عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - سعد عليبك

صفحات: [1]
1
               عندما يرهن الشعب مصيره بيد رجال الدين!

بقلم/ سعد عليبك

   من خلال تجارب الحياة المتنوعة، و ما نستمده من معلومات عن طريق وسائل الإعلام و الإتصالات المختلفة، و من خلال الرحلات السياحية و العلمية، و متابعة الأفلام الوثائقية الخاصة بحياة الشعوب المختلفة على الكرة الأرضية، نضع أمام انظارنا مشهدين مختلفين و متعاكسين في المضمون و الإتجاه:
ألمشهد الأول، حول شعوبٍ تتسابق مع الزمن في مجال التطور العلمي و التكنولوجي بمختلف مجالاته، ليس لها حدود عرقية أو دينية أو طائفية، ولا حتى حدود جغرافية في العديد من بلدانها،  تتعاون و تتفاعل مع شعوب أخرى، و قد تنافسها أحياناً، من أجل الوصول بالإنسان الى ذلك المخلوق الراقي الذي كان يفكر به (فريدريك نيتشة). هذه الشعوب لم تتوقف عند حدود معرفتها بما موجود فوق سطح الأرض و ما في باطنها، ولا عند حدود اكتشاف اسرار البحار و ما في اعماقها، و إنما انطلقت لتقتحم الفضاء الكوني نحو الكواكب و النجوم ، مرسلة المركبات الفضائية المؤهلة و غير المؤهلة، المسّيرة مباشرةً و المسيرة عن بعد ملايين الأميال، و لا اريد الإطالة في ذكر أمثلة على التطور العلمي و الفكري و الحياتي لهذه الشعوب التي خدمت البشرية جمعاء.
 و المشهد الثاني، حول شعوبٍ تعيش في مناطق نائية من القارات، أو منعزلة الى حدٍ ما، مغلقة على نفسها، تتحكم فيها بعض العادات و التقاليد، لها حياة بدائية بسيطة، لا تفكر الاّ في غرائزها الجنسية و الحصول على قوتها اليومي بطرق الصيد البدائية المختلفة او الزراعية البسيطة لتستمر في الحياة، و عندما يصاب أحدهم بالصداع يأتون به عند من نصبوه عليهم حكيماً و رجل دين ليشبعه (كفخات) على رأسه الأقرع وفق طقوس خاصة على طريقة (أليفوو) المشهورة و المنتشرة في صفحات الفيسبوك و اليوتيوب !، بحيث تكون آلام ضربات هذه الكفخات العمودية و الصفعات الأفقية المتتالية تطغي على ألم الصداع نفسه، و بذلك ينسى الرجل صداعه الذي جاء من أجله، أو قد يصاب بإرتجاج في الدماغ أو بعطب ما جراء ذلك، و في كلتا الحالتين عليه أن يقدم الشكر و الولاء و الإكرامية الى ذلك الحكيم و جل الدين، و من ثم يعود الى خيمته أو كوخه ليلبّي طلبات زوجته.

بعد هذه المقدمة المطوّلة نسأل أنفسنا نحن مسيحيي العراق بشكل عام و الكلدان بشكل خاص، أين موقعنا من المشهدين المذكورين أعلاه و نحن إذ نتباهى كشعب له جذور تمتد لأكثر من 7000 عام في عمق الحضارة الإنسانية ؟؟.
و هل تمكنّا من أن نساير عجلة التطور العلمي و التكنولوجي و الفكري و نضع أملنا فيها، تاركين الدين و رجاله في ثكناتهم الخاصة ليتمتعوا بها و ليمارسوا شعائرهم و طقوسهم الدينية على راحتهم و بهدوء، و ليطلبوا هم و كل من يرغب في زيارتهم من ربهم المغفرة أو ما يشاؤون و يتمنون؟، أم فتحنا أبواب حياتنا و مستقبلنا على مصراعيها أمام رجال الدين ليدخلوها و يسّيرونها بمزاجاتهم و صراعاتهم و طموحاتهم الشخصية، و يقررون نيابة عنّا في أمور حياتنا بكل جوانبها، السياسية و الإجتماعية و القومية و حتى في تحديد مستقبلنا و مستقبل أجيالنا القادمة؟.
معرفة الجواب ستكون اسهل لو نظرنا الى معاناة المسيحين و مصائبهم و الكوارث التي حلت بهم و ببلداتهم، قبل أن ننظر الى شبابنا الذي  فقد الأمل ولا يعرف أين هو مستقبله. فمشاكل و مصائب الشعب السياسية و القومية و الوطنية لا يمكن أن تٌحَل فقط  باللجوء الى رجل الدين، ولا باللجوء الى الصلاة اليومية و حضور القداديس، ولا بالصوم و الإمتناع عن الزفَر، ولا بالفطور الرمضاني مع المسلمين لكسب عطفهم و خوفاً منهم. هذه الأمور قد تفيد الحالة النفسية لبعض الأشخاص الضعفاء، لكن الحل يجب أن يكون استناداً الى ما تمليه علينا العقول المتفتحة النيّرة و الحكيمة و المستوعبة لما يجري حولها و توقعاتها للتغيرات المستقبلية بعيداً عن العواطف و عقلية بعض رجال الدين عندما يظنّون بأن المشاكل السياسية و الإجتماعية و العسكرية، و حتى الحركات التكتونية يمكن حلها بالصوم و الصلاة مع هذا أو ذاك، وفي هذا اليوم أو ذلك اليوم.!

إنه لأمر مثير للإستغراب حقاً و نحن نعيش هذا العصر، أن نرى البعض من هذا الشعب بهذه الدرجة من الضعف في الإرادة  و الجمود العقلي و هو يستلهث للرضوخ و الخضوع و الخنوع لمصادرة فكره و عقله،  ليتصرف و كأنه مخذّر و ممنوع من التفكير و تنشيط خلايا دماغه، و يقبل بكل مطَبات و تخبطات رجال الدين مبرراً ذلك بأنها (إرادة الرب) أو إنهم ( يتمتعون  بالعناية إلإلهية) أو إن (روح القدس) يرفرف دائماً فوق أكتافهم.!!. هؤلاء يتناسون بأن المسيحية في تناقص مستمر في العراق و الشرق الأوسط منذ دخول الإسلام ولحد الآن، بالرغم من إنهم كانوا يصومون ويصلون اكثر من الآن بكثير، و إن الزعامات كانت دائماً لرجال دينهم أيضاً.
و ما هو أكثر غرابة عندما يتواجد بعض السذج و محبي الظهور و ملمعي الصور و الشهادات، الذين وضعوا كل ما لديهم في خدمة رجال الدين، و هم يتسابقون لتبرير كل خطاياهم و أخطائهم المتتالية، و هم بذلك لا يخدعون أنفسهم فقط، و إنما يخدعون رجال الدين الذين يمدحونهم أيضاً و من حيث لا يدرون، عندما يقومون بتشجيعهم على الإستمرار في الخطأ و ارتكاب الخطيئة، و كذلك يخدعون من حولهم من البسطاء المغضوب عليهم.
نعم قد يصب الأمر في خانة المصلحة العليا للشعب عندما تساند و تتعاون  الكنيسة و رجالاتها أحزابنا السياسية و القومية ضمن حدود معقولة و مقبولة و في حالات و مناسبات معينة و محافظةً على مبادئها، لكن محاولة سيطرة الكنيسة و رجالها على مقدرات الشعب و وضع نفسها بديلاً عن كل المؤسسات السياسية و القومية  فهنا تكمن الإشكالية في تجاوز الكنيسة لمسؤولياتها من جهة و في سلبها لحقوق و واجبات المؤسسات الأخرى من جهة ثانية.

الحقيقة التي باتت مؤكدة للجميع هي أن الشعوب في البلدان المتقدمة لم تصل الى اعلى درجات الرقي في تبنّيها لأنظمة الحكم الديمقراطية و في مسيرتها في مجال التطور العلمي و التكنولوجي، بإلتزامها الحرفي بالدين، ولا بوضع بيوضها في سلّة رجالاته، وليس هناك شعباً أخذ حقوقه المسلوبة بالإعتماد فقط على مزاولة تقاليده و طقوسه الدينية وفي خضوعه لأوامر رجال دينه و عن طريق تقديم قائمة طلبات الى خالقهم.
فاليهود لم يصبحوا دولة قومية و قوية بالصوم و الصلاة و النحيب على الحائط المبكى. 
و الأرمن لم يلجأوا الى رجال دينهم لتعترف برلمانات العالم بمذابحهم.
و الأكراد لم يحصلوا على إقليم و ربما دولة مستقبلية باللجوء الى الصلاة و الصوم الرمضاني بعد أن كانت الأسلحة الكيمياوية و النابالم تدك قراهم.
فهل سينسحب رجال الدين الى ثكناتهم و صومعاتهم و بقناعاتهم ينتظرون الفرج؟، و هل سيتمكن العلمانيون من ملىء فراغ الساتر الأمامي ليواجهوا الحقيقة المؤلمة و ليجدوا الحل المناسب لما تبقى من هذا الشعب المغبون في نيل حريته و الحفاظ على كرامته و التفكير الجدي بمستقبل أبنائه؟.

أنا أشك في ذلك...!!

الى اللقاء


2
                       هل يُخطيء البطريرك؟

بقلم: سعد توما عليبك
ملبورن/ استراليا


 

   ضمن برامج المدارس الإبتدائية الكاثوليكية في استراليا، بالإضافة الى تدريسها للمناهج التعليمية و التربوية المقررة ، و بالإضافة الى الدروس الخاصة في التعليم المسيحي و قراءة الكتاب المقدس و حفظ الصلوات و حضور القداديس و غيرها، لهذه المدارس برنامج خاص في فترة تحضير الطالب لتناول القربان المقدس. يتضمن البرنامج دعوة الطلاب و أفراد أسرهم  بين فترة و أخرى لحضور قداس جماعي خاص في الكنيسة الداعمة للمدرسة، حيث القاء الكلمات من قبل ادارة المدرسة، و مشاركة الطلاب بقراءة نصوص مختارة من الكتاب المقدس، بالإضافة الى فواصل من التراتيل و الموسيقى المرافقة لها.
 و قد تسنى لي و لعائلتي حضور هذه القداديس عدة مرات بحكم دراسة ابنائي في تلك المدارس، و آخر مرة حضرتها كانت قبل تسعة أعوام تقريباً، اتذكر حينها عندما انتهى الكاهن" ذو الأصول الأيطالية و هو في العقد السابع من عمره" من قراءة نص من الكتاب المقدس يتحدث عن الحب العظيم للرب يسوع المسيح للبشرية، و غفرانه لخطايانا، و كيف سامح الذين عادُوهُ و كرَهوهُ و حتى الذين عذّبوه و صَلبوهُ....ثم تطرقَ الكاهن عن كيفية وقوعنا نحن البشر في الخطأ و الخطيئة، و كيفية تدريب الذات و ترويضها على تفادي الوقوع في الأخطاء، و من ثم طرق معالجة تلك الأخطاء بالرجوع الى الأيمان بالرب و قدرته و محبته، و بحُبنا للغير و تسامحنا مع من نتعامل معهم من الناس.

 الى هنا كانت تبدو لنا كل الأمور عادية، الى أن بدأ الكاهن يخطو خطوات بطيئة من منبره باتجاه الحاضرين الجالسين في قاعة الكنيسة، و بدأ يتمشى في الفسحة الموجودة بين مجموعة المقاعد نحو وسط و مؤخرة القاعة، و هو يسترسل في الكلام ،حيث علّق على صدره مايكروفون صغير ليسمعه الجميع بوضوح من خلال مكبرات الصوت الموزعة في اركان الكنيسة.
 و فجأة توجه الكاهن الى أحد الطلاب و هو جالس بين أبويه في المقاعد الخلفية وقال له: هل تٌخطيء يا بُنيّ؟.. فإرتبك الطالب و نظر يميناً و يساراً و قال : نو "بالأنكليزية" .
 تركه الكاهن بعد أن طبطب على ظهره و تمشى قليلا ثم توجه الى طالب آخر و هو جالس أيضاً بين أبويه  و سأله: هل يخطىء والدك هذا يا بُنيّ؟ فنظر الطالب الى عيون والده و قال بصوتٍ خافت : نو......(كلا).
ثم تراجع الكاهن بخطواته قليلاً و سأل طالبة جالسة بين أفراد عائلتها و قال لها: هل أُخطيء انا كاهن هذه الرعية يا صغيرتي؟ فأجابته على الفور : نو.. نووو!.
ثم سأل طالب آخر وقال له أنظر الى سيادة المطران(حيث كان المطران حاضراً و جالساً على كرسيه في  أحد أركان المنبر) ، هل يٌخطيء سيادة مطران أبرشيتنا؟
فأجابه الطالب و هو يهزّ برأسه يساراً و يميناً: نو.. نو، أي كلا.. كلا.
توقف الكاهن قليلاً ثم بدأ يسير بخطوات بطيئة الى الخلف الى ان وصل الصف الأمامي من الجالسين و سأل احد الطلاب أيضاً: ..هاي.. و ماذا تقول أنت يا بُني: هل يُخطيء قداسة البابا؟؟، فأجابه الطالب على الفور:نو - نو – وَيّ.
سَكتَ الكاهن قليلاً ثم توجه الى المنصة فوق المنبر ليقابل وجهه الحضور و يتبادل الإبتسامة مع المطران ثم قال:
اسمعوني جيداً كلكم و خاصة أنتم ايها لطلاب الأعزاء، و انتم مقدمين على تناول القربان المقدس بعد فترة، كل واحد فيكم يخطىء، و والديكما يخطئان و انا الكاهن أخطيء، و سيادة المطران الجالس معنا يُخطيء أيضاً، و الكاردينال يَخطأ ، كذلك قداسة البابا هو أيضاً يخطىء، و السبب في ذلك بسيط جداً، و هو لأننا بشرٌ  و لا أحد منّا معصوم من الخطأ، والذي لا يُخطيء هو الرب وحده.

جئت بالسرد اعلاه لكي يعرف الجميع بأن لا أحد منا أو من رجال ديننا الأفاضل و بكافة مراتبهم و جببهم و قبعاتهم و شاراتهم الملونة معصومين من الخطأ، وعندما يُشير أحدنا الى الخطأ بأصبعه أو بقلمه، و ينتقد صاحبه دون مجاملة أو تلميع مزيّف كما يفعل بعض النطاطين المتملقين، فهذا بالتأكيد لا يعني بأنه يكره او يحمل عداءاً تجاه ذلك الشخص أو مرتبته الدينية لا سامح الله، و إنما  هي محاولة جريئة من قبله في تفادي أو احتمال تقليص، أو الحدّ من حجم ما قد يسببه هذا الخطأ من اشكالات و حتى أضرار في الوسط الكنسي و الشعبي على حدٍ سواء. فعملية تنبيه رجل الدين عن الخطأ بهدف التراجع عنه و اصلاحه، أو أن يقدم استقالته من منصبه لمن هو أكفأ منه، سيصب حتماً في مصلحة الجميع. كما إن سكوتنا عن أخطاء بعض أصحاب المناصب الحساسة من رجال ديننا الأفاضل،  ربّما سيجعلهم يتمادون في أخطائهم أكثر و أكثر، و خاصة منهم الذي يعتقد بأنه فوق مستوى الخطأ بعدة أمتار!، الى ان يصل بهم الحال الى وضع لا يفيد فيه الندم و الأسف ولا عضّ الأصبع أو حتى قطع كل الأصابع، و أمامنا اليوم نحن الكلدان أمثلة حيّة على ذلك.

كما على رجل الدين أن ينتبه جيداً لحقيقة كونه يعيش عصراً جديداً، عصراً سريعاً في نقل المعلومة و توزيعها و انتشارها، لذا عليه ان يكون حريصاً على أفعاله و أقواله، لأنه وحده سيكون المسؤول عنهما أمام الناس و أمام الرب.
و رجل الدين التقيّ الصالح و المعاصر، هو من يسمع للرعية و يشاركها همومها ولا يسمح بأن تصبح كالغنم فاقدة الإرادة تُساق دون رأي و بصيرة.
 
أما بخصوص البعض ممن يعتقد بأن أي كلام أو انتقاد لرجل الدين هو جريمة لا تغتفر، و إن الناقد الحُرّ سيحجز له مكاناً مرموقاً في احدى زوايا الجهنم لتشويه بسعيرها، و الجاهل الساذج الذي يقف بالضد من الناقد سينطلق كالصاروخ فوق الغيوم نحو فردوس السماء !، و كذلك البعض الساكت عن الحق، و الذي يستقبل الأخطاء و يتصرف معها كالنعامة، والبعض الذي يدافع عن رجال الدين فقط من أجل التقرب منهم لكي يلتقط صورة تذكارية معهم و ليسمعوه كلمة (عفارم)، و لللأسف بدأوا يتكاثرون في مجتمعاتنا هذه الأيام، فهؤلاء هم الجهلة المنافقون الدجّالون.
و العلاقة باتت طردية بين تدهور الكنيسة و توسّع معسكر هؤلاء الجهلة المنافقين الدجّالين بين الرعية.

ربما أنا على خطأ، كما قال ذلك الكاهن الطيب......و جلَّ من لا يخطىء.

كل عام و انتم بألف خير.


3
                    لنشرب نخبَ البرلمان الطائفي 
چريۆ.... يا برلمان العراق

بقلم/ سعد توما عليبك

لا ندري هل يعلم برلمانيونا التحفة في العراق الجديد بأن تاريخ المشروبات الكحولية في العراق هو بقدم حضاراته، السومرية و الأكدية و الآشورية و الكلدانية أم لا؟. فقد كان العراقيون القدماء يصنعون الخمور من العنب و التمور لتحتسى في البيوت و الحانات و حتى في دور العبادة.
و لم يتوقف صنع و شرب الخمور في العراق في كل العصور التي مر بها العراق بما فيها عصور الحكم الإسلامي، و قد تطور صنع و انتاج الخمور في العهد العباسي وفي عهد الخليفة هارون الرشيد، حيث تمكن العالم الكيميائي جابر بن حيان الكوفي من اختراع جهاز تقطير ويستخدم زجاجة لها قمع طويل لا يزال يعرف حتى اليوم في الغرب باسم (أليمبيك) المشتقة من " الأمبيق" بالعربية..
كما و قد تغنى كل الشعراء بالخمور و سحر مفعولها، و قد قال عنها الشاعر " أبي نواس"
دع المساجد للعبادِ تسكنها... و طفْ بنا حولَ خمّار ليسقينا
ما قال ربكَ ويلٌ للذين سكروا... و لكن قال ويلٌ للمصلينا

و لست هنا بصدد ذكر كل اصناف الخمور في العراق، لكني عشت الفترة التي كان فيها العرق المسيّح و المستكي و العصرية و الزحلاوي، و كذلك البيرة العراقية المشهورة فريدة و شهرزاد و لؤلؤة، كما كان البعض يقوم بصنع الخمور في بيوتهم للتداول الخاص او للبيع على نطاق المحلة أو البلدة، و كان البعض يتفنن اثناء تخمير العنب و التمور حيث يضع معها المطيبات كالهيل او الدجاج.
و يعتبر " العرق" صديق العراقيين الوفي، لأنه لا يفرق بين دين أو طائفة أو قومية أو المستوى الطبقي للعراقيين، و هو صديقهم في الأفراح و الأتراح، و كم من صديق شرب نخب صديق له فارقه الحياة فبقي وفياً له ليصب له قدحاً اضافياً و كأن صاحبه جالس معه و يشاركه همومه.
و الخمور بأنواعها ساعدت العراقيين على طول صبرهم و قوة تحملهم لتصرفات برلمانييهم التحفة، فعندما تتطاير زجاجات الماء و الأحذية داخل قبة البرلمان يحتسي العراقي " العرق" لينسى ما حل بالعراق، و عندما يرى بأن الوزراء يسرقون الملايين و الشعب جوعان.. فما على العراقي الاّ اللجوء الى " بيك عرق" ليساعده على النوم بضع سويعات.. و عندما يرى بأن السياسيين غمروا حتى آذانهم في وحل الطائفية و التعصب القومي.. فالعرق سيكون الدواء المسكّن لآلامهم... و عندما يشاهد المنتخب الكروي العراقي يهبط مستواه بسرعة و يخسر في اللحظات الأخيرة... العرق أيضاً هو الحل لينسى مشهد الأهداف القاتلة...

و الآن و بعد كل ما حل بالعراقيين على أيدي داعش و ماعش و الحكومات المتعاقبة و البرلمانيين الطائفيين، و بعد أن خسر كل شيء...ها هم اليوم يجهزون على العراقيين ليمنعوهم حتى من دواء لنسيان هموهم... نعم لقد قرر البرلمان العراق بمنع الخمور و تناولها في العراق بحجة ان العراق بلد مسلم أو بأكثرية مسلمة، و كأن اسلامهم متوقف على هذا " البيك عرق" الذي نشربه، و قد تناسوا بأن العراقيين المسلمين حالهم حال المسيحيين و الأيزيديين و غيرهم يحتسون الخمور بأنواعها.

في رأي بأن قرار البرلمان العراقي الجائر بحظر و منع الخمور يعتبر ناقصاً بموجب العقلية الطائفية للبرلمانيين المحترمين، حيث كان من المفروض أن يرافق هذا القرار، قرار آخر يفرض فيه دفع الجزية لغير المسلمين ، و من ثم منع العراقيين بما فيهم البرلمانيين و الوزراء من السفر الى بلدان الغرب المليئة بالخمور و الخمارين، اليست الشريعة تمنع الجلوس مع شاربي الخمر و المتاجرين به؟ أم إن لديهم في الأمر وجهة نظر؟.   
و يبدو بأن الهدف من وراء هذا القرار الجائر ليس لأجل عيون الشريعة الإسلامية، و أنما لكي يُدخل التجار و بمساعدة البرلمانيين و أحزابهم انواع من المخدرات عن طريق دول الجوار و الأتجار بها و من ثم جني أموال طائلة من وراء ذلك و على حساب صحة العراقيين.
و في الختام أقول: أنا شخصياً لا اعترف  بهكذا قرار منافي لحقوق الإنسان و لن احترمه و خاصة ان الدستور الجديد و في أكثر من فقرة من فقراته يعطيني الحق و الحرية في تناول الخمور التي تعجبني. و بالرغم من إن لي مقياسي و مسطرتي الخاصة في كمية المشروب و نوعيته عندما أحتسيه، الاّ انني  سأشرب من اليوم  فصاعداً  "بيك عرق" نخبَ البرلمان العراقي الطائفي بإمتياز و أنا اشاهد كل يوم فشلهم و تخبطاتهم امامي على شاشة التلفاز.

هيا يا عراقيين لنشرب جميعاً بصحة الدواعش الجدد.
چريۆ يا برلمان العراق


4
                           عناويــن متفرقــــــــــــــ 7 ـــــــــــــــــــــة    
 
بقلم/ سعد توما عليبك


1/  الأردوغانيون هم الوجه الآخر لداعش، و سيغدرون بكوردستان العراق ولو بعد حين.

2/  مهما طال الزمن، على العراق أن يدخل في تحالف عسكري مع روسيا و الصين.

3/  إقليم كوردستان العراق، إدارة واحدة أم إدارتان؟.

4/ ثقافة الأحذية الطائرة في مقاومة الأفكار الشوفينية الجائرة.

5/  ناسٌ في المخيمات تعاني من الفقر و المرض و الإرهاب، و ناسٌ تجتمع في الفنادق تأكل الشاورمة و الكباب، و ترقص بولع الشباب بمباركة أصحاب الجِباب.

6/  أحدهم في المقاعد الخلفية، حاول أن يقفز نحو المقاعد الأمامية، فقذفوا به الى ماوراء المقاعد الخلفية...! ولم يتعظ...!.

7/  انتهى الإجتماع بتغيرات (طفيفة) ، خفيفة و لطيفة، و ببيان ( تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي).

8/  وثائق ويكيليكس حول تدخل الكنيسة الآشورية في السياسة، تفسّر لنا عن  دور اصحاب القرار في الإقليم تجاه شعبنا المسيحي من الكلدان و السريان و الآثوريين، و ما رافق ذلك من أحداث و تدخلات منذ عام 2007 و الى اليوم.

9/  ماذا سيحدث لو تُرك أمر تحرير بلدات سهل نينوى الى الميليشيات المسيحية المختلفة؟.

10/  يقول المثل: " الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل" ... و مازال بيننا من يصف الفشل بالنجاح وسط تصفيق الفاشلين و رعاية بعض الدجّالين.

الى اللقاء





5
              مع غبطة البطريرك في مسيرة كلدانية واحدة

سعد توما عليبك/ ملبورن

       في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا الكلداني الذي يعاني فيه من تراجع و تخبط ملحوظين في كافة المجالات ، الكنسية و القومية و السياسية، بالإضافة الى موقف (الإخوة الأعداء) الغير مشرّف و الذين بدأوا بحدّ خناجرهم بهدف تمزيق خاصرته، و كان الشعب الكلداني هو سبب معانتهم المزمنة، تقع على الكلداني الغيور مسؤولية تحمّل أعباء هذه المرحلة و العمل الجاد على تجاوزها بأمان و بأقل الخسائر. و هذه المسؤولية ليست محددة بجهة معينة أو بشخص معيّن، و إنما يجب أن يكون الجميع أهلاً لهذه المسؤولية التاريخية . ولكن كل حسب موقعه و مسؤولياته و تخصصاته.
و لقد جاء ذكر "غبطة البطريرك"، و المقصود غبطة البطريرك لويس ساكو، في عنوان مقالي هذا، لما يتحمله غبطته من مسؤوليات و واجبات، حيث غبطته على رأس هرم الكنيسة الكلدانية، و هو الزعيم الروحي و المعنوي و مهندس الرابطة الكلدانية التي تدّعي تمثيلها لكل كلدان العالم(مع تحفظي الشديد على هذا التمثيل الإلزامي)، ولأن كلا الإجتماعين، السنهادس و الرابطة على الأبواب، و هو(أي غبطته) سيكون حاضراً على رأس كليهما، حتماً تقع على غبطته المسؤولية الرئيسية في حلحلة مشاكل الكلدان الداخلية، لكي تنطلق فعاليات و نشاطات ابناء الشعب الكلداني و مؤسساته بإتجاه خدمة الشعب الكلداني و مستقبله على خط واحد، او بخطوط متوازية دون ان تتعارض أو تتقاطع مع بعضها البعض، و أن يصبح التعاون و الإحترام المتبادل هو السائد فيما بينها. و بعكسه فإن ألأزمات و الخلافات في الوسط  الكلداني ستتفاقم يوماً بعد يوم، الى أن تصل الى حالة لا تحمد عقباها ولا يفيد بعدها عض الأصبع.
و لن يُحتسب الأمر عيباً أو استصغاراً عندما يقوم غبطة البطريرك بتقديم بعض التنازلات (إن كان يعتبرها تنازلات) من أجل المصلحة العليا لشعبه و رصّ صفوفه، و إنما سترتفع منزلته و يزداد وقاره عند ابناء رعيته لو فعل ذلك، و هكذا عمل يعتبر تطبيقاً حياً لتعاليم الرب المسيح.
و في رأي المتواضع  يستطيع غبطة البطريرك لويس ساكو أن يخطو خطوات فعالة و مؤثرة  و بنجاح، و حتماً سيكون لها تأثير إيجابي سريع و ملحوظ على الشعب الكلداني في المدى القريب، و من هذه الخطوات أذكر:

1/ إنهاء أزمة الكهنة و الرهبان بعطف و تسامحٍ أبويين، و بفتح صفحة ناصعة جديدة مع الجميع دون أن يكون فيها غالب أو مغلوب، ليشعر الجميع بأن كرامتهم مصانة و مكانتهم محفوظة.

2/ زيارة المطران مار سرهد جمو و دعوته الى المساهمة في العمل القومي الكلداني من خلال ندواته و كتاباته، فهو غني عن التعريف في هذا المجال و لا أعتقد بأنه سيتأخر عن هذه الخدمة بالرغم من كبر سنه.

3/ إعادة بناء هيكل الرابطة الكلدانية بإبعاد الإنتهازيين و المتلونين من المواقع القيادية و الحساسة فيها، و دعوة المثقفين وأصحاب الخبرة الى تولي مهام قيادتها عن طريق الإتصال المباشر بهم.

4/ تقبّل انتقادات الكلدان الموجهة الى الرابطة الكلدانية و اعلام البطريركية و حتى شخص البطريرك نفسه دون تشنج و بروح رياضية، و الإستفادة من تلك الإنتقادات من أجل تجاوز بعض الأخطاء و تفادي تكرارها.

5/  تبنّي استراتيجية جديدة في التعامل بالمساواة مع جميع المؤسسات الكلدانية في الداخل و الخارج، و أن يشجع التعاون فيما بينها بشرط عدم السماح الى أن تستولي مؤسسة على نشاطات و إنجازات مؤسسة أخرى بحجة كون تلك المؤسسة مدعومة من قبل البطريرك، و أن تعمل كل مؤسسة حسب برنامجها و نوعية اهتماماتها و خصوصياتها.

6/ من أجل وضع حد للتخبط في هذا المجال ، التعميم الى جميع أبناء الشعب الكلداني من خلال بيان رسمي، بأن الكلدان قوميتهم كلدانية، و لغتهم كلدانية، و قوميتهم و لغتهم غير قابلتا للمسخ و التحوير و المساومات، و لن يسمحوا لأي كان بالتدخل في الشأن الكلداني الخاص ممن هو خارج البيت الكلداني، أو ممن خرج منه الى غير رجعة لأسباب و مصالح سياسية.

7/ العمل على اقناع الكتل البرلمانية على الغاء الكوتا المسيحية و تبديلها بكوتا قومية اسوة بالأرمن و التركمان و أن تكون حصة الكلدان فيها لا تقل عن ثلاثة مقاعد برلمانية في كل من برلمان (الإقليم و المركز) و يتم التنافس عليها من قبل ابناء الشعب الكلداني.

8/ دعوة الجهات المعنية على استحداث (المديرية العامة للثقافة الكلدانية) في الإقليم و في المركز.

9/ تعميم الإحتفال بالمناسبات القومية الكلدانية في كافة مناطق تواجد الكلدان، و في مقدمتها رأس السنة الكلدانية البابلية، و رفع العلم الكلداني في كل المناسبات و الفعاليات.

10/ تطوير موقع البطريركية، ليصبح فقط لنشر المواضيع و الخطابات الكنسية، مع مراجعة ما يتم نشره في المواقع الأخرى من حيث الأسلوب و صياغة الكلمات بدقّة و بمهنية عالية ،لأنه يعتبر الواجهة الرئيسية لكنيستنا الكلدانية.

أعتقد بأن غبطة البطريرك قادر على اقناع السنهادوس و الرابطة الكلدانية على تبني النقاط العشرة المذكورة أعلاه، حينها سيرى الجميع كيف سيعمل الشعب الكلداني كخلية نحل من أجل رفع راية الأمة الكلدانية و نيل حقوقها المشروعة. و لكن الخوف كل الخوف هو ان يتم التعامل بمزاجية شخصية مع بعض تلك النقاط و التي قد تأخذ بالعمل القومي الكلداني منحىً آخر ليسير في الإتجاه المعاكس.
نبارك خطوات غبطة ابينا البطريرك في هذا الاتجاه و من الرب التوفيق.

6
               مذبحة صوريا، رصاصةٌ في قلب الإنسانية

سعد توما عليبك

     لم تكن قرية صوريا المنكوبة جحراً لقطاع الطرق أو وكرا لحبك المؤامرات ضد النظام الحاكم آنذاك.... في بلدٍ خنق فيه كل شهيق و زفير يحمل نبض الحرية و قصت أجنحة الطيور لكي لا تعبر الحدود و ترى الوان الحياة الزاهية خلف قضبان سجن الوطن الكبير.

انها قرية صوريا الكلدانية ، تلك البقعة الرائعة من بلاد النهرين .. الجميلة بأهلها و عشبها و نسيمها و ربيعها. إنها قطعة من الجنة أهديت لهؤلاء البسطاء الكرماء الطيبين الذين لا يردون سائلاً أو محتاجاً الاّ و أدخلوا الفرحة و الأمان في قلبه و قضوا له حاجته و ودعوه بسلام الرب.

في قرية صوريا لم يكن هناك مركزاً للشرطة ولا كاهنا مقيماً في الكنيسة لأن أهلها اناس مسالمين و يعيشون حياتهم بمحبة الرب و الأيمان الصادق ، فلم تكن لديهم مشاكل او خلافات الاّ ما ندر أو صغر منها.

إن ما حدث يوم السادس عشر من ايلول عام 69 كان عرسا دامياً للأفكار الشوفينية  و رصاصةً في قلب الإنسانية هُدمت فيه آمال و أماني عشرات من العوائل الكلدانية لتصبح ضحية  لنزوة الشر في قلب جانٍ محترف الإجرام دخل كذئبٍ غاشمٍ بين خراف الأيمان و دعاة السلام  لا ترده عن غيّه أحاديث الكاهن القدسية و لا توسلات النساء و الكهول ولا دموع الأطفال البريئة.
فقد كانت رصاصات الغدر و الشر أقوى من جموع الخير و المحبة في زمن الظلم و ارهاب الدولة المنظم و القتل الجماعي اللامبرر...

سَقيتِ ثراك يا صوريا منذ سبعة و اربعين عاماً خلت بدماء زكية طاهرة من أوردة الأطفال و النساء و الشيوخ و أخضّرت مشاتل الأماني بعد الصبر و بسقَ فجرٌ جديد  و دحر الطاغي الآثم.
فكلُ برعمٍ سيحكي قصة ليلى وذلك ألشرير ، وكل حجرٍ سيحفظ للتاريخ سيرة الجناة ، وكل ذرة من ترابك ستصبح تذكاراً مدوياً يطارد القتلة في أحلامهم و بقايا ضمائرهم.

المجد و الخلود لشهداء صوريا و كل شهداء الكلدان و العراق.

7
                     مصير بَلدات سَهل نينوى بعد تحريرها

سعد توما عليبك
ملبورن/ استراليا


    نسمع و نقرأ بين الفينة و الأخرى، و عبر وسائل الإعلام المختلفة آراء متضاربة حول ما يؤول اليه مصير سهل نينوى و بلداته المسيحية الأيزيدية الشبكية، فالأكراد يعتبرون سهل نينوى منطقة متنازع عليها بين اكراد الإقليم و عرب المركز من حيث تبعيتها الجغرافية، الأكراد يعتبرونها جزءاً مستقطعاً من جغرافية كردستان الجنوبية، و الحكومة المركزية تعتبرها جزء من الأراضي العراقية و يجب ان تبقى تحت حكم المركز بغداد. و الغريب في هذا الصراع غياب الإحترام لأصحاب المنطقة الشرعيين و التاريخيين من الكلدان و السريان و الأيزيديين و الشبك و العمل على السيطرة على مقدراتهم عن طريق شراء ذمم من يدعي تمثيلهم من الراكضين وراء مصالحهم و مناصبهم الخاصة.
الوعود التي يطلقها المسؤوليين الحزبيين في اقليم كوردستان حول تحسين أوضاع سكان و بلدات سهل نينوى بعد الحاقهم بالإقليم ليست كافية و لا مضمونة، فليس هناك ضمان لوعود السياسيين، ولا يمكن لشعب أن يعتمد على الوعود فقط، ولو الحقت منطقة سهل نينوى بالإقليم فسيبقى مصيره خاضع لحكومة الإقليم،  و لو سارت الأمور بهذه الطريقة الساذجة و دون وثبة حقيقية لسكان سهل نينوى من أجل تقرير مصيرهم، فإن مصير أراضي بلداتهم لن يكون بأحسن من مصير اراضي المناطق المسيحية الموجودة ضمن اقليم كوردستان كعنكاوا و شقلاوا و غيرهما، حيث تم التصرف بها بأوامر من السلطات العليا في الإقليم و بسرعة فائقة و بإسلوب عشوائي غير منصف لأصحابها بالرغم من الدعوات و المحاولات السلمية المستمرة لسكانها لوقف التصرف الإنتقامي لأراضيهم التي ورثوها عن أجدادهم، و لكن دون جدوى، الى ان فقدت تلك البلدات خصوصياتها القومية و الدينية، ونجد اليوم بأن خير ما يفكر به شبابها هو الهجرة بإتجاه الغرب أملاً في أيجاد مستقبل أفضل و أأمن له.

ما هو الحل:
إن محاولات بعض الجهات السياسية في فرض عملية الإستفتاء على سكان بلدات سهل نينوى من الآن يعتبر تجنياً و تجاوزاً صارخاً على حقوقهم في تقرير مصيرهم، لأن وضعهم الغيرلا مستقر كمهجّرين لا يساعد على ذلك وهم يعانون من شتى انواع العوز، و يمرّون بحالة نفسية صعبة و خاصة عندما يفكرون بالعودة الى مناطقهم و يرون بيوتهم و ذكرياتهم أصبحت أطلال بيد عصابات الدواعش. و عليه فإن أية عملية استفتاء لو فرضت عليهم الآن ستكون ناقصة للشرعية.
و في الوقت عينه يفترض بأن يقوم الخيرين و المثقفين من أصحاب الشأن و من كافة الفئات من سكان سهل نينوى بتأسيس (مجلس سهل نينوى) متكون من كل مكونات المنطقة على ان يتم استبعاد السياسيين المرتبطين باجندات الأحزاب الكبيرة سواءً في الإقليم أو في المركز، و يركز هذا المجلس في عمله الجاد حول النقاط التالية:

1/ أن يبقى سهل نينوى تحت الحماية الدولية لمدة لا تقل عن خمسة سنوات، الى ان تستقر امور سكانه بعد تعمير بلداته و عودة  سكانها الى أعمالهم و وضائفهم، عندها يكون قرارهم صائباً و دون ضغوط خارجية عندما يستفتون على خيارات كيفية ادارة مناطقهم، سواءاً بتبعيتها للمركز، او لإقليم كوردستان وفق شروط محددة، أو ابقائها كإقليم قائم بذاته.

2/ تسليم ادارة سهل نينوى الى (مجلس سهل نينوى المؤقت) و من ثم اجراء انتخابات نزيهة لإنتخاب (مجلس سهل نينوى) و بنفس طريقة و توقيت مجالس المحافظات العراقية.

3/ مطالبة الأمم المتحدة و الدول المانحة للمساعدات و الحكومة المركزية على دعم بلدات سهل نينوى من أجل تنفيذ مشاريع انتاجية و خدمية و سياحية فيه.

4/ انشاء مطار خاص في احدى بلدات سهل نينوى لتأثيره الإيجابي في سرعة تطور المنطقة و دعم اقتصادها.

5/ الإستعانة بالخبرات الجيولوجية العالمية و المحلية من أجل اجراء مسح شامل للمنطقة و التعرف على ما موجود فيها من خيرات طبيعية كالنفط و المعادن.

6/ تشجيع الإستثمار الخارجي في بلدات سهل نينوى و الذي يؤدي الى تقليل البطالة فيها و تقوية اقتصادها.

و عندما تسير الأمور بهذا الإتجاه فحتماً ستبقى المنطقة محل أنظار المسيحين المهاجرين من اجل التواصل معها ، او حتى للرجوع و العيش فيها.
أني أرى لو كانت هناك همّة و نشاط في العمل الجاد بهذا الإتجاه بعيداً عن المصالح الشخصية و الفئوية، فإن المرحلة الحالية مواتية جداً لبداية موفقة في الطريق الصحيح، فالمسيحيين بكافة تسمياتهم القومية و معهم الأيزيديين و الشبك ليسوا بأقل من بقية مكونات الشعب العراقي الأخرى لينعموا بحقهم في تقرير مصيرهم كما يريدون.

8
            هل يحق للبطريركية الكلدانية أن تُجرّد الأب نوئيل كوركيس كلدانيته؟

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com

   بتاريخ 28/07/2016 نشر موقع البطريركية الكلدانية توضيحاً حول موضوع (الأب نوئيل كوركيس الذي خدم الكنيسة مدة 27 عاماً) موقعاً من قبل المطران شليمون وردوني المدبر الرسولي لأبرشية مار بطرس الكلدانية في سان دييغو الأمريكية جاء فيه:
إخوتي اخواتي الاحبّاء مؤمنو ابرشية مار بطرس الكلدانية
    أودّ أن أوضح لكم أمراً قد يؤلمنا جميعا لأنه يخص الكنيسة وسمعتها إذاً يخص كل واحد منا. كما أنّه متعلّق بالحقيقية لأن اشاعات الطابور العاشر هي ضد الحقيقية فعلينا أن نوضح كل شيئ لئلاّ تُنشر الأكاذيب التي تغطي الحقيقة وتشكّك المؤمنين. يجب أن تعرفوا الحقيقة من المنبع ولا يغشّكم احد.
    لقد تمَّ اعفاء القس نوئيل كوركيس من الخدمة الكهنوتية في الكنيسة الكلدانية فقط لأنه تكلم كثيراً وبطريقة غير لائقة بكاهن خادم المسيح. لقد عبر حدود اللّياقة واهان رئيس كنيستنا بكلامه…
    قلنا له بأن يُفتّش عن كنيسة غير الكنيسة الكلدانية للعمل فيها فلم نطلب منه العودة إلى العراق كما قال في وسائل الاعلام فإذا كان صادقاً فلينشر الرسالة في الاعلام.
    كما لا يحق له قانونياً الاحتفال بالقداس حسب الطقس الكلداني ولا في بيوت المؤمنين وان استمر فسوف تُتخذ بحقه الاجراءات القانونية كما هي في الحق القانوني لان ما يقوم به هو زرع الفتنة والانقسام ونحن نريد المحبة والوحدة.

 + المطران شليمون وردوني
 المدبر الرسولي لأبرشية مار بطرس الكلدانية
الرابط:

 http://saint-adday.com/?p=13981

و التوضيح أعلاه يبين لنا ثلاثة نقاط مهمة لنعطي فيها رأينا:
 النقطة الأولى: يؤكد التوضيح بأن اعفاء الأب نوئيل هو بسبب خلاف شخصي بينه و بين رئيس الكنيسة الكلدانية (البطريرك مار لويس ساكو).
و في رأي الشخصي كان المفروض بالبطريرك أن يقلب إجراءاته بهذا الخصوص بإتجاه آخر يكسب فيها وُد هذا الكاهن و مؤيديه و يبعد الأبرشية عن شبح التقسيم و تشكّك المؤمنين، أي أن يقوم البطريرك بإصدار عفو عن كل من يظنه قد أساء أليه في السابق عملاً بتعاليم الرب، و بذلك يقفل ملف أبرشية مار بطرس بطريقة سلمية، عندها سيستقبل جميع المؤمنين هذا العفو برحابة صدر وهم يثنون على تقليد البطريرك للمخلص يسوع المسيح في هذا المجال، فيسوع قد تحمّل أنواع الإهانات و العذابات في حياته البشرية لكنه في النهاية سامح الجميع و طلب من ربه أن يرحمهم.
قداسة البابا الراحل، يوحنا بولص الثاني هو أيضاً قد سامح من حاول اغتياله، و من ثم زاره في سجنه و صلّى من أجله.
فأين غبطة أبينا البطريرك من كل هذا؟ وهل بإعفائه ستزداد الكنيسة قوة و ثباتاً ؟

النقطة الثانية: جاء في التوضيح : " قلنا له بأن يُفتّش عن كنيسة غير الكنيسة الكلدانية للعمل فيها"
فالراهب أو القس عندما أعفي عن خدماته في أبرشية ما، فإن علاقة الأبرشية به تنتهي عملياً و إدارياً و بذلك ليس من حق الأبرشية أن تقترح عليه ما الذي يفعله بعد ذلك، يعمل ام لا يعمل، و في أية كنيسة يعمل إن أراد. علماً إن من حق أية أبرشية كلدانية خارج العراق أن تستدعيه ليمارس فيها حقه الطبيعي ككاهن كلداني و من دون حاجة الرجوع الى ابرشية ماربطرس أو البطريركية الكلدانية.

النقطة الثالثة: جاء في التوضيح هذا المقطع " كما لا يحق له قانونياً الاحتفال بالقداس حسب الطقس الكلداني ولا في بيوت المؤمنين وان استمر فسوف تُتخذ بحقه الاجراءات القانونية كما هي في الحق القانوني لان ما يقوم به هو زرع الفتنة والانقسام ونحن نريد المحبة والوحدة.".
هل هناك من يستطيع أن يطّلعنا على النص القانوني الذي يمنع من هم خارج ابرشيات البطريركية الكلدانية من الاحتفال بالقداس الكلداني؟
يعني ممنوع أن يحتفل الكاهن الآثوري بالقداس الكلداني اذا اراد، و ممنوع ان يحتفل الكاهن اللاتيني بالطقس الكلداني إن أراد .. وهلم جرا....!!!! و هل الطقس اكلداني أنزل من الرب على البطريركية الكلدانية خصيصاً؟؟
و ماذا إذا آمنت مجموعة من خلفية غير مسيحية بالمسيح وقبلته مخلصاً و رباً لها، ثم بدأت تجتمع في بيت احدهم كل اسبوع لتحتفل بالقداس حسب الطقس الكلداني؟؟ ما هو القانون الذي يمنعهم من ذلك؟ و ما هي إجراءات الكنيسة الكلدانية ضدهم؟.
يبدو بأن سيادة المطران شليمون وردوني و إعلام البطريركية قد نسيا بأن الأب نوئيل أمريكي الجنسية و كلداني القومية ، و إن القانون يسمح  له و لمن معه بأن يؤسسوا لهم كنيسة خاصة بهم ، و يصنفونها بالكلدانية أيضاً، حالها كحال أية مؤسسة اجتماعية او ثقافية في البلد. فإذا كانت هناك مثلاً جمعية بإسم جمعية أكد الكلدانية، فمن حق أية مجموعة أخرى أن تؤسس و تسجل لها جمعية تحت اسم جمعية أور الكلدانية..... و لو فرضنا بأن الأب نوئيل مع مجموعة من المؤمنين قدموا طلباً رسمياً لتأسيس و تسجيل كنيسة تحت اسم ( كنيسة بابل الكلدانية)، فإن القوانين المتّبعة في البلد ستسمح لهم بذلك حتماً.

ملخص الكلام بأن ابرشية ماربطرس و البطريركية الكلدانية قد يتمكنّا من إعفاء الأب نوئيل من ممارسة حقه فيهما، لكن ليس من حق كائن من كان و ليس من حق أية مؤسسة دينية أو غير دينية من أن تسلبه حقه في قوميته و تجرّده من كلدانيته.
أما من يريد الوحدة و يتعامل بالمحبة ولا يريد للكنيسة الإنقسام...يجب ان يراجع قراراته بكل شجاعة و يُبعد الأمور الشخصية عن الأمور الكنسية.
.


9
      هل سيتمكّنون من وضع الرابطة الكلدانية على السكة الصحيحة كما يدّعون؟

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
ملبورن  16/07/2016


    بعد تسنم مار لويس ساكو سَدّة البطريركية الكلدانية في  شباط 2013، بدأ يلمّح و يصرح من خلال لقاءاته و بياناته عن حاجته و رغبته في تأسيس رابطة كلدانية على غرار الرابطة المارونية و الرابطة السريانية، و كان يتحدث عن ضرورة هذه الرابطة للشعب الكلداني، و من ثم دورها في خدمة الشعب المسيحي عموما، و هنا يقفز أمام القلم سؤالٌ يأبى الاّ أن يحشر نفسه بين السطور وهو: إن كانت هذه الرابطة بهذه الضرورة و الأهمية للشعب الكلداني، لماذا احتفظ غبطته بفكرة تأسيس و تفعيل الرابطة طوال هذه السنين و لم يفصح عنها الاّ بعد تسنمه منصب البطريرك؟ و هو يعلم بأن الرابطة السريانية تأسست في العام 1975 و الرابطة المارونية تأسست في العام 1952؟؟، و لماذا لم يدعم - ولو معنوياً، اي نشاط أو تنظيم قومي كلداني قبل ذلك؟؟.
على كل حال تمكن غبطة مار ساكو من تأسيس الرابطة الكلدانية بتاريخ 3 تموز 2015 من حوالي 56 شخصاً، بعد أن هيأت البطريركية كل المستلزمات الضرورية من أجلها، من قاعات و إعلام و دعاية و مصاريف، بالإضافة الى إقناع عدة مطارنة و قساوسة لدعمها مادياً و معنوياً، و من ثم دعوة بعض المؤيدين لمشروع البطريرك لحضور مؤتمر تأسيسي لها. و قد ساد في حينها بين الكلدان جوٌ من السجالات و الإنتقادات حول رفض البطريرك لطلب حضور العديد من الشخصيات الكلدانية، و كذلك حول ارساله لدعوات خاصة للبعض الآخر ، بالإضافة الى نوعية الشخصيات الحاضرة و إنتماءاتهم و أدوارهم السابقة تجاه القومية الكلدانية و العمل القومي الكلداني، و هنا استطيع أن أصنّف الحاضرين لمؤتمر الرابطة الى اربعة فئات:

الأولى: فئة رجال الدين، من مطارنة و قساوسة و شمامسة يتقدمهم غبطة البطريرك مار ساكو.
الثانية: فئة المنتمين الى الأحزاب و التنظيمات السياسية بأنواعها.
الثالثة: فئة من المهتمين بالشأن القومي الكلداني ممن لهم مشاركات سابقة في هذا المجال.
الرابعة: فئة ليس لها إلمام و لا إهتمام في المجال القومي الكلداني، مشاركتها رمزية من اجل الجلوس مع البطريرك و إثبات ولائها له.

بطريقة او بأخرى، عُقد مؤتمر الرابطة و خرج المؤتمر ببيان يحدد فيه مراكز أعضاء الهيئة التأسيسية التي تعمل لمدة سنة...( علماً هناك اعضاء من داخل المؤتمر لم نسمع عنهم شيئاً و لم يُذكروا في أية لجنة للرابطة... لماذا شاركوا؟ و هل اُستُبعدوا مجبرين أم ابتعدوا راغبين؟ ربما سيكشفون الأمر لنا في المستقبل.
 و قد تبرعت الكنيسة الكلدانية من خلال البطريرك و بعض المطارنة بمبلغ 55 الف دولار و كانت كالآتي: اذ تبرعت البطريركية الكلدانية بمبلغ 20000$ و تبرع البطريرك ساكو شخصيا 5000$  ،بالاضافة الى10000$ بأسم مطرانية مار توما في امريكا، و10000$ من ابرشية اربيل للكلدان و5000$ من ابرشية كركوك، 5000$،من المطران شليمون وردوني . .

الرابطة بشكل عام منذ تأسيسها و لحد اليوم ترافقها تناقضات و إجتهادات مختلفة واضحة لكل متابع، و بإعتراف بعض من فاتحناهم من اعضاء هذه الرابطة، و لكن أكثريتهم يتحججون بحجج مختلفة، و يبررون وجودهم فيها بأن لهم هدف اصلاحي، و يعّولون على المؤتمر القادم للرابطة من أجل إجراء التغيرات اللازمة فيها، و من هذه الإصلاحات و التغيرات التي يوعدون بإجرائها نذكر:

أولاً: استبعاد من كان له دور سلبي سابق في معادات القوميين الكلدان و مسخ القومية الكلدانية من المراكز الإدارية الرئيسية.
ثانياً: الغاء منصب المرشد الروحي للرابطة.
ثالثا: رفض اعتبار عيد مار توما الديني كعيد قومي كلداني، و اختيار مناسبة من التاريخ ان كان ذلك ضرورياً.
رابعاً: عدم السماح للبطريرك و المطارنة بالتدخل في شؤون الرابطة الداخلية و قراراتها، اقتصار دورهم على دعم الرابطة و مساندتها عند الضرورة، أو الإنتماء اليها بشكل رسمي كاي عضو كلداني آخر إذا رغبوا . اي بمعنى آخر سحب الرابطة من وصاية البطريرك و البطريركية.
خامساً: عدم فتح مراكز و مقرات للرابطة في الكنائس و المرافق الدينية.
سادساً: عدم المس  بالثوابت الكلدانية، التسمية القومية الكلدانية، اللغة الكلدانية، العلم الكلداني، النشيد القومي الكلداني، رأس السنة الكلدانية البابلية و غيرها.
سابعاً: الغاء الإنتماء الديني من شروط الإنتساب.
ثامناً: مفاتحة القوميين الكلدان (القومجية- حسب وصف غبطة البطريرك) المعروفين و ممن لهم أدوار مشّرفة في هذا المجال خلال العقود الماضية و طلب مشورتهم بخصوص الرابطة.
تاسعاً: أن لا تتدخل الرابطة في شؤون المؤسسات الكلدانية الأخرى القائمة، فهي ليست بديلة عنها، و أن لا تزاحمها في نشاطاتها، و إنما ان تبحث في مجالات أخرى من النشاطات.
عاشراً: عدم التهرب من أسئلة و استفسارات الكتاب و المثقفين الكلدان بخصوص الرابطة و الإعتماد على المتمكنين ثقافياً و إعلامياً في ذلك، و نبذ روح العداء و الكراهية مع من لا يرغب العمل في الرابطة لأي سبب كان.

إذاً في الوصايا العشرة ألمذكورة أعلاه يوجد معظم المطلوب تغييره في الرابطة الكلدانية لكي يجلس قطارها على السكة الصحيحة، و حسب وعود بعض أعضائها كما قلنا... فهل سينجح هؤلاء الواعدون في هذه المهمة؟؟.
قبل أن نستلم نتيجة محاولات أصحاب الوعود الوردية بعد المؤتمر القادم للرابطة، و الذي سيكون في الأول من أيلول القادم، هناك بعض الآراء و الإستنتاجات بموجب المعطيات و المعلومات المتوفرة، و من خلال مسيرة الرابطة لحد اليوم، تعطينا انطباعاً أولياً عن مدى إمكانية احداث أي تغيير مهم في الرابطة، و من هذه الآراء:

الرأي الأول: إن الأعضاء أصحاب الوعود بالتغيير اعدادهم قليلة، و جُلّهم يجلسون في المقاعد الخلفية للرابطة، و عليه فمن الصعب أن تُأخذ آرائهم و مقترحاتهم بجديّة. كما إنه من المحتمل جداً بانهم (أي أصحاب الوعود) قد إبتدعوا فكرة محاولة إجراء الإصلاحات تفادياً للإحراج لما موجود من تناقضات في مسيرة الرابطة و نظامها الداخلي المثير للجدل، و كذلك نتيجة للضبابية التي رافقت تأسيس الرابطة ، لذلك قد لا يكونوا هُم جادّين في ما وعدوا.

الرأي الثاني: إن غبطة البطريرك و بعد كل ما بذله من جهود شخصية و تبرع بأمواله الشخصية و أموال البطريركية، من الصعب جداً أن يسمح بأن يُسحب بساط الرابطة من تحتهِ، و خاصة الرابطة و اعضائها يدعمانه في كل خلافاته الكنسية و الشخصية مع بعض المطارنة، و سوف لن يتردد في إستخدام نفوذه و موقعه من أجل إبقائها تحت وصايته ولو بطريقة غير مباشرة، و ذلك عن طريق ترشيح و زج  اشخاص موالين له في المواقع الأمامية منها على أقل تقدير، و الإبقاء على المرشد الروحي في تشكيلاتها .

الرأي الثالث: ألأكثرية المطلقة لأعضاء الرابطة الحاليين إنضمّوا اليها لأنها  مؤسسة البطريرك المدلّلة، هيبتها من هيبة كرسي البطريرك، و وجودهم فيها مرهون بتبعيتها للبطريرك ، فلو سحب البطريرك يده منها لأي سبب كان، بذلك ستفقد الرابطة هيبتها، وهم- اي الأعضاء- سينسحبون منها الواحد تلو الآخر. و عليه فهؤلاء الأعضاء سوف يعملون كل ما بوسعهم بأن لا تصبح الرابطة مستقلة في قراراتها عن البطريرك و ارتباطها المباشر به، طالما هم موجودون فيها.
الرأي الرابع: من بين أعضاء الرابطة من يريدها مغلقة لمجموعة محددة من الأعضاء، و لفئة معينة من الكلدان، خوفاً من أن يتزاحم الآخرين على مراكزهم فيها، و عليه فإنهم سيعملون على عدم المس بضوابتها الأساسية لإبقائها مغلقة و على قياسهم الى حدٍ ما.

على كل حال، اذا لم يتمكن هؤلاء من عمل أي تغيير في الرابطة الكلدانية كما يوعدون ، و هذا هو الإحتمال الأكبر، ماذا سيفعلون بعد ذلك؟.







10
                       عناوين متفرقــــــــــــ 6 ـــــــــــــة    

سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com
24/08/2015

 
1/  بعد تظاهرات العراقيين، و اجراءات الإصلاح الحكومي، سيحتاج العراقيون الى جولة أخرى من التظاهرات بعد سنة، لإكمال الإصلاحات.

2/ من أجل تفعيل دور رجال الدين في القرن الواحد و العشرين ، وخوفاً على المصلحة العامة للشعب، يقترح أحدهم تعيين مرشد روحي الزامي في كل مؤسسة غير كنسية من أجل زيادة اللحمة القومية المعاصرة !.

3/ تصنيف العقلاني و اللاعقلاني في دماغ اللاعقلاني.

4/ موسوعة غينس تبحث عن شخص يتحدث بمعدل خمسة دقائق في السنة عند مزاولته لمركز وظيفي مرموق.!!.
... هنا يكون السكوت أغلى من الذهب!.

5/ مشروع جديد، فيه كلٌ يغني على ليلاه و يبحثٌ عن ذاته الضائعة.

6/ البطريرك ساكو يدعو ساسة العراق الى صياغة مبادرة المصالحة الوطنية عبر الحوارات " المعمقة".
و نحن ندعو غبطة البطريرك ساكو الى صياغة مبادرة المصالحة داخل الكنيسة الكلدانية عبر الحوارات "المعمقة جداً" و النابعة من المحبة و الإيمان المسيحيين.

7/ عضو برلمان من جماعة (شعبنا) يقول: إذا لم يعطونا حقوقنا (يقصد الأكراد في لجنة كتابة الدستور) فسنأخذها بالقوة..!..
 يا سلام... ، و لإستخدام القوة، بالطبع سيحتاج الى عضلات ....و شجاعة.

8/  إقليم كوردستان على صفيح ساخن، و البعض نفذ صبره و تحمّله في البقاء هناك.!.

9/ تصريحات بعض مطارنة الكلدان الأجلاء الأخيرة تعتبر تدخلاً مباشرة في السياسة و في الصراع السياسي القائم في إقليم كوردستان، يا ترى ما رأي غبطة أبينا البطريرك في ذلك؟.

10/ برلمانيو الكوتا في إقليم كردستان، مخيّرون أم مسيّرون؟. 

11/ حكمة يابانية تقول " إذا عرض احدهم عليك فكرة معوَجّة فأفضل الطرق لإثبات اعوجاجها هو ان تضع الى جانبها فكرة مستقيمة، فهذا يوفر عليك كثيراً من الوقت و العناء و الجدل.
 و بالرغم من وجود الفكرة المستقيمة، فالبعض مازال متمسكاً بالفكرة المعوّجة و يقول عنها بأنها مؤقتة .... ربما الى حين يطير الفيل.!.

الى اللقاء


11

   آراء و مقترحات الى إدارة عنكاوا.كوم الموقرة        
 
 إن المتابع الجيد لموقع عنكاوا.كوم و باقي المواقع المهتمة بأخبار المسيحيين العراقيين بشكل خاص، من الكلدان و الآثوريين و السريان، يلاحظ حتماً وجود حالة من التراجع في هذا الموقع، ليس بخصوص الأخبار العامة التي يزود بها المراسلون ، و إنما بالنسبة الى عدد الكتاب(1)، و نوعية الكتابات(2)، بالإضافة الى الدور السلبي لمداخلات اصحاب الأسماء المستعارة(3). و سأحاول قدر الإمكان التركيز على النقاط الثلاثة أعلاه آملاً من أن تولي ادارة الموقع هذا الموضوع اهتماماً خاصاً و تعمل بإتجاه إيجاد الحلول الناجحة و الملائمة له ، و فالنتيجة النهائية ستنصب حتماً في خدمة الموقع و تطوره.

1/ عدد كتاب الموقع، و أقصد بهم من المهتمين بالشأن المسيحي و القومي من ابناء شعبنا من الكلدان و الآثوريين و السريان.
حيث نلاحظ تقلص عددهم في هذا الموقع مقارنة بما كان عليه قبل عقد من الزمن، و السبب في رأي الشخصي يعود الى سياسة (بعض الإداريين أو أحدهم)، و ليست بسبب سياسة الموقع. فسياسة الموقع ثابتة و مبنية على قواعد و شروط النشر الثابتة منذ اكثر من عشرة سنوات،و يفترض بأن تشمل تلك الشروط كل كاتب أو صاحب موضوع للنشر، أما سياسة الإداري فهي قد تتغير أحياناً تجاه بعض الكتاب حسب ميوله السياسية و الفكرية، و التي يفترض بأن يحتفظ بها لنفسه دون أن يجعل منها مسطرة في قياس صلاحية و مقبولية المواضيع المنشورة، و من ثم اتخاذ قرار بحذف بعض الكتابات و لتصل الى منع بعض الكتاب من النشر.
و من خلال معلوماتي الخاصة استطيع أن اجزم بأن السيد أمير المالح شخصياً ليس اليد المنفذة لأكثرية هذه الحالات بالرغم من كونه مدير الموقع.
علماً يوجد هناك اسماء بعض الأشخاص كإداريين في بعض حقول المنتديات، إلاّ انهم لا يمتلكون (الكود او الصلاحية) في حذف المنشورات أو إيقاف الكتاب.
الإقتراح: اقترح بأن يقوم الأخ أمير المالح بعمل جرد بسيط خلال العشرة سنوات الماضية ليحدد اسماء الكتاب الذين هاجروا أو هُجّروا من الموقع، و ليرسل لهم رسالة خاصة يدعوهم الى العودة الى الكتابة في موقع عنكاوا.كوم بكل حرية و حسب شروط الكتابة، و أن يتابع أمور حذف الكتابات و منع الكتّاب بنفسه إن استوجب الأمر، دون ان يعطي هذه المهمة لغيره.

2/ نوعية الكتابات (المقالات و الأخبار): صحيح إن ألنسبة العظمى من الكتابات تتناول الشأن القومي و السياسي و الأجتماعي للكلدان و الآثوريين و السريان، سواءً في الوطن أو في المهجر، لكني ارى ضرورة أن ينصب جانب من اهتمام الموقع و الكتّاب بالوضع في اقليم كوردستان و في كافة المجالات. حيث الآن النسبة العظمى من المسيحيين يعيشون في اقليم كوردستان، و عليه فالتحركات العسكرية على حدود الإقليم و الوضع الاقتصادي و السياسي فيه كلها تؤثر مباشرة على ابناء شعبنا هناك.
 لذا أقترح ضرورة أن يتابع الموقع بالمجريات في الإقليم من خلال نقل الأخبار و الأحداث اليومية في منتدى خاص كأن يكون (منتدى إقليم كوردستان)، كما أقترح بأن تتصل إدارة الموقع ببعض الكتاب الأكراد المعروفين و على إختلاف انتماءاتهم السياسية، و الذين يكتبون بالعربية، بهدف نشر كتاباتهم و مقالاتهم في الموقع لكي نناقشهم و يناقشوننا حول محتواها.

3/ الأسماء المستعارة: وهي علّة الموقع.
من خلال اطلاعنا على ردود و مداخلات اصحاب الأسماء المستعارة، نلاحظ وجود حالة عدم الرضا من قبل الكتّاب المعروفين على تلك الردود و أصحابها، حيث غالبيتها تستخدم لهجة خشنة، و كذلك تعمل عن قصد على تحويل النقاش بإتجاه آخر مغاير للموضوع الأصلي ، وغالباً ما تصل النقاشات الى ردود مملة للجميع.
و ربما تسمح ادارة الموقع بالكتابة بأسماء مستعارة لأسباب عديدة منها:
أ/ يتحجج بعض اصحاب الأسماء المستعارة بخوفه على حياته و حياة أقاربه من انتقاده للسلطة في زمن النظام السابق ، و نفس الشيء في هذا الزمن حيث الدواعش و الميليشيات.
ب/ كثرة عدد الأسماء المستعارة ، تؤدي الى زيادة عدد زوار الموقع في اليوم الواحد و يجعله من المواقع الفعالة و ذات شعبية حسب مقياس عدد الزوار.
ج/ وجود ردود بأسماء مستعارة على مقالات الكتّاب تجعل من المنتديات عموماُ و المنبر الحر بالخصوص في حالة من الحركة و النشاط بحيث تكسب المزيد من القراء أو أن يزور القاريء الموقع أو نفس المنبر لأكثر من مرة في اليوم.
علماً ان اصحاب الأسماء المستعارة فيهم من القياديين السياسيين، و فيهم من الكتّاب المعروفين، و فيهم ربما حتى من الإداريين حسب شكوك أحد المتابعين في إحدى رسائله إلي.
إن إيجاد حل مناسب للأسماء المستعارة من قبل إدارة الموقع ، ستكون خطوة مهمة للإرتقاء بالموقع و تطويره. وأدناه بعض الحلول و المقترحات:
أ/ منع الأسماء المستعارة من النشر كلياً كما تفعل بقية المواقع المشهورة.
ب/ فتح منتدى خاص للأسماء المستعارة يسمح لأصحابها بالكتابة في هذا المنتدى فقط دون التشويش على الآخرين.
ج/  وهذا أضعف الإيمان، في أن يخير كاتب المقال في المنبر الحر مثلاً بأن يسمح أو لا يسمح بالردود من قبل أصحاب الأسماء المستعارة.
أي أن يكتب في نهاية المقال ملاحظة: "رجاءا عدم الرد بالأسماء المستعارة".
و على ادارة الموقع تولي مهمة محاسبة اصحاب الأسماء المستعارة التي تخالف خيار الكاتب المعروف.

تحياتي و تقديري
سعد توما عليبك
ملاحظة:  رجاءاَ عدم الرد بالأسماء المستعارة مع الشكر.



12
  الى د. منى ياقو المحترمة، والى أعضاء لجنة إعداد دستور إقليم كوردستان المحترمين

الموضوع: الكلدان في دستور إقليم كوردستان

تحية كلدانية

     يعلم العراقيون قبل غيرهم ، بان الكلدان هم السكان الأصليين لبلاد ما بين النهرين، و تمتد جذورهم الى عمق التاريخ، الى أبعد من الملك الكلداني البابلي الشهير (نبوخذنصر) باني الجنائن المعلقة، لتمر تلك الجذور بأكد وملكها سرجون، و أوروك ، ثم  أور أبي الأنبياء (ابراهيم) المعروفة بأور الكلدانيين ، لتصل الى مطلع الحضارة في (أريدو) و التي كانت تكتب مقطعياً (نون كي) و التي تعني باب الحياة.
إستمر تاريخ الكلدان منذ ذلك الوقت الى يومنا هذا ، بالرغم مما تعرض له هذا الشعب من حروب و مذابح و تشريد و تهجير على أيدي غزاة بلادهم من الأقوام الوافدة سواء أكانت طمعاً في أرضهم و خيراتها، أو من أجل فرض الأديان الجديدة عليهم بقوة السيف.
و الكلدان يتميزون بحبهم لكل مكونات الشعب العراقي و الكورستاني بكافة قومياته و أديانه و طوائفه، و هم يعتزون و يتباهون بوطنهم العراق. وهم يعيشون في كافة أرجائه من كوردستانه و وسطه و جنوبه.
بعد هذه المقدمة المختصرة ألا يستحق الكلدانيون، هذا المكون العراقي الأصيل في أن ينصفهم الدستور و يذكرهم و يذكر قوميتهم العريقة بكل فخرٍ و وضوح إسوة بباقي مكونات الإقليم؟ أم إن ذكرهم حرام؟.
منذ سقوط الصنم، دأبت بعض الأحزاب الشوفينية و بدعم من بعض الجهات المتنفذة على إقصاء المكون الكلداني من كافة حقوقه السياسية و القومية، و عملت على مسخ قوميته الكلدانية الأصيلة من خلال زجها بتسمية سياسية حديثة و هجينة (كلداني سرياني آشوري) بهدف استغلال الزخم العددي للشعب الكلداني الذي يبلغ حوالي 80% من مسيحيي العراق (عدا الكلدان المسلمين) لمصالح سياسية، وكذلك بهدف الغاء الخصوصية القومية للكلدانية لغايات في نفوس الحاقدين.

تفاجئنا قبل فترة بورود اسم السيدة  د. منى يوخنا ياقو كممثلة المسيحيين في لجنة إعداد دستور الإقليم، علماً بان المؤسسات الكلدانية السياسية و الثقافية و الدينية لم يكن لها أي رأي بخصوص ترشيح ممثل عنهم في هذه اللجنة، و على الأغلب بأن تعيينها جاء بفرض من قبل احدى الجهات المتنفذة في الإقليم.
و تفاجئنا ثانيةً قبل أيام عندما نشرت السيدة د. منى ياقو ورقة من إعدادها تحت عنوان (حقوقنا الدينية و القومية في دستور الإقليم) على الرابط أدناه: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,786669.0.html
متبنيةً في المادة(6) منها، التسمية اللاقومية و السياسية الاقصائية (كلداني سرياني آشوري) كبديل عن التسميات القومية الخاصة بكل مكون.

و الآن يحق لنا أن نسأل الأخت د منى يوخنا ياقو بعض الأسئلة، و نكون شاكرين لها لو أجابت عليهم بكل شفافية.

1/ إذا كان العراقيون يعرّفون أنفسهم قومياً على إنهم ( عرباً أو كورداً أو كلداناً أو تركماناً أو سرياناً أو ارمنيين أوآثوريين....الخ.) من هذه الأسماء الجميلة. فما هي قوميتك يا اختنا العزيزة؟ أكيد قوميتك واحدة من تلك القوميات الجميلة و ليست اثنتان أو ثلاثة و أربعة محشورة معاً في علبة سردين بقرار سياسي!.

2/ أستحلفك بالله و بكل مقدساتك، هل توجد قومية على وجه الأرض ببرِّهِ و بَحرِهِ و سمائِه، و حتى في كل كواكب مجرّة درب التبّانة، تسمية قومية قطارية (كلداني سرياني آشوري) التي تروجين لها؟.

3/ حضرتكِ مختصة في القانون،طيب و الف مبرك ، لكن كيف تقبلين بان تقرري مصير قومية عريقة كالقومية الكلدانية بدون إذن أصحاب هذه القومية (علماً حتى أصحاب القومية ليس من حقهم التلاعب بها لأنها تتعلق بتاريخ أجدادهم و من ثم سترثها أجيالهم القادمة)؟.و كيف تسمحين لنفسك بتبديل إسم قومي تاريخي بإسم سياسي مصطنع؟.
أ ليست عملية تغيير و تزوير التسميات التاريخية بهذه الطريقة جريمة بحق الإنسانية و التاريخ ؟ هل يقبل القانون الذي درستيه و تريدين تطبيقه على المجتمع بهكذا تصرف؟ أم إن المسألة فيها وجهة نظر؟.

4/ هل تستطيعين أن تكشفي للجميع عن الجهة التي تفرض عليك بان تدوّني التسمية الهجينة القطارية (كلداني آشوري سرياني) و التي لا يعترف بها لا الكلدان و لا الآشوريين ولا السريان في دستور الإقليم؟.
و أخيراً نرجو من الأخت د. منى يوخنا ياقو، و من كل الإخوة الأعزاء في لجنة كتابة دستور إقليم كوردستان، أن تقفوا مع الشعب الكلداني في مطلبه بذكر قوميته واضحة كما هي دون مزجها و زجها مع أية تسميات أخرى، مع اعتزازنا و احترامنا لكل التسميات القومية ، و نرجوا منكم  أن لا تجاملوا أية جهة سياسية على حساب الحقيقة و حق الشعوب و القوميات .ضعوا الله نصب أعينكم، حكّموا ضمائركم و أناملكم تدون دستور إقليم كوردستان، فعليكم تقع هذه المسؤولية التاريخية فكونوا بقدر هذه المسؤولية.

كما أوجه هذا النداء الى أبناء الأمة الكلدانية الغيارى و كافة مؤسساتنا القومية و السياسية و الثقافية، فنحن أمام إمتحان مصيري و علينا أن نعمل كل ما في وسعنا بهذا الخصوص، و أن نعبّر علناً عن عدم قبولنا بهكذا تجاوز على القومية الكلدانية و هكذا إساءة الى مشاعر الكلدان أينما تواجدوا.
إبعثوا برسائلكم و بيانتكم و مقالاتكم الى لجنة كتابة الدستور و الى كافة أعضائها ، إذ يبدوا بأن ممثلة المسيحيين ليس بمقدورها عمل شيء بخصوص قوميتكم ، فعسى أن ينصفنا الإخوة الكورد أعضاء هذه اللجنة إذا كانوا حقاً يؤمنون بحقوق الإنسان و القوميات في الإقليم.
ما ضاع حقٌ وراءُه مطالب، و الرب يوفقكم.

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
16/07/2015


13
              عناويــــن متفرقــــــــــــة -5-


بقلم: سعد توما عليبك
 saad_touma@hotmail.com

1/  ستة و خمسون (قومجياً) كلدانياً يأتمرون في عنكاوا برئاسة البطريرك، بينهم سياسيون و حزبيون من (زوعا) و (المجلس الشعبي)، و قد فاز هؤلاء الحزبيون بقيادة الرابطة بجهود الكلدان الغيارى.!!.


2/  قال أحدهم بأن كان هناك نبيٌ يلقب بـ (نبي  المشمش)، ربما ستكون هناك وحدة كنسية... بـ (المشمش) أيضاَ.

3/  مساكين هؤلاء البرلمانيين المسيحيين في إقليم كردستان، لهم رواتبهم و لكن ليس لهم إستقلالية القرار و التصويت.

4/  سمعنا من قبل بمصطلح ( مطارنة االشمال)، من سينوّرنا عنهم؟.

5/  كردستان العراق بإقليم واحد أم بإقليمين؟.

6/  في ردوده على مقالات أنترنيتية هزيلة يكتب: الأخ و الصديق و الأستاذ الباحث و الكاتب المرموق المبدع الشاطر و الحباب أبو العيون الكحيلة .. فلان  الفلاني لك التحية.. ,... ( يبدو في الأمر نفاق).

7/  موقعين الكترونيين خطهما البياني آخذُ في الصعود، وموقع آخر آخذ في النزول.

8/  بالأمس طلب مني ان يعيد نشر احدى مقالاتي عن العلم الكلداني، حباً بالعلم الذي كان يضعه خلف صورته الشخصية، و اليوم إنقلب مع المنقلبين!!. و سبحانه مغيّر الأحوال.

9/  في خبر قرأته في أحد المواقع، يقول هناك إتصالات من قبل (بعض) المؤتمرين لتغيير أعضاء في هيئة رئاسة الرابطة الكلدانية بسبب إنتمائاتهم الحزبية..( لا أعتقد سيسمح لهم بذلك)..

10/  شخص آثوري كان قيادياً في أشرس تنظيم آشوري ناكر للكلدان و القومية الكلدانية و لاغيهما من التاريخ و الجغرافيا ، و اليوم يكتب بأنه يخاف على الكلدان من صوت ( الإخوةالمطترفين الكلدان !) لأنه  الصوت الأقوى.... ( حقاً إنه رجل منصف).

11/  قال فكتور هيجو: بعض الناس كالبغال لا يعملون الا مسوّقين. (صح لسانك). 

الى اللقاء


14
         مرحى بالرابطة القومية الكلدانية

    بعد مرور اكثر من عام على قرار ابينا البطريرك مار لويس ساكو في  تأسيس رابطة كلدانية (كنسية قومية غير سياسية) خاصة بالشعب أو ( الأمة الكلدانية)، تم نشر مسودة النظام الداخلي للرابطة الكلدانية في موقع البطريركية، و تم تغييرها لعدة مرات ، ليسبب ذلك في تكثيف السجالات و الخلافات حولها، أدت الى تصدّع  صفوف ما تبقى من القوميين الكلدان، و حتى بين بعض الأصدقاء منهم ، لينقسموا الى قسمين:
 احدهما  عاطفي و مؤيد الى حد ما لكل ما تقره الباطريركية "البطريرك تحديداً" بدون قيد أو شرط كونه الزعيم الروحي و معتبرينه معصوماً من الخطأ! ،و كل قراراته الخاصة بالكنيسة و القومية و السياسة صائبة ولا تقبل الجدال . كما ظن هذا القسم بأن الأمر بالرغم من سلبياته  (قد) يؤدي الى تأسيس رابطة كلدانية حقيقية كما يتمناها الجميع.
 و القسم الثاني كان له نظرة بعيدة و استقراء منطقي للوقائع و المعطيات و الاستدلال العقلي بدون مجاملات، توصل مناصريه الى نتيجة شبه مؤكدة بأن الرابطة المنشودة و أسلوب طرحها و عرّابيها سوف لن تكون (قومية كلدانية)، و بالتالي سوف لن تخدم تطلعات الكلدان القومية، بل ستزيد الوضع الداخلي للكلدان تعقيداً و إنقساماً.
و بعد كل جهود البطريرك الخاصة و دعواته الشخصية للبعض ، لم يتمكن من اقناع أكثر من 60 شخصاً فقط، بضمنهم المطارنة و الشمامسة لحضور المؤتمر، مع مقاطعة واضحة لأكثرية المطارنة الأجلاء.
حيث كان بين الحاضرين شخصيات سياسية حزبية أيضاً، علماً بأن غبطة البطريرك أكد في أكثر من مرة بعدم قبول السياسيين و الحزبيين في رابطتة!.
و اليوم توقعاتنا لم تذهب سدىً بعد أن نشرت البطريركية البيان الختامي لمؤتمر الرابطة الكلدانية ( بدون نظام داخلي)، حيث شغل المناصب الرئيسية في الهيئة العليا للرابطة شخصيات سياسية لها نشاطها في كل من الحركة الديمقراطية الآشورية(زوعا) و المجلس الشعبي الآشوري و المنبر الديمقراطي الكلداني لتنتزع منها استقلاليتها و خصوصيتها الكلدانية.
و هنا لا يسعني إلاّ أن أتقدم بأحر التهاني و التبريكات الى الحركة الآشورية (زوعا) و المجلس الشعبي الآشوري و كل أعضاء تنظيم المنبر الديمقراطي الموحد بمناسبة فوزهم بقيادة الهيئة العليا للرابطة الكلدانية ، داعياً من الرب أن يوفقهم في أعمالهم خدمة للشعب المسيحي و الكلداني و القومية الكلدانية.
كما أهنيء غبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو على هئا الإنجاز التاريخي العظيم في تأسيسه لهذه الرابطة (الكنسية القومية المستقلة جداً !). و كان الرب مع الكلدان الصابرين.

سنعود

سعد توما عليبك


15
                             عذراً غبطة الباطريرك !

 غالباً ما ينصح المدرسين طلابهم بأن يقرأوا أسئلة الإمتحانات جيداً، و ربما لأكثر من مرة ليفهموا ما هو المطلوب في كل سؤال، و من ثم يقوموا بالإجابة عليها بدقة و بقدر المطلوب لا أكثر، كما ان بعض المدرسين الممتحنين و " المصححين" يتبنون نظام " الزائد كالناقص أو الخطأ يأكل الصح". و لهذا يعتبر فهم السؤال هو نصف الجواب ليس فقط في الإمتحانات، و انما في حياتنا العملية أيضاً.
كما نشاهد اليوم وجود العديد من برامج المسابقات في التلفزيون و القنوات الفضائية، و هي عبارة عن توجيه أسئلة للمشاركين فيها و تقدم للفائزين منهم جوائز قيمة و مبالغ مالية ضخمة. كما هناك برنامج آخر يعتمد على مدى تركيز المشاركين على الأسئلة المطروحة عليهم لأن الجواب المطلوب يكون موجود ضمناَ في السؤال نفسه.
إذاً بيت القصيد هو: إن فهم السؤال و التركيز على محتواه أمر ضروري جداً قبل الإجابة عليه. و لكن لا ندري كيف فات هذا الأمر بطريركيتنا الموقرة و لم تعرْ اهتماماً بهذه المسألة وهي محاطة بعدد لا بأس به من المستشارين و السوسيولوجيين و أصحاب الشهادات الجدارية و بعض كتاب الأنترنت حين استفسر زميلنا السيد ناصر عجمايا من غبطة أبينا البطريرك عن سبب تسمية قرى المنكوبين و المهجرين من المسيحيين في سورية بالقرى الآشورية بينما يسمي قرى الكلدان و السريان بالمسيحية!. ( الرابط الأول ).
و الجواب كما يقال " ما يرادلة روحة للقاضي" و لا استشارة السوسيولوجيين النطّاسين، فالجواب بسيط جداً، كأن يكون : ما أعرف ، زلة لسان، غلطة مطبعية، مو قصدي....،..أو أن يكون الجواب بأن الباحثين و العلماء لم يقرروا بعد الهوية القومية للكلدان فهم مسيحيون بدون هوية قومية الى حين!. أو أن تغض البطريركية النظر عن السؤال تماماً كباقي عشرات الأسئلة المعلقة بدون جواب، وينتهى الأمر.
و لكن فوجئنا  برد الباطريركيةالسريع والبعيد تماماً عن السؤال، حيث جاء بمقال طويل يشرح المساعدات التي قدمتها الكنيسة للمهجرين و المعوزين من المسيحيين و غير المسيحيين ضاربة بذلك عصفورين بحجر واحد. فالعصفور الأول هو الهروب من السؤال و تفادي الإجابة الصريحة و الوافية عليه، و العصفور الثاني هو بإعطاء إنطباع لدى القاريء البسيط  بأن السيد ناصر عجمايا هو بالضد من دعم الكنيسة للمحتاجين أيا كانوا !. و هكذا اسلوب بإتهام ضمني لا يليق بالبطريركية بتاتاً.(الرابط الثاني)
و في الوقت الذي نرجو من الباطريركية الموقرة توخي الدقة و الموضوعية في ردودها على أسئلة و استفسارات الرعية بعد فحص و تدقيق جيد لتلك الأسئلة لأن البطريركية ستبقى واجهة بارزة للأمة الكلدانية، يبقى السؤال المطروح بدون جواب شافي لحد الآن!.
ملاحظة: هناك أمر فيه نوع من الغموض وهو: هل كل ما يصدره إعلام باطريركيتنا الموقرة يتم الإطلاع عليه و تدقيقه من قبل غبطة أبينا الباطريرك أم لا؟ لأن هناك الكثير من التخبطات و المطبات الاعلامية تسيء الى مكانة البطريركية ورسالتها الدينية لا نعرف من يتحمل مسؤوليتها و الى متى ستستمر؟.
http://www.kaldaya.net/2015/Articles/03/04_MansourAjmaya2.html
http://saint-adday.com/permalink/7135.html

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com

16
                           عناويــن متفرقـــــة (4)


بقلم: سعد توما عليبك
 saad_touma@hotmail.com


1/ قبل اعلان النتائج النهائية للإنتخابات :
عاجل جداً!: القائمة الفلانية تكتسح جميع قوائم كوتا المسيحين في المركز الفلاني و تحصل على 15 صوتاً.! ، و القائمة الفلتانية تحصل على عدة آلاف من الأصوات في منطقة خالية من السيحيين!! ، و أخرى تحصل على آلاف الأصوات من كوكب المريخ..!! و مازالت عملية فرز الأصوات جارية في كوكبي المشتري و زٌحل!!........ يا سلام!.

2/  كوتا المسيحيين، أصبحت بدون طعم و رائحة، ولكنها مازالت تحتفظ بلونها الأخضر الجذاب و المشهي!.

3/  الفائزون بـ (لوتو) البرلمان ضمن كوتا المسيحيين ، نعم سيكون لهم كل المزايا البرلمانية ، ولكنهم مقتنعين تماماً بأنهم لا يمثلون المسيحيين.

4/ بعد الإنتخابات يجري الحديث عن الأصوات النظيفة و الغير النظيفة! ، ياترى كم هي نسبة الأصوات الغير نظيفة للقوائم الفائزة؟.... لا يعرفون...معقولة؟!.

5/ ستبقى تلك الصورة محفوظة في الأرشيف، و لكن يبقى السؤال: لمن صوت الباطريرك؟.

6/  يعاتب المهاجرين على هجرتهم (الشنيعة) الى الدول الغربية (المتخلفة)، و لكن له جولات مكوكية سنوية الى تلك الدول...... ربما حباً بهؤلاء المهاجرين و اشتياقاً لهم!..

7/  شباب عنكاوا الغيور : بعد أن سرقَ الرعاع ديكً عنكاوا، فكل ألأسيجة جائزة و محتملة، و منها سياج يحيط بكل عنكاوا.!!.

8/  قالت لي العصفورة : بأن أحدهم و كنتيجة لبعض اتصالاته (السرية) سينقلب على أفكاره السابقة و حتى على أصدقائه و زملائه، و ربما على هويته القومية أيضاً لكي يكون مناسباً للإرتباط بالمربوطين! .
فلا  تتفاجئوا و استقبلوا الأمر بروح رياضية..!.

9/  دكاكين تجارية لكل السلع، حتى حقوق الإنسان البيثنهريني هناك من يتاجر بها.

10/  عندما تصبح محافظة نينوى اقليماً عربياُ سنياً، بعض الأحزاب الكارتونية الشوفينية ستُحرك بإتجاه آخر.

11/  يقول جان جاك روسو " اعطني عدداً قليلاً من الشرفاء ، و انا احطم لك جيشاً من اللصوص".
ولكن ماذا سيفعل الشرفاء لو كانت هناك جيوشاُ من الخونة و اللصوص؟.

12/  يقول (قس بن ساعدة الأيادي) : اذا رأيت حرباَ، جبانها يجرؤ، وشجاعها يجبن، وخسيس المحتد يتحكم فيها بكريم المحتد، ففر منها الى رابية و ترقب الأحداث ، ترى ان في الأمر خيانة.
و لندرة الروابي الأمينة في هذه الأيام ....الطويــــــــــــــــــــــــلة ،..... قرر الشعب الهجرة !.

الى اللقاء
 
 


17
المنبر الحر / عناوين متفرقة -3-
« في: 11:38 29/04/2014  »
                                        عناوين متفرقة -3-

بقلم: سعد توما عليبك
 saad_touma@hotmail.com

1/  موقع الجزيرة نت يقول: "  عنكاوا مدينة التعايش بكردستان تخشى التغيير الديمغرافي"
  مسكين موقع الجزيرة يبدو معلوماته حول الموضوع قديمة و شحيحة أيضاً.

2/ سياسي مسيحي مندفع يوعد بإستعادة عنكاوا!. حقاً يقولون (الحَجي ماكو عليه كمرك)!.

3/  في محاولة لإنقاذهم انترنيتياً ، احدهم بدأ بتلميع بعض الوجوه الملونة.

4/ الإنشقاقات و الإنفلاقات و التراشقات في التنظيمات ذات الأيدولوجية الشوفينية ، امر يبشر بالخير.

5/ غابو ( غابريل غارسيا ماركيز) غادر هذا العالم الى الآخرة  ليؤلف هناك  كتابه الجديد " شتاء البطريرك".

6/ الناس خلقوا أحراراً، وهم أحرار في ان يعيشوا اينما يرغبون في هذه المعمورة، و من يمنعهم عن ذلك تحت أية ذريعة فهو أناني و عدو الحرية.

7/  قالت لي العصفورة : بأن بعض أصحاب المناصب الدسمة قد ضمنوا وصول ابنائهم و عوائلهم الى البلدان الغربية ، كما بدأوا بنقل (دفاتر) الأوراق الخضراء الى أقاربهم و حساباتهم هناك، و في نفس الوقت يتحدثون ( مع البسطاء و المساكين) عن الآثار السلبية للهجرة.

8/ قصة " البقرة و الضفدع "  يحتاج البعض لإعادة قراءتها بالرغم من كبر سنهم ... ليتعظوا.

