادات لغوية من قبيل نحت وتركيب الكلمات والتسميات، فكيف بنحت واستنباط تسمية قومية مركبة!!
كيف اذن جاءت التسمية المركبة الكلداشورية لدى اغا بطرس؟
اغلب الظن انها سرينة للتسمية الفرنسية (اسيروكالديان). بمعنى انها من نتاجات الساسة والمبشرين الفرنسيين في تعبيرهم عن شعب واحد بتسميتين قائمتين. والمعروف ان اغا بطرس كان فرنسي العلاقات.
ولعل هذه هي الخلفية التاريخية لانتشار التسمية هذه في فرنسا واعتمادها من قبل المؤسسات الكنسية والقومية لجالية شعبنا هناك دون غيرها من دول المنافي والشتات.
يضاف الى هذا الاستخدام لتسمية الكلداشوريين من قبل اغا بطرس، استخدام اخر لها من قبل الاب جوزيف نعيم في كتابه (ايجب ان تموت هذه الامة) ولا استبعد ان يكون للتسمية استخدامات اخرى بين كلدان امد وسعرت وبتاثير من الارساليات الكاثوليكية.
على اية حال ومهما كانت نشئة التسمية التي استخدمها احيانا اغا بطرس فانها لم تنتشربين ابناء شعبنا ولم تعتمدها ايا من مؤسساته الكنسية والسياسية والقومية. بل ويمكن القول ان التسمية نفيت مع نفي اغا بطرس الى فرنسا منشاها الاصلي.
وفي جميع الاحوال فانها لم ترتق ابدا الى تسمية رسمية او شعبية لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني).

يعود اول استخدام لاحق للتسمية المركبة الى النصف الثاني من عقد السبعينيات من القرن المنصرم عندما نشر كتيب قيم بعنوان (كلداثوريون نعم.. عرب كلا) يتضمن ردودا مفحمة على دعوات وسياسات التعريب التي تبناها النظام البعثي الفاشي وروج لها احمد سوسة في احد كتبه.
وواضح ان هذا الاستخدام اقتصر ايضا على هذا الكتيب القيم ولم يتعداه الى تاسيس مؤسسات قومسة ثقافية او اجتماعية او رياضية باسم كلداثورية او كلداشورية.

مع تحرير اقليم كردستان العراق بما تضمنه ذلك من انطلاق العمل العلني للاحزاب السياسية من جهة وتاسيس المؤسسات القومية الثقافية من جهة اخرى ناهيك عن حرية التعبير والاعلام، بدات تطفو على السطح مسالة التسمية وسجالاتها وباتت تفرض نفسها على الاحزاب السياسية العاملة، سواء احزاب شعبنا او الاحزاب الكردستانية او الوطنية العراقية.
لسنا بحاجة هنا للاسهاب في توثيق وشرح موقف احزاب شعبنا من التسمية ورفضها للتسمية الكلدانية بل وحربها عليها. وهنا نذكر تحديدا الحركة الديمقراطية الاشورية (ومصدر هذا التحديد هو كونها الفصيل العلني الاول وكونها المتنفذة على القرار السياسي الاشوري في حينه) دون تبرئة الاحزاب الاخرى من هذا الرفض.

الحزب الشيوعي الكردستاني كان اول حزب سياسي يتبنى التسمية الكلداشورية المركبة لشعبنا منذ 1996، وهذه حقيقة تاريخية يتعمد الاعلام الاشوري ومؤسساته ومنذ تحرير العراق التغاضي عنها في مسعاهم بغاية تجيير التسمية "الوحدوية" المركبة بنفسجيا.
(ان طمس وتشويه الحقائق والوقائع التاريخية بات احدى صفات الاعلام والاداء المؤسساتي الاشوري المتحزب حتى النخاع.
فكما هو التغاضي لغايات حزبية عن كون الحزب الشيوعي اول من اعتمد التسمية المركبة يتم التغاضي (ولذات الغاية) عن كون الحزب الوطني الاشوري من اول واكثر المطالبين بتجسيد التعليم السرياني وازالة معيقاته عندما قاد عضو قيادة الحزب الوطني السيد روميل شمشون الندوة الجماهيرية الواسعة في قاعة نقابة المعلمين في دهوك وما تبعها من خطوات عملية على طريق تجسيد حق التعليم السرياني، بل ومثلما يتم التغاضي (ولذات الغاية) عن كون الاب شليمون ايشو خوشابا اول المبادرين بالمباشرة بالتعليم السرياني في الاقليم حيث بطلب منه باشرت اول مدرسة للتعليم السرياني في تشرين الثاني 1992 لتصبح سابقة لافتتاح بقية المدارس تباعا اعتبارا من اذار 1993، ومثلما يتم التغاضي (ولذات الغاية) عن كون كاتب هذه السطور اول من قام بدورات اعداد وتاهيل المعلمين للتعليم السرياني عام 1993).
بل وان مواقف الحركة المعروفة والمعلنة والتي تزخر بها صفحات (بهرا) وفيديوات الندوات السياسية في الوطن والمهجر هي مواقف بقيت رافضة وبقطعية تامة للتسمية الكلداشورية، واستمر هذا الرفض الى سقوط النظام والى زيارة الوفد الكلداني الامريكي الى العراق برئاسة الاسقف الجليل مار ابراهيم ابراهيم.
(مرة اخرى، لم لا ما دام الشعب فاقد الذاكرة).

لم يؤثر تبني الحزب الشيوعي للتسمية المركبة في توسيع قاعدتها الجماهيرية او المؤسساتية، وبقي تعامل الاحزاب الاشورية مع اشكالية التسمية يتراوح بين تبني التسمية الاشورية قوميا واعتبار بقية التسميات مذهبية كنسية ليس الا، (الحركة، بيت نهرين في الوطن وعموم الاحزاب في المهجر) (اصرت بهرا في تلك الفترة على مصطلح (كنيستنا الكلدانية) في نقلها لاخبار الكنيسة)، وبين التسمية الكلدانية المنفصلة (الاتحاد الديمقراطي الكلداني)، وبين الطرح الذي تبناه الحزب الوطني الاشوري والقائم على ان اية تسمية تساوي وتحوي التسميات الاخرى، وهو الموقف الذي يشكل الارضية لما تم تبنيه لاحقا والمعروف بالتسمية الشاملة (الكلداني الاشوري السرياني).
وهكذا والى تحرير العراق (وتحرير مؤسساته ومرجعياته الدينية ايضا) من استبداد النظام بقيت التسمية المركبة (الكلداشورية) مقتصرة على الحزب الشيوعي وبقيت مرفوضة ومحاربة من الحركة واعلامها، ومرفوضة (ولكن دون اعلان الحرب عليها) من الاحزاب الاخرى.

