عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - شوقي يوسف بهنام

صفحات: [1]
1
ديالكتيك المهاجر والــُمهجر
رؤية نفسية


شوقي يوسف بهنام
ناقد وأكاديمي



قلنا في سطور سابقة (1) ان هناك فرقا بين عمليتي الهجرة والتهجير . علاوة على ان مفهوم الهجرة مفهوم لم يتفق عليه العاملين في حقول العلوم الاجتماعية لمشاكله القانونية والاجتماعية والإنسانية وغير ذلك . وسوف نطرح مسألة نفسية بحصر المعنى لأنها تخصنا كبشر أولا وأخيرا . هذه المسألة هي " بقية العمر " . كيف ينبغي ان نعيشها أو كيف ينبغي ان تعاش . وكلما اتسعت المسافة بينهما كلما تفاقمت الازمة  النفسية  لكليهما . وأول خبرة نفسية توجههما هي الندم remorse فالأول ندم لأنه هاجر بينما الثاني يندم لأنه لم يهاجر بعد . وتبدأ صفحة المعاتبات والملامات بينهما . وهكذا يدور الاثنين في حلقة مفرغة . والأول يحاول التعويض النفسي للثاني بتقديم النصح والمشورة بعدم الهجرة تارة ودعم خطابات البقاء والولاء تارة أخرى . وكل منهما ينطلق من قدراته وإمكانياته ومؤهلاته وحجاته ودوافعه في الحالتين . ولا أريد ان اعلق على حالات العودة أو لنقل خبرة الفشل في التوافق مع البيئة الجديدة المهاجر إليها فيختلق الف عذر وعذر حتى يبرر فشله وعدم قدرته على ذلك التوافق . بينما الثاني يصور الهجرة ، في اي بلد كان ، فردوسا ارضيا لا يستطيع رسم معالمه من فرط الانبهار به !! . ويدعو ابناء جلدته الى حذو حذوه . والشماعة التي يتكأ عليها الجميع هي الأمن . ولا بأس من الوقوف عند مفردة الأمنSecurity  في منظور العلوم الإنسانية  حتى نعرف الى مدى توظف هذه المفردة في تبرير عملية الهجرة . ويقول اصحاب معجم العلوم الاجتماعية عن هذه المفردة ما يلي :-
1-  الأمن في أساسه السيكولوجي شعور بالهدوء والطمأنينة وبعد عن القلق والاضطراب ، وهو شعور ضروري لحياة الفرد والمجتمع . ومن أهم أسبابه اطمئنان المرء على نفسه وماله ، وثقته باحترام حقوقه ، وإحساسه بالعطف والمودة ممن يحيطون به . ويتولد هذا الشعور عادة منذ الطفولة ، فمن ربى على الخوف والرهبة كثيرا ما يحمل بقايا من ذلك طوال حياته . ويطمئنه انتشار الأمن والطمأنينة  في المجتمع .
2- ومن واجبات الدولة الأولى حفظ الأمن داخل البلد ومنع العدوان الخارجي ، و لا سبيل لاطمئنان نفوس أفراد الشعب اذا كانوا مهددين في أرواحهم أو أموالهم ، والحروب مدعاة للقلق والاضطراب دائما ، وهي مرحلة استثنائية في حياة الأمم ، لذلك كان لا بد الى جانب الأمن القومي من امن دولي حاولت هيئة الأمم المتحدة حراسته والسهر عليه ، وكثيرا ما عز عليها ذلك .
3- ومن مقتضيات الأمن ان يطمئن الفرد على قوته وقوت عياله ، وكيف يتوفر الأمن لجائع أو محتاج !؟ وتعنى الدول العصرية بتوفير أسباب الأمن والضمان الاجتماعي ضد الفقر والمرض والشيخوخة . وقد صدرت قوانين للضمان الاجتماعي في بلاد كثيرة ، صدرت في مصر منذ عام 1950 ، وعدلت وتوسع فيها بعد ذلك . واضحى نظام التأمينات الاجتماعية شاملا لقسط كبير من العاملين ، ويقضى منطق الاشتراكية ان تؤمن أسباب العيش لأبناء الشعب جميعا " (2) . ذلك إذن مفهوم الأمن كما تفهمه العلوم الاجتماعية (الإنسانية) . ومن هنا دواعي الهجرة . والعلاقة بين الهجرة والامن علاقة عكسية  ، فكلما استتب الأمن فلت دواعي الهجرة العكس هو الصحيح . الا ما يلفت النظر في واقعنا  هو هذه الصورة المتناقضة التي نراها في جموع المهاجرين في أرجاء المعمورة . صورة عدم العودة وفي نفس الوقت المناداة الهجرة . وما ينبغي توثيقه للتاريخ قد يكون مدعاة لإزعاج البعض من دعاة التمسك بتربة  الوطن . ونحن نعلم ان أول من هاجر من ارض الوطن هم الإخوة الاثوريين منذ بداية الستينات ، وفق ما نعلم ، وتلاهم الكلدان والان بدأ السريان بحذو حذوهم . والمفارقة العجيبة ان الذين هاجروا  قاموا بتشكيل الاندية والحركات والاحزاب وهم في الخارج او تمويل البقية الباقية من أهل الداخل وكلها مكرسة لعدم الهجرة او وفق التعبير السائد لديهم وقف نزيف الهجرة . المهاجرون استقروا وكونوا رؤوس أموال وشركات واسهم والبعض منهم وصل الى مراكز حيوية في البلدان التي هاجروا إليها . كيف يروج آشوري او من أصول آشورية أو كلدانية  أصبح وزيرا أو محافظا او مسؤولا  في السويد او النرويج او هولندة او الويلات المتحدة  الى وقف الهجرة وهو أصبح حاملا لجنسية البلد الذي هاجر اليه . أليس في هذا تناقض وازدواجية في المشاعر والسلوك والاتجاهات ؟؟؟ وتقام المؤتمرات والندوات للحد من الهجرة والقائمين والمشرفين عليها يعودون إدراجهم في أوطانهم الجديدة ليمارسوا حياتهم اليومية التي اعتادوا عليها هنا او هناك . الذي يريد  الحد من الهجرة عليه ان يدعو الى الهجرة المعاكسة ويكون أول المنفذين لها والقائمين عليها . ما فائدة من تعاطف الذين يجلسون في نوادي أوروبا الليلية ، ويفعلون ما يفعلون ، ويتحاورون حول الشعب ووحدته ومصيريه وهم يدفعون دولارات قد لا تساوي ثمن اقداح الوسكي او البيرة التي يحتسونها في تلك النوادي هناك دعما للشعب الذي يقولون عنه بان حالته مزرية  !!! . وتتسع الهوة السيكولوجية بين الـُمهاجر وأخيه في الوطن عندما يسمع الروايات والحكايات ؛ سواءا أكانت مختلقة ومن نسج الخيال او واقعية لوضعية لذلك الذي غادر وطنه وهو يذرف الدموع على أطلال وطنه . تلك الاخبار سوف تزيد من هموم الذي لم يهاجر بعد . ويلاحقه السؤال مت سوف يهاجر ويعيش مثلما يعيش فلان وفلان وعلان في هذا البلد او ذاك الذي منحه شقة ورتبا شهريا وتأمينا صحي وكل مباهج الحياة الأخرى التي نراها او نعرفها او نتخيلها . سوف أموت في قريتي التعيسة التي تفتقر الى ما تفتقر ولا أرى ألمانيا او أمريكا او الدنمكارك او السويد او استراليا بكل مباهجها وأساليب لهوها وحياتها .وسوف يقال له سوف تعمل طوال اليوم أنت وزوجتك وبنوك حتى تعيش يومك . وهكذا تتوالد الصراعات التي تعج بها النفس التي لم تهاجر بعد . ويزور المهاجر وطنه وهو يحمل في حقيبة سفره ما لم يحلم به ذاك الذي لا يتمكن من مغادرة قريته خوفا من هذا السبب او ذاك . ويقص القصص ويروي الحكايات حول الحياة في المهجر ويأتي ليختار زوجة لابنه او زوجا لابنته . لا ثقة في نساء وفتيات هولندة وأمريكا يختار فتاة من قرقوش او تلكيف او برطلي وغيرها . يتزوجها ويسافر الى بلده الثاني الحامل لجنسيته وفي الوقت نفسه يترك بضعة دولارات في جيب احدهم  ويذرف بضعة دمعات ويستقل طائرته ليكون في موعده في حياته الجديدة ناصحا أخيه الذي منحه تلك الحفنة من الدولارات : اياك .. اياك  ان تتخلى عن هويتك وآثرك (وطنك)  وتغادره ولا تذق طعم المرارة التي نذوقها كل لحظة هناك . قلوبنا ودولارتنا (الفائضة ) في خدمتكم وخدمة قضايا شعبنا . اعتذر يا أخي من الاستمرار معك لأن موعد طائرتي قد حان .. علي ان أكون في المطار في الساعة الفلانية . وهكذا يستمر هذا الديالكتيك بين من الداخل مع من في الخارج الى ما لانهاية . وهكذا تتلاشى تلك الهوية التي صارت شماعة في فم فلان وفلان أولئك الذين ما زالوا يحلمون ان يكونوا اعضاء في البرلمان او في هذا الموقع او ذاك . ومتى وصل الى هدفه ملأ وجيوبه وانتهت دورته فيغادر مثلما غادر أسلافه ويسلم الراية .. اعني راية الهوية والقضية الى اولئك الذين ما يزالوا  يحلمون مثلما حلم هو في وقت ما من الاوقات وليصير داعية وبطلا لقوميته او لشعبه ...!!          
    
الهوامش :-
1- بهنام ، شوقي يوسف ، شعبنا وأحلام ودغدغات الهجرة ، موقع عنكاوة ؛ المنبر الحر .
2- نخبة من الاختصاصين المصرين والعرب ، معجم العلوم الاجتماعية ، ص 66 -67 .  
 
 

2
                                                                        بسم الاب والابن والروح القدس
                                                                               الاله الواحد امين
قداسة مار اغناطيوس افرام الثاني كريم بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية

اتقدم اليكم بأحر التهاني والتبريكات لأختياركم أبا وبطريركا لكرسي انطاكيا للسريان الأرثوذكس من قبل أباء المجمع السنهاديقي المقدس خليفة لمثلث الرحمات مار أغناطيوس الأول عيواص.
اننا نصلي من أجلكم من أعماق القلب، طالبين لكم من رب المجد مخلصنا يسوع المسيح أن يمنحكم القوة والإيمان لتقودوا دفة هذه الكنيسة الى ميناء السلام وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وخاصة العراق سوريا. تقبلوا منا يا صاحب القداسة تهانينا متمنين لكم الصحة والسلام وسنرافقكم بصلاتنا دائما ولتكن بركة الرب معكم وتقود خطاكم.
شوقي يوسف بهنام
استاذ جامعي
كلية التربية - الحمدانية
جامعة الموصل