9/ في كردستان ، بدأ الخوف يدب في قلوب بعض الناس.

10/  زوعا (اولاد الرافدين) و المنشقين (ابناء النهرين)، لتسهيل الأمر و تفادياً لإشكاليات التسمية، أقترح أن يشير اليهما كتابنا بـ (زوعا1 و زوعا2)، و ان استجد شيء فليكن (زوعا3)، بدون زعل.

11/ البعض أنهك نفسه في الإنتخابات من أجل أناس لا يعترفون بهويته القومية !.

12/  يقول علم الأسماك ان بعض انواع الحيتان تتجمع حول اقوى اثنين من جنسها لتشاهد صراعهما حتى يقتل احدهما الآخر في مياه المحيط و عندما تظهر النتيجة تتهافت الحيتان نحو المنتصر لتتلقح منه و تحظى بحمايته. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على بعض الناس مع تغيرات طفيفة فيه.

الى اللقاء
 
 


18
                                 كوتا للقومية الكلدانية، حق مسلوب


سعد توما عليبك
 

saad_touma@hotmail.com


   كان من المفروض ان يكون للشعب الكلداني كوتا خاصة به تمثله في البرلمانين العراقي و الكردستاني ، وفاءاً من العراقيين لتاريخ بلدهم و حضارته التي سطرها الكلدان بحروف من ذهب ، و للمحافظة على هذه القومية العريقة التي أصاب ابنائها ما أصاب من اضطهاد مركب ، عرقي و ديني ، و في مختلف العهود التي مر بها العراق ، والتي ادت الى مقتل عشرات الآلاف تهجير مئات الآلاف منهم الى خارج بلدهم الاصلي ، حتى الزمن لم يسعف في اندمال جرح الكلدان وما زالت هذه المعاناة مستمرة الى يومنا هذا.
ولكن الذي حدث هو العكس تماماً ، ففي مجلس النواب العراقي خصصت كوتا للأقليات ، منها مقعد واحد للصابئة ، و مقعد للأزيدية ، ومقعد للشبك و خمسة مقاعد حددت على اساس ديني للمسيحيين عموماً بكافة قومياتهم و طوائفهم و مذاهبهم و منها (مسيحيون من المذهب الكاثوليكي و من القومية الكلدانية ، و هؤلاء يشكلون نسبة ما يقارب 80% من مسيحيي العراق، طائفة السريان الكاثوليك ، طائفة السريان الأرثوذوكس ، الطائفة الآثورية من اتباع كنيسة المشرق الآثورية ، الطائفة الآثورية من اتباع الكنيسة الشرقية القديمة ، طائفة الأرمن الكاثوليك ، طائفة الأرمن الأرثوذوكس ، طائفة الروم الكاثوليك ، طائفة الروم الأرثوذكس ، طائفة اللاتين ، الطائفة الآثورية الانجيلية البروتستانتية ، طائفة السبتيين والطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية بالإضافة الى اتباع بعض الكنائس التي  تأسست مؤخراً.) ، و بذلك فإن القومية الكلدانية التي تعتبر ثالث قومية عراقية من حيث عدد ابنائها بعد العربية و الكردية اصبحت خارج العملية السياسية في العراق الجديد دون أن يكون لها من يمثلها قومياً داخل قبة البرلمان.

  أما في البرلمان الكردستاني فقد خصصت فيه كوتا للمسيحيين مؤلفة من خمسة مقاعد(دون ان يعدلوا في  توزيعها حسب قومياتهم أو حتى مذاهبهم و نسبهم العددية ، و الكلدان هنا أيضاَ يشكلون النسبة العددية الأكبر منهم) و مقعد آخر للأرمن (لاحظ التناقض هنا، حيث الأرمن مسيحيون أيضاً الاّ انهم هنا اصبحوا يتمتعون بكوتا خاصة بقوميتهم) ، وثلاثة مقاعد للتركمان.
نلاحظ هنا بان إقليم كردستان و فيدراليته قد ثبتت على اساس قومي ، و البرلمان الكوردستاني خصص كوتا للأقليات داخل الإقليم على اساس قومي أيضاَ (التركمان و الأرمن) ، الاّ  أن الكلدان و بقدرة قادر فرضت عليهم الكوتا الدينية بالرغم من إن نسبتهم العددية تضع قوميتهم الكلدانية في المرتبة الثانية بعد القومية الكردية في الاقليم!.

من خلال العدد الكبير نسبياً للمذاهب و الطوائف المسيحية في العراق كان من المفروض ان تكون الكوتا المخصصة للأقليات في البرلمان العراقي و الكردستاني مثبتة على اساس قومي للجميع  كما هو الحال عليه بالنسبة الى التركمان و الأرمن (في برلمان اقليم كردستان) و ليس بشكل انتقائي ، و بذلك كان اتباع كل قومية ، و منهم الكلدان ، يتمتعون بحقوقهم في اختيار من يمثلهم قوميا تمثيلاً حقيقياً دون تدخلات خارجية.

  إن تثبيت الكوتا لكل المسيحيين من خمسة مقاعد على اساس ديني ( مسيحي) ، وعلى اختلاف قومياتهم و مذاهبهم ، أدى الى تأجيج الوضع الداخلي المسيحي، ثم فسح المجال امام من يريد التدخل بشؤونهم بشكل استئثاري لكي يفرق شعثهم  ويحدث ارباكاً داخل هذا الوسط من خلال ما تفرزه نتائج الانتخابات من التوزيع العشوائي الغير مستقر للمقاعد بين كل المذاهب و الطوائف و الأقوام المسيحية التي ذكرناها أعلاه ، بالإضافة الى فقدان التمثيل الحقيقي لأتباع كل مذهب أو طائفة أو قومية،   ليصبح الوسط المسيحي حرجاً تتحكم فيه القوى و الاحزاب الكبيرة من خلال محاولاتها للسيطرة على مقاعد الكوتا عن طريق دعمها لجهة محددة تدور في فلكها أو التي هي من صنعها أصلاً ، و هذا الدعم اصبح علنياَ و بأشكال مختلفة ، اعلامياً و مادياً و سياسياً ، كما هو الحال مع حزب (المجلس الشعبي الكلداني الآشوري السرياني) الذي اسسه السيد سركيس آغاجان أحد قياديي الحزب الديمقراطي الكوردستاني و وزير المالية في حكومة اقليم كردستان السابقة ، حيث تمكن هذا المجلس من خلال الدعم المادي اللامحدود و السياسي و الاعلامي و بضمنها تخصيص قناة فضائية (قناة عشتار الآشورية) لدعم هذا المجلس  ، و خلال مدة قصيرة نسبياً منذ تأسيسه عام 2007  تمكن من الإستحواذ على معظم  مقاعد كوتا المسيحيين في برلمان اقليم كردستان و كذلك في انتخابات مجالس المحافظات عن طريق استخدام وسائل غير حضارية من إغراء و وعيد. كما قام  السيد آغاجان و بنفوذه الشخصي  من الغاء القومية الكلدانية من الدستور الكوردستاني و تبديلها بأخرى مستحدثة و مزاجية لتناقض بذلك ليس فقط الدستور الفيدرالي العراقي ، وإنما لكي تشوه تاريخ العراق و أصالته في تنوع قومياته العريقة .

  و علينا أن لا ننسى بأن الغبن و التهميش قد وقع على الكلدان أيضاً  عندما دعم "بول بريمر" الحاكم الأمريكي في العراق الحزب الآشوري الآخر (الحركة الديمقراطية الآشورية) ، و فرض زعيم هذه الحركة وهو (السيد يونادم كنا)  ليكون هو الممثل الأوحد للمسيحيين بكافة انتماءاتهم المذهبية و الطائفية و القومية ، دون مراعاة لأية طائفة أو كنيسة أو قومية أخرى ينتمي اليها المسيحيون العراقيون و خاصة الأكثرية المسيحية من القومية الكلدانية.

  هكذا يصبح الأمر واضحاً بأن الأحزاب الآشورية المدعومة من قبل احزاب متنفذة في الداخل او من قبل الأمريكان ، وبعد  ان تلذذت باستحواذها على حقوق الآخرين و منهم حقوق الشعب الكلداني ذات النسبة العددية الأكبر ، و لكي تستمر على هذه الحالة أطول ما يمكن ، سكتت عن مطالبتها بحقوق شعبها القومية التي كانت تجاهر و تتغنى بها ليلاً و نهاراَ ، و منها التمثيل القومي في البرلمان، بعد ان اصبحت كوتا المسيحيين وسيلة تتمكن من خلالها الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب الحزبية و الشخصية ، و في مقدمتها بالطبع هي المقاعد البرلمانية .

  إن المطّلع على الواقع السياسي داخل الوسط المسيحي يعرف بأنه من المستحيل على أي سياسي مسيحي آشوري الذي سيجلس تحت قبة البرلمان العراقي و القادم عن طريق كوتا المسيحيين أو غيرها من أن يكون ممثلاً حقيقياً عن أبناء الشعب الكلداني ( المختلف عنهم مذهبياً و قوميا) ، و السبب لا يعود فقط الى وجود هذين إلإختلافين ، و إنما كل السياسيين الآشوريين يحملون أفكاراً شوفينية تعادي الوجود القومي الكلداني ، وهذا واضح و جلي في كل أدبيات الأحزاب الآشورية دون استثناء.
 كما وإن كل من له متابعة و دراية بتوجهات و ايدولوجيات الأحزاب الآشورية متأكد تماماً بأن كل من يفوز بمقعد لكوتا المسيحيين عن طريق أي حزب أو مؤسسة آشورية و في مقدمتها (زوعا1 و زوعا2  و المجلس الشعبي) سيكون هدفه الأول الغاء و مسخ  الاسم القومي الكلداني من الدستور العراقي كما حصل في دستور إقليم كردستان، وذلك لضمان استمرار مصالحهم السياسية والإدارية و الحزبية على حساب القومية الكلدانية ، علماً انه كانت هناك ولا تزال  محاولات عدة من قبل الأحزاب الاشورية من أجل الغاء التسمية القومية و تبديلها في الدستور العراقي.


و عليه فإن الكلدان ، هذه  الشريحة الوطنية العراقية الأصيلة قد طالها التهميش و العزل القسري و  أصبحت الخاسر الأكبر في العملية السياسية في عراقنا الجديد بعد ان استولي الآخرون على حقوق أبنائها في التمثيل السياسي و القومي بأساليب لا تمت للديمقراطية المنشودة في عراقنا الجديد بصلة. و هذا الفعل الغادر يعتبر استخفافاً بالعراق و تاريخه وسكانه الأصليين و وسيلة للقضاء على خصوصية ابناء هذه القومية العريقة التي تمتد جذورها  الى اكثر من سبعة آلاف سنة في عمق التاريخ.

ولو تم توزيع كوتا المسيحيين المؤلفة من خمسة مقاعد على اساس قومي بشكل عادل و منصف ، لكانت حصة القومية الكلدانية بسبب زخمها العددي و توزيعها الجغرافي لا تقل عن (3) مقاعد في كل من البرلمانين العراقي و الكردستاني .
 و من هذا يبدو كيف يتم استغلال الكلدان و يتم الإستحواذ على حقوقهم  السياسية و القومية بعد ان فرضت عليهم الكوتا الدينية التي لا تلبي طموحاتهم ولا تعبر عن تمثيلهم الحقيقي ولا عن وجودهم القومي كمكون عراقي أصيل. .

   لذا فإن مرشحينا الكلدان في حالة فوزهم هذه الإنتخابات و كل مؤسساتنا الكلدانية ، السياسية و الثقافية و القومية و الدينية مطالبة بأن تعطي الموضوع اهمية قصوى و تبدأ بالعمل المنظم و التحرك الجاد للمطالبة بتثبيت كوتا خاصة بالكلدان في البرلمانين العراقي و الكوردستاني على اساس قومي و ليس ديني ، وهذا مطلب و حق مشروع ، عندها سيكون تمثيل الكلدان في البرلمان تمثيلاً حقيقياً ، و للتنافس على هذه الكوتا مؤسساتنا الكلدانية كيفما شاءت دون تدخل من الجهات  الأخرى . كما ان هذه الكوتا ستضع حداً لكل الانتهازيين وأعداء أمة الكلدان ، و منهم بالطبع العازفين على وتر التسمية و لحنها النشاز.  
و كذلك فإن كل القوى الوطنية و الخيرة في العراق مطالبة أيضاً في دعم مطالب الشعب الكلداني القومية لكي يتمكن من ممارسة حقه و تفعيل دوره بشكل سليم في بناء العراق الجديد.



19
المنبر الحر / عناوين متفرقة -2-
« في: 15:48 16/04/2014  »
                   عناوين متفرقة -2-


بقلم: سعد توما عليبك
 saad_touma@hotmail.com


1/  وزير تابع لحزب آثوري يصوت لصالح مشروع القانون الجعفري!.

2/  كردستان العراق كإقليم فيدرالي أفضل بكثير من كردستان كدولة مستقلة.

3/ إذا تشكلت حكومة اقليم كردستان بمشاركة كل الأحزاب الفائزة في الإنتخابات، من المتوقع أن تشهد تلك الحكومة انسحاب و مقاطعة بعض المشاركين فيها...طبعاً بعد أن يجد الجد.

4/ أحدهم كلداني إباً عن جد ، يعمل في مؤسسة تحمل الإسم السرياني ، رافعاُ العلم الآشوري(الذي لا يدرك تفاصيله) ، و يتباهى بأكيتو الممسوخ.. كل هذا مقابل منصب هزلي وبعض المخصصات. و يدعي بأنه مثقف و صاحب مبدأ!!.

5/ كتب عن عنكاوا مشوهاً فيها الكثير من الحقائق لكي يحافظ على كرسيه و على استلام راتبه المغري.... فإذا سامحه الرب ، فالتاريخ لن يسامحه و سيأتي اليوم الذي يفضحه فيه.

6/  ليعلن رؤساء كنائسنا الشرقية عن منع تقبيل أيادي رجال الدين، فهو المدخل الحقيقي نحو التجديد في حياتنا الدينية. فمن منهم سيكون صاحب المبادرة الشجاعة ليعلنها أولاً  ياترى ؟.

7/ قال لي أحدهم بأنه تمكن من أن يصوت ثلاثة مرات في الإستفتاء الذي أجراه موقع  عنكاوا.كوم قبل عدة ايام حول القوائم المتنافسة على كوتا المسيحيين!.

8/ البعض يخافون التعبير عن آرائهم في مناصرة الحق..... ظناً منهم بأنهم لو فعلوا ذلك سوف لا يدخلون الجنة!..... و لكن المفروض بالجنة إن وجدت، أن لا يدخلها الجبناء.

9/ الكاردينال الراحل مار عمانوئيل دلي، لم يكن رجل دين و سلام و محبة فحسب، و إنما كان رجلاً معتزاً و متفاخراً بقوميته الكلدانية و مدافعاً عنها في أحلك الظروف دون ترددٍ  ... أو خوفٍ ... أو مجاملة.

10/  أينما يدفن جثمان الكاردينال عمانوئيل دلي، في الوطن أو خارجه، كان من الواجب ان يحضر جنازته غبطة البطريرك لويس ساكو و كل الأساقفة الكلدان أينما يتواجدون. فعاداتنا و تقاليدنا الإجتماعية تدعونا للذهاب الى حيث يدفن الفقيد لنشارك المراسيم و نقدم التعازي ، لا أن ننتظر مجيء الفقيد الينا  لنقوم له بالواجب!!!. و تبرير البطريركية بهذا الخصوص غير مقنع.

11/  الكيانات المتنافسة في انتخابات كوتا المسيحيين، تبدأ حملتها بزيارة رجال الدين.. ربما في الأمر حكمة؟.

12/ يقول أرنولد كلاسو:" التصفيق هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع أن نقاطع بها أي متحدث دون أن نثير غضبه".
و الغريب إن البعض يصفق  فقط لكي تراه الناس!.

الى اللقاء
 
 


20
المنبر الحر / عناوين متفرقة (1)
« في: 15:53 07/04/2014  »
                      عناوين متفرقة (1)

بقلم: سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
7/4/2014


1/  نراه يكتب كثيراً ، و كلما كتبَ اساءَ الى ذاته والى الجهة التي يدافع عنها أكثر.

2/  و آخر يكتب كثيراً، ولا يراجع ما يكتب ليصلّح أخطائه المتنوعة، ربما لا يتعرف على ألأخطاء حتى لو راجع ما يكتب!.

3/  في عنكاوا العزيزة، إذا كتب البعض عن مظلوميتها أو لم يكتب ، فلن يغيَر من الحقيقة (المرة) بشيء.

4/ شبابنا المسيحي في الوطن ، مستقبلهم ليس فيه. (بألم).

5/  سؤال يراودني منذ زمن : ألا يحق للعنكاويين أن يكون لهم مطراناً عنكاوياً يوماً ما؟ أم هذا (حرام)؟.

6/  كانوا يدافعون عنه في كل مناسبة  خلال العقدين الماضيين ، و اليوم فقط  تأكدوا بأنه دكتاتور و لا تهمه مصلحة (حركته).... أذكياء جداً !.

7/  في ذى فويس ، العراقيون أثبتوا وجودهم و روّجوا لأصالة فنهم في الغناء ، و لكنهم ظلموا سيمور جلال.

8/ الطائرة الماليزية المفقودة ، هناك من يعرف حقيقة و تفاصيل ما جرى لها.

9/  رجل دين ذو مرتبة مرموقة.... يكذب أحياناً..! ، فهل سيدخل ملكوت السماء؟.

10/  دخول الكلدان (الأحرار) الإنتخابات فيه تحدي و إصرار.... ولكن..!.

11/  أحدهم لا يفرق بين ( الإختراع) و (الإقتراع) و يريد أن يقود شعباً!.

12/  مقولة أعجبتني لطاغور: " إن الزمن هو اقوى النُقاد جميعاً، فهو الذي يُسقط الباطل و يُعلي الحق " .

الى الحلقة الثانية



21
إعلام البطريكـية الكـلـدانية ضعـيف التعـبـير باللغة العـربـية
ويتغاضى أحـياناً عـن إستراتيجـيته المعـلنة


بقـلم : سعد توما عليبك

إنَّ مقالات الكـُـتاب تهـدف خـيراً ، كـلٌ من وجهة نـظره إلاّ إذا تبـيَّـن عـكـس ذلك ، ونحـن من جانبنا نهـدف إلى تحـسين أداء الموقع في عـملية النـشر ومصداقـيتها وتعاملها مع الكـتاب ، فـقـد نـشر موقع البطريركـية الأغـر تـنويهاً إستراتيجـياً بتأريخ 19/10/2013  وبموجـبه يمتـنع عـن نـشـر مقالات منشورة في مواقع أخـرى !!، وهـذا نـصه :
تـنويه من موقع البطريركـية الكلدانية
http://saint-adday.com/permalink/5141.html
 
نودُ أن نُعلم قراءنا الاعزاء بان موقعَ البطريركيّةِ هو لسانُ حالِ البطريركيَّة الكلدانيّة وليس موقعا عاديًا، ويهدف بالدرجة الاولى تغطية نشاطاتِ غبطة البطريرك والبطريركية والابرشيات الكلدانيّة في العالم. كما ينقل اخبارًا كنسية متنوعة ويهتم بنشر مقالات دينيّة او اجتماعيّة رصينة بغية أن يطلع عليها المؤمنون، ولا يقبل نشر مقالات هي سجالات، كما لا يقبل نشر مقالات منشورة في موقع أخرى. وبهذه المناسبة نتوجه الى السادة الاساقفة والاباء الكهنة والرهبانيات ان يزودوا الموقع باخبارهم.
ولكـنـنا لاحـظـنا أن الموقع الموقـر يناقض التنويه المنشور أعلاه  و التعامل مع المقالات و أصحابها بأسلوب مزاجي واضح ، حيث نـشـرَ مقالاتٍ عـديـدة بعـد أن نـشرها أصحابها في مواقع أخـرى ــ وليس قـبلها ــ وهـذه أمثـلة عـلى ذلك :
الرابطة الكلدانية أمنية أم حاجة ملحة
14 شباط 2014     http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,726227.0.html

15 شباط  2014    http://saint-adday.com/permalink/5630.html
********************
الرابطة الكلدانية حلم قـد يتحـقـق!
11 شباط 2014   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,725773.0.html
12 شباط 2014   http://saint-adday.com/permalink/5619.html
**************************
هل تبادر البطريركية الكاثوليكية الكلدانية لجمع سياسيي شعـبنا من الكلدان والسريان والآشوريين حول مائدة مستديرة
14 / 9 / 2013    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=377888
16 / 9 / 2013    http://saint-adday.com/permalink/4944.html
*****************************
طعـمّ كلماتك بالسُـكـر
7 حـزيران 2013   http://kaldaya.net/2013/Articles/06/07_SuhaQuja.html
8 حـزيران 2013     http://saint-adday.com/permalink/4638.html
*************************
ذكـرى43 لصوريا والحـقـوق المصانة!!
15 / 9 / 2013   موقع بحـزاني + موقع نادي بابل الكـلـداني
16 / 9 / 2013   http://saint-adday.com/permalink/3986.html
********************
نداء البطريرك مار لويس ساكو لتأسيس الرابطة الكلدانية
8 شباط 2014   http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,725081.0.html
8 شباط 2014   http://saint-adday.com/permalink/5611.html
*********************
أما عـن ركاكة نـصوص التـوضيحات والتصريحات والإعلانات وغـيرها والصادرة من الأبرشيات أو من إعلام الموقع البطريركي مباشرة فـتـلك مسألة تـتـطـلب الإشارة إليها .
فـعلى سـبـيل المثال ، نـشِـرتْ تهنـئة قـصيرة ذات أربعة أسـطـر في كـل منها ثمان كـلمات ، تـكـررتْ كـلمة ــ غـبطـتـكم ــ في ثلاثة أسـطر متـقاربة .... فـيـبـدو أنَّ كاتبها ضعـيف الإنـشاء ولا يمتـلك إمكانيات لغوية و بلاغـية ، كما وردتْ كـلمة ( مار ) مع كـلمة ( سيادة ) وكلاهـما بنـفـس المعـنى .... فأين المثـقـفـون المعـتمـدون في مجالسهم الخـورنية يا تـرى ؟
http://saint-adday.com/index.php/permalink/5704.html
**********
مثال آخـر ، سبق أن نـشر موقع البطريركـية الكـلـدانية لمن لا يعـرف ، تـوضيحاً حـول الألقاب الكـنسية المستخـدمة في الكـتابات والخـطابات http://saint-adday.com/index.php/permalink/5161.html
ولكـن الموقع نـشرَ خـبراً عـن مطران بإسمه دون إلحاقه بكـلمة ( مار ، أو سـيادة ) ... وفي نـفـس الخـبر يُـذكـر إسم الوزير ملحـقاً بلقـب ((( سيادة ))) وفـوق ذلك أضافـوا له لـقـباً مهـنياً لا يُـضاف مع إسم الوزير عادة وهـو ((( المهـنـدس )) ! فـيا جـماعة الخـير بماذا تـفـسرون هـذه الإضافة مِن قِـبَـل أصحاب الإضافات http://saint-adday.com/index.php/permalink/5770.html ؟؟ وأنـتم الـذين تعَـلـِّمون الناس في خـطاباتـكم أنْ يطـلبوا رضى الله وليس الناس ، وأنَّ الله لا يُحابي أحـداً ....
*****************
مثال ثالث ، هـناك من الأخـبار المهمة والتي ترتـبط بالـبطريركـية الكـلـدانية ولكـن الموقع الـپـطريركي يغـض الطرف عـنها مثل خـبر زيارة غـبطة الـبطريرك مار لويس ساكـو إلى مقـر المجـلس الشعـبي التابع للسيد آغا جان بتأريخ 18/3/2014 
*****************
وخـتاماً مع الموقع البطريركي الموقـر ، فإنه يمتـنع عـن نـشر مقالات فـيها نكهة الانتقاد له ، والتي ــ لو نـشِـرَتْ ــ فـقـد يستـفـيـد منها الكـثيرون ، ولكـنه يرحـب بمقالات المدح التي أحـياناً تـشـوِّه صورة الموقع الجـميلة عـنـد الـبعـض ... أتـريـدون أن نـذكــِّـرَكم بتـوصيات الإنجـيل في هـذا الشأن أيها السادة ألأفاضل ؟ .
نتمنى أن لا نعود !.
تحياتي.





22
                 كوتا المسيحيين، لا تمثلهم ولا تحترم قومياتهم

مقدمة:
قبل كل شيء لا بد من ذكر بعض الارقام و الإحصائيات عن نتائج انتخابات برلمان اقليم كوردستان الذي أجري يوم 22 من أيلول 2013 ، لكي يأخذ القاريء الكريم فكرة عنها تساعده على فهم الموضوع بشكل أفضل من جميع جوانبه.

1- كوتا الأقليات في برلمان إقليم كوردستان = 11 مقعداً موزعاً كما يلي:
أ- خمسة مقاعد للتركمان (كوتا قومية تركمانية)
ب- مقعد واحد للأرمن ( كوتا قومية أرمنية)
ج- خمسة مقاعد للمسيحيين ( كوتا دينية مسيحية)
2-  مجموع عدد مقاعد برلمان كوردستان بضمنها كوتا الأقليات= 111 مقعداً
3- مجموع الأصوات الإنتخابية التي ذهبت الى كوتا الأقليات = 24,388 صوتا و التي فازت بـ 11 مقعداً.
4 - و بعملية حسابية بسيطة يظهر لنا بأن معدل حصة كل مقعد من مقاعد كوتا الأقليات من الأصوات = 2,217 صوتا انتخابياً.
5- معدل حصة كل مقعد في برلمان كوردستان من الأصوات الإنتخابية للقوائم العامة خارج الكوتا = 19,522 صوتا انتخابياً (ومازال هناك سجال حول هذا الرقم بين احزاب المعارضة و مفوضية الانتخابات)  
6- أعلى ما حصل عليه الفائز بمقعد كوتا المسيحيين هو= 2517 صوتاً و  أقل ما حصل عليه الفائز بمقعد كوتا المسيحيين هو= 409 صوتاَ.
7- الفائز بمقعد كوتا الأرمن حصل على =531 صوتاً انتخابياً.
8- هناك من المسيحيين المرشحين ضمن قوائم خارج الكوتا المسيحية و لهم باع طويل في السياسة و لكنهم لم يحصلوا على مقعد برلماني بالرغم من حصولهم على اصوات اكثر من الفائزين ضمن الكوتا!.

ملاحظة: علماً ان الأصوات التي حصل عليها اصحاب الكوتا لم تأتي ممن تمثلهم الكوتا و انما جاءت أيضاً من اصوات الإخوة الكورد من المنتمين للأحزاب السلطة و خاصة من افراد قوات البشمركة و الآسايش و بتأكيد من احزاب السلطة نفسها . لاحظ (الرابط الأول).

و كذلك الشكوى المقدمة من قبل قائمة الرافدين الآشورية التابعة للحركة الديمقراطية الآشورية ( الرابط الثاني).
و كانت نتيجتها بأن ليس هناك مانع قانوني من ان يصوت الكوردي المسلم الى قائمة الكوتا المسيحية!

والبيان الصادر من المجلس الشعبي الآشوري بتاريخ 12/10/2013  و الذي يؤكد على حصول قائمة الرافدين الآشورية على اصوات في مناطق لا يوجد فيها مسيحيين. ( الرابط الثالث).

و كذلك البيان الصادر من حزب بيت نهرين الآشوري الذي يتهم قائمة الرافدين التابعة للحركة الديمقراطية الآشورية بحصولها على آلاف الأصوات الغريبة في السليمانية من غير المسيحيين و بإتفاق مع أحد الأطراف ( الرابط ارابع).  

بعد هذه المقدمة أتسائل:
1- إن من يجلس على كرسي في برلمان اقليم كوردستان و ضمن أية قائمة كانت سواءَ ضمن الكوتا او خارجها، أكان ليبراليا ام ديمقراطيا أم اسلاميا أم مسيحياً أم ايزيدياً ، و ايا كانت قوميته فهو بالتالي يطلق عليه كما على الجميع بـ ( عضو البرلمان الكوردستاني) ، و واجب كل من يجلس على هذا الكرسي هو خدمة كل شعب كوردستان بأكراده و كلدانه و تركمانه و آشورييه و ارمنه، بمسلميه و مسيحييه و ايزيدييه .
و السؤال هو : هل من الإنصاف ان يجلس في البرلمان من حصل على عدة مئات من الأصوات بصف من نال أكثر من 19 الفا من اصوات الناخبين؟ وأن يكون لهم نفس الحقوق و نفس الواجبات؟؟.

2- أين الإنصاف و العدالة؟ ، وأين الديمقراطية؟، و أين حقوق ما يسمى بالأقليات؟ عندما يركب البعض من الأشخاص قطار الكوتا و هم مرفوضون من قبل من تمثلهم الكوتا ، بحيث لم يحصلوا من الأصوات الحقيقية الاّ القليل ، و لكنهم حٌقنوا بأصوات من خارج أهل الكوتا عن طريق ألأحزاب الحاكمة ليفوزوا بمقاعد برلمانية ومن ثم ليمثلوا اصحاب الكوتا (المسيحيين) رغماً عنهم؟؟!.

3- مع احترامي الشديد لجميع الأديان مقدما، فإذا صوت عدة آلاف من القوات (الآسايش و البشمركة)الكوردية (وهم مسلمون و منتمون الى أحزابهم الكوردستانية) الى قوائم الكوتا المسيحية و لم يصوتوا لأحزابهم المنتمين اليها و المؤمنين ببرنامجها الانتخابي!، و كان هذا امراً قانونياً و عادياً، فهذا يعني بأننا لسنا فقط في قمة الديمقراطية، و انما اصبحت الديمقراطية تخجل منا، و يبدو بأننا أنطلقنا طيراناً الى ما هو أعلى من الديمقراطية لنبتكر نموذجاً متقدماً من حكم الشعب نطلق عليه بـ :
 (Super Democracy)
عندها سيكون من الممكن أن نشهد في الإنتخابات المقبلة بضعة آلاف من الإخوة أعضاء حزب الإتحاد الإسلامي (يةككرتووي ئيسلامي) أو الجماعة الإسلامية يصوتون الى احدى قوائم كوتا المسيحيين!! ، و في هذه الحالة من السوبر- ديمقراطية المبتكرة فما الحاجة لبقاء هذه الكوتا؟ وخاصة اذا لم تكن هذه الكوتا المحترمة تمثل أصحابها الحقيقيين؟.

4- أن كل الأحزاب و التيارات و القوائم التي تنافست على كوتا المسيحيين ، هم احزاب و حركات قومية و ليست دينية، و ان قبولهم بهذه الكوتا الدينية تتناقض مع مبادئهم الحزبية ولكنها لا تتقاطع بالتأكيد مع مصالحهم الشخصية التي اصبحت لها الأولوية في كل شيء. كما ان استمرارهم في التغني بالكوتا المسيحية و بعد كل ما حصل في هذه الإنتخابات، دليل على ان الانتخابات في نظرهم عبارة عن صراع حول الحصول على راتب المقعد البرلماني و امتيازاته ولا شيء عدا ذلك.

5- على القاريء الكريم ان يعلم بأن كل القوائم التي تنافست على كوتا المسيحيين كانت من صنع أحزاب السلطة أو هي التي تسيرها بشكل أو بآخر و الدليل كان مصدر الأصوات الإنتخابية.

6- و اخيرا أوجه سؤالي هذا الى كل كاتب و محلل سياسي كوردي سواء أكان مستقلاً أم منتمياً: اذا كان للتركمان كوتا قومية ، و للأرمن كوتا قومية ، لماذا لم تكن للكلدان كوتا قومية خاصة بهم بالرغم من ذكر قوميتهم في دستور العراق و دستور إقليم كوردستان و خاصة هم الأكثر عددا من التركمان و الأرمن مجتمعين؟؟ و من الذي وراء ذلك؟.
ثم من المستفيد من دمج و خلط  تسميات قومية مع بعضها دون رضا أصحابها؟؟.

7- مادامت هناك كوتا خاصة بالمسيحيين فما الذي يمنع من ان نرى في الإنتخابات المقبلة قائمة (للمسيحيين الكورد) تتنافس على مقاعد هذه الكوتا؟.
 أنا شخصياً لا أجد أي مانع في ذلك ، بل بالعكس انه حق شرعي و قانوني. ولكن من سيمثل القوميات (الكلدانية و السريانية و الآشورية) في البرلمان؟ وهل هناك صيغة قانونية و دستورية في ذلك؟ بالتأكيد لا توجد!!.

8- من المؤكد بأن المسيحي الفائز بمقعد برلماني ضمن أي حزب كوردستاني آخر (البارتي ، التغيير، اليكيتي، الشيوعي...الخ) إن وجد ، فسيكون له قدرة و فعالية اكثر فيما يخص شؤون المسيحيين أكثر من برلمانيي كوتا المسيحيين بحكم قوة الحزب الذي ينتمي اليه و عدد زملائه الأعضاء المساندين له.

من خلال الشرح أعلاه يظهر بأن كوتا المسيحيين :

1- أثبتت انها الوسيلة المعتمدة في التنكرللحقوق القومية(للمسيحيين) وفي مقدمتهم ابناء القومية الكلدانية في إقليم  كوردستان.

2- بانها (اي كوتا المسيحيين) دخلت علناً حلبة الصراعات بين الأحزاب الكوردستانية الرئيسية كنتيجة لعدم استقلالية قرار الكيانات المتنافسة عليها. و بذلك فقدت مضمونها و مصداقيتها في تمثيل المسيحيين الكوردستانيين تمثيلاً حقيقياً.

3- ألفائزون بها سابقاً و لاحقاً لم و لن يقدموا شيئاً يذكر للمسيحيين في كوردستان ولا يمثلون تطلعات المسيحيين و قومياتهم في الإقليم.

4- و بالتالي بقاء الكوتا بهذا الشكل تعتبر اهانة مباشرة للمسيحيين و استصغاراً بهم و بقومياتهم و بحقوقهم كمواطنين أصلاء في كوردستان.

الحل:
في رأي المتواضع يكمن الحل في الغاء كوتا المسيحيين تماماً و العمل وفق أحد المقترحين المذكورين أدناه:
 
1- الغاء كوتا المسيحيين في انتخابات الإقليم و العراق.
و تبديلها بالكوتا القومية للكلدان وأخرى للسريان و أخرى للآشوريين كل حسب زخمه العددي إسوةً بالتركمان و الأرمن.
وأن تجد مفوضية الإنتخابات وسيلة مناسبة و فاعلة لمنع تدخل الأحزاب الكبيرة بمصير الكوتا القومية.

2- أو ان يتم الغاء كوتا المسيحيين، و ان تكون للمسيحيين و قومياتهم قوائم انتخابية عامة كحال بقية الاحزاب الكوردستانية و مفتوحة على جميع سكان كوردستان. أو أن تأتلف تلك القوائم مع القوائم كوردستانية الأخرى.

و ختاماً أوجه ندائي الى ألأحزاب الكلدانية التي قاطعت هذه الإنتخابات، ربما لمعرفتها بمصير و نتائج كوتا المسيحيين: بأن ترفض الدخول في أية انتخابات مستقبلية تحت تسمية كوتا دينية، و ان تعمل جاهدة من أجل تبديلها بالكوتا القومية الكلدانية ، فهي وحدها ستمثل الكلدان تمثيلاً حقيقياً.

كل إنتخابات و شعب كوردستان بألف خير.

الرابط الأول :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,702473.0.html

الرابط الثاني:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,700620.0.html

الرابط الثالث:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,704918.0.html

الرابط الرابع:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,703581.0.html

سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com

23
صوريا صبر أحزان أمة و مدينة آلام الشهداء
في الذكرى 44 لمذبحة صوريا

لمْ تكن قرية صوريا المنكوبة جُحراً لقطاع الطرق، أو وكرا لحبك المؤامرات ضد النظام الحاكم آنذاك، في بلدٍ خنق فيه كل شهيق و زفير يحمل نبض الحرية و قصتْ فيه أجنحة الطيور لكي لا تعبر الحدود و ترى الوان الحياة الزاهية خلف قضبان سجن الوطن الكبير.

انها قرية صوريا الكلدانية ، تلك البقعة الرائعة من بلاد النهرين .. الجميلة بأهلها و عشبها و نسيمها و ربيعها. إنها قطعة من الجنة أهديت لهؤلاء البسطاء الكرماء الطيبين من ابناء الشعب الكلداني، الذين لا يردون سائلاً أو محتاجاً الاّ و أدخلوا الفرحة و الأمان في قلبه ، و قضوا له حاجته و ودّعوه بسلام الرب.

في قرية صوريا لم يكن هناك مركزاً للشرطة، ولا كاهنا مقيماً في الكنيسة، لأن أهلها اناس مسالمين ، و يعيشون حياتهم بمحبة الرب و الأيمان الصادق ، و لم تكن لديهم مشاكل او خلافات الاّ ما ندر أو صغر منها.

إن ما حدث يوم السادس عشر من ايلول عام 1969، كان عرسا دامياً للأفكار الشوفينية ،  و رصاصةً في قلب ألإنسانية هُدمت فيه آمال و أماني عشرات من العوائل الكلدانية لتصبح ضحية  لنزوة الحقد و الشر في قلب جانٍ محترف ألإجرام دخل كذئبٍ غاشمٍ بين خراف الأيمان و دعاة ألسلام  لا ترده عن غيّه أحاديث الكاهن ألقدسية و لا توسلات النساء و الكهول ولا دموع الأطفال البريئة.فقد كانت رصاصات الغدر و الشر أقوى من جموع الخير و المحبة في زمن الظلم و ارهاب الدولة المنظم و القتل الجماعي اللامبرر .

سَقيتِ ثراك يا صوريا منذ أربعة و اربعين عاماً خلت بدماءٍ زكية طاهرة من أوردة الأطفال و النساء و الشيوخ، و أخضّرت مشاتل الأماني بعد الصبر و بسقَ فجرٌ جديد ،  و دحر الطاغي الآثم.
فكلُ برعمٍ سيحكي قصة ليلى وذلك السفاح ،  وكل حجرٍ سيحفظ للتاريخ سيرة الجناة ، وكل ذرة من ترابك ستصبح تذكاراً مدوياً يطارد القتلة في أحلامهم و بقايا ضمائرهم.

المجد و الخلود لشهداء صوريا و كل شهداء الشعب الكلداني .


سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com
12/9/2013

24
           المؤتمر القومي الكلداني العام بارقة أمل للشعب الكلداني

قبل كل شيء لابد ان اسجل تقديري و اعجابي بجميع السادة الأفاضل في اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكلداني العام الذي سينعقد في مشيكان للفترة من 15/5 – 19/5/2013 ، لما بذلوه من جهود من أجل تنظيم  و ترتيب الامور الاولية للمؤتمر و متابعة كل تفاصيلها، كما أحيي اخوتنا في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ( بل المنبر الأوحد) في شفافية تعاملهم مع الجميع و مع كل المقترحات و الأفكار المطروحة، و على سعة صدرهم و نظرتهم البعيدة في مختلف الأمور، و التي ستبقى موضع تقدير كل كلداني مهتم و محب لشعبه.
بالرغم من اني متأكد بأن المؤتمر سينجح بهمة و عزيمة الكلدان الغيارى مهما كانت هناك من عوائق او مصاعب قد تعترض طريقه ، الاّ اننا يجب ان نذكر بأن السادة اعضاء المنبر الكلداني الموحد الموقرون قد اضافوا لمسات مهمة الى ورقة العمل القومي الكلداني  والتي ستضاف الى سجلهم النضالي و رصيدهم في مجال العمل القومي و السياسي و الذي سيلقي بظلاله حتما على كل نشاطاتنا القومية المستقبلية ذات الطابع العام و الشامل لشعبنا الكلداني و الخصها :
1/ اختيارهم الدقيق لأعضاء اللجنة التحضيرية من النشطاء الكلدان و توسيعها بحيث تشمل جميع بلدان التواجد الكلداني ، العراق ، اميركا ، استراليا و اوروبا.
2/ اعطاء اللجنة التحضيرية مدة زمنية كافية للنظر بكل الامور المتعلقة بالمؤتمر و مناقشتها  و اتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، كما  ليس هناك اي شيء مفروض من قبل المنبر ، و انما كان له عضوية كبقية اعضاء اللجنة.
3/ استضافتهم للمؤتمر اعتماداً على امكانياتهم الذاتية ، اي دون استلامهم لمساعدات حزبية او حكومية.
4/ سرعة استجابة المنبر لما تصدره اللجنة التحضيرية من تعليمات.

اذا تفصلنا ايام قلائل عن المؤتمر القومي الكلداني العام  والذي يعقد تحت شعار " وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية و الوطنية" ، هذا الشعار الذي يحمل في كلماته معانٍ قيمة تتناسب والمرحلة الحالية من تاريخ شعبنا. فبالتأكيد وحدة الصف الكلداني و تعاون مؤسساته المختلفة هما الطريق الصحيح لكل ما نصبوا اليه من اجل مستقبل شعبنا الكلداني سواءً في الوطن او في المهجر.

 اليوم يتطلع الكلداني الى هذا المؤتمر كبارقة نورٍ و أمل، وهي فرصة و بادرة جديدة لإلتقاط الأنفاس ، علينا جميعاً ان نتعامل معها و كأنها فرصة تاريخية ثمينة.و الفرص التاريخية كثيراً ما تفوت، و نادراً ما يكتشف مكنونها في اللحظة الخاطفة المناسبة ، فلنعمل على الإستفادة منها واستغلالها على اكمل وجه و بكل تفاصيلها لكي لا يدخل الندم مسيرتنا نحو الاهداف النبيلة المنشودة لهذه الأمة.
لذا  يتوجب على الشعب الكلداني بكافة مؤسساته و من خلال هذا المؤتمر ان يبادر الى تفحص الوضع الحالي في الوطن و المتغيرات المتعاقبة فيه و يحدد تصوراته و رؤيته الخاصة لما هو قادم وخاصة فيما يلامس شعبنا الكلداني في وجوده و حقوقه.
فقد دفع الشعب الكلداني في الوطن ضريبة فادحة نتيجة انتمائه القومي و الديني، و قد عانى في سبيل استمرارية الوجود امام زخم المخاطر و عنف الأحداث ، ما لم يعانيه الاّ القليل من الشعوب. فمن حقه الآن ، و بعد كل الذي حدث ان يكون له كافة الحقوق، و منها حقوقه القومية و السياسية و الدينية ، يمارسها في بلده و موثقة في الدستور اسوة بباقي مكونات شعبنا العراقي.

 لهذا المؤتمر أهمية كبيرة جداَ ، اذ لا بد ان يخرج بقرارات و توصيات ، و هذه القرارات لن تكون مجرد مذكرة عادية حول مسألة معينة هنا ام هناك، بل ستكون حول الكلدان...شعباً و مصيراً و وجوداً.
إذاً نتائج المؤتمر ستكون وثيقة تاريخية  ومصيرية في المنظور العام للأمور و لوضع شعبنا في الوطن و المهجر ، و ورقة عمل ستستند عليها  جميع مؤسساتنا لتوحيد رؤيتها و قراراتها المستقبلية في كل ما يخص شعبنا الكلداني و اينما وجد.

المطلوب اليوم من الكلدان  جميعهم و بكل مؤسساتهم ، ان لا يغرزوا  رؤسهم  في الرمال ، و ان لا يسبحوا في خيال الأوهام و النظريات البعيدة عن استيعاب الواقع كما يفعل البعض ، فنحن اليوم نعيش في ظل ظروف مصيرية لن تنفع معها قصيدة عصماء تتغزل بجمال الطبيعة و الآثار و التاريخ ، و أن لا نصدق النوايا الخبيثة المغلفة بعسل الأحاديث التي تحبط العزيمة، بل علينا ان نزداد نشاطاً و فاعلية ونتابع الحدث دائما و نحدد موقفنا منه  دون مراوحة لكي نحقق أهدافنا و نتفادى الفشل و الندم.

هويتنا القومية هي هوية كلدانية اصيلة ، مرتبطة  بوجودنا كسكان أصليين في وطننا و تاريخه و مستقبله و بعناصر نشأته ، و ليست مرتبطة بمزاجية فردية هنا، أو بمشيئة عاطفية أم عقائدية عابرة هناك.
فالذين  يتمنون لو ان بيدهم امكانية زرع الفتنة بين ابناء أٌمتنا الكلدانية لكبح صحوتها ليسوا بقادرين على ذلك بعد اليوم ، ولا الذين يتمنون الغاء وجودنا القومي بقادرين على ذلك ايضاً. و لهذا علينا ان لا نتهاون في قضيتين مهمتين :
 الأولى: تسميتنا القومية الكلدانية لأنها ملكنا وحدنا.
 الثانية: الكوتا القومية التي من خلالها سنضمن حقوقنا السياسية و الإدارية و الثقافية دون ان تستولي عليها بعض الجهات السياسية تحت عناوين دينية أو بالترويج المبرمج لخلطة التسميات السياسية .

آمال كثيرة معقودة على هذا المؤتمر وما سيخرج به من مقررات و توصيات تخص وحدة الصفوف الكلدانية الداخلية التي يتمناها الجميع ، فالكلدان قادرون على قيادة السفينة الى شاطيء العز والأمان بجهود و نضال المخلصين و الغيارى من ابنائه.
نتمنى للمؤتمر القومي الكلداني العام ، مؤتمر الشعب الكلداني ، النجاح الباهر ، والتوفيق من الرب.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
24/04/2013

25
           بطريركية بابل الكلدانية الى أين؟

علمتنا الحياة وما أتت به من تجارب، بأن المشاكل و العراقيل التي تواجه التطلعات و ألأهداف المستقبلية سواءً كانت لفرد او لمجتمع ما لا يمكن ان تٌحل جميعها في آن واحد، و انما تحتاج الى صدر واسع و نفس طويل و التأني و بتدريجها حسب الاهمية و الضرورة. بمعنى آخر بأن على الانسان ان يعمل باتجاه هدف واحد هو الأهم مرحلياً، و يبذل فيه كل جهوده و يستخدم كل طاقاته و امكانياته من اجل تحقيق ذلك ألهدف. و بعد نجاحه في مهمة الوصول الى الهدف الاول عندها يستطيع ان يدخل معترك المرحلة الثانية والعمل على تحقيق الهدف الضروري الآخر في المرحلة الجديدة و هكذا.
طبعاً تحقيق النجاح في الهدف الأول سيكون له تأثيرات ايجابية عند الخوض في المرحلة الثانية نحو الهدف المنشود.
و باختصار شديد بأن على من له قدرات و امكانيات محدودة جداً و يعرفها جيداً( بعيداُ عن الأمنيات)، عليه اعطاء الاولوية للأهم من أهدافه و التركيز في العمل و على محور واحد ليستطيع تحقيق الممكن منه. وبعكسه فإن العمل بقدرات و امكانيات محدودة و متواضعة وعلى عدة محاور و أهداف في آن واحد سيؤدي حتماً الى تشتيت الجهود و الامكانيات و من ثم الفشل في تحقيق كل الاهداف و باتجاهاتها ألمختلفة، او على الأقل سيبقى مراوحاً في مكانه دون التقدم خطوة نحو الامام. و عندما يصيب احدهم هكذا نوع من الفشل و خيبة أمل، ستهبط معنوياته الى درجة الصفر او ما تحتها بحيث لن يستطيع ان يحاول الكرّة مرة أخرى و سيتحمل نتائج فشله يوما بعد يوم الى ان يصل حالة اليأس التام و القاء اللوم على الحظ و الآخرين، حينها تكون الطامة الكبرى.

لنعود الى موضوعنا و بطريركيتنا العزيزة ، فبعد ان استبشرنا خيراً بغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو الجزيل الاحترام و انا اراقب الإعلام بأنواعه و من كلا ألطرفين، الرعية و ألراعي، من برقيات التهاني و مقالات الكلدان و آرائهم و مقترحاتهم و امنياتهم و مقابلات و زيارات و تصريحات غبطة البطريرك عندما اعلن عن شعاره (الأصالة ، الوحدة، التجدد) ، و تصريحات و بيانات البطريركية المتسارعة و المتتالية، تبين من كل هذا بأن للبطريركية الموقرة مجموعة أهداف، وهذا امر طبيعي جداً، لكن يبدو بأن البطريركية تعمل على كل تلك الاهداف في آن واحد دون الفصل بين المهم و الأهم منها، و دون التلميح بإعطاء الاولوية والاسبقية لأي منها، أو على الأقل هذا ما يبدو لنا كمتابعين، و في هذه الحالة تبقى الرعية تراقب و تنتظر كما كانت تعاني من الانتظار الممل في السابق لتعرف اين ستكون وجهة بطريركيتها الجديدة بدلاً من أن تكون الرعية متفاعلة و مساهمة في ورقة عمل واضحة المعالم.
 
نرى اليوم بأن بطريركيتنا قد وجدت في نفسها قدرات لحل المشاكل المزمنة و المستعصية و تستطيع أن تلعب الدور الفاعل في حلها و منها نذكر بأن:
الباطريركية الموقرة تريد العمل على توحيد الصف الكلداني ، و هي تريد توحيد الصف المسيحي ، و ربما توحيد الكنائس في العراق حتى لو كانت على حساب الكرسي البطريركي الكلداني في العراق و العالم، و الذي هو ملك لكل الشعب الكلداني. وهي تريد ان تسعى من اجل المصالحة بين الكتل السياسية في العراق. وهي تريد ان تبني علاقات مسيحية اسلامية في البلد الذي سيطر الارهاب على بعض مذاهبه و هجر المسيحيين من جنوبه و وسطه. و هي تريد ان توقف نزيف هجرة المسيحيين من العراق، و أخيرا و ليس آخرا  فهي تطلب منا ان ننتخب المرشحين لمجالس البلديات في العراق في بيان خاص لها، في حين نحن الكلدان لا ناقة لنا في هذه الانتخابات ولا خٌف جمل!.
و أنا هنا لست بصدد ثني عزيمة البطريركية الموقرة في تحقيق ما تريد تحقيقه ، و انما ندعو الرب لها بالتوفيق دائماً و نتمنى مخلصين تحقيق كل أهدافها، ولكننا ككلدان نعاني الامرين في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ امتنا و علينا ان نسأل بطريركيتنا عن كل ما يجول في خاطرنا من تساؤلات و استفسارات حول اولوياتها لكي يكون الطريق واضحاً امام ابناء هذا الشعب المغلوب على أمره كي يستطيع أن يرسم مستقبله و مستقبل اجياله القادمة ، نأمل ان نتلقى الاجابة الشافية حولها في قادم الايام وهي:
كيف ستعمل البطريركية الموقرة على تحقيق كل تلك الاهداف السابقة الذكر لنعيش بسلام و أمان في بلدنا و بيتنا الكلداني( وهو العمق الاستراتيجي للبطريركية) يعاني من الفرقة والتشتيت و ابوابه مفتوحة لكل مخترق شرير للنيل من ابنائه و ليعيثوا فيه خراباً و فساداً ؟.

كيف لها ان تصلح بين الكتل السياسية الحاكمة و نحن اساساً مضطهدين من قبلهم و من قبل مؤسساتهم ؟.
كيف تريد البطريركية في أن تساهم في ايجاد حل لمشاكل الحكومة الفيدرالية و نحن الكلدان فيها مهمشون و مقصيون؟.
كيف لها ان تدعوا ابناء شعبنا الكلداني الى الذهاب الى الانتخابات و نحن ليس لدينا مرشح فيها؟.
كيف لها ان تتوحد مع الآخرين و هؤلاء قد جٌبلوا بأفكار شوفينية وهم لا يريدون الخير للكلدانية ولا لأي كلداني ؟.
كيف لها ان توقف نزيف الهجرة و الكلدان كسكان العراق الاصليين ليس لهم فيه أي دور وهم الاكثر معاناةً ، و قوميتهم تنحر كل يوم ؟.
كيف تستطيع البطريركية في ان تٌفعّل دورها و تسترجع مكانتها و هي مهمشة و مقصية أوقافياً واستسلمت لقرارات الآخرين و خياراتهم في الماضي القريب و ما زالت؟.
كيف نتقدم و كل راعي لكنيسة من كنائسنا يتصرف و كأنه زعيم لإقليم  فيدرالي؟.
كيف وكيف و كيف؟.....!.

إن تحقيق هكذا أهداف لا تأتي بالصلاة و الصوم وحده، و انما يجب ان تكون هناك مؤسسات سياسية و ثقافية و قومية تدعم هذه الأهداف من أجل زيادة الزخم والعمق الجماهيري و تعبئة العناصر الواعية و الناضجة في المطالبة بالحق المسلوب و تحقيق الأهداف و الأماني في الواقع و ليس في الخيال.

من هذا يبدو بأن الشعب الكلداني ، بكل مؤسساته، اي البطريركية و الأحزاب و كل المثقفين و القوميين و المؤمنين الكلدان لا يستطيعوا من التقدم خطوة واحدة الى الامام دون ان يكون البيت الكلداني متماسكاً شامخا قوياً و قادراً على حماية اهل الدار والتصدي لهجمات الجبناء و الانتهازيين و اعداء الامة الكلدانية . نعم البيت الكلداني يجب ان يكون أول الأهداف و من اولويات الجميع ، الكنيسة و السياسيين و الكتاب و المثقفين و الأكاديميين و رجال الأعمال. وعندما نتمكن من ترميم بيتنا الكلداني و نحسن وضعنا الداخلي، عند إذ سيكون الشعب الكلداني قوياً بكنيسته و برجالاته من السياسيين و القوميين و المثقفين و الاكاديميين و الطلبة ورجال الاعمال و بالنتيجة سيكون اكثر حظوة و مكانة عند باقي مكونات الشعب العراقي و تكون آراء قادته و قراراتهم اكثر استجابة لها من قبل الحكومات مهما كان شكل و نوعية تلك الحكومات. عندها نذهب الى صناديق الإقتراع لإنتخاب كلدانيين يمثلوننا و يهتموا بأمورنا و كلنا في سرورٍ و فرحٍ  و أمل.

رأي  حول توضيح اعلام البطريركية الكلدانية بخصوص موقف الكنيسة الكلدانية من القضايا السياسية و القومية:

طالعتنا وسائل الإعلام الأنترنيتية مؤخراً على توضيح مفاجيء و مثير للاستغراب و القلق في نفس الوقت ، صادرعن اعلام البطريركية الكلدانية حول موقف الكنيسة الكلدانية من القضايا السياسة و القومية، و خاصة ما جاء في الفقرة الرابعة منه و التي تقول فيه:" هناك تمييز بين العمل القومي و العمل الكنسي. و ان كان هناك من يدمج المجالين فهو المسؤول عنه. لكن لا يمكن لمؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية و مسؤولياتها ان تزج نفسها في العمل القومي و السياسي على حساب رسالتها. هذان المجالان هما من اختصاص العلمانيين." انتهى الاقتباس.

و لكي تتوضح عندنا بعض الأمور علينا ان نسأل البطريركية الكلدانية بخصوص النقطة اعلاه:

1/ اليس اصدار بيان لتشجيع المسيحيين و حثهم للذهاب الى انتخابات مجالس المحافظات عملا سياسياً و خاصة هناك جهات سياسية ترفضها ؟. و اليست محاولة التدخل في تقارب وجهات النظر بين الاطراف السياسية المتصارعة في الحكومة عملاَ سياسياَ أيضا ؟.

2/ يقول التوضيح بأن الكنيسة لا تزج نفسها في العمل القومي.. وهذا امر في غاية الخطورة و الغرابة.
 فلماذا اذن اسم كنيستنا هو الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ؟ و لماذا سميت بطريركيتنا ببطريركية بابل على الكلدان؟ و لماذا قدّاسنا يقام باللغة الكلدانية؟ اليس هذا دليل انتمائنا و اعتزازنا بقوميتنا الكلدانية و حضارتنا البابلية العريقة؟ فلماذا التملص من هذه الحقيقة اذاَ؟.
كما المْ تكن البطريركية نفسها قد ارسلت في الأمس القريب وثيقة موقعة من قبل جميع المطارنة الأجلاء الى الحاكم الأمريكي بريمر تطالبه فيها  بحقوق شعبنا الكلداني القومية و السياسية و الدينية و الثقافية؟؟ فهل يا ترى حصلنا اليوم على كافة حقوقنا؟ فما الذي تغير اليوم اذاَ؟.

ثم لو فرضنا بأن هناك جهات سياسية تعمل جاهدة على تغيير و تشويه التسمية القومية الكلدانية لشعبنا و تعمل على سلب كافة انواع حقوقه في بلده، هل ستقف الكنيسة مكتوفة الأيدي و تبادر الى اختلاق الأعذار لكي لا يقال بأنها تتدخل في الأمور القومية؟. ثم من الذي سيقول لها ذلك ؟ اليسوا اعداء الكلدان و كنيستهم؟. فهل من الحكمة ان نرضخ لهم و لأقاويلهم؟.

3/ اما محاولة فصل القومية الكلدانية عن الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية فلها مخاطر جمة و عواقب وخيمة، و كأن فيها رائحة تغيير اسم الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية الى الكنيسة الكاثوليكية في العراق!، اي الغاء الخصوصية القومية منها، وهذا ما يتمنونه و يصبون اليه أنداد الكلدان لتشتيتنا و اضعافنا داخلياً، وهذا لا يستبعد احتمالية تسببه في حدوث شق عامودي في الكنيسة نفسها إن صح ذلك، وكذلك الى فك الأواصر الرابطة بين المؤمنين الكلدان و كنيستهم بمفهومها الجديد الغير مبالي بحقوقنا القومية و ما يترتب عن ذلك من ابعاد سلبية اجتماعية .

فعندما تنفصل الكنيسة الكلدانية عن كلدانيتها تحت أية ذريعة كانت ، و تتأخر عن الدفاع عنها عند الضرورة ، حينها سيصبح سيان عند المؤمنين الكلدان في ان يرتبطوا بها او بأي كنيسة أخرى كاثوليكية أو حتى غير كاثوليكية المنتشرة حول العالم، وبذلك سيتقلص عدد رواد و مؤمني هذه الكنيسة و من ثم سينكمش حجمها و سيتناقص واردها المالي أيضاً، وبالنتيجة سيضعف معها دورها.
كما سيساهم هذا التغيير السلبي في العلاقة بين الكنيسة الكلدانية والقومية الكلدانية في هجرة ما تبقى من المؤمنين الكلدان الى خارج البلاد لما سيسبب لهم هكذا قرار من احباط في معنوياتهم وآمالهم، و بذلك تكون الكنيسة قد فقدت دورها المهم الجامع لشعبها الكلداني.

4/  صحيح ان رجل الدين الكلداني له واجباته الدينية و التزاماته الكنسية ، لكن في نفس الوقت فهو إنسان له انتماؤه القومي ، و قد يكون له اهتمامات فكرية و ثقافية و فنية كأي انسان آخر ، وهو أيضاَ فرد في المجتمع يتأثر بكل ما يجري حوله من أحداث سياسية و ثقافية و اجتماعية ، لذا فليس من الصحيح وضع الحصار على آرائه و أفكاره التي تخدم شعبه في خضم الأحداث و المستجدات المتعاقبة ، و التي قد تؤثر على كنيسته بصورة مباشرة او غير مباشرة أيضاً. و عليه فإن حصر رجل الدين الكلداني ضمن محيط الكنيسة و الإصرار على هذا النهج ، أصبح لا يتماشى مع متطلبات هذا العصر و وسط كل هذه التحديات التي تحوم حول أمته ، بالإضافة الى كون الأمر مجحفاً بحقه كإنسان له دوره في المجتمع، وبالنتيجة فإن دور الكنيسة في المجتمع سيتناقص تدريجياً من خلال تحديد دور رجالها، و من ثم  سيتقلص هذا الدور الى ان يصبح دوراً رمزياً مقارنة بالكنائس الأخرى و رجال دين الأديان الأخرى، في الوقت الذي يفترض ان يكون رجل الدين الكلداني الأكثر نشاطاً و تفاعلاً مع الأحداث في هذه الظروف الاستثنائية.

البطريركية الكلدانية و المؤتمر القومي الكلداني العام في مشيغان

امامنا اليوم فرصة ثمينة تخص وضعنا الداخلي و بيتنا الكلداني علينا استغلالها و الاستفادة منها على اكمل وجه وهي عقد المؤتمر القومي الكلداني العام في مشيغان للفترة من 15/5 – 19/5/2013 ونتمنى من ان تشارك البطريركية الكلدانية الموقرة بكل ثقلها في هذا المؤتمر و في مقدمتها غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو السامي الاحترام لكي تكون له بصمات تحرك الشعب الكلداني الى الامام ، و مقولات ترسم على صدور أبنائه إفتخاراً، و لكي يطلع  مباشرة على امكانيات و أفكار رعيته و يساهم مع العلمانيين و السياسيين و القومييين في حل هموم الشعب الكلداني في الوطن و المهجر من خلال العمل الجاد و المشترك من اجل نيل حقوقنا القومية و السياسية و الدينية في ارض آبائنا و أجدادنا.
ولابد هنا من الاشارة الى نقطة في غاية الاهمية بخصوص شعبنا الكلداني علينا ان لا نغفله، وهو كون كل مؤسساته السياسية و القومية و الدينية و المدنية على متن مركب واحد ، وعندما يوجه اعداء امتنا الكلدانية سهامهم تجاه اية مؤسسة فإنها ستصيب الجميع و تضعفهم ، كما ان قوة اية مؤسسة تعني قوة لكل المؤسسات الأخرى.  فلو كان لنا تمثيل سياسي كلداني حقيقي في البرلمانين العراقي و الكوردستاني و الحكومتين العراقية و الاقليم ، و كذلك في مجالس المحافظات و حسب حجم و زخمنا الحقيقي لما تمكن كل من هب و دب من حجب دور الكنيسة أوقافياً و من التلاعب بمصير شعبنا على مزاجه من اجل ملء جيوبه الخاوية بالأموال كهدية لعمله الشنيع في طمس الهوية الكلدانية العريقة.

بارك الرب بطريركيتنا الموقرة ، بطكريركية بابل على الكلدان في العراق و العالم و وفّق كل رجال ديننا الأفاضل و عاشت أمتنا الكلدانية و الى غدٍ مشرق بعون الرب يسوع المسيح و مريم العذراء.

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
18/04/2013






26
          السيد خوشابا سولاقا.... ! IT IS TOO LATE

كتب السيد خوشابا سولاقا مقالا تحت عنوان جذاب "الى متى نبقى مختلفين ونبحث عن أسباب الخلاف والأختلاف بدلاً من البحث عن أسباب الوحدة" و الذي لم يحتوي على أكثر من دغدغة لمشاعر بعض البسطاء من ابناء شعبنا و ادخالهم  في حلم الأمنيات للوحدة ألأميبية بين الكلدان و السريان و الآثوريين أو الآشوريين دون التطرق الى الأسباب الحقيقية لهذا الاختلاف و الخلاف ولا الى ادانة مسببيه .
 فبالرغم من استغرابي الشديد عندما اعترف الاخ خوشابا بالكلدانية كقومية لأول مرة جنباً الى جنب القومية السريانية و الآشورية  بصورة ضمنية عندما اعتبر كل التسميات قومية و تاريخية، الا انني اهنئه على هذا التحول العقلاني المعتدل نحو طريق الصواب في احترام كل القوميات و ايضاً كل تسمياتها، و لكني اتسائل ايضاً:
أين الاخ خوشابا من أفكاره المطروحة في مقاله المذكور و ما بين افكاره قبل أكثر من عشرين عاماً عندما طبعت حركته (زوعا) الكتيب الأخضر (الكلدانية مذهب ام قومية؟) و وزعته على نطاق واسع، و السيد خوشابا كان حينذاك قيادياً في الحركة؟. وهل يا ترى كنتَ واهماً حينها كغيرك بأن الآشورية ستقضي على الكلدانية كلياً و في فترة قياسية؟.
اين كانت أفكاره هائمة و سارحة عندما كان يٌعمّد بالقومية الآشورية كل من ينخرط في (زوعا) من الكلدان و السريان و يدفع به الى الصف الامامي ليصبح خنجراً في خاصرة بني جلدته و قوميته الاصيلة ؟.. فهؤلاء مازالوا موجودين في كل مكان اليوم حتى في المواقع الالكترونية.
أين كان السيد خوشابا و اصحابه عندما فرضت حركته التسمية اللاقومية (كلدوآشور) على الكلدان و السريان و الآشوريين و حاولت تمريرها قسراً في الدساتير دون احترام مشاعر الكلدان و السريان و حتى الآشوريين.
حسب قوله يتألم الاخ خوشابا عندما يٌفرض المتعصب الآشوري و كذلك المتعصب الكلداني تسميته القومية ، فيا ترى ما هو رأيه برسائل الباطريرك الآشوري مار دنخا بمناسبة اعياد أكيتو و أعياد الميلاد و القيامة عندماا يتنكر للقومية الكلدانية و يعتبرها مذهب تابع لقوميته العتيدة؟ و عندما كرر الأمر لثلاثة سنوات متتالية انتقد بعض الكتاب الكلدان سيادة الباطريرك على تهنئته العنصرية ، فأين كنت أنت في حينها؟ و لماذا لم تكتب عن الموضوع و تقول له بأن الكلدانية تسمية قومية كالآشورية و من ابسط قواعد الاصول احترامها؟ وهل هناك من جهة آشورية تستطيع من نقد هكذا تصريحات عنصرية بحتة؟
أين كان السيد خوشابا عندما قررت حركته الإحتفال بأكيتو البابلي و اعتباره آشوريا ، و حددت السنة على هواها دون مراعاة الحقائق التاريخية و تاريخ الكلدان بالتحديد؟؟ فهل السيد خوشابا لم يقرأ التاريخ بكل صفحاته الكلدانية و اللآشورية و السريانية؟.
و عندما حددت المؤسسات الآشورية يوم الشهيد الآشوري فإن ذلك من حقها ، لكن ما رأي الأخ خوشابا عندما تقوم الأحزاب الآشورية بفرض هذه المناسبة على الكلدان و السريان وتحت التسمية القطارية دون احترام مشاعر الكلدان والسريان و شهدائهم عبر التاريخ، و من دون استشارة اية مؤسسة دينية او سياسية او قومية كلدانية و سريانية ؟
ثم قد جاء نكران القومية الكلدانية على لسان زعيم زوعا السيد كنا عدة مرات علناً ، منها في احدى الندوات في امريكا و كذلك في لقائه مع قناة البغدادية ، فلماذا لم تنتقده في هذه النقطة ولكنك انتقدته في امور اخرى بعدة مقالات؟؟ فلا بد ان هكذا تصريحات عنصرية لم تكن تهمك سابقاً قبل يقضة شعورك القومي و احترام المشاعر و الحقيقة القومية للكلدان و السريان.
يا أخي الكريم و استالذي الفاضل اقول لك بكل صراحة و بدون زعل بأنك في داخلك لا تؤمن بأن الكلدانية قومية وان اعترفت في مقالك الاخير بها مجاملةً ، فمن المستحيل من يحمل افكار زوعا أن يؤمن بوجود قومية كلدانية او تسمية قومية كلدانية، لأن هذه النقطة هي احدى الركائز الجوهرية في الفكر الشوفيني الزوعوي، و متى ما اخل بها فإن الحركة ستنهار كلياً ، لأن ببساطة سوف لن يبقى فيها أي آشوري و ربما حتى المتأشور الكلداني. طبعاً ما ينطبق على زوعا ينطبق على كل المؤسسات الآشورية دون استثناء.
و عليه فإن ثقة الكلدان و السريان بألمؤسسات الآشورية بخصوص الوحدة الحقيقية المبنية على المصداقية و احترام كل الخصوصيات مفقودة تماماً بعد تاريخ طويل من نظال دؤوب للمؤسسات الآشورية في سبيل الغاء و طمس و مسخ القومية الكلدانية و السريانية و سلب حقوقهما، و من ثم تشويه سمعة كل من يدافع عنهما و لهذا كتبت في عنوان مقالي العبارة الانكليزية الدارجة:IT IS TOO LATE
المطلوب من الكاتب ان يكون جريئاً و موضوعياً، و الجرئة مطلوبة في أمور تخص مستقبل الأمة، و اعتقد بأنك ستشاطرني الرأي في هذا، و انا أعرفك من خلال كتاباتك بأنك تتحلى بالجرءة و الشجاعة وهذه ليست بمجاملة، و عليه سأطرح عليك عدة خطوات مهمة و ارجو بيان رأيكم فيها لأني اجد بأن هذه الخطوات ضرورية و لابد منها عند التفكير في ايجاد حل أو بداية لإيجاد حل نهائي و صائب لتوحيد هذا الشعب بكافة تسمياته القومية او على الأقل انهاء الصراع الدائر بينهم:

اولا/ لكون المؤسسات الآشورية هي التي بدأت بنكران القومية الكلدانية و السريانية  و لعدة عقود من الزمن و حتى امام الغريب، نطالب كل المؤسسات الآشورية الرئيسية و المؤثرة ، السياسية و الدينية و المدنية، بأن توافق على اصدار بيان مشترك من اجل زرع الثقة في نفوس الجميع، يعلنون فيه امام الشعب و الرب اعتذارهم الرسمي من الكلدان و السريان كشعب و كقومية من كل ما بدر منهم من اساءات مقصودة تجاههما. و الإعتذار عن الخطأ ليس عيباً او انتقاصاً من صاحبه ، وانما فضيلة وعمل نبيل وخاصة ان كان هذا العمل يخدم مصلحة الأمة و مستقبل اجيالها.

ثانياً/ ان تكف المؤسسات التي تتحدث بإسم الآخرين او بالنيابة عنهم  دون تخويل عن الاستمرار في هذا العمل الغير الحضاري، اي على اية مؤسسة آشورية ان توجه بياناتها و خطاباتها الى من هو آشوري فقط دون زج التسميات الأخرى ، وهكذا بالنسبة للمؤسسات الكلدانية و السريانية ، و عدم استخدام التسميات المركبة أو (القطارية) الغير قومية و التي وجدت من أجل احتواء الآخرين و سلب حقوقهم.

ثالثاً/ أن يعقد الكلدان و السريان و الآشوريين كل لمؤتمر خاص به ، ومن ثم مؤتمر عام للجميع، دون تدخل خارجي، يهدف الى ازالة كل الشوائب و الخلافات و فتح صفحة جديدة من العلاقات بين الجميع وعلى اختيار تسمية شاملة للجميع ، علم يشمل الكل، و تحديد المناسبات القومية من أكيتو و يوم الشهيد  وغيرهما استناداً الى الحقائق التاريخية والعلمية.

رابعاً/ ان يتم تشكيل تنظيم جديد ذو استقلالية تامة من داخل المؤتمر و يفتح ابوابه اما جميع ابناء الشعب للانضمام اليه، و ان يتعامل التنظيم الجديد مع الحكومة المركزية و الاقليم وفق المفهوم الجديد المتفق عليه في المؤتمر المشار اليه في النقطة اعلاه.
الكرة اليوم في ساحة المؤسسات الآشورية فليعمل السادة الوحدويون و الباحثون عنها بالضغط على تلك المؤسسات لتحقيق النقاط  الأربعة المذكورة اعلاه عندها سأقول لهم:  IT IS NOT TOO LATE

وفي الختام اعتذر من الأخ خوشابا سولاقا ان كانت صراحتي قد سببت له اي ازعاج ، فأنا اكن له كل التقدير و الإحترام.

تحياتي للجميع

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com




27
                   التجمع الوطني الكلداني على الدرب الصحيح
 

  نتابع عن كثب نشاطات التجمع الوطني الكلداني ، هذا التنظيم الكلداني الفتي الذي تأسس في الثلاثين من شهرآذار لسنة 2011 ، و كان تأسيسه من أجل هدف عظيم و مهم الاّ وهو النظال من سبيل ازالة كل اشكال الغبن و التعتيم و التهميش من قبل البعض الحاقد لكل ما هو كلداني قومياً، وكذلك من أجل العمل جنباً الى جنب مع بقية المؤسسات الكلدانية الحقيقية ضد كافة اشكال عمليات التحريف و التزوير المقصودة التي تقوم بها بعض الجهات السياسية المعروفة للجميع بهدف النيل من الأمة الكلدانية و مصادرة حقوقها .
كما ويعمل التجمع على تفعيل الدور الحقيقي للكلدان قوميا و شعبيا في بناء بلدهم العراق.
 حيث كانت هناك لقاءات مستمرة لأعضاء هذا التنظيم و خلال هذه الفترة مع العديد من البرلمانيين و المسؤوليين السياسيين و رجال الدين ، مركزين في لقاءاتهم على قضايا حساسة تهم الشعب الكلداني في هذه المرحلة و التي تؤثر ايجاباً على مستقبله في بلده العراق.  كما قام أعضاء التجمع بدورهم بكل صدق و أمانة وجدية ، غير مساومين ، رقيبهم ضميرهم الصادق و النزيه في نقل مظلوية الشعب الكلداني الى مراكز القرار العليا، فالمطالبة بالكوتا القومية بدلا من الكوتا المسيحية التي عن طريقها ابتلعت كل الحقوق السياسية و القومية للشعب الكلداني من قبل اشرس الأحزاب و الشخصيات المعادية للكلدان و الكلدانية والناكرة لوجودهما ، تعتبر امراً في غاية الأهمية ، و تٌخرج الكلدان من طائلة الوصاية الجبرية من قبل بعض المدعومين من الخارج و من قبل الكتل السياسية المتمكنة.
كما ان المطالبة بتمثيل الكلدان تمثيلا حقيقيا في الحكومة و مرافق الدولة الأخرى ، حق شرعي لشعبنا الكلداني كونه من السكان الأصليين للبلد و ثالث اكبر قومياته.

التجمع الوطني الكلداني بدأ مشواره مستنداً في قراراته على اسس و مباديء ثابتة تعزز من مكانته و دوره الفاعل من أجل رفع راية الأمة الكلدانية ، فكان شفافاً و صريحا و جريئاً  في كل تصريحاته و بياناته، بعيدا عن  اية مجاملة على حساب المصلحة العليا للأمة الكلدانية المغبونة و المهمشة سياسياً و قومياً، في الوقت الذي لهث البعض وغير دفته بسرعة عندما رمى له السلطان اكياس الدراهم المهانة ، او من أجل مكتب شخصي مدفوع الإيجار.
كما ان استشارات التجمع  المستمرة و المباشرة مع المهتمين و المثقفين و الكتاب الكلدان ، جعلت من خطواته رصينة و واقعية ، و تنال ثقة و تأييدا جماهيريا أوسع ، و بالتالي سيكون لها صدى ايجابي على الساحتين السياسية و القومية.

ان ما نعرفه عن السادة اعضاء التجمع الوطني الكلداني بأنهم شخصيات مثقفة و متمكنة و على قدر عال من الحنكة  السياسية  والغيرة على شعبهم، هذه الصفات من الضروري توفرها في اي تنظيم  للسير به نحو الأمام في تحقيق أهدافه.

وقد قرأت خلال الأيام الماضية بعض نشاطات التجمع الوطني الكلداني و منها:

1- زيارة رئيس البرلمان العراقي السيد اسامة النجيفي.
2- لقاء النائب عن ائتلاف دولة القانون الشيخ حسين الاسدي
3- استقبال سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وفدا من قيادة التجمع الوطني الكلداني .
4- استقبال الحزب الشيوعي العراقي وفدا من قيادة التجمع الوطني الكلداني في بغداد.
5- وفدا من قيادة التجمع الوطني الكلداني يلتقي بالسيد باقر جبر صولاغ في مقر مجلس النواب العراقي في بغداد
6- زيارة وفد التجمع الوطني الكلداني الى كنيسة ماريوسف للسريان الكاثوليك في بغداد.
7- زيارة وفد التجمع الوطني الكلداني الى الشيخ الدكتور همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية.
8- قيادة التجمع الوطني تجتمع مع بعض الشخصيات الهامة في الوقف المسيحيي  والديانات الاخرى.
9- http://www.alfayhaa.tv/news/iraq/77779.html
10- زيارة فخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني.

وربما هناك المزيد الذي سنقرأ و نسمع الكثير في قادم الأيام عن نشاطات هذا التنظيم، ولكن الغريب في الأمر غياب الإشارة على اي من تلك النشاطات اعلاه في موقعنا الأغر عنكاوا.كوم، نتمنى ان لا يكون الأمر مقصوداً لكي يحافظ الموقع على التزامه بالوسطية و عدم الانحياز والتي كانت احد اسباب نجاحه و ديمومته و التواصل معه.

ان نتائج هكذا نشاطات للتجمع الوطني الكلداني قد لا تظهر بشكل آني أو مباشر، و لكن بالتأكيد ستكون لها تأثيراتها الإيجابية في المستقبل. و نأمل ان يستمر التجمع بإنفتاحه على كل القوى و الكتل السياسية العراقية الخيرة و الداعمة لحقوق شعبنا الكلداني.

كما نستهل الفرصة لنبعث لكل أعضاء التجمع الوطني الكلداني الأعزاء بأحر التهاني وأجمل التبريكات محملة على باقة ورد عطرة  بمناسبة حلول الذكرى الأولى لتأسيس هذا الصرح الكلداني الغيور ، داعين من الرب لهم بالتوفيق و النجاح في كل مهامهم من أجل رفع راية أمتنا الكلدانية.

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
 







28
أكيتو، العيد القومي للشعب الكلداني
 

 
   تحتفل كل شعوب العالم برأس السنة الميلادية و تتعامل مع التقويم الميلادي في كافة اعمالها و امورها الرسمية، و بذلك أصبحت رأس السنة الميلادية  مناسبة عالمية. بالإضافة الى رأس السنة الميلادية و التقويم الميلادي ، ما زالت الكثير من الأمم و الشعوب تحتفظ بتقويمها الخاص و تحتفل به و تعتبره ارثاً قومياً وعيداً وطنياً لها، مفتخرة في ذلك بتاريخها و حضارتها.
و أعياد الشعوب ، و منها أعياد رأس السنة القومية ، تستمد و ترتبط إما باساطيرها القديمة أو حوادث تاريخية مهمة ، كتولي أحد الملوك للعرش ، او عمل جبار قام به ، أو بداية لتقويم قديم ، او يوم بناء مدينة ما ، او التحرر من الظلم و الاحتلال و غيرها.
 فمثلاً يحتفل الكورد و الفرس و الأفغان بعيد نوروز، ويعتبرهذا العيد عند الشعب الكردي بداية السنة  القومية الجديدة  2712 (تقابلها سنة 2012 م) وفق التقويم الكوردي . ، وتبدأ السنة الكوردية  في 21 أذار من كل عام، و يحتفلون به كيوم التحرر من الظلم و الإستبداد حسب اسطورة (كاوة الحداد) ، كما يعتبر هذا اليوم  بداية فصل الربيع ايضاً.
أما الفرس فيعتبرون نوروز رأس السنة الفارسية و التي تبدأ ايضاً في 21 آذارمن كل عام ، و يقال ان سبب الإحتفال به هو ان جمشيد (ملك فارسي سمي اول يوم من السنة بنوروز) وفّر ماء الحياة للناس و وعدهم بحياة أبدية، كما يعتبره البعض منهم يوم بداية الخليقة. و السنة الفارسية 2571 تقابل السنة الميلادية 2012.
الصينيون ايضاً يحتفلون برأس السنة الصينية و التي تعرف أيضاً بإسم عيد الربيع، و يقيمون الإحتفالات و المهرجانات الكبيرة ، و يعتبرونه بداية لحياة جديدة و موسم الحرث و البذر، و تقابل السنة الحالية السنة الصينية 4710.
و يحتفل اليهود برأس السنة العبرية الجديدة ( روش هوشانا) ، و ستوافق في يوم 19 سبتمبر2012 القادم مع بداية السنة العبرية 5773.
وللمصريين سنتهم الفرعونية او المصرية و التي تبدأ في 11 سبتبمبر من كل عام و التي ستصادف هذا العام السنة 6254 فرعونية ، مستندين بذلك على أول شهر توت بحسب التقويم الفرعوني الذي أبتكروه.
كما للأمازيغ (السكان الأصليون لشمال أفريقيا) تقويمهم الخاص ، حيث السنة الميلادية الحالية تقابلها السنة 2962 و يطلقون على احتفال رأس السنة اسم ( اسكاس أماينو) و تبدأ في 13 من كانون الثاني من كل عام. و تعود بداية هذا العيد الى العام 950 ق.م تخليداً لتولي الضابط الأمازيغي شيشنق على عرش مصر.

والشعب الكلداني ، هذا الشعب الرافديني الأصيل، كباقي شعوب العالم الأخرى يحتفل بعيد رأس السنة القومية الخاصة به ، و يطلق عليه (أكيتو) ، و الذي يصادف في الأول من نيسان من كل عام ، و السنة الكلدانية 7312 تقابلها السنة الميلادية 2012 .
 وكانت الإحتفالات بهذا العيد سابقاً تبدءاً بالأول من نيسان و لغاية 12 منه ، ويكون الملك و ألآلهة و رجال المعابد لهم الأدوار الرئيسية في مراسيم وطقوس هذا الإحتفال.

كان فكر الشعب الكلداني في بلاد النهرين في تلك الفترة و تصوره للحياة يتمحور حول ثلاثة عناصر أساسية  وهي : الطبيعة و الآلهة و الإنسان ، و هذا يبدوا واضحاُ من خلال اسطورتي اينوما ايلش و كلكامش ، مع ايمانه بوجود قوتين رئيسيتين تسّير الكون ، وهما قوى الخير و قوى الشر.لذا نجد ان احتفالات رأس السنة الكلدانية البابلية عبارة عن شعائر و طقوس احتفالية بالطبيعة و الآلهة و الإنسان معاً ، و تتخذ جدلية الموت و الإنبعاث عندهم اشكالاً انسانية واقعية و خاصة في علاقات الحب و الزواج عند الآلهة و من خلال تأليه الملوك و هبوط الآلهة الى العالم السفلي حيث يعيش الإنسان.

لذا فقد كان لهذا العيد و طقوسه أهمية كبيرة لدى الشعب الكلداني و كافة الأقوام التي سكنت بلاد ما بين النهرين ، بصفته رمزاً عظيماً و تعبيراً عن الفكر الإجتماعي و السياسي و الديني في مجتمعاتهم.

و لما كان الإحتفال بعيد أكيتو، رأس السنة الكلدانية البابلية يمتد لمدة اثنا عشر يومأً ، بدءاً بالأول من شهر نيسان و الى الثاني عشر منه ، فإن الإحتفال به اليوم بنفس الطريقة السابقة يعد من الأمور المستحيلة نظراً لما طرأ على الإنسان من تغيرات فكرية واجتماعية و دينية و علمية غيرت من طريقة تصور الإنسان لحركة الطبيعة و تفسيراته لتركيبة الكون و طريقة الخلق، بالإضافة الى اختلاف اسلوب و معيشة الانسان وعلاقته الذاتية مع الخالق.
و عليه  فإستذكار العيد (أكيتو) و الإحتفال به اليوم  يعبر عن احترامنا و اعتزازنا بتاريخنا و حضارتنا الكلدانية البابلية العريقة و إفتخاراً بمنجزات أسلافنا العظام الذين قدموا للبشرية الكثير من العلوم و الفنون ، كما هي فرصة لبث الوعي القومي و الوطني و تقوية الأواصر الإجتماعية بين ابناء هذه الأمة.
و لما كان تأريخ العراق و بلاد الرافدين يعود الى العام 5300 ق.م  حيث الكلدان الأوائل و السومريين ، فإن الإحتفال به يجب ان لا يكون مقتصراً على الكلدان فقط ، بل لكل الشعب العراقي بكافة قومياته المتآخية ، لأن هذا التاريخ يشمل كل الحضارات المتعاقبة على ارض الرافدين من الحضارة الكلدانية و السومرية و الأكدية و البابلية و الى يومنا هذا ، و هذه الحضارات هي ملك كل العراقيين و مصدر فخرهم و اعتزازهم.

و في الختام  وبمناسبة حلول عيد أكيتو ، رأس السنة الكلدانية البابلية ، 7312 أقدم لكل العراقيين و لأبناء شعبنا الكلداني خصوصاً أحر التهاني وأجمل التبريكات ، داعياً من الرب ان يعيده على الجميع بالخير و السلام.



سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com
 


29
بيان البطريركية الكلدانية بداية لمرحلة جديدة في مسيرة الأمة الكلدانية
 

       هذا هو الراعي الجليل و الأب الحنون، الكاردينال مار عمانويل الثالث دلي ، بطريرك الكلدان في العراق و العالم، الذي صبر بإيمانه و صلواته على الآلام و المحن و الشدائد ، فقد عرفنا في سيادته المحبة و التضحية والتسامح و طول الأناة و الحكمة ، و العدل في الفصلِ و القضاء ، وهو الذي لم ينسى أي فرد من رعيته في صلواته و دعواته، وكان صابراً على هفوات بعض ممن أغراهم الشيطان بحب الجاه و السلطة و المال ، صبر عليهم أملاً أن يعود هذا البعض الى رشده و يتوب و يعّمر الرب في قلوبهم المحبة للآخرين ، ولكن لما طفح الكيل و تجاوز الغدر حدود الصبر ، فلم يكن من لدن سيادته الاّ أن أطلق كلمته في دعوة الظالين الى الخير و المحبة ، و دعوته لهم لهدم كل بنيانٍ غشٍ افتعل زوراً ، كاسراً كل قلم ينال من الآخرين افتراءاً و يدعوا للتفرقة و العنصرية المقيتة ، وإخراس كل صوت يدعو الى تشويه التاريخ و تزويره عمداً ليستولي على انجازات الغير و حقوقهم.

كٌنّا واثقين بأن كنيسة الكلدان في العراق ستقول كلمتها يوماً و تجتاز حاجز الصمت بعد صبرها الطويل جداُ على ما يعانيه الشعب الكلداني الأصيل و كل مؤسساته في بلده و بلد أجداده من قبل إخوة لهم في الدين. فالهجمة الشوفينية الشرسة التي شنتها و شاركت فيها كل المؤسسات الآشورية دون استثناء على الشعب الكلداني و قوميته العريقة وخلال اكثر من عقدين من الزمن بهدف الغائه من الوجود ، وان نجحت في محاور و مفاصل عدة تمكنت خلالها تلك المؤسسات من اقصاء الكلدان و الإستيلاء على حقوقهم القومية و السياسية الى هذا اليوم، الا انها لا بد و ان تتوقف عند حاجز  شديد و صلب  من أقلام و أصوات و نضال الكلدان الغيارى على أمتهم و قوميتهم ، هؤلاء الكلدان الذين أبوا ان يستسلموا للرعاع و الشوفينيين،و ابوا ان يساوموا على مبادئهم و خصوصيتهم القومية و ضمائرهم مقابل حفنة من الدولارات.
نعم الأحزاب الآشورية و رئاسة كنيستهم تتحمل المسؤولية الأخلاقية و القانونية و التاريخية أمام ما اقترفوه من ظلم و افتراء على الكلدان و قوميتهم الأصيلة و العريقة و على مدى اكثر من عقدين من الزمن، و الأدلة أصبحت واضحة و في متناول الجميع.

و هنا لابد من الإشارة الى نقطة غاية في الأهمية، وهي ان ما قامت به و لا تزال المؤسسات الآشورية بحق الكلدان و قوميتهم، والتي تتعارض بشكل صارخ مع القيم الروحية و مباديء حقوق الإنسان و الأحكام و الأعراف الدولية ليست جريمة بحق الشعب الكلداني فقط ، و أنما هي جريمة أيضاً بحق الأجيال الصاعدة للآثوريين أنفسهم الذين يُحقنون بجرعات مركزة من الحقد و التعصب البغيضين بالإضافة الى سياسة عدم قبول الاخر و الغائه من الوجود .هذه الأجيال و للأسف الشديد ستتحمل و ستعاني كثيراً من النتائج السلبية و التأثيرات النفسية و الإجتماعية جراء سياسات مؤسساتهم العدوانية وأيدولوجياتها الشوفينية.

