سندعم الرابطه التي تشد من أزرنا وتحترم وحدة شعبنا الكلدواشوريه التاريخيه
شوكت توسا
نعلم نحن معشر القراء والكتاب جيدا أن فينا من ما يزال يقرأ ويعلق معتمدا على مواقف مسبقه أقفل تفكيره عليها , فأضعفت بصيرته و سطحت مستوى تفكيره لدرجة بات يأتينا كلامهم فاقدا للوزن و مختل التوازن على شاكلة ما يسوقه( بعض وليس كل) المتباهين بالرابطه الكلدانيه و المشككين بها على حد سواء, اذ كلاهما من حيث لا يدري ياتينا بخلاف ما نتأمله من هذه الرابطه,فعندما يتسارع أحدهما في وصف الرابطه بالصفعه التي تلقتها الجهه السياسيه الفلانيه او التسميه العلانيه ومحبيها, وصف بهذه الهزاله والعجاله لو صحت جوازية إلصاقه بالرابطه, فإن سلبيته ستطال بالدرجه الاساس مؤسسي الرابطه وفي مقدمتهم غبطة البطريرك ساكو, ناهيك عن ما سيعكسه من خيبة لدى الكلداني الذي يفتخر ببقية التسميات ويعتز بدينه وهكذا بانتمائه ومؤازرته للتيار الذي يجد فيه خياره .
عن نفسي لو تكلمت, سأدلي ببعض الآراء رغم قناعتي باني ما زلت أفتقر الى حجة الاشاده بالرابطه او نقدها , بانتظار خلاصة توضيح وتصحيح يصدرها الرابطيون كإجابه على التعليقات المتبادله , الكيديه منها على وجه الخصوص بين الناقد والمادح, اذ لا اعتقد ان هناك ما يمنع من إعادة قراءه صياغات ادبيات الرابطه :نظامها وشروط الانتماء واهدافها للتأكد إن كان اي تصحيح يكفل لازالة الضبابيه ,انه امر طبيعي حينما يتطلب النجاح إجراء تغيير في نصوص ادبيات الرابطه كما هو حاصل مع دساتير الدول اذ يتم تغييرها كلما كان الهدف تحسين نظام العيش, كيف اذن لو كان الامر في بدايته والمراد منه إنجاح تجربة جديده.
إن الرابطه كتشكيله فتيه,لايستبعد حصول السهو والخطأ في نصوص ادبياتها, مما يتطلب إيلاء القائمين عليها ما تستحقه الآراء التوحيديه والمعتدله من أهميه , لان الرأي المعتدل في الوضع الذي نمر به هو المطلوب دعمه وهو دليل صدق الرغبة لتحقيق الخير لشعبنا (الكلدواشوري السرياني ) , فقد علمتنا التجارب السابقه بان نجاح اي مبادرة كهذه مرهون بحسن النوايا وجدية دوافع مؤسسيسها ومدى استفادتهم من إخفاقات الذين سبق وأستكثروا او استنكفوا إعطاء الاذن الصاغية للآراء المخلصه والبناءه , أي على الإخوه الرابطيين لو كان الرأي الآخر يعنيهم ,ان ينتبهوا جيدا الى ما خلـّفه الجهد المذهبي الأحادي حينما استطاع مدبره وبغفلة مخادعه توريط البعض من دعاة القوميه واستقطاب آخرين لملئ مقاعد مؤتمراته المذهبيه ,ولأننا نخشى تكرارالصوره, فإن الواجب الأخلاقي والسياسي وهكذا الديني والتاريخي, يحتم تفويت الفرصه على من يريد العبث و الفرقة بحجة اغلبية او افضلية تسميه اومذهب في وقت لم تعد مثل هذه التراويح تجد من يصغي اليها بعد ان وعى شعبنا عليها وعلى ضجيج الطبول المثقوبه وحدّة الضغينة تجاه تنظيمات أبناء شعبنا دون تمييز بين من يعمل ويجد بحسب امكاناته وبين الانتهازي الذي سخر نفسه اداة بيد الغريب.