3
                                      وحدة الشعب الى أين ؟؟
                                                                                                                                        شوقي يوسف بهنام
                                                                                                                                           ناقد وأكاديمي
لا تعني مفردة الشعب أو الأمة Nation كما يتبادر الى الذهن العام  مجموعة بشرية ما قد تكتلت ، كيفما اتفق ، وصارت مزيجا اجتماعيا عرفت بالأمة أو الشعب . وابسط تعريف لهذا المفهوم هو كما يقدمه أهل الاختصاص في مجال العلوم الاجتماعية فهو .. اعني مفهوم الأمة " مجتمع كبير ، له صفات موحدة ، وشعور عام متجانس ومصالح عامة موحدة ، ويقطن إقليما جغرافيا واحدا ، وتستمد الأمة قوتها من حضارتها المميزة ، التي تقوم على ركائز عدة ، أهمها: التاريخ المشترك ، واللغة الواحدة ، والدين الواحد . وقد يكون للأمة كيان سياسي واحد ، كما قد تكون لها كيانات متعددة " (1) . ويعرفه معجم العلوم الاجتماعية على انه :-
1-  لغة ، جماعة من الناس تربطهم صفات وعادات متجانسة .
2- اصطلاحا ، مجتمع بشري ذو نظم وتقاليد معينة تحقق وحدته ، وينتمي الى وطن واحد . وهي في الغالب امتداد للأسرة . ومن أخص خصائصها ثقافة مشتركة تنمو على مر الزمن ، وتعيش بأهداف واحدة ، وبفضلها يتحقق وجود الأفراد وتقاربهم في تعاون وتراحم .
3- يذهب رينان الى ان قوام الأمة الاشتراك في ماض زاخر وتراث حافل بالانتصارات والآلام ، وفي ارادة صادقة للمحافظة عليه ، وفي رغبات مشتركة يسعى الجميع الى تحقيقها .
4- تحتاج كل أمة الى نظام سياسي واداري هو ما يعرف بالدولة (Etat) ، ولكن هناك دولة تنتظم شعوبا مختلفة كالاتحاد السوفيتي وكندا . وقد يكون للأمة أكثر من لغة كما هو الشأن في سويسرا ، وأكثر من ثقافة وطنية كما هو في الصين ، وأكثر من دين كما في الهند .
5- على الرغم من الاختلافات العنصرية والدينية واللغوية في الأمة الواحدة ، فأن افرادها يلتقون عند شعور بوحدة روحية وأخلاقية مشتركة ، ومن هنا تمتاز الأمة عن الدولة . وقد كانت الدولة النمساوية مؤلفة من عدة أمم ، والأمة البولندية تحكمها ثلاث دول مختلفة .
6- نمت فكرة الأمة بظهور القوميات الحديثة في أوروبا ، كالأمة الايطالية ، والأمة الأسبانية ، وتوطدت في القرنين 18 ، 19 . وكان لليعاقبة  * شأن في هذا التطور ، وبلغت الفكرة قمتها في القرن العشرين . وأصبحت رمز الأفراد والدول ، وملجأهم الذي ينتسبون اليه ، ويفخرون بانضمامهم تحت لوائه ، وهي فوق الطوائف والطبقات ، وفي سبيلها يضحى الفرد بكل شيئ . والعلاقات الدولية إنما هي صلات وروابط بين الأمم (2) .
تلك إذن هي معاني مفردة الأمة أو الشعب كما تعرضها أو تقدمها المراجع المتخصصة في هذا المجال . ونحن عندما نتعامل مع المفردة لا نتعامل على أساس انها لصالح هذا أو ذاك بل نتعامل معها كمفردة لها استخدامها في لغة العلوم الاجتماعية على وجه الحصر . هل كتابنا يتعاملون مع مفردة الأمة على هذا الأساس ؟؟ . سؤال مفتوح نتركه لكل من يتعامل مع المفردة سواء أكان على علم به أم كان على النقيض من ذلك . ونتمنى من كتابنا حين يكتبون عن قضايا الأمة ان يكونوا على دراية فيما يكتبون ويطرحون الأفكار  وينطلقون من مسلمات صحيحة وسليمة ومرجعيات موثوقة في مرجعيتها . ولكن للأسف الشديد  نرى في الساحة الإعلامية صورة معاكسة لذلك تماما . حيث التناحر والاختلاف والتمزق هو لسان حال كتابنا ومنظرينا في تلك الساحة !! وحتى التراشق بالألفاظ والعبارات غير اللائقة هي السائدة في تلك الحوارات . ووحدة الشعب هي الشماعة وهي كبش الفداء للذين يحملون الفلم ويكتبون . سواءا أكانوا كتابا  يمتلكون مؤهلات الكتابة السليمة أم أشباه الكتاب كما يحلو للبعض من ان يطلق هذا النعت لمخالفيه في الرأي . لكن نحن نعتقد ان من يكتب في مجال ما ينبغي ان يكون مؤهلا تأهيلا أكاديميا سليما حتى يمكنه من ان يكتب على النحو السليم . فالكتابة ليست هواية أو رغبة عابرة أو تمرين بل هي مسؤولية تاريخية خطيرة لاسيما اذا كان موضوع الكتابة وثيمتها خطيرة ومصيرية مثل وحدة الشعب أو هويته أو تاريخه أو حضارته . ولا ينبغي لكل من هب ودب من ان يقوم بذلك و كائنا من كان !!! . فعندما أتناول موضوعا يخص علم الآثار Archaeology   ، واغلب مشكلاتنا في ما يخص التسميات مرتبطة بهذا الميدان بشكل أو بآخر ،  ينبغي ان احمل تأهيلا – على الأقل أوليا – في هذا المجال وعندما أكون كذلك فينبغي ان أكون في منتهى الحذر في فيما اكتب لأن الأبحاث في محال الآثار وكذلك في المجالات الأخرى في تقدم مستمر بحيث لا يمكن للباحث الواحد ان يلم بكل ما يكتب في مجال ما وبلغات مختلفة كثيرة . وهكذا مع كل ما نكتب من هموم وقضايا تخص وجودنا وكينونتنا ومصيرنا وآمالنا . وينبغي ايضا ان تكون لغة الكتابة لغة مسئولة ويحسب لها الف حساب بعيدة عن العواطف والانفعالات والمواقف الآنية . الخبرة في مجال الكتابة المتخصصة حول هذه القضايا مطلوبة إذن . ما يهمنا من هذا الاستطراد هو تحديد ملامح ما يجري الآن في الساحة . وما تزال الأنفاس التي تفرق وتمزق وتشتت هي المهيمنة على هذه الساحة لأسباب لا يهمنا تحديد مصادرها وغايتها وستراتيجاتها . فعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ الأحزاب التي تحمل مسميات كثيرة والتي في طور التكوين و التأسيس أو التي تفكر في التأسيس مستقبلا هي من الكثرة بحيث لا تتفق وحجم كثافتنا السكانية في واقعها الحالي . وتمنى بان ما سنقوله الان لا يخدش مشاعر شخص ما او جهة ما . فالتكوينات الجماعية التي تسمى أنفسها أحزابا أو حركات والتي جاءت عقب الأحداث التي مر بها العراق إنما هي في الواقع تكوينات قبلية وعشائرية بالدرجة الأولى . وفي الواقع نحن غير ملمين ذلك الإلمام الكافي بخلفية تلك التكوينات الجماعية التي ظهرت على مسرح الأحداث ومن دون سابق إنذار . وظهرت ومعها برامجها السياسية ومفاصل تركيباتها التنظيمية . وكل منها يدعي بأنه الأم والأصل والأساس وما علينا نحن الا الانتماء والأتباع والانقياد و...و...و ونظرة الى كم الحركات التي راحت تتسابق في الحضور وتتفنن في وسائل الإقناع والتأثير . والخلافات والنزاعات والشقاقات حادة  فيما يبنها ؛ فهذا " بازنيا " وهذا " تيراياي ** " وهذا " اشتنايا " وغيرها وغيرها من تسميات قبلية وعشائرية جاءت معهم . ولو تأتي الى مسميات تلك الحركات لوجدت العجب العجاب فيها . فهناك العشرات من الفصائل والحركات والأحزاب !! لا مجال لذكرها جميعا هنا . سواء في الداخل أم في المهجر (3) . والتي تعد من مصادر التمويل الأساسية للحركات التي تعمل في الداخل . ونظرة فاحصة نقدية للخطابات والبرامج التي تطرحها هذه الحركات على شكل كتيبات أو كراسات لا تحمل بعدا إيديولوجيا بالمعنى المتعارف والمألوف للمفردة . بل كلها تتمركز وتدور حول وحدة الشعب ووحدة هويته . كل هذه التجمعات السياسية اصطبغت بالصبغة الآشورية أو الآثورية لأنها جاءت من الجبل !! . وتتكأ هذه التجمعات على مأساة مذبحة سميل على سبيل المثال كمحرك أساسي للنضال القومي أو الوعي القومي الذي نشأ لديهم . من جانب آخر وعلى أثر الكم من الحركات السياسية التي ظهرت عند الآشوريين برزت مشاعر مشابهة للتسيس لدى الكلدان . فظهرت محاولات للتنظير وإعادة كتابة التاريخ من جديد وتبين ان كلدو هو اسبق من آشور . ولذلك كان كلدو هو الأجدر بالزعامة وقيادة الشعب . وكتاب " عامر حنا فتوحي " " الكلدان منذ بدء الزمان " هو نموذج لهذا الخطاب . فالكلدان هم أقدم شعوب الارض بالنسبة لهذا الخطاب . وهكذا برز تيار ثاني لهذه الأقلية السكانية التي تمثل هذا الشعب الذي لا يزال حتى اليوم يسعى الى إثبات وتحديد هويته ومن يكون . بقي الشق الثالث الا وهو السريان . ونحن نعلم ان السريان الكاثوليك مثلا هم مرغمون للانسياق مع تيار الكثلكة لأعتبار عقائدي بحت فهم مع الكلدان في تبعيتهم لبابا روما (4). فما يسري على الكلدان يسري على السريان الكاثوليك . وبالفعل خرج السريان برد فعل مماثل ومشابه للكلدان والآشوريين . فكانت الحركات السريانية . كانت الأولى منها حركة السريان المستقل . ولحسن الحظ لم تتكئ هذه الحركة على المعتقد المذهبي ظاهريا على الأقل . وراح السريان يروجون الى  فكرة انهم بقايا الشعب الآرامي .. وينقسمون الى سريان مشارقة وسريان مغاربة . وهكذا تتولى الحركات والأحزاب والكتل . وهذه تنشق من هذه او هذه تعود الى تلك  أو هذا ينظمان الى مسمى واحد والجميع يدورون ويلتفون حول مفردات أو كلمات أو حكايات او أسطوريات أو موروثات أو أو ... والشعب يبقى بلا وجهة يتوجه نحوها ولا طريق واحد يسلكه . أخيرا نتساءل :
حتى متى يبقى البعير على التل !! 
                 
الهوامش :-
1- د. سليم ، شاكر مصطفى ، 1981 ، قاموس الانثروبولوجيا ، جامعة الكويت ، الكويت ، ط1 ، ص 666 .
* اليعاقبة : جماعة أطلق عليهم هذا الاسم نسبة الى دير القديس يعقوب في فرنسا ، الذي اعتادوا الاجتماع فيه ، دافعوا خلالها عن إلغاء النظام الملكي في فرنسا مطالبين بنظام حكم جمهوري يحقق المساواة والعدل بين الناس . اعتبر هذا النادي بمثابة بذرة لنشوء الأحزاب ، عند تأسيسه بتاريخ 10-1790 ، وكان يتألف هذا النادي من 152 عضو شكل كتلة داخل الجمعية التأسيسية خلال الثورة الفرنسية ، وانتخب ماكسميليان روبسبير رئيسا له ، وعقب سقوط الملكية في فرنسا عام 1792 انتخب رئيسه أول مندوب لباريس للمؤتمر القومي . في عصر الإرهاب تعرض زعيم اليعاقبة روبسبير ومائة من أعضاء النادي للإعدام بالمقصلة . (الموسوعة الحرة – شبكة الانترنيت) ولا علاقة لهؤلاء باليعاقبة من أتباع يعقوب البرادعي صاحب المذهب اللاهوتي المعروف . ولذلك اقتضى التنويه .
2- نخبة من الباحثين المصرين والعرب ، 1975 ، معجم العلوم الاجتماعية ، ص 65-66 . 
** عذرا لصعوبة اللفظ .
3- سوف نعالج سايكولوجية المهاجر وعلاقته بالوطن في حلقتنا المعنونة " ديالكتيك المهاجر والمهجر " .
4- ليست مهمتنا ان نعالج قضايا الانتماء الكنسي أو اللاهوتي قدر ما نريد ان نطرح رؤى للانتماء السليم دون ظهور مشاعر التخندق لهذا المذهب أو ذاك . ونحن نعالج وحدة الشعب القومية ، وفقا للتسميات ، وليس وحدة الشعب وفقا للاهوتيات !!! .
 

4
                                                  شعبنا  ودغدغات  وأحلام الهجرة
                                                       رؤية نفسية اجتماعية                                                                                                                                                                                                            شوقي يوسف بهنام
                      