الانقلاب على الذات والصعود الدراماتيكي للتسمية المركبة:
بعد اشهر على سقوط النظام وتحرير العراق زار وفد كلداني امريكي كبير برئاسة الاسقف الجليل مار ابراهيم ابراهيم وبعضوية شخصيات كلدانية من مؤسسات كلدانية مختلفة.
وفي بغداد تم الاتفاق بين الوفد وبين الحركة بشخص امينها العام يوناذم كنا على تبني التسمية الكلداشورية المركبة. ولسنا هنا بصدد ما يقال عن شروط الصفقة والتزامات كل طرف فيها.
ومع انجاز الصفقة وصدور البيان المشترك بين الطرفين بدات عملية التسويق الاعلامي والتجاري للتسمية.
ولاجل منحها اكبر قدر من الشرعية مما يسهل تسويقها قوميا وعراقيا تمت التهيئة لمؤتمر بغداد الذي ومن اجل ضمان دعمه للتسمية المركبة تم اعتماد الانتقائية والوصاية في الاعداد له ليضم جيوشا من المؤتمرين والمؤسسات الذيلية التي لا تعرف سوى الموافقة على ما تم تلقينها دون حتى التساؤل والنقاش والحوار.
ولذلك، وحيث ان المؤتمر كان مطلوبا منه امرا محتوما (وهنا اتحدث عن الجوهر وليس على الشكليات في لجنة التشريفات او الصياغة اللغوية لهذا البيان او تلك النقطة) فانه اضافة الى الانتقائية والوصاية التي رافقت اعداده بحيث ضمت اللجنة التحضيرية اشخاصا من خارج الحدود وبعضهم، لا يعرف جغرافيا العراق السياسية والقومية والثقافية ولكنهم منحوا حق التحضير (بكل معانيه من اعداد ودعوات وبرنامج) لمؤتمر في بغداد في الوقت الذي انتزع هذا الحق من مؤسسات واحزاب شعبنا في العراق الذين تم "التصدق" على بعضهم بمنحهم "شرف" تلبية دعوة المشاركة وحرم اخرون من هذا "الشرف". اقول انه اضافة الى هذه الوصاية والانتقائية في مرحلة الاعداد، فانه ولتحقيق الامر المحتوم للمؤتمر من تبني التسمية المركبة فقد ضاع سدى صوت العقل في المؤتمر عندما لم يتوقف المؤتمر والمشاركين فيه عند التسمية الشاملة (الكلداني الاشوري السرياني). كيف لصوت العقل ان يخترق اذانا مصمومة لعقول ملقنة واياد مرفوعة بالموافقة منذ قبل اتعقاد المؤتمر.
بل ومع وميض فلاش اخر كاميرا في المؤتمر انتهى المؤتمر وانتهت امانته العامة وانتهت مرجعيته القومية المهزوزة اصلا.

لقد اعتقد الاوصياء على المؤتمر (وهم على حق في اعتقادهم) ان جيوش المؤتمرين اللذين امتلات بهم قاعته والقائمة الطويلة للمؤسسات الذيلية والوهمية المشاركة ستكفي للسيد يوناذم ان يمرر التسمية المركبة في قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية كونه العضو الوحيد لشعبنا في مجلس الحكم وكونه يقدر على تسويق المؤتمر على انه مؤتمر قومي جامع وتحظى قراراته بقبول الشعب، خاصة مع وجود الجبب السوداء والصلبان الذهبية في الصف الاول في قاعة المؤتمر الى جانب الجعفري وبقية الساسة العراقيين والضيوف الامريكان من اصحاب النفوذ في الشان العراقي.
وبتمرير التسمية في قانون ادارة الدولة سيكون سهلا او شبه مؤكدا تمريرها في الدستور الدائم.
اكرر القول لقد كان الاوصياء على المؤتمر محقين في ذلك وتبنى قانون ادارة الدولة التسمية الكلداشورية.

الا ان ما غاب عن هؤلاء الاوصياء ان المؤتمر وبريقه وبهرجته الاعلامية وتجاوب قانون ادارة الدولة معه لا يعني بالضرورة ان يكون مقبولا بين عموم ابناء شعبنا او ان يجبر القوى المغيبة عن المؤتمر على قبول نتائجه كامر واقع.
بل وفات عليهم ان المؤتمر وبهرجته وقانون ادارة الدولة لا يعفي الاوصياء على المؤتمر من تحقيق الوعود التي قطعوها على المرجعيات الكلدانية في قبولها لهذا العقد السياسي (كما وصفه لاحقا قداسة البطريرك دلي في رسالته الى قيادات العراق بشان التسمية في الدستور).
فمع انتهاء المؤتمر بدا التسويق الحزبي الرخيص للتسمية المركبة (حتى ان اتحاد الطلبة والشبيبة قرر في نشوة المؤتمر ان يغير اسمه الى الكلداشوري وكذا الحال ولو بصيغة غير واضحة فعل اتحاد النساء) مما قدم خدمة كبرى للقوى المغيبة عن المؤتمر التي باتت غير محتاجة لتقديم الادلة على تبعية وحزبية المؤتمر وتوصياته، فحملة تسويق التسمية بعد المؤتمر اثبتت للجميع ان المؤتمر لم يكن "قوميا" ولم يكن "جامعا" ولم يكن "مرجعية متفق عليها" بل كان ترتيبا لتحقيق امر كان مقضيا.
فسقط المؤتمر وسقطت معه جماهيريا التسمية المركبة وتحولت الى جزء من المشكلة بعد ان ارادها الكثيرون بنية صادقة جزءا من الحل، وارادها البعض بنية مبيتة جسرا لتحقيق مارب شخصية وانتصارات حزبية اتضحت لاحقا للقاصي والداني ولتتحمل بذلك القسط الاوفر من المسؤولية المباشرة على شرعنة تجزئة شعبنا دستوريا ولتضيف الى سجل مسؤولياتها في الاحباطات القومية رصيدا اضافيا.

للموضوع تتمة

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

325
ستقوم القناة الثانية للتلفزيون الالماني المعروفة باسم (ZDF) وهي من اكبر قنوات التلفزيون الالمانية ببث برنامج خاص عن مهرجان الشبيبة العالمية المستمر حاليا في مدينة كولون الالمانية.
سيتضمن البرنامج فقرة خاصة عن مشاركة وفد كابني في المهرجان، وهو الوفد الاشوري المسيحي من العراق.
اسم البرنامج: Sonntags TV zum Leben
وقت البث: ابتداء من الثامنة والنصف صباحا بتوقيت وسط اوربا (العاشرة والنصف بتوقيت العراق) (طبعا يمكن ان تتاخر بداية  البث بضعة دقائق).
التاريخ: يوم غد الاحد 21 اب 2005


علما ان هناك على الانترنت في موقع التلفزيون تقريرا عن الموضوع وذلك على الرابط التالي:
http://www.zdf.de/ZDFde/inhalt/13/0,1872,2357613,00.html

الرب يبارك


القس المهندس
عمانوئيل يوخنا
ممثل منظمة كابني

326
تعقيبات لا بد منها
[/b][/size]