 و بعد هذه الهجمة الشرسة ،على شعبنا الكلداني بكافة مؤسساته أن لا يتوقف عند حدود بيان البطريركية الكلدانية ، وانما ان يجعل من هذا البيان إنطلاقة جديدة الى الأمام  و ورقة عمل في رسم خارطة النضال المستقبلي للإمة الكلدانية لكي تجتاز هذه المرحلة الصعبة من تاريخها.
و عليه يجب المباشرة من اليوم بخطوات مؤثرة و ملموسة في سبيل الوصول الى أهدافنا المشروعة في نيل حقوقنا القومية و السياسية و الدينية في بلدنا العراق.
 ومن هذه الخطوات:

1- على رئاسة كنيستنا و اساقفتنا و كهنتنا الافاضل  القيام بشرح أبعاد المؤامرات المحاكة ضد الشعب الكلداني من على منابر كل كنائسنا في الداخل و الخارج، ليطلع الكل على تفاصيل تلك المؤامرات والتي هي أخطر من المجازر التي لحقت و تلحق بنا كل يوم على يد الإرهابيين و الظلاميين،و ليتمكن أبناء شعبنا من الوقوف صفاً واحداً ضد المؤامرات و الممارسات الغير الأخلاقية ، و ردع الفئة الظالة التي تعبث بمصير الأمة الكلدانية.
 
2-  مطالبة الجهات الرسمية في العراق الفيدرالي و إقليم كردستان بكوتا خاصة بالقومية الكلدانية.

3- على الكنيسة الكلدانية القيام بدورها في دعم المؤسسات السياسية والقومية الكلدانية لكي تكون سنداً لها في مقارعة قوى الشر و الغدر و من لف حولهم من الخونة و الإنتهازيين.

4- على مؤسساتنا الكلدانية مجتمعة من دينية و سياسية و مدنية القيام بحملة تعبئة جماهيرية واسعة النطاق وعلى الصعيدين الداخلي و الخارجي. فعلى الصعيد الداخلي و الوسط الكلداني يجب القيام بنشر المقالات و الوثائق المهمة و عقد الندوات من أجل شرح مظلومية الكلدان و فضح المتآمرين و الإستعداد الجماهيري للقيام بتظاهرات حاشدة داخل و خارج الوطن تعبيراً عمّا لحق بالكلدان من تهميش و إقصاء و تدخل في شؤونه الداخلية.
أما على الصعيد الخارجي ، أي خارج  وسط شعبنا الكلداني، فعلى مؤسساتنا الكلدانية أيصال الوثائق المهمة و رسالة البطريركية و معاناة الشعب الكلداني الى المنظمات الدولية كالإمم المتحدة و مؤسسات حقوق الإنسان و الحكومات الغربية و البرلمان الأوروبي  و الى كل الكتل البرلمانية في العراق و حكومته، وكذلك الى برلمان و رئاسة اقليم كردستان مع الإشارة الى المواد: 1 ، 2 ، 4 ، 5 ، 9 من
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 47/135 المؤرخ في 18 كانون الأول/ديسمبر 1992 و الخاص بحقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية.

كما انها فرصة مهمة اليوم لكل الكلدان المغرر بهم عليهم استغلالها في العودة الى أحضان شعبهم و أمتهم الكلدانية ليدافعوا عن قوميتهم بدلا من اصطفافهم في الصف المعادي لها.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
 









30
                   يونادم كنا و ضياء بطرس و ما يجمعهما !
 
     شاهد من شاهد اللقاء الذي بثته قناة البغدادية مع يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الآشورية ، وكيف تنكر فيه السيد كنا للوجود القومي الكلداني علنا و اعتبره طائفة آشورية تتبع البابا مذهبياَعندما قال بالنص
" كل آشوري يصير كاثوليكي تابع لروما يسموه كلداني أوتوماتيكياً"

!!. بدون تعليق على كلمة أوتوماتيكياً!!.  (الرابط الأول).
ربما كان يظن السيد كنا بأن الكلدان سوف لن  يشاهدوا تلك المقابلة، فكان صريحاً  و واضحاً في اجابته التي يؤمن بها و التي طالما بقت مكبوتة في دواخله...
و هنا يؤكد السيد كنا ، وكما هو عهده دائما، بأنه سائر على النهج نفسه الذي حددته مباديء و أهداف حركته الداعية الى الغاء الوجود القومي الكلداني، و ان التسميات السياسية الثنائية و الثلاثية المصطنعة حديثاً لن تحيده عن مبادئه و فكره الآشوري الذي يؤمن فيه و يناضل من أجله، و بهذا فهو (اي السيد كنا ) سيبقى قائدا و رمزا وفياً لدى جماهير حركته و لن يخيب آمال شعبه الآشوري.
و هذا دليل واضح و دون وجود اي مجال للشك أو الـتأويل أو التحجج  بأن أي كلداني ينتمي الى الحركة الديمقراطية الآشورية عليه ان ينكر قوميته الكلدانية و يستبدلها بالآشورية.... أوتوماتيكياً..
و الغريب في الأمر أمام هذا الفعل المشين، و أمام أوتوماتيكية السيد كنا، لم نقرأ تعقيباً ولا انتقاداً لما جاء في كلامه من قبل أصحاب الأقلام الثرثارة و المأجورة التي ركبت القطار السريع، و كأن جميع  حواسهم قد أصابها العطب..

و بالرغم من كون الغاء الوجود القومي لأي شعب كان من قبل اي شخص او تنظيم او نظام يعتبر تجاوزاً على تلك القومية و جريمة بحق ابنائها ، و بالرغم من ان السيد كنا عضو في البرلمان العراقي و بذلك يمثل الشعب العراقي بكافة مكوناته و تقع على عاتقه واجبات وطنية و أخلاقية في المحافظة على كافة المكونات القومية و الطائفية و احترام خصوصياتها و ارثها الحضاري، و ان الغائه للقومية الكلدانية تعتبر اهانة للدستور و للبرلمان و للشعب العراقي من ثم لتاريخ العراق. و بالرغم من سياسة حركته (الحركة الديمقراطية الآشورية) المعادية للكلدان ، الاّ انه من جانب آخر يستحق الثناء ، و أؤكد بأنه خير من يمثل إخوتنا الآشوريين ، لأنه لم ينحرف عن مباديء حركته التي يقودها و التي تدعو الى الغاء القومية الكلدانية من التاريخ و الجغرافيا ، ولأنه لم يساوم على تسمية شعبه القومية يوماً ، و لن يتعامل مع من يلغيها ان وجد.
 فهنيئاً للشعب الآشوري بهكذا زعيم.

كما نعلم بأن السيد يونادم كنا عضو في ما يسمى بتجمع تنظيمات شعبنا، و بالتأكيد تنكره الصريح للقومية الكلدانية العريقة و تشويهه للتاريخ يتناقض مع فقرات المباديء العامة للتجمع ويخل بنظامه الداخلي ، فالمفروض ان يطلب منه في التجمع بالإعتذار العلني من الكلدان على الأقل ، او طرده من التجمع ، اذا كان هذا التجمع  صادقاً  بنواياه و يحترم حقاً جميع المكونات و التسميات القومية فيه.

وفي سؤال  مباشر من شبكة عنكاوا للجميع الى السيد ضياء بطرس سكرتير المجلس القومي الكلداني و نصه":
": ماهو ردك على السيد يونادم كنا في برنامج سحور سياسي التي بثته قناة البغداديه عندما قال كل اشوري يصبح كاثوليكي تابع لروما يصبح كلداني ؟
أجاب ضياء بطرس: كان المفروض من الاستاذ يونادم كنا ان يقول ان الكلدان او الاشوريين او السريان هي ثلاثة مسميات تاريخية لشعب واحد و قومية واحدة ولا فرق بينهم" 
( الرابط الثاني) .

وهذا الجواب من سكرتير لتنظيم سياسي كلداني ليس كافياً ، وانما كان المفروض منه أن يقول وبكل جرئة و دون تردد ودون مجاملة بأن السيد كنا قد أخطأ بحق الشعب الكلداني و القومية الكلدانية، و بحق التاريخ و الدستور العراقي ، وهو مطالب بالإعتذار رسمياً  و علناً من الشعب الكلداني.
 كما كان المفروض من المجلس القومي الكلداني أن يصدر بياناً استنكارياً بهذا الخصوص، و أن يتخذ موقفاً صريحاً تجاه علاقاته مع الحركة الديمقراطية الآشورية رداً على هذه الإهانة.

و غداً او بعد غد سيجلس الإثنان معاً و حول طاولة مستديرة في "تجمع تنظيمات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري" هذا التجمع المثير للجدل و الذي يدعي أصحابه بأنه خلق لخدمة الكلدان و الآشوريين و السريان على حدٍ سواء ، يا ترى هل سيطلب الأخ ضياء تفسيراً مقنعاً (ولو دبلوماسيا مصنعاً) من السيد كنا ، ام سيهمل القصة و كأن الأمر لا يهمه و ليس من اختصاصه..؟؟؟

و إذا كان اخواننا الآشوريين في  تجمع تنظيمات شعبنا بهذه الدرجة من الحقد والعنصرية و الكراهية تجاه القومية الكلدانية الى حد مسحها من الوجود، فما الذي يدعو الى ان يبقي اي فرد كلداني يحمل ولو الحد الأدنى من الغيرة لشعبه و قوميته عضوا في هكذا تجمع؟؟؟.

و اذا كان أعضاء هذا التجمع يتظاهرون بالبكاء و العويل عند مقتل مسيحي هنا و تفجير كنيسة هناك ، و لكنهم بأنفسهم يبيدون قومية و شعب من الوجود ، فهل هؤلاء يعتبرون قتل انسان جريمة لا تغتفر ، بينما إبادة شعب مسألة فيها وجهة نظر؟؟؟!!.

 اذاً اصبح الأمر معروفاً للجميع، بأن الشعارات الوحدوية الرنانة التي تطلقها الأحزاب و التنظيمات االآشورية ليس لها اي مصداقية، و ما هي الاّ مجاملات  لتوهيم الكلدان و تخديرهم والإلتفاف عليهم و على حقوقهم.

فهل يا ترى سنشهد قريباً موقفاً جريئاً و شجاعاً من قبل الأخ ضياء بطرس يحدد فيه علاقة المجلس القومي الكلداني بما يسمى (تجمع تنظيمات شعبنا)، ليعود المجلس الى الصدارة في التصدي لكل من يحاول المس بحقوق شعبنا الكلداني و خصوصياته..
 هذا ما نأمله.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
22/11/2011

 الرابط الاول:
 http://www.youtube.com/watch?v=pg2iHQIa1c0&feature=player_embedded#!

الرابط الثاني:
http://www.ankawa4all.com/vb/showthread.php?p=9057#post9057







31
 في الذكرى الثانية و الأربعين لمذبحة  قرية صوريا الكلدانية
 
     تمر علينا هذه الايام الذكرى الثانية و الأربعين للمجزرة النكراء التي نفذت بحق ابناء شعبنا الكلداني المسالم في قرية صوريا الكلدانية التي راح ضحيتها العشرات من الابرياء اطفالاً ونساءاً و شيوخاً ، بالاضافة الى العشرات من الجرحى و المعوقين..
 هؤلاء الأبرياء لم يكونوا مسلحين او مفتعلين لأعمال تقلق و تزعج النظام الفاشي الحاكم في حينه ، ذنبهم الوحيد هو ان قريتهم  المنكوبة كانت تقع  على طريق سير القوافل العسكرية التي يتحكم بقيادتها جلاوزة النظام المتعطشة للدماء ، ليصبحوا ابنائها بذلك صيداً سهلاً لوحوش كاسرة دون رحمة او وخزة ضمير او مخافة الخالق.

و عن تفاصيل المذبحة  يقول الناجون من ابنائها : " عندما كان الجنود يجبرون سكان القرية باعقاب وحراب بنادقهم كان البعض يفكر بالفرار الا ان الاب حنا قاشا الذي لم يدرك بان وحوشا كهؤلاء و سادتهم في بغداد ليس لهم مثيل على هذه الارض على الاطلاق، نصح بعدم القيام بهذه المحاولة وطلب من سكان القرية ان يتجملوا بالصبر ويركنوا الى الهدوء وبعد لحظات حينما أتم الجنود جمع سكان القرية سحب الملازم عبد الكريم الجحيشي اقسام رشاشه . في هذه اللحظة ادركت ( ليلى خمو) ابنة المختار ما سيحصل فقفزت عليه وامسكت بماسورة الكلاشينكوف بقوة وحينما ادرك الملازم استحالة انتزاع الغدّارة من قبضتها سحب مسدسه واطلق النار على رأسها فأرداها قتيلة في الحال، ثم بدأ باطلاق النار من رشاشه على المدنيين من دون تمييز وكلما نفذت رصاصاته استبدل مخزن الرشاش بمخزن جديد وراح يواصل اطلاق النار حتى اذا ما تأكد بأنه لم يبق انسان قائما امامه اصدر اوامره الى الجنود المحيطين به بأن يبقروا الاجساد المثخنة بالجراح بحراب بنادقهم ويضرموا النار في بيوت القرية والسور المحيط بها لكي يحولوا دون محاولة بعض الناجين من الفرار".

سكان القرية المجاورة الذين هبوا لانقاذ الجرحى واوصلوهم الى المدن القريبة جوبهوا برفض مسؤولي المستشفيات تقديم العلاج لهؤلاء الضحايا ولولا تدخل ( بعض) الاطباء والشخصيات المحلية لما تم ادخالهم الى غرف العمليات واجنحة هذه المستشفيات والكثير من الاطفال الذين نجو من هذه المجزرة باعجوبة تشبثوا بجثث ذويهم واخوتهم لساعات طويلة ولم يفارقوا مكان المجزرة الا بعد ان فصلوا عن الجثث بقوة، في هذه الاثناء كان الجنود يمنعون الناس من الوصول الى موقع الجريمة لدفن الموتى وتركوا أجساد الضحايا لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال كاملة ما جعلها فريسة الطيور الكاسرة والكلاب السائبة " .

  و يقول الكاتب  "شوقي بدري"  في وصفه لاحداث المذبحة : (( انه  فى 16 ايلول1969 حدثت مذبحه صوريا فى بدايه وصول صدام للسلطه . فلقد انفجر لغم فى سيارة عسكريه بالقرب من قريه صوريا . وبالطريقه النازيه التى كان يمارسها الالمان فى البلاد المحتله اتجه الجيش لاقرب قريه وجمعوا كل الناس وطلبوا منهم ان يأتوا بمن وضع اللغم . ولم يشفع لهم قولهم بانهم فلاحون مسيحيون ليس لهم درايه باستعمال السلاح . وتصادف ان كان القس فى زيارة الى القرية، فحاول ان يتوسط ويناشد الضابط عبد الكريم الجحيشي فقال الضابط لرجاله بما معناه ( هذا الكلب الاسود ارموه اولاً ) . اشاره الى رداء القس الاسود .

  فى زيارتى للقرية (لا زال الكلام للكاتب المذكور اعلاه)  تحدثت مع العجوز بطرس والشاب عماد , و وسط شعور الالم والاحساس بالمراره تكونت عندى صورة واعطونى كتيب مذبحه صوريا باللغه الكرديه . وما عرفته منهم ان ابنة المختار ( ليلى) اندفعت تستجدى الضابط عبد الكريم لكى لا يقتل والدها المختار ، الا ان الضابط اطلق النار على والدها وصرعه فهجمت ليلى عليه وانتزعت رشاشته فقاموا بقتلها وعقاباً لها أُلقيت فى النار بعد ان احرقوا القريه .
ولم يكتفي المجرم القاتل بهذه الجريمة البشعة، بل اعطى اوامره للجنود بحرق المحصول الموجود في كل بيت و قتل المواشي في القرية. ومات عدد كبير من الجرحى نتيجة اصابتهم بحروق و عدم استطاعتهم الهرب من القرية).

  بعد تنفيذ المجرم الجحيشي و جلاوزته لهذه الجريمة الشنعاء لم تشبع غريزتهم ، بل راجعوا مستوصف ناحية العاصي و امروا موضفي المستوصف بعد اسعاف الجرحى، وفعلاً نفذت اوامره خوفاً من بطشه و تهديداته.
و من اللذين نجوا من المذبحه الطفل سمير الذى لم يزد عمره عن اربعين يوماً وجدوه حياً بين الجثث فى اليوم الآخر وكانت امه قد حمته بجسمها . اما والده منصور وشقيقته سميره فلقد تصادف انهما كانا فى بلدة زاخو الكبيره .

  ولنستمع الى ما قاله المرحوم البرزانى عن هذه الجريمة فى احدى مذكراته الى هيئه الامم المتحده ..( وابيد فى يوم 16 ايلول 1969،  97 مواطناً قتلاً وجرحاً هم كل سكان قريه صوريا غرب زاخو. وقذف الجنود بالاطفال منهم وهم فى مهودهم الى الماء فغرقوا فى النهر. وكان القس الكلدانى حنا قاشا بين القتلى أيضاً).

 و اليوم عندما نتذكر شهداء صوريا ، نستحضر بطولات و قصص الشهادة لأبناء الأمة الكلدانية خلال العصور التي توالت بعد سقوط المملكة الكلدانية 539ق.م  و الى وقتنا الحاضر، كمذابح الملك الفارسي شاهبور في سنة 339م والتي امتدت نحو اربعة عقود من الزمن ، وثم مذابح التتر و المغول سنة 1258م ،  وصولا الى مذابح السلطان عبدالحميد منذ سنة1895م  و ما بعدها  و التي شملت (مذابح و قتل  الآلاف في قرى علي بكار و نصيبين و القوافل في  10 ،11 ،15 حزيران 1915، و مذبحة سعرت و شهادة المطران أدي شير في 17 حزيران 1915، و مذبحة حوزة و باتة  بين الاعوام 1914- 1916م و التي راح ضحيتها آلاف الكلدان ، مذابح نصيبين و دارا في 15 حزيران في العام 1916م(. و كذلك كل الكلدان الذين استشهدوا منذ تأسيس دولة العراق وهم يناضلون ضمن الاحزاب الوطنية و الكردستانية من أجل تحرير شعب العراق من بطش الأنظمة الدكتاتورية المتسلطة على رقاب أبنائه ، الى  ضحايا نظام صدام وزمرته الدموية ، وشهداء حربي الخليج ، ثم شهداء احداث السنوات الاخيرة التي شهدت هجمات شرسة من قبل الارهابيين و قوى الشر و الظلاميين ضد الكلدان و التي شملت  تفجير الكنائس و خطف و قتل المئات من ابنائه ، منهم الأب الشهيد رغيد كني و رفاقه الشمامسة وحيد و بسمان و غسان في الموصل بتاريخ 3/6/2007 ، و استشهاد مرافقي المطران رحو اثناء اختطافه ، سمير وفارس و رامي في الموصل بتاريخ29/2/2008 . ثم استشهاد المطران مار بولص فرج رحو في 13/3/2008. و معاناة الشعب الكلداني لا زالت مستمرة في بلده الأم و مازالت دماء شهدائه تروي تربة وطنه  ترافقها قصص الغدر والإضطهاد  يندب لها جبين الانسانية ، كما و يعمل البعض اليوم  بكل طاقاته ومعهم الخونة و الإنتهازيين لإقتراف جريمة أخرى بحق الكلدان ، الا وهي ذبح تسميتهم القومية الكلدانية العريقة و مسحها من دستور العراق.

  بهذه الذكرى الاليمة  نشعل الشموع على الأرواح الطاهرة لشهداء أمتنا الكلدانية ، و نضع اكاليل الزهور على أضرحتهم اكراماً و اجلالاً لدمائهم الزكية التي أمتزجت مع تراب هذه الارض المقدسة من اجل زرع بذرة المحبة و السلام و الأيمان في قلوب ابنائه.

  لنجعل من ذكرى مذبحة صوريا رمزاً خالداً و يوماً مميزاً و تذكاراً للآلاف من شهداء الأمة الكلدانية الابرار الذين ذبحوا و أُعدموا بمزاج تفوقي عنصري و بطريقة وحشية ، فهذا اقل واجب يمليه علينا ضميرنا تجاه التضحيات الكبيرة و ملاحم البطولات و الشهادة التي سطرها ابناء هذه الأمة على مر العصور.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com


32
                    عنكاوا و قصة الشيخ البدوي!

     هناك قصة بدوية قديمة تقول: ظن شيخ  بدوي انه يمكن ان يسترد شبابه و حيويته بأكل الديك الرومي، ولذلك اشترى ديكاً رومياً، و حفظه في خيمته، و كان يهتم به و يطعمه حتى التخمة كل يوم .
 وفي يوم من الأيام سرق احدهم ديكه الرومي. فاستدعى هذا الشيخ البدوي ابناءه وقال لهم: " يا ابنائي نحن في خطر عظيم. بعضهم قد سرق ديكي" و قال له الأبناء: يا ابانا ماذا تريد بهذا الديك؟ ، اجابهم: هذا لا يهمكم في شيء ، فقط  أطلب منكم بأن تبحثوا عنه و ترجعونه لي . ولكن الأبناء اهملوا كلام والدهم وذهب كلٌ الى حال سبيله.
 و بعد اسابيع قليلة سٌرقت ناقة هذا الشيخ، فقال له الأبناء : ماذا تريدنا أن نفعل يا ابانا؟، فقال لهم: ارجعوا لي ديكي، ولم يفعل الأبناء شيئاً فتركوه و ذهبوا .
وبعد فترة وجيزة، أختطفت ابنة الشيخ ، فهرع الأبناء الى خيمة أبيهم ليعلمهم ما يمكنهم فعله في مصيبتهم ، ثم قال الشيخ لأبنائه: كل هذا سببه الديك، لأنه عندما عرف اللصوص ان بإمكانهم أن يأخذوا ديكي كنا قد فقدنا كل شيء.

 فحال عنكاوا المظلومة و مصيبتها تشبه مصيبة هذا الشيخ البدوي المسكين، فهذه البلدة الكلدانية المسالمة قد سلبوها بما كانت تعتز به من اراضي شاسعة التي كانت تبشر بمستقبل زاهر للأجيال القادمة من سكانها الكرام، ولكن للأسف الشديد ، تلك الأراضي قد وهبت كهدايا و مكرمات لكل من هب و دب و بسرعة قياسية ، الى ان جاء اليوم الذي أصبحت عنكاوا قد تغيرت ديمغرافياً و فقدت خصوصيتها و حتى قومية سكانها. وهذا الأمر لم يكن محضُ صدفة أو نبوة من قبل الأولين  ، و انما كان ضمن خطة مدروسة بدقة من قبل السلطان وأعوانه ، وأختير لتنفيذها عناصر لم تكن يهمها مصلحة عنكاوا في يوم من الأيام، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأموال و المنافع الشخصية. و بدأ تفعيل ذلك المخطط  بشكل جدي مباشرة بعد ظهور نتائج الإنتخابات عام 2006 ، و المتابع بالتأكيد يعرف تفاصيل تلك النتائج و تأثيراتها على السلطان المتخفي بالديمقراطية و أخواتها.

فبلدة عنكاوا المغلوب على امرها، ولغاية في نفس السلطان، هي القصبة الوحيدة دون غيرها في أقليم كردستان التي صدر بحقها قرار و أمر إرتباطها بمجلس الوزراء بدلاً من وزارة البلديات!! ، و كان المفروض من أصحاب الحكمة و الدراية في عنكاوا توخي الحذر من النوايا المبيتة وراء  هذا القرار، و كان ينبغي أيضاً أن يعترض العنكاويون على ذلك بكل الوسائل المتاحة و يعملوا كل ما في امكانهم على ايقاف التلاعب بمصير عنكاوا منذ الايام الأوَل، وفي مقدمتهم السياسيين و الأحزاب الموجودة في عنكاوا، ولكن للأسف تجاهل الأمر من قبلهم كان في غير محله ، و موقفهم هذا يعبر على احد الإحتماليين، إما خوفهم من السلطة ، أو موافقتهم على ما كان يجري في عنكاوا .
و بالرغم من ظهور بعض الأصوات الجريئة، تنادي بوقف التلاعب بمصير البلدة من بعض المثقفين و بصفتهم الشخصية ، ولكن تلك ألأصوات  لم تجد آذاناً صاغية لها من قبل المسؤولين في السلطة، لأن هؤلاء المسؤولين هم أنفسهم المعنين بالأمر و هم أصحاب الطبخة التي أُعدتْ لعنكاوا.

ثم بوشر العمل بأدخال أعداد كبيرة من النازحين وغيرهم الى عنكاوا من المناطق المختلفة من العراق ، ومن عمق مناطق كردستان و سهل نينوى ،لا بل وحتى من خارج العراق! ، مسيحيون و مسلمون ، كلداناً و أكراداً و آثوريون و أرمن . بهدف امتصاص الزخم العددي لأهل عنكاوا الأصيين الى ان يصبحوا أقلية لا قوة و لا رأي لها حتى في ما يخص شؤون بلدتهم. و من ثم وصلت الحالة الى أقصى حد لها بأن يأتي أحدهم و يهين أهلها في عقر دارهم موجهاً لهم أقذر و أنبى الكلمات، و لا ندري ما هو المخفي بعد كل هذا؟.
و بعد أن أصبح العنكاوي غريباُ في عنكاوته، فمن يستطيع اليوم أن يرجع له أراضيه و حقوقه و كرامته ليطمأن و يعيش بسلام و بأمل في مستقبل مشرف؟؟.

نفرح كثيراً عندما نرى بعض الغيارى من أبناء بلدة عنكاوا يدافعون عنها بصلابة و بشجاعة بكتاباتهم و بأعمالهم و بلقاءاتهم، لكن في نفس الوقت يجب أن لا ننسى بوجود انتهازيين و متملقين ساهموا بشكل مباشر في تنفيذ ذلك المخطط التآمري القذر بعد أن غرر بهم السلطان بامواله و عطاياه اللامحدودة وما زال هناك البعض منهم فاعلين في الساحتين السياسية و اٌلإدارية ، كما انهم مشاركون اليوم في مؤامرة أكبر ستنكشف أبعادها لاحقاً ، عندها سيقوم الجميع بالشجب و الإستنكار و بتوجيه اللوم اليهم، ولكن كالعادة بعد الإنتهاء من تنفيذ ذلك المخطط!.

كما وتعرفنا اليوم على ما حصل من تغيير في بعض المناصب الإدارية في البلدة ، و شاهدنا ما عرضته قناة هولير و كذلك العمل الجاد نحو فتح تحقيق بهذا الخصوص ، ولكني أتسائل:
هل سيتم استعادة اراضي عنكاوا ممن سلبها؟؟.  الجواب بالتأكيد كلا ، وخاصة بعد أن بيعت تلك الأراضي من واحد الى آخر، وبعد ان تم التلاعب في ملكيتها.
 و من ثم حتى لو أدين اي شخص بإستلامه لقطعة أرض بغير وجه حق ، فالعقاب الأقصى سيكون بتغريمه لمبلغ من المال يذهب الى خزينة سلطة الإقليم. وهذا يعني بأن المخطط قد نفذ على أكمل وجه و قد نجح تماماً ، و كانت نتائجه حسب ما كان يريدها السلطان ، ولا يهمه هذا السلطان بان تصدر المحاكم اي نوع من الادانة بحق اي شخص عنكاوي ليصبح كبش فداء لتلك المؤامرة.
كما أن محاسبة شخص او مجموعة من العنكاويين سوف لن تغير من الأمر الواقع بشيء، الواقع المرير المتمثل بنفاذ اراضي عنكاوا ، وانما قد تسبب أيضاً في توتير العلاقات الإجتماعية بين أبنائها ، وهذا ألأمر سيحسب ايضاً لصالح المتربصين بعنكاوا و أهلها.
و من جهة أخرى نستطيع أن نعتبر هؤلاء المتهمين بالفساد الإداري،و بالرغم من وجود الحق في مسائلتهم قانونياً لما اقترفوه، بأنهم من المغلوب على أمرهم أيضاً، لأن الضغوط و المغريات كانت كبيرة، و اكبر من أحلامهم، و ربما كانوا أداةً لتنفيذ ذلك المخطط من حيث لا يعلمون، لأن جهدهم كان في ظاهر المؤامرة هو جمع الأموال و الحصول على منافع شخصية ، وان كانوا هؤلاء رافضين أو موافقين لتنفيذ أوامر السلطان ، سواءً بعلم أو بدون علم عن حجم المؤامرة، فإن السلطان لا تنقصه الحيلة و القدرة في ايجاد بديل عنهم في أي وقت.

والآن وبعد أن تأكد الجميع بأن ما حل بعنكاوا دون غيرها من بلدات كردستان كان نتيجة مؤامرة حيكت و خطط لها في غرفة عمليات خاصة في قمة هرم السلطة، لعله يسألنا أحدهم: "هل ان المؤامرة على عنكاوا قد توقفت عند هذا الحد بعد أن حل بها ما حل اليوم"؟؟ .
 الجواب هو أيضاً كلا ، فإذا كانت مؤامرة تجريد عنكاوا من أراضيها وتغير ديمغرافيتها قد انكشفت بعد أن نُفذتْ بنجاح ، لكن مسلسل المؤامرة مستمر اليوم على حساب ثقافة و قومية أهلها الكلدانية . فبجرد بسيط  لمن يمثل عنكاوا اليوم في المحافل و المؤسسات الحكومية الرسمية و حتى في مؤسساتها المدنية ، و ما يروجونه هؤلاء من أفكار دخيلة ضد قوميتهم  و قومية أجدادهم الأصيلة من أفكار و مفاهيم دخيلة و غريبة من صنع السلطان و بتوجيه منه، دون أن يستطيع أحداً من ازاحتهم أو حتى انتقادهم ، ستتأكدون بأن المؤامرة مستمرة و يشارك فيها العديد من الأشخاص و المؤسسات على حدٍ سواء.
و بتغيير قومية أهل عنكاوا يعني حتماً الإستحواذ التام على كافة حقوقهم القومية و السياسية.
عندها ستفقد عنكاوا كل شيء.....عدا اسمها ، هذا إن  لم يطمع أحدهم مستقبلاً في تغيير أو مسخ اسم عنكاوا العظيم، رمز الإباء و الثقافة و النظال.

كان الرب في عونك و أهلك يا عنكاوا الحبيبة ،  فلا أمل بإسترجاع أرضك و إرثك وطابعك ، بعد أن أصبحتِ صيداً سهلاً للذئاب في غابةٍ الحق فيها مغبونٌ، و أصحاب الحق ضحايا قانونها.
ولكن لإيقاف المؤامرة عند هذا الحد، ربما عنكاوا بحاجة الى (ساحة الحرية) لتجمع كل أبنائها الخيرين و المناضلين وكل محبيها في أحضانها ، وليكون صراخهم صوتاً واحداً مدوياً عساه أن يأتي بنتيجة في انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان.


سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com


33
        كتاب " تاريخ بلاد الرافدين"، قراءة و ملاحظات 
 
   صدر موخراً في الولايات المتحدة الأمريكية و من تأليف الزميل الدكتور كوركيس داود مردو المجلد الأول من تاريخ بلاد الرافدين و الذي جاء بـ 442 صفحة.
يتناول الكتاب بشكل مفصل و متسلسل المراحل التي مرت ببلاد الرافدين و الممالك التي نشأت فيه و عواصمها و مدنها و شعوبها و آلهتها و أعيادها، معتمداُ على المصادر الأكاديمية الأجنبية و العربية.
كما تطرق الكاتب بتركيز على السكان الأصليين لبلاد الرافدين من السومريين و الآشوريين و الكلدان ، و السلالات التي حكمت البلاد و ملوكها و طريقة حكمها و انجازاتها العمرانية، وتابع ظل سنين بزوغ عظمة الكلدان و آثار أقدام ملوكهم في الأمصار و السهول المجاورة و البعيدة عن قلب العالم ...عن عاصمة الكلدان بابل ذات الجنائن المعلقة العجيبة.
و قد تصدى الكاتب في هذا المجلد و بأسلوب علمي رصين  للمحاولات البائسة التي قام بها النظام العنصري البائت و كذلك من هم على شاكلته من الاحزاب القومية الشوفينية الحالية في تشويه التاريخ و التلاعب بصفحاته بما يتلائم و آيدولوجيتها العنصرية، و منها محاولة الغاء و مسخ القومية الكلدانية الرافدينية الأصيلة.
كما ان الكتاب فيه مبحث كامل عن تاريخ كنيسة المشرق منذ تأسيسها و الى اليوم ، حيث يتطرق الى تفاصيل غاية في الأهمية عن الموضوع.

و بعد قرائتي لهذا الكتاب المتميز  أود في أن اسجل بعض الملاحظات المتواضعة حوله و أختصرها بالنقاط التالية:

1- اسلوب الكاتب الرائع و امكانياته اللغوية و جزالة العبارات المستخدمة في سرد الأحداث التاريخية ، هذه العوامل تجذب و تشوق القاريء و تعطي ميزة و نكهة خاصة للكتاب عند مطالعته.

2- حرِصَ المؤلف على أن تكون الأحداث التاريخية متسلسلة دون إغفال اية مرحلة منه حتى ولو كانت قصيرة أو قد يراها البعض بأنها غير ذات أهمية . كما طبق نفس الطريقة في ذكره لجميع الملوك و ممالكهم و مدنهم و طريقة حكمهم.

3- تفادى المؤلف الحاشيات و الهوامش في اسفل الصفحات عند الإشارة الى مصدر ما ، حيث اتبع اسلوباً عملياً ناجحاً في مؤلفه وهو ذكر المصدر مباشرة بعد العبارة ، لكي لا يشتت أفكار القاري و لتبقى عيونه مشدودة على السطور. و هذا الإسلوب يعطي فرصة للقاريء لكي يسترسل في القراءة لمدة أطول و بطريقة أسرع.

4- لكون المؤلف كلداني القومية، وهي القومية التي تمتد جذورها الى أكثر من 7000 عام في عمق تاريخ بلاد الرافدين ، و لإهتماماته في اللغات القديمة و اللغة الكلدانية الآرامية تحديداُ والتي يجيدها بطلاقة و يعرف كل اسرارها، و اصراره على توثيق الحقائق كما هي بدون تحريف، و حبه الكبير لبلده و تاريخه ، و دوره المتميز كشماس في كنيسته، ربما هذه الميزات ساعدته في الوصول الى بعض الوثائق القديمة و المهمة من رسائل و مخاطبات تخص الشعب الكلداني منذ مئات السنين، و التي قد تكون غائبة عن الكثير من الأكادميين و الباحثين ، وقد جاء ذكرها و شرحها في هذا الكتاب.

5- استناداً الى الوقائع و الى المصادر العلمية و الأكاديمية المتوفرة ، و من خلال الأحداث التاريخية المتعاقبة على بلاد الرافدين،  يؤكد الكتاب استمرارية الوجود القومي الكلداني (القومية الأصيلة لسكان بلادالنهرين) الى اليوم بالرغم مما شهده بلادهم من حروب و غزوات متتالية ، و بالرغم مما عانى أبناء هذه القومية من قتل وتشريد و تهجيرعلى مر العهود.

هذا الكتاب " تاريخ بلاد الرافدين" المجلد الأول  هو إنجاز رائع  بمحتوياته العلمية و التاريخية القيمة يضعها المؤلف في متناول أيدي الباحثين و الأكادميين و المهتمين بتاريخ بلاد الرافدين ليكون رافداً مهماً يستمدون منه الأجوبة الشافية لأسئلتهم و استفساراتهم في هذا المجال.

وفي الختام لا يسعني الاّ ان أحيي و أبارك زميلي و استاذي الدكتور كوركيس مردو على الوقت و المجهود الكبيرين الذين  بذلهما من أجل اصدار هذا الكتاب القيم. كما أحيي من خلاله الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان بهذه المناسبة ، والى المزيد من الإبداعات.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
1/7/2011


34
              عندما يفقد الشيب وقارهُ
 
    من المعروف بأن عمر الإنسان يقاس بالسنين ، و هذه السنين هي التي تقسم مراحل حياة الإنسان التي تجمع بين صفحات أيامها مشاعر السعادة والحب و الفرح و المتعة و نشوة النجاح ، كذلك فيها الجانب السلبي كالشقاء و الألم والمعاناة والمرض، فهي ( اي الحياة) يومان  كما يقال، يوم لك و يوم عليك ، وهذه الأيام المتعاقبة من عمر الإنسان  بحلوها و بمرها و التي لا يمكن ايقافها او استرجاعها، هي تسجيل كامل لكل تفاصيل حياته منذ ساعة ميلاده الى ساعة مماته.

هناك أمر شائع لدى عامة الناس وهو ربط عمر الإنسان بعلاقة طردية مع خبرته في الحياة، أي بمعنى آخر كلما قطع الانسان شوطاً من حياته كلما زادت تجاربه عن الحياة وألبسته رداء الحكمة و زادت عنده المعرفة و تنكشف له اسرار هذه الدنيا و خباياها ، و لهذا ما زال البعض متمسكاً بالمعادلة التي تقول:" اكبرنا عمراُ اكثرنا تجارباً في الحياة". وهذه المعادلة ليست دائماً صحيحة و لا تعني ضرورة تطابقها مع الواقع الحياتي، وذلك لوجود سببين مهمين على الأقل  يتحكمان فيها:

 اولهما ، ان تفاصيل الحياة و كثافة و صخب و تشابك أحداثها و اماكن وقوعها تختلف من شخصٍ الى آخر ، و بالتالي ستختلف معها حتماً الخبرات المتراكمة والحِكمْ والتجارب المكتسبة من خلالها من شخص الى آخر أيضاً.
 و السبب الثاني ، هو بٌنية الانسان الفسيولوجية نفسها ، فهي تختلف من شخص الى آخر في ما تحمله هذه البنية من حواس و طاقة و عقل و ادراك وقوة التحمل و غيرها من الإمكانبات و القدرات الذاتية،و مدى قابلية الشخص في توضيفه لبنيته في فهم الحياة و التعامل مع أحداثها.
وبالرغم من ان عمر الانسان ليس مقياساً في نجاح أعماله و صواب آرائه ، و لكن يبقى للشيب وقاره وخاصة عند الشرقيين امثالنا، لما تفرضه علينا عاداتنا و تقاليدنا المتوارثة ، و بحكم التزامنا الديني و الاخلاقي في احترام الكبير و الأخذ بتوصياته و أرائه.

فكلما مُدِّ العمر مع الإنسان و غزا الشيب مفرقه ، برزت معه هيبته و زاد وقاره وتحلى أكثر بالهدوء و الرزانة ، هذه هي الصفات العامة في الحالات الإعتيادية المتعارف عليها ، لكن الأمر قد يبدو مختلفاً حين يشذ عن هذه القاعدة و يزيغ عنها بعض النفر، حيث نجد أحدهم و هو قد دخل المحطة الأخيرة من حياته ولكنه يتصرف تصرفات صبيانية غير لائقة، و كأنه قد عبر مرحلة الإتزان العقلي فأصبح لا يسيطر على مشاعره ، بالإضافة الى نواياه المغلفة بالخبث والحقد الواضحين تجاه الآخرين دون سبب أو بأسباب من صنع خياله، و يبدو جلياً بأن الحقد و الحسد والكراهية هي كل ما اكتسبه من سنين عمره، و هي كل انجازاته و رصيده في الحياة ، لأن الطبع السيء يغلب التطبع ، كما و من المحتمل أن يصبح وسيلة سهلة للأشرار في اقتياده كما يبغون جاعلين منه مطية لتنفيذ نواياهم الخبيثة.

عندما يوغل الإنسان في خريف العمر و تقترب ساعة وداعه لهذه الدنيا، يفترض ان يستغل أيامه الأخيرة من الحياة لعقد لسانه و التنبه عن الزلاّت و الإنفعالات التي تقلل من هيبته وتسيء الى شخصيته و التي قد تسبب أيضاً في كسر الأواصر الإجتماعية و الإنسانية ، و من ثم عليه أن يفكر في كيفية التكفير عن ذنوبه و اخطائه التي عملها في مستهل أيام شبابه ، لا أن يفعل العكس و يقع في مستنقع الشر و الرذيلة ، و يقوم  بايذاء الطيبين حوله.

يسعى العجوز في الأيام الأخيرة من حياته الى التعامل ببشاشة و طيب المعشر مع من حوله للتقترب من قلوبهم و كسب ودهم و احترامهم. و هذه الأيام المتبقية من الحياة يمكن أن تصبح فرصة لتجميل صورته و تأطيرها بذكريات مشرفة ، وليست لجعلها صورة معتمة و قبيحة يشمئز منها من عرفه.

كما يجب على هذا العجوز ان يطول رقبته كثيراُ( كما تقول الحكمة)، لكي يتسنى له ترتيب و تنقيح الكلمات ليمنع لسانه عن النطق بكل ما هو قبيح و بذيء ، ليترك انطباعاً جميلاً عنه لدى الآخرين ، و ليقرأ من يعرفه على روحه الرحمة بعد مماته ، لا ان يجعلهم يلعنوه حتى وهو في لحده.

و المتوقع أيضاً من المُسن المحترم لذاته بأن يلتزم بالكرم وبطيب الأخلاق و حب الآخرين ، لكي يتهافت عليه الجميع بفرح و بإلقاء التحيات و السلام عليه عند رؤيتهم له ، لا ان تسبب له تصرفاته الى جعله منبوذاً و مهاناً وغير مرغوب حتى في رؤيته  أو الرد على تحيته، و هذا ما سيدفعه الى الإنزواء التدريجي و إقتصار علاقاته مع من هم على شاكلته.

و أخيراً قد ينسي هذا المخلوق بأن هناك من يرثه بعد مماته ، وهم لن يكونوا ورثة أمواله و ممتلكاته فقط ، بل ايضاً سيرثون ذكراه عند الآخرين ، فما أثقلها من تركة.

و اذا كان مثل  هذا الإنسان لم يتعض من سنين الحياة كلها ، فهل سيتعض  في قليل من الأيام  و بقليل من الكلام ياترى؟؟. ..انه أمر صعب جداً.. لمن يكون مجبولاً بالحقد و الكراهية ، حيث يقول المثل الشعبي " طبع بالبدن ما يغيرة غير الكفن".
فالوقور يبقى وقوراً طالما احتفظ بوقاره لنفسه وعند الآخرين ، و الذليل يبقى ذليلا طالما طبع الذل يسري في عروقه.
والويل للإنسان الذي لا يتعض حتى عندما يجلده الزمن بأذرع الساعات القاسية!!.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com


35
         التجمع الوطني الكلداني .. و مهام في الإنتظار  
 
  يظهر جلياً لكل متتبع و مهتم بالشأن الكلداني ما آل اليه وضع تنظيماتنا السياسية الكلدانية المتعددة من ضعف في العمل و شلل في التنظيم ، وكذلك الإخفاقات المتتالية و الانشقاقات التنظيمية، وعدم التنسيق فيما بينها ، و التي كانت في مجملها السبب في خسارتها في الإنتخابات البرلمانية العراقية و الكوردستانية ، لذلك أصبح الكلدان ابناء ثالث اكبر قومية في العراق دون تمثيل في البرلمان الفيدرالي العراقي و البرلمان الكوردستاني، و كذلك في تشكيلة الحكومتين الفيدرالية و الكوردستانية .
ضعف التنظيمات السياسية الكلدانية كان أيضاً السبب في أن تستولي الأحزاب الآشورية على كل حقوقنا القومية   وتصبح هي الوصية على مصير المسيحيين العراقيين بالرغم من قلة عدد الآشوريين مقارنة بالكلدان.

 وضع التنظيمات السياسية الكلدانية المزري سبب الماً و قلقاً لدى المثقفين و المهتمين بالشأن الكلداني ، و كان ذلك واضحاً من خلال نشر العديد من المقالات النقدية و العلاجية، و كذلك من خلال النقاشات و اللقاءات فيما بينهم أثناء تقييمهم لساحة الكلدان السياسية ، وكانت جميع الآراء متفقة الى حد ما بأن تنظيماتنا السياسية الحالية قد اصابها الشلل نتيجة لأزماتها الداخلية ، ولعدم قدرتها على التعامل مع مستجدات الساحة السياسية العراقية، واصبحت في وضع  لا تستطيع ان تطور و تقوي تنظيماتها الهشة ، و بالتالي فهي غير قادرة على تقديم اي  شيء جديد يخدم الشعب الكلداني في هذه الظروف الصعبة التي يواجه فيها هذا الشعب اشرس حملة عنصرية و شوفينية  لإقصائه و تهميشه، وانما بدأت هذه التنظيمات تنغلق على نفسها مبتعدة عن الجماهير و تطلعاتها المشروعة يوماً بعد يوم، الى ان  وصلت الى حالة من اليأس و الإحباط  فلم تجد نفسها الاَ وهي منقادة للسير في الطريق الذي رُسمَ لها من قبل الأحزاب الشوفينية الآشورية ، لتصبح اسماً بدون محتوى و بدون إرادة.
للأسباب المذكورة أعلاه ، و للوقوف بوجه الإقصاء و التهميش القسري للشعب الكلداني في وطنه ، و من أجل التصدي لمسلسل الرضوخ الفاضح لبعض ضعفاء الأنفس من الكلدان لمخططات أعداء الأمة الكلدانية ، رأى المهتمون والمثقفون الكلدان ضرورة تأسيس تنظيم سياسي كلداني جديد ليأخذ المبادرة في اخراج الكلدان من هذه الأزمة و تمثيل الكلدان و قوميتهم  خير تمثيل في المحافل الوطنية و الدولية . فالكلدان ليسوا غرباء أو لاجئين  ليُعاملوا و كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في بلدهم و بلد أجدادهم.
و بالفعل اطلعنا من خلال المواقع الألكترونية الكلدانية بيان تأسيس تنظيم سياسي كلداني جديد يحمل اسم " التجمع الوطني الكلداني". (نص البيان على الرابط ادناه):
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=494095.0

و من خلال معرفتي الشخصية بأكثرية الإخوة الأعضاء المؤسسين لهذا التنظيم استطيع ان أقول و بدون مجاملة بان هذا التنظيم سيكون له دور مهم في رفع شأن الأمة الكلدانية و الدفاع عن حقوق أبنائها ، و سيكون له دور مهم أيضاً في الساحة السياسية العراقية .

و هناك عوامل مهمة و مؤثرة تحسب لصالح هذا التنظيم (التجمع الوطني الكلداني) و تساهم في تعزيز دوره و في انجاح و دعم مسيرته على الساحتين القومية والسياسية نذكر منها:

1- السادة مؤسسوا هذا التنظيم يتميزون بحبهم الكبير لأمتهم الكلدانية و اعتزازهم و افتخارهم بقوميتهم الكلدانية ، وهذا ما سيضعهم و تنظيمهم في موضع احترام و تقدير ابناء الشعب الكلداني .

2- يتألف "التجمع الوطني الكلداني" من شخصيات كلدانية مثقفة  لها تاريخ مشرف في الدفاع عن الكلدان و الكلدانية و لها علاقات واسعة داخل الوسط الكلداني . و هذه الصفات ستساهم حتماً في توسيع القاعدة الجماهيرية لهذا التنظيم و التي تعتبر اهم عنصر في تطور و تقدم و نجاح التنظيمات السياسية.

3- أعضاء هذا التنظيم المنتشرة في دول المهجر ( امريكا ، كندا ، أوروبا ، استراليا) هي شخصيات كفوءة و معروفة لدى كلدان المهجر و قادرة على تأسيس ممثليات نشطة هناك تدعم نشاط التنظيم داخل الوطن .

4- الحاجة الملّحة للشعب الكلداني الى مثل هذا التنظيم الجديد لتحقيق آماله و تطلعاته المشروعة.

5- الشفافية الموجودة في هذا التنظيم  في اتخاذ قراراته منذ الأيام الأولى لتأسيسه ، وتعامله بحنكة مع الأحداث و المستجدات على الساحتين القومية و السياسية، و لقاءاته و اتصالاته و استشاراته المستمرة مع الكتاب و المثقفين الكلدان.

6- أيلاء التنظيم أهمية خاصة بالجانب الوطني ، وهذا امر يتميز به الشعب الكلداني في اعتزازه بوطنيته و علاقاته مع بقية مكونات الشعب العراقي.

7- الإستفادة من أخطاء و إخفاقات التنظيمات الكلدانية الأخرى تنظيمياً و عملياً.

مهام في الإنتظار:

"التجمع الوطني الكلداني" كتنظيم سياسي قومي كلداني جديد ، تقع عليه واجبات و مهام  و مسؤوليات عديدة خلال هذه المرحلة ، و عليه التعامل معها بحرص و جدية  لكي يثبت وجوده و يباشر دوره بفعالية و نشاط.
 و من هذه المهام التي تنتظره نذكر:

1- الإستمرار في بناء علاقات طيبة مع الأحزاب و الكتل السياسية العراقية على اختلاف أيدولوجياتها.

2- زيارة قيادة التنظيم  لقصبات و بلدات شعبنا الكلداني في الوطن الواحدة تلو الأخرى ، لغرض اقامة الندوات و اللقاءات فيها من أجل تعريف الجماهير الكلدانية بأهداف التنظيم و قيادته.

3- العمل على توسيع القاعدة الشعبية للتنظيم  داخل مختلف قصبات و بلدات شعبنا الكلداني ، من خلال دعوتهم للإنخراط في التنظيم و دعمه و مساندته ، و خاصة الشباب منهم.

4- عقد الندوات و تنظيم اللقاءات في دول المهجر المختلفة لتعريفهم بالتنظيم الجديد و قيادته و أهدافه.

5- تشكيل لجان و ممثليات كفوءة في بلدان المهجر.

6- العمل الجاد للحصول على اجازة رسمية من الحكومة العراقية أو حكومة اقليم كردستان.

7- دعم و مساندة المؤسسات المدنية و القومية الكلدانية من جمعيات و اتحادات ومشاركتهم  نشاطاتهم و فعالياتهم .

8- التحضير لعقد المؤتمر الأول للتجمع.

في الوقت الذي نهنيء مؤسسي التجمع الوطني الكلداني على شجاعتهم في تأسيس هذا التنظيم الكلداني الجديد و نقدر و نبارك جهودهم ، ندعو لهم بالتوفيق و النجاح في كل خطوة يخطونها من أجل رفع راية الأمة الكلدانية و مستقبل أبنائها.
 


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com


36
          التنظيمات السياسية الكلدانية الى أين؟

   في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الأمة الكلدانية التي نأمل أن تصبح بحق مرحلة النهضة الكلدانية الشاملة ، ينبغي أن لا نغض الطرف خجلاً  أو حرجاً عن سلبيات و إخفاقات تنظيماتنا السياسية و القومية المتواجدة على الساحة ، و انما علينا تشخيصها و دراسة اسبابها و مسبباتها بشجاعة و وضوح لكي نتفادى تكرارها في المستقبل و اعتبارها تجارب تستفيد منها التنظيمات الجديدة في مسيرتها.
 
  لقد اثبتت تنظيماتنا الكلدانية المتواجدة في الساحة السياسية العراقية ، و بعد مرور ما يقارب عقداً من الزمن ، عدم تمكنها من استقطاب و كسب ثقة المواطن الكلداني ، ولم تنجح أيضاً في أن تكون ركيزة يعتمد عليها الشعب الكلداني في الظروف الاستثنائية التي مر بها العراق و لا زال ،و كذلك  اخفاقها في اثبات وجودها في الساحة السياسية العراقية كممثل حقيقي لهذا الشعب المغبون.

   لو تفحصنا الكيفية التي تأسست بها تنظيماتنا السياسية الكلدانية ، والطريقة التي تعاملت بها مع الأحداث المتعاقبة في العراق ، و كذلك مع واقعه السياسي و الإثني و الطائفي ، ثم مسيرتها منذ تأسيسها و الى اليوم ، لتمكنّا حينئذ من تحديد اسباب فشل هذه التنظيمات في تحقيق الحد الأدنى من الأهداف التي تأسست من أجلها ، بالإضافة الى معرفتنا بالأسباب التي كانت وراء الهبوط التدريجي و المستمر لدورها و و فاعليتها على الساحتين السياسية و القومية، الى ان وصلت الى ما هي عليه اليوم من ضعف في العمل و و شلل في التنظيم و حتى فقدانها للاستقلالية في  اتخاذ القرارات.

  أمّا أسباب فشل التنظيمات السياسية الكلدانية المتواجدة على الساحة السياسية العراقية ، فيمكننا تقسيمها الى مجموعتين من الأسباب ، داخلية و خارجية ، و بدرجات متفاوتة من تنظيم الى آخر.
فالأسباب الداخلية يمكننا تلخيصها بالنقاط المدرجة ادناه:

1- اعتماد التنظيم على رئيس التنظيم وحده في اتخاذ القرارات و الإدارة و الرؤية السياسية المستقبلية للتنظيم ، و بذلك غاب دور المكتب السياسي او اللجنة المركزية في التنظيم و اصبحت تشكيلاتهما مجرد اسماء على  ورق.

2- وجود خلل في التنسيق و فقدان التواصل بين اعضاء الوطن و المهجر ، و كذلك بين الرئيس و اعضاء التنظيم .

3- عدم  توفر الإندفاع والرغبة الكافيين في التعامل مع السياسة لدى الكثير من اعضاء القيادة وافتقارهم الى الثقافة السياسية الكافية للتأثير من خلالها على الشارع الكلداني و كسب ثقته و رضاه و تأييده.

4- الصراعات الداخلية في التنظيم التي ادت الى حدوث الإنشقاق او الإنسحاب الجماعي منه.
5- مشاكل مالية في ادارة المقرات او في فتح مقرات جديدة.

6- عدم تمكن التنظيمات الكلدانية من بناء قاعدة جماهيرية داعمة لها ، وهذا كان بسبب قصور في اداء التنظيمات اعلامياً و ثقافياً.

7- عجز التنظيمات الكلدانية من إقامة أو تنظيم أو المشاركة (ولو مجتعمة)  بنشاطات قومية مختلفة ، كإحتفال أكيتو ( راس السنة الكلدانية)  مثلاً ، من اجل إثبات دورها القيادي القومي.

أما الأسباب الخارجية فتتلخص بالنقاط التالية:

1- قصور التنظيمات الكلدانية في بناء علاقات صداقة و تعاون مع الأحزاب و الكتل السياسية العراقية و على اختلاف ايدولوجياتها.

2- مد الفكر الشوفيني الاشوري داخل الوسط الكلداني ، و استخدام الكلدان المتأشورين من قبل  الأحزاب الآشورية في الخط الأول للهجوم المنظم الذي شنّ ضد الكلدان ، و الذي بدأ بنكران الوجود القومي الكلداني ، ثم خلق تسميات لاقومية جديدة ، و من ثم اطلاق الدعايات و الإشاعات المفبركة بهدف اسقاط التنظيمات السياسية الكلدانية و رموزها.

3- دور حزب المجلس الشعبي ، صنيعة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، و اغراءاته المالية التي ادت الى انحراف التنظيمات الكلدانية عن مسارها و مبادئها و نظامها الداخلي ، و من ثم رضوخها الكامل له لحد السماح بتشويه التسمية القومية الكلدانية مقابل مكاتب مدفوعة الإيجار و نثريات شهرية تدخل جيوب رؤساء هذه التنظيمات.

4- دور الكنيسة الكلدانية المحدود، و غيابه التام في أكثر الأحيان، في دعم و اسناد التنظيمات الكلدانية و الحركة القومية الكلدانية بشكل عام.

  هكذا باتت تنظيماتنا السياسية اليوم في وضع يرثى لها ، و فقدت مقومات و أسباب وجودها بعد ان تقلص كل تنظيم ليصبح عبارة عن شخص او عدة اشخاص لا حول لهم ولا قوة عدا نشر بيان او اثنين في الأنترنت و بمناسبات محددة ، و طرق ابواب مقرات الأحزاب الآشورية للجلوس معها و أخذ المشورة منها!. اما  مقراتها في بلدات و قصبات شعبنا الكلداني فبدأت  تقفل ابوابها الواحدة تلو الأخرى، مواقعها الألكترونية اصبحت شبه مجمدة ، و الطامة الكبرى هي التحول المفاجيء في ولاء زعمائها الى الآيدولوجيات الشمولية و الشوفينية السيئة الصيت و التي تتميز بها كل الأحزاب الآشورية دون استثناء، ومنها تغنيهم بالتسمية الثلاثية اللاقومية بعد توقيعهم علناً على تبنيها و الترويج لها و التي تتناقض تماماً مع ما هو موجود أصلاً  في الأنظمة الداخلية للتنظيمات الكلدانية ، وتنصلها علناً عن الأهداف التي تأسست من أجلها.

   و ختاماً نأمل ان تقوم تنظيماتنا السياسية الكلدانية بمراجعة شاملة لمسيراتها، و أن تعيد النظر في اسلوب ادارتها لتنظيماتها، و ان تتقبل المشورات و النقد الموجه اليها من قبل ابناء شعبنا الكلداني، و تضع جانباً المصالح الشخصية، و أن تتراجع عن المساومة على مبادئها و أهدافها ، و أن لا تفرط بمصلحة الأمة الكلدانية العليا في المحافظة على تاريخها و اسمها و حقوقها المشروعة في بلدها و بلد أجدادها.
 و بذلك قد تتمكن من ان تستعيد ثقة المواطن الكلداني بها، أو على الأقل ان تضع قدمها على الدرب الصحيح الذي يتوافق و المصلحة العليا للإمة الكلدانية و نهضتها المنشودة ، أو أن تنسحب من الساحة حافظة ماء وجهها، فاسحة المجال للناشطين الغيارى من أبناء أمتنا الكلدانية لتحمل المسؤولية.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com

37
                 قراءة في كتاب ( في مرايا حانة)

"في مرايا حانة "، عنوان لكتاب أنهيت من قرائته قبل أيام ، وهو من تاليف الأخ و الصديق الأستاذ القدير حسن ناصر.
الكتاب عبارة عن مجموعة قصص قصيرة مستلهمة من الواقع العراقي خلال العقدين الأخيرين، يتناول هموم و شجون و خصوصيات العراق و العراقيين و معاناتهم  خلال الاحداث العصيبة التي عصفت بالبلاد خلال تلك الفترة.
جزالة الكلمات وسلاسة التعابير التي يغلب عليها الطابع الرمزي الشاعري في تصور أحداثها و مجرياتها ، يضيف اليها متعة و جمالية تفتح مجالاَ اوسع في خيال القاريء و تزيده تشوقاً  لمتابعة تفاصيلها الدقيقة بتركيز و إمّعان .
.كما ان الكاتب تمكن بإسلوبه الرصين و امكانياته اللغوية من ان يبعد القصة عن الجمود و الرتابة التي تسود القصص في معظم الحالات عند سرد احداثها و مضامينها.

في هذا الكتاب يستنهض الكاتب الحدث من واقعه ليستنطقه ، ليثير حوله التكهنات و الشبهات، فيضعه إمّا في قفص الإتهام أو الإنعام. فلا شمس عنده تحجب بالغربال ، ولا أمرٌ عنده يزيغ عن المكيال، فالأيام أسيرة أحداثها، فتحمد أو تدان بأفعال حارثيها.
إنه ليس حاكماً أو قاضياً ، ولكن الحق و الحقيقة عنده منها الشيء الكثير ، و في الضمير لها ثقلٌ كبير.

من خلال هذا الكتاب يلمس القاريء مدى اعتزاز و اهتمام الكاتب بحضارة و تاريخ بلده الذي يمتد الى اكثر من 7000 عام ، حين يطعم مقدمة بعض قصصه بعبارات مستمدة من ملحمة كلكامش و يغوص في احداث الملحمة مع كلكامش وأنكيدو. يسير بخياله و أفكاره صوب أوروك و أكد ، و يكاد يلمس اوتار قيثارة سومر التي لم تداعبها الأصابع منذ آلاف الأعوام، حتى مردوخ ( كبير آلهة اجداد العراقيين) كان له حضوراً في هذا الكتاب عندما يحدثنا عن الفراغ الذي خلّفه مردوخ ، بعد أن انسحبت أرديته الخالدة عن مياه الزمن.

في بيت الألواح ، هناك  ارتباك و حيرة في كيفية رسم خارطة العراق. فإن كانت له حدود جغرافية قابلة للرسم اليوم ، فأين حدوده في قلوب ابناءه؟ و كيف يمنحهم القدرة على رسمه بتفنن؟.
العراق نجده في كل المتاحف المشهورة في العالم ، فمن يحمل في قلبه الحنين اليه و الى مطر السياب،  ليذهب الى تلك المتاحف لعله يجد فيها ظالته. و لو كان هناك (متحفأً للحنين) لملأت قلوب المهاجرين العراقيين قاعاته.

وصف رائع للحرية في تأثيرها على الإنسان و سائر المخلوقات حينما يقول الكاتب في عبارة غاية في الروعة و الشاعرية" لا سبيل لتدجين البلابل محترفة الحرية".
و هل كان في العراق شيء ما يشبه الحرية؟ حتى بلابله لم تستطع التغريد الاّ بالحان الطاغوط.
نهري دجلة و الفرات لم ينجوا من سيف السلطان. اما الحرية نفسها فربما لها سجلها الأحمر في نقرة السلمان  او في ابوغريب.

الحروف لها جمالية و ايقاعها الموسيقي و مكانة خاصة عنده  ،ولكل منها لها قصة ، و لم لا وهي التي تشكل الكلام من أوله الى أقاصيه.

الجنون أنواع ، و له مسبباته .  قد يكون العثور على جثة صاحب في الحرب سبباً مقنعاً و معقولاً للجنون و قابلاً للتصديق بدل البوح بالسبب الحقيقي الذي قد يسبب احراجاً للبعض! ، ولم لا وان كانت الحرب و اسلحتها و قادتها كلهم  من صنف المجانين.

خيال و أحلام الانسان لا يحدها اية حدود ، و كم كان غزل العشاق يبني قصوراً على القمر، او كوخاً على قمة جبل ، هروباً من صخب العواذل و زخم الكلام و تعب الحياة .
 ولكن من يفكر في أن تكون له داراً في الماء ، هناك في قاع البحر ، لا أحد يعرف مكانها هروباُ من غربة دار التراب. و اذا كانت شريعة الغاب هي السائدة على التراب ، ربما سيكتشف الهارب منها بأن شريعة قاع البحار اقسى و أكثر وحشية.

" في مرايا حانة" لوحة ادبية و ثقافية رائعة أبدع فيها الكاتب حسن ناصر ، ولا ندري هل سيفاجئنا كاتبنا العزيز بعطاءٍ جديد يستسقي بنان أفكاره من جلسات الثقافة و موائد الأدب الثري، ليكون هذا الإنتاج  القادم خاصاً بشجون العراقيين الأستراليين ؟.... . ربما.

سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com





38
    دور الكنيسة الكلدانية في النهضة القومية الكلدانية المعاصرة 2-2

   يعاني شعبنا الكلداني اليوم في بلده و موطن اجداده من اضطهاد مركب ، سياسي و قومي و ديني ، هذا الإضطهاد تمثل بالقتل و التهجير و تفجير الكنائس و مسخ تسميته القومية و الإستيلاء على حقوقه السياسية و القومية في التمثيل الحكومي و البرلماني كشعب اصيل ساهم في بناء حضارة هذا البلد منذ اكثر من 7000 سنة.
لذا فعلى كافة مؤسساتنا الكلدانية ان يكون لها خطاباً واضحاً و ان تتخذ موقفاً موحداً تجاه هذه الإضطهادات المستمرة للحفاظ على حقوقنا و وجودنا، و في مقدمة هذه المؤسسات هي كنيستنا الكلدانية لما لها من مكانة مرموقة  و متميزة عند الشعب الكلداني و العراقي عامة .

 ان استبعاد الكنيسة الكلدانية من أن يكون لها رأيها و رؤيتها حول الأمور السياسية و القومية التي تخص ابناء شعبها ليس في صالح الأمة الكلدانية ، و انما اصبح هذا الإستبعاد خطراً على مصير هذه الأمة بعد ان تكالبت كل الأعداء عليها  بهدف إذابة هويتها القومية و إخراجها من المعادلات السياسية ، و بعد ان باتت كل الكنائس الأخرى ( كما وضحنا ذلك في الجزء الأول من المقال) حولنا  تتعامل مع السياسة و أمور شعبها بشكل يومي حفاظاً على مستقبلها و مستقبل رعيتها و شعبها.
 
 لكنيستنا اسمها الواضح و انتمائها المذهبي و القومي المعلومان ، فهي كنيسة كاثوليكية المذهب تخص الشعب الكلداني ، اي ان لها خصوصية مذهبية و أخرى قومية كلدانية ، فإذا تم تشويه ومسخ ثم إلغاء هويتنا القومية من قبل اعداء الشعب و الكنيسة ، فلن يبقى من خصوصية الكنيسة سوى المذهب الكاثوليكي ، و بهذا سيكون سيان عند الفرد أو العائلة الكلدانية ، من الإرتباط بأية كنيسة كاثوليكية أخرى سواءاً في الوطن او في المهجر من أجل ممارسة طقوسهم الدينية ، وبذلك تكون الكنيسة قد فقدت دورها المهم الجامع لأبناء الشعب الكلداني.
 فهل انتبهت الكنيسة و رجالها الأجلاء الى هذا الخطر الذي سينجم جراء التلاعب بهويتنا القومية من قبل الآخرين؟

 صحيح ان رجل الدين الكلداني له واجباته الدينية و التزاماته الكنسية ، لكن في نفس الوقت فهو إنسان له انتماؤه القومي ، و قد يكون له اهتمامات فكرية و ثقافية و فنية كأي انسان آخر ، وهو أيضاَ فرد في المجتمع يتأثر بكل ما يجري حوله من أحداث سياسية و ثقافية و اجتماعية ، لذا فليس من الصحيح وضع الحصار على آرائه و أفكاره التي تخدم شعبه في خضم الأحداث و المستجدات المتعاقبة ، و التي قد تؤثر ايظاً على كنيسته بصورة مباشرة او غير مباشرة أيضاً . و عليه فإن حصر رجل الدين الكلداني ضمن محيط الكنيسة و الإصرار على هذا النهج ، أصبح لا يتماشى مع متطلبات هذا العصر و وسط كل هذه التحديات التي تحوم حول أمته ، بالإضافة الى كون الأمر مجحفاً بحقه كإنسان له دوره في المجتمع، وبالنتيجة فإن دور الكنيسة في المجتمع سيتناقص تدريجياً من خلال تحديد دور رجالها و من ثم  سيتقلص هذا الدور الى ان يصبح دوراً رمزياً مقارنة بالكنائس الأخرى و رجال دين الأديان الأخرى، في الوقت الذي يفترض ان يكون رجل الدين الكلداني الأكثر نشاطاً و تفاعلاً مع الأحداث في هذه الظروف الإستثنائية.


و ختاماً نقول : وسط كل هذه التحديات و الهجمات الشرسة التي يتلقاها شعبنا الكلداني ، افراداً و مؤسسات ، و التي تهدف الى طمس هويته القومية الأصيلة و التي تفتح الباب على مصراعيه للتدخل في شؤونه الداخلية ، و تشتيت صفوفه ، من أجل تمكينهم من سرقة كافة حقوقه القومية و السياسية كمكون أصيل في بلده ، و استمرار السيطرة على مقدراته و مستقبل ابنائه ، الكنيسة الكلدانية مدعوّة اليوم اكثر من أي وقت مضى الى تفعيل دورها الريادي و التدخل بكل قوتها كممثل شرعي عن هذه الأمة ، بتعاونها الجاد و المباشر مع مؤسساتنا القومية و السياسية و الثقافية من أجل رسم خارطة طريق واضحة لمستقبل الشعب الكلداني في الوطن و العالم ، و مطالبتها بحقوقنا القومية و السياسية المشروعة في العراق.
و على الرغم من ان بعض رجال الدين الأجلاء قد انتبهوا الى هذا الأمر و بدأوا  بخطوات عملية و حسب امكانياتهم المتواضعة  في دعم المسيرة القومية الكلدانية ، وهذا أمر مفرح و يدعونا الى التفائل حقاً ، الا ان هذا الدعم الفردي لا يكفي و لا يفي بالهدف المنشود من أجل النهوض بهذه الأمة ، بل المطلوب هو التحرك الشامل للكنيسة الكلدانية كل قياداتها و كل رجالاتها.
ان المرواحة و التأخير عن اداء دورنا كأفراد و كمؤسسات لن يثمر غير الندم و ضياع آمالٍ مشروعة في زمن بات الكل يطالب بحقه و يحدد مصيره.
و ما ضاع حق وراءه مطالب.


سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com




39
      دور الكنيسة الكلدانية في النهضة القومية الكلدانية المعاصرة 1-2

لكل أمة مؤسساتها المختلفة، من سياسية و ثقافية و اجتماعية و دينية ، تشترك هذه المؤسسات في هدف واحد هوالنهوض بهذه الأمة و تقديم الخدمات لأبنائها من اجل حياة كريمة و بناء مستقبل أفضل لهم.
في الظروف العادية تعمل هذه المؤسسات بشكل مستقل عن بعضها البعض و حسب اختصاصاتها و أهدافها و تطلعاتها واهتماماتها ، لكن في الأزمات والشدائد و المحن التي تواجه هذه الأمة و التي قد تصل في بعض الأحيان الى درجة تهدد وجودها و مستقبلها ، عندها لا يبقى اي خيارأو مناورة امام هذه المؤسسات الاّ ان تلتف حول بعضها البعض لمواجهة تلك الظروف للخروج من تلك الأزمات بأقل الخسائر، و لتعيد بناء ما قد فقد و شوّه و دمّر.
لو تصفحنا التاريخ نجد امثلة كثيرة على ما أصيبت به أمم و شعوب من مصائب و ويلات ، لكن بكفاءة و إصرار و حسن تصرف قياداتها، و نتيجة لتكاتف و تعاون مؤسساتها المختلفة تمكنت من ان تتعافى وتتقدم في تحقيق اهدافها و اثبات وجودها من جديد .
 فنرى مثلاً تعاون و مؤسسات الشعب اليهودي و تفاعلها فيما بينها ، و في مقدمتها مؤسستهم الدينية و رجالها ، قد ساهم كثيراً في انجاح مشروع  تأسيس دولة عبرية قوية . فرجل الدين اليهودي بالإضافة الى التزاماته كرجل دين ، الا انه في الوقت ذاته قد نجده  سياسيا نشطاً و رجل أعمال ناجح ايضاً ، و بذلك يصبح دوره عنصراً مهماً و فاعلاً و مؤثراً في خدمة قضايا شعبه المصيرية.

 شاهدنا أيضاً كيف تتعامل المؤسسات الدينية الإسلامية الشيعية و السنية في العراق مع الأحداث و التطورات السياسية التي شهدها و يشهدها البلد، و تفاعلها المستمر معها بكل طاقاتها و امكانياتها . كذلك نرى رجال الدين المسلمين اصبحوا اليوم المؤثر الأكبر في الحياة السياسية والاجتماعية لبلدانهم. و نشاهد ايظاً التظاهرات الأخيرة في الدول العربية ، و كيف أصبحت المساجد مراكز للتجمع و نقاط لإانطلاق المظاهرات و المسيرات ، و كيف  أصبحوا رجال الدين المسلمين يشاركون  بكثافة و اندفاع في تلك التظاهرات  والتي اثمرت بتحقيق اهداف شعوبهم.
كما كان دور البطريرك الماروني السابق مارنصرالله صفير مؤثراً على الساحة السياسية اللبنانية، و كانت تصريحاته و لقاءاته يحسب لها الف حساب عند السياسيين اللبنانيين و المارونيين منهم بشكل خاص.
واليوم نرى البطريرك الجديد مار بشارة الراعي  يلتقي بالسياسيين اللبنانيين و يدعو رؤساء الأحزاب المسيحية الى اجتماع خاص معه للتباحث في الشأن الداخلي الماروني و المستجدات السياسية على الساحة اللبنانية.
ولعل هناك مثال آخر امامنا وهو دور الكنيسة الآثورية و رجال دينها في دعم الأحزاب و المؤسسات القومية الاثورية علناً و بإفتخار و دون تردد. و هذا الدور و النهج الذي سلكته الكنيسة الآثورية و رجالها ساعد كثيراً في تفوق الأحزاب الآثورية (بالرغم من قلة عدد الآثوريين )على اقرانهم من الكلدان و السريان ، بل و تستولي(الأحزاب الآشورية) على الحقوق القومية و السياسية للكلدان و السريان في التمثيل الحكومي و البرلماني ، ومن ثم أصبحت هي التي تقرر مصيرهم و بالطريقة التي تتناسب و آيدولوجيتها الشمولية.

لنعود الى شعبنا الكلداني و قضيتنا في ترسيخ وجودنا في وطننا الأم  و في نيل حقوقنا القومية و السياسية و الدينية فيه ، و التي تكاد ان تكون كلها مفقودة الى يومنا هذا.
 فتسميتنا القومية الكلدانية الأصيلة  قد تم حذفها من دستور اقليم كردستان قسراً  لتمتزج مع أخريات دون احترام ارادة شعبنا الكلداني بكل مؤسساته الدينية و السياسية و القومية و الثقافية . أما حقوقنا السياسية فلا وجود لها ، فليس لنا اليوم اي تمثيل سياسي و قومي كلداني في البرلمانين ، العراقي و الكوردستاني ، اما حقوقنا الدينية كمسيحيين، فيجري الحديث عنها و كأنها مكرمة و منية من شركائنا في الوطن الذين يعتبروننا عملياً  و في احسن الأحوال ، شعب من الدرجة الثانية يحق له العيش فقط ، فاقداً للإرادة و الحقوق الأساسية الأخرى.
أما قرانا و مناطق تواجدنا فهي تعاني من قيام السلطة و القوى المتنفذة بمحاولات مدروسة لتغيير ديموغرافيتها عن طريق الاستيلاء على الأراضي و العقارات العائدة لها و توزيعها على غير أهلها و ساكنيها.

أمام هذه التحديات و الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الكلداني اليوم ، لابد من وثبة جسورة و صادقة  لكل مؤسساتنا الكلدانية ، لتعمل بكل طاقاتها و امكانياتها من أجل النهوض بهذه الأمة من جديد ، كأمة حية لها حقوقها و دورها في وطنها. و لعل اولى هذه المؤسسات الكلدانية المطالبة بالتحرك الجاد وفق مفهوم و استراتيجية جديدة مدروسة ، هي كنسيتنا الكلدانية المقدسة ، لأنها لا تزال هي الممثل الأكبر لشعبنا الكلداني و هي المعادلة الأصعب بين مؤسساته ، وبذلك تقع على عاتقها المسؤولية الكبرى في الدفاع عن هذه الأمة و المطالبة بحقوقها و رسم مستقبلها بالتعاون مع بقية المؤسسات.

يخطأ من يظن بان المؤسسة الكنسية الكلدانية هي بمنأى عن الخطر من الهجمة الشرسة التي تطال المؤسسات السياسية والقومية و الثقافية  للشعب الكلداني ، و انما هو عكس ذلك تماماً ، فإن اضعاف مؤسساتنا القومية و السياسية و الثقافية و محاولات تحريفها عن مسارها الصحيح بكل الوسائل و المغريات، سينعكس سلباً على الكنيسة الكلدانية  ودورها و فاعليتها و مكانتها و مستقبلها .
 والعلاقة هي طردية بين قوة و دور الكنيسة الكلدانية و قوة مؤسساتنا السياسية و القومية العاملة في الساحة ، فالكنيسة تكون في وضع افضل في اداء مهامها حينما يكون للكلدان احزاب نشطة و قوية وممثلين أكفاء في الحكومة و البرلمان يقومون بدورهم في ايصال معانات ابناء أمتهم و مؤسساتهم الى الجهات المعنية من أجل ايجاد الحلول المناسبة و المرجوة لها.
 وفي نفس الوقت فإن ضعف مؤسساتنا القومية و السياسية سينعكس سلبا على دور و مكانة الكنيسة ايضاً  ، وهذا ما نلمسه اليوم للأسف الشديد على الساحتين السياسية و القومية على الأقل.

 ان الذين يتربصون بمؤسساتنا السياسية و القومية اليوم من أجل اضعافها الى الحد الذي تعجز عن القيام باي دورفاعل و مؤثر لها ، انما يريدون بذلك فرض وصايتهم على الشعب الكلداني بهدف الإستيلاء على كافة  حقوقه .
و بالتأكيد أصحاب هذه الآيدولوجيته الشوفينية تفرض عليهم أيدولوجيتهم بأن يكون هدفهم  التالي الغير المعلن هو ضرب الكنيسة الكلدانية بكل الوسائل المتاحة لهم من أجل إضعافها و زعزعتها لكي لا  تتمكن من القيام بدورها  في نهضة الكلدان و اثبات وجودهم.

للموضوع بقية


سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com









40
    قراءة في البيان الختامي لمؤتمر النهضة الكلدانية

   قبل كل شيء أحيي لجنة اعلام المؤتمر على كفائتها و سرعة نشرها لوقائع المؤتمر الكلداني العام و طريقة تغطيتها لمجرياته ، وعلى تنسيقها العالي مع الموقع الكلداني الأغر ، كلدايا نت، حيث كانت اخبار المؤتمر تنقل بشكل متواصل و متسلسل بحيث يشد اليه الكلدان في كل مكان ليطلعوا على تفاصيل هذا الحدث الهام.
ان لجنة اعلام المؤتمر كان لها دوراً متميزاً في اداء مهماتها و واجباتها ، و بذلك فهي تستحق كل الشكر و التقدير ، و تضاف نقطة نجاح أخرى الى نجاحات المؤتمر.

ان  ما صدر عن المؤتمر من البيان الختامي و القرارات و التوصيات كانت متوقعة من قبل اكثرية المتابعين و المهتمين الكلدان ، لأنها جائت ملبية للحس القومي الصادق و تعاملت بشكل موضوعي مع الوضع الراهن .
 فمن قراراته ، أكد المؤتمر اعتزاز الكلدان برايتهم الكلدانية و نشيدهم القومي الحماسي و تقويمهم الكلداني البابلي العريق و التي كانت مؤسساتنا الكلدانية ملتزمة بها و تتعامل معها منذ سنوات.
ان انبثاق المجلس الكلداني العالمي من المؤتمر كان خطوة جيدة من أجل تفعيل دور المؤتمر و الأخذ بمقررات و توصيات المؤتمر حيز التنفيذ ، حيث يتألف المجلس من نخبة خيرة و مثقفة و كفوءة و معروفة في الذود عن الأمة الكلدانية .
 
كما حدد المؤتمر مدة عقد مؤتمر كلداني عام كل سنتين في الظروف العادية ، وهذا امر في غاية الأهمية من أجل تواصل الكلدان مع بعضهم حول العالم و فتح مجال اوسع للقاء والتعاون بين مؤسساتهم و مثقفيهم.

على الصعيد الوطني ، جائت قرارات و توصيات المؤتمر معبرة عن الحس الوطني العالي لدى الشعب الكلداني و اعتزازهم بإنتمائهم الوطني و افتخارهم بهذا الإنتماء . و اثبتوا بأن هموم العراق و العراقيين هي همومهم ، و انهم مع وحدة العراق شعباً و أرضاً و مع ترسيخ مباديء الديمقراطية في العراق ليتمتع شعبه بالمساواة و العدالة الإجتماعية. وان مطاليبهم السياسية و القومية هي حق مشروع لهم كمكون أصيل من مكونات العراق.
كما و أكد رفضه لكل الوسائل و الضغوطات التي تمارس ضد الكلدان في الغاء و مسخ قوميتهم في الدساتير قسراً و طالب بإدراج التسمية القومية الكلدانية في دستور اقليم كردستان كما هي في دستور العراق دون مسخ او تغيير.
و كما طالب المؤتمر الجهات السياسية المتنفذة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للمؤسسات الكلدانية ليتسنى لها القيام بواجباتها بشكل صحيح.

أما على المستوى القومي الكلداني ، فأكد المؤتمر على ضرورة توحيد العمل و الخطاب السياسي للمؤسسات الكلدانية ، و كذلك على توحيد صفوف المسيحيين العراقيين بكافة مكوناتهم القومية مع احترام خصوصيات كل مكون.
اللغة الكلدانية و تدريسها في كافة المراحل الدراسية و العمل على تطويرها نالت أيضاً اهتماماً خاصاً في المؤتمر.

و ختاماً أملنا كبير بأن يكون مؤتمر النهضة الكلدانية فاتحة خير للأمة الكلدانية و بداية موفقة للعمل الجماعي من أجل تحقيق أهداف و أماني ابناء هذه الأمة.


سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com
Melbourne/ Australia

41

             أكيتو ، رمز كلداني خالد
   
 كشراعٍ امتحن عواديَ الزمن و همجية الأقوام الغازية و شرائع الغاب القاسية... أبحر اكيتو بسفينة الكلدان الينا من بواطن التاريخ و من اولى صفحاته الموغولة في القدم ، و عبر دهاليز السبات و الإقصاء و التطهير العرقي الظالمة و المظلمة عبر آلاف السنين ، حيث لا صفحة في التاريخ بعد سقوط بابل عام   539 ق.م  تنصف  الكلدان والقومية الكلدانية و الى يومنا هذا الذي نعاني فيه من اقصاء و تهميش و مسخ للتسمية القومية الكلدانية العريقة ، و من ثم مصادرة جميع حقوقنا المشروعة كسكان أصليين في وطننا الأم العراق.

ان شراع أكيتو ، علمٌ و راية نصرِ في اثبات الوجود القومي الكلداني و جدول نهر التواصل بين ألأحفاد و الأجداد على مر العصور و الأنظمة و الممالك ، و سيبقى صامداً في وجه كل الرياح العاتية التي تعترض طريقه.

أكيتو رمز وجود أمة لم تطمرها أغبرة الصولات الدموية الشرسة، ولا محاولات هدم آثارها الأزلية التي حفظتها بطن الأرض من العبث و الحقد و الأحكام الظالمة عبر محطات التاريخ المختلفة.
 و في كل واقعة غدرٍ و حقدٍ تستبيح فيها أرواح الكلدان في أرض الخلود ، ارض وادي الرافدين ، تنبت من قطرات دماء شهدائهم  كلداناً أشد عزيمة و أكثر إصراراً في حمل اسم الكلدان و إرث الأجداد.

أكيتو رسالة مفتوحة للعالم يقول فيها الكلدان " ها نحن هنا لا زلنا قائمين و سنبقى الى أبد الدهر، و تاريخنا و آثارنا حية أمام كل باحثٍ و سائلٍ عن منبع العلوم و الشرائع و القوانين".

اليوم نشاهد أعلام و رايات أمة الكلدان في شتى بقاع العالم و في مختلف المدن ترفع عالياً بكل فخرٍ كنبراس يعلن وجود و استمرارية و ديمومة و امتداد الحضارة و التاريخ منذ 7311 عاماً.

فلنحتفل بأكيتو، عيد رأس السنة الكلدانية البابلية بأحسن ما يكون ، بكل الوان الفرح و البهجة ، و أغاني الربيع لتملأ قلوب الأجيال غبطة و سعادة و فخر الإنتماء الى القومية الكلدانية.

كل أكيتو و الأمة الكلدانية بألف خير.



سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com


42
                     مؤتمر النهضة الكلدانية و الإنتقادات الغير ناضجة

  ما أن نشر اعلان عقد مؤتمر كلداني عام في ساندياغو للفترة من 30/3-1/4/2011 ، حتى بدأت بعض الأقلام الموتورة  بشن هجومها على هذا المؤتمر و على الكلدان الغيارى القائمين عليه و المشاركين فيه.
هذه الإنتقادات و كما هي واضحة لأي قاريء بسيط ،  بالإضافة الى كونها غير منصفة و غير بناءة ، فهي وسيلة ليتمكن أصحابها من خلالها الطعن المباشر في المؤتمر و التقليل من شأنه و أهميته، و التشكيك بالداعين اليه و المشاركين فيه ، و من ثم الطعن في الأمة الكلدانية  وكل مؤسساتها. وهذه الإنتقادات الفارغة بحد ذاتها دليل على نجاح المؤتمر و دليل أيضاً على ان الكلدان سائرون في الدرب الصحيح.

و بخصوص المؤتمر الكلداني العام اود ان أبين نقطتين هامتين و هما:
1- ليس هناك اي مؤتمر ناجح 100% و كما يريده اصحابه و المهتمين فيه، فمؤتمرات اخواننا الآثوريين مثلاً ، و على كثرة عددها نسبياً، نجدها متناقضة مع بعضها احياناً ، لا بل كل جهة سياسية منها تعقد مؤتمراً و تعتبره شاملاً لكل الآثوريين و ناطقاً ايضاً  بإسم الكلدان و السريان و هم  لم يشاركوا فيه ، و بعد مرور ايام من انعقاده نجده قد اصبح عبارة عن ورقة اعلامية دعائية  تتراكم عليها غبار النسيان و الاهمال.
وحتى المؤتمرات التي تعقد بشكل دوري و على مستوى اقليمي او دولي ، نجد فيها الكثير من النواقص و الأخطاء كمؤتمرات القمم العربية ، و مؤتمرات دول عدم الإنحياز و حتى المؤتمرات المتعلقة بحقوق الإنسان و غيرها.
اذن نجاح أي مؤتمر من عدمه هي قضية نسبية ومعنوية بالدرجة الأولى قبل الدخول في التفاصيل العملية ، لأن المؤتمر مهما كان ناجحاً في تفاصيله و احداثه و نقاشاته و برامجه و بيانه الختامي و كفاءة المشاركين فيه ، كل هذه الأمور تصبح عديمة الجدوى في حالة عدم وجود تطبيق فعلي لمقرراته او العمل بموجبها بعد انتهائه.
2- ان الذين دعو الى ضرورة عقد مؤتمر كلداني عام من السياسيين و الكتاب و المثقفين و المهتمين بالشأن القومي الكلداني  يعرفون الحقيقة المذكورة في النقطة الأولى اعلاه ، و يعرفون جيداَ بأن مؤتمر الكلدان الأول هذا سوف لن يكون كاملاً و ناجحاً 100% ، ولا انهم سوف يصنعون المعجزات من خلاله ، ولا ان حقوق الأمة الكلدانية المسلوبة ستسترجع حال انتهاء المؤتمر ، بل بالعكس من ذلك ، فهم يعرفون جيداً بأن هذا المؤتمر الذي سيعقد بالإمكانيات الذاتية الكلدانية المتواضعة ، فيه نواقص عدة فنية و ادارية و مالية ، و ستكون هناك تحديات و صعوبات و عراقيل ترافقه و سيكون هناك من يتربص به أيضاً من جهات سياسية و أذنابها.
لكن من جانب آخر لو افترضنا جدلاً بأن نسبة نجاح المؤتمر اذا ما تم تقييمها و كانت  بأدنى مستوياتها ، فهو بالرغم من ذلك سيكون  بالنسبة الى الأمة الكلدانية  تجربة جيدة للخطو خطوة الى الأمام في المستقبل ، او كما  قال لينين" خطوة الى الخلف من أجل خطوتين الى الأمام" ، وهذا طبعاً  في اسوأ الإحتمالات.
 و لكن من خلال  توفرالعديد من النقاط الإيجابية في هذا المؤتمر نستطيع ان نقول بكل امانة بأنه خطوة مهمة  في تاريخ الأمة الكلدانية المعاصر. وهذه النقاط هي:

ا- يعقد المؤتمر بإدارة شخصيات و مؤسسات كلدانية ، و دون تدخل اية جهة خارجية في شؤونه.
ب- يعقد المؤتمر بإمكانيات متواضعة دون دعم او مساعدة اية جهة حكومية.
ج- المؤتمر هو كلداني عام ، تحضره نخبة من القوميين و المناضلين السياسيين و المثقفين الكلدان ومن كافة ارجاء المعمورة.

هذه النقاط المذكورة اعلاه تكفي لأن يعتز و يتباهى كل كلداني غيور بهذا المؤتمر ، اما ان كان لدى اي من الإخوة الكلدان اقتراح او انتقاد على نقطة من بيانه الختامي فيستطيع حينها من مناقشتها مع لجان المؤتمر ، اما من  يأتي مسرعاً و ينشر عدة اسطر حسب مزاجه و على هواه و يصدر من خلالها أحكاماً مجحفة ومسبقة و هو فوق كل ذلك كله من الكلدان الذين عبروا الى الجانب المناهض للقومية الكلدانية و الكلدان و كل مؤسساتهم ، فهذا هو النفاق بعينه.