                                                                                                                                                                                    
قبل ان نتناول موضوع الهجرةMigration  في ضوء الوضع الراهن للأحداث التي تجري في مناطقنا المحلية والإقليمية لابد من الوقوف على دلالة المفردة في ضوء محددات ودلالات المفردة كما يعرفها علماء العلوم الإنسانية ، فهي :-
1- يستعمل لفظ هجرة في العلوم الاجتماعية للدلالة على تحركات جغرافية لأفراد أو جماعات ، وهناك هجرة داخلية وأخرى خارجية ، وهجرة اختيارية وأخرى قهرية ، وهجرة كاملة وأخرى ناقصة ، وتحاول الهيئة الدولية للهجرة وضع تعاريف دقيقة لهذه الأنواع المختلفة حتى يمكن المقارنة الإحصائية بين الهجرة الى الداخل والهجرة الى الخارج . وأوضحت هيئة العمل الدولية  أن تشمل الهجرة الدائمة انتقال الفرد من دولة إلى أخرى ليقيم بها مدة تزيد عن الشهر وتقل عن عام للقيام بمهمة أو لشغل وظيفة .
2- وقد قررت هيئة الأمم المتحدة  مناقشة الخبراء أن تعتبر التحركات التالية نوعا من الهجرة :-
أ – المسافرون من غير السياح ورجال الاعمال والطلاب أو من يحملون جواز مرور .
ب- المسافرون غير المقيمين على الحدود ويقتضى عملهم تخطي الحدود باستمرار .
ج – المسافرون من غير اللاجئين  أو الأشخاص الذين نقلوا لظروف قاهرة الى غير وطنهم ، ويعتبر المسافرون الذين يبحثون عن عمل بصفة مستديمة أو موسمية أو مؤقتة ومن يعولونهم مهاجرين وتعد حركاتهم هجرة .
د – ويقسم بعض الاجتماعيين التحركات الدولية الى نوعين من الهجرة : الهجرة الأولية والهجرة الثانوية . ويقصد بالنوع الأولي التوطن  في جهات غير مأهولة بالسكان ، ويقصد بالنوع الثانوي الإقامة بين المواطنين والاندماج فيهم والتكيف بوسائل معيشتهم ، وتتميز الهجرة الثانوية بشيء من العنف لمحاولتها إفساح مكان لها قد يكون على حساب غيرها .
هـ - والهجرة الداخلية هي التحركات السكانية التي تحدث داخل حدود الدولة ، في حين ان الهجرة الخارجية هي التحركات السكانية عبر الحدود الإقليمية . وما زال موضوع الهجرة الخارجية يثير مناقشات بين الاجتماعين للاتفاق على الشروط التي ينبغى ان تتوافر كي يعتبر شخص ما مهاجرا . وفي مقدمة الشروط المقترحة توافر نية الإقامة في البيئة المهاجر إليها والاستقرار فيها لفترة معينة . وتحدث الهجرة ، في الغالب ، استجابة لما يتوقعه المهاجر من تحقيق غاية أو الوصول الى أمنية . وهناك هجرة قهرية كالتي تحدث للفارين من وجه الغزاة أو على اثر اضطهاد ديني ، وهناك هجرات تاريخية كبرى بني إسرائيل من مصر وهجرة محمد واصحابة من مكة الى المدينة (1) .
يمكننا إذن ان نستنتج ان موضوع الهجرة موضوع مرتبط باهتمام وتنظيرات العاملين في مجال العلوم الإنسانية على وجه الحصر لاسيما علم الاجتماع . وليس من اهتمام عابر سبيل ما . وعلم النفس له حصته في دائرة هذا الاهتمام . حيث يهتم علم النفس حول سلوك وشخصية المهجر واتجاهاته بعد عملية التهجير خصوصا إذا اذا كانت عملية التهجير قد تمت والشخصية قد اكتمل بنائها النفسي والانفعالي والاجتماعي . ولا نجد تلك الآثار مع المهجرين الصغار . ولذلك فالهجر ترتبط ارتباطا ايجابيا بالفترة العمرية . فالمهجر الصغير هو الأكثر توافقا  وتكيفا مع بيئته الجديدة من المهجر الكبير . ولذلك نجد ان المهجر الكبير هو اكثر عرضه للإصابة باضطرابات التوافق السلوكية أو ظهور مشاعر ما يسمى بالحنين الى الوطن Homesickness   وما يرافقها من علامات وأعراض الحزن والاكتئاب والقلق واتساع المسافة القيمية بين الإباء والأبناء وخصوصا الصغار منهم . ويساهم علم النفس في دراسة اثر التهجير على الشخصية ومشكلات السلوك والتوافق مع البيئة الجديدة المهجرة إليها . حيث ظهرت الكثير من الدراسات والبحوث في دوريات علمية متخصصة في هذا المجال والكثير من وسائل القياس لموضوع الهجرة لا يتسع المجال لذكرها أو الوقوف عندها بشكل تفصيلي  (2). فالشعوب والحضارات عرفت ومارست وتمارس عمليات التهجير لهذا العامل أو ذاك عبر مختلف الحقب التاريخية المختلفة . والمشكلة تنبع من تفرق الجماعة وضياع أصولها إذا تمت عملية التهجير الى مناطق مختلفة . ومن هنا تأتي محنة أو أزمة الهوية . وهذه مشكلة يواجهها علماء النفس والاجتماع بشكل خاص في عمليات التهجير . علاوة على المشاكل القانونية والسياسية والدينية والعرقية التي تنتج من عملية التهجير .وعلى صعيد هذا الجانب أطلقت هيئة الأمم المتحدة مفهوم " لم الشمل " لجمع أفراد الأسرة الواحدة اذا كانت الهجرة فردية مثلا وهذا يتطلب كما هو معروف الكثير من الجهد والوقت والثمن مما يترك اثارا سلبية مختلفة الابعاد على الفرد أو العائلة أو المجموعة المهجرة . ان العلوم الإنسانية تهتم ليس فقط بدوافع الهجرة بل بنتائجها وآثارها على البناء النفسي للفرد أو الجماعة بمختلف أشكاله وصوره . ونأتي الآن على ما يشهده واقعنا الحالي لمعرفة موقع فكرة الهجرة منه . والواقع ان الموضوع ليس بالأمر السهل أو البسيط أو الهين مقارنة بالصورة الموجزة التي وقفنا عندها في السطور السابقة لهذا الموضوع . فالهجرة موضوع معقد وشائك . سواءا أكان فرديا ام جماعيا .. وسواءا أكان قهريا أو ذاتيا . فالهجرة كما رأينا في تعريفها المذكور أعلاه تبقى الهجرة خلاصا وفرارا من موقف مكدر ما والرغبة في مواصلة الحياة عبر بيئة جديدة لتحقيق الأحلام والرغبات . فالهجرة الإقليمية مشكلة كبيرة لدرجة ان هيئة الأمم المتحدة والعاملين معها  لازالوا ، كما قلنا ، غير متفقين على تحديد مفهومها أو شروطها  أو خصائصها حتى تميز هذا السلوك أو ذاك بأنه هجرة . ونحن نعلم ان هيئة الأمم لا تعمل بمعزل عن جهود الباحثين في العلوم الإنسانية لأنها بالأساس هيئة إنسانية  هدفها الاول هو الانسان بما هو إنسان أولا وقبل كل شيئ . والهجرة القسرية هي الأخرى من أنواع الهجرة  التي لها الكثير من المشكلات والصعوبات التي تعالجها ولذلك فأن هذه الهيئة خصصت لها قطاعا من قطاعاتها سمي بدائرة الهجرة والمهجرين . ان مثل هذه الهجرة مشكلة تواجه السياسة والعلاقات الدولية مثلا . ونحن لن نزج أنفسنا في هذا الجانب قدر ما هو إشارة عابرة لخطورة المسألة لا غير . ولذلك ينبغى ان نتعامل مع موضوع الهجرة تعاملا علميا صرفا بعيدا عن المواقف العاطفية والتوجهات الفردية أو ما يشابهها منطلقين من هذا الاعتبار أو ذاك . كما ان هذا الموضوع ليس من حقل دائرة لا تمتلك أرضية ممتازة وثرية في مجال العلوم الإنسانية . كما انها ليست موضوعا إعلاميا يتحدث به كل من يشاء ووقت ما يشاء . فهو موضوع يحتاج الى بحث علمي لا يتوافر الا عند الاكاديمين المهتمين بهذا المجال حصرا . فهو ليس موضوع السياسي ولا رجل الدين و لا الدعاة الذين يتكأوون على هذا المبرر أو ذاك . وينبغي ان نفهم بشكل سليم دوافع الهجرة .. اعني قياس مستوى الرأي العام قياسا موضوعيا وفق المناهج السائدة لفكرة الهجرة ودوافعها . انه الخطوة الأولى والأساسية لتلك العملية و لا يخضع للأهواء أو للمصالح الشخصية قبل المصالح العامة . جانب آخر هو تتبع عملية الهجرة تاريخيا لوقوف على مدى مسارها ؛ تزايدا أو تناقصا  ومرة أخرى تحديد دوافعها والأسباب التي أدت إليها . وهذا يساعد على برمجة وتنظيم عملية الهجرة في الحاضر أو المستقبل . الهجرة ظاهرة ، كما رأينا ، معروفة وشائعة إبان الأحداث غير العادية التي تواجهها المجتمعات الإنسانية من كوارث  طبيعية أو الحروب بنوعيها الداخلية والخارجية ، الصراعات السياسية والاجتماعية ، الاضطهاد العرقي أو الديني ، وما إلى غير ذلك من الأحداث التي تواجهها جماعة بشرية ما في مكان ما . هذه الإحصائيات لنسبة المهاجرين والمهجرين معا ضرورية لهندسة عملية الهجرة . وينبغي ان تقام تفرقة بين الهجرة والتهجير . في الحالة الأولى هي عملية اختيارية إرادية بينما في الحالة الثانية هي قسرية إجبارية . فعندما تكون اختيارية يكون دافعها هو مصالح الفرد أو الجماعة هو المحرك الاول لها . بينما يختلف الأمر في الحالة الثانية حيث يكون عامل النجاة هو المحرك الأساسي لها . وعندما تكون الهجرة اختيارا فالفرد هو الذي يتحمل مسؤولية سلوكه وآثاره وحده . بينما تكون مسؤولية الجهة التي سببت الهجرة هي الأساس في عملية التهجير في الحالة الثاني اي عندما تكون الهجرة قسرية . وإذا بقي هاجس الهجرة يطارد الفرد او الجماعة لهذا السبب او ذاك فأن الهجرة ينبغي ان تبرمج برمجة سليمة ومدروسة حتى يبقى عامل الهوية هو المحرك الأساسي لها . اننا نعرف في ضوء دراسات علم النفس الاجتماعي مثلا ان الفرد لا يستطيع ان يعيش بلا عملية الانتماء . فالانتماء هو الشرط الأساسي لديمومة الهوية الجمعية أو الفردية . وحتى تدام الهوية مع وجود هاجس الهجرة او أسبابها المباشرة والملحة فينبغي ان يكون التفكير في الهجرة أمر من أولويات تفكير الجماعة لضمان وتحديد مستقبلها . كما ان اختيار الجهة التي سوف يتم الهجرة اليها هو الآخر عامل خطير لديمومة تلك الهوية . فأين سوف تكون الهوية عندما نجد أفراد الجماعة متفرقين في ما يسمى بالشتات ؟؟ . ان الشتات هم جمعي  يسعى للعودة الى حلم الهوية وديمومتها . وهذه مشكلة تواجه الأقليات التي تعيش في مجتمع مغاير لها في هذا الاعتبار أو ذاك . ونحن نعلم ان موضوع الأقليات هو من اهتمام علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي . لأن لكل أقلية خصوصياتها القيمية والدينية والاجتماعية وما الى غير ذلك . وهذه الخصوصية تلزم الجماعة بالانصياع الى سياقات الأكثرية بدرجة أو بأخرى وبشكل أو بآخر . وأي خلل في علاقة الأكثرية بالأقلية أو العكس  يؤدي الى ظهور ما يسمى بلغة علم النفس السياسي بالصراع . وليس من شأننا هنا ان ندخل في التنظيرات حول ماهية هذا الصراع . ومعروفة آثار ذلك الصراع وأسبابه ونتائجه . ولذلك يبقى موضوع الهجرة موضوعا إشكاليا يواجه جميع الثقافات في مختلف الاوقات وليس شماعة ولا بوقا يستخدمه هذا أو ذاك . ولذلك كانت الهجرة الجماعية في مختلف الحقب التاريخية لمختلف الجماعات هي الحل الأنسب للحفاظ على ديمومتها  وهويتها . وتبقى الجماعة صاحبة الاختيار والقرار في ذلك . وخلاصة القول ان هندسة الهجرة هو السبيل السليم لها .                              
الهوامش :-
1-  نخبة من الاختصاصين المصرين والعرب ، 1975 ، معجم العلوم الاجتماعية ، تصدير ومراجعة : د. إبراهيم  مدكور ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، جمهورية مصر العربية ، د . ط ، ص 629 .
2- يمكن للقارئ ان يتجول عبر شبكة الانترنيت للبحث عن موضوع الهجرة والدراسات والبحوث  التي ظهرت وتظهر في هذا المجال .            