1- مع نشري الجزء الاول من مقالي (حربنا الاهلية: حرب التسمية) اكدت ان المقال ليس محاضرة او بحثا تاريخيا، بل هو محاولة للتعامل مع اشكالية واستحقاق دستوري يطرق بابنا ويجب التعامل معه بواقعية وبما يضمن وحدة شعبنا وحقوقه ومستقبله وشخصيته المعنوية.
الا ان ذلك ورغم وضوحه لم يشفع لي!!! بل وشحذت الهمم والاقلام والسكاكين لتنال مني.
حيث اخذ بعض الاخوة في التعامل مع المقال على انه لا يعتمد الحقائق التاريخية في ان كلدان اليوم هم اشوريون وان الكلدانية هي مذهب والى اخره من التهم، وتقويلي ما لم اقوله. بل وبلغ الامر ان احدهم اتهمني باني فشلت في اثبات ان الكلدان هي قومية مستقلة..
ومن قال اني اسعى لاثبات ذلك؟!
فانا اساسا لا اسعى لاثبات او انكار ان الكلدان هم اشوريون او سريان وبالعكس.
ان الاثبات الوحيد والمطلق الذي اسعى لاثباته في هذا المقال هو ان شعبنا وبتعددية تسمياته (اشوري كلداني سرياني) يجب عليه ان يتوحد في التعبير عن نفسه دستوريا وليضمن حقوقه ومستقبله الموحد.

لتوضيح الامر اذكر هذا المثال الموازي والمشابه.
تربطني شخصيا علاقات وثيقة وعميقة مع الاخوة في قيادة وقواعد الحزب الاشوري الديمقراطي، وكانوا وما زالوا موضع اعتزاز كبير عندي.
وفي كل حوار معهم (منذ اكثر من 10 سنين وما زال) تاتي موضوعة اسم اللغة لنختلف اختلافا كبيرا عليها. فانا استعمل التسمية الدارجة والشائعة والمعروفة والمقبولة مؤسساتيا واكاديميا، الا وهي اللغة السريانية (وبالسورث: لشانا سوريايا). في حين انهم يصرون على تسمية اللغة الاشورية.
وفي كل مرة انهي النقاش بالقول:
انا لست ضد قناعتكم وتسميتكم للغة باللغة الاشورية. وانا لست ضد ولن اعيق حملتكم لاحلال تسمية اللغة الاشورية محل اللغة السريانية في الجامعات ومراكز البحث الاكاديمي في اوطاننا وفي اوربا واميركا.
ولكن هذه ليست معركتي ولن استثمر جهدي فيها.
معركتي الاولى في محور اللغة والتي نذرت حياتي لها، واخرها 7 سنوات من عمري للمشاركة مع استاذي الفاضل الاب شليمون ايشو في وضع اول قاموس عربي – سرياني، هي باختصار: حفظ وتطوير هذه اللغة وتوسيع قاعدة قراءها وكتابها.
دعوني اعمل لحفظها وتطويرها لكم ولي ولاجيالنا، وتفضلوا انتم حاربوا من اجل احلال تسمية اللغة الاشورية محل اللغة السريانية. اطلبوا لي التوفيق في مهمة الحفاظ عليها، واطلب لكم التوفيق في مهمتكم. يحصل خير.

وكذا في موضوع التسمية:
ان مهمتي وواجبي وحقي هو الالتحاق بالمهمة النبيلة والمقدسة لعقلاء وحكماء هذا الشعب من اجل توحيد الموقف والكلمة لضمان وحدة شعبنا وعدم تقسيمه الى شعبين واكثر في الدستور العراقي.

ان المصرين على التسمية الاشورية المفردة والوحيدة هم وبكل صراحة ومهما حسنت نواياهم، وليس عندي شك في طيبتة نواياهم، هم اكثر الدافعين عمليا الى تقسيم شعبنا. ويشاركون بذلك حيث لا يدرون بدعم دعاة الكلدانية كقومية مستقلة.
المؤسف ان معظم دعاة الاشورية كتسمية مفردة ليسوا مهتمين بالعملية الدستورية كاهتمام واستحقاق لا مفر من مواجهته ودون تاجيل.
انا لست معترضا على مقولات مثل ان الكلدان هم اشوريون كاثوليك، او ان الاشوريين هم كلدان نساطرة، وان السريانية هي مشتقة من الاشورية بعينها فلماذا لا نستعيد الاشورية. وغيرها...
ولكن هذه المقولات هي للحوار والنقاش والدراسات التي لا متسع لها امام الاستحقاق الدستوري.
لنضمن وحدتنا كشعب واحد بتسمية شاملة (كلداني اشوري سرياني) ولتستمر بعدها هذه الحوارات التي ستكون حينها اكثر عقلانية وهدوءا وموضوعية كونها لن تخضع للضغط السياسي والحزبي اضافة للزمني المرتبط بالعملية الدستورية.
واذا ما اتفقنا (اكرر اتفقنا) بعد حين على تسمية مفردة من هذه التسميات فيمكن حينها طلب التعديل مع اي تعديل دستوري لاحق.
اني ادعو الاخوة من دعاة الاشورية كتسمية مفردة ووحيدة، والاخوة من دعاة الكلدانية كقومية مستقلة الى اعلان هدنة في هذه الحرب الاهلية التي يفرضونها على شعبنا.
ففي كل الحروب هناك هدنات لاحصاء الخسائر واخلاء الجرحى واعادة احتساب جدوى الحرب وافساح المجال للوساطات والاتفاقات.
اعلنوا الهدنة وراجعوا ما اوقعتم من خسائر في صفوفكم (وهي صف واحد).
وحتى اذا اصريتم على استمرار الحرب بعد الهدنة فعلى الاقل باشروها ثانية بعد ان تضمنوا وحدة شعبكم في الدستور
.

2- لقد تعودت انه حال نشري خبرا او مقالا في موقع عنكاوة ان تنهال التعقيبات والمداخلات الملثمة. ولكني اريد ان يتعود قراء وزوار الموقع اني لم ولن ارد على الملثمين ولن احقق لهم مسعاهم الذي يبغون وهو فرض نكرتهم على الموقع. لقد قلت واكرر القول ان الملثمين في موقع عنكاوة يشبهون ملثمي الجزيرة الارهابيين.
لا يمكن قبول ان يقوم رجالات ومثقفي شعبنا، (سيدنا المطران لويس ساكو، اديبنا ميخائيل ممو، اعلامينا جميل روفائيل، كتابنا المحترمون تيري بطرس، اسكندر بيقاشا، حبيب تومي، اشور كيوركيس، نزار ملاخا وغيرهم كثيرون ممن يضيق التعقيب عن ذكر اسماءهم فلهم مني كل الاحترام والتقدير) بالنشر باسماء صريحة ويدخلون في حوارات موضوعية لياتي ملثمون مقنعون يرمون الحجارة ويعكرون صفاء وموضوعية الحوارات، بل ويفرضون انفسهم معادلين لهؤلاء الكتاب وفي احيان كثيرة يفرضون انفسهم ملافنة عليهم ويتمادون في اساليب الاستهزاء والسخرية والاساءات الشخصية.
ان الملثمين هؤلاء الذين تعكس مداخلاتهم ولاء حزبيا وشخصيا محددا ومعروفا، وتاتي مداخلاتهم كما لو انها مبرمجة ومحركة بالريموت كونترول لا يتوجب مكافاتهم عن طريق الرد على مداخلاتهم.. وهذا ما التزمته والتزمه شخصيا بشان كل المداخلات الملثمة سواء ما جاء منها تاييدا او تقاطعا مع مضمون ما اقوم بنشره. بل وادعو ملافنتي الافاضل من كتاب هذا الموقع عدم مكافاة الملثمين بالرد عليهم.