 ان من له حق الانتقاد لأي مشروع او نشاط  قومي كلداني يجب ان يكون منتمياً الى هذا الشعب و يشعر بمعاناته و همومه ، اما الذي تنكر لوجوده القومي ، فلا اعتقد بأن له الحق في التدخل و الانتقاد ، و إن فعل فلن تجد لأقواله آذاناً صاغية ، و المفروض ان يكون  أول شيء يفعله هو ان ينتقد نفسه أولاً ، و يصحح مسيرته ثانياً ، و يعود نادماً الى أمته ثالثاً ، حينها يستطيع ان يكون عنصراً ايجابياً في  مناقشاته و انتقاداته لفعاليات و نشاطات أبناء أمته.

و ما دام الحديث يدور حول مؤتمر الكلدان ، اقول للأخ الحقوقي أفرام البهرو الذي نشر مقالاً بخصوصه ، نأمل منكم بأن نقرأ لكم كتابات تدافع عن الكلدان و الكلدانية و تطالب بحقوقنا المسلوبة من أية جهة كانت دون خوف أو تردد ، لأن لو سيطر علينا عنصر الخوف فلن يرحمنا الآخرون ، و لن نكون الا مواطنين من الدرجة الثانية ونحن الأصلاء و أصحاب اعرق حضارة في بلاد النهرين. ثم ما الذي بقي لم يقترفه اعداء أمتنا بحقنا من القتل و الاختطاف و تفجير الكنائس و التهجير القسري لكي نبقى اسيري الصمت.
كما ان توحيد خطابنا السياسي مع أية جهة كانت أمر لا بأس به ، شرط أن لا يكون على حساب تسميتنا القومية و تأريخنا و حقوقنا بكافة أنواعها ، و بعكسه فإن الأمر سوف لن يكون أكثر من الخضوع للآخرين و الرضوخ لكل اهدافهم و نواياهم ، و بالتالي سنصبح كتابع ضعيف يتحكم الآخرون في مصيره و مصير أجياله.


أما الأخ كامل عيسى كوندا ، و كعادته  فقد خلط أمور عدة في اسطرٍ معدودة ، حيث ينتقدنا و بعض زملائي الكتاب في الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان بعدم اجادتنا لكتابة اللغة الكلدانية ، ويقترح بأن يكون كل المدعوين الى المؤتمر الكلداني يجيدون كتابة اللغة الكلدانية ، و كأن المؤتمر هو مؤتمر للغة الكلدانية.

عزيزي كامل : ان تعليم اللغة الكلدانية (كتابةً وقراءة ) في السابق كان مقتصراً على الكنيسة ، و بقيت محصورة في الكنيسة  يستخدمها رجال الدين في قراءة الكتب الدينية ، و انت أحد من استفاد منها قراءة و كتابة نتيجة لدخولك المدرسة الكهنوتية قبل تركك لها ، و الدليل انت الوحيد ربما بين زملائكم الطلبة يجيد الكتابة بالكلدانية ، لذا  فأنت لست منصفاً في انتقادك لمن لا يجيدها كتابةً و قراءة.
 كما انك بالرغم من اجادتها ، الا انك لم تستفيد من اللغة في العمل القومي الكلداني ، و هذا هو الفرق، انت تَعلم اللغة الكلدانية ولا تفيد الأمة الكلدانية بشيء غير الانتقادات السلبية فقط . فإذا كنا نعلم الكتابة باللغة الكلدانية بطلاقة ، ماذا كانت لتفيدنا في قضية المطالبة بحقوقنا السياسية و الإدارية و القومية اذا كنا نحمل أفكاراً كأفكارك؟ .
 و ان كنت ترى بأن السبيل الى ارجاع حقوقنا كلها هي فقط في تعلم اللغة الكلدانية (كتابة ايضاً)  ، فتأكد بأن دراستها لمدة اسبوع سيكون كافٍ لتعلمها ، و لكن ما بصدده النشطاء الكلدان اليوم هو المطالبة بحقوقنا و ايصال صوتنا و اثبات وجودنا الذي يحاول البعض الغائه ، و قد نجحوا فيه ، و الدليل انك و بعض الإخوة الذين لهم أفكار متشابهة في تنكرها في السابق للوجود القومي الكلداني جعلناهم ينطقون بأن هناك لغة كلدانية و قومية كلدانية و شعب كلداني حي.
و لكي تطمئن و تفرح أكثر !.. أعلمك بأن هناك من المشاركين في المؤتمر ممن يجيدون اللغة الكلدانية قراءة و كتابة  و يعرفون كل طلاسمها، كما هناك من يجيد اللغة الإنكليزية و العربية و الكردية و غيرها من اللغات .

أما بخصوص ما ذكرته عن  أخينا و استاذنا القدير حبيب تومي ، فإن كان هو أو أي كلداني غيور آخر ،  لهو محل فخر و اعتزاز عند كل كلداني بأن ينال أي منصب سياسي أو اداري في الدولة ، فهو سيمثل الكلدان أشرف تمثيل.

و عن احد اسئلتك المطروحة على القائمين على المؤتر و الذي تقول فيه :" ماذا سيقرر المؤتمر؟" ، فهو سؤال اسرع من الزمن!  ، لأنه سؤال سابق لأوانه بكثير ، فالمؤتمر لم ينعقد بعد ، ولا يعرف احداً ما الذي سيقرره. و هذا السؤال و اسئلتك الأخرى دليل على أن المؤتمر لا يعنيك بشيء ، و إن تطرقك للموضوع و للأسف الشديد كان فقط  للنقد السلبي.
تقبل مني كل التقدير.


سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com





 

43
                المؤتر الكلداني العام آمالٌ و مهام
  
  يوم 30/3/2011 ، ستشهد مدينة سانتياغو الأمريكية حدثاُ مهماً سيسجل في تاريخ الأمة الكلدانية بحروف بارزة ، و سيترك بصمات واضحة في مسيرة الكلدان المستقبلية ، هذا الحدث هو عقد أول مؤتمر كلداني عام يحضره الغيارى من ابناء هذه الأمة من مثقفين و مفكرين و سياسيين و كتاب ومن المهتمين بالشأن القومي الكلداني من كل ارجاء المعمورة ( من ارض الوطن العراق و أمريكا و استراليا و اوروبا ) يحملون معهم تاييد و تضامن الالاف من ابناء الأمة الكلدانية الذين لم تسمح لهم الظروف في شرف المشاركة الفعلية فيه.

   هذا المؤتمر الذي يحمل اسم " النهضة الكلدانية " و الذي سيجمع تحت سقفه نخبة كفوءة و مخلصة للقومية الكلدانية ، لا بد أن يخرج بنتائج و قرارات شجاعة تثلج صدور ابناء الشعب الكلداني ، وخاصة انه سينعقد في وقت و امتنا الكلدانية تعاني من هجمات شرسة متواصلة ، والتي تستهدف الغاء وجودها القومي و مسخ تاريخها العريق و مصادرة كل حقوقها في ارض الاباء و الأجداد ، بالإضافة الى التدخل المباشر في شؤونها الداخلية عن طريق إستغلال المعوزين و ضعيفي الأنفس و تعبئتهم و تدريبهم على القيام بأدوارخيانية ليصبحوا خنجراً في خاصرة هذه الأمة.

   يأتي عقد المؤتمر نتيجة لمطالبة الكثير من المؤسسات الكلدانية و دعوة العديد من الكتاب و المثقفين الكلدان للضرورة الملحة التي يفرضها واقع الوضع الداخلي الكلداني لاعادة بناء البيت الكلداني و رص صفوف ابنائه .
و مما يضيف أهمية أخرى للمؤتمر هو انعقاده في فترة و العراق ككل و بضمنه اقليم كردستان يشهد تحركات جماهيرية و شعبية على نطاق واسع، حيث مطالبة الجماهير من السلطات في الوطن  بإجراء التغيرات  في الكثير من القوانين و مرافق الدولة ، من أجل اصلاحات جذرية في اداء الحكومة و المسؤولين و القضاء على الفساد و تطبيق الديمقراطية الحقيقية و سيادة القانون و المساواة و العدالة الإجتماعية و نبذ الطائفية.
 و لما كان الشعب الكلدان هو المكون الأكثر معاناةً  نتيجة الممارسات الإقصائية و التهميشية بحقه ، و مصادرة لحقوقه كمكون عراقي أصيل و كثالث قومية عراقية من حيث العدد، و حرمانه من التمثيل القومي الكلداني في البرلمان العراقي و الكوردستاني و غياب تمثيله في الحكومتين العراقية و الكوردستانية، بالإضافة الى الغاء  القومية الكلدانية قسراً في دستور اقليم كردستان بضغط مباشر من قبل قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الحاكم ، لذا على السادة المؤتمرين ان ينتبهوا جيداً الى مسألة الحقوق المسلوبة للشعب الكلداني و العمل الجاد من أجل نيل الحقوق السياسية و الثقافية و القومية المشروعة للأمة الكلدانية في العراق و في اقليم كردستان و منها :

1- المطالبة بكوتا قومية خاصة لأبناء الشعب الكلداني في البرلمان الفيدرالي العراقي.

2- المطالبة بتخصيص أحد مناصب نائب رئيس الجمهورية لأبناء القومية الكلدانية ، لكون هذه القومية هي ثالث قومية من حيث العدد في العراق بعد العرب و الكورد.

3- المطالبة بتخصيص كوتا قومية خاصة لأبناء القومية الكلدانية في برلمان اقليم كردستان تمثلهم تمثيلاً حقيقياً.

4-  المطالبة بمنح منصب نائب رئيس إقليم كردستان لأبناء القومية الكلدانية ، كونها ثاني قومية من حيث العدد في الإقليم.

5- مطالبة البرلمان الكوردستاني بتصحيح المادة الخامسة من دستور اقليم كوردستان لما فيها من اجحاف تجاه القومية الكلدانية الأصيلة ، وذلك بذكر التسمية القومية الكلدانية بصورة مستقلة دون مسخ او تشويه و كما ذكرت في دستور العراق الفيدرالي.

و في الختام لا يسعني الاّ أن أحيي كافة اعضاء المؤتمر الغيارى , و أدعو للمؤتمر بالنجاح في كافة أعماله ، و للجان المنبثقة عنه بالتوفيق في كل المهام الملقاة على عاتقها .
 و يجب ان لا ننسىى بأن هذا المؤتمريعتبر خطوة مهمة في مسيرة الأمة الكلدانية بكونه حجر اساس لعقد مؤتمرات أخرى مماثلة  لخدمة  أبناء الأمة الكلدانية  داخل الوطن و خارجه.


سعد توما عليبك
10/3/2011

44
   كوركيس مردو نبراسٌ في مسيرة الكلدان الثقافية و القومية


     الباحث الكلداني القدير الشماس كوركيس مردو هو كلمة حرة و صادقة نابعة من صميم انتمائه القومي للأمة الكلدانية ، هذه الكلمة التي أضاءت صفحات التاريخ المطوية و فسّرت طلاسم التراث الرافديني العريق ، لتصبح مصدراً مهماً ينهل منه كل من يريد الغوص في أغبار التاريخ و أحداثه المختلفة.
حين تلقينا خبر تكريمه و منحه شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب و تاريخ الإثنيات من قبل الجامعة العربية المفتوحة لشمال أمريكا و كندا يوم 26/6/2010، لم يكن هذا الخبر بالغريب او المفاجيء بالنسبة لنا ، لأن الأستاذ مردو ، و كما يعرفه الجميع ، قد كرس جزءاً من وقته و حياته في البحث و دراسة هذا الجانب من العلوم دراسة مستفيضة، و بكل تفاصيلها الدقيقة ، لترتقي الى مصاف الدراسات الجامعية المتقدمة في العالم ، في وقت كان لا يُنظر الى هذا المجال من علم التاريخ الاّ نظرة محدودة ، لا تعطيه حقه كجانب مهم من التراث العراقي و الإنساني. فكان للباحث كوركيس مردو الدور الكبير من خلال مقالاته الغزيرة و مؤلفاته القيمة و لقاءاته العديدة الدور الكبير في ابراز اهمية تاريخ الإثنيات في بلاد النهرين ، و لتساهم في تصحيح مسيرة شعبه الأصيل ، و لتتصدى لعمليات التزوير و التشويه المقصودة للتاريخ لأغراض سياسية و مصالح قومية شوفينية. كما انه جعل من هذه المادة العلمية لتصبح مجال بحث لكل من يرغب و يشتاق لمعرفة تاريخ أمته التي أعطت للبشرية الكثير من العلوم و تعد احدى أرقى و أعظم الحضارات في العالم.
كما إن الدكتور الشماس بالإضافة الى اهتماماته التاريخية كباحث و كاتب ، و خدمته المتواصلة للكنيسة الكاثوليكية المقدسة للكلدان كشماس فيها ، لم يكتفي بهذا القدر من النشاطات، بل كان له دوراً فعالاً في تفعيل العمل القومي الكلداني خلال العقدين الأخيرين من الزمن ، ونراه ذلك المدافع القوي دائماً عن قوميته الكلدانية و حقوق أبناء أمته و شعبه في كل المحافل و المناسبات. حيث كان مسانداً و داعماً لكل مؤسساتنا القومية الكلدانية ، كما عمل بكل جد و إخلاص مع زملائه المثقفين و الكتاب الكلدان ليؤسسوا الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان و الذي انظم اليه خيرة كتاب و مثقفي الأمة الكلدانية ليجعلوا منه صرحاً ثقافياً مهماً يفتخر به ابناء هذه الأمة.

الدكتور الشماس كوركيس مردو و امثاله الذين خدموا و مازالوا يخدمون أهلهم و شعبهم و قوميتهم و وطنهم بالفكر و العلم و العمل ، و بكل وفاءِ و اخلاص ، سيبقون رموزاً نعتز و نتباهى بهم دائماً ، و ما تكريمهم من قبل الجهات العلمية المعنية الاً تقديراً لعطائاتهم و لمسة وفاء لجهودهم.

الف الف مبروك للزميل و الأخ العزيز الشماس كوركيس مردو على نيله لشهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب و تاريخ الإثنيات من قبل الجامعة العربية المفتوحة لشمال امريكا و كندا متمنياً له الموفقية و المزيد من النجاحات. .
 كما أهنيء الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان على نيل عضو هيئته التنفيذية الشماس كوركيس مردو على هذا التكريم المشرف.


رابط تقرير تكريم الشماس كوركيس مردو
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,425078.0.html


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com






45
         إنهم يؤججون الساحة و أسيادهم في استراحة


  ان المتابع لما ينشر في بعض المواقع الألكترونية و التي هي في تفاعل مع مجريات الأمور و المستجدات على الساحة السياسية و الثقافية ، سوف يلاحظ وجود بعض الإخوة و كأنهم متفرغون لتناول القومية الكلدانية في كتاباتهم ليطعنوها و يطعنوا بالمنادين بالحقوق القومية الكلدانية و بالحريصين على إحياء الوجود القومي الكلداني و العاملين على إزالة كل الشوائب و الإرهاصات و التحريف عنها.
 و الأنكى من ذلك ، إن معظم من يتداولون هكذا مواضيع في هذه المرحلة هم من إخوتنا الكلدان الذين تنكروا لقوميتهم الأصلية و اختاروا الآشورية قومية بديلة عنها لسبب أو آخر ، أما الكتاب من الإخوة الآشوريين فهم على ما يبدو في مرحلة استراحة بعد ان ابلو بلاءاً حسناً ولم يقصّروا  في الماضي القريب في الجعجعة و طعن و مسخ كل ما هو كلداني ، و خاصة بعد أن فلحوا في تجنيد هؤلاء الكلدان المتأشورين لتكملة المهمة المرسومة ، بعد التأكد من شدة ولائهم للأفكار الشوفينية للأحزاب و زعماء قوميتهم الجديدة ، و ربما أكثر من الإخوة الآشوريين أنفسهم في بعض الأحيان ، حتى إنهم (اي المتأشورون) قد ذهبوا  بعيداً في الطعن و التشهير و التحريف و الإفتراء بحيث أصبح واضحاً لدى القاريء الكريم و المتلقي ، بأن هؤلاء سواءاً الذين يعلنون رسمياً انتمائاتهم الى الأحزاب الاشورية و قوميتها أم يخفونها توهيماً ، بإدعائهم بأنهم يؤيدون سياسة تلك الأحزاب فقط  ، وفي كلتا الحالتين فهم بالتأكيد يحملون نفس آيدولوجية أحزابهم الشوفينية المبنية على الغاء الوجود القومي الكلداني ، و الطعن بكل مؤسسة كلدانية و كل شخصية كلدانية تعتز و تتفاخر بقوميتها.
 ولو أعطيت لهؤلاء السلطة في بلدي لأيام ، لحطموا أسد بابل بالمطارق و الديناميت ، و لأحرقوا كل صفحات التاريخ التي فيها ذكر للكلدان ، و لشنقوا كل من يقول بأنه كلداني القومية قرباناً للإله الصنم آشور الذي يعلو رمزه في رايتهم.

و لرب سائل يسأل : اذا كان الكتاب الآشوريين في في الوقت الحالي شبه صامتين ، و في استراحة من تهجمهم على الكلدان و الكلدانية ، فهل الكلدان المتأشورون بالرغم من ولائهم المطلق للآيدولوجية الشوفينية الآشورية ، هم بهذه الدرجة من السذاجة و الغباء ليقبلوا بأن يصبحوا كرأس حربة في ضرب الكلدان دون مشاركة فعلية من الآشوريين؟؟.

و للإجابة على هذا السؤال نقول : كما اوضحنا سابقاً بأن الإخوة المتأشورين بعد أن تنكروا لقوميتهم الكلدانية الأصلية و تبنوا الآشورية كقومية جديدة لهم ، إنما تبنوا معها كل ملحقاتها ، و منها آيدولوجية الأحزاب الآشورية التي تستند قبل كل شيء على إلغاء الوجود القومي الكلداني ، وبذلك كان ظنهم بان الأحزاب الاشورية ستكون قادرة بما تملكه من أموال و إعلام و إسناد خارجي و بالدعم المطلق من قبلهم على القضاء على الوجود القومي الكلداني نهائياً خلال سنوات في ظل التغيرات السياسية في البلد ، و في غياب وجود المؤسسات السياسية و القومية الكلدانية ، و بذلك سيكونون هم  أي (الكلدان المتأشورون) بمثابة أبطال و أصحاب مكانة مرموقة في ديوان قوميتهم الجديدة و مجالس أحزابها ، بإعتبارهم من الجنود الأوائل الذين خدموا الآشورية ، و هم في خط المواجهة الأول في هذه القضية ، وسيتم مكافئتهم على هذا الأساس بالأموال و المناصب الإدارية و السياسية وغيرها.
ولكن حساباتهم بائت بالفشل ، حيث انتبه الكلدان لهذه الخيانة و الهجمة الشرسة الهادفة الى انهاء وجودهم القومي في ارض آبائهم و أجدادهم و الذي تمتد  جذوره الى أكثر من 7300 عام ، فأسس الكلدان لهم الأحزاب و المجالس و الجمعيات و الإتحادات الكلدانية ، وآخرها كان الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان ، الدرع الواقي للأمة الكلدانية ، لكي تنهض بهذه الأمة من جديد ، و تفعل دورها بالرغم من إمكانياتها المتواضعة . و بالفعل فقد تمكن الكلدان بجهود المخلصين من أبنائه من درج التسمية القومية الكلدانية في الدستورين العراقي و الكوردستاني لتزينهما بما ترمز اليه القومية الكلدانية من تاريخ مشرف و حضارة عريقة .
نهضة الكلدان هذه على الرغم من ان البعض يعتبرها في مراحلها الأولية ، الاً انها قد أثبتت فاعليتها على الساحة السياسية و القومية ، وكانت بمثابة صفعة قوية على وجه أعداء القومية الكلدانية ، حيث أفقدت الأحزاب السياسية الآشورية صوابها و ظهر التخبط  في بعض المفاهيم التي تبنتها منذ تأسيسها، فكانت التسمية هي شماعة فشل آيدولوجيتها ، التسمية التي تبنتها و غيرتها عدة مرات ، من الكلدوآشورية ،ثم الكلدآشورية ، ثم الكلدانية السريانية الآشورية ، ولا زال بعض أعضاء تلك الأحزاب تائها بين هذه التسميات اللاقومية بعد ان كانت الآشورية لديهم هي القومية الوحيدة و باقي التسميات مجرد طوائف لا غير ، ومن ثم وبدأوا يخلطون بين مفهوم الشعب و مفهوم القومية.
و هكذا فشلت الأحزاب الآشورية في جعل القومية الكلدانية طائفة تتبع قوميتهم ،  وبفشلها هذا ربما وصلت الى قناعة ، ولو مؤقتاً ، بترك موضوع الغاء الوجود القومي الكلداني و التوجه الى ما يمكن الإستحواذ عليه من المناصب الإداريية و المقاعد البرلمانية عن طريق استغلال الإنتماء الديني المسيحي ، فنلاحظ تخلي الأحزاب الآشورية في السنوات الأخيرة عن مطالبتها بالحقوق القومية لأمتهم الآشورية ، و التي كان كل حزب يطبل و يتغنى بها و يؤطرها حسب أهوائه و أحلام زعيمه ، ليتحول نضالها الى المطالبة بالتمثيل المسيحي تحت قبب البرلمانات في عراقنا الجديد.

هذا التخبط و الفشل الآشوري في القضاء على القومية الكلدانية ، أحدث ارباكاً و قلقاً و أرقاً لدى الكلدان المتأشورين من المنتمين للأحزاب الآشورية و مؤيديها ، لأن حالهم أصبح كحال الغراب ( الذي ضيع المشيتين) ، فلا هم يستطيعون العودة الى أمتهم الكلدانية بسبب مواقفهم الخيانية تجاهها ، ولا هم يروق لهم ان تعترف الأحزاب الآشورية نفسها بالقومية الكلدانية ولو تكتيكياً. لذا بادرت هذه الفئة الظالة مؤخراَ الى استخدام كل قوتها و طاقاتها و امكانياتها في توجيه الإتهامات و الإفترائات و الإساءات الى كل ما يرمز للكلدان ، من مؤسسات سياسية و قومية ، وكذلك المثقفين و الكتاب و غيرهم ، وحتى الكنيسة الكلدانية  لم تنجو من افترائاتهم و أحقادهم .
و في الحقيقة ، هذه الظاهرة كانت متوقعة من هؤلاء ، و تؤكد على انها صرخاتهم الأخيرة في منتدى الغدر الذي جبلوا بطينه ، و إن هذه الاسستنجادات سوف لن ترفع من مكانتهم لدى أسيادهم في قوميتهم الجديدة ، بل سيعتبرونهم مدى الدهر دخلاء عليها.

و بارك الرب بكل من يعتز و يتفاخر بقوميته و يدافع عنها  ، اما من يخونها.. فلا .



سعد توما عليبك


saad_touma@hotmail.com


46
                 استنكارٌ و شجبٌ و تظاهرٌ، ثم ماذا بعد ذلك؟

  منذ سبع سنوات و معانات شعبنا المسيحي في العراق في استمرار و تزايد ، هذه المعاناة شملت القتل و الخطف و الإغتصاب و التهجير و تفجير الكنائس و ذبح رجال الدين ، و آخرها تلك التي نفذت بحق طلابنا الجامعيين العزل من بلدة قرقوش وهي تفجير ثلاثة حافلات كانت تنقلهم من بيوتهم الى جامعة الموصل، و التي راح ضحيتها عدد من الشهداء وحوالي مائتا جريح.
و بعد كل حادثة اجرامية من الحوادث المذكورة اعلاه ، تمتليء المواقع الألكترونية بالإستنكارات و الإدانات من قبل احزابنا السياسية و مؤسساتنا القومية و المدنية المختلفة ، من جمعيات و اتحادات و اندية و غيرها ، بالإضافة الى الشخصيات الدينية و الكتاب و المثقفين. كما نرى خروج الآلاف من ابناء شعبنا في مظاهرات في بلداتنا في العراق و في بعض عواصم الدول الغربية تندد بهذه الأعمال الإجرامية.
هذه الإستنكارات و التظاهرات ربما تعبر عن ما في صدورنا من الم و حسرة تجاه معانات ابناء شعبنا في هذه الظروف العصيبة ، وقد تساهم في مواساة ذوي الضحايا الأبرياء و تخفف من آلامهم و أحزانهم ، الاّ انها بالتأكيد ليست الحل لوقف العنف و الإجرام ضد ابناء شعبنا المسالم، ولا هي الوسيلة لصد المجرمين عن ممارسة أفعالهم الشنيعة و معاقبتهم عليها ، بل ربما تصبح رسالة للإرهابيين و القتلة على نجاح مخططاتهم الاجرامية و الإستمتاع بها بقدر ما يحملون في رؤوسهم من عقول عفنة و افكار آسنة.

وسط هذه الهجمات الوحشية المتعاقبة على المسيحيين العراقيين و سكانه الأصليين ، و التي قد تكون خلفها اكثر من طرف أو جهة ، و وسط غياب الأمن و القانون في العراق ، وانشغال الحكومة و الأحزاب المتنفذة بمصالحها الحزبية و الطائفية ، فإذا كان المواطن المسيحي لا حول ولا قوة له سوى التعبير عن معاناته بالإستنكار و التظاهرات السلمية ، فإن على قادته السياسيين تقع مسؤولية ايجاد وسيلة لإخراجه من هذه المعانات ، و هؤلاء القادة يجب ان لا يكتفوا هم أيضاً بالشجب و الاستنكار ، و انما هم مطالبون بالعمل الجدي نحو تدويل قضية شعبهم من أجل توفير الحماية الدولية لمن تبقى من المسيحيين العراقيين، و المطالبة ايضاً  بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبت بحقهم.
 و هنا أود الإشارة الى ان السياسيين المسيحيين الذين يدعون بإمتلاكهم لوثائق مهمة حول المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق المسيحيين، ولديهم أدلة حول تورط جهة او جهات معينة في هذه الجرائم ، يجب ان لا يضعوا رؤسهم في الرمال كما تفعل النعامة ، ولا يحتفظوا بهذه الوثائق الى ان تتخمر، و انما عليهم الكشف عنها بكل شجاعة، ثم تقديمها اليوم قبل الغد الى القضاء الدولي لكي ينال مرتكبي هذه الجرائم جزائهم العادل ، و بعكسه فإن الذي يتستر على المجرمين و القتلة و الجهات التي تقف خلفهم ، اقل ما يوصف به هو الخيانة لشعبه المسيحي ولدماء شهدائه  ولوطنه العراق.
ان تدويل المسيحيين العراقيين لقضيتهم هو حق شرعي لهم ، بل هو الحل الأوحد و الأخير لهذا الشعب المسالم للخروج من هذه الأزمة القاتلة ، التي لو تركت دون حل و استمر الوضع على ما هو عليه ، سنشهد حتماً هجرة جماعية أخيرة تسد الستار عن الوجود المسيحي في بلادهم و بلاد اجدادهم العراق.

فبعد معانات المسيحيين في جنوب و وسط العراق ، وهجرتهم الى حيث قراهم و قرى أجدادهم في محافظة نينوى و دهوك و اربيل ، نجد بأن الظلاميين و القتلة بدأوا بتوجيه حقدهم الى البلدات المسيحية في سهل نينوى. لذا فالحل الأمثل هو ان تستلم القوات الدولية فقط مسؤولية حماية منطقة سهل نينوى الى ان يستقر وضع العراق الأمني ، و ان تتشكل في الوقت عينه محكمة خاصة للتحقيق في الجهات التي تقف وراء هذه الأعمال الإجرامية ، و خاصة العملية الإجرامية الأخيرة التي ارتكبت بحق طلابنا الجامعيين يوم 2/5/2010 ، و التي كان موقعها بين نقطتين للتفتيش! .
 الا يستحق الأمر التحقق من كيفية وصول السيارات المفخخة الى هذه المنطقة المحصنة؟.

المسيحيون العراقيون ليسوا أقل معانات من الشعوب الأخرى التي تدخّل المجتمع الدولي و مجلس الأمن لمساعدتها ، كما حدث في دارفور  ولبنان و تيمور الشرقية .
لذا  فإن السياسيين المسيحيين ، وكذلك البرلمانيين المسيحيين في بغداد و اقليم كردستان ، و اعضاء مجالس المحافظات ، هم أول المطالبين بالتحرك و بسرعة بهذا الإتجاه لإنقاذ ابناء شعبنا الذي اعطاهم ثقته ، و بعكسه فإن أية جهة أخرى خارجية غير مستعدة للدفاع عنّا ما لم نكن نحن أول المدافعين عن أنفسنا.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
5/5/2010

47
           مواقع شعبنا الألكترونية في الميزان- 3

 للإطلاع على  الجزء الثاني ، يرجى النقر على الرابط الموجود اسفل هذا المقال.


الجزء الثالث
ملاحظات على إدارة موقع س. كوم


 نتيجة لمتابعاتي المستمرة ، و منذ اكثر من عقد من الزمان ، لما ينشر في العديد من مواقع شعبنا العزيزة التي كانت تتسم بوقوفها على مسافة واحدة من جميع الكتاب و التنظيمات على اختلاف أنواعها و أيدولوجياتها ، و لكيفية ادارة تلك  المواقع ، و ما  تدور حولها من احاديث من قبل العديد من كتابنا الأفاضل ، وجدت ان ادارة احد هذه المواقع ، بدأت  في الفترة الأخيرة بالإنقلاب على النهج التي تبنته منذ البداية و على الهدف الذي أنشأ من أجله الموقع . و على الأغلب السبب في ذلك يعود الى السيطرة الشبه التامة لإداري أو بعض الإداريين على هذا الموقع بمباركة صاحب الموقع ، لا يؤمنون بتعدد الآراء و الأفكار ، ولا بالحيادية في التعامل مع الجميع . و سأتطرق في هذا الجزء من المقال على  بعض هذه السلبيات التي رصدتها في هذا الموقع ، على امل ان اوفق في ايصال رسالة الى أصحابه و الى اصحاب بقية المواقع الموقرة ،  لاخذها بنظر الإعتبار ، و محاولة تفاديها في المستقبل ، لكي تبقى مواقعهم تتقدم و تزدهر يوماً بعد يوم ، وتزداد ثقة الكتاب و القراء بها من جديد ، و لتبقى دائماً توصف بالحيادية و تصنف ضمن خانة المواقع المستقلة.

فيما يلي بعض الإجراءات الإدارية التي لا تتوافق و النهج الذي اسس من اجله أحد مواقع شعبنا ،  والذي لا ارغب بذكر اسمه الصريح ، لكي لا تستغل من قبل البعض للتشهير به ، بل سأكتفي بالإشارة اليه بـ (س . كوم) :

1- قيام الموقع (س . كوم) فقط ، دون غيره من المواقع بعدم نشر مقالات بعض الكتاب و صورهم على الصفحة الرئيسية اسوة بالآخرين ، بالرغم من كون هؤلاء الكتاب يتميزون بثقافة جيدة و بغزارة في نتاجاتهم ، و عند الإستفسار عن السبب ، تتذرع الإدارة بان كتاباتهم تتضمن عبارات (جارحة). نعم  الكل يؤيد عدم نشر أو حذف المادة المنشورة اذا كانت جارحة لمشاعر الآخرين ، لكن الحكم يجب أن يكون على المادة المنشورة (المقال او الخبر) و ليس على الكاتب. اي اذا جاء الشخص بمادة لا تتطابق و شروط النشرفلتحذف ، و اذا كانت لديه مادة أخرى مطابقة لشروط النشر فلتنشر مع صورته اسوة بالآخرين (و الحَكم في صلاحية المادة المنشورة من عدمها ، يفترض ان يكون محدداَ بشروط و ضوابط النشر المعلنة في الموقع ، وليس بمزاج أحد الإداريين كما يحصل في موقع س.كوم الموقر). أما ان يصدر الحكم الصارم على هذا الكاتب بعدم نشر مقالته و صورته نهائياً ، بالرغم من نشره للكثير من المقالات المتنوعة الهادفة و الجيدة ، و التي تتوافق و شروط النشر ، فهذا يعني بأن العملية مقصودة من قبل ادارة الموقع تجاه هذا الكاتب و أفكاره و انتمائاته .
  إن هكذا تصرف لا يليق بموقع الكتروني يدعي الحيادية و الاستقلالية و احترام لجميع الآراء ، و إنما يسيء اليه و الى ادارته.

(بالمناسبة ان المقصود بنشر المقال و صورة صاحبها ، او الخبر مع الصورة على الصفحة الرئيسية  ليست من أجل الإعلان عن الصورة نفسها، فليس هناك معرضاً للصور الشخصية في واجهة هذا الموقع ، ولا القصد من نشر الصورة هو لعرض جمال صاحبها و سعة عيونه و لون ربطة عنقه ، بل المقصود بنشر الصورة إنما  هو اعطاء الأهمية و التركيز على موضوع صاحبها ليكون الوصول اليه سريعاً من قبل القراء ، دون عناء البحث عنه في اقسام الموقع المختلفة والتي قد يجهل أو يتعاجز الكثير من القراء فعلها).

2- عدم نشر المقالات على الصفحة الرئيسية حسب اسبقيتها في النشر، بل يتم التعامل معها بإنتقائية ، وحسب قناعة أحد الإداريين و علاقاته الشخصية مع الكتاب . فهناك كتاب تجد صورتهم في أعلى الصفحة دائماً ، و مواضيعهم ربما لا تهم غير نفر قليل من القراء ، وهذا واضح من خلال رقم عدد قارئيها ، و من عدم تفاعل الكتاب الآخرين مع كتاباتهم ، وبالعكس نجد كتاباً لم توضع مواضيعهم و صورهم على الصفحة الرئيسية ، أو يتم وضعها لمدة قصيرة نسبياً ، الاّ ان لهم مئات القراء و المتابعين لكتاباتهم . الاّ يستحقون هؤلاء ان تكون صورهم و مقالاتهم على الواجهة الرئيسية؟ . اليس في وضع كتابات من له مواضيع جدية و قيمة على واجهة الصفحة الأولى اكبر دعماً للموقع، و أكثر خدمة لقرائه الأجلاء؟.

3- التحيز الى كاتب ضد كاتب آخر
فبعد أن تقرر ادارة هذا الموقع بعدم نشرها  لمقال أحد الكتاب على الصفحة الأولى ، نجدها بعد ايام  تقوم بنشر مقالا على الواجهة لكاتب آخر موالٍ ، و نص هذا المقال هو عبارة عن رد و نقد لما جاء في مقال الكاتب الأول. و هذا يدل بان ادارة الموقع تنحاز الى جانب الكاتب الثاني و الى ما جاء من طروحات في مقاله ، و تقف بالضد من الكاتب الأول و طروحاته.

4- إضافة فقرة على البيانات بتغيير التسميات
نعلم بأن العديد من مؤسسات شعبنا السياسية و القومية ، لا تقوم بنشر بياناتها مباشرة في المواقع الألكترونية ، بل ترسله الى ادارات تلك المواقع راجية منها نشر البيان المرسل اليها في موقعها.
لاحظنا في الفترة الأخيرة قيام الموقع (س . كوم) بعدم نشره لمثل هذه البيانات كما هي ، بل تسبقها مقدمة أعدت بإسم ادارة الموقع مؤلفة من عدة اسطر، تتلاعب من خلالها في بعض العبارات الواردة في نص البيان الأصلي ، ومنها التسميات القومية ، والهدف في ذلك واضح ، وهو اعطاء انطباع للقاريء الكريم ، وخاصة الغريب ، أو الذي يقرأ مثل هذه البيانات على عجالة ، بأن المؤسسة الفلانية (صاحبة البيان) تتبنى التسمية او الفكر الفلاني والتي بدأت تروج لهما  ادارة هذا الموقع.

5- التدخل المباشر من قبل إداريي هذا الموقع في مقالات الكتاب ، حيث قام أحدهم مؤخراً بمراسلة كتاب موقعه محاولاَ التدخل في نص مقالاتهم  بالضغط عليهم من خلال تخييرهم بين تغيير عبارات في المقال ( و التي لا تتنافى مع شروط النشر ، بل مع توجهات الإداري الشخصية و التي تؤيد و تتعاطف مع تنظيم معين) ، أو منع نشرها على الصفحة الرئيسية!! . وحين تم مفاتحة مدير الموقع و صاحبه عن هذا التصرف الذي بدر من أحد الإداريين لديه ، تهرب من الإجابة و كأن الأمر لا يعنيه .
 أليس في هذا الأمر ما يدعو الى التساؤل حقاً عن أسباب هذا التغيير الذي حصل في سياسة هذا الموقع؟ وما الذي أدى الى تغير توجهات إدارييه؟.

و في الختام نقول بان على صاحب الموقع الذي يريد استمرار نجاح موقعه و تطويره ، ان يحترم جميع الكتاب وجميع الآراء وجميع الإنتماءات. كما عليه ان يرصد كل السلبيات التي قد تظهر في الموقع ، و في مقدمتها تصرفات الإداريين و تعاملهم مع الكتاب و أصحاب المواد المنشورة في الموقع ، والعمل الجاد في ايجاد حل لهذه السلبيات و الأخطاء في حينها، لأنها مهما كانت صغيرة و قليلة اليوم  ، فستتراكم  و تزداد في الغد بوجود هكذا اداريين متعصبين و منحازين ، حينها ستشكل خطراً حقيقياً على نوعية الموقع و مستقبله.

تحياتي و تقديري الى كافة إداريي مواقع شعبنا العزيزة الذين يفسحون المجال أمام كل الآراء و الأفكار، و يتعاملون مع كل الكتاب ، وعلى اختلاف توجهاتهم ، بإحترام وبتواضع و بروح أخوية ، لأن نتاجات هؤلاء الكتاب هي المساهم الأكبر في نجاح و ديمومة أي موقع.


ارجو ان تكون الرسالة قد وصلت الى إدارة موقع س.كوم الألكتروني.

 
رابط الجزء الثاني  
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,406751.0.html



سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com

29/4/2010

48
   مواقع شعبنا الأاكترونية في الميزان- 2

تطرقنا في الجزء الأول من هذا المقال عن أنواع  المواقع الألكترونية للكلدان و الاثوريين و السريان ، و التي صنفناها الى ثلاثة انواع ، اعتماداً على أهدافها و طريقة ادارتها.
وللإطلاع على الجزء الأول يمكن للقاريء الكريم النقر على الرابط الموجود في اسفل هذا المقال.

الجزء الثاني

تأثير تغيير نهج و إدارة الموقع المستقل على مستقبله


المواقع الألكترونية حالها حال بقية وسائل الإعلام ، من الممكن أن تتأثر بالأحداث و المتغيرات التي تجري حولها ، بالإضافة الى تأثرها المباشر بإدارتها ، فكم كانت هناك برامج تلفزيونية واذاعية و صحف و مجلات راقية و مشهورة و لها جمهور كبير من القراء و الكتاب و المتابعين ، فقدت وجودها بعد فترة معينة. وكم كانت هناك صحف و مجلات بصفحات عديدة و برامج متنوعة و مواضيع مهمة و رصينة ، اصبحت اليوم ببضعة صفحات و بمواضيع ركيكة ،. إن كل ما أصاب تلك وسائل الإعلام من فشل و تراجع ، كان بسببب التغيير الذي حصل  في ادارتها و نهجها ، سواءاً برغبتها أو بإجبارها من قبل الأنظمة الحاكمة ، فلم تستحق اية مادة منشورة للقراءة سوى صفحة التسلية التي فيها الكلمات المتقاطعة و الأبراج ، مما أدى الى هجرة الكتاب و القراء منها تدريجياً الى ان توقفت عن الصدور ، ثم اختفى اسمها من الساحة الاعلامية.

وهكذا الأمر بالنسبة الى المواقع الألكترونية الناجحة ، وذات الشعبية الجيدة ، فهي معرضة الى أن تتحول الى مواقع  عادية أو ملتزمة ، او حتى تفقد وجودها على شبكة الانترنت ، اذا ما تم غض النظر عن الأهداف التي أنشأت من أجلها ، أو  حصل فيها أي تغير مقصود في سياسة الإدارة ،أو أي تحول عن نهجها الحيادي و المستقل الذي تبنته منذ البداية ، و الذي كان السبب الرئيسي في نجاحها وإشتهارها .
 و المسؤولية في فشل و تراجع أي موقع تقع كلها على عاتق صاحب الموقع و مديره ، و يكون هو الملام الأول و الأخير في ما يؤول اليه موقعه ، و ليس اي شخص آخر ، حتى لو كان عضواً في الإدارة.
 وعليه فإن صاحب الموقع الألكتروني الذكي و الحريص على موقعه ، يجب أن يكون حذراً جداً عندما يثق و يمنح صلاحياته كلها أو جزءاً منها الى اشخاص آخرين ، ما لم يكن واثقاُ منهم كل الثقة . و الثقة هنا اقصد بها مدى معرفته لأفكار الشخص المخول في الإدارة ، و بنزاهته و تواضعه و احترامه لكل الآراء ، لكي لا يقوم باستغلال شعبية و مكانة الموقع لدى القراء في فرض أهدافه و أفكاره الشخصية عليهم . او جعل الموقع وسيلة دعائية لذاته ، بإعطائها أهمية اكبر مما تستحق ، أو من أجل مصلحة شخصية ما ، أو حبه الظهور أمام القراء كشرطي و صاحب سلطة و قدرة على منع هذا و السماح لذاك في النشر في الموقع ، ظناً منه ان هذه الوسيلة قد تكسبه الشهرة و الإحترام و المكانة الإجتماعية التي يحلم بها.
فمن الممكن أن يكون الشخص المخول في ادارة الموقع زميلاً او صديقاً أو قريباً لصاحب الموقع ، و هذا أمر متبع و عادي جداً ، لكن هذا لا يعني بالضرورة بأن تكون لهذا الشخص القدرة و الكفاءة في ضبط نفسه و أفكاره و انتمائاته ضمن حدودها الشخصية ، دون ان يفرضها على الآخرين من قراء و كتاب الموقع مستخدماً اساليب غير حضارية مرفوضة .
بمعنى آخر، ينبغي ان يكون(الإداري) قادراًعلى الأقل ، الفرق بين حق الكاتب - اي كاتب كان -  في نشر أفكاره ما لم تتعارض مع شروط النشر ، وبين فكره  وتوجهه الشخصي و انتماؤه السياسي و القومي.
 كما يتوجب على صاحب الموقع  التأكد من أن لا يقوم الشخص المخَول بالإدارة ، بإظهار علاقاته الشخصية الغير حسنة مع بعض الكتاب او المؤسسات من خلال هذا الموقع ، عن طريق تعمّده في الإنتقام منهم و من أفكارهم و إنتمائاتهم بإستخدام صلاحيات الإدارة.
 وهذا التصرف بالتأكيد سينعكس سلبياً على مصداقية الموقع و ثفة القراء و الكتاب به و بالإدارة كلها.

ان التغيير في سياسة و نهج الموقع(المستقل) قد لا يكون سببه مرتبطاً بالتعامل الدكتاتوري و الإنحيازي من قبل الإدارة (فرداً أو جماعة) فقط ، و إنما من المحتمل أن تكون هناك صفقات سرية ، مادية أو معنوية ، بين ادارة الموقع و بعض التنظيمات السياسية او القومية  بهدف استغلال شعبية و نجاح الموقع ، من أجل تمرير أجندات سياسية معينة من خلاله . لأن هذا الموقع (المستقل و ذات الشعبية الجيدة)  هو المكان الذي يحتضن الجميع ، من كافة الفئات و القوميات وأصحاب الأفكار المختلفة ، من مستقلين و منتمين، والذين من الصعب على اصحاب المواقع الحزبية  الملتزمة استدراجهم نحوها من خلال وسائل اعلامها الملتزمة ، لذا فمن الوارد جداً ان تتجه انظارها نحو الموقع الألكتروني الحيادي والناجح ، بهدف العمل على استمالته و تحريف مساره الى الحد الذي  يبدأ بتقديم خدماته و دعمه الى هذه الجهة بالشكل الذي يرضيها ، لتسهيل امر الدعاية لأجندتها السياسية ، سواءاَ بصورة مباشرة ،  أو  بصورة غير مباشرة.

 يجب ان لا تفوتنا احتمالية وجود بعض المؤثرات الأخرى على ادارة الموقع الحيادي، و التي قد تسبب ازاحته عن نهجه و مساره ، كتبوء  اقارب ومعارف أصحاب تلك المواقع ،  لمناصب ادارية مرموقة في الدولة فجأة ، أو تسلمهم لمسؤوليات مهمة في حزب ما . و تفادياً لحدوث التصادم بين نهج الموقع (المستقل) وما ينشر فيه من حقائق و انتقادات من قبل الكتاب ، و بين هؤلاء الأقارب والمعارف و الجهات التي ينتمون اليها أو يعملون لصالحها ، فإن ادارة الموقع  قد تبدأ بتغيير بعض ادارييها و من ثم نهجها  و سياستها، لكي يسيرالموقع تدريجياً بالإتجاه الذي لا يتعارض و مصالح الأقارب ، و دون ان يقلقهم احد في هذا الموقع الألكتروني ، بل ليصبح الموقع داعماً و مسانداُ لهم و لأفكارهم و لمسؤوليهم و لأحزابهم.

كما و من المحتمل ايضاً بأن يتم بيع الموقع للآخرين ، حاله كحال أي عمل تجاري ، أو تسلم ادارته كاملة الى شخص آخر ، بعد انشغال صاحب الموقع  بعمله الخاص أو شؤون عائلته ، او لكي يرتاح من الإرهاق الذي تسببه مهمة ادارة موقعه، وبذلك فإن سياسة الموقع و أهدافه و تعامله مع الكتاب و حتى الخبرة الفنية و التقنية للموقع  ومستقبله  تصبح مرهونة بكفاءة و ثقافة الإدارة الجديدة ، و التي على يدها سيتقدم و يتطور مستوى الموقع ، أو سيتراجع و يفشل.

هذه التغيرات و التحولات في نهج و سياسة و ادارة الموقع التي تحدثنا عنها  ، من الممكن كشفها و تحديدها لأي قاريء أو كاتب من متابعتة المستمرة لما يروج له الموقع ، و ما يمنع من نشره و ما يسمح بنشره ، بالإضافة الى قيام الإداريين بالدفاع عن تنظيمات معينة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وكذلك من خلال تصرفات بعض الإداريين في وضعهم للحذر الدائمي أو الفوري و المزاجي على بعض الكتاب من ذوي القلم الحر الصادق و الجريء ، مقابل تشجيع من يكتب لصالح توجهات و انتماءات اداريي الموقع.

التغيرات التي ذكرناها أعلاه ، اذا ما ظهرت في أي موقع الكتروني ، مهما كانت استقلاليته و حياديته في ما مضى من عمره ، فإن القراء و المتابعين سيكشفون حقيقته من خلال التغيير الذي حصل في نهجه و اسلوب ادارته عاجلاً أم آجلاً ، وبالتالي سيؤدي ذلك الى تدني شعبيتة تدريجياً ، بعد نفور القراء و الكتاب منه ، و النتيجة النهائية ستكون بتحول الموقع من خانة المواقع المستقلة و ذات النهج الحيادي ، الى خانة المواقع المنتمية و المنحازة.


الى الجزء الثالث ( ملاحظات على إدارة احد المواقع)
رابط الجزء الأول : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,405330.0.html



سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com


49
       مواقع شعبنا الألكترونية في الميزان/ 1

سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على أحدى أهم وسيلة و أكثرها رواجاً من وسائل الإعلام الخاصة  بشعبنا من الكلدانية و الآثورية و السريانية ، وهي مواقع الأنترنت . و بقدر ما نملك من معلومات متواضعة حولها ، سنتحدث عما يجب أن يعرفه الجميع عن هذه المواقع  من ايجابياتها و سلبياتها ، و طريقة ادارتها ، و ولائاتها. وسوف يكون الحديث بشكل عام دون ذكر اسم الموقع الصريح.

تصنيف المواقع الألكترونية لشعبنا  و طريقة ادارتها

 يمكن التعرف على مواقع شعبنا الألكترونية بسهولة ، فهي غالباً ما تسمى بأسماء قومياتنا ، أو بلداتنا ، أو بما هو مستمد من تاريخنا و حضارتنا. و بغض النظر عن اهتمامات كل موقع من هذه المواقع و ومستوى كفائته الفنية و الإدارية ، نستطيع ان نصنفها الى ثلاثة أنواع ، اعتماداً على الأهداف التي أنشأت من أجلها ، و السياسة التيي تتبعها في ادارتها . وهذه الأنواع هي:

1- مواقع الأحزاب والتنظيمات السياسية: وهي مواقع تدار مباشرة من قبل عناصر من تلك التنظيمات أو بإشراف مباشر من قبلها ، و تنطق بإسم تلك التنظيمات ، وتهدف الى نشر بيانات و فعاليات و نشاطات التنظيم و أعضائه.
و هذه المواقع غالباَ ما يمنع فيها نشر أي خبر أو مقال ينتقد التنظيمات و الاحزاب التي تمتلكها ، الا ما ندر ، لكي يقال عنها بأنها مواقع و تنظيمات تحترم الآراء و الافكار المختلفة وحتى المخالفة لها ، كما انها قد حذراَ دائمياً على بعض الكتاب من النشر فيها ، حتى لوكانت مادة النشر عبارة لاعن تهنئة بمناسبة ما موجهة الى التنظيم الذي يمتلك الموقع!. و السبب في ذلك طبعاً يعود الى كون اسم الكاتب قد وضع في قائمتها السوداء ، و ليس ضمن قائمتها البيضاء الخاصة بالمتعاطفين مع هذا التنظيم ، أو قد يكون الكاتب يعتز بقوميته و يدافع عنها ولا يقبل بتشويهها ، او انه متعاطف مع تنظيمات أخرى تتوافق مع افكاره الخاصة.
 
2- مواقع لا ترتبط مباشرة بالأحزاب السياسية أو بالتنظيمات القومية ، لكن القائمين على ادارتها يؤيدون أو يتعاطفون مع حزب أو تنظيم ما . وهذه المواقع  فيها مساحة محددة من حرية النشر و تنوع الآراء . وغالباً ما تدعي ادارات هذه المواقع بأنها ترحب بالجميع على اختلاف أفكارهم و انتمائاتهم ، الاّ انها لا تستطيع أن تمسح الصبغة الحقيقية عن الموقع بكونه يناصر و ينحاز في الكثير من الأمور لتنظيم واحد  وخاصة في التركيز على نشر اخباره و نشاطاته دون التنظيمات الأخرى .

3- المواقع المستقلة ( و هذه المواقع التي سأركز عليها في الأجزاء القادمة من هذا المقال و سآخذ احداها نموذجاً دون تسميته) : وهي المواقع التي تقف على مسافة واحدة من الجميع ، احزاباً و مؤسسات و كتاب. و نستطيع ان نطلق عليها "مواقع عدم انحياز" : فيها مساحة مفتوحة الى حد ما من حرية النشر للأفكار و الفعاليات المتنوعة ، وغالباً ما يسمح فيها بالنشر المباشر ، اي دون مرور المادة المراد نشرها عالى الإداريين ، وهذه المواقع تدار غالباً من قبل أشخاص يحتفظون بأفكارهم و توجهاتهم الخاصة لأنفسهم ، لكنهم يتمتعون بالحيادية و الانفتاح على الجميع بإختلف أفكارهم و انتمائاتهم ، و هدفهم الأول هو انجاح الموقع من خلال اكتسابه لسمعة جيدة بين المواقع ، و كسب ثقة جميع القراء به ، و استقطاب اكبر عدد ممكن من المشاركين في نشرالمعلومة فيه ، و بالتالي لكي يؤدي الموقع رسالته الإعلامية بشكل أفضل و أشمل.
 و غالباً ما تتمتع إدارات هذه المواقع بكفاءات فنية جيدة في أمور الكومبيوتر و الانترنت ، بما يضيف الى الموقع نقطة اخرى في طريق نجاحه.
إن العمل في إدارة هكذا مواقع هو أصعب الى حد ما من سابقاتها المذكورة في الفقرتين 1 و 2 أعلاه ، و لأسباب عديدة، استطيع ذكر بعضها من خلال تجربتي الشخصية اثناء مساهمتي في ادارة احدى تلك المواقع لعدة سنوات:

أ- السماح لأصحاب الآراء و الأفكار و الإنتماءات القومية و السياسية المختلفة ، بالمناقشة بكل حرية ، لكن بالطبع دون تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها الموقع . وهذا برأيي الشخصي هو أحد أهم الخدمات الواجب توفرها في الموقع الناجح ، لا بل انها كانت السبب الرئيسي في نجاح بعض المواقع بعد ان كانت مواقع عادية و شبه جامدة ، لأن الإختلافات الانتمائية و القومية و الفكرية اذا ما تجمعت في مكان ما ، ستجعل منه ساحة صراع ساخنة ، و بالتالي سيجذب وسيستقطب اكبر عدد من المهتمين و اصحاب الأفكار و الآراء المختلفة ، سواء بهدف نشر أفكارهم  و آرائهم ، أو من اجل الدفاع عنها. وهذا بالتأكيد سيؤدي الى حدوث زخم كبير نتيجة تهافت القراء على الموقع ،  و بالتالي بروز الموقع و اشتهاره ، وهذه الشهرة هي بالطبع أحدى مقاييس النجاح.

 ولصعوبة السيطرة  على هذه المناقشات الفكرية و الانتمائية و القومية ، ومحاولة حصرها  لتبقى ضمن الحدود المقبول و المسموح بها ، يتطلب من إدارة الموقع جهوداً اضافية من اشراف و مراقبة مستمرة ، وعليه  فإن العديد من المواقع قد منعت الردود المباشرة على المقالات و البيانات المنشورة ، وخاصة فيما يخص الجانب السياسي و القومي، تفادياً لتوجيه الإنتقادات اليها و اتهامها بالانحياز ، و لأن كثرة و تنوع  مثل هذه الردود باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على إدارة الموقع.

ب- الزخم الكبير نسبياً في عدد زوار الموقع بسبب استقلاليته وعدم انحيازه بالدرجة الاولى ، و الذي يؤدي حتماً الى زيادة في عدد المساهمات و الكتابات التي تتطلب تركيزاً و جهداً اكبر في قرائتها و متابعتها من قبل الادارة ، و القيام بحذف المشاركات التي لا تتوافق و شروط النشر ، بالإضافة الى تصنيف البعض منها حسب فروع و اقسام الموقع ، و نقلها و وضعها في المكان المناسب لها ، لكي تكون سهلة المنال أمام أكبر عدد من القراء و الزوار.

ج- قضاء ساعات طويلة أمام جهاز او اجهزة الكومبيوتر، لمتابعة ما ينشر، وفي اوقات مختلفة من ساعات الليل و النهار تفادياً لحدوث ثغرات في غياب تواجد الإداري ، و التي قد تستغل من قبل البعض لإقتحام الموقع ببعض الكتابات التي لا تتوافق و شروط النشر.

د- كلما كان الموقع مزدحماً بالقراء و المواد المنشورة من مقالات و فعاليات مختلف المؤسسات، يتطلب من الموقع ان يكون أكثر كفاءة من الناحيتين الفنية و التقنية ، لكي  يكون الإنتقال بين اقسام الموقع بشكل سريع و سهل ، وهذا بالتأكيد يكلف ادارة الموقع تكاليف مالية اكبر، لذا نجد احياناً بعض المواقع  تفتح مجال نشر الدعايات التجارية فيها مقابل أجر محدد من أجل تغطية تكاليف الموقع.

وفي ختام هذا الجزء من المقال ، يجب ان لا ننسى بأن أصحاب المواقع يقدمون خدمة مجانية لجميع القراء ، وهذا امر أيجابي  يستحق الثناء و التقدير. لكن هناك حالة سلبية قد تصيب هذه المواقع لسبب ما ، كتحول نهجها من الحيادي و المستقل الى منحاز و منتمي لجهة أو فكر ما ، و تركيزها على أفكار سياسية معينة دون الأخرى ، بعد أن يتم تبنيها من قبل إدارييها. وهذا ما سنتطرق اليه في الجزء الثاني من مقالنا هذا الذي سنتناول فيه التغيرات التي تحدث في نهج و إدارة المواقع الألكترونية.



سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com

16/4/2010

50
          الكلدان ما بعد الإنتخابات

تطرقنا في مقالنا السابق ( تنافس انتخابي أم صراع قومي) ، عن اسباب خسارة قوائمنا في الإنتخابات التشريعية العراقية التي أجريت في السابع من شهر آذار لسنة 2010 . فنتيجة دخول أية قائمة للإنتخابات أما تكون الفوز أو الخسارة.
 و الخسارة التي منيت بها قوائمنا الكلدانية في تلك الإنتخابات ليست خسارة كل شيء ، ولا تعني اليأس و تدني المعنويات ، بل يجب الإستفادة من هذه التجربة و جعلها دافعاً و مشجعاً قوياً للإستمرار في العمل الجدي و الدؤوب الى ان تتحق أهداف أمتنا الكلدانية ، و إن تحقيق الأهداف لأية أمة لا يمكن تحديدها بسقف زمني معلوم ، ولا بنضال جيل او جيلين من تلك الأمة ، و خاصة  ألأهداف الأستراتيجية منها، بل ان نضال الشعوب و الأمم من أجل نيل حقوقها و تقدمها  يبقى مستمراُ مع استمرار الحياة ، و يكون العمل متواصلاً في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لأجيالها القادمة.

سنتناول اليوم وبشكل مختصر وحسب وجهة نظرنا الخاصة ،  كيفية تفعيل  دور التنظيمات الكلدانية  السياسية و المدنية في فترة ما بعد الإنتخابات ، بالشكل الذي يمكنها من مجابهة تحديات المرحلة المقبلة ، و تعبئة ابناء الامة للتهيوء للإنتخابات المقبلة وهم في أحسن حال.

و سنختصرها بالنقاط التالية:

 التنظيمات السياسية الكلدانية

1-  على التنظيمات السياسية الكلدانية التي دخلت الإنتخابات دراسة اسباب فشلها ، و ان تكون شفافة في الإعلان عنها لمؤيديها و المتعاطفين معها ، و تفادي تكرارها في المستقبل.

2- ان تقوم تلك التنظيمات بتكثيف نشاطاتها خلال الأربعة سنوات المقبلة في اوساط الشعب الكلداني داخل قراه و بلداته ، لكي يتعرف ابناء شعبنا عن قرب على اهداف و مباديء تلك التنظيمات و قياداتها و اعضائها.
و كمثال لهذه النشاطات ، عقد الندوات حول المواضيع القومية و السياسية ، الإحتفال بالأعياد القومية الكلدانية ، اقامة امسيات شعرية ، تطوير المواقع الألكترونية  و المطبوعات كالصحف و المجلات.

3- ان تسود علاقات المحبة و الاحترام المتبادل ، و التعاون الجاد بين جميع تنظيماتنا السياسية الكلدانية ، وعقد لقاءات دورية مشتركة للتباحث و لتبادل وجهات النظر حول القضايا القومية و السياسية.

4- بناء علاقات متينة مع المؤسسات الكلدانية في المهجر، و العمل على الإلتقاء بها مباشرة من خلال سفر وفد يضم كل التنظيمات أو كل على حدة ، و اقامة الندوات و اللقاءات مع ابناء شعبنا الكلداني في المهجر لتقوية الأواصر و مد جسور الاتصال معها.


الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

 ينبغي اعادة النظر في تشكيلة الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية و بالسرعة الممكنة لكي تباشر مهامها بكل جدية وكما يلي:
1- إعادة النظر في تشكيلة الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، بحيث تظم كل من حزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني و المجلس القومي الكلداني و المنبر الديمقراطي الكلداني و الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان ، وفتح المجال لدخول أية مؤسسة كلدانية تثبتت جدارتها  وفاعليتها في العمل القومي.
2- يتم اختيار لجان تمثل الهيئة في بلدان المهجر ، على أن تتألف اللجان من شخصيات كلدانية  قادرة على تحمل هذه المسؤولية .
3- ان تتناوب التنظيمات التي تتألف منها الهيئة العليا على رئاستها دورياً ، أو وفق نظام داخلي خاص بها.

4- تقوم الهيئة العليا بتمثيل الكلدان قومياً في المناسبات الرسمية و اللقاءات مع المسؤولين الحكوميين  و البرلمان.

5- أن تقوم الهيئة بإجراء اتصالاتها مع جميع الكتل في البرلمان العراقي و كذلك مع جميع الأحزاب العراقية من أجل وضع حد لتهميش و اقصاء الكلدان من الخارطة السياسية العراقية ، و المطالبة بكوتا خاصة بالقومية الكلدانية في الإنتخابات المقبلة.


كنيسة الكلدان الكاثوليكية

1- أصبح جلياً لدى رجالات كنيسة الكلدان الأجلاء ، بأن تهميش و إقصاء الكلدان قومياً و سياسياً سيؤثر حتماً و بصورة سلبية على الكنيسة من جوانب عدة ، وكلما كانت احزابنا و تنظيماتنا القومية الكلدانية قوية و فاعلة على الساحة الوطنية و الدولية ، كلما كانت الكنيسة تمارس دورها الأيماني بشكل أفضل و في منأى عن تدخلات المتربصين بها و بالأمة الكلدانية .
لذا يتوجب على قادة الكنيسة الأفاضل دعم و مساندة مطاليب شعبهم الكلداني القومية و السياسية ، و ان يكونوا قريبين و على مسافة واحدة مع جميع تنظيماتهم دون تفضيل جهة على أخرى ، حيث كان هناك لوم على بعض القيادات في الكنيسة بهذا الخصوص في هذه الإنتخابات.
2- أن تقوم رئاسة الكنيسة الكلدانية الموقرة بايصال هموم و مطاليب الشعب الكلداني الى الجهات الرسمية العراقية و الدولية كلما سنحت لها الفرصة عند لقائها بتلك الجهات ، وعملها الجاد و تظامنها مع تنظيماتنا السياسية و القومية ، من أجل ضمان حق الكلدان القومي في كوتا قومية خاصة بهم  تمثلهم في البرلمان العراقي مستقبلاً.


المؤتمر القومي الكلداني العام

أصبح انعقاد مؤتمر كلداني عام  ضرورياً جداً من أجل وضع الاسس الأولية  للمرحلة المقبلة ، و تحديد الأهداف المرحلية و الأستراتيجية للأمة الكلدانية  بحيث يصبح كل شيء واضحاً امام ابناء هذه الأمة و على المدى البعيد.
و على الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية العمل الجاد نحو عقد المؤتمر و بإمكانيات كلدانية خالصة من مشاركة الأحزاب مالياً   و من  تبرعات المؤسسات القومية و اصحاب الأعمال و الشخصيات العامة.



سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com
8/4/2010


51
                        تنافس إنتخابي أم صراع قومي


   من الطبيعي أن يكون للفوز طعم لذيذ ، و الالذ من ذلك عند البعض ، هو الحصول على مناصب و أموال إضافية و لمدة أربعة سنوات أخرى ، و لكن ما يفوق ذلك بالنسبة للإخوة الاشوريين أصحاب القائمتين الآشوريتين الفائزتين في كوتا المسيحيين (زوعا و حزب المجلس الشعبي الاشوري) هو التلذذ و استطياب سحقها لكل ما هو كلداني .
 فهم يفرحون لتفوقهم على القوائم الكلدانية ويغنون لفوزهم  في محو اسم الكلدان ، ولو آنياً ، من التداول في أروقة السياسة و البرلمان ، و يبتهجون لنجاحهم في توهيم البسطاء الكلدان بعزفهم على وتر الأخوة و الوحدة و الشعب الواحد و اختراع التسميات المزاجية اللاقومية. و الغريب أيضاً ان الفرحة طالت حتى الآشوريين الذين خسرت قوائمهم هذه الإنتخابات ، و للأسف يتصرفون و كأن في هذا الفوز نشوة نصرانتقامية على الكلدان ، ربما رداً منهم على ما اصابهم على ايدي اسلاف الكلدان عام 612 ق.م .
و بذلك نستطيع القول بأن الإنتخابات هذه لم تكن من أجل المنافسة على المقاعد النيابية الخاصة بكوتا المسيحيين ، بل كانت في حقيقتها صراعاًَ قومياً مبطناً و مهيئاً له من الجانب الاشوري بقيادة الحزبين الآشوريين الحركة الديمقراطية الآشورية و المجلس الشعبي الآشوري. و الأيام المقبلة ستثبت و تؤكد للجميع صحة هذا الكلام.

من جانب آخر ، لا بد من الإعتراف بأن المسيحيين من القومية الكلدانية قد منيوا بخسارة كبيرة في الإنتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت يوم السابع من آذار عام 2010 في منافستهم على المقاعد الخمسة لكوتا المسيحيين التي اقرها  قانون الإنتخابات الجائر بحق القومية الكلدانية التي لم ينصفها في كوتا خاصة بها ، و السبب الرئيسي و المباشر في خسارة الكلدان في الانتخابات يعود الى دخولهم الإنتخابات بقائمتين منفصلتين أدتا الى تشويش الصف الكلداني عموماً ثم تشتيت أصواتهم.
 وعليه فإن اللوم في ذلك كله يقع على أصحاب القائمتين ، اور الوطنية  و المجلس القومي الكلداني ومن تدخل بينهما . أما الناخب الكلداني فقد احتار بين اختيار احداهما ، كون كلتاهما كلدانيتان، و لهما نفس البرامج و فيها شخصيات مثقفة و واعية .

 قبل الانتخابات بيوم اتصل بي احد الاصدقاء المعروف بحبه لقوميته الكلدانية و قال لي : أنا محتار لأي من القائمتين أصوت ، ولكي أكون مرتاحاً في دواخلي ، سأذهب انا و زوجتي الى المركز الإنتخابي و سنعطي صوتاً لقائمة أور الوطنية و صوتاً لقائمة المجلس القومي الكلداني.
و من جانب آخر التقيت باحد الشخصيات الكلدانية و ناقشنا وضع القوائم الكلدانية و الانتخابات العراقية فقال لي : لست مقتنعاً بدخولنا بقائمتين متشابهتين و خاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ امتنا ، لذا فإن كلتا القائمتين ستفشلان حتماً ، و من الصعب ان تتستطيع اية واحدة منها من جمع الاصوات بحيث تصل الى حد القاسم الانتخابي للفوز بمقعد برلماني ، لذا و لكي لا نهدر اصواتنا ككلدان و كعراقيين ، افضل ان نصوت لإحدى الكتل العراقية الوطنية و العلمانية لكي نجعلها تتفوق على القوائم ذات الصبغة الطائفية .

و هناك من كان له رأياَ آخراَ ، حيث يقول علناً بأن سوف لن يذهب الى صناديق الإقتراع و خاصة انه متأكد من عدم فوز أي قائمة كلدانية ، وعليه فأن نتيجة الإنتخابات ستكون بالنسبة له غير مهمة مادام لم يكون فيها اي مقعد مسيحي من الكلدان.

كما و كان هناك استعداد لا يستهان به للعديد من المؤسسات الكلدانية من اتحادات و جمعيات في المهجر، بالإضافة الى العديد من الكتاب و المثقفين الكلدان، من ان يقوموا بعقد الندوات و اقامة الامسيات و المساهمة في الحملة الدعائية دعماً للقائمة الكلدانية ، وما ان اعلن عن وجود قائمتين حتى هبطت معنوياتهم و لم يستطيعوا من فعل اكثر من قول بأننا ندعم القائمتين. ولوكانت هناك ثلاثة قوائم لقالوا ايضاَ بأنهم يدعمونها جميعها.


و عليه يبدو جلياً بأنه لو كانت هناك قائمة كلدانية واحدة لكانت قد حصلت على مجموع اصوات القائمتين الكلدانيتين ، يضاف اليها اصوات الذين امتنعوا عن التصويت للسبب الذي اشرنا اليه سابقاً ، و كذلك على اصوات الذين صوتوا للقوائم الوطنية ، بالإضافة الى اندفاع اكبر عدد ممكن من الناخبين الكلدان للتصويت لقائمتهم سواء في الوطن أو في المهجر.
و بذلك كان أكيداً بأن تحصل القائمة الكلدانية على نسبة جيدة من الأصوات تفوق عدد الأصوات القاسم الانتخابي.

و حتى لو كانت القائمة الكلدانية قد فازت بمقعد برلماني واحد ضمن كوتا المسيحيين الخمسة ،صحيح لم يكن هذا المقعد ليمثل ثقل و زخم المسيحيين من القومية الكلدانية ، لكنه كان سيعتبر بداية جيدة في منافسة القائمتين الآشوريتين زوعا و حزب المجلس الشعبي (الآشوري الآشوري الآشوري) اللتان تمتلكان اهم  و اقوى  ثلاثة عوامل في الإنتخابات وهما المال و الاعلام و دعم الأحزاب الكبيرة لها ،  المال من خلال امكانياتهما الهائلة التي تقاس بملايين الدولارات ، و الإعلام الذي يشمل الفضائيتان الآشوريتان (آشور و عشتار) ، بالإضافة الى المواقع الألكترونية و الصحف  ناهيك عن دعم بعض الأحزاب الكوردستانية و العراقية لهما.

على كل حال نهنيء كل الفائزين بمقاعد كوتا المسيحيين الخمسة ، و نتمنى لهم التوفيق في خدمة المسيحيين عموماً ، وأيجاد حل لأزمة المسيحيين في الموصل و متابعة ملفاتهم (التي يدعي البعض علناً بأن في حوزته جزء منها) و كشف الجهات التي وراء قتلهم و تهجيرهم .
كما على الفائزين أيضاً ان لا ينسوا بأن مقاعدهم هي مقاعد كوتا المسيحيين ، و ليست مقاعد كوتا قومية للكلدان أو السريان أو الأرمن أو الاشوريين ، وعليه فلا يحق لهم تجاوز حدود صلاحياتهم في هذا الشأن، فهم غير مخولين بالتحدث في الشؤون القومية الكلدانية أو السريانية أو الأرمنية بل و حتى الآشورية.

و على الكلدان أن يعرفوا بأن الخسارة في الإنتخابات لا تعني نهاية كل شيء ، فدخول الإنتخابات نتيجتها إما الفوز أو الخسارة ، لكن علينا الإستفادة من هذه التجربة ، و ان نجعلها دافعاً قوياً لبذل المزيد من الجهد و العمل بأقصى الطاقات من أجل مستقبل مشرف يضمن حقوقنا القومية.
 و يجب أن لا ننسى بأن التاريخ مليء بالكثير من التجارب لأمم أصابتها النكسات و الكبوات و الهزائم في مراحل مختلفة من مسيرتها ، لكنها تغلبت عليها بصبرها و بنضالها المستمر لإثبات وجودها و هويتها الى أن اصبحت من الأمم القوية و المتقدمة.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
2/4/2010




52
      أكيتو ، راس السنة الكلدانية العراقية 7310

تحتفل كل دول العالم برأس السنة الميلادية و تتعامل مع التقويم الميلادي يومياً ، و بذلك أصبحت رأس السنة الميلادية عيداً عالمياً . بالإضافة الى ذلك ، ما زالت الأمم و الشعوب تحتفظ بتقويمها الخاص و تحتفل به و تعتبره عيدها القومي و الوطني ، مفتخرة في ذلك بتاريخها و حضارتها.
وقد ترتبط و تستند أعيادها القومية تلك على اساطيرها القديمة أو حوادث تاريخية مهمة ، كتولي أحد الملوك للعرش ، او عمل قام به ، أو بداية لتقويم قديم ، او بناء مدينة ما او الاستقلال و التحرر من الظلم و غيرها.
 فمثلاً يحتفل الكورد و الفرس و الأفغان بعيد نوروز، ويعتبرهذا العيد عند الشعب الكردي بداية السنة الجديدة 2710 وفق التقويم الكوردي و الموافق لـ 2010 ميلادية ، وتبدأ السنة في 21 أذار من كل عام، و يحتفلون به كيوم التحرر من الظلم و الإستبداد حسب اسطورة (كاوة الحداد) ، كما هي  بداية لربيع جديد ايضاً.
أما الفرس فيعتبرون نوروز رأس السنة الفارسية و التي تبدأ ايضاً في 21 آذارمن كل عام ، و يقال ان سبب الإحتفال به هو ان جمشيد(ملك فارسي سمي اول يوم من السنة بنوروز) وفّر ماء الحياة للناس و وعدهم بحياة ابدية، كما يعتبره البعض منهم يوم بداية الخليقة. و السنة الفارسية 2569 تقابل السنة الميلادية 2010.
الصينيون ايضاً يحتفلون برأس السنة الصينية و التي تعرف أيضاً بإسم عيد الربيع، و يقيمون الإحتفالات و المهرجانات الكبيرة ، و يعتبرونه بدء لحياة جديدة و موسم الحرث و البذر و تقابل السنة الحالية السنة الصينية 4708.
و يحتفل اليهود برأس السنة العبرية الجديدة ( روش هوشانا) ، و ستوافق في يوم 19 سبتمبر2010 القادم مع بداية السنة العبرية 5771.
و يحتفل المصريون بالسنة الفرعونية او المصرية في 11 سبتبمبر من كل عام و التي ستصادف هذا العام السنة 6252 فرعونية ، مستندين بذلك على أول شهر توت بحسب التقويم الفرعوني الذي أبتكروه عام 4241 ق.م.

والشعب الكلداني ، هذا الشعب الرافديني الأصيل، كباقي الشعوب الأخرى يحتفل بعيد رأس السنة القومية الخاصة به ، و يطلق عليه (أكيتو) ، و الذي يصادف في الأول من نيسان ، و السنة الكلدانية 7310 تقابلها السنة الميلادية 2010 .
 وكانت الإحتفالات بهذا العيد سابقاً تبدءاً بالأول من نيسان و لغاية 12 منه ، ويكون الملك و ألآلهة و رجال المعابد لهم الأدوار الرئيسية في مراسيم وطقوس هذا الإحتفال.

كان فكر الإنسان الكلداني و تصوره  للحياة في بلاد النهرين يتمحور حول ثلاثة عناصر أساسية  وهي : الطبيعة و الآلهة و الإنسان ، و هذا يبدوا واضحاُ من خلال اسطورتي اينوما ايلش و كلكامش ، مع ايمانهم بوجود قوتين رئيسيتين تسّير الكون ، وهما قوى الخير و قوى الشر.لذا نجد ان احتفالات رأس السنة البابلية الكلدانية عبارة عن شعائر و طقوس احتفالية بالطبيعة و الآلهة و الإنسان معاً ، و تتخذ جدلية الموت و الإنبعاث عندهم اشكالاً انسانية واقعية و خاصة في علاقات الحب و الزواج عند الآلهة و من خلال تأليه الملوك و هبوط الآلهة الى العالم السفلي حيث يعيش الإنسان.

لذا فقد كان لهذا العيد و طقوسه أهمية كبيرة لدى الشعب الكلداني و كافة الأقوام التي سكنت بلاد ما بين النهرين ، بصفته رمزاً عظيماً و تعبيراً عن الفكر الإجتماعي و السياسي و الديني في مجتمعاتهم.

و لما كان الإحتفال بعيد أكيتو، رأس السنة الكلدانية يمتد لمدة اثنا عشر يومأً ، بدءاً بالأول من شهر نيسان و الى الثاني عشر منه ، فإن الإحتفال به اليوم بنفس الطريقة السابقة يعد من الأمور المستحيلة نظراً لما طرأ على الإنسان من تغيرات فكرية واجتماعية و دينية و علمية غيرت من طريقة تصور الإنسان لحركة الطبيعة و تفسيراته لتركيبة الكون و طريقة الخلق، بالإضافة الى اختلاف اسلوب و معيشة الانسان وعلاقته الذاتية مع الخالق.
لذا فإستذكار العيد و الإحتفال به اليوم  يعبر عن احترامنا و اعتزازنا بتاريخنا و حضارتنا الكلدانية البابلية العريقة و إفتخاراً بمنجزات أسلافنا العظام الذين قدموا للبشرية الكثير من العلوم و الفنون ، كما هي فرصة لبث الوعي القومي و الوطني و تقوية الأواصر الإجتماعية بين ابناء هذه الأمة.
و لما كان تأريخ العراق و بلاد الرافدين يعود الى العام 5300 ق.م  حيث الكلدان الأوائل و السومريين ، فإن الإحتفال به يجب ان لا يكون مقتصراً على الكلدان فقط ، بل لكل الشعب العراقي بكافة قومياته المتآخية ، لأن هذا التاريخ يشمل كل الحضارات المتعاقبة على ارض الرافدين من الحضارة الكلدانية و السومرية و الأكدية و البابلية و الى يومنا هذا ، و هذه الحضارات هي ملك كل العراقيين و مصدر فخره و اعتزازه.

و في الختام  وبمناسبة حلول عيد أكيتو ، رأس السنة الكلدانية البابلية العراقية ، 7310 أقدم لكل العراقيين و لأبناء شعبنا الكلداني خصوصاً أحر التهاني وأجمل التبريكات ، داعياً من الرب ان يعيده على الجميع بالخير و السلام.


سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com
نيسان/7310 كلدانية – 2010 ميلادية

53
                                  الكلدان وكوتا المسيحيين


   كان من المفروض ان يكون للشعب الكلداني كوتا خاصة به تمثله في البرلمانين العراقي و الكردستاني ، وفاءاً من العراقيين لتاريخ بلدهم و حضارته التي سطرها الكلدان بحروف من ذهب ، و للمحافظة على هذه القومية العريقة التي أصاب ابنائها ما أصاب من إضطهاد مركب ، عرقي و ديني ، و في مختلف العهود التي مر بها العراق ، والتي ادت الى مقتل عشرات الآلاف تهجير مئات الآلاف منهم الى خارج بلدهم الاصلي ، حتى الزمن لم يسعف في اندمال جرح الكلدان وما زالت هذه المعاناة مستمرة الى يومنا هذا.
ولكن الذي حدث هو العكس تماماً ، ففي مجلس النواب العراقي خصصت كوتا للأقليات ، منها مقعد واحد للصابئة ، و مقعد للأزيدية ، ومقعد للشبك و خمسة مقاعد حددت على اساس ديني للمسيحيين عموماً بكافة قومياتهم و طوائفهم و مذاهبهم و منها (مسيحيون من المذهب الكاثوليكي و من القومية الكلدانية ، و هؤلاء يشكلون نسبة ما يقارب 80% من مسيحيي العراق، طائفة السريان الكاثوليك ، طائفة السريان الأرثوذوكس ، الطائفة الآثورية من اتباع كنيسة المشرق الآثورية ، الطائفة الآثورية من اتباع الكنيسة الشرقية القديمة ، طائفة الأرمن الكاثوليك ، طائفة الأرمن الأرثوذوكس ، طائفة الروم الكاثوليك ، طائفة الروم الأرثوذكس ، طائفة اللاتين ، الطائفة الآثورية الانجيلية البروتستانتية ، طائفة السبتيين والطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية بالإضافة الى اتباع بعض الكنائس التي  تأسست مؤخراً.) ، و بذلك فإن القومية الكلدانية التي تعتبر ثالث قومية عراقية من حيث عدد ابنائها بعد العربية و الكردية اصبحت خارج العملية السياسية في العراق الجديد دون أن يكون لها من يمثلها قومياً داخل قبة البرلمان.

  أما في البرلمان الكردستاني فقد خصصت فيه كوتا للمسيحيين مؤلفة من خمسة مقاعد(دون ان يعدلوا في  توزيعها حسب قومياتهم أو حتى مذاهبهم و نسبهم العددية ، و الكلدان هنا أيضاَ يشكلون النسبة العددية الأكبر منهم) و مقعد آخر للأرمن (لاحظ التناقض هنا، حيث الأرمن مسيحيون أيضاً الاّ انهم هنا اصبحوا يتمتعون بكوتا خاصة بقوميتهم) ، وثلاثة مقاعد للتركمان.
نلاحظ هنا بان إقليم كردستان و فيدراليته قد ثبتت على اساس قومي ، و البرلمان الكوردستاني خصص كوتا للأقليات داخل الإقليم على اساس قومي أيضاَ (التركمان و الأرمن) ، الاّ  أن الكلدان و بقدرة قادر فرضت عليهم الكوتا الدينية بالرغم من إن نسبتهم العددية تضع قوميتهم الكلدانية في المرتبة الثانية بعد القومية الكردية في الاقليم!.

من خلال العدد الكبير نسبياً للمذاهب و الطوائف المسيحية في العراق كان من المفروض ان تكون الكوتا المخصصة للأقليات في البرلمان العراقي و الكردستاني مثبتة على اساس قومي للجميع  كما هو الحال عليه بالنسبة الى التركمان و الأرمن (في برلمان اقليم كردستان) و ليس بشكل انتقائي ، و بذلك كان اتباع كل قومية ، و منهم الكلدان ، يتمتعون بحقوقهم في اختيار من يمثلهم قوميا تمثيلاً حقيقياً دون تدخل من أية جهة أخرى.

  إن تثبيت الكوتا لكل المسيحيين من خمسة مقاعد على اساس ديني ( مسيحي) ، وعلى اختلاف قومياتهم و مذاهبهم ، أدى الى تأجيج الوضع الداخلي المسيحي ثم فسح المجال امام من يريد التدخل بشؤونهم بشكل استئثاري لكي يفرق شعثهم  ويحدث ارباكاً داخل هذا الوسط من خلال ما تفرزه نتائج الانتخابات من التوزيع العشوائي الغير مستقر للمقاعد بين كل المذاهب و الطوائف و الأقوام المسيحية التي ذكرناها أعلاه ، بالإضافة الى فقدان التمثيل الحقيقي لأتباع كل مذهب أو طائفة أو قومية،   ليصبح الوسط المسيحي حرجاً تتحكم فيه القوى و الاحزاب الكبيرة من خلال محاولاتها للسيطرة على مقاعد الكوتا عن طريق دعمها لجهة محددة او موالية لها ، و هذا الدعم اصبح علنياَ و بأشكال مختلفة ، اعلامياً و مادياً و سياسياً ، كما هو الحال مع حزب (المجلس الشعبي الكلداني الآشوري السرياني) الذي اسسه السيد سركيس آغاجان أحد قياديي الحزب الديمقراطي الكوردستاني و وزير المالية في حكومة اقليم كردستان السابقة ، حيث تمكن هذا المجلس من خلال الدعم المادي اللامحدود و السياسي و الاعلامي و بضمنها تخصيص قناة فضائية (قناة عشتار الآشورية) لدعم هذا المجلس  ، و خلال مدة قصيرة نسبياً منذ تأسيسه عام 2007  تمكن من الإستحواذ على معظم  مقاعد كوتا المسيحيين في برلمان اقليم كردستان و كذلك في انتخابات مجالس المحافظات عن طريق استخدام وسائل غير حضارية من إغراء و وعيد. كما قام  السيد آغاجان و بنفوذه الشخصي  من الغاء القومية الكلدانية من الدستور الكوردستاني و تبديلها بأخرى مستحدثة و مزاجية لتناقض بذلك ليس فقط الدستور الفيدرالي العراقي ، وإنما لكي تشوه تاريخ العراق و أصالته في تنوع قومياته العريقة .

  و علينا أن لا ننسى بأن الغبن و التهميش قد وقع على الكلدان أيضاً  عندما دعم "بول بريمر" الحاكم الأمريكي في العراق الحزب الآشوري الآخر (الحركة الديمقراطية الآشورية) ، و فرض زعيم هذه الحركة وهو (السيد يونادم كنا)  ليكون هو الممثل الأوحد للمسيحيين بكافة انتمائاتهم المذهبية و الطائفية و القومية ، دون مراعاة لأية طائقة أو كنيسة أو قومية أخرى ينتمي اليها المسيحيون العراقيون و خاصة الأكثرية المسيحية من القومية الكلدان.

  من هذا يبدو الأمر واضحاً بأن الأحزاب الآشورية المدعومة من قبل احزاب متنفذه في الداخل او من قبل الأمريكان ، وبعد  ان تلذذت باستحواذها على حقوق الآخرين و منهم حقوق الشعب الكلداني ذات النسبة العددية الأكبر ، و لكي تستمر على هذه الحالة أطول ما يمكن ، سكتت عن مطالبتها بحقوق شعبها القومية التي كانت تجاهر و تتغنى بها ليلاً و نهاراَ ، و منها التمثيل القومي في البرلمان، بعد ان اصبحت كوتا المسيحيين وسيلة تتمكن من خلالها الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب الحزبية و الشخصية ، و في مقدمتها بالطبع هي المقاعد البرلمانية .

  إن المطلع على الواقع السياسي داخل الوسط المسيحي يعرف بأنه من المستحيل على أي سياسي مسيحي آشوري الذي سيجلس تحت قبة البرلمان العراقي و القادم عن طريق كوتا المسيحيين أو غيرها من أن يكون ممثلاً حقيقياً عن أبناء الشعب الكلداني ( المختلف عنهم مذهبياً و قوميا) ، و السبب لا يعود فقط الى وجود هذين إلإختلافين ، و إنما كل السياسيين الآشوريين يحملون أفكاراً شوفينية تعادي الوجود القومي الكلداني ، وهذا واضح و جلي في كل أدبيات الأحزاب الآشورية دون استثناء.
 كما وإن كل من له متابعة و دراية بتوجهات و ايدولوجيات الأحزاب الآشورية متأكد تماماً بأن كل من يفوز بمقعد لكوتا المسيحيين عن طريق أي حزب أو مؤسسة آشورية و في مقدمتها (زوعا و المجلس الشعبي) سيكون هدفه الأول الغاء و مسخ  الاسم القومي الكلداني من الدستور العراقي كما حصل في دستور إقليم كردستان، وذلك لضمان استمرار مصالحهم السياسية والإدارية و الحزبية على حساب القومية الكلدانية ، علماً انه كانت هناك ولا تزال  محاولات عدة من قبل الأحزاب الاشورية من أجل الغاء التسمية القومية و تبديلها في الدستور العراقي.


و عليه فإن الكلدان ، هذه  الشريحة الوطنية العراقية الأصيلة قد طالها التهميش و العزل القسري و  أصبحت الخاسر الأكبر في العملية السياسية في عراقنا الجديد بعد ان استولي الآخرون على حقوق أبنائها في التمثيل السياسي و القومي بأساليب لا تمت للديمقراطية المنشودة في عراقنا الجديد بصلة. و هذا الفعل الغادر يعتبر استخفافاً بالعراق و تاريخه وسكانه الأصليين و وسيلة للقضاء على خصوصية ابناء هذه القومية العريقة التي تمتد جذورها  الى اكثر من سبعة آلاف سنة في عمق التاريخ.

ولو تم توزيع كوتا المسيحيين المؤلفة من خمسة مقاعد على اساس قومي بشكل عادل و منصف ، لكانت حصة القومية الكلدانية بسبب زخمها العددي و توزيعها الجغرافي لا تقل عن (3) مقاعد في كل من البرلمانين العراقي و الكردستاني .
 و من هذا يبدو كيف يتم استغلال الكلدان و يتم الإستحواذ على حقوقهم  السياسية و القومية بعد ان فرضت عليهم الكوتا الدينية التي لا تلبي طموحاتهم ولا تعبر عن تمثيلهم الحقيقي ولا عن وجودهم القومي كمكون عراقي أصيل. .

   لذا فإن مؤسساتنا الكلدانية جميعها ، السياسية و الثقافية و القومية و الدينية مطالبة بأن تعطي الموضوع اهمية قصوى و تبدأ بالعمل المنظم و التحرك الجاد للمطالبة بتثبيت كوتا خاصة بالكلدان في البرلمانين العراقي و الكوردستاني على اساس قومي و ليس ديني ، وهذا مطلب و حق مشروع ، عندها سيكون تمثيل الكلدان في البرلمان تمثيلاً حقيقياً ، و للتنافس على هذه الكوتا مؤسساتنا الكلدانية كيفما شاءت دون تدخل من الجهات  الأخرى . كما ان هذه الكوتا ستضع حداً لكل الانتهازيين وأعداء أمة الكلدان ، و منهم بالطبع العازفين على وتر التسمية و لحنها النشاز.  
و كذلك فإن كل القوى الوطنية و الخيرة في العراق مطالبة أيضاً في دعم مطالب الشعب الكلداني القومية لكي يتمكن من ممارسة حقه و تفعيل دوره بشكل سليم في بناء العراق الجديد.