5


 الناقد العراقي الدكتور حسين سرمك حسن   في موقع الناقد العراقي

د. حسين سرمك حسن : شوقي يوسف بهنام في مشروعه النقدي : إتساعٌ في الرؤيا .. ونضجٌ في الأدوات المنهجية
ادب, نقدحسين سرمك حسنالتعليقات : 0 بتاريخ : 2014/02/24
hussein 7
تضيق مساحة النقد الذي يعتمد على أطروحات ونظريات وكشوفات التحليل النفسي يوماً بعد آخر في العراق والوطن العربي والعالم . ويكفينا القول أن من يشتغلون عليه في العراق لا يزيد على أصابع اليد الواحدة . وهكذا هو الحال أيضاً في الوطن العربي . قد يعود هذا الإنحسار إلى اسباب عدة في المقدّمة منها زحف المناهج النقدية التي تتسلح برؤى الحداثة وما بعدها ، خصوصا التي تقوم على مبدأ فصل النصّ عن مبدعه ، وموت مؤلّفه (صار الحداثويون يسمّونه منشىء النصّ) من جانب ، وعن حواضنه الإجتماعية والثقافية والتاريخية من جانب آخر . صار استنطاق النص عبر مبدعه وربطه به بأي شكل من الأشكال سبّة ومثلبة . في حين أنك لو رفعت أقنعة نصوص رولان بارت مثلاً لوجدت وجه بارت نفسه ، وليس غيره (ومن اللامنطقي بل الجنوني أن نجدها فارغة) . وليس قليلا أن يتحدّث جاك دريدا عن تأثير جرحه اليهودي كما يصفه في بناء “فلسفته” وأفكاره .
وعلى الرغم من كل هذه الأطروحات فقد ثبت أن المؤلف هو الحي الذي لا يموت ، وأنّ من المستحيل إعلان موته أو عزله عن نصوصه . وهذه من أخطر أطروحات التحليل النفسي كنظرية ، ومن أبرز أدواته الفاعلة كمنهج . لكنني أحذّر هنا من الربط الفج بين المبدع ونتاجه من ناحية ، ومن الإستخدام العقائدي (القاطع الدوغماتي) لأطروحات التحليل النفسي من ناحية أخرى . أتذكّر حادثة قال فيها “كارل غوستاف يونغ” أنه لم يطرح على أستاذه فرويد قبل انشقاقه الأوديبي عليه ، حلماً تكرر في منامه كثيراً عن غرفة خفيّة في بيتهم ، لأنه كان يتوقع من فرويد أن يؤول الحلم بالقول أن الغرفة هي فرج أمّه !!
ويرتبط بهذا العامل أن أغلب النقاد الذين يعتمدون منهج التحليل النفسي في الوطن العربي – الذين لم يبق منهم حسب متابعاتي غير اثنين فقط – اتخذوه عقيدة ، وهذه كارثة أدّت إلى موت المنهج على أيدي أصحابه وبها ، قبل أيدي أعدائه . وهناك فارق جذري بين أن تكون النظرية عقيدة وأن تكون منهجاً . والطريق المستقيمة التي توصل إلى “انتحار” أي منهج ، هي أن تتحوّل أطروحاته وفرضيّاته إلى عقائد وآيات منزّلة لا يقربها – أبداً – احتمال الخطأ الموصل إلى المراجعة والتطوير . وقد أوصلنا هذا العامل إلى حال أكثر خطورة وأشد إثارة للألم ، وهي أن النقّاد المحلّلين ظلّوا مُحصّنين ضدّ التطوّرات الحديثة العاصفة في مجال النقد الأدبي بشكل خاص ، والنظرية الأدبية بشكل عام . لم يستطيعوا استيعاب الكشوفات الهائلة التي تحققت في المجالات الثقافية المختلفة وانعكست بقوّة على الممارسة النقدية ، وخصوصا في المجال اللغوي ، على الرغم من أن مفجّر أهم التحوّلات في هذا المنحى اللغوي وعلاقة الدال بالمدلول كان محللا نفسيا هو الفرنسي “جاك لاكان” ، بعد أن مهّد السويسري “دي سوسير” الأرضية النظرية (قبله عبد القاهر الجرجاني بعشرة قرون) .
وأعتقد أن من أهم العوامل في هذا الإنحسار ، هو شعور النقد الغربي – وهذا الشعور ينعكس على النقد العربي باعتبارنا نعتاش على أمصاله وأحياناً على نفاياته – بالنقص تجاه العلم وحركته الساحقة . حاول الناقد تقعيد فعله على أسس رياضية “علمية” مثل العالِم ، ولهذا اختنقت الدراسات والمقالات
شوقي يوسف بهنام
شوقي يوسف بهنام
النقدية بالجداول الرياضية والمعادلات الجبرية والأشكال الهندسية . وترتبط بهذا المناخ مواقف امبراطوريات الصناعات الدوائية التي ترفض التعامل مع لاشعور يؤمن به التحليل النفسي ولا تعلم اين يكمن لزرقه بالحقن وملء فمه بالأقراص والحبوب المهدّئة . التركيز على “العضوية” والتشخيص أثّر على حضور منهج التحليل النفسي في النقد والحياة الثقافية .
ومن الضروري الإشارة إلى دور أواليّة “المقاومة” كاستجابة نفسية لاشعورية تفزع إليها النفس البشرية تجاه العوامل التي تهدّد صورة نرجسيتها ، وتُنذر بكشف المسكوت عنه في أعماقها المظلمة . ولعل هذا من شرور التحليل النفسي التي لابدّ منها . والتحليل النفسي كما قال معلّم فيينا هو الضربة الماحقة الثالثة التي مزّقت نسيج النرجسية البشرية . فقد كان الإنسان  أولاً – يعتقد أن أرضه التي يمشي عليها هي مركز الكون الذي يدور حولها بأكمله ، فاثبت كوبرنيكوس العكس وأن الأرض ما هي إلا جرم صغير يدور حول الشمس . وكان الإعتقاد السائد – ثانياً – هو أن الإنسان هو نسيج وحده ، وهو الكائن الرفيع المقدّس ، فظهر أنه لا يزيد عن حلقة من سلسلة تطور حيواني مديد ، وأنه يشترك مع هذه الحيوانات في غرائزه وصراعاته من أجل اليقاء . ثم جاءت الضربة الثالثة على يدي معلم فيينا . فقد كان الإنسان معتزاً – بل مغترّاً – بعقله “الرسمي” الظاهر ، فظهر أن ما يحكم من عقلنا ما هو إلى عشر جبل الثلج الطافي كما يرد في ادبيات التحليل النفسي عادة ، وأن عقلاً خفيّاً – اللاشعور – هو الذي يتحكم في أغلب افعالنا ، ويصوغ جواهر أفكارنا ، بل يتلاعب بنا ويوصلنا إلى المهالك . وليس سهلا على النفس البشرية – نفس المبدع والقارىء وحتى الناقد على حد سواء – تقبّل منهج يشعر أنه قد بفضح صراعاته الدفينة ، ويقوّض ركائز نرجسيته .
ووسط علامات هذا الإنحسار المنذرة ، افرحني كثيراً تصاعد نشاط الناقد الأستاذ “شوقي يوسف بهنام” يوماً بعد آخر . ففي كل يوم يطلع علينا بدراسة أو مقالة أو كتاب تكتسب أهميتها من أن كاتبها من الإمكانات القليلة جدا في مجال النقد الذي يستخدم أواليات منهج التحليل النفسي في حقل النقد في الثقافة العراقية . وحين أقول : (في الثقافة العراقية) ، فلأن شوقي لم يقصر جهده على الجانب الأدبي والفني ، بل تعداه إلى حقول معرفية أخرى كما سنرى .
kh shawki 2وقد أختلف مع الناقد الأستاذ “شوقي يوسف بهنام” في موضوعات جوهرية كثيرة في الأسلوب والمنهجية اللذين يتبعهما في توظيفه منهج التحليل النفسي في النقد ، لكن من الضروري عدم التردد في إزجاء التحية المخلصة له على الجهد الهائل الذي يبذله في هذا الإطار ، والذي تابعت دراسات طويلة ومعمقة له نشرتها في موقع الناقد العراقي الذي أشرف عليه منذ 12/3/ 2009 وحتى الوقت الحاضر بصورة يومية . لقد نشر شوقي دراستين طويلتين بصورة حلقات :
1-    من أوراق حسين مردان السرية (7 حلقات) ؛ منها : حسين مردان وعوالم العقاقير المرعبة، رؤية نفسية لمجموعة “صور مرعبة” ، حسين مردان سيرة ذاتية ، الشبق الجنسي .. وغيرها .
2- ثم نشر حتى الآن أربع حلقات عن “أدونيس” منها : أدونيس وعذابات الانتماء – قراءة نفسية لقصيدة “لو سكنت” ، أدونيس وجنون الاستذآب – رؤية نفسية ، أدونيس والطائر الشمعي – رؤية نفسية ، وأودنيس وعصر الحذاء – قراءة لقصيدة (العصر الذهبي) . ومازلنا ننتظر نشر الحلقات المقبلة .
كما أصدر شوقي قبل شهر كتابين مهمين هما :
1-”الشافعي بوصفه رائداً للتحليل النفسي”
تناول فيه مجموعة من النصوص الشعرية والتي عالج خلالها الشافعي جملة من الظواهر النفسية والسلوكية ؛ الموضوعية منها والذاتية . واشتمل الكتاب (200 صفحة من القطع المتوسط) على (18) محورا عالجت موضوعات متفرقة ثرة وإشكالية منها : الشافعي والشعور بالذنب وسيكولوجية القضاء والقدر ، والشافعي والتعامل مع الانفعالات ، وقلق الموت ، والمستقبل عند الشافعي ، والشافعي واستشراف المستقبل ، والشافعي بوصفه رائدا للتحليل النفسي وغيرها .
2-”بلند الحيدري وتعشّق الظلمة”
وتضمن قراءات نفسية لبعض مجموعات الشاعر “بلند الحيدري” ، حاول الناقد فيها استجلاء العوالم النفسية لهذا الشاعر الذي ترك بصمته على الشعر العراقي والعربي الحديث . ومن عناوين قراءات هذا الكتاب (100 صفحة من القطع المتوسط) : أحزان الخيبة ، ضجيج الرنين ، الرحيل وسراب الخلاص ، من كوة الزنزانة ، حوار مع العدم ، من الأعماق ، وبلند وتعشق الظلمة .
kh shawki 3وقبل ايام صدر لهذا الناقد كتاب مهم آخر عن الشاعرة العراقية “لميعة عباس عمارة” عنوانه “لميعة عباس عمارة وهموم الضياع – رؤية نفسية” (182 صفحة من القطع المتوسط) . ومما يؤسف له أن نتاج هذه الشاعرة الحداثية المهم لم يحصل على الإهتمام النقدي اللازم الذي يتناسب مع الموقع الريادي لمنجزها ، ومع الشخصية الأسلوبية التي تمتلكها .
وقد ضم هذا الكتاب بالإضافة إلى قراءات نفسية مهمة لمجموعات الشاعرة : عراقية ، ولو أنبأني العرّاف ، ويسمّونه الحب ، دراسات مهمة أخرى منها : عذاب الكتمان .. قراءة نفسية لقصيدة “العطر المكتوم” ، لميعة عباس عمارة وأحزان أوديب ، صورة الأب عند لميعة عباس عمارة ، من عوالم ذات منجرحة : لميعة عباس عمارة ولعبة تفخيم الذات وتأليه الأنا ، مَنْ هو حبيب لميعة؟ رؤية نفسية لاعتراف صريح ، مشاعر الغيرة عند لميعة عباس عمارة .. وغيرها .
ولكن لدي مؤاخذات على مشروع الشاعر الذي تابعته بدقّة تفصيلية منها :
-عدم عناية الناقد بأدواته اللغوية من ناحية الأساسيات النحوية والقواعدية والإملائية ، الأمر الذي يضعف اقتدار الناقد وملامح شخصيته النقدية ، فالنقد ومهما كان المنهج الذي يتبعه هو عمل لغوي أولاً .
-إن تركيز الناقد على الجانب “المرضي” في النصوص الشعرية ، والمحاولة المستميتة في ربط النص بشخصية مبدعه ، ومحاولة كشف “العقد” النفسية في الجانب اللاشعوري المستتر ، والإمساك بتمظهراته النصيّة ، سوف تجعل النص وكأنه “مريض” يراجع العيادة .
-هذا الأمر يدفعنا إلى دعوة الباحث المثابر والمجتهد ليوسّع اهتمامه بحيث يشمل الجانب الجمالي وهو جانب أساسي في الإشتغال النقدي برغم أنه قال في مقدمة كتابه بأنه ليس مختصا بالنقد الأدبي وجماليات الشعر وأنه “قاريء نفسي” .
-ضرورة الإهتمام بدور اللاشعور في تشكيل التعبير اللغوي بدرجة اكبر وأوسع ، الأمر الذي توفّره محاولات معلم فيينا في هذا المجال وخصوصا في الفصول الأخيرة من كتابه الفتح “تفسير الأحلام” و “تحليل رواية غراديفا جنسن” وغيرها .
kh shawki 3وبين أيدينا الآن ، إنجاز جديد للناقد هو ” حجازي وأحزان البهلوان – رؤية نفسية” يتناول فيه المنجز الشعري للشاعر الكبير “أحمد عبد المعطي حجازي” ، هذا المنجز المعبّر عن التجربة الثرة والواسعة – زمنياً وإبداعياً – لحجازي الإنسان والشاعر . فقد طبع هذا الشاعر بصمته الشعرية ، والأهم – في هذا الزمن الرديء المدوّخ – بصمته الإنسانية السلوكية المقاومة في نفس وعقل المتلقي العربي . ويمكنني القول أن احمد عبد المعطي حجازي هو من الشعراء “الساموراي” الأخيرين ، والمثقفين “الساموراي” العرب الأخيرين في الحياة العربية . واهتمام الأستاذ شوقي يوسف بهنام بمنجز هذا الشاعر يصبّ في مجرى يكتسب جانبا كبيرا من أهميته من هذا المنظور .
أما السمة الأخرى في هذا الكتاب فهي درجة النضج التي حققها شوقي في تناوله لمنجز حجازي من ناحية الرؤيا والأدوات المنهجية . فقد اتسعت الرؤيا – ولم تضق العبارة طبعاً ، فهذا من شأن المتصوّفة ، وعلى الناقد المحلل أن يفيض ويتوسّع موضوعيا – وأصبح النص ملتحماً بمبدعه الذي لم يعد “يُحاسَب” إلّا من خلال صوره ومفرداته وتعبيراته ، والأهم ما تقدّمه “لغته” . وصار النص يؤخذ ككل .. كذات – في الحقيقة ذات مزدوجة : ذات النص وذات المبدع منسربة فيه – وكموضوع . أخذ شوقي النص كجزء من عالم كلّي متفجّر بالصراعات والمتناقضات وعلى محور الزمان في حركته الجدلية الخلاقة بين أبعاده الثلاثة المعروفة : الماضي والحاضر والمستقبل ، بدلا من التركيز على ماضي الشاعر والنص كما يحصل لدى المحللين عادة . ولو أخذتَ – على سبيل المثال – مقالته : “حجازي وحرائق الانتقام .. قراءة نفسية لقصيدة الاغتيال” ، لوجدتَ هذه الحركة الخلّاقة بين الشاعر والجلّاد ذهاباً وإياباً ، وتداعيات الذاكرة الجريحة ، وإحباطات النفس البشرية الموجعة التي يتعامل معها الناقد برؤيا الآن والراهن ، ليحقق تماهينا بها والتحامنا بآلام راويها وكأنها آلامنا نحن ، وتداعيات عصرنا المفزعة . هنا يعيد الناقدُ النصَّ إلى منطلقه ورحمه الأول الذي جاء عبر مخاضه وهو : الحياة – وليس العيادة  – الحياة العظيمة بكل أهوالها وفظاعاتها ونذر خرابها .
وفي مقالة ثانية هي : “حجازي واحزان البهلوان : قراءة نفسية لقصيدة مرثية لاعب السيرك” تلمس هذه الإحاطة الشمولية والنظرة الكلّية بصورة أكثر قوّة . فمن المهرّج إلى الشاعر ، ومن الأخير إلى ذواتنا .. ثم عودة معاكسة تليها رجعة أخرى .. وهكذا . فالمهرّج هنا ليس مهرّج “بيكاسو” في لوحته الشهيرة . قد يكون فيه شيء من هذا . لكن فيه الكثير – في البداية على الأقل – من مشاعر بهلوان “نيتشه” . هذا ما أمسك به شوقي بإحكام غائصاً في المعنى الوجودي العميق ، المتمثل في السطوة الرهيبة والحتمية للمثكل : الموت كما وصفه جدنا جلجامش ، متحرّراً – أقصد الناقد – من أطر وقيود النظرة التحليلية التقليدية .
وفي أغلب المقالات التي ضمّها هذا الكتاب ، يركّز الناقد على الإرتفاع بالهمّ الإنساني والإنشغالات الأساسية المستخلصة من النصوص إلى مستوى الهمّ الجمعي والإنشغالات الروحية الخَلاصِية العميقة ، بعيداً عن دائرة الإنشغالات “العضوية” – وهي فردية بطبيعتها – التي ينهمّ بها النقّاد المحلّلون عادة . يتجلى هذا في مقالة ” حجازي سجينا : قراءة نفسية لقصيدة السجن” حيث يصبح الوطن – بل العالم كله – سجناً كبيراً يشعر الشاعر بثقله وطغيانه من مدخل تجربته الفردية في السجن . وكذلك الحال في مقالة : “حجازي عاريا : قراءة نفسية لقصيدة : لا أحد” حيث يغترب الإنسان عن ذاته حدّ التمزّق النفسي والخراب العقلي .
وقد تناول شوقي نصوص الشاعر بصورة مقتدرة ، وفق تقنيات التحليل النفسي في التعامل مع الحلم أو النصّ الحلمي ، الذي يفترض وجود طبقتين مضمونيتين لكل حلم : طبقة المعنى الظاهر – manifest content المراوغة المجازية والمربكة ، وطبقة المعنى الباطن – latent content التي تلوب في أحشائها الرغبات والصراعات اللاشعورية ، وتتحكّم في تشكيل الشكل الشعري خصوصاً في مكوّنه الرمزي عبر عمل الحلم – dream work الماكر الخلّاق . وهذا الأمر جعل الناقد يستهل أكثر مقالاته – أو يضمّتها – بتمهيدات ووقفات عن معاني وتداعيات الرموز المركزية في النصوص كما حصل في مقالات مثل : حجازي عارياً (رمزية العري) ، حجازي وعصاب الهجر (رمزية العين) ، حجازي متحسّراً (رمزية الزورق) .. وغيرها . وقد اعتمد الناقد على مرجع رئيسي واحد في هذا المجال ، هو كتاب “معجم الرموز” للباحث “خليل أحمد خليل” ، الأمر الذي حدّد سعة وثراء الرؤية التحليلية في ارتباطها بمتغيّرات النص نفسه ، خصوصاً أنَ خليل أحمد خليل لم يتناول الرموز من منظور التحليل النفسي بصورة أساسية .
وكملاحظة أخيرة ، لن أمل من كثرة التنبيه على ضرورة الإهتمام باللغة كأداة وحيدة وحاسمة للتوصيل بين يدي الناقد . فقد يُفسد الرداء اللغوي المهلهل أو الفضفاض أجمل الأجساد المضمونية ، ويضيّع ملامحها ، ويشوّه رشاقة معانيها .
وفي الختام أحيي الجهد الرائع والمثابر للناقد “شوقي يوسف بهنام” .
بغداد المحروسة
21/11/2013