ان هذه الظاهرة هي جزء وتعبير عن ظاهرة اعم واشمل توسعت بين ابناء شعبنا ومؤسساته في الوطن والمهجر منذ اكثر من عقد الا وهي ظاهرة الارهاب السياسي (بشقيه الارهاب الجسدي والفكري).

صحيح ان شعبنا الاشوري واداءه السياسي بعد انتفاضة 1991 وتحرير اقليم كردستان العراق حقق العديد من النجاحات السياسية، ولكنه ايضا بدأ يعاني من افات سياسية خطيرة ادت وستؤدي الى المزيد من النتائج الكارثية، واهمها:

1- الارهاب السياسي: الفكري والجسدي.. وشواهدهما ووقائعهما معروفة بدءا بمحاولات الاغتيال المتعددة مرورا بحملات التعذيب في المقرات الحزبية، الى الوشايات وحملات التخوين وغيرها. وهذه الممارسات الارهابية كانت سببا من اسباب استقالات على مستويات قيادية اشورية، ناهيك عن ابعاد الفئات المثقفة والواعية عن المشاركة السياسية (وهو هدف يريد تحقيقه البعض، ونجح الى حد كبير).
كلنا اطلع وما يزال يتذكر ان الارهاب الفكري حاول التسلل الى موقع عنكاوة من خلال دعوة اطلقها السيد سلام يلدكو بجعل الموقع محكمة تفتيش للضمير والراي وطالب باقصاء كتاب ينشرون باسماءهم الصريحة والمعروفة لمجرد ان كتاباتهم لا تتفق مع خطه السياسي والفكري.
2- التحزبية العمياء (قبل 1991 كان شعبنا مقسما على اساس تسميات، كنائس، عشائر، لهجات، اوطان فهذا كلداني واخر اشوري، وهذا تياري واخر بازي، وهذا عراقي واخر سوري، وهكذا) وبعد الاداء (الحكيم) للقيادة السياسية الاشورية اصبحنا اليوم شعبا مقسما على ان هذا زوعايا والاخر بيت نهرينايا والاخر اترانايا والاخر دارانايا).
في الحقيقة هناك من يريد لشعبنا ان يكرر تجربة نظام صدام الذي بدا في 1968 بثلاثية تسلسلها: عاش الشعب، عاش الحزب، عاش القائد.. ولتصبح لاحقا بـ: عاش القائد، عاش الحزب، عاش الشعب.. ولتنته: عاش القائد (فقط.. ما دام القائد يختصر في شخصه كل الحزب وكل الشعب).
3- الفسادين السياسي والمالي وملفاته معروفة لابناء شعبنا في الوطن والمهجر.

(طبعا يجب التفريق في جميع هذه الافات بين الضحية والجلاد.)

ولابقاء وديمومة هذه الافات كما تتطلبه بعض المصالح الشخصية والحزبية الضيقة كان وما زال بداً من تعبئة الماكنة والمنافذ الاعلامية المتاحة عبر اعلام يقوم على:
1- التضليل والتشويه احيانا وعدم التعريف بالحقائق احيانا اخرى
2- التهجم والاساءات السوقية وترويج التهم (بلغت فبركات واساءات لقيادات دينية كما لاحظنا اثناء الحملة الانتخابية) حتى لم يبق هناك اي وازع ضميري او اخلاقي.
3- مخاطبة العواطف وتخديش الاحتقانات والاحقاد التاريخية


وحيث ان موقع عنكاوة تفرد عن كل المنافذ الاعلامية الاشورية بحياديته وشفافيته مما جعله الموقع الرائد، وهو موقع مرصود من كل القوى السياسية لشعبنا وايضا القوى العراقية وصولا الى الجهات الاستخباراتية المختلفة، فاننا نتوقع ان ينظم البعض حملات للاساءة الى الموقع (كما يقول العراقي: لانه ما يصرف) والتقليل من مستواه وموضوعيته، حيث نجح موقع عنكاوة حيث اخفقت كل المؤسسات والمنابر والمحافل السياسية والثقافية لشعبنا في الوطن والمهجر في ان تكون خيمة جامعة لمختلف الاراء للتفاعل والتحاور لما هو الافضل.
والملثمين واسلوب ومضمون مداخلاتهم وما تعكسه من احقاد وتشويه متعمد هي الاسلوب الذي يعتمده هذا البعض.. فهل يجدر بنا مكافاتهم ومساعدتهم لتحقيق مبتغاهم؟
اني اقولها وبصراحة، ان ممارسات الملثمين هي اخطر من ان نعتبرها ممارسات فردية عابرة. انها، برايي، نتاج تخطيط له مبتغاه في تعميق الافات اعلاه.
(النقاط اعلاه هي بذاتها مشاريع مواضيع للكتابة والنشر والحوار.. اتمنى ان يجد الاخوة واجد شخصيا الوقت لكتابتها).

3- كما اود الاشارة ايضا الى اني لن ادخل يوما في حوارات وردود على مداخلات تفتقر الى الحد الادنى من مقومات الحوار المبني على الاحترام والموضوعية والابتعاد عن شخصنة الامور والمواقف، حتى لو جاءت هذه الردود من شخصيات واقلام معروفة وغير ملثمة.
ساكون شاكرا جدا لكل من يرد بالنقد والاختلاف والتقاطع مع ما انشره. فتلك ليست المشكلة، بل على العكس هي عين العقل والحكمة. وشخصيا افعل ذلك مع مختلف الطروحات التي لا اتفق معها ومهما كان مصدرها.
فهذا حق من حقوقنا وواجب من واجباتنا عندما تكون الامور امورا عامة تخص شعبنا ووطننا.