إن اية رابطه تلد من رحم شعبنا يقرها بنفسه ويدعمها بمفخرته بالمسمى الذي ورثه أو فطنه عن قناعه ومعرفه,تلك مسالة لا يشوبها شائب , ودعوتنا لها بالنجاح لا تعني البتتة دعوة نصرة تسمية مذهبيه او قوميه دون غيرها,ففي ذلك تكرار لأخطاء ارتكبت في السابق , نحن ندعو لدعم المسيره العامه حتى في حالة تفاوت قناعات الاراء حول التسميات , نقول ذلك لان وجودنا المهدد بالانقراض لم يعد يسمح لنا التفكير بما يريده منا كرسي الفاتيكان الذي تخلى عنا قبل صياح الديك, علينا التفكير والعمل على اساس كوننا شعبا واحدا أعطيت له عبرتاريخه الطويل اكثر من تسميه واليوم يتعرض لابشع الكدمات.
ما دام الحديث حول الرابطه الكلدانيه وعن فرص ارتجاء الخير منها, نقول: لكي تنجح هذه الرابطه لا بد للقائمين عليها, اولا التعاطي المنطقي الهادئ في شروط قبول الانتماء اليها , وثانيا تبني الخطاب المنصف انطلاقا من واقع وحقيقة تراكمات التاريخ, وثالثا التمتع بالقدر الجزيل من الشفافيه في مراعاة حقيقة وحيثيات نهضة شعبنا الحديثه التي يُعزى فضل رسم نقاط شروعها العمليه قوميا ووطنيا مع تأسيس الحركه الديمقراطيه الأشوريه (زوعا) بغض النظر عما تخلل مسيرتها من عثرات واستهدافات لم تؤخذ مسبباتها في الحسبان كما يتوجب لأسباب لا مجال للخوض فيها , لكن يمكن ايجازها في ضعف قراءتنا للواقع بمجمله وعدم تحضير أنفسنا لاستحقاقات تطور الأوضاع وما حبلت به الأيام اللاحقه , فقد شكلّ عجزنا عن انجاب ما يرفد المسيرة سببا سمح لظاهرة التفكير الاحادي و الإتكائي ان تعتمر في عقليتنا السياسيه كي تاخذ مدياتها تارة في التعويل على امكانية العوم في ساقية مياه الايام الاولى من تغيير النظام العراقي , وتارة اخرى في تغافلنا لاحتمالية تعقيدات الاوضاع التي جعلت من هذه الساقيه الرقراقه وبمرور الايام بحرا بامواج عاتيه يتطلب العوم وسطها ظهور تنظيمات سياسيه مطلوبة لديمومة ورفد السباحه(المسيره) بطاقات جديده لكننا لم نحضى بها بعد .
نعم لقد سبق وأكدنا منذ ما يزيد على العقد , بان مآل الاوضاع يتجه الى النحو الذي سنحتاج فيه قوارب نجاة تتبادل مواقعها من اجل امن وسلامة مركبة شعبنا وسط اليم الهائج , ولتكن قواربنا رابطات او احزاب من رحم امتنا تجتمع على فكرة خدمة هذه الأمه وتستفاد من تجارب الماضي كي لا تغرق في برك العقد التاريخيه التي أورثتها لنا المناطقيات والعشائريات والمذهبيات ,والا كيف سيراد منها صناعة ارضيه تنافسيه معقلنه ثقافيا وسياسيا كي ترفد المسيره بالافكار المقرّبه لوجهات النظر والنابذه للبعثره مذهبيا .
