سيد ظافر شنو .. تحية طيبة
من المتوقع أنه أي مقال أو تأمل لغبطة البطريرك هي مادة دسمة لكم لتنشروا ما في قلوبكم وأفكاركم .
مع الأسف أن تقرأ النص بهذه الطريقة وتترك المعنى الجميل والرسالة القوية التي يخبرنها بها البشير لوقا في أنجيليه من خلال هذا النص.
وهنا تطرق غطته الى نقطه جداً مهمه بالنسبه لي وهي القراءه التأمليه الهادئه والمعمقه ,فهذا الامر مو مايفتقد اليه الكثير من ابناء شعبنا كتابا وقراء اكليروسا ومؤمنين فدائما ما تنتصر العاطفه والحكم المسبق على العقل في ردودهم.
أحسنت القول .. فواضح جدا من يفتقد لهذه القراءة التأملية الهادئة والمعمقة البعيدة عن الحقد والكراهية .
وكما هو واضح أنك أخترت بعض الفقرات للتتلاعب بها تاركاً البقية .
تلميذا عماوس هما انا وانتَ وانتِ “مسيرة للتلمذة“
(لوقا 24/13-35)
غبطته أعتمد على انجيل لوقا في تأمله كون أن قصة تلميذي عماوس ذكر بشكل كامل في هذا الأنجيل .. وهو واضح جدا من كلامه أن مسيرة تلميذي عماوس هو مسيرة تلمذه حقيقية .. أي كيف لنا أن نكون تلاميذا للمسيح.
يقول غبطته (من الملاحظ ان احد التلميذين اسمه قليوفا (كليوباس) والأخر لا يذكر اسمه، لان لوقا يريده ان أكون انا، انتَ، انتِ.) هنا لا اعلم كيف استنتج غبطته أن الانجيلي لوقا يريد ان يكون التلميذ الاخر الذي لم يذكر اسمه ان يكون انت,انا,انتِ ؟؟ طيب ما المانع ان نكون انا ,انت, انتِ اليوم التلميذ قليوفا (كليوباس) ؟؟ أم هذا الامر لايجوز لانه اسم قليوفا (كليوباس) مذكور اما التلميذ الاخر لا ؟؟.
الأنجيل عبارة عن خبرة معاشة .. الأنجيل هو نص فمتى ما قرأته تستطيع أن تعيشها في أي وقت فهو رسالة حية . أن استنتاج غبطته جاءت من دراسات عميقة للكتاب المقدس حيث ان لوقا يخبرنا انه بالأمكان لنا اليوم أن نعيش هذه المسيرة . وهذا ما وضحه غبطته في التأمل الذي أخترت أنت أجزاءاً منها وتركت الباقي وشتت على نفسك التأمل .
يُكمل غبطته التأمل ويقول (يدور الحدث حول اللقاء مع “القائم” من بين الأموات. وتعني عبارة “في اليوم نفسه” ان هذا يحدث في كل يوم.)
نعم أن مسيرة عماوس تحدث لنا كل يوم . ومن المفترض أنت مسيحي أن تعرف أن هذه المسيرة تمر بها في كل يوم احد في القداس .. فالسؤال هو: أين أنت من هذه المسيرة ؟؟؟ في اي محطة أنت ؟؟
فمن الوارد جدا ان التلميذان لم يعرفانه بسبب ظهوره لهم بهيئه اخرى كما ورد في النص فمهما بلغ حزننا والقلق فلن يُنسينا شكل من يهمنا امرهم بين ليله وضحاها
يقول لوقا في الأنجيل "16ولكنّ أعيُنَهُما عَمِيَت عَنْ مَعرِفَتِهِ. "
ألا يحدث لنا كثيرا أن أعيننا لا ترى وجود وتدخل الله في حياتنا بسبب الغشاوة التي تتركها لنا الحزن وخيبة الأمل واليأس وفي بعض الأحيان فقدان الثقة بالله .؟؟ فكم من مرة نقابل المسيح في شخص الأخر ولا ندرك ذلك .
نعم اليوم نحن المسيحيين والمهجرين بشكل خاص كنا نبحث عن المسيح وسط التهجير والعنف والقتل والتشرد والأرهاب .. وكأن المسيح تركنا .. لإننا كنا في حالة يأس شديد .. لكن المسيح كان يرافقنا في مسيرة الهجرة. (فرغم كل شي وكل ما حدث) العناية الألهية كانت ترافق المسيحيين خلال الهجرة فكم كانت نعمة الله واسعة في مخيمات المهجرين . وكم كانت البركة عظيمة لكل ما قدمته الكنيسة للمهجرين .لكن ان الذي بقي يعيش الألم والحزن والكأبة فلن يستطيع أن يرى المسيح في نهاية المطاف حتى لو قابل المسيح، فكما يقول غبطته "التلميذان حزينان وكأن موت المسيح انهى مخطط الله الخلاصي، ومحتاران في قبول خبر القيامة الذي نقلته النسوة.". وبأمكانك أن تسأل حتى لو بعض المهجرين في كركوك كيف كان يسوع معهم في كل خطوة منذ يوم دخولهم لكركوك لحين مغادرتهم .( وايضا في بقية الأبرشيات ). وخير دليل هو تخرج بتفوق لعشرات من الطلبة الذين كانوا يكملون دراساتهم في جامعات كركوك بعدما هجروا من مدنهم وجامعاتهم. الا ترى ان فرحة التخرج لهؤلاء الطلبة هي مثل فرحة اللقاء بيسوع في نهاية المسيرة المؤلمة .
يُكمل غبطته (بعده ماذا فعلا؟ عادا الى المدينة المقدسة والى الجماعة (الكنيسة – الاحد عشر) ليخبرا عما اختبراها باندهاش)
ولو أكلمت العبارة قليلة، فيقول غبطته : "ماذا تَكلما مع يسوع وعن يسوع، وكيف عرفاه عند كسر الخبز. هذا تأكيد على أهمية الجماعة (الكنيسة) وخطورة الانعزال عنها."
أيمنا كنا وفي أي أرض عشنا .. فلمهم هو أن نكون ضمن الجماعة وضمن الشركة أي ان نبقى في حضن الكنيسة الأم الجامعة المعلمة . وليس هذا فقط بل أن نعيش روح الجماعة من خلال خبرة معرفة يسوع . فحياة المسيحي هي حياة خبرة الشخص مع يسوع . وهذا هو المهم، فمثلما عاد المهجرين إلى قراهم اليوم ( قرة قوش ، كرمليس ) هم اليوم يعيشون خبرة أيمانية قوية ولا قوى في العالم تستطيع أن تنتزع منهم أيمانهم، والامثلة كثيرة لا أود أن اسردها لك لأنك خبير و عندك بعد نظر واسع بأمكانك معرفتها .
فالانجيل يقول :33وقاما في الحالِ ورَجَعا إلى أُورُشليمَ، أي أنه قاما في منتصف الليل غير مهتمين تدفعهم فرحة اللقاء بيسوع القائم ( هنا التلميذان عاشا معنى القيامة بالكامل )
عالم الانسان يختلف عن عالم الله، عالم الانسان أحيانا كثيرة هو حاجز امام استجابة الانسان لنداء الله ونعمه. هذه هي التجربة التي علينا ان نصلي لكي لا نسقط فيها.
بالفعل عالم الانسان يختلف عن عالم الله .. عالم الأنسان هو عالم ينقصه الحب والرحمة والمغفرة والمسامحة..
كان صائبا غبطته حين طلب من منا ان نصلي لكي لا نسقط فيها.
ريان لويس / كركوك
[/b][/size]