انا اشكر كل ملاحظة او تعقيب او انتقاد او رؤية مختلفة، ولكني حتما لم ولن ارد على مداخلات وتعقيبات تفتقر الى الحد الادنى من مستلزمات الحوار المسؤول.
لم ولن اكون طرفا في حوارات على شاكلة (الاتجاه المعاكس).
فعلى سبيل المثال لا الحصر، هل يتوقع مني الاخ العزيز اشور كيوركيس (الذي له مني كل الاحترام والمعزة) ان اعقب على مداخلته الموجهة الي والتي ينهيها بالسطر التالي:
((ولكنني أرى بأنك أنت شخصياً من هو بحاجة إلى الدروس في القومية، وأهلا بك في صفّي المجّاني - الموسم القادم يبدأ بعد كتابة دستورك الكردستاني.))
لا اعتقد انه يظن اني ساجيبه. وان ظن ذلك فيؤسفني ان اخيب ظنه.
بالمناسبة، همسة محبة اخوية الى الاخ اشور كوركيس وليست بغاية النصح عفوا، بل لابداء الراي:
اقترح ان تبقي على اداءك الجيد في كتابة المقالات والمواضيع وتبتعد عن التعقيبات الكثيرة الكثيرة التي تنشرها على كل المواضيع ومعظم تعقيباتك هذه تاتي متشنجة وتعكس نظرة فوقية واحيانا استهزائية بالشخصيات والمؤسسات القومية وهذه النظرة نجدها ايضا في العديد من مقالاتك.
طبعا انا لا اتوقع ان تعلن القبول العلني لهذا الراي، بل وربما تعيد التهمة وترمي الكرة في ملعبي (لا يهم)، فالاهم اني اتوقع منك حتما مراجعة رايي اعلاه في قرارة نفسك.

اما بالنسبة للاخوة من اصحاب المداخلات على موضوعي فاني اكرر وعدي بالاجابة فور انتهاءي من كافة اجزاء الموضوع والذي اعترف بتاخري في انهاءه والسبب هو كثرة المشاغل والالتزامات، فمعذرة.

والرب يبارككم


القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

327
حربنا الاهلية: حرب التسمية (ج 3)
التسمية الكلدانية: الديموغرافيا تتحدث


للاطلاع على الاجزاء السابقة يمكن للقراء العودة الى المنبر السياسي في ارشيف عنكاوة:
http://archive.ankawa.com

ملاحظة: اعترف سلفا للاخوة القراء بان هذا الجزء جاء مطولا ومتشعبا وذلك بغاية الاغناء. ولاجله قمت بتقسيمه الى قسمين.

ـ القسم الاول ـ
رغم السعي الحثيث والهمة الكبيرة التي يبديها انصار الاشورية كتسمية وحيدة ومفردة لشعبنا، حتى يمكن ملاحظة ان شحذ الهمم في الاشهر الاخيرة في هذا الاتجاه فاق في كم ابحاثه ومقالاته نتاج سنين عديدة مجتمعة الا انها فشلت الى الان في تحقيق هدف دعوتها التي لا اشك في ان معظم دعاتها هم مخلصون صادقون في نواياهم، في حين ان البعض منهم يتحرك بدافع ردود الافعال او الدونكيشوتية او الصراعات الكنسية او لاثبات وجوده في الساحة ليس الا.
بل ان ما نراه ان الدعوة لم تنجح ان تضيف شيئا الى حصاد السنوات السابقة، فاصرار الحملة على اعتبار التسمية الكلدانية تسمية مذهبية تعادل "النسطورية"!! فشلت في الواقع  ان تزحزح قيد انملة موقف الكلدان الرافضين لذلك بل وساهمت وتساهم الى حد كبير (من حيث يدري ويرغب اصحابها او لا يدرون ولا يرغبون) في تشبث العديد من الكلدان بالتسمية الكلدانية المفردة والمستقلة.

ان السبب الاساسي وراء هذا الاخفاق هو اصرار دعاة الاشورية كتسمية مفردة على التعامل مع الامر والاشكالية من منظور تاريخي بحت، فجل حججهم وبراهينهم الواردة في مقالاتهم وابحاثهم هي تاريخية، حتى باتوا عمليا يتعاملون مع الكلدان على انهم تلاميذ في قسم التاريخ وان عليهم الاصغاء الى المحاضرين من بيروت وشيكاغو ومودستو، وان على هؤلاء التلاميذ الانفصام من واقعهم اليومي والموروث لقرون ليعلنوا وعلى رؤوس الاشهاد اشوريتهم كهوية قومية وان كلدانيتهم التي رضعوها مع حليب امهاتهم ليست الا هوية مذهبية كنسية دخيلة اراد من خلالها المستعمر الكاثوليكي يساعده في ذلك الصهاينة!! القضاء النهائي على امة اشور العظيمة.
في حين ان الواقع اليومي واشكاليته التي نحن بحاجة الى التعامل معها ضمن الاستحقاق الدستوري الذي يقف امام عتبة دارنا يقول ان الكلدان بمعظمهم يرفضون اعتبار الكلدانية هوية مذهبية بل يصرون على اعتبارها هوية قومية وثقافية شانها شان الاشورية.
والاشوريون، وهم دعاة الديمقراطية!! (لا اقول ممارسيها)، لا يمكن لهم رفض القناعات الكلدانية هذه اعتمادا على جقائق تاريخية كانت وستبقى موضوعا للنقاش والبحث الاكاديمي.
الحكمة والمسؤولية التاريخية تقول بالسعي لحل ومخرج دستوري (اكرر دستوري) لهذه الاشكالية.

وفي المقابل فانه ورغم سعي الساعين من الكلدان على تقديم الكلدان كشعب وقومية منفصلة ومستقلة عن الاشوريين فانهم اخفقوا وسيخفقون في اثبات ذلك في مواجهة الحقائق اليومية لوحدة شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) بل واخفقوا وسيخفقون في اثبات هذا الانفصام والاستقلالية في اي من المراحل التاريخية التي مرت بها هذه الامة المنكوبة بذاتها.

على اية حال، ومهما تشبث المتشبثون باعطاء التسمية الكلدانية المعاصرة جذورا تاريخية (سواء بادلة علمية او بادلة قسرية) فانه سيفشلون حتما في اعطاءها مدلولا سياسيا بمعنى انها تعبر عن شعب له قضية سياسية وله مطالب قومية ووطنية وله اليات عمل بهذا الاتجاه، على الاقل الى تاريخ الامس القريب كما سياتي في سياق المقال.
صحيح اننا قد نجد العديد من الكتب من القرن السابق تشير الى مصطلحات مثل (الملة او الامة او الطائفة الكلدانية) و(الكلدان) والى ما شابه من تعابير اذا ما قرأت بسياقها التارخي والموضوعي فانها تعبر حصرا عن الكنيسة الكلدانية ولكن في وضعنا حيث الانتقائية والقسرية في التاويل والتفسير بسبب ادلجتنا لكل مفردات تاريخنا وحياتنا فان هناك من يقراها اليوم ويفسرها قسريا على انها اثباتات على الهوية القومية الكلدانية وليس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية. (والامر ينطبق ايضا على العديد من الاستشهادات الانتقائية لدعاة الاشورية كتسمية مفردة).
وصحيح اننا نجد تعبير عن الكلدانية كهوية ثقافية كمصطلح (اللغة الكلدانية) (والتي هي طبعا ذات اللغة التي يستعملها الاشوريون). كما اننا نجد في السبعينات من القرن المنصرم مؤسسات كلدانية اجتماعية كالاندية.
(العلامة الشهيد مار توما اودو لم يسمي قاموسه الكبير على انه قاموس كلداني بل سرياني)
(العلامة مار اوجين منا هو الاخر لم يسمي قاموسه على انه كلداني – عربي، فهذه التسمية وضعها البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويذ لدى اعادة طبعه لقاموس منا.. والشيئ بالشيئ يذكر، يصر دعاة الاشورية كتسمية مفردة على اعتبار البطريرك الراحل انسانا قوميا اشوريا وانه كان يعتبر الكلدانية مذهبا!! ويطالبون البطريرك الحالي قداسة مار عمانوئيل دلي الاقتداء به).