6
                                                      رؤى سوسيولوجية وسيكولوجية  حول وحدة الشعب
                                                                   
                                                               
انشغل الفكر الأوربي ، خصوصا ، في نهاية القرن الثامن عشر بموضوع القومية أو الهوية الذاتية للمكون الاجتماعي ؛ أقليات أم أكثريات ، إن صحت المفردة ، من التجمعات الإنسانية . وراح هذا الفكر ينشغل بعناصر تلك الهوية identity  فحاول حصرها بالأرض أو اللغة  أو العرق أو التاريخ  وظهر ما يسمى بعصر القوميات . ونحن نعرف من خلال فروع الانثروبولوجيا المختلفة ؛ الثقافية أو البيولوجية أو الا ثنوغرافية وغيرها من تلك الفروع ، انه ليس هناك من بدايات محددة لظهور النوع الإنساني على هيئته المعاصرة ولازالت هذه العلوم تعتمد على الحفريات الإنسانية التي تكتشف من حين الى آخر . وراح الفكر الأوربي يخلق فكرة الشعب الاول أو العرق الأفضل على الأعراق الأخرى مثل فكرة أفضلية الانسان الابيض  على غيره  واعتباره الانسان الأرقى !! . والواقع ان فكرة الشعب المختار لم تك جديدة على الفكر الإنساني ولكن الفكر الأوربي بلورها على نحو موضوعي أكثر من الأفكار السابقة لهذه الفكرة . وفكرة الشعب المختار أو العرق الأفضل تهاوت أمام ظهور تيارات فكرية تنطلق من الشمولية الإنسانية .. اعني وحدة النوع البشري باختلافاته العرقية معتبرا ان الانسان أثمن رأسمال  كما قال ماركس مثلا .. ولكن الشعور السايكولوجي  حتى عند فرويد المعلم الاول للتحليل النفسي لم يتمكن من التخلص من نزعة الشعب الأفضل أو الاول أو المختار بشكل من الإشكال . وليس هنا مجال لأن نخوض في موضوعية فرويد في هذا المجال . فكان الرعيل الاول من جيل التحليل النفسي كلهم من اليهود الاوربين الذين وظفوا معطيات التحليل النفسي لخدمة  سايكولوجية الشعب المختار . والواقع انه لا يمكن ان يتنصل الانسان من جذوره الانتمائية ، أيا كانت ومن اي أساس تنطلق . لأنه من خلال هذا  التنصل تموت وتندثر مشاعر الهوية وتتلاشى أمام الهويات الأخرى . وهذا ما نلاحظه في موضوع صراع الأقليات والاكثريات في اي مجتمع تكثر فيه ظاهرة التنوع الاثنوغرافي . ولا يزال هذا الموضوع يشغل الفكر السوسيولوجي والسايكولوجي والانثروبولجي بشكله الأكاديمي قبل ان يكون شماعة يتكأ عليها هذا أو ذاك من الدعاة  من أنصار الهوية الثقافية . ولم تنته الأبحاث في هذا المجال و التي يعج بها ميدان البحث الأكاديمي بدورياته ومجلاته العلمية المتخصصة . نحن لن نهتم ، هنا ، بما يدور في خلد الساسة في هذا المجال بل نحن نتناول ظاهرة إنسانية صرفة هي موضوع  أكاديمي من الموضوعات المهمة في اهتمام العلوم الإنسانية  قبل ان تكون راية يحملها هذا السياسي أو ذاك في هذا الظرف أو ذاك . موضوع الهوية ليس موضوع الشارع بمفرداته اليومية وليس موضوع الإعلام بصيغه وأساليبه  البراقة وليس موضوع الساعة ينتهي بانتهائها . نحن أمام ظاهرة من الظواهر التي وجدت منذ ان وجد الانسان ومن منذ ان تكاثر وانتشر . نأخذ مثلا صورة لهذه الظاهرة تناولتها التوراة بعد حادثة الطوفان وانقسام شعوب الارض الجديدة من أبناء نوح الثلاثة سام وحام ويافث . ولا شأن لنا بموضوع تبلبل الألسنة كما ترويها لنا رواية برج بابل عندما كان العالم شعب واحد او امة واحدة . فظهرت الأعراق والشعوب والاقوام والتسميات ووو . وبقعتنا الجغرافية ليست استثناءا من ذلك فنحن ورثة ذلك الانقسام العرقي ، إذا صحت العبارة ، واعتمادا على الرواية التوراتية . وما من شك ، ايضا بحسب تلك الرواية ،  ان الأقوام التي سكنت المشرق كانت من سلالة سام . بينما الأقوام الأوربية هم أبناء يافث والأفارقة من أبناء حام . نحن إذن ساميون بالمحصلة . والتقارب اللغوي هو مؤشر لذلك . ولكن ثمة حدث تاريخي ظهر على مسرح الأحداث الا وهو ظهور المسيحية كحركة دينية في المجتمع العبري  وكمؤسسة  في ما بعد . ظهور الكنسية هو بحد ذاته الغى فكرة القوميات ؛ انطلاقا من عبارة القديس بولس " لا عبد ولا حر .. لا يهودي ولا يوناني .. لا ذكر ولا أنثى .. الكل واحد في المسيح " . هذه الدعوة بحد ذاتها هي الخروج من صورة انتماء الى صورة انتماء أخرى . هنا أصبحت الكنيسة هي الخيمة التي تحتوي العرق . على الأقل على المستوى العقائدي بشخص المسيح . صحيح ان المسيحية لم تلغي العرق بشكله النهائي ذلك بقيت كل جماعة عرقية قد تشكلت على هيئة كنيسة ؛ فكانت كنيسة أورشليم ثم إنطاكية ثم روما ثم الإسكندرية لدى الأقباط وباقي الكنائس الأخرى كالكنيسة الارمنية والحبشية مثلا . ثم كان الحدث التاريخي الخطير في حياة الكنيسة . هذا الحدث كان منطلقا من إشكال لاهوتي لقراءة النص . مهما كانت الحركات اللاهوتية التي ظهرت في القرون السابقة على مجمع نيقيه عام 325  فلم تكن ذات تأثير مثل هذا المجمع . لقد كان هذا المجمع بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال في المثل الدارج . ولكن القشات الكبرى التالية كانت  مجامع افسس وقسطنطينية وخليقيدونيه  وغيرها وبعدها انقسام كنائس المشرق عن الكنيسة الغربية . لسنا معنين هنا بتاريخ الكنسية اللاهوتي (1)  بل ما يهمنا هو هموم وجودنا واشكالياته في المشرق ولاسيما في العراق وما يدور على الساحة الإعلامية ، على وجه الخصوص ، من مشادات وحوارات كثيرة بل وصيحات  من إطراف مختلفة وأشخاص كثيرين قد يكونوا على دراية بالموضوع أو يكونوا غير ذلك . قلنا ان موضوع الهوية الثقافية ليست موضوعا للكلام اليومي بل هي موضوع كبير ينتمي الى موضوعات العلوم الإنسانية . ومن ليس له باع أو تخصص في هذا المجال فعليه ان لا يقحم نفسه فيه لهذا السبب أو ذاك . ومن هموم هذه الأقلية ؛ شعبنا ، هي الوحدة والتسمية . فلا زال الشعب يرزح تحت تأثير القراءة اللاهوتية للنص بخضوعه لفكر هذه الكنسية وايدولوجيتها أو تلك . وتقام المؤتمرات واللقاءات والحوارات ولكن النتيجة هي الخروج بالسؤال الأزلي والأبدي معا .. من الأفضل  .. من الاول ... من الأجدر .. من الأقوى .. من الأكثر .. من الأكفأ .. من  الأصح . .. من الأنقى عرقيا .. ؟؟؟؟... وهكذا يخرجون لكي يدخلوا في حلقة مفرغة لا تنتهي . ثمة حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها . الا وهي ان العراق كان على طول التاريخ ضحية من ضحايا الحروب والغزوات والاحتلال والصراعات منذ بدايات ظهور الانسان فيه حتى أيامنا الراهنة !! . هل السبب يعود الى موقعه ؟ خيراته .. أرضه .. أم قدره اللعين . البلد محصلة كل هذه المتغيرات . فمن هو الأنقى ومن هو الاول فيه ؟؟؟ . لكننا في كل الأحوال نحن منتمون إليه شئنا ذلك أم أبينا . وما يجمعنا  هو حملنا لجنسيته ولاسمه . ولن نستطيع الإجابة على هذا السؤال . لسنا شعبا يعيش في حضارات ما قبل التاريخ ولا في قارة لا يصلها احد حتى نكون انقياء العرق والنسب . المهم ان نحافظ على ما تبقى لدينا من عناصر وحدة الهوية ؛ اللغة ، الموروث الحضاري بمختلف مستوياته ومن الإنتاج الفكري الراقي ووصولا الى مورثنا الشعبي الجمعي الذي ينبغى ان يعالج معالجة علمية أكاديمية رصينة وعدم الاكتفاء بالمحاولات الفردية والبسيطة ، الجانب المهم بل والاهم ، من الناحية الانثروبولجية والسوسيولجية والسيكولوجية هو المصاهرة والزواج دون الأخذ بنظر الاعتبار التسمية أو الانتماء الكنسي للحد من ظاهرة التفاخر بها .. اعني التسمية لخلق جيل يؤمن بهوية واحدة الشعب دون الاتكاء على هذه التسمية أو تلك من التسميات . وعلى الرغم من وجود تسامح جزئي إزاء ظاهرة المصاهرة الا اننا ندعو الى ترسيخها وتشجيعها بين عناصر (شعبنا) لكي ندعم ونعزز من وحدته .. فبهذه العملية وبها وحدها نحقق ذلك ..  سكان الجبل .. سكان السهل .. هذا نسطوري .. هذا يعقوب .. هذا كلداني .. هذا سرياني .. آشوري .. كلداني أو غير من ذلك من اتكاءات أو عكازات صارت شماعات ..  كيف نوحد الشعب وهذه العوائق والموانع لا زالت تفرز تأثيراتها على واقعنا الاجتماعي . نحن أقلية ما من شك في ذلك . وموضوع الأقليات موضوع ليس سياسيا بل هو من صميم  مجال علم الاجتماع الأقليات وسايكولوجيتها .. اما موضوع الهجرة فهو موضوع يحتاج الى بحث أكاديمي وموضوعي وليس الى وجهات نظر أنية  وانفعالية . في ختام هذه نقترح تسمية لهذا المكون الاجتماعي  هي مسيحيوا العراق لا غير .       
الهوامش :-
1-  انظر على سبيل المثال لا الحصر سلسلة الكتيبات التي أصدرها الأب جورج رحمة بعنوان " الكنيسة الكاثوليكية والبدع " وقد ظهر منها ثمانية  حلقات يتابع فيها الأب الوقور تاريخ الكنسية اللاهوتي ، 2009 ، مركز الدراسات والأبحاث المشرقية ، انطلياس ، لبنان وكتب كثيرة تناولت بقلم باحثين من الشرق والغرب  هذا الجانب الذي لم يحسم بعد .           
                                                                     شوقي يوسف بهنام
                                                                      مدرس علم النفس   
                                                                  كلية التربية – الحمدانية       
                                                                         جامعة الموصل 
                                                               shawqiyusif@hotmail.com     
                                                                        07701745658                       

