ankawa

المنتدى الثقافي => أدب => الموضوع حرر بواسطة: يعقوب كربو في 16:08 16/12/2017

العنوان: انا واجدادي والزمن
أرسل بواسطة: يعقوب كربو في 16:08 16/12/2017


انا واجدادي والزمن


يعقوب كربو


مشيت في في أعقابهم ابحث عن خطاهم
قالوا في بابل ونينوى اريدو وديلمون
ونيبور واوركلدو مسكن ابراهيم وكلكامش
مشيت على ضفاف دجلة والفرت اؤلملم مأثرهم
ابحث عن حروف مسماري متناثرة على الواح حجرية محطمة
اردت جمعها لأحصل على كلمات او جمل تصف لي تلك المآثر
وإذا باصوات من بقايا سمفونية نينوى
تعزف على القيثارة البابلية ينقلها الآثير إلى أذنيّ
ثم تابعت السيربخيالي
وأنا أسمع تقاطع صرخات جنود تأتيني من بعيد
.............
قلت في نفسي هنا على هذه الصخرة وقفت شميرام
وهناك على بقايا السوررسوم بوابة عشتار
مشيت ومشيت ومشيت
ابحث عن اثاربرج بابل وزقورة سومر
وهذه هي اكيد مسلة تشريع حمورابي
وهناك راس سركون كلها مبعثرة
حطموهم بعثروهم احرقوهم باعوهم
على ماذا ابحث بعد .....
عدْتُ إلى بغداد واربيل والموصل
اجمع حكايات قدامى الرافدين
بمن التقيت في الموصل ؟ بكوريّ الهدَام
قالوا هذا سليل عائلتك
قلت الهدام ولماذا يٌهدْم
أجابني انا وانت أحفادهم واليوم ... نعم اليوم.
ليس يومنا وكلامي وصرخاتي لا يفهموها
اشور سومر اكد شلومو شلاما ...
لا يفهموني لذا ساأهدم ما تبقى منهم
لا لا ليست كلماتهم ..... قلت لمن إذاً ؟
.............
صرخت من قمة برج بابل انادي
يا جبابرة بابل لكم الحق أن لا تعترفوا بنا
لم نستطع للملمة ذاتنا
ولا إعادة بناء اسوار نينوى
ولم نستطع تطويردولابكم
الذي سرقه من الاخرين لاننا لم نحمل البندقية
ذهبتم وغمرنا الطوفان ورست السفينة
على جبال اشور
وحسدنا الحمام التي تحمل غصن الزيتون
وسرنا مبشرين بغصن الحمام
...........
صوت صارخ من بين احجار معبد انو
انه صوت سنحاريب الملك
لا... لا ... لا هذه ليست رسالتنا وانتم لستم احفادنا
نحن حفرنا الترع وسقينا الارض
وطبقنا قوانيين حمورابي وحمينها
بالقوس والنشاب
وكتبنا باحرف الولف والبيث تاريخنا
وحكمنا بلادنا الاف السنيين
وانتم تقولون اننا أحفادكم
لا والف لا
الاسود كانت تهابنا و النمور نحن روضناها
والملوك سجدت لنا وقدموا لنا هدايهم
وأحيقار بنى قصرا بين الارض والسماء
وغلب فراعين مصر بدهائه
لا... لا ... لا ... فانتم لستم نحن
فاعطيتهم الحق بان يتبرؤا منا نحن الاحفاد
عدتٌ من هناك مطأطا الرئس
ابحث على بقايا القوس والنشاب
لأعيد مجدهم واحمل بيدي لآخرى الغصن


فيزبادن 12 . 2017