الا ان اول تداول رسمي للتسمية الكلدانية كاحدى التسميات القومية وتعبر عن شعب له خصوصيته وهويته وله مطاليبه وحقوقه هي في عام 1972 مع اقرار الحقوق الثقافية، حيث واجه شعبنا حينها ذات المعضلة التي نواجهها اليوم الا وهي: من نحن؟ وكيف يشار الينا في التشريعات القانونية للدولة؟
حينها كان المخرج القانوني تسمية (الناطقين بالسريانية من الكلدان والاثوريين والسريان).
بالتاكيد ان هذه التسمية كانت نتيجة لرفض الكلدان التسمية الاشورية المفردة ومن الخطا القول بان شعبنا كان متفقا على التسمية الاشورية الا ان النظام البعثفاشي اصر على تقسيمنا. مثلما هو من الخطا القول اليوم (كما تردد بعض الجهات الحزبية لغايات اعلامية دونكيشوتية معروفة) ان شعبنا كان متحدا الى 1992 الا ان الاعداء التاريخيين زرعوا فيه الانشقاق القومي للنيل من القيادة التاريخية للشعب الاشوري!!!.
وبالتاكيد ان الرفض الكلداني بالامس، كما هو اليوم، مبني على حقيقة الشعور الحياتي واليومي للكلدان بان تسميتهم الكلدانية هي هويتهم ولا يحق لهم التنازل عنها بسبب بضعة محاضرات تاريخية من اقسام التاريخ في الجامعات والمكتبات والمتاحف.
واذا كان رجالاتنا في 1972 اتفقوا على تسمية (الناطقين بالسريانية) رغم رفضنا الشديد لها في حينها واليوم وغدا ايضا، فانهم على الاقل ابدوا والتزموا اصرارا ونية على الوحدة وعدم التشرذم.
الا يتوجب علينا اليوم ان نصر نحن ايضا على الوحدة وعدم التشرذم ضمن مخرج دستوري يختلف بالتاكيد عن مخرج 1972.

متى انطلقت الكلدانية كالية او برنامج عمل سياسي؟
لاهمية التساؤل سنخوض في تفاصيل توثيقية ربما لا يعلمها الكثيرون.
رغم اختلاف او تقاطع المواقف السياسية التي نتبناها من مسالة او اشكالية التسمية ورغم حقيقة القرون العديدة للتسمية الكلدانية ورغم حقيقة ان معناها ومدلولها اليوم لدى حامليها هو انها تسمية قومية يفتخرون ويعتزون بها مثلما الاشوري بتسميته الاشورية والسرياني بتسميته السريانية فاننا نكاد نتفق جميعا ان التسمية الكلدانية ببعدها السياسي حديثة التداول بالمقارنة مع التسمية الاشورية.

بحسب معلوماتي المتواضعة (التي ارجو تصحيحها بروح المحبة اذا كانت خاطئة) يعود اول تبني او اعتماد للتسمية الكلدانية من الكلدان بمعنى الدعوة بمطالب واستحقاقات سياسية للكلدان الى ما قبل عقد واحد حينما تقدم في عام 1993 مجموعة من ابناء شعبنا من الكلدان بعريضة لا تتضمن اسماءهم كشخصيات او مؤسسات سياسية او قومية بمذكرة باسم (الكلدانيون في كردستان) الى المجلس الوطني الكردستاني مطالبين بمجموعة حقوق قومية كلدانية بموازاة الحقوق السياسية الاشورية، بل وتمادت المذكرة في مضومنها لتشير الى تحالف كردي كلداني لاختراق اسوار نينوى وسقوط الامبراطورية الاشورية وتقسيم ممتلكاتها بين الكلدان والكرد الميديين قبل اكثر من الفي عام وتساءلت المذكرة: فهل يعقل ان يزول الغالب ويبقى المغلوب؟
صحيح ان المذكرة لم تجد طريقها للمناقشة في البرلمان الكردستاني حيث منعت الكتلة الصفراء (كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني) والتي كان يتراسها حينها الشهيد فرنسو حريري ادراج المذكرة ضمن اجندة مناقشات البرلمان. (المثير للاستغراب ان الكتاب السياسيين الاشوريين ذو اللون الواحد الذين افرطوا في تصدير واستيراد كل التفاصيل العملية السياسية في كردستان العراق سواء بالترويج لبطولاتهم حد التهليل او بالتنديد باعداءهم!! حد الوعيد لم يشيروا الى هذا الموقف من الكتلة الصفراء ومن شخص المرحوم حريري).
ولكنه من الصحيح ايضا ان المذكرة وخلفياتها تشكل نقطة الانطلاق للعمل السياسي الكلداني الذي تزايد حضوره وتصاعد اداءه من مذكرة غير مذيلة باسماء شخصيات او مؤسسات كلدانية (في عام 1993) الى احزاب وتنظيمات سياسية وقومية كلدانية في الوطن ودول الاغتراب.
فخلال عقد من الزمان تبلور الفعل السياسي الكلداني وتبنى اجندة سياسية كلدانية وتهيكل في اطر تنظيمات سياسية وقومية فرضت نفسها ندا معادلا للمؤسسات السياسية والقومية الاشورية التي يعود عمر بعضها الى عدة عقود من الزمان ولها تجربة ومشاركات سياسية وقومية غنية ناهيك عن العمق السياسي للقضية الاشورية وارشيفها ورصيدها. انها الديموغرافيا.