سعد توما عليبك
عضو الهيئة التنفيذية
للإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان

saad_touma@hotmail.com
19/2/2010


54
    في الذكرى الثانية لـتأسيس جمعية نساء الكلدان في فكتوريا / استراليا

 كانت و لا تزال جمعية نساء الكلدان في فكتوريا/ استراليا شعلة في مسيرة المرأة الكلدانية و العراقية في مدينة ملبورن ، لما لها من دور فعال و متميز في التوعية و التفاعل الإجتماعي و في تنشيط الأواصر و الروابط المشتركة بين نساء الكلدان القادمين من المدن و القصبات الكلدانية العراقية المختلفة ، وذلك بإقامة فعاليات و نشاطات مختلفة تعتبر مصدر فخر للجالية الكلدانية في أستراليا.

إن تأسيس جمعية نساء الكلدان و إنبثاقها كان حلم النخبة المثقفة من نساء الكلدان اللواتي عملن بجهدٍ و تفانٍ كبيرين لمؤازرة إخوتهم و أبنائهم الكلدان في المؤسسات الكلدانية الأخرى ، من أجل الحفاظ على الهوية الكلدانية العريقة و الموروث الحضاري الثمين و الذي يشمل اللغة والعادات و التقاليد الأصيلة ، فكانت الجمعية السّباقة في إقامة الندوات و السفرات و المحاضرات و المهرجانات ،  وما مهرجان  نساء الكلدان الثاني في ملبورن الاّ دليل على ذلك و الذي أصبح نقطة إستقطاب كل محبٍ للكلدانية و عراقنا العزيز.

مهرجان نساء الكلدان مفخرة لكل من ساهم فيه ، من مغنين و موسيقيين وشعراء و فنانين و أدباء و مثقفين، وكذلك فهو إشباع روحي للمتلقين من الجماهير التي  جائت للمشاركة و الإستمتاع بمآثر إرث أجدادهم الذين كانوا يوماً سادة الأرض و عنوان أرقى حضارة شهدتها البشرية جمعاء.

إن كان المهرجان الأول لنساء الكلدان في العام الماضي نقطةً مضيئةً و عنوانَ نجاحِ لمسيرة الجمعية بشهادة كل من حضر وشارك فيه آنذاك ، فنرى المهرجان الثاني الذي شهدته مدينة ملبورن  يوم الثامن من تشرين الثاني 2009 كان ناجحاً بتنظيمه و رائعاً بفقراته و زاهياً بروّاده ، وهذا ما عودتنا عليه الهيئة الإدارية الموقرة لجمعية نساء الكلدان في فكتوريا.

ليكن مهرجان نساء الكلدان ، يوماً سعيداً  لكل الأحبة أبناء وطننا الغالي العراق في استراليا ، نستمع فيه بالأغاني الكلدانية و زهو الملابس التراثية ، و نكهة الأكلات الشعبية ، و ليستمر الترابط  بين الماضي و الحاضر ، و ليكون هذا اليوم يوماً متميزاَ يستذكره أبنائنا بالمحبة و الفخر و الإشتياق ، و ليبقى المهرجان في الذاكرة يوماً من أيام العمر السعيدة.

باقة ورد عطرة الى جمعية نساء الكلدان في فكتوريا في الذكرى الثانية لتأسيسها .
وكل مهرجان و أمتنا الكلدانية بألف خير.

سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com

55
       البيان الختامي للمؤتمر الشعبي الحقيقي للكلدان و السريان و الآشوريين


  الموضوع إفتراضي مبني على تصور بعض الأمور بعد تدخل القوة الإلهية القادرة على تغيير النفوس و العقول من ممارساتها للشر و الغدر الى  فعل الخير و المعروف ، و من عبادتها للجاه و المال الى عبادة الخالق ، و من احتراف النميمة و الحقد الى حب الناس و زرع الموّدة . و هذه القوة الربانية هي وحدها القادرة على تحويل مؤتمر السيد آغاجان الآشوري الى مؤتمر حقيقي للكلدان و السريان و الآشوريين ، و تحويل ما يسمونه أصحابه  بالمجلس الشعبي الكلداني الآشوري السرياني (والذي أثبت عملياً بانه مجلس سياسي آشوري آشوري آشوري) الى مجلس شعبي حقيقي للكلدان و السريان و الاشوريين.

(ملاحظة لها علاقة بالموضوع : يؤكد السيد سعيد شامايا " الذي سحبت منه الثقة قبل حوالي ستة أشهر (الرابط الاول) من قبل قيادة المنبر الديمقراطي الكلداني و الذي حضي بعد ذلك بمداراة المجلس الشعبي و انهالت النعم عليه و تم تزويده بمكتب مدفوع الإبجار و آثاث جديدة ، ثم  كُرم بمنصب نائب رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمرهم الثاني نكاية بالمنبر و الكلدان" حيث يؤكد في حديث له على إن المؤتمر الشعبي الأول لم يكن ذات تمثيل حقيقي و صادق و ذلك عند إجابته على السؤال الثاني للمحاور و نصه " هل كان اداء اللجنة الحالية (المقصود بها اللجنة التحضيرية للمؤتمر) اكثر توجهاً نحو الآخرين كالأحزاب و المنظمات؟ "
 فأجاب يقول " طبعاً لقد قررت اللجنة منذ البداية ان تطرق كل الأبواب ليس الأحزاب فقط  و انما  للمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ليمثل مؤتمرنا بشكل حقيقي شعبنا بأوسع و أصدق تمثيل." و تجدون المقابلة على ( الرابط الثاني ) .

في الحقيقة و كما يؤكد السيد شامايا بأن مؤتمرهم الأول لم يكن ذات تمثيل حقيقي لشعبنا ولا يمثله تمثيلاً واسعاً وصادقاً ، هكذا فإن كل أبناء شعبنا و كل مؤسساته على علم و دراية بهذه الحقيقة و الحقائق الأخرى المتعلقة بالموضع نفسه ، وعليه فلن يكون هناك أي تغيير إيجابي في هذا المؤتمر، لا من حيث التمثيل ولا من حيث المناقشات ولا في قراراته ، لأنه مبني على اساس فاشل وهو المؤتمر الأول ، ولأن تديره لجنة تحضيرية مثيرة للجدل ، و لأن أصحاب المؤتمر الحقيقيين قد خلقوه من أجل ان يقوم بتنفيذ  برامج معدة له مسبقاً، و لهذا نقول ليس هناك قوة تستطيع جعله مؤتمراً حقيقياً الاّ القوة الإلهية.

و لو تحولت فرضياتنا و تصوراتنا من الخيال الى الحقيقة بقدرة رب العالمين ، و استبقنا الأحداث و شاهدنا عقد مؤتمر شعبي حقيقي للكلدان و السريان و الآشوريين ، بمشاركة جميع أحزابهم  و مؤسساتهم ، بشكل مستقل و دون تدخل من قبل أية جهة خارجية ، فلا بد أن يخرج هذا المؤتمر ببيان ختامي نصوص فقراته أقرب ما تكون الى ما في النموذج المبين أدناه :



البيان الختامي للمؤتمر الشعبي الحقيقي للكلدان و السريان و الاشوريين

على الصعيد الدولي

1- العمل على رفع إضطهادات المسيحيين الى المحافل الدولية بهدف حث الدول و المنظمات الدولية الى ايجاد حل في  وضع نهاية لمعاناتهم  في هذه الظروف الصعبة التي يواجهون فيها اشرس هجمة تهدف الى تهجيرهم من موطنهم الأصلي و الاستيلاء على اراضيهم و قراهم.

2- فتح قنوات اتصال مباشرة مع الدول الإقليمية و الغربية بما تخدم مصلحة المسيحيين خصوصاً و العراقيين عموماً.

على الصعيد الوطني

1- التعاون الجاد مع الكتل و الأحزاب و المؤسسات الوطنية و العلمانية و التقدمية من اجل ترسيخ مباديء الديمقراطية في العراق ، لكون الديمقراطية هي السبيل الوحيد  لبناء عراق جديد ينعم شعبه بالأمن و الحرية والعدالة و المساواة و العيش الكريم .

2- العمل على إبراز الهوية الوطنية العراقية الأصيلة و و ضعها في المرتبة الأولى في الانتماء لدى كل مواطن عراقي مع اعتزازه بإنتمائاته الأخرى القومية والدينية و المذهبية.

3- الكلدان و الآشوريين و السريان هم السكان الأصليون للعراق ، و قد توزعوا على أرضه من شماله الى جنوبه منذ آلاف السنين، و بذلك هم ينتمون الى العراق كله و لهم من الحقوق و الواجبات في هذا البلد من اقصاه الى اقصاه.


على صعيد إقليم كردستان
 
1- المؤتمر و المؤسسات المنبثقة عنه تعمل على المحافظة على مكتسبات شعب كردستان العراق في فيدراليته.

2- تقوم العلاقة بين الشعوب و الطوائف المتعايشة في إقليم كردستان على مبدأ العيش المشترك و المساواة في الحقوق و الواجبات و إحترام خصوصيات الآخر.

3- يدعو المؤتمر و المؤسسات المنبثقة عنه الى استقلالية عمل المؤسسات الحكومية في الاقليم من خلال عدم تدخل الاحزاب السياسية في شؤون تلك المؤسسات.

4- يرفض المؤتمر كافة اشكال التدخل في الشؤون الداخلية للكلدان و السريان و الآشوريين.
 من قبل الجهات و الأحزاب السياسية المتنفذة في الاقليم.

على الصعيد القومي

1- حَلْ المجلس الشعبي الكلداني الآشورى السرياني بكافة فروعه.

2- يوصي المؤتمر تأسيس مجلس شعبي جديد (حقيقي)  يمثل الكلدان و السريان و الآشوريين تمثيلاً حقيقياً و حسب ضوابط و معايير محددة و كما يلي:

أ- تحديد عدد أعضاء المجلس حسب الكثافة السكانية لكل مكون من الكلدان و السريان و الآشوريين.

ب- المؤسسات السياسية و القومية و المدنية لكل مكون من المكونات الثلاثة ( الكلدان و الآشوريين و السريان) هي وحدها صاحبة الحق في ترشيح ممثليها الى المجلس ، و أن يتخصص المرشحون في أعمال داخل المجلس بحسب طبيعة مؤسساتهم ، فالمرشح عن الحزب السياسي مثلاً يعمل داخل المجلس في المجال السياسي و المرشح عن المؤسسة الفنية يعمل في المجال الفني و هكذا.

2- يوصي المؤتمر بإحترام الرموز و المناسبات القومية لكل مكون و كما يلي:

أ- رفع الأعلام الكلدانية و الآشورية و السريانية في المناسبات و الإحتفالات المشتركة.
ب- استذكار للمجازر و المذابح التي تعرض لها كل مكون و إحيائها بالشكل الذي يليق بمكانة و تضحيات شهدائهم كمذبحة صوريا الكلدانية و مذبحة سميل الآشورية.

ج- إعتماد  عيد أكيتو ، رأس السنة البابلية 7310 (نيسان المقبل) ، عيداً قومياً للكلدان والسريان و الآشوريين ، لكون هذا التاريخ يشمل كافة التواريخ للحضارات المتعاقبة التي ينتمي اليها شعبنا.

د- إحترام المناسبات الأخرى الخاصة بكل مكون.

3- العمل على درج التسميات الثلاثة الكلدانية و الآشورية و السريانية في دستور الإقليم و دستور العراق الفيدرالي كما هي دون مسخ أو مزج أو تغيير.

4- المؤتمر و كل المؤسسات المنبثقة عنه (و منها المجلس الشعبي الحقيقي) تعمل بكل حرية و استقلالية و لا تسمح لأية جهة بان تحرفها عن مسارعملها و استقلالية قراراتها.

5- الإعلان عن مصادر و كمية  الأموال و المساعدات المقدمة الى المؤتمر و المجلس الشعبي و إبلاغ كل الأحزاب و المنظمات القومية بالطريقة التي يتم التصرف بها.

6- تؤسس فروع للمجلس في دول الخارج بإنتخاب عناصر كفوءة و نزيهة و مخلصة.

 
الإعتذار
من أجل طي الصفحة القاتمة و المخجلة للمؤتمر الأول و المجلس اللاشعبي المنبثق عنه ، و من أجل فتح صفحة جديدة ناصعة تسودها المحبة و التعاون و الإحترام ، و إثباتاً لمصداقية المؤتمر الحقيقي و المؤتمرين ، أرتأى المؤتمر الى تقديم إعتذاره بالنيابة عن كل ما بدر من المؤتمر الأول و المجلس المنحل من أخطاء و تصرفات غير حضارية في المجالات و المناسبات المبينة ادناه ، و سيعمل المؤتمر و المؤسسات التي ستنبثق عنه كل جهودها من أجل تلافي تكرارها في المستقبل لما فيها من إساءة مباشرة الى شعبنا المسالم و مؤسساته من جهة ، و الى ما تسببه في تعطيل مسيرته في بناء غدِ أفضل لأجياله القادمة من جهة أخرى:

1- الإعتذار عن التدخل المباشر للمؤتمر الأول و المجلس الشعبي المنحل في تشويه التسميات القومية لشعبنا ، الكلدانية و الآشورية و السريانية ، لكونها إرث تاريخي مكتسب منذ آلاف السنين و نعتز بها جميعها ، و ليس من حق أي شخص أو جهة التلاعب بها و تغييرها أو مسخها.

2- يعتذر المؤتمر عن كل ما بدر من المجلس الشعبي من إساءة الى شعبنا المسالم عموماً من خلال إتباعه لأساليب غير حضارية اثناء الحملة الإنتخابية لمجالس المحافظات و برلمان كردستان.

3- يعتذر المؤتمر عن كافة تدخلات المجلس الشعبي في الشؤون الداخلية للمؤسسات الكلدانية التي كانت تهدف الى زعزعتها وتغذية الفتن و تشجيع الإنشقاقات فيها.

4- يعتذر المؤتمر عن دوره السلبي اثناء فعاليات و نشاطات المؤسسات الكلدانية و محاولاته المباشرة في إفشالها.


يا ترى هل هناك في الأفق ما يدعونا الى التفائل في عقد مؤتمر شعبي للكلدان و السريان و الآشوريين دون أن يكون تابعاً أو مرتبطاً بمصالح و أجندة جهات أخرى لكي يصنف بقناعة و إيمان على إنه مؤتمر حقيقي يخدم الكلدان و الآشوريين و السريان؟.


الرابط الاول: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,298293.0.html

الرابط الثاني: http://www.ishtartv.com/interviews,224.html



سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com

56
              جمعية نساء الكلدان في فكتوريا شعلة في مسيرة المرأة الكلدانية

ترجع بي الذاكرة الى ما قبل عامين من اليوم ، حيث تلقيت و زملائي في الهيئة الإدارية للإتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا دعوة لحضور لقاء تشاوري لنخبة من النساء الكلدان الغيارى في الولاية بهدف وضع الأسس الأولية في بناء أول صرح للمرأة الكلدانية في أستراليا ، و بالفعل عبرنا عن سرورنا و بهجتنا  بهذه الخطوة الجريئة و تقديرنا للجهود المخلصة التي تبذلها نخبة مخلصة و مثقفة و غيورة من النساء الكلدانيات في الولاية ، و لبينا الدعوة بفرح و كانت تحديداً يوم 9/11/2007 .

و كما هي المراة الكلدانية أبداً مهتمة في تنسيق و جمالية بيتها و آثاثه ، هكذا وجدنا المكان الذي دعونا اليه مرتباً بكراسيه و طاولاته و لوحة الكتابة واجهزة الكومبيوتر (لابتوب) والاوراق و الأقلام و و الأكلات الخفيفة و المرطبات. هكذا ترتيب و تنظيم يؤكد على جدية العمل و يعطي إنطباعاَ إيجابياً على مستقبل المشروع المقترح وهو تأسيس جمعية نسائية للكلدان في استراليا.
 على كل حال استقبلنا من قبل منظمات اللقاء وأتخذنا مقاعدنا في الأماكن المخصصة لنا، و أتذكر أيضاً بأن عدد الحاضرات من السيدات و الآنسات كان حوالي الأربعين.

بدأت النقاشات بين الحاضرات بكل صراحة و شفافية ، و قد اتسمت تلك النقاشات أيضاً بالجدية و الموضوعية ، حيث تناولت أهداف الجمعية و نشاطاتها ودورها في تفعيل دور المرأة الكلدانية في الولاية بشكل خاص و في استراليا بشكل عام ، و علاقات هذه الجمعية بالمؤسسات النسائية الأخرى في الولاية . كما تطرقن الحاضرات على بعض المعوقات و الصعوبات التي قد تواجه مسيرتهم العملية في هذا المجال ، لكن تلك المعوقات و الصعوبات تم تذليلها و لم تستطع ان تصبح حاجزاً امام إصرارهن على المضي قدماً لإنجاز هذا المشروع الكلداني المشرف.

أمام هذا الإندفاع و التعاون الذي تميزن به الحاضرات و ما يحملن من المشاعر النبيلة  في العمل الطوعي الجماعي من أجل خدمة  المرأة الكلدانية و صقل مواهبها الثقافية و الفنية و الإجتماعية ، و اعتزازها بقوميتها الكلدانية العريقة ، أعلن اعضاء الإتحاد الكلداني الأسترالي  عن دعمهم لهذا المشروع الكلداني الغيور و الوقوف مع تلك النخبة المؤسسة بكل إمكانياته ، وخاصة إن مسألة مساندة و دعم المؤسسات الكلدانية و تفعيل دور المرأة الكلدانية هما من الأهداف الرئيسية التي تأسس من أجلها الإتحاد الكلداني الأسترالي . و بالفعل تم لاحقاَ تأسيس هذا الصرح رسمياَ تحت اسم جمعية نساء الكلدان في فكتوريا. و بذلك أصبحت اول مؤسسة نسائية كلدانية و عراقية في أستراليا.
و كما تشرف الإتحاد الكلداني الأسترالي بعضوية جمعية نساء الكلدان فيه لتعمل جنباً الى جنب مع بقية المؤسسات الكلدانية من أجل رفع إسم و راية الكلدان في ولاية فكتوريا و عموم استراليا.

إن جمعية نساء الكلدان في فكتوريا/استراليا  خير نموذج يقتدى و يحتذى به من قبل نساء الكلدان في الوطن و المعمورة من أجل تفعيل دور المرأة الكلدانية و صقل مواهبها المختلفة و بالتالي مشاركتها الفاعلة في العمل القومي الكلداني من أجل مستقبل مشرف يليق بأبناء هذه الأمة و تاريخها و حضارتها.
نساء الكلدان في دول المهجر مطالبون اليوم اكثر من أي وقت مضى على تأسيس مثل هكذا جمعيات في كل دولة مساهمة منهن في الحفاظ على إرثنا الحضاري و العادات و التقاليد الأصيلة ، و من أجل فتح آفاق جديدة أمام المرأة الكلدانية للإبداع في المجالات المختلفة، الثقافية و الفنية و الاجتماعية و الرياضية و غيرها.

و ما دام حديثنا عن جمعية نساء الكلدان في فكتوريا، يجب أن لا ننسى بأن هذه الجمعية و خلال مدة لا تتجاوز السنتين منذ تأسيسها قد تمكنت و بفعل كفاءة و جهود عضواتها من بناء علاقات تعاون جيدة مع المؤسسات الرسمية الأسترالية ، و إقامة فعاليات ونشاطات متنوعة في المجالات المختلفة ، الثقافية و الفنية و الإجتماعية و القومية إعتماداً على إمكانياتها المتواضعة و أذكر منها كمثال و ليس للحصر:

1- تنظيم سفرات ترفيهية للنساء و للعوائل.
2- إقامة أمسيات خاصة للعوائل.
3- فعاليات ترفيهية للأطفال اثناء العطل الدراسية.
4- تنظيم دورات تدريبية للنساء في مجال التعامل مع قضايا تخص العائلة.
5- إستضافة المختصين من الأطباء و الحقوقيين والإقتصاديين من اجل القاء محاضرات و حسب إختصاصاتهم.
6- أمسيات أدبية حضرها شعراء عراقيون.
7- المشاركة الفاعلة في إحتفالات أكيتو – رأس السنة الكلدانية البابلية التي ينظمها الاتحاد الكلداني الاسترالي.
8- تنظيم مهرجان سنوي تحت إسم ( مهرجان نساء الكلدان في فكتوريا) ، و الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس الجمعية و الذي يتخلله فعاليالت مختلفة من القاء كلمات و أشعار بالمناسبة و موسيقى و دبكات شعبية و عرض الأزياء الشعبية العراقية و تحضير الحلويات و الأكلات الشعبية ، بالإضافة الى معرض فني للرسوم و الأعمال اليدوية و العاب مسلية للأطفال.
و لأخذ فكرة عن برامج و فعاليات مهرجان نساء الأول الذي نظم بتاريخ 1/11/2008
و مشاهدة بعض اللقطات المصورة منه تجدونها على الرابط أدناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=235643.msg3434458#msg3434458

و في الأيام القادمة ستشهد ولاية فكتوريا فعاليات مهرجان نساء الكلدان الثاني و ذلك يوم الأحد المصادف 8/11/2009 . و المعلومات الخاصة بالمهرجان المقبل تجدونها على الرابط ادناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=357006.msg4238054#msg4238054

و أخيراً و بمناسبة مرور عامين على تأسيس جمعية نساء الكلدان في فكتوريا/ استراليا ، اتقدم بأحر التهاني و التبريكات مرفقة مع باقة ورد عطرة الى عضوات الهيئة الإدارية و العامة لهذه الجمعية الموقرة داعياً من الرب لهن بالتوفيق والنجاح في كل فعاليات ونشاطات جمعيتهن و التي تهدف الى خدمة الجالية الكريمة ورفع رايتها .

من خلال ما يتحلين به عضوات الهيئة الادارية لجمعية النساء الموقرة ، من حكمة و مثابرة ، إنني على ثقة تامة بان يكون مهرجان نساء الكلدان الثاني مهرجاناً ناجحاً و متميزاً و مفرحاً ، يليق بجاليتنا الكلدانية الكريمة في أستراليا و بارك الرب بكل الجهود الخيرة.
و كل مهرجان و الجميع بألف خير.


سعد توما عليبك
ملبورن/ أستراليا

saad_touma@hotmail.com

57
                                كُتـّاب بين ثقافة الحوار و بوصلة الدولار

    في حدث غير مسبوق ، وغير متوقع في بلد أو إقليم  تتواصل فيه الجهود على  ترسيخ مباديء الديمقراطية و حقوق الإنسان ، أن نرى نخبة تدعي الثقافة و الوعي ، والتي من المفروض ان تكون هي الداعم الاول و السند القوي و المدافع الحقيقي عن الديمقراطية و مباديء حقوق الإنسان التي كان شعبنا محروماً منها ، ان نجد هذه النخبة تحث المؤسسات الحكومية على  تهميش و الغاء الآخر الذي يقدم خدماته المتواضعة في نفس الحقل ،  لكن قد لا يوافقها الرأي أو النظرة المستقبلية لبعض الأمور ، و تدعو على فرض الحصار عليه و احتوائه ! .
فبتاريخ 24/ 9/ 2009 إطلعت في موقع عنكاوا. كوم على رسالة  غريبة و عجيبة موجهة الى السيد فلك الدين كاكايي وزير الثقافة في إقليم كردستان و موقعة من قبل 41 كاتباً ، مطالبين فيها حجب الدعم المالي الى الاتحادات الاخرى  كإتحاد الادباء السريان و الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان و غيرهما  ما لم تنظم هذه الاتحادات الى اتحادهم الذي يحمل التسمية السياسية المركبة الحديثة (الكلداني السرياني الآشوري). و ستجدون نص الرسالة منشورة على الرابط ادناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,349755.0.html

طبعاً الرسالة قد وجهت الى معالي االسيد الوزير دون  علم او اتصال مسبق مع الاتحادات الاخرى.
و لو القينا نظرة فاحصة لمحتوى الرسالة و توقيتها ومن ثم معارضتها لمبادي حقوق الإنسان و الديمقراطية و الحريات العامة ، و التي بالتأكيد سيكون السيد الوزيرعلى علم و دراية كافية بها ، ارتأينا أن نعطي رأينا المتواضع بخصوص نص الرسالة من خلال النقاط المبينة أدناه:

1- إن الرسالة تعارض و تناقض مباديء حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية أو  دينية أو ولغوية ، و الذي اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 47/135 المؤرخ في 18 كانون الأول/ديسمبر 1992. و الذي اقتبسنا منه الفقرتان 4 و 5 ادناه:
(( 4.   يكون للأشخاص المنتمين إلى أقليات الحق في إنشاء الرابطات الخاصة بهم والحفاظ علي استمرارها.
5.    للأشخاص المنتمين إلى أقليات الحق في أن يقيموا ويحافظوا على استمرار اتصالات حرة وسلمية مع سائر أفراد جماعتهم ومع الأشخاص المنتمين إلى أقليات أخرى، وكذلك اتصالات عبر الحدود مع مواطني الدول الأخرى الذين تربطهم بهم صلات قومية أو إثنية وصلات دينية أو لغوية، دون أي تمييز.))
.

2- إن الدول المتقدمة و التي تتميز بأنظمة حكم ديمقراطية و احترام لحقوق المواطن ، تعطي الحق لأية مجموعة من أن تؤسس جمعية أو نادي أو اتحاد حتى لو كانت طبيعة و عمل هذه المؤسسة مطابقة لغيرها في كل شيء  بشرط ان لا تحمل نفس تسميتها ، و بذلك  تستمر المناقسة الشريفة و النزيهة بين تلك المؤسسات من خلال فعالياتها و نشاطاتها والتي تنصب كلها  في خدمة الفرد و المجتمع.

3- إذا كان الهدف من تلك الرسالة هو توحيد جهود الكتاب و الأدباء من الكلدان و السريان و الآشوريين كما يدعون ، وهذا بعيد عن هدفهم الحقيقي الغير المعلن ، فلماذا لم تفاتح هذه الجهة بطريقة حضارية  بقية الإتحادات و تتفق على صيغة للتوحيد ؟ .
ثم اذا كان اعضاء هذا الاتحاد يناشدون السيد الوزير لمؤازرة ما يدعونه  بحهود التوحيد ، فلماذا لم يؤازر هؤلاء بانفسهم تلك الجهود و يختصروا الطريق و ينظّموا  هم  و اتحادهم الى الإتحاد الذي سبقهم في التأسيس لسنوات؟.

4- في إقليم كردستان نجد المئات من مؤسسات المجتمع المدني المختلفة من جمعيات و أندية و اتحادات و غيرها ، منها ما تأسس قبل عشرات السنين ، و الكثير منها متشابهة من حيث الهيكل الإداري و المباديء و لها نفس الأهداف ، و القائمون عليها من نفس القومية و الدين ، فهل يعني ان تقوم مؤسسة حكومية (كالوزارة مثلاً) بدعم مؤسسة و تهميش أخرى بطلب من جهة معينة او لأجل سواد عيون أصحابها ؟ . و ان حصل ذلك ، أليس فيه تجاوزاً على الحريات و حقوق المواطن و المجموعات؟ . و أليس في ذلك  قضاءاً على روح المنافسة الشربفة والحضارية التي هي احدى الركائز الأساسية لتطوير المجتمع و تقدمه.

5- كان المفروض بالسادة الموقعين على رسالة اتحاد الكتاب و الادباء (الكلدان السريان الآشوريين) ان يطالبوا وزارة الثقافة أو اية جهة أخرى من اجل تقديم المساعدات المالية لهم و لاتحادهم (وهذا حقهم الطبيعي) دون التعرض الى بقية المؤسسات ، اما المطالبة بدمج المؤسسات من أجل الاستحواذ على الميزانية المالية للآخرين وما يتلقونه من مساعدات ، فهذا الفعل لا يصنف ضمن الجهود الداعية الى الوحدة ، وانما هو النفاق بعينه.

   و ليس مستبعداً بأن تكون تلك الرسالة قد أعدّت في احد المطابخ السياسية لتأجيج الصراع القومي بين المكونات الثلاثة الكلدان و السريان و الآشوريين خدمة لجهات معينة أو من أجل الحصول على مكتسبات شخصية.
ولم ننسى ما حدث بالأمس القريب، حيث القرار السياسي القسري  بإلغاء التسمية القومية الكلدانية من دستور الإقليم بالرغم من معارضة كل الأحزاب و المؤسسات الكلدانية على هذا القرار الجائر ، لكن مع هذا فإن عملية الغاء القوميات ، وفي عصر الحريات و الديمقراطية و حقوق الإنسان ، لم يستطع احد من تمريرها على الكتاب و المثقفين و الأدباء ، فبقوا و ما زالوا السد المنيع لمثل تلك المؤامرات ، فما كان من البعض الاّ محاولتهم  في  خفت الصوت الحر لهؤلاء الكتاب ، فكانت هذه الرسالة التي يعيدنا مضمونها كأننا نعيش زمن الطاغية من جديد.

و بالنظر على قائمة الأسماء الموقعة على هذه الرسالة ، فإن مثل هذه الأفعال و التوجهات الإقصائية المستمدة من أفكار بعض التيارات السياسية الشوفينية و الشمولية لم تكن بجديدة على بعض السادة الموقعين ، و إنما قد مارسها هذا البعض و غذاها بكل امكانياته تنفيذاً لأوامر تلك الجهات التي ينتمي اليها مقابل مناصب لم يكونوا يحلمون بها يوماً و التي يجنون من ورائها اموالاً طائلة.
لكن الغريب في الأمر ان نجد مع هؤلاء اسماء بعض الشخصيات الكلدانية التي لها باع طويل و جهود طيبة في دعم مسيرة الكلدان في إثبات وجودهم القومي و السياسي و الثقافي على الساحة العراقية. فيا ترى هل حقاُ انهم موافقون على كل ما جاء في نص الرسالة؟.
و لنرى أيضاً ماذا سيكون رد مكتب السيد الوزير عليها؟.

و أخيراً نقول ، من المفروض أن يؤمن المثقف و الكاتب و الأديب بالحوار و قبول الرأي الآخر و دعم الآراء بالحجج الدامغة و المنطقية و المعقولة ، و أن لا توجهه بوصلة الدولار للقفز فوق آراء الآخرين و تجاهل سيرة و حقوق العشرات أو المئات من الكتاب و الأدباء و المثقفين من ابناء شعبنا من الكلدان و السريان.



سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com




58
                    ذكرى مذبحة صوريا ، استذكار لشهداء الأمة الكلدانية

 
     تمر علينا هذه الايام الذكرى الأربعون للمجزرة النكراء التي نفذت بحق ابناء شعبنا الكلداني المسالم في قرية صوريا الكلدانية التي راح ضحيتها العشرات من الابرياء اطفالاً ونساءاً و شيوخاً ، بالاضافة الى العشرات من الجرحى و المعوقين..
 هؤلاء الأبرياء لم يكونوا مسلحين او مفتعلين لأعمال تقلق و تزعج النظام الفاشي الحاكم في حينه ، ذنبهم الوحيد هو ان قريتهم  المنكوبة كانت تقع  على طريق سير القوافل العسكرية التي يتحكم بقيادتها جلاوزة النظام المتعطشة للدماء ، ليصبحوا ابنائها بذلك صيداً سهلاً لوحوش كاسرة دون رحمة او وخزة ضمير او مخافة الخالق.

و عن تفاصيل المذبحة  يقول الناجون من ابنائها : " عندما كان الجنود يجبرون سكان القرية باعقاب وحراب بنادقهم كان البعض يفكر بالفرار الا ان الاب حنا قاشا الذي لم يدرك بان وحوشا كهؤلاء و سادتهم في بغداد ليس لهم مثيل على هذه الارض على الاطلاق، نصح بعدم القيام بهذه المحاولة وطلب من سكان القرية ان يتجملوا بالصبر ويركنوا الى الهدوء وبعد لحظات حينما أتم الجنود جمع سكان القرية سحب الملازم عبد الكريم الجحيشي اقسام رشاشه . في هذه اللحظة ادركت ( ليلى خمو) ابنة المختار ما سيحصل فقفزت عليه وامسكت بماسورة الكلاشينكوف بقوة وحينما ادرك الملازم استحالة انتزاع الغدّارة من قبضتها سحب مسدسه واطلق النار على رأسها فأرداها قتيلة في الحال، ثم بدأ باطلاق النار من رشاشه على المدنيين من دون تمييز وكلما نفذت رصاصاته استبدل مخزن الرشاش بمخزن جديد وراح يواصل اطلاق النار حتى اذا ما تأكد بأنه لم يبق انسان قائما امامه اصدر اوامره الى الجنود المحيطين به بأن يبقروا الاجساد المثخنة بالجراح بحراب بنادقهم ويضرموا النار في بيوت القرية والسور المحيط بها لكي يحولوا دون محاولة بعض الناجين من الفرار".

سكان القرية المجاورة الذين هبوا لانقاذ الجرحى واوصلوهم الى المدن القريبة جوبهوا برفض مسؤولي المستشفيات تقديم العلاج لهؤلاء الضحايا ولولا تدخل ( بعض) الاطباء والشخصيات المحلية لما تم ادخالهم الى غرف العمليات واجنحة هذه المستشفيات والكثير من الاطفال الذين نجو من هذه المجزرة باعجوبة تشبثوا بجثث ذويهم واخوتهم لساعات طويلة ولم يفارقوا مكان المجزرة الا بعد ان فصلوا عن الجثث بقوة، في هذه الاثناء كان الجنود يمنعون الناس من الوصول الى موقع الجريمة لدفن الموتى وتركوا أجساد الضحايا لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال كاملة ما جعلها فريسة الطيور الكاسرة والكلاب السائبة " .

  و يقول الكاتب  "شوقي بدري"  في وصفه لاحداث المذبحة : (( انه  فى 16 ايلول1969 حدثت مذبحه صوريا فى بدايه وصول صدام للسلطه . فلقد انفجر لغم فى سيارة عسكريه بالقرب من قريه صوريا . وبالطريقه النازيه التى كان يمارسها الالمان فى البلاد المحتله اتجه الجيش لاقرب قريه وجمعوا كل الناس وطلبوا منهم ان يأتوا بمن وضع اللغم . ولم يشفع لهم قولهم بانهم فلاحون مسيحيون ليس لهم درايه باستعمال السلاح . وتصادف ان كان القس فى زيارة الى القرية، فحاول ان يتوسط ويناشد الضابط عبد الكريم الجحيشي فقال الضابط لرجاله بما معناه ( هذا الكلب الاسود ارموه اولاً ) . اشاره الى رداء القس الاسود .

  فى زيارتى للقرية (لا زال الكلام للكاتب المذكور اعلاه)  تحدثت مع العجوز بطرس والشاب عماد , و وسط شعور الالم والاحساس بالمراره تكونت عندى صورة واعطونى كتيب مذبحه صوريا باللغه الكرديه . وما عرفته منهم ان ابنة المختار ( ليلى) اندفعت تستجدى الضابط عبد الكريم لكى لا يقتل والدها المختار , الا ان الضابط اطلق النار على والدها وصرعه فهجمت ليلى عليه وانتزعت رشاشته فقاموا بقتلها وعقاباً لها أُلقيت فى النار بعد ان احرقوا القريه .
ولم يكتفي المجرم القاتل بهذه الجريمةالبشعة، بل اعطى اوامره للجنود بحرق المحصول الموجود في كل بيت و قتل المواشي في القرية. ومات عدد كبير من الجرحى نتيجة اصابتهم بحروق و عدم استطاعتهم الهرب من القرية.)).

  بعد تنفيذ المجرم الجحيشي و جلاوزته لهذه الجريمة الشنعاء لم تشبع غريزتهم ، بل راجعوا مستوصف ناحية العاصي و امروا موضفي المستوصف بعد اسعاف الجرحى، وفعلاً نفذت اوامره خوفاً من بطشه و تهديداته.
و من اللذين نجوا من المذبحه الطفل سمير الذى لم يزد عمره عن اربعين يوماً وجدوه حياً بين الجثث فى اليوم الآخر وكانت امه قد حمته بجسمها . اما والده منصور وشقيقته سميره فلقد تصادف انهما كانا فى بلدة زاخو الكبيره .

  ولنستمع الى ما قاله المرحوم البرزانى عن هذه الجريمة فى احدى مذكراته الى هيئه الامم المتحده ..( وابيد فى يوم 16 ايلول 1969،  97 مواطناً قتلاً وجرحاً هم كل سكان قريه صوريا غرب زاخو. وقذف الجنود بالاطفال منهم وهم فى مهودهم الى الماء فغرقوا فى النهر. وكان القس الكلدانى حنا قاشا بين القتلى ايضاً . )) .

 و اليوم عندما نتذكر شهداء صوريا ، نستحضر بطولات و قصص الشهادة لأبناء الأمة الكلدانية خلال العصور التي توالت بعد سقوط المملكة الكلدانية 539ق.م  و الى وقتنا الحاضر، كمذابح الملك الفارسي شاهبور في سنة 339م والتي امتدت نحو اربعة عقود من الزمن ، وثم مذابح التتر و المغول سنة 1258م ،  وصولا الى مذابح السلطان عبدالحميد منذ سنة1895م  و ما بعدها  و التي شملت (مذابح و قتل  الآلاف في قرى علي بكار و نصيبين و القوافل في  10 ،11 ،15 حزيران 1915، و مذبحة سعرت و شهادة المطران أدي شير في 17 حزيران 1915، و مذبحة حوزة و باتة  بين الاعوام 1914- 1916م و التي راح ضحيتها آلاف الكلدان ، مذابح نصيبين و دارا في 15 حزيران في العام 1916م).
 و كذلك كل الكلدان الذين استشهدوا منذ تأسيس دولة العراق وهم يناضلون ضمن الاحزاب الوطنية و الكردستانية من أجل تحرير شعب العراق من بطش الأنظمة الدكتاتورية المتسلطة على رقاب أبنائه ، الى  ضحايا نظام صدام وزمرته الدموية ، وشهداء حربي الخليج ، ثم شهداء احداث السنوات الاخيرة التي شهدت هجمات شرسة من قبل الارهابيين و قوى الشر و الظلاميين ضد الكلدان و التي شملت  تفجير الكنائس و خطف و قتل المئات من ابنائه ، منهم الأب الشهيد رغيد كني و رفاقه الشمامسة وحيد و بسمان و غسان في الموصل بتاريخ 3/6/2007 ، و استشهاد مرافقي المطران رحو اثناء اختطافه ، سمير وفارس و رامي في الموصل بتاريخ29/2/2008 . ثم استشهاد المطران مار بولص فرج رحو في 13/3/2008. و معاناة الشعب الكلداني لا زالت مستمرة في بلده الأم و مازالت دماء شهدائه تروي تربة وطنه  ترافقها قصص الغدر والإضطهاد  يندب لها جبين الانسانية.

  بهذه الذكرى الاليمة  نشعل الشموع على أرواح شهداء أمتنا الطاهرة ، و نضع اكاليل الزهور على أضرحتهم اكراماً و اجلالاً لدمائهم الزكية التي أمتزجت مع تراب هذه الارض المقدسة من اجل زرع بذرة المحبة و السلام و الأيمان في قلوب ابنائه.

  لنجعل من ذكرى مذبحة صوريا رمزاً خالداً و يوماً مميزاً و تذكاراً للآلاف من شهداء الأمة الكلدانية الابرار الذين ذبحوا و أُعدموا بمزاج تفوقي عنصري و بطريقة وحشية ، فهذا اقل واجب يمليه علينا ضميرنا تجاه التضحيات الكبيرة و ملاحم البطولات و الشهادة التي سطرها ابناء هذه الأمة على مر العصور.



سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com


59
                                      عندما لا تنطبق الصفة على الموصوف


   افرزت الدعوات و النشاطات الموجهة الصادرة عن المؤسسات الآشورية خلال العقدين الأخيرين من الزمن والهادفة الى الغاء القومية الكلدانية ثم السيطرة على مقدرات أبنائها و استغلال ثقلهم و زخمهم الديموغرافي ، الى ظهور فئة من الناس تحسب نفسها و كأنها جنس آخر من البشر، هؤلاء هم من يصنفون انفسهم بأنفسهم بالوحدويين! .
 و هؤلاء الوحدويون " التحفة" لم يطلق عليهم احداً هذه الصفة الاّ انفسهم . فهم الذين يكررونها في مناسبة او بدونها و يضيفونها على كناهم و كأنهم بذلك يستطيعون ان يوهموا الناس و يداروا عن أفعالهم و إدعائاتهم الباطلة تجاه القومية الكلدانية و أبنائها ، او ان يتغلغلوا داخل اوساط الشعب الكلداني تحت هذه الذريعة لكي يستمروا في خدماتهم المجانية لمخططات المتربصين بهذا الشعب العريق و المسالم.

  المعروف عن تعريف "الوحدوي" هو كل من يؤيد الوحدة و يناصرها ، لكن العجيب في مفهوم الوحدة و الوحدوي عند الوحدوي الكلداني ( الموديرن) ، فهو يجب ان يتنكر لقوميته و قومية اجداده و رموزها اولاً ، ثم يتبنى الآشورية قومية جديدة له أو يتبنى بدلها أية تسمية أخرى حتى لو كانت غير قومية ، و من ثم  يدعم على الأقل لنهج سياسي او فكري آخر مناهض لقوميته ثانياً ، و بعدها يَسمح لتلك الجهات بترويضِه كما تريد لتسهيل إنقياده نحو العمل بكل إمكانياته ، علناً أو سراً، لجعله رأس حربة في طعن ابناء قومه و مؤسساتهم ،عندها يكون مؤهلاً ليصبح وحدوياً اصيلاً و من النوع الممتاز!.
أماّ الوحدوي الآشوري (وعلى شحتهم) ، فيختلف عن الوحدوي الكلداني ، كونه لا يفرط بقوميته ولا يستغني عنها ولا يستهين بها ، ولا يستهزيء برموزه القومية ، بل يعتز بها و يحترمها ، و كل ما عليه فعله هو عندما يكون حديثه مع بعض الكلدان يقول لهم " باننا شعب واحد" ، لكن في لقاءاته مع غير الكلدان و في دواخله و نشاطاته فهو آشوري فحسب و ليست الكلدانية عنده أي اعتبار قومي ، و هو مؤمن تماماً بأن التسمية المركبة ليست سوى تسمية سياسية غيرقومية الهدف منها إمتصاص زخم الكلدان وتشتيت صفوفهم.

  خلال العقدين الماضيين من الزمن ، و وسط زخم اعلامي موجه من قبل المؤسسات الآشورية و على اختلاف انواعها في نشر الفكر الشمولي الآشوري و محاولة فرضه على الكلدان و السريان وحتى على البسطاء الآشوريين ، و ما رافقتها من صرف لمبالغ مالية كبيرة وكذلك توفيرها لبعض المناصب التشجيعية للمنتمين الجدد اليها من غير الآشوريين ، نتج عن ذلك استدراج ثم كسب بعض الكلدان الى صفوف الأحزاب و المؤسسات الآشورية ، و هذا الكسب كان مشروطاً بأن يتبنى المنتمي الكلداني و السرياني للتسمية القومية الآشورية و يعتبر كل من الكلدانية و السريانية طوائف تابعة للقومية الأم الآشورية! و خير دليل على ذلك هو ما يجاهر به هؤلاء علناً ، بالإضافة الى عدم وجود أي تصريح أو بيان رسمي لحد اليوم بإسم أية مؤسسة آشورية تعترف بوجود قومية كلدانية. و هذا يؤكد بأن كل من إنتمى الى أي حركة أو حزب آشوري كان فرضاً عليه ان يتنكر لأي وجود قومي كلداني ( و هذا الكلام ينطبق أيضاً على الذين يدعون بعدم الإنتماء الى الاحزاب الآشورية لكنهم يكتفون بإعلان تأييدهم التام و الدائم  لبرامجها و سياساتها).
و بعد ان اصطدمت هذه الأفكار الشوفينية الشمولية بالحقيقة ، و بدأت تكشف عن وجهها القبيح للملأ ، و وسط استنكار كلداني لها كشعب و كمؤسسات ، لم يكن أمام هؤلاء (الكلدان المتأشورين) إلا تغيير صفتهم القديمة تلك الى (الوحدويين) تحت عباءة التسميات المركبة ، مع بقاء العديد منهم مصراً على آشوريته الجديدة فقط ( بإعتبارهم قوميون أصلاء ولا يقبلون بتشويه التسمية القومية الآشورية من خلال دمجها مع تسميات طائفية)، متهمين كل من لا يتفق و أفكاراهم المستمدة من الفكر الشمولي الآشوري بالإنفصالي أو الإنشطاري أو الإنفلاقي و غيرها من التهم الجاهزة.
و لكن في الحقيقة و مهما اتى هؤلاء من تسميات مزخرفة و كلام معسول  لا يستطيعوا من أن يستعيروا صفة الوحدوي بدلاً عن عبارة (ناكر القومية الإنفصالي) التي تعتبر الأكثر توافقاً والأقرب وصفاً لأفعالهم و أفكارهم.

  الوحدة مفهوم جميل و رائع و زينتها المصداقية و المحبة و التضحية و نكران الذات ، وهي تحتاج الى اناس اكفاء و ذوي مباديء و صادقين مع أنفسهم ثم مع الآخرين ،غيورين و قادرين على تحمل المسؤولية والسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الهدف النبيل المنشود.
 و الخطوة الرئيسة الأولى التي يجب أن يتخطاها الوحدوي الحقيقي في هذا المجال هي ان يكون موحداً لصفوف ابناء قومه  اولاً، و صادقاً و محباً لهم و مدافعاً عن حقوقهم و مصالحهم ثانياَ ، ثم يعمل جهوده الوحدوية بإتجاه الآخر .
 امّا ان يكون خنجراً في خاصرة بني قومه و مشتتاً لصفوفهم  و ناكراً لهويته القومية و اداةً رخيصة بيد الآخرين ، فهذا ليس فقط وحدوي ( خُـلّب )، بل هو المنافق بعينه.

 خلاصة الكلام أقول:
شتان ما بين أن تكون كلدانياً أصيلاً و تسعى الى الوحدة مع الآخرين ، و بين أن تنكر قوميتك الكلدانية بحجة السعي الى الوحدة.


تحياتي الى الوحدويين الحقيقيين ، اما الوحدويون الـ ( خُـلّب) فليشفيهم الرب.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com


60
                            كوتا الأقليات بين الكوردستانية و التغيير


  إن الاحداث الاخيرة التي شهدها إقليم كوردستان و في مقدمتها الانشقاق الذي حصل في تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني ، و تسرب رائحة الفساد المالي و الإداري و السياسي في المؤسسات الحكومية و المؤسسات الحزبية  والتي أزكمت الأنوف ، وبروز تكتلات و انقسامات سياسية على الساحة الكوردستانية من أجل كبح سلطة الحزبين الكبيرين الحاكمين ، البارتي و اليكيتي ، في محاولة لمنع تحول نظام الحكم في الاقليم الى نظام ديكتاتوري بشروال ديمقراطي ، و أملاً في مستقبل أفضل من خلال حكم المؤسسات الحكومية بدلا من حكم الأحزاب.هذه الأحداث و الازمات أفرزت وضعاَ جديداً في الإقليم وتحركاً لبعض النخب الفكرية و السياسية بإتجاه إحداث التغيير في العديد من المؤسسات و في مقدمتها البرلمان الذي يعتبر الباب الرئيسي نحو أي  تغيير ممكن في مفاصل الحياة الأخرى .

 إن ما طرحته تلك النخب بخصوص التغيير قد نال تأيداً كبيراً في الشارع الكوردستاني ، و الذي تبلور فعلياً الى تشكيل قوائم عدة لها مآخذ مخالفة على مسيرة الحزبين الكبيرين في كيفية إدارة دفة الحكم خلال السنوات السابقة .
هذا التغيير قد ادخل الذعر في صفوف و قيادات الحزبين الرئيسيين من خلال التفكير بإحتمالية فقدان تفوقهما في الاقليم. و عليه لم يستطع الحزبان الرئيسيان من إخفاء هذا الخوف ، حيث كان يظهر في الكثير من المواقف والممارسات ، آخرها في فترة الدعاية الانتخابية و من ثم في يوم الانتخابات.

لقد كانت كل التقارير و الاستفتاءات تؤكد بنجاح قائمة التغيير و حصولها على المرتبة الأولى في السليمانية و على المرتبة الثانية بعد القائمة الكوردستانية (المؤلفة من الحزبين البارتي و اليكيتي معاً) في محافظتي أربيل و دهوك و حصدها لعدد لا بأس به من مقاعد البرلمان، بالاضافة الى وجود قوائم أخرى معارضة أيضاً ذات توجهات اسلامية و يسارية قد تحصد لها عدداً لا بأس به من المقاعد في البرلمان ، و بالتالي ستكون هناك معارضة قوية و مؤثرة في البرلمان ومن ثم الحكومة ، و قادرة على إحداث تغيير شامل في موازين القوى في الإقليم و من ثم تحدد سياسته المستقبلية.

إن ما قاما به الحزبين الرئيسيين و بالدرجة الأولى البارتي من تهيئة الارضية المناسبة للإستيلاء على أكثرية مقاعد كوتا الاقليات و بطريقة غير مباشرة ، كان أمراً مدروساً بدقة و إجراءاً إحترازياُ ذكياً في نفس الوقت ، بعد أن أدركت قوة و زخم القوائم الأخرى المتنافسة و في مقدمتها قائمة التغيير التي يقودها السياسي المخضرم نوشيروان مصطفى.
و بذلك يضمن الحزبين الرئيسيين تفوقهما في عدد الاصوات على معارضيهم  داخل البرلمان لكون ألأعضاء الفائزين بالمقاعد ضمن (كوتا) الأقليات اكثرهم من كوادرالبارتي! ، و بالتالي الوصول الى الحد الذي تتمكن فيها القائمة الكوردستانية من حصر دور قائمة التغيير و القوائم الأخرى و التقليل من تأثيرها داخل قبة البرلمان .

إن دعم الحزب الديمقراطي الكوردستاني اللامحدود كان واضحاً لما يسمى بالمجلس الشعبي (الكلداني السرياني الآشوري) الذي هو أساساً من صنع القيادي في البارتي و وزير المالية السابق سركيس آغاجان ، بعد ان تمكن من أن يجعل كل المرشحين ضمن قائمة هذا المجلس من كوادر البارتي و التي كانت تجاهر بذلك علناً.
كما صوّتَ  بعض الإخوة الكورد و بتوجيه من الحزبين الحاكمين لصالح قائمة المجلس الشعبي (الآشوري) المنافسة على  المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحيين لكي تضمن تفوقها و فوزها بأكثرية المقاعد ، وهذا ما حصل بالفعل.
كما قام المجلس الشعبي المذكور و بالتعاون  و التنسيق مع الجهات الحزبية نفسها في أربيل و دهوك بتوزيع بطائق الانتخابات على النازحين من محافظات الوسط و الجنوب لكي يصوتوا لقائمتهم بالرغم من كون النازحين لا يحق لهم التصويت في انتخابات الإقليم.
 و هذه الممارسات تؤكد بطلان كوتا الأقليات من معناها و مفهومها الحقيقي في كونها حصة خاصة بالأقليات لتتحول الى حصة إضافية للأحزاب المتنفذة حالياً (البارتي و اليكيتي) ، كما و تعتبر هكذا ممارسات طعناً واضحاً في الديمقراطية المنشودة في الاقليم من جهة ، بالاضافة الى كونها اختراقاً لضوابط الانتخابات من جهة أخرى.
وهكذا الحال بالنسبة الى كوتا الإخوة التركمان ، حيث تصريحات المسؤولين التركمان و شكاواهم تؤكد تدخل الاحزاب المتنفذة في  الكوتا المخصصة لهم.

كل هذه الممارسات تحتاج الى دراسة و توثيق من قبل كتلة المعارضة داخل البرلمان لضمان عدم تكرارها أولاً، و لكي لا يتم  التحكم بمصير الأقليات و حقوقهم و رموزهم من خلال  ممثلين عنهم فرضوا بأساليب غير حضارية و غير نزيهة.

و لو نظرنا على نتائج الانتخابات لتوصلنا الى حقيقة تأثير الـ (11 مقعداً لكوتا الأقليات في البرلمان الكردستاني من المسيحيين و التركمان و الأرمن) على قرارات البرلمان و على رسم سياسة الإقليم المستقبلية و على تشكيل الحكومة ، و خاصة بعد أن أصبحت أكثرية هذه المقاعد في عهدة الحزبين الكبيرين . لاحظ التوزيع أدناه:

القائمة الكوردستانية (للبارتي و اليكيتي)  = 59 مقعداً
قائمة التغيير برئاسة نوشيروان مصطفى = 25 مقعداً
قائمة الخدمات و الإصلاح التي تتكون من (إئتلاف إسلامي و يساري) =13 مقعداً
كوتا الأقليات مجتمعة( الكلدان و السريان و الآشوريين و الأرمن و التركمان) = 11 مقعداً
قائمة الحركة الاسلامية = مقعدان
قائمة الحرية و العدالة الاجتماعية = مقعد واحد
مجموع  مقاعد البرلمان الكوردستاني = 111 مقعداَ

 كما تؤكد نتائج الإنتخابات على إن التغيير قد بدأ بالفعل ،و إن توزيع المقاعد البرلمانية بالشكل اعلاه يؤكد على وجود معارضة قوية داخل قبة البرلمان الكوردستاني ، لكن الذي نتمناه ان يكون التغيير بعيداً عن التشنجات و النظرة الفوقية التي تميزت بها بعض الاحزاب و التي سببت في خلق حكومتين بعد قتال دامٍ دفع ثمنه المواطنين الأبرياء التواقين الى الحرية و العيش الكريم.
كما إن هذا التغيير في الإقليم سيلقي بظلاله على البرلمان الفيدرالي العراقي  و الحكومة العراقية المقبلة ، حيث تشير المعلومات الى دخول الأكراد لإنتخابات البرلمان الفيدرالي المقبلة  بعدة قوائم مختلفة و ليس بقائمة واحدة كما حدث في المرة السابقة ، مما سيؤدي الى تشكيل تكتلات و إئتلافات جديدة هي التي تحدد مسيرة العراق السياسية.

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com




61
                                     رحمةً بشهدائكم أيها الآشوريون

  لا بد قبل كل شيء أن ننحني إجلالاً لكل من يستحق ان يوصف بالشهيد مهما كان انتماؤه العرقي و الديني بعد ان ضحى بحياته و فداها دفاعاً عن مبادئه و أمته و وطنه وهو يواجه قوى الظلم و الشر و اعداء الانسانية.
و تقديراً لتضحيات و بطولات الشهداء و الأهداف السامية التي وهبوا حياتهم من أجلها ، نجد  هناك من يختار لها يوماً لإستذكار تضحيات هؤلاء الشهداء ، كأن تكون دولة أو شعب أو قوم أو حزب أو طائفة  أو غيرها.

   كما هو معلوم ، لقد تبنى الآشوريون يوم السابع من آب ( استذكاراً لمذبحة سميل ، بعد القتال الذي نشب بين المسلحين الآثوريين و الجيش العراقي عام 1933).
 و قد تم تحديد هذا اليوم من قبل الاتحاد الآشوري العالمي في مؤتمره الذي عقد في طهران سنة 1970 . و من ثم تبنته  تدريجياً جميع المؤسسات الآشورية السياسية و المدنية.

إن فكرة استذكار الشهداء في يومهم يجب أن تلقي احتراماً و تقديراً عند الجماعة التي تتبناها ، لما لهذه المناسبة من بعد إنساني و شعبي ،بالإضافة الى التعاطف والترحيب الكبيرين من قبل المؤسسات الدينية على إعتبار كون فكرة الشهادة مستمدة من الإيمان بالدين في التضحية من أجله.  .
كما و إن إحياء هذه المناسبة يجب أن تتجاوز الصراعات الحزبية بين تلك الأحزاب و المؤسسات التي تؤمن و تعترف و تستذكر هذه المناسبة و تحترمها.
لكن يبدو بأن الآشوريين في الأحزاب و المؤسسات الآشورية لهم رأيهم  و رؤيتهم الخاصة حول مناسبتهم هذه و طريقة إحيائها ، فالواضح للمتابع بأنها قد تم استغلالها لتصبح نشاطاً دعائياً لصالح الأحزاب و وسيلة تنافس فيما بينها ، غير آبهين بالشهداء أنفسهم و ذكراهم و مشاعر ذويهم.
فبدلاً من ان يجتمع هؤلاء الآشوريون كلهم حول مناسبتهم و يحيونها معاً إعترافاً منهم بجميل تضحيات شهدائهم ، نرى إن كل جهة تحتفل منفصلة عن الأخرى و بحسب توجهاتها و انتماءاتها السياسية . وربما كل جهة آشورية لها تفسير خاص حول نوع الشهادة و هوية الشهداء والقضية التي استشهدوا من أجلها ، أو قد يكون لديهم حكمة في ذلك لا نعرف ما هي!، بالإضافة الى ما تقوم به بعض الجهات و عن قصد في زج أسماء أقوام و شعوب أخرى قسراً الى المناسبة.
ففي مدينة ملبورن الأسترالية و كمثال و ليس للحصر، و بالرغم من قلة عدد الجالية الآشورية مقارنة بالأماكن الأخرى ، فإن هناك إحياء للمناسبة في نفس اليوم لكن في مكانين مختلفين ،  حيث الأولى لزوعا (كإحدى الحركات السياسية الآشورية) تحتفل بهذه المناسبة بمعزل عن الاخرين الذين لا يتفقون معها سياسياً ، لاحظ الرابطين أدناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,328428.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,322989.msg4025802.html#msg4025802
وكذلك الحال في سدني و دول أخرى.
 و العجيب في الأمر بأن بعض المؤسسات السياسية الآشورية التي تدعي الوحدة مع الكلدان و السريان ، بينما هي لا تستطيع أن توحد احتفالها بيوم شهيدها الآشوري مع مؤسسات آشورية أخرى او تلتقي معها ، فكيف يا ترى تستطيع أن توحد الكلدان و الآشوريين و السريان شعباً و مصيراً ؟.
  ألا يدل هذا على ان الآشوريين و كنتيجة لطغيان الفكر الشمولي الشوفيني على مؤسساتهم بأنهم أصبحوا غير قادرين على أن يلتقوا أو حتى يتفقوا(كأضعف الإيمان) مع بعضهم البعض كمؤسسات أو كأفراد يؤمنون بقدسية هكذا مناسبة ، فكيف إذن سيتفقون و يتوحدون مع الكلدان؟ ، و ألا يعني بان كل كلامهم عن الوحدة و التوحيد و الاتحاد مع الاخرين هو وهمٌ و هراء و و فاقد للمصداقية ؟ .
و أخيراً لا يسعنا إلاّ ان ندعو من الرب أن ينعم الشهداء الآشوريين بوافر رحمته ، و نقول للأحزاب و المؤسسات الآشورية  رحمةً و رفقاً بشهدائكم و أبعدوهم عن صراعاتكم الحزبية و أن لا تصبحوا " انفصاليين" الى هذه الدرجة.
 كما إنه من غير اللائق أن تزجوا اسم الكلدان في مناسباتكم الخاصة ، فللكلدان شهدائهم و مناسباتهم الخاصة بهم ايضاً ، وهم أدرى و أولى بإستذكارها.

سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com

62
                                 ألإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان .. درع الأمة

   لكل أمة حية نشاطات و فعاليات متنوعة ، سياسية و ثقافية و فنية و رياضية و إجتماعية و غيرها ، وأمة الكلدان كباقي الأمم كان عليها أن تخطو خطوات مدروسة نحو رسم مستقبل مشرق لأجيال الأمة ، من خلال مؤسساتها التي تقوم بهذه النشاطات ، وعليه هناك مسؤوليات جمة تقع على عاتق النخبة المثقفة عموماً و الكتاب و الأدباء منهم بشكل خاص في تنمية الوعي القومي لدى شباب الأمة و رفدهم بالثقافة القومية و الأفكار و الآراء الضرورية في كل مرحلة ، بالإضافة الى فتح آفاق الفكر و النظرة الصائبة على ما تمر عليهم من أحداث و تغيرات في كافة مجالات الحياة.

لم يكن تأسيس هذا الصرح و على مستوى العالم أمراً سهلاًً ، بل كانت هناك اتصالات و لقاءات بين نخبة من المثقفين الكلدان لدراسة هذا المشروع الثقافي و الأدبي من خلال الإتصال بالعشرات من الكتاب و الأدباء الكلدان في الوطن و بلدان العالم المختلفة ، وتم  جمع آرائهم و إقتراحاتهم حول المشروع و أهدافه و دراستها ، ثم صياغة نظامه الداخلي و وضع الحجر الأساس لبنائه .

ولا يخفي على أحد بأن تأسيس هذا الإتحاد قد جاء في ظروف صعبة تمر بها الأمة الكلدانية، منها تشتيت ابنائها في بلدان العالم المختلفة ، وتعرضهم لأبشع انواع الإضطهادات و الجرائم في وطنهم الأم  و التي شملت القتل و التهجير وتفجير الكنائس ، بالإضافة الى محاولات مستميتة من قبل بعض الأطراف لإلغاء وجود هذا الشعب الأصيل من خلال تشويه تسميته القومية و تنسيبه الى أخرى غير قومية ، للعمل على تشتيت صفوف الكلدان من اجل الحصول على مكاسب سياسية و حزبية على حسابه.
و عليه فإن اتحاد الكتاب و الأدباء الكلدان يجب أن يكون درعاً لأمة الكلدان يقيها من الأفكار الشوفينية  و التشويه المتعمد للتاريخ و الأقلام الرخيصة و الأبواق النشاز.
كل هذه الأمور تضع الكاتب و الأديب الكلداني في هذا الإتحاد الموقر أمام مسؤوليات متعددة و تحديات كبيرة و في مقدمتها:

1- بناء علاقات متينة مع زملائه الكلدان في الدول المختلفة و استغلال التكنولوجيا الحديثة لخدمة هذا الهدف من أجل التعرف على الخبرات و الكفاءات المتوفرة لدى الجميع بالإضافة الى رسم تصور كامل و متواصل مع كل ما يهم مستقبل الأمة و يخدم مصالحها.
2- الإهتمام بالشأن القومي الكلداني من خلال طرح الأفكار و الرؤى امام السياسيين لللإستفادة منها عند اتخاذ القرارات.
3- الإهتمام بتوعية الشباب من الناحية القومية و التاريخية لكي يكونوا سداً منيعاً امام الأفكار الشوفينية التي لا زلنا نعاني منها.
4- دعم  و تشجيع وسائل الإعلام الكلدانية المختلفة.
5- تطوير الحركة الثقافية و الأدبية الكلدانية من خلال المؤتمرات و الندوات و الأمسيات الشعرية و المنشورات المختلفة.
6- تعريف المجتمعات الغربية بالكلدان و ثقافتهم و حضارتهم.

يسعدني بمناسبة تأسيس إتحاد الكتاب و الأدباء الكلدان العالمي ،هذا الصرح الكلداني الغيور ، أن أهنيء شعبنا الكلداني على هذا الإنجاز العظيم الذي نتمنى له كل التوفيق و النجاح الدائم في رفع شأن الأمة و تفعيل دورها و الدفاع عن حقوقها على أكمل وجه.

للإطلاع على البيان التأسيسي للإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان يرجى فتح الرابط أدناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,318958.0.html


سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com



63
أدب / انهض يا نبوخذنصر
« في: 02:53 23/07/2009  »
انهض يا نبوخذنصر

بقلم/ سعد توما عليبك

الاهداء: الى الغيارى من ابناء ألأمة الكلدانية


إنهَضْ و إعتلِ جَنائنكَ يا نبوخذنصرْ
يا لؤلؤة مَحارة الارضِ
ويا زينة التاريخ وعَقيق التراثِ
انهض.. ألا تَكفي سنينَ السباتِ؟
لقدْ أتعبتنا هموم الزمن
 وأثقلتنا عبء الآهاتِ
فإحملْ شريعة حمورابي عالياً
و تقدمْ فينا شامخاً
لَقد اخضرّت جذور كلدانيتنا
التي احرقتها الهمجية الرعناء
و غدرِ الاشقاء

إنهضْ يا سَليلَ الكلدان
و إجعل منْ نهوضكَ ملحمةً
إجعله عرس هذه الامة
و امسح بكفيك دموع دجلة و الفرات
واحرسْ بسيفك بلاد الجناتِ
يا قاهرَ العِدا و رَمز البطولاتِ
فكُلما هَبّتْ عاصفة في بيداء
و هاجَ البحرُ و رَعدتْ السماء
ظننا إنكَ  فوق سَحابة آت
 بصهيلٍ و كَدَف الجيادِ
لتُحررَ تخومَ البلادِ
من الرُعاعِ وحقد الأندادِ

إنهض يا حفيد بلادان*
أمتك تناديك..
كيفَ تركتَ .....كيفْ
بابلَ العظيمة
 في ظِلال السيوف الدامية
و  انياب الضباع الضارية
تتقاذفها امواجُ الظلم
و مخالب الحقد و النهبِ
و شريعة الغاب القاسية؟
إنهض .. فالأوغاد عادوا
في دياجير الليل
لطعن ظهر الأحفاد
و سلب ما ورثوه من الأجداد

إنهض يا نبوخذنصر العظيم
إنَّ رمحكَ لم يصدئ
و سيلبي النداء
فاحملهُ و تقدمْ
فانتَ في ضميرنا شرفُ الانتماءِ
و في صُفوفنا انتصارٌ مالوف الاصداءِ
فلا يباري العظام امثالك اشباهُ الرجالِ
فاعصفْ بالمرتدينْ
و زمجرْ بالمرتشينْ
و أبترْ كل خوّارٍ
ينخر بجنائنكَ
و يحرف ابجدية اثركَ

إنهض يا مَلكَ  النهرينِ و ما بينهما
لقدْ اَشرقتْ شَمسُ اٌمتكَ
في نفوس احفادكَ
وفوق هامات العز
ترفرف رايتكَ
و كلنا في انتظار
نبوبلاصر آخر يثير فينا
 نشوة الانتصار
يخيط ما تَمزّقَ من ثوب الزمنْ
و يَغسلَ الماضي مِنْ آثام الوهنْ
 فتخضّرُ المروج
و تدق الصنّوج
و الشعب بفرحِ الاماني
ينشدُ
النشيدَ القومي الكلداني




* بلادان:  هو الملك مردوخ ابلا أدينا الثاني721-710 ق.م ( الملك الكلداني الثائر و رمز النظال القومي الكلداني ).

64
                                قائمة الكلدان الموحدة (64) .. خيار الكلدان الوحيد


   شهدت الفترة الأخيرة تقدماً واضحاً في الساحة القومية الكلدانية ، و الذي يبشر بالخير و التفائل في مستقبل أفضل للكلدان على كل المستويات . كما و نستطيع ان نحدد بداية هذا التقدم بعد تمكن الكلدان من فرز وتصنيف كل الجهات العاملة في الساحة السياسية العراقية و بالأخص الآشورية منها ، ومن ثم التأكد من نوايا و أهداف و مخططات تلك الجهات التي تعمل على النيل من الكلدان و تطلعاتهم في كل الضروف والمناسبات ، و تلتها نداءات و جهود الكتاب و المثقفين و السياسيين الكلدان حول ضرورة العمل على توحيد الصف الكلداني و خطابه السياسي و القومي ، فأثمرت هذه  الجهود أخيراً بتأسيس الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية و كذلك بيان سينودس الكنيسة الكاثوليكية للكلدان و من ثم قائمة الكلدان الموحدة لإنتخابات البرلمان الكوردستاني.

و بنظرة فاحصة على الساحة القومية الكلدانية من خلال النشاطات المتميزة و المتنوعة سواء المؤسساتية منها او الشخصية ، توحي و تشير بأن الكلدان سوف لن يقفوا عند هذا الحد ، و انما سيستمرون بتطوير الحركة الثقافية الكلدانية ، مضيفين زخماً قوياً فاعلاً الى الساحة القومية من اجل تنمية و ديمومة الشعور القومي في نفوس ابناء أمتهم.

و مادامت انتخابات البرلمان الكردستاني على الأبواب ، و هناك كوتا مؤلفة من خمسة مقاعد مخصصة فيه للكلدان و السريان و الآشوريين، فسنلقي نظرة على قائمة الكلدان الوحيدة والقوائم الاخرى المنافسة لها على مقاعد هذه الكوتا:

1- قائمة الكلدان الموحدة (64):

وهي القائمة التي تتضمن حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني و المجلس القومي الكلداني و نخبة من المستقلين و الاكادميين الكلدان.
هذه القائمة هي قائمة الكلدان الوحيدة التي تمثل الكلدان في هذه الانتخابات و التي تنادي بالعمل من اجل نيل كافة حقوقنا المشروعة كمكون اصيل للبلد و الاقليم، بالإضافة الى احترامها  لتسميتنا القومية  دون تشويه.
اما القوائم الأخرى ، و التي نكن لأعضائها كل الإحترام ، فإن ذكر الكلدان فيها ليس الاّ محاولة لكسب اصواتهم لما لهم من زخم مؤثر في هذه الانتخابات ، و لهذا نجد بعض اصحاب النفوس الضعيفة والمدفوعين من قبل جهات لا تريد الخير للكلدان ، تعمل بالضد من الدعاية الانتخابية لقائمة الكلدان من خلال تمزيق ملصقاتها و توزيع الاموال مقابل عدم التقرب من اللقاءات و الندوات الخاصة بالقائمة.
 فالذين ينادون بالتسمية الثلاثية او المركبة و يروجون لهما ، انما يهدفون من ورائها ( وكما  اثبتت لنا الوقائع) تشويه القومية الكلدانية و الحصول على مكاسب سياسية للأحزاب الآشورية على حساب الشعب الكلداني.

المرشحين للمقاعد الخمسة المخصصة للكلدان و السريان و الآشوريين كأشخاص كلهم ذوي امكانيات علمية و ثقافية  ويستحقون الفوز و الحصول على مقعد في البرلمان الكردستاني ، لكن الذي يفرقهم عن بعضهم البعض هي القوائم الانتخابية التي إختاروها او اختارتهم للانضمام اليها ،  فنرى من بين كل هذه القوائم تعتبر (قائمة الكلدان الموحدة 64) هي الوحيدة التي تخص الكلدان و تدافع عن قوميتهم و خصوصيتهم  و حقوقهم بعيداً عن المجاملات و التسميات الهجينة ، في الوقت الذي تحاول مؤسسات عديدة أخرى بذل كل جهودها من اجل الغاء وجودنا من الدستورين العراقي و الكردستاني تحت شعارات ليس لها اية مصداقية و تهدف بالتالي الى الالتفاف على حقوق الكلدان و التحكم بمصيرهم من خلالها.

2- قائمة المجلس الشعبي : لصاحبها المجلس الشعبي الآشوري الذي أصبح معروف الإنتماء كزعيمه الروحي و خاصة بعد تبنيه لكل ما هو آشوري  و نكرانه و محاربته لكل ما هو كلداني ، فهو يتبنى العلم الآشوري الذي يمجد الإله الصنم آشور ، ويوم الشهيد الآشوري و السنة الآشورية و غيرها .
 لذا فإن هذا المجلس اصبح اليوم معروفاً في الأوساط الشعبية و بين المثقفين و الكتاب بالمجلس الآشوري الآشوري الآشوري .
و لكون هذا المجلس آشوري بإمتياز، فليس هناك من مبرر و لا مصلحة لأي فرد كلداني بالتصويت الى هذه القائمة وخاصة بعد ان انسحبت من المجلس المذكور كل المؤسسات الكلدانية ، بعد تأكدها من أهدافه و نواياه الحقيقية التي لا تمت بصلة بالكلدان ، بل تعارضها في كل شيء و بالأخص خصوصية الكلدان القومية.
لكن لكل قاعدة هناك شواذ ، و الشواذ هنا هم  بعض الكلدان المستفيدين مادياً و مناصبياً من هذا المجلس و الذين من المحتمل ان يصوتوا لقائمته ضماناً لإستمرار مصالحهم و اعمالهم و وضائفهم أطول زمن ممكن.
ان فوز هذه القائمة امر صعب للغاية ما لم تعيد ممارسة وسائل الضغط نفسها التي استخدمت اثناء انتخابات مجالس المحافظات و التي يعرفها الجميع .

3- قائمة الرافدين: وهي قائمة آشورية تنفرد بها الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) ، وهي ربما تكون اكثر المنظمات السياسية الآشورية عند الآشوريين جماهيرية ، اما بالنسبة لمؤيديها من الكلدان ، فإنهم يقتصرون على المتأشورين المنتمين اليها و الذين تنكروا لقوميتهم الكلدانية وفرض عليهم تبني الآشورية كقومية لهم منذ انتمائهم اليها.
و تتميز هذه الحركة بعدائها المزمن للكلدان و قوميتهم الكلدانية، وتستخدم لهذا الهدف اساليب عديدة حسب الموسم و الحاجة.
لذا فإن هذه الحركة و قائمتها الانتخابية هي آشورية صرفة وبذلك تعتبر ابعد ما يكون عن الكلدان و حقوقهم.

4- قائمة الحكم الذاتي ، وهي القائمة التي يشترك فيها كل من مختصة كلدوآشور للحزب الشيوعي الكردستاني و الحزب الوطني الآشوري. فالحزب الوطني الآشوري (أترنايا) ، والذي كان يمارس نشاطاته السرية تحت تسمية (نخبة من المثقفين الآشوريين) ، هذه النخبة التي لم تذخر جهداً في معاداتها للكلدانية من خلال تأليفها لكتيبات و نشرها لمقالات و بيانات منها كمثال و ليس للحصر (الكلدان مذهب أم قومية ، و الآشوريون و التسميات المتعددة ، و رؤية آشورية حول مستقبل العراق )   . وهي بذلك تقف بالضد تماماً من القومية الكلدانية ومصلحة الشعب الكلداني وحقوقه القومية ، لذا فلا اعتقد هناك كلداني واحد سيفكر في الذهاب الى المركز الانتخابي من اجل التصويت لهذا الحزب و من ثم لطروحاته العنصرية.
كما انه من المرجح ان يكون دخول اترنايا لهذه القائمة الخطوة الثانية نحو رمي يمين الطلاق على المجلس الشعبي الآشوري بعد ما اصاب الأخير التآكل الداخلي و خفوت بريقه المصطنع ، ومن ثم فقدانه لمبررات وجوده .
 حيث كان قد نجح هذا الحزب في خطوته الاولى في التملص من قائمة عشتار للمجلس الشعبي الآشوري اثناء انتخابات مجالس المحافظات .

اما مختصة كلدوآشور للحزب الشيوعي الكردستاني ، فلا شك بأن الشيوعيين من الكلدان يشكلون النسبة العظمى من منتسبيها ، الا انهم من المحتمل ان ينقسموا الى قسمين من حيث الجهة التي سيصوتون لها.
 فالقسم الأول من المحتمل ان يدلي بصوته الى حيث الحزب الشيوعي الكردستاني ضمن قائمة ( العدالة الإجتماعية و الحرية ) ، و هذا حق طبيعي كون المختصة جزء منه و اعضاؤها يشكلون نسبة عددية مهمة منه و من واجبهم دعم قائمة حزبهم ، بالإضافة الى عدم قناعة بعضهم في ان يصبحوا طرفاً منافساً على مقاعد مضمونة في كوتا المسيحيين من الكلدان و السريان و الآشوريين.
اما القسم الآخر و كنتيجة للتغيرات التي حصلت في العالم وفي الحزب نفسه ، وكذلك ما حصل من تطورات سياسية في العراق في الفترة الأخيرة، ربما يفكر بأن يكون  لهم حزباً خاصاً بهم ، كأن يكون اسمه مثلاً الحزب الشيوعي الكلدوآشوري ، او الحزب الشيوعي الكلداني السرياني الآشوري ، ليكون مستقلاً تنظيمياً و ادارياً عن الحزبين الشيوعي الكوردستاني و الشيوعي العراقي . وبذلك سيكون دورهذا الحزب الجديد مشابهاً لدور أي حزب قومي كلداني أو آشوري موجود على الساحة حالياً ، عندها سنكون امام تجربة جديدة و فريدة من نوعها وهي تقسيم و فصل الحزب الشيوعي على اسس قومية و ليست جغرافية كما كان سائداً!.
تطالب هذه القائمة بالحكم الذاتي للكدان و السريان و الآشوريين، لكن جدوى و تفاصيل وآلية تنفيذ هذا المشروع غير واضحة لحد اليوم، ولا نعرف بماذا يختلف عن ما يطالب به المجلس الآشوري للسيد آغاجان؟ وحبذا من مسؤولي و مناظري المختصة ان يطلعوننا و الجماهير عامة عن هذا المشروع و عن التغير الذي سيحدثه في قصبة عنكاوا مثلاً بعد نيل الحكم الذاتي هذا؟!.
و في رأي المتواضع و بغض النظر عن كفاءة و شعبية  الشخصيات المرشحة ضمن هذه القائمة ، و سواء فازت القائمة أم لا ،  فإذا كان تصويت اكثرية اعضاء ومناصري مختصة كلدوآشور الى هذه القائمة ، فهذا يعني فتح الطريق امام امكانية الولوج في مرحلة احتمال تأسيس الحزب الشيوعي الكلداني الآشوري.

من خلال ما سردناه اعلاه بأن الخيار الوحيد امام الكلدان ، وفي هذه المرحلة التاريخية بالتحديد الني يواجهون فيها أشرس هجمة تستهدف تسميتهم و وجودهم و تاريخهم و حقوقهم  هو التصويت لقائمتهم الوحيدة ،  قائمة الكلدان الموحدة (64) .

اذن، فقائمة الكلدان الموحدة هذه  ليست قائمة حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني او المجلس القومي الكلداني ، ولا لهذا المرشح أو ذاك ، بل هي قائمة كل الكلدان و بالتالي فإن التصويت لها لهو فخر و شرف عظيم لكل كلداني لمساهمته في انجاح مسيرة امته القومية  و فتح آفاق الخير و التقدم أمامها في عراقنا الجديد.



سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com



65
                                             نِقاش أم هَذيان!

    المعروف بأن للعمر دور كبير في تحديد و صقل شخصية الإنسان بغض النظر عن دراسته  و تعليمه و عن البيئة التي يعيش فيها ، حيث كلما كبر الإنسان في العمر تزداد معرفته بأمور الحياة و يستفيد من تجاربها ، هذه  التجارب بحد ذاتها جزء مهم من ثقافة الانسان.
 كما و كلما قطع الانسان سنين من حياته ، كلما تصبح تصرفاته اكثر هدوءاً وإتزاناً ، ويصبح اكثر تمعناً في كلامه و الفاظه تفادياً لأية زلة قد تؤثر سلباً على هيبته و شخصيته، ومع تقدم العمر أيضاً يصبح الانسان اكثر تأنياً في اتخاذ القرارات عند اللزوم ، و اكثر تركيزاً في دراسة الاحداث و المواضيع ، و من ثم اكثر توفيقاً في اصدار احكامه عليها اذا اسوجب الأمر.
لكن في حالات معينة قد يكون الأمر معكوساً بين العمر و تصرفات الانسان ، منها  بعض أمراض الشيخوخة التي تؤثر على ذاكرة المسن و تؤدي به الى عدم التركيز و السيطرة على أقواله و قراراته و هذا المرض يطلق عليه بالـ (Dementia ).

فالسيد جميل روفائيل الذي يمتهن الصحافة  لعشرات السنوات سواء في زمن النظام البائد ام بعده ، هذه المهنة التي تتطلب من صاحبها بالإضافة الى الدقة في وصف التفاصيل و النزاهة في نقل الخبر او الموضوع ، تتطلب ايضاً فهم الموضوع  و معناه و مغزاه وما يطرح من خلاله ، لكي يكون التعليق و التعقيب عليه موضوعياً و مفهوماً للذين يراد ايصال المعلومة اليهم.
 لكن مع الأسف فقد فشل الكاتب المحترم في هذه المهمة بعد تسرعه في الرد على حوالي خمسة مقالات في آن واحد ، بسبب عدم تركيزه و فهمه الجيد لما جاء في معظمها ، و انحيازه الكامل ضد الحقيقة ، وهذا واضح من خلال ما كتبه في مقالته الاخيرة ( نقاشات أخرى مع ألأخوة القوميين الكلدان).

حيث يقول السيد جميل روفائيل" وجوابنا أن :  ذكر الكلدانيين في الكتاب المقدس 84 مرة صحيح  وقد يكون أكثر، ولكن أكثره بالذم لعهد الدولة الكلدانية في بابل ، و ندعوا السيد سعد الى الكتابة في المواقع عن محتوى هذه 84 مرة ليطلع عليها القراء الكرام، و من جانبنا نذكر احدى هذه المرات، وهي)  نبوءة  دانيال، الفصل الرابع ، الفقرات من 28 ـ 30 ): وفيـما كانت الكلمة  في فـم الملك اذ وقع  صوت  من السماء أن  لـك  يقـال يا  نبوكدنصر الملك  إن المُـلك  قـد زال فتُـطرد  من بين الناس وتكون سكناك  مع وحوش  الصحراء  وتُـعلف  العشب كالثيـران  وتـمر عليك  سبعة  أزمنة  الى  أن  تعلم  أن  العلـي  يتسـلط  على مُـلك  البشر  ويجعـل  لـه  من يشاء وفي تلك الساعة  تمت  الكلمة على  نبوكدنصر فطُـرد  من  بين  الناس  وأكل  العشب  كالثيـران وابتـلّ  جسمه  من  نـدى  السماء حتى  طال شعره  كريش  النسور  وأظفاره  كمخالب  الطيور ." انتهى الاقتباس.
لاحظوا ايها القراء الاعزاء كيف يحاول السيد جميل تشويه حقيقة و معنى ما كتبته، لكنه لعدم تركيزه على الموضوع وفهمه كما يجب ، فهو يفضح نفسه بنفسه ، إذ يؤكد و يعترف في كلامه بوجود ذكر الكلدان في الكتاب المقدس 84 مرة  ويقول وربما أكثر، و من ثم يذكر من جانبه احدى هذه المرات التي ينوه عنها في فقرات نبوءة دانيال المذكورة في كلامه المقتبس اعلاه و العجيب في الامر خلو تلك الفقرات من اي ذكر لكلمة الكلدانية او مشتقاتها ! ،كما وهي بعيدة عن الموضوع أيضاً!!.
لكن بلا شك فإن هدف السيد جميل من ذكر هذه الآية واضح و مفهوم ،  وهو التقليل من شأن الملك نبوخذنصر عند الشعب الكلداني  الذي يعتز به كقائد و ملك كلداني عظيم كان له دور مهم  و متميزفي تلك الفترة التاريخية و شهدت البلاد في عصره تقدماً عمرانياً و علمياً يشيد بهما كل المؤرخين ز لا زالت آثاره شاهدة على ذلك.
 كما و يعتبر نبوخذنصر من اشهر ملوك بلاد النهرين ، ولا تنتقص من اعماله و انجازاته اذا ما أكل يوماَ عشباً او ( كنتاكي)! ، او كان شعره كثيفاً كريش الطيور ام أصلعاً، أو اذا كانت أظفاره كمخالب الطيور او كانت ناعمة كأظفار الفتاة عند بزوغ انوثتها!.
يبدو انه لم يبقى في جعبة الكاتب المحترم شيئاً لطعن أمة الكلدان بشيء سوى إهانة ملوكهم.
ثم يطالبني السيد روفائيل بكتابة كل الآيات التي وردت فيها اسم الكلدانيين في المواقع! ، ما هذا الطلب الغريب يا سيد جميل، فمن يريد ان يقرأها فليقتني الكتاب المقدس أو ليستعيره من صديق او ليذهب الى اقرب كنيسة ،او للسهولة فهو ربما موجود على شبكة الأنترنت.
لكني أدعوك ان تقرأ مقالتي تلك مرة أخرى وبإمعان لتعرف ما جاء فيها ، حيث لم اذكر فيها بأن الكتاب المقدس قد مدح الكلدان او ذمهم ، و لم اقل بأنهم كانوا عدائيين ام مسالمين ، عيونهم سود ام زُرق ، بل ما جاء في المقال مختصر مفيد وهو ماذا سيحصل لو تم تغييركلمة الكلدانيين الى (كلدان سريان آشوريين)، بل حتى ذكرت لو تم تغيير تسمية الآشورييين ايضاً الى تسمية ثلاثية في الكتاب المقدس؟، الا يؤدي ذلك الى تغيير في المعنى و تشويه في الحقائق التاريخية و معانيها وأزمنتها؟.

وفي مكان آخر يوجه السيد جميل كلامه الى الكلدان فيقول: "  فماذا نفعل لكم ، هل نُـزوّر الكتاب المقدس ونضيف القومية الكلدانية  في فقراته تلبية  لرغباتكم  ؟ أم نطلب فرض قومية لـم  يذكرها حتى الكتاب المقدس الذي تدعون الى الأخذ به.. كما تفعلون أنتم؟ نعـم ماذا نفعـل إذا لم يكن من ذكر للقومية الكلدانية لا في الكتب المقـدسة  ولا  في المدونات والوثائق  التاريخية!! ." انتهى الاقتباس.

ماذا حصل لك يا كاتبنا المحترم بحق السماء؟ هل تجدنا نستجدي قوميتنا من حضرتكم لكي تقول ماذا نفعل لكم؟ ، ثم من تكونون انتم يا ترى حتى تلبوا طلباتنا؟، الم تذكر انت بأن الكلدانيين قد ذكروا اكثر من 84 مرة في الكتاب المقدس؟؟ الا يكفي هذا؟ . ثم هل ان التسمية الحديثة اللاقومية (كلداني سرياني آشوري) موجودة في الكتب المقدسة و الكتب التاريخية و مكتوبة على الألواح الطينية و منقوشة على الآثار الحجرية حتى تفرض قسراً على شعب له ناريخ عريق يمتد لآلاف السنين؟؟.
لكن يبدو في زمن الدولار كل شيء جائز و ممكن، و ممكن أيضاً ان يطبعوا نسخ جديدة من الكتاب المقدس فيه التسمية الثلاثية المصطنعة لتصبح بديلة عن كللتا القوميتين الكلدانية و الآشورية ، و من ثم توزع مجاناً على من يسمون انفسهم وحدويون لأنهم يبدو انهم مغرمون بكل ماهو مزور و مغاير للحقيقة لتمشية في امورهم.

ثم يستمر الكاتب المحترم في مغالطاته ليقول:  ويقول السيد الكاتب أيضا( و يذكرالكتاب المقدس في ( 2مل2:24) " فارسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الاراميين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون وارسلهم على يهوذا ليبيدها .....الخ")  نقول: ان هذا الكلام غير موجود في سفر الملوك الثاني ( مل  2  24 : 2) الفصل الرابع و العشرون، الفقرة الثانية ، ولهذا لا نتناوله، و على السيد سعد أن يذكر موقعه بالضبط ، إذا كان موجوداً لكي نوضح رأينا فيه." انتهى الاقتباس.

اقول للسيد جميل بأن يجهد نفسه قليلاً و ليستعمل نظاراته كما استعملها انا في القراءة و ليبحث و ليدقق في المكان المطلوب والمحدد و المبين و سوف يجد الكلام حتماً  قبل ان يستعجل في احكامه المزاجية. و ارجو منه ان يتأكد من المعلومة قبل ان ينتقد الآخرين بها وبعكسه فالعتب و النقد مردودان عليه.

أما الآية: (" لذلك هكذا قال الرب هانذا ادفع المدينة ليد الكلدانيين و ليد نبوخذنصر ملك بابل فيأخذها." ) فهي موجودة في (ار 28:32) للعلم.