إن ما بدأته الحركه الديمقراطيه الاشوريه عند تاسيسها يشكلّ نقطة الشروع الحقيقيه والرسم الصحيح لطريق النضال القومي الوطني لابناء شعبنا, وبالرغم من اشورية عنوانها, لكنها ضمت في صفوفها مثقفين من مختلف اطياف شعبنا , تلك شكلت العلامه المؤكده كوننا شعبا واحدا وان تعددت الاسماء, اذ كان على الاخرين الذين ابدوا تعطشهم للمزيد من الحقوق طرح انفسهم منظمين سياسيا تحت اي مسمى مستفادين من تجربة (زوعا) لتحقيق مطالبهم التي لم تستطع زوعا تحقيقها , حيث في ذلك يتحقق توسيع قاعدة ومساحة العمل بتشكيل احزاب تمتلك برامج وتعتمد اسس نضاليه حقيقيه تضع مصلحة الجميع فوق كل اعتبار ,لكن الرياح لم تجر كما اراد القبطان , اذ مع الاسف لم تتحقق هذه الظاهره ,نعم إنها مهمة لايمكن ان تنجزها الأمزجه الطارئه والخطابات المهترئه ولا العقول المنغمسه في المذهبيه الكنسيه والتي كما اسلفنا فشلت في اكثر من مرة و مع اول إنكشاف لمآرب مدبريها من قبيل تلك المؤتمرات التي عقدت تحت رعاية الرأس الكنسي المذهبي في سندياغو (المطران جمو), حيث اتضح جليا بان مؤتمراتهم تلك لم يكن لها اية علاقه بشيئ اسمه قومي ولا بأي مهمه تضامنيه داعمه لمسيرة شعبنا بكل تسمياته, إذ لم تتجاوز في جوهرها حدود نصرة وتوسيع كنيسة المطران جمو المذهبيه,ذلك ما أثبتته الأزمه الحاصله مؤخرا بين مطرانية سندياغو وبطريركية بغداد خاصة بعد تسنم غبطة البطريرك ساكو لمنصبه, و لنتذكر بأن غبطته اليوم هو الذي دعا الى تاسيس الرابطه, فهل سنستفاد ممن سبقونا ؟.
لا يهمني قول القائل جزافا بان في كلامي اجحاف يهضم حق تجربة تلك اللقاءات المذهبيه الفاشله(بقيادة المطران جمو) رغم تمنيات البعض واصرارهم على إسباغ الصبغة القوميه عليها, نحن نتكلم عن حقيقه لها ما يسندها من أدله تدعم وجهة نظرنا و تفرض على الرابطيين في نفس الوقت وفي مقدمتهم غبطة بطريركنا المحترم لويس ساكو, تحاشي ذات المطب وباي شكل من الاشكال , كأن يتم أختراقها وسحبها الى حيث سبقهم في ذلك المطران جمو , ما يهمنا اليوم هو اسمى من ذلك , انه مطلب تصحيح لمواطن الخيبة والاحباط في خارطتنا السياسيه القوميه ,ذلك الاحباط الذي اشترك الجميع في صنعه وقد جسده بشكل جلي عجزمثقفينا عن تحقيق تأسيس تيار ينبثق من داخلنا ويلتزم بمصلحة شعبنا كي ينافس بنزاهه واخلاص نشاطات الحركه (زوعا) , إنه مطلب يطمح اليه كل مفكر حريص وأكاديمي دارك لقيمة التنافس ومدرك لاهمية ظهور خط فكري ناضج , على هذا الاساس المؤلم , لن أبالغ حين أقول بان تاسيس اي تيار منافس للحركه الديمقراطيه الاشوريه رغم كل ما اصابالتنظيما من تصدعات داخليه وإستهدافات متنوعه, لم يتحقق لنا اي صنف تيار من هذا النوع أو رابطه بالهيئة والجوهر الذي من شأنه تطوير المسيره ان لم يكن قد ترك اثاره السلبيه على الجميع.
ألسؤال المفيد يفرض نفسه وبقوه في خاتمة كلامنا ,بغض النظر سواء كانت الرابطه الكلدانيه ثقافيه اجتماعيه او سياسيه قوميه , او لنفترض جدلا بانها دينيه مذهبيه برداء تسميه قوميه( هذا ما لا يتحمله شعبنا) , هل ستسلك هذه الرابطه مسلكا فكريا مغايرا لتلك المسالك التي أدت بأصحابها الى الفشل وألقت بمشاريعها في الرفوف من دون ان تقدم لنا شيئاً؟
لنا أن نتمنى للرابطه النجاح , ونحن بانتظار وترقب الكيفيه التي ستتعامل هذه الرابطه مع أبناء شعبنا الواحد, سواء في سبك نص نظامها الداخلي وقوانين الانتماء اليها, او في جرأة ترتيب عملها بالتنسيق مع التيارات الثقافيه والسياسيه الملتزمه على اساس نهج توحيدي داخل مكوننا القومي الكلدواشوري السرياني .
الوطن والشعب من وراء القصد