في نهاية عام 2002 واثناء زيارتي للعراق، في حينها اقليم كردستان العراق حيث كان العراق ما يزال تحت نير نظام صدام حسين، اتيحت لي المشاركة في حوارات ونقاشات مفتوحة مع قيادات وكوادر الحزب الوطني الاشوري بشان القراءة المستقبلية لعراق ما بعد صدام والاستحقاقات القومية والوطنية للمرحلة التي كانت في الافق.
وفي تلك النقاشات والحوارات كانت التسمية واستحقاقها الدستوري حاضرة، وكان الصوت الكلداني وكيف سيكون موقفه من وحدة شعينا وتسميته وحقوقه موضوعا محوريا في تلك النقاشات.
النتيجة المقروءة حينها للاحداث العتيدة كانت ان الفعل السياسي الكلداني ورغم حداثته سيعيد التوازن ويحضر بقوة ويفرض وجوده وكلمته بالتساوي مع الفعل الاشوري معتمدا على اضلاع المثلث الكلداني القوي:
الديموغرافيا، الكنيسة، القدرات (الكفاءات والاقتصاد)
[/b][/size]
الاخوة في قيادة الحزب الوطني الاشوري (وموقفهم واضح من مسالة تسمية شعبنا ووحدته) لم يتخوفوا من هذا الحضور، فليس من قيادة مسؤولة تتخوف من شعبها. الا ان هاجسهم كان كيف يمكن توحيد الموقف والجهد والفعل بما يضمن الاستحقاقات والطموحات القومية والوطنية لشعبنا.
احدى النقاط التي اتفق عليها المتحاورون كانت ان الكلدان وبمرجعيتهم الاقوى (الكنيسة الكلدانية) ورغم ادراكها لمثلث القوة الكلدانية اعلاه فانها لن تسعى الى تبني انفصال الكلدان عن الاشوريين، ذلك انها تمتلك من الوعي والمسؤولية التاريخية ما يمنعها من موقف كهذا. ربما اثناء العملية السياسية ستكون هناك طروحات قد تصل الى التقسيم ولكنها تبقى ضمن مجال التجاذبات وتبقى طروحات تفاوضية ستحسم في نهايتها لصالح وحدة الشعب وتسمية دستورية موحدة له سواء كانت (الكلداني الاشوري السرياني) (سابقة تعداد اميركا) او (الكلداشوري) (سابقة الحزب الشيوعي العراقي)
وفي نيسان 2003 وفي الطريق الى العراق عبر سوريا، اتيحت لي مع الاخ تيري بطرس عضو قيادة الاترانايي فرصة حوار ومناقشة مستفيضة مع قيادة المطكستا في سوريا حول استحقاقات المرحلة وكان النظام قد سقط في حينها وان كانت العمليات العسكرية لم تنته رسميا.
الحوار ايضا تركز حول قراءة مستقبلية للاحداث وبينها، بل وفي مقدمتها، اداء شعبنا السياسي حيث قام الاخ تيري بنقل قراءة الاترانايي كما سبق ذكرها اعلاه، بل وقدم تصورا واضحا باهمية القيام بخطوة غير قابلة للتاجيل لتوحيد الموقف والكلمة والجهد والمطالب عبر الدعوة لعقد مؤتمر قومي شامل يجمع مؤسسات شعبنا وقواه السياسية بكل توجهاتها. من المؤسف ان يتم لاحقا تبني الفكرة وتجسيدها بشكل مشوه من خلال اعتماد الوصاية والانتقائية في تنظيم وعقد المؤتمر القومي في بغداد الذي بات جزءا من المشكلة والتخندقات عوض ان يكون (كما كانت الفكرة الاساسية) جزءا من الحل والوحدة.
ان الوصاية عبر الحدود والبحار والانتقائية التي لازمت عملية الاعداد والتحضير للمؤتمر كانت السبب الرئيسي في اخفاق المؤتمر الذي تحول الى تظاهرة اعلامية لا غير انتهى تاثيرها مع انطفاء فلاش اخر كاميرا في صالة المؤتمر.
وهكذا اجهضت، بوعي او بدونه، فرصة تاريخية لشعبنا لتوحيد جهده وخطابه.
وهكذا شارك منظمو المؤتمر (وهم ايضا مجهضيه) في دعم التوجهات التفريقية المتشددة سواء ما كان منها اشوريا او كلدانيا.
وتصدق مقولة الاخ تيري باننا نصنع خيباتنا بانفسنا.

لاجل المفارقة والمقارنة التاريخية نقول ان شعبنا الاشوري في الثلاثينيات من القرن المنصرم مر بوضع مماثل في العديد من الجوانب لما يمر فيه اليوم. فالدولة العراقية كانت تاسست حديثا وكانت القيادة الاشورية حينها تسعى لضمان حقوق شعبها في العراق المتشكل حديثا. وكاي شعب حي كان هناك تفاوتا في الرؤى بين قيادات الشعب.
ولاجل تبادل الرؤى وتوحيد الموقف فان قيادة شعبنا عام 1932 دعت الى اجتماع سرعمادية ودعت معارضيها للمشاركة فيه. ورغم فشل الاجتماع في توحيد الموقف والرؤية، الا ان التاريخ سيسجل للقيادة حينها موقفها في عدم فرض الوصاية بل اصرارها على محاولة توحيد الموقف والرؤية.
وبعد 70 سنة من ذلك الاجتماع يمر شعبنا بواقع مماثل ولكن شتان بين حكمة القيادتين. فقيادات 2003 اصرت على الوصاية والانتقائية واقصاء الراي الاخر. والانكى من ذلك انها تتوقع وتطالب الراي الاخر بالصمت والخضوع لتوصيات لم يشارك في نقاشها واقرارها.
فهل من الحكمة ان يتوقع منظمو ومجهضو مؤتمر 2003 من القوى الكلدانية قبول الاقصاء.

وبالعودة الى المذكرة اعلاه وخلفياتها اقول انها كانت رد فعل كلداني على خطا سياسي اشوري.
مع تحرير اقليم كردستان العراق ومباشرة الجبهة الكردستانية لمهامها كسلطة ادارة للاقليم وبدءها بعملية بناء المؤسسات التشريعية والتنفيذية للاقليم تم تشكيل لجنة تمثل فيها ممثلين عن كافة الاحزاب الكردستانية (ومن بينها الحركة الديمقراطية الاشورية) لوضع مسودة قانون برلمان الاقليم وطرحه للمناقشة امام جماهير الاقليم.
تضمنت المادة 13 من مسودة القانون النص التالي:
(تخصص مقاعد إنتخابية لمواطني كوردستان العراق من الأقليات (التركمان، العرب، الآشوريين، الكلدان، والأرمن) وفق النسبة المحددة في المادة التاسعة من هذا القانون)
 
وهكذا فان المسودة التي شاركت في صياغتها واقرارها الحركة الديمقراطية الاشورية اقرت تفريقا كاملا لشعبنا الى اشوريين وكلدان.
ومع طرح المسودة للنقاش على مؤسسات وشخصيات الاقليم من خارج الجبهة الكردستانية شارك الحزب الوطني الاشوري (وكان حينها يعمل تحت تسمية (نخبة من المثقفين الاشوريين)) في مناقشة المسودة وبالتاكيد توقف عند مسالة تفريق شعبنا وشرعنة المسودة لهذا التفريق.
وجه الحزب الوطني الاشوري بواجهة (نخبة من المثقفين الاشوريين) مذكرة الى قيادة الجبهة الكردستانية مطالبا ازالة هذا التفرقة من قانون البرلمان، وارفق بالمذكرة دراسة قام الحزب الوطني الاشوري باعدادها (وقد طلب مني المشاركة في الاعداد وما ازال امتلك المسودات الاولى للدراسة) عن التسمية الكلدانية.
وبالفعل تم تعديل الامر في الصيغة النهائية للقانون الذي اقتصر على التسمية الاشورية حيث يرد في الفقرة 1 من المادة 22 ما يلي نصا:
((لكل حزب أو فئة أو أقلية قومية (التركمان، العرب، الآشوريين، أو غيرهم) تقديم قائمة خاصة بها تتضمن أسماء مرشيحها على نطاق كوردستان العراق.))