7

نص الرسالة الموجهة الى بريدي الالكتروني متضمنة قبولي عضوا في شعبة الابداع والنقد وهي احدى الشعب التابعة للشبكة العربية للعلوم النفسية والتي انها عضوا بها

                                                          الناقد والاكاديمي
                                                        شوقي يوسف بهنام
                                                      كلية التربية - الحمدانية
                                                          جامعة الموصل

To: shawqiyusif@hotmail.com
dr.alyousef88@gmail.com
شكراً لك

تم الإطلاع على السيرة الذاتية وضم اسمكم الكريم لأعضاء الشعبة ( الإبداع والنقد ) ونتشرف بإنضمامك.

علماً بأنني أنشأت موقع واتس أپ للتواصل بيننا ، ويشرفني انضمامك ان أمكن إرسال رقم جوالك للتواصل في حال ناسبكم ذلك ، وإلا فسنستمر بالتواصل عبر الإيميل بإذن الله.

أخوك / د. محمد اليوسف

8
السيد نينوس بثيو المحترم
كنا لفيف من الاصدقاء قد طرحنا نفس الفكرة الوحدودية لكن ليس بالضرورة ان يكونوا منتمين الى زوعا وكان مشروعنا تحت مسمى الامتناي الاحرار ولكن لم نستطع استكمال هذا المشروع لسبب أو لآخر .. نحن نريد تنظيما يجمع التنظيمات الاخرى تحت مسمى واحد واذا احببتم الحوار فنحن مستعدون لذلك

الناقد والاكاديمي
شوقي يوسف بهنام
جامعة الموصل
shawqiyusif@yahoo.com
shawqiyusif@hotmail.com

9
                                  تسميات شعبنا بين الاستخدام السياسي وبين البحث العلمي الرصين
                                                                 نحو رؤية للتوحيد
شعبنا الذي عانى الكثير من الويلات بسبب تنصره وحمله لراية الصليب ومن ثم تمزقه وتشتته سواء على صعيد المكان او التوجه المذهبي . ولولا هذا التنصر لبقي هذا الشعب ، إذا كان ذلك ممكنا قبائل يتبادلها من كان الاقوى والاصلب في امكنة تواجده . ونحن حال كنائسنا المتباينة المذاهب تحت هيمنة السلطة الرسمية عبر التاريخ . اهل البحث التاريخي ادرى منا جميعا بتلك الاحوال وما كتب وما سيكتب وما لم ولن يكتب لسبب أو لآخر كفيلا بتسليط الضوء على تلك الاحوال . شعبنا الذي يتصارع حول تسميه تحفظ له ما الوجه ناسين ان سبب هذه التمزقات ليست التسمية قدر ما هي  انتمائنا الديني . فجميع اطياف شعبنا يرون ان لغتنا الام على سبيل الافتراض هي اللغة السريانية سليلة اللغة الاشورية والكلدانية . وعلى الرغم من هذه الامور لن تجد الجواب لها عند اهل السياسة اليوم بل تجد ذلك الجواب عند الباحثين في مجالات التاريخ واللغة والانثروبولجيا  والآثار ويمكن ان يساهم في ذلك علوم النفس والاجتماع والجغرافية . واغلب الدراسات في هذا المجال هي لمستشرقين وفدوا من الغرب ودرسونا على اهوائهم اما نحن فما زلنا نتخندق او نتكأ على مسميات لا تعتمد على اسس تاريخية لها دعمها المنهجي السليم . ولذلك ينبغي ان ترك المجال لأهل التخصص الدقيق في المجالات والعلوم التي مر ذكرها .ومن المؤكد ان هكذا ابحاث لا يمكن ان تقوم بشكل الا اذا توخينا الحيادية والموضوعية السليمة وينبغي ايضا ان يشاركنا في رجالات الكنيسة ممن لهم باع في تاريخنا الديني والطقسي حتى نجد الروابط المشتركة ، وما أكثرها ، ونعزل الغث من السمين منها لأبناء هذا الشعب . في تقديرى ان الجغرافية الطبيعية قد تساعدنا شيئا ما . هذا الشعب سكن الجبل والسهل معا . ولكل من الطبيعتين ؛ اعني الجبل والسهل لهما أثرهما النفسي والاجتماعي والمزاجي وحتى الاساس العرقي ايضا . ولذلك نحتاج الى جهد علمي كبير لتحديد تلك الاصول على مر التاريخ سواء قبل النتصر أو بعده . قلنا ان التنصر هو سبب عزلتنا الاجتماعية والحضارية في اوطاننا . تنصرنا يرسم لنا طريقا في السلوك والتوجه والنظرة الى العالم . وأيضا يرسم بيننا وبين من يخالفونا الاعتقاد خطوطا وفواصل . فكيف معنا ومع من لا ينتمي الى تنصرنا من بعيد او قريب . وحللا انيا للإشكال نقترح تسمية شعبنا السكان في الجبل وشعبنا الساكن في السهل من دون الوقوف عند هذه التسمية أو تلك . طبعا لا ننسى الخلاف اللاهوتي الذي عزز مثل هذه العزلة بين ساكني الجبل وساكني السهل ... ولذلك نقول ان مفتاح التسميات ليس عند الساسة بل عند اهل الخبرة والاختصاص مهما كانت انتماءاتهم ..
                                                        شوقي يوسف بهنام
                                                       مدرس علم النفس
                                              كلية التربية – جامعة الموصل       
                                       e-shawqiyusif@yahoo.com
shawqiyusif@hotmail.com                                                     

10
ما ‘شيد في الماضي مازال قائما وحيا 
كانت حركة " طقسا آشورايا شخلبا زونانيا " التي تأسست في 1/4/1976 بداية أولى ومبكرة للعمل القومي  والتي كان يترأسها الأب الروحي للعمل القومي في الربع الأخير من القرن العشرين  توما هرمز الزيباري .. وكانت تلك البداية لا تعرف تقوقعا أو تخندقا سواء أكان قبليا أو عشائريا أو كنسيا أو مسمى آخر بل كانت انفتاحا وتعبيرا لروح هذا الشعب التي تعددت مسمياته وكناه وهو في مكوناته يعد شعبا واحدا شكلا ومضمونا . وحتى مؤسسيها كانوا يعملون لهذا الغرض وبأسلوب وحدوي لا يعرف الانتماءات التي شاعت اليوم بما يسمى بالكلداني أو السرياني أو الآشوري ولا بأس من ان نذكر بعض الأسماء التي كان من طلائع هذا التأسيس وهم ؛ المرحوم حنا يوخانيس نيسان ؛ الأستاذ طيماثيوس حنا ؛ الأستاذ عبد المسيح ، عوديشو بوداغ ؛  وشمشون كليانا  ؛ ومختار قرية تلسقف حنا حنوش ، والكسندر برشم  ، أدور يوآرش ،  شمائيل ننو ، رابي شمعون ميخائيل ، والدكتور زيا اسحق لاجين ، والمهندس خوشابا سولاقا  وآخرين غيرهم ومعروف هو نظامهم الداخلي ونشاطهم الإعلامي والثقافي على الساحة القومية ولدى كل الذين كانوا وما يزالوا يعملون في هذا الجانب منذ ذلك التاريخ . ولكن دخول روح الأنانية والتسلطية أو المحسوبيات وانتشار حمى الأنا أو النحن لسبب معروف لدى هؤلاء أو لسبب غير معروف لهم أو لغيرهم . وان الاوان ان يعاد ذالك التاريخ الحافل بالتفاؤل والثقة  والأمل بروح الأمة وضرورة إحياء طاقاتها وتفجيرها لإنقاذ ما تبقى من شتاتها في الوطن أو المهجر . ولماذا المهجر ؟ المهجر هو نتيجة لهذا التشتت  . المهجر حلم خلاص من ضغوط متعددة .. لعل أهمها هذا التمزق في الخطاب السياسي للأمة . سواء أكان هذا التمزق يعود الى التسميات أو الانتماءات الدينية أو سيطرة المصالح الذاتية على المصالح القومية . المهجر هو غياب الأمل في الإصلاح . وذابت حركة " الطقسا " و‘ذوب أعضائها لسبب أو لآخر و‘غيب خطابها و‘ميعت مفردات ذلك الخطاب لتكتيك نفعوي  أو لمحسوبية عشائرية  أو تبعية لخطاب سياسي ما  مغاير لحركة " الطقسا " و تضييع بعض من شخوصها ورموزها وتهميشهم  وإقصائهم  وعزلهم والوشاية بهم لدى من له المصلحة في ذلك . وهكذا سار العمل القومي بعد التنكيل بحركة " الطقسا " وتشويه صورتها وطمس معالم نضالها ، ممزقا .. مشتتا .. منقسما .. كل يحمل راية ما وشعار ما ولافتة ما  ويغوي من يغوي ويغري من يغري بما يغري وما يغوي . تعددت وسائل الإغراء والإغواء ؛ مادية منها أو معنوية ، اختيارية منها أو قسرية ... مستخدمة الأسلوب أو التكتيك الذي يلائم هذا أوس ذاك . ولكن الامتناي الأحرار بقوا أمناء وأوفياء لما شيده طقسا عام 1976 . مدركين للسبل والطرائق التي واجهوها أو واجهتهم ووسائل الإغراء والإغواء التي اعترضتهم .. نعم كانوا ولا يزالوا على رسلهم وسماتهم وخصائصهم ومصداقيتهم لروح انتمائهم لخطاب الطقسا . لم ولن ينكسروا أو يخضعوا لمسمى غير مسمى  حركة الطقسا . ولذلك تعد حركة الامتناي الأحرار امتدادا وتواصلا روحيا وقيميا ومبدئيا لحركة الطقسا  التي تأسست في منتصف السبيعينيات . وهي تعمل جاهدة .. بما لديها من إمكانات وطاقات محدودة  لإعادة روح ومضمون  خطاب حركة الطقسا . أيادي الامتناي مفتوحة وممدودة للتعاون  مع كل من يحلم بإحياء  روح الأمة وضميرها في أرض بيث نهرين الخالدة ....   