ولم يكتفي الكاتب المحترم بهذا القدر ، بل يستمر في اتهاماته و تحليلاته الغير موضوعية و اصدار احكامه القرقوشية القطعية ، فهو يقول : " صحيح يوجد بين الآشوريين متطرفين مثل السيد سعد توما عليبك يصرون على تسمية( القومية الآشورية) كإصرار السيد سعد على تسمية (القومية الكلدانية)" انتهى الاقتباس.
يعني حسب ثقافة السيد جميل روفائيل المحترم ، إن كل من يعتز بإنتمائه للقوميته الكلدانية فهو متطرف ، وكل من يعتز بإنتمائه للقومية الآشورية فهو متطرف أيضاً ، و السيد جميل يعرف جيداً معنى كلمة متطرف الذي يطلقها علينا جزافاً .
نقول له : بأي حق تجعل من نفسك حاكماً لتحاكم و تحل و تنهي و تصنّف بنو جلدتك حسب اهوائك و ميولك ؟ اليس هذا الاتهام تطرفاً بعينه يا جميل روفائيل؟.
 وإذا  تعاملنا بنفس طريقته و ثقافته في نعت الآخرين، فإن الذين تنكروا لقوميتهم و تبنوا أخرى ، و ممن يعملون بكل امكانياتهم على الطعن  بالكلدانية و الكلدان و مؤسساتهم ،يجب ان نصفهم بالخونة و الإنفصاليين و العملاء و غيرها من الصفات.
فكل الكلدان الذين يعتزون بقوميتهم الكلدانية و يدافعون عنها يا سيد جميل هم ناس مسالمون و طيبون و يحترمون الآخر. و المتطرف هو من شذ عن القاعدة و يشوه الحقائق و التاريخ من أجل القضاء على الآخرين و الإستيلاء على حقوقهم.

ثم يقول ايضاً: " ويبدو  أن السيد سعد المقيم في استراليا لايعلم أن غالبية أهل بلدته عنكاوا التي تـتبع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية هـم مع وحـدة شعبنا تسمية و مصيراً" انتهى الاقتباس.
الا تقول لنا يا سيد جميل على اي تعداد او استفتاء استندت في حكمك على بلدتي الحبيبةعنكاوا و اهاليها الأحبة و الكرام الذين هم أدرى منك بقوميتهم ؟.
ثم لو فرضنا جدلاً ان كلامك صحيح ، فما علاقة ذلك برأيي الشخصي حول التسمية الثلاثية اللاقومية المصطنعة و المفروضة قسراً؟.

وبعدها يقول : " أما اتهامه (المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري) بأنه ( .. و المعروف اليوم بالمجلس الشعبي الآشوري الآشوري الآشوري ، و الذي اصبح رقماً آخراً يضاف الى المؤسسات الآشورية.. ) فهو اتهام التجني على الحقيقة لأن رئيس المجلس الشعبي السيد جميل زيتو هو من أتباع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ونائبه الأول السيد ملـك شمس الدين كوركيس هو من اتباع الكنيسة الآشورية و نائبه الثاني السيد سالم يونو هو من اتباع الكنيسة السريانية، وهكذا بقية اعضاء هيئة رئاسته." انتهى الاقتباس.
قبل كل شيء أود أن أعبرعن تقديري و احترامي لشخص الأستاذ جميل زيتو و نائبيه الكريمين الذين زج السيد روفائيل اسمائهم دون ضرورة لذلك ، لكن لاحظوا كيف يتلاعب السيد روفائيل بالمصطلحات ، فهو يستخدم عبارة اتباع الكنيسة  وليس اتباع القومية ، و نسأله : هل ان المجلس الشعبي هو اتحاد مذاهب ام ماذا؟ ، ثم متى اصبح انتماء مؤسسة معينة مرهوناً بإنتماء اعضاءها المذهبي و القومي؟ فأنت مثلاُ من اتباع الكنيسة الكاثوليكية للكلدان ، فلو انتميت الى حزب آشوري فهل سيتحول الحزب الآشوري بإسمه و ببرنامجه وبفعالياته الى حزب كلداني آشوري؟ ، بالتأكيد لا .
 وكما نعلم كان هناك الكثير من الآشوريين و الكلدان و الكورد و التركمان منتمين لحزب البعث العربي الاشتراكي و منهم  من وصل الى مراكز قيادية فيه ، فهل تغيراسم الحزب و انتمائه لأمة العرب و لرسالتهم الخالدة !؟ ، بالتأكيد لا .
 و هذا ينطبق ايضاً على المجلس الشعبي الآشوري ، فعدنما يتبنى المجلس الشعبي العَلم الآشوري ، ويوم الشهيد الآشوري ، والسنة الآشورية و الآيدولوجية الآشورية و كل ما هو آشوري ، ويحاول بشتى السُبل اقصاء الكلدان و تهميشهم ، ويشجع اصحاب القلم امثالكم للتهجم على الكلدان و الكلدانية، فبالتأكيد لن يكون هذا المجلس هندياً او فارسياً ، بل آشورياً بإمتياز.
و لا ادري لماذا غضَّ الكاتب المحترم النظر عن اسباب تبني مجلسه الآشوري لكل الرموز و المناسبات الآشورية دون اخذ رأي الكلدان  في وقت يدعي التسمية الثلاثية. لكن يبدو بأن موجة الكاتب المحترم تعمل فقط على ذبذبة واحدة وهي الوقوف بالضد من الكلدان في كل شيء.

خلاصة الكلام: كنت اتمنى من السيد جميل روفائيل ان يكون قد قرأ مقالاتي الأخيرة جيداُ و فهم محتواها لكي يكون تعقيبه عليها اكثر موضوعية و جاذبية لنا و للقراء و خالياً من الاتهامات، و خاصة وهو يمتلك تاريخاً طويلاً في الكتابة و فنونها و لكن مع الأسف الشديد يبدو بأن الزمن قد فعل فعلته  وكان الرب في عونه. وإذا كانت كتاباته القادمة بهذا الشكل فلا اعتقد هناك داع لكي يرد عليها الكتاب الكلدان المسالمين الذين يعتزون بقوميتهم الأصيلة ، أو الكلدان (المتطرفون) حسب  توجيهات و ثقافة و حكم السيد جميل روفائيل.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com

    

66
                                  هل يستطيع الآشوريون كسب ثقة الكلدان؟

   بعد فشل كافة محاولات المؤسسات الآشورية في جعل القومية الكلدانية  طائفة دينية وتحويل أبنائها الى آشوريين ، هذه المحاولات التي استمرت على مدى اكثر من عشرين سنة دون وضع اي اعتبار للشعب الكلداني الذي يعتز و يفتخر بقوميته التي تمتد جذورها الى أعماق التاريخ ، نسمع من بعض السياسيين الآشوريين، بين الحين و الآخر، كلاماً معسولاً عن الوحدة، أونقرأ مقالاً في هذا الموقع او ذاك عن التحاور والعمل المشترك و بناء العلاقات و ما الى ذلك من مجاملات قد تثير عواطف البعض الغير متابع لتاريخ و نشاطات المؤسسات الآشورية ، الاّ انه بالتأكيد لا قيمة لهذا الكلام  في التعامل السياسي و الواقعي معهم ، بعد التجارب المريرة و أفعال ليس من السهل تجاوزها لأنها أدت الى فقدان ثقة الكلدان بالمؤسسات الآشورية تماماً.

هكذا فإن قيام المؤسسات الآشورية بمحاولاتها المكثفة خلال عقدين من الزمن في الغاء و تشويه القومية الكلدانية، خلقت بذلك حاجزاً عاليا أمام اي حوار صادق أو تعاون حقيقي مع الكلدان، سواء اليوم أم في الغد ، ما لم تفتح صفحة جديدة بيضاء على ان تكون الثقة و المصداقية و احترام الآخر اول سطورها.
 ولإعادة الثقة و لتبيان حسن نية القائمين على المؤسسات الآشورية ، وللتأكيد على عدم استمرارهم في محاولاتهم حول تشويه الهوية القومية الكلدانية، نرى ضرورة قيامهم بالمبادرة في تقديم الاعتذار عن كل ما قامت به مؤسساتهم في محاربة القومية الكلدانية و القوميين و السياسيين الكلدان و منظماتهم  ، و عما سببته افعالهم تلك في تشتيت الصف الكلداني وزرع الاحقاد بين الكلدان و الآشوريين من خلال تشجيعهم لفتح سجالات حول التسمية المختلقة و توجيههم الاتهامات المختلفة الى النشطاء الكلدان و نعتهم بالصفات القبيحة والتخوينية.

طبعاً اعتذار كل المؤسسات الآشورية وفي آن واحد قد يبدو خيالياً و مستحيلاً ، لأسباب عديدة ، منها:

 اولاً: كون المؤسسات الآشورية السياسية و الدينية و المدنية بالرغم من اتفاقها الجماعي في كل ما هو بالضد من الكلدان ، إلاّ ان الآشوريين يفتقدون الى هيئة قيادية موحدة قد تتمكن في تقديم الاعتذار نيابة عن الجميع ، بل ان علاقات المؤسسات الآشورية مع بعضها البعض تتسم بالعداء و الكراهية المتبادلة الناتجة من الصراعات الحزبية و الشخصية. و من السهولة التعرف على هذه العلاقات من خلال متابعة ما ينشره كتابهم و ما يبارونه مناصريهم في غرف الدردشة و ما يصرحون به مسؤوليهم في فضائياتهم.

و ثانياً: كون الغاء القومية الكلدانية ومسحها من التاريخ و الجغرافيا و اعتبارها في احسن الاحوال طائفة دينية ، قد تم ادخالها في الأنظمة الداخلية لكل المؤسسات الآشورية ، وعليه حتى لو كانت هناك رغبة للقائمين عليها في تغيرها ، وهذا امر مستبعد جداً ، فإنها ستحتاج الى وقت طويل وعقد مؤتمرات و اجتماعات و غيرها، و لا احد سيضمن النتيجة في ظل طغيان الفكر الشمولي الآشوري على عقول أعضاء تلك المؤسسات الآشورية .

لكن الذي يمكن تنفيذه عملياً لو كانت حقاً لدى المؤسسات التي تدعي الوحدة مؤخراً ادنى مصداقية، من تقديم اعتذارها منفردة اذا اصبحت فعلاً تؤمن اليوم بما تدعيه ، بأن الكلدانية هي تسمية قومية كما هي التسمية الآشورية لديهم ، و ان الأسماء الثلاثة كلها تسميات قومية ، لكي نصدق حقيقة التغيير في مواقفها و ايدولوجياتها بما يفتح المجال امام الكلدان للوثوق بالتعامل معها مستقبلاًً.
و من هذه المؤسسات  نذكر، الحزب الوطني الآشوري ، زوعا ، و المجلس الشعبي الآشوري ، لكون هذه التنظيمات الثلاثة هي الأكثر احتكاكاً بالكلدان وهي التي بدأت تدعي مؤخراً الوحدة من خلال العزف المتكرر لأعضاءها و مناصريها على اسطوانة التسمية الثلاثية اللاقومية.

فالحزب الوطني الاشوري(اترنايا) و الذي كان يعمل تحت اسم (نخبة من المثقفين الاشوريين) للتعبير عن مواقفه السياسية القومية قبل التزامه العمل العلني. حيث كان لهذا الحزب و اعضاءه دوراً كبيراً في نشر الثقافة المضادة و الداعية للكراهية لكل ما هو قومي كلداني ، من خلال كتيبات و مقالات منها : الكلدان مذهب أم قومية ، و الآشوريون و التسميات المتعددة ، و رؤية آشورية حول مستقبل العراق ، و عشرات المقالات و البيانات.
 و يبدو اليوم بأن الإخوة في (اترنايا) قد توصلوا الى استنتاج و اكتشاف جديد من خلال تغنيهم للتسمية الثلاثية، وهو ان الكلدانية هي تسمية قومية على غرار الآشورية و ليست طائفة دينية ، وهذا الاكتشاف الجديد بالطبع مغاير تماماً لما كانوا يؤمنون به و يروجون له في الأمس القريب.
كما ان هذا التغير في الطروحات يجب ان لا يدعونا في الوقت نفسه الى التعجب ان كانت النوايا صادقة بقدر ما يدعونا الى احترام التغير الحاصل في مسار هذا الحزب صوب الاتجاه الصحيح في احترامه للقومية الكلدانية .
و لا ندري الكيفية التي توصل اليها اليوم إخوتنا في اترنايا حول حقيقة القومية الكلدانية. هل كانت من خلال إطلاعهم على وثائق و دراسات تاريخية بعيداً عن التزوير و التحريف ؟ ، ام انهم كنخبة مثقفة كانوا على دراية بالحقيقة في السابق ، لكنهم اليوم قد قرروا التخلي عن ممارساتهم العدائية تجاه القومية الكلدانية ، وبعد ان اقتنعوا من عدم وجود جدوى من هكذا طروحات و هكذا افكار، وبعد ان تأكدوا بأنه لا يمكن لاي شعب ان يُلغى وجوده قسراً من المجتمع طالما هو حي يرزق، ولا يمكن لقومية ان تحذف من التاريخ طالما لها شواهد حضارية فوق الارض ، ولها شعب يعتز بإنتمائه اليها ؟.
 
زوعا: وهي حركة سياسية آشورية معروفة أيضاً بتعصبها المزمن ، ومناهضتها للقومية الكلدانية والعمل على تشويهها عند الكيانات السياسية العراقية الأخرى،  ومحاربتها للقوميين الكلدان.
 كما قامت الحركة بطبع و توزيع الكثير من كتابات و كتيبات اترنايا في فترة كانت علاقاتهم سمن على عسل ، بالاضافة الى مطبوعاتها الخاصة وندواتها التي كانت تعتبر (الكلدانية و السريانية و الآثورية) طوائف للقومية الآشورية .
 كما بذلت زوعا جهداً كبيراً من اجل كسب بعض السذج من الكلدان بهدف تمكينها من اختراق الوسط الكلداني ومن ثم العمل على تشتيته و اضعافه، و الدليل على ذلك هو ان الكلدان المنتمين الى زوعا لا يعترفون اليوم بقوميتهم الكلدانية ، و كان عليهم نكرانها دائماً اثباتاً لإخلاصهم لزوعا و قيادتها ، بل اصبحوا آشوريين اكثر من الآشوريين انفسهم بعد عمليات غسيل أدمغتهم .
فإذا اكتشفت الزوعا على غفلة (كما تدعي هذه الأيام) بأن الكلدانية هي كالآشورية و كالسريانية في مفهومها القومي و تقبل بالتسمية الثلاثية على هذا الاساس ، فهذا يعني تطور ايجابي في ايدولوجية زوعا و عقلية اصحابها. كما هذا يدل بأنها تعترف باخطائها السابقة في محاربتها التسمية القومية الكلدانية و السياسيين الكلدان و خاصة عندما كانوا قيادييها يصرحون علناً بعدم وجود اي اثر للكلدان في التاريخ !..
ولكي يتأكد الكلدان بان زوعا قد وضعت قدمها على السكة الصواب بعدما تأكدت بأنها لم ولن تستطيع تشويه القومية الكلدانية ، فإن اعترافها بالخطأ واعتذارها من الكلدان ستعتبر خطوة جيدة نحو بناء الثقة و العلاقات الصادقة مع المؤسسات الكلدانية مستقبلاً  ومن اجل مصلحة الجميع.

المجلس الشعبي ( الكلداني السرياني الآشوري): و المعروف اليوم بالمجلس الشعبي الآشوري الآشوري الآشوري ،والذي اصبح رقماً آخراً يضاف المؤسسات الآشورية، لأنه منذ تأسيسه قد سار وراء الفكرالشمولي الآشوري و تبنى كل الرموز الآشورية من عَلم و يوم الشهيد و رأس السنة و غيرها .
يهدف هذا المجلس الى تشويه التسمية القومية الكلدانية و حذفها من دستوري الدولة العراقية واقليم كردستان. كما اثبت عملياً بأن تبنيه للتسمية الثلاثية ليس الا لدغدغة مشاعر الكلدان و من ثم الالتفاف على حقوقهم  بعد  استغلال ما يملكونه من زخم  سكاني و جغرافي .
واعتقد بان هذا المجلس اليوم قد توصل الى نتيجة مهمة وهي بأن خططه بائت بالفشل في احتواء الكلدان من اجل اهداف ومصالح سياسية معينة بعد بيان الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية و بيان سينودس الكنيسة الكلدانية الاخير و من ثم انسحاب كافة المنظمات الكلدانية منه.

 خلاصة الكلام ، ان المؤسسات الآشورية التي تطالب بالحوار و التعاون و تعزف لحن الوحدة القومية من خلال التغني بالتسمية الثلاثية فقط ، يعني انها قد توصلت الى اكتشاف بأن الكلدانية تسمية قومية على غرار آشوريتهم ، كما ويؤكد إكتشافهم الجديد هذا بانهم كانوا ساهين عندما روجوا بكثافة في كتاباتهم و مطبوعاتهم و نشاطاتهم المختلفة الى الغاء القومية الكلدانية و اعتبارها طائفة من طوائف أمة آشور.
 اذن هؤلاء اليوم مطالبون ان يعترفوا بهذا الخطأ و يقدموا اعتذارهم الى الشعب الكلداني الذي عانى الكثير من جراء تلك الثقافة الشوفينية و الحملة العنصرية ، و عما سببوه من فتن نتيجة زرع الاحقاد اثناء اجتهاداتهم حول التسميات القومية .
ثم  أليس تقديم الاعتذار فضيلة و امرا اخلاقياً نبيلاً عندما يتأكد من خلاله الشعب الكلداني بأن هؤلاء يريدون التعاون الصادق بعيداً عن المجاملات و المراوغات السياسية و ان التسميات القومية كلها محترمة و مصانة عند الجميع؟.
  امّا بعكس ذلك ، و مهما طال الزمن ، فستبقى كل هذا الأقاويل و المقالات والكلام المعسول عبارات انشائية فارغة المعنى وفاقدة للمصداقية ، ولا يمكن ان تحسب اكثر من كونها تكتيكات مؤقتة لحين الدخول في مرحلة سياسية أخرى و صراع  من نوع آخر يبتكرونه لخدمة مصالحهم السياسية و الحزبية الضيقة.
إذا كان لهؤلاء حقاَ نوايا صادقة ، فلنرى هل سيترجمونها على الواقع و يقدموا اعتذارهم للشعب الكلداني؟.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com



67
                           تغيير التسمية القومية الكلدانية تجنّي على الكتاب المقدس

    ان التسمية القومية الكلدانية تسمية قديمة لشعب عريق ولد من رحم التاريخ ، كما انها لم  تذكر في كتب التاريخ فقط ، بل ان الكتاب المقدس قد ذكر الكلدانيين عشرات المرات لما كان لهم من دور مهم و مؤثر في تلك الحقب التاريخية و على لسان الأنبياء الذين جاءوا ليهدوا البشرية الى طريق الحق والتوحيد.

اما اليوم  فالذين مارسوا ضغوطات على البرلمان الكردستاني بهدف تغيير التسمية القومية الكلدانية الى أخرى حديثة غير قومية اخترعتها مختبرات الأحزاب الآشورية من اجل مصالح حزبية و شخصية ضيقة و يقودهم في ذلك العمل وزير المالية السابق في اقليم كردستان الشخصية الآشورية السيد سركيس آغاجان ، نراهم قد جحدوا و شوهوا الكتاب المقدس بمضمونه و آياته التي جاء ذكر الكلدانيين فيها 84 مرة ، و هذا العمل لا يأتيه إلاّ فقد ايمانه  بالأنبياء و بالخالق.

و المعروف عن برلمانات العالم بانها تعمل من اجل تشريع القوانين و متابعة و مراقبة اعمال الحكومات ، و العمل على ايجاد السبل الكفيلة  لتقدم و رقي و رفاهية شعوبها ، ولم نسمع يوماً بأي برلمان في العالم يصوت على تغير التسمية القومية لشعوبه في دستور بلاده.
 لذا فما حدث مؤخراً بعد مصادقة البرلمان الكردستاني على مسودة الدستور بضغط من بعض المتنفذين لتغير فيه التسمية القومية الكلدانية ، تعتبر سابقة خطيرة في العلاقات الكلدانية الكوردية من جهة و في مصير الديمقراطية و حقوق الانسان في كردستان من جهة اخرى.
 بالإضافة الى ان تشويه التسمية القومية للكلدانيين تعتبر تجنياً صارخاً على الكتاب المقدس الذي جاء ذكرالكلدانيين فيه 84 مرة.

  كما ان الغاء الخصوصية القومية الكلدانية من خلال لصقها بأخرى قسراً ، فهذا قد يسهل و يشجع و يفتح الطريق امام اعداء المسيحية من ان يخرج علينا احدهم غداً و يطبع الكتاب المقدس بطبعة جديدة تغير فيه ذكر القومية الكلدانية الى كلدانية سريانية آشورية ، و كذلك الآشورية الى أخرى ثلاثية ايضاَ و بذلك يتم القضاء كلياَ على ترتيب و حقيقة الأحداث التاريخية الواردة في آيات الكتاب المقدس بالإضافة الى تحوير معناها ، فعلى سبيل المثال لا للحصر:

يقول الكتاب المقدس( تك7:15)  "وقال له انا الرب الذي اخرجك من اور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها .
اما قول الرب هذا فسيتغير و يشوه معناه الحقيقي حسب التسمية القومية الجديدة للسيد آغاجان و من معه من الاحزاب الآشورية العنصرية  في دستور اقليم كردستان ليصبح" وقال له انا الرب الذي اخرجك من اور( الكلدان السريان الآشوريين) ليعطيك هذه الأرض لترثها"
حيث من الواضح جداً للقاريء الكريم و الملمين بأمور الدين و التاريخ بأن اور كانت ملازمة لقوم الكلدانيين ، ولم يكن فيها ذكر للآشوريين ، اما اسم السريان فلم يكن موجوداً اصلا في ذلك العهد.

و يذكرالكتاب المقدس في ( 2مل 2:24) " فارسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الاراميين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون وارسلهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الانبياء.

و هذه الآية سيصيبها التحوير في المعنى و تغيير الشعب المقصود فيها لو قارناها بما جاء في دستور اقليم كردستان حول التسمية القومية للكلدان لتصبح بالشكل التالي:
فارسل الرب عليه غزاة (الكلدان السريان الآشوريين ) وغزاة الاراميين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون وارسلهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الانبياء.

نلاحظ هنا بأن الرب يرسل غزاةَ من الكلدان والآراميين و الموآبيين فقط ، فلماذا يصبح الآشوريون و السريان غزاةً قبل آلاف السنين و ينسب اليهم فعل لم يرتكبوه في تلك الواقعة؟!.

و نقرأ في الآية ( ار32:28) " لذلك هكذا قال الرب هانذا ادفع هذه المدينة ليد الكلدانيين و ليد نبوخذنصر ملك بابل فيأخذها."
هذا هو كلام الرب بموجب الكتاب المقدس ، لكن يبدو بأن السيد آغاجان و من معه من  الأحزاب الآشورية يريدون تغيير كلام الرب ايضاً من خلال تغيير تسمية الكلدان في دستور الاقليم ، حيث سيصبح كلام الرب العلي القدير المذكور في الآية أعلاه مغايراً تماماً  في معناها حسب القومية الجديدة في دستور الاقليم فيصبح كالآتي:
 " لذلك هكذا قال الرب هانذا ادفع هذه المدينة ليد ( الكلدان السريان الآشوريين) و ليد نبوخذنصر ملك بابل فيأخذها".

و هكذا سيصيب التغيرو التشويه و التحوير 84 آية من آيات الكتاب المقدس.

و السؤال الذي نسأله لاعضاء البرلمان الكوردستاني من المسلمين : هل تقبلون و توافقون في ان يتم تشويه مضمون و معنى الكتاب المقدس ومن خلالكم؟ .
بالتأكيد لا، لأن هذا ينافي دينكم الاسلامي الحنيف من جهة و ينافي الأخلاق الإنسانية المتعارف عليها في تعاملها مع الأديان السماوية خاصة و ينافي عملكم ايضاً.

كما نوجه سؤالاً الى رئيس اقليم كردستان  كاكة مسعود البارزاني المحترم  ورئيس حكومة كردستان الاستاذ نيجيرفان البارزاني و رئيس برلمان الاقليم الاستاذ عدنان المفتي و نقول لهم :
هل تقبلون بأن بتغير قومية شعب ومكون اصيل في الاقليم و العراق؟
وهل تقبلون بأن يحور معنى الآيات المذكورة في الكتاب المقدس؟.
 اية مؤسسة سواء أكانت حزباً  او برلماناً او حكومة تحترم حقوق الانسان و الديمقراطية و يؤمن اصحابها بالله يقبلون بهكذا أفعال؟.

الا يكفي ما عاناه الشعب الكلداني على مر العصور من القتل الجماعي و التهجير و سلب الممتلكات وتفجير الكنائس ، حتى يأتي اليوم فيسلبونه اسمه و تاريخه و دينه.

أي ظلم هذا بحق السماء.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com


68
                                            نحو تدويل قضية الكلدان


   كان الأمل كبيراً بعد التغير الذي حصل في العراق  بسقوط الصنم  بأن يعود البلد الى الحالة الطبيعية المنشودة و يسوده القانون و تعم فيه الديمقراطية و تتساوى فيه حقوق جميع ابناءه بغض النظر عن دياناتهم و مذاهبهم و قومياتهم . وخاصة بعد ان عانى جميع العراقيين من عرب و كورد و كلدان و تركمان وغيرهم من جرائم النظام السابق التي شملت القتل و التهجير و كبت الحريات ومصدرة حقوق المواطنين، ليصبح الجميع ضحايا هذا النظام الدكتاتوري الشرس.
لذا فالأمر كان مستبعداً من الضحية (التي ذاقت ويلات و مرارة الدكتاتورية و عانت الموت تحت يدها الحديدية) من ان تنمو فيها مشاعر حب التسلط و السيطرة على الآخر عندما تسنح لها الفرصة، لتتحول  الى دكتاتورجديد يفكر بعقلية المتعالي و النظرة الفوقية على شركاءه في الوطن ، لكن يبدو بأن بعض المتنفذين في الاحزاب الكوردية و اصحاب المناصب الرئيسية في حكومة الاقليم لهم نظرة مخالفة للموضوع ، حيث محاولاتهم المستمرة في الغاء و تشويه التسمية القومية الكلدانية في دستور الاقليم ، مكلفين القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني و وزيرالمالية السابق في حكومة الاقليم السيد سركيس آغاجان لتنفيذ هذا المخطط من خلال قيامه بتأسيس ما يسمى المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري و الذي انفق عليه ملايين الدولارات من اجل كسب بعض السذج و المعوزين ليتم استخدامهم في مشروع الغاء التسمية القومية الكلدانية من دستور الاقليم تحت ذريعة المشاريع السياسية المستقبلية الوهمية.
و بعد فشل المجلس المذكورمن تمرير مخططه نتيجة لإنفضاح نواياه واهدافه الحقيقية للجميع ، و كرد فعل طبيعي لإفشال المؤامرة المحاكة ضد الكلدان، اعلن الكلدان من خلال مؤسساتهم السياسية رفضهم لأية تسمية دخيلة تشوه تسميتهم القومية ، و طالبوا البرلمان الكوردستاني بتثبيت القومية الكلدانية في دستور الإقليم اسوة بما هي عليه في دستور دولة العراق الفيدرالي:
حيث وقعت الاحزاب الكلدانية كلها على هذا البيان، انظر الرابط ادناه:
http://www.chaldeanparty.com/forum/showthread.php?p=1470

كما ابت الكنيسة الكاثوليكية للكلدان ان تبقى ساكتة على  هذه المحاولات الرامية الى تشويه القومية الكلدانية العريقة والتي تمتد جذورها الى اكثر من 7300 سنة ، و التي جاء ذكرها 84 مرة في الكتاب المقدس، فكان بيان مجمع اساقفة الكنيسة الكلدانية بتاريخ 5/5/2009 ، والذي يؤكد تمسكهم الراسخ بقوميتهم الكلدانية و ان تدرج في دستور اقليم كردستان بصورة مستقلة كما هو عليه في دستور العراق الاتحادي ، لاحظ الرابط ادناه:
http://www.chaldeanparty.com/forum/showthread.php?p=1468

و ايضاً ارسلت عشرات الرسائل من منظمات و مؤسسات كلدانية حول العالم الى رئاسة الاقليم و برلمان كردستان يطالبونهم بحقهم في درج تسميتهم القومية في الدستورإسوة بباقي القوميات الاخرى في الاقليم.

بعد كل ما ابدوه الكلدان بمؤسساتهم السياسية و الدينية و كتابهم و مثقفيهم  من اصرار و تمسك  بقوميتهم واعتزازهم بها ، ومطالبتهم بدرجها مستقلة دون تشويه في دستور الاقليم كحق شرعي من حقوق الكلدان اسوة بباقي القوميات الاخرى المتعايشة على ارض الاقليم ، يبدو بأن رئاسة حكومة اقليم كردستان لم تستجيب لمطاليب الحق ولم تضع اي اعتبار لبيان المطارنة الكلدان الأجلاء ولا لبيان الاحزاب الكلدانية و الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية! ، و اصدرت اوامرها الى اتباعها في البرلمان الكوردستاني لإقرار تسمية حديثة مركبة لاقدم شعب في الوجود .

هكذا اذاّ  فالمسيطرين على زمام الامور و دفة الحكم في اقليم كردستان بدأوا اليوم بالعمل مباشرة ودون الحاجة الى وسيط مسيحي لتنفيذ هذه المهمة ، لأنها تنصب في مجرى ما يصبون اليه للمستقبل و الذي سيكشفها الزمن القريب.

لماذا تعمل القيادة الكوردية على الغاء التسمية القومية الكلدانية؟

  كما هو معلوم بان الكلدان لم يقفوا يوماً ضد تطلعات الشعب الكوردي في نيل حقوقه القومية و في تقرير مصيره ، بل كان الكلدان دائماً الى جانب اخوتهم الكورد و انخرط الكثير منهم و لا يزال ضمن الأحزاب الكردستانية و كانت لهم مواقف شجاعة و بطولية في مقارعة الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة على حكم العراق، سجن منهم الكثيرين و استشهد منهم اعداد كبيرة ، وعثر على رفاة البعض الآخر في المقابر الجماعية بجانب رفاة اخوتهم الكورد لمساندتهم و دعمهم لحركة التحرر الكردستانية.

  فإذا كان الكلدان كما ذكرنا بأنهم لا يقفون ضد تطلعات و خيارات الشعب الكوردي في تقرير مصيره ، ويعتزون بتسميتهم القومية و اعلنوا امتعاضهم ممن يعمل على تشويهها و مسخها و ربطها مع تسميات اخرى تحت حجج واهية  ، و اذا كان الكورد من خلال قياداتهم السياسية و حكومتهم يعلنون عن بناء اقليم  يسود فيه المساواة و حكم القانون و حقوق الانسان و الديمقراطية ،إذن اين تقف تلك القيادات من هذه الطروحات و الشعارات اذا كانت عملياً تقوم على تشويه اعرق قومية عرفها التاريخ وهي القومية الكلدانية ان لم يكن هذا العمل نابع من افكارعنصرية و نوايا مبيتة ؟.
و استلمنا مؤخراً الجواب بعد ان تم المصادقة على دستور اقليم كردستان بما فيه التسمية الهجينة المركبة و الغير حقيقية.
لكن هذا لا يعني بأن الكلدان سيسكتون على هذا الفعل الغادر و اللاحضاري في اهانة قوميتهم و الغائها من الوجود و كأننا نعيش سنوات العصور الوسطى، بل عليهم دراسة كل الخيارات المتاحة  امامهم في الدفاع عنها واحقاق الحق بشأنها.

الخيار الأمثل ، تدويل قضية الكلدان

  للكلدان اليوم قضية ، و على الكلدان أفراداً و مؤسسات تقع مسؤولية هذه المرحلة المهمة في تاريخ امتهم في العمل الجاد من اجل قضيتهم و ايجاد حل مناسب و مشرف لها.
و قضية الكلدان لهذه المرحلة  تتلخص في ان تكون قوميتهم مصانة في دستور العراق وأقاليمه ، دون دمجها او جمعها قسراً مع قوميات او طوائف اخرى ، و ان تضمن لهم الدساتير حقوقهم كافة بوضوح  كشعب اصيل ، و ان يكون لهم الحق في تقرير مصيرهم و مستقبلهم بنفسهم دون وصاية من احد.

 و مادام  اخوتنا في حكومة كردستان بدأوا بصادرة حقوقنا و يعملون على تهميش دورنا  و الغاء قوميتنا  و الوقوقوف ضد ارادتنا مناقضين بذلك ما اقره دستور العراق الفيدرالي، فالخيار الافضل و الانجح امام الكلدان ـ و ربما الوحيد في هذه المرحلةـ  هو تدويل قضيتهم من خلال طرحها على حكومات وبرلمانات دول العالم المختلفة و على منظمات حقوق الانسان العالمية و هيئة الامم المتحدة و الفاتيكان.
و آلية هذا الخيار متوفرة و قابلة للتنفيذ و المباشرة  فيها خلال مدة قصيرة طالما للكلدان امكانيات بشرية و مادية و مؤسساتية جيدة في أمريكا و اوروبا و استراليا  والتي يمكن استثمارها لخدمة القضية الكلدانية في الوطن .
و من الوسائل المتاحة حالياً للعمل نحو هذا الهدف:

1- تنظيم مظاهرات سلمية امام السفارات العراقية و ممثليات اقليم كردستان في كافة انحاء العالم و تبيان الظلم الذي لحق بهم جراء الغاء قوميتهم في دستور الاقليم.

2- اصدار البيانات الاستنكارية حول ما يجري من تهميش لحقوق الكلدان و سلب لإرادتهم في دستور اقليم كردستان ، وايصال هذه المعاناة الى حكومات وبرلمانات العالم.

3-  عقد ندوات حول الموضوع في كافة انحاء العالم لتعبئة ابناء الشعب الكلداني بصورة خاصة و العراقي بصورة عامة لدعم هذه الحملة.

4- قيام الكتاب و الادباء الكلدان بدور استثنائي لشرح ابعاد القضية و خطورة الغاء التسمية القومية الكلدانية على مستقبل و وجود الشعب الكلداني في ارض الوطن وذلك من خلال كتاباتهم و لقاءاتهم في وسائل الاعلام المختلفة.

5- الاتصال بالمفكرين والمثقفين و الكتاب العراقيين من الكورد و العرب من المعروفين بحياديتهم و  دفاعهم عن حقوق الانسان و مطالبتهم  بالتعاون الجاد مع مطاليب الكلدان المشروعة.

6-  اتصال رئاسة الكنيسة الكلدانية في العراق بقداسة البابا في الفاتيكان حول الموضوع و حثه على اصدار بيان بهذا الخصوص.

7- ارسال خطابات و بيانات رسمية حول القضية الى منظمات حقوق الانسان و الامم المتحدة.

8- تقديم شكوى الى المحكمة الفيدرالية العراقية حول الموضوع ، كون ما اقره برلمان كردستان يناقض المادة 125  من دستور العراق الفيدرالي.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com




69
                          قلمك أفقدهم صوابهم يا أبا رياض

   لقد قرأت الرسالة التي كان قد بعثها أحد ضعاف النفوس الى الأستاذ القدير حبيب تومي (ابو رياض)  و التي كانت عبارة عن كلمات و عبارات اقل ما يقال عنها بالمسعورة ، والتي تثبت بان كاتبها مريض وجاهل . مريض لأنه لا بد وان ترعرع في بيئة متدنية لا تعرف شيئاً عن القيم و الأخلاق فجبِل بالحقد و الكراهية ، وجاهلاً لأنه بفعلته الدنيئة قد اساء اساءة بالغة الى الجهة التي يعتقد بأنه يدافع عنها او ينتمي اليها .
 ربما ظن هذا الصغيرلوهلة و بما يحمله من حقد في عقله العفن ، انه قد قام بمهمة عظيمة ضد الأستاذ حبيب، متناسياً بأن أستاذنا العزيز اكبر بكثير من ان تثنيه هذه الاساليب الرخيصة عن قول الحق و الدفاع عن أمته ،  بل بالتأكيد انها  ستزيده و كل زملائه الكتاب نشاطاً و تمسكاً بقضية شعبهم العادلة.

   إن الإساءات التي وجهها ولا يزال البعض المريض الى الكتاب و النشطاء و السياسيين الكلدان ليست وليدة اليوم ، بل عمرها بعمر الحملة الشعواء على القومية الكلدانية ، بهدف مسحها من التاريخ و الجغرافيا. و ابطال هذه الحملة ليسوا مخفيين، بل انهم معروفون للجميع . و اليوم بعد سقطت مخططاتهم بدأوا يتخبطون في مستنقع الخيبة و الرذيلة ولم يبقى امامهم الاّ الالتجاء الى استخدام مثل هذه الاساليب الرخيصة لكي يداروا عن فشلم.

   في الحقيقة لم يسلم اي كاتب و اي سياسي و أي ناشط كلداني من القذف و التشهير وتوجيه الكلمات النابية اليه، لكن هذه الاساءات ستتحول الى وسام يتحلى به هؤلاء الشرفاء وهم يذودون عن امتهم الكلدانية و حقوقها.
ان الجندي الذي جرحته رصاصة العدو في ساحة الوغى وهو يدافع عن شعبه و وطنه ، يبقى جرحه وسام شرف يعتز يتفاخر به في كل زمان ومكان.
 هكذا فالكتاب و النشطاء و السياسيين الكلدان اليوم يتلقون الكثير من الشظايا من أعداء الكلدانية  والتي تؤكد على انهم سائرين في الطريق الصح دفاعاً عن أمتهم العزيزة و التي تستحق منهم أغلى التضحيات.

   القلم وقول الحق هو سلاح الشرفاء وقد تبنى الكلدان هذا السلاح  لأنهم مؤمنون به و بانه سيقضي بالتأكيد على كل الغادرين و الخونة و ضعفاء النفوس و المتربصين بأمة الكلدان.
فإذا كان قلم من أقلام الكلدان قد أفزع هؤلاء الى حد ان يفقدوا توازنهم و صوابهم ، فيا ترى  كم تفزعم القومية الكلدانية ؟.

تحياتي و تقديري الى الأخ العزيز ابو رياض و الى قلمه المعطاء الذي لن يجف مداده دفاعاً عن
أمته.

سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com

 
 




    
 

70
                               مشروع خيالي اسمه "اقليم آشور"

   يبدو بأن المشروع الآشوري  الذي يحضى بتأييد و مباركة  أكثرية المؤسسات الآشورية ان لم يكن كلها، السياسية و المدنية و الدينية ، و الذي اصبحت أهدافه واستراتيجيته واضحة المعالم من خلال العمل الحثيث و المكثف لتلك المؤسسات خلال العقدين الأخيرين من الزمن سواء بشكل سري او علني ، يلاحظ بوضوح اصابته بالشلل و الوهن لعدم واقعيته و لكونه مبني على تصورات خيالية و عنصرية.

  و يمكن تلخيص مفهوم المشروع  الآشوري هذا بإعتباره مشروعاً قومياً استراتيجياً للآشوريين يدعون من خلاله الى إقامة كيان سياسي للآشوريين حصراً يطلقون عليه اسم (اقليم آشور) ، والذي حددوا ابعاده الجغرافية بالمنطقة الواقعة بين الزاب الكبير و نهر دجلة ، وهذه المنطقة تشمل حوالي نصف كردستان العراق الحالية بالإضافة الى المناطف الواقعة شرق نهر دجلة في محافظة نينوى.

  و إذا درسنا الواقع الديموغرافي للمنطقة المحددة بإقامة المشروع المزعوم ، لوجدنا ان الآشوريين فيه يشكلون أقل المكونات في زخمها العددي وهذه المكونات هي ، الكورد ، الكلدان ، السريان ، الأيزيديين ، العرب ، الشبك والآشوريين.
و لكون الكلدان يشكلون نسبة عددية عالية من السكان و لهم قرى  و بلدات و اقضية  ضمن هذه المنطقة ، فإن المرحلة الاولى لتنفيذ المخطط الخاص بالمشروع الآشوري تتطلب العمل على الغاء الوجود القومي الكلداني من التاريخ و الجغرافيا، وذلك بالترويج على ان الكلدان آشوريين و ان لم ينتموا(حسب النظرية البعثية) و إعتبار قوميتهم الكلدانية في احسن الأحوال طائفة دينية، وبذلك فإن القرى و البلدات و الاقضية الكلدانية  ضمن هذه المنطقة ستتحول ملكيتها اوتوماتيكياً الى ملكية آشورية صرفة و تختم بختم الطابو الآشوري.

  ولو قمنا بإجراء عملية حسابية تقديرية لتكاليف المرحلة الاولى للمشروع القومي الآشوري السيء الصيت (المتمثلة كما ذكرنا بالغاء الوجود القومي الكلداني من التاريخ و الجغرافيا) خلال العقدين الأخيرين، والتي اتفقت عليها و باركتها كل الاطراف و المؤسسات الآشورية دون استثناء ، لخرجنا بتنيجة مذهلة لما ابتلعته هذه المرحلة من وقت و اموال وجهود متنوعة نستطيع ان نحصر قسماً منها من خلال الاسئلة المطروحة ادناه: 

كم من الأموال صرفت على المطبوعات المحرفة التي تتنكر لوجود القومية الكلدانية او اعتبارها طائفة دينية تحت أمرة القومية الآشورية؟
كم من الأموال صرفت لشراء بعض الكلدان السذج لكي ينسلخوا عن كلدانيتهم و يصبحوا اداةً طيعة لخططهم؟
كم من المواقع الألكترونية انشأت؟ وكم غرفة الدردشة الصوتية  فتحت لدعم هذا الهدف ؟
كم من الجهد و الوقت ضاع في سبيل الغاء الكلدان عند لقائهم بالاحزاب العراقية و المؤسسات الدولية؟
كم كلفت انشاء القنوات الفضائية الآشورية ( عشتار و آشور و آسريا سات )؟ وكم هي مصاريفها اليومية ؟ .
كم من الوقت ضاع وكم من الجهد قد بذل في كتابة و نشر المقالات في المواقع الالكترونية و المجلات و المنشورات و الكتيبات التي تلغي القومية الكلدانية ؟
كم هي تكلفة اللقاءات و الندوات التي عقدت من اجل هذا الهدف؟
كم هي مصاريف المهرجانات و الحفلات التي اقيمت؟
كم من المبالغ دفعت لشراء بعض الأقلام و أصحابها في الداخل و الخارج ؟
كم تصل كلفة الاتصالات و المواصلات التي استخدمت من اجل هذا الغرض؟
وكم... وكم ...

و لو استمرينا بتعداد  هذه الأسئلة لما تمكنا من انهاء هذا المقال ، لكن بالتأكيد سيوافقني الجميع بأن المبلغ الكلي و التكلفة النهائية ستكون كبيرة جداًً، و ربما سيصدم بها اصحابها . اما النتيجة النهائية لمحاولات الغاء القومية الكلدانية لحد اليوم ، فهي الفشل الذريع لها و لما رافقتها من مخططات و تكتيكات سياسية داعمة ، لأن منظري هذا المخططات لم و لن يستطيعوا تغيير الحقيقة ، كما وان تصدي الوعي القومي الكلداني المتنامي لها قد أدى الى شلها و تجميدها ، و النتيجة النهائية اليوم هي واضحة  وضوح الشمس ، اي ان القومية الكلدانية ثابتة و راسخة و ابنائها ازدادوا لها حباً و فخرا و اعتزازاً ،ً وهم مستعدين للدفاع عنها بكل غال و نفيس، لأنها جزء من كيانهم و شخصيتهم و وجودهم.
ها هم الكلدان و مؤسساتهم يعلنونها كل يوم ليسمع القاصي و الداني بأنهم لن يساوموا على قوميتهم و لن يسمحوا لأي كان بتحويرها و تشويهها، وفي طليعتها حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني و المجلس القومي الكلداني و المنبر الديمقراطي الكلداني و المؤسسات المدنية و الدينية و الكتاب و المثقفين الكلدان ، كلها تعلن في كل مناسبة عن فخرها و اعتزازها بقوميتها وعن كونها خطاً أحمراً لا يسمح تجاوزه ، كل هذا  لكي يعوا هؤلاء بعدم الجدوى من السراب الذي يركضون نحوه .
 فلا نعرف ما الذي يدعو الاخوة الآشوريين  الى الاستمرار في هذه السياسة الفاشية و المشروع الفاشل الذي سيؤدي بالتأكيد الى المزيد من النتائج الغير مرجوة ، وفي مقدمتها زرع المزيد من الحقد و الكراهية بينهم و بين الكلدان ، و آخرتها ستكون فقدان التوازن السياسي عندهم وعطب بوصلتهم في تحديد وجهتهم و مستقبلهم.

بالرغم من مرور اكثر من عقدين من الزمن ، و كل هذه التكاليف الباهضة الثمن لم توقف هؤلاء القوم عن هذا الفعل الغادر ليعودوا الى رشدهم في  التعامل مع الآخرين بإسلوب حضاري و انساني و وفق مبدأ الإحترام المتبادل و في عدم التدخل في شؤون الآخرين ، و التخلي عن الركض وراء افكار شوفينية و الحلم بعودة ايام الامبراطوريات و المستعمرات البائدة.

إن مثل هذه المحاولات و الأفعال التي كانت  ولا تزال تهدف الى الغاء القومية الكلدانية لم تؤثر على الآشوريين فقط من حيث التكلفة المادية و المعنوية و الزمن الضائع ، بل ادت الى تشويه صورتهم امام الشعوب الاخرى من خلال ما يقومون به علناً و بكل الطرق في الغاء اعرق قومية تعيش في بلاد النهرين .
كما أثرت سلباً ايضاً على الكلدان من خلال حشد الطاقات وبذل جهود كبيرة كافراد و كمؤسسات في الدفاع عن قوميتهم العريقة و من اجل كشف زيف تلك الادعائات الباطلة وما يكمن ورائها من اهداف سياسية تضر بالكلدان و مستقبلهم، و من ثم التصدي لها بالطرق و الاساليب المناسبة وفق الامكانيات المتوفرة .

و لو كانت كل تلك الاموال و الجهود  قد  صرفت في الترويج لثقافة المحبة و الثقة المتبادلة و مد جسور التعاون مع الكلدان لكنا جميعاً قد اقتربنا من نيل حقوقنا ربما بخطوات اكثر من طموحنا.

و لحد اليوم لا يظهر في الافق ما يوحي بتخلي المؤسسات الآشورية عن مشروعها العنصري الهادف في مرحلته الأولى لإلغاء القومية الكلدانية ، بالرغم  من الفشل الذريع الذي لحق بالمشروع .
كما و لم تظهرأية مبادرة ولو فردية من قبل اية مؤسسة آشورية تعلن فيها عن تخليها عن هذا المشروع الداعي للكراهية ، وتتحلى بالشجاعة الكافية كي تقوم بتقديم اعتذارها للكلدان عن ما بدر منها من اساءات بهذا الخصوص ، لكي تكتسب ولو الحد الأدنى من المصداقية في المستقبل اثناء تعاملها مع المؤسسات و الكيانات الكلدانية من اجل المصالح المشتركة للطرفين.
 فمتى سيعلم الذين يريدون الغاء القومية الكلدانية بأنهم واهمون ، وانهم على الحقيقة جانون ، و في آخر المطاف لا  احد يعلم في اي منزلق سينزلقون.

للحديث بقية

سعد عليبك
saad_touma@gotmail.com


71
                الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، البشرى و الأمل

  كانت فرحتي لا توصف عندما فتحت بريدي الالكتروني لأقرأ في رسالة صديق عزيز البشرى و الخبر السعيد الذي زفه لي من خلال  نص بيان الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية  الذي اثلج الصدور و زرع الامل في نفوس الكلدان من جديد.
ما اجملها تلك السواعد عندما تلتحم معاً للعمل و النظال من اجل بناء مستقبل زاهر لنا و لأجيالنا و لرفع راية الأمة الكلدانية عالياً لترفرف بثقة و شموخ طالما عروق ابناءها تنبض بالحب و الوقار لها و لأمتهم الكلدانية العزيزة.

 أيها الإخوة الأفاضل في الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية :
نهنئكم و نهنيء انفسنا و كل ابناء امتنا الغالية في الوطن العزيز و في كل ارجاء المعمورة على ما سطرته اناملكم في بيانكم الموقرالذي طالما انتظرناه ، لأن وحدتكم هي الضمان الوحيد لنجاحنا في خطواتنا المقبلة ، و هي ساتر الأمان الذي يقي الأمة من كل الشرور التي تحيط بها.
الإنتهازيين والمتربصين بأمتنا الكلدانية سيتساقطون الواحد تلو الآخر بعد ان جمعتكم محبة الأمة و وضعتم مصلحتها نصب أعينكم و اثمرت لقاءاتكم و إتصالاتكم بإعلان وحدتكم في بيانكم التاريخي هذا.
حقاً سيصبح يوم الرابع من أيار عيداً و عرساً قومياً يضاف الى مناسبات أمتنا المباركة.
الف الف مبروك على هذا الإنجاز الرائع ونتمنى لكم كل التوفيق.

أما لناكري قوميتنا الكلدانية العزيزة ، ممن يعتبرها طائفة و ممن يمزجها مع اسماء اخرى و ممن ينكر وجودها اساساً و الى الذين نكروا اصولهم و جذورهم ، اذكرهم بالمثل العراقي الذي يقول "لا يصح الاّ الصحيح" ، و عليهم  جعله حلقة في آذانهم لكي لا ينسوه الى يوم الآخرة .
لأنه ببساطة لا تصح و لا تصلح للكلدان قومية غير قوميتهم التاريخية الحقيقية الصحيحة و هي الكلدانية.
و لا تصح و لا تصلح للكلدان رموزاً غير رموزهم التاريخية الاصيلة.
و لا يصح ان يتحدث بإسم الكلدان و يقرر مصيرهم  غيرالكلدان انفسهم.

 لقد ذهبت كل محاولاتكم ادراج الرياح و ذقتم طعم الهزيمة و الفشل و تحطمت مخططاتكم على صخرة الوحدة الكلدانية الصلبة.
نعزيكم على مصيركم المحتوم  وندعو الرب لكم بوافر رحمته.

سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com


72
                            العلم القومي للكلدان و السريان و الآشوريين
 
 كلمة العلم أو الراية تعني ذلك المزيج من الألوان والأشكال التي يتم ابرازها في قطعة قماش او مادة مرنة لها دلالات محددة بهدف خدمة معنى معين كأن يكون سياسياً أو اجتماعياً أو تجارياً او غيرها ، بحيث يتم فهمه من قبل المستخدم أو المتلقي أفرادا أو جماعات.  وهذا المعنى او الرمز يعطي خصوصية الى تلك الجماعة التي تتبنى الراية سواء اكانت مؤسسة تجارية او حزب او دين او شعب او دولة او مجموعة دول.
و كباقي الشعوب فإن للكلدان رايتهم و للآشوريين و للسريان رايتهم ايضاً.
وفي هذا المقال وجدت ضرورة تسليط الضوء على العلم الكلداني و العلم الآشوري و العلم السرياني ، و شرح معاني كل منها استناداً الى ما جاء في تفسير مصمميها  للرموز و الأشكال التي يتكون منها كل علم لكي يكون كل قوم من هؤلاء على بينة و دراية لمدلولات الراية التي يحملها والتي تمثله .
 
العلم الكلداني ( كما هو مبين في الصورة المرفقة ):
  العلم الكلداني هو من تصميم الفنان التشكيلي و الباحث الكلداني المعروف عامر حنا فتوحي و له شرح مفصل في كتابه الكلدان منذ بدء الزمان ، حيث  يمثل الخطان الأزرقان العموديان نهري دجلة و الفرات الخالدين و يرمزان للوفرة و العطاء ، فيما ترمز الأضلاع و الإشعاعات الثمانية و القرص الدائري الأصفر للشمس، رمز الخير و العدل و المساوات و المدنية ، و الدائرة الداخلية الزرقاء تمثل القمر، و الشمس و القمر يمثلان الأجرام السماوية الرئيسية في المعتقد البابلي الكلداني و يرمزان ضمناً الى حضارة الكلدان و ابتكاراتهم في مجال العلوم و منها علم الفلك الكلداني القديم الذي يعد اساس علم الفلك المعاصر.
النجمة الثمانية تبدو مستخدمة في الإقليم البابلي منذ عهد الكتابة الصورية في الألف السادس ق.م وهو عصر الكلدان الأوائل ، حيث كانت النجمة ترسم بشكل أربعة خطوط متقاطعة ينتج عنها نجمة بثمانية رؤوس ، و ظلت مستخدمة حتى عهد آخر رقم طيني من الأقليم البابلي بحدود 80م ، أي ان استخدامها قد استمر على طول فترة تزيد على خمسة آلاف عام ، كما ان النجمة الثمانية قد استخدمت في الفخاريات الرافدية منذ القدم و الى عصور تعود الى حقبة سامراء 5500 ق.م.
إن أهمية النجمة الثمانية الكلدانية البابلية لم تتوقف عند استخدامها في التاريخ القديم ، بل انها بقيت في الإستخدام خلال العصور اللاحقة ، وخير مثال على ذلك تشكيلاتها ابان العصر العباسي الزاهر الذي كان اساسه الفن البابلي القديم ، حيث استخدمت النجمة الثمانية في الخط و الزخرفة و الحفر في الحجر و على الخشب وفي تصميم القباب و أشهرها القبة المعروفة بالقبة الصليبية. و يضيف الأستاذ فتوحي أيضاً  حول تواصل استخدامها في العهود اللاحقة حتى استخدمت كشعار للجمهورية العراقية عام 1958م ، بعد ان اعتمدها اثنان من مؤسسي الفن الحديث في العراق، هما الفنان الخالد جواد سليم (المصمم) و الأستاذ الفنان عيسى حنا دابش (المنفذ) وهو الرئيس العام للرابطة الدولية للفنانين التشكيليين المحترفين الكلدان ـ حيث قاما بتصميم وتنفيذ شعار الجمهورية العراقية بعد ثورة الرابع عشر من تموز .
 أما سبب اختيارهما للنجمة الثمانية فهي كما يؤكد الأستاذ دابش (لأنها تمثل وطنياُ كل حضارة بيث نهرين).
و يجمع العلم الكلداني في رموزه ثلاثة صفات رئيسية للشعب الكلداني:
1- الوطنية  من خلال  رمز نهري دجلة و الفرات الذين يقطعان العراق من شماله الى جنوبه و يمثلان بلاد النهرين وطن الكلدان.
2- الانتماء و الاعتزاز بتاريخ بيث نهرين كله الذي يمتد الى اكثر من 7309 من السنين ، وذلك من خلال النجمة الثمانية الأضلاع التي استمر وجودها و ظهوها و استخداماتها بشكل مستمر على مدى كل العصور والعهود في البلاد.
3- الإفتخار بالمنجزات العلمية للكلدان عبر التاريخ  وخاصة علوم الفلك من خلال رمز القمر و الشمس داخل النجمة الثمانية.
من خلال تبني الكلدان لهذا العلم الذي يتوسطه النجمة الثمانية دليل على مدى تعلق أبناء هذا الشعب بارضهم و وطنهم و اعتزازهم بحضارتهم و تاريخهم. كما ان العلم الكلداني في شرح رموزه لا يحمل اي تعصب تجاه الآخرين ، بل هو مفتوح على كل العراقيين بكافة انتمائاتهم العرقية.

العلم الآشوري ( كما هو مبين في الصورة المرفقة)
 كان العلم الآشوري سابقاً يأخذ شكلاً  آخراً (انظر الى الصورة المرفقة) ، حيث يتوسطه الإله آشور حاملاً بيده القوس والسهم  وهو فوق ثور و احياناً كان يستخدم بدون وجود شكل لهذا الإله.
 ثم تبنت المؤسسات الآشورية المنضمة الى الاتحاد الآشوري العالمي  النموذج الذي قدمه  الفنان الآثوري الايراني الاصل جورج بيث اتانوس عام 1974 في يونكيز- نيويورك .
والتصميم هو بشكل اربعة رؤوس لنجمة في المركز . تطوق هذه النجمة دائرة ترمز الى " شمشا " الاله شمس الاشوري ، وان الاجنحة الاربعة للنجم هي باللون الازرق المشع والتي ترمز الى الفرح والسكينة ، والاشعة المنبعثة من مفاصل النجم والتي تمتد الى الزوايا الاربعة للعلم هذه الاشعة تضيق في القاعدة وتبدأ بالتوسع الى المسافة الممتدة من المركز ، ترمز الى الانهر الرئيسية الثلاث التي تجري في (ارض اشور)، الفرات والذي هو باللون الازرق وفي الوسط الزاب العظيم باللون الابيض ، وفي الاسفل نهر دجلة باللون الاحمر.
والاشعاعات المنبعثة من مركز النجمة تصور ايضا تشتت الشعب الاشوري في الاتجاهات الاربعة من العالم وفي نفس الوقت ترمز ايضا الى عودة الشعب الاشوري الى ارضه والمتمثلة في نهاية النجمة .
فوق النجمة والشمس صورة للاله آشور " الاله الارفع للاشوريون " يقف الاله آشور في دائرة على طول الاتجاهين بجانب اليدين اجنحة للنسر ، حاملا بيده قوس الصيد ذو سهم جاهز للاطلاق.
من خلال رموز العلم الآشوري القديم و الحديث نجد بأنه يرتكز بالدرجة الآساس على ثلاثة نقاط :
النقطة الأولى: الإله الوثني آشور( الاله الأرفع عند الآشوريين) ، حيث في التصميم القديم صورة لأله آشور وهو فوق ثور ، بينما في العلم الجديد رمزان للاله آشور ، احدها قرص الشمس الذي في المركز ، و ثانيهما شكل الاله الموجود بين جناحين ، وهذا يؤكد مدى اعتزاز آشوريو اليوم بإلههم الوثني آشور بالرغم من كونهم اليوم يتبنون المسيحية ديناً لهم.
النقطة الثانية : التباهي بحروب و انتصارات الامبراطورية الآشورية القديمة.
النقطة الثالثة : حلم عودة أرض آشور (او ما يطلقون عليه الأحزاب الآشورية باقليم آشور) الذي يحددون ابعاده بالمنطقة الواقعة بين الزاب الكبير و دجلة ، وهذه المنطقة تشمل نصف كردستان العراق الحالية بالإضافة الى المناطف الواقعة شرق نهر دجلة والتابعة لمحافظة نينوى.

العلم السرياني ( كما هو مبين في الصورة المرفقة)
أوما يطلقون عليه العلم السرياني الآرامي، وهو صمم لكي يمثل الأمة السريانية في الوطن و الشتات.
 يستند  العلم على ما تم اكتشافه من قبل الباحث الفرنسي و خبير العلوم السامية اندريه دوبون (1900- 1983) في تل حلَف في سوريا. و القطعة المكتشفة تصور كلكامش بين اثنان من رجُلي الثور مدعومان بقرص شمس مجنح و يعتقد بأنها تعود لعصر الملك الآرامي (كبارا بن قاديانو) في القرن التاسع قبل الميلاد.
في تصميم العلم السرياني الشمس مستبدلة بلهب او مصباح يمثل روح القدس ( في عملية ذكية لإستبدال الاله الوثني المتمثل بقرص الشمس بروح القدس للدلالة على الاعتزاز و الانتماء الى المسيحية). الخلفية الحمراء تم اختيارها كرمز للدماء التي سكبت في عمليات الابادة الجماعية للسريان عبر التاريخ . اما اللون الأصفر يمثل الأمل في بلاد او ارض خاصة بهم. و النجوم الأربعة تحت الجناحين يمثلان نهري دجلة و الفرات وجيهون و بيشون.
و يمكننا تلخيص فكرة العلم السرياني بثلاثة نقاط رئيسية:
1- اللون الأحمر الذي يفسر على فداحة المجازر التي ارتكبت بحق السريان.
2- الإعتزاز و التباهي بالدين المسيحي من خلال روح القدس المتمثلة بالشعلة التي تتمركز العلم.
3- خصوصية الانتماء الى الحضارة الآرامية من خلال الشكل المكتشف في تنقيبات تل حلف التي ظهرت فيه بقايا مدينة غوزانا عاصمة مملكة بخياني الآرامية.

ولأهمية الراية ودورها المعنوي على الفرد و المجتمع ، يحاول البعض جاهداً ادخالها في صراعاته السياسية و القومية ، حيث نجد في بعض المناسبات مبالغ كبيرة تصرف على الأعلام ويتم تحضيرها مسبقاً وبالعشرات من الحجم الفوق الكبير، و يتم تعين افراد مخصصين لحملها ، و كذلك مئات الأعلام من الحجم الصغير توزع لا على التعين على الحاضرين في بعض المناسبات ، و الهدف منها هو اعطاء فكرة للحاضر و المشاهد او المتلقي بان كل الحاضرين هم اتباع هذه الراية و من ثم ليتم صبغ الحاضرين بصبغة المنتمين الى هذه الراية.
كما اصبح امراً مكشوفاُ  لدى الجميع ما يفعله بعض مدعي الوحدة القسرية  من فرض علم احد المكونات القومية على الآخرين و هذا العلم لا يمت بأية صلة بالوحدة و لا بالتوحيد.
و على شبابنا اليوم ان يعرفوا و يعوا جيداً مفاهيم و رموز الرايات التي يرفعونها احياناً دون علم او قصد.
 فإن العلم بمدلوله و مفهومه المعنوي هو رمز للبقاء و الاستمرارية ، لذا علينا وعلى اولادنا ان نعرف كل شيء عن رموز ومعاني رايتنا و راية أمتنا الكلدانية التي نرفعها بفخر و تباهي.

سعد توما عليبك

saad_toma@hotmail.com
18/4/2009

73
                المجلس الشعبي ( الآشوري الآشوري الآشوري)

 
 ان السرعة التي تشكل فيها المجلس الشعبي المسمى بالكلداني السرياني الآشوري ، و الطريقة التي تم توزيع المناصب القيادية فيه ، و صنبور الدولارات المعطوب العداد المفتوح فوقه ، والدعم الاعلامي الكبير له من خلال فضائية عشتار الآشورية و موقعها الكتروني و كتاب جدد لخدمة أفكاره ، وإستمرار هذا الدعم اللامحدود و على اختلاف اشكاله وفي هذه المرحلة بالذات كان الهدف منه تسريع ولوجه الى الساحة القومية و السياسية  وبالتالي ليجعل منه طرفاً قوياً و مؤثراً في المعادلة القومية.
كل هذه الامور كانت موضع شكوك و حذر من قبل المتابعين و المهتمين بالشأن القومي و كل من لديه دراية بسيطة في المجال السياسي عن الدوافع والاهداف الحقيقية التي تقف وراء تأسيس هذا التنظيم .

 العوامل المذكورة اعلاه ساعدت المجلس الشعبي في تمكينه وخلال فترة قصيرة نسبياً مقارنة بالتنظيمات الأخرى العاملة في الساحة ، من إحاطة نفسه بقاعدة موالية ليست بالقليلة ، لكنها من النوعية المتذبذبة و سريعة التحول و التقلب ، تحركها بوصلة المصالح الشخصية  والرياح الموسمية، و اسباب ولائها محصور بين الحاجة الى المال او زيادته في ظل الضروف الاقتصادية الغير مستقرة في البلد ، أو في الاستقواء بالمجلس في صراعاتها الحزبية او الشخصية ،بالاضافة الى وعود بالحصول على امتيازات ومناصب ادارية و سياسية في المنطقة.
و لا اعتقد بأن الكلدان الذين دخلوا الى المجلس هو ايمانهم بطروحاته القومية او الأيدولوجية أو السياسية كما يريد ان يوهمنا به البعض، وخير دليل على ذلك هو ما يقوم به المجلس الشعبي من تهميش و اقصاء لكل ما هو كلداني و الترويج للسلعة الآشورية في كل مناسبة عملياُ و اعلامياُ ، و بالتالي اصبح انتماءه آشورياً حصراً وبإمتياز .
ان المجلس الشعبي ومن خلال تبنيه للآيدولوجية الآشورية و رموزها و تنكره العلني لكل ما هو كلداني أنما بذلك اصبح دوره في الساحة القومية و السياسية يلتقي و يتطابق كلياً مع الأحزاب و المؤسسات الآشورية التي تقف بالضد من القومية الكلدانية ، عدا وجود بعض الخلافات الشخصية مع بعض زعامات تلك التنظيمات.

  استمعت مرة قبل اكثر من عام الى الاستاذ جميل زيتو يتحدث الى مجموعة من أهالي احدى القرى اثناء توزيع بعض المعونات عليهم يقول" ان مجلسنا سميناه ( كلداني سرياني آشوري) ، لأن ألأكثرية العددية لابناء شعبنا هم من الكلدان ، و بعدهم السريان و من ثم الآشوريون" .
طيب اذا كان المجلس على هذه الدرجة من العدالة في تقديم و تأخير التسمية حسب الزخم العددي لها ، أليس المفروض أن تعمم هذه العدالة المتميزة على كل المسائل العالقة الأخرى كالعلم القومي و سنة أكيتو و يوم الشهيد و في توزيع المناصب و في المرشحين للإنتخابات؟.
ولم يمضِ وقت طويل حتى جائنا الجواب الشافي و الواضح و الأكيد من أفعال و تصريحات هذا المجلس خلال العامين المنصرمين،  و الذي أثبت العكس تماماً ، اي لا حمص للكلدان في مولد  هذا المجلس الشعبي ، بل ان وجودهم ليس اكثر من كتل بشرية فاقدة لخصوصيتها ، يحق لها العيش على ان تتبع الآشورية في كل شيء ، و ان تكون متواجدة في المسيرات الآشورية للرقص و التصفيق و رفع الأعلام و الصور و اصدار بيانات تأييد انترنيتية والرد على كتابات و انتقادات إخوتهم القوميين الكلدان .
و بالتطبيق التدريجي لأفكار المجلس الشعبي على الواقع و المستمدة من الآيدولوجية الآشورية حصرا  فإن:
يوم الشهيد الآشوري أصبح يوما للشهيد الكلداني السرياني الآشوري
و العلم الآشوري أصبح العلم الكلداني السرياني الآشوري
ورأس السنة الآشورية أصبحت راس السنة الكلدانية السريانية الآشورية.
و هلم جرى ، و لا ندري ماهو مخبأ لنا في مخطط هذا المجلس؟.

هكذا أكد المجلس الشعبي انتماءه الآشوري بجدارة من خلال تبنيه ليوم الشهيد الآشوري و الراية  و السنة الآشوريتين و تنكره لكل ما يرمز الى الكلدان و حضارتهم ، و بذلك تتطابق آيدوليجيته تماماً مع كل الأحزاب الآشورية الراديكالية الناكرة للوجود القومي الكلداني.
هل هناك شك بعد كل هذا بأن المجلس الشعبي ليس ثلاثي الآشورية؟.

و إذا ما عاتبنا اخوتنا الكلدان الموجودين في المجلس الشعبي على هذا التهميش المقصود للكلدانية ، فيتبرر احدهم بالقول  بان في مقدمة اولوياتهم هي المطالبة بالحقوق القومية المتمثلة بالحكم الذاتي و ليست التسمية القومية! ، اي ان التسمية و رموزنا القومية الكلدانية حين تتعرض للمسخ و التشويه ومن داخل المجلس الشعبي لا تعنيهم شيئاً ! ، متناسياً تأثيراتها السلبية على مستقبل هذا الشعب وحقوقه القومية و معنويات ومشاعر ابناءه.
ثم ما الحكمة في هكذا حكم ذاتي إذا نحن الكلدان خسرنا فيه تسميتنا ورموزنا القومية و علمنا و خصوصيتنا؟. حينها  سيكون كل شيء مرتباً ليتحول هذا الحكم الذاتي الى إقليم آشور آشوري و الكلدان فيه مسـتأجرين!.

اسئلة عديدة تطرح نفسها اليوم على الكلدان الموجودين في المجلس الشعبي الآشوري وهي :
أين دور الكلدان في المجلس الشعبي؟
 و كيف سمحوا لأنفسهم بالموافقة على هذا التهميش للكلدانية؟
و اذا ليس لهم دور ولا صوت مسموع في هذا المجلس، فماذا يصبرهم على البقاء فيه ؟
و لماذا يقبلون في ان يكون اسمهم بالحصاد و منجلهم مكسوراً ؟ و أخيراً كما يقول المثل العراقي " شجابرهم عالمر" و ماذا ينتظرون؟.

  الكلدان في المجلس الشعبي كأفراد و كمؤسسات تقع عليهم اليوم مسؤولية أخلاقية كبيرة ، و يجب عدم  السكوت تجاه سياسة التهميش و الإقصاء المتعمد الذي يمارسه المجلس الشعبي للكلدان و الكلدانية ، بل عليهم ترك المجلس فوراً تعبيراً لرفضهم لهكذا ممارسات و يباشروا اتصالاتهم  و يوحدوا جهودهم للعمل مع المؤسسات الكلدانية الأخرى من اجل بناء بيتنا الكلداني الذي يسعنا جميعاُ .
 اما البقاء و المراوحة على هذه الحال و انتظار فرحة  رأس الشهر ، فهذا يعني بأنهم  يساهمون في ما يقدم عليه الآخرون في التمادي في الغاء قوميتنا و تهميش دورنا القومي.


ان بيان التنظيمات الكلدانية حول احتفالات اكيتو الذي صدر بتاريخ  31/ 3  /  2009 و المنشور على الرابط ادناه:
http://www.chaldeanparty.com/forum/showthread.php?t=1287

و الذي وقع عليه كل من السيد  رويل داود و د. حكمت حكيم و السيد سعيد شامايا و السيد ضياء بطرس  حول عيد أكيتو ، ربما كان رد فعل على تهميش المجلس الشعبي للكلدان ، و بالرغم من ان البيان كان قصيراً و على عجالة حيث لم يتم فيه ذكر السنة الكلدانية و لا التسمية الحقيقية لرأس السنة الكلدانية البابلية ، الاّ انه يمكن اعتباره فاتحة خير نحو بناء علاقات متينة بين تنظيماتنا الكلدانية اساسها المصلحة العليا للشعب الكلداني.
 نتمنى ان يترجم هذا البيان الى صيغة عملية في بناء البيت الكلداني و استعادة الكلدان لقوتهم وتأثيرهم و مكانتهم الحقيقية و التوقف عن الركض خلف شعارات الهدف منها ابقاء الكلدان في وضع المراوحة.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com



74
    أكيتو 7309، العيد القومي الكلداني، عيد كل العراقيين


  بالإضافة الى الإحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة بعد ان تبنت كل الدول التقويم الميلادي و التعامل اليومي معه ، فإن شعوباً عديدة ما زالت تحتفل بعيد راس السنة الخاصة بها و تعتبره عيداً قومياً أو وطنياً ، مفتخرة بتاريخها و حضارتها.
 وقد ترتبط و تستند أعيادها هذه على اساطيرأو حوادث تاريخية مهمة كتولي أحد الملوك للعرش او عمل قام به أو بداية لتقويم قديم او بناء مدينة ما.
 فمثلاً يحتفل الكورد و الفرس و الأفغان بعيد نوروز، ويعتبرهذا العيد عند الشعب الكردي بداية السنة الجديدة  2709 وفق التقويم الكوردي ، وتبدأ السنة في 21 أذار من كل عام، و يحتفلون به كيوم التحرر من الظلم و الإستبداد حسب اسطورة (كاوة الحداد) و بداية لربيع جديد ايضاً.
  أما الفرس فيعتبرون نوروز رأس السنة الفارسية و التي تبدأ ايضاً في 21 آذارمن كل عام ، و يقال ان سبب الإحتفال به هو ان جمشيد(ملك فارسي سمي اول يوم من السنة بنوروز) وفر ماء الحياة للناس و وعدهم بحياة ابدية، كما يعتبره البعض منهم يوم بداية الخليقة. و السنة الفارسية 2568 تقابل السنة الميلادية 2009.
الصينيون ايضاً يحتفلون برأس السنة الصينية و التي تعرف أيضاً بإسم عيد الربيع، و يقيمون مهرجانات ، و يعتبرونه بدء لحياة جديدة و موسم الحرث و البذر و تقابل السنة الحالية السنة الصينية 4707.
و يحتفل اليهود برأس السنة العبرية الجديدة( روش هوشانا) و ستوافق في يوم 19 سبتمبر2009 القادم مع بداية السنة العبرية 5770.
و يحتفل المصريون بالسنة الفرعونية او المصرية في 11 سبتبمبر من كل عام و التي ستصادف هذا العام السنة 6251 فرعونية ، مستندين بذلك على أول شهر توت بحسب التقويم الفرعوني الذي أبتكروه عام 4241 ق.م.

  أما الشعب الكلداني فيحتفل هذا العام  بعيد اكيتو ، رأس السنة البابلية الكلدانية  7309 وكانت الإحتفالات بهذا العيد سابقاً تبدءاً بالأول من نيسان و لغاية 12 منه ، ويكون الملك و ألآلهة و رجال المعابد لهم الأدوار الرئيسية في مراسيم وطقوس هذا الإحتفال.
حيث كان فكر الإنسان الكلداني و تصوره  للحياة في بلاد النهرين يتمحور حول ثلاثة عناصر أساسية هي : الطبيعة و الآلهة و الإنسان و هذا يبدوا واضحاُ من خلال اسطورتي اينوما ايلش و كلكامش ، مع ايمانهم بوجود قوتين رئيسيتين تسير الكون وهما قوى الخير و قوى الشر.لذا نجد ان احتفالات رأس السنة البابلية الكلدانية عبارة عن شعائر و طقوس احتفالية بالطبيعة و الآلهة و الإنسان معاً ، و تتخذ جدلية الموت و الإنبعاث عندهم اشكالاً انسانية واقعية و خاصة في علاقات الحب و الزواج عند الآلهة و من خلال تأليه الملوك و هبوط الآلهة الى العالم السفلي حيث يعيش الإنسان.

لذا فقد كان لهذا العيد و طقوسه أهمية كبيرة لدى الشعب الكلداني و كافة الأقوام التي سكنت بلاد ما بين النهرين بصفته رمزاً عظيماً و تعبيراً عن الفكر الإجتماعي و السياسي و الديني في مجتمعاتهم.

  و لما كان الإحتفال بعيد أكيتو، رأس السنة البابلية الكلدانية يمتد لمدة اثنا عشر يومأً ، بدءاً بالأول من شهر نيسان و الى الثاني عشر منه ، فإن الإحتفال به اليوم بنفس الطريقة السابقة يعد من الأمور المستحيلة نظراً لما طرأ على الإنسان من تغيرات فكرية واجتماعية و دينية و علمية غيرت من طريقة تصور الإنسان لحركة الطبيعة و تفسيراته لتركيبة الكون و طريقة الخلق، بالإضافة الى اختلاف طريقة حياة الانسان و اسلوب معيشته و علاقته الذاتية مع الخالق.
لذا فمفهوم الإحتفال بهذا العيد اليوم  يعتبر احتراماً للتاريخ و الحضارة الكلدانية البابلية العريقة و إكراماً لمنجزات أسلافنا العظام الذين قدموا للبشرية الكثير من العلوم و الفنون ، كما هي فرصة لبث الوعي القومي و تقوية الأواصر الإجتماعية بين ابناء هذه الأمة.
 بالتأكيد فإن طبيعة الإحتفال بهذا العيد لا يمكن تحديدها ايضاً ، اي انه تستطيع كل مجموعة كلدانية او مؤسسة واحدة او عدة مؤسسات من الإحتفال بهذا العيد بالطريقة التي تتلائم و بيئتهم ، كأن تحتفل مجموعة بحفلة غناء ورقص ، وأخرى بسفرة جماعية أو ندوة ثقافية حول المناسبة ، او مهرجان كبير ـ او اقامة معارض فنية و غيرها.
و لما كان تأريخ العراق و بلاد الرافدين يعود الى العام 5300 ق.م ، فإن الإحتفال به يجب ان لا يكون مقتصراً على الكلدان فقط ، بل لكل الشعب العراقي ، فتاريخ و حضارة  الكلدان و السومريين  وغيرهما ، هما ملك للعراقيين و مصدر فخر و اعتزاز لجميع أبناءه.
كما  سيصبح انجازاً تاريخيا مهماًً لو اقرّ البرلمان العراقي بإعتبار عيد أكيتو، عيداً وطنياً عراقياً، حباً و اعتزازاً بتاريخنا المشرف .

و في الختام  وبمناسبة حلول عيد أكيتو ، رأس السنة الكلدانية البابلية العراقية 7309 أقدم لكل العراقيين و لأبناء شعبنا الكلداني خصوصاً أحر التهاني و التبريكات ، متمنين ان يعيده الرب على الجميع بالخير و السلام.

سعد توما عليبك


saad_touma@hotmail.com

75
     المنبر الديمقراطي الكلداني الأسترالي و رسالته الى الرئيس المالكي


  كمتابع لنشاطات و فعاليات معظم مؤسساتنا الكلدانية في استراليا و التي تتمركز كلها تقريباً في سدني و ملبورن حيث تقيم جاليتنا الكلدانية ، و التعرف على  مساهماتها في نشر الوعي القومي بين ابناء الجالية و كذلك في جهودها المستمرة من اجل ايصال معاناة اللاجئين المسيحيين في الدول المجاورة للعراق الى الجهات الرسمية و دوائر الهجرة الاسترالية.
 
و من بين هذه المؤسسات ممثليات لمنظمات سياسية و قومية كحزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني و المجلس القومي الكلداني و المنبر الديمقراطي الكلداني.
و الحق يقال حول المواقف المشرفة لممثليات مؤسساتنا السياسية في الدفاع عن الكلدان و الكلدانية في الوطن و تستحق مواقفهم هذه كل الثناء و التقدير، حيث لم تساوم أية جهة منها على  قوميتنا الكلدانية العريقة كما يفعل وللأسف بعض الطارئين على  القومية  و دعاة الوحدة المزاجية، بل دائماً يؤكدون حرصهم على رفع شأن الكلدان في المهجر واثبات وجوده بشكل لائق و مشرف امام الحكومة الأسترالية و الشعب الأسترالي.
و المنبر الديمقراطي الكلداني في استراليا- سدني كشقيقيه الحزب و المجلس اثبت وجوده من خلال مسؤوليه في سدني ، حيث نشاطاتهم المتميزة في المتابعة مع دوائر الهجرة لشرح معاناة اللاجئين المسيحيين في الدول المجاورة للعراق و بعلاقاتهم الطيبة  مع باقي المؤسسات الكلدانية و العراقية و التعاون معها في كل الأمور التي تخدم الكلدان و القومية الكلدانية في العراق الجديد ، وخير دليل على ذلك رسالتهم الأخيرة التي سلموها الى الرئيس المالكي اثناء لقاءه مع ممثلي الجالية العراقية في سدني يوم السبت 14/3/2009. حيث كانت رسالة قصيرة لكنها جامعة و فيها نفحة كلدانية أصيلة و عبق حب و فخر بالتاريخ العريق للأمة الكلدانية.
و لم ينسى الإخوة في المنبر الكلداني الأسترالي من ان يؤكدوا في رسالتهم طلب كل كلداني غيور في العراق و خارجه بالمحافظة على تسميتنا القومية ألأصيلة في الوثائق الرسمية عندما كتبوا:
 " نرجو ونطلب من الحكومة العراقية و الأحزاب السياسية و المثقفين ان يفتحوا المجال امام الكلدان ان يختار ممثليه بنفسه و أن تكون القومية الكلدانية واضحة في قوائم الإحصاء القادمة دون مزجها مع مجاميع و فئاة و طوائف صغيرة جداً و لا تمد للكلدان بأية صلة سوى الإنتماء الديني ، مما سيؤثر على خصوصية الكلدان و حقوقهم القومية بشكل سلبي.." .
للإطلاع على نص الرسالة انقر على الرابط ادناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,280007.msg3708168.html#msg3708168

و لو ركزنا على هذا الموضوع قليلاً نجد بأن المالكي و حكومته و كذلك البرلمان العراقي و الدستور العراقي كلهم يحترمون القومية الكلدانية و خصوصيتها ، كما و ليس هناك مصلحة وطنية عراقية في مسخ او تشويه اقدم و أعرق قومية عاشت و تعيش فوق ارض بلاد النهرين.
لذا اعتقد لو ان يبادر المنبر الديمقراطي الكلداني في استراليا الى ارسال نسخة مماثلة من هذه الرسالة الى البرلمان الكوردستاني  الذي تبنى اخيراً التسمية الثلاثية - ستكون أكثر واقعية و فاعلية ، كما سيكون مردودها ايجابياً، على الأقل في تسجيل موقف مشرف آخر كما في رسالتهم الى الرئيس المالكي .

كما نتمنى ان يتبنى القائمين على المنبر الديمقراطي الكلداني المقيمين في كردستان نفس مواقف  ممثليهم في المهجر و منها استراليا في الدفاع عن قوميتهم الكلدانية و تسميتها و خصوصيتها.

و أخيراً نقول لكل الإخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني الأسترالي ، بارك الرب في جهودكم في خدمة الكلدان في استراليا و الوطن ، ويا ترى هل سيسمعونكم  اخوتكم في المنبرالديمقراطي الكلداني داخل الوطن و يسيروا على نهجكم الصادق والصريح ، ام لهم فيها وجهة نظر أخرى.

سعد توما عليبك
ملبورن

saad_touma@hotmail.com

76
المنبر السياسي / تهاني و لكن...!
« في: 14:16 03/03/2009  »
                                            تهاني و لكن...!


    قبل كل شيء أهنيء شعبنا العراقي على تلك التجربة الديمقراطية التي مارسها في انتخابات مجالس المحافظات و التي اثبتت تخطي العراقيين مرحلة الخطر و كذلك اكدت قدرتهم على فرض الأمن في جميع المحافظات بعد صبر طويل في مقارعتهم الارهابيين و الاصوليين واعداء الديمقراطية و العراق الجديد.
  كما اهنيء كل الفائزين في هذه الانتخابات و بالاخص ممن كانوا ضمن كوتا المسيحيين، بالرغم من اني كنت اتمنى لو لم يشارك المسيحيون في العراق من كلدان و آشوريين و سريان في هذه الانتخابات كأبسط تعبير عن الغبن الذي لحق بهم نتيجة الصراعات السياسية بين الكتل الكبيرة وقد كتبنا عن هذا الموضوع في مقال سابق.

  تم الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات و فاز بها ضمن كوتا المسيحين الدكتور سعدي متي عن قائمة الاتحاد الديمقراطي الكلداني في محافظة البصرة ،و السيد كوركيس ايشو عن قائمة عشتار في محافظة بغداد ، و السيد سعد طانيوس عن قائمة عشتار أيضاً في محافظة نينوى .
 و بالرغم من وجود خروقات و ضغوطات على الناخبين من قبل قائمة عشتار وتسجيل شكاوي ضدها بهذا الخصوص حسب ما طالعتنا به وسائل الاعلام و شهود عيان ، الاّ ان النتيجة النهائية اصبحت ثابتة و مسلم بها.
وبعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات قرأنا في بعض المواقع الالكترونية التهاني و التبريكات التي انهالت على الفائزين و قوائمهم من افراد و مؤسسات مدنية و قومية و سياسية ، لكن تلك التهاني و التبريكات كانت مختلفة و متنوعة حسب افكار اصحابها.
 فإذا كانت التهاني الموجهة من قبل اشخاص بشكل فردي و شخصي الى فائز واحد فقط دون الآخرين ، قد يبدو الأمراعتيادياً الى حد ما ، كأن يكون صاحب التهنئة صديق المرشح الفائز او قريبه اومن سكنة محلته او حتى  رفيق حزبه او زميل مؤسسته ، لكن توجيه التهاني الى فائز دون الآخر من قبل مؤسسات سياسية او قومية وهي لا تمل من التطبيل والتزمير ليل نهار مدعية بأن هدفها هو خدمة المسيحيين عموماً و بكافة تسمياتهم القومية الكلدانية و الآشورية و السريانية فهذا يكشف نفاقهم و ازدواجية طروحاتهم  وحتى نواياهم الغيرحميدة ، و ينطبق عليهم المثل الشعبي ( دخانك عماني و طبيخك ما جاني).

فمثلاًَ يعتبر امراً عادياً و متوقعاً بالنسبة للكلدان ان تقوم رابطة الكتاب و الأدباء الآشوريين وبواسطة رئيسها الآشوري السيد عوديشو ملكو بتوجيه التهنئة للمسيحيين من ممثلي قائمة عشتار فقط دون الفائز المسيحي ضمن قائمة الإتحاد الديمقراطي الكلداني ، علماً ان المرشح الفائز الكلداني الدكتور سعدي متي هو مستقل و جاء ضمن كوتا المسيحيين و ليس ضمن كوتا القومية الكلدانية ، اي حتى مسيحيته لم تشفع له عندهم في الحصول على تهانيهم الآشورية ، لأن فكرهم السياسي و القومي الآشوري معروف و واضح تجاه الكلدان و القومية الكلدانية. و عليه لا احد يعاتبهم على وجهة تهانيهم الحارة.
للاطلاع على نص التهنئة انقر على الرابط ادناه:
http://ishtartv.com/news,6641.html

كما وجهت قائمة عشتار على لسان رئيسها السيد كيوركيس خوشابا تهنئة الى الفائزين ضمن تلك القائمه في نينوى و بغداد فقط دون ذكر الفائز الكلداني في البصرة. وهذا تأكيد على ما اشرت اليه سابقاً في مواقفهم تجاه الكلدان.
 
و يبدو ايضاً بأن حزب بيت نهرين الديمقراطي هو الآخر اراد ان يبوح  عن خوالجه من خلال تهنئته الموجهة من مكتبه السياسي الى الفائزين في قائمة عشتار فقط  دون الفائز في قائمة الاتحاد الكلداني ! . ربما يعتبرونها خطوة ديمقراطية!.

تهاني المذكورين اعلاه تجدونها على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,268323.msg3655536.html#msg3655536

و كما هو ديدنها فقد تبنت قناة عشتار الآشورية  ايضاً نفس السياسة في التعتيم على الفائز المسيحي الكلداني ضمن قائمة الإتحاد الديمقراطي الكلداني. ربما لم يصلها الخبر اليقين عن طريق مراسلها في البصرة!.

أما المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري فلم يكن بأحسن ممن ذكرتهم أعلاه ، فقد كانت تهنئته موجهة الى الفائزين ضمن قائمة عشتار فقط دون الإشارة ولو من بعيد على الفائز الآخر في البصرة. وهذا يؤكد بأن المجلس الشعبي لم يستطع التستر طويلاً على تعامله وفق قاعدة (من ليس معنا فهو ضدنا )، و اثبت عدم احترامه للتعددية الفكرية واسقط ادعاءاته بعدم التفرقة بين المكونات المسيحية المختلفة. لكنه بعد فترة و ربما تفادياُ للحرج و النقد وجه تهنئة منفصلة الى المرشح الفائز في قائمة الاتحاد الكلداني. وهنا اسأل المجلس الشعبي سؤالاً بسيطاً وهو : كيف يدعي المجلس الشعبي الموقر بأنه يجمع كل القوميات و التسميات في مجلسه ويقرر لهم مصيرهم و يرسم لهم مستقبلهم وهو فعلياً لم بجمعهم في تهنئته؟!.
للاطلاع على تهتئة المجلس الشعبي لقائمة عشتار انقر الرابط ادناه:
http://www.ishtartv.com/news,6633.html
ثم قام المجلس الشعبي بنشر تهنئتين منفصلتين ، احداها الى قائمة عشتار و اخرى بعد يوم الى قائمة الاتحاد الكلداني. للاطلاع انقر على الرابط ادناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,268323.msg3655536.html#msg3655536

بالتأكيد الكلدان لاحضوا هذه التفرقة من خلال فوز شخصية كلدانية واحدة ، فيا ترى كم ستكون كبيرة تلك التفرقة عندما نقيسها على مستوى الشعب الكلداني بأكمله؟؟ .