بل وفي قرار اخر لضمان حق التمثيل في دورة برلمانية واحدة جاء النص التالي:
قرار صادر من القيادة السياسية للجبهة الكردستانية
 عقدت الجبهة الكردستانية يوم الأربعاء المصادف 8/4/1992 اجتماعا طارئا بسبب الظروف الاستثنائية القاهرة.
وقد أصدرت قرارا يخص هذه الدورة الانتخابية وحدها يقضي بتخصيص (5) خمسة مقاعد في المجلس الوطني الكردستاني للأقلية القومية الآشورية لكافة طوائفهم من (الكلدان الكاثوليك والكنائس الشرقية الآثورية ((النسطورية)) والسريان وغيرهم) يجري انتخابهم من قبل أبناء الشعب الآشوري في دوائر انتخابية خاصة بهم وبصورة ديمقراطية بما ينسجم وقانون انتخاب المجلس الوطني لكوردستان العراق الرقم (1) الصادر بتاريخ 8/4/1992.
صدر يوم الأربعاء المصادف 8 / 4 / 1992 الميلادي الموافق 19 / نوروز / 2692 الكوردي.


قامت الحركة الديمقراطية الاشورية بنشر الدراسة وطرحها في التداول بشكل كراس.
التعديل المتضمن الغاء التسمية الكلدانية والاكتفاء بالتسمية الاشورية من جهة، وطرح الكراس ووضعه في متناول الجميع من جهة اخرى، ناهيك عن التصرفات اللامسؤولة تجاه رموز ومرجعيات الكنيسة الكلدانية اجتمعت لتتمخض عن فعل ودعوة سياسية كلدانية في اطار المذكرة اعلاه.
لنقرا بالنص بعض مضامين المذكرة:
((فقبل انبثاق اول برلمان منتخب في كردستان وبالضبط عند تعديل مسودة قانونه تم حذف اسم (الكلدان) من القانون بعد تعديل المادة (13) منه حيث اعتبر الكلدان مذهبا من مذاهب المسيحية كالنسطورية تماما))
((لقد بدات محنتنا عند تعديل مسودة قانون انتخابات المجلس الوطني الكردستاني في الاجتماع الذي عقد في بداية شهر نيسان عام 1992 حيث وكما اسلفنا حذف اسم شعبنا كقومية او شعب مستقل من المادة (13) من قانون المجلس الوطني الكردستاني وذلك من قبل اللجنة العليا لسكرتارية الجبهة الكردستانية واصبح الكلدان مذهبا "دينيا" من مذاهب المسيحية وكان ذلك نزولا عند رغبة طرف في الجبهة الكردستانية الذي يحاول جاهدا طمس الحقائق وتحريف التاريخ))

لا يمكن لاحد تسويق ان اية جهة "خارجية" كانت وراء هذه المذكرة، في الوقت الذي ندرك فيه جميعا ان الكتلة الصفراء كانت وراء منع تقديم المذكرة الى البرلمان.
كثيرا ما قالها غبطة المطران الراحل مار حنا قلو (الذي ذاق الامرين من حملة اعلامية اشورية لا اخلاقية موجهة ضد شخصه) ان الكلدان لا يريدون اكثر من اعادة وتصحيح الامر كما كان في مسودة القانون.

للشهادة التاريخية اقول انه لا يمكنني الجزم بان عدم ورود تسمية الكلدان كتسمية قومية مستقلة في مسودة القانون كان سيعني عدم تبلور مطالب ودعوات قومية وسياسية كلدانية، ولكن بالتاكيد يمكنني ان اجزم ان ورود التسمية ومن ثم الغاءها لعب دورا كبيرا في تحفيز هذه المطالب والدعوات.
وهكذا ايضا صنعنا خيبتنا بانفسنا عندما اغفلت القيادة السياسية الاشورية عن مسالة مهمة مثل هذه في صياغة مسودة القانون.

ـ للموضوع تتمة ـ
  • العودة الى المثلث الكلداني القوي: الديموغرافيا، الكنيسة، القدرات
    الفرق بين طروحات دعاة الكلدانية كتسمية مستقلة وبين دعاة الاشورية كتسمية مفردة.
    موقف المؤسسات الكلدانية: الى اين؟
    هل عموم الكلدان يؤيدون دعوات التقسيم
.[/b]

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا[/size]

328
بالامس مساء فقط رجعت من الوطن بعد زيارة استغرقت 3 اسابيع لمتابعة العديد من الامور منها مشاريع منظمة كابني وبرنامجها للمرحلة القادمة وبينه ارسال وفد من 10 اعضاء  للمشاركة في مهرجان الشبيبة العالمي الذي سيقام في مدينة كولون الالمانية، اضافة الى العديد من اللقاءات والزيارات الميدانية التي جعلتني منقطعا عن متابعة موقعنا الرائد، موقع عنكاوة الذي اطلع عليه الان بحلته الجديدة، وانشر فيه مداخلتي الاولى هذه:

تهنئة:
تهنئة قلبية صادقة الى الاخوة في ادارة موقع عنكاوة الريادي وفي مقدمتهم الاخ امير المالح على الهيئة والحلة الجديدة للموقع والتي تضيف اليه جمالا يغني الموقع الغني بمنتدياته والتي جعلت منه بيتا يرتاده كل ابناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني.
ليبارك الرب جهودكم.

اعتذار:
بسبب انقطاعي عن الانترنت خلال فترة زيارتي الى الوطن، اضافة الى انشغالي بالتهيئة للزيارة وبعض الالتزامات الاخرى التي سبقتها فاني اعترف بتاخري في نشر الاقسام المتبقية من موضوعي (حربنا الاهلية: حرب التسمية) والتي ساعمل جاهدا على اعدادها ونشرها في الايام القادمة.
فمعذرة من الجميع.

استغراب:
لشدة استغرابي انه  واثناء تصفحي للموقع هذا اليوم فاني وجدت الاصرار العنيد من الكثير من الملثمين على اقحامي في حوارات لست طرفا فيها بل ولم اطلع عليها الى اليوم، بل واصرارهم على تضمين مداخلاتهم اساءات لا تليق بالحد الادنى من اخلاقيات بني البشر. انه من المعيب حقا ان يصر هؤلاء على هذا النهج الذي فيه يسيئون الى ذواتهم والى ارتباطاتهم اولا واخيرا. الاناء ينضح بما فيه.
ليسامحهم الرب

القس المهندس
عمانوئيل يوخنا

صفحات: [1]