                                                               شوقي يوسف بهنام
                                                                07701745658
                                                         ع . حركة الامتناي الأحرار   
e-mail:-shawqiyusif@yahoo.com                                               
e-mail:-shawqiyusif@hotmail.com                                             
                                       

11
                                       ما ‘شيد في الماضي مازال قائما وحيا  - الامتناي الاحرار امتداد وتواصل لحركة الطقسا
كانت حركة " طقسا آشورايا شخلبا زونانيا " التي تأسست في 1/4/1976 بداية أولى ومبكرة للعمل القومي  والتي كان يترأسها الأب الروحي للعمل القومي في الربع الأخير من القرن العشرين  توما هرمز الزيباري .. وكانت تلك البداية لا تعرف تقوقعا أو تخندقا سواء أكان قبليا أو عشائريا أو كنسيا أو مسمى آخر بل كانت انفتاحا وتعبيرا لروح هذا الشعب التي تعددت مسمياته وكناه وهو في مكوناته يعد شعبا واحدا شكلا ومضمونا . وحتى مؤسسيها كانوا يعملون لهذا الغرض وبأسلوب وحدوي لا يعرف الانتماءات التي شاعت اليوم بما يسمى بالكلداني أو السرياني أو الآشوري ولا بأس من ان نذكر بعض الأسماء التي كان من طلائع هذا التأسيس وهم ؛ المرحوم حنا يوخانيس نيسان ؛ الأستاذ طيماثيوس حنا ؛ الأستاذ عبد المسيح ، عوديشو بوداغ ؛  وشمشون كليانا  ؛ ومختار قرية تلسقف حنا حنوش ، والكسندر برشم  ، أدور يوآرش ،  شمائيل ننو ، رابي شمعون ميخائيل ، والدكتور زيا اسحق لاجين ، والمهندس خوشابا سولاقا  وآخرين غيرهم ومعروف هو نظامهم الداخلي ونشاطهم الإعلامي والثقافي على الساحة القومية ولدى كل الذين كانوا وما يزالوا يعملون في هذا الجانب منذ ذلك التاريخ . ولكن دخول روح الأنانية والتسلطية أو المحسوبيات وانتشار حمى الأنا أو النحن لسبب معروف لدى هؤلاء أو لسبب غير معروف لهم أو لغيرهم . وان الاوان ان يعاد ذالك التاريخ الحافل بالتفاؤل والثقة  والأمل بروح الأمة وضرورة إحياء طاقاتها وتفجيرها لإنقاذ ما تبقى من شتاتها في الوطن أو المهجر . ولماذا المهجر ؟ المهجر هو نتيجة لهذا التشتت  . المهجر حلم خلاص من ضغوط متعددة .. لعل أهمها هذا التمزق في الخطاب السياسي للأمة . سواء أكان هذا التمزق يعود الى التسميات أو الانتماءات الدينية أو سيطرة المصالح الذاتية على المصالح القومية . المهجر هو غياب الأمل في الإصلاح . وذابت حركة " الطقسا " و‘ذوب أعضائها لسبب أو لآخر و‘غيب خطابها و‘ميعت مفردات ذلك الخطاب لتكتيك نفعوي  أو لمحسوبية عشائرية  أو تبعية لخطاب سياسي ما  مغاير لحركة " الطقسا " و تضييع بعض من شخوصها ورموزها وتهميشهم  وإقصائهم  وعزلهم والوشاية بهم لدى من له المصلحة في ذلك . وهكذا سار العمل القومي بعد التنكيل بحركة " الطقسا " وتشويه صورتها وطمس معالم نضالها ، ممزقا .. مشتتا .. منقسما .. كل يحمل راية ما وشعار ما ولافتة ما  ويغوي من يغوي ويغري من يغري بما يغري وما يغوي . تعددت وسائل الإغراء والإغواء ؛ مادية منها أو معنوية ، اختيارية منها أو قسرية ... مستخدمة الأسلوب أو التكتيك الذي يلائم هذا أوس ذاك . ولكن الامتناي الأحرار بقوا أمناء وأوفياء لما شيده طقسا عام 1976 . مدركين للسبل والطرائق التي واجهوها أو واجهتهم ووسائل الإغراء والإغواء التي اعترضتهم .. نعم كانوا ولا يزالوا على رسلهم وسماتهم وخصائصهم ومصداقيتهم لروح انتمائهم لخطاب الطقسا . لم ولن ينكسروا أو يخضعوا لمسمى غير مسمى  حركة الطقسا . ولذلك تعد حركة الامتناي الأحرار امتدادا وتواصلا روحيا وقيميا ومبدئيا لحركة الطقسا  التي تأسست في منتصف السبيعينيات . وهي تعمل جاهدة .. بما لديها من إمكانات وطاقات محدودة  لإعادة روح ومضمون  خطاب حركة الطقسا . أيادي الامتناي مفتوحة وممدودة للتعاون  مع كل من يحلم بإحياء  روح الأمة وضميرها في أرض بيث نهرين الخالدة ....  

                                                               شوقي يوسف بهنام
                                                                  دهوك - انيشكي
                                                                07701745658
                                                         ع . حركة الامتناي الأحرار  
shawqiyusif@yahoo.com
shawqiyusif@hotmail.com        



                                          
                                                

12
                                    ثورة  "  الامتنايي "
الثورة مفهوم متداول في العلوم الاجتماعية وعلى وجه الحصر علم الاجتماع السياسي وعلم النفس السياسي  وعلم السياسة . وتحدثنا الموسوعة الفلسفية الماركسية على سبيل المثال لا الحصر عن ثورة اجتماعية وبرجوازية واشتراكية وثقافية وتكنولوجية وما يتمخض منها من حركات ثورية رافضة لواقع الحال الذي يعيشه أبناء هذه الثورة أو تلك . و  لكل ثورة من هذه الثورات أسلوبا يميزها عن غيرها طبقا لمنطلقاتها النظرية وأطرها الإيديولوجية . فنهاك ثورة سلمية ومسلحة وثقافية وثورة الحوار وما إلى غير ذلك من الأساليب المتخذة للوصول إلى هدف الثورة المرجو . و" الامتنايي " كحركة فتية وليدة مخاض لواقع  سياسي ممزق بين التسميات أو المرجعيات الدينية أو قيادات متهافتة لشهوة الكرسي وجمالياته والى الأبد ،  هي الأخرى لها أسلوبها للوصول إلى هدفها المرجو . فأسلوبها ليس غوغائيا هدفه ترويج وإشاعة مفاهيم لا تمت بواقع حياة شعبنا بصلة .كما انه ليس أسلوبا حرباويا يتسم بالنفاق والتلون والتمظهر بمظاهر مختلفة وبعيدة عن خطابها السياسي ومنطلقاته . هذه الحركة تتعامل مع الواقع تعاملها مع ذاتها ومع قيم تلك الذات ، متخذة من الحوار القائم على احترام الآخر مثلما تحترم ذاتها وتحترم خطابها . الحوار يستند فيما يستند على معطيات الواقع المعيوش كنقطة انطلاق لرسم واقع بديل وبالخيارات والوسائل المتوفرة لديها . انها تفتح الأذرع كلها وتفتح الأذان كلها من اجل تفعيل وديمومة ذلك الحوار .انها لا تنوي محاربة أو وضع العراقيل والحواجز ضد هذا أو ذاك من أصحاب الرأي أو القرار . قدر ما تريد لم الشمل وتوحيد النوايا وتنقية القلوب من اضغانها  وأحقادها . أنها تؤمن بالحضارة وقيم الحضارة ولذلك لا بد من جو حضاري للحوار بعيدا عن التخندق أو حول مسمى ما أو الوقوف عند مرجعية محددة ومعينة . انها تسعى لإزالة الحواجز والموانع بين هذا الشعب الذي لا يشكل الا نسبة قليلة قياسا إلى شعب العراق . ذلك هو أسلوب  ثورة " الامتنايي " الذي تأخذه على عاتقها للوصول إلى الهدف النبيل في هذا البلد الجريح .     
                                                                    شوقي يوسف بهنام           

13
                                           من هم الامتنايي ؟؟
 ان حركة " الامتنايي " حركة فتية وهي عصارة واقع سياسي لشعب لم يعرف الاستقرار ولم يعرف وحدة الهدف على الرغم .من الحركات التي ظهرت عبر تاريخه منذ الواقعة المريرة في مجزرة " سميل " . وعلى الرغم من صغر حجم هذا الشعب واعتباره أقلية من الأقليات لا غير ، فأن التمزق السياسي والتشتت في الرؤية هما السمتان السائدتان في هذه الواقع . وقارئ هذا الواقع ؛ إذا انطلق من بعد موضوعي سيضع يده على الفور ان الحركات كانت ذات تسميات من شأنها تفريق الشعب وتمزيقه لا جمع شمله ؛ فهذا تجمع سرياني وهذا تجمع كلداني وذاك حزب آشوري وما إلى ذلك  . والكل يتفق على هوية هذا الشعب بلغته السريانية وبلهجاتها الشرقية والغربية . ولا احد يترجم هذه الفكرة إلى واقع عملي . ومن هنا ظهور هذا الكم من الحركات والأحزاب والتجمعات لشعب صغير كشعبنا هذا الشعب الذي كان فريسة التهميش أو الاحتواء في وقت واحد لوقت طويل . والفاحص لهذا الكم من الحركات والتجمعات و الاحزاب التي ما صدقت هذه الفرصة لظهورها سوف يجد وبسرعة ان هذه الحركات تتكئ  إما على منطق عشائري قبلي كما سائد في الاحزاب لدى أهل الجبل (ناشي الطورا) أو متكئ مذهبي كنسي كما ملاحظ عند أهل السهل (ناشي الدشتا) وكلاهما يؤلفان بالضرورة شعب واحد متباين في السكن لا غير . ناهيك عن النفس السلطوي وهيمنة عقدة " الأنا الأقدم " سواء في مرحلة ما يسمى بالنضال السري أو في مرحلة العمل الجهوري المعلن . وحركة " الامتنايي " حركة تحاول ان تحتوي كل هذه الإشكاليات سواء ما تعلق منها بطبيعة الخطاب المتبنى أو نمط التنظيم المنتهج في هذه الحركة أو تلك . فهي حركة مفتوحة على الجميع سواء على كلا المنطقتين (جبل – سهل ) أو المذاهب الكنسية المعروفة التي يعتنقها أفراد هذا الشعب الذي يحلم أو يطمح بأن يأخذ مكانه ويؤدي دوره في هذا البلد الجريح . هذا الشعب هو مكون عراقي قبل ان يكون مكون عرقي ذو أصول معينة . فالخطاب الأساسي لحركة " الامتنايي " هو عرقنة الشعب وليس إذابته أو تمييعه وتفكيك وتشتيت هويته الثقافية . كما ان هذه الحركة لا تقف عند هذا المذهب أو ذاك . انها تجمع كل من يؤمن بالخطاب المار ذكره أعلاه سواء أكان  هذا المؤمن بهذا الخطاب سهليا أو جبليا .. نسطوريا أم ارذودكسيا أم كاثوليكيا . ولا تقف هذه الحركة عند حدود مسمى ما سواء أكان آشوريا أو كلدانيا أو سريانيا . انها لا تحمل مسمى يحيل إلى تسمية ذات بعد عرقي ما . فالمؤمنين بهذه الحركة هم اناس يحلمون بتوحيد الخطاب السياسي لهذا الشعب من دون ان يكون هذا التوحيد بزعامة أو بقيادة فئة جبلية أو سهلية على وجه الحصر . ان حركة  " الامتنايي " لا تؤمن بوجود زعامات أو قيادات تعيش ابد الدهر وبصلاحيات اطلاقية ابد الدهر ... انها حركة تعمل تحت مسمى " الامتنايي " لا غير . وتسعى للوصول بهذا الشعب إلى الشعور بالمواطنة الصالحة والانتماء لهذا  الشعب  ..الام .. العراق . من دون إلغاء أو إقصاء ...   
                                                                   شوقي يوسف بهنام   

14
                          مراحل وخصائص النضال القومي لشعبنا 
•   كانت مذبحة سميل عام 1933 نقطة انطلاق للشعور القومي لشعبنا بمسمياته المختلفة والتي تنطلق كلها من جذور تاريخية واحدة في جوهرها ومضمونها وإن اختلفت في مظاهرها أو ترجماتها وفق صور متباينة . وكان من طليعة هذا النضال وحاملي مشاعله الملك " ياقو" والبطريرك " ما ايشا شمعون " على أعقاب تلك الحملة والتي صارت بمثابة ارهاصات لهذا الشعور وبالتالي دافع للعمل القومي الميداني أو على الساحة الاجتماعية . وكان لصدور القرار الخاص بمنح الحقوق الثقافية والإدارية للأقليات بمثابة عامل معزز ومشجع ودافع لذلك العمل فكانت البذرة الأولى لهذا الاندفاع هو تأسيس النادي الثقافي الآثوري أو الأندية الثقافية والاجتماعية لباقي فئات شعبنا في بغداد التي أصبحت بمثابة اللولب أو القطب الذي يتمحور عليه هذا النضال من خلال نشر الوعي القومي والاهتمام بتاريخ وتراث وثقافة شعبنا على مختلف الأصعدة . الا تزايد هذا النشاط وبلورته بصورة منظمة وظهور حركات وأحزاب ذات منطلقات إيديولوجية ممنهجة وذات نظرة لها أبعادها في منتصف السبعينيات جعل من الحكومات ان تحسب لها حساب وتحمله على محمل الجد . بمعنى انه صار يشكل خطرا على بنية البلد في حساباتها . مما دفع بأجهزتها وأجندتها الى اتخاذ إجراءات ضد هذه الأنشطة لكي لا تأخذ مسارها الصحيح والسليم فبدأ عصر الاعتقالات والسجن والحساب وبدأ هذا الاجراء من عام 1980-1990وكانت الحصيلة هي استشهاد كل من الرفاق يوسف ويوبرت ويوخنا وسجن بعض الرفاق وهروب البقية وإعلان الكفاح المسلح ولكن دون القيام على أسس تنظيمية سليمة وانعزالها وحيث تم رفضها من  المشاركة في الجبهة الوطنية الديمقراطية   " جود " . بعد هذا التشتيت للجهود التي بذلها من بذلها من أبناء شعبنا ، وفي مرحلة الانتفاضة العامة في شمال العراق برزت مرحلة جديدة على ساحة العمل القومي لشعبنا . هذه المرحلة هي مرحلة الوصولية والانتهازية للوصول الى غايات ومنافع شخصية لا تنفع قضايا شعبنا لا من بعيد أو قريب وأحداث عام 1996 على مقرات اربيل هي الشاهد على ظهور هذه المرحلة . مما أصبح هذا بمثابة حافز لبروز أحزاب قومية وظهورها في ساحة العمل القومي مثل الحزب الوطني الآشوري وحزب بيث نهرين الديمقراطي وحزب حرية بيث نهرين وردود أفعال تلك الاحزاب على الحركة الديمقراطية الأشورية " زوعا "  مما اضعف روح توحيد الجهود لصالح قضايا شعبنا الاساسية . وبعد عام 2000-2010  وبعد دخول الاحتلال الأمريكي بدأت الاحزاب القومية بفتح المقرات داخل المدن العراقية بشكل عشوائي وغير مدروس واخذ كل حزب يعمل بشكل منفرد بل راحت هذه الاحزاب تتحالف مع تكتلات وقوى وطنية أخرى من اجل الحصول على المراكز والمناصب لتحقيق الأغراض الشخصية لا غير . وراحت الجهود تركز على قضية التسميات التي اصبحت بمثابة الشماعة التي يتخفى وراءها هذا الحزب أو ذاك . وفي تموز عام 2006 وعلى وجهة التحديد المؤتمر الرابع للحركة الديمقراطية الآشورية والمؤتمر الثالث للحزب الوطني الآشوري بدأت مرحلة التشرذم والتكتل في العمل القومي وقتل الروح القومية وتشتت جهود هذا النضال بين تلك الكتل من جهة وتدخل الجماعات الكنسية من جهة أخرى والكل يسعى الى تعزيز مسمى ما أو تيار ما أو جهة ما . بعد كل هذه الحيثيات ظهرت الحاجة الى مراجعة موضوعية لمراحل هذا العمل وتحديد سماته وتوجهاته ورؤاه المستقبلية حتى يواكب المتغيرات الحاصلة والتي سوف تحصل في آن واحد . أهمية هذه  المراجعة دعت مجموعة من الغيارى في هذه الأمة لأن تقوم بهذه المهمة الصعبة والشاقة لاحتواء كل الخطابات تحت لواء خطاب يلبي حاجات هذا الشعب بكل مسمياته أو بكل انتماءاته المذهبية . هؤلاء الغيارى شمروا عن ساعد الجد وراحوا يعملون بصمت طيلة سنوات عديدة محاولين لم الشمل لهذا الشعب الممزق بسبب التسميات أو الانتماءات أو الخلفيات القبلية أو العشائرية إذا شئنا الدقة . فأطلق هؤلاء الغيارى على أنفسهم حركة " الامتنايي الأحرار " . ترى من يكون هؤلاء الغيارى وما هو خطابهم ...