بينما بالمقابل اصدر  المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني و بكل شفافية بياناً رسميا وجه من خلاله تهنئة جميلة و رقيقة الى المرشحين و القوائم الفائزة ذاكراً فيها قائمة عشتارالمنافسة في المقدمة ثم قائمة الحزب و مرشحها. بالرغم من كل ما حدث اثناء فترة الدعاية الانتخابية.
كما تم نشر البيان في موقع عشتار على الرابط ادناه:
http://www.ishtartv.com/news,6634.html

و ادناه نص البيان المقتبس:
(بمناسبة فوز قائمة عشتار الوطنية وقائمة حزبنا الاتحاد الديمقراطي الكلداني بالمقاعد المخصصـــــة لابناء شعبنـــــــا فـــــــــــي مجالس المحافظات (بغداد – نينوى – البصرة). يسر المكتب السياسي لحزبنا ان يهنئ ابناء شعبنا وقائمة عشتار وجماهير حزبنا بفوز قائمة عشتار بمقعدي (بغداد – نينوى) وفوز قائمة حزبنا الاتحاد الديمقراطي الكلداني بمقعد محافظة البصرة ونهنئ المرشحين الفائزين وندعو لهم بالموفقية في مهامهم خدمة لابناء شعبنا وامتنا ومن الله التوفيق.
 المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني 19/2/2009)
انتهى الاقتباس.

كان المفروض من كل الجهات ان تستغل فرصة اعلان نتائج هذه الانتخابات و التصرف معها بروح رياضية وإعلام هاديء ثم توجيه تهاني شاملة ولو كانت باردة قليلاً لتخفيف حرارة التوتر و الاحتقان و الكراهية داخل الوسط المسيحي و التي انتجتها وسائل الدعايات الانتخابية و ما رافقتها من خروقات و تصرفات غير حضارية و ادعاءات بعض الجهات التي اصبحت كورقة محروقة بعد ان فقدت مصداقيتها،  لكن للأسف يبدو بأن عقلية البعض لا تريد الخروج من دائرة الاحقاد و النفاق و الجمود الفكري وهي بذلك لن تؤذي نفسها فقط، بل كل من حولها بشكل او بآخر.

مرة اخرى نهنيء جميع الفائزين و ندعو لهم بالتوفيق.


سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com

77
الى البرلمان الكردستاني....مع التحية


  لا ندري اين تكمن الحكمة في الالحاح المستمر و المحاولات المتواصلة التي يقوم بها البرلمان الكوردستاني  في إلغاء القومية الكلدانية و محو خصوصيتها الممتدة منذ اكثر من 7300 سنة . علماً ان الكلدان لم يقفوا يوماً ضد تطلعات الشعب الكوردي في نيل حقوقه القومية و في تقرير مصيره ، بل كان الكلدان دائماً الى جانب اخوتهم الكورد و انخرط الكثير منهم و لا يزال ضمن الأحزاب الكردستانية و كانت لهم مواقف شجاعة و بطولية في مقارعة الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة على حكم العراق، سجن منهم الكثيرين و استشهد منهم اعداد كبيرة ، وعثر على رفاة البعض الآخر في المقابر الجماعية بجانب رفاة اخوتهم الكورد.
كما لم نسمع من قبل عن قيام اي برلمان ديمقراطي في العالم بالعمل على طمس الهوية القومية لشعب و مكون اصيل في بلده! .
ثم امام البرلمان الكردستاني مهام جمة في تشريع قوانين تخدم الشعب الكردستاني و تتماشى مع الديمقراطية المنشودة في الإقليم ، بالاضافة الى متابعة اعمال الحكومة و تقييمها بكل جرئة و حرية.
 هذا هو صميم عمل البرلمان وليس الضغط على شعب اصيل اصبح اقلية لا حول لها ولا قوة نتيجة الاضطهادات المتنوعة و المتتالية التي عانى منها منذ سقوط آخر حكم وطني (المملكة الكلدانية) في سنة 539 ق.م.

  ان ما قام به البرلمان الكوردستاني  في جلسته المنعقدة يوم  12 شباط 2009  من خلال مصادقته على درج تسمية ثلاثية ( كلدان آشوريين سريان) و اعتبارها "مكون" في الفقرة الاولى من المادة العاشرة من مشروع تعديل مشروع قانون التعديل الرابع لقانون انتخابات برلمان كوردستان يعتبر تجاوزاً على التاريخ و حقوق شعب يعتز بهويته التاريخية و انتماءه القومي .
لقد اقر البرلمان الكردستاني كوتا مكونة من خمسة مقاعد لهذا المكون الجديد المثلث التسمية ، ولا ادري اين الحكمة و اين الحق في عدم اعطاء كل مكون قومي حصته ، على سبيل المثال : الكلدان 3 ، الآشوريين 1 و السريان 1. بينما اعطي مقعد واحد للأرمن كقومية مستقلة.

  جاء ذكر الكلدانية في الكتاب المقدس كتسمية شعب و كيان 84 مرة ، فبأي حق يقوم البرلمان الكوردستاني الموقر بتغيير هذه التسمية و ينجر وراء بعض الأشخاص او ممثلي مؤسسات هشة و التي تسمي نفسها كلدانية و هي في الحقيقة ليست سوى خنجراً في خاصرة الكلدان ولا هدف لها عدا الركض وراء نثريتها الشهرية و مصالحها الشخصية في جني المال والظهور على شاشات الفضائيات ، و كذلك بعض المؤسسات الآشورية المستفيدة من التسمية الجديدة عن طريق استغلالها للزخم الكلداني لصالحها.

  ان القومية الكلدانية ايها السيدات و السادة الأفاضل في البرلمان الكوردستاني ليست سلعة للمتاجرة بها ولا مشروعاً عمرانياً او اقتصادياً مطروحاً للنقاش، ً ولا قانوناُ  معداً للتصويت عليه تحت قبة البرلمان ، بل هي هوية شعب خرج من رحم التاريخ منذ آلاف السنين واحترام الهوية القومية لأي شعب في الدول الديمقراطية و انظمتها تأتي في مقدمة كل الحقوق الأخرى.

   اذا كان تغير القوميات و لصقها مع بعضها البعض بهذه السهولة و بقرار صاروخي من البرلمانات فإن مشاكلنا في العراق تكون قد انحلت دون عناء ، فليقوم البرلمان العراقي في جلسة واحدة  بلصق كل القوميات العراقية مع بعضها و اعتبارها "مكوناً" واحداً في الدستور و تنتهي ازمة الصراعات القومية في البلد ، و يقوم بمزج كل الأديان و المذاهب في صيغة موحدة و يعتبرها " ديناً" جديداً لكل العراقيين و بذلك نتخلص من كل الصراعات الدينية و المذهبية و نعيش في سبات و نبات.
و بهذه الطريقة فإن مشكلة كركوك ستحل أوتوماتيكياً و ذلك بخلق قومية أو " مكون " جديد  يطلق عليه (  العرب الكورد التركمانيين) و عندها سوف تسير الامور مثل ميل الساعة و لن نحتاج الى المادة 140 و تطبيقاتها.

  ان اصرار البرلمان الكوردستاني على محاولاته في مسخ و تشويه القومية الكلدانية  بين فترة و أخرى و بضغط مباشر و علني من قبل بعض المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكردستاني وأصحاب المناصب المتقدمة في حكومة الاقليم لن تُرضِخَ الكلدان للقبول بما يهين قوميتهم او التغاضي عمّا سيصيبهم و حقوقهم من جراء تشويهها ، وكشعب و كمؤسسات عليهم دراسة كل الخيارات و الاساليب الحضارية في الدفاع عن قوميتهم و حقوقهم المشروعة .

  لذا نرجو من البرلمان الكوردستاني الموقر رئيساً و اعضاء الوقوف على خطورة اصدار هكذا قرارات استفزازية بحق القوميات المتعايشة في الاقليم والتي تثير الحزازيات وتغذي مشاعر الكراهية و العداء فيما بينها.
كما ان الديمقراطية المنشودة في الاقليم ليست عبارة تطلق هباءاً ، بل ان تطبيقاتها تتتطلب من البرلمان الكردستاني التعامل بمصداقية ومساواة مع كافة القوميات و احترام ناريخها و تسميتها وخصوصياتها.

سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com

78
المؤتمر الكلداني العالمي الأول ... آراء و مقترحات
-الجزء الثاني-

للإطلاع على مضمون الجزء الأول من المقال  يرجى النقر على الرابط ادناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,256744.0.html

   تطرقنا في الجزء الأول عن دور و أهمية المؤتمرات العامة لشعبنا الكلداني ، كذلك أكدنا بأن غياب المؤتمرات العامة في السابق كان احد الأسباب التي نتج عنها حالة التشتت و ضعف القدرة على تجاوز المحن و الصعوبات بالاضافة الى غياب خطاب موحد تلتزم به جميع مؤسسات الشعب الكلداني.
كما ذكرنا ثلاثة نقاط رئيسية يجب دراستها بكل جدية اذا كانت هناك رغبة جادة في عقد مؤتمر كلداني عالمي، لانها تعتبر الركائز الاساسية لانجاح اي مؤتمر.
 و النقاط الثلاثة هي:
1- مكان عقد المؤتمر
2- تمويل المؤتمر
3- اللجنة التحضيرية للمؤتمر
وقد سلطنا الضوء على النقطة الأولى في الجزء الأول من المقال و سنتناول الحديث عن النقطين الثانية و الثالثة في هذا الجزء.

2- تمويل المؤتمر

  بالتأكيد ان عقد مؤتمر بهذا الحجم و بمشاركة عدد كبير من المثقفين و ممثلي المؤسسات الكلدانية من مختلف بلدان العالم ، سيحتاج الى اموال كثيرة ، و قد يصعب على اية مؤسسة كلدانية بمفردها ان تتحمل تكاليف ومصاريف  هذاالمؤتمر، و حتى لو كانت هناك جهة قادرة على هذا التمويل على سبيل الفرض ، فهذا لا يمنع من الأخذ بنظر الاعتبار المصادر البديلة المذكورة ادناه :

1- فتح باب التبرعات عن طريق فتح حساب خاص يعلن عنه في وسائل الإعلام و مواقع الأنترنت.

2- جمع التبرعات عن طريق فعاليات و نشاطات اللجان التحضيرية الفرعية في الوطن و المهجر.

3- مساهمة مباشرة من قبل الأحزاب و المؤسسات و النوادي و الجمعيات و الشركات الكلدانية.

4- مصادر أخرى ، كأن تساهم الأحزاب و المؤسسات الوطنية الصديقة في الدعم المادي لهذا المؤتمر.


3- اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر الكلداني العالمي الأول

   اللجنة التحضيرية للمؤتمر لها دور فعال و حساس في نفس الوقت، لذا يفترض ان يتم اختيارها بطريقة شفافة و مدروسة بحيث تغطي اكثرية اماكن تواجد ابناء شعبنا الكلداني في الوطن و المهجر ، و ان يكون أعضائها من المثقفين و اصحاب الخبرة و الكفاءة و الذين يعتزون بإنتمائهم القومي الكلداني ، والمدافعين عن حقوق شعبهم ، و ان لا تكون قد بدرت منهم اساءة تجاه قوميتهم و ابناءها.

  و كبداية يجب على احدى مؤسساتنا الكلدانية ان تتبنى التحرك الأولي بإتجاه عقد مؤتمر كلداني عالمي ، و هنا اقترح ان تكون مؤسسة كلدانية من داخل الوطن، لالمامها بمجريات الأحداث و التغيرات الحاصلة في الوطن.
  ان المؤسسة التي تتبنى التحرك الأولي ، لا يعني بالطبع منحها صلاحيات أكبر من غيرها داخل المؤتمر ، بل الفكرة تكمن في ان يكون التحرك من قبل مؤسسة منظمة لها امكانيات ادارية و خبرة عملية  قادرة على انجاح الحركة الاولى نحو عقد المؤتمر، و لكي تسير الأمور بشكل نظامي و مرتب و وفق جدول زمني محدد ، ثم الانتقال الى المرحلة التالية وهي تشكيل اللجنة التحضيرية.

الخطوات المقترحة لتشكيل اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر

الخطوة الأولى: ان تقوم  احدى المؤسسات الكلدانية المعروفة و المتمكنة  في الوطن بتوجيه الدعوات المباشرة الى جميع المؤسسات والشخصيات الكلدانية المثقفة في الوطن، وكذلك بنشر اعلان مفتوح عبر وسائل الاعلام تدعو ممثلي تلك المؤسسات الى حضور اجتماع  في مكان و زمان تحدده هذه المؤسسة للبت في وضع اللمسات الاولى نحو عقد المؤتمر الكلداني العالمي.
يتم في هذا الاجنماع اختيار (لجنة تحضيرية فرع الوطن) من بين جميع الاطراف الحاضرة او الراغبة في المشاركة.
وتقوم هذه اللجنة بإجراء اتصالاتها مع المؤسسات النشطة و الشخصيات الكلدانية الكفوءة و المعروفة بمواقفها المشرفة في الخارج و تدعوهم الى تشكيل لجان تحضيرية في كل دولة من دول المهجر ، و من الممكن ان تكون لكل لجنة تحضيرية فروع ثانوية حسب الكثافة السكانية لأبناء شعبنا الكلداني في الولايات و المناطق المختلفة لكل بلد.

الخطوة الثانية: بعد تشكيل اللجان التحضيرية الفرعية في المهجر(لجنة تحضيرية في كل بلد تسمى بإسم ذلك البلد) ، تقوم هذه اللجان بترشيح عدة اشخاص من داخلها لعضوية اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر و حسب ما يتفق عليه ، كأن يكون مثلا وليس للحصر( أربعة اشخاص من استراليا وخمسة من اوروبا وستة من اميركا).

الخطوة الثالثة: الاعضاء المرشحين من قبل اللجنة التحضيرية الفرعية في كل بلد في المهجر( في الخطوة الثانية اعلاه) يضافون على اللجنة التحضيرية فرع الوطن لتشكيل اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر الكلداني العالمي والتي تتحمل مسؤولية عقد وإدارة المؤتمر.

ملاحظة (1): لاحظ بأن كافة اعضاء اللجنة التحضيرية فرع الوطن سيكونون ضمن اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر ، بينما اللجان التحضيرية الفرعية في الخارج(المهجر) سوف لن تكون كل اعضائها ضمن اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر لسببين رئيسيين هما:

1- ليست ضروف كل شخص في اللجان التحضيرية الفرعية في المهجر ملائمة للسفر الى الوطن لينظم الى اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر الكلداني العالمي الاول. لكنه سيؤدي دوره و واجباته في البلد الذي يقيم فيه.
2- للحصول على تركيبة متجانسة في اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر من خلال التوازن بين عدد اعضائها المقيمين في الوطن وعدد اعضائها المقيمين في المهجر.

ملاحظة (2) : كل الحاضرين الى المؤتمر يتم تسميتهم بأعضاء المؤتمر ، و يتم انتخاب الهيئة التنفيذية للمؤتمر من داخل المؤتمر و التي ستتولى العمل على تنفيذ مقررات وتوصيات المؤتمر بالتعاون مع كافة المؤسسات الكلدانية في الوطن و المهجر.

و بموجب اقتراحاتنا اعلاه بخصوص اللجنة التحضيرية سيكون لدينا:
1- لجنة تحضيرية فرع الوطن
2- لجان تحضيرية ( تسمى بإسم كل بلد في المهجر )
3- اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر
4- الهيئة التنفيذية للمؤتمر الكلداني العالمي الأول




واجبات اللجان التحضيرية الفرعية في الوطن و المهجر:

1- تعريف الشعب الكلداني بأهمية المؤتمر و ضرورة دعمه و شرح ايجابياته في تقوية اواصر التلاحم و التعاون بين ابناءه اينما تواجدوا ، و في رسم خارطة واضحة لمستقبله في الوطن وفي تبني خطاب موحد و ورقة عمل مشتركة.

2-  القيام بنشاطات و فعاليات متنوعة تهدف الى جمع التبرعات كمساهمة في دعم  وانجاح المؤتمر و ارسالها الى اللجنة التحضيرية العامة.

3- ارسال الدعوات الى المفكرين و المثقفين وذوي الخبرة و الكفاءة من ابناء شعبنا الكلداني لحضور المؤتمر بالاتفاق مع اللجنة التحضيرية العامة . وفي البلد الذي يعقد فيه المؤتمر(الوطن) تكون اللجنة التحضيرية فرع الوطن مسؤولة عن دعوة الضيوف (من غير الكلدان) في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

4- استلام و جمع البحوث و الدراسات التي يقدمها المثقفون الكلدان الى المؤتمر.

5- تكون على اتصال مباشر مع اللجنة التحضيرية العامة.


 مسؤوليات و واجبات اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر الكلداني العالمي الأول

1- اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر ستكون مسؤولة عن توجيه الدعوات للشخصيات الكلدانية لحضور المؤتمر بمساعدة لجانها الفرعية المذكورة سابقاً.
2- مسؤولة عن ادارة المؤتمر و وضع جدول مفصل لفعالياته ، و وضع برنامج يتناسب و المدة الزمنية التي يستغرقها المؤتمر.
3- توفير مكان مناسب لإقامة اعضاء المؤتمر القادمين من الخارج و تسهيل امور تنقلاتهم بالتعاون مع المؤسسات الكلدانية العاملة في مكان عقد المؤتمر.
4- القيام بجمع الاقتراحات و الدراسات و البحوث قبل عقد المؤتمر و فحصها و اختيار المناسب منها لعرضها في المؤتمر.
5- مسؤولة عن الإعلام و المخاطبات الرسمية بإسم المؤتمر.
6- تنتهي مسؤولياتها بعد انتهاء المؤتمر ، و تسلم كافة ما في حوزتها الى الهيئة التنفيذية للمؤتمر بعد انتخابها داخل المؤتمر.


مسؤوليات و واجبات الهيئة التنفيذية للمؤتمر

1- العمل على تنفيذ ومتابعة القرارات و التوصيات التي خرج بها المؤتمر.
2- الاتصال بالمؤسسات الكلدانية والوطنية و الدولية و طلب مساعدتها عند الضرورة في انجاز اعمالها.
3- ان تكون هناك اتصالات مباشرة بين كافة أعضائها بشكل دوري.
4- ان تقوم باللازم لعقد المؤتمر الكلداني العالمي الثاني وبالتنسيق مع المؤسسات الكلدانية الأخرى.
5- ان تعمل وفق نظام داخلي يقره المؤتمر.

و أخيراً املنا ان نرى الترجمة العملية لها المشروع من قبل مثقفينا و مؤسساتنا الموقرة بإتجاه هذا الهدف النبيل، كما نتمنى من صاحب الفكرة استاذنا الفاضل حبيب تومي ان يأخذ زمام المبادرة و التنسيق مع مؤسساتنا الكلدانية و مثقفيها بهذا الخصوص، و كلنا معه يداُ واحدة ، وليبارك الرب بكل الجهود التي تبذل من اجل عزة أمة الكلدان و رفع رايتها.

سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com
ملبورن/ استراليا

79
المؤتمر الكلداني العالمي الأول، آراء و مقترحات
الجزء الأول
سعد عليبك

  شعبنا الكلداني كأي شعب آخر يحتاج الى تنظيم لقاءات موسعة و عقد مؤتمرات عامة تكون بمثابة حلقة وصل تربط ابناءه المنتشرين حول العالم ، لتوحيد أهدافهم و توضيح رؤيتهم المستقبلية على المدى القريب و البعيد (الأستراتيجي) ، و سبل التعامل معها في وطنه الأم وحيث يتواجد في المهجر.

  كان من المفترض ان يكون الكلدان مهيئين لعقد مؤتمراً عاماُ خاصاً بهم على الأقل في الفترة التي كانت تقع بين تحرير كوردستان عام 1990  ونيسان عام 2003 .  خلال هذه الفترة بدأت الحركة القومية الكلدانية بالنمو لكن بشكل خجول و ترقب مشووب بالحذر ، لذا اُستغلت هذه الفترة من قبل كافة المؤسسات الآشورية السياسية و القومية دون استثناء ، وذلك بترويجها لشعارات و مفاهيم جديدة الهدف منها جعل اسم الكلدان تابع مسيّر يخدم مخططات و ايدولوجيات تلك المؤسسات.
في تلك الفترة كان يفترض على الكلدان ان يدرسوا ضروف المرحلة بدقة و ما سيليها من تغيرات ممكنة في كل الميادين، و يبنوا تحركاتهم على هذا الاساس لكي يكون كل شيء مُعداً و مخططاً له بعد التغير حفاظاً على وجودهم و ارثهم الحضاري و دورهم و مكانتهم في العملية السياسية.
كما كان ضرورياً جداً العمل على عقد مؤتمر آخر بعد سقوط النظام ، اي بعد نيسان عام 2003 من اجل توحيد الرؤى و التعامل مع المرحلة الجديدة بشكل واقعي والتهيء لكافة الاحتمالات المتوقعة .
 و بالفعل دفع الشعب الكلداني ثمناً غاليا لغياب الموقف الموحد و البنية التنظيمية القوية مما ادّى الى عدم قدرته على التعامل مع الواقع الجديد و التغيرات الداخلية و التجاذبات السياسية كما ينبغي ، فأصاب ابناءه ما أصابهم من اختطاف و قتل و تهجير و تفجير الكنائس و التي مازال يعاني من آثارها و ويلاتها خاصة بعد ان رسمت له خارطة ديموغرافية جديدة بعد الهجرات الجماعية و بنوعيها الداخلية و الخارجية.

   في رأي ، يعتبر غياب المؤتمرات الكلدانية أيضاً أحد الأسباب الرئيسية  التي أدت الى حدوث التشتت في الوسط الكلداني و تباين في الرؤى وسيطرة بعض الأيدولوجيات الغريبة على عقول البعض الساذج بعد تأثرهم بالفكر الشمولي الآشوري والتخلي عن تسميتهم القومية تحت ذرائع مختلفة  و جعلوا من انفسهم رأس حربة لمواجهة و تقويض كل جهد كلداني شريف يهدف الى توحيد صفوفهم وتفعيل دورهم بالشكل الذي يليق بهم.
 كما ادى غياب المؤتمرات الكلدانية الى ظهوربعض التجمعات تحت مسميات كلدانية، هزيلة ، تتخبط نشاطاتها الموسمية بين العمل السياسي و الاجتماعي و القومي ، تتألف من بضعة أشخاص او أصدقاء سابقين، و هذه التجمعات تهدف الى الإستفادة الشخصية لا غير، و تعتبر هذه المرحلة بالنسبة لها فرصة يجب اقتناصها لملء الجيوب بأية طريقة كانت حتى لو كان الثمن مستقبل هذه الأمة و مصيرها.
هذا كله يؤكد مدى أهمية و ضرورة المؤتمرات العامة للشعب الكلداني.

    لنذهب الى موضوع المؤتمر الكلداني الأول المؤمل عقده في النصف الثاني من هذا العام حسب ما تفضل به  الأستاذ حبيب تومي في دعوته من خلال مقاله الموسوم " نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي"  الذي ذكر فيه عن إيجابيات المؤتمر ، وعن الإقتراحات و الأفكار حوله ، ومن ثم البحوث المقترحة للمؤتمر.
بحق انها خطوة جريئة و ممتازة من قبل كتابنا و مثقفينا في وضع الأسس النظرية للمؤتمر لتساهم بشكل فعال في انجاحة عملياً ، و تعتبر دعوة مفتوحة لكل المثقفين و الكتاب و السياسيين لإبداء آرائهم و مقتراحاتهم حول الموضوع كونه يهم الجميع وخطوة جبارة نحو بناء ركيزة قوية للأمة الكلدانية  في الوطن وحول العالم. كذلك لمناقشة الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها قبل انعقاد المؤتمر لسد كل الثغرات التي قد تسبب ارباكاً في قراراته و من ثم خللاً و ضعفاً في تنفيذ توصياته.

وحول امكانية عقد المؤتمر الكلداني العالمي الاول أعتقد بأن هناك ثلاثة نقاط رئيسية يجب دراستها بشكل جيد لأنها تعتبر الركائز الاساسية لإنجاح اي مؤتمر وهي:

1- مكان عقد المؤتمر
2- التمويل
3- اللجنة التحضيرية

سأتناول  الحديث في هذا المقال عن النقطة الاولى تاركاً النقاط الاخرى الى الجزء الثاني. 


مكان عقد المؤتمر الكلداني العالمي الأول

مكان عقد المؤتمر له اهميته و تأثيره على المؤتمر و نتائجه من نواحي عديدة ، منها الجوانب الأمنية ، والعوامل الخارجية المؤثرة على استقلالية القرار، و كذلك على نسبة الحضور من المدعوين.
 صحيح ان اهمية المؤتمر و نجاحه تكمن فيما يتمخض عنه من توصيات و قرارات جماعية قابلة للتنفيذ و تخدم الشعب الكلداني في بناء مستقبله ، اي فلا فرق اذا كان مكان عقد المؤتمر في الوطن او في المهجر ( استراليا ، اوروبا، امريكا) مثلاً ، لكن في رأي ان اختيار الوطن كمكان لعقده سيكون اكثر توفيقاً للأسباب التالية:

اولاً: تمكن حضورالشخصيات و ممثلي المؤسسات الكلدانية الموجودة داخل الوطن الى المؤتمر بكثافة اعلى مقارنة بأي مكان في المهجر ، بسبب تعذر سفر العديد منهم الى الخارج لصعوبة الحصول على التأشيرة بالإضافة الى الكلفة المادية. و بالمقابل فإن المقيمين في بلدان المهجر يتمكنون بسهولة من السفر الى الوطن وايضاً في تحمل مصاريفه.

ثانياً: الجانب المعنوي و الاعلامي... حيث يؤكد مدى ارتباط الكلدان بأرضهم و وطنهم بالاضافة الى امكانية دعوة عدد كبير من المسؤوليين في الدولة و السياسيين و ممثلي الأحزاب و المؤسسات العراقية كضيوف للمؤتمر و التي سيكون له صدى اكبر ، كما ستكون هناك تغطية اعلامية اكبر مما لو عقد في الخارج.

ثالثاً: اثناء فترة عقد المؤتمر و بعده سيتواجد في الوطن عدد كبير من مثقفي الكلدان القادمين من الخارج و يلتقون بمثقفي الداخل ، و هذا سيسهل عليهم القيام بالعديد من اللقاءات و الزيارات للقرى و القصبات و الأقضية الكلدانية و اقامة الندوات و النشاطات المتنوعة التي تعمل على مد الحس القومي والحث على دعم المؤسسات الكلدانية سياسياً و اعلامياً بالإضافة الى بناء جسور لتبادل الأفكار و الآراء بين كلدان الوطن و كلدان المهجر و التعرف على قدرات و امكانيات الجانبين في المجال الثقافي و السياسي.

saad_touma@hotmail.com


80
      مقاطعة المسيحيين للانتخابات، قرار شجاع  و موقف مرحلي صائب

سعد عليبك
 
 كانت صدمة كبيرة تلقاها الشعب المسيحي، من الكلدان و السريان و الآشوريين،  في العراق  بعد الاقصاء المتعمد الذي تعرض له داخل البرلمان في الغاء المادة 50 التي كانت تضمن (كوتا) مناسبة للمسيحيين في انتخابات مجالس المحافظات، و من ثم في موافقة مجلس الرئاسة العراقي على القرار الجائر للبرلمان الطائفي بتغيير الـ (كوتا) لتصبح مقعد مسيحي واحد فقط  في كل من بغداد و البصرة و الموصل.

   و كرد فعل طبيعي لهذا التهميش و الظلم المسلط على المسيحيين العراقيين و سكانه الاصليون، استنكرت جماهير شعبنا  بكافة مؤسساته و كل مثقفيه داخل العراق و خارجه من ما اصابهم على ايدي اخوتهم في الوطن من تهميش و اقصاء متعمد والذي استنكره ايضاً مبعوث الأمم المتحدة الى العراق السيد ستيفان ديمستورا.

   و بعد هذه المناورات الاستخفافية و الضغوطات المتتالية على المسيحيين من قبل الكتل البرلمانية الكبيرة وخاصة التي تتبنى نهجاً طائفياً وعنصرياً او الاثنين معاً، يرى بعض السياسيين المسيحيين بأن مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات و التي ستجرى في مطلع العام المقبل، امراً وارداً لكي يثبتوا من خلاله للعالم و للطائفيين بأن المسيحيين لا يمكنهم التغاضي على سياسة التهميش و الإقصاء وسلب الحقوق التي تمارس ضدهم ، و يجدون في قرار المقاطعة موقفاً مرحلياً صائباً للتصدي لهذا الفعل المشين بإسلوب سلمي و حضاري.

بالطبع لمقاطعة الانتخابات في هذه المرحلة بالذات ايجابياتها و سلبياتها، و من ايجايياتها نذكر:

1- ان مقاطعة الانتخابات ستؤدي حتماُ الى تحريك اعلامي واسع و نشاط جماهيري مكثف داخل العراق و خارجه لاطلاع الرأي العام الدولي و منظمات حقوق الانسان عن مظلومية المسيحيين في العراق الجديد و التي ستضاف صفحة سوداء الى تاريخ الاحزاب و الكتل التي كانت وراء القرار التهميشي المجحف بحق المسيحيين، و هذه المظلومية ستبقى تلازمهم مؤكدة تعصبهم الاعمى ،كما انها ستسبب في إحراجهم و ادانتهم في الاوساط العالمية و تؤكد الانطباعات السائدة عليها على انها لا تبالي بالوطن و بشعبه ، بل ما يهمها فقط هو مصالحها الحزبية و الطائفية الضيقة.

2- مقاطعة شعبنا المسيحي للانتخابات سترفع من معنويات ابناءه و تعطيهم ثقة بالنفس على أنهم قادرون على عمل شيء ولو بسيط  نسبياً في الوقوف بوجه الطائفيين و العنصريين المتحكمين بالعراق الجديد .

3- يعطي قوة اكبر لممثلي المسيحيين في الحكومة و البرلمان في المطالبة بحقوقنا المشروعة و للحد من القرارات التهميشية المستمرة و التي يخطط  لها العنصريون و الطائفيون للنيل من وجودنا كشعب اصيل.

4- مقاطعتنا للانتخابات ستحمل رسالة واضحة الى الكتل الكبيرة التي صوتت ضد مصالح و حقوق شعبنا، باننا لسنا رقماً صغيراً غير ذا تأثير كما يظنون، و يستطيعون شطبه من المعادلة السياسية العراقية و وقتما يشاؤون ، بل سيعرفون بان لنا دورنا و فاعليتنا و لنا الحق في تقريرمصيرنا بانفسنا.

5-  كما ان عدم مشاركتنا الانتخابات لا يعني غياب آلاف الاصوات للمسيحيين فقط كما يتوهم البعض ، بل يعني غياب السكان الاصليين عنها ايضاً ، و هذا له تأثيره وطنياً و دولياً .

6- لو تم اخذ قرار جماعي لمؤسساتنا المتنوعة، سيكون للقرار دوره في توحيد الرؤى للقضايا المستقبلية و ستزيد من اواصر المودة و التعاون بين جميع اقوام و طوائف شعبنا المسيحي.

  أما سلبيات مقاطعتنا للانتخابات فتكمن في فقداننا للمقاعد الثلاثة المهزوزة للـ(كوتا) الجديدة، بالاضافة الى اي مقعد آخر قد نحصل عليه نتيجة دخولنا في تحالفات مع الكتل الاخرى، علماَ ان هذه المقاعد لا تحل ولا تربط ، و ليس لها اي تأثير يذكر على قرارات مجالس المحافظات عدا كونها مخصص لها راتب شهري جيد! ، بل بالعكس ستعطي للآخرين ، وفي مقدمتهم الذين كان لهم دوراً سلبياً تجاه مطاليبنا ، في اعطائهم غطاءاً شرعياً على قراراتهم الاقصائية بحقنا كوننا شاركناهم في عملية الانتخابات، و بالتالي هذه المشاركة قد تبطل او تحد من انتقاداتنا لقرارات البرلمان و هذه المجالس مستقبلاً.   

و بمقارنة بسيطة بين الايجابيات و السلبيات نرى بأن قرار المقاطعة هو الصائب لحد الآن مادام ليس في الافق اي شيء يمكنه تغيير الوضع ، و ليس هناك ما يضمن لنا مقاعد اصافية اخرى بحيث تقارب ما كانت عليه حصتنا في المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات الملغاة.

ماذا لو دخل البعض الى الانتخابات؟

  في حالة اقرار جهة او عدة جهات دخولها الانتخابات اعتماداً على اصوات ابناء شعبنا ، فهي سوف لن تحصل في كل الأحوال اكثر مما أعطيت لنا كمنيةً في الـ(كوتا) الجديدة من قبل البرلمان العراقي الطائفي، اي مقعد واحد في كل من  بغداد والموصل والبصرة. و في رأي ان عدد الأصوات مجتمعة سوف لن تكون كفيلة بإلحصول على ثلاثة مقاعد في حالة غياب الـ(كوتا) الحالية لكون الـ(كوتا) غير مؤثرة بعدد الأصوات الواجب حصولها لكل مقعد للأسباب التالية:

1- أعداد كبيرة من ابناء شعبنا سوف  لن تستطيع الإدلاء باصواتها بعد تهجيرها من مناطق سكناها الاصلية في بغداد و البصرة و الموصل ومناطق أخرى في الوسط و الجنوب، لعدم تمكنها من الرجوع اليها لأسباب عديدة ، وحتى التي لازالت مقيمة هناك ما يمنعها من التصويت و في مقدمة هذه الاسباب هو غياب الأمن.

2- نسبة عالية من ابناء شعبنا سوف تقاطع الإنتخابات لقناعتها بالمقاطعة  كإجراء شخصي رداً على القرارات الاقصائية و التهميشية ضد المسيحيين من قبل الكتل البرلمانية الطائفية و العنصرية.

3- أعضاء و مؤيدي و مناصري الأحزاب و المؤسسات المنسحبة من الانتخابات ، سيقاطعون الانتخابات ايماناً منهم بأنها الحل الأمثل في هذه المرحلة.

4- نسبة من اصوات شعبنا ستعطى للاحزاب و الكتل الوطنية كما حصل في الانتخابات السابقة.

وعليه فإن مشاركة المسيحيين في هذه الانتخابات  للتصويت لمرشحيهم ان وجدوا ، ستكون ضعيفة جداً و نتائجها سلبية ، لذا فإن وحدة القرار نحو مقاطعة الانتخابات المقبلة من المفروض ان يكون هو الأرجح ان لم تكن هناك مؤثرات خارجية او ان لم تستغل من قبل البعض للاستفراد في الساحة على حساب مستقبل و مصالح الشعب المسيحي ككل ، تحت حجج واهية و أعذار ملفقة واعتبارها مناسبة لتصفية الحسابات و فرصة للوي ذراع الآخر.

  فإذا كان لأحزابنا و مؤسساتنا ان تتفق ، فعليها ان تتفق على مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات المقبلة. و قرارها بالمقاطعة سيكون قراراً شجاعاً و موقفاً مرحلياً صائباً، و خياراً أهوناً من الرضوخ و الخنوع لمخططات الطائفيين و العنصريين المتحكمين بالبلد.
كما ان استنكاراتنا  للقرارات التهميشية و التهجير القسري و القتل المتعمد يجب ان لا تتوقف عند حدود البيانات و التصريحات و المظاهرات ، بل يجب ان تشمل مقاطعة هذه الانتخابات ايضاً رداً على الغاء المادة 50 من قانون مجالس المحافظات و ما تلاه من مؤامرات مبرمجةَ.
فلنرى هل ستتفق قوى شعبنا حول هذه المسألة، ام ستختلف كالعادة.
هذا ما ستخبرنا به الايام القادمة.


saad_touma@hotmail.com

81
   القضاء على الوجود المسيحي هل يشفي العراق العليل؟

سعد عليبك


  كأننا نعيش الحلقات الاخيرة من مسلسل انهاء وجود المسيحيين في ارض آبائهم و أجدادهم العراق، والذي بدأت حلقاته الاولى بقتل المسيحيين في الجنوب وتهجير من تبقى منهم و الاستيلاء على دورهم و ممتلكاتهم، ثم تكرار احداث الحلقة الاجرامية في محافظات الوسط و العاصمة بغداد ، و اخيراً العملية الاجرامية المرتبة في التهجير القسري لكل المسيحيين من الموصل بعد تهديدهم علناً من خلال توجيه الانذارات بواسطة مكبرات الصوت المحمولة على العربات الرباعية الدفع و الكتابة على جدران الدور و الكنائس ، وقد نفذّوا على تهديداتهم بحرق و تفجير عدة دور سكنية للمسيحيين و اختطاف آخرين و إغتيال من وقع في قبضتهم في الشوارع و المحال العامة.
كل هذا يحصل بوجود الآلاف من قوى الأمن و الشرطة و امام انظار المسؤولين الحكوميين!.
ابطال هذا المسلسل الدموي يطلق الجميع عليهم "الارهابيون" ، لكن هؤلاء الارهابيون ليسوا كلهم  قادمين من خارج الحدود كما كنا نظن و نتمنى، لأن اصبح لدينا اليوم من انتاجنا المحلي ما يكفي للعراق و ازيد،تغذيهم التيارات و الاحزاب الطائفية العنصرية و الاسلاموية في العراق التي تؤكد علناً عدم ايمانها باي شكل من اشكال الديمقراطية ، الاّ ديمقراطية القتل و الاجرام التي تتعشش في عقولهم العفنة ، ولا تعترف باي حق من حقوق الانسان وليس في قاموسها الآسن شيء عن المساواة بين ابناء الشعب الواحد ولا تحترم حقوق السكان الاصليين للعراق و بناة حضارته.

   نقولها و بألم شديد لقد نجح الارهابيون الى حد هذا اليوم ومن يقف معهم من الظلاميين و الطائفيين العنصريين في تطبيق اجندتهم الرامية الى القضاء على الوجود المسيحي في العراق الجديد، لعدم وجود من يردع هؤلاء الارهابيين من جهة، و بعد ان اصبح ابناء هذا الشعب الأصيل و المسالم ضحية للمساومات و الصراعات السياسية بين الكتل و الاحزاب الكبيرة و المتعددة والتي تتقاتل من اجل الحصول على الحصة الاكبر من الكعكة العراقية من جهة ثانية.
 فبعد نزوح آلاف العوائل المسيحية من الموصل الى اقليم كردستان و القصبات و الاقضية المسيحية حوله، بالتأكيد سوف لن تعود كل تلك العوائل الى دورها و مناطفها في الموصل حتى لو تمكنت الحكومة من فرض الأمن هناك كما تدعي ، لأن اكثرمن سبعمائة عائلة منها قد غادرت العراق و عبرت الحدود نحو سوريا و لبنان و الأردن و تركيا ، و العوائل الأخرى استقرت في الأقضية و النواحي المسيحية داخل اقليم كردستان او على حدوده، والكثير منها باشرت اتصالاتها بالأقارب و الاصدقاء في دول المهجر لمساعدتها في الهجرة الى احدى الدول التي تقبل اللاجئين، ومن تبقى منها  ما ان تشعر بالامان في اقليم كردستان و ضواحيه و تتعدل امورها، ستبقى هناك شهر بعد شهر و سنة بعد سنة ، ومن ثم ستتأقلم مع الوضع الجديد وخاصةَ بعد ان يستقر وضعها المعيشي و العائلي، وبذلك تصبح عودتها مؤجلة الى امد بعيد او منسية تماماً ، الى ان يعم الأمن و تسود الديمقراطية في العراق، وهذا مستحيل في ظل العقلية السائدة عند الزعامات و في آيدولوجيات الأحزاب الطائفية و الاسلاموية و العنصرية المسيطرة على مقدرات البلد و الحاقدة على كل ما لا يخدم اهدافها.

   حتى المسيحي المهجَر الذي يفكر في العودة الى الموصل لن تكون عودته بهدف البقاء في داره و  وفتح محله وممارسة عمله ، بل لكي يبيع ممتلكاته بأبخس الأثمان و الشاري سيكون حاضرا وعلى الاغلب سيكون ممن هجّرهم .
 ولو فرضنا عودة قسم من هذه العوائل المهجرة الى اماكنها في الموصل ، فإن تكرار عملية التهجير الاجرامية على الطريقة السابقة مرة و مرتان ستكون كفيلة بتهجيرهم كلياً، و بذلك سوف تخلو الموصل من المسيحيين ويكون الظلاميين قد نجحوا في تنفيذ اجندتهم حول اخلاء العراق من المسيحيين لجعله رقماً اسلاميا.

  كل هذا لم يشفي غليل العنصريين والطائفيين و على اختلاف مشاربهم في الاتفاق على النيل من المسيحيين ، بل وجهوا سهام حقدهم الاعمى مرة أخرى صوب المسيحيين من السكان الأصليين للعراق و بناة حضارته ، بعد ان اتفقوا جميعهم في برلمانهم الطائفي بتقليص حصة المسيحيين في مجالس المحافظات لتصبح ممثلاُ واحداً وفي ثلاثة محافظات عراقية فقط!.

و كنتيجة لهذه اللمارسات الإرهابية داخل البرلمان و خارجه ، سيصبح العراق الجديد و بعد فترة زمنية قياسية ،عدا كردستانه، خالياً تماماً من أي وجدود مسيحي و من القوميات الأصلية الكلدانية و الآشورية، و تتيتم الشواهد التاريخية من زقورات اور و آثار بابل و نينوى و غيرها و تبقى هي الوحيدة التي تتحدث عن شعب اصيل تمتد جذوره الى اكثر من 7000 سنة في عمق التاريخ  و الذي تم تهجيره على ايدي ابطال الطائفية و العنصرية. لكن هي الاخرى سوف تطولها يد الارهاب كما طالت تماثيل بوذا في افغانستان.

  هنيئاً للعنصريين و الظلاميين و الطائفيين في برلمانهم العادل جداً و في عراقهم الديمقراطي جداً الخالي من الوجود المسيحي.
لكن عليهم ان  يعلموا بأن العراق سيبقى معلولاً بهم و بعقولهم و ان لعنة بابل ستلاحقهم داخل جحورهم القذرة مهما طال الزمن.

Saad_touma@hotmail.com

82
         البرلمان الكوردستاني و مظلومية الكلدان

سعد عليبك

   لقد عانى الشعب الكلداني في وطنه الكثير، و وصلت معاناته هذه ذروتها خلال الاعوام الخمسة الاخيرة ومازالت مستمرة لحد اليوم، حيث يتلقى ابشع و اكبرالمصائب و الويلات  شملت القتل و التهجير و الاختطاف و الاغتصاب و تفجير للكنائس.
 و لكون الشعب الكلداني في تعداده يمثل حوالي نسبة 80%  من مسيحيي العراق، و يتوزع تواجده في كل محافظاته ، فكانت اكثرية الجرائم التي توجه عن قصد ضد المسيحيين من نصيبه و آخرها كانت جريمة التهجير القسري لآلاف العوائل من مدينة الموصل .

    واليوم بينما الكلدان مشغولون بمداواة جراحهم ، قلوبهم يعصرها الالم وهم  قلقين على العوائل المهجرة من الموصل والمحافظات الاخرى و ما سيؤول اليها حالها و مستقبلها ، اثار استغرابي عندما اطلعت على مقابلة الاستاذ سركيس مع موقع عنكاوا كوم و ما صرح به  خلالها حول تثبيت التسمية الثلاثية "الكلدان السريان الآشوريين" كتسمية بديلة عن التسميتين القوميتين الكلدانية و الآشورية و المثبتة اصلا في دستور العراق و في مسودة دستور اقليم كردستان .
و هو كسياسي و كآشوري القومية يعرف جيداً بعدم وجود قومية كهذه في التاريخ ، كما ان اعضاء برلمان اقليم  كوردستان و بضمنهم اعضاء لجنة صياغة دستور اقليم كردستان المحترمين يعرفون جيداً عدم وجود شعب و قومية تحت هذه التسمية في التاريخ.

   اذن السؤال الذي يطرح نفسه هنا و المطلوب من البرلمان الكردستاني الاجابة عليه هو" لماذا تغير لجنة صياغة الدستور الكوردستاني القوميات الاصلية بتسميات غير قومية مستحدثة ليس لها امتداد تاريخي؟" .
صحيح بان للكلدان و الآشوريين و من ثم السريان لهم قواسم مشتركة في اللغة و الدين باختلاف مذاهبه، وعليه فهو امر عادي من ان يعملوا و يتعاونوا معاً في مجالات كثيرة ، كالسياسة و الثقافة و الفن و غيرها و من حقهم ان يشكلوا جمعيات و اندية واتحادات تحت تسميات متنوعة ثنائية او ثلاثية ، كلدان آشور سريان ، كلدوآشور، الاشوريين الكلدان الخ  . فهذه المؤسسات تعبر عن وجود ناس من الكلدان و الآشوريين و السريان يعملون في هذه المؤسسة .

  و لما كان واجب البرلمان هو تشريع القوانين لخدمة المواطن و ليس التلاعب بتاريخ الشعوب و تسمياتهم القومية و افقادها لخصوصياتها و مميزاتها، فهذا يدعونا الى التفكير في ما يكمن ان يكون وراء هذا الفعل الغريب الذي هو تجني على الحقيقة والتاريخ ، ثم بحق ابناء تلك القوميات.

   لقد كتب الاستاذ حبيب تومي مقاله الموسوم" باي حق تلغى قوميتنا الكلدانية من مسودة الدستور الكودستاني؟"  و قد طرح فيها عدة اسألة لاستغرابه من كيفية تغير القومية في مسودة الدستور و اعيد ذكر اثنان منها وهما :
*هل سأل احدهم(اي اعضاء لجنة صياغة الدستور الكوردستاني) الشعب الكلداني ان كان يقبل بذلك؟
*هل جرى استفتاء حول ذلك؟
 ولدي مداخلة تختصر بالاجابة على السؤالين المذكورين اعلاه و اقول : بالرغم من انه لا يملك احداً صلاحية تغير قومية اي شعب مهما كان مركزه السياسي و الديني ، فإن القومية ليست مشروعاً او برنامجاً يطرح لأخذ الآراء او للاستفتاء حوله، بل انها حق انساني  موروث اباً عن جد وانتماء عرقي لفئة من البشر، وهي احدى الرموزللدلالة على تاريخه و ارثه الحضاري، لذا  فإن حتى الشعب المعني نفسه و هنا هو الكلداني لو وافق كله جدلا ، فليس له الحق في تغير قوميته، لأنها ببساطة ليست ملكه فقط ، بل ملك اجداده و التاريخ و اللوحات الحجرية و الطينية و الشواهد الاثرية ، و ملك الشهداء و الأموات على مر الأزمان و الاهم  من ذلك فهي ذكرت عشرات المرات في الكتاب المقدس و بذلك تعتبر جزءاً من مقدساته.

   سؤالان سأطرحهما على السادة اعضاء البرلمان الكوردستاني و لجنة صياغة دستور كوردستان:
 اولهما: ماذا سيكون رد فعلكم لو قامت لجنة صياغة دستور العراق الفيدرالي بإلغاء القومية الكوردية من الدستور او تحويرها او دمجها مع قومية اخرى تفقد خصوصيتها استجابة لطلب او رغبة و اجتهادات من شخص او مجموعة او فئة معينة و لغرض ما!؟.
ثانيهما: ماذا سيكون رد فعل الشعب الكوردي المعتز بقوميته لو غيرت قوميته كما غيرتموها للكلدان؟.

  كلي ثقة بأن البرلمان الكوردستاني الذي جاء ليخدم  شعب كوردستان و ليبني اسس الديمقراطية في الاقليم لينعم ابناءه بالحرية و المساواة وحقوق الانسان بعد عقود من المعاناة ، و سوف لن يغدر هذا البرلمان بالكلدان و قوميتهم العريقة الممتدة الى عمق التاريخ.

saad_touma@hotmail.com

83
         في الذكرى التاسعة لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني

سعد عليبك


    كل قوم يطمح في ان يكون له قادة كفوئين و ذوي خبرة ، و احزاباً مقتدرة تتحمل المسؤولية عند المحن و تواكب التطورات و الاحداث التي تدور حولها ، محاولةً ايجاد انجع السبل نحو الهدف المنشود في رفع شأن الأمة وسلامتها و تقدمها وعزتها.
 و لهذه الأحزاب و المؤسسات السياسية و التي تتعامل مع فن الممكن ،الحق في تغير استراجيتها عند الضرورة و حسب متطلبات المرحلة للحد من المخاطر و النكبات التي قد تواجه الشعب و العمل نحو الهدف بسلام و طمأنينة، لكن بالتأكيد اي تغير في استراتيجية الحزب يجب ان لا يكون على حساب الثوابت الاساسية و المباديء و خصوصيات الامة.

     لقد ظهر حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني  الى الوجود في ضروف عصيبة و مضطربة ، و لا ابالغ ان قلت بأن قاعدة عريضة من الشعب كانت تترقب بحماس و تنتظرتأسيسه لحاجة الشعب الكلداني اليه ،حيث كانت الساحة تعج بالاحزاب المتنوعة لكل الشعوب و الملل عدا الكلدان ، و حاولت جاهدة بعض المؤسسات المدنية الكلدانية من ان تسد الفراغ عن طريق القيام بنشاطات مختلفة حسب امكانياتها بهدف التوعية القومية للشعب الكلداني و اثبات وجوده و اطلاق صوته ، لكنها بالتأكيد لم تستطع ان تكون البديلة عن المؤسسة السياسية.

   كما هو معلوم للجميع ، سبق تأسيس الحزب مخطط مدروس تقوده مؤسسات سياسية يفترض منها ان تكون من المدافعين الاوائل عن الكلدان و الكلدانية، وكان المخطط يهدف علناً الى الغاء الوجود القومي الكلداني  و اخراجه عنوة من التاريخ و الجغرافيا و مصادرة قراراته و جعله تابعاً لاستغلال زخمه البشري و امتداده الجغرافي. وللاسف الشديد مازال الكثير منهم مستمراًعلى هذا النهج الذي يدل على قصر نظرهم. 

    حين  تأسيس الحزب اخذ الشعب الكلداني جرعة امل قوية و خاصة للمهتمين بالشأن القومي و السياسي ومراقبي التغيرات السياسية في العراق،ارتفعت معنوياتهم  وازداد اندفاعهم نحو العمل القومي الكلداني  نتيجة الغبن و التهميش الذي عاناه هذا الشعب، محاولين لملمة الجراح و العمل على اثبات وجود الكلدان و تفعيل دورهم كمكون اصيل وصاحب اعرق حضارة عرفتها البشرية.

  و مما يعتبر فخراً للحزب و كل مناصريه هو ثباته على نهجه و مبادءه بصلابة ولم تحيده عنها لا المغريات ولا المحن، بل استمر في الدفاع عنهما بكل جرأة و شجاعة .
كما ان سياسة الحزب و خاصة في الفترة الاخيرة يشهد لها بالحكمة و المهارة ، حيث الابتعاد عن السجالات العقيمة و الصراعات الاعلامية المنتشرة داخل الساحة المسيحية والتي لا ينتج عنها غير خسارة كل الاطراف ، بل حافظ الحزب على علاقات متوازنة مع كل التشكيلات السياسية وفق مبدأ الاحترام المتبادل .

 
   بهذه المناسبة نأمل ان يولي الحزب اهتماماً اكبر بالاعلام لما له من دور فعال ليس في ايصال اخبار و فعاليات و نشاطات الحزب الى الجماهير ، بل في شرح ايدولوجية الحزب و استراتيجيته و مواقفه تجاه الاحداث و المستجدات ، وهذه تتطلب زيارات و لقاءات مباشرة مع جماهير شعبنا في كل مكان و بإستمرار ، حيث يفتقر الكلدان و هم بمئات الآلاف في بلدان المهجر ، كأمريكا و استراليا و اوروبا الى لقاءات مباشرة مع قيادة الحزب لكي تتواصل معها في خدمة الشعب الكلداني و بناء مستقبله، كذلك لتوضيح موقفه من القضايا الراهنة وشرح الآفاق المستقبلية للحزب.

وفي الختام و بمناسبة حلول الذكرى التاسعة لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني اقدم احر التهاني و التبريكات الى كل اعضاء الحزب ، قيادةً و كوادر والى كافة مناصريه ، داعياً من الرب للجميع بالتوفيق في كل ما يخدم أمتنا .

84
عتبي على كتلة التحالف الكوردستاني في الغاء المادة 50 من قانون مجالس المحافظات


سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com


  سمعنا و اطلعنا على ما جرى داخل البرلمان العراقي في جلسته المنعقدة يوم 24/9/2008 والذي اقر فيها الغاء المادة 50 من قانون مجالس المحافظات الذي كان يضمن فيها حصة من المقاعد للاقليات من المسيحيين واليزيديين و الشبك.
و ان كانت جميع الكتل البرلمانية قد اشتركت في اصدار حكم الاعدام على حصة الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات الاّ ان عتب المسيحيين الاكبر يقع على كتلة التحالف الكوردستاني دون غيرها من الكتل داخل البرلمان العراقي  للاسباب المبينة ادناه:

اولاً: العلاقات التاريخية  و العيش المشترك التي تربط الشعبين الكوردي و المسيحي من( الكلدان و الآشوريين) من خلال  تداخل مناطقهم الجغرافية ، ثم تَطور هذه العلاقات  في القرن الماضي الى نظال مشترك  واختلاط دماء شهداء الشعبين الذين سقطوا اثناء مقارعة الانظمة الرجعية والدكتاتورية في العراق، و جبال كوردستان و وديانه و القرى المدمرة خير من يشهد على ذلك .

ثانياً: لأن حزب الاتحاد الكلداني الديمقراطي هو احد مكونات كتلة التحالف الكوردستاني ويمثلها في البرلمان الاستاذ ابلحد افرام . حيث كان الاجدر من رئاسة الكتلة ان تستشير السيد افرام قبل ان تتخذ ذلك القرار المجحف بحق المسيحيين .

ثالثاً: الدعم و التعاطف الكبيرين من قبل المسيحيين العراقيين عموماً  وفي كل المحافل الوطنية و الدولية تجاه الحركة التحررية الكوردية  والتفاعل معها في نظالها الطويل من اجل حق تقرير المصير للشعب الكوردستاني، و الذي نتج عنه انظمام عدد كبير من المسيحيين الى صفوف الأحزاب الكوردستانية و تبوء العديد منهم مناصب قيادية في تلك الأحزاب.

رابعاً: لأن كتلة التحالف الكوردستاني كانت دائماً تتبع نهجاً علمانياً داعماً لبناء اسس الديمقراطية في العراق الجديد ، وكان لها دوراً كبيراً في كبح المد الطائفي و الشمولي الذي تحاول بعض الكتل الكبيرة تغذيته دائماً و علناً.

  ولكي لا نظلم كل اعضاء كتلة التحالف الكوردستاني ، حيث ما صرح به الاستاذين القديرين عبدالله صالح و سعدي البرزنجي خلال مقابلات مباشرة معهما حول كيفية الغاء مجلس النواب للمادة 50 من قانون مجالس المحافظات، و الذي يعطي (كوتا) للمسيحيين و الشبك و اليزيديين ، يثلج الصدور و يدعونا الى التمسك بالامل من خلال دعمهم و مساندتهم لحقوق الأقليات و في مقدمتها الكلدان و الآشوريين.
والكل يعلم كيف هو حال مجلس النواب العراقي عند التصويت حيث ما ان يرفع رئيس الكتلة يده حتى ترفع اوتوماتيكياً ايادي باقي الأعضاء ، و ربما بعضهم لا يعلم لماذا يصوت ، و آخرون سارحين في غفلة!.
و عليه يبقى العتب الكبير موجه الى د. فؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف الكوردستاني الذي رفع يده عاليةً للموافقة على الغاء قانون حصة الأقليات في انتخابات مجلس المحافظات من دون ان يكترث لحقوق الآخرين .
و بالتأكيد ان د. فؤاد معصوم ومن خلال خبرته السياسية الطويلة ضمن موقعه كعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني،  و موقعه في رئاسة كتلة التحالف الكوردستاني و كذلك من خلال عمله السابق كأول رئيس حكومة في كردستان العراق، لاشك انه على علم و دراية بدور الشعب المسيحي من الكلدان و الآشوريين سواء في كوردستان او في العراق ككل، وكذلك دورهم التاريخي في بناء حضارة بلاد الرافدين ، لذا فإن تهميش الأقليات من قبله و بتأييده المباشر لإلغاء المادة 50 يعتبر تجاوزاً مقصوداً على تلك الحقوق و اصحابها و تقليلاً من شانهم و محاولة صريحة لإقصائهم. و بذلك يكون قد ادى خدمة كبيرة لمن يعمل جاهداً على افراغ العراق من سكانه الاصليين عن طريق ضيق الخناق عليهم و هضم بقايا حقوقهم الرمزية ، و سيبقى هذا الموقف محسوباً عليه اولا قبل غيره في كتلة التحالف الكوردستاني و كما ذكرنا بسبب موقفه و موقعه في رئاسة هذه الكتلة.

  الموقف الآخرالمنتظر سيكون للأستاذ جلال الطالباني السكرتير العام للاتحاد الوطني الكوردستاني من خلال موقعه في مجلس رئاسة جمهورية العراق الذي يشاركه فيها طارق الهاشمي و د.عادل عبدالمهدي ، والذي يتوقف عليهم الموافقة من عدمها على قرار الغاء المادة50.
فإذا تمت الموافقة على القرار دون مراعاة حصة الأقليات ، وخاصة بعد الاستنكار الكبير من قبل المسيحيين و الاقليات الاخرى وبكافة مؤسساتهم السياسية و المدنية و الدينية  ، فهذا سيؤكد وجود اتفاق مسبق للقيادات السياسية  الكوردية حول الغاء المادة الخاصة بحقوق الاقليات في انتخابات مجالس المحافظات. و بذلك سنكون امام سابقة خطيرة في العلاقات الكوردية المسيحية اولا، وفي تصورنا لفهم عراق المستقبل ثانياً.
اما اذا حصل العكس، اي برفض القرار من قبل مجلس الرئاسة بتأثير من مام جلال  في عدم المصادقة على الغاء الفقرة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، فهذا يؤكد حقاً بوجود تشويش و غشاوة داخل قاعة البرلمان اثناء التصويت كما صرح بذلك بعض النواب. وعندها نامل بأن لا تكون هناك اجواء اخرى تشويشية تتمخض عنها  قرارات أخرى مشوشة ، لأن البرلمان ليس مسرحاً للالعاب البهلوانية و القرارات الارتجالية ، بل انه المكان الذي يحدد فيه مستقبل البلاد ومصيرشعبه .
 


85
                 مذبحة صوريا ، محطة الشهادة في تاريخ الكلدان الحديث

سعد عليبك
 
  تمر علينا هذه الايام الذكرى التاسعة و الثلاثون للمجزرة النكراء التي نفذت بحق ابناء شعبنا الكلداني المسالم في قرية صوريا الكلدانية التي راح ضحيتها العشرات من الابرياء اطفالاً ونساءاً و شيوخاً بالاضافة الى العشرات من الجرحى و المعوقين..
 هؤلاء الأبرياء لم يكونوا مسلحين او مفتعلين لأعمال تقلق و تزعج النظام الفاشي الحاكم في حينه ، ذنبهم الوحيد هو ان قريتهم  المنكوبة كانت تقع  على طريق سير القوافل العسكرية التي يتحكم بقيادتها جلاوزة النظام المتعطشة للدماء ، ليصبحوا ابناءها بذلك صيداً سهلاً لوحوش كاسرة دون رحمة او وخزة ضمير او مخافة الخالق.

   هكذا اصبح اهالي صوريا الابرياء ضحية حقد و غرور الاوغاد ، فرَوَو تراب قريتهم  بدمائهم الزكية، ليسطر التاريخ عن امة الكلدان العريقة ، سِفراً آخراً في الشهادة ، و لتبدأ من بعدها المجازر و المذابح بحق العراقيين جميعاً بكافة قومياتهم و مذاهبهم.

بهذه المناسبة الاليمة ترجع بنا الذاكرة الى قرية صوريا الشهيدة و تستحضرنا بعض  تفاصيل المذبحة في ذلك اليوم المشؤوم حسب  ما روى عنها زوارها و  شهود عيان و سكان القرية المغلوب على أمرهم :

   تقع قرية صوريا (113كم شمال الموصل) في الجنوب الغربي من السهل السليفاني و على ضفاف نهر دجلة. مركزها الاداري هي ناحية العاصي (باتيل حاليا) في قضاء زاخو في محافظة دهوك/ العراق.
اسباب المذبحة *1: كان مقر الفوج العسكري في مركز ناحية السليفاني"عاصي" سابقاُ ، وفي صباح كل يوم ثلاثاء كانت هناك مفرزة تخرج من العاصي متوجهة الى قرية فيشخابور في المثلث الحدودي(العراقي السوري التركي)، وكانت هذه المفرزة تمر بعدة قرى في السهل السليفاني و من ضمنها قرية صوريا الكلدانية.
وفي صباح يوم الثلاثاء 16/9/1969 مرت المفرزة المؤلفة من (اربعة عجلات)*2( حيث كانت هذه المفرزة بأمرة الملازم ثاني عبد الكريم خليل الجحيشي) كعادتها بهذه القرى و وصلت الى قرية صوريا و مكثت المفرزة بعض الوقت في القرية و رحب بهم اهالي القرية و قدموا لهم ما وجد لديهم من مأكل و مشؤب . و بعد مغادرة المفرزة لقرية صوريا و على بعد حوالي خمسة كيلومترات انفجر لغم تحت احدى عجلات المفرزة. ولم يحدث الانفجار اية اضرار بشرية بالمفرزة.
أمر الملازم عبد الكريم الجحيشي بالتوجه الى قرية صوريا ثانية و جمعوا اهالي القرية في حضيرة للحيوانات و قام الجنود بتنفيذ اوامره و تم تطويق القرية من قبل الجنود و كان في نفس اليوم قد وصل القس حنا  بيث قاشا من زاخو الى القرية.

  و عن تفاصيل المذبحة  يقول احد الناجين من ابنائها واسمه هرمز *3: « عندما كان الجنود يجبرون سكان القرية باعقاب وحراب بنادقهم كان البعض يفكر بالفرار الا ان الاب حنا قاشا الذي لم يدرك بان وحوشا كهؤلاء و سادتهم في بغداد ليس لهم مثيل على هذه الارض على الاطلاق، نصح بعدم القيام بهذه المحاولة وطلب من سكان القرية ان يتجملوا بالصبر ويركنوا الى الهدوء وبعد لحظات حينما أتم الجنود جمع سكان القرية سحب الملازم الجحيشي اقسام رشاشه . في هذه اللحظة ادركت «ليلى» ابنة المختار ما سيحصل فقفزت عليه وامسكت بماسورة الكلاشينكوف بقوة وحينما ادرك الملازم استحالة انتزاع الغدّارة من قبضتها سحب مسدسه واطلق النار على رأسها فأرداها قتيلة في الحال، ثم بدأ باطلاق النار من رشاشه على المدنيين من دون تمييز وكلما نفذت رصاصاته استبدل مخزن الرشاش بمخزن جديد وراح يواصل اطلاق النار حتى اذا ما تأكد بأنه لم يبق انسان قائما امامه اصدر اوامره الى الجنود المحيطين به بأن يبقروا الاجساد المثخنة بالجراح بحراب بنادقهم ويضرموا النار في بيوت القرية والسور المحيط بها لكي يحولوا دون محاولة بعض الناجين من الفرار.

   "هرمز" يكبح دموعه ويلوذ بالصمت لثوان عدة ثم يقول: « لقد كنت اشعر بانني كنت ادفن تحت اكداس من الاجساد التي كانت تسقط تحت وابل الرصاص . والمشكلة الكبرى التي واجهناها بعد هذه المذبحة انقاذ الجرحى والعثور على بعض منهم ممن هام على وجهه في البراري.
 سكان القرية المجاورة الذين هبوا لانقاذ الجرحى واوصلوهم الى المدن القريبة جوبهوا برفض مسؤولي المستشفيات تقديم العلاج لهؤلاء الضحايا ولولا تدخل بعض الاطباء والشخصيات المحلية – بعضها طبعا – المتنفذة لما تم ادخالهم الى غرف العمليات واجنحة هذه المستشفيات والكثير من الاطفال الذين نجو من هذه المجزرة باعجوبة تشبثوا بجثث ذويهم واخوتهم لساعات طويلة ولم يفارقوا مكان المجزرة الا بعد ان فصلوا عن الجثث بقوة، في هذه الاثناء كان الجنود يمنعون الناس من الوصول الى موقع الجريمة لدفن الموتى وتركوا أجساد الضحايا لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال كاملة ما جعلها فريسة الطيور الكاسرة والكلاب السائبة .

  و يقول الكاتب  "شوقي بدري" *4 في وصفه لاحداث المذبحة : (( انه  فى 16 ايلول1969 حدثت مذبحه صوريا فى بدايه وصول صدام للسلطه . فلقد انفجر لغم فى سياره عسكريه بالقرب من قريه صوريا . وبالطريقه النازيه التى كان يمارسها الالمان فى البلاد المحتله اتجه الجيش لاقرب قريه وجمعوا كل الناس وطلبوا منهم ان يأتوا بمن وضع اللغم . ولم يشفع لهم قولهم بانهم فلاحون مسيحيون ليس لهم درايه باستعمال السلاح . وتصادف ان كان القس فى زياره الى القرية، فحاول ان يتوسط ويناشد الضابط عبد الكريم الجحيشي فقال الضابط لرجاله بما معناه ( هذا الكلب الاسود ارموه اولاً ) . اشاره الى رداء القس الاسود .

  فى زيارتى للقرية (لا زال الكلام للكاتب المذكور اعلاه)  تحدثت مع العجوز بطرس والشاب عماد , و وسط شعور الالم والاحساس بالمراره تكونت عندى صوره واعطونى كتيب مذبحه صوريا باللغه الكرديه . وما عرفته منهم ان ابنة المختار ليلى اندفعت تستجدى الضابط عبد الكريم لكى لا يقتل والدها المختار , الا ان الضابط اطلق النار على والدها وصرعه فهجمت ليلى عليه وانتزعت رشاشته فقاموا بقتلها وعقاباً لها أُلقيت فى النار بعد ان احرقوا القريه .
ولم يكتفي المجرم القاتل بهذه الجريمةالبشعة، بل اعطى اوامره للجنود بحرق المحصول الموجود في كل بيت و قتل المواشي في القرية. ومات عدد كبير من الجرحى نتيجة اصابتهم بحروق و عدم استطاعتهم الهرب من القرية.)).

  بعد تنفيذ المجرم الجحيشي و جلاوزته لهذه الجريمة الشنعاء لم تشبع غريزتهم ، بل راجعوا مستوصف ناحية العاصي و امروا موضفي المستوصف بعد اسعاف الجرحى، وفعلاً نفذت اوامره خوفاً من بطشه و تهديداته.
و من اللذين نجوا من المذبحه الطفل سمير الذى لم يزد عمره عن اربعين يوماً وجدوه حياً بين الجثث فى اليوم الآخر وكانت امه قد حمته بجسمها . اما والده منصور وشقيقته سميره فلقد تصادف انهما كانا فى بلدة زاخو الكبيره .

  ولنستمع الى ما قاله المرحوم البرزانى*5 عن هذه الجريمة فى احدى مذكراته الى هيئه الامم المتحده ..( وابيد فى يوم 16 ايلول 1969،  97 مواطناً قتلاً وجرحاً هم كل سكان قريه صوريا غرب زاخو. وقذف الجنود بالاطفال منهم وهم فى مهودهم الى الماء فغرقوا فى النهر. وكان القس الكلدانى حنا قاشا بين القتلى ايضاً . )) .

   و عندما نستذكر شهداء صوريا ، تحضرنا قصص و صور الشهادة لأبناء هذه الأمة العريقة خلال العصور التي توالت بعد سقوط المملكة الكلدانية 539ق.م  و الى وقتنا الحاضر، كمذابح الملك الفارسي شاهبور في سنة 339م والتي امتدت نحو اربعة عقود من الزمن ، وثم مذابح التتر و المغول سنة 1258م  وصولا الى مذابح السلطان عبدالحميد منذ سنة1895م  و ما بعدها و التي شملت (مذابح و قتل  الآلاف في قرى علي بكار و نصيبين*6 و القوافل في  10 ،11 ،15 حزيران 1915، و مذبحة سعرت و شهادة المطران أدي شير*7 في 17 حزيران 1915، و مذبحة حوزة و باتة*8  بين الاعوام 1914-1916م ، مذابح نصيبين و دارا في 15 حزيران في العام 1916م. و كذلك كل الذين استشهدوا بعد تأسيس دولة العراق ، الى ضحايا صدام وزمرته في حروبهم المتعددة ثم  احداث السنوات الاخيرة التي شهدت هجمات شرسة من قبل الارهابيين و قوى الشر و الظلاميين الراديكاليين ضد الكلدان و التي شملت  تفجير الكنائس و خطف و قتل المئات من ابناءه منهم الأب الشهيد رغيد كني و رفاقه الشمامسة وحيد و بسمان و غسان في الموصل بتاريخ 3/6/2007 ، و استشهاد مرافقي المطران رحو اثناء اختطافه ، سمير وفارس و رامي في الموصل بتاريخ29/2/2008 . ثم استشهاد المطران مار بولص فرج رحو في 13/3/2008.

  بهذه الذكرى الاليمة  نشعل الشموع على الارواح الطاهرة لشهداء أمتنا الكلدانية. مبتهلين الى الرب ان ينعمهم في ملكوته حيث الملائكة و القديسين ، و نضع اكاليل الزهور على أضرحتهم اكراماً و اجلالاً لدمائهم الزكية التي اريقت على تراب هذه الارض المقدسة من اجل زرع بذرة المحبة و السلام في قلوب ابناءه.

  لنجعل من ذكرى مذبحة صوريا ، هذه المحطة المؤلمة من تاريخ امتنا الكلدانية، رمزاً خالداً و يوماً مميزاً و تذكاراً للآلاف من شهدائنا الابرار الذين ذبحوا و أُعدموا بمزاج تفوقي عنصري و بطريقة وحشية ، فهذا اقل واجب يمليه علينا ضميرنا تجاه التضحيات الكبيرة و ملاحم الشهادة التي سطرها ابناء امتنا على مر العصور.

saad_touma@hotmail.com


الهوامش

1- عن مقال صلاح زورو حول مجزرة صوريا(في مجلة نجم بيث نهرين)
2- الكاتب حميد المالكي(مذبحة صوريا).
3- نفس المصدر اعلاه.
4- الكاتب شوقي بدري(العراق .. المسيحيين و مذابحهم)
5- نفس المصدر اعلاه.
6- عن كتاب القصارى في نكبات النصارى للآب اسحق السرياني.
7- الشماس نوري مندو/ شهادات موثقة تشير الى استشهاد المطران أدي شير.
8- عن كتاب القصارى في نكبات النصارى للآب اسحق السرياني.
         

86
                      يوم الشهيد الآشوري ... آشوري فحَسبْ

سعد عليبك

  قبل كل شيء و لكي لا يؤول كلامي اللاحق بشكل مخالف و يبنى عليه مباني من نسيج الخيال اللاواعي ، اقول بأنني متعاطف مع اخواننا أبناء الشعب الآشوري وهم يستقبلون ذكرى الشهداء الآشوريين الذين سقطوا في مذبحة سميل عام 1933 و التي راح ضحيتها المئات ، لا بل مع كل الشهداء المسيحيين من آشوريين وكلدان و غيرهم الذين سقطوافي كل الفترات التي سبقت احداث سميل كمذابح الملك الفارسي شاهبور في سنة 339م والتي امتدت نحو اربعة عقود من الزمن ، وثم مذابح التتر و المغول سنة 1258م  وصولا الى مذابح السلطان عبدالحميد سنة1895م ، والتي وصلت الى ذروتها عام 1914م ، و كذلك كل الذين استشهدوا بعد تأسيس دولة العراق، الى ضحايا صدام وزمرته الى احداث السنوات الاخيرة التي شهدت هجمات شرسة من قبل الارهابيين و قوى الشر و الظلاميين الراديكاليين ضد المسيحيين في العراق شملت القتل و الاختطاف و تفجير الكنائس واغتصاب النساء و التهجير.

  من حق كل شعب ان يكرم رموزه القيادية واحياء مناسباته الخاصة القومية منها اوالدينية والتراثية و السياسية، ليحتفل بها جيل بعد جيل، يحيط ابناءه من خلالها علماً بماهية المناسبة ، يحفزهم للدخول في أغوارها  بحثاً عن اسبابها و مسبباتها من خلال ما يتوفر من ادلة و معلومات حولها ، ثم الاستفادة منها كتجارب عملية في شق طريقهم نحو بناء غدٍ أفضل لهم و لمن يخلفهم ، لذا فإن للآشوريين ايضاً كما لغيرهم الحق في اتخاذ القرارات حول تحديد تواريخ لمناسباتهم القومية والدينية و السياسية و تسميتها كيفما يشاؤون.

   كما هو معلوم ، لقد تم تحديد يوم السابع من آب( استذكاراً لمذبحة سميل) و اقراره ليصبح يوماً للشهيد الآشوري من قبل الاتحاد الآشوري العالمي في مؤتمره الذي عقد في طهران سنة 1970 *1
و المعروف عن الاتحاد الآشوري العالمي هو اتحاد لمؤسسات سياسية و مدنية كلها تؤمن بإنتمائها الى القومية الآشورية حصراً ، وتأسس هذا الاتحاد رسمياً في 10 نيسان 1968 في باو بفرنسا *2

  ولما كان الآشوريون ومؤسساتهم قد لبَو والى اليوم قرارات اتحادهم الاشوري العالمي في تبني هذا التاريخ ليصبح تذكاراً لشهدائهم ، يحتفلون  به حسب الضروف و الامكانيات ، نجد اليوم بعض الأحزاب القومية الآشورية العاملة في الساحة  بدأت بفرض هذه المناسبة على الكلدان عنوة و دون إذن او استشارة، تارة بتسميته يوم الشهيد الكلدوآشوري ، و اخرى بيوم الشهيد الكلداني الآشوري السرياني و يتبعها على هذا النهج مجالس الصحوة القومية المصنوعة حديثاً و المرتبطة بها مباشرة .
 و هنا نسأل ،الا تعتبر طريقة تحديد و اقرار وفرض يوم للشهيد الكلداني من قبل تلك الجهات الآشورية تدخلاً في شؤون الكلدان و تجاوزاً على حقهم في اختيار و تسمية مناسباتهم؟
 اليس هذا الفعل تجاوزاً وطمساً لمشاعرالكلدان تجاه شهدائهم و محاولة لمصادرة إرادتهم ؟ ، و خاصة ان الاتحاد الآشوري العالمي و غيره من الأحزاب الآشورية لا تعترف اساساً بوجود قومية كلدانية لا في التاريخ و لا في الجغرافيا.

  حسب تحليلي المتواضع و المستمد من تاريخ تلك الجهات و سياساتها الواضحة تجاه الكلدان ، و من خلال معلوماتي عن بعض الكلدان المنتمين والموالين الى تلك الجهات الى حد النخاع  ، والذين يطبقون تعليماتها بحذافيرها ، منهم من اعلن اشورته علناً ومنهم من يخجل البوح بها لحد الآن ، استطيع ان اقول بأن هذا العمل، اي في تغير تسمية يوم الشهيد الآشوري الى مركب ثنائي  تارة و ثلاثي تارة أخرى ، يكمن  وكما عودتنا تلك الاحزاب في الالتفاف على الكلدان و احتوائهم  للاستفادة من زخمهم  في مشاريعها القومية و الحزبية الضيقة ، و من خلال توهيمهم بأنها تسير في طريق تطبيق الوحدة القومية المزعومة .
 و الغريب في الأمر نجد اليوم بأن الأحزاب الآشورية تستذكر هذه المناسبة و تحتفل بها كل جهة لوحدها حتى وصل الأمر الى ان نجد في المدينة الواحدة احتفالين كل يخص جهة آشورية معينة حسب توجهاتها السياسية.

  عندما تم تحديد يوم الشهيد الآشوري من قبل الآشوريين المؤتمرين في طهران عام 1970م ، لم تكن تشاركهم اية مؤسسة كلدانية تمثل الكلدان، كما انهم لم يتحملوا مشقة الإستشارة  بأية مؤسسة اجتماعية او ثقافية او دينية كلدانية، بل كان قرارهم لوحدهم ، و عليه فإن عملية زج اسم الكلدان في مثل هذه المناسبة ، لا يمكن اعتبارها إلاّ تجاوزاً سافراً على حق من حقوق الكلدان و محاولة لمحو خصوصيته القومية.
لذا ستبقى مناسبة (السابع من آب) يوماً للشهيد الآشوري فحسب كما أقرت و حددت من قبلهم ، لانها شأنهم الخاص.

  كما علينا نحن الكلدان ان نعمل على اضافة مناسبة يوم الشهيد الكلداني الى مناسباتنا القومية الأخرى ، وهذا يأتي بإتفاقنا على اختيار اليوم الذي يناسبنا و يليق بشهدائنا ، و تاريخنا الحديث خير شاهد على المذابح و الأحداث الدامية ضد شعبنا الكلداني العريق المسالم .
 الواجب يتطلب منا استذكار شهدائنا  و مواقفهم المشرفة و ان نخلدهم في ذاكرتنا و ذاكرة اطفالنا من خلال تخصيص يوم خاص لهم ليكون يوماً كلدانياً حقاً.
و اذكر هنا للعلم و ليس للحصر بعض المذابح و الجرائم البشعة التي أودت بحياة الآلاف من أبناء الشعب الكلداني :

1- مذابح و قتل  الآلاف في قرى علي بكار و نصيبين و القوافل في  10 و11 و15 حزيران 1915.*3
2- مذبحة سعرت و شهادة المطران أدي شير في 17 حزيران 1915.*4
3- مذبحة حوزة و باتة  بين الاعوام 1914-1916م.*5
4- مذابح نصيبين و دارا في 15 حزيران في العام 1916م.*6
5- مذبحة صوريا في 16/9/1969 و استشهاد العشرات بينهم القس حنا بيث قاشا.
6-  استشهاد و جرح العديد من الكلدان  في تفجيرات الكنائس في 1/8/2004.
7- استشهاد الأب رغيد كني و رفاقه الشمامسة في الموصل بتاريخ 3/6/2007.
8- استشهاد المطران مار بولص فرج رحو و رفاقه في الموصل بتاريخ 13/3/2008


 الهوامش:
1- في لقاء اديسون هيدو عن اذاعة آشور مع صبري أتمان.
2- ابرم شبيرا(نيسان التأسيس و المسيرة القومية-1)
3- عن كتاب القصارى في نكبات النصارى للآب اسحق السرياني.
4- الشماس نوري مندو/ شهادات موثقة تشير الى استشهاد المطران أدي شير.
5- عن كتاب / القصارى في نكبات النصارى.
6- نفس المصدر اعلاه .

87
                                 أكيتو و سذاجة بعض الكلدان
 
سعد عليبك/ ملبورن
saad_touma@hotmail.com


تمر على الامة الكلدانية هذه الأيام مناسبة عزيزة و مهمة و هي عيد أكيتو، رأس السنة البابلية الكلدانية 7308. هذه المناسبة التي ترجع بنا آلاف السنين الى اعماق التاريخ  لنتذكر عظمة الشعب الكلداني بملوكه وممالكه ، بعلومه و معرفته التي وضعت الأسس الأولى للمدنية و الحضارة في المعمورة.
كم هو رائع و مفرح عندما يحتفل الكلدان في كل مكان في العالم بهذه المناسبة و يبعثون لبعضهم البعض التهاني و التبريكات والأمنيات الطيبة ابتهاجاُ و افتخاراً بهذا العيد القومي العظيم. فنرى تكاتف و تعاضد المؤسسات الكلدانية الإجتماعية و الثقافية و السياسية و ذلك بإقامة الإحتفالات و المهرجانات الضخمة تخليداً لهذه المناسبة.
ولكن على الطرف الآخر هناك البعض من الكلدان و للأسف الشديد قد شَذ عن الجمع الكلداني المشّرف ويحاول الخروج عنه عاملاً بالمثل القائل( خالف تعرف).
حيث لسبب او لآخر ، يقوم هذا البعض سواء عن دراية اوعن قصد ، و منهم من اُعطي له مركز قيادي في بعض المؤسسات القومية والشعبية و السياسية ، وايضاً فئة يعملون في مؤسسة كانت رائدة في تحمل عبء و مسؤولية حمل شعلة الكلدان الذين تنفسوا حرية العقيدة الحقيقية الغير الممزوجة و لكن للأسف الشديد نجد بأن بعض الأصوات قد سكتت و بعض المباديء قد جٌمدت  و منها ما استبدل ( لانقول ان الله في خلقه شؤون) و لكن للأموال في نفوسهم شجون ، فنرى بين الفينة و الأخرى يخرجون علينا بأفكارغريبة بعيدة عن الكلدان و الكلدانية ومنها  تاريخ السنة الكلدانية التي اختزلت من قبلهم بفعل المال ومشتقاته وحذف الكلدانية من وصف رأس السنة( أكيتو) بفعل التنسيق و مؤثراته.

لقد حان الوقت لهذا البعض لإعادة النظر في مسارهم و مسار مؤسستهم ، وهم مدعوون للعودة الى صفوف الجمع الكلداني و نقول لهم ايضاً : نأمل ان تعرفوا حقيقة هويتكم و تتباهون بها، وهي حقيقة أمتكم و تاريخها العملاق وان لا تجعلوا من انفسكم و مؤسساتكم اداةاُ لتفريق الكلدان و اخماد شعلتهم .
فإذا اشترك الكلدان مع اية جهة في عمل مشترك ، فذلك لا يدعوهم للتنازل عن خصوصياتهم لأجل عيون الآخرين او لرنة الدراهم او لرائحة الورقة الخضراء ، واذا كان كذلك ، فلا خير في هكذا عمل و هكذا شراكة ، فإن المباديء اسمى و الهوية أغلى دائماً و المواقف لها رجالاتها.
الكلدان المعاصرون ايها الإخوة  يعتمدون إحتفالات عاصمة الكلدان الأولى (أريدو) التي تأسست بحدود 5300 ق.م (في قلب موطن الكلدان التاريخي - مات كلدو) كبداية للتاريخ الكلداني البابلي ، ومما يدعم مصداقية هذا التاريخ وواقعيته ونسبته للكلدان الأوائل انشر ادناه بعض ما جاء في إحدى مقالات الباحث الكلداني القدير الأستاذ عامر فتوحي حول الدلائل التي تدعم احتساب السنة البابلية الكلدانية:

1- لم تعرف مدن العراق القديم معبداً رسمياً للإله الوطني البابلي مردوخ إلا في مدينتين هما ضاحية أريدو المعروفة بأسم كو-ارا وضاحية المركز لمدينة بابل ، كما أن كلا المعبدين الرئيسين لهاتين المدينتين العريقتين حملا التسمية ذاتها إي ساك إيلا -E sag ila-  وهذا لم يأتي عن طريق المصادفة وإنما بسبب أن سكان كلتا المدينتين كانوا من الكلديين .

2- حملت كلتا المدينتين أريدو وبابل عبر آلاف السنين ذات الكنية (نون كي) والتي تقابلها عبارة (شباط بلاطي) أي موطن الحياة = النخيل وهذا ما يتوافق تماماً مع ما جاء في جداول أنساب الملوك ، ومعلوم لدى المؤرخين والآثاريين المحدثين بأن بناة أريدو وأور وأوروك القدماء لم يكونوا من السومريين الذين وفدوا من شمال العراق القديم إلى جنوبه في حدود 3500 ق.م ، وإنما كانوا كما تثبت ذلك العديد من الدراسات الحديثة من الأكديين القدماء (تسمية موقعية) وبمعنى آخر من الكلدان الأوائل 5300 ق.م بدلالة وحدة اللغة والتراث الروحي والثقافي ودلالات أخرى .

3- تؤكد (موسوعة البابليات) للمؤرخ البابلي المعروف (برحوشا) الذي أطلق عليه الإغريق تسمية (فم الذهب) والذي عاش في مطلع القرن الثالث ق.م، بأنه قد أعتمد في تدوين موسوعته تلك على التسجيلات الرافدية القديمة التي لم يعثر على معظمها حتى اليوم ، ويؤكد ذلك المؤرخ القديم (الذي نهل من علمه العديد من المؤرخين الكلاسيكيين) بأن (أول ملك حكم وادي الرافدين القديم كان كلدانياً) ، وأن بداية حكمه كانت فــي عاصمة الكلدان الأوائل (أريدو) وهذا ما تؤكده جداول سلالات ما قبل و بعد الطوفان (Nam-lu-gal).

يبقى السؤال الأخير نطرحه لجميع ابناء الأمة الكلدانية ، اذا كان لنا هذا التاريخ العريق و هذا الإسم الغالي و المشرف، فما  الذي يدعو البعض الى تغيره؟ اهي الرغبة في التغيير ام عدم مقاومة الإغراءات المتنوعة ، ام الجهل!؟.

ندعو الرب ان تكون السنة البابلية الكلدانية 7308 سنة خير للجميع.

88
                                    أين تقف قضية المسيحيين العراقيين؟
 

سعد عليبك/ ملبورن
saad_touma@hotmail.com


  لم يحدث في التاريخ ان تم حل قضية وفق رغبات أصحابها استناداً فقط الى قيم الحق و الباطل، ولو حدث ذلك لكانت قضية الفلسطينيين و اللبنانيين و الأمازيغ و الكورد والأقباط و التيموريين و القبارصة و الأرمن و اقليم الباسفك و ايرلندا الشمالية و دارفور ومئات القضايا الأخرى  للشعوب المظلومة و المطالبة بحقوقها المنتشرة حول العالم قد تم حلها ببساطة ودون اراقة دماء.
كما لم يحدث في التاريخ ان تم التعامل مع اية قضية  بإعتبارها هي كل قضايا الحياة و الموت ، وبدونها لا يكون عيش ولا حياة، بل ان التاريخ مليء بشعوب و اقوام صبرت على الظلم و تحملت انواع الإستبداد و لعقود و قرون من السنين الى ان جائها الفرج و حققت مطالبها في الوقت المناسب بعد ان اكتسبت الامكانيات و القوة الكافية للنهوض من جديد.

   ان ما وصلت اليه أحوال المسيحيين من الكلدان والسريان و الآثوريين في العراق مثير للحزن لدى اجيال كاملة في الوطن و خارجه ، عاشت و تربت على فكرة انهم اصحاب الأرض الأصليين و بناة حضارتها ، ولكن هذه الفكرة لم تقم بصفاتها المحورية وهي ان تكون قابلة للحركة و التقدم نحو الهدف المنشود في نيل الحقوق الكاملة لهذا الشعب المظلوم لأسباب مختلفة ، اهمها يكمن في وجود خلافات داخلية تتمثل في سجالات قومية و تناقضات ايدولوجية و اختلافات مذهبية ، و اخرى خارجية تتعلق بنظرة الأكثرية عليهم كمواطنين من الدرجة الثانية و كأقلية يحق لها العيش فقط دون ان يكون لها دور في تحديد مستقبل البلد ، بالإضافة الى وجود نزعة تعصبية تدعو الى تهجيرهم و اخلاء المنطقة كاملةً منهم كما حصل لليهود في منتصف القرن السابق.

  كما نجد احياناً إقامة أبراج من الأهداف المستحيلة للقضية من قبل بعض المندفعين و العاطفيين، تؤدي الى اتساع الفجوة بين الأهداف و القدرات، ويتم فيها تجاهل المواقف العالمية و المتغيرات الحاصلة فيها ، لذا فإن حالة الشعب هنا و ان لم تسير نحو الأسوأ، فإنها ستبقى متخلفة عن الركب مقارنة بالشعوب الأخرى المتعايشة معها. كما ان طرح العديد من الأهداف المختلفة و المتناقضة ( مع بعضها البعض غالباً) سيؤدي حتماً الى تشتيت اي توجه او عمل قد يكون مناسباً ، وعليه  سيعم التشاؤم وستسود بين ابناء الشعب فكرة استحالة وجود اي حل للقضية حتى على المدى البعيد.

  و عندما تبدو القضية مستحيلة الحل ، فإن انصارها وأصدقائها لابد ان يأخذوا في الإنصراف واحداً بعد الآخر، و خاصة عندما يعجز أصحاب القضية عن تكوين قيادة شرعية واحدة قادرة على تمثيلها و الدفاع عنها بالإتجاه الصحيح ، و على العكس نجد بأنهم  يؤيدون بالعاطفة و الحماس وجود سلطات متعددة تمارس الإنتحار الفردي او الجماعي ، لذا فإن احداً في العالم لا يجد مصلحة في تكريس وسيلة للتعامل مع مثل هذه القضية و اصحابها كونها غير قابلة للتحريك ثم الإنجاز لعدم توفر المستلزمات الأساسية والعوامل الضرورية والدوافع المشجعة في تفعيل القضية و انجاحها ، و بالتالي ستصل الى طريق شبه مسدود و الى مكان لا يعرف بعده اتجاه الحركة.

وهنا على وجه التحديد يمكن الوقوف عند السؤال " اين تقف قضية المسيحيين العراقيين بالضبط " ؟ و ان نجيب عليه بكل تواضع:

 فهي تقف " شعبياً وجماهيريا" عند النقطة التي يدفع فيها المسيحيون و في مقدمتهم من هم في المدن الكبيرة ثمن سياسات بدأت بالفشل في التعامل مع مثيلاتها في الساحة و كذلك مع القوى العراقية و العالمية خلال السنوات السابقة و الى اليوم. حيث القتل و الخطف و الإغتصاب و التهجير و تفجير الكنائس و قتل رجال الدين و سوء الأحوال المعيشية التي اصبحت محطة تتوقف عندها حياة و مسيرة المسيحيين دون وجود امل في مستقبل آمن و مشرف.

أما" سياسياً " فهي  تقف عند مصالح زعامات الأحزاب السياسية المتعددة و المجالس القومية و الشعبية السياسية المتنوعة و التحالفات و التكتلات الهزيلة ، منها المسيّرة و منها التي لا تجيد الحركة، و التي تتاجر بالقضية من اجل مصالح شخصية و فئوية مؤقتة.
جعلوا  هؤلاء من هذه القضية كرة يتقاذفونها فيما بينهم يمينا و يساراً ثم الى الوراء ، وتستمرو تتكرر هذه الحالة دون ان تتقدم خطوة نحو الهدف الحقيقي و الذي لا يعرفه او يتجاهله عن قصد الكثير من السياسيين .

  و" قومياً"  فهي تقف عند الإستمرار في المحاولات للنيل و مسخ أعرق و أقدم قومية عرفها بلاد النهرين وهي القومية الكلدانية في خلق قومية جديدة مركبة تحت حجج واهية ، منها كونها " اي القومية الجديدة" مؤقتة لحين ايجاد حل مناسب لها ، بينما مروجيها يحاولون جاهدين ادخالها رسمياً في الدساتير و كأنهم بذلك قد حققوا النصر النهائي لهذا الشعب.

  هذه هي النقطة التي يقف عندها المسيحيون العراقيون ولا يريد المسؤولون عنها الإعتراف بحقيقتها وبمسؤوليتهم عنها عندما ارادوا العمل بطريقتهم الخاصة ضمن الساحة الداخلية دون الإنفتاح الفعلي نحو تدويل القضية اسوة بالشعوب الأخرى ، وعملوا ضمن دائرة التكتيك للوي ذراع منافسيهم من خلال تحالفات و تكتلات متضادة تعمل وفق تعليمات خارجية وتتبع نهجاً بعيدا عن مبادئها و ايدولوجياتها في اكثر الاحيان، و نسوا  حقل الإستراتيجية من أجل الكسب السياسي العام للشعب.
 و عندما يستمر الحال بهذا الشكل ، فإن جمود القضية يصبح هو النتيجة الطبيعية ، وعندما يصبح الجمود هو النتيجة ، فإن اوضاعاً استراتيجية على مستوى الوطن و الإقليم و العالم تبدأ في الحركة و تحتل المسرح و معها تتغير المصالح و العلاقات و التحالفات ، ولا يبقى لدى أصحاب القضية الاّ ضرب الأكف حسرة و الماً.

  كل شركائنا في الوطن  لديهم اصدقاء ومساندين الاّ نحن، فالشيعة لهم ايران ، و الكورد لهم امريكا و بريطانيا و العديد من الدول الأوروبية و الإقليمية الذين ساندوهم  بفرض خط 36 ، التركمان لهم تركيا .
و كل طرف من هذه الأطراف له خطط و برامج و استرتيجيات يغيرها حسب مصالحه و حسب المتغيرات السياسية الداخلية و الخارجية .
  كل شعب يبحث عن حقوقه و فيدراليته ثم دولته المستقبلية و عن علاقاته الخارجية و الداخلية ، الا نحن نصف نيام في محطة الانتظار . كل نال ما يريد او في طريقه الى تحقيق اهدافه و تطلعاته و نحن غائصين في سبات عميق نتخبط بين سهل نينوى وسهل اربيل و الدورة و حي السنك و البتاوين و غيرها لا نعرف اين هي وجهتنا ،هل نطالب  بحكم الإدارات المحلية ام بالحكم الذاتي اللاذاتي ام  فيدرالية السكوت و الإنتظار، الى ان يتم توزيع اراضي قرانا و بلداتنا الواحدة تلو الاخرى حسب اهواء و مزاجات اصحاب النفوذ و من لف حولهم دون ان يكون لنا رأي يسمع ، والى ان يتم تهجير ما تبقى من هذا الشعب الى خارج الحدود.

    الحالة لم تعد تتحمل الإنتظار، فالإنتظار في هذه الظروف يعني الإنتحار، وعليه فإن وضع المسيحيين العراقيين و قضيتهم تتطلب المباشرة بتدويلها باسرع ما يكون ، بطرحها على الأمم المتحدة و الدول الكبيرة في العالم ليساهموا في ايجاد حل مناسب لها كما يجدونه لغيرهم  و بعكسه فإن احداً غير مستعد ليتابع قضايانا و يناضل من اجل حقوقنا التي لا يجهلها إلاّ بعض السياسيين من هذا الشعب.
امكانياتنا و فاعليتنا لو وجهت بهذا الإتجاه ستأتي بنتائج ايجابية ، و خاصة  ان الضروف الحالية ملائمة جداً للتحرك نحو هذا الهدف و لدينا المببررات و الأسباب العديدة التي ستساندنا في الوصول الى النتائج المرجوة.

  تدويل قضية المسيحيين العراقيين  ليس فيها اي خجل او احراج ، فهو حق من حقوقهم المشروعة اسوة بباقي اطياف الشعب العراقي ، ولا يعني قطعاً الطعن او ضرب الوحدة الوطنية العراقية ، بل ان نيل حقوقهم هو خطوة نحو بناء الديمقراطية الحقيقية في العراق، كما اننا يجب ان لا نقف مكتوفي الأيدي وشركائنا في الوطن كل منهم يخطط لبناء بيته كما يشاء.
   لذا يجب على مؤسسات شعبنا الكلداني و المسيحي عموماً المنتشرة حول العالم ان يغيروا من طروحاتهم و مطاليبهم من الدول الغربية و الأمم المتحدة اثناء لقاءاتهم و تظاهراتهم و تبديلها من المطالبة بمساعدة اللاجئين... الى المطالبة بإيجاد حل جذري للسكان الأصليين و المسيحيين العراقيين في وطنهم الأم.

89
                          رأي حول مصير كركوك و نينوى

  سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com

  بعد ان اصبح  نظام  حكم العراق الجديد نظاماَ اتحادياً فدرالياً ، متبنياً لصيغة الأقاليم و المحافظات حسب ما اقره الدستور الجديد للبلاد ، و بعد ان حددت المادة (140) منه لإعادة الأوضاع الى حالتها الصحيحة في المناطق التي طالتها تجاوزات مقصودة بضمنها التغيير الديموغرافي القسري ، ثم تحديد مصيرها و هويتها وبالتالي تبعيتها الإقليمية باجراء إستفتاء عام بين سكانها ، نجد بأن محافظة كركوك هي احدى اهم و اخطر هذه المناطق المتنازع عليها و التي تجتمع حولها الكثير من الإختلافات القومية و السياسية  و تتوقف عند حدودها الكثير من التوافقات و المساومات السياسية ، منها المعلنة و منها ما هو طي الكتمان ، حيث يفترض ايجاد حل مناسب لها  يكمن في تحديد مصيرها وتحديد هويتها ورسم خريطتها الجديدة وفق المعطيات و الحالة الجديدة للعراق.

  كركوك بالنسبة الى الكورد و كما تذكر في خُطب زعمائهم  و كتابات مثقفيهم هي عاصمة كردستان و قدسها و قلبها النابض ايظاً ، و هذا يعني بأن الكورد غير مستعدين على الافراط بها و المساومة عليها و التفاوض حولها ، هذا من حيث المبدأ ومن خلال الثقافة المنشورة في الشارع الكوردي، اما في السياسة ، و التي هي فن الممكن ، فإن كل شيء جائز و محتمل فيها و منها بالطبع التفاوض و المساومة على مصير كركوك في ضمها الى اقليم كردستان او عدمه.
واذا كان انضمام كركوك الى اقليم كردستان هو امنية للكورد، فإن امام هذه الأمنية صعوبات ومعوقات جمّة تحول بينها وبين بقائها اقليماً مستقلاً بذاته ومن هذه المعوقات:

1- التركمان القاطنين في المحافظة والتي فيها مركزثقلهم الرئيسي  ولهم ايضاً وجهة نظرهم الخاصة حول هويتها و يدعمهم في هذا التوجه بصورة علنية حكومة تركيا التي لها مخاوف معلنة من اقليم كردستان ومن احتمالية توسعه ومن ثم قيام دولة كردية مستقلة ذات قوة اقتصادية تصبح مصدر خطر دائم للاتراك.
و ان الاجتياح التركي الأخيرلأراضي الإقليم بحجة ضرب قواعد حزب العمال الكوردستاني كان يحمل معه رسالة تهديد مباشرة الى قيادة الإقليم بخصوص مستقبل كركوك و خاصة بعد ان كان الإجتياح بعلم و موافقة امريكية.
كما ان الدعوة الأخيرة التي وجهتها حكومة تركيا مؤخراً للأعضاء التركمان التسعة في مجلس محافظة كركوك و لقائهم بوزير الخارجية التركي (علي باباجان) هو دليل آخر على تدخل تركيا و محاولاتها الجادة بقطع الطريق امام اي مشروع يهدف الى ضم المدينة الى اقليم كوردستان.

2- العرب الساكنين في كركوك ، سواءاً الذين جاء بهم النظام السابق او الذين كانوا هناك قبل ذلك ،يعارضون فكرة ضم المدينة الى اقليم كردستان، لكي لا يتحولون في هذا الإقليم  الى اقلية قومية لا حول لها ولا قوة ، بالإضافة الى وجود إختلافات سياسية و ثقافية مع سكانه.

3- العديد من الأحزاب المحسوبة على الطائفتين السنية و الشيعية يعتبرون كركوك خطاً احمرا،ً و انضمام هذه المدينة الى اقليم كردستان يعني بأن الإقليم سيصبح متكاملا اقتصادياً وهذه خطوة تسرع من الإنسلاخ التدريجي للاقليم من العراق ليصبح دولة قائمة بذاتها و بذلك ستسقط فكرة بقاء العراق موحداً.

4- الوضع الأمني العام في العراق عموماً كما في محافظة كركوك لا يشجع على ما هو مطلوب اجراءه بخصوص تطبيق المادة 140، و هذا سيؤدي الى استمرار الوضع على ما هو عليه الى امد غير معلوم و ليس بالقصير قبل البت في اية اجراءات صحيحة و ناجحة لتحديد  هوية ومصير المحافظة.

5- الدول العربية التي تجاهر في مناسبة و بدونها بوحدة اراضي العراق وعروبته ، تعارض تماماً انضمام كركوك الى اقليم كردستان لأنها تجد في الأمراستقواءاً للجانب الكوردي ،بالإضافة الى معارضتها لصيغة الأقاليم الفيدرالية جملة و تفصيلاً كونها البداية الى تقسيم العراق.

  و لو وافقت القيادات الكوردية على  ابقاء كركوك محافظة او اقليماً قائماً بذاته ، سواءاً مرغومين او مرغوبين ، فهذه لا تحتسب خسارة و احباطاً لتطلعاتهم القومية ، لأنه سيكون لهم  اليد الطولى في سلطتها مقارنة مع اية فئة اخرى تسكن الإقليم الجديد ، مع بقاء الأمل قائماً في  انضمامه الى اقليم كردستان بإستفتاء مستقبلي مهماكان بعيداً. كما ان الحالة الإقتصادية لإقليم كردستان و النظام العلماني السائد فيه و حدوده الواسعة و المفتوحة على كركوك و العلاقات و الروابط العشائرية والتجارية بين اقليم كردستان و كركوك ، ورغبة الكورد في الاقامة فيها للعمل و الاستثمار ، كل هذه الأمور و غيرها ستجعل من العنصر الكوردي في كركوك اكثر تفوقاً على المكونات الاخرى في الكثير من المجالات وبالتالي سيجعل من اقليم كركوك توأماً لإقليم كوردستان. وهذا بحد ذاته يعتبرمكسباً سياسياً و انجازاً استراتيجياً للكورد.

  كما انه بتثبيت حدود اقليم كردستان وصولاً الى مشارف كركوك ، لا يعني بان الكورد دخلوا مرحلة اليأس السياسي في تطوير او توسيع اقليمهم جغرافياً ، بل ان الوقت سيستمر لصالحهم اذا اتقنوا اللعبة السياسية جيدا و استغلوا المساومات على قضية كركوك للإستفادة من ضم مواقع و اراضي من محافظات اخرى و في مقدمتها محافظة نينوى.
ويبدو بأن الساسة الكورد قد بدأوا التحرك بهذا الإتجاه بشكل جدي ، اي بإتجاه تعزيز و توسيع النفوذ الكوردي في محافظة نينوى ذات الأراضي الزراعية الوفيرة و الخيرات الطبيعية الجوفية. وهذا التحرك  حسب ما يشاع عنه في بعض المواقع و وسائل الإعلام يشمل وجود اتفاقيات سرية بين قادة الأحزاب الكبيرة الفاعلة و المتنفذة على الساحة العراقية يقضي بإلحاق حوالي ثلثي اراضي نينوى بالإضافة الى قضاء سنجار بإقليم كوردستان.

  ان الحاق اي منطقة بمحافظة اخرى او اقليم آخر امر طبيعي لو كان ذلك برضى سكان المنطقة ، فهم اولى و احق من غيرهم بتحديد وجهتهم ، لذا فالإستفتاء يصبح الفيصل الرئيسي في تحديد هوية و مصير أية وحدة ادارية بالإضافة الى كون الإستفتاء احدى الممارسات الديمقراطية التي من خلالها نتفادى الصراعات والنزاعات حول القضايا المصيرية.
لكن يبقى السؤال الموجه الى قادة الأحزاب المتنفذة في العراق اذا هم حقاً بصدد بناء نظام ديمقراطي حقيقي في البلاد ،  هل سيكون هناك استفتاء عام و شامل حول مصير و مستقبل محافظة نينوى ،  ام ان اتفاق الخمسة الكبار هي الديمقراطية العراقية الجديدة  ومن ثم تنتفي الحاجة لإجراء اي استفتاء؟ .
لنرى ما تخفيه لنا الأيام.
 

90
               فضائية كلدانية ، من الحلم الى العمل

سعد عليبك/ ملبورن
saad_touma@hotmail.com


  ضمن كتاباته القيمة ، نشر الأستاذ حبيب تومي مؤخراً مقالاً مهماً عنوانه " إطلاق فضائية كلدانية هل يغدو الحلم حقيقة؟ " وهو موجود على الرابط  ادناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,141707.0.html
يتحدث المقال عن ضرورة امتلاك الشعب الكلداني لقناة فضائية خاصة به في هذه المرحلة من الحياة و خاصة مازال هذا الشعب يعاني من تعتيم اعلامي واهمال في الوسائل الإعلامية الأخرى ، كما ان تشتته في بلدان مختلفة يتحتم عليه ان يفكر جدياً في مثل هذا المشروع لإستمرار التواصل و متابعة قضاياه العامة.

 و انا اذ اؤيد كل ما جاء في المقال اعلاه ، اقول و اضيف بأن الأمل هذا سيصبح حقيقة لو اعطي للمشروع اهتماماً استثنائياً لضرورته ، من خلال  تناوله بإسهاب في المقالات عبر الصحف و المواقع الألكترونية ، و ناقشناه في لقاءاتنا المباشرة بجدية ، كذلك لو وضعنا المقترحات و الخيارات لخطو الخطوة الأولى بإتجاه تحقيق هذا الهدف النبيل.

  الأمر المشجع و المساعد في انجاح هذا المشروع ، هو توفر الكفاءات المتنوعة التي يتميز بها شعبنا الكلداني ، حيث الأدباء و المثقفين و السياسيين و الفنانين و الإعلاميين و انتشارهم حول العالم ، و كذلك الى ما يمتلكه هذا الشعب من عدد كبير من مؤسسات سياسية و اجتماعية و ثقافية و فنية  في ارجاء المعمورة و التي ستصبح رافداً مهماً في اغناء برامج الفضائية من خلال عرض تجاربها وفعالياتها المختلفة. كل هذه تعتبر نقاط ايجابية تضاف الى رصيد شعبنا الكلداني في مقدرته على بناء و ادارة فضائية كلدانية تدعم قضاياه و تتواصل معه .

الأمر الضروري الآخر لإنجاز هذا المشروع  ،هو التمويل المادي ، وهذا التمويل قد يأتي من عدة مصادر و مختلف الطرق ، لكني اعتقد بأن اهمها هي الطريقتان ادناه:

1- شخصية او مجموعة أشخاص ميسورين يتبنون تأسيس فضائية كلدانية كمشروع تجاري خاص بهم  او يُطرح للمشاركة العامة بأسهم معتمداً على ايراداته من الدعايات و انتاج الأغاني والبرامج المختلفة.

2- جهة سياسية او قومية كلدانية تتبنى هذا المشروع اعتماداً على امكانياتها الذاتية وتبرعات  أبناء شعبنا الكلداني في كل مكان وفق صيغة منتظمة و مدروسة بحيث تكفل استمرار المشروع و تطويره.

  ولكون حديثنا هو عن فضائية كلدانية ، فهي ستكون مشروع كلداني خالص ، لذا على الكلدان ان يضعوه في جدول اهتماماتهم الاولية من خلال دعمه و المساهمة الفاعلة فيه ، كما انه سيكون امتحاناً مهماً للجميع في امكانية  تلاقي كل  الجهود الخيرة للوصول الى هذا الهدف النبيل.
 لقد انتظرنا كثيراً ، و الإنتظار يولد الملل و اليأس ، و كلما باشرنا بالخطوة الأولى باكراً كلما قصرت المسافة  نحو امتلاكنا لقناة فضائية تساهم في تطوير امكانياتنا و تواصلنا مع العالم كشعب عريق و أصيل.

 و الى ان تدفع  الغيرة الكلدانية أصحاب النخوة والشهامة من أخذ زمام المبادرة للمضي قدماً في طريق تأسيس فضائية كلدانية ، ولكي لا نراوح في مكاننا و نلوم هذه القناة او تلك على ما تقوم به من تهميش و مسخ مقصود لكل ما هو كلداني ، و كخطوة أولى نحو الفضائية المنشودة ،  أرى بأن الحل الأمثل و السريع  و الأقل جهداً و كلفة ، هو ان  تقوم  مؤسساتنا الكلدانية السياسية و غيرها و في مقدمتها حزب الإنحاد الديمقراطي الكلداني  بحاولة الحصول على بث برنامج كلداني خاص لفترة معينة (ساعة اوبضع ساعات) في الاسبوع ضمن فضائية أخرى يتم الإتفاق معها ، و بهذه الحالة نتمكن من تجاوز المشاكل المادية، بالإضافة الى ان هذا البث القصير سيصبح نواةً حقيقية و تجربة ممتازة على طريق مشروع فضائية الكلدان.
كما ان هذه الساعات القليلة من البث لو تم استغلالها بطريقة جيدة ستكون مؤثرة وفاعلة في طرح و معالجة  الكثير من قضايا شعبنا  الضرورية ، بعكس بعض القنوات الفضائية التي تبث كل ساعات الليل و النهار برامج بمستويات هابطة وعديمة القيمة و الفائدة و بالتالي بدأت تفقد سمعتها تدريجياً.

وقبل ان انشر هذا المقال قرأت عن حلم كلداني آخرللأخ زيد ميشو، حيث يتمنى اطلاق  قناتين فضائيتين للكلدان على ان تكون إحداها دينية بإسم الكنيسة.
ممتاز ان يكون لنا فضائيتان او أكثر لو كانت لنا كل هذه الإمكانيات ، لكني اعتقد بانها حتى لو كانت فضائية واحدة متنوعة فهي ستكون قادرة على ان تلبي اهتماماتنا الدينية أيضاَ من خلال بث برامج دينية خاصة و بأوقات ثابتة. لكن يبقى السؤال الأهم وهو هل الأحلام وحدها تكفي؟

لنرحب بكل من يشارك في  فسح الطريق امام تحقيق هذا الأمل حتى لو بدئها بكلمة خير.وسيبقى هذا الحلم الجميل و الأمل المرتجى مرهوناً بما هو ممكن عمله في هذه الفترة.

91
                                                       العراق وحسبة سرحان

بقلم: سعد عليبك
saad_touma@hotmail.com

في قصص البراري و الغابات وروايات الصحراء و الادب الشعبي ، ان الاسد و اسمه الحركي (خميس)- و الذئب- و يسمى( سرحان)- و الثعلب و يسمى (ابو سليمان)، خرجوا معاً في رحلة للصيد ليسدوا جوعهم و ليقتاتوا على ما يصطادونه من طرائد البراري و القفار، فإصطادوا (حمارا وحشياً)، و ظبياً و ارنباً، فجمعوا الصيد في آخر النهار و ذهبوا يتشاورون حول كيفية اقتسام الغنائم، فسأل(خميس) سرحان عن رأيه في اقتسام الغنائم، فقال سرحان: قد تقسمت الطرائد بأحجامها و احجامنا، لك الحمار الوحشي، ولي الظبي، ولأبي سليمان الأرنب، فثار الأسد(خميس) و زأر وزمجرَ غاضباً و وثب على سرحان وهوى عليه ضربة قاصمة القته صريعاً، ثم التفت(خميس) الى أبي سليمان و سأله عن رايه في تقسيم الغنائم، تصبب العرق من أبي سليمان المسكين، و ارتعد خوفاً و هلعاً، وفكر وبلع ريقه عدة مرات ثم قال بتودد وهدوء و حكمة:" يا خميس، يا ملك الغاب، يا سيد الاسياد ، يا أعز الصحب و الأحباب، لقد تقسمت الغنائم بأحجامها، فالأرنب لك في الصباح فطوراً، و الظبي لغدائك- هنيئاً مريئاً- و الحمارالوحشي لعشائك انشاء الله".
تبسم الأسد و قال وقد هدأت ثورته و غضبته بعد ان أعجبته القسمة(الدسمة) التي اقترحها أبو سليمان:" لله درك يا أبا سليمان ما أصوب رأيك، ولكن قل لي، ما الذي هداك لهذا الرأي الصائب، فأجاب الثعلب مشيراً الى الذئب:" جثة هذا المسكين ".

ربما سيحتاج العراقيون الى تذكير هذا المثل وأخذ العبرة منه للوصول الى الحل الأمثل في قسمة الوطن. فالوطن سيقسم عاجلاً ام آجلاً ، لأنه لم يكن في يوم من الأيام ومنذ تأسيسه موحداً ، وان بدى كذلك لفترة فيعود الفضل في ذلك الى الدكتاتورية و أنظمة النار و الحديد التي سيطرت على السلطة على التوالي.

اساس وحدة الوطن يقوم على عنصرين رئيسيين:
 اولهما الارض التي يشترك في الاقامة و العيش عليها جميع من في هذا الوطن ومن اقصاه الى اقصاه دون وجود شروط تفرض عليه بسبب الجنس او الدين و القومية.
والعنصر الثاني هو حق المواطنة التي يرتبط بالنقطة الاولى بشكل مباشر ، ويكون فيه حق اي مواطن ومن كل النواحي مهما كان لونه او دينه او قوميته متساوية مع الآخرين الذين يشاركونه في اية بقعة من الوطن دون تحديدها و وشعوره الإنتماء الى كافة اجزاءه بفخر ودون ضغوطات.

بخصوص العراق، نجد بأن النقطتين اعلاه مفقودتان اليوم، حيث الوطن اصبح مقسماً على اسس طائفية و قومية، فالسني والكردي مثلا، لا يوجد اي شيء  يشجعهما للعيش في الجنوب الشيعي، والشعب الشيعي  في الجنوب لا يرغب بأن يشاركه احد في جنوبه ولايرغب ايضاَ الإرتباط بوطنٍ مع آخرين من غير الشيعة الذين لا يستهويهم العيش في احضان الإيرانيين و التكلم بلغتهم و التعامل بتومانهم. واصبح تسلسل الولاء فيهم اولاً للطائفة الشيعية وثانياً للإسلام و ثالثاً للعروبة و رابعاً وآخيراً للعراق.
و السني العربي لا يتخيل نفسه وطنياً عراقياً دون ان يكون عروبوياً و تابعاً للدول العربية السنية بشكل او بآخر، كما لا يرضى بأن يحكمه يوماً شيعياً او كردياً وهو الذي تعود ان يحكم هذا الوطن منذ تأسيسه، ويبدو واضحاً الآن بأن ولاء السني هو لطائفته السنية اولاً وللإسلام ثانياً و للعروبة ثالثاً و رابعاً و أخيراً للعراق.

اما الإخوة الكورد ، فالإستفتاء الشعبي الذي اجري في كردستان العراق قبل عدة سنوات أكد بأن الغالبية العظمى من ابناء هذا الإقليم ترغب في الإستقلال و تأسيس دولتها المستقلة.

يبقى اصحاب الأديان و القوميات الصغيرة، و التي يرغب البعض تسميتها بالأقليات، كالكلدان و الآثوريين و التركمان و الصابئة و الأيزيديين و غيرهم، هم اكثر الناس تشبثاً بوحدة الوطن، لأن بغيابها سيكون زوالهم و انقراضهم محتوماًً. ولهذا يواجهون اليوم اشرس عمليات القتل و التهجير و التهديد تمهيداً للتقسيم المرتقب،واذا كانت القسمة تضمن لهم الحد الأدنى من الحقوق و الأمان، فلا اعتقد بأن وحدة الوطن ستقلقهم ايضاً.
وعليه يبدو جلياً الآن بأن الإشكال ليس في فكرة تقسيم العراق، بل في كيفية تقسيم ارضه ونفطه.

إن الحل السحري لمصيبة العراقيين ليست في اجبار وفرض العيش للمكونات المختلفة من هذا الشعب بطريقة تسودها التنافر و الأحقاد و الكراهية و حتى التقاتل ،و على القادة و السياسيين الترحيب بأي حل يؤدي الى اخراج الشعب العراقي من ازمته الدائمية و التي هي سبب كل ويلاته ، ولو كان في التقسيم خير و امان و سعادة لهذا الشعب و انقاذه مما هو فيه ، فأهلا بهذا التقسيم على ان يضمن حقوق وحصص الجميع ، اما اذا كان التقسيم  كما يريده (خميس)على حسبة (ابي سليمان) فيكون حال الأقليات العرقية و الدينية كحال (سرحان).

92
                                       باقة ورد الى اُسود الكلدان

سعد عليبك
ملبورن/ استراليا

saad_touma@hotmail.com


ان الإنجاز الكبير الذي حققه نادي اسود الكلدان(كامبلفيلد)  الرياضي في ولاية فكتوريا الأسترالية، بتفوقه على الفرق المشاركة  و بفوزه الرائع  في بطولة ملبورن لكرة القدم ، و تتويجه بطلاً لها لسنة 2007، لهو فخر لكل كلداني و عراقي في استراليا و العراق و كل ارجاء المعمورة.

لم يتمكن الإرهاب و كل اجهزته الشريرة و كذلك الظرف الصعب الذي يمر به العراق  من منع منتخبنا الوطني بكرة القدم من ان يشارك في بطولة كأس امم آسيا ، بل شارك و ابدع فيها و قدم اجمل العروض الرياضية ليستحق و بكل جدارة من ان يأتي بكأس امم اسيا الى بلد البطولات، عراق النهرين ، وزرع  الفرح و السعادة في نفوس الملايين من ابنائه.
كما لم يتمكن الإرهاب و الوضع العام في البلاد من منع منتخبنا الأولمبي لكرة القدم من ان يسجل فوزاً تلو الآخر ويتصدر مجموعته  في التصفيات الأولية لأولومبيات بكين 2008، هكذا لم تستطع قساوة الغربة و البعد عن وطن الأم من ان تمنع ابطال نادي اسود الكلدان لكرة القدم من صنع نصرعظيم  بفوزهم بلقب بطل دوري ملبورن/استراليا في كرة القدم لأول مرة بعد ادائهم الرائع في كل المباريات مؤكدين جدارتهم و احقيتهم بهذا اللقب المرموق.

يعتبر هذا الفوز بحق اجمل و اغلى هدية يقدمها شباب اسود الكلدان الى جاليتنا الكلدانية الكريمة في استراليا و ارجاء المعمورة وكذلك الى عموم ابناء شعبنا العزيز في عراقنا الجريح ، ويؤكد للجميع بأن العراقي اقوى من الظروف التي  مهما عاندته بقساوتها و مرارتها لا تستطيع الحَد من انطلاقته نحو قمة المجد.

من خلال معرفتي الشخصية للكادر الإداري و التدريبي للنادي و حضوري لعدة مباريات الفريق ، كنت واثقاُ تماماً من ان هذا الفريق سيكون له شأن كبير ومكانة مرموقة في المجال الرياضي ، لما يتمتع به كادره الإداري من شعور عالٍ بالمسؤولية و حسن التدبير و العمل الجاد و المخلص ، و ما يتمتع به كادره التدريبي من حنكة ودراية في امورالفرق المنافسة وامكانياتها و كذلك صبرهم الطويل في التدريب و اختيار اللاعب المناسب في الوقت و المكان المناسب له اثناء المباريات ، وكذلك ما يمتاز به اعضاء الفريق الغيارى من فنون اللعب و المهارة و السرعة و التنسيق فيما بينهم ،بالإضافة الى الدعم اللامحدود للنادي من قبل الإتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا، كل هذه الأمور جعلت من هذا الفريق الفتي ، فريقا قوياً ليحرز أحسن نتيجة في دوري ملبورن في استراليا و يتوج بطلاً لها.

بالرغم من كون الجالية الكلدانية في ملبورن وفي استراليا عموماً تعتبر من الجاليات الأقل عددا والأحدث في استقرارها في هذا البلد مقارنة بالجاليات الأخرى التي يتركب منها المجتمع الأسترالي ، الاّ ان نشاط ابنائها و مؤسساتها في كل المجالات اكدت بأن العدد السكاني والزمن لا يقفان عائقاً امام اصرار الكلدان في التقدم و رفع شأن و اسم جاليتهم الى المرتبة اللائقة و المشرفة لها في كل المحافل والمجالات، الرياضية و الثقافية و الفنية والعلمية و حتى السياسية.

بهذا الانجاز الرائع و العظيم يشرفني ان اقدم باقة ورد عطرة الى كل اعضاء فريق نادي اسود الكلدان الرياضي فرداً فرداً و الى اعضاء هيئته الإدارية الإخوة الأفاضل " باسم كوركيس ، اندراوس لازار ، سعيد يونان ، سمير كوكا ، عدنان عيسى ، سليم عوديش ، فراس نمرود " و الى الكادر التدريبي للفريق الاخوة الأعزاء " عدنان عيسى ، بنيامين ايشا ، زياد متي" و المعالج الطبي للفريق السيد جورج داود، متمنياً للجميع بالتوفيق واحراز المزيد من الإنتصارات و البطولات مع تمنياتي لنادي اسود الكلدان الرياضي في (كمبلفيلد) الإزدهار و التقدم.

93
                        عيد الأب هدية من بابل القديمة الى عالمنا المعاصر

بقلم/ سعد عليبك/ استراليا
saad_touma@hotmail.com


عيد الأب هو تعبير صادق عن المشاعر، و استذكار للمآثر ، و كلمة شكر وحب يطلقها الأبناء لآبائهم.
 تمتد اصول و جذور عيد الأب الى ما قبل 4000 سنة  في بابل القديمة * . حيث كان هناك شاب كلداني يدعى " Elmesu"" ، تمنى هذا الشاب الصحة الجيدة و العمر المديد لابيه الذي كان يعتني به و يحبه كثيراً و يعطف عليه، حيث قام هذا الشاب و كتب امنياته تلك على لوحة مصنوعة من الطين و اهداها لوالده.
منذ ذلك الحين تطور هذا التقليد و استمر الى ان تم تخصيص يوم لتكريم الآباء في انحاء مختلفة من العالم.

بداية عيد الأب كانت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1924 عندما اعلن الرئيس" Cavin Coolidge  " الاحد الثالث من حزيران كعيد للأب. و فكرة خلق يوم للأبناء لتشريف و تكريم آبائهم بدأت في "Spokane" و" Washington"  عام 1909 ، عندما خطرت هذه الفكرة  لامرأة تدعى " Sonora Smart Dodd"  بينما كانت تستمع الى خطبة عيد الأم في الكنيسة. كانت هذه السيدة يتيمة الأم، وقد تولى والدها تربيتها و اشقائها الخمسة بحنان و عطفٍ شديدين مقدماً تضحيات مختلفة في سبيلهم ، و بما ان عيد ميلاد والد "سونورا" كان في الخامس من حزيران ، لذا ارتأت الإبنة ان يتم الإحتفال بالمناسبة في نفس الشهر، وكان لها ما أرادت، فاقيم أول احتفال في واشنطن في يوم 19 حزيران عام 1910، ثم بدأ الاحتفال بهذا العيد في مدن مختلفة في الولايات المتحدة، وكانت رائدة الإحتفالات السيدة "شارلز كلايتون" من غرب فرجينيا.**
في السنوات الأولى كانت تقدم الزهور في هذا العيد، فكان اللون الأحمر لتكريم الآباء الأحياء و الأبيض للآباء الذين غادروا الحياة.
وقد اقرّ الكونغرس الأمريكي هذا العيد كعطلة رسمية في الولايات المتحدة في العام 1972 اي بعد مرور اكثر من ستين عاماً على الإحتفال به لأول مرة سنة 1910.

اليوم للأب عيدا خاصاً و رسمياً به كما هو للأم في الكثير من الدول ويعود السبب الى هذا التأخير في اقرار عيداً خاصاً للأب الى عادات الشعوب في عملية توزيع الأدوار داخل العائلة بين الأب و الأم ، حيث اُعطيت للأم مهام تغذية الطفل و العناية به جسدياً و عاطفياً و اجتماعياً ، بينما الأب حُددت له وظيفة المعيل من دون ان تولي اهمية تذكر لدوره كشريك مساوٍ للأم في عملية التنشئة العاطفية و الإجتماعية. لكن اليوم اصبح من المستحيل الغاء دور الأب في تربية ابنائه و الحفاظ عليهم من مخاطر الحياة حتى لو كان الأب غائباً اومفقوداً و تكون ذكراه و صورته هي المرجع في الكثير من القرارات التي تخص العائلة حيث نسمع كثيراً من الأمهات عندما يتحدثن الى ابنائهن في امر ما يقولن " لو كان والدك موجوداً لقال كذا او لتصرف كذا..هذا كله من شأنه ان يحيي صورة الأب في حياة ابنائه ، و ان يجعله موجوداً بإستمرار في يومياتهم.

في عالمنا المعاصر تحتفل دول كثيرة في العالم بعيد الأب و في تواريخ مختلفة و من هذه الدول***:
استراليا، نيوزلندا: الأحد الأول من ايلول.
النمسا، بلجيكا : الأحد الثاني من حزيران.
البرتغال، اسبانيا: 19 آذار.
البرازيل ، ايران: الأحد الثاني من آب.
أمريكا، كندا، تشيلي، اليابان، بريطانيا، هولندا، مالطا: الأحد الثالث من حزيران.
الدول الأسكندنافية: الأحد الثاني من تشرين الثاني.
الصين، تايوان، هونغ كونغ: 8 آب.
ليتوانيا: الأول من حزيران.
الدانمارك: 5 حزيران.
بلغاريا:20 حزيران.
كوريا:8 أيار.
تايلاند: 5 كانون الأول.

انه امر حضاري و مفرح ان يحتفل العالم بكُل دُوله و شعوبه بهذا العيد تكريماً للأب و لدوره الأساسي في بناء الأسرة ، لكنها حقاً مفارقة غريبة في ان يكون مصدر و مبعث العيد مدينة بابل ، قلب العالم القديم و منبع العلوم و الفكر، و زينة بلاد الرافدين(العراق) ويكون الأب في هذا البلد منسياً بالرغم من الصفات الحميدة التي يتميز  بها الأب العراقي بقلبه الكبير من شهامة و كرم و حسن الأخلاق والحنان و التضحية.
اضم صوتي الى صوت شاعرنا الكبير "كريم العراقي" عندما قال :
يا اصدقاء ادعوكم دعوة بإسم الحب
ما يكتمل إسمنا الاّ بذكر الأب
بالقرآن و الإنجيل قدّس سِرّه الرب
أقترح علينا عيد نسميه عيد الأب

فإلى ان يحدد البرلمان العراقي يوماً للأب ويقرره عطلة رسمية في البلاد؟
أقول لكل الآباء ... كل عيد وانتم بالف خير



الهوامش

*Herald Sun T,Au2007
** تقرير من اعداد ريما سلام
*** رسالة /محمود بادنكجي

94
                                                  مشاهد غنائية محيّرة

سعد عليبك
ملبورن/ أستراليا


  من  ابسط عوامل نجاح الأغنية  بالإضافة الى عذوبة صوت المغني ، هو وجود انسجام بين الكلمات و اللحن ثم اللقطات المصورة المرافقة للأغنية و التي يطلق عليها مجتمعة بـ (الفيديو كليب). فمثلاً اذا كانت الكلمات حزينة يكون اللحن على الأرجح هادئاً لكي يتم التركيز على الكلمات و معانيها من قبل المتلقي، و يكون اداء المطرب عندها بشكل رزين و وقور دون حاجة للإبتسامات العريضة، و اذا كانت الأغنية مغناة حباً و غزلاَ بالحبيبة فلا بأس بأن تظهر في الصورة فتاة بعيون الغزال و شعرها المجنون يتموجه تيار الهواء المنبعث من المروحة و ملابسها المتغيرة مع كل مقطع ، و حتى لو اختارها  أجنبية بشعر أصفر و عينان زرقاويتان وترتدي فستان بنص كُم! فلا بأس مادامت تتماشى مع فكرة الأغنية و كلماتها.
و الأغنية ككُل ، بكلماتها و لحنها و ادائها تصبح ككتلة فنية واحدة يستقبلها المشاهد و يصدر عليها احكامه حسب ما يستذوقه منها.


    كان لا بد من المقدمة اعلاه لكي اعبر عما اشاهده في بعض الفضائيات من اغاني(كليبات) لمغنين جدد ، و ما اكثرهم هذه الأيام ، حيث لا تحتاج الأغنية الى عناء كبير او امكانيات ادائية او صوتية ، بل الى كاميرا فيديو و فتاة شقراء تتمخطر يمينا و شمالاًَ و يقرّب المصور وجهها احياناً ثم خصرها و ما تلاه ، ثم ملابسها و يلتف حول تضاريس جسمها من كل الجهات ، و كذلك لا تحتاج لأي عناء في اختيار اللحن المطلوب  فهو جاهز سواء اكان محلياً او مستورداً ، كما يجب توفر مجموعة من الشباب و الصبايا يرقصون على تلك النغمة ، و على المغني تحريك شفاهه تطابقاً مع الأغنية المسجلة مع عدم نسيان تغير ملابسه بين لحظة و أخرى ولا بأس ان يلبس قميص صديقه وليست هناك مشكلة اذا كانت الملابس شتوية ام صيفية فكلها في الهوى سوا.

    مما دفعني لكتابة هذا المقال هو وجود العديد من الأغاني التي تعرضها بعض الفضائيات و التي تتناقض فيها اللقطات المصورة مع كلمات الأغنية بطريقة محيرة كما في المشاهد المختارة أدناه:

المشهد الأول:
   أغنية بالكلدانية تقول كلماتها بما معناه( حبتني بعد ان كان لي مال كثير، ثم تركتني بعد ان نفذ هذا المال) ، حسناً هذا ليس بالأمر الغريب ، بل انه كثير الحدوث في تاريخ عالمنا القديم و الحديث الذي يحركه المال و مشتقاته ، لكن الغريب ان يكون المغني و الذي يمثل الرجل الذي تركته حبيبته مبتسما طوال الوقت بإبتسامة عريضة ، و راقصا على الوحدة و نص ، رِجل على الأرض و الأخرى تنطلق حرةَ الى الأعلى و الأسفل ، فاتحاً يديه و مطقطقاً لأصابعه و هو يدور حول محوره العمودي ، ثم في جانبه هناك مجموعة من الشباب و الصبايا  في فرقة استعراضية و بأزياء تراثية يرقصون الدبكة الفلكلورية وكأنه يوم عرس ابن عمهم ، ولا يتردد المغني من أن يقود الرقص بنفسه في ذروة فرحته بفراق حبيبته! ، عندها تظهر لقطات لفتاة جميلة بنظراتها الساحرة وتمشي بتمخطر، و أغلب الضن هي التي تركت حبيبها لتجعله يغني لقصته الحزينة و معاناته بعد الفراق ، لكنه يعبر عنها بطريقته الخاصة جداً!.
   يا اخي اذا تركتك حبيبتك فهذا ليس مدعاة للفرح والرقص ، بل للهدوء و التفكير من اجل بناء علاقة اجمل و اصفى ، عندها تستطيع ان ترقص معها على ثلاثة ونص  وكذلك لترقص معك كل الفرق و حتى العاملين في القناة الفضائية.

  المشهد الثاني:
  بعكس الحالة المذكورة اعلاه هناك  أغنية أخرى  لمطربة آثورية مشهورة رائعة في إدائها و كلماتها و لحنها ، وهناك فرقة شعبية حاضرة مع الأغنية ترقص معها الدبكة ، لكن السيد الذي يقود الرقص قليل الحركة و كأنه تمثال من حجر، وبنظرة على تقاطيع وجهه العبوس تعتقد و كأنه في مأتم ، و نظرات عيونه تملأها الحيطة والحذر دون ان ترمش لها جفن، ويحمل في يده سيفاً يرفعه عاليا و يهزه احياناً و كأنه يريد ان يقول : " هل من مبارز" و " هل هناك من يريد ان افصل راسه عن جسمه" !! .

المشهد الثالث :
  طفل يصطاد السمك على الشاطيء و كرّمه البحر بسمكة صغيرة يبدو انها لم تعجبه بعد ان كان يتمنى ان يصيد حوتاً كما يحلم اقرانه الصغار ، فأخذ الولد بالبكاء و اذا بالمطرب يأتي اليه (على الأغلب يمثل اباه) و يبدأ الغناء ( العَن ابو الزعـلّك) و بدأ يهدد الذي ابكى ولده ، و الأغنية كلها عنف و تهديد و انتقام  من شخص ثالث مجهول ، لكن المغني يبدو مبتسماً على مدار الأغنية  ايضاَ ، كما ان الفرق الإستعراضية هبطت على المكان و باشرت رقصة " الهجع" العراقية، و الحمد لله لم تكن هناك اية خسائر نتيجة التهديدات والتوعدات  ، ثم فجأة يصطاد المحروس الصغير سمكة اكبر اعجبته و افرحته هذه المرة و انتهت المشكلة على خير.

المشهد الرابع:
  هنا تستحضرني احدى حفلات المطرب الكوردي المشهور "ناصر رزازي" عندما اخذ بيده دفه الكبير و بدأ بالنقر عليه كعادته مرددا أحدى اغانيه التي تصور مأساة الشعب الكوردي و الويلات التي اصابته ، و فجأة  تقدم أمام  المسرح عدد من الحضور و بدأوا بدبكة (السوسكيي) عندها توقف المطرب ناصر عن العزف و الغناء وتوقف الجميع ثم قال :" يا اخوان ان هذه الأغنية ليست للرقص بل لكي نتذكر من خلالها ما اصابنا من دمار و تشريد و سوف أغني لكم لاحقاً اغاني عديدة خاصة بالدبكات" .

    اليس المفروض ان تكون هناك نوع من الرقابة الفنية و النوعية على مثل هذه الأغاني التي بدأت تدخل كل بيت عنوة من أجل الإرتقاء بهذا الفن الى مستوى افضل؟.
 اليس المفروض ان يختار العاملون في الفضائيات و التلفزيون ما هو جيد و لائق لمشاهديها و تهمل الرديء و الهابط؟؟
ربما هذه المسألة ايضاً مرتبطة بالوضع الأمني للعراق!.




95
           ألَمْ يحن الوقت بعد لتدويل قضية المسيحيين في العراق؟


سعد عليبك
ملبورن - 5/5/2007
Saad_touma@hotmail.com


    أصبح جلياً  الآن للجميع بأن العراق يسير بخطى حثيثة و علنية نحو الزام تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها و أضافيرها على ابناءه سواء أشاءوا ام أبوا ، و بضمنهم المسيحيين ( الكلدان و الآثوريين و السريان) ، كما اصبح مؤكداً أيضاً بان ظاهرة ترك المسيحين لمنازلهم و ممتلكاتهم و مصالحهم و أعمالهم  في العراق متوجهين الى كردستانه او الى الدول المجاورة ، ليست رحلات سياحية للراحة و الإستجمام و التمتع بالمناظر الخلابة و بحثاً عن المصايف و المنتجعات تخلصاً من التغيرات المناخية الموسمية ، بل انها هجرة جماعية هروباً من القتل و الخطف ودفع الجزية  فرضتها عليهم ضروف العراق الجديد بعد ان تحول نظام حكمه من الصدامي الديكتاتوري العروبوي الى الإسلاموي الطائفي الدموي ، الذي اصبح فيه لكل صحابي لرسول الإسلام جيشاً خاصاً به ، يقتل و يذبح كما يشاء ، يفجر البشر و السيارات ، و يفرض الجزية و الحجاب على "اهل الذمة" ويهجرهم من ديارهم تحت راية الله اكبر.

قبل عدة أعوام كان المسيحيون يصرخون طالبين النجدة لإنقاذهم من القتل.... فكانت الإجابة بأن القتل قد شمل العراقيين جميعهم.
فجرت عدة كنائس لهم..... كان الجواب بأن العديد من الحسينيات و الجوامع قد فجرت أيضاً.
كان يختطف المسيحيون و رجال دينهم ، يطلبون منهم الفدية ثم يذبحون .... كان الجواب حاضراً بأن الآخرون لهم نفس المعاناة.
المسيحيون يتركون بلدهم بحثاً عن بلد آمن لهم و لأطفالهم ..... كان الجواب حاضراً بأن الهجرة للجميع.
لكن المسيحيين اليوم مطالبون بدفع الجزية لأنهم ليسوا على دين خاتم الأنبياء .... لكن لا جواب لحد الآن ، و أي جواب سيأتينا يا ترى؟
المسيحيون اليوم تفرض على نسائهم و بناتهم  لبس الحجاب و الجبة كما هو فرض على المسلمين في شريعتهم و امام مرأى المسؤولين الحكوميين .... فهل هناك من تعليل لذلك؟
 
لو درسنا الأمر كمعادلة حسابية بسيطة مع استمرار الوضع على هذا المنوال ، فأن المسيحيين في العراق يسيرون نحو مصير معلوم وهو زوال وجودهم تدريجياً ثم إنقراضهم التام ، فمثلاً لو يقتل من المسلمين (شيعة و سنة) مائة الف شخص مثلاً خلال مدة زمنية معينة ، و هاجرالعراق عدد مشابه له ، فإن العدد يكاد يكون غير مؤثر بالنسبة لعشرات الملايين من المسلمين ، كما انهم يستطيعون تعويضها بالزيجات المتعددة و الخلفة الكثيرة ، ثم ان كل طرف او مجموعة لها من القوة و الجيش الخاص بها قادر على حماية طائفتها الى حد ما ، بحيث يضمن لها استمرارية بقائها  و نموها مع فرض قوتها و مكانتها على السلطة المركزية تحت اسوأ الضروف ، بالإضافة الى ارتباطاتها القوية مع الدول المجاورة و الإقليمية و التي تدعمها بالمال و السلاح و و الإسناد المعنوي و الإعلامي ، لكن بالنسبة للمسيحيين فإن مقتل العشرات منهم و خطف عشرات آخرون في الجنوب قد ادى الى هجرة الآلاف منهم و كذلك الحال الوسط و بغداد و الموصل ، لأنهم لا يملكون القوة و القدرة العسكرية على مقاومة جيوش الموت التي شكلت لهذا الغرض و لمثل هذا اليوم ، و المستعدة للموت و نسف الأبدان للظفر بالجنة ، حيث الحوريات و الغلمان و انهار الخمور، فهناك جيش المهدي وجيش محمد و قوات بدر و جيش صلاح الدين و جند الله والإسلام و الجهاد وجيش خالد بن الوليد وعمر و أبا بكر و غيرها ، و اكثرية هذه الجيوش لها اليد الطولى في الحكومة و البرلمان!.

إن المسيحيين في العراق اليوم هم على حافة الهاوية ،ان لم يكونوا قد تدحرجوا اليها ، و ان وجود شخص في لجنة مغوضية الإنتخابات ليس حلاً لمصيبتهم ولا طريقاً لحلها ، لأنه حتى لو كان له رأي ما سوف لن يأخذوا به ، حيث الاراء الأخرى قد طغت عليها الطائفية المقيتة ، بل سوف يكون الأمر لصالحهم اعلامياً ليقولوا بأن المفوضية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي ، لكن القرارالنهائي بالتأكيد سيكون للأغلبية الإسلاموية.
لقد كان لنا وزراء في الكابينات السابقة ، ماذا فعلوا ؟ لاشيء طبعاً ، و حتى لو حاولوا من فعل تغيرما ، فضمن الحدود الضيقة المرسومة لهم من قبل الطائفيين.

الى السيدين ابلحد افرام و يونادم كنا عضوا مجلي النواب العراقي المحترمين
انتما ايها السادة  الكرام ماذا في نيتكما عمله بعد كل ما جرى و يجري بحق المسيحيين ؟ ، هل سترفعان الأمر الى الجهات القضائية ؟ ، ثم ماذا بعد ذلك لو سار الأمر كما هو الآن ؟ ، و ماذا سيغيرحتى لو وافقوا بجلوس مسيحي على احد الكراسي في مفوضية الإنتخابات؟ .
قبل ان يصدر قرار بدفع الجزية على اعضاء البرلمان من غير المسلمين! ، اعتقد عليكما من الآن برفع صوتيكما معاً و تعليق عضويتكما في البرلمان والتهديد بتقديم استقالتكما ليصبح جلياً للعالم مدى عنصرية الأفكار التي يحملها الحكام الجدد ، والعمل بكل الطاقات المتوفرة و الطرق المتيسرة على تدويل قضية شعبنا المسيحي في العراق بشكل منفصل عن الحل الوطني الذي يكاد يكون مستحيلا في البعد المنظور ، عندها ستجدون مئات الآلاف من ابناء هذا الشعب المظلوم في الخارج و الداخل بمثقفيهم و مؤسساتهم يعملون على ايصال معانات شعبهم الى ارفع مستويات القرار في دول العالم ، ليقوم المجتمع الدولي بواجباته و مسؤولياته تجاه ما يتعرض له الشعب المسيحي في العراق من قتل وتهجيرو تشريد و اذلال وكبت لحرياته الشخصية و الدينية ،  لايجاد الحلول المناسبة والكفيلة بضمان حقوقه كمواطنين أصلاء لبلدهم كما هو متبع في باقي دول العالم .

يجب علينا كمسيحيين و كمواطنين اُصلاء لهذا البلد ان نقرر نحن حقوقنا و ان نأخذها كاملة و دون منية من أحد ، لا ان نتوسل من الطائفيين و الملتحين الظالين ان يمنحونا منصباً هامشيا هنا او كرسياً معوقاً هناك ، و كأنهم اهل الدار و نحن دخلاء عليهم .
و أخيراً  اذا كتب الله لنا استمرارية الوجود و الحياة في بلدنا و بلد اجدادنا ، فلنعيش فيه بكرامة و عز ، والاّ فلا خير في هذا البلد الذي تحول الى مستنقع للإرهاب و القتل و التخلف والوحشية ، البلد الذي تحجرت عقول اصحاب النفوذ و السلطة فيه و ملأتها العفونة و الكراهية والعداء للمسيحية و المسيحيين. البلد الذي تحكمه اساطير و اقاويل العصور الغابرة التي كان فيها الإنسان اداةً للغزو و القتل و السبي بعيداعن القيم الإنسانية.

96
        لمحة عن انطلاقة مسيرة الإتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا


سعد عليبك
ملبورن/ استراليا
22/04/2007

يختلف العمل من مؤسسة الى أخرى بإختلاف ماهيتها و أهدافها و مكان تواجدها ، و لجعل المؤسسة ناجحة وفعالة و ذات دور ايجابي في المجتمع لا بد من توفر شرطين اساسيين:
اولهما: وجود حاجة ملحة و ضرورية لتأسيسها يفرضه الواقع المعاش لكي تتمكن من خدمة الجماهير و تلبية متطلباتهم .
ثانيهما: توفر الكادر اللازم  و بمؤهلات و صفات مناسبة قادر على إدارة هذه المؤسسة بالطريقة المثلى ، و من هذه الصفات: الكفاءة ، النشاط  و الإندفاع في ادارة الأعمال الملقاة عليه، التضحية بالوقت و الأموال احياناً ، الثقافة، المصداقية في العمل، التعامل بإخلاص و تفاني بالإضافة الى الإيمان بمباديء و أهداف تلك المؤسسة.

رافقتُ مسيرة تأسيس الإتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا منذ بزوغ انطلاقته ، واستطيع ان اقول وبكل فخر و ثقة بأنه يعد الآن من اكبر و انشط و انجح المؤسسات ذات الطابع الثقافي و الإجتماعي و الرياضي  التي وجدت في استراليا و الخاصة بجاليتنا الكلدانية و ربما العراقية عموماً، لما يتميز به هذا الإتحاد من وجود قاعدة شعبية عريضة له و الخدمات التي قدمها و يقدمها لأبناء الجالية الكريمة من خلال نشاطاته المتنوعة و الجامعة ، وبتعريف المجتمع الأسترالي بشعبنا الكلداني وتاريخه و هويته و حضارته من خلال فتح قنوات مباشرة بينه وبين المؤسسات الحكومية و الشعبية المختلفة ، كذلك في دوره المتميز لتوحيد جهود ابناء الجالية على مختلف انتمائاتها العشائرية و المناطقية في العمل الجاد من اجل رفع شأن الجالية اسوة بباقي مكونات مجتمعنا الأسترالي بالإضافة الى تواصله و متابعته المستمرة لوضع اللاجئين المسيحيين المقيمين في الدول المجاورة للعراق و كذلك تواصله مع أبناء شعبنا في الوطن الأم.

ان أشراقة الإتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا هو موضع فخر و اعتزازلجاليتنا الكلدانية ، حيث كان ثمرة لجهود حثيثة و متابعات مستمرة من قبل عدد كبير من ابناء الجالية المهتمين بأمورها ، اصحاب الخبرة و الكفاءة و التي دامت ما يقارب عاما و نصف العام ، بعد ان درسوا كل الجوانب و المتطلبات اللازمة وكذلك  المعوقات التي قد تواجههم اثناء العمل في المستقبل ، و قد تم في البداية  تشكيل حلقة كبيرة من ابناء الجالية و ممثلي مؤسساتها الإجتماعية و الثقافية اطلقوا عليها اسم "التجمع الكلداني" ، وباكورة نشاطات هذا التجمع كانت الندوة التي نظمها لوفد كلداني قادم من سدني بعد عودته من الوطن الأم ، و كان الموضوع يخص وضع شعبنا الكلداني في الوطن و المهجر ، كما نظم ندوة عامة أخرى حول التجمع نفسه و وضع مؤسساتنا في ولاية فكتوريا، و قام ايضا بأكبر تظاهرة جماهيرية احتفالاُ بأكيتو 7306 ك الموافق للعام 2006 ميلادية ، و تكللت جهوده بنجاح باهر بعد ان حضرها الآلاف من ابناء الجالية الكلدانية بحماس و اندفاع واضحين ، معتمداً على امكانيات اعضاءه البسيطة ، اضافة الى مده لجسور التعاون و المحبة بين الأندية و الجمعيات القائمة على الساحة، و مشاركة الجميع في نشاطات كل مؤسسة ، كما قام اعضاءه بعدة لقاءات مع المسؤولين ودوائر الهجرة لشرح ضروف اللاجئين المسيحيين في الدول المجاورة للعراق بالإضافة الى نشاطات أخرى متنوعة و عديدة .

امام هذا الإلتفاف الكبير لأبناء الجالية الكلدانية حول" التجمع الكلداني" و حاجتها الماسة الى مثل هذا الكيان كي يلبي المطاليب الضرورية لها  ، ولكي يبقى حلقة وصل بين الجميع و خيمة كبيرة تحتظنهم ، كل هذا  أعطى تشجيعا و دافعاً قويا و زخماً اضافياً لأعضاء التجمع الكلداني للإستمرار في العمل على هذا النهج في ايجاد احسن صيغة لبناء جسور قوية و متينة بين ابناء هذه الجالية و بين مؤسساتها الإجتماعية و الثقافية والرياضية و رفع مكانتها بعد ان كانت شبه مهمشة و ساحتها كادت تصبح مرتعاً للنظريات و الأفكارالشاذة و المناهضة لخصوصيتها و تحت ذرائع و  مسميات مختلفة و حجج واهية ، و عليه كان القرار بالإجماع للمضي قدماً في ارساء الدواعم الأساسية في تسجيل هذا التجمع رسمياً في دوائر الدولة و وفق القوانين المتبعة في استراليا ، و اتفق الجميع على اهدافه و قد اجريت انتخابات حرة لإختيار هيئته الإدارية و اللجان التابعة لها و تم تسجيله تحت اسم " الإتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا" بتاريخ 7/7/2006.

شهد الإحتفال بمناسبة تأسيس الإتحاد حضوراً منقطع النظير في إحدى أكبر القاعات في مدينة ملبورن والذي شارك فيه أعضاء بارزين في الحكومة و البرلمان الأسترالي الذين اشادوا بدور الإتحاد في خدمة الجالية و بلدنا الثاني استراليا.
خلال المدة القصيرة نسبيا منذ تأسيسه قام الإتحاد بنشاطات وفعاليات عديدة  ثقافية و فنية و رياضية ،لا تسع هذه المقالة لذكرها مما يؤكد حيوته و دوره المتميز و الفاعل و كفاءة منتسبيه و اصرارهم في رفع مكانة جاليتنا الكلدانية بالشكل الذي يليق بها داخل المجتمع الأسترالي و ان يكون نموذجاً يقتدى به في دول المهجر وكذلك في الوطن.

ان الإتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا هو ملك لكل ابناء جاليتنا العزيزة في ملبورن و هيئته الإدارية تستقبل بصدر رحب كل من يريد ان يخدم جاليته من خلال انخراطه في اللجان المتنوعة و المنبثقة من هيئته الإدارية وهي : لجنة الثقافة و الإعلام ، اللجنة الفنية ، اللجنة الإجتماعية ، لجنة المتابعة ، اللجنة الرياضية. كما ان باب الإتحاد مفتوح على مصراعيه لمشاركة الجميع في كافة نشاطاته.
هنيئاً لجاليتنا الكلدانية في ملبورن بهذا الصرح الكلداني العظيم  ، نبراس الأمل في طريق المستقبل المشرق
.



97
                 أسباب فشل مؤتمر عنكاوا... الشعبي !
 

كل شيء فيه يشبه المؤتمرات و ما اكثرها هذه الأيام ، بالتطبيل الإعلامي والكاميرات، الحشود و الشخصيات ، البرقيات والدعوات ، الكلمات و التمنيات ، البوسترات والشعارات، الكراسي و القاعات، المصاريف و الدولارات . كل هذه تدل على ان الذي عقد في عنكاوا بين 12 و 13 من الشهر الجاري يحق لهم ان يطلقوا عليه كلمة مؤتمر، لكن ان يوصف هذا المؤتمر بالشعبي ، فهنا تكمن العلّة ، فهو لا شعبي ولا هم يحزنون، بل فعلياً و عملياً مقتصر على بعض الأشخاص تسيّر حسب السيناريو. حيث في هذا الزمن اصبح زج بعض المصطلحات شيئاً عادياً ضمن عناوين الأحزاب والمؤتمرات و المجالس وغيرها لتعطيها بريقاً عسى ان تأخذ الناس انطباعاً جميلاً عنها ، اما حقيقتها فغير ذلك تماماً.
هكذا اذاً فهذا المؤتمر ان كان مؤتمرا خاصاً فلا بأس ، لكنه بالتأكيد ليس شعبياً و ليس شاملاَ، و الدليل كل الجهات بمثقفيها اعلنت امتعاضها منه ، ولو اُ ريد له ان يكون شعبياً بحق، لكانت الأحزاب و المؤسسات و الإتحادات لكل من الكلدان و الآثوريين و السريان كلها مشاركة معهم ، و لم لا؟ فهذه الكيانات لم تأتي من عالم آخر ، بل نبتت من صميم هذا الشعب و هي جزءاً فاعلاً فيه .
و عليه فإنه يعتبر خطوة الى الوراء ،لأن كثرة عقد المؤتمرات الفاشلة ستكون لها عواقب وخيمة على هذا الشعب و تؤدي الى زعزعة الثقة في التمكن من الوصول الى اية صيغة للعمل و التعاون وتوحيد الخطاب السياسي بصورة مشرفة و مرضية لجميع الأطراف من خلال مؤتمر عام و شامل و نزيه ، غير متأثر بأشخاص ولا بأطراف تحاول الإستفادة من وضعنا الحالي.

أسباب فشل هذا المؤتمر
1- ان عدم فسح المجال امام الأحزاب والإتحادات المدنية والمؤسسات الإجتماعية و الثقافية لأخذ مكانتها و دورها  و آرائها في هذا المؤتمر و حصر الحضور بالمؤيدين لما رسم له مسبقاً ،هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت من هذا المؤتمر الشعبي! مؤتمراً لا شعبياً و جعله رقماً اضافياً في خانة المؤتمرات الفاشلة.

2- طريقة توجيه الدعوات لحضور المؤتمر كانت غامضة و معتمة جداً ، ولا احد يعرف  عن الصفات الواجب توفرها في الشخص المدعو ولا تم الإعلان عن اسماء المدعويين، فالمثقفين و المهتمين بأمور هذا الشعب كلهم خارج القوس و غالبية ممن حضروا لا يهمهم من الأمر ولا النتيجة شيء سوى ان لهم القابلية في ترديد كلمة نعم  والتصفيق عند الضرورة او تراهم في غفوة سارحين في خيال بعيد.
كما ان بعضاً منها خلال فترة اقامتها في الخارج لم يكن لها دور يذكر في خدمة الجالية ، بل كانت احياناً طرفاً في خلق البلبلة و زرع الفتنة و التنافر بينها ، همها الوحيد هو المنفعة الذاتية من كل شيء ، و حتى حضورها لهذا المؤتمر بالنسبة لها كانت فرصة لقضاء بعض الأعمال و زيارة الأقارب و متابعة مصالحها الشخصية في الوطن.
كان من المفروض وكأضعف الإيمان من الذين زودوا ببطاقة المؤتمر ممن يعيشون في الخارج ، ان يقوموا بعقد ندوات و لقاءات في الصحف و وسائل الإعلام الأخرى من اجل الوصول الى حقيقة الرأي العام في كل بلد من بلدان المهجر و من ثم ينقلوا هذا الرأي بكل امانة الى المؤتمر لكي يثبتوا بانهم حقاً اهل للقيام بهذه المهمة، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما ، حيث سافر هذا البعض بخفية و دون ان يشاور أحداً ، وعليه فإن النظرة العامة للمقيمين في المهجرعلى هذا المؤتمر من خلال هؤلاء المشاركين، كانت غير مرضية و يساورها الشكوك في نواياها واكدت بأن المؤتمر تحكمه العلاقات الشخصية و الهدف منه هو ملء القاعة لا غير.
كما ان ما يقارب نصف عددنا جميعا من الكلدان و الآثوريين و السريان العراقيين يعيشون خارج الوطن ، وعليه كان ضروريا جداً حضور من يمثلهم تمثيلاً حقيقياً  الى هذا المؤتمر ، و خاصة ان المؤتمر بدأ اساساً من خارج الوطن(ستوكهولم) ، اي ان دور المغتربين و المهاجرين ما زال مؤثراً ، لكن على خلاف من ذلك نجد  افتقار اصحاب المؤتمر الى معلومات مهمة حول اعدادنا في المهجر عموما و كذلك الشخصيات المثقفة و المؤثرة فيه  والإتحادات و المؤسسات الفاعلة هناك و التي تم تغييبها عن هذا المؤتمر اما عن قصد او عن عدم دراية ، و في كلتا الحالتين يصبح السبب واحداُ في طريق فشل هذا المؤتمر.

3- اخفاء الحقيقة و الضبابية بخصوص سرعة انعقاد المؤتمر والفصح بصراحة عن جهة تمويله  وآلية تشكيل لجانه و الأهداف الحقيقية من وراء المؤتمر ، كل هذه ادت الى انسحاب قسم من المدعويين وجعلت شريحة كبيرة من المثقفين و الكتاب و المؤسسات السياسية و المدنية تنتقد القائمين عليه بشدة ، دون ان يكون هناك اي رد واضح لحد الآن ،مما أضافت شكوكاً حول استقلالية المؤتمر و الصلاحيات الممنوحة له .

4- المؤتمر لم يأتي بشيء جديد ، بل خرج معوقا في بيانه الختامي الذي ركزّ و اكّد فيه على كلمة"سورايا" التي جاء ذكرها خمسة مرات .
فإن خلق تسمية جديدة و التطبيل لها ستجعل صراع التسمية يعود الى الساحة من جديد ، لأن ما هو مدون الآن في الدستورين العراقي و الكوردستاني بخصوص التسمية كان برضى الشعب بأكثريته من خلال الدعوات و الرسائل التي وجهت الى لجنة كتابة الدستور في حينها. ثم هل من المعقول ان تكون قوميتنا " سورايا" في العراق و في خارجه كلداناً و آشوريين؟؟. و عليه فإن المؤتمر قد جاء ليشتت و لم يأت ليجمع و ان تسمية " سورايا" سوف لن تعيش طويلاً مهما ترددت في الإعلام بكل انواعه و ستكون نهايتها كسابقاتها التي جاءت في مؤتمر و ماتت بعده.

و أخيراً على كل جهة تفكر مستقبلاً في عقد مؤتمر من أجل توحيد الخطاب السياسي لهذه الأمة عليها ان تكون منذ البداية واضحة و شفافة في كل الأمور و ان تجعل منه مؤتمراً شاملا  لكل الأطراف و بكل مؤسساتها، سواء اكانت هذه الأطراف متفقة مع بعضها ام مختلفة ، و الاّ فلا داعي لعقد مؤتمر نتيجته الفشل.

   
سعد عليبك
19/3/2007 ملبورن
saad_touma@hotmail.com
 


98
             الى مؤتمر حزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني .. مع التحية

  من: سعد توما / استراليا


يتطلع الكلداني اليوم الى بارقة نورٍ و بصيص املٍ، وهي فرصة صغيرة و نادرة جديدة لإلتقاط الأنفاس ، علينا ان نتعامل معها و كانها فرصة تاريخية.
و الفرص التاريخية كثيراً ما تفوت ، و نادراً ما يكتشف مكنونها في اللحظة الخاطفة المناسبة ، فيعمل على الإستفادة منها ، كما  ان الفرص المؤاتية ليست بضاعة للتخزين لكي يتم التعامل معها وقت الحاجة .
و إذا كان ذلك البريق من التفاؤل ، قد غمرنا  ، بعد تحرير العراق ، و الذي يشكل فرصة تاريخية ، فإنه يتوجب على الشعب الكلداني بكافة مؤسساته ان يبادر الى تفحص الوضع عند هذا التغير الجديد و يحدد رؤياه الخاصة للمسار القادم و تصوراته المستقبلية و خاصة في صياغة دستور العراق الجديد الذي يعتبر العمود الفقري لكل دولة و الذي يجب ان يتم تثبيت تسميتنا القومية الكلدانية فيه بوضوح ودون مسخ اوتغيير، عندها  ستكون حقوقنا السياسية ايضا اكثر وضوحاً ، فسيطمئن الكلدان على انهم يشاركون في الحكم على سائر درجاته و مستوياته ضمن اطار صحيح يرسّخ اشتراكهم بالعيش مع القوميات الأخرى ، اخوة متساوين في الإطار الجغرافي سواء لإقليم كوردستان او العراق ككل.

إذا كان من يظن بـأن شعبنا الكلداني بالمفهوم العددي، اقل من شركائنا الآخرين في الوطن و يمكن ان تهمّش حقوقه ، فهو ساهٍ ، لأن الشعب الكلداني كبير في تجاربه و حضوره و معاناته ، فالكلداني قد عانى في سبيل استمرارية الوجود امام زخم المخاطر و عنف الأحداث ، ما لم يعانه الاّ القليل من الشعوب...
نعم ، لقد دفع الإنسان الكلداني في الوطن ضريبة فادحة نتيجة انتمائه القومي و الديني ، فمن حقه الآن ، و بعد كل الذي حدث ان يكون له كافة الحقوق و منها، حقوقه القومية و السياسية موثقة في الدستور اسوة بباقي مكونات شعبنا العراقي.

هويتنا القومية هي هوية كلدانية اصيلة ، مرتبطة  بوجودنا و وطننا و تاريخه و مستقبله و بعناصر نشأته ، و ليست مرتبطة بمزاجية فردية هنا، أو بمشيئة عاطفية عابرة أم عقائدية هناك.
فلا الذين  يتمنون لو ان بيدهم امكانية زرع الفتنة بين ابناء امتنا الكلدانية لكبح صحوتها بقادرين على ذلك بعد اليوم ، ولا الذين يتمنون الغاء وجودنا القومي جملة و تفصيلاً بقادرين على ذلك ايضاً. اما الذي انقلب على ذاته و افكاره و فقد توازنه بعد ان اسكرته مقابلة مع مسؤول هناك و تصريحات آخرٍ هنا ، بالتأكيد  سوف يتخبط  في مشيته الجديدة وسيأتي اليوم الذي يلعنها فيه أيضاً. لهذا علينا ان لا نتهاون في قضيتين مهمتين ، الأولى تسميتنا القومية لأنها مسؤليتنا و ملكنا وحدنا، و الثانية حقوقنا السياسية و الإدارية و الثقافية ،لأنها ستحدد مستقبلنا و مصيرنا.


  لمؤتمركم ايها الإخوة الأفاضل أهمية كبيرة جداَ و في هذا الوقت بالذات ، اذ لا بد ان يخرج مؤتمركم بقرارات ، و هذه القرارات لن تكون مجرد مذكرة عادية حول مسألة معينة هنا ام هناك، بل ستكون حول الكلدان... مصيراً و كياناً و وجوداً.
إذاً انها ستكون وثيقة تاريخية مصيرية في المنظور العام للأمور و لوضع شعبنا في الوطن و المهجر ، و ورقة عمل ستستند عليها  جميع مؤسساتنا لتوحيد رؤيتها و قراراتها المستقبلية في كل ما يخص شعبنا الكلداني و اينما وجد.
فعلينا ككلدان ان نعي ذلك بكل يقظة و انتباه لكي نتمكن من الإرتفاع في تفكيرنا و احساسنا بعظم المسؤوليات الى مستوى تطلعات ابناء امتنا.

المهم  هو الآن ، على الكلدان جميعهم و بكل مؤسساتهم ، ان لا يغرزوا  رؤسهم  في الرمال ، و ان لا ينغلقوا على أنفسهم و ان لا يسبحوا في خيال الأوهام و النظريات البعيدة عن استيعاب الواقع كما يفعل البعض ، فنحن اليوم نعيش في ظل ظروف مصيرية لن تنفع معها قصيدة عصماء تتغزل بجمال الطبيعة و الآثار و التاريخ ، بل علينا ان نزداد نشاطاً و فاعلية ونتابع الحدث دائما و نحدد موقفنا منه ن دون مراوحةً لكي نحقق أهدافنا و نتفادى الفشل الذي يجلب  الندم و عض الأصبع .


لهذا فالكثير من الآمال معقودة على مؤتمركم الموقر وما سيخرج به من مقررات و توصيات  و تياشير الوحدة السياسية للصفوف الكلدانية التي يتمناها الجميع ، لأنكم  أثبتم بأنكم قادرون على قيادة السفينة الى شاطيء الأمان و العز بجهودكم و نظالكم الدؤوب و المخلص من أجل أمتنا الكلدانية.

نتمنى لمؤتمركم، مؤتمرنا جميعاً، النجاح الباهر .
 وفقكم الرب و دمتم
.

99
                           القائمة 752، مقومات فوزها و ديمومة نهجها الوحدوي

سعد توما
مالبورن/أستراليا


منذ فترة بدأت تتنافس القوائم الإنتخابية في دعاياتها من اجل الحصول على اكبر عدد ممكن من اصوات الناخبين لكي تتمكن كل واحدة منها من ايصال اكبر عدد من مرشحيها الى اعلى سلطة تشريعية في البلاد الا وهو البرلمان و الذي ستنبثق منه الحكومة المقبلة لكي  تُسير امور البلاد لفترة حددها الدستورباربع سنوات.

بالنسبة للقوائم الكبيرة او( الحوتية) اذا صح التعبير، فنقصان او زيادة عضو من الفائزين منها يكاد لا يؤثر على طبيعة عملها او تحالفاتها او دورها المؤثر على القرارات التي يصدرها  البرلمان .
اما بالنسبة الى قوائم الكلدان و الآشوريين و السريان ، فأن فوز عضو فيها للوصول الى البرلمان سيكون له تأثير كبير بالنسبة الى مستقبل شعبنا المسيحي عموما  ، لأن عليه ان يبذل جهودا استثنائية لإرضاء متطلبات الشعب المسيحي اولا، و يعمل من اجل حقوقه القوميه ثانيا ، اضافة الى دوره في محاولة اجراء التغيرات اللازمة على الدستور و  دوره الوطني في بناء نظام دولة ذات طابع علماني لكي يتمكن عراقنا الجديد من النهوض واللحاق بركب الحضارة و التقدم في العالم.

ووسط هذه الضجة الإعلامية وزخم القوائم و تعدد الإئتلافات و التكتلات ، برزت  شامخة القائمة الموحدة للكلدان و السريان و الآشوريين لتعلن للجميع بداية عهد جديد من التعاون والتلاحم ووحدة الهدف و المصير لهذا الشعب المغبون.
هاهي قائمة (النهرين وطني) او نهرين اثري المرقمة 752 و التي تتألف من مجموعة من الأحزاب و المستقلين الممثلين لكافة فئات شعبنا و بكافة تسمياتها، جاءت  لتكسر جدار الحقد و التعصب و العنصرية وتنطلق برؤيتها الواقعية و المعاصرة للأمور للوصول بشعبنا الى حيث يجد ذاته بعد ان عانى الويلات نتيجة انتمائه الديني و القومي على مر التاريخ ، ليرسم لأبنائه و اجياله القادمة مستقبلاً مشرقاً، فاتحة صفحة جديدة نقرأ فيها عن طبيعة علاقاتنا الداخلية مع بعضنا بما يسودها التعاون و الإحترام والإخلاص و الثقة المتبادلة و الشفافية في التعامل.

و حال الإعلان عن القائمة 752  و ظهورها على الوجود بدأت تتفاعل معها كل شرائح شعبنا و بكافة تسمياتهم الكلدانية و الآشورية و السريانية. كما باركها ألإتحاد الديمقراطي الكلداني و الحزب الديمقراطي المسيحي ، مما اصبح واضحا و مؤكداَ للجميع بأن هذه القائمة هي من الكل و للكل.
لذا نرى ان احتمالات فوز هذه القائمة هي الأكبر من بين اخواتها القوائم الأخرى التابعة لشعبنا المسيحي عموما ، لأن لها مقومات تتميز بها عن الأخريات. و من هذه المقومات:

1- كونها القائمة الوحيدة التي تجمع احزابا مختلفة لشعبنا و بكل تسمياتها ، الكلدانية و الآشورية و السريانية اضافة الى وجود شخصيات مستقلة فيها وفي تسلسلات متقدمة من القائمة مما يدل على غياب الأطماع الحزبية الضيقة  للمشاركين فيها.
2- مباركتها و تأييدها من قبل احزاب شعبنا خارج القائمة كالإتحاد الديمقراطي الكلداني و الديمقراطي المسيحي.
3- لها زخم جماهيري كبير من الكلدان و الآشوريين و السريان كأفراد و كمؤسسات و هذا واضح من خلال الحملات الإعلامية الداعمة لها.
4- لها تأييد من الكنيسة و رجال الدين وان كان غير معلن بشكل رسمي .
5- التأثير المعنوي لها كونها تعتبر باكورة العمل الوحدوي الحقيقي الذي ترجم على ارض الواقع بشكل مرضي لكل الأطراف و بإستناده على مبدأ الإحترام المتبادل و العمل الجاد مما رفع من الثقة المتبادلة بين كل الأطراف بعد ان كادت تصل الى حد فقدانها تماماً.
6- تمكنت القائمة من تجاوز اشكالية التسمية و التي اخذت وقتا طويلا من السجالات و النقاشات دون نتيجة سوى زيادة الهوة بين جميع الأطراف، حيث اثبتت هذه القائمة بأن التسمية لن تكون حاجزا او مانعا امام العمل المشترك  و توحيد الخطاب السياسي.
7- تمكنت القائمة من ان تفرز و بشكل واضح للمتابع بين من يدعو الى الوحدة الحقيقية و بين من كان يطبل من اجل وحدة مصطنعة تهدف الى خدمة جهة سياسية معينة . لذا و منذ ظهور القائمة الموحدة هذه اصبح هؤلاء ذوي الفكر المعوق محصورين في زاوية مظلمة ادت الى تجميد دورهم في  زرع بذور النفاق و النميمة و دخولهم في سبات عميق نأمل ان لا يخرجوا منه الى الأبد لكي تبدأ هذه الأمة من السير في الطريق الصحيح دون نعيق او ضجيج.

لقد حققت قائمة النهرين اثري 752 احد اهم اهدافها وهو وضع اللبنة الأولى في بناء صرح الوحدة الشامخ و هذا واضح من خلال ما نسمعه من عامة الناس  عن هذه القائمة و تأثيرها و دورها المستقبلي و امنياتهم بديمومة نهجها الوحدوي.
أ ليست الوحدة المنشودة انبل الأهداف و اهم  من الفوز بمقعد برلماني؟؟

كل قائمة انتخابية موجودة على الساحة من الممكن ان تفوز بإيصال عضو  او اكثر الى البرلمان لكن القائمة752
(النهرين وطني) قد فازت و بجدارة منذ ان ظهرت على الوجود ومنذ ان استقبلها شعبنا بالحب و الأمل و احتضنها لكي تبقى و تدوم مسيرتها و خطابها  حتى الى ما بعد الإنتخابات لتصبح نبراسا في طريق الوحدة الشاملة.
لذا نقول للقائمة752 و كل أعضائها و مناصريها ، مبروك لكم فوزكم العظيم هذا و بارك الله فيكم و الى الأمام
.

100
                                    قراءة في كتاب "الكلدان منذ بدءالزمان"

سعد توما عليبك/مالبورن- أستراليا    
saad_touma@hotmail.com   

قبل ايام انتهيت من قراءة الكتاب الموسوم( الكلدان منذ بدء الزمان) من تأليف الباحث الكلداني القدير الأستاذ عامر حنا فتوحي.
الكتاب جاء في 400 صفحة مقسمة الى ثلاثة أجزاء و شمل ايضاً الإحصاءات و التأريخ السلالي لوادي الرافدين في الحكم الوطني و الأجنبي و هو عبارة عن بحث في الهوية القومية الكلدية- الكلدانية و تأريخ ميزوبوتاميا إضافة الى مواضيع أخرى تخص الكلدان و المهتمين بتاريخ المنطقة و علومها.
يفتتح الباحث كتابه بمقولته القيمة و المؤثرة حين يقول: " الأمة التي لا تعرف تأريخها يدركها الهوان و تأتي عليها عاديات الزمان".لذا كان هذا الكتاب ثمرة متابعة و دراسة متواصلين و خبرة و بحوث و دراسات للكاتب من اجل ان يقدم هذا الإنجاز العظيم لأبناء أمته.
 يظهر من خلال هذا الكتاب الجهد الكبير المبذول في هذا العمل الرائع ومهارة الكاتب و المامه بألأحداث و المراحل التأريخية و فصاحة عباراته و جزالة تعابيره و عذوبة سرده للأحداث التي مرت بها المنطقة و ضلوعه في هذا المجال و سعة اطلاعاته و معلوماته القيمة. كما احتوى الكتاب على العديد من الخرائط و الصور و المخططات التوضيحية التي تدعم و تسهل شرح المواضيع.
كان الباحث دقيقا في وصفه للأحداث التي دونت بطريقة سلسة و مبسطة و مشوقة مستمداً المعلومات من عشرات المصادر و بلغات مختلفة، ويأتي ترتيب الأحداث و المراحل التأريخية و فترات حكم الملوك بشكل متسلسل و تدريجي و واضح أشبه ما يكون بفلم سينمائي يجعل القاريء أن يواصل و يستمر بالقراءة و الإنتقال الى الباب التالي بتشوق و متابعة للحدث الذي سبقه.
الكتاب يحتوي على معلومات مهمة و جامعة حول الكلدان ، تأريخهم ، حضارتهم ،علومهم و فنونهم، مما يستدعي ان يطلع عليه كل  من يهمه معرفة تأريخ و حضارة بلاد النهرين.
في هذا الكتاب مواضيع كثيرة أذكر منها:
ملوك الكلدان،تسلسلهم في استلام الحكم، خصال و صفات كل واحد فيهم، طريقة كتابة و تلفظ اسمائهم والتغيرات التي طرأت عليها نتيجة اجتهادات الكتاب الأجانب و العرب، سياساتهم و طريقة حكمهم ، و بعض الخبايا الخاصة داخل الأسر الحاكمة.
و من ملوك الكلدان في سلالة بابل الحادية عشرة(سلالة الكلدان الذهبية) هم : نبوبلاصر،نبوخذنصر الثاني،أميل مردوخ،نركلصر،لباشي مردوخ و نابونائيد.

بابل، ام الدنيا ، قلب العالم القديم، أسمائها ،حكامها ،بُناتها،محتليها و مدمريها.
لعنة بابل و كيف كان يموت ميتة غامضة كل من اراد بها و بشعبها سوءاً .

برج بابل أبعاده،  طوابقه، وبناء طابقه الأول مكعباً(كعبة) حيث يطلى باللون الأسود و الذي يمثل يوم السبت و نسب الى الإله ننورتا أي كوكب الزحل، ثم الطبقة الثانية تمثل يوم الجمعة و تلون باللون الأبيض و نسبت الى الآلهة عشتار اي كوكب الزهرة، ثم الطبقة الثالثة يوم الخميس حيث لونت باللون الارجواني و نسبت الى الإله مردوخ اي كوكب المشتري، ثم الطبقة الرابعة يوم الأربعاء حيث لونت باللون الأزرق و نسبت الى الإله نابو اي كوكب عطارد،ثم الطبقة الخامسة يوم الثلاثاء حيث لونت باللون القرمزي و نسبت الى الإله نركال اي كوكب المريخ، ثم الطبقة السادسة يوم الإثنين حيث لونت باللون الفضي و نسبت الى الإله سين/ننار اي القمر، و أخيراً الطبقة السابعة يوم الأحد حيث لونت باللون الذهبي و نسبت الى الإله شمش اي الشمس.

كما هناك شرحا مفصلاً عن العلاقة بين برج بابل و الجنائن المعلقة و معبد مردوخ.

 تناول الكاتب بإسهاب ،الحروب ، الواحدة تلو الأخرى ،منها ما كان النصر حليف الكلدان فيها و منها ما ادى الى وقوعهم تحت الإحتلال و استمرار ثورتهم من أجل الإستقلال.
السوباريون و الآشوريون ، و من بنى مدينة آشور و من حكمها و اسس دولة آشور؟

ألنخلة ،شجرة الحياة البابلية و رمز الإله تموز، و الطريقة التي كانت النخلة(داقلا) تدخل في طقوس التقرب من الآلهة و يكون ذلك بواسطة سكب الماء المثلج في الكوز الفخاري الذي يحتوي على فسيلة النخيل كتعبير عن تقديم عطية الماء البارد للإله لأن الماء البارد كان من الأمور المرفهة التي لا تقدم الا للآلهة و الملوك.

الآلهة المحلية الوطنية الرافدية و الاسيوية الدخيلة و دورها و تأثير الدين و المعتقدات على مجريات الأحداث و طريقة الحكم.

عيد اكيتو(رأس السنة البابلية) حيث ستكون السنة    2005 ميلادية  تقابلها السنة   7305 بابلية. و تفاصيل الإحتفال بالعيد و تأثيره على الدولة و الحكم و الشعب في المنطقة.

ثم يتطرق المؤلف الى تصويب الكثير من المغالطات الموجودة عند البعض لقلة معلوماتهم التأريخية حيث يتناولها و يشرحها بشكل علمي دقيق. كما يحتوي الكتاب على إجابات للكثير من الأسئلة و الإستفسارات التي تجول في أذهان البعض.

النجمة الرباعية و النجمة الثمانية و الرموز الأخرى التي كانت سائدة في مراحل مختلفة من التأريخ.

الكتاب يعطينا الكثير من العناوين للكتب و المصادر باللغتين العربية و الإنكليزية لمن يريد التوسع اكثر في بعض المجالات، لكن كحقيقة يعتبر هذا الكتاب كخلاصة متكاملة  حول تأريخ الكلدان و خاصة اصبح من العسير اليوم ان نحصل عى كل تلك المصادر لندرتها اولا و لعدم وجود ترجمات كافية لها ثانيا.

و قبل ان انتهي من قراءة الصفحات الأخيرة من الكتاب ، خطرت في ذهني فكرة امكانية ترجمة الكتاب الى  لغات أخرى كالإنكليزية حيث سيستفاد منه من لا يجيد العربية و كذلك يكون في متداول ابنائنا الذين يعيشون في المهجر من الذين لهم ثقافات مختلفة،و فكرت بأن اتصل بالسيد الباحث لكي اطرح عليه هذا الإقتراح ، إلا انني عندما قرأت الصفحة 399 و المخصصة لدراسات و أعمال الكاتب وجدت سطرا يقول بأنه( أي  الكاتب) يعكف اليوم على تهيئة المواد المنقحة و المزيدة الخاصة بطبع الكتاب الكلدان منذ بدأ الزمان باللغة الإنكليزية.
سلمت يداك يا أستاذ عامر و بورك قلمكم المنهال و الوافر السخاء
.

صفحات: [1]