                                                            عوديشو بوداغ     
Snshar_Barata@yahoo.com                                                           

15
 بعد مشاركته المتواضعة في المؤتمر الثالث لرابطة علماء النفس المسلمين في ماليزيا اجرت المخرجة المندائية احلام سعيد حوارا مع الناقد والاكاديمي شوقي يوسف بهنام حول مشاريعه النقدية عن الشعراء المندائيين امثال الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد والشاعرة اللامعة لميعة عباس عمارة وشاعر مندائي آخر لم يعرف ولم يظهر على الساحة الادبية في العراق وسوف يعلن عن اسمه فيما بعد حيث يقوم الناقد بانجاز مشروع نقدي عن الشاعرة لميعة و التي لم تحضى بالاهتمام الذي يليق بها وقد استغرق اللقاء زهاء النصف ساعة وسوف يبث على قناة عشتار الفضائية في اليوم الثاني من الشهر القادم للعام الجديد وفي الساعة السابعة مساءا وقد تحدث الناقد عن مشاريعه النقدية على العموم وقد ابدت المخرجة التليفزيونبة احلام سعيد ارتياحا بهذا اللقاء 

16
شارك الناقد والاكاديمي شوقي يوسف بهنام بورقة علمية في المؤتمر الثالث لرابطة علماء النفس المسلمين والذي انعقد في العاصمة الماليزية
كولا لامبور بتاريخ 6-8-12-2011
والتي كانت بعنوان " قلق الموت والمستقبل عند الامام الشافعي " وقد نالت الورقة استحسانا منقطع النظير من قبل المحاضرين واعتبروا هذه المشلركة اول مشاركة علمية لباحث غير مسلم في مؤتمر يعالج قضايا علم النفس الاسلامي . وفي حوار على هامش المؤتمر اكد الباحث على ضرورة الانفتاح والحوار بين الاديان لدورها المهم في التعايش الانساني كما التقى ببعض الاساتذة والباحثين في هذا المجال من عدد من الاقطار العربية والعالمية
كما اثنى رئيس جامعة الموصل الدكنور ابي سعيد الديوجي وبارك مشاركة الباحث في هذا المؤتمر

17
في رسالة خطية بعث بها الاستاذ الدكتور مالك المطلبي استاذ النقد الادبي في كلية الاداب / جامعة بغداد الى الناقد والاكاديمي شوقي يوسف بهنام يعبر من خلالها عن اطرائه واعجابه بالاعمال النقدية للناقد والاكاديمي شوقي يوسف بهنام خصوصا عن الشاعر الكبير ادونيس وفي يلي نص الرسالة :

حضرة الأستاذ الفاضل شوقي يوسف بهنام المحترم
تحية طيبة أزفها لم من أعماق قلبي راجيا أن تكون في أتم الصحة والعافية متمنيا لك دوام الموفقية والنجاح في طريق خدمة المثقفين والثقافة .

لقد قرأت مقالاتك في موقع الندوة العربية للشعر الذي يشرف عليه الشاعر المبدع سيد جودة وخاصة المقالات النقدية الخاصة بالشاعر الكبير ادونيس ، حيث أن قلة من النقاد يستطيعون سبر غور المكامن العميقة لقصيدة ادونيس ، لكنك والحق يقال تمسك بتلابيب النص وتغوص إلى عمق مشكلات ادونيس النفسية دون تردد أو خوف وتستجوب الشاعر بأسلوب بارع قل نظيره عند النقاد والمحدثين إلى النهاية وتعرض النص للمسائلة بمهنية عالية ومنهجية دقيقة كأنك تقرأ الحالة الشعورية واللاشعورية للشاعر وتنغمس لا شعوريا في حالة القصيدة وتقتفي تجربتها وتتعقب ظلالها وتنقل إلى السطح ما يعتمر في ذلك البركان الخفي من ( التوهج والإحباط والانكسار والتطلع والأمل والخوف من المجهول والحزن ولحظات السعادة المبهجة والحب المفرط والكره المفرط ) مطبقا النظريات النفسانية وعلى خطى النقاد اللامعين ، بالاتجاهات الثلاثة : علاقة النص بالناص ممثل بالعلاقة بين المريض والحلم وفي هذا تتحول من ناقد إلى محلل والاتجاه الثاني العلاقة اللاواعية بين الشاعر والمتلقي ، والاتجاه الثالث ، العملية الشعرية وعلاقتها بعملية الخلق بحضورك احتفاله الأبدي المنبعث من الجوانب الخفية في أعماق النفس البشرية .
قليلون أولئك الذين يتجرأ ون بتناول هكذا نصوص صعبة بمفردة نقدية ثرية تقابل ثراء المفردة الشعرية وتتحسس معاناة الشاعر وعذاباته وتحدياته مهيمنا على النص هيمن كاملة ، متحصنا بمدارس ومصطلحات ومفاهيم أكثر واقعية وأغزر علمية من تلك المدارس النقدية الأكثر عمومية وضبابية المتراكمة هذه الأيام في الساحة الأدبية والتي تعمل على تسطيح المقال النقدي نتيجة قصورها العلمي وعدم واقعيتها .
أخي العزيز .........
أرسل أليك نصا جديدا للشاعر ادونيس منشور في مجلة ( دير شبيكل ) الواسعة الانتشار ف ألمانيا مترجما إلى الألمانية وقد حصلت على النص العربي من زميلي الدكتور جابر عصفور ، وقد قرأته عدة مرات لكني لم اصل إلى كل مغاليقه ، فأرجو منك كتابة مقال عنه ، ربما يكون مفتاحا لي لفك بعض رموزه التي استعصت على وأرسله مع حامل هذه الرسالة حيث سأرفقه مع المقال الذي سوف اكتبه وارسلهما إلى المجلة المذكورة بعد ترجمتها وسأكون لك شاكرا .

                                                                             اخوك
                                                                                                                                                                                                         د. مالك المطلبي

18
لا ادري كيف اعبر عن اسفي عن ما يحدث في هذا الموقع الذي ينبغي ان يكون منبرا  حرا وللجميع الا ان يكون هناك اخبار لا تتماشى مع سياسة الموقع او رغبات المشرفين عليه او هناك خطأ في الارسال للموضوعات او خطأ في النشر أو لا أدري هل هناك اسباب اخرى مجهولة !!!!!!!!! .
لقد ارسلت خبرا قبل ايام بخصوص ترشيحي للجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب وظهر الخبر وما ان تصفحت الموقع في اليوم التالي اكتشفت ان الخبر قد حذف من قائمة اخبار شعبنا كما قد نشرت تعليقات نقدية لبعض الظواهر التي يرددها .. وأقولها بكل صراحة هؤلاء الادعياء عل الشعر والادب والادب والشعر منهم براء وايضا حذفت هذه التعليقات التي كنت اود من خلالها التقويم والنقدالعلمي والاكاديمي السليم
انا لست ضد المواهب الناشئة والفتية بل انا ضد الثرثرة والكلام الذي يخلو من جمالية وايقاع سليم في البنية والشكل واعتقد ان زميلي وصديقي الدكتور سمير خوراني يشاطرني ويشاركني نفس الافكار نحن لسنا ضد اي ابداع ولكن للابداع اصوله واساسياته وشروطه ينبغي توافرها في العمل الابداعي المنجز
اخي العزيز امير المالح المحترم
انا لا اريد ان امدح نفسي فزوروا المواقع العربية الرصينة التي ,, وأقولها بكل فخر ... تتهافت على نشر مقالاتي ودراساتي والدعوات التي تنهال على بريدي الالكتروني لنشر دراساتي النقدية فيها وموقع  الندوة العربية واحد من هذه المواقع الرصينة في مجال الادب والنقد والشعر
فلماذا لماذا واكررها مرة هذا الحذف المتعمد .. على ما يبدو بكل ما يتصل بنشاطي الادبي
عزيزي امير المالح المحترم
انا معروف على الساحة العربية معرفة جعلت من واحد من اعضاء الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ان يرشحني بدون ان اعلم الا يكفي هذا على قيمة اعمالي ودراساتي النقدية ..
لذلك فأنا غير محتاج .. على الاطلاق .. اي تقييم من بيئتي المحلية ,, وقديما قالها المسيح ليس لنبي كرامى في وطنه .. اريد فقط ان اعرف السبب في هذا التعامل مع اخبار انشطتي انت لا تعلم كم لدي حضور لدى المثقفين والااكاديميين الجادين في جامعة الموصل واذا كان هناك سبب ارو ان تعلمني حتى لا
اكلف نفسي في الكتابة اليكم مرة اخرى
مع محبتي وتقديري


                                                       الناقد
                                             شوقي يوسف بهنام
                                                  جامعة الموصل   

19
 نشر موقع الندوة العربية للشعر العربي والعالمي المترجم والذي يحرره الشاعر المصري سيد جودة
دراسة جديدة للناقد والاكاديمي شوقي يوسف بهنام وهي بعنوان :
انقسام الحب أو البياتي بين لارا وخزامى
والدراسة رؤية نفسية لمحنة الشاعر الكبير النفسية وهو تحت اعباء المنفى الاقصاء كما تحاول الدراسة
الكشف عن بعض الدوافع النفسية والسمات الشخصية لهذا الشاعر المغترب والدراسة هي باكورة لمشروع
جديد ينوي الناقد والباحث شوقي يوسف بهنام القيام به عن هذا الشاعر الكبير
والناقد في انتظار ردود افعال محبيه وبريده الالكتروني هو
shawqiyusif@yahoo.com

                                                                 مع تحيات
                                                           الناقد والاكاديمي
                                                         شوقي يوسف بهنام

20
التقى الناقد والاكاديمي العراقي  شوقي يوسف بهنام اثناء زيارته الاخيرة الى سورية عددا من النقاد والشعراء
العراقيين والعرب ومن بينهم الباحث والمترجم السوري محمود منقذ الهاشمي والروائي الفلسطيني حسن محمود
والدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب ومن بين هؤلاء التقى الناقد العراقي الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد ودار حديث بينهما استغرق مدة الساعتين وابدى الشاعر الكبير امنيته ان يقوم الناقد شوقي يوسف بهنام بكتابة دراسة حول نتاجه الشعري حيث قدم له مجموعته الاخيرة والصادرة عن الاتحاد والمعنونة ( في مواسم التعب ) وقد وعد الناقد الشاعر بتحقيق هذه الامنية في الوقت القريب كما التقى الناقد العراقي د. محمد صابرعبيد ودار بينهما حديث حول اشكاليات النقد العربي . كما اتفق الناقد العراق مع احدى دور النشر السورية لطبع كتابه عن أدونيس والمعنون ( فأرة أدونيس ).
والتقي في حلب عددا من النقاد والدارسين والشعراء والرواءيين .

صفحات: [1]